بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا سيد أجل المرسلين محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الكرام المنتجبين اعلم وفقك الله أن مما يحتاج إليه المبتدي أن يعلم أن جميع ما يرى في المنام على قسمين : فقسم من الله تعالى ، وقسم من الشيطان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ' الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ' والمضاف إلى الله تعالى من ذلك هو الصالح وإن كان جميعه أي الصادقة وغيرها خلقاً لله تعالى ، وأن الصالح من ذلك هو الصادق الذي جاء بالبشارة والنذارة وهو الذي قدره النبي صلى الله عليه وسلم جزءاً من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ، وأن الكفارين وفساق المؤمنين قد يرون الرؤيا الصادقة ، وأن المكروه من المنامات هو الذي يضاف إلى الشيطان الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتمانه والتفل عن يساره ووعد فاعل ذلك أنها لا تضره وأن ذلك المكروه ما كان ترويعاً أو تحزيناً باطلاً أو حلماً يؤدي إلى الفتنة والخديعة والغيرة دون التحذير من الذنوب والتنبيه على الغفلات والزجر على الأعمال المهلكات ، إذ لا يليق ذلك بالشيطان الآمر بالفحشاء ، وإنما إضافة أباطيل الأحلام إلى الشيطان على أنه هو الداعي إليها وأن الله سبحانه هو الخالق لجميع ما يرى في المنام من خير أو شر ، وأن اختلاف الموجب للغسل مضاف إلى الشيطان ، وكذلك ما تراءى من حديث النفس وآمالها وتخاويفها وأحزانها مما لا حكمة فيه تدل على ما يؤول أمر رائيه إليه ، وكذلك ما يغشى قلب النائم الممتلئ من الطعام أو الخالي منه كالذي يصيبه عن ذلك في اليقظة إذ لا دلالة منه ولا فائدة فيه ، وليس للطبع فيه صنع ، ولا للطعام فيه حكم ، ولا للشيطان مع ما يضاف إليه منه خلق ، وإنما ذلك خلق الله سبحانه قد أجرى العادة أن يخلق الرؤيا الصادقة عند حضور الملك الموكل بها فتضاف بذلك إليه وأن الله تعالى يخلق أباطيل الأحلام عند حضور الشيطان فتضاف بذلك إليه وأن الكاذب على منامه مفترٍ على الله عز وجل ، وأن الرائي لا ينبغي له أن يقص رؤياه إلا على عالم أو ناصح أو ذي رأي من أهله كما روي في بعض الخبر ، وأن العابر يستحب له عند سماع الرؤيا من رائيها ، وعند إمساكه عن تأويلها لكراهتها ، ولقصور معرفته عن معرفتها أن يقول : خير لك ، وشر لأعدائك ، خير تؤتاه ، وشر تتوقاه هذا إذا ظن أن الرؤيا تخص الرائي ، وإن ظن أن الرؤيا للعالم قال : خير لنا وشر لعدونا ، خير نؤتاه ، وشر نتوقاه ، والخير لنا والشر لعدونا وأن عبارة الرؤيا بالغدوات أحسن لحضور فهم عابرها وتذكار رائيها ، لأن الفهم أوجد ما يكون عند الغدوات من قبل افتراقه فيهمومه ومطالبه مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ' اللهم بارك لأمتي في بكورها ' وأن العبارة قياس واعتبار وتشبيه وظن لا يعتبر بها ولا يختلف على عينها ، إلا أن يظهر في اليقظة صدقها أو يرى برهانها ، وأن التأويل بالمعنى أو باشتقاق الأسماء ، وأن العابر لا ينبغي له أن يستعين على عبارته بزاجر في اليقظة يزجره ، ولا يعول عند ذلك بسمعه ولا بحساب من حساب المنجمين بحسبه وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمثل به في المنام شيطان ، وأن من رآه فقد رآه حقاً ، وأن الميت في دار حق ، فما قاله في المنام فحق ما سلم من الفتنة والغرة وكذلك الطفل الذي لا يعرف الكذب ، وكذلك الدواب وسائر الحيوان الأعجم إذا تكلم فقوله حق ، وكلام ما لا يتكلم آية وأعجوبة ، وكل كذاب في اليقظة كالمنجم والكاهن فكذلك قوله في المنام كذب . وأن الجنب والسكران ومن غفل من الجواري والغلمان قد تصدق رؤياهم في بعض الأحيان ، وإن تسلط الشيطان عليهم بالأحلام في سائر الزمان ، وأن الكذاب في أحاديث اليقظة قد يكذب عامة رؤياه ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم
____________________
(1/385)
حديثاً ، وأن العابر لا يضع يده من الرؤيا إلا على ما تعلقت أمثاله ببشارة أو نذارة أو تنبيه أو منفعة في الدنيا والآخرة ، ويطرح ما سوى ذلك لئلا يكون ضغثاً أو حشواً مضافاً إلى الشيطان . وأن العابر يحتاج إلى اعتبار القرآن وأمثاله ومعانيه وواضحة كقوله تعالى في الحبل : ! ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) ! وقوله في صفحات النساء : ! ( بيض مكنون ) ! وقوله في المنافقين ! ( كأنهم خشب مسندة ) ! وقوله : ! ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) ! وقوله ! ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ! وقوله : ! ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ) ! وأنه أيضاً يحتاج إلى معرفة أمثال الأنبياء والحكماء . وأنه يحتاج أيضاً إلى اعتبار أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمثاله في التأويل كقوله : ' مس فواسق : وذكر الغراب والحداة والعقرب والفأرة والكلب العقور ' وقوله في النساء : ' إياك والقوارير ' وقوله : ' المرأة خلقت من ضلع ' . ويحتاج العابر أيضاً إلى الأمثال المبتذلة كقول إبراهيم عليه السلام لإسماعيل : غير أسكفة الباب أي طلق زوجتك وقول المسيح عليه السلام وقد دخل على مومسة يعظها : إنما يدخل الطبيب على المريض يعني بالطبيب العالم بالمريض المذنب الجاهل وقول لقمان لابنه : بدل فراشك يعني زوجتك ، وقول أبي هريرة حين سمع قائلاً يقول : خرج الدجال ، فقال : كذبة كذبها الصباغون يعني الكذابين وأنه محتاج مع الرجز والشعر إلى اعتبار معانيه ليقوى بذلك على معاني أمثال المنام كقول الشاعر : ( وداع دعاني للندى وزجاجة ** تحسَّيتها لم يعن ماء ولا خمر ) يعني بالداعي دعوة الغني وبالزجاجة فم المرأة ، وكقول الآخر : ( أنت ورد وبقاء الورد ** شهر لا شهور ) ( وهواي الآس والآس ** على الدهر صبور ) فينسبه بذلك إلى قلة بقاء الورد والنرجس ودوام الآس وبقائه ، ويتأول ذلك بذلك في الرؤيا إذا جاء فيها ، وأنه محتاج إلى اشتقاق اللغة ومعاني الأسماء ، كالكفر أصله التغطية ، والمغفرة أصلها الستر ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، والفسق الخروج والبروز ونحو ذلك وأنه محتاج إلى إصلاح حاله وطعامه وشرابه وإخلاصه في أعماله ليرث بذلك حسن التوسم في الناس عند التعبير وأن الرؤيا الصادقة قسمان : قسم مفسر ظاهر ولا يحتاج إلى تعبير ولا تفسير ، وقسم مكنى مضمر تودع فيه الحكمة والأنباء في جواهر مرئياته ، وما كان له طبع في الصيف وطبع في الشتاء عبر عنه في كل حين يرى فيه بطبع وقته وجوهره وعادته في ذلك الوقت ، كالشجر والتمر والبحر والنار والملابس والمساكن والحيات والعقارب وما كان له طبع بالليل وطبع بالنهار عبر عنه في رؤية الليل بطبعه وفي رؤية النهار بعادته ، كالشمس والقمر والكواكب والسرج والنور والظلمة والقنافذ والخفاش وأمثال ذلك . ومن كانت له في الناس عادة لازمته من المرئيات في سائر الأزمان أو وقت منها دون وقت ترك فيها وعادته التي عوده ربه تعالى كالذي اعتاد ، إذا أكل اللحم في المنام أكله ، وإذا رأى الدراهم دخلت عليه أفاد مثلها في اليقظة ، وإذا رأى الأمطار رآها في اليقظة أو يكون عادته في ذلك وفي غيره على ضده وعلى خلاف ما في الأصول وكل ما له في الرؤيا وجهان : وجه يدل على الخير ووجه يدل على الشر ، أعطى لرائيه من الصالحين أحسن وجهيه ، وأعطى لرائيه من الصالحين أقبحهما ، وإن كان ذلك المرئي ذا وجوه كثيرة متلونة متضادة متنافية مختلفة لم يصر إلى وجه منها دون سائرها إلا بزيادة شاهد وقيام دليل من ضمير الرائي في المنام أو من دليل المكان الذي رأى نفسه فيه . وأن الرؤيا تأتي على ما مضى وخلا وفرط وانقضى ، فتذكر عنه بغفلة عن الشكر قد سلفت ، أو بمعصية فيه قد فرطت ، أو بتباعة منه قد بقيت ، أو بتوبة منه قد تأخرت ، وقد تأتي عما الإنسان فيه وقد تأتي عن المستقبل ، فتخبر عما
____________________
(1/386)
سيأتي من خير أو شر ، كالموت والمطر والغنى والفقر والعز والذل والشدة والرخاء ، وأن أقدار الناس قد تختلف في بعض التأويل حسب اختلافها في نقصانها في الحدود والحظوط وإن تساووا في الرؤيا ، فلا يجيد تعبي ذلك المرئي الذي يتفقون في رؤيته في المنام إلا واسع المعاني متصرف الوجوه كالرمانة ، ربما كانت للسلطان كورة يملكها ، أو مدينة يلي عليها يكون قشرها جدارها أو سورها وحبها أهلها ، وتكون للتاجر داره التي فيها أهله أو حمامه أو فندقه أو سفينته الموقرة بالناس والأموال في وسط الماء ، أو دكانه العامر بالناس ، أو كتابه المملوء بالغلمان ، أو كيسه الذي فيه دارهمه ودنانيره ، وقد يكون للعالم أو للعابد الناسك كتابه ومصحفه وقشرها أوراقه وحبها كتابه الذي به صلاحه . وقد تكون للأعزب زوجة بمالها وجمالها ، أو جارية بخاتمها يلتذ بها حين افتضاضها وقد تكون للحامل ابنة محجوبة في مشيمتها ورحمها ودمها ، وربما كانت في مقادير الأموال بيت مال السلطان ، وبدرة للعمال ، وألف دينار لأهل اليسار ، ومائة دينار للتجار ، وعشرة للمتوسط ، ودرهماص للفقير ، وخروبة للمساكين أو رغيف خبز أو مدّاً من الطعام أو رمانة كما رآها لأنها عقدة من العقد تحل في الاعتبار والنظر والقياس في الأمثال المضروبة للناس على الأقدار والأجناس . وما كان من الشجر ذات السوق والشعب المعروفة بالفريقين فأكرمها عرب وما كان منها لا ساق لها كاليقطين ونحوه فهو من العجم ، أو من لا حسب له كالمطروح والحميل واللقيط وبذلك يوصل إلى فوائد الزوائد وعوائدها . وربما رأى الإنسان الشيء فعاد تأويله إلى شقيقه أو ربيبه أو سميِّة أو نسيبة أو صديقه أو جاره ، أو شبهه في فن من الفنون ، وإنما يشرك بين الناس في الرؤيا بوجهين من هذه الأسباب ، كمن يتفق معه في النسب الواحد كشقيقه لاشتراكه معه في الأبوة والنسب والبطن ، وكسميِّه وجاره ونظيره ، فلا تصح الشركة إلا بوجهين فصاعداً ، وليس تنقل الرؤيا أبداً برأسها عمن رئيت له إلا أن لا تليق به معانيها ، ولا يمكن أن ينال مثله موجبها ، ولا أن ينزل به دليلها ، أو يكون شريكه فيها أحق بها منه بدليل يرى عليه وشاهد في اليقظة والنظر يزيد عليه ، كدلالة الموت لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكون سليم الجسم في اليقظة ، وشريكه مريضاً فيكون لمرضه أولى منه لدنوه من الموت ، واشتراكه معه في التأويل ، فلذلك يحتاج العابر إلى أن يكون كما وصوفا أديباً ذكياً فطناً نقياً تقياً عارفاً بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم ، يراعي ما تتبدل مرائيه . وتتغير فيه عبارته عند الشتاء إذا ارتحل ، ومع الصيف إذا دخل عارفاً بالأزمنة وأمطارها ونفعها ومضارها ، وبأوقات ركوب البحار وأوقات ارتجاجها ، وعادة البلدان وأهلها وخواصها ، وما يناسب كل بلدة منها ، وما يجيء من ناحيتها كقول القتبي في الجاورس : ربما دل على قدوم غائب من اليمين لأن شطر اسمه جا والورس لا يكون إلا من اليمن عارفاً بتفصيل المنامات الخاصية من العامية فيما يراه الإنسان من المرئيات التي تجتمع العالم والخلق في نفعها ، كالسماء والشمس والقمر والكواكب والمطر والريح والجوامع والرحاب ، فما رآه في منامه في هذه الأشياء خالياً فيه مستبداً به ، أو رآه في بيته فهو له في خاصيته . وقد قالت القدماء : من غلبت عليه السوداء رأى الأحداث والسواد والأهوال والأفزاع . وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والدم والمعصفر وإن غلب عليه البلغم رأى البياض والمياه والأنداء والأمواج وإن غلب عليه الدم رأى الشراب والرياحين والعزف والصفق والمزامير وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' الرؤيا ثلاثة : فرؤيا بشرى من الله تعالى ، ورؤيا من الشيطان ، ورؤيا يحدث بها الإنسان نفسه فيراها ' وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ' وقد قال بعض المفسرين في قوله عز وجل : ! ( لهم البشرى في الحياة الدنيا ) ! قال : هي الرؤيا الصالحة وقيل : إن العبد إذا نام وهو ساجد يقول ربنا عز وجل : انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي ، وروي عن أبي الدرداء قال : إذا نام الرجل عرج بروحه إلى السماء حتى يؤتى بها العرش فإن كان طاهراً أذن لها بالسجود ' . وقد اختلف الناس في النفس والروح فقال بعضهم : هما شيء واحد مسمى اسمين كما يقال إنسان ورجل وهما الدم أو متصلان بالدم يبطلان بذهابه ، والدليل على ذلك أن الميت لا يفقد من جسمه إلا دمه ، واحتجوا لذلك أيضاً من
____________________
(1/387)
اللغة ، ويقول العرب : نفست المرأة إذا حاضت ، ونفست من النفس وبقولهم للمرأة عند ولاتها نفساء لسيلان النفس وهو الدم ، وربما لم يزل جارياً على ألسنة من قولهم : سالت نفسه إذا مات ، قال أوس بنحجر : ( نبئت أن بني سحيم أدخلوا ** أبياتهم تأمور نفس المنذر ) والتامور الدم أراد قتلوه أضاف الدم إلى النفس لاتصالها به وقال آخرون : هما شيئان فالروح باردة والنفس حارة ولهذا النفخ يكون من الروح ولذلك تراه بارداً ، بخلاف النفس من النفس فإنه سخين ، وسميت العرب النفخ روحاً لأنه من الروح يكون على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان متصلاً به ، وسبباً له فيقولون للنبات ندى لأنه بالندى يكون ، ويقولون للمطر سماء لأنه من السماء ينزل ، قال ذو الرمة لقادح نار : ( فقلت له ارفعها إليك وأحيها ** بروحك واجعلها لها قنية قدرا ) يريد أحيها بنفخك وأنشد بعض البغداديين : ( وغلام أرسلته أمه ** باشاحين وعقد من ملح ) ( تبتغي الروح فأسعفنا بها ** وشفاه ماء عين في قدح ) وهذه امرأة استرقت لولدها فابتغت الروح أي في نفخ الراقي إذا نفث في ماء من ماء العيون وأخذوا النفس من النفس ، وقالوا للنفس نسمة يقال : على فلان عتق نسمة أي عتق نفس والله عز وجل يقول : ! ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) ! وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن الروح روح الحياة في هذه المواضع وذهب بعض المفسرين إلى أنه ملك من الملائكة يقوم صفاً وتقوم الملائكة صفاً ، فإن كان الأمر على ما ذكر الأولون فيكف يتعاطى علم شيء استأثر الله عز وجل به ولم يطلع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وقد امتحن بالسؤال عنه ليكون له شاهداً ولنبوته علماً قال ابن قتيبة : لما كانت الرؤيا على ما أعلمتك من خلاف مذاهبها وانصرافها عن أصولها بالزيادة الداخلة والكلمة المعترضة وانتقالها عن سبيل الخير إلى سبيل الشر باختلاف الهيئات واختلاف الزمان والأوقات ، وأن تأويلها قد يكون مرة من لفظ الاسم ، ومرة من معناه ، ومرة من ضده ، ومرة من كتاب الله تعالى ، ومرة من الحديث ، ومرة من المثل السائر والبيت المشهور ، واحتجت أن أذكر قبل ذكر الأصول أمثلة في التأويل لأرشدك بها إلى السبيل ، فأما التأويل بالأسماء فتحمله على ظاهر اللفظ كرجل يسمى الفضل تتأوله إفضالاً ، ورجل يسمى رائداً تتأوله إرشاداً أو رشداً ، أو سالماً تتأوله السلامة ، وأشباه هذا كثيرة . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' رأيت الليلة كأنا في دار عقبة ابن رافع فأتينا برطب ابن طاب فأولت أن الرفعة لنا في الدنيا والآخرة وأن ديننا قد طاب ' فأخذ من رافع الرفعة وأخذ طيب الدين من رطب ابن طاب . وحكي عن شريك بن أبي شمر قال : رأيت أسناني في النوم وقعت فسألت عنها سعيد بن المسيب فقال : أوساءك ذلك إن صدقت رؤياك لم يبق من أسنانك أحد إلا مات قبلك ، فعبرها سعيد باللفظ لا بالأصل ، لأن الأصل في الأسنان أنها القرابة وحكي عن بشر بن أبي العالية قال : سألت محمداً عن رجل رأى كأن فمه سقط كله فقال : هذا رجل قطع قرابته فعبرها محمد بالأصل لا باللفظ وحكي عن الأصمعي قال : اشترى رجل أرضاً فرأى أن ابن أخيه يمشي فيها فلا يطأ إلا على رأس حية فقال : إن صدقت رؤياه لم يغرس فيها شيء إلا حيي قال : وربما اعتبر الاسم إذا كثرت حروفه بالبعض على مذهب القائف والزاجر مثل السفرجل إذا رآه ولم يكن في الرؤيا ما يدل على أنه مرض تؤوّله سفراً لأن شطره سفر ، وكذلك السوسن إن عدل به عما ينسب إليه في التأويل وحمل على ظاهر اسمه تأول فيه السوء لأن شطره سوء ، قال الشاعر : ( سوسنة أعطيتها فما ** كنت بإعطائي لها محسنه ) ( أولها سوء فإن جئت بالآخر ** منها فهو سوى سنه ) وأما التفسير بالمعنى فأكر التأويل عليه كالأترج إن لم يكن مالاً وولداً عبر بالنفاق لمخالفة ظاهره باطنه قال الشاعر : ( أهدى له أحبابه أترجة ** فبكى وأشفق من عيافة زاجر )
____________________
(1/388)
( متعجباً لما أتته وطعمها ** لونان باطنها خلاف الظاهر ) وأما التأويل بالمثل السائر واللفظ المتذل فكقولهم في الصائغ أنه رجل كذوب لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : فلان يصوغ الأحاديث وكقولهم فيمن يرى أن في يديه طولاً أنه يصطنع المعروف لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : هو أطول يداً منك وأمد باعاً أو أكثر عطاء وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه رضي الله عنهن : ' أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا ' فكانت زينب بنت جحش أول أزواجه موتاً وكانت تعين المجاهدين وترفدهم ، وكقوله في المرض أنه نفاق لما جرى على ألسنة الناس لمن لا يصح لك وعده : هو مريض في القول والوعد ، وقال الله عز وجل : ! ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) ! أي نفاقاً . وكقولهم في المخاط أنه ولد لما جرى على ألسنة الناس من قولهم لمن أشبه أباه هو مخطته والمهر مخطة السد وأصل هذا أن السد كان حمله نوح عليه السلام في السفينة فلما آذاهم الفأر دعا الله تعالى نوح فاستنثر السد فخرجت الهرة بنثرته وجاءت أشبه شيء به وكقولهم فيمن رمى الناس بالسهام أو البندق أو حذفهم أو قذفهم بالحجارة أنه يذكرهم ويغتابهم لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : رميت فلاناً بالفاحشة ، وقال تعالى : ! ( والذين يرمون المحصنات ) ! ! ( والذين يرمون أزواجهم ) ! وكقولهم فيمن قطعت أعضاؤه أنه يسافر ويفارق عشيرته أو ولده في البلاد لما جرى على ألسنة الناس من قولهم : تقطعوا في البلاد ، والله عز وجل يقول في قوم سبأ : ! ( ومزقناهم كل ممزق ) ! وقال : ! ( وقطعناهم في الأرض أمما ) ! وكقولهم في الجراد أنها في بعض الأحوال غوغاء الناس لأن الغوغاء عند العرب الجراد وكقولهم فيمن غسل يديه بالأشنان إنه اليأس من شيء يطلبه لقول الناس لمن ييأس منه : قد غسلت يدي منك بأشنان ، قال الشاعر : ( واغسل يديك بأشنان وأنقهما ** غسل الجنابة من معروف عثمان ) وكقولهم في الكبش إنه رجل عزيز منيع لقول الناس : هذا كبش القوم ، وكقولهم في الصقر إنه رجل له شجاعة وشوكة لقول الناس : هو صقر من الرجال ، وقال أبو طالب : ( تتابع فيها كل صقر كأنه ** إذا ما مشى في رفرف الدرع أجرد ) وأما التأويل بالضد والمقلوب فكقولهم في البكاء إنه فرج وفي الضحك إنه حزن وكقولهم في الرجلين يصطرعان والشمس والقمر يقتتلان إذا كانا في جنس واحد : إن المصروع هو الغالب والصارع هو المغلوب ، وفي الحجامة إنها صك وشرط ، وفي الصك إنه حجامة وقولهم في الطاعون إنه حرب وفي الحرب إنه طاعون ، وفي السيل إنه عدو وفي العدو إنه سيل ، وفي أكل التين إنه نامة وفي الندامة إنه أكل تين ، ويمن يرى أنه مات ولم يكن لموته هيئة الموت من بكاء أو حفر قبر أو إحضار كفن إنه ينهدم بعض داره ، وقولهم في الجراد إنه جند وفي الجند إنه جراد . 4 وأما تعبير الرؤيا بالزيادة والنقصان فكقولهم في البكاء إنه فرح فإن كان معه رنة كان مصيبة ، وفي الضحك إنه حزن فإن كان تبسماً كان صالحاً وقولهم في الجوز إنه مال مكنوز فإن كان معه قعقعة فإنه خصومة وفي الدهن إذا أخذ منه بقدر فإنه زينة فإن سال على الوجه فإنه غم ، وإن كثر على الرأس كان مداهنة للرئيس وفي الزعفران إنه ثناء حسن فإن ظهر له لون في ثوب أو جسد فهو مرض أو هم وفي الضرب إنه كسوة فإن ضرب وهو مكتوف فهو ثناء سوء يثنى عليه لا يمكنه دفعه ولمن يرى أنه له ريشاً فهو له رياش وخير فإن طار بجناحه سافر سفراً في سلطان يقدر ما علا على الأرض وفيمن يرى أن يده قطعت وهي معه قد أحرزها إنه يستفيد أخاً وولداً فإن رأى أنها فارقته وسقطت فإنها مصيبة له في أخ أول ولد وفي المريض أنه يرى أنه صحيح يخرج من منزله ولا يتكلم إنه يموت فإن تكلم فإنه يبرأ وفي الفأر إنها نساء ما لم يختلف ألوانها فإن اختلفت فكان فيها الأبيض والأسود فهي الليالي والأيام وفي السمك إذا عرف عدده إنه نساء فإذا كثر عدده فهو مال وغنيمة . وقد تعبر الرؤيا بالوقت كقولهم في راكب الفيل إنه ينال أمراً جسيماً قليل المنفعة ، فإن رأى ذلك في نور النهار طلق امرأته أو اصابه بسببها سوء وفي الرخمة إنها إنسان أحمق قذر ، وأصدق الرؤيا بالأسحار وبالقائلة ، وأصدق
____________________
(1/389)
الأوقات وقت انعقاد الأنوار ووقت ينع الثمر وإدراكه وأضعفها الشتاء ، ورؤيا النهار أقوى من رؤيا الليل وقد تتغير الرؤيا عن أصلها باختلاف هيئات الناس وصناعاتهم وأقدارهم وأديانهم فتكون لواحد رحمة وعلى آخر عذاباً . ومن عجيب أمر الرؤيا أن الرجل يرى في المنام أن نكبة نكبته وأن خيراً وصل إليه فتصيبه تلك النكبة بعينها ويناله ذلك الخير بعينه وفي الدراهم إذا رأوها أن يصيبوها وفي الولاية إذا رأوها أن يلوها وفي الحج إذا رأوه أن يحجوا وفي الغائب يقدم في المنام فيقدم في اليقظة وربما رأى الصبي الصغير الشيء فكان لأحد أبويه ، والعبد فكان لسيده ، والمرأة فكان لبعلها أو لأهل بيتها . ( وحكي ) : أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وجه قاضياً إلى الشام فسار ثم رجع من الطريق فقال له : ما ردك ؟ قال : رأيت في المنام كأن الشمس والقمر يقتتلان وكأن الكواكب بعضها مع الشمس وبعضها مع القمر ، قال عمر : مع أيها كنت ؟ قال : مع القمر ، قال : انطلق لا تعمل لي عملاً أبداً ثم قرأ : ! ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ! فلما كان يوم صفين قتل الرجل مع أهل الشام وبلغني أن الرجل هو جابر بن سعيد الطائي . ( وحدث ) : إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال : كنت عند يزيد بن مزيد فقال : إني رأيت رؤيا عجيبة ودعا بعابر فقال : رأيت كأني أخذت طيطوى لأذبحه فأمررت السكين على حلقه ثلاث مرات فانقلبت ثم ذبحته في الرابعة ، فقال : رأيت خيراً هذه بكر عالجتها فلم تقدر عليها ثلاث مرات ثم قدرت عليها في الرابعة قال نعم وأصغى إليه فقال : في الرؤيا شيء قال : ما هو ؟ قال : كانت هناك ضريطة من الجارية ، قال : صدقت والله فكيف علمت ؟ قال : إن اسم الطائر طيطوى . قال ابن قتيبة رضي الله عنه : يجب على العابر التثبت فيما يرد عليه وترك التعسف ولا يأنف من أن يقول لما يشكل لعيه لا أعرفه ، وقد كان محمد بن سيرين إمام الناس في هذا الفن وكان يمسك عنه أكثر مما يفسر . ( وحدث الأصمعي ) : عن أبي المقدام أو قرة بن خالد قال : كنت أحضر ابن سيرين يسأل عن الرؤيا فكنت أحزره يعبر من كل أربعين واحدة ، قال ابن قتيبة : وتفهم كلام صاحب الرؤيا وتبينه ثم اعرضه على الأصول فإن رأيته كلاماً صحيحاً يدل على معاني مستقيمة يشبه بعضها بعضاً عبرت الرؤيا بعد مسألتك الله تعالى أن يوفقك للصواب ، وإن وجدت الرؤيا تحتمل معنيين متضادين نظرت أيهما أولى بألفاظها وأقرب من أصولها فحملتها عليه ، وإن رأيت الأصول صحيحة وفي خلالها أمور لا تنتظم ألقيت حشوها وقصدت الصحيح منها ، وإن رأيت الرؤيا كلها مختلطة لا تلتئم على الأصول علمت أنها من الأضغاث فأعرض عنها ، وإن اشتبه عليك الأمر سألت الله تعالى كشفه ، ثم سألت الرجل عن ضميره في سفره إن رأى السفر وفي صيده إن رأى الصيد وفي كلامه إن رأى الكلام ثم قضيت بالضمير فإن لم يكن هناك ضمير أخذت بالأشياء على ما بينت لك ، وقد تختلف طبائع الناس في الرؤيا ويجرون على عادة فيها فيعرفونها من أنفسهم فيكون ذلك أقوى من الأصل فينزل على عادة الرجل ويترك الأصل ، وقد تصرف الرؤيا عن أصلها من الشر بكلام الخير والبر ، وعن أصلها من الخير بكلام الرفث والشر ، فإن كانت الرؤيا تدل على فاحشة وقبيح سترت ذلك ووريت عنه بأحسن ما تقدر على ذلك من اللفظ وأسررته إلى صاحبها كما فعل ابن سيرين حين سئل عن الرجل الذي يفقأ بيضاً من رؤوسه فيأخذ بياضه ويدع صفرته فإنك لست من الرؤيا على يقين وإنما هو حدس وترجيح الظنون ، فإذا أنت بدهت السائل بقبيح ألحقت به شائبة لعلها لم تكن ولعلها إن كانت منه أن يرعوي ولا يعود . ( واعلم ) : أن أصل الرؤيا جنس وصنف وطبع ، فالجنس كالشجر والسباع والطير وهذا كله الأغلب عليه أنه رجال والصنف أن يعلم صنف تلك الشجرة من الشجر وذلك السبع من السباع وذلك الطائر من الطيور ، فإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب ، لأن منابت أكثر النخيل بلاد العرب وإن كان الطائر طاووساً كان رجلاً من العجم ، وإن كان ظليماً كان بدوياً من العرب ، والطبع أن تنظر ما طبع تلك الشجرة فتقضي على الرجل بطبعها ، فإن كانت الشجرة جوزاً قضيت على الرجل بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة ، وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفاع بالخير مخصب سهل حيث يقول الله عز وجل : ! ( كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ) ! يعني النخلة ، وإن كان طائراً علمت أنه رجل ذو أسفار كحال الطير ثم نظرت ما طبعه فإن طان طاووساً
____________________
(1/390)
كان رجلاً أعجمياً ذا جمال ومال ، وكذلك إن كان نسراً كان ملكاً ، وإن كان غراباً كان رجلاً فاسقاً غادراً كذاباً لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولأن نوحاً عليه السلام بعث به ليعرف حال الماء أنضب أم لا فوجد جيفة طافية على الماء فوقع عليها ولم يرجع فضرب به المثل وقيل لمن أبطأ عليك أو ذهب فلم يعد إليك غراب نوح ، وإن كان عقعقاً كان رجلاً لا عهد له ولا حفظ ولا دين قال الشاعر : ( ألا إنما حملتم الأمر عقعقاً ** له نحو علياء البلاد حنين ) وإن كان عقاباً كان سلطاناً مخرباً ظالماً عاصياً مهيباً كحال العقاب ومخالبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومها ، وينبغي لصاحب الرؤيا أن يتحرى الصدق ولا يدخل في الرؤيا ما لم ير فيها فيفسد رؤياه ويغش نفسه ويجعل عند الله تعالى من الآثمين . ( وروي ) : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : لا رؤيا للخائف إلا ما يحب يعني في تأويلها بفرح أمره وذهاب خوفه ، ومن الناس من يرى أنه أصاب وسقاً من التمر فيصيب من المال مائة درهم ، وآخر قد يرى مثله فيصيب ألف درهم ، وآخر يرى مثله فهو له حلاوة دينه وصلاحه فيه ، ولك من همة الرجال وأقدارها وإثارها أمر دينها ومنهم من يرى أنه أصاب من النبق عشراً فيصيب من الورق عشرة دراهم ، وآخر يرى مثله فيصيب ألف درهم وذلك من مجرى قدرهما وطبيعتهما ، وأصدق الرؤيا رؤيا ملك أو مملوك أو ربما لم توافق طبيعة الإنسان في منامه موضعاً معلوماً يعرفه بعينه أو محلة أو داراً أو رجلاً أو امرأة جميلة أو قبيحة أو معروفة أو مجهولة أو طائراً أو دابة أو علماً أو صوتاً أو طعاماً أو شراباً أو سلاحاً أو نحوه فهو به مولع ، كلما رآه في منامه اصابه هم أو خوف أو بكاء أو مصيبة أو شخوص أو غير ذلك مما يكره وهو فيما سواه من الرؤيا بمنزلة غيره من الناس في تأويلها وأمثالها ، وربما وافقت طبيعة الإنسان في منامه بعض ما وصفت من ذلك فهو به مولع كلما رآه في منامه أصاب خيراً أو مالاً أو ظفراً أو غير ذلك مما يحب ، وهو فيما سواه من الرؤيا بمنزلة غيره من الناس في تأويلها ، وقد يكون الإنسان صدوقاً في حديثه تصدق رؤياه ، ويكون كذاباً في حديثه ويحب الكذب فتكذب عامة رؤياه ويكون كذاباً ، ويكره الكذب من غيره فتصدق رؤياه لذلك ، ورؤيا الليل أقوى من رؤيا النهار وأصدق ساعات الرؤيا بالأسحار ، وإذا كانت الرؤيا قليلة جامعة ليس فيها حشو الكلام وكثرته فهي أنفذ وأسرع وقوعاً ، وإياك إياك أن تحرف مسألة عن وجه تأويلها المعروف في الأصول أو تجاوز بها حدها المعلوم رغبة منك أو رهبة فيحق عليك بالكذب ويعمى عليك سبيل الحق فيه ، بل يسعك السكوت إن كرهت الكلام به . وإذا رأيت في منامك ما تكرهه فاقرأ إذا انتهيت من نومك آية الكرسي ثم اتفل عن يسارك وقل : أعوذ برب موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى ومحمد المصطفى من شر الرؤيا التي رأيتها أن تضرني في ديني ودنياي ومعيشتي عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره . واعرف الأزمنة في الدهر فإذا كانت الشجر عند حملها ثمارها فإن الرؤيا في ذلك الوقت مرجوة قوية فيها بطء قليل ، وإذا كانت الرؤيا عند إدراك ثمر الشجر ومنافعها واجتماع أمرها فإن الرؤيا عند ذلك أبلغ وأنفذ واصح وأوفق ، وإذا أورقت الشجر ولم يطلع ثمارها فإن الرؤيا عند ذلك دون ما وصفت في القوة والبقاء دون الغاية ، وإذا سقط ورقها وذهب ثمرها فإن الرؤيا عند تلك أضعف ، والأضغاث والأحلام فيها عند ذلك أكثر ، وإذا وردت عليك من صاحب الرؤيا في تأويل رؤياه عورة قد سترها الله عليه فلا تجبهه منها بما يكره أن يطلع عليه مخلوق غيره إن كان مبتلى لا حيلة له ، ولكن عرض له حتى يعلمها إلا أن يكون له من ذلك مخرج أو يكون مصرّاً على معصية الله أو قد هم بها فعظه عند ذلك واستر عليه كما أمر الله تعالى ، واستر ما يرد عليك من الرؤيا في التأويل من أسرار المسلمين وعوراتهم ولا نّخبر بها إلا صاحبها ، ولا تنطق بها عند غيره ولا تحكها عنه ولا تسمه فيها إن ذكرتها ، ولا تحلك عن أحد مسألة رؤيا إن كان فيها عورة يكرهها ، فإنك إن فعلت ذلك اغتبت صاحبها ، ولا تصدرن رأيك في مسألة حتى تفتشها وتعرف وجهها ومخرجها وقدرها واختلاف الطبائع التي وصفت لك ، فإنك عند ذلك تبصر ما عمل الشيطان في تخليطها وفسادها عليك وإدخال الشبهات والحشو فيها ، فإن أنت صفيتها من هذه الآفات التي وصفت لك ووجدت ما يحصل من كلام التأويل صحيحاً مستقيماً موافقاً للحكمة فذلك تأويلها صحيح وقد بلغني أن ابن سيرين كان يفعل كذلك ، وإذا وردت عليه رؤيا مكث فيها ملياً من النهار يسأل صاحبها عن حاله ونفسه وصناعته وعن قومه
____________________
(1/391)
ومعيشته وعن المعروف عنده من جميع ما يسأله عنه والمجهول منه ، ولا يدع شيئاً يستدل به ويستشهد به على المسألة إلا طلب علمه . ( واعلم ) : أن نفاذك في علم الرؤيا بثلاثة أصناف من العلم لابد لك منها أولها : حفظ الأصول ووجوهها واختلافها وقتها وضعفها في الخير أو في الشر لتعرف وزن كلام التأويل ووزن الأصول في الخفة والرجحان والوثائق فيما يرد عليك من المسائل ، فإن تكن مسألة يدل بعضها على الشر وبعضها على الخير زن الأمرين والأصلين في نفسك وزناً على قوة كل أصل منهما في أصول التأويل ، ثم خذ بأرجحهما وأقواهما في تلك الأصول ، والثاني : تأليف الأصول بعضها إلى بعض حتى تخلصها كلاماً صحيحاً على جوهر أصول التأويل وقوتها وضعفها ، وتطرح عنها من الأضغاث والتمني وأحزان الشيطان وغيرها مما وصفت لك ، أو يستقر عندك أنها ليست رؤيا ولا يلتئم تأويلها فلا تقبلها والثالث : شدة فحصك وتثبتك في المسألة حتى تعرفها حق معرفتها ، وتستدل من سوى الأصول بكلام صاحب الرؤيا ومخارجه ومواضعه على تلخيصها وتحقيقها وذلك من أشد علم تأويل الرؤيا كما يزعمون ، وفي ذلك ما يكون من العلم بالأصول ، وبذلك يستخرج ويتوصل العابر ، وإلا فالاقتداء بالماضين من الأنبياء والرسل والحكماء في ذلك أقرب إلى الصواب إن شاء الله فافهم . وإن أردت أن تفهم وزن كلام الرؤيا في رجحان وزنه وخفته فاستدل بمسألة بلغني فيها عن ابن سيرين أن امرأة سألته أنها رأت في منامها رجلاً مقيداً مغلولاً فقال لها : لا يكون هذا لأن القيد ثبات في الدين وإيمان والغل خيانة وكفر فلا يكون المؤمن كافراً ، قالت المرأة : قد والله رأيت هذه الرؤيا بحال حسنة وكأني أنظر إلى الغل في عنقه في ساجور فلما سمع بذكر الساجور قال له ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ غير أبيه وإلى غير قومه ويدعى إلى العرب وليس منهم قالت المرأة : ' إن لله وإنا إليه راجعون ' وهكذا كل مسألة من الرؤيا معها شاهد أو شاهدان تدل على تحقيق التأويل كما قال الله تعالى يحكي رؤيا فرعون : ! ( إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ) ! إلى آخر الآية فالبقرات السمان هي السنون الخصبة والعجاف هي السنون الجدبة وقال : ! ( وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ) ! وهي السنون المسماة في تأويل البقرات ، ولكنها صارت شاهدات لتحقيق هذه السنين في البقرات كما صار الساجور شاهداً للغل بتحقيق الخيانة والكفر ، وليس نوع من العلم مما ينسب إلى الحكمة إلا يحتاج إليه في تأويل الرؤيا حتى الحساب وحتى الفرائض والأحكام والعربية وغرابتها لمعاني الأسماء وغيرها ، وما فيها من أمثال الحكمة وشرائع الدين والمناسك والحلال والحرام والصلاة والوضوء ، وغير ذلك من العلم والاختلاف فيه يقاس عليه ويأخذ منه فيه ، فليكن ما في يدك من الأصول المفسرة لك أوفق عندك مما يأتيك به صاحب الرؤيا ليزيلك عنها وإن كان ثقة صدوقاً عنك . ( واعلم ) : أنه لم يتغير من أصول الرؤيا القديمة شيء ، ولكن تغيرت حالات الناس في هممهم وآدابهم وإيثارهم أمر دنياهم على أمر آخرتهم ، فلذلك صار الأصل الذي كان تأويله همة الرجل وبغيته وكانت لك الهمة دينه خاصة دون دنياه فتحولت تلك الهمة عن دينه وإيثاره إياه فصارت في دنياه وفي متاعها وغضارتها وهي أقوى الهمتين عند الناس اليوم إلا أهل الدين والزهد في الدنيا ، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون التمر فيتأولونه حلاوة دينهم ، ويرون العسل فيتأولونه قراءة القرآن والعلم والبر ، وحلاوة ذلك في قلوبهم فصارت تلك الحلاوة اليوم والهمة في عامة الناس في دنياهم وغضارتها إلا القليل ممن وصفت ، وقد يرى الكافر الرؤيا الصادقة حجة لله عليه ، ألا ترى فرعون يوسف رأى سبع بقرات كما أخر الله تعالى في كتابه فصدقت رؤياه ؟ ورأى بختنصر زوال ملكه وعظيم ما يبتلى به فصدقت رؤياه على ما عبرها له دانيال الحكيم ورأى كسرى زوال ملكه فصدقت رؤياه ، فاعرف هذا المجرى في التأويل واعتبر عليه ترشد إن شاء الله تعالى .
____________________
(1/392)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل الليل لباساً والنوم سباتاً والنهار نشوراً ، والحمد لله الأبدي السابق القوي الخالق الوفي الصادق الذي لا يبلغ كنه مدحه الناطق ولا يعزب عنه ما تجن الغواسق ، فهو حي لا يموت ودائم لا يفوت ، وملك لا يبور وعدل لا يجور ، عالم الغيوب وغافر الذنوب ، وكاشف الكروب وساتر العيوب ، ذانت الأرباب لعظمته وخضعت الصعاب لقوته وتواضعت الصلاب لهيبته ، وانقادت الملوك لملكه ، فالخلائق له خاشعون ولأمره خاضعون ، وإليه راجعون ، تعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ، انتخب محمداً من خلقه ، واصطفاه من بريته ، واختاره لنبوته ، وأيده بحكمته ، وسدده بعصمته ، أرسله بالحق بشيراً برحمته ، ونذيراً بعقوبته ، مباركاً على أهل دعوته ، فبلغ ما أرسل به ونصح لأمته وجاهد في ذات ربه ، وكان كما وصفه ربه عز وجل رحيماً بالمؤمنين عزيزاً على الكافرين ، صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين . ( قال الأستاذ أبو سعيد الواعظ رضي الله عنه ) : أما بعد : فإنه لما كانت الرؤيا الصحيحة في الأصل منبئة عن حقائق الأعمال منبهة على عواقب الأمور ، إذ منها الآمرات والزاجرات ، ومنها المبشرات والمنذرات ، وكيف لا يكون كذلك وهي من بقايا النبوة وأجزائها بل هي أحد قسمي النبوة ، فإن من الأنبياء صلوات الله عليهم من كان وحيه الرؤيا فهو نبي ، ومن كان وحيه على لسان الملك وهو في اليقظة فهو رسول فقط ، وهذا هو الفرق بين الرسول والنبي . ( وقد ) : أخرنا أبو علي حامد بن عبدالله الرفاء قال : أخبرنا محمد بن المغيرة قال : حدثنا مكي بن إبراهيم قال : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' إذا اقترب الزمان تكدرت رؤيا المسلم أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ، والرؤيا ثلاثة : الرؤيا الصالحة بشرى من الله عز وجل ، ورؤيا المسلم التي يحدث بها نفسه ، ورؤيا تحزين الشيطان ، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلا يحدث به وليقم فليصل ' ، وقال : ' أحب القيد وأكره الغل ، القيد ثبات في الدين ' . ( وأخبرنا ) : أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر قال : حدثنا حامد بن محمد بن شعيب قال : حدثنا يحيى بن أيوب قال : حدثنا سعيد بن عبدالرحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضوان الله عليها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات قالوا : يا رسول الله وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو ترى له ' . ( أخبرنا ) : أبو عبدالله المهلبي قال : حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال : أخبرنا عقبة بن علقمة المعافري قال : أخبرني الأوزاعي قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير قال : حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن قال : حدثني عبادة بن الصامت قال : ' سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ! ( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أ ؛ د غيرك هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له ' . ( وأخبرنا ) : أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الفقيه قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا صدقة بن خالد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني عطاء الخراساني قال : حدثني ابن ثابت بن قيس بن شماس قال : ' لما أنزل الله تعالى : ! ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ! الآية دخل ثابت بن قيس بيته وأغلق عليه بابه وطفق يبكي ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فقال : إني رجل شديد الصوت
____________________
(1/393)
أخاف أن يكون قد حبط عملي قال : لست منهم تعيش بخير وتموت بخير ، قال ثم أنزل الله تعالى : ! ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ! فغلق عليه بابه وطفق يبكي ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فأخبره فقال : إني أحب الجمال وأحب أن أسود قومي قال : لست منهم بل تعيش حميداً وتقتل شهيداً ويدخلك الله الجنة ، قال : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب فلما لقوا انكشفوا فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حفر كل واحد منهما حفرة فأتيا فقاتلا حتى قتلا وعلى ثابت يومئذ درع نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها ، فبينما رجل من المسلمين نائم إذا أتاه قيس بن ثابت فقال : إني أوصيك بوصية إياك أن تقول هذا حلم فتضيعه إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين ومنزله في أقصى الناس وعند خبائه فرس يستن في طوله وقد ألقي على الدرع برمة وفوق البرمة رجل فأت خالد بن الوليد فمره فليبعث إلى درعي فيأخذها فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن علي من الدين كذا وكذا وفلان وفلان من رقيقي عتيق ، فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره فبعث إلى الدرع فأتى بها وحدث أبا بكر رضوان الله عليه برؤياه فأجز وصيته ولم نعلم أحداً أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس ' . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : فهذه الأخبار التي رويناها تدل على أن الرؤيا في ذاتها حقيقة وأن لها حكماً وأثراً ، وأول رؤيا رئيت في الأرض رؤيا آدم عليه السلام وهي ما أخبرنا به محمد بن عبدالله بن حمدويه قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : حدثنا عبدالمنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال : أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام إنك قد نظرت في خلفي فهل رأيت لك فيهم شبيهاً ؟ قال : لا يا رب وقد كرمتني وفضلتني وعظمتني فاجعل لي زوجاً تشبهني أسكن إليها حتى توحدك وتعبدك معي ، فقال الله تعالى له : نعم فألقى عليه النعاس فخلق منه حواء على صورته وأراه في منامه ذلك وهي أول رؤيا كانت في الأرض فانتبه وهي جالسة عند رأسه فقال له ربه : يا آدم ما هذه الجالسة التي عند رأسك ؟ فقال له آدم : الرؤيا أريتني في منامي يا إلهي . ( ومما ) : يدل على تحقيق الرؤيا في الأصل أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم أري في المنام ذبح ابنه فلما استيقظ ائتمر لما أمر به في منامه ، قال الله عز وجل حكاية عنه : ! ( يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) ! فلما علم إبراهيم عليه السلام برؤياه وبذل جهده في ذلك إلى أن فرج الله عنه بلطفه علم به أن للرؤيا حكماً . ثم رؤيا يوسف عليه السلام وهي ما أخبرنا محمد بن عبدالله بن محمد قال : أخبرنا الحسن بن محمد الزهري قال : حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : حدثنا عبدالمنعم بن إدريس قال : حدثني أبي عن وهب بن منبه أن يوسف بن يعقوب عليهما السلام رأى رؤيا وهو يومئذ صبي نائم في حجر أحد إخوته وبيد كل رجل منهم عصا غليظة يرعى بها ويتوكأ عليها ويقاتل بها السباع عن غنمه وليوسف عليه السلام قضيب خفيف دقيق صغير يتوكأ عليه ويقاتل به السباع عن غنمه ويلعب به وهو إذ ذاك صبي في الصبيان ، فلما استيقظ من نومه وهو في حجر أحد إخوته قال : ألا أخبركم يا إخوتي برؤيا رأيتها في منامي هذا ؟ قالوا بلى فأخبرنا ، قال : فإني رأيت قضيبي هذا غرز في الأرض ثم أتى بعصيكم كلها فغرزت حوله فإذا هو أصغرها وأقصرها فلم يزل يترقى في السماء ويطولها حتى طال عصيكم فثبت قائماً في الأرض وتفرشت عروقه من تحتها حتى انقلعت عصيكم فثبت قائماً وسكنت حوله عصيكم ، فلما قص عليهم هذه الرؤيا قالوا : يوشك ابن راحيل أن يقول لنا أنتم عبيدي وأنا سيدكم ، ثم لبث بعد هذا سبع سنين فرأى رؤيا فيها الكواكب والشمس والقمر فقال لأبيه : ! ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) ! فعرف يعقوب تأويل الرؤيا وخشي عليه إخوته ، فالقمر أبوه والشمس أمه والكواكب إخوته فقال : ! ( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) ! وذكر القصة إلى أن قال : ! ( ورفع أبويه على العرش ) ! يعني أجلسهما على السرير وآواهما إلى منزله وخر له أبواه وإخوته سجداً تعظيماً له ، وكانت تحية الناس في ذلك الزمان السجود ، ولم تزل تحية الناس السجود حتى جاء الله تعالى بالإسلام فذهب بالسجود وجاء بالمصافحة ثم إن يعقوب عليه السلام رأى في المنام قبل أن يصيب يوسف ما فعل إخوته وهو صغير كأن عشرة ذئاب أحاطت بيوسف
____________________
(1/294)
ويعقوب على جبل ويوسف في السهل فتعاورته بينهم فأشفق عليه وهو ينظر إليه من فوق الجبل إذ انفرجت الأرض ليوسف فغار فيها وتفرقت عنه الذئاب ، فذلك قوله لبنيه : ( إني أخاف أن يأكله الذئب ) . ثم قصة موسى صلى الله عليه وسلم وهو ما ذكر وهب أن فرعون حلم حلماً فظع به وهاله ، رأى كأن ناراً خرجت من الشأم أقبلت حتى انتهت إلى مصر فلم تدع شيئاً إلا أحرقته وأحرقت بيوت مصر كلها ومدائنها وحصونها فاستيقظ من نومه فزعاً مرتاعاً فجمع لها ملأ عظيماً من قومه فقصها عليهم فقالوا له : لئن صدقت رؤياك ليخرجن من الشأم رجل من ولد يعقوب يكون هلاك مصر وهلاك أهلها على يديه وهلاكك أيها الملك ، فعند ذلك أمر فرعون بذبح الصبيان حتى أظهر الله تعالى تأويل رؤياه ولم تغن عنه ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ عن سليمان بن عامر الكلاعي قال : حدثنا أبو أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ' بينما أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأخرجاني وأتيا بي جبلا وعراً فقالا لي : اصعد فقلت لا أطيقه قالا : إنا سنسهلة لك قال : فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بصوت شديد فقلت : ما هذه الأصوات ؟ فقالوا : هذه عواء أهل النار ثم انطلقا بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة تسيل أشداقهم دما فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يفطرون قبل تحله صومهم فقلت : خابت اليهود والنصارى ، قال سليمان : فلا أدري أشيء سمعه أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء قاله برأيه ؟ قال : ثم انطلقا بي فإذا بقوم أشد منهم انتفاخاً وأنتنهم ريحاً كأن ريحهم المراحيض فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الزانون والزواني ، قال : ثم انطلقا بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذراري المسلمين ، ثم شرفا بي شرفا فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم فقلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء زيد وجعفر وابن رواحة ، ثم شرفا بي شرفاً آخر فإذا بنفر ثلاثة ، قلت : من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء هم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وهم ينتظرونك ' . ( وأخبرنا ) : أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم قال : حدثني علي بن محمد الوراق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن نصر قال : أخبرنا يوسف بن بلال عن محمد بن مروان الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : ' سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عن عائشة فاشتكى لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تخوفنا عليه فبينما هو صلى الله عليه وسلم بين النائم واليقظان إذا ملكان أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه : ما شكواه ليفهم عنهما صلى الله عليه وسلم ؟ قال : طب ، قال : من فعله ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي ، قال : أين صنعه ؟ قال : في بئر ذروان قال : فما دواؤه ؟ قال : يبعث إلى تلك البئر فينزح ماءها ثم ينتهي إلى صخرة فيقلعها فإذا فيها وتر في كربة عليها إحدى عشرة عقدة فيحرقها فيبرأ إن شاء الله ، أما إنه إن بعث إليها استخرجها ، قال : فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وقد فهم ما قيل له : فبعث عمار بن ياسر ورهطاً من أصحابه إلى تلك البئر وقد تغير ماؤها كأنه ماء الحناء قال : فنزح ماءها ثم انتهى إلى الصخرة فاقتلعها فإذا تحتها كربة وفي الكربة وتر فيه إحدى عشرة عقدة فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هاتان السورتان ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! و ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! وهما إحدى عشرة آية ، فكلما قرأ آية انحلت عقدة ، فلما حل العقد قام النبي صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال قال : وأحرق الوتر ، قال : وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بهما وكان لبيد يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ذاكره النبي صلى الله عليه وسلم ولا رئي في وجهه شيء ' هذه جملة دالة على تحقيق أمر الرؤيا وثبتها في أخبار كثيرة يطول الكتاب بذكرها . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : لما رأيت العلوم تتنوع أنواعاً منها ما ينفع في الدنيا دون الدين ومنها ما ينفع فيهما جميعاً ، وكان علم الرؤيا من العلوم النافعة ديناً ودنيا استخرت الله تعالى في جمع صدر منه سالكاً نهج الاختصار مستعيناً بالله في إتمامه على ما هو أرضى لديه وأحب إليه ، ومستعيذاً به من وباله وفتنته ، والله تعالى ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل . ( قال الأستاذ أبو سعيد ) : يحتاج الإنسان إلى إقامة آداب لتكون رؤياه أقرب إلى الصحة ، فمنها أن يتعوذ الصدق
____________________
(1/395)
في أقواله لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً ' ومنها أن يحافظ على استعمال الفطرة جهده فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ' أنه كان يسأل أصحابه كل يوم هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا ؟ فيقصونها عليه فيعبرها لهم ، ثم سألهم أياماً فلم يقص عليه أحد منهم رؤيا فقال لهم : كيف ترون وفي أظفاركم الرفع ؟ ' وذلك أن أظفارهم قد طالت وتقليمها من الفطرة ومنها أن ينام على طهر ، وقد روي عن أبي ذر رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت : صوم ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الفجر وأن لا أنام إلا على طهر ومنها أن ينام على جنبه الأيمن فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في كل شيء ، وروي أنه كان ينام على جنبه الأيمن ويضع يده اليمنى تحت خذه الأيمن ويقول : ' اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك ' . وروي أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا أخذت مضجعها قالت : اللهم إني أسألك رؤيا صالحة صادقة غير كاذبة نافعة غير ضارة حافظة غير ناسية وفي بعض الأخبار أن من سنة النائم أن يقول إذا أوى إلى فراشه : اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام وسوء الأحلام وأن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة والمنام . ثم الرؤيا على ضربين : حق وباطل ، فأما الحق فما يراه الإنسان مع اعتدال طبائعه واستقامة الهواء وذلك من حين تهتز الأشجار إلى أن يسقط ورقها ، وأن لا ينام على فكرة وتمني شيء مما رآه في منامه ولا يخل بصحة الرؤيا جنابة ولا حيض . وأما الباطل منها فما تقدمه حديث نفس وهمة وتمن ولا تفسير لها ، وكذلك الاحتلام الموجب للغسل جار مجراه في أنه ليس له تأويل ، وكذلك رؤيا التخويف والتحزين من الشيطان قال الله تعالى : ! ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله ) ! ثم إن من السنة خمس خصال يعملها الذي يرى في منامه ما يكره يتحول عن جنبه الذي نام عليه إلى الجنب الآخر ويتفل عن يساره ثلاثاً ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقوم فيصلي ولا يحدث أحداً برؤياه وقد روي : ' أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنني أرى في المنام رؤيا تحزنني فقال عليه السلام : ' وأنا أيضاً أرى في المنام ما يحزنني فإذا رأيت ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثاً وقل : اللهم إني أسألك خير هذه الرؤيا وأعوذ بك من شرها ' . ومن ذلك أضعاف أحلام وهي أن يرى الإنسان كأن السماء صارت شقفاً ويخاف أن يقع عليه وأن الأرض رحى تدور أو نبته من السماء أشجار وطلع من الأرض نجوم أو تحول الشيطان ملكاً والفيل نملة وما أشبه ذلك ولا تأويل لها : ومن ذلك رؤيا يراها الإنسان عند تشويش طبائعه كالدموي يرى الحمرة ، والمرطوب يرى الرطبة ، والصفراوي يرى الصفرة ، والسوداوي يرى الظلمات والسواد ، والمحرور يرى الشمس والنار والحمام ، والمبرود يرى البرودات ، والممتلئ يرى الأشياء الثقيلة على نفسه ، فهذا النوع من الرؤيا لا تأويل له أيضاً ، ثم إن أصدق الرؤيا ما كانت في نوم النهار أو نوم آخر الليل فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' أصدق الرؤيا ما كان بالأسحار ' وروي أنه قال : ' أصدق الرؤيا النهار لأن الله تعالى أوحى إلي نهاراً ' وحكي عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه قال : أصدق الرؤيا رؤيا القيلولة . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : ولصاحب الرؤيا آداب يحتاج إلى أن يتمسك بها وحدود ينبغي أن لا يتعداها وكذلك للمعبر ، فأما آداب صاحب الرؤيا أن لا يقصها على حاسد وذلك أن يعقوب عليه السلام قال ليوسف : ! ( لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ) ! ولا يقصها على جاهل فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' لا تقصص رؤياك إلا على حبيب أو لبيب ' وأن يكذب في رؤياه فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرتين ' ولا يقصها إلا سراً كما رأى سراً ، ولا يقصها على صبي ولا امرأة ، والأولى أن يقص رؤياه في إقبال السنة وفي إقبال النهار دون إدبارهما . وأما آداب المعبر فمنها أن يقول إذا قص عليه أخوه رؤيا خيراً رأيت ، فقد روي : ' أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قصت عليه رؤيا يقول : خيراً تلقاه وشراً توقاه ، وخيراً لنا وشراً لأعدائنا ، الحمد لله رب العالمين اقصص رؤياك ' ومنها أن يعبرها على أحسن الوجوه فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' الرؤيا تقع على ما عبرت ' وروي أنه قال : ' الرؤيا على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت ' ومنها أن يحسن الاستماع إلى الرؤيا ثم يفهم السائل الجواب
____________________
(1/396)
ومنها يتأنى في التعبير ولا يستعجل به ومنها أن يكتم عليه رؤياه فلا يفشيها فإنه أمانة ويتوقف في التعبير عند طلوع الشمس وعند الزوال وعند الغروب ومنها أن يميز بين أصحاب الرؤيا فلا يفسر رؤيا السلطان حسب رؤيا الرعية فإن الرؤيا تختلف باختلاف أحوال صاحبها ، والعبد إذا رأى في منامه ما لم يكن له أهلاً فهو لمالكه لأنه ماله ، وكذلك المرأة إذا رأت ما لم تكن له أهلاً فهو لزوجها لأنها خلقت من ضلعه ، وتأويل رؤيا الطفل لأبويه . ومنها أن يتفكر في رؤيا تقص عليه فإن كانت خيراً عبرها وبشر صاحبها قبل تعبيرها وإن كانت شراً أمسك عن تعبيرها أو عبرها على أحسن محتملاتها ، فإن كان بعضها خيراً وبعضها شراً عارض بينهما ثم أخذ بأرجحهما وأقواهما في الأصول ، فإن أشكل عليه سأل القاص عن اسمه فعبرها على اسمه لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' إذا أشكل عليكم الرؤيا فخذوا بالأسماء وبيانه أن اسم سهل سهولة وسالم سلامة وأحمد ومحمد محمدة ونصر نصرة وسعاد سعادة ' وأيضاً يعتبر في ذلك ما يستقبله في ذلك الوقت فإن استقبلته عجوز فهي دنيا مدبرة ، وإن استقبلته برذون أو بغل أو حمار فهو سفر لقوله تعالى : ! ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) ! وإن سمع في ذلك الوقت نعيق الغراب واحدة أو ثلاثاً أو أربعاً أو ستاً فهو خير ، فأما الأربع فيسقط منها واحدة فيبقى ثلاثة والست خير لا يسمعها إلا الأكابر وإن سمع اثنتين فلا يستحب ، وحكي عن ابن عباس أنه قال : ' إذا نعق الغراب ثلاثاً هو خير وبالفارسية نيك ، وإذا نعق الغراب اثنتين فهو شر وبالفارسية بد ويكره أن يقص الرؤيا يوم الثلاثاء لأنه يوم إهراق الدماء ، ويوم الأربعاء لأنه يوم نحس مستمر ، ولا يكره سائر الأيام . وفي هذا القدر الذي صدرنا به كتابنا هذا غنية لمن تدبره وتأمل معانيه ، إذ لو بسطناه لأدى إلى الإبراء والملل ، وأرجو أن الله تعالى ينفعنا به ، ويعيذنا من علم لا ينفع ، وبطن لا يشبع ، ونفس لا تخشع ، ودعاء لا يسمع ، ومن طبع يهدي إلى طمع ، ومن طمع حيث لا مطمع ، إنه تعالى القادر على ما يشاء الفعال لما يريد ، وحسبي الله ونعم الوكيل .
____________________
(1/397)
( فارغة )
____________________
(1/398)
( الباب الأول ) ( في تأويل رؤيا العبد نفسه بين يدي ربه عز وجل في منامه ) أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هارون بعكا قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأوزاعي قال : أخبرني عبدالرحمن بن واصل أبو زرعة الحاضري قال : حدثنا أبو عبدالله التستري قال : رأيت في منامي كأن القيامة قد قامت وقمت من قبري فأتيت بدابة فركبتها ثم عرج بي إلى السماء فإذا فيها جنة وأردت أن أنزل فقيل لي ليس هذا مكانك فعرج بي إلى سماء سماء في كل سماء منها جنة حتى صرت إلى أعلى عليين فنزلت ، ثم أردت أن أقعد فقيل لي تقعد قبل أن ترى ربك عز وجل ؟ قلت لا فقمت فساروا بي فإذا بالله تبارك وتعالى قدامه آدم عليه السلام فلما رآني آدم أجلسني يمينه جلسة المستغيث قلت : يا رب قد أفلجت على الشيخ بعفوك فسمعت الله تعالى يقول : قم يا آدم قد عفونا عنك . ( أخبرنا ) : أبو علي الحسن بن محمد الزبيري قال : حدثنا محمد بن المسيب قال : حدثنا عبدالله بن حنيف قال : حدثني ابن أخت بشر بن الحارث قال : جاء رجل إلى بشر فقال : أنت بشر بن الحارث ؟ قال نعم قال : رأيت الرب عز وجل في المنام وهو يقول : أئت بشراً فقل له لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري لما قد بينت اسمك في الناس . ( وأخبرنا ) : أحمد بن أبي عمران الصوفي بمكة حرسها الله تعالى قال : أخبرني أبو بكر الطرسوسي قال : قال عثمان الأحول تلميذ الخراز : بات عندي أبو سعيد فلما مضى ثلث الليل صاح بي يا عثمان قم أسرج فقمت فأسرجت فقال لي : ويحك رأيت الساعة كأني في الآخرة والقيامة قد قامت فنوديت فأوقفت بين يدي ربي وأنا أرعد لم يبق علي شعرة إلا قد ماتت ، فقال : أنت الذي تشير إلي في السماع إلى سلمى وبثينة لولا أعلم أنك صادق في ذلك لعذبتك عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : من رأى في منامه كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله تعالى ينظر إليه فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة وإن لم يكن من الصالحين فعليه بالحذر لقوله تعالى : ! ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ! فإن رأى كأنه يناجيه أكرم بالقرب وحبب إلى الناس قال الله تعالى ! ( وقربناه نجيا ) ! وكذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي الله تعالى لقوله تعالى : ! ( واسجد واقترب ) ! فإن رأى أنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه وأدى أمانة إن كانت في يده وقوي سلطانه ، وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون خطأ في دينه لقوله تعالى : ! ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) ! فإن رآه بقلبه عظيماً كأنه سبحانه قربه وأكرمه وغفر له أو حاسبه أو بشره ولم يعاين صفة لقي الله تعالى في القيامة كذلك ، فإن رآه تعالى قد وعده المغفرة والرحمة كان الوعد صحيحاً لا شك فيه لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد ولكنه يصيبه بلاء في نفسه أو معيشته ما دام حياً ، فإن رآه تعالى كأنه يعطه انتهى عما لا يرضاه الله تعالى لقوله تعالى : ! ( يعظكم لعلكم تذكرون ) ! فإن كساه ثوباً فهو هم وسقم ما عاش ولكنه يستوجب بذلك الشكر الكثير ، فقد حكي أن بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين فلبسهما مكانه فسأل ابن سيرين فقال : استعد لبلائه فلم يلبث أن جذم إلى أن لقي الله تعالى ، فإن رأى نوراً تحير فيه فلم يقدر على وصفه لم ينتفع بيديه ما عاش ، فإن رأى أن الله تعالى سماه باسمه أو اسم آخر علا أمره وغلب أعداءه ، فإن أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فهو بلاء يستحق به رحمته فإن رأى كأن الله تعالى ساخط عليه فذلك يدل على سخط والديه عليه ، فإن رأى كأن أبويه ساخطان عليه دل ذلك على سخط الله عليه لقوله عز اسمه : ! ( اشكر لي ولوالديك ) ! وقد روي في بعض الأخبار رضا الله تعالى في رضا الوالدين وسخط الله تعالى في سخط الوالدين وقيل : من
____________________
(1/399)
رأى كأن الله تعالى غضب عليه فإنه يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى : ! ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) ! ولو رأى كأنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب الله تعالى عليه . فإن رأى نفسه بين يدي الله عز وجل في موضع يعرفه انبسط العدل والخصب في تلك البقعة وهلك ظالموها ونصر مظلوموها فإن رأى كأنه ينظر إلى كرسي الله تبارك وتعالى نال نعمة ورحمة فإن رأى مثالاً أو صورة فقيل له إنه إلهك أو ظن أنه إلهه سبحانه فعبده وسجد له فإنه منهمك في الباطل على تقدير أنه حق ، وهذه رؤيا من يكذب على الله تعالى ، فإن رأى كأنه يسب الله تعالى فإنه كافر لنعمه ربه عز وجل غير راض بقضائه . ( الباب الثاني ) ( في رؤيا الأنبياء والمرسلين عموماً وريا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصاً ) سمعت أبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقري قال : اشتريت جارية أحسبها تركية ولم تكن تعرف لساني ولا أعرف لسانها وكان لأصحابي جوار يترجمن عنها قال : فكانت يوماً من الأيام نائمة فانتبهت وهي تبكي وتصيح وتقول : يا مولاي علمني فاتحة الكتاب ، فقلت في نفسي : انظر إلى خبثها تعرف لساني ولا تكلمني به ، فاجتمع جواري أصحابي وقلن لها : لم تكوني تعرفين لسانه والساعة كيف تكلمينه ؟ فقالت الجارية : إني رأيت في منامي رجلاً غضبان وخلفه قوم كثير وهو يمشي فقلت من هذا ؟ فقالوا موسى عليه السلام ، ثم رأيت رجلاً أحسن منه ومعه قوم وهو يمشي فقلت من هذا ؟ فقالوا محمد صلى الله عليه وسلم فقلت : أنا أذهب مع هذا فجاء إلى باب كبير وهو باب الجنة فدق ففتح له ولمن معه ودخلوا وبقيت أنا وامرأتان فدققنا الباب ففتح وقيل : من يحسن أن يقرأ فاتحة الكتاب يؤذن له فقرأتا فأذن لهما وبقيت أنا فعلمني فاتحة الكتاب ، قال : فعلمتها مع مشقة كبيرة فلما حفظتها سقطت ميتة . ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : رؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم أحد شيئين : إما بشارة وإما إنذار ثم هي ضربان : أحدهما أن يرى نبياً على حالته وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره بمن عاداه . والثاني يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حاله وشدة مصيبته ثم يفرج الله عنه أخيراً فإن رأى كأنه قتل نبياً دل على أنه يخون في الأمانة وينقض العهد لقوله تعالى : ! ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق ) ! هذا على الجملة ، وأما على التفصيل فإن رأى آدم عليه السلام على هيئته نال ولاية عظيمة إن كان أهلاً لها لقوله تعالى : ! ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ! إن رأى أنه كلمه نال علماً لقوله تعالى : ! ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ! . وقيل : إن من رئي آدم اغتر بقول بعض أعدائه ثم فرج عنه بعد مدة فإن رئي متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم على العود إلى المكان الأول أخيراً ( ومن رأى ) شيثاً عليه السلام نال أموالاً وأولاداً وعيشة راضية ( ومن رأى ) إدريس أكرم بالورع وختم له بخير ( ومن رأى ) نوحاً عليه السلام طال عمره وكثر بلاؤه من أعدائه ثم رزق الظفر بهم وأكثر شكره الله تعالى لقوله تعالى : ! ( إنه كان عبدا شكورا ) ! وتزوج امرأة دنية فولدت له أولاداً ( ومن رأى ) هوداً عليه السلام تسفه عليه أعداؤه وتسلطوا على ظلمه ثم رزق الظفر بهم وكذلك من رأى صالحاً عليه السلام . ( ومن رأى ) إبراهيم عليه السلام رزق الحج إن شاء الله وقيل : إنه يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم ثم ينصره الله عليه وعلى أعدائه ويكثر الله له النعمة ويرزقه زوج صالحة وقيل : إن رؤيا إبراهيم عليه السلام عقوق الأب وحكي أن سماك بن حرب كف فرأى في منامه كأن إبراهيم عليه السلام مسح على عينه وقال : أئت الفرات فاغتمس فيه يرد الله عليك بصرك فلما انتبه فعل ذلك فأبصر ( ومن رأى ) إسحاق عليه السلام أصابه شدة في بعض الكبراء أو الأقرباء ثم يفرج الله عنه ويرزق عزاً وشرفاً وبشارة ويكثر الملوك والرؤساء والصالحون من نسله هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله ، فإن رآه متغير الحال ذهب بصره نعوذ بالله .
____________________
(1/400)
( ومن رأى ) إسماعيل عليه السلام رزق السياسة والفصاحة وقيل : إنه يتخذ مسجداً أو يعين عليه لقوله تعالى : ! ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ) ! وقيل : إن من رآه أصابه جهد من جهة أبيه ثم يسهل الله ذلك عليه ( ومن رأى ) يعقوب عليه السلام أصابه حزن عظيم من جهة بعض أولاده ثم يكشف الله تعالى ذلك عنه ويؤتيه محبوبه ( ومن رأى ) يوسف عليه السلام فإنه يصيبه ظلم وحبس وجفاء من أقربائه ويرمى بالبهتان ثم يؤتى ملكاً وتخضع له الأعداء ، فقد قيل في التعبير أن الأخ عدو ، وهذه دليل على كثرة صدقة صاحبها لقوله تعالى : ! ( وتصدق علينا ) ! وقد حكي أن بعض الناس رأى كأن يوسف عليه السلام ناوله إحدى خفيه فانتبه وقد صار معبراً وحكي أن إبراهيم بن عبدالله الكرماني رأى كأن يوسف عليه السلام كلمه فقال له علمني مما علمك الله فكساه قميص نفسه فاستيقظ وهو أحد المعبرين . وعن ابن سيرين قال : رأيت في المنام كأني دخلت الجامع فإذا أنا بمشايخ ثلاثة وشاب حسن الوجه إلى جانبهم فقلت للشاب : من أنت رحمك الله ؟ قال : أنا يوسف قلت : فهؤلاء المشيخة ؟ قال : آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب فقلت : علمني مما علمك الله قال : ففتح فاه وقال انظر ماذا ترى ؟ فقلت أرى لسانك ثم فتح فاه فقال : أنظر ماذا ترى ؟ فقلت لهاتك ثم فتح فاه فقال انظر ماذا ترى ؟ قلت أرى قلبك فقال : عبر ولا تخف ، فأصبحت وما قصت عليّ رؤيا إلا وكأني أنظر إليها في كفي ( ومن رأى ) يونس عليه السلام فإنه يستعجل في أمر يورثه ذلك حبساً وضيقاً ثم ينجيه الله تعالى ، وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يسرع الغضب والرضا ويكون بينه وبين قوم خائنين معاملة . ( ومن رأى ) شعيباً عليه السلام مقشعراً فإنه يذهب بصره ، فإن رآه على غير تلك الحالة فإنه يبخسه قوم قه عليه ويظلمونه ثم يقهرهم ، وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها له بنات ( ومن رأى ) موسى وهارون عليهما السلام أو أحدهما فإنه يهلك على يديه جبار ظالم وإن رآهما وهو قاصد حرباً رزق الظفر وحكي أن جارية لسعيد بن المسيب رأت كأن موسى عليه السلام ظهر بالشأم وبيده عصا وهو يمشي على الماء فأخبرت سعيداً برؤياها قال : إن صدقت رؤياك فقد مات عبد الملك بن مروان ، فقيل له : بم علمت ذلك ؟ قال : لأن الله تعالى بعث موسى ليقصم الجبارين وما أجد هناك إلا عبدالملك بن مروان فكان كما قال . ( ومن رأى ) أيوب عليه السلام ابتلي في نفسه وماله وأهله وولده ثم يعوضه الله من كل ذلك ويضاعف له لقوله تعالى : ! ( ووهبنا له أهله ومثلهم معهم ) ! ( ومن رأى ) داود عليه السلام على حالته أصاب سلطاناً وقوة وملكاً ( ومن رأى ) سليمان عليه السلام رزق الملك والعلم والفقه ، فإن رآه ميتاً على منبر أو سرير فإنه يموت خليفة أو أمير أو رئيس لا يعلم بموته إلا بعد مدة وقيل : من رأى سليمان انقاد له الولي والعدو وكثرت أسفاره ( ومن رأى ) زكريا عليه السلام رزق على كبر ولداً تقياً ( ومن رأى ) يحيى عليه السلام وفق للعفة والتقوى والعصمة حتى يصير في ذلك واحد عصره ( ومن رأى ) عيسى عليه السلام دلت رؤياه على أنه رجل نفاع مبارك كثير الخير كثير السفر ويكرم بعلم الطب وبغير ذلك من العلوم . ( أخبرنا ) : الشريف أبو القاسم جعفر بن محمد بمصر قال : حدثنا حمزة بن محمد الكناني قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر الرضا عن أبيه عن جده قال الحسن بن علي رضي الله عنهما : ما رأيت عيسى ابن مريم عليه السلام في النوم فقلت : يا روح الله إني أريد أن أنقش على خاتمي فما أنقش عليه ؟ قال : أنقش عليه لا إله إلا الله الحق المبين فإنه يذهب الهم والغم وقيل : إن رأت امرأة عيسى ابن مريم عليه السلام وهي حامل ولدت ابناً حكيماً ( ومن رأى ) مريم بنت عمران فإنه ينال جاهاً ورتبة من الناس ويظفر بجميع حوائجه وإن رأت امرأة هذه الرؤيا وهي حامل ولدت أيضاً ابناً حكيماً وإن افتري عليها برئت من ذلك وأظهر الله براءتها ، ( ومن رأى ) أنه يسجد لمريم فإنه يكلم الملك ويجلس معه ( ومن رأى ) دانيال الحكيم رزق حظاً وافراً وعلم الرؤيا وظفر بجبار بعد أن تصيبه منه شدة ، وقيل : إنه يصير أميراً أو وزير أمير وحكي أن أبا عبدالله الباهلي رأى كأنه حمل دانيال على عاتقه فوضعه على جدار وأحياه فكلمه وقال له : أبشر إنك دخلت في جملة ورثة الأنبياء وصرت إماماً من جملة المعبرين ، ( ومن رأى ) الخضر عليه السلام دل على ظهور الخصب والسعة بعد الجدوبة والأمن بعد الخوف وقال بعضهم : من رأى كأن بعض الأنبياء ضربه نال مناه في الدنيا ديناً ودنيا ، ( ومن رأى ) كأنه
____________________
(1/401)
بنفسه تحول نبياً معروفا نالته الشدائد بقدر مرتبة ذلك النبي في البلاء ويكون آخر أمره الظفر ويصير داعياً إلى الله سبحانه وتعالى . ( رؤيا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ) ( أخبرنا ) : أبو القاسم عمر بن محمد البصري بتنيس قال : حدثنا علي بن المسافر قال : حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب قال : حدثني عمي قال : أخبرني أبو بشر عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ' من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي ' قال أبو سلمة : قال أبو قتادة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' من رآني فقد رأى الحق ' . ( أخبرنا ) : أبو الحسن عبدالوهاب بن الحسن الكلابي بدمشق قال : حدثني أبو سليمان بن محمد الخزاعي عن محمد بن المصفى الحمصي عن يحيى بن سعيد القطان عن سعيد بن مسلم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' من رآني في المنام فلن يدخل النار ' ( وحدثنا ) : أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأصفهاني بمكة حرسها الله تعالى في المسجد الحرام قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن سهل عن محمد بن المصفى عن بكر بن سعيد عن سعيد قيس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' لن يدخل النار من رآني في المنام ' . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : قد بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين فطوبى لمن رآه في حياته فاتبعه ، وطوبى لمن يراه في منامه فإنه إن رآه مديون قضى الله دينه ، وإن رآه مريض شفاه الله ، وإن رآه محارب نصره الله ، وإن رآه صرور حج البيت ، وإن رثي في أرض جدبة أخصبت ، أو في موضع قد فشا فيه الظلم بدل الظلم عدلاً ، أو في موضع مخوف أمن أهله هذا إذا رآه على هيئته ، وإن رآه شاحب اللون مهزولاً أو ناقصاً بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة ، وكذلك إن رأى كسوة رثة وإن رأى أنه شرب دمه حباً له في خفية فإنه يستشهد في الجهاد ، وإن رأى أنه شرب علانية دل ذلك على ناقه ودخل في دم أهل بيته وأعان على قتلهم ، فإن رآه كأنه مريض ففاق من مرضه فإن أهل ذلك المكان يصلحون بعد الفساد ، وإن رآه عليه السلام راكباً فإنه يزور قبره راكباً ، وإن رآه راجلاً توجه إلى زيارته راجلاً ، وإن رآه قائماً استقام أمره وأمر إمام زمانه ، وإن رآه يؤذن في مكان خراب عمر ذلك المكان ، وإن رأى كأنه يؤاكله فذلك أمر منه إياه بإيتاء زكاة ماله ، فإن رأى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فإنه يموت من نسله واحد ، وإن رأى جنازته في بقعة حدثت في تلك البقعة مصيبة عظيمة ، فإن رأى أنه شيع جنازته حتى قبر فإنه يميل إلى البدعة ، وإن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالاً عظيماً ، وإن رأى كأنه ابن النبي وليس من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه ، وإن رأى كأنه أبو النبي عليه السلام دل على وهن دينه وضعف إيمانه ويقينه . ورؤية الرجل الواحد رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه لا تختص به بل تعم جماعة المسلمين روي أن أم الفضل قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ' رأيت في المنام كأن بضعة من جسمك قطعت فوضعت في حجري فقال : خيراً رأيت ، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيوضع في حجرك فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام فوضع في حجرها ' وروي أن امرأة قالت : ' يا رسول الله أريت في المنام كأن بعض جسدك في بيتي قال : تلد فاطمة غلاماً فترضعيه ، فولدت الحسين فأرضعته ' فإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه شيئاً من مستحب متاع الدنيا أو طعام أو شراب فإنه خير يناله بقدر ما أعطاه ، وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ وغيره فإنه ينجو من أمر عظيم إلا إنه يقع به أذى وتعب ، فإن رأى أن عضواً من أعضائه عليه السلام عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه على بدعة في شرائعه قد استمسك بها دون سائر الشرائع من الإسلام وترك سواها دون سائر المسلمين . ( سمعت أبا الحسين ) : علي بن محمد البغدادي بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : قال ابن أبي طيب الفقير : كان بي طرش عشر سنين فأتيت المدينة وبت بين القبر والمنبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله أنت قلت من سأل لي الوسيلة وجبت له شفاعتي ، قال : عافاك الله ما هكذا قلت ولكني قلت : من سأل لي الوسيلة من عند الله وجبت له شفاعتي ، قال : فذهب عني الطرش ببركة قوله : عافاك الله . حكى عبدالله بن الجلاء قال : دخلت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي فاقة فتقدمت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه
____________________
(1/402)
وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما ثم قلت : يا رسول الله بي فاقة وأنا ضيفك ، ثم تنحيت ونمت دون القبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلي فقمت فدفع إلي رغيفاً فأكلت بعضه وانتبهت وفي يدي بعض الرغيف . وعن أبي الوفاء القاري الهروي قال : رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام بفرغانة سنة ستين وثلاثمائة وكنت أقرأ عند السلطان وكانوا لا يسمعون ويتحدثون فانصرفت إلى المنزل مغتماً فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كأنه تغير لونه فقال لي عليه السلام : أتقرأ القرآن كلام الله عز وجل بين يدي قوم يتحدثون ولا يسمعون قراءتك ؟ لا تقرأ بعد هذا إلا ما شاء الله ، فانتبهت وأنا ممسك اللسان أربعة أشهر فإذا كانت لي حاجة أكتبها على الرقاع فحضرني أصحاب الحديث وأصحاب الرأي فأفتوا بأني آخر الأمر أتكلم فإنه قال : إلا ما شاء الله وهو استثناء فنمت بعد أربعة أشهر في الموضع الذي كنت نمت فيه أولاً فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يتهلل وجهه فقال لي : قد تبت ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال : من تاب تاب الله عليه أخرج لسانك فمسح لساني بسبابته وقال : إذا كنت بين يدي قوم وتقرأ كتاب الله فاقطع قراءتك حتى يسمعوا كلام الله فانتبهت وقد انفتح لساني بحمد الله ومنه . وحكي أن رجلاً من المياسير مرض فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كأنه يقول له : إن أردت العافية من مرضك فخذ لا ولا ، فلما استيقظ بعث إلى سفيان الثوري رضي الله عنه بعشرة آلاف درهم وأمره أن يفرقها على الفقراء وسأله عن تعبير الرؤيا فقال معنى قوله لا ولا الزيتونة فإن الله تعالى وصفها في كتابه فقال : ! ( لا شرقية ولا غربية ) ! وفائدة مالك ارتفاق الفقراء بك ، قال : فتداوى بالزيتون فوهب الله له العافية ببركة استعماله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه رؤياه وبلغنا أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكا إليه ضيق حاله فقال له : اذهب إلى علي بن عيسى وقل له يدفع إليك ما تصلح به أمرك فقال : يا رسول الله بأي علامة ؟ قال قل له بعلامة أنك رأيتني على البطحاء وكنت على نشز من الأرض فنزلت وجئتني فقلت ارجع إلى مكانك قال : وكان علي بن عيسى قد عزل فردت إليه الوزارة فلما انتبه جاء إلى علي بن عيسى وهو يومئذ وزير فذكر قصته فقال : صدقت ودفع إليه أربعمائة دينار فقال : اقض بهذه دينك ودفع إليه أربعمائة دينار أخرى فقال : اجعلها رأس مالك فإذا أنفقت ذلك ارجع إليّ . وذكر رجل يعرف بمرادك من أهل البصرة وكان يبيع الطيالسة قال : بعت ساجاً من بعض ولاة الأهواز وكنت أختلف إليه في ثمنه فسب أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما فمنعتني هيبته من الرد عليه فانقلبت وأنا مغموم فبت ليلتي كذلك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له : يا رسول الله إن فلاناً سب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قال : ائتني به فجئت به فقال : أضجعه فأضجعته فقال : اذبحه فتعاظم الذبح في عيني فقلت : يا رسول الله أذبحه فقال : اذبحه حتى قال ثلاث مرات فأمررت السكين على حلقه فذبحته فلما أصبحت قلت : أذهب إليه أعظه وأخبره بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت فلما بلغت داره سمعت الولولة فقيل إنه مات وأتى ابن سيرين رجل غير متهم في دينه قلقاً فقال : إني رأيت البارحة في النوم كأني وقد وضعت رجلي على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : هل بت البارحة مع خفيك ؟ قال نعم قال : فاخلعهما فخلعهما فكان تحت إحدى رجليه درهم عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( الباب الثالث ) ( في رؤيا الملائكة عليهم السلام ) سمعت أبا الفضل أحمد بن عمران الهروي بمكة حرسها الله تعالى قال : سمعت أبا بكر بن القاري يقول : سمعت أبا بكر جعفر بن الخياط الشيخ الصالح يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم جالساً معه جماعة من الفقراء متسمين بالتصوف فإذا بالسماء قد انشقت فنزل جبريل ومعه الملائكة بأيديهم الطسوت والأباريق فكانوا يصبون الماء على أيدي الفقراء ويغسلون أرجلهم ، فلما بلغوا إليّ مددت يدي فقال بعضهم لبعض : لا تصبوا الماء على يديه فإنه ليس منهم ، فقلت : يا رسول الله فإن كنت لست منهم فإني أحبهم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن مع من أحب فصب الماء على يدي حتى غسلتهما . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : رؤية الملائكة في النوم إذا كانوا معروفين مستبشرين يدل على ظهور شيء
____________________
(1/403)
لصاحب الرؤيا وعز وقوة وبشارة ونصرة بعد ظلم ، أو شفاء بعد مرض ، أو أمن بعد خوف ، أو يسر بعد عسر ، أو غنى بعد فقر ، أو فرج بعد شدة ، وتقتضي أن يحج صاحبها أو يغزو فيستشهد ، فإن رأى كأنه يعادي جبريل وميكائيل أو يجادلهما فإنه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة وكان رأيه موافقاً لرأي اليهود نعوذ بالله ، وإن رأى أنه أخذ من جبريل طعاماً فإنه يكون من أهل الجنة إن شاء الله ، وإن رأه حزيناً مهموماً أصابته شدة وعقوبة لأنه ملك العقوبة ، ( ومن رأى ) ميكائيل عليه السلام فإنه ينال مناه ف يالدارين إن كان تقياً وإن لم يكن تقياً فليحذر ، فإن رآه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطراً عاماً وأرخصت الأسعار فيها فإن كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئاً فإنه ينال نعمة وسروراً لأنه ملك الرحمة ، ( ومن رأى ) إسرافيل عليه السلام محزوناً بنفخ في الصور وظن أنه سمعه وحده دون غيره فإن صاحب الرؤيا يموت ، فإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوه ظهر في ذلك الموضع موت ذريع وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على انتشار العدل بعد انتشار الظلم ، وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية . ( ومن رأى ) ملك الموت عليه السلام مسروراً مات شهيداً ، فإن رآه باسراً ساخطاً مات على غير توبة ( ومن رأى ) كأنه يصارعه فصرعه مات فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله وقيل : من رأى ملك الموت طال عمره وحكي عن حمزة الزيات قال : رأيت ملك الموت في النوم فقلت : يا ملك الموت نشدتك بالله هل لي عند الله خير ؟ قال نعم وآية ذلك أنك تموت بحلوان فمات بحلوان فإن رأى كأن ملكاً من الملائكة يبشره بابن رزق ابناً عالماً رضياً وجيهاً لقوله تعالى : ! ( إن الله يبشرك بكلمة منه ) ! الآية وقوله : ! ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ) ! . إن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه خرج من الدنيا شهيداً وإن رأى أن ملكاً من الملائمة دخل عليه داره فليحذر دخول اللص داره وإن رأى كأن ملكاً أخذ منه سلاحه فإنه تذهب قوته ونعمته وربما فارق امرأته وإن رأى كأن الملائكة في موضع وهو يخافهم وقع في ذلك الموضع فتنة وحرب وإن رأى كأن الملائكة في موضع حرب ظفر بالأعداء وإن رآهم راكعين بين يديه أو ساجدين له نال أمانيه وعلا ذكره وأمره فإن رأى أنه يصارع ملكاً نال هماً وذلاً بعد العز وإن رأى مريض كأن ملكاً يواقع ملكاً قرب موته وإن رأى الملائكة هبطت من السماء إلى الأرض على هيئتها فذلك دليل على عز أهل الحق وذل أهل الباطل ونصرة المجاهدين فإن رآهم على صورة النساء فإنه يكذب على الله تعالى لقوله تعالى : ( أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولن قولا عظيما ) . وإن رأى أنه يطير مع الملائكة أو يصعد معهم إلى السماء ولا يرجع نال شرفاً في الدنيا ثم يستشهد وإن رأى كأنه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة لقوله تعالى : ! ( يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ) ! وإن رأى كأن الملائكة يلعنونه فذلك دلي على وهن دينه وإن رأى كأن الملائكة يضجون خرب بيته ومسكنه وإن رأى رهطاً من الملائكة في بلد أو محلة أو قرية فإنه يموت هناك عالم أو زاهد أو يقتل رجل مظلوم أو تهدم دار على قوم وإن رأى كأن ملائكة يصنعون مثل صناعته دل ذلك على ارتفاقه بصناعته وإن رأى ملكاً يقول له : اقرأ كتاب الله تعالى فإن كان رجلاً من أهل الخير أصاب شرفاً وإن لم يكن من أهل الخير فليحذر لقوله تعالى : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم حسيبا ) . وإن رأى الملائكة في موضع على خيل هلك هناك جبار . وإن رأى طيور تطيراً ولا يعرف أعنانها فهي ملائكة ورؤيتهم في المنام في مكان دليل على الانتقام من الظالمين ونصر المظلومين ( ومن رأى ) الكرام الكاتبين نال السرور والفرح في الدنيا والآخرة ورزق حسن الخاتمة إن كان من أهل الصلاح وإلا خيف عليه لقوله تعالى : ! ( كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) ! وقد قال بعض أهل العلم بهذه الصناعة أن رؤية الملك في صورة شيخ دليل على الزمان الماضي ، ورؤيته في صورة الشبان دليل على الزمن الحاضر ، ورؤيته في صورة صبي دليل على الزمان المستقبل . ( ومن رأى ) كأنه صار في صورة ملك فإن كان في شدة نال الفرج وإن كان في رق أعتق ، وإن كان شريفاً نال رياسة ، وإن كان مريضاً دلت هذه الرؤيا على موته ( ومن رأى ) كأن الملائكة يسلمون عليه آتاه الله بصيرة في حياته
____________________
(1/404)
وختم له بالخير وحكي أن شمويل اليهودي التاجر رأى في منامه وكان في سفر كأن الملائكة يصلون عليه فسأل معبراً فقال : إنك تدخل في دين الله وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : ! ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور ) ! فأسلم وهداه الله ، وكان سبب إسلامه أنه وارى رجلاً مديوناً فقيراً عن غريم له كان يطلبه . ( الباب الرابع ) ( في رؤية الصحابة والتابعين في المنام رضي الله عنهم وأرضاهم ) من رأى واحداً أو جميعهم أحياء دلت رؤياه على قوة الدين وأهله ، ودلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً ويعلو أمره ، فإن رأى كأنه صار واحداً منهم يناله شدائد ثم يرزق الظفر ، وإن رآهم في منامه مراراً صدقت معيشته ، وإن رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله ، وإن رأى عمر رضي الله عنه أكرم بالقوة في الدين والعدل في الأقوال وحسن السيرة فيمن تحت يده فإن رأى عثمان رضي الله عنه حياً رزق حياء وهيبة وكثر حساده ، وإن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حياً أكرم بالعلم ورزق الشجاعة والزهد ( ومن رأى ) القراء مجتمعين في موضع فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين والتجار والعلماء ( ومن رأى ) بعض الصالحين من الأموات صار حياً في بلده فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب والفرج والعدل من واليهم ويصلح حال رئيسهم . ورأى الحسن البصري رحمه اله كأنه لابس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال : أما درعه الصوف فزهده ، وأما كستيجه فقوته في دين الله ، وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس ، وأما قيده فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه ، وأما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل . ( الباب الخامس ) ( في تأويل سور القرآن العزيز ) ( أخبرنا ) : أبو سعيد عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب الرازي ، أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال : أنبأنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن أن رجلاً مات فرآه أخوه في المنام فقال : يا أخي أي الأعمال تجدون أفضل ؟ قال القرآن ، قال : أي آي القرآن أفضل ؟ قال : آية الكرسي ، قال : يرجو الناس قال نعم إنكم تعلمون ولا تعلمون ونحن نعلم ولا نعمل ( ومن رأى ) كأنه يقرأ فاتحة الكتاب فتحت له أبواب الخير وأغلقت عنه أبواب الشر ( ومن رأى ) كأنه يقرأ سورة البقرة طال عمره وحسن دينه ( ومن رأى ) أنه يقرأ آل عمران صفا ذهنه وزكت نفسه وكان مجادلاً لأهل الباطل ومن قرأ سورة النساء فإنه يكون قساماً للمواريث صاحب حرائر من النساء وجوار يرث النساء ويورث بعد عمر طويل . ومن قرأ سورة المائدة علا شأنه وقوي يقينه وحسن ورعه ومن قرأ سورة الأنعام كثرت أنعامه ودوابه ومواشيه ورزق الجود ومن قرأ سورة الأعراف لم يخرج من الدنيا حتى يطأ قدمه طور سيناء ومن قرأ سورة الأنفال رزقه الله الظفر بأعدائه ورزق الغنائم ومن قرأ سورة التوبة عاش في الناس محموداً ومات على توبة ومن قرأ سورة يونس حسنت عبادته ولم يضره كيد ولا سخر ومن قرأ سورة هود كان مرزوقاً من الحرث والنسل ومن قرأ سورة يوسف ظلم أولاً ثم يملك أخيراً ويلاقي سفراً يقيم فيه ومن قرأ سورة الرعد كان حافظاً لدعوات ويسرع إليه الشيب ومن قرأ سورة إبراهيم حسن أمره ودينه عند الله ومن قرأ سورة الحجر كان عند الله وعند الناس محموداً ومن قرأ سورة النحل رزق علماً وإن كان مريضاً شفي .
____________________
(1/405)
ومن قرأ سورة بني إسرائيل كان وجيهاً عند الله ونصر على أعدائه ومن قرأ سورة الكهف نال الأماني وطال عمره حتى يمل الحياة ويشتاق إلى الموت ومن قرأ سورة مريم أحيا سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويكذب عليه ثم تظهر براءته ومن قرأ سورة طه لم يضره سحر ساحر ومن قرأ سورة الأنبياء نال الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر ورزق علماً وخشوعاً ومن قرأ سورة الحج رزق الحج مراراً إن شاء الله تعالى ومن قرأ سورة المؤمنين قوي إيمانه وختم له به ومن قرأ سورة النور نور الله قلبه وقبره ومن قرأ سورة الفرقان كان فارقاً بين الحق والباطل ومن قرأ سورة الشعراء عصمه الله من الفواحش ومن قرأ سورة النمل أوتي ملكاً ومن قرأ سورة القصص رزق كنزاً حلالاً ومن قرأ سورة العنكبوت كان في أمان الله وحرزه إلى أن يموت ومن قرأ سورة الروم فتح الله على يديه بلدة من بلاد المشركين وهدى على يديه قوماً ومن قرأ سورة لقمان أوتي الحكمة ومن قرأ سورة السجدة مات في سدته وصار من الفائزين عند الله ومن قرأ سورة الأحزاب كان من أهل التقى واتبع الحق ومن قرأ سورة سبأ تزهد في الدنيا وآثر العزلة ومن قرأ سورة فاطر فتح اله عليه باب النعم ومن قرأ سورة يسن رزق محبة أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قرأ سورة الصافات رزقه الله ولداً صاحب يقين طائعاً له ومن قرأ سورة ص كثر ماله وحذق في صناعته ومن قرأ سورة الزمر خلص دينه وحسنت عاقبته ومن قرأ سورة المؤمنون رزق رفعة في الدنيا والآخرة وتجري الخيرات على يديه ومن قرأ سورة حم السجدة يكون داعياً إلى الحق ويكثر محبوه ومن قرأ حم عسق عمر عمراً طويلاً إلى غاية ومن قرأ الزخرف كان صادقاً في أقواله ومن قرأ سورة الدخان رزق الغنى ومن قرأ سورة الجاثية فإنه يخشع لربه ما عاش ومن قرأ سورة الأحقاف رأى العجائب في الدنيا ومن قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم حسنت سيرته ومن قرأ سورة الفتح وفق للجهاد ومن قرأ سورة الحجرات يصل رحمه ومن قرأ سورة ق وسع عليع رزقه ومن قرأ سورة الذاريات كان مرزوقا من الحرث والزرع ومن قرأ سورة الطور دلت رؤياه على أنه يجاور بمكة ومن قرأ سورة النجم رزق ولداً جميلاً وجيهاً ومن قرأ سورة القمر فإنه يسحر ولا يضره ومن قرأ سورة الرحمن نال في الدنيا النعمة وفي الآخرة الرحمة ومن قرأ سورة الواقعة كان سباقاً إلى الطاعات ومن قرأ سورة الحديد كان محمود الثر صحيح البدن ومن قرأ سورة المجادلة كان مجادلاً لأهل الباطل قاهراً لهم بالحجج ومن قرأ سورة الحشر أهلك الله أعداءه . ومن قرأ سورة الممتحنة نالته محنة وأجر عليها ومن قرأ سورة الصف استشهد ومن قرأ سورة الجمعة جمع الله له الخيرات ومن قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق ومن قرأ سورة التغابن استقام على الهدى ومن قرأ سورة الطلاق دل على نزاع بينه وبين امرأته يؤدي ذلك إلى الفراق ومن قرأ سورة الملك كثرت أملاكه ومن قرأ سورة نون رزق الكتابة والفصاحة ومن قرأ سورة الحاقة كان على الحق ومن قرأ سورة المعارج كان آمناً منصوراً ومن قرأ سورة نوح كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر مظفراً على الأعداء ومن قرأ سورة الجن عصم من شر الجن ومن قرأ سورة المزمل وفق للتهجد ومن قرأ سورة المدثر حسنت سريرته وكان صبوراً ومن قرأ سورة القيامة فإنه يتجنب الحلف فلا يحلف أبداً . ومن قرأ سورة هل أتى وفق للسخاء ورزق الشكر وطابت حياته ومن قرأ سورة المرسلات وسع عليه في رزقه ومن قرأ سورة عم يتساءلون عظم شأنه وانتشر ذكره بالجميل ومن قرأ سورة النازعات نزعت الهموم والخيانات من قلبه ومن قرأ سورة عبس فإنه يكثر إيتاء الزكاة والصدقة ومن قرأ سورة التكوير كثرت أسفاره في ناحية المشرق وكثرت أرباحه في أسفاره ومن قرأ سورة الانفطار قربه السلاطين وأكرموه ومن قرأ سورة المطففين رزق الأمانة والوفاء والعدل ومن قرأ سورة الانشقاق كثر نسله وولده ومن قرأ سورة البروج فاز من الهموم وأكرم بنوع من العلوم وقيل ذلك علم النجوم ومن قرأ سورة الطارق ألهم كثرة التسبيح ومن قرأ سورة سبح تيسرت عليه أموره ومن قرأ سورة الغاشية ارتفع قدره وانتشر ذكره وعلمه . ومن قرأ سورة الفجر كسي البهاء والهيبة ومن قرأ سورة البلد وفق لإطعام وإكرام الأيتام ورحمة الضعفاء ومن قرأ سورة الشمس أوتي الفهم وذكاء الفطنة في الأشياء ومن قرأ سورة الليل وفق لقيام الليل وعصم من هتك الستر
____________________
(1/406)
ومن قرأ سورة الضحى فإنه يكرم المساكين والأيتام ، وقد حكي أن بعض العلوية رأى في منامه مكتوباً على جبينه سورة الضحى فأخبر بذلك ابن المسيب فعبرها بدنو الأجل فمات العلوي بعد ليلة ومن قرأ سورة ألم نشرح فإن الله يشرح للإسلام صدره وييسر عليه أمره وتنكشف عنه همومه ومن قرأ سورة التين عجل له قضاء حوائجه وسهل له رزقه ومن قرأ سورة اقرأ رزق الكتابة والفصاحة والتواضع ومن قرأ سورة القدر طال عمره وعلا أمره وقدره ومن قرأ لم يكن هدى الله على يديه قوماً ضالين . ومن قرأ سورة الزلزلة زلزل الله به أقدام أهل الكفر ومن قرأ سورة العاديات رزق الخيل وارتباطها ومن قرأ سورة القارعة أكرم بالعبادة والتقوى ومن قرأ سورة التكاثر كان زاهداً في المال تاركاً لجمعه ومن قرأ سورة العصر وفق للصبر وأعين على الحق ويناله خسران في تجارته ويتعقبه ربح كثير ومن قرأ سورة الهمزة فإنه يجمع مالاً ينفعه في أعمال البر ومن قرأ سورة الفيل نصر على الأعداء وجرى على يديه فتوح في الإسلام ومن قرأ سورة قريش فإنه يطعم المساكين ويؤلف الله بينه وبين قلوب عباده في المحبة ومن قرأ سورة أرأيت فإنه يظفر بمن خالفه وعانده ومن قرأ سورة الكوثر كثر خيره في الدارين ومن قرأ سورة الكافرون وفق لمجاهدة الكافرين ومن قرأ سورة النصر نصره اله على أعدائه وهذه الرؤيا تدل على قرب وفاة صاحبها فإنها سورة نعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : إني رأيت في المنام كأني أقرأ سورة الفتح فقال : عليك بالوصية فقد جاء أجلك ، فقال : ولم ؟ قال : لأنها آخر سورة نزلت من السماء . ومن قرأ سورة تبت يدا فإن بعض أهل النفاق يتشمر لمعاداته وطلب عثراته ثم يهلكه الله عز وجل ومن قرأ سورة الإخلاص نال مناه وعظم ذكره ووقي زلات توحيده ، وقيل : يقل عياله ويطيب عيشه ، وقد قيل : إن قراءتها أيضاً دليل على اقتراب الأجل وقد حكي أن بعض الصالحين رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه فقص ذلك على سعيد بن المسيب فقال : إن صدقت رؤياك فقد دنا موتك فكان كما قال ومن قرأ سورة الفلق فإن الله يدفع عنه شر الإنس والجن والهوام والحساد ومن قرأ سورة الناس عصم من البلايا وأعيذ من الشيطان وجنوده ووسواسهم . ( قال أبو سعيد رضي الله عنه ) : والأصل في هذا النوع من الرؤيا أن يتدبر المعبر رؤيا القاص عليه في هذا الباب ، فإن كانت الآية التي رأى أنه قرأها آية رحمة مبشرة بشرة بالرحمة والنعمة والأمن والغبطة ، وإن كانت عقوبة حذره ارتكاب معصية يستحقها بها ، وأشار عليه بترك معصية هو فيها أو هام بها قاصداً لها ، فإن رأى كأنه يقرأ القرآن ظاهراً فإنه يكون مؤدياً للأمانات مستقيماً على الحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لقوله تعالى : ! ( يتلون آيات الله ) ! - إلى قوله - ! ( ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ! فإن رأى كأنه يقرأ في مصحف نال حكمة وعزاً وذكراً وحسن دين والمصحف حكمة في التأويل فإن رأى أنه اشترى مصحفاً انتشر علمه في الدين والناس وأفاد خيراً ( ومن رأى ) أنه باع مصحفاً فإنه يحتقب الفواحش ، فإن رأى أنه أحرق مصحفاً أفسد دينه . فإن رأى أنه سرق مصحفاً نسي الصلاة ، فإن رأى في يده كتاباً أو مصحفاً فلما فتحه لم يكن فيه كتابة دل على أن ظاهره بخلاف باطنه ، فإن رأى أنه يأكل أوراق المصاحف فإنه يكتب المصاحف بأجرة ويطلب رزقه من غير وجهه ، فإن رأى أنه يقبل المصحف فإنه لا يقصر في أداء الواجبات ، فإن رأى أنه يكتب القرآن في خزف أو صدف فإنه يقول في القرآن برأيه ، فإن رأى أنه يكتبه على الأرض فهو ملحد وقد حكي أن الحسن البصري رحمه الله كأنه يكتب القرآن في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك فإن رؤياك تدل على ذلك ، فإن رأى كأنه يقرأ القرآن وهو متجرد فإنه صاحب أهواء ( ومن رأى ) كأنه يأكل القرآن فإنه يأكل به ( ومن رأى ) كأنه متوسد مصحفاً فإنه رجل لا يقوم بما معه من القرآن لقوله صلى الله عليه وسلم : ' لا توسدوا بالقرآن ' ( ومن رأى ) أنه حفظ القرآن ولم يكن يحفظه نال ملكاً لقوله تعالى : ! ( إني حفيظ عليم ) ! . ( ومن رأى ) كأنه يسمع القرآن قوي سلطانه وحسنت خاتمته ( ومن رأى ) أن المصحف أخذ منه فإنه ينتزع منه علمه وينقطع علمه في الدنيا من رأى أنه يتلى عليه القرآن وهو لا يفهمه أصابه مكروه إما من الله أو من السلطان لقوله تعالى : ! ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) ! ومن رأى آية رحمة فإذا وصل إلى آية
____________________
(1/407)
عذاب عسرت عليه قراءتها أصاب فرجاً ( ومن رأى ) أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة ( ومن رأى ) أنه يختم القرآن ظفر بمراده وكثر خيره . وحكي أن امرأة رأت كأن في حجرها مصحفاً وهي تقرأ منه فجاءت فروجتان يلتقطان كل كتابة فيها حتى استوفتا جميع كتابته أكلاً فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال : ستلدين ابنين يحفظان القرآن فكان كذلك وحكي أن رجلاً من القراء رأى في منامه كأنه يقطع ورقة ورقة من المصحف فيضعها على النار فيسكن لهبها فرفعها إلى بعض المفسرين فقال : ستكون فتنة من جهة السلطان وتسكن بقراءتك القرآن فكان كذلك ومن سمع قراءة القرآن قوي سلطانه وحمدت عاقبته وأعيذ من كيد الكائدين لقوله تعالى : ( فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستوراً ) . ( الباب السادس ) ( في تأويل رؤيا الإسلام ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : كل مشرك رأى في منامه أو رآه غيره كأنه في الجنة أو على أساور من فضة فإنه يسلم لقوله تعالى : ! ( وحلوا أساور من فضة ) ! وكلك لو رأى أنه يدخل حصناً فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' يقول الله تعالى : لا إله إلا أنا تعالى حصني فمن دخله أمن من عذابي ' فإن رأى مشرك أنه أسلم أو رأى أنه يصلي نحو القبلة أو رأى أنه يشكر الله تعالى هدي للإسلام ، وإن كان في دار الشرك فرأى في منامه أنه تحول إلى دار الإسلام فإنه يموت عاجلاً لأن دار الإسلام دار الحق فإن رأى مسلم في منامه كأنه يقول أسلمت استقامت أموره واستحكم إخلاصه فإن رأى مسلم كأنه يسلم ثانياً سلم من الآفات ( ومن رأى ) من المشركين كأنه كان ميتاً فحيي فإنه يسلم وكذلك إذا رأى سعة في صدره فإنه يسلم وكذلك إذا رأى نفسه في سفينة في البحر فإنه يسلم . ( الباب السابع ) ( في تأويل السلام والمصافحة ) من رأى كأنه يصافح عدواً ويعانقه ارتفعت من بينهما العداوة وثبتت الألفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' المصافحة تزيد المودة ' ( ومن رأى ) أن عدوه مسلم عليه فإنه يطلب إليه الصلح ( ومن رأى ) أنه سلم على من ليس بينه وبينه عداوة أصاب المسلم عليه من المسلم فرحاً ، وإن كانت بينهما عداوة فإنه يظفر بالمسلم ويأمن بوائقه ( ومن رأى ) كأنه سلم على شيخ لا يعرفه فإن ذلك أمان من عذاب الله عز وجل ومن رأى أنه سلم على شيخ يعرفه فإنه ينكح امرأة حسناء وينال أنواع الفواكه لقوله تعالى : ! ( لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولا من رب رحيم ) ! فإن سلم عليه شاب لا يعرفه فإنه يسلم من شر أعدائه ومن كان يخطب إلى رجل فرأى كأنه يسلم على ذلك الرجل فرد عليه جواب سلامه فإنه يزوجه ، فإن لم يرد سلامه لم يزوجه ، وكذلك إن كان بينه وبين رجل تجارة فرأى في منامه كأنه سلم عليه فرد جوابه استقامت تلك التجارة بينهما ، فإن لم يرد جوابه لم تستقم . ( الباب الثامن ) ( في تأويل رؤيا الطهارة ) ( قال الأستاذ أبو سعيد الواعظ رحمه الله ) : أولى الطهارات بتقديم الذكر الختان وهو من الفطرة فمن رأى كأنه اختتن فقد عمل خيراً طهره الله به من الذنوب وأحسن القيام بأمر الله تعالى ولو قال قائل إنه يخرج من الهموم لم يبعد فإن رأى كأنه أقلف فإن القلفة زيادة مال ووهن في الدين ، وهذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا
____________________
(1/408)
فإن رأى أنه اختتن فسال منه دم كثير خرج عن ذنوبه واقبل على إقامة سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسواك من الفطرة أيضاً وهذه رؤيا أهل السنة فمن رأى أنه يستاك فإنه يكون محسناً إلى أقاربه واصلاً لرحمه ، فإن رأى أنه يستاك بشيء من نجس فإنه ينفق مالاً حراماً في طاعة ( ومن رأى ) أنه يتوضأ وضوءه للصلاة فإنه أمان من الله تعالى ( ومن رأى ) أنه جنب فإنه يسافر ويطلب حاجة لا سوى لها ( ومن رأى ) أنه اغتسل فإنه يقضي حاجة والاغتسال يطهر الذنوب ويكشف الهموم ( ومن رأى ) أنه اغتسل ولبس ثياباً جدداً فإن كان معزولاً عن ولاية ردت إليه وإن كان فقيراً أثرى وغنى ، وإن كان مسجوناً خلي سبيله ، وإن كان مريضاً عوفي ، وإن كان تاجراً قد كسدت تجارته أو صانعاً قد تعذرت عليه صنعته استقام أمرهما وتجدد لهما أمر في أتم دولة ، وإن كان صروراً حج ، وإن كان مهموماً فرج الله همه ، وإن كان مديوناً قضى الله دينه لأن أيوب حين اغتسل ولبس ثياباً جدداً وهب الله له أهله ومثلهم معهم وذهب همه وصح جسمه فإن رأى أنه اغتسل ولبس ثياباً خلقاً فإنه يذهب همه ويفتقر ( ومن رأى ) أنه يغتسل إلا أنه لم يتم اغتساله لم يتم أمره ولم ينل ما يطلبه . ( ومن رأى ) كأنه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإنه يظفر بشيء كان سرق له ( ومن رأى ) كأنه يتوضأ ودخل في الصلاة خرج من الهموم وشكر الله تعالى على الفرج ( ومن رأى ) كأنه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو في هم ينتظر الفرج ولا يناله وإن رأى تاجر أنه يصلي بغير وضوء فإنه يتجر من غير رأس مال وإن رأى أمير هذه الرؤيا فلا يجتمع له جند ، وإن رآها محترف لم يستقر به قرار ( ومن رأى ) أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه فإنه متحير في أمر لا يجد منه خلاصاً ، وقيل : الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' رأيت رجلاً من أمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك ' ( ومن رأى ) أنه يتيمم فقد دنا فرجه وقربت راحته لأن التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى . ( الباب التاسع ) ( في تأويل رؤيا الأذان والإقامة ) ( أخبرنا ) : أبو بكر محمد بن عبدالله بن قريش قال : أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي قال : حدثنا وهب بن جرير قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن إسحاق قال : حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبدالله بن زيد الأنصاري عن أبيه قال : ' أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بالذي رأيته من الأذان فقال : إن هذه لرؤيا حق فقم فألقها على بلال فإنه أندى صوتاً منك ، قال : ففعلت قال : فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع أذان بلال يجر ثوبه وقال : يا رسول الله رأيت مثل ما رأى عبدالله بن زيد قال : فقال : الحمد لله فذاك أثبت ' . ( وأخبرنا ) أبو بكر قال : أخبرنا الحسن بن سفيان عن إسماعيل بن عبيد الحراني عن محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبدالله بن زيد الأنصاري عن أبيه قال : ' كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم بالبوق وأمر بالناقوس فنمت فرأى عبدالله بن زيد الأنصاري في المنام قال : رأيت رجلاً عليه ثوبان اخضران يحمل ناقوساً فقلت : يا عبدالله أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قلت : ننادي به للصلاة ، قال : أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك ؟ قلت بلى ، قال : تقول : الله أكبر ثم لقنني كلمات الأذان ثم مشى هنيهة ولقنني كلمات الإقامة ، فلما استيقظت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال عليه السلام : إن أخاكم قد رأى رؤيا فاخرج مع بلال إلى المسجد فألقها عليه فليناد بها فإنه أندى صوتاً منك فخرجت معه فجعلت ألقيها وينادي بها بلال ، فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصوت فخرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى ' . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : من رأى أنه أذن مرة أو مرتين وأقام وصلى صلاة فريضة رزق حجاً وعمرة لقوله تعالى : ! ( وأذن في الناس بالحج ) ! ولأن بعرفات يؤذن ويقام مرتين مرتين ، فإن رأى كأنه يؤذن على منارة فإنه يكون داعياً إلى الحق ويرجى له الحج ، فإن رأى كأنه يؤذن في بئر فإنه يحث الناس على سفر بعيد ، فإن رأى
____________________
(1/409)
كأنه مؤذن وليس بمؤذن في اليقظة ولي ولاية بقدر ما بلغ صوته إن كان للولاية أهلاً ، فإن رأى كأنه يؤذن على تل أصاب ولاية من رجل أعجمي وإن لم يكن للولاية أهلاً فإنه يصيب تجارة رابحة أو حرفة عزيزة ، فإن رأى أنه زاد في الأذان أو نقص منه أو غير ألفاظه فإنه يظلم الناس بقدر الزيادة والنقصان ، وإن أذن في شارع فإن كان من أهل الخير فإنه أمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كان من أهل الفساد فإنه يضرب ( ومن رأى ) كأنه يؤذن على حائط فإنه يدعو رجلاً إلى الصلح ، وإن أذن فوق بيت فإنه يموت أهله ، فإن أذن فوق الكعبة فإنه يظهر بدعة والأذان في جوف الكعبة لا يحمد ، ومن أذن على سطح جاره فإنه يخون جاره في أهله ، ومن أذن بين قوم فلم يجيبوه فإنه بين قوم ظلمة لقوله تعالى : ! ( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) ! . ومن رأى أنه أذن وأقام فإنه يقيم سنة ويميت بدعة ( ومن رأى ) صبياً يؤذن فإنه براءة لوالديه من كذب وبهتان لقصة عيسى عليه السلام ، والأذان في الحمام لا يحمد ديناً ولا دنيا وقيل إنه يقود ، فإن أذن في البيت الحار فإنه يحم حمى نافض ، فإن أذن في البيت البارد فإنه يحم حمى حارة ، ومن أذن على باب سلطان فإنه يقول حقاً . ( وحكي ) : عن ابن سيرين رحمه الله أنه قال : الأذان مفارقة شريك لقوله تعالى : ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يقوم الحج الأكبر ) الآية فإن أذن في قافلة فإنه يسرق لقوله تعالى : ! ( أيتها العير إنكم لسارقون ) ! والأذان في البرية أو المعسكر يكون جاسوساً للصوص ومن كان محبوساً فرأى كأنه يقيم أو يصلي قائماً فإنه يطلق لقوله تعالى : ! ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة ) ! الآية ( ومن رأى ) غير محبوس أنه يقيم إقامة الصلاة فإنه يقوم له أمر رفيع يحسن الثناء عليه فيه ( ومن رأى ) كأنه أقام على باب داره فوق سرير فإنه يموت ( ومن رأى ) كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب سلب عقله لقوله تعالى : ( وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ) . ( وحكي ) : عن دانيال الصغير أنه قال : من رأى كأنه أذن وأقام وصلى فقد تم عمله وهو دليل الموت ومن سمع أذاناً في السوق فإنه موت رجل من أهل تلك السوق ومن سم أذاناً يكرهه فإنه ينادى عليه في مكروه . ( وقال الأستاذ أبو سعيد ) : الأصل في هذا الباب أن الأذان إذا رآه من هو أهل له كان محموداً إذا أذن في موضعه ، وإذا رآه من ليس بأهل أو رآه في غير موضعه كان مكروهاً ، فإن أذن في مزبلة فإنه يدعو أحمق إلى الصلح ولا يقبل منه ، وإن أذن في بيت فإنه يدعو امرأة إلى الصلح ، فإن أذن مضطراً فإنه يغشى امرأة . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أؤذن فقال : تحج وأتاه آخر فقال : رأيت كأني أؤذن فقال : تقطع يدك ، قيل له : كيف فرقت بينهما ؟ قال : رأيت للأول سيما حسنة فأولت : ! ( وأذن في الناس بالحج ) ! ورأيت للثاني سيما غير صالحة فأولت : ( فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ) . ( الباب العاشر ) ( في تأويل رؤيا الصلاة وأركانها ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : الأصل في رؤيا الصلاة في المنام أنها محمودة ديناً ودنيا ، وتدل على إدراك ولاية ونيل رسالة أو قضاء دين أو أداء أمانة أو إقامة فريضة من فرائض الله تعالى ، ثم هي على ثلاث أضرب : فريضة وسنة وتطوع ، فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأن صاحبها يرزق الحج ويجتنب الفواحش لقوله تعالى : ! ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ! والسنة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالى : ! ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) ! وشفقة على خلق الله تعالى وعلى أنه يكرم عياله ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة ويسعى في أمور أصدقائه فورثه ذلك عزاً ، والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم ، فإن رأى كأنه يصلي فريضة الظهر في يوم صحو فإنه يتوسط في أمر يورثه ذلك عزاً حسب صفاء ذلك اليوم ، فإن كان يوم غيم فإنه يتضمن حمل غموم .
____________________
(1/410)
فإن رأى كأنه يصلي العصر فإنه يدل على أن العمل الذي هو فيه لم يبق منه إلا أقله ، فإن رأى أنه يصلي الظهر في وقت العصر فإنه يقضي دينه فإن رأى إحدى الصلاتين انقطعت عليه فإنه يقضي نصف الدين أو نصف المهر لقوله تعالى : ! ( فنصف ما فرضتم ) ! فإن رأى كأنه يصلي فريضة المغرب فإنه يقوم بما يلزمه من أمر عياله ، فإن رأى أنه يصلي العتمة فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم وتسكن إليه نفوسهم فإن رأى كأنه يصلي فريضة الفجر فإنه يبتدئ أمراً يرجع إلى إصلاح معاشه ومعاش عياله فإن رأى كأنه يصلي الظهر أو العصر أو العتمة ركعتين فإنه يسافر ، فإن رأت مثلها امرأة حاضت من يومها ، فإن رأى كأنه يصلي قاعداً من غير عذر لم يقبل عمله فإن رأى كأنه يصلي على جنبه مرض ، فإن رأى كأنه يصلي راكباً أصابه خوف شديد ، فإن رأى كأن يصلي بالناس وهو راكب وهم ركبان فإن كانوا في حرب رزقوا الظفر . فإن رأى كأنه يصلي في بستان فإنه يستغفر الله ، فإن رأى كأنه صلى في أرض مزروعة قضى الله دينه منها ، فإن رأى كأنه يصلي في مسلخ حمام دل ذلك على فساد يرتكبه وقيل إنه يلوط بغلام ، فإن رأى كأن صلاة مفروضة فاتته ولا يجد موضعاً يقضيها فيه تعذر عليه نيل ما يطلبه فإن رأى كأنه يصلي في جماعة مستوية الصفوف فإنهم يكثرون التسبيح والتهليل لقوله تعالى : ! ( وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ) ! إن رأى كأنه ترك صلاة فريضة فإنه يستخف ببعض الشرائع والسجدة في المنام دليل الظفر ، ودليل التوبة من ذنب هو فيه ، ودليل الفوز بمال ، ودليل طول الحياة ، ودليل النجاة من الأخطار ، فإن رأى كأنه سجد لله تعالى على جبل فإنه يظفر برجل منيع ، فإن رأى أنه سجد لغير الله تعالى لم يقض حاجته وقهر إن كان في حرب وخسر إن كان تاجراً . فإن رأى كأنه قائم في الصلاة فلم يركع حتى ذهب وقتها فإنه يمنع الزكاة المفروضة فلا يؤديها ، فإن رأى كأنه يصلي فيأكل العسل فإنه يأتي امرأته وهو صائم ، فإن رأى كأنه قاعد يتشهد فرج عنه همه وقضيت حاجته ، فإن رأى كأنه سلم وخرج من صلاته على تمامها فإنه يخرج من همومه فإن سلم عن يمينه دون يساره صلح بعض أموره ، فإن سلم عن يساره دون يمينه فإنه يتشوش عليه بعض أحواله فإن رأى أنه يصلي نحو الكعبة دل على استقامة دينه ، فإن صلى نحو المغرب دل على رداءة مذهبه وجراءته على المعاصي لنه قبلة اليهود وهم اجترؤوا على أخذ الحيتان يوم سبتهم ، فإن صلى نحو المشرق دل على ابتداعه واشتغاله بالباطل لأنه قبلة النصارى ، فإن صلى وظهره للقبلة في الصلاة دل على نبذه الإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر ، فإن رأى أنه لا يهتدي إلى القبلة فإنه متحير في أمره ، فإن صلى إلى غير القبلة إلا أن عليه ثياباً بيضاً وهو يقرأ القرآن كما يجب رزق الحج لقوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) فإن رأى من ليس بإمام في اليقظة كأنه يؤم الناس في الصلاة وكان للولاية أهلاً نال ولاية شريفة وصار مطاعاً ، فإن أم بهم إلى القبلة وصلى بهم صلاة تامة عدل في ولايته ، وإن رأى في صلاتهم نقصاناً أو زيادة أو تغيراً جار في ولايته وأصابه فقر ونكبة من جهة اللصوص ، فإن صلى بهم قائماً وهم جلوس فإنه لا يقصر في حقوقهم ويقصرون في حقه أو تدل رؤياه أنه يتعهد قوماً مرضى ، فإن صلى بقوم قاعداً وهم قيام فإنه يقصر في أمر يتولاه ، فإن صلى بقوم قيام وقوم قعود فإنه يلي أمر الأغنياء وأمر الفقراء ، فإن صلى بهم قاعداً وهم قعود فإنهم يبتلون بغرق أو سرقة ثياب أو افتقار ، فإن رأى أنه يصلي بالنساء فإنه يلي أمور قوم ضعاف ، فإن أم بالناس على جنبه أو مضطجعاً وعليه ثياب بياض وينكر موضعه ذلك ولا يقرأ في صلاته ولا يكبر فإنه يموت ويصلي الناس عليه ، وكذلك إن رأت امرأة كأنها تؤم بالرجال ماتت لأن المرأة لا تتقدم الرجال إلا في الموت . فإن رأى الوالي أنه يؤم بالناس عزل وذهب ماله ، ومن صلى بالرجال والنساء نال القضاء بين الناس إن كان أهلاً لذلك وإلا نال التوسط والإصلاح بين الناس ، ( ومن رأى ) أنه أتم الصلاة بالناس تمت ولايته فإن انقطعت عليه الصلاة انقطعت ولايته ولم تنفذ أحكامه ولا كلامه ، فإن صلى وحده والقوم يصلون فرادى فإنهم خوارج ، فإن صلى بالناس صلاة نافلة دخل في ضمان لا يضره فإن كان القوم جعلوه إماماً فإنه يرث ميراثاً لقوله تعالى : ( ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) فإن رأى كأنه أم بالناس ولا يحسن أن يقرأ فإنه يطلب شيئاً لا يجده ، ومن صلى بقوم فوق سطح فإنه يحسن إلى أقوام يكون له بذلك صيت حسن من جهة قرض أو صدقة ، فإن رأى أنه يدعو دعاء معروفاً فإنه
____________________
(1/411)
فإن رأى كأنه يدعو لنفسه خاصة رزق ولداً لقوله تعالى : ! ( إذ نادى ربه نداء خفيا ) ! فإن كان يدعو ربه في ظلمة ينجو من غم لقوله تعالى : ! ( فنادى في الظلمات ) ! وحسن الدعاء دليل على حسن الدين ، والقنوت دليل على الطاعة ، وكثرة ذكر الله تعالى دليل على النصر لقوله تعالى : ! ( وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا ) ! ( ومن رأى ) كأنه يستغفر الله تعالى رزق حلالا وولداً لقوله تعالى : ! ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) ! فإن رأى كأنه فرغ من الصلاة واستغفر الله تعالى ووجه إلى القبلة فإنه يستجاب دعاؤه ، وإن كان وجهه إلى غير القبلة فإنه يذنب ذنباً ويموت منه ، فإن سكت عن الاستغفار دل على نفاقه لقوله تعالى : ! ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله ) ! الآية فإن رأت امرأة كأنه يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بذنب وفاحشة لقصة زليخا . فإن رأى أنه يقول : سبحان الله فرج عنه همومه من حيث لا يحتسب ، فإن رأى كأنه نسي التسبيح أصابه حبس أو غم لقوله تعالى : ! ( فلولا أنه كان من المسبحين ) ! فإن رأى كأنه قال : لا إله إلا الله أتاه الفرج من غم هو فيه ختم له بالشهادة ، فإن رأى كأنه يكبر الله واتى مناه ورزق الظفر بمن عاداه ، فإن رأى كأنه يحمد الله نال نوراً وهدي في دينه ، ( ومن رأى ) كأنه يشكر الله تعالى نال قوة وزيارة نعمة ، وإن كان صاحب هذه الرؤيا والياً ولي بلدة عامرة لقوله تعالى : ! ( واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) ! وقيل : من رأى كأنه يحمد الله رزق ولداً لقوله تعالى : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل ) . ( ومن رأى ) كأنه صلى يوم الجمعة فإنه يسافر سفراً ممتنعاً ينال خيراً وبراً ورزقاً وفضلاً ( ومن رأى ) كأنه صلى صلاة الجمعة يوم الجمعة اجتمعت له أموره المتفرقة وأصاب بعد العسر يسراً ، وقيل : من رأى هذه الرؤيا فإنه يظن بأمر خيراً وليس كذلك ، ( ومن رأى ) كأنه فرغ من الصلاة وقضاها نال من الله فضلاً ورزقاً واسعاً ، فإن رأى أن الناس يصلون الجمعة في الجامع وهو في بيته أو حانوته أو قرية يسمع التكبير والركوع والسجود والتشهد والتسليم ويظن أن الناس قد رجعوا من الصلاة فإن والي تلك الكورة يعزل ، وإن رأى كأنه يحفظ الصلاة فإنه ينال كرامة وعزاً لقوله تعالى : ( الذين هم على صلاتهم يحافظون ) فإن رأى أنه صلى وخرج من المسجد فإنه ينال خيراً ورزقاً لقوله تعالى ! ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) ! . ( الباب الحادي عشر ) ( في تأويل رؤيا المسجد والمحراب والمنارة ومجالس الذكر ) ( أخبرنا ) : عبدالله بن حامد الفقيه قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد الهروي قال : أنبأنا أبو شاكر ميسرة بن عبدالله عن أبي عبدالله العجلي عن عمرو بن محمد عن عبدالعزيز بن أبي داود قال : كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجداً فجعل في قلبه سبعة أحجار فكان إذا قضى صلاته قال : يا أحجار أشهدكم أن لا إله إلا الله ، قال : فمرض الرجل فمات فعرج بروحه قال : فرأيت في منامي أنه قال : أمر بي إلى النار فرأيت حجراً من تلك الأحجار قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم قال : حتى سد عني بقية الأحجار أبواب جنهم . ( قال الأستاذ أبو سعيد ) : من رأى في منامه مسجداً محكماً عامراً فإن المسجد رجل عالم يجتمع الناس عنده في صلاح وخير وذكر الله تعالى لقوله عز وجل : ! ( يذكر فيها اسم الله كثيرا ) ! فإن رأى كأن المسجد انهدم فإنه يموت هناك رئيس صاحب دين ، فإن رأى أنه يبني مسجداً فإنه يصل رحمه ويجمع الناس على خير ، بناء المسجد يدل على الغلبة على الأعداء لقوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) فإن رأى كأن رجلاً مجهولاً أم بالناس في مسجد وكان إمام ذلك المسجد مريضاً فإنه يموت ، فإن رأى كأن مسجداً تحول حماماً دل على أن رجلاً مستوراً يرتكب الفسوق ، ( ومن رأى ) كأن بيته تحول مسجداً أصاب شرفاً وصار داعياً للناس من الباطل إلى الحق ، ( ومن رأى ) كأنه دخل مع قوم مسجداً فحفروا له حفرة فإنه يتزوج ، ( ومن رأى ) كأنه يصلي في المحراب فإنه بشارة لقوله تعالى : ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) فإن كان صاحب
____________________
(1/412)
الرؤيا امرأة ولدت ابناً ، ( ومن رأى ) كأنه يصلي في المحراب صلاة لغير وقتها فإن ذلك خير يكون لعقبه من بعده ، فإن رأى أنه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثاً فكل قطرة ابن نجيب وجيه يولد له والمحراب في الأصل إمام رئيس . ( وحكي ) : أن رجلاً رأى في منامه كأنه بال في المحراب فسأل معبراً فقال : يولد لك غلام يصير إماماً يقتدى به ، وأما المنارة فهو رجل يجمع الناس على خير ، وانهدام منارة المسجد موت ذلك الرجل وخمول ذكره وتفرق جماعة ذلك المسجد ، ومنارة الجامع صاحب البريد أو رجل يدعو الناس إلى دين الله تعالى ( ومن رأى ) كأنه سقط من منارة في بئر ذهبت دولته ودلت رؤياه على أن يتزوج امرأة سليطة وله امرأة دينة جميلة ورأى مهندس كأنه ارتقى منارة عظيمة من خشب وأذن فقص رؤياه على معبر فقال : يصيب ولاية وقوة ورفعة في إنفاق فولي بلخ وقيل : إن القعقاع ركبه دين عشرة ى لاف درهم وكان مغموماً فرأى والده في منامه على شرف منارة يسبح الله ويهلل فلما رآه دعاه واستيقظ فسأل المعبر عنه فقال : إن المنارة علو ورفعة يصيبها أبوك قال : فإن أبي ميت ، قال المعبر : ألست ابنه ؟ قال نعم ، قال : لعلك تكون عالماً أو أميراً ، وأما تسبيحه فإنك في غم وحزن ويفرجه الله عز وجل عنك لقوله تعالى : ! ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ! فلم يلبث إلا قليلاً فإذا برجل قد أخذ بيده وقال له : أنت القعقاع ؟ فقال في نفسه : ليس هذا إلا غريم ملازم فقال له : إن سعدانة امرأة مريضة وهي توصي وتدعوك قال : فذهب معه فإذا جماعة من المشايخ وكتاب مكتوب أن سعدانة جعلت ثلث مالها للقعقاع فأوصت له بثلث مالها وماتت بعد ثلاثة أيام . ( ومن رأى ) كأنه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثاً أو تمسك ببر ، وإن رأى أنه على مصلى رزق الحج والأمن لقوله تعالى : ! ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ! ( ومن رأى ) أنه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة فإنه يحج ، فإن رأى كأنه يتوضأ في بيت المقدس فإنه يصير فيه شيئاً من ماله ، والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه إن كان في يده ، فإن رأى أنه أسرج في بيت المقدس سراجاً اصيب في ولده أو كان عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به ، وأما العالم فهو طبيب الدين والمذكر ناصح لقوله تعالى : ! ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ! فإن رأى كأنه يذكر وليس من أهله فإنه في هم ومرض وهو يدعو الله تعالى بالفرج ، فإن يتكلم بالحكمة شفي وقضى ديناً إن كان عليه ونصر على من ظلمه ، وإن تكلم بالخنا تعسر عليه الأمر وصار ضحكة يستخف به ، والقاص رجل حسن المحضر لقوله تعالى : ! ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ! فإن رأى كأنه يقص أمن من خوف لقوله تعالى : ! ( فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف ) ! وإن رآه تاجر نجا من الخسران ، وإذا رأى في مكان مجلس ذكر وقراءة قرآن ودعاء وإنشاد أشعار زهدية فإن ذلك الموضع يعمر عمارة محكمة على قدر صحة القراءة ، وإن وقع في القرآن لحن لم يكمل ولم يتم وإن أنشد أشعار الغزل فتلك ولاية باطلة . ( الباب الثاني عشر ) ( في تأويل رؤيا الزكاة والصدقة والإطعام وزكاة الفطر ) ( أخبرنا ) : أبو الحسن أحمد بن محمد بن جميع الغساني بصيدا قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني قال : حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني عن أبي معمر عبدالله بن عمر المقري عن عبدالوارث بن سعيد عن الحسن بن ذكوان المعلم أن يحيى بن كثير حدثهم أن عكرمة بن خالد حدثه ' أن عمر بن الخطاب رضي اله عنه رأى في المنام فقيل له : لتتصدق بأرضك ثمغ فقيل له ذلك ثلاث مرات فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك فقال : يا رسول الله إنه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تصدق بها واشرط ' . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : من رأى كأنه يوفي زكاة ماله بشرائطها فإنه يصيب مالاً وثروة لقوله تعالى : ! ( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) ! ورؤية الصدقة في المنام تختلف باختلاف أحوال الرائين ، فإن رأى عالم كأنه يتصدق فإنه يبذل للناس علمه ، فإن رآها سلطان ولي أقواماً ، وإن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام ، وإن رآها محترف علم الأجراء حرفته ، ( ومن رأى ) كأنه أطعم مسيكناً خرج من همومه وأمن إن كان
____________________
(1/413)
خائفاً ، فإن أطعم كافراً فإنه يقوي عدواً ، وتأويل المسكين هو الممتحن ، ( ومن رأى ) كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح لقوله تعالى : ! ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) ! ويقضي ديناً إن كان عليه ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم . ( الباب الثالث عشر ) ( في تأويل الصوم والفطر ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم فقال بعضهم : من رأى أنه في شهر الصوم دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام ، وقال بعضهم : إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا والخروج من العموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون ، فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شك يأتيه البيان لقوله تعالى : ! ( هدى للناس وبينات ) ! فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن ، فإن رأى أنه افطر شهر رمضان عامداً جاحداً ، فإنه يستخف ببعض الشرائع ، فإن رأى أنه أقر بحقيقة الصوم واشتهى قضاءه فهو رزق يأتيه عاجلاً من حيث لا يستحب ، وقال بعضهم : إن من رأى كأنه يفطر في شهر رمضان فإنه يصيب الفطرة ، وقال بعضهم : إنه يسافر في رضا الله تعالى لقوله عز وجل : ( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر ) الآية وقيل : إنه من رأى أنه أفطر ي شهر رمضان متعمداً ، فإنه يقتل رجلاً متعمداً . ( ومن رأى ) أنه قتل مؤمناً متعمداً فإنه يفطر في شهر رمضان متعمداً ، ( ومن رأى ) كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة فإنه يتوب من ذنب هو فيه ، ( ومن رأى ) كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الهر فإنه يمرض ، ومن صام تطوعاً لم يمرض تلك السنة لما روي في الخبر : ' صوموا تصحوا ' ( ومن رأى ) كأنه صائم دهره فإنه يجتنب المعاصي ، ( ومن رأى ) كأنه صائم لغير الله تعالى بل للرياء والسمعة فإنه لا يجد ما يطلبه ، فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر أنه أفطر فإنه يغتاب إنساناً أو يمرض مرضاً شديداً ، ( ومن رأى ) أنه صائم ولم يدر أفرض هو أو نفل فإن عليه قضاء نذر لقول الله تعالى : ( إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) وربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت ، ( ومن رأى ) كأنه في يوم عيد فإنه يخرج من الهموم ويعود إليه السرور واليسر . ( الباب الرابع عشر ) ( في تأويل رؤيا الحج والعمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وزمزم وما يتصل به والأضاحي والقربانات ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : من رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته فإن كان صرورة رزق الحج ، وإن كان مريضاً عوفي ، وإن كان مديوناً قضي دينه ، وإن كان خائفاً أمن ، وإن كان معسراً أيسر ، وإن كان مسافراً سلم ، وإن كان تاجراً ربح ، وإن كان معزولاً ردت إليه الولاية ، وإن كان ضالاً هدي ، وإن كان مغموماً فرج عنه فإن رأى كأنه خارج إلى الحج ففاته فإنه إن كان والياً عزل ، وإن كان تاجراً خسر ، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق ، وإن كان صحيحاً مرض فإن رأى أنه حج أو اعتمر طال عمره واستقام أمره فإن رأى أنه طاف بالبيت ولاه بعض الأئمة أمراً شريفاً ، فإن رأى أنه طاف على رمكة فإنه يأتي ذات محرم ، فإن رأى كأنه يلبي في الحرم فإنه يظفر بعدوه ويأمن من خوف الغالب ، فإن لبى خارج الحرم فإن بعض الناس يغلبه ويخيفه ( ومن رأى ) كأن الحج واجب عليه ولا يحج دل على خيانته في أمانته وعلى أنه غير شاكر لنعم الله تعالى . ( ومن رأى ) كأنه في يوم عرفة وصل رحمه ويصالح من نازعه ، وإن كان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال فإن الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له فإن رأى أنه يصلي في الكعبة فإنه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء وينال أمناً وخيراً ( ومن رأى ) كأنه أخذ من الكعبة شيئاً فإنه يصيب من الخليفة شيئاً ، والكعبة في الرؤيا خليفة
____________________
(1/414)
أو أمير أو وزير وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة ، ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه أو نذارة من شر قد هم به ، فإن رأى كأن الكعبة داره فإنه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة فذلك لا خير فيه ، فإن رأى كأن داره الكعبة فإن الإمام يقبل إذاً عليه ويكرمه ، وقيل : من رأى أنه دخل الكعبة إنه يدخلها إن شاء الله ، وقيل : إنه يدخل على الخليفة ، فإن رأى أنه سرق من الكعبة رماناً فإنه يأتي ذا محرم ، فإن رأى أنه يصلي فوق الكعبة فإن دينه يختل ، فإن رأى أنه ولي ولاية بمكة فإن الخليفة يقلده بعض أشغاله ، فإن رأى أنه توجه نحو الكعبة صلح دينه ، فإن رأى أنه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة ، فإن رأى أنه مجاور بمكة فإنه يرد إلى أرذل العمر ، فإن رأى أنه بمكة مع الأموال يسألونه فإنه يموت شهيداً . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أصلي فوق الكعبة فقال : اتق الله فإني أراك خرجت عن الإسلام ورأى مهندس أنه دخل الحرم وصلى على سطح الكعبة فقص رؤياه على معبر فقال : تنال أمناً وولاية وتجبي جباية من كل مكان مع سوء المذهب ومخالفة السنة فكان كذلك ورأى رجل كأنه تخطى الكعبة ثم قصها على ابن سيرين فقال : هذا رجل خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هوى ألا ترى أنه يتخطى القبلة ؟ فكان كذلك لأنه دخل في الإباحة ( ومن رأى ) كأنه مس الحجر الأسود فقيل إنه يقتدي بإمام من أهل الحجاز ، فإن قلع الحجر الأسود واتخذه لنفسه خاصة فإنه ينفرد في الدين ببدعة ، ( ومن رأى ) كأنه وجد الحجر بعد ما فقده الناس فوضعه مكانه فهذه رؤيا رجل يظن أنه على الهدى وسائر الناس على الضلالة . ومن شرب من ماء زمزم فإنه يصيب خيراً وينال ما يريده من وجه بر ، فإن رأى أنه حضر المقام أو صلى نحوه فإنه يقيم الشرائع ويحافظ عليها ويرزق الحج والأمن ، فإن رأى كأنه يخطب بالموسم وليس بأهل الخطبة ولا في أهل بيته من هو أهلها فإن تأويلها يرجع إلى سميه أو نظيره أو يناله بعض البلاء أو ينشر ذكره بالصلاح ، ( ومن رأى ) كأنه أحسن الخطبة والصلاة وأتمها بالناس وهم يستمعون لخطبته فإنه يصير والياً مطاعاً فإن لم يتمها لم تتم ولايته وعزل ، ( ومن رأى ) من ليس بمسلم أنه يخطب فإنه يسلم أو يموت عاجلاً ، فإن رأت امرأة أنها تخطب وتذكر المواعظ فهو قوة لقيمها ، وإن كان كلامها في الخطبة غير الحكمة والمواعظ فإنها تفتضح وتشتهر بما ينكر من فعل النساء . وأما المنبر فإنه سلطان العرب والمقام الكريم وجماعة الإسلام ، فمن رأى أنه على منبر وهو يتكلم بكلام البر فإنه إن كان أهلاً أصاب رفعة وسلطاناً وإن لم يكن للمنبر أهلاً اشتهر بالصلاح ، ثم إن لم يكن للمنبر أهلاً ورأى كأنه لم يتكلم عليه أو يتكلم بالسوء فإنه يدل على أنه يصلب والمنبر قد شبه بالجذع ، وإن رأى وال أو سلطان أنه على منبر فانكسر أو صرع عنه أو أنزل عنه قهراً فإنه يعزل ويزول ملكه إما بموت أو غيره ، فإن لم يكن صاحب الرؤيا ذا ولاية ولا سلطان رجع تأويله إلى سميه أو إلى ذي سلطان من عشيرته . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه فقال : رأيت كأني على منبر أخطب فقال : ما صناعتك ؟ قال : حمامي ، فقال : يسعى بك إلى السلطان فتصلب فكان كما عبره وقد روي : ' أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من رقدته ثم تبسم وقال : رأيت بني مروان يتعاقبون منبري ' فكان كما رآه صلى الله عليه وسلم . وأما الأضحية فبشارة بالفرج من جميع الهموم وظهور البركة لقوله تعالى : ( وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين وباركنا عليه وعلى إسحاق ) الآية ، فإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاً فإنها تلد ابناً صالحاً ، ( ومن رأى ) أنه ضحى ببدنة أو بقرة أو كبش فإنه يعتق رقاباً ، وإن رأى أنه ضحى وهو عبد عتق ، وإن كان صاحب الرؤيا أسيراً تخلص ، وإن رآه مديون قضي دينه ، أو فقير أثرى ، أو خائف أمن ، أو صرورة حج ، أو محارب نصر ، أو مغموم فرج عنه ( ومن رأى ) كأنه يقسم في الناس لحم قربانه خرج من همومه ونال عزاً وشرفاً ( ومن رأى ) كأنه سرق شيئاً من القربان فإنه يكذب على الله وقال بعضهم : إن المريض إذا رأى أنه يضحي دلت رؤياه على موته ، وقال بعضهم : إنه ينال الشفاء وأما رؤية عيد الأضحى فإنه عود سرور ماض ونجاة من الهلكة لأن فكاك إسماعيل كان فيه من الذبح .
____________________
(1/415)
( الباب الخامس عشر ) ( في رؤيا الجهاد ) ( حدثنا ) : محمد بن شادان قال : حدثني محمد بن سليمان عن الحسن بن علاء عن حسان بن محمد بن مطيع المقدسي عن سعيد بن منصور عن ابن جريج عن عطاء قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت : يا رسول الله مسألة قال : هاتها ، قلت : الجهاد أفضل أم الرباط ؟ فقال عليه السلام : الرباط رباط يوم وليلة خير من عبادة ألف سنة . ( قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه ) : بلغنا عن رسول اله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله ' فمن رأى كأنه يجاهد في سبيل الله فإنه يجتهد في أمر عياله وينال خيراً وسعة لقوله تعالى : ! ( يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ) ! أو رأى كأنه في الغزو وقد ولى وجهه القتال فإنه يترك السعي في أمر عياله ويقطع رحمه ويفسد دينه لقوله تعالى : ! ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ! ( ومن رأى ) كأنه يذهب إلى الجهاد فإنه ينال غلبة وفضلاً وثناء حسناً ورفعة لقوله تعالى : ! ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) ! فإن رأى كأن الناس يخرجون إلى الجهاد فإنهم يصيبون ظفراً وقوة وعزة ، وكذلك إذا رأى كأنه يقاتل الكفار بسيف وحده يضرب به يميناً وشمالاً فإنه ينصر على أعدائه ، فإن رأى كأنه نصر في الغزو ربح في تجارته فإن رأى غاز كأنه يغير نال غنيمة ، فإن رأى كأنه قتل في سبيل الله نال سروراً ورزقاً ورفعة لقوله تعالى : ! ( بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ) ! الفتوح في الغزو فتوح أبواب الدنيا . ( الباب السادس عشر ) ( في تأويل رؤيا الموت والأموات والمقابر والأكفان وما يتصل به من البكاء والنوح وغير ذلك ) ( أخبرنا ) : الوليد بن أحمد الزوزني قال : أخبرنا عبدالرحمن بن أبي حاتم قال : أخبرنا محمد بن يحيى الواسطي قال : حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني عن يحيى بن بسام قال : حدثني عمر بن صبيح السعدي قال : رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي وعليه ثياب خضر وعلى رأسه ، إكليل من لؤلؤ فقلت : أبا محمد كيف كنت بعدي ؟ وكيف وجدت طعم الموت ؟ وكيف رأيت الأمور هناك ؟ فقال : أما الموت فلا تسأل عن شدة كربه وغمومه إلا أن رحمة الله وارت منا كل عيب وما نلناها إلا بفضله عز وجله . ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : الموت في الرؤيا ندامة من أمر عظيم ، فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب لقوله تعالى : ! ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا ) ! ومن مات من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول ، ( ومن رأى ) كأنه لا يموت فقد دنا أجله وإن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنه لا يموت أبداً فإنه يقتل في سبيل الله عز وجل ، ( ومن رأى ) أنه مات ورأى لموته مأتماً ومجتمعاً وغسلاً وكفنا سلمت دنياه وفسد دينه ( ومن رأى ) أن الإمام مات خربت البلدة كما أن خراب البلدة دليل على موت الإمام ( ومن رأى ) ميتاً معروفاً مات مرة أخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنه يتزوج من عقبه إنسان ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم وقيل : من رأى ميتاً مات موتاً جديداً فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته حتى يصير ذلك الميت كأنه قد مات مرة ثانية فإن رأى كأنه قد مات ولم ير هيئة الأموات ولا جهازهم فإنه ينهدم من داره جدار أو بيت ، فإن كانت الرؤيا بحالها ورأى كأنه دفن على هذه الحالة من غير جهاز ولا بكاء ولا شيع أحد جنازته فإنه لا يعاد بناء ما انهدم إلا إذا صار في يد غيره . ( ومن رأى ) وقوع الموت الذريع في موضع دل على وقوع الحريق هناك ، فإن رأى كأنه مات وهو عريان على الأرض فإنه يفتقر ، فإن رأى كأنه على بساط بسطت له الدنيا أو على سرير نال رفعة أو على فراش نال من أهله خيراً
____________________
(1/416)
فإن رأى كأنه وجد ميتاً فإنه يجد مالاً ، فإن جاءه نعي غائب فإنه يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه فإن رأى كأن ابنه تخلص من عدوه وإن رأى كأن ابنته ماتت أيس من الفرج ، فإن رأى كأن رجلاً قال لرجل : إن فلاناً مات فجأة فإنه يصيب المنعي غم مفاجأة وربما مات فيه فإن رأت حامل أنها ماتت وحملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح فإنها تلد ابناً وتسر به وقال بعضهم : رؤيا العزب الموت دليل على التزويج ، وموت المتزوج دليل على الطلاق فإن بالموت تقع الفرقة وكذلك رؤيا أحد الشريكين موته دليل فرقة شريكه . وأما النياحة فمن رأى كأن موضعاً يناح يه وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه ، وقيل : إن تأويل النوح الزمر وتأويل الزمر النوح وأما البكاء فحكي عن ابن سيرين أنه قال : البكاء في النوم قرة عين ، وإذا اقترن بالبكاء النوح والرقص لم يحمد ، فإن رأى كأنه مات إنسان يعرفه وهو ينوح عليه ويعلن الرنة فإنه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتاً أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع فإن رأى كأنهم ينوحون على وال قد مات ويمزقون ثيابهم وينفضون التراب على رؤوسهم فإن ذلك الوالي يجور في سلطانه فإن رأى كأن الوالي مات وهم يبكون خلف جنازته من غير صياح فإنهم يرون من ذلك الوالي سروراً ( ومن رأى ) كأن الوالي مات والناس يذكرونه بخير فإنه يكون محموداً في ولايته ( ومن رأى ) كأنه بين قوم أموات فهو بين أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرون بأمر قال الله تعالى : ! ( فإنك لا تسمع الموتى ) ! ( ومن رأى ) كأنه بقي معهم ميتاً فإنه يموت على بدعة أو يسافر سفراً لا يرجع منه ( ومن رأى ) كأنه خالطهم أو لامسهم أصابه مكروه من قبل أراذل . ( وحكي ) : عن بعضهم أن من رأى كأنه يصاحب ميتاً فإنه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه خيراً كثيراً ، فإن حمل ميتاً على عنقه نال مالاً وخيراً كثيراً ، وإن أكل الميت طال عمره ورؤية موت الوالي دليل على عزله ، وسكر الميت لا خير فيه وأما غسل الميت فمن رأى ميتاً يغسل نفسه فهو دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في مالهم ، فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد ، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يديه أقوام من المفسدين فمن رأى كأنه على المغتسل ارتفع أمره وخرج من الهموم فإن رأى بعض الأموال يطلب من يغسل ثيابه فإن ذلك فقره إلى دعاء وصدقة أو قضاء دين أو إرضاء خصم أو تنفيذ وصية فإن رأى كأن إنساناً غسل ثيابه فإن ذلك خير يصل إلى الميت من الغاسل . وأما الكفن فقد قيل هو دليل الميل إلى الزنى ، فإن رأى كأنه لم يتم لبسه فإنه يدعى إلى الزنى فلا يجيب ( ومن رأى ) كأنه ملفوف في الكفن كما تلف الموتى دلت رؤياه على موته ، فإن لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد دينه وكلما كان الكفن على الميت أقل فهو أقرب إلى التوبة وما كان أكثر فهو ابعد من التوبة ( ومن رأى ) كأن قوماً مجهولين زينوه وألبسوه ثياباً فاخرة من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس وأنهم تركوه في بيت وحيداً فذلك دليل موته والثياب الجدد البيض تجديد أمره ، وأم الحنوط فدليل التوبة للمفسد والفرج للمغموم والثناء الحسن ( ومن رأى ) كأنه استعان برجل يشتري له الحنوط فإنه يستعين به في حسن محضر وذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت . وأما النعش فمن رأى كأنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصله من الانتعاش ( ومن رأى ) كأنه على الجنازة فإنه يؤاخي إخواناً في الله تعالى لقوله عز وجل : ! ( إخوانا على سرر متقابلين ) ! وقال بعضهم : أن الجنازة رجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء ، فإن رأى كأنه موضوع على جنازة وليس يحمله أحد فإنه يسجن ، فإن رأى كأنه حمل على الجنازة ، فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال ، فإن رأى كأنه رفع ووضع على جنازة وحمله الرجال على أكتافهم ، فإنه ينال سلطاناً ورفعة وبذل أعناق الرجال ويتبعه في سلطانه بقد رمن رأى من مشيعي جنازته ، فإن رأى أنهم بكوا خلف جنازته حمدت عاقبة أمره ، وكذلك إن أثنوا عليه الجميل أو دعوا له فإن رأى كأنهم ذموه ولم يبكوا عليه لم تحمد عاقبته . فإن رأى كأنه اتبع جنازة فإنه يتبع سلطاناً فاسد الدين ، فإن رأى جنازته في سوق فإن ذلك نفاق لك السوق ، فإن رأى كأن جنازة حملت إلى المقابر معروفة فإنه حق يصل إلى أربابه ، فإن رأى كأن جنازة تسير في الهواء فإنه يموت رجل رفيع في غربة أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره ، فإن رأى أنه على جنازة يسير على الأرض فإنه
____________________
(1/417)
يركب في سفينة ، فإن رأى جنائز كثيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفواحش ، فإن رأت امرأة أنها ماتت وحملت على جنازة فإن لم تكن ذات زوج تزوجت ، وإن كانت ذات زوج فسد دينها فإن رأى أنه حمل ميتاً أصاب مالاً حراماً فإن رأى أنه جر الميت على الأرض اكتسب مالاً حراماً فإن رأى أن ميتاً تعلق بفاسد فإنه يصيد فأراً فإن رأى أنه نقل ميتاً إلى المقابر ، فإنه يعمل بالحق فإن رأى أنه نقل ميتاً إلى السوق نال حاجة وربحت تجارته ونفقت . فأما الصلاة على الميت فكثرة الدعاء والاستغفار له ، فإن رأى كأنه الإمام عليه عند الصلاة عليه ولي ولاية من قبل السلطان المنافق ( ومن رأى ) كأنه خلف إمام يصلي على ميت فإنه يحضر مجلساً يدعون فيه للأموات وأما الدفن فمن رأى كأنه مات ودفن فإنه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه مالاً لقوله تعالى : ( ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ) ( ومن رأى ) كأنه دفن في قبر من غير موت دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه فإن رأى أنه مات في القبر بعد ذلك فإنه يموت في الهم ، فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم وقال بعضهم : من دفن فإنه دينه يفسد وإن رأى أنه خرج من القبر بعد ما دفن فإنه يرجى له التوبة طفإن رأى أنه حثا على رجل التراب أو سلمه إلى حفيرة القبر فإنه يلقيه في هلكة فإن رأى كأنه وضع في اللحد فإنه ينال داراً فإن سوي عليه التراب نال بقدر ذلك التراب مالاً ، وأما القبر المحفور في الأصل فقيل هو السجن في التأويل كما أن السجن القبر . فمن رأى أنه يريد أن يزور المقابر فإنه يزور أهل السجن ، فإن رأى أنه حفر قبراً على سطح فإنه يعيش عيشاً طويلاً ، والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين ( ومن رأى ) كأن القبور مطرت نال أهلها الرحمة ، فإن رأى قبراً في موضع مجهول فإنه يخالط رجلاً منافقاً وأما المقابر المعروفة فإنها تدل على أمر حق وهو غافل عنه فإن رأى كأنه يحفر لنفسه قبراً فإنه يبني لنفسه داراً وإن رأى كأن قبر ميت حول إلى داره أو محله أو بلده فإن عقبه يبنون هناك داراً فإن رأى كأنه دخل قبراً من غير أن كان على جنازة اشترى داراً مفروغاً منها ( ومن رأى ) كأنه قائم على قبر فإنه يتعاطى ذنباً لقوله تعالى : ' ولا تقم على قبره ' فإن رأى رجلاً موسراً في مقبرة يطوف حول القبور فيسلم عليها فقيل إنه يصير مفلساً يسأل الناس لأن المقبرة موضع المفاليس فإن رأى ميتاً كأنه حي فإنه يصلح أمره بعد الفساد ويتعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب فإن رأى حياً كأنه ميت فإنه يعسر عليه أمره ذلك لأن الحياة يسر والموت عسر . فإن رأى الأموات مستبشرين دل على حسن حاله عند الله تعالى لأنهم دار الحق ومن رآهم غير مستبشرين أو رآهم معرضين عنه دل على سوى حاله عند الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم ' يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه ' فإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنه لم يمت دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقوله تعالى : ( بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وكذلك لو رأى على الميت تاجاً أو خواتيم أو رآه قاعداً على سرير ، ولو رأى على الميت ثياباً خضراً دل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة كما تدل مثل هذه الرؤيا على حسن حال الميت في الآخرة ، فكذلك تدل على حسن حال عقبه في الدنيا ، فإن رأى ميتاً ضاحكاً فإنه مغفور له لقوله تعالى : ( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ) فإن رأى ميتاً طلق الوجه لم يكلمه ولم يسمه فإنه راض عنه لوصول بره إليه بعد موته فإن رآه معرضاً عنه أو منازعاً له وكأنه يضربه دل على أنه ارتكب معصية وقيل : إن من رأى ميتاً ضربه فإنه يقتضيه ديناً ، فإن رأى الميت غنياً فوق غناه في حياته فهو صلاح حاله في الآخرة ، وإن رآه فقيراً فهو فقره إلى الحسنات ، وإن رأى كأن الميت عرياناً فهو خروجه من الدنيا عاريا من الخيرات وقيل : إن عري الميت راحته فإن رأى كأن أقواماً معروفين قاموا من موضع لابسين ثياباً جدداً مسرورين فإنه يحيا لهم ولعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة ، فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة فإنهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش . فإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات عنها فإن أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقون وأما الكافر الميت إذا رئي في أحسن حال وهيئة دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله ، فإن رأى كأن الميت ضحك ثم بكى ذلك على أنه لم يمت مسلماً ، وكذلك لو رأى أن وجه الميت مسود لقوله تعالى : ( وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم ) فإن رأى كأن على الميت ثياباً وسخة أو كأنه مريض فإنه
____________________
(1/418)
مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس ( ومن رأى ) الميت مشغولاً أو متعباً فذلك شغله بما هو فيه ، فإن رأى كأن جده وجدته قد حييا فإن ذلك حياة الجد والبخت ، فإن رأى كأنه أمه قد حييت أتاه الفرج من هم هو فيه ، وكذلك إن رأى أباه قد حيي إلا أن رؤية الأب أقوى ، فإن رأى أن ابناً له قد حيي ظهر له عدو من حيث لا يحتسب ، فإن رأى أن ابنه له ميتة عاشت أتاه الفرج . ( ومن رأى ) كأن أخاً له ميتاً قد عاش فإنه من بعد ضعف لقوله تعالى : ! ( اشدد به أزري ) ! ( ومن رأى ) أختاً له قد عاشت فإنه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه لقوله تعالى : ! ( وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب ) ! فإن رأى خاله أو خالته قد عاشا فإنه يعود إليه شيء قد خرج من يده ( ومن رأى ) كأنه أحيا ميتاً فإنه يسلم على يديه كافر أو يتوب فاسق فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا ولأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهم وثيابهن ، فإن كانت ثيابهن بيضاً فإنه أمور في الدين ، وإن كانت حمراً فأمور في اللهو ، وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد ، وإن كانت خلقاناً فإنها أمور في فقروهم ، وإن كانت وسخة فإنها تدل على كسب الذنوب . فإن رأى ميتاً كأنه نائم فإن نومه راحته في الآخرة ، فمن رأى كأنه نام في فراش مع الميت فإنه يطول عمره ، فإن رأى ميتاً كأنه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به ، فإن كان الميت والياً فإن عقبه ينالون مثل ولايته فإن رأى كأنه يصلي في موضع كان يصلي فيه أيام حياته دل ذل على صلاح دين عقب الميت من بعده لأن الميت قد انقطع عن العمل لنفسه فإن رأى كأن ميتاً يصلي بالأحياء فإنه تقصر أعمار أولئك الأحياء لأنهم اتبعوا الموتى فإن رأى كأنه يتبع الميت ويقفو أثره في دخوله وخروجه فإنه يقتدي بأفعاله من الصلاح والفساد فإن رأى ميتاً في مسجد دل على أمنه من العذاب لأن المسجد أمن . فإن رأى ميتاً يشتكي رأسه فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً وإن كان يشتكي جنبه فهو مسؤول عن حق المرأة فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقرباء وعن ماله فإن رأى أنه يشتكي رجله فهو مسؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله فإن رآه يشتكي فخذه فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه فإن رآه يشتكي ساقيه فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل ( ومن رأى ) كأن ميتاً ناداه من حيث لا يراه فأجابه وخرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه فإنه يموت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه ، أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة وكذلك لو رأى أنه تابع ميتاً فدخل معه داراً مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت . فإن رأى كأن الميت يقول له أنت تموت وقت كذا فقوله حق ، فإن رأى كأنه اتبع ميتاً ولم يدخل معه داراً أو دخل ثم انصرف فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ، فإن رأى كأنه يسافر مع ميت فإنه يلتبس عليه أمره ، فإن رأى كأن الميت أعطاه شيئاً من محبوب الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يرجو ، فإن كان الميت أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً ، فإنه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته ، فإن رأى كأنه أعطاه طيلساناً فإنه يصيب جاهاً مثل جاهه ، فإن أعطاه ثوباً خلقاً فإنه يفتقر ، فإن أعطاه ثوباً وسخاً فإنه يركب الفواحش ، فإن أعطاه طعاماً فإنه يصيب رزقاً شريفاً من حيث لا يحتسب ( ومن رأى ) كأن الميت أعطاه عسلاً نال غنيمة من حيث لا يرجو ( ومن رأى ) كأنه أعطاه بطيخاً أصابه هم لم يتوقعه ، فإن رأى كأن الميت يعظه أو يعلمه علماً فإنه يصيب صلاحاً في دينه بقدر ذلك ، فإن رأى كأنه نزع كسوة حتى يلبسها الميت فخرجت الكسوة لم ينشرها ولم يلبسها فإنه ضرر في ماله أو مرض ولكنه يشفى ، فإن رأى كأنه نزع كسوة حتى يلبسها الميت فخرجت الكسوة من ملك الحي إنه يموت وإن لم تخرج الكسوة من ملكه وناولها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك ، وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه للميت فإنه غير محبوب إلا في مسألتين : إحداهما أنه إذا رأى كأنه أعطى الميت بطيخاً فإنه يذهب همه من حيث لا يحتسب والثانية : أنه إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته بعد موتهما في منامه فإنه يلزمه غرم ونفقة ، فإن رأى كأن ميتاً سلم عليه دل على حسن حاله عند الله عز وجل ، فإن رأى كأنه أخذ بيده فإنه يقع في يده مال من وجه ميئوس عنه ، فإن
____________________
(1/419)
رأى الميت كأنه عانقه معانة مودة طال عمره ، فإن رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة فلا تحمد رؤياه ، فإن رأى كأنه يكلم الميت عاش طويلاً وتدل هذه الرؤيا على أن صاحبها يصالح قوماً بعد المنازعة ، فإن رأى كأنه يقبل ميتاً مجهولاً نال مالاً من حيث لا يحتسب ، فإن قبل ميتاً معروفاً فإنه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله ، فإن رأى كأن ميتاً معروفاً قبله نال من عقبه خيراً فإن رأى ميتاً مجهولاً قبله فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه فإن رأى كأن ميتاً اشترى طعاماً فإنه يغلو أو يعز ذلك الطعام ، فإن رأى كأن الأموات يبيعون طعاماً أو متاعاً كسد ذلك الطعام والمتاع فإن وجد الحي بين الطعام والمتاع إنساناً ميتاً أو فأرة ميتة أو دابة ميتة فإنه ينفسد ذلك الطعام والمتاع . وإن رأى كأنه ينكح ميتاً مجهولاً في قبر فإنه يزني ، فإن رأى كأنه نكحه فأمنى فإنه يخالط رجلاً شريراً منافقاً ويغرم عليه مالاً ، فإن رأى كأنه ينكح ميتاً معروفاً رجلاً كان أو امرأة فإنه يظفر بحاجة قد أيس منها ، فإن رأى أنه نكح رجلاً صديقاً أصاب عقبه من الفاعل خير ، فإن كان المنكوح عدواً فإن الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت ، فإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى فإن الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء أو يصل إلى عقبه منه خير وقيل إنه يقدم على حرام ، فإن رأى كأن ميتاً معروفاً نكحه أصابه نفع من عمله أو ماله ، فإن رأى كأن امرأة ميتة حييت فنكحها وأصابه من مائها فإنه يظفر بحاجته وينفق فيها مالاً بطيبة نفس منه وينال ولاية مستأنفة وتجارة رابحة ، إن تزوج بامرأة ميتة ورأى أنها حية وحولها إلى منزله فإنه يعمل عملاً يندم عليه ، فإن وطئها وتلطخ من مائها فإنها نادم من عمل في خسران وهم وتحمد عاقبته وينال خيراً بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر ، فإن رأى كأنه تزوج بامرأة ميتة ورأى أنها حية ودخل بها ولم يمسها لكنه متحول إلى دارها واستوطنها دلت رؤياه على موته ، وكذلك رؤيا المرأة جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك . ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : الأصل في رؤيا الميت والله أعلم أنك إذا رأيت ميتاً في منامك يعمل شيئاً حسناً ، فإنه يحثك على فعل ذلك ، وإذا رأيته يعمل عملاً سيئاً فإنه ينهاك عن فعله ويدلك على تركه ، ( ومن رأى ) كأنه نبش عن قبر ميت فإنه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته ديناً ودنيا ليسير بمثل سيرته ، فإن رأى الميت حياً في قبره نال براً وحكمة ومالاً حلالاً ، وإن وجد ميتاً في قبره فلا يصفو ذلك المال ، قال بعضهم : من رأى كأنه أتى المقابر فنبش عنها فوجدهم أحياء أو أمواتاً فإنه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة والله أعلم ومن هذا الباب مسائل كثيرة تجيء في الباب التاسع والثلاثين والثامن والثلاثين فمن أحبها فليطلبها هنالك . ( الباب السابع عشر ) ( في رؤيا القيامة والحساب والميزان والصحائف والصراط وما يتصل بذلك ) ( أخبرنا ) : الحسن بن بكير بعكا قال : حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي عن عبدالرحمن بن واصل عن أبي عبيد التستري قال : رأيت كأن القيامة قد قامت وقد اجتمع الناس فإذا المنادي ينادي : أيها الناس من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا فليقم إلى الغداء فقام الناس واحداً بعد واحد ، ثم نوديت : يا أبا عبيد قم فقمت وقد وضعت الموائد فقلت لنفسي : ما يسرني أني ثم ( أخبرنا ) أبو الحسن الهمداني بمكة حرسها الله قال : حدثنا محمد بن جعفر عن أحمد بن مسروق قال : رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت والخلق مجتمعون إذ نادى مناد : الصلاة جامعة فاصطف الناس صفوفاً فأتاني ملك عرض وجهه قدر ميل في طول مثل ذلك قال : تقدم فصل بالناس فتأملت وجهه فإذا بين عينيه مكتوب جبريل أمين الله ، فقلت : فأين النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : هو مشغول بنصب الموائد لإخوانه من الصوفية وذكر الحكاية . ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : قال الله تبارك وتعالى : ! ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) ! فمن رأى كأن القيامة قد قامت في مكان فإنه يبسط العدل في ذلك المكان لأهله فينتقم من الظالمين هناك وينصر المظلومون لأن ذلك يوم الفصل والعدل ( ومن رأى ) كأنه ظهر شرط من أشراط الساعة بمكان مثل طلوع الشمس من مغربها وخروج دابة الأرض أو الدجال أو يأجوج ومأجوج فإن كان عاملاً بطاعة الله عز وجل
____________________
(1/420)
كانت رؤياه بشارة له ، وإن كان عاملاً بمعصية الله أو هاماً بها كانت رؤياه نذيراً فإن رأى كأن القيامة قد قامت وهو واقف بين يدي الله عز وجل كانت الرؤيا أثبت وأقوى وظهور العدل أسرع وأوحى ، وكذلك إن رأى في منامه كأن القبور قد انشقت والأموات يخرجون منها دلت رؤياه على بسط العدل فإن رأى قيام القيامة وهو في حرب نصر فإن رأى أنه في القيامة أوجبت رؤياه سفراً فإن رأى كأنه حشر وحده أو مع واحد آخر دلت رؤياه على أنه ظالم لقوله تعالى : ! ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) ! فإن رأى كأن القيامة قد قامت عليه وحده دلت رؤياه على موته لما روي في الخبر : ' أنه من مات قامت قيامته ' فإن رأى القيامة قد قامت وعاين أهوالها ثم رأى كأنها سكنت وعادت إلى حالها فإنها تدل على تعقب العدل الظلم من قوم لا يتوقع منهم الظلم ، وقيل : إن هذه الرؤيا يكون صاحبها مشغولاً بارتكاب المعاصي وطلب المحال مسوفاً بالتوبة أو مصراً على الكذب لقوله تعالى : ( ولو ردوا لعادوا لما نهو عنه وإنهم لكاذبون ) ومن رأى كأنه قرب من الحساب فإنه رؤياه تدل على غفلته من الخير وإعراضه عن الحق لقوله تعالى : ! ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) ! فإن رأى كأنه حوسب حساباً يسيراً دلت رؤياه على شفقة زوجته عليه وصلاحها وحسن دينها فإن رأى كأنه حوسب حساباً شديداً دلت رؤياه على خسران يقع له لقوله تعالى : ( فحاسبناها حساباً شديداً ) فإن رأى كأن الله سبحانه وتعالى يحاسبه وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته فإنه في طاعة عظيمة ووجب له عند الله مثوبة عظيمة ، وإن رجحت سيئاته على حسناته ، فإن أمر دينه مخوف وإن رأى كأن الميزان بيده فإنه على الطريقة المستقيمة لقوله تعالى : ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ) الآية فإن رأى كأن ملكاً ناوله كتاباً وقال له : اقرأ فإن كان من أهل الصلاح نال سروراً ، وإن لم يكن كان أمره مخوفاً لقوله تعالى : ( اقرأ كتابك ) إن رأى أنه على الصراط فإنه مستقيم على الدين فإن رأى أنه زال عن الصراط والميزان والكتاب وهو يبكي فإنه يرجى له إن شاء الله تسهيل أمور الآخرة عليه . ( الباب الثامن عشر ) ( في تأويل رؤيا جهنم نعوذ بالله منها ) ( أخبرنا ) : أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال : حدثنا محمد بن سعيد بن محمد قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكرابيسي ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا الحكم بن ظهير ، حدثنا ثابت بن عبدالله بن أبي بكرة عن أبيه عن جده قال : من رأى أنه يحرق فهو في النار فإن رأى كأن ملكاً أخذ بناصيته فألقاه في النار فإن رؤياه توجب له ذلاً ، فإن رأى مالكاً خازن النار طلقاً بساماً سر من شرطي أو جلاد أو صاحب عذاب السلطان ، فإن رأى النار من قريب فإنه يقع في شدة ومحنة لا ينجو منها لقوله تعالى : ( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ) وأصابه خسران فاحش لقوله عز وجل : ( إن عذابها كان غراما ) وكانت رؤياه نذيراً له ليتوب من ذنب هو فيه فإن رأى كأنه دخل جهنم فإنه يرتكب الفواحش والكبائر الموجبة للجد وقيل إنه يقبض بين الناس فإن رأى كأنه أدخل النار فإن الذي أدخله النار يضله ويحمله على ارتكاب فاحشة فإن رأى كأنه خرج منها من غير إصابة مكروه وقع في غموم الدنيا فإن رأى كأنه يشرب من حميمها أو طعم من زقومها فإنه يشتغل بطلب علم بصير ذلك العلم وبالاً عليه ، وقيل : إن أموره تعسر عليه ، وتدل رؤياه على أنه يسفك الدم ( ومن رأى ) كأنه اسود وجهه فيها فإنه يدل على أنه يصاحب من هو عدو الله ويرضى بسوء فعله فيذل ويسود وجهه عند الناس ولا تحمد عاقبته فإن رأى كأنه لم يزل محبوساً فيها لا يدري متى دخل فيها فإنه لا يزال في الدنيا فقيراً محزوناً محروماً تاركاً للصلاة والصوم وجميع الطاعات فإن رأى كأنه يجوز على الجمر فإنه يتخطى رقاب الناس في المحافل والمجالس متعمداً ، وكل رؤيا فيها نار فإنها دالة على وقوع فتنة سريعة لقوله تعالى : ! ( ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ) ! فإن رأى كأنه سل سيفه ودخل النار فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر ، فإن رأى كأنه دخلها متبسماً فإنه يفسق ويفرح بنعيم الدنيا .
____________________
(1/421)
( الباب التاسع عشر ) ( في الجنة وخزنتها وحورها وقصورها وأنهارها وثمارها ) ( أخبرنا ) : الوليد بن أحمد الواعظ قال : أخبرنا ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن يحيى الواسطي قال : حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد قال : حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت راشد قالت : كان مروان المحلمي جاراً لنا وكان ناصباً مجتهداً فمات فوجدت عليه وجداً شديداً فرأيته فيما يرى النائم فقلت : يا أبا عبدالله ما فعل بك ربك ؟ قال : أدخلني الجنة ، قال قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم رفعت إلى أصحاب اليمين ، قالت قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم رفعت إلى المقربين ، قلت : فمن رأيت من إخوانك ؟ قال : رأيت ثم الحسن وابن سيرين وميموناً قال حماد قال هشام بن حسان : فحدثتني أم عبدالله وكانت من خيار نساء أهل البصرة قالت : رأيت في منامي كأني دخلت داراً حسنة ثم دخلت بستاناً فرأيت من حسنه ما شاء الله فإذا أنا برجل متكئ على سرير من ذهب وحوله وصائف بأيديهم الأكاريب قالت : فإنني متعجبة من حسن ما أرى إذ أتي برجل فقيل من هذا ؟ قال : هذا مروان المحلمي أقبل فاستوى على سريره جالساً قالت : فاستيقظت من منامي فإذا جنازة مروان المحلمي قد مرت عليّ تلك الساعة . ( أخبرنا ) : أبو الحسين عبدالوهاب بن جعفر الميداني بدمشق قال : أخبرنا علي بن أحمد البزار قال : سمعت إبراهيم بن السري المغلس قول : سمعت أبي يقول : كنت في مسجدي ذات يوم وحدي بعدما صلينا العصر وكنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لإفطاري في كوة المسجد فغلب عيني النوم فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلن المسجد وهن يصفقن بأيديهن فقلت لواحدة منهم : لمن أنت ؟ قالت : لثابت البناني ، فقلتللأخرى : وأنت ؟ فقالت : لعبدالرحمن بن زيد ، وقلت للأخرى : وأنت ؟ فقالت : لعتبة ، وقلت للأخرى : وأنت ؟ فقالت : لفرقد حتى بقيت واحدة فقلت ؟ لمن أنت ؟ فقالت : لمن لا يبرد الماء لإفطاره فقلت لها : فإن كنت صادقة فاكسري الكوز فانقلب الكوز ووقع من الكوة فانتبهت من منامي بكسر الكوز . ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : من رأى الجنة ولم ير دخولها فإن رؤياه بشارة له بخير عمل أو يهم بعمله وهذه رؤيا منصف غير ظالم وقيل : من رأى الجنة عياناً نال ما اشتهى وكشف عنه همه ، فإن رأى كأنه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصراً عن الحج والجهاد بعد أن يهم بهما أو يمنع من التوبة من ذنب هو عليه مصر يريد أن يتوب منه فإن رأى أن باباً من أبواب الجنة أغلق عنه مات أحد أبويه ، فإن رأى أن بابين أغلقا عنه مات أبواه ، فإن رأى كأن جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له فإن أبويه ساخطان عليه ، فإن رأى كأنه دخلها من أي باب شاء فإنهما عنه راضيان ، فإن رأى كأنه دخلها نال سروراً وأمناً في الدارين لقوله تعالى : ( ادخلوا بسلام آمنين ) فإن رأى كأنه أدخل الجنة فقد قرب أجله وموته ، وقيل : إن صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة إن كان يعرفه وقيل : من رأى دخول الجنة نال مراده بعد احتمال المشقة لأن الجنة محفة بالمكاره وقيل : إن صاحب هذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً ويحسن معاشرة الناس ويقيم فرائض الله تعالى فإن رأى كأنه يقال ادخل الجنة فلا يدخلها دلت رؤياه على ترك الدين لقوله تعالى : ! ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) ! فإن رأى أنه قيل له إنك تدخل الجنة فإنه ينال ميراثاً لقوله تعالى : ( وتلك الجنة التي أورثتموها ) الآية فإن رأى أنه في الفردوس نال هداية وعلماً فإن رأى كأنه دخل الجنة متبسماً فإنه يذكر الله كثيراً فإن رأى كأنه سل سيفاً ودخلها فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً فإن رأى كأنه جالس تحت شجرة طوبى فإنه ينال خير الدارين لقوله تعالى : ( طوبى لهم وحسن مآب ) فإن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين فإن رأى كأنه أكل من ثمارها رزق علماً بقدر ما أكل ، وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها وكمال الدين فإن رأى كأنه أكل من ثمارها رزق علماً بقدر ما أكل ، وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة وعلماً وغنى فإن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة لامرأته وصلاحها ، فإن كان لا يدري متى دخلها دام عزه ونعمه في الدنيا ما عاش فإن رأى كأنه منع ثمار الجنة دل على فساد دينه لقوله تعالى : ( من يشرك بالله
____________________
(1/422)
فقد حرم الله عليه الجنة ) فإن رأى كأنه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره فإنه يفيد غيره علماً يعمل به وينتفع ولا يستعمله هو ولا ينتفع به فإن رأى كأنه طرح الجنة في النار فإنه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه فإن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر نال رياسة وظفراً على العدو لقوله تعالى : ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ) ( ومن رأى ) كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة لقوله تعالى : ( حور مقصورات في الخيام ) فإن رأى كأنه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطوفون حوله نال مملكة ونعماً لقوله تعالى ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون ) . ( وحكي ) : أن الحجاج بن يوسف رأى في منامه كأن جاريتين من الحور العين نزلتا من السماء فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء قال : فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين فقال : هما فتنتان يدرك إحداهما ولا يدرك الأخرى فأدرك الحجاج فتنة ابن الأشعث ولم يدرك فتنة ابن المهلب وإن رأى رضوان خازن الجنة نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً وسلم من البلايا لقوله تعالى : ( وقال لهم خزنتها سلام عليكم ) الآية فإن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة فإنه يصبر على أمر يصل به إلى الجنة لقوله تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ) الآية ويختم له بخير . ( الباب العشرون ) ( في تأويل رؤيا الجن والشياطين ) ( قال الأستاذ أبو سعيد ) : من رأى أنه تحول جنياً قوي كيده ، ورؤيا سحرة الجن في المنام تدل على الغيلان ، فإذا رأى الإنسان في منامه الجن واقفة قرب بيته فإن رؤياه تدل على إحدى ثلاث خصال : إما على خسران أو على هوان أو على أن عليه نذراً لم يف به فإن رأى كأنه يعلم الجن القرآن أو يستمعونه منه رزق الرياسة والولاية لقوله تعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) الآية فإن رأى أن الجن دخلوا داره وعملوا في داره عملاً فإن اللصوص يدخلون داره ويضرون به أو يهجم عليه أعداؤه في بيته والأصل في رؤيا الجن أنهم أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا وغرورها ، وأما الشيطان فهو عدو في الدين والدنيا مكار خداع غير مكترث بشيء وإنما يكون تأويله السلطان وربما كان الأهل ومن رأى كأن طائفاً من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى دلت رؤياه على أن له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه فلا ينالون منه مرادهم لقوله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا ) الآية فإن رأى كأن شهاباً ثاقباً يتبع شيطاناً دلت رؤياه على صحة دينه ( ومن رأى ) كأن الشيطان خوّفه دلت رؤياه على إخلاصه في دينه وعلى أمن من خوف هو فيه بدليل قوله تعالى : ! ( فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) ! ( ومن رأى ) الشيطان فرحاً مسروراً اشتغل بالشهوات ( ومن رأى ) كأن الشيطان نزع لباسه عزل عن ولاية إن كان والياً أو أصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة لقوله تعالى : ( يا بني آدم لا يفتتنكم الشيطان ) الآية فإن رأى كأن الشيطان قد مسه فإن له عدواً يقذف امرأته ويغويها وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على فرج صاحبها من غم أو شفاء من مرض لقوله تعالى : ! ( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان ) ! الآية ( ومن رأى ) كأن الشيطان يتبعه فإن له عدواً يخدعه ويغريه وينقص من عمله وجاهه لقوله تعالى : ! ( فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ) ! ( ومن رأى ) كأنه ملك الشياطين فاتبعوه وانقادوا له نال رياسة وهيبة وقهر أعداءه لقوله تعالى : ! ( ومن الشياطين من يغوصون له ) ! الآية فإن رأى كأنه قيد الشيطان نال نصرة لقوله : ! ( مقرنين في الأصفاد ) ! فإن رأى كأن شيطاناً نزل عليه ارتكب إثماً وأفتى كذباً لقول الله تعالى : ( تنزل على كل أفاك أثيم ) فإن رأى كأنه يناجي الشيطان فإنه يشاور أعداءه ويظاهرهم في أهل الصلاح فلا يستطيعون لقوله تعالى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) فإن رأى أن الشيطان يعلمه كلاماً فإنه يتكلم بكلام مفتعل أو يكيد الناس أو ينشد كذب الأشعار فإن رأى كأنه قتل إبليس فإنه يمكر بمكر وخداع والدجال إنسان مخادع يفتتن الناس به .
____________________
(1/423)
( الباب الحادي والعشرون ) ( في رؤيا الناس الشيخ منهم والشباب والفتاة والعجوز والأطفال والمعروف والمجهول ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : من رأى رجلاً يعرفه دلت رؤياه على أنه يأخذ منه أو من شبيهه أو من سميه شيئاً ، فإن رأى كأنه أخذ منه ما يستحب جوهرة نال منه ما يؤمله ، فإن كان من أهل الولاية ورأى كأنه أخذ منه قميصاً جديداً فإنه يوليه فإن أخذ منه حبلاً فإنه عهد فإن رأى كأنه أخذ منه ما لا يستحب جوهره أو نوعه فإنه يأس منه ويقع بينهما عداوة وبغضاء ، ورؤيا الشيخ والكهل المجهولين تدل على جد صاحبها ، فإذا رآهما أو أحدهما ضعيفاً فهو ضعف جده ، وإذا رآهما أو أحدهما قوياً فهو قوة جده فإن رأى شاباً كأنه تحول شيخاً فإنه يصيب علماً وأدباً فإن رأى كأنه اتبع شيخاً اتبع خيراً وخصباً فإن رأى شيخاً رستاقيا اتخذ صديقاً غليظاً ، ( ومن رأى ) شيخاً تركياً اتخذ صديقاً ، فإن كان مسلماً سلم من شره والشاب في التأويل عدو الرجل ، فإن كان أبيض فهو عدو مستور ، وإن كان أسود فهو عدو غني ، وإن كان أشقر فهو عدو شيخ ، وإن كان ديلمياً فهو عدو أمين ، وإن كان رستاقياً فهو عدو فظ ، فإن كان قوياً فهو شدة عداوته ، وإن كان مجهولاً وإن كان معروفاً فهو بعينه ، فمن رأى أنه تبعه شاب فإنه عدو يظفر به ، فإن رأى شيخاً أشرف عليه فإنه يمكنه من الخير ، وإن كان شاباً أشرف عليه فإنه عدو يتمكن منه لأنه علاه وإن رأى شيخاً كأنه صار شاباً فقد اختلف في تأويل رؤياه فقال بعضهم : إنه يتجدد له سرور ، وقال بعضهم : إنه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم ، وقال بعضهم : إنه يموت ، وقال بعضهم : إن رؤياه تدل على حرصه لأن قلب الشيخ شاب على الحرص والأمل فإن رأى شاباً مجهولاً فأبغضه فإنه يظهر له عدو بغيض إلى الناس فإن أحبه فإنه يظهر له عدو محبوب ، فإن رأى جارية متزينة مسلمة سمع خبراً ساراً من حيث لا يحتسب ، وإن كانت كافرة سمع خبراً ساراً مع خنا ، فإن رأى جارية عابسة الوجه سمع خبراً وحشاً فإن رأى جارية مهزولة أصابه هم وفقر فإن رأى جارية عريانة خسر في تجارته وافتضح فيها فإن رأى أنه أصاب بكراً ملك ضيعه مغلة واتجر تجارة رابحة والجارية خير على قدر جمالها ولبسها وطيبها ، فإن كانت مستورة فإنه خير مستور مع دين ، فإن كانت متبرجة فإن الخير مشهور ، وإن كانت متنقبة فإن الخير ملتبس ، وإن كانت مكشوفة فإنه خير يشيع والناهد خير مرجو . ( ومن رأى ) امرأة حسناء دخلت داره نال سروراً وفرحاً ، والمرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير فإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الإدبار والمرأة العربية الأدماء المجهولة الشابة المتزينة يطول وصف خيرها ونفعها في التأويل والسمينة من النساء في التأويل خصب السنة والمهزولة جدبها ، وأفضل النساء في التأويل العربيات الأدم والمجهولة منهن خير من المعروفة وأقوى ، والمتصنعات منهن في الزينة والهيئة أفضل من غيرهن ، وكل مواتاه العربيات والأدم ومعاملتهن في التأويل خير بقدر موتاتهن ولهن فضل على من سواهن من النساء ، وإذا رأت امرأة في منامها امرأة شابة فهي عدوة لها على أية حال رأتها ، وإذا رأت عجوزاً في جدها ، وأما العجوز فهي دنياه ، فإن رآها متزينة مكشوفة نال دنياه مع بشارة عاجلة ، وإن رآها عابسة دلت على ذهاب الجاه لأجل الدنيا ، وإن رآها قبيحة انقلبت عليه الأمور ، وإن رآها عريانة فإنها فضيحة ، وإن رآها متنقبة فإنه أمر مع ندامة فإن رأى كأن عجوزاً دخلت داره أقبلت دنياه ، وإن رآها خرجت عن داره زالت عنه دنياه ، فإن لم تكن العجوز مسلمة فهي دنيا حرام ، فإن كانت مسلمة فهي دنيا حلال ، وإن كانت قبيحة فلا خير فيها والعجوز المجهولة في التأويل أقوى فإن رأت امرأة شابة في منامها كأنها قد تحولت عجوزاً دلت رؤياها على حسن دينها فإن رأى الرجل عجوزاً لا تطاوعه وهو يهم بها فهي دنيا تتعذر عليه فإن طاوعته نال من الدنيا بقدر مطاوعتها وأما الصبي في التأويل فعدو ضعيف يظهر صداقة ثم يظهر عداوة فإن رأى رجل كأنه صار صبياً ذهب مرؤءته إلا أن رؤياه تدل على الفرج من هم فيه فإن رأى كأنه يحمل صبياً فإنه يدبر ملكاً ( ومن رأى ) كأنه يتعلم في الكتب القرآن أو الأدب فإنه يتوب من الذنوب ( ومن رأى ) كأنه ولد له جملة من الأولاد دلت رؤياه على هم لأن الأطفال لا يمكن تربيتهم إلا بمقاساة الهموم . حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن في حجري صبياً يصيح فقال : اتق الله ولا تضرب بالعود وقيل : من رأى له ولداً صغيراً بعد لا يخالط جسده فهو زيادة ينالها أو يغتم وقيل : الصبيان الصغار يدلون على هموم
____________________
(1/424)
يسيرة والصبية في المنام خصب وفرج ويسر بعد عسر ينمو ويزيد ، والوصيفة خير محدث فيه ثناء حسن وخير مرجو ( ومن رأى ) كأنه اشترى غلاماً أصابه هم ، ومن اشترى جارية أصاب خيراً وإن رأى كأنه طرح عليه رداء أسود فإنه يتزوج مولاة ( ومن رأى ) كأنه طرح عليه رداء أرجواني تزوج بامرأة شريفة الحسب ، فإن رأى مثل هذه الرؤيا دلت رؤياه على أن ابنه يبلغ ، وإن رآها شيخ دلت رؤياه على موته ، وإن رآها مرتكب لمعصية خفية فإنه يفتضح ( ومن رأى ) أنه أصاب ولداً بالغاً فهو له عز وقوة وأمه أولى به في أحكام التأويل من أبيه ، وإذا رأت امرأة ذكراً أمرد فهو خير يأتيها على قدر حسنه أو قبحه وقيل من كان له ابن صغير ورأى أ ، هـقد صار رجلاً دل على موته ، وقيل من كان من الصبيان قد أدرك ولحق بالرجال فإنه يدل على تقوية ومساعدة ، ومن الناس من يرى أنه ولد له غلام وكانت امرأته حبلى فإنه تلد جارية ويرى أنها ولدت جارية فتلد غلاماً ، وربما اختلفت الطبيعة في لك فيرى أنه ولد له غلام فهو غلام ، أو يرى أنه ولد له جارية فهي جارية ، فسل عن ذلك الطبائع فإنها تخبرك وقيل : الوصيف خير وحكي أن امرأة بمكة تقرأ القرآن رأت كأن حول الكعبة وصائف بأيديهم الريحان وعليهم معصفرات وكأنها قالت : سبحان الله هذا حول الكعبة قيل لها : أما علمت أن عبدالعزيز بن أبي داود تزوج الليلة فانتبهت فإذا عبدالعزيز بن أبي داود قد مات . ( الباب الثاني والعشرون ) ( في تأويل اختلاف الإنسان وأعضائه واحداً واحداً على الترتيب ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : بشرة الإنسان وجلده ستره ، وسواد البشرة في التأويل سؤدد في ترك الدين فمن رأى كأنه اسود وجهه وهو لابس ثياباً بيضاً دلت رؤياه على أنه يولد له ابنة لقوله تعالى : ! ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا ) ! الآية وقد رأى أمير المؤمنين المهدي رحمه الله في منامه كأن وجهه اسود فانتبه مذعوراً ودعا بإبراهيم بن عبدالله الكرماني فأنهض إليه من الشيرجان فقص عليه رؤياه فقال : سيولد لك ابنة وتلا هذه الآية فولدت له من ليلته ابنة ففرح من ذلك وأحسن جائزته فإن رأى أن وجهه اسود وثيابه وسخة دلت رؤياه على أنه يكذب على الله فإن رأى كأن وجهه أسود مغبر دلت رؤياه على موته وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت رجلاً أسود ميتاً يغسله رجل قائم عليه فقال : أما موته فكفره وأما سواده فماله وأما هذا القائم يغسله فإنه يخادعه عن ماله وحكي أن رجلاً قال لابن سيرين : رأيت كأن رجلاً معلن من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود ونصف بدنه أبيض وله ذنب كذنب الحمار ، قال ابن سيرين : أنا ذلك الرجل أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار ، والنصف الأسود ورد الليل ، والسلسلة التي علقت بها من السماء فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء ، وأما الذنب فدين يجتمع عليّ وموتي فيه فكان كما عبره وقيل : إن الشجاع إذا رأى في منامه أن وجهه أسود دل على أنه يصير جباناً . وأتى ابن سيرين رجل فقال : إني خطبت امرأة فرأيتها في المنام سوداء قصيرة فقال : أما سوادها فمالها ، وأما قصرها فقصر عمرها فلم تلبث إلا قليلاً حتى ماتت وورثها الرجل وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام امرأة سوداء ناشرة الرأس خرجت من المدينة حتى أقامت بالجحفة فأولها النبي صلى الله عليه وسلم بأن وباء المدينة انتقل إلى الجحفة وحكي أن رجلاً رأى كأنه أهدي إليه غلام نوبي فلما أصبح أهدى إليه عدل فحم ( ومن رأى ) نسوة زنجيات قد أشرفن عليه فإنه يشرف عليه خير لرؤيتهن كثير شريف ولكن من جنس العدو وحمرة اللون وجاهة وفرج وقيل : إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزاً ، وصفرة اللون مرض وقيل : من رأى وجهه أصفر فاقعاً فإنه يكون وجيهاً في الآخرة ومن المقربين وأما بياض اللون فمن رأى كأن وجهه أشد بياضاً مما كان حسن دينه واستقام على الإيمان فإن رأى أن لون خده أبيض فإنه ينال عزاً وكرماً وحكي أن رجلاً شاباً رأى كأن وجهه قد لطخ بالحمرة مثل النساء وكأنه قاعد في مجمع النساء فعرض له من ذلك أنه زنى فافتضح وأما الرأس في التأويل فرئيس الإنسان الذي هو تحت يده ورأس ماله وجده فمن رأى كأن رأسه أعظم مما كان زاد شرفه ( ومن رأى ) كأن رأسه أصغر مما كان نقص شرفه ( ومن رأى ) كأن له رأسين أو ثلاثة فإنه ينال ظفراً بالأعداء إن كان مبارزاً ، وإن كان فقيراً استغنى ، وإن كان غنياً يكون له أولاد بررة ، وإن عزباً يتزوج وينال ما يريد ، فإن رأى تاجر كأنه منكوس الرأس خسر في تجارته فإن رأى الرجل أنه منكوس
____________________
(1/425)
الرأس معلق طال عمره في جهد وتوبيخ لقصة هاروت وماروت فإن رأى كأنه منكوس الرأس منحن في ملأ فإنه قد عمل خطيئة وهو نادم عليها تائب منها ، واصل هذه الرؤيا تدل على طول العمر لقوله تعالى : ! ( ومن نعمره ننكسه في الخلق ) ! وقيل : من رأى رأسه مقلوباً فإن ذلك يدل فيمن يريد سفراً على مانع يمنعه من خروجه على أنه لا يرى ما يتمناه عاجلاً لكن آجلاً ، ويدل ممن كان مسافراً غرباً على رجوعه إلى بلده بعد إبطاء على غير طمع . والرأس والعنق إذا رآهما الإنسان وكان فيهما قرحة أو ألم فإن ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية فإن رأى أن رأسه صار مثل رأس الكلب أو الحمار أو الفرس أو غيرها من الأنعام فإنه يصير إلى الكد والتعب والعبودية ( ومن رأى ) كأن رأسه استحال رأس فيل أو أسد أو نمر أو ذئب فقد قيل إنه يأخذ في إنشاء أمر أرفع من قدره وينتفع بها وينال الرياسة والظفر على الأعداء فإن رأى أن رأسه رأس طير دلت رؤياه على كثرة الأسفار فإن رأى رأسه مطيباً مدهوناً دلت رؤياه على حسن جده فإن رأى رؤوساً مقطوعة دلت رؤياه على خضوع الناس له فإن رأى كأنه أكل رأس إنسان نيئاً فإنه يغتاب رئيساً ويصيب مالاً من بعض الرؤساء فإن رأى كأنه أكله مطبوخاً فهو رأس مال ذلك الرجل إن كان معروفاً وإلا فهو مال نفسه يأكله فإن رأى كأنه أخذ رأس ماله بيده فهو مال يصير إليه أكثره دية أقله ألف درهم ، وهذه الرؤيا تدل على وقوع صلح بينه وبين رجل له عليه دين لقوله تعالى : ! ( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ) ! فإن رأى كأن رأسه بان عنه من غير ضرب فإنه يفارق رئيسه ، فإن حمل رأسه من ذلك الموضوع ذهبت رياسته ، فإن كان رأسه قطع فأخذه ووضعه فعاد صحيحاً كما كان فإنه يقتل في الجهاد ( ومن رأى ) كأن رأسه بان عنه فأحرزه أصاب مالاً بقدر ديته وعوفي إن كان مريضاً ، والرأس على رمح أو خشبة رئيس مرتفع الشأن ( ومن رأى ) كأن رأساً من رؤوس الناس في وعاء عليه دم فهو رجل رئيس يكذب عليه ( ومن رأى ) كأن رقبته ضربت وبان رأسه عنه فإن كان مريضاً شفي أو مديوناً قضي دينه أو صرورة حج ، وإن كان في كرب أو حرب فرج عنه ، فإن عرف الذي ضربه فإن ذلك يجري على يدي من ضربه ، فإن كان الذي ضربه صبياً لم يبلغ فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب أو مرض وهو موته على تلك الحال وكذلك لو رأى وهو مريض قد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو معروف بالصلاح فهو يلقى الله على خير حالاته ويفرج عنه ، وكذلك المرأة النفساء والمريض المبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة ، فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره فإن رأى أن ملكاً أو والياً يضرب عنقه فإن الوالي هو الله ينجيه من همومه ويعينه على أموره فإن رأى أن ملكاً ضرب رقاب رعيته فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم ، وضرب الرقبة في المماليك يدل على العتق وقيل : من رأى أن رقبته تضرب إما بحكم الحاكم وإما بقطع الطريق وإما في الحرب أو غيره فإن ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيين وكان له ولد ، وذلك الرأس يشبه بالوالدين لأنهما سبب الحياة ، ويشبه أيضاً بالأولاد من أجل الصورة فإن رأى ذلك خائف أو من حكم عليه بالقتل فهو محمود لأن البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة وليس يصيبه مرة ثانية . فأما في الصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنه يدل على ذهاب رؤوس أموالهم ، ويدل في المسافرين على رجوعهم ، وفي المخاصمين على الغلبة ، لأن البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء وإن رأى أن رأسه في يده فذاك صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يقدر على الخروج في سفر وإذا رأى كأن في يده رأسه وله رأس آخر طبيعي دل على أنه يقاوم شيئاً من الآفات التي تكتنفه ويصلح شيئاً من أموره الرديئة التي في تدبيره وروي أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله رأيت رأسي قطع فكأني أنظر إليه بإحدى عيني ، فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال : بأيهما كنت تنظر إليه ؟ فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم مات صلى الله عليه وسلم والنظر إليه اتباع السنة والرأس الإمام ورأى ابن مريم ستين جارية يدخلن داره وفي يد كل جارية طبق وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط فكأن تالياً يتلو : ( وما كان لبشر أن يكلمه اله إلا وحياً أو من وراء حجاب ) فقص رؤياه فقيل له أن الخليفة يقلدك حجبته وإنك تنال ستين ألف دينار فكان كذلك ( ومن رأى ) رؤوس الناس مقطوعة بيده في محله فإن الناس ينقادون إليه ويأتون ذلك الموضع وربما اجتمع الناس هناك فإن رأى أنه ملك رأساً فإنه مال يصير إليه أقله ألف درهم وأكثره ألف دينار ، فإن رأى الإمام في رأسه عظماً فهو زيادة وقوة في سلطانه فإن رأى كأن رأسه رأس كبش فإنه يعدل وينصف فإن رأى كأن رأسه كلب فإنه يجور ويعامل رعيته بالسفه
____________________
(1/426)
وشعر الرأس مال وطول عمر ، والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا ، فإن رآها صاحب سلاح على رأسه فهو زيادة ووقاية وهيبة له ، وإن رآها غني فهو ماله ، وإن رآها فقير فهي ذنوبه وحسن شعر الرأس شرف وعز فإن رأى شعره جعداً وسبطاً فإنه يشرف ويعز ، فإن رأى شعره الجعد سبطاً فإنه يتضع ويصير دون ما كان ، وإن رآه سبطاً طويلاً متفرقاً فإن مال رئيسه يتفرق وإن كان ناعماً ليناً فإنه زيادة مال رئيسه وقيل : من رأى كأن له شعراً طويلاً وهو مسرور به فإنه محمود وخاصة في النساء فإنهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة وكان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشاب ويقول : الشيب الافتقار والهم إذا طال الشعر ، فإن رأى ذلك فقير اجتمع عليه مع فقره دين وربما حبس فإن رأى أنه نتف شيبه فإنه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ ، فإن رأى شاب في شعره بياض فإنه قدوم غائب عليه وقيل : إن الشيب في التأويل زيادة وقار ودين وقيل : هو زيادة عمر لقوله تعالى : ! ( ثم لتكونوا شيوخا ) ! وقيل : من رأى كأن رأسه أشيب فإنه يولد له لقوله تعالى : ! ( واشتعل الرأس شيبا ) ! . وحكي أن الحجاج بن يوسف رأى كأن رأسه ولحيته قد ابيضا فلقي عبدالملك بن مروان هماً وغماً وتغير في أمره وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسها دلت رؤياها على فسق زوجها ، فإن كان زوجها صالحاً فإنه يغايرها بامرأة أخرى أو جارية ، وإن لم يكن كذلك فإنه يصيبه منها غم أو حزن وأما الذؤابة للرجل فإنه ابن مبارك إن كان متزوجاً ، وإن كان عزباً فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة ، وكذلك هي للمرأة ابن رئيس وتدل على خصب السنة وأما سواد شعر المرأة فيدل على شيئين : أهما محبة زوجها لها والثاني : استقامة أحوال زوجها ، فإن رأت امرأة كأنها كشفت شعرها فإن زوجها يغيب عنها ، فإن رأت كأنها لم تزل مكشوفة الرأس فإن زوجها لا يرجع إليها ، وإن لم يكن لها زوج لم تتزوج أبداً فإن رأت شعرها كثيفاً وأبصر الناس ذلك منها فإنها تفتضح في أمر فإن رأى الرجل كأن على رأسه قروناً فإنه رجل منيع فإن رأى كأن شعر مقدم رأسه انتثر أصابه ذل في الوقت فإن رأى كأن شعر مؤخر رأسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في حال شيبه فإن رأى كأن شعر الجانب اليمن من رأسه انتثر دل على أنه يصاب بالذكور من أقربائه ، فإن كان شعر الجانب اليسر من رأسه انتر فإنه يصاب بالإناث من أقربائه ، فإن لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر إلى نفسه وأما حلق الشعر للرجال في الحج وتقصيره فهو في التأويل أمن وفتح وقضاء دين وفرج لقوله تعالى : ! ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ) ! وفي غير الحج كذلك إلا أنه في الحج أقوى ، هذا إذا لم يكن صاحب الرؤيا رئيساً ، فإن كان رئيساً وحلق في غير الموسم دلت رؤياه على افتقاره أو عزله ، أو هتك ستره ، فهذه الرؤيا للفقير قضاء دين وللغني نقصان مال ، وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الصلاح ضعف بطشه وإن لم ير أنه لم يحلق رأسه لكن رأى أنه محلوق الرأس ظفر بالأعداء ونال قوة وعزاً وقال بعضهم : إنما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق ولا يصلح لمن عادته غير الحلق وقيل : إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل وحكي أن رجلاً قال : رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها ورأيت أبي يطلبني طلباً حثيثاً ثم حبس عني فقصها على أصحابه وقال : إني تأولها ، أما حلق رأسي فوضعه ، وأما الطائر الذي خرج مني فروحي ، والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها ، وأما طلب أبي إياي ثم حبسه عني ، فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني ، فقتل صاحب الرؤيا شهيداً ورأى آخر كأنه يحلق رأسه بيده فقصها على معبر فقال : تقضي دينك . فإن رأت امرأة أن شعرها محلوق يخلعها زوجها أو تموت ، فإن رأت كأن زوجها حلق رأسها أوجز شعرها في الحرم دلت رؤياها على دينها وأداء أمانتها ، وإن رأت أن زوجها حلق رأسها في غير الحرم دلت رؤياها على أنه يحبسها في منزله فإن الطائر يبقى في عشه إذا قطع جناحه ، وقيل : إن حلقه إياها يدل على هتك سترها ، وإن رأت كأن إنساناً دعاها إلى جز شعرها فإنه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء سراً منها ويقع بينها وبين ذلك الإنسان عداوة وشحناء ، وقيل : من رأى ذوائب امرأة مقطوعة فإنها لا تلد ولداً أبداً . وأما الدماغ فإنه يدل على العقل ( ومن رأى ) أن له دماغاً كبيراً دل على كثرة عقله ، فإن رأى كأن لا دماغ له دل على جهله وقلة عقله ، وقيل : إن الدماغ مال نزر مدخور طاهر ، فإن رأى كأنه أكل دماغه أو مخ بعض عظامه فإنه يأكل ماله ، وقال بعضهم : أكل دماغ
____________________
(1/427)
الميت يوجب سرعة الموت والطرة الحسنة مال وعز ، وقيل : إن صاحب الرؤيا يتزوج امرأة جمالها حب جمال الطرة التي رآها والجبهة جاه الجل وهيبته والعيب فيها نقصان في الجاه والهيبة ، والزيادة فيها إذا لم تتفاحش توجب أن يولد له ابن يسود أهل بيته ، وقيل : من رأى جبهته من حديد أو نحاس أو حجر فإن ذلك محمود للشرط أو السوقة ولمن كان تدبير معاشه مع قمحه ، وأما الباقون فهذه الرؤيا تبغضهم إلى الناس ، وأما الصدغان فابنان شريفان مباركان والحاجبان حسن سمت الرجل وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه ، وقيل : إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان من أجل أن النساء يسودن حواجبهن طلباً للزينة وأما العين فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدي والضلالة ، فإن رأى في جسده عيوناً كثيرة دل على زيادة صلاحه ودينه فإن رأى كأن بطنه انشق فرأى في باطنه عيوناً فإنه زنديق لقوله تعالى : ! ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ! فإن رأى كأن عينيه عينا إنسان آخر غريب مجهول دلت رؤياه على ذهاب بصره ويكون غيره يهديه الطريق ، فإن كان الرجل معروفاً فإن صاحب الرؤيا يتزوج ابنته وتصيب منه خيراً ، فإن رأى كأن عينيه ذهبتا مات أولاده ، ( ومن رأى ) أنه أعمى العينين وهو في غربة دل على امتداد غربته إلى أن يموت ، فإن رأى كأن عينيه من حديد ناله هم شديد يؤدي إلى هتك ستره ، فإن رأى أنه فتح عينيه على رجل فإنه ينظر في أمره ويعينه وإن كان نظر إليه شرراً فإنه يحقد عليه ( ومن رأى ) كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن فإنه يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي ، ( ومن رأى ) على كفه عين رجل أو عين بهيمة نال مالاً عيناً ( ومن رأى ) كأنه نظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها فإنه يعمل شيئاً يضر بدينه والعين السوداء الدين والزرقاء البدعة والشهلاء مخالفة الدين والخضراء دين يخالف الأديان فإن رأى لقلبه عيناً أو عيوناً فهو صلاح في الدين بقدر نورها فإن رأى أنه زنى بالعين فإنه ينظر إلى النساء فإن رأى أن عينه مسمرة فإنه ينظر بريبة إلى امرأة صديقة وحدة البصر محمودة لجميع الناس وضعفه يدل على أنه سيكون محتاجاً إلى الناس وأنه يصير في عيلة لأن المال بمنزلة العين ، ومن كان له أولاد ورأى هذه الرؤيا دل على أنهم يمرضون لأن الأولاد بمنزلة العينين محبوبتان . ورأى الحجاج بن يوسف كأن عينيه سقطتا في حجره فنعي إليه أخوه محمد وابنه محمد ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عين جارية فقص رؤياه على برهمي فقال : تصيب مالاً من التجارة ، فإن رآها صانع أصاب مالاً من صناعته ، وأهداب العينين في التأويل وقاية للدين فإنها أوقى للعينين من الحاجبين ، وقيل : الصلاح والفساد فيهما راجعان إلى الولد والمال ، فإن رأى كأن أهداب عينيه كثيرة حسنة فإن دينه حصين ، فإن رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه فإن كان صاحب دين وعلم فإنه يعيش في ظل دينه ، وإن كان صاحب دنيا فإنه يأخذ أموال الناس ويتوارى ، فإن رأى كأنه ليس لعينه هدب فإنه يضيع شرائع الدين ، فإن نتفها إنسان فإن عدوه ينصحه في دينه ، فإن رأى كأن أشعاره ابيضت دل على مرض يصيبه من الرأس أو العينين أو الأذنين أو الضرس وحسن الوجنة في النوم دليل الخصب والفرج وقبحها دليل السقم والضر والخدان عمل الرجل ، فإن رأى الإمام في وجنته سعة فوق القدر فهو زيادة عزه وبهائه ، وأما الأنف فيقال : إنه جمال للرجال ويقال هو قرابة الرجل ، فإن رأى كأنه أنف له فلا رحم له ، فإن رأى كأن له أنفين فإنه يدل على اختلاف يقع بينه وبين الأهل لأن الأنف ليس بغريب ، فإن شم رائحة طيبة دلت على فرج يصيبه ، وإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حبلى فإنها تلد ولداً ساراً ، ويقال : إن الأنف الولد ، ويقال الجاه والحسب ، ويقال الأبوان ، وتأويل ما يدخل في الأنف يجري مجرى الدواء وما يدخل يه من مكروه فهو غيظ يكظم ( ومن رأى ) أن له خرطوماً دل على أن له حسباً قوياً والفم فاتحة أمر صاحبه وخاتمته ، فإن رأى كأنه خرج من فمه شيء فهو يدل على الرزق من خير أو شر ، فإن رأى كأن فمه متعلق أو مقفل عليه دلت رؤياه على الكفر والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به وعونه ومعتمده والسفلى أقوى في التأويل من العليا ، وقيل : الشفة في التأويل القرابة والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره ، فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت ، فإن رأى كأن فيهما الماء فإن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي . وأما اللسان فترجمان صاحبه ومدبر أمره المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد يجري ذلك على ترجمة بما ينطق ، فإذا كان فيه زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج فهو قوة وظفر ، إن رأى كأن لسانه طويلاً لا على حال المخاصمة والمنازعة دل على بذاءة اللسان ، وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته
____________________
(1/428)
ومنطقه وحلمه وأدبه وعظمته ، فإن رأى الإمام كأن لسانه طال فإنه يكثر أسلحته ويدل على أنه ينال مالاً بسبب ترجمان له ، واللسان المربوط في التأويل دليل على الفقر ودليل المريض ، فإن رأى كأنه نبت على لسانه شعر أسود فهو شر عاجل وإن كان شعراً أبيض فهو شر آجل ، فإن رأى كأن له لسانين رزق علماً إلى علمه وحجة إلى حجته وظفراً على أعدائه ، وقيل : المعتدل المقدار في الفم الصحيح محمود لجميع الناس وأما اللهاة فإذا رأى أنها زادت حتى كادت تسد حلقه دلت رؤياه على حرصه في جمع المال وتضيق النفقة على نفسه وقد دنا أجله وأما الأسنان فإنهم أهل بيت الرجل فالعليا هم الرجال من أهل البيت والسفلى هم النساء فالناب سيد بيته والثنية اليمنى الأب والثنية اليسرى العم ، وإن لم يكونا فأخوان أو ابنان ، فإن لم يكونا فصديقان شفيقان والرباعية ابن العم ، والضواحك الأخوال والخالات ومن يوم مقامهم في النصح ، والأضراس الأجداد والبنون الصغار والثنية السفلى اليمنى الأم واليسرى العمة ، فإن لم يكونا فأختان أو ابنتان أو من يقوم مقامهما والرباعية السفلى بنات العم وبنات العمات ، والناب السفلى سيدة أهل بيتها والضواحك السفلى بنات الخال والخالة ، والأضراس السفلى الأبعدون من أهل بيت الرجل من النساء والبنات الصغار ، وحركة بعض الأسنان دليل على منه وتأويه في المرض وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لا يعود إليه ، فإن أصابه بعد ما فقده فإنه يرجع ، وتأويله في المرض وسقوطه وضياعه دليل على موته أو غيبته عنه غيبة من لا يعود إليه ، فإن أصابه بعد ما فقده فإنه يرجع ، وتأكله دلي لعلى بلاء يصيب من ينتسب إليه ، واصطكاك الأسنان دليل على جدال بين أهل بيته فإن رأى في أسنانه قلحاً فهو عيب بأهل بيته يرجع إليه ، ونتن الأسنان قبح الثناء على أهل البيت ، وكلال الأسنان ضعف حال أهل بيته ، وتنقية الأسنان من القلوحة يدل على بذل المال في نفي الهموم عنهم ، وبياض الأسنان وطولها وجمالها زيادة قوة ومال وجاه لأهل البيت ، فإن رأى كأنه نبت مع ثنيته مثلهافإن أهل بيته يزيدون ، فإن رأى كأن النابت معها يضرها كان الزائد في أهل البيت عاراً ووبالاً عليه ، فإن رأى كأنه قلع أسنانه دلت رؤياه على قطع رحمه أو ينفق ماله على كره منه ، فإن رأى كأنه يرمي أسنانه بلسانه فسدت أمور أهل بيته بكلام يتكلم به ، فإن رأى كأن أسنانه من ذهب فإن كان من أهل العلم والكلام حمدت رؤياه وإلا فلا تحمد لأنها تدل في غير العلم وأهله على مرض أو حريق ، فإن رأى كأنها من فضة دلت على خسران في المال ، فإن رآها من زجاج أو خشب دلت على الموت ، فإن رأى مقاديم أسنانه سقطت فنبتت مكانها أخرى دلت على تغيير أموره وتدابيره ، وقيل : إن من رأى أسنانه العليا سقطت في يده فهو مال يصير إليه ، فإن رآها سقطت في حجره فهو ابن لقوله تعالى : ( ويكلم الناس في المهد ) يعني في الحجر ، فإن رآها سقطت إلى الأرض فهي الموت ، فإن رأى كأنه أمسك الساقط من أسنانه فلم يدفنه فإنه يستفيد بدل من هو مثله في الشفقة والنصيحة ، وكذلك التأويل في سائر الأعضاء إذا أصابتها آفة فلم يدفنها ، فإن رأى كأنه نبت في قلبه أسنان دل على موته ، وقيل إن سقوط الأسنان يدل على عائق يعوق فيما يريده ، وقيل : هو دليل قضاء الديون ، فإن رأى كأن جميع أسنانه سقطت وأخذها في كمه أو حجره فإنه يعيش عيشاً طويلاً حتى تسقط أسنانه ويكثر عدد أهل بيته ، وإن رأى كأن جميع أسنانه سقطت وذهبت عن بصره فإن أهل بيته يموتون قبله وربما كان ذلك موت ذوي سنه من الناس وأقرانه في العمر ، فإن رأى كأن الناس يلوكونه بأضراسهم أو يعضونه فإنه يمكنه أن يتضع للناس فلا يتضع ، وقيل : ينبغي أن يجعل الفم بمنزلة المنزل والأسنان بمنزلة السكان ، فما كان فيها من ناحية اليمنى فهو يدل على الذكور ، وما كان من اليسرى فهو يدل على الإناث في جميع الناس إلا قليلاً منهم . وقيل : من رأى أسنانه تنكسر فإنه يقضي دينه قليلاً قليلاً فإن تساقط أسنانه بلا وجع يدل على أعمال تبطل ، فإن رأى كأنه تسقط مع وجع دل على ذهاب شيء مما في منزله ومقاهديم الأسنان إذا سقطت منعت من أن يفعل الإنسان شيئاً مما يعمل بالكلام والقول ، فإن كان مع ذلك وجع أو خروج دم أو لحم فإن ذلك يبطل أو يفسد الأمر الذي يراد ، وأما الأصحاء والآحرار والمسافرون إذا سقطت جميع أسنانهم دل على مرض طويل ووقوع في السل من غير أن يموتوا وذلك أن الإنسان لا يمكنه أن ينال الغذاء القوي بلا أسنان لكنه يستعمل الأحساء والعصارات ، وإنما لا يموتون لأن الموتى لا تسقط أسنانهم ، والشيء الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محموداً في المرضى ، وإن تساقطت أسنانهم ، والشيء الذي لا يعرض للموتى هو مخلص للمرضى فلهذا السبب صار محموداً في المرضى ، وإن تساقطت أسنانهم جميعاً فإنه يدل على سرعة نجاتهم من المرض ، وأما التجار المسافرون فيدل على خفة حملهم وخاصة عن رأى أن تلك الأسنان تتحرك ، فإن رأى كأن بعض أسنانه قد طال وازداد عظماً دل على جدال وخصومة في منزل ، ومن كانت أسنانه سوداً متأكلة معودة فرأى سقوطها فإنه ينجو من جميع الشدائد ، فإن رأى كأن أسنانه تسقط وهو يأخذها بيده أو بلحيته وفي حجره فذلك يدل على أن أولاده تنقطع فلا يولد له وما يلد فلا يبقى ولا يتربى .
____________________
(1/429)
( وحكي ) : أن رجلاً رأى أسنانه كلها سقطت فاغتم لذلك غماً شديداً وقص رؤياه على معبر فقال : تموت أسنانك كلهم قبل فكان كذلك ورأى آخر كأنه أخذ ثلاث أسنان من فمه في كفه وضم عليها أنامله فعرض له أنه وجد درهماً ونصفاً والذقن في التأويل سيد عشيرته وصاحب نسل كثير ، والأذن امرأة الرجل أو ابنته ، فإن رأى كأن له ثلاث آذان دلت على أن له امرأة وابنتين ، فإن كان له أربع آذان دلت رؤياه على أحد خصلتين : إما أن يكون له أربع نسوة أو أربع بنات لا أم لهن ، فإن رأى كأن أذنه بانت منه فإنه يطلق امرأته أو تموت ابنته ، فإن رأى كأن له أذناً واحدة فلا يعيش له قريب ، فإن رأى كأن له نصف أذن دلت الرؤيا على موت امرأته وتزويجه بأخرى ، فإن رأى كأن في أذنه خاتماً معلقاً فإنه يزوج ابنته رجلاً فتلد له ابناً وقيل الدين الأذن ، فإن رأى كأنه حشا أذنيه بشيء دلت رؤياه على الكفر ، وإن رأى كأن له آذاناً كثيرة فإنه يعرض عن الحق فلا يقبله لقوله تعالى : ! ( أم لهم آذان يسمعون بها ) ! وقيل : إن الغنى إذا رأى آذناً حساناً متشاكلة سمع أخباراً حساناً سارة ، فإذا لم تكن متشاكلة حساناً سمع أخباراً كثيرة كريهة ( ومن رأى ) كأن في أذنيه عينين فإنه يعمى ويعاين الأشياء التي كان يعاينها بعينيه بسمعها بأذنيه ، وقيل : من رأى كأن له آذاناً كثيرة فذلك محمود لمن أراد أن يكون له إنساناً يطيعه مثل المرأة والأولاد والمماليك ، وأما الأغنياء فإنها تدل على أخبار تأتيهم محمودة إذا كانت الآذان حساناً أشكالاً ، وإذا لم تكن حساناً ولا جيدة الأشكال فإنها أخبار مذمومة ، وأما المماليك وأصحاب الخصومات المدعي منهم فإنها تدل على أن عبوديته تدوم ويسمع ويطيع ويدل المدعي على أن الحكم يلزمه . ( وحكي ) : أن إنساناً رأى أن له اثنتي عشرة أذناً وأكثر فقص رؤياه على معبر فقال : إن كان صاحب مماليك وحشم فإنه دليل خير كثير يناله ، وإن كان غنياً فإنه يأتيه أخبار على قدر عدد الآذان من البلدان بسبب معاش ، وإن كان مملوكاً أصابه مذمة وغم ، وإن كان له خصوم حكم عليه القاضي بأحكام كثيرة وسمع كلاماً رديئاً وإن كان في خصومة ظفر بخصمائه وأما اللحية فمن رأى كأنها طالت فوق قدرها دلت رؤياه على دين وغم ، فإن طالت حتى سقط على الأرض دلت على الموت لقوله تعالى : ( منها خلقنانكم وفيها نعيدكم ) فإن طالت حتى التصقت ببطنه أصاب مالاً وجاهاً يتعب فيه بقدر ما كان منها على بطنه ، فإن رأى أن طولها قدر حسن موافق نال مالاً وجاهاً وعيشاً طيباً ، وقيل إنها إن طالت حتى بلغت السرة دل على أنه في غير طاعة الله ، فإن رأى أن جوانبها طالت دون وسطها فإنه ينال مالاً يستمتع به غيره وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت لحيتي بلغت سرتي وأنا أنظر فيها فقال : أنت مؤذن تنظر في دور الجيران ، ولا تحمد اللحية في التأويل للصبي غير البالغ ، فإن رأى أنه أخذ لحية غيره بيده وجرها فإنه يرث ماله ويأكله ، ونقصان اللحية إذا لم يكثر دليل على اليسر وقضاء الدين والفرج ، وإذا كثر نقصانها دل على الهوان وذهاب المال والجاه ، فإن رأى كأن كوسجاً يكلم امرأته تشوش عليه أمره بقدره ويفرق بينه وبين أحبابه لأن إبليس لعنه الله كلم حواء في صورة كوسج ، وسواد شعر اللحية يدل على الاستغناء إذا كان حالكاً ، فإذا ضرب السواد إلى الخضرة نال ملكاً ومالاً كثيراً ولكن يكون طاغياً لأنها صفة لحية فرعون وصفرتها دليل على الفقر والقلة وأما الحمرة دليل الورع . وإذا رأى كأنه تناول لحيته وانتثر شعرها بيده وأمسكه ولم يرم به فإنه يذهب من يده مال ثم يعود إليه ، فإن رأى كأنه رمى به ذهب منه مال ولا يعود إليه ، وزيادة شعر الشارب مكروهة ونقصانه محمود ، وتأويل نتف اللحية للغني إسرافه في ماله ، وللفقير يدل على غمين يجتمعان عليه ويدل على أنه يستقرض من إنسان شيئاً فيقرضه لآخر ، وحلق اللحية ذهاب المال والجاه ، فإن رأى كأنه قطع من لحيته ما فضل عن قبضته فهو يؤدي زكاة ماله ، والشيب في اللحية وقار وهيبة الخضاب ستر ، وإذا كان الخضاب بالحناء دل على تمسكه بالسنة ، فإن رأى كأنه خضب رأسه دون لحيته فإنه يحفظ سر رئيسه ، فإن رأى كأنه خضبهما جميعاً فإنه يجتهد في إخفاء فقره ويطلب القدر عنه الناس ، وإن قبل الشعر الخضاب فإنه يرجع جاهه ولا يبقى كثيراً ويتجمل بالقناعة ثم ينكشف ، فإن رأى كأنه يخضب بطين أو جص فإنه يطلب محالاً ويشتهر أمره ، ولحية المرأة تدل على أنها لا تلد أبداً ، وقيل : تدل على مرضها ، وقيل : تأويلها زيادة مال زوجها وابنها وشرف ولدها ، وقيل : إنها إن كانت متزوجة دلت على غيبة زوجها ، وإن رأت ذلك حبلى فإنها تلد ابناً ويتم أمره ، وقيل : من طالت لحيته وكثر شعره طال عمره وزاد ماله ، وقيل : إن الشيء الذي يكون قبل وقته يدل على الشر مثل أن يرى للصبيان الذكور لحية أو بياض في الشعور وللإناث من الصبيان الصغار عرس أو ولد ، وكذلك جميع
____________________
(1/430)
ما يكون في غير وقته ما خلا النطق فإن النطق هو دليل خير لأن الإنسان بالطبيعة حيوان ناطق ، فإن رأى غلام لم يبلغ الحلم أن له لحية فإنه يموت ولا يبلغ الحلم وذلك أنه قد سبق الوقت الذي كان ينبغي أن يكون له فيه لحيته ، فإن لم يكن الغلام بعيداً من وقت نبات اللحية فذلك دلي لعلى أنه ينفرد ويقوم بأمر نفسه . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن لحيتي طالت ولم يطل سبالاي فقال : تصيب مالاً يتهناً به غيرك والعنفقة عون الرج الذي يتباهى به ويعيش به في الناس ، فما رأى فيها من حدث فتأويله فيما ذكرت ( ومن رأى ) نصف لحيته محلوقة فإنه يفتقر ويذهب جاهه ، فإن حلقها شاب مجهول ذهب جاهه على يد عدو يعرفه أو سميه أو نظيره ، فإن حلقها شيخ ذهب جاهه بحده المقدور ، وإن كان مجهولاً فإنه يذهب جاهه على يدي رئيس مستعل قاهر لا يكون له أصل ، فإن رأى أنها مقطوعة فإنه يقطع من ماله ويذهب من جاهه بقد رما يقطع من لحيته ، فإن رأى أنها حلقت فهو ذهاب وجهه في عشيرته وقمدرته من ماله ، والحلق أيسر من النتف ، وربما كان النتف صلاحاً لبعض أمره إذا لم يشن الوجه إلا أن ذلك الصلاح فيه مشقة عليه . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني قابض على لحية عمي وقرضتها حتى استأصلتها فقال : إنك تأكل ميراث عمك ولا يكون له وارث غيرك فإن تناولت منها شيئاً ورثت بقدر ذلك ( ومن رأى ) أن لحيته بيضاء براقة نال عزاً وجاهاً واسماً وذكراً في البلاد لأن لحية إبراهيم عليه لاسلام كانت بيضاء ، فإن رأى أنها شمطاء فإنه يصيب جاهاً ووقاراً ، فإن رأى أنها أشد سواداً وأحسن مما كانت في اليقظة وكانت سوداء في اليقظة فإنه يصيب هيبة وعزاً وجاهاً وجمالاً ، فإن رأى أنها شابت وبقي من سوادها شيء فإنه وقار ، فإن لم يبق من سوادها شيء فإنه يفتقر ويذهب جاهه وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت أن لحيتي بيضاء وأني أخضبها فلا يعلق بها الخضاب وكان الرجل شاباً أسود اللحية فال : البياض نقص من ملكك وأنت تريد ستره وقد علم به قال : صدقت . وأما العتق فموضع الأمانة زيادتها زيادة في الدين ، وأداء الأمانة ونقصانها نقصان في أداء الأمانة ، فإن رأى كأن في عنقه حية مطوقة فإنه لا يزكى ماله لقوله تعالى : ! ( سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ) ! فإن رأى كأن ودجيه انفجرا دماً فإنه يموت ، فإن رأى الإمام في عنقه غلظاً فهو قوته في عدله وقهره لأعدائه ، والغلظ في القفا قوة على ما قلده الله ، وحسن القفا يدل على الفرار والهرب ، وشعر القفا يدل على أن له مالاً وعليه مال ، وحلق القفا أداء الأمانة وقضاء الدين ، فإن رأى كأنه لا شعر عليه دل على إفلاسه ورأى رجل كأن عنقه لا بطويل ولا بقصير فقص رؤياه على معبر فقال : إن كنت سيئ الخلق حسن خلقك وإن كنت شجاعاً ازدادت شجاعتك وإن كنت رديء الطبع كرمت وأما العاتق فصديق أو شريك أو أجير وكتفه امرأة ومنكبه زينته وجماله وطيشه ، فما رأى بهما من حال أو حدث فهو بهؤلاء وقيل إذا كانت العوائق غلاظاً حسنة اللحم دل على رجلة وقوة في الأعمال ، ويدل في المحبوسين على طول اللبث ف يالحبس حتى يمكنهم أن يحملوا ثقل قيودهم فإن رأى كأن في عاتقيه علة فإنه يدل على مرض الإخوة أو موتهم لأن العاتقين إخوان ورأى رجل كأنه يريد أن يرى أحد كتفيه فلا يقدر على ذلك فعرض له أنه انعور وذلك بالواجب لأنه لم يقدر أن يرى الكتف في جانب العين العوراء . وأما اليد اليمنى فسبب لمعاش الرجل وماله وإحسانه وطول اليد في التأويل للواتي ظفر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وقيل : إن طول يدي الإمام وقوتهما يدل على قوة أعوانه وزيادة عمره ورؤيته عظمهما زيادة في ماله ، فإن رأى كأنهما تحولتا رخاماً طال عمره في سرور ، وقيل : صحة اليدين في التأويل وحسنهما يدل على حسن الأخذ والإعطاء ، وقيل : اليمنى تدل على الأقرباء من الرجال واليسرى تدل على النساء منهم ، فإن رأى كأنه فقد إحدى يديه فإن لك يدل على فقده بعض أقربائه بغيبة أو موت ، فإن رأى كأنه أدخل يده تحت إبطه فأخرجها ولها نور فإنه ينال علماً إن كان من أهله أو ربحاً إن كان تاجراً ، وإن خرجت ولها نار فإنه ينال قوة وغلبة وعزاً في أمره الذي يتعاناه ، وإن أخرجها ولها ماء فإنه مال وأما اليد الزائدة مع اليدين فإنها زيادة دولة وقوة وتدل على ولد أو قدوم غائب أو يولد له أخ ، فإن رأى كأنه أعسر فإنه يعسر أمره ، فإن رأى أنه يعمل بيده اليسرى على جهد منه نال حاجته أخيراً ، وبسط اليدين يدل على السخاء ، فإن رأى كأنه يمشي على يديه فإنه يعتمد في أمره على بعض أقربائه ، فإن رأى كأنه يبصر بيديه كما يبصر بعينيه فإنه يكثر ملامسة من يحرم عليه ( ومن رأى ) كأن يده اليمنى كلمته كلاماً حسناً فإن معشته تحسن ، فإن رأى كأن الشمال كلمته
____________________
(1/431)
بالخير شكرته أقاربه ، وإن كلمتاه أو إحداهما بالتوبيخ دل ذلك على سوء فعله فإن رأى كأن يمينه من ذهب مات شريكه أو امرأته ، ومن رئيت يده تحولت يد سلطان فإنه ينال سلطاناً ويجري على يديه ما يجري على يد ذلك السلطان من عدل أو جور ، فإن رأى كأن له جناحين ولد له ابنان . وأما العضد فإنه أخ فمن رأى في عضده زيادة فهي صلاح أمر أخيه أو ابنه البالغ ، ( ومن رأى ) في عضده نقصاناً فهو مصيبة فيهما بقدر النقصان والزيادة ورأى إنسان كأنه ناقص العضد فقص رؤياه على معبر فقال : تصير قليل العقل كثير الزهر وأما الساعدان في التأويل فقريبان أو صديقان مثل الأخ والولد البالغ ينتفع منهم ويعتمد عليهم ، فإن رأى رجل امرأة حاسرة الذراعين فإنها الدنيا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج والذراع إذا ألمت فإنها تدل على حزن ، وبطلان الأشياء التي تعمل باليد وعلى عدم الخدم والشعر على الذراعين دين وانبساط الكف سعة الدنيا وانقباضها ضيق الدنيا ، والشعر على الكف دين وحزن ، وقيل : هو مال ينبو عن يده ، والشعر على ظاهر الكف ذهاب مال وأما الأصابع فولد الأخ على القول الذي قيل إن اليد أخ وتشبيكها من غر عمل بها ضيق اليد ، والاشتغال بشغل أهل البيت وبني الإخوة بأمر قد حزبهم يخافون منه على أنفسهم وقد تظاهروا في دفعه وكفايته ، وقيل : أصابع اليد اليمنى هي الصلوات الخمس والإبهام صلاة الفجر والسبابة صلاة الظهر والوسطى صلاة العصر والبنصر صلاة المغرب والخنصر صلاة العتمة ، وقصرها يدل على التقصير والكسل فيها ، وطولها يدل على محافظته على الصلوات ، وسقوط واحدة منها يدل على ترك تلك الصلاة ( ومن رأى ) إحدى الأصابع موضع الأخرى فإنه يصلي تلك الصلاة في وقت الخرى ، فإن رأى كأنه عض بنان إنسان دل على سوء أدب المعضوض ومبالغة العاض في تأديبه ، فإن رأى كأنه يخرج من إبهامه اللبن ومن سبابته الدم وهو يشرب منهما يباشر أم امرأته أو أختها ، وفرقعة الأصابع تدل على كلام قبيح بين أقربائه ، فإن رأى الإمام زيادة في أصابعه كان ذلك زيادة في طعمه وجوره وقلة إنصافه . ( وحكي ) : أن هارون الرشيد رأى ملك الموت عليه السلام قد مثل له فقال له : يا ملك الموت كم بقي من عمري ؟ فأشار إليه بخمس أصابع كفه مبسوطة فانتبه مذعوراً باكياً من رؤياه وقصها على حجام موصوف بالتعبير فقال : يا أمير المؤمنين قد أخبرك أن خمسة أشياء علمها عند الله تجمعها هذه الآية : ! ( إن الله عنده علم الساعة ) ! الآية فضحك هارون وفرح بذلك وقال وأصابع اليد اليسرى أولاد الأخ والأخت والأظافير مقدرة الرجل في دنياه وبيض الأظفار يدل على سرعة الحفظ والفهم ورؤية الأظفار في مقدارها صلاح الدين والدنيا ، والمعالجة بها دليل الاحتيال في جمع الدنيا وطولها مع حسنها مال وكسوة وإعداد سلاح لعدو أو حجة أو مال يتقي بذلك شرهم ، وطولها بحيث يخاف انكسارها دليل على تولي غيره إفساد أمر بيده لإفراطه في استعمال مقدرته فإن قلمها فإنه يخرج زكاة الفطر ، فإن رأى كأن شيخاً أمره بقلمها فإن جده يأمره بالقيام بتعهد نفسه وصيانة جاهه ، وخضاب أصابع الرجل بالحناء دليل على كثرة التسبيح ، وخضاب أصابع المرأة بالحناء يدل على إحسان زوجها إليها ، فإن رأى كأنها خضبتها فلم تقبل الخضاب فإن زوجها لا يظهر حبها ، فإن رأى الرجل كفه مخضوبة خضاباً وحشاً نال كداً في معاشه ، فإن كانت يده اليمنى مخضوبة خضاباً وحشاً دلت رؤياه على أنه يقتل رجلاً ، فإن رأى كأن يديه مخضوبتان بالحناء فإنه يظهر ما في يده من خير أو شر أو من ماله أو من مكسبه أو صناعته ، فإن رأى يديه منقوشتين بالحناء فإنه يحتل حيلة من البيت ليصرف بعض أثاث البيت في نفقته لقلة كسبه ويشمت به عدوه ويناله ذل ، فإن رأت امرأة يدها منقوشة فإنها تحتال لزينتها في أمر هو حق ، فإن كان النقش بالطين دل على كثرة تسبيحها ، فإن رأت نقش يديها قد اختلط بعضه ببعض أصيبت بأولادها ، فإن رأت كأن يدها مخضوبة بالذهب أو منقوشة به فإنها تدفع مالها إلى زوجها أو يصيبها منه فرح ، فإن رأى رجل أنه مخضوب أو منقوش بالذهب فإنه يحال حيلة يذهب فيها ماله أو معيشته . وأما شعر الإبط فإن طوله دليل على نيل الحاجة لقوله تعالى : ! ( واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ) ! ويدل على دين صابحه وكرمه ، فإن رأى شعر إبطه كثيراً فإنه رجل يطلب بجلادته جمع المال في العلم والولاية والتجارة وغيرها ولا يرجع إلى المروءة والدين فإن كان فيه قل كثير دل على كثرة العيال وأما الظهر فظهر الرجل وسنده وقيمته وملتجؤه الذي يستظهر به وموضع قوته ، فإن رأى أن ظهره منحن أصابته نائبة ، وقيل : هو دليل الشيب ، ورؤية ظهر الصديق إعراضه وهجرانه ، ورؤية ظهر العدو الأمن من شره ، ورؤية ظهر العجوز إدبار الدنيا
____________________
(1/432)
وزوالها ، ورؤية ظهر الشابة تأخير نيل المراد قليلاً ، ورؤية ظهر المرأة النصف دلي لعلى طلب أمر قد تعسر عنه وتولى عنه ذلك الأمر والصلب موضع الرزانة وموضع الولد والقوة ، فمن رأى صلبه قوياً رزق عقلاً وقيل ولداً قوياً ، وقيل : الصلب رجل شديد يعتمد عليه ، وطول القد بالمقدار محمود وفوق الحد دليل على قرب الأجل وذهاب الحياة ، وكذلك قصره دليل على قصر العمر والجاه والسمن والقوة في البدن قوة الدين والإيمان ، فإن رأى كأن جسده جسد حية فإنه يظهر ما يكتم من العداوة ، فإن رأى كأن له ألية كألية الكبس فإن له ولداً مرزوقاً يعيش بعده ، ( ومن رأى ) أن جسده من حديد أو من حجارة فإنه يموت ، فإن رأى زيادة من جسده من غير مضرة فهو زيادة في النعمة عليه وجاء رجل خامل الذكر قليل المال إلى معبر فقال : رأيت كأن جسدي ازداد وتضاعف وكان لي نوراً وبهاء وكأني تزهدت وأنا أسيح في الجبال والمفاوز ، فقال المعبر : ستكون أهلاً لملك وتصيب ملكاً وتصير ذا مال وعز فلم يلبث أن خرج مع الغزاة وكان شجاعاً فهزم المشركين ونال مالاً وغنائم . وأما شعر الجسد فنباته للرجل حمل امرأته وكثرة شعر الجسد للمكروب زيادة كربه وتساقطه ذهاب كربه ، وكثرة شعر الجسد للمسرور زيادة سرور وغنى ، وسقوطه ذهاب غناه ، وزيادة شعر البدن للغني مال وللفقير دين يجتمع ، ومن تنور وكان غنياً فإنه يذهب ماله بالاستلاب ، وإن كان فقيراً فإنه يقضي دينه بالجد والتعب والمطالبة ، فإن رأى شعر جسده أبيض فإنه إن كان غنياً نال خسراناً في ماله وأشرف على الفناء ، وإن كان فقيراً فإنه دين يمكنه قضاءه ، وأما استحالة شعر جسده شعر بهيمة أو سبع فتدل على وقوعه في الشدائد وضيق الصدر ضلال فإن رأى ذمي أن صدره ضيق نال خسراناً في ماله ، وقيل : إن سعة صدر الإنسان سخاوة وضيقه بخله وكثرة الشعر على الصدر دين يركبه ، فإن رأى كأن صدره تحول حجراً فإنه يكون قاسي القلب وجاء ابن سيرين رجل فقال : رأيت شعراً كثيراً نبت في صدري وأنا أعقده فقال : عقدت أمانة فأديتها وسعة الصدر أيضاً تدل على الحلم وأما الثدي فامرأة الرجل وابنته فجماله جمالها وفساده فسادها ، فمن رأى امرأة معلقة بثديها فإنها تزني وتلد ولداً من الزنى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ليلة أسري بي رأيت امرأة معلقة بثديها فقلت : ' يا جبريل من هذه ؟ فقال : إنها ولدت من الزنى ' . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن لي ثدياً عظيماً قد بلغ الغاية فقال : إنك تزني بمحرم وذلك لأن الثدي منه ومن جلده وذلك محرم وإنما يكون تعبير هذه الرؤيا نكاحاً حراماً وقيل : إن رأى رجل في ثدييه لبناً فإن كان عزباً فإنه يتزوج ويولد ، له ، وإن كان فقيراً دل على يساره ، وإن كان شاباً دل على طول عمره ، وأما المرأة الشابة إذا رأت ذلك دل على حملها وولادتها وأما العجوز فإذا رأته دل على فقرها وذهاب مالها ، والعذراء إذا رأته دل على عرسها ، والصغيرة إذا رأته دل على موتها ، وطول ثدي الرجل حتى يضربا صدره دليل على هوى في غير رضا الله تعالى ، وقيل : هو دليل على الموت للأولاد ، فإن لم يكن له ولد دل على الفقر والحزن ، وطول ثدي المرأة فوق الحد دلي لعلى غاية الحزن ، فإن النساء إذا أصابهن حزن جذبن أثداءهن وخدشنها ( ومن رأى ) كأنه يرضع امرأة فإنه يمرض إلا أن تكون امرأته حبلى فإنها تلد ابناً ، وإن كان صاحب الرؤيا امرأة فإنها تلد بنتاً . والبطن من ظاهر ومن باطن مال الرجل وولده أو قرابة من عشيرته أو خزانته ومأوى عياله وصغره قلة هؤلاء وكبره كثرة وهؤلاء وصغره من غير جوع قلة المال ، فإن رأى أنه جائع فإنه يكون حريصاً ويصيب مالاً بقدر مبلغ الجوع منه ، وقيل : إن عظم البطن أكل الربا والمشي على البطن اعتماد على المال ، فإن رأى أن بطنه صار صغيراً فإنه يكون كثير الأمتعة والشبع ملاله من المال والعطش سوء حال في دينه والري صلاح في دينه والقلب شجاعة الرجل وسماحته وجراءته وجلادته وجوده وسهخاؤه وغلظته وصلاحه وفساده راجع إلى البدن لأنه ملك البدن والقائم بتدبيره ، وخروج القلب من البطن حسن الدين والإخلاص والتفريغ عنه هو الاهتداء إلى الحق ، وقيل : القلب يدل على امرأة صاحب الرؤيا فإنها هي المدبرة لأموره ، فإن رأى كأن قلبه تقطع فإن كان عليلاً برئ وشفي وفرج عن كربه والكبد موضع الغضب والرحمة ، وقيل : الكبد تدل على الأولاد والحياة وخروج الكبد من البطن ظهور مال مدفون ، فإن رأى أنه يأكل كبد إنسان أو أصابها فإنه يصيب مالاً مدفوناً ويأكله ، فإن كانت أكباداً كثيرة مطبوخة أو مشوية أو نيئة فهي كنوز تفتح له ويصيبها وأكباد البهائم والآدميين سواء وأكل كبد الإنسان المعروف أكل ماله ، فإن نظر في كبده فرأى وجهه فيها كما يفعل بالمرأة فإنه يموت ، وقوة الطحال فرج فإنه قوام البدن ، ( ومن رأى ) كأن إنساناً قطع مرارة إنسان بأسنانه فمات فيه
____________________
(1/433)
فإن القاطع يحقد عليه حقداً عظيماً يهلكه فيه ، فإن خرج دمه وشربه القاطع فإنه يحلل ماله على نفسه لجهله وشره . وأما صلاح الرئة فهو طول العمر وفسادها قصر العمر لأنها موضع الروح والكليتان موضع الغنى والصواب والبيان والخطأ فإن رآهما سحيمتين فإنه رجل غني صاحب نطق وصواب ، وهزالهما فقره وخطأ رأيه ، وقيل : الكلى القرابات وصلاحهما وفسادها يرجعان إلى ذلك ، وظهور الأمعاء أو شيء مما في جوفه فهو ظهور ماله المدخور أو يظهر من أهل بيته أحد يسود أو هو بنفسه ، وأكل الرجال أمعاء نفسه دليل على أنه يأكل مال نفسه ، وكذلك لو رأى أنه يأكل أمعاء غيره أو شيئاً مما في جوف غيره فهو يصيب من ذلك مالاً مدخوراً ويأكله ، وقيل : إن خروج الأمعاء يدل على أن ابنته تخطب ( ومن رأى ) كأن أمعاء بطنه أو سائر ما في بطنه خرج فغسل بطنه وأعيدت إليه أو لم تعد فهو موته في رضا الله تعالى ، فإنه خرج شيء من جوفه فإن عنده وصية لرجل وبنتاً لصاحب الوصية وهو على تزويجها ، وقيل : إن خرج ما في البطن دل على هتك الستر ، فإن رأى كأن ملكاً شق بطون رعيته فإنهم تفتش بطونهم ، فإن أخذ ما في بطونهم أخذ أموالهم ، فمن رأى كأنه يشق بطنه وأحشاؤه في موضعها المعروف فإن ذلك محمود لمن لا ولد له وللفقير لأنها تدل على أن من لا ولد له يولد له ، وتدل للفقراء أن يستغنوا لأن الأولاد بمنزلة الأحشاء ، وقياس الأحشاء في البطن كقياس متاع المنزل ، وإذا رأى الإنسان كأن غيره يكشف عن أحشائه ويظهرها فإن ذلك أمر رديء يدل على أنهم يصيرون إلى الخصومات وتكشف أمور مستورة من أمورهم ، فإن رأى الإنسان أن جوفه انشق وهو فارغ ليس فيه شيء فإن ذلك يدل على خراب منزله ووحشته وهلاك أولاده وفي المريض على أنه يموت . وأما السرة فامرأة الرجل وحبيبته من جواريه وهمته ، فما رأى بسرّته من قبح الحال أو جمال أو سوء حال فهو فيهم وقيل : من كان له والدان فرأى سرّته عليلة فإن ذلك يدل على علة الوالدين ، ومن لم يكن له والدان فإن ذلك يدل على أوطانهم التي ولدوا فيها ، وأما من كان في غربة فإنه يدل على رجوعه وأما المراق وما يلي السرّة فإن أعلاه وأسفله يدل على قوة البدن وعلى الملك ، فمتى كان في شيء من أجزائه وجع فإن ذلك مرض صاحب الرؤيا وفقره وأما الضلع فهو المرأة لأنها خلقت منها فما حدث فيها فهو في النساء وأما العورة فظهورها هتك الستر وشماتة الأعداء وهي ما بين السرة والركبة ، فمن رأى أنه أبداها وكشفت عنها ثيابه أو بعضها فإنه يظهر منه بقدر ما بدا منها ، وإذا كان عليه من الثياب شيء قليل قدر ما يسترها خاصة فإنه قد تجرد في أمر أمعن فيه ، فإن كان ذلك الأمر يدل على دين فهو يبلغ في الدين والصلاح مبلغاً يتجرد فيه ، وإن كان ذلك في معصيته فإنه يبلغ في معصيته مبلغاً يمعن فيها ، فمن لم يعرف في منامه تجرده في دين ولا معصية وكان الموضع الذي تجرد فيه مثل السوق أو وسط الملأ ، والعورة بارزة يراها بعينه كأنه مستحي منها وعليه بعض ثيابه ولم ير مع ذلك شيئاً يدل على أعمال البر فإنه يهتك ستره ولا خير فيه ، وإن كان تجرده على ما وصفت ولم ير العورة بارزة ولم يصر على الاستحياء منها ولم يكن عليه من ثيابه شيء فإنه يسلم من أمر هو به مكروب ، إن كان مريضاً شفاه الله ، وإن كان مديوناً قضي دينه ، وإن كان خائفاً أمن ، وإن لم يكن عليه من الثياب شيء فهو يسقط من رجاء من كان يرجوه أو يعزل من سلطان هو فيه ينتقض عليه أمر هو مستمسك به ، وكل ذلك إذا كانت عورته بارزة ظاهرة وهو كالمستحي منها ، فإن لم تكن العورة ظاهرة ولا هو مستحي منها فإن تحويل حالته التي وصفت يدل على السلامة ولا يشمت به عدو إن شاء الله ، والتجرد مع الاشتغال بعمل دليل على تجلده فيه وظفره بمراده ، فمن رأى كأنه عريان متجرد من ثوبه فإن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه وهو يغلبهم ، فإن لم تكن عورته مكشوفة فإنه لا يغلبهم ، فإن غطى عورته بشيء أو بيده فإنه ينقاد لهم ويهرب منهم ، فإن رأى على وسطه مئزراً فقط فإنه مجتهد في العبادة ، وإن رأى نفسه متجرداً في طلب شيء نال ذلك الشيء بقدر تجرده ، وأما العري إذا لم يكن معه اشتغال بعمل فهو محنة وترك طاعة وهتك ستر . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن رجلاً قائماً وسط المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً بيده سيف يضرب به صخرة فيفلقها ، فقال له ابن سيرين : ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري ، فقال الرجل : هو والله هو ، فقال ابن سيرين : قد علمت أنه الذي تجرد في الدين يعني لموضع المسجد وأن سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي يفلق بكلامه الحجر بالحق في الدين وأما الذكر فإن ذكر الرجل في الناس وشرفه أو ولده والزيادة والنقصان فيه في ذلك ، وقيل : إنه إذا رآه طال فوق المقدار نال هماً ، فإن رأى له ذكرين أصاب ولداً مع ولده وذكراً في
____________________
(1/434)
الناس مع ذكره وشرفه ، فإن كان قلعه بيده أو قلع بعضه ثم أعاده إلى مكانه مات له ابن واستفاد بدله وذهب ماله ثم رجع إليه وانقطاعه حتى يبين منه دليل على موته أو موت ولده لأن ذكره ينقطع بموته ، وقيامه قوة الجد وحركته نشاطه وسعة دنياه ، وربما كان انقطاع ذكره انقطاع اسمه وذكره من ذلك البلد أو المحلة ، وذلك مع انقطاع ما يدل على السلامة والخير ، ولا يكون معه ما يدل على موت ، والذكر إذا نقص أو زاد أو عظم أو صغر بعد أن يكون له طرف واحد فإن عامة تأويله في الولد والنسل ، وإذا تشعب فكانت له شعب كثيرة أو قليلة فإن عامة تأويله في شرفه وذكره في الناس بقدر ذلك لأن شعبه انتشار ذكرهن وضعف الذكر دليل على مرض الولد أو إشرافه على سقوط جاهه ، فإن رأى كأنه يمص ذكر إنسان أو حيوان عاش الماص بذكر صاحب الذكر واسمه ، فإن رأى أنه خنثى حسن دينه ، ( ومن رأى ) كأن عورته ظاهرة ولم ينظر إليها ولا يستحي منها ولم يتلفت إليها أحد فإنه يسلم من أمر هو فيه مكروب من مرض أو هم أو خوف أو دين ، والإمناء دليل على نيل المنى من دينار إلى مائة ألف على قدر الرجل في الناس ، فإن رأى كأنه قد عقد على ذكره اشتد عليه عيشه وتعسر عليه أمره وسخر بولده ( ومن رأى ) كأن ذكره دخل جوفه دل ذلك على أنه يكتم شهادة ( ومن رأى ) كأنه يقبل إحليله فإن لم يكن له ولد فإنه يولد له ولد ، فإن كان له أولاد وهم مسافرون فإنهم يرجعون إليه ويقبلهم ورأت امرأة كأن الشعر على إحليل ابنها فقصتها على معبر فقال لها : قد فني عمره فما لبث إلا قليلاً حتى مات ورأى آخر كأن على إحليله شعراً كثيراً إلى طرفه فقص رؤياه على معبر فقال : يدل على فجورك وانهماكك في الفساد ورأى آخر كأن أطعم إحليله طعاماً فعرض له أنه مات ميتة سوء لأن الطعام ينبغي أن يقدم إلى الفهم كأنه لم يكن له وجه ولا فم وفرج المرأة فرج ، فإن رأت كأن الماء دخل فرجها رزقت ابناً ، ورؤية فرجها من حديد أو صفر يدل على الإياس من نيل المراد . ( ومن رأى ) أنه يعالج فرج امرأة بدون الذكر فإنه ينال فرجاً من قبلها فيه نقص وضعف ( ومن رأى ) أنه عض فرج امرأة مجهولة فإنه يأتيه فرج في أمر دنياه فإن رأى فرج جارية يأتيه خر وفرج فإن رأى أنه مس فرج امرأته وكان مصمتاً من صفر فإنه يطلب منها فرجاً وييأس منها فإن رأى فرجها من خلفها فإنه يرجو خيراً ومودة تصير إلى عدوه فإن كان الفرج صغيراً غلب عدوه ، وإن كان كبيراً غلبه عدوه ( ومن رأى ) أن ذكره استحال فرجاً عجز بعد القوة ، فإن رأى لامرأته ذكراً كذكر الرجل فإن كان لها ولدا أو في بطنها فإنه يبلغ ويسود أهل بيته ، وإن لم يكن لها ولد ولا في بطنها ولد فإنها لا تلد ولداً أبداً ، وإن ولدت مات الولد قبل بلوغه وربما انصرف التأويل في ذلك عنها إلى قيمها أو مالكها فيكون له ذكر في الناس وشرف بقدر الذكر ، فإن رأى للرجل سوأة كسوأة المرأة فإنه يصيبه ذل وخضوع فإن رأى أنه ينكح في ذلك الفرج فإن الفاعل به يظفر بحاجته منه أو من سميه إن لم يكن لذلك موضعاً ، وقيل : إن استحالة فرج المرأة ذكراً دليل على بذاءة لسانها وتلطها على زوجها بالكلام ( ومن رأى ) أنه يمتص فرج امرأة نال فرجاً ضعيفاً قليلاً ومن نظر إلى فرج امرأة أو غيرها نظر شهوة أو مسه فإنه يتجر تجارة مكروهة والخصيتان عرى الأعداء التي يصلون بها إليه فإن رأى خصيته قطعتا من غير أن ينتنا أو ينالهما مكروه فإن أعداءه يظفرون بقدر ما نيل من خصيته ، ولو رأى أن خصيته عظمتا أو لهما قوة فوق قدرهما فإنه يكون منيعاً لا يصل إليه أعداؤه بسوء ، وربما كان انقطاعهما انقطاع الإناث من الولد إذا كان في الرؤيا ما يدل على الخير لأن الخصيتين هم الأنثيين ، والبيضة اليسرى يكون الولد منها ، فإن رأى أنها انتزعت منه مات ولده ولم يولد له بعده فإن رأى أنه وهبها لغيره بطيبة نفس منه وبانت منه فإنه يولد له ولد لغير رشدة وينسب الولد إلى غيره فإن رأى أن خصيتيه في يد رجل معروف فإن ذلك الرجل يظفر به ، فإن كان الرجل شاباً فهو عدوه ( ومن رأى ) أنه آدر فإنه يصيب مالاً يؤمن عليه أعداؤه ورأى رجل كأن له عشرة ذكور وليست له خصية فقص رؤياه على معبر فقال له : يولد لك عشر بنين ولا يولد لك أنثى . وأما العانة فنقصانها صالح في السنة وزيادتها مال وسلطان يناله من جهة رجل أعجمي فإن رأى كأنه نظر إلى عانته فلم ير عليها شعراً كأنه لم ينبت قط ذل على حجر عليه في المال أو خسران يقع له ، فإن كان عليه شعر كثير حتى تسحبه في الأرض فإنه ينال مالاً كثيراً مع فساد دين وتضييع سنين ومروءة والعجز هو مال امرأة ، فإن كان كبيراً فإن لامرأته مالاً كثيراً ، وإن رأى عجز نفسه كبيراً فإنه يسود بمال امرأته ويصيب من ذلك خيراً ( ومن رأى ) رجلاً كشف له عن نفسه ورأى عجزه فإنه يطعمه دسماً ومنفعة ثم يشرف على إدبار فيها ، فإن رأى دبره فإنه يناله منه إدبار إن كان شاباً ،
____________________
(1/435)
وإن كان شيخاً معروفاً فإنه يوقعه هو بعينه في إدبار ، وإن كان مجهولاً فإنه ينال إدباراً من حيث لا يشعر ، فإن كشف عنه رجل حتى أظهر عجزه فإنه يفضحه في أهله فإن رأى امرأة كشفت عن عجزها حتى رأى دبرها فإن الأمر الذي ينسب إلى ذلك يشرف على الإدبار ويلحقه دين من تجارة أو ولاية ومن نكح امرأة في دبرها فإنه يطلب أمراً من غير وجهه ولا ينتفع به لأن النكاح في الدبر ليس له ثمر ( ومن رأى ) أنه يسحب على عجزه أو دبره فإنه يضطر وأما الفخذ فعشيرة الرجل ، فإن رأى أن فخذه قطعت وبانت فإنه يغترب عن قومه وعشيرته حتى يكون موته في الغربة لأن الفخذ إذا قطعت وبانت لا ينجبر صاحبها ولا يلتئم فلذلك لا يرجع إلى قومه أبداً ، فمن رأى كأن فخذيه نحاساً فإن عشيرته تكون جريئة على المعاصي . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر فقال : أنت رجل عليك دين يؤديه عنك رجل من قرابتك والعصب سيد قومه ، والمؤلف بين القرابات والعروق أهل بيته مما ينسب إلى ذلك العضو وجمالها جمالهم وفسادها فسادهم فإن رأى أنه فصد عرقاً بالعرض فهو موت قريب من أقرابئه بمنزلة ذاك العرق ، وربما كان هو نفسه المنقطع عن أقربائه بموت إذا كانت الرؤيا في تأويلها ما يدل على مكروه أو معصية ، وإن كان ذلك في مكروه التأويل فهو فراق ما بينه وبينهم ، وربما كان فراق بغير موت والربة كد الرجل ونصبه في معاشه ومطلبه فإن رأى بها حدثاً فإنه تنسب إليه الركبة وقوة جلدها قوة معيشته وانسلاخ جلدها زيادة كد وتعب ، وغلظ جلدها أو ظهور الورم فيها إصابة مال من تعب وقيل : إن المريض إذا رأى في ركبته الماء أو علة دل على موته وقيل : إن الركبتين ينبغي أن يجعل تأويلهما على قوة البدن وحركته وجودة علمه ، ولهذا السبب متى كانت صحيحتين قويتين فإن ذلك دليل على سفر أو حركة أخرى وعلى أعمال يعملها صاحب الرؤيا على صحة البدن وإن رأى فيهما علة أو ألماً فإن ذلك يدل على ثقل الركبتين في الأعمال والرجل قوام الرجل وماله ومعيشته التي عليها اعتماده وربما كانت الساق عمر صاحبها فإن رأى أن ساقه من حديد طال عمره وبقي ماله وإن رأى أن ساقه من قوارير لم يلبث أن يموت ويذهب ماله وقوامه لأن القوارير لا بقاء لها فإن رأى رجله قطعت ذهب نصف ماله ، فإن قطعتا جميعاً ذهب ماله وقواه أو مات كل ما بانت منه وقيل : الرجلان الأبوان والمشي حافياً يدل على التعب والمشقة وقيل : من رأى له أرجلاً كثيرة فإن كان مسافراً سهل عليه سفره ونال خيراً ، وإن كان فقيراً نال ثروة ، وإن كان غنياً مرض ورؤية الرجلين مخضوبتين منقوشتين للرجل موت الأهل والمرأة موت بعلها ( ومن رأى ) كأ ، هـرفع ساقاً ومد ساقاً فالتفت إحدى ساقيه بالأخرى فإنه قد قرب أجله ويلقاه أمر صعب ، ويدل على أن صاحب الرؤيا كذاب ورؤية الرجل ساق امرأة دليل على التزويج وكشف المرأة عن ساقها حسن دينها وإصابتها أمراً خيراً مما كانت فيه والكعب ولد مقامر ، وقيل : انكسار الكعب موت أو غم وانكسار عقب سعي في أمر يوريث الندم . والقدم زينة الرجل وماله وأصابعها جواريه وغلمانه ، فإن رأى بعض أصابعه صعد إلى السماء مات بعض غلمانه أو جواريه والشعر على القدمين دين غالب ( ومن رأى ) كأن رجليه صعدتا إلى السماء وبانا منه مات ولداه ، فإن رأى أنه يزني برجله فإنه يمشي خلف النساء حراماً ( ومن رأى ) له أرجلاً كثيرة فقيل إنه للغني مرض لأنه يحتاج إلى أرجل كثيرة تنوب عنه ، وربما دلت على ذهاب البصر حتى احتاجوا إلى من يقودهم ، ودلت في الشرار على الحبس حتى يكون عليهم حفظة فلا يمشون منفردين ورأى رجل كأنه إحدى رجليه صارت حجراً فجفت تلك الرجل بعينها ورأى رجل كأنه يركل الملك برجله فأصاب وهو يمشي ديناراً وعليه صورة الملك . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال : يركبه دين ويموت في السجن ، فقال لك رأيتها فاسترجع ابن سيرين ، ثم مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم فقضاها عنه بعد موته ورأى رجل كأنه معوج الساق فعبرها له معبر فقال : إنك تصير زانياً فأخذ بعد ذلك مع امرأة وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن أصبع رجلي على جمر فإذا وضعتها عليه طفئ وإذا رفعتها عنه عاد كما كان ، فقال : هذا صاحب هوى ، فقال : ليس هو صاحب هوى ولكنه يتكلم في القدر ، فقال : وأي شيء هو أشد من القدر ؟ ورأت امرأة كان إبهام رجلها قطعت فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال : تصلين قوماً قطعتيهم وأصابع القدمين زينة مال صاحبها وأعمال البر وعظام ماله الذي به اعتماده ومعيشته .
____________________
(1/436)
( الباب الثالث والعشرون ) ( في تأويل الأشياء الخارجة من الإنسان وسائر الحيوان من المياه والألبان والدماء وما يتصل بذلك من الأصوات والصفات ) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' من رأى أنه يشرب لبناً فهو الفطرة ' . ( قال الأستاذ أبو سعيد ) : رؤية اللبن في الثديين للرجال والنساء مال ودر اللبن منها سعة المال ، فإن رأت امرأة لا لبن لها في اليقظة أنها ترضع صبياً أو رجلاً أو امرأة معروفين فإن أبواب الدنيا تنغلق عليها وعليهم وقال بعضهم : من رأى كأنه ارتضع امرأة نال مالاً وربحاً ( ومن رأى ) كأنه شرب لبن فرس أو رمكة أحبه السلطان ونال منه خيراً وألبان النعام مال حلال من السلطان ، فإن رأى كأنه انصب عليه لبن إنسان دل على ضيق وحبس ، وكذلك المرضع والراضع أيهما كان معروفاً فإن حاله في الحبس والضيق أشد من المجهول والحلب تأويله المكر ، وحلب الناقة عمالة على أرض ، وحلب البختية عمالة على أرض العجم تعمل على سنة وفطرة فإن حلبها فخرج دماً فإنه يجور في سلطانه ، فإن حلبها سماً فإنه يجبي مالاً حراماً ، فإن حلبها تاجر لبناً أصاب رزقاً حلالاً وربحاً في تجارته ودرت عليه الدنيا بقدر ما در عليه الضرع ولبن اللقحة فطرة في الدين فمن شرب منه أو مص مصة أو مصتين أو ثلاثة فإنه على الفطرة يصلي ويصوم ويزكي وهو لشاربه مال حلال وعلم وحكمة وقيل : من حلب ناقة وشرب لبنها دل على أنه يتزوج امرأة صالحه وإن كان الرائي مستوراً ولد له غلام له فيه بركة ولبن البقرة خصب السنة ومال حلال إن كان حليباً ، ولبن الأسد ظفر بعدو لشاربه وقيل : إنه ينال مالاً من جهة سلطان جبار ولبن الكلب خوف شديد ولبن الذئب مثله ، وربما دل على إصابة مال من ظالم ولبن الخنزير تغير عقل صاحبه وذهنه وقيل إن الكثير منه حرام والقليل منه حلال لقوله تعالى : ( فمن اضطر غير باع ولا عاد فلا إثم عليه ) فقد رخص في القليل وحرم الكثير ، ولبن النمر إظهار عداوة ، ولبن الحمار الأهلي مرض يسير ، وألبان الوحش كلها قوة في الدين ، ولبن الضأن والجاموس خير ، وفطرة ، ولبن الدب ضر وغم عاجل ، ولبن الثعلب مرض يسير ، ولبن الهرة مرض يسير أو خصومة ، ولبن الفرس لمن شربه اسم صالح في الناس ، ولبن الأتان إصابة خير ، وظهور اللبن من الأرض وخروجه منها دليل على ظهور الجور ، وألبان ما لا ألبان لها بلوغ المنى من حيث لا يحتسب ، وارتضاع الإنسان من ثدي نفسه دليل على الخيانة وألبان النواهش والوادغ صلاح ما بينه وبين أعدائه ومن شرب من لبن حية فإنه يعمل عملاً يرضى به الله وقيل : من شربه نال فرجاً ونجا من البلايا ، والزبد مال مجموع نافع وغنيمة وكذلك السمن إلا أن في السمن قوة لسلطان النار التي مسته ، واللبن الرائب لا خير فيه وقيل : هو رزق من سفر ، والحامض المخيض رزق بعدهم ووجع وقيل هو مال حرام ومعاملة قوم مفاليس لأن زبده قد نزع منه وقيل : إن شاربه يطلب المعروف ممن لا خير فيه ، والشيراز استماع كلام من نسوة والإنفحة مال مع نسك وورع وأما الجبن فإنه مال مع راحة والرطب منه خير من اليابس ومال حاضر للرائي وخصب السنة وقيل : إن الجبن اليابس سفر وقيل : إن الجبنة الواحدة بدرة من المال ( ومن رأى ) كأنه يأكل الخبز مع الجبن فإنه معاشه بتقدير وقيل : من أكل الخبز مع الجبن أصابته علة فجأة والمصل قيل هو دين غالب لحموضته وقيل هو مال نامٍ يقوم قليله مقام كثير من الأموال يناله بعد كد والأقط مال عزير لذيذ . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى وهو نازل بالطائف كأنه جيء بقدح من لبن فوضع بين يديه فانصب القدح فأولها أبو بكر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ما أظنك مصيباً من الطائف في عامك هذا شيئاً ، فقال : أجل لم يؤذن لي فيه ، ثم ارتحل صلى الله عليه وسلم وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت عساً من لبن جيء به حتى وضع ثم جيء بعس آخر فوضع فيه فوسعه فجعلت أنا وأصحابي نأكل من رغوته ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكله بالعسل فقال : أما اللبن ففطرة ، وأما الذي صبه فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شيء ، وأما أكلكم رغوته فيقول الله تعالى : ( فأما الزبد فيذهب جفاء ) وأما البعير فرجل عربي وليس في الجمل شيء أعظم من رأسه ورأس العرب أمير المؤمنين وأنتم تغتابونه وتأكلون من
____________________
(1/437)
لحمه وأما العسل فشيء تزينون به كلامكم وكان ذلك في زمان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني ارتضع إحدى ثديي فقال : ما تعمل ؟ فقال : أكون مع مولاي في الحانوت فقال : اتق الله في مولاك ورأى عدي بن أرطأة لقحة مرت به وهو على باب داره فعرض عليه لبنها فلم يقبل ثم عرض عليه ثانية فلم يقبل ثم عرض عليه مرة أخرى فقبله فقال ابن سيرين : هي رشوة لم يقبلها ثم عاد فقبلها وأخذها ورأى أمير المؤمنين هارون الرشيد رضي الله عنه وعن آبائه كأنه في الحرم يرتضع من أخلاف ظبية فسأل الكرماني مشافهة عن تأويلها فقال : يا أمير المؤمنين الرضاع بعد الفطام حبس في السجن ومثلك لا يحبس ولكنك منحبس يجب جارية قد حرمت فكان كذلك . وأما الرعاف فإنه إن كان كثيراً رقيقاً دل على إصابة مال دائم وإن كان غليظاً دل على سقط يولد له فإن رأى أن أنفه رعف وكان ضميره أن الرعاف ينفعه فإنه يصيب من رئيسه خيراً ، وإن كان ضميره أنه يضره فإنه يصيب من رئيسه خيراً ويكون وبالاً عليه يناله بعده ضرر ، فإن كان هو الرئيس فإنه يرى بجسده بقدر ما رأى من القوة والضعف وكثرة الدم ، وقلته ، فإن رعف قطرة أو قطرتين فإنه منفعة ، فإن رعف رطلاً أو رطلين وكان ضميره أنه منفعة لبدنه فإنه صحة البدن صحة الدين فهو يخرج من إثم ويصح دينه ، وإن كان في ضميره أنه يضره في بدنه فإن ضرر البدن ضرر الدين أو اكتساب إثم ، فإن ذهبت قوته بعد خروج الدم فإنه يفتقر ، وإن قوي فإنه يستغني لأن القوة غنى الرجل ، فإن تلطخ بدمه ثيابه فإنه يصيب من ذلك مالاً مكروهاً وإثماً ، فإن لم تلطخ بشيء فإن صاحبه يخرج من إثم ، فإن رأى أن الرعاف يقطر في الطريق فإنه يؤدي زكاة ماله ويتصدق بها على قارعة الطريق وقيل : إن الرعاف إصابة كنز والعطاس تيقن أمر مشكوك . وأما الدمع فالبارد منه فرح والحار غم ( ومن رأى ) المع على وجهه من غير بكاء فإنه يطعن في نسبه وينفذ فيه القول من طاعته ، فإن رأى الدموع تمور في عينيه فإنه يدخر مالاً حلالاً في أمر الدين لا يريد إظهاره ، فإن سال على وجهه فإنه يطيب قلباً بإنفاقه ، فإن رأى أن دمع عينه اليمنى دخل في عينه اليسرى نكح ابن ابنته نعوذ بالله من غضب الله وأما المخاط فمن رأى كأنه امتخط فإنه يقضي دينه أو ينجو من هم أو يجازي قوماً بشيء فعلوه وقيل : إن المخاط دليل الولد بدليل أن الهرة تولد من مخاط الأسد ( ومن رأى ) كأنه امتخط على الأرض ولدت له ابنة ، فإن رأى كأنه امتخط على امرأته فإنها تحبل وتسقط ابناً ، وإن رأى امرأته امتخطت عليه فإنها تلد ابناً أو تفطم ولداً صغيراً ، ومن امتخط في دار رجل نكح امرأة من تلك الدار حلالاً أو حراماً ، فإن امتخط في فراض رجل فإنه يخون امرأته ، فإن امتخط في منديله خانه في خادمته فإن رأى كأنه امتخط فأخذت امرأة مخاطه فإنها تخدعه وتحمل منه وإن رأى كأنه يغسل مخاط غيره فإن رجلاً يخدع امرأته وهو يجتهد في ستره ولا يستر ، فإن رأى كأنه أكل مخاط نفسه فإنه يأكل مال ولده ، وإن أكل مخاط غيره أكل مال ولد غيره ، فإن رأى كأن في أنفه مخاطاً دلت رؤياه على حبل امرأته ، وإن رأى كأنه عطس فخرج من أنفه حيوان ينسب إليه ولد غيره فإن كان الخارج سنوراً فهو ولد لص ، وإن كان حمامة فابنه محبوبة فإن رأى مخاطه يسيل أصاب أولاداً شبهه ( ومن رأى ) إنساناً مخط في ثوبه واصله بمصاهرة والتثاؤب مرض وطيب النكهة وحسن المحضر والضحك حزن لقوله تعالى : ! ( فليضحكوا قليلا ) ! وهو أيضاً بشارة بغلام لقوله تعالى : ! ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ! والتبسم محمود والغطيط في النوم يدل على غفلة صاحب الرؤيا وانخداعه لمن خدعه وأما رفع الصوت فارتفاع على قوم في منكر بدليل قوله تعالى : ! ( واغضض من صوتك ) ! الآية وإن رأى كأنه سمع صوتاً طيباً صافياً فإنه ينال ولاية ( ومن رأى ) كأن إنساناً أسمعه شتماً نال منه أذى ثم يظفر به وينتصر عليه وقيل : هو حق يجب للمشتوم على الشاتم ، كما أن عليه أي المفتري الحد له ، وإن كان الشاتم ملكاً فالمشتوم أحسن حالاً من الشاتم لنه مبغي عليه والمبغي عليه منصور ( ومن رأى ) كأنه يصيح وحده فإن قوته تضعف ، فإن رفع صوته فوق صوت عالم فإنه يرتكب معصية لقوله تعالى : ! ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ! والعلماء ورثة الأنبياء وأما العرق فهو دال على مضرة في الدنيا وقيل : من رأى كأنه يرفض عرقاً قضيت حاجته ونتن عرق الإبط يدل على الرياء للرعية ، وللوالي يدل على أنه يصيب مالاً في قبح ثناء ، وأما الدعاء فمن دعا ربه في ظلمة فإنه ينجو من غم ، فإن رأى أنه يدعو
____________________
(1/438)
رجلاً فإنه يتضرع إليه مخافة منه وأما الهتف فمن رأى أنه سمع صوت هاتف بأمر أو نهي أو بشارة أو نذارة فهو كما سمعه بلا تفسير ، وكذلك كلام الموتى ، وكذلك كلام كل طيور لصاحب الرؤيا مبشر بنيل ملك عظيم وعلم وفقه . وأما الكلام بلغات شتى فمن رأى ذلك فإنه يملك ملكاً عظيماً ، وأما المشاورة فكل فاسق شاور عفيفاً فقد دنا إلى التوبة ، وكل عفيف شاور فاسقاً فقد دنا إلى بدعة ، وإن شاور عفيفاً أراد صلاحاً ، وإن شاور فاسقاً فاسق حصل له ترياق من السموم ، فإن نقى أذنيه من وسخ أو قيح فإنه يأتيه أخبار سارة ( ومن رأى ) كأنه يأكل من وسخ أذنه فإنه يأتي الغلمان أو يرتكب فاحشة والبصاق فهو مال الرجل وقدرته فمن رأى أنه يبصق فإنه يقذف إنساناً ، فإن كان مع البصاق دم فهو كسب من حرام ، فإن بصق على حائط فإنه ينفق ماله في جهاد أو شغل ماله في تجارة ، فإن بزق على الأرض اشترى ضيعة أو أرضاً ، فإن بزق على شجرة نكث عهداً أو حنث في يمين ، فإن بصق على إنسان فإنه يقذفه ، والبزاق الحار دليل طول العمر ، وأما البارد فدليل الموت ومن رأى ريقه جف فإنه فقر ( ومن رأى ) اللعاب يجري من فيه فهو مال ثم يذهب منه ومن رآه يجري ولا يصيب شيئاً من أعضائه ورأى كأن الناس يتناولونه بأيديهم فهو علم يبثه في الناس ، فإن كان معه دم خالطاً علمه كذب فإن رأى أنه يسيل من فمه ماء كثير نال سعة من العيش وخروج الماء من فم التاجر دليل صدقه ، فإن خرج اللعاب منه فسال بين يدي رجل شاب فإنه يفشي سره إلى عدو ، فإن كان معه دم فإنه يكذب في بعض ما تساره به ، والبلغم مال مجموع لا ينمو ، فإذا رأى أنه ألقى بلغماً نال الفرج والشفاء إن كان مريضاً ، فإن رأى أنه تنخع فإنه ينفق نفقة في سره ، وإن كان صاحب علم فإنه شحيح عليه ، وإن خرج من فيه شعر أو خيط أو مدة غير كريهة طالت حياته وقيل : إن خروج الماء من فم الإنسان وعظ من عالم ينتفع به الناس أو فتيا ، وإن كان تاجراً كان صدق كلامه وأما القيء فدليل التوبة على طيب نفس منه وإن تعذر عليه وكره طعمه كانت على كراهة منه ومن تقيأ وهو صائم ثم انغمس فيه فإن عليه ديناً يقدر على قضائه ولا يقضيه فيأثم فيه ، فإن شرب لبناً وتقياً لبناً وعسلاً فهو توبة ، فإن ابتلع لؤلؤاً وتقياً عسلاً فإنه يتعلم تفسير القرآن ، فإن تقيأ لبناً ارتد عن الإسلام ، فإن تقيأ طعاماً فإنه يهب إنساناً شيئاً فإن عاد في قيئه عاد في هبته ، فإن شرب خمراً ولم يسكر وتقيأ أخذ مالاً حراماً ثم رده ، وإن سكر وتقيأ فإنه بخيل لا ينفق على عياله إلا القليل ويندم على إنفاقه فإن رأى كأن أمعاءه تخرج من فيه دل على موت أولاده وقيل : إذا رأى فواقاً وقيأ ذريعاً مع الفواق دل على موته وقيل : من رأى كأنه تقيأ دماً كثيراً حسن اللون دل على أنه يولد له مولود ، فإن سال الدم في وعاء عاش الولد ، وإن سال على الأرض مات الولد سريعاً ، وهذه الرؤيا للفقير مال وملك كثير ، وهذه الرؤيا مذمومة لمن أراد أن يخدع إنساناً لأن أمره ينكشف . وأما الدم الفاسد فإنه يدل على المرض في جميع الناس عاماً ، فإن كان الدم قليلاً كالنفثة دل على أهل البين والقرابة وعلى نيل الشر ثم يتخلص منه وقيل : إن قيء الدم توبة من إثم أو مال حرام ويؤدي أمانة في عنقه وأما البول فهو في التأويل مال حرام ، فمن رأى أنه بال في موضع مجهول تزوج في ذلك الموضع امرأة ويلقي فيها نطفته بمصاهرة أهل الموضع أو جاره وقيل : من رأى كأنه يبول فإنه ينفق نفقة تعود إليه لقوله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) فإن رأى كأنه بال في بئر فإنه ينفق من كسب مال حلال . فإن رأى كأنه بال على سلعة فإنه بخس على تلك السلعة ، فإن بال في محراب فإن يولد له ولد عالم وحكي أن مروان بن الحكم رأى كأنه يبول في المحراب فقص رؤياه على سعيد بن المسيب فقال : إنك تلد الخلفاء ( ومن رأى ) كأنه بال على المصحف ولد له ولد يحفظ القرآن ( ومن رأى ) كأنه بال بعضاً وأمسك بعضاً فإن كان غنياً ذهب بعض ماله ، وإن كان مكروباً ذهب بعض كربه فإن رأى كأنه يبول ويبول معه آخر فاختلط بولاهما وقعت بينهما مواصلة ومصاهرة فإن رأى أنه حاقن فإنه يغضب على امرأته ، فإن غلبه البول ولا يجد لذلك موضعاً أراد دفن مال ولا يجد مدفناً فإن رأى أنه بال في موضع البول فأكثر أصاب الفرج إن كان فقيراً وإن كان غنياً خسر ماله ، وإن رأى الناس يتمسحون بوله ولد له غلام يتبعه الناس فإن رأى كأن إنساناً معروفاً بال عليه فإنه يذله بإنفاق عليه وإن رأى امرأة تبول بولاً كثيراً فإنها تشتهي الرجال فإن رأى الرجل كأنه يبول لبناً فإنه يضيع الفطرة ، فإن شربه إنسان معروف فهو ينفق عليه في دنياه مال حلال ( ومن رأى ) كأنه يبول دماً فإنه يأتي امرأة وهي حائض .
____________________
(1/439)
( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أبول دماً فقال : اتق الله فإنك تأتي امرأتك وهي حائض ؟ قال : نعم . وقيل إن صاحب هذه الرؤيا إن كانت امرأته حبلى سقطت ، فإن رأى كأن الدم يحرق إحليله أو يؤلمه فإنه يأتي امرأة مطلقة أو امرأة ذات محرم ولا يعلم بذلك ، فإن رأى كأنه بال زعفراناً ولد له ابن ممراض فإن رأى كأنه بال عصيراً فإنه يسرف في ماله فإن رأى كأنه بال ترابا أو طيناً فإنه رجل لا يحسن الوضوء ولا يحافظ عليه ، فإن بال ناراً ولد له ولد لص ، وإن خرج سبع ولد له ولد ظلوم ، وإن خرجت سمكة ولد له جارية من امرأة أصابها من ساحل البحر بحر المشرق ، وإن خرج طائر ولد له ولد مناسب لجوهر ذلك الطائر في الفساد والصلاح ومن بال قائماً فإنه ينق ماله جهلاً ومن بال في قميصه فإنه يولد له ابن فإن لم يكن له زوجة تزوج فإن رأى أنه يبول في أنفه فإنه يأتي محرماً ، فإن بال في موضع فطرة فإنه ينفق في موضع لا يحمد عليه وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت امرأة من أهلي كأن بين ثدييها إناء من لبن كلما رفعته إلى فيها لتشرب أعجلها البول فوضعته ثم ذهبت فبالت فقال : هذه امرأة مسلمة صالحة وهي على الفطرة وهي تشتهي الرجال وتنظر إليهم فاتقوا اله وزوجوها فكان كذلك ورأى والد أردشير بن ساسان وكان راعي الغنم كأنه بال وعلا من بوله بخار عم السماء كلها فسأل بابك المعبر فقال : لا أعبرها لك حتى تنسب إلى ّ ولداً يولد لك فوعده بذلك فقال : يولد لك غلام يملك الآفاق فكان كذلك ، فلما ولد أردشير نسبه إلى بابك المعبر وفاء له بوعده فلذلك يقال أردشر بن بابك وإنما كان أبوه ساسان ورأى إنسان كأنه يبول في محفل من محافل السوق فصار محتسباً على الأسواق لأن من رأس قوماً يهونون عليه ، والودي مال لا بقاء له مع ندامة ، وأما المني فهول مال باق زائد فمن رأى كأنه سال منه مني ظهر له ، فإن رأى أنه يلطخ امرأته بذلك أعطاها حلياً أو كسوة ، فإن رأى عنده مني غيره صار إليه مال غيره ، والجرة من المني كنز يصيبه من أصابها ، فإن رأى أنه تلطخ بمني امرأة انتفع منها ، وخروج ماء أصفر من فرج المرأة يدل على أنها لم تلد ولداً ممراضاً ، فإن خرج ماء أحمر ولدت ولداً قصير العمر ، فإن خرج ماء أسود ولدت ولداً يسود أهل بيته ، فإن خرج من فرجها نار كان الولد ذا سلطان وجور وظلم ، إن رأت أنها ولدت سمكة وهي حبلى فقد قيل إنه ولد طويل العمر ، وقيل إنه ولد قصير العمر فإن رأى رجل كأنه حائض فإنه يأتي محرماً ، وكذلك المرأة الشابة إذا رأت كأنها اغتسلت من الحيض تابت ونالها فرج ، وأما إذا أيست من الحيض ورأت الحيض فهو ولد لقوله تعالى : ! ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ! والضحك هنا بمعنى الحيض ، فإن رأت أنها تستحاض فإنها في إثم وتريد أن تتخلص منه فلا يمكنها وأما الغائط فقد قيل هو رزق من ظلم ، وقيل هو دليل الفرج . ( ومن رأى ) أنه أحدث ذهب غمه ، فإن كان ذا مال فإنه يزكي ماله ، وإن رأى كأنه أحدث غائطاً كثيراً وكان على سفر فإنه لا يسافر وتنقطع عليه الطريق وأكل العذرة وإصابتها وإحرازها مال حرام مع ندامة ، وربما كان كلاماً يندم عليه لطمع ، ومن أحدث وكان الحدث جامداً فإنه ينفق بعض ماله في عافية ، وإن كان سائلاً فإنه ينفق عامة ماله ، فإن كان موضع الحدث معروفاً مثل المتوضأ فإن نفقته معروفة بشهوته ، وإن كان مجهولاً فإنه ينفق فيمالا يعرف مالاً حراماً لا يؤجر عليه ولا يشكر عليه وكل ذلك بطيب نفس منه ، وكل ما خرج من بطون الناس والدواب من الأرواث فهو مال إلا إن تحليله وتحريمه بقد رريحه وقذره وأذاه للناس إلا أن يكون شيئاً غالباً كثيراص من عذرة الناس شبه الوحل فهو هم أو خوف من سلطان ، فإن أحدث في ثيابه أحدث فاحشة ، وإن أحدث في سراويله غضب على زوجته ووفر عليها مهرها ، فإن رأى أنه أحدث في موضع وستره بالتراب فإنه يستر مالاً ، فإن أحدث على نفسه وقع في خطيئة ، فإن أحدث في فراشه مرض مرضاً طويلاً لأنه ما يفعل ذلك في اليقظة إلا من لا يستطيع القيام ، وتدل أيضاً هذه الرؤيا على مفارقة الرجل امرأته وقيل : من رأى كأنه يأكل الخبز بالعذرة دل على أنه يأكل الخبز بالعسل في اليقظة ، وقيل : هو مخالفة السنة ، فإن تغوط من غير قصد منه فحمله بيده فإنه يرزق كيس دنانير حرام على قدر الغائط ( ومن رأى ) كأنه يحدث في الأسواق العابرة العامرة أو في الحمامات والجماعات دل على غضب الله عليه والملائكة وتناله فضيحة عظيمة وخسارة كبيرة وظهور ما يخفيه الإنسان ، ويدل أيضاً على نقص يعرض لصاحب الرؤيا ، فإن أحدث في مزبلة وشط البحر أو في موضع لا ينكر لذلك فهو دليل خير وذهاب الهم والوجع ، فإن رأى كأن إنساناً معروفاً يرميه بشيء من زبل الناس فإن ذلك يدل على معاداة ومخالفة في الرأي والظلم يعرض له ممن رماه بها ومضرة عظيمة ، وكثرة زبل الناس
____________________
(1/440)
أيضاً تدل على تعويق عن الحركات والإقبال على مضار كثيرة والتلطخ بزبل الإنسان مرض أو خوف وهو أيضاً دليل خير لمن أفعاله قبيحة ، وقد امتحنا أن ذلك مما ينتفعون به . وأما الفساد فهو كلام فيه ذلة ، فمن فسا أصابه غم ، فإن كان بين الناس فإنه غم فاش يقع فيه ( ومن رأى ) كأن غيره فسا وهو يشم فإنه غم يمر به ، فمن رأى كأنه في الصلاة وخرج منه ريح غير منتنة فإنه طلب حاجة ويدعو الله بالفرج فيكلم بكلام فيه ذلة فيعسر عليه ذلك الأمر وأما الضراط فمن رأى أنه بين قوم خرجت منه ضراطة من غير إرادة فإ ، هـيأتيه فرج من غم وعسر ويكون فيه شنعة ، فإن ضرط متعمداً وكان له صوت عال ونتن فإنه يتكلم بكلام قبيح أو يعمل عملاً قبيحاً وينال منه سوء الثناء على قدر نتنه والتشنيع بقدر ذلك الصوت فإن رأى له نتناً من غير صوت فإنه ثناء قبيح من غير تشنيع على قدر نتنه وإذا ضرط بين قوم فإنهم إن كانوا في غم أو هم فرج عنهم وإن كانوا في عسر تحول يسراً فإ ، ضرط بجهد فإنه يؤدي ما لا يطيق ، فإن ضرط سهلاً فإنه يؤدي ما يطيق فإن رأى أنه خرج من دبره طاووس ولدت له ابنة حسناء ، فإن خرجت سمكة ولدت له ابنة قبيحة ، فإن خرج من دبره دود أو قمل أو ما يطعم في جوفه فإنه يفارقه قوم من عياله الأقربين ، فإن خرج منه مثل الحيات فهم عيال على كل حال غرباء من الأبعدين إذا خرج ذلك منه على قدر ما وصفت منه ، فإن خرج منه دم فهو خروجه من إثم ، فإن تلطخ به خرج منه مال حرام ، وقيل : خروج الدم من الدبر أولاد الأولاد ، فإن رأى أنه يشرب باسته فإنه رجل مأبون وإن لم يكن كذلك فهو يحقن بحقنة وأما أرواث الحيوان فمن رأى أنه يكنس روث الخيل نال مالاً من رجل شريف ، وزبل البقر دليل خير للأكرة فقط وللحراثين دون غيرهم فإن رأى أنه جلس على الروث نال مالاً من جهة بعض أقاربه ، وأما البيض إذا رئي في وعاء دل على الجواري لقوله تعالى : ! ( كأنهن بيض مكنون ) ! فإن رأى كأن دجاجته باضت فإنه يرزق ولداً ، والبيض المطبوخ المميز عن القشر رزق هنيء ، فإن رأى كأنه أكله نيئاً فإنه يأكل مالاً حراماً أو يصيبه هم أو يرتكب فاحشة وأكل قشر البيض يدل على أنه نباش للقبور فإن رأى كأنه خرجت من امرأته بيضة ولدت ولداً كافراً لقوله تعالى : ! ( ويخرج الميت من الحي ) ! فإن رأى كأنه وضع تحت الدجاجة فتشققت عن فروج فإنه يحيا له أمر ميت ويولد له ولد مأمن لقوله تعالى : ! ( يخرج الحي من الميت ) ! وربما يرزق بعدد كل فروج ابناً ، فإن وضع بيضاً تحت ديك فأخرج فراريج فإنه يحضر هناك معلم يعلم الصبيان ، فإن كسر بيضة افتض بكراً وإن لم يمكنه كسرها عجز عنها ، فإن ضرب البيض ضربة وكانت امرأته حاملاً فإنه يأمرها أن تسقط ، فإن رأى غيره كسر بيضة وردها عليه افتض ابنته رجل ، ومن وطئ كمه فخرج منه بيضة فإنه يطأ أمته ويولد له منها جارية ، فغن رأى عنده بيضاً كثيراً فإن عنده مالاً ومتاعاً كثيراً يخشى فساده وهذا كله في البيض النيء . ( ومن رأى ) بيضاً سليقاً فإنه يصلح له أمر قد تمادى عليه وتعسر وينال بإصلاحه مالاً ويحيا له أمر ميت ، فإن أكله بقشره فهو نباش ، فإن نجشأ أكل مال امرأة وأسرف فيه ، فإن أكله فإنه يتزوج امرأة عندها مال وبيض الكركي ولد مسكين وبيض الببغاء جارية ورعة وقيل : من رأى أنه أعطي بيضة رزق ولداً شريفاً ، وإن انكسرت البيضة مات الولد ، وقيل : البيض للأطباء والمزوقين ولمن كان معاشه منه دليل خير ، وأما لسائر الناس فإن البيض القليل يدل على المنافع لأنه يؤكل ، والبيض الكثير فإنه يدل على هموم وغموم ، ويدل مراراً على الأشياء الخفية ، وقيل : الكبار من البيض النبون والصغار بنات وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني آكل قشور البيض فقال : اتق الله فإنك نباش تسلب الموتى ورأى رجل عزب كأنه وجد بيضاً كثيراً فقص رؤياه على معبر فقال : هو للعزب امرأة وللمتزوج أولاد ورأى رجل كأنه يقشر بيضاً مطبوخاً فقص رؤياه على معبر فقال : تنال مالاً من جهة بعض الموالي ورأى مملوك كأنه أخذ من مولاته بيضة سليقاً فرمى بقشرها واستعمل ما فيها فولدت مولاته ابناً فأخذ المملوك ذلك المولود ورباه وذلك بأمر زوج المرأة فصار سبباً لمعاش ذاك المملوك وحبل الرجل زيادة في دنياه وقيل هو حزن بقتل مستور وولادة الرجل جارية إصابة خير وفرج قريب ، ويخرج من نسله من يسود أهل بيته ، وولادته غلاماً يصيبه هم شديد وحبل المرأة زيادة في المال وولادتها غلاماً تلد جارية وربما كانت طبيعتها مخالفة لذلك فيكون ممن إذا رأت أنها ولدت جارية كانت جارية وإذا رأت أنها ولدت غلاماً كان غلاماً ، وكذلك لو رأى امرأته أو جاريته ولدت جارية أصاب خيراً ، فإن ولدت أحدهما غلاماً ناله هم شديد ، وكذلك لو رأى أنه اشترى جارية أصاب خيراً ، فإن اشترى غلاماً أصابه هم شديد .
____________________
(1/441)
( الباب الرابع والعشرون ) ( في أصوات الحيوانات وكلامها ) صهيل الفرس نيل هيبة من رجل ذي شرف ، وكلامه كما تكلم به لأن البهائم لا تكذب ، ونهيق الحمار تشنيع من رجل عدو سفيه ، وشحيح البغل صعوبة يراها من رجل صعب ، وخوار الثور وقوع في فتنة ، ورغاء الجمل سفر عظيم كالحج والجهاد وتجارة رابحة ، وثغاء الشاة بر من رجل كريم ، وصياح الكبش والجدي سرور وخصب ، وزئير الأسد خوف من سلطان ظلوم ، وضغاء الهرة تشنيع من خادم لص ، وصوت الظبي إصابة جارية جميلة عجمية ، وصياح الثعلب كيد من رجل كاذب ، ونباح الكلب ندامة من ظالم ، وصياح الخنزير ظفر بأعداء جهال وأموالهم ، وصوت الفأر ضرر من رجل نقاب سارق فاسق ، ووعوعة ابن آوى صياح النساء والمحبوسين والفقراء ، وصياح الفهد كلام رجل طماع ، وصياح النعام إصابة خادم شجاع ، وهديل الحمامة امرأة قارئة مسلمة شريفة ، وصوت الخطاف موعظة واعظ ، وقيل : كلام الطير كلها صالح ودليل على ارتفاع شأن صاحب الرؤيا ، وكشيش الحية إبعاد من عدو كاتم للعداوة ثم يظفر به ، ونقيق الضفدع دخول في عمل بعض الرؤساء والسلاطين أو العلماء وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن دابة كلمتني فقال له : إنك ميت وتلا قوله تعالى : ! ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم ) ! فمات الرجل من يومه ذلك . ( الباب الخامس والعشرون ) ( في رؤيا الأمراض والأوجاع والعاهات التي تبدو على أعضاء الإنسان ) ( قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله ) : الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله ، فكل من تراه محموماً فإنه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ، ودوام الحمى إصرار على الذنوب ، والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه ، والنافض تهاون والصالب تسارع إلى الباطل ، وحمى الربع تدل أنه اصابه عقوبة الذنب وتاب منه مراراً ثمنكث توبته وقيل هو مال ( ومن رأى ) كأنه أبلق أصابه برص ، والتآليل مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه ، والجرب إذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء ، وإن كان في الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره فإنه إن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل ، والبثور إذا انشقت وسالت صديداً دلت على الظفر والمدة في البثور والجرب والجدري وغيرها تدل على مال ممدود ، والجدري زيادة في المال ، وكذلك القروح والحصبة اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية هلاك ، فأما الحكة في الجسد فتفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم ، والدماميل مال بقدر ما فيها من المدة ، والدرن على الجسد والوجه كثرة الذنوب ، وذهاب شعر الجسد ذهاب المال والرعشة في الأعضاء عسر فإن رأى الرعشة في رأسه أصابه العسر من قبل رئيسه ، وفي اليمين تدل على ضيق المعاش ، وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة ، وفي الساقين تدل على العسر في حياته ، وفي الرجلين تدل على العسر في ماله ( ومن رأى ) كأنه سقي سماً فتورم وانتفخ وصار فيه القيح فإنه ينال بقدر ذلك مالاً وإن لم ير القيح نال غماً وكرباً ، وقيل : السموم القاتلة تدل على الموت ( ومن رأى ) بجسده سلعة نال مالاً والشرى مال سريع في فرج وتعجيل عقوبة ، والطاعون يدل على الحرب ، وكذلك الحرب يدل على الطاعون ، والعقر لا يحمد في النوم ( ومن رأى ) أنه قد أغشي ع ليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل ، واللقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى وقبل عامة الأمراض في الدين لقوله تعالى : ! ( في قلوبهم مرض ) ! إلا أنها توجب صحة البدن ، فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى : ! ( أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ) ! يعني جرحى ، فإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امرأته فإنه يموت على كفر ، فإن رأى امرأته مريضة
____________________
(1/442)
حسن دينها ، ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم و راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراص ولا جاموساً ، ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً أو يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً أو لبس إكليلاً أو سعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل ، فإن رأى في نفسه نقصاناً من مرض فهو قلة دين ، وقيل : إن رؤية المريض دليل الفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً ، وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج ومن أراد سفراً فرأى كأنه مريض فإنه يعوقه عن سفره عاق لأن المرضى ممتنعون عن الحركة ( ومن رأى ) نقصاناً في بعض جوارحه فهو نقصان في المال ، والنعمة والورم في النوم زيادة في ذات اليد وحسن حال واقتباس علم ، وقيل : هو مال بعد هم وكلام ، وقيل : هو حبس أو أذى من جهة سلطان ، والهزال هو نقص المال وضعف الحال ، وأما التخمة فدليل أكل الربا ، وأما الجذام فمن رأى أنه مجذوم فإنه يحبط عمله بجراءته على الله تعالى ويرمى بأمر قبيح وهو منه بريء ، فإن رأى أن الجذام أظهر في جسده زيادة وورماً فهو مال باق وقيل هو كسوة من ميراث ( ومن رأى ) كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني مجذوم قال : أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء ، والقوياء مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته وأما اختلاف الأمراض فمن رأى كأن به أمراضاً باردة فإنه متهاون بالفرائض من الطاعات والواجبات من الحقوق وقد نزلت به عقوبة الله تعالى ، والأمراض الحارة في التأويل هم من جهة السلطان وأما اليبوسة فمن رأى به مرضاً من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله وأخذ ديوناً من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة وأما الرطوبة فدليل العسر والعجز عن العمل وأما الحيوان فمال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنه يعمل في إنفاقه بقدر ما لا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء وقيل كسوة من ميراث وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله وجنون الصبي غنى أبيه من ابنه ، وجنون المرأة خصب السنة ، ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس ، وقيل : الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملاً من أعمال البر لقوله تعالى : ( أوبه أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ) ( ومن رأى ) شعر رأسه تناثر حتى صلع فإنه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس ( ومن رأى ) امرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة ( ومن رأى ) كأنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة ، وقيل : إن كان صاحب هذه الرؤيا مديوناً أدى دينه ( ومن رأى ) كأنه أقرع فإنه يلتمس مال رئيسه لا ينتفع به ولا يحصل منه إلا على العناء ، والمرأة القرعاء سنة جدبة والآفة في الصدغ تدل على الآفة في المال ، والمرض في الجهة نقصان في الجاه ، وأما جدع الأنف وفقء العين فيدلان أن الجادع والفاقئ يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوع ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم لقوله تعالى : ! ( والأذن بالأذن ) ! فإن رأى كأن شيخاً مجهولاً قطع أذنيه فإنه يصيب ديتين ( ومن رأى ) كأنه صلم أذن رجل فإنه يخونه في أهله أو ولده ويدل على زوال دولته ، وقال بعضهم : من رأى كأن أذنيه جدعتا وكانت له امرأة حبلى فإنها تموت ، وإن لم تكن له امرأة فإن امرأة من أهل بيته تموت وأما الصمم فإنه فساد في الدين ، وأما الرمد فدليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقع فساد في دينه على حسب الرمد لأنه يدل على العمى وقد قال الله تعالى : ! ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) ! وقد قيل : إن الرمد دليل على أن صاحبه قد أشرف على الغنى فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً فإنه ينسب في دينه إلى ما هو بريء منه وهو على ذلك مأجور ، وكل نقصان في البصر نقصان في الدين وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد وكذلك لو رأى أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه فإن رأى أنه يكتحل فإن كان ضميره ي اكحل لإصلاح البصر فإنه يتعاهد دينه بصلاح ، وإن كان ضميره للزينة فإنه يأتي في دينه أمراً يتزين به ، فإن أعطي كحلاً أصاب مالاً وهو نظير الرقيق ، فإن رأى أن بصره دون ما يطن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس فإنه سريرته في دينه دون علانيته وإن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به فإن سريرته خير من علانيته فإن رأى بجسده عيوناً كثيرة فهو زيادة في الدين فإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها فهو صالح في دينه ، وقيل : إن صلاح العين وفسادها فيما تقر به العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم . وأما العور فإن رأى رجل مستور أنه أعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته ، وإن كان صاحب الرؤيا
____________________
(1/443)
فاسقاً فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت ، وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في ولده أو في امرأته أو أخيه أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى : ( ألم نجع له عينين ولساناً وشفتين ) ذهبت العين زالت النعمة ( ومن رأى ) كأن عينه فقئتا فإنه يصاب بشيء مما تقربه عينه وأما العمى فهو ضلال في الدين وإصابة مال من جهة بعض العصابات وقيل : من رأى كأنه أعمى فإنه إن كان فقيراً نال الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى : ! ( قال رب لم حشرتني أعمى ) ! الآية فإن رأى كأن إنسانا أعماه فإنه يضله ويزيله عن رأيه ورؤية الكافر العمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم وإن رأى كأنه أعمى مكفوف في ثياب جدد فإنه يموت وإن رأى أعمى أن رجلاً داواه فأبصر فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع والحملة على التوبة ، وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر فإن رأى في سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه فقال : رأيت كأن في عيني بياضاً فقال : يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه ومن غاب عنه بعض أقربائه فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى فإن صاحب الرؤيا يموت لأن رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر وقيل : إن الغشاوة على العين من البياض وغيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام ( ومن رأى ) كأن الماء الأسود نزل في عينه فلم يبصر شيئاً دلت رؤياه على قلة حياته لأن العين موضع الحياء وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق فهي دالة على الحياء وقلته ، كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل ، وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا ، والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب وأما الأنف فمن رأى أن إنساناً جدع أنفه فإنه يكلمه بكلام يرغم به أنفه ، وقيل : إن جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع ، وقيل : إن ذلك يدل على موت امرأة المجدوع إن كان با حبل ، وقيل : جدع الأنف هوان يصيبه فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته . وأما اللسان فهو ترجمان الإنسان والقائم بحجته ، فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالاً ويناله من ذلك ضرر بقدر ما رأى من الضرر ، ويدل أيضاً على أنه يكذب وعلى أنه إن كان تاجراً خسر في تجارته وإن كان والياً عزل عن ولايته ( ومن رأى ) كأن طرف لسانه قطع فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة ، وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته وقال بعضهم : من رأى لسانه قطع كان حليماً ( ومن رأى ) كأن امرأته قطعت لسانه إنه يلاطفها ويبرها ( ومن رأى ) كأن امرأة مقطوعة اللسان دل على عفتها وسترها فإن رأى كأنه قطع لسان فقير فإنه يعطي سفيهاً شيئاً ومن التزق لسانه بحكنه جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده وأما الخرس ففساد الدين وقول البهتان ، ويدل على سب الصحابة وغيبة الأشراف ( ومن رأى ) كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقهاً لقوله تعالى : ! ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ) ! ورزق رياسة وظفراً بالأعداء وأما الشفة فمن رأى أنه مقطوع الشفتين فإنه غماز ، فإن رأى شفته العليا قطعت فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره وقيل عن تأويل الشفتين أيضاً في المرأة وأما البخر فمن رأى كأنه به بخراً فإنه يتكلم بكلام يثني به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب ، فإن وجد البخر من غيره فإنه يسمع منه قولاً قبيحاً فإن رأى كأنه لم يزل أبخر فإنه رجل يكثر الخنا والفحش وأما الحلق فمن رأى كأنه يسعل فإنه يشكو إنساناً متصلاً بالسلطان فإن رأى كأنه سعل حتى شرق فإنه يموت وقيل : إن السعال يدل على أنه يهتم بشكاية إنسان ولا يشكوه ( ومن رأى ) كأنه خرج من حلقه شعر أو خيط فمده ولم ينقطع ولم يخرج بتمامه فإنه تطول محاجته ومخاصمته لرئيسه ، فإن كان تاجراً نفقت تجارته وإن رأى كأنه يختنق فقد قهر على تقلد أمانة ، فإن مات في الخناق فإنه يفتقر فإن رأى كأنه عاش بعدما مامت فإنه يستغني بعد الافتقار وإن رأى كأنه يخنق نفسه فإنه يلقي نفسه في هم وحزن . وأما وجع الأضراس فإن رأى أن بضرس من أضراسه أو سن من أسنانه وجعاً فإنه يسمع قبيحاً من قرابته الذي ينسب إليه ذلك الضرس في التأويل ويعامله بمعاملة تشد عليه على مقدار الوجع الذي يجده وأما وجع العنق فدليل على أن صاحبه أساء المعاشرة حتى تولدت منه شكاية ، وربما دلت هذه الرؤيا على أن صاحبها خان أمانة فلم يؤدها فنزلت به عقوبة من الله تعالى وأما الحدبة فمن رأى أنه أحدب أصاب مالاً كثيراً وملكاً من ظهر قوي من ذوي قراباته
____________________
(1/444)
وأما الفواق فمن رأى كأن به ذلك فإن يغضب ويتكلم بما لا يليق به ويمرض مرضاً شديداً وأما وجع المنكب فمن رأى به ذلك فإساءة الرجل في كده وكسب يده وأما آفات اليد فإن الآفة في اليد تدل على محنة الإخوة وفي أصابعها تدل على أولاد الإخوة ( ومن رأى ) كأن ليس له يدان فإنه يطلب ما لا يصل إليه ( ومن رأى ) كأنه صافح رجلاً مسلماً فخلع يده فإنه يدفع غليه أمانة فلا يؤديها ( ومن رأى ) كأن يمينه لم تزل مقطوعة فإنه رجل حلاف ( ومن رأى ) كأن يمينه مقطوعة موضوعة أمامه فإنه يصيب من كسب والنقص في اليد دليل على نقصان القوة والأعوان ، وربما دل قطع اليد على ترك عمل هو بصدده ، فإن رأى كأن يده قطعت من الكف فهو مال يصير إليه فإن قطعت من المفصل فإنه يصيب جور حاكم ، فإن قطعت من العضد وذهبت مات أخوه إن كان له أخ لقوله تعالى : ! ( سنشد عضدك بأخيك ) ! فإن لم يكن له أخ ولا من يقوم مقامه قل ماله فإن رأى كأن والياً قطع أيدي رعيته وأرجلهم فإنه يأخذ أموالهم ويفسد عليهم كسبهم ومعاشهم . ( وسئل ) : ابن سيرين عن رجل رأى كأن يده قطعت فقال : هذا رجل يعمل عملاً فتحول عنه إلى غيره وكان نجاراً فتحول إلى عمل آخر وأتاه رجل آخر فقال : رأيت رجلاً قطعت يداه ورجلاه وآخر صلب فقال : إن صدقت رؤياك عزل هذا الأمير وولي غيره ، فعزل من يومه قطن بن مدرك وولي الجراح بن عبدالله فإن رأى كأن حاكماً قطع يمينه حلف عنده يميناً كاذبة فإن رأى كأنه قطع يساره فإن ذلك موت أخ أو أخت أو انقطاع الألفة بينه وبينهما ، أو قطع رحم أو مفارقة شريك أو طلاق امرأة فإن رأى كأن يده قطعت بباب السلطان فارق ملك يده وأما قصر اليد فدليل على فوات المراد والعجز عن المراد وخذلان الأعوان والإخوان إياه . ( وسئل ) : ابن سيرين على رجل رأى أن يمينه أطول من يساره فقال : هذا رجل يبذل المعروف ويصل الرحم ( ومن رأى ) كأنه قصير الساعدين والعضدين دلت رؤياه على أنه لص أو خائن أو ظالم ، فإن رأى كأن ساعديه وعضديه أطول مما كان فإنه رجل محتال سخي شجاع وأما الشلل في اليدين وأوصالهما فمن رأى كأن يديه قد شلتا فإنه يذنب ذنباً عظيماً فإن رأى كأن يمينه شلت فإنه يضرب برئياً ويظلم ضعيفاً فإن رأى كأن شماله شلت مات أخوه أو أخته وإن يبست إبهامه مات والده ، وإن يبست سبابته ماتت أخته ، وإن يبست وسطاه مات أخوه ، وإن يبست البنصر أصيب بابنته ، وإن يبست الخنصر أصيب بأمه وأهله فإن رأى في يده اعوجاجاً إلى وراء فإنه يتجنب المعاصي ، وقيل : إنه يكسب إثماً عظيماً يعاقبه الله عليه ( ومن رأى ) يديه ورجليه قطعت من خلال فإنه يكثر الفساد أو يخرج على السلطان لقوله تعالى : ! ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) ! الآية وقيل : إن من رأى يمينه قطعت فإنه يسرق لقوله تعالى : ! ( فاقطعوا أيديهما ) ! ورأى رجل كأن يده مقطوعة فقص رؤياه على معبر فقال : يقطع عنه أخ أو صديق أو شريك فعرض له مات أنه صديق له ورأى رجل أن يده قطعها رجل معروف فقال : تنال على يده خمسة آلاف درهم إن كنت مستوراً وإلا فتنتهي عن منكر على يده والآفة في الأصابع دليل على محنة الولد ، فإن لم يكن له ولد فهو دليل على إضاعة الصلوات وقيل : من رأى كأن خنصره قطعت عقه ولده ( ومن رأى ) بنصره قطعت فإنه يولد له ولد ( ومن رأى ) الوسطى قطعت مات عالم بلده أو قاضيها فإن رأى كأن أربع أصابعه قطعت تزوج أربع نسوة فيمتن كلهن وقيل : من رأى كأنه قطع أصبع إنسان أصابه بمصيبة في ماله وقيل : ذهاب الأصابع فقدان الخدم ، ومصع الأصابع زوال المال ، وانقباض الأصابع يدل على ترك المحارم وأما الأظفار فالآفة فيها تدل على ضعف المقدرة وفساد في الدين والأمور وقيل : إن طول الأظفار غم ( ومن رأى ) كأنه لا ظفر له فإنه يفلس فإن رأى كأن أظفاره مكسورة كلها فإنه يموت ، وكذلك إذا رآها مخضرة وهو يرقيها فلا ينفع فإنه يموت . وأما الصدر فمن رأى أنه توجع صدره فإنه ينفق مالاً في إسراف من غير طاعة الله وقد عوقب عليه ، والزكام يدل على مرض يسير يتعقبه عافية وغبطة والبرسام فمن رأى أنه مبرسم فإنه رجل مجترئ على المعاصي وقد نزل به عقوبة من السلطان وأنذر ليتوب ( ومن رأى ) أنه مبطون فإنه قد أنفق ماله في معصية وهو نادم عليه ويريد أن يتوب من لك ( ومن رأى ) كأنه اصابه القولنج فقد قتر على أولاده وأهله القوت ونزلت به العقوبة وقيل : إن وجع البطن يدل على صحة الأقرباء وأهل البيت ، وأما وجع السرة فإن رؤياه تدل على أن صاحبه يسيء معاملة امرأته ووجع القلب دليل على سوء سيرته في أمور الدين ومرض القلب دليل على النفاق والشك لقوله تعالى : ! ( في قلوبهم مرض ) !
____________________
(1/445)
والكرب في القلب دليل على التوبة وأما وجع الكبد فهو في التأويل إساءة إلى الولد فقد قال عليه السلام : ' أولادنا أكبادنا ' وقطع الكبد موت الولد وقرح الكبد غلبة الهوى والعشق وأما وجع الطحال فدليل على إفساد صاحبه مالاً عظيماً كان به قوامه وقام أهله وأولاده وأشرف معهم على الهلاك ، فإن اشتد وجعه حتى خيف عليه الموت دل ذلك على ذهاب الدين نعوذ بالله منه وأما الرئة فمن رأى أن رئته عفنة دل ذلك على دنو أجله لأن الرئة موضع الروح وأما وجع الظهر فيدل على موت الأخ فقد قيل : موت الأخ قاصمة الظهر وقيل : وجع الظهر يرجع تأويله إلى من يتقوى به الرجل من ولد ووالد ورئيس وصديق فإن رأى في ظهره انحناء من الوجع فإنه يدل على الافتقار والهرم وأما نقصان الفخذ فدليل على قلة العشيرة والغربة عن الأهل والوحدة ووجع الفخذ يدل على أن صاحبه مسيء إلى عشيرته ووجع الرجل يدل على كثرة المال وقطع الأخمص يدل على الزمانة فإن رأى كأن رجليه قطعتا فبانتا منه ذهب ماله أو مات ، فإن رأى إحدى رجليه قطعت ذهب نصف ماله أو ذهبت قوته وضعفت حيلته وعجز عن الحركة فإن رأى كأن إنساناً قطع إبهام رجله فإن يحبس عنه ديناً عليه أو يقطع عليه مالاً كان يتكل عليه فإن رأى كأنه مقعد ضعفت قدرته في أمور الدنيا والدين فإن رأى كأنه يحبو على بطنه فإنه تصيبه علة تمنعه عن العمل وتحوجه إلى إنفاق ماله فيفتقر فإن رأى أنه لا يقدر على أن يحبو وقد ذهبت جلدة بطنه من الحبو ويسأل الناس أن يحملوه فإنه يفتقر ويسأل الناس ( ومن رأى ) أن ذكره توجع فقد أساء إلى قوم وهم يذكرونه بالسوء ويدعون عليه فإن رأى أنه قطع ورمي به فإنه يدل على موته أو انقطاع نسله أو على موت ابنه فإن كانت له ابنة ورأى كأن ذكره انقطع ووضع على أذنه فإن ابنته تلد بنتاً لا من زوجها ، وقطعة للوالي عزل وللمحارب هزيمة . ( ومن رأى ) كأنه خصي أو خصى نفسه أصابه ذل ، فإن أراد أن يودع رجلاً وديعة أو يفضي إليه بسر فرأى في منامه خصياً فليجتنب أن يرودعه وقيل : من رأى كأنه تحول خصياً نال كرامة وإن رأى خصياً مجهولاً له سمت الصالحين وكلام الحكمة فهو ملك من الملائكة ينذر أو يبشر ( ومن رأى ) كأنه مأسور انسدت عليه أبواب المعيشة كما إذا انسد إحليله عن البول ، ويدل على أن عليه ديناً لا يمكنه قضاؤه ( ومن رأى ) كأن به أدرة أصاب مالاً لا يأمن عليه أعداءه ( ومن رأى ) كأن بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه فإنه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع فإن رأى كأن إنساناً خدش عضواً من أعضائه فإنه يضره في ماله وفي بعض أقربائه ، فإن رأى في الخدشة قيحاً أو دماً أو مدة فإن الخادش يقول في المخدوش قولاً وينال المخدوش بعد ذلك مالاً ( ومن رأى ) كأن جبهته خدشته فإنه يموت سريعاً ، وكل أثر في الجسد فيه قيح أو مدة فهو مال ، وكل زيادة ي الجسم إذا لم تضر صاحبها فهي زيادة في النعمة وأما البرص والجذام والجدري فقد تقدم القول عليه والأفضل أن يرى الإنسان كأنه هو الذي به البرص والجرب والجدري والبثر ، فإن رآها في غيره فهي تدل على حزن ونقصان جاه لصاحب الرؤيا لأن كل من كان منظره قبيحاً فإن نفس الذي يراه تنفر منه وخصوصاً إذا رآها في مملوكه فإنه لا يصلح لخدمته على كل ما يفعله فهو قبح وفضيحة ، وكذلك كل من يعاشره ( ومن رأى ) أنه جدر فهو زيادة في ماله وإن رأى أن ولده جدر ففضل يصير إليه وابنه وكذلك القروح في الجسد زيادة في المال وإذا رأى في يده قروحاً تسيل منها مدة فإنه مال ينفعه ولا يضره ذلك والحصبة اكتساب مال من سلطان وقيل هي تهمة ، وأما الرعشة فإنه عسر في الأمور التي تنسب إلى ذلك العضو المرتعش ( ومن رأى ) يده اليمنى ترتعش تعسرت عليه معيشته فإن رأى فخذه يرتعش دخل عليه عسر من قبل عشيرته وارتعاش الرجلين عسر في المال وأما الطاعون فهو الحزن فمن رأى أنه أصابه بالطاعون أصابه حزن كما لو رأى أنه أصابه حزن أصابه الطاعون ( ومن رأى ) كأن أعضاءه قطعت فإنه يسافر وتتفرق عشيرته لقوله تعالى : ! ( وقطعناهم في الأرض أمما ) ! وأما العنة فإنه لا يزال صاحبها معصوماً زاهداً في الدنيا وما فيها ولا يكون له ذكر البتة ، فإن زالت عنه العنة فإنه ينال دولة وذكراً وقيل : من رأى أنه تزوج بامرأة أو اشترى جارية فلم يقدر على مجامعتها لعنته فإنه يتجر تجارة بلا رأس مال ولا تجلد وأما العقر فإذا كان من عقر الخف فإنه يناله هم ويصيبه من ذلك الهم نكبة ، فإن عقره إنسان فإن المعقور يناله من العاقر نكبة يصير ذلك حقداً عليه ( ومن رأى ) رجله اليمنى اعتلت أو انكسرت أو انخلعت فإن كان بها جرح فإن ابنه يمرض ، فإن رأى ذلك في رجله اليسرى وكان له ابنة خطبت ، وإن لم يكن له بنت ولدت له بنت ، وإن رأى انكسار رجله وهو يريد سفراً فليقم ولا يبرح ، وإن خلعت فإن امرأته تمرض ، وإن طالت إحدى ساقيه على الأخرى فإنه يسافر سفراً ( ومن رأى ) أنه أعرج أو مقعد ولا تقله رجلاه فذلك ضعف مقدرته عما
____________________
(1/446)
يطلبه وخذلان من ينتسب غليه ذلك العضو من أقاربه إياه وقيل : من رأى أنه أعرج حسن دينه وتفقه وإن حلف على يمين لم يكن عليه فيها بأس هذا قول ابن سيرين . والأعرج لا يحسن حرفة ولا يتكل على مال ناقص يكون عيشه من ذلك فإن رأى رجل امرأة عرجاء فإنه ينال امرأً ناقصاً وإذا رأت امرأة رجلاً أعرج نالت أمراً ناقصاً والشيخ الأعرج جد الرجل أو صديقه وفيه نقص فإن رأى إنسان أنه يمشي برجل واحدة وقد وضع إحداهما على الأخرى فإنه يخبأ نصف ماله ويعمل بالنصف الآخر وأما الكي فله وجوه فمن رأى به أثر كي عتيق أو حديث ناتئ عن الجلد فإنه يصيب دنيا من كنز ، فإن عمل بها في طاعة الله عز وجل فاز ، وإن عمل بها في معصية الله كوي بذلك الكنز الذي كان يجمع في الدنيا يوم القيامة لقوله تعالى : ! ( فتكوى بها جباههم وجنوبهم ) ! وقيل : إن اثر الكي العتيق والجديد إذا كان قد تقشرت القرفة منه فلم تؤلمه فهو أعظم الدواء وأبلغه وأقواه فعند لك يجري مجرى الدواء وقيل : الكي كلام موجع وقيل : الكي المستدير ثبات في أمر السلطان أو ملك بخلاف السنة وقيل : الكي يدل على التزويج أو على الولادة ' وروي أن أبا بكر رضي الله عنه قال : يا رسول الله رأيت في المنام كأن في صدري كيتين فقال صلى الله عليه وسلم : ' تلي أمر الدنيا سنتين ' . ( وحكي ) : أن امرأة رأت كأن بنيها قد مرضا فرمدت عيناها ورأى رجل كأنه مريض وليس له طبيب يعالجه وكان له مع آخر خصومة فعرض له أن خصمه غلبه والمرض دليل خصم والطبيب معوان عليه ورأى رجل كأن أباه قد مرض فعرض له وجع في رأسه وذلك أن الرأس تدل على الأب وأما قحل الوجه وتشققه فهو قلة حيائه ومائه فمن رأى أن وجهه طري صبيح فإنه صاحب حياء والسماجة فيه عيب والعيب سماجة ورأى رجل كأن الوباء قد نزل بالناس والمواشي فسأل المعبر عنه فقال : إن ملك عصرنا يقصم رجالاً أو يحبسهم أو يؤذي المستوردين وكان بعض الملوك ظالماً جباراً فرأى رجل من الصالحين هذا الملك قد قبح ورد وجهه على دبره وقد عرج وقطعت يداه ورجلاه وسمع تالياً يتلو : ! ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد ) ! فقص رؤياه على معبر فقال : إن الملك سيهلك كما أهلك عاد ، فبعد عشرين يوماً ذهب ملكه وماله وأهلكه الله تعالى وكفى الناس شره . ( الباب السادس والعشرون ) ( في المعالجات والأدوية والأشربة والحجامة والفصد ) كل شراب أصفر اللون في الرؤيا فهو دليل المرض ، وكل دواء سهل المشرب والمأكل فهو دليل على شفاء المريض ، وللصحيح اجتناب ما يضره وأما الدواء الكريه الطعم الذي لا يكاد يسيغه فهو مرض يسير يعقبه برء وقيل : إن الأشربة الطيبة الطعم السهلة المشرب والمآكل صالحة للأغنياء بسبب التفسح وأما للفقراء فهو رديء لأنهم لا يمدون أعينهم إليه إلا بسبب مرض يعرض لهم ويضطرهم إلى شربها وأما السوبق فحسن دين وسفر في بر لقوله تعالى : ! ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ! ( ومن رأى ) كأنه شرب دواء فنفعه فهو صالح في دينه وشرب الفقاع منفعته من قبل خادم أو خدمة من قبل رجل شديد وذهاب غم وليس تأويل ما يخرج من الإنسان كتأويل ما يخرج بغير الدواء من الأحداث وأما الفصد فمن رأى كأن شيخاً فصده فإنه يسمع كلاماً من صديق ، فإن خرج من عرق دم فإنه يؤجر عليه ، فإن لم يخرج منه دم فإنه يقال فيه حق ويخرج الفاصد من الإثم ، فإن فصده بالعرض فإنه يقطع ذلك الكلام عنه ، وإن فصده بالطول فإنه يزيد الكلام ويضاعفه فإن رأى كأن شاباً فصده بالطول فإنه يسمع من عدوه طعناً فيه ويزيد ماله ( ومن رأى ) كأن الشاب فصده بالعرض فهو موت بعض أقاربه ، فإن فصده الشاب بالطول وخرج منه دم فإنه يصيبه نائبة من السلطان وأخذ منه مالاً بقدر الدم الخارج منه ، فإن فصده بالعرض لم يتعرض له السلطان ، فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب ، فإن فصده عالم وخرج منه دم كثير في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب ، فإن فصده ولم ير دماً ولا خدشة سمع كلاماً من أقربائه ممن ينسب إلى ذلك العضو بقدر ما أصابه من الوجع ، فإن افتصد وكره خروج الدم فإنه يمرض ويصيبه ضرر في ماله ، وإن كان في ضميره أن الفصد ينفعه وخرج الدم منه بقدر معلوم موافق فإنه يصح دينه ويصح جسمه أيضاً في تلك السنة والفصد في اليمنى زيادة في المال وفي اليسرى زيادة في
____________________
(1/447)
الأصدقاء ، فإن كان له امرأة سمنت سمناً عظيماً واتسع في دنياه ، فإن فصد عرق رأسه استفاد رئيساً آخر ، وإن لم يخرج من عرقه دم فإنه يقال فيه حق فإن رأى أنه يفصد إنساناً فإن الفاصد يخرج من إثم فإن رأى كأنه سرح الدم بعد الفصد فإنه يتوب من ذنب لأن خروج الدم توبة فإن كان الدم أسود فإنه مصر على ذنب عظيم لأن الدم إثم وخروجه توبة فإن رأى كأنه أخذ مبضعاً ففصد به امرأته طولاً فإنها تلد بنتاً ، وإن فصدها عرضاً فإنه يقطع بينها وبين قرابتها فإن رأى كأنه ينوي الفصد فإنه ينوي أن يتوب . وأما الحجامة : فمن رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو قلد أمانة أو كتب عليه كتاب شرط أو تزوج لأن العنق موضع الأمانة فإن شرط تزوج بجارية وطلبت منه النفقة وما لا يطيقه وإن لم يشرط لم تطلب منه النفقة ، فإن كان الحجام شيخاً معروفاً فهو صديقه ، وإن كان شاباً فهو عدو له يكتب عليه كتاب شرط أو دين ، فإن حجم رجلاً شاباً ظفر بعدو له وقالوا : الحجامة ذهاب المرض وقالوا : نقص المال وقيل : من رأى حجاماً حجمه فهو ذهاب مال عنه في منفعة ، فإن كان ذا سلطان فهو عزله ، فإن احتجم ولم يخرج منه دم فإنه دفن مالاً ولا يهتدي إليه ، أو دفع وديعة إلى من لا يؤديها إليه فإن خرج منه دم صح جسمه في تلك السنة ، فإن خرج بدل الدم حجر فإن امرأته تلد من غيره فلا يقبل ذلك الولد ، فإن انكسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو تموت وقيل : من رأى أنه احتجم نال ربحاً ومالاً وقيل : إن الحجامة إصابة السنة وقيل : هي نجاة من كربة . ( وحكي ) : أن يزيد بن الملهب كان في حبس الحجام فرأى في منامه أنه يحتجم فنجا من الحبس ورأى معن بن زائدة كأنه احتجم وتلطخ سرادقه من دمه فلما اصبح دخل عليه أسودان يقتلانه ( ومن رأى ) أنه يداوي عينه فإنه يصلح دينه ( ومن رأى ) كأنه يكتحل وكان ضميره في كحلة إصلاح البصر فإنه يتفقد دينه بصلاح أو زينة فإن كان ضميره الزينة فإنه يأتي أمراً يزين به دينه ودنياه وأما السعوط فمن رأى أنه يستعط فإنه يبلغ الغضب منه ماتضيق منه الحيلة بقدر ما سعط به من دهن أو غيره وأما الحقنة فمن رأى أنه يحتقن من داء يجده في نفسه فإنه يرجع في أمر له فيه صلاح في دينه ، وإن احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة بعدها إنساناً أو نذر نذره على نفسه أو في كلام تكلم به أو في غبطة خرجت منه ونحو ذلك ، وربما كان من غضب شدد يبتلى به والتمريخ بالدهن الطيب ثناء حسن وبالدهن المنتن ثناء قبيح وقيل : الدهن غم في الأصل فإن رأى كأن له قارورة دهن وأخذ منها الدهن وادهن به أو دهن به غيره فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى : ! ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) ! الآية ( ومن رأى ) أنه دهن رأسه اغتم إذا جاوز المقدار وسال على الوجه ، فإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة ، والدهن الطيب الرائحة ثناء حسن ، والدهن المنتن ثناء قبيح وقيل : الدهن النتن امرأة زانية أو رجل فاسق وقالوا : من دهن رأس رجل في موضع ينكر فليحذر المفعول به من الفاعل مداهنة ومكراً فإن رأى وجهه مدهوناً فإنه رجل يصوم الدهر ( ومن رأى ) أنه قد رقي أو سقاه غير في قدح فإنه يدل على طول حياته وأما الكي فاللدغ بالكلام الطيب الموجع لمن يكويه فمن رأى أنه يكوي بالنار إنساناً كياً موجعاً فهو يلذع الموكي بكلام سوء وبأس من سلطان فإن كان الكي مستديراً فهو ثبات في أمر السلطان في خلاف السنة وقيل : من رأى أنه كوى عرقاً من عروقه فإنه تولد له جارية أو يتزوج أو يرى امرأته رجل غريب وأما الترياق فقد رأيت ابن سيرين يكرهه . ( الباب السابع والعشرون ) ( في الأطعمة والحلاوي واللحمان وما يتصل بها من القدر والمائدة والسفرة والقصاع والمغرفة والأثفية ) قال المعبرون : إن دقيق الحنطة مال مجموع وعيال وعجنه سفر عاجنه إلى اقاربه ، والعجين مال شريف في التجارة يحصل منه ربح كثير عاجل إن اختمر ، وإن لم يختمر فهو فساد وعسر في المال ، وإن حمض فهو قد اشرف على الخسران ( ومن رأى ) أنه يعجن دقيق شعير فإنه يكون رجلاً مؤمناً ويصيب ولاية وثروة وظفراً بالأعداء ، والنخالة شدة في المعيشة وأكلها فقر ( ومن رأى ) أنه يخبز خبزاً فهو يسعى في طلب المعاش لطمع منفعة دائمة ، فإن خبز
____________________
(1/448)
عاجلاً لئلا يبرد التنور نال دولة وحصل مالاً بيده بقدر ما خرج الخبز من التنور ومن أصاب رغيفاً فهو عمر والرغيف أربعون سنة فما كان فيه من نقصان فهو نقصان ذلك العمر وصفاؤه صفاء الدنيا وقيل : الرغيف الواحد ألف درهم وخصب وبركة ورزق حاضر قد سعى له غيره وذهب عنه حزنه لقوله عز وجل : ! ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) ! قال المفسرون : الحزن الخبز فإن رأى رغفاناً كثيرة من غير أن يأكلها لقي إخواناً له عاجلاً وإن رأى بيده رغيفاً خشكاراً فهو عيش طيب ودين وسط ، فإن كان شعيراً فهو عيش نكد في تدبير وورع ، فإن كان رغيفاً يابساً فإنه قتر في معيشته ، وإن أعطي كسرة خبز فأكلها دل على نفاد عمره وانقضاء أجله ، وقيل : بل هذه الرؤيا تدل على طيب العيش ، فإن أخذ لقمة فإنه رجل طامع ، والرغيف لعزب زوجة ، والرغيف النظيف النضيج للسلطان عدله وللتاجر إنصافه وللصانع نصيحه ، وحرارة الخبز نفاق وتحريم فإن رأى رجل رغيفاً معلقاً في جبهته د على فقره والخبز المتكرج مال كثير لا ينفع صاحبه ولا يؤدي زكاته ، وأما خبز الملة فهو ضيق في المعاش لآكله لأنه لا يخبزه إلا مضطر ( ومن رأى ) أنه يأكل الخبز بلا أدم فإنه يمرض وحيداً ويموت وحيداً وقيل : الخبز الذي لم ينضج يدل على حمى شديد وذلك أنه يستأنف إدخاله إلى النار ليستوي وقيل : الخبز الحواري الحار يدل على الولد وأكل خبز الرقاق سعة رزق وقيل : إن رقة الخبز قصر العمر وقيل : إن الرقاق من الخبز ربح قليل يتراءى كثيراً . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن في يدي رقاقتين آكل من هذه ومن هذه فقال : أنت رجل تجمع بين الأختين والقرص ربح قليل والرغيف ربح كثير وأما المائئدة فقد روي أن بعضهم رأى كأن هاتفاً يسمع صوته ولا يرى شخصه يتلو هذه الآية : ! ( اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ) ! فقص رؤياه على معبر فقال : إنك في عسر وتدعو الله تعالى بالفرج واليسر فيستجب لك فكان كما قال واختلف المعبرون في تفسير المائدة فمنهم من قال : المائدة رجل شريف سخي والقعود عليها صحبته والأكل منها الانتفاع منه ، فإن كان معه على تلك المائدة رجال فإنه يواخي قواماً على سرور ويقع بينه وبينهم منازعة في أمر معيشة له والرغفان الكثيرة الصافية ، والطعام الطيب على المائدة دليل على كثرة مودتهم ، ومن من قال المائدة هي الدين . ( وقد روي ) : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله رأيت البارحة مرجاً أخضر فيه مائدة منصوبة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك يا رسول الله ارتقيت السابعة وتنادي عليها وتدعو الناس إلى المائدة فقال صلوات الله وسلامه : أما المائدة فالإسلام والمرج الأخضر فالجنة والمنبر سبع درجات فبقاء الدنيا سبعة آلاف سنة مضت منها ستة آلاف سنة وصرت في السابعة ، والنداء فإنا أدعو الخلق إلى الجنة والإسلام ومنهم من قال : المائدة مشورة يحتاج فيها إلى أعوان من عمارة بلدة أو عمارة قرية ومنهم من قال : المائدة امرأة رجل . ( وحكي ) : أن بعضهم رأى كأنه يأكل على مائدة فكلما مد يده إليها خرجت يد كلب أشقر من تحت المائدة فأكل معه فقص رؤياه على معبر فقال : إن صدقت رؤياك فإن غلاماً من الصقالبة يشاركك في امرأتك ففتش عن الأمر فوجده كما قال وإن رأى الأرغفة بسطت على المائدة فإنه يظهر له عدو وإذا رأى أنه يأكل منها ظهرت المنازعة بينه وبين عدوه على قول بعض المعبرين وقيل : إن أكل على المائدة أكلاً كثيراً فوق عادته ي مثلها دل ذلك على طول حياته بقدر أكله وإن رأى أن تلك المائدة رفعت فقد نفد عمره وقيل : إذا رأى كأن على المائدة لوناً أو لونين من الطعام فإنه رزق يصل إليه وإلى أولاده بدليل قوله عز وجل : ! ( أنزل علينا مائدة من السماء ) ! وقيل : المائدة غنيمة في خطر ورفعها انقضاء تلك الغنيمة وقيل : إنها مأكلة ومعيشة لمن كانت له وأكل منها ، فإن كان عليها وحده فإنه لا يكون له منازع ، وإن كان عليها غيره كان ذلك إخوان مشاركون وكثرة الرغفان كثرة مودتهم وقلتها قلة مودتهم والرغيف مودة سنة فإن رأى أنه يفرش بطعام فهو استخفافه بنعمة الله تعالى ورأى مملوك كأن مائدة مولاه قد خرجت وهربت كما يهرب الحيوان فلما دنت إلى الباب انكسرت فعرض له من ذلك أن امرأة مولاه ماتت من يومها وتلف كل ما كان لها وكان ذلك بالواجب لأنه رأى المائدة التي يقدم عليها انكسرت وأما السفرة فسفر جليل ينال فيه سعة وقيل : هي سفر إلى ملك عظيم الشأن ونيل سعة وراحة لمن وجدها لأنها معدن الطعام والأكل والقصعة المتخذة من خشب تدل على إصابة مال في سفر والخزفية تدل على إصابته في حضر ، وأواني الفضة كلها خدم في التجارة والدار وخصوصاً السكرجات وقيل : القصاع والطاسات تدل على الجمال في تدبير معاش الإنسان والقدر قيم دار كثير
____________________
(1/449)
الإنفاق وقيل : هي امرأة أعجمية فمن رأى أنه طبخ قدراً فإنه ينال مالاً عظيماً من قبل السلطان أو ملك أعجمي ، واللحم والمرقة في القدر رزق شريف مفروغ منه مع كلام وشرب والمغرفة قهرمان محسن يجري على يديه نفقة أهله ، والأثفية نفس الرجل ، فكما أن أقوام القدر بالأثافي فكذلك قوام الأنفس بالمال ، والبزماورد مال هنيء لذيذ مجموع بغير كد ، والكواميخ كلها هموم وخصوم ، فمن أكل منها أصابه هم وغن رآها ولم يأكل منها ولم يمسها فإنه مال يخسر عليه ( ومن رأى ) أنه يشرب الزيت فإنه يدل على سحر أو مرض والخل مال مبارك في ورع وقلة لهو وطول حياة لمن أكل بالخبز ، والدردي منه مال ساقط قليل المنفعة ذو وهن وسكرجة الخل جارية رحيمة وقيل : إذا رأى الإنسان كأنه يشرب الخل فإن يعادي أهل بيته وذلك للقبض الذي يعرض منه للفم والمريء مرض ، والصحنا هم وحزن مع خصومة ومنفعة قليلة . وأما الملح فقد اختلف فيه فمنهم من قال : إن الأبيض منه زهد في الدنيا وخير ونعمة وكرهه ابن سيرين وقيل : إن المبرز منه هم وشغل وشغب ومرض ودراهم فيها هم وتعب ومن أكل الخبز به فقد اقتنع من الدنيا بشيء يسير والمملحة جارية مليحة وقيل : من وجد ملحاً وقع في شدة أو مرض شديد ، فأما اللحوم فأوجاع وأسقام وابتياعها مصيبة والطري منها موت وأكلها غيبة لذلك الرجل الذي ينسب إليه الحيوان والملح من لحوم الشاء إذا أدخل الدار فهو خير يأتي أهلها بعد مصيبة كانت من قبل بقدر مبلغه ، والسمين منه خير من الهزيل وإن كان من غير لحم الشاء فهو رزق قد خمد ذكره وقيل : الهزيل رجل فقير وقيل : هو خسران والقديد غنيمة في اعتياب الأموات وقيل : من أكل اللحم المهزول المملح نال نقصاناً في ماله ، ولحم الإبل مال يصيبه من عدو قوي ضخم ما لم يمسه صاحب الرؤيا ، فإن مسه أصابه من قبل رجل ضخم قوي عدو ، فإن أكله مطبوخاً أكل مال رجل ومرض مرضاً ثم برئ وقيل من أكله نال منفعة من السلطان وأما لحم البقر فإنه يدل على تعب لأنه بطيء الانهضام ، ويدل على قلة العمل لغلظه وقيل : لحم البقر إذا كان مشوياً أمان من الخوف ، وإن كان امرأة صاحب الرؤيا حاملاً فإنها تلد غلاماً لقوله تعالى : ( فجاء بعجل حنيذ ) إلى آخر القصة وكل شيء أصابته النار في اليقظة فهو في النوم رزق فيه إثم ( ومن رأى ) في النوم كأنه يأكل لحم ثور فإنه يقدم إلى حاكم ، والعجل السمين الحنيذ بشارة كبيرة سريعة وتكون البشارة على قدر سمنه وقيل : إنه رزق وخصب ونجاة من خوف والمطبوخ من لحم البقر فضل يسير إلى صاحب الرؤيا حتى يجب لله تعالى فيه شكر لقوله تعالى : ( وجفان كالجوابي وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا ) ولحكم الضأن إذا كان مشوياً مسلوخاً فرآه في بيته دلت رؤياه على اتصاله بمن لا يعرفه ويعمل ضيافة لمن لا يعرفه أو يستفيد إخواناً يسر بهم ، فإن كان المسلوخ مهزولاً دل على أن الإخوان الذين استفادهم فقراء لا نفع في مواصلتهم وإن رأى في بيته مسلوخة غير مشرحة فإنها مصيبة تفجؤه ، فإن كانت سمينة فهو يرث من الميت مالاً ، وإن كانت مهزولة لم يرثه وقيل : لحم الضأن إذا كان مطبوخاً فهو مال من تعب كحال النار ، وإذا كان نيئاً فهم وخصومة ، والفج غير النضيج هموم وبغي ومخاصمات ، والعظام من كل حيوان عماد لما ملكته أيمانهم ، والمخ من كل حيوان مال مكنوز مدخور يرجوه وقيل : إن المسلوخ رديء لجميع الناس ويدل على حزن يكون في بيت الرجل وذلك أن الكباش تشبه بالناس وليس تؤكل لحوم الناس وكل اللحوم التي تؤكل جيدة خلا اليسير منها . وأما اللحم الذي يرى الإنسان أنه يأكله نيئاً فهو رديء أبداً ويدل على هلاك شيء يملكه وذلك أن طبيعته لا تقوى على النيء وهضمه وقال بعض المفسرين : إنما اللحم النيء رديء لمن يراه ولا يأكله ، فأما من أكله فهو صالح له فإن رأى أنه أكل لحماً مطبوخاً ازداد ماله ، فإن رأى أنه يأكله مع شيخ ارتفع أمره عند السلطان وأما الجمل المشوي فقد اختلف فيه فمنهم من قال : إن ان سميناً فهو مال كثير ، وإن كان مهزولاً فمال قليل ورزق فيتعب وقال بعضهم : إن الجمل المشوي أمان من الخوف وقال بعضهم : الجمل المشوي ابن فإن رأى أنه يأكل منه رزق ابناً يبلغ ويأكل من كسب نفسه ، وإن كان نضيجاً رزق ولده الدب ، وإن لم يكن نضيجاً لم يكن كيساً في عمله وقيل : إن كل شواء السوق بشارة فإن لم يكن نضيجاً فهو حزن يصيبه من جهة ولده ( ومن رأى ) كأن ذراع الشواء كلمه فإنه ينجو من المهلكة لقصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذراع المسمومة التي كلمته وأما الرأس التنوري فرئيس فمن رأى كأنه اشترى رأساً سميناً كبيراً من رآس استفاد أستاذاً نافعاً وإن كان مهزولاً فإنه غير نافع ، فإن كان الرأس منتناً فإنه يثني عليه ثناء قبيحاً ،
____________________
(1/450)
وأكل رؤوس الأنعام نيئة دليل على أنه يغتاب رئيساً ينسب إلى ذلك الحيوان ، وأكل المطبوخ والمشوي من الرؤوس انتفاع من بعض الرؤساء بمال وقال بعض المعبرين : من رأى كأنه يأكل رأس غنم وكراعه أصاب جاهاً ومالاً من إرث أو غيره وقال : رأس الشاة في التأويل مال وهو عشرة آلاف درهم أكثرها وأقلها ألف درهم وأكل عيون رأس المشوي أكل عيون أموال الرؤساء ، وأكل الدماغ أكل من صلب المال ومن مال مدفون فإن رأى كأنه يأكل من دماغه أو دماغ غيره فإنه يأكله من صلب ماله أو مال غير المدخور ، فإن أكل مخ ساقه أكل مخ ماله ، وأكل الأكارع مختلف فيه فمنهم من قال : إنه أكل مال اليتامى ، ومنهم من قال : هو أكل أموال كبراء الناس لأن الكراع مال والغنم دليل على كبراء الناس ، وأكل جلد الجمل المسلوخ أكل مال يتيم ، وأكل الكبد نيل قوة ومنفعة من جهة الولد ، وأكل الأمعاء صحة جسم وخير والمصران المحشو من اللحم هو مال مدخور وما كان فيه فإنه مال من قبل النساء ولحوم الطير إذا كانت مطبوخة أو مشوية رزق ومال من مكر وغدر من جهة امرأة ، فإن كان غير نضيج فإنه يغتاب امرأة ويظلمها فإن رأى كأنه يأكل لحم طير مما لا يحل أكله فإنه يأكل من أموال قوم ظلمة مكرة وقيل : إن أكل لحم الدجاج والإوز خير لجميع الناس لأن لحم الدجاج يدل على منفعة من قبل النساء اللواتي هن أخص به وذلك أن الدجاج يشبه بالنساء في الولادة والمشي ، والإوز يدل على منفعة تكون من قبل أصحاب الرهن من الرجال ، وفراخ الطير مشوياً أو مقلياً مال في تعب فمن رأى أنه يأكل فرخاً نيئاً فهو يغتاب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أشراف الناس ، فإن كانت فراخ طيور شتى مما لا يؤكل لحمه من سباع الطير فإنه يغتاب أولاد السلاطين أو يرتكب منهم فاحشة ، والطيور التي يؤكل لحمها فإنها استفادة مال من ضيعة ألف درهم إلى ستة آلاف درهم لأن لها ستة أعضاء : رأس وجناحين ورجلين وذنب . وأما السمك فقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها قال : فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتش خادمه فإذا هو رجل والسمك المالح المشوي سفر في طلب علم أو صحبة رئيس لقوله تعالى : ! ( نسيا حوتهما ) ! ومن أصاب سمكة طرية مشوية فإنه يصيب غنيمة وخيراً لقصة مائدة عيسى عليه السلام والسمك المشوي قضاء حاجة أو إجابة دعوى أو رزق واسع إن كان الرجل تقياً وإلا كانت عقوبة تنزل عليه ، فإن رأى أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه ينفق ماله في شيء لا قيمة له حتى يصير له قيمة ويصير لذيذاً شريفاً وقيل : السمك محمود وخاصة المشوي منه ما خلا السمك الصغار فإن شوكها أكثر من لحمها ، ويدل على عداوة بينه وبين أهل بيته ، ويدل على رجاء شيء لا ينال وأكل السمك المالح يدل على خير ومنفعة في ذلك الوقت وأما ذوق الأشياء فيختلف تأويله حسب اختلاف الأحوال ، فإن رأى كأنه ذاق شيئاً فاستلذه واستطابه فإنه ينال الفرج والنعمة لقوله تعالى : ( وإذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ) فإن رأى كأنه ذاق شيئاً فوجد له طعماً مراً فإنه يطلب شيئاً يصيب منه أذى فإن رأى كأنه ابتلع طعاماً حاراً خشناً دل على تنغيص عيشه ومعيشته وأكل الشيء اللذيذ طيب العيش والمعيشة فإن رأى أنه ذاق شيئاً مجهولاً فكره طعمه دل على الموت لقوله تعالى : ! ( كل نفس ذائقة الموت ) ! وإن رأى أنه ذاق شيئاً لم يكرهه ولم يستطبه دل على فقر وخوف ، وأكل الشيء المنتن ثناء قبيح ، وإن دخل في فيه شيء مكروه فهو شدة كره في معيشته ، وإن دخل فيه شيء طيب الطعم لين محبوب سهل المسلك في حلقه فهو طيب المعيشة وسهولة عمله فإن رأى في فمه طعاماً كثيراً وفيه سعة لإضعافه تشوش أمره ودلت رؤياه على أنه قد ذهب من عمره قدر ذلك الطعام الذي في فيه وبقي من عمره قدر ما في فمه سعة له فإن رأى أنه عالج ذلك الطعام حتى تخلص منه سلم وإن لم يتخلص منه فليتهيأ للموت ( ومن رأى ) أنه يتلمظ فهو طيبة نفسه ، والتملظ مص اللسان والشعرة في اللقمة هم وحزن وعسر ، و لحس الأصابع نيل خير قليل من ذلك الطعام الذي لحسه . ( ومن رأى ) كأنه يشرب الطعام كما يشرب الماء اتسعت عليه معيشته ، وكل الطعام رزق ما خلا الهريسة والبيض والعصيدة فإنه غم من جهة عماله في ذريته فإن رأى أنه يصلي ويأكل العصيدة فإنه يقبل امرأة وهو صائم ، وجامات الحلواء حور ذات حلاوة وأما الطباهجة فمن رأى كأنه اتخذها ودعا إلى أكلها غيره فإنه يستعين بالذي يدعوه على قهر إنسان فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنه ينفق مالاً في طلب تجارة أو تعلم صناعة وأم الطعام الذي هو في غاية الحموضة حتى لا يقدر على أكله فهو مرض أو ألم لا يقدر معه على أكل ، ويدل أخذ الطعام الحامض من إنسان على
____________________
(1/451)
سماع الكلام القبيح فإن رأى كأنه يأخذه ويطعمه غيره فإنه يسمع ذلك المطعم مثله ، وإن أكله أصاب حزناً أو مرضاً ، وإذا رأى كأنه صبر على أكله وحمد الله تعالى عليه نال الفرج ، وأما السكباجة المطبوخة بلحم الغنم إذا تمت أبازيرها فإن أكلها يدل على طيب النفس وتمام العز والجاه عند سادات الناس ، وإذا كانت بلحم البقر دل أكلها على حياة طيبة ونيل مراد من جهة عمال ، وإذا كانت بلحم العصافير دل أكلها على ملك وقوة وصفاء عيش وصحة جسم ، وإن كانت بلحم الطيور فإنه تجارة أو ولاية على قوم أغنياء مذكورين على قدر كثرة الدسم وقلته وأما الزرباجة إذا كانت بلا زعفران فإنها نافعة ، وإذا كانت بالزعفران كانت مرضاً لآكلها ، وكذلك كل ما كان فيه صفرة ، وأما كل شيء فيه بياض من المطعومات وغيرها فإن أكلها بهاء وسرور إلا المخيص فإنه غم شديد لزوال الدسم عنه والمضيرة قليلة الضرر والكشك رزق في تعب ومرض ، والكشكية إن كان فيها دسم دل على تجارة دنيئة بمنفعة كثيرة . والثريد إذا كان كثير الدسم فهي ولاية نافعة ودنيا واسعة ، وإذا كانت بغير دسم فإنه ولاية بلا منفعة فإن رأى كأن بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد فإن الثريد في الأصل يدل على حياة الرجل فإن رأى بين يديه قصعة فيها ثريد كثير الدسم حتى لا يمكنه أكلها دل على أنه يجمع مالاً ويأكله غيره فإن رأى كأن بين يديه ثريداً لا دسم فيه وليس بطيب الطعم وهو يسرع في أكله حتى يستريح منه دلت رؤياه على أنه يتمنى الموت من ضيق الحال فإن رأى كأن بين يديه ثريداً وهو لا يأكل منه مخافة أن ينفد فإنه يخشى الموت مع كثرة ما له من النعمة وإن كانت ثريدة بلا دسم وبخل بلا لحم دل على حرفة نظيفة وورع ، فإن لم يكن فيها دسم البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار ، فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض السباع فإن صاحبها يلي قوماً ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه وبين قوم ظالمين تجارة وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها ، وإن كانت بلا دسم فلا منفعة فيها فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دل على ولاية دنيئة على قوم سفهاء أو تجارة دنيئة أو صناعة مع قوم سفهاء ذوي دناءة فإن رأى كأنه أكل الثريد كله فإنه يموت على ذلك الهوان والفقر ، وإذا كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور فإنها معاملة مع قوم ظلمة مكرة في مال حرام ، وعلى الجملة إن الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها . وأما الأرزية فمال من خصومة وهم والنيء منه خسران ومرض وأما الحلوات والمطعومات في الأصل إذا رأى الإنسان كأنه أكلها دل على طيب الحياة والنجاة من المخاطرات ونيل السرور والفرج وقصب السكر تردد كلام يستحلى ويستطاب ، والسكرة الواحدة قبلة حبيب أو ولد ، والسكر الكثير يدل على قال وقيل وأما الشهد والعسل فمال من ميراث حلال أو مال من غنيمة أو شركة ( ومن رأى ) كأن بين يديه شهداً موضوعاً دل على أن عنده علماً شريفاً فإن رأى كأنه يطعمه للناس فإنه يقرأ القرآن بين الناس بنغمة طيبة ، والعسل لأهل الدين حلاوة الإيمان وتلاوة القرآن وأعمال البر ، ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب ، وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لأن الله عز وجل وصف كلامه بالشفاء . ( وحكي ) : عن ابن سيرين أنه قال : الشهد رزق كثير يناله صاحبه من غير تعب لأن النار لن تمسه ، والعسل رزق قليل من وجه فيه تعب فإن رأى السماء أمطرت عسلاً دل على صلاح الدين وعموم البركة فإن رأى كأنه أكل الشهد وفوقها العسل فقد كرهه بعض المعبرين حتى فسره بنكاح الأم وبلغنا ' أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : رأيت ظلة ينطف منها السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منها ومستقل فقال أبو بكر : دعني أعبرها إنما هي القرآن وحلاوته ولينه والناس يأخذونه فمستكثر منه ومستقل ' وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ' رأيت كأني في قبة من حديد وإذا عسل ينزل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو فقال أبو بكر رضي الله عنه : دعني أعبرها يا رسول الله فقال : أنت وذاك ، فقال : أما قبة الحديد فالإسلام ، وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن ، وأما الذي يلعق اللعقة واللقعتين فالذي يتعلم السورة والسورتين ، وأما الذين يحسونه فالذين يجمعونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقت ' وروي أن عبدالله بن عمر قال : ' يا رسول الله رأيت كأن أصبعي هذين تقطران عسلاً وأنني ألعقهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' تقرأ الكتابين ' ورأى رجل كأنه يغمس خبزاً في عسل ويأكله فصار محباً للعلم والحكمة فانتفع بذلك وكثر ماله لأن العسل دل على حسن علمه والخبز على يساره .
____________________
(1/452)
وأما الترنجبين فرزق طيب بلا منة أحد من المخلوقين بدليل قوله تعالى : ! ( وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ! وأما التمر فقد روي أن ابن عمر رأى كأنه أكل تمراً فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذلك حلاوة الإيمان وأنواع التمر كثيرة ، والتمر لمن يراه يدل على المطر ، ولمن أكله رزق عام خالص يصير إليه وقيل : إنه يدل على قراءة القرآن وقيل : إن التمر يدل على مال مدخور ورؤيا أكله رزق عام خالص يصير إليه وقيل إنه يدل على قراءة القرآن وقيل : إن التمر يدل على مال مدخور ورؤيا أكل الدقل يكون للذميين وقيل : من رأى كأنه يأكل تمراً جيداً فإنه يسمع كلاماً حسناً نافعاً ( ومن رأى ) كأنه يدفن تمراً فإنه يخزن مالاً أو ينال من بعض الخزائن مالاً ( ومن رأى ) كأنه شق تمرة وميز عنها نواها فإنه يرزق ولداً لقوله تعالى : ! ( إن الله فالق الحب والنوى ) ! الآية ورؤيا أكل التمر بالقطران دليل على طلاق المرأة سراً وأما رؤية نثر التمر فنية سفر والكيلة من التمر غنيمة ( ومن رأى ) كأنه يجني ثمرة من نخلة في إبانها فإنه يتزوج بامرأة جليلة غنية مباركة وقيل : إنه يصيب مالاً من قوم كرام بلا تعب أو من ضيعة له وقيل : يصيب علماً نافعاً يعمل به ، فإن كان في غير أوانها فإنه يسمع علماً ولا يعمل به فإن رأى كأنه جنى نخلة عنباً أسود فإن امرأته تلد ولداً من مملوك أسود فإن رأى كأنه جنى من نخلة يابسة رطباً فإنه يتعلم من رجل فاسق علماً ينفعه ، وإن كان صاحب الرؤيا مغموماً نال الفرج لقوله عز وجل في قصة مريم : ! ( وهزي إليك بجذع النخلة ) ! وقيل : التمر المنثور دراهم لا تبقى ( ومن رأى ) أنه يجني إليه التمر فإنه يجنى إليه مال من رجال ذوي إخطار يلي عليهم ولاية . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى أبن سيرين فقال : رأيت كأني وجدت أربعين تمرة فقال : تضرب أربعين عصاً ، ثم رآه بعد ذلك بمدة فقال : رأيت كأني وجدت أربعين تمرة على باب السلطان فقال : تصيب أربعين ألف درهم ، فقال الرجل : عبرت رؤياي هذه المرة بخلاف ما عبرت في المرة الأولى فقال : لأنك قصصت علي رؤياك في المرة الأولى وقد يبست الأشجار وأدبرت السنة وأتيتني هذه المرة وقد دبت المياه في الأشجار وكان الأمر في المرتين على ما عبره وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' رأيت كأن رجلاً أتاني فألقمني لقمة تمر فذهبت أعجمها فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثانية فإذا نواة فلفظتها ثم ألقمني لقمة ثالثة فإذا نواة فلفظتها . قال أبو بكر : دعني يا رسول الله أعبرها فقال : عبرها قال : تبعث سرية فيغنمون ويسلمون ويصيبون رجلاً فينشدهم ذمتك فيخلونه ، ثم تبعث سرية وقال ثلاثاً فقال صلى الله عليه وسلم : كذلك قال الملك ' ورأى أنس بن مالك في المنام كأن ابن عمر يأكل بسراً فكتب إليه إني رأيتك تأكل بسراً وذلك حلاوة الإيمان وقيل : إن رجلاً عارياً رأى كأن سلات من التمر البسر في نغض من بطون الخ نازير وهو يرفعها ويحملها إلى بيته فسال المعبر عنها فعبرها غنائم من مال الكفار فما لبث أن خرجت الروم وكان الظفر للمسلمين ووصل إليه ما عبر له . ( وسئل ) : ابن سيرين عن امرأة رأت كأنها تمص تمرة وتعطيها جاراً لها فيمصها فقال : هذه المرأة تشاركه في معروف يسير فإذا هي تغسل ثوبه وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن بيدي سقاء وفيه تمر وقد غمست فيه رأسي ووجهي وأنا آكل منه وأقول ما أشد حموضته فقال ابن سيرين : إنك رجل قد انغمست في كسب مال يميناً وشمالاً ولا تبالي أمن حرام كان أم من حلال غير أني أعلم أنه حرام فكان كذلك فإن رأت امرأة أنها تأكل التمر بالقطران فإنها تأخذ ميراث زوجها وهي منه طالق والعصيدة غم من سبب غلمانه ، فإن رأى كأنه يأكل العصيدة أو الخبيص أو الفالوذج وهو في الصلاة فإنه يقبل امرأته وهو صائم وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني أصلي وآكل الخبيص في الصلاة فقال : الخبيص حلال ولا يحل أكله في الصلاة وأنت تقبل امرأتك وأنت صائم فلا تفعل وأما الخبيص فاليابس منه مال في مشقة والرطب منه مختلف فيه فكرهه بعضهم لما فيه من الصفرة وذكر أنه يدل على المرض وقال بعضهم : هو مال كثير ودين خالص واللقمة منه قبلة من ولد أو حبيب وقال بعضهم : إن الخبيص كلام حسن لطيف في أمر المعاش وكذلك الفالوذج ، والخبيص يدل على رزق كثير في قوة وسلطنة لما مسهما من النار فإن مس النار إياهما يدل على تحريم أو كلام أو سلطنة ، والزلابية نجاة من هم ومال وسرور بلهو وطرب ، وأما أوعية الحلاوى وجاماتها فإنها تدل على جوار حسان مليحات ، والقطائف المحشوة مال ولذاذة وسرور ، واللبن الصافي مال في تعب لمس النار له .
____________________
(1/453)
( الباب الثامن العشرون ) ( في مجالس الخمر وما فيها من المعازف والأوان واللعب والملاهي والعطر وما أشبهه والضيافات والدعوات ) الضيافة اجتماع على خير ، فمن رأى كأنه يدعو قوماً إلى ضيافة فإنه يدخل في أمر يورثه الندم والملام بدليل قصة سليمان عليه السلام حين أل ربه عز وجل أن يطعم خلقه يوماً واحداً فلم يمكنه إتمامه فإن رأى كأنه دعا قوماً إلى ضيافته من الأطعمة حتى استوفوا فإنه يترأس عليهم وقيل : إن اتخاذ الضيافة يدل على قدوم غائب فإن رأى كأنه دعي إلى مجهول فيه فاكهة كثيرة وشراب فإنه يدعى إلى الجهاد ويستشهد لقوله تعالى : ! ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ) ! وأما ضرب العود فكلام كذب وكذلك استماعه ( ومن رأى ) كأنه يضرب العود في منزله أصيب بمصيبة وقيل : إن ضرب العود رياسة لضاربه وقيل : إصابة غم فإن رأى كأنه يضربه فانقطع وتره خرج من همومه وقيل : إن نقره يدل على ملك شريف قد أزعج من ملكه وعزه وكلما تذكر ملكه انقلبت أمعاؤه وهو للمستور عظة وللفاسق إفساده قوماً بشيء يقع على أمعائهم وهو للجائر جور يجور على قوم يقطع به أمعاءهم ( ومن رأى ) أنه يضرب بباب الإمام من الملاهي شيئاً من المزمار والرقص مثل العود والطنبور والصنج نال ولاية وسلطاناً إن كان أهلاً لذلك وإلا فإنه يفتعل كلاماً ، والمزمار ناحية فمن رأى كأن ملكاً أعطاه مزماراً نال ولاية إن كان من أهلها وفرجاً إن لم يكن من أهلها ( ومن رأى ) أنه يزمر ويضع أنامله على ثقب المزمار فإنه يتعلم القرآن ومعانيه ويحسن قراءته وقيل : إن رأى مريض كأنه يزمر فإنه يموت ، والصنج المتخذ من الصفر يدل على متاع الحياة الدنيا وضربه افتخار بالدنيا وصوت الطبل صوت باطل ، فإن كان معه صراخ ومزمر ورقص فهو مصيبة ، والطبال رجل بطال ويفتخر بالبطالة ، والطبل رجل صفعان فمن رأى أنه تحول طبلاً صار صفعاناً ، وطبل المخنثين امرأة لها عيوب يكره تصريحها لأنها عورة وفضيحة إذا فتش عنها كانت شنعة عليها لأن ارتفاع صوته شناعة وكذلك حال هذه المرأة ، وطبل النساء تجارة في أباطيل قليلة المنفعة كثيرة الشنعة وضرب الدف هم وحزن ومصيبة وشهرة لمن يكون معه ، فإن كان بيد جارية فهو خير ظاهر مشهور على قدر هيئتها وجوهرها وهو ضرب باطل مشهور ، وإن كان مع امرأة فإنه أمر مشهور وسنة مشهورة في السنين كلها ، وإن كان مع رجل فإنه شهرة ، والمعازف والقيان كلها في الأعراس مصيبة لأهل تلك الدار . وأما الغناء فإن كان طيباً دل على تجارة رابحة ، وإن لم يكن طيباً دل على تجارة خاسرة وقال بعضهم : إن المغني عالم أو حكيم أو مذكر ، والغناء في السوق للأغنياء فضائح وأمور قبيحة يعقون فيها ، وللفقير ذهاب عقله ( ومن رأى ) كأن موضعاً يغني فيه فإنه يقع هناك كذب يفرق بين الأحبة وكيد حاسد كاذب لأن أول من غنى وناح إبليس لعنه الله وقيل : الغناء يدل على صخب ومنازعة وذلك بسبب تبدل الحركات في المرقص ( ومن رأى ) كأنه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عال فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان ولجميع من كان منهم فإن رأى كأنه يغني غناء رديئاً فإن ذلك يدل على بطالة ومسكنة ( ومن رأى ) كأنه يمشي في الطين ويغني فإن ذلك خير وخاصة لمن كان يبيع العيدان ، والمغني في الحمام كلام متهم ، وقيل : الغناء في الأصل يدل على صخب منازعة وأما الرقص فهو هم ومصيبة مقلقة ، والرقص للمريض يدل على طول مرضه ، وقيل : إن رقص الفقير غنى لا يدوم ، ورقص المرأة وقوعها في فضيحة وأما رقص من هو مملوك فهو يدل على أنه يضرب وأما رقص المسجون فدليل الخلاص من السجن وانحلاله من القيد لانحلال بدن الرقاص وخفته وأما رقص الصبي فإنه يدل على أن الصبي يكون أصم أخرس ويكون إذا إراد الشيء أشار إليه بيده ويكون على هيئة الرقص وأما رقص من يسير في البحر فإنه رديء ويدل على شدة يقع فيها وإن رقص إنسان لغيره فإن المرقوص عنده يصاب بمصيبة يشترك فيها مع الرقاص ( ومن رأى ) كأنه رقص في داخل منزله وحوله أهل بيته وحدهم ليس معهم غريب فإن ذلك خير للناس كلهم بالسواء والضارب الطنبور رجل رئيس صاحب أباطيل مفتعل في قوم فقراء أو ساعي الدراهم السكية أو زان يجتمع مع النساء لأن الوتر امرأة ، وضرب الطنبور مصيبة وحزن تلتف له الأمعاء وتلتوي لأن صوته يخرج من الأمعاء التي فتلت وجففت وأخرجت من الموطن ،
____________________
(1/454)
ونقره ذكر ما رأى من الرفاهية والعز والدلال ، فإن رأى سلطان أنه يسمع الطنبور فإنه يسمع قول رجل صاحب أباطيل . وأما العصير فيدل على الخصب لمن ناله ، فمن رأى أنه يعصر خمراً فإنه يخدم سلطاناً ويجري على يديه أمور عظام والخمر في الأصل مال حرام بلا مشقة ، فمن رأى أنه يشرب الخمر فإنه يصيب إثماً كثيراً ورزقاً واسعاً لقوله عز وجل : ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر منن فعهما ) ( ومن رأى ) أنه شربها ليس له من ينازعه فيها فإنه يصيب مالاً حراماً وقالوا : بل مالاً حلالاً ، فإن شربها وله من ينازعه فيها فإنه ينازعه في الكلام والخصومة بقدر ذلك ، فإن رأى أنه أصاب نهراً من خمر فإنه يصيب فتنة في دنياه ، فإن دخله وقع في فتنة بقد رما نال منه وقال بعض المعبرين : ليس كثرة شرب الخمر في الرؤيا رديئة فقط فإن رأى الإنسان كأنه بين جماعة كثيرة يشربون الخمر فإن ذلك رديء لأن كثرة الشراب يتبعه السكر والسكر فيه سبب الشغب والمضادة والقتال وقال : الخمر لمن أراد الشركة والتزويج موافقة بسبب امتزاجها . ( وحكي ) : أن رجلاً رأى كأنه مسود الوجه محلوق الرأس يشرب الخمر فقص رؤياه على معبر فقال : أما سواد الوجه فإنك تسود قومك ، وأما حلق الرأس فإن قومك يذهبون عنك ويذهب أمرك ، وأما شرب الخمر فإنك تحوز امرأة . ( وأتى ) : ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن بين يدي إناءين في أحدها نبيذ وفي الآخر لبن فقال : اللبن عدل والنبيذ عزل ، فلم يلبث أن عزل وكان والياً وشرب الخمر للوالي عزل ، وصرف نبيذ التمر مال فيه شبهة ، و شرب نبيذ التمر اغتمام ، وقد اختلفوا في شرب الخمر الممزوجة ماء فقيل : ينال مالاً بعضه حلال وبعضه حرام ، وقيل : يصيب مالاً في شركة ، وقيل : يأخذ من امرأة مالاً ويقع في فتة والسكر من غير شراب هم وخوف وهول لقوله تعالى : ! ( وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) ! والسكر من الشراب مال وبطر وسلطان يناله صاحب الرؤيا ، والسكر من الشراب أمن الخوف لأن السكران لا يفزع من شيء ، فإن رأى أنه سكر ومزق ثيابه فإنه رجل إذا اتسعت دنياه بطر ولا يحتمل النعم ولا يضبط نفسه ، ومن شرب خمراً وسكر منها أصاب مالاً حراماً ويصيب من ذلك المال سلطاناً بقدر مبلغ السكر منه ، وقيل : إن السكر رديء للرجال والنساء وذلك أنه يدل على جهل كثير ورأى رجل كأنه ولي ولاية فركب في عمله مع قوم فلما أراد أن ينصرف وجدهم سكارى أجمعين فلم يقدر على أحد منهم وأقام كل واحد على سكره فقصها على ابن سيرين فقال : إنهم يتمولون ويستغنون عنك ولا يجيبونك ولا يتبعونك وأكل الطير المقلو للتنقل غيبة وبهتان ، ورؤية الخمر في الخابية إصابة كنز ، والحب إذا كان فيه ماء وكان في بيت فإنها امرأة غنية مغمومة ، وإذا كان حب الماء في السقاية فإنه رجل كثير المال كثير النفقة في سبيل الله ، والحب إذا كان فيه الخل فهو رجل صاحب ورع ، وإذا كان فيه زبد فهو صاحب مال تام ، وإذا كان فيه كامخ فهو رجل مريض وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن خابية بيتي قد انكسرت فقال : إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فكان كذلك والراووق رجل صادق يقول الحق والقنينة خادمة مترددة في نقل الأموال ، وكذلك الإبريق خادم بدليل قول الله عز وجل : ! ( يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق ) ! فمن رأى كأنه يشرب من إبريق فإنه يرزق ولداً من أمته ، والأباريق الخدم القوام على الموائد . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أشرب من ثليلة لها ثقبان أحدهما عذب والآخر مالح فقال : اتق الله فإنك تختلف إلى أخت امرأتك والكأس يدل على النساء فإن رأى كأنه سقي في كأس أو قدح زجاج دلت رؤياه على جنين في بطن امرأته فإن رأى كأن الكأس انكسرت وبقي الماء فإن المرأة تموت ويعيش الجنين . ( وقد حكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني استسقيت ماء فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكسر القدح وبقي الماء في كفي فقال له ألك امرأة ؟ قال نعم ، قال : هل بها حبل ؟ قال : نعم ، قال : فإنها تلد فتموت ويبقى الولد على يدك فكان كما قال فإن رأى كأن الماء انصب وبقي الكأس صحيحاً فإن الأم تسلم والولد يموت وقيل : ربما يدل انكسار الكأس على موت الساقي والقدح أيضاً من جواهر النساء فإنه من زجاج والشرب في القدح مال من جهة امرأة ، وقيل : إن أقداح الذهب والفضة في الرؤيا أصلح لبقائها ، وأقداح الزجاج سريعة الانكسار ، وتدل
____________________
(1/455)
على إظهار الأشياء الخفية لضوئها ، والأقداح حوار أو غلام حدث ، واللعب بالشطرنج والنرد والكعاب والجوز مكروه ومنازعة ، وإنما قلنا إن اللعب بكل شيء مكروه لقوله تعالى : ! ( أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ) ! ( ومن رأى ) أنه يلعب بها فإن له عدواً ديناً والشطرنح منصوبة لا يلعب بها فإنها رجال معزولون ، وأما منصوبة ويلعب بها فإنهم ولاة رجال ، فإن قدم أو أخر إقطاعها فإنه يصير لوالي ذلك الموضع ضرب أو خصومة ، وإن غلب أحد الخصمين الآخر فإن الغالب هو الظاهر ، وقيل : إن اللعب بالشطرنج سعي في قتال أو خصومة ، وأما اللعب بالنرد فاختلف فيه فقيل : إنه خوض في معصية ، وقيل : إنه تجارة في معصية ، واللعب به في الأصل يدل على وقوع قتال في جور لأجل تحريمه ويكون الظفر للغالب واللعب بالكعاب اشتغال بباطل وقيل هو دليل خير والقمار هو شغب ونزاع وأما المحمرة فمملوك أديب ينال منه صاحبه ثناء حسناً والطيب في الأصل ثناء حسن وقيل : هو للمريض دليل الموت والحنوط والتدخين بالطيب ثناء مع خطر لما فيه من الدخان ، فأما العنبر فنيل مال من جهة رجل شريف ، والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبو فسؤدد أو سرور وسحقه ثناء حسن ، وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على إحسانه إلى غير شاكر ، والكافور حسن ثناء مع بهاء ، والزعفران ثناء حسن إذا لم يمسه وطحنه مرض مع كثرة الداعين له ، والغالية قد قيل إنها تدل على الحج ، وقيل إنها مال ، وقيل إنها سؤدد ، وقيل : من رأى كأنه تغلف بالغالية في دار الإمام اتهم بغلول وخيانة ، والذريرة ثناء حسن وماء الورد مال وثناء حسن وصحة جسن ، والتبخر حسن معاشرة الناس ، والأدهان كلها هموم إلا الزئبق فإنه ثناء حسن ، والزيت بركة إن أكله أو شربه أو ادهن به لأنه من الشجرة المباركة ورأى بعض الملوك كأن مجامير وضعت في البلد تدخن بغير نار ورأى البذور تبذر في الأرض ورأى على رأسه ثلاثة أكاليل فقص رؤياه على معبر فقال : تملك ثلاث سنين أو ثلاثين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين فكان كذلك ( ومن رأى ) أنه تبخر نال ربحاً وخيراً ومعيشة في ثناء حسن . ( الباب التاسع والعشرون ) ( في الكسوات واختلاف ألوانها وأجناسها ) أنواع الثياب أربعة : الصوفية والشعرية والقطنية والكتانية والمتخذة من الصوف مال ومن الشعر مال دونه والمتخذة من القطن مال ومن الكتان مال دونه وافضل الثياب ما كان جديداً صفيقاً واسعاً ، وغير المقصور خير من المقصور ، وخلقان الثياب وأوساخها فقر وهم وفساد الدين والوسخ والشعث في الجسد والرأس هم والبياض من الثياب جمال في الدنيا والدين ، والحمرة في الثياب للنساء صالح وتكره لرجال لأنها زينة الشيطان إلا أن تكون الحمرة في إزار أو فراش أو لحاف وفيما لا يظهر فيه الرجل فيكون حينئذ سروراً وفرحاً والصفرة في الثياب كلها مرض وقد قيل : إن الحمرة هم والحمرة والصفرة في الجسد لا يضران لأنهما لا ينكران ولا يستبشعان للرجال ، والخضرة في الثياب جيدة في الدين لأنها لباس أهل الجنة ، والسود من الثياب صالحة لمن لبسها في اليقظة ويعرف بها وهي سؤدد ومال وسلطان وهي لغير ذلك مكروهة ، وثياب الخز مال كثير وكذلك الصوف ولا نزع من الثياب أجود من الصوف إلا البرود من القطن إذا لم يكن فيها حرير فإنها تجمع خير الدنيا والدين ، وأجود البرود الحبرة والبرود من الإبريسم مال حرام وفساد في الدين والكساء من الخز والقز والحرير والديباج سلطان إلا أنها مكروهة في الدين إلا في الحرب فهو صالح ، والعمائم تيجان العرب ولبسها يدل على الرياسة وهي قوة الرجل وتاجه وولايته فإن رأى كأنه لوى العمامة على رأسه لياً فإنه يسافر سفراً في ذكر وبهاء ، وإن رأى أن عمامته اتصلت بأخرى زاد في سلطانه ، والعمامة من الإبريسم تدل على رياسة وفساد الدين ومال حرام ، ومن القطن والصوف رياسة في صلاح الدين والدنيا ، ومن الخز إصابة غنى ، وتجري ألوانها مثل ألوان باقي الثياب رأى إسحاق عليه السلام كأن عمامته قد نزعت فانتبه ونزل عليه الوعيد بانتزاع امرأته عنه ، ثم رأى أن عمامته قد أعيدت إليه فسر بعودها إليه ورأى أبو مسلم الخراساني كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عممه بعمامة حمراء ولواها على رأسه اثنتين وعشرين لية فقص رؤياه على معبر فقال : تلي اثنتين وعشرين سنة ولاية في بغي فكان كذلك . والقلنسوة سفر بعيد أو تزويج امرأة أو شراء جارية ، ووضعها على الرأس إصابة سلطان ورياسة ونيل خير من
____________________
(1/456)
رئيس أو قوة لرئيسه ونزعها مفارقة لرئيسة ، فإن رآها مخرقة أو وسخة فإن رئيسه يصيبه هم بقدر ذلك ، وإن نزعها عن رأسه شاب مجهول أو سلطان مجهول فهو موت رئيسه وفراق ما بينهما بموت أو حياة فإن رأى على رأسه برطلة فهو يعيش في كنف رئيسه ، فإن كانت بيضاء فإنه يصيب سلطاناً إن كان ممن يلبسها وإن لم يكن فهو دينه الذي يعرف به ( ومن رأى ) ملكاً أعطى الناس قلانس فإنه يرئس الرؤساء على الناس ويوليهم الولايات ، ولبس القلنسوة مقلوبة تغير رئيسه عن عادته ، فإن رأى بقلنسوة الإمام آفة أو بهاء فإنه في الإسلام الذي توجه الله تعالى به وبالمسلمين الذين هم أعزة بهم ، فإن كانت من برود كما كان يلبسه الصالحون فهو يتشبه بهم وتبع آثارهم في ظاهر أمره ( ومن رأى ) بقلنسوة نفسه وسخاً أو حدثاً فهو دليل على ذنوب قد ارتكبها ، فإن رأت امرأة على رأسها قلنسوة ، فإنها تتزوج إن كانت أيماً وإن كانت حبلى ولدت غلاماً على جوهر القلنسوة ( ومن رأى ) قلنسوة من سمور أو سنجاب أو ثعلب فإن كان رئيسه سلطاناً فهو ظالم غشوم ، وإن كان رئيسه فقيهاً فهو خبيث الدين ، وإن كان رئيسه تاجراً فهو خبيث المتجر ، وإن كانت القلنسوة من فرو الضأن فهي صالحة وجاء رجل إلى معبر فقال : رأيت كأن عدواً لي فقيهاً عليه ثياب سود وقلنسوة سوداء وهو راكب على حمار أسود فقال له : قلنسوته السوداء توليته القضاء والحكم ، والثياب السود سؤدد يصيبه ، والحمار الأسود خير ودولة مع سؤدد يناله ، والمنديل خادم وما يرى به من حدث أو جدة أو جمال أو صفاء فهي الخادم ، وخمار المرأة زوجها وسترها ورئيسها وسعته سعة حاله ، وصفاقته كثرة ماله وبياضه دينه وجاهه فإن رأت أنها وضعت خمارها عن رأسها بين الناس ذهب حياؤها ، والآفة في الخمار مصيبة في زوجها إن كانت مزوجة وفي مالها إن لم تكن ذات زوج ، فإن رأت خمارها أسود بالياً دل على سفاهة زوجها وفقره ، وإن رأت امرأة عليها خماراً مطيراً دل على مكر أعداء المرأة بها وتعييرهم صورتها عند زوجها وقميص الرجل شأنه في مكسبه ومعيشته ودينه ، فكلما رآه فيه من زيادة أو نقصان فهو في ذلك وقيل : القميص بشارة لقوله تعالى : ! ( اذهبوا بقميصي هذا ) ! وقيل : للرجل امرأة وللمرأة زوج لقوله تعالى : ! ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ) ! فإن رأى قميصه انفتق فارق امرأته فإن رأى أنه لبس قميصاً ولا كمين له حسن شأنه في دينه إلا أنه ليس له مال ويكون عاجزاً عن العمل لأن المال والعمل ذات اليد وليس له ذات اليد وهي الكمان فإن رأى جيب قميصه ممزقاً فهو دليل فقر فإن رأى كأن له قمصاناً كثيرة دل ذلك على أن له حسنات كثيرة ينال بها في الآخرة أجراً عظيماً والقميص الأبيض دين وخير ولبسه القميص شأن لابسه وكذلك جبته وصلاحهما وفسادهما في شأن لابسهما فإن رأت امرأة أنها لبس قميصاً جديداً صفيقاً واسعاً فهو حسن حالها في دينها ودنياها وحال زوجها . وقال النبي عليه السلام : ' رأيت كأن الناس يعرضون علي وعليهم قميص منها مما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين ' وأما القرطق ففرج وقيل ولد فمن رأى أنه لبس قرطقاً وتوقع ولداً فهو جارية ، والقباء ظهر وقوة وسلطان وفرج وصفيقة خير من رقيقه فمن رأى عليه قباء خزاً أو قزاً أو ديباجاً فإن ذلك سلطان يصيبه بقدر خطر القوة في كسوتها وحدتها إلا أن كله مكروه في الدين لنه ليس من لباس المسلمين إلا في الحرب مع السلاح فإنه لا بأس به ، والقباء لصاحبه ولاية وفرج على كل الأحول ، والدواج أيضاً ظهر ، ويدل على تزوج امرأة إذا تلحف به ونام فإن رأى كأنه دواجه من لؤلؤ فإن امرأته دينة قارئة لكتاب الله تعالى ، فإن كان الدواج مبطناً بسمور أو سنجاب أو ثعلب فإن امرأته خائنة مكرة لزوجها برجل ظالم والدراعة امرأة أو نجاة من هم وكرب ، فإن كان عليه دراعة وبيده قلم وصحيفة فإنه قد أمن الفقر بالخدمة للملك ، وأما الفرو في الشتاء فخير يصيبه وغنى ، وفي الصيف خير يصيبه في غم ، وجلود الأغنام ظهور قوته ، وجلود السباع كالسمور والثعلب والسنجاب يدل على رجال ظلمة ، وقيل : إنها دليل السؤدد ، ولبس الفرو مقلوباً إظهار مال مستور ، والسراويل امرأة دينة أو جارية أعجمية فإن رأى كأنه اشترى سراويل من غير صاحبه تزوج امرأة بغير ولي ، والسراويل الجديد امرأة بكر ، والتسرول دليل العصمة عن المعاصي ، وقيل : السراويل دليل صلاح شأن امرأته وأهله ، ولبس السراويل بلا قميص فقر ، ولبسه مقلوباً ارتكاب فاحشة من أهله ، وبوله فيه دليل حمل امرأته ، وتغوطه فيه دليل غضبه على حمل امرأته ، وانحلال سراويله ظهور امرأته للرجال وتركها الاختفاء والاستتار عنهم وقيل : إن السراويل يدل على سفر إلى قوم عجم لأنه لباسهم وقيل : السراويل صلاح شأن أهل بيته وتجدد سرورهم والتكة تابعة للسراويل ، وقيل : إنها مال ، وقيل : من رأى في سراويله تكة فإن امرأته تحرم عليه أو تلد له ابنتين إن كانت حبلى ، وإن رأى كأنه وضع تكة تحت رأسه فإنه لا يقبل ولده
____________________
(1/457)
وإن رأى كأن تكته انقطعت فإنه يسيء معاشرة امرأته أو يعزل عنها عند النكاح فإن رأى كأن تكته حية فإن صهره عدو له ( ومن رأى ) كأن تكته من دم فإنه يقتل رجلاً بسبب امرأة أو يعين على قتل امرأة الزاني ( ومن رأى ) أنه لبس راناً فإنه يلي ولاية على بلدة إن كان أهلاً للولاية ، ولغير الوالي امرأة غنية ليس لها حميم ولا قريب . والإزار امرأة حرة لأن النساء محل الإزار ، فإن رأت امرأة أن لها إزاراً أحمر مصقولاً فإنها تتهم بريبة ، فإن خرجت من دارها فيه فإنها تستبشع ، فإن رثي في رجلها مع ذلك خف فإنها تتهم بريبة تسعى فيها والملحقة امرأة وقيمة بيت ( ومن رأى ) أنه لبس ملحفة فإنه يصيب امرأة حسنة ، ومن لبس ملحفة حمراء لقي قتالاً بسبب امرأة والرداء الجديد الأبيض الصفيق جاه الرجل وعزه ودينه وأمانته والرقيق منه رقة في الدين وقيل : الرداء امرأة دينة وقيل : هو أمر رفيع الذكر قليل النفع وصبغة الرداء والطيلسان الخلق من الفقر والرداء أمانة الرجل لأن موضعه صحفتا العتق والعنق موضع الأمانة وسئل ابن سيرين عن رجل رأى كأن عليه رداء جديداً من برد يمان قد تخرقت حواشيه فقال : هذا رجل قد تعلم شيئاً من القرآن ثم نسيه والطيلسان جاه الرجل وبهاءه ومروءته على قدر الطيلسان وجدته وصفاقته ، فإن كان لابس الطيلسان ممن تتبعه الجيوش قاد الجيوش ، وإن كان للولاية أهلاً نال الولاية ، وإن لم يكن أهلاً لذلك فإنه يصير قيماً على أهل بيته وعائلاً لهم وقيل : إن الطيلسان حرفة جيدة يلقى صاحبها الهموم والأحزان كما لقيه الحر والبرد وقيل : الطيلسان قضاء دين ، وقيل : هو سفر في بر ودين وتمزقه وتخرقه دليل موت من يتجمل به من أخ وولد فإن رأى الحرق أو الخرق ورأى كأن لم يذهب من الطيلسان شيء ناله ضرر في ماله ، وانتزاع الطيلسان منه دليل على سقوط جاهه ويقهر والكساء رجل رئيس ، وقيل هو حرفة يأمن بها صاحبها من الفقر والوسخ في الكساء خطأ في المعيشة وذهاب الجاه والتوشح بالكساء في الصيف هم وضر ، وفي الشتاء صالح والمطرف امرأة والقطيفة سلاح على العدو والممطر ثنار حسن وذكر في الناس وسعة في الدنيا لأنه من أوسع الملابس وقيل : هو اجتماع الشمل والأمن في الدنيا ووقاية من البلايا ، ولبسه وحده من غير أن يكون معه شيء آخر من الثياب دليل الفقر ، والتجمل مع ذلك للناس بإظهار الغنى وأما اللفاقة إذا لفت فهي سفر ، والجورب مال ووقاية للمال ، فإن طابت رائحتها دل على أن صاحبها يقي ماله ويحصنه بالزكاة ويحسن الثناء عليه ، وإن كانت رائحتها كريهة دلت على قبح الثناء ، وإن كانت بالية دل على منع الزكاة والصدقة . والجبة امرأة فمن رأى أن عليه جبة فهي امرأة عجمية تصير إليه ، فإن كانت مصبوغة فإنها ودود ولود ، وظهارة الجبة من القطن حسن دين ولبس الصوف مال كثير مجموع يصيبه والنوم على الصوف إصابة مال من جهة امرأة ، واحتراق الصوف فساد الدين وذهاب الأموال ولبسه للعلماء زهد ، فإن رأى كلباً لابساً صوفاً دل على تمول رجل دنيء بمال رجل شريف فإن رأى أسداً لابساً صوفاً دل على إنصاف السلطان وعدله وإن رأى أسداً لابساً ثوباً من قطن أو كتان فإنه سلطان جائر يسلب الناس أموالهم وحرمهم ، ولبس الثياب البيض صالح ديناً ودينا ، لمن تعود لبسها في اليقظة وأما المحترفون والصناع فإنها عطلة لهم إذا كانوا لا يلبسون الثياب البيض عند أشغالهم والثياب الخضر قوة ودين وزيادة عبادة للأحياء والأموات وحسن حال عند الله تعالى وهي ثياب أهل الجنة ولبس الخضرة أيضاً للحي يدل على إصابة ميراث ، وللميت يدل على أنه خرج من الدنيا شهيداً والثياب الحمر مكروهة للرجال إلا الملحفة والإزار والفراش فإن الحمرة في هذه الأشياء تدل على سرور وهي صالحة للناس في دنياهن ، وقيل : إنها تدل على كثرة المال مع منع حق الله منه ولبس الملك الحمرة دليل على اشتغاله باللهو واللعب وقيل يدل في المرض على الموت ومن لبس الحمرة يوم عيد لم يضره والصفرة في الثياب مرض وضعف إلا في الديباج والخز والحرير فقد قيل إنها في هذه الأشياء صالحة للنساء وفساد دين الرجل ، والثياب السود لمن لا يعتاد لبسها إصابة مكروه ولمن اعتاد لبسها صالحة ، وقيل : هي للمريض دليل الموت لأن أهل المريض يلبسونها ، والزرقة هم وغم وأما الثياب المنقوشة بالألوان فإنه كلام من سلطان يكرهه وحزن ، والثوب ذو الوجهين أو ذو اللونين فهو رجل يداري أهل الدين والدنيا ، فإن كان جديداً وسخاً فإنه دنيا وديون قد اكتسبها وقيل : إن الثياب المنقوشة الألوان للفتكة والذباحين ولمن كانت صناعته في شيء من أمر الأشربة خير ، وأما في سائر الناس فتدل على الشدة والحزن ، وتدل للمريض على زيادة مرضه من كيموس حاد ومرة صفراء وهي صالحة للنساء وخاصة للغواني والزواني منهمن وذلك أن عادتهن لبسها والثياب الجدد صالحة للأغنياء ،
____________________
(1/458)
والفقراء دالة على ثروة وسرور ( ومن رأى ) كأنه لابس ثياباً جدداً ممزقة وهوي قدر على إصلاح مثلها فإنه يسحر ، وإن كان التمزق بحيث لا يمكنه إصلاح مثلها فإنه يرزق ولداً والثياب الرقيقة تجدد الدين ، فإن رأى كأنه لبسها فوق ثيابه دل على فسق وخطأ في الدين ، فإن لبسها تحت ثيابه دل على موافقة سريرته علانيته أو كونها خيراً مدخوراً . وأما الديباج والحرير وجميع الثياب الإبريسم لا يصلح لبسها للفقهاء فإنه يدل على طلبهم الدنيا ودعوتهم النساء إلى البدعة وهي صالحة لغير الفقهاء فإنها تدل على أنهم يعملون أعمالاً يستوجبون بها الجنة ويصيبون مع ذلك رياسة ، وتدل أيضاً على التزوج بامرأة شريفة أو شراء جارية حسناء ، والثياب المنسوجة بالذهب والفضة صلاح في الدين والدنيا وبلوغ المنى ( ومن رأى ) أنه يملك حللاً من حرير أو استبرق أو يلبسها على أنه تاج أو إكليل من ياقوت فإنه رجل ورع متدين غاز وينال مع ذلك رياسة ، وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني اشتريت ديباجاً مطوياً فنشرته فإذا في وسطه عفن فقال له : هل اشتريت جارية أندلسية ؟ قال نعم ، قال : هل جامعتها ؟ قال : لا لأني لم أستبرئها بعد ، قال : فلا تفعل فإنها عفلاء ، فمضى الرجل وأراها النساء فإذا هي غفلاء ورأى رجل كأنه لبس ديباجاً فسأل معبراً فقال : تتزوج جارية عذراء جميلة ذات قدر وأما الأعلام على الثوب فهي سفر إلى الحج أو إلى ناحية الغرب وثياب الوشي تدل على نيل الولاية لمن كان من أهلها خصوصاً على أهل الزرع والحرث وعلى خصب السنة لمن لم يكن من أهلها وهي للمرأة زيادة عز وسرور ومن أعطي وشياً نال مالاً من جهة العجم أو أهل الذمة ، والثياب المسيرة تدل على السياط ونعوذ باله منها والمصمت جاه ورفع صيت والملحم مختلف فيه فمنهم من قاهل هو المرأة ، ومنهم من قال هو النار ، ومنهم من قال هو مرض ، ومنهم من قال هو ملحمة والخز قد قيل إنه يدل على الحج واختلفوا في الأصفر منه فمنهم من كرهه ، ومنهم من قال : إن الخز الأصفر لا يكره ولا يحمد والأحمر منه تجدد دنيا لمن لبسه وأما ثياب الكتان من رأى أنه لبس قميص كتان نال معيشة شريفة ومالاً حلالاً وأما ثياب البرود ، فإنه يدل على خير الدنيا والآخرة ، وأفضل الثياب البرود الحبرة وهي أقوى في التأويل من الصوف ، والبرود المخططة في الدين خير منه في الدنيا ، والبرود من الإبريسم مال حرام ، والخلقان من الثياب غم فمن رأى كأنه لبس ثوبين خلقين مقطعين أحدهما فوق الآخر دل على موته ، وتمزق الثوب عرضاً تمزق عرضه ، وتمزق الثوب طولاً دليل الفرج مثل القباء والدواج ، فإن رأت امرأة قميصها خلقاً قصيراً اقتصرت وهتك سترها ، ومن مزق قميصه على نفسه فإنه يخاصم أهله وتبطل معيشته ، فإن لبس قمصاناً خلقاناً ممزقة بعضها فوق بعض فإنه فقره وفقر ولده ، فإن رأيت الخلقان على الكفافر فإنها سوء حاله في دنياه وآخرته ، وقيل : الثياب المرقعة القبيحة تدل على خسران وبطالة . والوسخ هم سواء كان في الثوب أو في الجسد أو الشعر ، والوسخ في الثياب بغير دسم يدل على فساد الدين وكثرة الذنوب ، وإذا كان مع الدسم فهو فساد الدنيا ، وغسلها من الوسخ توبة ، وغسلها من المنيّ توبة من الزنى ، وغسلها من الدم توبة من القتل ، وغسلها من العذرة توبة من الكسب الحرام ، ونزع الثياب الوسخة زوال الهموم وكذلك إحراقها وأما البلل في الثوب فهو عاقة عن سفر أو عن أمرهم به ولا يتم له حتى يجف الثوب ( ومن رأى ) أنه أصاب خرقاً جدداً من الثياب أصاب كسوراً من المال والخلعة شرف وولاية ورياسة وأكل الثوب الجديد أكل المال الحلال ، وأكل الثوب الوسخ أكل المال الحرام ( ومن رأى ) كأنه لبس ثياباً للنساء وكان في ضميره أنه يتشبه بهن فإنه يصيبه هم وهول من قبل سلطان ، فإن ظن مع لسها أن له فرجاً مثل فروجهن خذل وقهر ، فإن رأى كأنه نكح في ذلك الفرج ظفر به أعداؤه ولبس الرجل ثياب النساء مصبوغة زيادة في أعدائه ( ومن رأى ) كأنه لبس ثياباً فسلبها عزل عن سلطانه إن رأى كأنه فقد بعض كسوته أو متاع بيته فإنه يلتوي عليه بعض ما يملكه ولا يذهب أصلاً وأما لبس الخفين فقيل إنه سفر في بحر ، ولبسه مع السلاح جنة والخف الجديد جنة من المكاره ووقاية المال وإذا لم يكن معه سلاح فهو هم شديد وضيقه أقوى في الهم ، وقيل : الخف الضيق دين وحبس وقيد وإن كان واسعاً فإنه هم من جهة المال ، وإن كان جديداً وهو منسوب إلى الوقاية فهو أجود لصاحبه ، وإن كان خلقاً فهو أضعف للوقاية ، وإن كان منسوباً إلى الهم فما كان أحكم فهو أبعد من الفرج فإن رأى الخف مع اللباس والطيلسان فهو زيادة ي جاهه وسعة في المعاش ، والخف في إقبال الشتاء خير وفي الصيف هم ، فإن رأى خفاً ولم يلبسه فإنه ينال مالاً من قوم عجم ، وضياع الخف المنسوب إلى الوقاية ذهاب الزينة وإن كان منسوباً إلى الهم والديون كان فرجاً ونجاة منهما ولبس الخف الساذج يدل على
____________________
(1/459)
التزوج ببكر ، فإن كان تحت قدمه متخرقاً دل على التزويج بثيب ، فإن ضاع أو وقع طلق امرأته ، فإن باع الخف ماتت المرأة فإن رأى انه وثب على خفه ذئب أو ثعلب فهو رجل فاسق يغتاله في امرأته ومن لبس خفاً منعلة أصابه هم من قبل امرأة ، وإن كانت في أسفل الخف رقعة فإنه يتزوج امرأة معها ولد ، ولبس الخف الحمر لمن أراد السفر لا يستحب ، وقيل : من رأى أنه سرق منه الخفان أصابه همان ، ونزع الصندل مفارق خادم أو امرأة والنعل المحذوة إذا مشى فيها طيرق وسفر فإن انقطع شسعها أقام من سفره ، فإن انقطع شراكها أو زمامها أو انكسرت النعل عرض له أمر منعه عن سفره على كره منه وتكون إرادته في سفره حسب لون نعله ، فإن كانت سوداء كان طالب مال وسؤدد ، وإن كانت حمراء كان لطلب سرور ، وإن كانت خضراء كان لدين ، وإن كانت صفراء كان لمرض وهم . فإن رأى أنه ملك نعلاً ولم يمش فيها ملك امرأة فإن لبسها وطئ المرأة ، فإن كانت غير محذوة كانت عذراء وكذلك إن كانت محذوة لم تلبس وتكون المرأة منسوبة إلى لون النعل فإن رأى أنه يمشي في نعلين فانخلعت إحداهما عن رجله فارق أخاً له أو شريكاً ، ولبس النعلين مع المشي فيهما سفر في بر ، فإن لبسها ولم يمش فيها فهي امرأة يتزوجها ، فإن رأى أنه مشى فيها في محلته وطئ امرأته ، والنعل المشعرة غير المحذوة مال والمحذوة امرأة والنعل المشركة ابنة ، فإن رأى كأنه لبس نعلاً محذوة مشعرة جديدة لم تشرك ولم تلبس تزوج بكراً فإن رأى كأن عقبها انقطع فإنها امرأة غير ولود ، وقيل : إنه يتزوج امرأة بلا شاهدين ، فإنه لم يكن لها زمام تزوج امرأة بلا ولي ، فإن رأى كأن نعله مطبقة فانشق الطبق الأسفل ولم يسقط فإن امرأته تلد بنتاً ، فإن تعلق الطبق بالطبق فإن حياة البنت تطول مع أمها وإن سقطت فإنها تموت ( ومن رأى ) كأنه وقع نعله فإنه يرم الخلل في أمر امرأته ويحسن معها المعاشرة ، فإن رقعها غيره دل على فساد امرأته ، فإن دفع نعله إلى الحذاء ليصلحها فإنه يعين امرأته على ارتكاب فاحشة فإن رأى كأنه يمشي بفرد نعل فإنه يطلق امرأته أو يفارق شريكه وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أنه يطأ إحدى امرأتيه دون الأخرى أو يسافر سفراً ناقصاً فإن رأى كأن نعله ضلت أو وقعت في الماء فإن امرأته تشرف على الهلاك ثم تسلم فإن رأى رجلاً سرق نعله فلبسها فإن رجلاً يخدع امرأته على علم منه ورضاه بذلك ، والنعل من الفضة حرة جميلة ، ومن الرصاص امرأة ضعيفة ، ومن النار امرأة سليطة ، ومن الخشب امرأة منافقة خائنة والنعل السوداء امرأة غنية ذات سؤدد ، والنعل المتلونة امرأة ذاب تخليط ، ومن جلود البقر فهي من العجم ، ومن جلود الخيل فهي من العرب ، ومن جلود السباع فهي من ظلمة السلاطين ، والنعل الكتانية امرأة مستورة قارئة لكتاب الله فصيحة ، وقيل : إن خلع النعلين أمن ونيل ولاية لقوله تعالى : ! ( فاخلع نعليك ) ! وسأل رجل ابن سيرين فقال : رأيت نعلي قد ضلتا فوجدتهما بعد المشقة فقال : تلتمس مالاً ثم تجده بعد المشقة وقيل : إن المشي في النعل سفر في طاعة الله تعالى وسئل ابن سيرين عن رجل رأى في رجليه نعلين فقال : تسافر إلى أرض العرب وقيل : إن النعل يدل على الأخ . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أمشي في نعلي فانقطع شسع إحداهما فتركتها ومضيت على حالي فقال له : ألك أخ غائب ؟ قال : نعم ؟ قال : خرجتما إلى أرض معاً فتركته هناك ورجعت ؟ قال : نعم ، فاسترجع ابن سيرين وقال : ما أرى أخاك إلا قد فارق الدنيا فورد نعيه عن قريب . ( الباب الثلاثون ) ( في السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم ) السلطان في النوم هو الله تعالى ، ورؤيته راضياً دالة على رضاه ، ورؤيته عابساً تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمراً يرجع إلى فساد الدين ، ورؤيته ساخطاً دليل على سخط الله تعالى ( ومن رأى ) كأنه ولي الخلافة نال عزاً وشرفاً ، فإن رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلاً نال رفعة ، وإن لم يكن للخلافة أهلاً نال ذلاً وتفرق أمره وأصابته مصيبة ( ومن رأى ) أنه تحول ملكاً من الملوك أو السلاطين نال جدة في الدنيا مع فساد دين وقيل : من رأى ذلك ولم يكن أهلاً له مات سريعاً ، وكذلك إن كان مريضاً دل على موته لأن من مات لم يكن للناس عليه سلطان كما أن الملك لا سلطان عليه وإن رأى ذلك عبد أعتق ، فإن رأى أن الإمام عاتبه بكلام جميل فإن ذلك صلاح ما بينهما ، فإن رأى أنه
____________________
(1/460)
خاصم الإمام بكلام حكمة ظفر بحاجته ، فمن رأى أنه سائر مع الإمام فإنه يقتدي به ، فإن رأى كأنه صدمه في مسيره فإنه يخالفه ، وإن كان رديفه على دابة فإنه يستخلفه في حياته أو بعد مماته فإن رأى أنه يؤاكله نال شرفاً بقدر الطعام الذي أكل وقيل يلقى حرباً ومكاشفة فإن رأى نفسه قائماً مع الإمام ليس بينهما حاجز ثم قام الإمام وبقي هو نائماً دل على أن الإمام يحقد عليه وإن ثبتت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام لأن النائم كالميت ووجود الميت وجود مال فإن رأى كأنه نام قبل الإمام سلم مما خاطر بنفسه فإن النوم معه مساواته بنفسه وهي مخاطرة ، فإن رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفاً فإنه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالاً يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية ، وإن كان الفراش مجهولاً قلده الإمام بعض الولايات ، فإن رأى الإمام كلمه نال رفعه لقوله تعالى : ! ( فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ! وإن كان تاجراً نال ربحاً ، وإن كان في خصومة ظفر ، وإن كان محبوساً أطلق ، ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه . ومن رأى الإمام أو السلطان دخل داراً أو محلة أو موضعاً ينكر دخوله إليه أو قرية أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة ، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن فهو حسن حال رعيته ، وما رأى جوارحه من فضل فهو قوته في سلطانه ، وما رأى في بطنه من زيادة أو نقص فهي في ماله وولده ، فإن رأى أنه دخل في دار الإمام فإنه يتولى أمور أهله وينال سعة من العيش ( ومن رأى ) كأنه ضاجع حرم الإمام اختلف في تأويله فمنهم من قال : إنه يصيب منه خاصية ، وقيل : يغتاب حرمه فإن رأى أنه أعطاه شيئاً نال شرفاً ، فإن أعطاه دباجة وهب له جارية أو يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ، ومن دخل دار الإمام ساجداً نال عفواً ورياسه ، فإن اختلف إلى بابه ظفر بأعدائه فإن رأى أن باب دار الملك حول فإن عاملاً من عمال الملك يتحول عن سلطانه أو يتزوج الملك بأخرى ومشي الإمام راجلاً كتمان سره وظفر بعدوه وثناء الرعية عليه ظفر له ونثرهم عليه السكر إسماعهم إياه كلاماً جميلاً ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره ، ورميهم إياه بالحجارة إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة ، ورميهم إياه بالنبال دعاؤهم عليه في لياليهم لظلمه إياهم ، فإن أصابه نبل أصابته نقمة ، وسجود الرعية له حسن الطاعة له ، وقذفه إياهم في النار يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال ، وعمله برأي امرأته وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه فإن آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى ، ومخالفته امرأته بالضد من ذلك وركوبه الفرس في سرح إصابة زيادة في ولايته ، وركوبه عقاباً مطواعاً إصابة ملك المشرق والمغرف ثم زوال ذلك عنه لقصة نمروذ ، ( ومن رأى ) كأنه يصارع أسداً عظيماً فصرعه فإنه يغلب ملكاً عظيماً ، فإن رأى سلطان أنه قاتل سلطاناً آخر فصرعه فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره ، فإن رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل فإنه عمل يندم عليه لقصة يونس حين ذهب مغاضباً فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان . فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة لما حكي أن شداد بن عاد لما سار إلى الجنة التي اتخذها تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة فأسر إليه في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين فإنه يملك المشرق والمغرب لقصة الإسكندر . فإن رأى الإمام هيئة السوقة أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعاً لم يخل ذلك بسلطانه بل زاده قوة ومرض الإمام دليل ظلمه ويصح جسمه في تلك السنة وموته خلل يقع في مملكته ، وحمل الرجال إياه على أعناقهم قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح ، فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له ، وتأويل حياة الميته قوة ودولة لعقبه ، ورفعة مجلس السلطان ارتفاع أمره ، واتضاع مجلسه فساد أمره فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن رأى مائدة لمن ينازع في ملكه وطال عمره وطاب عيشه إن كان في الطعام دسم ، فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائباً عنه فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه فهو عزله في الوقت ، وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله ، ولا يلبث أن يرى مكانه مثله إلا أن يكون منتظراً لولد فإنه يصيب حينئذ غلاماً وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل ، وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلماً فهو ظلم أشرافهم فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها فإنه يعانده قوم باغون ويشاور فيهم ويظفر بهم فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاماً فإنه يأتيه رسول في منازعة ، فإن كان الطعام حلواً فإنه سرور ، وإن كان دسماً فإن في المنازعة بقاء ، وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم فإنه خير فيه
____________________
(1/461)
هم وثبات ، فإن كان بغير دسم فإنه لا يكون فيه ثبات ، فإن طال رفع الطعام ووضعه فإنه تطول تلك المنازعة فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه فإنه يأتي أمراً يندم عليه كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضباً فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز الصلاة فيه كالمقبرة والمزبلة فإنه يطلب مالاً يناله أو يلي ولاية بلا جند ، ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاماً أصابه حزن ثم أتاه الفرج وأصاب مالاً من حث لا يرجو ( ومن رأى ) كأنه يجتاز على بعض السلاطين أصاب عزاً ، فإن رأى كأنه دخل عليه أصاب غنى وسروراً ، ودخول الإمام العدل إلى مكان نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضع ومكاشفة الرعية السلطان الجائر وهن للسلطان ، وقوة للرعية والثياب السود للسلطان زيادة قوته والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب والثياب القطنية ظهور الورع منه والتواضع وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش ، والثياب الصوف كثرة البركة في مملكته ، وظهور الإنصاف والثياب والديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته توانيه في سلطانه ، ولبسه إياها قيامه بأسباب سياسته ، ولبس خفاً جديداً فوزه بمال أهل الشرك والذمة ، وطيرانه بجناح قوة له وسبيه قوماً نيله مالاً من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه لقوله تعالى : ! ( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم ) ! الآية فإن رأى أن الإمام أو السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقفو أثره في سنته ، فإن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ قوي أمره ، وإن ولي مكانه شاب ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه ، وعزل الوالي في النوم ولايته في اليقظة ، والجند في النوم ملائكة الرحمة ، والغاغة ملائكة العذاب ، وصاحب الجيش رجل صاحب الرأي والتدبير ( ومن رأى ) كأنه ولي الوزارة فإنه يقوم بأمر المملكة ، ورؤية حجاب الأمير قياماً جدهم في أسباب السياسة ورؤيتهم قعوداً توانيهم فيها ، وحاجب الملك بشارة والقائد رجل متهود ( ومن رأى ) أنه قائد في الجيش نال خيراً ، والشرطي ملك الموت وقيل هول وهم ، وأما القاضي فمن رأى كأنه ولي القضاء فعدل فيه فإن كان صاحب الرؤيا تاجراً كان منصفاً ، وإن كان سوقياً أوفى الكيل والوزن فإن رأى أنه يقضي بين الناس ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل فإنه إن كان والياً عزل وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول فإن رأى قاضياً معروفاً فهو بمنزلة الحكماء والعلماء فإن رأى قاضياً معروفاً يجور في حكمه فإن أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم ، فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه فإن صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له ، وإن كان مهموماً فرج عنه ، وإن جار القاضي في حكمه فإنه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة فلا ينتصف منه فإن رأى قاضياً وضع في الميزان فرج فإن له عند الله أجراً وثواباً ، وإن شال الميزان فإنه يدبر له في معصية فإن رأى أن القاضي يزن فلوساً أو دراهم رديئة فإنه يميل ويسمع شهادة الزور ويقضي بها ، والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى ( ومن رأى ) أنه تحول قاضياً أو حكماً أو صالحاً أو عالماً فإنه يصب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً ، فإن لم يكن لذلك أهلاً فإنه يبتلى بأمر باطل يقبل قوله فيما ابتلي به كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به وقيل : من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً فإنه ينال بشراً وسروراً فإن رأى موضع قاض نال فزعاً وخصومة وقيل : موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس وعلى ظهور الأشياء الخفية ويدل في المرض على البحران فإن رأى مريض كأنه يقضى له فإنه بحرانه يكون إلى خير ويبرأ ، فإن رأى المريض كأنه يقضى عليه فإنه يموت ومن كان في خصومة فرأى كأنه قاعد في موضع الحكام أو أنه الحاكم فإنه لا يغلب وذلك أن الحاكم لا يحكم على نفسه لكن على غيره ، والقهرمان رجل حافظ عالم فإن يوسف كان يعمل القهرمية ، والقاطع للمفاصل رجل يفرق بين الناس بالكلام السوء ، والبندار رجل ثقة تودع عنده الودائع ، والجهبذ رجل نحوي ، والحاسب في الديوان صاحب عذاب يؤذي الناس في معاملتهم ويشدد عليهم في المحاسبات ، والخادم الخصي ملك وهو بشار فإن رأى في داره خدماً معهم أطباق فإن هناك مريضاً قد طال مرضه أو شهيداً وبواب السلطان نذير ( ومن رأى ) بواب أمير نال ولاية . وأما البوق فمن رأى كأنه يضرب بالبوق فإنه يغشى خيراً ، وإذا سمع غيره يضربه فإنه يدعى إلى الحرب أو خصومة ، والطبال سلطان ذو هول ، وأما الصناج فرجل مشنع مشتغل بالدنيا وصاحب البريد رجل يغدر بمن اعتمده ، وصاحب الخبر إن كان شيخاً فهو من الكرام الكاتبين وإن كان شاباً فهو رجل قتال ، وصاحب الراية القاضي لأنه منظور
____________________
(1/462)
إليه ، والصقار نقيب والفهاد بطريق والعارض رجل يتقد أصحابه وقوم بإصلاح أمورهم ( ومن رأى ) كأنه عرض في الديون وليس من أهله فإنه يموت ، فإن رأى كأن العارض غضبان عليه فإنه قد ارتكب المعاصي ، وإن رآه راضياً عنه دل على رضا اله عنه فإن رأى كأنهم أرادوا أن يعرضوه فلم يفعلوا فإنه يشرف على الموت ثم يسلم ، والديوان موضع البلايا وتغليفه تغليق أبواب البلايا ، وفتحه فتح أبواب البلايا ، العريف صاحب بدعة ، والعسس نذير لتارك الصلاة ، والأعوان إذا كانت عليهم ثياب بيض فإنه بشارة ، وإذا كانت ثيابهم سوداً فمرض أو حزن ، والغماز رجل حقود ، ( ومن رأى ) أنه غماز فإنه يفرح بأمر في ابتدائه ثم يحزن عند انتهائه ، والجلاد رجل سباب كثير الشتم ، والسجان حفار القبور ، والمنادي رجل يذيع الأسرار ، والنقاط رجل كياد ، والوكيل رجل يكسب ذنوباً لنفسه ، والترسي سلطان قوي محرض الجيوش على أعدائهم ، والحمال رجل جاب ، والحمار رجل ينفذ الأمور ويمشيها ، والشيروان رجل حازم مدبر الأمور ، والسائس رجل صاحب رأي وتدبير ، ونخاس الدواب رجل يؤثر صحبة الأشراف على المال . ( ومن رأى ) كأنه يأكل ديوان السلطان نال ولاية بلده لقول تعالى : ! ( كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) ! وقيل : من رأى كأنه جندي فإنه يصيبه غم أو خسران ، وإن كان مريضاً مات وقيل : إذا رأى العبد كأنه جندي أصاب عزاً وكرامه ( ومن رأى ) كأنه اثبت اسمه في ديوان من غير أن صار جندياً فإنه يصيب كفاية في العيش من غير أذى ولا مشقة فإن رأى في رأس الملك عظماً فهو زيادة في سلطانه فإن رأى في عينه عمى عميت عليه أخبار قومه فإن رأى أن لسانه طال وغلظ فإنه له أسلحة تامة وسيوفاً قاتلة فإن رأى رأسه رأس كبش فإنه يتظاهر بافنصاف ، فإن رأى رأسه رأس كلب فإنه يبدأ معامليه بالسفاهة والدناءة ، فإن رأى في وجنته سعة فوق قدره فهو زيادة عزه وبهائه ، فإن رأى صدره تحول حجراً فإنه يكون قاسي القلب ، فإن رأى في بدنه سمناً وقوة فإنه قوة دينه وإسلامه ، ( ومن رأى ) أن يده تحولت يد سلطان فإنه ينال سلطاناً ويجري على يديه مثل ما جرى على يد ذلك السلطان من عدله أو ظلمه فإن رأى أن جسده جسد كلب فإنه يعمل بالسفاهة والدناءة فإن رأى أن جسده جسد حية فإنه يظهر ما يكتم من العداوة فإن رأى جسده جسد كبش فإنه يظهر منه كرم وإنصاف فإن كانت له إليه كإلية الكبش وهو يلحسها بلسانه فإن له ولداً مرزوقاً يعيش منه فإن رأى بطنه تحول صفراً فإنه يكون كثير الأمتعة فإن رأى في بطنه عظماً فهو زيادة في أهله وقوة وبأس فإن رأى أن فخذيه تحولتا نحاساً فن عشيرته تكون جريئة على المعاصي فإن رأى أصابعه قد زاد فيها زاد في طمعه وجوره وقلة إنصافه فإن رأى رجليه تحولتا رصاصاً فإنه يكون كثير المال حيث أدرك فإن رأى أنه ولي مكانه شيخ فهو زيادة في سلطانه فإن رأى ذلك تاجر فإنه تتضاعف تجارته لأن الشيخ جد الرجل فإن أخذ هذا الشيخ الأمر من يده فإنه يعينه ويقويه والشاب عدو ، وأما الدجال فإنه سلطان مخادع جائر لا يفي بما يقول وله أتباع أردياء ، والشرطي إذا جاء بأعوانه فإنه فزع وهم وحزن وهول وعذاب وخطر ، وكذلك كل ذي سلطان شرير وذوي شر من الهوام وذي ناب من السباع إن كان ضارياً فإنه نجاة وفوز ، وكل شيء يراه الإنسان أنه أخذه بأمر الملك يدل على منفعة ينالها من الملك عن أمره ، والعون رجل يعين على الباطل ، فمن رأى في داره أعواناً عليهم ثياب بيض فإنه بشارة له ونجاة من هم أو غم أو هول أو شدة أو ما أشبه ذلك ، فإن كان عليهم سواد فهو مرض أو هم أو هول ، والعسس نذير له من ترك الصلاة ، فإن رأى أنه هرب والعسس يطلبه فأدركه وأخذه وتكلم بكلام نجا به من العسس فإنه يقصر في صلاة العتمة ويتوب ، والفهاد رجل بطريق البطارقة . ( الباب الحادي والثلاثون ) ( في الحرب وحالاتها والأسلحة وآلاتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك ) الحرب في المنام على ثلاثة اضرب : أحدها : بين سلطانين والثاني : بين السلطان والرعية والثالث : بين الرعية فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها ، وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية دلت الرؤيا على رخص الطعام ، وإذا كانت الحرب بين الرعية دلت على غلاء الطعام ، وقدوم العسكر بلدة دليل المطر بها ومن رأى جنوداً مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحققين لقوله تعالى : ! ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) !
____________________
(1/463)
وقلة الجند دليل الظفر بدليل قوله تعالى : ! ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ! ورؤية الجندي بيده سوطاً أو نشاباً دليل على حسن معاشه ورؤية الغبار دليل سفر ، وقيل إذا كان معه رعد وبرق فهو دليل القحط والشدة بدليل قوله تعالى : ( وجوه يؤمئذ عليها غبرة ترهقها قترة ) وإذا لم يكن معه ذلك فهو دليل إصابة الغنيمة لقوله تعالى : ! ( فأثرن به نقعا ) ! والتراب مال ومنه يكون الغبار وقيل : من رأى عليه غباراً سافر وقيل : يتمول في حرب ومن ركب فرساً وركضه حتى ثار الغبار فإنه يعلو أمره ويأخذه البطر ويخوض في الباطل ويسرف فيه ويهيج فتنة لأن النشاط في التأويل بطر ، والغبار فتنة وأما العلم فعالم زاهد أو موسر جواد يقتدي به الناس لقوله تعالى : ! ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ! والأعلام الحمر تدل على الحبوب ، والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر ، والخضر تدل على سفر في خير ، والبيض تدل على المطر ، والسود تدل على القحط وقيل : من رأى راية صار في بلده مذكوراً والمتحير إذا رأى في منامه العلم يدل على اهتدائه لقوله تعالى : ! ( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ) ! والعلم للمرأة زوج ، والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد إن كان أحمر فهو فرج وسرور وإن كان أسود فإنه يرى منه سؤدد وقيل : الأعلام السود تدل على المطر العام ، والبيض تدل على المطر العبور والحمر حرب . ( ورأت ) : امرأة كأنها دفنت ثلاثة ألوية فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه فقال : إن صدقت الرؤيا تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها فكان كذلك والحرب اضطراب لجميع الناس ما خلا القواد وأصحاب الجيش ، ومن كان عمله بالسلاح أو بسبب السلاح فإنهم لهم دليل خير وصلاح والسيف ولد ذكر وسلطان وقبيعته ولد ونعله ولد ، فمن رأى أنه تقلد سيفاً تقلد ولاية كبيرة لأن العنق موضع الأمانة والحديد بأس شديد فإن رأى أنه استثقل السيف وجره في الأرض فإنه يضعف عن ولايته فإن رأى أن الحمائل انقطعت عزل عن ولايته والحمائل فيها جمال ولايته ، فإن رأى أنه ناول امرأته نصلاً أو ناولته امرأته نصلاً فهو ولد ذكر فإن رأى أنه ناول امرأته سيفاً في غمده رزقت بنتاً وإن ناولته سيفاً في غمده رزق منها ابناً وقيل بنتاً فإن رأى أنه متقلد أربعة سيوف : سيفاً من حديد وسيفاً من رصاص وسيفاً من صفر وسيفاً من خشب فإنه يولد له أربعة بنين ، فالحديد ولد شجاع ، والصفر ولد يرزق غنى ، والرصاص ولد مخنث ، والخشب ولد منافق وإن رأى أنه سل سيفه وهو صدئ ولد له ولد قبيح ، وإن انكسر السيف في غمده مات الولد في بطن أمه ، وإن انكسر الغمد وسل السيف ماتت المرأة وسلم الولد ، فإن انكسرا جميعاً مات الولد والأم فإن رأى أنه سل سيفاً من غمده ولم تكن امرأته حبلى فهو كلام قد هيأه ، فإن كان السيف قاطعاً لامعاً فإن كلامه حق وله حلاوة ، وإن كان السيف ثقيلاً فإنه يتكلم بكلام لا يطيقه ، فإن كان في السيف ثلمة فهو عجز لسانه عما يتكلم به فإن رأى أن في يده سيفاً مسلولاً وكان في الخصومة فالحق له ، وإن وجد السيف فتناوله فإنه صاحب حق يجده ، فإن دفع إليه سيف فهي امرأة لقول لقمان عن السيف : ألا ترى ما أحسن منظره وأقبح أثره ( ومن رأى ) أنه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت فإنه يطلق امرأته ثلاثاً وقيل من رأى أنه سل سيفه فإنه يطلب من أناس شهادة ولا يقومون بها له لقول الله تعالى : ! ( سلقوكم بألسنة حداد ) ! يعني السيوف فإن رأى أنه يضرب في بلد المسلمين بسيف يميناً وشمالاً فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل والسيف إذا رئي موضوعاً جانباً فإنه رجل ذو بأس ونجدة ، ومن تقلد حمائل بلا سيف فإنه يتقلد أمانة ، وقائم السيف أب أو عم وقيل أم أو خالة وانكساره موت أحدهم وقيل : إن نعل السيف خادم أو بيع وانكساره موت خادمه أو بيعه واللعب بالسيف منسوباً إلى الولاية فهو حذاقته فيها ، وإن كان منسوباً إلى الكلام فهو فصاحته ، فإن كان منسوباً إلى الولد فهو عجبه وإن رأى السيوف مع الريح فإنه طاعون وقيل : إن السيف يدل على غضب صاحب الرؤيا وشدة أمره . أتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت رجلاً قائماً وسط هذا المسجد يعني مسجد البصرة متجرداً وبيده سيف مسلول فضرب صخرة ففلقها فقال ابن سيرين : ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري فقال الرجل : هو والله هو قال ابن سيرين : قد ظننت أنه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد وإن سيفه الذي كان يضرب به لسانه الذي كان يفلق بكلامه الصخرة الحق في الدين وقال هشام لابن سيرين : رأيت كأن في يدي سيفاً مسلولاً وأنا أمشي قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجل العصا ، فقال ابن سيرين : هل بالمرأة حبل ؟ قال نعم ، قال : تلد غلاماً إن شاء الله ورأى شجاع من الهنود كأنه ابتلع سيفاً وقص رؤياه على معبر فقال : ستأكل مال عدوك ولو رأيت كأن السيف ابتلعك
____________________
(1/464)
للدغتك حية وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني أخذت زنجياً فبسطت عليه السيف حتى أتيت على نفسه فقال : هذه معاتبة فيها غلظ فارفق فإنه سيعتبك من تعاتبه والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتال بالسيف منازعة لقوم والضرب بالسيف بسط اللسان واليدين إذا كانت فيها سلاطة تشبه بالسيف والسيف على الانفراد بغير شيء من السلاح فإنه ولد غلام فإن رأى سيفاً في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطاً وهو لا ينوي أن يضرب به نال سلطاناً مشهوراً له فيه صيت وقال ابن سيرين : الأقرب من السيف إن كان ينبغي له السلطان فالسلطان وإلا فهو ولد ذكر وأما الرمح فهو مع السلاح سلطان ينفذ فيه أمره ، والرمح على الانفراد ولد أو أخ ، والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ولذلك قيل للعياب طعان وهماز وقيل : إن الرمح شهادة حق وقيل : هو سفر وقيل : هو امرأة ( ومن رأى ) في يده رمحاً فإنه يولد له غلام ، فإن كان فيه سنان فإنه ولد يكون قيماً على الناس ( ومن رأى ) بيده رمحاً وهو راكب فهو سلطان في عز ورفعة وانكساره في يد الراكب وهو في سلطانه وانكسار الرمح المنسوب إلى الولد أو الأخ علة في الولد والأخ ، فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه فهو يبرأ ، وإن كان الكسر مما لا يجبر فهو موت أحد هؤلاء وكسر الرمح للوالي عزله ، وضياع السنان موت الولد أو الأخ ، والمزراق يدل على ما دل عليه الرمح . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن بيدي رمحاً وأنا ماش بين يدي الأمير فقال : إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير شهادة حق . ( وحكي ) : أن أبا مخلد رأى في المنام كأنه أعطي رمحاً ردينياً فولد غلاماً فسماه رديني ورأى رجل كأن حربه وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة فلدغته حية في تلك الرجل والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون والوهق رجل مستعان به فإن كان من حبل فإنه رجل متين وإن كان من ليف فهو رجل حسن فمن رأى أنه وهق رجلاً فإن الواهق يستعين برجل إن وقع الوهق في عنق الموهوق فإن وقع في وسطه فإن الواهق يخدعه ينتصف من الموهوق ويظفر به ويشرف الموهوق على الهلاك وأما النشاب فإنه رسول فمن رأى أنه رمى بسهم فلم يصب الغرض فإنه يرسل رسولاً في حاجة فلا يقضيها ، فإن أصاب الغرض فإنه يقضيها ، فإن كان النشابة سوية فهي كتاب فيه كلام حق ، فإن نفذت النشابة فإن ذلك الكلام يقبل ، فإن كانت من قصب ناقصة فإن ذلك الكلام باطل ، فإن نفذ بها ما أراد وأصاب العلامة نفذ أمره ، فإن كانت النشابة سهماً فإنه رجل لسن ، فإن أصاب نفذ ما يقوله ، فإن رأى أن امرأة رمته فأصاب قلبه فإنها تمازحه فيعلق قلبه بها ، وإن كانت نشابة من ذهب فإنها رسالة إلى امرأة أو بسبب امرأة ، فإن كانت سهاماً معاريض فإنهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم ، فإن رمى بها مقلوبة نصولها إلى جانب الوتر فإنها رسالة مقلوبة ، فإن كانت بلا ريش فإن الرسول مسخر ، والنصل في التشابة رسالة في بأس وقوة ، والنصل من رصاص رسالة في وهن ، ومن صفر متاع الدنيا ومن ذهب رسالة من كراهية ، وإن كانت نشابته بغير نصل فإنه يريد رسالة إلى امرأة ولا يصيب رسولاً ، فإن كانت بلا فواق فإن الرسول غير حازم ، واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه ، فإن رأى أنه رمى سهماً فأصاب فإنه إن رجا ولداً كان ذكراً والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله ، فإن أصاب قبل قوله وإن أخطأ لم يقبل قوله والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امرأة في الجعبة فهو انقلاب زوجها عنها وقيل : من رأى قوساً يرمي منها سهام فإن القوس أب ، وربما كان النشاب رجلاً رباه غير أبيه والسهم دلالة وقيل : من رأى بيده سهماً فإنه ينال ولاية وعزاً ومالاً وقيل : من رأى بيده نشاباً أتاه خبر سار ورأى رجل كأنه يضرب بالنشاب فقص رؤياه على معبر فقال : إنك تنسب إلى النميمة والغمز فكان كذلك وانكسار القوس عجزه من أداء الرسالة والسهم للمرأة زوجها والجعبة ولاية لأهل الولاية وللعرب امرأة ، والرمي بالسهام في الأصل كلام في رسائل ، والقوس امرأة سريعة الولادة أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى ، والقوس في غلاف غلام في بطن أمه ، والقوس مع غيره من السلاح سلطان وعز ، ومن ناول امرأته قوساً ولدت بنتاً ، فإن ناولته المرأة قوساً رزق ابناً ، ومد القوس بغير سهم دليل السفر . ( ومن رأى ) كأنه مدَّ قوساً عربية فإنه يسافر إلى رجل شريف سفراً في عز ، فإن كانت القوس فارسية سافر إلى قوم عجم ، وانقطاع الوتر دليل العاقة عن السفر ويدل على طلاق المرأة وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد
____________________
(1/465)
والشريك أو بعض الأقرباء ، ربما دلت القوس على ولاية ، وانكسارها على العزل وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب وللتجار على الخسران وفي الولد على العقوق وفي المرأة على النشوز وسهولتها تدل على الضد من ذلك وإن رمى عنها سهماً فأصاب الغرض نال مراده ، وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف لقوله تعالى : ! ( ثم دنا فتدلى ) ! الآية ومن مدَّ قوساً بلا سهم سافر سفراً بعيداً وعاد صالح الحال فإن انقطع الوتر أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصل إليه ، وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمره ونهيه ، والرمي عن قوس البندق قذف من يرميه ، ومن اتخذ قوساً أصاب ولداً غلاماً وازداد سلطاناً ( ومن رأى ) أنه ينحت قوساً وكان عزباً ونوى التزوج فإنه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها ، وإن تولى ولاية فإن الرعية لا تطيعه ، وإنما جعل تأويل القوس امرأة لقول الناس : المرأة كالقوس إن سويتها انكسرت والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولداً صاحب كتابة ورسالات ، وإن مدَّ قوساً لها صوت صاف فرمى عنها ونفذ السهم فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف وقيل : من رأى بيده قوساً مكسورة تزوج امرأة حرة . وأما المنجنيق والقذافة فيدلان على قذف وبهتان فإن رأى كأنه يرمي بهما حصناً من حصون الكفار قاصداً فتحه فإنه يدعو قوماً إلى خير وحج رالمنجنيق رسول فيه قسوة ( ومن رأى ) كأنه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكاً وجار فيه ، والصخور التي على الجبل أو في أسفله من غيره فهم رجال قلوبهم قاسية في الدين ، فإن رأى أنه يشيل حجراً لتجربة القوة فإنه يقاتل بطلاً قوياً معيناً قاسياً ، فإن شاله كان غالباً به ، وإن عجز عنه فهو مغلوب رأى رجل أبو بنات وكان مقلاً كأن صخرة دخلت داره فقص رؤياه على معبر فقال : يولد لك غلام قاسي القلب فعرض له أنه زوج ابنته رجلاً فاسد الدين ورأى رجل كأن حصاة وقعت في أذنه فنفضها فزعاً فخرجت فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : هذا رجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه ( ومن رأى ) أنه رمى إنساناً بحجر في مقلاع فإن الرامي يدعو إلى المرمي في أمر حق في قسوة قلب وقيل : من رأى كأن النساء رمينه بالحجارة فإنهن بالسحر يكذنه والدبوس أخ موافق أو ولد ذكر أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه ، والطبرزين عز وسلطان وللتاجر ربح وأما الدرع فحصن ولابسه ينال سلطاناً عظيماً ، ولبس السلاح كله جنة من الأعداء ، والدرع حصانة الدين وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد قال الله تعالى : ! ( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم ) ! وقال عز وجل : ! ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم ) ! . ( ومن رأى ) كأنه يصنع درعاً فإنه يبني مدينة حصينة ، ولبس الدرع أيضاً يدل على أخ طهير أو ابن شفيق ولبسه للتجارة فضل يصير إليه من تجارة دائمة وأمن وحفظ وقيل : الدرع مال وملك وقيل : إن ما كان من السلاح يغطي مثل الترس والبيضة والجوشن والصدور والساق فإنه يدل على ثياب كسوة ، والجوشن مثل الدرع إلا أنه أحصن وأحفظ واقوى وقيل : إن لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة وحسناء ذات مال وأما المغفر والبيضة فمن رأى على رأسه مغفراً أو بيضة فإنه يأمن نقصان ماله وينال عزاً وشرفاً وقيل : إن البيضة إذا كانت ذات قيمة مرتفعة دلت على امرأة غنية جميلة ، وإذا كانت غير مرتفعة دلت على امرأة قبيحة وقيل : من رأى رأسه بيضة حديد بلغ وسيلة عظيمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' رايت كأني في درع حصينة فأولتها المدينة وأني مردف كبشاً فأولته كبش الكتيبة ، ورأيت كأن بسيفي ذي الفقار فلا فأولته فلا يكون فيكم ، ورأيت بقرا تذبح فأولته القتلى من أصحابي ' والساعدان من الحديد هما من رجال قراباته فمن رئي عليه ساعدان فإنه يقوى على يدي رجل من قراباته وقيل إنه يصحب رجلين قويين عظيمين ، وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه ( ومن رأى ) عليه ساقين من حديد فهما ولد وقوة في سفر ، والترس رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لإخوانه في كل شيء من الفضائل حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء وقيل هو بمين يحلف بها وقيل هو ولد ذاب عن أبيه والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء ، والأخضر ذو ورع ، والأحمر صاحب لهو وسرور ، والأسود ذو مال وسؤدد ، والملون ذو تخاليط وإن رأى مع الترس أسلحة فإن أعداءه لا يصلون إليه بمكروه فإن رأى صائغ أو تاجر أن ترساً موضوعاً عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه فإنه رجل حلاف وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه لقوله تعالى : ! ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ! ( ومن رأى ) معه ترساً وكان له ولد فإن ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره وقيل : من تترس بترس فإنه يلجأ إلى رجل قوي يستظهر به
____________________
(1/466)
وقيل : إن الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة وإلا فهو امرأة قبيحة فإن رأى أن عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم نال الرياسة على قوم ، فإن كان القوم شيوخاً فهم أصدقاءه ، وإن كانوا شباناً فهم أعداءه وقيل : إن كان صاحب هذه الرؤيا مريضاً دلت على موته . وصوت الطبل الموكبي خبر كذب ، وتمزق طبل الملك موت صاحب خبره وقيل : الطبل الموكبي رجل حماد لله تعالى على كل حال ، والطبل الذي يدلدل على اغترار وصلف والدبادب أغنياء بخلاء ( ومن رأى ) على بابه الدبادب والصنوج تضرب نال ولاية في العجم والبوق من القرن خادم في رياسه ، والمبارزة تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر ، وذلك أن المبارزة أول المقاتلة ، وتكون أيضاً مع سلاح تدل على المقاتلين ، وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلحاً بأنواع السلاح في مبارزته ، والإنسان إذا رأى أنه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجواشن فإن الرؤيا تدل على أنه يتزوج امرأة غنية خداعة محبة للفقراء لا شكل لها ، أما غنية فلأن السلاح يغطي بعض البدن ، وأما خداعة فلأن سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر ، وأما محبة الفقراء فلأن هذا السلاح لا يغطي البدن كله والضرب بالسيف إصابة شرف في سبيل الله ورؤية السيف المشهور بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله ، والطعن بالرمح طعن بكلام ، وكذلك بالسيف والعصا والعمود ، فإن أشار بأحد هذه الأشياء ولم يطعن فإنه يهم بكلام ولا يتكلم به ، والمناضلة إن كانت في سبيل الله وكان هو المرمي والمصاب بالسهم فإنه ينال حاجته من القربة إلى الله تعالى ، وإن كانت في الدنيا فإنه ينال شرفها . ( أتى ) : ابن سيرين رجل فقال : رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون والآخرون يرمون فلا يصيبون ، قال : هؤلاء فريقان بينهما خصومة والمصيبون يعملون بالحق والمخطئون يتكلمون بالباطل والرمي بالسهم إذا أصاب وكان في سبيل الله فإن الله يستجيب دعوته ، وإذا كان لأجل الدنيا أصاب عزها وأما الجراحات فمن رأى أنه جرح في بدنه فإن ذلك مال يصير غليه جرح في يده اليمنى فإنه مال يفيده من قرابة له من الرجال ، وفي اليسرى من قرابة له من النساء ، فإن جرح في رجله اليسرى فمال من الحرث والزرع ، فإن جرح في عقبه أصاب مالاً من جهة عقبه وولده ، والجراحة في إبهام يده اليمنى دليل على ركوب الدين إياه ، وكل جراحة سائلة نفقة وضرر في المال ( ومن رأى ) بجسده جراحة طرية يسيل منها الدم فإنه مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجراً ، والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم فإنه مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجراً ، والجراحة في الرأس ولم يسل مها الدم فإنه قد قرب من أن يصيب مالاً ، فإن سال منها الدم فإنه مال يبين أثره عليه ، فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم فإنه يطول عمره ويرى أترابه ، فإن هشمت العظم انهزم جيش له ، فإن جرح في يده اليسرى زاد عسكره ، فإن جرح في اليمنى زاد ملكه ، فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته ، فإن جرح في فخذه زادت عشيرته ، فإن جرح في ساقه طال عمره ، وإن جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة في المال وثباتاً ، فإن رأى كأن إنساناً قطع أعضاءه وفرقها فإن القاطع يتكلم في أمره بكلام حق يورث ذلك ويفرق أولاده ويشتتهم في البلاد ، فإن تلطخ الجارح بدم المجروح فإنه يصيب مالاً حراماً بقدر الدم الذي تلطخ به ، ومن جرح كافراً وسال من الكافر دم فإنه يظفر بعدو له ظاهر العداوة وينال منه مالاً حلالاً بقدر الدم الخارج منه لأن دم الكافر حلال للمؤمن ، فإن تلطخ بدمه فهو أقوى ( ومن رأى ) كأن إنساناً جرحه ولم يخرج منه دم فإن الجارح يقول فيه قولاً حقاً جواباً له فإن خرج دم فإنه يغتابه بما يصدق فيه ويخرج المضروب من إثم وقيل : من رأى كأنه جرح بشيء من الحديد بسكين أو غيرها فإنه تظهر مساويه ومعايبه ولا خير فيه وقال بعضهم : من رأى في بعض أعضائه جرحاً فإن التعبير فيه للعضو الذي حلت فيه الجراحة ، فإن كانت في الصدر أو الفؤاد فإنها في الشباب من الرجال والنساء تدل على عشق وأما المشايخ والعجائز فإنها تدل على حزن . وأما القتل فمن رأى أنه قتل إنساناً فإنه يرتكب أمراً عظيماً وقيل : إنه نجاة من غم لقوله تعالى : ! ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ) ! ( ومن رأى ) أنه يقتل نفسه أصاب خيراً وتاب توبة نصوحاً لقوله تعالى : ! ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) ! الآية ( ومن رأى ) أنه يقتل فإنه يطول عمره ( ومن رأى ) كأنه قتل نفساً من غير ذبح أصاب المقتول خيراً ، والأصل أن الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم فإن رأى أنه ذبحه ذبحاً فإن الذابح يظلم المذبوح في دينه أو معصية يحمله عليها وأما من قتل أو سمى قتيلاً وعرف قاتله فإنه ينال خيراً وغناء ومالاً
____________________
(1/467)
وسلطاناً ، وقد ينال ذلك من القاتل أو من شريكه لقوله تعالى : ! ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) ! وإن لم يعرف قاتله فإنه رجل كفور يجري كفره على قدره إما كفر الدين وإما كفر النعمة لقوله تعالى : ! ( قتل الإنسان ما أكفره ) ! ( ومن رأى ) مذبوحاً لا يدري من ذبحه فإنه رجل قد ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء وأما من ذبح أباه أو أمه أو ولده فإنه يعقه ويتعدى عليه وأما من ذبح امرأة فإنه يطؤها ، وكذلك إن ذبح أنثى من إناث الحيوان وطئ امرأة أو افتض بكراً ومن ذبح حيواناً ذكراً من ورائه فإنه يلوط فإن رأى أنه ذبح صبياً طفلاً وشواه ولم ينج الشواء فإن الظلم في ذلك لأبيه وأمه فإن كان الصبي موضعاً للظلامة فإنه يظلم في حقه ويقال فيه القبيح كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ولو كان ما يقال يه لنضج الشواء فإن لم يكن الصبي لما يقال فيه ويظلم به موضعاً فإن ذلك لأبويه فإنهما يظلمان ويرميان بكذب ويكثر الناس فيهما وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء فإن رأى الصبي مذبوحاً مشوياً فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال ، فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفضله فإن رأى أن سلطاناً ذبح رجلاً ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس فإن السلطان يظلم إنساناً ويطلب منه ما لا يقدر عليه ويطالب هذه الحامل تلك المطالبة ويطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح ، فإن عرفه فهو بعينه وإن لم يعرفه وكان شيخاً فإنه يؤاخذه بصديق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته ، وإن كان شاباً أخذ بعدو وعزم ، وإن كان المذبوح مه رأسه فإنه يؤذن به ولا يغرم وتكون الغرامة على صاحبه ولكن ينال منه ثقلاً وهماً والمملوك إذا رأى أن مولاه قتله فإنه يعقته . ( وأتى ) : ابن سيرين رجل فقال : رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها فقال له ابن سيرين : ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة ، وكان الرجل أخا المرأة وكان زوجها غائباً فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر فأتى بيته فإذا بجارية أخته قد أتته بهدية وقالت : إن سيدي قدم البارحة من السفر ففرح الرجل وزال عنه الغضب . ( وأتت ) : ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم فقال لها : إنك حملت زوجك على إثم فاتقي الله عز وجل قالت صدقت . ( وأتاه ) : آخر فقال : رأيت كأني قتلت صبياً وشويته فقال : إنك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وأنه سيطيعك وأما ضرب الرقبة فمن ضربت رقبته وبأن عنه رأسه فإن كان مريضاً شفي ، وإن كان مديوناً قضي دينه ، وإن كان صرورة حج ، وإن كان في خوف أو كرب فرج عنه ، فإن عرف الذي ضرب رقبته فإن ذلك يجري على يديه ، فإن كان الذي ضربها صبياً لم يبلغ فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض إلى ما يصير إليه من فراق الدنيا وهو موته على تلك الحال وكذلك لو رأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو هو معروف بالصلاح فهو يلقى الله تعالى على خير حالاته ويفرج عنه ما هو فيه من الكرب والبلاء ، وكذلك المرأة النفساء والمريض والمبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره فإن رأى كأن ملكاً أو ولياً يضرب عنقه فإن تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره فإن رأى كأن ملكاً ضرب رقاب رعيته فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم وضرب الرقبة للملوك عتقه أو بيعه وللصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم ، وتدل في المسافرين على رجوعهم ( ومن رأى ) رأسه في يده فإنه صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يكن متزوجاً ولم يقدر على الخروج في سفر ( ومن رأى ) كأن سلطاناً ضرب أوساط رعيته فإنه ينتصف منهم ( ومن رأى ) كأنهجعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع فإنه يتزوج امرأتين لا يقدر على إمساكهما بالمعروف ولا تطيب نفسه على تسريحمها وقيل : من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله والدم مال حرام أو إثم فإن رأى أنه يتشحط في الدم فإنه يتقلب في مال حرام أو إثم عظيم فإن رأى على قميصه دماً من حيث لا يعلم فإنه يكذب عليه من حيث لا يشعر لقصة يوسف عليه السلام فإن رأى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فإنه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم ، فإن تلطخ بدم كبش فإنه يكذب عليه رجل شريف غني منيع ، وكذلك دم جميع الحيوان فإنه يكذب عليه من ينسب إلى ذلك الحيوان فإن رأى أنه شرب دم إنسان فإنه ينال مالاً ومنفعة وينجو منكل فتنة وبلية وشدة وقيل : من
____________________
(1/468)
شرب دم الناس ارعوى عن إثم ونجا منه ومن وقع في بئر من دم فإنه يبتلى بدم أو مال حرام ، وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة وإن كان غائباً رجع من سفره سالماً . ( وذكر ) : رجل من الأزد قال : صلى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحاً بصيراً فأصبح وهو أعمى فأتيناه وقلنا له : ما هذا الذي طرقك ؟ أتيت في منامي فأخذت فذهب بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو قاعد وبين يديه طشت مملوء دماً قال : إنك كنت فيمن قاتل الحسين ؟ قلت نعم ، فأخذ اصبعي هاتين يعني السبابة والوسطى فغمسها في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني وأومأ بأصبعيه ، قال : فأصبحت لا أبصر شيئاً . ( وجاء ) : رجل إلى ابن المسيب فقال : رأيت كأن في يدي قطرة من دم وكلما غسلتهما ازدادت إشراقاً فقال : أنت رجل تنتفي من ولدك فاتق الله واستحلفه وقال سفيان : رأيت كأن عليّ ثوباً دماً فلما أصبحت خرجت إلى المسجد وكان علي بابه معبر فقصصت رؤياي عليه فقال : يكذب عليك فكان كما قال . وأما الصلب فهو على ثلاثة أضرب : صلب مع الحياة وصلب مع الموت وصلب مع القتل فمن رأى كأنه صلب حياً أصاب رفعة وشرفاً مع صلاح دينه ومن صلب ميتاً أصاب رفعة مع فساد دينه ومن صلب مقتولاً نال رفعة ويكذب عليه ( ومن رأى ) كأنه مصلوب ولا يدري متى صلب فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه وقال بعضهم للأغنياء رديء ربما كان فقراً لأن المصلوب يصلب عارياً وللفقراء دليل غنى وفي مسافري البحار دليل نيل المراد من أسفارهم والنجاة من الأهوال لأن الخشبة مركب من خشب وشبيه بذيل السفينة وقيل : إن صلب العبد عتقه وقال بعضهم : من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه نال رفعة وسلطاناً وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده ، فإن سال منه الدم فإن رعيته ينتفعون به ( ومن رأى ) كأنه يأكل لحم مصلوب نال مالاً ومنفعة من جهة رئيس مرتفع وقيل : إنه يدل على أنه يغتاب سلطاناً أو رئيساً دونه إذا لم يكن لما يأكل أثر وأما الهزيمة فللكفار هي بعينها لقوله تعالى : ! ( وقذف في قلوبهم الرعب ) ! وللمؤمنين ظفر في الحرب ( ومن رأى ) جنداً عادلين دخلوا بلدة منهزمين رزقوا النصر والظفر وإن كانوا ظالمين حلت بهم العقوبة ( ومن رأى ) الفرار من الموت أو القتل دل على قرب أجله لقوله تعالى : ! ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ) ! الآية : وقيل : إن الفرار من العدو أمر وبلوغ المراد لقوله تعالى : ! ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) ! ومن دعا رجلاً وهو يفر منه فإنه لا يقبل قوله ولا يطيعه لقوله تعالى : ! ( فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) ! وقيل : الفرار أمان لقوله تعالى : ( ففروا إلى اله إني لكم منه نذير مبين ) ومن اختفى من عدوه فإنه يظفر به فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه ، فإن ارتعد أو ارتعش أو ارتخت مفاصله أصابه هم ولا يقوى به . ورؤية الخيل يتراكضون في بلدة أو محله فإنها أمطار وسيول ، والخوف أمن ، والسر هم شديد وأما القيد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ' أحب القيد وأكره الغل ' والقيد ثبات في الدين ، فإن كان من فضة فهو ثبات في أمر التزويج ، وإن كان من صفر فثبات في أمر مكروه ، وإن كان من صفر فثبات في أمر مكروه ، وإن كان من رصاص فثبات في أمر فيه وهن وضعف ، وإن كان حبلاً فهو ثبات في الدين لقوله تعالى : ! ( واعتصموا بحبل الله ) ! وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق ، وإن كان من خرقة أو خيط فهو مقام في أمر لا دوام له ، وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد فهو ثباته على طاعة الله تعالى ، وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقلد سيف فهو ثباته في سلطانه وولايته ، وإن كان من أبناء الدنيا فهو ثباته في عصارتها والقيد للمسافر عاقة عن سفره ، وللتجار متاع كاسد يتقيدون به ، وللمهموم دوام همه وللمريض طول مرضه ( ومن رأى ) أنه مقيد في سبيل الله فهو يجتهد في أمر عياله مقيماً عليهم وإن رأى أنه مقيد في بلده أو في قرية فهو مستوطنها فإن رأى أنه مقيد في بيت فهو مبتلى بامرأة فإن رأى القيد ضيقاً فإنه يضيق عليه الأمر فيها ، والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته ، وإن كان المقيد رأى أنه ازداد قيداً آخر فإن كان مريضاً فإنه يموت فيه ، وإن كان في حبس طال حبسه ( ومن رأى ) أنه مربوط إلى خشبة فإنه محبوس في أمر رجل منافق ( ومن رأى ) أنه مقيد وهو لابس ثياباً خضراً فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر ، وإن كانت بيضاء فمقامه في أمر علم وفقه وبهاء وجمال ، فإن كانت حمراء فمقامه في أمر لهو وطرب ، وإن كانت صفراء فمقامه في مرض ( ومن رأى ) أنه مقيد بيد من ذهب فإن ينتظر مالاً قد ذهب له فإن رأى أنه مقيد في قصر من القوارير فإنه يصحب امرأة جليلة وتدوم صحبتها
____________________
(1/469)
معه ، وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة ( ومن رأى ) أنه مقرون مع رجل آخر في قيد دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف عليها انتقام السلطان لقوله تعالى : ! ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ) ! وقيل : إن القيد في الأصل هرم وفقر وقال بعضهم : إن القيد يدل على السفر لأنه يغير المشية . وأما الغل فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه فإنه يصيب مالاً لا يؤدي زكاته ، وقيل : إنه يمنع عن معصية فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله ، فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب دل على نفاقه ( ومن رأى ) أنه مقيد مغلول فهو كافر يدعى إلى الإسلام ( ومن رأى ) أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره لقوله تعالى : ! ( خذوه فغلوه ) ! وأتت ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت رجلاً عليه قيد وغل وساجور فقال لها : الغل والساجور من خشب فهذا رجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه فكان كما قال . ( وحكي ) : أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كأنه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال : إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرتفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ . ( وأتى ) : ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب قال : رأيت كأن قتادة مصلوب فقال : هذا رجل له شرف وهو يسمع منه ، فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزد ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة لقوله تعالى : ! ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسل ) ! والسلسلة في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ومن ربط بسلسلة دل على حزن هو فيه أو في المستقبل : وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة ويدل على طول المرض وامتداد الحزن إن دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دخوله نعود بالله من البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير لقوله تعالى : ! ( والصلح خير ) ! والدعوة إلى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى ، والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير ، والصلح يدل على السلامة فإنه أحد معانيه السلم . ( الباب الثاني والثلاثون ) ( في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة ) البناء بالبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال ، والبناء بالآجر والجص وكلما يوقد تحته النار فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يبني فإن كان ذا زوجة وإلا تزوج وابتنى بامرأة ، والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملاً في الطين فإنه يعمل عملاً صالحاً والجصاص رجل منافق مشعب معين على النفاق لأن أول من ابتدأ الجص فرعون والنقاش إن كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها ، وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل ، وإن كان نقشه بما لا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر ، وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط ، وضارب اللبن جامع للمال فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه وجمعه فإنه يجمع مالاً ، فإن مشى يها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب والخشاب يترأس على أهل النفاق والحطاب ذو نميمة وشغب والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس إليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك والحديد رأسه وقوته فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكاً عظيماً لقصة داود عليه السلام : ( وألنا له الحديد ) وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وسلاحها الحديد ، وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد إن لم يحرقك بناره أصابك من شره وإن قيل في المنام إن فلاناً دفع إلى حداد أو دفع أمره إليه فإنه يجلس إلى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شيء من دخانه أو ناره أو شراره ؟ فضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه فأما من عاد في منامه حداداً فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة وقيل : الخباز سلطان عادل فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيماً وخصباً وثروة ، فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشاً طيباً ودل الناس على وجه يستفيدون فيه غنى وثروة فإذا رأى كأنه اشترى من الخباز خبزاً من غير
____________________
(1/470)
أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشاً طيباً في سرور ورزقاً هيناً مفروغاً منه فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمناً فهو كلام في الحاجة ( ومن رأى ) كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد والخباز وإن قال الناس أنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله ، والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب نميمة . وأما الخبز فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس ، وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح ، وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على أقدار الناس ، وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء والنقي منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء والغلث منه على ضد ذلك فمن رأى كأنه يفرق خبزاً في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج إليه ، وإن كان واعظاً كانت تلك مواعظة ووصاياه إلا أن يكون القوم الذي أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أنحس حظاص لن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس وأما من رأى ميتاً دفع إليه خبزاً فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره من مكان لم يرجه وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالأرجل فإنه عظيم يورث البطر والمرح وأما من رأى ميتاً أخذ له رغيفاً أو رآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلاً أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس إليها وفتنة يعطش الناس فيها ، فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسد ، وإن لم يكن شيئاً من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت ، وإن كان ضعيفة الدين فسدت ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم . والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الأجراء فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية ، فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأن ثمن كل شيء شكره ( ومن رأى ) كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها فإنه يصيب عزاً وشرفاً لأنالحنطة أشرف الأطعمة فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها أصابه خسران وهوان وعزل إن كان ولياً وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول برمة نفسه ودنياه ' فإن رأى شيخاً طحاناً فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أن يصيب رزقه من جهة صديقه فإن رأى شاباً طحاناً فإنه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاماً بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية ، فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك ( ومن رأى ) أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله . والقصاب ملك الموت ، فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكيناً أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة فإن رأى كأنه ذبح ما لا يحل ذبحه من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى فإن رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم ير دماً فإن رأى دماً لم تحمد رؤياه وقيل : إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال غ في الحالين : حال الدين فإنه يدل على قضائه ، وحال القيد فإنه يدل على فكه والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول ، وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة ، وقيل هو السفاك ، وقيل هو صاحب السيف ( ومن رأى ) أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة ( ومن رأى ) كأنه يقسم لحم بقر أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين ورثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده والسلاخ رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم والشواء مؤدب فمن رأى كأنه يشتري قطعة من شواء فإنه يستأجر حاذقاً ، وقيل : إن الشواء رجل في كلامه شغب ، والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصحاب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الأسواق ، والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها إظهار اليسر وخيانة في الأمانة ، والبقلي رجل دنيء الكلام صاحب هموم وأحزان والبطيخي رجل ممراض ، والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه وحلاب الأغنام جماع الأموال ، وحالب البقر رجل يطالب العمال ، وحالب الغنم رجل حسن الذكر عامل بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم ، والهراس رجل مشغب وقيل
____________________
(1/471)
هو ضراب لسطان جلاد وعيشه من ذلك والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من أموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال ، وقيل : هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلماً والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف ، وقيل : هو مصنف العلوم ، وقيل : هو رجل يسوق لنفسه بإلقاء العداوة بين الناس والنميمة والكامخي رجل ممراض وعصار الدهن إن كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال ، وإن كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالاً بتعب فيه ومشقة والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة . والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكراً ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يطلف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب والسمان رجل موسر يعيش في ظله من تبعه والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنه اشترى رأساً من رآس فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها والذباح رجل ظالم والإسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها وكذلك الصرام فإن جلو الحيوان مواريث والذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء لأن النعل امرأة والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتم على يديه أمور متفرقة ، فإن خيط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقاً ولا يجمع فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس إلى الرشاد ي أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمناً فإن أخذ عنه ثمناً دراهم دل على أنه يعمل الإحسان رياء ، وإن اخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر والجزار مثل الإسكاف وقيل مثل الحذاء وبياع الطيور نخاس الجواري والخواص والطرائفي والأكافي أيضاً نخاس الجواري لأن الاكاف امرأة أعجمية والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام والتاجر فإن رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته ، وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئاً من أدوات التجار ميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به والحلواني رجل بار لطيف إذا لمي أخذ ثمناً فإن أخذ ثمناً فهو مراء والخمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل والحمال صاحب هموم وحلم والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير ، وكذلك السائس والجوشني داعي الناس إلى الألفة وحسن الصحبة والنبلي زاهد عابد وقيل جاسوس . والقواس رئيس الفرج والتراس سلطان قوي يغري العساكر بأعدائهم والرماح صاحب ولاية والزراد معلم داع إلى الخير وقيل ذو سلطان والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل والجوالقي رجل يحرض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم وجزاز الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء وجالب الأمتعة جامع الدنيا والنخاس صاحب عشور والحارس يدل على ظهور الأسرار والحمام جامع بين الناس على معصية وهو أيضاً قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشباه كثيرة والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فإن الماء فهو حينئذ عقده إن كان ذلك له ، والأصل في الحفر المكر وحفار الجبال رجل يزاول رجالاً عظاماً وقيل : إن الحفار رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به وقيل : إن الحفار رجل حقود مكار والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان العالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاماً حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوباً بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه وإن كان مريضاً شفي على يد الطبيب ، فإن كان مطلوباً بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم ، وإن كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض ديناً أو عامل بدين وكتب عليه شرط والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل يعمل صالح والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان وراتق الجراحات داعي الناس إلى خير وألفة وراقي الحيات رجل غدار ، والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام والخراط رجل يقاتل رجالاً فيهم نفاق ويسرق أموالهم والدلال غير محمود والريحاني
____________________
(1/472)
رجل صابر على المصائب راض بالقضاء والرفاء معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رفأ ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر إليها من الكذب ، فإن رفأ ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه وصاحب من لا خير فيه . والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتولى أمر السلطان أو الحاكم ( ومن رأى ) أعرابياً يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه ، وراعي البخاتي وال على العجم ، والرائض صاحب ولاية وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف والزجاج نخاس الجواري والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجراً فإن ملأ سقاء الملاء وحمله إلى منزله ولم ينو شربه فإنه يجمع مالاً يأكله غيره ، فإن حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمناً فإنه يحمل وزراً وينال المحمول إليه مالاً من جهة سلطان لأن النهر سلطان ، والماء في الإناء مجموع ، والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ ، وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع والوراق محتال والسقطي عالم بالترهات والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه حكمه وعدله وربما كان ميزانه نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه ، والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده ، وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالاً ويعطي جواباً بالعدل والموازنة ، وهو المعبر أيضاً لاعتباره مايرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقداً كالدنانير ويعطي كلاماً مصرفاً كالدراهم أو يأخذ كلاماً متفرقاً كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير ، فم نصرف في منامه ديناراً من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله ، فإن كان في خصومة نقصت وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه أو يرى رؤياه يحتاج فيها إلى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب ، والهم يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره ، وكذلك لو قبض ذهباً ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعة لا تصلحه ، وكذا عادة الذي رآه والناطور صاحب ولاية وإن كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة والسائل الفقير طالب علم فإن أعطى ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر والسابح طالب العلوم وأمور الملوك والساحر فتان والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنيء . والصياد قد قيل إنه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس وصديهم بما معه من الصناعة والحيلة ، وربما دل الصياد على القواد ، فمن خالط صياداً أو عاد صياداً فاستدل على صلاح ما يدل صيده عليه من فساده بصفة صيده وزيادة منامه وقدره في نفسه وما يليق بمثله ، فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة ، وإن كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو رديء ، وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة ، وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم بمكر وخداع للسلاطين الغشمة الماردين ، وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس ، وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم ، وصياد السمك مع النساء والجواري خاصة ومعاملتهم والشاهد المعدل رجل يظفر بالأعداء . والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه وكالرقام ونحوهم وربما دل على الحراث فقلمه شكته ومداده البذر ، والكتاب المطوي خبر مخفي ، والكتاب المنشور خبر مشهور والصفار رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير ، وقيل هو رجل غاش خائن ، وقيل رجل صاحب خصومة فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة على أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتاً والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغاً في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير والضائغ شرير كذوب لا خير فيه لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وإن كان معه ما يدل على الصلاح ، وإن كان في مسجد أو تالياً للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شيء من شيء .
____________________
(1/473)
الصيقل وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسلطان وسيوفه جنده ورجاله أوامره ، ويدل أيضاً على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه والواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها ، ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض فمن عاد في المنام صيقلاً عمل من وجوه ذلك ما يليق به ، ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة حراماً يدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه . وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكلام قيل : إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجراً وقيل : هو رجل يفتعل الكلام جيداً حسناً فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلاً للولاية نالها وقيل : إن ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات ، وضرب الدراهم الرديئة كلام رديء وقول بلا عمل والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدار لأمور الدين أو الدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم ودرياق ومثل المؤدب والسيد والدباغ المصلح لجلود الحيوان ويدل أيضاً على الحجام لما في الحجم من الشفاء ، فمن رأى قاضياً عالماً عاد طبيباً كثر رفقه وعظم نفعه ومن رأى طبيباً عاد قاضياً أو فقيهاً فإن كان مسلماً حكيماً زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته ، وإن كان على خلاف ذلك نزلت به بلايا ولعله يهلك أحداً بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ما ليس له ( ومن رأى ) طبيباً يبيع الأكفان فيلحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لا سيما إنك كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه ( ومن رأى ) طبيباً عاد دباغاً للجلود فهو دليل على حذاقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى أن دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس والمطرز عالم مكار مزوق كلام والعلاف رجل كثير المال والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثنى عليه الثناء الحسن والعشار رجل دخل في أمور غيره وبيع الغزل يدل على السفر والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان ، فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابناً حسناً لقوله تعالى : ! ( كأنهم لؤلؤ مكنون ) ! وتدل رؤيا الغوص على طلب العلم الغامض وعلى طلب مال في خطر ويصيب ما يطلبه على قد رما يطيب من اللؤلؤ والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم وقيل : هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم وأما القفال فإنه رجل دلال فمن رأى أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع ، فإن رأى أنه قفل باب دار فإنه دلال تزويج والقلانسي رئيس وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء . والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان فإن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم اقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم والقدوري رجل طويل العمر لقوله تعالى : ! ( وقدور راسيات ) ! والقطان رجل صاحب مال وتعب والكيال وال عادل ، إذا لم يبخس في كيله والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور والكحال رجل داع إلى الخير مصلح للدين والمساح رجل يتفقد أحوال الناس ويحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضاً مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح ، وإن مسح كرماً فإنه يتفقد حال امرأته ، فإن مسح شجراً فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين ، فإن مسح شارعاً فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه ، وإن كان في وجه الحج فإنه يحج ، فإن مسح مفازة فإنه يفوز من غم ، وإن مسح أرضاً مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح . واللص هو الرجل المغتال الطالب ما ليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لدواجنهم أو حمامهم واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن والأموال والأرواح شركاء في التأويل ، وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان ، وقيل : إن اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء ، وإن رأى لصاً دخل منزلاً فأصاب منه شيئاً وذهب به فإنه يموت إنسان هناك ، فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو والمصور كاذب على الله تعالى ذو البدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وأمثالهم ممن أخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يد على الأمير والحاكم والفقيه على كل من له صولة ولسان وأمر ونهي ، وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك ( ومن رأى ) كأنه عاد معلماً نظرت في
____________________
(1/474)
حاله وأي شيء يليق به مما ينسبه إليه المؤدب ، وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى : ! ( الرحمن علم القرآن ) ! الآية فهو معلم الخلق أجمعين والبحاث يقاتل أقواماً منافقين ويأخذ منهم أموالاً بالمكر والنباش طالب علم غامض وإن لمي كن من أهله فهو قواد ، ويدل أيضاً على الباحث عن الأمور المستورة الخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات ، فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه ، فإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا ، وإن كان مالاً فهو حرام ، فإن كان الميت حياً فإن العلم زيادة في الدين ، وإن كان مالاً فهو حلال ( ومن رأى ) كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه ونخاش الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار ، ونخاس الدواب صاحب ولاية والنداف صابح خصومات تجري على يديه أموال فإن رأى أنه يندف دخل في خضومة إن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه . والناقد رجل يختار من كل شيء أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثل من لا يجوز عليه التدليس والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألماً نال مالاً فإن ناله ألم ناله ضرر والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح ، وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لنه مبشر ومنذر ، وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس ، وربما دل على القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلي هموم الناس على يديه ، وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يؤول إليه ، فمن عاد في النوم عابراً فإن لاق به القضاء ناله وإن كان طالباً للعلم والقرآن حفظه وإن كان موضعاً للكتابة نالها ، فإن كان طالباً لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفياً أو مكشفاً أو قصاراً أو غسالاً أو جزاراً أو قارئاً على قدر الأيام وزيادة الأحلام وأما من قص في المنام مناماً على معبر فما عبر له فهو هو ما كان موافقاً للحكمة جارياً على السنة وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف إليه في حاجته وقال بعضهم : المعبر رجل يطلب عثرات الناس والمجير ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة ، وكالإسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم ، فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داء نزل به أو كسر أصابه ، فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من إشراكه في التأويل ، فإن قال رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع ما فيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذراً أو ديناً يفرج عنه منه على يدي حاكم أو عالم ( ومن رأى ) مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحاً دل على أنه يفصل ثوباً ويدفعه إلى خياط يخيطه ، وإن كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنها عن قبول الصدقات ، وإن كان ذلك في رجليه جميعاً أو في إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإني أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها إلى البيطار . والمغازلي رجل يفشي أسرار الناس والمشاط رجل يجلي هموم الناس والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس ، وإن فصد بالعرض فإنه يلقي العداوة بينهم وينم ويطعن على أحاديثهم والفتح مساح كما أن المساح فتح ' والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتبيها وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويجذبه إلى نفسه والملاح رجل سبحان وقيل هو سائس الملك وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدبر عسكره والمتوسط بينه وبين رعيته ، وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم والمساميري يأمر الناس بالتودد والبائع والمشتري مختلفين ، فمن رأى أنه يبيع شيئاً أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الإنسان لا يبيع إلا وقت اضطراره ، فإذا اضطر باعه واشترى شيئاً ، والاضطرار يخرج الإنسان إلى الحيل ( ومن رأى ) أنه باع شيئاً من نوع محبب فإنه يقع في تشويش واضطراب ومخاطرة ويرجو بذلك ظفراً ونجاة من المهلكة ، فإن رأى أنه باع شيئاً مكروهاً فلا خير فيه ، فإن اشترى شيئاً من نوع محبوب فإن ذلك التدبير نجاة مما يحاذره ، فإن كان من نوع
____________________
(1/475)
مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان وقيل : إن محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا هو بمنزلة الحداد وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في علمه كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب ، وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائطه الذي علا عليه ووزنه بمزيانه وخيطه وضربه بفأسه ، وربما دل على الناسج والمصنف والحراث ، وقد يدل المنسج على ما الإنسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو مرمة أو كتابة ، فمن قطع منسجه فرغ همه وعمله وسفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول وقيل : النسج سفر وقيل : النسج خصومة . وأما لامسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري ، وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين والفتال هو الماسح والسائح والمسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي ، فمن فتل في المنم حبلاً سافر إن كان من أهل السفر ، أو مسح أيضاً إن كانت تلك صناعته ، أو أحكم أمراً هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله إما شركة أو نكاحاً أو اجتماعاً على عهد وعقد أو ائتلافاً والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعادة لأنهم يدبرون الحيوان ويحملون الأموال وضاب البربط يفتعل كلاماً باطلاً والبطال يفتعل كلاماً باطلاً والزامر ينعي إنساناً واراقص رجل تتتابع عليه مصيبات وصاحب البستان قيم امرأة والحطاب ذو نميمة وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري والفاكه ينسب إلى الثمرة الذي باعها ومن باع مملوكاً فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراه وكل ماكان خيراً للبائع فهو شر للمبتاع الدهان فهو يعمل أعمالاً خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع المداهن والمدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتاب والصور ، فإن كان فرآناً أوكلام بر فهو صالح ، وما كان سوراً أو شعراً من الباطل فهو فاسد والسباك هو المسبوك في صناعته المبتلى بالسنة أهل وقته للفظ السبك والسنة النار فربما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل ، وربما دل على الغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم . ( الباب الثالث والثلاثون ) ( في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام ) ( البرذون ) : جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو وقيل : البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم ، ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن ، ومن ركب برذوناً ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمه ، وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذوناً ارتفع ذكره وكثر كسبه وعلا مجده ، وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة ، وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدنيا فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر على إمساكه فإن امرأته تكون سليطة عليه ومن كلمه البرذون نال مالاً عظيماً من امرأته وارتفع شأنه فإن رأى أنهي نكح برذوناً فإنه يصنع معروفاً إلى امرأته ولا يشكر عليه ، ويدل ركوب البرذون أيضاً على السفر ( ومن رأى ) أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفراً بعيداً وينال خيراً من جهة امرأته فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما فإن رأى أن برذونه يعضه فإن امرأته تخونه ، وموت برذونه موت امرأته ومن شرق برذونه طلق امرأته ، وضياع البرذون فجور المرأة ( ومن رأى ) كلباً وثب على برذونه فإنه عدواً مجوسياً يتبع امرأته ، وكذلك إن وثب عليه قرد فإن يهودياً يتبع امرأته والبرذون الأشهب سلطان والأسود مال وسؤدد ( ومن رأى ) كأن برذوناً مجهولاً دخل بلده بغير أداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي ، وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل . ( وحكي ) : أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت : رأيت أنه دخل رجلان علي أحدهما على برذون أدهم والآخر على
____________________
(1/476)
برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني فقال لها ابن سيرين : اتقي الله واحذري صاحب الأشهب ، فلما خرجت المرأة من عند ابن سرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت داراً فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب وقال ابن سرين لما خرجت المرأة من عنده : أتدرون من صاحب الأشهب ؟ قالوا : لا ، قال : هو فلان الكاتب ، أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد ؟ وأما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بعاجز . ( الحجرة ) : دالة على زوجة ، فإن نزل عنها وهو لا يضمر ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته وإن كان اضمر العود إليها أو إنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة ، فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فأمسك عنها ، وإن كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني ، وإن ولى حين نزوله عنها سافراً عنها ماشياً أو بال في حين نزوله على الأرض دماً فإنه مشتغل عنها بالزنى لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام وتدل الحجرة أيضاً على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها ، وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواناتها على قدر مواتاتها في المنام والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال والشقراء ذات فرج ونشاط والشهباء امرأة متدينة ومن شرب لبن الفرس أصاب خيراً من سلطان والفرس الحصان سلطان وعز ، فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويداً وأداة الفرس تامة أصاب عزاً وسلطاناً وشرفاً وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له ، ومن ارتبط فرساً لنسفه أو ملكه أصاب نحو ذلك ، وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان وذنب الفرس أتباع الرجل فإن كان ذنوباً كثر تبعه وإن كان مهلوباً مخذوفاً قل تبعه ، وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء ( ومن رأى ) أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه يقال : ركب فلان هواه وجمح به هواه ، وإن كان الفرس عرماً كان الأمر أشنع وأعظم ، ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب ، ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى للفرس جناحاً يطير به بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر ' والبلق شهرة والدهم مال وسؤدد وعز في سفر والأشقر يدل على الحزن ، وفي وجه آخر أن الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقراً . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد فقال : توقع الموت . ( وحكي ) : أن علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرس مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعاً فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال : أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية ومرتبة ، وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه ، وأما انتثار اسنانه فطول عمره وقيل : من رأى فرساً مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا ومن ركب فرساً أغر محجلاً بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرسان فإنه ينال سلطاناً وعزاً وثناء حسناً وعيشاً طيباً وأمناً من الأعداء والكميت أقوى للقتال وأعظم والسمند شرف ومرض ومن ركب فرساً فركضه حتى ارفض عرقاً فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لأجل العرق وإنما قلنا إن العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى : ! ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) ! والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ' فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف ومن ركب فرساً ذا جناحين نال ملكاً عظيماً إن كان من أهله وإلا وصل إلى مراده والفرس الجموح رجل مجنون بطر متهاون بالأمر وكذلك الحرون ، وقفز الفرس سرعة نيل أمانيه ، ووثوبه زيادة في خيره وهملجته استواء أمره ، وقيل : إن منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه إن كان ذا سلطان ، وإن كان تاجراً خروج شريكه عليه ، وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه ، وقيل : إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه ، وقيل : من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب ، ورئية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لا يتم . والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة . ( البغل ) : رجل لا حسب له إما من زنى أو يكون والده عبداً وهو رجل قوي شديد صلب ، ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل ، فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لأنه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد أو عدو كائد أو عبد خبيث فإنه يظفر به ويقهره وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه ، فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت
____________________
(1/477)
برجل على نحوه ، ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر ، والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة أديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أو لا يعيش لها ولد والشهباء جميل ، والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر والبغلة بالإكاف والبرذعة أيضاً دليل السفر ، ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلاً في امرأته ، وركوب البغلة مقلوباً امرأة حرام ، وكلام البغلة أو الفرس أو كل شيء يتكلم فإنه ينال خيرا ًيتعجب منه الناس ( ومن رأى ) له بغلة نتوجاً فهو رجاء لزيادة مال فإن ولدت حق الرجاء ، وكذلك الفحل إن حمل ووضع ، وركوب البغلة فوق أثقالها إذا كانت ذللاً فهو صالح لمن ركبها ، والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب ، وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد . ( الحمار ) : جد الإنسان كيفما رآه سميناً أو مهزولاً ، فإن كان الحمار كبيراً فهو رفعته وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا ، وإذا كان جميلاً فهو جمال لصاحبه ، وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه ، وإن كان مهزولاً فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه ، وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان والأخضر ورع ودين وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود ، والحمار بسرج ولد في عزل وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه وموت الحمار يدل على موت صاحبه ، وحافر الحمار قوام ماله ، وقيل : من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها أ ومات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه ، وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها وأما الحمار الذي لا يعرفه ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى : ! ( إن أنكر الأصوات ) ! ويدل أيضاً على اليهودي لقوله تعالى : ! ( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) ! فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافراً إلى كفره ومبتدعاً إلى بدعته ، وإن أذن أذان الإسلام أسلم كار ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبره ( ومن رأى ) أن له حميراً فإنه يصاحب قوماً جهالاً لقوله تعالى : ! ( كأنهم حمر مستنفرة ) ! ومن ركب حماراً ومشى به مشياً طيباً موافقاً فإن جده موافق حسن ومن أكل لحم حمار أصاب مالاً وجدة ، فإن رأى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء ، وإن دخل حماره داره موقراً فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهر ما يحمل ( ومن رأى ) حماره تحول بغلاً فإن معيشته تكون من سلطان ، فإن تحول سبعاً فإنه جده ومعيشته من سلطان ظالم ، فإن تحول كبشاً فإن جده من شرف أو تمييز ( ومن رأى ) أنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه ، ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره ، ومن جمع ورث الحمار ازداد ماله ، ومن صارع حماراً مات بعض أقربائه ، ومن نكح حماراً قوي على جده ، ( ومن رأى ) كأن الحمار نكحه أصاب مالاً وجمالاً لا يوصف لكثرته والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك ومن ملك حماراً أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم ، وإن كان موقوراً فالخير أفضل ، ومن صرع عن حماره افتقر ، وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره ، ومن ابتاع حمراً ودفع ثمناً دراهم أصاب خيراً من كلام ، فإن رأى أن له حماراً مطموس العينين فإن له مالاً لا يعرف موضعه ، وليس يكره من الحمار إلا صوته وهو في الأصل جد الإنسان وحظه . ( الحمارة ) : امرأة وخادم دنيئه أو تجارة المرء وموضع فائدته فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه ، فإن كانت في المنام تحته فحملها منه ولدت في المنام ما لا يلده جنيسها ، فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه ، ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضاً يسيراً وبرئ ، ومن ولدت حمارته جحشاً فتحت عليه أبواب المعاش ، فإن كان الجحش ذكراً أصاب ذكراً وإن كانت أنثى دلت على خموله وقيل : من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد ، فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشاً جموحاً أصابه فزع من جهة ولده ، فإن لم يكن جموحاً أصاب منفعة بطيئة وقيل : إن الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عرياً بلا سروج ولا ركبان ( ومن رأى ) جماعة خيل عليها سروج بلا ربكان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس ، ومن ملك عدداً من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في
____________________
(1/478)
ناحيته ، ومن ركب فرساً بسرج نال شرفاً وعزاً وسلطاناً لأنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام ، وقد يكون سلطانه زوجة ينكحها أو جارية يشتريها ، فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب ذلك من يده ، ومن رأى دابته ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته ( ومن رأى ) فرساً مجهولاً في داره فإن كان عليه سرج دخلت إليه امرأة بنكاح أو زيادة أو ضيافة ، وإن كان عرياً دخل إليه رجل بمصاهرة أو نحوها وقد كان ابن سيرين يقول : من أدخل فرساً على غيره ظلمه بفرس أو بشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل أن يقتله أو يغمز عليه سلطاناً أو لصاً أو نحو ذلك والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر وربما دلت مطية الإنسان على نفسه ، فإن استقامت حسن حاله ، وإن جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت ، وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار ، والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية ، فمن ركب مهراً بلا سرج ولا لجام نكح غلاماً حدثاً وإلا ركب هماً وخوفاً وكذلك يجري حال المهرة . ( البقرة ) : سنة وكان ابن سيرين يقول : سمان البقر لمن ملكها أحب إليّ من المهازيل لأن السمان سنون خصب والمهازيل سنون جدب لقصة يوسف عليه السلام وقيل : إن البقرة رفعة ومال ، والسمينة من البقر امرأة موسرة والهزيلة فقيرة ، والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنه تنشز عليه فإن رأى كأن غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته ، وكرشها مال لا قيمة له ، وحبلها حبل امرأته ، وضياعها يدل على فساد المرأة ، وقال بعضهم : إن الغرة ف يوجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي إعجازها شدة في آخر السنة ، والمسلوخ من البقر مصيبة في الأقرباء ، ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت لقوله تعالى : ! ( وإن كانت واحدة فلها النصف ) ! والربع من اللحم مصيبة في المرأة ، والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القرابات وقال بعضهم : إن أكل لحم البقر إصابة مال حلال في السنة لأن البقر سنة وقيل : إن قرون البقر سنون خصبة ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان أهلاً لذلك وقيل : من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل ، وإن كان عزباً تزج امرأة مباركة ( ومن رأى ) أنه ركب بقرة أو دخلت داره وربطها نال ثروة وسروراً وخلاصاً من المهوم ، وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقرباءه وإن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء فإنها كألوان الخيل وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها وإن رأى عبداً يحلب بقر مولاه فإنه يتزوج امرأة مولاه ( ومن رأى ) كأن بقرة أو ثوراً خدشته فإنه يناله مرض بقدر الخدش ، ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل ، وقيل : البقر دليل خير للأكره ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب وأما دخول البقر إلى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضاً وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس ، فإن كانت سماناً فهي رخاء ، وإن كانت عجافاً فهي شدائد ، وإن اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سميناً تقدم الرخاء ، وإن كان هزيلاً تقدمت الشدة ، وإن أتت معاً أو متفاوته وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الأبان أبان سفر قدمت سفن على عددها وحالها وإلا كانت فتناً مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخبر يشبه بعضها بعضاً إلا أن تكون صفراً كلها فإنه أمراض تدخل على الناس وإن كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخال يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقر الحامل سنة مرجوة للخصب ( ومن رأى ) أنه يحلب بقر ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيراً وعز وارتفع شأنه ، وإن كان غنياً ازداد غناه وعزه ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولداً وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة فإن صغيرها ولده ولحوم البقر أموال وكذلك إخثاؤها . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أذبح بقرة أو ثوراً فقال : أخاف أن تبقر رجلاً فإن رأيت دماً خرج فإنه أشد أخاف أن يبلغ المقتل وإن لم تر دماً فهو أهون وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق : إن صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة فكان كذلك . ( الثور ) : في الأصل الثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لا قرن له فإنه رجل
____________________
(1/479)
حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير ، وربما كان الثور غلاماً لأنه من عمال الأرض ، وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه ، وربما دل على الرجل البادي والحراث ، وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها ، وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية فمن ملك ثوراً في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها ، وإن كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما ( ومن رأى ) ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله ، ولو ركبه كان ذلك أقوى ومن ذبح ثوراً فإن كان سلطاناً قتل عاملاً من عماله أو من ثار عليه ، وإن كان من بعض الناس فهو إنساناً وظفر به ممن يخافه وقتل إنساناً بشهادة شهدها عليه ، فإن ذبحه من قفاه أو من بطنه أو من غير مذبحه فإنه يظلم رجلاً ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده في ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده ، فإن كان سلطاناً أعان على غيره وأمر بنهب ماله ، وإن كان تاجراً فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة ، فإن كان سميناً ربح فيه ، وإن كان هزيلاً خسر فيه ، ومن ركب ثوراً محملاً انساق إليه خير ما لم يكن الثور أحمر ، فإن كان أحمر فقد قيل إنه مرض ابنه ، وتحول الثور ذئباً يدل على عامل عادل يصير ظالماً ، والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر تجارة سنة واحدة ، ومن ملك ثيراناً كثيرة انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء ، ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالاً وسروراً إن لم يكن أحمر فإن رأى كأنه اشترى ثوراً فإنه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن ( ومن رأى ) ثوراً أبيض نال خيراً فإنه نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه ، وقيل : إن نطحه رزقه الله أولاداً صالحين فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفراً بعيداً ، فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة ، وقيل : من سقط عليه ثور فإنه يموت ، وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابه علة . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن ثوراً عظيماً خرج من حجر صغير فتعجبنا منه ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه فقال : هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع . ( وحكي ) : عن ابن سيرين أنه قال : الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب وما نقص فهو خصومة وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه ، فإن كان والياً عزل عن ولايته ، وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه ، وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور . ( الجاموس ) : بمنزلة الثور الذي لا يعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن ، وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها ، وهو رجل شجاع لا يخاف أحداً محتمل أذى الناس فوق طاقته نفاع فإن رأت امرأة أن لها قرناً كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلاً وربما كان تأويل ذلك لقيمها . ( الجمل ) : وأما الإبل إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في غير طريق الدواب فهي سحب وأمطار ، وأما من ملك إبلاً فإنه يقهر رجالاً لهم أقدار ، والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي ، وإن كان من البخت فهو أعجمي ، والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور ، وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر : ' أن على ذروته شيطاناً ' وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة ، وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى : ! ( إن هم إلا كالأنعام ) ! ويدل على الرجل الصبور الحمول وربما دل على السفينة لأن الإبل سفن البر ، ويدل على حزن لقوله النبي صلى الله عليه وسلم : ' ركوب الجمل حزن وشهرة ' والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيراً للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته ومن ركب بعيراً وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الرض منه والشهرة ، وإن رأى ثائر على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لا سيما إن كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه ، فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت ، فإن كان زوجها غائباً قد عليها ، إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس ، وأما من رأى بعيراً دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنيته فإنه جن يداخله أو يدخل من يدل عليه ذلك الإناء من أهله وخدمه ( ومن رأى ) جملاً منحوراً في دار فإنه يموت رب الدار إن كان مريضاً أوي موت غلامه
____________________
(1/480)
أو عبده أو رئيسه ولا سيما إن فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه ، وإن كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله وأما إن كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أو يموت ، فإن كان مذبوحاً فهو مظلوم ، وإن سلخ حياً ذهب سلطانه أو عزل عنه أو اخذ ماله ( ومن رأى ) جملاً يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل منها من كل دار أكلاً مجهولاً فإنه وباء يكون في الناس ، وإن كان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو أو سيل يضر بالناس ، فمن عقره أو كسر عضواً منه أو أكله عطب في ذلك على قدر ما ناله ، وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه ، والقطار من الإبل في الشتاء دليل القطر ، وقيل : ركوب الجمل العربي حج ، ومن سقط عن بعير أصابه فقر ، ومن رحمه جمل مرض ، ومن صال عليه البعير أصابه مرض وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة وإن رأى كأنه استعصب عليه أصابه حزن من عدو قوي ، فإن أخذ بخطام البعير وقادة إلى موضع معروف فإنه يدل رجلاً مفسداً على الصلاح وقيل : قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء إليه ومن رعى إبلاً عراباً نال ولاية على العرب وإن كانت بخاتي فعلى العجم ( ومن رأى ) كأنه أخذ من أوبارها نال مالاً باقياً فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين أو رجلين عظيمين ومن أكل رأس جمل نيئاً اغتاب رجلاً عظيماً ، وركوب الجمل يسير به سفر ، فإن رأى أنه يحلب إبلاً أصاب مالاً حراماً ، ومن أكل لحم جمل أصابه مرض ، ومن أصاب من لحومها من غير أكل أصاب مالاً من السبب الذي ينسب إليه الإبل في الرؤيا ، وجلود الإبل مواريث . ( الناقة ) : امرأة أو سنة أو شجرة أو سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا ، فمن ملكها أو ركبها تزوج إن كان عزباً أو سافر إن كان مسافراً وإلا ملك داراً أو أرضاً أو غلة أو جباية ، فإن حلبها استغل وجبى وأفاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه ينال ذلة . ( وأما ) : الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تغشى وتركب ( ومن رأى ) ناقة مجهولة تدر لبناً في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فإنها سنة خصيبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فإن ذلك يزول لظهور الفطرة لن لبن النوق فطرة وسنة ، والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة العربية الحسيبة ، وقيل : إن لحم الإبل مطبوخاً رزق حلال ، وقيل : هو لحم الجزور ، والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة ، والخذوفة من النوق سفر في بر ، والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق ، وقيل : إن مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل . ( وحكي ) : عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال : تتزوج وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال : منزلة وطاعة من امرأة . ( الغنم ) : غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' رأيت في المنام أني وردت علي غنم سود فأولتها العرب ثم وردت علي غنم بيض فأولتها العجم ' ( ومن رأى ) أنه يسوق غنماً كثيرة وأعنازاً فإنه ولاية على العرب والعجم وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها وأوبارها أصابته الأموال منهم وقيل : من رأى قطيعاً من الغنم دام سروره ( ومن رأى ) شاة واحدة دام سروره سنة ، ورؤوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة ، وملك الأغنام زيادة غنيمة ، فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غتم ليس لهم أحلام ، ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم ، والضأن عجم والمعز أشراف الرجال ( ومن رأى ) كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه ، والألية مال المرأة ، والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب ، والسمينة غنيمة ، والهزيلة فقيرة ، وكلام العنز يدل على خصب وخير ، وشعر العنز مال ، والجدي ولد ، والعناق امرأة عربية ، واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجالاً يجتمعون هناك في أمر ، ومن رعى الغنم ولي على الناس . ( الكبش ) : هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر ، ويدل على المؤذن وعلى الراعي ، والكبش الأجم هو الذليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه ، ويدل أيضاً الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره ، فمن ذبح كبشاً لا يدري لم ذبحه
____________________
(1/481)
فهو رجل يظفر به على بغته أو يشهد عليه بالحق أن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه ، وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلاً أو ظلمه أو عذبه ، وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر ، وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنباً وإن كان مديوناً قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله بطاعة إلا أن يكون خائفاً من القتل أو مسجوناً أو مريضاً أو مأسوراً فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به إسحاق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكاً وقربة إلى يوم الدين ومن ذبح كبشاً احتاج إليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك ( ومن رأى ) كبشاً يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة وأخذ قرن الكبش منعه وصوفه إصابة مال من رجل شريف ، وأخذ إليته ولاية أمر على بعض الأشراف ووراثة مال أو تزوجه بابنته لن الإلية عقب الكبشن وأخذه ما في بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب إليه ذلك الكبش ، ومن حمل كبشاً على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف ( ومن رأى ) كبشاً نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ' رأيت كأني مزدف كبشاً فأولت أني أقتل كبش القوم ، ورأيت كأن ضبة سيفي انكسرت فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي ' فقتل حمزة رضوان الله عيله ، وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة صاحب لواء المشركين ومن سلخ كبشاً فرق بين رجل عظيم وبين ماله ، ومن ركبه استمكن منه ، وشحوم الكباش والنعاج وألبانها وجلودها وأصوافها مال وخير لمن أصاب منه ، ومن وهبت له أضحية أصاب ولداً مباركاً ( ومن رأى ) أنه يقاتل كبشاً فإنه يخاصم رجلاً ضخماً فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان ، وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب ، ومن ركب شيئاً من الضأن أصاب خصباً وكذلك من أكل لحمه مطبوخاً ( ومن رأى ) في بيته مسلوخاً من الضأن مات هناك إنسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة ، وأكل اللحم نيئاً غيبة ، وسمين اللحم أصلح من مهزولة ، ورأى إنسان كأنه صار كبشاً يرتقي في شجرة ذات شعوب وأوراق كثيرة فقصها على معبر فقال : تنال رياسة وذكراً في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربماً خدمت ملكاً من الملوك فاستخدمه المأمون بالله . ( النعجة ) : امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داود عليه السلام ومن نكح نعجة نال مالاً من غير وجهه ودل ذلك على خصب السنة في سكون وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة ، وقيل : شحم النعجة مال المرأة فإن ذبحها بنية أكل لحمها فإنه أكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء إصابة مال ، فإن واثبته نعجة فإن امرأة تمكر به ، وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة ، والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية ، والسخل ولد فإن ذبح سخلة لغير الأكل مات له ولد أو لأحد من أهله ولد ، ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالاً قليلاً . ( التيس ) : الرجل المهيب في منظره الأبلس في اختياره ، وربما دل على العبد والأسود والجاهل وهو يجري في اتأويل قريباً من الكبش ، والعنز امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لأنها مكشوفة السوأة كالفقير وتدل أيضاً على السنة الوسطى . ( الباب الرابع والثلاثون ) ( في الوحش والسباع ) أما حمار الوحش فقد اختلف في تأويله ، فمنهم من قال : هو رجل فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل وقيل : إنه يدل على مال ( من رأى ) حمار وحش من بعيد فإنه يصل إلى مال ذاهب ، وقيل : إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل وشق عصا المسلمين ومن أكل لحم حمار وحش أو شرب لبنه أصاب عبيداً من رجل شريف ، وقيل : إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش دل على شر وضر ، والوحشي إذا استأنس دل على خير ونفع ، وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق .
____________________
(1/482)
( وأما الظبية ) : فجارية حسناء عربية ، فمن رأى كأنه اصطاد ظبية فإنه يمكر بجارية أو يخدع امرأة فيتزوجها ، فإن رأى كأنه رمى ظبية بحجر دل ذلك على طلاق امرأته أو ضربها أو وطء جارية ، فإن رأى رماها بسهم فإنه يقذف جارية ، فإن ذبح ظبية فسال منها دم فإنه يفتض جارية ، فمن حول ظبياً أصاب لذاذة الدنيا ومن اخذ غزالاً أصاب ميراثاً وخيراً كثيراً فإن رأى غزالاً وثبت عليه فإن امرأته تعصيه ( ومن رأى ) أنه يعدو في أثر ظبي زادت قوته ، وقيل : من صار ظبياً زاد في نفسه وماله ، ومن أخذ غزالاً فأدخله بيته فإنه يزوج ابنه ، وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ، وإن سلخ ظبياً زنى بامرأة كرهاً . ( وحكي ) : أن رجلاً رأى كأنه ملك غزالاً فقص رؤياه على معبر فقال : تلك مالاً حلالاً أو تتزوج امرأة كريمة حرة فكان كذلك وأكل لحم الظبي إصابة مال من امرأة حسناء ، ومن أصاب خشفاً أصاب ولداً من جارية حسناء ، ويقر الوحش أيضاً امرأة وعجل الوحش ولد وجلود الوحش والظباء وشعورها وشحومها وبطونها أموال من قبل النساء ومن رمى ظبياً لصيد حاول غنيمة ، وقيل : من تحول ظبياً أو شيئاً من الوحش اعتزل جماعة المسلمين ، وألبان الوحش أموال نزرة قليلة ، ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو راكب معصية فإن لم يكن الحمار ذلولاً ورأى أنه صرعه أو جمع به أصابته شدة في معصية وهم وخوف ، فإن دخل منزله حمار وحش داخله رجل لا خير فيه في دينه ، فإن أدخله بيته وضميره أنه صيد يريده لطعامه دخل منزله خير وغنيمة ، وإثاث الوحش نساء وشرب لبن الوحش نسك ورشد في الدين ، ومن ملك من الوحش شيئاً يطيعه ويصرفه حيث يشاء ملك رجالاً مفارقين لجماعة المسلمين . ( الوعل ) : رجل خارجي له صيت ، فمن رأى كأنه اصطاد وعلاً أو كبشاً أو تيساً على جبل فإنه ينال غنيمة من ملك قاس لأن الجبل ملك فيه قساوة ، وصيد الوحش غنيمة ، ورمي الكبش في الجبل قذف رجل متصل بسلطان وإصابته برميه إدخال مضرة عليه . ( المهى ) : رئيس مبتدع حلال المطعم قليل الأذى مخالف للجماعة ، والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال أو الثغور له رياسة ومطعمة حلال ( ومن رأى ) كأن رأسه تحول رأس أيل نال رياسة ، وولاية ، ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال والأعراب والبوادي وأهل البدع ، ومن فارق الجماعة في رأيه . ( الفيل ) : مختلف فيه فمنهم من قال : إنه ملك ضخم ، ومنهم من قال : رجل ملعون لأنه من الممسوخ . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأنني على فيل فقال ابن سيرين : الفيل ليس من مراكب المسلمين أخاف أنك على غير الإسلام وقيل إنه شيء مشهور عظيم لا نفع فيه فإنه لا يؤكل لحمه ولا يحلب وقال بعضهم : من رأى فيلاً ولم يركبه نال في نفسه نقصاناً وفي ماله خسراناً ، فإن ركبه نال ملكاً ضخماً شحيحاً ، ويغلبه إن كان يصلح للسلطان ، فإن لم يركبه نال في نفسه نقصاناً وفي ماله خسراناً ، فإن ركبه نال ملكاً ضخماً شحيحاً ، ويغلبه إن كان يصلح للسلطان ، فإن لم يكن يصلح لقي حرباً ولم ينصر لأن راكبه أبداً في كيد فلذلك لا ينصر لقوله تعالى : ! ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ) ! وربما قتل فيها فإن ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بابنة رجل ضخم أعجمي ، وإن كان تاجراً عظمت تجارته ، فإن ركبه منها نهاراً فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها ، ومن رعى فيولاً فإنه يواخي ملوك العجم فينقادون بقدر طاعته فإن رأى أنه يحلب فيلاً فإنه يمكر بملك صخم وينال منه مالاً حلالاً ، وروث الفيل مال الملك ( ومن رأى ) مقتولاً في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها ( ومن رأى ) كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض وإن رأى كأنه قد ألقاه تحته وقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو منها ، فقد قيل : إن الفيل من حيوان ملك الجحيم وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته وقيل : من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خيراً كثيراً فإن رأى أنه تبعه الفيل ركضاً نال مضرة من ملك ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة وقيل : إن رؤية الفيل في غير بلاد الهند شدة وفزع ، وفي بلاد النوبة ملك ، واقتتال الفيلين اقتتال ملكين وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي ، وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة ، ويدل أيضاً على الدمار والدائرة لما نزل بالذين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل وربما دل على المنية ، وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزباً أو ركوب سفينة أو محمل إن كان مسافراً وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إلا أن يكون في حرب فإنه مغلوب مقتول ( ومن رأى ) الفيل خارجاً من مدينة وكان ملكها
____________________
(1/483)
مريضاً مات وإلا سافر منها أو عزل عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إلا أن يكون وباء أو فناء أو شدة فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم . ( الأسد ) : سلطان قاهر جبار لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه ، ويدل على المحارب وعلى اللص المختلس والعامل الخائن وصاحب الشرط والعدو الطالب ، وربما دل على الموت والشدة لأن النظار غليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه ، ويدل على السلطان المختلس للإنسان الظالم للناس وعلى العدو والمسلط ، فمن رأى أسداً داخلاً إلى داره فإن كان بها مريض هلك وإلا نزلت بها شدة من سلطان ، فإن افترسه خلسة ، ونهب ماله أو ضربه أو قتله إن كان قد أفات في المنام روحه أو قطع رأسه أو فلقه ، وأما دخول الأسد المدينة فإنه طاعون أو شدة أو سلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر ما معه من الدلائل في اليقظة والمنام إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر فإنه سلطان يجور على الناس وينالهم منه بلاء ومخافة ومن ركب الأسد ركب أمراً عظيماً وغرراً جسيماً أما خلافاً على السلطان وجسراً عليه واغترابه ، وأما أن يركب البحر في غير إبانه ، وأما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر فيستدل على عاقبة أمره بزيادة منامه ودلائله ، ومن نازع أسداً فإنه ينازع عدواً أو سلطاناً أو من ينسب إليه الأسد ، ومن ركبه وهو ذلول له أو مطواع تمكن من سلطان جائر جبار ، ومن استقبل الأسد أو رآه عنده ولم يخالطه أصابه فزع من سلطان ولم يضره ، ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد نجا من أمر يحاذره ، ومن أكل لحم أسد أصاب مالاً من سلطان وظفر بعدوه ، وكذلك إن شرب لبن لبوة ، فإن أكل لحم لبوة أصاب سلطاناً وملكاً كبيراً وجلد الأسد مال عدو ، وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان ، ومن رعى الأسود صادق ملوكاً جبارين ، ومن صرعه الأسد أخذته الحمى لأن الأسد محموم ، ومن خالطه الأسد وهو لا يخالفه فإنه يأمن من شر عدوه وترتفع من بينهما العداوة وتثبت الصداقة ، ونم ركبه وهو يخافه أصابه بلاء ، وجرو الأسد ولد ، وقيل : من رأى كأنه قتل أسد نجا من الأحزان كلها ، ومن تحول أسداً صار ظالماً على قدر حاله ، وقيل : اللبوة ابنة ملك . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى محمد بن سيرين فقال : رأيت كأن في يدي جرو أسد وأنا أحتضنه ، فلما رأى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلاً فقال : ما شأنك وشأن بني الأمراء لما رأى من رثاثة حاله ثم قال : لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء فقال الرجل : أي والله وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني أخذت جرو أسد وأدخلته بيتي فقال : تطابق بعض الملوك ورأى يزيد بن المهلب أيام خروجه على يزيد بن عبدالملك أنه على أسد في محفة فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة فقالت : يركب أمراً عظيماً ويحاط به . ( الذئب ) : عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع ، فمن دخل داره ذئب دخلها لص وتحول الذئب من صورته إلى صورة غيره من الحيوان الإنسي لص يتوب فإن رأى عنده جرو ذئب يريبه فإنه يربي ملقوطاً من نسل لص ويكون خراب بيته وذهاب ماله على يديه وقيل : من رأى ذئباً فإنه يتهم رجلاً برئياً لقصة يوسف عليه السلام ولأن الذئب خوف وفوات أمر . ( الدب ) : الرجل الشديد في حاله الخبيث في همته الغادر الطالب للشر في صنعة الممتحن في نفسه ، وقيل : هو عدو لص أحمق مخالف مخنث محتال على الحجيج والقوافل يسرق زادهم وهو الممسوخ ، فمن ركب دباً نال ولاية وإلا دخل عليه خوف وهول ثم ينجو ، وقيل : إنه يدل على امرأة وذلك أن الدب كان امرأة ومسخ . ( الخنزير ) : رجل ضخم موسر فاسد الدين خبيث المكسب قذر ذو يد كافر أو نصراني شديد الشوكة دنيء ولحمه وشحمه وشعره وبطنه وجلده مال حرام دنيء ، والأهلي منها رجل مخصب خبيث المكسب والدين ، ومن رعى الخنازير ولي على قوم كذلك ، ومن ملكها أو أحرزها في موضع أو أوثقها أصاب مالاً حراماً ، وأولادها وألبانها مصيبة في مال من يشربها أو في عقله ومن ركب خنزيراً أصاب سلطاناً أو ظفر بعدو ( ومن رأى ) أنه مشي كما يمشي الخنزير نال قرة عين عاجلاً ولحم الخنزير مطبوخاً ومشوياً مال حرام عاجل . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن في فراشي خنزيرة فقال : تطأ امرأة كافرة . ( وحكي ) : أن كسرى أنو شروان رأى كأنه يشرب من جام ذهب ومعه خنزير يشرب من الجام فقص رؤياه على
____________________
(1/484)
معبر فقال له : أخل حجر نسائك وسراريك من الخصيان والغلمة والأطفال واجمعهن وأدخلني معك عليهن معصب العينين ففعل ذلك وأخذ المعبر طنبوراً وقعد يضرب به وقال لكسرى : عر كل واحدة منهن ومرها فلترقص ففعل ما سأله فلما انتهت النوبة في الرقص إلى جارية منهن قالت له واحدة من سراريه : أيها الملك اعفها من الرقص والعري فإنها جارية حيية ، فقال : لا بد من ذلك ، فلما عريت وجدت رجلاً فقال له المعبر : أيها الملك هذا تأويل رؤياك ، أما الجام فهذه السرية ، وأما شربك الخمر فتمتعك بها ، وأما الخنزير الذي شاركك في شربها فهذا الرجل . ( الضبع ) : امرأة سوء قبيحة حمقاء ساحرة عجوز ، فإن ركبها أو ملكها أصاب امرأة بهذه الصفة ، فإن رماها بسهم جرى بينهما كلام ورسائل ، فإن رماها بحجر أو ببندقة قذفها وإن طعنها باضعها وإن ضربها بالسيف بسط عليها لسانه ، فإن أكل لحمها وشفي ، وإن شرب لبنها غدرت وخانته وشعرها وجلدها وعظمها مال ، والضبع الذكر عدو ظالم كياد مدبر ، وقيل : من كربه نال سلطاناً ، وقيل موعد ومخذول محروم ، وقيل : الضبعة امرأة هجينة . ( القرد ) : رجل فقير محروم قد سلبت نعمته ، قيل : إنه من الممسوخ وهو مكار صخاب لعاب ، ويدل أيضاً على اليهودي ( ومن رأى ) أنه حارب قرداً فغلبه أصابه مرض وبرئ منه وإن كان القرد هو الغالب لم يبرأ ، وإن وهب له قرد ظهر على عدوه ، ومن أكل من لحم قرد أصابه هم شديد أو مرض صاد قرداً أصاب منفعة من جهة السحرة ، ومن نكح قرداً ارتكب فاحشة ، ومن عضه قرد وقع بينه وبين إنسان خصومة وجدال ، وقيل : إن القرد رجل من أصحاب الكبائر ( ومن رأى ) كأن قرداً دخل فراش رجل معروف فإن يهودياً أو ملحداً يفجر بامرأته ، وقيل : من أكل لحم قرد نال ثياباً جدداً . ( وحكي ) : أن ملكاً من الملوك رأى كأن قرداً يأكل معه على مائدته فقصها على امرأة عالمة فقالت : مر نساءك فليتجردن فأمرهن بذلك وإذا بينهم غلام أمرد . ( النمر ) : يجري مجرى الأسد وهو أيضاً رجل فجور حقود كتوم لما في نفسه مسلط خائن وعدو ظاهر العداوة وقيل : سلطان ظالم والنمرة أيضاً تجري مجرى اللبؤة ، ودخل النمر دخول رجل فاسق وأكل لحمه قيل إنه رياسة ( الفهد ) : وهو الختال من الرجال مع حمق وربما دل على الصيال والجاني ، وكذلك كل ما يصاد به ، ويدل على رجل مذبذب لا يظهر العداوة ولا الصداقة . ( الكلب ) : قد اختلف في تأويله فمنهم من قال هو عبد ، وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إذا نبح ، والأسود عربي وهو عدو ضعيف صغير المروءة ، والكلبة امرأة دنيئة فإن عضته ناله منها مكروه ، ومن مزق الكلب ثيابه فإن رجلاً دنيئاً يمزق عرضه ، ومن أكل لحم كلب ظهر على عدو أصاب من ماله ، وشرب لبنه خوف ، ومن توسد كلباً فالكلب حينئذٍ صديق يستنصر به ويستظهر به ، ويدل الكلب على الحارس ، ويدل على ذي البدعة ، ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنة ، وإن كان له عدواً وخصم شتمه أو قهره ، وإن كان له عبد خانه أو حارس غدره ، وإن كان ذلك في زمن الجوع ناله شيء من ثم على قدر العضة ووجعها يناله ، والكلبة امرأة دنيئة من قوم سوء ، والجرو ولد محبوب وسواد الجرو سؤدده على أهل بيته وبياضه إيمانه ، وقيل : إن جرو الكلب لقيط رجل سفيه قومه من الزنى ، والكلب رجل سفيه ، وكلب الراعي ماله يناله من رئيس والكلب عدو ظالم ، والكلب المعلم ينصر صاحبه على أعدائه لكنه دنيء لا مروءة له ، وقيل إن صاحب هذه الرؤيا ينال سلطاناً وكفاية في المعيشة ، وقال بعضهم : إن الكلاب في التأويل دالة على الضر والبؤس والمرض والعدو إلا في موضع واحد وهو الذي بتخذ للعب والهراش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور ، والكلب المائي رجاء باطل وأمر لا يتم ، وكل أجناس الكلاب تدل على قوم خبثاء وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه عام الفتح بين مكة والمدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنام ن مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة نهر فلما دنوا منها استلقت على ظهرها فإذا أطباؤها تشخب لبناً فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم يسالونكم بأرحامك وأنتم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان بن حرب فلا تقتلوه ومن تحول كلباً علمه الله علماً عظيماً ثم سلبه منه لقوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آباتنا فانسلخ منها ) ( وحكي ) : أن رجلاً رأى كأن على فرج امرأته كلبين يتهارشان فقص رؤياه على معبر فقال : هذه امرأة أرادت أن تحلق فتعذر عليها الموسى فجزته بمقراض فأتى الرجل منزله وحبس فرج امرأته فوجد اثر المقص . ( الثعلب ) : رجل غادر محتال كثير الروغان في دينه ودنياه ( ومن رأى ) ثعلباً يراوغه فإنه غريم يراوغه ( ومن رأى ) أنه ينازع ثعلباً خاصم ذا قرابة ، فإن طلب ثعلباً أصابه وجع من الأزواج ، وإن طلبه الثعلب أصابه فزع ، وإصابة الثعلب إصابة امرأة يحبها حباً ضعيفاً ، فإن شرب لبن ثعلب برئ من مرض إن كان به وإلا ذهب عنه هم وقيل : من رأى ثعلباً أصاب في نفسه هواناً وفي ماله نقصاناً وقال بعضهم : الثعلب منجم أو طبيب ، وقيل : من رأى أنه مس ثعلباً أصابه فزع من الجن ، وأكل لحمه مرض سريع البرأ ، وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم ، ومن لاعب ثعلباً رزق امرأة يحبها وتحبه . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : رأيت كأني أراوغ ثعلباً فقال له : أنت رجل كذوب فكان الرجل شاعراً . ( وأتى ) : ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأني أجزي الثعلب أحسن جزاء فقال : أجزيت مالاً يجزى اتق الله أنت رجل كذوب وقالت المجوس : رأى الضحاك كأن ما بين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها فقص رؤياه على معبر فقال : يكثر السحر والحيل في زمانك ويظهران في دولتك فكان كذلك . ( الأرنب ) : امرأة ومن أخذها تزوجها فإن ذبحها فهي زوجة غير باقية وقيل الأرنب يدل على رجل جبان . ( والسمور ) : رجل ظالم لص يأوى المفاوز لا ينفع ماله إلا بعد موته . ( ابن آوى ) : رجل يمنع الحقوق أربابها وهو من الممسوخ وهو يجري مجرى الثعلب في التأويل إلا أن الثعلب أقوى . ( ابن عرس ) : من الممسوخ أيضاً وهو رجل سفيه ظالم قاس قليل الرحمة فمن رآه دخل داره دخلها مكار جري مجرى السنور . ( السنور ) : هو الهر وهو القط قد اختلف في تأويله قيل هو خادم حارس وقيل هو لص من أهل البيت ، وقيل الأنثى منه امرأة سوء خداعة صخابة وينسب إلى كل من يطوف بالمرء ويحرسه ويختلسه ويسرقه فهو يضره وينفعه فإن عضه أو خدشه خانه من يخدمه أو يكون ذلك مرضاً يصيبه ، وكان ابن سيرين يقول : هو مرض سنة ، وإن كان السنور وحشياً فهو أشد وغذا كانت سنورة ساكتة فإنها سنة فيها راحته وفرحته ، وإذا كانت وحشية كثيرة الأذى فإنها سنة نكدة ويكون لها فيها تعب ونصب . ( وحكي ) : أن امرأة أتت ابن سرين فقالت : رأيت سنوراً أدخل رأسه في بطن زوجي فأخرج منه شيئاً فأكله فقال لها : لئن صدقت رؤياك ليدخلن الليلة حانوت زوجك لص زنجي وليسرقن منه ثلاثمائة وستة عشر درهماً فكان الأمر على ما قال سواء ، وكان في جوارهم حمامي زنجي فأخذوه فطالبوه بالسرقة فاسترجعوها منه ، فقيل لابن سيرين : كيف عرفت ذلك ومن أين استنبطته ؟ قال : السنور لص والبطن الخزانة وأكل السنور منه سرقة ، وأما مبلغ المال فإنما استخرجته من حساب الجمل وذلك السين ستون والنون خمسون والواو ستة والراء مائتان فهذه مجموع السنور . ( الكركدن ) : ملك عظيم لا يطمع أحد في مقابلته ، فإن رأى الرجل أنه يحلبه نال مالاً حراماً من سلطان عظيم ، فإن ركبه فهو بعض الملوك . ( النسناس ) : رجل قليل العقل يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقطه من أعين الناس . ( النمس ) : دابة تقتل الثعبان عادية فمن رأى النمس فإنه يسرق الدجاج ، والدجاج تشبه بالنمس .
____________________
(1/485)
( الباب الخامس والثلاثون ) ( في الطيور الوحشية والأهلية والمائية وسائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه ) الطائر المجهول دال على ملك الموت إذا التقط حصاة أو ورقة أو دوداً أو نحو ذلك وطار بها إلى السماء من بيت فيه مريض ونحوه مات وقد يدل على المسافر لمن رآه سقط عليه ، وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه وعلى كتفه وفي حجره أو عنقه لقوله تعالى : ! ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ! أي عمله ، فإن كان أبيض فهو صاف ، وإن كان كدراً ملوناً فهو عمل مختلف غير صاف إلا أن يكون عنده امرأة حامل ، فإن كان الطير ذكراً فإنه غلام وإن كان أنثى فهو بنت ، فإن قصه عاش له وبقي عنده ، وإن طار كان قليل البقاء وأما الفرخ الذي لا يطعم نفسه فهو يتفرخ على من حمله أو وجده أو أخذه إلا أن يكون عنده حمل فهو ولد وكذلك كل صغير من الحيوان وأما الطائر المعروف فتأويله على قدره ، وأما كبار الطير وسباعها لدالة على الملوك والرؤساء وأهل الجاه والعلماء وأهل الكسب والنى ، وأما أكل الجيف كالغراب والنسر والحدأ والرخم ففساق أو لصوص أو أصحاب شر ، وأما طير الماء فأشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين وتصرفوا بين سلطانين : سلطان الماء وسلطان الهواء ، وربما دلت على رجال السفر في البر والبحر ، وإذا صوتت كانت نوائج وبواكي ، وأما ما يغني من الطير أو ينوح فأصحاب غناء ونوح ذكراً كان الطائر أو أنثى وأما ما صغر من الطير كالعصافير والقنابر والبلابل فإنها غلمان صغار ، وجماعة الطير لمن ملكها أو أصابها أموال ودنانير وسلطان ولا سيما إن كان يرعاها أو يعلفها أو يكلفها . ( البازي ) : ملك وذبحه ملك يموت وأكل لحمه نال من سلطان وقيل : البازي ابن كبير يرزق لمن أخذه ، وقيل : البازي لص يقطع جهاراً ، ورؤية الرجل البازي في داره ظفر بلص ، وقيل إذا رأى الرجل بازاً على يديه مطواعاً وكان يصلح للملك نال سلطاناً في ظلم ، وإن كان الرجل سوقياً نال سروراً وذكراً ، وإن رأى الملك أنه يرعى الزاة فإنه ينال جيشاً من العرب أو نجدة وشجاعة ، فإن رأى على يده بازياً فذهب وبقي على يده منه خيط أو ريش فإنه يزول عنه الملك ويبقى في يده منه مال بقدر ما بقي في يده من الخيط والريش . ( حكي ) : أن رجلاً سرق له مصحف وعرف السارق فرأى كأنه اصطاد بازياً وحمله على يده فلما أصبح أخذ السارق فارتجع منه المصحف وجاء رجل إلى معبر فقال : رأيت كأني أخذت بازياً أبيض فصار البازي خنفساء فقال : ألك زوجة ؟ قال نعم ، قال : يولد لك منها ابن ، قال الرجل : عبرت البازي وتركت الخنفساء قال العبر : التحول أضغاث . ( الشاهين ) : سلطان ظالم لا وفاء له وهو دون البازي في الرتبة والمنزلة فمن تحول شاهيناً تولى ولاية وعزل عنها سريعاً . ( الصقر ) : يدل على شيئين : أحدهما سلطان شريف ظالم مذكور والثاني ابن رفيع ( ومن رأى ) صقراً تبعه فقد غضب عليه رجل شجاع . ( الباشق ) : دون البازي في السلطنة وقد قيل : إن رأى كأنه أخذ باشقاً بيده فإن لصاً يقع على يديه في السجن ، ومن خرج من إحليله باشق ولد له ابن فيه رعونة وشجاعة . ( وحكي ) : أن رجلاً أتى سعيد بن المسيب فقال : رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء فعجبت من حسنها فأتى صفر فاحتملها ، قال ابن المسيب : إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبدالله بن جعفر فما مضى يسيراً حتى تزوجها فقيل له : يا أبا محمد بم تخلصت إلى هذا ؟ فقال : لأن الحمامة امرأة والبيضاء نقية الحسب فلم أر أحداً من النساء أنقى حسباً من بنت الطائر في الجنة ونظرت في الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طير الأعجام ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف . ( العقاب ) : رجل قوي صاحب حرب لا يأمنه قريب ولا يعبد ، وفرخه ولد شجاع يصاحب السلطان ( ومن رأى )
____________________
(1/487)
العقاب على سطح دار أو في عرصتها دلت الرؤيا على ملك الموت فإن رأى عقاباً سقط على رأسه فإنه يموت لأن العقاب إذا أخذ حيواناً بمخلبه قتله ، فإن رأى أنه أصاب عقاباً فطاوعه فإنه يخالط ملكاً ( ومن رأى ) عقاباً ضربه بمخلبه أصابته شدة في نفسه وماله ( ومن رأى ) عقاباً يدنو منه أو يعطيه شيئاً أو بكلمه بكلام يفهمه فإن ذلك منفعة وخير ، وولادة المرأة عقاباً ولادة ابن عظيم ، فإن كانت فقيرة كان الولد جندياً ، وقيل : إن ركوب العقاب للأكابر والرؤساء دليل الهلاك وللفقراء دليل الخير . ( النسر ) : أقوى الطير وأرفعها في الطيران وأحدها بصراً وأطولها عمراً ، فمن رأى النسر عاصياً غضب عليه السلطان ووكل به رجلاً ظلوماً لأن سليمان عليه السلام وكل النسر بالطير فكانت تخافه ، فإن ملك نسراً أصاب سلطاناً عظيماً يملك به الدنيا أو بعضها ويستمكن من ملك أو أذى سلطان عظيم ، فإن لم يكن مطوعاً وهو لا يخافه فإنه يعلو أمره ويصير جباراً عنيداً ويطغى في دينه لقصة نمرود ، فإن طار في السماء ودخل مستوياً مات ، فإن رجع بعد ما دخل في السماء فإنه يشرف على الموت ثم ينجو ، ومن أصاب من ريشه أو عظامه أصاب مالاً عظيماً من ملك عظيم ، فإن سقط عن ظهره أصابه هول وغم وربما هلك ، فإن وهب له فرخ نسر رزق ولداً مذكوراً ، فإن رأى ذلك نهاراً فإنه مرض يشرف منه على الموت ، فإن خدشه النسر طال مرضه وقيل : النسر خليفة وملك كبير يظفر به من ملكه ، ولحم النسر مال وولاية ، ومن تحول نسراً طال عمره ، وسباع الطيور كلها مثل البازي ، والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف ، فمن حمله طائر منها وطار به عرضاً حتى بلغ السماء أو قرب منها سافر سفراً في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر ، فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك ، وجميع الطيران عرضاً محمود في التأويل ، والطيران مستوياً إلى السماء طاعناً فيها فهو موت أو هلك أو مضرة . ( البوم ) : إنسان لص شديد الشوكة لا جند له ذو هيبة وهي من الممسوخ . ( القطاة ) : امرأة حسناء معجبة بحسنها . ( البدرج ) : امرأة حسناء عربية فمن ذبحها افتضها ، ولحم البدرج مال المرأة ، وقيل البدرج رجل غدار لا وفاء له . ( الحباري ) : رجل أكول موسر سخي نفاق . ( الدراج ) : قيل إنه مملوك ويل إنه امرأة فارسية ( والقبجة ) : امرأة حسناء غير ألوف وأخذها تزويجها ، وقيل : لحم القبج كسوة ، ومن صاد قبجاً كثيراً أصاب مالاً كثيراً من أصحاب السلطان وقيل : إصابة القبج الكثير صحبة أقوام حسان الخلاق ضاحكين ، وقيل : إن القبج الكثير نسوة و ( اليعقوب ) : ابن لمن كانت امرأته حبلى وقيل : وهو رجل صاحب حرب . ( العقعق ) : رجل منكر غير أمين ولا ألوف محتكر يطلب الغلاء وكلامه يدل على وورد خير من غائب ( الظليم ) : رجل خصي أو بدوي ( العنقاء ) : رئيس مبتدع وكلامها إصابة مال من جهة الإمام أو نيل رياسة ، وقيل إنه يدل على امرأة حسناء . ( النعام ) : امرأة بدوية لمن ملكها أو ركبها ذات مال وجمال وقوام ، وتدل أيضاً على الخصي لأنها طويلة ولأنها ليست من الطائر ولا من الدواب ، وتدل أيضاً على النجيب لأنها لا تسبق ، وتدل على الأصم لأنها لا تسمع ، وهي نعمة لمن ملكها أو اشتراها ما لم يكن عنده مريض ، فإن كان عنده مريض فهي نعية ، ( ومن رأى ) في داره نعامة ساكنة طال عمره ونعمت ، وفرخها ابن وبيضها بنات ، فإن رأى السلطان له نعامة فإن له خادماً خصياً يحفظ الجواري والظليم هو الذكر من النعام وذبحه من قفاه لواط وركوبه ركوب البريد . ( البيغاء ) : رجل نخاس كذاب ظلوم وهو من الممسوخ ، وقيل : هو رجل فيلسوف ( البلبل ) : رجل موسر وامرأة موسرة وقيل هو غلام صغير وولد مبارك قارئ لكتاب الله تعالى لا يلحن فيه ( وأما العندليب ) : فهو امرأة حسنة الكلام لطيفة أو رجل مطرب أو قارئ وهو للسلطان وزير حسن التدبير ( الزرزور ) : رجل صاحب أسفار كالفيج والمكاري لأنه لا يسقط في طيرانه ، وقيل : هو رجل ضعيف زاهد صابر مطعمه حلال ( الدبسى ) : رجل ناصح واعظ .
____________________
(1/488)
( الخطاف ) : ويسمى الصنونو وهو رجل مبارك أو امرأة مملوكة أو غلام قارئ ، فمن أخذ خطافاً أخذ مالاً حراماً ، فإن رأى في بيته أو ملكه كثيراً منها فالمال حلال ، وقيل : هو رجل مؤمن أديب ورع مؤنس فمن أفاده أفاد أنيساً وقيل : من رأى الخطاطيف تخرج من داره سافر عنه أقرباؤه ، وهو أيضاً دليل خير في الأعمال والحركة وخاصة في غرس الأشجار ويدل أيضاً على المعين ، وقال بعضهم : من رأى أنه تحول خطافاً هجم اللصوص منزله . ( الخفاش ) : ويسمى الوطواط رجل ناسك وقيل : امرأة ساحرة ( الرخمة ) : إنسان أحمق وبالنهار مرض ، وأخذها يدل على وقوع حرب ودماء كثيرة وهي للمريض دليل الموت ( ومن رأى ) رخماً كثيراً دخلت بلدة نزل على أهلها سفك حرام من عسكر ، وتدل على أناس بطالين هجناء وعلى مغسل الموتى وسكان المقابر ' ( الشقراق ) : امرأة جميلة غنية ، والسلوى والصرد رجل ذو وجهين ، والصعوة امرأة أو جارية أو صبي أو مال والطيطوي جارية عذراء . ( الطاووس ) : الذكر منها ملك أعجمي حسيب ، والأنثى منها امرأة أعجمية حسناء ذات مال وجمال ، والجامع بين الطاووس والحمامة رجل قواد على النساء والرجال ، وقيل الطاووس يدل على أناس صباح ضاحكين السن ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت امرأتي ناولتني طاووساً فقال له : لئن صدقت رؤياك لتشترين جارية ورد عليك في ثمن تلك الجارية من الديون ستة وسبعون درهماً ويكون ذلك برضا امرأتك ، فقال الرجل : رحمك الله لقد كان أمس على ما عبرت سواء وردوا على ّ الديون مقدار ما قلت سواء ، فقيل لابن سيرين : من أين عرفت ذلك ؟ قال : الطاووسة الجارية وطاووس من الديون بكلام الأنباط وأخرجت عدد الدراهم من حروف الطاووس من حساب الجمل الطاء تسعة والألف واحد وواو ستة وبين ستين . ( الغداف ) : لمن أصابه نيل سلطان بحق لمن كان من أهله ولمن لم يكن من أهله قول حق لا يقبل من قائله ، ( ومن رأى ) عدافاً وقع عليه دل على قطع للصوص . ( الغراب ) : الأبقع رج مختال في مشيته متبختر متكبر بخيل وهو من الممسوخ أو هو رجل فاسق كذاب ، وقيل : من صاد غراباً نال مالاً حراماً في فسق بمكابرة ، ومن أصاب غراباً أو أحرزه فإنه غرور باطل ، فإن رأى أنه له غراباً يصيد فإنه يصيب غنائم من باطل ، ونم كلمة غراب اغتم من ذلك ثم فرج عنه ، ومن أكل لحم غراب أصاب مالاً من اللصوص ، فإن رأى غراباً على باب الملك فإنه يجني جناية يندم عليها أو يقتل أخاه ثم يتوب لقوله تعالى : ! ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ) ! ومنخدشته الغربان بمخاليبها هلك بشدة البرد أو شنع عليه قوم فجار وناله ألم ووجع وقيل : إن الغراب دلي لطول الحياة رأى الأمير نصر بن أحمد كأنه جالس على سريره فجاء غراب فنقر فلنسوته بمنقاره فسقطت عن رأسه فنزل عن سريره ورفع قلنسوته فوضعها على رأسه ، فقص رؤياه على حيوة النيسابوري فقال : سيخرج عليك رجل من أهل بيتك يزاحمك في ملكك ثم يرجع الأمر إليك ، فعرض له أن أبا إسحاق الساماني خرج وشوش عليه الأمر ثم عاد إليه ورأى بعضهم كأن غراباً على الكعبة فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : سيتزوج رجل فاسق امرأة شريفة فتزوج الحجاج بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ورؤية الغراب في مكان غير محمود ، فإن رأى غراباً في داره دل على رجل يخونه في امرأته ، ويدل أيضاً على هجوم شخص من السلطان داره . ( الفاختة ) : امرأة غير ألوفة ناقصة الدين سليطة كذابة وقيل هو ولد كذاب ( القمرية ) : امرأة متدينة وقيل هو ولد صاحب نعمة طيبة ( الورشان ) : إنسان غريب وقيل هو امرأة ويدل على استماع خبر ( الهدهد ) : رجل يصير في عمله كاتب ناقد يتعاطى دقيق العلم قليل الدين وثناؤه قبيح لنتن ريحه وإصابته سماع خبر خير . ( العصفور ) : رجل ضخم عظيم الخطر والمال خامل لا يعرف الناس حقوقه ضار لعامة الناس محتال في أموره كامل في رياسته سائس شاطر مدبر ، وقيل : إنه امرأة حسناء مشفقة ، وقيل : رجل صاحب لهو وحكايات تضحك الناس منه ، وقيل : إنه ولد ذكر ، ومن ملك عصافير كثيرة فإنه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار ، وقيل : إن العصفور كلام حسن والقنبرة ولد صغير ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن معي جراباً وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها وألقيها فيه قال : أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان ( وحكي ) : أيضاً أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني عمدت إلى عصفورة فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت : لا تذبحني ، فقال له : استغفر الله فإنك قد أخذت صدقه
____________________
(1/489)
ولا يحل لك أن تأخذها ، فقال : معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة ، فقال : إن شئت أخبرتك بعددها فقال : كم ؟ قال : ستة دراهم ، فقال له : صدقت فمن أين عرفت ؟ فقال : لأن أعضاء العصفور ستة كل عضو درهم ( وحكي ) : أن رجلاً أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال : رأيت كأن في كمي عصافير كثيرة وطيوراً فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها فقال : أنت رجل دلال فاتق الله وتب إليه . ( الكركي ) : قيل إنسان غريب مسكين ضعيف القدرة ، فمن أصاب كركياً صاهر أقواماً أخلاقهم سيئة وقال بعضهم : من رأى كركياً سافر سفراً بعيداً ، وإن كان مسافراً رجع إلى أهله سالماً وقيل : الكراكي أناس يحبون الاجتماع والمشاركة ، فإن رأى كراكي تطير حول بلد فإنه يكون في تلك السنة برد شديد وهجوم سيل لا يطاق ( ومن رأى ) الكراكي مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق ، وهي دليل خير للمسافرين ولمن أراد التزويج ولمن أراد الولد ، وقيل : من أصاب كركياً أصاب أجراً ومن ركبه افتقر . ( الديك ) : في أصل التأويل عبد مملوك أعجمي أو من نل مملوك وكذلك الدجاج لأنهم عند ابن آدم مثل الأسير لا يطيرون ، ويكون رب الدار من المماليك ، كما أن الدجاجة ربة الدار من الخدامات والجواري والديك أيضاً يدل على رجل له علو همة وصوت كالمؤذن والسلطان الذي هو تحت حكم غيره لأنه مع ضخامته وتاجه ولحيته وريشه داجن لا يطير فهو مملوك ، لأن نوحاً عليه السلام أدخل الديك والبدرج السفينة فلما نضب الماء ولم يأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه في السفينة سأل البدرج نوحاً أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء وجعل الديك رهينة عنده وقيل : إن الديك ضمنه فخرج وغدر ولم يعد فصار الديك مملوكاً وكان شاطراً طياراً فصار أسيراً داجناً ، وكان البدرج ألوفاً فصار وحشياً ، وهو طائر اكبر من الدجاج أحمر العينين مليح وقيل : إن الديك رجل جلد محارب له أخلاق رديئة يتكلم بكلام حسن لا منفعة ، وهو على كل الأحوال إما مملوك أو من نسل مملوك ، وقيل : من ذبح ديكاً دل على أنه لا يجيب المؤذن وقال بعضهم : من رأى أن تحول ديكاً مات وشيكاً والديوك الصغار مماليك أو صبيان أولاد مماليك ، وكذلك الفرايج الإناث أولاد جوار أو عبيد أو وصائف ، وجماعة طيور سبي وأموال رقيق ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : رأيت كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين أو قال ثلاثة وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت : يقتلك رجل من العم المماليك وجاء رجل إلى أبي عون الضراب فقال : رأيت كأن ديكاً كبيراً صاح بباب بيتك هذا ، فجاء أبو عون إلى ابن سيرين فقص عليه تلك الرؤيا فقال له ابن سيرين : لئن صدقت رؤياك لتموتن أنت بعد أربعة وثلاثين يوماً وكان له خلطاء وندماء على الشراب قال : فرفع ذلك كله وتاب إلى الله تعالى من يوم الرؤيا ومات فجأة كما قال ابن سيرين ، فقيل لابن سيرين : كيف استخرجت ذلك ؟ قال : من حساب الجمل لأن الدال أربعة والياء عشرة والكاف عشرين . ( الدجاجة ) : امرأة رعناء حمقاء ذات جمال من نسل مملوك أو من أولاد أمة أو سرية أو خادمة ، ومن ذبحها افتض جارية عذراء ، ومن صادها أفاد مالاً حلالاً هنيئاً ، ومن أكل من لحمها فإنه يرزق مالاً من جهة العجم ( ومن رأى ) الدجاجة والطاووسة يهدران في منزله فإنه صاحب بلايا وفجور ، وقيل : الدجاجة وريشها مال نافع . ( الحمامة ) : هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلاً وقد دعا لها نوح عليه السلام وتدل على الخبر الطارئ والرسول والكتاب لأنها تنقل الخبر في الكتاب ، واصل ذلك أن نوحاً بعث الغراب ليعرف له أمر الماء فوجد جيفة طافية على الماء فاشتغل بها فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء فدعا لها فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة إلا أن يكون مريضاً فتسق على رأسه فإنها حمام الموت ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنام ، وربما كانت الحمامة بنتاً ، وأفضل الحمام الخضر ، ( ومن رأى ) أنه يملك منها شيئاً كثيراً لا يحصى أصاب غنيمة وخيراً وبيضها بنات وجوار ، وبرجها مجمع النساء وفراخها بنون أو جوار ( ومن رأى ) حمامة إنسان فإنه رجل زان ، فإن نثر علفاً لحمام ودعاهن إليه فإنه يقود ، وهدير الحمامة معاتبة رجل لامرأة والبيض منها دين والخضر ورع والسود منها سادات نساء ورجال والبلق أصحاب تخاليط ومن نفرت منه حمامة ولم تعد إليه فإنه يطلق امرأته أو تموت ، ومن كان له حمائم فإن له نسوة وجواري لا ينفق عليهن ، فإن قص جناح حمامة فإنه يحلف على امرأته أن لا تخرج أو يولد له من امرأته أو تحبل ، والحمامة رجل أو امرأة عربية ومن ذبحها افتض امرأة بكراً ، ومن
____________________
(1/490)
أكل لحمها أكل مال المرأة ، والحمام مع فراخهن سبي مع أولادهن ، والحمامة الهادية المنسوبة خبر يأتي من بعيد وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رايت كأني أصبت حمامة بيضاء معجبة لي جداً وكان إحدى عينيها من أحسن عيني حمامة والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة فضحك ابن سيرين وقال : إنك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جداً ولا يهولك الذي رأيت بعينها فإن العيب ليس في بصرها وإنما هو شيء في بظرها وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به ، فتزوج صاحب الرؤيا امرأة فرأى منها خلقاً شديداً . ( الحدأة ) : ملك خامل الذكر شديد الشوكة متواضع ظلوم مقدر لقربه من الأرض في طيرانه وقلة خطئه في صيده مع ما يحدث فيه ، فمن ملك حدأ وكان يصيد له فإنه يصيب ملكاً وأموالاً ، فإن رأى أنه أصاب حدأ وحشياً لا يصيد له ولا يطاوعه ، ورأى كأنه ممسكه بيده فإنه يصيب ولداً غلاماً لا يبلغ مبلغ الرجال حتى يكون ملكاً فإن رأى أن ذلك الحدأ ذهب منه على تلك الحال فإن الغلام يولد ميتاً أو لا يلبث إلا قليلاً حتى يموت وفراخه أولاده والواحدة امرأة تخون ولا تستتر ، وقيل : الحدأة تدل على اللصوص وقطاع الطريق والخطاين والخداعين يخفون الخير عن أصدقائهم . ( اللقلق ) : من الطير تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة ، وإذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين وعلى برد واضطراب في الهواء ، فإن رآها متفرقة فهي دليل خبر لمن أراد سفراً وذلك لظهورها في بعض أزمنه الشتاء وغيبوبتها في بعضها ، وكما أنها تغيب ثم تظهر بعد زمان كذلك تدل على أن المسافر يقدم من سفره وأيضاً فإنها دليل خير لمن أراد التزويج . ( طير الماء ) : أفضل الطير في التأويل لأنهن أخصب عيشاً وأقل غائلة ، ومن أصابها مالاً وغنيمة لقوله تعالى : ! ( ولحم طير مما يشتهون ) ! والطائر رجل من الرجال بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو ( ومن رأى ) أنه يأكل لحم البط فإنه يرزق مالاً من قبل الجواري ويرزق امرأة موسرة لأن البط مأواه الماء ولا يمله ، وقيل : إن البط رجال لهم خطر أصحاب ورع ونسك وعفة ومن كلمته البط نال شرفاً ورفعة من قبل امرأة . ( الإوز ) : نساء ذوات أجسام وذكر ومال ، وإذا صوتن في مكان فهن صوائج ونوائح ( ومن رأى ) أنه يرعى الإوز فإنه يلي قوماً ذوي رفعة وينال من جهتهم أموالاً لأن الإوز قيل إنه رجل ذوهم وحزن وسلطان في البر والبحر ومن أصاب طيراً في البحر ولد له ولد ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أخذت كثيراً من طير الماء جعلت أذبح الأول فالأول فقال : إن لم ترد ماء فإنه رياش تصيبه ( ومن رأى ) الطير يطرن فوق رأسه نال ولاية ورياسة لقوله تعالى : ! ( والطير محشورة كل له أواب ) ! فإن رأى طيوراً تطير في محله فإنهم الملائكة ( وحكي ) : أن بعض الغزاة رأى كأن حلاقاً حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء وكأنه عاد في بطن أمه تالياً ! ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) ! فقصها على أصحابه ثم عبرها لنفسه فقال : أما حلق رأسي فضرب عنقي ، وأما الطائر وفروحي وصعوده إلى الجنة ، وأما عودي بطن أمي فالأرض ، فتقل ثاني يوم رؤياه ( وأتى ) ابن سيرين رجل فقال : رأيت كأن طائراً جاء من السماء فوق بين يدي فقال : هي بشارة تأتيك فتفرح بها . ( النحل ) : رؤيته تدل على نيل رياسة وإصابة منفعة ، وتدل النحل على أهل البادية وأهل الكد والسعي في الكسب والحيازة والجمع والتأليف ، وربما دل على العلماء والفقهاء وأصحاب التصنيف لأن العسل شفاء ، والنحل قد أوحي إليها وألهمت صناعتها وتفقهت في علمها ، وربما دلت على العسكر والجند لأن لها أميراً وقائداً وهو اليعسوب وفيها دواب وبغال ، وقيل : النحلة إنسان كسوب مخصب نفاع عظيم الخطر ، فمن أصاب من النحل جماعة أو اتخذها أو أصاب من بطونها أصاب غنائم وأموالاً بلا مؤنة ولا تعب وإن رأى ملك أنة يتخذ موضع النحل فإنه يختص بلدة لنفسه عامرة نافعة حلال الدخل ، فإن دخل في كورها فإنه يستفيد ملك الكورة ويظفر بها ، فإن استخرج العسل منه ولم يترك للنحل منه شيئاً فإنه يجور فيهم ويأخذ أموالهم ، فإن أخذ صحته وترك حصتها فإنه يعدل فيهم ، فإن اجتمعت عليه ولسعته فإنهم يتعاونون ويصيبه منهم أذى ، فإن قتلها فإنه بنفيهم من تلك الكورة .
____________________
(1/491)
( الزنبور ) : رجل من الغوغاء والأوباش مهيب صاحب قتال ، ودخول الزنابير الكثيرة موضعاً يدل على دخول جنود أولي شجاعة وقوة ذلك الموضع ومحارتهم أهله ، وقيل : إنه الممسوخ وهو رجل يجادل في الباطل ، وقيل : هو رجل غماز سفيه دنيء المطعم ولسعها كلام يؤذي من أوباش الناس ( الفراش ) : إنسان ضعيف عظيم الكلام ( الذباب ) : رجل ضعيف طعان دنيء وأكله رزق دنيء أو مال حرام ( ومن رأى ) كأن ذابة دخلت جوفه فإنه يخالط السفلة والأراذل ويفيد منهم مالاً حراماً لا بقاء له ، والذباب الكثير عدو مضر ، وأما المسافر إذا رأى وقوع الذباب على رأسه يخالف أن يقطع عليه الطريق ويذهب بماله لقوله تعالى : ! ( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ) ! وكذلك إذا وقع الذباب على شيء منه يعني من مال خيف عليه اللصوص ، وقيل : من قتل ذبابة نال راحة وصحة جسم . ( الجراد ) : عسكر وعامة وغوغاء يموج بعضهم في بعض وربما دلت على الأمطار إذا كانت تسقط على السقوف أو في الأناجر ، فإن كثرت جداً وكانت على خلاف الجراد وكانت بين الناس وبين الأرض والسماء فإنها عذاب ، وكذلك القمل والضفادع والدم لأنها آيات عذب بها بنو إسرائيل إلا أن يكون الناس يجمعونها أو يأكلونها وليست لها غائلة ولا شرر فإنها أرزاق تساق إليهم ومعاش يكثر فيهم ، وقد يكون من ناحية الهواء كالعصفور والقطا والمن والكمأة والفطر ونحوه ، وقيل : إن اجتماعها في وعاء يدل على الدراهم والدنانير ، فقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني أخذت جراداً فجعلته في جرة فقال : دراهم تصيبها فتسوقها إلى امرأة وقيل : إن كل موضع يظهر فيه الجاد ولا يضر يدل على فرح وسرور لقصة أيوب عليه السلام ولو رأى أنه أمطر عليه جراد من ذهب فإنه ينال نعمة وسروراً وقيل : إن الجراد خباز يغش الناس في الطعام ، والبراغيث جند الله تعالى وبها أهلك نمرود ، والبرغوث رجل دنيء مهين طعان ( ومن رأى ) برغوثاً قرصه نال مالاً وكذلك البق . ( السمك ) : إذا كان طرياً كباراً كثير العدد فهو أموال وغنيمة لمن أصابه ، وصغار السمك أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين أصاب امرأة أو امرأتين ، فإن أصاب في بطن السمكة لؤلؤة فإنه يصب منها غلاماً ، وإن أصاب في بطنها شحماً أصاب منها مالاً وخيراً ، ومن أصاب سمكاً مالحاً أصابه هم من جهة ملوحته ، وصغاره أيضاً لا خير فيه ، وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه أن يصيب مالاً وخيراً ، و من خرجت من فمه سمكة فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة ( ومن رأى ) سمكة خرجت من ذكره ولدت له بنت ، والسمكة الحية الطرية بكر ، وصيد السمك في البر ارتكاب فاحشة وقيل إنه خبر سار ، وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد ومن الماء الصافي رزق أو ولد له ابن سعيد ومن أكل سمكاً حياً نال ملكاً ، والسمك المشوي الطري غنيمة وخير لقصة مائدة عيسى عليه السلام ، وقيل : هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو رزق واسع إن كان الرجل تقياً وإلا كانت عقوبة ، والمالح المشوي سفر في طلب علم أو حكمة لقوله تعالى : ! ( نسيا حوتهما ) ! ( ومن رأى ) أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإن يصلح مالاص ينفعه وينفق على ذلك من مال شريف ويتعب فيه حتى يصير مالاً لذيذاً شريفاً ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل منها أنا وخادمي من ظهر وبطنها قال : فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتشه فإذا هو رجل . ( السلحفاة ) : امرأة تتعطر وتتزين وتعرض نفسها على الرجال ، وقيل : السلحفاة قاضي القضاة لأنه أعلم أهل البحر وأورعهم ( ومن رأى ) سلحفاة في مزبلة مستخفاً بها فإن هناك عالم ضائع لجهل أهل ذلك الموضع ، وقيل : هو رجل عالم عابد قارئ وأكل لحمه مال أو علم وهي من الممسوخ ( السرطان ) : رجل كياد هيوب رفيع الهمة وأكل لحمه استفادة مال وخير من أرض بعيدة وقيل : من رأى السرطان نال مالاً حراماً ( الدعموص ) : مسخ وهو في التأويل رجل ملعون نباش ( التمساح ) : شرطي لأنه أشر ما في البحر لا يأمنه عدو ولا صديق وهو لص خائن وهو بمنزلة السبع ، ويدل أيضاً على التاجر الظالم الخائن فمن رأى أن تمساحاً جره إلى الماء وقتله فيه فإنه يقع في يد شرطي يأخذ ماله ويقتله فإن سلم فإنه يسلم ( الضفدع ) : رجل عابد مجتهد في طاعة الله ، وأما الضفادع الكثيرة في بلد أو محلة فهو عذاب ، ومن أكل لحم ضفدعة أصاب منفعة من بعض أصحابه ( ومن رأى ) ضفدعاً كلمه أصاب ملكاً ، والضفدع أطفأ نار نمرود .
____________________
(1/492)
( الباب السادس والثلاثون ) ( في أدوات الصيد والشباك والفخاخ والشصوص والمصايد وقوس البندق ) الشبكة في يد المسافر تدل على رجوعه ، وللهموم تدل على زيادة همه وشدته وأما للصادين فتدل على خير ومنفعة وأما الفخ فمن رأى أنه صاد بفخ فإنه رجل فاسد الدين يمكر برجل عظيم لأن الخشب نفاق والفخ مكر والعصفر رجل ، وقضبان الدبق تدل على الآبق أنه يوجد وفيمن أهلك شيئاً على رجوع ذلك الشيء إليه ولمن يرجو شيئاً يتوقعه أن رجاءه يتم والشص وجميع الآلات التي يصاد بها فهي خديعة ومكر وأما قوس البندق فالرمي به في البرية غنيمة مال حلال ، وفي البلد كذب وبهتان وغيبة ، والرامي به على باب السلطان غماز ، ورامي الحمامة قاذف امرأة ( ومن رأى ) أنه يرمي بقوس البندق بنيل فإنه يتكلم بكلام في غير موضعه ، فإن أصابت رميته قبل منه ، فإن أخطأت كان كلامه وبالاً عليه ( وحكي ) : أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت أني أرمي بقوس جلاهق وأنا أخطئ وأصيب فقال : اتق اله فإنك تغتاب الناس . ( الباب السابع والثلاثون ) ( في الهوام والحشرات ودواب الأرض ) أما الحيات فإنها أعداء وذلك أن إبليس اللعين توسل بها إلى آدم عليه السلام ، وعداوة كل حية على قدر نكايتها وعظمها وسمها ، وربما كانت كفاراً وأصحاب بدع لما معها من السم ، وربما دلت على الزناة ولدغهم وطبعهم ، وربما أخذت الحياة من اسمها مثل أن ترى في الفدادين أو تنساب تحت الشجر فإنها مياه وسيول ، وقد شبهوا نفخها بحسو الماء ، وقد تكون الحية سلطاناً ، وقد تكون زوجة وولداً لقوله تعالى : ! ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) ! ومن قاتل الحية أو نازعها قاتل عدواً فإن قتلها ظفر بعدوه وإن لدغته ناله مكروه من عدوه بقدر مبلغ النهشة ، وأكل لحمها مال من عدو وسرور وغبطة ، وإن قطعها بنصين انتصف من عدوه ، ومن كلمته الحية بكلام لين ولطف أصاب خيراً يعجب الناس منه فإن رأى حية ميتة فهو عدو يكفيه الله شره بغير حول ولا قوة وبيضها أصعب الأعداء وسودها أشدهم ، فإن رأى أنه ملك من سود الحيات العظام جماعة قاد الجيوش ونال ملكاً عظيماً ، فإن أصاب حية ملساء تطيعه ولا غائلة ولا سلاح يؤذي أصاب كنزاً من كنوز الملوك وربما كانت جده إذا كانت بهذه الصفة ، ومن تخوف حية ولم يعاينها فهو أمن له من عدوه وإن عاينها وخافها فهو خوف ، وكذلك كل خوف ، وكذا كل شيء يخافه ولا يعاينه ، وخروج الحية من الإحليل ولد ، ومن أدخل حية بيتاً مكر به عدوه ، فمن رأى أنه أخذها فإنه يصير إليه مال من عدو في أمن لقوله تعالى : ! ( خذها ولا تخف ) ! والحية الصغيرة ولد وإن رأى الحيات تقتتل في السوق وقعت الحرب وظفر بالأعداء ، والحية سلطان كتوم العداوة ، فإن رأى حية تخرج من ذكره مرة وترجع إليه مرة فإنه يخونه والحية امرأة فمن رأى أنه قتل حية على فراشه ماتت امرأته فإن رأى في عنقه حية فقطعها ثلاث قطع فإنه يطلق امرأته ثلاثاً وقوائم الحية وأنيابها قوة العدو وشدة كيده ومن تحول حية فإنه يتحول من حال إلى حال ويصير عدواً للمسلمين إن رأى بيته مملوءاً من الحيات لا يخافها فإنه يؤوي في بيته أعداء المسلمين وأصحاب الأهواء والحيات المائية مال فإن رأى في جيبه أو كمه حية صغير بيضاء لا يخافها فإنها جده ، فإن رأى حية تمشي خلفه فإن عدوه يريد أن يمكر به ، فإن مشت بين يديه أو دارت حوله فإنهم أعداء يخالطونه ولا يمكنهم مضرته ، فإن رأى حيات تدخل بيته وتخرج من غير مضرة فإنهم أعداؤه من أهل بيته وقراباته ، فإن رآها في غير بيته فالأعداء غرباء ولحم الحية وشحمها مال عدو حلال وترياق من عدو فإن رأى الحيات تقاتل في كل ناحية فقتل منهم حية عظيمة فإنه يملك تلك البلدة ، فإن كانت الحية المقتولة مثل سائر الحيات قتل أحد جنود الملك ، فإن كانت الحية تصعد في علو أصاب راحة وفرحاً وسروراً فإن رأى حية تنحدر من علو مات رئيس في ذلك المكان فإن رأى حية خرجت من الأرض فهو عذاب في ذلك الموضع فإن رأى بستانه مملوءاً حيات فإن البستان ينمو والنبات الذي فيه يزيد ويحيا
____________________
(1/493)
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأنحية تسعى وأنا أتبعها فدخلت حجراً وفي يد مسحاة فوضعتها على الحجر فقال : أتخطب امرأة ؟ قال : نعم ، فقال : إنك ستتزوجها وترثها فتزوجها فماتت عن سبعة آلاف درهم ورأى آخر كأنه بيته مملوء حيات فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : اتق الله ولا تؤوي عدو المسلمين وجاءته امرأة فقالت : يا أبا بكر امرأة رأت جحرين خرج منهما حيتان فقام إليهما رجلان واحتلبا من رأسيهما لبناً فقال : ابن سيرين : الحية لا تحلب لبناً إنما تحلب السهم وهذه امرأة يدخل عليها رجلان من رؤوس الخوارج يدعوانها إلى مذهبهما وإنما يدعوانها إلى شتم الشيخين رضي الله عنهما وأما حيات البطن فهم الأقارب وخروجها من الرجل مصيبة في قريب الرجل . ( وأما التنين ) : فمن رأى أنه تحول تنيناً طال عمره ونال سلطاناً ، فإن أكل لحم تنين نال مالاً من الملك ، والتنين رجل عدو كاتم العداوة ، وإن كان له رؤوس كثيرة فإنه يكون له فنون كثيرة في الرداءة والشر والسوء ، فإن كان له رأسان أو ثلاثة أو أربعة إلى أن يبلغ سبعة رؤوس فكل رأى من رؤوسه : بلية وفن من الشر ، فإذا صارت سبعة رؤوس فليس له نظير في كمال شره وعداوته ولا يطاق ولا يقوى به ، ويدل هذا الحيوان في المرضى على الموت والضب رجل من الممسوخ وهو بدوي قتال ورؤيته في المنام مرض ( وأما العقرب ) : فمن الممسوخ وهو رجل نمام يقتل بعض أقربائه فإن رأى كأن عقربا ًأحرقت بالنار فإنه يموت عدو له فإن رأى أنه أخذ عقرباً فطرحها على امرأته يرتكب منها فاحشة ، والجرارة أشد عداوة ، وقيل : العقرب مال وقتلها مال يذهب منه ثم يرجع إليه ولدغها مال لا بقاء له وإن رأى في سراويله عقرباً دل على فساد امرأته وكذلك إن رآها على فراشه وإن رأى أنه بلع عقرباً فإنه يفضي سراً إلى عدوه فإن رأى في بطنه عقارب فهم أعداؤه من أقربائه ، فإن أكل لحم عقرب نيئاً نال مالاً حراماً من عدو نمام بسبب إرث أو غيره وشوكة العقرب لسان الرجل النمام والعقرب في الأصل عدو لا يحور لبذاءة لسانه ، وجميع الحشرات المؤذية أعداء على قدر نكاياتها . ( الوزغة ) : رجل ضال خامل يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ( العظاية ) : إنسان سوء يفسد في الناس ، فمن قتلها ظفر بإنسان كذلك ، ومن أكل من لحمها مطبوخاً أكل من مال ذلك الإنسان ، فإن كان نيئاً اغتابه والعلق في التأويل العيال وهو الذي يرشف دم الإنسان والحرباء تذم للملك كصاحب حرب يهيجها بين الناس والأرضة أجير أو جار أو خام لص يسرق قماشات البيت قليلاً قليلاً وبنات وردان عدو ضعيف الجعل رجل حقود بغيض صاحب سفر ينقل المال من مكان إلى مكان ، وقيل : هو عدو وصاحب مال حرام الخنفساء عدو ثقيل قذر دابة الأذن عدو للرؤساء الدود في البطن عياله الذين هم سوس ماله دود القز رعية السلطان والسوس رجل نمام ساع . ( العنكبوت ) : من الممسوخ ويدل على امرأة ملعونة تهجر فراش زوجها ، ورؤية نسجها وبيتها اقتناء امرأة بلا دين ( ومن رأى ) عنكبوتاً فإنه يرى رجلاً مكايداً ضعيفاً متوارياً جديد العهد ( الفأرة ) : امرأة فاسقة أو سارقة أو لها سريرة فاسدة وإن كانت جماعة وألوانها مختلفة سود وبيض فهي الليالي والأيام تقرض الأعمار والأبدان في غفلة واستتار والجرذ منها كذلك لا خير فيه وقيل : هو لص ثقاب ، وقد قيل : إن الفأر يدل على العيال وعلى المماليك ، وقيل : إن خروج الفأر من الدار زوال النعمة وقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأني وطئت فأرة خرجت من أستها تمرة فقال : ألك امرأة فاسقة ؟ قال نعم : قال : تلد لك ولداً صالحاً . ( اليربوع ) : من الممسوخ وهو رجل حلاف كذاب القنفذ : مسخ وهو رجل ضيق القلب قليل الرحمة سريع الغضب القمل : إذا كان في الثياب الجدد فإنها زيادة دين وإذا كانت على الأرض فإنها قوم ضعاف ، فإن دبت حواليه فإنه يصاحب قوماً ضعافاً لا يناله منهم مضرة ، وقرص القملة طعن عدو ضعيف ( ومن رأى ) كأن قملة كبيرة خرجت من جسده وذهبت عنه دل على نقص حياته وقيل : إن القمل العيال والإحسان إليهم وقيل : إن القمل يدل على الهموم والحبس وهو زيادة مرضه ، وأكلها غيبة والكبار منها عذاب وقيل : هو جيش الملك وعيال الرجل ، ومن التقط القمل من ثوبه فإنه يكذب عليه كذباً فاحشاً ، فأما قمل الخط فإنه عذاب لأنه من آيات موسى عليه السلام وأما النمل الكثير فجند ورؤيتها على الفراش أولاد ورؤية النمل تدل على نفس صاحب الرؤيا ، وقيل : تدل على قراباته ، وقيل : إن خروج النمل من جحرها غم ، ورؤية النمل تدب على المريض موته ، ومعرفة كلام النمل ولاية لقصة سليمان عليه السلام ( ومن رأى ) النمل يدخل داره بالطعام يكثر خير داره ( ومن رأى ) النمل يخرج بالطعام من داره افتقر وخروج
____________________
(1/494)
النمل من الأنف أو الأذن أو غيرهما من الأعضاء يدل على موت صاحب الرؤيا شهيداً إذا رأى نفسه تفرح بخروجها فإن كان يسوءه خروجها فيخشى عليه والنمل إنسان ضعيف حريص والكثير منه جند أو ذرية أو مال أو طول الحياة ( ومن رأى ) النمل يدخل قرية أو بلداً دخل ذلك البلد جند فإن خرجوا منها فإنهم يتحملون منها فإن رأى أن النمل هارب من بلد أو بيت فإن اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئاً ويكون هناك عمارة لأن النمل والعمارة لا يجتمعان ، وكثرة النمل في بلد من غير إضرار بأحد يدل على كثرة أهل البلد وأما اليسروع وهو دود خضر فإنه رجل يتحلى بالدين ويدخل في أموال الرؤساء والتجار ويسرق قليلاً قليلاً ولا يتهم بذلك لحسن ظاهره وخشاش الأرض كله يدل على أوغاد الناس وعامتهم وشرارهم كل حيوان على نعته وطبعه وعمله وضرره وعداوته والنمل لصوص وكواسب . ( الباب الثامن والثلاثون ) ( في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والسحاب والبرد والثلج والجمد ) ( السماء ) : تدل على نفسها فما نزل منها أو جاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند الله ليس للخلق فيه تسبب مثل أو يسقط منها نار في الدور فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت ، وإن سقطت منها نار في الأسواق عز وغلا ما يباع بها من المبيعات ، وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد ، وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال كالعسل والزيت ، والتين والشعير فإن النسا يمطرون أمطاراً نافعة يكون نفعها في الشيء النازل من السماء ، وربما دل السماء على حشم السلطان وذاته لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها وضعفهم عن الخروج من تحتها ، فما رثي منها وفيها أو نزل بها وعليها من دلائل الخير والشر ، وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله ، فمن صعد إليه بسلم أو سبب نال مع الملك رفعة وعنده حظوة ، وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم ناله خوف شديد من السلطان ودخل في غرر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه ، وإن كان ضميره استراق السمع تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقة ، وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر ، فإن عاد إلى الأرض نجا مما دخل فيه ، وإن سقط من مكانه عطب في حاله على قدر ما آل أمره إليه في سقوطه وما انكسر له من أعضائه ، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاً في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته وصعدت روحه كذلك إلى السماء ، وإن رجع إلى الأرض بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجو إن شاء الله إلا أن يكون في حين نزوله أيضاً سقط في بئر أو حفير ثم لم يخرج منه فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه ، وي ذلك بشارة بالموت على الإسلام لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تصعد أرواحهم إليها وأما رؤية الأبواب فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك ، فإن كان الناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال الله تعالى : ! ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) ! ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة والخصب كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر ، وأما إن رمي الناس منها بسهام فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون فتحت أبوابه عليهم ، وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه ، وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار فهي فتنة تطيش سهامها يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره ، وإن كانت تقع عليهم بلا ضرر فيجمعونها ويلتقطونها فغنائم من عند الله كالجراد وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه . وأما دنو السماء فيدل على القرب من الله لقوله تعالى : ' من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات ، وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي يقبل دعاؤه ويستجاب لأن الإشارة عند
____________________
(1/495)
الدعاء بالعين إلى ناحية السماء ، وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد وكل من هو فوقك بدرجة الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه وما وقع في ضميره . وأما سقوط السماء على الأرض فربما دل على هلاك السلطان إن كان مريضاً وعلى قدومه إلى تلك الأرض إن كان مسافراً ، وقد يعود أيضاً ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم ، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة أو كان الناس يدوسونها بالرجل من بعد سقوطها وهم حامدون وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن والعرب تسمي المطر سماء لنزوله منها ومن سقطت السماء عليه خاصة أو على أهله دل على سقوط سقف بيته عليه لأن الله تعالى سمى السماء سقفاً محفوظاً وإن كان من سقطت عليه في خاصيته مريضاً في يقظته مات ورمي في قبره على ظهره إن كان لم يخرج من تحتها في المنام ومن صعد السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره ونال مع ذلك شرفاً وذكراً . ( ومن رأى ) أنه في السماء فإنه يأمر وينهى وقيل : إن السماء الدنيا وزارة لأنها موضع القمر والقمر وزير ، والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة ورياسة وكفاية لأن السماء الثانية لعطارد ( ومن رأى ) أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وسروراً وجواري وحلياً وحللاً وفرشاً ويستغني ويتنعم لأن سيرة السماء الثالثة للزهرة ( ومن رأى ) أنه في السماء الراعبة نال ملكاً وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لأن سيرة السماء الرابعة للشمس فإن رأى أنه في الخامسة فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالاً أو حرباً أو صنعة مما ينسب إلى المريخ لأن سيرة السماء الخامسة للمريخ فإن رأى أنه في السماء السادسة فإنه ينال خيراً من البيع والشراء لأن سيرة السماء السادسة للمشتري فإن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقاراً وأرضاً ووكالة وفلاحة وزراعة ودهقنة في جيش طويل لأن سيرة السماء السابعة لزحل فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلاً فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبة أو لنظيره أ , لسميه فإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك ( ومن رأى ) السماء اخضرت فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة فإن رأى أن السماء اصفرت دل على الأمراض فإن رأى أن السماء من حديد فإنه يقل المطر وإن رأى أنه خر من السماء فإنه يكفر ، وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ فهو جدب تلك الأرض ونيلهم خصباً ، فإن خرج شاب فإنه عود يظهر ويسيء إلى أهل تلك المواضع ويقع بينهم عداوة وتفريق وإن خرج غنم فإنه غنيمة ، وإن خرج إبل فإنهم يمطرون ويسيل فيهم سيل ، وإن خرج فيهم سبع فإنهم يبتلون بجور من سلطان ظلوم فإن رأى أن السماء صارت رتقاً فإنه يحبس المطر عنهم ، فإن انفتقت فإن المطر يكثر . ( ومن رأى ) السماء فإنه يتعاطى أمراً عظيماً ولا يناله ، والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا ، فإن نظر إلى ناحية المشرق فهو سفر وربما نال سلطاناً عظيماً فإن رأى أنه سرق السماء وخبأها في جرة فإنه يسرق مصحفاً ويدفعه إلى امرأته ( ومن رأى ) أنه يصعد إلى السماء من غير استواء ولا مشقة نال سلطاناً ونعمة وأمن مكايد عدوه فإن رأى أنه أخذ السماء بأسنانه فإنه تصيبه مصيبة في نفسه أو نقصان في ماله ويريد شيئاً لا تبلغه يده وإن رأى أنه دخل في السماء ولم يخرج منها فإنه يموت أو يشرف على الهلاك فإن رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل فإنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكوراً بين الناس فإن رأى كأنه استند إليها فإنه ينال رياسة وظفراً بمخالفيه وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم رفع أحدهم إلى السماء ثم حبس الآخر بين السماء والأرض وأكب الآخر على وجهه ساجداً فقال ابن سيرين : أما الذي رفع إلى السماء فهي الأمانة رفعت من بين الناس ، وأما المحتبس بين السماء والأرض فهي الأمانة تقطعت ، وأما الساجد فهي الصلاة إليها منتهى الأمة . ( الهواء ) : ربما دل على اسمه فمن رأى نفسه فيه قائماً أو جالساً أو ساعياً فيكون على هوى من دينه أو في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدل عليه عمله في الهواء أو حاله في اليقظة وآماله ، فإن كان في بدعة فهو بدعته ، وإن كان مع سلطان كافر فسد معه دينه وإلا خيف على روحه معه ، فإن كان في سفينة في البحر خيف عليه العطب ، وإن كان في سفر ناله فيه خوف وإن كان مريضاً أشرف على الهلاك ، وإن سقط من مكانه عطب في حاله وهوى في أعماله لقوله تعالى : ! ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ! فإن مات في سقطته كان ذلك أدل على بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك وأما أن يبني في الهواء بنياناً أو يضرب فيه فسطاطاً أو يركب فيه دابة
____________________
(1/496)
أو عجلة فإن كان مريضاً مات أو عنده مريض مات وذلك نعشه وقبره فإن كان أخضر اللون كان شهيداً وإن رأى ذلك سلطان أو أمير أو حاكم عزل عن عمله أو نزل عن سلطانه بموت أو حياة وإن رأى ذلك من عقد نكاحاً أو بنى بأهله فهو في غرر معها وفي غير أمان منها وإن رأى ذلك من هو في البحر عطبت سفينته أو أسره عدوه أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين وقد يدل على ذلك على عمل فاسد عمله على غير علم ولا سنة إذا لم يكن بناه على أساس ولا كان سرادقه أو فسطاطه على قرار وأما الطيران في الهواء فدال على السفر في البحر أو في البر ، فإن كان ذلك بجناح فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر ، فقد يكون جناحه مالاً ينهض به أو سلطاناً يسافر في كنفه وتحت جناحه ، وكلك السباحة في الهواء ، وقد يدل أيضاً إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبه أو سفر في غير أوان السفر في بر أو بحر ( ومن رأى ) أنه طار عرضاً في السماء سافر سفراً بعيداً أو نال شرفاً ، وأما الوثب فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره إما من سوق إلى غيره أو من دار إلى محلة أو من علم إلى خلافة على قدر المكانين ، فإن وثب من مسجد إلى سوق آثر الدنيا على الآخرة ، وإن كان من سوق إلى مسجد فضد ذلك ، وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال فيكون أضغاثاً ومن وثب من مكان إلى مكان تحول من حال إلى حال ، والوثب البعيد سفر طويل ، فإن اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي وأما ألوان الهواء فإن اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء فإن كانت الرؤيا له في خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء ، فإن لم يخصه برئيس عمى بصره وحجب من نور الهدى نظره ، فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكون أو يتضرعون نزلت بهم شدة على قدر الظلمة إما فتنة أو غمة أو جدب وقحط ، وكذلك احمراره والعرب تقول لسنة الجدب سنة غبراء لتصاعد الغبار إلى الهواء من شدة الجدب ، فيكون الهواء في عين الجائع ويتخايل له أن فيه دخاناً ، فكيف إن كان الذي أظلم الهواء منه دخاناً فإنه عذاب من جدب أو غيره وأما الضباب فالتباس وفتنة وحيرة تغشى الناس . وأما النور بعد الظلمة لمن رآه للعامة إن كانوا فتنة أو حيرة اهتدوا واستبانوا وانجلت عنهم الفتنة ، وإن كان عليهم جور ذهب عنهم ، وإن كانوا في جدب فرج عنهم وسقوا وأخصبوا ، ويدل للكافر على الإسلام ، وللمذنب على التوبة ، وللفقير على الغنى وللأعزب على الزوجة ، وللحامل على ولادة غلام إلا أن تكون حجته في تختها أو صرته في ثوبها أو أدخلته في جيبها فولدها جارية محجوبة جميلة وأما الليل والنهار فسلطانان ضدان يطلبان بعضهما بعضاً والليل كافر والنهار مسلم لأنه يذهب بالظلام والله تعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات وعن دينه بالنور ، وقد يدلان على الخصمين وعلى الضرتين ، وربما دل الليل على الراحة والنهار على التعب والنصب ، وربما دل الليل على النكاح والنهار على الطلاق ، وربما دل الليل على الكساد وعطلة الصناع والسفار والنهار على النفاق وحركة الأسواق والأسعار ، وربما دل الليل على السجن لأنه يمنع التصرف مع ظلمته والنهار على السراج والخلاص والنجاة ، وربما دل الليل على البحر والنهار على البر ، وربما دل الليل على الموت لأن الله تعالى يتوفى فيه نفوس النيام والنهار على البعث ، وربما دلا جميعاً على الشاهدين العدلين لأنهما يشهدان على الخلق فمن رأى الصبح قد أصبح فإن كان مريضاً انصرم مرضه بموت أو غافية ، فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس أو ركب إلى سفر أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته وحسن ما يقدم عليه من الخير وضياء القبر ، وإن استقى ماء أو جمع طعاماً أو اشترى شعيراً فإن الصبح فرجه مما كان فيه من العلة وإن رأى ذلك مسجون خرج من السجن وإن رأى ذلك معقول عن السفر في بر أو بحر ذهبت عقلته وجاءه سراحه وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته لأن النهار يفرق بين الزوجين والمتألفين وإن رأى ذلك مذنب غافل بطال أو كافر ذو هوى تاب من حاله واستيقظ من غفلاته وظلماته وإن رأى ذلك محروم أو تاجر قد كسدت تجارته وتعطل سوقه تحركت أسواقهما وقويت أرزاقهما وإن رأى ذلك من له عدو كافر يطلبه أو خصم ظالم يخصمه ظفر بعدوه واستظهر بالحق عليه وإن رأى ذلك للعامة وكانوا في حصار وشدة أو جور أو جدب أو فتنة خرجوا من جميع ذلك ونجوا منه وكذلك دخول الليل على النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس وما في اليقظة لا ( ومن رأى ) كأن الدهر كله ليل لا نهار فيه عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت وإن رأى أن الدهر كله ليل والقمر والكواكب تدور حول السماء عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتب ، والظلمة ظلم وضلالة وإذا كان معها الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك وقال بعضهم : طلوع الفجر يدل على سرور وأمن وفرج من الهموم ، وأول النهار يد لعلى أول الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا ، ونصف النهار يدل على وسط الأمر ، وآخر النهار يدل على
____________________
(1/497)
آخر الأمر ( ومن رأى ) أنه ضاع له شيء فوجده عند انفجار الصبح فإنه يثبت على غريمه ما ينكره بشهادة الشهود لقوله تعالى : ! ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) ! ( ومن رأى ) أن الدهر كله نهار لا ليل فيه والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء دل تلك على أن السلطان يفعل برأيه ولا يستشير وزيراً فيما يريده من الأمور والنور هو الهدي من الضلالة وتأويله بضد الظلام ، رأت آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه كأن نوراً خرج من أضاءت قصور الشأم من ذلك النور فولدت النبي صلى الله عليه وسلم . ( الشمس ) : في الأصل الملك الأعظم لأنها أنور ما في السماء من نظرائها مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها ، وربما دلت عن ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه وهو ملك الملوك وأعظم السلاطين لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدبر السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة ، والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو والده أو زوجها إن كانت امرأة ، وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته أو أمه أو زوجة الرائي أو أمه أو ابنته أو جمالها ، والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال ، وقد قيل : إنها كانت في رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه ، وقيل : بل على خالته زوجة أبيه ، وقيل : بل على جدته ، وقيل : بل كانت على أبيه والقمر على أمه وكل ذلك جائز في التعبير فإن دلت المس على الوالد فلفضلها على القمر بالضياء والإشراق ، وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر ، فما رئي في الشمس من حادث عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشواهدها ، وإن رئيت ساقطة إلى الأرض أو ابتلعها طائر أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء أو دخلت في بنات نعش مات المنسوب إليها وإن رأى بها كسوفاً أو غشاها سحاب أو تراكم عليها غبار أو دخان حتى نقص نورها أو رئيت تموج في السماء بلا استقرار كان ذلك دليلاً على حادث يجري على المضاف إليها إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق إلا أن يكون من دلت عليه مريضاً في اليقظة فإن ذلك موته وإن رآها قد اسودت من غير سبب غضيها ولا كسوف فإن ذلك بنورها وضيائها تمكن من سلطانه وعز مع ملكه إن كان ممن يليق به ذلك ، أو قدوم رب ذلك المنزل إن كان غائباً ، سواء رأى ذلك ولده أو عبده أو زوجته لأنه سلطان الجميع وقيم الدار ، وإلا ولدت الحامل إن كانت له جارية أو غلاماً يفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا مثل أن يأخذها فيسترها تحت ثوبه أو يدخلها في وعاء من أوعيته فيشهد ذلك فيها بالإناث المستورات ، ويكون من تدل عليه جميلاً مذكوراً بعلم أو سلطان ، وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللون غدر بالملك في ملكه أو في أهله إن لاق ذلك به وإلا تسور عليه سلطان أو عداه عليه عامل أو قدم غائب أو مات من عنده من المرضى والحوامل سقط جنينها أو ولدت ابناً يفرق بين هذه الوجوه بزيادة الأدلة وإن رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكان الذي منه طلوعها ظهرت آية وعبرة يستدل على ما هيأتها بزيادة أدلتها وربما دل ذلك على رجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور على قدر منفعة طلوعها ومغيبها وأوقات ذلك ، وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى ، وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنده حمل على موت الجنين من بعد ظهوره ، وربما دل على قدوم الغائب من سفره بالأموال العجيبة ، وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه ، وربما دل على من أسلم من كفره أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته . وإن رأى ذلك من يعمل أعمالاً خفية صالحة أو رديئة دل على سترته وإخفاء أحواله ولم تكشف استاره لذاب الشمس عنه إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة أو اشترى سرية فإن الزوجة ترجع إلى أهلها والسرية تعود إلي بائعها ، وقد يدل أيضاً طلوعها من بعد مغبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها ، ولمن عنده حبلى على خلاصها ، ولمن تعذرب عليه معيشته أو صنعته على نفاقها وخاصة إن كان صلاحها بالمشمس كالقصار والغسال وضراب اللبن وأمثال ذلك ، ولمن كان مريضاً على موته لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قوله تعالى : ! ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) ! ولمن كان في جهاد أو حرب على النصر لأنها عادت ليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له حتى أظهره الله عليهم ، ولمن كان فقيراً في يوم الشتاء على الكسوة والغنى ، وفي يوم الصيف على الغم والمرض
____________________
(1/498)
والحمى والرمد وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن من أجل مصاحبة السلطان ، أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته ( ومن رأى ) أنه تحول شمساً أصاب ملكاً عظيماً على قدر شعاعها ، ومن أصاب شمساً معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها ، وإن قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان ( ومن رأى ) أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب فإن كان أهلاً للملك نال ملكاً عظيماً وإلا رزق علماً يذكر به في جميع البلاد ( ومن رأى ) أنه ملك الشمس أو تمكن منها فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم ، فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه فإن كان والياً نال قوة في ولايته ، وإن كان أميراً نال خيراً من الملك الأعظم ، وإن كان من الرعية رزق رزقاً حلالاً ، وإن كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها ( ومن رأى ) الشمس طلعت في بيته فإن كان تاجراً ربح في تجارته ، وإن كان طالباً للمرأة أصاب امرأة جميلة ، وإن رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها ، وضوء الشمس هيبة الملك وعدله ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان . ( ومن رأى ) الشمس طلعت على رأسه دون جسده فإنه ينال أمراً جسيماً ودنيا شاملة ، وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقاً حلالاً من قبل الزراعة ، فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والنسا لا يعلمون أصابه برص وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه ( ومن رأى ) بطنه انشق وطلعت فيه الشمس فإنه يموت ، فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جربانها وهو طوقها ثم خرجت من ذيلها فإنه تتزوج ملكاً ويقيم معها ليلة ، فإن طلعت على فرجها فإنه تزني ، فإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها فإنه يموت ، فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب فإنه يكون أسيراً مع الملك ، فإن رأى أن الشمس تحولت رجلاً كهلاً فإن السلطان يتواضع لله تعالى ويعدل وينال قوة وتحسن أحوال المسلمين ، فإن تحولت شاباً فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان ، فإن رأى ناراً خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها فإن الملك يهلك أقواماً من حاشيته فإن رأى الشمس احمرت فإنه فساد في مملكته ، فإن رآها اصفرت مرض الملك ، فإن اسودت يغلب وتتم عليه آفة فإن رأى أنها غابت فإنه مطلبه ومنازعة الشمس الخروج على الملك ، ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر فإنه يخرج على الملك خارجي ، فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمساً صحيحة فإن الخارجي يأخذ البلد كله ، فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمساً كما كانت عاد إليها ملكه وظفر بالخارجي ، فإن صار كل واحد من النصفين شمساً بمفرده فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك ويصير نظيره ويأخذ نصف مملكته فإن رأى الشمس سقطت فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين فإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقاً ( ومن رأى ) أنه ابتلع الشمس فإنه يعيش عيشاً مغموماً فإن رأى ذلك ملك مات ومن أصاب من ضوء الشمس آتاه الله كنزاً ومالاً عظيماً . ( ومن رأى ) الشمس نزلت على فراشه فإنه يمرض ويلتهب بدنه ، فإن رأى كأنه يفعل به خير دل على خصب ويسار ، ويدل في كثير من الناس على صحة ، ومن أخذت الشمس منه شيئاً أو أعطته شيئاً فليس بمحمود ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيئتها وعادتها وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار ، ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل فإنه ينجو من حزن ، ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمور وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب فكان شطر مع الشمس وشطر مع القمر فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له : مع أيهما كنت ؟ قال : مع القمر ، فقرأ عمر : ! ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ! وصرفه عن علم حمص فقضى أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل ( ومن رأى ) الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها وكان لها نور وشعاع فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء ، فإن لم يكن نور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه فإن والديه راضيان عنه ، فإن لم يكن لهما شعاع فإنهما ساخطان عليه فإن رأى شمساً وقمراً عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة يضطر معها إلى الفرار لقوله تعالى : ! ( وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر ) ! وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا وكسوف الشمس حدث بالملك ( ومن رأى ) سحاباً غطى
____________________
(1/499)
الشمس حتى ذهب نورها فإن الملك يمرض ، فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه فإن الملك يموت ، وربما كانت الشمس عالماً من العلماء فإن انجلى السحاب انجلى الغم عنه . ( القمر ) : في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم ، والنجوم حوله جنود ومنازلة ومساكنة أو زوجاته وجواريه ، وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدى به من الأدلة لأنه يهدي في الظلمات ويضيء في الحنادس ، ويدل على الولد والزوج والسيد ، وعلى الزوجة والابنة لجماله ، ونوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر ، ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس ، وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص كالأموال والأعمال والأبدان مع ما سبق من لفظ المرور ، مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه مع ما سبق من لفظ المرور ، مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه ، وإن كان في نقصان الشهر ذهب عمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر ، فربما كان أياماً وربما كان جمعاً أو شهوراً أو أعواماً بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة ، وإن نزل في أول الشهر أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره ، وإن كان ذلك ي آخر الشهر بعد في سفره وتغرب عن وطنه ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجاً بقدر ضوئه ونوره رجلاً كان أو امرأة . ( رأت ) : عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه فقال : لها : إن صدقت رؤياك دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض فإن رأى القمر غاب فإن الأمر الذي هو طالبه من خير أو شر قد انقضى وفات ، فإن رآه فإن الأمر في أوله ( ومن رأى ) القمر تاماً منيراً في موضعه من السماء فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان ، ومن نظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فيه فإنه يموت ( ومن رأى ) كأنه تعلق بالقمر نال من السلطان خيراً ( ومن رأى ) كأن القمر أظلم والرائي ملك فإن رعيته يؤذونه وينكرون أمره ( ومن رأى ) القمر صار شمساً فإن الرائي يصيب خيراً وعزاً ومالاً من قبل أمه وامرأته ( ومن رأى ) القمر موافقه وهو موافق القمر فإنه يدل على المسافرين والملاح والمنجم لرطوبته وحركته ولأن المنجم يعرف ما يحتاج إليه القمر حكي أن ابن عباس رضي الله عنهما رأى في المنام كأن قمراً ارتفع من الأرض إلى السماء باشطان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ذاك ابن عمك ، يعني نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكى التحيات وحكي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغذى فقالت : رأيت كأن القمر دخل في الثريا ومنادياً ينادي : إن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك فقبض يده عن الطعام وقال لها : ويلك كيف رأيت ؟ فأعادت عليه فاربد لونه وقام وهو آخذ ببطنه فقالت أخته : مالك ؟ فقال : زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيام فمات في السابع . ( ورأى ) : رجل كأنه نظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ونظر إلى الأرض فرأى القمر قد تلاشى فقص رؤياه على معبر فقال : إن كان صاحب هذه الرؤيا رجلاً فإنه صاحب كيمياء وذهب فيذهب ماله ، وإن كان فقيراً فيسقط في الثرى ، وإن رأت ذلك امرأة قتل زوجها وأتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن القمر في دارنا قال : السلطان ينزل بمصركم ، واحتجاب القمر بالحجاب يجري في ذلك مجرى الشمس . ( الهلال ) : يدل أيضاً على الملك والأسير والقائد والمقدم والمولود البارز من الرحم المستهل بالصراخ ، وعلى الخبر الطارئ والفتح القادم من الناحية التي طلع منها ، وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غير مكانه أو كانت معه ظلمة أو مطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر ، وعلى قدوم الغائب ، وعلى صعود المؤذن فوق المنار لأن الناس يشخصونه بالأبصار ويشيرون إليه بالأصابع ويجابونه بالتكبير والتهليل ، وعلى الخطيب فوق المنبر ، وعلى المصلوب الشريف ، وربما دل على تمام الآجال وأذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه ، وربما دل على الحج لمن رآه في أشهر الحج أو في أيامه إن كان في الرؤيا ما يؤيده من تلبية أو حلق رأس أو عري أو نحو ذلك لأن الأهلة مواقيت كما قال الله تعالى : فمن رأى هلالاً طلع من مشرق أو مغرب والناس ينظرون إليه بعد أن لا يكون ذلك أول ليلة من الشهر أو آخر ليلة منه فإنه خير أو فتح يأتي الناس بأمر مشهور من تلك الناحية التي طلع منها ، فإن كان ضياء ونور وكان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه فإنه أمر صالح ، فيكف إن كانت أقباس النور تقذف منه ، وإن كان مظلماً أو مخلوقاً من نحاس أو في صفة حية أو عقرب فلا خير فيه ، فإن زاد كبره أو مشى في السماء دام ذلك وانتشر ، وإن ذهب وتلاشى
____________________
(1/500)
بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله ) الذي خلق آدم من دين ثم نفخ فيه روحاً ثم اصطفاه الرسالة كما اصطفى إدريس من بعده ونوحاً واتخذ إبراهيم خليلاً وموسى كليماً وإسماعيل ذبيحاً ، ونصر هوداً على عاد وألان الحديد لداود ووسع لسليمان في الأرض روحاً وسخر لها ريحاً وأيد صالحاً بآياته وهارون برسالاته ، وجعل المسيح آية وروحاً ، ونجى يوسف من الجب وعلمه من تأويل الأحاديث فكان في أموره نجيحاً ، وأسعف لقمان من الأنام وآتاه الحكمة في المنام فاستيقظ حكيماً فصيحاً وخص محمداً صلى الله عليه وسلم بالحوض المورود وبوأه من الجنة مقعداً فسيحاً ، وأنزل عليه في محكم كتابه العزيز : ! ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ! وجعل علم التعبير من العلوم الشرعية ولم يظهر لها منازعاً ولا مزيحاً ( أحمده ) على كل حال واشكره على نعمه التي ليس لها زوال ( وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة في السر والإعلان مفراً بها القلب واللسان ( وأشهد ) أن محمداً عبده ورسوله الذي حاز من المكارم والمفاخر الرتبة العليا ، وجاهد في سبيل الله بقلبه وقالبه فما أبقى بقياً ، وكان عليه الصلاة والسلام في كل يوم يقول لأصحابه : أيكم رأى رؤيا صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأخيار صة دائمة آناء الليل وأطراف النهار . ( يقول ) الفقير إلى الله تعالى خليل بن شاهين الظاهري لطف الله به ( قوله تعالى ) ! ( فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) ! وقوله تعالى في تكذيب الكهانة ! ( ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ) ! ( قال ) الواحدي الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات وقد ذم الشرع الكل لتفرده تعالى بعلم الغيب فأعرضت عن ذلك ولم ألتفت إليه وأردت أن أجمع كتاباً يشتمل على علم يظهر به المغيبات وله أصل في الشريعة وهو علم التأويل والتعبير ( وسميته ) ( كتاب الإشارات في علم العبارات ) واعتمدت في ذلك على كتب المتقدمين وأقوال المشايخ المعتبرين مثلك تاب الأصول لدانيال الحكيم ، وكتاب التقسيم لجعفر الصادق ، وكتاب الجوامع لمحمد بن سيرين ، وكتاب الدستور لإبراهيم الكرماني ، وكتاب الإرشاد لجابر المغربي ، وكتاب التعبير لإسماعيل بن الأشعث ، وكتاب كنز الرؤيا لمأموني ، وكتاب بيان التعبير لعبدوس ، وكتاب مقر الرؤيا ، وكتاب تحفة الملوك ، وكتاب منهاج التعبير لخالد الأصفهاني ، وكتاب مقدمة التعبير ، وكتاب حقائق الرؤيا ، وكتاب الوجيز لمحمد بن شامويه ، وكتاب التعبير لأبي سعيد الواعظ ، وكتاب كامل التعبير للشيخ أبي الفضل حبيش بن إبراهيم بن محمد النقيشي ، وكتاب الإشارات إلى علم العبارات لأبي عبدالله بن أحمد بن عامر السالمي ، وكتاب الدر المنظم في السر المعظم لمحمد القرشي النصيبي ، وغير ذلك مثل الشيخ أوحد الدين عبداللطيف الدمياطي ، والشيخ عبدالقادر الأشموني ، والشيخ يوسف الكربوني السكندري ، والشيخ محمد الفرعوني ، والشيخ حسن الرملي ، والشيح نور الدين الكوخي الغزاوي والشيخ تقي الدين المقدسي ، والشيخ شرف الدين الكركي ، والشيخ شمس الدين حمرون الصفدي وغير ذلك ( وأضفت ) إلى ذلك ما اتفق لي ولغيري من الرؤيا الصحيحة التي ظهرت كفلق الصبح فما اتفقوا عليه بينته بقول واحد ، وما اختلفوا فيه بينته وبينت تعبير كل واحد على حدة ، وما ظهر معناه أولته بدليل أو معنى واضح أشرت في أوله بقوله : قال بعض المعبرين أو قال بعضهم . ( فصل في إيضاح أدلة تدل على أن علم الرؤيا له اصل في الشريعة ) منها قوله تعالى : ! ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) ! قال الواحدي : هو تأويل الرؤيا وقوله تعالى : ! ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ! قال بعض المفسرين : يعني الرؤيا
____________________
(1/603)
الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة قال الشهرزوري في شرحه للأربعين حديثاً وكذا زين العرب في شرحه للمصابيح : إن مدة ابتداء وحي الرسول عليه السلام إلى فارقته الدنيا كانت ثلاثة وعشرين سنة ، وكانت ستة أشهر منها في أول الأمر يوحى إليه مناماً فهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من جملة أيام الوحي لأنه عاش ثلاثاً وستين سنة على أكثر الروايات وأوحي إليه بعد أربعين سنة ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : ' من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن بالله واليوم الآخر ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : ' لم يبق من النبوة إلا المبشرات وهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ومنها قوله عليه الصلاة والسلام : ' أصدقكم حديثاً أصدقكم رؤيا ' وإذا اقترب الزمان لم تكد تكذب رؤيا المؤمن ، ولا ينبغي لأحد أن يكذب في رؤياه يزعم أنه رأى غير ما رأى فإن الرؤيا وحي يوحيه الله له في المنام ومنها قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري : ' إن من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولم يفعل ' ومعنى الحلم هو معنى الرؤيا لكن غلب استعمال الرؤيا في المحبوبة والحلم في المكروهة وقال عمر رضي الله عنه : ألا أخبركم إن الإنسان إذا نام عرج بروحه إلى السماء ، فما رأى قبل أن يصل إلى السماء فذلك حلم ، وما رأى بعد أن يصل إلى السماء فذلك الذي يكون وفي قول ابن سيرين بيان أن ليس كل ما يراه الإنسان يكون صحيحاً ويجوز تعبيره إنما الصحيح منه ما كان من الله تعالى يأتيك به ملك الرؤيا وهو روحائيل من نسخة أم الكتاب يعني من اللوح المحفوظ وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها . ( فصل في بيان معرفة الرؤيا ومجاريها وقوتها وضعفها ) وبينت ما كان مستقيماً واضحاً وألغيت ما كان أضغاثاً مختلطاً وتأملت ذلك بتوفيق الله تعالى . ( واعلم ) أن صدق الرؤيا إن نمت على جنبك الأيمن لقول ابن سيرين : من نام على جنبه الأيمن فرأى رؤيا فهي من الله تعالى ، ومن نام على جنبه الأيسر أو على ظهره ورأى رؤيا فإنها من قبل الأربواح وربما يصح بعض ، وما كان منها في منامه على بطنه فهو أضغاث أحلام ، وأصدق ما تكون الرؤيا في الربيع والصيف لما تقدم من الحديث الشريف ، وقد ذهب بعضهم بأن تفسير ذلك على هذا الوجه ، وأضعف ما تكون في الخريف والشتاء ، وقد قال ابن سيرين وغيره : أقوى ما تكون الرؤيا عند إدراك الثمار واجتماع أمرها ، وأضعف ما تكون عند سقوط ورقها وذهاب ثمرها وقيل إن الله تعالى وكل على كل مدر وشجر ملكاً لحفظه من الجن لئلا يفسدونه فإذا انقضى أوانها وارتفعت الملائكة والموكلون بها بعدت النفوس وتغيرت الأمزجة فتظهر الأحلام السوء والأضغاث . فصل وأقرب ما تخرج الرؤيا أي تظهر الرؤيا إذا رئيت آخر الليل فإنه ينتظر بها وروي أن ابن سيرين قال : من رأى رؤيا أول الليل فإنه ينتظر بها إلى عشرين سنة فمادون ذلك ويقاس على الليل وعلى السنين ويعرف ما مضى من الليل وينقص من السنين بقدره مثاله إذا مضى من الليل نصفه ينتظر الرؤيا إلى عشر سنين فما دون ذلك ويقاس على ذلك ومن رأى رؤيا بعد الصبح فإنه ينتظر لها مدة شهر وما دون ذلك وكذلك رؤية النهار وقد ظهرت رؤية يوسف عليه السلام بعد عشرين سنة فلا حل ذلك حد آخر انتظار الرؤيا عشرين وقال الكرماني : أصح ما تكون الرؤيا عند استغراق النوم لقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : ما زال الإنسان يرى الشيء فيكون ويرى الشيء فلا يكون والجواب عن ذلك في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فصل وقد يبطل تأويل الرؤيا إذا كان الإنسان قد عمل فيما يراه في منامه وشغل به في اليقظة وسره ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : ' إن الرؤيا ثلاثة فالرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى ، والرؤيا من تخويف الشيطان ، والرؤيا مما يحدث به الرجل نفسه ' وقال بعض المعبرين : الرؤيا الصالحة على قسمين : قسم بشرى وقسم تحذير ، وقد تخرج الرؤيا على مآرب كثيرة ، وقد رأى كسرى في المنام زوال ملكه وظهور محمد صلى الله عليه وسلم وكان كذلك وقد رأى النمرود حين رمى الخيل إبراهيم عليه السلام بمنجنيق أن الخيل في روضة خضراء وفيها عين جارية فكان كذلك ورأى فرعون أنه دخل الحبر وجنوده فغرقوا فكان الأمر كذلك وإن لم تخرج الرؤيا لصاحبها خرجت لبنيه أو لنظيره أو لأحد من عشيرته وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن ابن أبي العيص في الجنة بعد موته وكان مشركاً فأولها النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد لنه كان نظيره وإن عبرت الرؤيا في المنام فإنها تخرج على نحو ما عبرت به إذا كان المعبر ممن يركن إليه وسيمته الخير وإن
____________________
(1/604)
رأى الإنسان رؤيا مما تدل على خير أو غيره ثم انتظرها فرآها على صفة ما رأى أولاً فتكن قد عبرت ، ولا يكون ذلك تكراراً عند بعض المعبرين وليست الرؤيا تبطل بتأويل ما أول بما يخالف التعبير إذ لو كان ذلك لبطلت رؤيا عزيز مصر لقول المعبرين أضغاث أحلام وإن الشيطان يتمثل في الرؤيا بكل شيء إلا بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله وفي الحديث : ' إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس ' وفي الحديث : ' المنام على رجل طائر إذا قص وقع ' وأول بعضهم قص الرجل الوقوع وفي حديث آخر ما يدل معناه أن الإنسان إذا رأى في منامه ما يكره فلا يحدث به أحداً وأن يبصق عن يساره ويتعوذ من الشيطان فإنه لا يضره إن شاء الله تعالى . وينبغي أن يكون المعبر ذا حذاقة وفطنة صدوقاً في كلامه حسناً في أفعاله مشتهراً بالديانة والصيانة بحيث لا ينكر عليه فيما يعبره لشهرة صدقه ولذلك سمى الله يوسف بالصديق وأن يكون عارفاً بالأصول في علم التعبير ، وأن يميز رؤية كل أحد بحسب حاله وما يليق به وما يناسب ولا يساوي الناس فيما يرونه ويعتبر في تعبيره على ما يظهر له من آيات القرآن وتفسيره ، ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ينقله المتقدمون في كتبهم وقد يقع نوادر ويعتمد على تعبيرها من الألفاظ الجلية الظاهرة بين الناس ، وما نقل عن الأدباء في أشعارهم وغير ذلكمن أشياء تناسب في المعنى ، كما سنذكر إن شاء الله تعالى بعض ذلك في باب النوادر ، ولو اعتمد المعبرون على ما ضبط في الكتب خاصة لعجزوا عن أشياء كثيرة لم تذكر في الكتب لأن علم التعبير واختلاف رؤيا الناس كبحر ليس له شاطئ ، وقد وضعت هذا الكتاب ملخصاً وبوبته ثمانين باباً وجعلت لكل باب ما يناسبه من معانيه ، وأسأل الله العصمة من الخطأ والنسيان فإنه حسبي ونعم الوكيل . ( الباب الأول ) 2 ( في رؤية الله تعالى والعرش والكرسي واللوح والقلم وسدرة المنتهى ) ( فصل في رؤية الله تعالى ) قال دانيال : من رأى الله عز وجل من المؤمنين في منامه بلا كيف ولا كيفية مثل ما ورد في الأخبار يدل على أنه تعالى يريه ذاته يوم القيامة وتنجح حاجته ( ومن ) رآه وهو قائم والله تعالى ينظر إليه دائماً يدل على أن هذا العبد يسلم في أمر يكون في رحمة الله تعالى ، فإن كان مذنباً ينبغي أن يتوب وقال ابن سيرين : من رأى الله تعالى وهو يتكلم معه يدل على أن هذا العبد يكون عند الله عزيزاً لقوله تعالى : ! ( وقربناه نجيا ) ! ( ومن رأى ) أن اله كلمه من وراء حجاب يدل على زيادة ماله ونعمته وقوة دينه وأمانته ( ومن رأى ) أن الله كلمه لا من وراء حجاب يدل على وقوع الخطاب عليه لأجل الدين لقوله تعالى : ! ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) ! ( ومن رأى ) أن الله تعالى قربه وعززه ورحمه بكرامة يدل على أنه تعالى يرحمه في الآخرة ولكنه يبتليه في الدنيا ( ومن رأى ) أن الله تعالى يعظه يعمل عملاً يكون لله فيه رضاً لقوله تعالى : ! ( يعظكم لعلكم تذكرون ) ! ( ومن رأى ) أن الله تعالى بشره بالخير يدل على أن الله تعالى راضٍ عنه ( ومن ) رأى أنه بشره بالشر يدل على أن الله تعالى غضبان عليه فليتق الله ويحسن أفعاله . ( ومن ) رأى أنه قائم بين يدي الله ناكساً رأسه يدل على أنه يصل إليه ظالم لقوله تعالى : ( ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ) وقال الكرماني : من أعطاه الله تعالى شيئاً في منامه سلط البلاء والمحنة على بدنه في الدنيا ( ومن ) رأى الله تعالى ورأى من يخبره يقع له حاجة عند أحد من الناس ويكون قضاؤها على ما تكون الرؤيا له ( ومن رأى ) أن الله تعالى نزل على أرض أو مدينة أو قرية أو حارة ونحو ذلك يدل على أن الله تعالى ينصر أهل ذلك المكان ويظفرهم على الأعداء ، فإن كان فيها قحط يدل على الخصب ، وإن كان فيها خصب زاد الله خصبها ويرزق أهلها التسوية ( ومن رأى ) أن الله تعالى نور وهو قادر على وصفه فإنه يدل على أن الله تعالى سماه باسم آخر يحصل له شرف وعظمة ( ومن ) رأى أن الله تعالى قال له تعالى إليَّ يدل على قرب أجله ( ومن ) رأى أن الله تعالى غضب على أهل مكان يدل على أن قاضي ذلك المكان يميل في القضاء وأنه يظلم الرعية أو عالمه يكون غير متدين ، وإن كان الرائي سارقاً سقطت رجله ، ويدل على أن الرائي يكون مذنباً أيضاً ولائقاً بالعقوبة ويقع في ذلك المكان بلاء وفتنة . ( ومن ) رأى أن الله تعالى على صورة رجل معروف يدل على أن ذلك الرجل قاهر وعظيم ( ومن رأى ) أن الله تعالى في المقابر يدل على نزول الرحمة على تلك المقابر ( ومن رأى ) أن الله تعالى على صورة وهو يسجد لها فإنه يفتري على الله تعالى : ( ومن رأى ) أنه يسب الله تعالى يكون كافراً بنعمة اله تعالى وساخطاً لقضائه وحكمه ومن رأى أن الله تعالى جالس على سرير أو مضطجع أو نائم أو غير ذلك مما لا يليق في حقه جل وعز يدل على أن الرائي يعصي الله تعالى ويصاحب الأشرار وقال جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه : رؤيا الله تعالى في المنام تؤول على سبعة أوجه : حصول نعمة في الدنيا وراحة في الآخرة وأمن وراحة ونور وهداية وقوة للدين والعفو والدخول إلى الجنة بكرمه ويظهر العدل ويقهر الظلمة في تلك الديار ويعز الرائي ويشرفه وينظر إليه نظرة الرحمة وقال أبو حاتم : سألت محمد بن سيرين أي الرؤيا أصح عندك ؟ قال : أي يرى العبد خالقه بلا كيف ولا كيفية وقال السالمي رحمه الله : من رأى الله عز وجل وهو يعانقه أو يقبله فاز بالأمر الذي يطلبه ونال من حسن العمل ما يرغبه ( ومن رأى ) أنه أعطاه شيئاً من أمور الدنيا فإنه يصيبه إسقام ( ومن رأى ) أنه وعده بالمغفرة أو بشره أو غير ذلك فإن الوعد يكون على حكمه لقوله تعالى : ! ( قوله الحق ) ! ( ومن رأى ) أنه يفر من الله تعالى وهو يطلبه فإنه يحول عن العبادة والطاعة أو يعتق والده إن كان حياً أو يأبق من سيده إن كان له سيد . ( ومن رأى ) أن الله سبحانه وتعالى يهينه يكون ذا بدعة فليتق الله سبحانه وتعالى لقوله : ( يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من ما عقلوه ) الآية ومن رأى أن الله سبحانه وتعالى على غير ما ذكرنا جميعه يكون نوعاً مفرداً مما يوافق الشريعة فهو خير على كل حال وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى كأنه قائم بين يدي الله تعالى والله ينظر إليه فإن كان من الصالحين فليحذر الله تعالى لقوله تعالى : ! ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ! ( ومن رأى ) كأنه يكلم الله من وراء حجاب فإنه يحسن دينه وإن كان عنده أمانة أداها وإن كان ذا سلطان نفذ أمره ( ومن رأى ) أنه يتكلم مع الله تعالى من غير حجاب فإنه يؤوول بحصول خلل في دينه لقوله تعالى : ( وما كان لبشر أن يكلمه الله ) الآية ( ومن رأى ) أن الله سبحانه وتعالى حاسبه أو غفر له ولم يعاين صفة لقي الله في القيامة كذلك ( ومن رأى ) أن الله تعالى ساخط عليه فإن عاق لوالديه فليستغفر لهم وربما يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) . 4 ( فصل في رؤية الله تعالى والعرش والكرسي واللوح والقلم وسدرة المنتهى ) من رآه على هيئته الموصوفة عند العلماء فهو خيل على كل حال وقيل إن العرش يعبر بأمير كبير ومن رآه وهو مزخرف يعبر بأنه يصاحب رجلاً جليل القدر ويحصل له منه عز وجاه ، وإن رآه بالزخرف ملوناً بألوان شتى يدل على أن الرائي يصاحب رؤساء ذوي فضائل ومعرفة بعلو قدره ومن رآه على غير هيئة حسنه يكون ذلك نقصاً في حق الرائي وحقارة له ( وقال ) جعفر الصادق رؤية العرش تؤول على خمسة أوجه : رفعة ومرتبة ورياسة وعز وجاه ومن رأى أنه يطيل النظر إلى العرش من غير مشقة فإنه يدوم في سلطانه . 5 ( فصل في رؤية الله تعالى ) وقال بعض المعبرين : هو رجل كامل عاقل ( وقال ) جابر المغربي : الكرسي يؤول بمطيع أو زاهد تقي كامل أو ملك عادل ورع عالم ومن رأى أنه متلأليء بالنور وعليه جلالة رهيبة فيكون الرائي ذا مهابة وصلاح وإن رآها أحد من العلماء يكون في حقه أحسن من غيره ويصل إلى رائيه خير من السلطان العادل أو من العالم العامل ويكثر ماله ( ومن ) رأى بضد ذلك يدل على حصول نقص في أمور العلماء والأدباء ( وقال ) جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤية الكرسي تؤول على ستة أوجه العدل والعز والولاية وعلو الأمر والقدر والجاه ، وأما الكرسي يؤلفه النجار فهو امرأة بقدر ذلك الكرسي ( وقال ) السالمي : رؤية الكرسي خير على كل حال ما لم يكن فيه ما ينكر في الشريعة إن فإن كان فيه ما ينكر فليس بجيد في حق الرائي إما في الدين أو في أمر يطلبه من أمور الدنيا .
____________________
(1/605)
6 ( فصل في رؤية اللوح المحفوظ ) وهي تعبر برؤية رجل عالم مؤمن مقبول الكلام ( وقال ) بعض المعبرين : هو رجل مصلح ينفق ماله في طريق الحق ( وقال ) الكرماني : هو يؤول للرائي بحصول علم وقرآن وحكمة لقوله عز وجل : ! ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) ! وقال جابر المغربي : ومن رأى اللوح المحفوظ صغيراً حقيراً يدل على كون حال الرائي رديئاً ومن رأى اسمه مكتوباً في اللوح المحفوظ فإنه يدل على قرب أجله ( ومن رأى ) شيئاً مكتوباً في اللوح المحفوظ يكون ذلك الشيء موجوداً بعينه وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤيته اللوح الذي يتعلم فيه الصبيان يؤول على ستة أوجه رياسة وولد وعالم وهداية ونفاذ أمر وعلم . 7 ( فصل في رؤية القلم ) فيمن رأى قلم القدرة وهو يكتب في اللوح المحفوظ وفسر قراءة الكتاب فإن الرؤية تكون كما هي مكتوبة ، وإن لم يفسر الكتابة فإنه يكون متفكراً في خلق الله ، ورؤية القلم ما لم يكن فيه حادث فهي جيدة ، وإن كان فيه حادث فهي تشوش خاطر أو تعطيل ما يقصده من أمور الدنيا ، وأما أقلام الكتابة فلها تأويلات فمن رأى أن بيده قلماً يرزقه الله تعالى ولداً عالماً وقيل إنه وظيفة وقيل علم لقوله تعالى : ! ( علم بالقلم ) ! الآية وإن رآه يكتب به فهو مشي حال وقضاء حاجة ( ومن رأى ) به ما يعيبه فهو ضد ذلك ( ومن رأى ) أنه يكتب ولا يظهر أثر كتابته فإنه إن كان صاحب منصب عزل عنه وقيل أمره لا ينفذ وقد رأى بعض الأعيان بيده أربعة أقلام فعبرت بأربعة وظائف وكان الأمر كذلك ومن رأى بيده عدة أقلام فهو خير على كل حال ومن رأى أنه يبري قلماً وأتم برايته يكون مسدداً في أموره فإن عسرت عليه برايته يكون بضد ذلك ( ومن رأى ) أنه يمتد قلماً من دواة مجهولة فإنه يركب فاحشة ( ومن رأى ) أنه زوج قلماً إلى قلم ففيه وجهان إما أن يولد له ولدان أو يأتيه أخي ( ومن رأى ) أن قلمه ضاع أو سرق أو باعه أو سكر فلا خير فيه ويكون التعبير على قدر حسب الرائي ومن رأى أنه يكتب بقلم وهو أمي فلا خير فيه وربما يدل على قرب وفاته وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤية القلم تؤول على سبعة أوجه : حكمة وأمر وعلم وأبهة وولاية واستقامة الأشياء ونيل المراد . 8 ( فصل في رؤية سدة المنتهى ) من رأى بها أوراقاً ثابتة يدل على كثرة المواليد في ذلك الزمان والمكان ( ومن رأى ) ورقها أو بعضه يتساقط فيدل على وقوع فناء ( ومن رأى ) أن ورقة عليها اسم معين اصفرت يكون قرب أجل صاحب ذلك الاسم وإن سقطت يكون فراغ عمره ( ومن رأى ) أنها خالية عن أوراقها لا خير فيه وربما دلت رؤيتها على انتهاء أمر الرائي بما هو فيه من خير أو شر لاشتقاق اسمها . ( الباب الثاني ) ( في رؤية الملائكة والوحي والسماوات والأفلاك ) فصل من رأى جبريل عليه السلام فإنه يسافر في طلب علم ويدرك أمنيته ، وإن تكررت رؤياه فإنه ظفر على الأعداء وربما أمر بمعروف أو نهي عن منكر ( ومن رأى ) ميكائيل فإنه يرزق مالاً وشرفاً وعزاً ويكون سخياً جواداً ( ومن رأى ) إسرافيل فإنه خبر صالح وسفر فيه معاش بمصلحة ومنفعة ( ومن رأى ) عزرائيل ملك الموت فليستعد للموت وإن كان هناك عليل يدل على موته ، وربما دل ذلك على عدو قاصد فليعتبر بسوء أحوال الرؤيا وما تدل عليه من صلاح وفساد ( ومن رأى ) أنه يقبله فيدل على حصول ميراث وقيل تدل على تفرق جماعة أو حدوث أمر مكروه ( ومن رأى ) أحداً من الملائكة الروحانية أو الكرام الكتاتبين فإن ذلك شهادة يرزقها أو شهادة تقع عليه ومن رأى أخذ الملائكة في موضع فإن
____________________
(1/607)
أهله يصيبون خيراً وظفراً وفرجاً من هم أو غم وإذا رأى جملة من الملائكة فربما يدل على عسكر وربما يكون طاعوناً وحرباً ( وقال ) بعضهم : الملك يعبر بالملك أو بقاصده . ( ومن رأى ) أنه يطير مع الملائكة فإنه ينال السعادة في الآخرة ويفوز برضوان الله وكرمه ( ومن رأى ) أحداً من الملائكة على هيئة إنسان حسن الملبس والمنظر فإنه سرور وخير وإن رآه على صورة قبيحة أو نقصان فإنه ضد ذلك وإن رأى ملكاً وأخبره بأمر فيكون كذلك وقال أبو سعيد الواعظ : رؤية الملائكة إذا كانوا معروفين تدل على حصول شيء لصاحب الرؤيا وعز وقوة وبشارة ونصرة وأمن ويسر وحج ( ومن رأى ) الملائكة هبطت في مكان فإنه يؤول بالنصرة لأهله ( ومن رأى ) أحداً من الملائكة على صفة النسوة فإنه يؤول بكذبه على الله تعالى ( ومن رأى ) كأن الملائكة يلعنونه فإنه يؤول بفساد دينه وعدم اعتقاده ( ومن رأى ) أحداً من الملائكة يصنع شيئاً معروفاً فإنه يؤول على حسن دين صاحب تلك الصنعة وسلوكه فيها وفي تلك الطريقة الحميدة ( ومن رأى ) أنه صاحب ملكاً فإنه عز ودولة ورفعة وظفر . ( فصل في رؤيا الوحي ) من رأى أنه أوحي غليه أو إلى غيره بأمر على لسان معروف الهيئة لا يشك فيه فإنه يعبر على ستة أوجه : أولها ما يخبر به حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم الدال معناه على ذلك والثاني : تفويض أمر إليه أو وصول خبر من السلطان على لسان واسطة ثم يعتبر الخبر على ما يظهر مما قيل للرائي والثالث : علو شأن وارتفاع مكان وعز وإقبال والرابع : زيادة في العلم وصلاح في الدين وسياسة في الأمور والخامس : ربما يكون مضى من الرائي أربعون سنة إذا كان مما يعبر عنه والسادس : أنه كرامة من الله تعالى وعصمة . 4 ( فصل في رؤيا السماوات ) من رأى أنه في السماء الأولى فإنه يدل على قرب أجله ومن رأى أنه في السماء الثانية يحصل له علم وحكمة ومن رأى أنه في السماء الثالثة يحصل له العز والإقبال في الدنيا ( ومن رأى ) أنه في السماء الرابعة فإنه يتقرب إلى السلطان ومن رأى أنه في السماء الخامسة يحصل له فزع وجزع ( ومن رأى ) أنه في السماء السادسة يحصل له سعادة وجاه ومن رأى أنه في السماء السابعة يحصل له جاه ونعمة وعلو قدر ( ومن ) رأى أنه صعد إلى السماء ووجد بابها مغلوقاً فلا خير فيه ويدل على عمله إما برياء أو نقص فيه ( ومن رأى ) أنه لا يستطيع النظر إلى السماء نكس رأسه فإنه يعز سلطانه وتغير أموره وقال ابن سيرين : من رأى أنه في السماء فإنه يدل على أنه يسافر سفراً عظيماً ويجد في ذلك السفر عزاً ومرتبة في الدنيا والآخرة ( ومن ) رأى أنه طار على عرض السماء يكون مثل ذلك ومن رأى أنه يسافر مستقيماً إلى أن وصل إلى السماء يدل على وصول شدة ونصرة للرائي ومن رأى أنه سار إلى السماء قائماً ولم يعد إلى الأرض يدل على انقضاء عمره ( ومن رأى ) أن رأسه وصل إلى السماء يدل على علو المنزلة وزيادة الأبهة ( ومن رأى ) أنه سمع من السماء نداء مناد فإنه يكون خيراً . ( قال ) الكرماني : من رأى أنه بنى في السماء بناء فإنه يدل على موته ومن رأى أنه بنى في السماء بناء من الآجر والجص يدل على أنه يكون مغروراً في الدنيا ومن رأى أنه نزل من السماء رمل أو تراب إن كان قليلاً يكون جيداً وإن كان كثيراً يكون ضد ذلك ( ومن رأى ) أنه تدلى من السماء يدل على أنه يتمسك بدين الله وسنة رسوله ( ومن رأى ) أنه معلق من السماء بحبل يدل على علو أمره ( ومن رأى ) أبواب السماء مفتحة يدل على إجابة الدعاء وكثرة الأمطار وجريان المياه لقوله تعالى : ! ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ) ! الآية ( ومن رأى ) أنه صعد إلى السماء بسلم أو بسبب من الأسباب نال من الملك حظرة ورفعة وإن صعد إليها بلا سلم ولا سبب نال منه خوفاً . ( ومن ) رأى أنه غاب في إحدى السماوات ولم يدر بنفسه في أي سماء هو ولم يرجع إلى الدنيا فإنه يموت لا
____________________
(1/608)
محالة لقوله تعالى : ! ( إني متوفيك ورافعك إلي ) ! ومن رأى أنه في السماء ولم يدر متى صعد إليه فإنه يدخل الجنة إن شاء الله تعالى ( ومن رأى ) أنه وقع من السماء فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى : ! ( ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ) ! الآية ومن رأى ذلك سلطاناً أو ذا سلطان فإنه يزول عند سلطانه ولا يتم له أمره ( ومن رأى ) أن طائر طار به إلى السماء ولم يقع فإنه يصيبه رفعة وخيراً ( ومن رأى ) في السماء سراجاً فإنه يؤول ذلك بالشمس فإن رآه انطفأ فإن الشمس تكسف ( وإن رأى ) أن السماء انشقت فإنه اختلاف بين الناس أو كذب على الله لقوله تعالى : ! ( تكاد السماوات يتفطرن منه ) ! الآية ( وقيل ) رؤية السماوات سفر وغيبة وقيل أمطار لأن العرب تسمي المطر ماء وأنشدوا في ذلك شعراً : ( إذا نزل السماء بأرض قوم ** رعيناه وإن كانوا غضابا ) ( وقال ) جعفر الصادق رضي الله عنه : ( من رأى ) لو السماء أبيض يكون في ذلك نعمة وخصب وإن رآه أخضر فهو خير وإن رآه أصفر فهو داء ومرض وإن رآه أحمر فهو حرب وسفك دم وإن رآه أسود فهو قحط وضق وإن رأى أن السماء تتلون يكون في ذلك المكان بلاء وفتنة عظيمة . ( ومن رأى ) في السماء علامات حمراً مثل الأعمدة يكون لمثل ذلك المكان قوة ونصرة ( ومن رأى ) أنه عبد السماء يكون ضالاً بلا دين ( ومن رأى ) أنه نزل من السماء حنطة أو دقيق تكون نعمته مزيدة ( ومن رأى ) أن في السماء أشجاراً أو قناديل موقدة أو نحوها يدل على انتقال جماعة من أهل الدنيا إلى الآخرة فإن عرف من ذلك شيئاً أو قيل له هذا لفلان يكون المنتقل هو بعينه . 5 ( فصل في رؤية الأفلاك ) ومن رأى أن الفلك دائر فإنه تحسن معيشته وإن رآه واقفاً من غير دوران يكون ضد ذلك ( ومن رأى ) أنه متعلق به متمكن منه فإنه يهم بأمر وينتج فيه وإن لم يتمكن يكون ضد ذلك ( ومن رأى ) أن الفلك يدور أو يتحرك فإنه يسافر من منزله إلى منزل آخر . 6 ( فصل في رؤيا البيت المعمور وهو يؤول على أوجه ) ( قال ) ابن سيرين : من رأى أنه دخل فيه فإنه يتقدم على قوم ويظهر بالعلم وينجح ويأمن من شر الأعداء ( ومن رأى ) أن البيت المعمور موضع على الأرض فإنه يدل على مصاحبة ملك عاد ( ومن رأى ) أنه قام في البيت المعمور فإنه يدل على قرب أجله ( ومن رأى ) أنه دخل أو فعل فيه شيئاً من أنواع العبادات فإنه يدل على حصول مراده ( وقال ) الكرماني : من رأى طريقاً مستقيماً من الأرض إلى البيت المعمور فإنه يدل على كثرة الحجاج في تلك السنة ( ومن رأى ) أن البيت المعمور مزخرف أو به ما يزين فإنه يؤول بنظام الأمر ونتاج الأحوال في حق العلماء . ( الباب الثالث ) ( في رؤيا الشمس والقمر والكواكب والليل والنهار والحر والبرد ) ( فصل في رؤيا الشمس ) ( قال ) دانيال : رؤيا الشمس تؤول بالخليفة والسلطان فمن رأى أنه حدث فيها مما ينكر في اليقظة فيكون عائداً إليها حسب الحادث ( ومن رأى ) أنه قبض الشمس في السماء بيده أو جعلها في ملكه أو صار شمساً أو صار في مكانها أو أخذ من ضوئها يحصل له السلطنة إن كان يليق به ذلك وإلا يحصل للرائي عظمة وأبهة على مقداره ويتقرب عنده أو ينوب عنه ( ومن رأى ) أنه أخذ الشمس بيده لكن لا من السماء ولا نور لها ولا شعاع وأنها لم تكن مظلمة يحصل له
____________________
(1/609)
الفرج من الغموم وإن كانت مظلمة ولم يكن في مكن يحتاج السلطان إلى الرائي في أمر من الأمور . ( وقال ) جابر المغربي : الشمس تعبر بالوالدة واستدل لذلك بقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام : ! ( إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) ! ( ومن رأى ) الشمس مضيئة قد طلعت في بيته خاصة يخطب امرأة من أقاربه وإن رآها طلعت في بيت غيره يخطب امرأة من الأجانب وفي كلاهما يحصل له خير ومنفعة من أهل تلك المرأة ( ومن ) رأى أنه يسجد للشمس يظهر منه خطيئة ( ومن رأى ) الشمس على الأرض ولا ضوء لها يدل على عز ملك ذلك المكان ( ومن رآها في يدة مظلمة سوداء ) يحصل للملك وللرائي ما يكرهانه ( ومن رأى ) الشمس في منخس وغابت فيه يدل على موت السلطان لا محالة . ( وقال ) إسماعيل بن الأشعث : ( ومن رأى ) الشمس تكلمه فإنه ينال من السلطان عز وشرفاً ( ومن رأى ) شمسين قد اصطكا إنهما سلطانان يقتتلان ( ومن رأى ) أن الشمس طلعت من الأرض ونارت كما تكون فإنه كان مريضاً يدل على إفاقته وإن كان له غائب يدل على رجوعه سالماً غانماً ( ومن رأى ) أن الشمس طلعت بعد ما غابت فإن كان في أمر ملتبس ينكشف له أو تنفق سلعته وصناعته بعد كسادها أو راجع زوجته ( ومن رأى ) أن الشمس طلعت من المغرب أو من مطلعها فإنه يكون حادثاً يحدث أو تكون آية للرائي إن كان مطيعاً فهي تبشير وإن كان عاصياً فهي إنذار ( قال جعفر الصادق ) : الشمس تؤول عند المعبرين على ثمانية أوجه : خليفة وسلطان ورئيس وعالم كبير وعدل ونذر وبعل امرأة وامرأتين ( قال ) أبو سعيد الواعظ : ( ومن رأى ) الشمس تدور حول السماء وهو ناظر إليها فإنه يكون مرشداً للملك يقتدى برأيه وربما كانت الشمس أمر عظيم المزية توليته عن الخليفة وربما كانت امرأة جميلة أو جملة من الذهب . 4 ( فصل في رؤيا القمر ) قال دانيال : يؤول إما بوزير الخليفة أو بوزير الملك أو بمن يقوم مقامها فمن رأى أنه أمسك القمر أو جعله في ملكه يدل على أنه يكون وزيراً لملك أو مقرباً عنده أو خاصاً من خواصه ( ومن رأى ) أنه حارب القمر يدل على أنه يحصل له المحاربة مع أحد هؤلاء المذكورين ( ومن رأى ) أنه أقام مقام القمر أو أخذ منه نوراً يكون أحد هؤلاء ومن أخذ القمر لا من السماء ولا نور له ولا شعاع ولم يكن مظلماً يدل على الفرج من الغموم ، وإن كان مظلماً ولم يكن في مكانه يدل على احتياج أحد هؤلاء إلى الرائي في أمر من الأمور ( وقال ) ابن سيرين : إن القمر إذا كان بدراً يؤول بالملك ( ومن رأى ) إن القمر انشق نصفين يدل على هلاك الملك أو أحد هؤلاء المذكورين ( ومن رأى ) أنهما انضما بعد الانشقاق يدل على أن الناس يتظلمون منه ويطلبون العدل ( وقال ) بعضهم : تمرض زوجته ( ومن رأى ) أن القمر كلمة يدل على وجدان الولاية ونجاح الحاجة ( ومن رأى ) القمرين البدرين تحاربا يدل على محاربة ملكين وإن كانا غير بدرين يدل على محاربة اثنين ممن هو دون الملك ( وقال جابر المغربي ) : من رأى القمر في يده أو عنده ويدل على أنه يخطب امرأة فإن كان القمر هلالاً فإنها تكون المرأة دونه في الأصل والنسب ، وإن كان نصف القمر مظلماً تكون المرأة من أولاد الموالي ، وإن كان بدراً تكون أعلى منه في الأصل والنسب ، وإن رأت هذه الرؤيا امرأة فإنه يطلبها بعل ويكون حكم ذلك من التعبير على ما تقدم وإن رأى القمر نقياً قد طلع في بيته يدل على أنه يحصل له خير من قبل ملكه أو يخطب امرأة أو يشتري أمة ، وإن رآه طالعاً في بيت أحد غيره يدل على أنه يخطب امرأة من أهل ذلك البيت يحصل له بسببها خير ومنعة وإن رأى القمر منخسفاً يدل على رداءة حال ملك ذلك الزمان أو حال وزيره مثل عزل الملك عن مملكته أو الوزير عن وزارته خصوصاً إذا انخسف بتمامه . ( ومن رأى ) القمر هلالاً طلع من مطلعه لكن لا في أول شهر وبعد طلوعه أخذ نوره في التزايد إلى أن صار بدراً يدل على أن يولد ولد في ذلك المكان ويصير ملكاً أو يكون الوزير أو من يقوم مقامه ملكاً ( ومن رأى ) هلالاً طالعاً من غير مطلعه يدل على وقوع أمر صعب في ذلك المكان يحصل منه للناس غم ( وقال ) بعضهم : رؤيا القمر تدل على ولادة ابن ملك ذلك المكان فإن رأى القمر نوراً زائداً يدل على طول حياة ذلك المولود وإن رأى أنه بدر يكون عمره وسطاً وإن رآه ناقص النور يكون عمره قصيراً ( ومن رأى ) أنه عبد القمر يكون مشغولاً بخدمة ملك أو وزير ( ومن رأى ) أنه دنا من القمر يدل على أنه يحصل له من ملك أو وزير خيراً ومنفعة ( وقال ) إسماعيل بن الأشعث : من رأى
____________________
(1/610)
أنه أمسك القمر أو جاء القمر إليه يدل على أن تكون زوجته حاملاً وتلد ولداً يكون مقرباً عند الملك أو عالماً ( ومن رأى ) أن القمر خرج عن حده سقطت زوجته ولداً ذكراً وإن لم تكن حاملاً فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه يأكل من القمر فإنه يغيب أحد المذكورين في صدر هذا الفصل ( ومن رأى ) أن القمر غاب أو هو على المغيب فقد صار الأمر الذي هو فيه على آخره وكذلك أول الليل أو وسطه أو آخره فقد يمضي الأمر بقدر ما مشى منه . ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : من رأى القمر ضوئياً فإنه يؤول برضا الوالد ، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده ، وكل رؤيا اجتماع الأهلة تؤول بالحج لقوله تعالى : ! ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) ! ( ومن رأى ) هلالاً مفرداً وهو بريه للناس ولم يره غيره فإنه يدل على قرب أجله ( ومن رأى ) هلالاً قد طلع وغاب فإن الأمر الذي هو طالبه لا يتم له ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا القمر تؤول على سبعة عشر وجهاً : ملك أو وزير أو نديم الملك أو رئيس أو شريف أو جارية أو غلام أو أمر باطل أو وال أو عالم مفسد أو رجل معظم أو ولد أو ولده أو زوجة أو بعل زوجة أو ولد أو عظمة . 5 ( فصل في رؤيا الكواكب ) أما الدراري فهي سبعة وقد تقدم الكلام في الشمس والقمر وأما الخمسة الباقية فهي : زحل وهو صاحب عذاب الملك والمشتري وهو صاحب خزانة أمواله والمريخ وهو صاحب حربه والزهرة وهي زوجة الملك وعطارد وهو كاتبه والنجوم المعروفة فهي أعيانه وباقي النجوم جيوش له ( وقال ) جابر المغربي : غير الشمس والقمر من الكواكب إخوة وأخوات ( ومن رأى ) أنه يملك النجوم فإنه يملك أشراف الناس ويحتوي على قلوبهم ( ومن رأى ) أنه يضع شيئاً منها فإنه يضع للناس مثل ذلك ( ومن رأى ) أنه أصاب منها أو من نورها شيئاً فإنه يصيب منفعة بقدر ما أصاب ( ومن رأى ) النجوم في بيت أو في السماء منيرة فإنه يصيب سلطاناً وعزاً ويرتفع شأنه ومن رأى أنه ينظر النجوم المعروفة فذلك رشد وهداية وصواب في رأي ومن رأى أنه يأكل النجوم فإن ذلك غيبة ووقيعة في الناس ( ومن رأى ) أنه أخذ نجماً فإن كان له امرأة حبلى فإنها تلد ابنة ( ومن رأى ) أنن جماً انقض عليه نجم أصاب سلطاناً ورفعة ( ومن رأى ) أن نجماً رمى به فأصابه يلقى من الشيطان شدة ثم ينفرج ما به وإن أصاب سفينة غرقت أو دابة عطبت ( ومن رأى ) أن نجماً سقط مات سريعاً ( ومن رأى ) أن رأسه عاد نجماً فإنه ديون تنجم عليه . ( ومن رأى ) أن نجماً سقط في الأرض فإنه سقوط رجل جليل القدر ، وإن كان له غائب أقدم إليه ، وإن كان عنده حامل تعبير ذلك النجم إن كان مذكراً تضع ولداً ذكر وإن مؤنثاً تضع بنتاً ( ومن رأى ) أن النجوم مجتمعة عنده في داره فإنه يدل على هلاكه ( ومن رأى ) نجماً طلع ثم غاب من غير سير فإن الأمر الذي يطلبه لا يتم له وهو أيضاً بمنزلة الهلاك ( ومن رأى ) أنه طلع وتم طلوعه وسار فتعبيره ضده قال أبو سعيد الواعظ : من رأى سهيلاً طلع فإنه يدل على الإدبار ورؤيا الزهرة تدل على الاقبال ورؤيا المشتري تدل على صفاء العيش إلى آخر العمر والشعري تؤول بأمر محال لأنها كانت تعبد في الجاهلية وكل ما يعبد سوى الله فهو محال وقيل رؤيا النجوم مطلقاً تؤول بالسفر لأن المسافرين يهتدون بها في البحر . 6 ( فصل في رؤيا الليل والنهار ) أم الأيام ذكرها في أحد فصول الباب الثامن عشر وأما الليل والنهار فالمراد بهما الظلمة والنور وقال ابن سيرين : من رأى ليلاً مظلماً فإنه يدل على الحزن والغم ( ومن رأى ) ليلة نيرة طيبة والناس يجدون فيها راحة فإنها تؤول بالفرح والسرور والعيش الطيب وقال الكرماني : من رأى أنه يمشي في ليل مظلم والطريق مبهم عليه وهو يظن أنه على جادة الطريق فإنه يدل على استقامته في طريق الدين ( وقال ) جابر المغربي : من رأى الليل نهاراً والشمس طالعة فإنه يدل على الخير والمنفعة وحصول المراد ( ومن رأى ) بخلافه فتعبيره بخلافه ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : رؤيا الليل تؤول بالضلالة ( ومن رأى ) أن الدهر كله ليل لا نهار فيه فإنه غم أهل ذلك المكان وفزع وجزع وخوف والظلمة ظلم لمن كان أهله ( ومن رأى ) ليلاً وبه قمر وكواكب تدور فلا بأس به ( ومن رأى ) أن داره ظلمة فإنه يسافر سفراً بعيداً وقيل رؤيا الظلمات تؤول بالتحير في طريق الدين ( ومن رأى ) أنه في الظلمات ثم تبدل بالنور فإنه يدل على التوبة وفتح أبواب الدين ( وقال ) الكرماني : من رأى أنه كان في الظلمات ثم جاء إلى النور ثم رجع إلى الظلمات فإنه يؤول بالنفاق لقوله تعالى : ! ( وإذا أظلم عليهم قاموا ) ! . ( وقال ) جعفر الصادق : والظلمات تؤول على خمسة أوجه : كفر وتحير وتعسير أمر وبدعة ووقوع في ضلالة من رأى أنه خرج من الظلمات إلى النور وكان من أهل الصلاح فإنه يخرج من الفقر إلى الغنى وأما النور يعني النهار فإنه يؤول بالهدى وأول النهار يؤول بأول الأمر الذي يطلبه ونصفه وآخره يقاس على ذلك ( ومن رأى ) أن الدهر كله نهار فإنه يؤول باستقامة أموره وطول عمره وربما يستشيره سلطان ويقتدي برأيه . 7 ( فصل في رؤيا الحر والبر ) أما الحر فإنه يؤول بالهم والغم وشدته أبلغ وأما البرد فإنه مشقة ومحنة وعذاب وقيل فقر ومضرة ( ومن رأى ) عضواً من أعضائه سقط من البرد فإنه يؤول بهلاكه أو هلاك أحد من أقاربه وقيل رؤيا البرد في وقته ما لم يتجاوز الحد فليس بمضر وكذلك الحر والله أعلم بالصواب . ( الباب الرابع ) ( في رؤيا القيامة وأشراطها والجنة والنار والصراط والميزان والحوض والحساب ) ( فصل في رؤيا القيامة وأشراطها ) ( ومن رأى ) أن القيامة قامت وبسط الله العدل بين الناس يدل على أنه إن كان في أهل ذلك المكان مظلومون سلط الله على ظالميهم الشدة والمضرة وإن رأى أهل ذلك المكان قائمين بين يدي الله تعالى وعلامة غضب الله تعالى وعذابه موجودة لا يكون محموداً ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا القيامة تؤول في حق أهل الصلاح على أربعة أوجه : الفلاح والفراح والنجاح والصلاح وسعادة الخاتمة وفي حق أهل الفساد يكون بضد ذلك ( ومن رأى ) من أشراط القيامة شيئاً مثل النفخ في الصور وطلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة أو نحو ذلك فإن تأويله فتنة تظهر فيهلك فيها قوم وينجو آخرون ، وينبغي للرائي أن يتوب ، وخروج الدجال رجل ذو بدعة وضلالة يظهر في الناس والنفخ في الصور طاعون أو إنذار السلطان في بعث أو غير أو قيامة تكون في البلد أو سفر عام إلى الحج والحشر ومجيء الله تعالى لفصل القضاء واجتماع الخلق للحساب عدل من الله تعالى يكون في الناس إمام عادل يقدم عليهم أو يوم عظيم يراه الناس ويشهدونه ( ومن رأى ) كأنه أخذ كتابه بيمينه فاغز بالصلاح والثناء الجميل والعز ( ومن رأى ) كأنه أخذ كتابه بشماله هلك بالإثم أو بالفقر والحاجة . 4 ( فصل في الحساب ) ومن رأى أنه ذهب به إلى مكان الحساب يدل على الغفلة لقوله تعالى : ! ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) ! ومن رأى أنه حوسب يقع في محنة وعذاب لقوله عليه السلام : من نوقش الحساب عذب ' ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا حساب القيامة تؤول على ستة أوجه من العذاب : من ملك أو شغل أو داء أو غم أو عناء أو عمر قصير . 5 ( فصل في الصراط ) من رأى أنه كان قائماً على الصراط يستقيم على بدء أمور معوجة لقوله تعالى : ! ( ويهديك صراطا مستقيما ) !
____________________
(1/611)
( ومن رأى ) أنه مر على الصراط يأمن من البلايا والشدائد ( ومن رأى ) أنه سقط من الصراط في النار يقع في فتنة وبلاء ومصيبة عظيمة ( وقال ) الكرماني : من رأى أنه جاز الصراط يختار طريق الخيرات ويعمل أعمالاً صالحة ويطلب رضا الله ( ومن رأى ) أنه وقع من الصراط في النار يأخذ عملاً من الملك ويكون على يديه ظلم كثير وذنوب كثيرة ( ومن رأى ) أنه ابتلع الصراط فإنه يعمل أمراً مستقيماً يطلب الناس إظهاره منه فيكتمه ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا الصراط تؤول على ستة أوجه : أمر مستقيم أو أمر صعب أو خوف أو ظلم من قبل السلطان أو ذنب أو نفاق مع الناس وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه على الصراط فإنه مستقيم في الدين ( ومن رأى ) أنه زل عن الصراط وهو يبكي فإنه يؤول بالغفلة في الدين ولكن يرجى له المغفرة ، وربما دلت رؤيا الصراط على الزهد في الدنيا . 6 ( فصل في رؤيا الميزان ) من رأى الميزان فإنه يدل على انبساط العدل وارتفاع الظلم لقوله تعالى : ! ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) ! قال جعفر الصادق : رؤيا ميزان القيامة على ستة أوجه : قاض أو عالم أو فقيه أو مهندس أو حكم باطل . 7 ( فصل في رؤيا حوض الكوثر ) من رأى أن القيامة قامت واجتمع الخلق عند حوض الكوثر يطلبون الماء فإنه يدل على ولاية ملك يعدل بين الناس ( ومن رأى ) أنه شرب منه فإنه يموت على الإسلام ( ومن رأى ) أنه يدور حوله ويسأل الماء منه فيمنع يدل أنه يعادي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال الكرماني : من رأى اسمه مكتوباً عليه وأخذ كأساً وشرب منه يدل على أنه يصحب عالماً كبيراً أو سخياً وينال منه منفعة في الدنيا والاخرة وقال جابر المغربي : من رأى أنه شرب منه متواتر ولكن ماءه كدر أجاج يدل على أن الرائي منافقاً ولا يعتقد القرآن وأخبار النبي عليه السلام ويحقر دين الإسلام ، وإن كان ماؤه مثل ما ورد في الأخبار ويكون الرائي من جملة أكابر الإسلام الذين يشربون منه وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤيا الحوض من حيث الجملة تؤول على أربعة أوجه : رجل نافع للناس ورجل غني أو مال مجموع أو عالم ينفع الناس بعمله ، وربما دلت عمارة الحوض على فعل الخيرات وهدمه يدل على ضد ذلك . 8 ( فصل في رؤيا الجنة رزقنا الله إياها بمنه وكرمه ) ومن رأى أنه دخل الجنة فإنه يحصل له فرح وسرور وبشارة من الله تعالى بالخيرات وقيل أمن لقوله : ! ( ادخلوها بسلام آمنين ) ! ( ومن رأى ) أنه تناول من فواكه الجنة أو أعطاه أحد وأكل منها فإنه يصل إليه بمقدار ذلك من الخير والراحة ومن رأى أنه تناول فاكهة بيده وأكل فإنه يتعلم الدين ويحصل سيرة المتقين ولا يستفاد منه ومن رأى كأنه مع الحور في الجنة تسهل له الأشغال الحسنة ومن رأى أنه مقيم في الجنة ولم يعلم أنه فيها يكون في الدنيا ذا نعمة وإقبال إلى انقضاء أجله ( ومن رأى ) أنه أراد الدخول إلى الجنة ولكن منع يكون ميله في الدنيا إلى الفساد والعصيان ومن رأى باب الجنة قد غلق في وجهه يكون عاق الوالدين ومن رأى أنه قرب إلى الجنة ثم رد عنها بمرض ويؤدى مرضه إلى الموت ولم يشف . ( ومن رأى ) أن الملائكة قد أخذوا بيده إلى الجنة فإنه يتوب إلى الله متاباً ويرتحل من الدنيا عن قريب وقال الكرماني : من رأى أنه قيل له ادخل الجنة ولم يدخل يتجنب عن طريق الديانة ( ومن رأى ) أنه قيل له تدخل الجنة يحصل له ميراث ( ومن رأى ) أنه سهل السيف ودخل الجنة فإنه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ( ومن رأى ) أنه جالس تحت شجرة طوبى يحصل له مراده في الدنيا والآخرة لقوله تعالى : ( طوبى لهم وحسن مآب ) ( ومن رأى ) أنه شرب في الجنة شراباً أو لبناً فإنه يصير غنياً من العلم والحكمة ( ومن رأى ) أنه قد امتنع من نعم الجنة فإنه يدل على الضلالة وقلة الدين لقوله تعالى : ! ( من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ) ! .
____________________
(1/613)
( ومن رأى ) أنه قد ناول أحداً من فواكه الجنة فإنه يستفيد من علمه ( ومن رأى ) أنه قد ألقى في الجنة ناراً فإنه يأكل من بستان أحد شيئاً حراماً ( ومن رأى ) أنه أعطي قصراً في الجنة يحصل له ولاية أو ينكح جارية وقال جابر المغربي : من رأى رضوان وهو فرحان يحصل له وفور السرور والنعمة والحبور لقوله تعالى : ! ( طبتم فادخلوها خالدين ) ! ( ومن رأى ) أنه على مكان عال وهو على هيئة الجنة ويحسب أنه في الجنة يتوصل إلى سلطان عادل أو غني فاضل أو عالم عامل ( ومن رأى ) أنه متوجه إلى الجنة فإنه يسلك طريق الحق ( ومن رأى ) أن بيده مفاتيح الجنة فإنه يتوفى على التوحيد لقوله عليه السلام : ' مفتاح الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله ' ومن رأى أنه في الجنة وحدث منه ما لا يليق أن يكون بها فإنه فإنه يرتكب المعاصي وإذا رأى المريض أنه دخل الجنة فإنه يدل على موته ودفنه لقوله تعالى : ( الذين توفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة ) والمراد بالجنة هنا القبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ' القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ' وقال جعفر الصادق رضي الله عنه رؤيا الجنة تؤول على تسعة أوجه علم وزهد ومنة وفرح وبشارة وخير وبركة وسعادة وأمن . ( الباب الخامس ) ( في رؤيا السحاب والمطر والثلج والطل والبرد والضباب والشفق وقوس قزح ) ( فصل في رؤيا السحاب ) من رأى قطعة من سحاب على رأسه يحصل له عظمة بمقدار وينفذ أمره ومن رأى سحابة مرت على رأسه يصحب رجلاً ذا عهد وأمانة ويحص منه مراده وقال ابن سرين : من رأى أنه يسوق السحاب في الهواء يدل على أنه يصاحب العلماء الحكماء وإن رأى هذه الرؤيا ملك أو من يقوم مقامه يدل على إرسال الرسل وأصحاب الأخبار في ولايته ( ومن رأى ) سحابة دخلت في بيته ضافه عالم أو حكيم ( ومن رأى ) أنه أخذ السحاب في الهواء وجاء به إلى الأرض يحصل له ما لا يحصل لأمثاله وقيل يجد عظمة وعلماً ومن رأى أنه في ظل السحاب يجد في تلك السنة خير أو نعمة كثيرة لقوله تعالى : ( وظللنا عليهم الغمام ) الآية ( ومن رأى ) أنه خاط ثوباً منا لسحاب ولبسه يحصل له من العلم ما لا يحصل لأمثاله ومن رأى أن السحاب ستر جميع الدنيا ولم ينزل منه مطر فليس بمحمود قال الكرماني : من رأى أنه جمع السحاب أو حمله أو كلمه يدل على العلم والحكمة ومن رأى أنه بين يديه ولكن لم يستطع أن يجمعه يدل على أنه جمع السحاب أو حمله أو كلمه يدل على العلم والحكمة ومن رأى أنه بين يديه ولكن لم يستطع أن يجمعه يدل على أنه يكون مع الحكماء ولا يحصل له من حكمتهم شيء وقال جابر المغربي : من رأى سحاباً أسود مخوفاً منبسط فوق موضع يدل على غضب الله وعذابه . ( ومن رأى ) سحاباً انبسط في بيته أو في ثوبه يدل على حصول علم وحكمة لأولاده وأهل بيته بمقدار ذلك الحساب وقال إسماعيل بن الأشعث : والسحاب الأسود خوف وسحاب المطر بركة وخير ورخاء وربما يكون غماً وأما السحاب الذي يجاء به من شاطئ البحر ويقال له أسفح فهو يدل على الغنيمة وقيل من رأى أنه أخذ شيئاً من السحاب فإنه يكثر الحرث والزرع والضياع ومن رأى أنه ركب السحاب فإنه يدرك متنوعة ومن رأى أن السحابة استقبلته فإنها أمن وعدل وبشارة وراحة من كل غم ، وإن كان الرجل من أهل الفساد فإنها عقوبة وعذاب ينزل منها ومن رأى أن السحاب سقط على الأرض فإنها سيول وأمطار تنزل وجراد ينتشر وغارات أعداء على تلك الأرض إن كان مع السحاب ريح شديد أو ظلمة أو ما يكره في التأويل ومن رأى أن السحاب غطى الشمس فإن الملك يموت أو يفر أو يعزل ومن رأى أنه ركب السحاب فإنه يتزوج إن كان عزباً أو يركب سفينة إن أمل سفراً في البحر أو صار بعسكر أو برفقة ويرفعه السلطان أعلى منزلة وقال جعفر الصادق : رؤيا السحاب تؤول على تسعة أوجه : حكمة ورياسة وملك ورحمة وعفة وعذاب وقحط وبلاء وفتنة . 4 ( فصل في رؤيا المطر ) قال دانيال : رؤيا المطر تؤول بالخير والرحمة من الله تعالى إذا كان عاماً لقوله تعالى : ( وهو الذي ينزل الغيث من
____________________
(1/614)
بعد ما قنطوا وينشر رحمته ) فإن نزل المطر في وقته تحبه الناس ويكون مرضياً ، وإن نزل في غير وقته لا تحبه الناس ويكون مذموماً ، وإذا كان المطر خاصاً مثل أن ينزل على دار أو محلة فهو داء ومرض أو بلاء ومحبة وإن نزل المطر هنيئاً يكون خير أو منفعة ( ومن رأى ) أن المطر نزل في أول السنة وأول الشهر يحصل في تلك السنة أو في ذلك الشهر رخاء ونعمة وإن نزل المطر شديداً مثل الطوفان يلحق أهل ذلك المكان غم عظيم وإن رأى مريض أنه نزل مطر خفيف متواتر شفي وإن رأى مطراً شديدا ًكدراً نزل على التواتر يهلك في ذلك المرض وقال ابن سيرين : من رأى مطراص شديداً كدراً نزل على التواتر في وقته على الدوام يلحق بأهل ذلك المكان عسكر داء وبلاء ومن رأى أنه مسح بماء المطر يأمن من الخوف ومن رأى أنه جاء من كل قطرة من قطرات المطر صوت يزداد عزه وجاهه وينتشر اسمه في ذلك المكان وإن رأى مطراً عظيماً نزل وجرى في كل مكان منه نهر ولم يلحق الرائي منه ضرر يكون متعصباً بالملك ويكف شره من نفسه وإذا لم يستطع أن يعبره لا يستطيع أن يدفع شره وإن نزل من الهواء ماء مثل المطر يحصل في ذلك المكان مرض وعذاب . ( ومن رأى ) أنه يشرب من ماء المطر فإن كان صافياً أصاب خيراً وإن كان كدراً مرض بقدر ما شرب ( ومن رأى ) أن مطراً ينزل من السماء ليس كهيئة المطر فإن كان نوعه محبوباً كان صلاحاً وإن كان مكروهاً كان بلاء وفتنة ( ومن رأى ) أنه اغتسل بماء المطر أو توضأ به فإنه صلاح في دينه ودنياه وقال جعفر الصادق : رؤيا المطر تؤول على أثني عشر وجهاً رحمة وبركة واستغاثة ومرض وبلاء وحرب وسفك دم وفتنة وقحط وإيمان وكفر وكذب . 5 ( فصل في رؤيا الثلج ) من رأى الثلج يلحقه غم وداء وعذاب إلا أن يراه قليلاً نزل في وقته ( ومن ) رأى ثلجاً في الشتاء أو في ارض يكون الثلج فيها متصلاً يدل على النعمة والرخاء وقال جابر المغربي : يدل على هزيمة العسكر خصوصاً إذا كان بالربح وقال الكرماني : إن رأى الثلج في مكان بارد يكون خيراً وإن رآه في مكان حار يدل على القحط والغم وإن رزق واسع وحياة ومال كثير ورخص السعر وعسكر ومرض إن جمعه في الصيف . 6 ( فصل في رؤيا الطل وهو الندى ) من رأى الطل نزل على الأشجار فارقت يصل من رجل كريم إلى قوم ذلك المكان خير . 7 ( فصل في رؤيا البرد ) قال الكرماني : رؤيا البرد عذاب وضيق واحتياج وإن نزل في وقته قليلاً يحصل لأهل ذلك المكان رخاء وقيل من رأى البرد وقع بأرض فإنه غوث من الله تعالى ما لم يفسد شيئاً وإن فحش فهو عذاب ينزل بذلك المكان وقال جعفر الصادق : رؤيا البرد تؤول على خمسة أوجه : بلاء وخصومة وعسكر وقحط ومرض . 8 ( فصل في رؤيا الضباب ) من رأى في منامه ضباباً قد صب عليه فهو رجل يريد الباطل فليتق الله ربه وقيل من رأى ضباباً فإنه يهتم ويحزن وإن رآه انكشف عنه فهو ينجلي عنه ذلك ( ومن ) رأى أنه غطى شيئاً ثم انكشف فهو أمر غم عليه ثم يتضح له . 9 ( فصل في رؤيا الشفق ) من رأى الشفق فإنه يدل على طلب أمر وإن رآه غاب فإنه يدل على انتهاء الأمر المطلوب وإنه صار إلى آخر .
____________________
(1/615)
10 ( فصل في رؤيا قزح ) من رآه أصفر يدل على العلة والمرض يصيب أهل ذلك المكان وإن رآه أحمر تدل على الحرب وسفك الدم بين أهل ذلك المكان وإن رآه أخضر يدل على الرخاء والنعمة في ذلك المكان وقال جابر المغربي : من رأى في السماء علامة حمراء مثل العمود تحصل للملك الذي لذلك المكان قوة وإن كانت سوداء يكون تأويله بضد ذلك وقيل من رأى قوس قزح طلع من الأرض ثم امتد إلى أن وصل السماء يدل على أمر يظهر من أهل تلك الأرض فإن غاب فلا يكون لما ظهر منهم أصل ولا تأثير ولا قوة ( ومن رأى ) أنه مضيء فهو حسن وإن رآه مظلماً فهو قبيح والله أعلم بالصواب . ( الباب السادس ) ( في رؤيا البرق والرعد والصواعق والرياح والسراب ) ( فصل في رؤيا البرق ) ومن رأى البرق فإنه حصول خوف شديد له ولأهل تلك الأرض لقوله تعالى : ! ( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) ! وقيل إن البرق خازن دار الملك ( ومن رأى ) أنه أخذ من البرق شيئاً يطلب أمراً يحصل له فيه خير ومنفعة وإن لمع البرق دائماً تكون النعمة في تلك السنة كثيرة خصوصاً إذا هب معه ريح خفيف وقيل من رأى البرق يلوح على عمارة مرتفعة والناس يصحبون بأصواتهم يدل على زيارة المدينة الشريفة النبوية وقيل إن البرق يؤول بالذهب لأنه يبرق مثل الذهب وقال جعفر الصادق : هو خازن دار الملك ووعد وعتاب ورحمة وطريق مستقيم . 4 ( فصل في رؤيا الرعد ) رؤيا الرعد خوف من عامل الملك أو من أعوانه وإن كان مع الرعد مطر يكون الأمن والرخاء وإن كان الرعد شديداً والمطر قليلاً يدل على خوف الرائي من دعاء والديه عليه ومن سمع صوت الرعد في وقت نزول المطر فإنه يدل على حصول الخير والبركة والرخاء في ذلك المكان وقال جابر المغربي : صوت الرعد الشديد يدل على انبساط صيت الملك وهيبته في ذلك المكان وإن رأى الرعد مع البرق وفي الهواء ظلمة شديدة يدل على ظهور ملك جائر في ذلك المكان وقال جعفر الصادق : رؤيا الرعد تؤول على خمسة أوجه العذاب والحكمة والرحمة والصولة وغضب الملك . 5 ( فصل في رؤيا الصواعق ) قال ابن سيرين : من رأى الصاعقة سقطت يلحق أهل ذلك المكان بقدرها عذاب من الله لقوله تعالى : ! ( ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا ) ! فينبغي لهم أن يتوبوا من ذنوبهم إلى الله تعالى وقال الكرماني : من رأى صاعقة نزلت من السماء أو من الهواء مثل المطر فهو بلاء وفتنة وسفك دماء من جهة حرب يقع بين الملوك وقال جابر المغربي : من رأى صاعقة سقطت وأحرقته يهلك من عقوبة ملك أو يمرض أو يلحقه آفة عظيمة تهلكه وقيل إن الصاعقة وعد من الملك وتخويف لقوله تعالى : ! ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ) ! ( ومن رأى ) أن صاعقة وقعت في بلد وأحرقت أرضها فإن ذلك سلطان ينزل في ذلك المكان أو يحدث فيها فساداً أو حرب أو غلاء شديد أو أمراض تعم أهل ذلك المكان وإن وقعت بغير نار فهي ملك مقبل يظن بالناس سوءاً وينجون من بأسه ( ومن رأى ) أن صاعقة وقعت في داره فإن كان عنده مريض مات وإن كان له غائب يطرق له قص أو يسطو عليه صاحب المدينة .
____________________
(1/616)
6 ( فصل في رؤيا الرياح ) قال ابن سيرين : من رأى أن الريح هبت هبوباً شديداً فإنه يلحق أهل ذلك المكان خوف وإن اشتد هبوب الريح حتى قلعت الأشجار يلحق أهل ذلك المكان بلاء ومصيبة مثل علة الطاعون والنقطة والحصبة قال الكرماني : الريح السموم يدل على الأمراض المحرقة والريح الزمهرير تدل على الأمراض الباردة والريح المعتدلة تدل على الصحة والريح التي تجعل الأشجار حاملة تدل على صلاح أهل ذلك المكان . ( ومن رأى ) أن الريح أذهبته من مكانه يدل على أنه يسافر سفراً بعيداً أو يحصل له في ذلك السفر جاه وأهبة بقدر إهابها إياه من الأرض إلى السماء وقال جابر المغربي : من أذهبه الريح الشديد إلى جانب السماء فإنه يدل على قرب أجله وإن جاء به بعد الذهاب من السماء إلى الأرض فإنه يمرض ويحصل له الشفاء ( ومن رأى ) أنه جلس على الريح يحصل له العظمة ونفاذ الأمر ( وقال إسماعيل بن الأشعث ) : ومن رأى أن ريح المشرق هبت فإنه يدل على الخير وعلى صحة أهل ذلك المكان ( ومن رأى ) ريح المغرب هبت خفيفاً يكون مثل ذلك ( ومن رأى ) أن الريح الجنوب هبت خفيفاً فإنه يدل على ازدياد المال والنعمة لأهل ذلك المكان ( ومن رأى ) ريح الشمال هبت خفيفاً فإنه يدل على الشفاء والراحة وإن هبت شديداً لا يكون خيراً وإن سمع صوت الريح يدل على انبساط خبر ملك كبير في ذلك المكان ( ومن رأى ) أن الريح حملت أقواماً ورفعتهم إلى الجو فإنه يدل على حصول الشرف والسيادة لهم . ( ومن رأى ) أن الريحين تقابلا فإنهما جيشان يتقابلان ( ومن رأى ) إعصاراً قد أقبل ثم انبسط على الأرض فإنهم قوم يخرجون إلى حرب أو شر ثم يصطلحان ( ومن رأى ) أن الريح اشتدت عليه حتى كادت ترميه من مكان فإنه عدو فليحذر ( ومن رأى ) أنه يملك الريح فإنه يصيب سلطنة وعزاً ( ومن رأى ) أن الريح فيها غبرة أو ظلمة فإنه هم وخوف شديد وقال جعفر الصادق : رؤية الريح تؤول على تسعة أوجه : بشارة ونفاذ ومال وموت وعذاب وقتل ومرض وشفاء وراحة . 7 ( فصل في رؤيا السراب ) قال ابن سيرين : رؤيا السراب باطل وعلم لا خير فيه ولا منفعة لقوله تعالى : ! ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ) ! . ( الباب السابع ) ( في رؤيا الأنبياء والآل والصحابة والتابعين والخلفاء وأنسابهم ) ( فصل في رؤيا الأنبياء ) قال ابن سيرين : رؤيا أولي العزم من الرسل تدل على العز والشرف ورؤيا الرسل تدل على الظفر والنصر ورؤيا النبي دين وديانة وأداء أمانة وقال الكرماني : من رأى النبي فرحاً مسروراً ذا بشاشة يدل على العز والجاه والظفر وإن رآه غضبان عبوس الوجه يدل على الشدة والعلة وربما يجد بعدها فرجاً وإن رأى أنه سمع أو أخذ شيئاً من نبي يصيب نصيباً من علم ذلك النبي ويكون مسروراً وقال جعفر الصادق : من رأى آدم عليه السلام إن كان أهلاً يصيب السيادة الولاية العظيمة لقوله تعالى : ! ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ! وإن لم يكن أهلاً له يتوب لقوله تعالى : ! ( فتاب عليه وهدى ) ! ( ومن رأى ) أنه كلم آدم عليه السلام يحصل له علم ومعرفة لقوله تعالى : ! ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ! ( ومن رأى ) أنه لم يطع آدم عليه السلام يدل على نحوسته وعصيانه وقيل من رأى آدم فهو حصول خير وإن رأى أنه ذبح آدم فإنه عاق لوالديه أو معلميه ( ومن رأى ) حواء يدل على وجدان دولة الدنيا وازدياد مال ونعمة وأولاد وإصابة مراد يهواه .
____________________
(1/617)
( ومن رأى شيئاً ) يكون عيشاً طيباً ويحصل له مال وأولاد وقيل من رأى شيئاً فإنه يدل على أنه وصي ومقدم على أمور عظام وأنه يوفى بالوصية ويؤديها حقاً لأن شيئاً كان وصياً على وجه الأرض من رأى إدريس يحسن أمره ويكون عاقبته محمودة وقيل من رأى إدريس يدل على اجتهاد في العبادة وأن يكون فيها بصيراً فإن إدريس كان أعدل أهل زمانه وأعرفهم بالحكمة ( ومن رأى ) نوحاً يطول عمره ولكن يصادفه من الأعداء ضرر وتعب وعاقبة الأمر يحصل مراده وقيل : من رأى نوحاً يكون له أعداء وجيران يحسدونه وينجيه الله تعالى من شرهم وينتقم الله منهم ( ومن رأى ) هوداً فإن الأعادي تتسلط عليه وهو يظهر عليهم وقيل ( ومن رأى ) هوداً فإنه يفوز برشد وخير وينجو قوم من سواء على يديه ( ومن رأى ) لوطاً فإنه يتحول من مكان إلى مكان وعاقبة أمره تكون محمودة في تسهل أشغاله وقيل من رأى لوطاً فإنه يكون له امرأة فاسقة لا خير فيها فلينظر في مصلحته معها وإن كان ممن يعمل عمل قومه فليتق الله وليتب . ( ومن رأى ) صالحاً فتعبيره في اشتقاق اسمه وقيل من رأى إبراهيم فإنه يحج وقيل يصل إليه جور من سلطان ظالم وقال بعضهم يخالف أبويه وقيل من رأى إبراهيم فإنه يرزق محبة الله تعالى ويذهب همه وغمه ويصيب خيراً ودنيا واسعة ( ومن رأى ) إسماعيل يعلو قدره وتقضى حوائجه وقيل من رأى إسماعيل يدل على إنسان صدوق أو يوعده أحد بوعد ويصدق فيه ( ومن رأى ) إسحاق يحصل له بشارة وفتح وغنيمة لقوله تعالى : ( وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ) وقيل من رأى إسحاق فإنه نجاة من عقوق أصله ( ومن رأى ) يعقوب فإنه يصل إليه هم وغم من جهة الأولاد ويفرح بعد ذلك وقيل من رأى يعقوب فإن كان له غائب يأتي بخير وبشارة ( ومن رأى ) يوسف فإنه يحصل له من جهة أقاربه بهتان وفي عاقبته يصل إلى مرتبة السلطان ويعلو قدره ويبلغ مراده وقيل من رأى يوسف ربما يحصل له هم من قبل امرأة وعاقبته إلى خير وربما دلت رؤيته على بشرى ( ومن رأى ) شعيباً فإن الناس يقهرونه ثم بعد ذلك يظفر على من يقهره ( ومن رأى ) موسى عليه السلام فإنه يبتلى بالأهل والعيال ثم يستقيم حاله ويظفر لقوله تعالى : ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) وقال بعضهم : يهلك في هذه الديار سلطان ظالم وقيل من رأى موسى فإنه يدل على أنه رجل مغلوب ثم يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه وإن كان في بحر ينجو سالماً ومن أعطي عصا موسى في منامه فإنه يرزق علم الكيمياء حقاً وينجو مما يخاف ومن أعطي سيف علي يرزق الشجاعة حقاً ( ومن رأى ) هارون يكون خليفة أو رجلاً كبيراً يصيب بلاء وخصومة وتكون عاقبته إلى خير . ( ومن رأى ) اليسع تيسر أمره العسير ( ومن رأى ) داود فإنه يحصل له ضرر وضيق صدره من جهة العيال وقيل من رأى داود يكون خليفة في أهله وربما ينال خيراً وحكماً وملكاً ، وربما يبتلى بسبب امرأة ، وربما كان عنده شيء مدخر فاثر فيه السوس فلينقذه ( ومن رأى ) سليمان فإنه يعلو قدره ويصل إلى مرتبة السلطان إن كان ممن يليق به ويزداد ماله ونعمته وقيل نفاذ أمر وحصول خير على كل حال وقيل من رأى سليمان فإنه يدل على السفر والرجوع منه عن قريب وربما ينال سلامة لاشتقاق الاسم ( ومن رأى ) زكريا فإن الله تعالى يوفقه لفعل الخيرات وقيل من رأى زكريا فإنه يرزق ولداً صالحاً ( ومن رأى ) يحيى فإنه يتجنب عن اكتساب الدنيا وأشغالها ويكون مشغولاً بأشغال الآخرة وقيل من رأى يحيى فإنه يدل على حياة ودولة وبشرى وخير ( ومن رأى ) الخضر فإنه يسافر سفراً بعيداً بالسعة والأمان وقيل من رأى الخضر فإنه يحج ويكون عمره طويلاً . ( ومن رأى ) إلياس فإنه يسهل عليه الأمور الصعاب وقيل من رأى إلياس فإنه يدل على أنه يدعو الله تعالى فيستجاب له ( ومن رأى ) أيوب فإنه يخلص من الأمراض والأوجاع وتنصلح أحواله وقيل من رأى أيوب فإن كان مريضاً أو عنده مريض يحصل له الشفاء من الله تعالى ( ومن رأى ) يونس فإنه يحصل له الفرج بعد الشدة والسرور بعد النبور ويخرج من الظلمات إلى النور وقيل من رأى يونس فإنه يخرج من الضيق إلى الفضاء ( ومن رأى ) ذا الكفل فإن كان ممن تليق به الكفالة فإنه يتقلدها وإن لم يكن فيؤتمن أمانة ( ومن رأى ) لقمان يرزقه الله تعالى حكمة وسداداً ورأياً صالحاً ( ومن رأى ) ذو القرنين فإنه يتبع رجلاً كبيراً ويشفع عنده وتقبل شفاعته وتقضى حاجته ( ومن رأى ) عيسى فإنه يحيى أشغاله الميتة ويقوي الطاعات ويحصل له التوفيق لفعل الخيرات وقيل من رأى عيسى يرزق العبادة والزهد والتقوى وربما كبرت أسفاره وينجو مما يخاف وربما رزق علم الطب حتى لا يكون في زمانه مثله ( ومن رأى ) أمه مريم فإنها آية عظيمة تظهر في ذلك الموضع ( ومن رأى ) المصطفى صلى الله عليه وسلم فإنه يحصل له الفرج بعد الغم ويقضى دينه
____________________
(1/618)
وإن كان محبوساً أو مقيداً فإنه يتخلص من حبسه وقيده ويا / ن من خوفه وإن كان في ضيق وقحط توافرت النعمة والخير عليه وأما إذا كان غنياً فإ ، هـيزداد غنّى وقال أبو هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ' من رآني في المنام فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي ' وقيل رؤيته عليه السلام تدل على سعادة الغني وقيل إن كان مغلوباً ينتصر على أعدائه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى . ( ومن رأى ) أنه يزور نبياً من الأنبياء سواء كان حياً أو ميتاً فإن ذلك يؤول على ثلاثة أوجه : الأول إن كان متقياً زادت تقواه ، وإن كان عاصياً تاب الله عليه ، والثاني يزوره كما رأى أو حصول خير وبركة والثالث دليل أنه من أهل الجنة ومن الفائزين ( ومن رأى ) أنه يسب نبياً فإنه يطعن فيما أتى به ( ومن رأى ) نبياً ازداد طولاً أو عرضاً عما هو فتكون في الناس فتنة ( ومن رأى ) أحداً منهم عليهم السلام وهو شيخ كبير فإنه يكون راحة لأهل ذلك المكان ( ومن رأى ) أحداً منهم وهو في صورة حسنة فإنه صلاح في دينه ودنياه ( ومن رأى ) أن أحداً منهم ألبسه شيئاً من متاع الدنيا وأعطاه فهو حصول بركة وشفاعة يوم القيامة ( ومن رأى ) أنه أعطى أحداً منهم بشيء من متاع الدنيا فإنه يمهل سننه وليس ذلك بصالح إن أعطاه شيئاً مما يستحب نوعه فإنه يفعل الخيرات ( ومن رأى ) أنه نبش قبر أحد من الأنبياء فإنه يتبع سنته وإن وجد من عظمه شيئاً يكون اتباعه أبلغ وحصل مراده من ذلك . ( ومن رأى ) أحداً من الأنبياء وهو يأمره بما يخالف الشريعة يكون ذلك نهباً له وزجر وتهديداً لقوله عليه السلام : ' إذا لم تستح من الله فاصنع ما شئت ' فإن ذلك ليس بأمر على فعل وإنما هو تهديد ( ومن رأى ) أحداً من الأنبياء فيه نقصان فإنه يدل على نقصان دين الرائي فليتق الله ( ومن رأى ) أحداً من الأنبياء على غير صورة حسنة فهو قريب من ذلك وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤيا الأنبياء أو أحد منهم يؤول على أحد عشر وجهاً : رحمة ونعمة وعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وقوة أهل السنة والجماعة والخير في الدنيا والآخرة وراحة لأهل ذلك المكان وقال : من رأى أنه يناقش أحداً من الأنبياء ويجادله ويرفع عليه صوته فإن ذلك بدعة قد أحدثها في الدين والسنن ( ومن رأى ) أنه يقتله فلينظر فيما يروى عنه فليتق الله تعالى ولينته ( ومن رأى ) أنه يلبس ملبوس الأنبياء فإنه صالح لدينه ودنياه ( ومن رأى ) أنه صار نبياً فإنه يموت شهيداً أو يرزق الصبر والعبادة والاحتساب على المصائب ( ومن رأى ) أنه يفعل بعض أفعال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على حسن دينه وصحة يقينه للشرع وإذا رأى ما لا يناسب فيها فهو ضد ذلك وقيل تفريج هم وغم ( ومن رأى ) أحداً منهم وفيه نقصان أو عيب فإنه قلة دين . 4 ( فصل في رؤيا الصحابة ) من رأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه : وهو فرحان طلق الوجه فإنه فرح وسرور على قول ابن سيرين : وقيل تحصيل علم ومن رآه في مكان معروف وهو على هذه الهيئة فإنه حصول خير لأهل ذلك المكان وإن رآه وهو عبوس فهو ضد ذلك وقيل من رأى أبا بكر فإنه يكون صدوقاً أميناً كثير الخير ( ومن رأى ) عمر رضي الله عنه قال ابن سيرين : يكون حسن السير وقيل يكون طويل العمر والفضل قوالاً للحق فعالاً للخير مزهقاً للباطل ، وربما يرزق الطواف بالبيت العتيق ( ومن رأى ) عثمان رضي الله عنه : فإنه يدل على الحياة والزهد والورع الرياضة وقيل يكون خيراً فاضلاً وربما يقتل ظلماً ( ومن رأى ) علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فإنه يكون على المحل ورفيع المكان وطلق اللسان وشجاعاً وقوي القلب مؤثراً مصدقاً وقيل من رآه هو طلق الوجه ينال علماً وشجاعة ومن رآه حياً في مكان ينال أهل ذلك المكان العلم والعدل والإنصاف ويرفع عنهم الجور والإجحاف . ومن رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم فليتأول من اشتقاق اسمه مثل سعد وسعيد فإنه يكون سعيداً ومسعود أو سديد الرأي وربما حسنت أفعاله وقيل من رأى أحداً منهم يكون في دين الإسلام قوياً فرداً ذا رياضة وصادق الأقوال وحسن الأفعال ، وربما يقتدي بأفعال من رآه منهم لقوله عليه السلام : ' أصحابي كالنجوم بأيهم اتقديتم اهتديتم ' وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : رؤيا الحسن والحسين تدل على الاتصال ببعض الأكابر وينال خيراً وراحة ، وربما يموت شهيداً ( ومن رأى ) جعفر الطيار فإنه يحج ويغزو ( ومن رأى ) أبا هريرة أو أنس بن مالك فإن يكون راغباً لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ميله إلى علمه وشريعته ويطول عمره ( ومن رأى ) سلمان الفارسي يرزقه الله العلم والقرآن ( ومن رأى )
____________________
(1/619)
سعد بن أبي وقاص يكون ميله إلى الغزو ( ومن رأى ) عبدالله بن عباس وعبدالله بن مسعود فإن يشتغل بمهمات العبادات ويجتهد في أفعال الدين ( ومن رأى ) بلالا فإنه يأمر بالمعروف ويكون ذاكراً على رؤوس الخلائق وعلى الجملة رؤيا صحبة النبي خير ومنفعة في الدنيا والآخرة . 5 ( فصل في رؤيا التابعين ) ( ومن رأى ) أحداً من التابعين أعطاه شيئاً أو كلمه أو خالطه فإنه حصول خير على كل حال ما لم يكن في الرؤيا ما ينكر في اليقظة فيؤول بحسب ذلك وقيل رؤيا التابعين تدل على اتباع معروف وسلوك طريق الخير . 6 ( فصل في رؤيا الخلفاء ) من رأى أحد الخلفاء بشائش الوجه سليم الطبع يتلفظ معه بلين الكلام فإنه يحصل له خير الدنيا والآخرة وإن رآه وهو يأمر بفعل في مستخلصه فإنه يصيب شرفاً وذكراً عالياً وخيراً عاجلاً في دنياه وآخرته ( ومن رأى ) أن الخليفة كتب له عهداً مكملاً بولاية فإنه لا يزال معاهداً لله عل الدين والتقوى وقيل من رأى أن الخليفة ولاه على قوم فإنه يحصل له شرف ، وإن كان من أهل الولايات حصل له ذلك ولا يسود قومه ( ومن رأى ) أن الخليفة كساه أو حمله أو ركبه أو أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فإنه يصيب سلطاناً وعزاً وفخراً بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء ( ومن رأى ) انه يعاقبه أو جرى بينهما كلام البر فإنه يصلح حاله عنده غيره من الأعيان ( ومن رأى ) أن الخليفة يخاصمه فإنه يظفر بحاجته وينصر على أعدائه ( ومن رأى ) وجه الخليفة عبوساً ينظر إليه بعين الغضب أو رأى فيه نقصاً أو خللاً فإنه نقصان في دين الرائي والخلل عائد إليه قال جابر المغربي : من رأى أنه صار خليفة فإنه إن لم يكن أهلاً لذلك فإنه يشتهر بشهرة قبيحة وقيل يصل إليه خبر سوء أو يحصل له أمر يؤدي إلى الضرر من حيث الجملة الأخيرة في ذلك ( ومن رأى ) أنه يأكل مع الخليفة في إناء أو أطعمه شيئاً فإنه يصيبه حزن بقدر ما أكل ( ومن رأى ) أنه هو والخليفة على فراش واحد فإنه يشركه في أمره أو يوليه مكاناً يحكم فيه وقيل إما أن يتزوج امرأة من بيت الخليفة أو يهبه جارية . 7 ( فصل في رؤيا الإنسان ) من رأى أحداً منهم لم يكن فيه سيئة نقص فهو خير وإن رأى نقصاً فضد ذلك ( ومن رأى ) شريفاً فإنه يدل على الشرف للرائي وقيل رؤية الشرفاء تدل على أكابر الأقوام وأشرافهم ( ومن رأى ) أنه صار شريفاً فإنه يسود على قوم ولا بأس برؤيا الشريف . ( الباب الثامن ) ( في رؤيا الوضوء والغسل والتيمم والصلاة والقراءة والمصحف والمجلدات والهياكل ) ( فصل في رؤيا الوضوء ) من رأى أنه توضأ بماء صاف وأتم وضوءه فإن كان مهموماً فرج الله عنه همه ، وإن كان مديوناً قضى الله دينه وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى وإن كان مذنباً توب الله عليه ويغفر ذنوبه وإن كان خائفاً أمنه الله تعالى وهو خير على كل حال ( ومن رأى ) أنه لم يتم وضوءه أو تعذر عليه ذلك فإنه لا يتم له أمر هو طالبه ويرجى له النجاح من فضل الوضوء ( ومن رأى ) أنه توضأ بما لا يجوز الوضوء به فهو بمنزلة من لا يتم وضوءه وقيل : من توضأ بلبن أو عسل فهو حسن في الدين ( ومن رأى ) أنه توضأ بماء حار فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه توضأ بماء كدر وما أشبه ذلك فإنه هم وغم ولكن ويرجى له الفرج ( ومن رأى ) أنه يطلب الوضوء ولا يجد الماء فإن الأمر الذي يطلبه يعسر عليه ولكن يرجى له من فضل الله تيسيره ( ومن رأى ) أنه يتوضأ وهو جنب فإنه يدخل في أمر يعسر عليه ولا يتيسر .
____________________
(1/620)
4 ( فصل في رؤيا الغسل ) قال ابن سرين : من رأى انه اغتسل في بحر أو نهر فإنه يدل على الديانة والخضوع لله تعالى وقيل من رأى أنه اغتسل غسل بماء صاف طاهر فحكمه حكم الوضوء وزيادة على ذلك أمور الآخرة وإن كان الماء غير صاف ولا طاهر فتعبيره ضد ذلك ولا يرجى له الخير ( ومن رأى ) أنه اغتسل من الجنابة بما يجوز الغسل به فإنه تتيسر له الأمور ويخرج من الهم والغم وإن تعذر عليه ذلك فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أنه جنب ولم يجد ما يغتسل به فإنه يعسر عليه أمور الدنيا والآخرة ( ومن رأى ) أنه اغتسل غسل الجمعة والعيدين فإنه زيادة درجات في الآخرة مع ما تقدم من تفسير ذلك ( ومن رأى ) أنه اغتسل ولبس ثيابه فإنه ينقطع عنه الهم ويسلم من كل بلاء وسقم وإن كانت الثياب جدداً كان ابلغ لأن أيوب اغتسل ولبس ثياباً جدداً فخرج مما كان فيه من بلاء ( ومن رأى ) أنه غسل أحداً فإنه يزكيه ( وإن رأى ) أن أحداً غسله فهو تزكية أيضاً ( ومن رأى ) أنه غسل ما لا يجوز تغسيله فإنه يتعلق بأمر يعتقد أنه مستقيم والأمر بخلافه ( ومن رأى ) أنه غسل يديه ووجهه فلا بأس به وقال جابر المغربي : الغسل يدل على النظافة في الدين والورع زيادة أبهة وشهرة حسنة ( ومن رأى ) أنه اغتسل بحنوط أو بعضه فإن كان له محب تزداد محبته وإن المحب متنفراً فإنه يزداد نفوراً واستعمال الصابون زيادة في النظافة . 5 ( فصل في رؤية التيمم ) ( من رأى ) أنه تيمم في مكان لا يوجد فيه الماء وأتم لك فتعبيره تمام الوضوء وكذلك إن تعذر ( ومن رأى ) أنه تيمم والماء موجود يدل على أنه منحرف عن الشريعة فليتب إلى الله تعالى وليرجع وقال جعفر الصادق : التيمم حصول المراد وهو شفاء ورزق وحج وفرح وعتق . 6 ( فصل في رؤيا الصلاة ) ( من رأى ) أنه يصلي جهة الشرق فإن كان الرائي مشهوراً بالخير يحج ، وإن كان بخلاف ذلك يكون ميله إلى أهل الذمة ، وقيل : من رأى أنه يصلي شرقاً أو غرباً فقد ينحرف عن الإسلام بعمل منه يخالف الشريعة ، ( ومن رأى ) أنه يصلي نحو الشمال مستدبر القبلة فقد نبذ الإسلام وراء ظهره لقوله تعالى : ! ( فنبذوه وراء ظهورهم ) ! ربما التمس من امرأة دبرها أو اشتغل عنها بغيرها وقال بعضهم : ربما يرزق توبة هذا إذا كان الرائي من أهل الدين والصلاح ( ومن رأى ) أهل المسجد يصلون إلى غير القبلة يعزل رئيس ذلك المكان ( ومن رأى ) عالماً يصلي غير القبلة أو عمل بخلاف السنة فقد خالف الشريعة واتبع الهوى ( ومن رأى ) أن صلاته فاتت عن وقتها ولا يجد موضعاً أو مكاناً يصلي فيه فإنه يدل على أمر عسير وقيل يتعذر عليه طلب شيء في أمر آخرته ( ومن رأى ) أنه يؤم قوماً في الصلاة فإنه يلي ولاية يعدل فيها وإن لم يكن أهلاً لذلك يستقيم أمره ويصلح حاله ( ومن رأى ) أنه يؤم قوماً مجهولين في مكان مجهول ولا يدري ما يقرأ فهو على شرف الموت فليتق ربه ( ومن رأى ) أنه يصلي نحو القبلة مستقيماً فإنه يتبع الشريعة والسنة . وقال الكرماني : من رأى أنه يؤم قوماً فإنه علو قدر ونفاذ أمر ( ومن رأى ) أنه يصلي في السوق فلا خير فيه وقيل : من رأى أنه يؤم قولاً بمكان يقتضي ذلك فإن ذلك المكان ينظر إليه بالخير ويحصل له تقدم على غيره ويكون مسموع القول ( ومن رأى ) أنه يصلي الظهر فإنه صفاء وقت وحصول مراد وزيادة خيرات وقيل : من رأى أنه يصلي الظهر فإنه يظفر بحاجته ويستظهر على جميع ما يطلبه ، وإن كانت هي صلاة الجمعة فإن يتم له جميع ما يريد ويبلغ ما يؤمله ويحصل له فضل الله تعالى في الدنيا والآخرة لقوله تعالى : ! ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) ! ( ومن رأى ) أنه يصلي صلاة العصر فإنه حصول مراد ولكن بعد مشقة ( ومن رأى ) أنه يصلي المغرب فإن الأمر الذي يطلبه من خير أو شر يتم عاجلاً وقيل إنه يؤدي صداق زوجته ( ومن رأى ) أنه يصلي العشاء الأخيرة فإنه يعامل اقرباءه ويحصل له سرور وقيل يحصل له مكر وبكاء لقوله تعالى : ! ( وجاؤوا أباهم عشاء يبكون ) ! ( ومن رأى ) أنه يصلي الصبح فإنه حصول مال وكسب حلال وقيل : إنه وعد قريب يأتيه خيراً أو شراً على
____________________
(1/621)
حسب ما هو متوقع ذلك لقوله تعالى : ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) وشرط فيما قلنا إنه يؤدي كل صلاة في وقتها كاملة ، فإن حصل فيما نقص أو زيادة فهو محال ومخالف لما ذكر ( ومن رأى ) أنه يصلي صلاة فاتته من هذه الصلوات فإنه يدل على قضاء دينه وقيل من رأى أنه صلى صلاة ونقص منها شيئاً فإنه يسافر وإن كانت امرأة فإنها تحيض وقيل إن من رأى أنه لم يتم صلاته لم تتم حاجته ( ومن رأى ) أنهي صلي بغير وضوء فإنه يمرض ( ومن رأى ) أنه يصلي في مكان لا تجوز فيه الصلاة فإنه فساد في دينه وقيل : من رأى أن الصلاة فاتته مع الإمام فهو نظير ذلك وإن أدرك آخر الصلاة ثم أتمها منفرداً لا بأس بذلك ( ومن رأى ) أنه يصلي في الصحراء فهو على وجهين : إما سفر أو حج . وقال إسماعيل بن الأشعث : من رأى يسجد لله تعالى فإنه شكر لله وطول حياة له ( ومن رأى ) أنه جلس في التحيات فإنه زيادة خير ( ومن رأى ) أنه سلم عن شماله فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يصلي قاعداً أو راقداً فإنه يدل على عجزه عن أمور وربما دل على توعك البدن أو على كبر السن ( ومن رأى ) أنه يسأل الله تعالى في صلاته فإنه يرزق ولداً لقوله تعالى : ! ( إذ نادى ربه نداء خفيا ) ! ( ومن رأى ) أنه يصلي نافلة يعمل عملاً صالحاً يتقرب به إلى الله تعالى وإن كانت النافلة نافلة الليل تدل على أنه يرزق بشيء محمود لقوله تعالى : ( ومن الليل فتجهد به نافلة لك ) الآية وربما ألف بين قلوب قوم تشتت أهواؤهم وقيل : زوال هم وغم ( ومن رأى ) أنه يصلي الليل كله فهو حصول خير في الدنيا والآخرة بأوفر نصيب من الله تعالى ( ومن رأى ) أنه يصلي فوق الكعبة فهو ارتكاب ما يخالف الشريعة ( ومن رأى ) أنه صلى بأحد المساجد الثلاث فإنه تضعيف الأجور له ودليل على قبول أعماله ( ومن رأى ) أنه يصلي بجامع أو مدرسة أو ما يناسب ذلك فهو زيادة في الخيرات وقيل الصلاة في الأماكن المعتبرة أمن وصلاة ورحمة وقيل رؤيا صلاة الجمعة تدل على السفر والرزق الحلال ( ومن رأى ) أنه يصلي بكنسية أو ما يناسب ذلك على القانون الشرعي فإن كلمته تعلو على أحد من أهل الذمة ويقهره . ( وقال جاحظ المعير ) الصلاة على ثلاثة أوجه : فريضة وسنة وتطوع فأما الفريضة فتدل على الحج والتجنب عن الفواحش والمنكر لقوله تعالى : ! ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ! وأما السنة فتدل على النظافة والصبر على ما يكره والشهرة الحسنة الشفقة على ما خلق الله تعالى وأما التطوع فيدل على التوسع على عياله والقيام بمهمات الأصدقاء والجار وإظهار المروءة مع كل أحد . ( ومن رأى ) أنه يصلي على دابة فهو حصول هم ( ومن رأى ) أنه أطال قيام صلاته ولم يركع فإن كان ذا مال فهو مانع الزكاة فليتق الله وإلا فهو قائم في أمر ليس له نتيجة ويرجى له الصلاح ( ومن رأى ) أنه ركع وأطال فيه ولم يسجد فإنه بعيد التوبة وربما كان قصير العمر فيبادر إلى التوبة ( ومن رأى ) أنه قصر صلاته فإنه سفر لقوله تعالى : ! ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة ) ! ( ومن رأى ) أنه يضحك في الصلاة فإنه كثير اللهو فليتب إلى الله ( ومن رأى ) أنه يصلي وهو سكران فإنه يشهد شهادة زور لقوله تعالى : ( ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ) ( ومن رأى ) أنه يصلي وهو جنب فإنه فساد في دينه ونقصان في أموره وتعسرها عليه . وقال جعفر الصادق : الصلاة على سبعة أوجه : أمن وسرور وعز ومرتبة وفرح بعد شدة وحصول مراد وقضاء حاجة وقال أيضاً ريا السجود على خمسة : حصول مقصود ودولة ونصر وظفر والامتثال لأمر الله تعالى : ! ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ) ! الآية وقيل : إن الصلاة على الميت دعاء مستجاب وقيل شفاعة تقبل . وقال أبو سعيد الواعظ : الصلاة من حيث الجملة محمودة على كل حال في الدين والدنيا ، وتدل على إدراك رياسة وبلوغ أمل ونيل الولاية وقضاء دين أو أداء أمانة أو قضاء فرائض الله تعالى ( ومن رأى ) أنه يصلي الظهر فإنه يكون في أموره وسطاً ويحصل له عز بحسب صفاء ذلك اليوم ( ومن رأى ) أنه يصلي العصر فإنه يدل على أنه قد مضى في الأمر الذي هو فيه أو طالبه أكثره ولنم يبق منه إلا القليل ( ومن رأى ) أنه يصلي المغرب فإنه يقوم بإصلاح ما يلزم
____________________
(1/622)
من أمر عياله ( ومن رأى ) أنه يصلي العشاء فإنه يعامل عياله بما يفرح به قلوبهم ( ومن رأى ) أه يصلي الصبح فإنه يبتدئ أمراً يحصل منه صلاح سبب معاشه ( ومن رأى ) أنه يصلي قاعداً من غير عذر فإن عمله ناقص ( ومن رأى ) أنه يصلي راكباً فإنه يصيبه خوف شديد وتعب ( ومن رأى ) ملكاً يصلي بقومه ورعيته وهو راكب وهم كذلك فإن كانوا في حرب يؤول بالظفر والتوبة وطول الحياة وحصول النجاة وتحصيل المال ( ومن رأى ) أنه يصلي على جدار ونحو ذلك فإنه يخضع لبعض الرؤساء . ( ومن رأى ) أنه يصلي قائماً والناس يصلون خلفه قاعدين فإنه يلي أمر لا ينقاد إليه من ينسب لذلك الأمر ( ومن رأى ) أنه يصلي قاعداً والناس يصلون خلفه قياماً فتعبيره ما تقدم ( ومن رأى ) أنه يؤم رجالاً ونساء فإنه يكون واسطة خير في الإصلاح بين الناس ، وإن كان أهلاً للقضاء فإنه يتولاه ( ومن رأى ) أنه يصلي بالناس نافلة دخل في ضمان لا يضره ، وقيل من رأى أنه صار إماماً فإنه يرث ميراثاً لقوله تعالى : ! ( ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) ! . 7 ( فصل في رؤيا القراءة ) ( ومن رأى ) أنه يقرأ شيئاً من القرآن ولا يعرف ما قرأه أو نسيه فإن كان مريضاً شفاه الله تعالى ، وإن كان مهموماً فرج الله همه وإن كان عنده قلق زال لقوله تعالى : ! ( وشفاء لما في الصدور ) ! وقيل : من رأى أنه يقرأ القرآن فإنه يتكلم بالحق وقال ابن سيرين : يكون حاكماً إن كان لائقاً به ( ومن رأى ) أنه يقرأ آية الرحمة فإنه حصول خير وإن كانت آية عذاب فضد ذلك ( ومن رأى ) أنه قرأ القرآن وأتم قراءته فإنه ينقضي أجله على خير ، وإن قرأ نصفه يكون مضى نصف عمره ( ومن رأى ) أنه حافظ وكان كذلك يدل على زيادة الخير وإن لم يكن حافظاً فلا بأس به ( ومن رأى ) أن أحداً يقرأ وهو يسمعه فهو يتبع القرآن ( وإن رأى ) ذلك ولم يفهم ما يقوله فضد ذلك . وقال جابر المغربي : ( ومن رأى ) أنه ختم القرآن يحصل له بلوغ مقصود وإن كانت القراءة صحيحة فهو حصول مال ، وإن كان صوته حسناً فهو على منزلة وارتقاء درجة ، وقد يعبر المعبرون الآية على معناه وما تدل عليه ( ومن رأى ) أنه يقرأ بمكان لا تجوز القراءة فيه يدل على أن في دينه خللاً وقال جعفر الصادق رضي الله عنه : تدل على أربعة أوجه : السلام والغنى وبلوغ المقاصد وحجة لقوله عليه السلام : ' القرآن حجة لك أو عليك ' . ( سورة الفاتحة ) من رأى أنه يقرأها تدل على تسهيل الأمور الصعاب وحصول سعة وخير وقال الكرماني : يقبل الله طاعته ويؤمنه مما يخاف وقال جعفر الصادق : يوفقه الله تعالى لطاعته ويكون حريصاً على الدعاء والاستغفار ويختم له بالخير وقيل : من رأى أنه يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم خاصة فإنه يسأل الله البركة في ماله وزيادة في رزقه وربما بجانب دعاؤه ببركتها وقيل : من رأى أنه يقرأ الفاتحة فإنه يحج أو يدعو بدعاء فيستجاب له سورة البقرة قال ابن سيرين : من رأى أنه قرأها فإنه يدل على طول عمره لأنها أطول السور ويكون صابراً على البلاء وقال الكرماني : يكون في أمان من أعدائه وتنتظم أموره وقيل حصول ميراث وقال جعفر الصادق : يكون دينه وقوله صحيحاً ( آية الكرسي ) : قال ابن سيرين : من قرأها على الانفراد خاصة يكون آمناً من الافات ويحصل مراده وقال الكرماني : إن كان مريضاً شفاه الله وقال جعفر الصادق : يحصل له قدر وجاه وحرمة . ( سورة آل عمران ) : قال ابن سيرين : من قرأها يكون محبوباً عند الناس برئياً من الأفعال السيئة وقال الكرماني ختم بالخير له وقيل : يكون مراد قارئها حصول ولد صالح وقال جعفر الصادق : يكون دينه وقوله صحيحاً قال ابن سيرين : من قرأ شهد الله الآية خاصة يكون قد وفى حقوق الله اللازمة ويخلص من دار الدنيا على جميل وقال الكرماني : إن كان عنده أمانة يؤديها إلى صاحبها ويكون عزيزاً عند الناس وقال جعفر الصادق : يحصل له خير الدنيا والآخرة ويكون فريداً في دينه وقال ابن سيرين : من قرأ : ! ( قل اللهم مالك الملك ) ! الآية خاصة يحصل له من الملوك مرتبة وعز وجاه وقال الكرماني : يحصل له مراده ( سورة النساء ) قال ابن سيرين : من رأى أنه يقرؤها يحصل له ميراث وتكثر أقرباؤه وعياله وقال الكرماني : يكون طويل العمر وتحصل له الخيرات وقال جعفر الصادق : يكون عفيفاً ( سورة المائدة ) : قال ابن سيرين : من رأى أنه يقرؤها يكون عزيزاً مكرماً في قومة وقال الكرماني : يحصل
____________________
(1/623)
له مال ونعمة وخيرات وقال جعفر الصادق : يكون فريداً في دينه ويحصل له المراد ( سورة الأنعام ) : قال ابن سيرين من رأى أنه يقرؤها يحصل له السعادة الدنيوية والأخروية وقال الكرماني : بركة وغني من قبل الجمال والبقر والغنم ونحوها وقال جعفر الصادق : يوفقه الله تعالى لطاعته . ( سورة الأعراف ) قال ابن سيرين : من رأى أنه يقرؤها يكون في دينه مخلصاً وتكون عاقبته محمودة وقال الكرماني : ربما يزور طور سيناء وقيل شماتة عدو ورؤيته على سوء حال وقال جعفر الصادق : يكون الخالق راضياً عنه يحفظ الأمانة ( سورة الأنفال ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنه يظفر على أعدائه ويحصل له مال ونعمة وغنيمة وقال الكرماني : ويحصل له عز وجاه وعلو مرتبة ( سورة التوبة ) قال ابن سيرين : من قرأ سورة التوبة لم يخرج من الدنيا حتى يتوب الله عليه وقال الكرماني : تكون عاقبته خيراً وقال جعفر الصادق : يكون بين الخلق محبوباً مرغوباً ويسلك طريق الخيرات ( سورة يونس ) قال ابن سيرين : من قرأ سورة يونس يوسع الله عليه الرزق وقال الكرماني : يكف الله عنه كيد الأعادي والسحرة ويقهرهم وقيل : إن كان محبوساً أطلق وقال جعفر الصادق : فإنه يحسن ألفاظه وعبادته . ( سورة هود ) قال ابن سيرين : من رأى أنه يقرؤها يزداد ماله من الزراعة وغرس الكروم وقال الكرماني : يكون مقبلاً في الأشغال وقال جعفر الصادق : يكون سالكاً في طريق الدين ( سورة يوسف ) قال ابن سيرين : من قرأها في عهد شبوبيته يكون مظلوماً ويسافر سفراً كثيراً وتكون عاقبته خيراً وقال الكرماني : ينال شرف وعلو قدر وغنى وعز وفرج بعد ضيق وقال جعفر الصادق : يكون صادق القول صاحب أمانة ( سورة الرعد ) قال ابن سيرين : من قرأها يزداد في قراءة القرآن إن كان من أهله إلا فهو تسبيح وتهليل ' وقال الكرماني : تزداد طاعته وفعله الخيرات وقيل : إنه أمن من مخافة ملك وقال جعفر الصادق : ربما يقرب أجله ( سورة إبراهيم ) قال ابن سيرين : من قرأها تدل على ملازمة الخيرات والعبادات وقال الكرماني : تستقيم أحواله وتحمد عاقبته وقال جعفر الصادق : يكون عند الله معزوزاً مكرماً وقيل : يكون بريئاً مما يقال في حقه . ( سورة الحجر ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون عند الخلق معزوزاً مكرماً وقيل : يكون ذا جاه ووقار وقال الكرماني : يحصل له جميع مقاصده ويعلو قدره وقيل تحجير من المعاصي وقال جعفر الصادق : يكون عند الله مقبولاً ( سورة النحل ) قال ابن سيرين : من قرأها رزق رزقاً حلالاً ويكون محباً لأهل الدين والديانة وقال الكرماني : يأمن الآفات والمصائب ويجد حاله وقيل صحة بدن وقال جعفر الصادق : إن الله تعالى يرزقه علماً وإن كان مريضاً عافاه . ( سورة الإسراء ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون عند الخالق والخلق ذا منزلة وجاه عال ويكون مؤمناً ذا خشوع وخضوع وقال الكرماني : إنه يظفر على من يعاديه ويصل إلى مراده وقيل يأتيه ولد عاق وقال جعفر الصادق : يكون قوي الدين والديانة صادق في القول والاعتقاد ( سورة الكهف ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون آمناً في حياته من جميع الآفات والعاهات ويكون في طريق الدين مخلصاً وقال الكرماني : يطول عمره ويرزق سعادة الآخرة وقيل : يحصل له خوف من مكايد أعاديه وينجيه الله من ذلك وقال جعفر الصادق : نهاية أمور فيها يرومه ( سورة مريم ) قال ابن سيرين : من قرأها كان عند الله يوم القيامة في حرزه وكنفه وقال الكرماني : فإنه يسلك طريق الخيرات ويؤدي سنن النبي صلى الله عليه وسلم وقيل يكذب على الزاني ويفتري عليه ويكون برئياً من ذلك وقال جعفر الصادق كذلك . ( سورة طه ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنه يجادل الأعادي ويظفر بهم وينتصر عليهم وقال الكرماني : يشتهر اسمه بالخيرات في ذلك المكان وقيل غفلة في الدين وسهو وقيل أمان من الشفاء لمن يكون صالحاً وقال جعفر الصادق : يكون معروفاً بالدين والديانة ( سورة الأنبياء ) قال ابن سيرين : يرزقه الله علم الأنبياء وسيرتهم وقال الكرماني : يحصل له إقبال الدنيا والآخرة ، وقيل صلاة ودعاء وعبادة ونصر على الأعداء ، وقال جعفر الصادق : ويكون عالماً عاملاً ويحصل له الفرج بعد الترح والراحة بعد التعب . ( سورة الحج ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنه يصرف ماله في الحج وقال الكرماني : يختار أفعالاً مرضية في
____________________
(1/624)
الدنيا وقال جعفر الصادق : إنهي سلك طريق الزهدو الورع ويجتهد في عبادة الله تعالى وفعل الخيرات ( سورة المؤمنين ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنه يدخل مع المؤمنين الجنة وقال الكرمانيك يحصل له فضل العبادات وعلو الدرجات والسعادة وقيل : فوز وصلاح وقال جعفر الصادق : يكون محمود السيرة قوي الأمانة ( سورة النور ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنها تدل على العلم والحكمة وقال الكرماني : يكون ذا جود وإحسان على خلق الله تعالى وقيل ذا نور في الهيئة والقلب وقال جعفر الصادق : ينور الله تعالى باطنه بنور الإيمان ( سورة الفرقان ) قال ابن سيرين : من فرأها فإنه يفرق بين الحلق والباطل وقال الكرماني : إنه يكون منصفاً خلق الله تعالى ويكون ذا عدل وقيل : ذا قدرة على التمييز وقال جعفر الصادق : يثبت الحق ويبطل الباطل ( سورة الشعراء ) قال ابن سيرين : من قرأها كان في حفظ الله تعالى وكنفه ( وقال الكرماني ) : يكون منزهاً عن الكلام القبيح والكذب والخنا وسالكاً لطريق الله ( قال جعفر الصادق ) : يصونه الله تعالى عن الفواحش . ( سورة النمل ) قال ابن سيرين : من قرأها يحصل له علو قدر ومنزلة عند السلطان ( وقال الكرماني ) : تساعده السعادة والدولة والإقبال في أمور دنياه : وقيل يدل على الأمر والنهي والفهم والحذاقة ( وقال جعفر الصادق ) : يدل على المال والنعمة ( سورة القصص ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنها تدل على كنز أو مال يظهر ويظفر به ويكون ذاكراً شاكراً لله تعالى وقال الكرماني : يدل على الاجتهاد والسعي في ذكر الله تعالى والشكر لنعمائه وصلاح الأمور وقيل حصول صواب الرأي وقال جعفر الصادق : يدل على وفور الخير وكثرة الرزق ( سورة العنكبوت ) قال ابن سيرين : من قرأها وداوم على قراءتها يكون في حفظ الله وأمانه إلى انقضاء أجله وقال الكرماني : أمان من خوف وشفاء من كل داء ، وقيل نجاة من أمر مهموم به ويسر من الله وسلام من شر الأعادي وقال جعفر الصادق : ظفر على الأعادي . ( سورة الروم ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنه يظفر بحاجة من قبل أهل الذمة وقال الكرماني : اجتهاد في سبيل الله وقيل تمام أمر يرومه أو يكون بينه وبين أحد مخاصمة فيبشر بالظفر وقال جعفر الصادق ، كذلك ( سورة لقمان ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون عالماً حاكماً عابداً وقال الكرماني : فإنه يصاحب أهل العلم الحكماء وقيل : يؤتى حكمة ووعظاً حسناً وقال جعفر الصادق : تستفيد الناس منه من حكمه ووعظه ( سورة السجدة ) قال ابن سيرين : من قرأها ربما يكون كثير السجود وقال الكرماني : يكون قريباً من الله تعالى وقال جعفر الصادق : يكون عاقبة أمره خيراً ( سورة الأحزاب ) قال ابن سيرين : من قرأها ربما يلقى شيئاً ضاع لأحد فيرده على صاحبه وقال الكرماني : ربما يرى نبياً من الأنبياء في منامه أو ما يسره تعبير ذلك في اليقظة وقيل : حصول ظفر وإغاثة من حيث لا يدري ولا يكون ذلك في أمله وقال جعفر الصادق : حصول التوفيق من الله تعالى ومتابعة الحق . ( سورة سبأ ) قال ابن سيرين : من قرأها فإنها تدل على الزهد والعبادة والتجنب عن مسالك الدنيا وقال الكرماني : يكون ملازماً لطاعة الله تعالى وقيل نعمة زالت أو شيء عدم يرجعان إلى الرائي وقال جعفر الصادق : يحصل له سيرة الصلحاء وسلوك طريق الدين ( سورة فاطر ) قال ابن سيرين : من قرأها يقتبس من أفعال يقتبس من أفعال الملائكة وقال الكرماني : يكون ملازماً لطاعة الله تعالى وعبادته وقيل ينال ظفراً على من يجادله وقال جعفر الصادق : يفتح في وجهه باب الرزق ( سورة يس ) من قرأها تكون عاقبته خيراً وقال الكرماني ، يطول عمره ويرزقه الله تعالى الرحمة والغفران وقيل يرزقه الله سعة وافرة يحسد عليها وقيل تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم عنده مؤكدة . ( سورة الصافات ) قال ابن سيرين : من قرأها يرزق التوفيق والهداية وقال الكرماني : يكون حريصاً على أمانة الخلق ويكون مشغولاً بالصلاح وقيل تطهير من الدنس أو يكون صاحب الرؤيا خائفاً من الله وحريصاً على طاعته وقال جعفر الصادق : يرزق ولداً صالحاً ( سورة ص ) قال ابن سيرين : من قرأها يدل على التوبة وحفظ الأمانة وقال الكرماني : يدل على طلب الرحمة والمغفرة من فضل الله وقيل يمين صادق يحلفه وثبات عليه وقال جعفر الصادق : يكون وافر المال ذكياً في الأشغال ( سورة الزمر ) قال ابن سيرين : من قرأها غفر الله تعالى ذنوبه وتجاوز عنه وقال الكرماني : تكون عاقبته خيراً وقيل اكتساب كتب كثيرة وفهم وبصيرة وربما يتعب لأحد أو يكون من جملة جماعة وقال جعفر الصادق : يعلو قدره ويقوى دينه ( سورة غافر ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون مؤمناً خالصاً ذا خشوع
____________________
(1/625)
وخضوع وقال الكرماني : تكون سيرته حسنة وسلوكه في طريق الدين مستقيماً وقيل بشارة بالمغفرة ونجاة من المهالك أو يعفو عن مذنب وقال جعفر الصادق : يحصل له من الله عز وجل رحمة ومغفرة . ( سورة فصلت ) قال ابن سيرين : من قرأها يتقرب إلى الله بالطاعة ويكون من جملة خواص عباده وقيل يعمل عملاً صالحاً في سرة وعلانيته وقال الكرماني : يكون ديناً ويسلك طريق الصلاح وقال جعفر الصادق كذلك . ( سورة الشورى ) قال ابن سيرين : من قرأها ينجو يوم القيامة من عذاب النار وقال الكرماني : يسهل اله عليه الحساب يوم القيامة وقيل : إن كان مريضاً عافاه الله تعالى وقال جعفر الصادق : يعيش زماناً طويلاً ( سورة الزخرف ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون مواظباً على الصلاة مداوماً للصوم وقال الكرماني : يكون ذا خوف وخشوع وقال جعفر الصادق : يكون صادقاً في القول ذا فعال جميلة ( سورة الدخان ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون عابداً قائم الليل وقال الكرماني : يكون صادق القول وقيل : يضعف عن طلب الدنيا وقال جعفر الصادق : يحصل له الغنى ووفور الرزق ( سورة الجاثية ) قال ابن سيرين : من قرأها يتوب ويرجع إلى الله وقال الكرماني : يتجنب عن الدنيا ويندم على سالف ذنوبه وقيل بلوغ سعادة ونجاة من سوء الحساب وقال جعفر الصادق : يدل على ذكر وتوبه . ( سورة الأحقاف ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون مطيعاً لأمر والديه وقال الكرماني : محسناً خصوصاً في حق والديه وقيل : حصول خوف من غرق وقال جعفر الصادق : رؤيا أشياء عجيبة ( سورة محمد صلى الله عليه وسلم ) قال ابن سيرين : من قرأها يظفر بالأعداء وقال الكرماني : يكون في حفظ الله تعالى وأمانة وقيل : علو وشرف وذكر جميل وقال جعفر الصادق : يكون محمود الخصال وحسن الفعال ( سورة الفتح ) قال ابن سيرين : من قرأها فإن الله عز وجل ينصره ويفتح له أبواب الخيرات وقال الكرماني : يغفر الله تعالى ذنوبه ويتجاوز عنه ويقل يستجاب دعاؤه وينال مأموله وقال جعفر الصادق : يوفقه الله للجهاد ( سورة الحجرات ) قال ابن سيرين من قرأها يزدري بالناس ويستعيبهم وقال الكرماني : بقصد ضرر الناس وقيل : إن كان من أمل الصلاح فإنه يتنبه لأوامر الله ، وقال جعفر الصادق : يكون طالباً صلة الرحم وراجياً محبة الناس . ( سورة ق ) قال ابن سيرين : من قرأها يكون مشغولاً بالطاعة والعبادة وقال الكرماني : يكون ذا جود وإحسان على الخلق وقيل : يمين يحلف عليه صادقاً فيه وقال جعفر الصادق : يوسع الله عليه الخير ويعطيه من نعمه ( سورة والذاريات ) قال ابن سيرين : من قرأها فإن الله يوفقه للصلاح وقال الكرماني : تهون أموره الصعاب وقيل يتزوج وقال جعفر الصادق : حصول رزق من زراعة ( سورة الطور ) قال ابن سيرين : من قرأها فإن الله ينصره على الأعداء وقال الكرماني : يكون معيناً للحق مجتنباً للباطل وقيل : إن كان له غائب يأتي وربما يغلط بكلام ثم يرجع إلى الصواب وقال جعفر الصادق : يجاور بمكة شرفها الله تعالى ( سورة النجم ) قال ابن سيرين : من قرأها فإن الله يفتح له أبواب الخير والرحمة في وجهه وقال الكرماني : يظفر بالأعادي ويقهرهم وقيل : يرزقه الله تعالى ولداً حسناً صالحاً محبوباً ، وقال جعفر الصادق كذلك . ( سورة القمر ) من قرأها يظفر بالأعادي عاجلاً ويكون منصوراً وقال الكرماني : يدل على تسهيل الأمور الصعاب وقيل رجوع من شك وريب إلى الصلاح والصواب وقال جعفر الصادق : يكون مسحوراً ولم يضره ذلك ( سورة الرحمن ) من قرأها فإنه يدل على التجنب عن قول الكذب والمحال وقال الكرماني : إنه يختار السيرة الحسنة وسلوك طريق الدين وقيل : يحفظ القرآن ويتفقه في الدين أو يتعلم شيئاً يحتاج الناس إليه بسببه وقال جعفر الصادق : نعمة في الدنيا ورحمة في الآخرة ( سورة الواقعة ) من قرأها فإنه يتوب في آخر عمره من جميع الذنوب وقال الكرماني : يحصل له توفيق في العبادة وقيل : أمن من شر يوم القيامة وسمعة وغنى ، وقال جعفر الصادق : حصول التوفيق والطاعات والعبادات . ( سورة الحديد ) من قرأها يدل على حصول الرزق بتعب ومشقة وقال الكرماني : إنه يختار طريق الآخرة ومرضاة الله تعالى وقيل : يكون شديد البأس قوي العزم والحزم وقال جعفر الصادق : يكون محمود الخصال سالكاً طريق الدين ( سورة المجادلة ) من قرأها يحصل له جدال وخصومة مع النساء وقال الكرماني : يجادل مع كل أحد من طريق
____________________
(1/626)
الدين ، وقيل : ينجو من مجادلة سواء كان في علم أو في غيره وقال جعفر الصادق : يجادل مع الأهل والأقارب ويصلح بالاحتجاج ويلقي بينهم المحبة ( سورة الحشر ) من قرأها حشره الله يوم القيامة مع الخلفاء الصالحين وقال الكرماني : يكون مصاحباً لأهل الصلاح وثابتاً على ذلك وقيل : خروج من هم على سعة وربما كان مسافراً يبعد رجوعه وقال جعفر الصادق : يقهر من أعدائه . ( سورة الممتحنة ) من قرأها يكون حاله مستقيماً وربما يمتحن في بعض أشغاله وقال الكرماني : يكون مصاحباً لأهل الصلاح وقيل توبة وصلاح وحفظ لسان وقال جعفر الصادق : تحصل له محبة وربما يؤدي إلى الهلاك ( سورة الصف ) من قرأها فإنه يفعل الخيرات ويغازي في سبيل الله وقال الكرماني : يكون اجتهاده في مرضاة الله تعالى وسلوكه بطريق الحق وقيل مصافة أقوام للحرب وقال جعفر الصادق : يكون في آخر عمره شهيداً . ( سورة الجمعة ) من قرأها يرزقه الله من علم الأولين ويشتهر به وقال الكرماني : يحصل له قدر وحرمة وجاه وقيل يكون متهاوناً ، في طلب زرقه ويفتح الله عليه أبواب الرزق وقال جعفر الصادق : يرزقه الله التوفيق لفعل الخير ( سورة المنافقون ) من قرأها فإنه يصدر منه النفاق في السر وقال الكرماني : يكون ميله إلى المنافقين وقيل : يبلى بعدو مخادع منافق إن كان من أهل التقوى وقال جعفر الصادق : إن كان متهم يبرأ من النفاق والمنافقين . ( سورة التغابن ) من قرأها يعطي الصدقات الوافرة وقال الكرماني : يكون رؤوفاً على الضعفاء ، وقيل تخويف وتهديد وإن كان تاركاً للفرائض فليتب إلى الله تعالى وقال جعفر الصادق : يكون مستقيماً في طريق الحق وقول الصدق ( سورة الطلاق ) من قرأها فإنه يخاصم النساء من جهة الدين وقال الكرماني : إنه يراعي في سيره الحق ويكون حريصاً في ذلك وقيل : شك بين صاحب الرؤيا وزوجته فليتفقد نفسه من الجهل وقال جعفر الصادق : تدل على حاجته مع أهل بيته ومنع الصداق . ( سورة التحريم ) من قرأها تدل على النفاق في بيته ثم بعد ذلك يراعي الخواطر ويتبع مرضاتهم وقال الكرماني : يتجنب عن الحرام وقيل يرزق من حيث لا يحتسب وقال جعفر الصادق : إنه يكون مجتنباً للمحرمات . ( سورة الملك ) قال ابن سيرين : من قرأها فإن اله ينجيه من عذاب القبر وقال الكرماني : يكون محمود العواقب وقيل : نجاة من عذاب الله عند قبض روحه وبشرى وبركة وخير وقال جعفر الصادق : يحصل له علو قدر وشأن ( سورة ن ) من قرأها فإنه يحب إعطاء الصدقات والخيرات وقال الكرماني : يكون كثير الإحسان والخير مع كل أحد وقيل : يكون كاتباً حسن الخط أو يكون له عادة بالصدقة وقد منعها مدة فليجرها على العادة وقال جعفر الصادق : إن الله يرزقه الفصاحة والعلم والبراعة ( سورة الحاقة ) من قرأها فإنها تدل على حصول رزق ونعمة وافرة من الله تعالى وربما يتخوف وقال الكرماني : يكون ناصراً ومعيناً للحق وقال جعفر الصادق : لم يسلك إلا طريق الحق ( سورة المعارج ) من قرأها فإنه يفعل الخير لمرضاة الله تعالى وقال الكرماني : إنه يداوم على الصدقات والفقراء والمساكين وقيل : يدعو على نفسه أو على غيره بالشر والثبور فليتب وليرجع عن ذلك ( وقال ) جعفر الصادق : إنه يأمن من الفزع والجوع . ( سورة نوح ) من قرأها فإنه يتوب إلى الله وتكون عاقبته محمودة ( وقال ) الكرماني : إنه يفعل الخيرات مع عباد الله تعالى وقيل يعصيه أهل بيته ، وإن كان رسول غائب فإنه يبطئ وربما يعود ولا يقضي حاجته ( وقال ) جعفر الصادق : إنه يأمر بالمعروف ويقهر الأعادي ( سورة الجن ) من قرأها يدل على الفزع في الليل ( وقال ) الكرماني : إنه يأمن من شر الجن وقيل يرزقه الله إلهاماً وفهماً دقيقاً نافعاً ( وقال ) جعفر الصادق كذلك ( سورة المزمل ) من قرأها فإنه يحب مواظبته على الصلاة بالليل ( وقال ) الكرماني : إنه يحيي الليل بالطاعات والعبادات ، وقيل : ربما يكون معتاداً في الليل للقيام بالذكر وقد غفل عن ذلك فليواظب عليه ( وقال ) جعفر الصادق : يحصل له التوفيق للطاعة والعبادة ( سورة المدثر ) من قرأها فأنه يعمل الصالحات ولم يرض لأحد سوءاً ( وقال ) الكرماني : إنه يكون للمعروف أقرب ، وقيل : يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويتبع طريق الرشد ، ( وقال ) جعفر الصادق : تحسن سيرته بين الناس ويقوى رأيه . ( سورة القيامة ) من قرأها فإنه يموت على الشهادة وقال الكرماني : خوف من عذاب الله وقيل : يظلمه إنسان
____________________
(1/627)
ويجور عليه وتكون عاقبته النصر والظفر وقال جعفر الصادق : إنه يخرج ويرجع عن الحلف ويتوب إلى الله . ( سورة الإنسان ) من قرأها يطلب مرضاة الله ويطعم الطعام على حبه ويكون خائفاً من الله ( وقال ) الكرماني : إنه يحسن ويفعل الخيرات مع خلق الله تعالى وقيل : نجاة من عذاب الله يوم القيامة وسرور ( وقال ) جعفر الصادق : حصول التوفيق على السخاء والنعمة ( سورة المرسلات ) من قرأها فإنه يتوب عن الكذب ويترك الباطل ( وقال ) الكرماني : إنه يطلب حسن السيرة وسلوك الطريق الحق وقيل : يعمل عملاً يحبب به نفسه للناس ( وقال ) جعفر الصادق : تتسع عليه دنياه ويحصل له نعمة ( سورة النبأ ) من قرأها يكون متفكراً ي آلاء الله تعالى شاكراً لأنعمه ( وقال ) الكرماني : يدل على فعل الخير والعمل الصالح وقيل : يجتهد في ظلم ويسأل العلماء ( وقال ) جعفر الصادق : يعلو قدره وتنفذ كلمته . ( سورة النازعات ) من قرأها فإنها تدل على الخوف في حالة النزع ( وقال ) الكرماني : إنه يتوب على الله تعالى خوفاً من عقابه وقيل : ربما تقرب منيته فتستحب له الوصية ( وقال ) جعفر الصادق : إن قلبه يصفو من دنس الشبهات ( سورة عبس ) من قرأها ربما يكون عبوساً ، ( وقال ) الكرماني : يكون كثير الصوم وقيل يتهاون بالناس ويستحقر بهم ( وقال ) جعفر الصادق : يكون فاعل الخير مع الضغفاء والمساكين ( سورة التكوير ) من قرأها يخاف عليه من وجع وربما يكون فاعل الخير حسن السيرة ( وقال ) الكرماني : يسافر سفراً كثيراً ناحية المشرق وقيل نقصان في بهائه وقلة هيبته عند أهله وجيرانه لقول بعضهم هذا البيت : ( فقر الفتى يذهب نور الفتى ** كما تصير الشمس عند الغروب ) ( قال ) جعفر الصادق : أمان بعد خوف وفرج بعد ترح ( سورة الانفطار ) من قرأها فإنه متهاون بالتوبة فليبادر وليخش الله تعالى : ( وقال ) الكرماني : يكون راغباً في الدنيا ونعيمها وقيل : يتعين عليه الاحتراز من جيرانه فهم أعداؤه لا يخفون له قبيحاً ( وقال ) جعفر الصادق : يكون عند السلطان والأكابر معزوزاً مكرماً ( سورة المطففين ) من قرأها فإنه يخشى الله تعالى ويوفي الكيل والميزان ( وقال ) الكرماني : يكون عادلاً يؤدي الأمانات إلى أهلها وقيل يبخس الكيل أوي ستحسن ذلك ( وقال ) جعفر الصادق : يكون منصفاً مع كل أحد ( سورة الانشقاق ) من قرأها أوتي كتابه بيمينه ( وقال ) الكرماني : يهون عليه الحساب يوم المرجع والمآب وقيل دليل على رخص الطعام ( وقال ) جعفر الصادق : يكون كثير النسل والأولاد . ( سورة البروج ) من قرأها يكون في الدنيا ذا هم وغم ( وقال ) الكرماني : يرزقه الله تعالى ثواباً في الآخرة وعلو درجة وقيل : ينسى شهادة يؤديها وأمانة يمنعها ( وقال ) جعفر الصادق : يكشف غمه ويزول همه . ( سورة الطارق ) من قرأها يرزقه الله تعالى ولداً صالحاً ( وقال ) الكرماني : تقر عينه بولد صالح وقيل : خوف من لصوص ويخاف على ما له منهم ( وقال ) جعفر الصادق : يحصل له فرح وخير بسبب ولده . ( سورة الأعلى ) من قرأها تدل على كثرة التسبيح والتكبير والتهليل ( وقال ) الكرماني : لم يخل لسانه عن ذكر الله عز وجل وقيل : يكون صاحب الرؤيا كثير النسيان ويرجى له زواله ( قال ) جعفر الصادق : تهون عليه الأمور الصعاب ( سورة الغاشية ) من قرأها فإنه يفزع ويخشى من الفزع الأكبر وربما يرزقه توبة ( وقال ) الكرماني : ثابتاً في جميع الأشغال وطالباً مرضاة الله تعالى وقيل : ينفق ماله على قوم لا يشكرونه ولا يحمدونه ( وقال ) جعفر الصادق : يعلو قدره ومحله وتنفذ كلمته ( سورة الفجر ) من قرأها يكون راغباً في طاعة الرحمن ( وقال ) الكرماني : يرزقه الله تعالى الحج وقيل : يكون كثير الدعاء لنفسه وللمسلمين ( وقال ) جعفر الصادق : نقص في هيبته وصولته . ( سورة البلد ) من قرأها يدل على صاحب الصدقات ( وقال ) الكرماني : ويحسن إلى من يقصده وقيل : أمن من خوف ونجاة بعد يأس ( وقال ) جعفر الصادق : توفيق لإطعام الطعام وإكرام المسكين ( سورة الشمس ) من قرأها فإنه يفسد على يده بعض الأشغال ( وقال ) الكرماني : إنه يتوب وينعم على فعله وقيل يكون ميله للعلماء . ( وقال ) جعفر الصادق : يكون ذا فهم وحذق وعالماً عاملاً ( سورة الليل ) من قرأها يكون قليل الزكاة في ماله ( وقال ) الكرماني : يوفقه الله تعالى للقيام بالليل في طاعته وقيل يعطي صاحب الرؤيا مالاً لإنسان وتبسط إليه يده
____________________
(1/628)
وضمير المعطي حلاف ما يفعل ذلك ( وقال ) جعفر الصادق : يأمن من الآفات والعاهات ( سورة الضحى ) من قرأها فإنه لم يمنع السائل ( وقال ) الكرماني : إنه يعين الضعفاء بالجود والإحسان وقيل : أمن بعد خوف وبشرى بعد إياس ورجاء بعد قنوط ، وإن كان فقيراً استغنى وربما نعيت إليه نفسه لقوله تعالى : ! ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) ! وقوله تعالى : ! ( وللآخرة خير لك من الأولى ) ! ( وقال ) جعفر الصادق : إنه يوقر الصغير اليتيم والفقير ( سورة الانشراح ) من قرأها تهون عليه الأمور الصعاب ( وقال ) الكرماني : يتيسر أمره وينشرح صدره وقيل امتنان لصاحب الرؤيا على إنسان بما صنع معه ( وقال ) جعفر الصادق : حصول راحة بعد تعب . ( سورة التين ) من قرأها فإنه تحسن سيرته وتتسع أرزاقه وتحمد أفعاله وخصاله ( وقال ) الكرماني : يزداد ماله وتستقيم أحواله وقيل رزق وبرة وطول عمر وربما حلف يميناً أو يحلفها ( وقال ) جعفر الصادق : يحصل له ما يؤمله في الدنيا والآخرة ( سورة العلق ) من قرأها يرزقه الله تعالى العلم والقرآن ( وقال ) الكرماني : يكون فصيح اللسان قارئ القرآن عالماً عاملاً وقيل تهديد من إنسان ( وقال ) جعفر الصادق : يكون متواضعاً حميد الأفعال ( سورة القدر ) من قرأها لم يخرج من الدنيا حتى يصادف ثوابها ( وقال ) الكرماني : يطول عمره ويحصل مراده وقيل نصرة وقيل عمل بأضعاف ما يظن ( وقال ) جعفر الصادق : يعلو قدره في الدنيا والآخرة . ( سورة البينة ) من قرأها لم يرحل من الدنيا إلا بالتوبة ( وقال ) الكرماني : إنه يدعو الخلق إلى الراشد وقيل صلاح ضمير بعد فساد ويقين بعد شك ( وقال ) جعفر الصادق : يتوب على يده جماعة ضالة ( سورة الزلزلة ) تدل على العدل والإنصاف وفعل الخير ( وقال الكرماني ) إنه يرتكب المظالم وقيل ينال رزقاً وربما يكون من خبيئة ( وقال جعفر الصادق ) يهلك على يده قوماً من الكفرة ( سورة العاديات ) من قرأها فإنه يكون محباً للصحابة والآل ( وقال الكرماني ) يتوجه إلى الغزو أو يحب الخيل العاديات وقيل حصول مخاشنة من إنسان ( وقال جعفر الصادق ) : يغازي ويظفر بالأعادي ( سورة القارعة ) من قرأها ثقلت موازينه من فعل الخيرات ( وقال الكرماني ) يكون متحيراً في أفعاله وعاقبته إلى صلاح ، وقيل : يكون صاحب الرؤيا متهاوناً بعقوبة الله تعالى فليتق الله وليتب ( وقال جعفر الصادق ) يكون معزوزاً مكرماً عند الخلق . ( سورة التكاثر ) من قرأها فإنه يزور جماعة من الصلحاء ( وقال الكرماني ) يحصل له جماعة لهم ديانة وخصومة ويقولون في حقه قول الزور ولم يسمع منهم وقبل شغل الدنيا وطلب ما لا يحصل ( وقال جعفر الصادق ) يكون زاهداً عن الدنيا ( سورة العصر ) من قرأها يكون في أشغاله صابراً وقال الكرماني : تصل إليه خسارة ويؤدي الأمانة وقيل أمر يعسر ثم يتيسر ( وقال جعفر الصادق ) يصل إليه خير وزيادة رزق من تجارة ( سورة الهمزة ) من قرأها فإنه يكون كثير الكلام ويكون عند الخلق معروفاً ( وقال الكرماني ) حريصاً على المال وعلى أشغال الدنيا ولم يتفكر في عواقب الأمور وقيل : يغتاب قرابته فليتب عن ذلك ( وقال جعفر الصادق ) يصرف ماله في سبيل الله تعالى . ( سورة الفيل ) من قرأها فإنه يكون معيناً للظلمة ( وقال الكرماني ) إنه يظفر بالأعادي العوادي ويحصل له مرامه وقيل فعل يفعله يكفيه الله من شر أعدائه وربما كان حصول راحة بعد تعب ( وقال جعفر الصادق ) يحصل على يديه فتوح ويظفر بعدوه ( سورة قريش ) من قرأها فإن الله تعالى يؤمنه من الفزع ( وقال الكرماني ) يصاحب أحداً وينصحه ويكون راغباً في الخيرات سالكاً لطريق الدين وقيلك ربح كبير وسفر يناله وخير ( وقال جعفر الصادق ) إنه يكون مرغوبه محبوباً ( وقال الكرماني ) يصاحب أقواماً فاسدي الدين هم كسالى في الصلاة وقيل منفعة تحصل للناس منه وأمر يحصل له منهم ( وقال جعفر الصادق ) إنه يظفر بالأعادي الخوالف القليلي الدين . ( سورة الكوثر ) من قرأها يحل له مال ونعمة ودولة ويكون قليل الأولاد ( وقال الكرماني ) يحصل له إنعام من أكابر محتشمين ويظفر بمن يعاديه وقيل حصول أجر وثواب ( وقال جعفر الصادق ) يفعل الخيرات ويحصل له الأجر والثواب ( سورة الكافرون ) من قرأها يكون مرتكباً طرق البدعة سيء الثناء ( وقال الكرماني ) يحصل له التوفيق لفعل الخير ويغازي وقيل : إيمان ودين خالص ( وقال جعفر الصادق ) يكون قوي الاعتقاد في الدين والشريعة ( سورة النصر )
____________________
(1/629)
من قرأها فإنه ينتصر على الأعداء ( وقال الكرماني ) يحصل له ضيق صدر ثم بعد ذلك يفرج عنه وقيل موت إنسان عزيز ( وقال جعفر الصادق ) يقرب أجله لأنه لما أتى بها جبريل النبي علم بفراغ عمره . ( سورة المسد ) من قرأها يكون كثير المكر والحيل فليتق الله وليحذر عقابه ( وقال الكرماني ) يكون له امرأة سوء نمامة وقيل ذهاب مال وخسران ( وقال جعفر الصادق ) تسعى جماعة في ضرره ولم يظفروا به ( سورة الإخلاص ) من قرأها فإنه يسلك طريق التوحيد ويتجنب البدعة والضلالة بعد هذا المنام ولم يرزق ولداً ( وقال الكرماني ) يكون صاحب ديانة خالص الاعتقاد وقيل توبة نصوح وإيمان صادق وربما لا يعيش لصاحب الرؤيا ولد ( وقال جعفر الصادق ) يعلو قدره ويحل مرامه في الدنيا والآخرة ( سورة الفلق ) من قرأها فإنه يكون مسحوراً وينجو من ذلك ( وقال الكرماني ) إنه ينجو من العلل والآفات ويأمن شر الدنيا وقيل نجاة من الحساد وأعين أهل الفساد ( وقال جعفر الصادق ) يأمن من شر النساء والسحرة ويحصل له رزق وافر ( سورة الناس ) من قرأها فإن الله تعالى ينجيه من آفة كل عين ناظرة ومن شر الأشرار وكيد الفجار ( وقال الكرماني ) إنه يأمن من شر الخلق والخلق من شره وقيل يأمن من شر وسوسة الشيطان ( وقال جعفر الصادق ) إن الله ينجيه من شر إبليس اللعين . 8 ( فصل في رؤيا المصحف الشريف ) رؤيا تؤول بالعلم والحكمة فمن رأى أنه يقرأ القرآن في المصحف أو ينظر فيه يدل على انتشار علمه وحكمته وعدله في الخلق وربما يحصل له ميراث وقيل يرزقه الله حكمة وصلاحاً في الدين ( ومن رأى ) أنه اشترى مصحفاً فإنه يتفقه في الدين ( ومن رأى ) أنه أحرق مصحفاً يدل على فساد دينه وقلة عقله وفساد عقيدته ( ومن رأى ) أنه باع مصحفاً يكون محروماً من كسب العلم وتحصيله ويكون حقيراً ذليلاً وقال الكرماني : من رأى أنه فتح مصحفاً ووضعه على منبر المسجد ، فإن كان من أهل القرآن يحصل له شهرة بالخير وربما يسود على جماعة ( ومن رأى ) أنه أكل أوراق المصحف فإن كان من أهل القرآن والتقوى فإنه يكون كثير القراءة ، فإن لم يكن فإنه تلاوة القرآن وإن كان يريد أكلها ولا يقدر ، فإن كان من أهل الصلاح فإنه يعالج على حفظه فلعل الله يسهل له ، وإن لم يكن فلا يحصل له من المعالجة نتيجة ( ومن رأى ) أنه يمزق أوراق المصحف فإنه يكون كسلاناً في صلاته فليواظب عليها . ( ومن رأى ) أنه محا القرآن بلسانه فقد ارتكب إثماً عظيماً لقوله تعالى : ! ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ) ! قيل ربما يحفظ القرآن ( ومن رأى ) أنه يقرأ القرآن يدل على دخوله في أمر ليس له فيه معين ( ومن رأى ) أنه فتح المصحف ولم يجد فيه كتاباً فإنه لا خير فيه وربما فيه وربما يريد غيره أن ينسخ له مصحفاً وربما يعلم غيره إن كان من أهله وقال جابر المغربي : من رأى أنه قبل مصحفاً فإنه يفعل الخير ( ومن رأى ) أنه ينقل ما بالمصحف على الأرض يدل على إلحاده ( ومن رأى ) أنه يقرأ في المصحف وهو عريان تكون معيشته من القرآن ( ومن رأى ) أنه توكأ على مصحف أو وضعه تحت رأسه فيدل على وجهين : الأول إن كان من أهل التقوى يكون حريصاً عليه وإن لم يكن فيرتكب ما لا يحل له ( ومن رأى ) أنه ضاع مصحفه فإنه ينسى العلم والقرآن ( ومن رأى ) أنه تقلد بمحصف فإنه يلي ولاية أوي تقلد أمانة ويكون من حملة القرآن وقيل نجاة وأمن وصيانة وقال إسماعيل بن الأشعث : من رأى أنه ينظر في المصحف وينقله على ما يستعمل فإنه يفسر القرآن على غير الصواب برأيه فليرجع عن ذلك ( ومن رأى ) أن المصحف يحدثه أو يتكلم معه فإن كان في الكلام ما يدل على الخير فخير وإن كان ما يدل على الشر فشر ( ومن رأى ) أن المصحف وقع من يده أو أخذ منه فإن كان عالماً أو ذا وظيفة فإنه يعزل منها وإن لم يكن فلا خير فيه وقال جعفر الصادق : رؤيا المصحف على سبعة أوجه : علم وحكمة وميراث وأمانة ورزق حلال وحكم وقوة . 9 ( فصل في رؤيا المجلدات ) من رأى من المجلدات تفسير القرآن بيده فإن أموره تستقيم وإن رأى أنه يطالع فيه فإنه يحل المشكلات ( ومن رأى ) مجلدات الفقه فإنه يكون سالكاً طريق الخير وإن قرأها فإنه يكون متبعاً للأوامر مجتنباً للنواهي مختاراً للصواب ( ومن رأى ) من مجلدات الأخبار أو قرأها فإنه يكون مقرباً عند الملوك ومقبول الرأي ( ومن رأى ) من مجلدات الأصول
____________________
(1/630)
فإنه يبحث عن الأشياء الغوامض فإن قرأ منها شيئاً فأنه يشتغل بما لا يحصل له فائدة ، وربما يحصل بينه وبين أقوام جدال ، وربما أدى ذلك إلى ملامة ، وربما يكون قصور فهم عما هو طالب حقيقة وعدم إدراك ذلك ، وقد يكون ارتكاب أمر منهي عنه ، ( ومن رأى ) مجلدات الكلام في باب التوحيد أو المنطق أو البيان أو ما يناسب ذلك أو قرأ منها شيئاً فإنه يشتغل بأمور عجيبة وربما لا يفيد من ذلك شيء لدينه . ( ومن رأى ) مجلدات فضائل التسبيح والتهليل أو قرأ منها شيئاً فإنه يكون طلق اللسان بالخيرات والصلاح محموداً في أفعاله متجنباً للدنيا طالباً للآخرة ( ومن رأى ) من مجلدات لدعوات أو الخطب أو قرأ منها شيئاً فإن الله تعالى يستجيب دعاءه ويبلغه مأمنه ( ومن رأى ) من مجلدات القصص أو قرأ منها شيئاً فإنه يكون حريصاً على مواعظها راغباً في استماعها ( ومن رأى ) من مجلدات قصص الملوك أو قرأ منها شيئاً يلومه الناس في أفعاله ( ومن رأى ) من مجلدات الحكمة أو قرأ شيئاً منها فإنه يدل على قراءة القرآن من المصحف وقيل يكون ذكياً ذا فهم وكلام غريب ( ومن رأى ) من مجلدات النحو والأدب أو قرأ منها شيئاً فإنه يكون حريصاً على الدنيا وأشغالها ويطلب الشهرة والثناء في الخلق ( ومن رأى ) من مجلدات الرسائل أو قرأ منها شيئاً فإنه يصير كاتباً عند الملوك والأكابر . ( ومن رأى ) من مجلدات الطب أو قرأ منها شيئاً فإنه يكون رئيساً في مهماته مصلحاً للأمور الفاسدة ( ومن رأى ) من مجلدات الطبائع أو قرأ منها شيئاً فإنه يكون عالماً بأمور الدنيا يدري بأن ليس في طلبها فائدة باقية ( ومن رأى ) من مجلدات النجوم وقرأ منها شيئاً فإنه صلاح أشغال دنياه ولا ينتفع منه ولا من غيره ( ومن رأى ) من مجلدات الشعر أو قرأ منها شيئاً فإن كان مدحاً أو غزلاً فإنه يشتغل بفعل يحصل له بذلك من الناس الملامة والطعن وليس له مصلحة منه في دينه ودنياه ، وإن كان شعراً فيه فضائل وتوحيد وهو يقرأ يصادف خيراً وفائدة ( ومن رأى ) من مجلدات التعبير أو قرأ منها شيئاً فإنه يصل إليه حديث من شخص جليل القدر ويحصل له من ذلك الحديث أمتنان وخير وشرف لقوله عز وجل : ! ( وعلمتني من تأويل الأحاديث ) ! ( ومن رأى ) من مجلدات الهندسة أو قرأ منها شيئاً فإنه يشتغل بعلم يشتهر في الناس به وليس لدينه من ذلك منفعة ويكون كثير الافتكار . ( ومن رأى ) من مجلدات القسمة والمساحة أو قرأ منها شيئاً فإنه يسافر سفراً بلا منفعة من مجلدات ( ومن رأى ) الحساب أو قرأ منها شيئاً يكون مهموماً مغموماً في طلب الدنيا ( ومن رأى ) من مجلدات النوادر والمضاحك أو قرأ منها شيئاً إنه يصدر منه فعل قبيح فصيح ( ومن رأى ) من مجلدات عيوب الناس وهجوهم ومالا منفعة فيه أو قرأ منها شيئاً فإنه يعتابه الخلق ويشتهر بينهم بالسيرة الذميمة وقيل رؤيا المجلدات إذا لم تفتح ولم يعلم ما فيها فهو حصول منفعة وإن كان تعبيرها على تقدم وقيل رؤيا المجلدات مالم يحدث بها حادث منكر في اليقظة فهو خير على كل حال وإن حصل ما ينكر فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه يجمع مجلدات كثيرة فإنه يحيط بعلوم شتى فإن قرأها كانت إحاطته عن أصل وحقيقة وإن لم يقرأها فضد ذلك ( ومن رأى ) أنه يجلد كتاباً فإنه يحسن إلى رجل فاضل وكذلك الحبك ( ومن رأى ) أنه يقرأ التوارة فإنه يؤول بحصول قوة من قبل الأكابر وذي الحشمة وينال من أصحابه خيراً ومنفعة ( ومن رأى ) أنه يقرأ التوارة جهراً بصوت عال فإن يؤول بالخصومة ولكنه يظفر بالحق ويحصل له مراده ( ومن رأى ) أن أحداً يعلمه قراءة التوارة فإنه يدل على حصول الخير وقي إن التوراة تؤول بالكبير القديم الهجرة الفاضل ( ومن رأى ) أن أحداً يقرأ التوراة من حفظه لا من كتاب فإنه يظفر بحاجته بعد مخاصمة ( ومن رأى ) أنه يقرأ الإنجيل من الكتاب فإنه يحصل له منفعة من قبل النصارى ومن قرأه من غير كتاب فإنه ينخدع بالباطل عن الحق ويكون محباً للنصارى . ( ورؤيا الصحف ) : قال ابن سيرين : ( ومن رأى ) أنه يقرأ صحب إبراهيم أو صحف موسى فإنه يدله أحد على طريق الصواب ويمنعه عن طريق الخطأ خصوصاً إذا قرأ من الكتاب ( ومن رأى ) أنه يقرأ الصحف عن ظهر القلب فإنه يدل على معيشته بين الناس بالنفاق قال جابر المغربي : إذا رأى المسلم أنه ترك المصحف واشتغل بقراءة صحف إبراهيم أو موسى فإنه يدل على اعتقاده في دين الإسلام ويكون محباً لليهود والنصارى ويكون مائلاً إلى ما هم عليه ورؤيا الزبرو تؤول بالخير فمن رأى أنه يقرأ الزبور من الكتاب فإنه يختار الفعل الحسن ( ومن رأى ) أنه يقرأ عن ظهر القلب فإنه يدل على نفاقه وريائه في الأفعال وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه يقرأ صحيفة من صحف أحد من الأنبياء فهو خير ( ومن رأى ) أنه يكتب صحيفة أو ينظر فيها ولا يحسن قراءتها فإنه يصيب ميراثاً لقوله تعالى : ( إن هذا
____________________
(1/631)
لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) ( ومن رأى ) أنه يقرأ وجه صحيفة أصاب ميراثاً وإن قرأ ظهرها فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ( فإن رأى ) نفسه حاذقة من قراءة ذلك نال ولاية ومالاً ( فإن رأت ) ذلك امرأة فإنها تكسب جملة في معاشها ( ومن رأى ) آية من كتب الله المنزلة مكتوبة على قميصه فإنه يدل على أنه معتصم بأي كتاب هي منه في جميع أحواله وإذا رأى أحداً من أهل الذمة وفي يده مصحف أو كتاب غريب فإنه يقع في شدة . 10 ( فصل في رؤيا الهياكل ) من رأى هيكلاً وعنده حامل تأتي بولد ( ومن رأى ) أنه مقلد بهياكل إن كان من أهل الدولة فإنه يسافر وإن كان من أهل المعاش فإنه يهيئ أمراً وإن كان لصاً أو مجرماً أو ذا حرفة قبيحة تنكر عليه فإنه يسجن ويصير فيحرز صاحب الشرطة وقيل إن كان مشكور السيرة يكون في حرز من أعدائه ( ومن رأى ) أنه حاملاً هيكلاً فإن كان ممن يليق به فإنه يكون له مهابة في أعين الخلق لقول بعضهم فلان هيكل أي مهاب وربما دل الهيكل وحمله على الحرب والخصام ( ومن رأى ) هيكلاً معلقاً على دابة فتعبيره على وجهين حسن الدابة وحصول المنفعة منها أو مرضها وتغليبها ( ومن رأى ) هيكلاً وقد حصل به ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود وقيل رؤيا الهياكل جماعة يحصل بهم حفظ . ( الباب التاسع ) ( في رؤيا الأذان والعبادة والذكر والخطبة والوعظ والمجالس للفقه ) ( فصل في رؤية الأذان ) قال ابن سيرين : من رأى أنه يؤذن في مكان معروف إن كان مؤمناً من أهل الصلاح ومتقياً يرزقه الله تعالى زيارة الكعبة لقوله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج ) الآية ( ومن رأى ) إنه يؤذن في مكان مجهول فإنه مكروه غير محمود إن كان الرائي فاسقاً فإنه يسرق ( ومن رأى ) أنه يؤذن على منارة مسجد فإنه يدعو الخلق إلى طاعة الله تعالى ( ومن رأى ) أنه يؤذن على فراشه وهو نائم فهو استخفاف بزوجته وعياله ( ومن رأى ) أنه يؤذن في باب داره فإنه يدل على قرب أجله ( ومن رأى ) أنه يؤذن في وسط داره فإنه يموت ولده أو أخته ( ومن رأى ) أنه يؤذن في صفة فإنه يموت والده أو عمه ( ومن رأى ) أنه يؤذن على سطح جيرانه فإنه يظن ظن السوء بأحد من أهل جيرانه ( ومن رأى ) أنه يؤذن بباب السلطان فإنه ينكشف بفضيحة وقيل يتكلم بالحق في جانب السلطان ( ومن رأى ) أنه يؤذن في السوق فإنه يدل على الفقر والإفلاس وقيل يهلك أحد من أهله . ( ومن رأى ) أنه يؤذن في مكان غويص فإنه يكون زنديقاً منافقاً ( ومن رأى ) إنه يؤذن في حارة ليست بمكان الأذان إنه يدل التجسس ( ومن رأى ) أنه يؤذن مع أهل بيته فإنه يدل على حدوث مصيبة وكذلك المرأة إذا رأت أنها تؤذن ( ومن رأى ) أنه يريد أن ينقص في الأذان فهو سلوك أمر غير الحق ( ومن رأى ) أن طفلاً صغيراً يؤذن فإنه كلام زور في حق والديه ( ومن رأى ) أنه يؤذن في الحمام فإنه نقص في دينه ودنياه ( ومن رأى ) أنه يؤذن في قافلة أو رفقة يسيرون فإنه يتهم قوماً بسرقة وهم منها بريئون لقوله تعالى : ( ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ) ( ومن رأى ) أنه يؤذن ويقيم الصلاة وكان محبوساً فإنه يطلق من سجنه ( ومن رأى ) أنه يؤذن بلعب ولهو فإنه يدل على قرب أجله وقال جابر المغربي : ( من رأى ) أنه يؤذن في الصحراء بمفرده فإنه يدل على قرب أجله . ( ومن رأى ) أنه يؤذن على رأس جبل فإنه يدل على الكلام الصادق في حق جليل القدر وقيل : من رأى أنه يسمع الأذان فإنه يكون كسلاناً في الصلاة ( ومن رأى ) أنه يسمع صوت الإقامة فإنه يدل على التوفيق لفعل الخير وقيل : من رأى أنه يؤذن ويقيم الصلاة وقوم مجتمعون لا يأتون الصلاة فإنه يدعو قوماً إلى الحق فيأبون ويكونون ظالمين لقوله تعالى : ( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) وقيل : من رأى أنه يكبر في الصلاة فإن أحسن التكبير اتبع طريق السنة وإن لحن تؤول على ثلاثة أوجه : شماتة بعدوه وحصول فرح أو حزن ( ومن رأى )
____________________
(1/632)
أنه يؤذن على سطح فإنه شهرة بسبب امرأة وعاقبته في ذلك إلى خير وقيل : من رأى أنه يؤذن بمكان لا ينبغي الأذان فيه فإنه لا يخر فيه وربما يحصل له جنون وما أشبه ذلك وقيل : من رأى أنه يؤذن أو رأى أحداً يؤذن على ظهر بهيمة فهو سفر ( ومن رأى ) أنه يؤذن في مركب فإنه يدل على تسهيل الأمور وكذلك إذا رأى أنه يؤذن على رأس بيت . ( ومن رأى ) أنه يكبر في الأعياد فإنه يعظم شعائر الله ولا بأس بهذه الرؤيا وقال جعفر الصادق : رؤيا الأذان على اثني عشر وجهاً حج وقول حق وأمر وقدر ورياسة وسفر وموت ودفع وإفلاس وخيانة وتجسس وقلة دين ونفاق . 4 ( فصل في رؤيا الدعاء ) ( ومن رأى ) أنه يدعو لنفسه ويطلب من الله عز وجل الرحمة والتضرع تكون خاتمته إلى خير وتقضى حوائجه ( ومن رأى ) أنه يدعو لرجل صالح يصل غليه خير الدنيا والآخرة والدين ( ومن رأى ) أنه يدعو لرجل مفسد أو ظالم فإنه يكون معيناً له في ظلمه وفساده ( ومن رأى ) أنه يدعو لجميع الخلق فإنه يطلب صلاح أحوال الخلق ( ومن رأى ) أنه يدعو لنفسه خاصة فإن الله تعالى يرزقه ولداً لقوله تعالى : ! ( وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) ! قيل من رأى أنه يدعو ويدعى له فهو خير وبركة ( ومن رأى ) أنه يدعو عقيب الصلاة فإنه نهاية أمر ( ومن رأى ) أنه يدعو على إنسان فإنه يقهره بالكلام وإن دعا على نفسه فإنه لا يشكر نعمة الله ( ومن رأى ) أنه يريد الدعاء ولا يستطيع فلا خير فيه ' ( ومن رأى ) أنه يدعو في منامه فإنه يدل على إهمال أمر وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه يدعو دعاء معروفاً فإنه يصلي صلاة مفروضة ( ومن رأى ) كأنه يدعو دعاء ليس فيه اسم الله تعالى فإنه يصلي صلاة رؤياه ( ومن رأى ) كأنه يدعو ربه في ظلمه فإنه ينجو من غم لقوله تعالى : ! ( فنادى في الظلمات ) ! الآية وحسن الدعاء دليل على النصرة لقوله تعالى : ! ( وذكروا الله كثيرا وانتصروا ) ! الآية . 5 ( فصل في العبادة ) من رأى أنه يعبد الله تعالى بنوع من أنواع العبادات وهو في ذلك سلك طريق الرشاد فهو حصول خير الدنيا والآخرة ( ومن رأى ) أنه يعبد ما لا يجوز في الشرع فتعبيره ضد ذلك ( ومن رأى ) في عبادته نقصاناً فهو مقصر في مصالح نفسه ( ومن رأى ) أنه يتعبد في مكان لا تجوز فيه العبادة فإنه يدل على النفاق ( ومن رأى ) أنه يعتكف فإنه يكون متجنباً أمور الدنيا ( ومن رأى ) أنهي سبح الله تعالى فإنه يفرج همه ويكشف غمه والسوء عنه لقوله تعالى : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) الآية وقيل : العبادة تؤول على خمسة أوجه : تقرب إلى الله وسلوك طرق حميدة ومناصحة الملوك وبشارة ونجاة وظفر بالأعداء وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه يستغفر الله يرزقه مالاً وولداً لقوله تعالى : ( فقلت استغفروا ربكم ) الآية ( ومن رأى ) أنه فرغ من صلاته ثم استغفر الله تعالى ووجهه نحو القبلة فإنه يستجاب دعاؤه ، وإن كان وجهه إلى غير القبلة فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب منه ( ومن رأى ) أنه سكت عن الاستغفار دل على نفاق لقوله تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ) وإذا رأت امرأة أنه يقال لها استغفري لذنبك فإنها تتهم بفاحشة ( ومن رأى ) أنه يقول : سبحان الله فإنه تفرج همومه من حيث لا يحتسب . ( ومن رأى ) كأنه نسي التسبيح أصابه غم وحبس طويل لما تقدم من قصة يونس عليه السلام ، وربما دل ذلك على إهمال الطاعات لقوله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم ) ( ومن رأى ) أنهي حمد الله تعالى فإنه ينال نوراً وهدى في دينه ( ومن رأى ) أنه يشكر الله تعالى فإنه ينال قوة وزيادة نعمة ، وإن كان أهلاً للولاية نال بلدة طيبة عامرة لقوله تعالى ( واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) وقيل : رؤيا الحمد والشكر زيادة نعمة ورفعة وربما رزق ولداً لقوله تعالى : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل ) . 6 ( فصل في الذكر ) ( من رأى ) أنه مواظب على الذكر يأمن من شر الأعداء ويفتح في وجهه أبواب الخيرات وينجو من البلاء وتسهل له أموره العسيرة ( ومن رأى ) أنه يذكر الله كثيراً فإنه يدل على الفلاح لقوله تعالى : ! ( واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) !
____________________
(1/633)
ومن رأى أنهي ذكر الله تعالى فإنه كبر مقام لقوله تعالى : ! ( ولذكر الله أكبر ) ! ( ومن رأى ) أنه قال : لا إله إلا الله أتاه الفرج قريباً ويخلص من الغم ويختم له بالشهادة ( ومن رأى ) أنه يتكلم بكلام فيه تعظيم الله أو ذكره فإنه يؤتى مناه ويظفر بمن عاداه ( ومن رأى ) أنه يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنه يؤول بحصول المال والنعمة ويكون في حفظ لله وأمانه وقال بعض المعبرين : وربما يجد ذخيرة أو كنزاً لقوله صلى الله عليه وسلم : ' لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة ' . 7 ( فصل في رؤيا الخطبة ) من رأى أنه يخطب على المنبر وهو أهل ذلك يحصل له علو قدر وعز وجاه وإن لم يكن أهلاً لذلك ، فإن كان في السفر يتعذر رجوعه بالسلامة ، وإن كان غنياً يفتقر ، وإن كان فقيراً مرض وأصابه بلاء وشدة ، وإن كان جاهلاً فحقارة في أعين الناس ، وإن كان من أهل الذمة يدل على إسلامه أو قرب أجله ، وإن كان سلطاناً مصلحاً يدل على عدله وإنصافه ، وإن كان مفسداً يتوب الله عليه ، وإن كانت امرأة فينفضح زوجها ، وقيل يشتهر على رؤوس من الأشهاد بكلام لا خير فيه وقيل إنها لا تتزوج وربما تطلق أو تأتي بولد من الزنى وعلى كل حال لا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يخطب وكان أميراً أو عالماً أو ذا وظيفة وأتم خطبته فإنه ثبوت في رياسته ومنصبه وإتمام لقضاء حوائجه وإن لم يتم خطبته فالأمر الذي يطلبه يتعذر عليه ، وربما يعزل عن وظيفته ومنصبه ( ومن رأى ) أنه يتكلم بكلام يخالف الشريعة فإنه يشتهر بالفضائح فيستغفر الله من ذلك ( ومن رأى ) أن الخطيب عزل عن خطابته أو بدل بغيره أو حدث فتعبير ذلك في ملك ذلك المكان . 8 ( فصل في رؤيا مجلس الفقه والوعظ ) من رأى أنه يعظ الناس وكان أهلاً للولاية فإنه يتولى أمراً يحكم فيه وإن كان ذا أمر فإنه ينفذ ( ومن رأى ) أنه يعظ الناس ويأمرهم وينهاهم فإنه يدعو أقواماً إلى الحق وسبيل الرشاد ( ومن رأى ) أنه لم يتم وعظه فإن حاجته تتعذر عليه ولا يتم له أمر هو طالبه وقيل إن الوعظ إعراض عن قوم يعظهم ( ومن رأى ) مجلساً يحتوي على جماعة من العلماء وهو جالس بصدر المكان وليس هو أهلاً لذلك فإنه يبتلي ببلية يذكرها الناس ويقبل قولهم فيه ويصدقون عليه ، وإن كان أهلاً فهو زيادة علم ورفعة ، وإن كان المجلس انعقد بسبب محاكمة أو زواج فهو دليل على الدخول في أمر مهول عاقبته إلى خير ، وإن كان بسبب تدريس أو حديث أو فقه أو ما أشبه ذلك فهو حصول خير وبركة وقبول برحمة من الله تعالى ، وربما دل على شبه ذلك نحو أمانة ( ومن رأى ) أنه أحدث في مثل ذلك المجلس ما ينكر في اليقظة فإنه لا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يقول وعظاً أو يسمعه فإنه يؤول بحصول منفعة لقوله تعالى : ! ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ! ( ومن رأى ) أنه يذكر الناس وليس من أهله فإنه هم وغم وهو يدعو الله تعالى بالفرج وهو أعلم بالصواب . ( الباب العاشر ) ( في رؤيا مكة المشرفة والمسجد الحرام وما هنالك من الأماكن الشريفة وكذلك المدينة الشريفة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وبيت المقدس وما بينهما من الأماكن وأفعال الحج وغير ذلك مما يناسب المعنى ) ( فصل في رؤيا مكة حرسها الله تعالى ) قاب ابن سيرين : من رأى أنه في مكة فإنه يزور الكعبة ( ومن رأى ) أنه يتوجه إلى مكة بسبب التجارة لا الزيارة فإنه يكون حريصاً على حب الدنيا وقيل زيادة رزق ونعمة ( ومن رأى ) أنه في طريق مكة فإن الله تعالى يرزقه الحج
____________________
(1/634)
( ومن رأى ) أنه في مكة وهو مشتغل بالزهد والعبادة يحصل له خير ومنفعة في دينه ودنياه ( ومن رأى ) أنه مشتغل فيها بالشهر والفساد فإنه ضد ذلك وقال إسماعيل الأشعث : من رأى أنه مكة معمورة كثيرة النعم يحصل له خير ونعمة ومال ( ومن رأى ) مكة ضد ذلك فهو ضده وقيل : من رأى أنه بطري مكة فإن كان مريضاً يطول وربما يكون قريب الأجل ومآله إلى الجنة ( ومن رأى ) أنه في حرم مكة فإنه آمن من آفات الدنيا لقوله تعالى : ! ( أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) ! الآية وربما يرزق الحج ( ومن رأى ) في الحرم ملكاً عادلاً يشتهر اسمه بالمعروف والإحسان وفعل الخير وإن كان ظالماً فضده وقيل : الدخول إلى الحرم هو الدخول إلى حرم السلطان ( ومن رأى ) الكعبة ربما يرى الخليفة أو السلطان وقيل من رأى أن داره صارت كعبة والناس يزورونها فإنه يلي أمراً يحتاج الناس إليه ، وربما يكون إماماً لجماعة أو يرزق خيراً ونعمة وقال الكرماني : رؤية الكعبة أمن وإيمان وإسلام وإن رآها مريض فإنه يعافى ويستجاب دعاؤه ( ومن رأى ) أنه يمسح وجهه بالحجر الأسود أو يقبله فإنه يصحب فاضلاً من أهل العلم ويكتسب منه فوائد . ( ومن رأى ) أنه تحت ميزاب الكعبة فإنه يحج وتقضى حاجته أو يزور تربة المصطفى عليه السلام ( ومن رأى ) أنه في مقام إبراهيم فإنه يحج ويرجع سالماً ( ومن رأى ) أنه على سطح الكعبة فقد نبذ الإسلام بمعصيته ( ومن رأى ) الكعبة من غير عمل منه في المناسك فإنه متهاون في الدين ( ومن رأى ) أنه طاف بالكعبة وعمل شيئاً من المناسك فإنه صلاح في دينه ودنياه بقدر عمله في المناسك ( ومن رأى ) أنه مستقبل الكعبة شاخص إليها فهو مقبل على صلاح دينه ودنياه أو يخدم سلطاناً ( ومن رأى ) أنه نقص من المناسك شيئاً على خلاف السنة فإن ذلك حدث في دينه ( ومن رأى ) الكعبة في داره فإنه يكون ذا عز وجلال وحرمة أو ينكح امرأة جليلة القدر من أهل الخير والسداد . ( ومن رأى ) في الكعبة نقصاً فهو عائد على الخليفة أو الإمام ( ومن رأى ) أنه دخل البيت فإنه آمن لقوله تعالى : ! ( ومن دخله كان آمنا ) ! ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الكعبة على خمسة أوجه : خليفة وإمام كبير وإيمان وإسلام وأمن للمؤمنين ( ومن رأى ) أنه عند الصفا فإنه صفاء عيش ( ومن رأى ) أنه يسعى فإنه يسعى في الخير ( ومن رأى ) أنه واقف بعرفات فإنه تكفير ذنوب وغفران من الله تعالى ( ومن رأى ) أنه بوادي منى فإنه يبلغ مناه ، وإن كان مريضاً فإنه يشفى ، وقيل إنه إقلاع عن ذنوب وحصول شفاء على الوجهين لقول بعضهم شعراً : ( يا غادياً نحو الحجار ولعل ** عرج على وادي منى والأجرع ) ( وانزل بأرض لا يخيب نزيلها ** فيها الشفاء لكل قلب موجع ) ( ومن رأى ) أنه بأحد الأماكن المعروفة هناك فهو حصول خير على كل حال ( ومن رأى ) أنه حج وعاد من حجه فإنه بلوغ مقصود وتكفير ذنوب وسلوك طريق مستقيم ( ومن رأى ) أنه فعل شيئاً من المناسك فهو خير على كل حال وقيل إن الإحرام تجرد في العبادة أو خروج من ذنوب ( ومن رأى ) أنه في ركب فإنه يدل على حصول رحمة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الجماعة رحمة ' ( ومن رأى ) أنه حط مع الركب في محطة فإنه حصول راحة ( وإن رأى أنه الركب رحل وهو مخلف عنه فيؤول على ثلاثة أوجه : عظة واشتياق وبكاء ( ومن رأى ) أنه في قافلة وهو يطلب شيئاً لا يجده فلا خير فيه وأما الأماكن المعروفة فربما يفسر غالبها من اشتقاق اسمه كالينبوع فإنه نبع خير وخليص فإنه تخليص من الخلاص وما أشبه ذلك . 4 ( فصل في رؤيا المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ) من رأى أنه في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يدل على مصاحبة التجار وحصول الخير منهم في الدنيا والدين ( ومن رأى ) أنه في حرم النبي عليه السلام فإنه حصول خير وإن رأى أنه واقف بأبواب الحجرة الشريفة وهو يستغفر الله تعالى فإنها توبة مغفرة لقوله تعالى : ( ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ) ( ومن رأى ) أن النور يصعد من ضريح النبي صلى الله عليه وسلم فإنه بهاء في دينه وذاته ( ومن
____________________
(1/635)
رأى ) أنه بين القبر والمنبر فإنه يدل على أنه من أهل الجنة لقوله عليه السلام : ' ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ' ( ومن رأى ) أنه يزور أحد الصحابة فإنه يتبع وصيته وقيل رؤيا المدينة الشريفة تؤول على سبعة أوجه : أمن ورحمة ومغفرة ونجاة وتفريج من هموم وغموم وطب عيش ووجوب الجنة وهداية إلى طريق الرشاد ( ومن رأى ) أنه بأحد الأماكن التي حولها من المزارات فهو حصول خير على كل حال ( ومن رأى ) حدوث حادث وما لا يليق مثله في اليقظة لا خير فيه ( ومن رأى ) أنه مجاور بأحد الحرمين إنه يدل على استمراره في العيادة والطاعة . 5 ( فصل في رؤيا بيت المقدس والأرض المقدسة ) ( ومن رأى ) أنه في الأرض المقدسة فإنه يدل على أنه يأمر بالمعروف وقيل تطهيره من ذنوب وقيل حصول بركة ، وربما تدل على العبادة ( ومن رأى ) أنه في بيت المقدس فإنه يكون صاحب ديانة وأمانة وربما يحج ، وقيل أمن وسلامة ( ومن رأى ) أنه مجارو فإنه فإنه قناعة ( ومن رأى ) أنه يدخل باب الرحمة فهو رحمة في رحمة الله ( وإن رأى ) انه بظاهره فلا يخر فيه لقوله تعالى : ! ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) ! الآية ( ومن رأى ) أنه بمكان له اسم معين أول من اشتقاق اسمه ( رؤية مدينة حبروم التي بها حرم الخليل عليه السلام ) حصول خير على كل حال وقيل رؤيا الأرض المقدسة أو بيت المقدس يؤول على أربعة أوجه : بركة ومغفرة وقناعة وراحة . 6 ( فصل في أفعال الحج وغيره ) ( من رأى ) أنه يجتهد في طلب الحج أو زيارة النبي عليه السلام أو بيت المقدس فإنه يطلب أمراً محموداً ويشكر على فعله لقوله عليه السلام : ' لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث : مكة والمدينة وبيت المقدس ' وقيل يكون قاصداً ثلاثة أمور قال بعضهم : جلال في قدره وكمال في دينه وجمال في فعله لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه مكة بالجلال والمدينة بالكمال وبيت المقدس بالجمال ( ومن رأى ) أنه يقصد المسير إلى أحد الثلاثة مساجد وأنه لا يستطيع ذلك ولا قدرة له عليه فإن كان غنياً فإنه يفتقر وإن كان فقيراً فإنه يتعلق بأمر لا يقدر عليه ( ومن رأى ) أنه عنده شيئاً من آلة الحجاج وقصد بذلك قامة ترفه فإنه مجتهد في فعل الخيرات ( ومن رأى ) المحمل الشريف فإنه يؤول على خمسة أوجه : أمن وسلامة وملك عادل وحج وراحة ( ومن رأى ) أنه حدث والمحمل حادث فتأويله في الملك . ( الباب الحادي عشر ) ( في رؤيا الجوامع والمدارس والمساجد وضرائح الأنبياء والصالحين والمزارات والبيمارستانات والمآذن والصوامع أي الكنائس وما يناسب ذلك ) فصل من رأى جامعاً أو مدرسة أو مسجداً فهو أمن ( ومن رأى ) أنه يعمر ذلك يكون عالماً يقتدى به ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه يعمر مسجداً فإنه يتزوج امرأة دينه ( ومن رأى ) أنه في جامع أو مدرسة أو مسجد وحوله ورد وأزهار وخضرة منثورة يظن فيه السوء وهو بريء من ذلك ( ومن رأى ) أنه دخل مكاناً منها فإنه أمن وراحة وزيادة تقوى وقيل من رأى أنه يعمر شيئاً من ذلك فأما أن يعمره في اليقظة أيضاً أو يعمل عملاً صالحاً وإن كان أهلاً أن يتولى أمراً فإنه يتولاه أو يتزوج أحداً أو ينفعه في الدين أو يحج في عامه أو يبني حماماً أو خندقاً أو حانوتاً وما أشبه ذلك ( ومن رأى ) أنه زاد في شيء من ذلك فإنه يفشو في دينه خبر كثير من توبة أو يعمل عملاً صالحاً أو ينصف من نفسه ( ومن رأى ) أنه دخل من باب أحد منها وخر ساجداً فإنه يرزق توبة ومغفرة لقوله تعالى : ! ( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم ) ! الآية
____________________
(1/636)
( ومن رأى ) أنه أتى مسجداً فوجده مغلقاً فإن أموره تعسر عليه وإن رأى أنه فتح له ودخل فإنه يعين رجلاً في دينه ويخصله من الضلالة ويحسن ظنه في الناس ومن رأى أنه دخل شيئاً من ذلك أو ما تقدم من الأماكن المشرفة وهو راكب فإنه يقطع قرابته ويمنعهم رفده ( ومن رأى ) أنه مات في شيء من ذلك إنه يموت على توبة مقبولة ( ومن رأى ) أنه خادم فيها فإنه يخدم جليل القدر ( ومن رأى ) أن حصير المسجد قد تقطع وعتق فإن أهله قد فسدت بعد صلحها ( ومن رأى ) أن فيها حادثاً ينكر في اليقظة فإنه يؤول على الأجلاء ، وقيل نقص في دين الرائي ( ومن رأى ) أنه يفعل بأحدها ما لا يليق فعله فلا خير فيه وقيل رؤيا الجامع تؤول بالسلطان أو من قوم مقامه ورؤيا المدرسة تؤول بالقضاة والعلماء والفقهاء والمسجد يؤول بامرأة جليلة القدر ( ومن رأى ) أنه قائم بمحراب فإنه يدل على قيامه في مهم الملك ( ومن رأى ) أنه جالس فيه فإنه يقرب منه وقيل رؤيا المحراب خير وصلاح ما لم يكن فيه شير وقال جعفر الصادق : رؤيا المحراب على خمسة أوجه : إمام مسجد وسلطان وقاض ومحتب وواسطة خير . ( وأما المأذنة ) فتؤول بالسلطان أو من يقوم مقامه أو بالقاضي ( وقال ابن سيرين ) : رؤيا المأذنة تدل على رجل يدعو الناس إلى الخير ( ومن رأى ) أنه عمر مأذنة فإنه يفعل الخير ويجتمع بجماعة من أهل الخير والإسلام بسبب خير ( ومن رأى ) أنه خرب مأذنة فإنه يفعل فعلاً سيئاً يتفرق بسبب ذلك جماعة من أهل الإسلام ( ومن رأى ) أن مأذنة سقطت بلا سبب وخربت فإنه يتفرق أهل ذلك المكان أو يموت مؤذنها وقال الكرماني : المأذنة سلطان أو رجل جليل القدر ( ومن رأى ) أن مأذنة استحدثت بحارة فإنه رجل جليل القدر يكون هناك ( ومن رأى ) أن رأى المأذنة من نحاس وشبهة فإنه يدل على ظلم سلطان وإن كان من ضة أو ذهب فإنه سلطان جائر وله مداراة وإن كان من خشب فإنه سلطان كذاب غدار ليس له قول ولا قرار وقيل إن كانت المأذنة من حجر فإنه سلطان ، وإن كانت من لبن فهي ممن يقوم مقامه ، وإن كانت من خشب فسفه ( ومن رأى ) أنه وضع طعاماً على مأذنة فإنه جور ملك ذلك المكان على الرعية ( ومن رأى ) أن صواري القناديل نصبت على مأذنة فإنها زيادة أبهة لحاكم ذلك المكان وإن رآها قلعت فضده ( ومن رأى ) أنه على مأذنة فإنه يتقرب إلى الملك ( وقال جعفر الصادق ) : المأذنة على أربعة أوجه : سلطان ورجل جليل القدر وإمام ومؤذن . ( ومن رأى ) منبراً ربما يرى الإمام الأعظم أو من يقوم مقامه وإن رأى فيه ما يزينه ويشينه فتأويله كذلك ( ومن رأى ) أنه على منبر يتكلم بالعلوم والحكمة أو يخطب فإن كان من أهل ذلك المكان يحصل له من الإمام ومن يقوم مقامه علو قدر وشرف وإن لم يكن كذلك يحصل ذلك الخير لأحد من أهله أو جيرانه إن كان فيهم من هو بتلك المثابة ( ومن رأى ) أنه على منبر وهو يتكلم بما لا يليق فإنه يشتهر بالمعاصي وربما أنه يصلب ( ومن رأى ) السلطان على منبر قد وقع أو انكسر المنبر تحته فإنه يقع عن مرتبته إما بموت أو بغيره وإن رأى الخطيب أنه على المنبر يقرأ الخطبة ولم يتمها ونزل من المنبر فإنه يعزل عن خطابته وإن املرأة رأت أنها تقرأ الخطبة وتتكلم بالعلم والحكمة فإنها تفتضح ( ومن رأى ) أنه وقع من المنبر إن كان عالماً يعلو قدره وإن كان جاهلاً يمسك في السرقة ويصلب وقيل من رأى نفسه تحت منبر فإنه يقهر من ذي سلطان ومن رأى أنه نام على منبر فهو مقرب لسلطان وفي أمن من جهته وقيل فساد في الدين أو تستعينه الناس وقال جعفر الصادق : رؤيا المنبر على خمسة أوجه : سلطان وقاض وإمام وخطيب ومرتبة وقال : سعود أحد من أهل الذمة على المنبر دليل على ولاية فاسد الدين في ذلك المكان ( ومن رأى ) سدة الأذان فتأويلها على ثلاثة أوجه : امرأة وخادم ومعيشة ومهما كان فيه من خير أو شر فهو منسوب إلى ذلك . ( فصل في ضرائح الأنبياء والصالحين والمزارات والبيمارستانات ) فمن رأى ضريح نبي من الأنبياء فهو حصول خير وبركة وقيل يكون في شفاعته وإن كان عازباً تزوج وربما تكون توبة ( ومن رأى ) أنه يبحث في ضريح فإنه يكون مجتهداً في عمل صالح مما كان يفعله صاحب الضريح ( ومن رأى ) حادثاً في شيء من ذلك فإنه يشين في الشريعة وقيل من رأى أنه يزور قبر موسى عليه السلام فإنه وجوب الجنة ( وقال
____________________
(1/637)
الكرماني ) : من رأى أنه يزور ضريح أحد من الأنبياء أو الصحابة أو من الصالحين فإنه فرج همه وغمه وكفارة ذنوبه وقال بعضهم : ربما يحج ( ومن رأى ) أنه دخل مزاراً أو معبداً فإنه يكون مجتهداً في طلب الأجر وربما يكون قنوعاً ( ومن رأى ) أنه خلق شيئاً من هذه الأماكن أو طيبها فإن دينه يزكو وعيشه يطيب وإن كان مريضاً فإنه يبرأ وإن رأت ذلك حامل فإنها تأتي بولد ( ومن رأى ) في ذلك حادثاً يكره مثله في اليقظة لا خير فيه ( ومن رأى ) بيمارستاناً فإنه يدل على رؤية مكان ينتظم به أحوال الناس وقيل من رأى أنه دخله فإنه يموت شهيداً وربما دل ذلك على غفران الذنوب ورقة القلب والشفقة على خلق الله تعالى ( ومن رأى ) أنه يأكل شيئاً من أ \ عمة مرضى البيمارستانات فهو على ثلاثة أوجه : مرض أو صحة وربما يكون موت مريض ( ومن رأى ) أحوال أهل البيمارستانات مستقيمة وهم متوجهون إلى العافية فهو حصول خير ومن رآهم بضد ذلك فهو ضده ( ومن رأى ) حادثاً فيه فلا خير فيه للرائي وقيل لمن به وقال بعضهم : رؤيا البيمارستانات تؤول على عشرة أوجه : عالم وحكيم وحاكم وراحة وشفاء ومرض وجنون وبواب وموت على شهادة وعتق . 4 ( فصل في رؤيا الصوامع وهي الكنائس وما أشبه ذلك ) فمن رأى كنيسة أو ديراً أو شبه ذلك فتعبيره رجل كذاب يغر الناس بفعالة ولا نتيجة في ذلك ( ومن رأى ) أنه فعل في كنيسة ما يخالف أهلها مما لم يخالف الشريعة فهو نكاية ذلك الرجل الموصوف وقيل خير ( ومن رأى ) أنه مقيم في شيء من ذلك فإن كان من أهل الصلاح فهو خير له وإن كان من أهل الفساد لا خير فيه وقيل : من رأى أنه فعل في كنيسة ما يوافق أهله فإنه ارتكاب جرائم ( ومن رأى ) أنه حدث في شيء من هؤلاء حادث زين فهو فساد في الدين وإن كان شيئاً فهو ضده وقد تقدم ذكر العبادات والصلاة فيها في أبواب الصلاة والعبادة والله أعمل . ( الباب الثاني عشر ) ( في رؤيا الخروج إلى المواسم والغزو والرباط والصيام والصدقة والزكاة و الضحايا ) ( فصل في رؤيا الخروج إلى المواسم ) ( ومن رأى ) أنه خرج مع قوم إلى موسم من المواسم فإنه خروج من هم وغم وإن كانوا في حرب وكرب كشف الله عنهم ذلك وقيل خلاص من أسر أو سجن وقيل فرح وسرور وربما دل على راحة وأمن الخاطر وقيل رؤيا الموسم تعبر على ستة أوجه : عرس وطهور ووليمة وغزو وأمر مشهور وسفر . 4 ( فصل في رؤيا الغزو والرباط ) قال ابن سيرين : من رأى أنه يجاهد في سبيل الله فإنه يدل على استقامة حاله وعياله واتساع رزقه وغناه لقوله تعالى : ! ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ) ! ( ومن رأى ) أنه ولى وجهه عن الغزو فإنه يدل على قلة شفقته ورحمته على عياله لقوله تعالى : ! ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) ! وقال الكرماني : من رأى أنه يغازي وقد انتصر على الكفار فإنه يدل على الفضل وعلو الشأن لقوله تعالى : ! ( وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) ! ( ومن رأى ) أن أقوم تلك الديار يغزون دل على العز والجاه وحصول المراد والنصر والظفر على الأعداء وقال جابر المغربي : من رأى أنه يغازي الكفار وحده فإنه يدل على الغنيمة وقهر الأعداء وحصول رزق حلال ( ومن رأى ) أنه يغازي وقد انتصر على الكفار فإنه يدل على حصول مال وغنيمة من الأعادي ( ومن رأى ) أنه يغازي وقد تغلب الأعادي عليه يكون رزقه تعب ومشقة وقيل تعسر بعد تسهيل ( ومن رأى ) أنه قتل على يد الكفار في الغزاة فإنه يدل على وفور السرور وحصول رزق حلال وطول عمر لقوله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم من فضله )
____________________
(1/638)
وقيل من رأى أنه خرج مع الغزاة فإنه يتبع سبيل الخير ومنهاج البر وإن رأى أنه عاد من الغزاة بعد غزوه فإنه يدل على الصحة والسلامة وحصول المراد وفرح وسرور ، فإن كان غائباً فإنه يرجع بخير وسلامة ، وإن كان مريضاً عافاه الله تعالى ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الغزاة تؤول على ستة أوجه : خير منفعة وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والظفر على الأعادي والصحة من المرض وإطاعة السلطان العادل وحصول غنيمة . 5 ( فصل في رؤيا الصيام والفطر ) ( ومن رأى ) أنه صائم فإنه سليم الدين وقليل الكلام فيما لا يعينه ( ومن رأى ) أنه يفعل ما لا يجوز للصائم فإنه ينقص في دينه ( ومن رأى ) أنه صائم ثم أفطر في وقته أصاب في دينه ودنياه خيراً ورزقاً واسعاً وذهب عنه الهم والخوف ( ومن رأى ) أنه أفطر في غير الوقت فإنه يغتاب الناس أو يكذب وربما دل على المرض أو السفر لقوله تعالى : ! ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر ) ! الآية وقال جعفر الصادق : رؤيا الصوم على عشرة أوجه : قدر ورياسة وصحة ومرتبة وتوبة وظفر وزيادة نعمة وحد وعز وولد . ( ومن رأى ) أنه أفطر متعمداً فإنه يتعب ي سفره ويحصل له بلاء ( ومن رأى ) أنه أفطر ناسياً فإنه يدل على حصول رزق حلال ( ومن رأى ) أنه صام شهرين فإنه يتوب من ذنوبه ( ومن رأى ) أنه صام تطوعاً فإنه يأمن من المرض وقال بعض المعبرين : وربما دلت رؤيا الصوم على الصحة لقوله عليه السلام : ' صوموا تصحوا ' ( ومن رأى ) أنه صام سنة متصلة فإنه يتوب أو يحج ( ومن رأى ) أنه صام عاشوراء فإنه يخلص من الهم وقال أبو سعيد الواعظ : ( ومن رأى ) أنه في شهر الصيام دلت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام وربما دلت رؤياه على صحة دينه وخروجه من الهموم والشفاء من الأمراض وقضاء الديون ( ومن رأى ) كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر فإن كان في شك فإنه يأتيه البيان لقوله تعالى : ! ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ! . 6 ( فصل رؤيا الصدقة ) من رأى أنه يتصدق فتعبيره على وجوه إن كان عالماً يكتسب من علمه ، وإن كان ملكاً تزداد ولايته ، وإن كان تاجر يزداد كسبه وربما تكتسب الناس منه ، وإن كان صانعاً تتعلم الصناع من صنعته وقال الكرماني : رؤيا الصدقة تدل على الأمن من الفزع والخلاص من الآفات وقال جابر المغربي : وإن كان مريضاً عوفي ، وإن كان ذا غم كشف غمه ، وإن كان محبوساً أطلق ، وإن كان مفسداً تاب الله عليه وأصلحه ، وإن كان مشركاً يسلم ، وعلى كل الوجوه رؤيا الصدقة محمودة تدل على السعادة والإقبال في الدارين وقيل من رأى أنه يفرق صدقة فإنه حصول بركة من ماله ويرزق توبة لقوله تعالى : ! ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ! . 7 ( فصل في رؤيا الزكاة ) فتعبيرها على وجوه : بشارة وخير وبركة وفوز وشفاء وأداء دين وتيسر أمر عسير وقضاء حاجة وضياء وخلاص من هم وغم وظفر على الأعداء وزيادة رزق لقوله تعالى : ! ( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله ) ! الآية وقيل إن الزكاة تزكو في المال والمواشي فمن رأى أنه يأخذ الزكاة فهو حصول منفعة وقيل افتقار . 8 ( فصل في رؤيا الأضحية ) من رأى أنه ضحى بأضحية يجوز تضحيتها شرعاً فإنه خير ونعمة ، وإن كان الرائي عبد عتق ، وإن كان في محنة وهم فرج عنه ، وإن كان مريضاً عوفي ، وإن كان فقيراً استغنى ، وإن كان ذا فزع يأمن ، وإن كان مديوناً وفى الله عنه دينه ، وإن كان ما حج إنه يحج ، وإن كان في ضيق وسع الله عليه في معيشته ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يقسم ويفرق لحم القربان على الناس فإنه يدل على موت رجل محتشم ويقسم ماله على أهله ( وقال جابر المغربي ) : رؤياه
____________________
(1/639)
تعبر على وجهين : بشارة وظهور بركة لقوله تعالى : ( وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ) الآية وإن كان صاحب الرؤيا امرأة وهي حامل فإنها تضع ولداً صالحاً وقيل من رأى أنه ضحى بكبش فإنه فدية لقوله تعالى : ( وفديناه بذبح عظيم ) وربما يجب عليه فدية وقيل رؤيا الأضحية تدل على رؤيا الشهور ( ومن رأى ) أنه ضحى أضحية ناقصة أو فيها نقص فإنها نقص في دينه . ( الباب الثالث عشر ) ( رؤيا التحول عن الإسلام وعبادة النار والأصنام وتحويل القبلة والخلقة إلى غيرها ) ( فصل في رؤيا التحول عن الإسلام ) ومن رأى أنه تحول عن الإسلام إلى أحد الأديان الباطلة فإنه ارتكاب معاص وقيل ذلة وحقارة وقال الكرماني : يقارب فعل الرائي أفعال من تلبس بدينه وقيل يفسد دينه . 4 ( فصل في عبادة النار والأصنام ) من رأى أنه يعبد النار فإنه يعين السلطان فإن كانت النار خامدة فإنه يطلب مالاً حراماً وقيل عبادة : النار خدمة ملك جائر ( ومن رأى ) أنه يعبد صنماً من خشب فإنه يتقرب برجل باطل إلى رجل خبيث منافق ، وإن كان من حطب مشبك فإنه يطلب بذلك ما يأتي به من الجدال وما أشبه ذلك وقيل إنه يتقرب لأحد بنميمة ، وإن كان الصنم من فضة فإنه يأتي إلى امرأة بما لا يليق وإن كان من ذهب فإنه يتقرب إلى أمر يكرهه ويحصل له من ذلك ضرر وإن كان من نحاس أو حديد أو رصاص أو ما أشبه ذلك فإنه يتقرب لطلب الدنيا وقيل إنه يتقرب لرجل متلصص وإن كان من حجر فإنه يتقرب لرجل قاسي القلب وإن كان من فخار وما أشبه ذلك فإنه يتقرب لمن ليس فيه فائدة وبالجملة رؤيا الأصنام ليست بمحمودة ( ومن رأى ) أنه ناول شيئاً إلى صنم من الأصنام المذكورة فإنه يعبر من جنسه كما تقدم ( ومن رأى ) أنه يعبد صنماً من الأصنام أو كلمه أو فعل معه فعل إنسان في اليقظة فإنه يصاحب من لا فائدة في صحبته ، وربما يكون حصول ضرر من ذلك الصاحب وقيل من ارتكاب معاص وحدوث أمور له بسببها حتى أنه يتعجب من ذلك غاية العجب ولا تكون خطرت بباله قط ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا ذلك تؤول على ثلاثة أوجه : كذب باطل ورجل منافق كذاب مكار وامرأة مفسدة مكارة . 4 ( فصل في تحويل القبلة والخلقة إلى غيرها ) ( ومن رأى ) أن القبلة حولت من مكانها إلى جهة أخرى وهو متبع ذلك فهو على ثلاثة أوجه : تغير الملك وانتقال الرائي نحو جهة انتقال القبلة أو ظهور ملك من تلك الجهة واستيلاؤه بعقد صحيح ، هذا إذا رأى الناس تابعيها ، وقد تقدم في الباب الثامن في فصل الصلاة تعبير من رأى أنه يصلي إلى جهة غير القبلة ( ومن رأى ) أنه شيخ كهل وليس هو كذلك فإنه صلاح في دينه ووقار وزيادة في شرفه وإن كان شيخاً ورأى أنه صبي فإنه يصبو ويجهل فلا خير فيه وكذلك المرأة ( ومن رأى ) أحداً من النسوة صارت كذلك فإنها دنيا تقبل عليه ، وإن كان مريضاً أفاق ( ومن رأى ) أنه صار غضاً طرياً جميلاً فربما يموت سريعاً ( ومن رأى ) أنه صار طويلاً عريضاً فهو زيادة في العمر وأبهة لقوله تعالى : ( وزاده بسطة في العلم والجسم ) ( ومن رأى ) أنه صغر أو قصر فإنه يبيع داره أو دابته ، وإن كان ذا وظيفة عزل ، وقيل قهر وإفلاس ؛ وربما يخاف عليه من الموت ، وسيأتي في بابا لنوادر بيان ذلك . ( ومن رأى ) فيه نقصاناً فإنه ضعف ونقص في دينه ودنياه ( ومن رأى ) أن له فرجاً كفرج المرأة فإنه ذل وخضوع وحقارة ، وإن كان في خصام يصالح خصمه ، وإن رأت المرأة أن لها ذكراً مثل الرجل ولحيته فإن كان لها ولد ساد على قومه ، وإن كانت حاملاً أتت بغلام ، وإن لم تكن حاملاً فإنها لا تلد ولداً أبداً ، وربما تنصرف الرؤيا إلى ملكها أو
____________________
(1/640)
زوجها أو أبيها أو أخيها وقيل حصول شرف لأحد محارمها وإن رأت امرأة أنها صارت رجلاً وهي تجامع النساء أو تتزوج بامرأة فإنها تصيب خيراً وشرفاً وعزاً وذكراً عالياً ( ومن رأى ) امرأة بهذه الحالة فإنه يرى شيئاً يتعجب منه ( ومن رأى ) أن له ذنباً أو قرناً أو حافراً مثل الدواب أو خرطوماً أو منقاراً فذلك صلاح كله وجيد ( ومن رأى ) أن له ريشاً وجناحين فإن ذلك رياسة ويصيب خيراً ( ومن رأى ) أنه صار طيراً يطير فيؤول على ثلاثة أوجه : سفر وحصول أمر بسرعة أو تعبد . ( ومن رأى ) أنه صار حيواناً مما يؤكل لحمه فإنه دل ومصيبة وإن كان ذا وظيفة عزل عنها وقيل يشتهر عند الناس بما يفضحه ويشينه ( ومن رأى ) أنه صار معدناً من المعادن فإنه يستعمل شيئاً من الأشياء ويحصل به النفع وقيل من رأى أنه صار ضفدعاً فإنه يشتغل بالعبادة وقيل من رأى أنه صار حيواناً من الممسوخات فإنه يدل على غضب الله عليه وقيل المسخ عشرة أوجه : حفارة واستصغار وغضب وعقوبة وانتقام واستهزاء وارتكاب محرم وأمر فاحش ومذلة وهزل وقال بعضهم : لا خير في ذلك ولا في رؤياه ( ومن رأى ) أنه صار شيئاً من هؤلاء واحتوى عليه واصطيد أو استعمل فإن كان له عدو يظفر عدوه به وقيل من رأى أحداً معروفاً قد مسخ فجاء إليه فأخبره أو رأى حيواناً أخبره أنه فلان واستجار به فإنه يرى أمراً يتعجب منه ( ومن رأى ) أنه حدث من ذلك حادث أو ما ينكر في اليقظة فلا خير فيه وقال دانيال : وإن رأى أنه تحول إلى ما فيه صلاح فإن كان من أهله فإنه يقع في محنة في أول أمره ويحصل له الظفر والكفاية في آخر أمره وقال جابر المرغبي : من رأى أنه تحول من صلاح إلى فساد فإنه غير محمود ( ومن رأى ) بخلافة فإنه يدل على السعد في الإقبال في الدين والدنيا وبلوغ الآمال . ( الباب الرابع عشر ) ( في رؤيا القضاة والعلماء والفقهاء والشهود وما يناسب ذلك ) ( فصل في رؤيا القضاة ) ( ومن رأى ) أنه صار قاضياً وهو يحكم بين الخلق ولم يكن أهلاً لذلك قال ابن سيرين : إذا لم يكن قاضياً ورأى ذلك يحصل له ضرر وبلاء ومحنة وعناء ويذهب ما بيده من مال وأثاث وإن كان في سفر تقطع الطريق عليه ويلقى تعباً ومشقة ويتلف ماله وإن كان عالماً يليق بالقضاء فإنه يصير قاضياً وتستقيم أحواله وتنتظم أشغاله وقال الكرماني : من رأى أنه صار قاضياً معروفاً فإنه دليل على الترقي إلى المنازل العليا والمراتب السنية ( ومن رأى ) قاضياً مجهولاً فإن القاضي المجهول يؤول بالباري عز وجل ونفاذ حكمه لقوله تعالى : ( والله يحكم لا معقب لحكمه ) وقوله تعالى : ! ( يقص الحق وهو خير الفاصلين ) ! قال جابر المغربي : من رأى قاضياً وهو يحكم فتعبيره كما رآه ( ومن رأى ) قاضياً وبيده ميزان فإنه يحكم بين الخلق بالحق ( ومن رأى ) قاضياً وهو ينظر إليه بعين العناية والشفقة ويلاطفه بلين الكلام فتعبيره التقرب بالعلماء وعلو الشأن ( ومن رأى ) بخلاف ذلك فإنه حقارة ونقص ومذلة وقلة دين وقيل رؤيا القاضي المعروف خير وبركة ( وإن رأى ) قاضياً دخل عليه فإن عز ودولة ( وإن رأى ) قاضياً أجلسه إلى جنبه أو مكان مرتفع فإن ذلك عز وبهاء وشرف وربما دلت رؤيا القاضي على خصومة ومنازعة ( وإن رأى ) المريض أن القاضي أرسل يستدعيه فربما يكون انقضاء أجله . 4 ( فصل في رؤيا العلماء ) من رأى أنه صار عالماً إن كان جاهلاً ورأى أن الناس يقبلون قوله ويتبعون كلامه يدل على حقارته في أعين الناس وذكره في أفواهههم بما لا يليق وأما إذا كان عالماً ورأى ذلك فإنه يدل على الشرف وعلو القدر ( ومن رأى ) أنه قد حصل له ما ينكر في اليقظة يدل على استهزائهم به ( ومن رأى ) عالماً قربه أو أجلسه أو كلمه كلاماً يفيد استماعه فإنه حصول خير ومنفعة ( ومن رأى ) عالماً والناس يشتغلون عليه ويستفيدون منه فإنه معدن تقصده الناس ويحصل منه منفعة ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا العالم على أربعة أوجه : علو قدر وعز وجاه وقبول وولاية .
____________________
(1/641)
5 ( فصل في رؤيا الفقهاء ) من رأى فقيهاً عرفه فهو خير وسرور وإن لم يعرفه فهو رجل طيب يدخل في ذلك الموضع الذي يرى فيه ( ومن رأى ) أنه صار فقيهاً وكان أهلاً لذلك فإنه حصول عز ورفعة وإن كان من أهل الولايات فلا بد أن يلي ولاية ( ومن رأى ) أنه يلبس ملبس الفقهاء إن كان من أهله فإنه زيادة في فقه وإن لم يكن كذلك يتلبس بالفقه وطرائقه ويكون قليل المعرفة فيه ، وقيل شرف وعز وعظمة ، وقيل تحويل من أمر هو فيه إلى غيره ( ومن رأى ) أنه صار فقيهاً مؤدباً فإنه يتولى وظيفة يحكم فيها ( ومن رأى ) أنه يعلم أحداً من الصبيان فإنه يصير في شيء يستفاد منه ( ومن رأى ) أحد الفقهاء أنه صار غير فقيه فلا خير فيه ، وقيل إنه يجهل ويترك الفقه ( ومن رأى ) جماعة من الشهود فإنه يدل على حصول رحمة ، وقيل أمر حق ، وقيل محاكمة ولا بأس برؤيا الشهود ( وإن رأى ) شيئاً بمفرده واحتجا إلى من يشهد له فلم يجد غير واحد فإنه يدل على شروعه في أمر يتم بعضه ولا يتم باقيه ( ومن رأى ) أنه صار شاهداً فإنه يتبع طريق الحق وقيل يشتغل بعلم المغيبات . ( ومن رأى ) أن أحداً يشهد زوراً ويشهد هو فإنه حصول ضرر منه لنفسه ولغيره ولا خير في هذه الرؤيا ( ومن رأى ) أحداً من الصوفية ونحوهم فإنه زيادة في الدين ( ومن رأى ) أحداً من الأولياء والصالحين والبدال والمجاذيب فهو حصول خير وبركة وأمن ، وقيل خروج من هم وغم إلى فرح وسرور ( ومن رأى ) أنه تزيا بزيهم وكان أهلاً لذلك فإنه خروج من خوف إلى أمن ومن حزن إلى فرح لقوله تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليه مولا هم يحزنون ) ( ومن رأى ) أحداً من المذكورين في هذا الباب وأخبره بأمر فإنه يكون بعينه ( ومن رأى ) جماعة تباحثوا وتجادلوا فإن كانت فرقة منهم يرجع قولها على الأخرى فإن تعبيره بضد القضية ( ومن رأى ) جماعة جمعوا الوليمة فإن كانت الوليمة معروفة فهو خير وعز وبهاء وإن كانت مجهولة فإ ، هـحصول أمر مكروه ، وقيل رؤياه الوليمة تؤول على عشرة أوجه : مولد النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته وزواج ونفاس وختان وصحة من مرض وقدوم غائب وعزاء ميت ووفاء بنذر وضيافة لجماعة ( ومن رأى ) شيئاً من مسموعات الفقراء ففيه اختلاف منهم من يقول : إنه جيد لاجتماع الفقهاء ، ومنهم من يقول : إنه غير جيد لكونه فيه ملاهي والله أعلم بالصواب . ( الباب الخامس عشر ) في رؤيا السلاطين والأمراء والنواب والوالي وجماعة من الحاشية وما يناسب ذلك ) فمن رأى سلطاناً في دار أو دخل مسجداً أو بلداً أو قرية فإنه دليل على حصول مصيبة لأهل تلك الأماكن لقوله تعالى : ! ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ) ! ( ومن رأى ) أنه يخاصم السلطان والسلطان يخاصمه فإنه يظفر بحاجته ( ومن رأى ) أنه السلطان قطع يده اليمنى فإنه يخلفه ( ومن رأى ) أن السلطان في النزع فإنه يصير محبوساً ( ومن رأى ) أن السلطان خر من مكان مرتفع أو رفسته دابة أو أخذت قلنوسته أو سيفه أو حاق رأسه فإنه عزل أو موته ( ومن رأى ) أنه صار سلطاناً فإن كان أهلاً لذلك أو من أعيان المملكة فإنه عز ودولة وإن لم يكن أهلاً لذلك فهي حصول مصيبة للرائي ( ومن رأى ) أن السلطان بسط له بساطاً فإنه حصول رزق ورفعة ، وقيل إن كان ممن يليق به السلطنة فلا بد له منها ( ومن رأى ) سلطاناً مجهولاً في مكان فإن نفسه تغلب عليه ( ومن رأى ) السلطان طلق الوجه مستبشراً فإنه يصيب خيراً بقدر طلاقة الوجه وبشاشته ( ومن رأى ) أنه يستعمله في مستخلصه فإنه يصيب شرفاً وذكراً عاجلاً ( ومن رأى ) أنه كساه وأعطاه وألبسه تشريفاً وأركبه مركوباً فإنه يصيب سلطنة منه وإن كان أهلاً لأن يتولى وظيفة فلا بد من توليته . ( ومن رأى ) أن السلطان أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فإنه حصول فخر وعز بقدر ما ينسب إليه ذلك العطاء ( ومن رأى ) أن السلطان يعاقبه أو يصاحبه أو كان بينهما كلام فإنه يصلح حاله عنده أو عند غيره من عماله أو من يقوم مقامه من خواصه وقيل : من رأى أنه يجادل معه ويحتج بحجة فإنه يدل على كلامه مع السلطان وأنه يجادل معه بالقرآن
____________________
(1/642)
ويخاصمه لأن السلطان في اللغة الحجة ( ومن رأى ) أنه يأكل معه أو يطعمه طعاماً فإنه يصيبه من جهته حزن بقدر ما قد أطعمه ( ومن رأى ) أنه معه على فراش واحد فإن كان الفراش معروفاً فإنه يأتيه منه جارية أو يتزوج من عياله ويكون مقامها بقدر سمك الفراش وحسنه وإن كان الفراش مجهولاً فإنه يشركه في أمره ويوليه مكاناً يحكم فيه أو يكون مقرباً عنده . ( ومن رأى ) أنه دخل مع السلطان في اللحاف وليس بينهما حائل ينال منه الخير والمال والقدرة على أشياء كثيرة ( ومن رأى ) أنه رديف السلطان على دابة فإنه يسعى بجد السلطان أو يكون خلفاً منه ( وإن كانت ) الدابة سائرة يكون أقوى في حقه ( ومن رأى ) أنه يمشي وراء سلطان فإنهي قتدي به ويستحسن رأيه بقدر استقامته على قدر أثره ( ومن رأى ) أن السلطان يمشي وراءه فإنه يقتدي به في أموره ويستعمله فيما يكون ناظراً إليه بحيث يكون محموداً عنده ( ومن رأى ) أنه دخل حريم السلطان أو يخالطهن فإن كان مع ذلك ما يستدل به على بر أو خير فإنه يصيب سلطنة وحظاً ومنزلة منه ، وإن لم يكن عنده شيء من ذلك فإنه يغتاب تلك الحريم أو يدخل في أمرهن بما لا يحل له من الاغتياب ( ومن رأى ) أنه ينكح أحداً منهن فلا خير فيه ( ومن رأى ) أن سلطانه نكحه فهو المرائي خير ومنفعة . ( ومن رأى ) أنه هو الفاعل فإنه حصول ضرر وغلب ومصيبة ( ومن رأى ) أن السلطان دخل مكاناً وليس من شأنه ذلك فإنها ذم وهوان ، وإن كان السلطان صالحاً قيل : إنه يظهر العدل في ذلك المكان ، وقيل يظهر فيه الحق لقوله تعالى : ! ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات ) ! ( ومن رأى ) أن السلطان أخذ قلنسوته أو أخذ شيئاً من ملبوسه فإنه يأخذ ماله وإن كان ذا وظيفة عزل ، وإن كان من ذوي المعاش فإنه كساد معاشه وذله ( ومن رأى ) أن السلطان ارتفع إلى مكان عال وليس هناك أعلى منه فإنه انتهاء أمره وزوال سلطانه ( ومن رأى ) في السلطان ما يشينه فهو في أبهته وإن رأى ما يزينه فهو ضد ذلك ( ومن رأى ) أن السلطان جلس ليقاضي أشغال الناس فإنه دليل على أ ، هـملتفت إلى مصالحهم ( ومن رأى ) أن السلطان نائم فضد ذلك ، وقيل رؤيا السلطان تؤول على خمسة أوجه : نصرة وحجة ومخاصمة وعز ورفعة وفساد وذلة ، فيحتاج الأمر في ذلك إلى اعتبار الرائي ومقامه . ( وقال ابن سيرين ) : رؤيا السلطان تؤول على اثني عشر وجهاً إمامة وعلم وخطابة وسمة وحكم وانقياد للحكم ووجاهة وعز ورفعة وتقديم ( وقال دانيال عليه السلام ) : من رأى أن السلطان تصرف في الريح فإنه يحكم في الخافقين ويزداد نفاذاً ( ومن رأى ) أن السلطان في مكان يكره فإنه حصول غم للسلطان وقيل للرائي ( ومن رأى ) أن السلطان ابتلعته الأرض فتأويله على وجهين قال بعضهم : تمكن في ملكه وثبات له وقال آخرون : هم وغم وضيق ( ومن رأى ) أن السلطان وفد عليه فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يكبس السلطان يستريح بسببه في أمر من الأمور ( ومن رأى ) أنه يتردد إلى السلطان فإنه نسج مودته وقيل حصول خير ومنفعة ومنصب ( ومن رأى ) أن أحداً من جماعة السلطان يتردد لائقاً يحصل له ضرر وشهرة سيئة ( ومن رأى ) أن السلطان نائم في داره مستريحاً فإن كان له حاجة عنده يقضيها وقيل إن السلطان يحتاج له في أمر وقيل رؤيا السلطان العادل ما يكون فيه ما يشينه حصول مراد الدنيا والآخرة وهو جيد على كل حال . ( فصل في رؤيا الأمراء ) من رأى أحداً من الأكابر الكبار أنه انتقل إلى السلطنة وكان لائقاً لذلك في الحس والمعنى فربما يصير كذلك ، وإن لم يكن مناسباً فهو حصول رفعة على كل حال ( ومن رأى ) أنه صار أميراً كبيراً وكان لائقاً به فإنه في أبهة وإن لم يكن لائقاً قبلاء ومحنة ( ومن رأى ) أحداً من الأمراء الكبار صار أميراً دون منزلته فلا خير في ذلك الأمير . ( ومن رأى ) أحداً من الأمراء ارباب الوظائف فتأويله على ما تقتضيه وظيفته وإن رأى أنه صار كذلك فتأويله نظيره أيضاً وأما الدواردار فازدياد رزق وقضاء حوائج وأما رأس نوبة فظفر ونصرة وحكمة وأما أمير خور فعز ودولة وأما الخازندار فحصول مالية وأما شاد الشرابخانة فحصول نعمة ووسعة وأما السلحدار فإنه مكة وأما
____________________
(1/643)
الحمادار فاستقامة في الأشغال ومواظبة وأما أمير شكار فتحيل وتملق وأما علم دار يعني أمر علم فخبر خير وقيل سروراً وأما الاستادار فعلى وجهين : حصول رزق أو حصول مغرم وأما استادار الصحية فحصول بر وحسن عيش وأما الساقي فحصول منفعة بالأمراء وأما بقية أرباب الوظائف فتعبر على حسب ما يباشرونه ويحتاج ذلك إلى تأويل ما أول على ما تقدم في الفهرست . وقال السالمي : من رأى أحداً من أرباب الوظائف الدينية فيؤول بالعز والخير ( ومن رأى ) أحداً من أرباب الوظائف الديوانية فهو على ثلاثة أوجه : حصول رزق من جهة الملوك وربما كان رزقاً ثابتاً فإن من العادة تقرير الأرزاق منهم ، وإذا كان الرائي من أهل الفساد فإنه يؤول بالغرامة لأنها تؤخذ على أيديهم وحصول خصومة ، وقيل رؤيا الوزير إذا كان على هيئة حسنة فإنه محمود في حقه وضد ذلك يصير بخلاف ذلك ( ومن رأى ) أنه صار وزيراً وهو مصنف فإنه زيادة عز وشرف ( ومن رأى ) أن الوزير أعطاه تشريفاً فإن كان أهلاً للولاية نالها ، وإن لم يكن فهو حصول خير ، ودخول الوزير أو من يناظره يؤول بحصول منكر وحزن إلا أن يكون معتاداً وقال جعفر الصادق : إنه يؤول على أربعة أشياء منها حصول الوزارة لمن كان من أهلها : إذا رأى عينه صارت قمراً ، وكذلك إذا رأى دجلة بغداد ورأى ملكاً قد شد وسطه أو أعطاه دواة ، أو رأى أحداً من الصحابة الأربع توجه . فصل ( ومن رأى ) أحداً من النواب فإنه عز ودولة ، وربما دلت رؤيا النائب على السلطان لأنه قائم مقامه ، ويقال في اللغة العامل للنائب ، وقيل رؤيا النائب تدل على ثبات الأمور لكون تصحيفه كذلك ( ومن رأى ) أن النائب بقي سلطاناً فإنه ثبات له وزيادة أبهة وخير عظيم ، بخلاف ما لو رأى أن السلطان صار نائباً فتعبيره ضده وتؤول النباتات من اشتقاق اسما لمدن كالشام من الطيب ، وحلب من حلب الرزق ، وطرابلس من طريان ما هو مسر ، وحماه من الحما ، وصفد من الصفا ، ويقال غير ذلك ، والكرك من التحصين ، وقيل كفؤ مايحتاجه لاشتقاق الاسم بالتكري والقدس من التطهير والرحمة ، وغزة من الغزو ، والبهنسا من بهاء سنة ، ويقاس على ذلك بقية النباتات وتعبيره كما تقدم . 4 ( فصل في رؤيا الحجاب ) ( ومن رأى ) جماعة من الحجاب أو حاجباً واحداً فلا خير فيه خصوصاً إن كان عبوساً وقيل رؤيا الحاجب تدل على حجب شيء عن الرائي وكان بعض المعبرين يكره تعبيره أي تعبير رؤيا الحاجب من حيث الجملة وقيل من رأى أنه صار حاجباً وكان دون ذلك ممن يليق به فلا بأس قيل رؤيا الحاجب حجب شر ( وقال أبو سعيد ) الواعظ : العزل محمود لأرباب الوظائف وثبات في الأمور وقيل التولية على وجهين : لمن كان مشكور السيرة في منصبه خير ورفعة ، ومن كان مذموماً يؤول له بالعزل وقيل العزل أمانة وعهد كما أن العهد عزل . 5 ( فصل في رؤيا الولاة ) من رأى أحداً من أصحاب الوظائف الدينية فهو خير وبركة ونعمة ، وإن كان من أصحاب الوظائف الديوانية فازدياد رزق وتجديد أمر ، وقيل شروع في مهم وإن كان من أرباب البيوت فتعبيره قريب من شغله مثاله البابية نظافة وصلافة ، والشريدارية أمانة ونظافة ، والفراشين ذهاب غم وأنس مال لم يصدر منهم كنس ، فإن صدر فليس بمحمود ، وسيأتي بيانه والركبدارية شجاعة وإقدام وقيل وكذب وفساد وفلسفة كذلك خدام الإصطبل وأما الهجانة فعلى وجهين : إما بشارة وإما مصيبة وأما المبردارية والكلابزة فلا خير ولا خيرة وقيل نجاسة في الأثواب وأما رؤيا الطيور
____________________
(1/644)
فيأتي تعبيره في بابه وأما رؤيا جماعة المطبخ فكثرة كلام يقع وتعب في طلب الرزق وأما السقارون فديانة وتقى وخصب وربما يعمل عملاً حسناً وأما البوابون فمن رأى أنه بواباً ولم يعاين الباب فإنه تقضى حوائجه خاصة والله أعلم بالصواب . ( الباب السادس عشر ) ( في رؤيا الرجال والنساء والصبيان والصغار والطواشية والعبيد والخدم والخنثى ) ( فصل في رؤيا الرجال ) من رأى رجلاً معروفاً يصنع شيئاً أو يعطيه شيئاً فإنه هو بعينه أو سميه أو نظيره من الناس وقيل من رأى رجلاً معروفاً فإنه خير وبركة وإن كان له غائب قدم أو أتى خبره أو كتابه ( ومن رأى ) شيخاً معروفاً وقد جرى بينهما كلام فإنه زيادة في الخير والبركة لقوله عليه الصلاة والسلام : البركة في الأكابر وقيل : رؤيا الشيخ المعروف إذا خالط شيبه سواد يكون أبلغ خصوصاً إذا كان جسيماً ، والشيخ المجهول هو جد الإنسان الذي يجده ، فكلما رأى فيه من حشمة ووقار وكلام يدل على خير ويكن موافقاً لغرض الرائي فهو أحسن وأخير وجميع ما يجده يحصل ويكون موافقاً للمقاصد جميعاً وإن لمي بق من سواده شيء فهو أضعف وأهون ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : إن رأى شيخاً أشرف فهو تمكنه من الخير وقيل رؤيا الشيخ تؤول على أربعة أوجه : خير وبركة وقضاء حاجة وأمن ( ومن رأى ) شاباً أو كهلاً حسن الوجه فإنه بشارة وحصول خير سواء كان معروفاً أو مجهولاً وقيل إذا كان الشاب مجهولاً وهو ليس بحسن المنظر فهو عدو وإعذار ( ومن رأى ) جماعة م شايخ أو شباب فهم حمة خصوصاً إذا جرى منهم كلام البر ( ومن رأى ) أن أحداً منهم أعطاه شيئاً فهو أجود خصوصاً إذا كان صنف ذلك الشيء محبوباً وإن رأى أنه هو العاطي فإنه جيد أيضاً ( ومن رأى ) أحداً منهم وهو ناقص فإنه كان شيخاً فالنقص في جده وإن كان شاباً فالنقص في عدوه . 4 ( فصل في رؤيا النساء ) من رأى عجوزاً فهي دنيا قد أدبرت خصوصاً إذا كان فيها نقص فهو أشين وأقبح ( ومن رأى ) أنه يزاول عجوزاً ويعطيها فإنه يكون طالب الدنيا وبحثا عليها ويناله منها بقدر مؤاتاته والعجوز المجهولة أقوى من العجوز المعروفة فإن كانت ذات هيئة حسنة وشيمة طاهرة على هيئة أهل التقى كانت دنيا حراماً أو مكروهاً في الدين ، فإن كانت شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر سيئة فلا دين ولا ديانة ولا زين ( ومن رأى ) امرأة حسنة وهو يكلمها أو يخالطها أو يضاحكها أو يلاعبها أو دخلت عليه ف بيته فإنها سنة مخصبة وخر وسرور ، وإن كان فقيراً يحصل له مال ورزق وإن كان مسجوناً فرج الله عنه ( ومن رأى ) امرأة تأمر الناس وتنهاهم في الله فهو صالح في الدين خصوصاً إن كان الأمر للرائي ( ومن رأى ) نسوة ذات عدد نقلن إلى مكان فإنهن عمال يقدمون على أهل ذلك البلد . ( ومن رأى ) امرأة تنازعه وحصل منها اشمئزاز ونفور بالغ فإنها نعمة وقيل إن كانت ذات منصب فإنها زواله وتفرق أمره وحكمه ثم يعود كما كان وتنظم أحواله وقيل : من رأى امرأة ما رآها قط وهي شعثاء لابد يذهب منه شيء ، فإن كانت حسنة يجده بعد ذلك وقيل : من رأى أنه قبل امرأة ذهب منه شيء وإن وطئها لا خير فيه ( ومن رأى ) أن زوجته مع غيره ذهب ماله أو جاهه ولا يكون حسناً في دينه وقيل غنى ودنيا واسعة ( ومن رأى ) أن زوجته أهدت إليه زوجاً غيرها أو امرأة فهو يفارقها أو يخاصمها ( ومن رأى ) أن زوجته تحمله فإنه حصول غنى وخير يأتيه وقيل من رأى أنه يحمل امرأة حسنة فإن كان مريضاً أفاق ، وإن كان محبوساً فرج الله عنه أو مهموماً فرج الله همه وغمه ( ومن رأى ) امرأة فاسقة أو زانية فإن كان من أهل الصلاح والدين فهو خير وزيادة بركة ، وإن كان من أهل الفساد فإنه يكون قلة دين وارتكاب محارم وحصول شرور وضرر ( ومن رأى ) أن زوجته تدعو رجلاً فإن كانت حاملاً تأتي بغلام ، وإن لم تكن حاملاً فهو حصول منفعة وخير ( ومن رأى ) أن امرأة عقيمة حملت فإنه دليل خير وصلاح في الدنيا
____________________
(1/645)
والآخرة ( ومن رأى ) أن زوجته عادت عجوزاً فلا خير فيه وإن رأى أن امرأته زادت حسناً وجمالاً فهو زيادة في دينه ودنياه حصول خير ومنفعة . ( ومن رأى ) أن زوجته صارت مرتكبة لأمر من الفواحش أو مكروه فإنه تكون بضد ذلك ( ومن رأى ) أن زوجته زاهدة عابدة فإنه خير ولا بأس به ( ومن رأى ) أن جماعة من النسوة بمكان وهن ينظرن إليه وواحدة منهن تدعوه إليها فهو بهتان عليه وهو منه بريء ، وربما يحصل له غرضه فيما بعد ولا يتمكن منه عدوه ( ومن رأى ) نسوة كثيرة يختصمن فإنه حدوث أمور عجيبة في الدنيا يحصل منها لبعض الناس تشويش وإن رآهن ضد ذلك فتعبيره ضده وقيل : رؤيا المرأة من حيث الجملة جيد خصوصاً إن كانت مقبلة عليه أو بشوشة طلقة الوجه وقال أبو سعيد الواعظ : المرأة الجميلة مال لا بقاء له لأن الجمال يتغير وإن رأى كأن امرأة شابة أقبلت عليه بوجهها أقبل أمره بعد الإدبار وإذا رأت المرأة شابة فهي عدوة لها على أية حال رأتها عليها ورؤيا المرأة السمينة تؤول بخصب السنة والمهزولة بجدوبتها ولا خير في رؤيا العجوز إلا إذا كانت متزينة مكشوفة . 5 ( فصل في رؤيا الصبيان والشبان ) من رأى صبياً حسناً بهي المنظر معتدل القد بشوشاً مطاوعاً فإنه حصول السرور وبلوغ المقاصد ونيل بشارة بما يسر الخاطر وقال آخرون : رؤياه تؤول بعدو ، وإن كان قبيح المنظر فعدو لا محالة وقيل غم وضيق صدر خصوصاً إن كان شعثاً قبيح المنظر والملبس ( ومن رأى ) صبياً شاباً وهو معروف ورأى فيه ما يسره فهو خير ونعمة وإن رأى فيه ما يشينه فضده وإن كان مجهولاً ففيه وجهان : قيل عدو أو بشارة وقال أبو سعيد الواعظ : الشاب عدو الرجل إن كان أبيض فهو عدو مستور ، وإن كان أدهم فهو عدو غني ، وإن كان أشقر فهو عد وشيخ ( ومن رأى ) أنه يتبع شاباً فإنه يظفر بعدو ( ومن رأى ) كأنه قد صار شاباً فقد اختلف في تأويل رؤياه فقيل إنه يتجدد له سروره وقيل إنه يظهر في دينه أو دنياه نقص عظيم وقيل إنه يموت وقيل يظهر من بعض الأصدقاء عداوة على الحرص والأمل ، وقد تقدم ذكر بعض شيء من ذلك وما يناسبه في تعبيره الحلية والخلقة . 6 ( فصل في رؤيا الصغار ) من رأى أنه قدم إليه صغير حسن الوجه فإنه يؤول على وجهين : ملك وبشارة إذا لم يحمل على الأذرع وقيل : من رأى أنه يحمل صغيراً فهو هم وحزن وقيل : من رأى أنه يحمل صغيراً في قماطه فإنه ينجو من هم وغم ما لم يختبط الصغير وقيل : إن كان خائفاً يكون آمناً ( ومن رأى ) أنه محمول في قماط فيؤول على أربعة أوجه : ذهاب مال وسجن ومرض وذهاب عقل وإن رأى ذلك فقير فإنه يعيش إلى أرذل العمر ( ومن رأى ) صغيراً معروفاً يلهو فليس بمحمود وإن رأى أنه يتعلم ما يحصل له نتيجة فضد ذلك ( ومن رأى ) صغيراً من أولاد الأكابر وأنه مسكه وتوجه به إلى منزله فإنه حصول مال ونعمة ( ومن رأى ) أنه صغيراً ضاع فإنه زوال هم وقيل تكدر خاطر . 7 ( فصل في رؤيا صغار البنات ) من رأى صغيرة حسنة فإنه حصول خير ومنفعة وقيل : من رأى أنه يحمل صغيرة فهو خير من يحمل صغيراً وقيل : من رأى ذلك فإن كان مريضاً أفاق ، وإن كان مهموماً فرج الله همه ، وإن كان محبوساً أطلقه الله وقيل : رؤيا الصغيرة ما لم يكن فيها ما ينكر فهو خير على كل حال . 8 ( فصل في رؤيا الطواشية ) قال ابن سيرين : رؤيا الطواشية من أي جنس كان تدل على الخير والصلاح وقيل إن الطواشية تعبر بالملائكة أو بالصلاح ( ومن رأى ) أن طواشياً أخبر بأمر فربما يكون ذلك الأمر بعينه من خير أو شر ( ومن رأى ) طواشياً دخل عليه وهو في هيئة حسنة فيؤول على وجهين : حصول رزق وأمن وإن كان في هيئة قبيحة أو بيده ما ينكر فربما يكون دعوى
____________________
(1/646)
إلى حاكم وإن رآه يدعوه إلى أمر معين فتأويله على معنى ذلك الأمر ( ومن رأى ) إنساناً معروفاً صار طواشياً فيؤول على ثلاثة أوجه : صلاح وعبادة وعلم وحكمة وإن كان في حرب فحصول مذلة وغلب ( ومن رأى ) أنه صحب طواشياً فإنه يصحب أحداً من طلاب الآخرة وقال بعض المعبرين : رؤيا الطواشية تؤول على رؤيا إنسان ليس له معقول . 9 ( فصل في رؤيا العبيد ) كل من كان في الرق فإنه عبد سواء كان أبيض أو أسود ( فمن رأى ) أنه أعتق عبده يدل على موت العبد أو حصول خير للمعتق ( ومن رأى ) أن عبده بلغ فإنه يعتق ( ومن رأى ) أن عبده لطمه فإنه يعتق أيضاً ( ومن رأى ) أنه يكلم العبيد أو يخالطهم فإنه زيادة في ماله ( ومن رأى ) أنه اشترى غلاماً أصاب خيراً وقيل هم وحزن والبيع أحسن من الشراء ( ومن رأى ) أنه صار عبداً يباع فلا خير فيه وقيل فقر ومذلة وإن كان في محاكمة فإن عدوه يظفر عليه . 10 ( فصل في رؤيا الخدم وهم الجوار ) فمن رأى جماعة من الجوار فهو خير ونعمة خصوصاً إن كان هو مالكهن وإن رآهن عراياً وفيهن ما ينقصهن فليس بمحمود وقيل رؤيا الجارية الحسنة سنة مخصبة ( ومن رأى ) أنه اشترى جارية بيضاء فإن تجارته تربح ويلقى خيراً ( ومن رأى ) أنه اشترى جارية صفراء فإنه تتعذر عليه حاجته وقيل مرض ( ومن رأى ) أنه اشترى جارية سوداء فإنه نجاة من هم وغم ( ومن رأى ) أنه يبيع جارية من أي جنس كان فإنه فقر وحاجة أو بيع داره أو آنية من أواني البيت ( ومن رأى ) أن جارية صبيحة الوجه تأتيه فإن يصيب خيراً وإن كن له رزق عند السلطان أو من يقوم مقامه فإنه يأخذه وإن كان له غائب فإنه يأتيه بخير وإن كانت قبيحة المنظر أتاه ما يكره ( ومن رأى ) جارية تطرح نفسها على الناس سفاحاً فإنها تكون فتنة تموج في ذلك المكان وأما العتق والبلوغ واللطمة فتأويلها في الجواري نظير ما تقدم في العبيد وقال أبو سعيد الواعظ : رؤيا الجارية المجهولة المتزينة المسلمة تؤول بسماع خبر سار والجارية العبوسة خبر غير جيد ، والمهزولة إصابة هم وفقر ، والعريانة خسارة . 1( فصل في رؤيا الخنثى ) من رأى خنثى أو أنه صار بنفسه فإنه يؤول بخمسة أوجه : عدم الجماع والغسل وتأخير منزلته وضعف قوته وحنو وشفقته ( من رأى ) خنوثة على المرأة فإنه يتصور له ويكون بخلافه والله أعلم بالصواب . ( الباب السابع عشر ) ( في رؤيا الظلمة والأعوان والمرجفين والجلادة والسجانة والضوية وما يناسب ذلك ) ( فصل في رؤيا الظلمة ) من رأى ظالماً معروفاً يفعل أمراً ليس بزين فإنه يدل على إضراره في ظلمه وإن فعل ما يستحسنه الناس فإنه يرجع عن ذلك وقال بعضهم : يعبر بالضد ( ومن رأى ) ظالماً حسنت سيرته فهو عزله عما هو فيه ( وإن رأى ) أن ظلمه زاد وتعديه إلى أن بلغ زيادة المبلغ فإنه انتهاء أمر ويكون على شرف النوال ( وإن رأى ) أنه ظالم فيؤول على ثلاثة أوجه : ظلم النفس وظلم الغير وقصور الهمة عن المصالح ( ومن رأى ) أنه ظلم أحداً بعينه فإنه حصول ظفر للمظلوم وكذلك إذا رأى أن أحداً ظلمه لقوله تعالى : ! ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) ! ( ومن رأى ) أنه يسأل في إزالة ظلم يدل على أنه مظلوم وقيل : من رأى أن الملك ظلمه فإنه يحتاج إليه فيما يليق به ( ومن رأى ) أنه حصل منهم ظلم في حق أحد من الأعيان فإنه يحصل له منهم ضرر ومصيبة وقال جابر المغربي : ( ومن رأى ) أنه ظلم أحداً ممن هو دونه فإنه يكون مظلوماً ( وإن رأى ) أنه مظلوم من أحد منهم فضد ذلك وقال بعض المعبرين :
____________________
(1/647)
( ومن رأى ) أنه ظلم من سيده فإنه حصول منفعة وربما يعتق وإن رأى أنه هو الظالم فحصول هم وغم وندامة وإن كان المظلوم من رفقته فحصول مضرة من سيده ومشقة وقال بعض المعبرين : إني أكره في المنام رؤيا الظالم المشهور بالظلم والظلمة ولو تواطأ المنام على أي وجه كان . 4 ( فصل في رؤيا الأعوان ) ( ومن رأى ) أحداً منهم وعرفه عن أمر يكرهه أو استدعى به للحاكم فلا خير فيه ، وإن كان مريضاً دل على انقضاء أجله ، وإن نازع أحداً منهم في أمر أو نازعه فحصول حذر شديد ( ومن رأى ) أنه أبذى بلسانه على أحد منهم بفاحشة فإنه يقهر في أمره ( ومن رأى ) من أحد منهم ليناً فإنه مكر وخديعة فليكن على يقظه منه ( ومن رأى ) أنه صار من الأعوان أو أحداً من بيته فحصول منفعة ( ومن رأى ) عوانياً مشهوراً بالأذى فعلى وجهين : قيل حصول غرامة أو انتقام عدو . 5 ( فصل في رؤيا البرددارية والرسل والنقباء ) قيل : رؤيا البرددارية تؤول بقضاء الحاجة وعز وجاه وقال جابر المغربي : ( من رأى ) أنه بردداراً عند ملك عادل فإنه حصول خير وصلاح ويرزق رزقاً حلالاً ، وإن كان الملك بخف ذلك فحصول مال حرام واشتغال بالفساد وإن رأى أي حاكم كان فتعبير أفعالهم وأقوالهم كما تقدم في الأعوان وقيل رؤيا البرددار تدل على حل أمور معقدة وأما رؤيا النقبيب فحصول عطاء من أحد ( ومن رأى ) رسولاً جاء من مكان على هيئة حسنة فلا بأس به وأما بقية المرجفين كالأجواقية والبريدية والسواقين والقصاد الذين يأتون بأمر شنيع فيؤول ذلك على وجهين : إما بشارة وخير أو هم ومصيبة . 6 ( فصل في رؤيا السجانة والجلادة والضوية ) أما السجانة فرؤياهم تدل على هم وغم وضيق وأما الجلادة فرؤياهم تدل على حصول المراد سريعاً وأما الضوية فتؤول على أربعة أوجه : حكم وحج وسفر وشروع في أمر وإن رأى اضرابين بالأسواط الفاحشة كالمقارع ونحوه يعده أحد بوعد ويكذب . 7 ( فصل في رؤيا الخفراء وأرباب الإدراك والحراس ) إن رأى حفيراً فإنه خفارة خصوصاً إن طاف عليه وقل مطالبه ( ومن رأى ) صاحب درك فنظيره درك وقيل احتواء على أمر مفهوم وإن رأى حارساً فإنه يجد ما يطلبه وقيل رؤيا ذلك جميعه إذا كان فيه ما يدل على الخير فهو جيد والله أعلم بالصواب . ( الباب الثامن عشر ) ( في رؤيا السنين والأعياد والأشهر والفصول والأيام والجمع والساعات ) ( فصل في رؤيا السنين ) ( من رأى ) رأس السنة ورأى في ذلك ما يدل على الخير فتكون تلك السنة عليه مباركة وإن رأى ضد ذلك فضده ( ومن رأى ) من يخبره عن أمر لمدة من السنين فإن كان ممن يقبل قوله في اليقظة فربما يكون الأمر بعينه في المدة المذكورة ، وربما تدل السنة على الشهر أو على الجمعة أو على اليوم ، ورجح بعضهم أن السنة تعبر بالشهود لما
____________________
(1/648)
ورد في الحديث المشهور وقيل بالمدة ، وقال بعضهم : السنة تؤول على خمسة أوجه : بالمرأة وبالسنة وبالبقرة وبالرهبانية وبالخصب والجدب . 4 ( فصل في رؤيا الأعياد ) إن رأى عيد الأضحية فإنه يدل على مصاحبته لرجل عالم الأسباب الخير وحصول منفعة دينيه منه وقال الكرماني : ( ومن رأى ) عيداً من الأعياد والناس ظاهرون من المدينة فتأويله على ستة أوجه : عز وفرح وشرف وإطلاق من سجن وتوبة وثواب ( ومن رأى ) عيداً ولم يكن عيداً على الحقيقة فإن كان من أهل العز والشرف فنقص في منصبه ، وإن لم يكن ذا عز فوقوف حال ي معيشته وقال جابر المغربي : من رأى عيد الأضحى فإن كان في أوانه فإنه يصاحب من يحصل له منه نتيجة وقيل يبلغ مراده بمشقة وتعب وأما رؤيا الأضحية فقد تقدمت في بابها ( ومن رأى ) عيداً مما يعتقده أهل الذمة فحصول خوف من أعدائه ( ومن رأى ) عيد عاشوراء فحصول زاد . 5 ( فصل في رؤيا الأشهر ) من رأى شهر محرم فيؤول على ثلاثة أوجه : وقار وحج وإظهار وسرور وأما صفر فيؤول على وجهين : غم وهم وولاية وأما ربيع الأول فعلى ثلاثة أوجه : فرح وسرور وخير ونعمة وظهور تهاني وذو صدقة وأما ربيع الآخر ففيه وجهان : خروج من ضيق إلى سعة وازدياد في الأرزاق وأما جمادى الأولى فعلى ثلاثة أوجه : برد وجمد وراحة من تعب وتعطيل سفر وأما شهر جمادى الاخر فنظيره وقيل حصول بركة وتوبة وأما رجب فعلى أربعة أوجه : إخماد فتنة وتحريم قوى وانصباب بركة وخير وأما شهر شعبان فتشعب رحمة وأما شهر رمضان ففيه ستة أوجه : توبة الله تعالى على عبادة وكف عن المعاصي وحصول خير وإحياء سنة وكثرة رزق وأما شوال ففيه وجهان : شروع في أمر وافتتاح سفر وقيل ارتكاب أمور صعبة وأما ذو القعدة وذو الحجة فيؤولان على ثلاثة أوجه : حج وسلوك أمر وحصول رزق ومنفعة . 6 ( فصل في رؤيا الفصول الأربعة ) أما فصل الربيع فيؤول على سبعة أوجه : استقامة في البدن وازدياد في الرزق وطيب عيش وحصول مراد ونزهة خاطر وصحة منام وتجديد سفر وقيل : فصل الربيع يؤول بالملك والهواء الغير المعتدل يعني حاراً وبارداً في وقت واحد بحيث يحصل من ذلك ضرر فإنه يؤول بحصول مضرة من الملك لأهل ذلك المكان ، وإن كان هواه معتدلاً والآفاق منورة فتعبيره بخلافه ورؤيا فصل الربيع في أوانه خير من غير أوانه وأما فصل الصيف فإنه يدل على النعمة والبركة ورجاء المؤنة واكتساب الأرزاق وإن كان من التجار فإنه يكثر السفر وقال الكرماني : رؤياه تؤول بالملك فإذا كان في أوانه والأفق منوراً والأثمار مدركة فإنه يدل على العز والجاه وحصول المراد والقول والإحسان من الملك إلى العامة ( ومن رأى ) بخلاف ذلك فتعبيره ضد وأما فصل الخريف فيؤول على أربعة أوجه : تغير أحوال وضعف وسقم وانتهاء أمور وذهاب نزهة ( قال الكرماني ) : يؤخذ من معنى تعبير ما تقدم في فصل الربيع وأما فصل الشتاء فحصول رحمة وقيل الشتاء يأول بالملك فإن كان برده شديد فإنه حصول مضرة من ذلك وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده . 7 ( فصل في رؤيا الجمع والأيام والساعات ) أما الجمع فإنها تأول بالسنين أو الأشهر كما تقدم في معنى الحديث وقيل زوجة حسنة وقيل اجتماع جماعة على الخير وتقوى الله وكفارة الذنوب وأما الأيام ( قال جعفر الصادق ) : أحسن ما يرى في الأيام يوم الجمعة ثم يوم الاثنين والخميس ، وكلما يرى الإنسان اليوم صافياً نيراً فهو حسن في حقه وجيد حسبما يكون ضوءه ونوره ( ومن رأى ) يوم السبت وظن أنه الجمعة فإنه يشتغل وهو يعتقد أنه خير والأمر بخلافه وقال جابر المغربي : من رأى ذلك
____________________
(1/649)
يدل على محبته لليهود ( ومن رأى ) يوم الأحد واعتقد أنه يوم الجمعة يكون مصاحباً للنصارى وقيل رؤيا الجمعة على حقيقتها خير ونعمة ورؤيا السبت توقف عن أمر ورؤيا الأحد ابتداء أمر ورؤيا الاثنين سعي في أمر وحصوله ورؤيا الثلاثاء راحة من بعد تعب ورؤيا الأربعاء ثبات استقرار وقيل غيظ وحصر ورؤيا يوم الخميس خير وبركة وقيل رؤيا يوم الثلاثاء إذا اعتقد أنه الجمعة يكون مصاحباً لأهل الفساد وإن رأى يوم الأربعاء كذلك يكون محباً لأهل البدعة ( ومن رأى ) يوماً من الأيام وما عرف ما هو فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه يعد الأيام فإنه يدل على محاسبة أحد وقيل عد الأيام يؤول على خمسة أوجه : منصب وأجرة وحساب وخير ونعمة وسفر وقيل : من رأى يوماً تغير وهو متعجب من ذلك فإنه يدل على تغير أحواله وأما الليل والنهار والحر والبرد فقد تقدم تعبيره في فصله في الباب الثالث . 8 ( فصل في رؤيا الساعات ) ( ومن رأى ) الصبح وهو مضيء ونير يحصل لأهل ذلك المكان أمن وخير وراحة وإن رأى بعد الصبح أو في وقته ظلمة فتعبيره ضد ذلك ( وقال جابر المغربي ) : كذلك وربما يكون زيادة رزق إذا كان مضيئاً ( ومن رأى ) وقت الصبح محمراً فإنه حصول ضعف لأهل ذلك المكان وقال جعفر الصادق : رؤيا فلق الصبح تؤول بالدين والخير والصلاح والقوة ( ومن رأى ) الساعة الثانية من النهار فإنها تؤول وجهين خير وبركة أو تهاون في أمر وقال بعض العبرين : رؤيا الساعات تؤول بالسنين وقيل بالشهر وابتداء ساعات النهار إذا كان في تساويه مع الليل وهو اثنتا عشرة ساعة فتكون الساعة الأولى بمكان شهر الله المحرم ، والثانية بمكان صفر ، والثالثة بمكان ربيع الأول ، والرابعة بمكان ربيع الثاني ، والخامسة بمكان جمادى الأولى ، والسادسة بمكان جمادى الآخرة ، والسابعة بمكان رجب ، والثامنة بمكان شعبان والتاسعة بمكان رمضان والعاشرة بمكان شوال ، والحادية عشرة بمكان ذي القعدة ، والثانية عشرة بمكان ذي الحجة ( ومن رأى ) أنه مضى من هذه الساعات شيء أول من أشهر السنة وانتظاره ما هو طالبه من خير وشر وإذا رأى وقتاً معلوماً مثل الظهر والعصر والمغرب والعشاء ما لم يصدر فعل من الأفعال المقدم ذكرها فتحسب على قدر ساعاتها ويكون التأويل على حكمها ( ومن رأى ) ساعة من ساعات الليل فيؤول على وجهين : وجه أن حكمها يكون نصف شهر ووجه لا حكم لها لقوله تعالى : ! ( فمحونا آية الليل ) ! وقال بعض المعبرين : لا تعبير لساعات الليل إلا كما تقدم في الفهرست من اعتبار الوقت وما مضى منه وأما تحير ساعته وحكم تعبيرها فسقوط أصلاً وفي ذلك مباحثة كثيرة واختلاف بين المعبرين ، وقد تقدم تعبير الليل والنهار والحر والبرد في بابه والله أعلم بالصواب . ( الباب التاسع عشر ) ( في رؤيا شعر الإنسان وأعضائه وكلام الألسن واللحية وما يناسب ذلك ) قال دانيال عليه السلام : وإن رأى شعره طال طولاً زائداً فإنه هم وغم وإن رأت المرأة لك يكون زينة وزيادة بهاء وقيل رؤيا الشعر لمن يكون متلبساً بزي الفقراء فلا بأس به وقال ابن سيرين : ( ومن رأى ) أنه حلق رأسه في أيام الحج فإنه صلاح في الدين وكفارة للذنوب وإن كان في الأشهر الحرم أو في بعضها فإنه قضاء دين وزوال هم وغم وقيل : ( إن رأى ) ذلك ذو منصب فليس بمحمود وإن رأت المرأة ذلك فإنه يدل على موت زوجها أو أحد محارمها وإن رأت أن شعرها قطع أو بعضه فإنه يدل على مخاصمة مع زوجها وقيل حصول مصيبة وإن رأت أن شعرها جميعه صار أبيض فإنه يدل على أن زوجها رجل فاسق على غير الطريقة وقال الكرماني : رؤيا الشعر يؤول على ستة أوجه : للملك بالعسكر وللمرأة بالعز والبهاء والمرعية بالهم والغم وللفقراء العباد بزيادة العباد وقيل بالحج ( ومن رأى ) أن سباليه قد طالا فإنه يؤول على وجهين : عز وولد ورؤيا الحاجبين إذا طالا مال زينة وقيل طول عمر ( وإن كان ) شعر بدنه قد طال فإن كان ذا وجاهة فزيادة في ماله وأبهة في جاهه ( وإن رأى ) ذلك فقير فعسر وضيق وإن رأت المرأة أن شعرها حلق أو قلع دون أصله فإنه دليل على هتكها .
____________________
(1/650)
( ومن رأى ) أن شعره قد شاب فإنه زيادة في دينه وقيل نقص في ماله ( ومن رأى ) أن شعر رأسه قد سقط من غير فعل فإنه يدل على الهم والغم من جهة الأبوين ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : شعر الرأس مال وطول عمر وحسنة وعز وشرف ( ومن رأى ) شعر رأسه طويلاً متفرفاً يدل على تفرق مال رئيسه ( وقال ابن سيرين ) : أكره بياض الشعر في المنام للشاب فإنه فقر ( ومن رأى ) أنه طال شعره فإنه فقر ودين وربما يحبس ( ومن رأى ) أن ليس برأسه شعر وهو أصلع يدل على زيادة العيش ( ومن رأى ) أن ليس له شيباً الآن وقد نبت له ذلك فإنه يدل على أنه يولد له ابنتان أو لأحد من أقاربه وإن رأى ذلك وهو بمكان مرتفع فربما يكون عزاً ودولة ( ومن رأى ) أنه أجلح فإنه لا خير فيه وقيل هم وغم حقارة ( ومن رأى ) أنه كان أجلح أو أقرع وقد نبت الشعر برأسه فيدل على زيادة أبهة وعظمة وحصول خير . ( ومن رأى ) أنه ينتف من شعره الذي ليس بواجب نتفه فإنه يدل على إتلاف مال وإن فعل ذلك غيره فيكون الإتلاف بسبب الفاعل ( ومن رأى ) أنه يسرح شعره يمشط فإنه عز ودولة ( ومن رأى ) أنه نبت له شعر في موضع لا ينبت فيه الشعر فإنه يدل على حصول دين ثم يقدر الله تعالى بوفائه ( ومن رأى ) أنه حلق شعر إبطه أو عانته فإنه يدل على صلاح دينه وقيل حلق الإبط حصول مراد ( ومن رأى ) أنه ينتف إبطه كان أجود وإن رأى أن شعر إبطه قد طال فإنه مكروه في الدين وإن رأى أن شعر عانته قد طال فهو سلطان أعجمي يصيبه ليس معه دين وقيل : طوله دناءة الفرج وفساد ( ومن رأى ) أنه ينتف عانته فإنه يغرم مالاً أو يبذره في غير محله . ( وإن رأى ) أنه أزال شيئاً من ذلك بالنورة ، فإن كان غنياً ذهب ماله وسلطانه وقيل يذهب ماله في ابتياع عقار وإن كان فقيراً استغنى وفرج الله عنه وإن أزال البعض وترك الباقي فيزول من نعمته شيء ويتأخر شيء وقيل عزه يزول وتستمر نعمته وقيل إن رأى أنه حلق عانته بالموسى فهو محمود وإن رأت المرأة ذلك أصابت من زوجها خيراً ( ومن رأى ) أن شعره تجعد فحصول خير ومنفعة وإن كان في الرق فلا خير فيه ( وإن رأى ) ذلك عالم فليس بمحمود ( ومن رأى ) أن شعره كان مجعداً ثم انصلح فإن كان عبداً عتق وإن كان غير ذلك فليس بمحمود وقيل طول شعر الإبط إذا تجاوز حده يؤول بالأولاد ( ومن رأى ) أنه ينتف من صدره أو من قفاه شعراً فإن كان عنده أمانة يؤديها لصاحبها وقيل شعر العانة حصول ضرر وأمان ( وإن رأت ) المرأة ذلك فهو محمود وقيل إن رأت المرأة أنه قطع فهو حصول هم وغم وضرر ( قال جعفر الصادق ) : رؤيا حلق الرأس تؤول على خمسة أوجه : حج وسفر وعز وجاه وأمن لقوله تعالى : ! ( محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ) ! أما إذا كان من أهل الدولة فليس بمحمود إلا أن يكون من عادته حلق الرأس في الجمعة مراراً فليس هو رديئاً وقيل طول الشعر إذا تجاوز حده ضعف عن القيام بأهله وقيل شقاوة وقيل كثرة أطفال وخوف وهموم وقال بعض المعبرين : إن رأى أنه حلق رأسه ما لم يكن في حرب فإنه يستغني ويقوى بعياله وهو محمود ولا بأس به فإن كان في حرب فليس بجيد وقيل إن كان في الأشهر الحرم يكون كفارة للذنوب وقضاء للديون وزوال لهمومه وغمومه وقيل موت أحد الوالدين أو كلاهما وقال بعض المعبرين : إن رأت امرأة ذلك فإنها تكون آمنة في نفسها وربما لا تلد أبداً . ( وإن رأى ) أن شاربه حلق أو حف فإنه يصيب خيراً وإن كان مديوناً قضى الله دينه ونقص الشارب على كل الوجوه محمود وزيادته مكروهة ، فأما نقصه فيؤول على ثلاثة أوجه : عبادة واتباع سنة وخروج من هم وضيق وزوج أو يسر وأما طوله فيؤول على أربعة أوجه : شرب مسكر حرام ومنع زكاة وإنكار وديعة وهم وغم ( ومن رأى ) أن أحداً يجذبه بشاربه فلا خير فيه وقال بعض المعبرين : الكلام في الشارب سواء كان في الذم أو الشكر إنما هو الذي فوق الشفة لا من جانبيه وأما طوله من الجانبين في حق ذوي المنصب من أهل الشوكة فوقار وهيبه وأما في حق غيرهم فليس بمحمود ( وإن رأى ) أن شاربه أبيض فإنه ينوى أمراً ثم ينبو عنه ( وإن رأى ) صغيراً نبت شاربه يدل على نشوه وكبره ( وإن رأى ) أن امرأة نبت لها شارب فإنها تلد غلاماً وإن لم تكن حاملاً أو كانت عقيمة فإنها لا تلد ( وإن رأى ) ذلك من هو في الرزق ما لم يكن فيه عيب فهو ذلك . ( فصل في رؤيا اللحية ) من رأى لحيته طالت فوق قدرها فذلك هم وغم وقيل دين ونادمة وخفة وقلة عقل أو عدم تدبير وبلاهة ( ومن
____________________
(1/651)
رأى ) أنه يجدب لحيته إلى أسفل فإنه قرب أجله ونفاد عمره وقيل ندم وحصول مصيبة ( ومن رأى ) بعض لحيته قلعت وصار مكانها ناقصاً أو رأى أنه صار أجروداً فإنه نقصان في حقه من جميع الوجوه ( ومن رأى ) أنه نقص من لحيته ورأى منها نقصاً غير شين فإن ذلك دليل على نقصان همه وغمه وقضاء دينه ( ومن رأى ) أن لحيته حلقت ففيه وجهان وقال بعضهم يدل على أنه إن كان مريضاً برئ ، وإن كان مديوناً قضى دينه ، وإن كان مهموماً ذهب همه وغمه وقال آخرون : إن رؤيا ذلك مكروهة جداً ( ومن رأى ) أن أحداص قبض على لحيته من غير إيلام فإنه يكون منقاداً له في جميع أموره وذلك هو المتصرف في جميع تعلقاته وقال بعضهم : ليس ذلك بمحمود ( ومن رأى ) أنه يقرمط لحيته بأسنانه فإنه يدل على البلادة وخسافة العقل وإن أدخلها فمه من غير قرمطة يدل على أنه ولوع وليس في ذلك ما يذم ولا يحمد . ( ومن رأى ) لحيته تناثرت من الضعف فإنه يدل على موته فجأة ( ومن رأى ) أنه مشط لحيته وطيبها فإنه يدل على إحداث تفكره في مصلحته وتباشر أموره وإن رأى الغير فعل ذلك به فنظيره وإن فعل هو بالغير فيكون هو الفاكر وأما حلق اللحية في أيام الحج أو في الأشهر الحرم فتعبيره كتعبير حلق الرأس كما تقدم ( ومن رأى ) أن لحيته قد شابت من ثلاث شعرات إلى غالبها فإنه زيادة في أبهته وحرمة ووقار وإن رأى أنها صارت بيضاء جداً فإنه ضعف في القوة وقلة حزمة ونقصان في المال ( ومن رأى ) أن امرأة نبت لها لحية فإنها تؤول على سبعة أوجه : إن كانت حاملاً أتت بولد ذكر ، وإن لم تكن حاملاً لم تلك أبداً ، وإن كان لها ولد يسود قومه ، وإن كانت أرملة فإنها تتزوج ، وإن كانت متزوجة فإنها تصير أرملة وهم وغم وهتك وفضيحة ، وقيل جذب اللحية يدل على حصول ميراث . ( ومن رأى ) أنها شابت فإنه يرى ما يكره وقيل يقهر من رئيسه ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : رؤيا الشيب للشباب تؤول بقدوم غائب ( ومن رأى ) أنه ينتف شيبه فإنه يخالف السنة ويستخف بأهل الخير وقيل إن الشيب طول عمره لقوله : ! ( ثم لتكونوا شيوخا ) ! ( ومن رأى ) لحيته بيضاء وفيها بعض قليل من السواد فهو على ثلاثة أوجه : إن كان له غائب فهو مولع وربما يقدم عليه ويأتيه ولد ذكر أو طول حياته ( ومن رأى ) أن شعره صار نباتاً من النباتات فإنه تغير حال وقيل فقر وذلة وأما الخضاب في اللحية فإنه يدل على خفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس ، وربما دل على التصنع والرياء إذا خضب بخلاف المسلمين ( ومن رأى ) أنه خضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس ، فإن علق الخضاب ستر الله العيب عنه ( ومن رأى ) أنه يختضب بطين وما أشبه ذلك مما لا يكون التخضيب به فإنه يغطي حاله بمحال بحيث لا يختفي على الناس أو يصيبه مكروه وجزع لقول الناس لا تختضب بغير حناء وكذلك في جميع الأعضاء ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : خضاب أصابع الرجل بالحناء يؤول بكثرة التسبيح ، وللمرأة يؤول بإحسان زوجها إليها ، وإن رأت كأنها خضبت أصابعها لا يظهر حبها وإن رأى الرجل أنه مخضوب خضاباً شيئاً فإنه كثرة في معاشه ( ومن رأى ) أنه يديه مخضوبة بالحناء فإنه يظهر حذاقة في صناعته ويطلع على ملكه الناس ولا خير في نقش اليدين ولا بأس به للمرأة وقيل رؤيا الشعر إذا كان في الجسد وطال طولاً زائداً حتى فتله يدل على حصول مال وافر من كسب وإن رآه أبيض فإن طعامه قد سوس وإن رآه تناثر فإنه ذهاب مال وإن رأى أنه دهن شيئاً من شعره سواء في اللحية أو في الجسد أو في الرأس فإنه زينة ما لم يسل فإن سال فهو هم وغم وقيل من دهن شيء له رائحة فذلك ثناء حسن وقيل من رأى أنه بل شعر رأسه أو لحيته بماء وهو سايل ما لم يكن فعل ذلك واجباً فإنه يطلع على غيره أو غيره يطلع عليه . ( ومن رأى ) أنه تمشط فسقط منه قمل أو نحو ذلك فإنه ينفق مالاً من ميراث ( وإن رأى ) أنه حلق ما تحت اللحية أو حلق قفاه فإنه قضاء دين وقال بعض المعبرين : من رأى أنه نبت على لسانه شعر فإنه حكمة وبيان وشعر وفظنة إلى أن يخرج عن الحد فيعود إلى الهم والحزن وقيل إن الشعر من حيث الجملة مال وقال بعض المعبرين : شعر الجفن والأذن والنف جيد ما لم يتجاوز الحد وقال أيضاً : إذا أزال الإنسان الشعر من مكان يقتضي الإزالة فلا بأس به ، وإن أزاله من مكان يكون حسناً فيه فليس بمحمود . 4 ( فصل في رؤيا الأعضاء كلها ) أما الرأس والدماغ فهو رئيس الإنسان وفيه وجوه كثيرة سيأتي بيانها قال دانيال عليه السلام : رؤيا الرأس تدل
____________________
(1/652)
على كبير قوم ( ومن رأى ) أن بيده رأسا مقطوعاً يدل على أن كبيراً يأخذ بيده ويحصل له خير ومنفعة ( ومن رأى ) رأساً مقطوعاً وكان ذا منصب وشوكة فإنه ينتقل إلى أعظم مما فيه أو زيادة في أبهة وحكمة ، وإن كان من غير ذلك فحصول مال من غير جهة امرأة أو عز وجاه ( ومن رأى ) أن رأسه بان منه من غير ضرب عنق وما أشبه ذلك فإنه يفارق رئيسه أو أبوية أو معلميه ( ومن رأى ) أن عنقه ضرب وأبان رأسه منه إن كان غنياً نقص ماله ، وإن كان فقيراً استغنى ، وإن كان عبداً عتق ، وإن كان مديوناً قضى الله دينه ، وإن كان مغموماً أو مكروباً فرج الله غمه وكربه ، وإن كان مريضاً شفاه الله ، وإن كان مريضاً ومرضه لا يوجد له طب يدل على موته ( ومن رأى ) أن عنقه ضرب في ملأ عظيم وفي ذلك ما يدل على الشر وحصل بالضرب إيلام فإنه يدل على ارتكابه معاصي عظيمة وربما كان تكفيراً أو مجازاة ، وقد يدل رأس الإنسان على رأس ماله وقال بعض المعبرين : ربما دل على قطع رأس الإنسان على جراحته في الحلاقة أو مفارقته فلنسوته أو عمامته أو هدم غرفته أو حل سقف داره وإن كان في الرق بيع . ( ومن رأى ) رأسه بيده وهو ينظر إليها فإن ذلك تدبير في رأس ماله ومعيشته ( ومن رأى ) أنه ذهب رأسه فإنه يمرض وربما ذهب ماله وقيل من رأى عنقه ضرب فإنه يصيب مالاً عظيماً وإن عرف الذي ضربه نال منه خيراً ويكون الخير على يده ( ومن رأى ) أن رأسه رد إلى جسده يؤول على ثلاثة أوجه : عود مال ضائع أو عوده إلى رئيسه أو يرزق الشهادة ( ومن رأى ) أنه يكلم رأساً أصاب خيراً كثيراً وقال بعض المعبرين : إن أصاب رأساً فإنه يصيب من عشرة دراهم إلى عشرين ألفاً ( ومن رأى ) أنه يلحق رأساً وهو يجري أمامه فإنه مجتهد في كسب المال فإن لحقه فإنه يحصل له ( ومن رأى ) رؤوس الناس مقطوعة في بلد أو محلة أو بيت أو على باب فإن رؤساء الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه ( ومن رأى ) أنه يأكل منهم أو يأخذ شيئاً فهو حصول منفعة ومال وخير ( ومن رأى ) عظم الرأس أو قطعه فإنه يتمكن من عظماء الناس ( ومن رأى ) أنه يأكل رأساً نيئاً ففيه وجهان : قيل حصول مال أو عتب من رئيس ، وإن كان رأسه معروفاً فربما أنه يأكل من رأس مال صاحب الرأس . ( ومن رأى ) رأسه كبيراً فإنه زيادة مال ، وإن كان رئيساً أو ذا منصب فزيادة في الأبهة وإن كان من غير ذلك فخير على كل حال ( ومن رأى ) أن رأسه صغر فبعكس القضية ( ومن رأى ) أنه صار له رأس يؤول على خمسة أوجه : طول في العمر وحكمة في اشتغال ونتاج في الأمور ومشاركة رئيس مصاحبة الأكابر وقال بعضهم : ليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه رأسه شج أو جرح أو سكر أول على ثلاثة أوجه : ولاية وغلب وحدوث في المال وقيل يعبر ذلك في حق رئيسه كما تقدم ومن رأى أن رأسه سمن أو سحم فإنه يوفق للخيرات ( ومن رأى ) أن في يده رأساً فسقط منه أول على ثلاثة أوجه : حصول مال ووسع ولاية وأمر ينكر أو ربما يتعجب منه ( ومن رأى ) أن في يده رأساً غير شين وهو يكلمه فإنه يدل على العدل والإنصاف وقيل الحكمة والمعرفة وإن رأى الرأس وبه بشاعة أو كلمة بما لا يناسب فتعبيره بخلافه ( ومن رأى ) أن رأسه مقسوم في يده فإنه يدل على موت أبويه وإن التقيا يدل على مرضهم ثم يعافيان ( وقال ) جابر المغربي : من رأى أن رأسه صار كرأس الفيل فإنه يلي ولاية كبيرة فإن كان أهلاً لذلك فهو جيد ( ومن رأى ) أن رأسه كرأس الإبل يدل على ارتكابه ما لا يجوز له ، وربما دل على المسكنة والبلاهة والانقياد إلى من هو دونه ( ومن رأى ) أن رأسه كرأس الفيل يحصل له مال ونعمة من جهة السلطان أو ممن يقوم مقامه ( وإن رأى أن رأسه كرأس البغل أو الحمار فإنه حصول بخت جيد وقيل إنه يسابق إمامه في الصلاة لقوله عليه السلام في الحديث المشهور ( ومن رأى ) أن رأسه كرأس البقر فإنه حصول مذلة ( ومن رأى ) أن رأسه كرأس الغنم فإنه يكون الغالب عليه الجهل ( ومن رأى ) أن رأسه كرأس الأسد فإنه يسود في حكمه ويقهر أعدائه وربما يكون حصول انتصاف ( وإن رأى ) أن رأسه كرأس الخنزير فربما يكون ميله إلى الكفرة أو أهل المعاصي أو الرفض وقال بعض المعبرين : من رأى أسه كرأس بهيمة مما يجوز أكلها فلا بأس به ، وإن كان مما لا يجوز أكلها فلا خير فيه وقال أبو سعيد الواعظ : رؤيا كبر الرأس شرف وصغره ضده ( ومن رأى ) أن رأسه كبرت يدل على التزويج إن كان عزباً ، وعلى الغنى إن كان فقيراً ، وإن كان غنياً فكثرة أولاده ، وعلى الظفر إن كان محارباً ، ( ومن رأى ) أن رأسه منكوس فهو خسارة مع ذلة . ( ومن رأى ) أن رأسه صار قزازاً فإنه يدل على هلاكه ، وإن صار ذهباً أو فضة يحصل له مال من العيال ، وإن صار رصاصاً أو قزديراً يكون في أمره مخاطرة وهلاك ، وإن صار جديداً أو حجراً فإنه يخدم الأسافل ، وإن صار خشباً يدل
____________________
(1/653)
على قرب أجله ، وإن صار فخاراً من طين فإنه يدع فعل شيء من أنواع التهديد ( ومن رأى ) أن يرأسه شعاعاً من نار فإنه يؤول على وجهين : حظ ومنصب وظلم وقهر وقال بعض المعبرين : رؤيا الرأس إذا صار كنوع من المعادن والنبات فإنه كان نوعه محبوباً فلا بأس به ، وإن كان غير ذلك فليس بمحمود قال إسماعيل الأشعث : من رأى أن رأسه صار كرأس الطوير فإنه يدل على سفره ، وقال الكرماني : رؤيا رؤوس الحيوان من حيث الجملة مال ورياسة ، فإنه كان مما يؤكل لحمه يكون كسب مال من وجه حل ، وإن كان مما لا يجوز أكله يكون من وجه حرام . وقال جعفر الصادق : رؤيا الرأس تدل على اثني عشر وجهاً : رئيس وكبير جماعة وأب وأم وإمام وأمير وعالم ومال وولد وغلام وجارية وامرأة ( ومن رأى ) أنه أدخل رأس في تنور فإنه يصحب من ليس يحصل به فائدة وكذلك إذا رأى أنه أدخلها فيما لا يحب مثله في اليقظة فتعبير ضده وأما لآذان قال دانيال عليه السلام وابن سيرين والكرماني في رؤيا الآذان امرأة الرجل أو ابنته أو أخته أو خالته من النساء فمن رأى فيها حادثاً أو زيادة فإنه يؤول في المذكورين وقيل إن رأى أنه قطع أذنه فإنه موت إ ؛ داهن أو مفارقتها ( ومن رأى ) أنه دخل في أذنه ما لا يحبه في اليقظة أو حصل منه ما يشوش إنه يسمع ما لا يرضاه ( وقال الكرماني ) : ( من رأى ) أن آذانه زدن عن الحد فيؤول في النسوة ونحوها كما تقدم وإن رأى أنه أصم فإنه يستفيد في دينه ربما يكون له ميل إلى الكفر لقوله تعالى : ! ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) ! ومن رأى أنه ينظف أذنيه من الوسخ فإنه يصل إليه أو يسمع خبراً ساراً بحيث يحصل له منه خير ومنفعة ( ومن رأى ) أنه يأكل ما أخرجه من أذنه فإنه يدل على توبته ( ومن رأى ) أن أحداً وضع أصبعيه في أذنيه فإنه يدل على من يغتاب عائلته وإن رأى أحداً أخرس أذنه فليس بمحمود ( ومن رأى ) أن بأذنيه قرطاً وهو الحلق فإن كان نوعه محموداً في اليقظة فجيد في حقه من ذكر أو أنثى وإذا كان ليس بمحمود فضده ( ومن رأى ) آذاناً كثيرة جداً فإنه يدل على أنه يسمع الكلام ولا يلتفت إليه ولا يعقله لقوله تعالى : ! ( ولهم آذان لا يسمعون بها ) ! وقال جعفر الصادق : رؤية الآذان تؤول على ثمانية أوجه : امرأة سواء كانت زوجته أو قريبته وصاحب صدوق ورفيق موافق وغلام مقبل ومال نافع وهم وغم وفرع وسرور وتوبة ورجوع وأما العينان فيؤولان بالدين وغيره ، فمن رأى أنه أعمى أو انفقأت عيناه فقد صد عن الإسلام بمصعية كبيرة أتاها لقوله تعالى : ! ( رب لم حشرتني أعمى ) ! الآية وقيل إنه يصيب رزقاً واسعاً وسعادة الدنيا لما قاله الناس في المثل السائر : لما سعد فلان عمي وقيل إنه يفقد أولاده لأنهم قرة الأعين لقوله تعالى : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أرواجنا ) الآية وقيل إنه يعمى عن حجته وطلب حاجته قيل يكون قليل المعرفة لا يدرك الأمور ولا يعزف مقدار الناس ( ومن رأى ) أن عينيه ابيضتا فإنه يدل على طول حزنه لقوله تعالى : ! ( وابيضت عيناه من الحزن ) ! . ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : العين دين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى من الضلال ( من رأى ) أن عينيه عينا غريب مجهول فإنه يدل على ذهاب بصره وإن رأى أن عينيه صارتا معدناً من المعادن فإنه لا خير فيه وقيل هم وحزن وربما يحصل له معدن ينتفع به ( ومن رأى ) أن عيناه طمستا فإنه يرجع عن دين الإسلام إلى غيره لقوله تعالى : ( ومن كان في هذا أعمى ) الآية وقيل يحفظ القرآن وينساه وإن رأى أنه كان أعمى ثم أبصر فإنه يهتدي إلى الحق وقال بعضهم : تؤول هذه على سبعة أوجه : حصول دين ومال وأولاد ولقط وبصيرة وإرشاد وشفاء من سقم ( وقال بعض المعبرين ) : رؤية الأعمى تدل على الغربة لقوله عليه السلام : ' الغريب كالأعمى ولو كان بصيراً ' وإن رأى أنه أعمى وقصد من يداويه فإنه يدل على مرتكب ما لا يحل وقصده الإقلاع عن ذلك ، فإن وجد من يداويه وداواه فحصول مراده وإلا فيرجى له التوبة ، وكذلك تعبير عيني المرأة ويراد فيه الزوج وقال بعض المعبرين : من رأى حادثاً في عينه فيؤول على الأولاد فالعين اليمنى ذكر واليسرى أنثى وإن رأى أنه يقود أعمى فإنه يرشد ضالاً إلى الحق . ( ومن رأى ) أنه أعور العين فقد ذهب نصف دينه وأصاب إثماً عظيماً وقيل إنه ينتظر منفعة من أخيه ويرجى له نموها وربما إنه يتخلص من الإثم وقيل إن كان له أخ أو ولد يموت وربما يذهب نصف ماله وقيل يذهب نصف عمره فيصلح ما بقي وقد يكون من أهل الجنة لقوله عليه السلام : ' من عدم إحدى كريمتيه كان جزاؤه الجنة ' كما قال عليه السلام في الحديث الصحي و قال بعض المعبرين : إني لأكره ذلك في المنام لأن إبليس كان أعور وكذلك
____________________
(1/654)
الدجال ( ومن رأى ) أنه أصيب في عينيه وهو ذو يسر وصلاح وليس له ولد ولا أخ فإنه يصاب في ماله العين وقيل يمرض ( ومن رأى ) أن بعينيه رمداً فإنه يحدث في دينه فساد ويشرف على الهلاك فإن نقص الرمد كان النقص في ذلك وإن زاد فكذلك وقال بعضهم : يطلع الناس عليه أمر ينكرون عليه فيه وليس يضره ذلك فيما بينه وبين الله ( ومن رأى ) أن رمده نقص من بصره ظاهراً وباطناً فإن ذلك زيادة في دينه بقدر ما ظهر ( ومن رأى ) أنه يداوي عينيه فيؤول على خمسة أوجه : صلاح في دينه وزيادة في ماله وقرة عين وقدوم أخ من سفره ووجود ولد . ( ومن رأى ) أنه يكتحل وكان ضميره في الكحل أن يتزين به يأتي أمراً يحصل منه زينة وصلاح بقدر ذلك وقيل إن كان عزباً يتزوج أو فقيراً استفاد مالاً حسناً وقيل من رأى أنه اكتحل بالإثمد فإنه يجمع بين امرأتين ( ومن رأى ) أنه اكتحل بما لا ينبغي فإنه يطلب حراماً من فرج أو دبر ( ومن رأى ) أنه يكحل الصبيان بغير الإثمد فإنه يدل على محنة بهم فليتق الله تعالى ( وإن رأى ) بصره دون ما يظن الناس أو يرى كلالاً أو ضعفاً وليس تعلم الناس بذلك فإنه تكون سريرته دون وعلانيته ( ومن رأى ) بعينيه بياضاً فإنه حزن وهم وإن رأى أن بعينيه بياضاً ثم انجلى عنه فإنه يكشف أمراً مغطى عليه وقيل فرح وسرور وقال بعض المعبرين : ( من رأى ) بعينيه بياضاً ثم انجلتا إنه يجتمع بغائب قد طالت غيبته أو بمن يعز عليه وإن كان مهموماً أذهب الله همه وغمه لقوله تعالى : ! ( لما أن جاء البشير ألقاه على وجهه ) ! الآية ( ومن رأى ) في جسده عيوناً كثيرة فإن ذلك زيادة في الدين وربما دل ذلك على نبت دماميل وفتحها ( ومن رأى ) أن عينه الواحدة دخلت في الأخرى فإن كان له ولداً وابنة فليحتفظ أن يمكن الولد من أخته فيفتضها ( ومن رأى ) أنه يأكل من عين فإنه يأكل من ماله ( ومن رأى ) أن بيده عيناً أو عيوناً سواء كن أعين آدمي أو غيره فإنه مال على كل حال وأما الجبهة فهي زين الإنسان ودينه فمن رأى فيها حسناً وجمالاً أو ما يحصل له نتيجة فتأوله في ذلك وإن رأى بخلافه فتعبيره ضده وربما دلت الجبهة على الصلاة والسجود ( ومن رأى ) في جبهته جراحة أو فرحة أو ما ينكر في اليقظة فإنه نقر في صلاته أو لم يتم سجوده ويقابل بكلام سمج . ( وقال ابن سيرين ) الجبهة قدر وجاه لأنها موضع السجود وربما دلت على الولد وإن رأى في جبهته أثر السجود فإنه يدل على زيادة في دينه وتقواه وانتشاره بين الناس وقيل : ( من رأى ) أنه أصيب بجبهته فإنه يحصل له من رجل شغل ما يكره وربما يكون نقص ماله ( وقال الكرماني ) : وإن رأى أن جبهته عرضت فإنه يدل على اتساع المعيشة وزيادة القدر والجاه وإن رأى أن لون جبهته ما يكره نبته فإنه يصير مديوناً فإن تغر لونها بعد النبت أوى تلك الديون ( ومن رأى ) خطاً على جبينه فإنه كان ملوناً يدل حصول ولد يحصل به منفعة ( ومن رأى ) على جبهته آية رحمة تدل على حصول الخير ويرزق الشهادة وإن كانت آية عذاب فتعبيره ضد ذلك ( وقال جعفر الصادق ) : في رؤيا الجبهة تؤول على ستة أوجه : جاه وقدر وعز وعلو منزلة ومعيشة ورياسة وجو وأما الحاجبان فهي وقاية الدين ( قال الكرماني ) : من رأى فيهما جمالاً وحسناً كان جيداً في دينه وإن رأى بخلافه فتعبيره ضده وأما الأنف فقال دنيال : هوجاه ومنزلة وعمر ، فمن رأى فيه زيادة أو نقصاً فعائد على ذلك . ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه يخرج من أنفه مخاط فإنه يدل على حصول منفعة من جليل القدر ( ومن رأى ) أنه خرج من أنفه ذبابة أو ما يشابه ذلك دل على أنه يولد له مولود ( ومن رأى ) أنه دخل أنفه شيء من ذلك فليس بمحمود ( ومن رأى ) أن بأنفه خرقاً وبه ما يجذب إلى أسفل فإنه يدل على تواضعه أو حصول منفعة من امرأة وقال بعضهم : ليس ذلك بمحمود إذا كان في رؤياه ما يدل على الشر ( ومن رأى ) أن بأنفه زكاماً فإن أموره تنعقد وليس ذلك بمحمود ( ومن رأى ) أنه يتكلم من أنفه فإنه زوال نعمة ودولة ( ومن رأى ) أن جلد أنفه تمزق أو ذهب فليس ذلك بمحمد ( ومن رأى ) أنه يقول المعبر جاء من أنفى دم فإن ذلك حصول مال وإن قال خرج يكون ذهاب مال وقد تقدم في الفهرست أن الذي يقصد تعبيراً يراعي اللفظ فيما يقصده كذلك المعبر ( ومن رأى ) أنفه قطع فإنه يؤول على ستة أوجه ختان له ولولده وانحطاط منزلة وموت عاجل ونازلة يكون بها فضيحة وموت ولد أو زوجة وإن رأى أن وسخ الأنف زاد فهو مكروه له وإن رأى أنه نظفه فهو ضده وإن رأى أنفه كبير ثم صغير وتكبب فإنه فقر وحقارة وإن كانت زوجته حاملاً فإنها تسقط وإن رأى أنفه وقع في الأرض فربما يأتي له ابنة وتزول حرمته وإن رأى أنه يغسل أنفه دل على أن في بيته من يخدع امرأته .
____________________
(1/655)
( ومن رأى ) أنه خرج من أنفه حيوان أو طير فإنه يدل على أنه إن كان له دابة تلد ( وقال إسماعيل الأشعث ) : ( ومن رأى ) أن أنفه كبر فإنه يدل على المنزلة وزيادة الشرف ( ومن رأى ) أنه شم رائحة طيبة فإن كانت زوجته حاملاً فإنها تأتي بولد سار وربما يكون فرجاً من هم وغم ، وإن كانت الرائحة كريهة فتعبيره ضد ذلك ( وقال جابر المغربي ) : ( ومن رأى ) أنه ليس له أنف فإنه يدل على موت أقاربه وقيل لا رحم له ( ومن رأى ) أن له أنفين فإنه يقع بينه وبين أهل بيته عداوة . ( وأما الوجه ) فإنه سرور الإنسان وشرفه وقال الكرماني : رؤيا الوجه يؤول بزينة ومعيشة فمن رأى في وجهه عيباً فإنه نقصان في ذلك وكذلك إن رأى أنه زاد زيادة تشين ( ومن رأى ) أن لون وجهه صار أحمر مشرقاً فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل يلد ابنة لقوله تعالى : ! ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا ) ! الآية ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : رؤيا الجبهة والوجه جميعاً تدل على ثلاثة أوجه مال وعز وامرأة حسنة وجاه وقاصد الإنسان والصدغان بانتان شريفتان مباركتان فمهما رأى في ذلك فهو منسوب لهما ( وقال الكرماني ) أيضاً ووافقه السالمي : ( ومن رأى ) وجهه مشرقاً مبيضاً حسناً فإن ذلك بشارة بحسن حاله وصلاح دينه لقوله تعالى : ! ( وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة ) ! وقيل : من رأى وجهه مسوداً فإنه رأى مزاح كذاب لقوله تعالى : ( ويوم القيامة ترى الذي كذبوا على الله وجوههم مسودة ) وإن رأى بوجهه أو وجه أحد غيره عيباً فإنه نازلة تحيط به أو هم أو غم . ( وإن رأى ) أن أحداً عبس في وجهه فإنه يرى ما يكره وإن رأى أنه عبس في وجه غيره فإنه يحصل له منه مكروه ( ومن رأى ) أنه سخم وجهه لا خير فيه وإن كانت امرأة فإن زوجها يموت وأما الشفتان فإنهما مساعدان للرائي فإن الشفة السفلى أزيد من العليا في جميع المعاني وقيل الشفة قرابة فالعليا رجال والسفلى نساء وقيل من رأى أنه شفته العليا انقلعت أو انقطعت فإنه زوال نعمة أو مال وإن رأى ذلك السفلى دل على موت زوجته وربما دل على الطلاق ( وقال الكرماني : من رأى شفتيه وقعتا فإنه يدل على مصيبة من جهة الأب والأم وقال بعضهم : يدل على أنه غمار ( ومن رأى ) أن في شفتيه ما ينكر مثله في اليقظة دل على الهم والغم ( ومن رأى ) شفتيه ملتصقتان ولا يقدر على فتحهما دل على تعقد الأمور وصعوبتها خصوصاً إن أراد الكلام ولم يستطع وتكون المصيبة أعظم وقيل رؤيا الشامة للمرأة عز وجاه وللرجل زيادة مال ( ومن رأى ) أنه بل شفتيه بريق فمه فهو حصول خصومة بين أهله فإن لمي كن له أهل فليس بمحمود في حقه ( ومن رأى ) أن شفتيه أو إحداهما صارت معدناً أو غيره فلا خير فيه خصوصاً إن تجمدا وإن رأى أن حمرتهما زادت فنفاذ أمر وإن رآهما اصفرتا فربما بضعف وإن اسودتا يحص لله هم وغم فيمن يرتجي منه فرحاً وإن رأى أن لونهما غير ذلك من الألوان فليس بمحمد وأما الدق على الشفة فليس بمحمود . ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الشفتين تؤول بالأولاد فالعليا منهم ذكر والسفلى أنثى ، فما رئي فيهما من زين وشين فيؤول على ذلك أما الفم فهو مفتاح أمر الرجل وخاتمته ومجرى أرزاقه وطيب معيشته ومحل قوته فمن رأى أنه أدخل في فمه ما حصل له الدواء به فإنه صلاح في دينه ، وإن كان ما يحصل به الغداء فهو صلاح في دنياه ، وإن كان ما يحصل به كراهية من غير نفع فهو حصول هم وغم ، وإن كان حلواً طيب الطعم والرائحة فيدل على معيشة حسنة ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أي فمه ربط وطبق فإنه يؤول على خمسة أوجه : موت ومرض شديد وغلوبة وخرص وصمت ( ومن رأى ) أن فمه أعوج لا يستطيع رده ولا إدخاله فليس بمحمود ولا غير فيه ( ومن رأى ) أن فمه قد اتسع فإنه محمود جداً وإن رآه ضاق فضده ( ومن رأى ) أن رائحة فمه طيبة فإنه يصدر منه كلام حسن ( ومن رأى ) ضد ذلك فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أن لحم فمه يتناثر فإنه حصول مصيبة وخسارة وإن رأى أنه خرج من فمه شيء يكون نوعه محبوباً فإنه كلام البر وقيل ثناء حسن وإن رأى أنه خرج منه ما يكره نوعه في اليقظة فتعبيره ضده . ( ومن رأى ) أن فمه ختم عليه فإنه لم يعرف الفاعل يحل له فضيحة لقوله تعالى : ! ( اليوم نختم على أفواههم ) ! ( وقال جعفر الصادق ) رؤيا الفم تؤول على سبعة أوجه : منزلة ومأوى وخزانة علم وفتح الأمور وسوق وحاجب ووزير وبواب ( ومن رأى ) أن في فمه لجاماً فربما يعبر بالصوم لأهل التقى وإن كان من أهل الفساد فزجر وأما اللسان فإنه ترجمان الإنسان فمن رأى لسانه طويلاً عند المخاصمة قيل فإنه ظافر وقيل بريء مما يدعى عليه وطول اللسان للحاكم جيد في غاية ما يكون ( ومن رأى ) أن لسانه مربوط يدل على الفقر والمرض وقي الغلبة والمصيبة
____________________
(1/656)
وربما كان ذلك مذموماً من وجوه عديدة ( ومن رأى ) أن له لسانين فإنه يرقى علمين وهو محمود على كل حال ورؤيا ما في اللسان ليس بمحمد وربما يظهر الناس على عيوبه ( ومن رأى ) أنه كان بلسانه رتة ثم تخلص فدليل على حسن حاله ( ومن رأى ) في لسانه ما يؤذيه أو ينكر مثله في اليقظة فليس بمحمود وفصاحة اللسان وحكمة ومنطق وعذوبة الكلام وإن رأى أن لسانه طال فإنه يكثر الكلام وربما يبسط على أحد مضرة ( ومن رأى ) أن لسانه قد أخرجه عن فمه وجعله في يده فإن ذلك دية تصل إليه وإن رأى أنه عض لسانه فإنه ندامة ( ومن رأى ) انه ينظر إلى لسانه فإنه حافظ من الزلل ( وإن رأى ) أن لسانه أسود فإنه يكون شاعراً وإن رأى أنه أصفر فإنه يدل على المرض وأما تغير لون اللسان فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه أخرس أو به ثقل فإنه فساد في دينه ( ومن رأى ) أن لسانه مقطوع فإنه صلاح في دينه وربما يكون قليل الكلام ما لم يكن في مخاصمة فإن كان فيها فإنه يكل عن حجته ولا خير فيه وإن كان مريضاً يموت وإن رأى ذلك ذو شوكة أو صاحب منصب فموت كاتبه أو ترجمانه ، وقيل عزله من سلطانه ، وقيل ذل وخضوع وربما كان اللسان ذكر الإنسان وفخره وصدقاً لقوله تعالى : ! ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ! وأما الأسنان في التأويل فهم أهل البيت والقرائب ، فأما الأعالي فرجال ، وأما الأسافل فنسوة فالناب سيد أهل بيته أو من يناسبه وقيل إن الناب الأعلى الأيمن صبي يقوم مقام أبيه والأيسر دونه وقيل الأيمن عم والأيسر خال وقيل عمر صاحب الرؤيا وأما الثنايا الفوقية فاليمنى أب واليسرى عم وقد يكون أخان أو عمان يقوم مقامهما وغيرهما في النصح والشفقة والرباعيات السفلى ابن عم أو عمة أو بنات أخوات وقيل الضواحك الإخوان وبنوهم وقيل الخال والخالة وبالجملة إن رأى ما يشين الأسنان فإن كانوا من الأعالي عبروا بالرجال ، وإن كانوا من الأسافل عبروا بالنساء وقال بعض المعبرين : الثنايا السفلى أم وعمة والأضراس أجداد وجدات وإن رأى أنه نبت له بجانب شيء من ذاك نظيره فإنه يستفيد ممن نسب إليه من المذكورين أو ممن يقوم مقامه ، واستياك الإنسان دليل على وقوع جدال بين أهل بيته . ( ومن رأى ) أن في أسنانه فلجاً فهو عيب أل بيته يرجع إليه وربما دل ذلك على زيادة الحسن لأنه مستحسن عند الناس وقيل فلج الأسنان ثناء جميل على بيته وكلال الأسنان كلال حال وضعف \ ونقاء الأسنان يدلع لى بذل مال في نفي الهموم وبياض الأسنان وطولها وكمالها زيادة قوة وجاه وإن رأى أنه نبت له سن وهو يؤلمه كان ضراً أو بلاء وإن رأى أن أحداً يقلع أسنانه يدل على أنه يقطع رحمه أو ينفق ماله على كره منه وقال ابن سيرين : إن رأى أن سنه وقع في الأرض فتلقاه يدل على أنه يولد له ولد فإن لم يتلقه دل على موت أحد من أقاربه ( ومن رأى ) أسنانه ممزوجة فليس ذلك بمحمود جداً . ( ومن رأى ) أن أسنانه أو شيئاً منها قد زاد في الطول فهو جيد ومحمود وإن نقصوا أو صغروا فضد ذلك قال بعض المعبرين : صغر الأسنان يدل على الحسن وكبرها يدل على البشارة وقال السالمي : إن رأى أن شيئاً من أسنانه سقط إلى حجره أو صره في ثوبه أو وقعت في يده فإنه يؤول على وجهين : فأما وضع حامل أو استفادة مال ( ومن رأى ) بأسنانه عيباً ينكر فيا ليقظة فإنه يؤول على ثلاثة أوجه هم وحزن وإفلاس وموت وقرابة وضعف همة ( ومن رأى ) أن جميع أسنانه سقطت وذهبت فإنه يؤول على خمسة أوجه : موت جميع أقاربه وطول عمره وذهاب ماله وعيشة رديئة وربما يموت وإن سقطت في حجره أو يده أو فيما يحصل به حفظ فتؤول على عشرة أوجه : حصول مال وكثرة نسل واجتماع أقاربه بمكان وهدم بئر له ووفاء ديون وذهاب مال في مصلحة ومضي ثمانية وعشرين سنة من عمره وحياة مدة اثنين وثلاثين سنة وغرم ثلاثين درهماً إلى ثلاثين ألفاً على حسب المنام وإذهاب مال في نفقة ويستفيد غيره ( ومن رأى ) أنه عدم أسنانه ويتعذر عليه أكله فإنه فقر وحاجة ( ومن رأى ) أنه ينقي أسنانه بخلال أو نحوه فليس ذلك بمحمود . ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه يؤلمه وعالجه ففعله فهو حصول خير ومنفعة ( ومن رأى ) أن أسنانه قلعت ثم عادت إلى مكانها فإنها يحصل له تنافر من أقاربه ثم يعودون لما كانوا عليه وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أسنانه من معدن أو من نبات فإنه يدل على موته وإن رأى أن ليس بفمه أسنان ثم نبتت جدداً فإنه يؤول على ثلاثة أوجه تغيير أموره وحياة طويلة وتدبير في مصالح نفسه ( وقال خالد الأصفهاني ) : من رأى أن ليس بفمه سوى سن فإنه يدل على حياة سنة وإن رأى أزيد من ذلك دون العشرة فتعبيره كل واحدة منهم بسنة ( ومن رأى ) أنه نبت له سن
____________________
(1/657)
بمكانه لا ينبغي نبته فإنه يدل على حصول أمر ليس بمحمود وإن رأى أنه بلع أسنانه أو بعضه فإنه يأكل مالاً يحل له المال سواء كانت له أو لغيره وقال جعفر الصادق : رؤيا الأسنان تؤول على ستة أوجه : أهل البيت ومال ومنفعة وغم ومفارقة ومضرة من الأقارب وأما الصوت والكلام قال أبو سعيد الواعظ : من رأى أن حلقه سد ولا يخرج منه صوت دلت رؤياه على حرصه وتضييقه النفقة على بيته حتى يموت وليس ذلك بمحمود ( ومن رأى ) أنه يتكلم بالعربي فصيحاً فحصول عز وشرف وإن تكلم بالعجمي فإنه يصحب أكابر ويحصل منهم منفعة ، وإن تكلم بالعبراني فإنه يحصل له منه ميراث ، وإن تكلم بالهندي يدل على مصاحبة دنيء الأصل ، ومن تكلم بالتركي يسمع ما يضره ، ومن تكلم بالرومي يكون حريصاً على كسب المال ، ومن تكلم بالفرنجي يحصل له من شغله خير ومنفعة ، ومن تكلم بالأرمني يدل على مصاحبة دنيء الأصل ، ومن تكلم بجميع الألسن يدل على أنه يحصل له دنيا ويكون عزيزاً عند الناس . ( قال جابر المغربي ) : من تكلم بكلام يسوغه العقل وفيه صلاح ومنفعة فهو خير له وإن كان بخلافه فتعبيره ضده ( ومن رأى ) عضواً منه يتكلم يدل على أن أحداً يشهد عليه وقال الكرماني : الصوت صيت الإنسان وذكره بين الناس فإن كان قوياً حسناً فهو فخر وصيت حسن وإن كان بخلافه فتعبيره ضده وليس الصوت الغليظ بمحمود من حق المرأة قيل : من رأى أن صوته ضعيف فهو حصول مذلة وأما العنق والعانقان فموضع الأمانة إلا أن أمانة العاتقين من أمانات النساء فمن رأى الزيادة فيهما دون البدن فهو قوة صاحبهما على أداء الأمانة والدين ( ومن رأى ) نقصاً فيهما فتعبيره ضد ذلك ( ومن رأى ) في عنقه جراحاً أو قيحاً دل على أنه خان الله فيما قلده ( ومن رأى ) طائراً على عنقه فإن كان الطائر حموداً فهو عمل حسن وإن كان غر محمود فضده لقوله تعالى : ! ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ) ! ( ومن رأى ) في عنقه مصحفاً أو حبلاً أو سلكاً فإنه يدل على الفضل والقيام بالعهد والحق والعلم والقرآن ( ومن رأى ) أنه ركب عنق رجل عدو له دل على أنه ركب أمراً معيباً وإن كان المركوب وحمله فإنه يحمله بمؤنته ويشغله في أمره وإن لم يكن بينه وبين أحد عداوة فربما يصاب شيء من ماله أو جاهه . ( ومن رأى ) أنه يحمل شيئاً من الأشياء على كتفه فهي ديون زيادتها ونقصها بقدر ثقلها وخفتها ( ومن رأى ) أنه يحمل رجلاً منافقاً فربما يحمل الخشب فيحمل رجلاً منافقاً ( ومن رأى ) أن في عنقه حية مطوقة به فإنه يمنع الزكاة لقوله تعالى : ! ( سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ) ! ( ومن رأى ) أن في عنقه ما يكره مثله في اليقظة فليس بمحمود ( ومن رأى ) أحداً صكه في عنقه أو هو صك أحداً فلا خير فيهما ( ومن رأى ) أن عنقه طال أو غلظ فهو قوة وقهر لعدوه وقيل كسب مال وعدل وأمانة وحسن القفا يدل على القرار وقيل عنق الإنسان صديقه أو شريكه أو أجيره فمهما رأى فيه يعبر بهم وقيل طول العنق يؤول على أربعة أوجه : نتاج أمره وعدل وولاية وأذان وأما المنكبان فيدلان على الوالدين أو الأخوين أو الشريكين وعلى الرتبة والجمال وعلى الوصف الجميل فمن رأى أنه حدث فيهما حادث فتأويله فيما يذكر من خير أو شر ' وأما العضدان فهما أخان أو ولدان قد أدركا فمن رأى فيهما خيراً أو شراً فتأويله فيهما وقيل العضد قوة الإنسان فإن رآه كما يختار كان زيادة في قوته وإلا فضده لقوله تعالى : ! ( سنشد عضدك بأخيك ) ! يعني نقويك بأخيك ، وقيل العضد ولاية لأن العادة جرت في مصلح الإفشاء أن يقال لذوي الولايات من جملة ألقابه العضدي وأما اليدان فتأويلهما على أوجه قيل إن اليد اليمنى سبب معاش الرجل وماله وكسبه وإخوانه وأخذه وعطائه واليد اليسرى عون الإنسان وصديقه ونفقته يدخره لوقت الحاجة أو شفيق من الأقرباء يساعد على الأمور وطول اليدين زيادة مقدرة وقيل أيضاً ما يقصده في نفسه وقصرهما ضد ذلك وقيل طول اليدين للإمام أو من يقوم مقامه طول حياته وزيادة وقوة أعوان وتصرف في المملكة واستدانة أموال وبسط الحكم ونفاذ الأمر وللتاجر ربح وللسوقي حذق وهو محمود لجميع الخلق إلا للحرامي فإنه مذموم والقصر ضد ذلك . ( ومن رأى ) أن يده قطعت وبانت منه مات أخوه أو شريكه أو صديقه أو كاتبه أو ينقطع ما بينهم من المواصلة والمؤلفة ويتغرب عنه وربما كان قطع اليمين يميناً يحلفه يريد قطع حق إنسان ، وربما كان قطع عمل أو غير معيشته أو كون قاطعاً الرحم وقيل إذا كان الرائي من أهل الصلاح يكون قطعاً عن المحارم أو يصدر منه إيمان غير صادقة وقيل رؤيا قطع اليد تهمة بسرقة أو يكون سارقاً لقوله تعالى : ! ( والسارق والسارقة ) ! الآية ( ومن رأى ) أن يده مقطوعة وهي معه فإنه بمنزلة ما إذا كان سقطت وربما يستفيد أخاً أو ولداً وإذا ذهبت عنه فهي مصيبة وإن كان الرائي
____________________
(1/658)
غريباً أصاب مالاً ورجع إلى بلده ( ومن رأى ) أن يده اليسرى قطعت وصل قرابته في أهله ويرى كل خير ( ومن رأى ) أن يديه أو إحداهما كسرت فإنه يصاب ببلاء في نفسه أو ذهاب ماله أو بموت من يعز عليه أو يناله مكروه من سلطان ( ومن رأى ) أن يديه جمعا عنده فإنه يدل على أعمال البر وكف المعاصي ( ومن رأى ) أن يده برئت منه فإنه فقر من مال أو علم أو ولد أو أخ ( ومن رأى ) أن يديه الواحدة أشد بياضاً من الأخرى فإنه ينجو من السوء ويظفر بمن يخاصمه لقوله تعالى : ! ( اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ) ! الآية وإن رأى أنه يعمل بشماله كما يعمل بيمينه فإنه زيادة مقدرة على شيء لم يكن له ( ومن رأى ) أنه غسل يديه ونظفهما فلا بأس ( ومن رأى ) أن يديه تشققتا فإن كان غنياً ذهب من ماله بقدر ذلك وإن كان فقيراً فعلى وجهين : استغناء أو ضعف . ( ومن رأى ) أن يديه على صدره مبسوطتان فإنه يصل إليه من صاحب له غم وهم وإن رأى أنه قطعت يده من غير ألم فإنه يؤول على أن يهوى ويتعلق قلبه بمحبة أحد لقوله تعالى : ! ( وقطعن أيديهن ) ! وإن رأى أنه ألصق كفيه إلى بعضهما بعضاً دل على اجتماع أقربائه بسبب نكاح وإن رأى أن يديه ترتعدان يؤول على أربعة أوجه : عدم سب وضعف في القوة ومرض وطول حياة وإن رأى أن يديه يبستا فإنه قليل الخير وقيل قطع اليدين طول عمر ( وقال ) إنه أدخل يده تحت إبطه وأخرجها ولها نور فإنه ينال علماً إن كان من أهله وإلا كان ربحاً وخيراً ومنفعة ، وإن أخرجها وبها نار فإنه ينال قوة وغلبة في الأمر الذي هو فيه ، فإن أخرجها وبها ماء فإنه ينال خيراً وزيادة وربما قدم عليه غائب وإن رأى أنه أعسر فإنه يعسر عليه أمره الذي هو طالبه وبسط اليدين يدل السخاء ( ومن رأى ) أنه يمشي على يديه فإنه يعمد على بعض أقربائه ( ومن رأى ) أن يده كلمته كلاماً حسناً فإن معيشته تحسن وإن كلمته كلاماً سيئاً فضد ذلك ( ومن رأى ) أن يده قطعت بسبب جريمة فإنه يؤول على وجهه إما مصاهرة امرأة سوء أو يكون ليس له أمانة وقال إسماعيل الأشعث : من رأى أنه أدار يده على عنق أحد من الصالحين فإنه يدل على هداية من الله تعالى وربما كانت توبة ( ومن رأى ) أنه فعل ذلك مع أهل بدعة فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أنه يغسل يديه بأشنان أو صابون لا يحصل له ما أمله ( ومن رأى ) أنه يمشي على يديه شيء أو خرج منها ذو روح فإن كان نوعه ليس بمضر فلا بأس به وإن كان مضرا فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه أخذ بيد أحد فإنه ينصره ، وإن كان من أهل الملك فربما يسلم على يديه . ( ومن رأى ) أن أحداً أخذ بيده فنظيره ( ومن رأى ) أنه نبت على يده ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود ( ومن رأى ) أن يديه معدن أو نبات فليس بمحمود والذهب ذهاب وقال جعفر الصادق : رؤيا اليد تؤول على اثني عشر وجهاً أخ وأخت وشريك وولد ورفيق وقوة وغنى وولاية ومال وحجة ومصانعة وشغل وأما الكف فإنه يؤول على وجوه ( قال الكرماني ) : من رآه وهو حسن فإنه صالح ( ومن رأى ) بيده كفاً فإنه كف عن المعاصي ( ومن رأى ) أنه يصفق على العادة فإنه يؤول على وجهين : قيل فرح وسرور وقيل لا فائدة فيه وقال بعضهم : وإن رأى أنه يصفق بالعرض فإنه حصول ما يكره وقيل تصفيق ظاهر الكف على باطن الأخرى يدل على الفرقة ولطم الكفوف تدل على حصول مصيبة ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الكف تؤول على ستة أوجه عيش ومال ورياسة وولد وشجاعة وبعد عن حرام والزيادة والنقصان والحسن والشين يؤول على ما تقدم وأما الأصابع فقال ابن سيرين : أصابع اليد اليمين الخمس تدل على الصلوات الخمس : فالإبهام صلاة الصبح ، والسبابة صلاة الظهر ، والوسطى صلاة العصر ، والبنصر صلاة المغرب ، والخنصر صلاة العشاء وأما أصابع اليد اليسرى فتؤول بأولاد أخ و ( قال الكرماني ) : من رأى أنه يشبك أصابعه فإن ذلك عسر وفقر ( ومن رأى ) أنه جمع أصابعه بمكان فإنه صلاح وربما جمع صلاته في قصر وربما دل على جمعية أولاد أخيه . ( وقال السالمي ) : من رأى في أصابع يده اليمنى زيتاً أو شيئاً فتعبيره في الصلاة الخمس وكذلك إن رأى أصابع يده اليسرى فتأويله في أولاد الأخ ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه قطع إبهامه فإنه ذهاب أبهته وإن قطعت سبابته فيدل على قلة مواظبته على الصلاة وإن قطع أصبعه الوسطى يدل على موت رئيس يتعلق به وإن قطع البنصر فهو إتلاف مال إن قطع الخنصر يدل على موت ولد الولد ( وقال إسماعيل الأشعث ) : رؤيا أصابع الرجلين تدل على لازينة واستقامة الأمور فمن رأى فيهم ما يزين أو يشين فتأويله ذلك وإن رأى في أصابعه أعوجاجاً سواء كانوا منسوبين ليديه أو رجليه فهو انعكاس وليس ذلك بمحمود ( ومن رأى ) أن أصبعه نبت مكان آخر فإنه يؤخر الصلاة إلى الصلاة
____________________
(1/659)
الأخرى ( وقال الكرماني : من رأى أن أصبعه معضوض أو مهروس دلت رؤياه على سوء به وربما يؤدبه من فعل به ذلك إن عرفه وإلا فهو يرجع من نفسه ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى أنه يخرج من إبهامه اللبن ومن سبابته الدم وهو يشرب منهما فإنه ينكح امرأة وأختها وقال الأصفهاني : ينكح الأم وبنتها . ( ومن رأى ) أنه يفرقع أصابعه دل على وقوع كلام قبيح بين قرابته ، وقيل فرقعة الأصابع استهزاء ، وربما يرتكب ما لا ينبغي وإن رأى الإمام أو من يقوم مقامه الزيادة في أصابعه فإن ذلك زيادة في طغيانه وجوره وقلة إنصافه وقال جعفر الصادق : رؤية الأصابع تؤول على ستة أوجه : أولاد وأولاد الأخ وخدام وأصحاب وقوة والصلوات الخمس وقال ابن سيرين : من رأى أصابع يمينه أطول من شماله فإنه يبذل المعروف ويصل الرحم وإن رأى كأنه قصير الأصابع وعضديه أطول مما كانتا فإنه سخي شجاع قوي قال أبو سعيد الواعظ : من رأى كأن أصابع يديه قد شلت فإنه يذنب ذنباً عظيماً وقال السالمي : من رأى أن يده اليمنى قد شلت فإنه يظلم ضعيفاً ويضرب بريئاً وإن كانت شماله مات أخوه أو أخته وقال بعض المعبرين : انقباض الأصابع تدل على ترك المحارم وأما أظفار الإنسان فإنها زينته وشجاعته وقوته وزيادة دينه ونقصانه فمن رأى منها ما يشين أو يزين فتأويله في ذلك وقال الكرماني : من رأى أظفاره ناقصة أو مقلوعة أو مكسورة فإنه ذهاب ماله وضعف قدرته وإن رآها متساوية نظيفة فإنه صلاح في الدنيا والدين ، وإن رآها زائدة وطالت طولاً يخاف عليه الكسر فإنه لا خير فيه وقيل هم وغم وخوف . ( ومن رأى ) أن ظفره عاد مخلباً أو برثناً فإنه يعلو على أعدائه وأخصامه ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : طول الأظفار فوق المقدار يدل على إفراط في المقدرة وفساد في الدين وهم وغم ( ومن رأى ) أنه لا ظفر له فإنه يفلس ويقل سببه وقيل رؤية الأظفار إذا كسرت تدل على الموت ، وكذلك إذا رآها صفراً أو خضراً أو زرقاً ( ومن رأى ) أنه يقلم أظفاره التقليم المعتاد فإنه زوال هم وغم وإن جار عليها في التقليم غير العادة فإنه ضعف وقلة مقدرة ( ومن رأى ) أنه نبت له ظفر زائد بمكان لا ينكره منه فلا بأس به وإن أنكره فليس بمحمود وقال بعض المعبرين : رؤية الظفر تؤول على أربعة أوجه : ظفر على الأعداء وزينة وبهاء ومال ودخول شيء في اليد ( ومن رأى ) أنه دخل ظفره شوكة وما يشبه ذلك مما يؤلمه فليس ذلك بمحمود وربما دل على ضعف المقدرة ( ومن رأى ) أنه يفرع بأظفاره على أسنانه فإنه يرتكب أمراً مكروهاً . ( وقال جعفر الصادق ) : رؤية الأظفار تؤول على ستة أوجه قوة ومقدار وشجاعة وولد عاقل ومنفعة ومملوك وأما الصدر فيؤول على وجوه شريعة ودين وغير ذلك ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أن صدره متسع فإنه يدل على زيادة دينه وتقواه لقوله تعالى : ! ( أفمن شرح الله صدره للإسلام ) ! ( ومن رأى ) ضيقاً أو صغراً في صدره فإنه يدل على نقصان دينه لقوله تعالى : ! ( يجعل صدره ضيقا حرجا ) ! ( ومن رأى ) أن أحد عصر على صدره فإنه نقصان في دينه ( ومن رأى ) أن صدره حار فإنه يرى من قومه منفعة ( ومن رأى ) أن بصدره ما ينكر في اليقظة فليس بمحمود وإن رأى ما يحمد فإنه محمود ( وقال جابر المغربي ) : رؤية الصدر تجمل وعلم وحكمة وقال دانيال : ضيق الصدر بخل وهم ووسعة ضده وإن رأى أحد من أهل الملل صدره اتسع فإنه يدخل في دين الإسلام لقوله تعالى : ! ( فمن يرد الله أن يهديه ) ! الآية . ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : ومن رأى في صدره ما يؤلمه فإنه ينفق ماله في إسراف ( وقال الكرماني ) : من رأى أن صدره ضيق فإنه ضيق الخلق لقوله تعالى : ! ( فلا يكن في صدرك حرج ) ! وربما كان من قوة المعاصي لقوله تعالى : ! ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ) ! وإن رآه متسعاً فتعبيره ضد ذلك ( وقال السالمي ) : الصدر يؤول بصندوق الرجل فمهما حدث فيه كان منسوباً له ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الصدر تؤول على ثمانية أوجه علم وحكمة وسخاوة وبخل وكفر وإيمان وحياة وموت ( ومن رأى ) أنه نزع من صدره ما يكره مثله في اليقظة فإنه جيد صالح وربما دل على الصلح مع الأعداء وربما دل على الرفعة وحسن المآب لقوله تعالى : ! ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ! وأما الثديان فهما البنات فمهما حدث فيهما من زين أو شين نسب إليهن فمن رأى أنه نبت له شيء مكانهما دل على زيادة البنات ونقصهما ضده ( ومن رأى ) في ثديه لبناً فإنه زيادة دين ( ومن رأى ) أن في ثديه لبناً فإن كان عزباً تزوج وإن كان متزوجاً فحصول غنى ، وإن رأى ذلك شيخ كبير
____________________
(1/660)
السن فإنه يفتقر وإن رأته صغيرة فإنه طول حياة ، وإن كانت عجوزة دل على موتها وإن عازبة أو بكر فإنها تتزوج ، وإن كانت طفلة جداً فربما تموت وإن رأت المرأة أن حلمة ثديها مقطوعة لا خير فيه وربما ماتت ابنتها وقيل الثدي مكان المال فما رآه يؤول في ذلك وقال بعض المعبرين : رؤيا الثدي تؤول على سبعة أوجه : خزانة ومال وابنة ومعيشة حياة ودين وشفقة . ( وقال جابر المغربي ) : ثدي الرجل يعبر بالمرأة وثدي المرأة يعبر بالبيت وإن رأت امرأة أن لبن ثديها عاد إلى جوفها فإنه هم وغم وإن رأت أن ثديها أصيبا بالنار فإنه يحصل لابنها ضرر من الملك وإن رأت أن لها ثدياً كثيرة فهو على ثلاثة أوجه عائلة ومال وهم وإن رأت أنها معلقة بثديها يدل على ولادتها من الزنى ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الثدي تؤول على خمسة أوجه أولاد صغار وبنات وخدام وأصحاب وإخوة . ( وأما البطن ) ظاهره وباطنه فعند المعبرين على وجوه مال وأولاد وقرابة ومعيشة ( وقال دانيال عليه السلام ) : البطن ظاهره وباطنه مال وقال ابن سيرين رؤيا أولاد وقال الكرماني رؤيا قرابة فمن رأى أن بطنه كبر أو حسن فإنه يدل على زيادة ما ذكر وإن رأى فيه نقصاً أو شيئاً فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أن بطنه شق ونظف وغسل ما به وعاد كما كان فإنه يدل على رضا الله وتوفيقه وسلوكه الطريق الحميدة وصلاح أموره وأمنه من شر الشيطان الرجيم ( ومن رأى ) أنه خرج من بطنه ولداً وابنة فإنه يأتي منه ذلك ويسود أهل بيته وقال جابر المغربي : رؤيا ورم البطن مال ومشقة وحول مصيبة وقال إسماعيل الأشعث : من رأى أن بطنه نقب فإنه لا يأمن من جهة عياله ( ومن رأى ) أن في بطنه ما يؤول فإنه يدل على أن عياله يسرقون وإن رأى أن بطنه خال وما به نقص فإنه يؤول على ثلاثة أوجه العبادة ونقص المال والصوم وقيل وجع البطن يدل على محبة الأقرباء وأهل البيت وقال جعفر الصادق : رؤيا البطن تؤول على أربعة أوجه علم وخزانة وعيش وأولاد وأما الكبد فإنه مال وولد وعلم وكثرة سعة . ( وقال الكرماني ) : من رأى أكباداً فإنهم علوم وربما كانوا أصحاباً يقومون مقام الأولاد وإن رأى أن ذلك يخرج من بيته طائراً في الهواء فإنه كان عالماً ينسى علمه ، وإن كان ذا منصب فإنه يعزل وإن كان له أولاد ماتوا وربما يأخذ الملك ماله وإن لم يكن له مال ففي الجملة ليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه يأكل من كبد أي شيء كان فإنه حصول مال وإن كان مطبوخاً فإنه حلال وإن كان غير ذلك فمكروه ( وقال السالمي ) : من رأى أنه يأكل كبداً فإنه يأكل من مال ولده وقيل : من رأى أكبده قطع فإن ولده يموت لقوله عليه السلام أولادنا أكبادنا ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى في ذلك ما يزينه أو يشينه فهو منسوب إلى ما ذكر وربما دل خروج الكبد من الجوف على الظلم وليس ذلك بمحمود وأما الرئة فإنها فرح الإنسان وسروره فمن رأى في ذلك ما يسر أو يحزن فإنه يؤول بذلك . ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه أعطي رئة فإن كان المعطي معروفاً حصل منه سرور ، وإن كان مجهولاً فلا بد من حصول مسرة ممن ليس يعرفه ( ومن رأى ) أنه أعطى رئة لأحد فإنه يحصل لذلك على يديه مسرة وإن لم يعرفه يكون بشوشاً للناس وقال جابر المغربي : من رأى أنه تأكل رئة فإن كانت مشوية وهي لحيوان يؤكل لحمه فإنه حصول مال بمسرة وإن كانت لمن لا يؤكل لحمه فإنه مال حرام وقيل الرئة رأى الإنسان ( ومن رأى ) أن رئته مزقت فإنه قرب أجله وربما يموت عاجلاً لأن الرئة محل الروح أما الطحال فهو مال أيضاً وقيل دين وربما كان قوام البدن فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك أما الطحال فهو مال أيضاً وقيل دين وربما كان قوام البدن فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك ( ومن رأى ) أنه صار به طحال فإنه يصل إليه مال ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الطحالات من جميع الحيوانات مال فما كان مما يؤكل لحمه كان حلالاً وما كان مما لا يؤكل لحمه كان حراماً وأما الأمعاء فهم قوم الإنسان وأصحابه فمهما رأى من زين أو شين كان ذلك فمن رأى أنه يأكل الأمعاء فإنه يحصل له مال من قومه وربما دل على الولاية وإن رأى أنه يأكل مصراناً فإنه مال أيضاً . ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أن أمعاءه خرجت من بطنه فإنه يموت ولده وقيل توبة وقال جعفر الصادق : الأمعاء تؤول على ستة أوجه : مال حرام وشفاعة وكلام كره وأولاد ومعيشة وشغل وربما كانت رجوعاً عن مصيبة وأما المعدة فعمر ورزق ومعيشة فإن رأى أن معدته قوية صحيحة فهو جيد وطول حياة وإن رأى بخلافه فضده ( وقال جابر المغربي ) المعدة تؤول بالأولاد ( وقال جعفر الصادق ) : المعدة تؤول على ستة أوجه مثل الأمعاء وأما السرة فهي
____________________
(1/661)
عند المعبرين معاملة الإنسان وسروره زوجته فمن رأى بها ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك ( وقال أبي سعيد الواعظ ) : بما تكون السرة ولاية تدل على أن صاحبها يسيء العشرة مع زوجته وأما الأضلاع فنساء فما رئي فيما من زين أو شين كان منسوباً إليهن ( وقال الكرماني ) : الأضلاع أهل البيت من النسوة فمن رأى فيها زيادة كانت زيادة في أهل بيته وإن رأى نقصاناً فضده وتقويم الأضلاع ما لم يخرج عن الحد جيد وانعواجها جداً مذموم وأما الصلب والوتين قوة الإنسان وربما كان ولداً . ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يخرج من صلبه شيء فإنه يرزق ولداً لقوله تعالى : ! ( يخرج من بين الصلب والترائب ) ! وقال السالمي : الصلب صلابة الإنسان وقوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما وأما الظهر فقوة الإنسان وظهره وجاهه وسيده وهلاكه وأخره وفقره وكبر سنه ومصيبته وركبه فمن رأى أنه حمل حملاً ثقيلاً على ظهره فإنه ارتكاب خطايا وأوزارا لقوله تعالى : ! ( وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ) ! وإن رأى على ظهره سلعة ناله دين وحمل الحطب نميمة وسلسلة الظهر أولاد وقال الكرماني : من رأى أن على ظهره ميتاً فإنه يؤول بعيال الميت وقال جابر المغربي : من رأى ظهر عدوه فإنه يأمن من غائلته وأما ظهر العجز فإدبار الدنيا عنه وقال إسماعيل الأشعث : من رأى أنه مكتو على ظهره فإنه دين وصلاح ( ومن رأى ) أنه مستند بظهره على حائط فإنه يدل على ارتكانه لصاحب شوكة وقيل وقوع سفر وحصول مال ( ومن رأى ) أن ظهره انكسر فهو موت رئيسه وقال بعض المعبرين : ( ومن رأى ) أنه حدث بظهره ما يزينه فيؤول على الجاه والقوة وضده . ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الظهر تؤول علي اثني عشرة وجهاً قوة وأصحاب وملك وحجة أب وأم وولد واستمداد وجد وأخ وشقيق وقال بعضهم : رؤيا ظهر الكافر إيمان ، وظهر المؤمن توبة ، وظهر الساحر سلام ، وظهر المنافق إخلاص وأما القلب فهو ذهن الإنسان وذكاؤه وفطنته ودينه وسيد الإنسان ، وقيل ملك حاكم على جماعة ، فمهما رأى فيه من زين أ , شين فتأويله في ذلك وقال السالمي : إذا رأى الإنسان قلباً فهو صلاح في دينه وحسن منطقه ( ونم رأى ) قلبه خطف وذهب عنه فإنه يؤول على أربعة أوجه : خوف شديد وجنون وفساد دين وحدوث مصيبة ومن رأى قلبه أسود وعليه غشاوة ونحوها فهو ضال عن الحق وكثير الذنوب مطبوع على قلبه أعمى عن الهدى وأما مقعد الإنسان وأليته فكسب ومال وشغل ومنفعة ومعيشة فمن رأى في ذلك ما يشين أو يزين عبر به . ( وقال الكرماني ) : وإن رأى في ذلك ما يؤلمه يدل على مصيبة وإن رأى أنه يلحس ذلك لسانه دل على أنه يمدح رجلاً فاسقاً بما ليس فيه وأما الفرج والدبر ففي ذلك وجوه كثيرة عند المعبرين فمن رأى أن لامرأته فرجاً واحداً فإنه يدل على حدوث شغلين له فينتج واحد منهما والآخر يتعطل وإن رأى له فرجاً فإنه يدل على المذلة وإن رأت المرأة أن لها فرجين فربما تؤتى في القبل وإن رأت أنه ينزل من فرجها ماء فهو حصول ولد وإن رأت أن فرجها صار معدناً من حديد أو غيره فلا خير فيه ( ومن رأى ) أن فرج زوجته من خلفها أو لا فرج لها فإنه يدل على تعطيل أمر عجز وذل وقطع الفرج ليس بمحمود وقيل ظفر الأعداء عليه وإن رأت أنه يخرج من فرجها ما يكره نوعه فهو ولد لا خير فيه وإن كان نوعه محبوباً فهو ولد صالح ( ومن رأى ) أنه ينظر إلى فرج امرأة فإنه فرج من شدة ويخرج من ضيق إلى سعة وقيل : إن رأت امرأة أنه يخرج منها نار فإنها تلد ولداً ملكاً وإن رأت أنه يخرج منها سمسم فإنه يدل على أن زوجها يكتم حبها وإن رأت أنه خرج منها خبز فإنه يدل على فقر وإفلاس وحاجة ومهما رأت في فرجها من شين أو زين فهو عائد عليها وإن رأى أنه يفوح من فرجه رائحة عطرة فإنه طاهر من الرذائل والخبيثات ( ومن رأى ) ضد ذلك فضده ( ومن رأى ) على فرج امرأة معروفة حيواناً يلعق منه أو يمصه أو يحوم حوله فإنه يدل على أنها فاسقة لا خير فيها ، وإن كانت مجهولة فليس بمحمود للرائي وقيل دنيا يحرم عليها من لا عقل له . ( وقال الكرماني ) : لا بأس برؤيا الدبر فمن رأى ذلك فإنه يدل على ظفره بحاجته ( وقال السالمي ) : كيس ومخزن وبيت مال وحانوت ومقعد وراحة ومقصد فمن رأى فيه ما يزينه أو يشينه فتعبيره في ذلك ( ومن رأى ) أنه يخرج من دبره ما لا ينبغي أو يدخل فيه مثله لا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يفوح منه رائحة عطرة فإنه ثناء وذكر جميل وإن رأى ضد ذلك فضده وأما الذكر فهو ولد وذكر وسمعة قال دانيال : من رأى أن له ذكرين أو ما يزيد عن ذلك فإن ذلك زيادة وإن رأى أن ذكره قطع بيد أحد فضد ذلك وإن قطعه هو فإنه لا يولد له ولد وإن رآه ضعف وقلت قوته فليس
____________________
(1/662)
بمحمود وقال ابن سيرين : ( ومن رأى ) أن ذكره كبر وضخم فإنه زيادة في سلطانه وماله وولده وأبهته خصوصاً إن كان وزيراً وإن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أنه قلع ذكره ثم وضعه مكانه كما كان فإنه يموت له ولد ويرزقه الله غيره يقوم مقامه ( ومن رأى ) شخصاً يحلب ذكره أو يمصه فإنه ينال منه منفعة ( وقال جابر المغربي ) : حركة الذكر وانتصابه تدل على زيادة المال وعظم الأبهة وكثرة الأولاد ( ومن رأى ) أنه ورم فنظير ذلك ما لم يكن به وجه ( ومن رأى ) أن أحداً يضرب ذكره فإنه لا خير فيه للضارب ( ومن رأى ) أن ذكره مربوطاً له فإنه يكتم الشهادة ( ومن رأى ) أن ذكره صار جماداً فإنه موته وإن صار حيواناً أو نباتاً فإن كان من المحبوبات فلا بأس به وإن كان من المكروهات فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه خرج من ذكره شيء من ذلك فهو ولد فما كان نوعه محبوباً كان الولد جيداً وإن كان مكروهاً فضده . ( وقال الكرماني ) : من رأى أن ذكره قد انقطع فيؤول على أربعة أوجه موت أو قطع ذكره من بين العالم واسمه أو موت ولده أو ذهاب ماله وقيل يسافر سفراً بعيداً ( وقال السالمي ) : يؤول على ثلاثة أوجه انقطاع نسل وربط وإن كان له ولد مريض برئ ( ومن رأى ) ذكره خرج من صلبه وصار فريداً فإن ذلك غلام يولد له وربما يموت وينقطع ذكره من المكان الذي هو فيه ( ومن رأى ) ذكره صغر أو حصل به رخاوة أو فقده وهو يستر ذلك ويكتمه عن الناس فإنه فقر وحاجة له وإن رأى أن ذكره في جراحة فإنه كلام يقال فيه ويقبح ذكره ( ومن رأى ) أنه ختن فإنه صلاح في دينه وكذلك إن رأى له ختانين ( ومن رأى ) أن ذكره انتشر وانتصب فإن الحاجة التي هو طالبها تقضى لآن الذكر لا ينتشر إلا عند الحاجة ( ومن رأى ) أن ذكره شطر نصفين وصار النصف الواحد قائماً والآخر رخواً فإنه يؤول على أربعة أوجه : تعطيل في الأمور وإن كان له ولدان مات أحدهما وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإن كانت زوجته حاملاً تلد ولدين ويموت أحدهما . ( ومن رأى ) أن ذكره دخل في جوفه دل على أنه يكتم الشهادة ( ومن رأى ) أن ذكره جمع حتى صار كالكلبة فإنه يؤول على ستة أوجه مال وادخال بحيث لا ينفع وقصر أولاده وعجزهم عن إدراك ما بلغه من المناصب ومولود فيه نقص وعاهة ونقص عمره وتعسير أموره وتكدر في جاهه وإن رأى أن ذكره استحال فإنه عجز بعد قوة ( وقال جعفر الصادق ) : رؤياه الذكر تؤول على ستة أوجه أولاد ومال وجاه وقوة وولاية وعز ودولة وأما الخصيتان فيؤولان بالبنات وبالمعيشة وبالصيانة وبالعكس والوقاية فما رئي من زين أو شين كان منسوباً لذلك ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الخصيتان هما ابنتان فتأويلهما بالصلاح والفساد يرجع إليهما وقيل إن رآهما عظيمين يؤول على امتناعه من أشر أعدائه ( وقال السالمي ) : من رأى في خصيته خللاً فإن أعداءه يظفرون به ، فإن رآهما في يدي رجل ظفر به عدوه , عن رأى كأنهما بانتا منه بغير ألم ووهبهما لأحد فإنه يولد لغيره ولد فإن فيه نسب إليه وانتزاعهما موت الأولاد ( وقال الكرماني ) : رؤيا الخصيتين تؤول على ثلاثة أوجه : سكون وأولاد ومعيشة . ( وقال جابر المغربي ) : قطع الخصيتين تؤول على خمسة أوجه : قطع الأولاد الإناث حتى لا يولد إلا لذكر وميراث من مال ودية وظفر الأعداء به وقلة الحركة والأمانة وقيل رؤيتهما تدل على الإناث من القرابة ( ومن رأى ) أنها قطعها وكان عنده مريض فإنه يموت ، وربما تكون مفارقة زوجين وقال بعض المعبرين يدلان على المال ، فإن كان مظلوماً فإنه أخذ منه ألفان أو مائتان أو ديناران على قدر حاله ، فإن لم يكن في شيء من ذلك انقطع نسله ونفد رزقه وتعطلت معيشته ونعمته وقيل اليمنى ولد ذكر واليسرى أنثى وقال بعض المعبرين : جميع الخصي من الناس والحيوان مال ، فمن حصل له شيء من ذلك أو ذهب منه يؤول بالمال وقال بعضهم : الخصيتان يؤولان بالخدم ( ومن رأى ) أنه نبت شيء من ذلك في غير محله وذهب فإنه يحصل له مال من غير وجهه ويصرفه في غير محله وأما الفخذان فقوة الإنسان ومكسبه ومعيشته وقومه وعشيرته فما ري في ذلك مما يزين أو يشين فهو منسوب لذلك . ( وقال الكرماني ) : من رأى أن فخذه قطع فإنه يفارق أهله ويموت غريباً فاليمين يدل على قرابة الأب والشمال يدل على قرابة الأم ، فمن رأى أن شيئاً من لحمه مزق فإنه حصول مصيبة لمن نسب إليه وقال جابر المغربي : من رأى أنه ربط فخذيه بحبل فإنه يكون مجتمعاً بأقربائه لا يفارقهم ( ومن رأى ) أن فخذه تحول معدناً أو نباتاً فإنه تعطيل أمر هو طالبه أو حدوث ما يكره قومه له وقال جعفر الصادق : رؤيا الفخذ تؤول على أربعة أوجه أهل بيت وأصحاب وحشم
____________________
(1/663)
ومال ، وأما الركبتان فهما لكل إنسان معيشته ومطلبه فما رئي في ذلك من شين أو زين فيؤول على ذلك وقال الكرماني : الركبة قيام الإنسان بشغله فميزها على كثير من الأعضاء واستحسنها ونعوذ بالله من الحادث فيها وأما نفس الرمانة وعينها فتؤول عنه بعضهم برأس المال وأما الساقان فهما مال الإنسان ومعيشته واعتماد سلوكه وسياقه فما رئي في ذلك مما يزين أو يشين فهو منسوب لهما . ( وقال جابر المغربي ) : ساق الرجل يؤول بالمرأة وساق المرأة يؤول بالرجل فمن رأى أن ساقه التفت بساق آخر فهو علامة الهلاك وقال بعض المعبرين : من رأى ساقه حسن فإنه يساق لأمر يكون فيه سليماً وإن رآه قبيحاً فإنه يساق إلى أمر مكروه وقال بعضهم : من رأى في ساقيه تعطيلاً أو ما ينكر مثله في اليقظة فإنه يعذر في جميع ما هو قائم به ( ومن رأى ) أن ساقه خشب أو معدن فإنه يضعف عن طلب رزقه والتماس معيشته وإن كان له عبد أو دابة ذهبت عنه أو هلاكه وأما الرجلان فهما الأبوان أو جملة أو ما يقوم عليه الإنسان في مكانه من الرزق أو يحمل عليه من الدواب ويحتوي عليه من ثروة أو سفر فما رآه في ذلك من زين أو شين كان تأويله فيهما وقال دانيال : من رأى أن رجله الواحدة قطعت أو كسرت فإنه يدل على ذهاب نصف ماله أو موت زيد أبويه ( ومن رأى ) ذلك الحادث في رجليه فإنه يدل على سفره أو ذهاب ماله أو موته ( ومن رأى ) أن رجليه شدا وربطا فإنه يصل إليه ممن فعل به ذلك خير ومنفعة وإن رأى أنه بفرد رجل وأنه يسير عليها مجداً فإنه يعتمد على من لا يحصل هـمنه نتيجة ويكتفي بغيره عما أمله منه وزيادة ( ومن رأى ) أن رجله شدت إلى خشب فهو محمود ( ومن رأى ) أن رجله تحولت رجل شيء من الحيوان فهو دليل القوة قال بعض المعبرين : يتعين على من رأى أن رجليه كسرتا أن لا يقرب ذا سلطان أبداً . ( ومن رأى ) أن رجله تتوثب فإنه يطلب الزوج ( ومن رأى ) أن برجليه ما يؤلمه وليس يعلم مكانه فإنه يدل على نقصان ماله بحيث لا يشعر بسببه ( ومن رأى ) أن له أرجلاً كثيرة فإن كان في قصده السفر فإنه يسافر ، وإن كان فقيراً يستغني ، وإن كان ذا حاجة قضيت ، وإن كان مريضاً شفي ( وقال جابر المغربي ) : ( ومن رأى ) أن رجليه صارتا كأرجل الطيور قهر محمود وإن رأى أن رجليه منقشين لا خير فيه ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الرجلين تؤول على سبعة أوجه : عيش وغمر وسعي ومال وقوة وسفر وامرأة وأما القدمان فزينة مال الرجل وأعمال بره وسره وأصابعهما جواريه وغلمانه فما رأى فيهما من زين أو شين فإنه يؤول في ذلك وأما العظام فمال الرجل الذي منه معيشته والعبيد والدواب فمهما رآه في ذلك من زين أو شين يؤول فيهم . ( وقال ابن سيرين : العظم ) مال ومعيشة فمن أصاب شيئاً فإن كان عليه ما يستره فإنه زيادة في ذلك ( وقال الكرماني ) : ( ومن رأى ) أنه شد عظماً مكسوراً فإنه حصول أبهة وقوة وسحق العظم فيه خلاف منهم من قال إنه محمود ومنهم من قال غير ذلك ( وقال السالمي ) : العظام تؤول على أربعة أوجه دين ومال وعظمة وأبهة وقال بعضهم : جميع العظام سواء كانت لإنسان أو لدواب فهي مال ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : رؤيا جميع العظام إن كانت لإنسان ميت فإنه يدل على اتباع سنة أو حصول مال من جهة ، وإن كان معروفاً يدل على اكتساب من ماله ، وإن كان مجهولاً فحصول مال ومنفعة ، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل فإنه حصول مال حلال ، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فحصول مال ومنفعة ، وإن كان العظم لحيوان فإن كان مما يؤكل فإنه حصول مال حلال ، وإن كان مما لا يؤكل لحمه فهو حصول مال حرام ، وأما المخ قال دانيال مخ الرأس والعظام مال مخفي فما كان منسوباً إلى ما يؤكل لحمه فهو حلال وما كان منسوباً إلى ما لا يؤكل لحمه فهو حرام وقال ابن سيرين : ( ومن رأى ) مخه ظهر في أنفه على الأرض فإنه ذهاب رأس ماله . ( ومن رأى ) إن رائحة مخه كريهة لا يؤدي الزكاة وإن رآه بضد ذلك فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أنه أكل من مخ إنسان ميت فإنه يؤكل من ماله بقدر ذلك وإن كان مجهولاً فحصول على منفعة على كل حال وقال بعض المعبرين : لا بأس برؤيا المخ خصوصاً إن أكل منه ( وقال جعفر الصادق ) : ورؤيا المخ تؤول على ثلاثة أوجه : مال مخفي وعقل راجع وصبر مشكور وأما العصب والعروق فهو مؤلف أمره وسائل أهل بيته وأنسابه وعصبته فمن رأى في ذلك ما يزين راجع وصبر مشكور وأما العصب والعروق فهو مؤلف أمره وسائل أهل بيته وأنسابه وعصبته فمن رأى في ذلك ما يزين أو يشين فتأويله في ذلك فمن رأى أن عصباً من أعصابه أو عرقاً قطع أو يبس فهو على وجهين إما خلل فيما ذكر أو موت ( وقال الكرماني ) : من رأى أن أعصابه وعروقه زادت فإنه تكثر عصبته وحشمه ونسله ( وقال أبو سعيد الواعظ ) :
____________________
(1/664)
العصب والعروق من سائر الحيوان جميعه أمر يحصل به منفعة وقيل قطع العروق غرامة وأما الجلد فهو زينة ورياسة وستر وبركة ومعيشة ومؤنة وحياة وكسوة فمن رأى في ذلك ما يزين أو ما يشين فيؤول عليهم وقال دانيال : من رأى لون جلده تغير بلون غيره ما يكره مثله في اليقظة فإنه هم وغم ( وقال ابن سيرين ) : من رأى جلده ثخن فإنه يؤول على ثلاثة أوجه استهزاء بالناس وعدم التفاته لهم وزيادة في المال وطول حياة وجمال في الملبس ( وقال الكرماني ) : جميع لود الحيوان مال فمن رأى جلد البعير فهو مال من جهة ميراث وما كان من جلد ما يؤكل لحمه فإنه مال حلال وما لا يؤكل فمال حرام ( ومن رأى ) أنه يسلخ جلداً فإنه يداوي الأمور المهملة المفروغ عنها ويصير على النظام والسداد ويكون مصلحاً بين الناس والله أعلم . ( الباب العشرون ) ( في رؤيا ما يلحق الإنسان من الأمراض والقروح والنوابت والبرص والجرب وجميع الآفات ) ( قال الكرماني ) : الضعف والمرض ليس بمحمود لأنه فساد في الدين لقوله تعالى : ! ( لئن لم ينته المنافقون ) ! الآية وربما كان يكثر الأباطيل ، وقيل : من رأى أن مرضه طال فإه يلقى الله على خير حاله ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه مرض من غير ألم فإنه يرى قرة عين ولا يموت تلك السنة وقال بعض المعبرين : المرض هم وغم وربما أنه يخاف من أشياء يرجوها وإن رأى المريض أنه عاد صحيحاً وهو يكلم الناس أو يكلمونه فهو برء وحصول شفاء وإن رأى ذلك وأنه لا يتكلم مع أحد وهو خارج من منزله ربما دل على موته ( ومن رأى ) أن ذا سلطان مريض فليس بمحمود في حق الرائي وإن كان بينه وبين أحد خصام فإنه مغلوب وإن رأى هذه الرؤيا من هو في حرب أصابه في أعضائه جراحة ( وقال جابر المغربي ) من رأى أنه ضعيف فإنه يفرط في أداء الفرائض وإن رأى عليه حق لا يقوم به وقيل الضعف ضعف القدرة وضعف الهمة وليس ذلك بمحمود إلا أن يرى الإنسان أن زوجته ضعيفة فإنه صلاح في دينها ( ومن رأى ) أنه هزل لا خير فيه ولا بأس للضعيف أن يرى نفسه سميناً ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من كان مريضاً فرأى شيئاً من البهائم فهو جيد في حقه ولا خير فيمن يرى أنه نقص له شيء من المرض وقال أيضاً : رؤيا المرض فرج من غم وظفر على الأعداء وإصابة مال وإذا رأى في المنام ما يدل على الخير وأراد بذلك أن المريض ينتظر الشفاء والمظلوم ينتظر الظفر وذكر قبل ما به خصب سائر الورى إلى آخره هذا إذا كان مع فقر وانخضاع وأما الأغنياء فهو فقر وحاجة وليس لهم ذلك بمحمود وقال بعض المعبرين : الورم حبس خصوصاً إن كان الضعيف يشكو منه فالمصيبة أعظم . ( وقال دانيال ) : متى رأى أنه ضعيف برأسه فإنه يدل على أنه يرتكب معاصي كثيرة فليتب إلى الله ويرجع ويتصدق فلعله يغفر له لقوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ) الآية ( ومن رأى ) أن جبينه يؤلمه فإنه نقصان في جاهه ومنزلته ( ومن رأى ) أن في عينه ضعفاً فإنه نقصان في رزقه وهم وغم وحزن وقد تقدم بعض الكلام في الأعضاء على ما يتعلق بالعين وأما إذا رأى أحداً يداويه أو يكحله فإنه يدل على الخير والصلاح ( ومن رأى ) أن أذنه بها وجع فإنه يستمع ما يكره من أعدائه ( ومن رأى ) أن أنفه يؤلمه أو به ما ليس يحمد مثله في اليقظة فإنه يصل إلى مضرة ( ومن رأى ) أن لسانه يؤلمه فإنه وبال في حقه وربما يكون كذباً ( ومن رأى ) أن في فمه ضعفاً وألماً إنه ينكر على كلامه الذي يتكلم به ( ومن رأى ) أن في فمه ضعفاً وهو يؤلمه فإنه هم وغم من جهة أقربائه ( ومن رأى ) أن برقبته وجعاً وهو يؤلمه فإنه يكون عنده أمانة أهملها ولم يوف بذلك ( ومن رأى ) أن قلبه ضعيف وبه ألم فإنه يأكل الحرام ( ومن رأى ) أن ظهره به ضعف فإنه لا خير فيه وربما إن كان كبير سن يحصل له ما يغمه وربما دل على الذلة ( ومن رأى ) أن بجنبه وجعاً فإنه يدل على تكدر القلب والخاطر من جهة قومه وضيق صدره ( ومن رأى ) أن بكبده مرضاً وهو يؤلمه فإنه يكون قليل الشفقة على عياله وليس عنده التفات إليهم ( ومن رأى ) أن بيده مرضاً فإنه يجفو أخفاه أو شريكه أو صديقه ( ومن رأى ) أن بأصابعه ضعفاً وألماً فإنه يكون مقصراً في صلاته ( ومن رأى ) أن صدره ضعيف
____________________
(1/665)
وبه ألم فإنه يكون مهملاً في حق عياله ولا يرضيهم في قوتهم ( ومن رأى ) أن أبويه ضعفا وقد هزلا أو أحدهما فلا خير فيه وقيل إدبار دنيا عنه ( ومن رأى ) كأنه يخدم ضعيفاً فإنه يكسب الجر والثواب وقيل يتقرب إلى فاسد الدين بما يحسن برأيه وهو في ذلك مذموم ( ومن رأى ) أن بصدره ألماً من سعال وخرج به بلغم فإنه يشكو حاله لأحد بسبب ماله وإن شغل بسوقه فإن الشكوى تكون محالاً وإن كانت السعلة رطبة فإنه يشكو من أهل بيته ، وإن كان بدم فإنه يشكو من أولاده ، وإن كانت صفراء فإنه قليل الذرية وخلقه ضيق ، وإن كان السعال بحضرة ذوي مناصب فإنه يكون مهموماً بسبب الدين وقال بعض المعبرين : رؤيا الضعف من السعال تدل على المقدرة والضعف ( ومن رأى ) أنه أراد السعال وهو ضعيف لم يخرج ذلك منه فلا خير فيه وربما يكون قرب أجله . ( وقال جابر المغربي ) : ومن رأى أنه ضعف وهو شاب وأراد السعال فظهر منه بلغم فإنه خير وفرج من هم وغم ومن شرق من سعاله فإنه يموت ولا خير في الشرق ( ومن رأى ) أنه ضعيف بالسعال ولا يتوب بل يتزايد في الفق والعصيان ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : رؤيا الأمراض من الرطوبة يدل على التهاون بالفرائض والطاعات والأمراض الحادة دليل على هم من قبل الملك وأما الأمراض من اليبوسة فإنها تؤول بإسراف المال في غير مرضاة الله تعالى وأخذ ديون من الناس ولم يعزم على قضائها ( ومن رأى ) أنه وقع في مكان طاعون فإنه يحدث فيها حرب ( وقال ابن سيرين ) : رؤيا الطاعون تدل على البلاء والفتنة والهم والغم ( ومن رأى ) أنه به علة الطاعون فإنه يكون واقعاً في ذلك ( وقال جابر المغربي ) الطاعون يؤول بالخصومة والغيظ والخوف والرجفة وقال بعض المعبرين : أكره رؤيا الطاعون وسماعه سواء كان في اليقظة أو في المنام وفي الجملة ليس ذلك بمحمود واعترض عليه بعض المعبرين وقال : من رأى أنه حدث به الطاعون فإنه يدل على موته شهيداً والله أعلم بحقيقة الحال ( ومن رأى ) أنه مسموم فإنه قد لج في أمر قد جد فيه ، وربما يصيبه هم وغم وكرب فإن قتله السم أصاب بسبب لك خيراً وقال بعض المعبرين : السم مال حرام فمن أكل منه أو ملكه فإنه يصيب مالاً بقدر ذلك خصوصاً إن رأى بجسمه ورماً منه وقال بعضهم : من رأى أنه يشرب السم فإنه يكون عنده حقد بسبب شخص وهو يكتمه ( ومن رأى ) أنه مجنون فإنه حصول مال حرام من ربا لقوله تعالى : ! ( الذين يأكلون الربا لا يقومون ) ! الآية وقيل : رؤيا الجنون تدل على الغنى لقول بعضهم : ( جن به الدهر فأورثه غنى ** يا ويح من جن به الدهر ) ومن رأى أنه صرع من الجنون وغاب عن صوابه لا يعلم بنفسه فإنه يكون مكروباً مسحوراً أو ينهب ماله أو يحصل له مصيبة وقيل كسوة من ميراث ، وربما كان حصول سلطان إن كان من أهله وجنون الصبي مال وغنى لأبيه وجنون المرأة خصب السنة وقال الكرماني : رؤيا المجنون تؤول على خمسة أوجه : ملك غشوم وحيوان عطوب وإنسان فاسد في دينه ورجال معروفة بلا أدب وعدو وخصوم فمن رأى أنه حدث من مجنون ما يكره مثله في اليقظة وحصل به مضرة فإنه حصول ضرر من أحد الخمسة المذكورين وإن لم يصل إليه بسوء فيدل على السلامة والأمن وقال بعض المعبرين : من رأى مجنوناً يسحبه وهو خائف منه ولم يحصل إليه منه مضرة فهو عدو يكون الراي في أمان منه وأما المرأة المجنونة فتؤول بالدنيا فمن رآها مقبلة عليه فإنها سنة مخصبة وقيل دنيا تصيبه ، وإن خاف منها كان ما أصابه من ذلك مال وهن ، فإن أعطته شيئاً فهو خير له وزيادة إن رآها مدبرة وهو يتبعها ولم يلحقها فإنه راغب في تحصيل دنيا وهو محروم منها فإن لحقها نال ما يؤلمه منها ، فإن بطشت به ففيه خلاف ، منهم من قال محمود ، وقيل مذموم وقال بعض المعبرين : إن رأى مجنونة تسحبه وهو يهرب منها فهو زاهد في الدنيا وهي مقبلة عليه . ( ومن رأى ) أنه أجذم أو أبرص فإنه ينال مالاً ونعمة وكرامة لقوله تعالى : ! ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه ) ! ربما يكون البرص مالاً وكسوة ، والحذاء إذا ما سال منه دم وقيح فحصول مال حرام ، وربما ينسب لصاحب الجذام أمر قبيح وهو برئ منه وربما ينزل به بلاء في نفسه أو في ماله أو في عياله وقيل رؤيا الجذم والأبرص معها مصاحبة من يكرهه ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه مجذوم فإنه يحبط عمله بجراءته على الله تعالى ويتهم بأمر ليس فيه وقيل من رأى أنه مجذوم حال الصلاة فيدل على أنه ينسى القرآن ( ومن رأى ) في جسمه قوباً كثيراً أو واحد فإنه مال يخشى صاحبه من مطالبته وقيل القوبة في الجسم كلام يطمع فيه يحصل به نقص ، وربما يكون حصول أمر يكرهه وأما الصحة من هؤلاء فمحمودة وإن لم يكن فيه حصول مال ( وإن رأى ) أن على بدنه شيئاً
____________________
(1/666)
من الفروح والنوابت فإ ، هـيصيب بقدرها مالاً حراماً إلا أن يكون في عنقه فإنه ديوان وأمانات عليه وقال بعض المعبرين : من رأى في جسده شيئاً من ذلك نزل به وقيل تصاب زوجته في أقربائها قيل يضرب بالسياط وقيل إنه يأكل لحوله الناس بالغيبة والنميمة وربما تخرج القروح على أوجه كما يراها . ( ومن رأى ) أنه محموم فإنه حصول كرب ( وإن رأى ) أنه بالباردة فإنه حصول أمر يكون فيه مغلوباً وليس في الرؤيتين خيراً ( ومن رأى ) أنه به قولنجاً فهو مقتر على عياله في رزقه ( ومن رأى ) أن به وجعاً في بطنه أو ثقلاً فإنه يدل على محبته لأقربائه ( ومن رأى ) أن بسرته ألماً فإنه يدل على أن يسيء المعاملة مع زوجته ( ومن رأى ) أن بقلبه ألماً دل على نفاقه وشكة في الحق لقوله تعالى : ! ( في قلوبهم مرض ) ! وأما الكرب في القلب فيدل على التوبة ( وقال الكرماني ) : من رأى أن بقلبه ألماً فإنه يدل على زيادة مال ( ومن رأى ) أن كبده عليل فيؤول بتأسفه على ولده ( ومن رأى ) ضعفاً في طحاله فيدل على أنه يفسد مالاً وأما ضعف الرئة فيدل على قرب أجله ( ومن رأى ) ضعفاً يظهره فإنه يؤول بكبر سن الإنسان والانحناء افتقار ( ومن رأى ) بفخذه ألماً فإنه يؤول بالعشيرة ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : من رأى ضعيفاً في أحد أعضائه ولم يصير عليه فإنه يسمع كلاماً قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو ( ومن رأى ) ضعفاً في أحد أعضائه من خدش أو جرح قال الخادش : يحصل منه مضرة ( ومن رأى ) بجبهته ألماً لا يستطيع النتاج منه فإنه يموت عاجلاً وأما ضعف السمع فإنه ضعف في المقدرة والمعيشة وأما الألم في الثديين فإنه ضرر ( ومن رأى ) أنه مبتلى وبجسده ما يأكل منه كالهوام وغيرها فإنه يصيب مالاً كثيراً وحشماً وعيالاً وأما الجرب فيؤول على ثلاثة أوجه : وكلام فاحش يطبع فيه وحصول شيء يكرهه وقال بعض المعبرين : من رأى بجسده جرباً فإنه حصول مال بتعب ونصب وعسر فإن حكه وخرج منه ماء نال مالاً بغير تعب ( ومن رأى ) على جسده جرباً كثيراً وبرئ في الحال يؤول على وجهين ذهاب مال أو خلاص من هم وغم فإن بقي أثره في جسده فإنه يجمع مالاً وأما حصار البول فهو ما يكره الإنسان وقيل ضعف في القوة ( ومن رأى ) أحداً من أرباب العلاج وهو يداوي شيئاً يؤلمه فإنه يدل على مصادقة من يحصل منه منفعة والله أعلم . ( الباب الحادي والعشرون ) ( في رؤيا الدم والقيح والصديد والسم والقيء والامتلاء ونحوه وما يخرج من السبيلين ) ( فصل في رؤيا الدم ) ( ومن رأى ) أنه يخرج منه دم من غير جرح فإنه إن كان ذا منصب يقبل الرشوة ويتناولها وإن لم يكن فحصول ضرر وإن رأى الدم يخرج من جراحات فحصول هم وغم وخسارة وقال الكرماني : من رأى أنه يشرب دماً فإنه حصول مال حرام أو إهراق دم بغير حق ومن رأى أن بجسمه مكاناً يخرج منه دم أو صديد فلطخ جسده أو ثوبه فإنه يصيب مالاً حراماً بقدره ، وإن لمي لطخ شيئاً فإنه يخرج من إثم ومن رأى أنهي سيل من وجهه دم أو قيح ولطخ ثوبه وجسده فنظيره الأول ، وإن لطخ غيره مما يخرج منه فإنه يدفع ماله إليه إن كان يعرفه وإن جهله فخسارة ( ومن رأى ) أنه يخرج من جسده دم من طعنة برمح فإنه يصح جسمه ويثر ماله وإن كان مسافراً دل على السلامة ورجوعه ( ومن رأى ) أنه يخرج دم من عروقه فإنه يؤول بنقص في ماله على قدر الدم وإن كان فقيراً استفاد مالاً بقدره ( ومن رأى ) دماً يخرج من قضيبه فإنه يدل على سقط زوجته ( ومن رأى ) دماً يخرج من دبره فإنه أصاب بدنه أو ثيابه نال مالاً حراماً . ( ومن رأى ) دماً يخرج من أسنانه يصيبه هم من قبل أقاربه وقال جابر المغربي : من رأى دماً مجموعاً بمكان ثم وقع فيه فإنه يهتم بما يخاف عليه منه من قتل نفس بغير حق ( ومن رأى ) بمكان نهراً من دم أو ميزاباً سائلاً فإنه سفك دم وقال دانيال : وإن رأى أنه خرج دم من أنفه فإنه يؤول بحصول مال من وجه حرام وإن كان الدم قليلاً ولم يلوث ثوبه ورأى معه ضعفاً فإنه يدل على الفقر ونقص المال وإن عادت قوته بعد الضعف كان مالاً حراماً وإن لم ير عند
____________________
(1/667)
خروجه ضعفاً وكان الدم قليلاً جداً فإنه فرج من هم وغم لقول بعضهم : نقطه دم تفريج هم ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى دماً دقيقاً سائلاً في أنفه دل على إصابة مال حرام ، وإن كان غليظاً دل على سقط حامل وقيل إن الرعاف إصابة ( ومن رأى ) أن كنز رعافه يقطر في الطريق فإنه يؤدي زكاة ماله على الشرع ( ومن رأى ) أن أنفه رعف وهو يظن أنه ينفعه نال من رئيسه مالاً وخيراً أو إن كان يظن أنه يضره نال من رئيسه مالاً يكون عليه وبال ويصيبه بعد ذلك ما يكرهه ( ومن رأى ) أنه يخرج من عينيه دم فإنه حزن وفراق . 4 ( فصل في رؤيا القيح والصديد ) ( قال جابر المغربي ) : من رأى به علة من العلل مملؤة بشيء من ذلك فإنه مال ومنفعة من وجه حرام فمن رأى أن ذلك سال منه أو خرج فإنه ذهابه عنه وقيل من رأى شيئاً من ذلك انبط وخرج منه شيء فإنه فرج من غم وهم ، وربما نال راحة من تعب وشدة وإن رأى أنه لحس شيئاً من ذلك فإنه يأكل مالاً بكراهية وقال بعض المعبرين : ويكون زانياً ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الدم يؤول بالذهب والقيح يؤول بالفضة وربما كان أمراً قبيحاً ينكره الخاطر ( ومن رأى ) أن قيحاً يخرج من ذكره فإنه ينكح لأن القيح يشبه المني ، وإن خرج القيح من دبره لا خير فيه . 5 ( فصل في رؤيا السم ) تقدم الكلام في ذكر الأمراض عليه لكونه من جملة العلل وقال بعض المعبرين : تعبيره جملة مال حرام وحرب وقتل النفر وشغل لا فائدة له في أمر من أمور الآخرة وقال آخرون : استعمال السم طول حياة ومنفعة دنيوية . 6 ( فصل في رؤيا القيء والامتلاء ونحوه ) ( فمن رأى ) أنه تقياً وكان ذلك سهلاً عليه فإنه يدل على التوبة من المعصية والرجوع إلى الله تعالى أورد الحق إلى أهله ، وإن عسر عليه ذلك يكون عقوبة والتسهيل خير يناله وإن رأى ذلك المريض فهو موته ، وإن رأت ذلك امرأة حبلى فإنها تسقط وإن رأى أنه أكل قيأه فإنه يرجع في هبته كالكلب يرجع في قيئه وقيل بخل وتقتير ( ومن رأى ) أنه يريد القيء ولا يقدر على ذلك أرجاء لحلقه ثم رجع فإنه يدل على صعوبة التوبة عليه وإن تاب رجع إلى المعصية وإن رأى انه تقيأ ولم يخرج منه شيء أو خرج ما يكرهه فإنه يدل على المرض وإن خرج بلغم فإنه يعافى سريعاً وإن تقيأ دماً فإنه يدل على الوفاء وإن كان صفراء فإنه يؤمن من الضعف وإن كان سوداء فإنه يخلص من الهم ( ومن رأى ) أنه تقيأ جميع ما في بطنه يدل على هلاكه ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا القيء على ستة أوجه : توبة وندامة مضرة خلاص من غم وأداء أمانة وحل أمور صعاب وإن رأى انه تقيأ وهو صائم ثم انغمس فيه فإن كان عليه دين يقدر على وفائه ولا يقضيه فهو آثم على ذلك وإن رأى أنه تقيأ عسلا فهو توبة وإن رأى أنه يصيب تفسيراً للقرآن وإن تقيأ لبناً ارتد عن الإسلام وإن رأى انه تقيأ طعاماً غليظاً يذهب منه شيء ( وإن رأى ) أنه تقيأ أحمر فإنه يتوب عن سوئته وإن كان تائباً عنه فإنه يستمر على التوبة ومن رأى أنه تقيأ كثيراً حسن اللون فإنه يدل على أنه يولد له ولد حسن وقيل غير ذلك . 7 ( فصل في رؤيا الامتلاء ) ومن رأى أن به امتلاء فإنه يؤول على وجهين : السعة وتغير البدن وقيل رؤياه للتاجر تدل على صدقه فإنه خرج منه شيء بين يدي شاب فإنه يفشي سره لعدوه وربما يحصل ثم يذهب . 8 ( فصل في رؤيا ما يخرج من الإنسان م البول والغائط والريح ) ( وقال ابن سيرين ) : إن رأى أنه بال في مكان يقتضي أني كون محله فإنه فرج من هم وغم ( الكرماني ) وإن رأى
____________________
(1/668)
أنه بال دماً فإنه يولد له ولد ناقص ( ومن رأى ) أنه بال على المصحف فإنه يأتيه ولد يكون حافظاً وطالب علم وإن رأى أنه بال البعض وتأخر باقيه فإنه إتلاف بعض ماله بيده وتضييع الباقي بمشقة ( ومن رأى ) أنه بال والناس يمسحون وجوهم من بوله فإنه يأتيه ولد تتبرك به الناس من صلاحه ( وقال جابر المغربي ) : ( ومن رأى ) أنه بال في مسجد فإنه يدخر ماله وإن رأى أنه بال على ثيابه فإنه ينفق ماله على عياله لكن بخصومة ( قال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى أنه يبول في مواضع مجهولة فإنه يتزوج امرأة مجهولة ( ومن رأى ) أنه يبول بوعاء له فإنه ينفق من كسب حلال ( ومن رأى ) أنه بال في بئر فإنه ينفق من كسب حلال وإن رأى أنه بال سلعة فإنه يخسر بسبب تلك السلعة ( ومن رأى ) أنه يبول وآخر أيضاً يبول اختلط بولهما وقع بينهما مواصلة ومصاهرة ( وإن رأى ) كأنه حاقن فإنه يغضب على امرأته فإن غلب البول عليه ولمي جد موضعاً فإنه يريد دفن مال ولا يجده . ( ومن رأى ) أن إنساناً بال عليه فإنه ينفق ماله عليه ( ومن رأى ) أن امرأة تبول كثيراً فإنها تشتهي الرجال ( ومن رأى ) أنه يشرب بول أحد معروف فإنه يكثر محبته وربما كان ضده ذلك ( ومن رأى ) كأنه بال أصفر يأتيه ولد ضعيف . ( وقال السالمي ) : وإن رأى أنه يبول في موضع متخذ للأبوال وكان كثيراً فإنه إن كان مكروباً فرج الله عنه وإن كان فقيراً استغنى وإن كان ذا مال أو دين يقتضي ماله أو دينه وإن بال البعض وترك الباقي انفرج عنه كربه وزال بعض ماله وإن رأى أنه بال في دار قوم أو محلة أو بلدة أو قرية فإنه يطرح هناك نطفته بمصاهرة ( ومن رأى ) أنه بال في مسجد أو على منبر فإنه يأتيه ولد يكون إماماً للناس ( ومن رأى ) أنه يبول في قارورة أو طست فإنه ينكح امرأة ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا البول تؤول على وجوه إن كان فقيراً استغنى وإن كان عبداً عتق وإن كان أسيراً فرج عنه وإن كان مسافراً عاد إلى وطنه وإن كان عالماً أو قاضياً فليس بمحمود وإن كان تاجراً دل على نقصان ما انجر فيه . 9 ( فصل في رؤيا الغائط ) وهي تؤول على وجوه كثيرة وللمعبرين فيها اختلاف وقد عددوها ، وكل منهم تكلم بشيء ونذكر ما قالوه في الأصل ثم تفرع قول كل منهم الغائط مال حرام ورزق من ظلم وفرح وقطع طريق وفاحشة وغضب على امرأته وخطيئة ومرض ندامة وذلة وكشف أمر مستور وخيانة وغرامة وإتلاف وشقاء وتهمة ونتاج بستان وصدقة وهم وغم ومنقصة وطلاق وغير ذلك ( وقال ابن سيرين ) : ومن رأى أنه تغوط فإنه يخرج منه مال ، وإن كان في كنيف وما يشبه مما يحترز به فإنه نفقة في منافعه ، وإن كان في ميضأة خرج في جناية أو غرامة وإن كان في ثوب أو في آنية خرج بسبب امرأة وإن كان في طريق خرج في التلف والذهاب وإن خرج في واد أو نهر فيخرج على يد سلطان أو حاكم فتنة أو غارة وإن يغوط تحته ولا يشعر به من حوله نقص ماله ولم يفطن به شريكه ولا أهله ( وقال الكرماني ) : الحدث الجامد إذا خرج من الإنسان يذهب من المال بقدره ، وإن كان سائلاً ذهبت عليه ، وإن كان شبه الوحل وبه عذرة مقطعة فإنه يصيب هماً وخوفاً من ذي سلطان ، فإن كان الحدث سخناً فإنه يمرض أو يتهم بتهمة وإن رأى أنه حين أحدث رآه الناس فإنه يفتضح في مغرم من قبل السلطان ( ومن رأى ) أنه جمع غائطاً فإنه إن كان صاحب بستان أفاد ونتج بستانه وإن كان له دور جمع مستغلاتها وإن كان صاحب سلطان جمع مالاً من جباية أو كان صاحب بستان أفاد ونتج بستانه وإن كان له دور جمع مستغلاتها وإن كان صاحب سلطان جمع مالاً من جباية أو نحوها وإن كان فقيراً جمع مالاً من صدقة وإن رأى أنه أحدث شيئاً من الحيوان ففيه وجهان : مفارقة ومولود ، والتعبير في ذلك ما كان محبوباً أو مكروهاً ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : ومن رأى أنه يجمع غائطاً أو ادخره أو جيء إليه أو وقع نظره عليه فإنه رزق من ظلم ( ومن رأى ) من عوام الناس لا مقرة له على ظلم فإنه من مال وجه حرام وقد يكون فرجاً من غم ، وإن كان صاحب الرؤيا غنياً يؤدي زكاة ماله ( وإن رأى ) أنه خرج منه غائط فهو على وجهين : خوف من سلطان وغرامة وللمسافر قطع الطريق . ( ومن رأى ) أنه أحدث في مكان حدثاً فإنه ينفق ماله في شهوته ، وإن كان الموضع مجهولاً أنفق مالاً حراماً بطيبة نفسه من غير أجر ولا حمد وإن أحدث في ثيابه ارتكب فاحشة وإن أحدث في سراويله غضبت عليه امرأته وقيل غضب على امرأته وقهرها ( ومن رأى ) أنه أحدث في موضع وستر عليه بالتراب فإنه يدفن مالاً ( ومن رأى ) كأنه
____________________
(1/669)
أحدث على نفسه وقع في خطيئة ( ومن رأى ) كأنه أحدث على فراشه مرض مرضاً طويلاً وربما فارق امرأته ( ومن رأى ) أنه يأكل غائطاً فإنه يصيب مالاً حراماً يكره أخذه فيغلب عليه الطمع مع ندامة ، وربما يتكلم بكلام فاحش ويندم عليه وكل شيء يخرج من بطون الناس والدوات من الأرواث فإنه مال ، فأما ما كان يؤكل لحمه فروثه مال حلا ، وما لا يؤكل لحمه فرؤيته مال حرام ( ومن رأى ) أنه تغوط حيواناً فإن كان مما يستحسن فإنه يولد له أولاد جياد فما كان مؤنثاً على البنت وما كان مذكراً دل على الولد ( وإن رأى ) أنه جلس على الروث فإنه يصيب مالاً من قرابته وربما كان من جهة ميراث . ( وقال ) دانيال عليه السلام : رؤيا غائط الإنسان مال حرام وروث الحيوان على وجهين : أما الحيوان الذي يؤكل لحمه فمال حلال من كسب أو غنيمة أو خرج جزية أو أجرة أو صدقة أو ما يجري مجراها أو هبة وأما الحيوان الذي لا يؤكل لحمه سواء كان ذا ناب أو مخلب فمال حرام من جهة مظلمة ( قال جابر المغربي ) : من رأى أنه تلوث بالغائط وهو في مكان مرتفع فإنه حصول مال ، وإن كان مكان يكره وهو أسفل فإنه يصل إليه مضرة من جهة الوالي وقال بعضهم : رؤيا الغائط إذا كان على ما يكره أن يكون عليه في اليقظة فإنه هم وغم ، وربما كان أمراً يكره ما لا ينبغي . 10 ( فصل في رؤيا الحدث ) قال الكرماني : من رأى أنه أحدث ريحاً فإن كان عليه عهد أو نذر أو يمين فإنه ينكث ذلك ( ومن رأى ) أنه أحدث ريحاً في فراشه مع زوجته فإنه يخرج بينه وبينها كلام فإن كان له صوت كان أقوى ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه أحدث ريحاً فحصول هم وغم وكلام فيه ذلة وتسعير وربما كان ثناء قبيحاً ، وإن كان بين قوم فحصول خجل وفضيحة ، وإن رأى أنه خرج منه ريح بصوت من غير عمد فرج عنه وربح ، وإن كان من عمد وله ري دلت الرؤيا على قول قبيح ( وقال ) السالمي : من رأى أنه أحدث ريحاً فهو فرج من هم ( ومن رأى ) أنه يشم رائحة شيء من ذلك فإنه ضده وقال بعض المعبرين : أكره سماع ذلك وريحه سواء كان في اليقظة أو في المنام مني أو من الغير وقيل : رؤيا إحداث الريح سواء كان له صوت أو ريح أو لم يكن تؤول على أربعة أوجه : فضيحة وفرج وراحة وكلام سواء والله أعلم بالصواب . ( الباب الثاني والعشرون ) ( في رؤيا الفصد والحجامة والتشريط والكي وإدهان البدن وشرب الدواء والسفوف والاحتقان ونحوه ) ( فصل في رؤيا الفصد ) قال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه يفصد فإنه كان الفاصد شيخاً فإنه يسمع كلاماً من صديقه لا يرضيه ، وإن كان شاباً فإنه يسمع من عدوه ما لا يرضيه وربما كان خصوصاً إن قصده بالطول وخرج منه دم فإنه تصيبه نائبة من السلطان أو ممن يقوم مقامه ويأخذ منه مالاً بقدر الدم الخارج ، فإن قصده بالعرض فإنه غرامة لكن بإرادة ، فإن قصده عالم وخرج منه دم في طست أو طبق فإنه يمرض ويذهب ماله على العيال والأطباء لأن الطبق هو الطبيب ( ومن رأى ) أنه افتصد وخرج منه دم أسود وحصل له في بدنه صحة فإنه يصح دينه والفصد في اليمين زيادة في المال ، وفي الشمال زيادة الأصدقاء ( ومن رأى ) أنه ينوي الفصد فإنه يتوب إلى الله تعالى ، فإن رأى كأنه افتصد ولم يخرج منه دم فإنه تعطيل أمر ( وقال ) جابر المغربي : من رأى أنه فصد وخرج منه دم فإنه يقال له كلام حق يتيمه ، وإن طال خروج الدم حتى تصفى فإنه يدل على انقضاء أجله ( وقال السالمي ) : من رأى أنه هو يفصد غيره يؤول على أربعة أوجه : إما يكون عوانياً ويحل على يديه غرامة أن يكون ساعياً في مصلحة أحد ونفعه ، أو يكون مخادعاً خصوصاً إن ضرب ولم يخرج الدم ، أو يكون متعلقاً بأمر وقصده نتاجه ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الفصد تؤول على أربعة أوجه : فتح وظفر وسفر وخصومة وشركة
____________________
(1/670)
وإن المفصد مستوراً فهو محمود في حقه ، وإن كان غير ذلك فهو مذموم ، وكره بعض المعبرين الفصد لما فيه من الخراب عند النشلة وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يفصد بمكان لا يقتضي الفصد فإنه ليس بمحمود . 4 ( فصل في رؤيا الحجامة ) وهي أمانة وشرط وعزل وذهاب مال في منفعة ونجاة من كرب وخلاص من سجن وكتاب وظفر وصحة جسم وطلاق امرأة ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه احتجم فإنه يقلد أمانة أو يكتب عليه كتاب أو يشفى مما به ، وإن كان مريضاً برئ لقوله صلى الله عليه وسلم : ' شفاء أمتي ثلاث : آية من كتاب الله أو لعفة عسل أو كأس من حجام ' ( ومن رأى ) أنه احتجم وتلطخ سرادقه بدمه فإنه يموت لأنم عن بن زائدة لما أناخ بباب بيت رأى فيمنامه كأنه احتجم وتلطخ سرادقه بدمه فلما اصبح دخل عليه أسودان فقتلاه ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الحجامة لوالي عزل ، وربما كانت لجميع الناس من وال وغيره ذهاب مرض ، وربما كانت ذهاب ماله في منفعة أو نجاة من كرب ( ومن رأى ) أنه احتجم وكان في حبس فإنه يطلق لأن زيد بن المهلب كان في حبس الحجاج فرأى ذلك فتخلص من الحبس وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يحجم أو يحتجم ولي ولاية أو كتب عليه كتاب أو قلد إعانة أو تزوج ، فإن كان الحاجم شيخاً فهو جده ، وإن كان مجهولاً فهو أقوى ، وإن كان مختلطاً فذاك صديقه ، وإن كان شاباً فهو عدوه ، وإن حجم هو ملكاً فإنه يظفر به ، وإن حجم شيخاً علا جده ، وإن حجم شاباً ظفر بعدوه . ( ومن رأى ) أنه احتجم ولم يخرج منه شيء فإنه قد دفن مالاً لا يهتدي إليه ، أو دفع وديعة لمن لا يردها إليه فإن خرج منه دم صح في تلك السنة وإن كسرت المحجمة فإنه يطلق امرأته أو يموت فإن رأى كأنه خرج من امرأته حجر عند الحجامة فإنها تلد من غيره فلا يقبل ذلك ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه يحجم وليس بحجام فإنه إن كان ذا أقلام يحصل له منصب يتصرف بقلمه ويحصل له خير كثير وأن لم يكن صاحب قلم فإنه يصير مديوناً ويحصل له خصومة ويكتب علته وثائق ( ومن رأى ) أنه احتجم فإنه ينجو من شر أو خوف يكون وقال جعفر الصادق : رؤيا الحجام تؤول على ثمانية أوجه : أداء أمانة وكتاب وشرور ولاية وشروط وصحبة كتبة وسنة وعزل وقال أيضاً : الحجام ربما يكون كاتب خراج أو محاسباً ، وربما كان الحجام رجلاً ينحل على يديه أمور الناس ورأيت بعض المعبرين يحب رؤيا الحجام لما ورد في الحديث المتقدم : ' من شكر الحجامة ' 5 ( فصل في رؤيا التشريط ) ونم رأى أنه يشرط إذانه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه : ضعف وخروج بعض مال في مصلحة وفرح ( ومن رأى ) أنه يشرط ولم ينزل منه دم فإنه حصول أمر يكرهه وقال بعض المعبرين : رؤيا الشراطة تدل على أنه شرط مع أحد شرطاً فإن سال منه دم وفي شرطه وإن لم يسل لم يوف به وقال بعض المعبرين : رؤيا الشراطة للصغار تأديب وللكبار إخراج مال . 6 ( فصل في رؤيا الكي ) وهو إصابة مال مع كثرة إنفاقه في غير طاعة الله تعالى لقوله تعالى : ! ( يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها ) ! الآية وربما دل على بخل صاحبها وقيل الكي كلام موجع ، وربما كان لذوي المناصب ثباتاً في الأمور ، وربما دل الكي على التزويج والسفر وللنسوة على الولادة ( أبو سعيد الواعظ ) : روى أبا بكر رضي الله تعالى عنه قال : ' يا رسول الله رأيت في صدري كيين قال : تلي أمر الناس سنتين ' ( وقال الكرماني ) : وإن رأى أنه اكتوى خرج منه دم أو قيح فإنه يكون مقيماً بخدمة الملوك ثابتاً في أموره ، وإن كان بخلاف ذلك تكون مدة إقامته قليلاً ( وقال دانيال ) : إن رأى أنه يكوي أحداً أو يكوى فإنه سماع كلام لا فائدة فيه ، وربما يؤثر في قلبه أو يتهم بتهمة ، وإن كان الكي بسبب علة فإنه يدل على صلاح دينه ودنياه ( وقال جعفر الصادق ) : إن رأى أنه يكوى بالنار فإنه يدل على منع الزكاة وربما يكون مشغولاً عن عسكر الملك .
____________________
(1/671)
7 ( فصل في رؤيا شرب الدواء ) ( ومن رأى ) أنه يشرب الدواء بسبب مرض به وكان موافقاً له فإنه يدل على صلاح دينه وإن لم يكن موافقاً فإنه يزول عنه صلاح دين ( ومن رأى ) أنه يصنع الدواء للناس فإنه يحسن بهم ( وقال الكرماني ) : ( ومن رأى ) أنهشرب دواء وحصل به إسهال زائد يسقط القوة فإنه يدل على حصول مضرة ، وإن كان بخلاف يكون خيراً ومنفعة ( ومن رأى ) أنه شرب دواء وزال عنه عقله فإنه يحصل له فرج من الغم ( قال أبو سعيد الواعظ ) : كل شراب أصفر اللون فهو دليل على المرض ، وكل دواء سهل المأكل والمشرب فهو دليل على شفاء المرض واجتناب الصحيح ما يضره ، وإن كان كريه المطعم لا يكاد يسيغه فهو دليل على مرض يسير بعقبه برء ، والأشربة التي يسهل شربها صالحة للفقير على ما فيها من سبب العافية وغير صالحة للغني لأنه لا يتناولها إلا في الوقت الحاجة من مرض صعب يضطرب إلى شرابه ، وأما السويق فهو حسن ودليل على سفر في طاعة الله . 8 ( فصل في رؤيا الاحتقان ) ( ومن رأى ) أنه يحقن فإنه يحصل له حصر بالغ ويحول من حال إلى حال بحيث إنه يكون في ذلك غائب الصواب ، وربما دل على ضيق المعيشة ( وقال جعفر الصادق ) : من رأى أنه احتقن وحصل له من ذلك ما يكدر عليه فإنه ليس بمحمود وإن رأى بخلاف ذلك فهو خير ومنفعة وقيل الحقنة من داء يجده يدل على رجوع صاحبها في أمر يرجع إلى الدين ، وإذا كانت من غير داء فإنه يرجع في هبته أو وعده . 9 ( فصل في رؤيا أدوية تستعمل للأعضاء ومعالجات ) أما معالجة العين فصلاح الدين والاكتحال للتداوي تفقد أمور الدنيا وأما السعوط فيدل على شدة الغضب وأما التمريخ بالدهن من الطيب فثناء حسن وبالدهن النتن فثناء قبيح وقيل الدهن في الأصل غم وإن رأى كأن قارورة دهن وهو يأخذ منها ويدهن غيره أو يدهن به فإنه مداهن أو حالف بالكذب أو نمام لقوله تعالى : ! ( ودوا لو تدهن فيدهنون ) ! وقيل : من رأى أنه وجهه مدهون فإنه رجل يصوم الدهر كله وقال بعضهم : الدهن يدل على المكر والمداهنة وقيل من رأى كأنه دهن رأسه حتى جاوز المقدار وسال على الوجه فإنه حصول هم وغم وإن لم يجاوز المقدار المعلوم فهو زينة ( وإن رأى ) أحداً من أرباب العلاج وكان حسن المنظر فإنه محمود وإن كان بضده فبضده والله أعلم بالصواب . ( الباب الثالث والعشرون ) ( في رؤيا أحوال تكون من الإنسان في يقظته مما يأتي في جميع الحركات التي يفعلها ذلك مفصلاً ) أما الانقلاب فمن رأى أنه انقلب على رأسه فإنه حدوث مصيبة وربما كان انقلاب رئيسه عليه ( ومن رأى ) أنه انقلب من جنب إلى جنب فهو تغير حال ومن رأى أنه انقلب بظهره فإنه اجتناب معصية وأما البكاء فمن رأى أنه يبكي بغير صراخ فإنه فرج من هم وغم وإن رأى أنه يبكي بصراخ فهو حصول مصيبة لأهل ذلك المكان ( ومن رأى ) أنه تدمع عيناه بغير بكاء فإنه ظفر بمراده ( ومن رأى ) أنه يبكي ولم يخرج من عينه دمع فليس بمحمود وإن جرى مكان الدمع دم فإنه يدل على الندم على أمر قد فات منه ويتوب ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : البكاء وقرة عين فمن رأى أنه يبكي على إنسان يعرفه وقد مات ومع البكاء نوح فإنه يقع كما يراد في عقبة مصيبة من موت أو هم أو تشنيع فإن رأى كأن الناس ينوحون على وال قد مات وتمزق ثيابهم وينفضون التراب على رؤوسهم فإن ذلك الوالي يجور في سلطان وإن رأى كأنه مات وهم يبكون خلف جنازته من غير نوح فإنهم يرون من ذلك الوالي سروراً ( وقال ) الكرماني : من
____________________
(1/672)
رأى كأنه يبكي فإنه بفرح فرحاً شديداً وإن كان البكاء بصراخ فإنه يدل على مصيبة تصيبه لقوله تعالى : ( وهم يضطرخون فيها ) الآية ( ومن رأى ) أنه عينه مملوءة بالدمع لم ويخرج فإنه يحصل له مال حلال وأما الدمع مع البارد ففرج من غم ، الحار ضده وإن جرى دمع عينه اليمنى فدخل في اليسرى فإنه ينكح ابنته أو ابنه ينكح ابنته ( وقال ) جعفر الصادق : من رأى أنه يبكى ثم يضحك بعده دل على قرب أجله لقوله تعالى : ( وأنه أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا ) ' وقال بعض المعبرين : أحب البكاء في النوم ما لم يكن فيه صراخ وقد جربت ذلك نيفاً عن ألف مرة فلم أر منه إلا خيراً وفرحاً وسروراً وأما الضحك فإنه هم وغم فإنه كان بقهقهة كان أزيد لقوله تعالى : ! ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) ! ( وقال ) الكرماني : من رأى أنه يضحك متبسماً فإنه بشارة حصول مراد لقوله تعالى : ! ( فتبسم ضاحكا من قولها ) ! ( وقال جعفر الصادق ) : من رأى أنه يضحك متبسماً فإنه بشارة بغلام لقوله تعالى : ! ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ! وأما الغمز فمن رأى أنه يغمز أو أحداً يغمزه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه : أمر مخفي واستهزاء وقضاء حاجة لقول بعضهم : ( حَوَاجِبُنَا تَقْضِي الَوَائِجَ بَيْنَنَا ** وَنَحْنُ سُكُوتٌ وَالهَوَى يَتَكَلَّمُ ) وأما النوم فمن رأى أنه نائم فإنه فساد في دينه وربما كان غافلاً عن مصالح نفسه لقول الإمام علي كرم الله وجهه : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وقد جاء في الدعاء : اللهمنبهنا من نومة الغافلين ( ومن رأى ) أنه مستلق على قفاه فإنه يقوي أمره وتقبل دولته وتصير الدنيا تحت يديه لأن الأرض مسند قوي ويكون نصب عينيه ( ومن رأى ) أنه نائم مبطوح فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بمجرى الأحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور وقال بعض المعبرين : النوم لصاحب الحظ والسعادة محمودة لقول بعضهم : ( وإذا السعادة لاحظتك عيونها ** نم فالمخاوف كلهن أمان ) ( ومن رأى ) أنه يغشاه النعاس فإنه أمان لقوله تعالى : ! ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ! ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : إن رأى الضعيف أنه نائم فإنه يبرأ وإن رأى ذلك من هو في حرب فإنه يخاف عليه ( قال السالمي ) : النوم راحة لقوله تعالى : ( وجعلنا نومكن سباتاً ) أي راحة وقال بعض المعبرين : رؤيا النوم تؤول على ثمانية أوجه : أمن وراحة وغفلة وفسادو موت وذهاب مال وضعف قوة سناء وأما اليقظة فإنها تؤول بالحركة والجد والإقبال على الطاعة ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : من رأى كأنه نائم واستيقظ فإنه يجد في أمر كان غافلاً عنه ( وإن رأى ) أنه أيقظ نائماً فإنه يرشد إلى طريق الحق لقول بعض المعبرين : ( يا أيها الراقد كم ذا الرقاد ** قم وانتبه من قبل يوم المعاد ) وإن رأى أن أحداً أيقظه فنظير ذلك وقال بعض المعبرين : رؤيا اليقظة تؤول على خمسة أوجه : السداد في الأشغال وملازمة الأمور الدينية والدنيوية والرجوع عن شيء ينكره الشرع وكثرة الأسباب والمعايش والزيادة في العمر . وأما العطاس فمن رأى أنه يعطس فإنه استيقان مما يشك فيه وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يعطس فإنه يدل على أنه يحمد الله كثيراً ويدل على رحمة الله تعالى له لأن آدم عليه السلام حين عطس فكان أول كلامه : الحمد لله ، فقال الله له : يرحمك ربك يا آدم وربما دل العطس على الشفاء وطول العمر وأما المخاط فيدل على أنه يأتيه ولد كثير الشبه لأنه الهرة ولدت من مخاطة الأسد وربما دل الامتخاط على وفاء الدين أو ينجو من هم ( ومن رأى ) أنه امتخط على الأرض ولدت له بنت ( ومن رأى ) أنه امتخط امرأة فإنها تحبل منه وتسقط ولده وإن رأى امرأته مخطت عليه فإنها تلد منه ولداً آخر وتفطمه ( ومن رأى ) أنه امتخط بمكان فإنه ينكح من هناك حلالاً كان أو حراماً ( ومن رأى ) أنه امتخط في فراش أحد فإنه يخونه في زوجته وكذلك إن فعل في منديل أو يشبهه فيؤول في الخادم ( ومن رأى ) أنه امتخط فمسحته زوجته بشيء منها فإنها تخدعه وتتحيل عليه إلى أن تحبل منه وإن رأى غيره يمسح مخاطه فإن أحداً يخدعه في زوجته ( ومن رأى ) أنه يأكل مخاطاً فإنه يأكل مالاً وإن رأى أن بأنفه مخاطاً دلت رؤياه على أن زوجته حامل ( ومن رأى ) أنه امتخط فخرج منه ما يكره نوعه فهو ولد لا خير فيه وإن كان من نوع محبوب فولد صالح مناسب .
____________________
(1/673)
وأما البصاق فكلام سوء فإن رأى أنه يبصق دل على أنه يتكلم بما لا يجوز شرعاً وإن رأى أنه يبصق في مسجد دل أنهي تكلم في معروف بالدين والصلاح ، وحيث ما رأى أنه يبصق بمكان يؤول بكلامه في أهل ذلك المكان من خير أو شر ومن رأى أنه يبصق في حائط دل على أنه يكنز ما لا يبتغي به مرضاة الله ومن رأى أنه يبصق على الأرض فإنه يدل على تحصيل أقطاع وضياع ومن رأى أنه يبصق على شجر فإنه يدل على نقص عهده وربما يكون واقعاً في الكذب ( وقال الكرماني ) : البصاق الحار يدل على طول عمره ، وأما البارد فضده والبصاق الأسود غم ، والبصاق الصفر مرض في البدن ( ومن رأى ) أن بصاقه جف من فمه فإنه يدل على فقره وهو مثل شائع يقولون في حق الغني بالع ريقه وهو رطب وفي حق الفقير ريقه ناشف . وأما الريق فيدل على عذوبة اللفظ ( فمن رأى ) أن ريقه كثير دل على أنه عذب المنطق والناس يحبون لفظه ( ومن رأى ) أن ريقه ناشف فضد ذلك ومن رأى أن ريقه سائل ولم يصل إلى ثوبه فإنه يدل على أنه ينتفع يعلم يتكلم به في الناس ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أن أحداً يبصق على وجهه فإنه يطعن في أهل بيته ( ومن رأى ) أن ريقه عاد دماً فإنه يدل على أنه يتكلم بعلم باطل وقال أيضاً : من رأى أنه يبصق مختلطاً بدم فإنه يدل على أكل الحرام والكذب ونقض العهد وأما الغرغرة فإنها تدل على الموت والخوف ومن رأى أنه حلقه غرغر فيول بذلك وقال بعض المعبرين : ربما دلت الغرغرة على الوضوء والغسل وأما الغطيط فإنه زيادة غفلة وتهاون بالأمور بحيث يكون ظاهراً للناس وأمنه وأما للتثاؤب فإنه ارتكاب أمر مكره . ( وقال الكرماني ) : ومن رأى أنه يتثاءب فإنه يهم بالشكاية ولا يفعل وقال بعض المعبرين : فإنه من رأى أنه عند التثاؤب يضع يده على فيه فإنه يكون مجتهداً وقاصداً طريق الحق ، وربما دلت كثرة التثاؤب على كثرة النوم والغفلة وأما الفواق فإنه دليل على الغضب وكلام ليس هو من شأن المتكلم ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يتفوق وهو مريض دل على موته وقال بعض المعبرين : الفواق يدل على ارتكاب أمر فيه بدعة وصاحبه قصده الرجوع عن ذلك وأما الصفير فليس بمحمود فإنه يدل على الحرام وقطع الطريق ، وللأغنياء على الهم والغم وربما كان ارتكاب ما لا ينبغي وأما الغناء فإن كان بصوت حسن فيدل على تجارة رابحة فإن لم يكن بصوت حسن فتجارة خاسرة ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : المغني يؤول على ثلاثة أوجه : عالم وحكيم أو مذكر والغناء في السوق للغني افتضاح وللفقير زوال عقل والغناء في الحمام كلام مبهم والغناء في الأصل يدل على ضجة ومنازعة ومن رأى أنه يغني في موضع يقع هناك كلام كذب أو كيد يفرق بين الأحباب لأن أول من غنى إبليس لعنه الله . وأما الشعر ففيه وجوه : فإن كان فيه حكمة وموعظة وما أشبه ذلك فهو صالح وحصول أجر وثواب وقال بعض المعبرين يدل على حكمة لقوله عليه السلام : إن من الشعر لحكمة وإن كان ليس فيه شيء من ذلك فإنه هول باطل وزور لقوله تعالى : ! ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ) ! . ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه ينشد شعراً فإن كان غزلاً دل على النباح ، وإن كان كما تقدم فوعظ وموعظة ، وإن كان هجواً فإنه كلام كذب ونفاق واكتساب مآثم وأما طنين الأذن فإنه كلام يقع فيه وربما أنه يسمع خيراً وأما الاختلاجات فإنها تدل على الحركة وقال بعض المعبرين : الاختلاجات فيها ما يكره وما يحب فالمكروهة منها ما يكره مثلها في اليقظة ، والمحبوبة ما كانت محبوبة ، وربما كان الاختلاج نهوض الأمر . وأما اللطم فحصول مصيبة أو أمر مكروه أو هم أو غم أو ندامة وأما النياحة فإنها أمر مهول وفعل ما لا يجوز وربما كانت نازلة ولا خير فيمن رأى ذلك خصوصاً إن كان بالصراخ فتكون المصيبة أعظم وأما الدغدغة فمن رأى كأنه يدغدغ أحداً فإنه يحول بينه وبين حرفته وأما الحزن فقال ابن سيرين : من رأى أنه حزين مغموم فإنه يدل على فرح وسرور وقال جابر المغربي : من رأى أنه حزين مغموم وغمه زائد فإنه يدل على حصول مال من خزائن الملوك على مقدار همه وحزنه ( ومن رأى ) أنه زال غمه فتأويله بخلاف ذلك وقال الكرماني : من رأى أنه حزين مغموم فإنه يرزق فرحاً شديداً وسروراً بالغاً لقوله تعالى : ! ( فأثابكم غما بغم ) ! الآية خصوصاً إن كان الرائي من أهل الدين والصلاح فيكون الفرح والسرور أبلغ ، وإن كان من أهل الفساد فلا بد له من سكرة يحصل بها غم وأما الفرح
____________________
(1/674)
فإنه ليس بمحمود فمن رأى أنه فرحان مسرور فإنه حزن وغم وقال ابن سيرين : من رأى أنه فرح من جهة أحد فإنه يحزن منه وقال الكرماني : رؤيا الفرح للحي حزن وللميت بشارة وخاتمة خير ودلالة على أن الميت راض عنه وقال بعض المعبرين : وربما دلت رؤيا الفرح والسرور على حصول فضل من قبل الله تعالى لقوله عز وجل : ( فرحين بما آتاهم اله من فضله ) وقال جعفر الصادق : من رأى أنه فرح بغير سبب فإنه يدل على قرب أجله لقوله تعالى : ! ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا ) ! الآية . وأما الغضب فمن رأى أنه اغتاظ على إنسان فإن أمره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالى : ! ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم ) ! الآية وإن رأى أنه غضب على إنسان لأجل الدنيا فإنه متهاون بدين الله تعالى وإن رأى أنه غضب لأجل الله تعالى فإنه ولاية لقوله تعالى : ! ( ولما سكت عن موسى الغضب ) ! وأما المقارعة ( فقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى كأنه يقارع رجلاً فإنه يظفر به ويغلبه في أمر حق أو وقعت عليه نازلة وحبس لقوله تعالى : ! ( فساهم فكان من المدحضين ) ! وقال بعض المعبرين : رؤيا المقارعة بالأصابع تدل على طلب أمر مغيب وأما المصارعة فإن اختلفت الأجناس فالصارع غالب كالآدمي والحيوان أو الجن وما أشبه ذلك ، وإن كانت المصارعة بين رجلين فالصارع مغلوب وأما الدفاع فهو نوع من الصراع في الغلبة ، لكن من رأى أن بيده ما يدفع به من الآلة وبيد خصمه ما هو أنقض فهو محمود وأما التصفيق فيؤول على وجهين : إن صفق بالطول فهو فرح وإن كان بالعرض فهو مصيبة وقد تقدم الكلام على نبذة منه في فصل الأعضاء . وأما المشابكة فالغالب والمغلوب نظير ما تقدم وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يشابك فإنه يداخل إنساناً في أمر ضيق وأما العض فمن رأى أنه عض إنساناً من نوع الحبة فإنه يزيد في محبته ، وإن كان بغير محبة دل على بغضه له ( ومن رأى ) أن رجلاً معروفاً عضه فإنه يدل على ألم منه أومن سميه ( ومن رأى ) أن رجلاً مجهولاً عضه فإنه يحصل له مضرة من عدوه ( ومن رأى ) أنه عض إنساناً وخرج منه دم دل على أنه يحبه بسبب يحصل له منه إثم ( ومن رأى ) عض أصابعه فإنه يدل على هم وغم في دينه وأما المص فهو أخذ مال فإن كان ثدياً كان من امرأة وإن كان من عضو من الأعضاء فإنه يؤول عليه كما تقدم في فصل الأعضاء وأما القرص فيدل على الطمع ، فإن رآه في لحم نال من طمعه ما أمل ، وإن كان في مكان ليس فيه لحم فضده وقال بعض المعبرين : القرص يدل على البغض وقد يكون بسبب المحبة وأما الخذلان فإن رأى أنه خذل بسبب وكان محموداً فيرجى له نيل المقصود ، وإن كان غيره فتعبيره ضده . وأما الخذر فمن رأى في أعضائه شيئاً من ذلك فإنه يؤول في ذلك العضو على ما تقدم في فصل الأعضاء وأما الفراسة فإنها محمودة لقوله عليه السلام : ' اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى ' وربما كان تبصراً في أمر خفي وأما التمطي فإنه يؤول على أوجه قال بعض المعبرين : ربما دل عل النكاح أو المرض وللبنت على طلب الزواج وقال أبو سعيد الواعظ : التمطي ملامة من كسل وأما العرق فإنه دليل على مضرة في الدنيا ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى أنه يرفض عرقاً فإنه تقضى حاجته وأما نتن عرق الإبط فيدل على الزنى للرعية وللوالي إسراف مال على قبح ثناء ( وقال ابن سيرين ) : ومن رأى أن عرقه سال فإنه خسارة مال بقدر ما سال خصوصاً إن نزل على الأرض ( ومن رأى ) أن عرقه بل ثيابه فإنه حر يدخل لأجل عياله مالاً بقدر ذلك ( ومن رأى ) أن به عرقاً أبيض وله رائحة طيبة فإنه مال حلال وإن كان بخلافه فتعبيره ضده ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه عرق بدل على قضاء حاجته وإن كان مريضاً شفي وقال بعضهم : العرق يدل على الحياة والتعب وأما القشعريرة فقال بعض المعبرين : تدل على الخوف من الله تعالى ولين القلب لقوله تعالى : ! ( كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله ) ! وربما دلت رؤياه على ما تكره رؤية مثله في اليقظة وأما الزمهريرة فلا خير فيها لأن أصلها من الزمهرير وربما كانت أمراً يكرهه الإنسان . وأما الارتعاش فليس بمحمود فمن رأى أن رأسه ترتعش فإنه حصول مضرة من الملك وإن ارتعشت رقبته فإنه يكون ضعيفاً عن حمل الأمانة وإن ارتعش كتفه لا يكون له وقار ولا زينة ( ومن رأى ) أن يده ارتعشت فضيق معيشته ( ومن رأى ) أن صدره يرتعش فإنه يغتم من كلام يكرهه ( ومن رأى ) أن جوفه يرتعش فإنه يحصل له مشقة بسبب عياله
____________________
(1/675)
( ومن رأى ) أن ظهره يرتعش فإنه يصل إليه مضرة ممن يرعى جاهه ويلجأ إليه وإن رأى أن فخذه يرتعش فإنه يحصل له التعب من أقاربه ( ومن رأى ) أن رجله ترتعش فإنه حصول ضرر من جهة أقربائه ( ومن رأى ) أن جميع ذاته ترتعش فإنه يدل على تعب بسبب مقصود ( وقال جعفر الصادق ) : ارتعاش الأعضاء تؤول على أربعة أوجه : تغيير وضعف وخوف وغم والضرة وأم الكذب فإنه يدل على الفساد في الدين والملامة في الدنيا ( قال أبو سعيد الواعظ ) : الكذب يدل على قلة العقل خصوصاً إذا رأى أنه يكذب على الله تعالى لقوله عز وجل : ! ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) ! وأما الصدق فإنه الإيمان ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الصدق الإيمان فمن رأى أنه صدق فإنه يزداد دينه وإن رأى ذلك كافر فإنه يسلم وأما الرجيم فليس بمحمود ( وقال ابن سيرين ) : ومن رأى أنه يرجم أحداً فإنه يسبه وقال بعضهم : الرجم يؤول على وجهين : تعد وحصول مضرة وكيد وضلالة وإن رجم بسبب يقضي ذلك فتكون تكفير الذنوب أو مجازاة بفعل ما يكره فعله وأما الرض فلسي بمحمود في جملة الإنسان ( ومن رأى ) أن رأسه رض فإنه يكون تاركاً لصلاة العتمة لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ' رأى رجلا يرض رأسه على صخرة فقال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا تارك صلاة العتمة ' . وأما العثور فمن رأى إبهام رجله عثرت في الأرض فإنه يجتمع عليه دين فإن خرج منه نالته نائبة وقيل إنه يصيب مالاً حراماً ( وقال الكرماني ) : من كان في خصومة ورأى أنه عثر فإنه لم يظفر بحاجته وأما المضغ فإنه كلام فمن رأى أنه يمضغ علكاً فإنه يتكلم بكلام مطول ليس فيه نتيجة وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يمضغ شيئاً فمرقه فإنه إن كان الشيء له يحصل منه كلام يحصل به ضرر لنفسه وإن كان الضرر منه لغيره ( ومن رأى ) أن شيئاً من الحيوان مضغ من متاعه فمزقه لا خير فيه وأما التغمش فإنه أمر تقشعر منه الدواب وربما كان استراقاً أو مشاكلة وأما الغنج فإنه يدل على الفرح والسرور للنسوة ، ولا خير فيه للرجال إلا أن يرى من محبة ذلك فهو جيد وأما الرقص إنه يدل على المصيبة والمرض والفضيحة وقال بعض المعبرين : وربما يكون الرقص استهزاء بحاكم استجد بذلك المكان لما تقدم للشعراء في بعض كلامهم إذا حكم القرد فارقص له وقال جعفر الصادق : رؤيا الرقص تؤول على ثلاثة أوجه : غم ومصيبة وفضيحة . وأما النط فمن رأى أنه ينط من مكان إلى مكان فإن يغير من حال إلى حال فيميز بين المكانين فما كان منهما مناسباً فتأويله عليه وإن نط وهو واقف مكانه فإنه يفعل أمر فيه منقصة والنط للصغار هو شيطنة وأما التمايل فلا خير فيه قال أبو سيعد الواعظ : إن التمايل يدل على حصول مصيبة أو أمر يكره وقال بعض المعبرين : ربما يكره التمايل على القراءة وأما الرفس فإنه معرة وحصول أمر مكروه ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : ( ومن رأى ) أن أحداً رفسه برجله فإن غيره يفتقر ويتصلف عليه بغناه وقال بعض المعبرين : ربما دل الرفس على البغض وأما المص فإذا كان في شفة من يحبه الإنسان فهو جيد في النوم واليقظة وإذا كان في مكان لا يليق فليس مشكوراً ، وربما كان دالاً على طب أمر لا يحصل وأما مص القصب وما يؤكل فإنه فعل شيء يستحيل بسرعة . وأما التخليل فهو ثلاثة أنواع : تخليل اللحية والأسنان والأصابع قال ( الكرماني ) : أما تخليل اللحية فإنه يدل على البهاء والقبول وأما تخليل الأسنان بالخلال فإنه لا خير فيه للفاعل والمفعول لأنه مشبه بالكنس وتقدم الكلام على الأسنان وما تعبر به ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه خليل أسنانه ويخرج منها شيئاً فإنه يأخذ من عياله شيئاً ، فإن أعطى ذلك لأحد دل على إعطاء ذلك الشيء وقال بعض المعبرين : ربما يكون التخليل دالاً على النظافة وإزالة شيء مكروه وأما تخليل الأصابع فيؤول بالنظافة واتباع الأمور الحميدة وقال بعض المعبرين : ربما يكون مناكحة بين الإنسان أو تزويج الأولاد وأما النداء فإنه يؤول على وجوه منها خير وشر ( وقال ابن سيرين ) : النداء وسماعه هم وغم في ذلك المكان الذي حصل فيه النداء ، وإن سمع أحد نداء مجهولاً في مكان مجهول ولم يجبه فإنه يدل على موته وإن أجابه دل على موضعه من سمع نداء فيه بكاء أو ما أشبه ذلك فإنه حصول فرج وسرور ومن رأى أنه يسمع نداء فيه ضحك وقهقهة فإنه بضد ذلك ( ومن رأى ) أنه يسمع نداء فيه تشبك فإنه يسمع كلاماً يغمه ( وقال الكرماني ) : ( من رأى ) أن منادياً ينادي في الناس عاماً بأمر ظاهر وكلامه موافق للحكمة ويكون المنادي شيخاً أو من الأموات أو له اسم يدل على الخير أو سيمته من الصالحين أو يكون في مسجد أو في موضع يزار ونحوه فإنه يكون
____________________
(1/676)
جميع ما قاله على الحقيقة وإن كان المنادي ليس فيه شيء من هذه الوصاف فلا يقبلها الرائي وقال بعضهم : من سمع نداء وعرف المنادي وكان في الرؤيا ما يدل على الخير وعرف ما قاله المنادي من خير أو شر فإن كان المنادي ممن يقبل قوله في اليقظة فهو كما قال وإن لم يكن مقبولاً في اليقظة فلا تعبير في قوله وأما المنادي الذي ينادي على شيء يباع فإنه يدل على الكذب والشيطنة لقول بعض المتقدمين : ما أراد أن يعذب شيطاناً فليعذب دلالاً ومعنى الدلال المنادي . وأما الأنين فلا خير فيه لما فيه من الضعف ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه يثن فإنه يدل على قضاء حاجة وحصول ظفر وأما العناق ففيه وجهان ( ومن رأى ) أنه يعانق أحداً وجعل يده محاطة به فإنه ظفر وإن احتاط المعانق به فليس ذلك بمحمود ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : المعانقة مخالطة ومحبة وقال الكرماني : ومن رأى أنه عانق أحداً سواء كان حياً أو ميتاً فإنه يدل على طول حياته وقال بعض المعبرين : وربما دل العناق على الصلح أو قدوم غائب وأما الوداع فقال أبو سعيد الواعظ : من رأى كأنه يودع امرأته فإنه يطلقها ( ومن رأى ) أنه يودع أحداً فإنه يفارقه إما بموت أو بحياة أو بفاحشة وربما كان الموت للمودع ( وقال الكرماني ) : وإن رأى أنه يودع قوماً أو يدعونه للفراق فإنه يتحول عن حالته التي هو عليها ثم لا يعود لمثلها ، وربما كان لذلك في ارتفاع عنهم قال السالمي : من رأى أنه يودع أحداً فإنه جيد لأنه يؤول على خمسة أوجه : مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك لأمر فيه نتيجة وربح المتجر وإعادة الولاية إلى صاحبها وشفاء المريض وذلك أنه من الوداع ، وأنشد بعضهم شعراً : ( إذا رَأَيْتَ الوَدَاعَ قَاخْرثجْ ** وَلا يَهُمَّنْكَ البعادُ ) ( وَانْتظِرِ العَوْدَ عَنْ قَرِيب ** فَإنَّ قَلْبَ الوَدَاعِ عَادُوا ) وأما التواري فإنه يدل على أنه يولد له بنت لقوله تعالى : ! ( يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ) ! وقيل من يفر من خوف أحد وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه توارى في بيت فإنه فرار من أحد لقوله تعالى : ! ( إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) ! وأما الاستخفاء والظهور للناس فإنه يؤول على أوجه ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه هارب ولا يدري ممن يهرب فإنه يرزق توبة لقوله تعالى : ! ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ! وإن عرف الأمر الذي يهرب منه فإنه يأمن خوف لقوله تعالى : ! ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) ! وكل ما يهرب الإنسان منه مما لا يعاين طلبه فهو ظفر للمطلوب ( ومن رأى ) أنه يستخفي من الناس ولا يستخفي من الله فإنه يبارز الله بالمعاصي لقوله تعالى : ! ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ) ! وقيل رؤيا لفرارهم وحزن ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه يهرب من أحد أو من حيوان معطب فإنه يدل على أمان من الخوف وحصول الظفر وقال بعض المعبرين : ربما يكون الفرار امتناعاً عن أمر لقوله تعالى : ( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم إلا فرارا ) وأم الكنس فإنه يدل على نقصان ماله وضعف المعيشة ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه كنس بيته فإنه يدل على نقصان ماله والمكنسة تدل على موته وإن رأى أنه كنس مكاناً لأجل التعبد فإنه صالح وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يكنس مكاناً ويجمع كناسته فإنه يؤول بالنظافة وجمع المال وربما دلت رؤيا كنس المسجد على محبة الله لقوله صلى الله عليه وسلم : ' إذا أحب الله عبداً جعله خادم مسجد ' الحديث وأما العبث فإنه يدل على قلة العقل قال بعض المعبرين : من رأى أنه يعبث بشيء من أعضائه فإنه يفعل أمراً ينكر عليه فعله عند أرباب العقول . وأما الخوف فإنه أمانة لقوله تعالى : ( وليبدلنهم من بعد خوف أمنا ) قال ابن سيرين : رؤيا الخوف تدل على النصرة لقوله عليه السلام ' نصرت بالرعب ' : ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الخوف يدل على ارتكاب إثم واكتساب مظالم لمن ليس عنده تقوى وقال بعض المعبرين : أحب رؤية الخوف في المنام فإني جربت مراراً عديدة فلم أر عقباه إلا الخير والأمن والسلامة والظفر وبلوغ المقاصد والنصرة وقال أيضاً وقال أيضاً : الخوف نجاة من القوم الظالمين لقوله تعالى : ( فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين ) واستدل على السلامة بالمثل السائر بين الناس .
____________________
(1/677)
وأما العجلة فليست بمحمودة فإنها من مفاسد الشيطان فمن رأى أنه مستعجل فإنه يتوقع زللاً وقال بعضهم : من رأى أنه مستعجل في أمر يتعلق بالدين فهو محمود ، وإن كان دنيوياً فضده إلا أن يكون بسبب زواج ( وقال ابن سيرين ) : العجلة ندامة ( وقال جابر المغربي ) : العجلة تؤول بالتأني وأما التأني فتعبيره في جميع الأحوال ضد العجلة مما تقدم ذكره وأما الهزل والمزاح فليس بمحمود وقال بعض المعبرين : وإن رأى أنه يمازح الناس استخفوا به وإن كان محمولاً على مزحه وربما دل المزاح من الملك لمن هو دونه على التقريب فإن المثل السائر بين الناس : الأمير مازح فلاناً فقربه وفي التواريخ ما يدل على ذلك وهو أن ملكاً كان متغيراً على بعض جلسائه وكان من عاداته المزح معه فلما حضر ذات يوم أراد الممازحة فقال له الأمير : ليس هذا وقته . وأما الجوع فمن رأى أنه جائع فإنه مذنب ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه جائع فأكل فإن كان الأكل بشهوة وهو طيب فإنه يدل على توبة مستمرة وإن لم يكن الأكل طيباً فإنه يتوب ولا يستمر قال بعض المعبرين : الجوع يدل على الحرص وطول الأمل إلا أن يكون في رحمة الله تعالى فإنه حصول توبة ومغفرة وقال جعفر الصادق : رؤيا الجوع تؤول على أ { بعة أوجه خير وحرص وذنب وطمع وأما الشبع فقال ابن سيرين : من رأى أنه شعبان فإن يستغني عن الناس ولكنه يكون متهاوناً في أمر دينه ( وقال الكرماني ) : ومن رأى أنه بين الشبع والجوع وأمره معتدل في ذلك فإنه محمود ( وقال السالمي ) : من رأى أنه شبعان أو رأى فيه امتلاء من الطعام حتى لم يبق فيه سعة فإن ذلك تغيير أمره وسقوط حاله وربما دل على انقضاء أجله إلا أن يكون فيه سعة فيكون مرزوقاً في دنياه على السعة ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الشبع يدل على المعاش وعود المال وأما العطش فإنه يدل على تعب ومشقة وفساد في الدين والدنيا ( وقال الكرماني ) : ومن رأى أنه عطشان فإنه يطلب أمراً ولا يدركه بحيث لا يدرك الأمر أصلاً لقوله تعالى : ! ( يحسبه الظمآن ماء ) ! وربما كان محتاجاً إلى النكاح ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : رؤيا العطش تؤول على وقوع خلل في الدين وإذا كان عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب منه فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى : ! ( ومن لم يطعمه فإنه مني ) ! وأما الري فإنه خير ونعمة ما لم يحصل منه تفرقع لأحد الأعضاء ( قال الكرماني ) : من رأى أنه ريان فإنه يدل على السعة ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى أنه يشرب ماء بارداً إصابة مال حلال وقال دانيال : رؤيا الري أحسن من العطش وأما الشرب من جميع أنواع المشارب مع وضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والآبار فجميعه مفصل في بابه وأما السعة فقال الكرماني من رأى أنه من أهل السعة والمال والقدرة والإمكان فذلك تغير أمره وسقوط حاله وموت يعاجله أو يكون ظالماً فينتقم منه قال أبو سعيد الواعظ : الغنى هو الفقر ومن رأى أنه غني فإنه يفتقر وقال بعضهم : رؤيا الغنى لأهل الدين والصلاح قناعة لقول ابن عبد العزيز الديريني : ( وَجَدْتُ القَنَاعَةَ أَصْلَ الغِنَى ** فَصِرْتُ بِأَهْدَابِها مُمْتَسَكْ ) ( وَلَبسْتُ مِنْ حَلْيِهَا خِلْعَةً ** فَلاَ هِيَ تَبْلَى وَلا تُنَتَهَكْ ) وأما الفقر فإنه صلاح في الدين وثبات في الحال وقال الكرماني : من رأى أنه من أهل الفقر وضيق المعيشة يزداد في تقربه ويحسن حال بيته من بعده ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : من رأى كأنه فقير حال نال طعاماً كثيراً لقوله تعالى حكاية عن موسى : ! ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) ! وأما ضيق المعيشة فإنه يدل على الكفاف لما تقدم أن رؤيا نفسه من أوساط الناس جيدة وأما التلفيق فهو وضع كل شيء مع ما يناسبه فمن رأى ذلك فإنه يكون مدبر أموره ويوقع ما يناسب بعضه ببعض وأما السفاهة فلا خير فيها لأنها من الأمور الشنيعة فمن رأى أنه يسفه على من لا يمكن فعل مثل ذلك به فإنه يكون ناكراً لإحسانه فمن رأى أن أحداً يسبه فالمعنى واحد وأما الالتقاط فهو حصول ما ليس هو في الأمل فإن كان ممن يحب نوعه فضد ذلك وأما العداوة فإنها تدل على المودة قال أبو سعيد الواعظ : ( من رأى ) أن بينه وبين أحد عداوة فإنه يكون بينهما مودة لقوله تعالى : ( عيسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ) وقال بعض المعبرين : من رأى أن بينه وبين أحد عداوة وهو يصبر لها ويدافع بالتي هي أحسن فإنه يدل على أن ذلك الرجل يصير صديقاً ناصحاً في المودة لقوله تعالى : ! ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) ! وأما الإحسان فهو محمود خصوصاً إن كان للعدو فإنه ظفر به لقول بعضهم : ( وَإذا المُسِيءُ جَنَى عَلَيْكَ جِنَايَةً ** فَاقْتُلْهُ بِالمَعْرُوفِ لا بِالمُنْكَرِ )
____________________
(1/678)
وقيل : رؤيا الإحسان تدل على علو المنزلة والقوة في الدين بقد رما أحسن وخلاصه من عذاب الآخرة وقال بعضهم : من رأى أنه يحس فإنه يدل على إخلاصه في التوحيد والموت على الإسلام ومجازاته من الله تعالى بالجنة لقوله تعالى : ! ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) ! وأما التقوى فإنها السبب الأقوى وقال بعض المعبرين : رؤيا أهل التقوى خير فمن رأى أنه سلك طريق شيء من ذلك فإنه يسلك الطريق المجيد ويكون الله تعالى معه في جميع أحواله لقوله تعالى : ! ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ! وأما المعصية فتعبيره ضد ذلك وربما دلت رؤية من يرتكب شيئاً من ذلك على خلل الأمور وانعكاس الأحوال إلا أن يكون من أهل التقوى وتعبير رؤياه بالضد . وأما السكينة فإنها محمودة لأنها من الكون ، وربما دلت على السكنى وعدم الحركة فيما لا يحصل به نتيجة ، وربما دلت على الضد وأما الجريان والعدو سواء كان راكباً أو ماشياً فإنه يدل على الحرص والطمع فإن رأى أنه وقف من جريه أو عدوه فإنه قنوع لا يميل إلى الطمع ( قال الكرماني ) : من رأى أنه يعدو أو يجري وعرف الأمر الذي يطلبه فإنه يدركه عاجلاً ويظفر به ، فإن كان راكباً فإنه يدل على تجديد سفر وقال : إن نوى السفر ورأى ذلك يتعوق عنه وأما المشي وسلوك الطريق فيؤول على أوجه قال الكرماني : من رأى أنه يمشي أو تمشي به دابة رويداً رويداً فإنه عز وشرف ( ومن رأى ) أنه يمشي في تراب فإنه يحصل مالاً عاجلاً وإن مشى في رمل فإنه في شغل شاغل وإن مشى على شوك وآلمه فإنه يصاب في بعض أهله ( ومن رأى ) أنه يمشي في طريق قاصداً مجتهداً فإنه على منهاج الحق والدين وشرائع الإسلام ، وربما دل على صلاح نفسه في دين أو دنيا ( ومن رأى ) أنه ضل عن الطريق أو زاغ عنها فإنه يضل عن الحق ومنهاج الصواب في دينه أو دنياه بقدر ما ضل عن الطريق فإن أصاب الطريق بعدما ضل أصاب صلاح نفسه وإن لم يصب الطريق تعسر ذلك عليه ( ومن رأى ) أنه متحير في طريقه فإنه متحير في طلبه وصلاح نفسه . ( ومن رأى ) أنه في طريق مختلف لا يهتدي إليه فإنه على بدعة في دينه أو على طلب عذر من أمره ، فإن انفتح له الطريق أصاب رشداً ونال طلبه ( ومن رأى ) أنه سلك طريقاً مظلماً فإنه ضلالة في دينه ( ومن رأى ) أنه يخرج من ظلام إلى نور فإنه يخرج من الضلالة إلى الهدى ( ومن رأى ) أنه يمشي في طريق فاعترض له ما يحول بينه وبين الطريق من حيوان أو جماد أو نبات فإنه قد بلغ آخر أمره ومطلبه واستقامة الطريق استقامة الدين ( ومن رأى ) أنه يمشي في الطريق فلا يتعب فإنه يدل على خلاص حقه ، فإن تعب يكون خلاصه بصعوبة ( ومن رأى ) أن أحداً استبدله من الطريق المستقيم إلى غيره فإنه كان له أحد دين فإن المديون يحتال عليه ويسوفه ، فإن لم يكن له دين على أحد فإنه يغويه إلى المصيبة والخطأ ( ومن رأى ) أنه يمشي في طريق مظلم وأشكل عليه الطريق وهو يعتقد أنه على الاستقامة فإنه يرجى له الهداية ( ومن رأى ) طريقاً متشعباً وهو لا يدري إلى أيها يذهب فإنه يتحير ف يدينه ويصاحب من لا دين له ( ومن رأى ) أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه ( ومن رأى ) أنه كان سالكاً في طرق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه ( ومن رأى ) أنه سالك في طريق ورأى امرأة فمال عن الطريق فإن الدنيا تكون خدعته ( ومن رأى ) أنه يمشي في طريق مخفي بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغروراً في شغله ( ومن رأى ) أنه أضل رجلاً طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى : ! ( وقد خاب من دساها ) ! وقال بعضهم : من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتغرب وإن رأى أن أحداً دله على الطريق فإنه يدله ويوضح له ما أشكل عليه لقول بعض الشعراء : ( إنَّ الغَرِيبَ كَأَنَّهُ فِي ظُلْمَةِ ** إنْ لَمْ يَقُدْهُ قَائِدٌ لَمْ يَهْتَدِ ) وقال جعفر الصادق : رؤيا الطريق تؤول على خمسة أوجه : دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة وأما السقوط فمن رأى أن أحداً سقط عليه فإنه يظفر به عدوه ( ومن رأى ) أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود ( ومن رأى ) أنه سقط من ضربة فإن 8 حصول مصيبة وإن زل قدمه فكذلك وقال الكرماني : ( من رأى ) أنه خر على وجهه فإنه إن لم ينو به السجود فلا خير فيه ، وإن كان في خضومة فذلك وقال الكرماني : ( من رأى ) أنه خر على وجهه فإنه إن لم ينو به السجود فلا خير فيه ، وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر ( ومن رأى ) أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو نحو ذلك فإن الأمر الذي هو فيه لا يتم له ولا يبلغ منه ما يريد بامتناع ذلك عليه ولا يتم له ما يرجوه ولا يبلغ منه ما يريد ، وقد يدل السقوط لمن عنده خلل
____________________
(1/679)
في دينه على انهماكه في المعاصي والفتن والأعمال المضلة ( ومن رأى ) أنه سقط في مسجد أو روضة وما أشبه ذلك وكان سبب فعل خير أو كان قاصده فإنه دال على ترك الذنوب والمعاصي والإقلاع عن البدع والأهواء . ( وقال أبو سعيد الوعظ ) : من رأى أنه سقط فإنه ليس بمحمود وأما الصعود فما كان منه إلى السماء فقد تقدم الكلام عليه في بابه وفصله وكذلك يأتي كل شيء في بابه وأما تعبير الصعود جملة ما لم يكن مستوياً فهو محمود وأما الهبوط فتقدم الكلام أيضاً فيه إذا كان من السماء وربما كان نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم هبط بعد أن عرج إليها ولم ينقص من شرفه بل زاد شرفه وإذا رأى الهبوط من غير ذلك يأتي ما يدل على كل شيء ي بابه وفصله وقال بعض المعبرين : أكره الهبوط لما جربته مراراً فلم أجده محموداً وربما كان ضعفاً وهبوطاً عن القوة وأما الاتكاء فإنه يدل على التهاون بالأمور وربما دل على الرياسة لأنه من شأنهم وأما الزلق لا خير فيه سواء وقع أو لم يقع وقال بعض المعبرين : من رأى أنه زلق ووقع أصابته مصيبة وإن لم يقع أصابه هم وغم . وأما القيام فهو نهوض الأمر ، قال بعض المعبرين : من رأى أنه قام لأمر فيه دلالة على الخير فإنه ينهض لأمر يحصل منه نتيجة ( وإن رأى ) ضد ذلك فتعبيره ضده وأما العقود فقال بعض المعبرين : أحب القعود على ما كان مرتفعاً وقد جربت ذلك مراراً ( وقال ابن سيرين ) : في المعنى : عجبت لمني علو على الأرض أنملة كيف لا يعلو ذراعاً خصوصاً إن كان على ما يحسن القعود على مثله في اليقظة ( ومن رأى ) أنه قعد على الأرض فإنه ثبات في أمره وأما الهدية ( قال الكرماني ) : من رأى أنه يهدي هدية لأحد وكان نوعها محبوباً فهو صلاح للفاعل والمفعول وكل ينال من صاحبه ما يريده ، وإن كان نوع ذلك مكروهاً فإنه ينال كل منهم من الآخر ما يكرهه وقيل من رأى أنه أهدي إليه هدية فإنه يتزوج امرأة طيبة ( ومن رأى ) أنه أهدي إليه هدية من شيخ أو عجوز فإنه محمود وإن كان من شاب أو شابة فبخلافه وقال بعضهم : ( من رأى ) أنه أهدى لأحد هدية فردها عليه فإنه يدل على حصول كلام بينهما يكره مثله وربما كان يرجو منه شيئاً وأما الهبة فقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه وهب لحد هبة فإنه يتفضل عليه إلا هبة العبد فإنه يرسل إليه عدواً . وأما اللجاجة فإنها غير محمودة وقيل إنها فرار فمن رأى كأنه يلح في أمر فإنه يفر من أمر هو فيه كائناً ما كان من ولاية أو رياسة أو صناعة أو خصومة والمصالحة فإنها محمودة ، وقال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه يدعو غريمه إلى مصالحة من غير قضاء دين فإنه عدو صار إلى الهدى ، ومصالحة الغريم على شرط المال نيل خير لقوله تعالى : ! ( والصلح خير ) ! وأما الاختبار فإنه أمر يطلب قاصده كشفه فمن رأى أنه يختبر أحداً فإنه يقصد أن يفهم ما هو عليه فتعبيره في ذلك ما يظهر منه خيراً أو شراً وأما الاستشارة فإنها أمانة قال بعض المعبرين : ( ومن رأى ) أنه يستشير أحداً فإنه يأتمنه على أمانة لقوله عليه السلام : المستشار مؤتمن وأما استراق السمع فليس بمحمود وقيل يرتكب ما لا ينبغي له ، وربما دل على حصول ما يكره وقال بعضهم : استراق السمع يؤول على أربعة أوجه : خيانة وخوف ومعصية وسماع أمر مكروه وأما الانتظار قال بعض المعبرين : إنه هم وغم فمن رأى في ذلك ما يحب مثله فلا بأس به وإن رأى ما يكرهه فضد ذلك وقال بعض المعبرين : من رأى أنه ينتظر أمراً فإنه يكون طويل الأمل وأما الاشتياق فإنه يدل على الغربة ، وربما دل على فراق محبوب لقول بعضهم : ( وَإنِّي لَمُشْتَاقٌ إلى وَجْهِكَ الَّذِي ** عَلَيْهِ بِأنْوَارِ السَّعَادَةِ رَونَقُ ) وأما البرهان فإنه يدل على الخصومة فمن رأى أنه أتى ببرهان على شيء فإنه في خصومة مع إنسان وتكون الحجة على خصمه لقوله تعالى : ! ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ! وأما التدلي فإنه يدل على الورع فمن رأى أنه تدلى من مكان مرتفع إلى سطع أو أرض سواء كان بحبل أو غيره فإنه يتورع في أحواله ويزهد عن أحوال الدنيا وأما التعزية فهي أمن فمن رأى أنه عزى أحداً مصاباً فله مثل ما له من الأجر لقوله عليه السلام : ' من عزى مصاباً فله مثل أجره ' وأجر الله تعالى يقتضي الأمن ومن رأى أحداً يعزيه فإنه ينال بشارة لقوله تعالى : ! ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) ! وأما تغيير الاسم فعلى وجهين : فإن دعي بغير اسمه وكان الاسم دون اسمه فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح ، وإن ادعى باسم أحسن من اسمه سواء كان ظاهراً أو مشتقاً من معنى حسن فإنه يدل على أنه ينال عزاً وشرفاً ورفعة على حسب قافية الاسم وقال بعض المعبرين :
____________________
(1/680)
إن كان الاسم منسوباً إلى الله تعالى بالعبودية كعبد الله وما أشبه إنه من عناية الله ونصره ، وإن كان على مسمى تقدم كمحمد ويونس وما أشبه ذلك فيؤول على وجهه ، فإن كان من أهل الدين والصلاح فبشارة وخير ، وإن كان من أهل الفساد والمعصية فيدل على وعيد استهزاء ، وإن نودي ببعض أسماء الأسقاط من البدو والجهلة كجربوع وصميدة وفهيد وما أشبه ذلك فإنه يدل على الجهل وكثرة الفساد وإن نودي بما يسمى به اليهود والنصارى كعربان وحنا وشميلة وما أشبه ذلك فيخاف عليه من سوء الحياة والممات ، هذا إذا كان القائل ممن يقبل قوله في اليقظة ، وإن كان ممن لا يقبل قوله فلا يعتبر قوله وأما تزكية المرء نفسه فإنها تدل على اكتساب مآثم وهو لا يصدق لقول تعالى : ! ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ! فمن رأى كأن شاباً حسناً يزكيه فإنها مذمة عدو ، وإن زكاه شيخ فإنه يصيب ذكراً حسناً ، وإن كان الشيخ مجهولاً ينال بسببه رياسة وأما تزكية الكهل ففقر ( ومن رأى ) أنه يزكي أحداً معروفاً فتعبيره الهيئتان كما تقدم . وأما الثبور فلا خير فيه لأنه مذموم في القرآن لقوله عزل وجل إخباراً عن الكافرين ( لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداص وادعوا ثبوراً كثيرا ) وأما التهاون فلا خير فيه في جميع الأحوال لقول الشاعر : ( وَمَنْ تَهَاوَنَ في مَصَالِحِ نَفْسِهِ ** عَتِبَتء عَلَيْهِ ثَعَالَبٌ وَفُهُودُ ) وأما التهاون بالكفار فمحمود والتهاون بالمؤمن مذموم فمن رأى أن أحداً تهاون به فإنه يظهر عليه وأما الثناء فعلى وجهين : إن كان من صديق فهو محمود وربما يحصل من قبله خير ، وإن كان من عدو فهو استهزاء به ، وربما تنقلب العداوة مودة وأما التناول فإن كان من غيره له وكان المدفوع له حسناً فهو خير ونعمة ، وإن كان مذموماً تأباه النفس فضده ، وإن ناول هو شيئاً لغيره فنظير ذلك وأما الحراسة فأمان وثناء حسن فمن رأى أحداً يحرسه فإنه يأمن ، وإن حرس أحداً فإنه يرزق الجهاد وقيل الحارس والمحروس يكونا آمنين من شهر الشيطان وكيده وأما الحلف إذا كان صدوقاً فيه فإنه ظفر وقول حق ، وربما كان زيادة في العبادة والمحبة لله تعالى ، وإن كان كذوباً فيدل على الخذلان والذلة وقيل معصية وفقر لقوله تعالى : ( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا ) وأما الشغل فإنه يدل على النكاح وربما كان تزو بكر لقوله تعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قيل افتضاض الأبكار وأما السؤال فإنه يدل على التواضع والاجتهاد في طلب العلم وقال آخرون : إن كان الأمر من أمور الدين فمحمود وإن كان للدنيا فليس بمحمود وأما الطلب فمن رأى أنه يطلب شيئاً ويجد من طلبه فإنه ينال مناه كما قيل من حث في طلب شيء ناله أو بعضه . وأما الشفاعة فهي زيادة المروءة فمن رأى أنه يشفع في إنسان فإنه يدل على عز ومروءة وارتفاع مرتبته وحصول أجر وثواب وإن أحداً يشفع فيه فإما أن يكون مذنباً أو مظلوماً وأما العلو فيؤول على وجهين : إن كان من أهل التقوى والخير فإنه جيد ف يحقه ، وإن كان من أهل الفسق والفساد فإنه إن علا وارتفع على أحد فإنه يدل على أنه يعلو في الدنيا ثم يهان ويذل لقوله تعالى إخباراً عن فرعون : ( إن فرعون علا في الأرض ) وإن رأى مع ذلك عظماً فصارت جثته أعظم من جثث الناس فإنه يدل على موته وأما العفو فمحمود لنه من أعمال البر والفلاح فمن رأى أنه عفا عن مذنب ذنباً يعمل عملاً يغفر الله له لقوله تعالى : ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) وقال بعض المعبرين : من رأى أنه عفى عن مذنب فأجره على الله لقوله تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) وأما العمل الناقص فيدل على الإياس من الوجود ووقع الحذر في الرؤيا وأما العقد فهو على أنواع متعددة فمن رأى أن عقدة في قميصه فإنه يدل على عقد التجارة والعقدة على الحبل صحة دين ، وعلى المنديل إصابة خادم ، وعلى السراويل تزويج امرأة ، وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تجارة أو تزويج فإن رأى عقدة على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقد فإنها تدل على ضيق من قبل السلطان فإن رأى أنها انحلت بنفسها فإن الله يفرج عنه من حيث لا يحتسب وقال بعضهم في ذلك شعراً : ( إذا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْراً ** فَلَيْسَ يَحُلُّهَ إلاَّ القَضَاءُ ) وقال بعضهم : أكره رؤيا العقد على شيء وأحب حل العقدة فإن العقدة من الهم وحلها من الفرج لقول بعضهم :
____________________
(1/681)
( وَلَعَلَّهَا وَلَعَلَّهَا وَلَعَلَّهَا ** وَلَعَلَّ مَنْ عَقَدَ العُقُودَ يَحُلُّها ) وأما عقد الشيء على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود وكذلك الاعتقاد لقوله صلى الله عليه وسلم : ' اعقل وتوكل ' فأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود فإن رأى أنه يعد دراهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علماً ، فإن كان فيها صورة منقوشة فإنها يشتغل بالباطل في الدنيا وإن رأى كأنه يعد لؤلؤاً فإنه يتلو القرآن وإن رأى أنه يعد خرافاً فإنه يشتغل في الخفاء وإن رأى أنه يعد بقراً عجافاً فإنه يمر عليه سنون جدبة ، وإن كانت سماناً فإنه بضد ذلك وإن رأى أنه يعد جمالاً مع جوالقها فإن كان سلطاناً أو من يقوم مقامه فإنه يصيبه من أعدائه أموالاً قيمتها توافق حمل الحمالات وإن كان دهقاناً مطر زرعه ، وإن كان تاجراً نال ربحاً كثيراً . ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يعد عدداً من الأعداد فإن لكل عد تأويلاً فالواحد توحيد وإيمان بالله عز وجل ، والاثنان أبوان أو شاهدا عدل على تصديق الرؤيا ، والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى : ! ( ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ) ! والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع وربما يكون تزويجاً ، والخمسة دولة مقبلة وربما يكون الخمس صلوات فإن نقص منها شيئاً فهو نقصان في الصلاة وقال أيضاً : عدد الواحد مبارك والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى : ! ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ! والثلاثة ليست بمحمودة والأربعة مباركة وخير لقوله تعالى : ! ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ! ورؤيا الخمسة جيدة حميدة وأما الستة فهي فعل شيء فيه نتاج لقوله تعالى : ! ( خلق السماوات والأرض في ستة أيام ) ! وربما كان كلاماً حسناً يقيمه صاحب الرؤيا أو إتمام أمر والفراغ من شيء ، وأما السبعة فليست بمحمودة لقوله تعالى : ! ( لها سبعة أبواب ) ! وقيل زين أو حج وربما دلت على الهم في تلك الأيام لحالها وقال بعض المعبرين : إن رأتها امرأة وهي حبلى فإنه تلخص لأن المطلقة إذا ولدت أقامت سبعة أيام وأما الثمانية فليست بمحمودة لقوله تعالى : ! ( سبع ليال وثمانية أيام حسوما ) ! قيل يتقرب من سلطان أو رجل كبير وقال بعض المعبرين : إن كان العدد على جماعة معينة وهم ممن شك فيهم فإنهم كذلك لقوله تعالى : ( سبعة ثامنهم كلبهم ) وأما التسعة فليست بمحمودة لقوله تعالى : ( تسعة رهطٍ يفسدون في الأرض ) وقيل بيان وحجة على الأعداء لقوله تعالى : ( تسع آيات بينات ) وقال بعضهم : إن رأى ذلك من في دينه ضعف فربما دل على أن له ميلاً إلى الرافضة وأما العشرة فإنها مباركة وحصول مراد ديني ودنيوي لقوله تعالى : ( ووأتممناها بعشر ) وقوله تعالى : ( تلك عشرة كاملة ) وقيل تمام وكمال في الأمور وأما الحادي عشر فهو حصول مراد لقوله تعالى : ( إني رأيت أحد عشر كوكبا ) وقيل إخوان وأما الثاني عشر فإنه تأخير في حصول المقصود ثم يحصل فيما بعده لقوله : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا ) وقبل سنة مخصبة وأما الثالث عشر فليس بمحمود لأنه أنحس أيام الأشهر وعقد أيام مشكلة وأما الرابع عشر فإنه محمود وحصول مراد وقيل فرج بعد شدة وأما الخامس عشر فإنه عدم تمام المقصود وقيل خروج من شدة إلى قضاء وحصول خصب وانتصاف وأما السادس عشر فإنه يدل على حصول مراد بطول المدة وقيل تمام أمر وأما السابع عشر فإنه يدل على رجوع ما خرج منه في فساد وعاقبته محمودة وقيل حج وإتمامه وأما الثمانية عشر فليست بمحمودة وقيل اتصال بالملوك والعظماء وأما التاسع عشر فخصومة مع الناس لقوله تعالى : ( عليها تسعة عشر ) وقيل أعوان سامعون مطيعون وأما العشرون فزيادة قوة وظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى : ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) وأما الثلاثون فتدل عل أنه إن كان له مع أحد خصومه ينفصل بسرعة ويظفر بعدوه لقوله تعالى : ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) وأما الأربعون فإنه تعسر أمر وحيرة وتيه لقوله تعالى : ( محرمة عليهم أربعين سنة ) وأما الخمسون فليس بمحمود وقيل تمام عمر صاحب الرؤيا وأما الستون فليس بمحمود فإنه لزوم كفارة لقوله تعالى : ( أو إطعام ستين مسكيناً ) وقيل سفر لقوله تعالى : ( غدوها شهر ورواحها شهر ) وأما السبعون فحصول حاجة بتأخير وحصول خوف من جهة السلطان وإن كان العدد شيئاً مذروعاً فإنه غير محمود لقوله تعالى : ( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً ) وقيل استغفار وتملق لمن لا خير فيه ولا يغفر الله له لقوله تعالى : ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) وأما الثمانون فتهمة بزنى ويخاف عليه من جلده لقوله تعالى : ( فاجلدوهم ثمانين جلدة ) وقيل اجتماع وبركة وأما التسعون فتدل على أن نسوة من الأكابر يخطبونه ويحصل له منهم منفعة وإن كان من
____________________
(1/682)
أهل الولاية يحصل له ذلك لقوله تعالى : ! ( تسع وتسعون نعجة ) ! وقيل ضيق وعسر وأما المائة فظفر على الأعداء وحصول مراد لقوله تعالى : ( مائة يغلبوا مائتين ) ويدل على الزنى لقوله تعالى : ( فاجلدوا كل واحدة منهما مائة جلدة ) ( ومن رأى ) أنه عقدت له مائة من الحبوب فخير وبركة ومعيشة لقوله تعالى : ! ( في كل سنبلة مائة حبة ) ! وقل يقدم على جماعة وأما المائتان فإنه عدم ظهر على العدو لقوله تعالى : ( يغلبوا مائتين ) وأما الثلاثمائة فحصول مقصود في مدة مديدة لقوله تعالى : ( ولبثوا في كفهفهم ثلاثمائة سنين ) أما الأربعمائة فظفر على الأعداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ' خير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ' وأما الخمسمائة فتوقف الأمور وأما الستمائة ففرح وحصول مراده وأما السبعمائة فصعوبة أمور ولكن يحصل في آخر عمره خير وأما الثمانمائة فتدل على حصول ظفر وقوة وأما التسعمائة فتدل على ظفر الأعداء عليه وأما الألف فحصول قوة وظفر ونصرة لقوله تعالى : ! ( وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله ) ! أما الألفان فليسا بمحمودين وأما الثلاثة آلاف فإنها تدل على حصول ظفر وقوة لقوله تعالى : ! ( بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ) ! وأما الأربعة آلاف فإنها تدل على حصول نصرة وظفر وأما الخمسة آلاف فإنها بركة وفرح لقوله تعالى : ( بخمسة آلاف ) وأما الستة آلاف فإنها تدل على الظفر وحصول المراد وأما السبعة آلاف فإنها تدل على توسط حاله من جهة المعيشة وقال بعضهم تعقد عليه أموره وأما الثمانية آلاف فإنها تدل على انتظامه وأما التسعة آلاف فمحمودة وأما العشرة آلاف فإنها تدل على حول الظفر والنصرة وأما العشرون ألفاً فإنه تغلب ويظفر على أعدائه وأما الثلاثون ألفاً فإنه يدل على حصول ظفر بعد مدة طويلة وأما الأربعون ألفاً فإنه يدل على النصرة وأما الخمسمائة ألفاً فإنه يدل على تعب ومشقة وتوقف وعجز في التدبير لقوله تعالى : ( كان مقداره خمسين ألف سنة ) وأما الستون ألفاً فإنه يدل على حصول مراد بعد تعب وأما الثمانون ألفاً فإنه يدل على الظفر والنصرة وأما التسعون ألفاً فحصول الظفر لأعدائه وأما المائة ألف وأكثر فحصول المآرب لقوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يريدون ) . ( ومن رأى ) أنه يعد عدداً كثيراً بكفه فإنه يندم على نفقة ينفقها لقوله تعالى : ( فأصبح يقلب كفيه ) قال بعض المعبرين : من رأى أنه يعد عدد أو يعد له فإن كان ممن يقتضي منصب إمارة فإنها تحصل له ويكون أميراً بقدر عدده مثلاً إن عد عشر فيؤمر على عشرة ، وإن عد أربعين فيكون أميراً على أربعين ، وإن عد مائة يكون أمير مائة في المشهور ، وإن عد مائتين أو ألوفا فربما دل على كفالة أو مقدمة على جيوش ، وإن عد قليلاً فتكون الإمارة ما بينهما وأما إن كان ممن يقتضي مناصب دينية فإنه محمود له وثبات في حكمة لأن العدد لأصحاب ذلك لا يكون إلا لمستمر الولاية وإن من أصحاب المناصب الديوانية فيدل على جمع المال وكثرة الحساب والعدد من حيث الجملة بجميع الناس محمود إلا لمن يكون عليه مطالبة وأما التمرجح فمن رأى أنه في مرجوحة فإنه لعب بدينه ، وربما دلت المرجوحة على الرجحان . وأما اللوم فمن رأى أنه يلوم غره على أمر فإنه يفعل مثل ذلك فيستحق اللوم لما قيل في المعنى : كم لائم قد لام وهو ملام ( ومن رأى ) أنه لوم نفسه على أمر قد فاته فإنه يدخل في أمر مشوش يلام عليه ثم يذهبه الله عنه ويسر به لقوله تعالى : ( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) وأما العتاب فيدل على المحبة لأنه لا يعتب إلا من يحب لقول بعضهم : ( وما عَتْبِي إلاَّ عَلَى مَنْ أُحِبُّهُ ** وَلَيْسَ عَلَى مَنْ أُحِبُّ عِتَابُ ) وأما اجتماع الشمل فهو دليل الزواج لقوله تعالى : ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) وقال بعض المعبرين : رؤيا اجتماع الشمل تدل على الفرح والسرور لأنها دعوة بين الناس وأما الرهن فإنه يؤول على وجهين : إما حاجة أو طمع فمن رأى أن أحداً رهن عنده شيئاً فإنه يحتاج إليه ( ومن رأى ) أنه رهن نفسه فإنه يكتسب ذنوباً لقوله تعالى : ( كل نفس بما كسبت رهينة ) وقيل لا خير في الرهن لما قاله بعضهم : من أراد أني عيش نظيفاً لا يرهن شيئاً ولا يسلف وأما البيع ففيه خلاف منهم من قال : إنه خير من الشراء وقال آخرون : الشراء أحسن وقد تقدم البيع والشراء في باب الخدم والعبيد وأما الإجارة فالمستأجر في التأويل مخادع لمن يستأجر منه ويغره ويحثه على أمر وإذا خدعه تبرأ منه وتركه .
____________________
(1/683)
وأما الشركة فإنها تدل على الإنصاف فمن رأى أنه شارك أحداً فأنه يعامله وقال بعض المعبرين : أكره رؤيا الشركة لأن المثل الثائر بين الناس الشركة أربعة أحرف فإذا رفعت الهاء بقيت شرك ، وإذا رفعت الكاف بقيت شر فلا خير فيها من حيث الجملة وأما الخضاب بالحناء وغيرها فقال الكرماني : رؤيا الحناء إذا كان في وعاء فهو مال وبشارة ( ومن رأى ) أنه حنا يديه أو رجليه فإنه يزين أهل بيته وأقربائه وربما كان فساداً في الدين وقيل إنه يعطي أموراً تتعلق بأهله وإن كان ليس من شأنه شيء من ذلك فإنه حصول غم وهم ثم يجد الفرج قريباً وإن كانت الحناء في لحيته فإنه يؤول على ثلاثة أوجه إخفاء الأعمال والطاعات وستر الفقر عن الناس وكبر السن والوقار والخفارة والجهاد في سبيل الله وإن كانت امرأة فإنها تكون حيلية مكارة وقيل مصلحة في أمر زوجها وإن كان بشيء غير الحناء مما يكره في الشريعة فلا خير فيه إلا للعرائس وقيل إن ذلك أيضاً ليس بمحمود لأنه نوع من الفرح ( ومن رأى ) أنه اختضب ولم يعلق الخضاب فإنه يغطي من حاله ما يشتهر للناس فإن علق الخضاب ستر الله عليه ( ومن رأى ) أنه يختضب بطين أو ما أشبه ذلك فإنه يغطي حاله بمحال أو يصيبه مكروه ويخرج منه وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يختضب بمكان لا يقنضي خضابه فهو على وجهين : إما زينة لمن ينسب إليه ذلك العضو من النسوة وإن كان من الرجال فأمر يكره إلا أن يكون لأجل ألم فلا بأس به والله تعالى أعلم بالصواب . ( الباب الرابع والعشرون ) ( في رؤيا القتل والصلب وقطع الأعضاء والحروب والذبح والسلخ ونحو ذلك ) ( فصل في رؤيا القتل ) ومن رأى أنه قتل أحداً ولم يقطع منه عضواً فإنه يحصل منه لذلك المقتول خير ومنفعة وقيل إن القاتل يظلم المقتول ( ومن رأى ) أنه قتل فإنه طول حياة له ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه قتله أحد فإنه يحصل له منه خير ومنفعة ( ومن رأى ) أن جماعة قتلوه ظلماً فإنه يحصل له من السلطان أو ممن يقوم مقامه خير ومنفعة لقوله تعالى : ! ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) ! ( ومن رأى ) أنه قتل أحداً بظلم فإنه يكون عاصياً وظالماً لنفسه ويسلط عليه أحد البرية لقوله تعالى : ! ( ثم بغي عليه لينصرنه الله ) ! ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه قتل ولده يرزقه الله حلالا لقوله تعالى : ! ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم ) ! وقيل يظلم ولده لأجل المال وعن الدنيا ( ومن رأى ) أنه قتل أحداً وسال الدم من جسده يرزق بقدر الدم الذي خرج مالاً وإن لم يسل منه دم فبخلافه ( ومن رأى ) أن جسده تلطخ بدم المقتول فإنه يحصل له مال وإن رأى أنه قتل أحداً وخرج من جسده دم أبيض فإنه يدل على ذهاب دينه وقيل : إن رأى أنه قتل ولم يدر من قتله فإنه قتيل الشريعة لقوله تعالى : ! ( قتل الإنسان ما أكفره ) ! فإن عرف الذي قتله فإنه يظفر بعدوه ( ومن رأى ) أنه قتل رجلاً وأوداجه تسيل فالمقتول ينال من القاتل ما يكره من لسانه وقيل يصيب خيراً منه ( ومن رأى ) أنه قتل نفساً ولم يدر ما هو ولا عاينها فإنه يظفر بعدوه ونهجو من الهم لقوله تعالى : ! ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم ) ! وقيل : من رأى أنه قتل نفسه فإنه يرزق توبة لقوله تعالى : ! ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ) ! . ( ومن رأى ) أنه قتل مضروب العنق فإنه إن كان عبدا عتق لقوله تعالى : ! ( فك رقبة ) ! وقيل فرج من هم وغم ، وإن كان مديوناً قضى الله دينه من حيث لا يأمل ، وربما أعطي مالاً عظيماً وإن عرف الذي فعل به ذلك نال منه خيراً ، وإن كان القاتل امرأة أو خصياً أو صبياً لم يبلغ الحلم أو رجلاً بلا لحية فإنه يدل على من يأخذ روحه سواء كان يموت أو قتل أو غيره ( وقال ابن سيرين ) : إن رأت امرأة أنها قتلت زوجها فإنها تحمله إثماً وهو بريء ( ومن رأى ) أنه قتل صبياً وشواه فإنه يدل على أنه يدعوه إلى أمر محظور وربما يطيعه فيه ( ومن رأى ) أن صبياً ذبح وشوي ولم ينضج لحمه فإنه يظلم أبويه ( ومن رأى ) أن جماعة قتل بعضهم بعضاً فهو إظهار بدعة بينهم ( ومن رأى ) أن أحداً قتل إنساناً ووضعه على عنقه فإنه يطالب بمغرم ويحصل له من ذلك الضرر على قدر ثقل المحمول وخفته وقيل رؤيا القتل
____________________
(1/684)
لمن يريد الحج تدل على بلوغه ونيله وإن كان الرائي مريضاً فإنه يشفى وقيل رؤيا القتل لمن لم يكن به بلاء زوال نعمة ( ومن رأى ) أن ملكاً قتل رعيته بضرب العنق فإنه يعفو عنهم بعتق رقابهم . 4 ( فصل في رؤيا الصلب ) فأما الصلب فهو شرف وعز وسمعة لأن قتادة رأى ذلك في منامه فحصل عنده رعب ثم حصل له بعد ذلك عز وشرف ثم فيما بعد قصت الرؤيا على ابن سيرين ولم يذكر له قتادة فقال : هذا رجل له شرف وسمعة وقيل إن الإمام الشافعي رحمه الله حبس فرأى في منامه كأنه مصلوب على قناة وهو والإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال : إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرفع صيته فبلغ أمره إلى ما بلغ ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : رؤيا الصلب في المنام على ثلاثة أوجه : صلب مع الحياة ، وصلب مع الموت ، وصلب مع القتل فمن رأى أنه صلب حياً أصاب رفعة وشرفاً لقوله تعالى : ! ( وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه ) ! ( ومن رأى ) أنه صلب ميتاً أصاب عزاً في الدنيا من فساد دين ( ومن رأى ) أنه صلب مقتولاً يكذب في تلك الرفعة ( ومن رأى ) أنه مصلوب ولم يدر متى صلب فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه وقيل إن الصلب للأغنياء ما لم يكن صاحب منصب دليل على الفقر لأن المصلوب يصب عرياناً وللفقراء غنى وسعة ( ومن رأى ) أنه صلب وكان تاجراً دل على نيل مراده والصلب للمسافر محمود ولا خير في أكل لحم المصلوب . ( قال الكرماني ) : من رأى أنه صلب فإنه يرى من السلطان نعمة عظيمة ورفعة وعلو شأن وربما يكون في دينه خلل وقيل من رأى أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يأكل حراماً وربما يتمكن من ذي سلطان ويصيب منه خيراً وقال بعض المعبرين : ( ومن رأى ) أنه يأكل لحم المصلوب فإنه يدل على غيبته وقيل من رأى أن الملك أمر بصلبه فإنه ينال منه جاهاً ورفعة ولكن ليس بمحمود في دينه ( ومن رأى ) أن جماعة صلبوه فإنه يسود عليهم ويحكم فيهم ( ومن رأى ) أن شيخاً صلبه والناص ناظرون إليه فإنه يسود على أهل ذلك المكان ( ومن رأى ) أنه صلب نفسه فإنه يسود على أقاربه وأهل بيته هذا إذا رآهم ناظرين إليه وإن رآهم مدبرين عنه فإنهم لا يطيعونه فيما أمرهم به ( ومن رأى ) أنه مصلوب وانقطع حبله فإنه تنزل مرتبه . 5 ( فصل في رؤيا الحرب والقتال ) وهما على ثلاثة أنواع : أحدها بين الملوك وثانيها بين الملك والرعية وثالثها بين الرعية فقط فمن رأى الحرب بين الملوك فإنه يدل على فتنة أو وباء ( ومن رأى ) أن الحرب بين الملك ورعيته فإنه يدل على رخص الأسعار ( ومن رأى ) أن الحرب بين رعيته فقط فإنه صلاح بينهم وقيل قدوم العسكر على بلدة يدل على الغيث ( ومن رأى ) أن جنوداً مجتمعين فإنه يدل على هلاك أهل الباطل ونصرة أهل الحق لقوله تعالى : ! ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) ! وقيل قلة الجند لمن يكن معهم دليل على ظفره على أعدائه لقوله تعالى : ( كم من فئة قليلة ) الآية ومن رأى أنه في حرب وقام عليهم عجاج فلا خير فيه لقوله تعالى : ( وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة ) ( ومن رأى ) عسكرين اقتتلا فالغالب منهما مغلوب وقال بعض المعبرين : من رأى عسكرين اختلطا في وقعة ليتقاتلا ثم اصطلحا فإنه خير يعمهم لقوله تعالى : ( والصلح خير ) . 6 ( فصل في رؤيا التوسط ) فمن رأى أنه وسطه أحداً أو أحداً وسطه فهو عند المعبرين بصفة القتل وحكمه وقال بعضهم : من رأى أن أحداً موسطه فإنه يؤول على خمسة أوجه : إن كان بينه وبين أحد منازعة فهو قطعها وإن له عدو باع عليه فإنه يظفر بعدوه وإن كان ينتظر أمراً خيراً كان أو شراً فإنه يدل على إنجازه بصفته وإن كان الموسط رمي بالبحر وسار في المياه فإنه يدل على حمل أمر إلى ملك وأنه يفصل ذلك الأمر بحيث يحصل للرائي نصرة وظفر وخير خصوصاً إن كان بينه وبين أحد خصومة أو عداوة وإن كان الموسط علق أو رمي على كرم أو غيره واشتهر به فإن ملك ذلك المكان يفعل أمراً
____________________
(1/685)
يشتهر عند الناس ، فإن كان الموسط مذموم السيرة فإن الناس يشكرون الملك على ذلك الفعل ، وإن كان حسن السيرة فإن الناس يذمون الملك على ذلك الفعل قيل رؤيا الموسط إذا علق شهرة له فإن كان من أهل الخير فشهرة حسنة وإن كان من أهل الشر فضد ذلك . 7 ( فصل في رؤيا الذبح ) رأى أنه يذبح رجلاً فإنه يظلمة وإن كان بينهما قرابة وقد رأى أنه ذبحه ولم يخرج منه دم فإنها قطيعة بينهما وإن خرج دم فإنها صلة ( ومن رأى ) أن رجلاً مذبوحاً أو قوماً مذبوحين فإنهم ذو ضلال وأصحاب أهواء وبدع ( ومن رأى ) أنه ذبح نفسه فإن زوجته معه في الحرام ( ومن رأى ) أنه ذبح أمه أو أباه أو ولده فإن كان يرى دماً فإنه يعتق أحد والديه أو ولده يعقه وإن لم ينظر دماً فإنها صلة ورحمة بينهما ( ومن رأى ) أنه ذبح امرأة فإنه يطؤها وإن ذبح أنثى من حيوان فإنه يطأ امرأة أيضاً ( ومن رأى ) أنه ذبح حيواناً ذكراً من قفاه فإنه يطأ ذكراً وإن رأت امرأة أن السلطان ذبحها فإنها تنكح رجلاً ( ومن رأى ) صبياً ذبح وشي فإنه يظلم ويقال في حقه القبيح بقدر ما باشره منه ، فإن لم يكن الصبي من أهل الظلم فإنه ملام في حق أهله . 8 ( فصل في رؤيا السلخ ) من رأى أنه يسلخ أحداً فإنه يؤخذ ماله وقيل المسلوخ على وجهين : أخ مظلوم أو محرم فمن رأى أن أحداً سلخ فإن ماله يذهب وسلخ البهائم حصول مال . 9 ( فصل في رؤيا المسمرين ) وهو من الصلب لكن يختلف بينهما ، بالتسمير وهو عند بعض المعبرين مشكور ا لم يحصل منه ألم وقال بعضهم مذمة . 10 ( فصل في رؤيا العصر بالكسارات ) وقال بعض المعبرين : لا خير في رؤيا ذلك جملة كافية خصوصاً من يكون عليه مطالبة ملك وقال آخرون هو بمعنى الظلم . 1( فصل في رؤيا أنواع العذاب ) وفيها قولان عند المعبرين : فمنهم من يقول المغلوب فيها من الغالب ومنهم من يكره ذلك وأما قطع الأعضاء فإن كل شيء من ذلك تقدم في فصله ( ومن رأى ) أنه شرح لحمه من غير أن تفرق أعضاؤه فإنه يقال فيه كلام ويبلغ منه بقد رما يقطع من لحمه أو يصاب بنقص أمواله ( ومن رأى ) أنه نشر بمنشار فإنه يرزق ولداً أو أخاً أو أختاً ( ومن رأى ) أنه سلخ برفق فإنه يصيب خيراً أو يتزوج امرأة وينال منها خيراً وإن كان فاسقاً دل على موته والله تعالى أعلم بالصواب . ( الباب الخامس والعشرون ) ( في رؤيا الضرب والتكتيف والرباط والغل والقيد والسجن والترسيم والتغريم ) ( فصل في رؤيا الضرب ) وهو أنواع مفرقة فمن رأى أنه ضرب بالسياط غير ربط يديه ورجليه سواء خرج منه دم أو لم يخرج فإنه حصول مال حرام سيما إن كان تلون جسده بالدم فإن كان للضرب أثر على جسده فإنه ينال من كل أحد بقدر ذلك منفعة
____________________
(1/686)
خصوصاً إن عرف ضاربه ( وقال جابر المغربي ) : من رأى أنه ضرب شخص ولم يدر من ضربه وما سبب ضربه فإنه ينال خيراً ومالاً ويلبس الجديد فإن خاف من رجم الضرب فإنه يأمن مما يخاف ( وقال إسماعيل الأشعث ) : من رأى أنه ضربه ميت يحصل له نفع في السفر أو يعود إلى يده ما ضاع منه وإن ضرب هو ميتاً فإنه يدل على زيادة دينه وقضاء دينه ( ومن رأى ) أنه ضرب ميتاً والميت راض بضربه دل على جودة حال الميت في الآخرة ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : أما الضرب فإنه خير للمضروب على يد الضارب إلا أن رآه ضربه بالخشبة فإنه يدل على أنه يعده خيراً فلا يفي به ( ومن رأى ) أن ملكاً ضربه بغير الخشب فإنه يكسوه وإن ضربه بالخشبة فإنه يدل على أنه يعده خيراً فلا يفي به ( ومن رأى ) أن ملكاً ضربه بغير الخشب فإنه يكسوه وإن ضربه على ظهره فإنه يقضي دينه وإن ضربه على عجيزته فإنه يزوجه وإن ضربه بالخشب فإنه يصيبه منه ما يكرهه وقيل إن الضرب يدل على التغير وربما دل على الواعظ ( ومن رأى ) أن رجلاً يضربه على هامته بالمقرعة والتوت في رأسه وبقي أثرها فإنه يريد ذهاب رئيسه فإن وقعت في جفن عينه إنه يريد هتك دينه وإن قلع أشفار جفنه فإنه يدعوه إلى بدعة وإن ضرب جمجمته فإنه قد بلغ تعبيره نهايته ونال الضارب بغيته وإن ضربه على شحمة أذنه فشقها وخرج منها دم فإنه يفترع ابنة المضروب وقال بعض المعبرين : إن الضرب الدعاء فمن رأى أنه يضرب رجلاً فإنه يدعو عليه ( ومن رأى ) أنه ضربه وهو مكتوف كلم بكلام قبيح ونادمه بالقبيح ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه ضرب بالسياط حتى ظهر أثرها عليه وسال منه دم فإن كان محبوساً أو مكتوفاً يضربه إنسان بلسانه وينال منه ما يكره ويؤجر على ذلك ، وإن لم يكن كذلك فإن يصيب مالاً وخيراً وكسوة يظهر اثر ذلك عليه ( ومن رأى ) أنه ضرب بغير سوط وبقي أثر الضرب عليه فإنه يصيب خيراً وإن لم يبق أثره عليه كان كلاماً وإن رأى أنه مضروب ولم يعاينه فهو خير ما لم يكن مكتوفاً أو مقموعاً فإن كان كذلك فإنه تذهب حيلته وبطشه ولا خير في ذلك ( ومن رأى ) أنه ضرب على رأس آخر بشيء ملتو فإنه يضربه بأمر يضر به ، وكذلك ما يقرع به الرأس من سوط أو قضيب أو شيء ملتو وما أشبه ذلك وقال بعض المعبرين : ربما دلت رؤيا الضرب إذا فعله إنسان بيده أو بآمره على حكم وتصريف في الأمور . 4 ( فصل في رؤيا التكتيف ) من رأى يديه مكتوفة فإنه يدل على بخله وقيل إنه كان صالحاً فإنه يكون مكتوفاً عن المعاصي ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه مكتوف ومقموط فذلك مكروه له وقال بعض المعبرين : لا خير في رؤيا التكتيف لأن المكتف يكون قليل المقدرة ( ومن رأى ) أنه حل الكتاف فإنه محمود جيد . 5 ( فصل في رؤيا الرابط ) وهو على أنواع متفرقة فمن رأى أنه مربوط من يده فإنه دل على أنه اكتسب مآثم وربما دل على الغم والهم ( ومن رأى ) أنه مربوط من رجله فإنه إن كان في خير فإنه يستمر فيه ، وإن كان في شر فإنه يستمر أيضاً ، ولا خير فيه للضعيف ( ومن رأى ) أن رجليه مربوطان ببعض حتى لا يستطيع القعود فهو حصول ما يكرهه ( ومن رأى ) أنه ربط إنساناً أو بهيمة فعند ذلك البعض أنها احتراس الأمور وعند آخرين ربط البهيمة محمود وربط الإنسان ليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه ربط حيواناً من الحيوانات فإن كان ممن يقتضي ربطه فنظير البهيمة وإلا فهو طلب ما لا يكون ( ومن رأى ) أنه ربط حيواناً من الحيوانات فإن كان ممن يقتضي ربطه فنظير البهيمة وإلا فهو طلب ما لا يكون ( ومن رأى ) أنه ربط شجرة أو خشب فليس بمحمود ( ومن رأى ) أنه ربط من أحد أعضائه على إنسان آخر فإنه يقارنه في أفعاله سواء كانت حميدة أو ذميمة وأما ربط المراكب فسيأتي في فصله وما يربط كل شيء في فصله ومكانه . 6 ( فصل في رؤيا الغل ) وهو على أنواع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ' أكره رؤيا الغل وأحب رؤيا القيد ' من رأى أنه مغلول فإنه أما كفر بالله أو بنعمته لقوله تعالى : ! ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) ! وربما كان ذلك دالاً على سوء خاتمته ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : لا خير في رؤيا الغل فمن رأى أنه أخذ وغل فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس وغيره لقوله تعالى : ! ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا ) ! وقيل : إذا رأى الرجل في منامه كأن في عنقه سلسلة فإنه يتزوج امرأة سيئة
____________________
(1/687)
الخلق ، وإن كان الغل من فضة فإنه ينال من قبل النسوة مشقة ، وإن كان من ذهب فإنه يدل على حصول ضرر بسبب مال ، وإن كان من نحاس فإنه حصول ضرر بسبب العقار والمتاع ، وإن كان من قزدير يكون الضرر من جهة المكسب والمعيشة ، وإن كان الغل من خشب يكون أهون مما ذكر فيما تقدم من الأغلال وقيل من رأى ذلك فإنه يؤتمن على أمانه ولا يقوم بها . ( ومن رأى ) أن يده مغلولة إلى عنقه فإنه يدل على البخل لقوله تعالى : ! ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) ! ( وقال بعض العبرين ) : ومن رأى ان يديه مغلولتان فربما يقع في حق لله تعالى لقوله : ! ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ) ! ( ومن رأى ) كأنه مغلول وهو يسحب فإنه يدل على النفاق ولقوله تعالى : ! ( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون ) ! . 7 ( فصل في رؤيا القيد ) يؤول على وجوه : ( قال أبو سعيد الواعظ ) : القيد في التأويل ثبات صاحب الرؤيا على أمر هو فيه من خير أو شر وقيل إن كان القيد متخذاً من حبل فهو ثبات على أمر الدين لقوله تعالى : ! ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) ! وإن كان متخذاً من رصاص فإن ثباته يكون على أمر غير قوي ، وإن كان من صفر كان ثباته على أمر مكروه ، وإن كان من فضة كان ثباته على ترويج ، وإن من ذهب فهو انتظار رجوع مال ذاهب عنه ، وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق وبغض ، وإن كان من حطب كان ثباته على نميمة ، وإن كان متخذاً من خيط أو خرقة فإن ثباته في أمر غير ثابت ولا دائم وقال دانيال : إذا رأى الأمير في أحد رجليه قيداً فإنه يدل على سفره من ملكه وحصول التعويق في سفره وإن كان القيد على رجليه فإنه يدل على حصول ولاية ( ومن رأى ) برجليه أربعة قيود فإنه يرزق أربعة أولاد ( ومن رأى ) كأنه مقرون في قيد مع رجل دلت رؤيته على اكتسابه معصية كبيرة ويخاف عليه انتقام السلطان لقوله تعالى : ( وتر المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ) وقيل : من رأى أن برجليه قيداً من مفرق فإنه حصول منفعة من الأرض ، وإن كان من ذهب فإنه يدل على السفر والمرض . ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه مقيد وهو من أهل الخير والصلاح فإنه ثبات في دينه ، وإن كان من سلطان أو من يقوم مقامه فإنه يدوم في حكمه وولايته ، وإن كان مريضاً أو محبوساً أو مكروباً فإنه يطول مكنه ، وإن كان مسافراً أو يهم بالسفر يقيم عن ذلك وإن كان القيد من فضة فإنه يمتحن بامرأة ، وإن كان من ذهب فإنه يذهب له شيء ، وإن كان من صفر أو رصاص أو ما يشبه ذلك فإنه تحصيل خير ومنفعة أزيد مما كان يقصده في سفر ، وإن كان من حديد كانت إقامته لعذر قاطع وقال بعض المعبرين : جربت رؤيا القيد مراراً عديدة فلم أر منه إلا خيراً ، وكلما ثقل القيد كان أعظم في الثبات وأجود ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا القيد تؤول على أربعة أوجه : كفر ونفاق وبخل واحتفاظ من المعصية ، ويحتاج ذلك إلى اعتبار الرائي . 8 ( فصل في رؤيا السجن ) وهو على أوجه متعددة : من رأى أنه دخل سجناً مجهولاً فإنه يؤول بالقبر وإن كان معروفاً فإنه غم ومضرة ( وقال الكرماني ) : رؤيا السجن المعروف لمن يكون مشهوراً بعدم الفساد دين وجاه ومنفعة ، وإن كان مشهوراً بالفساد فغم ونقصان ( ومن رأى ) أنه في سجن سلطان موثقاً فإنه يصيب أمراً يكرهه وهو في غم يرتجي فرجاً ، وإن كان مسافراً فهو غفلته ، وإن كان مريضاً فمرضه يطول ، وإن خرج منه دم خرج من ذلك كله وقيل من رأى أنه في سجن فهي الدعوة المستجابة ( ومن رأى ) أنه في سجن مجهول موضعه وهيئته وأهله ورأى في ذلك شاعة ولم ير أنه خرج منه فإن ذلك قبره ( ومن رأى ) أنه موثق في بيت فإنه يصيب خيراً ( ومن رأى ) أنه في سجن وهو في صفة بيت ولا يعرفه فإنه يتزوج امرأة وينال منها مالاً وولداً وإن رأت امرأة أنها في سجن فإنها تتزوج رجلاً كبير القدر وإن كانت متزوجة فإنها حرة مصونة ولا بد لها من حصول الخير ( ومن رأى ) أنه متعوق في مكان لا يستطيع الخروج منه بحيث يكون مشكوراً فإنه سعة وقضاء ونعمة وخصوصاً إن كان من طلبه العلم ( ومن رأى ) أنه خرج من الاعتقال فإنه يخرج مما هو فيه من أمر يره
____________________
(1/688)
في الدين والدنيا إلى الصلاح والخير ولا خير في ذلك للأمراء ( ومن رأى ) أنه يخرج من سجن مجهول أو من باب ضيق فهو محمود جداً في جميع الأحوال والأفعال ( ومن رأى ) أنه خرج من سجن وأراد أن يعود فيه فإنه يكون قد نأى عن أمر مكروه وإن الشيطان قد سول له تحسينه ، فإن دخل فيه عاد لما كان عليه من الخبائث ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا الحبس إذا كان معروفاً فهو حصول مراد وعاقبة محمودة لقوله تعالى : ! ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ! وإذا كان مجهولاً فهو قبر وهم وغم لقول يوسف عليه السلام : السجن قبر الأحياء ومنزل البلوى وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء ( ومن رأى ) أنه هرب من السجن فهو على وجهين : إما خلاصة أو موته لما رأى بعضهم ذلك وجربه مراراً ( ومن رأى ) أنه دخل السجن ثم خرج عاجلاً فإنه ينال ما تمناه بتمامه . 9 ( فصل في رؤيا الترسيم ) ومن رأى أنه في الترسيم فإنه يصيب خيراً خصوصاً إن كان في بيته ( ومن رأى ) أنه فك من الترسيم فهو خير أيضاً وقال بعض المعبرين : ربما يؤول الترسيم بالحفظة فيحتاج الرائي أن يعبر بحسن منظر من يراه مرسماً عليه ، فإن كان حسن المنظر فيدل على منطقه وفعله ، ومن رآه سيء المنظر فضده لقوله تعالى : ! ( وإن عليكم لحافظين ) ! والله أعلم . ( الباب السادس والعشرون ) ( في رؤيا الأسر والشتم والمنازعة والمضاربة والبغي والظلم وأكل لحم الإنسان ) ( فصل في رؤيا الأسر ) ومن رأى أنه أسير فلا خير فيه ويصيبه هم شديد ( ومن رأى ) أنه ملك أسير فهو محمود في رؤيا الأسارى حكم وعلو جاه ( وقال ) السالمي : من رأى أنه أسير وقد تخلص فإنه ينجو من الهم والغم ( ومن رأى ) أنه كان أسيراً وسلم فهو نظيره ( ومن رأى ) كأنه أسير وهو يؤمر بخلاف دينه فإنه إن فعل لا خير فيه وإن لم يفعل فهو محمود ( ومن رأى ) أنه يحسن إلى أسير فإنه يفعل الخير ويكون عند الله مقبولاً لقوله تعالى : ! ( مسكينا ويتيما وأسيرا ) ! ومن رأى أن أسيراً فك نفسه فإنه يسعى في نجاح آخرته . 4 ( فصل في رؤيا الشتم ) قال الكرماني : من رأى أنه شتم إنساناً بما لا يحل له فإن المشتوم يظفر بالشاتم ، وإن كان الشتم صادراً منه جواباً عما شتمه خصمه فإنه يجازيه بالسيء لقوله تعالى : ! ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ! ومن رأى أن ذا سلطان شتمه فإنه حصول خير له وربما خرجت الرؤيا على ذلك ( ومن رأى ) أنه شتم أحداً فإنه يستخف به ( ومن رأى ) أن أحداً من الصالحين شتمه لأجل أمر مكروه فإنه يدل على أنه منهمك على المعاصي فليتب إلى الله فإن رأى أنه هو هو الشاتم فإنه مرتكب ضلالة وربما دل الشتم من الكبير للصغير على التوبيخ . 5 ( فصل في رؤيا المنازعة ) من رأى أنه يتنازع مع أحد في أمر من أمور الدنيا فإنه مجتهد في طلب رزقه ، وإن كان هو المنتصف لا يحصل له ما قصده من ذلك المطلب شيء وإن لم يكن فضد ذلك وقال بعض المعبرين إن كان التنازع لأمر من أمور الآخرة فإن المنتصف منها ينتصف كما رأى لأن النوعين مختلفان ( ومن رأى ) أنه ينازع أحداً في نصرة الله فإنه ينتصر لقوله تعالى : ! ( ولينصرن الله من ينصره ) ! وقيل من رأى أنه نازع إنسانا فإنه يصيبه تعب شديد فليكن على أهبة لذلك ( ومن رأى ) أنه ينازع إنساناً في أمر أبهم عليهما فإنه يدل على أنه محاكمة إلى الشرع الشريف ويعود أمره إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) وقيل المنازعة مع النسوة والصبيان الصغار ليست بمحمودة
____________________
(1/689)
وقيل : من رأى أنه ينازع صبياً وظفر به فإنه يكون كذلك ومن رأى أنه ينازع أحداً من أهل الذمة ففيه اختلاف وقيل : من رأى أنه ينازع السلطان فإنه حصول مصيبة شديدة وربما يهلك أوي ضرب عنقه لقول بعض الشعراء من جملة أبيات : ( ومن نازع السلطان في قصره ** يصبح برفع الرأس عن جثته ) 6 ( فصل في رؤيا المضاربة ) وقد تقدم طرف من الكلام عليها لما اقتضاه الحال في ذلك في باب رؤيا أحوال تكون في الإنسان في اليقظة ( وقال ) جابر المغربي : المضاربة نوع من القتال وحكمها حكمه في الظفر والغلبة ولم تزد على ذلك ( وقال الكرماني ) : المضاربة لها حكم بمفردها لكونها قد تكون باللسان أو بالفعل أو بكليهما ، والقتال لا يكون إلا وقت حرب ، ولا يمكن أن يطلق على المضاربة باللسان لفظ قتال ، فمن رأى أنه ضارب إنساناً وبغى عليه وقذفه فإن المبغى عليه يظفر بالباغي ما لم يكن لبغيه أثر ظاهر كما تقدم ( وقال ) السالمي : ومن رأى أنه ضارب أحداً ، أو بدأه بالقول الفاحش فإنه يقهره في أمر ( ومن رأى ) أن جماعة يتضاربون سواء كان بالقول أو بالفعل على أمر دنيوي فإنهم في خسران مبين ، وإن كان أخروياً فإنهم يجتهدون في أمر معروف وقيل في المذكورين جميعاً إن الغالب مغلوب والمغلوب غالب إلا أن تكون طائفة تضاربت لأمور الدنيا وطائفة لأمور الآخرة فإنه يؤول كما تقدم في المنازعة . 7 ( فصل في رؤيا البغي والظلم ) وقد تقدم الكلام أيضاً على نبذة منه في الباب الثالث والعشرين لما اقضاه الحال في ذلك وقال المغربي من رأى أنه باغ فإنه مشرف على الزوال لأن البغي له مصرع ( ومن رأى ) أن أحداً بغى عليه فإنه ينصر لقوله تعالى : ! ( ثم بغي عليه لينصرنه الله ) ! والظلم أيضاً تعبيره كذلك وقال خالد الأصفهاني : أولت بتوفيق الله رؤيا الظلم بعدم الإفلاح لقوله : لا أفلح من ظلم ، وربما دل الظلم على الخراب ، وقد تقدم بقية الكلام على الظلم في الباب السابع عشر في فصل رؤيا الظلم . 8 ( فصل في رؤيا أكل لحم الإنسان ) قال الكرماني : من رأى أنه يأكل لحم إنسان وكان لما يأكله أثر ظاهر فإنه يأكل من مال ذلك الإنسان إن عرفه ، وإن لم يعرفه فهو حصول مال على كل حال ( ومن رأى ) أنه يأكل لحم نفسه فإنه يصيب مالاً كثيراً وسلطاناً عظيماً ( ومن رأى ) أنه يأكل لحم إنسان بشهوة ودمه يسيل فهو حصول مال غزير من غير سؤال وأما رؤيا أكل لحم أحد من المعذبين كالمصلوب والمشنوق والموسط وما أشبه ذلك فإنه حصول مال من مطلوب وقيل إنصاف وانتقام ( ومن رأى ) أنه يأكل لحم عدوه فإنه يظفر به وقال بعض المعبرين : من رأى أنه يأكل لحم إنسان ميتاً فإنه يغتابه لقوله تعالى : ! ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ) ! الآية والله أعلم بالصواب . ( الباب السابع والعشرون ) ( في رؤيا الخطبة والتزويج والعرس والطلاق والجماع والقبلة والملامسة ونحوه ) ( فصل في رؤيا خطبة النساء ) وهي على أوجه قال بعض المعبرين : من رأى أنه يخطب امرأة فإنه يسعى في تحصيل الدنيا ويناله منها بقدر ما ناله من الخطبة ومن رأى أنه يسر إلى امرأة عازبة أمراً فإنه يدل على خطبته ورغبته في زواجها لقوله تعالى : ! ( ولكن لا تواعدوهن سرا ) ! الآية ( ومن رأى ) أنه يخطب امرأة متزوجة دل على أنه يطلب الدنيا ولا تحصل له ( ومن رأى ) أنه يخطب امرأة وأجابته إلى قصده وكانت بديعة في الحسن فإنه حصول مراده وقضاء حاجته ، وربما دلت الرؤيا على حصول فرح وسرور وبشارة ( ومن رأى ) أن امرأة تخطبه وترغب فيه فإن الدنيا مائلة إليه مقبلة عليه .
____________________
(1/690)
4 ( فصل في رؤيا التزويج ) وهو على أوجه : قال الكرماني : من رأى أنه تزوج بامرأة وله زوجة أو ما ينوف عن ذلك أصاب سلطاناً وخيراً بقدر جمال المرأة إذا عاينها أو عرفها ، وإن لم يعرفها ولم يعانيها ولا سميت له وهي مجهولة فإن ذلك يدل على موته أو موت إنسان على يديه ، وكذلك إذا رأى عريساً ولم ير زوجته ولا يعرفها ويستدل على ذلك بالقرآن والشواهد ( ومن رأى ) أنه تزوج امرأة شيخ أو أخته فإنه يصيب خيراً كثيراً ، وكذلك المرأة في رؤياها الزوج من هذا النوع ( ومن رأى ) رجلاً مريضاً تزوج وليس له امرأة زواجه مجهول دل على موته وحسن حاله فيما يصير إليه ( ومن رأى ) أنه تزوج ذات رحم فإنه يسود أهل بيته ( ومن رأى ) أنه تزوج امرأة ميتة ودخل بها فإنه يظفر بأمر ميت بحياله وإن لم يكن دخل بها ولا غشيها يكون ظفره في المر غير ثابت وقيل من رأى أنه تزوج امرأة مبتة من ذات محرمه فإنه يصل رحمها ، وإن كانت حية قطع رحمها وإن رأت امرأة أن لها زوجاً وقد تزوج بها وهو ميت ودخل بها فإن ذلك نقصان لها في مالها وتفرق أمرها وتغير حالها ، وإن كان اميت دخل بها في داره وهي مجهولة فإنها تموت . ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : رؤيا الزواج تدل على ثروة وإصابة غنى لقوله تعالى : ( وانحكوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم ) الآية ( ومن رأى ) أنه تزوج امرأة ثم ماتت فإنه يسعى في أمر لا يحصل له منه إلا الحزن وإن رأى أن المرأة التي تزوجها يهودية فإنها تأتي حرفة فيها ارتكاب فاحشة وإن كانت نصرانية فإنها حرفة باطلة وإن كانت مجوسية فهي مشغلة تورث ترك الدين ( ومن رأى ) أنه تزوج زانية دلت رؤياه على حصول فعلها لقوله تعالى : ! ( الزانية لا ينكحها إلا زان ) ! وإن كانت المرأة سليطة دلت رؤياه على أنه يقتل ( ومن رأى ) أنه تزوج بامرأة من رجل آخر وذهب بها إلى ذلك الرجل فإنه يزول عزه ومعيشته ( ومن رأى ) أن امرأة تزوجت بزوج فإنها تؤول على ثلاثة أوجه : إن كانت حبلى ولدت ابنة وأنها تسعى في تزويجها أو وقوع بينهما وبين زوجها ( ومن رأى ) امرأة فغشيها فإنه يدل على الشرف وحصول ملك ما لم يملكه ، وإن رأت أنها متوجهة إلى زوج وهي مزينة وما وصلت إليه فإنه يدل على قرب أجلها وإن رأى أنها وصلت إلى زوجها وغشيها فإنه يدل على حصول منفعة وسرور لها بقدر زينتها ولباسها ( ومن رأى ) أنه تزوج بشيء من الحيوان من أي صنف كان فإنه يدل على أنه يتزوج بامرأة تنسب إلى ذلك الحيوان وإن رأى ما تزوجه من الحيوان موافقة فإنه يدل على أن المرأة التي نسبت لذلك توافقه على ما يقصده من مثل ذلك الحيوان ، فتعبير الفعل إن كان مشكوراً فهو محمود وإلا فضده . 5 ( فصل في رؤيا العرس ) وهو على أوجه : فمن رأى عرساً وليس فيه شيء من الملاهي وهو بسكون ووقار فإنه يدل على الخير والبركة خصوصاً إن كان فيه ما يدل على الخير وإن رأى ضد ذلك فليس بمحمود خصوصاً وإن كان فيه رقص فإنه عصيبة والزغاريط مصيبة والزغروطة الواحدة هم قليل ( وقال أبو سعيد ) : العرس لمن اتخذه مصيبة ولمن يدعى إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاماً ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه بلي أمر عرس أقام في جنازته بعض أهله ( ومن رأى ) أن العرس في دار بها مريض فإنه يدل على موته وقال بعض المعبرين : أكره رؤيا العرس في المنام خصوصاً إذا كان فيها شيء من أنواعا لملاهي وجميع الأفراح وما يناسب ذلك مصائب وأحزان . 6 ( فصل في رؤيا الطلاق ) وهو على أوجه وللمعبرين في ذلك أقوال : قال أبو سعيد الواعظ : من رأى أنه طلق امرأته فإنه يستغني لقوله تعالى : ! ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ) ! وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يفارق رئيسه ، فإن النساء ذوات كيد كالملوك وقيل إن كان صاحب الرؤيا ذا منصب فإنه يعزل ( ومن رأى ) أنه طلق زوجته باتاً فإنه يترك شغله ولا ينوي الرجوع فيه ( ومن رأى ) أنه طلق امرأته ثم غار عليها فإنه يكون حريصاً على مراجعتها فإن الغيرة عند المعبرين تؤول بالحرص ( وقال ابن سيرين ) : من رأى أنه طلق امرأته وكان ليس له امرأة فإنه يدل على شرفه وعزه ، وإن كان له غيرها
____________________
(1/691)
من النسوة أو الجواري فإنه نقصان في ذلك ( ومن رأى ) أنه طلق امرأته وليس له امرأة فإنه يدل على قرب أجله ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يطلق امرأته فإنه يؤول على سبعة أوجه : غنى لما في الآية ومفارقة شريك وعزل عن منصب وتعطيل دولاب وذهاب مال حصول شيء يريده إذا كان يكره المرأة ومخاصمة رجل وقيل : من رأى أنه يطلقه زوجته فإنه يعاتب صديقاً عتاباً شديداً ويتهم بتهمة ( ومن رأى ) أنه طلق زوجته طلقة واحدة وكان مريضاً أو زوجته مريضة فإن أحدهما يبرأ من مرضه ، وإن كان طلاق بثلاث مات المريض ، وقيل من رأى أنه طلق امرأته وكان من طلاب الآخرة انقطع عن الدنيا واشتغل بالاخرة . 7 ( فصل في رؤيا الجماع ) وهو على وجوه : وقال دانيال : من رأى أنه يجامع فإنه يدل على حصول مراده خصوصاً إن أنزل ( ومن رأى ) أنه جامع رجلاً فإن المعفول ينال من الفاعل خيراً ( ومن رأى ) أنه جامع زوجته على عادته فإنه يصلها بالبر والخير وإن كان جماعة معها في الدين فإنه يطلب أمراً فيه بدعة ولا يحصل له مطلبه نتيجة ويكون غر محافظ على السنة ( ومن رأى ) أنه يجامع أحداً من محارمه فإنه يكون قليل المحبة والشفعة لمن فعل بها وربما تنقطع مودته عنها ، وإن كانت ميتة فإنه يدل على حصول هم وغم وقيل إن رؤيا ذلك خير للفاعل والمفعول وربما دل على الحج ( ومن رأى ) أنه يجامع زوجته وكانت ميتة فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يجامع امرأة ميتة مجهولة فإنه حصول مراد ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الجماع في الأصل يدل على نيل المطلوب وإصابة البغية ( ومن رأى ) أن الخليفة أومن يقوم مقامه نكحه نال منه ولاية ( ومن رأى ) أنه نكح رجلاً أصابح فرح وفرج من الغم ( ومن رأى ) أنه ينكح رجلاً من غير منازعة فإ ، هـيدل على أن يكون بينهما مودة في ذلك الوقت ، وربما نال المنكوح من النكاح خيراً إن عرفه وإن لم يعرفه فلا بأس به ( ومن رأى ) أنه ينكح شاباً مجهولاً فإنه نطق بعدله ( ومن رأى أنه افتض بكراً فإنه يملك خمرية أو ينكح امرأة حسنة في تلك السنة . ( ومن رأى ) امرأة رجل يعرفه فإن ذلك الرجل الذي هو زوج المرأة ينال غنى من جهة امرأته وقيل : من رأى أن أحداً ينكح امرأته نال الناكح إن كان معروفاً من تجارته نيلته ومن رأى أنه ينكح شيخاً مجهولاً وهو يوافقه على ما يأمره به فهو في غاية الحسن ومن رأى أنه ينكح ميتاً فإنه يصله بالدعاء ومن رأى أنه ينكح أمه وكانت ميتة فإنه يدل على انقضاء أجله وأول بعضهم هذه الرؤيا إذا كان صاحبها غائباً بالاجتماع على أمه إن كانت موجودة ( ومن رأى ) أنه ينكح شيئاً من الحيوان فإنه يصنع معروفاً إلى من يكفره ومن رأى أن شيئاً من الحيوان ينكحه فإنه يدل على زيادة مروءته فوق القدرة ومن رأى أنه ينكح أحد أبويه من غير إنزال فإنها صلتهم وإن أنزل فإنه قطع لرحمه ( ومن رأى ) أنه ينكح عبده أو أمته نال فرجاً وزيادة في ملكه ( ومن رأى ) أن عبده ينكحه فإنه يستخف به ، وكذلك إن رأى أحداً من خدمه ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يطأ امرأة أصاب أهل بيته خيراً وغنى ( ومن رأى ) أنه يطأ امرأته وهي حائضة فإنها تحرم عليه لقوله تعالى : ! ( فاعتزلوا النساء في المحيض ) ! ( ومن رأى ) أنه يطأ امرأة ويرى فرجها وكانت تذكر بسوء أصاب خيراً كثيراً وقضيت حاجته وإن كان مشهورة بالديانة كان الخير أشد والمرأة الزانية ون ذلك والمجهولة أقوى من المعروفة . ( ونم رأى ) أن قوماً يختلفون إلى زانية فإنهم يجتمعون على ظالم يصيبون من علمه خيراً وقيل : من رأى أنه ينكح زانية فإنه إن كان من طلاب الدنيا أصاب مالاً حراماً ، وإن كان من أهل الصلاح والخير أصاب علماً وبركة والنكاح دال على بلوغ المراد من دين أو دنيا لأن النكاح متعة ولذة ( ومن رأى ) أنه افتض جارية أصاب سلطاناً وخيراً ( ومن رأى ) أنه يطأ جارية سوداء فإنه يصيب هماً ويفرج عنه سريعاً ( وقال السالمي ) : من رأى أنه يجامع ولا يتمكن من الإنزال فإنه يدل على البحث عن العلوم الصعبة والحكمة الخفية ونحو ذلك فإن كان قضيبه مرتخياً لا ينتج ما يطلبه ( ومن رأى ) أنه يطأ بشهوة وقوة فإنه يدل على نجاح مقصده ( ومن رأى ) أنه يطأ امرأة نصرانية فإنه يصيب من السطلان مالاً فيه عهد وقيل رؤيا النكاح تدل على قرة العين وحصول السرور وربما دل وطء ذات المحارم على الولد الحرام وربما دل النكاح لأمه على موته في البلدة التي ولد فيها ولو كان غائباً عنها لم تقدم من الآية قيل : لا يرى ذلك إلا قاطع رحم أو مقصر بحقوقهم وربما يردع بعد ذلك ( ومن رأى ) أن خصمه نكحه فإنه يظفر به ( ومن رأى ) أنه نكح
____________________
(1/692)
طفلاً فإنه يرتكب ما لا ينبغي له وربما دل على النكد وحصول مشقة ( ومن رأى ) أن رجلاً معروفاً ينكح فإنهما يتشاركان ويجتمعان على أمر مكروه . ( ومن رأى ) أنه ينكح السلطان أو من يقو مقامه فإنه يذهب مال وإن فعل به ذلك أصاب خيراً عظيماً ومن رأى أنه ينكح دبراً فإنه يأتي أمراً على غير وجه وقيل إن النكاح في الدبر يدل على طلب أمر عسير لأن الدبر لا يتم فيه نطفة وقيل : إن نكاح البهيمة المجهولة ظفر بالأعداء والمعروفة اصطناع معروف مع غير أهله ونكاح السبع ظفر بالأعداء وتمكن من صاحب السلطان ، وإن كان السبع ينكحه فلا خير فيه وقيل : من رأى أن شيئاً من البهائم ينكحه فإن كان ذا ناب فإن يصيبه ما يكرهه من عدوه وإن لم يكن فلا بأس به ( ومن رأى ) أنه ينكح شيئاً من الجمادات وكان به مكان يقتضي النكاح فإنه يتعلق بأمر غريب ، فإن نزل نال بغيته وإن لم ينزل فضده ( وقال جعفر الصادق ) من رأى أنه جامع ووجب عليه الغسل فإن ذلك المنام يبطل بالإنزال لأنه عن فعل الشيطان ( ومن رأى ) أن يجامع رجلاً معروفاً فإنه يساعده على نيل مطالبه وإن كان مجهولاً فإنه ينال ظفراً وقال بعض المعبرين : ربما دل الزنى على الخيانة ( ومن رأى ) أنه جامع زوجة جاره فلا خير فيه لما ورد في الحديث الشريف المشهور . 8 ( فصل في رؤيا القبلة ) وهي على أوجه : فمن رأى أنه يقبل امرأة مزينة أو يضاجعها فإنه يتزوج امرأة قد مات زوجها ويفيد منها مالاً وولداً وينال في تلك السنة خير وقيل إقبال على الدنيا ( ومن رأى ) أنه يقبل رجلاً أو يضاجعه أو يخالطه مخالطة بشهوة فإن تأويله كتأويل النكاح إلا أنه دونه في القوة ، وإن لم تكن القبلة بشهوة فإن الفاعل ينال من المفعول خيراً ( ومن رأى ) أنه يقبل ميتاً فإنه يجري مجرى النكاح في التأويل ( ومن رأى ) أنه قبل الأرض للملك فإنه يطاع له ويسأله في أموره ، وربما دل على حصور خير ( ومن رأى ) أنه يقبل الأرض لمن لا يقتضي له التقبيل فلا خير فيه ( ومن رأى ) أحداً قبل الأرض لشخص فإنه خير وعلو شأن للمقبل له ( ومن رأى ) أنه قبل يد أحد فإنه يتواضع وربما دل أيضاً على الإنعام وتقبيل الركبة دونه وتقبيل الرجل دون ذلك ( ومن رأى ) أنه يقبل يد محبوبه فإن ذلك خضوع وذلة له ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يقبل ميتاً بشهوة فإنه يصله بالخير وإن رأى أن الميت يقبله يصل إليه من مال ذلك الميت أو من عمله خير ( ومن رأى ) أنه قبل شيئاً من الحيوان فإنه يميل إلى محبة من لا إنسانية فيه ( ومن رأى ) أنه قبل شيئاً من الجمادات فإنه يميل إلى إنسان يكون طبعه كطبع ما قبله من ذلك الجماد وقال بعض المعبرين : رؤيا تقبيل من يحيه الإنسان يؤول على أربعة أوجه : سرور ومودة وبلوغ أرب وظفر ( وقال جعفر الصادق ) : رؤيا القبلة تؤول على أربعة أوجه : خير ومنفعة وقضاء حاجة وظفر وخبر سار . 9 ( فصل في رؤيا الملامسة ) ( من رأى 9 أنه يلامس زوجته ويلتذ بذلك فإنه يكون محباً لها وإن لم يجد لذلك لذة فضده ( ومن رأى ) أنه يلامس ما لا يحل له فإنه يرتكب أمراً مكروهاً وقيل من رأى أنه يلامس أحداً فإنه يختبره لأن الملامسة أحد الحواس الخمس وقيل من رأى أنه يلامس من يحبه فهو سرور ( ومن رأى ) أنه لامس فأمنى فإنه حصول مراد وربما كان تسلي خاطر ( ومن رأى ) أنه لامس فأنزل ووجب عليه الغسل بطلت رؤياه فإنه كما تقدم من فعل الشيطان والله أعلم بالصواب . ( الباب الثامن والعشرون ) ( في رؤيا الجنابة والحيض والحمل والوضع والنفاس والسقط والرضاع ونحوه ) ( فصل في رؤيا الجنابة ) ( ومن رأى ) أنه صار جنباً من شيء حرام فإنه تحير في أموره وقيل يسافر ولا يحصل مراده ولا ينال مقصوده في ذلك السفر وإن رأى أنه اغتسل ولبس قماشاً فإنه يتخلص من ذلك التحير ويصل إلى مقصوده وإن لم يغتسل مكملاً لم
____________________
(1/693)
يحصل مراده ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : المذي مال مزيد والودي مال لا بقاء له والمني باق فمن رأى أنه وصل غليه شيء من ذلك أو خرج منه فيؤول على ما ذكرناه ( ومن رأى ) أنه لطخ امرأته بشيء من ذلك أعطاها حلة كسوة ( ومن رأى ) أنه أصاب منياً حاراً فإنه يؤول بمال كنز والمني الأصفر ولد كثير الأمراض والأحمر ولد قصير العمر وأما الأسود فولد يسود أهل بيته وقال بعض المعبرين : رؤيا الجنابة من سائر الحيوان مال ونعمة ( وقال ابن سيرين ) : رؤيا المني مال ونعمة فمن رأى منياً مملوءاً في وعاء فإنه حصول مال يدخر وتحصل به منفعة وقيل المني يعبر بحصول المال وذهابه فإن قال الرائي : رأيت أن المني خرج مني فهو خروج مال وإن قال : جاءني المني فهو حصول مال والمعنى واحد والفرق في الكلام ( وقال ) جعفر الصادق : رؤيا الجنابة تؤول على ثلاثة أوجه : ولد وحصول مال وخروجه وقال بعض المعبرين : الجنابة والمني بمعنى واحد والمذي غيره وتعبيره بالفرح والسرور . 4 ( فصل في رؤيا الحيض ) هو على أوجه : فمن رأى أنه حاض دل على فساد دينه وارتكاب محرم ( ومن رأى ) أن زوجته حاضت فإن أمور الدنيا تتعوق عليه ، وإن كانت زوجته صالحة فإنه تحير في دينه ، وإن رأت المرأة أنها حائض فإنه يحصل لها مال بقدر الحيض ( ومن رأى ) أنه كان حائضاً سواء كان رجلاً أو امرأة واغتسل من الحيض ولبس ثوبه فإنه يدل على نجاح دينه ودنياه ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه يجامع امرأة حائضاً ودفق منيها عليه فإنه حصول مال ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : إذا رأت المرأة أنها حاضت وكانت عقيمة النسل فإنها تلد لقوله تعالى : ! ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) ! وأراد بالضحك ههنا الحيض وقال بعض المعبرين : رؤيا الحيض تدل على الكذب لقوله عليه السلام الحديث الذي يدل على ذلك ( وقال ) السالمي : إذا رأت عجوز أنها حائض فإنه يدل على انقضاء أجلها وإن رأت الطفلة أنها حاضت فإنها تدل على إزالة بكارتها وقيل رؤيا الحيض للعجوز والصغيرة يؤول بالموت وربما دلت رؤية الحيض للصبية على الزواج . 5 ( فصل في رؤيا الحمل ) وهو على أوجه : قال أبو سعيد الواعظ : رؤيا الحمل للمرأة زيادة مال وللرجل حزن يقبل وقيل : رؤيا الحمل دليل على النعمة ومال الدنيا بقدر كبر جوفها سواء كان الرائي رجلاً أو امرأة وإن رأى الصبي الذي دون البلوغ أنه حامل يؤول بوالده وإن رأت الصبية ذلك يؤول على والدتها ( وقال الكرماني ) : من رأى أنه صار حاملاً فإنه زيادة في ماله ( ومن رأى ) أن امرأته حامل فإنه يرجو شيئاً من عرض الدنيا والحمل صالح الرجال والنساء على كل حال ( ومن رأى ) أن شيئاً ومن الحيوان حامل فهو خير ومنفعة خصوصاً إن كان نوعه محبوباً . 6 ( فصل في رؤيا الوضع ) وهو على أوجه : قال الكرماني : من رأى أنه وضع جارية أصاب خيراً كثيراً ( ومن رأى ) أنه وضع غلاماً أصاب هماً شديد ويناله كلاماً مكروه وربما يموت ( ومن رأى ) أن امرأته أو جاريته وضعت غلاماً فإنها تلد جارية إن كانت حاملاً وإن لم تكن فإنه يصيبه هم ثم يفرج الله عنه وإن كان في الرؤيا ما يدل على السر فإنه يخاف عليه الموت ( ومن رأى ) أن إحداهما ولدت غلاماً فإنه يعبر بالضد وقيل رؤيا الابن يؤول بالبنت وكذلك البنت بالابن إلا أن يكون طبع الرائي إذا رأى شيئاً يظهر على حقيقته ( ومن رأى ) أنه ولد من فيه فإن اكن مريضاً فإنه انقضاء أجله ، وربما كان صاحب الرؤيا منحصراً في أحد فتكلم معه بكلام حسن ( وقال ) أبو سعيد الواعظ : ولادة الرجل غلاماً دخول في أمر ثقيل ليس من شأنه ثم ينجو ويظفر بعدوه وربما دلت على نجاة من امرأة دنيئة ورؤيا امرأة السلطان أنها ولدت من غير إصابة زوجها كنزاً ( وقال الكرماني ) : إذا رأت امرأة ملك أنها ولدت ابناً أصاب زوجها منفعة وإن رأت أنها ولدت بنتاً فإنه يدل على حصول غم وهم ( وقال جعفر الصادق ) من رأت أنها ولدت ابناً وتكلم معها في الحال فإنه يدل على موتها وإن رأت أنها ولدت بنتاً وتكلمت معها في الحال فإن اله تعالى يرزقها ولداً يسود قومه .
____________________
(1/694)
7 ( فصل في رؤيا النفاس ) قال الكرماني : النفاس يدل على المرض وضعف المقدرة وقال آخرون : خلاص من غم وهم ( ومن رأى ) أنه يتحرى ما يلائم ذلك فإنه يدل على أنه يتولى أمر من الأمور وإن رأت المرأة أنها نفست وما خلصت فلا خير فيه . وأما العجوز والصغيرة فحكمها كحكم الحيض . 8 ( فصل في رؤيا السقط ) من رأى أنه سقط فإنه لا يتم له ما يريده من أمر هو قاصده وكذلك المرأة . 9 ( فصل في رؤيا الرضاع وهو على أوجه ) فمن رأى أنه يرضع فإنه ذل وحزن ( ومن رأى ) أن أحداً يرضع من يديه فإنه يحبس وقيل لا خير فيه لراضع ولا للمرضع ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : ( ومن رأى ) أنه يرضع ثدي امرأة فإنه يمرض وإن رأت ذلك امرأة كانت كبيرة أو صغيرة فإن الدنيا تنقبض عليها وإن رأت أنها ترضع من ثديها لبناً فإنه ميراث من بيتها وإن رأت امرأة أنها ترضع من ثدي رجل فلا خير فيه وأما رضعها من ثدي امرأة أخرى ففيه خلاف وأما رضع القضيب فهو صالح للرضع والمرضع وحصول خير وقضاء حاجة وأما من جميع الأعضاء إن در فهي خير للراضع ولا خير فيه للمراضع سواء ما ذكر وأما الرضع من مثانيه فيه خلاف ( من رأى ) أنه يرضع من ثدي ولم يدر فلا خير فيه ( ومن رأى ) أنه يرضع من حيوان فهو حصول مال ومنفعة وقال الكرماني : رؤيا الرضاع حصول مال ، فإن كان من إنسان أو حيوان لا يؤكل لحمه فهو مال حرام ، وإن كان من حيوان يؤكل لحمه فهو مال حلال ، وقيل الدر من إنسان شفقة ( وقال ) جابر المغربي : من رأى أنه يرضع ممن له ثدي فهو غلب المال من أخساء القوم فإن در نال وإن لم يدر لم ينله شيء . ( ومن رأى ) أنه يرضع إنسان أو حيوان من مكان لا يقتضي الرضاعة فهو طلب أمر عسير ، فإن نال منه شيئاً فإنه يبلغ مقدار ما يقصده لكن بالتعسير وقيل : من رأى أنه يرضع صبياً أو يرضع فإنه يحبس ويغلق عليه باب ويناله شدة وقال بعض المعبرين : ومن رأى أنه يرضع من ثدي أمه فإنه يدل على حصول عز ومرتبة وكذلك إن رأى أن أمه ترضعه لقوله تعالى : ! ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) ! ( ومن رأى ) أن في يده لبناً فإنه مشرف عل زياد دنيا وظفر بها ( ومن رأى ) أنه يطوف على النساء ويمص ثديهن فلا يجري إليه اللبن فإنه رجل يحب اللواط ويعتاد الصبيان وإن رأت المرأة أن رجلاً يرضع من لبنها فإنه يأخذ من مالها بقدر ما ارتضع وهي كارهة ( ومن رأى ) أنه ارتضع من ثدي سواء كان لآدمي أو حيوان فإن خرج له من ثدي شيء سائل سواء كان نوعه محبوباً أو مكروهاً فإنه مال ، وإن كان جامداً فليس بمحمود وقيل منفعة مال لم يكن فيه صفة روح أو تحريك وإن كان فيه شيء من ذلك فإنه يدل على ولد وإن كان نوع ذلك الشيء محبوباً فهو ولد صالح وإن كان مكروهاً فضده والله أعلم بالصواب . ( الباب التاسع والعشرون ) ( في رؤيا الموت والغسل والحنوط والكفن والجنائز والقبور والدفن والنبش ونحوه ) ( فصل في رؤيا الموت ) قال دانيال : ( ومن رأى ) أنه قد مات والناس يبكون عليه يندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر ، فجملة ذلك يدل على فساد دنياه وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره ( ومن رأى ) أنه قد مات ووضع على النعش وحملوا جنازته والناس يسعون ويمشون في جنازته فإنه يدل على شرفه وعلو شأنه ولكن يكون في دينه وفساد لأن الموت هو الانقطاع عن الخيرات وغيرها ، ويمكن الصلاح في دينه بعد ذلك خاصة إذا علم أنه لم يدفن
____________________
(1/695)
في القبر ( ومن رأى ) أنه مات وعاش بعد موته فإنه يذنب ويتوب وقيل يطول عمره ( ومن رأى ) أنه قد قال له قائل : إنك لم تمت أبداً فإن يموت شهيداً ( ومن رأى ) انه قد مات وعليه هيئة الأموات ولم يبك عليه أ ؛ د ولم يكفن خرب بعض بيته ( ومن رأى ) أنه مات ودفن ولم يبك عليه ولم يتبع جنازته أ ؛ د ولم يغسل فإنه يدل على عدم عمارته بعض ما خرب من بيته إلا إن كان أحد غيره فإنه يمكن أن يعمره ( ومن رأى ) أنه ميت في المقابر وحسب أنه قد مات من مدة مديدة فإنه يسافر سفراً بعيداً ويصحب الجهال وأهل الفسق والفساد ( وقال جابر المغربي ) : رؤيا موت الفجار راحة المؤمن وعذاب الكافر ، وإذا لم يكن موت الفجار فإنه فساد لدين ، وإذا صعب على الميت نزعه وموته صعب عقابه وعذابه ( ومن رأى ) أنه قد مات وأقبل من يغسله فإنه يتوب من الذنوب . ( ومن رأى ) أن حياً قد مات وهو موضوع على سرير أو نعش أو ما شبه ذلك فإنه يتصل إلى خدمة السلطان أو من يقوم مقامه ويرى منه خيراً ومنفعة وقال ابن سيرين : ( ومن رأى ) أنه ملك بلده قد مات فإنه يدل على خراب ذلك البلد وقال الكرماني : من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى : ! ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ) ! وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه وإن أمل سفراً فإنه يسافر وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه ( ومن رأى ) أنه مات ورأى الموت عياناً وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه ويرجى له الصلاح ما لم يدفن ، فإن دفن لقي الله على غير توبة إلا أن يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله لقوله تعالى : ! ( أو من كان ميتا فأحييناه ) ! ( ومن رأى ) أنه مات ولم ير نفسه كهيئة الأموات فإن داره تنهدم ويخرج منها ( ومن رأى ) أنه مات ثم عاش فإنه يسافر سفراً بعيداً ثم يرجع لقوله تعالى : ! ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ) ! ( ومن رأى ) أنه قد مات وحمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطاناً وينفذ أمره ويكون اتباعه في سلطانه بقدر من قد تبع جنازته ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يدفن ( ومن رأى ) أنه مات ولم ير قبراً ولا كفناً ولا جنازة ولا بكاء فإن ذلك راحة لصاحب الرؤيا من هم هو فيه ( ومن رأى ) أنه ملفوف كما يلف الميت فهو موته ( ومن رأى ) أن حياً قد مات ثم عاش فإنه يرتد نعوذ بالله من ذلك قيل من رأى أن الإمام مات فإنه يحدث في الرائي فساد ( ومن رأى ) أنه ينزع فهو على شرف العزل ( ومن رأى ) أن أحد أبويه مات فإنه تذهب دنياه ويفسد حاله وإن كان من طلاب الآخرة تعطل عن عمله . ( ومن رأى ) أن أخاه مات فإن كان مريضاً فهو موته أو موت نواحيه , عن لم يكن له أخ ورأى ذلك فهو على وجهين : إما أن يموت أو يذهب ماله وقيل يصاب بإحدى عينيه أو بإحدى يديه ( ومن رأى ) أن زوجته ماتت فإنه تكسد صناعته التي منها سببه وقال أبو سعيد الواعظ : رؤيا الموت ندامة من أمر عظيم فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ثم يتوب لقوله تعالى : ! ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا ) ! وقيل من رأى أنه مات من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول ( ومن رأى ) أن أحداً ممن يقبل قوله في اليقظة يخبره بأنه لا يموت أبداً فإنه يقتل في سبيل الله ويكون حياً بعد ذلك لقوله تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سيبل الله أمواتاً بل أحياء ) الآية ( ومن رأى ) أنه مات واستوفى شروط الموت فسدت دنياه ( ومن رأى ) أن الإمام مات فإن ذلك البلد يؤول أمرها إلى الفساد وربما تخرب ( ومن رأى ) أن الموت نزل عاماً في مكان معروف فإنه يقع هناك حريق ( ومن رأى ) أن زوجته قد ماتت فإنه يستغني ويستفيد مالاً من حل ( ومن رأى ) أنه مات وهو عريان فإنه يفتقر فقراً شديداً ( ومن رأى ) أنه قد مات وضع على مكان مرتفع أو شيء مبسوط فإنه ينال رفعة وراحة وربما نال من أهله خيراً ( ومن رأى ) كأنه ميت وحده بمكان منقطع فلا خير فيه وإن كان له غائب فإنه يأتيه خبره بفساد دينه . ( ومن رأى ) كأن ابنه مات فإنه يخلص من عدوه ( ومن رأى ) أن ابنته ماتت فإنه ييأس من فرج ( ومن رأى ) أنه مات فجأة فإنه يصيب هماً وغماً من حيث لا يؤمل ذلك ( ومن رأى ) أن حاملة قد ماتت فإنها تلد ولداً ذكراً وتسر به ويحصل من قبله منفعة وربما دل الموت على الطلاق ( ومن رأى ) أنه مات وزوجته في العدة فإنه يطلقها وقيل : ( من رأى ) أنه قد مات وكان عزباً فإنه يتزوج ( ومن رأى ) أنه مات أو شريكه فإنها فرقة تقع بينهما ( ومن رأى ) أن إنساناً معروفاً قد مات وهوينوح عليه ويعلن في ذلك فإنه حصول مصيبة لكليهما ( ومن رأى ) أن أحداً مات والناس يذكرونه بخير فإنه يكون محموداً في ولايته أو فيما يفعله من الأشغال ( ومن رأى ) أنه مات عند قوم فإنه يحشر على فعلهم
____________________
(1/696)
فلينظر في ذلك وقيل إنه يموت على بدعة أو يسافر سفراً لا يرجع منه وقيل : من رأى أنه حمل ميتاً فإنه يصيب مالاً حراماً ( ومن رأى ) أنه جر الميت على الأرض فإنه يكتسب إثماً ( ومن رأى ) أن ميتاً تعلق بفاسق فإنه يقتل حيواناً مؤذياً ( ومن رأى ) أنه نقل ميتاً إلى المقابر كأنه يعمل بالحق . ( ومن رأى ) أنه نقل ميتاً إلى السوق ناله حاجته ونفقت تجارته ( ومن رأى ) أنه حمل ميتاً إلى المصلى فإنه يتسبب في خير لرجل فاسد الدين ( ومن رأى ) كأنه مات وهو موضوع على التراب وما يشبه ذلك مما يكون في أصول التعبير يعبر بالمال فإنه حصول مال على كل حال ( وقال ابن سيرين ) : الموت فقر وعسر فمن رأى أنه مات وهو كظيم فإنه عسر في الدنيا وهلاك في الآخرة ، وإن كان مستبشراً فهو حصول خير وقال جابر المغربي : من رأى أن عالماً قد مات فإنه يدل على بطلان العلم والشريعة بلك المكان ( ومن رأى ) أن أحداً من أهل البدع والضلال قد مات فإنه يزداد طغياناً ولكنه يفتقر بسبب ارتكابه ( ومن رأى ) أن خفيراً قد مات فإنه يؤول على وجهين : حصول خوف وموت حاكم ( ومن رأى ) أن ذا صنعة قد مات فإنه يدل على كساد صنعته ( ومن رأى ) أن عبده أو أمته أو خادمه قد مات فإنه نقص في أبهته ما لم يكن عنده غيره فهو توقف بعض الأمور ( ومن رأى ) أن صديقه قد مات فيؤول على وجهين إما أن الرائي يموت أو يفقد صديقه ( ومن رأى ) أن شيئاً من الحيوان قد مات وهو ملقى فإن كان ذا ناب أو مخلب فإنه يدل على الظفر بالأعداء خصوصاً فإن كان نوعه مؤذياً يكون الظفر أبلغ ، وربما دل على الأمن والسلامة ( ومن رأى ) أن بهيمة قد ماتت فلا خير فيه وإن كان عنده غيرها يكون أخف قال بعض المعبرين : من رأى أن شيخاً مجهولاً قد مات فإنه يدل على أن جده لا ينتج منه شيء مما قصده وجد فيه . ( ومن رأى ) أن امرأة مجهولة قد ماتت فإن دنياه تتعطل ( ومن رأى ) أن شيئاً من الحيوان قد مات وعرف صنفه فإنه يعبر بما يوافق أصول التعبير فيه مثاله إن كان السبع والفيل فيؤولان بالسلطان وقيل الفيل يؤول برجل ضخم والهرة والفأر باللص الحرامي ويقاس على ذلك ، وربما كان الإناث من الجميع نسوة والذكور رجالاً ويحتاج في ذلك إلى نظر وتأمل ولو أوضحنا معنى كل واحد بمفرده لطال الشرح ( وقال ابن سيرين ) : موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمر فيه سرور وموت الوالد تحير بسبب معيشة وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن ( ومن رأى ) أن أحداً من أقاربه مات فإنه نقصان في مقدرته وموت الزوجة جيد وموت المرأة الحبلى في غاية الجودة والصلاح لها . 4 ( فصل في رؤيا الغسل ) قال أبو سعيد الواعظ : ( من رأى ) أنه يغسل ميتاً فإنه يتوب على يديه رجل فاسد الدين ومن رأى أن ميتاً يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في مالهم والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يديه أقوام مفسدون ومن رأى أنه مغتسل فإنه يرتفع أمره ويخرج من الهموم ( ومن رأى ) ميتاً والناس يطلبون له الغسل ولا يجدونه فإنه يدل على أن ذلك الميت مرتكب معاصي والناس يدلونه على الخير ولكن لا يؤثره عنده ( ومن رأى ) ميتاً يغسل بما لا يحل به الغسل فإنه رجل فاسد الدين وهو يوعظ بما ليس له معنى ولا فائدة ولا يقبل عقله ذلك ( ومن رأى ) أنه يغسل بشيء من النجاسات فإنه فاسد الدين يزداد على فساد دينه طغياناً وضلالاً وقال بعض المعبرين : رؤيا الغسل بالماء الطاهر للميت يدل على أن ذلك الميت يفتقر ولكنه يصلح دينه . 5 ( فصل في رؤيا الحنوط ) قال الكرمان : ( ومن رأى ) أنه يذر عليه حنوط فإن كان مفسداً فإنه يتوب ويرجع إلى الله تعالى وإن كان صالحاً تنصلح أمور دنياه ودينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن الخوف ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : رؤيا الحنوط جيدة ( ومن رأى ) أنه استعان برجل يشتري له حنوطاً فإنه يستعين به في محضر بكلام جيد في حقه ( ومن رأى ) أنه تحنط فإنه حصول توبة وفرج من الهم والغم وانتشار ثناء حسن ( ومن رأى ) أن عنده حنوطاً أو جمعها فإنه عنده تقوى ونفع للمسلمين ( ومن رأى ) أن عنده حنوطاً فإنه زيادة خير وإن رأى أنه فوق ذلك على الناس فإن يلي أمراً حصل للناس منه نتيجة .
____________________
(1/697)
6 ( فصل في رؤيا الكفن ) من رأى أنه يصطنع كفناً لأجل الميت فإنه يصدر منه بمقدار ذلك الكفن في حق الميت الخير والجر والثواب ، وإن كان الكفن لأجل حي وهو معروف يحصل للرائي من ذلك العناء والتعب ، وإن كان مجهولاً فهو خير ( ومن رأى ) أنه نزع كفن رجل قد مات وهو معروف فإن يتبع طريقه ( ومن رأى ) أنه أخذ كفن ميت فهو على وجهين ، وإن كان من أهل الصلاح فإنه يشتغل بعلم غريب دقيق ، وربما حصل له مال من وجه حرام ، وإن كان من أهل الفساد فإنه يدل على قلة دينه وتشوشه على الناس وإن يكون غمازاً فتاناً ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : إن رأى حياً لبس كفناً فإنه يميل إلى الزنى وإن كان لم يتم لبسه فإنه يدعى إلى الزنى ولا يجيب ( ومن رأى ) كأنه ملفوف في الكفن كما يلف الموتى مقمط مربوط من عند رأسه ورجليه فإنه يدل على موته إلى ربطه كهيئة الموتى وإلا فهو دليل على فساد أمر وكلما كان الكفن أقل فهو أقرب إلى التوبة وإن زاد فهو أبعد ( ومن رأى ) أنه يفصل الأكفان فإنه يصنع المعروف ( ومن رأى ) أنه يطلب كفناً ولا يجده فليس بمحمود ( ومن رأى ) أن شخصاً جاء إليه بكفن فإنه حصول نعمة وقال بعض المعبرين : إذا كفن الميت وكان الكفن وافراً فهو جيد ، وإن قصر فربما يكون غير محمود ( ومن رأى ) أن يبغي أكفاناً لأموات فإ ، هم يترحم عليهم ( ومن رأى ) أنه جمع أكفاناً كثيرة فإنه يجمع علوم شتى ( ومن رأى ) أنه يفرق الأكفان فإنه ينصع المعروف . 7 ( فصل في رؤيا النعش والتابوت ) وهما بمعنى واحد فمن رأى أنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصل اشتقاقه من الانتعاش ورؤيا جيدة من اسمه ( ومن رأى ) أنه يصنع ذلك بيده فإنه يصنع المعروف كذلك إن أمر بفعله خصوصاً إن كان للسيد ، وربما كان حصول أجر وثواب ( ومن رأى ) أن نعشاً كسر فليس بمحمود وأما التابوت فإنه جيد قال الكرماني : ( ومن رأى ) أنه اشترى تابوتاً أو وهب له أو كان بمنزله فإنه يرزق ملكاً وحكمة ووقاراً وسكينة لقوله تعالى : ! ( إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ) ! وقيل : إن التابوت زوجة الرجل وحانوته فهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما وقيل رؤيا التابوت الجديد عز وجاه وقدر . 8 ( فصل في رؤيا الجنائز ) ( ومن رأى ) أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم ( ومن رأى ) جنازة طائرة والناس معها فإنه يؤول بموت رجل جليل القدر من ذلك المكان في سفره وإن كان معروفاً فو بيعته ( ومن رأى ) جنازته تمشي على الأرض من غير حمل فإنه يسافر وإن رأت ذلك امرأة فإنها تتزوج وإن كان لها زوج فإنه يفسد دينه ( ومن رأى ) أن أحداً لا يتبع جنازته فهو نقصان في عزه وجاهه ( ومن رأى ) أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه وتبطل أشغاله ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : الجنازة تؤول بالرجل المنافق الذي يهلك على يديه الأرذلون ( ومن رأى ) جنازة لرجل معروف وهو موضوع والناس لا يقربون إليه ولا يحملونه فإنه يسجن وإن كان مجهولاً فليس بمحمود في حق الرائي ( ومن رأى ) أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال وينفذ أمره وتحتاج الناس إليه . ( ومن رأى ) أن الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فإنه ينال سلطاناً عظيماً ورفعة زائدة ( ومن رأى ) أن الناس يبكون خلف جنازة حمدت عاقبته ، وكذلك إن أثنوا عليه ودعوا له فإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده ( ومن رأى ) أن جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق ( ومن رأى ) أن جنازة حملت على جنائز معروفة فإنه حق يصل أربابه ( ومن رأى ) أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير يشق على الناس موته وتعطل أمورهم بسببه ( ومن رأى ) أن جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة ( ومن رأى ) أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يرتكبون الفواحش ( وقال الكرماني ) : ( من رأى ) أنه ولي أمر جنازة فإنه يلي القيام بغرس ( ومن رأى ) أنه يحمل جنازة فإنه يشفع لرجل فاسد الدين ( ومن رأى ) أنه يحمل جنازة فإنه يلي
____________________
(1/698)
ولاية وقال بعض المعبرين : يحتاج إلى اعتبار من يسير في الجنازة ، فإن كانوا من خواص الناس فإن الولاية جليلة المقدار ، وإن كانوا من العوام فهو دون ذلك . 9 ( فصل في رؤيا القبور ) قال الكرماني : ( من رأى ) أنه احتفر لنفسه أو لغيره قبراً أو حفرة فإنه يبني داراً في ذلك البلد أو يقيم بها ( ومن رأى ) أنه يردم قبراً فإنه تطول حياته وتدوم صحته ( ومن رأى ) أنه دفن في قبره من غير أن يموت فإن يسجن وربما يصبه ضيق في أمره ( ومن رأى ) أنه مدفون في قبر على هيئة الأموات من غير ردم فإنه ينكح امرأة ( ومن رأى ) أنه يطوف بالقبور وينتقل منها وهي مفتوحة فإنه يدخل بيوت أهل البدع أو السجن ( ومن رأى ) أنه ينبش قبر رجل عرف منزله واسمه وكنيته فإنه سلك طريقه خصوصاً إن وصل إليه ( ومن رأى ) أن شخصاً نزل قبراً ثم طلع منه وأراد دفع الرائي فيه فإن شخصاً مسجوناً يتهمه بتهمة ( ومن رأى ) أنه ينبش قبراً فطلع منه رجل حي فإنه خير وسرور خصوصاً إن كان من أهل التقوى فإنه خير الدنيا والآخرة ( ومن رأى ) أنه ينبش قبر رسول اله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سنته الشريفة ويحصل للناس على يديه خبر وإن وصل إلى الجنة الشريفة فليس بمحمود وإن كسر شيئاً من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك . ( وقال أبو سعيد الواعظ ) : ( من رأى ) أن رجلاً سلمه إلى حفرة القبر فإنه يلقيه في هلكه ( ومن رأى ) أنه وضع في القبر فإنه ينال داراً ملكاً ( ومن رأى ) أنه يسوى عليه التراب نال مالاً ( ومن رأى ) أنه يحفر تراباً على سطح فإنه يعيش عمراً طويلاً والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين وأما المقابر المعروفة فإنها تؤول بأمر حق ( ومن رأى ) أن القبور مخضرة فإن أهلها في رحمة ( ومن رأى ) أنه اتعظ بدخوله إلى المقابر فإنه ينصب في أمره وإن لم يتعظ فإنه في أمر حق وهو غافل عنه ( ومن رأى ) أن قبراً معروفاً تحول إلى دارة فإنه يدل على مصاهرة أحد من عقبه ( ومن رأى ) كأنه قائم على قبر رجل موسر فإنه قد يعطى ذنباً لقوله تعالى : ! ( ولا تقم على قبره ) ! ( ومن رأى ) أنه في مقبرة ويطوف حول القبور ويسلم عليها فإنه يصير مفلساً يسأل الناس وقال بعض المعبرين : من رأى أنه في قبره وعلى قبره شيء مكتوب فإنه يخلد في السجن للمثل السائر بين الناس كتب على قيده مخلد ( ومن رأى ) أنه في قبر فإنه في ضيق ( قال ابن سيرين ) : من رأى أنه وضع في قبر فإنه في ضيق ( ومن رأى ) أنه في قبر من غير ردم فإنه يسافر سفراً بعيداً وينال في سفره خيراً أو منفعة لقوله تعالى : ! ( ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره ) ! ( ومن رأى ) أنه قائم على قبر ينظر إليه فإنه يرفع عن ذنوبه ( ومن رأى ) أنه موضوع في قبره ومنكر ونكير يسألانه فإنه يدل على أن الملك يرسل أعوانه غليه في أمر ومطالبة فإن رأى أنه أجابهما بجواب صواب فإنه يأمن من جهته وإن غلظ في الجواب فضد ذلك ( ومن رأى ) أنه أخرج من قبر ثم أعيد إليه ثانياً فإنه يرى فائدة من سلطان وخيراً ثم يحبس بعد ذلك هذا ، إذا نسب إلى : تلك بوظيفة ، وإن كان غير ذك فإنه يقاس عليه بقدر مقامه وأما حفار القبور فإنه رجل كبير القدر ذو جلالة وأما المقابر فإنها محبة مع الجهال أو فساد في دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الجهال ثم يرزق توبة بعد ذلك ( ومن رأى ) أن المقابر تمطر فإنها رحمة من الله عليهم . 10 ( فصل في رؤيا الدفن ) من رأى أنه يدفن حياً فإنه يظفر فعدوه ( ومن رأى ) أن جماعة دفنوا شخصاً فإنهم يتعصبون على هلاكه ولا خير في الدفن جملة كافية وقال بعض المعبرين : رؤيا الدفن تؤول على عشرة أوجه : سجن وفقر وسفر وبعد وتعطل ونكاح حرام وضعف ومقدرة وشماته وضيق وفساد أمور ( ومن رأى ) أنه دفن عدوه فإنه يظفر به ( ومن رأى ) أنه دفن شيئاً من الحيوان فإن كان نوعه مذموماً فإنه يلقى رجلاً ينسب إليه ذلك الصنف ، وإن كان محبوباً ، فإنه ندامة وربما كان ادخار شيء ( ومن رأى ) أنه يدفن شيئاً من الجمادات فإنه حريص على الدنيا ( ومن رأى ) أنه يدفن نوعاً لا يقتضي الدفن فإنه يضيع متاعه فيما لا يحصل نتيجة ، وربما دل على إيداع ذلك عند أحد لأن الإنسان أصله من التراب .
____________________
(1/699)
1( فصل في رؤيا النبش ) ( من رأى ) أنه ينبش قبراً فإنه نوع من الحفر كما تقدم ولكني آتي في هذا بشيء غير ذلك وهو أن من رأى أنه ينبش قبر أحد من الأنبياء والصالحين فإنه مجتهد في سلوك طريقته ولكن ليس هو بمقام الحفر ومن رأى أنه نبش قبر أحد الناس سواء كان جيداً أو نحساً فإنه مجتهد في سلوك طريقته وما كان يسلكه ( ومن رأى ) أنه ينبس عن جثته فإنه مجتهد في طلب الدنيا ، فإن نال شيئاً ظفر بحاجته ، وإن لم ينل فضده ( ومن رأى ) شيئاً من الحيوان ينبش في بيته فإنه عدو فيحذره ( ومن رأى ) شخصاً ينبش في مكان لا يقتضي البنس فإنه طلب أمراً عسيراً وقيل رؤيا النبش حصول كلام خامد ، وربما كان اجتهاداً في أمر والله أعلم .
____________________
(1/700)
واضمحل وغاب عن الأبصار ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أو بطلانه فإن دل على التأثر دل على دماره وهلاكه وتلاشى أمره وإن انفرد برؤيته في بيته أو دون الجماعة والجامع أو رآه نزل إليه أو قبض عليه أو وقع في حجره قدم غائبه إن كان ذلك في إقبال الهلال وإلا بعدت شقته وطالت سفرته وإن كان عنده مريض أو حمل أو مسجون عبرت عنه كالذي قدمناه في القمر وقال بعضهم من رأى هلالا قدرا موفقا ولد له ولد مبارك أو ولي ولاية جليلة وإن كان تاجرا ربح في تجارته والأهلة المجتمعة حج لقوله تعالى ! ( يسألونك عن الأهلة ) ! [ ( 2 ) البقرة : 189 ] ( ومن رأى ) الهلال أحمر فإن امرأته تسقط سقطا وإن رأى الهلال وقع على الأرض هلك رجل عالم أو ولد له فإن رأى الناس يلتمسون الهلال ولا يجدونه ولا يراه أحد سواه فإنه يموت وقال بعضهم من رأى الهلال نصر على عدوه وظفر به ( وأما النجوم ) فإنها تدل على عالم الناس والمذكر منها رجل والمؤنث نساء والعظام منها أشراف الناس والصغار عامة أو صبيان أو عبيد ونجوم الهداية منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم وعلماء وفقهاء لقوله عليه السلام ( ( أصحابي كالنجوم ) ) والتي عبدت من دون الله وافتتن بها خلق من خلق الله وما ذكر في الأخبار أنها مسخت كالشعرى العبور والزهرة وسهيل رجال ونساء لا خير في أديانهم ولا أحوالهم فإن كان الرائي سلطانا فالنجوم جنده وطلابه وإن كان عروسا فالنجوم رجاله وإن كان عروسه فالنجوم نساؤها فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجوم كان ذلك اختلافا أو حربا بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين والغائب منهما مغلوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك الملك من الأرض وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبع كل واحد منها وإن لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصته أو في بيته وكان له زوجتان أو شريكان كان الاختلاف بينهما باللسان أو باليد وإن رأت ذلك امرأة أو عبد أو رآها يقاتلان على رأسه أو سقطا كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو مع رجل شريف من جنسه و قد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه وقد يدل على شر يدور بين ولديها أو بين بنتيها أو بين والدها وزوجها أو بين زوجها وابنها إن كان أحد النجمين أكبر من الآخر وأما سقوط النجوم في الأرض أو في البحر أو احتراقها بالنار أو التقاط الطير لها فدلالة على موت يقع بين الناس أو قتل على قدر الكثرة والقلة وقد يقع ذلك في جنس دون جنس إن عرف الجنس الساقط من الكواكب وأما من ملك النجوم في حجره وكان يرعاها في السماء أو يديرها في الهواء فإن كان أهلا للسلطان ناله وكان واليا على الناس أو قاضيا أو مفتيا وإن كان أوضع من ذلك فلعله ينظر في علم النجوم وأما سقوطها عليه أو على رأسه فإن كان مريضا مات وإن كان غريما عليه ديون منجمة أو كان عبدا مكاتبا حلت نجومه طولب بما عليه وكذلك إن رأى جسمه عاد نجوما أو رأسه فإن كانت النجوم له على الناس منجمة وصلت إليه واجتمعت له وكذلك لو كان يلتقطها من الأرض أو من السماء لدنوها منه وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه وإن سقط على حامل ولدت غلاما مذكورا شريفا إلا أن يكون من النجوم المؤنثة كبنات نعش والشعريين والزهرة فالولد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجوهره وقد يدل على موت الحامل إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالموت وأما رؤية الكواكب بالنهار فدليل على الفضائح والاشتهار وعلى الحوادث الكبار وعلى المصائب والبوار وعلى قدر الرؤيا وعمومها وخصوصها وكثرة النجوم وقلتها قال النابغة الذيباني يذكر يوم حرب ( تبدو كواكبه والشمس طالعة ** لا النور نور ولا الظلام إظلام ) ( ومن رأى ) النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع فإنه يصيب فرحا وسرورا ويجتمع عنده أشراف الناس على السرور وإن لم يكن لها نور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم فإنه على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق فإن رأى أنه يسرق نجما من السماء فإنه يسرق من ملك شيئا له خطر ويستفقد رجلا شريفا ( ومن رأى ) أنه تحول نجما فإنه يصيب شرفا رفعة ( ومن رأى ) أنه أخذ كوكبا رزق ولدا شريفا كبيرا فإن رأى انه مد يده إلى السماء فأخذ النجوم نال سلطانا وشرفا ( ومن رأى ) سهيلا طلع عليه أصابه الأدبار إلى آخر عمره ومن طلعت عليه الزهرة ناله الإقبال وكذلك المشتري ومن ركب كوكبا أصاب سلطانا ولاية وخيرا ومنفعة ورياسة وقال بعضهم من رأى أن الكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنيا وإن كان فقيرا مات فإن رأى بيده كواكب صغارا فإنه ينال ذكرا وسلطانا بين الناس ( ومن رأى ) كوكبا على فراشه فإنه يصير مذكورا ويفوق نظراءه أو يخدم رجلا شريفا
____________________
(1/501)
( ومن رأى ) الكواكب اجتمعت فأضاءت دل على أنه ينال خيرا من جهة سفر فإنه كان مسافرا فإنه يرجع إلى أهله مسرورا وقال بعضهم من رأى الكواكب تحت سقف فهو دليل رديء وتدل على خراب بيت صاحبها وتدل على موت رب البيت ( ومن رأى ) أنه يأكل النجوم فإنه يستأكل الناس ويأخذ أموالهم ومن ابتلعها من غير أكل تداخله أشراف الناس في أمره وسره وربما سب الصحابة رضي الله عنهم فإن امتص الكواكب فإنه يتعلم من العلماء علما ( الثريا ) هو رجل حازم الرأي يرى الأمور في المستقبل لأنه إذا طلع غدوة فهو أول الصيف وإذا كان سمت رؤوس الناس بالغداة فإنه وسط الصيف وإذا طلع عشاء فهو أول الشتاء وإذا دل على فساد الدين فهو رجل كاهن وإذا دل على تجارة فإنه بصير فإن رأى أن الثريا سقطت فهو موت الأنعام وذهاب الثمار والثريا مشتقة من الثرى وقيل أنها تدل على الموت لاسمها ( وأما ) الخمسة السيارة فزحل صاحب عذاب الملك والمشتري صاحب مال المالك والمريخ صاحب حرب الملك والزهرة امرأة الملك وعطارد كاتب الملك وسهيل رجل عشار وكذلك كان ومسخ والشعرى تعبد من دون الله سبحانه وتعالى وتأويلها أمر باطل وبنات نعش رجل عالم شريف لأنها من النجوم التي يهتدي بها في ظلمات البر والبحر ( ومن رأى ) الكواكب تناثرت من السماء فهو موت الملوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنود ( ومن رأى ) كأن الفلك يدور به أو يتحرك فإنه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله ومن تجول نجما من النجوم التي يهتدى بها فإن الناس يحتاجون إليه في أمورهم وإلى تدبيره ورأيه ( الربح ) تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه وقد كانت خادما لسليمان عليه السلام وربما دلت على العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانه وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها سيما إن كانت دبورا لأنها الريح التي هلكت عاد بها ولأنها ريح لا تلقح وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لأن الله عز وجل يرسلها نشرا بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بأمره فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح لما يعود منها من صلاح النبات والثمر وهي الصبا ؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم ( ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) ) والعرب تسمي الصبا القبول لأنها تقابل الدبور ولم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمها لكفى وربما دلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس كالزكام والصداع ومنه قول الناس عند ذلك هذه ريح هائجة لأنها علل يخلقها الله عز وجل عند ريح وهواء يتبل أو فصل ينتقل فمن رأى ريحا تقتله وتحمله بلا ورع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابه فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس ويسخرون لخدمته بوجوه من العز أو يسافر في البحر سليما إن كان من أهل ذلك أو ممن يأمله أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة أو تحته ريح تنقله ويرفعه رزق إن كان فقيرا وإن اكن رفعها إياه وذهابها به مكورا مسحوبا وهو خائف مروع قلق أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازع وحس فإن كان في سفينة عطبت به وإن كان في علة زادت به وإلا نالته زلازل وحوادث أو خرجت فيه أوامر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام فإن لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر أو تطير الناس أو الدواب أو بالطعام فإنه بلاء عام في الناس إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك فإن كانت الريح العامة ساكنة أو كانت من رياح اللقاح فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم وريح السموم أمراض حارة والريح مع الصفرة مرض والريح مع الرعد سلطان جائر مع قوة ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا أو سافر سفرا لا يعود منه لقوله تعالى ! ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) ! [ ( 22 ) الحج : 31 ] وسقوط الريح على مدينة أو عسكر فإن كانوا في حرب هلكوا والريح الهينة اللينة الصافية خير وبركة والريح العاصف جور السلطان والريح مع الغبار دليل حرب ( المطر ) يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقران والحكمة لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض ومع فقده هدم الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إن كان ماؤه لبنا أو عسلا أو سمنا ويدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى لأنه سبب ذلك كله وعنده يظهر فكيف إن كان قمحا أو شعيرا أو
____________________
(1/502)
زيتا أو تمرا أو زبيبا أو ترابا لا غبار فيه ونحو ذلك ممن يدل على الأموال والأرزاق وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد والريح سيما إن كان فيه نار أو ماؤه حارا لأن الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزل على الأمم من عذابه بالمطر كقوله تعالى ! ( وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ) ! [ ( 27 ) النمل : 58 ] وربما دل على الفتن والدماء تفسك سيما إن كان ماؤه دما وربما دل على العلل والأسقام والجدري والبرسام إن كان في غير وقته وفي حين ضرره لبرده وحسن نقطه وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهو ضار للأجسام الذين أيضا خلقوا منها ونبتوا فيها فكيف إن كان المطر خاصة في دار او قرية أو محلة مجهولة وربما دل ما نزل على السلطان من بلاء و العذاب كالمغارم والأوامر سيما إن كان المطر بالحيات وغير ذلك من أدلة العذاب وربما دلت على الأدواء والعقلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل عملا تحت الهواء المكشوف لقوله تعالى ( أو كان بكم أذى من مطر ) [ ( 4 ) النساء : 10 ] فمن راى مطرا عاما في البلاد فإن كان الناس في شدة خصبوا ورخص سعرهم إما بمطر كا أرى أو لرفقة أو سفن تقدم الطعام وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعا وإن كان ضارا أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه وتواتر عليه على قدر قوة المطر وضعفه فإن كان رشا فالأمر خفيف فيما يدل عليه ومن رأى نفسه في المطر أو محصورا منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضا أو كان ذلك أوانه أو كان المكان مكانه وأما الممنوع تحت الجدار فإما عطلة عن عمل أو عن سفرة من أجل مريضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدر ما يستدل على كل وجه منها بالمكان الذي رأى نفسه فيه وبزيادة الرؤيا وما في اليقظة إلا أن يكون قد اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بماءه وجهه فيصبح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه فإن كان كافرا أسلم وإن كان بدعيا أو مذنبا تاب وإن كان فقيرا أغناه الله وإن اكن يرجو حاجة عند السلطان أو عند من يشبه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه وكل مطر يستحب نوعه فهو محمود وكل مطر يكره نوعه فهو مكروه وقال ابن سيرين ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى : ! ( وأمطرنا عليهم مطرا ) ! [ النمل : 58 ] وقوله ! ( وأمطرنا عليهم حجارة ) ! [ الحجر : 74 ] وإذا لم يسم مطرا فهو فرج الناس عامة لقوله تعالى ( وأنزلنا من السماء ماء مباركا ) [ ق : 9 ] وقال بعضهم المطر يدل على قافلة الإبل كما أن قافلة الإبل تدل على المطر والمطر العام غياث فإن رأى أن السماء أمطرت سيوفا فإن الناس يبتلون بجدال وخصومة فإن أمطرت بطيخا فإنهم يمرضون وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأن المطر ينزل من السماء وقيل إنه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب ولفظ الغيث والماء النازل وما شاكل ذلك أصلح في التأويل من لفظ المطر السحاب يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقرا في الهواء ولما ينعصر منها الماء وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذين خلقوا من الماء وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان لما قيل إنها تدل على السحاب لقوله تعالى ! ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) ! [ الغاشية : 17 ] وربما دلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء حاملة جارية بالرياح وقد تدل على الحامل من النساء لأن كلتيها تحمل الماء وتجنه في بطونها إلا أن يأذن لها ربها بإخراجه وقذفه وربما دلت على المطر نفسه لأنه منها وبسببها وربما دلت على عوارض السلطان وعذابه وأوامره إذا كانت سوداء أو كان معها ما يدل على العذاب لما يكون فيها من الصواعق والحجارة مع ما نزل بأهل الظلة حين حسبوها عارضة ممطرهم فأتتهم العذاب وبمثل ذلك أيضا يرتفع على أهل النار فمن رأى سحابا في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافرا ونال علما وحكما إن كان مؤمنا أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغبا أو قدمت إبله و سفينته إن كان له شيء من ذلك فإن رأى نفسه راكبا فوق السحاب أو رآها جارية تزوج امرأة صالحة إن كان عزبا أو سافر أو حج إن كان مؤمل ذلك وإلا شهر بالعلم والحكمة إن كان لذلك طالبا وإلا ساق بعسكر أو سرية أو قدم في رفقة إن كان لذلك أهلا وإن رفعه السلطان على دابة شريفة إن كان ممن يلوذ به وكان راجلا وإلا بعثه على نجيب
____________________
(1/503)
رسولا وإن رأى سحبا متوالية قادمة جائية والناس لذلك ينتظرون ميامها وكانت من سحب الماء ليس فيها شيء من دلائل العذاب قدم تلك الناحية ما يتوقعه الناس وما ينتظرونه من خير يقدم أو رفقة تأتي أو عساكر ترد أو قوافل تدخل وإن رآها سقطت بالأرض أو نزلت على البيوت أو في الفدادين أو على الشجر والنبات فهي سيول وأمطار أو جراد أو قطا أو عصفور وإن كان فيها مع ذلك ما يدل على الهم والمكروه كالسموم والريح الشديدة والنار والحجر والحيات والقعارب فإنها غارة تغير عليهم وتطرقهم في مكانهم أو رفقة قافلة تدخل بنعي أكثرهم ممن مات في سفرهم أو مغرم وخراج يفرضه السلطان عليهم أو جراد ودبا يضر بنباتهم ومعايشهم أو مذاهب وبدع تنتشر بين أظهرهم ويعلن بها على رؤوسهم وقال بعضهم إن السحاب ملك جسم أو سلطان شفيق فمن خالط السحاب فإنه يخالط رجالا من هؤلاء ومن أكل السحاب فإنه ينتفع من رجل بمال حلال أو حكمة وإن جمعه نال حكمة من رجل مثله فإن ملكه نال حكمة وملكا فإن رأى أن سلاحه من عذاب فإنه رجل محجاج فإن رأى أنه يبني دارا على السحاب فإنه ينال دينا شريفة حلالا مع حكمة ورفعة فإن بنى قصرا على السحاب فإنه يتجنب من الذنوب بحكمة يستفيدها وينال من خيرات يعلمها فإن رأى في يده سحابا يمطر من المطر فإنه ينال حكمة ويجري على يده الحكمة فإن رأى أنه تحول سحابا يمطر على الناس نال مالا ونال الناس منه والسحاب إذا لم يكن فيه مطر فإن كان ممن ينسب إلى الولاية فإنه وال لا ينصف ولا يعدل وإذا نسب إلى التجارة فإنه لا يفي بما يتبع ولا بما يضمن وإن نسب إلى عالم فإنه يبخل بعلمه وإن كان صانعا فإنه متقن الصناعة حكيم والناس محتاجون إليه والسحاب سلاطين لهم يد على الناس ولا يكون للناس عليهم يد وإن ارتفعت سحابة فيها رعد وبرق فإنه ظهور سلطان مهيب يهدد بالحق ومن رأى سحابا نزل من السماء وأمطر مطرا عاما فإنه الإمام ينفذ إلى ذلك الموضع إماما عادلا فيهم سواء كان السحاب أبيض أو أسود وأما السحاب الأحمر في غير حينه فهو كرب أو فتنة أو مرض وقال بعضهم من رأى سحابا ارتفع من الأرض إلى السماء وقد أظل بلدا فإنه يدل على الخير والبركة وإن كان الرائي يريد سفرا تم له ذلك ورجع سالما وإن كان غير مستور بلغ مناه فيما يلتمس من الشر وقال بعضهم إن السحاب الذي يرتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر ويدل فيمن كان مسافرا على رجعته من سفره والسحاب المظلم يدل على غم والسحاب الأسود يدل على برد شديد أو حزن الرعد ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإعاده ومنه يقال هو يرعد ويبرق وربما دل على المواعيد الحسنة و الأوامر الجزالة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من ارسلت إليه وتدل الرعود أيضا على طبول الزحف والبعث والحساب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت فمن رأى رعدا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان فإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل ذلك على الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين وإن كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد ومن يجري مجراهم فإما مطر يضر به ويفعله ويفسد ما قد عمله وقد أوذنوا به قبل حلوله ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر وأما أوامر السلطان أو جناية عليه في ذلك مضرة فكيف إن كان المطر في ذلك الوقت ضارا كمطر الصيف وإن رأى مع البروق رعودا تأكد دلالة الرعد فيما يدل عليه وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفيج أتى إليه وبشارة قدمت عليه أو لإمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فإما حوائج من السماء كالبرد والريح والجراد والدبا وإما وباء وموت وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو وقال بعضهم الرعد بلا مطر خوف فإن رأى الرعد فإنه يقضي دينا وإن كان مريضا برىء وإن كان محبوسا أطلق وأما الرعد والبرق والمطر فخوف للمسافر وطمع للمقيم وقيل الرعد صاحب شرطة ملك عظيم وقال بعضهم الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك إنما يتوقع الرعد بعد البرق وقيل صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال ( البرق ) يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الوعد الحسن وعلى الضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكون
____________________
(1/504)
عنده من الصواعق والعذاب والحجر ومن الرحمة والمطر لأنه مما وصف أهل الأخبار سوط ملك السحاب الموكل بها والرعد صوته عليها مع قوله تعالى ! ( يريكم البرق خوفا وطمعا ) ! [ ( 13 ) الرعد : 12 ] يل خوفا للمسافر طمعا للمقيم الزارع لما يكون معه من المطر وكلما دل عليه البرق فسريع عاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه فمن رأى برقا دون الناس أو رأى أنواره تضربه أو تخطف بصره أو تدخل بيته فإن كان مسافرا أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان وإن كان زراعا قد أجدبت أرضه وعطش زرعه بشر بالغيث والرحمة وإن كان مولاه أو والده أو سلطانه ساخطا عليه وضحك في وجهه والشعراء تشبه الضحك بالبرق والبكاء بالمطر لأن لاضحك عند العرب إبداء المخفيات وظهور المستورات ولذلك يسمون الطلع إذا انفتق عنه جفنه ضاحكا وإن كان معه مطر دل على قبيح ما يبدو إليه مما يبكي عليه فإما أن يكون البرق كلاما يبكيه أو سوطا يدميه ويكون المطر دمه أو سيفا يأخذ روحه وإن كان مريضا برق بصره ودمعت عيناه وبكى اهله وقل لبثه وتعجل موته سريعا ( ومن رأى ) أنه تناول البرق أو أصابه أو سحابه فإن إنسانا يحثه على أمر بر وخير والبرق يدل على خوف مع منفعة وقيل البرق يدل على منفعة من مكان بعيد ( ومن رأى ) البرق أحرق ثيلبه ماتت زوجته إن كانت مريضة ( الصواعق ) تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء كالجراد والبرد والرياح والصواعق والأسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى ولارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها وقد تدل على صحة عظيمة وإمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها وقد تدل على ما سوى ذلك من الحوادث المشهورة والطوارق المذكورة التي يسعى الناس إلى مكانها وإلى اختبار حالها كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص فمن رأى صاعقة وقعت في داره فإن كان مريضا مات وإن كان منها غائب قدم نعيه وإن كان بها ريبة وفساد نزلها عامل وتسور عليها صاحب الشرطة وإن كان صاحبها يطوف بالسلطان نفذ فيه أمره وإلا طرقه لص أو وقع به حريق أو هدم على قدر زيادة الرؤيا وما يوفق الله تعالى إليه عابرها وإن رأى السواعق تساقط في الدور فربما يكون في الناس نعاة يقدمون عن الغياب أو الحجاج أو المجتهدين أو مغرم يرمي على الناس وإن تساقطت في الفدادين والبساتين فجوائح وأصحاب عشور وجباة ويغشى ذلك المكان الجور والفساد ( السيل ) يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدرا وقد يدل على دخول عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة ولا كان الناس منه في مخافة فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنه عدو عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة وقال بعضهم السيل هجوم العدو كما أن هجوم العدو سيل فإن صعد السيل الحوانيت فإنه طوفا أو جنود من سلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط فإن رأى أن الميازيب تسيل من غير مطر فذلك دم يهراق في تلك البلدة أو المحلة فإن رأى أنها سالت من مطر وانصب ماؤها فإنها هموم تنجلي عن أهل ذلك الموضع وخصب ودولة بقدر الميازيب فإن لم تنصب الميازيب فهو دون ذلك وإن انصب الميزاب على إنسان وقع عليه العذاب فإن طرق السيل إلى لانهر فإنه توقع عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجو من شره ( ومن رأى ) أنه سكر السيل عن داره فإنه يعالج عدوا ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه ( وحكي ) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت المباعث تسيل من غير مطر ورأيت لاناس يأخذون منه فقال ابن سيرين لا تأخذ منه فقال الرجل إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئا فقال قد احسنت فلم يلبث إلا يسيرا حتى كانت فتنة ابن المهلب وتدل الميازيب على الأفواه وعلى الرقاب وعلى العيوب بجريانها من أعالي الدور وربما دلت على الأرزاق فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وتجلت همومهم لأنها مفارج إذا جرت وأما جريانا من غير مطر ففتنة ومال حرام وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم في الفتنة النازلة بما لا يعنيهم وأما دماء سائلة ورقاب مضروبة وإن كان جريانا بالدم فهو أوكد لذلك وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصا على الولد والحمل فإياس منه لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه وقد يدل ذلك على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا
____________________
(1/505)
( الوحل ) في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك فإن رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه فإنه خروجه من المرض وعافيته وغير المرض إذا مشى فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ناله على قدر ما أصابه وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب وأشد في دليله وكلما فسدت رائحته واسود لونه كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته وكذلك عجن الطين طربه لبنا لا خير فيه لأنه دال على الغمة والخصومة حتى يجف لبنه أو يصير ترابا فيعود مالا يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء وأما قوس قزح فالأخضر دليل إلا من من قحط الزمان وجور السلطان والأصفر دليل الأمراض والأحمر دليل سفك الدماء وقال بعضهم إن رؤية قوس قزح تدل على تزوج صاحب الرؤيا وقال بعضهم إن رآه يمنة دلت على خير وإن رآه يسرة دلت على شر ( الثلج والجليد والبرد ) كل هذه الأشياء قد تدل على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب والأغرام النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به وكذلك الحجارة والنار لأنها تفسد الزرع والشجر والثمر وتعقل السفن وتضر الفقير وتهلكه في القر و البرد وتسقم في بعض الأحيان وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح وربما دل على الخصب والغنى وكثرة الطعام في الأنادر وجريان السيول بين الشجر فمن رأى ثلجا من السماء وعم في الارض فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات كامتلائها بالثلج وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها فإن ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب الثغور وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالبا على المساكن والشجر والناس فإنه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها وكذلك إن رأى في الحاضرة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات فإن ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو موتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم وربما دل على الحصار والعقلة عن الإسفار وعن طلب المعاش وكذلك الجليد لأنه لا خير فيه وقد يكون ذلك جلدا من الشيطان أو ملك أو غيره وأما البرد فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئا ولا ضر أحدا فإنه خصب وخير وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية وكذلك الثلج أو الجليد فإنها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات فإنه جوائح وإغرام ترمى على الناس أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب وأما من حمل البر في منخل أو ثوب أو فيما لا يحمل الماء فيه فإن كان غنيا ذاب كسبه وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها وإن كان فقيرا فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده ولا يدخر لدهره شيئا منه وقال بعضهم الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته وقبح كلامه لهم ( ومن رأى ) الثلج يقع عليه سافر سفرا بعيدا في معرة والثلج هم إلا أن يكون من الثلج قليلا غير غالب في جنبه وموضعه الذي يثلج فيه وفي الموضع الذي لا ينكر الثلج فيه فإن كان كذلك فإن الثلج خصب لأهل ذلك الموضع وإن كان كثيرا غالبا لا يمكن كسحه فإنه حينذ عذاب يقع في ذلك المكان ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف فإنه يصيبه فقر ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنه يصيب مالا يستريح إليه من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج فإن ذاب الثلج سريعا فإنه تعب وهم يذهب سريعا فإن رأى أن الأرض مزروعة يابسة وثلجوا فإنه بمنزل المطر وهو رحمة وخصب ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقى به وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك وقيل من وقع عليه الثلج فإن عدوه ينال منه ومن أصاب من البرد شيئا معدودا فإنه يصيب مالا ولؤلؤا وقيل البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس وأخذ أموالهم والنوم على الثلج يدل على التقيد ( ومن رأى ) كأن الثلج علاه فإنه تعلوه هموم فإن ذاب الثلج زال الهم وأما أصل القر ففقر والجليد هم وعذاب إلا أن يرى الإنسان أنهجعل ماء في وعاء فجمد به فإن ذلك يدل على إصابة مال باق والمجمدة بيت مال الملك وغيره ( وأما الخسف والزلزلة ) من رأى أرضا تزلزلت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب أهلها وقيل أنه مرض شديد فإن رأى جبل من الجبال تزلزل أو رجف أو زال ثم استقر قراره فإن سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم والزلزلة إذا نزلت فإن الملك يظلم
____________________
(1/506)
رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض ومن سمع هدة السحاب فإنه يقع بأهل تلك الناحية فتنة وعدوان وخسران وقال بعضهم الخوف والزلزال دليل رديء لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم وإذا رأى الإنسان كأن الأرض متحركة فإنها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه وأما من رأى أنه أصابه برد فإنه فقر وإن اصطلى بنار أو مجمرة أو بدخان فإنه يفتقر بالسعي في عمل السلطان ويكون فيه مخاطرة وهول وإن كان ما يصطلي به نارا تشتعل فإنه يعمل عمل السلطان فإن كان جمرا فإنه يلتمس مال يتيم وإن اصطلى بدخان فإنه يلقي نفسه في هول وقال بعضهم إن البرد فعل بارد ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم وأموره باردة والضباب أمر ملتبس وفتنة ويوم الغيم هم وغم ومحنة ( الباب التاسع والثلاثون ) ( في الأرض والجبالها وترابها وبلادها وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها وسجونها وبيعها وكنائسها وبيوت نيرانها ونواويسها وما أشبه ذلك ) أما الأرض فتدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها وربما دلت الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لأن الدنيا أدنيت والآخرة أخرت سيما أن الجنة في السماء وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وسكانها وتدل على السفر إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحارى والبراري وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها وتدل على الأمة والزوجة لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها وربما كانت الأرض إما لأنا خلقنا منها فمن ملك أرضا مجهولة استغني إن كان فقيرا وتزوج وإن كان عزبا وولي إن كان عاملا وإن باع أرضا أو خرج منها إلى غيرها مات إن مات مريضا سيما إن كانت الأرض الني انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسرا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظارا فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة وإن كان على خلاف ذلك فالأمر ضده وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره فإن رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصبا وإن رآها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم فإن خرج منها حية فهي عذاب باق في تلك الناحية وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصبا فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالا بمكر لأن الحفر مكر فإن رأى أرضا تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي ويموت سريعا لقوله تعالى ! ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) ! [ ( 6 ) الأنعام : 44 ] ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكا وقيل إن وطىء الأرض أصاب ميراثا وضيق الأرض ضيق المعيشة ومن كلمته الأرض بالخير نال خيرا في الدين والدنيا وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة والخسف بالأرض زوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنه مال حرام ( ومن رأى ) أنه قائم في مكان فخسف به فإن كان واليا فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه وسروره غما لقوله تعالى ! ( فخسفنا به وبداره الأرض ) ! [ ( 28 ) القصص : 81 ] فإن رأى محلة أو أرضا طويت على الناس فإنه يقع هناك موت أو قال وقيل يهدم فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة فإن كان ما طوى له وحده فهو ضيق معيشته وأموره فإن رأى أنها بسطت له أو نشرت له فهو طول حياته وخير يصيبه ( المفازة ) اسمها مستحب وهي فوز من شدة إلى رخاء ومن ضيق إلى سعة ومن ذنب إلى توبة ومن خسران إلى ربح ومن مرض إلى صحة ( ومن رأى ) أنه في بر فإنه ينال فسحة وكرامة وفرحا وسرورا بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها وزرعها والأرض القفر فقر والوادي بلا زرع حج لقوله تعالى ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
____________________
(1/507)
زرع ) [ ( 14 ) ابراهيم : 37 ] ومن رأى أنه يهيم في واد فإنه يقول ما لا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء ( ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) [ ( 26 ) الشعراء : 225 ] ( الجبل ) ملك أو سلطان قاسي القلب قاهر أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه ويدل على العالم والناسك ويدل على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة والله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية وربما دل على الغايات والمطالب لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه فمن رأى نفسه فوق جبل أو مسندا إليه أو جالسا في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمى به إما سلطان او فقيه عالم عابد ناسك فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القلبة أو كان يرمي عن قوس بيده فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه وإن كان من رأى نفسه عليه خائفا من اليقظة أمن كان في سفينته نالته في بحره شدة وعقبة يرسي من أجلها وكان صعوده فوقه عصمة لقوله تعالى ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) [ ( 11 ) هود : 43 ] ( قال ابن سيرين ) الجبل حينئذ عصمة إلا أن يرى في المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب ويهلك لقصة ابن نوح وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر على مفارقتة رأى الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل وأما صعود الجبال فإنه مطلب يطلبه وأمر يرومه فيسأل عما قد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم أو الوقوف إليهما في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق أمن سهل عليه كل ما أمله وخف عليه كل ما حاوله وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ناله خوف وكان أمره غررا كله فإن خلص إلى أعلاه نجا من بعد ذلك وإن هب من نومه دون الوصول أو سقط في المنام هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وعند ما ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن على قدر ما انكسر من أعضائه وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر فإنه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ومداومته إياه فإن أشكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله وإن علمه باستكمانه من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه وربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر وربما عاد عليه في جسمه في حين سقوطه ويدل على السقوط في المعاصي والفتن والردي إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك مثل أن يسقط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو أخذ مصحف أو إلى صلاة في جماعة وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراق فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه أو دماره أو قتله إلا أن يرتفع في الهواء على رؤوس الخلق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية الملك لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من الله لهم وتهديدا على العصيان أما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة وقد يدل ذلك على موت وطاعون لأنها من علامات القيامة وأما رجوع الجبل زبدا أو رمادا أو ترابا فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته وآمن بعد كفره واتقى الله من بعد طغيانه عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه لأن الله تعالى خلق الجبال فيما زعموا من زبد الماء باطل كما عبر به تعالى في كتابه والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنه ملك صاحب دين وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط والساقط الذي صار صخورا فهو ميت لأنه لا يذكر الله ولا
____________________
(1/508)
يسبحه ومن ارتقى على حبل وشرب من مائه وكان أهلاً للولاية نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع وما لا يقدر ما شرب وإن كان تاجراً ارتفع أمره وربح وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب والعقبة عقوبة وشدة فإن هبط منه نجا وإن صعد عقبة فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان وكل صعود رفعة وكل هبوط ضعة وكل طلوع يدل على هم فنزوله فرج وكل صعود على ولاية فنزوله عزل وإن رأى أنه حمل جبلاً فثقل عليه فإنه يحمل مؤنة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه فإن خف خف عليه فإن رأى أنه دخل في كهف جبل فإنه ينال رشداً في دينه وأموره ويتولى أمور السلطان ويتمكن فإن دخل كهف جبل في غار فإنه يمكر بملك أو رجل منيع فإن استقبله جبل استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية فإن رأى أنه صعد الجبل فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنه صعد حتى يستوي فوقه فإن رأى أنه يأكل الحجر فإنه ييئس من رجاء يرجوه فإن أكله مع الخبز فإنه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة فإن رأى أنه رأى أنه يحذف الناس بالحجر فإنه يلوط لأن الحذف من أفعال قوم لوط وكل صعود يراه الإنسان أو عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها والصعود مستوياً مشقة ولا خير فيه فإن رأى أنه يهدم جبلاً فإنه يهلك رجلاً ومن رأى أنه يهتم بصعود جبل أو يزاوله كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها فإن هو علاه نال أمله فإن سقط عنه يتغرب حاله والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل وكل الارتفاع محمود إلا أن يكون مستوياً لقوله تعالى ! ( سأرهقه صعودا ) ! ( 74 ) المدثر : 17 التراب يدل على الناس لأنهم خلقوا منه وربما دل على الأنعام والدواب ويدل على الدنيا وأموالها لأنه من الأرض وبه قوام معاش الخلق والعرب تقول أترب الرجل إذا استغنى وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأنه فراش الموتى والعرب تقول ترب الرجل إذا افتقر وقال تعالى ! ( أو مسكينا ذا متربة ) ! ( 90 ) البلد : 16 فمن حفر أرضاً واستخرج ترابها فإن كان مريضاً أو عنده مريض فإن ذلك قبره وإن كان مسافراً كان حفره مسفره وترابه كسبه وماله وفائدته لأن الضرب في الأرض سفر لقوله تعالى ! ( وآخرون يضربون في الأرض ) ! ( 73 ) المزمل : 20 وإن كان طالباً للنكاح كانت الأرض زوجة افتضاضاً والمعول الذكر والتراب مال المرأة أو دم عذرتها وإن كان صياداً فحفره ختله للصيد وترابه كسبه وما يستفيده وإلا كان حفره مطلوباً في سعيه ومكسبه مكراً أو حيلة وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزنى لتسقط فيها فلزم الحفر المكر من اجل ذلك وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو تمعك به في الأرض فإن كان غنياً ذهب ماله ونالته ذلة وحاجة وإن كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده وإن كان مريضاً نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب وضرب الأرض بالتراب دال على المضاربة بالمكاسبة وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير وقال بعضهم المشي في التراب التماس مال فإن جمعه أو أكله فإنه يجمع مالاً ويجري على يديه مال وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره فإن حمل شيئاً من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل فإن نكس بيته وجمع منه تراباً فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالاً فإن جمعه من حانوته جمع مالاً من معيشته ومن رأى أنه يستف التراب فهو مال يصيبه لأن التراب مال ودراهم فإن رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته فإن مطرت السماء تراباً فهو صالح ما لم يكن غالباً ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالاً من ميراث فأن وضع تراباً على رأسه أصاب مالاً من تشنيع ووهن ومن رأى كأن إنساناً يحثي التراب في عينه فإن الحاثي ينفق مالاً على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصوده فإن رأى كأن السماء أمطرت تراباً كثيراً فهو عذاب ومن نكس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنه يتحول من مكان إلى مكان الرمل أيضاً يجري مجرى التراب في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة لأنه من الأرض والعرب تقول أرمل الرجل إذا افتقر ومنه أيضاً المرملات وهن اللواتي قد مات أزواجهن وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم لأن الماشي فيه يحجل ولا يركض راجلاً يمشي فيه أو راكباً على قدر كثرته وقلته ونزول القدم فيه يكون دلالته في الشدة والخفة ومن رأى أن يده في الرمل فإنه يتلبس من أمور الدنيا فإن رأى أنه استف الرمل أو جمعه أو حمله فإنه يجمع مالاً ويصيب خيراً ومن مشى في الرمل فإنه يعالج شغلاً شاغلاً على قدر كثرته وقلته
____________________
(1/509)
التل والرابية إذا كانت الأرض دالة على الناس إذ منها خلقوا فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة ينسب أو علم أو مال أو سلطان وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة فمن رأى نفسه فوق شيء منها فإن كان مريضاً كان ذلك نعشه سيما إن رأى الناس تحته وإن لم يكن مريضاً وكان طالباً للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرض وكثرة التراب والرمل وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك يؤذن فإنه كان أهلا للملك ناله أو القضاء أو الفتيا أو الأذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة لأنها مقام أشراف العرب ومن رأى أرضاً مستوية فيها رابيه أو تل فإنه رجل له سعة الدنيا بقدر ما حلوه من الأرض المستوية فإن رأى حوله خضرة فإنه دينه أو حسنة معاملته فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت فإن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت فإن رأى أنه جالس في ظل التل فإنه يعيش في كنف الرجل فإن رأى أنه سائر على التلال فإنه ينجو ومن رأى كأنه ينزل من مكان مرتفع فإنه يناله هم وغم والسير في الوهدة عسر يرجو صاحية اليسر في عاقبته المدينة تدل على أهلها وساكنيها وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين لأن موسى حين دخل إلى مدين قال له شعيب لا تخف نجوت وربما دلت القرية على الدنيا والمدينة على الآخرة لأنه نعيمها أجل وأهلها أنعم ومساكنها اكبر وربما دلت المدينة على الدنيا والقرية على الجبانة وذلك أنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها وربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا والمجهول على الآخرة وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة والقرية السوداء المكروهة على النار لنعيم أهل المدن وشقاء أهل القرى فمن انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك فانظر في حاله فإن كان كافراً اسلم وغن كان مذنباً تاب وإن كان صالحاً فقيراً حقيراً فإنه يستغني ويعز وإن كان مع صلاحه خائفاً امن وإن كان صاحب سرية تزوج وإن كان مع صلاحه عليلاً مات وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره فنما هناك داران إحداهما احسن من الأخرى فمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ودخل الجنة إن شاء الله وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين فعلى عكس الأول وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤها وجواهرهما فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه لقوله تعالى ! ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ! [ يوسف : 99 ] فإن كان خروجه من سر من رأى أن خرسان انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة خارج من هدي وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها ويحفظها وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها وكل درب دال على من يجاوره ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله وقال بعضهم المدينة رجل عالم إذا رأيتها من بعيد وقيل المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى ! ( فخرج منها خائفا يترقب ) ! [ القصص : 21 ] ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعون إلى حق قال الله تعالى ! ( ادخلوا في السلم كافة ) ! [ البقرة : 208 ] وهو المدينة فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديماً وانهدمت دورها فجاء قوم فحفروا أساس دروها وبنوها احكم مما كانت قديماً فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو غمام يحدث هناك ورعاً ونسكاً ومن رأى أنه دخل بلداً فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد فإن رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء ومن رأى مدينة أو بلداً خاليين من السلطان فإن سعر الطعام يغلو هناك فإن رأى مدينة أو بلد مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها وقال بعضهم إذا كانت المدن هادئة ساكنة فإنها في الخصب دليل على الجدب وفي الجدب دليل الخصب والأفضل أن يرى الإنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب فإنها تدل على رفعة وخصب وإن رأى الجدبة القليلة الأهل دلت على قلة الخير وبلدة الإنسان تدل على الآباء مثال ذلك أن رجلاً رأى كأن مدينة وقعت من الزلازل فحكم على والده بالقتل وحكي أن وكيعاً كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خراسان فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شرف مدينته ونسفها فسأل المعبر فقال أشراف يسقطون من جاهم على يدك ويوسمون فكان كذلك
____________________
(1/510)
القرية المعروفة تدل على أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها لأن المكان يدل على أهله كما قال تعالى ! ( واسأل القرية ) ! [ يوسف : 82 ] يعني أهلها وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى وقد تدل على بيت النمل ويدل بيت النمل على القرية لأن العرب تسميها قرية فمن هدم قرية أو أفسدها أو رآها خربت وذهب من فيها أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار فإن كانت معروفة جار عليها سلطان وقد يدل ذلك على الجراد والبرد والحوائج والوباء والأردم كوة النمل في سقف البيت كذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل عدا على أهل القرية بالظلم والعدوان وعلى كنيسة أو دار مشهور بالفسوق ومن رأى أنه دخل قرية حصينة فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى ! ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة ) ! [ الحشر : 14 ] وقيل من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية فإنه يختار أمراً وضيعاً على أمر رفيع أو قد عمل عملاً محموداً يظن أنه غير محمود أو قد عمل خيراً يظن أنه شر فيرجع عنه وليس بجازم فإن رأى أنه دخل قرية فإنه يلي سلطاناً فإن خرج من قرية فإنه ينجو من شدة ويستريح لقوله تعالى ! ( أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) ! [ النساء : 75 ] فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع المعروفة تعطلت فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها وإن رآها عامرة فهو صلاح دين أربابها . الصخور الميتة المقطوعة الملقاة على الأرض ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة وقد شبه الله تعالى قلوب الكفار والحكماء تشبه الجاهل بالحجر وربما أخذت الشدة من طبعها والحجر والمنع من اسمها فمن رأى كأنه ملك حجراً أو اشترى له أو قام عليه ظفر برجل على نعته أو تزوج امرأة على شبهة على قدر ما عنده من الحال في اليقظة ومن تحول فصار حجراً قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه وإن كان مريضاً ذهبت حياته وتعجلت وفاته وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أوفي الجوامع فإنه رجل قاسي والِ أو عشار يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان إلا أن يكونوا يتوقعون قتالاً فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلك المكان فكيف أن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت فإن ذلك دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الواقعة وتلك البلية فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها الخلق من السماء فعذاب ينزل من السماء بالمكان لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها فما وباء أو جراد أو برد أو ربح أو مغرم أو غارة ونهبة ومثال ذلك على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة . الحصا يدل على الرجال والنساء وعلى الصغار من النساء وعلى دارهم البيض المعدودة لأنها من الأرض وعلى الحفظ والإحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر وعلى الحج ورمي الجمار وعلى القساوة والشدة وعلى السباب والقذف فمن رأى طائراً نزل من السماء إلى الأرض فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس فإن كان صاحب الرؤيا مريضاً وكان من أهل الخير أو ممن يصلي أيضاً فيه ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي فيه فصاحب الرؤيا ميت وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غيره هالك فأما من التقط عدداً من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتقع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصا وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر فهي فوائد من الدنيا ودراهم تتألف له من سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته وإن كان التقاطه من طف البحر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه أو هبة وصلة من زوجته غنية إن كانت له أو ولد أو نحوه وأما من رمة بها في بحر ذهب ماله فيه إن رمة بها في بئر أخرج مالاً في نكاح أو شراء خادم وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن من مخازن البحر اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه والعامة تقول رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما وإن رمى بها حيواناً كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها فإن كان ذلك في
____________________
(1/511)
أيام الحج بشرته بالحج ورمى الجمار في مستقبل أمره لأن اصل رمي الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم صلى الله عليه وسلم أن يقذف الشيطان بها حين عرض له فصارت سنة لولده وإن لم يكن في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق أو سبه أو شتمه أو شهادات يشهد بها عليه وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس الرجل سباباً مغتاباً متكلماً في الصلحاء والمحصنات من النساء الدور وأما الدور فهي دالة على أربابها فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها والحيطان رجال السقوف نساء لأن الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للأسواء عنها فهي كالقوام فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنه يعرف بها وتعرف به فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله وربما دلت عل ماله الذي به قوامه وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه فإذا كانت جسمه كان بابها وجهه وإذا كانت زوجته كان بابها فرجه وإذا كانت دنياه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق فالذي فيه الغلق هو الذكر والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأن القفل الداخل في العروة ذكر ومجموع الشكل إذا انغلق كالزوجين وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار وأما أسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان فذاك على الزوجة والخادم وأما قوائمه فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والاخوة والأعوران وأما قوائمه وحلقة الباب فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه فمن رأى شيئاً من ذلك نقصاً أو حدوثاً أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة وأما الدار المجهولة سوى المعروفة فهي دار الآخرة لأن الله تعالى سماها داراً فقال ! ( تلك الدار الآخرة ) ! [ القصص : 83 ] وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة كدار عقبة أو دار السلام فمن رأى نفسه فيها وكان مريضاً أفضى إليها سالماً معافى من فتن الدنيا وشرها وإن كان غير مريض فهي بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة فإن رأى معه في المنام كتباً يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها وإن كان فيها مصلياً فبصلاته نالها وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه نم سائر طاعاته إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام وأما من بنى داراً غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فإن كان مريضاً أو عنده مريض فذلك قبره وإن لم يكن شيء من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف فإن بناها باللبن والطين كانت حلالاً وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراماً من أجل النار التي توقد على عمله وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضاً فإن كانت باللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله وإن كانت بالآخر فهي أعماله مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود لي هدمها في المنام فإنه يتوب منها وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار الآخرة فمن رأى أنه دخلها فإنه يموت إن لم يخرج منها فإن دخلها وخرج منها فإنه يشرف عل الموت ثم ينجو ومن رأى أنه دخل داراً جديدة كاملة الموافق وكانت بين الدور في موضع معروف فإن كان فقيراً استغنى وإن كان غنياً ازداد غنى وإن كان مهموماً فرح عنه وإن كان عاصباً تاب على قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحباً فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها وإن كانت مطينة كان ذلك حلالاً وإن كانت مجصصة كان ذلك حراماً وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه وأما إحكاماً فإحكام تدبيره ومرمتها سروره والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته ومن خرج من داره غضبان فإنه يحبس لقوله تعالى ! ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا ) ! [ الأنبياء : 87 ] فإن رأى أنه دخل دار جاره فإنه يدخل في سره وإن كان فاسقاً فإنه يخونه في امرأته ومعيشته وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها ومن رأى داراً من بعيد نال دنيا بعيدة فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنه دنيا يصيبها حلالاً ومن رأى خروجه من الأبنية مقهوراً أو متحولاً فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه .
____________________
(1/512)
وحكى أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً فقال رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت علي فقال تجد ميراثاً فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلاً فكان كذلك وبيوت الدار نساء صاحبها والطرز والزقاق رجال والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره وصحنها وسط دولة دنياه وسطحها اسمه ورفعته والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين وهدام دار الملك المتعزز نقص في سلطانه وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه وقالت النصارى من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة وقيل إن كنس الدار ذهاب الغم والله أعلم بالصواب وقيل إن هدم الدار موت صاحبها البيوت بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها ومنه يقال دخل فلان بيته إذا تزوج فيكنى عنها به لكونه فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكون المخدع والخزانة بكراً كابنته أو ربيته لأنها محجوبة والرجل لا يسكنها وربما دل بيته على جسمها أيضاً وبيت الخدمة خادمة ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خالياً من ولده وسائر أهله ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زيادة أو هدم أو إصلاح عاد إلى المنسوبة إليه مثل أن يقول رأيت كأني بنيت في داري بيتاً جديداً فإن كان مريضاً أفاق وصح جسمه وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه إلا أن يكون عادته دفن من مات له في داره فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سيما إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل أو كان مع ذلك طلاء البياض أو كان في الدار عند ذلك زهر و رياحين أو ما تدل عليه المصائب وأن لم يكن هناك مري تزوج إن كان عزباً أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره ومن رأى أنه في بيت مجص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره ومن رأى أنه حبس في بيت موثقاً مقفلاً عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيراً وعافية ومن رأى أنه احتمل بيتاً أو سارية احتمل مؤنة امرأة فإن احتمله بيت أو سارية احتملت امرأة مؤنته وباب البيت امرأة وكذلك أسكفته ومن رأى أنه يغلق باباً تزوج امرأة والأبواب المفتحة أبواب الرزق وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي ومن رأى أنه دخل بيتاً وأغلق الأبواب على نفسه فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى ! ( وغلقت الأبواب ) ! [ يوسف : 23 ] فإن رأى أنه موثق فيه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيراً وعافية فإن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته ومن رأى أنه يخرج من بيت ضيق خرج من هم والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر امرأة تتزوج هناك ومن رأى في داره بيتاً واسعاً مطيناً لم يكن فيه فإنها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار فإن كان مجصصا أو مبنياً بآجر فإنه امرأة سليطة منافقة فإن كان تحت البيت سرب فهو رجل مكار فإن كان من طين فإنه مكر في الدين والبيت المظلم امرأة سيئة الخلق وإن رأته المرأة فرجل كذلك فإن رأى أنه دخل بيتاً مرشوشاً أصابه هم من امرأة بقدر الوحل ثم يزول ويصلح فإن رأى أن بيته أوسع مما كان فإن الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيراً من قبل امرأة ومن رأى أنه يفتش بيتاً أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة الحائط رجل ربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه وإن سقط عنه زال عن حاله وإن رأى أنه دفع حائطا فطرحه أسقط رجلاً من مرتبته وأهلكه والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله بسببه ومن رأى حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة فإنه رجل عالم أو غمام قد ذهبت دولته فإن رأى أن أقواماً يرمونها فإن له أصحاباً يرمون أموره ومن رأى أنه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوباً كثيرة وتعجل عقوبته والشق في لحائط أو الشجرة أو في الغصن مصير الواحد نم أهل بيته اثنين بمنزلة القرطين والحملتين ومن رأى حيطاناً دارسة فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته فإن جددها فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة فإن رأى أنه متعلق بحائط فإنه يتعلق برجل رفيع ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه فنه يموت ويكتب على قبره
____________________
(1/513)
السقف رجل رفيع فإن كان من خشب فإنه رجل غرور فإن كان سقفاً يكاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه فإنه ينال بعد الخوف مالاً فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به فإن رأى أن عارضته انشقت طولاً بنصفين فلم يسقط فهو جميع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس وكسره موت رجل بهذه الصفة القصر للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين وإذا رآه من بعيد فهو مالك والقصر رجل صاحب ديانة وورع فمن رأى أنه دخل قصراً فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى ( تبارك الذي إن شاء جعل خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً ) [ الفرقان : 10 ] ومن رأى كأنه قائم على قصر وكان القصر له فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة وإن كان القصر لغيره فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيراً الإيوان الأزج الأزج من اللبن امرأة قروية صاحبة دين وبالجص دنيا مجددة وبالآجر مال يصير إليه حرام وقيل هو امرأة منافقة ومن رأى أنه يقعد أزاجاً بآجر صهريج فإنه يؤدب ولده والجص والآجر من عمل أهل النار والفراعنة القبة قوة من رأى أنه بنى قبة على السحاب فإنه يصيب سلطاناً وقوة بحلمه ومن رأى أن له بنياناً بين السماء والأرض من القباب الخضر فإن ذلك حسن حاله وموته على الشهادة ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته وقيل من رأى كأنه يبني ناء فإنه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور ومن رأى أنه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحج بمال واللبن إذا كان مجموعاً ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانير ومن رأى أنه يجدد بنياناً عتيقاً لعالم فإنه تجديد سيرة ذلك العالم وإن كان البناء لفرعون أو ظالم فإنه تجديد سيرته
وقال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى كأنه يبني بنياناً فإنه يعمل عملاً ومن رأى أنه ابتداء في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده فإنه طلب علم أو ولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم وقيل من رأى أنه يبني بنياناً في بلدة أو قرية فإنه يتزوج هناك امرأة فإن بناه من خزف فتزيين ورياء وإن بناه من طين فإنه حلال وكسل وإن كان منقوشاً فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب وإن بناه من جص وآجر عليه صورة فإنه يخوض في الأباطيل الغرفة تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى ! ( وهم في الغرفات آمنون ) ! [ سبأ : 37 ] وتدل على الجنة لقوله تعالى ! ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) ! [ الفرقان : 75 ] وتدل أيضاً على المحراب لأن العرب تسميها بذلك فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى أو يتسرى وإن كانت زوجته عطرة جميلة مبتسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة وإن صعد إلى غرفة مجهولة فإن كان خائفاً أمن وإن كان مريضاً صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسروراً وعلواً وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محارب وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره فإنه يقدم له غائب فإن كان معه غبار كان معه مال المنظرة رجل منظور إليه فمن رآها من بعيد فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور فإن رآها تاجر فإنه يصيب ربحاً ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور . وأما الأسطوانة من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها ففي ذلك ينسب إليه والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ملك يصيبه ليس فيه كوة فإنها لأهل الولاية ولاية وللتاجر تجارة
____________________
(1/514)
الدرج تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول العرب ارتفعت درجة فلان وفلان رفيع الدرجة وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى ! ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ! [ ( 7 ) الأعراف : 182 ] وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة ومرحلة وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجاً مجهولاً نظرت في أمره فإن وصل إلى آخره وكان مرضاً مات فإن دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت وإن كان سليماً ورام سفراً خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال وإن كان لغير ذلك استدلت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلاً أو يجد دنانير على العدد فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأن الثلاثين نقص والأربعون تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعشر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له لقوله تعالى في الثلاثة ! ( ذلك وعد غير مكذوب ) ! [ ( 11 ) هود : 65 ] وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجة وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطاناً ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة وأما نزول الدرج فإن كان مسافراً قدم من سفر وإن كان مذكوراً رئيساً نزل عن رياسته وعزل عن عمله وإن كان راكباً مشى راجلاً وإن كانت له امرأة عليلة هلكت وإن كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها أفاق من علته وإن كان نزوله إلى مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدم أو كان سقوطه تكويراً أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به فإن الدرج أيام عمره وجميع ما أنزل إليه منها موته حين ثم أجله وانقضت أيامه وإن كان سليماً في اليقظة من السقم وكان طاغياً أو كافراً نظرت فيما نزل إليه فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنه يسلم ويتوب عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخفية والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه ويتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده فإن كان من لبن كان صالحاً وإن كان من أجر كان مكروهاً وقال بعضهم الدرجة أعمال الخير أولها الصلاة والثانية الصوم والثالثة الزكاة والرابعة الصدقة والخامسة الحج والسادسة الجهاد والسابعة القرآن وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم ( اقرأ وارق ) فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن الدين والإسلام ولا خير فيها إذا كانت من آجر وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيها فإنه كمال دينه وارتفاع درجة عند الله لقوله تعالى ! ( نرفع درجات من نشاء ) ! [ ( 6 ) الأنعام : 83 ] والمراقي من طين للوالي رفعة وعز مع دين وللتجار تجارة مع دين وإن كانت من حجارة فإنها رفعة مع قساوة قلب وإن كانت من خشب فإنها مع نفاق ورياء وإن كانت من ذهب فإنه دولة وخصباً وخيراً وإن كانت من فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة وإن كانت من صفر فإنه ينال متاع الدنيا ومن صعد مرقاة استفاد فهماً وفطنة يرتفع به وقيل الدرجة رجل زاهد عابد ومن قرب منه نال رفعة ونسكاً لقوله تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم واللذين أوتوا العلم درجات ) [ 58 المجادلة : 11 ] وكل درجة للوالي ولاية سنة والسلم الخشب رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بنية لقوله تعالى ( أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية ) [ ( 6 ) الأنعام : 35 ] وقيل إن الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق وقيل هو دليل سفر فإن صعد فيه ليستمع كلاماً من إنسان فإنه يصب سلطاناً لقوله تعالى ( أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) [ ( 52 ) الطور : 38 ] وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني فوق سلم فقال أنت رجل تستمع على الناس والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة الطاق الواسعة دليل على حسن خلق المرأة والضيقة دليل على سوء خلقها والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق فإنه يطلق امرأته جهاراً وإن كان موضوعه من الطاق واسعاً تطلق من زوجها سراً والصفة رئيس يعتمده أهل البيت
____________________
(1/515)
( الأبواب ) الأبواب المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو من قيم الدار فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا فهو مكروه لأنه يدخل على أهل العورات وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته وأبة اب البيوت معناها يقع على النساء فإن كانت جددا فهن أبكار وإن كانت خالية من الإغلاق فهن ثيبات وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقا أو مكسرا فذلك مصيبة في قيم الدار فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم فإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه ومن رأى أنه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى ( ادخلوا عليهم البا فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ) [ المائدة : 23 ] فإذا رأى ابواباً فتحت من مواضع الأبواب أو مجهولة فإن أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها فإن جذورها فهو تعطيل تلك الدار وخرابها فإن كانت الأبواب إلى الطريق فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان ما يناله لأهل بيته فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليهم بغير إذن في مصيبة وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لهل داره فإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن هم إلى فرج وإن رأى أن لداره بابين فإن امرأته فاسده فمن رأى لبابه حلقتين فإن عليه دينا لنفسين فإن رأى أنه قلع حلقه بابه فإنه يدخل في بدعة وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار . ( العتبة ) امرأة روى أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه إسماعيل قولي له غير عتبة الدار بابك فقالت له ذلك فطلقها وقيل إن العتبة الدولة والأسكفة والعضادة وئيس الدار وقيمتها فقلعها ذل لقيم الدار بعد العز وتغيباً عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة . وحكى أن أمرأة اتت ابن سرين فقالت رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت فقال لها ألك زوج وولد غائبان قالت نعم فقال أما سقوط الأسكفة العليا فقدوم زوجك سريعا وأما وقوع المصراع خارجاً فإن يتزوج امراة غريبة فلم تلبث إلا قليلاً حتى قدم زوجها وابنها مع ابنة غريبة ( الغلق ) من خشب هو البلط إذا فتح فيم مكر ومن رأى أنه يغلق باب داره بالبلط فإنه محكم في حفظ دنياه فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه فإن رأى انه يريد إغلاق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه وإن رأى غاز أنه يفتح باباً يغلق فإنه نقب حصناً أو يفتحه رجل فإنه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل ودخول الدرب في سوم تاجر او ولاية والٍ أو صناعة ذي حرفة فمن رأى درباً مفتوحاً فإنه يدخل في عمل كما ذكرت ( مرافق الدار ) المطبخ طباخة والمبرز امرأة فإن واسعاً نظيفاً غير طاهر الرائحة فإن امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بنائها وإن كان ضقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه فإنها تكون ناشزة وإن كانت رائحته منتنه فإنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها وإن نظر فيها فرأى فيها دماً فإنه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلأت فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقه الكبيرة مخافة التبذير فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فإن بيته امرأة مطلقة فإن كانت ممتلئة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى ومن رأى انه جعل في مستراح فإنه يمكر به فإن أغلق عليه بابه فإنه يموت وقد تقدم في ذكر الكثيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية والمعلف عز لأنه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب وقيل إنه امرأة الرجل ومن رأى كأن في بيته معلفاً يعتلف عليه دابتان فإنه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين أما امرأته أو غيرها من أهل الدار وأما الجحر في الأرض أو الحائط فإنه الفم فمن رأى جحراً خرج منه حيوان فإنه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله . وحكي أن رجلاً أتى ابن سرين فقال رأيت حجراً ضيقاً خرج منه ثور عظيم فقال الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطبع العود إليه وحكي أن رجلاً أتى ابن سرين فقال رايت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقاً بين داري وداره فقال ألك أم قال نعم قال هل كانت أمة قال لا أدري فأتى ارجل أمه فاستخبرها فقالت صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك
____________________
(1/516)
السراب كل حفيرة مكر فمن رأى أنه يحفر سراباً أو يحفر له غيره فإنه يمكر مكراً به غيره فإن رأى أنه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره فإن رأى أنه دخله حتى استترت السماء عنه فإنه تدخل بينه اللصوص ويسرقون أمتعة بيته فإن كان مسافرا فإنه يقطع عليه الطريق فإن رأى أنه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فإنه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلاً وتقر عينه لأنه يأخذ بتأويل الماء وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى فإن رأى أنه استخرج مما احتفره أو أحفر ماء جارياً أو راكداً فإن ذلك معيشة في مكر لمن احتفر . الحفائر دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثال ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لصطاد فيها إذا سقطت إليها والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة المربية لأن قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئاً بعد شيء حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فيه لأنها حفرة فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت فإن كانت أمه عليلة هلكت وإن كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأن قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها وإن لم يكن شيء من ذلك فانظر فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه وإن رأى طعامه بعينه زبلاً أو تراباً رخص سعره وذهب فيه ماله وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه وإن كانت مملؤة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيراً أو أمته فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها لا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام وإن رأى ناراً وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيه غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين فإن رأى في طعامها تمراً أو سكراً فإن السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على قدر ما فيه من الحلاوة في القلة والكثرة فإن كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهول فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر . الآبار أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنه وربما دلت على زوجته لأن يدلي فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة وإذا كان تأويلها رجلا فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله وكلما نثر خيرة ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره كلامه وكلما وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على وجوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله وإذا كانت البئر امرأة فماؤها أيضاً وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها وإن فاضت على وجه الأرض ولدته أو أسقطته وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأن البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له ودلوه وحبله تشبثه بها وربما دلت على البحر وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها أرادها وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة فإن كان مريضاً مات وإن كا في سفينة عطب وصار في الماء وإن كان مسافراً في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه وإن كان مخاصماً سجن وإلا دخل حماماً مكرهاً أو دخل دار زانية وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تعالى ( فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا الغلام ) [ يوسف : 19 ] وإن كانت له بضاعة في البحر أو في البر قدمت عليه أو وصلت إليه وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص وإن كان له مسجون نجا من السجن وإن كان له مسافر قدم من سفره فإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً والعرب تقول دلونا إليك بكذا أي توسلنا إليك وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وسببه فما أفاد من أفاد مثله وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه قال الشاعر
____________________
(1/517)
( وما طلب المعيشة بالتمني ** ولكن ألق دلوك في الدلاء ) ( تجيء بمثلها طورا طورا ** تجيء بحمأة وقليل ماء ) وقال بعضهم إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة وإذا رأت امرأة فهو رجل حسن الخلق ( ومن رأى ) أنه احتفر بئرا وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها فإن شرب من مائها فإن يصيب مالا من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده فإن رأى بئرا عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل والدلو فإن هناك امرأة أو بعل امرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلي به إلى الماء لقوله عز وجل ! ( واعتصموا بحبل الله جميعا ) ! [ ( 3 ) آل عمران : 103 ] فإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فإنه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره فإن رأى أنه يحفر بئرا يسقي منها بستانه فإنه يتناول دواء يجامع به أهله فإن رأى أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإنه يصيب مالا يكون وبالا عليه فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار ( ومن رأى ) أنه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنه يتصرف مع رجل سلطاني جائر ويبتلي بكيده وظلمه وإن كان الماء صافيا فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافا فإن رأى أنه يهودي أو يرسل في بئر فإنه يسافر والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزوق طيب النفس طويل العمر بقدر الماء وإن لم يكن فيها ماء فقد نفد عمره وانهدام البئر موت المرأءة فإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر فإنه يمكر بماله كله أو يغضب فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنه سفر وإذا بلغ طريقه نال الرياسة وولاية أو ربحا عن تجارة وبشارة فإن سمع الأذان في نصف البئر عزل إن كان واليا وخسر إن كان تاجرا وقال بعضهم من راى بئرا في داره وأرضه فإنه ينال سعة في معيشته ويسر بعد عسر ومنفعة وقيل من أصاب بئرا مطمورة أصاب مالا مجموعا ( الحمام ) يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقة كنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجباة لناره وظلمته وجلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه وربما دل على البحر والأسقام وعلى جهنم فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فإن رأى فيه ميتا فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حرا تجلت عنه فإن اغتسل وخرج منه خرج سليما وإن كانت علته بردا تزايدت به وخيف عليه فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضا من الثياب خلاف عادته وركب مركوبا لا يليق به فإنه ذلك غسله وكنفه ونعشه وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج وإن رأى أنه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من الرضى دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فإما نكسة أو إفاقة وإن كان غير مريض وإن كانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له عليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل عزبا تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة والضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته فإن كان فيه متجرداً من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً وتنقل مراتبه ومقاماته وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان وإن رأى أنه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنها امرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس وقال بعضهم الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء الحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر او قريب فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء أصابه أيلتساأصابه وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه فإن اتخذ في الحمام مجلساً فإنه يفجر ويشهر بأمره لأن
____________________
(1/518)
الحمام موضع كشف العورة فإن بنى حماماً فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك فإن كان الحمام حاراً ليناً فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون عليه فإن كان برداً فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم وقيل إن رأى أنه في البيت الحار فإن رجلاً يخونه في امرأته وهو يجتهد أن يمنعه فلا يتهيأ له فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغضبه على امرأته وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا فإن كان بارداً فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده وسروراً وإن كان حاراً شديد الحرارة فإنه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة وقيل من راى أنه دخل حماماً فهو دليل الحمى النافض فإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء ساخناً أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء وإن شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة وإن شربه يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى ! ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ) ! [ الكهف : 29 ] فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإن ذلك أقوى في التأويل فإن رأى في محله حماماً مجهولاً فإن هناك امرأة ينتابها الناس وقال بعضهم من رأى كأنه يبني حماماً قضيت حاجته وحكى أن رجلاً رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال شدة تصيبك فعرض له أنه زلق في الحمام فانكسرت رجله والأتون أمر جليل على كل حال وسرور فمن رأى أنه يبني أتوناً فإنه ينال ولاية وسلطاناً وإن لم يكن متحملاً فإنه يشغل الناس بشيء عظيم . الفرن المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من الطعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يربي فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة وأما العجين والحنطة التي تجبى إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقا والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء وكذلك ألواح الخبز وربما دل على السوق لأن أرزاق الخلق أيضا تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنقص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة أو شعير إلى الفرن المجهول فإن كان مريضا مات ومضى ماله إلى القاضي وإن لم يكن مريضا وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقيه من مغرم ونحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث سلعة إلى السوق فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيرا أتاه في سلعته قريب من رأس ماله وإن كانت حنطة ربح فيها ثلثا للدينار أو ربعا أو نصفا على قدر زكاتها إن كان قد كالها أو وقع في ضميره شيء منها ( الرحى ) الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة وربما دلت على السفر لدورانها وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها والعرب والشعراء وكثيرا ما يعبرون بها عنهما فمن اشترى رحى تزوج إن كان عزبا أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادما للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر وإن كان فقيرا استفاد ما يكتفي به لأن الرحى لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها وأما من نصب رحى ليطحن فيها للناس على ماء أو بحر أو غيره فإنه يفتح دكانا او حانوتا إن لم يكن له حانوت ويدر فيه رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانه وكان له حس في الناس وأما من تولى الطحين بيده فإنه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأن الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة وإن كان بلا قطب كان الجماع حرام وقد تكون امرأتين يتساحقان فإن لم يكن عنده شيء من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق وأما الرحى الكبيرة إذا رئيت في وسط المدينة أو في الجوامع فإن كانت بلد حرب كان حربا سيما إن كانت تطحن نارا أو صخرا وإلا كانت طاحونا سيما إن كان الطاحون شعيرا معفونا أو ماء وطينا ولحا هزيلا وقال بعضهم الرحى على الماء رجل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور ومن التجأ إليه حسن جده
____________________
(1/519)
فمن رأى رحى تدور عليه خير بمقدار الدقيق ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحى من جهة هذا المذكور وربما كانت الرحى إذا دارت سفرا فإن دارت بلا حنطة فإنه شغب والرحى إذا دارت معوجة يغلوا الطعام ورحى اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما إصلاحهما ( وحكي ) أن رجلا رأى كأن رحى تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال قد تقارب أجلك ورحى الريح خصومة لا بقاء لها وانكسار الرحى مختلف في تأويله فمنهم من قال تدل على فرج صاحبها من الهموم ومنهم من قال تدل على موت صاحبها ( ومن رأى ) له رحى تطحن أصاب خيرا من كد غيره والرحى تدل على الحرب لقوله العرب فيها رحى الحرب ( السوق ) تدل على المسجد كما يدل على السوق لأن كليهما يتجر فيه ويربح وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة في قوله ! ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم ) ! [ ( 61 ) الصف : 10 ] فأهل السوق يجاهدون بعضهم بعضا بأنفسهعم وأموالهم وربما دلت على مكان فيه ثواب وأجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة فسوق اللحم أشبه شيء بمكان الحرب لما يسفك فيه الدماء وما فيه من الحديد وسوق الجوهر والبن وأشبه شيء بحلق الذكر ودور العلم وسوق الصرف أشبه شيء بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان فمن رأى نفسه بالسوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبرا وإن كان في حج فاته أو فسد عليه وإن كان طالبا للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعدا وطلبه لغير الله وإن لم يكن في شيء من ذلك فاتته صلاة الجماعة في المسجد وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهدا غل وإن كان حاجا محرما اصطاد أو جامع أو تمتع وإن كان عاما ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا راءى بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه وسجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأن ذلك أسوء السرقة كما في الخبر وأما السوق المعروفة فمن رآها علمرة بالناس أو رأى حريقا وقع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشوا في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق وإن رأى أهل السوق أو الحوانيت مغلقة أو كأن العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بأهلها عطلة وإن رأى سوقا انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوق البزتري القصابين فيه فأنه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه وإن رأى فيه أصحاب الفخار والقلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم وإن رأى فيه أصحاب هراءس ومقالي نزلت فيه محنة إما من حريق أو نهب أو هدم أو نحوه وقال بعضهم السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا وقيل السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع إليها من العامة فأما من تعيش من السوق فإنها دليل خير إذا رأى فيها خلقا كبيرا أو شغلا فأما إذا كانت السوق هادئة دلت على بطالة السوقيين ( الحانوت ) يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من قول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضا مات لأن معيشته منه وإن كانت أمه مريضة هلكت لأنها كانت تربية بلبنها وتقوية بعيشها وإن كانت زوجته حاملا أو سقيمة ماتت لأنها دنياه ولذته ومتعته ومن في بطنهاماءه وولده الذي هو في التأويل ماله فإن لم يكن شيء من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه ( ومن رأى ) أنه يكسر باب حانوت ف ' نه يتحول منه وإن رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجارتهم فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبواب التجارة ( الخان ) فندق الرجل يدل على ما يدل عليه داره من جسمه واسمه ومجده وذكره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه وأما المجهول منها وفدال على السفر لأنه منزلهم وربما دل على دار الدنيا لأنها دار مقر يرحل منها قوم وينزل آخرون وربما دل على الجبانة لأنها منزل من سافر عن بيته وخرج من وطنه إلى غير بلاده وهو
____________________
(1/520)
في حين غربته إلى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته فمن راى كأنه دخل في فندق مجهول مات إن كان مريضا أو سافر إن كان صحيحا أو انتقل من مكان إلى مكان فأما من خرج من فندق إلى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها من وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضا خرج محمولا وإن كان في سفر تحرك منه وسافر عنه وكذلك إن رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركبانا او خرجوا منه كذلك فإنه يكون وباء في اناس أو الرفاق كما تقدم أو يخرج يفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولمالهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم ( السجن ) يدل على ما يدل الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض وربما دل على العقلة عن السفر وربما دل على القبر وربما دل على جهنم لأنها سجن العصاة والكفرة لأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضا والسجن مجهولا فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة وإن كان السجن معروفا طال مرضه ورجت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هي سجن لمثله لما في الخبر ( أنها سجن المؤمن وجنة الكافر ) وإم كان مريضا مجرما فالسجن المجهول قبره والمعروف دال على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه وإن رأى ميتا في السجن فإن كان كافرا فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلما فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقية عليه وأما الحي السليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضا إلى ما هو فيه فإن كان مسافرا في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان وإن لم يكن مسافرا دخل مكانا يعصي الله فيه كالكنيسة ودار الكفر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره وما في يقظته مما ينكشف عند المساءلة او يعرف عنه بالشهرة او بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه وقال بعضهم من رأى أنه اختار سجنا لنفسه فإن امراته تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه لقوله تعالى ! ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) ! وحكي أن سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه إحدى وثلاثون تاجا فسأل المعبر عنه فقال تملك إحدى وثلاثين سنة وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم فكان كذلك فإنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران ( المزبلة ) هي الدنيا وبها شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها والزبل الماء لأنه من تراب الارض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال فمن راى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فانظر إلى خاله وما يليق به في أعماله فإن كان مريضا أو خائفا من الهلاك بسبب من الأسباب بشرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة وإن رأى ذلك فقيرا استغنى بعد فقره وكسب أموالا بعد حاجته وإن كان له من يرجو ميراثه ورثه لأن الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه والمزبلة مثل مال مجموع من هنا ومن هناك بلا ورع ولا تحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات وإن كان أعزب تزوج وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية والمشتري من كل مكان والمستعار من كل دار فإن لم يكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته ولا يعدم أن يكون صرافا أو خمارا أو ساقطا أو من يعامل الخدم والمهنة كالفران وإن كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجيء إليه والفوائد تهدي إليه والمغارم والمواريث لأن الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت وربما كانت لمزبلة للملك بيت ماله وللقاضي دار أمينة وصاحب ودائعه وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان واليا عزل وإن كان مريضا مات وإن كان فقيرا تزهد وافتقر ( الطرق الجادة ) الطريق هو الصراط المستقيم والصراط هو الدين والاستقامة فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتمسك بالعروة الوثقى من الحق فإن ضل الطريق فهو متحيز في أمر نفسه ودينه وإن رأى أنه يمشيء مستويا على الطريق فإنه على الحق فإن كان صاحب دنيا فإنه يهدي إلى تجارة مريحة وأما الطريق المضلة فضلالة سالكها فإن استرشد وأصاب عاد إلى الحق والطريق الخفي غرور وبدعة وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه رأيت كأني أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه إلى جنبه أبو بكر
____________________
(1/521)
رضوان الله عليه قلت إنا لله وإنا إليه راجعون وأما السراب فمن رأى سرابا فإنه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى ! ( كسراب بقيعة ) ! [ ( 24 ) النور : 39 ] ( بئر كنيف ) تدل على المطمورة وعلى المخزون وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفر أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل ما فيها من الجرار وإن صب في القناة أو وجدها لا شيء فيها ذهب ماله ودنا فقره وإن كان فقيرا ذهب همه ونقص حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين فإن كان مديونا قضى دينه لأنه حش وأما من بال فيها لبنا أو عسلا أتى دبرا حراما إن كانت مجهولة وإن كانت في داره صنع ذلك مع أهله ( الجبانة ) تدل على الآخرة لأن ركابها وإليها يمضي من وصل إليها وهي محبس من وصل إليها وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي من الدنيا والبكاء والمواعظ لأن أهلها في تزاويم عن الناس عبرة لمن زارهم وموعظة لمن رآهم وانكشف إليه أحوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها دار قوم مؤمنين وربما دلت على الموت لأنها داره وربما دلت على دار الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لأن من فيها موتى والموت في التأويل فساد الدين وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطرحين كالموتى ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال وربما دلت على السجن لأن الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضا في اليقظة صار إليها ومات من علته ولا سيما وإن كان بني فيها بيتا أو دارا فإن لم يكن مريضا فانظر فإن كان في حين دخوله متخشعا باكيا بعينه أو تاليا لكتاب الله تعالى مصليا إلى القبلة فإنه يكون مداخلا لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكا وانتفع بما يراه أو يسمعه وإن كان حين دخوله ضاحكا أو مكشوف السوأة أو بائلا على القبور أو ماشيا مع الموتى فإنه يداخل أهل الشر والفسوق وفساد الدين ويخالطهم على ما هم عليه وإن دخلها بالأذان وعظ من لا يعتظ وأمر بالمعروف من لا يأتمر وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين وأما من رأى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فإنه يخرج من السجن أو يسلم أهل مدينة مشركين أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما قد أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرويا وما في اليقظة من الشواهد والأدلة والأمور الظاهرة الغالبة وأما من نبش القبور فإن النباش يطلب مطلوبا خفيا مندرسا قديما لأن العرب تسمية متخفيا إما في خير أو شر فإن نبش قبر عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه وكذلك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسر عظامه فإنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة وإن وجده حياً استخرج من قبره أمراً صالحاً وبلغ مراده من إحياء سنته وشرائعه على قدره ونحوه وإن نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة وإن أفضى به النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب وأما من رأى ميتاً قد عاش فإنه سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطاناً أو عالماً وأما أكل الميت من دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال وأما من ناداه الميت فإن كان مريضاً لحقه وإن كان مفيقاً فقد وعظه وذكره فيما لا بد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهدد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى وإن تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى أما الحمل فوق النعش فمؤيد لما دل عليه الموت في لرؤيا وقد يلي ولاية يقهر فيها الرقاب وأما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت وربما كان بأساً لمن فسد دينه من الصلاح وربما دل على طول إقامة المسافر وعلى النكاح والعروس ودخول البيت في الكلة مع العروس من بعد الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبوعه وربما دل على السجن لمن يتوقعه فإن وسع عليه ونوم عروس كان ما يدل عليه خيراً كله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكاً وكان ابن سيرين
____________________
(1/522)
يقول أحب أن آخذ من الميت وأكره أن أعطيه وقال إذا أخذ منك الميت فهو شيء يموت ومن ماتت ولم ير هناك هيئة الأموات فإنه انهدام داره أو شيء منها وإذا رأى الحي أنه يحفر لنفسه قبراً بنى في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها ومن دفن في قبر وهو حي حبس وضيق عليه وإن رأى ميتاً عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحي وإن رأى الميت نائماً كان ذلك راحته ( أما السور ) فسور المدينة دال على سلطانها وواليها وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن وعلى المال والأمان وعلى الورع والدعاء وعلى كل ما يتحصن به من سائر الأعداء وجميع الأسواء من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم فمن رأى سور المدينة مهدوما مات إليها أو عزل عن عمله وإن رآه ماشيا كما الحيوان فإنه يسافر في سلطان إلى ناحية التي مشى عليها في المنام فإن كان فوقه سافر معه وأما من بنى سورا على نفسه أو داره أو على مدينته فانظر في حاله فإن كان سلطانا حفظ من عدوه ودفع الأسواء عن رعيته وإن كان عالما صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره وإن كان عبدا ناسكا حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به وإن كان فقيرا أفاد ما يستغنى به أو يتزوج زوجة إن كان عزبا تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه وإن رأى سورا مجهولا وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن فإن كان ذلك فيما رآه كأنه فيما يخصه وكأنه كان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أو في ماله أو في درعه إن كان في الجهاد أو في عقوق والد أو والدة أو زوج أو سيد فيصل إليه من ذلك الآثام ( القلعة ) انقلاع من هم إلى فرج والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خير إلى شر فمن رأى كأنه دخل قلعة رزق رزقا ونسكا في دينه ( ومن رأى ) قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع إلى موضع ويرتفع أمره ( ومن رأى ) أنه بنى حصنا أحصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل فإن رأى أنه خرب حصنه أو داره أو قصر فهو فساد دينه ودنياه أو موت امرأته ( ومن رأى ) أنه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنه يرزق صلاحا وذكرا ونسكا في دينه فإن رأى أنه قاعد على شرف حصن فإنه يستعد أخا أو رئيسا أو والدا ينجو به وقيل الحصن رجل حصين لا يقدر على أحد فمن رآه من بعيد فإنه علو ذكره وتحصين فرجه ( ومن رأى ) أنه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يكون حاله في دينه وقيل من رأى أنه تحصن في قلعة نصر ( وأما البرج ) فمن رأى أنه على برج أو فيه فإنه يموت ولا خير فيه لقوله تعالى ! ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ! [ ( 4 ) النساء : 78 ] ( خراب العمران ) من راى الدنيا خربة من المزارع او المساكن وراى نفسه في خراب مع حسن هيئة في لباس ومركب فإنه في ضلالة ( ومن رأى ) حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت أهلها فإن رأى الخراب في محلته فإنه موت يقع هناك ( ومن رأى ) أنه وثب على بيته فهدمه فهو موت امرأته ( ومن رأى ) أن بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهو حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكبة ( ومن راى ) خرابا عاد عمران صحيحا فإن ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة إلى الهدى ( ومن رأى ) سقوط شيء من داره أو قصره أو بيته إلى داخل وكان له غائب قدم عليه وإن كان عنده شيء يخطب إليه خطب من ابنه أو أخت أو غيرهما وإن هدمت الريح دارا فهو موت من في ذلك المكان على يد سلطان جائر ( القناطر ) القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما إن كانت بين المدينة والجبانة لأن الدنيا تعبر ولا تعمر وربما دلت على السفن لأنها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين وربما دلت على السلطان والحاكم والمفتى وكان من يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظهرا جسرا في نوازلهم وربما دلت على الصراط لأنه عقبة في المحشر بينه وبين الجنة فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما إن لقي من بعد عبوره موتى أو دخل دارا مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء كل ذلك إذا كان مريضا في اليقظة وإن لم يكن مريضا نظرت فإن كان مسافرا بشرته بتقضي سفره واستدللت على ما تقدم عليه بالذي أفضى عليه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى أو الشر والفقر فإن نزل إلى خصب أو تين أو
____________________
(1/523)
شعير او تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال وإن نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط وإن تلقته أسد أو حماة أو جدب أو تبن أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير من جميع ما يلقاه في سفره أو حين وصوله إلى أهله فإن كانت له خصومة أو عند أو عند رئيس حاجة نال منها وراى منه فيها ما يدل على جميع ما نزل إليه من خير أو شر وأما من صار جسرا أو قنطرة فإنه ينال سلطانا ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده الأعمدة العمود يدل على كل من يتعمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه للدين والسلطان والفقيه والحاكم والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والمال وبمكان العمود وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الرؤيا فمن رأى عموداً قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان في الجامع الأعظم فإنه رجل من رجال السلطان ينافق عليه أو يعم بالخروج عن طاعته أو عن مذهبه أو رجل من العلماء أو الصلحاء يجور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية نزلت به وإن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه وإن كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبداً فالعمود سيده يتغير عليه ويبدو إليه منه ما يكره ويخافه إذا قد خاف منه في المنام من سقوطه عليه وإن كان امرأة فالعمود زوجها وإن كان رجلاً فالعمود والد وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلك إن كان مريضاً وكذلك إن ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر أو مبتدع كالرهبان والشمامسة ورؤوس البدع المساجد المسجد يدل على الآخرة لأنها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا وتدل على الكعبة لأنها بيت الله وتدل على الأماكن الجامعة للريح والمنفعة والثواب والمعونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنه سوق الآخرة ثم يدل كل مسجد على نحوه في كبره واشتهاره وجوهره فمن بنى مسجداً في المنام فإن كان أهلاً للقضاء ناله وكذلك إن كان موضعاً للفتوى وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه وفي الوراق على مصحف يكتبه وفي الأعزب على نكاح وتزويج ولطلاب المال والدينا على بناء يبنيه تجرى عليه وتدوم عليه فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة وأمثال ذلك لما في المسجد \ من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه في صلاة الجماعة ومجيء الناس إليه من كل ناحية ودخولهم فيه بغير إذن ومن كان في يقظته مؤثراً للدنيا وأموالها أو كان مؤثرا لأخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة إلى الإرباح والفوائد في الدنيا له أو إلى الآخرة والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته وأما من هدم مسجداً فإنه يجري في ضد من بناه وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مكانه أو يحدثه في موضعه من بعد هدمه فإن بنى حانوتاً آثر على الآخرة وإن بنى حماماً فسد دينه بسبب امرأة وإن حفر في مكانه حفيراً أثم من مكر مكره أو من جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطلة أو نكاح معقود أفسده وأبطله وإن رأى تفسه مجرداً من الثياب في مسجد تجرد فيها يليق به من دلائل المسجد فإن كان ذلك في أيام الحج فإنه يحج إن شاء الله سيما إن كان يؤذن فيه وإن كان مذنباً خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة وإن كان يصلى فيه على غير حالة إلى غير القبلة بادي السوأة فإنه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم فيحرم فيه ما أمله أو يخسر في كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه وقد يدل على ذلك على فساد ما يدخل عليه في غفلته من الحرام والربا أن لاقى ذلك به وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن وإن لم يكن في أيام الحج بجوهره في ذلك ودليله لأن الكعبة التي إليها الحج فيه وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيهما من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والإثم وكذلك كل الحرام بما الإنسان فيه مطلوب بالتحفيظ من إتيان المحرمات ومن التعدي على الحيوانات ومن إماطة الأذى وأما جامع المدينة فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره
____________________
(1/524)
سلطانهم أو خطيبهم وقناديله أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه وأما مأذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعى الناس إليه ويرضي بقوله ويقتدي بهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه وأما أبوابه فعمال وأمناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم فما أصاب شيئا من هذه الأشياء او رأى فيه صلاح أو فساد عاد تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة ( الكعبة ) ربما دلت على الصلاة لأنها قبلة المصلين وتدل على المسجد والجامع لأنها بيت الله وتدل على من يقتدي به ويهتدي بهديه ويرجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة وقد تدل على الجنة لأنها بيت الله والجنة داره وبها يوصل إليها وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحموا على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو مرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوجه وإن كان عبدا فإن سيده يعتقه لأن الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة وأما إن كان حولها أو يعمل عملا من مناسكها فهو يخدم سلطانا أو عالما أو عابدا أو والده أو والدتة أو زوجة أو سيدا بنصح وبر وكد وتعب وإن رأى كأنه دخلها تزوج إن كان عزبا وأسلم إن كان كافرا وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلا وإلى طاعة والديه إن كان عاقا وإلا دخل دار سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور الذي يستدل عليه بزيادة منامه وأحواله في يقظتة إلا أن يكون خائفا في اليقظة فإنه يأمن ممن يريده وإن كان مريضا فذلك موته وفوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتا غير متكلم أو ملبيا متجرد من الثياب فإنه يخرج من الدنيا ويستجيب لداعي الله تعالى ويفضي إن شاء الله إلى الجنة وأما إن رآها في بلاد أو محلة فإت كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه عند رؤيتها فانظر إلى حالته فإن كان منتظر الزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنى أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته وإن دخلها وهي عنده أهديت إليه وإن دخلها وهي في محلتها دخل عليها في دارها عاجلا سريعا لقرب الكعبة منه من بعد بعدها ومشقة مسافتها وإن رآها في ذلك من كان غافلا في دينه أو تاركا للصلاة فإنها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجيه إليها في مكانه وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذكرته في نفسها واقتضته في المجيء إليها وإن لم يكن شيء من ذلك وكانت الرؤيا لعالم الناس لاجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام فأما سلطان عادل يلي عليهم ويقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك ( الكنيسة ) داله على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعارف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلى جهنم دار من عصى ربه وعلى السجن فمن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكرا لله تعالى أو باكيا أو مصليا إلى الكعبة فإنه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملا فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن وإن رأى فيها ميتا فهو في النار محبوس مع أهل العصيان وإن دخلها حيا مؤذنا أو تاليا للقرآن فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم وإن كان من يرى معهم أو يصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم فإن كان رجلا خالط قوما على كفر أو بدعة أو زنى أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب وإن كان امرأة حضرت في عرس فيه معارف وطبول فخالتطهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم ( الصومعة ) تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة وكذلك المنازل وبمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه وما كان منها في الهواء أو في الجبانة أو في البرية فداله على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها على أسود اللون أو مملوءا بالخنازير فهي كنائس والبيعة
____________________
(1/525)
مجراها في التأويل وأما الناوس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء ( الباب الأربعون ) ( في الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها ) أما معادن الأرض فتدل على الكنز وعلى المال المحبوس وعلى العلم المكنوز وعلى الكسب المخزون لأنها ودائع الله في أرضه أودعها لعبادة لمصالحهم في دنياهم ودينهم فمن وجد منها معدناً أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حالة فإن كان حراثاً زراعاً بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها وإن كان طالباً للعلوم بشرته بنيلها ومطالعتها والظفر بها فإن أباحها للناس في المنام وأمتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظفر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام فإن كان سلطاناً في بحر عدوه أو معروفاً بالجهاد فتح على عددها مدناً من مدن الشرك وسبي المسلمون منها وغنموا وإن كان كافراً بدعياً ورئيساً في الضلال داعياً كانت تلك فتناً يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد لأن الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابة ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة . الذهب لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار ميراث يقع يده فمن رأى أنه لبس شيئاً من الذهب فإنه يصاهر قوماُ غير أكفاء ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب عليه سلطان وغرمه فإن رأى أنه يذيب الذهب خاصم في أمر مكروه ووقع في ألسنة الناس ومن رأى أنه بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق ومن رأى عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة ومن رأى أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء ) ومن رأى أن عليه خلخالاً من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد ويقال خلاخيل الرجال قيودها وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط والحلي كله للنساء زينة وبما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة والذهب إذا لم يكن مصوغاً فهو غرم وإذا كان مصوغاً فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه وقيل إن حلي النساء يدل على أولادهن فذهبه ذكورهن وفضته إناثهن وقد يدل المذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث وحكي أن امرأة أتت معبراً فقالت رأيت كأن لي طستاً من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال ألك عبد مريض أو أمة قالت نعم قال إنه يموت ورأى إنسان كأن عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره . الفضة مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأن الفضة من جوهر النساء فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزاً فإن رأى أنه يذيب فضة فأنه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس وأما الدنانير فإن الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص والدينار الواحد ولد حسن الوجه والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنه يضيع ديناراً مات ولده أو ضيع صلاة فريضة والدنانير الكثيرة إذا رفعت إليك أمانات وصلوات ومن رأى أنه ينقل إلى منزله أوقار دنانير فهو مال ينقل إليه لقوله تعالى ! ( فالحاملات وقرا ) ! ( 51 ) الذاريات : 2 فإن رأى في يده ديناراً فإنه قد ائتمن إنساناً على شيء فخانه والبهرج دين فيه خلاف خلاف والمطيلة قلة دين وكذب وزور وقيل إن ابن سيرين كان يقول الدنانير كتب تجيء أو صكاك يأخذها وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس وربما كان الدينار الواحد المفرد ولداً وجميع لباس الحلي محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة وربما دل على ما تفتخر به النساء وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا ما لا ينكر لباسه عليهم
____________________
(1/526)
الدراهم الدراهم الجياد وعلم وقضاء حاجة أو صلاة والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة والصحاح ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح وعددها أعداد أعمال البر لأنها مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى فإن رآها إنسان فأنه يتم له أمر الدين والدنيا فإن رأى معه صحاحاً واسعة حساناً فإنه دين فإن كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقاً حسناً وإن كانت امرأة حبلى ولدت غلاماً حسناً والدراهم الكثيرة إذا أصابها إفادة خير كثير في فرح وسرور فإن رأى أن له على إنسان دراهم جياداً صحاحاً فإن له عليه شهادة حق وإن طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة فإن ردها مكسرة مال في الشهادة فإن ضيع درهماً حسناً فإنه ينصح جاهلاً ولا يقبل منه والدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة أو اجتراء على الكبائر والتي لا نقش فيها كلام ليس فيع ورع والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا ينقطع وقيل بل ينقطع فيها المقال وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم فإن سرق درهماً وتصدق به فإنه يروي ما لا يسمعه فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص ماله فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله وقال بعضهم الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة وقيل الدراهم تدل على كلام وتواتر في الأشياء الجليلة وقيل الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سراً وربما كان الدرهم الواحد ولداً والفلوس كلام رديء وصخب والدراهم الجياد كلام حسن والدراهم الرديئة كلام سوء حكي أن رجل أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال انظر قد فقدت من كتبك شيئاً قال فنظرت فإذا قد فقدت حجتين وحكي أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين ديناراً معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منه إلا أربعة فقال ( أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات ) وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أصبت درهماً عربياً فقال له إنك تضرب فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة فقيل لابن سيرين كيف عرفت ذلك فقال إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم وأتاه آخر فقال رأيت كأني أضرب الدراهم فقال أشاعر أنت فقال نعم ورأى رجل كأنه وضع درهماً تحت قدمه فقص رؤياه على مغبر فقال إنك سترتد عن الدين فارتاع صاحب الرؤيا وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءى الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى وجاء رجل آخر فقال كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين بت البارحة وخفك في رجلك قال نعم قال انزعه فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسول الله ومن رأى كأنه أصاب طستاً من ذهب أو إبريقاً أو كوزاً وله عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق وقال بعضهم من رأى كأنه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنه يرتكب الآثام ومن رأى من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى ! ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) ! ( 43 ) الزخرف : 71 الكنز يدل على حمل المرأة لأن الذهب غلمان والفضة جواري وربما يدل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل وقد قيل إن الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة وقال بعضهم من رأى كأنه وجد كنزاً فيه مال فيدل على شدة تصيبه وحكي أن امرأة رأت بنتاً لها ميتة فقال لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيراً فقالت عليك بالجوز فاقسميه في المساكين فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به فقالت المرأة استغفر الله إن عندي كنزاً فاحمله فلم يلتفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوماً خربة فرأى فيها بيتاً مظلماً ففتشه فوجد فيه دفتراً فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئاً وقد كان مكتوباً بالعبرانية ولم يجد أحداً بالبصرة يقرؤه فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال ترجمه بالعبرانية لي لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير .
____________________
(1/527)
التاج وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها تتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غنى وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً وإن رآه رجل على رأسه فإنه ينال سلطاناً أعجمياً فإن دخل عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأن لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال وقد يكون أيضاً زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلا أن يكون له والد غائب فإنه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن على رأسي تاجاً من ذهب فقال له إن أباك في غربة قد ذهب بصرة فورد عليه الكتاب بذلك وقال إن التاج على رأس الرجال رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شيء يعز عليه وأعز ما عليه بصره والإكليل يجري مجرى التاج وقيل هو مال زائد وعلم وولد يرزقه والإكليل للمرأة زوج أعجمي وللرحال ذهاب ما ينسب إليه لأن الذهب مكروه فإن رأى تاجر وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك أن إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلب زال ملكه القرط في الأذن أما القرط للرجال فإنه يعمل عملاً من السماع ولذة الإذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل ما لا ينبغي له فيغني في القرآن فإن لم يكن في شيء من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله أما زوجته أو ابنته فإنها تلد غلاماً إن كان القرط ذهباً وإن كان القرط فضة ولدت أنثى ومن رأى امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار ودلالات مزينات لأن المرأة والجارية تجارة والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأن جمال كل شيء اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالاً في أموره فإن كان مع ذلك شنف فإنه يرزق بنتاً فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنها ترزق ولداً ذكراً والقرط والشنف للرجال والنساء سواء وإن كان القرط من ذهب فرجل مغن وإن كان من فضة فإنه يحفظ نصف القرآن وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن في إحدى أذني قرطاً فقال له كيف غناؤك فقال إني لحسن الصوت الخاتم وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه فمن أعطى خاتماً أو وهب له نال سلطاناً أو ملك ملكاً إن كان أهله لأن ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه وأيضاً فإنه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها وقد يكون من الملك داراً يسكنها وفصه بابها وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها أو يولج أصبح بطنه فيها ويكون فصه وجهها وقد يكون أخذ الخاتم من الله عز وجل للزاهد العابد أماناً من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم وكل هذا ما كان الخاتم فضة وأما إن كان ذهباً فال خير فيه وكذلك إن كان حديداً لأنه حلية أهل النار أو نحاساً لما في اسمه من لفظ النحس وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله وقيل الخاتم يدل أيضاً على الوالد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وإن كان من ذهب فهو للرجل ذل وقيل من رأى أنه لابس خاتم من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب وإن كان من ذهب وله فص فإنه جد والخواتيم المفرغة المصمتة هي أبداً خير والمنفوخة التي في داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأن فيها شيئاً خفياً أو تدل على رجاء لشيء عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنها محمودة للنساء وقيل الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان ومال وولاية والخاتم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته فمن رأى أن الملك طبع بطباعة نال سلطاناً من سلطانه سريعاً لا يخالفه لأن الطابع أقوى من الخاتم ومن رأى أنه لبس خاتماً من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنه يصيب سلطاناً ومن رأى أنه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفاً وإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمنى وإن رأى ذلك خارجي ينال ولاية باطلة ومن وجد خاتماً صار إليه مال من العجم أو ولد أو تزوج ومن رأى فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب بعض ماله ومن انتزع خاتمه وكان والياً فهو عزله أو ذهاب ملكه أو
____________________
(1/528)
طلاق امرأته ويكون للمرأة موت زوجها أو أقرب الناس إلها وقيل إن الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شيء مما ينسب إلى الخاتم ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه يذهب سلطانه ويبقى اسمه وذكره وجماله والخاتم من الذهب بدعة وكروه في الدين وخيانة في ملكه ويجور في رعيته والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن والخاتم ذو الفصين سلطان ظاهر وباطن فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح وإن كان منسوباً إلى العلم فإنه يداوي أصحاب الدين والدنيا وضيق الخاتم يدل على الراحة والفرج ومن استعار خاتماً فإنه يملك شيئاً لا بقاء له ومن أصاب خاتماً منقوشاً فإنه يملك شيئاً لم يملكه قط كثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد وإن رأى خواتيم تباع في السوق فهو بيع أملاك رؤساء الناس فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه يولد في تلك السنة بنون والخاتم للعرب امرأة وخاتم الذهب قيل هو امرأة قد ذهب مالها ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيرها فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد وإن رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى ومن غير أن حوله فإن امرأته تخونه ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال والفص ولد فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنه سلطان مع جاه وبهاء وكال كثير وذكر وعز فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطاناً فإنه شجاع مهيب قوي وإن كان في الولد فإنه ولد مهذب راجح كيس وإن كان فصه خرزاً فإنه سلطان ضعيف مهين وإن كان الفص ياقوتاً أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عال فهم والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من إنفاق فإن أعطيت امرأة خاتماً فإنها تتزوج أو تلد وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن خاتمي انكسر فقال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها وجاءه رجل فقال رأيت كأن في يدي خاتماً أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء فقال أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة ومن رأى أنه ختم لرجل على طين فإن المختوم له ينال سلطاناً من صاحب الخاتم زمن رأى أن ملكاً أو سلطاناً أعطاه خاتماً فلبسه وكان أهلاً لذلك نال سلطاناً وإلا رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق امرأة والمخنقة للرجال خناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري وإن كانت من صفر فمن زوج أعجمي وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنيء فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ فإنها تتزوج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه القلادة والعقد هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغر اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره ومن رأى عليه قلادة ودر وياقوت ولي عملاً من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة والجوهر في العقد جواهر عمله ومبلغه ومنتهاه والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء والياقوت والجوهر فيها حسنها وإن كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا وإن كانت من خرز فولاية في وهن وضعف وإذا كانت منسوبة إلى امرأة فإنها امرأة دنيئة والقلادة للنساء مال ائتمنها عليه زوجها وقال بعضهم الزينة التي تعلقها النساء في أعناقهن تدل فيهن على أزواجهن والولد لأن هذه الزينة كما أنها تعانق المرأة فذلك الزوج وليس ذلك بسبب الجوهر ولكنه بسبب الهيئة وأما العقد للرجل في عنقه فإن كان طالباً للقرآن جمعه وإن كان طالباً للفقه أحكمه وإن كان عليه عهد أو عقد وغى به وإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزباً تزوج امرأة تحسن القرآن عنه حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبدد نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وإن كان حافظاً للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلف له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرأن واللؤلؤ سنن وسائر الجوهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن
____________________
(1/529)
وأما الطوق للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وأحكامه علم الزوج وكونه من حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح وإن رأى كأنه مطوق طوقاً ضيقاً فإنه بخيل وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنه لا ينتفع به أحد من أهل الدين وإن كان عالماً فإنه يكتم علماً قال الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيام ومن رأى كأنه اشترى جارية وفي حلقها طوق من فضة فإنه يتجر على قدر الجارية تجارة ويستفيد منها قوة أو يصب من التجارة امرأة أو جارية لأن الفضة من جوهر النساء وقيل إن الطوق من أي نوع كان فساد في الدين السوار من رآه من الرجال فهو ضيق يده فإن كانت أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى ! ( وحلوا أساور من فضة ) ! وإن كان له أعداء فإن الله يعينه ومن راى في يده سواراً من ذهب غلت يده فإن رأى ملكاً سور رعيته فإنه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسباً ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه فإن سورت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصوت وقيل إن السوار من الفضة يدل على ابن خادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضاً في أول الباب وأما الدملج فهو للنساء زينة وفخر وجمال إن عدد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من فيمهن والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأن العضد أخ وكذلك الساعد وإن كان من ذهب ورأى كأنه عليه دل على أنه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في التأويل وأما المعضد فمن كان في يده معضد من فضة فإنه يزوج ابنه ابنة أخيه وإن كان المعضد من خرز فإنه ينال من إخوانه هموماً متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شيء تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى ! ( هن لباس لكم ) ! المنطقة هي أب أو أخ أو عم أو ولد وتدل أيضاً على رجال من الرؤساء يستعين به في الأمور فإن رأى كأن ملكاً أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على أنه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الوالي وكونها من ذهب ظلمه ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم فإن رأى كأن عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله فإن رأى كأنه أعطي منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفراً في سلطان وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره وإن شد وسطه بحية فإنه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكاً ومن رأى عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال خيراً ونعمة يشتد بها ظفره فإن كان غنياً فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيراً من علانيته والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوى به إذا كانت في وسطه وإن كانت محلاة بالجوهر أصاب مالاً يسود به أو ولداً يسود أهل بيته والخلخال من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالاً من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيماً فإنها تتزوج برجل كريم سخي ترى منه خيراً وقد تقدم أيضاً ذكر الخلخال في أول الباب اللؤلؤ اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم (1)
____________________
1- فمن رأى كأنه يثقب لؤلؤاً مستوياً فإنه يفسر القرآن صواباً ومن رأى كأنه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنه ينسى القرآن وقيل أنه من رأى أنه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علماً ويفشيه في الناس وإدخال اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فإن رأه كأنه ينثر اللآلئ من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنه واعظ نافع الوعظ وقيل إن اللؤلؤ امرأة يتزوجها أو خادم وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى ! ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا ) ! ( 76 ) الإنسان : 19 واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك واللؤلؤ الكثير ميراث أيضاً وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح واللؤلؤ كمال شيء وجماله ومن رأى كأنه يثقب لؤلؤاً بخشبة فإنه ينكح ذات محرم ومن بلع لؤلؤاً فأنه يكت
(1/530)
شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فإنه يغتاب الناس ومن رأى كأنه تقيأه ومضغه وبلعه فإنه يكايد الناس ويغتابهم ومن رأى لؤلؤاً كثيراً مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنه استخراجه من بحر فإنه يصيب مالاً حلالاً من كنوز الملوك فإن رأى كأنه يعد اللؤلؤ فقد قيل إنه يصيبه مشقة ومن رأى كأنه فتح باب بمفتاح خزان بمفتاح وأخرج منها جواهر فإنه يسأل عالماً عن مساءل لأن العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضها ويولد له منها أولاد حسان ومن رأى كأنه رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفاً إلى الناس فمن رأى كأنه ميز بين لؤلؤة وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فإنه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيرة وربما دل كبيرة على السور الطوال من القرآن واللؤلؤ غير المنظوم يدل على الولد وإن كان مكتوباً فإنه جوار وربما دل منثورة على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت رجلين يدخلان في أفواههما اللؤلؤ فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله ويخرج الآخر أكبر منه فقال أما ما رأيته يخرج صغيراً فإنك رأيتها لي وأنا أحدث بما سمعه وأما من رأيته يخرج كبيراً فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه وجاءته امرأة فقال إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختى إحداهما فأعطيتهما الصغرى فقال لها أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أكول من الأخرى فعلمت أختك الصغرى فقالت صدقت تعلمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران وجاءه رجل فقال رأيت كأني ابتلع اللؤلؤ ثم أرمي به فقال أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فاتق الله وجاءه آخؤ فقال رأيت كأني اثقب لؤلؤة فقال ألك أم قال نعم قال كانت وسبيت قال فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال اتق الله فأمك هي وجاءه آخر فقال رأيت كأني أمشي على لؤلؤ فقال اللؤلؤ القرآن ولا ينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك وجاءه آخر فقال رأيت كأن في إحدى أذني لؤلؤة بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن وجاء آخر فقال رأيت كأن اللؤلؤ ينتثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه ولا آخذ منه شيئاً قال أنت رجل قاص تقول ما لا تعمل به المرجان قال بعضهم هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه ومن الخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى ! ( لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ) ! ( 5 ) المائدة : 2 الياقوت فرح ولهو فمن رأى أنه تختم بالياقوت فإنه له دين واسم فإن رأى أنه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولداً ولد له بنت وإن أراد التزويج تزوج امرأة جميلة ذات دين لقوله تعالى ! ( كأنهن الياقوت والمرجان ) ! ( 55 ) الرحمن : 85 فإن رأى كأنه من قعر البحر أو النهر ياقوتاً كثيراً يكال بالمكيال أو يحمل بالأوقار فإنه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة وقيل إن الياقوت صديق ومن رأى أنه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأن النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأن العقل جوهر مبسوط وإذا كانت الياقوتة صديقاً كان قاسي القلب ومن رأى كأنه له إكليلاً من ياقوت ومرجان فإن ذلك عزة وقوة ومن قبل امرأة حسناء وقال بعضهم إن الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيراً يكال فيكون حينئذ مالاً ومن أعطي ياقوتة فإنه يصيب امرأة حسناء الزمرد والزبرجد هو المهذب من الأولاد والأخوان والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العم والبر ويكون أيضاً صديقاً صاحب دين وورع وحسب وأنا الفيروزوج فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي خاتماً من ياقوتة حمراء فقال تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة العقيق مبارك ينفي الفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنه تختم به فإنه يملك شيئاً مباركاً وينال نعمة نامية وكذلك الجزع السبج مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد له أيضاً على التصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام والرصاص يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يد على خسران ومن رأى أنه يذيب رصاصاً فإنه يخاصم في أمر فيه وهن ويقع في ألسنة الناس
____________________
(1/531)
الصفر والنحاس مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنه يذيب صفراً فإنه يخاصم في أمور من متاع الدنيا ويدل أيضاً على كلام السوء والبهتان ومن رأى في يده شيئاً منه فليحذر أناساً يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأن الله تعالى يقول من حليهم عجلاً جسداً له خوار لم يكن ذهباً ولا فضة وإنما كان نحاساً ومن رأى صفراً أو نحاساً فإنه يرمي بكذب أو بهتان أو يشتم الحديد قال الله تعالى ! ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) ! والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبر مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضغه غيبة والحديد ظفر وحكي أن رجلاً أتى جعفر الصادق عليه السلام فقال رأيت كأن ربي أعطاني حديداً وسقاني شربة خل ثقيف فقال تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض يطول فيه مضجعك وتموت فيه على وصاة والكحل مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد وقيل الكحل يدل على زيادة ضوء البصر وأما الزجاج فهو لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضرراً وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت ما هذه يا رسول الله قال أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام وأما الزئبق فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق واتباع الهوى ومن رأى بيده شيئاً من الزئبق فإنه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار وقاية وجنة من محذورة والنفض مال حرام وقيل امرأة مفسدة ومن صب عليه نفطاً أصابه مكروه من جهة السلطان وأما الفلوس فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام رديء وصخب ومن رأى أنه أدخل في فمه درهماً فأخرج فلساً فإنه زنديق والفلس مع رياء ومجادلة ومن رأى فلوساً عليها اسم الله تعالى فإنه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن ومن رأى كأنه ابتلع ديناراً وأخرجه من سفله فلساً فإنه يموت على الكفر لأن الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال وقال بعضهم الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم وقيل الفلس يدل على الإفلاس مركب الحلي مال شريف بقدر ما أراد لأنه إذا كان من مذهب لا يضر لأنه شرف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته فمن رأى في يده مركباً فإنه ينال مال رجل شريف ويفيد جارة حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة ( الباب الحادي والأربعون ) ( في البحر وأحواله والسفينة والغرق والأنهار والآبار والمياه وظروفها من الدلاء والخوابي والجرار والكيزان ) البحر في التأويل سلطان مهيب قوي كما أن البحر أعظم الأنهار الماء يدل على الإيلام والعلم وعلى الحياة والخصب والرخاء لأن به حياة كل شيء كما قال الله تعالى ! ( لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ) ! ( 72 ) الجن : 16 وربما دل على النطفة لأن الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنه يسكب به فمن شرب ماء عذباً صافياً من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره فإن كان مريضاً أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته وإن لم يكن مريضاً تزوج إن كان عزباً لتلذذه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره وإن كان متزوجاً ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها وإن لم يكن شيء من ذلك أسلم إن كان كافراً ونال علماُ إن كان صالحاً وللعلم طالباً وإلا نال ديناً حلالاً إن كان تاجراً إلا أن يدخل على الماء ما يفسده فيدل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فأما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث وإن كان الماء كدراً أو مراً منتناً فإنه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه وأما من حمل ماء في وعاء فإن كان فقيراً أفاد مالاً وإن كان عزباً تزوج وإن كان متزوجاً حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئر أو وزيره أو قريبه وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه فإن
____________________
(1/532)
كان ذلك عاماً في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو سقام أو طواعين وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أو بلاء يحل فيه من مرض أو سلطان وكذلك جريان الماء أو ركوده يؤذن باجتماع جمع من الناس وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عز وجل على أهل ذلك المكان أما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرقه فيه الناس وإلا كان عذباً من السلطان أو جائحة من الجوائح . فإن رأى أنه أعطي ماء في قدح دل ذلك على الولد وإن شرب ماء صافياً في قدح نال خيراً من ولده أو زوجته لأن الزجاج من جوهر النساء والماء جنين وقال بعضهم من رأى كأنه يشرب ماء سخناً أصابع غم فإن رأى أنه ألقى في ماء صاف سر مفاجأة وقيل إن عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى ! ( فيهما عينان تجريان ) ! ( 55 ) الرحمن : 50 ولغير أهل الصلاح مصيبة وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق فإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار فإنه يخرج من الهموم كلها وإن لم يخرج منها فإنه هم دائم فإن كان ذلك المكان صافياً فهو حزن في صحة جسم وهذا كله في العين إذا لم تكن جارية فإن خير جار لصاحبه حياً وميتاً إلى يوم القيامة وقال بعضهم من رأى كأن في داره عين ماء جارية فإنه يشتري جارية وإذا رأى كأن عيوناً انفجرت فإنه ينال أموالاً في توبيخ والماء الصافي رخص الأسعار وبسط العدل ومن رأى كأنه شرب ماء كثيراً من عادته في اليقظة فإن عمره يطول وقيل من شرب الماء لامة من العدو ومضغه معالجة الكد والشدة في المعيشة وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه والماء الراكد أضعف من الماء الجاري في كل الحال وقيل إن الماء الراكد حبس فمن رأى أنه سقط في ماء راكد فهو حبس وغم والماء المالح غم والماء الأسود إذا نزح من البئر فإنها امرأة يتزوجها ولا خير فيها وقيل إن رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر والماء الآسن عيش نكد والماء المنتن مال حرام والماء الأصفر مرض وغور والماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى ! ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) ! ( 67 ) الملك : 30 والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان وإذا رأى كأنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن والماء والكدر عسر وتعب وشربه مرض وزبد الماء مال لا خير فيه ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك ومن رأى كأنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة فإنه ينال خيراً كثيراً فإن رأى وجهه فيه حسناً فإنه يحسن إلى أهل بيته وصب الماء إنفاق المال في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنه يظن أنه أحرزه والوضوء من ماء لا يكره صافياً كأن أو كدراً حاراً أو بارداً بعد أن يكون نظيفاً يجوز به الوضوء لأن الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه ويكره من العيون ماء كدر لم يجر والمشي فوق الماء غرور ومخاطرة فإن خرج منه قضيت حوائجه ومن رأى أنه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره فإنه يصيب دنيا كثيرة ويتمول وقيل بل يقع في أمر رجل كبير والإغتسال بالماء البارد توبة وشفاء مت من المرض والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف ومن رأى كأنه يشرب ماء كثيراً عذباً كان طول حياة وطيب عيش فإنه شربه من البحر نال مالاً من الملك وإن شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار وإن استقاه من بئر أصاب مالاً بحيلة ومكر ومن رأى أنه يستقي ماء ويسقي به بستاناً وحرثاً أفاد مالاً من امرأة فإن أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالاً وولداً أو سقى البستان والزرع مجامعة امرأته والماء في قدح زجاج ولد فإن انكسر القدح وبقي الماء ماتت لأم وبقي الولد وإن ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم سئل ابن سيرين عن امرأة رئي لها أنها تسقي الماء فقال لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب وجاءه رجل فقال رأيت كأني أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذاً بارداً فقال اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك فقال إنما هي امرأة خطبتها إلى نفسي البحر أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأرواح لقوته وعظيم خطره وأخذه وإعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حججه وأوامره
____________________
(1/533)
وسمكه رعيته ورجاله أو أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه قواده وأعوانه وتلاميذه وسفنه عساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجارته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحداً وتموله وتفقر آخر وتقتله وتمله اليوم وتقتله غداً وتمهد له اليوم وتصرعه بعده وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواماً وتفقر آخرين ورياحه أرزاقها وإقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه ودوابه آفاتها وطوارقها وملوكها ولصوصها وموجه همومها وفتنها ورما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقادتها وأهل البأس والشر فيها وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج وخدوش ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها فمن رأى نفسه في بحر أو رئي له ذلك فإن كان ميتاً فهو في النار لقوله تعالى ! ( أغرقوا فأدخلوا نارا ) ! ( 71 ) نوح : 25 فكيف بالميت إن كان غريقاً وإن كان مريضاً اشتدت به علته وعظم بحرانه فإن غرق فيه مات من علته وإن لم يكن مريضاً داخل سلطاناً إن كان ذلك في الصيف وفي هدء البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال التجارية على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء فإن غرق في حالة ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق النعيم والعلم مع السلطان فإن مات في غرق فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع الموت والغرق وأما إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان أما سجن أو عذب أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالاً من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه ومن دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان ومن قطع بحراً أو نهراً إلى الجانب الآخر قطع همساً وهولاً أو خوفاً وسلم منه وقال يعضهم من رأى البحر أصاب شيئاً كان يرجوه ومن رأى أنه خاض البحر فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر فإن شرب ماءه كله فإنه يملك الدنيا ويطول عمره أو يصيب مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملكه فإن شربه حتى روي منه فإنه ينال من الملك مالاً يتمول به مع طول حياته وقوته فإن استقى منه فإنه يلتمس من الملك عملاً ويناله بقد ما استقى منه فإن صبه في إناء فإنه يجني مالاً كثيراً من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنها عطية الله ومن اغتسل من البحر فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك ومن بال في البحر فإنه يقيم على الخطايا ومن رأى البحر من بعيد فإنه يرى هولاً وقيل يقرب إليه شيء يرجوه ورؤية البحر هادئاً خير من أن تكون أمواجه مضطربة والبحيرة تلد على امرأة ذلت يسار تحب المباشرة لأن البحيرة واقفة لا تجري وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه والموج شدة وعذاب لقوله تعالى ! ( وإذا غشيهم موج كالظلل ) ! ( 31 ) لقمان : 32 وقال تعالى ! ( وحال بينهما الموج ) ! ( 10 ) يونس : 90 حكى أن تاجراً رأى كأنه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر فقال إن كنت تريد السفر فإنك تصيب خيراً وذلك إن رؤياه تدل على ثبات الأمور ورأى رجل كأن ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه فقصها على ابن مسعدة فقال بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً وإذا رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق فإنه يقع هناك فتنة عظيمة والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأن الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغياناً وقيل إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر وأما الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء فإنه يؤمن لقوله تعالى ! ( حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت ) ! ( 10 ) يونس : 90 ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر فإن السلطان يهلكه فإن رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه فإنه ينال ثروة ودولة فإن رأى كأنه خرج منه ولم يغرق فإنه يرجع إلى أمر الدين خصوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً وقيل من رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير
____________________
(1/534)
وأما السباحة فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته فإن سبح في البر فإنه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته فإن رأى أنه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده فإنه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي فإن خافه فإنه يخاف سلطاناً كذلك وإن نجا فإنه ينجو منه وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها فإنه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة وإن سبح على قفاه فإنه يتوب ويرجع عن معصية ومن سبح وهو يخاف فإنه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك يقدر بعده من البر وإن ظن أنه لا ينجو منه فإنه يموت في ذلك الهم وإن كان جريئاً في سباحته فإنه يسلم من ذلك والعمل وإن رأى سلطاناً أنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه فإنه يقاتل ملكاً من الملوك فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك وكل بحر أو نهر أو واد جف فإنه ذهاب دولة من ينسب إليه فإن عاد الماء عادت الدولة وقيل إذا رأى الإنسان كأنه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه في الماء يسبح وقيل من رأى كأنه يسبح خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه والمسي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه وقيل بل يتيقن أمراً هو منه في شك وقيل يسافر سفراً في خطر على توكل ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على الرجل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه والراكد منه أهون مراماً وألطف أمراً ويدل على المحارب القاطع للطريق وعلى الأسد وعلى ما يدل عليه السيل فمن رأى وادياً قد حال بينه وبين الطريق فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد أو علقه عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقوله تعالى ! ( مبتليكم بنهر ) ! ( 2 ) البقرة : 249 وأما السلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه فإما أن يسجنه أو يأمر بضربة أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه رجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً فهو أشد في جميع ما يدل عليه فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقام ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان ومن استقى من نهر فشرب أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر ومن دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحاله ذلك النهر في الأنهار ومن قطع نهراً إلى الجانب الآخر قطع هماً أو هولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل والنهر الكبير الغالب رجل منيع ذو سلطان ودخوله بلده دخول السلطان إليها وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عزل السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإخلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام غاره السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال وكذلك الماء فيه وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى ! ( نسوق الماء إلى الأرض الجرز ) ! ( 32 ) السجدة : 27 فإن رأى كأنه وقع في ماء ثم خرج منه فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه فإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه فإنه ينجو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء لقوله تعالى ! ( فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ) ! ( 2 ) البقرة : 249 وأما دجلة فمن شرب ماءها فإنه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير ومن رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعاً ونعمة فإن رأى أن ماء الفرات قد يبس فإنه يموت الخليفة أو يذهب ماله وربما وقع التأويل على وزير الخليفة ومن شرب من نهر النيل فإنه ينال ذهباً بقدر ما شرب ومن رأى أن ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه فإنه يصيبه غم غالب وإن خرج منه نجا من الغم وإن رأى الإنسان كان ماء النهر يختطفه أو شيئاً من دوابه أو متاعه أو يذهب به فإنه مضرة وخسران له فإن رأى كأنه يجري إلى بيته نهراً صافي الماء دل على يسار ومال وقيل إن ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت فإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربون منه فإنه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً فإنه يطرد امرأته أو ابنه أو أحد من بيته بسبب زنى أو فعل قبيح فإن رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافياً دل على يسار ومال السواقي الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سقيها البساتين وربما دلت على السقاء والساقية لحملها للماء ومجيئها به وربما
____________________
(1/535)
دلت على محجة البساتين وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء وربما دلت على الخلق لأنه ساقية الجسم وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة فمن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملؤون آنيتهم منها فانظر إلى ما فيهم فإن كانوا في وباء انجلى عنها وأمدهم الله سبحانه بالحياة وإن كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء أما بمطر دائم أو رفقة بالطعام وإن لم يكونوا في شيء من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع وإن كان ماؤها كدراً أو مالحاً أو خارجاً على الساقية مضراً بالناس فإنه سوء يقدم على الناس وشرفيهم إما سقم عام كالزمام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه على المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزيادتها وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها وطيب مائها واعتدال جريانها وإن رآها جارية إلى بستانه أو فدانه نظرت في حاله فإن كان عزباً تزوج أو اشترى جارية ينكحها فإن كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته وإن رأى جريانها شنعاَ بخلاف ما تجري السواقي به إن كان ماؤها دماً فإن أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فرقة على قدر حاله وما في زيادة منامه وقال بعضهم السقاية التي يسدها الرجل الواحد ولا يغرق فيها حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض فإن فاض عن مجراه يميناً وشمالاً فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت فإنها حياة طية للناس حكي أن رجلاً رأى ساقية مملؤة زبلاً وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بما كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له إنه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهل طبيعته الحوض رجل سلطان شريف نفاع فإن رأى حوضاً ملآن فإنه ينال كرامة وعزاً من رجل سخي فإن توضأ منه فإنه ينجو من هو القنوات تدل على خادم الدار لما يجري عليها من أوساخ الناس وأهلها وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمحلات المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأن الرسول عليه السلام كنى عن الفاحشة بالقاذورة وربما دلت على الفرج والغمة لأنها فرج أهل الدار إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو اندست فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح أو سفر أو خصومة وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول وأما القناة المجهولة فمن بال فيها دماً أو سقط بمائها وتلطخ بنجاستها أتى امرأة حراماً بزنى أو غير ذلك إن لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو امرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة والناعورة خادم يحفظ أموال الناس في السر وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات والأموال وانتقال الأحوال على السفر الجرة أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش فمن رأى أنه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره فإن شرب أقل أو أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره وكذلك في سائر الأواني فقس عليه وقيل الجرة امرأة أو خادم أو عبد وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتاً أو عسلاً أو لبناً لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن الكيس وعلى العقدة من بدرة فأقل وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة الكيزان هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالاً من جهتهم وانكسار مؤنهم وقال بعضهم من رأى أنه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفره في إناء مجهول من يد ساق مجهول فإنه قد نفذ عمره بقدر ما شرب من الإناء وربما كان ذلك رزقه من البلدة الذي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك وكل ماء عذب في إناء فهو مال مجموع حلال والبرادة قيل هي امرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة والخابية امرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها ومن رأى كأنه استقى ماء وصبه في خابية فإنه يحتال مالاً ويودعه لامرأة والخابية تجري مجرى الزير
____________________
(1/536)
زير الماء وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وعلى زوجته الحاملة لمائه والقربة دالة على نحو ما دل عليه الزير والبربخ رجل حازم قد جرب السلطان وإذا جرى الماء فيه وال وإذا لم يجر فيه فإنه معزول حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أشرب من قلة ضيقة الرأس قال تراود جارية عن نفسها وسئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة فقال الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب عليه امرأة فمكر الرجل وتزوجها وأتاها آخر فقال رأيت على كفي جرة ماء فوقعت الجرة وانكسرت وبقي الماء فقال امرأتك حامل قال نعم قال فإنها تموت ويبقى الولد الدلو رجل يستخرج أموالاً بالمكر فمن رأى أنه يدلو من بئر ماء ويحوي الماء في إنائه فإنه يحوي مالاً من مكر فإنه رأى أنه يفرغ في غير إناء فإنه لم يلبث معه ذلك المال حتى يذهب منافعه عنه فإن سقاه بستانه فإنه يصيب به امرأة ويصيب منها إصابة فإن أثمر البستان أصاب منها ولداً على نهو مايرى من تمام ذلك فإن رأى بئراً عتيقة فسقى منها إبلاً أو أناساً أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء ومن رأى أنه يدلو من بئر عتيقة ويسقي الحيوان فهو مراء لدين أو لدينا بقدر قوته عليها وإن رأى أنه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في علمه بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعه الدلو لدنياه خاصة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غرباً فلم أر عبقرياً من الرجال يفري فريك يا بن الخطاب ) وحكى أن رجلاً أتى ابن عباس فقال رأيت كأني أدليت دلواً في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث فقال غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاماً فقال ما الدليل فقال لأني جعلت البئر امرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنه غلام وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر فقال صدقت قد ورد كتابها بأنها حامل منذ ستة أشهر والبكرة رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين فمن رأى أنه يستقي بها ماء ليتوضأ به فإنه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله لأن الحبل دين فإن توضأ وتمم وضوءه به فإنه يكتفي كل هم وغم ودين وقيل الدلو يدل على ما ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا إليه بكذا وكذا أي توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله فإن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته وعهده النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته وإن كان عنه حمل أتاه غلام فأدلى دلوه قال ! ( يا بشرى هذا غلام ) ! ( 12 ) يوسف : 19 وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأن السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلوا دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة قال الشاعر ( وما طلب المعيشة بالتمني ** ولكن ألق دلوك في الدلاء ) ( تجيء بمثلها طوراً وطوراً ** تجيء بحمأة وقليل ماء ) وإن كان المستقي بالدلو طالباً للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جعله من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه السفينة دالة على كل ما ينجي فيه مما يدل الغرق عليه لأن الله سبحانه نجى بها نوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء وتدل على الإسلام الذي به ينجي من الجهل والفتنة وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لأن الله سبحانه سماها جارية وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لا سيما أنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الإيمان من النار وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام فمن رأى أنه ركب سفينة في البحر فانظر إلى حاله ومآله أموره فإن كان كافراً أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعد ما أيقن بالهلاك وإن كان مذنباً تاب من ذنبه وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره وإن كان مريضاً أفاق من مرضه إلا
____________________
(1/537)
أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا وإن كان مفيقاً وكان طالب علم صحب عالماً أو استفاد علماً ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه وإن رأى ذلك محروم ومن قدر عليه رزقه آتاه الله من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاروسها فيدل ذلك على ريح الربح وطاووس الإقبال وإن رأى ذلك عزب تزوج امرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق نجا وفاز رحمه الله تعالى من النار وأهوالها وكذلك في المقلوب لو رأى من هو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط وجازه فإنه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن وأما إن رأى السفينة راكدة وأمواج البحر عاصفة دام سجنه وإن كان مسجوناً وطال مرضه وإن كان مريضاً ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفره إن حاول ذلك وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام من الحب في بطن الحوت حين وقفت سفينته إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاصب لأن الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزله به ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه فإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب محمولاً شنيعاً فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاروسه إلى البر انكسر وعطب وإن رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأن الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم وضع الشيء في غير مكانه فمن خرج من ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها عن الحق والعصمة القديمة فإن لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جارية ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر يلتمسه من حيث لا يغني له وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة وأما مركوب من سائر المركوبات وقد تدل على نعش من كان مريضاً من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء وقال بعضهم من رأى أنه في سفينة في بحر داخل ملكاً عظيماً أو سلطاناً والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكاً فإن رأى أنه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو فإن خرج منها كانت نجاته أعجل فإن كان فيها وهو على أرض يابسة كان الهم أشد والنجاة أبعد فإن رأى والٍ معزول أنه ركب في سفينة فإنه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون مبلغ الولاية على قدر إحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من ابر بعده من العزل وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج وإن كان في أمر فإنه يركب مخاطرة فإن خرج منها فإنه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى ! ( فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) ! ( 29 ) العنكبوت : 65 فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجراً قد ضاعت تجارته فإن السفينة رجوع ذلك فإن غرقت السفينة وتعلق منها بلوح فإن السلطان يغضب عليه إن كان والياً ثم ينجو وترجع إليه الولاية وإن كان تاجراً فهو نقصان ماله ويعوض عنه وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه وقيل إن غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى ( سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره ولتبتغوا من فضله ) ( 14 ) إبراهيم : 32 والسفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى ( فأنجاه ومن معه في الفلك المشحون ) ( 26 ) الشعراء : 119 وأخذ مجذاف السفينة إصابة علم أو نيل مال من شوكة وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى ! ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ! ( 3 ) آل عمران : 103
____________________
(1/538)
وحكي أن رجلاً أتي ابن سيرين فقال رأيت كأني في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال قال أنت رجل لم يبق من دينك إلا الإخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين ( الباب الثاني والأربعون ) ( في رؤيا النار وأدواتها من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك ) النار دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها من قول أو عمل وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأن بها يهتدي في الظلمات مع قول موسى عليه السلام ! ( أو أجد على النار هدى ) ! ( 20 ) طه : 10 فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأن بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عز وجل ! ( نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ) ! ( 56 ) الواقعة : 73 ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره لأن العرب كانت تقدها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي إليها فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر وربما دلت على الجن لأنهم خلقوا من نار السموم وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان وربما دلت على العذاب من السلطان لأنها عذاب الله وهو سلطان الدارين وربما دلت على والجراد وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرم يرميه السلطان على الناس سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة فإن كانت جمراً بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما إن كانت عامة على خلط الناس وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفادين وأماكن الزراعة والنبات فإنها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها فإنها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً وإلا نال سلطاناً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه وإن كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلوا عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام وكل ذلك إذا كان الذين فعلوا به أعداءه أو كان المفعول به رجلاً صالحاً وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها وأما من رأى الناس عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو أطفأها ماء أو مطر فإنه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاماً طلب مالاً أو رزقاً بخدمة سلطان أو بجاهه أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاماً وشراً وكلام سوء وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس في أمواله وأما من أكل النار فإنه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله حتى ينطق على لسانه وقال بعضهم النار حرب إذا كان لها لهب وصوت فإن لم يكن الموضع الذي رئيت فيه أرض حرب فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي ورأيتها تقول لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام ( تلك فتنة تكون آخر الزمان يقتل الناس إمامهم ثم يشتجرون
____________________
(1/539)
اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسيء أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء ) ومن أجج ناراً ليصطلي بها هاج أمراً يسد به فقره لأن البرد فقر وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً فقال هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده فإن أججها ليشوي بها لحماً أثار أمراً فيه غيبة للناس فإن أصاب من الشواء أصاب رزقاً قليلاً مع حزن فإن أججها ليطبخ بها قدراً فيها طعام أثار أمراً يصيب فيه منفعة من قيم بيته فإن لم يكن في القدر طعام هاج رجلاً بكلام وحمله على أمر مكروه وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب ومن قبس ناراً أصاب مالاً حراماً من سلطان ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس والكي بالنار لذعة من كلام سوء والشرارة كلمة سوء ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان فإن أشعلها في الناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر فإن رأى تاجراً ناراً وقعت في سوقه أو حانونه كان ذلك نفاق تجارته إلا أن ما يتناوله من ذلك حرام والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشيء إذا نفق والرماد كلام باطل لا ينتفع به ومن أوقد ناراً على باب سلطان فإنه ينال ملكاً وقوة فإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنه رجل سلطاني نفاع فإن رأى أنه قاعد مع قوم حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى ! ( أن بورك من في النار ومن حولها ) ! ( 27 ) النحل : 8 وإن رأى ناراً أخرجت من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفه فإن رأى ناراً سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاماً ويكون له نبأ عظيم فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان فإنه يحج فإن رآها وسط داره فإنه يغرس في تلك الدار فإن آنس ناراً في ليله مظلمة نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً لقصة موسى عليه السلام ومن رأى في تنوره ناراً موقدة حملت امرأته إن كان متأهلاً فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند فإن رأى ناراً أخرجت من أصبعه فإنه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنه غماز فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها فإنه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من أصابته ومن رأى داره احترقت خربت داره وشيكاً وأتى ابن سيرين رجل فقال رأيت كأني أصلي خفي بالنار فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من الأخرى سفعاً فقال ابن سيرين إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء قليل فكان كذلك ومن رأى كأنه في نار لا يجد لها حراً فإنه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه لقصة إبراهيم ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ فإنه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه ومن رأى توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلده فهو موت رئيسه العالم فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص فإن رأى أنه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب فإن أطفئت قهر وإن كان تاجراً لم يربح والدخان هول وعذاب من الله تعالى وعقوبته من السلطان فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته فإنه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنه خير وخصب وفرج بعد هول يناله ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم والحطب نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان والفحم من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقيل هو رزق من العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه بقية من المنافع رأى سيف بن ذي يزن كأن ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة فقصها على معبري مملكته فقالوا إن الحبشة تستولي على بلدك فكان كذلك وقيل إن الرماد مال حرام وقيل هو رزق من قبل سلطان فمن رأى الرماد فإنه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء وقيل هو علا لا ينفع ومن رأى أنه يسجر تنوراً فإنه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه فإن رأى في دار الملك تنوراً فإن كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى وإن كان له أعداء ظفر بهم فإن رأى أنه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً نال ولاية وسلطاناً وينجو من عدوه إن كان له عدو ومن أصاب تنوراً بغير رماد تزوج امرأة لا خير فيها والكانون من الحديد
____________________
(1/540)
امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة وإن كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة وإذا من طين فمن أهل بيت الدين وإذا كان فيه نار دل على الدولة وإذا كان خالياً من النار دل على العطلة والمنارة خادم فما رئى فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كراسيها فإن تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها وتأويله رأس الخدم السراج هو قيم بيت فمن رأى أنه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة فإن رأى أنه يطفئ سراجاً بفمه فإنه يبطل أمر رجل يكون على الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى ! ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ) ! ( 61 ) الصف : 8 ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى ! ( ويجعل لكم نورا تمشون به ) ! ( 57 ) الحديد : 28 فإن رأى كأنه يمشي بالليل في سراج فإنه يتهجد إن كان من أهله وإلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى وربما يكون في معصية فيتوب عنها فإن رأى كأن سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح فإن رأى له سراجاً داخله سلطاناً أو عالم أو رزق مبارك فإن رأى كأن له سراجاً ضوءه كضوء الشمس فإنه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي ومن رأى داره سراجاً ولد له غلام مبارك ومن رأى كأ في يده سراجاً أو سمعة أو ناراً فطفئ فإن كان سلطاناً عزل أو تاجراً خسر أو ملكاً ذهب ماله لقوله تعالى ( كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنوره وتركهم في ظلمات لا يبصرون ) ( 2 ) البقرة : 17 والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية وإذا كان وقوده غير مضيء فإنه يدل على غم والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية والفتيلة قهرمانه تخدم الناس فإن رأى أنها احترقت كلها فإن القهرمانه تموت فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق فإنها تخطئ خطأ وتزل زلة والشمعة سلطان أو ولد رفيع خطير سخي نفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل والقنديل ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة إذا أسرج في وقته وإذا كان مسرجاً فإنه قيم بيت أو عالم والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام وقدح النار تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنه قدح ناراً ليصطلي بها استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقره وانتفاع به فإنهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولا يأت السلطان ويدلان عليها لأن الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والنار سلطان والمرأة إذا رأت أنها قدحت ناراً فانقدحت وأضاءت بنفختها ولدت غلاماً ومن رأى أنه قرع حجراً على حجر فانقدحت منهما ناراً فإن رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما لأن الشرارة قتال بالسيوف وقال بعضهم الزناد قدحة يدل على نكاح العزب فإن علقت النار فإن الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين وربما دل على الشر بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر بينهما فإن أحرقت ثوباً أو جسماً كان ذلك الشر يجري في مال أو عوض أو جسم وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً كان ذلك قدحاً في الدين والمسرجة قيم البيت لقيامه بصلاحهم وربما دلت على زوجته والسراج على زوجها وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها وربما كانت ولدها الخارج من بطنها وربما دل السراج على كل ما يهتدى به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها فمن رأى سراجاً طفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيد أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منامه فإن راى في بيته سراجاً مضيئاً كانت امرأته أو ولده حسن الذكر ( الباب الثالث والأربعون ) ( في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل البستان والكرم والربيع ) البستان دال على المرأة لأنه يسقى بالماء فيحمل ويلد وإن كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثمارها وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبداً من ثمار حكمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه
____________________
(1/541)
جنة وكذلك سماه الله تعالى بقوله ( أيود أحدكم أن تكون له حنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار ) ( 2 ) البقرة : 266 وربما دل البستان على السوق وعلى دار والعرس فشجره موائدها وثمره طعامها وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقدة لمالكها أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً وإن كان مجاهداَ نال الشهادة سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبناً أو عسلاً من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده وإن لم يكن شيء من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله فإن كان عزباً أو من عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان ونال منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على ما لا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر وعارية المتاع أو السقم أو الجسم وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعها فالأمر في الإصلاح بضد الأول وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على ما يراه في تأويل الثمار وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله على مقبل حمامه أو فندقه أو قرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد إليه إلا أن يكون من رآه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غيره فإنه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دماً أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة إن كان البستان مجهولاً وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه مثل أن يطأها من بعد ما خنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض وقيل إن البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وذهبها وشجرة وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها فإن رأى كرماً مثمراً فهو دنيا عريضة ومن رأى أنه يسقي بستانه فإنه يأتي أهله ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه أصابه هم ومن رأى بستانه يابساً فإنه يجتنب إتيان زوجته الشجر المعروف عددها هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار فإن رأى أنه زوال منها شيئاً فإنه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها فإن رأى له نخلاً كثيرة فإنه يملك رجالاً بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل يكون في مثل ذلك الموضع وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح لذلك فإن جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها فإن رأى أنه أصاب من ثمرها فإنه يصيب من الرجال مالاً أو من العقدة مالاً ويكون الرجال أشرافاً والعقدة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع وإن كانت شجرة جوز فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب فإن رأى أنه أصاب جوزاً يتحرك وله صوت فإن الجوز إذا تحرك او صوت أو لعب به فإنه صخب ويظفر القامر بصاحبه وكل ما يقامر به كذلك إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب وأصل ذلك كله حرام فاسد فإن رأى أنه على شجرة جوز فإنه يتعلق برجل أعمى ضخم فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل فإن سقط منها أو مات فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط إذا كان رأى أنه مات حيت سقط فإن لم يمت حين سقط فإنه ينجو وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنه على هلاك وينال بلاء عظيماً إلا أنه ينجو بعد ذلك وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم وشجر السدر رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها
____________________
(1/542)
والنبق مال غير منقوش وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة وشجر الزيتون رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه أو ملكه أو أكله وربما دلت الشجرة أيضاً على النساء لسقيها وحملها وولادتها لثمرها وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال كالمطامر والمخازن وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته قال المفسرون إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رئي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة فإن كانت الشجرة كبيرة وجميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته فإن رأى ذلك لمريض انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله فإن كان رجلاً طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها إن كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً نظرت إلى الزمان في حين ذلك فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه وإن كانت في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته فهي دالة على كسبه ورزقه فإن كانت في إقباله أفاد واستفاد وإن كانت في إدباره خسر وافتقر وأن رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته وإن كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد تمت أعماله وزكت طاعته وأما من ملك شجراً كثيراً فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما أو قضاء أو فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائداً على رفقة أو رئيساً على سفينة أو في دكان فيه صناع تحت يده على هذا ونحوه وأما من رأى جماعتها في دار فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه الطعام وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمارها مجهولاً نظرت فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح وإن كان في إدبارها كان مصيبة سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة فإنه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر وإن كانت في الجامع فإنه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة فإن كانت نخلة فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم أو امرأة أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم أو واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها ومن رأى أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس فلان غرس فيه إذا اصطنعه وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يعلق ذلك ناله هم وغرس الكرم نيل شرف وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة فإنه يعثر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثمارها وشجرة اللوز رجل غريب وشجرة وشجرة الخلاف رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه وشجرة الرمان رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجرة الرمان قطع الرحم وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن قاتلاً يقول لي إن شئت أن تنال العافية من مرضك فخذلاً ولا فكله فقال ابن سيرين إنما دلك على أكل الزيتون لأن الله تعالى قال ! ( زيتونة لا شرقية ولا غربية ) !
____________________
(1/543)
( 24 ) النور : 35 وحكي أيضاً عنه أن رجلاً أتاه فقال رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له ما قصتك قال سبيت وأنا صبي صغير فأعتقلت وبلغت مبلغ الرجال قال فهل لك امرأة قال لا ولكني اشتريت جارية قال انظر لا تكن أمك قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه وحكي عنه أيضاً أن رجلاً أتاه فقال رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه فقال له ابن سيرين اتق الله فإن رؤياك تدل على أن امرأتك أختك من الرضاعة ففتش عن الأمر فكان كما قال ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار فإن ناراً تجتمع هناك أو يكون بيت نار لقوله تعالى ! ( جعل لكم من الشجر الأخضر نارا ) ! ( 36 ) يس : 80 وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى ! ( يحكموك فيما شجر بينهم ) ! ( 4 ) النساء : 65 وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السر والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح فإن الثناء على الرجل الذي ينسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر فإن الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمارها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها والشجر التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجاراً فإنه يولد له أولاداً ذكوراً أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار فإن رأى أشجاراً نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة الكرم والعنب الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما أن السكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدران الجماع مع ا فيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة وربما دل على الكرم على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرماً كما وصفناه تزوج امرأة إن كان عزباً أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار فإن كان في أدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها وإن كانت حاملاً أتت بجارية وإن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه وإن كان موسراً افتقر من بعد يسر وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحاً والعنب الأسود في وقته مرض وخوف وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر عدد الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال ينال قبل الوقت الذي كان يرجوه والزبيب كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال ومن رأى أنه يعصر كرماً فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصباً وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره وقيل من التقط عنقوداً من العنب نال من امرأته مالاً مجموعاً وقيل العنقود ألف درهم وقيل إن العنب الأسود مال لا يبقى وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف وقد قال بعض المعبرين العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى ! ( سكرا ورزقا حسنا ) ! ( 16 ) النحل : 67 وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه وقبل إنه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه ما حوله من العنب فأصل الأسود من ذلك وما كان من الثمار لا ينقطع في كل إبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في إبانها صالحة إلا ما كان منها له اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل وما كان له أصل يدل على المكروه فهو إقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك التين في كل حين ولزم شجرته وورقة كذلك وكل ما كان من ثمار في غير إبانة مكروهاً صرفت مكروهة فما كان أصفر اللون كان مرضاً كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانة وغير أصفرها هموم وأحزان فإن كانت حامضة كانت ضرباً بالسياط لآكلها سيما إن كانت عدداً لأن ثمر السوط طرفه والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصا يابسة وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة حمل تأويله
____________________
(1/544)
على لفظه إن كان ذلك أقوى من معاينة كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض والخوخ الأخضر توجع من هم أو أخ وأصفره مرض والعتاب في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه ويابسة في كل حين رزق آزف وشجرته رجل كام العقل حسن الوجه وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة والإجاص في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفراً أو هم جاء إن كان أخضر فإن رأى مريض أنه يأكل إجاصاً فإنه يبرأ وما كان له اسم مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب خراب من اسمه ولما يروي عن سليمان عليه السلام فيه وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار وأسودها جميعاً على البرد وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه للعامة أو في الأسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأن المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر وعطلة للصناع تحت الهواء والقطر والهدم والطين وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها العصير والعصر صالح جداً فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيراً استغنى وإن كان رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه فيها وانعصر له الرأي من صدره انعصاراً وإن رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه وإن كان العصير كثيراً جداً وكان معه تين أو خمر أو لبن نال سلطاناً ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمراً أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام والتين مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام ! ( ولا تقربا هذه الشجرة ) ! ( 21 ) البقرة : 35 وقد قال بعضهم إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه التفاح هو همه الرجل وما يحاول وهو بقدر همه من يراه فإن كان ملكاً فإن رؤية التفاح له ملكه وإن كان تاجراً فإن التفاح تجارته وإن كان حراثاً فإن رؤية التفاح حرثه وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه فإن رأى أنه أصاب تفاحاُ أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت وقيل التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتيماً ومن رأى أنه يأكل تفاحة فإنه يأكل مالاً ينظر الناس إليه وإن اقتطفها أصاب مالاً من رجل شريف مع حسن ثناء والتفاح المعدود دراهم معدودة فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولداً حسناً وعض التفاح نيل خير ومنية وربح وقد حكى أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفاً فقص رؤياه على معبر فقال له تملك تسع عشرة سنة ونصفاً فلم يلبث أو ولي الخلافة المذكورة الكمثرى أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض وقال بعضهم هم مال يصيب من أصابه أو أكله لأن نصف اسمه مثرى يدل على الثروة وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجرة رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالاً وقيل إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثرى حملت ولداً فولدته وقيل من أصاب كمثراة ورث مالاً مجموعاً الأترج الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ) وأنشد بعض الشعراء يمدح قوماً
____________________
(1/545)
( كأنهم شجر الأترج طاب معاً ** نوراً وريحاً وطاب العود والورق ) ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال إنها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد ( أهدى له إخوانه أترجه ** فبكى وأشفق من عيافة زاجر ) ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل ( أترجة قد أتتك برّا ** لا تقبلنها إذا بررتا ) ( لا تقبلنها فدتك نفسي ** فإن مقلوبها هجرتا ) وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعاً محمودان وأن الكل إذا كان حلو يدل على المال المجموع وإذا كان حامضاً يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن والأترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة وجسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها والاترجة الصفراء خصب السنة مع امرض وقيل امرأة أعجمية شريفة غنية فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتاً ممراضة وابناً ممراضاً وإن رأت امرأة في منامها كأن على رأسها إكليلاً من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابناً مباركاً فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن ورمي الرجل بأترجة يدل على طلب مصاهرة والنارنج دون الأترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار وأنشد في معناه ( إن فاتنا الورد زماناً فقد ** عوّضنا البستان نارنجا ) ( يحسب جانيها وقد أشرقت ** حمرتها في الكف ناراً جنا ) والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحد أو اثنين أو ثلاثة فهي ولد والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر وربما كانت الأترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلواً كان مالاً مجموعاً وإن كان حامضاً مرض مرضاَ يسيراً الخوخ في غير وقته مرض شديد وقيل إن الحامض من الخوخ خوف وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالاً كثيراً في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب المشمش مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض فإن رأى كأنه يأكل مشمشاً من شجرة فإنه يصاحب رجلاً فاسد الدين كثير الدنانير وقيل إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث فإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشاً من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالاً غير محمود وشجرة المشمش رجل كثير المرض وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشاً أخضر كانت رجلاً صاحب دراهم كثيرة ومن كسر غصناً من شجرته فإنه يجحد مالاً من رجل أو ينكسر عليه أو يترك صلاة أو صياماً ويفسد مالاً ليس له فإن كسر من شجرته غيره مثمرة غصناً ليتخذه عصاً فإنه ينال منه سروراً وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضاً فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض السفرجل قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفوة لونه ولما فيه من القبض وقيل إنه يدل على سفر وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه وأنشد في ذلك ( أهدى إليه سفرجلاً فتطيرا ** منه وظل نهاره متفكرا ) ( خاف الفراق لأن أول اسمه ** سفر وحق له بأن يتطيرا ) وشجر السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رأه على أي حال يراه لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير والتاجر إذا رآه دل على ربحه والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً والغبيرا قيل إنه يدل على إصابة مال وشجرته رجل أعجمي وقيل رجل فقير نفاع للناس
____________________
(1/546)
التوت أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد النبق وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقت من نقبها دوخلتين فقال ألك زوج غائب قالت نعم فإنه قد مات وترثين منه ألفين وقال بعضهم رزق من قبل العراق وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب الموز وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن قال الله تعالى ! ( وطلح منضود ) ! ( 56 ) الواقعة : 29 وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع وشجرته من أكرم الشجر وورقها أفضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق مال وخير ويكون بقاؤه بقدر ذلك الثمر مع الثمار وخفة مؤنته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الأسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لا شك فيه وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة رجل مكثر ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه وقيل إن الشجرة امرأة وذلك إذ كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بينت ملك أو خادم ملك اللوز مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان والمر يدل على كلام حق وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه ينال كسوة وقيل إن اللوز اليابس القشر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة وقد يدل أيضاً على حزن الفستق مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن رأى فستقاً أكل مالاً هيناً والجوز الهندي وهو النارجيل قال بعضهم هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً والبلوط رجل صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر وكذلك تدل على عبودية والنخل هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى ! ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) ! ( 20 ) طه : 71 وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم والسعف زيادة في العيال وذرية وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر والنخلة اليابسة رجل منافق ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى ! ( لها طلع نضيد رزقا للعباد ) ! ( 50 ) ق : 10 والبلح مال ليس بباق ومن رأى أنه صرم نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم وخوصها بمنزلة الشعر من النساء ومن رأى نواة صارت نخلة فإن هناك ولداً يصير عالماً أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً وقال بعضهم النخل طول العمر رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه في أرض سبخة ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم له أتدري لمن هذه الأرض قال لا قال هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فاغرسه في تلك الأرض الطيبة ففعلت ما أمرني به فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال يا غلام أتقول الشعر قلت لا
____________________
(1/547)
قال إما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب الرطب رزق حلال وشفاء وفرج ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام وكان في غير أوانه وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رأيتك الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت ) والتمر مال حلا على قدر قلته وكثرته ومن التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئاً لا يجب له أو راسم رسوماً جائرة واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل وقيل إن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى ! ( وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم ) ! ( 80 ) عبس 31 - 32 للخائفين أمن قال الله تعالى ! ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ) ! ( 44 ) الدخان : 55 وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعاً واليابسة رزق كثير باق ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمارها فإن رؤياه تدل على صهر سار باراً وشريك صالح ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء وإن نجى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى الرمان مال مجموع إذا كان حلواً وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة والرمان الحامض هم وغم وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت في يدي رمانة فقال هي امرأة تتزوجها فإن أكلتها فجيد والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة ة وعلى ضعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض أصاب ألف درهم وإن كانت حلوة كان ذلك في سرور وإن كانت حامضة كان في هم وحزن ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض وعصر الرمان وشرب مائه نفقة الرجل على نفسه وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم وأما الرمان المبهم الذي لا يدري حلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك وأما الأزادرخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره الورد ولد أو مال شريف وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب وقيل إن الورد امرأة مفارقة أو ولد يموت أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد ومن رأى كأن شاباً إليه ورداً فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب وإن رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الورد الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة فإن كان الورد أحمر فإن امرأته صاحبة لهو وطرب وإن كان الورد أصفر فهي امرأة مسقام والتقاطه أزرار الورد الذي لم تفتح دليل على إسقاط المرأة ولداً وقيل إن الورد طيب الذكر ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها وقد قال جماعة من المعبرين إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منه في موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه فإن الرياحين بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته فإنه يكون ولداً وما يشبه ذلك وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي وأما الياسمين فقد حكي أن رجلاً أتي الحسن البصري رحمه الله فقال رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن وقال ذهب علماء البصرة وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس وأما القصب فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر وكل شيء مجوف لا بقاء له والقصب قصب الناس ونميمة إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده
____________________
(1/548)
إلا أن كلامه يستحيل فيه ومن رأى أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره الصفصاف رجل صبور مخلف ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار الطرفاء رجل مضر منافق بالأغنياء وينفع الفقراء الصنوبر رجل بعيد رفيع الصوت مقل سيئ الخلق شحيح تأوي إليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيئ الخلق ظالم وللتاجر حافظ ظالم لص وأما السرو فيدل على الأولاد وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت قال بعضهم السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكرم في اللغة السرو ويقال للكريم سرى وأنشد ( إن السرى هو السرى بنفسه ** وابن السرى إذا سرى أسراهما ) وأما الشوك فرجل بدوي جاهل صعب وقيل هو فتنة أو دين ومن رأى كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر ما ناله من الشوك وكل شجرة لها شوك فهو رجل صعب بقدر شوكها والخشب نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة والعصا رجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه وولده وأقاربه وأما شجرة الحنظل فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها الله بأن لا ثبات لها فقال ( كشجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) ( 14 ) إبراهيم : 26 وثمره هم وحزن الأبنوس امرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر وأما الآجام فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن أصل الدغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك فإن رأى الأجمة لغيره ملكاً فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم شجرة الساج ملك أو عالم او شاعر أو منجم وأما الشجرة المجهولة الجوهر فمن رآها في داره فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام وإما على نار في تلك الدار وأما الربيع فيدل على الدراهم وقيل إنه يدل على ولد يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعاً والحشيش والمرعى دين فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى امرأته مع رجل فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش وكذلك الحلفاء ( الباب الرابع والأربعون ) ( في الحبوب والزرع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما وما شاكلهما ) بذر البذور في الأرض يدل في التأويل على الولد ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق فإنه ينال شرفاً فإن لم يعلق أصابه هم الحنطة مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول وإن زرع حنطة فنيت دماء فإنه يأكل الربا والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر او في وعاء مال يصيبه مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه وحكى أن أعشى همدان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال إنه استبدل الشعر بالقرآن ومن التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ وإن كانت خضراً فهو موت
____________________
(1/549)
الشباب أو قتلهم والحنطة في الفراش حبل المرأة وقيل أنه من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته من بذر بذراً في وقته فإنه قد عمل خيراً فإن كان والياً أصاب سلطاناً وإن كان تاجراً نال ربحاً وإن كان سوقياً أصاب بلغة وإن كان زاهداً نال ورعاً فإن نبت ما زرع كان الخير مقبولاً فإن حصده فقد أخذ أجره ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة نال مكروه فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقى من عمره ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله يقال في المثل من يزرع خيراً يحصد غبطة ومن يزرع شراً يحصد ندامة قال الشاعر ( إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ** ندمت على التفريط في زمن البذر ) وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب فإن حصدوا قتلوا قال الله عز وجل ! ( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ) ! ( 48 ) الفتح : 29 وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين ومن رأى أن له زرعاً معروفاً فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه ويستدل بأي ذلك كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه فإن كان في دينه فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤنة فإن كان دقيقاً فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة ومن الخيز لأن الخبر قد مسته النار الشعير مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة وقال بعضهم إنه ولد قصير العمل لأنه طعام عيسى عليه السلام وحصده أوانه مال يصير إليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى ! ( وآتوا حقه يوم حصاده ) ! ( 6 ) الأنعام : 141 وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق الأرز مال فيه تعب وشغب وهم والذرة والجاسوس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلواً على كل حال فهم وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال وقيل إن الباقلا الخضراء هم واليابسة مال مع سرور وقيل إن العدس مال دنيء وحكى إن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان والسمسم مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه التبن مال كثير وخصب لمن أصابه أو دخله منزله وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تبن في اليقظة فقال لو كان هذا في النوم وقيل من رأى التبن في منامه فليخلط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً وأما البطيخ فهو مرض وقيل هو رجل ممراض وقيل إن أصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب وقيل إن الأخطر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً فإنه يطلب ملكاً ويناله سريعاً وحكى أن رجلاً رأى كأنه رمى في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال له يموت بكل بطيخة واحد من أهلك فكان كذلك والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس وأما القثاء فقد قيل إنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريباً إلى الناس مبارك وقيل إنها رجل فقير واليقطين للمريض شفاء ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام القرع واللحم والبيض فإن رأى أنه أكل القرع نيئاً فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف
____________________
(1/550)
عليه السلام والقنبيط رجل قروي يعتريه حدة والباذنجان في غير وقته رزق في تعب والبصل منهم من كرهه لقوله تعالى ! ( وبصلها ) ! 2 البقرة 61 ومنهم من قال إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة ومنهم من قال إنه مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل والثوم ثناء قبيح وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة من معصية وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل فقالوا إنك أكلت ثوما وطردوني فقال أبو هريرة هذا مال خبيث أكلته والجزر هم وحزن لمن أصابه أو أكله ومن رأى بيده جزرا فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه وقال بعضهم من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيرا ومنفعة والخشخاش مال هنيء لمن أكله أو أصابه والخردل سم فمن أكله سقي سما أو شيئا مرا أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالا شريفا في تعب والحرمل مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد والحناء عدة الرجل لعلمه الذي يعلمه وأما الحلفاء فقد حكي أن رجلا رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال هو لك وأما الحلفاء فقد حكي أم للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرض موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك والخضر كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك والمزرعة تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وريعه وخسارته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وشبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى ! ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) ! 71 نوح 17 وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حبا كثيرا وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة ويعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى ! ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) ! 42 الشورى 20 فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته فإن نبت زرعه حملت امرأته وإن كان عزبا تزوج وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه وربما سلفه وفرقه وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده فمن رأى زرعا يحصد فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان ذلك الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحدا مجهولا يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام والتبن مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب ( المرج ) وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفا ومنه سمي الذهب زخرفا والحشيش معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحما ولبنا وزبدا وسمنا وعسلا وصوفا وشعرا ووبرا فهو كالمال الذي به قوام الأنام وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن اذهب وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه السلام قال الدنيا خضرة حلوة الكلا وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال
____________________
(1/551)
والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال الحلال المحض وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الرب وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء وأما إذا رأى الهندبا وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وامثالها وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعنع يشتق من العناء والنعي مع أنه من البقول وكذلك الجزر وهي الاسفنار به أسف ونار وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنى ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى وإن كان غنيا ازداد غنى وإن كان زاهدا في الدنيا راغبا عنها عاد إليها وافتتن بها وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها ( الروضة ) وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فدالة على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخبر وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام
ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وقوله عليه السلام
القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتا أبدل بالجنة نارا وبالنعيم عذابا وإن رئي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج وإن كان بمكة مؤملا لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثوابا وأجرا يحصل له فإن رئي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره وإن كان مذنبا تاب من حاله وانتقل من تخليطه وإن كان طالبا للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها وأما السلق فقد قيل إنه يدل على خير وكذلك الملوخيا والقطف ( السلجم ) امرأة قروية جلدة صاحبة فضول وقيل هو هم وحزن فإن كان نابتا فهم أولاد يتجددون ( الشبث ) أمر يرى في المستقبل ( العنصل ) رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح والعروق مال معه مرض ( العفص ) مال تام يبقي الأموال ( العصفر ) فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله ( الفوة ) مال مع مرض ( الفلفل ) مال يحفظ به الأموال ( الفجل ) رزق حلال وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد وقيل من أصاب فجلا أو أكله فإنه يعمل عملا في خير يعقبه ندامة ( القت ) وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير ( القطن ) مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب ( الكمأة ) رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم ( الكمأة ) من المن ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء وقيل إنها إذا كانت مالا يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري مجرى الكمأة أو دونها ( الكرويا والكمون ) مال تطيب به الأموال ( الكراث ) رزق من رجل أصم وقيل من أكله أكل مالا حراما شنيعا في قبح ثناء وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم وقيل هو رزق ومن أكل كراثا فإنه يقول قولا يندم عليه وأكل الكراث مطبوخا يدل على التوبة
____________________
(1/552)
( الطرخون ) رجل رديء الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع ( السذاب ) قيل إن كل طاقة منه مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا وأما البقول على الجملة فقد اختلفوا فيها فمنهم من قال إنها صالحة محمودة ومنهم من قال إنها جميعها مكروهة لقوله عز وجل ! ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) ! 2 البقرة 61 ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة ومنهم من قال إنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن ( البنفسج ) جارية ورعة والتقاطها تقبيلها ( الأقحوان ) التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم وقال بعضهم إن الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو امرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية وكذلك إن شمه ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم فإن رأى أنه أخذ من شاب آسا فإنه يأخذ من عدو له عهدا باقيا فإن رأى أنه يغرس آسا فإنه يعمل الأمور بالتدبير والآس ودباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق ( الشمار ) يدل على ثناء حسن ( السوسن ) قيل هو ثناء حسن قال بعضهم إنه يدل على السوء لاشتقاق السوء من اسمه والواحدة منه سوسنة وقال أكثر المعبرين أن الرياحين كلها إذا رئيت مقطوعة فإنها تدل على هم وحزن وإذا رأيت نابتة في موضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد وبلغنا عن علي بن عبيد أنه قال كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء فقال له سفيان إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي فوجده قد مات في تلك الليلة وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتا في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعا في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعا مطروحا في غير موضعه أو لم يكن له ريح وقيل أن الريحان نعمة لقوله تعالى ! ( فروح وريحان وجنة نعيم ) ! 56 الواقعة 89 وهو بالفارسية شاسبرم والشاه تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة ( والمرزنجوش ) يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم ويدل على التزويج بامرأة تدوم عشرتها وإن رأت امرأة كأنها شمت مرزنجوشا فإنها تلد ابنا مؤمنا ( اللينوفور ) مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه وأما النرجس فمن رأى على رأسه إكليلا من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك وإن كان لها زوج فإنه يطلقها أو يموت عنها ومن رأى النرجس نابتا في بستان فإنه ولد باق وإن رآه مقطوعا فاسدا فإنه لا يبقى وحكي أن امرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال يطلقك ويتمسك بضرتك لأن عهد الآس أبقى من عهد النرجس ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تقصف فقص رؤياه على معبر فقال إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك قيل إن صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد ( لما أطلنا عنه تغميضا ** أهدى لنا النرجس تعريضا ) ( فدلنا ذاك على أنه ** قد اقتضى الصفر أو البيضا ) وقال الشاعر ( ليس للنرجس عهد ** إنما العهد للآس ) وقال بعضهم النرجس سرور ( النمام ) سرور يدوم من امرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة ( اللفاح ) مرض ودنانير فمن التقط لفاحا مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة ( اللبلاب ) رجل طيب المنثور رجل يموت طفلا أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق ( البقلة ) البقلة رجال ذوو إحسان فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل فإنه يجتمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة فإن كانت طاقة بقل فإنها نذير له ليحذر من الشر فإن عرف جوهرها فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع واليابس من البقل مال يصلح به الأموال وأكثر المعبرين يجعلون البقول هما وحزنا وتكون البقلة النابتة رجلا إن كان موضعها مستشنعا مجهولا فيه ذلك وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل
____________________
(1/553)
والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة وقد بلغنا أن رجلا أتى إلى سعيد بن المسيب فقال رأيت كأن بقلا أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل فقال له سعيد بن المسيب إن صدقت رؤياك فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها ( الكزبرة ) رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال ( الصمغ ) فضل مال ( البلسان ) مال مبارك ( الجاوشير ) مال ينال صاحبه عليه ثناء حسنا ( القطران ) مال من خيانة وتلطخ الثياب به خلل من المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان ( الكرنب ) رجل فظ غليظ بدوي فمن رأى بيده طاقة كرنب فإنه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظا غليظا وأما البزور فكل بزر يلقى في الأرض فهو ولد ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع ( البندق ) رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال إنه مال في كد فمن أكله نال مالا بكد وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن ( الخيار والقثاء ) هم وحزن فمن أكله فإنه يسعى في أمر ثقيل عليه خصوصا الأصفر منه فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض فإن رأى أنه يأكل وكانت امرأته حاملا ولدت جارية وقال بعضهم الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه وقال القثاء تدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا ( الخشب اليابس ) نفاق قال الله تعالى ! ( كأنهم خشب مسندة ) ! 63 المنافقون 4 والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم رأى رجل كأن في يده اليمنى غصنا وفي يده اليسرى خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة فقص رؤياه على معبر فقال لك ابنان احدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك فكان كذلك ورأى رجل كأنه لابس ثوبا من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئا وإنما دل البحر والخشب على السفينة ( الباب الخامس والأربعون ) ( في القلم والدواة والنقش والمداد والورق والكتابة والشعر وما أشبهه ) القلم يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه وربما دل على السكه والأصابع أزواجه ومداده بذره وإنما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر وما في اليقظة من الآمال وقيل إن القلم يدل على العلم فمن رأى أنه أصاب قلما فإنه يصيب علما يناسب ما رأى في منامه أنه كان يكتبه به وقيل إنه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى ! ( وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ) ! 3 آل عمران 44 وحكي أن رجلا قال ابن سيرين رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلما آخر فأخذته وكتب بهما جميعا فقال هل لك غائب قال نعم قال فكأنك به قد قدم عليك فإن رأى كاتب كأن بيده قلما أو دواة فإنه يأمن الفقر لحرفته فإن رأى كأنه استفاد دواة الكتابة بأسرها فإنه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب وهكذا كل من رأى أنه أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر فإن رأى أنه أصاب حرفة جامعة فإنه ينال فيها رياسة جامعة والسكين الذي يقطع به القلم يدل على ابن كيس محسود وقيل إن من رأى في يده سكينا من حديد فإنه يعاود امرأة قد فارقته من قبل لقوله تعالى ! ( قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة ) ! 17 الإسراء 51 والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة والقلم قيم كل كاتب ورأى رجل كأنه نال قلما فقص رؤياه على معبر فقيل له يولد لك غلام يتعلم علما حسنا وأما الدواة فخادمة ومنفعة من قبل امرأة وشأن من قبل ولد فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام وقيل من رأى أنه أصاب دواة فإنه يخاصم امرأته أو غيرها فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له
____________________
(1/554)
وحكي أن رجلا رأى كأنه يليق دواة فقص رؤياه على معبر فقال هذا رجل يأتي الذكران وقال أكثر المعبرين إن الدواة زوجة ومنكوح وكذلك المحبرة إلا أنها بكراً وغلام والقلم ذكر وإن كانت امرأة كان مدادها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما أن سود وجهه أو ثوبه وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أن بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنه يكتب في صحيفة فإن يرث ميراثا قال الله تعالى ( إن هذا لفي الصحف إبراهيم وموسى ) 87 الأعلى 18 فإن رأى أنه يكتب في قرطاس فإنه جحود ما بينه وبين الناس وإن رأى أن الإمام أعطاه قرطاسا فإنه يقضي له حاجة يرفعها عليه ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى ! ( تجعلونه قراطيس تبدونها ) ! 6 الأنعام 91 وأما النقش في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أن الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة فمن رأى بيده كتابا نال قوة لقوله تعالى ! ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ! 19 مريم 12 والكتاب خير مشهور إن كان منشورا وإن كان مختوما فخير مستور وإن كان في يد غلام فإنه بشارة وإن كان في يد جارية فإنه خير في بشارة وفرح وإن كان في يد امرأته فإنه توقع أمر في فرح فإن كان منشورا والمرأة متنقبة فإنه خير مستور يأمره بالحذر فإن كانت متطيبة حسناء فإنه خير وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية فإنه خير في أمر وحش ومن رأى في يده كتبا مطوية فإنه يموت قريبا لقوله تعالى ! ( يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب ) ! 21 الأنبياء 104 فإن رأى أنه أخذ من الإمام منشورا فإنه ينال سلطانا وغبطة ونعمة إن كان محتملا ذلك وإلا خيف عليه العبودية فإن رأى أنه أنفذ كتابا مختوما إلى إنسان فرده إليه فإن كان سلطانا وسرى إليه جيش فإنهم مهزومون وإن كان تاجرا خسر في تجارته وإن كان خاطبا لم يزوج فإن رأى كتابه بيمنه فهو خير فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط فإنه يأتيه البيان وإن كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى ( وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى )6 النحل 89 وإن كان معسرا أو مهموما أو غائبا فإنه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسرورا وأخذ الكتاب باليمين خير كله فإن أعطي كتابه بشماله فإنه يندم على فعل فعله ومن أخذ كتابا من إنسان بيمينه فإنه يأخذ أكرم شيء عليه لقوله تعالى ! ( لأخذنا منه باليمين ) ! 69 الحاقة 45 وإذا رأى الكافر بيده مصحفا أو كتابا عربيا فإنه يخذل أو يقع في هم وغم أو كربة وشدة ومن نظ في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله وقيل من رأى كأنه مزق كتابا ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيرا وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتابا فارسيا يصيبه ذل وكربة ومن رأى أنه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك وتحقيقه ختمه لأن بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتابا مختوما وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام ومن رأى أنه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهي جارية وبها حبل وقال ابن سيرين من رأى أنه يكتب كتابا فإنه يكسب كسبا حراما لقوله تعالى ! ( فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ! 2 البقرة 79 والنقش على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة لاكتساب ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنه رجل متمسك بالقرآن والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة وربما يولد له أولاد من زنى أو يصير شاعرا والكتابة في الأصل حيلة والكاتب محتال وإن رأى أنه رديء الخط فإنه يتوب ويترك الحيل على الناس ويتوب ومن رأى أنه يقرأ وجه صحيفة فإنه يرث ميراثا فإن قرأ ظهرها فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى ! ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) ! 17 الإسراء 14 فإن رأى أنه يقرأ كتابا وكان حاذقا في قراءته فإنه يلي ولاية إن كان أهلا لها أو يتجر تجارة إن كان تاجرا بقدر حذقه فيه فإن رأى أنه يقرأ كتاب نفسه فإنه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عز وجل ! ( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ) ! 7 الأعراف 156 ومن رأى كأنه كتب عليه صك فإنه يؤمر بأن يحتجم فإنه كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب فإنه قد فرض الله عليه فرضا وهو يتوانى فيه لقوله تعالى ! ( وكتبنا عليهم فيها ) ! 15 المائدة 45 الآية فإن رأى أنه يكتب عليه كتاب فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى ! ( كتب عليه أنه من تولاه ) ! 5 الحج 4 الآية والاصطرلاب خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان فمن رأى أنه أصاب اصطرلابا فإنه يصحب إنسانا كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام وربما كان متغيرا بالأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة
____________________
(1/555)
الشاعر رجل غاو يقول ما لا يفعل والشعر قول الزور ومن رأى أنه يقول الشعر ويبتغي به كسبا فإنه يشهد بالزور فإن رأى أنه قرأ قصيدة في مجلس فإنها حكمة تميل إلى النفاق فإن سمع الشعر فإنه يحضر مجالس يقال فيها الباطل ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحا فإنه شرف وعز أو ملك حتى لا يكون له فيه نظير إن كان واليا وإن كان تاجرا فإنه يكون مذكورا في الدنيا وكذلك في كل حرفة ومن رأى أنه يتكلم بكل لسان فإنه يملك أمرا كبيرا من الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية عن يوسف ! ( إني حفيظ عليم ) ! 12 يوسف 55 يعني بكل لسان والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي والقلم كالأشفى والإبرة والمداد كالشيء الذي يخرم به من خيوط وسيور وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما وربما دا على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبذر فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ثم أضفها إلى من تليق به أو من هو في اليقظة في أمر هو حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه كالذي يقول رأيت كأني مررت بكاتب فدفع إلي كتابا أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي فأخذتها منه ومضيت فانظر إلى حاله ويقظته فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه فهو ذلك وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو احتجم قبل تلك الليلة فهو ذاك وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك فإن كان له ثوب عند مطرزا وصانع ديباجي فهو ذاك وإن كان له سلم عند حراث أخذ منه ما كان له وإلا قدمت إليه أخبارا ووردت عليه أمور فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة والكاتب إذا رأى أنه أمي لا يحسن الكتابة فإنه يفتقر إن كان غنيا أو يجن إن كان عاقلا أو يلحد إن كان مذنبا أو يعجز إن كان ذا حيلة وإذا رأى الأمي أنه يحسن الكتابة فإنه في كرب وسيلهمه الله تعالى سببا يتخلص به من كربه وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم ( الباب السادس والأربعون ) ( في الصنم وأهل الملل الزائفة والردة وما أشبه ذلك ) المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه فإن كان ذلك الصنم الذي عبده من ذهب فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه وإن كان ذلك الصنم من فضة فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد فإن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص فإنه يترك الدين لأجل الدنيا ومتاعها وينسى ربه وإن كان ذلك الصنم من خشب فإنه ينبذ دينه وراء ظهره ويصاحب واليا ظالما أو رجلا منافقا ويكون متحليا بالدين لأجل أمر من أمور الدنيا لا من أجل الله تعالى وقال بعض المعبرين إن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد وقيل إذا رأى الصنم ولم ير عبادته نال مالا وافرا فإن رأى كأنه يعبد نجما أو شجرة فإنه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم الذين وصفهم الله تعالى فقال ! ( مذبذبين بين ذلك ) ! 4 النساء 143 وقيل إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه فإن رأى كأنه يعبد النار فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب فإن لم يكن للنار لهب فإنه حرام يطلبه بدينه لأن الحرام نار فإن رأى كأنه تحول كافرا فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار ومن رأى كأنه تحول مجوسيا فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش فإن رأى كأنه يهودي فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعتوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة فإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية فإنه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى ( إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ) 7 الأعراف 156 فإن رأى كأنه تحول نصرانيا فإنه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس فإن رأى كأنه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك فإنه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه فإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته فإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولا فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله وكل فرعون
____________________
(1/556)
يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم وهذا أصل في الرؤيا مستمر فإن كل من رأى عدوه في منامه سيئ الحال كأن تأويل رؤياه صلاح حاله هو وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد حاله فإن رأى كأنه تحول كأحد فراعنة الدنيا فإنه ينال قوة وتضاهى سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد والتحير في كل الأديان جحود ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه دينا فإنه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراما مع اقتضاء رؤياه وهن دينه والكفر في التأويل يدل على غنى لقوله تعالى ! ( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) ! 96 العلق 6 وقد يدل على الظلم لقوله ! ( والكافرون هم الظالمون ) ! 2 البقرة 254 ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى ! ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ! 2 البقرة 6 فكثرة الكفار كثرة العيال والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه والشيخ النصراني عدو ولا تضر عداوته والجارية الكافرة سرور مع خنا ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم كما لو رأى أنه سفه فسد دينه لقوله تعالى ! ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) ! 72 الجن 4 الزنار والمسح يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد وانقطاعهما موت الولد وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين وإذا كانا مع الثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا وقيل من رأى كأنه يهودي ورث عمه ومن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته فإن رأى كأنه يضرب بالناقوس فإنه يفشي بين الناس خبرا فإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإن مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى قال الله تعالى ! ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ! 2 البقرة 44 فإن رأى كأنه صار جاثليقا زالت نعمته وانقضى أجله فإن رأى أنه صار راهبا فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى ! ( ورهبانية ابتدعوها ) ! 57 الحديد 27 وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذل وخوف ورهبة لا تزايله ويدل أيضا على أنه مكار خداع كياد ومبتدع داع إلى بدعته وبالله العياذ من ذلك رأى رجل الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد وعليه طيلسان عسلي وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس وأما قيده فثيابه في روعه وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل ( الباب السابع والأربعون ) ( في البسط والفرش والسرادقات والفساطيط والأسرة والشراع والستور وما أشبهها ) البساط دنيا لصاحبه وبسطه الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر فإن رأى كأنه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم فإن ينال ذلك في صغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر وطيه طي النعيم والعمر ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع وقيل إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له وأرضه الذي يجري عليها أثره كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره فإن رأى أنه بسط له بساط جديد صفيق فإنه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودت أو بمخاطبته إياه حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولا فإنه ينال دنياه تلك على ما وصفت وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه وإن كان ذلك في مكان مجهول وقوم مجهولين فإنه يتغرب وينال ذلك في غربة فإن كان البساط صغيرا ثخينا نال عزا في دنياه وقلة ذات يد وإن كان رقيقا قدر رقة البسط واسعا فإنه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها فإذا اجتمعت الثخانة والسعة
____________________
(1/557)
والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق ولو رأى أن البساط صغيرا خلقا فلا خير فيه فإن رأى بساطه مطويا على عاتقه قد طواه أو طوى له فهو ينقله من موضع إلى موضع فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفذ عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحدا من الأموات فهو تحقيق ذلك فإن رأى بساطا مطويا لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشورا قبل ذلك وهو ملكه فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ويناله فيها بعض الضيق في معيشته فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء وكل من يوطأ بساطه فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه وإن خطف منه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده أو أشرف على منيته والوسادة والمرفقة خادمه فما حدث فيها ففيهم وقال بعضهم المخاد الأولاد والمساند العلماء وأما الفراش فدال على الزوجة وحشوه لحمها أو شحمها وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة إلى أن ينقل عنها إلى الآخرة وقال بعضهم الفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه فإنه امرأته فما رئي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش فإن رأى أنه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره ومن نحوه فإنه يتزوج أخرى ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل فإن المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل فإنه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع فإن امرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بين الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما فإن رأى مع الفراش فراشا آخر مثله أو خيرا منه أو دونه فإنه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش لأنهن كلهن نشاء وتأويل ذلك سواء ومن رأى أنه طوى فراشه فوضعه ناحية فإنه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها فإن رأى مع ذلك شيئا يدل على الفرقة والمكاره فإنه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق فإن رأى فراشا مجهولا في موضع مجهول فإنه يصيب أرضا على قدر صفة الفراش وهيئته فإن رأى فراشا مجهولا أو معروفا على سرير مجهول وهو عليه جالس فإنه يصيب سلطانا يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأن السرير من خشب والخشب جوهر الرجال الذين يخالطهم نفاق في دينهم لأن الأسرة مجالس الملوك وكذلك لو رأى كأن فراشه على باب السلطان تولى ولاية وإذا أولنا الفراش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديدا يدل على طراوتها وكونه من ديباج امرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن دل على امرأة غنية وكونه أبيض امرأة ذات دين وكونه مصقولا يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي الله وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة والجديد امرأة حسناء مستورة والمتمزق امرأة لا دين لها فمن رأى كأنه على فراش ولا يأخذه النوم فإنه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأن غيره مزق فراشه فإنه يخونه في أهله وأما السرير فقد قيل من رأى أنه على سرير فإنه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده وإن كان سلطانا ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لوله تعالى ! ( وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ) ! 38 ص 34 وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين وإن لم يكن عليه فرش فإنه يسافر وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش وكذلك تدل الكراسي وأرجل السرير تدل على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد الإناث وقال القيرواني إن السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه والعرب تقول ثل عرشه إذا هدم عزه والعرش السرير وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة لأن النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته وربما دل على النعش لأنه سرير المنايا فمن تكسر سريره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكا وعزل عن نظره إن كان حاكما وفارق زوجته إن كانت ناشزا وماتت مريضة أو زوجها إن كان هو المريض أو سافر عنها أو هجرها وقد يدل وجهه على الزوج ومؤخره على الزوجة وما يلي الرأس منه على الولد وما يلي الرجلين على الخادم والابنة وقد يدل حماره على قيم البيت وألواحه على أهله وقد يدل حماره على الخادم
____________________
(1/558)
وألواحه على الفراش والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة وأما من رأى نفسه على سرير مجهول فإن لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلسا رفيعا وإن كان عزبا تزوج وإن كانت حاملا ولدت غلاما وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه أو كان له جمال وإن كان لا فرش فوقه فإن راكبه يسافر سفرا بعيدا وإن كان مريضا مات وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ركب محملا على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير السرادق سلطان في التأويل فإذا رأى الإنسان سرداقا ضرب فوقه يظفر بخصم سلطاني وقال من رأى له سرداقا مضروبا فإن ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأن السرادق للملوك والفسطاط كذلك إلا أنه دونه والقبة دون الفسطاط والخباء دون القبة ومن رأى للسلطان أنه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه من بعض سلطانه فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره وربما كانت القبة امرأة تقول ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله قال عمرو بن معدي كرب ( ألم يأرق له الرق اليماني ** يلوح كأنه مصباح بان ) يريد بان بأهله فمصباحه لا يطفأ وقال إن الفساطيط من رأى أنه ملكها أو استظل بشيء منها فإن ذلك يدل على نعمة منعم عليه بما لا يقدر على أداء شكرها والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر فإنه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لأن المجهول من هذه الأشياء يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه أو يزور بيت المقدس وقيل إن الخيمة ولاية وللتاجر سفر وقيل إنها تدل على إصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى ! ( حور مقصورات في الخيام ) ! 55 الرحمن 72 والقبة اللبدية سلطان وشرف وأما الشراع فمن رأى كأن شراعا ضرب له ينال عزا وشرفا وأما الستر فقد قال أكثرهم هو هم فإذا رآه وعلى باب البيت كان هما منن قبل النساء فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولا فرج عاجل والممزق عرضا تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض الأخضر فيها محمود العاقبة هذا كله إذا كان الستر مجهولا أو في موضع مجهول فإذا كان معروفا فبعينه في التأويل وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة وإذا رأى المطلوب أو الخالف أو الهارب أو المتخفي كأن عليه سترا فهو ستر عليه من اسمه وأمن له وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع وقال الكرماني إن الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها إذا هو رئي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج فإنه هم لصاحبه شديد قوي ومارق منه وضعف وصغر فإنه أهون وأضعف في الهم وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف تأويله أقوى وأشنع وما رئي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل وكذلك ما رئي أنه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب فإنه يفرج عن صاحبه الهم والخوف والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولا لم يعرفه في اليقظة واللحاف يدل على أمن وسكون وعلى امرأة يلتحف بها والكساء في البيت قيمة أو ماله أو معاشه وأما شراؤه واستفادته مفردا أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه وأما الكلة فدال على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته وربما دلت على الغمة لأنها تغم من تحتها وكذلك الستور إلا أن الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها والطنفسة كالبساط وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رايت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرمى بها ثم قعد على الأرض فقال ابن سيرين هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب وإن صدقت رؤياه هزمه يزيد بن عبد الملك وأما اللواء فمن رأى أنه أعطي لواء وسار بين يديه أصاب سلطانا ولا يزال في
____________________
(1/559)
ذوي السلطان بمنزلة حسنة ومن رأى أن لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه وقال القيرواني الألوية والريات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلمة أيضا ومن رأى في يده لواء أو راية فإن ذلك يدل على الملك والولاية وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم وربما دل على ولاء الإسلام وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك ( الباب الثامن والأربعون ) ( في أدوات الركبان والفرسان مثل السرج والاكاف والمركب واللجام والثفر واللبب والسوط والرحالة والحزام والزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية والهودج ) الأكاف امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة وركوب الرجل يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجا به فإن كان مسرجا به كان من أداة الدابة لا يعتد به قيل إن السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأنني على دابة وأخذت من مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت أنا والدابة فقال ابن سيرين بئس الرجل أنت إنه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى امرأته في أيديهم وأفلت بنفسه وقيل إن السراج إصابة مال وقيل إصابة ولاية وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنه ركب سرجا نصر في أمره وأما المركب فمال رجل شريف ورياسة وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر وكون حليه من ذهب لا يضر ويدل على جارية حسناء وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه وكونه باطنه خير من ظاهره واللبب ضبط الأمر والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم واللجام حسن تدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع والسرج إذا انفرد عن الدابة فهو امرأة ويدل على المجلس الشريف والمعقد الرفيع وإن كان على الدابة فهو من أدواتها فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها وقد يكون بطنها وركابها فرجها وحزامها صداقها ولجامها عصمتها والزمام مال وقوة والسوط سلطان وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان وانشقاقه انشقاق السلطان وضرب الدابة بالسوط يدل على أن صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر فإن ضرب رجلا بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين فإنه يعظه وينصحه فإن أوجعه فإنه يقبل الوعظ فإن لم يوجعه لم يتعظ وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور وإن لم يسل فهو دليل الحق فإن أصاب الضارب من دمه فإنه يصيب من المضروب مالا حراما واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه أو على حمق الذي يستعين به في أمره وإن أصابه السوط تبدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله فإن رأى كأن سوطا نزل عليه من السماء وعلى أهل بلده فإن الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطانا جائرا بذنب قد اكتسبوه لقوله تعالى ! ( فصب عليهم ربك سوط عذاب ) ! 89 الفجر 13 وأما الصولجان فهو ولد أهوج وقيل رجل منافق معوج واللعب به إستعانة برجل هذه صفته والكرة من أديم رجل رئيس أو عالم وقيل إن اللعب بالكرة مخاصمة لأن من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض وأما الغاشية فمال أو خادم أو امرأة وقيل أنها غير محبوبة في المنام لقوله تعالى ! ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ) ! 12 يوسف 107 والرحالة امرأة حرة من قوم مياسير والحزام نظام الأمر والزمام طاعة وخصومة ومن رأى في يده سوطا مخروزا فإنها ولاية وعمالة في الصدقات وإن رأى أنه ضرب بسوطه حماره فإنه يدعو الله في معيشته فإن ضرب بها فرسا قد ركبه وأراد ركضه فإنه يدعو الله في أمر فيه عسر وقيل إن الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده والخطام زينة والهودج امرأة لأنها من مراكب النساء ومن رأى أنه ملجم بلجام فإنه يكف عن الذنوب وروي في الحديث التقي ملجم وقال الشاعر
____________________
(1/560)
( إنما السالم من ألأجم ** فاه بلجام ) واللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه ( الباب التاسع والأربعون ) ( في أثاث البيت وأدواته وأمتعته وأدوات الصناع سوى ما تضمن ذكره الأبواب المتقدمة والغزل والحبال وفتلها ) الطست جارية أو خادم فمن رأى كأنه يستعمل طستا من نحاس فإنه يبتاع جارية تركية لأن النحاس يحمل من الترك وإن كان الطست من فضة فإن الجارية رومية وإن كان من ذهب فإنها امرأة جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق وقيل إن الطست امرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارته ونجاته والباطية جارية مكرة غير مهزولة والبرمة رجل تظهر نعمه لجيرانه وقيل إن القدر قيمة البيت والكانون زوجها الذي يواجه الأنام ويصلى تعب الكسب وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة وقد يدل الكانون على الزوجة والقدر على الزوج فهي أبدا تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها وهو يتلقى ويتقلب في غليانها داخلا وخارجا ومن أوقد نارا ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام فإنه يحرك رجلا على طلب منفعة فإن رأى كأن اللحم نضج وأكله فإنه يصيب منه منفعة ومالا حلالا وإن لم ينضج فإن المنفعة حرام وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام فإنه يكلف رجلا فقيرا ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء وقدر الفخار رجل تظهر نعمته للناس عموما ولجيرانه خصوصا والمرجل قيم البيت من نسل النصارى والمصفاة خادم جميل والجام هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة وذلك لأن الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو الحموضات فإنه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء والزنييل يدل على العبيد والسلة في الأصل تدل على التبشير والإنذار فإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة الصندوق امرأة أو جارية وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت فقال إنه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه وكذلك العتبة فما رئي فيه أو خرج منه إليه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة فإن رأى فيه بيتا دخلت صدره غنيمة وإن كانت زوجته حاملا ولد له ابنا وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها على نحو هذا والتابوت ملك عظيم فإن رأى أنه في تابوت نال سلطانا إن كان أهلا له لقوله تعالى ! ( إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ) ! 2 البقرة 248 الآية وقيل إن صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز من معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة من شره بعد مدة وقيل إن رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه وقيل من رأى أنه على تابوت فإنه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد والحقة قصر فمن رأى كأنه وجد حقه فيها لآلئ فإنه يستفيد قصرا فيه خدم والسقط امرأة تحفظ أسرار الناس والصرة سر فمن رأى أنه استودع رجلا صرة فيها دراهم أو الدنانير جيادا فإنه يستودعه سرا حسنا وإن كانت رديئة استودعه سرا رديئا فإن رأى كأنه فتح الصرة فإنه يذيع ذلك السر والقربة عجوز أمينة تستودع أموالا والقارورة والقنينة جارية أو غلام وقيل بل هي امرأة لقول النبي صلى الله عليه وسلم
رفقا بالقوارير والكيس يدل على الإنسان فمن رآه فارغا فهو دليل موت صاحب الكيس وقيل إن الكيس سر كالصرة وقيل من رأى كأن في وسطه كيسا دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم فإن كانت فيه دراهم صحاح فإن ذلك العلم صحيح وإن كانت مكسرة فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة وحكي أن رجلا أتى أبا بكر رضوان الله عليه فقال رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة فقال الكيس بدن الإنسان والدرهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء فإن رأى الإنسان أنه نفض
____________________
(1/561)
كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله والهميان جار مجرى الكيس وقيل إن الهميان مال فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك وإن رأى كأنه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر والمقراض رجل قسام فمن رأى كأن بيده مقراضا اضطر في خصومة إلى قاض وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء فإنها تلد أخا له من أبيه وقيل إن المقراض ولد مصلح بين الناس قال القيرواني من رأى بيده مقراضا فإن كان عنده ولد أتاه آخر وكذلك في العبيد والخدم وإن كان عزبا فإنه يتزوج وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء فإنه منقرض من الدنيا وأما من رأى أنه يجز به صوفا أو وبرا أو شعرا من جلد أو ظهر دابة فإنه يجمع مالا بفمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم فإنه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر ( كان فكيك لأعراض مقرض ** ) ومنه فلان يقرض فلانا وأما الإبرة فدالة على المرأة والأمة لثقبها وإدخال الخيط فيها بشضارة بالوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى ! ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) ! 7 الأعراف 40 وأما إن خاط بها ثياب الناس فإنه رجل ينصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب والإبرة المنصحة والخياط الناصح وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيرا واجتمع شمله إن كان مبددا وانصلح حاله إن كان فاسدا وأما إن رفأ بها قطعا فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحا متقنا وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفأ والإبرة رجل مؤلف أو امرأة مؤلفة فإن رأى كأنه يأكل إبرة فإنه يفضي بسره إلى ما يضر به وإن رأى كأنه غرز إبرة في إنسان فإنه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه وحكي أن رجلا حضر ابن سيرين فقال رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين فقال الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والإبرة المثقوبة ولد غير تمام فولد له أولاد على حسب تعبيره وقال أكثر المعبرين إن الإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به وما كان من الإبر قليلا يعمل به ويخيط به خير من كثير لا يعمل بها وأسرع تصديقا فإن رأى أنه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها فإنه يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقا ويصلح فإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت فإنه يتفرق شأن من شأنه وكذلك لو رأى أنه انتزعت منه أو احترقت فإن ضاعت أو سرقت فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم والخيط بينة فمن رأى أنه أخذ خيطا فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى ! ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ) ! 3 البقرة 187 فإن رأى كأنه فتل خيطا فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه فإنه يدعو إلى فساد وكذلك إذا رأى أنه نحر جملا بخيط وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر ومنرأى أنه يفتل حبلا أو خيطا أو يلوي ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء فإنه سفر على أي حال كان فإن رأى أنه يغزل صوفا أو شعرا أو مرعزا مما يغزل الرجال مثله فإنه يصيب خيرا في سفره فإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء فإنه يناله ذل ويعمل عملا حلالا غير مستحسن للرجال ذلك فإن رأت امرأة أنها تغزل من ذلك شيئا فإن غائبا لها يقدم من سفر فإن رأت أنها أصابت مغزلا فإن كانت حاملا ولدت جارية وإلا أصابت أختا فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها فإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله فإنها يموت زوجها أو يطلقها فإن احترق بعضه أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوجها أو أختها فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل إلى رجل أو امرأة فإن إنسانا يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من اهله فإن كان السارق ينسب إلى امرأة فإن زوجها يصيب امرأة غيرها حلالا أو حراما وكذلك مجرى الفلكة وقال القيرواني الحبل سبب الأسباب فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي امرنا أن
____________________
(1/562)
نعتصم به جميعا فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم وإن رفع به مات عليه وإن قطع به ولم يبق بيده منه شيء أو انفلت من يده فارق ما كان عليه وإن بقي في يده منه شيء ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق وإن كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة قال الله تعالى ! ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) ! 3 آل عمران 112 وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر قال الله تعالى ! ( فألقوا حبالهم وعصيهم ) ! 26 الشعراء 44 وأما من فتل حبلا أو قاسه أو لواه على عود أو غيره فإنه يسافر وكذلك كل لي وفتل وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح وأما مغزل المرأة ولفاطتها فدالان على نكاح العزب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال فإنه يسافر أو يبرم أمرا يدل على جوهر المغزول أو يتغزل في شعر فإن غزل ما يغزله النساء فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملا ينكر فيه عليه وليس بحرام وأما غزل المرأة فإنه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها لأن المغزل يسافر عنها ويرجع إليها وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها وقد حكي عن ذي القرنين أنه قال الغزل عمر الرجل فإن رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسج فإنه يموت وفلكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليفه إياها ووجودها مراجعته إياها ونقضها الغزل نكثها العهد وأما المشط فمنهم من قال يدل على سرور ساعة لأنه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم وقيل المشط عدل وقيل إن المشط يدل على أداة الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه أو لحيته فإن كان مهموما سلى همه وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه وأما المرآة فمن نظر وجهه فيها من العزاب فإنه ينكح غيره ويلقى وجهه وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكرا كان الناظر أم أنثى وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى الناظر في بيته وجها غير وجهه وأما المسافر فإن ذلك دليل له على الرحلة حتى يرى وجهه في أرض غيره المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه فإنه ناظر في أمر إخوته مروع متسنن وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثما وغشاوة على قلبه والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره وقيل المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالتها فإن رأى وجهه فيها أكبر فإن مرتبته فيها ترتفع وإن كان وجهه فيها حسنا فإن مروءته تحسن فإن لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية فإن رآها بيضاء فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه فإن رأى في وجهه شعرا أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوى دينه وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه وقال آخر المرآة امرأة فإن رأى في المرآة فرج امرأة أتاه الفرج والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال فإن رأى كأنه يجلو مرآة فإنه في هم يطلب الفرج منه فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها فإنه لا يجد الفرج وقيل إنه إذا رأى كأنه ينظر في مرآة فإن كان عزبا تزوج وإن كانت امرأته غائبة اجتمع معها وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من امرأته فاحشة وعزل إن كان سلطانا ويذهب زرعه إن كان دهقانا والمرآة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملا فإنها تضع بنتا تشبهها أو تلد ابنتها بنتا فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها فهي تراها شبهها وكذلك لو رأى صبي أنه نظر في مرآة وأبواه يلدان فإنه يصيب أخا مثله ونظيره وكذلك الصبية لو رأت ذلك أصابت أختا نظيرتها وكذلك الرجل إذا رأى ذلك وكانت عنده حبلى ولد له ابن يشبهه والمذبة دالة على الرجل الذاب والرجل المحب أم المروحة فتدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة والدرج بشارة تصل بعد أيام خصوصا إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر وكذلك تخت الثياب والخلال لا يستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل وقيل إنه لا يكره لأنه ينقي وسخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنه
____________________
(1/563)
يفرج الهموم عن أهل البيت فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلة وإن خلل به ثوبه انخل ما بينه وبين اهله وحليلته المكحلة وأما من أولج مرودا في مكحلة ليكحل عينه فإن كان عزبا تزوج وإن كلن فقيرا أفاد وإن كان جاهلا تعلم إلا أن يكون كحله رمادا أو زبدا أو رغوة أو عذرة أو نحوه فإنه يطلب حراما من كسب أو فرج أو بدعة والمكحلة في الأصل امرأة داعية إلى الصلاح والميل ابن وقيل هو رجل يقوم بأمور الناس محتسبا والمقدمة خادمة والمهد بركة وخير وأعمال صالحة والصفحة والطبق حبيب الرجل والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو وأما السكين فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عزبا وإن كانت امرأته حاملا سلم ولدها وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر وإلا فهي أنثى وكذلك الرمح وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهدا بحق وجده فإن كانت ماضية كان الشاهد عدلا وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول جرح شاهده وإن أغمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها أو صلة يوصل بها أو أخ يصحبه أو صديق يصادقه أو خادم يخدمه أو عبد يملكه على إقرار الناس وغن أعطي سكينا ليس معها غيرها من السلاح فإن السكين حينئذ من السلاح هو السلطان وكذلك الخنجر والسكين حجة لقوله تعالى ! ( وآتت كل واحدة منهن سكينا ) ! 12 يوسف 31 وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها فإنه يرزق ابنا كيسا فإن رأى كأنه يستعملها فإنها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه والشفرة اللسان وكذلك المبرد وأما المسن فامرأة وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة أما الموسى فلا خير في اسمها من امرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو من مدينة اسمها مثلها إلا ان يكون يشرح بها لحما ويجرح بها حيوانا فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى والميسم يدل على ثلب الناس ووضع الألقاب لهم وقيل إنه يدل على برء المريض وأما الفأس فعبد أو خادم لأن لها عينا يدخل فيها غيرها وربما دلت على السيف في الكفار إذا رئيت في الخشب وربما دلت على ما ينتفع به لأنها من الحديد وقال بعضهم هو ابن وقال بعضهم هو أمانة وقوة في الدين لقوله تعالى في قصة إبراهيم ! ( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم ) ! 21 الأنبياء 58 وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس وأما القدوم فهو المحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه وقيل هي امرأة طويلة اللسان والساطور رجل قوي شجاع قاطع للخصومات والمنشار يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين المفرق بين الزوجين مع ما يكون عنده من الشر مع اسمه وحسبه وربما دل على القاسم وعلى الميزان وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس على أهل الشر المسيء بشرهم وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح والمطرقة صاحب الشرطة وأما المسحاة فإنها خادم ومنفعة أيضا لأنها تجرف التراب والزبل وكل ذلك أموال ولا يحتاج إليها إلا من كان ذلك عنده وهي للعزب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح وتسر ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ولمن له سلم بشارة بجمعه ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله فكيف إن جرف بها ترابا أو زبلا أو تبنا فذلك أعجب في الكثرة وقد يدل الجرف على الجبانة والمقتلة لأنها لا تبالي ما جرفت وليست تبقى باقية وربما دلت على المعرفة وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها وإن عمل بها فهي خادم والمثقب رجل عظيم المكر شديد الكلام ويدل على حافر الآبار وعلى الرجل النكاح وعلى الفحل من الحيوان والأرجوحة المتخذة من الحبل فإن رأى كأنه يترجح فيها فإنه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به والجواليق والجراب يدلان على حافظ السر وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر وقيل إنها خازن الأموال والزق رجل دنيء وإصابة الزق من العسل إصابة غنيمة من رجل دنيء وكذلك السمن وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير والنفخ في الزق ابن لقوله تعالى ! ( فنفخنا فيه من روحنا ) ! 21 الأنبياء 91 والنفخ في الجراب كذلك والنحي زق السمن والعسل فإنه رجل عالم زاهد والوطب رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال البر وأما النطع فهو دال على الرجل لأنه يعلو على الفراش ويقيه الإدناس وقد يدل على ماله الذي تتمعك فيه المرأة وولدها وربما دل على السرية المشتراة وعلى الحرة المؤثرة عليها وقد يدل على الخادم لأن خادم الفراش يدفع الأوساخ عنه
____________________
(1/564)
والوضم رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها والسفود قيم البيت وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد والتور خادم والجونة خازن والمنخل رجل يجري على يديه أموال شريفة لأن الدقيق مال شريف ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سرا والغربلة تدل على الورع في المكسب وتدل على نفاد الدراهم والدنانير والمميز بين الكلام الصحيح والفاسد وقفص الدجاج يدل على دار فإن رأى كأنه ابتاع قفصا وحصر فيه دجاجة فإنه يبتاع دارا وينقل إليها امرأته وإن وضع القفص على رأسه وطاف به السوق فإنه يبيع داره وتشهد به الشهود عليه والقبان ملك ومسماره قيام ملكه وعقربه سره وسلسلته غلمانه وكفته سمعه ورمانته قضاؤه وعدله والميزان دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن وربما دل على لسان صاحبه فما رئي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته فإن كان قاضيا قالعمود جسمه ولسانه لسانه وكفتاه أذناه وأوزانه أحكامه وعدله والدراهم كلام الناس وخصوماتهم وخيوطه أعوانه ووكلاؤه والمكيال يجري مجراه والعرب تسمي الكيل وزنا والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه واستواء الميزان عدله واعوجاجه جوره وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على كذبه وفسقه وقيل إن وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم فإن رأى كأنه يزن فلوسا فإنه يقضي بشهادة الزور وميزان العلافين خازن بيت المال والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات والمهراس رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها والمسمار أمير أو خليفة ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ويدل على الفتوة الفاصلة وعلى الحجج اللازمة وعلى الذكر ويدل على مال وقوة وأما الوتد فمن رأى كأنه ضربه في حائط أو أرض فإن كان عزبا تزوج وإن كانت له زوجة حملت منه وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم أو مشى فوق جبل وقيل الوتد أمير فيه نفاق وإن رأى كأنه غرسه في حائط فإنه يحب رجلا فإن غرزه في جدار بيت فإنه يحب امرأة فإن غرسه في جدار اتخذ من خشب فإنه يحب غلاما منافقا فإن رأى كأن شيخا غرزه في ظهره مسمارا من حديد فإنه يخرج من صلبه ملك أو نظير مالك أو عالم يكون من أوتاد الأرض فإن رأى أن شابا عرز في ظهره وتدا من خشب فإنه يولد له ولد منافق يكون عدوا له فإن رأى كأنه قلع الوتد فإنه يشرف على الموت وقيل من رأى أنه أوتد وتدا في جدار أو في أرض أو شجرة أو أسطوانة أو غير ذلك فإنه يتخذ أخبية عند رجل يثبت إلى ذلك الشيء الذي فيه الوتد والحلقة دين والجلجل خصومة وكلام في تشنيع والجرس رجل مؤذ من قبل السلطان والرواية والركوة للوالي كورة عامرة وللتاجر تجارة شريفة والمندفة امرأة مشنعة ووترها رجل طناز وقيل هو رجل منافق والمنفخة وزيره وخشبتا القصارين شريكان يكتسبان زينة الناس وجمالهم والعصار رجل حسيب منيع فيه نفاق فمن رأى كأن بيده عصا فإنه يستعين برجل هذه صفته وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله فإن رأى العصا مجوفة وهو متوكئ عليها فإنه يذهب ماله ويخفي ذلك من الناس فإن رأى كأنها انكسرت فإن كان تاجرا خسر في تجارته وإن كان واليا عزل وإن رأى كأنه ضرب بعصا أرضا فيها تنازع بينه وبين غيره فإنه يملكها ويقهر منازعه وإن رأى كأنه تحول عصامات سريعا وأما الكرسي لمن جلس عليه فإنه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها إلا نال سلطانا ورفعة شريفة على قدره ونحوه فإن كان عزبا تزوج امرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلا فيه لما من اسمه من دلائل كرور السوء لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن فإنه يكر راجعا وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والآلام فإن كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاما أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زج بلا رمح ولدت جارية وقيل من رأى أنه أصاب كرسيا أو قعد عليه فإنه يصيب سلطانا على امرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب فإن ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي
____________________
(1/565)
والكرسي امرأة أو رفعة من قبل السلطان وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق وإن كان من حديد فهو قوة كاملة والجالس على الكرسي وكيل أو وال أو وصي إن كان أهلا لذلك أو قدم على أهله إن كان مسافرا لقوله تعالى ( وألفينا على كرسيه جسدا ثم أناب )8 ص 34 والإنابة الرجوع والقمع رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف ودخول الكندوج مصيبة واللوح سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة لقوله تعالى ! ( وكتبنا له في الألواح ) ! 7 الأعراف 145 وقوله ! ( في لوح محفوظ ) ! 85 البروج 22 والمصقل منه يدل على أن الصبي مقبل صاحب دولة له وإذا رأى لوحا من حجر فإنه ولد قاسي القلب وإذا كان من نحاس فإنه ولد منافق وإذا كان من رصاص فإنه ولد مخنث والمحرضة خادم يسلي الهموم والمسرجة نفس ابن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤهما صفاء عيشه وكدرهما كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده بحيث لا تقبل الدواء والمسرجة قيم البيت والمكنسة خادم والخشنة خادم متقاض وأما من كنس بيته أو داره فإن كان بها مريض مات وإن كان له أموال تفرقت عنه وإن كنس أرضا وجمع زبالتها أو ترابها وتبنها فإنه يفيد من البادية إن كانت له وإلا كان جابيا أو عشارا أو فقيرا سائلا طوافا والممخض رجل مخلص أو مفت يفرق بين الحلال والحرام فإن رأى كأنه ثقب الممخض فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها وأما القصعة فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه فمن رأى جمعا من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة وحركوا أيديهم حولها بالمجالدة على قدر طعامها وجوهرها وإن كانوا أهل علم تألفوا عليه إن كان طعامها حلوا ونحوه وإن كانوا فساقا أو كان طعامها سمكة أو لحما منتنا تألفوا على زانية وأما الطاجن فربما دل على قيم البيت وربما دل على الحاكم والناظر والجابي والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط والحصير دال على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان والعرب تسمي الملك حصيرا فما كان به من حادث فبمنزلة البساط وأما التحافة فدال على الحصار والحصر في البول وأما من حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو امرأة أو مريض أو محبوس وأما الزجاج وما يعمل منه فحمله غرور ومكسوره أموال والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر وأما العروة فمن تعلق بعروة أو أدخل يده فيها فإن كان كافرا أسلم واستمسك بالعروة الوثقى وإن استيقظ ويده فيها مات على الإسلام ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب والمنقار دال على ذكر صاحبه وفمه وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب القفل والمفاتيح وأما من فتح قفلا فإن كان عزبا فهو يتزوج وإن كان مصروفا عن عروسه فإنه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته كما قال الشاعر ( فقم إليها وهي في سكرها ** واستقبل القفل بالمفتاح ) إلا أن يكون مسجونا فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى ! ( إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ) ! 8 الأنفال 19 أي تدعوا فقد جاءكم النصر وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى ! ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ! 48 الفتح 1 وإن كان في فقر وتعذر رزق فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من شركة أو من سفر وقفول وإن كان حاكما وقد تعذر عليه حكم أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا وأما المفتاح فإنه دال على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح وإن كان مفتاح الجنة نال سلطانا عظيما في الدين أو أعمالا كثيرا من أعمال البر أو وجد كنزا أو مالا حلالا ميراثا فإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطانا عظيما أو إماما ثم على نحو هذا في المفاتيح والمفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم وهي المقاليد قال الله تعالى ! ( له مقاليد السماوات والأرض ) ! 39 الزمر 63 يعني سلطان السماوات والأرض وخزائنه وكذلك قوله في قارون ! ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) ! 28 القصص 76 يصف بها أمواله وخزائنه فمن رأى أنه أصاب مفتاحا أو مفاتيح فإنه يصيب سلطانا أو مالا بقدر ذلك وإن رأى أنه يفتح بابا بمفتاح حتى فتحه فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها أو
____________________
(1/566)
يستعين بغيره فيظفر بها ألا ترى أن الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكان يستعين في أمره ذلك بغيره وكذلك لو رأى أنه استفتح برجا بمفتاح حتى فتحه ودخله فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له والقفل كفيل ضامن وإقفال الباب به إعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة وكل غلق هم وكل فتح فرج وقيل إن القفل يدل على التزويج وفتح القفل قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد ومن رأى أنه فتح بابا أو قفلا رزق الظفر لقوله تعالى ! ( نصر من الله وفتح قريب ) ! 61 الصف 13 ( الباب الخمسون ) ( في النوم والاستلقاء على القفا والانتباه والعجوز والمرأة والجارية ) النعاس أمن لقوله تعالى ! ( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ) ! 8 الأنفال 11 والنوم غفلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا وورد في الدعاء نبهنا من نوم الغافلين ومن رأى كأنه مستلق على قفاه قوي أمره وأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده لأن الأرض مسند قوي ولأن من استلقى على ققفاه وكان فمه منفتحا فخرج منه أرغفة فإن تدبيره بنتقص ودولته تزول ويفوز بأمره غيره فإن رأى كأنه منبطح فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بجري الأحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور وذلك أنه إذا نام على هذه الصفة جعل وجهه في الأرض فلا يدري ما وراءه والانتباه من النوم يدل على حركة الجد وإقباله وقال القيرواني إن النوم على البطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد والرقاد على الظهر تشتيت وذلة وموت وربما دل على فراغ الأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامدا لله عز وجل والنوم على الجنب خبر أو مرض أو موت ومن رأى أنه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده وأما العجوز القبيحة أو الناقصة وذات العيب المجهولة فهي الدنيا رأس كل فتنة لأن المرأة فتنة وقد تمثلت الدنيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء في صورة امرأة وتخايلت لكثير من الناس في صورة امرأة عجوز ذات عيب وقد تدل إذا كانت حسنة جميلة نظيفة كأنها عابدة زاهدة على الآخرة وما يقرب منها ويعمل لها من عمل ومال حلال لأن الدنيا والآخرة ضرتان إحداهما أعظم وأحسن من الأخرى وربما دلت على الدنيا الذاهبة والأرض الميتة والدار الخربة والمعروفة هي نفسها أو سميتها أو شبيهتها أو نظيرتها فمن رأى عجوزا هرمة شابت في المنام نظرت في حاله إن كانت الرؤيا في خاصته فإن كان فقيرا استغنى وإن كان ممن أدبرت دنياه عاد إليه أقبالها وإن كان حراثا أو كان عنده مكان يدل على النساء قد تعطل كالبستان والفدان والحمام ونحوه فإنه يعود إلى عمارته وبنائه وهيئته وإن كان مريضا أفاق من علته وإن كان لاهيا عن آخرته عاد إليها وإن كانت للعامة نظرت فإن كانت السنة قد يئس الناس منها ومن خيرها أعقبوها بالخصب وأتوا بالفوت وإن كانوا في حرب قد تشعبت وكبرت ومكرت انجلى أمرها وعادوا في حالهم في أولها وأما المرأة الكاملة فدالة على ما هو مأخوذ من أسمها فإما من أمور الدنيا لأنها دنيا ولذة ومتعة وأما من أمور الآخرة لأنها تصلح الدين وربما دلت على السلطان لأن المرأة حاكمة على الرجل بالهوى والشهوة وهو في كده وسعيه عليها في مصالحها كالعبد وتدل على السنة لأنها تحمل وتلد وتدر اللبن وربما دلت على الأرض والفدان والبستان وسائر المركوبات فمن رأى امرأة دخلت عليه أو ملكها أو حكم عليها أو ضاحكة إليه أو مقبلة عليه نظرت في أمره إن كان مريضا ببطن ونحوه أو عزبا وكانت المرأة موصوفة بالجمال أو ظنها حوراء نال الشهادة وإن لم يكن ذلك ولكنها من نساء الدنيا نجا مما هو فيه ونال دنيا وإن رأى ذلك فقير أفاد مالا وإن رأى ذلك من له حاجة عند سلطان فليرجها وليناهزها فإن رأى ذلك من له سفينة أو دابة غائبة قدمت عليه بما يسره وإن رأى ذلك مسجون فرج عنه لجمالها وللفرج الذي معها وإن رأى ذلك من يعالج غرسا أو زرعا فليداومه ويعالجه فإن رآها للعامة فإنها أمر يكون في الناس يقدم عليهم أو ينزل فيهم فإن كانت بارزة الوجه كان أمرها ظاهرا وإن كانت منتقبة كان أمرها مخفيا فإن كانت جميلة فهو أمر سار وإن كانت قبيحة فهو أمر قبيح وإن كانت تعظهم وتأمرهم وتنهاهم فهو أمر صالح في الدين وإن كانت تعارضهم وتلمسهم أو تقبلهم أو تكشف عورتها إليهم فهي فتنة ويفتتن بها من ألم بها أو
____________________
(1/567)
نال شيئا منها في المنام أو نالته في الأحلام وقد تكون من الفتن حصنا وغنائم في تلك السنة التي هم فيها إن رآها في وسط الناس أو في الجامع لأن الخير قد يكون فتنة لقوله تعالى ! ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) ! 21 الأنبياء 35 وإن رآها داخلة عليهم أو نازلة إليهم في السنة الداخلة بعد التي هم فيها وأما الجارية فدالة على خير يجيء وأمر يجري وفتنة تعتري مأخوذ من اسمها جار فمن رأى جارية ملكها أو نكحها أو دخلت عليه فإن كان له غائب جاءه أو خبره أو كاتبه إن رأى ذلك من تقتر رزقه يسر له وإن رأى ذلك من هو في البحر فمن تعذر طاروسه جرت سفينته وإن رآها للعامة تطارهم في الأسواق أو تدعوهم إلى السفاح ففتنة تموج فيهم وإن رآها تضرب بالدف فخبر مشهور يقدم على الناس ثم على قدر جمالها وقبحها وسائر أحوالها ( الباب الحادي والخمسون ) ( في العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الإنسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار ) أما العطش في التأويل فخلل في الدين فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت ! ( إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني ) ! 2 البقرة 249 وقال بعضهم من أراد أن يشرب فلم يشرب لم يظفر بحاجته ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا وإذا رأى أنه ريان من الماء دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيه وأما الجوع فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش والشبع تحصيل المعاش وعود المال والأكل يختلف في أحواله وقال بعضهم الجوع خير من الشبع والري خير من العطش وقيل من رأى أنه جائع أصاب خيرا ويكون حريصا ومن رأى أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى ! ( لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) ! 18 الكهف 62 فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار فإنه يستريح من تعب فإن دعاه في العشاء فإنه يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو ومن رأى أنه آكل طعاما وأنهضم فإنه يحرص على السعي في حرفته ومن رأى أنه أكل لحم نفسه فإنه يأكل من مدخور ماله ومكنوزه فإن اكل لحم غيره فإن أكله نيئا يغتابه أو أحد أقربائه وإن أكله مطبوخا أو مشويا فإنه يأكل رأس مال غيره فإن رأى كأنه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنه رجل غماز وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة وأكل المرأة لحم نفسها دليل على أنها تزني وتأكل كد فرجها وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة وكذلك أكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ فإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة وأما مضغ العلك فمن رأى أنه يمضغه فإنه ينال مالا في منازعة وقيل إن مضغ العلك إتيان فاحشة لأنه من عمل قوم لوط وأما من رأى أنه طبخ بالنار شيئا ونضج فإنه يصيب مراده من مال فإن لم ينضج لم ينل مراده ولو رأى أنه يأكل اللبان فإن اللبان بمنزلة بعض الأدوية ولو يرى أنه يمضغ اللبان والعلك فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك وكل ما يمضغ من غير أكل فإنه يزداد الكالم بقدر ذلك المضغ وكذلك قصب السكر غلا أنه كلام يستحلى ترداده فإن رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعرا أو عظاما فإنه يصيب مالا من رؤساء الناس وعظمائهم فإن أكل من أدمغتهم فإنه يصيب من ذخائر أموالهم وكذلك رؤوس البهائم والسباع إلا أنها دون رؤوس الناس في الشرف فإن رأى رؤوس الناس مقطوعة في بلدة أو محلة أو في بيت أو على باب دار فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه وقيل من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالا وسلطانا عظيما فإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو لحم أبرص أو لحم مجذوم فإنه يصيب مالا عظيما حراما فإن رأى أنه عانق رجلا ميتا أو حيا فإنه تطول حياته وكذلك المصافحة ومن رأى أنه يأكل من لحم نفسه أو لحم غيره وكان لما يأكل أثر ظاهر أكل من ماله أو من مال غيره فإن لم يكن له أثرا اغتاب إنسانا من أهل بيته أو غيرهم ومن أكل لحم المصلوب أكل مالا حراما من رجل رفيع القدر إذا كان لما يأكل أثر
____________________
(1/568)
( الباب الثاني والخمسون ) ( في ذكر أنواع من البلايا واليتم والوجع والكد والفزع والعثور والعبوس والعري والعزل والطرد والسرقة والسفه والذلة والخسران والخيانة والحبس والحمل الثقيل والبؤس والطغيان والضلالة ) أما اليأس من الأمر فدليل الفرج والنجاة لقوله تعالى ! ( فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ) ! 12 يوسف 80 وقوله تعالى ! ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) ! 12 يوسف 110 وأما اليتيم فمن رأى كأنه يتيم فإن غيره يغلب في أمر امرأة أو مال أو تجارة وما أشبه ذلك والوجع ندامة من ذنب وقيل إن من رأى أنه مستريح فإنه يكد والكد راحة والفزع يدل على اكتساب مظالم وارتكاب مآثم ومن رأى أنه مات من الفزع مات فقيرا والمظالم باقية في ذمته والعزل عهد كما أن العهد عزل وقد قيل إنه يدل على طلاق المرأة وعبوس الوجه يدل على بنت لقوله تعالى ! ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) ! 16 النحل 58 وأما العثور فمن رأى كأن إبهام رجله عثرت في الأرض اجتمع عليه دين فإن خرج منها دم نابتة نائبة وقيل إنه يصيب مالا حراما وأما العري فمن رأى أنه نزع ثيابه ظهر له عدو مكاتم غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة والنصيحة قال الله تعالى ! ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ) ! 7 الأعراف 37 فإن رأى كأنه عريان في محفل فإنه يفتضح وإن كان عريانا في موضع وحده فإن عدوه يطلب عثراته فلا يجد مراده من هتك ستره والطرد غير محمود في التأويل فمن رأى أنه طرد أحدا من أهل الفضل أو هول أو صاح عليه فإنه يقع في أمر هائل ويغلبه عدوه وأما السرقة فإن السارق المجهول ملك الموت والسارق المعروف يستفيد من المسروق منه علما أو موعظة أو منفعة فإن رأى كأن سارقا مجهولا دخل بيته وسرق طسته أو ملحفته أو قمقمته ماتت امرأته وسرقة الدرايمة والسفه والجهل فمن رأى أنه سفه جهل لقوله تعالى ! ( فإن كان الذي عليه الحق سفيها ) ! 2 البقرة 282 قالوا جاهلا وأما الذلة فنصرة في التأويل والخسران الذنب والخيانة الزنى والحبس ذل وهم وقيل إن الحبس يدل على نيل ملك بدليل قصة يوسف والحبس في البيت المجصص المجهول المنفرد عن البيوت دليل الموت والقبر فإن رأى كأنه موثق في بيت مغلق عليه فإنه ينال خيرا وأما الحمل الثقيل فجار السوء وإصابة البؤس دليل الافتقار وأما الضلالة عن الطريق فخوض في باطل والاهتداء بعد الضلالة إصابة الخير والفلاح ( الباب الثالث والخمسون ) ( في بعض الأضداد كالصعود والهبوط والبخل وافنفاق والهبة واللجاجة والمصافحة والكبر والتواضع والكذب والصدق والفقر والغنى والخوف والأمن والغم والفرح والجحود والإقرار والإحسان والإساءة والذنب والتوبة ) ومن رأى أنه صعد جبلا دل على حزن وسفر فإن صعد في السماء حتى بلغ نجومها فإنه يصيب شرفا ورياسة فإن رأى أنه لما صعد فيها تحول نجما من النجوم التي يهتدى به نال الإمامة والهبوط من السماء بعد صعودها ذل به العز وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين وإذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرح وقيل إنه يدل على تغيير الأمر وتعذر المراد وأما البخل فهو الذم فإن رأى أنه يبخل فإنه يذم كما أنه لو يرى أنه يذم فإنه يبخل وإنفاق المال على الكره دليل اقتراب الأجل لقوله تعالى ( وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ) البقرة 254 وإذا أنفق عن طيب نفس منه أصاب خيرا ونعمة لقوله تعالى ! ( وأنفقوا خيرا لأنفسكم ) ! 64 التغابن 16 وقوله تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )4 سبأ 39 وأما الهبة فمن رأى كأن وهب لرجل عبدا فإنه يرسل إليه عدوا واللجاجة فرار
____________________
(1/569)
فمن رأى كأنه يلج فإنه يفر من أمر هو فيه كائنا من كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومة ويدل أيضا على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم لقوله تعالى ! ( بل لجوا في عتو ونفور ) ! 67 الملك 21 وأما المصالحة فمن رأى كأنه يدعو غريما إلى الصلح من غير قضاء دين فإنه يدعو ضالا إلى الهدى ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير وأما الكير فمن رأى كأنه تكبر لتمكنه بسرور الدنيا وفوزه بنعيمها واستقامة أمورها فإنه يدل على نفاد عمره لقوله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها ليلا أو تهارا )0 يونس 24 الآية والتبختر خطأ في الدين لقوله تعالى ! ( واقصد في مشيك ) ! 31 لقمان 19 ويدل على إصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب والتواضع للناس ظفر وعلو ورفعة لما روي في الأخبار من تواضع لله رفعه الله والكذب دليل على أن صاحب الرؤيا لا عقل له خصوصا إذا رأى كأنه يكذب على الله لقوله تعالى ! ( يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون ) ! 5 المائدة 103 والصدق الإيمان فمن رأى من الكفار أنه صدق فإنه يؤمن كما لو رأى مؤمن أنه آمن فإنه يصدق وأما الفقر فمن رأى أنه فقير فإنه يصيب طعاما كثيرا لقوله تعالى حكاية عن موسى ! ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) ! 28 القصص 24 والغنى هو الفقر فمن رأى أنه غني فإنه يفتقر وأما الخوف فيدل على التوبة وكل خائف تائب وقيل من رأى كأنه خائف فأمن الخوف ونال رياسة فإن رأى أنه آمن فإنه يخاف وأما الغم فدال على السرور وقيل هو الغم بعينه والقرح هو الغم لقوله تعالى ! ( لا يحب الفرحين ) ! 28 القصص 76 وأما الجحود فعلى ضربين جحود حق وجحود باطل فمن رأى أنه جحد باطلا فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ومن رأى كأنه جحد حقا فإنه يكفر لقوله تعالى ! ( وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون ) ! 29 العنكبوت 49 والإقرار بعبودية إنسان إقرار بعداوته والإقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة لقوله تعالى حاكيا عن آدم وحواء ! ( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا ) ! 7 الأعراف 23 والإقرار بقتل الإنسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن لقصة موسى ! ( قتلت منهم نفسا ) ! 28 القصص 33 وأما الإحسان فيدل على نجاة صاحب الرؤيا والإساءة تدل على هلاكه وارتكاب الذنب يدل على ركوب صاحبه الدين كما أن الدين يدل على ارتكاب الآثام والتوبة تدل على نيل ملك وإصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية ( الباب الرابع والخمسون ) ( في النكاح وما يتصل به من المباشرة والطلاق والغيرة والسمن وشراء الجارية والزنى واللواط والجمع بين الناس بالفساد وتشبه المرأة بالرجل والتخنث ونظر الفرج ) ومن رأى أنه عروس ولم ير امرأته ولا عرفها ولا سميت له ولا نسبت له إلا أنه سمي عروسا فإنه يموت أو يقتل إنسانا ويستدل على ذلك بالشواهد فإن هو عاين امرأته أو عرفها أو سميت له فإنه بمنزلة التزويج وإذا رأى أنه تزوج أصاب سلطانا بقدر المرأة وفضلها وخطرها ومعنى اسمها وجمالها إن عرف لها اسما أو نسبة ولو رأى أنه طلق امرأته فإنه يعزل عن سلطانه إلا أن يكون له نساء حرائر وإماء فإنه نقصان شيء من سلطانه فإن رأى بعض أبناء الدنيا أنه ينكح زانية أصاب دنيا حراما وجميع النكاح في المنام إذا احتلم صاحبه فوجب عليه الغسل فليس برؤيا فإن رأى رجل أنه يأتي امرأة معروفة فإن أهلبيت يصيبون خيرا في دنياهم فإن رأى أنه لم يغشاها ولكن نال منها بعض اللمم فإن غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لأن الغشيان أفضل وأبلغ ولو رأى أو رئي له أنه ينكح أمه أو أخته أو ذات رحم فإن ذلك لا يراه إلا قاطع لرحمه مقصر في حقهم فهو يصل رحمه ويراجع فإن رأى أن امرأته متصنعة مضطجعة معه فوق ما هي في هيئتها ومخالفة لذلك فإنها سنة مخصبة تأتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها فإن كانت امرأة مجهولة فهو أقوى ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من السنة فمن رأى أنه ينكح رجلا مجهولا وكان المجهول شابا فإن الفاعل يظفر بعدو له وكذلك لو كان المنكوح معروفا أو كانت بينهما منازعة أو خصومة أو عداوة فإن الفاعل يظفر بالمفعول به وإن كان المنكوح معروفا وليست بينهما منازعة ولا عداوة فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيرا أو سميه إن لم يكن لذلك أهلا أو نظيره أو في سبب من أسباب هؤلاء فإن كان المنكوح شيخا مجهولا فإن الشيخ جده وما يصل منه إلى جده من خير فإنه يحسن ظنه واحتماله فيه وكذلك لو رأى أنه يقبل رجلا أو يضاجعه أو يخالطه بعد أن يكون ذلك من
____________________
(1/570)