شهوة بينهما فإنه على ما وصفت في النكاح إلا أنه دونه في القوة والمبلغ فإن رأى أنه يقبل رجلا غير قبلة الشهوة فإن الفاعل ينال من المفعول به خيرا ويقبله كقبوله فإن رأى رجل أن بنفسه حملا فإنه زيادة في دنياه ولو رأى أنه ولد له غلام أصابه هم شديد فإن ولد له جارية أصاب خيرا وكذلك شراء الغلام والجارية فإن رأى أنه ينكح بهيمة معروفة فإنه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصلة ولم يؤجر على ذلك فإن كانت البهيمة مجهولة فإنه يظفر بعدو له في نفسه ويأتي في ظفره به ما لا يحل له ولا استحق العدو ذلك منه وكذلك لو كان ما ينكح غير البهيمة من الطير والسباع ما خلا الإنسان فإن رأى أنه ينكح ميتا معروفا فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا من دعاء أو صلة فإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى فإن الفاعل يصل المفعول به خير من صدقة أو نسك أو دعاء وإن رأى ميتا معروفا ينكح حيا وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وراثه أو عقبه من علم أو غيره والقبلة بعكس ذلك لأن الفاعل فيها يصيب خيرا من المفعول به ويقبله ومن رأى أنه تزوج بامرأة ميتة ودخل بها فإنه يظفر بأمر ميت يحتاله وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة فإن لم يكن دخل بها ولا غشيها فإن ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لو دخل بها ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها فإن ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق أمرها فإن كان دخل بها الميت في دار الميت فهي مجهولة فإنها تموت وإن كانت الدار معروفة للميت فهي على ما وصفت نقصان في مالها ولو رأت امرأة لها زوج أنها تزوجت بآخر أصابت خيرا وفضلا ولو رأى الرجل المتزوج أنه تزوج بأخرى أصاب سلطانا ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحا كل ذلك إذا عاين امرأته أو سميت له أو عرفها وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول ولم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها فإنها تموت وقيل لو رأت امرأة أن ميتا نكحها فإنها تصيب خيرا من موضع لا ترجوه كما أن الميت لا يرجى وكذلك نكاح الرجل الرجل الميت ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمرا من غير وجهه ومن رأى أنه يدخل على حرم الملوك أو يضاجعهن فإنها حرمة تكون له بأولئك الملوك إن كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير وإلا فإنه يغتاب تلك الحرم ومن رأى أن امرأته حائض انغلق عليه أمره فإن طهرت انفتح عليه ذلك الأمر فإن جامعها عند ذلك تيسر أمره فإن رأى أنه هو الحائض أتى محرما وإن رأى أنه جنب اختلط عليه أمره فإن اغتسل ولبس ثوبه خرج من ذلك وكذلك المرأة ومن رأى لامرأته لحية لم تلد المرأة أبدا وإن كان لها ولد ساد أهل بيته وقال القيرواني أما عقد النكاح للمرأة المجهولة إذا كان العاقد مريضا مات وإن كان مفيقا عقد عقدا على سلطان أو شهد شهادة على مقتول لأن المرأة سلطان والوطء كالقتل والذكر كالخنجر والرمح سيما الافتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل وإن كانت معروفة أو نسبت له أو كان أبوها شيخا فإنه يعقد زجها من الدنيا إما دارا أو عبدا أو حانوتا أو يشتري سلعة أو ينعقد له من المال ما تقربه عينه وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة وينال منها حاجته فيتعجل ما قد تأجل وأما الوطء فدال على بلوغ المراد مما يطلبه الإنسان أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا كالسفر والحرث والدخول على السلطان والركوب في السفن وطلب الضال لأن الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة فإن وطئ زوجته نال منها ما يرجوه أو نالت هي ذلك منه وأما نكاح المحرمات فإن وطأه إياهن صلات من بعد إياس وهبات في الأم خاصة من بعد قطيعة لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه بالنفقة والإقبال من بعد الصد إلا أن يطأهن في أشهر الحج أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام ويبلغ منها مراده وإن كانت قد تمت لذته وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه ومن أحرز في يده شيئا من نطفة أو رآها في ثوبه نال مالا من ولد أو غيره وأما نكاح البهائم والأنعام المعروفة فإنه دليل على الإحسان إلى من يراه أو النفقة في غير الصواب إن كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه فإن كانت الدابة هي التي نكحته كان هو المغلوب المقهور إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش ولا كان من الدابة أو السبع وشبهه إليه مكروه فإنه ينال خيرا من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه وقد يدل ذلك على وطء المحرمات من الإناث والذكران إذا كان مع ذلك شاهد يقويه
____________________
(1/571)
وأما الوطء في الدبر فإنه يطلب أمرا عسيرا من غير وجهه ولعله لا يتم له ويذهب فيه ماله ونفقته ويتلاشى عنده عمله لأن الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود من الفرج وأما افتضاض البكر العذراء فمعالجة الأمور الصعاب كلقيا بعض السلاطين كالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفر المطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين والبحث عن العلوم الصعاب والحكمة المخفية والدخول في سائر الأمور الضيقة فإن فتح وأولج في منامه نجح في مطلوبه في يقظته وإن انكسر ذكره أو حفي رأسه وأتته شهوته دون أن يولجه ضربه جده أو ضعفت حيلته أو استماله هواه عما أراده أو بذل له مال عما طلبه حتى تركه على قدر المطالب في اليقظة وأما نكاح الذكران فانظر إلى المنكوح فإن كان شابا ظفر الناكح بعدوه وإن كان شيخا ظفر بجده وعلا بحظه وإن كان معروفا قهره الناكح وظامه وعدا عليه وإن كان طفلا صغيرا ركب ما لا ينبغي له وحمل غيره مشقة لا تصلح له وإن كان المنكوح صديقه باينه بأمر لم يكن المنكوح يظنه فإن كان بميله وإرادته فإنه ينال من الفاعل خيرا ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما ويجتمعان على شيء مكروه وأما مناكحة الميت فإن المفعول به ينال من الفاعل خيرا فأما الحي فلعله ينال من ميراثه أو من أحد من أهل بيته أو عقبه وأما الميت فلعل الحي يتصدق عنه أو يصل أهله أو يترحم عليه وإن كانت المنكوحة الميتة مجهولة فإنه يحيا له أمر ميت يطلبه أما أرض خربة يعمرها أو بئر مهدومة يحفرها أو أرض ميتة يحرثها أو مطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البيئة والأنصار إلا أن يضعف ذكره عند المجاعة أو يكسل عند الشهوة فإنه يحاول ذلك ويعجز عنه وأما نكاح الميت الحية فإن كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به وإلا كان ذلك شتاتا في بيتها أو علة في جسمها إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح مثل أن يقول لها إني لست بميت أو ترى أنه مع ذلك قد دفع إليها تبنا أو وهبها شعيرا فإنه خير يحيا لها لم تكن ترجوه أو قد يئست من ميراثه أو عقبه أو من زوج إن كانت أرملة أو من غائب يقدم عليها إن كان لها غائب وأما إن تزوجت المرأة زوجا غير زوجها في المنام فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها أو زوجها من شريك يشاركه أو ولد يعاونه أو صانع يخدمه ويعمل له وأما من نكح امرأته في المنام فإنه يظفر بما يحاوله من أمور صناعته فإن رأى أنه جنب اختلط أمره فإن اغتسل خرج من جميع ما أصابه والحيض في المنام للحامل غلام لقوله تعالى ! ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ! 11 هود 71 وإن رأى الرجل أنه حائض وطئ مالا يجل وطؤه فإن رأى أنه نكح امرأته وهي معرضة عنه فربما التابت عليه دنياه وإن رآها حاضت كسدت صناعته وأما القبلة للشهوة فإنها تجري مجرى النكاح ولغير الشهوة فإن الفاعل يقبل على المفعول ويقصد إليه بمجيئه أو يسؤال وحاجة فينالها إن كان قد أمكنه منها أو تبسم له ولم يدفعه عنها ولا أنكر فعله ذلك عليه والمضاجعة في الفراش الواحد واللحاف الواحد والمخالطة تجري مجرى النكاح والقبلة فإن رأى كأنه تزوج بأربع نسوة فإنه يستفيد مزيدا من الخير لقوله تعالى ! ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) ! 4 النساء 3 فإن رأى كأنه تزوج امرأته رجل آخر وذهب بها إليه فإنه يزول ملكه إن كان من الملوك وتبطل تجارته إن كان من التجار وإن رأى أنه زوج امرأته لرجل وذهب بذلك الرجل إلى امرأته فإنه يصيب تجارة رابحة زائدة والعرس لمن يتخذه مصيبة ولمن يدعي إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاما وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فذكر له أنه ينكح أمه فلما فرغ نكح أخته وكأن يمينه قطعت فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك فقال هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء إلى والدته وأخته ومن رأى كأن الخليفة نكحه نال ولاية وإن نكحه رجل من عرض الناس أصاب فرجا من الهموم وشفاء من الأمراض ومن رأى كأن شيخا مجهولا ينكح امرأته فإنه ينال ربحا وزيادة فإن الشيخ جده فإن نكحها شاب فإن عدوا له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعاملة والمنكوح إذا كان محبوسا فرج عنه ومن رأى كأنه ينكح أمه الميتة في قبرها فإنه يموت لقوله تعالى ! ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) ! 20 طه 55 ومن رأى كأنه نكح جارية نال خيرا فإن رأى أنه نكح امرأة على غير وجه الإباحة ولا ينتفع به فإن رأى الرجل كأنه ينكح عبده أو أمته نال زيادة في ماله وفرحا بما ملكه فإن رأى كأن عبده يستخف به وقيل من رأى كأنه طلق زوجته استغنى لقوله تعالى ! ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ) ! 4 النساء 130 وقيل إن هذه الرؤيا تدل على أن
____________________
(1/572)
صاحبها يفارق ملكاً كان يصحبه فإن النساء ذوات كيد الملوك والطلاق فراق قيل إن طلاق المرأة للوالي عزله وللصانع ترك حرفته فإن طلقها رجعية فإنه يرجع إلى شغله ومن رأى أنه غيور فإنه حريص والسمن زيادة في المال فمن رأى أنه سمين زاد وقيل من رأى كأنه زنى فإنه يخون وقيل يرزق الحج وقيل إن الزنى بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له وإن أقيم الحد على هذا الزاني دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم وعلى قوة الولاية وزيادتها إن كان والياً وأما الجمع بين الناس بالفساد فمن رأى أنه يجمع بين زان وزانية ولا يرى الزانية فإنه رجل دلال يعرض متاعاً يتعذر عليه وأما تشبه المرأة بالرجل فإن رأت كأنه عليها كسوة الرجال وهيئتهم فإن حالها يحسن إذا كان ذلك غير مجاوز للقدر فإن كانت الثياب مجاوزة للقدر فإن حالها يتغير مع خوف وحزن وأما النظر إلى الفرج فمن رأى كأنه نظر إلى فرج امرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة وإن رأى أنه نظر إلى امرأة عريانه من غير علمها فإنه يقع في خطأ وزلل وأما اللواط فمنهم من قال إنه يدل على الظفر بالعدو لأن الغلام عدو ومنهم من قال يفتقر ويذهب رأس ماله . ( الباب الخامس والخمسون في السفر والقفز والمشي والوثوب والهرولة والقصد في المشي والغيبة في الأرض والطيران والركوب والرجوع عن السفر ) السفر يدل على الانتقال من مكان إلى مكان وعلى الانتقال من حال إلى حال وعلى المساحة فمن رأى كأنه يسافر فإنه يمسح أرضاً كما لو رأى أنه يمسح أرضاً فإنه يسافر وأما القفز فمن رأى كأنه يقفز قفزات في الأرض بفرد رجل لعلة به لا يقدر معها على المشي فإنه يصيبه نائبة يذهب فيها نصف ماله ويتعيش بالباقي في مشقة وتعب وأما الوثوب فمن رأى كأنه وثب إلى رجل فإنه يغلب ويقهر لأن الوثوب يجل على القوة وقوة الإنسان في قدميه فإن رأى كأنه وثب من مكان إلى خير منه فإنه يتحول من حال إلى حال أرفع منه عاجلاً فإن رأى كأنه وثب من الأرض حتى بلغ قرب السماء سافر حتى وافى مكة فإن رأى كأنه يمشي مستوياً فإنه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيراً فإن رأى كأنه يمشي في السوق دل على أن في يده وصية وأن كان أهلا للوصية نالها لقوله تعالى ( مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ) [ الفرقان : 7 ] فإن رأى كأنه يمشي حافياً دل على حسن دينه وذهاب غمه وقيل أن هذه الرؤيا تدل على مصيبة في المرأة وطلاقها وأما الهرولة في أي موضع كان فظفر بالعدو والقصد في المشي تواضع لله تعالى لقوله ( واقصد في مشيتك ) [ لقمان : 19 ] والغيبة في الأرض من غير حفر إذا طال عمقها وظن أنه يموت فيها ولا يصعد منها مخاطرة بالنفس وتغرير بها في طلب الدنيا أو الموت في ذلك وأما الطيران فقد حكى أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أطير بين السماء والأرض فقال أنت تكثر المنى ومن رأى كأنه طاف فوق جبل فإنه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك وقيل من رأى كأنه يطير فإن كان أهلا للسلطان ناله وإن سقط على شيء ملكه وإ لم يصلح للولاية دل على مرض يصيبه يشرف منه على الموت أو خطأ منه يقع في دينه فإن طار من سطح إلى سطح فإنه يستبدل بامرأته امرأة أخرى وقال بعضهم الطيران دليل السفر إذا كان بجناح فإنه انتقال من حال إلى حال فإن بلغ طيرانه منتهاه فإنه ينال في سفره خيراً وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين لما قبل ( وإذا نبا بك منزل فتحول ** ) فإن طار من أسفل إلى علو بغير نال أمنيته بقدر ما علا فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً فإن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع فإنه يموت ومن طار من داره إلى دار مجهولة فإنه يتحول من داره إلى قبره ومن رأى كأنه ركب دابة فإنه يركب هوى غالباً وقيل إن ركوب الدواب كلها نيل عز ومراد فإن لم يحسن ركوبها فإنه يدل على اتباع الهوى فإن ركبها وأحسن الركوب وضبط الدابة سلم من فتنة الهوى
____________________
(1/573)
ونال المنى فإن رأى كأنه ركب عنق إنسان فإنه يموت ويحمل المركوب جنازته وقيل أن ركوب عنق الإنسان يدل على أمر صعب فإن أسقطه من عنقه فإن ذلك الأمر الذي طلبه لا يتم وأما الرجوع من السفر فيدل على أداء حق واجب عليه وقيل إنه يدل على الفرج من الهموم والنجاة من الأسواء ونيل النعمة لقوله تعالى ( فانقلبوا بنعمة من الله وفصل لم يمسسهم سوء ) [ آل عمران : 174 ] وربما تدل هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب لقوله تعالى ! ( لعلهم يرجعون ) ! [ آل عمران : 72 ] فإن معنى التوبة والرجوع عن المعصية والركض على الدابة أو على الرجلين دال على سرعة ما يطلبه وعلى النجاة والأمن ممن يخافه لقول موسى كما أخبر عنه تعالى في القرآن ( ففرت منكم لما خفتكم ) [ الشعراء : 21 ] إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت فإنه مدرك هالك وبلوغ الغايات والمنى والكمال دال على النقص والزوال ومن طار عرضاً في السماء دل على أنه يسافر سفراً أو ينال شرفاً ومن وثب في موضع إلى موضع تحول من حال إلى حال والوثب البعيد سفر طويل فإن اعتمد في وثبة على عصا اعتمد على رجل قوي منيع ( الباب السادس والخمسون في أنواع المعاملات الجارية بين الناس كالبيع والرهن والإجارة والشركة والوديعة والعارية والقرض والضمان والكفالة وقضاء الدين وأداء الحق والإمهال ) البيع يختلف في التأويل بحسب اختلاف المبيع ومن رأى كأنه يباع أو ينادي عليه فإنه إن كان مشتريه رجلاً ناله هم وإن اشترته امرأة أصاب سلطاناً أو عزاً وكرامة وكلما كان ثمنه أكثر كان أكرم وإنما قلنا إن البيع في الرؤيا يقتضي إكرام المبيع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام ! ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه ) ! [ يوسف : 21 ] وكل ما كان شراً للبائع كان خيراً للمبتاع وما كان خيراً للبائع فهو شر للمبتاع وقيل إن البيع زوال ملك والبائع مشتر والمشتري بائع والبيع إيثار كان خيراً على المبيع فإن باع ما يدل على الدنيا آثر الآخرة عليها وإن باع ما يدل على الآخرة آثر الدنيا عليها وإلا استبدل حالاً بحال على قدر المبيع والثمن وبيع الحر ذلته وحسن عاقبته لقصة يوسف عليه السلام وأما الرهن فمن رأى كأنه رهينة في موضع فإن رؤياه تدل على أنه قد اكتسب ذنوباً كثيرة لقوله تعالى ! ( كل نفس بما كسبت رهينة ) ! [ المدثر : 38 ] وقيل إن المرهون مأسور فإن رأى كأنه رهن عنده رهن فإنه يظلم في شيء ويبخس حقه ثم يصل إلى حقه بسبب الراهن الذي رهن عنده الرهن والمرهون مأسور بذنب أو دين عند المرتهن وكذلك الراهن حتى يفك رهنه وأما الإجارة فإن المستأجر رجل يخدع صاحب الإجارة ويغره ويحثه على أمر مضطرب وإذا انخدع له تبرأ منه وتركه في الهلكة أما الشركة فهي دليل على الإنصاف فمن رأى كأنه شارك رجلاً فإن كل واحد منهما ينصف صاحبه في أمر يكون بينهما فإن رأى كأنه شارك شيخاً مجهولاً فإنه جده ويدل على أنه ينال إنصافاً في تلك السنة ممن كانت بينه وبينه معاملة وإن رأى كأنه شارك شاباً مجهولاً فإنه يجد من عدوه الإنصاف مع خوفه من بلية وظلمه وأذيته وأما الوديعة فمن رأى كأنه أودع رجلاً صرة فإنه سره وقيل إن المودع غالب والمودع مغلوب وأما العارية فمن رأى كأنه استعار شيئاً أو أعاره فإن كان ذلك الشيء محبوباً فإنه ينال خيراً لا يدوم فإن كان مكروهاً أصابته كراهية لا تدوم وذلك أن العارية لا بقاء لها وقيل من استعار من رجل دابة فإن المعير يحتمل مؤنة المستعير وأما القرض فمن رأى أنه يقرض الناس لوجه الله تعالى فإنه ينفق مالاً في الجهاد لقوله تعالى ! ( إن تقرضوا الله ) ! [ التغابن : 17 ] وأما الضمان فمن رأى كأنه ضمن عن إنسان شيئا لرجل فإنه يعلمه أدباً من آداب ذلك الرجل وأما الكفالة فقد قيل إنها تجري مجرى القيد في التأويل وتل على الثبات في الأمر وسواء في ذلك الكافل والمكفول وقيل من تكفل افنسان فقد أساء إليه فإن رأى كأن نسانا تكفل به فإن يرزق رزقاً جليلاً لقوله تعالى ( وكلفها زكريا ) [ آل عمران : 37 ] الآية فإن رأى كأنه تكفل صبياً فإنه ينصح عدواً لقوله تعالى ( يكلفونه لكم وهم له ناصحون ) [ القصص : 12 ] وأما قضاء الدين فمن رأى كأنه قضى ديناً وأدى حقاً فإنه يصل رحماً أو يطعم مسكيناً وييسر عليه أمر من أمور الدين وأمور الدنيا وقيل إن
____________________
(1/574)
أداء الحق رجوع عن السفر كما أن الرجوع عن السفر أداء الحق وأما الإمهال فيدل على العذاب لقوله تعالى ! ( فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) ! [ الطارق : 17 ] وإن رأى كأنه أمهل رجلاً في غضب فإنه يعذبه عذاباً شديداً ( الباب السابع والخمسون في رؤيا المنازعات والمخاصمات وما يتصل بها من البغي والبغض والتهدد والجور والحسد والخداع والخصومة والنقب والرفس والضرب والخدش والرضخ والرجم والسب والسخرية والصفع والعداوة والغيبة والغيظ والغلبة واللطم والمقارعة والذبح ) أما البغض فغير محمود لأن المحبة نعمة من الله تعالى والبغض ضدها وضد النعمة الشدة وقد ذكر الله تعالى منته على المؤمنين برفع العداوة الثابته بينهم بمحب الإسلام فقال تعالى ( إذ كنتم أعداء فألف بين لوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) [ آل عمران : 103 ] والبغي راجع على الباغي والمبغي عليه منصور لقوله تعالى ( إنما يغنيكم على أنفسكم ) [ يونس : 23 ] وقال تعالى ! ( ثم بغي عليه لينصرنه الله ) ! [ الحج : 60 ] والتهدد ظفر للمتهدد بالمتهدد وأمن له وأمان ومن رأى كأن بعض الناس يجور على بعض فإنه يتسلط عليهم سلطان جائر وأما الحسد فهو فساد للحاسد وصلاح للمحسود وأما الخداع فإن الخادع مقهور والمخدوع منصور لقوله تعالى ! ( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله ) ! [ الأنفال : 62 ] والخصومة المصالحة فمن رأى أنه خاصم صالحه والخيانة هي الزنى والنقب في البيت مكر فإن رأى كأنه نقب في بيت وبلغ فإنه يطلب امرأة ويصل إليها بمكر فإن رأى كأنه نقب في مدينة فإنه يفتش عن دين رجل عالم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها فإن رأى كأنه نقب في صخر فإنه يفتش عن دين سلطان قاس وأما الرفس فمن رأى كأن رجلاً يرفسه برجله فإنه يعيره بالفقر ويتصلف عليه بغناه وأما الضرب فإنه خير يصيب المضروب على يدي الضارب إلا أن يرى كأنه يضربه الخشب فإنه حينئذ يدل على أنه يعده خيراً فلا يفي له به ومن رأى كأن ملكاً يضربه بالخشب فإنه يكسوه وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه وإن ضربه على عجزه فإنه يزوجه وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما يكره وقيل إن الضرب يدل على التغيير وقيل أن الضرب وعظ ومن رأى كأنه يضرب رجلاً على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه فإنه يريد ذهاب رئيسة فإن في جفن عينه فإنه يريد هتك دينه فإن قلع أشفار جفنه يدعوه إلى بدعة فإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ في تغييره نهايته وينال الضارب بغيته فإن ضربه على شحمة أذنه أو شقها وخرج منها دم فإنه يفترع ابنه المضروب وقيل أن كل عضو من اعضائه يدل على القريب الذي هو تأويل ذلك العضو وقال بعض المعبرين إن الضرب هو الدعاء فمن رأى أنه يضرب رجلاً فإنه يدعو عليه وهو مكتوف فإنه يكلمه بكلام سوء ويثني عليه بالقبيح والخدش الطعن والكلام وأما الرضخ فمن رأى كأنه يرضخ على صخرة فإنه ينام ولا يصلي العتمة لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما الرجم فمن رأى كأنه يرجم إنسانا فإنه يسب ذلك الإنسان وأما السب فهو القتل وأما السخرية فهي الغبن فمن رأى كأنه سخر به فإنه يغبن وأما الصفع إذا كان على جهة المزاح فاتحاذ يد عند المصفوع وأما العداوة فمن رأى كأنه يعادي رجلاً فإنه يظهر بينهما مودة لقوله تعالى ( وعسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاذيتم منه مودة ) [ الممتحنة : 7 ] والغيبة راجعة بمضرتها إلى صاحبها فإن اغتاب رجلاً بالفقر ابتلى بالفقر وإن اغتابه بشيء آخر آبتلى بذلك الشيء وأما الغيظ فمن رأى كأنه مغتاظ على إنسان فإن أمره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالى ! ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ) ! [ الأحزاب : 25 ] فإن غضب على إنسان من أجل الدنيا فإنه رجل متهاون بدين الله وإن غضب لأجل الله تعالى فإنه يصيب قوة وولاية لقوله تعالى ! ( ولما سكت عن موسى الغضب ) ! [ الأعراف : 154 ] الآية وأما الغالب في النوم فمغلوب في اليقظة وأما اللطم فمن رأى كأنه يلطم إنساناً فإنه يعظه وينهاه عن غفلة وأما المقارعة فمن رأى أنه يقارع رجلاً أصابته القرعة فإنه لم يظفر به ويغلبه في أمر حق فإن وقعت القرعة له ناله هم وحبس ثم يتخلص لقوله عز وجل ( فساهم فكان
____________________
(1/575)
من المدحضين ) [ الصافات : 141 ] وأما المصارعة فإن اختلف الجنسان فالمصارع أحسن مالا من المصروع كالإنسان والسبع فإن كانت المصارعة من رجلين فالمصارع مغلوب وأما الذبح فعقوق وظلم ( الباب الثامن والخمسون في ذكر أنواع شتى في التأويل لا يشاكل بعضها بعضا ) الهدية خطبة فمن رأى أنه أهدى إلى أحد هدية أو أهدي إليه شيء خطبت إليه بنته أو امرأة من أقربائه وحصل النكاح لقوله تعالى ( وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) [ النمل : 35 ] فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطباً لها وقيل إن الهدية المحبوبة تدل على وقوع صلح بين المهدي والمهدى إليه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا وأما استراق فهو كذب ونميمة لقوله تعالى ( يلقون السمع وأكثرهم كاذبون ) [ الشعراء : 223 ] ويقتضي أن يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقوله تعالى ( إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) [ الحجر : 18 ] وأما الاستماع فمن رأى كأنه يستمع فإنه كان تاجراً استقال من عقدة بيع وإن كان والياً عزل لقوله تعالى ( إنهم عن السمع لمعزولون ) [ الشعراء : 212 ] فإن رأى كأنه يتسمع على إنسان فإنه يريد هتك ستره وفضيحته ومن رأى كأنه يستمع أقاويل ويتبع أحسنها فإنه ينال بشارة لقوله تعالى ( فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) [ الرمز : 18 ] فإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع فإنه يكذب ويتعود ذلك لقوله تعالى ( يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ) [ الجاثية : 8 ] وأما الاختيار فمن رأى كأنه مختار في قومه فإنه يصيب رياسة لقوله تعالى ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ) [ القصص : 68 ] وأما إخراج الرجل من مستقره فإنه يدل على نجاته من الهموم وحكي أن رجلاً أتى بعض المعبرين فقال رأيت كأن جيراني أخرجوني من داري فقال له المعبر ألك عدو قال نعم وأنت في حزن قال نعم قال البشارة فإن الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل هم وحزن لقوله تعالى في قوم لوط ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله ) [ النمل : 56 ] وأما البرهان فمن رأى في منامه كأنه يأتي ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع إنسان والحجة عليه فيها لقوله تعالى ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) [ البقرة : 111 ] وأما التدلي فمن رأى كأنه تدلى من سطح إلى أرض بحبل فإنه يتورع في جميع أحواله ويترك طلب حاجاته استعمالاً للورع فإن رأى أنه يسقط من سطح إلى ارض فإنه يقنط من رجل كان يمله أو يسقط من مرتبته بسبب كلام يتكلم به فإن رأى كأنه في سقوط وقع في وحل فإنه يترك أمراً من أمور الدين أو أمور الدنيا وأما التعزية فمن رأى كأنه عزى مصاباً نال أمناً
لقول النبي صلى الله عليه وسلم من عزى مصاباً فله مثل أجره وإن رأى كأنه عزى نال بشارة لقوله تعالى ( وبشر الصابرين ) [ البقرة : 155 ] وأما تغيير الاسم فمن رأى كأنه يدعى بغير اسمه فإن دعي باسم قبيح فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح فإن دعي باسم حسن مثل محمد أو علي أو حسن أو سعيد نال عزاً وشرفاً وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الاسم وأما تزكيه المرء نفسه فإنها تدل على اكتسابه إثماً لقوله تعالى ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) [ النجم : 32 ] فإن رأ كأن شاباً مجهولاً يزكيه فإنه يصيب ذكراً حسناً جميلاً في عامة الناس وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسة وعزاً وأما الملق فمن رأى كأنه يتملق إنساناً في شيء من متاع الدنيا فذلك مكروه وإن رأى كأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه فإنه ينال شرفً ويصح دينه ويدرك طلبته لما روى في الآثار أن الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم وقيل أن الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعود ذلك ذلة ومهانة وأما التوديع فمن راى كأنه يوع امرأته فإنه يطلقها وقيل إن التوديع يدل على المفارقة المودع المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر وقال بعضهم إن التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر عود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنه من الوداع ولفظه الدعة والراحة وأيضاً فإن الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد
____________________
(1/576)
( إذا رأيت الوداع فافرح ** ولا يهمنك البعاد ) ( وانتظر العود عن قريب ** فإن قلب الوداع عادوا ) وأما التواري فقد اختلفوا في تأويله فمنهم من قال إن من رأى أنه توارى فإنه تولد له بنت لقوله تعالى ! ( يتوارى من القوم ) ! [ النحل : 59 ] وقال بعضهم من رأى كأنه يتواري في بيت فإنه يفر لقوله تعالى ! ( إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) ! [ الأحزاب : 13 ] وأما النورة فقد حكي أن قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنه نور جسده فحلقت النورة الشعر حتى انتهت إلى عورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه إلى ابن سرين فقال إنه يقتل ولا يوصل إلى عورته يعنى حرمه فكان الأمر كما عبره والتنور في موضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركوب الدين وزيادة الحزن وأما التهاون فمن رأى في منامه كأنه تهاون بمؤمن فإنه دينه يختل ويقنط من رجل يرجوه ويستقبله ذلة ومن رأى كأن غيره تهاون به وكان شاباً مجعهولاً ظفر بعدوه وإن تهاون به شيخ مجهول افتقر لأنه جده وأما التمطي فملالة من أمر أو كسل في عمل وأما الحراسة فإن رأى أن غيره يحرسه فإنه يقع في محنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسونه كان في محنة فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه ارجعوا فقد عصمني الله فإن رأى كأنه يحرس غيره كيلا يظلم فإنه يأمن شر الشيطان لما روى أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة أعين لا تمسها النار عين حست في سبيل الله والنار في التأويل سلطان وقيل أن حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه وأما الحطب فمن رأى أنه يحتطب في الأرض فإنه يكون مكثاراً نماماً لقوله تعالى ! ( وامرأته حمالة الحطب ) ! [ المسد : 4 ] يعنى نميمة وروي عنه
عليه السلام أنه قال المكثار كحاطب الليل وأما الحفر فمن حفر أرضاً وكان التراب يابساً نال بقدره مالاً وإن كان رطباً فإنه يمكر بإنسان لأجل ما يناله ويناله من ذلك المكان تعب بقدر رطوبة التراب وأما الحلف ففي الأصل دليل الغرور والخداع لقوله تعالى ! ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور ) ! [ الأعراف : 21 ] وقوله ! ( يحلفون له كما يحلفون لكم ) ! [ المجادلة : 18 ] والحلف الصادق ظفر وقول حق لقوله تعالى ! ( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) ! [ الواقعة : 76 ] والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى ! ( ولا تطع كل حلاف مهين ) ! [ القلم : 10 ] ولما روى عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع وأما الدغدغة فمن رأى كأنه يدغدغ رجلاً فإنه يحول بينه وبين حرفته وأما الذرع فمن ذرع ثوباً بشبره أو أرضاً أو خيطاً فإنه يسافر سفراً بعيداً فإن مسحه بعقد إصبع فإنه يتحول من محله إلى محله وأما رعى النجوم فإنه يدل على ولاية وأما الرحمة فمن رأى كأنه يرحم ضعيفاً فإنه يغفر الله له فإن رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالى ! ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ) ! [ النساء : 83 ] وهي النعم فإن رأى كأنه رحيم فرح فإنه يرزق حفظ القرآن لقوله تعالى ! ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ) ! [ يونس : 58 ] قالوا الرحمة هنا القرآن وأما السؤال فمن رأى أنه يسأل فإنه يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع وأما الشغل فمن رأى كأنه مشغول فإنه يتزوج بكراً ويفترعها لقوله تعالى ! ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) ! [ يس : 55 ] قالوا هو افتضاض الأبكار والشفاعة قيل إنها تدل على غش وقيل إنها تدل على عز وجاه فإنه لا يشفع من لاجاه له وأما صوت الزنبور فمواعيد من رجل طعان دنيء لا يتخلص منه دون أن يستعين برجل فاسق وأما صوت الدراهم فكلام حسن يسمعه من موضع يحب استزادته فإن كانت زيزفاً فمنازعة في عداوة ولا يحب قطع الكلام وأما ضفر الشعر فجيد للنساء ولمن اعتاد من الرجال ورديء لغيرهم وأما الطول فمن رأى كأنه طال فإنه يزيد في عمله وماله وإن كان صاحب الرؤيا سلطاناً قوي سلطانه وكان حسن السيرة فيه وإن كان تاجراً ربحت تجارته لقوله تعالى ! ( وزاده بسطة في العلم والجسم ) ! [ البقرة : 247 ] وإن كان صاحب الرؤيا امرأة دلت رؤياها على اليتم والولادة وأما الطلب فمن رأى كأنه يطلب شيئا فإنه ينال مناه لما قيل من طلب شيئاً ناله أو بعضه ومن رأى كان أحد يطلبه فإنه هم يصيبه وأما العلو فمن رأى كأنه يريد أن يعلو على قوم فعلا فإنه يستكبر ثم يذل لقوله تعالى ! ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ! [ القصص 83 ] وإن رأى كأنه لا يريد العلو نال
____________________
(1/577)
رفعة وسروراً وأما العفو فمن رأى كأنه عفا عن مذنب فإنه يعمل عملاً يغفر له الله تعالى به لقوله تعالى ! ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) ! [ النور : 22 ] ومن رأى كأنه غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة وأما العظم رأى كأنه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس فإنه دليل موته وأما العمل الناقص فيدل على الإياس عن المرجو ووقوع الخلل في الرياسة وأما العقد فهو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج امرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة فإن انعقد الخيط تيسر ما يطلبه وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلوبه فإن رأى كأن العقدة وقعت على شيء من هذه الأشياء من غير أن عقدها فإنها تدل على ضيق وغم من قبل السلطان فإن رأى كأن غيره فتحها كان ذلك الغير سبب فرجه عنه فإن رأى كأنه فتحها بعد جهد فإنه ينجو من ذلك بعد جهد وإن رأى كأنها انفتحت بنفسها فإن الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب وأما العدد فيختلف باختلاف المعدود فإن رأى كأنه يعد دراهم فيها اسم الله فهو يسبح وإن رأى كأنه يعد دنانير فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علماً فإن رأى فيها نقش صورة فإنه يشتغل بأباطيل الدنيا وإن رأى كأنه يعد لؤلؤاً فإنه يتلو القرآن فإن رأى كأنه يعد جواهر فإنه يتعلم العلم أو يدرسه فإنه رأى كأنه يعج خرزاً فإنه مشتغل بما لا يعنيه فإن رأى كأنه يعد بقرات سماناً فإنه تمضي عليه سنون خصبة فإن رأى كأنه يعد جمالاً وحمولاً فإن كان سلطاناً أفاد من أعدائه مالاً قيمته توافق تلك الحمول وإن كان دهقاناً أمطر زرعه وإن كان تاجراً نال ربحاً كثيراً فإن رأى كأنه يعد جاورساً فإنه في شدة وتعب في معيشة وكذلك العدد في كل شيء سواه يرجع إلى جوهره العجب في التأويل ظلم فمن رأى كأنه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقوته فإنه يظلم وأما عتق العبد فهو موت المعتق فإن رأى حركاته قد أعتق فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً نال العافية وإن كان مديوناً وجد قضاء ديونه والعجل في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة والعلم اتصال ببعض العلوية فمن رأى أنه أصاب علماً فإنه يتزوج بعلوية
لقوله صلى الله عليه وسلم أن المدينة العلم وعلي بابها وأما العتاب فيدل على المحبة وأنشد ( إذا ذهب العتاب فليس ود ** ويبقى الود ما بقي العتاب ) فإن رأى كأنه يعاتب نفسه فإنه يعمل عملاً يندم عليه ويلوم عليه نفسه لقوله تعالى ! ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ) ! [ النحل : 111 ] وأما عزل المرأة فقد بلغنا عن ابن سرين أن امرأة أتته فقالت رأيت امرأة تغزل القطران فعجبت منه فقال وما يعجبك من هذا ونقصه أهون من إبرامه وقال هذه امرأة كان لها حق فتركته لصاحبه ثم رجعت فيه قالت صدقت كان لي زوجي صداق فتركه في حياته ثم لما مات أخذته من ميراثه فإذا رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل فإن غائباً لها يقدم وإن رأت كأنها تبطئ الغزل فإنها تسافر ويسافر زوجها فإن انقطعت فلكة المغزل انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع فإن رأت كأنها تغزل سحاباً فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة فإن رأت كأنها تغزل قطناً فإنها تخون زوجها وإن رأى رجل كأنه يغزل قطناً وكتاناً وهو في ذلك يتشبه بالنساء فإنه ينال ذلا ويعمل عملاً حلالاً فإن كان الغزل دقيقاً فإنه عمل بتقتير وإن كان غليظاً فإنه سفر في نصب وتعب وأما غسل اليدين بالأشنان فإنه يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة وقيل إنه تجاه من الخوف وقيل إنه إياس من مرجو وقيل إنه توبة من الذنوب وأما فعل الخير فمن رأى كأنه يعمل خيراً فإنه ينال مالاً فإن رأى كأنه أنفق في طاعة الله فإنه يرزق مالاً لقوله تعالى ! ( وما تنفقوا من خير يوف إليكم ) ! [ البقرة : 272 ] وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات فيدل على كثرة الخير والأمن من السوء لقوله تعالى ! ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) ! [ الأعراف : 188 ] أما الفتل فمن رأى يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلويه على نفسه أو على خشبة فإنه سفر وأما القوة فمن رأى فضل قوة لنفسه فإن اقتران برؤياه ما يدل على الخير كانت قوته في أمر الدين وإلا كانت قوته في أمر الدنيا وقيل إن القوة ضعف لقوله تعالى ! ( من بعد قوة ضعف ) ! [ الروم : 54 ] وأما كثرة العدد فمن رأى كثرة العدد والزحام والبؤس فإن كان والياً كثرت جنوده وارتفع اسمه وسلطانه وإن كان تاجراً كثر معاملوه وإن كان داعياً كثر مستجيبوه وأما كلام الأعضاء فإن كلامها يدل على عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا وأما اللوم فمن رأى كأنه يلوم غيره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك الأمر فيستحق اللوم لما قيل وكم لائم لام وهو مليم فمن رأى
____________________
(1/578)
كأنه يلوم نفسه على أمر يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام ( أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رح ربي ) [ يوسف : 53 ] واللى في العمامة والبل سفر . وأما البيعة فمن رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع فإن رأى كأنه بايع أميراً من أمراء الثغور فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر لقوله تعالى ! ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) ! [ التوبة : 111 ] إلى قوله ! ( وبشر المؤمنين ) ! [ التوبة : 111 ] فإن رأى كأنه بايع فاسقاً فإنه يعين قوماً فاسقين فإن بايع تحت شجرة فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقوله تعالى ! ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ! [ الفتح : 18 ] وأما نسج الثوب فإنه يدل على سفر فإن نسج ثوبه ثم قطعه فإن الأمر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع وإن كان في خصومة انقطعت وإن كان في حبس فرج عنه ونسج القطن والصوف والشعر والإبريسم كله سواء ورؤية الثوب مطوياً سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له وأما الوعد فمن رأى كأنه وعد وعجاً حسناً فهو لاقيه فإن رأى كأن عدوه وعده خيراً أصابه مكروه من عدوه أو من غيره فإن رأى كأن عدوه وعده شراً أصاب خيراً من عدوه أو من غيره ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس ! ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) ! [ طه : 120 ] وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها والوحدة في التأويل ذل وافتقار وعزل الملك ووزن المال بين المتبايعين غرامة وأما الإرضاع فإن رأت امرأة كأنها ترضع إنساناً فإنه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأن المرضع كالمحبوس ما لم يخل الصبي ثديها وذلك لأن ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام وكذلك الذي يمص اللبن كائناً من كان من صبي أو رجل أو امرأة وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها وأما تنفس الصعداء فدليل على أنه يعمل ما يتولد منه حزن وأما البكاء فسرور وخفقان القلب ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج وأما الصبر فمن رأى كأنه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقوله تعالى ! ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) ! [ الفرقان : 75 ] والقلق ندامة على أمر أو ذنب وتوبة منه واجتماع الشمل دليل الزوال لقوله تعالى ! ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها ) ! [ يونس : 24 ] الآية وأنشد ( إذا تم أمر بدا نقصه ** توقع زوالاً إذا قيل تم ) المعانقة مخالطة ومحبة فإن رأى كأنه عانقه ووضع رأسه في حجره فإنه يدفع إليه رأٍ ماله ويبقى عنده وأما القبلة بالشهوة فظفر بالحاجة وتقبيل الصبي مودة بين والد الصبي وبين الذي قبله وتقبيل العبد مودة بين المقبل وسيده فإن رأى كأنه قبل والياً ولي مكانه وإن قبل سلطاناً أو قاضياً قبل ذلك السلطان أو القاضي قوله وإن قبله السلطان أو القاضي نال منهما خيراً فإن رأى كأن رجلاً قبل بين عينيه فإنه يتزوج والعض كيد وقيل حقد وقيل العض يجل على فرط المحبة لأي معضوض كان آدمي أو غيره فإن عض إنسانا وخرج منه دم كان الحب في أثم فإن عض أصبعه ناله هم في مخاطرة دينه وأما المص فأخذ مال فإن مص ثدييه أخذ من امرأته مالاً وكذلك كل عضو يدل على قريب وأما القرص فطمع فإن بقي في يده من قرصه في يده من قرصة لحم نال من طعمه وإن قرص إليته فإنه يخونه في امرأته وإن قرص بطنه طمع في مال خزنته وإن قرص يده طمع في مال إخوته ومن باع مملوكاً فهو له صالح ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه ومن اشترى جارية فهو له صالح وكل ما كان خيراً للبائع فهو صالح للمشتري والنور في التأويل هو الهدى والظلمة هي الضلالة والطريق المصلة ضلالة وجور عن الطريق والخراب من الأماكن ضلالة لمن رأى أنه فيه إذا كان صاحب دنيا ومن رأى أنه عامراً تساقط وخرب فإن ذلك مصائب تصيب أهل ذلك الموضع والحصن حصانة في الدين لمن رأى أنه فيه ومن جمع له أمره واستمكن من الدنيا فقد أشرف على الزوال وتغيير الحال لأن كل شيء إذا تم زال ومن رأى كأن فمه امتلأ ماء حتى لم يبق فيه موضع فذلك استيفاء رزقه ومن رأى داره حديداً أو ثوبه أو ساقه أو بعض أعضائه دل ذلك على طول عمره ومن رأى شيئاً من ذلك قوارير مجهولة قصر عمره المفتاح سلطان ومال وخطر عظيم ومن رأى أنه مقفع اليدين أو يابسهما وكان في الرؤيا ما يدل على البر فإن ذلك كف عن المعاصي ومن رأى أنه صائم أو ملجم بلجام فإنه كف عن الذنوب قال الشاعر
____________________
(1/579)
( إنما السالم من ** ألجم فاه بلجام ) ومن رأى أنه أصم أو أخرس فإن ذلك فساد الدين ومن رأى أنه فقيه عنه ويقبل منه فإنه يبتلى ببليه يشكوها إلى الناس فيقبل قوله ومن رأى أنه شيخ وهو شاب فإن ذلك وقار وكذلك المرأة إذا رأت أنها نصف أ عجوز وهي شابة ومن رأى أنه صبي وهو رجل أتى جهلاً وصباً ومن رأى أن صلاته فاتته أو أنه لا يجد موضعاً يصلي فيه فذلك عسر في أمره وكذلك إن فاته الوضوء ولم يتيمم وكذلك الغسل والتيمم وأما الربط وما أشبهه من المطربات فلهو الدنيا وباطلها وكلام مفتعل لأن الأوتار تنطق بمثل الكلام وليس بكلام إلا أن يكون صاحب الرؤيا ذا دين وورع فيكون ذلك ثناء حسناً وقد يكون البربط لمن رأى أنه يضرب به ولم يكن صاحب دين ثناء رديئاً على نفسه وهو كاذب والمزمار والرقص مصيبة عظيمة والطبل إذا انفرد خبر باطل مشهور والدف شهرة والشطرنج باطل من القول وزور يطالب به وكذلك النرد واللعب بالكعاب واللعب بالجوز منازعة وخصومة إذا حرك وقعقع فإذا لم يحرك ولم يكن له صوت فإنه مال محظور عليه فإن رأى أنه كسره وأكله أصاب مالاً من رجل أعجمي وزجر الطير والكهانة أباطيل وقول الشعر إذا لم يكن فيه حكمة ولا ذكر الله تعالى فهو زور والنبط يسمون الشعر مؤلف زور والله تعالى يقول ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالا يفعلون ) [ الشعراء : 224 - 226 ] وقال الشاعر ( وإنما الشاعر مجنون كلب ** أكثر ما يأتي على فيه الكذب ) والغناء والحداء باطل ومصيبة والرقي باطل إلا رقية فيها القرآن أو ذكر الله تعالى والشيطان عدو مخادع في الدين والجن هم دهاء الناس فلان جني وفلان وما هو إلا من الجن إذا كان داهية وكذلك السحرة ومن رأى أنه أنهدم عليه بيت أو بناء أصاب مالاً كثيراً ومن مشى في رمل أو وعث عالج شغلا شاغلاً فإن حمله أو استفه أصاب مالاً وخيراً ومن رأى فرساناً يتراكضون خلال الدور ويدخلون أرضاً أو محله فإنها أخطار تصيبهم ومن رأى إبلاً مجهولة تدخل محله أصابتهم أمطار وسيول وإن رأى ثوراً ذبح في محله أو دار فاقتسموا لحمه فإن ذلك مصيبة برجل ضخم يموت ويقسم ماله وكذلك البعير والكبش والعجل فإن ذبح شيئا من ذلك على غير هذه الصفة وصار لحمه إلى قدره أو مأكله فإن رزق إن أكله ومال يحوزه ومن قطع عليه الطريق وذهب له مال أو متاع أصيب بإنسان يعز عليه وإن رأى لصاً دخل منزله فأصاب من ماله وذهب به فإنه يموت إنسان هناك فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو ومن رأى أنه أسير أصابه هم ومن رأى ضعيف في جسمه أصابه هم ومن رأى أنه محزون أصابه سرور ومن رأى أن عليه حملاً ثقيلاً مجهولاً أصابه هم وإن رأى أن رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع وإن أكل منها أو نال شعراً أو عظماً أو مخاً أو عيناً أصاب مالاً من رؤساء الناس فإن رأى والياً ميتاً كأنه عاش وهو في بلده فإن سيرته تحيا في ذلك المكان أو يليه رجل من عقبة أو عشيرته أو نظيره أو سميه ومن رأى أنه تحول خليفة وليس هو لذلك موضعاً شهر مكروه من مصائب تصيبه وشمت به عدوه ومن رأى هلالا طلع من مطلعه في غير أول الشهر فإنه طلعة ملك أو ولادة مولود عظيم الخطر أو قدوم غائب أو ورود أمر جديد وليس طلوع الهلال كطلوع القمر وطلوع النجم رجل شريف ومن عانق رجلاً حياً أو ميتاً طالت حياته وكذلك إن صافحه والدواب والأنعام جدود ومنافع للناس وركوب دابة البريد سفر في سلطان قليل الاتباع والجبال والشجر والكهوف ملجأ ومأوى وكنف ومن رأى أنه يقطع شجرة أو نخلة مرض هو أو بعض أهله وربما كان ميتاً كان موتا إذا قلعها ومن دخل بيتاً جديداً ازداد غنى وتزوج فالبيت المفرد امرأة ومن رأى أن رجله انكسرت فلا يقربن السلطان زماناً وليجع الله عز وجل ومن رأى خبزاً كثيراً كباراً وصغاراً من غير أن يأكله زاره إخوانه وأصدقائه عاجلاً والخبز النقي صفاء عيش لمن أكله ومن رأى أرضاً مخضرة قد يبست أو أجدبت أصابه شر صلب ومن أصابه من الملك رفعة ومن رأى أنه يدخل بيتاً مجصصاً عمل عمل السوء وكذلك لو كان ابتناه وإن كان من طين فهو صالح وبالحرى أن يتزوج ومن نقل الحجارة أو الجبال زاول أمراً عظيماً ومن أصاب طلعة أو طلعتين أصاب ولداً وإن أكل من ذلك أكل من مال الولد وأكل الطلع نيل رزق ومن رأى أنه
____________________
(1/580)
يصرم نخلة فإن أمره ينصرم ومن رأى أنه يرجح في أرجوحة فإنه يلعب بدينه ومن أصاب جوز هند سمع قول الكهنة واللبان بمنزلة الدواء لمن أكله فإن مضغة كثر فيما لا ينفعه ومن رأى أنه يسعل فنه يشكو رجلاً فإن تثاءب هم بالشكاية فإن رأى أن به فواقاً فإنه يغضب ويتكلم بما لا يرد أو يمرض مرضاً شديداً ومن خرجت منه ريح لها صوت في مجمع الناس أو غير المتوضأ زل بكلمة ومن بصق خرج منه كلام ومن امتخط ألقح ولداً والضرب لمن رأى أنه ضرب وهو موثق بأسطوانة أو مغلوب مقموط فهو ضرب باللسان ومن ضرب بالسياط من غير شد وأخذ بالأيدي فهو مال كسوة ومن رأى أنه يحضن بيضاً فإنه يصيب نساء ويمكث معهن ومن رأى في ثديه لبناً فإنه زيادة في دنياه ومن رأى أن لامرأته لبناً لم تلد المرأة أبداً فإن كان لها ولد ساد أهل بيته ومن خضب يده أو رجله فإنه يزين قرابته بغير زينة الدين ويغطي على أحوالهم فإن كان الخضاب في غير موضع الخضاب أصابه خوف وهم ثم ينجو ومن رأى أن قرناً فإنه منعة فإن رأى أن له ذؤابة فإنها ولد وقرابة يعز بهم ومن رأى أن له حافر فإنه قوة ولو رأى أن له خفاً كخف البعير أو مخلباً كمخلف الطير أو منقاراً كمنقاره فذلك قوة ومن رأى أنه يجز شعره جسده نال زيادة في دنياه وكذلك كل زيادة في الجسم إذا أخذت ومن قطعت خصيتاه انقطعت عنه إناث الأولاد ومن انقطع ذكره انقطع عنه ذكور الأولاد وإن رأى الأصلع أن له شعراً مالاً ومن رأى أن ثيابه تحرقت وقع بينه وبين قرابته خصومة وقطيعة ومن دخل بستاناً مجهولاً في أيام سقوط الورق فرأى الورق يسقط أو رأى الشجر عارية مجهولة أصابته هموم ومن رأى بستاناً عامراً له فيه ماء يجري وقصور وامرأة تدعوه إلى نفسها رزق الشهادة ويدخل الجنة فإن رأى أن له بستاناً يأكل من ثمر شجر فإنه يصيب مالاً من امرأة غنية فإن التقط الثمار من أصول الشجر خاصم رجلاً شريفاً وظفر به فإن رأى أن الغبار وركب شيئاً فهو المال من امرأة غنية فإن التقط الثمار من أصول الشجر خاصم رجلاً شريفا وظفر به فإن رأى أن الغبار ركب شيئاً فهو مال لأنه من التراب فإن رآه بين السماء والأرض فإنه أمر يلتبس لا يعرف المخرج منه بمنزلة الضباب والمسمار رجل يتوصل به الناس في أمورهم وكذلك الجسر والقنطرة والركض على الدابة أو على القدمين ارتكاض في طلب الدنيا ومن رأى أنه يكنس بيته ذهب ماله فإن كنس بيت غيره أصاب من ماله ومن رأى أنه مقطوع الأرنبة مات وإن كانت امرأته حبلى ماتت أو مات ولدها ومن رأى أنه ينادي من موضع بعيد مجهول فأجاب مات ومن سقط ن ظهر بيته فانكسرت يده أو رجله أصابه بلاء في نفسه أو ماله أو صديقه أو ناله من السلطان مكروه ومن رأى أنه نبت عليه الحشيش أو الشجر أصاب خيراً ونعمة بعد أن لا يغلب ذلك على سمعة أو بصره أو لسانه أو بعض جوارحه فيهلك ومن رأى فعلة يعملون في داره خاصم أقاربه وهجر صديقاً له وأما الكامخ والصحناء والخردل فهم ومن رأى أنه نشر بمنشار أصاب ولداً أو أخاً أو أختاً والجوع خيراً من الشبع والري خير من العطش والفقر خير من الغنى والبكاء خير من الضحك إلا تبسماً ومن رأى أنه مظلوم فهو خيراً من أن يرى أنه ظالم ومن رأى أنه يملك الريح أصاب سلطاناً عظيماً وكذلك الطير والجن ومن رأى أنه معلق بحبل من السماء إلى الأرض ولي سلطاناً بقدر ما استعلى عن الأرض فن انقطع به زال ذلك السلطان عنه والملح الأبيض دراهم وعين والملح الطيب دراهم فيها ونصب والصمغ فضول من أموال الرجال والتخلل بالخلال لا خير فيه لأن الأسنان هي القرابة والخلال بمنزلة المكنسة ومن أهدى هدية يستحب نوعها كان ذلك للمهدي أو المهدى إليه ومن رأى من أصحاب السلطان أنه يسلب قميصه حتى تجرد فهو عزله وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن الله عز وجل سيقمصك قميصاً فإن أرادك على خلعه فلا تخلعه فإن رأى أنه معزول فإنه مغلوب على أمره فإن رأى السلطان في النوع أو مخبولاً أو أن منبره انكسر أو سقط منه أو حلق رأسه أو نزع سيفه أو انهدمت داره التي يسكنها أو نصبت له شبكة وقع فيها أو نطحه ثور أو وطئته دابة فإن ذلك كله هم وعزل فإن رأى أنه جالس على الأرض أو أن عليه قبة فإنه ثبات في سلطانه وإن اتصل ثوبه بثوب أخر زيد في سلطانه ولا سيما إن كانت عمامة ومن رأى الكعبة داره لم يزل ذل سلطان وصيت في الناس فإن رأى أنه يريد سفراً أو يعيشه قوم فإنه فراق لحالة تحول عنها إلى خير منها أو شر وكذلك إن شيع قوماً ومن رأى أنه يباع مملوكاً ضيق أمره وذل ومن أعار أو استعار نال مرفقاً لا يدوم أو ناله مما يستحب ومن رأى أنه مسموم لهج بأمر وأخذ فيه ومنرأى أن منارة
____________________
(1/581)
مسجد قد انهدمت تفرق أهل ذلك المسجد واختلفوا في آرائهم وذات بينهم ومن رأى أنه غواص في البحر لإخراج اللؤلؤ فإنه طالب كنز أو مال من قبل ملك والخوض من النخل بمنزلة الشعر من الشاة والأرضة من الخشب بمنزلة الدود في الجسد ومن أصابه زمانه في جسده خذله قرابة له ومن أصاب قلماً أصاب علماً ومن رأى أنه يأكل ثوبه فإنه يأكل من ماله ومن ركب عجلة أصاب سلطاناً أعجمياً ونال شرفاً وكرامة وإن رأى في السماء أبواباً مفتحة كثرت الأمطار في تلك السنة وزادت المياه لقوله تعالى ! ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) ! [ القمر : 11 ] من رأى أنه يقرع بابا فإنه يستجاب دعاؤه لقولهم من ألح على قرع الباب يوشك أن يفتح له ربما كان ظفراً بأمر يطلبه فإن قرع الباب وفتح له كان يوشك له الاستجابة والظفر وكل ما كان له قوة على غيره ورفعة على ما سواه فهو سلطان ومالك وقاهر وكل ما كان وعاء للمال وجيد المتاع فدال على القلب وكل ممزوج ومدخول بعضه في بعض فدال على الاشتراك والنكاح والمعونة وسقوط العلويات على الأرض دليل على هلاك من ينسب إليها من الأشراف وكل ما أحرقته النار فجائحه فيه ليس يرجى صلاحه ولا حياته وكذلك ما انكسر من الأوعية التي لا يشعب مثلها وكذلك ما خطف أو سرق من حيث لا يرى الخاطف ولا السارق فإنه لا يرجى والضائع والتالف يرجى صلاحه رجوع ما دل عليه وصلاحه وإفاقته لأنه موجود عند آخذه وسارقه في مكانه والمخطوف كخطف الموت وكل ما كان له أسفل وأعلى فأعاليه سادة وذكور وأسافله نساء ورعية وعبيد وعامة وما اشتهر من الحيوان بذكوره فهو ذكر كالذئاب حتى يقول ذئبه والثعالب حتى يقول ثرملة والوعول حتى يقول أروية والقرود حتى يقول قشة والخيل حتى يقول رمكة ونحوه وما اشتهر بإناثه فهو نساء حتى يذكر ذكره كالحجل حتى يقول يعقوب والفأر حتى يقول جرذ والقطا حتى يقول العصر فرط والخنافس حتى يقول الحنطب هذا ونحوه وما كان من الفواكه غالبه حلو فهو على ذلك حتى يقول كأنه مر أو حامض في مذاقه أو ضمير وما عرف بالحموضة أكثر جرى على ذلك حتى تصفه بالحلاوة وكل ما كانت زيادته محمودة كالبدن والقامة واللسان واللحية واليد والذكر إذا خرج عن حده عاد تأويله إلى الفضيحة إلا إن يدخل عليه ما يصلحه أو يعبره عابر في المنام أو يفسره وكل ما رئي قي غير مكانه وفي ضد فمكروه كالنعل في الرأس والعمامة في الرجل والعقد في اللسان وكل من استقضى أو استفتى أو استحلف ممن لا يليق به ذلك نالته بلايا الدنيا واشتهر بذلك وافتضح وكذلك إن خطب على منبر فقد يصلب على خشبه وإذا تواترت أدلة العز والغنى في الرؤيا عاد ذلك سلطاناً وكل ما يقوي فيه من أدلة الغم والهم صار خوفاً من جهة السلطان لأنه أعظم المخاوف وقد يصير موتاً وكل ما دل من الملابس على المكروه فخلقه على رأسه أهون من جديده وكل ما كان جديده صالحاً فخلقه رديء والتبسم صالح فإذا خرج إلى القهقهة صار بكاء وحزناً والبكاء بالعين ضحك وفرح وإن كان معه عويل أو صراخ أو رنه فهو مصيبة وترحة والدهن ثناء حسن فإن سال وكثر صار هما والزعفران ثناء حسن ومال فإن صبغ به جسد أو ثوب عاد هماً وغماً والضرب كسوة ومن ضار له جناح نال مالاً فإن طار به عاد سفراً ومن قطعت يده فارق ما تدل عليه وإن أخذها أو أحرزها بعد القطع استفاد من تدل عليه والمريض إذا خرج متكلماً أفاق وإذا خرج صامتاً مات والمقولب في التأويل تعاقب الأشياء في التفسير واشتراكها في التغيير كالحجامة ربما كانت صكاً يكتب في عنقه وكذلك الصك المكتوب حجامة وأكل التين ندامة وهم وغم والندامة والهم أكل التين والحرب طاعون والطاعون حرب والسل عدو والعدو سيل والبائع مشترى والمشترى بائع والسواد من ألوان الثياب دال على السؤدد والمال أو على السوء والمرض والذنوب والعذاب والحمرة دالة للرجال على البغي والذنوب والشهرة وهيجان الدم وللنساء على الفرج والصفرة دالة على الأسقام والأفزاع والهموم والبياض دال على البهاء والجمال والتوبة والصلاح والخضرة دالة على الشهادة ودخول الجنة والأعمال وربما دلت على الضر الموجب للأجر والخروج من الأبواب الضيقة بشارة بالنجاة والسلامة لمن لا ذنب له من الصغار ولأهل الخير من الكبار وفي المرضى دالة على الموت والخلاص من الدنيا والراحة ولمن كان سالماً عل المرض لأن السلامة لا يسر بها إلا من فقدها ومن رأى ميتاً مقبلاً عليه ضاحكاً إليه فقد شكر له عمله في وصيته أو أهله أو لما وصل إليه من دعائه فإن لم
____________________
(1/582)
يكن هناك شيء من ذلك فقد بشره بحسن حالته وطاعته لربه ومن عاد له ميت فدعاؤه إخبار عما في غيب الله عز وجل ومن أكل شيئا من المواعين والمستخدمات أكلا لا ينقص المأكول أكل من عمله أو من مال من يدل عليه من الناس وإن أكله كله باعه وأكل ثمنه وإن أكل من حيوان أو جارح أفاد منه أو ممن يدل عليه أو من كده وسعيه وإن لم ينقصها أكله أغتاب من يدل عليه من الناس ومن عاد في المنام إلى حال كان فيه في اليقظة عاد إليه ما كان يلقاه فيها من خير أو شر وسفر والنقلة من مكان إلى مكان انتقال من حال إلى حال على قدر اسم المكانين وإسلام الكافر في المنام دال على موته لأنه يؤمن عند الموت ولا ينفعه إيمانه وموته إيضا يدل على إسلامه ورجوعه إلى الخير ومن أخبر في المنام بأمر فإن كان المخبر من أهل الصدق كان ما قاله كما قال وإن كان اقرارا على نفسه فهو إخبار عما ينزل به ويكون ذلك مثل قوله ومن تكلم في غير صناعته مجاوبا لغيره فالأمر عائد عليه في نفسه وإن كان ذلك من علمه وصناعته فالأمر عائد على السائل ومن تحول اسمه أو صفته أو جسمه ناله من الخير والشر على ما انتقل إليه وتبدل فيه ونبات الحشيش على الجسم إفادة غنى وإن نبت فيما يضر به نباته فمكروه إلا أن يكون مريضا فيدل على موته والوداع دال للمريض على موته وطلاق للزوج وعلى السفر وعلى النقلة مما الإنسان فيه من خير أو شر أو غنى أو فقر على قدر المكان الذي ودع فيه وضميره في السير وما في اليقظة من الدليل وأما الملح فقال القيرواني إنه يدل على مال عليه التراب من الأموال لأنه من الأرض سيما أن به صلاح أقوات النفس فهو بمنزلت الدراهم والأموال التي بها يصح الخلق ومعايشهم ويدل أبيضه على بيض الدراهم وأسوده على سود الدراهم ومطيبه على الذهب والمال والحلال وربما دل على الدباغ لأن كليهما أموال وعروض وغنائم وهو دباغ بالحقيقة وربما دل على الفقه بالسنن والأديان لأن به صلاح ما به معاشه ويخشى منه كقول بعض الحكماء في فساد العلماء ( بالملح يصح ما يخشى تغيره ** فكيف بالملح إن حلت به الغير ) وربما دل على الشفاء من الأسقام لما جاء في بعض الآثار أن فيه شفاء من اثنين وسبعين داء وربما دلت السبحة على دار العلم وحلقة الذكر ودكان المتطبب ومعدن الفضة والأندر والجرين وعلى المرأة العقيم ذات المال والغلات فمن استفاد ملحا في المنام أو ورثه أو وهب له أو نزل عليه من السماء أو استقاه بالرشاء نظرت إلى حاله فإن كان سقيما بشرته بالصحة وإن كان طالبا للعلم ظفر بالفقه وإن كان طالبا للدنيا عبرته له الأموال وخليق أن تكون فائدته وكسبه له من أسباب الملح والملوحة كالجلاد والدباغ والمسافر في البحر والصياد وبائع الزيتون والملوحة وإن مر بسبخة في منامه وأخذ من ملحها في وعائه وأداه إلى بيته فإما دواء يأخذه من طبيب أو جواب يأخذه من فقيه أو مال يأخذه من عجوز عقيم أو سلعة من الملوحات يشتريها من بائعها أو جلابها أو عاملها أو من أصلها ومكانها والطفل يدل على ما دل عليه التراب من الأموال والفوائد لأنه من تراب الأرض وهو في ذلك أنفع منه وأدل على الكسب والبقاء فمن أفاد طفلا في المنام أو اشتراه أو حفر عليه أفاد مالا فإن أكله أكل حراما لما فيه من النهي عن أكله ويدل أكل الطفل على الحبل لأنه من شهوات الحمل ومن رأى أن صلاته فاتت عن وقتها أو لا يصيب موضعا يصليها فيه فإن ذلك عسر في أمره الذي هو يطلبه مندين أو دنيا ولو رأى أنه فاته صلاة ولم يتم الوضوء أو تعذر ذلك عليه فإنه لا يتم له أمره الذي هو يطلبه إلا أن يرى أنه قد أتم وضوءه سابغا ولو رأى أنه أتم وضوءه بغير ما يجوز به الوضوء فإنه بمنزلة من لم يتم وضوءه وكذلك غسل الجنابة إذا تم غسله تم له أمره وإن لم يتم غسله لم يتم أمره فإن رأى التيمم بعد أن لا يقدر على الماء فهو جائز ويجري مجرى ما ذكرنا ( ومن رأى ) أنه قائم على حائط أو راكبة فإن الحائط حاله الذي يقيمه إن كان وثيقا كانت حاله حسنة وإلا على قدر الحائط واستمكانه منه ولو سقط عن ذلك الحائط لسقط عن حاله تلك أو عن رجاء يرجوه أو عن أمر هو به متمسك متعلق ( ومن رأى ) أنه ضعيف في جسمه فإنه يصيبه هم والزعفران من الطيب ثناء حسن ما لم يظهر له صبغ فإن ظهر له صبغ في ثوب أو جسم فهو مرض فإن رأت امرأة أنها حاضت لغير وقتها ظهر لها مال والرجل بمنزلتها إذا رأى أنه أمذى ظهر له مال ( ومن رأى ) أن به فواقا فإنه يغضب ويتكلم بماليس من شأنه أو يمرض مرضاشديدا وإذا رأت المرأة أنها امتخطت ولدت جارية تشبهها ولو رأت امرأة مريضة أنها تزوجت زوجا مجهولا فإنها تموت إلا ان يكون شيخا مجهولا فإنها تبرأ وتصيب خيرا إذا هي عاينته أو وصف لها أنه شيخ وكذلك لو رأى
____________________
(1/583)
رجل انه تزوج بابنة شيخ مجهول أو أخت شيخ مجهول فإنه يصيبه خيرا كثيرا لأن الشيخ المجهول جد صاحب الرؤيا ومن نكح امرأة ميتة فإنه يحيا له أمر ميت ويظفر به أو يصيب سلطانا من موضع لا يرجوه ولو رأت امرأة أن رجلا ميتا ينكحها فإنها تصيب خيرا من موضع لم تكن ترجوه ( ومن رأى ) أنه مضروب لا يدري كيف ضرب فهو صالح له يصيب مالا وخيرا وكسوة وأجود الضرب في التأويل ما كان هكذا ( ومن رأى ) أن له ريشا أو جناحا فإن ذلك رياسة يصيبها وخيرا إلا أن يرى أنه يطير بجناحه ذلك فإنه يسافر سفرا في سلطان يقدر ما استقل من الأرض والمرأة إذا رأت كأن لها لحية كلحية الرجل فإنها لا تلد ولدا أبدا وإن كان لها ولد ساد أهل بيته أو يكون لقيمها ذكر في الناس والخضاب زينة وفرج للمرأة والرجل ما لم يجاوز العادة ومن يرى بهيمة تنكحه أو نحوها فإنه يؤتى إليه من الخير والإفادة فوق أمله فإن كان ما ينكحه سبعا أو نحوه فإنه يرى من عدوه ما يكره ومن شتم إنسانا مما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم ( ومن رأى ) أنه ساجد أو راكع كان ذلك له ظفرا وصلاحا في أمره ومن دخل قبرا فإنه يسجن ( ومن رأى ) ملفوف كما يلف الميت فإنه موته إذا غطي رأسه ورجلاه فإن لم يغط رأسه ورجلاه فإنه فساد دينه ومن أغلق بابا تزوج امرأة وإن كان الباب من حديد فإنه أجود وأهنأ ( ومن رأى ) أنه مريض فسد دينه ولا يموت تلك السنة ( ومن رأى ) أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالا إلى الهدى وإن رأى أحدا خفيه انتزع منه أو احترق أو غلب عليه فإنه يذهب نصف ماله من الكسرة رقيقة فالأمر أعجل وإن كان على مائدة أو طبق فهو رزق ومعيشة فإن رأى أنه يأكل على مائدة رغفانا غلاظا فهو طول عمره بعد أن لا يرى المائدة رفعت من بين يديه فإن رفعت بعد فراغه فقد نفذ رزقه من ذلك الموضع أو ذلك البلد ومن أصاب القرع أصاب خيرا ويقاتل إنسانا وينازعه ويظفر وورق الشجر رزق وأموال إلا ورق التين فإنه حزن ( ومن رأى ) أنه يسافر فإنه يتجول ومن تحول فإنه يسافر وانهدام الدار أو بعضها موت إنسان بها وموت إنسان في الدار ولم تكن له هيئة الأموات من بكاء أو كفن أو نحوه فإنه انهدام بعض الدار وكسر السفينه وهو فيها موت الولد وشعر الرأس والجسد مال وعورات الجسد هي عورات صاحبة من النساء ( ومن رأى ) أن ثيابه ابتلت عليه وهو لابسها فإنه يقيم في الأمر الذي ينسب ذلك الثوب إليه ويمكث فيه ( ومن رأى ) أنه يعبد الله أو يحمده أو يذكر الله عز وجل أصاب خيرا أو غبطة ومن خرج من باب ضيق إلى سعة فإنه صالح ( ومن رأى ) أنه يمشي قهقري إلى ورائه فإنه يرجع إلى أمر قد توجه فيه وعمل به فإن رأى أنه يوصي وصية من يموت بحكمه فإنه يتعاهد صلاح دينه والرديف في الرؤيا هو الخلف وربما كان يسعى بجد صاحبه الذي تقدمه ( ومن رأى ) أن منزله تحول كنيسة لليهود فإن قوله يضارع قول اليهود واللحم المالح المكسور عضوا والمسلوخ إذا دخل دارا فهو خير يأتيهم في مصيبة قد كانت وخمد ذكرها بقدر بلوغ اللحم ( ومن رأى ) أنه يأكل مخاطه فهو يأكل من مال ولده وأكل مخاط غيره أكل مال ولد صاحب المخاط ( ومن رأى ) جنازة يتبعها نساء مجهولات ليس فيهن رجل فهو وال يتبعه أمور أو تحيط به أمور كهيئة النساء وإن كن منتقبات فهن أمور ملتبسات وإلا فعلى قدرهن في الهيئة وإن كن نساء معروفات فهن هن بأعيانهن أو أمور معروفات أو يتولى على قيمهن كما يتبعن الجنازة فإن رأى أن ثوبه وسخ فإن الوسخ في الثوب ذنوب لابسه ووسخ الجسد هموم من سبب مال فإن رأى أنه مشبك أصابعه مشتغل بذلك عن العمل بها فإنه في ضيق في ذات يده لمكان أهل بيته وولد إخوته وإن كانوا جميعا في أمر قد حز بهم أو يخافون منه على أنفسهم فإن أمرهم بينهم مجتمع قد انضم بعضهم إلى بعض يستظهر بعضهم ببعض ( ومن رأى ) أنه مزق سترا معروفا على باب معروف فإنه يمزق عرض صاحبه وكذلك إذا مزق الكلب ثوبا على صاحبه تمزق عرضه كذلك فإن كان الستر مجهولا فهو نجاة من أمر يخافه لن الستر المجهول شر وخوف وإذا مزق نجا صاحبه ( ومن رأى ) أنه وضع في كفه الميزان أو القبان أو شيء مما يوزن منه فرجح فله عند الله خير كثير إذا كان مع ذلك سبب بر وخير ( ومن رأى ) أنه يريد غلق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه فإن رأى أنه دخل عليه من ذلك مكروه أو محبوب فذلك يصل إليه فإن انغلق منه واحترس والناوس إذا كان فيه الميت فهو بيت مال حرام وإن لم يكن فيه شيء فهو رجل سوء يأوي إلى قوم
____________________
(1/584)
سوء فإن رأى أنه كنس سقف بيته وأخرج عنه ترابه فهو ذهاب مال امرأته فإن رأى أنه لبس قميصا ليس له كمان فهو حسن الشأن ليس له مال لأن المال ذات اليد وليست له ذات اليد وهي الكمان ( ومن رأى ) أن ريقه جف فإنه يعجز عن القليل فيما يفعله نظراؤه ( ومن رأى ) أنه ضرس الأسنان فهو حالات أهل بيته وكذلك الخدر في الرجلين أو بعض الجسد فهو خذلان ما ينسب ذلك العضو إليه ( ومن رأى ) أنه غسل ميتا مجهولا فإنه يطهر رجلا فاسد الدين يتوب على يده والدجال إنسن مخادع يفتن الناس فإذا رأى أنه يأكل ورق الصحف مكتوبا أصاب رزقا بمنكر من البر فإن رأى أن فلانا مات وهو غائب يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه بلا تحقيق فإنه رأى أنه يستاك بالعذرة أو ما يشابهها فهو يقيم سنة بمكروه حرام فإن رأى شعر جسده طال كشعر الشاة فإن الشعر في الجسد لصاحب الدنيا ماله وسعة دنياه يزداد منها ويطول فيها عمره وطول شعر الجسد لصاحب الهموم والخوف ضيق حاله وتفرق أمره وقوة غمه في ذلك فإن رأى أنه حلقه بنورة أو بموسى فإذا حلق ذلك الشعر عن جسده تفرق عنه الهموم وضيق حال وتحول إلى سعة وخير وإذا ذلك الشعر من صاحب الدنيا وغضارتها نقضت دنياه وانقطع عنه من غضارتها وتحولت حاله إلى المكروه والضيق ( ومن رأى ) في لقمته من طعام شعرة أو غيرها من نحوها فإنه يجد في معيشته نقصا والعلق بمنزلة الدود والقمل عيال فإن تلك المحلة أو الموضع امرأة ينتابها الناس ورؤيا ملك الموت كرؤيا بعض أشراف الملائكة ورؤيا القيء توبة أو رد شيء أخذه لغيره فإن رأى أنه ألقى الذي خرج منه فإنه يرجع في كل شيء كان رده على صاحبه فيعود فيه ( ومن رأى ) أنه يمص ذكر رجل فإنه ينال فرجا وغنى قليلا وذكرا خاملا وكذلك فرج المرأة لإذا عالجه الرجل بغير الذكر فهو فرج له فيه نقص وضعف فإن رأى إنسانا يقطع نصفين عرضا فرق بينه وبين ماله أو رئيسه وكذلك سائر الأعضاء إذا بان من صاحبه فارقه الذي ينسب إليه وقذى العين ستر الدين ولا يضر صاحبه ما لم ينقص حدة البصر شيئا ومن خرج من دبره خرقة أو ما لا يكون من أجوف الناس مثله فإنهم عيال غرباء يخرجون عنه ومن أصاب خرقا من الثياب جددا فإنه يصيب كسورا من الأموال شبه الدوانيق وأموالا مكسرة وإن كانت الخرق بالية فلا خير فيها ومن ركب دابة مقلوبا فهو يأتي أمرا من غير وجهه منكرا إن كان تعمد ذلك وإن لم يكن تعمد فهو كذلك من غير أن يعلم ومن تسعط فإنه يغضب ويبلغ منه الغضب بقدر السعوط وكذلك الحقنة إلا أن يكون ذلك لداء يتداوى به ( ومن رأى ) في يده زئبقا فهو يخلف إنسانا بالمواعيد وإن هو أكله هو المبتلي بالخلف وإن رأى أن طيرا مات في يده من غير أن يقتله أو يذبحه أصابه هم والسنبل إذا رأيته نابتا قائما على ساقه وعرفت عدده فتأويله سنون على عدد السنابل لقول الله عز وجل والخضر منها سنون جدبة وإذا رأيته مجموعا في يدك تملكه أو في البيدر أو في الجواليق فهو مال مجموع بقدر قلته وكثرته يصيب فإن رأى إنسانا يستنكه فوجد منه رائحة شراب أو ريح نتن فإن المستنكه يستطعمه كلاما قبيحا فيسمع منه كلام كذلك بقدر نتن الرائحة وإن لم يجد منه ريحا مكروها فإنه يستطعمه كلامه فيجده بقدر مبلغ رائحة الفم فإن وجد ريحا مكروهة من بعض أسنانه فهو ثناء قبيح ممن ينسب ذلك السن إليه من أهله ولعله يهجر ذلك فإن رأى أنه تقيأ عذرة فإنه يرد ما أخذه من مال الحرام ( ومن رأى ) أنه تطين بطين أو بجص حتى غطاه ذلك وغاب فهو يموت والخيط عدة يعتدها المرء لأمر وكذلك الإبرة عدة لعملها الذي يعمله بها وكذلك العصفر عدة لعمله وكذلك الحناء عدة لعمله وكذلك الموسى عدة وكذلك القفل عدة وكذلك المنخل والغربال والمصفي والقلم والبكرة والصابون والنخالة من كل شيء هو ثفله وأوردؤه ( ومن رأى ) أنه يمشي على يديه او بطنه أو يده ورجله او أي شيء غير اللسان فإن كلا من ذلك بر أو فجور على الذي ينسب إليه العضو يستظهر به في ذلك ( ومن رأى ) أنه ملزوم بدين في المنام وهو مقر به ولا يعرفه في اليقظة فإن ذلك تبعات ذنوب أحاطت به أعمال معاص اجتمعت عليه يعاقب عليها في الدنيا أو إسقام أو بعض بلايا الدنيا فإن رأى أن الشمس طلعت خاصة من بين ظلمة على موضع خاص ينكر ذلك لها وليس لها نور كنورها المعروف فإن ذلك بلية تنزل في ذلك الموضع من حرب أو حريق أو طاعون أو برسام أو نحوه فإن رأى أنها طلعت خاصا أو عاما بنورها تاما وهيئتها ليس معها ظلمة تخالطها ولا شاهد يشهد بالمكروه فيها فإن ذلك مطالعة الملك الأعظم أهل ذلك الموضع
____________________
(1/585)
بخير وإفضال عليهم وصلاح لأمرهم أو إذا غلب الماء وطمي وتموج كأن تأويله عذابا وكذلك النار متاع للخلق ومنافع لهم فإن لم تغلب وتتأجج وكانت مطيعة فهي خادمة فإذا غلبت وأكلت ما أتت عليه وخرجت من الطاعة فتأويلها الحرب والقتل والطاعون والبرسام والعذاب وكذلك الريح إذا هبت ساكنة لينة فهي تستريح الخلق إليها وتلقح النبات لهم وتنبت الأشجار وفيها المنافع فإذا هي عصفت وعفت كان تأويلها عذابا على أهل ذلك الموضع وكذلك البرق والرعد ( ومن رأى ) كأنه يلتقط ما يسقط من متفرق السنابل في حصاد زرع يعرف صاحبه فإنه يصيب من صاحب الزرع خيرا متفرقا باقيا طويلا وإن كان ما يلتقط مجموعا عنده فهو يصيب ذخيرة من كسب غيره ( ومن رأى ) أنه يحتك بحكاك من غير علة فإنه يهيج أمرا عليه أوله داع إلى العظائم من الأمور ( ومن رأى ) أنه استغنى فوق قدره المعروف فإنه لا يعدم أن يكون قانعا في معيشته راضيا بما قسمه الله فيها وكذلك القنوع هو الغنى في التأويل فإن رأى أنه فقير فوق قدره المعروف فغنه لا يعدم أن يكون ضعيف القنوع بما قسم له من الرزق كالساخط على رزقه فهو بمنزلة الفقير ينال بقنوعه منازل الأبرار والأشراف في الدين خاصة إذا كان مع فقره ذلك في رؤياه دليل على البر والتقوى فإن رأى مع فقره عليه ثيابا خلقة فالأمر في المكروه عليه أشد وأقوى ولا تكاد تصلح في المنام رؤيا الخلق من الثياب على حال سيما إذا كان باليا متقطعا ( ومن رأى ) رجلا يتمطى تمطي الشبعان من الأكل فلا يعدم أن يكون مستبدا باغيا متطاولا في أموره يصير إلى ما صارت إليه حاله في آخر الرؤيا فإن رأى انه يتكلم بكلام له يضارع الحكمة إلا أنه مزاحمه فإن تأويل المزاح هو البطر من فعاله المكروه في الدين وإن كان المتمطي ميتا فإن تأويل الرؤيا لعقبه من الأحياء لأن الميت لا يتطاول ولا يستبد ولا يبغي لما صار إلى دار الحق واشتغل بنفسه ولو رأى الميت يمازحه في كلامه فليست برؤيا لأن الميت مشتغل عن المزاح وكلام الخنا وذكر الفواحش وما يشبه ذلك فإن رأى انه يمضغ الماء مضغا منغير أن يشربه شربا فهو شديد الكد في طلب المعيشة شديد التعب فيها والعلاج لها فإن رأى أنه يشرب الطعام شربا كشرب الماء فغنه يكون موسعا عليه في معيشته متسهلا عليه المطلب لها فإن رأى رجلا يحتقن من داء أو من مرض يجده فإنه يرجع في أمر له فيه صلاح دينه من غده إذا كان ذلك من داء وإن احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة وعدها إنسانا أو في شيء نذره على نفسه أو في كلام قد تكلم به أو في عطية قد خرجت منه وربما كان ذلك من غضب شديد سلى به ومن وقع في بئر من دم أو خابية أو جرة من دم بعد أن يكون الدم عاليا عليه لا يمكن دفعه عنه فإنه يواقع دما يبتلى به وكذلك كل دم غالب يراه في موضع الماء أو في وعاء أو مجراة أو في حوض أو غير ذلك من آثار الماء الجاري والراكد بعد ان يكون غالبا إلا أن يرى أن الدم ضعيف يصيبه أو يشربه أو يتلطخ به فهو عند ذلك مال حرام يصيبه وإذا كان غالبا فهو دم يبتلى به ( ومن رأى ) الدم ينضح عليه فإنه يناله ممن ينضح عليه ذلك الدم سوء منزلة الشرارة من النار فهو كلام سوء يصيب صاحبه من فاعله فإن رأى أنه ذبح دجاجة أو ديكا من قفاه فإنه ينكح مملوكا في دبره فإن ذبح ثورا من قفاه فإنه يسعى على عامل من ورائه وكذلك البعير في هذا الموضع كان من عراب الإبل أو بخاتيها فعلى قدر جوهره إلا أنه ليس بعامل وكذلك كل ما ينسب إلى رجل وامرأة فإنه يأتي إلى المذبوح من قفاه منكر من الفعل وكذلك لو لبس إزاره أو ملحفته مقلوبة أو نام على فراشة مقلوبا أو بسط له بساط مقلوب ينام عليه أو يركب دابته مقلوبا فهو أمر منكر يأتيه من غير وجهه المعروف وكل مقلوب عما كان فهو مقلوب أما من خير إلى شر أو من شر إلى خير إلا الفرو فإن لبس الفرو مقلوبا هو إظهار مال له في إفراط منه بما لو قصد فيه وستره كان أجمل فإن رأى الحي أنه أعار الميت ثوبا هو لابسه فنزعه عنه ولبسه الميت فإنه يمرض مرضا يسيرا ويبرأ فإن رأى أنه وهب للميت ثوبا أو غلبه عليه ولبسه الميت وذهب به وخرج من ملك الحي فهو موت الحي وإن لم يخرج الثوب من ملك الحي لكنه شبه العارية أو الوديعة أو يحفظه أو يصنعه أو يغسله أو يطويه أو ينشره وما أشبه ذلك فإنه مرض أو هم أو حزن ولا يعضب فيه فإن رأى أنه ينسج درع حديد فإنه يبني حصنا من الحصون جنة له من محذور أو يتخذ أخبية من محذور أو يرتبط خيلا يعتز بها عند محذور أو يصطنع قوما يستظهر بهم عند محذور أو يجمع مالا يدفع به عن نفسه عند محذور أو يكون ورعا عابدا واثقا بدفع الله عز وجل عنه ذلك الدعاء والديه له والفحم الذي يصلح للوقود فهو عدة لصاحبه لذلك العمل الذي يدخل فيه الفحم
____________________
(1/586)
والقار عدة أيضا ووقاية وجنة من سلطان لأنه يحفظ السفن من الماء ( ومن رأى ) أنه يبلع مسامير حديد أو حسكة أو شوكا أو حجرا واسترطه بخشونته وجوازه في حلقه من سوى الطعام والشراب فإنه يتجرع غيظا بقدر صعوبة ذلك وخشونته في حلقه ويصبر عليه بقدر احتماله ذلك وإن كان ما ابتلع من جوهر الطعام أو الشراب على تلك الخشونة في حلقه فإن تأويله أن تنغص عليه حياته ومعيشته ومكسبه بقدر ذلك وكذلك لو كان الطلب على قدر ما استرط من المرارة والملوحة والحموضة أو الحرارة والبرودة حتى يمتنع من الجواز في حلقه لذلك فهو النغص في حياته ومعيشته ولو رأى أن ما استرط لبن حلو أو شيء عذب فهو طيب الحياة والمعيشة والخفض والدعة إلا أن يكون شيئا مكروها في التأويل مثل التين والعنب الأسود والبطيخ الأصفر والحبوب المكروهة في التأويل والبقول والكواميخ والصحناء فإن تأويل ذلك هم ولا خير فيه ( ومن رأى ) كأن به أثر كي عتيق أو حديث نأتىء من الجلد فإنه يصيب دنيا من كنوز إن عمل بها في عمل الله فقد فاز وإن عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز يوم القيامة كما قال الله عز وجل وفي وجه آخر إن أثر الكي إذا كان فرغ منه ولم يؤلمه فإنه من الذي يقال فيه آخر الأدواء الكي فعند ذلك يجري مجرى الدواء فإن رأى أنه يكوي بالنار كيا موجعا فهو لذعه من كلام سوء ( ومن رأى ) أنه يستظل بشجر قرع أو بورقة نابتا على شجرة يستأنس من وحشته ويستقبل أمره بصلاح له وموادعة بينه وبين من ينازعه فإن رأى انه يأكل القرع مطبوخا قطعا لا يخالطه شيء ما يغيره عن جوهره وطعمه من التوابل أو مما يكره نوعه في التأويل لأن التوابل هم وحزن إذا كان يأكل من القرع مطبوخا لم يتغير عن طعمه فهو يرجع إليه شيء قد كان افتقده في نفسه أو من ماله أو من دينه أو دنياه أو من قومه أو من صحة جسمه أو ذهاب وهن يرجع إليه ذهنه فيه وعقله بعد إدبارهما عنه أو قرة عين فاتته ترجع إليه أو اجتماع شمل كان تفرق عنه أو حفظ لعلم قد كان نسيه وذهب عنه لحفظه ويرجع إليه ذهنه فيه وعلمه على قدر ما أكل من القرع المطبوخ على نحو ما وصفت من طيب طعمه وقلته وكثرته وكلما كان طعمه أطيب وألين فالأمر يكون عليه فيما يرجع إليه من تلك النعم أضعف وأشد فإن رأى أنه يأكل القرع نيئا على غير ما وصفت فهو يصيبه فرع من الجن والإنس أو يقاتل إنسانا يقارعه بالمنازعة في حرب أو كلام صخب يكون فيها بينها وإنما اشتق ذلك من كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسعيد بن المسيب رضي الله عنه في التأويل وكانا يأخذان فيه بالأسماء ومعانيها ويتأولانه فلذلك صار أكل القرع الطري النيء شبيها في الأسماء بالقارعة وهي الفزع الأكبر ومقارعة الرجل صاحبه بالمنازعة والحرب بينهما وباسم المقرعة يقرع بها الرجل من يؤذيه وإنما اشتق تأويل شجرة القرع وورقه بما ارتفق يونس عليه السلام بشجرة القرع حين خرج من بطن الحوت راجعا إلى بلاده بالموصل وقومه واستأنس من وحشته وحدث مقاتل أن نبيا من بني إسرائيل شكا إلى الله ذهاب ذهنه فأمره أن يأكل الدباء مطبوخا وهو القرع وهو اليقطين فلذلك صار القرع مطبوخا رجوع ذهن صاحبه إليه فإن رأى أنه يأكل لحم سرطان فإنه يصيب مالا وخيرا من مكان بعيد ( ومن رأى ) أنه أصاب سرطانا أو ملكه أو اتخذه لنفسه فإنه يصيب أو يظفر برجل كذلك في أخلاقه وطبائعه والسرطان إنسان بعيد المأخذ في أخلاقه بعيد الهمة في أمره بعيد المراجعة عما لهج به عسر في علمه وأما السلحفاة فعابد زاهد عالم بالعلم الأول راسخ فيه فمن رأى أنه أصاب سلحفاة أو ملكها أو دخلت منزله فإنه يضفر بإنسان كذلك في علمه وزهده أو بداخله أو يخالطه ويجري بينه وبينه سبب بقدر ما رأى من ذلك فإن رأى انه يأكل من لحمها فإنه يصيب من علمه ذلك فإن رأى سلحفاة في طريق أو مزبلة فإن ذلك علم ضائع مجهول في الموضع الذي رأى فيه وإن رأى السلحفاة في وعاء أو كسوة أو كرامة فإن العلم هناك غزير مكرم معروف فضله وخطره بقدر ما راى من الصيانة له وما أكل من السمك الطري فإنه غنيمة وخير لأنه من الصيد فإن رأى أنه أصاب سمكا مالحا ورأى أنه أكله أو لم يأكله بعد أن يصير في يده يملكه فغنه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم ونعيم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه وربما خالفت الطبيعة الإنسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب وخيرا إذا كان السمك كبارا ( ومن رأى ) أن لحيته ابيضت ولم يبق من سوادها شيء فإنه يرى وجهه وجاهه في الناس ما يكره فإن كان قد بقي منها بعض سوادها فهو وقار وطول اللحية فوق قدرها المعروف دين يكون على صاحبها أو هم شديد ونقصانها وخفتها قضاء لدينه وذهاب لهمه إذا كان بقدر ما لا يشينها فإن حلقت لحيته ذهب وجهه وجاهه في الناس
____________________
(1/587)
النتف إلا أن الحلق أهون وشعر العانة نقصانه صلاح في السنة ورؤياه سلطان يصيبه صاحبه ليس معه دين وهو أعجمي ومبلغه بقدر طول العانة وكثرتها وحتى يسحبها في الأرض وأما سائر شعر الجسد فماله ( ومن رأى ) أنه تنور وخلق بالنورة فإن كان غنيا ذهب ماله وإن كان فقيرا استغنى وذهب فقره والأذن امرأة الرجل أو ابنته فما حدث فيها فهو فيهما وأما الصوت والجرم فإنه صيت الرجل في الناس وفخره فيهم والفم مفتاح أمره وخاتمته والقلب ملك الجسد والقائم به ومدبره ( ومن رأى ) سنه تحركت فإنه مرض من تنسب إليه فإن رأى أنها سقطت في يده أو صرها في ثوبه فإنه يستفيد ولدا أو أخا أو اختا فإن رأى أنها تأكلت أو درست فإن بعض هؤلاء تصيبه بلية لا ينتفع أحد به ولا هو بنفسه ونوى التمر في المنام نية سفر ومن رأى أنه نبت له سن زائدة فإنه يستفيد ولداً أو أخا على قدر مكان السن النابتة فإن رأى أن الزائدة تضر به وأسنانه فإنه يضر به وبأهله وكذلك لو انتفع بها دونهم فإنه ينتفع بذلك دون سائر أهله ( ومن رأى ) أنه عالج شيئا من أسنانه حتى قلعها أو رأى أن ذلك عالجه منه غيره فقلعها فإنه يكره على غرم مال أو ما يشبه ذلك فإن رأى جميع أسنانه سقطت وصارت في يده أو عنده فإنه يكثر نسل أهل ذلك البيت وعددهم فإن رأى أنها سقطت جميعا فإن ذوي أسنانه من الناس يوتون قبله في قول سعيد بن المسيب وكان سعيد يأخذ بالأسماء في التأويل كثيرا فإن رأى أنه فقد بعض أسنانه فإنه يغترب من تنسب تلك السن إليه وقال القيرواني دلت الأسنان على الأسنان التي بها قوام الإنسان واتصال الرزق إلى البطن وربما دلت على الأموال على ما يستخدمه الإنسان في طلب معيشته وكسبه من دواب وخدم وأرحاء فمن رأى أسنانه سقطت كلها نظرت في حاله وزمانه ويقظته فإن كان جميع أهل بيته مرضى في الطاعون ونحوه وهلكوا وبقي هو بعدهم وإن لم يكن له أهل وكان ذا مال ذهب ماله وسلب نعمته وإن كان فقيرا مات من تنسب إليه أسنانه وبقي بعدهم وأما سقوط السن الواحدة فإن كان من غير معالجة وذهبت عنه في حين سقوطها مات المريض من أهل بيته أو أصيب بمال وإن كان حين سقوطها أخذها بيده أو صرها في ثوبه فانظر في حاله إن كان عنده حمل جاءه ولد على قدر جوهر السن ومكانها وإلا صالح أخا أو قريبا كان قد قطعه وإن كان هناك دم فإن ذلك إثم القطيعة للرحم إلا أن يكون عليه دين فإنه يطلب فيه ويعالح على قضاءه وإزالته ( ومن رأى ) أنه حلق من شعر قفاه فهو يؤدي أمانته ويقضي دينه فإن رأى أن قفاه قد غلط فإن يقوى على احتمال ما قلده الله ( ومن رأى ) أن يده لم تزل مقطوعة وكان مع ذلك كلام يدل على أعمال البر فإن قطعها كف عن جميع المحارم والمعاصي وكذلك لو رأى أن يده أو يده جميعا إلى عنقه ضما من غير طوق مطوق في عنقه وكان مع ذلك شيء يدل على أعمال البر نحو مسجد أوسبيل من سبيل الله عز وجل فإنه كف عن المعاصي ( ومن رأى ) أن حاكما أو مسلطا قطع يمينه وبانت منه فإنه يحلف بالله عنده بيمين كاذبة وأما اليد اليسرى إذا قطعها الحاكم أو غيره وبانت منه فهو موت أخ أو أخت أو انقطاع ما بينه وبينهم أو بينه وبين أخ مؤاخ غير ذي رحم أو انقطاع شريك أو امرأة إذا رأى يده قصرت عما يريد من العمل بها والبطش أو يبست فإن تأويلها في ذات اليد والمقدرة لا ينال ما يريد ويخذله من يستعين به ولو رأى في يده فضل قوة وانبساط في بطش فإن تأويله في ذات يده ومقدرته على ما يريد ومعونة من يستعين به وفيها وجه آخر أن طولها وقصرها وقوتها وضعفها هو صنيعة من صنائع صاحبها إلى من تصير إليه اليد ويد من الأيادي الحسنة عنده كقول أبي بكر وسعيد بن المسيب وكانا يأخذان في عبارة الرؤيا بالأسماء ومعانيها ويتأولون على ذلك الرؤيا فلو رأى أن يده ضعفت أو فتحت أو يبست أو نتنت ريحها دون غيرها من الجوارح فإن ذلك فساد صنيعة من صنائع صاحبها إلى من صارت إليه أو ترك إتمامها عنده أو ضعف عن اقتداره عليها فإن رأى أن يده قد تحولت يد نبى من الأنبياء أو بعض الصالحين فانظر كيف كان حال ذلك النبي أو ذلك الصالح فيمن هدى الله على يديهم من الضلالة أو نجا به من الهلكة وكيف كان قدره في قومه وما لقي منهم من الأذى وكيف كان عاقبة أمرهم وأمره فكذلك يهدي الله قوماً على يد صاحب الرؤيا وهي اليد اتي وصفت وبها ينجي الله قوماً من ضلالة إلى هدى وما يلقى في ذلك من الأذى شبيه بما لقي ذلك النبي في الله فتكون حاله وصنائعه في عاقبتها كنحو صنائع ذلك النبي وهذه الرؤيا شريفه لا يكاد يراها إلا أهل الفضائل والتقى ومن رأى مثل هذه الرؤيا بعينها من غير أهل الفضائل والتقى والقدرة وما وصفت منها فهي محال لا تقبلها وأعراض عنها
____________________
(1/588)
وأما الأظافير فقدرة الإنسان في دنياه فمن طالت أظفاره وكان جندياً لبس سلاحه لأمر يعرض له وإن كان صانعاً كالنجار والحداد كثر علمه ودانت له صناعته وإن كان صاحب بضائع وغلات كثرت أرباحه وفوائده وكل ذلك ما لم تطل فإن خرجت عن الحد فرط في أمره وطلبه وكان كل ما يناله ضرراً عليه وأما من قص أظفاره فإن كان عليه دين أو زكاة عنده وديعة أو عليه نذر وفي وأدي وقضى ما عليه وعنده وإن لم يكن شيء من ذلك تحرى في كسبه وتورع في أخذه وإعطائه وقصه من الفطرة والسنة وإ كان جندياً أو من دعي إلى حرب ومكروه نزع سلاحه وفك يده وإن لم يكن في شيء من ذلك تحفظ في وضوئه وتسنن في عمله وقومه وفي جميع أهل بيته وفي آدابهم وعلمهم أو في صبيانه إن كان مؤدباً مع ما يفيده منهم إذ جميع ذلك أظفاره وأما من عادت أظفاره مخالب أو براثن فإنه يظفر في حربه ويعلو على خصمه ويقهر ويقتدر على مطلوبه وكل ذلك لا خير فيه فيا السنة وكذلك كل من انتقلت جوارحه إلى جوارح الحيوان إذا كان ذلك الحيوان ظالماً آكلاً للخبيث فلا خير فيه وأما الصدر واتساعه فيدل على العلم والحلم وصلاح الحال وسعة القلب والصدر وضيقهما دال على ضد ذلك وربما دل صدره على صندوقه وعلبته وكيسه وكل ما يوعي في خير متاعه وأنفس ماله لأن القلب فيه والقلب محل كل سر وعقد وقيل إن ضيق الصدر يدل على البخل وسعته تدل على السخاء والثديان النبات فما حدث فيها ففي النبات من صلاح أو فساد واليمين هو النبين واليسار البنات ولبنهما دال على الولد لأنه غذاؤه وحياته وربما دل على الرزق والخصب لأنه من علاماته وآياته على قدر كثرته وطيبه فإن رضع منه أحد فلا خير فيه للراضع والمرضع لأنه يدل على الذلة والسجن والحزن لما نال موسى وأمه من قبل التابوت وبعده وأما البطن من ظاهر ومن باطن فمال أو والد أو قرابة من عشيرته فإن رأى أنه طاوي البطن ولم ينتقص من خلقه شيء فإنه يقل ماله أو ولده إذا كان خلاؤه من غير جوع وإذا رأى أنه جائع فإنه يكون حريصاً نهماً ويصيب مالاً بقدر مبلغ الجوع منه وقوته والشبع ملالة منه والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه ويدل البطن أيضاً على مخزن الإنسان وموضع غلاته لاجتماع طعامه فيه وتصرفه منه في المصالح والنفقات وربما كان بطنه داره أو بيته ودوارته زوجته وكبده ولده ورئته خادمه وابنته وكرشه كيسه أو حانوته أو مخزنه والحلقوم حياته وعصبه وعصبته وربما دل قلبه على أميره وأستاذه ومدبر أمره وربما كان قلبه هو نفسه المدبر على أهله القائم بصلاح بيته وربما دل على ولده فمن رأى قلبه يخطف من بطنه أو خرج من حلقه أو خرج من دبره فأكلته دابة أو التقفه طائر هلك إن كان مريضاً من يدل القلب عليه وإلا طار قلبه خوفاً ووجلاً من الله تعالى أو من طارق يطرقه وقد يذهب عقله أو يفسد دينه لأن القلب محل الاعتقادات وأما من رأى قلبه مسوداً أو ضيقاً لطيفاً جسداً أو مغشى بغشاء أو محجوباً لا يرى أو مربوطاً لا عليه ثوب فإن صاحبه كافر مذنب قد طبع على قلبه وحجب عن طاعة ربه وعمي عما يهتدي به وتراكم الرن على قلبه وربما كان بطنه سفينة وقلبه رأسها ومصارينه خدمها ورئته قلعها وحلقومه صاريها وكرشه أنكلتها وأضلاعه حيطانا ولحمه ألواحها وجلده مشاقها وقارها فمن رأى بطنه متخرقاً متمزقاً وقد سالت أمعاؤه وتفرقت أحشاؤه وتبددت أضلاعه عطبت سفينته وقد يدل بطن من لا سفينة له على حانوته التي إليها يأتي الربح ومنها تخرج المفقه والخسارة ومعدته كيسه وحشوه بضائعه وقد يدل حشو بطنه على أمواله المدفونة ومنه يقال الكنوز أكباد الأرض وتدل الأضلاع على النساء من أهله لاعوجاجهن ولأن حواء خلقت من ضلع آدم اليسرى وقد تدل على حجارة بيته وداره ولحمه طينها أو كلسها وجلده ظهرها ودمه الماء المعجون به ترابها وعظمه عقودها فمن رأى بيته أو داره مهدومة وهو مريض بالبطن هلك بها وإن عاد في المنام إلى بنائها وإصلاحها أفاق من علته إن كان قد كملت له في منامه وإلا بقي من أيام مرضه مقدار ما بقي عليه من عمله وبقائه لكن الصحة راجعة إلى اسمه والدم جار في عروقه وربما دلت أضلاعه على دوابه ولحمه على بضائع وسلع يحملها فوقها وجلده على جلابيبها لمن كان ذلك شأنه فما أصابه في ضلع من أضلاعه من كسر دل ذلك على موت دابة من دوابه وإن سلخ شيء من جلده انشق حمله أو زقة أو فتح سفطه أو قفصه بغير إذنه فتفقد اليقظة وما فيها وأقدار الناس وزيادة المنام في ذلك والكنف امرأة وما حدث فيها فهو بامرأة فإن رأى أمعاءه أو شيئا مما في جوفه فإنه يظهر ماله المدخور عنده أو من اهل بيته من يسوده ويبلغ أو هو نفسه فإن رأى أنه يأكل أمعاؤه أو شيئاً في جوف غيره فهو
____________________
(1/589)
يصيب من ذلك مالاً مدخوراً ويأكله إن كان ذلك من ولد أو أخ أو غير ذلك من الناس فإن رأى أنه يأكل كبد إنسان أو أصابها فهو يصيب مالاً مدفوناً ويأكله فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها وأما الدماغ فدال على مال صاحبه المكنوز المجنون فإن كان فقيراً فدماغه دال على حياته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو محادثة عاد على ما يدل عليه وقد يدل على الدين واعتقاد القلب وعلى السر المكنون فإن رأى في بطنه دوداً يأكل من بطنه فإنهم عياله يأكلون من ماله القمل عيال الرجال فإن رأى أنه يتناثر من جسده أو من بعض أعضائه القمل أو الدود ورأى أنهما كثيراً على جسده أو ثيابه أو أحدهما فإن صاحب ذلك يصيب مالاً وحشماً وعيالاً والصلب والوتين قوته ومهجته نفسه ووقاء لموضع ولده فإن رأى أنه آدر وهو القليط فإنه يصيب مالاً لا يؤمن عليه أعداؤه والباقلا والعدس والحمص والجزر والبصل والثوم والقثاء والسلجم والخردل واللفت كل ذلك هم وحزن لمن أكله أو أصابه وكذلك من أكل فلفلاً أو زنجبيلاً أو دار صيني أو شيئاً حريفاً فإنه يغتاظ وبصر الإنسان يدل على بصيرته ودينه وعلمه وحكومته فما رأى فيه من نقص أو زيادة أو فساد أو عمى عاد ذلك على بصيرته ويدل العمى على الجهل والعمى عن الحجة وقد يدل على الحصار والسجن فيحجب بصره عما ينظر إليه من الدنيا وما فيها وأما العين في ذاتها فدالة على كل ما تقربه عينه من مال عين أو ولد أو أخ أو والد أو أمير أو قائد فما نزل بها في جسمها أو فقدت من مكانها أو رميت به من السهام والطوارق فإنها حوادث تنزل بمن تدل عليه ممن وصفناه فاليمنى تدل على الذكر والكبير والأشرف واليسرى على الأدنى وكذلك كل ما كان في ناحية اليمين والشمال من الجوارح لفضل اليمين على الشمال والحاجبان يدلان عليه اليمين كالحاجب والوالي والصبي والولد والزوج وصاحب المال وأما الأنف فيدل على عز صاحبه أو ذله وعلى جميع من يتجمل به ويتباهى لأن الكبر مضاف إليه فيقال شمخ بأنفه ويقال في الذلة رغم أنفه وربما دل على الولد والوالد وعلى ذكر من تدل الرأس عليه وفرجه لأن يمتد بالمخاط من الناس وهي كالنطفة وبه شبه في المثل فيقال مخطة أبيه إذا أشبهه وأصل ذلك أن نوحاً عليه السلام استكثر الفأر فعطس الأسد فسقط من منخره سنوران أي قطان فالذكر من اليمن والأنثى من الشمال فمن قطع أنفه نظرت في حاله فإن كان مريضاً مات وإلا هلك من يدل الأنف عليه من أهله إن كان مريضاً وإن لم يكن به نازلة يكون فيها مثله وفضيحة إما فقر أو تعب أو هجر أو حلق لحية أو سقوط عليه وأما الشفتان فيدلان على الحافظين لكل ما يدل الفم عليه كأبوية وفردتي بابه وطاقات كيسه وحافتي البئر وشفري القبر والفرج وأما الخضاب فدال على إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن عيون الناس وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف خضاب المسلمين فإن على الخضاب ستر عليه وإن لم يعلق انكشف حاله وما ذكرنا في خضاب اللحية وأما خضاب اليدين والرجلين فإنه يزين بنيه وعبيده وأمواله بما لا يليق به كلبس الحرير والذهب للولدين وإن كان قفيراً فلعله ممن يعطل وضوءه ويترك صلاته وهو للنساء سرور ولباس حسن وفرح لأنه من زينتهن في الأفراح وأما عظام الأسنان فدالة على أمواله التي بها قوامه وعليها عماده كالدواب والعبيد والبقر والإبل والغنم والرباع والشجر وكل ما يشتغل به ومخ العظم ماله المخزون ورقبة العبد والدابة والدار وربما دل المخ على المال المدفون وربما دل على الولد وولد الولد وق تدل العظام لمن ليس له مال على الدين والفرائض التي بها قوامه وعليها عماده وعي أعظم أموره عنده خطراً وصحة أعماله في السر فمن قويت عظامه وزاد صحة حسن عنده ما يدل ذلك عليه على قدره وزيادة منامه وأما لحم الإنسان فدال على المال المستفاد كالربح والغلة لأن بالقوت يكثر ويقل والعظام رأس المال فمن زاد لحمه كثرت غلاته وأرباحه وفوائده ونفقت صنعته وكثر خصبه ومن قل لحمه فعلى ضد ذلك ولحم عمال الله تعالى وأهل الزهد نوافلهم وتطوعاتهم فمن رأى لحمه منهم كثر زاد عمله وامتلأت صحيفته ومن قل لحمه منهم نقص دينه وقل عمله إلا أن يمون مع زيادته شاهد آخر يؤذن بالميل إلى الدنيا ومع الهزال دليل على التخلي منها والانقطاع فذلك هو الأولى بها وعظام أهل الآخرة فروضهم وأما العصب فإنه مؤلف أمره في دينه ودنياه وهو دال على الورع والإشهاد في البياعات والعقود والعهود وأسباب الرزق والعصبة من أهل البيت فما دخل على شيء من ذلك من نقص أو زيادة عاد تأويله على من يدل عليه بزيادة الرؤيا وشاهد اليقظة وأما جلد الإنسان فدال على كل من يتوقى به ويتحصن به من الأسواء كالسلطان والوالد
____________________
(1/590)
والزوج والسيد والعالم والدين والثوب والدرع والدار والبيت والمال ونعمة الله وستره فمن أصيب فيه بشيء عاد ذلك على من يدل عليه وجلود سائر الحيوان سوى الإنسان أموال وترك لأنها تبقى من بعد صاحبها وأما الذكر فدال على جميع ما يذكر به الإنسان من علم أو سلطان من خير أو شر فإن لم يلق ذلك به وكانت امرأته عليلة أو ناشزاً فيكف إن كانت هي رأت ذلك لزوجها فإنه يفارقها بموت أو حياة إلا أن تكون فمن تعذر الولد عليها وهو يطلب ذلك منها فإنه لا يراه منها أبداً فإن لم يكن هناك زوجة وكان صاحب عيون وسواق وسقي انقطع عنه المجرى وانكسرت ساقيته أو انقطع دلوه أو سقط في البئر فكف إن كان في المنام ينكح امرأة فانقطع ذكره في فرجها إلا أن تكون زوجته المنكوحة في المنام وليسس لها ساقية ولا جنان وكانت زوجته فإن كان في بطنها جنين هلك وخرج ميتاً أو حملت بما لا يحيا فإن كانت مما لا حمل لها وكان للرجل مال في سفر أو تجارة أو خسر فيه وإن كان فقيراً ذهب جاهه في السؤال وابتغاء المعاش وإلا سقط دلوه في البئر أو جرته أو سقط له فيها ولد أو هرة أو فرخ أو جرو أو شيء من متاعه أو نقص على قدر حيوانه حاله وزيادة منامه وتوفيق عابره وجميع ما يخرج من الذكر دال على المال والولد وعلى النكاح ويستدل على البول بالمكان الذي بال فيه فإن بال في بحر خرج منه مال إلى سلطان أو جاب أو عاشر أو ماكس والنورة تجري مجرى البول في هذا الباب وكذلك المني والمذي والودي وإن بال في حمام تزوج إن كان عزباً وإلا قضى مالاً لامرأة أو جاد به عليها وإن بال في جرة أو قربة أو إناء من الأواني فإنه ينكح إن كان عزباً أو تحمل زوجته إن كان متزوجاً أو يدفع إليها مالاً إن كانت تطلبه والمني يشترك مع البول في هذا الباب وقد يستدل على فساد ما يدلان عليه من وطء في دم أو دبر أو بعد حنث أو في زنى أو نحو ذلك بالأماكن التي يبول فيها النائم وبصفات البول وتغيره كالذي يبول دماً أو يبول في يده أو في طعام ونحو ذلك وأما النعل فهي ضروب فأما نعال السفر فمن لبسها سافر أو سافر من يشركه في الرؤيا أو سافر له مال ذلك وإذا مشى فيها في المنام وأما إن لبسها وكان قد أمل سفراً فقد يتم وقد لا يتم إذا لم يمش فيها فإذا انقطع شراكها أو خلعها أقام عن سفره وعقل عن طريقه وإن كانت من نعال الماء فإنها زوجة أو أمة يستفيدها أو يطؤها وأما نعال الطائف أو ما يتصرف به التجار في الأسواق فدالة على الأموال والاكتساب والمعاش وقد تدل على الزوجة أيضاً إذا مشى بها في خلال الدور أو اشتراها أو أهديت إليه فإن كانت جديدة فبكر أو حرة أو جارية وإن كانت قديمة ملبوسة فثيب فإن انقطع شسعها تعطلت معيشته أو كسدت ناعته أو عاقه دونها عائق وإن كانت زوجته نشزت عليه وظهرت خيانتها له وإن انقطع خلخالها أو كانت مريضة هلكت أو ناشزاً طلقت إلا أن يعالج في المنام إصلاحه أو يوعد بذلك أو يستقر ذلك في نفسه فإنها تبرأ بعد إياس ويراجعها بعد طلاق فإن رأى أنه لبس نعلاً محذوة فمشى فيها في طريق قاصد فإنه يسافر سفراً فإن لبس نعلاً ولم يمش فيها فإنه يصيب امرأة يطؤها أو جارية وكذلك لو رأى أنه أعطي نعلاً في يده فأخذها أو ملكها أو حرزها عنده في بيت أو وعاء فإنه يحوز امرأة على ما وصفت فإن كانت النعل غير محذوة فإنه يصيب امرأة أو جارية عذراء وكذلك لو كانت محذوة ولم تلبس فإن كانت النعل من جلود البقر كانت المرأة أعجمة الأصل وإن كانت من جلود الخيل كانت من العرب أو من موالي العرب وكذلك لو كانت من جلود الإبل فإن رأى أنه مشى في نعلين انخلعت إحداهما عن رجله ومضى بالأخرى فإن ذلك فراق أخ له أو أخت أو شريك عن ظهر سفر لأنه حين مشى فيها صار في التأويل سفراً حين انخلعت إحداهما فارق أخاه على ظهر سفر وإن لم يكن أخ ولا نظير ورأى نعله ضاعت أو وقعت في بئر أو غلبه عليها كان حدثاً في امرأته فإن أصاب النعل بعد ذلك صحيحة فإن امرأته تمرض أو تكون المرأة هجرته أو اعتزلته أو ما يعرض للنساء من نحو ذلك ثم تعود إلى حالها ولو رأى أن النعل سرقت منه ولبسها غيره ثم ردت عليه علم بذلك أو لم يعلم فإن ذلك لا خير فيه لصاحبه لأنه يغتال في امرأته أو جاريته التي يطؤها فإن رأى أن النعل انتزعت انتزاعاً أو احترقت حتى لم يبق منها عنده شيء أو ما يشبه ذلك فإنها موت امراته أو جاريته فإن رأى أنه رقع نعله فإنه يدير حال امرأته أو يجامعها فإن رقعها فلا خير فيه في عورات النساء وإن كانت من النعال التي تنسب إلى السفر فإن ذلك السفر لا يتم فإن رأى نعله من غير جلود النعال مما يستشبع مثلها أو ينسب في التأويل إلى غير ما هو للنعل بأهل فانسب المرأة التي يطؤها إلى جوهر تلك النعل
____________________
(1/591)
من صلاح أو فساد وإن كانت من النعال التي تنسب إلى سفر فانسب ذلك السفر إلى جوهر تلك النعل إن خيراً وإن شراً كما وصفت ولو رأى شراكها التي يمسكها بالياً أو متقطعاً ضعيفاً فإن حال صاحبها في سفره ذلك أو في امرأة يطؤها على قدر جوهر الشراك وجاله وقوته وهيءته وكذلك التكة في السراويل إذا كانت جديدة قوية كان سبب ما ينسب السراويل إليه في التأويل وثيقاً محكماً وإن كانت التكة بالية متقطعة كان ذلك السبب ضعيفاً موهناً وكذلك لبنة القميص إذا كانت صحيحة جديدة بأزرها كان صاحبها لذلك مجتمع الشأن حسن الحال وإن كانت اللبنة بالية متقطعة أو رأى أنها سقطت عن قميصه فإنه يتفرق على صاحب القميص شأنه وأمره لأن جيب القميص شأنه وأمره وأما الخف إذا رآه في رجله فإن كان معه شيء من السلاح أو موفى به مكروهاً مما يطأ من دواب الأرض أو الهوام أو وحل أو شوك أو ما يشبه ذلك من المكاره فإن الخف حينئذ من السلام وقاية لصاحبه وكن من المكاره فإن لم يكن مع الخف شيء من السلاح ولا من المكاره فإن الخف هم يصيب صاحبه وما طال منه وضاق في رجله فهو أشد وأقوى في الهم ومن رأى عليه ثياباً جدداً فهو صلاح حاله واللؤلؤ والمنظوم كلام البر والعلم والقرآن وإذا كان منثوراً فإنه ولد غلام أو أنثى أو صيف أو صيفية حتى يصير كالؤلؤة المكنونة كما قال الله تعالى وهي المخزونة ويكون في الرؤيا ما يدل على امرأة أو جارية جميلة إذا كان اللؤلؤ قدراً لا يستشبع وإذا جاوز القدر حتى يكال أو يحمل بالأوقار فهو كنوز وأموال كثيرة فإن رأى أنه أعطي ياقوتة حمراء أو خضراء فإنه يصيب امرأة أو جارية حسناء وإن كانت امرأته حبلى ولدت جارية حسناء وإن كانت الياقوته مسروقة أو فيها خيانة فإن تلك المرأة أو الجارية تحرم عليه وإن كانت عارية عنده فإن المرأة التي يصيبها لا تلبث أن تموت قبله وما كثر من الياقوت حتى يجاوز الحد فهو أموال مكروهة في الدين لجوهر اسم حجر الياقوت والخرز خدم أو مال ومن رأى أنه أعطي خاتماً فتختم به فإنه يملك شيئاً لم يكن يملكه وقد يكون ما يملك من ذلك سلطاناً أو مملوكاً أو دابة أو أرضاً أو مالاً أو نحو ذلك ومن أصاب خاتماً وهو في مسجد أو في صلاة أو في سبيل من سبل الله ورأى مع ذلك شيء يدل على الأموال فإنه يصيب مالاً حلالاً وينفقه في صلاح دينه وإن كان مع ذلك على السلطان والملك والحرب فإنه يصيب سلطاناً وملكاً وحرباً وإن رأى أن خاتمه انتزع فإنه يذهب عنه ما يملك فإن رأى أن فص خاتمه ثهب منه فإن الفص وجه من ينسب إليه الخاتم فإن رأى أنه وهب خاتمه بطيب من نفسه فإنه يخرج منه بعض ما يملك بطيبة نفس والكتاب خبر وختمه تحقيق الخبر ولبس الذهب والفضة للنساء صلاح على كل حال وإذا رأى الرجل أنه أصاب ذهباً فإنه يصيبه غرم أو يذهب له مال بقدر ما رأى ومع ذلك يغضب عليه ذو سلطان وما كان من الذهب معمولاً شبه إناء أو حلي أو نحوهما فهو أضعف في التأويل وأهون وما كان صفيحة أو سبائك فهو أقوى وأبلغ في الشر فإن رأى أنه أصاب دنانير مجهولاً أو تكون الدنانير فوق أربعة فإنه يصيب أمراُ يكرهه ويسمع ما يكره كل ذلك بقدر كثرة الدنانير وإنما ضعفت الدنانير في المكاره عن الذهب في التأويل لما فيها من الكتاب الذي فيه توحيد الله واسمه على الوجهين جميعاً وما كان مت الدنانير قدر عدد صلاة من الصلوات الخمس فإنه إن نال منها على هيئة أعمال البر يعمله على قدر ما نال من الدنانير فإن رأى أنه ضيع منها شيئاً فإنه يضيع صلاة من الصلوات الخمس وعملاً من أعمال البر وربما كان جماعة الدنانير المعروفة العدد علم من علم البر نحو مائة دينار أو ألف دينار بعد أن يكون عدداً شفعاً ليس بوتر زوجاً ليس بفرد ويكون معه في رؤياه كلام يدل على أعمال البر فإن رأى أنه أصاب من تلك الدنانير فإنه يصيب من ذلك العلم وقيل إن الدينار الواحد إذا كان قدر الدينار المعروف أو أصغر منه فإنه صغير يصيبه من أصاب ذلك الدينار وأما الدراهم فإن طبائع الإنسان فيها مختلفة منهم من يرى أنه أصابها فيصيبها في اليقظة كهيئتها أو مثل عددها ومنهم من يجد البيض من الدراهم في طبيعته كلاماً حسناً وذلك النقش الذي يوجد فيه توحيد الله عز وجل واسمه عليه ويجد السود من الدراهم صخباً وخصومة وكلاهما كلام إلا أن البيض كلام البر والسود كلام خصومة ومنهم من لا يوافقه شيء منها على حال ويجري كل ذلك إذا كانت الدراهم ظاهرة بارزة تتحول فإن رأى أنه أعطي الدراهم في كيس أو صرة أو جراب فإنه يستودع سراً فيحفظه لصاحبه بقدر ما حفظ من ذلك فاستحفظ منه وكذلك لو رأى أنه دفعها إلى غيره فإنه يستودعه سراً يحفظه لصاحبه والدراهم على كل حال خير من الدنانير الكثيرة وأهون في الشر وكذلك الدرهم الواحد الصغير ولد صغير سيما إذا كان ناقصاً عن وزن مبلغه فما حدث
____________________
(1/592)
بالدرهم حدث بالولد فإن رأى أنه انتزع منه أو ذهب ذهاباً لا رجوع فيه مات الولد وأما الفلوس فإنها كلام رديء وأما الفضة فما كان منها معمولاً من نحو إناء أو حلي أو شبهها مكسراً أو صحيحاً فرأى أنه أعطي من ذلك شيئاً فإنه يستودع مالاً أو متاعاً وكذلك لو كانت مرآة من فضة ما لم ينظر فيها إلى وجهه فإن نظر فيها إلى وجهه فإنه يناله ما يكرهه في جاهه في الناس ولا خير في النظر في مرآة الفضة والفضة النقرة إذا لم تكن معمولة هي جوهر النساء امرأة أو جارية فإن أصاب النقرة من معدنها أو بلادها فإنه يصيب امرأة من مسقط رأسها فإن رأى أنه دخل في غار من معدن فأصاب تلك النقرة هناك فإن امرأته تمكر به في أمرها أو أمر غيرها فيها ومن رأى ميتاً معروفاً مات ثانية وكان لموته بكاء من غير نوح أو صراخ فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبة إنسان وكذلك إذا كان لموته صراخ أو نوح أو رنة مما يكره أصله في التأويل ومن رأى أنه مات وحمل على سرير على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطاناً ويفسد دينه ويقهر الرجال ويركب أعناقهم وتكون أتباعه سلطانه بقدر من تبع جنازته ويرجى له صلاح دينه ما لم يدفن ومن رأى أنه حمل ميتاً على غير هيئة الجنائز فإنه يتبع ذا سلطان وينال منه براً ومن رأى أنه نبش عن قبر ميت معروفه فإنه يطلب ذلك الميت في الدنيا إن كان علماً أو مالاً فينال منه بقدر ذلك فإن رأى أنه وصل إلى الميت في قبره حتى نبش عنه وهو حي في القبر فإن ذلك المطلب بر وحكمة من المال حلال وإن وجده ميتاً فلا خير فيه ولا في المطلب ومن رأى أن إمام المسلمين ولاه امرأة حاضرة عنده فهو يصيب شرفاً وذكراً عاجلاً في الدنيا والدين فإن ولاه من أقاضي ثغور المسلمين نائباً عنه فهو كذلك شرف وعز وسلطان فيه تأخير وبطء بقدر بعد ذلك الموضع عن الإمام ومن رأى أنه دخل دار الإمام واستقر فيها واطمأن فهو يداخله في خواص أمره فإن رأى أن الإمام أعطاه شيئاً فهو يصيب فخراً ورفعة وسلطاناً بقدر ما تنسب تلك العطية إليه في التأويل وجوهره فإن رأى أنه يخاصم الإمام أو سلطاناً دونه بكلام حكمة وبر فهو يظفر بحاجة لديه فإن رأى أنه يختلف إلى باب الإمام أو باب نائب من نوابه فإن أعداءه لا يقدرون على مضرة له فإن رأى أنه في لحاف مع الإمام في فراشه ليس بينهما سترة فهو يخرج من سلبه إليه ويصير ماله وما يملك في العاقبة للإمام تركه منه في حياته أو مماته فإن رأى أن الإمام مريض فهو مرض الدين له ولرعيته لمكانه فإن مات فهو فساد في الدين ودخول الإمام العدل مكاناً نزول البركة والعدل فيه فإن كان إماماً جائراً فهو فساد ومصائب وإن كان معتاداً للدخول إلى ذلك فلا يضره ومن أكل مع الإمام العدل على مائدته فإنه يصيب شرفاً وخيراً في دينه ودنياه بقدر ما نال من الطعام وكذلك الملك والسلطان مثل الإمام ومن رأى أن القيامة قامت فإن عدل الله يبسط على الموضع الذي رآها قامت فيه فإن كان أهل ذلك الموضع ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نصروا وانصرم الأمر بينهم لأن يوم القيامة يوم الفصل والعدل فإن رأى أنه موقوف بين يدي الله عز وجل في ذلك اليوم فهو كذلك وهو أشد الأمر وأقواه وكذلك لو رأى من أعلام القيامة شيئاً من نحو نشر من القبور أو بعث لأهلها أو طلوع الشمس من مغربها حتى يصير إلى فصل القضاء والثواب والعقاب فإن رأى أنه دخل الجنة فهو يدخلها إن شاء الله تعالى وذلك بشارة له بها لما قدم لنفسه أو يقدمه من خير فإن رأى أنه أصاب من ثمارها أو أكلها أو أعطاء غيره فإن ثمار الجنة أعمال البر والخير بقدر ذلك فإن أصابهم ولم يأكل منها شيئاً أو لم يصل لمأكلها فهو يصيب العلم والخير في دينه ولا ينتفع به وإن أعطاها غيره انتفع بعلمه غيره وأما رياضها وبناؤها فهي بعينها كهيئتها وأما نساؤها فيهن أمور من أعمال البر على قدر جمالهن فإن رأى أنه كان في الجنة مقيماً لا يدري متى دخولها لا يزال منعماً مفضلاً عزيزاً مصنوعاً له في أموره مدفوعاً عنه المكاره حتى يخرج منها إلى خير إن شاء الله وإن رأى أنه دخل جهنم ثم خرج منها يومه ذلك فإن ذلك براءة أصحاب المعاصي والكبائر وذلك نذير ينذره ليتوب ويرجع فإن رآها ولم يصبه مكروه منها فإن ذلك من غموم الدنيا وبلاياها يصيبه من ذلك على قدر ما يناله منها أو رآه فإن رأى أنه لم يزل فيها لم يدر متى دخلها فذلك لا يزال مضيقاً عليه متفرقاً أمره مخذولاً ذليلاً حتى يخرج منها فإن رأى أنه يأكل من طعامها أو شرابها أو ناله من حرها أو أذى من خزائنها فإن كل ذلك أعمال المعاصي منه وقال القيرواني أما من أدخل جهنم فإن كان كافراً مريضاً مات وإن كان مؤمناً تقياً مرض
____________________
(1/593)
واحتم لأن الحمى من قبح جهنم وافتقر وسجن وإن كان سوقياً أتى كبيرة أو داخل الكفرة والفجرة في دورهم أو خالطهم في أعمالهم وأسواقهم وقال إن دخول الجنة للحجاج يتم حجه ويصل إلى الكعبة بيت الله المؤدية إلى الجنة وإن كان كافراً أو مذنباً رأى ذلك في غيره أسلم من كفره وتاب وإن كان مريضاً مات المؤمن من مرضه وأفاق الكافر من علته لأن الجنة آخرة المؤمنين والدنيا جنة الكافرين وإن كان عزباً تزوج امرأة لأن الجنة دار الزواج والإنكاح وإن كان فقيراً استغنى وقد يرث ميراثاً ويدل دخول على السعي إلى الجماعة أو إلى دار علم وحلق ذكر وجهاد ورباط وإلى كل مكان يؤدي إليها وأما النفخ في الصور فإن النفخة الأولى دالة على الطاعون أو على نداء السلطان في البعوث أو قيامة قائمة أو سفر عام في الجميع وكذلك من وعد في المنام بالقيامة وقربها فإن كان مريضاً مات ويدل الوعد بالقيامة على حادثة عظيمة من السلطان وأما النفخة الثانية فإن كانت في الوباء ارتفع لأن الخلق يحيون بها وربما دلت على نداء السلطان في الناس وجمعهم إلى أمر عظيم أراده ودبره ومن مر على الصراط سليماً من الشدائد والفتن والبلاء فإن كان في الحجاز قطعه ونجا منه وكانت الجنة التي بعده هي الكعبة وقد يكون الصراط له عقبة فما أصابه نزل به وإلا كان الصراط دينه فما عاقه عليه دخل مثله في الدين وفي الصراط المستقيم وأما الآيات التي هي أشراط القيامة فإنها خوف وحادثة قال الله تعالى ! ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) ! [ ( 17 ) الإسراء : 59 ] وربما دل خروج الدابة على فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون وأما خروج الدجال فدال على مفتون متبوع يدعو إلى بدعة تظهر وتقوم وأما نزول عيسى عليه السلام فدليل على عدل يكون في الأرض فإن قتل الدجال هلك كافر أو مبتدع وقد يقوم عليه قائم أو يقدم عليه إمام عادل وأما الطاعون إذا رئى في مدينة فإنه عذاب من السلطان وربما دل على سفر عام في الناس أو على مغرم يجر من السلطان وأما لباس الجبة لمن لبسها أو اشتراها أو خاطها وبطنها فإن كان فقيراً استغنى لأنها تدفع البرد الدال على الفقر وإن لاق به السلطان ناله وكان وجيهاً وله بطانة وداخله أموال قارة وهي القطن الداخل فيها كالكنز والمال في بيت المال والخيوط عهوده ومواثيقه وبيعته وإن كان عزباً تزوج وكان وجهها نفسه وبطانتها زوجة والقطن مهرها والخيوط عهوداً وعصمة فإن خاطها ولم يلبسها زوج ابنه أو ابنته أو عقد نكاحاً لغيره أو جمع بين زوجين مفترقين سيما إن كانت قديمة قد طواها وكل ذلك ما كان في أيام الشتاء في إبان لبسها وأما لبسها في الصيف فغمة من زوجة أو دين أو مرض أو حبس أو ضيق أو كرب من أكل المرأة فإن كان من أهل الحرب لبس لأمته وتلقى عدوه في سعير الحرب وأما العمامة إذا تعمم بها الرجل أو رآها على رأسه ولم يذكر غيرها فإنك تظهر في حالة فإن كان السلطان به أولى ولي ولاية وإلا نال رياسة على قدر كبرها وجمالها ولا خير فيها إذا خرجت عن حدها ولا يضر سوادها ولا صفرتها لأن ذلك من زي أشراف العرب والعمائم تيجانهم وهي للعزب دالة على النكاح ولمن عنده حمل دالة على الولد الذكر وتدل أيضاً للإنسان على أبيه وعلى سلطانه وسيده وأستاذه ومؤدبه فإن أدراها على رأسه أو لواها على يده سافر سفراً أو سافر له مال أو شريك أو قريب والإزار امرأة والملحفة امرأة والطيلسان ولد الرجل أو جاهه أو عز من عنده والرداء دين الرجل الذي هو مرتد به ومن رأى أنه يسقي الناس الماء فإنه يعمل من خير أعمال البر بعد أن لا يكون منه فيما يسقى طول على أحد ولا يبغي ولا يأخذ ثمناً فإن رأى أنه يشرب ماء صافياً لذيذاً عذباً فإنه يصيب حياة طيبة ومن رأى أن لحيته ورأسه حلقا جميعاً وكان مع ذلك كلام يدل على الخير فإنه إن كان مكروباً فرج عنه ونجا وقضى دينه وما نقص من الشعر فعلى مجرى النقصان منه يكون خيراً إذا كان طوله هماً وكذلك اللحية إذا كان سقوطها ونقصانها لا يشين الوجه ولا يشنعه وربما كان في النتف صلاح بعض أمره إذا لم يشن الوجه إلا أن ذلك الصلاح له على كره منه وأما من زكى في المنام من أهل الأموال فإنه يثمر ماله ويكثر يساره إلا أن يكون عليه دين أو عنده وديعة فإنه يقضي ذلك ويدفعه إلى مستحقه وإن كان المزكى ميتاً أو رجلاً صالحاً فقد أفلح عند الله وارتفع ذكره وزكا عمله فكيف إن صلى الله عليه وسلم بأثر ذلك أو ذكر الله فإن أذن عند ذلك في غير إبان الحج فلعله يشهد شهادة ويزكي فيها فإن كان ذلك في شهور الحج فإنه يحج إن شاء الله وإن رأى ذلك فقير فإنه يحلق رأسه أو يقص شاربه أو ينتف إبطه أو يقلم ظفره أو يحلق عانته إلا أن يكون مجرداً من الثياب أو مغتسلاً بالماء أو يفعل ذلك في مسجد أو يصلي بعد ذلك فإنه يخرج من حاله ويتوب ويرتفع في شأنه ويفلح بصلاح ظاهر أو بشهادة مشهود
____________________
(1/594)
أما صدقة التطوع فإن كان فقيراً فهو عمل يعمله ببدنه إما نافلة أو زيارة أو عيادة أو طوفاً على القبور بالتسبيح والتهليل والتقديس وإن كان ذا مال فهو عمل صالح يعمله في الناس إما بمعروف أو نهي عن منكر أو نصيحة أو تعليم قرآن أو صلاة بالناس وذلك ما كانت الصدقة مجهولة أو كانت حنطة أو خبزاً وإن كانت دراهم أو دنانير فإنه يؤجر في الناس أو مع الذين يتصدق عليهم بذلك إن عرفهم بأمر غمه وثوابه له وعزمه وهمه وآثامه عليهم لأن الصدقة أوساخ المتصدق واليد العليا خير من اليد السفلى فهي سيئات يكسبونها من أجله وسيئات تذهب عنه بما يحملونه من الكلام وأما من رأى نفسه ذاهباً إلى الحج أو رئى ذلك له فإن كان مريضاً مات وذهب إلى الله راكباً في نعشه بدلاً من محمله وإلا توجه إلى السلطان أو إلى رئيس العلم في حاجة إلى أن يكون مدياناً فإنه يبتدئ في قضائه أو يكون تاركاً للصلاة فإنه يرجع إلى القبلة إلا أن يكون تزوج امرأة ولم يدخل بها فيحمل هودجه ويتوجه به إليها ليدخل بها ويطوف بها مع أصحابه وأما من رأى نفسه محرماً فإن كان مرضاً مات وأجاب الداعي ولبى المنادي أو انتقل من ثياب الدنيا إلى ثياب الآخرة وإن كان مذنباً تاب وتعرى مما كان فيه واستجاب لله بالطاعة والعمل وغن كان عليه نذر من صوم أو صلاة أخذ في القضاء لما عليه وإن رأى ذلك من له زوجة مريضة أو امرأة لها بعل مريض مات العليل منها وفارقه صاحبه وقد يدل على الطلاق إذا اجتمعا في المنام في الإحرام حتى يحرم بعضها على بعض أو كان في اليقظة ما يؤيد ذلك إلا أن يكون إحرامه في الحرير والمعصفر فإنه يتجرد إلى خدمة السلطان أو يتزوج حراماً أو يأتيه ويسارع إليه فإن لبى غير الله أو كان في تجرده أعمى البصر أو أسود الوجه أو على غير المحجة فإنه يخلع ربقة الإسلام من عنقه في عمل يقصده أو سلطان يؤمه لأن الحج القصد في اللغة وأما الوقوف بعرفه فربما دل على الصوم لأن المطلوب بها واقف بمراقبة مغيب الشمس وطلوع الفجر يدفع منها إذا غابت ومن طلع عليه الفجر ولم يقف بها فاته الحج كالصائم يرعى بفطره غيبوبة الشمس وإذا غابت حل له الأكل والشرب والأكل سبب الحياة والحركة التي يدفع بها الواقف بعرفة وربما دل الوقوف بعرفة على الاجتماع بالحبيب المفارق والألف المجانب لأن آدم عليه السلام التقى بحواء بعد الافتراق بعرفة وبذلك سميت عرفة لأنهما بها تعارفا فمن وقف بها في إقبال الليل إلى طلوع الفجر من طالبي الحاجات عند الملوك وغيرهم أدرك مطلوبه وقضيت حاجته ومن أتاها في إقبال النهار فاته ما يرجو ويحرم ما يطلب سيما أن لفظ الفوات في اسم عرفات وربما دلت عرفة على موسم سوق وميعاد بيع فإن وقف بها في إقبال الليل ربح واستفاد في بيعه وشرائه وإن وقف بها في إقبال النهار خسر في ذلك وقد يدل يوم عرفة على يوم الجمعة لاتفاقهما في الفضل واجتماع وإلزام الفرض وقد يدل على يوم حرب فاصل وقد يدل موقف الحشر في المقلوب عليها والله أعلم وأما الطواف بالبيت فإن كان ممن يخدم السلطان ويطوف به تقترب منه وحظي عنده وإن كان ممن يخدم عالماً ويطوف في حوائجه أو كان عبداً يطيع سيده ويخدمه بالنصيحة أو رحل إليه والدته يكثر برها ويطوف بالبر عليها أو زوجته ليسعى عليها ويجاهد عنها بصلاحها ومحبته فيها فإن كان عنده شيء من ذلك فطوافه بشارة بالثواب عما يطوف به في اليقظة من هذه الأعمال ونحوها كخدمة المسجد أو الجامع وكثرة الطواف والرباط في الثغور والجموع وبين الصفين وأما السعي بين الصفا والمروة فهو العلم بالمشي أو بالمقام وقد قال الله تعالى ! ( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى ) ! [ ( 79 ) النازعات : 22 - 23 ] وإنما بعث في المدائن حاشرين ولم يبرح من مكانه فربما كان ذلك سعياً بين حصنين وثغرين أو بين صفين أو عالمين أو رجلين صالحين أو زوجتين أو ابنتين أو بين سوقين بالنداء والسمسرة أو بين صناعتين بالفائدة والربح وأما السكر المطبوخ والفانيد ونحوهما فإنه كلام حلو حسن أقبل من حبيب أو ولد أو زوجة وقيل دنانير ودراهم وأما ما يعقد من العسل والحلو فإن كان هو الذي عقدها جمع مالاً من كده وسعيه طيباً فإن أفادها ولم يدر من عقدها نال ذلك من عمل غيره كالغنائم والمواريث والغلات وأما الزبد فدال على الخصب والرطوبة والكسب والفائدة وعلى الفقه وعلى سهولة ما يطلبه أو يعالجه في يقظته وأما السمن فدال على العلم والفقه والقرآن لأهله وعلى الدواء لنفعه وشفائه وحسن استخراجه وبقائه وعلى المال والغلات والأرباح والفوائد لطلاب المال وعلى الخصب والرخاء لمن هو في شدة وعلى الصحة لمن هو في سقم إن أكله لما في الخبر ( من أن سمن البقر دواء ولحمه داء ) .
____________________
(1/595)
وأما الجبن فدال على ما انعقد لصاحبه من العلم والفقه والمال والكسب وقد يدل من المال على الريع والعبيد والدواب وكل ما هو عقدة من المال المحروز وربما دلت الجبنة على الزوجة لجمالها ولذتها وربما دلت على المال لكل إنسان على قدر ما يضمه إلى جبنه كالرمان والخبز والعسل واللبن والزيت وأما حامضة ومالحه فدال على المال المكروه وعلى الهم والحزن والفزع فإن كان من عمل الروم دل على الروم وربما دل جبنهم على رقيقهم وسبيهم وما يجيء من عندهم من عقد المال والمتاع أو من عند غيرهم من الأعداء ( الباب التاسع والخمسون ) ( في ذكر حكايات مسندة في رؤيا بعض الصالحين لبعض رضي الله عنهم ) أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي بمصر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد وإبراهيم بن أبي داود وأبو أمية قالوا حدثنا سليمان بن حرب واللفظ لابن جناد حماد بن زيد عن الحجاج الصواف وأبي الزبير عن جابر ( أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في حصن حصنه ومنعه حصين كان لدوس في الجاهلية فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي ذكر الله تعالى للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتوى المدينة فمرض فخرج فأخذ مشاقص وقطع بها براجمه وشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة فقال ما صنع بك ربك فقال غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبيه صلوات الله عليه وسلامه فقال مالي أراك مغطياً يديك فقال الي إنا لا نصلح منك ما أفسدت فقال قصها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله اللهم وليديه فاغفر ) أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا أبو بكر بي أبي الدنيا قال قال محمد حدثني مالك بن ضيغم قال سمعت بكر بن معاذ عن عنبسة الخواص أن رجلاً من الصدر الأول دخل المقابر فمر بجمجمة بادية من بعض القبور فحزن حزناً شديداً وواراها بالثرى ثم التفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً ولم ير قبراً فحدث نفسه فقال لو كشف لي عن بعضهم فسألته عما أرى قال فأتى في منامه فقيل له لا تغتر القبور من فوقهم فإن القوم قد بليت خدودهم في التراب فمن بين مسرور ينتظر ثواب الله ومن بين مغموم أشفى على عقابه فإياك والغفلة عما رأيت فاجتهد الرجل بعد ذلك اجتهاداً كثيراً حتى مات أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي الحسن بن شيظم البلخي قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا أحمد بن أبي صالح الكرابيسي قال سمعت إبراهيم الدلال ابن أخي مكي بن إبراهيم يقول سمعت ابن عيينة يقول رأيت سفيان الثوري في النوم فقلت ما صنع الله بك قال فذكر شيئاً قلت بما نجاك الله قال بقلة معرفتي بالناس قال فقلت له أوصني قال أقل من معرفة الناس أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني قال أخبرنا جعفر بن محمد العرائي قال حدثنا محمد بن الحسين البلخي عن عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن عطية بن قيس عن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مؤاخياً لرجل من قيس يقال له ملحم ثم أن ملحماً حضره الموت فأقبل عليه عوف فقال يا ملحم إذا أنت وردت فارجع إلينا وأخبرنا بالذي صنع بك فقال إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت فقبص محلم ثم أقام عوف بعده عاماً فرآه في المنام فقال يا محلم ما صنعت وما صنع بكم قال وفينا أجورنا كلنا إلا خواص قد هلكوا في الشر الذين يشار إليهم بالأصابع والله قد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت في أهلي قبل وفاتي بليلة وأصبح عوف فغدا على امرأة محلم فلما دخل قالت له مرحباً زور أضيفاً بعد محلم فقال عوف هل رأيت محلماً بعد وفاته قالت نعم رأيته ونازعني ابنتي ليذهب بها معه فأخبرها عوف بالذي رأى وما ذكره من الهرة التي ضلت قالت لا علم لي بذلك خدمي أعلم بذلك فدعت خدمها فسألتهم عن الخبر فأخبروها أن هرة ضلت لهم قبل موته بليلة أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة عن إبراهيم بن محمد عن ابن أبي الدنيا عن محمد بن الحسن
____________________
(1/596)
عن سعيد بن خالد بن زيد الأنصاري عن رجل من أهل البصرة ممن يحضر القبور قال حضرت قبراً ذات يوم فوضعت رأسي قريباً منه فأتتني امرأتان في منامي فقالت إحداهما يا عبد الله نشدتك الله ألا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورنا بها قال فاستيقظت فزعاً فإذا بجنازة امرأة قد جيء بها فقلت القبر وراءكم فصرفتم إلى ذلك القبر فلما كان الليل إذا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما جزاك الله عنا خيراً فلقد صرفت عنا شراً طويلاً قلت ما بال صاحبتك لا تكلمني كما تكلميني قالت إن هذه ماتت عن غير وصية وحق لمن مات عن غير وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامة أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن حماد عن أبي سعيد إسماعيل بن إبراهيم قال سمعت أبا إسحاق الخواص بالشام يقول كان رجل يخدم داود الطائي ويكنى بأبي عبد الله فقال له إن مت فاغسلني ولا تخبر بي أحداً قال فلما أن مات رأيته في المنام على نجيب في هودج له أربعة آلاف باب بستور مرخاة والريح تخفق فقلت يا داود ادع الله أن يلحقني بك فقال احفظ عني ثلاثاً داو قروح بطنك بالجوع واقطع مفاوز الدنيا بالأحزان وآثر حب الله تعالى على هواك ولا تبال متى تلقى أخبرنا أبو القاسم الحسين بن بكر بن هارون عن أبي محمد المرعشي عن أحمد بن محمد بن الحجاج قال تفقهت للشافعي والمالك ولأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وجميع من يوصل إليه الفقه فاختلفت علي أقاويلهم واختلافاتهم في المسائل فأحببت أن آخذ بأصح أقوالهم فسألت الله تعالى أن يريني النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فوقع في روعي أنك سترى ليلة الجمعة فلما كان ليلة الجمعة في السحر وأنا قد فرغت من وردي وقد قعدت على طهر منتظراً المؤذن غلبتني فوقع في روعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قادم علي فدخل رجل نجراني عليه طيلسان وثياب بيض فسلم وجلس ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقبلت بين عينيه ورأيته على النعت الذي كان معي وعلى الصفة التي كانت معي ومعه جماعة من أصحابه فجلس وجلست بين يديه فسألته عن مسائل ثم انتهيت إلى ما كان في نفسي من الفقه فسألته عن مسألة فقال إني على ما يقول هذا وأومأ إلى الداخل فبله ثم سأله عن أخرى فقال على ما يقول هذا ثم سألته على مسائل الاختلاف فكان يومئ بيده ويقول على ما يقول هذا فوقع في روعي أنه أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه فقلت يا رسول الله لقد ابتلي فيك فصبر فقال لي انظر ما فعل الله به ثم التفت إلي فقال تصلي معنا الغداة فقلت يا رسول الله ما أحوجني إلى ذلك فأقيمت الصلاة وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا وهو يقول سلام عليكم ورحمة الله فسلمت عن يميني ثم انتبهت وأنا مستقبل القبلة أخبرنا الوليد بن أحمد عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عم محمد بن يحيى الواسطي عن محمد بن الحسين عن يحيى بن سطان الأصغر عن يحيى بن ميمون عن واصل مولى بن عيينة عن رجل من بلحارث يقال له صالح البراد قال رأيت زرارة بن أوفى بعد موته في منامي فقلت يرحمك الله ماذا قيل لك وماذا قلت فأعرض عني فقلت ماذا صنع الله بك فأقبل علي فقال تفضل علي بجوده وكرمه قال قلت أبو العلاء يزيد أخو مطرف قال بخ بخ صار إلى رضوان الله عز وجل قلت وأخوه مطرف قال ذاك في الدرجات العلا قلت فأي الأعمال أنفع فيما عندكم قال التوكل وقصر الأمل أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ويحيى عن محمد بن إبراهيم العدوي عن أبي عمرو عبد الرحمن بن أبي وصافة عن أبي القاسم البزار قال قال علي بن الموفق حججت نيفاً وخمسين وجعلت ثوابها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله علهم ولأبوي وبقيت حجة واحدة قال فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم فقلت اللهم إن كان في هؤلاء واحد لم يتقبل حجه فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له قال فبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام فقال يا علي لن الموفق عليّ تسخى فقد غفرت لأهل الموقف ومثلهم معهم وأضعاف ذلك وشفعت كل رجل منهم في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة ومن رأى أنه أصاب سمكة طرية أو سمكتين فإنه يصيب امرأة أو امرأتين فإن رأى أنه رأى أنه أصاب في بطن السمكة لؤلؤة أو لؤلؤتين فإنه يصيب منها ولداً غلاماً أو غلامين فإن أصاب في بطنها شحماً فإنه يصيب منها مالاً
____________________
(1/597)
وخيراً وكذلك لحم السمكة وإذا كثر السمك كان أموالاً فإن رأى أنه أصاب سمكاً مالحاً يأكله بعد أن يصير في يده بملكه فإنه يصيبه هم من قبل مملوك أو خادم أو سبب مملوك ويغتم له بقدر ما نال من السمك المالح أو أكله أو أصابه وكذلك صغار السمك المالح وكباره لا خير فيه وربما خالفت طبيعة الإنسان في السمك المالح إذا رآه في منامه أصاب مالاً وخيراً إذا كان السمك كباراً وقد كان السمك الذي قال فيه موسى لفتاه ! ( آتنا غداءنا ) ! [ ( 18 ) الكهف : 62 ] مالحاً كبيراً فدخل على موسى من الهم ما دخل فإن رأى سمكة حية تتقلب في موضع مجهول فإن كانت السمكة من جوهر النساء أو الخدم فلعل خادماً أو مثلها تنقلب في منكر من أمرها من دنياها أو دينها ولو رأى سمكة خرجت من إحليله فإنه يولد له جارية ولو رأى أن السمكة خرجت من فمه فإنه يتكلم بكلام يحار في أمره وأما أكل السمك فإنه غنيمة وخير لأنه من الصيد وأما التمساح فإنه عدو مكابر لص لا يأمنه عدو ولا صديق بمنزلة السبع وكذلك كل ذي ناب فإن رأى أن التمساح جره إلى الماء وقضى عليه الموت في الماء فإن موته يكون على يدي إنسان عدو ولعله يكون شهيداً ولو أصاب من لحم التمساح أو من دمه أو من جلده أو يعض أعضائه فإنه يصيب من مال ذلك العدو ومن رأى أنه راكب حمار وحش يصرفه حيث يشاء ويطيعه فإن ذلك راكب معصية وهو مفارق لرأي الجماعة المسلمين في دينه وغي رأيه وهواه فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنه صرعه أو كسره أو جمح به أو ما يشبه ذلك فإنه يصبه شدة في أمره وخوف شديد فإن رأى أنه أدخله بيته على هذا الضمير أو اتخذه للبقاء في منزلة فإنه يداخله رجل كذلك في رأيه ولا خير فيه فإن رأى أنه أدخل بيته شيئاً من ذلك وضميره أنه اصطاده وهو يريده للطعام فإنه تدخل عليه غنيمة وخير وذكور الوحش في التأويل رجال وإناثهم نساء وأبان الوحش أموال نزرة قليلة لمن أصابها إلا لبن حمارة الوحش فإنه من يشرب من ألبانها يصيب نسكاً في دينه وصلاحاً فيه ومن تحول حمار وحش فإنه يفارق رأي جماعة المسلمين ويعتزلهم وكذلك لو تحول شيئاً من الوحش إلا أن يرى أنه تحول ظبياً فإنه يصيب لذاذة من النساء ومن أصاب ظبياً أصاب ظبية حسناء فإن ذبح ظبياً افتض جارية عذراء ولو أصاب من جلودها أو شعورها فإنه مال من قبل النساء فإن رأى أنه قتل ظبياً ومات في يده فإنه يصيبه هم وحزن من قبل النساء فإن رأى أنه رمى ظبياً أو بقرة لغير الصيد فإنه يقذف امرأة كذلك فإن رماها للصيد فإنه يصيد غنيمة وإن فاته الصيد فإنه يطلب غنيمة وتفوته كذلك فإن رأى أنه أصاب خشفاً فإنه يصيب ولداً من جارية حسناء وكذلك لو أصاب عجلاً من بقر الوحش مجهولاً فإنه يصيب ولداً وربما كان غلاماً والتيس رجل ضخم في دينه عظيم الشأن فوق الكبش وغيره ومن رأى أنه أكل لحم ماعز فإنه يشتكي يسيراً ثم يبرأ ومن رأى أنه ذبح جدياً لغير اللحم فإنه يموت له أو لأهله ولد فإن كان ذبحه ليأكل من لحمه فإنه يصيب مالاً بسبب الولد أو يصيب مالاً قليلاً نزراً وكذلك لحوم صغار المعز والضأن في التأويل خير قليل إلا أن يرى ذلك اللحم سميناً فإن كان الخير يكون كثيراً ومن رأى أنه يأكل لحم جدي أصاب خيراً قليلاً من صبي وليس يجري صغار المعز والضأن مجرى كبارها فإن رأى أنه يأكل رأس شاة فإنه تطول حياته ويصيب ما لم يكن يرجوه فوق التمني وكذلك لو رأى أنه يأكل رأس بقرة أو ثور أو إنسان أو غير ذلك إلا ما يتفاضل بعضها على بعض ورأس الإنسان أفضل في عرض الدنيا فإن رأى أنه يتحول شاة فإنه يصيب في تلك السنة خيراً فإن رأى أنه يأكل أكارع الشاة فإنه يصيب مالاً وخيراً بقدر ذلك وسمن الغنم مال وخصب لمن يصيبه وفيه نصب بقدر ما نالت النار منه وشحم الغنم مال كثير لمن يصيبه والشحم خير من السمن وكبد الشاة مال مدفون يصيبه من أصاب منها شيئاً أو أكلها نيئاً أو مشوياً أو مطبوخاً وكذلك الأكباد من كل الحيوان مال مدفون إلا أن أفضلها وأكثرها كبد الإنسان وكذلك القلب من كل شيء مال مدخور لمن يصيبه أو يملكه وأما المصران من كل الحيوان إذا كانت مع البطون فهي تجري مجراها في التأويل فإذا انفردت المصران عن البطون فإنها لمن يصيبها أو يملكها أو يأكلها أن ينال من ذي قراباته خيراً ومنفعة ومن رأى أنه يأكل لحم بعير أو ناقة فإنه يصيبه مرض فإن رأى أنه أصاب من لحومها من غير أن يأكله فإنه يصيب مالاً من سبب ما تنسب تلك الإبل إليه في التأويل
____________________
(1/598)
ومن رأى أنه ملك حماراً أو حميراً أو أدخلها إلى منزله وارتبطها أو اتخذها فإن الله عز وجل يسوق إليه خيراً وينجو من هم فإن كانت الحمر موقرة كان الخير أكثر وأفضل كل ذلك إذا كان الحمار ذلولاً مطواعاً والحمارة تجري مجرى الحمار فإن رأى أنه ذبح حمارة ليأكل لحمها فإنه يجد مالاً وسعة وكذلك لو رأى أنه أكله فإن لم ينو عند ذبحه إياه أن يأكله فإنه يفسد على نفسه معيشته ولو رأى أنه صرع عن حماره فإنه يفتقر فإن كان الحمار الذي صرع عنه لغيره فإنه ينقطع ما بينه وبين صاحب الحمار أو نظيره أو سميه فإن رأى أنه نزل عنه نزولاً لا يضمر العود إليه فإنه ينفق ماله حتى يأتي على آخره فإن كان نزوله لحاجة ويضمر العود إليه فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم فإن رأى أنه يشرب من لبن أتان فإنه يمرض مرضاً شديداً ثم يبرأ والبغلة امرأة عاقر إذا كان عليها سرج أو أكاف أو برذعة أو شيء من مراكب النساء والبغل والعري الذي لا يعرف لع رب ولا هو ذلول فهو رجل صعب خبيث الحسب والطبيعة وركوب البغال فوق أثقالها لا بأس به إذا كان البغل ذلولاً وراكبه متمكناً ولحم البغال وجلودها مال وإن رأى أنه يشرب لبن بغلة فإنه يصيبه هول وعسر بقدر ما شرب منه فإن رأى أن بغلته نتوجاً فإن رجاءه في زيادة ماله من قبل امرأته فإن وضعت البغلة فهو تصديق لذلك الرجاء وكذلك الفحل إن حمل ووضع فإن رأى أنه ركب دابة مقلوباً أو لبس ثوباً فإنه يأتي أمراً من غير أن يعلم فإن رأى أنه رديف رجل على فرس فإنه يتوصل بذلك الرجل إلى الأمر الذي يصل إليه تأويل الفرس في دين أو دنيا ويكون تأويل الرديف لذلك الرجل تبعاً أو خليفة وربما كان ذلك يسعى بجد صاحبه الذي يتقدمه ومن رأى أنه أجج ناراً ليطبخ قدراً فيها طعام فإنه يثير أمراض يصيب به منفعة من قيم أهل بيت فإن لم يكن في القدر طعام فإنه يهيج رجلاً هو قيم أهل بيت بكلام ويحمله على أمر مكروه فإن رأى أن النار أحرقت بعض أعضائه فإنه يصيبه ضر بقدر الحرق إذا ما احترق بعض الثوب أو بعض الأعضاء فإن كان جميع الثوب أو جميع جسده فإنه يصيبه مصيبة فيما ينسب إليه في التأويل أو في بعض نفسه أو فيمن يعز عليه فإن كان للنار لهب أو لسان فإن ذلك الضر الذي يصيبه على يدي سلطان أو في حرب فإن لم يكن لها لهب فإن ذلك يكون في أمراض وطاعون وبرسام ولو رأى أنه أصاب ناراً في وعاء أو أحرزها فإنه مال حرام فإن رأى بيده شعلة نار فإنه يصيب شعبة من سلطان فإن كان لها لهب أو دخان كان في سلطانه ذلك حرب وهول والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب تم بحمد الله وتوفيقه كتاب تفسير الأحلام الكبير لابن سيرين
____________________
(1/599)