ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو : كيف يتم ترويض هذه المقاومة أو التخلص منها ؟ وبمعنى آخر : كيف يتم مقاومة المقاومة ؟
والواقع أن هناك طرقاً عديدة وأساليب متنوعة لمقاومة المقاومة , وقبل الخوض في هذه الأساليب نود الإشارة إلى الملاحظات التالية :
1-يمكن للمغير أن يستخدم أكثر من طريقة لمقاومة المقاومة , فقد لا تجدي طريقة واحدة فيضطر إلى ممارسة طريقة ثانية وثالثة ورابعة .. إلخ .
2- يعتمد تبني أي طريقة من الطرق التالية على معايير عدة , من أهمها ما يلي :
أ- طبيعة المغيرين وإمكاناتهم .
ب- طبيعة المقاومة ومدى قوتها وهل هي فردية أم جماعية .
ج- الإمكانات البشرية والمادية المتاحة
د- الظروف والأحوال الداخلية والخارجية للمنظمة والأفراد .
هـ- الزمان والمكان .
3- الغاية لا تبرر الوسيلة , ومقاومة المقاومة ينبغي أن تكون بأسلوب نظيف وشريف .
4- رغم أننا سنذكر بعض الطرق التي لا نظن أنها تتفق والخلق الإسلامي القويم إلا أن ذكرنا لها لا يعني الدعوة إلى تبنيها والتساهل في ممارستها إلا وفق ضوابط عدة من أهمها ما يلي :
أ -أن يتم ممارستها عند الضرورة القصوى .
ب- أن لا يتم استخدامها مع الصالحين المستقيمين .
ج_أن يتم استعمالها بأدنى قدر ممكن .
د-الحذر من التساهل في الكذب والنميمة .
هـ- أن يخلص الإنسان نيته لله تعالى عند استخدام هذه الطرق في حالة الضرورة .
و- أن لا يفرح الإنسان ويفتخر باستخدام هذه الطرق .
ى- أن يكثر الإنسان من الاستغفار والتوبة .
1- كن طبيباً :
يقوم الطبيب عادة بتشخيص الداء والتعرف على أسبابه ومن ثم يحدد له الدواء المناسب , وهذا ما ينبغي للمغير أن يقوم به ابتداءً عند مقاومة المقاومة .
إن للمقاومة أسباباً ودوافع لابد أن يتعرف عليها المغير حتى يستطيع التعامل معها , إذ ربما لا يحتاج المغير إلا إلى كلمات قليلة يمكن بها ترويض المقاومة .(107/5)
لذا , فإن أول سؤال ينبغي أن يسأله المغير للمقاومين هو : لماذا تقاومون هذا التغيير ؟ .
فإن كان السبب الحقيقي هو الجهل بحقيقة التغيير؛ كان العلاج هو توضيح جوانب وأبعاد وماهية وإيجابيات هذا التغيير .
وإن كان السبب هو الخوف على المصالح الشخصية؛ فإن العلاج هو تطمينهم بعدم تأثير التغيير على امتيازاتهم ومكاسبههم الشخصية.
وإن كان السبب هو التكاليف المادية للتغيير؛ فإن علاج ذلك يكون بتبيان الأرباح الكبيرة الآجلة التي يمكن أن حققها هذا التغيير , وهكذا الحال بالنسبة لباقي أسباب ومبررات المقاومة .
2- ادع للمقاومة :
الدعاء هو السلاح الفتاك الذي يؤمن به المؤمنين , كما أنه علاقة العبد بربه , وقد أبان الرسول r أهميته فقال: "مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ إِذًا نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرُ" رواه الترمذي .
إن على المسلم أن لا يقلل من أهمية وتأثير الدعاء , لاسيما ذلك الدعاء الذي يخرج من قلب نقي خاشع ناصح لا إثم فيه ولا معصية ,وصدق القائل إذ يقول :
سهام الليل صائبة المرامي ... إذا وُترت بأوتار الخشوع
إننا في تعاملنا مع إخواننا المسلمين , حتى لو كانوا مخالفين ومقاومين لما نريد من تغيير , ينبغي أن لا ننسى أن لهم حقوقاً علينا , ومن حقوقهم علينا النصيحة والدعاء وإرادة الخير لهم .
وما يدري الإنسان , فلعل دعاءً صادقاً يخرج من قلب محب للخير , يرفعه الله تعالى إليه , فيستجيب له , ويجعل نار المقاومين برداً وسلاماً على المغيرين والمتغيرين , وما ذلك على الله بعزيز . وفي التاريخ الإسلامي عبر كثيرة تؤكد ما نقول , وتثبت أهمية الدعاء وتأثيره في نفوس المقاومين والمناوئين والغاضبين والمتربصين.
3- كن فطناً ذكياً :(107/6)
إن مقاومة التغيير قد لا تكون مقاومة أخلاقية شريفة , إذ ربما تحتوي على العديد من التكتيكات والحيل والتمويه , لذا ينبغي أن يكون المغير ذكياً فطناً سريع البديهة .
والذكاء وسرعة البديهة هي موهبة فطرية يهبها الله لمن يشاء , ولكن يمكن اكتسابها أو يمكن القول إنها موجودة لدى كثير من الناس إلا أنها ضامرة تحتاج إلى صقل وإظهار .
ولعل مما ينمي الذكاء وسرعة البديهة هو الاستعانة بالله , والعلم , ومرافقة الأذكياء , والاطلاع على مواقفهم .
لقد كان رسول الله r أذكى الناس وأفطنهم , روى ابن قتيبة أنه لما خرج رسول الله r إلى بدر , مر حتى وقف على شيخ من العرب , فسأله عن محمد وقريش , وما بلغه من خبر الفريقين , فقال الشيخ: لا أخبركم حتى تخبروني ممن أنتم , فقال رسول الله r " إذا أخبرتنا أخبرناك" فقال الشيخ : خبرت أن قريشاً خرجت من مكة وقت كذا , فإن كان الذي أخبرني صدق , فهي اليوم بمكان كذا, للموضع الذي به قريش وخبرت أن محمداً خرج من المدينة وقت كذا , فإن كان الذي خبرني صدق , فهو اليوم بمكان كذا , للموضع الذي به رسول الله . ثم قال : من أنتم ؟ فقال رسول الله r : "نحن من ماء" ثم انصرف , فجعل الشيخ يقول : نحن من ماء ! ماء العراق أو ماء كذا أو ماء كذا .
وأمثلة الذكاء والفطنة وسرعة البديهة كثيرة ومتنوعة ولعل من المهم ذكر بعضها حتى تتسع المدارك وتتضح الصورة .
يروي ابن خلكان في "وفيات الأعيان" (4 /95) أن الحجاج قال لأخي قطري ابن الفجاءة : لأقتلنك , فقال : لمَ ذلك ؟ قال لخروج أخيك , فقال : فإن معي كتاب أمير المؤمنين أن لا تأخذني بذنب أخي , قال : هاته , فقال معي ما هو أوكد منه , قال : ما هو ؟ فقال : كتاب الله عز وجل حيث يقول : }وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{ , فعجب منه وخلى سبيله .(107/7)
وروي أن غلاماً لقي الشاعر أبا العلاء المعري , فقال الغلام لأبي العلاء : من أنت يا شيخ ؟ فقال أبو العلاء : شاعركم , فقال الغلام : أنت القائل في شعرك :
وإني إن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطع الأوائل
فقال أبو العلاء : نعم , فقال الغلام : يا عماه , إن الأوائل قد وضعوا ثمانية وعشرين حرفاً للهجاء , فهل لك أن تزيد حرفاً واحداً ؟ فصمت أبو العلاء وأفحم ولم يستطع الإجابة .
يتبع
اسم الكتاب: مقاومة المقاومة ( 30 طريقة لريادة التغيير وترويض المقاومة)
تأليف :د.علي الحمادي
* * * * *(107/8)
مقولات في النجاح
إعداد: جنة
الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه ... أو لا شيء ( هيلين كيلر )
ليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللا قرار هو عادته الوحيدة ( وليام جيمس )
إذا لم تحاول أن تفعل شيء أبعد مما قد أتقنته .. فأنك لا تتقدم أبدا (رونالد .اسبورت )
عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة ( روس بروت )
إن أعظم اكتشاف لجيلي ، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته ، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية ( وليام جيمس )
إن المرء هو أصل كل ما يفعل ( ارسطو )
يجب أن تثق بنفسك .. وإذا لم تثق بنفسك فمن ذا الذي سيثق بك !!؟؟
إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمه .
إذا لم تفشل ، فلن تعمل بجد .
ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح .
الهروب هو السبب الوحيد في الفشل ، لذا فإنك تفشل طالما لم تتوقف عن المحاولة .
إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هي الانتصار ( ونستون تشرشل).
لعله من عجائب الحياة ،إنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليها (سومرست موم )
إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو ، أما الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين (كونفويشيوس )
قد يتقبل الكثيرون النصح ، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه ( بابليليوس سيرس )
ليس هناك أي شي ضروري لتحقيق نجاح من أي نوع أكثر من المثابرة ، لأنه يتخطى كل شيء حتى الطبيعة .
عليك أن تفعل الأشياء التي تعتقد أنه ليس باستطاعتك أن تفعلها .( روزفلت )
من يعش في خوف لن يكون حراً أبدا ( هوراس )
الرجل العظيم يكون مطمئناً ، يتحرر من القلق ، بينما الرجل ضيق الأفق فعادة ما يكون متوتراً (كونفويشيوس )
إن عينيك ليست سوى انعكاسا لأفكارك ( د إبراهيم الفقي )(108/1)
إن الاتصال في العلاقات الإنسانية يتشابه بالتنفس للإنسان ، كلاهما يهدف إلى استمرار الحياة ( فرجينيا ساتير )
افعل الشيء الصحيح فأن ذلك سوف يجعل البعض ممتناً بينما يندهش الباقون ( مارك توين )
أن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب ( رالف و.أمرسون )
إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور ( توماس كارليل )
من يعش خائفاً لن يكون أبداً إنساناً حراً
ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب ، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة (روبرت شولر)
إن السعادة تكمن في متعه الإنجاز ونشوه المجهود المبدع ( روزفلت )
إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياه المرء في المستقبل ( أفلاطون )
ليس هناك وصفاً للقائد أعظم من أنه يساعد رجاله على التدريب على القوه والفعالية والتأثير .( منسيوس )
إن الاكتشافات والإنجازات العظيمة تحتاج إلى تعاون الكثير من الأيدي
عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة ( روس بروت )
ومن يتهيب صعود الجبال * * * يعش أبد الدهر بين الحفر
الوطنية لا تكفي وحدها … ينبغي ألا نضمر حقدا أو مرارة تجاه أي كان .
في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير لابد أن يكون هناك فشل
إن قضاء سبع ساعات في التخطيط بأفكار وأهداف واضحة لهو أحسن وأفضل نتيجة من قضاء سبع أيام بدون توجيه أو هدف
الحكمة الحقيقية ليست في رؤيا ما هو أمام عينيك فحسب !! بل هو التكهن ماذا سيحدث بالمستقبل
اغرس اليوم شجره تنم في ظلها غداً
عندما تعرض عليك مشكله أبعد نفسك عن التحيز والأفكار المسبقة ..وتعرف على حقائق الموقف ورتبها ثم اتخذ الموقف الذي يظهر لك انه أكثر عدلاً وتمسك به .
يجب أن تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الأصدقاء .(108/2)
مع كل حق مسؤولية ..فلماذا لا يذكر الناس إلا حقوقهم .؟؟
خلق الله لنا يدين لنعطي بها فلا يجب إذا أن نجعل من أنفسنا صناديق للادخار وإنما قنوات ليعبرها الخير فيصل إلى غيرنا .
أعمالنا تحددنا بقدر ما نحدد نحن أعمالنا !!
إن أرفع درجات الحكومة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينه وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية .
البحث يعلم الإنسان الاعتراف بخطئه والافتخار بهذه الحقيقة أكثر من أن يحاول بكل قوته الدفاع عن شيء غير منطقي خوفا من الاعتراف بالضعف بينما الاعتراف علامة القوة .
إن الخصال التي تجعل المدير ناجحا هي الجراءة على التفكير والجراءة على العمل والجراءة على توقع الفشل ..!!
قدرتك على حفظ اتزانك في الطوارئ ووسط الاضطرابات وتجنب الذعر هي العلامات الحقيقية للقيادة .
الرئيس هو ذلك الرجل الذي يتحمل المسؤولية فهو لا يقول غُلب رجالي إنما يقول غٌلبت أنا …فهذا هو الرجل حقاً.
نحن نعيب على الآخرين أنهم يرتكبون نفس أخطائنا .!!!
امدح صديقك علناً … عاتبه سراً !!!!
أول الشجرة .. (( النواة ))!!!
إذا نفذت عملاً خطأ سوف تنفذه رديئاً .
يستحيل إرضاء الناس في كل الأمور … ولذا فإن همنا الوحيد ينبغي أن ينحصر في إرضاء ضمائرنا !
الأفضل أن تصل مبكراً ثلاث ساعات من أن تتأخر دقيقه واحدة .
السيطرة ضارة إلا سيطرتك على نفسك ..!!
لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته .. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها ..!!
العبرة في عدد الإنجازات المحققة بغض النظر عن من الذي حققها .!
من اكثر الأخطاء التي يرتكبها الإنسان في حياته … كانت نتيجة لمواقف كان من الواجب فيها أن يقول لا …فقال نعم !!!
الصلاح مصدر قوه فالرجل المستقيم الصدوق النافع قد لا يصبح مشهوراً أبداً … لكن يصير محترماً ومحبوباً من جميع معارفه .. لأنه أقام أساساً متيناً من النجاح وسوف يأخذ حقه من الحياة .(108/3)
إن على المرء أن لا ينسى الجانب الإنساني في تعامله مع الآخرين سواء في حياته العملية أو الاجتماعية .
إذا حُملت المسؤولية لمن لا يستحقها فسوف يكشف عن خلقه الحقيقي دائماً.
إذا كنت تجد المتعة في عملك فسيجد الآخرون المتعة في العمل تحت إمرتك .
قد تكون أفضل الطرق أصعبها ولكن عليك دائما بإتباعها إذ الاعتياد عليها سيجعل الأمور تبدو سهله .
عامل من أنت مسؤول عنهم كما تحب أن يعاملك من هو مسؤول عنك ..!!
تعود على العادات الحسنه وهي سوف تصنعك ..!!(108/4)
ملاحظات منهجية لاستكشاف آفات التفكير
mortada@annabaa.org ... مرتضى معاش
يتميز الكائن الإنساني عن باقي المخلوقات بأنه كائن يهدف إلى تحصيل المعرفة من أجل إشباع حاجاته المادية و الروحية ، و هو للوصول إلى المعرفة يستخدم عقله مفكراً عبر مراحل استدلالية مختلفة و متعددة عبر مقدمات متسلسلة يستنبطها حدسه العقلي حتى يبلغ مأربه و يشبع ظمأه، لذلك اخترع المتقدمون من الحضارات القديمة قواعد و ضوابط عقلية أسموها بالمنطق حتى تصبح ثوابت عامة في المعرفة الإنسانية. ذلك أن الإنسان قد لا يصل غالباً إلى المعرفة التي تكشف عن الواقع او قد يضع لنفسه معرفة تطابق هواه و رغباته ومصالحه لذلك يخطئ كثيراً في تحصيل المعرفة او استخدامها بالصورة الصحيحة.
و اذا كان الإنسان كائن مستدل عقلاني فأن نمط حياته العام يتشكل حسب نوعية الحركة المعرفية التي يتخذها و حسب أساليبه الاستدلالية، و قد تتخذ أمة كاملة منهجاً استدلالياً و معرفياً خاطئاً يقودها إلى اتجاه معاكس و لا يوصلها إلى أهدافها.
أن تغيير كثير من الأخطاء التي نعيشها و تغيير واقعنا إلى واقع جديد سليم يعتمد بشكل كبير على كشف الأسلوب الذي نفكر به ، فإذا كان واقعنا سيئا ومريرا فهذا يعني أننا نفكر بأسلوب خاطئ ولابد من أن نغير أساليبنا الفكرية و الاستدلالية لتغيير هذا الواقع المتخلف.(109/1)
إن الكثير من الأشياء في هذه الحياة تبدو لنا في ظاهرها سليمة و خالية من العيوب لذلك نعمل وفق هذه الرؤية و نشكل حياتنا وما يتبعها على ضوءها، و لكن قد تكون هذه الأفكار ليست إلا أخطاء تعودنا عليها عبر الزمن حتى يسيطر الركود و الجمود و التخلف علينا ، ذلك أن الاستمرار على الخطأ يؤدي إلى خلق تراكمات متتالية لمجموعات من الأخطاء المعقدة، و هذه هي إشكالية في المنهجية التي يفكر فيها الفرد او الجماعة او المجتمع أو الأمة. إن العبرة التي نستخلصها هي إن المنهج الفكري هو الذي يحدد مسيرة فرد او أمة و حياة الأمة و حيويتها مرتبطة بنوعية التفكير الذي تسير وفقه ، فكم من أمة اندثرت و ماتت عندما غرقت في المستنقعات الراكدة لأفكارها الجامدة. و كم من أمة نهضت بنهوض أفكارها التي غذتها بالحياة و الروح عندما اعتمدت منهجاً سليماً في نظامها الفكري.
استكشاف آفات الفكر الإنساني(109/2)
ما الذي يجعل التفكير ينقاد إلى الاستدلال العقيم او السقيم؟ هذا السؤال هو الذي يفرض علينا نفسه لمعرفة الأخطاء الفكرية التي يقع فيها الفرد عبر مراحله المختلفة.و اذا كان القدماء قد وضعوا المنطق المعروف بمنطق أرسطو فأن هذا المنطق لا يستطيع ان يستدرك هذه الأخطاء بكاملها لأنه يعتمد على آلية ميكانيكية لا تنظر إلى مختلف المراحل و الظروف الفكرية التي يمر بها الإنسان، إذ ان العقل الإنساني ليس مجرد آلة تصنع الأفكار بل انه خاضع في كثير من الاحيان الى مجموعة من الرغبات و الميول النفسية و الحوافر الاجتماعية و الدوافع الذاتية والضغوط الخارجية. لذلك لابد من دراسة منهج التفكير الإنساني و أسلوبه من خلال الآفات التي تصب الفكر و تعطل حركته او تجعله مريضاً لا يفكر بالطريق الاستدلالية السليمة. ان استكشاف آفات التفكير يعطينا القدرة على استدراك الأخطاء التي نقع بها، و عندما نخضع لمنطق امكان الخطأ في اساليب التفكير و نعترف بذلك فأننا نستطيع أن نغير الكثير من اساليبنا في الحياة عبر تغيير اساليب التفكير.قال تعالى في كتابه الحكيم: ليدبروا آياته وليتذكر اولوا الالباب.
اليقين المطلق(109/3)
وظيفة المعرفة هي الانتقال من المعلوم للوصول إلى المجهول عبر مجموعة من المقدمات التي يربط الفكر بينها و يستدل منها لأشباع نهمه في قطف الحقائق، لذلك عندما تتكامل هذه المقدمات يحصل على نتيجة تعطيه اليقين الذاتي. هذا اليقين قد يكون حقيقة عندما يتطابق مع الواقع لأن المستدل أتخذ الطرق العقلية السليمة في الاستدلال و هنا يكون يقينه سليماً معترفاً به لدى العقل و عرف العقلاء. و بعبارة أخرى اليقين السليم هو اليقين الذي يكون موضوعياً لا تتحكم فيه الظروف و المصالح العوامل الذاتية أي أنه يرتكز على أدلة منطقية مقنعة لأي عقل بحد ذاته. و قد يكون يقينه و هما لا يتطابق مع الواقع لأنه استدل بمقدمات غير صحيحة أو توهم أنها صحيحة أو رغب لا شعورياً أن تكون صحيحة لذلك يصل إلى نتيجة هي يقين وهمي يتمسك به على أنه يقين مطلق. هذا اليقين الوهمي هو منشأ للكثير من الأسقام الفكرية و النفسية و الأمراض الأخلاقية و المشاكل السياسية و الاجتماعية مثل التعصب و الاستبداد و الغرور و النزاعات و الانشقاقات…
ان الإنسان ليس له آلة مجبرة تنتج الأفكار المطلقة، بل هو إنسان يمتلك مجموعة من الصفات المتضادة و الرغبات النفسية المتنازعة و المشاكل الروحية المقلقة، لذلك فأن هذا الإنسان قد يكون مصنعاً لإنتاج الأخطاء، و التاريخ الإنساني شاهد على ذلك. و على هذا فان اليقين الواقعي هو من أصعب النتائج الفكرية التي يمكن يصل اليها الإنسان.(109/4)
أن اليقين الذاتي هو شعور داخلي لدى الفرد بأنه متأكد من هذا الشيء و هذا اليقين كثيراً ما يكون مضللاً، اذا أن شعورنا الداخلي قد لا يكون على أي أساس سوى ميولنا و اتجاهاتنا الذاتية، و هذا الأمر يزداد كلما ازداد الإنسان جهلاً او سيطرت عليه الرغبات النفسية بشكل اكبر فنلاحظ ان اكثر الناس يقيناً هم عادة اكثر الناس جهلاً، فالشخص الذي هو محدود الثقافة موقن بصحة الخبر الذي يقرؤه في الجريدة و قطعية صحة الاشاعة التي سمعها من الآخرين و بيقينية هذا الحلم الذي رآه في منامه ويرتب عليه اثارا في الخارج. لكن كلما ازداد المرء علماً تضاءل يقينه بالنسبة للكثير من الأمور و ازداد استخدامه لالفاظ مثل من المحتمل و من المرجع و أغلب الظن..، بل أن بعض العلماء قد لا تجد شيء يقيني يجزم به في كلامه و كتاباته لأنهم من خلال خبراتهم في الحياة يدركون أنهم مهما وصلوا إلى الحقيقة فأنه مجرد قطرة صغيرة من ذلك البحر المتلاطم المجهول، قال تعالى عزوجل: (وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون). العنكبوت 43
أن أحد أسباب ديمومة الفكر الشيعي و تطوره هو اسلوب تعامله مه اليقينييات، فليس كل ما وصل اليه الفقيه في استنباطه هو يقين او حكم واقعي مطابق للواقع بل قد يكون هذا الحكم خاطئاً لذلك يطلقون عليه اسم الحكم الظاهري أي أنه في ظاهر الحال حكم مستدل عليه وقد لا يتطابق مع الواقع وهوقابل للنقاش و التأمل. لذلك يسمى هذا أتباع هذا المنهج بالمخطئة أي أنهم يخطئون الفقيه و لا يعطون لفتواه و رأيه القدسية المطلقة. و ذلك هو عكس ما اتخذه أهل السنة من منهج أطلق عليه المصوبة الذين يرون كل ما رأه الفقيه واستبطه هو حكم واقعي يقيني ليس فيه خطأ.(109/5)
أن ما يصنع حياتنا و يشكل ما هو ذلك النوع من التفكير العام في حياتنا اليومية، فكم من صدام و شقاق حصل لأن الأطراف تحاول ان تحتكر اليقين لنفسها و تجعله مقدساً لا يمكن النقاش فيه، و كم من شخص حاول أن يمنع الآخرين من التعبير عن آرائهم و استبد بالامر لوحده عندما ظن أنه هو صاحب اليقين المطلق و المقدس الذي أن تعرض لانتقاد يحكم على المتجرئين بانهم مارقين مرتدين.
أن أصحاب هذا المنهج العليل في تقديس يقينيياتهم بأسلوبهم هذا في مواجهة معارضيهم عرضوا كل الحقائق لتجريح و الهدم، فعندما يسيطر المستبد على الأمة و يفرض رأيه عليها يتكون رد فعل عكسي من الجماهير التي ترتد عن كل الحقائق و تضع خطوطاً حمراء على كل اليقينيات حتى الصحيحة منها و هذا التعميم الجماهيري في فهم الحقائق لا شك انه آفة فكرية أخرى.
أن الالتزام بمدرسة الحكم الظاهري في حياتنا اليومية أيضاً يمكن أن يحل الكثير من المشاكل المعقدة التي نواجهها. فليس كل ما نعرفه و نمتلكه من معلومات هو يقين و ليس كل يقين هو أمر يطابق الواقع، فاذا فكّرنا بهذا الاسلوب فاننا يمكن أن نكتشف الكثير من الحقائق و نصحح ما هو خطأ، بل ان استخدام النقد في اساليب الاستدلال يمكن ان يعطي اثباتاً إضافياً لقوة الشيء الذي نريد اثبات انه يقيني. و لا داعي للخوف من الدراسة النقدية و الفكرية لبعض المفاهيم و القيم لأن العقل السليم عبر استخدامه للمنهج السليم في الاستدلال لا شك سيقترب إلى النتيجة الواقعية. نعم قد يكون هناك من يستخدم الشك كأسلوب مغالطة مريض لهدم الاراء الاخرى بدون اتخاذه للاستدلال السليم و المنهجي المنظم و ذلك لكسب الشهرة و أثارة الفتن. و لكن النقد المنهجي الذي يستخدم الموضوعية هو تقوية لايماننا بمفاهيمنا و عقائدنا لانها لا شك تنسجم مع استدلال العقل السليم.
التفكير الارتغابي(109/6)
هو نوع الذي توجهه الرغبات لا الوقائع و هو نقيض التفكير، الواقعي الذي يبذل جهداً في معرفة الوقائع ثم يقصر نشاطه العقلي عليها. و هذا النوع من التفكير من المشكلات الاساسية التي تعرقل حيوية الأمة و تقدمها بل أنه يقودها للتراجع و التخلف، لأنه:
التفكير الارتغابي: يرسم أفكار كل فرد أو جماعة و حسب مصالحه و أهدافه و بالتالي. فأن سلوكه الاجتماعي العام سوف يتشكل حسب هذا المنطلق لذلك تتعمق الانشقاقات و اللامبالاة و عدم تحمل المسؤولية و الأنانية.
التفكير الارتغابي: يرسم للإنسان واقعاً وهمياً يحلم به فيجعله يحلق من غير أجنحة حتى أن تيقظ سقط سقوطاً مريعاً، هذه الأفكار التي توجها الرغبات النفسية تحول الفرد إلى حالم بعيد عن الوقائع يعيش في اوهام تبعده عن مسؤولياته و تبرر له عزلته و انقطاعه، فعندما لا يستطيع الإنسان أو الأمة أن يواجه أزماته ينخرط في موجات التصوف و الرومانسية التي تجعله منسلخاً عن واقعه.
التفكير الارتغابي: لانه لا يتقيد بالواقع فأنه يشوه الرؤية و يجعلنا ننظر للخارج كما نريد لا كما هو في الواقع لذلك تبقى الكثير من المشكلات على حالها.
الاستسلام و الخضوع
هو سيطرة فكر او أفكار على الجو الاجتماعي بحيث يتم استلاب العقل و تحول ذلك الفكر المسيطر إلى سلطة مطلقة غير قابلة للنقد و النقاش. و آفة الفكر هنا ليس في وجود هذه السلطة بل في الاستسلام المطلق لها، و المثال على ذلك تاريخيا هو سيطرة شخصية ارسطو على وسائل المعرفة بحيث كان مصدر السلطة الفكرية و العلمية لقرون عديدة و في بعض العصور فأن الخارج على هذه السلطة كان يتهم بالارتداد. و مثال آخر على ذلك هي المعركة التي جرت في القرون الوسطى حول كروية الأرض و مركزيتها بحيث تحولت إلى محرقة لكل من ينكر هذه النظرية.(109/7)
القرآن الكريم انتقد الاستسلام و المستسلمين للسلطة الفكرية بقوله تعالى: (و اذا قيل أتبعوا ما أنزل قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباؤنا او لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون) البقرة 170.
لقد أثبت التاريخ أن الكثير من الأفكار كانت خاطئة و كان يمكن تصحيحها لو كان هناك من لم يستسلم و يخضع لذلك المنطق ، و لكن الاستسلام هو أسلوب مريح في حل المشكلات و يعبر عن العجز و الافتقار إلى الروح الخلاقة.فالإنسان بطبيعته خاصة اذا سيطر الجهل عليه يضع هالة مقدسة على كل شيء توارثته الأجيال بحيث يدل ذلك عنده على صحته و واقعيته.
ان الفكر الإنساني تكون من خلال تراكم الخبرات لذلك فان انكار القديم هو خطأ ايضاً بل لابد من الاستفادة من الخبرات الماضية و لكن ليس بمنطق الاستسلام بل بمنطق النقد و الفكر و التخطئة.(109/8)
بعض الأفكار تسيطر لأنها مشهورة و منتشرة و هذا الأمر عند البعض يعتبر حقيقة و واقعا، كما يحدث ذلك للجماهير الغالبة التي تبحث عادة عن الأسهل و المريح و هي تتجمع سوياً حول الرأي الواحد بسهولة و الفرد يميل نحو الكثرة و يستظل بظلها لذلك ينجر وراء رأي الأكثرية. و هناك القليل من يمتلك الجرأة و الوعي ليواجه برأيه و فكره الرأي الذي اتخذته الفكرة الغالبة، لذلك يسيطر منطق الاستسلام في هذه الحالة على الضعفاء فكرياً و نفسياً و روحياً. وقد كان البعض يستغل هذا الامر في تعبئة الجماهير لأغراض فئوية او انتخابية او سياسية عبر نشر أفكار معينة بشكل واسع و تضليل اعلامي كبير بحيث يسهل التحكم بهذه الجماهير و ضرب المعارضين لهم . و منطق الاستسلام للرأي المنتشر بين الكثرة هو منشأ للكثير من مشاكلنا الحديثة و خصوصاً سيطرة الانظمة الاستبدادية والانقلابية بتهييج الرأي العام الشعبي لصالحها واحكام سلطتها عبر ذلك. لقد تحول الاستسلام، إلى عادة مترسخة في ثقافتنا و سلوكنا بحيث تعلمنا ان لا نفكر و ان لا نناقش و ان لا ننتقد بل اننا نخاف أن نفكر.
يقول الله تعالى عزوجل: (افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). الحج 46
التعصب(109/9)
هو محاولة لاحتكار الحقيقة و الرأي و اتهام الآخرين بالخطأ دائماً اذ ان التعصب تحمس زائد للرأي الذي يعتقده الشخص و موقف معاد للرأي الآخر، فلا يكتفي المتعصب ان يحتكر الرأي لنفسه و ينطوي على ذاته و ينسب اليها كل الفضائل و القدسية بل و يهاجم الآخرين و يسلبهم الفضائل و ينكرها و تأكيد ذاته من خلال هدم آراء الآخرين. و عندما يصبح لرأي الفرد او الجماعة التي ينتمي اليها الفرد تلك القدسية بحيث يتحول الرأي الآخر إلى ارتداد فان العقل سوف يعطل و يفتقد المرونة اللازمة لصراع الأفكار في داخله، لأن الاستدلال السليم لا يتم الا عبر تقييم و تمييز متعدد لمجموعة أفكار متضادة متنوعة حتى يصل لأختيار منطقي لفكرة ما. أما في حالة التعصب فأن هناك منطقة محرمة تمنع دخول الأفكار الأخرى فلا يرى الفرد أو الجماعة الاّ فكرة واحدة، و حينئذ يكون تفكير المتعصب و استدلاله دائماً خاطئ بل و يكون هشاً ضعيفا لا يستطيع مقاومة المنطق الاستدلالي للأفكار الأخرى، و هنا يلجأ لاستخدام العنف بكافة اشكاله لفرض أفكاره و معتقداته على الآخرين.
و من منا ليس في داخله شيء من التعصب السلبي لذاته يحجب عنا نور الحقيقة و يعطل الاستدلال السليم في عقولنا أننا نتحول إلى أناس عنيفين في حوارنا مع الرأي الآخر عندما نجد أن استدلالنا ضعيف و ان فكرتنا خاطئة فنتمسك بها و نجادل فيها. و التعصب يحاول أن يضع حداً لتلك المعركة القلقة التي تنشب في نفسه حين يستخدم عقله بطريقة نقدية فيحاول ان يستعيد التوازن النفسي عبر تخدير العقل، و ان كان ذلك على حساب الفكر و الاستدلال السليم.(109/10)
و اعظم الاخطار الفكرية التي يفرزها، التعصب أنه يجعل الحقيقة ذاتية و متعددة و متناقضة و هو يتعارض مع كون الحقيقة واحدة في الأمر الواقع. فكل متعصب يصنع حقيقة خاصة لنفسه و يؤكد خطأ الآخرين و المتعصب الآخر لذلك حتى تضيع الحقائق و تندمس الرؤى، و لو كان الأمر هكذا بأن يخلق كل جماعة حقيقة خاصة بهم تنسجم مع مصالحهم و رغباتهم وترفض الحوار مع الاخر والتأمل بأراءها لتعطل دور العقل في التفكير و الاستدلال و لما كان له الحكم في الفصل بين القضايا و كشف التناقض.
الجمود و الركود الفكري
أحد ملامح موت الأفراد و الأمم هو الجمود و الركود الذي يسيطر على الفكر و العقل بحيث تسيطر مظاهر الثبات على مختلف الفعاليات العقلية و هذا الأمر يرجع على عدة أسباب:
1- افتقاد الوعي اللازم لمعايشة الحياة و مواكبتها.
2- عدم تحمل المسؤولية و اللامبالاة لان التفكير و التجدد يفرضان على الإنسان مسؤوليات متعددة خصوصاً عند ما يواجه مجتمعاً سيطرت عليه الكثير من الأفكار الجامدة.
3- الخوف من الجديد و ما يأتي من تطورات، فالقديم يستأنس به الإنسان و يعرف حدوده و معانيه، أما الجديد فانه يتطلب طاقات فكرية و اجتهاد و سعي و هذه كلها أمور يتعب منها العقل الذي تعود على الرخاء و الكسل و الأفكار الجاهزة.
4- الترف الفكري و هو يحدث عندما يعجز الفرد عن حل المشكلات التي يواجهه عن طريق الفكر أو يخاف لظروف سياسية او اجتماعية او اقتصادية أن يواجهها، لذلك يلجأ إلى الترف الفكري الذي يحوي الكثير من الضبابية و الهروب من الواقع إلى عالم لا مسؤوليات فيه.
ان الجمود يصنع مجموعة مظاهر سلبية تعطل الاستدلال الفكري الحيوي و توقف العقل عن ممارسة دورهُ الطبيعي منها:(109/11)
1 ـ الاهتمام بالقشور و الهوامش و ترك الاولويات فيغوص الفكر في أمور لا طائل لها، و تنحصر المناقشات في قضايا هامشية تُنسي القضايا الأساسية كالجدال البيزنطي الذي جرى بين علماء النصارى في مدينة البيزنطية حول ناسوت عيسى(ع) او لاهوته في نفس الوقت الذي كانت جيوش العثمانيين تدق حصونهم لتستولي على مدينتهم.
2 ـ التقليد الأعمى هو أحد مظاهر الجمود، و هذه الحالة تنشيء عند ما يوجب المجتمع على أفراده أتباع فكرة معينة دون نقاش أو نقد و يحرم عليه عبور الخطوط الحمراء التي وضعها فيقضي على الابداع و التطور و يطمس ملكة التفكير و الابتكار، و الأسوء من ذلك أنه يكوّن قاعدة عقائدية ضعيفة الأسس و المرتكزات تنهار بسرعة عندما تواجهها أفكار أخرى في معترك الصراع العقائدي، لذلك تموت الجماعات التي تفرض على أفرادها التقليد الأعمى بسرعة و تندثر، و بعض هذه الجماعات الهشة يحرم على أفرادها خوض مناقشات عقائدية او فكرية. أن القوة العقائدية و الفكر المتين ينبع من القدرة على النقد و التحليل و فهم الحقائق بأسبابها و مسبباتها، لذلك نرى ان الفكر الشيعي يوجب على أتباعه أن يعتقدوا بأصول الدين عقلاً و تفكيراً و استدلالاً و لا يجوز التقليد فيها عند علماء الشيعة.(109/12)
3 ـ التفكير السحطي و الآني: هو أحد آفات الفكر التي تحجم الاستدلال، فالإنسان الذي يغرق في مشاكل حياته اليومية يصبح عاجزاً عن التفكير المنهجي و المنظم، و حين تسيطر عليه الجزئيات يصبح تفكيره مجرد رد فعل ي أنه يفكر كالطفل حسب الاستجابات التي تطرأ عليه خارجاً، فهو حينئذ مجبر على التفكير في قضايا جزئية معينة و يعجز عن خلق أفكار و ابداع أشياء جديدة و هذا هو الذي خلق الإنسان الآني الذي يعيش في يومه فقط و لا يفكر في الغد و المستقبل. لذلك تصدر أغلب الافعال بدون تفكير و حين نقع في الاخطاء فاننا حينئذ نحاول أن نفكر بذلك و نخلق أفكاراً لتبرير سلوكنا و الدفاع عن اخطائنا و هذا هو منطق التفكير العاطفي وهو عكس التفكير المنطقي لانه يستهدف الدفاع لا البرهان، فالذين يفكرون قبل ان يعملوا هم قليلون والذين يعملون دون ان يفكروا هو ولاشك كثيرون في مجتمع تعلم وتربى على ان يكون محدودا لايفكر. و عندما يحاول ان يبرر الإنسان سلوكه الخاطئ و يعمل دون تفكير منهجي منظم مسبق يستمر في الوقوع في الاخطاء حتى يتأقلم معها و تصبح من الملفات المؤجلة و العادات المتجذرة، فتصبح تدريجياً حالة طبيعية متأصلة في سلوكنا بدون ان نشعر بذلك.
ان التفكير السطحي السريع ينعكس فقط في فهم الظواهر فهماً شكلياً متعجلاً معتمداً على الخبرة الشخصية الذاتية المحملة بانطباعات و تصورات ذاتية مغرورة دون أن يخترق الاعماق ليفهم الواقع فهماً تحليلياً للوصول إلى الاسباب و العلل. و التحليل الفكري العميق يعطي الكثير من النتائج المذهلة للفكر الإنساني حيث يخلق مجموعات متوالية من الولادات الفكرية المبدعة و المفيدة.
التعقيد اللغوي(109/13)
ان اللغة هي سبب كبير في تطور الفكر و تشجع الإنسان على التفكير و الابداع لانها تخلق الكثير من المعاني التي تعبر بمفردات جميلة عن خواطر الإنسان و أفكاره. و لكن في بعض الأحيان تتحول اللغة إلى عائق كبير في تطور الفكر و العلم عندما يحبس أرباب العلم علومهم باصطلاحات و رموز تجعل من الالفاظ الغازاً يصعب فهمها على من يقرأها، فبدل من أن يحاول القارئ استيعاب الفكرة يستغرق وقته في حل رموز الالفاظ و الضمائر و ما تدل عليه من معاني. و اذا طالعت بعض الكتب العلمية من الطب او علم النفس او الاصول و الفلسفة فأن محتواها من المصطلحات اكبر من المعاني التي بها، فالمؤلف يحاول أن يرفع من شأن كتابه عبر تقزيم الأفكار لصالح تعظيم المصطلحات.
ان التفكير الاستدلالي يصبح غير مفيد عندما يقع في مجادلات لفظية عقيمة تهدف إلى مجرد الجدال لأثبات الذات و ليس للوصول إلى الفكرة السليمة، و اذا تعود الفكر على المغالطة الجدلية متجاوزاً الأذعان للحقيقة عندما يصل اليها، فانه يكون حينئذ من السهل خلط الحقائق و تذويبها في متاهة المغالطات و المجادلات، و عندها يتحول الجدل و المغالطة إلى حالة منهجية مسيطرة على التفكير و تعوقه عن الاستدلال السليم.(109/14)
ان منهج استكشاف افات التفكير يهدف الى التأمل في الكثير من العادات التي اصبحت روتينا ثابتا في حياتنا اليومية بحيث ان كل ما يجد علينا يكون غريبا وغير مفهوم لدينا، ولذلك يجابه الجديد والمتجدد بموجة من الاستنكار فينهار امام الضغوط ويستسلم لها كما فعل ذلك غاليليه في القرون الوسطى عندما اعلن عن عدم مركزية الارض للكون فجوبه بالاعدام حرقا فاضطر للتخلي عن فكرته، لذلك كانت العصور الوسطى من اسوء العصور في التاريخ الانساني.وقد يكون عصرنا الحالي ليس بأقل سوءا عندما يصبح التخلف الحضاري الذي نعيشه امرا طبيعيا قد تعودنا عليه بحيث اصبح جزءا لاينفك عن حياتنا، ويكون البحث عن التغيير هو المحرمات التي لايجوز المساس بها.
ان الله عزوجل قال في كتابه الكريم: (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، فاذا اردنا ان ننتشل الامة من الواقع المأساوي الذي تعيش فيه لابد من تغيير انفسنا، وتغيير النفس لايتم الا عندما نغير من اسلوب تفكيرنا واستدلالنا لان الفكر هو الذي يصنع سلوك الانسان ويشكل ثقافته. وما كانت عظمة الانيباء والمصلحين الا لعظمة افكارهم التي انارت للانسانية سبل الهداية والحضارة.(109/15)
مهارات التعرف على الترابط في النص في كتب القراءة العربية
المتوسطة والثانوية للبنات - دراسة تقويمية
الدكتورة. ريما سعد سعادة الجرف
كلية اللغات والترجمة - جامعة الملك سعود
مقدمة
تتكون عملية القراءة من مجموعة كبيرة من المهارات التي يستخدمها القارئ أثناء تعامله مع النص مثل التعرف على الرموز المكتوبة والتقاط معاني المفردات والجمل وفهم التراكيب اللغوية المختلفة والتعرف على طريقة تنظيم النص واستخدام معلوماته العامة وغيرها· وحتى يتمكن الطالب من فهم وتذكر المعلومات والأفكار الموجودة صراحة أو ضمنا في النص المقروء، لا بد له أن يكون قادراً على تطبيق تلك المهارات في عملية القراءة.(110/1)
ومن المهارات القرائية التي ينبغي تدريب الطلاب عليها أثناء قراءة النصوص مهارات التعرف على الترابط في النص والطرق التي ربط بها الكاتب الأفكار بعضها ببعض وأي الأفكار مرتبطة ببعضها وأيها لا ترتبط. إن القدرة على التعرف على طرق ربط الأفكار والجمل في النص على درجة كبيرة من الأهمية في عملية فهم المقروء· فهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن القدرة على التعرف على الترابط في النص المقروء وأنواعه ترتبط بالقدرة على فهم المقروء . إذ تشير دراسة جست وكاربنتر Just & Carpenter (1980) التي تدور حول حركات العين وزمن القراءة إلى زيادة مدة القراءة عند نهاية الجملة· وهذا يشير إلى أن التكامل بين الجمل جزء لا يتجزأ من عملية الفهم· وأشار ماكلور وستيفنسن McClure & Steffensen ) 1989) إلى أن استخدام تلاميذ الصف الثالث والسادس والثالث المتوسط للروابط مثل "أيضا"،"لأن"، "على الرغم من" كان"مرتبطاً بقدرتهم على فهم المقروء. ووجد ماكلين وتشابمان McLean & Chapman (1989) أن الطلاب الماهرين في القراءة قادرون على إدراك الوحدة الكلية للنص أكثر من الطلاب الضعاف في القراءة. ووجد كوكس وآخرون (Cox et al (1991) أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين مستوى الطلاب في القراءة واستخدام الترابط وتنظيم النص . ووجدت هادلي Hadley) 1987) علاقة بين فهم بعض الروابط والقدرة العامة على فهم النص المقروء.
إضافة إلى ما تقدم، أثبتت بعض الدراسات أن عدم القدرة على التعرف على الترابط في النص المقروء ينجم عنه صعوبات في فهم النص المقروء. حيث أشار ريد وآخرون (Read et al) (1988) إلى أن عدم القدرة على فهم الإحالات في النص - وهي من أنواع الترابط في النص - (هي إحدى أكبر ثلاثة عوامل تعيق فهم اللغة) وهي: غموض المعنى والإحالات والكنايات .(110/2)
وهناك مجموعة من الدراسات التي تشير إلى أن تدريب طلاب الصفوف المختلفة على فهم الترابط في النص المقروء وأنواعه قد زاد من قدرتهم على فهم النص المقروء. من هذه الدراسات دراسة لبومان Baumann) 1986) قام فيها بتدريب تلاميذ الصف الثالث الابتدائي على فهم أنواع مختلفة من الترابط، فوجد أن أداء تلاميذ المجموعة التجريبية في الإجابة عن أسئلة الترابط كان أفضل من أداء تلاميذ المجموعة الضابطة كما أثبتت النتائج فعالية التدريس المباشر لمهارات الترابط للتلاميذ . ووجدت جيفا ورايان Geva & Ryan) 1985) أن إبراز أدوات الربط في النص قد زاد من قدرة الطلاب المتوسطين ودون المتوسطين في القراءة على فهم النصوص التفسيرية .
إن القدرة على التعرف على أنواع الترابط في النص ليست عملية أوتوماتيكية أو مهارة يمكن اكتسابها في وقت قصير· ففي دراسة قام بها تشابمان Chapman) 1980) على تلاميذ في سن الثامنة والحادية عشرة والرابعة عشرة للتعرف على مدى فهمهم لنوعين من الترابط في النص وهما الربط بالإحالة والربط بالأدوات، وجد أن القدرة على فهم الترابط في النص عملية نمائية تستغرق وقتاً طويلا. وأن الأطفال في سن الثامنة من الحاذقين في القراءة فقط هم الذين استطاعوا التعرف على أنواع الربط بصورة صحيحة، وأن إتقان الطلاب لأنواع الربط خاصة الربط بالأدوات يتم في سن الرابعة عشرة . ووجد تشابمان Chapman) 1979) في دراسة أخرى أن الأطفال يقومون بعملية الربط النحوي والدلالي أثناء فهم النص ولكنهم لا يفعلون ذلك في سن مبكرة .
الحاجة إلى الدراسة :(110/3)
يتم تغيير كتب القراءة ، ولكن التغيير يقتصر على تغيير النصوص فقط وتبقى مهارات وأسئلة القراءة كما هي . إذ لا يزال مفهوم القراءة لدينا تقليديا محدودا ينظر إلى القراءة على أنها غاية في حد ذاتها وليست أداة تستخدم في قراءة وفهم نصوص الكيمياء والرياضيات والتاريخ وعلم الاجتماع وما إلى ذلك . كما أن مفهوم القراءة لدينا لا يزال يقتصر على القراءة الجهرية والصامتة، شرح معاني الكلمات يتبعها أسئلة تقيس قدرة الطالبات على تذكر الأفكار التي وردت صراحة أو ضمنا في النص .
وعلى الرغم من أهمية التعرف على الترابط في النص في عملية تدريس نصوص القراءة لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية، إلا أنه لا توجد دراسة عربية منشورة تدور حول مهارات التعرف على الترابط في النص المقروء التي تنميها كتب القراءة لدى طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في المملكة·
ولما كانت عملية التعرف على الترابط في النص أساسية في تعليم القراءة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، لذا فإن الدراسة الحالية ستضع إطارا عاما لمهارات التعرف على الترابط في النص التي ينبغي أن تنميها كتب القراءة المتوسطة والثانوية، وستبين لكل من مؤلفي الكتب المدرسية وموجهات ومعلمات اللغة العربية مهارات التعرف على الترابط في النص التي تركز عليها كتب القراءة وتلك التي تتجاهلها، حتى يقوم المؤلفون بإضافة تدريبات تدور حول الترابط في النص في الطبعات اللاحقة لكتب القراءة، وحتى تقوم الموجهات والمعلمات بإعداد تدريبات إضافية تغطي الجوانب التي تجاهلتها الكتب المقررة.
هدف الدراسة :(110/4)
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل وتصنيف مهارات التعرف على الترابط في النص التي تحتوي عليها كتب القراءة المقررة على طالبات صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية من أجل التعرف على أنواع مهارات التعرف على الترابط في النص التي تتدرب عليها طالبات كل صف من صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية والمهارات التي لا يتدربن عليها .
أسئلة الدراسة :
تحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما مهارات التعرف على الترابط في النص التي تتضمنها كتب القراءة المتوسطة والثانوية وما المهارات التي تتجاهلها؟
2- ما النسبة المئوية لعدد التدريبات والأسئلة المخصصة لكل طريقة من طرق ربط الأفكار في النص (الربط بالضمير والربط بالإبدال والربط بالأدوات والربط بالحذف والربط الدلالي؟ ·
3- هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية على مستوى كل صف دراسي من حيث عدد التدريبات والأسئلة المخصصة لكل نوع من أنواع الترابط في النص؟
4- هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين الصفوف الدراسية من حيث عدد التدريبات والأسئلة المخصصة لكل نوع من أنواع الترابط في النص؟
أهمية الدراسة
أولاً: يمكن استخدام قائمة مهارات التعرف على أنواع الترابط في النص المستخدمة في هذه الدراسة كأساس تستخدمه المعلمات في وضع أهداف جديدة لتعليم القراءة·
ثانياً: يمكن أن تستخدم المعلمات نتائج الدراسة الحالية للتعرف على أسباب بعض الصعوبات التي تواجهها بعض الطالبات في القراءة نتيجة عدم القدرة على إدراك العلاقات بين الأفكار في النص المقروء ومن ثم التركيز على التعرف على الترابط في النص أثناء تدريس القراءة·(110/5)
ثالثاً: يمكن استخدام قائمة مهارات التعرف على أنواع الربط في النص في تدريس القراءة والكتابة للطالبات، لأن مهارتي القراءة بصفة عامة والكتابة تستخدمان نفس العمليّات العقلية (بورش وشنايدر Poersch & Schneider, 1991) ويمكن دمج القراءة والكتابة في التدريبات . وتلعب عملية تدريب الطلاب على التعرف على الترابط في النص وأنواعه دوراً متبادلا ومهما في المهارات القرائية والكتابية لدى الطلاب . فقد أظهرت نتائج دراسة قام بها وونج Wong (1993) أن طلاب الصف الأول المتوسط الذين أتقنوا استخدام الربط في كتابتهم قد أظهروا قدرة أعلى على فهم النصوص المقروءة وتفسيرها . وفي دراسة أخرى قام جاربر Garber) 1979) بتحليل أنواع الترابط الموجودة في ثلاث سلاسل من كتب القراءة التي تستخدم في تدريس تلاميذ الصف الأول وقارن عدد حالات الربط في تلك الكتب وعدد حالات الربط التي استخدمها تلاميذ الصف الأول في كتاباتهم فوجد أن كتابات التلاميذ تحتوى على أدوات ربط أي إن التلاميذ استفادوا من الروابط التي قرؤوها في الكتب .
رابعاً: ذكر دوين وبرين Duin & Prenn) 1985) أن للكتب المدرسية دورا في الصعوبات التي يواجهها الطلاب في الفهم والتعلم· فإذا كانت المعلمات على دراية بأنواع الترابط في النص وضرورة فهم الطالبات للأفكار وربطها ببعض، فإنهن سوف يستطعن تمييز نصوص القراءة غير الجيدة وغير المترابطة وسوف يساعدن الطالبات في عملية ربط الأفكار وفي التعامل مع تلك الصعوبات .
حدود البحث :
أولاً: لم تحظ هذه الدراسة بالنصوص القرآنية والأحاديث الشريفة والقصائد الشعرية في عملية التحليل .(110/6)
ثانياً: اعتمدت هذه الدراسة على تحليل أسئلة القراءة المصاحبة لنصوص القراءة في كتب المطالعة العربية لصفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية لأن معلمات اللغة العربية في جميع مدارس المملكة يعتمدن اعتماداً كلياً في تدريس المطالعة العربية على أسئلة كتب المطالعة سواء في المناقشة داخل الفصل أو في واجبات المطالعة المنزلية والاختبارات التي تعطى للطالبات .
ثالثاً: اعتمدت هذه الدراسة في إطارها النظري على النظريات الأجنبية الحديثة الخاصة بتدريس القراءة لطلاب المراحل المختلفة لأن الباحثين الأجانب قطعوا شوطاً طويلا في هذا المجال وهذه النظريات ليست معروفة في عالمنا العربي بعد· وإذا كان هناك كتب عربية تعرضت نظريا للترابط في النص، فإن مؤلفيها قد استقوا ما فيها من معلومات من المراجع الأجنبية· لذا من الأهمية بمكان أن نعتمد على المصادر الأولية بدلا من المصادر الثانوية .
1- الدراسات العربية السابقة :(110/7)
قامت الباحثة بالبحث في عدد من قواعد المعلومات العربية لحصر الدراسات العربية التي قام بها الباحثون بتحليل وتقويم أي جانب من جوانب كتب القراءة العربية لجميع الصفوف وجميع المراحل أو أي نوع من المهارات القرائية بصفة عامة ومهارات الترابط في النص بصفة خاصة في كتب القراءة العربية لجميع الصفوف وفي جميع المراحل فوجدت عدداً من الدراسات على كتب القراءة الابتدائية في المملكة مثل دراسة الجرف(1994) التي قامت فيها بتحليل تدريبات التعرف في كتب القراءة المقررة على تلميذات صفوف المرحلة الابتدائية بالمملكة وفق تصنيف باريت (1979) Barrett، ودراسة الجرف (1989) التي قامت فيها بتصنيف أسئلة الفهم في كتب القراءة المقررة على تلاميذ المرحلة الابتدائية بمدارس المملكة، ودراسة السميري (1998) التي قامت فيها بتحليل المهارات القرائية والكتابية والقيم والاتجاهات والمحتوى في كتاب القراءة للصف الأول الابتدائي للبنات بالمملكة في ضوء معايير الخبرة التربوية . وفي الدول العربية الأخرى قام الضاوي (1990) بتحليل القيم الإسلامية المتضمنة في كتابي القراءة للصف الثالث الابتدائي في مصر وقطر. وهناك دراستا قدري (1994 و 1995) اللتان قارن فيهما كتب القراءة المستخدمة في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، ودراسة علي (1995) التي قام فيها بتحليل أسئلة كتب القراءة المصرية المقررة على طلاب الصف الثاني وحتى الخامس الابتدائي من أجل التعرف على مستويات الفهم التي تقيسها أسئلة القراءة ونسبة الأسئلة المخصصة لكل مستوى ومكونات النص التي تركز عليها الأسئلة ونسبة الأسئلة المخصصة لكل مكون. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة علي (1995)مقتبسة من دراسة الجرف (1989) التي قامت فيها بتصنيف أسئلة الفهم في كتب القراءة الابتدائية وفق تصنيف باريت Barrett) 1979)·(110/8)
وعلى مستوى المرحلتين المتوسطة والثانوية، هناك عدد من الدراسات التي أجريت في المملكة مثل دراسة الجرف (1999) التي قامت فيها بتحليل مهارات تنظيم النص في كتب المطالعة العربية المقررة على طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمملكة، ودراسة مدكور (1988) التي قام فيها بتحليل محتوى منهج القراءة للفتيات بالمرحلة الثانوية وفق مبادئ تحقيق الذات في الإسلام· وفي الدول العربية الأخرى أجرى مقدادي (1997) دراسة للتعرف على القيم التربوية الواردة في كتب القراءة المقررة على طلاب الصف الرابع الابتدائي وحتى الأول الثانوي بالأردن، والطريقة التي وزعت بها القيم التربوية في الكتب المقررة على الصفوف، ومدى التطابق بين ترتيب القيم التربوية ودرجة أهميتها لدى المربين وحسب ورودها في كتب القراءة· وقام عبد المقصود وطوبا (1994) بدراسة مدى فعالية استخدام دليل المعلم في تنمية مهارات قراءة المحتويات الجغرافية لدى طلاب الصف الأول الثانوي بجمهورية مصر العربية . وهناك دراسة سعيد (1981) التي قام فيها بتحليل كتاب القراءة في مدارس محو الأمية في العراق، حيث قام بدراسة مدى شيوع الكلمات وتكراراتها وتوزيعها في الدروس ومدى تحقيق الكتاب لأهداف حملة محو الأمية ومقدار النجاح الذي حققه إخراج الكتاب من حيث الحجم والشكل والطبع واستخدمت سدرة (1998) استبانة للتعرف على المهارات اللازمة لقراءة لغة الرياضيات والأنشطة المصاحبة لهذه المهارات وقدرة الطلاب على إدراك الرموز الرياضية وفهم معاني الرموز الرياضية في المرحلة المتوسطة . وقام بروش Brosh (1997) بتحليل المحتوى الثقافي والاجتماعي لأحد عشر كتابا لتعليم اللغة العربية في المدارس المتوسطة العبرية·(110/9)
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد أية دراسة عربية تدور حول مهارات الترابط في النص سواء في كتب القراءة أو غيرها· ومما يلاحظ على معظم الدراسات العربية التي قامت بتقويم كتب القراءة للمراحل المختلفة بأنها لم تدخل في أعماق عملية القراءة ذاتها، بل ركزت على الجوانب الوجدانية والحركية من عملية القراءة. إذ ما يهم في عملية تعليم القراءة هو الجانب المعرفي أي إكساب الطالبات مهارات تمكنهن من فهم النص فهما عميقا .
2- الدراسات الأجنبية السابقة :
قامت الباحثة بالبحث في شبكة الإنترنت عن الأبحاث والدراسات التي تدور حول الترابط في النص في كتب القراءة لجميع الصفوف، فوجدت دراسة لبومان Baumann (1987) قام فيها بتحليل عينات من النصوص التفسيرية والقصصية استلت من أربع سلاسل للقراءة للصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي طول كل منها 1000 كلمة بهدف التعرف على مدى استخدام كل نوع من أنواع الربط في تلك الكتب· واستخدم تصنيفا ثلاثيا لطرق الربط هي:استخدام بدائل الأسماء وبدائل الأفعال والبدائل السببية· حيث تكونت كل منها من مهارات فرعية استخدمت في عملية التحليل والتصنيف، فوجد بها عددا كبيرا من الروابط ·ومع ذلك لاحظ أن التلاميذ يواجهون صعوبة في فهم تلك العلاقات والربط بين المحال والمحال إليه. ولاحظ أن المعلمين والتلاميذ بحاجة إلى استراتيجيات تساعدهم في فهم الأفكار وطريقة ربطها في النص .(110/10)
وهناك دراسة أجرتها ايروين Irwin) 1986)على كتب الاجتماعيات للصف الثالث والخامس والثاني المتوسط حيث استخدمت ثلاث عينات من النصوص من كتب الاجتماعيات لتلك الصفوف طول كل نص 500 كلمة للتعرف على ما إذا كانت الكتب الدراسية للصفوف الدنيا أقل ترابطاً من الكتب الدراسية للصفوف العليا وللتعرف على نوعية الاختلافات الموجودة في نوعية الترابط في نصوص الصفوف الدنيا والعليا، وكيف يمكن الاستفادة من عوامل الترابط المختلفة في التدريس. فوجدت الباحثة أن لغة النصوص في الصفوف العليا أقل ترابطا من لغة النصوص في الصفوف الدنيا ولكن لم تكن هذه النتيجة دالة إحصائيا. كما وجدت الباحثة أن نصوص الصف الثالث تحتوي على إحالات مرجعية أقل من نصوص الصفين الرابع والثاني المتوسط، وأن عدد الإحالات المرجعية وعدد الروابط في الجملة يزداد كلما ارتفع الصف الدراسي .
وقام مايرز Meyers) 1991) بدراسة الترابط في الكتب العلمية المتخصصة التي تحتوي على مقالات علمية متخصصة وفي الكتب العلمية المخصصة للثقافة العامة . فتوصل إلى أن قراء الكتب المتخصصة ينبغي أن تكون لديهم القدرة على إدراك العلاقات اللفظية lexical relations لفهم الترابط الضمني في حين أن قراء الكتب العلمية الثقافية عليهم أن يدركوا العلاقات الترابطية لاستنتاج العلاقات بين الألفاظ .
وقامت كامبل Campbell) 1991) بتحليل أنواع الترابط الموجودة في النصوص العلمية فوجدت فيها ثلاثة أنواع من الترابط هي: الترابط الناجم عن تطور الموضوع والتوازي ووسائل التوضيح graphic devices المستخدمة في النصوص .(110/11)
وهناك عدد من الدراسات التي تقارن بين النصوص المترابطة وغير المترابطة ومدى تأثير الترابط وعدم الترابط على عملية فهم الطلاب لها· من هذه الدراسات دراسة اسرائيلايت Israelite) 1988) ماكنامارا McNamara) 1996)، هوريبا Horiba) 1993)، ماكيون McKeown) 1990) فوراس وآخرون Vauras et al) 1992)، بك وآخرون Beck et al) 1984)، زابروكيZabrucky) 1986)،مايرز وآخرون Meyers) 1986) حيث وجدت هذه الدراسات وجود علاقة بين النص المترابط والفهم وأن النص غير المترابط يعيق الفهم .
الإطار النظري
الترابط : Cohesion
يرى هاليداي وحسن Halliday & Hassan) 1976) أن النص ليس مجموعة من الجمل التي تلي إحداها الأخرى كما أن النص ليس وحدة نحوية بل وحدة دلالية لأن الوحدة التي تميز النص هي وحدة معنى في سياق· ويرتبط النص في كليته بالمحيط الذي وضع فيه· وعلى الرغم من إن النص وحدة دلالية، إلا أنه يمكن التعرف عليه لأنه على هيئة جمل· والوحدة الدلالية للنص تأتي من الترابط الموجود بين الجمل التي يتكون منها. فكل جملة في النص باستثناء الجملة الأولى تعطي نوعا من الترابط مع الجملة التي تسبقها· وتحتوي كل جملة على إحالة واحدة في الأقل تربطها بالجملة التي تسبقها· وقد تحتوي بعض الجمل على إحالة لاحقة تربطها بالجملة التي تليها ولكنها أقل شيوعا من الحالة الأولى· وهي ليست ضرورية لتكوين النص .(110/12)
من هنا عرف هاريس وهودجز Harris & Hodges ) 1983) الترابط في النص بأنه خواص تربط أجزاء النص بعضها ببعض مثل الإحالة الخلفية back reference أو درجة ارتباط أجزاء النص بعضها ببعض . وهناك روابط تربط أجزاء النص وتجعله وحدة واحدة وتزيده وضوحا· من هذه الروابط ما يكون بين الجمل أو داخل الجملة الواحدة في النص وتعطي القارئ انطباعا بأن النص مترابط· واعتبرت ايروين (1986) الترابط إنه تلك الروابط الدلالية المهمة التي تربط جملاً معينة وما يجاورها من الجمل، والترابط هنا يختلف عن الوحدة العامة للنص التي نتوصل إليها عن طريق الأنماط التنظيمية الكبرى لجميع الأفكار في النص .
أنواع الربط :
قام هاليداي وحسن Halliday and Hassan) 1976) بتصنيف طرق الربط الموجودة في النص في خمسة أنواع هي: الربط بالضمير، الربط بالإبدال، الربط بالحذف، الربط بالأدوات، الربط الدلالي أو الربط بالألفاظ .
1- الربط بالإحالة : reference
عرف ميرفي Murphy) 1979) الإحالة بأنها تركيب لغوي يشير إلى جزء ما ذكر صراحة أو ضمنا في النص الذي سبقه وصنف هاريس وهودجز Harris & Hodges) 1983) الإحالة إلى نوعين: الإحالة السابقة أو الخلفية وفيها تستخدم كلمة كبديل لكلمة أو مجموعة من الكلمات السابقة لها في النص أما الإحالة اللاحقة أو الإحالة الأمامية فهي استخدام كلمة كبديل لكلمة أو مجموعة من الكلمات التي تليها في النص· ومن أنواع الإحالات ما يلي :
· استخدام الضمائر مثل ضمائر الرفع والنصب المنفصلة وضمائر الرفع والنصب المتصلة .
· استخدام المطابقة في التذكير والتأنيث .
· استخدام أسماء الإشارة مثل : هذا، هذه، هذان، هاتان، هؤلاء، تلك، ذلك.
· استخدام الأسماء الموصولة مثل: الذي التي اللذان اللتان الذين اللواتي اللاتي .
· استخدام ظروف المكان مثل: هنا ، هناك .(110/13)
· استخدام ظروف الزمان مثل: الآن، حينئذ، بعد ذلك، قبل ذلك، حينئذ، آنذاك، حينذاك، عندئذ، عندها، حينها، الآن .
· استخدام أل التعريف .
· استخدام كلمات تشير إلى المقارنة والمفاضلة والمماثلة مثل: ذات، نفس ، مثل أكثر، أقل، يعادل، يكافئ، يساوي، يماثل، بالمثل، أكبر، أصغر··الخ .
2- الربط بالإبدال : substitution
ويشمل كل ما يمكن أن يستخدم عوضا عن اسم أو فعل ورد في سياق الجملة السابقة ويعود عليه (يشير إليه) مثل :
· استخدام كلمة مرادفة تحمل نفس معنى كلمة سابقة لتوضيح معناها.
· استخدام اسم الفئة العامة أو الصنف للإشارة إلى كلمة سابقة تنتمي إليها مثل (حيوان، أسد) .
· استخدام كلمة عامة جامعة للإشارة إلى كلمة سابقة محددة مثل (مشكلة : تخريب).
· استخدام كلمات التوكيد مثل: كلا، كلتا، كل من، بعض، كل، جميع، أجمع، نفس، عين .
· استخدام كلمات مثل: من، عدد من، عدة، جميع، كثير، الأول والثاني،اثنان .
· استخدام كلمات ليس لها مرجع محدد مثل: المرء، الإنسان، الشخص، الناس، قوم .
3- الربط بالحذف ellipsis :
مثل حذف كلمة او أكثر وقد تكون الكلمة المحذوفة اسماً أو فعلاً مثل استخدام "سأفعل، فعلت، لا أستطيع، يمكن، من المحتمل، يحتمل، ربما، أليس كذلك، وهو كذلك"·
4- الربط بالأدوات cohesion by conjunction ويشمل :
· أدوات وكلمات العطف مثل "الواو، أيضا، إضافة إلى ذلك، وكذلك، كما" .
· أدوات السبب مثل "لهذا، بسبب، نتيجة لذلك،إذن، لهذا السبب، لذا، من هنا" .
· أدوات تشير إلى الزمان مثل "أثناء، قبل، بعد، حينئذ، بعد ذلك، في الوقت نفسه، أخيرا، سابقاً، أولا، في البداية، وختاما" .
· أدوات وكلمات الاستثناء والاستدراك والتناقض مثل: "لكن، على الرغم من، إلا أن، إلا، من ناحية أخرى، على عكس ذلك، على النقيض من ذلك، ومن جانب آخر ، ومن جهة أخرى" .
5- الربط الدلالي (الربط بالألفاظ) lexical cohesion ويشمل:(110/14)
· استخدام كلمات من مجموعة دلالية واحدة مثل "الجهاز الهضمي، مضغ، بلع، هضم، امتصاص، معدة، أمعاء، إخراج، بلعوم"،"حاسب، برنامج، معالجة النصوص، مبرمج، محلل نظم، قاعدة بيانات، تطبيقات" .
· تكرار الكلمة في النص .
· الألفاظ المتصاحبة مثل "الضبة والمفتاح"، "ما بعد الضيق إلا الفرج" .
عينة الدراسة
اعتمدت هذه الدراسة على تحليل جميع أسئلة القراءة التي يشتمل عليها كتابا الفصل الأول والفصل الثاني لكل صف دراسي من صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية، لذا فإن نتائج هذه الدراسة يمكن تعميمها على كتب القراءة المقررة على طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية وقد يؤدي تحليل أسئلة القراءة في كتب القراءة المقررة على مدارس البنين إلى نتائج مختلفة . كما أن نتائج الدراسة الحالية يمكن تعميمها فقط على مهارات التعرف على الترابط في النص المقروء. أما مهارات القراءة الأخرى مثل مهارات فهم المقروء ومهارات تنظيم النص وتحليل السياق والمهارات الدراسية فليست موضع دراسة في هذا البحث .
ونظرا لأن كتابي القراءة المقررين على طالبات الصف الأول المتوسط لا يحتويان على أية أسئلة، لذا تم تحليل أسئلة القراءة في كتب الصفوف الخمسة الأخرى من الصف الثاني المتوسط حتى الثالث الثانوي· ويبين الجدول رقم (1) الوسيط والمتوسط والانحراف المعياري والمدى والمجموع الكلي لعدد أسئلة القراءة في كتابي الصف الأول والثاني لكل صف دراسي .
جدول رقم (1)
الوسيط والمتوسط والانحراف المعياري والمدى والمجموع الكلي لعدد أسئلة القراءة
في كتابي الفصل الأول والثاني لكل صف دراسي
المجموع الكلي
لأسئلة الكتاب
المدى
الانحراف
المعياري
المتوسط
الوسيط
الكتاب
الصف
-
-
144
141
73
71
115
102
137
155
193
151
-
-
6-12
5-13
3-5
0-5
4-9
4-9
5-10
5-11
6-12
4-12
-
-
1.75
2.39
0.79
1.20
1.57
1.32
1.65
1.70
1.91
2.40
-
-
9.53
9.40
3.48
3.62
6.39
6.38
6.85
7.30
8.77
6.56
-
-
10
10(110/15)
3
4
6
6
6
7
9
6
الأول
الثاني
الأول
الثاني
الأول
الثاني
الأول
الثاني
الأول
الثاني
الأول
الثاني
الأول المتوسط
الثاني المتوسط
الثالث المتوسط
الأول الثانوي
الثاني الثانوي
الثالث الثانوي
أداة البحث :
بناء القائمة :
حتى يتم تحليل وتصنيف مهارات التعرف على الترابط في النص بطريقة صادقة وموضوعية، تم إعداد قائمة بمهارات التعرف على الترابط في النص المقروء التي ينبغي أن تكتسبها طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية· وقبل الشروع في عملية بناء القائمة، تم تحليل الترابط في النص إلى المهارات الأساسية التي يتكون منها، وذلك بالرجوع إلى تصنيف هاليداي وحسن . لأن هاليداي وحسن يعتبران رائدين في هذا المجال· حيث حذفت الباحثة تفاصيل التصنيف التي لا تتناسب مع اللغة العربية ونصوصها ومستوى الطالبات وقامت باستبدال الأمثلة والتراكيب الإنجليزية بأمثلة وتراكيب من اللغة العربية كما ورد في الإطار النظري· فاللغة العربية لغة حية طيعة متطورة وصالحة لكل زمان وغرض .
بعد حصر مهارات الترابط في النص، تم تحليل كل منها إلى المهارات الدقيقة المنبثقة عنها وصيغت كل مهارة في عبارات سلوكية محددة مع ما يوضحها من الأمثلة العربية .
مكونات القائمة::
تتكون قائمة مهارات التعرف على الترابط في النص من خمسة محاور رئيسة يمثل كل منها مهارات التعرف على الترابط التالية: الربط بالضمير، الربط بالإبدال، الربط بالحذف، الربط بالأدوات، الربط بالألفاظ . وقد تم تحليل كل مهارة إلى مكوناتها من المهارات الدقيقة· وصيغت كل مهارة بعبارات سلوكية تصف سلوك الطالبات الذي يستدل منه على أن الطالبة قد اكتسبت تلك المهارة .
1. التعرف على الربط بالإحالة ويشمل :
· ربط ضمائر الرفع والنصب المنفصلة وضمائر الرفع والنصب المتصلة بالأسماء التي تعود عليها في النص السابق .
· ربط أسماء الإشارة بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .(110/16)
· ربط الأسماء الموصولة بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
· ربط ظروف المكان بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
· ربط ظروف الزمان بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
2. التعرف على الربط بالإبدال ويشمل :
· ربط كلمة بكلمة مرادفة سابقة تشير إليها .
· ربط كلمة تشير إلى الفئة العامة أو الصنف بكلمة سابقة محددة تنتمي إليها (حيوان: أرنب) .
· ربط كلمة عامة جامعة بكلمة سابقة محددة .
· ربط كلمات مثل كلاهما، كليهما، كل من، بعض، كل، جميع، القليل من، عدد من، عدة، جميع، كثير، الأول والثاني، اثنان بالأسماء التي تعود عليها.
3. التعرف على الربط بالحذف ويشمل :
· ربط كلمات وأجزاء محذوفة من الجملة بكلمات وأجزاء من الجملة سابقة لها في النص .
4. التعرف على الربط بالروابط ويشمل :
· ربط المعطوف بالمعطوف عليه .
· ربط السبب بالنتيجة .
· ربط ظروف الزمان بالكلمات التي تشير إليها .
· ربط المستثنى بالمستثنى منه .
5. التعرف على الربط الدلالي) الربط بالألفاظ):
· استخراج كلمات من النص تشكل مجموعة دلالية واحدة.
· استخراج الكلمات المتكررة في النص.
صدق القائمة:
للتحقق من صدق القائمة، تم عرضها على عدد من المتخصصين في اللغة العربية والمناهج وطرق التدريس· حيث طلب من المحكمين أن يطلعوا على القائمة وأن يحددوا ما إذا كانت كل مهارة من المهارات الرئيسة والدقيقة صالحة للتدريس لطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية · هذا لا يعني أنه ينبغي تدريس كل مهارة في كل صف دراسي من صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية· كما طلب من المحكمين أن يضيفوا المهارات التي يرونها مناسبة وأن يجروا التعديلات اللازمة على صياغة المهارات· وبعد الاطلاع على ملاحظات المحكمين، تم إجراء التعديلات اللازمة، وحذفت المهارات التي لا تتناسب مع مستوى الطالبات·
إجراءات التحليل :(110/17)
استبعدت الباحثة التدريبات التي لا تتعلق بمهارات التعرف على الترابط في النص مثل الأسئلة والتدريبات التي تهدف إلى اختبار قدرة الطالبات على فهم النص المقروء وتدريبات الإملاء والقواعد وفهم معاني المفردات· هذا ولقد تم تحديد أسئلة التعرف على الترابط في النص على النحو التالي :
1- أسئلة الربط بالإحالة : وهي الأسئلة والتدريبات التي تطلب من الطالبات ما يلي:
· ربط ضمائر الرفع والنصب المنفصلة وضمائر الرفع والنصب المتصلة بالأسماء التي تعود عليها .
· ربط أسماء الإشارة بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
· ربط الأسماء الموصولة بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
· ربط ظروف المكان بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
· ربط ظروف الزمان بالاسم الذي تعود عليه في النص السابق .
2- أسئلة الربط بالإبدال : وهي الأسئلة والتدريبات التي تطلب من الطالبات ما يلي :
· ربط كلمة بكلمة مرادفة سابقة تشير إليها .
· ربط كلمة تشير إلى الفئة العامة أو الصنف للإشارة بكلمة سابقة تنتمي .
· ربط كلمة عامة جامعة بكلمة سابقة محددة .
· ربط كلمات مثل كلاهما، كليهما، كل من، بعض، كل، جميع، القليل من، عدد من، عدة، جميع، كثير، الأول والثاني، اثنان بالأسماء التي تعود عليها .
3- أسئلة الربط بالحذف: وهي الأسئلة والتدريبات التي تطلب من الطالبات ما يلي:
· ربط كلمات وأجزاء محذوفة بكلمات وأجزاء سابقة لها في النص .
4- أسئلة الربط بالأدوات: وهي الأسئلة والتدريبات التي تطلب من الطالبات ما يلي :
· ربط المعطوف بالمعطوف عليه .
· ربط السبب بالنتيجة .
· ربط الزمان .
· ربط المستثنى والمستثنى منه والاستدراك .
5- أسئلة الربط الدلالي ) الربط بالألفاظ): وهي الأسئلة والتدريبات التي تطلب من الطالبات ما يلي:
· استخراج كلمات من النص تشكل مجموعة دلالية واحدة .
· استخراج الكلمات المتكررة في النص .(110/18)
باستخدام قائمة مهارات التعرف على الترابط في النص المذكورة سابقاً كمعايير للتحليل، تم تصنيف كل سؤال في كل درس وفقا لأنواع الترابط الخمسة .
ثبات التحليل :
للتحقق من مدى الدقة والثبات في عملية تحليل وتصنيف تدريبات التعرف، اشتركت في تحليل تدريبات التعرف محللة ثانية تحمل درجة الدكتوراه في المناهج وطرق التدريس· حيث اختارت الباحثة خمس عينات منتظمة مستلة من كتب القراءة الخمس مقدارها 02% من دروس القراءة في كل صف دراسي· وقامت المحللة بتصنيف أسئلة القراءة في تلك العينات حسب مهارات التعرف على الترابط في النص المقروء· بعد الانتهاء من عملية التحليل والتصنيف، حسب معامل الاتفاق بين المحللتين في تصنيف التدريبات وفقا للمهارات الرئيسة وكانت نسبة الاتفاق 100%·.
نتائج الدراسة ومناقشتها :
أظهرت نتائج تحليل كتب القراءة الأثني عشر المقررة على طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية عدم وجود أية تدريبات أو أسئلة تدور حول مهارات التعرف على الترابط في النص أو طرق الربط الخمسة في النص . كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود أية أسئلة تقيس مدى فهم الطالبات في صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية للترابط في النص ومدى قدرتهن على التعرف على كل نوع من أنواع الترابط .
التوصيات :(110/19)
لمعلمة اللغة العربية دور أساسي في تعويض النقص الموجود في تدريبات كتب القراءة المتوسطة والثانوية التي تدور حول التعرف على الترابط في النص· ففي دراسة آجراها فلود Flood (1989)للتعرف على دور المعلمة في تدريس القراءة، وجد الباحث أن دور المعلمة أكثر أهمية في فهم النصوص الطويلة من مستوى سهولة النص . وحتى تكون المعلمة قادرة على القيام بالدور المنوط بها، ينبغي عقد دورة تدريبية لموجهات ومعلمات اللغة العربية لتعريفهن بمهارات القراءة بشكل عام ومهارات الترابط في النص بشكل خاص وأنواع الربط الخمسة وهي الربط بالإحالة والربط بالإبدال والربط بالحذف والربط بالأدوات والربط بالألفاظ، وتعريف كل منها وتحليلها في عينة من النصوص، وتدريب المعلمات على كيفية إعداد أهداف سلوكية وتدريبات خاصة بالترابط وأنواعه . ويمكن إعداد كتيب إرشادي للمعلمات والموجهات يعرفهن بمهارات الترابط في النص وأنواعه الخمسة مع ضرب أمثلة عديدة من نصوص القراءة وتحليلها في ضوء تلك الأنواع .
ولتعويض النقص الموجود في كتب القراءة يمكن أن تقوم المعلمات بإعداد تمرينات إضافية خاصة بمهارات التعرف على الترابط وأنواعه في النصوص المقروءة· كما ينبغي أن تقوم المعلمات بإعطاء الطالبات اختبارات قراءة تحصيلية شهرية وفصلية تحريرية في مادة المطالعة العربية على أن يخصص لمهارات التعرف على الترابط في النص وأنواعه جزء من مفردات الاختبارات · ويمكن أن يقوم مؤلفو كتب القراءة بإضافة تمرينات خاصة بالتعرف على أنواع الترابط في النص المقروء عند مراجعة الكتب الدراسية .(110/20)
ونظرا لأهمية تدريس الترابط في نصوص القراءة للطلاب والطالبات ولعدم وجود أية أبحاث عربية تدور حول هذا الموضوع، تقترح الباحثة استخدام قائمة مهارات التعرف على أنواع الترابط في النص لإجراء دراسات جديدة مثل تحليل نصوص القراءة القصصية والتفسيرية في كتب القراءة الابتدائية والمتوسطة والثانوية للتعرف على درجة استخدامها في كل نوع من النصوص ومدى تأثير ذلك على فهم المقروء، تحليل محتوى نصوص القراءة في كتب القراءة الابتدائية والمتوسطة والثانوية للتعرف على درجة استخدام أنواع الربط المختلفة فيها، وهل يختلف مقدارها من صف لآخر ومن مرحلة لأخرى، واختبار طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية للتعرف على درجة فهم الطالبات لكل نوع ومستوى صعوبة كل نوع من أنواع الترابط الخمسة .
المراجع العربية :
1- الجرف، ريما سعد (1999)، مهارات تنظيم النص في كتب القراءة العربية المتوسطة والثانوية للبنات بالمملكة: دراسة تقويمية.بحث قدم في اللقاء السنوي الثامن للجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية بعنوان "مناهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية، وقفة تقويمية ونظرة مستقبلية"، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض .
2- (1994)، تصنيف تدريبات التعرف في كتب القراءة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية. الكتاب السنوي الثالث للجمعية السعودية للعلوم النفسية والتربوية، جامعة الملك سعود·
3- (1989)، تصنيف أسئلة الفهم في كتب القراءة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية ·مركز البحوث التربوية، جامعة الملك سعود .
4- السميري، لطيفة صالح (1998)، تحليل محتوى كتاب تعليم القراءة والكتابة للصف الأول الابتدائي للبنات في المملكة العربية السعودية وتقويمه في ضوء معايير الخبرة التربوية رسالة الخليج العربي.ع 69، س 19، ص105-161 .(110/21)
5- سدرة، فائزة إسكندري (1998)، المهارات اللازمة لقراءة لغة الرياضيات والأنشطة المقترحة لتنمية هذه المهارات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، ع1، س4، ص190-203 .
6- سعيد، سعيد حميد (1981)، تحليل كتاب القراءة للأميين: مرحلة الأساس، مجلة البحوث التربوية والنفسية ع2، ص100-115 .
7- الصاوي، محمد وجيه (1990)، القيم الإسلامية المتضمنة في كتابي القراءة للصف الثالث الابتدائي في مصر وقطر حولية كلية التربية، جامعة قطر، ع7، س7، ص247-301 .
8- عبد المقصود، محمد إسماعيل وطوبا، نادية احمد السيد (1995)، فعالية استخدام دليل المعلم في تنمية مهارات قراءة المحتويات الجغرافية لدى طلاب الصف الأول الثانوي مستقبل التربية العربية، ع1، س1، ص43-59 .
9- علي، فتحي (1991)، أسئلة كتب القراءة المصرية المقدمة لتلاميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي : دراسة تحليلية، مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، ع2، س11، ص965-982 .
10- قدري، محمد لطفي (1995)، تطوير كتب القراءة المصرية لرفع قيمتها التعليمية: تحليل مقارن لكتب القراءة المدرسية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية مجلة العلوم التربوية، ع1 ،س2، ص204-215 .
11- قدري، محمد لطفي (1994-1995)، تطوير كتب القراءة المصرية لرفع قيمتها التعليمية: تحليل مقارن لكتب القراءة المدرسية في مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مجلة العلوم التربوية، ع3 ،س1، ص239-252 .
12- مدكور، علي (1988)، تحليل محتوى منهج القراءة للفتيات بالمرحلة الثانوية للرئاسة العامة لتعليم البنات وفق مبادئ تحقيق الذات في الإسلام· مركز البحوث التربوية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض .
13- مقدادي، محمد فخري (1997)، دراسة تحليلية للقيم التربوية في كتب القراءة العربية في مرحلة التعليم الأساسي في الأردن بين الملحوظ والمتوقع، دراسات، الجامعة الأردنية، ع1، س42، ص59-70 .(110/22)
المراجع الأجنبية
1- Barrett, T. C. (1979). A Taxonomy of reading comprehension. In R. F. Smith and T. C. Barrett, Teaching reading in the middle grade. Addison-Wesley Publishing Co.
2- Baumann, J. (1985). Teaching third grade students to comprehend anaphoric relationships. ED255867.
3- (1986). Teaching third-grade students to comprehend anaphoric relationships: The application of a direct instruction model. Reading Research Quarterly; 21, 1, 70-90.
4- (1987). Anaphora in basal reader selections: How frequently do they occur? Journal of Reading Behavior; 19, 2, 141-158.
5- Beck, I. & Others (1984). Improving the comprehensibility of stories: The effect of Revisions that improve coherence. Reading Research Quarterly; 19, 3, 263-277.
6- Campbell, K. (1991). Structural cohesion in technical texts. Journal of technical Writing and Communication; 21, 3, 221-237.
7- Chapman, J. (1979). Confirming children's use of cohesive ties in text: Pronouns. Reading Teacher; 33, 3, 317-322.
8- (1980). The development of the perception of textual cohesion. ERIC Document Reproduction Service No. ED192260.
9- Cox, B. & Others (1991). Children's knowledge of organization, cohesion, and voice in written exposition. Research in the Teaching of English; 25, 2, 179-218.
10- Duin, A. & Prenn, M. (1985). Identifying the features that make expository texts more comprehensible. ERIC Document Reproduction Service No. ED272856.
11- Flood J. (1989). Reading comprehension performance: The effect of teacher presentation and text features. Reading Research and Instruction; 29, 1, 1-11.(110/23)
12- Garber, M. (1979). An examination of selected cohesive features found in child- produced texts and beginning reading materials. ERIC Document Reproduction Service No. ED188132
13- Geva, E. & Ryan, E. (1985). Use of conjunctions in expository texts by skilled and less skilled readers. Journal of Reading Behavior; 17, 4, 331-46.
14- Hadley, I. (1987). Understanding cohesion: Some practical teaching implications. Reading; 21, 2, 106-114.
15- Halliday, M. & Hasan, R. (1976). Cohesion in English. Longman.
16- Harris, T. & Hodges, R. (1983) (Eds.). Dictionary of reading terms. International Reading Association.
17- Horiba, Y. (1993). The role of causal reasoning and language competence in narrative comprehension. Studies in Second Language Acquisition;15, 1,49-81.
18- Irwin, J. (1986). Cohesion factors in children's textbooks. In Judith Irwin's understanding and teaching cohesion comprehension (Ed.). International Reading Association.
19- Israelite, N & Helfrich, M. (1988). Improving text coherence in basal readers: Effects of revisions on the comprehension of hearing-impaired and normal-hearing children. Volta Review; 90, 6, 261-276.
20- Just, M. & Carpenter, P. (1980). A Theory of reading: From eye fixations to comprehension. Psychological Review; 87, 329-354.
21- McKeown, M. & others (1990). The relative contribution of prior knowledge and coherent text to comprehension. ERIC Document Reproduction Service No. ED330991.(110/24)
22- McLean, M. & Chapman, L. (1989). The processing of cohesion in fiction and non- fiction by good and poor readers. Journal of Reading Research; 12, 1, 13- 28.
23- McClure, E. & Steffensen, M. (1985). A study of the use of conjunctions across grades and ethnic groups. Research in the Teaching of English; 19, 3, 217- 236.
24- McNamara, D. & others (1996). Are good texts always better? Interactions of text coherence, background knowledge, and levels of understanding in learning from text. Cognition and Instruction; 14, 1, 1-43.
25- Meyers, G. (1991). Lexical cohesion and specialized knowledge in science and popular science texts. Discourse Processes; 14, 1, 1-26.
26- Meyer, L. and Others (1986). Children's comprehension of, reaction to, and preferences for basal reader stories of varying comprehensibility. Technical Report No. 378. ERIC Document Reproduction Service No. ED278978.
27- Murphy, M. (1979). A Cross-disciplinary approach to research and theory. ERIC Document Reproduction Service No. ED185540.
28- Otto, B. (1992). Evidence of cohesive harmony in reconstructed beginning reader texts and complex trade book texts by emergent readers. ERIC Document Reproduction Service No. ED350565.
29- Poersch, J. & Schneider, M. (1991). How the comprehension of cohesive mechanisms is associated with the production of more coherent texts. Rassagna Italia di Linguistica Applica; 23, 3, 51-61.
30- Read W. & others (1988). What's so hard about understanding language. ERIC Document Reproduction Service No. ED296587.(110/25)
31- Vauras, M. & others (1992). Comprehending coherent and incoherent texts: Evidence from eye movement patterns and recall performance. Journal of Research in Reading; 15, 1, 39-45.
32- Wong, T. (1993). Textual cohesion and reading comprehension. M.A. Thesis.
33- Zabrucky, K. (1986). The role of factual coherence in discourse comprehension. Discourse Processes; 9, 2, 197-220.
الملاحق
ملحق البحث
نموذج لطريقة تحليل وتصنيف أنواع الترابط في النص .
هذا النص مستل من نشرة آفاق الاستثمار الربع سنوية الصادرة عن البنك الأهلي التجاري في ديسمبر 9991م.
تحديد أولوياتك وأهدافك المالية :
أن أولويات الشخص (1) تعتمد في الغالب على سنه ، فمثلا الشاب (2) الذي(3) يبلغ 42 سنة، والذي (4) تخرج (5) لتوه (6) من الجامعة وبدأ (7) المرحلة العملية في حياته (8)، يمكن أن تكون الأولوية (9) عنده (10) شراء سيارة ثم (11) التمتع بإجازة مريحة . بينما (12) تكون الأولوية (13) عند شخص (14) بين الثلاثين والخامسة والثلاثين من العمر شراء منزل، في حين (15) تكون الأولوية (16) عند شخص (17) بين الخامسة والأربعين والخمسين التمتع بتقاعد مريح .(110/26)
أن شراء منزل والتمتع بإجازة وشراء منزل أو مساعدة أبنائنا على التعليم أو التمتع بتقاعد مريح (18)، كل هذه (19) تعتبر أهدافا (20) شخصية مهمة وبديهية، لكنها (21) لا بد أن ترتكز إلى قاعدتين (22) بسيطتين، غالبا ما ننساهما (23)، إنك تحتاج أولا إلى تحديد هدفك الشخصي (24)، هل هو (25) شراء سيارة أو شراء منزل أو التمتع بإجازة (26) ؟ أم إن كل هذه الأشياء (27) تمثل أهدافا شخصية (28)؟ عندما (29) نحدد أهدافنا نصبح جاهزين لتحديد أولوياتها (30)، مما (31) يساعدنا على تقدير ما ( 32) نحتاجه من المال للادخار والمدة الزمنية المحددة لهذا (33) الادخار· إن أهدافنا تتبلور عادة عبر مراحل (34) مختلفة من حياتنا، كما أن بعض الأهداف (35) تتطلب التزامات مالية أكبر من غيرها (36)، وكلما (37) خصصنا مزيدا من الوقت لتحقيق هدف شخصي كلما كنا أقل استعجالاً، حيث نستطيع من خلال ذلك (38) تقليل المخاطر التي (39) نتحملها نتيجة ( 40) لاستثمارنا إلى حد كبير .
(1) ... الشخص = كلمة عامة ليس لها مرجع محدد·
(2) ... الشاب = ربط ببديل وتعود على الشخص في رقم 1 .
(3) ... الذي = ربط بالإحالة وتعود على الشخص في رقم 2.
(4) ... والذي = الواو ربط الأدوات وتربط يبلغ وتخرج .
الذي = ربط بالحالة وتعود على الشخص في رقم 2 .
(5) ... تخرج = ربط بالإحالة حيث تعود التاء في أول الفعل على الشاب رقم 2 . هنا أيضاً ربط بالحذف لأن الفاعل محذوف.
(6) ... الهاء في لتوه = ربط بالإحالة وتعود على الشاب .
(7) ... وبدأ = الواو ربط بالأدوات وتربط تخرج وبدأ .
بدأ = تعود على الشاب، هنا ربط بالحذف لأن الفاعل محذوف
(8) ... حياته = الهاء ربط بالاحالة المتصل وتعود على الشاب .
(9) ... الأولوية = ربط بالألفاظ (تكرار) .
(10) ... عنده تعود على الشاب في رقم 2 .
(11) ... ثم = الربط بالأدوات .
(12) ... بينما = ربط بالأدوات .
(13) ... الأولوية = ربط بالألفاظ .(110/27)
(14) ... شخص = ربط بالألفاظ .
(15) ... في حين = ربط بالأدوات .
(16) ... الأولوية = ربط بالألفاظ (تكرار) وفي الوقت نفسه إحالة لاحقة تعود على التمتع بتقاعد مريح .
(17) ... شخص = ربط بالألفاظ (تكرار) .
(18) ... شراء منزل والتمتع بإجازة وشراء منزل أو مساعدة أبنائنا على التعليم أو التمتع بتقاعد مريح = ربط بالألفاظ (تكرار لما سبق) .
(19) ... كل هذه = ربط بالإحالة تعود على شراء منزل والتمتع بإجازة وشراء منزل او مساعدة أبنائنا على التعليم أو التمتع بتقاعد مريح .
(20) ... أهدافا = ربط بالإبدال ، تعود على شراء منزل والتمتع بإجازة وشراء منزل أو مساعدة أبنائنا على التعليم أو التمتع بتقاعد مريح .
(21) ... لكنها، لكن = ربط بالأدوات، الهاء = ربط بالضمير ويعود على أهداف .
(22) ... قاعدتين = إحالة لاحقة تعود على تحديد هدفك الشخصي في رقم 42 تحديد أولياتها في 30 .
(23) ... ننساهما = تعود على قاعدتين في 22 .
(24) ... هدفك الشخصي = ربط بالألفاظ (تكرار)، وأيضا إحالة لاحقة تعود على شراء سيارة أو شراء منزل أو التمتع بإجازة في 26 .
(25) ... هو = ربط بالإحالة ويعود إلى هدفك الشخصي في 24 .
(26) ... هذه = ربط بالإحالة وتعود على الأشياء .
(27) ... الأشياء = ربط بالإبدال، كلمة عامة تشير إلى كلمات محددة في 26 .
(28) ... أهدافاً شخصية = ربط بالألفاظ (تكرار)، ربط بالبدائل لأنها كلمة عامة تشير إلى كلمات محددة في 26 .
(29) ... عندما = ربط بالأدوات، تربط تحدد أهدافنا وتحديد أولوياتها .
(30) ... نحدد أهدافنا تحديد أولياتها تعودان على قاعدتين في 22 .
(31) ... مما = كلمة عامة تعود على تحديد أولوياتها في 30.
(32) ... ما = ربط بالإحالة (اسم موصول) .
(33) ... لهذا = ربط بالإحالة ويعود على الادخار . الادخار = ربط بالألفاظ (تكرار).(110/28)
(34) ... مراحل = ربط بالابدال حيث استخدمت كلمة عامة تعود على المراحل التي حددت سابقاً في جمل مختلفة العشرين والثلاثين والخامسة والثلاثين والخامسة والأربعين والخمسين .
(35) ... الأهداف = ربط بالألفاظ (تكرار) وتعود على الأهداف التي حددت سابقا في 18و26 .
(36) ... غيرها = الهاء ربط بالإحالة ويعود على أهداف .
(37) ... كلما ربط بالأدوات حيث تربط خصصنا مزيدا من الوقت لتحقيق هدف شخصي وكنا اقل استعجالا .
(38) ... ذلك =ربط بالإحالة ويعود على أقل استعجالا .
(39) ... التي = ربط بالإحالة ويعود على المخاطر .
(40) ... نتيجة = تربط سبب بنتيجة حيث تربط الاستثمار بالمخاطر .
(41) ... هناك ربط بالألفاظ عن طريق اختيار كلمات تشكل مجموعة دلالية مثل: إن شراء منزل والتمتع بإجازة وشراء منزل أو مساعدة أبنائنا على التعليم أو التمتع بتقاعد مريح.
"استثمار، أموال، ادخار، شراء، التزام مالي ··· الخ"" .
(42) ... ربط بالألفاظ خاصة تكرار الألفاظ التي تشير إلى أفكار أساسية في النص مثل: "أهداف، هدف، شخص، أولويات".(110/29)
اسم الكتاب
مهارات تفعيل وتنظيم الوقت - سلسلة تعلم خلال أسبوع
المؤلف
كلير أوستن
دار النشر
الدار العربية للعلوم
عدد الصفحات
104
تلخيص
عبد الله المهيري
يمكنك الحصول على هذا الكتاب أو سلسلة تعلم خلال أسبوع من مكتبة النيل والفرات
قبل أن ننظر في الكتاب
رأيت من واقع الحياة أن أكثرنا لا يحسن استغلال الوقت بفعالية، وللأسف هناك من الناس من يظن أن تنظيم الوقت معناه الجد التام ولا وقت للراحة أو التسلية، والبعض يظن بأن تنظيم الوقت شيىء تافه لا وزن له ذلك لأنهم لا يقيمون لأهمية الوقت وزناً، وهذه المفاهيم تنتشر في وطننا العربي بشكل عام.
هذه المفاهيم تجعل عملنا منخفض الإنتاجية، فمهما عملنا واجتهدنا لعدة ساعات فإننا لن ننتج ولن نكون منتجين ما لم ننظم أوقاتنا ونتخلص من كل ما يضيع علينا أوقاتنا.
هذا الكتاب يدلك على الطرق التي تجعلك أكثر إنتاجية في مؤسستك ومكتبك، وأتمنى أخي الزائر أن تطبق هذه الطرق السهلة وستجد النتائج الفورية في عملك، وإن طبقتها في حياتك فستجد الفرق الكبير والنتائج الإيجابية، أقولها لك بكل إخلاص: لن تخسر إن طبقت هذه الطرق لمدة أسبوع ثم احكم، هل هي فعالة أم لا؟ وأرسل لي على البريد الإلكتروني واكتب لي عن تجربتك في تنظيم الوقت. ولا تنسى أن تراجع صفحة الملفات حيث ستجد في القريب العاجل ملف متكامل حول تنظيم الوقت.
المقدمة
لقد كان نهاري جنونياً، تلقيت أكثر من اثني عشر اتصالاً هاتفياً وحضرت ثلاثة اجتماعات وعالجت عدداً لا يحصى من الأوراق وأجبت عن خمسة تساؤلات لخمسة زملاء وصلوا فجأة إلى مكتبي وكان علي أن أحل أزمتين أساسيتين. لقد كنت منهمكاً طيلة الوقت في العمل إلا أنني لا أشعر الآن بأنني حققت شيئاً على الإطلاق.
اليوم = 86400 ثانية، لماذا يكفي هذا الوقت بعض الناس لإدارة المؤسسات الضخمة، والبعض يعجز عن إنجاز بعض الأعمال البسيطة، الفرق يكمن في فعالية استغلال الوقت.(111/1)
إن فوائد تنظيم الوقت السليم فورية وكبيرة، منها:
تحقيق نتائج أفضل في العمل.
تحسين نوعية العمل.
زيادة سرعة إنجاز العمل.
التخفيف من ضغط العمل.
تقليل عدد الأخطاء الممكن ارتكابها.
زيادة المرتب.
تعزيز الراحة في العمل.
تحسين نوعية الحياة غير العملية.
لذلك عليك أن تبادر بتنظيم وقتك واستغلاله بأفضل السبل وإلا ستصبح مثل ذاك المدير الذي عرضنا كيف يصف يومه.
يخصص عادة الأسبوع الأول من أيلول / سبتمبر لما يسمى "أسبوع الإنتاجية في المكتب" ويمكن أن تحدد موعد آخر يتناسب مع ظروف عملك، ويتم مناقشة بند واحد من بنود التنظيم كل يوم من هذا الأسبوع، ويتم في كل قسم أو مجموعة تخصيص ساعة يومياً لمناقشة في الموضوع المطروح ووضع الحلول المناسبة لتجنب كل ما يعيق استغلال الوقت، والنقاش الجماعي يسمح بإظهار المشاكل المحتمل حدوثها ووضع أفضل الحلول لمعالجتها.
ويمكنك إقامة ساعات تدريبية مرنة لإتاحة الفرصة لحضور الجميع، ويجب أن يشارك جميع الموظفين في حل التمارين ووضع الحلول والخطوات العملية التي سيتبعونها فور عودتهم إلى المكتب، وهذا يخلق الحماس الجماعي في المؤسسة فيلتزم الجميع بهذه الخطوات .
ملاحظة: هذا الكتاب يفترض أنك ستقرأ جزء في كل يوم على أن تنتهي منه بعد أسبوع، وهذا مما يسهل قراءة الكتاب، ويتيح لنا تطبيق الخطوات العملية قبل إكمال قراءة الكتاب.
اليوم الأول: تقييم الذات
اليوم سنقوم بتحليل قدراتنا على تنظيم الوقت، وسنضع سجلاً للوقت ولائحة بالعوامل التي تستنفذ الوقت، وبعد ذلك الخطوات العملية لتغيير عاداتنا.
تحليل استخدامنا للوقت
تظهر الأبحاث أن الموظفين يضطرون دائماً إلى تغيير موضوع اهتمامهم، فتراهم يمضون ما معدله عشر دقائق غلى المسألة الواحدة، فيضيع الوقت في المقاطعات والضغوطات اليومية دون أن يشعر بضياع الوقت.(111/2)
لذلك نحن بحاجة إلى أن نعي عاداتنا في قضاء أوقاتنا، وتصميم سجل خاص بالوقت سيزيد من وعينا بحجم الوقت المهدر وسيحدد العوامل المضيعة للوقت. وإليك نموذجاً لهذا السجل.
سجل الوقت
مخطط مسبقاً؟ ... المدة ... المردود ... العمل ...
الساعة
لا ... 25 دقيقة ... وسط ... البريد ... 9.00
نعم ... 50 دقيقة ... مرتفع ... اجتماع حول المبيعات ... 9.30
لا ... 10 دقائق ... منخفض ... تصفح الأوراق المرمية على الطاولة ... 10.20
لا ... 15 دقيقة ... منخفض ... مقاطعات جانبية من قبل الزملاء ... 10.30
العوامل المضيعة للوقت
تغيير عاداتنا
قراءة ملخص هذا الكتاب لا يكفي لتغيير عاداتنا بل علينا أن نبذل الجهد لتغيير عاداتنا، ويجب أن نستمر في تطبيق هذه الخطوات مراراً حتى تصبح عادات حسنة، ويمكن أن نطلب من الآخرين المساعدة، وإليك خطة من سبع خطوات لتغيير عادات إهدار الوقت:
اكتب الأسباب التي تؤدي إلى ضياع وقتك.
عدد المشاكل التي تسببها عادة هدر الوقت.
تصور عادة تنظيم الوقت ونتائجها الإيجابية.
حسن من عادة تنظيم الوقت.
توقف عن استخدام الأعذار الواهية.
خطط ليومك بهدوء كل صباح.
حول المشاريع الضخمة إلى خطوات ومهمات صغيرة مرتبة.
اليوم الثاني: الحد من تراكم الأوراق
هل يبدو مكتبك مليء بالأوراق والمذكرات والكيبات والمواد التي تود قراءتها وأوراق الملاحظات؟ إذا كان كذلك فأنا متأكد بأنك تضيع الكثير من الوقت في البحث عن ورقة مهمة أو عنوان شخص أو زبون، أو تجلس لساعات في الأسبوع الواحد لترتيب الأوراق وفرزها من دون فائدة تذكر أصبح مكتبك خزانة للأوراق الغير مهمة بدل أن يكون مكان للعمل!!.
في هذا اليوم سنساعدك على التخفيف من وطأة هذه الأوراق وسيصبح مكتبك خالي من كل شيء إلا جدول تنظيم وقتك والقليل من الأوراق المهمة ومساحة كبيرة فارغة للعمل!
حملة تقليل الأوراق(111/3)
لا يمكن التركيز على الأشياء المهمة إلا إذا تخلصنا من كل ما هو قليل الأهمية، وعندما نطلع على جميع الأوراق والكتيبات والبريد نرى أن معظمه غير ضروري،إلا أن طريقتنا في العمل هي التي تجعل هذه الأوراق الغير مهمة تتكدس على مكاتبنا، لذلك حاول أن لا ترسل أي ورقة إلى أي شخص إلا إذا كان هذا الحل الأخير، استعض عن الأوراق والمذكرات بالاتصال الشفهي، ولا تطلب نسخة من جميع الوثائق والأوراق، بذلك تنقص كمية كبيرة من هدر الورق والوقت والجهد.
ألزم جميع من يرسل لك بورقة أو تقرير أو مذكرة بالاختصار قدر الإمكان.
تحدث إلى الأشخاص مباشرة بدلاً من إرسال مذكرة وهذا يعزز الاتصال بين الموظفين.
أطلب من الجميع عدم إرسال أي تقارير أو مذكرات إلا في الحالات الاستثنائية.
أعد كل الأوراق غير الضرورية إلى مرسليها.
اختصر في كتاباتك إلى الآخرين.
التعامل الفعال مع الورق
حاول أن تتعامل مع كل ورقة مرة واحدة فقط، أم الورق الذي سترجع إليه أكثر من مرة في اليوم فهو الورق المهم الذي سيكون في ملفات منظمة ومرتبة، وإليك طريقة تخبرك عن عدد المرات التي تناولت فيه الورقة الواحدة، إذا ما أمسكت بورقة فضع نقطة حمراء صغيرة في إحدى الزوايا، وكلما تكرر تناول الورقة أضف نقطة صغيرة، فإذا وجدت أن أوراقك أصبحت مصابة بالحصبة يجب عليك مراجعة أسلوبك في التنظيم!
وهناك من الناس من يبرر الفوضى الموجودة على مكتبه بقوله: أعلم مكان كل شيء، أو هذه الفوضى المنظمة!، إلا أن الأبحاث تثبت بأن المكتب الغير منظم يؤدي إلى:
1- إنتاج أقل….…5- معنويات منخفضة
2- ضياع الفرص وانقضاء المهل….…6- لهو غير مرغوب فيه
3- بحث جنوني عن المعلومات….…7- أزمات غير متوقعة
4- ساعات عمل طويلة….…(111/4)
لذلك عليك الآن بترتيب مكتبك ولا تؤجل ذلك أبداً، ضع لافتة تخبر الآخرين بأنك مشغول لمدة ساعة ونصف،وتخلص من كل شيء قليل الأهمية، ورتب أوراقك المهمة في ملفات منظمة وتجنب ترتيب مكتبك على حساب تراكم الأوراق في أماكن أخرى من الغرفة، وتذكر بأن ترتيبك لمكتبك يعني أنك لن ترى غير الأوراق اللازمة لمشروعك، وذلك سيساعدك على التركيز لمدة تكفي لإنهاء المشروع وعدم التشتت وتضييع الوقت.
عندما تأتيك أي ورقة فعليك تطبيق إحدى هذه الخطوات، إما أن تحولها أو تعمل عليها أو تلقيها في سلة المهملات أو تضعها في ملف.
التوثيق الفعال
يشكل نظام التوثيق سواء أكان إلكترونياً أو على الأوراق أبرز أداة تنظيم على الإطلاق، والمبادئ التنظيمية متشابه في كلى النظامين وسنركز على النظام الورقي.
تظهر الدراسات بأن 85% من المعلومات التي نحتفظ بها لا نعود لها أبداً، وأن نسبة كبيرة من الوثائق التي نبقيها في ملفاتنا هي أصلاً محفوظة في مكان آخر. لذلك تخلص من كل الوثائق التي لم تعد بحاجة إليها، وإذا كنت غير متردد فإن حجم ملفاتك ستنخفض بنسبة خمسين بالمائة.
وللأسف هناك الكثير من المؤسسات ترسخ بعض القواعد العقيمة مثل: "احفظ نسخة عن كل شيء قبل أن ترميه لأنك قد تحتاج إليه يوماً ما" والحقيقة أن هذه القاعدة لا تنطبق أبداً إلا على الأوراق التي لها قيمة قانونية، أم غيرها من الأوراق فإنها ستفقد قيمتها بمرور الوقت.
وكلما كانت الملفات منظمة ومرتبة ازداد احتمال إفادتنا من المعلومات الموجودة فيها، وهذا هو عمل الملفات، اخترعنا الملفات لكي تحفظ لنا المعلومات المهمة حتى نرجع لها بسرعة متى ما أردنا ذلك.
اليوم الثالث: التخطيط
التخطيط هو أساس عملية التنظيم، وكان على مؤلف الكتاب أن يضع هذا الفصل في بداية الكتاب.
التخطيط يمر بثلاث مراحل: تحديد الأهداف، رسم خطوات الخطة التفصيلية ثم التنظيم اليومي.
تحديد الأهداف(111/5)
إذا لم تحدد أي أهداف لحياتك العائلية والمهنية فلا فائدة من أن تنظم نفسك، لذلك عليك أن تسأل نفسك دوماً، ماذا أريد أن أحقق في حياتي؟ كيف سأكون بعد خمس أو عشر سنين؟ وعليك أن تكتشف ما تريد فعلاً لا ما يريده الناس منك، وهذه الأهداف يجب أن تكون سامية في توجهها، فليس من الأهداف أن تحصل على الملايين من الأموال، أو أن تحصل على لقب معين.
إذا حددت هذه الأهداف، عليك أن تدونها في مفكرتك أو تعلقها في مكان ما بحيث تراها كل يوم فتكون نصب عينيك فلا تنسها أو تحيد عنها.
الخطوات التفصيلية
إذا وضعت أهداف كبيرة قد يدور في نفسك بأنها مستحيلة وستبدأ عندها بالتراجع وتعديل هذه الأهداف، لذلك عليك أن تضع الخطوات الصغيرة التي ستمشي عليها حتى تحقق هذه الأهداف الكبيرة، هذه الخطوات الصغيرة ستعطيك الحماس والقدرة على مواصلة المسير نحو أهدافك، ولن تشعر بفائدة هذه الخطوات إلا إذا استخدمتها، وفوائد هذه الخطوات هي:
تحول الأهداف المثبطة إلى خطوات يمكن تحقيقها.
تحثنا على تحقيق أهدافنا.
تسهل تطبيق الأفكار.
تمكننا من التركيز على المهم وليس الطارئ.
تشكل علامة نستطيع من خلالها تقويم تقدمنا.
تساعدنا على تفادي المشاكل.
التخطيط اليومي
يمكننا من تنظيم عملنا بواقعية.
يعمل كمفكرة.
ينظم العقل ويجمع شتاته.
يساعدنا على إنهاء الأعمال في وقتها.
يحثنا على العمل.
يساعدنا على التركيز على تحقيق أهدافنا التي لها الأولوية
عليك أن تختار وسيلتك التي ستنظم وقتك بها، قد تناسبك المفكرات أو البطاقات أو قائمة لكل يوم، المهم أن تكون الوسيلة معينة لك على تحقيق أهدافك، وهذه الخطوات ستعينك على تنظيم وقتك:
خطط لليوم التالي، قبل نومك عليك قضاء بعض الوقت لوضع قائمة بالذي تود أن تقوم به والواجبات المكلف به.
أكمل ما لم تنجزه اليوم، إذا لم تستطع إنجاز بعض المهمات فلا تلغيها أو تؤخرها، اكتبها على قائمة اليوم التالي.(111/6)
ضع الأعمال أو الخطوات التي ستحقق أهدافك المستقبلية ضمن قائمة الأعمال.
حدد أولوية كل عمل أو مهمة، ويمكنك استخدام الأرقام أو الحروف أو حتى الأشكال، أو حتى الألوان المهم أن تكون رموز ذات معنى، ويجب أن تكون هناك مهمات لها الأولوية ومهمات عاجلة ومهمات لا بأس غن أجلتها.
فوض الآخرين، يمكنك أن تفوض بعض الأعمال للآخرين ولا يعني التفويض استغلال الآخرين بل هو تطوير لمهاراتهم خصوصاً إذا كانوا من المرؤوسين، يمكنك أن تتخلى لهم ببعض مسؤولياتك.
قدر المدة اللازمة لكل مهمة، وأضف عليها بعض الوقت لأنك بالتأكيد لن تنتهي من أي مهمة بالوقت الذي قدرته.
اليوم الخامس: تنظيم الاجتماعات
يقضي المدراء 30% - 50% من وقتهم في اجتماعات، أو زيارات مفاجئة أو مقابلات، لذلك سنناقش كيف يمكنك تقليص الوقت اللازم للاجتماعات والاستفادة من كل اجتماع بفعالية قصوى.
إذا أردت عقد اجتماع فبحث عن بديل إذا توفر، فقد تكفي مكالمة هاتفية أو محادثة وجهاُ لوجه.
إذا قررت عقد اجتماع حدد هدف الاجتماع بوضوح، وأخبر جميع من سيشارك في الاجتماع بهذا الهدف قبل الاجتماع بمدة كافية.
ضع جدول لأعمال الاجتماع، وضع أهم البنود أولاً.
هذا قبل الاجتماع أما أثناء الاجتماع فهناك عوامل تحول دون الاستفادة من الاجتماع، فعليك تجنبها:
التأخر في الحضور.
عدم وضوح الهدف من الاجتماع.
النقاشات المشتتة، لذلك يجب أن يدير الحوار رئيس الاجتماع أو شخص متمكن من ذلك.
قلة المشاركة وتفضيل الصمت، وقد يكون هذا بسبب الانتقادات، لذلك أجل كل الانتقادات إلى آخر الاجتماع.
المقاطعات، تجنب المكالمات الهاتفية أو الزيارات المفاجئة.
التردد في اتخاذ القرارات.
ملاحظة: قد تكون هذه التعليمات سهلة، لكن تطبيقها صعب لذلك نفذ هذه الخطوات تكراراً حتى يتعود الجميع عليها. وهناك كتب متخصصة لإدارة الاجتماعات ستجد فيها تفاصيل مفيدة.
اليوم الخامس: تنظيم المشاريع(111/7)
المشروع: هو مجموعة من المهمات المترابطة والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى هدف محدد.
تسعة أسباب لفشل المشاريع:
تحمل الكثير من المهمات.
التخطيط الغير مناسب.
زيادة التكلفة وقلة الأرباح.
تكليف الأشخاص غير المناسبين بمهمات المشروع.
التأجيل.
الفشل في تحديد المشاكل المحتملة.
ضعف النظرة الشاملة.
عدم وجود هدف واضح.
قلة التواصل بين أفراد الفريق العامل في المشروع.
التخطيط
كلما أعطينا التخطيط وقتاً أكبر سهلت عملية التنفيذ، وتقلص الوقت اللزم لإنهاء المشروع وخفضنا التكلفة الكلية للمشروع، ويتضمن التخطيط خمس خطوات أساسية:
تحديد الهدف، وكلما كن الهدف واضحاً وموجزاً اتضحت للعاملين الخطوات التي سيسلكونها.
تحليل الكلفة والأرباح، فلا فائدة من المشروع إذا لم يعد علينا بأرباح جيدة.
تقسيم المشروع إلى مجموعة مهمات صغيرة.
تحديد المدة اللازمة لإنهاء كل مهمة.
توزيع المهمات على أفراد المشروع.
المراقبة
هدف المراقبة التأكد من أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح والإسراع بمعالجة الأخطاء في حال حدوثها. ويستحسن وضع جميع الملفات والمستندات المتعلقة بالمشروع في مكان واحد.
التقويم والمراجعة
علينا تقويم المشروع، لنعرف السلبيات لنتجنبها في المشاريع التالية، وندون تجربة المشروع حتى يستفيد الآخرين من هذه التجربة.
اليوم السادس: ترويض الاتصالات الهاتفية
الهاتف أداة اتصال مهمة، سريعة ورخيصة، وللأسف يساء استخدامه، فيصبح أداة لإهدار الوقت، لأننا أولاً لا نستطيع أن نتوقع أهمية المكالمات التي تصل إلينا، وثانياً لا نختصر في حديثنا، فيضيع وقت العمل في المكالمات الهاتفية.
لذلك عليك اختصار المكالمات الغير مهمة، وخصص أوراق للتدوين ملاحظاتك التي تتلقها في الهاتف، ولا تبعثر ملاحظاتك في عدة قصاصات وأوراق.
ومن النصائح المهمة أن تخصص ساعة لا تتلقى فيها أي مكالمة وتركز فيها على الأعمال المهمة ذات الأولوية.(111/8)
أما عن الاتصالات التي نجريها، فيجب أن نفكر قليلاً قبل إجراء أي مكالمة، قد تكون أنت من قاطع نفسه لإجراء هذه المكالمة، لذلك اكتب ملاحظة بخصوص هذه المكالمة وأنهي العمل الذي تباشره وركز عليه ثم قم بالمكالمة بعد الانتهاء من عملك.
ويمكنك تخصيص ساعة معينة لإجراء جميع اتصالاتك فتوفر بذلك الكثير من الوقت، وعند محادثتك لأي شخص آخر، حاول أن تفهم ما يعنيه حتى لا يكون هناك أي سوء تفاهم يؤدي بدوره لإهدار الجهد والوقت.
اليوم السابع: مراجعة عامة وإرشادات إضافية
في هذا الجزء يورد الكتاب بعض النصائح المهمة تحسن من قدراتنا على تنظيم الوقت
إذا كنت كثير السفر فعليك القيام بالتحضيرات الدقيقة قبل السفر وكتابة لائحة بأهداف الرحلة وتحضير الأوراق الضرورية لها والمستندات اللازمة للاجتماعات التي سيحضرونها ووضعها في ملف خاص بالسفر، ويمكنك قضاء وقت السفر بمطالعة المواد التي لم يكن لديك وقت لقراءتها.
نصيحة أخرى يوردها الكتاب لإنهاء أو قراءة أكوام الأوراق والتقارير، وذلك بتعلم مهارة القراءة السريعة، ويمكنك أخذ دورة في هذه المهارة أو الحصول على كتاب يعلمك هذه المهارة وإليك بعض الخطوات التي ستعينك على القراءة بسرعة:
لا تقرأ الجمل كلمة كلمة، بل عدة كلمات مع بعض (3 كلمات أو أكثر).
تجنب القراءة بصوت عالي أو تحريك لسانك بالكلمات.
اقرأ السطر الواحد بثلاث أو أربعة نظرات فقط.
تصفح قبل القراءة.
وينصح الكاتب ويحذر من مسألة الكمالية، أي محاولة إكمال العمل بنسبة 100%، لأن أي عمل لا بد من أن يكون فيه نقص، وهذا من طبيعة البشر، ولا يعني ذلك أن ندعوا إلى الإهمال.
وهذه بعض النصائح الأخرى:
الاختصار والبساطة في كل شيء.
عدم التردد في اتخاذ القرارات.
التأقلم مع الظروف ومتابعة التغيرات.
التفويض وهذا فن يمكنك تعلمه من الكتب أو الدورات.
التفاؤل والإيجابية.
الخلاصة(111/9)
ركز هذا الكتاب على إزالة كل ما يعيق تنظيم واستغلال الوقت، وإذا ما طبقت هذه المهارات وطبقها كل من يعمل معك فإن النتائج ستكون فورية، لذلك هذه الحلول لن تنجح إذا لم يتبنها الكل.
لذلك لا بأس أن تجربها في مكتبك ومنزلك، وإن رأيت النتائج الإيجابية انقل هذه التجربة لغيرك حتى يستفيد بدوره ويفيد غيره.
حاول أن تطبق هذه الخطوات التنظيمية، واكتبها على بطاقة صغيرة أو على لوحة تعلقها أمامك وعّود نفسك على تطبيق هذه الخطوات حتى تصبح عادة.(111/10)
مهارة الإدارة بالأفكار
تولد الأفكار في لحظات خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد ما لم تسارع بتدوينها ، قد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات ولن تبزغ هذه الأفكار دائما وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها، ولكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولا بأعمال أخرى أو مشتركا في محادثة أو منصتا إلى محاضرة آو قائما بالتدريس أو عاكفا على قراءة كتاب أو مسترخيا بالمنزل ، وحتى لو بدت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماما أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائما احتمال أن تضيع منك فيما بعد .
لذلك حينما تنبن في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة كتابة للاستفادة منها في المستقبل ، فالاحتفاظ بمذكراتك منظمة أبان البحث يستثير التفكير الناقد ويؤدي إلى اكتشاف أفكار جديدة .
" ديوبولد فان دلين "
مقدمة
الإدارة بالأفكار أسلوب إداري جديد لإنجاز الأعمال المطلوبة في المؤسسات الخاصة والعامة ، وفي الواقع أن تجربة الإدارة بالأفكار يمكنك من خلالها تحقيق عدة فوائد :
الأولى : نسبة إنجاز للأعمال كبيرة جدا مقارنة بالاسلوب القديم نسبة لا تقل عن 100% إلى 200%
الثانية : تفاعل جيد مع من تتعامل معهم في عملك اليومي
الثالثة : اكتشاف طرق جديدة في تبسيط الأعمال الإدارية اليومية مما يحقق السرعة في الإنجاز
الرابعة : استغلال الوقت بما هو نافع ومفيد للمؤسسة التي تعمل بها
الخامسة : الاستمتاع بالعمل الإداري اليومي من كثرة ملاحقة الأعمال المراد إنجازها
الأفكار في التراث الإسلامي
الأفكار أو الخواطر كما جاءت في بعض المراجع كان لها الاهتمام الكبير من قبل المفكرين والمبدعين الإسلاميين في العصور السابقة ، لقد كان سلفنا الصالح حريص اشد الحرص على استثمار كل لحظة من لحظات عمره بما في ذلك استثمار ما ينتجه العقل البشري من أفكار جديدة(112/1)
في المعجم الوسيط " الخاطرة " هي ما يخطر بالقلب من أمر أو رأي أو معنى ، أما " الفكرة " فهي إعمال العقل في العلوم للوصول إلي المجهول
وجاء في سيرة الإمام الشيخ أبى الوفاء ابن عقيل الحنبلي " المولود سنة 431هـ ، والمتوفى سنة 513هـ " وهو أحد الأعلام في الإسلام : انه كان يقول " إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرةٍ ومناظرة ، وبصري عن تطلعاته ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح ، فلا انهض إلا وقد خطر لي ما اسطره ، أني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عمر الثمانين اشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة
وأنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سف الكعك وتحسيه بالماء على الخبز ، لأجل مابينها من تفاوت المضغ ، توفرا على المطالعة ، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه ، وان اجل تحصيل عند العقلاء هو الوقت فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة 0
قال تلمذه ابن الجوزي : كان الإمام ابن عقيل دائم الإشتغال بالعلم ، وكان له الخاطر العاطر ، والبحث عن الغوامض والدقائق ، وجعل كتابه المسمى بـ (الفنون) مناطا لخواطره وواقعاته0
وقد ضرب الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله مثلا ظريفا للخواطر والأفكار التي تخطر في ذهن الإنسان فقال: (وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى ، ولاتبقى تلك الرحى معطلة قط ، بل لابد لها من شيء يوضع فيها ، فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك! فإذا جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه !)
ومن الذين طحنت رحاه حبا نفع به نفسه وغيره الإمام ابن الجوزي صاحب الكتاب المشهور صيد الخاطر وهو كتاب ألفه من هذه الأفكار والخواطر التي ترد إلى ذهنه في يومه وليلته قال في مقدمة هذا الكتاب النافع :(112/2)
(لما كانت الخواطر تجول في تصفح أشياء تعرض لها ، ثم تعرض عنها فتذهب ، كان من أولى الأمور حفظ ما يخطر لكيلا ينسى ، وقد قال عليه الصلاة والسلام (قيدوا العلم بالكتابة)، وكم قد خطر لي شيء فأتشاغل عن إثباته فيذهب فأتأسف عليه ورأيت من نفسي إنني كلما فتحت بصر التفكر فتح له من عجائب الغيب مالم يكن في حساب ، فأنثال عليه من كثيب التفهيم مالا يجوز فيه التفريط فيه ، فجعلت هذا الكتاب قيدا 000لصيد الخاطر000)
كيف تتكون الفكرة الجديدة
الأفكار التي تحمل التجديد والابتكار وحل المشاكل في العمل الإداري كثيرة ، تمر علينا هكذا كالبرق الخاطف فنأنس بها .... ولكن .... حالما تنقضي الثواني التي بزعت فيها هذه الفكرة ننساها في خضم أعمال الحياة اليومية ، ثم تبرز في يوم آخر أو في نفس اليوم فكرة أخرى جديدة..... ثم تذوب كما ذابت أختها .
ترى لو عمدنا إلى تسجيل هذه الأفكار وتنفيذها الن يكون ذلك أحد الطرق السريعة لتغير الواقع الذي نعيشه .
يقول دلين " تولد الأفكار في لحظات خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد ما لم تسارع بتدوينها ، قد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات ولن تبزغ هذه الأفكار دائما وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها، ولكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولا بأعمال أخرى أو مشتركا في محادثة أو منصتا إلى محاضرة أو قائما بالتدريس أو عاكفا على قراءة كتاب أو مسترخيا بالمنزل ، وحتى لو بدت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماما أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائما احتمال أن تضيع منك فيما بعد .
لذلك حينما تنبن في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة كتابة للاستفادة منها في المستقبل ، فالاحتفاظ بمذكراتك منظمة أبان البحث يستثير التفكير الناقد ويؤدي إلى اكتشاف أفكار جديدة "
تنفيذ الفكرة(112/3)
يوضح الشكل " 1 " مراحل تنفيذ الفكرة الجديدة ، فهي أولا ترد في ذهن الإنسان ، ومن ثم إما أن تدون في ورقة أو في مذكرة وهذا سبب أساسي لحياتها ونشاطها ، و أما ألا تدون وهنا نحكم عليها بالزوال وعدم الاستمرارية .
ومن خلال تدوين الفكرة تأتي المرحلة التالية وهي مراجعتها مع النفس أكثر من مرة مما يعطي للنفس الفرصة للحكم عليها ، فهي أما أن تكون جيدة أو غير جيدة ، وبفرض أن الفكرة جيدة فهي تحتاج أيضا إلى مشورة الآخرين ، والنتيجة أما أن يحكم الآخرين بعدم جديتها وعدم صلاحيتها أو أنها فكرة جيدة مما يؤدي بالتالي إلى تنفيذها واخراجها إلى حيز الوجود.
الشكل " 1 "
مراحل تنفيذ الفكرة الجديدة
توليد الأفكار الجديدة
أولا : احرص على الساعات الأولى من النهار :
اجعل الساعات الأولى من عملك اليومي مخصص للتفكير في تطوير المؤسسة ... بمعنى آخر لا تنشغل في هذه الساعات بأعمال بالإمكان عملها في الساعات الأخيرة من العمل أو في وسط العمل .
ثانيا :اجتماعات مبكرة :لتكن اجتماعاتك مع مرؤسيك أو مستشاريك في الساعات الأولى من العمل .
ثالثا : اقضي على قواطع التفكير :
ومن أهمها الهاتف ، والمراجعين ، الزوار وذلك من خلال تخصيص وقت معين يخلو الإنسان بنفسه في العمل للتفكير والتخطيط
.رابعا : رتب المعلومات :
أن الفكرة الجديدة تحتاج إلى معلومات متوفرة فاحرص على ترتيب معلوماتك من خلال الأرشفة أو استخدام الحاسب الآلي .
خامسا : دفتر الجيب :
يستفاد منه في كتابة الأفكار الجديد وترتيبها .
سادسا : المكان المناسب :
للمكان دور مهم في توليد الأفكار ، فالمكان الهادئ يساعد كثيرا على التركيز .
سابعا : أوجد الحافز :
وجود الحافز الدنيوي أو الأخروي له دور في إيقاد الحماس للعمل ومن ثم توليد الأفكار .
ثامنا : الحرص على الطاعات :
الطاعات والتقرب إلى اله بالأعمال الصالحة توجد انشراحا في الصدر مما يؤدي إلى توليد الأفكار الجديدة(112/4)
الإدارة بالأفكار أسلوب إداري جديد
في عالم الغرب وبالتحديد في السبعينات ظهر أسلوب إداري جديد أسموه الإدارة بالأهداف ، وهي كما عرفها الغمري في كتابه " نظام الإدارة بالأهداف " ( طريقة إدارية يقوم فيها الرئيس والمرؤوس بتحديد الأهداف الوظيفية المسئول عنها المرؤوس والمعايير الموضوعية التي ستستخدم لقياس مدى تحقق تلك الأهداف )
وفي الواقع أن الفكرة تأتى إلى ذهن الإنسان قبل الهدف ، بل أحيانا بسط الهدف بصورة أشمل أوضح مما يؤدي الى نجاح تحقيق الهدف وهو الأمر الذي أوجد هذه الطريقة الجديدة " الإدارة بالأفكار " وهي أسلوب إداري جديد يقضي تجميع هذه الأفكار ومن ثم دراستها وتنفيذ الصالح منها من خلال الخطوات التالية :
عود نفسك اذا خطر على بالك فكرة أن تبادر إلى تسجيلها
اكتب الفكرة كما كما هو في شكل التالي
الفكرة
حدد متى تريد تحقيق الفكرة .
تنفذ الفكرة في يوم .................... الموافق ........./............./.............1هـ
ضع لهذه الفكرة رقم
رقم الفكرة
اكتب متى بدأت
بدأ تنفيذ الفكرة في يوم .................... الموافق ........./............./.............1هـ
حدد ماهي الاجراءات التي اتخذتها نحو تنفيذ الفكرة
الاجراءات المتخذه ... 1-
2-
3-
بعد كل إجراء حدد الموعد الذي تحقق فيه العم
متابعات
هل تود أن ترى ورقة الفكرة
يوميا ... أو كل يوم ......................
المصدر مذكرة بعنوان " الإدارة بالأفكار " إعداد علي آل إبراهيم
قطر
مركز شباب الدوحة
1993م(112/5)
مهارة توكيد الذات
المراد بتوكيد الذات
قدرة الشخص على التعبير الملائم " فظاً وسلوكاً " عن مشاعره وأفكاره وآرائه ومواقفه تجاه الأشخاص والأحداث والمطالبة بحقوقه دون ظلم أو عدوان
ويتركز توكيد الذات على تقدير الذات " أي : رؤية الفرد نفسه وما فيها من قدرات وكفاءات " وتقييم الفرد لتقدير الآخرين له " مدى احترامهم له ومكانته عندهم " فالمتزن يقدر نفسه حق قدرها دون غطرسة ، بخلاف المتكبر والبخس نفسه حقها .
فوائد السلوك التوكيدي
يولد شعوراً بالراحة النفسية ويمنع تراكم المشاعر السلبية .
به يحافظ الشخص على حقوقه ومصالحه ويحقق أهدافه .
يقوي الثقة بالنفس .
يعطي انطلاقاً في ميادين الحياة " فكراً وسلوكاً " بعد التخلص من المشاعر السلبية المكبوتة .
خصائص السلوك التوكيدي السليم
أنه وسط بين الإذعان للآخرين بغباء وبين التسلط والاعتداء عليهم .
أنه وسط في مراعاة مشاعر الناس وحقوق الذات .
يتوافق فيه السلوك الظاهري " من أقوال وأفعال " مع الباطن " من مشاعر ومرغبات وأفكار "
أعراض وعلامات ضعف توكيد الذات
مجاملة الآخرين ومسايرتهم والاستجابة لرغباتهم وسعي الشخص لإرضائهم ولو على حساب نفسه ووقته وماله وسمعته ……..
وهذا يتضح من خلال عدة جوانب
الإكثار من الموافقة الظاهرية : نعم _ أبشر _ حاضر ……
ضعف القدرة على الرفض المناسب في الوقت المناسب
تقديم مشاعر الآخرين على مشاعره وحقوقه
كثرة الاعتذار للآخرين عن أمور لاتدعو للاعتذار
ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والانفعالات
ضعف القدرة على إظهار وجهة نظر تخالف آراء الآخرين ورغباتهم
ضعف الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها وتحمل تبعاتها
ضعف التواصل البصري بدرجة كبيرة
عواقب ضعف توكيد الذات
تختلف باختلاف الأشخاص والظروف ، ولكن كثيرا ما يصاب هؤلاء بإحدى العلل التالية:
الاكتئاب…- … القلق……-…الرهاب الاجتماعي(113/1)
اضافة الى المضاعفات الاجتماعية والوظيفية والتعليمية ونحو ذلك .
مفهومات خاطئة حول ضعف توكيد الذات
أن هذا من التواضع ولين الجانب والعريكة .
أن هذا من الحياء المقبول شرعا وعرفا
أن هذا من الإيثار المطلوب والمحمود في الشرع والعرف
السعي إلى إرضاء الناس كلهم والقبول لديهم جميعا
فنيات التدريب على السلوك التوكيدي
وضع مدرج للسلوك التوكيدي المراد طبقا لواقع الشخص وما يعانيه ، بحيث يبدأ بالأهون ثم الأشد منه وليس العكس .
ممارسة أسلوب التكرار والإعادة " تطبيق عملي بمثابرة " بإعادة السلوك والتدرب عليه مراراً حتى إتقانه
استخدام أسلوب الاستجابة الفعالة : استعمال السلوك التوكيدي الذي يحقق المطلوب الأدنى بأدنى ثمن نفسي ، والبدء بذلك قبل ماهو أشد منه .
استخدام أسلوب التصاعد في السلوك التوكيدي .
المصدر : مجلة شباب د/ محمد الصغيّر
العدد العاشر(113/2)
نبذة عن البرمجة اللغوية العصبية
بسم الله الرحمن الرحيم
البرمجة اللغوية العصبية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP ، التي تطلق على علم جديد ، بدأ في منتصف السبعينات الميلادية ، على يد العالمين الأمريكيين : الدكتور جون غرندر ( عالم لغويات ) ، و ريتشارد باندلر ( عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وكان مبرمج كمبيوتر أيضاً ) .
وهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية .
ويمكن القول إنه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه ، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه ، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس .
وقد امتدت تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العالم إلى كل شأن يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى الرياضة والألعاب والفنون والتمثيل وغيرها .
و من أهم الميادين التي يمكن أن يفيد المسلمون منه فيها ميدان الدعوة إلى الله تبارك وتعالى .
موضوعات البرمجة اللغوية العصبية :
البرمجة اللغوية العصبية علم يستند على التجربة والاختبار ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة في مجالات وموضوعات لا حصر لها ، يمكن التمثيل لها بما يلي :
?محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان الزمان الأشياء الوقائع الغايات الأهداف ، انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين .(114/1)
?الحالة الذهنية : كيف نرصدها ونتعرف عليها وكيف يمكن أن نغيرها . ودور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية .
?أنماط التفكير ودورها في عملية التذكر والإبداع ، وعلاقة اللغة بالتفكير ، وكيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، وكيف نتعرف على طريقة تفكير الآخرين ، علاقة الوظائف الجسدية ( الفسيولوجية ) بالتفكير .
?تحقيق الألفة بين الناس كيف تتم ، ودور الألفة في التأثير في الآخرين .
?كيف نفهم إيمان الإنسان وقيمه وانتماءه ، وارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تعيق الإنسان وتحد من نشاطه .
?دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، و كيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، و كيف يمكن استخدام اللغة للوصول إلى عقل الإنسان وقلبه ، لإحداث التغييرات الإيجابية في المعاني والمفاهيم .
?علاج الحالات الفردية كالخوف والوهم والصراع النفسي والوسواس القهري والتحكم بالعادات وتغييرها .
?تنمية المهارات وشحذ الطاقات والقابليات ورفع الأداء الإنساني .
دعائم علم البرمجة اللغوية العصبية :
تعمل البرمجة اللغوية العصبية على أربعة أركان رئيسية هي :
1.الحصيلة أو الهدف ( ماذا نريد ؟ ) ، وهناك آليات كثيرة تساعد الإنسان على معرفة ماذا يريد ، وما هو الأنسب له ، و تزيل بسرعة وسهولة بالغة كل ما يعتري طريق أهدافه من التخوف والتردد والحيرة والصراع النفسي ، وتؤسس عنده حالة شعورية مستقرة تجاه هدفه المأمول ، وتجعله يتصور المستقبل ليستشعر هدفه و يؤمن بإمكانية تحققه ، ويرى بوضوح قراراته وخطواته التي ينبغي أن يتخذها ويرى آثارها و نتائجها المتوقعة .(114/2)
2.الحواس : و هي منافذ الإدراك وكل ما يدركه الإنسان أو يتعلمه إنما نفذ عن طريق الحواس ، فلذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها ، لتكون أكثر كفاءة أفضل أداء في دقة الملاحظة و موضوعيتها ، ضمن الحدود البشرية التي فطر الله الناس عليها . ولا شك أنه كلما ارتقت وسائلنا في الرصد كلما زادت مدركاتنا ووعينا وثقافتنا وتهيأت الفرص بشكل أفضل لتحقيق النجاح ، خاصة إذا علمنا أن كلا منا تغلب عليه إحدى هذه الحواس فيركز عليها أكثر من غيرها .
3.المرونة : لأن المرونة هي أساس أي تطور أو تغيير أو نجاح ، فما لم نمتلك المرونة في تقبل الأوضاع و البرامج و أنماط الحياة الجديدة فإننا سنبقى حبيسي روتيننا المعتاد ، و الشخص الذي يمتلك مرونة عالية في التفكير و السلوك هو الذي يكون لديه سيطرة و تحكم أكبر في كل الأوضاع .
4.المبادرة و العمل : و هي حجر الزاوية الذي لا بد منه ، فمالم تصنع شيئا فإنك لن تحقق شيئا .
وهذه الأركان الأربعة لا بد منها مجتمعة ، إذ لا يغني بعضها ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية .
فائدة علم البرمجة اللغوية العصبية :
يمكن تلخيص أهم الفوائد من علم البرمجة اللغوية العصبية فيما يلي :
• فوائد ذاتية – اكتشاف الذات وتنمية القدرات .
• صياغة الأهداف و التخطيط السليم لها .
• بناء العلاقات و تحقيق الألفة مع الآخرين .
• اكتشاف البرامج الذاتية والعادات الشخصية و تعديلها نحو الأفضل .
• تحقيق التوازن النفسي خاصة فيما يتعلق بالأدوار المختلفة للإنسان .
ماذا نتعلم في البرمجة اللغوية العصبية :
يمكن تلخيص أهم ما نتعلمه من هذا العلم فيما يلي :
أ- أنماط الناس الغالبة :(114/3)
تصنف البرمجة اللغوية العصبية الناس إلى أصناف باعتبارات مختلفة لكل منهم استراتيجية معينة في التفاعل و الاستجابة للمؤثرات الداخلية و الخارجية و بالتالي يمكن أن نعي منبع تصرفات الناس و نعرف أقرب الطرق لتحقيق الألفة معهم وكسبهم و التأثير الإيجابي فيهم ، و من هذه التصنيفات :
تصنيف الناس بحسب جوانب الإنسان الثلاثة إلى ( فكري و سلوكي و شعوري )
تصنيفهم بحسب تغليب الحواس لديهم إلى ( صوري وسمعي و حسي )
تصنيفهم بحسب إدراكهم للزمن وتفاعلهم معه إلى ( في الزمن و خلال الزمن ) .
تصنيفهم بحسب أنماط الاهتمامات لديهم إلى سبعة أنماط ( من يهتم بالناس – ومن يهتم بالنشاطات – ومن يهتم بالأماكن – ومن يهتم بالأشياء – ومن يهتم بالمعلومات – ومن يهتم بالوقت – ومن يهتم بالمال ) .
تصنيفهم بحسب مواقع الإدراك إلى ( من يعيش في موقع الذات – ومن يعيش في موقع المقابل – ومن يعيش في موقع المراقب ) .
تصنيفهم بحسب الأنماط السلوكية إلى ( اللوام – المسترضي – الواقعي – العقلاني – المشتت ) .
تصنيف الناس بحسب البرامج العقلية إلى ( من يميل إلى الاقتراب ومن يميل إلى الابتعاد – وصاحب المرجعية الداخلية وصاحب المرجعية الخارجية – ومن يبحث عن العائد الداخلي و من يبحث عن العائد الخارجي – ومن يميل إلى الإجمال و من يميل إلى التفصيل – وصاحب دافع الإمكان و صاحب دافع الضرورة – ومن يفضل الخيارات المفتوحة ومن يفضل الطرق المحددة – و من يعيش في الماضي أوالحاضر أو المستقبل ) .
ولكل نمط من هذه الأنماط مؤشرات مختلفة تدلنا عليه ، من أبرزها : السمات الجسدية والسلوكية ، و اللغة الكلامية ، و هما أقوى مؤشرين للتعرف على هذه الأنماط ، و سبحان القائل : ( ولتعرفنهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول ) .
ب- مؤشرات الحالات الذهنية و الشعورية للمقابل :(114/4)
حيث تعلمنا البرمجة اللغوية أن نستدل على حالة المقابل الذهنية الفكرية والمزاجية الشعورية ، من خلال نظرات عينيه و ملامح صورته و حتى نبرة صوته ، ونستطيع بحمد الله أن نفرق بين الصورة التي تدور في ذهنك الآن هل هي مستحضرة من الذاكرة أو جديدة منشأة دون معرفة ماهيتها ، أي نستطيع أن نعرف هل الشخص المقابل يتذكر أو يتخيل من خلال نظرة عينيه ، و نعرف النظام الغالب عليه وهو ما يسمى بنظام التخزين .
نستطيع أن نعرف مفتاح تحفز المقابل لما يعرض عليه وذلك أيضا من خلال نظرة عينيه ، و نوظف ذلك في التفاوض معه في أي شيء وهذا ما يسمى بالنظام القائد .
كما نستطيع أن نتعرف على ما يعتبر مفتاح الاستجابة و الموافقة لديه ، و هو ما يعرف بالنظام المقارن .
نستطيع أن نوظف الحالة السلوكية الفسيولوجية لخدمة الحالة الذهنية والشعورية و العكس ، لأنها نظام متفاعل ، و هذا يفيدنا في علاج الاكتئاب و الحزن العميق .
ج- استحضار الحالات الإيجابية و إرساؤها :
نستطيع بإذن الله تعالى في البرمجة اللغوية العصبية أن نعلم المتدرب مهارة التحكم في ما يستحضر من ذكريات و نوظف ذلك إيجابيا من خلال ما يسمى بالإرساء ، بحيث يستطيع استحضار حالات التحفز و النجاح و الإيجابية و التفوق والسعادة حينما يشاء ، فيؤثر ذلك إيجابيا على وضعه الحالي . و يمكن محو الذكريات السلبية و التجارب البائسة من ذاكرته و إضعافها ليزول أو يضعف تأثيرها السلبي عليه ، كما يمكن بواسطة هذا علاج كثير من الحالات النفسية الناتجة عن مواقف أو أحداث من تاريخ الماضي .
د – علاج الحالات والمشكلات مثل :
الصراع النفسي – الوسواس القهري - الشعور بالضعف – الخوف الوهمي - الرهبة الاجتماعية – تهيب الأمور – ضعف الحماس – العادات السلوكية السلبية – الذكريات السلبية الحادة – ضعف التحصيل الدراسي – مشكلات العلاقات الأسرية والاجتماعية – المعتقدات المعوقة ... وغيرها كثير .(114/5)
ه - التخطيط العميق للنجاح :
مع التركيز على الأبعاد النفسية لصاحب الهدف التي قد تمكنه من الوصول للهدف أو تعوقه عنه ، و كذلك الأبعاد النفسية للمستفيدين والمتضررين من المحيطين بحيث لا يضمن عدم مقاومتهم فحسب ، بل يضمن دعمهم له وتعاونهم معه .
و- النمذجة :
و هي من أهم مهارات البرمجة اللغوية العصبية ، حيث نقوم بدراسة نماذج متميزة في مهارة معينة بهدف الوصول إلى المعطيات المشتركة التي ساعدتهم على التميز والنجاح وكونت لديهم هذه الملكة ، وبالتالي نستطيع نقل هذه الخبرة عن طريق التدريب للآخرين ، و هذه المهارة مفيدة جدا وتستخدم في مجالات متعددة .
مهارات البرمجة اللغوية العصبية في الدعوة إلى الله :
لا شك أن أحوج الناس إلى تعلم هذا العلم الجديد وأكثرهم إفادة منه هم الدعاة إلى الله ، ذلك أنهم بهذا العلم سيعرفون أقرب الطرق الموصلة إلى التأثير في قلوب الناس وعقولهم ، وسيعرفون الدوافع والمحركات التي تحفز استجاباتهم بهدف إيصال الخير إليهم ، كما أن الدعاة بهذا العلم سيتقنون مهارات التلوين في أساليبهم لتناسب الناس جميعا على اختلاف مشاربهم وطرائقهم ، و الداعية بمعرفة ذلك كله سيكون نجاحه أكبر وتأثيره أشمل وحكمته أقوى .
مهارات البرمجة اللغوية العصبية في التربية والتعليم :
شريحة المربين و المعلمين هم الفئة الثانية المحتاجة لهذا العلم ؛ لأن البرمجة اللغوية العصبية مفيدة جدا في كشف كل ما نحتاجه لنجاح العملية التربوية على اختلاف أنماط و أعمار المستهدفين بها ، ولا شك في أن أساليبنا التي نمارسها تعلم أكثر مما تربي ، وتركز على المعلومة أكثر من المهارة ، وهذا خلل تتجاوزه البرمجة اللغوية العصبية ، فيستطيع دارس البرمجة اللغوية العصبية أن يكون أكثر فاعلية وقدرة على اختيار الأسلوب الأنسب لكل حالة ، نظرا لفهمه للتقلبات والأحوال النفسية المختلفة ، وإتقانه لمهارات واستراتيجيات التعامل مع كل حالة .(114/6)
مهارات البرمجة اللغوية العصبية في بناء العلاقات :
من أجل ما نستفيده من البرمجة اللغوية العصبية فهم الناس وتحقيق الألفة والإنسجام معهم ، وبناء العلاقات الجيدة والروابط المتينة التي نراعي فيها خصوصية كل واحد منهم ، ولا شك أن من أهم العلاقات التي يمكن للبرمجة العصبية أن تنميها و تقويها العلاقات الزوجية ، فنحن نرى في واقعنا كثيرا من الأسر التي تنهدم أو توشك لأسباب نراها مستعصية جدا ، و هي في حقيقتها أسباب يسيرة تكمن في اختلاف الأنماط الشخصية التي تؤدي إلى لون من عدم الألفة وانعدام التفاهم ، ولو عرف كل طرف حقيقة الطرف الآخر و أدرك محركات سلوكة وتفسيرات مواقفه لعذره كثيرا أو سعى لمساعدته بهدف الوصول لحالة جيدة من التعايش والتعامل .
وتجدر الإشارة إلى أن ثمة معاهد ومراكز كثيرة تدرب على البرمجة اللغوية العصبية وهي متفاوتة في المعايير التدريبية والأخلاقية ، وهذا العلم ككثير من العلوم الأخرى سلاح ذو حدين ، يمكن أن يستخدم لأغراض الخير إلى أقصى حد ويمكن أن يستخدم لأغراض الشر كذلك ، و كلا الأمرين حاصل في عالم الغرب اليوم ، وليس من الحكمة أن نرفض هذا العلم ونغلق دونه أعيننا و قلوبنا لمجرد أن آخرين يستخدمون بعض مهاراته استخداما سيئا ، ما دام بإمكاننا نحن أن نفيد منه فائدة عظيمة في ميادين الخير ، والمؤمن كيّس فطن والحكمة ضالته أنى وجدها فهو أولى بها .
كانت هذه لمحة مختصرة عن علم البرمجة اللغوية العصبية ، و الله نسأل أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا و يزيدنا علما إنه سميع مجيب(114/7)
نحو منهجية تربوية ثلاث قيم لسمو التراث …
من مجلة الواحة…العدد 3
حبيب محمد…
الحديث عن التراث حديث قديم جديد، يتصل برؤىً متناسقة في بعض الاحيان ومشتتة في احيان اخرى، الا ان هذه الرؤى تتمحور دائماً في اطرها المنهجية الخاصة، ويجمعها قاسم مشترك واحد الا وهو الثوابت الرصينة للتراث ـ مقدساً كان ام مدنسا ـ وقد طرحت عدة مناهج لاستقراء التراث، وفك طلاسمه، والتعامل معه واهم ما طرح في هذا المجال قول الدكتور محمد عابد الجابري في "تكوين العقل البشري": على المنهج المستخدم ان يحقق قراءة علمية للتراث.
وهذا الرأي قد يتعارض مع القدسية المناطة من قبل اللاحق للسابق، فهناك فارق كبير بين تقدير التراث واعظامه، اجتهاداً لاباء، ومآثرهم وما بين التعامل معه على اساسٍ جوهريٍ حالي ـ مرحلة ما ـ فالاولى هي محاولات الاكتفاء بالنقل التراثي عما جاء من السابقين، وما على اللاحقين الا تثبيت نفس الرؤى القديمة والاذعان لها، وهذا ما يشكل فارقاً كبيراً بينها وبين الثانية التي تدعم كسر القيود ـ المتعينة ـ وطرد الخوف وإدثار التحاور المقنع واتخاد سبل ـ مرحلية ـ معاصرة تتعامل مع التراث. واخراجه ـ أي التراث ـ من دائرة الملكية الخاصة، واحالة واقعها ـ الدائرة ـ الى ميزات قابلة للطرح والنقاش.
وقد طرحت مسائل عديدة حول ما اذا كان التراث بمجمله يحقق دفعاً تربوياً بنيوياً يحد به من سطوة السابق، فجاء الجواب ـ الاستنتاج ـ ان المنهجية المتعاملة مع التراث اذا حققت تكريس الثابت وثبات النص، وتوظيف القراءة الى شكلانية جديدة تتعامل مع تحاورٍ ناهض، كان ذلك التراث فاعلاً، ناهضاً، غير تقليدي.
فالقضية هنا ـ تحديداً ـ الاستعانة بالعلمية وانتهاز الوجود المعرفي للتراث، ومحاولة اجراء التثاقف مابين الخطابين للوصول الى ضفة جديدة يستطيع الباحث ان يمتلكه الاخص من خلالها ومن خلال رؤى العام.(115/1)
وفي ضوء هذا الفهم للتراث، وافاق العلاقة التي يحددها منهج ارتقائه نجد من الاحرى ان نحدد القيم التربوية التي يسمو التراث من خلالها فتسمو به هي، وفقاً لنظرية الأثر والتأثير. وهذه القيم هي:
1 ـ الوعي، فالنشاط الانساني لا يمكن ان يصل ـ وصلالى قيمة الوعي عبر هوة من السحاقة ما بين الماضي والحاضر لخلق الان، ومما لا شك فيه، ان الوعي جاء عبر تفهم التراث ـ بطريقة ما ـ واحداث التغيير وفق منهجية ارتاها الباحث ووصل، وبدا فان الوعي جاء عبر مداخل التراث ورؤاه.
2 ـ المعرفة، واذا استعرضنا ما يقوله الامام جعفر الصادق "ع": "ان اساس الدين صحة العقل" فان التعامل المعرفي والارتقاء الانساني في هذا المجال انما يتأتى عبر تحقيق النقطة الاولى ـ الوعي ـ ثم اعتماد التراث والتحاكي معه وفق كل الميزات بغية الوصول نحو المعرفة وايجاد اتفاقٍ معرفي ما بين السبل الاساسية واحداث بعد ذلك صحة يقينية لن تكون هشة اذا ما قورنت مع اولياتها، اذا اعتمدت ـ الاوليات الخطأ ـ عبر وجهات النظر والتغير والمسايرة.
3 ـ الاستباق: أو التوسم، وهذا ما يخص استمخاض التراث ومحاولة تثقيفه عبر المرحلة والسمو به نحو القادم، لتشخيص العوارض البدائية ـ الاحتمالية ـ لذلك القادم، وهذه القيمة هي الاساس التي يستقيها الباحث بالتراث، والتأريخ فمن الاول الكنه ومن الاخر العبرة.
واخيراً فان التراث يمثل البنية القائمة التي يمكن ان تكون في آن ومكان وفق معايير التعامل المنهجي المحدد، وهذه الجدلية ليست من التعقيد الى درجة نبذ التراث والاكتفاء بقشوره بل هي ملزمة للارتكاز حول قطب الرحى ـ المفهوم ـ وايجاد مصاديق تتوافق مع القيم الثلاث سالفة الذكر.(115/2)
نظرية النظم
إعداد: خالد محمد الحر
المقدمة:
تعد نظرية النظم إحدى أهم النظريات في التنظيم، والتي جاءت بعد عدة نظريات سبقتها، مثل النظرية الكلاسيكية، والنظرية السلوكية، والنظرية الموقفية. ولنتوصل لأفضل فهم لهذه النظرية، علينا أولا الحديث عن مفهوم التنظيم بشكل عام، ثم النظريات التنظيمية بشكل موجز، وتبيين جوانب القصور فيها. لذا ستكون محاور البحث هي:
·…مفهوم التنظيم.
·…النظرية الكلاسيكية.
·…النظرية السلوكية.
·…نظرية النظم.
مفهوم التنظيم:
هنالك تعاريف عديدة للتنظيم، وهذه التعاريف تختلف عن بعضها البعض، حتى أصبح تعريف التنظيم وتحديد مفهومه غاية في حد ذاته. وسنذكر هنا عددا من التعاريف الشائعة للتنظيم:
·…يستخدم بعض المديرين ورجال الأعمال كلمة (تنظيم) بمعنى (تصميم الهيكل التنظيمي): فهم ينظرون إلى (التنظيم) على أنه تلك العملية المتعلقة بعمل (الخرائط التنظيمية) التي توجد بها مربعات وخطوط بين تلك المربعات توضح (من رئيس من).
·…الشكل الخاص بطرق وارتباط أعداد كبيرة من الأفراد مشتركة في أعمال معقدة وأكثر من أن تكون بينها علاقات مباشرة، بعضهم ببعض وظهورهم في وضع مرتب محسوس لتحقيق أهداف مشتركة متفق عليها.
أما نحن فسنعتمد تعريف (وارين بلنكت) و (ريموند اتنر) في كتابهم (مقدمة الإدارة) حيث عرّفا وظيفة التنظيم على أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلال هيكل رسمي يبين المهام والسلطات.
النظرية الكلاسيكية (التقليدية):
ظهرت في مطلع القرن العشرين، وتسميتها بالكلاسيكية ليست لقدمها وتخلفها، وإنما لنمط التفكير الذي قات على أساسه النظرية. حيث ركزّت في مجملها على العمل معتبرة أن الفرد آلة وليس من المتغيرات التي لها أثرها في السلوك التنظيمي، وعليه التكيّف والتأقلم مع العمل الذي يزاوله، وهذا ما حدى بالبعض من أمثال (سيمون) أن يطلقوا على هذه النظريات (نموذج الآلة).(116/1)
ويبنى النموذج الكلاسيكي على أربعة محاور رئيسية، هي:
تقسيم العمل.
نطاق الإشراف.
التدرج الرئاسي أو التدرج الهرمي (الهيكل).
المشورة والخدمات المعاونة المتخصصة.
ومن أهم رواد هذه النظرية: هنري فايول وفريدريك تايلور وماكس ويبر.
النظرية السلوكية (الكلاسيكية الحديثة):
جاءت كردة فعل للنظرية الكلاسيكية. فاهتمت هذه المدرسة بالفرد وسلوكه في التنظيم. وأنه لا يمكن معالجة الفرد كوحدة منعزلة ولكن يجب معالجة الفرد كعضو في جماعة يتعرض لضغوطها وتأثيراتها. وأن سلوك الفرد أو الجماعة في التنظيم الرسمي قد يختلف على سلوكهم الحقيقي. لذا اهتم أنصار هذه المدرسة بالتنظيم غير الرسمي، كالصداقات بين أعضاء التنظيم وبالشلل وتأثيراتها على القيادة.
ومن أهم رواد هذه النظرية: شيستر برنارد وهيربرت سيمون وكرس أرجريس.
نظرية النظم:
تأتي نظرية النظم في إطار النظريات الحديثة التي تقوم على أساس نقد النظريات السابقة سواء التقليدية أو السلوكية لأن كل منهما ركز على أحد متغيري التنظيم (العمل والإنسان) باعتبار أن التنظيم نظام مقفل، بينما يرى للتنظيم في نظرية النظم إلى أنه نظام مفتوح يتفاعل مع البيئة المحيطة به وذلك ضمانا لاستمرارية التنظيم.
إن دراسة أي تنظيم لابد أن تكون من منطق النظم، بمعنى تحليل المتغيرات وتأثيراتها المتبادلة. فالنظم البشرية تحوي عددا كبيرا من المتغيرات المرتبطة ببعضها، وبالتالي فنظرية النظم نقلت منهج التحليل إلى مستوى أعلى مما كان عليه في النظرية الكلاسيكية والنظرية السلوكية، فهي تتصدى لتساؤلات لم تتصدى النظريتين السابقتين.
تقوم هذه النظرية على أجزاء يتكون منها النظام لها علاقة وثيقة ببعضها البعض. هذه الأجزاء هي:(116/2)
إن الجزء الأساسي في النظام هو الفرد (قائدا أو منفذا) وبصفة أساسية التركيب السيكولوجي أو هيكل الشخصية الذي يحضره معه في المنظمة. لذا فمن أهم الأمور التي تعالجها النظرية حوافر الفرد واتجاهاته وافتراضاته عن الناس والعاملين.
إن الجزء الأساسي الثاني في النظام هو الترتيب الرسمي للعمل أو الهيكل التنظيمي وما يتبعه من المناصب.
إن الجزء الأساسي الثالث في النظام هو التنظيم غير الرسمي وبصفة خاصة أنماط العلاقات بين المجموعات وأنماط تفاعلهم مع بعضهم وعملية تكييف التوقعات المتبادلة.
الجزء الأساسي الرابع في النظام هو تكنولوجيا العمل ومتطلباتها الرسمية. فالآلات والعمليات يجب تصميمها بحيث تتمشى مع التركيب السيكولوجي والفسيولوجي للبشر.
الخاتمة:
نرى أن هذه النظرية لم تركز على متغير واحد على حساب المتغير الآخر. فكما أشارت إلى أهمية سلوك الأفراد بالتنظيمين الرسمي وغير الرسمي، أشارت كذلك إلى أهمية الاهتمام بالتكنولوجيا والآلات. فنوع وحجم العاملين مهم كما أن نوع وحجم الآلات مهم أيضا.
لذا تعد هذه النظرية من أحدث وأدق نظريات التنظيم. إلا أن تطبيقها يختلف من منظمة لأخرى، وذلك حسب ظروف كل منظمة.
المراجع:
محمد مهنأ العلي: الوجيز في الإدارة العامة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، الطبعة الأولى، 1984 م.
سيد هواري: التنظيم، مكتبة عين شمس، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1992 م.(116/3)
نظم بيتك في ساعة
من موقع إسلام أو لاين
أحمد محمد علي
خبير تنمية إدارية
ثروة الوقت:
يمثل الوقت بالنسبة لنا ثروة كبيرة وهي ثروة وُزَّعت بين الناس بالتساوي.. كل الناس، الكبير والصغير، الغني والفقير، الصحيح والمريض. وأسألك هل تعرف أحدًا كان نصيبه في اليوم 23 ساعة ؟! أو كان نصيب آخر 25 ساعة ؟! .. الكل متساوٍ والسابق من استثمر وقته، ونظم شئون حياته.. لذا تَوَقَّفْ عن تضييع الوقت وابدأ بإدارته واستثماره؛ وسيكون ذلك بلا شك أفضل استثمار قُمْتَ به لنفسك.. وصدقني ستكون النتائج مذهلة..……
قيمة الوقت:
إذا كنت في حياتك العملية تعمل في مؤسسة تعطيك راتبًا شهريًّا قدره 500 دولار عن أجر عمل يوازي 8 ساعات يوميًّا، وكنت تضيع ساعتين من وقتك يوميًّا بلا فائدة.. فإن ذلك يعني أنك تخسر 125 دولارًا شهريًّا أي 1500 دولار سنويًّا، أي أنه كل عشر سنوات من عمرك تخسر 15 ألف دولار.. هذه ليست ورقة يانصيب تخسرها في مغامرة، بل هي حياتك ووقتك تخسرهما بلا مقابل.. أو تكسب بهما الكثير.……
وفِّر ساعة أسبوعيًّا ونظِّم بيتك:
على عكس الطاقة والمال والمهارة، لا يعود الوقت ولا يمكن إيجاده مرة ثانية؛ فعندما يذهب الوقت يذهب إلى غير رجعة؛ ولهذا السبب فإنه أكثر السلع المستخدمة في الأعمال شيوعًا وربما أكثرها قيمة، ومع هذا – ولسبب ما – كثيرًا ما يعامل الوقت وكأنه لا قيمة له أبدًا.. ولهذا فإنني أدعوك إلى الاستماع إلى نصيحة "الساعة الأسبوعية" التي توفر بها وقتك وتنظم بيتك، وتعالَ معي نستعرض ماذا تستطيع أن تقدم لبيتك في ساعة.
تجول معي داخل البيت هل لاحظت وجود بعض الأشياء العديمة الفائدة أو الزائدة عن الحاجة وغالبًا ما تكون قد بدأت تتعرض للتلف؟.. فكِّر في أسلوب جديد للانتفاع بها كما يلي:
أواني بلاستيكية مستعملة وعلب فارغة.. فكِّر معي.. لِمَ لا تَقُم بتجميلها وتجعلها أحواضًا للزهور أو مستودعًا للأشياء الصغيرة مثل المسامير وغيرها.(117/1)
لديك مفكرات وكراسات قديمة وبها ورق أبيض فارغ.. ما رأيك في أن تقطِّعَه قطعًا متساوية وتستخدمه كورق مكتب.. فكم من مرة تبحث عن ورقة تكتب عليها ملاحظة ولا تجد.
ملابسك القديمة.. قُمْ بفَرْزِها.. ستجد بعضها قد ضاق عليك.. اغسلها وقم بِكَيِّها وتصدَّق بها.. إن الكثيرين سوف يَسْعَدون بها؛ لأنهم بحاجة إليها، لا تحرم نفسك من الأجر أبدًا.
الملابس التي لا تصلح للاستعمال.. قم بقَصِّها بطريقة منتظمة واستعمل النوع الجيد من القماش فيها كقواعد للأطباق والأكواب، والنوع العادي كقطع قماش للمطبخ.
الأحذية.. احتفظ دائمًا بأسفنجة التلميع ووسائله.. انظر إلى القديم منها أصلحه إذا كان يحتاج إصلاح.. إن لم تستعمله أعطه لمن يستحقه.. قم بعمل رَفٍّ للأحذية بالقرب من باب البيت يرتفع عن الأرض 20 سم؛ ليسهل عليك تناول الحذاء ويُبْعِد أَتْرِبَتَه عن الأرض.
الجوارب.. انظر إلى الجوارب التي لديك.. ما الذي يحتاج حياكة وما الذي انتهى عمره.. هل تريد شراء عدد جديد منهم، اكتب ذلك في خطتك الأسبوعية.
الملابس الصيفية والشتوية.. قم بتخزين ما لا يناسب الموسم بطريقة جيدة تحفظها من الأَرَضَة وتكون سهلة التنظيم، وأَعِدَّ قائمة بالملابس التي قمت بتخزينها حتى تستطيع في الموسم الجديد أن تحدد ما الذي يحتاج إلى شراء
الفحص الدوري للسباكة والكهرباء.. يجب أن يكون لك فحص دوري للسباكة والكهرباء في بيتك، لا تهمل في إحضار المختص، فإن العمل الذي يكلفك دولارًا اليوم من الممكن أن يكلفك مائة إذا أُهْمِل.
احتفظ بملفات في بيتك في مكان واحد سهل الوصل إليه، لا تهمل في أوراقك، وإذا كنت تملك ماسحة ضوئية موصولة بجهاز حاسوب فقم بعمل نسخة من كل الملفات على الحاسوب بطريقة منتظمة تمكنك من الحصول على نسخة مما تحتاج إليه منها في أي وقت دون أن تَمَسَّ الأصل، وإليك أمثلة على الملفات التي من الممكن أن تحتفظ بها:(117/2)
·…ملف لكل فرد بالأسرة: به شهاداته وصوره وصور شهادات الميلاد والبطاقة الشخصية وجواز السفر ورقم التأمين ونسخة من السيرة الذاتية والشهادات الصحية وكل الأوراق التي تخص كل فرد.
·…ملف للسيارة: به على سبيل المثال عقد الشراء، صورة من الرخصة، تاريخ الصيانة ومواعيد الفحص الدوري، وموعد تجديد الرخصة.. إلخ.
·…ملف مالي.. به الموقف الضريبي وفواتير الكهرباء والمياه والهاتف والجوال وبطاقة الائتمان.
·…ملف للأجهزة الكهربائية بالبيت به الفاتورة وعقد الصيانة والضمان. يمكنك استخدام برنامج مايكروسوفت أكسس لعمل قاعدة بيانات عن كل الأجهزة المستخدمة في بيتك بسهولة جدًّا.
10. هاتف المنزل.. اجمع أرقام الهاتف التي تستخدمها في مفكرة واحدة وضعها بجوار الهاتف دائمًا ولا تنقلها من مكانها بجوار الهاتف لأي سبب.. وإذا كان هاتفك يشتمل على ذاكرة تليفون فلماذا لا تستخدمها فإن ذلك يوفر عليك وقت البحث والطلب.
والآن .. هل ترى كيف كانت الساعة الماضية معك.. أعتقد أنك ستعيد التفكير مثلما فعلت أنا في أول مرة قمت فيها بتنظيم بيتي مستخدمًا أوقات فراغي.. لقد أعدتُ التفكير مرة ثانية في كل دقيقة أُنْفِقُها في غير فائدة، وقررت أن يكون تنظيم بيتي هو البداية الصحيحة لاستثمار وقتي، وبعد ذلك مشاريع كثيرة في حياتي تنجز من خلال استثمار ساعة أسبوعيًّا للنظام.
قال حكيم: ( من أمضى يومًا من عمره في غير حَقٍّ قضاه أو فَرْض أدَّاه أو مجد أَثَّله - ورَّثَه - أو حَمْدٍ حَصَّله أو خير أسَّسَه أو علم اقتبَسَه فقد عَقَّ يومَه وظَلَم نَفْسَه).(117/3)
وسائل الإعلام والاتصال
وسائل عملية وسائل مسموعة وسائل مقروءة
رغم انتشار الوسائل التعليمية بأشكالها المتنوعة ، وتطورها ، إلا أن الكتاب سيظل الأكثر استخداما في حفظ ونقل المعارف والعلوم والمفاهيم والقيم .
أولا ـ الوسائل المقروءة :
1 ــ الكتاب : رغم انتشار الوسائل التعليمية بأشكالها المتنوعة ، وتطورها ، إلا أن الكتاب سيظل الأكثر استخداما في حفظ ونقل المعارف والعلوم والمفاهيم والقيم 0
ويمكن استثمار الكتاب المدرسي للانطلاق نحو تكوين قاعدة معلوماتية تستخدم عند البدء في العمل الإعلامي ، ويقترح في هذا الجانب التالي :
ـ استثمار القصص والروايات ومواضيع الأدب العامة ، " لمسرحة المناهج" أي تحويلها إلى عمل مسرحي يؤدى على خشبة المسرح ، ويبث في الإذاعة ، وينشر في نشرة المدرسة ، مما يساعد على تقريب المعلومة إلى ذهن الطالب ، وهنا ينبغي الإشارة إلى أهمية مراعاة سن الطلاب ، واستعداداتهم وخصائصهم الفسيولوجية 0
ـ نشر حلول لمسائل علمية وغيرها في نشرة المدرسة أو نشرة المادة ، من خلال جهود الطلاب ، ويمكن أيضا أن تطرح على شكل مسابقة 0
ـ الاستفادة من كتب مساعدة أخرى لحل المسائل ، على أن تكون مرخصة من الوزارة 0
ولا يمكن التساهل بالدور الكبير الذي يمكن أن تؤديه المكتبات العامة إذا ما استطعنا أن نجعلها محفزة للزيارة بتزويدها بالجديد من الكتب ، والتي تناسب جميع الأعمار ، إضافة إلى تنفيذ الحملات الإعلانية التي تحث على زيارتها والاستفادة منها0
وتعد مكتبة المدرسة أنموذجا مصغرا للمكتبات العامة ، وتمتاز بنوعية الكتب التي أمنتها وزارة المعارف بإشراف مباشر من التربويين المعنيين 0
2 ـ الصحيفة : ويمكن تعريف الصحيفة بأنها : النافذة التي يرى منها الفرد العالم ، وتدخل الصحف والمجلات العامة " التجارية " ضمن الدوريات التي تمثل حلقة اتصال مهمة بين أفراد المجتمع بكل طبقاته ، وتتميز : بالجدة ، وسهولة الحصول عليها 0(118/1)
ويمكن للاستفادة من الصحف والمجلات اتباع التالي :
ـ تثبيت الصحيفة على حامل في مكان بارز في المدرسة بحيث يتصفحها جميع الطلاب والمعلمين ، أو في إدارة التعليم لتكون أمام العاملين ، وهذا سيزيد من تفاعل الطلاب مع الصحف المحلية ، وبالتالي زيادة ثقافة المجتمع 0
ـ متابعة الأخبار والمقالات التربوية ، وبثها من خلال الإذاعة المدرسية أو التلفزيون التعليمي ، أو من خلال نشرة المدرسة ، ويمكن أن توزع على الطلاب على هيئة ملف صحفي يومي أو أسبوعي أو فصلي 0
ـ تعد الصحيفة وسيلة مهمة للتثقيف العلمي والمهاري من خلال تعلم فنون العمل الإعلامي : الخبر ـ التحقيق ـ الحوار الصحفي 000
ـ تدريب التلاميذ على مهارات كثيرة منها : القراءة السريعة الفاحصة ، التعبير ، الحوار البناء 00
3 ـ اللافتة : تعتمد على الجملة المعبرة الواضحة ، وعادة ما تستخدم في عمليات الإرشاد والتوجيه ؛ كأن تشير اللافتة إلى مكان مناسبة ما ، ومن ذلك اللافتات التي توضع على أبواب المدارس التي توضح اسم المدرسة ومعلومات عنها ، وتتميز بسهولة نقلها من مكان إلى آخر بحسب الحاجة 0
ومن الاستخدامات العملية للافتة في مجال الإعلام التربوي :
ـ تدريب الطلاب على حسن الخط إذا كتبت باليد ، أو باستخدام الكمبيوتر 0
ـ تستخدم للإعلانات العامة عن مناسبات تربوية 0
ـ يمكن أن تستخدم على هيئة لوحات مضيئة ، وعادة ما تكون من الوسائل الناجحة التي يمكن مشاهدتها من على مسافات بعيدة 0
4 ـ الملصقة : تظل الملصقة من الوسائل الإعلامية الفعالة 0
ومن أهم شروط نجاح الملصقة :
ـ وضوح الهدف وبساطة المضمون 0
ـ الاتزان : أي الانسجام بين محتويات الملصق 0
ـ التركيز على فكرة واحدة 0
ـ الاختصار في الكلمات المكتوبة والتركيز على الصورة المعبرة 0
ـ استخدام الألوان الملفتة للانتباه 0(118/2)
وهي ضمن الصور التي تعمل على نقل الفكرة بشكل مصور ، ويكثر استخدامها لأغراض التوعية العامة ، كما أنها تستخدم في المدرسة للمساهمة في تحقيق الأهداف التربوية ، ولها استخدامات عديدة مثل : الدعايات 0
ومن أهم ما ينبغي مراعاته عند وضع الملصقة أن تكون سهلة الإزالة بعد انتهاء الغرض منها ، وهنا ينبغي التنبيه إلى أنه لكي يحقق الملصق أهدافه فيجب عدم عرضه لمدة طويلة مهما كانت درجة قوته ، حتى لا يفقد فاعليته وتأثره 0
5 ـ المطوية : وتتميز المطوية بسهولة حملها وتوزيعها ، إضافة إلى إمكانية طباعة كمية كبيرة منها بأرخص الأسعار 0
وعادة ما تركز المطوية على موضوع واحد فقط ، وتتناوله شرحا وتحليلا ، وبأسلوب مبسط ومفهوم للمستهدفين 0
وتعد المطوية من أفضل وسائل الإعلام في المناسبات العامة ، ومفيدة أيضا للتركيز على موضوعات معينة في المنهج الدراسي 0
6 ـ الشعار التربوي : هو رمز لهدف نسعى إلى تحقيقه ، وينبغي عند التفكير في رفع شعار ما ، أو عند التخطيط لمشروع تربوي حسن اختيار التراكيب اللغوية ، وشموليتها ، وسلامتها من الأخطاء ، إضافة إلى إمكانية تحقيق بنود ذلك الشعار 0
ومن المناسب عند التخطيط لتنفيذ حملة إعلامية تربوية أن نضع لها شعارا معينا ، يرمز إلى هذه المناسبة ، ونوظف جميع وسائل الاتصال لمساندة هذه المهمة ، ومن ذلك : ونشرات ـ مطويات ـ مسرح مدرسي ـ إذاعة مدرسية ـ ندوات ـ محاضرات 00
وفيما يلي بعض الشعارات التربوية الهادفة ، ومناسباتها المقترحة :
1 ـ وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ( هدف تربوي عام )
2 ـ العلاقات الاجتماعية سمة الأوفياء ( مناسبات اجتماعية )
3 ـ الثقافة 00 حضارة وتاريخ ( مناسبات ثقافية 00ندوة ـ محاضرة 00)
4 ـ أسعد والديك ومعلمك بتفوقك ( بداية العام الدراسي )
5 ـ القراءة عمر يضاف إلى عمرك ( مشروع القراءة للجميع )
6 ـ التعليم أعظم استثمار في الحياة ( عند اكتشاف موهوب في المدرسة)(118/3)
7 ـ أخي الطالب : كن قدوة حسنة للجميع ( في مناسبات التكريم )
8 ـ يوم بلا علم 00خسارة بلا عوض (لعلاج مشكلة الغياب في آخر العام )0
9 ـ رسالة المعلم لا تحدها أسوار المدرسة 0 ( بمناسبة يوم المعلم )
10 ـ أخي الطالب : الوطن ينتظرك عالما ( معارض علمية )
وإليكم شعارات أخرى ، ولكم اختيار مناسباتها :
11 ـ لابد أن يدخل العلم كل بيت ( فهد بن عبدالعزيز )0
12 ـ لنجعل ما تعلمناه سلوكا نحياه 0
13 ـ السباك والكهربائي والنجار وأمثالهم يد تسهم في صناعة مستقبل الوطن0
14 ـ العمل رمز الحياة 0
15 ـ دع المتكلم يقول كل ما عنده ؛ لتتمكن من الفهم والمناقشة 0
16 ـ احترام النظام مسئولية كل مواطن غيور 0
17 ـ تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا 0
18ـ القدور الحسنة أساس التحصيل السليم 0
19ـ الراحمون يرحمهم الرحمن 0
20 ـ النظافة العامة دليل على رقي الأمة 0
21 ـ السيارة وسيلة نقل ، فلا تجعلها أداة قتل 0
22 ـ المعلم شمعة تضيء الطريق للآخرين 0
23 ـ المحافظة على الآثار واجب وطني 0
24 ـ إنما الأمم الأخلاق 0
25 ـ العمر يمضي والعلم يبقى 0
ثانيا ــ وسائل مسموعة وسمعبصرية :
1 ـ الحاسب الآلي : في الوقت الذي يلقى فيه موضوع تأثير التقنية المعاصرة على العملية التعليمية والتعليمية اهتماما عالميا ، فإن تأثير ظهور الحاسوب في التربية والتعليم أخذ أبعادا جديدة وعناية خاصة بالنظر لما يشكل من تغيير جذري في أساليب واستراتيجيات التعلم ، وقد بدأ الاهتمام بالحاسوب في أواخر الأربعينيات الميلادية ، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية 0
ونتيجة لثورة المعلومات ونمو صناعة الحواسيب ، فإن المدرسة تواجه جمله من التحديات الآنية والمستقبلية 0(118/4)
وهناك شعور عام في غالبية الدول النامية والمتقدمة يميل إلى الاعتقاد بأن المجتمع يشهد تحولا نحو الحوسبة ، ويقصد بذلك اعتماد كثير من مناشط الحياة على الحاسوب ، مما ولد شعورا أعمق بالمسئولية الجماعية ، وتجسد ذلك الشعور عند المربين بأهمية التعايش مع متطلبات التسارع التقني المتجددة 0
ويبرز دور الحاسوب كأداة تعليمية في تأكيد الاتجاهات التربوية الحديثة على التعلم الذاتي ، وزيادة مسئولية الفرد عن تعلمه ، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى تفريد التعليم ليتماشى مع قدرات الفرد واحتياجاته ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين 0
ويمكن للاستفادة من الحاسوب اتباع التالي :
ـ تشجيع الطلبة على تعلم التعامل مع الحاسب الآلي 0
ـ تنويع طرائق التدريس من خلال استخدام الحاسب الآلي في الشرح PAWER BOINT 0
ـ التعلم عن طريق الحاسوب : وهو من أكثر أدوار الحاسوب التعليمية ارتباطا بالتعليم من حيث المحتوى العلمي الذي نستعمل فيه برمجيات محاكاة وألعاب تربوية ، واستخدام الحاسوب أداة لجمع البيانات وتحليلها وتنظيمها 0
ـ التعلم من الحاسوب : وهو من أكثر أنماط استعمال الحاسوب استعمالا ، وذلك بالاستفادة من برامجة التعليمية المتنوعة 0
ولا يقتصر دور الحاسوب في عملية التعليم والتعلم بل يتعدى ذلك إلى فوائده العديدة للمعلم ومدير المدرسة لإنجاز المهام الإدارية مثل : تحضير الدروس ـ إعداد الاختبارات ـ تحليل النتائج ـ عمل الملفات والجداول ـ تكوين قواعد البيانات 0
وتعد "الإنترنت" أهم وسيلة إعلامية على الإطلاق في الوقت الراهن ، وذلك لعالميتها، وسهولة استخدامها ، إضافة إلى غزارة المعلومات وتنوع مصادرها 0
لذلك فإن الحاسب الآلي يعد من أهم مصادر التعلم حاليا ، وينظر إلى " الإنترنت " على أساس أنها الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية في عملية التفاعل والاتصال المحلي والعالمي ، وهنا تظهر محاذير عديدة ينبغي على المعلم أن يدركها ، ويناقشها مع طلابه 0(118/5)
ومن فوائد شبكة الإنترنت :
ــ البريد الإلكتروني : ويعني تبادل المراسلات والمحادثات بين طرف وآخر أو عدة أطراف ، وقد يكون ذلك في الوقت الحالي أو تسجل ليراها المستفيد حسب رغبته 0
ــ الحوار وتبادل الآراء : من ن خلال جميع فنون العمل الإعلامي 0
ــ الدراسة العلمية : حيث يمكن الحصول على المعلومات العلمية والمنهجية والاقتصادية والطبية 00 وغيرها 0
ــ الإعلام : فقد ساهمت الإنترنت في توسيع حركة النشر وزيادة عدد قراء الصحف0
ــ ألعاب وتسالي 0
ــ معجم علمي واسع : ويشمل جميع العلوم والمعارف 0
2ـ التلفزيون التعليمي :
أ ـ نشأة التلفزيون : يرجع الفضل في اختراع التلفزيون إلى العالم البريطاني جون بيرد الذي تمكن من إخراج فكرة التلفزيون من حيز النظريات والتجربة إلى الإنتاج الحي والفعلي حين استطاع عام 1934 م نقل صورة باهتة لدمية ليطور ذلك إلى الإرسال والاستقبال الذي نعرفه الآن 0(التصوير الإعلامي للدكتورمحمد سويلم) 0
ويلعب التلفزيون دورا حيويا في مجالات الإعلام والاتصال الجماهيري لما يملكه من حاستي السمع والبصر في إبهار المشاهد 0
ولهذا فإنه يمكن أن يستثمر التلفزيون لتقديم المعلومات والأفكار والسلوكيات المرغوبة ، وتشير الدراسات إلى أن الطفل على وجه الخصوص الذي تجاوز عمره سن الثالثة يقضي سدس ساعات يقظته اليومية أمام شاشة التلفزيون ، فإذا بلغ سن السادسة تكون المدة التي يقضيها في متابعة برامج التلفزيون معادلة لتلك المدة التي يقضيها في المدرسة ( إعلام الطفل د0 محمد معوض ) 0
ومسئولية التلفزيون لا تقتصر على تقديم البرامج الترفيهية فقط ، بل إن عليها مسئولية أكثر عمقا ، ومن ذلك : توجيه الطلاب إلى أسس التفكير السليم ، وكيفية البحث عن المعلومة 00 مع مراعاة ضرورة تطابق مضمون ما يقال مع الصور الحية المعروضة 0
ب ـ أهمية التلفزيون في التعليم :(118/6)
ـ يعتبر من أكثر الوسائل تمثيلا للواقع بما يمثله من مادة مصورة بألوان طبيعية وصوت حقيقي 0
ـ تعدد إمكاناته من : مناقشة ـ حوار ـ تمثيل ـ تعليق علمي 00
ـ تجاوز البعدين المكاني والزماني ، إذ يمكن أن يصور لك قصصا من التراث ، وينقل لك صورة حية من التعليم في اليابان على سبيل المثال 0
ـ عند إنتاج العمل التلفزيوني التعليمي يمكن حشد أفضل الكفاءات في المادة التعليمية ،والإخراج والتصوير 00
ـ التغلب على نقص المواد والكفايات الفنية من معلمين ومواد تعليمية ومختبرات 0
ـ التحكم في وقت البث 0
ـ التشويق المبني على الإثارة وإعادة اللقطات والإخراج الفني 0
ـ قدرته على توظيف مختلف الوسائل التعليمية من رسوم وصور وشفافيات 00 في البرنامج الواحد 0
ج ـ هناك نظامان أساسيان للتلفزيون التعليمي هما : التلفزيون ذو الدائرة المفتوحة ، والتلفزيون ذو الدائرة المغلقة ، وفيما يلي مقارنة بين النظامين :
( وسائل الاتصال والتكنولوجيا في التعليم د0 عبدالحافظ سلامة )
التلفزيون ذو الدائرة المغلقة
التلفزيون ذو الدائرة المفتوحة
يختص بمجتمع تعليمي مثل : الجنس ـ العمر0
يمكن ذلك 0
أقل انتشارا مقارنة بعدد المستفيدين 0
يمكن مشاهدته قبل البث 0
لا يستطيع مجاراة الأحداث 0
أقل تأثرا بعامل الوقت 0
ـ لا يختص بمجتمع معين أو عمر محدد 0
ـ لا يمكن تقديم عروض حية من قاعة الدرس أو المختبرات 0
ـ أكثر انتشارا 0
ـ لا يستطيع المعلم مشاهدته قبل الإلقاء0
ـ أسرع في نقل الأحداث الطارئة 0
ـ ملتزم بأوقات محددة
ويعد التعليم المصغر عن طريق التلفزيون شكل من أشكال الدائرة المغلقة ، يكون فيه عدد الأشخاص المتعلمين قلة ، بحيث يسمح عددهم بزيادة المناقشة ، ويمكن المعلم من قياس مهارة ما عند تلميذه كأن يتم تسجيلها أمام زملاءه وبذلك يمكنه من تقويم أداءه 0(118/7)
د ـ إذا تجاوزنا دور التلفزيون العام فإن من المهم أن نتوقف ونتأمل معا ما يمكن أن تسهم به المدرسة عن طريق التلفزيون التعليمي ومن ذلك :
ـ توفير كاميرا " فيديو " ، وتسجيل برامج درامية وتعليمية على أشرطة VH ، وإدخال المؤثرات الصوتية المناسبة عن طريق أجهزة المونتاج الخاصة ، وهي كثيرة ومتنوعة ومتوفرة في المحلات التجارية المتخصصة التي لا تحتاج إلى جهد مكثف ، بحيث تنفذ جميع العمليات من تأليف وتصوير ومونتاج عن طريق الطلاب 0
ـ إنشاء نوادي مدرسية للمشاهدة الجماعية : بحيث يخصص ساعة في الأسبوع للاطلاع الجماعي على البرامج التلفزيونية بتواجد جميع طلاب المدرسة إن أمكن أو طلاب الفصول وفق جدول محدد 0
ـ تسجيل البرامج التربوية المناسبة من المحطات التلفزيونية العامة ، ومنها الدروس التعليمية وبرامج التثقيف العام في السلوك والعلاقات 00 وغيرها ، وعرضها على الطلاب للاستفادة منها ، وتقويمها ، ونقدها 0
ـ تصوير وتوثيق الأنشطة المدرسية من : ندوات علمية ، ومحاضرات 0
هـ ــ خطوات إنتاج برنامج تعليمي متلفز :
أولا ـ مرحلة الإعداد : وهي الأساس ،و تشمل هذه المرحلة : تحديد الهدف ـ تحديد الفئة المستفيدة ـ اختيار المحتوى العلمي ـ جمع المعلومات ـ الشروع في كتابة النص المناسب 0
ثانيا ـ مرحلة الإنتاج : وهنا يتم تنفيذ ما كتب على الورق عمليا ، وذلك بالتعاون مع جميع عناصر العمل الفني 0
ثالثا ـ مرحلة المونتاج : أي اختيار أفضل اللقطات للعمل ، حيث يتوجب تصوير أكثر من لقطة للمشهد الواحد 0
ـ عناصر العمل التلفزيوني : إذا افترضنا أننا أمام إنتاج عمل تلفزيوني ميداني بعنوان " تجارب تربوية " الذي يقوم بتوثيق البرامج والنشاطات المتميزة في الميدان التربوي ، فإن عناصر العمل : مقدم ـ مصور ـ مخرج ـ منتج ـ صوت ـ صورة ـ إضاءة ـ وقد يحتاج الأمر إلى مساعدين لكل هؤلاء 0(118/8)
ـ بعد الانتهاء من العمل تأتي مرحلة العرض وهنا يجب على المعلم : مشاهد الفيلم كاملا لمعرفة مدى مناسبته ـ تلخيص موضوع الفيلم بشكل مكتوب ـ تحديد أسئلة تقويمية ـ تشويق الطلاب عن طريق المناقشة لفكرة الفيلم ـ تجهيز المكان المناسب ـ شرح النقاط الغامضة 0
ـ بعد العرض طرح الأسئلة ، وكتابة التقارير وإجراء التجارب وربما القيام بالزيارات الميدانية التي تعزز فكرة الفيلم 0
وأخيرا فإن الأجهزة المتصلة بالتلفزيون التربوي كثيرة ومتنوعة ، وتختلف درجة دقتها وجودتها من نوع لآخر ومنها : أجهزة يوماتيك ـ أجهزة الفيديو نظام بيتا BETAـ أجهزة الفيديو نوع ( VHS ) 0
3 ـ السينما : تتشابه الأفلام السينمائية في بعض الصفات مع التلفزيون 0
حيث يجمع كلاهما عنصري الصوت والصورة ، وإمكانية شرح معلم المادة من خلالهما إضافة إلى عنصري التشويق ووحدة المكان والزمان 0
ويكفي أن نذكر أن الإعداد الجيد لفيلم سينمائي للتعريف بالمدرسة بشكل علمي دون مبالغة أو دعاية يسهم في انضمام أعداد كبيرة من الطلاب إلى هذه المدرسة أكثر من أي مدرسة أخرى لا يوجد لديها أي وسيلة إعلامية 0
والأمر ينطبق على العمل التربوي تماما ، حيث يمكن أن نصور المواد الدراسية باستخدام السينما ، وهذا سيعطي الموضوع الإثارة التي ننشدها وبالتالي الإدراك والفهم 0
4 ـ المسرح : المسرحية عبارة عن قصة تمثيلية تعرض موضوعا أو موقفا من خلال حوار يدور بين شخصيات القصة ، وتدور أحداثها عن طريق الصراع بين مواقف واتجاهات الشخصيات ، ويتطور الموقف حتى يبلغ ذروته ، ثم ينتهي الأمر بانفراج الموقف والوصول إلى الحل المرغوب 0
وقد تنقسم المسرحية إلى عدة فصول ، وقد تكتفي بفصل واحد 0(118/9)
ويتكون هيكل المسرحية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي (1) العرض ، ويأتي عادة في الفصل الأول ، حيث يتكشف موضوع المسرحية وشخصياتها (2) التعقيد : وهو الطريقة التي يتم بها تتابع الأحداث في تسلسل منطقي 0 (3) الحل : وهو الختام وتكشف العقدة وبالتالي الوصول إلى الحل 0
وللمسرحية أسس مهمة هي : الفكرة : ويقصد بها مضمون القصة ، والحكاية : وهي بمثابة جسد الفكرة ، وتوزيع الأدوار ، والشخصيات : وهم أبطال المسرحية ، والصراع : وهي لب المشكلة وتعقيداتها ، والحوار : ويعني فصول الحديث وأحداث المسرحية المبنية على المناقشة والحوار والمناقشة والتصرفات 0
(أنظر باب المسرح المدرسي ) 0
5 ـ الإذاعة : هي الانتشار المنظم الموجه بواسطة جهاز الراديو ، للمواد الإخبارية والثقافية والتعليمية 00
وتنبع أهمية الإذاعة من عدة خصائص منها : سرعة الانتشار ـ قدرتها على الجذب ـ استطاعتها تخطي حواجز المستمع إضافة إلى تخطيها الحدود الجغرافية والسياسية 0 ( أنظر باب الإذاعة المدرسية ) 0
ثالثا ـ وسائل عملية :
1 ـ المعرض : هو عبارة عن موقع مكاني خاص ، يعرض من خلاله مختلف الإنتاج المتعلق بموضوع المعرض وأهدافه وأشكاله بطريقة منظمة متوازنة 0
وتتلخص أهداف إقامة المعارض في : نشر وتبادل المعلومات ـ التعريف بالمنتج سواء للتسويق أو للتعريف أو خلق انطباع معين لدى الجمهور ـ بث روح التنافس الشريف ـ اكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها 0
وينبغي عند إقامة المعرض مراعاة التالي :
ـ اختيار الموقع المناسب بحيث يسهل الوصول إليه 0
ـ يكون المكان مضيئا وصحيا وفسيحا 0
ـ تحديد الهدف من إقامة المعرض ، والنتائج المرجوة من خلاله 0
ـ ضرورة مشاركة كل الطلاب في إقامة المعرض 0
ـ تقسيم المعرض إلى عدة أجنحة أو أقسام ، حسب الهدف من إقامته 0
ـ تحديد التكاليف المادية والاحتياجات العامة من الكوادر ، وتوزيع الأدوار بينهم ، وهنا ينبغي إشراك القطاع الخاص في تمويل المعرض 0(118/10)
ـ تحديد موعد افتتاح المعرض والشخصية التي ستفتتحه ( مسئول تربوي ) وأيام ووقت الزيارة ، وإعداد مطوية تعبر عن المناسبة ، وتوضح للزائر كل المعلومات حول المعرض ومحتوياته ، وأوقات الزيارة 0
ومن أنواع المعارض : المعارض العلمية ـ المعارض الأدبية والثقافية ـ المعارض التعريفية 00
2 ـ الزيارة :
من أهم وسائل التواصل العملي والإنساني : الزيارات المتبادلة بين المدارس والمعلمين والطلاب ، ولكي تحقق الزيارة أهدافها يجب مراعاة التالي :
ـ تحديد الهدف من الزيارة 0
ـ إخبار الجهة أو الشخص المقصود قبل الموعد بوقت كاف 0
ـ اختيار مجموعة من الطلاب ، وهنا قد يكونوا من الموهوبين أو المتفوقين أو ربما الكسالى وضعاف التحصيل العلمي بناء على الهدف العام من الزيارة 0
ـ تحرير الأسئلة والمحاور إن كانت الزيارة علمية أو تربوية أو كان لها علاقة بأي عمل إعلامي تربوي 0
ـ إعداد تقرير بعد الزيارة 0
وتتنوع أهداف الزيارة ، فمنها : الزيارة الإنسانية كزيارة مريض في المستشفى ، ومنها : زيارة استكشافية : للاطلاع على تجربة معينة أو مشروع تعليمي معين وتكوين فكرة عامة حياله ومن ذلك : زيارة المتاحف والمراكز التعليمية ، والزيارة العلمية : التي تبحث في العلوم وتعزز المعلومات وتنميها ، وقد تكون زيارة إعلامية صرفة لتسليط الضوء على منتج استهلاكي يفيد المنتج ، ومن ذلك دعوة المدارس لزيارة مصانع لأنواع المنتجات الاستهلاكية المختلفة ، ومنها الزيارة التربوية كأن تتم زيارة قسم معين في الجامة أو زيارة مدير التعليم 00
3 ـ الرحلة : وعادة ما تتصف بروح المغامرة والتحدي ، وهي من أكثر وسائل الاتصال التي تنمي في المشاركين روح التعاون والألفة والمحبة 0
ولعل في برامج وأنشطة الكشافة ما يدل على هذا الجانب ، ويعزز النظرة إلى هذه الوسيلة التواصلية المهمة 0(118/11)
وينطبق على الرحلة ما ينطبق على الزيارة إلا أن الرحلة تحتاج إلى عناية أكثر لأنها عادة ما تستغرق وقتا أطول ، واحتياجات من نوع خاص بحسب مدتها ووجهتها والهدف منها 0
4 ـ المسابقة : وهي نوع من النشاط القائم على المنافسة الصحية بين الطلاب ، وقد تكون مسابقة علمية أو رياضية أو أدبية 00
ومن أشهر أنواع المسابقات الإعلامية : سباق المدارس في المنطقة التعليمية التي تقوم على المنافسة بين طلبة المدارس تنهي بفوز إحدى المدارس وحصولها على لقب البطولة ، وهنا يحدث الانتشار الإعلامي لهذه المدرسة وطلبتها ومعلميها 0
ويجب في المسابقة أن نحدد جوائز عينية أو مادية للفائزين ، وتكون محور تنافس المتسابقين 0
ويمكن أن نستثمر المسابقات لتعزيز قيم تربوية في نفوس التلاميذ أو محاربة عادات وممارسات خاطئة في المجتمع ، كتوجيه أسئلة علمية أو إجراء بحوث تربوية 00 تجاه ظاهرة التعصب الرياضي 00
ومن فوائد المسابقة البارزة : تعويد الطلاب على البحث والتقصي وتدوير المعلومات ، وبالتالي زيادة حصيلة الطالب العلمية 00
5 ـ النشاط : والحديث عن النشاط الطلابي يقودنا إلى الحديث عن جميع جوانب العمل الإعلامي ، وكافة عناصر العمل التربوي أيضا ، لكن يمكن أن نقرر بأن المنافسات الرياضية والاجتماعية والثقافية 00 من أكثر وسائل الإعلام والاتصال تطبيقا في مدارسنا اليوم 0
6 ـ الإعلان التربوي :
أ ـ تعريف الإعلان التربوي : هو نشاط إداري تربوي منظم يستخدم أساليب ابتكارية للتواصل مع الوسط التربوي ، باستخدام وسائل الاتصال الجماهيرية ، بغرض : التأثير الواعي المدروس ، سواء لنشر قيمة تربوية وتعليمية ، أم للتعريف بمنتج استهلاكي معين بما يدر أرباحا مادية تسهم في خدمة تعليمية جماعية أفضل ، أم لتحقيق الغرضين معا ، مراعية في ذلك السياستين التعليمية والإعلامية في الدولة 0(118/12)
وإذا كانت الإعلانات التجارية وسيلة تسويقية للخدمات والسلع لا تقارع فإن استخدامها بشكل مدروس في تعزيز القيم التربوية أمر محمود ومطلوب أيضا ؛ إذ أن للإعلان دورا أساسيا في نشر المعلومات وتوسيع نطاق الدائرة التربوية ، الأمر الذي يساعد على زيادة معدلات التحصيل ورفع المستوى العلمي للتلاميذ بصفة عامة 0
ووظيفة الإعلان لا تنتهي عند حد توصيل المعلومة ، بل الأهم هو إحداث آثار محددة تتخذ شكل معاني ومفاهيم يقتنع بها الطالب وتكون سلوكا في حياته 0
ب ـ أشكال الإعلان التربوي :
1 ـ الإعلان التربوي الهادف إلى نشر المعلومات والقيم التربوية في المجتمع المدرسي ، وكمثال على ذلك : الإعلان في وسائل الإعلام المدرسية عن تنظيم محاضرة في موضوع ما في مكان وزمان معلومين 0
2 ـ الإعلان التربوي الهادف إلى توفير مردود مالي محدد لتمويل مشروع تعليمي للمدرسة مع ضرورة مراعاة الضوابط العامة للإعلان ، ومن ذلك الحصول على موافقة صريحة من مدير التعليم أو مدير مركز الإشراف التربوي الذي تتبعه المدرسة 0
ومن أمثلة ذلك : الاتفاق مع محل تجاري لوضع شعار المحل و عنوانه أو تصميم إعلان معين للتعريف بالمحل وأنشطته مقابل طباعة نشرة المدرسة ، أو توفير الأدوات اللازمة لعمل مسرحية تربوية باستخدام أحدث النظم الفنية ، أو تجهيز مقصف المدرسة ، أو توفير جوائز عينية للطلاب الفائزين في مسابقة المدرسة 00وغير ذلك من الأنشطة التربوية 0
3 ـ ويمكن أن يحقق الإعلان التربوي الغرضين السابقين معا مثل : تنفيذ حملة إعلانية عن طريق جميع وسائل الاتصال بالمدرسية للتوعية بأهمية المحافظة على المبنى المدرسي والأجهزة التعليمية ، بحيث تتكفل مؤسسة تجارية كامل مصاريف الحملة أو جزء منها 0
ج ـ أمثلة عملية :
فيما يلي مجموعة من الأمثلة التي يمكن الاستفادة من الإعلان التربوي لتنفيذها عن طريق استخدام جميع وسائل الاتصال المدرسية ( أنظر الشعارات التربوية ) 0(118/13)
ما يمكن أن يقدم للممول
الممول
الموضوع
الإعلان عن الممول وأنشطته في الإذاعة المدرسية ونشرة المدرسة 00 أو أي وسيلة من وسائل الاتصال المدرسية الأخرى 0
محل لبيع المواد الغذائية
لا للإسراف !
مكتبة
النظافة دليل الرقي
مصنع
كن صورة مشرقة لبلادك
شركة في برامج الحاسب
الوطن ينتظرك عالما
نادي رياضي
صديقك من صدقك !
د ـ ضوابط التمويل :
تعميم معالي وزير المعارف 62 / 233 في 24 / 3 / 1419 هـ
1ـ أخذ موافقة صريحة من مدير التعليم أو من ينيبه قبل الاتفاق مع الممول 0
2ـ يمكن الاستفادة من مبدأ الراعي مقابل الإعلان عند الحاجة كمصدر للتمويل ، شريطة أن تزود المؤسسة التعليمية بالمادة التربوية الإعلامية ، وأن يكون ذلك بإشراف مباشر من الإدارة التابعة لها 0
3 ـ يجب أن يكون الإعلان ذا صلة وثيقة بخدمة الطالب تعليميا وتربويا وصحيا 00 أو نحو ذلك من الأمور المفيدة للطالب ، والاسترشاد بالضوابط والتعليمات الواردة في لائحة المقاصف المدرسية 0
4 ـ ألا يتجاوز حجم الإعلان في الإصدار أو أي وسيلة إعلامية 15 % من المجموع الكلي للمشروع الإعلامي ( صحفي ـ إذاعي ـ تلفزيوني 00 ) 0
5 ـ ألا يحتل الإعلان مكان الصدارة 0
6 ـ أن توزع جميع الإصدارات الإعلامية مجانا 0(118/14)
وظائف الإدارة الخمسة
مبادئ الإدارة
المراجع:
?…Management 010: The Five Function
ترجمة: خالد الحر
مدخل:
قد تسمع هذه الأسئلة، أو قد يتبادر بعضها إلى ذهنك، وهي "ما هي الإدارة؟ من هو المدير؟" أو قد تقول لنفسك "أنا موظف فقط، فما حاجتي لمعرفة العملية الإدارية!؟ أليس هذا هو عمل الرؤساء والمدراء!؟".
في الواقع، كلنا مدراء. فمهما يكن موقعك أو وظيفتك يتلزّم عليك أحيانا إدارة بعض الأمور. وحتى يمكنك إدارتها بشكل جيد، عليك أن تعي العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة.
لذا.. سنحاول هنا تبسيط هذه العملية، وشرحها بشكل موجز، يكفي لأن تتكون لدى الفرد منا صورة عامة عن هذه العملية الهامة.
ما هي الإدارة؟
من المنظور التنظيمي الإدارة هي إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى. وبتعريف أكثر تفصيلا للإدارة يتضح أنها أيضا إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة).
ما الهدف من تعلّم الإدارة؟
إن الهدف الشخصي من تعلم الإدارة ينقسم إلى شقين هما:
زيادة مهاراتك.
تعزيز قيمة التطوير الذاتي لديك.
من المؤكد أنك ستطبق أصول الإدارة في عملك وفي حياتك الخاصة أيضا. لكن تطبيقها يعتمد على ما تقوم بعمله. فعندما تعمل مع موارد محددة ومعروفة يمكنك استخدام الوظائف الخمسة للإدارة. أما في حالات أخرى فقد تستخدم وظيفتين أو ثلاثة فقط.
سنقوم الآن بشرح كل وظيفة من هذه الوظائف الخمسة بشكل مبسط، فهذا يساعد على فهم ما هي الإدارة وكيف يمكنك تطبيقها في حياتك أو مهنتك.
الوظائف الخمسة:
التخطيط: هذه الوظيفة الإدارية تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية.
التنظيم: يعرف التنظيم على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات.(119/1)
التوظيف: يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.
التوجيه: إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف المنظمة.
الرقابة: الوظيفة الإدارية الأخيرة هي مراقبة أداء المنظمة وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا.
أصول ((فايول)) للإدارة
هنري فايول (1841 – 1925) مؤلف كتاب "النظرية الكلاسيكية للإدارة"، عرّف الوظائف الأساسية الخمسة للإدارة (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة). وطوّر الأصول الأساسية الأربعة عشر للإدارة والتي تتضمن كل المهام الإدارية.
كمشرف أو مدير، سيكون عملك عبارة عن مباشرة تنفيذ الوظائف الإدارية. أشعر أنه من المناسب تماما مراجعة الأصول الأربعة عشر للإدارة الآن. استخدام هذه الأصول الإدارية (الإشرافية) سيساعدك لتكون مشرفا أكثر فعالية وكفاءة. هذه الأصول تعرف بـ "أصول الإدارة" وهي ملائمة للتطبيق على مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء.
الأصول العامة للإدارة عند هينري فايول:
تقسيم العمل: التخصص يتيح للعاملين والمدراء كسب البراعة والضبط والدقة والتي ستزيد من جودة المخرجات. وبالتالي نحصل على فعالية أكثر في العمل بنفس الجهد المبذول.
السلطة: إن إعطاء الأوامر والصلاحيات للمنطقة الصحيحة هي جوهر السلطة. والسلطة متأصلة في الأشخاص والمناصب فلا يمكن تصورها كجزء من المسؤولية.
الفهم: تشمل الطاعة والتطبيق والقاعة والسلوك والعلامات الخارجية ذات الصلة بين صاحب العمل والموظفين. هذا العنصر مهم جدا في أي عمل، من غيره لا يمكن لأي مشروع أن ينجح، وهذا هو دور القادة.
وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الموظفين أوامرهم من مشرف واحد فقط. بشكل عام يعتبر وجود مشرف واحد أفضل من الازدواجية في الأوامر.
يد واحدة وخطة عمل واحدة: مشرف واحد بمجموعة من الأهداف يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات لها نفس الأهداف.(119/2)
إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد أو مجموعة في العمل يجب أن لا يطغى على اهتمامات المنظمة.
مكافآت الموظفين: قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضية لكل من الموظفين وصاحب العمل. ومستوى الدفع يعتمد على قيمة الموظفين بالنسبة للمنظمة. وتحلل هذه القيمة لعدة عوامل مثل: تكاليف الحياة، توفر الموظفين، والظروف العامة للعمل.
الموازنة بين تقليل وزيادة الاهتمامات الفدرية: هنالك إجراءات من شأنها تقليل الاهتمامات الفردية. بينما تقوم إجراءات أخرى بزيادتها. في كل الحالات يجب الموازنة بين هذين الأمرين.
قنوات الاتصال: السلسلة الرسمية للمدراء من المستوى الأعلى للأدنى "تسمى الخطوط الرسمية للأوامر". والمدراء هم حلقات الوصل في هذه السلسلة. فعليهم الاتصال من خلال القنوات الموجودة فيها. وبالإمكان تجاوز هذه القنوات فقط عندما توجد حاجة حقيقة للمشرفين لتجاوزها وتتم الموافقة بينهم على ذلك.
الأوامر: الهدف من الأوامر هو تفادي الهدر والخسائر.
العدالة: المراعاة والإنصاف يجب أن يمارسوا من قبل جميع الأشخاص في السلطة.
استقرار الموظفين: يقصد بالاستقرار بقاء الموظف في عمله وعدم نقله من عمل لآخر. ينتج عن تقليل نقل الموظفين من وظيفة لأخرى فعالية أكثر ونفقات أقل.
روح المبادرة: يجب أن يسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافة المستويات. فالمدير القادر على إتاحة هذه الفرصة لموظفيه أفضل بكثر من المدير الغير قادر على ذلك.
إضفاء روح المرح للمجموعة: في الوحدات التي بها شدة: على المدراء تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعيق هذا التآلف.
الوظيفة الأولى: التخطيط(119/3)
غالبا ما يعدّ التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة، فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى. والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف. بواسطة التخطيط سيمكنك إلى حد كبير كمدير من تحديد الأنشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق الأهداف. مفهوم التخطيط العام يجيب على أربعة أسئلة هي:
ماذا نريد أن نفعل؟
أين نحن من ذلك الهدف الآن؟
ما هي العوامل التي ستساعدنا أو ستعيقنا عن تحقيق الهدف؟
ما هي البدائل المتاحة لدينا لتحقيق الهدف؟ وما هو البديل الأفضل؟
من خلال التخطيط ستحدد طرق سير الأمور التي سيقوم بها الأفراد، والإدارات، والمنظمة ككل لمدة أيام، وشهور، وحتى سنوات قادمة. التخطيط يحقق هذه النتائج من خلال:
تحديد الموارد المطلوبة.
تحديد عدد ونوع الموظفين (فنيين، مشرفين، مدراء) المطلوبين.
تطوير قاعدة البيئة التنظيمية حسب الأعمال التي يجب أن تنجز (الهيكل التنظيمي).
تحديد المستويات القياسية في كل مرحلة وبالتالي يمكن قياس مدى تحقيقنا للأهداف مما يمكننا من إجراء التعديلات اللازمة في الوقت المناسب.
يمكن تصنيف التخطيط حسب الهدف منه أو اتساعه إلى ثلاث فئات مختلفة تسمى:
التخطيط الاستراتيجي: يحدد فيه الأهداف العامة للمنظمة.
التخطيط التكتيكي: يهتم بالدرجة الأولى بتنفيذ الخطط الاستراتيجية على مستوى الإدارة الوسطى.
التخطيط التنفيذي: يركز على تخطيط الاحتياجات لإنجاز المسؤوليات المحددة للمدراء أو الأقسام أو الإدارات.
أنواع التخطيط الثلاثة:
التخطيط الاستراتيجي:
يتهم التخطيط الاستراتيجي بالشؤون العامة للمنظمة ككل. ويبدأ التخطيط الستراتيجي ويوجّه من قبل المستوى الإداري الأعلى ولكن جميع المستويات الإدارة يجب أن تشارك فيها لكي تعمل. وغاية التخطيط الاستراتيجي هي:(119/4)
إيجاد خطة عامة طويلة المدى تبين المهام والمسؤوليات للمنظمة ككل.
إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العملية التخطيطية.
تطوير المنظمة من حيث تآلف خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض.
التخطيط التكتيكي:
يركز التخطيط التكتيكي على تنفيذ الأنشطة المحددة في الخطط الاستراتيجية. هذه الخطط تهتم بما يجب أن تقوم به كل وحدة من المستوى الأدنى، وكيفية القيام به، ومن سيكون مسؤولاً عن إنجازه. التخطيط التكتيكي ضروري جدا لتحقيق التخطيط الاستراتيجي. المدى الزمني لهذه الخطط أقصر من مدى الخطط الاستراتيجية، كما أنها تركز على الأنشطة القريبة التي يجب إنجازها لتحقيق الاستراتيجيات العامة للمنظمة.
التخطيط التنفيذي:
يستخدم المدير التخطيط التنفيذي لإنجاز مهام ومسؤوليات عمله. ويمكن أن تستخدم مرة واحدة أو عدة مرات. الخطط ذات الاستخدام الواحد تطبق على الأنشطة التي تتكرر. كمثال على الخطط ذات الاستخدام الواحد خطة الموازنة. أما أمثلة الخطط مستمرة الاستخدام فهي خطط السياسات والإجراءات.
خطوات إعداد الخطط التنفيذية:
الخطوة الأولى: وضع الأهداف: تحديد الأهداف المستقبلية.
الخطوة الثانية: تحليل وتقييم البيئة: تحليل الوضع الحالي والموارد المتوفرة لتحقيق الأهداف.
الخطوة الثالثة: تحديد البدائل: بناء قائمة من الاحتمالات لسير الأنشطة التي ستقودك تجاه أهدافك.
الخطوة الرابعة: تقييم البدائل: عمل قائمة بناءً على المزايا والعيوب لكل احتمال من احتمالات سير الأنشطة.
الخطوة الخامسة: اختيار الحل الأمثل: اختيار الاحتمال صاحب أعلى مزايا وأقل عيوب فعلية.
الخطوة السادسة: تنفيذ الخطة: تحديد من سيتكفل بالتنفيذ، وما هي الموارد المعطاة له، وكيف ستقيم الخطة، وتعليمات إعداد التقارير.
الخطوة السابعة: مراقبة وتقييم النتائج: التأكد من أن الخطة تسير مثل ما هو متوقع لها وإجراء التعديلات اللازمة لها.
الوظيفة الثانية: التنظيم(119/5)
التنظيم يبين العلاقات بين الأنشطة والسلطات. "وارين بلنكت" و "ريموند اتنر" في كتابهم "مقدمة الإدارة" عرّفا وظيفة التنظيم على أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلال هيكل رسمي يبين المهام والسلطات.
هنالك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم:
تحديد أنشطة العمل التي يجب أن تنجز لتحقيق الأهداف التنظيمية.
تصنيف أنواع العمل المطلوبة ومجموعات العمل إلى وحدات عمل إدارية.
تفويض العمل إلى أشخاص آخرين مع إعطائهم قدر مناسب من السلطة.
تصميم مستويات اتخاذ القرارات.
المحصلة النهائية من عملية التنظيم في المنظمة: كل الوحدات التي يتألف منها (النظام) تعمل بتآلف لتنفيذ المهام لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
ماذا يعمل التنظيم؟
العملية التنظيمية ستجعل تحقيق غاية المنظمة المحددة سابقا في عملية التخطيط أمرا ممكنا. بالإضافة إلى ذلك، فهي تضيف مزايا أخرى.
توضيح بيئة العمل: كل شخص يجب أن يعلم ماذا يفعل. فالمهام والمسؤوليات المكلف بها كل فرد، وإدارة، والتقسيم التنظيمي العام يجب أن يكون واضحا. ونوعية وحدود السلطات يجب أن تكون محددة.
تنسيق بيئة العمل: الفوضى يجب أن تكون في أدنى مستوياتها كما يجب العمل على إزالة العقبات. والروابط بين وحدات العمل المختلفة يجب أن تنمى وتطور. كما أن التوجيهات بخصوص التفاعل بين الموظفين يجب أن تعرّف.
الهيكل الرسمي لاتخاذ القرارات: العلاقات الرسمية بين الرئيس والمرؤوس يجب أن تطور من خلال الهيكل التنظيمي. هذا سيتيح انتقال الأوامر بشكل مرتب عبر مستويات اتخاذ القرارات.
"بلنكت" و "اتنر" يستمران فيقولان أنه بتطبيق العملية التنظيمية ستتمكن الإدارة من تحسين إمكانية إنجاز وظائف العمل.
الخطوات الخمسة في عملية التنظيم:
الخطوة الأولى: احترام الخطط والأهداف:(119/6)
الخطط تملي على المنظمة الغاية والأنشطة التي يجب أن تسعى لإنجازها. من الممكن إنشاء إدارات جديدة، أو إعطاء مسؤوليات جديدة لبعض الإدارات القديمة، كما الممكن إلغاء بعض الإدارات. أيضا قد تنشأ علاقات جديدة بين مستويات اتخاذ القرارات. فالتنظيم سينشئ الهيكل الجديد للعلاقات ويقيّد العلاقات المعمول بها الآن.
الخطوة الثانية: تحديد الأنشطة الضرورية لإنجاز الأهداف:
ما هي الأنشطة الضرورية لتحقيق الأهداف التنظيمية المحددة؟ يجب إعداد قائمة بالمهام الواجب إنجازها ابتداء بالأعمال المستمرة (التي تتكرر عدة مرات) وانتهاء بالمهام التي تنجز لمرة واحدة.
الخطوة الثالثة: تصنيف الأنشطة:
المدراء مطالبون بإنجاز ثلاث عمليات:
فحص كل نشاط تم تحديده لمعرفة طبيعته (تسويق، إنتاج، … الخ).
وضع الأنشطة في مجموعات بناء على هذه العلاقات.
البدء بتصميم الأجزاء الأساسية من الهيكل التنظيمي.
الخطوة الرابعة: تفويض العمل والسلطات:
إن مفهوم الحصص كقاعدة لهذه الخطوة هو أصل العمل التنظيمي. في بدء الإدارات، الطبيعة، الغاية، المهام، وأداء الإدارة يجب أن يحدد أولا كأساس للسلطة. هذه الخطوة مهمة في بداية وأثناء العملية التنظيمية.
الخطوة الخامسة: تصميم مستويات العلاقات:
هذه الخطوة تحدد العلاقات الرأسية والعرضية (الأفقية) في المنظمة ككل. الهيكل الأفقي يبين من هو المسؤول عن كل مهمة. أما الهيكل الرأسي فيقوم بالتالي:
يعرف علاقات العمل بين الإدارات العاملة.
يجعل القرار النهائي تحت السيطرة (فعدد المرؤوسين تحت كل مدير واضح).
الوظيفة الثالثة: التوظيف(119/7)
الناس المنتمين لشركتك هم المورد الأكثر أهمية من جميع الموارد الأخرى. هذه الموارد البشرية حصلت عليها المنظمة من خلال التوظيف. المنظمة مطالبة بتحديد وجذب والمحافظة على الموظفين المؤهلين لملئ المواقع الشاغرة فيها من خلال التوظيف. التوظيف يبدأ بتخطيط الموارد البشرية واختيار الموظفين ويستمر طوال وجودهم بالمنظمة.
يمكن تبيين التوظيف على أنها عملية مكونة من ثمان مهام صممت لتزويد المنظمة بالأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة. هذه الخطوات الثمانية تتضمن: تخطيط الموارد البشرية، توفير الموظفين، الاختيار، التعريف بالمنظمة، التدريب والتطوير، تقييم الأداء، المكافآت والترقيات (وخفض الدرجات) والنقل، وإنهاء الخدمة.
والآن سنتعرف على كل واحدة من هذه المهام الثماني عن قرب.
مهام التوظيف الثمانية:
أولا: تخطيط الموارد البشرية: الغاية من تخطيط الموارد البشرية هي التأكد من تغطية احتياجات المنظمة من الموظفين. ويتم عمل ذلك بتحليل خطط المنظمة لتحديد المهارات المطلوب توافرها في الموظفين. ولعملية تخطيط الموارد البشرية ثلاث عناصر هي
التنبؤ باحتياجات المنظمة من الموظفين.
مقارنة احتياجات المنظمة بموظفي المنظمة المرشحين لسد هذه الاحتياجات.
تطوير خطط واضحة تبين عدد الأشخاص الذين سيتم تعيينهم (من خارج المنظمة) ومن هم الأشخاص الذين سيتم تدريبهم (من داخل المنظمة) لسد هذه الاحتياجات.(119/8)
ثانيا: توفير الموظفين: في هذه العملية يجب على الإدارة جذب المرشحين لسد الاحتياجات من الوظائف الشاغرة. وستستخدم الإدارة أداتين في هذه الحالة هما مواصفات الوظيفة ومتطلباتها. وقد تلجأ الإدارة للعديد من الوسائل للبحث عمن يغطي هذه الاحتياجات، مثل: الجرائد العادية والجرائد المختصة بالإعلانات، ووكالات العمل، أو الاتصال بالمعاهد والكليات التجارية، ومصادر (داخلية و/أو خارجية) أخرى. وحاليا بدأت الإعلانات عن الوظائف والاحتياجات تدار عن طريق الإنترنت حيث أنشأت العديد من المواقع لهذا الغرض.
ثالثا: الاختيار: بعد عملية التوفير، يتم تقييم هؤلاء المرشحين الذين تقدموا لشغل المواقع المعلن عنها، ويتم اختيار من تتطابق عليه الاحتياجات. خطوات عملية الاختيار قد تتضمن ملئ بعض الاستمارات، ومقابلات، واختبارات تحريرية أو مادية، والرجوع لأشخاص أو مصادر ذات علاقة بالشخص المتقدم للوظيفة.
رابعا: التعريف بالمنظمة: بمجرد اختيار الموظف يجب أن يتم دمجه بالمنظمة. عملية التعريف بالمنظمة تتضمن تعريف مجموعات العمل بالموظف الجديد وإطلاعه على سياسات وأنظمة المنظمة.
خامسا: التدريب والتطوير: من خلال التدريب والتطوير تحاول المنظمة زيادة قدرة الموظفين على المشاركة في تحسين كفاءة المنظمة.
التدريب: يهتم بزيادة مهارات الموظفين.
التطوير: يهتم بإعداد الموظفين لإعطائهم مسؤوليات جديدة لإنجازها.
سادسا: تقييم الأداء: يتم تصميم هذا النظام للتأكد من أن الأداء الفعلي للعمل يوافق معايير الأداء المحددة.
سابعا: قرارات التوظيف: قرارات التوظيف كالمتعلقة بالمكافآت التشجيعية، النقل، الترقيات، وإنزال الموظف درجة كلها يجب أن تعتمد على نتائج تقييم الأداء.
ثامنا: إنهاء الخدمة: الاستقالة الاختيارية، والتقاعد، والإيقاف المؤقت، والفصل يجب أن تكون من اهتمامات الإدارة أيضا.
الوظيفة الرابعة: التوجيه(119/9)
بمجرد الانتهاء من صياغة خطط المنظمة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها، تكون الخطوة التالية في العملية الإدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق الأهداف التنظيمية. في هذه الوظيفة الإدارية يكون من واجب المدير تحقيق أهداف المنظمة من خلال إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم.
وظيفة التوجيه يشار إليها أحيانا على أنها التحفيز، أو القيادة، أو الإرشاد، أو العلاقات الإنسانية. لهذه الأسباب يعتبر التوجيه الوظيفة الأكثر أهمية في المستوى الإداري الأدنى لأنه ببساطة مكان تركز معظم العاملين في المنظمة. وبالعودة لتعريفنا للقيادة "إنجاز الأعمال من خلال الآخرين"، إذا أراد أي شخص أن يكون مشرفا أو مديرا فعالا عليه أن يكون قياديا فعالا، فحسن مقدرته على توجيه الناس تبرهن مدى فعاليته.
متغيرات التوجيه:
أساس توجيهاتك لمرؤوسيك سيتركز حول نمطك في القيادة (دكتاتوري، ديموقراطي، عدم التقييد) وطريقة في اتخاذ القرارات. هنالك العديد من المتغيرات التي ستتدخل في قرارك بكيفية توجيه مرؤوسيك مثل: مدى خطورة الحالة، نمطك القيادي، تحفيز المرؤوسين، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، بكونك قائد موجه للآخرين عليك:
معرفة جميع الحقائق عن الحالة.
التفكير في الأثر الناجم عن قرارك على المهمة.
الأخذ بعين الاعتبار العنصر البشري عند اتخاذك للقرار.
تأكد من أن القرار الذي تم اتخاذه هو القرار السليم الذي كان عليك اتخاذه.
بصفتك شخص يوجه أنشطة الآخرين فعليك أيضا
تفويض المهام الأولية لجميع العاملين.
جعل الأوامر واضحة ومختصرة.
متابعة كل شخص تم تفويضه، وإعطاء أوامر محددة سواء كانت كتابية أو شفوية.
سنتعرف الآن على المزيد من المعلومات حول العملية التوجيهية.
إرشادات حول عملية التوجيه:
المقترحات التالية مقتبسة من "ما الذي يجب أن يعرفه كل مشرف" للكاتبان ليستار بيتل و جون نيستروم.(119/10)
لا تجعلها نزاع من أجل السلطة. حاول أن تركز اهتمامك –واهتمام الموظفين- على الأهداف الواجب تحقيقها. الفكرة هي أن تتخيل أن هذا هو الواضع التي تقتضيه الأوامر، فهو ليس مبنيا على هوى المدير.
تجنب الأساليب الخشنة. إذا أردت أن يأخذ موظفيك التعليمات بجدية فعليك بهذه الطريقة.
انتبه لكلماتك. الكلمات قد تصبح موصل غير موثوق فيه لأفكارك! كما عليك أيضا مراقبة نبرة صوتك. معظم الناس يتقبلون حقيقة أن عمل المشرف هو إصدار الأوامر والتعليمات. ومعارضتهم لهذه الأوامر مبنية على الطريقة التي أصدرت فيها هذه الأوامر.
لا تفترض أن الموظفين فهموا كل شيء. أعط الموظفين فرصة لطرح الأسئلة ومناقشة الأهداف. دعم يأكدون فهمهم بجعلهم يكررون ما قلته.
تأكد من حصولك على "التغذية الراجعة" بالطريقة الصحيحة. أعط الموظفين الذين يريدون الاعتراض على المهام الفرصة لعمل ذلك في الوقت الذي تفوض فيه المهام لهم. إن معرفة والسيطرة على المعارضة وسوء الفهم قبل بدء العمل أفضل من الانتظار لما بعد.
لا تعطي الكثير من الأوامر. المعلومات الزائدة عن الحد تعتبر مثبطة للعاملين. اجعل تعليماتك مختصرة ومباشرة. انتظر حتى ينتهي العاملون من العمل الأول قبل أن تطلب منهم البدء في عمل ثاني.
أعطهم التفاصيل المهمة فقط. بالنسبة للمساعدين القدماء، لا يوجد ما يضجرهم أكثر من استماعهم لتفاصيل معروفة.
انتبه للتعليمات المتضاربة. تأكد من أنك لا تقول لموظفيك أمرا ما بينما المشرفين في الإدارات المجاورة يقولون لموظفيهم ما يعارض ذلك.
لا تختار العامل المستعد للعمل فقط. تأكد من أنك لا تحمل الشخص المستعد اكثر من طاقته. وتأكد أيضا من إعطاء الأشخاص الصعب قيادتهم نصيبهم من العمل الصعب أيضا.
حاول عدم تمييز أي شخص. من غير اللائق معاقبة الشخص بتكليفه بمهمة كريهة. حاول التقليل من هذا الأمر قدر المستطاع.(119/11)
الأهم من جميع ذلك، لا تلعب "التسديدة الكبرى". المشرفين الجدد يخطئون أحيانا بالتباهي بسلطاتهم. أما المشرفين الأكثر نضجا فغالبا ما يكونون أكثر قربا من موظفيهم.
الوظيفة الخامسة: الرقابة
التّخطيط، والتنظيم، والتّوظيف، والتوجيه يجب أن يتابعوا للحفاظ على كفاءتهم وفاعليتهم . لذلك فالرقابة آخر الوظائف الخمسة للإدارة، وهي المعنيّة بالفعل بمتابعة كلّ من هذه الوظائف لتقييم أداء المنظّمة تجاه تحقيق أهدافها.
في الوظيفة الرقابية للإدارة، سوف تنشئ معايير الأداء التي سوف تستخدم لقياس التقدّم نحو الأهداف. مقاييس الأداء هذه صمّمت لتحديد ما إذا كان الناس والأجزاء المتنوّعة في المنظّمة على المسار الصحيح في طريقهم نحو الأهداف المخطط تحقيقها.
خطوات العملية الرقابية الأربعة:
وظيفة الرقابة مرتبطة بشكل كبير بالتّخطيط . في الحقيقة، الغرض الأساسيّ من الرقابة هو تحديد مدى نجاح وظيفة التخطيط. هذه العمليّة يمكن أن تحصر في أربعة خطوات أساسيّة تطبّق على أيّ شخص أو بند أو عملية يراد التحكم بها ومراقبتها.
هذه الخطوات الأساسية الأربعة هي:
إعداد معايير الأداء: المعيار أداة قياس، كمّيّة أو نوعيّة، صمّمت لمساعدة مراقب أداء الناس والسّلع أو العمليّات. المعايير تستخدم لتحديد التقدّم، أو التأخر عن الأهداف. طبيعة المعيار المستخدم يعتمد على الأمر المراد متابعته. أيّا كانت المعايير، يمكن تصنيفهم جميعا إلى إحدى هاتين المجموعتين: المعايير الإداريّة أو المعايير التّقنيّة. فيما يلي وصف لكلّ نوع.
أ - المعايير الإداريّة: تتضمّن عدة أشياء كالتقارير واللوائح وتقييمات الأداء. ينبغي أن تركّز جميعها على المساحات الأساسيّة ونوع الأداء المطلوب لبلوغ الأهداف المحددة. تعبّر المقاييس الإداريّة عن من، متى، ولماذا العمل.
مثال: يطالب مدير المبيعات بتقرير شهريّ من كلّ الباعة يبين ما تم عمله خلال الشهر.(119/12)
ب - المعايير التّقنيّة: يحدّد ماهية وكيفية العمل. وهي تطبق على طرق الإنتاج، والعمليّات، والموادّ، والآلات، ومعدّات السلامة، والموردين. يمكن أن تأتي المعايير التّقنيّة من مصادر داخليّة وخارجيّة.
مثال: معايير السلامة أمليت من خلال لوائح الحكومة أو مواصفات المصنّعين لمعدّاتهم.
متابعة الأداء الفعليّ: هذه الخطوة تعتبر مقياس وقائيّ.
قياس الأداء: في هذه الخطوة، يقيس المديرين الأداء ويحدّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة. إذا كانت نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة -خلال الحدود المفترضة- فلا حاجة لاتخاذ أي إجراء. إما إن كانت النتائج بعيدة عن ما هو متوقع أو غير مقبولة فيجب اتخاذ الإجراء اللازم.
تصحيح الانحرافات عن المعايير: تحديد الإجراء الصحيح الواجب اتخاذه يعتمد على ثلاثة أشياء: المعيار، دقّة القياسات التي بيّنت وجود الانحراف، وتحليل أداء الشخص أو الآلة لمعرفة سبب الانحراف. ضع في الاعتبار تلك المعايير قد تكون مرخيّة جدًّا أو صارمة جدًّا. القياسات قد تكون غير دقيقة بسبب رداءة استخدام آلات القياس أو بسبب وجود عيوب في الآلات نفسها. وأخيرًا، من الممكن أن تصدر عن الناس أحكاما رديئة عند تحديد الإجراءات التّقويميّة الواجب اتخاذها.(119/13)