من يتطوع للإسلام 2
المقدم:
…بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أعزائي المشاهدين والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما زلنا معكم ومع فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد فى حلقة عن من يتطوع للإسلام والحقيقة وقفنا على نقاط متعددة فى الحلقة الماضية وما زال هناك الكثير والكثير حول التطوع وما هى دوافعه وما هى نتائجه وما هى أساليبه كذلك نريد حقيقة أن نستفتح هذه الحلقة مع فضيلة الشيخ أولا بالترحيب به فأهلا وسهلا بكم
الشيخ محمد:
…حياكم الله وأهلا وسهلا
المقدم
نريد أن نبدأ هذه الحلقة فضيلة الشيخ عن العمل التطوعي ومبدأ التكافل الاجتماعي فى الإسلام كيف نستطيع من خلال العمل التطوعي أن نحقق هذا المبدأ؟
الشيخ محمد:
…الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين العمل التطوعي فرصة عظيمة لنيل الأجر والثواب من الله العمل التطوعي أصلا من صميم ديننا العمل التطوعي يجب أن نسبق فيه الغرب والشرق وليس أن نتركهم يسبقونا العمل التطوعي يحقق قضية التكافل الاجتماعي لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له يقول الراوي فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا فى فضل رواه مسلم.(1/1)
…فأي شيء يزيد عن الواحد لابد أن يعطيه لغيره من يحتاجه النووي رحمه الله علق على هذا الحديث فقال فى هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب والاعتناء بمصالح الأصحاب وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج وأنه يكتفي فى حاجة المحتاج بالتعرض للعطاء وتعريضهم من غير سؤال والمفروض نحرج إخواننا المسلمين أن يذلوا أنفسهم التعريض يكفي وفيه مواساة ابن السبيل والصدقة عليه إذا كان محتاجا وإن كان له راحلة وعليه ثياب فهذه إذن مقدمة كبيرة لقضية التكافل الاجتماعي فى الإسلام.
المقدم:
…جميل يا فضيلة الشيخ لعل هذا يجرنا حقيقة حول الحديث عن مما هو متواصل تبعا للتكافل الاجتماعي وهو تفريج كربات المسلمين
الشيخ محمد :
العمل التطوعي يساهم جدا فى تفريج كربات للمسلمين النبي عليه الصلاة والسلام يقول من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وفى رواية للطبراني هذه رواية البخاري ومسلم متقدمة، الطبراني قال ولا يسلمه فى مصيبة نزلت به فنحن يعنى تفريج الكربات العمل التطوعي فيه إزالة غموم وفيه تفريج هموم وفيه تعاون على البر والتقوى وفيه تعاشر ومؤالفة وفيه إعانة المسلمين وفيه ستر هؤلاء المسلمين ماديا ومعنويا وكذلك فيه بذل مال وجهد بدني ووقت ورأى شفاعة جاه كلها من أجل هؤلاء المسلمين وقد علق النووي رحمة الله على الحديث السابق فقال فيه فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك ففي الحقيقة ما ترك شيء من أوجه العطاء والتقديم إلا وذكره
المقدم:(1/2)
…جميل فضيلة الشيخ الحقيقة كنا قد ختمنا الحلقة الماضية ذكر أرقام وإحصاءات للعمل التطوعي فى الغرب فى الحقيقة كان هناك سؤال كان ودي أطرحه فى الحلقة الماضية لكن ضاق علينا وقت البرنامج السؤال هو ما هى الدوافع التى تدفع هؤلاء الغربيين للعمل التطوعي؟
الشيخ محمد:
…طيب مسالة الوصول إلى المتطوعين مسألة مهمة جدا وحساسة الحصول على المتطوعين فى الأعمال المختلفة يعنى هذا الانطلاق والبداية فى إقامة العمل التطوعي فهناك مؤسسات ليست لأعمال تطوعية لكن لاستجلاب المتطوعين وتزويد المؤسسات التطوعية بالمتطوعين ومن أشهر وإن لم يكن أشهر المؤسسات التى تمول أو تزود الأعمال التطوعية بالمتطوعين وتصير حلقة وصل بين الأعمال التطوعية وبين المتطوعين فى التخصصات المختلفة والمجالات المختلفة ولها موقع على شبكة الانترنت www.volunteermatch.org هذه تركز بشكل كامل على التطوعي وقد أجريت دراسة على هذه الشركة من قبل مؤسسات أخرى وتبين من آراء المنظمات والناس الذين تعاملوا مع هذه الشركة لأنها مع هذه المؤسسة فلانتير ماتش يعنى واضح من اسمها التنسيق أي تنسق بين المتطوعين وبين الذين يريدون المتطوعين من المؤسسات التطوعية فعدد منهم قالوا 60% قالوا أو أكدوا على القيمة العالية للخدمة بالنسبة لهم أنه فعلا أن هذا الموقع أو هذه الشركة قدمت خدمة عالية بالنسبة لهم 50% أكدوا على أن هذه الخدمة ساعدتهم للوصول الى المتطوعين لم يكونوا ليصلوا إليهم بدونها 40% أكدوا أن الخدمة تسهل الوصول الى المتطوعين مناسبين و 30% أقروا بأنهم حصلوا ما يحتاجون من متطوعين عن طريق هذه الخدمة وربع المنظمات أكدت بأن الخدمة سمحت لهم بتحرير موارد غالية كانوا يدفعون تكاليفها فى السابق إذا نحن بحاجة إلى جهات ومؤسسات وممكن تكون مواقع على شبكة الانترنت تزود الأعمال التطوعية بالمتطوعين وتربط بين الأعمال التطوعية وبين المتطوعين تربط بين الجهات الخيرية وبين المتطوعين(1/3)
هذا الرابط نحن شرعا بالنسبة لنا يدخل فى حديث الدال على الخير كفاعله لو كان مجانا فهو عمل تطوعي والدال على الخير كفاعله.
المقدم:
فضيلة الشيخ نستأذنكم ونتوقف قليلا لنأخذ الفاصل أعزائي المشاهدين والمشاهدات ننتقل بكم إلى هذا الفاصل ثم نواصل
أعزائي المشاهدين والمشاهدات نعود بعد هذا الفاصل ونواصل لنترككم مع فضيلة الشيخ حول عدد حقيقة من الأسئلة والاستفسارات التى وردتنا حول الأعمال التطوعية للإسلام نترككم الآن مع هذه الأسئلة وإجابات فضيلة الشيخ
عندما تزور الجمعيات الخيرية ومراكز الاستفادة من المتطوعين والمشاريع التطوعية القائمة ما احتمال أن تجد فرصة تطوع مناسبة لاهتماماتك وكيف يكون وصول المتطوع إلى أعمال تطوعية تناسبه؟
الشيخ محمد:(1/4)
…نعم مسألة وصول المتطوع إلى وظيفة تناسب اهتماماته أو مهمة تناسب مواهبه أو ما يجيده هذه قضية مهمة الموقع الآنف ذكره السابق ذكره مما يحل هذه المشكلة وقد جاء فى دراسات على هذا الموقع أن أكثر من الربع وجدوا فرصا بنسبة أكثر من 80% وعندما يزار هذا الموقع كم احتمال أن يجد المتطوع فرصة تناسبه فالنسبة عالية جدا يعنى وجدوا أن 80% ممكن أن يجد فرصة تناسبه فى هذا الموضوع وكذلك فإنه لوحظ أن حوالي الثلثين يستجيبون يعنى الثلثين مشتركين أو الباحثين لثلاث فرص أو أقل قبل أن يجدوا المكان المناسب بمعنى أن خدمة فرانتين ماتش استطاعت أن تظهر كثير من المعلومات اللازمة لمعرفة فيما إن كانت هذه الفرصة مناسبة لهم أم لا وبالتالي فإننا نحتاج إلى من المسلمين عقلاء ومنظمين وأصحاب خبرات فى الشخصيات وفى المهارات لكى يعملوا توائم ما بين الوظيفة التطوعية وما بين المتطوع نفسه ما هى خبرته ما فيها جمع معلومات ممكن تقوم بها مواقع على شبكة الانترنت تجمع معلومات عن المتطوعين ماذا يريدون فى أى مجال يفضل أن يقدم مثلا ثم من هو طالب الخدمة من المؤسسات التطوعية فيدلون هذا على هذا يدلون هؤلاء على هؤلاء وهذه خدمة كبيرة يمكن أن تقدم فى هذا المجال
…فضيلة الشيخ ما هو دوري أنا ودور كل مسلم فى النهوض بالعمل التطوعي خصوصا أننا فى هذا المجال نتكلم كثيرا ولا نقدم شيئا إلا نذرا قليلا يكاد لا يذكر
الشيخ محمد:(1/5)
…ماذا قدمنا فضلا هذا سؤال مهم جدا وهو حساب للنفس فى الحقيقة وعندنا نعم كثيرة (وإن تعدون نعمة الله لا تحصوها) والشكر علينا واجب ومن شكر النعمة استعمالها فى مرضات المنعم فماذا قدمنا فعلا هل نحن وفينا لهذا الدين ؟ هل نحن قومنا بالواجب فى نشره مثلا ؟ هل نحن قومنا بحث الناس على تطبيقه ومساعد تهم على ذلك ؟ ليست فقط القضية أوامر وإنما نساعد الناس على تطبيق أحكام الإسلام وآداب هذه الشريعة قضية النشر نشر الإسلام والدعوة للإسلام وتحقيق المساهمة فى المشروعات الخيرية التى تؤدي إلى هذا النشر طبعا هذا من أعظم الأعمال التطوعية التى تتطوع فى الدعوة لله سبحانه وتعالى لأن من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه وسواء كنت دليت قريب أو بعيد تعرفه أو لا تعرفه على شيء من الخير فإنك بالحقيقة تكون قد كسبت أجرا عظيما عند الله فنحن يجب أن نحاسب أنفسنا فعلا ماذا عملنا ماذا قدمنا حتى الأشياء المالية أن نستغرب أحيانا يعنى أن مجتمعا غير مسلم عندهم تبرعات رهيبة جدا عندهم مساعدات مالية ضخمة جدا الولايات المتحدة فى عام 1997 كانت المساهمات التطوعية النقدية والعينية قيمتها 46 بليون دولار موزعة حسب مصادر التمويل طيب نحن أهل لا إله إلا الله نحن أهل الصدقات نحن أهل مضاعفة الحسنات إلى عشر إلى سبعمائة ضعف نحن الذين خاطبنا الله بقوله (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا) نحن الذين وعدنا الله بالخلف والأجر الجزيل كيف نتخلف أو كيف نبخل أو كيف نمتنع عن المساهمة الذين كفروا ينفقون أموالهم لكن لا يرجون من الله شيئا نحن نرجو من الله فما بالنا نكون أقل من هؤلاء نحن أهل الحق المفترض أن ندعو للدين إلى الحق الذى نحن عليه ولا نشك فيه والإسلام دين إذا ما اعتنقنه أي واحد يعرفه عرفه يدخل النار ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه طيب ماذا فعلنا لو نحن نظرنا فى المنظمات التنصيرية فى عام 1990 يعنى قبل حوالي 15 سنة 21.000(1/6)
منظمة فما عددها الآن فى عام 1996 بعد ست سنوات صارت 45.000 منظمة تعمل للتنصير منظمة وليس فرد وعدد المنصيرين داخل بلادهم فى عام 1990 بلغ 3مليون وتسعمائة وثلاثة وثلاثين ألف شخص بعد ست سنوات عام 1996 بلغ 4 ملايين وستمائة وخمسة وثلاثون ألف شخص أما المنصيرون خارج بلادهم ففي عام 1990 كانوا 285.000 شخص وعام 96 صاروا 400.000 شخص تقريبا المجلات فى عام 1990 كانت المجلات التنصيرية والدوريات التنصيرية 23.800 مجلة ارتفع العدد إلى 30.000 مجلة فى عام 1996 المحطات عام 1990 كانت 2160 محطة فى الإذاعة والتليفزيون فى عام 1996 صاروا 3200محطة يعنى مليون جهاز كمبيوتر يعمل فى خدمة التنصير 193 بليون دولار تبرع للكنسية نحن ماذا قدمنا يقدمون هذه البلايين لنشر الدين الباطل وان الله سبحانه وتعالى له زوجة صاحبة وله ولد تعالى الله علوا كبيرا لماذا نحن نقعد وهؤلاء يعلمون ونحن نتقاعس وهؤلاء يشتغلون ونحن نبخل وهؤلاء ينفقون منصره نرويجيا تقيم ستة أشهر فى قبيلة أفريقية تأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتعلمت لغاتهم ويتنصر على يديها المئات ونحن أحيانا لا نمد أيدينا بمساعدة قليلة لإخواننا فى المجاعات هؤلاء الذين يعملون لا يرجون شيئا من الله (إن تكونوا تأملون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) فما بالنا إذا نقعد إذا لو تأمنا فى بعض القصص التى تدل على إصرارهم على دعوتهم للباطل وقارنها بتقاعسنا نحن وتكاسلنا يقول احد المسلمين كنت فى ألمانيا أنا وحيد فى البيت مغلق على الباب طرق الباب فإذا صوت امرأة شابة تنادي قلت لها ماذا تريدين قالت افتح الباب فقلت أنا رجل مسلم ما عندي أحد ولا يجوز لي أن أفتح الباب لتدخلي عليّ فأصرت فأبيت فقالت أنا من جماعة اليهود الدينية افتح الباب لأعطيك كتب ونشرات ولا أريد شيئا فأخذت تتوسل فولى ظهره فما كانت منها إلا أن وضعت فمها على ثقب الباب وأخذت تتكلم عن دينها وتشرح مبادئ(1/7)
عقيدتها لمدة عشرة دقائق فلما انتهت قلت أنا ومن وراء الباب ما تعبت نفسك هكذا قالت أنا أشعر الآن براحة لأني بذلت ما أستطيع فى سبيل خدمة ديني سبحان الله هذا بذلهم لباطلهم وماذا نحن فعلنا واحد من الشباب إلى محطة وقود وطلب من العامل أن يعبأ له بضع ريالات وخلال ذلك سأل العامل مسلم أنت قال العامل لا لست مسلما لماذا لا تسلم قال لا أعرف الإسلام قال له صاحبنا أنا احضر لك كتب عن الإسلام فعند ذلك صاح به العامل أنت كذاب فتعجب وقال كذاب لماذا؟ قال العامل أنا أعمل فى المحطة منذ خمس سنوات وكثيرون مروا بي وكل واحد يقول سأحضر لك كتبا عن الإسلام وإلى الآن لم يحضر لى أحد شيئا يعنى لا يوجد متابعة طيب العمل والدين واجب للجميع واجب المرأة والرجل والكبير والصغير والمثقف وغير المثقف يعنى عندنا بلغوا عنى ولو آية فلماذا نتقاعس ولم يجعل الله العبد أجلا فى العمل الصالح دون الموت لماذا لا نقدم انفروا خففا وثقالا قال أبو طلحة الأنصاري أرى ربنا عز وجل استنفرنا شيوخا وشبابا فشعر بالمسئولية فقام فنحن كيف أن نذوق طعم الراحة وعندنا كل هذه المجالات للعمل ولذلك لما سئل الإمام أحمد رحمه الله متى يجد العبد طعم الراحة قال عند أول قدم يضعها فى الجنة
…هل لكم يا فضيلة الشيخ أن تذكروا لنا أمثلة وقدوات تكون عظمية لنا فى الأعمال التطوعية من الذين ضربوا أمثلة يحتذا بها فى نفع الناس ابتغاء وجه الله ؟
الشيخ محمد:(1/8)
…طيب نفع الناس ميراث الأنبياء وسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام يوسف عليه السلام ماذا فعل مع إخوته جهزهم بجهازهم لم يبخسهم شيئا نفعهم موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين فرفع الحجر عن البئر الأخرى وسقى لهما حتى رويت أغنامهما ولم يشترط مالا ولم يأخذ أجرة ولم يسأل عن شيء الخضر بنى مع موسى الجدار للغلامين اليتميين حتى لا يكتشف الكنز فيأخذ الذى تركه لهما أبوهما النبي عليه الصلاة والسلام القدوة فى النفع للآخرين وقد قالت خديجة شاهدة له على ذلك أبشر فالله لا يخزيك الله أبدا فإنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقر الضيف وأبو بكر الصديق سار على المنوال حتى أن ابن الدغنة لما رأة خارجا إلى الحبشة قال إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكلأّ وتقر الضيف وتعينه على نوائب الحق الحديثان فى البخاري وابن الدغنة ما كان يدرى ماذا قالت خديجة عن النبي عليه الصلاة والسلام لكن هذا الصاحب تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم (إذ يقول لصحابه لا تحزن إن الله معنا) كان الصديق رضي الله عنه يحلب لأناس من الضعفاء قبل أن يتولى الخلافة ولما تولى قالوا الآن لن يحلب لنا يعنى سينشغل استمر يحلب لهم عمر رضي الله عنه كان يتعاهد أرامل ويسقي لهن الماء ليلا ولا زال على ذلك أبو وائل رحمه الله كان يطوف على نساء الحي وعجائزهن ويشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن ، على بن الحسين رحمه الله كان يحمل الخبز إلى بيوت المساكين فى الظلمة ولما مات فقدوا ذلك وكان الناس من أهل يعشيون لا يدرون من أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك فعرفوا من الذى كان يأتيهم أم المؤمنين زينب زوج النبي عليه الصلاة والسلام ملجأ الأرامل ومفزع الأيتام بعد الله سباقه بالخيرات صاحبة اليد الطولى فى عمل الخير إذا ما وجدت ما تتصدق به تصنع وتدبغ وتخبز وتبيعه ما(1/9)
تصنعه وتتصدق به ولذلك قال عليه الصلاة والسلام أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا . روفيدة الأسلامية كانت تداوى الجرحى وتحتسب عند الله عز وجل يعنى الأعمال الصالحة كثيرة عند أولئك القوم حتى النساء كن يساهمن فى السقي والمداوة والفرص توالت يعنى الإنسان لا يعد ما يجد يوميا من يحتسب الأجر فى سبيل نفعه بسد جوعته أو صدقة وكان سفيان إذا جاءه الفقير يقول مرحبا بمن جاء يغسل ذنوبي والفضيل بن عياض جاءه من يسال يقول نعم السائلون يحملون أوزارنا إلى الآخرة بغير أجره حتى يضعها فى الميزان أنا أريد أن أقول أن قضية نفع الآخرين وأن مسالة العمل التطوعي ليست هي حكرا على المستقيمين أو المتدينين بل هى واجب حتى المقصرين لأن الحسنات يذهبن السيئات يعنى أنت لو كنت مقصر أو أنت كنت مقصرة طيب على الأقل يقول لك من أعمال البر والخير ما يكفر به هذه السيئات ما تكفر به السيئات فإن العاصي معدود من جملة أهل الإيمان ولا يمكن إخراجه عنهم وله وظيفة وله دور ومعصية الإنسان لا تمنعه من الإتيان إلى المسجد ولا حضور الدرس ولا أن يكون ناصحا مثلا وموجها وكذلك فإنه لا يذكر الإنسان يعنى أي متطوع وهذه مسالة مهمة قضية تقبل المتطوعين واستقطاب المتطوعين وإفساح المجال لهم والبشاشة فى وجوههم يعنى أحيانا الواحد ما يتوقع واحد يعمل فى مشروع خيري لبناء مسجد ويستقبل الصدقات وإذا جاءه شاب يوما ورائحة التدخين تفوح منه قد اسودت شفتاه من كثرة التدخين والهيئة هيئة غير مشجعة أبدا ولكن لما اقترب منه سأله ماذا يريد فناوله ظرفا مغلقا قال ما هذا قال مال جمعته من أمي وأخواتي ومعارف لنا ومن عندي ومن هنا ومن هنا فتحه فوجد فيه 5000 ريال ايش هذا قال لتضعها فى المسجد وناس يعملون حتى ولو كانوا من أهل المعاصي وحتى ولو كانوا من المقصرين عندهم رغبات فى الخير طيب قد يدخلون بها الجنة وقد يتكبر بعض من هو يظن نفسه أحسن منهم ويدخل النار إذا عمل الخير متاح للجميع بل(1/10)
يمكن عمل الخير هذا قائدا لذلك المقصر ليستقيم وأن ينصلح حالهم وأن يرى أن عمله الذى قدم أنتج أثمر فيقول طيب ولما أحسن وأكون أفضل يعنى في العمل لهذا الدين(1/11)