بيانات الكتاب
عنوان الكتاب / من جواهر الكلام
مؤلف الكتاب : دكتور/ بدر عبد الحميد هميسه
hamesabadr@yahoo.com
نبذة عن الكتاب/
يتناول الكتاب طائفة من جواهر الكلام وحكم الحكماء والصالحين .(1/1)
من جواهر الكلام
دكتور/
بدر عبد الحميد هميسه
قال تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } (10) سورة فاطر.
المقدمة
الحمد لله الذي أبدع وصور ، ونظم حركة الكون وكور وهو على كل شئ أقدر ، بيده ملكوت السماوات والأرض . والخضوع لعظمته واجب وفرض , و أصلى وأسلم على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - سيد الكونين وإمام الثقلين . نوره كالفرقدين ، وبهاؤه كالحرمين ، وعلى آله وصحبه ومن سبح وكبر.
وبعد ...؛
فإن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء .والكلمة الطيبة كالنخلة ؛ لا يتساقط ورقها أبداً ، وهى كالنبع الثر الذي لا ينضب ولا يغيضُ ؛ بل يزيد ويفيض . والكلمة الطيبة وحى السماء ، وطريق الجنة والرضوان وهى كالنحلة لا تأكل إلا طيبا ، ولا يخرج منها إلا كل طيب .
وجواهر الكلام أنفس من جواهر الذهب والفضة ؛ فهي لا تصدأُ ، ولا تقبل النقصان ، ولا تخضع للخلط أو التدليس .
وغرائس الجنة : الكلم الطيب ؛ الذي يصعد إلى خالقهِ فتفتح أبواب السماء دونه ، وتحتفي به الملائكُ في السماء ، فاجعل اللهم كلامنا كله طيبا ، وجنبنا الزلل في القول والعمل .(1/1)
و تراثنا العربي والإسلامي زاخر وزاهر بالثمرات اليانعة والحكم الجامعة المانعة ، والتي أحوج ما نكون إليها اليوم ؛ لأن فيها ما يشعرنا بقيمتنا الإنسانية والحضارية وبأننا أمة الخلود والمجد ولشد ما يدهشني جهل شبابنا اليوم بما يحويه تراثنا من كنوز وثروات , وإضاءات وإشراقات وزهدهم في استخراج تلك الكنوز ، وإخلادهم إلى العيش في ظل غيرهم ، لا أن يكونوا هم الشجرة الظليلة التي يأوي إليها الغرباء من لفح الهجير وحره وإن القيم والمثل التي يتغنى بها بعض الشباب ويزعمون أنها بضاعة الغرب المتحضر لهى بضاعتنا التي ردت إلينا .
وهذه المجموعة من " جواهر الكلام " تحتوى على شذرات من تراثنا الوارف جمعتها من بطون الكتب ومن قراءات متنوعة .
والله أسأل أن ينفع بها ، و أن تحقق هدفها وأن يجعلها في ميزان حسناتنا يوم القيامة .
إنه ولى ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله لرب العالمين .
... ... ... ... ... ... ... ... راجي عفو ربه
... ...
... ... ... ... ... دكتور / بدر عبد الحميد هميسه
إن الله طيب :
روى مسلم في صحيحة عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :- " أيها الناس ! إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المسلمين . فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا } وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } ثم ذكر الرجل ، يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يده إلى السماء يا رب ! يارب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذى بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك !! "
الإحسان على كل شئ :(1/2)
روى مسلم عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن الله كتب الإحسان على كل شئ ؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته
علامات الإخلاص :
قال ذو النون المصري علامات الإخلاص : استواء المدح والندم من العامة ، ونسيان رؤية الأعمال ، واقتضاء ثواب العمل في الآخرة . وقال أبو عثمان المغربي : الإخلاص : نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق .
فضيلة التواضع :
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ ... على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسهِ ... فوق طبقات الجوّ وهو وضيعُ
صناع المعروف :
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" مر رجل بغصنِ شجرة على ظهر الطريق فقال : والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين ، لا يؤذيهم ، فأُدخِلَ الجنة " ... مسلم .
وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرةٍ قطعها من ظهر الطريق ، كانت تؤذى الناس " رواه مسلم . ... ...
الأيام خمسة :
جاء في كتب العرب : الأيام خمسة : يوم مفقود ، ويوم مشهود ، ويوم مورود ، ويوم موعود ، ويوم ممدود :
فالمفقود : أمسك الذي فاتك مع ما فرطت فيه .
والمشهود : يومك الذي أنت فيه ، فتزود فيه من الطاعات .
والمورود : هو غدك لا تدرى ، هل هو من أيامك أم لا ؟
والموعود : هو آخرتك ، وهو يوم لا انقضاء له ، فاهتم له غاية .
اهتمامك ؛ فهو إما نعيم دائم ، أو عذاب مخلد .
فضل العلم :(1/3)
من وصيةٍ لعلى بن أبى طالب - رضي الله عنه - وصى بها صديقه كميل بن زياد ، فقال له : " يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق ، وضيع المال يزول بزواله ، يا كميل بن زياد ، معرفة العلم دين يدان به ، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه .
يا كميل : هلك خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقى الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهجم رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركنٍ وثيق .
صيانة النفس :
قال القاضي أبو الحسن الجرجاتى :
يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وإن إذا فاتنى الأمر لم أكن ... أقلب كفى إثره متندما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما ... بدا مطمع صيرته لي سلما
وما كل برق لاح لي يستنفزنى ... ولا كل من في الأرض ورضاه منعما
أفهمها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العدا فيم أولما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه حنظلا ... إذن فإتباع الجهل كان أخرها
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوا فهان ودنوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما
رأس مال المسلمين :(1/4)
كتب الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى النعمان بن مقرئ قائد جيش المسلمين الذاهب لمحاربة الفرس يقول : " بسم الله الرحمن الرحيم – من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى النعمان بن مقرن ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ... أما بعد فإنه قد بلغني أن جموعا من الأعاجم كثيرة قد جمعوا لكم بمدينة نهاوند ، فإذا أتاك كتابي هذا فسر بأمر الله ، وبعون الله ، وينصر الله بمن معك من المسلمين ، ولا توطئهم وعرا فتؤذيهم ، ولا تمنعهم حقهم فتكفرهم ، ولا تدخلنهم غيضة ، فإن رجلاً من المسلمين أحب إلىّ من مئة ألف دينار والسلام " .
مسئولية الراعي :
قال عمر بن الخطاب في أخر سنوات خلافته : لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولاً ، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني ، إما عمالهم فلا يرفعونها إلىّ ، وإمامهم لا يصلون إلىّ . فأسير إلى الشام فأقيم به شهرين ، ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم بها شهرين ، ثم أسير إلى مصر فأقيم بها شهرين ، ثم أسير إلى البحرين فأقيم بها شهرين ، ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين ، ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين ، والله لنعم الحول هذا " .
قالوا في العدل :
قال بعض البلغاء : " إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق ، ونصبه للحق ، فلا تخالفه في ميزانه ، ولا تعارضه في سلطانه ، واستعن على العدل بخلتين : قلة الطمع ، وكثرة الورع .
هدايا الناس :
هدايا الناس بعضهم لبعضٍ ... تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في القلوب هوى ووداً ... وتكسوهم إذا حضروا جمالا
أربعة تحتاج إلى أربعة :
أربعة تحتاج إلى أربعة : الحسب إلى الأدب ، والسرور إلى الأمن ، والقرابة إلى المودة ، والعقل إلى التجربة
مفاتيح الخير ، ومفاتيح الشر :(1/5)
روى ابن أبى عاصم عن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :" إن منكم مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن منكم مغاليق للخير ، مفاتيح للشر ، فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه " ... حديث حسن
هذا كتابنا :-
سورة القرآن تنقسم إلى أربعة أقسام : الأول : الطوال وهى سبع سور وهى البقرة – آل عمران – النساء – المائدة – الأنعام – الأعراف – الأنفال والتوبة معاً . الثاني : المئون وهى السور التي تزيد آياتها عن مائه آية ، الثالث : المثانى وهى الأقل من ذلك . الرابع : المفصّل : وتبدأ من سورة الحجرات إلى نهاية القرآن . وعدد سور القرآن (114) سورة ، وآياته (36 ، 26 ) أطولها أيه ( الدين ( وأطول سورة البقرة ، وأقصرها سورة ( الكوثر ) .
إغلاقي لبابي :
ليس إغلاقي لبابي أن لي ... فيه ما أخشى عليه السرقا
إنما أغلقه كيلا يرى ... سوء حالي من يجوب الطرقا
منزل أوطنه الفقر فلو ... دخل السارق فيه سرقا
طلقها بعد موتها :
كان لأحد الصالحين زوجة سيئة الخلق ، سليطة اللسان ، فلما ماتت وقف على قبرها وقال : أشهدوا علىَّ رحمكم الله أنها طالقة منى ثلاثاً ! فقالوا له : ويحك ولماذا لم تطلقها في حياتها وتطلقها الآن قال : لم أطلقها في حياتها خوفاً من أن يبتلى بها أخي المسلم ، وأطلقها الآن خوفاً أن تكون زوجتي في الجنة فأكون قد ابتليت بها في الدنيا والآخرة .
أصلحوا ألسنتكم :
قال رجل لبنيه : يا بنى أصلحوا ألسنتكم ، فإن الرجل تنوبه النائبة يجب أن يتحمل لها ، فيستعير من أخيه وابنه ، ومن صديقه ثوبه ، ولا يجد من يعيره لسانه .
خصائص أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - :-(1/6)
من الخصائص التي اختص الله بها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - جعلت لها الأرض مسجداً ، وترابها طهوراً صفوفهم في الصلاة كصفوف الملائكة ، صلاة العشاء ، غرمن السجود ، صلاة نبي وهو – عيسى عليه السلام – خلف المهدي ( ولى من أولياء هذه الأمة ) ، السلام والأمين ، السحور ، وإتيان الزوجة ليل الصيام ، يوم الجمعة ، سياحة الجهاد ، إحلال الغنائم ، عدم المحاسبة على الوسوسة ، من مات يوم الجمعة أو ليلتها وقاه الله من فتنة القبر ، إتيان الزوج زوجته على أي صفة شاء ، إحلال ميتة السمك والجراد ، أمة الإسناد قبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل أمته ، قضاء الدين أنواع الشهادة ، الطاعون شهادة ، خير الأمم ، أمة الغيث ، لا اجتمع على ضلالة ، أمة الأقل عملاً والأكثر أجرا – شهداء الله في الأرض ، عقوبتهم في الدنيا ، أول من تحاسب أول من يدخل الجنة وأكثرها .
إن من البيان لسحرا :
جرح أحد الصحابة في غزوة من الغزوات ، فسال منه الدم دون انقطاع ولم بنفع علاج ، فقال حسن بن ثابت ، ائتوني بكافور فوضعه فأمسك الجرح ، فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - من أين أخذت هذا العلاج فقال من قول الشاعر :
فطفقت أمسح مقلتي نجدها ... إذ عادة الكافور إمساك الدك
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة .
آية وإعجاز :
قال تعالى : " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين " هذه الآية بها عشرون ضربا من ضروب البيان والبديع :
المناسبة – الطباق – المجاز – الاستعارة – الإشارة – التمثيل – الأرداف – التعليل – صحة التقيم – الاحتراس –المساواة –حسن التنسيق – ائتلاف المعنى –الإيجار – التهيم –التهذيب – التمكين – الانسجام – حسن البيان – الإبداع .
إني ليعجبني وقوفي سائلا :
إلهي أنا عند بابك واقف ... لا أبتغى عنه الزمان عدولا(1/7)
ما جئت أطلب أجر ما قدمته ... ما شال جودك أن يكون قليلا
عظمت آمال وصغرت الورى ... من ذامها إن لم تك المأمولا
إني ليعجبني وقوفي سائلا ... إن كنت أنت السيد المسئولا .
... كلهم أخيار :
إن الخيار من القبائا واحد ... وينو حنيفة كلهم أخيار
وصيه هارون الرشيد لمربي ولده :
"إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة كبده ، وثمرة قلبه ، فصير يدك عليه مبسوطة ، وطاعته لك واجبة ، فكن حيث وضعك أمير المؤمنين ، أقرئه القرآن الكريم ، وفسره له ، والحديث الشريف ، واشرحه له ، وعرفة ـأصدق الأخبار وروه أجمل الأشعار ، وبصره بمواقع الكلام ، وامنعه من الضحك إلا في مواضعه وأوقاته . وخذه بتعظيم العلماء ، والشيوخ ، والأقارب ، والكبار ، ولا تمرن ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها ، من غير أن تحزنه ، فتميت ذهنه ، ولا تمعن في مسامحته فيستحلى الخطأ والفراغ ويألفه قومه ما استطعت بالحلم والملاينة ، فإن أباهما فعليك بالشدة في إنصاف وحزم ، من غير أذى ولا ظلم ."
رضا الناس غاية لا تدرك :
الماس داء وفين لا دواء لهم ... العقل قد حار منهم فهو منذهل
إن كنت منبسطا سميت سخرة ... أو كنت منقبضا قالوا : به ثقل
إن تخالطهموا قالوا : به طمع ... وإن تجانبهموا : قالوا : به ملل
وإن تهوا يرموه بمنقصة ... وإن تزهد قالوا : زهده حيل
ثقيل لا يهضم :
سقط الثقيل من السفينة في الدجى ... فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع الصباح أتت به ... نحو السفينة موجة تتقدم
قالت خذوه عما أتاني سالما ... لم أبتلعه لأنه لا يهضم
قطع الأرزاق أشد من قطع الأعناق:
أراد حاجب بيت المال أن ينقص من رواتب العلماء فأرسل إليه أميرة يقول:
" الحاجة مرة المذاق ، والفقر يذل الأعناق ، والمال مال الرحيم الرزاق ، ما عندكم ينفد ، وما عند الله باق ، أجروا الرواتب على عادتها لذوى الاستحقاق ، فأنت لا نحب أن يثبت علينا المنع وعل غيرنا الإطلاق والإنفاق ، وإليكم هذا الكلام يساق ، قطع الأرزاق أشد من قطع الأعناق ،(1/8)
مراسله شعرية :
أرسل أحمد شوقي الشاعر في منفاه إلى زميله الشاعر حافظ أمين يقول :
يا ساكني مصر إنا لا تزال على ... عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم ... شيئا نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل أسنه ... ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
فأرسل إليه حافظ إبراهيم :
عجبت للنيل يدرى أن بلبله ... صادٍ ويسقى ربا مصر ويسقينا
والله ما طاب للأحباب مورده ... ولا ارتضوا بعدكم من عيشتهم لينا
لم تنأ عنه وإن فارقت شاطئه ... وقد تنينا وإن كنا مقيمينا
قلعت عيناه فأبصر :
ذم شاعر جارية أهداها الأمير عقداً من اللؤلؤ ، وكنت على بابها واسمها خالصة :
لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصة
فشكت للأمير ، فأسرع الشاعر ، ومحا دائرة العين ، فتحول الشعر من ذم إلى مدح ، وصار هكذا :
لقد ضاء شعري على بابكم ... كما ضاء عقد على خالصة
ولما قرأه الأمير قال ! إنه يمد حك ، فأجابت :" هذا شعر قلعت عيناه فأبصر "
بمثل هذا فليغنى من أراد :
سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن إماماً يغنى حين يخلو بنفسه ، فسأله : ماذا تقول ؟ فقال أقول :
وفؤادي كلما عاتبته ... في مدى الهجران يبغى تعبي
لا أراه اليوم إلا سادراً ... في تماديه فقد برح بى
وشبابي غاب عنى ومضى ... قبل أن أقضى منه مأربي
لا أرجى بعده إلا الردى ... ضيق الشيب على مطلبي
ويح نفسي لا أراها أبداً ... في جمال لا ولا في أدبِ
نفسي لا كنت ولا كان الهوى ... فاتقى الله وتوبي بى وارهبي
فقال عمر : بمثل هذا فليغن من أراد .
علاج النية :
قيل لأبى يحيى بن أبى ثابت التابعي ، حدثنا عن أشق شئ ؟ قال : مجئ النية .
وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي !! وعن ابن عباس قال : إنما يحفظ الرجل على قدر نيته .
من أخلاق العلماء :(1/9)
قال الشافعي – رحمه الله – " وددت أن الخلق تعلموا هذا على أن لا ينسب إلىّ حرف منه " وقال : " ما ناظرت أحداً قط على الغلبة ، وددت إذا ناظرت أمداً أن يظهر الحق على يديه . وقال:" ما كلمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفق ويعان ، ويكون عليه رعاية من الله تعالى وحفظ "
وقال الإمام أبو يوسف صاحب أبى حنيفة رحمهما الله تعالى : " أريدوا بعلمكم لله تعالى ؛ فإني لم أجلس في مجلس قط ، أنوى فيه أن اتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلس مجلساً قط أنوى فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى افتضح "
خير الدنيا والآخرة :
قال الشافعي ك " خير الدنيا والآخرة في خمس خصال : غنى النفس ، وكف الأذى ، وكسب الحلال ، ولباس التقوى ، والثقة بالله - عز وجل - على كل حال .
الساكت المرحوم :
قال يحيى بن معاذ الرازي " كم من مستغفر ممقوت ، وساكت مرحوم !! يقول هذا : استغفر الله ، وقلبه فاجر ، وهذا ساكت وقلبه ذاكر !!
وصية أم إياس لابنتها ليلة زفافها :
" أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لذلك منك ، ولكنها تذكرة لغافل ومعونة للعاقل ، ولو أن فتاة استغنت عن الزوج لغنى أبويها ، وشدة حاجتهما إليها ، لكنت أغنى النساء عن الزوج ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال .
أي بنية ! إنك تركت البيت الذي ولدت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلى بيت لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فأصبح عليك رقيبا ومليكاً فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً .(1/10)
أي بنية ! خذي عيني عشر خصالٍ أكن لك ذخراً وذكرى وعبده الصحبة بالقناعة ، والمعاشرة بحسن السمح والطاعة والتعهد لموقع عينة ، والفقد لموقع أنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح . والكحل أحسن الحسن ، والماء أطيب الطيب المفقود والتعهد لوقت طعامه – والهدوء عند منامه ، فإن حرارة الجوع ملهبة ، وإن تنغيص النوم مغضبة . والعناية به وببيته وماله ، والاحترام له ولذويه وآله ، فإن الخصلة الأولى من حسن التدبير ، والثانية من حسن التقدير . ولا تعصى له أمراً ، ولا تفشى له سرا ، فإنك إن عصيت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأميني غدره .
وإياك والفرح إن كان ترحا ، والترح والكآبة إذا كان فرحا ؛ فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والخصلة الثانية من التكدير . وكوني أكثر ما تكونين له إعظاماً ، يكن ما يكون لك إكراما وكوني أحسن ما تكونين له موافقة ، يكن أفضل ما يكون لك مرافقة .
واعلي يا بنيتي أنك لن تصلى إلى مبتغاك حتى تؤثري هواه على هواكِ ، ورضاه على رضاك ، والله يختار لك ، وهو ولى التوفيق . فحملت إلى ( أمير كندة ) فعظمت في عينيه ، وكانت أثيرة لديه وولدت له سبعة من الذكور كانوا ملوكا بعده .
من مكارم الأخلاق : ...
شتم رجل أبا ذر فقال له : يا هذا إلا تستغرق في شتمنا ودع للصلح فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله تعالى فيه .
وشتم رجل الإمام الشعبي فقال له : إن كنت صادق يغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا غفر الله لك .
مُغفل وأُمَّه :
نظر أحد المغفلين في البئر من أي وجهه فعاد إلى أمه فقال: يا أمي في البئر لص فجاءت الأم فنظرت معه في البئر فقال : أي والله صدقت لص ومعه فاجرة .
قصة الكفل :(1/11)
قال - صلى الله عليه وسلم - كان الكفل من بنى إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وارتجفت ، وبكت ، فقال لها : ما يبكيك أكرهتك ! قالت : لا ، ولكن عمل ما عملته قط ، وما حملني عليه إلا الحاجة ، فقال : تقعين أنت هذا وما فلتع قط اذهبي فهو لك ، وقال : لا والله لا أعصى الله بعدها أبدا ، فمات من ليلته فأصبح مكتوباً على بابه : إن الله غفر للكفل فعجب الناس من ذلك .
فتوحات القلوب :
قال الشاعر : محمود غنيم :
إن من يفتح القلوب ابتداءً ... لم يصادف حواجزاً أو سدوداً
لن ترى في الحروب كالمثل العليا ... جيوشا وعدة وبنودا
قل لأبناء يعرب وحدودا الشمل ... كما وحد النبي الجهودا
إن أولى الورى بتوحيد شملٍ ... أمة كان ومنها التوحيدا
الخطأ الأكبر :
" الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك " .
كمال العقل :
قال أبو حازم : ثلاث من كن فيه كمل عقله : من عرف نفسه ، وحفظ لسانه ، وقنع بما رزقه الله – عز وجل - .
انظر عيوب نفسك :
قال الشافعي :
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه ... ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا فضل لما عاب غيره ... وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى
ظفر إبليس :
قال إبليس – عليه لعنة الله – " – عليه لعنة الله – " إذا ظفرت من ابن آد بثلاثة لم أطالبه بغيرها : " إذا أعجب بنفسه ، وإذا استكثر علمه ، وإذا نسى ذنبه "
حدث في شهر رمضان :
- غزوة بدر الكبرى 17 رمضان ، سنة 2 هـ .
- فتح مكة ، سنة 8 هـ .
- موقعة القادسية سنة 15 هـ .
- فتح جزيرة رودس سنة 53 هـ .
- غزوة جنوب الأندلس سنة 91 .
- فتح طارق بن زياد الأندلس 92 هـ .
- قيام الدولة العباسية 132هـ .
-قيام الدولة الطولونية في مصر 254هـ .
- إتمام بناء الجامع الأزهر 361هـ .
- هجوم صلا الدين على الصليبين سنة 584هـ .
- هزيمة التتار في عين جالوت سنة 658هـ .(1/12)
- هزيمة الملك الظاهر بيبرس جيوش الصليبين 657هـ .
- انتصار العرب على إسرائيل 1393هـ - 1973م .
بين ابن حجر ، والبدر العيني :
كانت هناك منافسة بين الإمامين ابن حجر العسقلانى ، والبدر العيني ولما مالت مئذنة جامع المؤيد أنشد ابن حجر :
لجامع مولانا المؤيد رونق ... منارته بالحسن تزهو وبالزينِ
تقول وقد مالت عليهم : تمهلوا ... فليس على حسنٍ أضر من العين ِ
فقال الناس لبدر الدين العيني إنه يقصدك فقال :
منارة كعروس الحسن إذ جليت ... وهدمها بقضاء الله والقدر
قالوا : أصيب بعينٍ قلت إذ غلط ... ما آفة الهدم إلاخسة الحجرِ
مع القرآن الكريم :
أطول كلمة في القرآن ( ليستخلفنهم )
الحرف الذي هو نصف القرآن ( وليتلطف )
سنام القرآن وفسطاط القرآن ( سورة البقرة )
سورة الزهراء ( آل عمران )
سورة بدر ( الأنفال ) .
فضل القرآن :
" أكثروا من تلاوة القرآن في بيتكم ، فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ، ويكثر شره ، ويضيق على أهله " .
البلاء من الفراغ :
صاحب البغي ليس يسلم منه ... وعلى نفسه بغى كل باغِ
لقد هاج الفراغ عليك شغلاً ... وأسباب البلاء من الفراغِ
الحزم ليس بنائم :
وقل الهوينى للضعيف ولا تكن ... نؤوماً فإن الحزم ليس بنائم
وحارب إذا لم تعط إلا ظُلامةً ... شب الحرب خير من قبول المظالم
أبناؤنا :
دخل الأحنف بن قيس على معاوية فقال له ماذا تقول في الولد يا أبا عمرو ، فأجاب : " هم ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظلية ، فإن طلبوا فأعطاهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحونك ودهم ويحبونك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيملوا حياتك ، ويحبوا وفاتك ، فقال معاوية : لله أنت أختي لقد دخلت علىّ وإنني لمملؤ غضباً على ولدى يزيد فسللته من قلبي .
لا أغزو على فرس أكلت حراماً :(1/13)
كان عبد الله بن المبارك في غزوة ، فنزل عند نهر ونصب رمحه وربط فرسه ، وتوضأ وشرع يصلى ، فلما سلم وجد فرسه قد انفلت وأكلت من الزرع ، فقال : أكلت فرسي حراماً فلا ينبغي أن أغزو عليها ، فتركها لصاحب الزرع واشترى غيرها وغزا عليها .
رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه :
قال رجل من أصحاب الملك العادل نور الدين محمود : " بالله يا مولانا لا تخاطر بنفسك ، فإنك لو قتلت قتل جميع من معك ، وأخذت البلاد وفسد حال المسلمين ، فنهره نور الدين وقال : " اسكت فإن قولك إساءة أدب على الله ، ومن هو محمود ؛ من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو ، ومن محمود .... واستمر في ذلك حتى بكى الحاضرون تأثيراً بكلامه ، وبينما كانت المعارك على الأبواب سجد نور الدين وأخذ يمرخ وجهه في التراب ويقول : اللهم انصر دينك ولا تنصر محمود ، ومن هو محمود حتى يستحق النصر ؛ فنصره الله تعالى في ذلك اليوم .
من هذه الخيمة سنؤتى !! :
كان صلاح الدين الأيوبي يتفقد جنوده ليلاً وهو يجهز لمعركة حطين ويقول عن الخيمة التي يمر عليها ولا يسمع فيها قراءة القرآن :" من هذه الخيمة سنؤتى " .
غير الصبيان على نبيهم :
حكى أن غلماناً من أهل البحرين خرجوا يلعبون الكرة ، وأسقف البحرين قاعداً فوقعت الكرة على صدره فجعلوا يطلبونها منه فرفض فقال غلام منهم ، سألتك بحرمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا رددتها علينا ، فأبى وأخذ يسب رسول الله فأقبلوا عليه بعصيهم يضربونه حتى مات ، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فوالله ما فرح بفتح ولا غنيمة كفرحه بقتل الغلمان لذلك الأسقف ، وقال : الآن عز الإسلام . إن صغاراًَ شتم نبيهم فغضبوا وانتصروا لنبيهم .
الغنى والفقير :(1/14)
حكى أن رجلاً جلس يوماً يأكل هو وزوجته وبين أيديهما دجاجه مشوية فوقف سائل ببابه ، فخرج إليه وانتهره وطرده ، ودارات الأيام وافتقر هذا الرجل وزالت نعمته وطلق زوجته ، وتزوجت من بعده برجل آخر ، فجلس يأكل معها في بعض الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية ، وإذا سائل يطرق الباب فقال لزوجته ادفعي إليه هذه الدجاجة ، فخرجت بها إليه فإذا به زوجها الأول فأعطته الداجة ورجعت تبكى إلى زوجها ، فلما سألها عن بكائها أخبرته أن السائل كان زوجها وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول وطرده ، فقال لها زوجها : ومم تعجبين وأنا والله السائل الأول .
مولد الهادي - صلى الله عليه وسلم - : لمحمود غنيم
يا خير من وطئ البسيطة نعله ... إهلال شهرك للمواسم موسم
لما طلعت على الوجود مشى الهدى ... والنور في جنباته والأنعم
وبعث فانبعث حياة حرة ... عز الكريم بها وذل المجرم
صلى وسلم ذو الجلال عليك ما ... غنت مطوقة وكبر مسلم
العرب في ظل النبي - صلى الله عليه وسلم - :
ملكنا فكان العفو منا سجية ... ولما ملكتم سال بالدم أبطحُ
وحللتم قتل الأسارى وطالما ... غدونا على الأسرى نمن ونصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناءٍ بالذي فيه ينصحُ
فتح المغيث في خطبة أهل الحديث ( للعراقي ) :
الحمد لله الذي قبل بصحيح النية حسن العمل ، وحمل الضعيف المنقطع على مراسيل لطفه فاتصل ، ورفع من أسند في باباه ، ووقف من شذ عن جنابه وانفصل ؛ ووصل مقاطيع حبه ؛ وأدرجهم في سلسلة حزبه ؛ فسكنت نفوسهم عن الاضطراب والعلل ، فموضوعهم لا يكون محمولا ، ومقلوبهم لا يكون مقبولا ، ولا يحتمل ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفرد في الأزل ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ أرسله والدين غريب ، فأصبح عزيزاً مشهوداً واكتمل ؛ وأوضح به معضلات الأمور ، وأزال به منكرات الدهور الأول - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم ما علا إسناد ونزول ، وطلع نجم وأفل .
صيانة النفس :(1/15)
صن النفس واحملها على ما يزينها ... تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملاً ... نبابك دهر أو جفاك خليل
فلا خير في ود امرئ متلونٍ ... إذا الريح مالت مال حيث تميلُ
وما أكثر الأصحاب حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليلُ
حوار بين فقر وابنه :
قال الصغير وقد رأى ... في الأفق نجما قد تلهبْ
أبتِ بربك هاتهِ ... كما أسر به وألعبْ
فأجبته : هذا بعيد ... ليس كل مناك يطلبْ
فمشى ولاحت دوننا ... سيارة للأرض تنهبْ
روعاء تجتذب العيون ... كأنها في الأرض كوكبْ
فدنا وقال : إذا فمركبه ... كهذي حيث أركبْ
فوجمت ثم أجبته : ... أبنى إن النجم وأقربْ
من أكثر من شئ عُرف به !! :
من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن فرح استخف به ، ومن أكثر من شئ عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه مات قلبه .
إيثار وتكافل :
إذا ما رفيقي لم يكن خلف ناقتي ... له مركب فضل فلا حملت رحلي
ولم يك من زادي له مزودي ... فلا كنت ذا زادٍ ولا كنت ذارحل
شريكين فيما نحن فيه وقد أرى ... علىّ له فضلاً بما نال من فضلى
موت الحر ، وموت الجبان :
إن الجبان يموت في أوهامه ... حذر الممات وخوفه يفنيه
والحر تسعده المواطن كلها ... بالعيش ، حتى موته يحييه
معذرة الإخوان :
إذا بلغك عن أخيك شئ تكرهه فالتمس لع عذراً جهدك ، فإن لم تجد له عذرا فقل .. لعل لأخي عذراً لا أعلمه .
العلم في القلب :
العلم في القلب ليس العلم في الكتب ... فلا تكن مغرماً باللهو واللعب
فاحفظه وافهمه واعمل كما تفوز به ... فالعلم لا يجتنى إلا مع التعبِ
صفات المعلم :
" لا تعملوا أولادكم إلا عند رجل حسن الدين ، فدين الصبي على دين معلمه .. فلقد كان يخفى القول بالإلحاد ، فلما فطن له وقف بين طلابه وقال لهم : ما تقولون فيما قلت ؟ قالوا : لا علم لنا إلا ما قلت لنا ! فقال : إذاً لا تزولوا عن هذا القول ولو قتلتم وماتوا ملحدين معه .
وصية الدؤلى لابنته :
:(1/16)
" وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق ، وعليك بالزينة ، وأزين الزينة الكحل ، وعليك بالطيب ، وأطيب الطيب إسباغ الوضوء ، وكوني كما قلت لأمك في بعض الأحايين :
خذ العفو منى تستديمى مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضبُ
فإني وجدت الحب في الصدر والأذى ... إذا اجتمعنا لم يلبث الحب يذهبُ
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالهوى ... ويأباك قلبي والقلوب تقلبُ
عتبة بن أبى سفيان يوصى معلم أولاده :
:" يا عبد الصمد ! ليكن أول إصلاحك لولدي ، إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودى عليك ، فالحسن عندهم ما استحسنت والقبح عندهم ما تركت ..
علمهم كتاب الله ، ولا تملهم فيه فيتركوه ، ولا تتركهم فيه فيهجروه وروهم من الحديث أشرفه ، ومن الشعر أعفه ، ولا تنقلهم في الفهم ، وعلمهم سير الحكماء ، وأخلاق الأدباء وهددهم في أدبهم دوني .. وكن لهم كالطيب الذي لا يعجل بالدواء قبل معرفة الداء ، واستنردنى يزيادتك إياهم أزدك في برى .
منن الرجال ومذلة السؤال :
قال الإمام على – كرم الله وجهه :-
لنقل الصخر من قُلل الجبالِ ... أحب إلى من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار ... فقلت العار ذل السؤال
بلوت الناس قرنا بعد قرنٍ ... ولم أر مثل محتالٍ بمال
وذقت مرارة الأشياء طرا ... فما طعم وأمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولاً ... وأصعب من مقالات الرجالِ
صالح بن جناح يوصى ابنه :
:" يا بنى إذا مر بك يوم وليلة قد سلم فيها دينك ، وجسمك ، ومالك ، ستره ، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم وأنت في عافية واعتبر مالم تره من الدنيا بما قدر أتيه ، وما لم تسمه بما قد سمعته ، ومالم يصيبك بما ق أصابك وما بقى من عمرك بما قد مضى ، وما لم يبك منك بما قد بلى . وأعلم :
إنما الدنيا نهار ... ضوءه ضوء معار
بينما غضك غض ... ناعم فيه اخضرار
إذ رماه الدهر يوما ... فإذا فيه اصفرار
وكذاك الليل يأتي ... ثم يمحوه النهار
خليفة يوصى خليفة :
قال أبو بكر يوصى عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما :-(1/17)
" إني مستخلفك من بعدى ، وموصيك بتقوى الله :
إن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار ، وعملاً بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، فإنما ثقلت موازين من ثقلت يوم القيامة بإتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة بإتباعهم الباطل وخفته عليهم ، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا .
حسن العقول :
,غنى لا أخرتى إذا قيل مملق ... جواد وأخرى أن يقال بخيل
فإلا يكن جسمي طويلا فإنني ... له بالخصال الصالحات وصول
إذا كنت في القوم الطوال علوتهم ... بعارفة حتى يقال طويل
ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... إذا لم يزن حسن الحسوم عقول
وكم قد رأينا من فروع كثيرة ... تموت إذا لم ت**** أصول
ولم أركالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل
وصية عمر بن الخطاب إلى أبى موسى الأشعري في القضاء :
أما بعد ؛ فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ففهم إذا أولى إليك ، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له . آسى بين الناس في مجلسك ووجهك حتى لا يطمع شريف في حيفك ، ولا يخاف ضعيف من جورك . والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن ترجع عنه ، فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل . الفهم الفهم لما يتلجلج في صدرك مما لم يبلغك في كتاب الله ، ولا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/18)
اعرف الأمثال والأشباه ،وقس الأمر عند ذلك ثم اعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما تراه ، واجعل المدعى حقاً غائباً أو بينه أمداً ينتهي إليه . فإن أحضر بينته أخذت له بحقه وإلا وجهت عليه القضاء ، ذلك أنفى للشك وأجلى للعمى وأبلغ في العذر . المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في ولا أو قرابة ، فإن الله قد تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالشبهات . ثم إياك والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الأجر ويحسن بها الذخر ، فإن من يخلص نيته وبين الله تبارك وتعالى ولو على نفسك يكفه الله ما بينه وبين الناس ، ومن تزين للناس بما يعلم الله خلافه منه هتك الله ستره وأبداه ، والسلام عليك ... ! .
الصبر على المقدور :
واصبر على القدر المقدور وارض به
وإن أتاك بما لا تشتهى القدر
فما صف لامرئ عيش يسر به
إلا سيتبع يوما صفوه كدرُ
إن التقى خير زادٍ أنت حامله
والبر أفضل شئ وناله بشرُ
لا يشبع النفس شئ حين تحرزه
ولا يزال لها في غيره وطر
الرياء بئس الذخيرة :
يلبس الله في العلانية العبد ... الذي كان يختفي في السريرة
حسنا كان ، أو قبيحا سيبدى ... كل ما كان ثم من كل سيره
فاستح الله أن تراني للناس ... فإن الرياء بئس الذخيرة
طيبان وخبيثان :
" كان لقمان عبداً حبشيا نجارا ، فأمره سيده ذات يومٍ أن يذبح شاة فذبح شاة ، فقال : أنني بأطيب مضعفتين في الشاة ، فأتاه باللسان والقلب ، ثم مكث أياما ، فقال : اذبح شاة ، فذبح ، فقال : ائتني بأخبث مضغتين في الشاة ، فألقى إليه اللسان والقلب ، فقال له سيدة : قلت لك حين ذبحت ائتني بأطيب مضغة فأتينى باللسان والقلب ، ثم قلت لك ائتني بأخبث مضغتين في الشاة ، فألقيت اللسان والقلب ؟ فقال : إنه لا أطيب فهما إذا طالبا ، ولا أخبث منهما إذا خبثا " .
السلامة في السكوت :(1/19)
إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قلبك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مرة ... فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا
من حكم الفاروق - رضي الله عنه - :
: " ما كان فأت من يعصني الله فيك ، بمثل أن تطيع الله فيه ، وضع أمر أخيك على أحسنه ، حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجدلها في الخير محملا ، ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به ، ومن كتم سره كانت الخيرة في يديه ، وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، وعليك بالصدق ، وإن قتلك الصدق ، ولا تعرض لما يعنيك ولا تسأل عما لم يكن ، فإن فيما كان مشغلا عما لم يكن ، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحاً ، ولا تصحبن فاجراً فتعلم فجوره واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا خشي الله تعالى " .
المتكلمة بالقرآن الكريم :(1/20)
قال الأصمعي : " بينما أنا أطوف بالبادية إذ أنا بأعرابية تمشى وحدها على بعيد لها ، فقلت : " يا أمة الله من تطلبين ؟ فقال : " من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له " قال : فعلمت أنها قد أصحابها فقلت لها : كأنك قد أضللت أصحابك ؟ قالت : " ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً " فقلت لها : يا هذه من أين أتيت ؟ فقالت : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " فعلمت أنها مقدسية ، فقلت لها كيف لا تتكلمين ؟ فقال : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " فقلت لها : هل لك زوج ؟ فقالت : " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " فأركبتها ناقتي ومشيت بها وجعلت أتقنى فقالت : " واقصد في مشيك واغضض من صوتك " فيما نحن نسير إذ بقافلة فقلت لها : هذه القافلة من لك فيها ؟ فقالت : " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فعرفت أن لها في القافلة أولادا فقلت : بم أصوت وبمن أدعو ؟ فقالت : " يا يحيى خذ الكتاب بقوة " " يا زكريا إنا نبشرك " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض " فناديت يا يحى ، يا زكريا ، يا داود ، وإذ بشبان ثلاثة أخوة كاللآلئ فقالوا لما رأوها : أمنا ورب الكعبة أضللناها منذ ثلاث فقالت : " الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور " ثم أومأت إلى أحدهم فقالت " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه " فلما أتوا بالطعام ، قلت طعامكم على حرام حتى تخبرونى بشأنها فقالوا : هذه أمنا ، وهى منذ أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن الكريم .
صدق الحديث :
كم من حسيب كريم كان ذا شرف ... قد شانه الكذب وسط الحي إن عمدا
وآخر ، كان صعلوكا فشرفه ... صدق الحديث وقول جانب الفندا
مضار هذا شريفا فوق صاحبه ... وصار هذا وضيعا تحته أبدا
قبل الخطو !!
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا قلة عن عزةٍ زلجا(1/21)
العين تنطق والأفواه ساكتة :
العين تبدى الذي في نفس صاحبها ... من الشناءة أو ودٍ إذا كانا
إن البغيض له عين يصد بها ... ولا يستطيع لما في الصدر كتمانا
العين تنطق والأفواه ساكتة ... حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
الناس أشكال وأجناس :
قال الإمام مالك : " الناس أشكال كأجناس الطير ، الحمام مع الحمام ، والغراب الغراب ، والبط مع البط ، والثعلب مع الثعلب ، والنسر مع النسر ، وكل إنسان مع شكله " .
قناعة القلب :
قال أبو حاتم : " القناعة تكون بالقلب ، فمن غنى قلبه غنيت يداه ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناه ، ومن قنع لم يتسخط ، وعاش آمنا مطمئنا ، ومن لم يقنع لم يكن له في الفوائت نهاية لرغبة " .
تحية لعدوى :
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ ... أرحت قلبي من غم العداوات
إني أحيى عدوى عند رؤيته ... لأدفع الشر عنى بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنما قد حشى قلبي محبات
بين الحلم والجهل :
إذا كنت بين الجهل والحلم قاعدا ... وخيرت : أنى شئت ن فالحلم أفضل
ولكن إذا أنصفت من ليس منصفاً ... ولم يرض منك الحلم فالجهل أفضل
زن أمورك جيداً :
أوصى الزهري الخليفة هشام بن عبد الملك فقال :" لا تعدن عدة لا تثق من نفسك بإنجازها ، ولا يغرنك المرتقي وإن كان سهلا إذا كان المنحدر وعرا واعلم أن للأعمال جزاءا فاتق العواقب وكن من الأمور على حذر " .
بقايا لسان :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت : " ما بقى من لسانك ؟ " فأخرج لسانه حتى قرعه بطرفه طرف أرنبته ، ثم قال : " والله أن لو وضعته على شعرٍ لحلقه ن أو على صخر لفلقه ، وما يسرني به يقول من مقعد " .
إكرام الضيف :
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... فيخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيب
قال آخر :
لحافي كاف الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزال مقنع
وأحدثه إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
لسان العاقل ، ولسان الجاهل :(1/22)
قال الحسنى : " لسان العاقل من وراء قلبه ، فإذا أراد الكلام تفكر ، فإن كان له قال ، وإن عليه سكت ، وقلت الجاهل من وراء لسانه ، فإن هم بالكلام تكلم به له أو عليه "
قال عروة بن الورد :
ذرينى للغنى أسعى فإني ... رأيت الناس شرهم الفقير
وأهونهم وأحقرهم لديهم ... وإن أمسى له كرم وخير
ويقضى في الندى وتزدريه ... حليلته وينهره الصغير
وتلقى ذا الغنى وله جلال ... يكاد فؤاد صاحبة يطير
قليل ذنبه والذنب جم ... ولكن الغنى رب غفور
اتركوها يغفر لكم :
مر المسيح عليه السلام على قوم يبكون ، فقال ما لالكم ؟ قالوا : نخاف ذنوبنا ! قال اتركوها يغفر لكم .
من جوامع الكلم :
خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشر كلمات : حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
" أيها الناس ، إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم . إن المؤمنون بين مخافتين : بين عاجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع به ، وبين أجل قد بقى لا يدرى ما الله قاضٍ فيه . فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشيبة قبل الكبر ، ومن الحياة قبل الموت ، فو الذي نفس محمد بيده ، ما بعد الموت من مستعتبٍ ، ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار " .
لا تحسبن الجيوش فوق أربعة أشهر :
خرج عمر بن الخطاب ذات ليلة يعس بالمدينة فسمع امرأة تنشد وتقول :
تطاول هذا الليل واخضل جانبه ... وأرقنى ألا خليل ألاعبه
ألاعبه طوراً وطوراً كأنما ... بدا قمر في ظلمة الليل حاجبه
يسر به من كان يلهو بقربه ... لطيف الحشى لا تجتويه أقاربه
فو الله لولا الله لا رب غيره ... لحرك من هذا السرير جوانبه
مخافة ربى والحياء يصدقني ... وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
ولكنني أخشى رقيبا موكلا ... بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه(1/23)
وفى الصباح أرسل عمر من يسأل عن حال هذه المرأة فعلم أن زوجها خرج إلى الغزو منذ عام ، فبعث عمر إلى عامل الجند يطلب تسريح زوجها ، ثم دخل على ابنته حفصة وقال لها : " أي بنية : كم تصبر المرأة عن زوجها ، قالت : شهرا واثنين وثلاثة وفى الرابع ينفذ الصبر .
نشيد الفتاة المسلمة :
أنا الإسلام أدينى ... وبالإسلام كرميني
فعشت العمر هانئة ... بعيداً عن لظى الفتى
بإسلامي سمعت روحي ... وصنت بشرعه بديني
كتاب الله لي نور ... بأصفى الحب يغمرني
فينسني هوى الدنيا ... وللجنات يحملني
أم الشهداء الأربعة :
تماضر بنت عمرو أو الخنساء شاعرة وأديبة قتل أخوها صخر قبل الإسلام فملأت الأرض عليه دموعاً وأشعاراً وقالت فيه :
وإن صخراً لكافينا وسينا ... وإن صخراً إذا نشتو لنجار
أغر أبلج تأتم الهداة به ... كأنه علم فوق رأسه نار
ويكرمها الله وتدخل الإسلام وفى معركة القادسية تودع أولادها الأربعة إلى الجهاد تقول لهم : " يا بنى إنكم بنوا رجل واحد كما أنكم بنوا امرأة واحدة . لا خنت أباكم ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ، ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، فاعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ... "
ويستشهد أبناؤها الأربعة ويصلها الخبر فتقول بنفسي مؤمنة مطمئنة " الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعا وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته !! .
العلم يؤتى إليه ولا يأتي :
أرسل الخليفة المهدي إلى الإمام مالك ليأتي إليه ليعلم ولديه موسى وهارون فقال مالك للرسول قيل للخليفة : " العلم يؤتى إليه ولا يأتي إلى أحد " فكان الخليفة يرسل أولاده إلى منزل الإمام مالك .
رجال الليل :
يا رجال الليل جدوا ... رب صوت لا يرد
ما يقوم الليل إلا ... من له عزم وجد
الهدى والعلم :(1/24)
عن أبى موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة قبلت الماء ، وأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكان منها أحادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس فشريوا منها وسقوا وزرعوا ، وأصاب طائفة أخرى منها : إنما هي قيعان لا تمسك ماء ، ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع رأساً ، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به " رواه الشيخان
جامع العلم :
العلم كنز وذخر لا فناء له ... نعم القرين إذا ما صاحب صحبا
قد يجمع المال شخص ثم يحرمه ... عما قليل فليلقى الذل والحربا
وجامع العلم مغبوط به أبداً ... ولا يحاذر فيه الفوت والسلبا
يا جامع العلم ثم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به دراً ولا ذهبا
العلم علمان :
عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " العلم علمان: علم في القلب فذاك العلم النافع ، وعلم في اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم " رواه ابن خزيمه والبغدادي في تاريخه بإسناد حسن
الكرم :
تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله
ولم لم يكن في كفه غير روحه ... لجادبها فليتق الله سائله
كل ممنوع مرغوب :
ليس الحجاب بمقصٍ عنك لي أملاً ... إن السماء ترجى حين تحتجب
الدنيا لأربعة نفر :
عن أبى كبشة الأنمارى - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ثلاث أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثاً فاحفظوه ، قال : "ما نقص مال عبد من صدقة ، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقرى " ( أو كلمة نحوها ) .(1/25)
وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال :" إنما الدنيا لأربعة نفر : عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقا ، فهذا بأفضل المنازل ؛ وعبد رزقه علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء . وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علماً ، يخبط في ماله بغير علم ولا يتقى فيه ربه ، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل . وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول : لو أن لي مالا لعلمت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء . رواه أحمد والترمذي ، وقال حديث حسن صحيح
مناجاة :-
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكي والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقرى إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك ربى أضرع
مالي سوى قرعى لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع
إن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا ... الفضل أجزل والمواهب أوسع
عبدالرحمن بن واضح الأندلسي
الواجبات أولا ، ثم المسرات :-
" الواجبات أولاً ، ثم المسرات ثانياً ... وإن أكثر ما نراه من خيبة الناس وفشلهم ناتج عن ضد ذلك ، فإنهم يقدمون المسرات على الواجبات "
من سعادة المرء :
روى ابن عساكر وابن وابن أبى الدنيا : "أربع من سعادة المرء : أن تكون زوجته صالحة ، وأولاده أبرار ، وخلطاؤه صالحين ، وأن يكون رزقه في بلده "
اغترب :
ما في المقام لذي عقل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه ... وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده ... إن جرى طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا وقعت في الفلك ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقعت في الفلك دائمة ... لملها الناس من عجم ومن عرب(1/26)
والتبر كالتراب ملقى في أماكنه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه ... وإن تغرب ذاك عز كالذهب
فوائد الاختلاف إلى المساجد :
قال الحسن بن على - رضي الله عنه - " من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب ثماني خصال : آية محكمة – وأخا مستفاداً – وعلماً مستطرفاً – ورحمة منتظرة – وكلمة تهديه إلى هدى – أو تردعه عن ردى وترك الذنوب حياء – أو خشية "
حب آل البيت :
يا آل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر إنكم ... من لم يصل عليكم ،لا صلاة له
فناء الهموم :
قل لمن يحمل هما : ... إن هماً لا يدوم
مثلما تفنى المسرات ... كذا تفنى الهموم
إقبال القلوب وإدبارها :
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " إن لهذه القلوب إقبالاً وإدباراًَ فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل ، وإذا أبرت فالزموها الفرائض .
رفيع القوم :
يعد رفيع القوم من كان عاقلاً ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
إذا حل أرضا عاش فيها بعقله ... وما عاقل في بلده بغريب
فلا نامت أعين الجبناء .. !
( لقد شهدت كذا وكذا زحفا ، وما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف ، أو طعنة رمح ، أو رمية سهم . هاأنذا أموت على فراشي حتف أنفى ، كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء ) .
أخلاق الكرام ، وأخلاق اللئام :
إن الكريم إذا تمكن من أذى ... جاءته أخلاق الكرام فأقلعا
وترى اللئيم إذا تمكن من أذى ... أطغى فما يبقى لصلح موضعا
دقة لغتنا العربية :
جاء الفيلسوف الكندي إلى ثعلب إمام النحو فقال له : إن اللغة مليئة بالحشو مثل قولكم : عبد الله قائم – إن عبد الله لقائم وكلها تخبر من قيام عبد الله ، فقال له ثعلب .. لا ، بل إن قولك عبد الله قائم إخبار عن قيامه – وقولك إن عبد الله قائم جواب عمن سأل عنه ، وقولك إن عبد الله لقائم – رد على من أنكر قيامه .
أهل الخير وأهل الشر :
وللخير أهل يعرفون بهديهم ... إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع(1/27)
وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع
إن المحبة في قلبي :
ودعتها لفراق فاشتكت كبدي ... إذ شبكت يدها من لوعة بيدي
فكان أول عهد العين يوم نأت ... بالدمع آخر عهد القلب بالجلد
حس الطبيب يدي جهلا فقلت له ... إن المحبة في قلبي .. فخل يدي
أدنان وفم واحد :
قال أبو الدرداء ، - رضي الله عنه - ، أنصف أذنيك من فيك ، فقد خلق الله لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم "
الشاة والذئب :
رأيت شاة وذئبا وهى ماسكة ... بأذنه وهو منقاد لها ساري
فقلت : أعجوبة ، ثم التفت أرى ... ما بين فكيه ملقى نصف دينار
فقلت : للشاة ماذا الإلف بينكما ... والذئب يسطو بأنياب وأظفار
تبسمت ثم قالت وهى ضاحكة ... بالتبر يكسر ذاك الضيغم الضاري
رد الجمل :
فيا عجباً لمن ربيته طفلا ... القمة بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما أشتد ساعده رماني
أعلمه الفتوة كل حين ... فلما طر شاربه جفاني
وعلمته نظم القوافي ... فلما أن قال قافية هجاني
اشترى الجنة من الله بدرهم :
روى ابن عبد البر بسند جيد " أن أبا داود السجستانى ، صاحب " السنن " كان في سفينة ، فسمع عاطسا على الشاطئ فاكترى قاربا بدرهم حتى جاء إلى العاطس فشمته ، ثم رجع فلما سئل عن ذلك قال : لعله من باب الدعوة ! فلما رقدوا سمعوا قائلاً يقول لأهل السفينة : إن أبا داود قد اشترى الجنة من الله بدرهم " .
فجر الأجر :
قال ابن القيم – رحمه الله – " من لمح فجر الأجر ، هان عليه ظلام التكليف "
المرء على ما تعود :
وكل امرئ – والله بالناس عالم ... له عادة قامت عليه شمائله
تعودهما فيما مضى من شبابه ... كذلك يدعو كل أمر أوائله !
الأخوة عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :
" ما أعطى أحد بعد الإسلام خيراً من أخ صالح ، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به " وقال : " لولا أن أسير في سبيل الله ، أو أضع جبينى لله في التراب، أو أجالس قوماً يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمر ، لأحببت أن أكون لحقت بالله " .(1/28)
بكاء على ديار الإسلام :
تبكى الحنيفية البيضاء من أسفٍ ... كما بكى لفراق الإلف هيمان
حتى المحاريب تبكى وهى جامدة ... حتى المنابر ترثى وهى عيدان
على ديار الإسلام خالية ... قد أقفرت ولها بالكفر عمدان
حيث المساجد قد أمست كنائس ما ... بهن إلا نواقيس وصلبان
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ ... إن كان في القلب إسلام وإيمان
الرجل الثقيل :
قيل لكسرى أنوشروان : الرجل يحمل الشئ الثقيل فيتحمله ولكنه لا يتحمل مجالسة الرجل الثقيل ، فلماذا قال : لأن الحمل الثقيل تشترك في حمله جميع الأعضاء ، وأما الرجل الثقيل فتتحمله الروح فقط " .
يسأل عن الشر :
عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال :" كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ، قال : قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم ، وفيه دخن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدى تعرف منهم وتنكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم : دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت : فما تأمرتى إن أدركني ذلك ، قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن نقض بأصل مشجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " .
لا تضرع إلى الناس :
إضرع إلى الله لا تضر إلى الناس ... واقنع بيأس فإن العز في اليأس
واستغن عن كل ذي قربى وذوى رحم ... إن الغنى من استغنى من الناس
ليس الرزق بالحيلة :
قد يرزق المرء لا من فضل حيلته ... وبصرف الرزق عن ذي الحيلة إلا هي
مانا لتى من غنى يوما ولا عدم ... إلا قولي عليه : الحمد لله
الوحدة خير من جليس السوء :(1/29)
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه - : " نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه سمعه وبصره " ، وقال ابن سيرين " العندلة عبادة ، وخلاؤك أقنى لحياتك " وقال : " عز الرجل في استغنائه عن الناس ، والوحدة خير من جليس السوء "
وحدة المسلمين :
قيل : لما تشاغل عبد الله بن مروان بمقاتلة مصعب بن الزبير ، اجتمع وجوه الروم إلى ملكهم وقالوا له : قد امكنتك الفرصة من العرب ، فقد تشاغل بعضهم ببعض ، ووقع بأسهم بينهم ، فالرأى أن تغزوهم في بلادهم فإنك تذلهم ، وتنال حاجتك منهم ، فنهاهم الملك عن ذلك ، فأبوا عليه إلا أن يفعل ، فدعا بكلبين ، فأرش بينهما فاقتتلا اقتتالا شديدا ثم دعا بثعلب فخلاه بينهما فلما رأى الكلبان الثعلب ، تركا ما كانا فيه ، وأقبلا على الثعلب حتى قتلاه ! فقال الملك : هكذا العرب تقتتل بينها ، فإذا رأوا عدوهم أقبلوا عليه وقاتلوه .
هجاء الحطيئة :
كان الحطيئة شاعراً هجاءً أهجا أباه وأمه ونفسه وكل من أحسن إليه ، هجا أباه فقال :
لحاك الله ثم لحاك حقا ... أبا ، ولحاك من عمٍ وخالٍ
فبئس الشيخ أنت على النوادي ... وبئس الشيخ أنت لدى المعال
جمعت اللؤم لاحياك ربى ... وأبواب المخازى والضلال
وهجا أمه فقال :
تنحى فاقعدي منى بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
أغربالا إذا استودعت سرا ... وكانوا على المتحدثينا
أم أوضح لك البغضاء منى ... ولكن لا أخاك تعلمينا
وهجا زوجته فقال :
أطوف ما أطوف ثم آوى ... إلى بيت قعيدته لكاع
وهجا نفسه فقال :
أبت شفتاى أيوم إلا فكما ... بشر فما أدرى لمن أنا قائله
أرى لي وجها شوه الله خلقة ... فقبح من وجه وقبح حامله
خيانة الأصدقاء :
وإخوان حسبتهم دروعا ... فكانوها .. ولكن للأعادى
وخلتهم سهاماً صائبات ... فكانوها .. ولكن في فؤادى
وقالوا : قد سعينا كل سعى ... فقلت : نعم ، ولكن في فسادي
وقالوا: قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ، ولكن عن ودادي
قاهرة الحجاج :(1/30)
كانت هند بنت النعمان بن بشير من أحسن وأجمل نساء زمانها خلقا وخلقا وأدبا ولطفا وفصاحة ، فوصف للحجاج بن يوسف الثقفى حسنها فخطبها وبذل لها مالا جزيلا وتزوج بها ، وفى يوم دخل عليها خلسة فوجدها تقف أمام المرآة وتقول لنفسها :
وما هند إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل
فإن ولد مهرا فلله درهما ... وإن ولدت بغلا فقد جاء به بغل
فانصرف الحجاج راجعا ولم تكن علمت به ، فأراد طلاقها ، فأنفذ إليها عبد الله بن طاهر ومعه مائتي ألف درهم صداقها ، وقال له : يا ابن طاهر طلقها بكلمتين ولا تزد ، فدخل عليها ابن طاهر وقال لها : يقول لك الحجاج : كنت فبنت ، وهذه المائتا ألف درهم ، فقال له : قل للحجاج : كنا فما فرحنا ، وبنا فما ندمنا ، وهذه المائتا ألف درهم هي لك بشارة بخلاصى من كلب ثقيف ، ولما بلغ الخليفة عبدالملك بن مروان خبرها أرسل يخطبها ، فقالت له على شرط أن يقود الحجاج جملى من المعرة إلى بلدك الذي أنت فيه ، ويكون حافيا بحلته التي كانت أولا ، فضحك عبدالملك مما قالت ، وأمر الحجاج بذلك وسار الحجاج وهند في المحمل من حولها جواريها فقال لهن ، اكشفن لي ستارة المحمل لنشم رائحة النسيم ، فكشف الستارة فوقع وجهها في وجه الحجاج فضحكت وقالت :
وما نبالى إذا أرواحنا سلمت ... بما فقدناه من مال ومن نشب
فالمال مكتب والعز مرتجع ... إذا النفوس وقاها الله من عطب
فقال الحجاج مجيباً عليها :
فإن تضحكى يا هند رب ليلة ... تركتك فيها تسهرين نواحا
فلما قربت رمت دينار على الأرض أمامه ، وقالت : يا جمال سقط منا درهم فرده إلينا ، فلما تناوله ، قال ليس بدرهم بل هو دينار قالت : بل درهم ، قال : بل دينار ، فقال : الحمد لله الذي أبدل درهمى ديناراً .
استغناء :
إن قلبا أنت ساكنة ... غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا ... يوم يأتى الناس بالحجج
براعة التأليف :(1/31)
كان " عوض بن نصر بن عبدالرحمن " من العلماء ، فقال لهم بعضهم ممازحا : أنت فيك عيب ، لأنه لا يوجد في القرآن شئ على وزن اسمك ، ولا تسمى به عالم ، فأشاروه ، فشرع يتتبع الأجزاء والمعاجم والتاريخ ، حتى ألف مصنفا سماه " شفاء المرض فيمن تسمى بعوض " وذكر أن اسمه على وزن عنب وقد ورد في القرآن .
هي ألقاب :
ومما زهدني في أرض أندلس ... ألقاب معتمد بها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكى انتفاخا صولة الأسد
الطبع يغلب التطبع :
وجدت أعربية ذئباً رضيعاً في الصحراء فرق قلبها له فأخذته إلى بيتها وأرضعته من لبن شاتها ، وكبر الذئب مع الشاة وفى يوم دخلت عليه الخباء فوجدتها قد بقر بطن شاتها الوحيدة فقالت له :
بقرت شويهتى وفجعت قلبي ... وأنت لشاتنا ولد ربيب
غذيت بدرها ورضعت منها ... فمن أنباك أن أباك ذيب
إذا كانت الطباع طباع سوء ... فلا أدب يفيد ولا أديب
زوجة مثالية :
قال شريح تزوجت امرأة فلما بنيت بها ، ققالت : عرفنى خلقك لأحسن مداراتك ، فعرفتها ، فبقيت سنة ، كل يوم يزداد شغفى بها ، فلما تمت السنة ، دخلت عليها يوما فوجدت عجوزا قاعدة عندها ، فسألتها عنها فقالت : هي أمى ، فدعتنى ، وقالت : كيف رضاك عن صاحبتك فشكرتها ، فقالت : أسوأ ما تكون المرأة خلقا إذا حظيت من الزوج بالرضى ، فإن رابك شئ فعليك بالسوط ، فقلت أشهد أنها إبنتك ، جزاك الله خيرا لقد كفيتنى الرياضة .
شهادة الحمير :(1/32)
قال ابن الجوزى في " أخبار النساء " : حكى أبو الحسن المدائنى قال : كان بمكة رجل سفيه يجمع بين الرجال والنساء على أقبح الريب ، وكان من قريش – ولم يذكر اسمه – قال : فشكا أهل مكة ذلك إلى الوالى فنفاه إلى عرفات ، فأخذ بها منزلاً ، ودخل مكة مستتراً فلقى حرفاءه من الرجال والنساء فقال لهم : وماذا يمنعكم منى ؛ قالوا له : وأين ذلك وأنت بعرفات ! فقال لهم : حمار بدرهمين وقد صرتم إلى الأمن والنزهه والفلوة واللذة ، فكانوا يأتونه ، فكثر ذلك حتى أفسد على أهل مكة أحداثهم وسفهاءهم فغادوا بالشكاية على أميرهم ، فأرسل وراءه فأتى به ، فقال له : أى عدو الله ، طردتك من حرم الله – عز وجل – فصرت إلى المعشر الأعظم على ، ويحسدوننى ، فقالوا اللوالى ، بيننا وبينه واحدة ، تجمع حمير المكارين ، وترسلها نحو عرفات فإن قصدت داره لما اعتادت من السير إليها ، فالقول كما قلنا ، وإلا فالقول كما . فقال الوالي : إن في ذلك دليلا ، وأمر بحمير المكاريين فجمعت ثم أرسلت نحو عرفات فقصدت داره ، فأمر الوالي بتجريده فلما نظر إلى السياط بكى ، فقال له : مايبكيك ؟ يا عدو الله ! قال : والله . أصلح الله الأمير – ما من الضرب جزعت ، ولكن يسخر منا أهل العراق ، ويقولون : إن أهل مكة يجيزون شهادة الحمير !! فضحك الوالي وأمر بتخليته على أن لا يعود إلى ما كان يصنع .
عن الحب قالوا :
سلنى عن الحب يا من ليس يعلمه ... ما أطيب الحب لولا أنه نكد
طعمان ، حلو ومر ليس يعد له ... في حلق ذائقه مر ولا شهد
غرام :
وقائلة : ما بال جسمك لا يرى ... سقيما وأجسام المحبين تسقم ؟
فقلت لها : قلبي بحبك لم يبح ... لجسمى بالهوى ليس يعلم !
القلوب أربعة :(1/33)
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أنه قال : " القلوب أربعة : قلب أجرد فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن . وقلب أغلف فذلك قلب الكافر ، وقلب منكوس ؛ فذبك قلب المنافق ؛ عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمى ، وقلب تمده مادتان : مادة إيمان ، ومادة نفاق ؛ وهو لما غلب عليه منهما .
تضرع :
نوح الحمام على الغصون شجاني ... ورأى العزول صبابتي فبكاني
إن الحمام ينوح من خوف النوى ... وأنا أنوح مخافة الرحمن
أنا إن بكيت فلن ألام على البكا ... فلطما لما استغرقت في العصيان
يا رب عبك من عذابك مشفق ... بك مستجير من لظى النيران
فارحم تضرعه إليك وحزنه ... وامنن عليه اليوم بالغفران
الرضى بالقليل :
يوم القيامة يرى أناس في الجنة لهم الجنة من نور يطوفون بالجنة، فيسألهم الناس : إنا لم نراكم معنا في الحساب ، فيقولون : إن الله قد أدخلنا الجنة بدون حساب ، فيقولون لهم ، فماذا قدمتم في حياتكم ، يقولون : كنا إذا خلونا لا نعصى الله ، وإذا قسم الله لنا قسما قليلا من الدنيا رضينا به .
طمع الإنسان :
يقول اله – تعالى – في الحديث القدسى : " يا ابن آدم : عندك ما يكفيك ، وأنت تطلب ما يطغيك ، لا بقليل تقنع ، ولا من كثير تبع ، إذا كنت معافى في بدنك ، أمنا في سربك عندك قوت يومك ، فعلى الدنيا العفاء ،
ضمان الرزق :
لا تعجلن فليس الرزق بالعجل ... الرزق في اللوح مكتوب مع الأجل
لو كنا قعدنا لكان الرزق يطلبنا ... ولكن خلق الإنسان من عجل
طبع :
روى الإمام أحمد عن أبى الدرداء أنه قال : " إذا اسمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا ، وإذا سمعتم برجل زاتل عن خلقه فلا تصدقوا ، فإن يصير إلى ما جبل عليه " .
فسحة العقل :
قال الجاحظ : " لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعراً أو يصنف كتاباً " .
قلب الأم :
أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاً ... بنقوده كيما ينال به الوطر
قال : ائتنى بفؤاد أمك يا فتى ... ولك الجواهر والدراهم والدرر(1/34)
فمضى وأغرز خنجراً في نحرها ... والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى ... فتدحرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر ... ولدى حبيبى هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه ... غضب السماء به على الولد انهمر
فدرى فظيع خيانة لم يجنها ... ولد سواه منذ تاريخ البشر
فاستل خنجره ليطعن نفسه ... ويظل دوماً عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأمر : كف يدا ، ولا ... تذبح فؤادى مرتين على الأثر
بعد العسر تيسير :
واصبر قليلا فبعد العسر تيسير ... وكل أمر له حل وتدبير
وإن الله في تدبيره حكما ... وفوق تدبيرنا لله تدبير
إن الطبيب له في الطب معرفة ... ما دام في أجل الإنسان تأخير
حتى إذا ما انقضت أيام مدته ... حار الطبيب وخانته العقاقير
ما فسد الزمان :
أرى حللا تصان على أناس ... وأخلاقاً تداس فلا تصان
يقولون : الزمان به فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان
رزق ورضى :
قال تعالى في حديثه القدسي : " عبدي خلقت السموات والأرض ولم أعي بخلقهن ، أفيعينى رغيف أسوقه إليك كل حين . عبدي لي عليك فريضة ولك على رزق فإن خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك "
خلق وإعجاز :
سل الواحة الخضراء والماء جاريا ... وهذى الصحارى والجبال الرواسيا
سل الروض مزدانا سل الزهر والندى ... سل الليل والاصباح والطير شاديا
وسل هذى الأنسام والأرض والسما ... وسل كل شئ سمع الحمد ساريا
فلو جن هذا الليل وامتد سرمدا ... فمن غير ربى يرجع الصبح ثانيا !؟
من دعاء الحسن - رضي الله عنه - :-
" اللهم نعمتنى فلم تجدني شاكراً ، وابتليتني فلم تجدني صابراً ، فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ، ولا أدمت الشدة بترك الصبر ، إلهي لا يكون من الكريم إلا الكرم "
ذو العرش محمود ، وهذا محمد :
وضم إلا له اسم النبي إلى اسمه ... إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود ، وهذا محمد
لغة الضاد :
لغة إذا وقعت على أسماعنا ... كانت لنا برداً على الأكباد
ستظل رابطة تؤلف بيننا ... فهي الرجاء لناطقٍ بالضاد(1/35)
قبض العلماء :
عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله تعالى لا يقبضن العلم انتزاعا بنتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساً جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلواً "
الدليل على قدره الله :
سئل الشافعي عن دليله على قدرة الله ووجوده فقال : ورقة التوت ، فقيل له : كيف ذلك ؟ قال : تأكلها دودة القز فتخرج حريراً ، وتأكل منهل النحلة فتخرج عسلا ، وتأكلها الشاة فتخرج لبنا ويأكل منها الغزال فيخرج مسكا "
من أنتم ؟
يقولون هذا عندنا غير جائز ... ومن أنتم حتى يكون لكم عند
الحنين إلى الوطن :
تزوج معاوية من ميسونه بنت بجدل الكلامية ، وكانت من أهل البادية فأخذها في قصره ولكنها في قصره ولكنها اشتاقت إلى وطنها الأول فقال :
لبيت تخفق الأرواح فيه ... أحب إلى من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق عينى ... أحب إلى من قط ألوف
وليس عبادة وتقرعينى ... أحب إلى من لبس الشفوف
وخرق من بنى عمى نحيف ... أحب إلى من علج عنيف
وأصوات الرياح بكل فجٍ ... أحب إلى من نقر الدفوف
وأكل كسيرة في قعر بيتى ... أحب إلى من أكب الرغيف
فما أبغى سوى وطني بديلا ... وحسبي ذاك من وطنٍ شريف
بين الكلب والأسد :
" ذهب الكلب إلى الأسد ، وقال له : غير اسمي يا ملك السباع فإني أعير به ، فقال له الأسد : أنت خائن ونباح ولا يصلح لك إلا هذا الاسم ، فقال الكلب : جربني ، فأعطاه شقة من اللحم وقال له احفظ هذه عندك إلى الغد وأتني بها وأنا أغير أسمك ، فأخذها فلما جاع أكلها وقال : ما كلب إلا اسم حسن ، وفى اليوم الثاني ، قابله الأسد وقال له : كيف حالك يا سيد الكلاب " .
رغم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
لقد أضعت وقت المسلمين :(1/36)
أستأذن رجل على أبى جعفر المنصور ليريه مهارته في ألعابه ، فأخذ عدداً كبيراً من الصحاف يتقاذفها في الهواء دون أن يقع على الأرض منها شئ ، فقال له الخليفة ثم ماذا ؟ فأخرج إبرة فرماها على الأرض وأخذ أخرى ورماها فرشقت في ثقب الأولى ، وهكذا مائة إبرة ، و الناس في دهشة من مهارته تلك ، فلما انتهى من ألعابه قال الخليفة : أعطوه على مهارته ألف درهم ثم اجلدوه مائة جلدة ، لأنه أضاع وقت المسلمين فيما لا يفيدهم ، ولا ينفعهم .
جامع العلم :
العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب هديت فنون العلم والأدبا
لا خير فيمن له أصل بلا أدب ... حتى يكون على ما ذا نه حدبا
العلم كنز وذخر لا نفاد له ... نعم القرين إذا ما صاحب صحبا
قد يجمع المرء مالا ثم يحرمه ... عما قليل فيلقى الذل والحربا
وجامع العلم مغبوط به أبدا ... ولا يحاور منه الفوت والسلبا
يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لا تعدلن به دراً ولا ذهباً
اختيار الصديق :
قال علقمة بن لبيدا العطاردى لابنه : " يا بنى إن نزعتك إلى صحبة الرجال حاجة ، فاصحب من إذا صحبته زانك ، وإذا خدمته صانك ، وإن عركت به مانك . من إذا قلت صدق قولك ، وإن صلت سدد صولك ، يزاول عنك من رام ونالك . من عن مددت يدك يصل مدها ، وإن بددت منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها . وإن سألته أعطاك ، وإن سكت عنه ابتداك ، وإن نزلت بك إحدى ملمات الزمان أساك ، من لا تأتيك منه البوائق ، ولا تختلف عليك منه الطرائق ولا يخذلك عنه الحقائق ، وإن حاولت حويلا أمرك ، وإن تنازعتما منفسا أثرك .
بين العلم والمال :
سئل الإمام على عن فضل العلم على المال فقال : " العلم خير من المال ، فالعلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، العلم فيه حياتك والمال فيه هلاكك ، المال يفنى بالإنفاق ، والعلم يزكو به
نعم ، ولا :
من رام عيشا هنيئا يستفيد به ... في دنياه ثم في أخراه إقبالا
فلينظرن إلى من فوقه أدبا ... ولينظرن إلى من دونه مالا(1/37)
النائحة لاثكلى والنائحة المستأجرة :
سئل أحدهم : مالك إذا وعظت أبكيت السامعين ،وواعظ المدنية يعظ فلا يبكى أحد ؟ فقال : ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .
الناس موتى ، وأهل العلم أحياء :
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهموا ... على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقيمة كل امرئ ما كان يحسنه ... والجاهلون لأهل العلم أعداء
قفز بعلم تعش حيا به أبداً ... الناس موتى وأهل العلم أحياء
اتكذبنى وتصدق الحمار :
طلب جار من جحا أن يعيره حماره فقال جحا : إن حمارى بالسوق وما كاد جحا يتم عبارته حتى نهق الحمار من داخل الدار ، فقال الجار : هذا صوت حمارك أنكذب على فقال جحا : هل تصدق الحمار وتكذبنى أنا .
أخلاق العلماء :
قال ابن حجر في الدرر الكامنة 1/35 ، في ترجمة ابن الفركاح ( إبراهيم بن عبدالرحمن الفزارى ) " وكان مع مخالفته الشيخ تقى الدين ، ابن تيمية لا يهجره ، ولما مات شيع جنازته ، وقعد لعزائه .
إسراف الملوك :
قال ابن حجر ف الدرر الكامنة 1/446 ، في ترجمة الناصر بن محمد بن قلاوون ، من خلفاء المماليك وزوجه بنت بكتمر ، وكان عرسه عليها معظماً جداً ، وكان الجهاز على ثمانمائة جمل ، وست وثلاثين قطاراً من البغال ، وذكر أن الذهب الذي وجد في الزركشى والمصاغ ثمانون قنطاراً بالمصري ، ومع ذلك لما نصب ورآه السلطان لم يعجبه .
محاسبة النفس :
ذكر السبكى في طبقاته 9/212 ، في ترجمة ابن دقيق العيد أنه كان يقول : " ما تكلمت كبمة ، ولا فعلت فعلا إلا وأعددت له جواباً بين يدي الله عز وجل "
وداع :
هم رحلوا يوم الخميس عشية ... فودعتهم لما استقلوا وودعوا
فلما تولوا ولت النفس معهم ... فقلت : ارجعى ، قالت : إلى أين أرجع ؟
إلى جسد ما فيه لهم ولا دم ... ولا فيه إلا أعظم تتقعقع
وكذبت فيك الطرف والطرف صادق ... وأسمعت أذنى فيك ما ليس أسمع
ليس المنادى كالمناجى :(1/38)
قال ابن حجر في الدرر 3/395 ، في ترجمة إبراهيم المنفلوطى ، أنه سئل : أيهما أفضل : الإمام أو المؤذن ؟؟ فقال : " ليس المنادى كالمناجى " !! .
عشرة النساء :
ذكر ابن عبدربه في " العقد الفريد " هذه القصة فقال فيها :
" حدثنا مجالد عن الشعبى ، قال : لقينى القاضي شريح ، فقال : يا شعبى عليك بنساء تميم فإنى رأيت لهن عقولاً ، قال : وما رأيت من عقولهن ؟ قال : أقبلت جنازة ظهراً فمررت بدورهم ، فإذا أنا بعجوز على باب دار ، وإلى جنبها جارية كأحسن ما رأيت من الجوارى ، فعدلت فاستقيت وما بى عطش ، فقالت : أى الشراب أحب إليك ؟ فقلت : ما تيسر ، قالت ، ويحك ، يا جارية إيتيه بلبن فإني أظن الرجل غريبا ، قلت : من هذه الجارية ؟ قالت هذه زينب بنت جرير ، إحدى نساء بنى حنظلة ، قلت : فارغة هي أم مشغولة ؟ قالت : بل فارغة ، قلت : زوجنيها ، قالت : إن كنت لها كفوا . ( وهى لغة تميم ) فمضيت إلى المنزل فذهبت لأقيل ، فامتنعت منى القائلة ! فلما صليت الظهر أخذت بأيدى إخواني – القراء والأشراف – علقمة ، والأسود ، والمسيب ، وموسى بن عرفطة ، ومضيت أريد عمها ، فاستقبل فقال : يا أبا أمية ، حاجتك ؟ قلت : زينب بنت أخيك . قال : ما بها رغبة عنك ، فأنكحنيها ، فلما صارت حبالى ندمت ، وقلت : أي شئ صنعت بنساء بنى تميم ؟ وذكرت غلظ قلوبهن ، فقلت : أطلقها ، ثم قلت : لا ولكن أضمها إلىّ ، فإن رأيت ما أحب ، وإلا كان ذلك .(1/39)
فلو رأيت يا شعبي وقد أقبل نساؤهم يهدينها ، حتى أدخلت على فقلت : إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم فيصلى ركعتين فيسأل الله منى خيرها ، ويعوذ به من شرها ، فصليت وسلمت فإذا هي من خلفي تصلى بصلاتي ، فلما قضيت صلاتي ، وأتتني جواريها فأخذن يابى ، وألبسنني ملحفة قد صبغت في عكر الصفر ، فلما خلا البيت دنوت منها فمدت يدي إلى ناحيتها ، فقالت : على رسلك يا أبا أمية كما أنت ، ثم قالت : الحمد لله ، أحمده واستعينه ، وأصلى وأسلم على محمدٍ وآله ، وإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبين لي ما تحب فأتيه ، وما تكره فأزدجر عنه ، وقالت : إنه قد كان ذلك في قومك منكح ، وفى قومي مثل ذلك ، ولكن إذا قضى الله أمراً كان ، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله به " إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولك . قال فأخرجتنى والله يا شعبي إلى الحظية في ذلك الموضع ، فقلت : الحمد لله أحمد وأستعينه ، وأصلى على النبي وآله وسلم ، وبعد ؛ فإنك قد قلت كلاماً إن ثبتنى عليه يكن ذلك حظك ، وإن تدعيه يكن حجه عليك ، أحب كذا ... ،(1/40)
وأكره كذا ، ونحن جميع فلا تفرقى ، ما رأيت من حسنةٍ فانشريها ، وما رأيت من سيئة فاطويها ، ثم قالت : كيف محبتك لزيارة الأهل ؟ قلت : ما أحب أن يملنى أصهارى ، قالت : فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له ، ومن تكرهه أمنعه ، قلت : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم سوء ، قال : فبت يا شعبي بأنعم ليلةٍ ، وكثت معى حولاً لا أرى إلا ما أحب ، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء فإذا بعجوز تأمر وتنهى في الدار ، فقلت : من هذه ؟ قالوا : فلانة خنتك فسرى عنى ما كنت أجد ن فلما جلست أقبلت العجوز فقالت : السلام عليك يا أبا أمية ، قلت : وعليك السلام ، من أنت ؟ قال : أنا فلانه خنتك ، قلت : قربك الله ، قال كيف رأيت زوجك ؟ قلت : خير زوجة ، فقال : يا أبا أمية إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها في حالين : إذا ولدت غلاماً ، أو حظيت عند زوجها ، فإن رابك ريب فعليك بالسوط ، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة ، قلت : أما والله لقد أدبت فأحسنت الأدب ، وروضت فأحسنت الرياضة ، قالت : تحب أن يزورك أختانك ؟ قلت متى شاءوا . قال : فكانت تأتنى رأس كل حول توصينى بتلك الوصية ، فمكث معى عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء ؛ إلا مرة واحدة ، وكنت لها ظالماً : أخذ المؤذن في الإقامة بعد ما صليت ركعتي الفجر ، وكنت إمام الحي فإذا بعقرب تدب فأخذت الإناء فأكفأته عليها ، ثم قلت : يا زينب لا تحركى الإناء حتى آتى ، فلو شهدتنى يا شعبي ، وقد صليت ورجعت فإذا أنا بالعقرب قد ضربتها ، فدعون بالقسط والملح فجعلت أفغث إصبعها وأقرأ عليها بالحمد والمعوذتين .
وكان لي جار من كندة يقؤع امرأته ويضربها فقلت في ذلك :
رأيت رجالاً يضريون نساءهم ... فشلت يمينى حين أضب زينبا
أأضربها في غير ذنبٍ أتت به ... فما العدل منى ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب ... إذا طلعت لم تبد منهن كوكبا
شر الناس :(1/41)
اهرب بنفسك واستأنس بوحدتها ... تلق السعود إذا ما كنت منفردا
ليت السباع لنا كانت معاشرة ... وأننا لا نرى ممن نرى أحدا
إن السباع لتهدا في مرابضها ... والناس ليس بهادٍ شرهم أبدا
طريق الحق :
قال ابن – رحمة الله – " عليك بطريق الحق ، ولا تستوحش لقلة السكالين ، وإياك وطريق الباطل ، ولا تغتر بكثرة الهالكين "
هيام :
أحب من حبكم من كان يشبهكم ... حتى لقد صرت أهوى الشمس والقمرا
أمر بالحجر القاسى فألمثه ... لأن قلبك قاسٍ يشبه الحجرا
الأمور بأضدادها :
قال سها بن عبد الله :" لا يعرف الرياء إلا مخلص ، ولا النفاق إلا مؤمن ، والجهل إلا عالم ، ولا المعصية إلا مطيع "
مسالك النجاة : -
أنشد أبو عثمان ،سعيد بن إسماعيل :
ما بال دينك ترضى أن تدنسه ... وإن ثوبك مغسول من الدنسِ
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجرى على اليبسِ
أبغض الخلق :
في الأثر " أبغض الخلق إلى الله تعالى ، من كانت ثيابه ثياب الأنبياء ، وعمله عمل الجبارين "
من لم يبت والحب حشو فؤاده ... لم يدر كيف تفتت الأكباد
يا رب علمنى ! :
" يا رب علمن أن أحب الناس كما أحب نفسى ، علمني أن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس ، علمني أن التسامح هو أكبر مراتب القوة ، وأن حب الانتقام هو أو مظاهر الضعف ، يا رب : ساعدني أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء ، وألا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء إذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي ، وإذا أعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي ، وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي .
بحر جودك :
قصدت باب الرحمن والناس قد رقدوا ... وجئت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملى في كل نائبة ... يا من عليه بكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها ... مالي على حملها صبر ولا جلد
مددت يدي بالذل مفتقرا ... يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يا رب خائية ... فبحر جودك يروى كل من يرد
سداة الناس :
لا يصلح الناس فوضى لا سداة لهم ... ولا سداة إذا جهالهم سادوا(1/42)
تهدى الأمور بأهل الرأى ما صلحت ... فإن تولت فبالأشرار تنقادوا
إذا تولى سراة الناس أمرهم ... فما على ذلك أمر القوم فازدادوا
السنوات الخداعات :
قال - صلى الله عليه وسلم - " ستأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون الأمين ن وينطق فيها الرويبضة في أمور العامة ، قيل وما الرويبضة ، قال :لرجل التافه "
إكرام اللئيم :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمررا
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا ... فضر كوضع السيف في موضع الندى
لطف الله تعالى :
وكم لله من لطف خفي ... يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتى من بعد عسر ... ومزج كربة القلب الشجي
وكم أمرٍ تساء به صباحاً ... فتأتيك المسرة بالعطشى
إذا ضاقت الأحوال يوماً ... فثق بالواحد الفرد العلى
اشفع بالنبي فكل عبدٍ ... يغاث إذا تشفع بالنبي
ولا تجزع إذا ما ناب خطب ... فكم لله من لطف خفي
حب الخير :
قال ابن عباس - رضي الله عنه - " إني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل فأفرج به ، ولعلى لا أتحاكم إليه أبدأ ، وإني لأسمع بالغيث يصيب البلدان فأخرج ومالي فيها سائمة وإني لآتى على الآية فأود أن الناس يعملون بها "
قال الشاعر : حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا ... بالري أدق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى ... شغلت مآثرهم مدى الآفاق
المهانون :
" ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، وطالب الفضل من اللئام ، و الداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان ، والجالس مجلساً ليس له بأهل ، والمقبل بحديثه على من لا يسمع منه ولا يصغى إليه "
الحكمة عند غير أهلها :
" إن من يضع الحكمة عند غير أهلها كمن يقلد الخنازير عقود الذهب واللؤلؤ "
أعز الناس وأفضلهم :(1/43)
" دفع الخليفة الرشيد ولديه الأمين والمأمون إلى الكسائى ليؤدبها ويأخذا العلم على يديه ، وفى يوم دخل الرشيد علهما فوجدا الكسائى قد انتهى من درسه ،وولداه يتسابقان أيهما يحضر الحذاء لأستاذه أولاً ، وفى مجلس الخليفة ، سأل الكسائى : من أعز الناس وأفضلهم فقال : أنت يا أمير المؤمنين ، فقال : لا والله ، ولكن أعز الناس وأفضلهم من يتسابق ولدا أمير المؤمنين في تقديم الحذاء إليه "
التصوف الحقيقي :
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه ... ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صياح ولا رقص ولا طرب ... ولا اضطرب كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصغوا بلا كدر ... وتتبع الحق والقرآن والدنيا
وأن ترى خاشعا لله مكتئباً ... على ذنوبك طول الدهر محزونا
مصطلحات :
العلم : هو أن نجزم بواقعة نملك الدليل عليها .
الجهل : هو أن نجزم بواقعة لا دليل عليها ، أو عدم المعرفة أصلاً .
التقليد : هو أن نجزم بواقعة تقليداً لمن قال إن عليها دليل .
الشك : تكون نسبتان متساويتان في شئ ولا تستطيع الترجيح .
الظن : رجحان نسبة على أخرى بدون تأكيد .
الوهم نقص نسبة الرجحان .
الجار قبل الدار :
يلومننى أن بعت بالخص منزلي ... ولم يعلموا أن جاراً هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الملام فإنما ... بجيرانها تغلو الديار وترخص
إكرام الضيف :
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... فيخضر عندي والمحل جديب
وما الخصب للأصناف إن تكثر ... القرى ولكنما وجه لكريم خصيب
معيار المعرفة:
السبع سبع ولو كلت مخالبه ... والكب ولو بين السباع ربى
وهكذا الذهب الإبريز خالطه ... صفر النحاس وكان الفضل للذهب
لا تنظرن لأثواب على أحد ... إن رمت تعرفه فانظر إلى الأدب
فالعود لو لم منه رائحة ... لم يعرف الناس بين العود والحطب
فرقت بينهم النيات :
قال مالك لم أنس : " إن من يسجد لله ، ومن يسجد للضم صورة واحدة في سجودهما ، فكلاهما عابد ، ولكن الأول عابد لله فهو مؤمن والثاني عابد لضم فهو كافر ، لقد فرقت بينهم النيات " .
عليك بالعلم :(1/44)
عليك بالعلم فاطلبه بلا كسل ... واعمل فإن حياة العلم بالعمل
علم بلا عمل لا تستفيد به ... ولا تفيد فتمضى خائب الأمل
الناس تحتاج أهل العلم قاطبة ... وأكثر الناس تستغني عن الدول
كم من غنى جميع الناس تجهله ... وعالم صيته في السهل والجبل
وكم ملوك تقضى ذكرها ومضى ... وذكر ذي العلم بين الناس لم يزل
قل للذي بات بالأموال مشتغلا ... إني عن الشغل بالأموال في شغل
لا يطلب المرء علماً للغنى فإذا ... طلبت علماً فعن دنياك لا تسل
ما يصنع القوم بالمال الذي جمعوا ... بعد الحصول على الأموات والحلل
وصية للأبناء :
أوصى الإمام محمد الباقر أحد أبنائه فقال له : " يا بنى إياك والكسل والضجر ؛ فإنهما مفتاح كل شر إنك إذا كسلت لم تؤد حقا ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق " . " لا حليم إلا ذو عثرة ، ولا حكيم ذو تجربة "
صبر عنترة :
سأل رجل الفارس العربى عنترة بن شداد : بم نلت هذه المنزلة ؟ فقال : بالشجاعة . قال : وبم نلت الشجاعة ؟ قال : بالصبر ، قال : وبم نلت الصبر ؟ قال : هات إصبعك في فمي وخذ إصبعي وضعه في فمك وليعض كل منا على إصبع زميله ، ففعل الرجل ، ولكنه ما لبث أن صرخ من عنترة أن يترك إصبعه ، فقال له : عنترة : والله إني كنت لأشد ألما منك ولكنى تحملت وصبرت فهذا هو الصبر .
توكل لا تتواكل :
توكل على الرحمن في طلب العلا ... ودع قول الناس في ترك الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم ... هزي إليك الجذع بساقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزهها ... جنته ولكن كل شئ له سبب
أخلاق النساء :
إن النساء كأشجار نبتن معا ... منهن مر وبعض المر مأكول
إن النساء متى فيهن عن خلق ... فإنه واجب لابد مفعول
الصحة لا المال :
إني وإن كان جمع المال يعجبى ... فليس يعدك عندي صحة الجسد
في المال زين وفى الأولاد مكرمة ... والسقم ينسيك ذكر المال والولد
تقدم خطوه !
شكا الابن لأمه قصر الرمح في يده ، فقالت له : تقدم خطوة يطول .
كل إناء بما فيه ينضح :(1/45)
وقالوا فلان في الورى لك شاتم ... وأنت له دون الخلائق تمدح
فقلت ذروه ما به وطباعه ... فكل إناء بالذي فيه ينضح
إذا الكلب لا يؤذيك عند نبيحه ... فذره إلى يوم القيامة ينبح
في الحب والبغض :
سأل عمر بن الخطاب عليا بن أبى طالب – رضي الله عنهما – هذا السؤال : " يا أبا الحسن ، أسألك عن شئ ، قال : ما هو ؟ قال : الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيراً قط ، والرجل يبغض الرجل ولم يرمنه شراً قط ؟؟ " فهل تجد ذلك في كتاب الله أو في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " .
الناس أجناس :
الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم ... لا يستوون كما لا يستوى الشجر
هذا له ثمر حلو مذاقته ... وذاك ليس له طعم ولا ثمر
إلى مهموم :
يا صاحبى مالى أراك مقطبا مهموما
وعلى ملامحك البكاء مصوراً مرسوما
اصبر على سحب الشتاء إذا تجمع غيمها
فالشمس لت تبقى على وجه السماء غيوما
اللص الرحيم :
" ذهب لص إلى باب المسجد وسرق حذاء الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وبعد أن ذهب به رق قلبه ، إذ كيف يترك هذا الإمام العظيم يعود إلى بيته حافيا ، فعز عليه ذلك ، فذهب إلى بيت الإمام وقال لهم : إن حذاء الإمام قد سرق فابعثوا له بحذاء آخر يعود به ، فلما اخبروا الشافعي ، عرف أنه اللص الرحيم " .
الجمال الحقيقي :
ليس الجمال بأثواب تزيننا ... إن الجمال جمال العلم والأدب
ليس اليتيم الذي قد مات والده ... بل اليتيم يتم العلم والحسب
السمكة وغدر الصياد :
قالت المرأة لزوجها : لم لم تعد تأتينى شئ مثلما كنت عليه أيام خطتبا ، فأجابها : وهل رأيت صيادا يطعم السمكة بعد صيدها .
أبدأ بنفسك :
يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى ... كما يصح به وأنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم(1/46)
ابدأ بنفسك فأنهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويقتدي ... بالعلم منك وينفع التعليم
لاتنه عن خلق وتأتى مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
" أصدقاؤك ثلاثة ، وأعداؤك ثلاثة : فأصدقاؤك : صديقك وصديق صديقك ، وعد عدوك ، وأعداؤك : عدوك ، وعدو صديقك ، وصديق عدوك " .
أنصار الله :
قال الغزى في الكواكب السائرة 1/84 في ترجمة " محمد الضيروطى " : " كان قوالا بالحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم . وشد والنكير يوماً على السلطان الغورى في ترك الجهاد ، فبلغ السلطان ذلك فبعث إليه وقال له : " ما حملك على أن تذكرني بالنقائص بين العوام ؟ " فقال : " نصرة الدين " قال : ما عندنا مراكب معدة للجهاد ؟ فقال : عمر لك مراكب أو استأجر ن وأغلظ على السلطان ، فاصفر لون السلطان ، وأمر له بعشرة آلاف دينار فردها ، وقال : " أنا رجل تاجر لا أحتاج إلى مالك " فقال : عمر بها في البرج ، فقال :" أنا لا أحتاج إلى أحد يساعدني فيه ، ولكن إن كنت محتاجاً إلى شئ تصرفه على الجهاد أقرضك وأصبر عليك . ثم طال الكلام بينهما ، فقال الشيخ للسلطان : أما تؤدى شكر ما أنعم الله تعالى به عليك ، قال : فبماذا ؟ قال : كنت كافراً فمن الله عليك بالإسلام وكنت رقيقاً فمن الله عليك بالعتق ، ثم جعلك أميراً ثم سلطاناً ، ثم عن قريب يميتك ويجعلون أنفك في التراب ، ثم يحاسبك الله على النقير والقطمير ، وينادى عليك يوم القيامة : إن من له حق عند العفو رى فليأخذه اليوم فيا طول تعبك هناك ، فبكى لسلطان .
بلاء الإسفار :
إذا قيل في الأسفار خمس فوائد ... أقول : وخمس لا تقاس بها بلوى
فتضيع أموال وحمل مشقة ... وهم وأنكار ، وفرقة من أهوى
خوف السلطان :(1/47)
ذكر الغزى أن محمد المحرقى كان يخطب بين يدي السلطان الغورى فقال " ووقع رعب السلطان في قلوب هؤلاء الخطباء بسبب الخطبة بين يدي السلطان ، حتى كان ذلك سببا لموت القاضي برهان الدين الدميرى المالكى ، وصاحب الترجمة محمد المحرقى " .
وتسمع لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادى
ولو أن ناراً نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
صفات الوالي :
كتب معاوية إلى واليه مروان الذي اعجب بامرأة من بعض أحياء العرب فأراد أن يطلقها من زوجها ليتزوجها هو فقال له :
" أما بعد ، فإنه بلغنى عنك أنك اعتديت على رعيتك في بعض حدود الدين ، وانتهكت حرمة لرجل من المسلمين ، وإنما ينبغي لمن كان واليا على كورة أو إقليم أن يغض بصره وشهواته ، ويزجر نفسه عن لذاته ، وإنما الوالي كالراعى لغنمه فإذا أرفق بها بقيت معه ، وإن كان لها ذئباً فمن يحوطها بعده " !!
السعى على الرزق :
إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه ... شكى الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأذنين كلا أو شكت ... قلوب ذوى القربى له تنكرا ً
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعدزا
ولا ترض من عيش بدون ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان معسراً ؟
وما طالب الحاجات من حيث يبتغى ... من الناس إلا من أجدو شمرا
أمانة الترجمة :
بعد أن ترجم الإمام السخاوى لنفسه ( الضوء اللامع 8/322 ) بكل أمانة ودقة قال عن نفسه : " هذا له وهو عارف بنفسه ، معترف بالتقصير في يومه وأمسه ، خبير بعيوبه التي لا يطلع عليها ، مستغفر مما لعله يبدو منها ، لكنه أكثر الهذيان ، طمعاً في صفح الإخوان ، مع كونه في أكثره ناقلاً ، والله يسأل أن يجعله كما يظنون ، وأن يغفر له ما لا يعملون "
جمل معكوسة :
من الجمل التي تقرأ معكوسة :
" سر فلا كبابك الفرس " " دام علا العماد " " رفع جلال جعفر " " رجح نبأ بن حجر "
ثلاثة لا ترفع صلاتهم :(1/48)
عن ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا : رجل أم قوما وهم له كارهون ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وأخوان متصارعان " رواه ابن ماجه ، وابن حبان
شرف أصحاب الحديث :
أنشد محمد بن محمد الشمنى المغربي :
جزى الله أصحاب الحديث مثوبة ... وبو أهم في الخلد أعلى المنازل
فلولا اغتناهم بالحديث وحفظه ... ونفيهم عنه ضروب الأباطل
وانفاقهم أعمارهم في طلابه ... وبحثهم عنه بجد .. مواصل
لما كان يدرى من غدا متفقهاً ... صحيح حديث من سقيم وباطل
ولم يستبن ما كان في الذكر مجملاً ... ولم ندر فرضا من عموم النوافل
لقد بذلوا فيه نفوسا تعيسة ... وباعوا بحظ آجل كل عاجل
فحبهم فرض على كل مسلم ... وليس يعاديهم سوى كل جاهل
شهوة العلم :
سئل الشافعي يوما : كيف شهوتك للعلم ؟ فقال : أسمع بالحرف ما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعا تتنعم به مثل ما تنعمت بع الآذان !! فقيل له : كيف حرصك عليه ؟ قال : حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال ! فقيل له : كيف طلبك له ؟ قال حرص المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره .
أقيمو الصفوف :
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أقيموا الصفوف ، وحاذوا بين المناكب ، وسدو الخلل ، ولينوا بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفاً بأيدي إخوانكم ، ولا تذروا فرجات للشيطان ، ومن وصل صفا ً وصله الله ، ومن قطع صفاً قطعة الله " رواه أحمد وأبو داود وابن خزيمة
لا تتأخروا :
عن أبى سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في أصحابة تأخراً فقال لهم : " تقدموا فائتموا بى ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون يؤخرهم الله " .
حسد اليهود :(1/49)
عن عائشة – رضي الله عنها – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : رأى في أصحابه تأخراً فقال لهم : " تقدموا فائتموا بى ، وليأتم بكم من بعدكم ، لا يزال قوم يتأخرون يؤخرهم الله " رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
وعن عائشة – رضي الله عنها – عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " إن اليهود قد سئموا دينهم وهم قوم حسد ، ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث : رد السلام ، وإقامة الصفوف ، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة : آمين " .
رفع الخشوع :
عن أبى الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أول شئ يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا "
فضل أعدائي :
عداي لهم فضل على ومنه ... فلا صرف الرحمن عنى الأعاديا
هم بحثوا عن ذلتي فاجتنبها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
من حكم العلماء :
قال طاهر بن محمد الانبارى : " اللبيب من إذا سبقه الناس بالعلم سبقهم بالعمل ، وإذا سبقوه بالعمل سبقهم بالاخلاص ، وإذا سبقوه بالاخلاص سبقهم بالثبات على ذلك حتى الممات وأنشد :
العلم ليس بكافٍ ربه شرفا ... إن لم يكن عمل ما في تلبيس
لو كان بالعلم من دون التقى شرف ... لكان أفضل خلق الله إبليس
مضلات الهوى :
عن أبى برزة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما أخشى عليكم شهوات الغى في بطونكم وفرجكم ، ومضلات الهوى " . رواه أحمد والبزار والطرانى
تعديل وليس تجريح :
كان محمد بن يحيى ( ابن صاعد ) إذا ذكر الإمام البخاري – رحمه الله – قال عنه " هو الكبش النطاح " وهذا من ألفاظ التعديل وليس من ألفاظ التجريح . الباجى : التعديل والتجريح 1/284
موت الحر :
لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا فرسٍ يموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ... يموت بموته خلق كثير
العلم ثلاثة أشبار :(1/50)
قال الشعبى – رحمه الله - :" العلم ثلاثة أشبار ، فمن نال منه شبرا شمخ بأنفه ، وظن أنه ناله ، ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه ، وعلم أنه لم ينله ، وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحد أبداً ؟!!
الأمر قدرق :
عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال : لقد سمعت حديثا منذ زمان " إذا كنت في قوم عشرين رجلا ، أو أقل أو أكثر فتصفحت وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله – عز وجل – فاعلم أن الأمر قدرق "
... ... ... ... ... ... ... رواه أحمد والطبرانى بإسناد حسن
التباس الفتن :
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : " كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، وتتخذ سنة ، فإن غيرت يوما قيل : هذا فكر ، قالوا : ومتى ذلك ؟ قال : إذا قلت أمناؤكم ، وكثرت امراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، وكثرت قراؤكم ، وتفقه لغير الدين ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة " .
... ... ... ... ... ... ... رواه المنذرى في الترغيب والترهيب
الرجل الحقيقي :
العلم أشرف شئ ناله رجل ... من لم يكن فيه علم لم يكن رجلا
تعلم العلم واعمل ما استطعت به ... فالعلم زين لمن بالعلم قد عملا
ثوب الأدب :
لا تنظرن لأثواب على أحد ... إن رمت تعرفه فانظر إلى الأدب
فالعود لو تفح منه رائحة ... لم يفرق الناس بين العود والحطب
أسهم الإسلام :
عن عائشة -رضي الله عنها – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاث أحلف عليهن ، لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له . وأسهم الإسلام ثلاثة : الصلاة ، والصوم ، والزكاة ولا يتولى لي الله عبداً في الدنيا فيو ليه غيره يوم القيامة ، ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم . والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة " رواه أحمد بإسناد جيد
دفء العلم :(1/51)
" مكى أن عليا بن الحسن بن شقيق قام مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرجا من المسجد بعد صلاة العشاء فتذاكرا عند الباب بحديث عن رسول الله تلو حديث فما زال كذلك حتى جاء المؤذن فأذن لصلاة الفجر " الذهبى : تذكرة الحفاظ
علو الهمة :
جرى يوماً حديث بين زبيدة والرشيد من عمارة بن حمزة ، وذكر زهده وعلو همته ، فقالت : زبيدة : إن الأقدام الثابتة تزل عن موطئها عند روائح المال ، فادع به واعطه سبحتى هذه المصنوعة من الياقوت الأحمر ؛ لترى زهده ، وهذه السبحة كان تمثها خمسين ألف دينار ، فدعاه الرشيد وأعطاه السبحة لكنه تركها وذهب ، فقالت زبيدة لقد نسيها ، فأرسلت بها الخادم ؛ ولكنه رجع بها وقال لها ، إن عمارة قد وهب السبحة لي .
أصل الشر :
يقول الدكتور : مصطفى السباعي : أصل الشر في العالم ثلاثة : إبليس والمرأة والمال ، وأصل الخير في العالم ثلاثة : العقل والمرأة والمال .
أعدائي :
إني ابتليت بأربع ما سلطوا ... إلا لشدة شقوتى وبلائى
إبليس ، والدنيا ، ونفسي ، والهوى ... كيف الخلاص وكلهم أعدائى
امرؤا القيس يقتل بناته :
قال عبد الله بن مسلم بن قتيبة : كان امرؤ القيس مئناثاً لا يولد له ذكر ، وكان غيوراً شديد الغيرة ، فإذا ولدت له بنت قتلها ، فلما رأى نساؤه ذلك غيبن بناتهن في أحياء العرب ، وبلغه ذلك فركب راحلته وخرج مرتاداً لهن ، حتى أناخ على حي من أحياء العرب وإذا جوار مجتمعات ، فقال : أيتكن تجيز لي هذا البيت ولها راحلتي فسكتن منه ، فقالت ابنته هات ، فأنشأ يقول :
تبلت فؤادك إذا عرضت عشية ... بيضاء بهنكة عليها اللؤلؤ
قال فسكتت ساعة ثم قالت :
لعقيلة الأوحى بات يحفها ... كنقا الظليم وزال عنها الجؤجؤ
فضر بها بالسيف فقتلها ثم ذهب إلى حي آخر فإذا بجوار يلعبن ، فقال ايتكن تجيز لي هذا البيت ولها راحلتي فقالت احداهن هات ما عندك فأنشد :
إذا بركت تعالى مرمقاها ... على مثل الحصير من الرخام
فسكتت ساعة ثم قالت :(1/52)
وقاموا بالعصى ليضربوها ... فهبت كالفنيق من النعام
فقتلها وذهب إلى حي ثالث فقال مثل ما قال فقالت واحدة هات ما عندك فأنشد :
وكأنهن نعاج رمل هائل ... بدف يمدن كما يميد الشارب
فقالت الفتاة :
بل هن أقرب في الخطا من خطوها ... إن الخزائد مشيها متقارب
فنزل إليها فقتلها ثم سار .
طلق خمس نسوة في مجلس واحد :
روى أن رجلاً طلق خمس نسوة في مجلس واحد ، وذلك أنه متزوجاً بأربع نسوة ، فدخل عليهن – ذات يوم – فوجدهن متلاحيات متنازعات ، وكان رجلاً شنظيراً ( سئ الخلق ) فقال لهن : إلى متى هذا التنازع ؟ وما إخال الأمر إلا من قبلك ، يقول ذلك لواحدة منهن ، ثم قال لها : اذهبى فأنت طالق ، فقالت له صاحبتها : عجلت عليها بالطلاق ، ولو أدبتها بغير ذلك لكن حقيقا ، فقال لها وأنت – أيضاً – طالق ، فقالت له الثالثة : قبحك الله فوا الله لقد كانتا إليك محسنتين ، وعليك مفضلتين ، فقال : وأنت أيتها المعددة أياديهما طالق أيضاً ، فقالت له الرابعة : ضاق صدرك على أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق ، فقال لها : وأنت طالق . وكان ذلك بمسمع من جارة له ، فأشرفت عليه وقالت : والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم وهذه فيكم – وقد أبت إلا طلاق نساءك من ساعة واحدة ، فقال لها : وأنت أيتها المؤنبة المتكلفة طالق إن أجاز زوجك ذلك ، فأجابه زوجها من داخل الدار . هيه قد أجزت قد أجزت .
أنشد إيليا أبو ماضى :
إن نفساً لم يشرق الحب فيها ... هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي ... وبالحب قد عرفت الله
امرأة عادلة :
من أقوال الشيخ : محمد الغزالى – رحمه الله – " إن امرأة على رأس حكم شورى ، أفضل من رجل مستبد على رأس سلطة مغتصبة " .
عرفت الشر :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ... ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
وفى كل شئ له آية :
فيا عجبا يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد ؟!
ولله في كل تحريكة ... وفى كل تسكينة شاهد(1/53)
وفى كل شئ له آية ... تدل على أنه واحد
ألأم ما قالته العرب :
لا يمنعنك خفض العيش في دعة ... نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد أنت ساكنها ... أهلا بأهل وجيراناً بجيران
العصامى ، والعظامى ، والعصابى :
العصامى : هو الرجل الذي يصل إلى المراتب الشريفة بعرقه وكده معتزاً بنفسه .
العظامى : هو الرجل الذي يكتفى بالمفاخرة بأجدادة وأبائه ولا يحذو حذوهم .
العصابى : هو الرجل المصاب بضرب من الجنون والخبل .
كثرة الشركاء :
سأترك حبها من غير بغضٍ ... ولكن لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماءٍ ... إذا الكلاب وتغن فيه
أقوال مأثورة :
" لا تكن صلبا فتكسر ، ولا تكن لينا فتعصر "
" البر شئ هين : وجه بشوش ، ولسان لين "
" يموت الشجاع مرة واحدة ، ويموت الجبان ألف مرة "
" ما دام الكلب ينبح قدام بيته ، فالثعلب في آمان "
" وأعز ما يبقى وداد دائم ، إن المناحب لا تدوم طويلا "
الرأي الحق :
من أقوال أمير المؤمنين : عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - " لا تقولوا لي الرأي الذي تظنونه يوافق رأيي ، بل قولوا الرأي الذي تحسبونه موافقاً للحق "
شهادة العقول :
كان الإمام الشافعي دائماً يقول لأصحابه : " كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله ، وتراه حقا ، فلا تقبلوه فإن العقل مضطر إلى قبول الحق " .
من أقوال الإمام مالك بن أنس :
" إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأى فكل ما دافق الكتاب والسنة فذوا به ، وما خالفهما ماتركوه ، حق على كل من طلب العلم أن يكون فيه وقار وسكينة إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه منه ، التواضع في التقى والدين لا في اللباس "
ألم الجوى :
وأشد ما لقيت من ألم الجوى ... قرب الحبيب ومال إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول
الأنبياء الكذبة :(1/54)
قال المسيح عيسى عليه السلام " احذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ، ولكنهم من داخلهم ذئاب خاطفة ، من ثمارهم تعرفونهم ، هل يجنون من الشوك عنبا ، أو من الحسك تبناً ، هكذا كل شجرة جيدة تضع أثماراً جيدة ، وأما الشجرة الرديئة فتضع ثماراً رديئة لا تقدر شجرة جيدة أن تضع ثماراً رديئة ، ولا شجرة رديئة أن تضع ثماراً جيدة ، كل شجرة لا تضع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار " .
الأصمعي والخليفة :
كان الخليفة المتوكل العباسي لديه قدرة فائقة على حفظ الشعر من مرة واحدة وعنده مملوك يحفظه من مرتين وجارية من ثلاث مرات ، و كان بخيلاً جداً ، فكان الشاعر إذا أتاه بقصيدة قال له : إن كانت مطروقة بأن يكون أحد منا يحفظها نعلم أنها ليست لك فلا نعطيك لها جائزة . وإن لم نكن نحفظها فنعطيك وزن ما هى فيه مكتوبة . فيقرأ الشاعر قصيدته فيحفظها الخليفة من أول مرةٍ ولو كانت ألف بيت ، ويقول للشاعر : اسمعها على فإني أحفظها ونشدها بكمالها ثم يقول وهذا الخادم أيضاً يحفظها ، وقد سمعها الخادم مرتين ،مرة من الشاعر ، ومرة من الخليفة . ثم يقول : وهذه الجارية التي وراء الستر تحفظها أيضاً ، وقد سمعتها ثلاث مرات ، فيخرج الشاعر صفر اليدين ، وكان الصمعى ولفها في ملاءةٍ وجعلها امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة ، فقال : يا أخا العرب إن كانت لغيرك فلا تعطيك شيئاً ،وغن كانت لك نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه فأنشد الأصمعي :
صوت صفير البلبل ... صيج قلب الثمل
الماء والزهر معاً ... مع حسن لحظ المقل
وأنت حقا سيدى ... وسوددى وموللى
وطاب لي نوح الحمام ... قوققو بالزجل
قد فاح من لحظاتها ... عبير ورد الخجل
قد فاح من لحظاتها ... عبير ورد الخجل
وقلت وصوص وصوص ... فجاء صوت من عل
وقال لا لا لا للا ... وقد غدا مهر ولى
وفتيةٍ يسقوننى ... قهيوة كالعسلٍ
شممتها في أنففٍ ... أذكى من القرنفل ِ
في بستتان حسن ... بالزهر والسرو لك
والعود دندن دندن ... والبطل طبطب طبطلى(1/55)
والرقص أرطب طبطب ... والسقف سقف سعسل
شووا شووا شووا شووا ... من ورق السفرجل
وغرد القمرى يصح ... من ملل من حللى
فلو ترانى راكبا ... على حمار أعزل
أمشى على ثلاثة ... كمشية العرنجل
والناس قد ترجمنى ... في السوق بالقبعلل
والكل كلع كعكع ... خلفي ومن حويللى
لكن مشيت هاربا ... من خشية في عقللى
إلى لقاء ملك ... معظم مبجل
يأمر لي بخلعة ... حمراء كالدململ
أجر فيها مأربا ... ببغددٍ كالدلدل
فلما فرغ الأصمعي من إنشادها بهت الخليفة لصعوبتها ، ثم نظر إلى خادمه فأشار إليه أنه ما حفظ منها شيئا ، وفهم من الجارية أنها ما حفظت منها شيئا . فقال الخليفة : يا أخا العرب إنك صادق وهى لك بلا شك فإنى ما سمعتها قبل ذلك ، فهات الرقعة التي هي مكتوبة بها حتى نعطيك زنتها ، فقال : يا مولاى إني لم أجد ورقا أكتب فيه ، وكان عندى قطعة عمود رخام من عهد أبى وهى ملقاة في الدار ليس لي بها حاجة فنقشتها فيها . ولم يسع الخليفة إلا أن أعطاه زنتها ذهبا ، فنفد جميع ما في خزانة الملك من المال ، فأخذ الأصمعي ذلك وانصرف ، فلما ولى : قال : يغلب على ظنى أهذا الأعرابى هو الأصمعي . فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي . فتعجب من ضيعه ورجع عما كان يعامل به الشعراء وأجراهم على عوائد الخلفاء .
رزق الخلائق :
توكلت في رزقي على الله خالقي ... و أيقنت أن الله لاشك رازقي
و ما يك من رزقي فليس يفوتني ... و لو كان في قعر البحار العوامق
سيأتي به الله الكريم بفضله ... و لو لم يكن منى اللسان بناطق
فعلام تذهب النفس حسرة ... و قد قسم الرحمن رزق الخلائق
المرء على ما تعود :
و ينشأ شيء الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى بحجى و لكن ... يعلمه التدين أقربوه
أجملوا في الطلب :(1/56)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " و الذي نفس محمد بيده ، لن تموت نفس قبل أن تستكمل رزقها و أجلها ، فاتقوا الله و أجملوا في الطلب ، و لا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بغير طاعته فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته . جفت الأقلام ، و طويت الصحف " .
خير المطالع :
خير المطالع تسليم على الشهدا
أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
فلتنحن الهام إجلالاً و تكرمةً
لكل حر عن الأوطان مات فدا
يعيش يوم مماته :
لا تبكه فاليوم بدا حياته ... إن الشهيد يعيش يوم مماته
كمال العقل :
يزين الفتى في الناس صحة عقله ... و إن كان محظوراً عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قله عقله ... و إن كرمت أعراقه و مناسبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس إنه ... على العقل يجرى علمه و تجاربه
و أفضل قسم الله للمرء عقله ... فليس من الأشياء شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد أخلاقه و مآربه
فطنة صبى :
مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على صبيان يلعبون ، وفيهم عبد الله بن الزبير فهربوا منه إلا عبدالله ،فقال عمر - رضي الله عنه - : مالك ؟ لم لا تهرب مع أصحابك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين : لم أكن على ريبة فأخافك ، و لم يكن الطريق ضيقاً فأوسع لك .
تأديب النفس :
صبرت على الأيام حتى تولت ... و ألزمت نفسي صبرها فاستمرت
و ما النفس إلا يجعلها الفتى ... فإن أطمعت تاقت و إلا تسلت
التذلل في طلب العلم :
روى معاذ بن جبل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ليس من أخلاق المؤمنين الملق إلا في طلب العلم )
دولة و رجال :
يبقى الثناء و تذهب الأموال ... و لكل دهر دولة و رجال
ما نال محمدة الرجال و شكرهم ... إلا الجواد بماله المفضال
لا ترضى من رجل حلاوة قوله ... حتى يصدق ما يقول فعال
أصلح نفسك :
قال أحدهم : " من أصلح نفسه أرغم أنف أعاديه ومن أعمل جده بلغ أقصى أمانيه "
المروءة :
ليس المروءة أن تبيت منعماً ... وتظل معتكفا على الأقداح(1/57)
ما للرجال وللتغم ؟ إنما ... خلقوا ليوم كريهة وكفاح
من بشارات النبوة :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون نبوة ما شاء الله أن تكون ثم تنقضى ، ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ،ثم يكون ملكا عضوضاً ( وراثيا ) ما شاء الله أن يكون ثم ينقضى ، ثم تكون جبرية ( ديكتاتورية ) ما شاء الله لها أن تكون ثم تنقضى ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة نعم الأرض .
النفخ في الرماد :
وتسمع لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادى
ولو أن نارت نفخت بها أضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد
الرفق بالحيوان :
أقبل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وفد من الصحابة المجاهدين يبشرونه بالفتح فسأل عن ركابهم فأشاروا إلى أبلهم التي قيدوها في مباركها تتململ من الجهد والجوع فأخذ يلومهم ويقول : هلا اتقيتم الله في ركابكم هذه ؟ أما علمتم أن لها عليكم حقا ؟ هلا أرحمتموها فأكلت من نبات الأرض " .
متى العيد ؟
سئل أحد الصالحين متى عيدكم ؟ فقال :
1- يوم لا نعصى الله فذلك عيدنا .
2- يوم يتحقق نصر الله للمؤمنين فهذا عيدنا .
3- يوم نعود إلى رحاب الله فنصلح من شأننا فهذا عيدنا .
4- وليس العيد لمن لبس الملابس الآخرة إنما العيد لمن أمن عذاب الآخرة .
تأديب الدهر :
كلما أدبنى الدهر ... أرانى نقص عقلى
وإذا ما ازددت علما ... زادنى علما بجهلى
ارحل بنفسك :
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنة ... وفى التغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق
لما تغرب حاز الفض أجمعه ... فصار يحمل بين الجفن والحدق
تأديب الزمان :
قال الشاعر الحطيئة :
إذا نكبات الدهر لم تعظ الفتى ... عن الجهل يوما لم تعظه أنامله
ومن لم يؤدبه أبوه وأمه ... تؤدبه روعات الزمان وذلازله
طعم خيرك ومنع شكرك :(1/58)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه : " ما من يوم تطلع فيه الشمس إلا وتنادى السماء تقول : يا رب ائذن لي أن أسقط كسفا على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول البحار : يا رب ائذن لي أن أغرق ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول الجبال : يا رب ائذن لي أن أطبق على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، فيقول الله : دعونى وعبادى فلو خلقتموهم لرحمتموهم ، فإن تابوا إلى فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا إلى فأنا طيبهم وأنا أرحم بعبادى من الأم بولدها .
القناعة في النفس :
قيل لأعرابى : كيف تصنع بالبادية إذا انتصف النهار وانتعل كل شئ ظله ! قال : وهل العيش إلا ذاك ! يمشى أحدنا ميلا فيرفض عرفا كأنه الجمان ثم ينصب عصاه ويلقى عليها كساءه ونقل عليه الرياح من كل جانب فكأنه في إيوان كسرى .
كساد الكلام :
كم من كلام قد تضمن حكمه ... نال الكساد بوق من لا يفهم
إبر النحل :
ذرينى أنل ما لا ينال من العلا ... فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل
فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكن ... عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا
كلمات مقدسة :
" احذروا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخلهم ذئاب خاطفة ... من ثمارهم تعرفونهم ... هل يجنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً .. هكذا كل شجرة جيدة تضع أثماراً جيدة .. وأما الشجرة الرديئة فتضع أثماراً ردئية .. لا تقدر شجرة جيدة أن تضع أثماراً رديئة ، ولا شجرة رديئة أن تضع أثماراً جيدة .. كل شجرة لا تضع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار .. فإذا من ثمارهم تعرفونهم " .
هيام :
العين بعدك لم تنظر إلى حسنِ ... والنفس بعدك لم تسكن إلى سكن
كأن روحى إذا ما غبت غائبة ... متى إذا عدت عادت إلى بدن
مصاحبة الراضى عن نفسه :
قا ابن عطاء : " لأن تصحب جاهلاً لا يرضى عن نفسك خير من أن تصحب عالماً يرضى عن نفسه" .
إغلاقى بابى :(1/59)
قال الفرهيدى : " إني لأغلق بابى فما يجاوزه همي ... الرزق من قدرك لا الضعف ينقصه ولا يزيدك فيه حول محتال .. والفقر في النفس لا في المال ... " .
اكتبوا هذا في مكارم الأخلاق :
جلس موسى بن إسحاق قاض الرى والأهواز في القرن الثالث الهجرى ينظر في قضايا الناس ، وكان بين المتقاضيين امرأة ادعت على زوجها أن عليه خمسمائة دينار مهراً لها فأنكر الزوج أن لها في ذمته شيئاً ، فقال القاضى : هات شهودك فأحضرهم ، فاستدعى القاضى أحد الشهود وقال له : انظر إلى الزوجة لتشير إليها في شهادتك ، فقام الشاهد وقال للزوجة قومى واكشفى وجهك ، فقال الزوج : ماذا تريد منها ؟ فقال : انظر إليها وهى مسفرة لتصح عندي معرفتي بها ، فقال زوجها : لا إني أشهد أنى لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها ، فلما سمعت الزوجة ذلك أكبرته في زوجها ، فقالت للقاضي : إني أشهدك على أنى قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في مكارم الأخلاق ) .
مستصغر الشرر :
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها ... فعل السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء مادام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على خطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.
حاربت نفسى :
قال الشاعر : يحيى السماوى :
حاربت نفسي قبل حرب عداتى ... ونصرت حرمانى على نزواتى
حررت روحى من قيود غائبى ... كى لا تكون أسيرة الرغبات
ونصبت فوق ربى الفضيلة خيمتى ... وجعلت أحداق الورى مرآتى
كم خضت حربا غير أن أشدها ... كانت محاربتى نوازع ذاتى
الدعاء والقدر :
عن أبى الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ).
أنعم أهل الدنيا :(1/60)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة فيقول له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مر بى بؤسى قط ، ولا رأيت شدة قط .
الحيزبون والدردبيس :
حينما بلغ الشاعر ك صفى الدين الحلى أن بعضهم يقول : إن شعره جيد ولكن ليس فيه من الغريب شئ ... فقال :
إنما الحيزبون والدردبيس ... والطخا والنقاخ والعطلبيس
والسبنتى والحقص والهيق ... والهجرس والطرقان والعطوس
لغة .. تنفر المسامع .. منها ... حين تروى وتشمئز النفوس
وقبيح أن يذكر النافر الوحشى ... منها ، ويترك المأنوس
درست تكلم اللغات وأمسى ... أمذهب الناس ما يقول الرئيس ؟
إنما هذه القلوب حديد ... ولذيذ الالفاظ ... مغناطيس
ضياع العمل :
من مراسيل الحسن ( إذا أظهر الناس وضيعوا العمل ، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا الأرحام لعنهم الله – عز وجل – عند ذلك فأصمهم وأهمى أبصارهم ) .
حياة القلوب :
قال ابن المبارك :
رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وأصبار سوءٍ ورهبانها !
الذنوب تزيل النحم :
إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد ... فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت ... فظلم العباد شديد الوخم
وستفر بقلبك بين الورى ... لتبصر آثار من قد ظلم
ما عند الله ...!!
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن روح القدس نفت في روعى أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا فما الطلب ، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته ، وإن الله جعل الروع والفرح في الرضى واليقين ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
الشقى العاشق :
فما في الأرض أشقى من محبٍ ... وإن وجد الهوى حلو المذاق(1/61)
تراه باكياً في كل حين ... مخافة فرقه أو لاشتياق
فيبكى إن نأوا شوقا إليهم ... ويبكى إن دنو حذر الفراق
فتسخن عينه عند الفراق ... وتسخن عينه عند التلاق
أنا عند ظن عبدى بى :
روى الشيخان هذا الحديث القدسى الجليل قال رب العزة تبارك وتعالى : ( أنا عند ظن عبدي بى ، وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرنى في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملآه وإن تقرب إلى شبراً تقربت منه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعاً ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة ) .
اليتيم الحقيقي :
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ... هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له ... أما تخلت أو أبا مشغولا
الغلام والجارية :
ذكر ابن القيم في ( الداء والدوراء ) أنه كان كان للخليفة سليمان بن عبدالملك غلام وجارية يتحابان فكتب الغلام إليها يوما :
ولقد رأيتك في المنام كأنما ... عاطيتنى من ريق فيك البارد
وكأن كفك في يدى وكأننا ... بتنا جميعاً في فراش واحد
فطفقت يومى كله متراقداً ... أراك في نومى ولست براقدِ
فأجابته الجارية :
خيراً رأيت وكل ما أبصرته ... ستناله منى برغم الحاسد
إني لأرجو أن تكون معانقى ... فتبت منى فوق ثدى ناهد
وأراك بين خلاخلى ودمالجى ... وأراك فوق ترائبى ومما سدى
قيل فلما سمع الخليفة ذلك زوجها على رغم حبه لتلك الجارية .
صاحب الكرامات :
قال البسطامى ( لو نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات حتى تربع في الهواء فلا تغتروا حتى تنتظروا كيف تجدونه في الأمر والنهى وحفظ الحدود وآداء الشريعة ) .
عابد الحرمين :
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لوجدت أنك بالعبادة تلعب
من كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الكريهة تتعب
أو كان يخضب خده بدموعه ... فخورنا بدمائنا تتخضب
ويح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج السنابك والغبار الأطيب
صفات المربى الجيد :
إن المربى في شرع الهدى رحم ... بر بمر عيه لاعاتى الخلق
يدمى بسوط الأذى القطعان وهو يرى ... في نفسه ضغيما قد صال في غسق(1/62)
أطفالنا يا رعاة الجيل عندكم ... وديعة لا دمىحطم لدى النزق
قسم الأنصار :
لما أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد حنين قريشاً وقبائل العرب ولم تعط الأنصار شيئاً كثرت من الأنصار القالة ( الكلام ) حتى قال بعضهم : لقى والله الرسول م*** ، فجمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وخطب فيهم فقال :
" يا معشر الأنصار ما قاله بلغتنى وجدت وجدتموها في أنفسكم . ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله ، وعالة ( فقراء ) فأغناكم الله ، وأعداءً فألف الله بين قلوبكم ؟ قالوا : بل لله ورسوله المن والفضل ! قال : أما والله لو شئتم لقتلتم فلصدقتم : أتينا مكذبا فصدقناك ، ومخزولاً فنصرناك وطريداً فأويناك . وعائلاً فأسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار من لاعاعة ( من بقية ) الدنيا ، فألفت بها قوماً ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتراجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟! فوالذى نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ( أى ابتلت بالدموع ) وقالوا : رضينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسماً وحظاً .
شباب الإسلام :
شباب ذا للواسبل المعالى ... وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانواً كماة ... يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن الظلام فلا تراهم ... من الأشقاق إلا ساجدينا
كذلك أخرج الإسلام قومى ... شباباً طاهراً حراً أميناً
على رقيب :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل : على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفيه سوف يغيب
أخذ العلم :
لا تأخذ العلم إلا عن جهابذة ... بالعلم غيا وبالأرواح نفديه
أما ذوو الجهل فارغب عن مجالسهم ... قد ضل من كانت العميان تهديه
من علامات الساعة :(1/63)
روى الترمذى عن على كرم الله وجهه – عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا قال : " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء :
إذا كان المعتم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه ، وبر صديق وجفا أباه ، ورفعت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة منافقوها ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشرب الخمر ، ولبس الحرير ، وأخذت القينات ( المغنيات والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عن ذلك ريحاً حمراء أو خسفا أو مسخاً " .
قال الإمام الشافعى :
لنقل الصخر من قلل الجبال ... أحب إلى من منن الرجال
يقول الناس كسب فيه عار ... وقلت العار في ذل السؤال
اصبر لكل مصيبة :
اصبر لكل مصيبة وتجلد ... واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جمة ... وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ... هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرت محمداً ومصابة ... فاذكر مصابك بالنبى محمد
غاية خلق الإنسان :
قال الله تعالى في حديثه القدسى : (ابن آدم خلقتك لعبادتى فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب ، ابن آدم اطلبنى تجدنى فإن وجدتنى وجدت كل شئ وإن فتك فاتك كل شئ ، وأنا أحب إليك من كل شئ ) .
بئس الثوبان
قال ابن القيم :
وتعر من ثوبين من يلبها ... يلق الردى بمزمة وهو أن
ثوب من الجهل المركب فوقه ... ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالانصاف أفخر حلة ... زينت بها الاعطاف والكتفان
فضيلة الصدق :
كم حسيب كريم كان ذا شرف ... قد شانه الكذب وسط الحى إن عمدا
وأخر كان صعلوكا .. فشرفه ... صدق الحديث وقول جانب العتدا
فصار هذا شريف فوق صاحبه ... وصار هذا وضيعا تحته أبداً
فلتات اللسان قال عثمان بن عفان – رضى الله عنه - :" ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله عز وجل على صفحات وجهه وفلتات لسانه " .
آفة الحسد :
جامل عدوك ما استطعت فإنه ... بالرفق يطمع فى صلاح الفاسد
واحذر حسودك ما استطعت فإنه ... إن نمت عنه فليس عنك براقد(1/64)
إن الحسود وإن أراك تودداً ... منه أضر من العدو الحاقد
ولربما رضى العدد إذا رأى ... منك الجميل فصار غير معاند
ورضى الحسود زوال نعمتك التى ... أوتيتها من طارف أمجد
تجنب النميمة :
تنح عن النميمة واجتنبها ... فإن النم يحبط كل أجر
يثير أخو النميمة كل شر ... ويكشف للخلائق كل سر
ويقتل نفسه وسواه ظلما ... وليس النم من أفعال حر
احفظ سرك :
قال عمرو بن العاص : " ما وضعت سرى عن أحد حتى يفشيه كيف ألومه وقد ضقت به "
حمد الله واعتق رقبة :
قال سعيد بن المسيب : بلغ عثمان – رضى الله عنه- أن قوماً على فاحشةٍ فأتاهم ، وقد تفرقوا ، فحمد الله واعتق رقبة
فى عرض مصيبتى فيك :
أرسل رجل ولده ليشترى له حبلاً طوله عشرون ذراعاً فوصل الولد إلى منتصف الطريق ثم رجع فقال : يا أبت عشرون فى عرض كم ؟ قال فى عرض مصيبتى فيك يا بنى .
قد قضيت !!
التقطت الارنب تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا يختصمان إلى الضب فقالا : يا أبا حل قال سميعا دعوتما فقالا : أتيناك نختصم ، قال عدلا حكمتما قالا : فاخرج إلينا فقال : فى بيته يؤتى الحكم قالت الارنب : إنى وجدت تمرة قال حلوة فكليها قالت فاختلسها الثعلب ثال لنفسه بغى الخير قال فلطمته قال بحقك أخذت قالت : فلطمنى قال حر انتصر لنفسه قال فاقض بيننا قال قد قضيت ( فذهبت أقواله مثلاً ) .
يا لك من حمار !!
ولو لبس الحمار ثياب خز ... لقال الناس : يا لك من حمار
غير موفق :
رأيتك تبنى مجداً من خيانة ... فكنت بحمد الله غير موفق
كمطعمة الايتام من كد فلك ... لك الويل لا تزنى ولا تتصدقى
المتكبر :
قال الحسن البصرى : ( إن المتكبر مثل رجل فوق جبل يرى الناس صغاراً ويرونه صغيراً "
إن حظى كدقيق ... فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة ... يوم ريح اجمعوه
صعب الامر عليهم ... ثم قالوا : اتركوه
إن من أشقاه ربى ... فالورى لن : يسعدوه
احذر أن ترافقه :
مالى أرى الشمع يبكى فى مواقده ... خوفاً من النار أم من فرقة العسل ؟!(1/65)
من لم توافقه احذر أن ترافقه ... ما ضر بالشمع إلا صحبة والفتل
من لم تجانسه احذر أن تجالسه ... ما ضر بالشمع إلا صحبه القتل
قال الافوه الأودى :
والبيت لا يتبنى إلا له عمر ... ولا عماد إذا لم ترسل أوتاد
فإن تجمع أوتاد وأعمدة ... وساكن بلغوا الامر الذى كادوا
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... والاسرة إذا جهالهم سادوا
تبقى الأمور بأهل الرأى ما صلحت ... فإن تولت فبالأشرار تنقاد
إذا تولى سراة القوم أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم فازدادوا
تعليل حسن :
مرض أمير محبوب فنذر أحبابه أن يصوموا يوم برئه ، فأخبرهم بشفائه فصاموا إلا واحداً منهم كان مفطراً ، فدى هم الامير إلى طعام الافطار فى قصره ، ولما عاتب الذى أفطر ولم يصم أجابه :
نذر الناس يوم برئك صوما ... غير أنى نذرت وحدى مطراً
جازماً أن يوم برئك عيد ... لم يجز صومه وإن كان نذرا
نهوض القلب :
زار أخ أخاه فلم يقم لاستقباله ، فظهر على الزائر الانكار والغيظ فقال له أخوه :
نهض القلب حين أقبلت إجلا ... لا لما فيه من صحيح الوداد
وقيام القلوب بالود أولى ... من قيام الاجساد للأجساد
لذائذ العلم :
قال الجراح بن عبدالله : " ما طريق إلى الله – عز وجل – أفضل من العلم فإن عدلت عن طريق العلم خطوة ، تهت فى طريق الجهالة أربعين صباحاً "
ما لذة التمر والحلوى والضرب ... ولاعناق الغوانى الخرد والعرب
كلذتى فى انتخاب العلم أجمعه ... من المحابر بالاقلام فى الكتب
عن الدقائق والأشكال أظهره ... أحلى لدى من الحلوا على ***
ما لذة الخلق فى الدنيا جميعهم ... ولا الملوك وأهل اللهو والطرب
كلذتى فى طلاب العلم يا ولدى ... فالعلم معتمدى حقا ومكتبى
العلم فيه جلالة ومهابة ... والعلم أنفع من كنوز الجوهر
تفنى الكنوز على الزمان وصرفه ... والعلم يبقى باقيات الاعصر
العلم للمرء مثل التاج للملك ... والعلم للمرء مثل الشمس للفلك
فاشدد يديك بحبل العلم معتصما ... فالعلم للمرء مثل الماء للسمك
وإذا أفادك إنسان بفائدة
من العلوم فلازم شكره أبدا(1/66)
وقل فلان جزاه الله صالحة
أفادنيها وألقى الكبر والحسرا
كن للعلوم
كن للعلوم مصنفاً أو جامعاً ... يبقى لك الذكر الجميل مخلدا
كم من أديب ذكره بين الورى ... غض وقد أودى به صرف الردى
كان الزهرى إذا جلس فى بيته وضع كتبه حوله فيشتغل بها عن كل شئ من أمور الدنيا ، فقالت له
أمرأته يوما :والله لهذه الكتب أشد على من ثلاث ضرائر .
- كان من تعظيم السلف للعلم أن يكون فى جهاز البكر نسخة من " مختصر المزنى " سير اعلام 12/493 .
أأعظك بما سمعت أم بم رأيت ؟ :
قال الخليفة المنصور لمقاتل بن سليمان : عظنى ، فقال له : يا أمير المؤمنين أأعظك بما أم بما رأيت ؟ قال : بل بم رأيت فقال : لقد عشت فى عهد : عبدالملك بن مروان ، وفى عهد عمر بن عبدالعزيز ، فمات عبدالملك وترك لكل ولد من أولادك سبعمائة ألف دينار ، ومات عمر بن عبدالعزيز ولم يترك إلا ثمانية عشر ديناراً أو أحد عشر ولداً ، وقد كفن بأربعة ، واشتروا له قبراً بخمسة ، ووزع الباقى على أولاده ، فوالله ما مضت سنون قلائل إلا ورأيت أولا عمر بن عبدالعزيز كل واحد فهم يجهز ألف فرس بأحمالها تغزو فى سبيل الله ، ورأيت بعض أولاد عبدالملك يتوسلون على الابواب .
الشعب المتناوب :
فجاءوا يسوسون الانام سياسة
سدى لم تسسها قبل ذاك البهائم
فكم عالم قالوا له أنت جاهل
وكم جاهل صاحوا به أنت عالم
صحا كل شعب فاسترد حقوقه
فمتى يا مصر يصحو شعبك المتناوم
بغال تسوس الاسد شر سياسة ... ما ساس أسداً قبل ذاك بغال
كم عالم مد العلوم حبائلاً ... لوقيعة وقطيعة وفراق
وفيقه قوم ظل يرصد فقهه ... **** أو مستحيل طلاق
يمشى وقد نصبت عليه عمامة ... كالبرج لكن فوق تل نفاق
ملوك الغرب وملوك العرب :
كان ملوك العرب يتوسلون إلى ملوك العرب لتعليم أبنائهم فهذه رسالة جورج الثانى ملك انكلترا والفال والسويد والنرويج إلى الخليفة هشام الثالث ملك الأندلس قال له فيها :(1/67)
" من جورج الثانى ملك انكلترا والغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين فى مملكة الاندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام .
بعد لاتعظيم والتوفير ، فقد سمعنا عن الرقى العظيم الذى تمتع بقيضه الصافى معاهد العلم والصناعات فلا بلادكم العامرة فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل لتكون بداية حسنة فىاقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم فى بلادنا التى يسودها الجهل من أركانها الأربعة ، ولقد ووضعنا ابنة شقيقنا الاميرة ( دوبانت ) على رأس بعثة من بنات أشراف انكلترا لنتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم وحماية الحاشية الكريمة وحدب من اللواتى سيتوفرون على تعليمهن ، ولقد أرفقت مع الأميرة الصغيرة هدية متواضعة لمقامكم الجليل . أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص .. ووقع أسفلها من خادمكم المطيع : جورج الثانى ملك انكلترا والغال والسويد والنرويج !! .
ذل التعلم :
ألا اصبر على طول الجفا من معلم ... فإن ضياع العلم فى قولاته
ومن لم يذق ذل التعلم ساعة ... تجرع كأس الجهل طول حياته
إذا لم يكن علم الفتى لمعاده ... فكبر عليه أربعا لوفاته
نزول القضاء :
إن الأمور إذا التوت وتعقدت ... نزل القضاء من السماء فحلها
فيا حجر الشحذ متى ... تسف الحديد لا تقطع
هذا ديننا :
يقول معتنق الاسلام معترفا ... بأن ما اختاره حقا هو الشرق
إنى اختبرت الديانات التى هبطت ... من السماء وما جاءت بها الصحف
فلم أجد لسوى الاسلام مرتبة ... تأوى لها النفس أو يواسيي بها الدنف
دين مع الدهر والأجيال شرعته ... تسرى فتصلح لا تبلى ولا تقف
لذلك اخترت دين الحق حيث به ... العقل والعلم والوجدان يعترف
كم علمك معلم الشرع :
قال ابن القيم فى : " الفوائد " :" علمت كلبك فهو يترك شهوته فى تناول ما صاده احتراماً لنتعمتك وخوفاً من سطوتك ، وكم علمك معلم الشرع وأنت لا تقبل " .
النساء أربعة :(1/68)
من وصايا لقمان :"يا بنى النساء أربعة : اثنتان صالحتان ، واثنتان ملعونتان ، فإحدى الصالحتين الشريفة فى قومها الذليلة فى نفسها التى إن أعطيت شكرت وإن ابتليت صبرت ، القليل فى يدها كثير ، والثانية : الولود الودود تعود بخير على زوجها هى كالأم الرحيم تعطف على كبيرهم وترحم صغيرهم ، تحب ولد زوجها وإن كانوا من غيرها ، جامعة الشمل مرضية البعل ، مصلحة فى النفس والأهل والمال والولد ، هى كالذهب الاحمر طوبى لمن رزقها ، وإن شهد زوجها أغاثته ، وإن غاب عنها حفظته .
وأما إحدى الملعونتين : فهى العظيمة فى نفسها الذليلة فى قومها التى إن أعطيت سخطت ، وإن منعت عبثت وغضبت ، فزوجها منها فى بلاء وجيرانها منها فى عناء ، فهى كالاسد إن جاوزته أكلك وإن هربت منه قتلك ، والمعلونة الثانية سريعة السخط ، سريعة الدمعة ، إن شهد زوجها لم تنفعه ، وإن غاب عنها فضحته، فهى بمنزلة الارض النشاشة إن سقيتها افاضت وغرقت وإن تركتها عطشت وإن رزقت منها ولدا لم تنتفع به . يا بنى لو كانت النساء تذاق كما يذاق الخل لم يتزوج رجل امرأة سوء أبداً .
آداب الطريق :
جمعت آداب من أدب الجلوس على الطريق
من قول خير الخلق إنسانا
أفش السلام وأحسن فى الكلام
وشمت عاطسا وسلاما رد إحسانا
فى الحمل عاون ومظلوماً أمن وأغث
لهفانا اهد سبيلاً واهد حيرانا
بالعرق منه إنه عن فكر وكف أذى
وغض طرف و أكثر ذكر مولانا
اعزم :
اعزم وكد فإن مضيت فلا تقف ... واصبر وثابر فالنجاح محقق
ليس الموقف من تواتيه المنى ... لكن من رزق الثبات موفق
لسان الورى
قالوا الإلاه ذو ولدٍ ... والرسول قد كهنا !
لم يسلم الله والرسول من ... لسان الورى فكيف أنا !
ثلاثة تحمد :
ثلاثة أشياء يجب أن نحمد الله عليها : الخلق والرزق والحساب ، وسبب الحمد أن الله لم يجعل هذه الثلاثة بيد أحدٍ من خلقه ، فلو جعلت فى يد مخلوق لخلق الناس كلهم على شاكلته ولمنع الرزق عن كل من يخالفه ولأدخل النار كل من يختلف معه .(1/69)
جمع الحرام :
جمع الحرام إلى الحلال ليكثره ... جاء الحرام على الحلال فبعثره
أمة المختار :
لا تقولوا المسلمون انهزموا ... أمة المختار فى حرز الصمد
فإذا ذلت لباغٍ فكما ... يعبث الفأر بتمثال الاسده
موت العاشق :
قال الأصمعى : بينما كنت أسير فى البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه :
أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فكتب تحته هذا البيت :
يدارى هواه ثم يكتم سره ... ويخشع فى كل الامور ويخضع
فعدت فى اليوم التالى فوجدت مكتوبا تحته :
وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى ... وفى كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته :
إذا لم يجد صبراً لكفان سره ... فليس له شئ سوى الموت ينفع
فعدت قى اليوم الثالث فوجدت شابا ملقى تحت الحجر ومكتوب هذان البيتان :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا ... سلامى إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم ... وللعاشق المسكين ما يتجرع
يغفر لهم ما قد سلف :
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف
بما جنى من الذنوب وافترق
لقوله سبحانه فى المعترف
إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
ومن له الحسنى فقط ؟
سامح أخاك إذا خلط ... منه الاساءة والغلط
وتوق عن تعنيفه ... إن زاغ يوما أو سقط
من ذا الذى ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
المصائب تصغر :
يقول نصر بن يسار : " كل شئ يبدو صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة فإنها كبيرة ثم تصغر ".
حلم الخير :
واحلم فى المنام بكل خير ... فأصبح لا أراه ولا يرانى
ولو ابصرت شراً فى منامى ... لقيت الشر من قبل الأوان
امنعها أن تعشش فى رأسك :
" لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تعشش فى رأسك "
من مشورة النساء :
مات لعبدالملك بن مروان ابن ، فجاءه ابنه الوليد يعزيه فقال : والله يا بنى مصيبتى فيك أعظم من مصيبتى فى أخيك ؟ متى رأيت ابنا يعزى أباه ! فقال : يا أمير المؤمنين أمى أمرتنى بذلك فقال نعم هو من مشورة النساء .
هل أصلح أنا ؟(1/70)
توفى رجل فجاء أحد أصدقائه ليعزى زوجته فقال لها : لقد كان زوجك صديقاً حميماً لى ، فهل أستطيع أن أحصل على شئ من تقنياته يذكرنى به ، فهمت زوجته وقد اغرورقت عينها بالدموع : هل أصلح أنا ؟
خط أسود :
شكوت إلى الحبيبة سوء حظى ... وما قاسيت من ألم البعاد
فقالت إن حظك مثل عينى ... فقلت نعم ولكن فى السواد
أجد الناس عندى :
يقول عبدالعزيز الديرينى :
أجد بنيتى ودت أنى ... دفنت بنيتى فى قاع لحد
وما بى أن تهون على لكن ... مخافة أن تذوق الذل بحدى
فإن زوجتها رجلا فقيرا ... أراها عنده والهم عندى
وإن زوجتها رجلا غنيا ... سيلطم خدها ويسب جدى
سألت الله أن يأخذها قريباً ... ولو كانت أحب الناس عندى
الشيب يغمزها :
قال أبو دلف :
نظرت إلى بعين من لم يعدل ... لما تمكن طرفها من مقتلى
لما رأت وضح المضيب بلحيتى ... صدت صدور ومفارق متحمل
فجعلت أطلب وصلها بتطلف ... والشيب يغمزها بألا تفعلى
عدى السنين :
ودع رجل زوجته فقال :
عدى السنين لغيبتى وتبصرى ... وذرى الشهور فإنهن قصار
فأجابته بقوله :
فاذكر صبابتي إليك وشوقنا ... وارحم بناتك إنهن صغار
فأقام وترك السفر .
قرحة المعدة :
قال جون جوزيف : " إن قرحة المعدة لا تأتى مما تأكله ولكنها تأتى مما يأكلك من القلق والهموم والخوف والتوتر "
كيف تستريح ؟
لا تخزن على ما فات ، ولا ولا تحمل هماً لم ينزل بك ، ولا تلم الناس على ما فيك مثلة ، ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل ، ولا تنظر بشهوة إلى ما لم تملك ، ولا تغضب على من لم يضرك غضبه ، ولا تمدح من لا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك "
الكتاب الجيد :
يقول العقاد : " اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جيدة "
اكتساب العلم :
تمنيت أن تمسى فقها مناظراً ... بغير عناءٍ فالجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقةٍ ... تكبدتها فالعلم كيف يكون ؟
شيئ حبب إلى :
قيل للامام أحمد : " هل تعلمت هذا العلم لله ؟ فقال : أما لله فعزير ، ولكنه شئ حبب إلى ففعلته "(1/71)
استعارة الكتب :
إذا استعرت كتابى وانتفعت به ... فاحذر وقيت الردى من أن تؤخره
فارادوه لى سالماً شغفت به ... لولا مخافة العلم لم تره
لا أدرى !!!
قال الهيثم بن جميل : " شهدت مالك بن أنس – رضى الله عنه – وقد سئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فقال فى اثنين وثلاثين منها : لا أدرى .
على الخبير سقطت سألت عنه شيخاً من فقهاء الحجاز منذ أكثر من ستين سنة فقال الشيخ : لا أدرى :
ومن طلب العلم بغير كدر
سيدركه إذا شاب الغراب
جحا والحساب :
قيل لجحا أتعلت الحساب ؟ قال نعم ، فما يشكل على منه شئ قيل له : اقسم أربعة دراهم على ثلاثة ، فقال : لرجلين درهمان درهمان ، وليس للثالث شئ .
فما خوفى من البلل :
قال المتنبى :
أجاب دمعى وما الداعى سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل
ظللت بين أصحابى أكفكفه ... وظل يسفح بين الغدر والعذل
وما صبابة مشتاق على أمل ... من اللقاء كمشتاق بلا أمل
والهجر أقتل لى مما أراقبه ... أنا الغريق فى خوفى من البلل
أمثال وحكم :
- الذى يولد ليزحف لا يستطيع أن يطير .
- إذا كان رأسك من شمغ فلا تمشى فى السمش .
- كلما اعتلى القرد فوق الشجرة انكشف المزيد من مؤخرته .
- إذا جعلت نفسك دودة على الارض فلا تلم من يدوسك بقدمه .
- الدجاجة التى تغنى فى المساء لا تبيض فى الصباح .
- إذا لم يكن فى حوزتك غير مطرقة فستتعامل مع أى شئ وعلى أنه مسمار .
- لا تتحد إنسانا ليس لديه شئ يخسره .
- لا تطعن فى ذوق زوجتك فقد اختارتك أولا .
- إذا ضربت فأوجع فإن الملامة واحدة .
- من يذهب إلى وليمة الذئب يجب أن يصحب كلبه معه .
- تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً .
ألا ليت الشباب :
يقول ابن الرومى :
أتطمع أن تكون وأنت شيخ ... كما قد كنت أيام الشباب
لقد خدعتك نفسك ليس ثوب ... ***** كالجديد من الثياب
أحب الأوانى :(1/72)
روى عن ابن عيينة أن النى - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن لله عز وجل فى الارض أوانى ألا وهى القلوب ، وأحب الأوانى إلى الله أصفاها وأصلبها وأرقها ، وأصفاها من الذنوب ، وأجلها فى الدين وأرقها على الإخوان " ... ... ... ... ... ... حديث حسن " الصحيحة 1691 "
كرم :
اشترى " عبيد الله أبى بكرة " جارية بعشرة آلاف درهم فطلب دابة ليحملها فناداه رجل : يا سيدى ، هذه دابتى لك . فقال : احملوها على دابته له ، وذهبوا بها إلى منزله .
الغضب لله :
أحضر بين يدى عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – رجل سكران فأمر أن يحد فشتمه ذلك السكران ، فرجع عمر " عن ضربه ، فيل له : لم تركته يا أمير المؤمنين حين شتمك ؟ فقال : إنه لما شتمنى غضبت فلو ضربته لكان ذلك غضباً لنفسى لا لربى .
جبلة بن الايهم :
كتب جبلة بن الايهم إلى الخليفة عمر من الشام فى القدوم عليه مسلما خسر لذلك فخرج جبلة فى جمع كثير من العرب وفى الطواف وطئ رجل على إزاره فلطمه فهشم أنفسه فشكاه الرجل إلى عمر فسأل جبلة فقال إنه وطئ على إزاره فحله ولولا حرمة البيت لأرمين رأسه فقال قد أقررت بفعلت فإما أن ترضيه وإما القصاص فقال أو نقتص له فى وهو سوقة وأنا جبلة فقال جبلة وإياه الاسلام فقال إن فعلت لا تنصر قال إن تنصرت ضربت عنك فقال احزنى إلى غد ثم هرب إلى القسطنطينية ودخل إلى هرقل وتنصر فمات هناك ذليلا وأنشد قبل موته :
تنصرت الأشراف من أجل لطمة ... وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
فياليت أمى لم تلدنى وليتنى ... رجعت إلى القول الذى قاله عمر
وياليت أرعى المخاض ببلدة ... وكنت أسيرا فى ربيعة أو مضره
ويا ليت لى بالشام أدنى معيشة ... أجلس قومى ذاهب السمع والبصر
نفس حرسليت :
كأبى وإياك سحابة ممحل ... رجاها ، فلما جاوزته استهلت
فإن سأل الواشون فيم هجرتها ؟ ... فقل نفس حرسليت فشلت
فتية الكهف ( الحلاج ) :
والله لو حلف العشاق أنهم ... موتى من الحب أو قتلى ما خثوا(1/73)
قوم إذا هجروا من بعدما وصلوا ... ماتوا وإن عاد وصل بعده بعثوا
ترى المحبين صرعى فى ديارهم ... كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
السعادة الحقيقية :
قال ابن الجوزى فى " صيد المخاطر " لقد غفل طلاب الدنيا عن اللذة فيها ، وما اللذة إلا شرف العلم ، وزهرة العفة ، وأنفة الحمية ، وعز القناعة .
السعادة فى اليقين :
ترى المرء مشغوفاً بديناه ل ... وراحته لو صح فيها يقينه
صاحاً مساء فى طلاب وماله ... من الرزق إلا ما الاله ضمينه
الحسنة والسيئة :
قال ابن عباس – رضى الله عنه " إن للحسنة ضياء فى الوجه ، ونوراً فى القلب و سعة فى الرزق ، وقوة فى البدن ومحبة فى قلوب الخلق . وإن للسيئة سواداً فى الوجه ، وظلمة فى القلب ،وهنا فى البدن ، ونقصاً فى الرزق ، وبعضا فى قلوب الخلق .
آفات التأخير :
بادر إذا حاجة فى وقتها عرضت ... فللحوائج أوقات وساعات
إذا أمكنت فرصة فانهض لها عجلا ... ولا نؤخر فللتأخير آفات
عاقبة الصبر :
قال أبو على الموصلى :
اصبر على مضض الإدلاج بالسحر ... وبالرواح على الحاجات والبكر
لا تعجزن ولا يضجرك مطلبها ... فالنجح تليف بين العجز والضجر
إنى رأيت – وفى الايام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الاثر
وقل من جد فى أمر يطالبه ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
عذاب السغر :
عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ومنامه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليجعل إلى أهله " ... صحيح
أجد الثياب :
أجد الثياب إذا اكتسب فإنها ... زين الرجال بها تعز وتكرم
ودع التوضع فى الثياب تحويا ... فالله يعلم ما تجن وتكتم
فرثاث ثوبك لا يزيدك زلفة ... عند الاله وأنت عبد مجرم
وبهاء ثوبك لا يضرك بعد أن ... تخشى الاله وتبقى ما يحرم
أمسنها السواد :(1/74)
تذكروا الالوانعند الرشيد فقال بعضهم أحسنها البياض وقال أخر : أحسنها الخضرة ( لون الجنة ) وقال آخر أحسنها لون الذهب فنظر الرشيد إلى محمد بن الحسن تلميذ أبى حنيفة وقال لم لا تكلم ؟ فقال : لو كان صبغ أحسن السواد لكتب به كتب الله المنزلة . فاستحسن الرشيد قوله ووصله بينهم .
استعارة الكتب :
أيها المستعير منى كتابا ... ارض لى فيه بالنفسك ترضى
لا ترى رد ما أمرتك نفلا ... وترى رد ما استعرتك فرضا
التسامح مع الاعداء :
أوصى أبو بكر الصديق أسامة بن زيد وهو متجه بالجيش إلى لاشام فقال " يا أيها الناس ، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى :
لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيرا ، ولا شيخاً كبيراً ، ولا امرأة ، ولا تقطعوا انخلاً ، ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ، ولا بعيراً إلا للطعام ، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم شيئاً بعد شئ ، فاذكروا اسم الله عليها " .
يا واعظ الناس :
يا واعظ الناس قد أصبحت متهماً ... إذ عبت منهم أموراً أنت نأتيها
أصبحت تنصحهم مجتهداً ... فالموبقات لعمرى أنت جا***
تعيب دينا وناساً راغبين لها ... وأنت أكثر منهم رغبة فبها
الرجل الفارغ :
قال ابن مسعود ك " إنى لأمقت الرجل أن آراه فارغا ليس فى شئ من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة "
من أدب العلماء :
قال الشافعى قدمت المدينة فرأيت من مالك بن أنس ، من هيبته وإجلاله للعلم فازددت لذلك أدباً وربما أكون فى مجلسه فأريد أن أصفح الورقة – يعنى أقبلها – فأصفحها صفحاً رقيقاً هيبة له لئلا يسمع وقعها .
من صفات طالب العلم :
قال الخطيب " ينبغى للطالب أن يخلص فى الطلب نيته ويجدد للصبر عليه عزيمته فإذا مثل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته "
دين الاخلاق والمبادئ :(1/75)
حينما أمر أبو بكر خالد بن الوليد بالمضى إلى الشام وتسلم القيادة من أبى عبيدة بن الجراح فى حرب الروم كتب خالد إلى أبى عبيدة بن الجراح فى حرب الروم كتب خال إلى أبى عبيدة :
" أتانى كتاب خليفة رسول الله يأمرنى بالمسير إلى الشام وبالمقام على جندها والتولى لأمرها والله ما طلبت ذلك ولا أردته ، ولا كتبت إليه فيه وأنت – رحمك الله على مالك التى كنت فيها ، لا يعصى أمرك ، ولا يخالف رأيك ، ولا يقطع أمر دونك ، فإنك سعيد من سادات المسلمين لا يستغنى عن رأيك .. والسلام عليك ورحمة الله "
وكتب أبو بكر إلى أبى عبيدة :" بسم الله الرحمن الرحيم . أما بعد ، فإنى وليت خالداً قتال الروم بالشام فلا تخالفه واسمع له ، واطمع أمره ، فإنى وليته عليك وأنا أعلم أنك خير منه ، ولكن ظننت أن له فطنى فى الحرب ليست لك . أراد الله بنا وبك سبل الرشاد . والسلام عليك ورحمة الله "
وراء الضيق :
لا يملأ الهول صدرى قبل دمعته ... ولا أضيق به ذرعا إذا وقعا
ما سد لى مطلع ضاقت ثنيته ... إلا وجدت وراء الضيق متعا
ما فات مات :
أطفئ وقود عداوات قد اشتغلت ... وهل يصح فؤاد فيه نيران
ما فات مات فلا نأسف عليه فلن ... يعيده لك تدبر وإمعان
واترك لكل عذ هما فإن عذاً ... غيب سيكفيك باللطف ديا
" والله ما التف قط إلا وجدت منه براً يكفينى ، ووقاية تحمينى مع تسلط الأعداء " ...
... ... ... ... ... ... ... ... صيد المخاطر لابن الجوزى
الرفق :
الرفق أيمن شئ أنت تتبعه ... والخرق أشأم شئ يقدم الرجلا
وذو التثبت من حمد إلى ظفر ... ومن يركب الرفق لا يستحق الزللا
لو سار ألف مدجج فى حاجة ... لم يقضها إلا الذى يترفق
من الرجال حجارة :
أبنى إن من الرجال حجارة ... فى صورة الرجل السميع المبصر
فطن بكل مصيبة فى حاله ... وإذا أصيب بدينه لم يشعر
منشوع النفاق :
قال أبو الدرداء- رضى الله عنه – " استعينوا بالله من خشوع النفاق ، قيل له : وما خشوع النفاق ؟ قال " أن يرى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع .
الرأى :(1/76)
الرأى قبل شجاعة الشجعان ... وهو أول وهى المحل الثانى
فإذا هما اجتمعا لنفس حرة ... نالت من العلياء كل مكان
لست آكلة وحدى :
إذا ما صنعت الزاد فالتمس له ... أكيلا فإنى لست آكله وحدى
أخا طارقا أوجار بيت فإننى ... أخاف مذمات الأحاديث من بعدى
وكيف يسيغ المرء زاداً وجاره ... خفيف المعى بادى الخصاصة والجهد
وللموت خير من زيادة باخل ... يلاحظ أطراف الاكيل على عمد
وإنى لعبد الضيف مازال نازلا ... وما فى إلا تلك من شيم العبد
الناس داء :
الناس داء دفين لا دواء لهم ... العقل قد صار منهم فهو منذهل
إن كنت منبسطاً سميت مسخرة ... أو كنت متقبضا قالوا : به تقل
وإن تخالطو قالوا : به طمع ... وإن تجا*** : قالوا : به ملل
وإن تهور يرموه بمنقصة ... وإن تزهد قالوا : زهده حيل
الثقيل :
سقط الثقيل من السفينة فى الدجى ... فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طلع الصباح أتت به ... نحو السفينة موجة تقدم
قالت خذوه كما أتانى سالما ... لم أبتلعه لأنه لا يهضم
ازرع جميلاً :
ازرع جميلا ولو فى غير موضعه ... فلا يضيع جميل إينما زرعا
إن الجميل إن طال الزمان به ... فليس يحصده إلا الذى زرعا
احفظ لسانك :
ارتج على الكسائى – قارئ الكوفه وهو يقرأ " الكافرون " فقال لها الزيدى عجباً يرتجف عليك فى سورة قصيرة ولما صلى بهم اليزيدى فارتجف عليه فى الفاتحة فلما سلم قال له الكسائى :
احفظ لسانك أن تعيب فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق
أخو الحرب :
رأتنى كأشلاء اللجام ، ولن ترى ... أخا الحرب إلا ساهم الوجه أغبرا
أخو الحرب إن عضت الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
إلى خزاعة : ( الفداح الكنانى ) :
قابلى القوم يا خزاع ولا ... يدخلكم من قتالهم فشل
ألقوم أمثالكم – لهم شعر ... فى الؤأس لا ينشرون إن قتلوا
أكلما حاربت خزاعة ... تحدونى ، كأنى لأمهم جمل
صورة شخصية ( الحصين المرى )
فلست بمبتاع الحياة بذلةٍ ... ولا مرتق من خشية الموت سلما
تأخرت استبقى الحياة فلم أجد ... لنفسى حياة مثل أن أتقدما(1/77)
أين الرحيل ؟ ( عروة بن الورد )
وسائلة أبن الرحيل ، وسائل
وس
ومن يسأل الصعلوك أين مذاهبه
مذاهبه أن الفجاج عريضة
إذا ضن عنه بالفعال أقاربه
فلا أترك الاخوان ما عشت للردى
كما أنه لا يترك الماء شاربه
ليل الصعاليك ( عمرو بن براقة الهمدانى ) :
تقول سلمى : لا تعرض لتلفة ... وليلك عن ليل الصعاليك نائم
وكيف ينام الليل من جل ماله ... حسام كلون الملح أبيض صارم
ألم تعلمى أن الصعاليك نومهم ... قليل إذا نام الخلى المسالم
إذا الليل أدجى واكفهرت نجومه ... وصاح من الافراط بوم جواثم
ومال بأصحاب الكرى غلباته ... إنى على أمر الغواية حازم
متى تجمع القلب الذكى وصارما ... وأنفا حمياً ، تجتنبك المظالم
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لما *** بوجهك هاديا
الحقيقة :
بعض الأنام يرى الحقيقة مرة ... فيفر منها مطبقا عنها الفما
كيلا تلاحقه فتدخل فاه أوه ... يبقى يشاهد وجهها المتجهما
وأنا أراها مرة فألوكها ... كى أفتدى منها وإن تك علقما
ليس شعراً :
قال :
الليل ليل والنهار نهار ... والأرض فيها الماء والأشجار
وقال الآخر :
كأننا والماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم ماء !
لا أتوب :
قال مجنون ليلى :
أتوب إليك يا رحمن مما ... خبت نفسى فقد كثرت ذنوب
وأما من هوى ليلى وتركى ... زيارتها فإنى لا أتوبُ
ادخل يا أنا :
قال السعيد الشيرازى :
قال لى المحبوب لما زرته ... من ببابى ؟ قلت بالباب أنا
قال لى أخطأت تعريف الهوى ... حينما مزقت فيه بيننا
ومضى عام فلما جئته ... أطرق الباب عليه مو هنا
قال لى من أنت قلت انظر فما ... ثم إلا أنت بالباب هنا
قال لى أحسنت تعريف الهوى ... وعرفت الحب فادخل يا أنا !
مقاطعة اليهود :(1/78)
حين ولى عثمان بن عفان – رضى الله عنه - الخلافة وجد فى المدينة رجلاً يهوديا قد احتكر بئراً للماء يتحكم فى مائة حين يبيعه للمسلمين ، فعرض الخليفة على اليهودى أن يبيعه هذه البئركى يتصدق بها على المسلمين ، فرفض اليهودى ذلك ، فقال له الخليفة عثمان : بع لى نصف البئر – بمعنة أن تأخذه يوماً وآخذه يوماً فوافق اليهودى على ذلك ، فقال الخليفة للمسلمين خذوا ما تحتاجون إليه من الماء فى اليوم المخصص لى ، فكان المسلمين يأخذون كل ما يحتاجونه من الماء فى يوم الخليفة ووجد اليهودى نفسه فى معزل ولا يبيع شيئاً فى يومه – فلم يجد بداً من بيع نصيبه للخليفة .
حكمة الخليفة :
جلس الخليفة المهدى للناس فدخل رجل وفى يده نعل ملفوف فى منديل فقال يا أمير المؤمنين ؛ هذه نعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أهديها لك ، فأخذها الخليفة المهدى منه وقبل باطنها ثم وضعها على عينيه وأمر للرجل بعشرة آلاف درهم ، فلما انصرف الرجل قال المهدى لجلساته : إنى أعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرها فضلا عن أن يكون لبسها – ولو كذبناه لقال للناس : أتيت أمير المؤمنين بنعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فردها على فقبلنا هديته .
الحافظ الله :
يا عفوك لا تأخذ بزلتنا ... وارحم أيا رب ذنباً قد جنيناه
كم نطلب الله فى مر يحل بنا ... فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه فى البحر أن ينجى سفينتنا ... فإن رجعنا إلى الشاطئ عصيناه
ونركب الجو فى أمنٍ وفى دعة ... فى سقطنا لأن الحافظ الله
البكاء على الشباب :
بكيت على الشباب يدمه عينى ... فلم نعن البكاء ولا النحيب
الحاسد :
داريت كل الناس لكن حاسدى
مداراته عزت ، وعز منالها
وكيف يدارى المرء حاسد نعمة
إذا كان لا يرضيه إلا زمالها
يا أخوتى :
يا أخوتى ليس فكم سوى طلباً ... هلى يخذل الأخ فى الله أخاه
إذا قرأتم وصليتم صلاتكم ... وقام قائمكم لله ناجاه
وهزت الأرض بالتسبيح سجدته ... وبللت وجهه بالدمع عيناه(1/79)
وراح يدعو بما يحلو له طلبا ... للحسنيين بديناه وأخراه
فلا تخلو أختكم من دعائكم ... بظهر غيب وستر الليل ناجاه
أدعوه يمنحنى عفو وعافية ... فليس أكرم منه فى عطاياه
ادعوه يقبلنى فى المخلصين له ... من است*** وقالوا ربنا الله
الصدق من شيم الكرام :
قال المتنبى فى الأمير بدر بن عمار :
يا أيها الملك الذى ندماؤه ... شركاؤه فى ملكه لا ملكه
فى كل يوم بيننا كرمةٍ ... لك توبة من توبة من سفكم
والصدق من شيم الكرام فقل لنا ... أمن الشراب تتوب أن من تركه
حوائج الناس نعمة :
قال الفضل بن عياض : " إن حوائج الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتتحول ألا تحمد ربك أن جعلك موضعا تسأل ولم يجعلك موضعا تسأل "
وقال حكيم بن حزام ( ما أصبحت يوما ويبالى طالب حاجة إلا علمت أنها من منن الله عز وجل على ، ولا أصبحت وليس ببالى طالب حاجة إلا علمت أنها من المصائب "
المرأة الصالحة :
قال الحريرى فى مقاماته " القرينة الصالحة ترب بيتك ، وتلبى صوتك وتغض طرفك ، وتطيب عرفك وهى قرة عينك وريحانة أنفك ، وفرحة قلبك وخلد ذكرك .
يا رب أذنبت :
إذا قال التائب : يا رب أذنبت قال الله : أنا قد غفرت . فإذا قال ذنوبى تجل عن الإحصار ، قال الله : ولو بلغت عنان السماء فإذا قال : يا رب أهلكنى السيئات ، فهل سامحنا على ما فات أم تحاسبنا على تلك الزلات ؟ قال : بل أبدل السيئات حسنات ، قال التائب : لا أكرم منك أحد ، قال الله أنا الله الصمد .
ما الحب ؟ ( عائق القرنى ) :
الحب ليس قصيدة عربية ... محبوكة الأطراف والأوزان
الحب ليس رواية منسوجة ... للعرض والإعلام والإعلان
الحب ليس تهتكا وتهافتا ... وتظاهرا بمرارة الحرمان
الحب ليس من الدعى مقالة ... منحوتة بعجائب البلدان
كلا وليست خيمة بدوية ... مضروبة الأطنان فى الصوان
ما كان حبا مسرحية عابث ... أدوارها تحميك بالدوران
الحب أن يقف الفؤاد مولها ... أنفاسه من لاهب النيران
لو سال من جسم المحب دماؤه ... كتب حروف الحب فى الجدران(1/80)
يالائمى فى الحب ليتك ذقته ... وسقاك من جفنيه من أسقانى
إن كنت تعذلنى فما ساعة ... هجر المحب وفرقة الخلان
فلسوف تعذرنى وتقفه قصتى ... وتبيت أنت مجرح الاركان
الدهر يومان ( الشافعى ) :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قاعة الدرر
وفى السماء نجوم لاعداد لها ... وليس يكشف إلا الشمس والقمر
ضحايا الحب ( عائض القرنى ) :
الحب ماء الحياة ، وغذاء الروح وقوت النفس ، تعكف الناقة على حوارها بالحب ، ويرضع الطفل ثدى أمه بالحب ، وتبنى الحمدة عشها بالحب . بالحب تشرق الوجوه ، وتبتسم الشفاه وتتألق العيون . الحب قاضٍ فى محكمة الدنيا ، يحكم للأحباب ولو جاء ، ويفصل فى القضايا لمصلحة المحبين ولو ظلم ، بالحب وحده تقع جماجم المحاربين على الارض كأنها الدنانير ، لأنهم أحبوا مبدأهم ، وتسيل نفوسهم على شفرات السيوف لأنهم أحبوا رسالتهم ، أحب الصحابة المنهج وصاحبه والرسالة وحاملها ، والوحى ومنزله فتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا للرضا ، وهجروا الطعام والشراب والشهوات فى هواجر مكة والمدينة وتجافوا عن المضاجع فى ثلث الليل الغابر ، وأنفقوا طلباً لمرضات الحبيب بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة . بالحب نادى عمير الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذ بقيت حتى آكل هذه الثمرات . بالحب صاح عبدالله بن عمرو الأنصارى : اللهم خذ من دمى اليوم حتى ترضى لما أحب الخليل إبراهيم صارت له النار برداً وسلاماً ، ولما أحب الكليم موسى أنفلق له البحر ، ولما أحب الرسول حن له الجذ وانشق له القمر ، المحب عذبه عذاب واستشهاده شهد .
الوصول محال :
الحب ليس رواية شرقية ... بأريجها يتزوج الابطال
لكنه الابحار دون سفينة ... ومرادنا أن الوصول محال
سؤال فى الحب :
سألت إمام الحى عن حكم عاشق ... إذا ازداد حبا صار من شوقه صبا
أيجزئه ذكر ورد تحية ... وشهفة شوق كالنسيم إذا هب(1/81)
فقال : عليه النحر يوم لقائه ... بمحبوبه حتى يزيل به الدنيا
سألنا أبا حمدان :
سألنا أبا حمدان عن حكم صاحب ... أحب فأهدى الروح خلال بلا ثمن
أيحرم هذا البيع والشرط باطل ... أليس يقال المرء حقا إذا غبنى
فقال معاذ الله بل صح بيعه ... وهذا الذى نف*** به سائر
أفسد على امرأتى :
كان أبو مسلم الخولانى إذا انصرف من المسجد إلى منزله كبر على باب منزله فتكبر امرأته فإذا كان فى صحن داره كبر فتجيبه امرأته ، فإذا بلغ إلى باب بيته كبر فتجيبه امرأته ، فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد فلما كان فى الصحن كبر فلم يجبه أحد ، فلما كان فى باب بيته كبر فلم يجبه أحد .. وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعان قال : فدخل فإذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة منكسة تنكت به. فقال لها : مالك ؟ فقالت : أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا – أى جعل لنا خادما – وأعطاك ..؟! فقال اللهم من أفسد على امرأتى فأعم بصره ، قال : وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت : زوجك له منزلة عن معاوية فلو قلت له يسأل معاوية أن يخدمه ويعطيه عشتم ! قال : فينا تلك المرأة جالسة فى بيتها إذا أنكرت بصرها فقالت . ما لسراجكم طفئ ؟ قالوا : لا فعرفت ذنبها فأقبلت إلى أبى مسلم تبكى وتسأله أن يدعو الله – عز وجل – لها يرد عليها فبصرها ، فدعا لها الله فرد عليها بصرها !! .
... حكمة ... ... ... ... ... ... ...
- من أعطى ظهره للشمس لا يرى إلا ظله .
- لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الأحمق وراء لسانه .
- الطريق المحفوف بالورد لا يوصل إلى المجد .
- البيت الفارغ ملئ ضجة . ... ... ... ... - آفة العلم النسيان .
- عندما يفرغ المعلف ، تتنازع الجياد . ... ... - العاقل من اتعظ بغيره .
- التدبير نصف المعيشة . ... ... ... ... - فى الجريرة تشترك العشيرة
- ما أكثر المعتبر ! وما أقل المعتبر ! ... ... ... - لانعدم الحسناء ذاماً ( عيبا وذما )(1/82)
- العدل إن دام عمر ، والظلم إن دام دمر ... ... - الزوج طفل كبير فدلليه
- الهزيمة تحل العزيمة ... ... ... ... ... - تمخض الجمل فولد فأرا
- الفم المفتوح يدخله الذباب ... ... ... ... - اللسان الطويل يقصر العمر
- إذا امتنعنا عن الإقراض نخسر أصدقاء وبأقراضينا نكسب اعداء .
- لكل امرئ فى ماله شريكان : الوارث والحوادث .
- عقل المرأة جمالها ، وجمال الرجل عقله . ... ... - طير رؤوم خير من أم سئووم .
- الناس كالنار ، تدفا بها ولا نخالطها .
- لا تتزوج منانة ( بغناها ) ولا حنانة ( إلى غيرك ) ولا أنانه ( شاكية )
- ما استتر من قاد الجمل . ... ... ... ... - العجز والنوانى تزوجا ، فولدا الفقر .
- لكل عالم هفوة ، ولكل جواد كبوة ، ولكل سيف نبوة ، ولكل شيخ صبوة .
- من غربل الناس نخلوه . ... ... ... ... - إن كنت كذوبا فكن ذكورا
- شوى سمكتة فى الحريق ... ... ... ... - لا تطعم العبد الكراع فيطمع فى الدراع
- ما كل ما يلمع دهباً ... ... ... ...
- المس مس أرنب ( ناعم ) والريح ريح زرنب ( نبات طيب الرائحة )
- تلسع العقرب وتصأى ( لمن يظلم ويشكو )
- قد يضرط الغير ( الحمار ) المكواة فى النار ( الخوف من أمر قبل وقوعه ) .
- الثروة تأتى كالسلحفاة ) وتذهب كالغزال .
- اللسان من لحم ، ولكنه يكسر العظم . ... ... -إذا أردت أن تطاع ، فاطلب من يستطاع .
- إذا لم تكن جزءا من لاحل فأنت جزء من المشكلة .
- اشتر بالعين ( نقداً ) لا بالدين . ... ... ... - قلماً تجمع الجودة والسرعة .
- سنرى عندما يتجلى الغبار ، أفرس تحتك أم حمار ؟
-من لا يعرف يقل : كيف عدس . ... ... ... - احرص على ما ينفعك
- وافق شن طبقة ... ... ... ... ... - يداك أوكنا ( ربطنا ) وفوك نفخ
- إن العصا فرعت لذى الحلم ... ... ... ... - حسن الظن ورطة ، وسوء الظن عصمة
- الصدق منجاه ، والكذب مهواة . ... ... ... - أين الثرى من الثريا !
- زاحم بعود أو دع ... ... ... ... ... - إن الذنوب تعقد الالسنة
- ليس أولى بطول سجن من لسان ... ... ... - الناس أعداء ما جهلوا
- الاحسان يستعيد الانسان ... ... ... ... - أول الغضب جنون وآخر ندم(1/83)
- فى الحرب تنجو الفئران وتموت الفيلة .
- عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجرة .
- عادت حليمة إلى عادتها القديمة ... ... ... - ادع إلى طعانك من تدعو إلى جفانك
- لا ينفع حذر من قدر ... ... ... ... ... - فى الليلة الظلماء يفتقد البدر
- الصبر حيلة من لا حيلة له ... ... ... ... - كل ذى نعمة محسود ...
- من تأنى نال من تمنى ... ... ... ... - من الخواطئ سهم صائب
- الجبناء يموتون مرات قبل أن يدركهم الموت
- هدده بالموت حتى يرضى بالحمى ... ... ... - ليس المهم أن تكسب الدنيا لتخسر نفسك
- المحن ( المصائب ) تذهب الاحن ( الاحقاد )
- بعضنا ينجح بذكائه ، وبعضنا ينجح بغباء الآخرين .
-السرج المذهب لا يجعل من الحمار حصانا .
- من لم ينفعك حضورة ، لم يسوك غيابه
- ما طاب ونزر ( قل ) خير مما خبث وغزر ( كثر ) .
- ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القوى .
عذبت قلبى ( العباس بن الاحنف ) :
عذبت قلبى بالعتاب فكلما ... فنى العتاب بدأته بعتاب
وزعمت أنى لا أحبك صادقا ... والله يعلم ما تحن ثيابى
لولا مخاة أن تصيبك دعوتى ... لدعوت يا سكنى على الكذاب
إن لم يكن حبيك حبا صادقا ... فرأيتنى أعمى على الأبواب
بلاد ألفناها :
بلاد ألفناها كل حالة ... وقد يؤلف الشئ الذى ليس بالحسن
ونستعذب الارض التى لا هواء بها ... ولا ماؤها عذب ولكنها وطن
وإنى لأهوى النوم فى غير نعسة ... لعل لقاء فى المنام يكون
تخبرنى الأحلام أنى أراكم ... فياليت أحلام المنام يقين
يقول أبا العتاهية وقد تأخر عليه عطاءه من عمر بن العلاء :
أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغى التمائم والنشر
أصابتك عين فى سخائك صلبة ... ويا رب عين صلبة تفلق الحجر
سنرقيك بالأشعار حتى تملها ... فإن لم تفق منها رقيناك بالسور
حيلة سافرة :(1/84)
من كتاب ( إنباء الهصر بأنباء العصر ) لعلى بن داود الصيرفى ، وفيه صـ483 فى حوادث ربيع الأول سنة هـ ذكر الحيلة التى عملتها السلطة لجمع الرجال من أجل تستخيرهم فى عمارة القناطر الخيرية . قال ( فدبروا حيلة ، وسمروا شخصاً ، ونادوا عليه ببولاق : هذا جزاء من يقتل النفس التى حرم الله ، فاجتمع الخلائق للتفرج عليه وصاروا ، فقبضوا عليهم ، ورموهم فى الحديد وجهزوهم إلى العمل . فهذه من العجائب والسلام ) .
أول عملية جراحية لفصل توأمين :
فى كنز الدرر لابن أيبك ( ج5 ، صـ409 ) حوادث سنة 352هـ ( وفيها أرسلت بطارقة الأرمن إلى ناصر الدولة رجلين ملتصقين ، عمرهما خمسة وعشرون سنة وهما ملتصقان من تحت إبطيهما ولهما بطنان وصرتان ومعدتان ، ولكل منهما يدين ورجلين كاملين جميع الأعضاء . وقصد ناصر الدولة إقصاءهما ، فأحضر الأطباء والجرائحية .
أفق الحرية
قال العقاد ( كان ابن رشد يصلى فى المسجد الجامع ويحافظ على الصلوات ، وكان يقيم الشعائر الدينية التى يراها لازمة حتى لا تتبلبل أفكار العامة . وكان الامام محمد عبده يقول : إذا وصل الإنسان إلى درجة الكرامة فقد وصل إلى أفق غير طبيعى ، ولكن ليس من حقه أن يفعل ما يبلبل به أفكار الناس ) ( العقاد فى ندواته صـ122 ) وفيه ( صـ98 ( : ( وكان حزب المفتى محمد عبده فيه جماعة من الباشوات ، مثل محمد سليمان ومحمد الوكيل وعلى شعراوى ، وحسن عبدالرازق ، كلهم من ذوى الأسر العريقة ، وكانت صداقة حسن عبدالرازق الوثيقة بمحمد عبده هى التى أوجدت فيه الميل إلى تعليم أبنائه فى الأزهر ، ثم أكمل ابنة مصطفى وعلى تعليمهما فى فرنسا . قال ( صـ96: وكان مصطفى عبدالرازق حذراً فى إبدائة آرائه ، وكأنه يسير على الشوك ) .
خبط عشواء :(1/85)
وحق لمثلى أن لا يسلاأل ، فإن سئل تعين عليه ألا يجيب ، فإن أجاب ففرض على ألايسمع منه ، فإن خالف بإستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول ، فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه ، فإن نظر فقد خبط عشواء ) أبو العلاء : مقدمة رسالة الملائكة .
من كلمات الامام محمد عبده :
لم أر كالإسلام دينا حفظ أصله ، وخلط فيه أهله .ولا مثله سلطانا تفرق عنه جنده ، وخفر عهده ، وكفر وعيده ووعده ، وخفى على الغافلين قصده ، وإن وضح للناظرين رشده . أكل أهله الأولين ، وأدال خشارة من الأخرين ، لا هم فهموه فأقاموه ، ولا هم تركوه فرحموه ، سواسية من الناس ، اتصلوا به ووصلوا نسبهم بنسبه ، وقالوا نحن أهله وعشيرته ، وحماته وعصبته ، وما هم منه فى شئ ، إلا كما يكون الجهل من العلم والطيش من الحلم ، وأفن الرأى من صحة الحكم ) ( محمد عبده : الاعمال الكاملة 3/317 .
نبذة تاريخية عن إسلام القائد الفرنسة ) منو :(1/86)
نبذة تاريخية عن اسلام القائد الفرنسى " منو " : جاك فرانسوا مينو ، أحد قادة الحملة الفرنسية على مصر ، وحاكم منطقة رشيد . المولود سنة 1750 فى إحدى قرى إقليم ( تورين ) بفرنسا ، ولما شب انخرط فى سلك الجندية ، وبلغ رتبة لواء سنة 1786 وفى سنة 1789 انتخب فى مجلس النواب عضوا نائباً عن الاشراف . وفى عام 1895 عهد إليه بإخماد فتنة إقليم ( فانديه ) فانتصر انتصاراً باهراً ، إلا أنه أخفق فى قمع فتنة حزب لويلتى فى السنة نفسها فقام القائد بونابرت بقمعها وبدأ نجمه يتضائل أمام نجم بونابرت . ليعمل فيما بعد تحت إمرته فى الحملة على مصر . أسلم منو بعد تعيينه حاكما لمدينة رشيد بمصر ، وتسمى ( عبدالله باشا منو ) وفى البحث : قصة زواجة بالسيدة زبيدة أخت السيد على الرشيدى . وكان أثناء كتابة العقد برتبة صارى عسكر القطر المصرى مع صورة عقد الزواج وهو عقد مشطب عليه بالطول والعرض لطمس حروفه أمضى كاتب المقال يومين فى فك حروفه وهو العالم الفاضل على أفندى بهجت ، مترجم نظارة المعارف بمصر وكان قد عثر على العقد فى محفوظات محكمة مدينة رشيد ، أثناء زيارته المدينة فى أواخر سبتمبر 1897م ومعه صورة الشروط لاتى عقدها الزوج مع زوجته بعد تزوجه بها بيومين . وهذا نص عقد النكاح ( بمحضر كل من مولانا العلامة السيد أحمد الخضرى المفتى الشافعى ، ومولانا الشيخ محمد صديق النائب والمفتى الحنبلى ، ومولانا السيد محمد غرا النائب والمفتى المالكى ، والسيد أحمد بدوى نقيب الأشراف حالاً ، والأمير محمد بدوى جوربجى سردار مستحفظان ، وأحمد أبو جاويش مستحفظان ، والحاج أحمد جاويش العسال ، والحاج محمود اللومى المغربى ، وإبراهيم الجمال الرزاز ، والحاج محمد مينو ، وعبدالله بربيره ، والحاج بدوى الشناوى ، وأوزن إسماعيل السلانكلى ، وكعلى جاويش كنخدا البيك دام كمالهم . بعد أن أقر واعترف ( منو باشا :صارى عسكر القطر المصرى حالاً ) .(1/87)
بصريح لفظة وفصيح نطقه بكلمتى الشهادتين ، وهما ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) عارفاً معتقداً ومصدقاً لمضمونهما ، تاركاً لدين النصرانية ،والادينان الرديئة على الترتيب والولاء وإعادة التشهد واستيفاء الشروط المعتبرة فيها شرعاً طائعاً مختاراً ، من غير إكراه ولا إجبار بمقتضى ذلك صار له ما للمسلمين وعليه ما عليهم . وظهر منه الرغبة والحب للمسلمين ، والميل إليهم ، وسمى نفيه ( عبدالله باشا ) وأشهد على نفسه الجماعة المذكورين بجميع ذلك اشهاداً شرعيا. ثم بعد ذلك رغب عبدالله باشا المذكور فى تزويجه بامرأة مسلمة . فخطبها خطبة شرعية ، وأجيب لذلك بعد إبرازه لفتيا شريفة سؤالها : ما قولكم دام فضلكم فى رجل أحب الإسلام وأهله ، ورغب فيهما تاركاً لدين النصرانية ، ناطقاً بكلمتى الشهادتين مصدقاً على الوجه الأكمل ، ثم أراد أن يتزوج امرأة مسلمة على كتاب الله العظيم ، وسنة نبيه الكريم . فهل يجوز له حينئذ التزوج بها والعقد عليها بشروط الشرعية . أفيدوا الجواب . وبأدناه : ( الحمد لله : حيث كان الحال ما شرح فى السؤال فيجوز للرجل المسلم المذكور خطبة المرأة المسلمةوالعقد عليها بشرطه الشرعية . والله أعلم )
كتبه العبد الفقير أحمد الخضرى الشافعى لطف الله به . وبأدناه ) الحمد لله : حيث أقر الرجل المذكور بالشهادتين وبشروطهما الشرعية ، فيجوز له أن يعقد على المرأة المسلمة عقداً شرعياً ، مستوفيا لشرائطه الشرعية . والله سبحانه وتعالى هو الموفق كتبه الفقير صديق النبلى عفى عنه وبأدناه .(1/88)
الحمد لله : حيث رغب الرجل المذكور فى الاسلام ، ونطق بكلمتى التوحيد جاز له أن يتزوج المرأة المسلمة ، وأن يعقد عليها العقد الشرعى بشروطه الشرعية والله أعلم كتبه الفقر محمد غرا المالكى غفر له الله وعفا عنه . فبمحضر كل ممن ذكر أعلاه تزوج عبدالله باشا بمخطوبته : زبيدة بنت محمد البواب ، التى كانت زوجا لسليم أغا نعمة الله ، وطلقها وانقضت عدتها منه شرعاً على كتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم ، وصداق جملته ( ألفا ريال اثنان معاملة ، مائة دينار ذهبا محبوبا ) فالحال لها من ذلك المائة دينار المذكورة . أقبضها لوكيلها الحاج حسين بن السيد محمد المؤقت ، فقبض منه ذلك عدداً بالمجلس ، بمعاينة من ذكر أعلاه . وعليه الخروج من عهده ذلك لها شرعاً ، والباقى الالفا ريال الاثنان يحلان لها عليه بموت أو فراق زوجها له بذلك .(1/89)
وعقد نكاحها عليه وكيلها الحاج حسين الموقت المرقوم بإذنها له فى ذلك ، بشهادة كل من أخيها لأمها السيد : على الحمامى بن حسن البواب ، والسيد أحمد ، وشقيقه السيد إبراهيم ، المكلف كل منهما ابنى السيد سليمان النقرزان تزويجاً شرعياً قبله للزوج المرقوم وكليه الحاج أحمد شهاب ، حسبما وكله صريحاً بالمجلس بشهادة شهوده المذكورين وعلى عبدالله باشا الزوج المذكور القيام لزوجته المذكورة فى كل سنة تمضى من تاريخه أدناه بمعلى ، كلمة غير واضحة فى الاصل كسوة أقمشة شتاء وصيفاً لائقين بحالهما ، وثبت ذلك لدى مولانا أفندى ، بعد أن ثبت لديه معرفة زبيدة المذكورة النعرفة الشرعية التى لا جهالة معها شرعاً ، بشهادة كل من شهود توكيلها المذكورين ثبوتاً شرعياً ، وحكم بموجبه حكماً شرعياً فى الخامس والعشرين من رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف .ويلى ذلك فى الصحيفة عينها من السجل الشروط التى عقدت بين الزوجين (انظر مجلة الموسوعات ع1 ،صـ13 ) وقد وردت فى العقد أسماء الشهود فى عقد النكاح ، اضافة إلى لوى جوسف ويكتور جوليان صارى عسكر :حاكم ولاية الثغر ، ولوى جوست دورى : رئيس طائفة عسكرية ، وجان فرنسوا لوى لويكه : مهندس وميقاتى الجيش الفرنساوى ، ولويزى وانولى باش حكيم القرنتينه دام كالملهم ومن أهم عقد الشروط :
إسقاط حق الزوجة فى الميراث من زوجها مقابل الالفين ريال المذكورة فى العقد . وقد أقرت بنفسها أنه إن مات زوجها المذكور وهى فى عصمته تأخذ من ماله الالفين ريال المذكورة ، وليس لها موارثة ولا طلب فى تركته ، هذا البحث الأول الذى افتتحت به مجلة ( الموسوعات ) عددها الأول الصادر فى 1 من رجب سنة 1316هـ ، 15 من نوفمبر سنة 1898م ويقع البحث فى 18 صفحة .(1/90)
وفيه أن منو بعدما أعلن إسلامه كان لاتفوته صلاة القيام كل ليلة بالجامع الكبير ، وانظر ما حكاه الجبرتى فى حوادث ذى القعدة 1215هـ قال : ( وفى ثامن عشرية خطب الكثير منهم بنات الأعيان وتزوجوهن رغبة فى سلطانهن ونوالهن ، فيظهر أحدهم حالة العقد الإسلام ، وينطق بالشهادتين لأنه ( ليس له عقيدة يخشى فسادها ) وصار مع الاخطاط منهم النساء المسلمات متزييات بزيهم ، ومشين معهم فى الأخطاط للنظر فى أمور الرعية والأحكام للنظر فى أمور الرعية والأحكام العادية والأمر والنهى والمناداة وتمشى المرأة بنفسها ، أو معها بعض أترابها وأضيافها على مثل شاكلتها ، وأمامها القواسةوالخدم ، وبأبديهم العصى يفرجون لهن الناس ، مثل ما يمر الحاكم ، ويأمرون وينهين فى الأحكام ) وفى الجبرتى ( حوادث شعبان 1215 ) ذكر ولود مولود لمينو قال ( وفى سادس عشرة ذكر الوكيل فوريه أن صارى عسكر ولد له مولود فينبغى أن تكتبوا له تهنئة بذلك المولود والذى ولد له من المرأة المسلمة لارشيدية .(1/91)
فكتبوا ذلك فى ورقة كبيرة ، وأوصلها إليه الوكيل ( فوريه ) وقد جاء ضمن جواب منو يا حضرات المشايخ والعلماء الكرام : إننا نشكر فضلكم على ما أظهرتم لنا من التهنئة بولادة ولدى السيد ( سليمان مراك جاك منو ) فأطلب من الله سبحانه وتعالى وأسأله بجاه رسوله سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - أن يجود به على زماناً مديداً ، وأن يكون للعدل محباً وللاستقامة والحق مكرماً إلخ وفيه حوادث مستهل محرم 1216 حضرت زوجة صارى عسكر كبير الفرنسيين بصحبة أخيها السيد على الرشيدى : أحد أعضاء الديوان وكام خرج بها من رشيد حين ملكها القادمون ، ونزل بها فى مركب وأرسى بها قبالة الرحمانية ، فلما حصلت واقعة الرحمانية وأخذت قلعتها حضر بها إلى مصر بعد مشقة وخوف من العربان وقطاع الطريق وغير ذلك ، فأقامت هى وأخوها ببيت الالفى بالأزبكية نحو ثلاث أيام ، ثم صعدا إلى القلعة وورد ضمن مكتوب بعناية منو إلى أعضاء الديوان ، بينما كان محاصراً فى الإسكندرية هذه التوصية : نوجه إلى خمتكم النصيحة إلى زوجتنا الكريمة السيدة زبيدة ، وولدنا العزيز سليمان مراد ، إذ كلاهما حالاً كائنان فى حصتنا فى مصر ... إلخ وقد كافأ منو نسيبه على الرشيدى إذ جعله فى أعضاء الديوان ، وعددهم تسعة ، وذلك فى جمادى الثانية 1215هـ وفى كتاب تاريخ البعثية الإنكليزية فى مصر تأليف القائم مقام الانكليزى : توماس ولسن : وفى 24من يونية سنة 1801م سلم الفرنسيس قلعة القاهرة ، بعد أن أمضوا على شروط انجلائهم عن مصر . وقد عارض الاتراك معارضة شديدة فى سفر امرأة منو ، ولكن القائد بيار ألح فى سفرها بعد أن أكد لهم أنه سيحميها بنفسه .
وانظر أيضاً الموسوعات س2 مج1 ص 257 كلمة لعلى أفندى بهجت عن منو وزوجته .
حوار الديانات :(1/92)
ذكر الحمدى فى جذوة المقتبس ) فى ترجمة ابن سعدى القيروانى أنه لما عاد من بلاد المشرق إلى القيروان سأله ابن أبى زيد عما رآه فى بغداد ، فقال له يوماً : هل حضرت مجالس أهل الكلام ؟ فقال بلى . حضرتهم مرتين ، ثم تركت مجالسهم ولم أعد إليها . فقال له أبو محمد : ولم ؟ فقال : أما أول مجلس حضرته فرأيت مجلساً قد جمع الفرق كلها ؛ المسلمين من أهل السنة والبدعة والكفار من المجوس ، والدهرية ، والزنادقة واليهود والنصارى ، وسائر أجناس الكفر ، ولكل فرقة رئيس يتكلم على مذهبه ، ويجادل عنه ، فإذا جاء رئيس من أى فرقه كان ، قامت الجماعة إليه قياماً على أقدامهم حتى يجلسي فيجلسون بجلوسه ، فإذا غص لامجلس بأهله ورأوا أنه لم يبق لهم أحد ينتظرونه قال قائل من الكفار : قد اجتمع للمناظرة ، فلا يحتج علينا المسلمون بكتابهم ، ولا يقول نبيهم ، فإنا لا نصدق بذلك ولا نقر به وإنما نتناظر بحجج العقل ، وا يحتمله النظر والقياس ، وفيقولون :نعم لك ذلك .
أقدم عقد زواج إسلامى وصلنا :
انظر فى مجلة عالم الكتب ( مج صـ202 ) خبر العثور على عقد زواج اسلامى تم سنة 91هـ والزوج هو ابن عامر بن هبيرة ، وولى الزوجة هو عبدالله بن عدون بن ثمار ، وفى نهاية أسماء الشهود هم أربعة : محمد بن أبى شمر ، ونعيم بن سيف وعمارة بن عمرو ، وابن عياش . ومقدار الصداق عشرة دنانير . عن مجلة المسلمون ) ع 157 صـ17 جمادى الثانية 1408 ) .
المحاسبى يذم زمانه :(1/93)
إنى تدبرت أحوالنا فى دهرنا فأطلت فيه التفكير ، فرأيت زماناً مستصعباً ، قد تبدلت فيه شرائع الإيمان ، وانتقصت فيه عرى الإسلام ، وتغيرت فيه معالم الدين ، واندرست فيه الحدود ، وذهب الحق ،وباد أهله وعلا الباطل وكثر أتباعه ، ورأيت فتنا متراكمة ، يحار فيها اللبيب ، ورأيت هوى غالبا وعدواً مستكلبا ، وأنفسا والهة عن التفكير محجوبة ، قد جللها الرياء فعميت عن الآخرة فالضمائر والأحوال فى دهرنا بخلاف أحوال السلف وضمائرهم .. وتدبرت أحوال الأمة ونظرت فى مذاهبها وأقاويلها فعقلت من ذلك ما قدر لى ، ورأيت اختلافهم بحراً عميقا غرق فيه ناس كثير ، وسلم فيه عصابة قليلة ... إلى أن قال فيض لى الرؤوف بعباده قوما وجدت فيهم دلائل التقوى وعلامة الورع وإيثار الآخرة على الدنيا .. (الحارث المحاسبى) العقل صـ 26 – 27 والوصايا صـ 27 -33 طبعة عطا .
نص نادر فى القراءات :
قال خلاد بن يزيد الباهلى : قلت ليحيى بن عبدالله بن أبى ملكية : إن نافعاً حدثنى عن أبيك عن عائشة – رضى الله عنها – أنها كانت تقرأ ( إذ تلقونه ) النور : 15 وتقول : إنما هو ولق الكذب فقال: يحيى ما يضرك ألا تكون سمعته من عائشة ؟ نافع ثقة على أبى ، وأبى ثقة على عائشة وما يسرنى أنى قرأتها هكذا ولى كذا وكذا . قلت : لم وأنت تزعم أنها قالت ؟ قال : لأنه غير قراءة الناس ، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه ، نجئ به عن الأمة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عن الله – عز وجل – وتقولون أنتم : حدثنا فلان الاعرج عن فلان الأعمى ، ما أدرى ماذا ؟ أن ابن مسعود يقرأ غير ما فى اللوحين ، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة . جمال القراء : لعلم الدين السخاوى على بن محمد المتوفى عام 643هـ (ج1، صـ322 * طبعة دار المأمون ، وانظر المحتسب لابن جنى2/204 والبحر المحيط 6/438 .
لهو الأيام :(1/94)
كتاب طريف أودع فيه المرحوم أحمد الجندى جانباً من ذكرياته . وهى ذكريات تفيض بالصدق وفاء الطوية ، قال فى مقدمته :( وما كنت لأكتب إلا ما شاهدت ولم أكتب لأرضى زيداً أو عمراً ... وقد أسفت كثيراً لأن بعض الاحداث والقصص لم أستطع روايتها ، فضربت صفحا عنها ، لأنها كانت غير قابلة للإثبات ، فهناك ألفاظ لا تكتب ، وأحداث لا تسر القارئ ، وأمور لها عواقب ، وعقابيل ، قد تضر بالذكريات ولا تفيدها ) .
استوقفنى فى هذا الكتاب حديث المؤلف عن الصلاة التى ابتدعها أغا خان فى مطلع القرن العشرين ، لتكون بديلاً عن صلاة أهل السنة التى كان يصليها الإسماعليون طوال التاريخ الذى خضعوا فيه لسلطان أهل السنة .
وكانت جد أحمد الجندى أحد المساهمين فى نشر هذه الصلاة والمحكوم عليهم بالإعدام فيما بعد بسبب ذلك صـ48 ، بعدما أوجز سيرة الإمام محمد شاه المعروف بأغا خان :( فى زمن أغا خان هذا وجد رجل من مشايخ منطقة الخوابى هى منطقة تابعة لمحافظة طرطوس ( اسم الشيخ أحمد بن المحمد ) وقد كان الرجل ذكيا وجرئياً ومقداماً ، وكان ذا هيئة مقبولة ، إذا كان طوالاً من الرجال ، أبيض الوجه ، يلبس العمامة البيضاء والجبة ولكنه لم يكن على شيئ من العلم ، اللهم إلا بعض الجمل والعبارات المأخوذة عن محى الدين بن عربى ، المرجع الدينى الكبير للطائفة الاسماعيلية ، وعن الحلاج ، عن غير هذين من علماء الدين الذين كانوا يدينون بمذهب وحدة الوجود ، كالطلقانى والطوسى من علماء الإسماعيلية .
وقد فكر هذا الرجل أى الشيخ أحمد بالإتصال بأغا خان ، وذهب إلى الهند ومعه أقربائه من المشايخ مثل الشيخ سليمان والشيخ مرتضى ، وهما من مشايخ قرية تسمى ( خربة الفرس ) وهى تقابل قرية عقرزيتى ) التى كان منها الشيخ أحمد .(1/95)
وفى الهند عقد اتفاق بين الشيخ أحمد وأغا خان على اظهار دعوة اسماعيلية جديدة ، فيها تطوير كثير وتعديل وتغير . فقد بنى هذا التغير على أن الامام حر التصرف بكل شئ فى هذه الدنيا ، حتى الدين الذى يجب أن يتطور . ولهذا فقد أصدر أغا خان ما يسمى بالفرمان أى الأمر أو النظام الجديد وذلك بأن تستبدل الصلاة الاسلامية بصلاة جديدة ، تقام مرتين صباحاً ومساءاً ، وأن يعفى الإسماعيليون من الصيام فى شهر رمضان أما صلاتهم الجديدة فتكون على النحو التالى :(1/96)
توضع طاوله طولها متران فى منتصف ما أسموه ( جماعة خانة ) ويجلس حوله المصلون دون تعيين القبلة فالإتجاه جائز إلى أى جهة كانت وقد أولو الآية القرآنية القائلة ( أينما توجهتم فثم وجه الله ) كذا أورد الأستاذ الآية ! والصواب ( فإنما تولوا فثم وجه الله ) البقرة 115 ووراء الطاولة شيخ المسجد المسمى بالهندية المكى ، كما يسمى خازن المال الذى يجمع الاخماس ( كامريا ) ويجلس الشيخ ( المكى ) وراء الطاولة ، ويتولى قراءة الصلاة التى كانت مزيجا من اللغة الهندية والفارسية والعربية ، ثم يتلو نسب الامان حتى يصل إلى ( آغا خان ) ... ثم يقرأ بعض المصلين شيئاً من أشعار ابن الفارض وابن عربى والحلاج .. وكان الاسماعيليون قبل هذا يصلون ويصومون ، ولم يكن هناك فرق بينهم وبين الاسلام السنة ، إلا الاختلاف على خلافة على بن أبى طالب ... مع شئ من التقديس المبالغ فيه للإمام على وآل البيت ، شرح المؤلف هذا التقديس المبالغ فيه ( صـ47 ) بأن الامام عند الاسماعلية اعلى من النبى بل إن النبى يستقسى تعليماته من الامام الذى هو كل شئ ! وعاد يحمل الفرمان ، ولنه عاد ووحده ، فقد مات فى الهند الشيح سليمان والشيخ مرتضى ، قريباه وشريكاه فى البعثة ، وهنا حامت الإشاعات حول وفاة هذين الشيخين ، ومنهم من اتهم الشيخ أحمد بتصريفهما ، أو أنها كانت مؤامرة لتسيير هذه الدعوة الجديدة وعدم ترك المجال لمعارضتها ... إلى أن قال ( صـ50 ) بعدما أسيهب فى تسمية من اتبع الشيخ أحمد ومن ناصبه العداء : وكان من الغريب العجيب أن يصلى الناس صلة بلغة لا بفهمون منها حرفا ، ومع ذلك فإن أحداً لم يفكر فى الاعتراض على هذه الصلاة التى اعتبرت حدثا من أغرب الاحداث التى مرت فى التاريخ .... ووصلت هذه الفكرة إلى استنبول .. وجاءت الضربة التى غيرت معالم لسيمة وخربت كثيراً من البيوت المعروفة .(1/97)
فقد ألقى القبض على الشيخ أحمد وأخيه ، وعلى جدى ووالدى ، وعلى والد الأمير تامر ، وكان والدى فى السابعة والعشرين من عمره ، وكان جدى الرجل المنعم المعروف فى الخمسين من العمر . وإلى محكمة الجنايات بدمشق كان هؤلاء يقادون من القلعة ، وكانت المحكمة فى (المرجة ) والناس ينظرون إليهم متعجبيبن ، وقد دارت على ألسنتهم أنهم خالفوا الدين وتآمروا على الدولة . وظلوا على هذه الحال قرابة ثلاث سنين . وبعد السجن اضطر عدد من هؤلاء إلى البقاء فى دمشق مدة من الزمن تحت المراقبة . وفى هذه المدة توفى الشيخ أحمد وأخوه الشيخ اسماعيل بعد أن حكم عليهما بالإعدام ، وماتا قبل أن ينفذ الحكم .. ودفنا فى مقبرة الباب الصغى بدمشق ، مع جماعة من أهل ( سليمة ) . والبقية الباقية أفرج عنهم ، وبعد أن بقوا فى دمشق مدة من الزمن تحت المراقبة أما جدى فقد أصيب بالشلل ، فنقل إلى المشفى فى دمشق ، ثم عاد إلى ( سليمة ) بعد أن تهدمت صحته وأصبح غير الشخص الذى كان معروفا من قبل .. وغير من جسمه ومن عقله فأصبح مريضاً كالطفل . وبعدما حضر والدى إلى ( سليمة ) وقد أنهكه السجن ، جاء نبأ من حماة بأن الدرك يطلب والدى لاجل التحقيق ... فهرب .. وتسلق الجبال الغربية إلى أن وصل بعد يومين إلى قرية ( بحوى ) وهى القرية التى ولد فيها ، والتى فيها أقرباؤه ، وأهله ، وبقى فى هذه القرية أكثر من سنتين ، إلى أن سقط السلطان عبدالحميد وأعلن الدستور ، فعاد إلى ( سليمة ) وهدأت بعد ذلك الأحوال ، وكفت الملاحقات عن أصحاب الدين الجديد ... ((1/98)
لهو الايام : 46: 52 ) بإختصار وكانت وفاة والد المؤلف : على بن أحمد الجندى يوم 7/1/1926م وقد ترجم له ( صـ16 و 56 ) وهو من الوطنيين الذين حكم عليهم جمال باشا السفاح بالنفى سنة 1916م ، فنفى هو وأسرته إلى قرية صغيرة فى جبال طوروس تسمى ( بيلجيك ) قال بعدما سرد خبر موته : وكان آخر ما قال وهو يحتضر قول امرئ القيس : ( وما خلت تبريح الحياة كما أرى ... تضيق ذراعى أن قوم فألبسا ) .
الأخبار الطوال :
عثرت على هذه القصص الطريفة على بون شاسع فى طرافتها فى كتاب ( شعراء عباسيون منسيون ) (ج7 ، صـ115 :152 ) للأستاذ إبراهيم النجار ، تحت عنوان : أخبار طوال فى تصاريف العشق ومسالك الشهوة .وقدم لهت بقوله : لم نتحاش فى اختيارنا لهذه الاخبار الطوال وهى عندنا من الفرائد لاكتمال خصائص الفن القصصى فيها ما قد يبدو منها لبعضهم خارجا عن السنن ، وتتجافى عن سماعه مسامع أهل الورع ، كيف والقدماء أنفسهم قد وسموا بها كتبهم ، وبذلك اخذوا بحقوق الحرية فى القول والمعتقد ، ولم يطمسوا الآثار، ولا نرى نحن اليوم ما يمنعنا من الأخذ بهذه الحقوق مثلما فعلوا ، فنقدم هذه الاثار للقارئ الاريب عله يجد فيها متعة فنية تروح عنه ... إلخ ) وكل الأخبار التى ساقها النجار منشورة على الوراق ، وأولها :(1/99)
1- قصة العباس بن الاحنف وشرائه جارية أحبها بعد ثرائه بسبب أبيات قالها فى الاصلاح ما بين هارون الرشيد ومعشوقته ( ماردة ) وتجدها فى العقد الفريد ، على الوراق ، وفى المطبوع ( ج6 ، صـ282 : 286 ) وبدايتها حدث أبو العباس النحو والمعروف بالمبرد ، وهى من نوادر الأخبار الطوال ، وكان البيتان اللذان أثرا فى هارون الرشيد كل الأثر قوله : ( لابد للعاشق من وقفة ... تكون بين الهجر والصرم ) .... ( حتى إذا الهجر تمادى به ... راجع من يهوى على رغم ) فصار هذا البيتان شعر العباس ، يذكرهما كل من ترجم له ، ولم أعثر على أثر لهما فى الموسوعة الشعرية ، فلعل بسبب غفلة جامع الديوان أو طابعه
2- عشق ووفاء وهى أجمل الاخبار وأمتعها ، وأولها : كان ببغداد رجل من أولاد النعم ، ورث مالا جليلا .. انظرها فى الرواق فى كتاب ( مصارع العشاق ) و ( الفرج بعد الشدة ) و ( نشوار المحاضرة ) وفى المطبوع من النشوار ج5 صـ274 : 283 وقريب منها قصة عكاشة بن عبدالصمد العمى التى نقلها أبو الفرج عن صديق عكاشة ، انظرها فى الأغانى ، وأولها : كان عبدالصمد بن عكاشة العمى صديقا لى .
3- وصية قواد لابنه انظرها فى كتاب نشوار المحاضرة على الوراق وأولها ( سافرت وجماعة من أصدقائى ) وهى فى المطبوع ج2 ، صـ172 : 183 .
4- قصة امرأة من أهل النار ، انظرها فى ( نشوار المحاضرة ) وأولها رأيت ليلة فى منامى كأنى قد اطلعت من دارى إلى المقبر . قال النجار : وقد نقلها ابن الجوزى فى كتابه ( ذم الهوى صـ449) عن نشوار المحاضر (ج6 ، صـ121: 128 ) .
5- قصة غلام يعشق أخته ويهرب بها ، ويتزوجها ، وتموت فى مهربه ، فيدفنها سرا ، ويقتل نفسه فى قبرها انصر القصة فى الوراق ( نشوار المحاضرة ) وفى المطبوع (ج6 ، صـ129 : 134 ) .(1/100)
6- قصة الجارية التى سجد أبو نواس لجمالها ، انظرها فى العقد الفريد وأولها : حججت مع الفضل بن الربيع وهى فى المطبوع (ج6 ، صـ411 : 416 ) وفى كتاب النجار 7/106 أوردها قبل الفصل المشار إليه ، وساق بعدها قصة المثل ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ) عن مجمع الأمثال وعنه أيضاً قصة البيت ( ترى الفتيان كالنحل ... وما يدريك ما الدخل ) .
خيانة الاجيال :(1/101)
فى كتاب ( صفعات البرهان ) للشيخ زاهد الكوثرى كلام مهم حول عدوان أصحاب دور النشر على كتب التراث ، وإهمالها ما لا يناسب معتقدات العامة وأهواء الخاصة . وقريب من هذا ما حكاه الشيخ العلامة أبو الفضل الغمارى المعاصر فى كتابه بدع التفاسير صـ162 أثناء كلامه على تفسير الشيخ جمال الدين القاسمى المسمى ( محاسن التأويل ) قال : تفسير لا بأس به ، يميل إلى وضوح العبارة وتبسيط البحث الذى يتعرض له ، مع جنوح إلى الاجتهاد والاستقلال فى الرأى ، وقد ينساق مع الاسرائيليات أحيانا . وحين أريد تقديمه للمطبعة أشرف على طبعة رجل فى عقله شئ ، زرته مرة فى بيته فأطلعنى على نسخة التفسير بخط القاسمى ، سلمها إليه ابنه ( ظافر) ليشرف على طبعها ، فإذا هو قد ضرب بالقلم الاحمر على بحث النسخ الذى ذكره المؤلف عند قوله تعالى ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها ) فسألته عن سبب شطب هذا البحث ؟ فقال : لأنه لا يليق بمقام القاسمى الذى كان يسميه الشيخ رشيد رضا : ( عالم الشام ) فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة ، قليل الجدوى . قلت له : هذا ينافى الأمانة العلمية ! فقال : التفسير لم يطبع الآن ، ولا أحد يعرف ما حذف منه ، ونجل المفسر وهو نقيب المحامين بدمشق أباح لى التصرف فيه حسبما أراه مصلحة ، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمى وبشهرته العلمية ، قلت له : اتركها كما كتبها المؤلف ، وعلق عليها برأيك فأبى ، وأصر على حذفها وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص من عدة مواضع ، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغى أن تحصل .
صرخة الزمخشرى :(1/102)
قال الزمخشرى فى ( الكشاف ) بعدما ذكر طرفا من أقوال المفسرين فى تفسير قوله تعالى ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة ) ومن اشتم رائحة من علمنا هذا فليعرض عليه هذا التأويل ليتلهى بالتعجب منه ومن قائله ، ثم يبكى حمية لكلام الله المعجز بفصاحته ، وما منى به من أمثاله . وأثقل منه على الروح ، وأصدع للكبد تدوين العلماء له ، واستحسانهم له ، وحكايته على فروع المنابر ، واستجلاب الاهتزاز به من السامعين . قلت : إلا أن فى تفسير الزمخشرى من الاساءة للقرآن ما يجعله أولى الناس بهذه الكلمة ، فهل تعرض كتابه أيضاً للتحريف والتزوير
نصب تذكارى للنبى - صلى الله عليه وسلم - فى نيويورك :
مضى أكثر من قرن على إقامة نصب تذكارى للنبى - صلى الله عليه وسلم - فى مدينة نيويورك ، يمثل النبى - صلى الله عليه وسلم - وهو متشح بشيفه ، قابض بيمناه على نجاد السيف تحت ثدييه الشريفين ، ويسراه من تحت النجاد آخذة بأطراف ردائه الفضفاض وكثير من المسلمين ، بل وكثير من العرب أيضاً لا يعرفون عن خبر هذا النصب شيئاً وقد أقيم عام (1902م ) فى دار محكمة الاستئناف فى ماديسون فى نيويورك ، ليكون واحداً من عشرة تماثيل لكبار المتشرعين فى تاريخ الإنسانية ، وفى محكمة الاستئناف فى ( ماديسون ) فى نيويورك ، ليكون واحداً منىعشرة تماثيل لكبار المتشرعين فى تاريخ الإنسانية ، وفى فبراير1953م قررت وزارة الأشغال العامة الأمريكية توسيع تلك البناية ، وتنظيف التماثيل القائمة على واجهتها ، فنشرت الصحف أسماء أصحاب التماثيل ، فعرفت الدول الإسلامية بالأمر ، وتسارع سراء الدول الإسلامية للاحتجاج على وجود التمثال ، والعمل على إزالته بأقصى سرعة ، وتوجت مساعى السفراء بإزالة النصب يوم 14/4/1955م ونشرت صورة التمثال فى بعض الصحف العربية ، ومنها جريدة العلم ، العدد ( 2407 ) ولا أزال أحتفظ بالقطعة التى تضمنت صورة التمثال حتى اليوم .(1/103)
محاكمة ابن تيمية ونص المرسوم السلطانى بتحريم عقيدته :
قال ابن أيبك الدوادرى فى حوادث عام 705 هـ لما كان يوم الإثنين 8 من رجب سنة 705 هـ طلب القضاه والفقهاء والشيخ تقى الدين بن تيمية إلى مجلس الأمير جمال الدين الأفرم ، نايب الشام المحروس بدمشق ، وكان اجتماعهم بالقصر الابلق . ثم سألوا الشيخ تقى الدين عن عقيدته ، فأملى شيئاً منها ، ثم أحضر عقيدته ( الواسطية ) وقرئت فى المجلس المذكور ، وبحث فيها ، وتأخر منها مواضع إلى مجلس آخر . ثم اجتمعوا يوم الجمعة ، ثامن عشر الشهر المذكور ، وحضر المجلس أيضاً صفى الدين الهندى ، وبحثوا مع الشيخ تقى الدين ، وسألوه عن مواضع خارجا عن العقيدة ، وجعل الشيخ صفى الدين يتكلم معه كلاماً كثيراً ، ثم رجعوا عنه واتفقوا أن كمال الدين ابن الزملكانى يحاققه من غير مسامحة ، ورضوا بذلك الجميع ، وافصل الامر بينهم أنه أشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعى المذهب ، يعتقد ما يعتقد الامام الشافعى ورضوا منه بهذا القول ، وانصرفوا على ذلك فعند ذلك حصل من أصحابه كلام كثير وقالوا : ظهر الحق مع شيخنا ، فأحضر واحد منهم إلى عند جلال الدين الشافعى العادلية ، فصفه وأمر بتعزيزه ، فشفعوا فيه ، وكذلك فعل الحنفى بآخر وآخر من أصحاب الشيخ تقى الدين ، ثم لما كان يوم الاثنين (22من الشهر ) قرأ الجمال المزى المحدث ، فصلاً ، فى الرد على الجهمية من كتاب ( أفعال العباد ) تصنيف البخارى قرأ ذلك فى مجلس العام ، ( تحت النسر ) فغضب بعض الفقهاء الحاضرين وقالوا : ما قرئ هذا الفصل إلا ونحن المقصودون بهذا التفكير ، فحملوه إلى قاضى القضاة الشافعى ، فرسم بحبسه ، فبلغ الشيخ تقى الدين 0 ابن تيمية ) ذلك حافيا فى جماعة من أصحابه ، وأخرج المذكور من الاعتقال .(1/104)
فعند ذلك جمع القاضى بملك الأمراء ، وكذلك الشيخ تقى الدين ( ابن تيمية والنقبا ، واشتط تقى الدين على القاضى وذكر نايبه جلال الدين وأنه آذى أصحابه بسبب غيبة نايب السلطان فى الصيد . فلما حضر نايب السلطان رسم بطلب كل من كثر كلامه من الطائفتين ، وأمر باعتقالهم ، نودى فى البلد بمرسوم سلطانى : ( من تكلم فى العقايد حل ماله ودمه ، وهب داره وهتكت عياله ) وقصد نايب السلطان بذلك إخماد الفتنة الثايرة ، ثم حكم المؤلف ما جرى بعد ذلك فى آخر شهر رجب ويوم 28 شعبان ثم قال : فلما كان خامس رمضان وصل كتاب من الابواب العالية ... وفيه : ( وعرفانا ما كان وقع فى زمان جاغان فى سنة 698 بسبب عقيدة ابن تيمية وفيه إنكار عظيم عليه وأن تكتبوا صورة العقيدتين : الأولة والثانية كذا فى الاصل ، فعند ذلك طلبوا القاضى جلال الدين الحنفى وسألوه عما جرى فى أيامه ؟ فقال : ( نقل إلى عنه كلام ، وسألناه فأجاب عنه ) وكذلك القاضى جلال الدين الشافعى لما طلب أحضر نسخة العقيدة التى أحضرت فى زمان أخيه . ثم إنهم تحدثوا مع ملك الامرا فى أن يكاتب بسببهم ويسد هذا الباب ،فأجاب إلى ذلك .(1/105)
فلما كان يوم السبت 10 من رمضان المعظم وصل مملوك ملك الامرا على البريد المنصور ، وأخبر أن الطلب على الشيخ تقى الدين ( ابن تيمية ) حثيث ، وأن القاضى زين ابن مخلوف المالكى قد قام فى الامر قياما عظيماً ، وأن الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير معه فى هذا الامر وأخبر بأشياء كثيرة جرت ، مما وقع بمصر فى حق الحنابلة ، وأن بعضهم أهين ، وأن القاضى القاضى المالكى والحنبلى جرى بينهم كلام كثير ، فلما سمع ملك الامرا ذلك رجع عن المكاتبة بسببهم ، وأمر بتجهيزهم إلى الابواب العالية ، وتوجهوا ، فلما كان يوم الجمعة 7 من شوال وصل البريد ، وأخبر أن كان وصول القاضى نجم الدين والشيخ تقى الدين فى ذلك التاريخ ، عقد له مجلس فى دار النيابة ، بحضور الامير سيف الدين سلار ، وأحضروا العلماء والائمة والقضاة الاربعة ، وحضر الامير ركن الدين بيبرس . فتكلم القاضى شرف الدين ابن عدلان الشافعى ، وادعى على الشيخ تقى الدين ( ابن تيمية ) دعوى شرعية فى أمر عقيدته . فعند ذلك قام الشيخ تقى الدين وحمد الله تعالى وأثنى عليه وتلجلج ، ثم أراد أن يذكر الله ويذكر عقيدته فى فصل طويل . فقالوا :( يا شيخ : الذى بتقوله معلوم ، ولا حاجة إلى الاطالة ، وأنت قد ادعى عليك هذا القاضى بدعوى شرعية ، أجب عنها ) فأعاد القول فى التحميد ، وحاد عن الجواب ، فلم يمكن من تتمة تحاميدة ، فقال عند من هى هذه الدعوى ؟ فقالوا عند القاضى زين الدين المالكى . فقال : ( عدوى وعدو مذهبى ) فكرروا عليه القول مراراً ، ولم يزدهم على ذلك شيئاً . وطال الامر . فعند ذلك حكم القاضى المالكى باعتقاله على رد الجواب ، فقال الشيخ ( رب السجن إلى مما يدعوننى إليه ) فأقاموه من المجلس واعتقل وسجن أيضاً إخوته فى برج منم أبراج القلعة ، بلغ القاضى أن جماعة منم الامرا يترددون إليه ، وينفذون له المآكل الطيبة .(1/106)
فطلع القاضى واجتمع بالأمير ركن الدين فى قضيته ) :هذا يجب عليه التضييق للإذا لم يقتل ، وإلا فقد ثبت كفرة فنقلوه هو وأخوته ليلة عيد الفطر إلى الجب بالقلعة . ثم ذكر المؤلف ما حكم به قاضى القضاه بدر الدين بن جماعة على قاضى القضاه شرف الدين الحنبلى من ضرورة تجديد اسلامه وقول شمس الدين القروى المالكى له ( قم جدد اسلامك وإلا لحقوقك بابن تيمية ، فأنا أحبك وأنصحك . فخجل ، فلقنه القاضى بدر الدين ابن جماعة القول ، فقال مثل قوله ، وانفصل الحال . قال : ثم كتب إلى دمشق كتاب يتضمن أن مولانا السلطان خلد الله ملكه قد رسم ( أى من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه ) وبعد صلاة الجمعة حضر القضاه جميعهم بمقصورة الخطابة بجامع دمشق ، ومع ركن الدين بيبرس العلائى أمير حلب ، حاجب الشام يوم ذاك ، وجمعوا جميع الحنابلة وأحضر تقليد قاضى القضاة نجم الدين ابن صصرى باستمرارة على القضا وقضا العسكر ونظر الاوقاف مع زيادة المعلوم . وقراءة زين الدين أبو بكر وقرئ عقيبة نسخة الكتاب الذى وصل فيما يتعلق بمخالفة عقيدة الشيخ تقى الدين ابن تيمية ، وايزام الناس بذلك خصوصاً الحنابلة ، فكان ما هذا نسختهم : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى تنزه عن الشبيه والنظير وتعالى عن التمثيل ليس كمثله شئ وهو السميع البصير بحمده على أن ألهمنا العمل بالسنة والكتاب ، ورفع فى أيامنا أسباب الشك والارتياب ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة من يرجو الاخلاص حسن العاقبة والمصير . وننزه الخالق عن التحيز فى جهة قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ) ونشهد أن محمد عبده ورسوله الذى نهج سبيل النجاة لمن سلك طريق مرضاته ، وأمر بالتفكر فى ألاء الله ، ونهى عن التفكير فى ذاته - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه الذين علا بهم منار الايمان وارتفع ، وشيد الله بهم قواعد الدين الحنيفية من شرع .،(1/107)
فأخمد بهم كلمة من حاد عن الحق ومال إلى البدع .. وبعد فإن العقائد الشرعية ، وقواعد الإسلام المرعية وأركان الاسلام العلية ، ومذاهب الدين المضية ، هى الأساس الذى يبنى الايمان عليه ، والمؤمل الذى يرجع كل أحد إليه ، والطريق التى من سلكها فقد فازفوزاً عظيماً ومن زاغ عنها فقد استوجب عذابا أليما .(1/108)
فلهذا يجب أن تنفذ أحكامها ، ويؤكد ذمامها ، وتصان عقائد هذه الأمة عن الاختلاف ، وتزان قواعد الأيمة بالائتلاف وتخمد ثوائر البدع ، ويفرق من قوتها ما اجتمع وكان تقى ابن تيمية فى هذه المدة وقد سلط لسان قلمه ، ومد عنان كلمة ، وتحدث فى مسايل الذات الصفات ، ونص فى كلامه على أمور منكرات ، وتكلم فيما سكت عنه الصاحبة والتابعون ، وفاها بما يخفيه السلف الصالحون وأتى فى ذلك بما أنكره أئمة الاسلام ، وإنعقد على خلافة اجماع العلماء والحكام وأشهر من فتاويه فى البلاد ما استخف به عقول العوام ، فخالف فى ذلك علماء عصره وأئمة شامة ومصره ، وبعث فى رسائلة إلى كل مكان ، وثم فتاويه بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ولما اتصل بنا ذلك ، وما سلك من هذه المسالك ، وأظهروه من هذه الأحوال وأشاعوه وعلمنا أنه ( استخف قومه فأطاعوه ) حتى اتصل بنا أنهم صرحوا فى حق الله سبحانه بالحروف والصوت والتجسيم ، قمنا فى الله تعالى مستعظمين لهذا النبأ العظيم وأنكرنا هذه البدعة وأنفنا أن نسمع عن من تضمه ممالكنا هذه السمعة ، وكرهنا ما فاه به المبطلون ، وتلونا قوله تعالى ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) فإن جل جلاله تنزه عن العديل والنظير ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وتقدمت مراسمنا باستعداء التقى ابن التيمية المذكور إلى أبوابنا عندما شاعت فتاويه شاما ومصرا ، وصرح فيها بألفاظ ما سمعها ذو فهم إلا وتلا ( لقد جئت شيئاً نكرا ) ولما وصل إلينا الجمع أولوا الحل والعقد ، وذوز التحقيق والنقد وحضر قضاة الاسلام ، وحكام الأنلم ، وعلماء الدين ، وفقهاء المسلمين ، وعقد له مجلس شرع فى ملأ من الائمة وجمع فثبت عند ذلك عليه جميع ما نسب إليه بمقتضى خط يده ، الدال على منكر ومعتقده ، وانفصل ذلك الجمع وهم لعقيدته منكرون ، وأخذوه بما شهد به قلمه ( ستكتب شهادتهم ويسألون ) وبلغنا أنه قد استتيب مرارا فيما تقدم ، وأخره الشرع(1/109)
الشريف لما تعرض لذلك وأقدم ، ثم عاد بعد منعه ، ولم يدخل تلك النواهى فى سمعه ، ولما ثبت ذلك فى مجلس الحكم العزيز المالكى ، حكم الشرع بأن يسجن هذا المذكور ، ويمنع من التصرف والظهور . ومرسومنا هذا بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك ، وينهى عن التشبيه فى اعتقاد مثل ذلك ، أو يغدو له فى هذا القول متبعا أو لهذه الالفاظ مستمعا ، أو يسرى فى التشبيه مسراه أو أن يفوه بجهة للعلو مخصصا أحداً كما فاه ، أو يتحدث إنسان فى صوت أو حرف ، أو يوسع القول فى ذات أو وصف ، أيطلق لسانه بتجسيم ، أو يحيد عن الطريق المستقيم ، أو يخرج عن رأى الأمة أو ينفرد عن علماء الائمة ، أو يحيز الله تعالى فى جهة أو يتعرض إلى حيث وكيف ، فليس لمعتقد هذا إلا السيف . فليقف كل واحد عند هذا الحد ، فـ لله الأمر من قبل ومن بعد فليلزم كل واحد من الحنابلة بالرجوع عما أنكره الائمة من هذه العقيدة والخروج من هذه المشتبهات الشديدة ، ولزوم ما أمر الله به من التمسك بمذاهب أهل الايمان الحميدة ، فإن من خرج عن أمر الله تعالى ( فقد ضل سواء السبيل ) وليس له غير السجن الطويل مستقره من مقيل . ومتى أصروا علا الامتناع وأبوا إلا الدفاع ،فليس لهم عندنا حكم ولا قضاء ولا إمامه ، ولا نسنح لهم فى بلادنا بشهادة ولا منصب ولا اقامة ونأمر بإسقاطهم من مراتبهم وإخراجهم من مناصبهم ، وقد حذرنا وأعذرنا ، وأنفنا حيث أنذرنا .فليقرأ مرسومنا هذا عللا المنابر ، وليكون أعظم زاجر وأعدل ناه وآمر ، وليبلغ الغايب الحاضر ، والخط الشريف أعلاه ، حجة بمقتضاه . وكتب هذا المرسوم عدة نسخ ، ونفذ إلى ساير الممالك الإسلامية . وتولى قراية هذا المرسوم الوارد بدمشق القاضى شمس الدين محمد بن شهاب الدين محمود الموقع ، وبلغ عنه ابن صبيح المؤذن .(1/110)
وأحضروا الحنابلة بعد ذلك ، واعترفوا عند قاضى القضاة جمال الدين المالكى بأنهم يعتقدون ما يعتقده الامام محمد بن إدريس الشافعى وهو قوله :( آمن بالله وما جاء عن الله عن من آمن بالله ، وآمنت برسول الله وما جاء عن رسول الله عن مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انتهى عن ( كنز الدرر) لدوادارى (ج9 ، صـ133 ، حتى 143 ) ثم ذكر ابن أيبك أسباب هذه الفتنة ، تحت عنوان : ( ذكر السبب الموجب لهذه الفتنة ) قال : وذلك أن بعض أصحاب الشيخ تقى الدين ابن التيمية أحضر للشيخ كتابا من تصانيف الشيخ محيى الدين ابن العربى يسمى ( فصوص الحكم ) وذلك سنة (703 ) فطالعه الشيخ تقى الدين فرأى فيه مسائل تخالف اعتقاده ، فشرع فى لعنة ابن العربى ، وسب أصحابه الذين يعتقدون اعتقاده ، ثم اعتكف فى شهر رمضان وصنف نقيضه وسماه ( النصوص على الفصوص ) وبلغه أن شيخ الشيوخ كريم الدين شيخ شيخ خانقاه سعيد السعداء بالقاهرة المحروسة له اشتغال بمصنفات ابن العربى ، وأنه يعظمه تعظيماً كبيرا ، وكذلك الشيخ نصر المنبجى . ثم إن الشيخ تقى الدين صنف كتابين فيهما إنكار كثير على تآليف ابن العربى ، ولعنه فيهما مصرحا ، ولعن من يقول بقوله ، وسيتر الكتاب الواحد للشيخ نصر المنبجى ، والآخر للشيخ كريم الدين . فلما وقف عليه الشيخنصر حصل عنده من ذلك أمر عظيم ، وتألم له تألما بالغا وحصل له إنكاء شديد وكان الشيخ نصر كما تقدم من الكلام منزلته عند الامير ركن الدين بيبرس الجاشنكير العالية وأن بيبرس لا يقوم ولا يقعد إلا به فى ساير حركاته وكان ساير الحكام من القضاة والامراء وأرباب المناصب يترددون إلى عند الشيخ نصر لأجل منزلته عند بيبرس الجاشنكير .(1/111)
فحضر عنده القاضى زين الدين ابن مخلوف المالكى عقيب وقوف الشيخ نصر على كتاب الشيخ تقى الدين ( ابن تيمية ) فأوقف القاضى على الكتاب المذكور ، فقال له القاضى : أوقف الامير ركن الدين عليه وقرر معه ما أحببت وأنا معك شئت . وألزم الامير ركن الدين بطلبه إلى الديار المصرية وتسأله عن عقيدته ، فقد بلغنى أنه أفسد عقول جماعة كبيرة ، وهو يقول بالتجسيم ، وعندنا : من اعتقد هذا الاعتقاد كفر ووجب قتله فلما حضر الامير ركن الدين بيبرس الجاشنكير عند الشيخ نصر على عادته أجرى له ذكر ابن تيمية وأمر عقيدته ، وأنه أفسد عقول جماعة كبيرة ، ومن جملتهم نايب الشام وأكبر الامراء الشاميين ، والمصلحة تقتضى طلبه إلى الابواب العالية ، ويطلب منه عقيدته ، وتقرأ على العلماء بالديار المصرية ، من المذاهب الاربعة ، فإن وافقوه وإلا يستتيبوه ويرجعوه ، ليرجع عن مذهبه واعتقاده ساير من لعب بعقله من الناس أجمعين . ثم ذكر له ذنوبا أخر حتى حرص بيبرس على طلبه . ولهذا الكلام تتمة فى كنز الدرر (ج9 ، صـ144 ) قال فى آخره :وسيأتى ذكر بقية ما جرى لتقى الدين ابن التيمية فى سنة (706 ) إن شاء الله تعالى .
يا بنى الجنة أمامك ..فاقرع بابها بالشهادة .. :(1/112)
حينما شهد معاذ بن جبل – رضى الله عنه – موقعة " اليرموك " ومعه ابنه عبدالرحمن ، أخذ يطوف بين الصفوف ويقول : " يا أهل الاسلام ، ويا أنصار الهدى والحق ، إن رحمة الله لا تنال إلا بالعمل والنية فاياكم أن يراكم الله اليوم في موضع فرار من عدوكم " وعندها خرج أحد قادة الروم وقال المسلمين : ليخرج إلى فارسكم هذا – يعنى- معاذاً . ويتقدم معاذ من قائدة أبى عبيدة ، يستأذنه بالخروج فقال الله : يا معاذ : سألتك بحق رسول الله أن تلزم رايتك فوالله أن لزومك الراية أحب إلى من قتالك لهذا العلج وينزل معاذ على رأى قائدة ثم نادى في الناس : يا معشر المسلمين ، من أراد فرسا يقاتل عليه في سبيل الله فهذا فرسى وهذا سلاحى فليأخذهما وما كان معاذ ينهى كلامة حتى خرج ولده عبدالرحمن فقال : يا أبتاه أنى خارج إليه فإن صبرت فإن المنة لله ، وإن قتلنى فالسلام عليك يا أبتاه وإن كان لك إلى رسول الله حاجة فأرضى بها . فيقول معاذ : يا بنى دونك ما عرفت عليه فإن رزقك الله الشهادة فاقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منى السلام ، وقل له : جزاك الله عن أمتك خيرا يا رسول الله .
ويعود عبدالرحمن من المصارعة جريحاً مجندلا فيستقبله أبوه قائلاً : ما بك يا بنى ؟ فيقول : قتلنى العلج يا أبتاه ، فيقول معاذ – رضى الله عنه وما الذى تريد من الدنيا يا بنى وليس بينك وبين الجنة إلا خطوات ، عد إليه وقاتله ويتحامل عبدالرحمن جرحه ويعود ولكن مشيئة الله سبقت به إلى الجنة .
المحامد والعلا :
قال ابن نباته :
حاول جسيمات الأمور ولا تقل ... إن المحامد والعلى أرزاق
وارغب بنفسك أن تكون مقصرا ... عن غاية فيها الطلاب سباق
صغير الأخلاق :
ذم أعرابى رجلا فقال : " هو عبدالبدن ، حر الثياب ، عظيم الرواق ، صغير الاخلاق ، الدهر يرفعه وهمته تضعه :
قال الفروق " لا تصغرن همتك فإنى لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته "
سبقك بها عكاشة :(1/113)
عن حصين بن عبدالرمن قال : كنت عند سعيد بن جبير فقال : حدثنى ابن عباس قال : قال النبى - صلى الله عليه وسلم - :" عرضت على الامم ، فأخذ النبى يمر معه الامة ، والنبى يمر معه النفر ، والنبى يمر معه العشرة ، والنبى يمر معه الخمة ، والنبى يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير قلت : يا جبريل ، هؤلاء أمتى ؟ قال : ولكن انظر إلى الافق ، فنظرت فإذا سواد كثير قال : هؤلاء أمتك ، وهؤلاء سبعون ألف قدا*** لا حساب عليهم ولا عذاب ، قلت : ولم ؟ قال : كانوا لا يكتون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " فقام إليه عكاشة بن محصن . فقال : ادع الله أن يجعلنى منهم : قال : اللهم اجعله منهم ، ثم قام إليه رجل آخر قال : ادع الله أن يجعلنى منهم : قال سبقك بها عكاشة "
رواه البخارى : كتاب الرقاق حديث 6541
إذا انصرفت نفسى عن الشئ لم تكد
إليه بوجه آخر الدهر تقل تقبل
مرضى نفوس لا مرضى أعضاء :
" اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لمرضهم أساس عضوى على الاطلاق بل أساسه الخوف والقلق والبغضاء ، وعدم مقدرة الشخص على الملائمة بين نفسه والحياة "" ويل كارينجى "
" إن الذى لا يحسن الابتسام لا ينبغى له أن يفتتح متجراً " ... " مثل صينى "
الرجال ثلاثة ، والنساء ثلاث :
فأما النساء ، فامرأة عفيفة مسلمة لينة ، ودود ولود ، تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها ، وقليلاً ما تجدها . وامرأة وعاء لا تزيد على أن تلد الأولاد .
والثالثة ك غل قمل ، ( سيئة الخلق كثيرة المهر ) يجعلها الله في عنق من يشاء ، فإذا شاء أن ينزعه نزعه .
والرجال ثلاثة :
رجل عفيف هين لين ذو رأى ومشورة ، فإذا نزل به أمر ائتمر رأيه ، وصدر المور مصدرها .
ورجل لا رأى له ، إذا نزل به أمر أتى ذا الرأى والمشورة فنزل عند رأيه .
ورجل حائر بائر ، لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً .
كيف تكسبين زوجك ؟
قالت السيدة الأمريكية " تيرى لاشد " توصى كل زوجة :(1/114)
- حاولى أن تكسبى زوجك لا أن تغيرية .
- لا تلومى زوجك فاللوم يدفعه إلى العناد .
- بيتك موجود دائماً ... ولن يبتعد عنك ، بينما زوجك ليس موجوداً دائما معك . فلا تقدمى عمل البيت على احتياجات زوجك .. ذلك أن القلعة ليست أهم من الملك الذى يقيم فيها .
الزوجة الصالحة :
أخرج الطبرانى بإسناد حسن عن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى رضى الله عنهما قالت . دخلت يوما على طلحة ( تعنى ابن عبيد الله زوجها ) فرأيت منه ثقلا ، فقلت له : مالك ؟ لعله *** منا شيئ فنعتبك ( أى تترك ما يجد عليها من أجله ) قال : لا . ولنعم حليلة المرء المسلم أنت ، ولكن اجتمع عندى مال ولا أدرى كيف أصنع به . قالت : وما يغمك منه ! ادع أهلك وقومك فاقسمه بينهم فقال : يا غلام على بقومى . فسألت الخازن : كم قسم ؟ قال : أربع مائة ألف .
الثقة بالمتدين :
" ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك ولا تثق بالمستخف وإن أظهر أنه على دينك " ... ... ... ... ... ... ... ابن حزم : مدادة النفوس ، صـ23 .
قاضى يرد شهادة وزير :
رد القاضى أبو يوسف شهادة الفضل بن الربيع وزير هارون الرشيد فاشتكى الفضل على لرشيد ، فسأله الرشيد عن ذلك ، فقال : لأنى سمعته يوما يقول لك أنا عبدك فإن كان صادقا فيما قال فلا شهادة للعبد ، وإن كان كاذبا فلا شهادة لكاذب .
كراهية النصيحة في العلن :
أنشد الشافعى – رضى الله عنه :
تعمدنى بنصحك في انفرادى ... وجنبى النصيحة في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع من ... التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتنى وعصيت قولى ... فلا تجزع إذ لم تعط طاعة
فراغ القلب :
قال أبو دلف :
وليس فراغ القلب مجداً ورفعة ... ولكن شغل القلب للهم رافع
ذو المجد محمد على كل آلة ... وكل قصير الهم في الحى وادع
" غسيل الملائكة "(1/115)
في غزوة أحد خرج حنظلة بن عامر في يوم عرسه وهو جنب يلبى نداء ربه للجهاد ويقاتل المشركين ومنهم أباه عامر ويمر عامر فيجد ولده بين الصفوف فيبكى عليه ويقول " والله إن كنت برا بالوالدين ، شريفا بالخلق " ثم ينادى على قريش أن لا تمثل بجنة ولده . وحينما تفقد الصحابة القتلى وجدوا أن جثة حنظلة الوحيدة التى لم يمثل بها وجسده مبللا بالماء ، فلما أخبروا النبى بذلك قال " إنى رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض بماء لامزن في صحاف الفضة " وحينما سألوا زوجته قالت إن حنظلة دخل بها عريسا ليلة الجمعة ، ولما أصبح الصباح ونادى المنادى للجهاد خرج حنظلة وهو جنب خشية أن يؤخره الاغتسال عن اللحاق بركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهكذا كافأه بأن غسلته الملائكة .
إسلام بنى عبدالأشهل :
سعد بن معاذ ، سيد الأوس حينما استمع إلى مصعب بن عمير وسعد بن زرارة وهما يعرضان عليه الاسلام ، ثم قال لما "كيف أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين ؟ " قالا : تغتسل فتظهر وتطهر ثوبك ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلى ركعتين فقال واغتسل وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق ، ثم ركع ركعين ثم أخذ حربته ، فأقبل عائداً إلى نادى قومه ومعه أسيد بن الحضير ، فلما رآه قومه مقبلاً قالوا : نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذى ذهب به من عندكم ، فلما وقف عليهم قال : " يا بنى عبدالاشهل كيف تعلمون أمرى فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأفضلنا رأياً وأيمننا نقية قال : ف‘ن كلام رجالكم ونسائكم على حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى ودار بنى عبدالأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة " ( البداية والنهاية : 3: 153 ) .
شاة الراعى :
قال الحسن البصرى : " لا تكن شاة الراعى أعقل منك ، تزجرها الصيحة وتطردها الاشارة " .
حتى يصيبنى ما يصيب المسلمين :(1/116)
قال عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – " وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب ، فقلت : ما هذا بشئ حتى يصيبنى مثل ما يصيب المسلمين فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحج وصلت إلى خالى : فقلت : اسمع ؟ فقال : ما اسمع ؟ قلت جوارك عليك رد فقال : لا تفعل يابن أختى ، قلت بل هو ذاك فقال : ما شئت ! فمازلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الاسلام . أسد الغابة 4: 149
الفجر الجديد :
أخى ستبيد جيوش الظلام ... ويشرق في الكون فجر جديد
فاطلق لروحك اشراقها ... تر المجدير مقنا من بعيد
سنبذل روحنا :
سنبذل روحنا في كل وقت ... لرفع الحق خفاقاً مبينا
فإن عشنا فقد عشنا لحق ... ندك به عروش المجرمينا
وإن متنا ففى جنات عدن ... لنلقى أخوة في السابقينا
الإقبال على الله تعالى :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع شمله وأتته الدنيا وهى راغمة ! ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له فلا يمسى إلا فقيرا ولا يصبح إلا فقيرا ، وما أقبل عبد على بقلبه إلا جعل الله قلوب المؤمنين تنقاد إليه بالود والرحمة وكان الله بكل خير إليه أسرع . رواه ابن ماجه
الغباء في ديننا معصية :
من كلمات الشيخ محمد الغزالى – رضى الله عنه - :" الضمير المعتل والفكر المختل ليسا من الاسلام في شئ ، وقد انتمت إلى الإسلام اليوم أمم فاقدة الوعى عوجاء الخطى قد يحسبها البعض أمما حية ولكنها مغمى عليها ..والحياة الإسلامية تقوم على فكر ناضر... إذا الغباء في ديننا معصية "
" إن محبة الله عاطفة شريفة ومن الخير أن تعرف أنها مكلفة ولها تبعات إن الكاذب يكره الصادقين ، والعاهر يكره الاطهار والظالم لم يكره المقسطين وربما استوحش الصريح من أهل الماهنة والنفاق "(1/117)
" الواقع أن العاجزين عن العطاء مهرة في الغمز واللمز ، والأمم التى لا تعرق في ميادين الكدح لا ينقطع ضجيجها في نقد الآخرين "
إلا يكن عظمى طويلا فإننى ... له بالخصال الصالحات وصول !
إذا كنت في القوم الطوال علوتهم ... بعارفة حتى يقال طويل !
المقات الممقوت :
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :" أول ما ينتزع من العبد الحياء فيصير مقاتا ممقوتا ، ثم تنزع عنه الأمانة فيصير خائنا مخونا ، ثم تنزع عنه الرحمة فيصير غليظاً ، ويخلع ربقة الإسلام من عنقه فيصير شيطانا لعينا ملعونا " الديلمى : الفردوس ج1 ، صـ13
أخلاق علماء :
قال الإمام الشافعى – رضى الله عنه – في مدح الامام أبى حنيفة النعمان :
لقد زان البلاد ومن عليها ... إمام المسلمين أبو حنيفه
بأحكام وآثار وفقه ... كآيات الزبور على الصحيفه
فما بالمشرقين له نظير ... ولا بالمغربين ولا بكوفه
فرحمة ربنا أبداً عليه ... مدى الأيام ما قرئت صحيفه
امتزاج المحبين :
" إنك لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات الطبيعية ، وكلما كثرت الاشباه ، زادت المجانسة وتأكدت المودة "" ابن حزم : طوق الحمامة ، صـ23
القلوب أوعية :
قال الامام على :" القلوب أوعية خيرها أوعاها . الناس ثلاثة فعالم ربانى ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع لكل ناعق يميلوه مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنزر العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق "
العلم خير من المال . العلم يحرسك وأنت تحرسى لامال ، العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ، العلم حاكم والمال محكوم عليه "
إن الشريف بغض الطرف معروف "
قال ابن الجوزى " بلغنى أن بعض الاشراف اجتاز مقبرة فوجد جارية حسناء عليها سوادء فعلقت بقلبه فكتب إليها :
قد كنت أحسب أن الشمس واحدة ... والبدر في منظر بالحسن موصوف
حتى رأيتك في أثواب ثاكلة ... سود وصدغك فوق الخد معطوف
فرحت والقلب منى هائم وقف ... والكبد حرى ودمع العين مذروف(1/118)
روى الجواب ففيه الشكر وافتقى ... وصل المحب الذى بالحب مشغوف
فلما قرأت ما كتب أرسلت إليه :
إن كنت ذا حسب زاك وذا نسب ... إن الشريف بغض الطرف معروف
إن الزناة أناس لا خلاق لهم ... فاعلم بأنك يوم الدين موقوف
واقطع رجال لحال الله من رجل ... فإن قلبى عن الفحشاء مصروف
فلما قرأها زجر نفسه وتاب إلى ربه ، فبينما في طوافه رأى تلك الجارية فقالت له هل لك المباح ؟ قال : كنت أروم هذا قبل أن اعرف الله تعالى وأحبه والآن شغلنى حبه عن حب غيره فقالت له أحسنت كانت وهى تنشد :
فطفنا ملاحت في الطواف لوائح ... غنينا بها عن كل مرأى ومسمع
مناجاة وابتهالات :
يا رب هب لى المتاب حتى أتوب ... وأحيى قلبى يوم تحى القلوب
تعست ليلة عصيتك فيها ... كيف لا أستحى وأنت الرقيب
ما في الوجود سواك ربا يعبد ... كلا ولا مولى هناك فيقصد
يا من له عنت الوجوه بأسرها ... خوفا وكل الكائنات توحد
إذا كنت في هم وضيق ... وكنت مكروبا وصرت في حرج
فصل على المختار من آل هاشم ... فإن الله يأتيك بالفرج
حاسبت نفسى فلم أجد لى صالحا ... إلا رجائى رحمة الرحمن
ووزنت أعمالى على فلم أجد ... في الامر إلا خفة الميزان
وظلمت نفسى في أمورى كلها ... ويحى إذا من وقفة الديان
يا واحد في ملكه ماله ثانى ... يا من إذا قلت يا مولاى لبانى
أنسى وتذكرنى في كل نائبة ... فكيف أنساك يا من لست تنسابى
ولى في فناء الخلق أكبر عبرة ... لمن كان في بحر الحقيقة راق
شخوص وأشكال تمر وتنقض ... تفنى جميعا والمهين باق
يا صاحب الهم إن الهم منفرج ... أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع بصاحبه ... لا تيأس فإن الكافى الله
إذا بليت فثق بالله وارضى به ... إن الذى يكشف البلوى هو الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة ... لا تجز عن فإن الصانع الله
والله مالك غير الله من أجر ... فحسبك الله في كل لك الله
يارب هذى ذنوبى في الورى كثرت ... وليس لى عمل في الحشر ينجنى
وقد ِأتيتك بالتوحيد يصحبه ... حب النبى وهذا القدر يكفينى(1/119)
يا من لطفت بحالى قبل تكوينى ... لا تجعل النا قبل الحشر تكوينى
الله ربى :
يا من علم الغيوب ووصفه ... ستر العيوب وكل ذاك سماح
أخفيت ذنب العبد من كل الورى ... كرما فليس عليه ثم جناح
منك التفضل والترك والرضا ... أنت الإله المنعم الفتاح
بك أستجير ومن يجير سواكا ؟ ... فارحم ضعيفا يحتمى بحماكا
يارب قد أذنبت فأغفر زلتى ... فأنت المجيب لكل من ناداكا
الهى جئت إليك يدفعنى خشوعى ... وجئت إليك تسبقنى دموعى
إلهى إن بى حملا ثقيلا ... من الاوزار تحمله ضلوعى
الهى قصدت بابك والناس قد رقدوا ... وجئت أشكو إليك يا مولاى ما أجد
وقلت يا أملى في كل نائبةٍ ... يا من عليه بكشف الضر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها ... ليس لى على حملها لا صبر ولا جلد
مددت يدى بالذل مفتقراً ... إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا ترونها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروى كل من برد
يا من يجيب العبد قبل سؤاله ... ويجود للعاصين بالغفران
وإذا أتاه الطالبون لعفوه ... ستر القبيح وجاء بالإحسان
وكم لله من لطف خفى ... يدق خفاه عن فهم الذكى
وكم يسر أتى من بعد عسر ... وخرج كربه القلب الشجى
وكم من أمر تساء به صباحاً ... فتأتيك المسرة بالعشى
إذا ضاقت بك الاحوال يوما ... فثق بالواحد الفرد العلى
تشفع بالنبى فكل عبد ... يغاث إذا تشفع بالنبى
ولا تجزع إذا ما ناب خطب ... فكم لله من لطف خفى
في رحاب المصطفى ( - صلى الله عليه وسلم - ) :
أنت الذى من نورك البدر اكتسى ... والشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذى لما رفعت إلى السما ... بك قد سمعت وتزينت بسراك
صلى عليك الله يا علم الهدى ... ما اشتاق مشتاق إلى مسراك
روحى بحبك في الضياء تهيم ... والشوق في هواك عظيم
والقلب مسرور بذكر محمد ... في ذكره نور وفيه نعيم
الله أكبر إن دين محمد ... وكتابه أقوى وأقوم قيلا
لا تذكروا الكتب السوالف قبله ... طلع الصباح فأطفئوا القنديلا
يا زائراً قبر الحبيب الهادى ... أبلغ رسول الله شوق فؤادى
إنى بحبك يا رسول متيم ... وزياراتى إياك كل مرادى(1/120)
إذا كنت في هم وضيق ... وأمسيت مكروبا وصرت في حرج
فصل على المختار من آل هاشم ... فإن الله يأتيك بالفرج
صلت عليك ملائك الرحمن ... وسرى الضياء بسائر الاكوان
لما طلعت على الوجود مزوداً ... بحمى الاله وراية القرآن
إنت الذى نشر السلام على ... الوجود وأظهر التوحيدا
من سار في هدى الحبيب محمد ... سعدت به الدنيا ومات سعيد
طلب أعلى العلوم :
قال ابن حزم في مدادة النفوس :
" من شغل نفسه بأدنى العلوم وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذرة في الارض التى يجود فيها البر ، وكغار من الشعراء ( الشجير غير المثمر ) حيث يزكو النحل والزيتون والتين .
الفرج القريب :
تصبر إن عقبى الصبر خير ... ولا تجزع لنائبة تنوب
فإن اليسر بعد العسر يأتى ... وعند الضيق تنفرج الكروب
وكم جزعت نفوس من أمور ... أتى من دونها فرج قريب
لا أندم على ما لم أقل :
تكلم أربعة من الملوك بأربع كلمات خرجن كلهن بمعنى :
قال كسرى : أنا على قول ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت وقال قيصر : لا أندم على قول ما لم أقل إنما أندم على ما قلت وقال ملك الصين : إذا تكلمت بالكلمة ملكتنى ولم أملكها .
وقال ملك الهند : عجبت لم يتكلم بالكلمة إن حكيت عنه ضرته وإن لم تذكر لم تنفعه "
الروح واحد :
هوم رجال في أمور كثيرة ... وهمى من الدنيا خليل مساعد
إذا غبت عنه لم أغب عن ضميره ... كأنى مقيم بين عينيه شاهد
نكون كروح بين جسمين فرقا ... فجسماها جسمان والروح واحد
زواج الاثنتين :
تزوجت اثنتين لفرط جهلى ... بما يشقى به زوج اثنتين
فقلت أصير بينها خروفا ... أنعم بين أكرم نعجتين
فصرت كنعجة تضحى وتمسى ... تداول بين أخبث ذئبتين
رضا هذى يميج سخط هذى ... فما أعرى من اهدى السخطتين
وألقى في المعيشة كل ضد ... كذاك الضريبن الضرتين
لهذى ليلة ولتلك أخرى ... عتاب دائم في الليلتين
فإن أحببت أن تبقى كريما ... من الخيرات مملوء اليدين
وتدرك ملك ذى يزن وعرو ... وذى جدن وملك الحارثين
وملك المنذرين وذى نواس ... وتبع القديم وذى رعين(1/121)
فعش عزبا فإن لم تسقطعه ... فضربان عراض الجحفلين
يبكى في يوم النصر :
في أعقاب يوم من أيام الفتح الإسلام ، قدم للصحابى القائد ( عبدالرحمن بن عوف ) طعام طيب له ولأصحابه معه ولكنه نحى الطعام جانبا وأخذ يبكى فقالوا له : ما يبكيك في يوم فتح الله على المسلمين فتحاً عظيماً ؟ فقال : إنكم لم تروا ما رأيت لقد حضرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزواته الاولى فقاتلنا معه ومنا من قتل ومضى إلى ربه ولم يأخذ من أجر الدنيا شيئاً ، ومنهم ( مصعب بن عمير ) قتل يوم أحد ، فلم نجد له ما نك**** به إلا ثوبه وكان قصيرا فكنا إذا غطينا رأسه بدت رجلاه ، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غطوا رأسه واجعلوا على رجليه شيئا من نبات الاراك فدفناه هكذا .. وها نحن اليوم وما منا من أحد إلا وهو أمير على مصر من الامصار وبين يديه ما يشتهى من طيبات الدنيا فنخشى أن تكون طيباتنا قد عجلت لنا في حياتنا الدنيا .
أتدعوا له تدعوا عليه ؟! :
دخلت امرأة على هارون الرشيد وعنده أصحابه فقالت : يا أمير المؤمنين ، أقر الله عينيك ، وفرحك بما أتاك . وأتم سعدك ، لقد حكمت فقسطت " وسكتت فعرف ما تعنى ، ثم سأل أصحابه عما قالت : فقالوا : ما نراها قالت إلا خيراً ، فقال : ما أظنكم فهمتم . أما قولها : أقر الله عينك ، أى أسكنها ، وإذا سكنت العين عن الحركة عميت . وأما قولها : وفرحك بما أتاك ، فأخذته من قوله تعالى : " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناها بغتة "
وأما قولها وأتم سعدك ، فأخذته من قول الشاعر :
إذا تم أمر بدا نقصه ... ترقب زوالا إذا قيل تم
وأما قولها ، حكمت فقسطت ، أى جرت أخذته من قوله تعالى : وأما القاسطون" ثم التفت إليها الرشيد وقال لها : من المرأة ؟ فقالت : ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم ، فقال لها : أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله " وأما الاموال فمردودة إليك " فعجب أصحابه من بلاغتها "
احتراق القرطاس :(1/122)
قال الشاعر : محمد بن أحمد الغسانى ، الشهير بـ ( الوأواء )
إنى طلبت إلى القرطاس يحمل لى ... بعض الذى بى إليكم زادنى قلقا
فظل يرعد في كضى فأوهمنى ... كأنه للذى أهواه قد عشقا
أشكو إليه فيبكى حين يسمعنى ... من رحمة لى لو استنطقته نطقا
حتى إذا علم القرطاس ما كتب ... كفى من الشوق في أحشائه احتراقا
غرور العيش :
وكيف يدرك ما في الغيب من حدث ... من لم يزل بغرور العيش ينخدع
يسعى الفتى لأمور قد تضر به ... وليس بعلم ما يأتى وما بدع
أسألك أربعاً وأعوذ بك من أربعٍ :
كان نبى الله داود يدعوا ويقول :" اللهم إنى أسأاك أربعاً وأعوذ بك من أربع : أسألك : لسانا ذاكراً ، وقلبا شاكراً ، وجسداً على البلاء صابراً ، وزوجة صالحة تعيننى على أمر دينى وديناى .
وأعوذ بك من :ولد يكون له سلطانا على ، ومن مال اكتسبه من حله ومن غير حله ثم أتركه لمن بعدى يتمتعون به ثم يكون حسابه على ، ومن زوجة سوء تشيبنى قبل أوان المشيب ، ومن جار سواء إن رأى منى حسنة أخفاها ، وإن رأى منى سيئة أذاعها وأفشاها "
المجاهرة بالذنوب :
روى البخارى عن أبى هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " كل امتى معا في إلا المجاهرون وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه .
المعايرة بضعف الهمة :
هجا الحطيئة الزيرقان بن بدر قائلاً :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك انت الطاعم الكانت
فذهب الزيرقان وشكاه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه فسأل عمر حسان بن ثابت عن معنى ذلك فقال : يا أمير المؤمنين الامر أفحش من الهجاء ، وإن أقذع الهجاء لأهون من ذلك بكثير ، وإنه لدنس صبته عليه لا تقوم به كرامة ، فأمر عمر بحبسه في مسجد مظلم .
مرت سنين بالوصال وبالهنا ... فكأنها من قصرها أيام
ثم أنثنت أيام هجر بعدها ... فكأنها من طولها أعوام(1/123)
ثم انقضت كلها السنوى وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلام
الباخل بالعلم :
قال ابن حزم في " مداواة النفوس "
" الباخل بالعلم ألوم من الباخل بالمال ، لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ابيده ، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة ولا يفارقه مع البدل "
انتظار الفرج :
أخرج الترمذى وابن أبى الدنيا عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " سلوا من فضله فإن الله يحب أن يسأل من فضله ، وأفضل العبادة انتظار الفرج " .
السلامة في السكوت :
إن كان يعجبك السكوت فإنه ... قد كان يعجب قبلك الاخيار
ولئن ندمت على سكوتك مرة ... فلقد ندمت على الكلام مرارا
إن السكوت سلامة ولربما ... زرع الكلام عداوة وضرارا
الوصايا العشر : ( التى أزلها الله على موسى ) :
1- أنا الرب إلهك الذى أخرجك من مصر من بيت العبودية لا يكن لك ألهة أخرى أمامى :
2- لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا .
3- اذكر يوم السبت لتقدسه .
4- أكرم أباك وأمك .
5- لا تقتل ... ...
6- لا تزن ... ...
7- لا تسرق
8- لا تشهد على قريبك شهادة زور ...
... 9- لا تشته بيت قريبك .
10- لا تشته امرأة قريبك ولا عبدة ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئاً مما لقريبك .
قد يكون في المصيبة الفرج :
قال مسروق كان رجل بالبادية له حمار وكلب وديك ، وكان الديك يوقظهم للصلاة ، والكلب يحرسهم ، والحمار ينقلون عليه الماء ويحمل لهم الخيام ، فجاء الثعلب فأخذ الديك فقال الرجل : عسى أن يكون خيراً ، ثم جاء ذنب فخرق بطن الحمار فقتله ، فقال الرجل : عسى أن يكون خيراً ، ثم أصيب الكلب بعد ذلك فمات فقال الرجل : عسى أن يكون خيرا ، ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا قد سبى من كان حوله وبقوا هم سالمين : وإنما أخذ هؤلاء من أصوات الكلاب والحمير والديكة وكان نجاتهم في هلاك ما عندهم .
ذكاء امرأة :(1/124)
نظر رجل إلى امرأة وهى صاعدة في السلم فقال لها : أنت طالق إن صعدت ، وطالق إن نزلت ، وطالق إن وقفت ، فرمت نفسها إلى الارض ، فقال لها : فداك أبى وأمى إن مات الإمام مالك احتاج إليك أهل المدينة في احكامهم .
الحكمة في سبعة :
قال بعض الحكماء : اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك :
لا تحزن على مافاتك – ولا تحمل هم ما لم ينزل بك – ولا تلم الناس على ما فيك مثلة – ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل – ولا تنظر بشهوة إلا ما لا تملك – ولا تغضب على من لا يضره غضبك – ولا تمدح من يعلم من نفسه خلاف ذلك .
لقد علمت وما الاسراف من خلقى ... أن الذى هو رزقى سوف يأتينى
أسعى إليه فيعينى تطلبه ... ولو قعدت أتانى لا يعينينى
الله باق ودائم :
تشاد المبانى والقبور دوارس ... ولا يمنع الاقدار باب وحارس
ومهما يكن فالله باق ودائم ... ويجنى الفتى من بعض ما هو غارس
لقد سترته هو عاص :
وقف نبى الله موسى يصلى مع بنى اسرائيل صلاة الاستسقاء حتى ينزل الله المطر عليهم ولما تأخر نزول المطر سأل موسى ربه فقال له ربه . لأن فيكم عبد عاص فقال موسى لقومه: من كان منكم ذا معصية فليعتز لنا حتى ينزل الله علينا المطر – فلم يخرج أحد – وقام موسى يصلى فأنزل الله المطر ، فقال موسى يا ربى أنزلت المطر ولم يخرج العاص فقال يا موسى لأنه تاب توبة بينى وبينه وقبلتها منه فقال موسى : هل أستطيع يا ربى أن أعرف من هو هذا الرجل ! فقال له : يا موسى لقد سترته وهو عاص أفأ فضحة بعد أن تاب إلى .
عطاء الصبر :
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - " ما أعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " ( متفق عليه ) وقال الشاعر :
الصبر أوثق عروة الايمان ... وبجنة من نزعة الشيطان
الصبر فيه عواقب محمودة ... والطيش فيه عواقب الحسرات
فإذا لقيت من الزمان ملمة ... وكذلك فينا عادة الازمان
فتذرع الصبر الجميل تجملا ... إن الصبر رائد الرضوان
في وصف الدنيا :(1/125)
والدنيا إذا كست أو كست ، وإذا حلت أو حلت ، وإذا أقبلت بلت ، وإذا أدبرت برت ، وإذا أنعمت عمت ، وإذا أينعت نعت ، وإذ أسعدت عدت ، وإذا أركبت كبت ،وإذا سامحت محت ، وإذا صالحت لحت ، وإذا بالغت بغت ، دار حلالها حساب ، وحرامها عذاب ، وشبابها يهرم ، وحيها يموت "
كرامة المسلمين :
في عهد الخليفة المعتصم بالله بن الرشيد قام الرومان بأسر امرة مسلمة ، فلما علم المعتصم بذلك وكان بسامراء بالعراق ، وأرسل رسالة إلى ملك الروم توفيل بن ميجائيل قال له فيها : " من المعتصم بالله خليفة المسلمين ... إلى كلب الروم .. أما بعد إذا وصلت رسالتى هذه فأطلق سراح هذه المرأة فوراً .. وإلا فو الذى بعث محمداً بالحق لأجهز لك جيشاً أوله عندك وآخره عندى . الموت أحب إليهم من الحياة فأمر ملك الروم بالافراج منها على النور .
أخاف وراء القبر إن لم تعافنى ... أشد من القبر التهابا وأضيقا
إذا جاءنى يوم القيامة قائد ... عن** وسواق يسوق الفرزوقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى ... إلى النار مغلول القلادة أزرقا
حلم الأحنف بن قيس :
سئل الاحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم ؟ فقال : من قيس بن عاصم كنا نتلف إليه في الحلم كما يختلف إلى الفقهاء في الفقه ، ولقد حضرت عنده يوما وقد أتوه بأخ له قد قتل ابنه فجاءوا به مكتوبا ، فقال لهم : ذكرتم ( اخفتم ) أخى أطلقوه ، ثم قال له : اذهب بابن اخيك فادفنه واملوه إلى أمه دينه فإنها ليست من قومنا ثم أنشد يقول :
أقول للنفس تصبيرا وتعزية ... إحدى يدى أصابتنى ولم ترد
كلاهما خلف من فقد صاحبه ... هذا أخى حين أدعوه وذا ولدى
خلائق الحر :
المرء يعرف في الانام بفعله ... وخلائق الحر الكريم كأصله
لا تذكرن أحدا بذم ربما ... إن قلت شيئاً قيل فيك بمثله
هل أنت تجنى سكرا من حنظل؟ ... والشئ يرجع في المذاق لأصله
غرنا بالله فكدنا نغتر :(1/126)
وفد على عمر بن عبدالعزيز بلال بن أبى بردة فجعل يصلى ويطيل الصلاة فقال عمر عمر للعلاء : ترى ذلك صادق في عبادته ؟ فقال العلاء : أنا آتيك بخبره يا أمير المؤمنين فأتى إلى دار بلال بين العشاءين فوجده يصلى فقال له : خفف فإن لى إليك حاجة ، فخفف وسلم : ما هى : فقال له العلاء : تعرف محلى من أمير المؤمنين ، فإن أنا أشرت بك عليه في ولاية العراق فما تجعل لى ؟ قال لك على عمالة سنة ، وكان مبلغ عشرين ألف درهم ، فسأله العلاء أن يكتب له بذلك شرط على نفسه ، فكتب له ذلك ، فأتى العلاء بالشرط إلى عمر بن عبدالعزيز فلما قرأة قال :" غرنا بالله فكدنا نغتر ، وكنا نظنه ذهبا فلما سكناه وجدناه خبثا "
أشعر الناس :
سأل رجل الشاعر المشهور : جري بن عطية من أشعر الناس ؟ فقال له :قم حتى أعرفك الجواب . وأخذ بيده وجاء به إلى أبيه 0 عطيه ) وكان قد أخذ عنزاً فاعتقلها وجعل يمص ضرعها فصاح به اخرج يا ابت: فخرج شيخ دميم الخلقة ، رث الهيئة ، وقد سال لبن العنز على لحيته فقال جرير للسائل : أشعر الناس من فاخر بمثل هذا الاب ثمانين شاعراً وقارعهم به نغلبهم جميعا .
إكرام النفس :
كان بعض السائقين ينشد أثناء سيره في الطريق وهو حامل قربه:
وأكرم نفسى إننى إن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدى
* الاصمعى وأراد المزاح معه فقال له : وعن أى شئ وأكرمت نفسك وهذه حرفة دنيئة ؟ فأجابه في الحال : اننى أكرمها عن ذل السؤال وعن الوقوف على باب لئيم مثلك ، فأسكته .
شرف النفس :(1/127)
حكى أن الامير عمارة بن حمزة كان جالسا في مجلس الخليفة المنصور وكان يوم نظره في المظالم فنهض رجل على قدميه وقال : يا أمير المؤمنين أنا مظلوم ، قال : من ظلمك ؟ قال : عمارة بن حمزة اغتصب ضياعى وابتز ملكى فقال المنصور لعمارة قم من موضعك حتى أساوى بينك وبين خصمك في المحاكمة فقال عمارة : يا أمير المؤمنين : عن كانت الضياع له في أعارضه فيها ، وإن كانت لى فقد وهبتها له وما لى حاجة في محاكمته ومماثلته ولا أبيع مكانى الذى أكرمنى به أمير المؤمنين بضياع .
الفارس البطل :
ليس الشجاع الذى يحمى فريسته ... يوم النزال ونار الحرب تشتعل
بل الذى كف عن نيل العرام كما ... يقضى العفاف فذاك الفارس البطل
أنت ومالك لأبيك :
قيل : إن رجلاً جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال له : يا رسول الله إن أبى أخذ مالى . فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : اذهب فأتنى بأبيك ، فلما جاء الرجل سأله النبى عن ذلك فقال : سله يا رسول الله : هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسى ؟
فقال له انبى : وعنا من هذا ، أخبرنى عن شئ قلته في نفسك وما سمعته أذناك ؟ فقال الشيخ : والله يا رسول الله ، ما يزال الله يزيدنى بك يقينا لقد قلت في نفسى :
غذوتك مولوداً وعلتك يافعا ... تعل بما أحنو عليك وتنهل
إذا ليلة ضاقت بك السقم لم أبت ... لسقمك إلا ساهرا أتململ
كأنى أنا المطروق دونك بالذى ... طرقت به دونى ويمنى تهمل
تخاف الروى نفسى عليك وأننى ... لأعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي ... إليها مدى ما كنت فيه أؤمل
جعلت جزائى غلظة وفظاظة ... كأنك أنت المنعم المتفضل
فلبتك أذ لم ترع حق أبوتى ... فعلت كما الجار المجاور يفعل
فحينئذ قال النبى - صلى الله عليه وسلم - : " أنت ومالك لأبيك "
المثابرة على الدرس :(1/128)
كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه فعزم على تركه فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة قد أثر فيها ، فقال لنفسه : إن الماء على لطاقته قد أثر في صغره على كثافتها ، والله لأطلبن العلم فطلبه فأدركه فأنشد يقول :
اطلب ولا تضجرن من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الماء بتكراره ... في الصخرة الصماء قد أثرا
أخلاق الكريم :
إن الوفاء على الكريم فريضة ... واللؤم مقرون بذى الإخلاف
وترى الكريم لمن يعاشر منصفا ... وترى اللئيم بجانب الإنصاف
وفاء امرأة لزوجها :
خرج سليمان بن عبدالملك ومعه يزيد بن المهلب إلى بعض جموع الشام وإذ بامرأة جالسة عند قبر تبكى واعجب سليمان بها فجاءها يزيد وقال لها : يا أمه الله هل لك في أمير المؤمنين فنظرت إليها ثم نظرت إلى القبر وأنشدت تقول :
فإن تسألانى عن هوى فإنه ... بحو ماء هذا القبر يا فتيات
وإنى لأستحييه والترب بيننا ... كما كنت استحييه وهو يرانى
اليأس في طرف الحبل :
وعدت فأكذبت المواعيد جاهداً ... وأقلعت اقلاع الجهام بلا وبل
واجررت لى حبلا طويلا تبعته ... ولم أدر أن اليأس في طرف الحبل
من يكذب على البهائم يكذب على الرسول :
خرج البخارى – رضى الله عنه – يطلب الحديث من رجل فرآه قد هربت فرسه وهو يشير إليها بردائه كأن فيه شعيرا فجاءته فأمسكها ، فقال له : أكان معك شعير ؟ قال : لا ، ولكن أوهمتها فقال : البخارى إن من يكذب على البهائم يكذب على الرسول وترك الاخذ عنه .
لا تعود لسانك قبح الكلام :
غضب أمير على خادم عنده ، وكان الامير حليما لا يعتاد شتم أحد فنادى على خادمه وقال له : اشتم هذا الخادم ، فأجابه الخادم بكل أدب وخضوع ، أرجوك يا مولاى أن تعفينى لأنى أخشى أن يعتاد لسانى قبح الكلام .
فصاحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
قال الجاحظ في فصاحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - :-(1/129)
" كلامه - صلى الله عليه وسلم - هو الكلام الذى قل عدد حروفه ، وكثر عدد معانية ، وجل عن الصنعة ، ونزه عن التكلف ، وكان كما قال الله تبارك وتعالى قل يا محمد : ( وما أنا من المتكلفين ) فكيف وقد عاب التشديق ، وجانب أصحاب التقعير ، واستعمل المبسوط في موضع البسط ، والمقصور في موضع القصر ، وهجر الغريب الوحشى ، ورغب عن الهجين السوقى ، فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة ، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة ، وشيد بالتأييد ، ويسر بالتوفيق ، وألقى الله عليه المحبة ، وغشاة بالقبول ، وجمع له بين المهابة والحلاوة ، وبين حسن الافهام ، وقلة عدد الكلام ، ومع استغنائه عن إعادته ، وقل حاجة السامع إلى معاودته ، لم تسقط له كلمة ، ولازلت به قدم ولا بارت له حجة ، ولم يقم له خصم ، ولا أفحمه خطيب ، بل الخطب الطوال بالكلام القصير ، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم ، ولا بحتج إلا بالصدق ، ولا يطلب الفلج إلا بالحق ، ولا يبطئ ولا يعجل ، ولا يسهب ولا يحصر وما سمع كلام قط أعم نفعا ولا أصدق لفظا ولا أعدل وزنا ولا أحمل مذهب ،ولا أكرم مطلب ، ولا أفصح عن معناه ، ولا أبين في فحواه من كلامه - صلى الله عليه وسلم - :ومن كلامه - صلى الله عليه وسلم - " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، وأنفق من ماله ما اكتسبه من غير معصية ، رحم أهل الذل ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن أذل نفسه وحسنت خليقته وصحت سريرته ، وعزل عن الناس شره ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ، لم يعدها إلى البدعة "
حيلة الذئب مع الحمل :(1/130)
تحايل ذئب على حمل صغير فقال له : لماذا تعكر على ماء النهر الذى أشرب منه فقال الحمل : إنك تشرب من مبتدأ النهر وأنا أشرب من بعدك فكيف أعكر الماء وهو يأتينى من عندك معكراً ، فقال الذئب : *** هذه لماذا تشتمنى ؟ قال الحمل : متى ؟ قال من سنة ، قال : إنى لم اولد إلا منذ ستة أشهر فقط ، فقال الذئب : إذن فلابد أن أباك أو أمك أو أحد من إخوتك أو من أقربائك قد شتمنى !!
النعمة المطوية :
كم نعمة مطوية ... لك بين أثواب النوائب
ومسرة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب
قدر النفس :
بلغ عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه ، أن أحد أولاده اتخذ خاتما واشترى له فصاً بألف درهم ، فكتب إليه ، أما بعد : بلغنى أنك قد اشتريت فصاً لخاتمك بألف درهم فبعه واشبع بثمنه ألف جائع واتخذ خاتما من حديد واكتب عليه :رحم الله امرأ عرف قدر نفسه
انكشاف الشدائد :
ليس من شدة تصيبك إلا ... سوف تمضى وسوف تكشف كشفا
لا يضيق ذرعك الرحيب فإن ... النار يعلو لهيبها ثم يطفا
قد رأينا من كان أشفى على ... الهلك فوافق بخاته حين أشفى
نعمة في المكاره :
كم نعمة لا يستقل بشكرها ... لله في طى المكاره كامنه
خطبة السيدة عائشة رضى الله عنها في الدفاع عن أبيها :
بلغ عائشة أن أقواما يتناولون أبا بكر رض الله عنه بعد موته ، فأرسلت إلى أزفلة من الناس فلما حضروا أسدلت أستارها وعلت وسادتها م قالت :(1/131)
" أبى وما أبيه ، أبى والله لا تعطوه الايدى ذاك طود منيف وفرع مديد ، هيهات كذبت الظنون ، نجح إذا أكديتم ، وسبق إذ ونيتم ، سبق الجواد إذا استولى على الامد فتى قريش ناشئا ، وكهفها كهلا ، يفك عاينها ، ويريش مملقها ويرأب شعبها ، ويلم شعثها ، حتى إذا حليته قلوبها ثم استشرى في دين الله ، فما برحت شكيمته في ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفنائه مسجداً يحيى فيه ما أمات المبطلون ، وكان رحمه الله غزير الدمعة وقيذ الجوانح ، وشجى النشيج ، فانقضت إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ، ويستهزئون به ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) فأكبرت ذلك رجالات من قريش ، فحنت ق*** ، وفوقت سهامها ، وامتثلوه غرضا ، فما قلوا له صفاة ، ولا قصفوا له قناة ، ومر على سيائة حتى إذا ضرب الدين بجرانه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كله فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده ، فلما قبض نبيه - صلى الله عليه وسلم - ضرب الشيطان رواقه ومد طنبه ، ونصب حبائله ، وأجلب بخيله ورجله واضطرب حبل الإسلام و*** عهده وماج أهله ، وبغى الف*** ، وظنت رجال أن قد أكثيت اطماعهم نهزها ، ولات حين الذى يرجون ، وأنى والصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا فجمع حاشيته ورفع قطريه فرد وسن الإسلام عزبه ولم شعثه بطيه وانتاش الدين ننعشه فلما اراح الحق من أهله وقرر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء ، أتته منبه فسد ثلمته بنظيره في الرحمة وشقيقه في السيرة وال*** ذاك ابن الخطاب فلله در أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به ففتح الكفرة وديخها وشرد الشرك شذر مذر ولفظت خبأها ، ترأمه ويصدف عنها ، وتصدى له ويأباها ثم وزع فيئها ، وتركها كما صبحها فأرونى ماذا ترتئون ، رأى يومى أبى تنقمون ، أيوم إقامته إذ عدل فيكم ، أم يوم ظعنه إذا نظر إليكم اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم ،(1/132)
ثم أقبلت على الناس بوجهها ، فقالت : أنشدكم الله هل أفكرتم مما قلت شيئاً : قالوا : اللهم لا .
بكاء فارس :
أبكيك لا للنعيم والأنس ... بل للمعالى والرمح والفرس
أبكى على فارس فجعت به ... أرملنى قبل ليلة العرس
أم مثالية :
دخل عبدالله بن الزبير على أمه أسماء بنت أبى بكر في اليوم الذى قتل فيه فقال : سيا أماه خذلنى الناس حتى ولدى وأهلى فلم يبق معى إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة ، والقوم يعطوننى ما أردت من الدنيا فما قولك :
فقالت : أنت والله يا بنى أعلم بنفسك . إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو فامض له فقد قتل عليه أصحابك ، ولا تمكن من رقبتك يتلعب بها غلمان بنى أميه وإن كنت إنما أردت الدنيا ، فبئس العبد أنت ، أهلكت نفسك وأهلكت من قتل معك ، وإن قلت : كنت على حق فلما وهن أصحابى ضعفت فليس هذا من فعل الاحرار ، ولا أهل الدين ، وكم خلودك في الدنيا ؟ القتل أحسن والله لضربة بالسيف في عز أحب إلى من ضربة بالسوط في ذل قال : إنى أخاف إن قتلتونى أن يمثلوا بى قالت : يا بنى إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها ، **** وقبل رأسها وقال : هذا والله رأيى والذى قمت به داعيا إلى يومى هذا مار كنت إلى الدنيا ولا أحببت الحياة فيها وما دعانى إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل ولكننى أجبت أن أعمل رأيك فزدتنى بصيرة مع بصيرتى ثم ودعها فقال : اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل وذلك النحيب والظمأ في هواجر المدينة ومكة وبره وأبيه وبى اللهم قد سلمته لأمرك فيه ورضيت بما قضيت فأثبنى فيه ثواب الصابرين الشاكرين .
صفة الإمام العادل :
كتب عمر بن بن عبدالعزيز رضى الله عنه لما ولى الخلافة إلى الحسن البصرى أن يكتب إليه بصفة الإمام العادل ، فكتب إليه يقول :(1/133)
" اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل وقصد كل جائر ، وصلاح كل فاسد ، وقوة كل ضعيف ، ونصفة كل مظلوم ، ومفزع كل ملهوف ، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعى الشفيق على إبله ، والحازم الرفيق بها ، الذى يرتاد لها أطيب المرعى ، ويذودها عن مواقع الهلكة ، ويحميها من السباع ، ويكنفها من أذى الحر والقر ، والامام العادل يا أمير المؤمنين كالاب الحانى على ولده ، يسعى لهم صغاراً ، ويعلمهم كباراً ، يكتسب لهم في حياته ، ويدخر لهم بعد مماته ، والامام العدل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البر الرقيقة بولدها ، حملته كرها ووضعته كرها ، وربته طفلا ، شهر بسهره ، وتسكن بسكونه ، ترضعه تارة ، وتفطمه أخرى ، وتفرح بعافيته ، وتف*** بشكايته ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : وصى اليتامى ، وخازن المساكين ، يربى صغيرهم ، ويعين كبيرهم ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : كالقلب بين الجوانح ، تصلح الجوارح بصلاحة ، وتفسد بفساده ، والامام العدل يا أمير المؤمنين : هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم ، وينظر ويريهم ، وينقاد إلى الله ويقودهم ، فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله ، فبدد المال ، وشرد العيال ، فأفقر أهله وفرق ماله ، وأعلم يا أمير المؤمنين أن الله أنزل الحدود ليذجر بها عن الخبائث والفواحش ، فكيف إذا أتاها من يليها ! وأن الله أنزل القصاص **** للعباد ، فكيف إذا قتلهم من يقتص لهم ؟ واذكر يا أمير المؤمنين : الموت وما بعده ، وقلة أشياعك عنده وأنصارك عليه ، فتزود له ولما بعده من الفزع الاكبر ، واعلم أن لك منزلا غير منزلك الذى أنت فيه يطول فيه ثوائك ويفارقك أحباؤك ويسلمونك في قبرك فريدا وحيداً ، فتزود له ما يصحبك " .
لا عصبية في الإسلام :(1/134)
عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات علىعصبية فقال : وائلة بن الاسقع يا رسول الله ما العصبية : قال أن تعين قومك على الظلم "
حماية الحق :
تبينت أن الحق إن لم تتح له ... بواسل يخشى ظلمها فهو باطل
لعمرك لو أغنى عن الحق أنه ... هو الحق ما قام الرسول يقاتل
ولا تحسبن الحق ينهض وحده ... إذا ملت عنه فهو لاشك مائلة
لا تسندن الحق ينهض بالقول وحده ... فإن عماد الحق ما أنت فاعل
من العدل أن لا يطلب الحق عاجز ... فليس على وجه البسيطة عادل
ولكن قوى يشرب الدم سائغا ... إذا خضبت يوم الورود المناهل
رأيت أبا لهب :
طوفت في أرض الاعاجم ... ثم في أرض العرب
لم ألق فيها المصطفى ... لكن رأيت أبا لهب
الشاعر : محمد إقبال
من حكم الإمام على كرم الله وجهه :
" عاتب اخاك بالاحسان إليه ، وارود شره بالانعام عليه "
" من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن من أساء الظن به "
" من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها "
" لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان "
بكاء الرجال :
لا تقولى : أفيبكى رجل ؟! ... يملأ الأعين قدراً وجلالا
حكمة الجبار فينا جعلت ... من صروف الدهر ما يبكى الرجالا
بعض وصايا أبى حنيفة النعمان :(1/135)
" عليك بتقوى الله وأداء الأمانة ، والنصيحة لجميع الخاصة والعامة ، ولا تستخف بالناس ووقرهم ، ولا تكثر معاشرتهم إلا بعد أن يعاشروك ، ومقابل معاشرتهم بذكر المسائل ، فإنه إن كان من تعاشره من أهل اشتغل بالعلم ، وإن لم يكن من أهله. وكن مع الله في سرك كما أنت له في علانيتك ، فلا يصلح أمر العالم إلا بأن يجعل سره كعلانيته ، وإذا تكلمت فلا تكثر صياحك ، ولا ترفع صوتك واتخذ لنفسك السكون وقلة الحركةعادة ، كى يتحقق عند الناس ثيابك ولا تتبع الناس في خطاياهم ، ولا تجالس أحداً من أهل الاهواء إلا على سبيل الدعوة إلى الدين وإياك والبخل فإنه يفتضح به المرء ولا تك طماعا ولا كذابا ، بل احفظ مروءتك في الامور كلها ، وكن غنى القلب ، واظهر من نفسك الغنى ولا تظهر من نفسك الفقر وإن كنت فقيرا وإياك والغضب في مجلس العلم ، وعليك بالمدارة والصبر والاحتمال وحسن الخلق ومسلمة الصدر ، ، والمراقبة لأحوالها .
من وصايا الإمام مالك بن أنس :(1/136)
" وإن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه منه ، لا خير فيمن يرى نفسه في حال لا يراه الناس *** أهلا . العلم نور لا يأنس به إلا قلب تقى خاشع مازهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة . مثل المنافق في المسجد كمثل العصافير في القفص إذا فتح باب القفص طارت العصافير ، إذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه ، وليس العلم بكثرة الرواية ، أنا هو نور يصفه الله في القلب طلب العلم حسن وجميل ولكن انظر ما يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسى فالزمه حق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة ، لا ينبغى للعالم أن يتكلم بالعلم عند من لا يطيقه فإنه ذل و1اهانه للعلم ، إذا عرض عليك امر فاستشر وعاير نظرك بنظر غيرك فإن العيار يذهب الرأى ، كما تذهب النار عيب الذهب التواضع في التقى والدين لا في اللباس ، من علم علم أن قوله من عمله قل كلامه إذا لم يكن للانسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير ، لا يصلح المرء حتى يترك ما لا يعنيه ويشتغل بما يعنيه "
من كلمات الإمام الشافعى :
" تفقه قبل أن ترأس ، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه ، ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته ، العلم أفضل من صلاة النافلة ، رضا الناس غاية لا تدرك ، ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه ودع الناس بما هم فيه ، من صدق أخوة أخيه قبل علله ، وسد خلله ، وغفر زلله . من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الأخرة فعليه بالعلم ، من طلب العلم فليدقق والاضاع دقيق العلم ، زينة العلماء التوفيق ، وحليتهم حسن الخلق ، فقر العلماء فقر اختيار ، وفقر الجهلاء فقرا اختبار ، من لم تغزه التقوى فلا عز له . سياسة الناس أشد من سياسة الدواب ، أصحاب المروءات في جهد من نم لك نم عليك الانبساط إلى الناس بجلبة لقرناء السوء ، والابتعاد عنهم مكسبة للعداوة فكن بين الانقباط والبسط . من سمع بأذنه صار حاكيما ، ومن أصغى بقلبه صار واعيا ومن وعظ بعقله صار هاديا "(1/137)
من كلمات الإمام أحمد بن حنبل :
الدنيا دار عمل والأخرة دار جزاء فمن لم يعمل هنا ندم هناك . لو طلبنا المال لم يأتنا وإنما أتانا لما تركناه ، ، أصول الإيمان ثلاثة : دال ودليل ومستدل فالدال الله والدليل القرآن والمستدل المؤمن . وإذا اسكت العالم تقية والجاهل يجهل فمنيظهر الحق ؟ الناس يحتاجون إلى العلم مثل الخبز والماء ، إذا مات أصدقاء الرجل ذل ، وإذا كان في الرجل مئة خصلة من الخير وكان يشرب أماتها كلها ، إذا رأيتم من يحب الكلام فاحذروه ، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام ، الفائز من فاز زغدا ، ولم يكن لأحد عنده تبعة ، ليس يحرز المؤمن إلا حفرته والاعمال بخواتيمها
الفقيه كل الفقيه :
روى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " ألا أنبئكم بالفقيه كل الفيه ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :" من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولا يؤيهم من روح الله ، ولا يدع القرآن رغبة إلى ما سواه ، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه ، ولا علم ليس فيه تفهم ، ولا قراءة ليس فيها تدبر "
عفة ابى بكر المسكى :
كان أبو بكر المسكى رجلاً صالحاً دعته ذات يوم امرأة لحاجة لها فلما دخل عليها غلقت جميع الابواب ، وقالت له لن أدع تخرج حتى تفعل ما أمرك به ، ودعته إلى نفسها فأبت فقالت له : لأفضحنك بين الناس ، فقال لها إذن دعينى أدخل الى الحمام واهيئ نفسى ، فلما دخل إلى الحمام لطخ نفسه بالغدرة وخرج إليها فلما رأته لغنته وأمرت الخدم أن يلقوه في الشارع فلما مشى بين الناس أخذ يلعنونه ويستقذرون شكله ورائحته فذهب إلى بيته واغتسل ثم نام حزينا فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فسأله عن سبب حزنه فقص عليه ما حدث وكان بين رسول الله زجاجة من المسك فقال والله لأطيبنك في الدنيا وأرجو من الله أن يطيبك بمسك الجنة يوم القيامة ، وطيبة فلما قام من نومه وجد المسك يفوح من جسده وظل على ذلك حتى مات فسمى أبابكر المسكى .(1/138)
أنا بشر أخطئ وأصيب :
قال الإمام مالك بن أنس : " إنما أنا بشر أخطئ وأصيب انظروا في رأى فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به وما خالف فاتركوه "
ما يضر البحر :
ما يضر البحر أمس زاخرا ... أن رمى فيه غلام يج***
يسألها ممن لا يملكها ..!
حج الخليفة سليمان بن عبدالملك وكان يؤدى الصلاة بالمسجد الحرام فوجد أعرابيا بجواره يصلى فقال له كسلنى حاجة أعطها لك فقال الاعرابى : والله إنى لاستحى من الله أن أطلب شيئاً من غيره وأنا في بيته ، فلما خرجا من المسجد قال سليمان : ها نحن خارج بيت الله فسلنى حاجتك ، فقال الاعرابى : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟ قال : بل من حوائج الدنيا ، فقال الاعرابى : اننى لم أسأل الدنيا ممن يملكها ، فكيف أسألها ممن لا يملكها ؟! .
غلام يفحم الخليفة :(1/139)
قحطت البادية في أيام هشام بن عبدالملك فقدمت القبائل إلى هشام بن عبدالملك ودخلوا عليه وفيهم " درواس بن حبيب " وعره أربع عشرة سنة فأحجم القوم وهابوا هشاما ، ووقعت عينى هشام على درواس فاستصغره فقال لحاجبه : ما يشاء أحد أن يصل إلى إلا وصل ، حتى الصبيان فعلم درواس أنه يريده فقال : يا أمير المؤمنين : إن دخولى عليك لم يخل بك شيئاً ولقد *** فنى وإن هؤلاء القوم قدموا الامر أحجموا دونه وإن الكلام نشر ، والسكوت طى ، ولا يعرف الكلام إلا بنشره فقال له هشام : فانشر لا أبالك ، فقال : يا أمير المؤمنين :أص*** ثلاث سنين : فسنه أذابت الشحم ، وسنة أكلت اللحم ، وسنه نفقت العظم وفى أيديكم فضول أموال : إن كانت لله فقر توها على عباد الله المستحقين لها ، وإن كانت لعباد الله فعلام ***** ؟ وإن كانت لكم فتصدقوا بها عليهم فإن الله يجزى المتصدقين ولا يضع أجر المحسنين ،فإن الوالى من الرعية كالروح من الجسد ولا حياة لعبد إلا به فقال هشام : ما ترك الغلام في واحدة من الثلاث غدراً ، وأمر أن يقسم في بادية مائة اللف درهم ، وأمر لدارسى بألف درهم ، فقال يا أمير المؤمنين أردوها إلى أعطية أهل باديتى فإنى أكره أن يعجز ما أسر به أمير المؤمنين من كفايتهم فقال . أمالك حاجة تذكرها لنفسك ، فقال : مالى حاجة دون عامة المسلمين "
يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم اعراض لنا وعقول
من العالم :(1/140)
قال الإمام على بن أبى طالب : ( من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة ، وتخصه بالتحية ، وأن تجلس أمامه ، ولا تشير عنده بيديك ، ولا تغمز بعينيك غيره ، ولا تقولن قال فلا ن خلاف قوله ، ولا تغتابن عنده أحداً ، ولا تطلبن عثرته ، وإن زل قلبت معذرته ، وعليك أن توقره لله تعالى ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تساور أحدً في مجلسه ، ولا تأخذ بثوبه ، ولا تلح عليه إذا كسل ، ولا تشبع من طول صحبته فإنما هو كالنخلة تنتظر حتى يسقط عليك منها شئ " .
كنوز السماء :
" لا تكنزوا لكم كنوزاً على الارض حيث يفسد السوس والصأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون ، بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون ، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً .
" وحتى صليت فلا تكن كالمرائين فانهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس ، الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا اجرهم وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذى في الخلفاء ، فأبوك الذى يرى في الخفاء يجازيك في الإعلانية " انجيل متى : الإصحاح السادس .
رجع بخفى حنين :
مثل يضرب في الخيبة والندم ، وأصله أ اسكافياً اسمه حنين أتاه أعرابى فساومه في خف فاختلفا حتى اغتاظ حنين فأراد كيد الاعرابى فأخذ الحق وطرح شقا منه في طريق الأعرابى وألقى الآخر على مسافة منه في الطريق ،وكمن بحيث لا يدرى ، فلما مر الاعرابى بأحد ال**** ، قال ما أشبه بخف حنين لو كان معه الآخر ، وتقدم فرأى الحق الآخر فندم على تركه الأول وعقل ناقته وأخذ الحق ورجع ليأخذ الأول فبرز حنين من الكمين وأخذ الناقة بما عليها ومضى ولما عاد الاعرابى إلى قومه بدون ناقته سئل بماذا رجعت ؟ فقال : بخفى حنين .
أثيب كل إنسان على قدر عقله :(1/141)
يحكى أن كان في بنى إسرائيل رجلاً له حمار فقال : يا رب لو كان لك حمار لعلفته مع حمارى ، فهم به نبى من أنبياء بنى إسرائيل فأوحى الله إليه : إنما أثيب كل إنسان على قدر عقله .
طرائف الحكمة :
قال الإمام على كرم الله وجهه : " إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فأهدوا إليها طرئف الحكمة " .
عين الرضا وعين السخط :
أنشد عبدالله بن معاوية :
ولست براءٍ عيب ذى الود كله ... ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخ يت*** المسا**
رغم الفرزدق :
زعم الفرزدق أن سيتقل مربعا ... أبشر بطول سلامة يا مربع
المريض والبيطار :
ذهب رجل ساذج مرض في عينيه إلى بيطارى وطلب منه أن يعالجه وألح في ذلك فوضع البيطارى في عين الرجل ما يضعه في عين الدواب من دواء ، فعميت عينه فلما رفع الأمر للقاضى ، قال : ليس على البيطارى اثم ، إذا لم تكن حماراً لما ذهبت إليه .
ممن تعلمت الحكمة :؟
سئل لقمان ممن تعلمت الحكمة ؟ قال : من الجاهل ، فكلما رأيت عيباً فيه تجنبته .
الفساد في فهم النص :
قال ابن تيمية رحمه الله ::" إن الفساد لم يأت من قبل النصوص فهى حق في معناها ، وإنما جاء من حملها على معانٍ فاسدة ليست معانها المراد منها "
هكذا بدأ الظلم في الدنيا :
يحكى أن الملك أنوشروان ذهب ذات يوم في رحلة صيد ولما حان وقت الغداء لم يجد ملحا فأمر حاجبه أن يذهب إلى قرية قريبه ليحضر بعض الملح وأعطاها نقوا فقال له الحاجب أى خلل – يا مولاى – سوف يجيء القرية من حفنة ملح فقال هكذا بدأ الظلم في الدنيا ، بدأ قليلاً ثم كثر .
سوس الكرام وسوس اللئام :
إذا كنتم للناس أهل سياسة ... فسوسوا كرام الناس بالرفق والبذل
وسوسو الئام الناس بالذل يصلحوا ... على الذل إن الذل أصلح للنذل
لو خشيت الله :(1/142)
ذهب وزير إلى " ذو النون " وطلب منه المساعدة قائلاً : إنى أقوم بخدمة الملك ليل نهار وآمل في خيره وأخاف من بطشه ، فبكى ذو النون وقال : لو خشيت الله خشيتك للملك لكنت من الصديقين :
قطوف من الحكمة :
* الصياد الضيق الرزق لا يصيد في دجلة .
* السمكة التي لم ينته أجلها لا تموت في الصحراء .
* إن مذنبا يخاف ربه خير من عابد يباهى بعبادته .
* من مشى وظهره إلى الشمس مشى مقوداً بظله .
* رأت الشاة قصابها يشحذ سكيناً فقالت له : احترس سيدة أن يخرج يدك .
* طبخ بعضهم القاموس وأكله ليصبح كاتبا فمات بعسر الهضم .
* قال البلبل للغراب : ما أعذ صوتك ، فابتسم الغراب وأجاب ما شككت قط في صدقك وحسن ذوقك .
لا تصاحب خمسة :
قال الإمام محمد الباقر : " لا تصحب خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في : الفاسق ، والبخيل ، والكذاب ، والاحمق ، وقاطع الرحم :
فالفاسق يبيعك بأدنى ثمن : والبخيل يقطع المال حين الحاجة ، والكذاب كالسراب يبعد القريب ويقرب البعيد ، والاحمق يريد أن ينفع فيضر ، وقاطع الرحم ملعون في كتاب الله "
الصبر كيف يكون ؟
تنكر لى دهرى ولم يدر أننى ... أعز وعندى النائبات تهون
فبات يرينى الخطب كيف اشتدا ... وبت أريه الصبر كيف يكون
مقدمات
مقدمه " الاتفاق في علوم القرآن للسيوطي ":
قال الشيخ الإمام العالم العلامة ، الحبر الفهامة ، المحقق المدقق الحجة ، الحافظ المجتهد ، شيخ الإسلام والمسلمين ، وارث علوم سيد المرسلين ، جلال الدين أوحد المجتهدين ، أبو الفضل عبد الرحمن ابن سيدنا الشيخ المرحوم كمال الدين ، عالم المسلمين أبو المناقب أبوبكرالسيوطى الشافعي .
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب تبصرة لأولى الألباب ، وأودعه من فنون العلوم ،والحكم العجب العجاب ، وجعله أجل الكتب قدراً . وأغزرها علما وأعذبها نظما وأبلغها في الخطاب ، قرأنا عربياً غير ذي عوج ولا مخلوق ، ولا شبه فيه ولا ارتياب .(1/143)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرباب ، الذي عنت لقيومته الوجود وخضعت لعظمته الرقاب .
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب ، إلى خير أمة وأفضل كتاب - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه الإنجاب صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الحساب وبعد :
فإن العلم بحر زخار لا يدرك له من قرار ، وطود شامخ لا يسلك إلى قننه ولا يصار ، من أراد السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولا ، ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلا كيف وقد قال تعال مخاطباً لخلقه – وما أوتيتم من العلم إلا قليلا – وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ، ودائرة شمسها ومطلعها وأودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شئ ، وأبان فيه كل هي عن ، فترى كل ذي فن منه يستمد ، وعليه يعتمد ، فالفقيه يستنبط منه الأحكام ، ويستخرج حكم الحلال والحرام ، والنحوي يبنى منه قواعد إعرابه ، ويرجع إليه في معرفة خطأ القوم من صوابه ، والبياني يهتدي به إلى حسن النظام ويعتبر مسالك البلاغة في صوغ الكلام ، وفيه من القصص والأخبار ما يذكر أولى الأبصار ، ومن المواعظ والأمثال ما يزد جربه أولو الفكر والاعتبار ، إلى غير ذلك من علوم لا يقدر قدرها إلا من علم حصرها ، هذا مع فصاحة لفظ ، وبلاغة أسلوب تبهر العقول ، وتسلب القلوب إعجاز نظم لا يقدر عليه إلا علام الغيوب .
مقدمه : " رياض الصالحين " للإمام النووي : .
الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولى القلوب والأبصار وتبصرة لذوى الألباب والاعتبار ، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار وملازمة الاتعاظ والادكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لداء القرار ، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار .(1/144)
أحمده أبلغ حمد وأزكاه ، وأشمله وأنماه وأشهد أن لا إلا الله البر الكريم ، الرءوف الرحيم ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وحبيبه وخليله ، الهادي إلى صراط مستقيم ، والداعى إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه – وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين .
أما بعد ، فقد قال الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات 65 ، 57 ، وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة ، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة ، فإنها دار نفاد ، لا محل إخلاء ، ومركب عبور ، لا منزل حبور وسرع انفصام ن لا موطن دوام ، فلهذا كان الإيقاظ من أهلا هم العباد وأعقل الناس فيها هم الزهاد قال تعالى :( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(يونس : 24 ) والآيات في هذا المعنى كثيرة وقد أحسن القائل :
إن لله عباداً فظنا ... طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ... أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ... صالح الأعمال فيها سفنا
فإذا كان خالها ما وصفته ، وحالنا وما خلقنا ما قدمته ، فحق على المكلف على أن يذهب بنفسه مذهب الأخبار ، ويسلك مسلك أولى النهى والأبصار ويتأهب لما أشرت إليه ، ويهتم لما نبهت عليه ، وأصوب طريق له في ذلك وأرشد ما يسلكه من المسالك التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين .
من مقدمه العلامة ابن خلدون : .(1/145)
الحمد لله الذي له العزة والجبروت ، وبيده الملك والملكوت وله الأسماء الحسنى والنعوت . العالم فلا يغرب عنه ما تظهره النجوى أو يخفيه السكوت . القادر فلا يعجزه شئ في السماوات والأرض ولا يفوت .
أنشأنا من الأرض نسما ، واستعمرنا فيما أجيالا وأمما ، ويسر لنا منها أرزاقاً وقسماً ، وتكتفنا الأرحام والبيوت . ويكفلنا الرزق والقوت ، وتبلينا الأيام والوقوت ، وتعتورنا الأجيال التي حظ علينا كتابها الموقوت ، وله البقاء والثبوت ، وهو الحي الذي لا يموت .
والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي المكتوب في التوراة والإنجيل المنعوت . الذي تمخض لفصاله الكون قبل أن تتعاقب الآحاد والسبوت ، ويتباين زحل واليهوت وعلى آله وأصحابه الذين لهم في صحبته وأتباعه الأثر البعيد والصيت . والشمل الجميع في مظاهرته ولعددهم المشمل الشتيت ، صلى الله عليه وعليهم ما اتصل بالسلام جده المنحوت ، وانقطع حبله المبتوت ، وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد ....؛
فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرجال وتسمو إلى معرفته السوقة والإغفال ن وتتنافس فيه الملوك والاقيال وتتساوى في فهمه العلماء والجهال ، إذ هو في ظاهرة لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول . والسوابق من القرون الأولى تنمو فيها الأقوال ، وتضرب فيها الأمثال ، وتطرف بها الاندبة إذا غصها الاحتفال ن وتؤدى لنا شأن الخبيقة كيف تقلب بها الأحوال ،واتسع للدول فيها النطاق والمجال ، وعمرو الأرض حتى نادى بهم الارتجال ، وحان منهم الزوال ، وباطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع ، وأسبابها عميق . فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق ، وجدير بأن يعد في علومها وخليق .(1/146)
وإن فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأمم وجمعوها ، وسطروها في صفحات الدفاتر وأودعوها. وخلطها المتطفلون بدسائس الباطل ، وهمو فيها وابتدعوها . وزخارف من الروايات المضعفة لفقوها ووضعوها ، واقتفى تلك الآثار الكثيرة فمن بعدهم واتبعوها . وأوردوها إلينا كما سمعوها ،ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال ولم يراعوها ، ولا رفضوا ترهات الأحاديث ولا دفعوها فالتحقيق قليل ، طرف التنقيح في الغالب كليل والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل ، والتقليد عريق في الآدميين وسليل والتطفل على الفنون عريض طويل ومرتمي الجهل بين الأنام وخيم وبيل .
والحق لا يقاوم سلطانه ، والباطل يقذف بشهاب النظر شطأنة والنافل إنما هو يملى وينقل ، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل ، والعلم يجلوها صفحات القلوب ويصقل .
منظومات
منظومة : أبى العرفان محمد بن على الصبان في علم مصطلح الحديث .
صلوا صحيح غرام صبره ضعفاً ... وبدلوا قطع من في حسنكم شعقا
وارنوا لحال عليلٍ في محبتكم ... وانحوا غريبا على أبوابكم وقفا
صب تفرد في العشاق ما رفعت ... عنه الهموم ولا عنه الضنى صرفا
له من البعد وجد ناره اشتعلت ... بين الضلوع عضال عز منه شفا
ومرسل من دموع غير منقطع ... قد سلسلته جفونى فيكم شغفا
أبهت من عذلي دمعي فعاندني ... دمعي وأشهره للناس فانصرفا
رام العذول انقلابي عن محبتهم ... شذيت يا عادبى شذبت فانصرفا
دعني عذولى لا تطلب معارضتى ... فليس قلبي عن الأحباب منصرفا
ولست أسمع تدليس العذول ولا ... أصغى لتدبيج واشٍ فيهم هتفا
أنا المحب ولو أدرجت في كفنٍ ... أنا الذي لم يزل بالعشق إلا غير من عرفي
أترك سبيلي ودعني يا عذول أمت ... في جب من يسند المسكين والضعف
(محمد) سيد الكونين ومن وضعت ... كمل فيه أشرف الشرف
صلى عليك إله الخلق ما اضطربت ... من النوى مهج لم تنتج شغف
والآل والصحب والأتباع ما علقت ... صبابة بفؤاد خالط الكلف
وما ( محمد الصبان ) أنشدكم ... صلوا صحيح غرام صبره ضعفا(1/147)
المكي والمدني من القرآن : نظم أبى الحسن بن الحصار :
يا سائلي عن كتاب الله مجتهداً ... وعن ترتيب ما يتلى من السور
وكيف جاء بها المختار من مضر ... صلى إلا له على المختار من مضر
وما تقدم منها قبل هجرته ... وما تأخر في بدوٍ وفى حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد ... يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النقل في أم الكتاب وقد ... تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر
أم القرآن وفى أم القرى نزلت ... ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت ... عشرون من سور القرآن في عشرِ
فأربع من طوال السبع أولها ... وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر
وتوبة الله إن عدت فسادسة ... وسورة النور والأحزاب ذي الذكرِ
وسورة لنبي الله محكمة ... والفتح والحجرات الغر في غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة ... والحشر ثم امتحان الله للبشر
وسورة فضح الله النفاق بها ... وسورة الجمع تذكارا المدكرِ
وللطلاق والتحريم حكمها ... والنصر والفتح تبنيها على العمرِ
هذا الذي اتفقت الرواة له ... وقد تعارضت الأخبار في آخرِ
فالرعد مختلف فيها متى نزلت ... وأكثر الناس قالوا الرعد كالقمرِ
ومثلها سورة الرحمن شاهدها ... مما تضمن قول الجن في الخبرِ
وسورة للحواريين قد علمت ... ثم التغابن والتطفيف ذو النذرِ
وليلة القدر قد خصت بملتنا ... ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبرِ
وقل هو الله من أوصاف خالقنا ... وعوذتان ترد الباس بالقدرِ
وذا الذي اختلف فيه الرواة له ... وربما استثنت أي من السورِ
وما سوى ذاك مكي تنزله ... فلا تكن من خلاف الناس في حصرِ
فليس كل خلاف جاء معتبرا ... إلا خلاف له حظ من النظرِ
يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ! :(1/148)
قال أنس بن مالك – رضي الله عنه – كنا جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :" يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد تعلق نعليه في يده الشمال ، فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك فطلع الرجل مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مقالته أيضاً ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى . فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني لاحيت أبى ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضى ( وفى رواية حتى تحل يميني ) فعلت ؟ قال : نعم . قال أنس : وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئاً ، غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ، ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، ( فيسبع الوضوء ) قال عبد الله : غير أنى لم أسمعه بقول إلا خيراًُ .
فلما مضت الثلاث ليالٍ ، وكدت أن احتقر عله ؛ قلت : يا عبد الله ! إني لم يكن بيني وبين أبى غضب ولا هجر ثم ، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ثلاث مرار فأردت أن آوى إليك لأنظر ما عملك ؟ فاقتدى بك ، فلم أرك تعمل كثير عمل ، في الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ما هو إلا ما رأيت ( فانصرفت عنه ) . قال ك فلما وليت دعاني ، فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أنى لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ( وفى رواية : غلا ) ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه . فقال عبد الله هذه التي بلغت بك ، وهى التي لا نطيق .
من حكم الإمام على – كرم الله وجهه -:
1- إياك وفعل القبيح ن فإنه يقبح ذكرك ، ويكثر وزرك .
2- إياك والغضب فإن أوله جنون ، وإن أخره ندم .
3- إياك أن ترضى عن نفسك فيكثر الساخط عليك .(1/149)
4- إياك ومصادقة الأحمق ، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وإياك ومصادقة البخيل ، فإنه يقعد بك أحوج ما تكون إليه .
5- إياك والسفه فإنه يوحش الرفاق .
6- إياك والعجل ، فإنه مقرون بالعثار .
7- إياك ومستهجن الكلام فإنه يوغر القلوب ، وإياك ومذموم البحاج فإنه يثير الحروب .
8- عليك بالحكمة فإنها الحلية ، وعليك بالحياء فإنه عنوان النبل ، وعليك بحسن الخلق فإنه يكسبك الكرامة ، ويكفيك الملامة .
9- عود نفسك الجميل فإنه يحمل عنك الأحدوثة ، ويجزل لك المثوبة .
10- عود نفسك حسن الكلام تأمن الملام .
11- كن للود حافظاًَ إن لم تجد محافظاً .
12- كن صموتاً من غير عي ، فإن الصمت زينة العالم ، وستر الجاهل .
13-لا تقولن ما يسوءك جوابه ، ولا ترغبن في مودة في مودة من لم تكشفه .
14- لا تأمن البلاء في أمنك ورخائك .
15- لا تزدرين العالم وإن كان حقيراً ، ولا تعظمن الأحمق وإن كان كبيراً .
16- لا تفرحن بسقطة غيرك ، فإنك لا تدرى ما يحدث بك الزمان .
17- لا تمازح الشريف فيحقد عليك ، ولا تلاح الدنئ فيجترئ عليك .
18- لا تبتهجن بخطأ غيرك ، فإنك لم تملك الإصابة أبداً .
19- لا تتبعن عيوب الناس ، فإن لك من عيوبك – إن عقلت – ما يشغلك أن تعيب أحدً .
20- لا تعود نفسك الغيبة ، فإن معتادها عظيم الجرم .
21- لا تجهل نفسك ، فإن الجاهل بنفسه جاهل بكل شئ .
22- لا تكنن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا .
23- لا تترك الاجتهاد في إصلاح نفسك فإنه لا يعنيك عليها إلا الجد .
24- اقبل النصيحة فمن نصحك وتلقاها بالطاعة فمن حملها إليك ، واعلم أن الله لم يمدح من القلوب إلا أدعاها للحكمة .
في أدب النفس : " من كتاب جوامع الآداب في أخلاق الإنجاب للقاسمى ":
1- لا تستخفن بفاضل شريف ، ولا تميلن إلى سخيف .
2- لا تقولن هجراً لئلا يسقط قدرك ، ولا تفعلن نكراً لئلا يقبح ذكرك .(1/150)
3- إياك وفضول الكلام ، فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ، ويحرك من عدوك ما سكن ، فكلام الإنسان بيان فضله ، وترجمان عقله ، فاقصره على الجميل ، واقتصر منه على القليل .
4- إياك وما يستقبح من الكلام ؛ فإنه ينفر عنك الكرام ، ويوثب عليك اللئام .
5- وإياك واللجاج فإنه يوغر القلوب ، وينتج الحروب ، فاقتصر من الكلام على ما يثبت حجتك ، ويبلغك حاجتك ، ومن قال بلا احترام ، أجيب بلا احتشام .
6- لا تعود نفسك إلا ما تحظى بأجره ، وتحمد على ذكره .
7- إياك ومحاجة من يملكك قهره ، وينفذ فيك أمره .
8- عليك بالنشاط في العمل ، وترك البطالة والكسل ولا تكن كلاً على غيرك ، فإن الرجل كل الرجل من يأكل من كسبه ، ويشرب من ورده .
9- أقدم على جلائل الأعمال مع الصبر والثبات ، واحمل نفسك على معالي الأمور ، والتشبث بأحسن الأعمال والأمور العظام ، والتهاون لنيلها بالآلام ، فإن الكسل التي توجب الخسائس والشرور ، وتدل على ضعف في إدراك صاحبها ، وحطة في نفسه ، ومن رضي بالدون التحف بالخمول ، وفاتته معالي الأمور ، وآذن بصغر نفسه ، وقصر همته ، وضعف عزيزته ، وقد قيل : إذا رقدت النفس في فراش الكسل استغرقت في بحر الحرمان .
10- لا ترغب في سرعة العمل ، وارغب في إتقانه ، ولا تؤخرن عملاً عن وقته ، فإن الوقت الذي تؤخر له عمل ، ولست تطيق ازدحام الأعمال ، فإنها إذا ازدحمت دخلها الخلل .
11- إياك والانبساط ، فإنه عورة من عوراتك ، فلا تنبذ له إلا لمأمون عليه ، حقيق به .
12- أصغ لمن ينتقد عليك ، واهجر لمن يطريك بما ليس فيك ، فإن من أظهر عيبك أراد تهذيبك ، ومن عرفك نقصك أرشدك للفضيلة ، ولا تغتر بمن يطريك وعما تبلغ الكمال .
13- إذا بئست من التغلب على مناؤك فاسلك معه سبيل المحاسنة دفعاً للشر بالمخاشنة ، فليس من الحزم أن تصارع القوى وأنت ضعيف أو تكافح الكمى وأنت أعزل ، وتعاكس مجرى الظروف وطبعتها وما ترى .
" الإتباع " لأبى الطيب اللغوي : ...(1/151)
الاتباع هو : أن تتبع الكلمة الكلمة على وزنها ورويها إشباعاً وتوكيداً ومن أمثلة ذلك في لغتنا :
- " يوم عكيك أكيك " إذا اشتد حره .
- " بلد عريض أريض " إذا اتسع وحسن نباته .
- لحمة خظا بظا " إذا كان كثيراً متراكما .
- " وقع في حيص بيص " أي في ضيف لا يقدر على الخلاص منه .
- " تفرق القوم شذر بذر أو شغر بغر " في كل مكان وجهه .
- " هو في حل وبل " يباح له كل شئ .
- " حياك الله وبياك " بياك أضعك أو ملكك .
- " شكوت إليه عجرى وبجرى " أي همومى وأحزانى .
- " وقع في دوكة وبوكه " أي أن اختلاط وشر .
- " أفا له وتفا " آلاف وسخ الأذن والتف الاظهار .
- " رحل حران يران جران " أي أصابته مصيبة .
- " بلاقع صلاقع " خالية من أهلها .
- " جئ وبه في حسك وبسك ومسك " من حيث تمسى به .
- " مالى فيه حوجاء ولا لوجاء " أي مالى فيه حاجة .
- " رجل هاع لاع " جباب قليل الصبر .
- جاءنا بالكلام سهوا لهوا " أي سهلاً .
- " تافه نافه " قليل حقير .
- " شحيح نحيح " يضعف قلبه عن إخراج شئ .
- حبض ولا نبض " ليس به حراك .
ما يجب أن يعامل به الجدل المماحك : .
قال الراغب الاصفهانى : " إذا ابتليت بمجادل مهاوش ومساجل مناوش ، قصده اللجاج لا الحجاج ، ومراده مباهاة العلماء ، ومماراة السفهاء ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" من تعلم العلم ليباهى به العلماء ، أو يمارى به السفهاء ..." وقد قال الشاعر .
تراه معداً للخلاف كأنه ... برد على أهل الصواب موكل
فحقك أن تفر منه فرارك من الأسود الاساود ، فإن لم تجد من مزاولته بدا فقال إنكاره الحق بإنكارك الباطن ، ودفاعه الصدق بدفاعك الباطل معتبراً في ذلك بقول الله تعالى (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ) .(1/152)
وإياك أن تفرج منه إلى بث الحكمة ن وأن تذكر له شيئاً من الحقائق ما لم تتحقق أن له قلباً طاهراً لا تعافه الحكمة "
وإن لكل تربة غرساً ، ولكل بناء أساء ما كل رأس تستحق التيجان ، ولا كل طبيعة تستحق إفادة البيان . وإن كان لابد فاقتصد معه على إقناع يبلغه فهمه ، فقد قيل : كما كان أن لب الثمار معد للأنام ، فالتبن مباح للأنعام ، كذلك لب الحكمة لذوى الألباب ن وقشورها فيه وله للأنعام .
خطبة الإمام على الخالية من حرف الألف والمنسوبة إليه
حمدت من عظمت مننه ، وسبغت نعمته ، وسبقت غضبه رحمته ، وتمت كلمته ، ونفذت مشيئته ، وبلغت قضيته ، حمدته حمد مقر بربويته ، متخضع لعبوديته ، متنصل من خطيئة ، متفرد بتوحيده ، مؤملٍ منه مغفرة تنجيه ، يوم يشغل عن فصيلته وبنية .
ونستعينه ونسترشده ونستهديه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، وشهدت له شهود وخلص موقنٍ وفردته تفريد مؤمن منيقن ، ووحدته توحيد عبد فدعن ، ليس شرك ملكه ، ولم له ولى في صنعه جل عن مشير ووزير ، وعن عون معين ونصير ونظير .
علم فستر ، وبطن فخبر ، وملك فقهر ، وعصى فعفر ، وحكم فعدل ، لم يزل ولن يزول " ليس كمثله شئ " وهو بعد كل شئ رب متعزز بعزته ، متمكن بقوته ، متقدس بعلوه ، متكبر بسموه ، ليس يدركه بصر ، ولم يحط به نظر ، قوى فيع ، بصير سميع ، ورءوف رحيم عجر عن وصفه من يصفه ، وضل عن نعته من يعرفه . ...
قرب فبعد ، وبعد فقر ، يجيب دعوة من يدعوه ، ويرزقه ويحبوه ، ذو لطفٍ خفى ، وبطش قوى ، ورحمة موسعة ، موجعة ، رحمته جنة عريضة موفقة ، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة .
وشهدت ببعث محمد رسوله ، وعبده وصيفه ، ونبيه ونجيه ، وحبيبه وخليله ، بعثه في خير عصر ، وحين فترة وكفر ، رحمة لعبيده ، ومنه لمزيده ، ختم به نبوته ، وشيدبه حجته ، فوعظ ونصح ، وبلغ وكدح رءوف بكل مؤمن ، رحيم سخى ، رضي ولى زكى ، عليه رحمة وتسليم ، وبركة وتكريم ، ومن رب غفور رحيم قريب مجيب .(1/153)
... نعوذ برب قدير ، من شر كل مصير ، ونسأله عضو من رضي عنه . ومغفرة من قبله ، فهو ولى مسألتى ومنهج طلبتي ، فمن زحزح عن تعذيب ربه حبل في جنته بقربه ، وجلد في قصور مشيده ، وقليل بحور عين وحفدة ، وطيف عليه بكؤوس ،واسكن في حظيرة قدوس وتقلب في نعيم وسقى من تسنيم ، وشرب من عين سلسبيل ، وخرج له بزنجبيل ، مختم بمسك وعبير مستديم للملك ، مستشعر للسرد ، يشرب ، من خمور في روض مغدق ، ليس ينزف .
أثر الخلق الحسن :
" يحكى أن رجلاً من الناس الصالحين كان يوصى عماله في المحال أن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إذا وجدت ، وكلما جاء مشتر أطلعه على العيب ، فجاء ذات يوم يهودي فاشترى ثوباً معيباً ، ولم يكن صاحب المحل موجوداً فقال العامل ، هذا يهودي لا يهمنا أن نطلعه على حقيقة الثوب ، ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب ، فقال : بعته بثلاثة آلاف درهم ولم أطلعه على عيبه فقلنا : أين هو ؟ فقال : لقد سافر مع القافلة ، فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثلاثة أيام ، فقال : يا هذا شريت ثوب كذا وكذا وبه عيب فخذ دراهمك ، وهات ثوبي ، فقال اليهودي : ما حملك على هذا ؟ فقال الرجل : الإسلام ، وقولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من غشنا فليس منا " قال اليهودي : والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة ، فخذ بدلها ثلاثة ألاف صحيحة وأزيدك أكثر من هذا : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "
التسليم واللطف :
قد يمكث الناس دهراً ليس بينهم ... ود فيزرعه التسليم واللطف
الحمد لله على كل حال :
لك الحمد مولانا على كل نعمة ... ومن جملة النعماء قولي لك الحمد
فلا حمد إلا أن تمنى بنعمة ... تعاليت لا يقوى على حمدك العبد
اللهم اجعلني من الاقليين :
سمع بن الخطاب – رضي الله عنه – رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الاقليين " فقال له : يا عبد الله وما الأقلون ؟(1/154)
قال يقول تعالى :" وما آمن معه إلا قليل " ويقول : " وقليل من عبادي الشكور " الزهد : لأحمد بن حنبل 2/23 .
فضل اللغة العربية :
قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - :" تلموا العربية فإنها تثبت العقل ، وتزيد في المروءة " ، ويمر يوماً على قوم يتعلمون الرماية ويسيئون الرمي فيقرعهم ، فيقولون : " إنا قوم متعلمين " فيعرض عنهم عمر مغضباً وهو يقول " الله لخطؤكم في لسانكم أشد من خطبكم في رميكم " ولقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " رحم الله امرءا أصلح من لسانه
هكذا الحياة : للعقاد :
صغير يطلب الكبرا ... وشيخ ود لو صغرا
وخال يشتهى عملا ... وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب ... وفى تعب من افتقر
ويشقى المر فهزما ... ولا يرتاح منتصرا
ولا يرضى بلا عقب ... فإن يعقب فلا وزرا
ويبغى المجد في لهف ... فإن يظفر به فترا
ويحمد أن سلا فإذا ... قوله قلبه زفرا
فهل حاروا مع الأقدار ... أوهم حيروا القدرا
شكاة مالها حكم ... سوى الخصمين إن حضروا
هاؤم اقرءوا كتابيه :
جئ بأعرابي إلى أحد الحكام ليؤاخذه بجرعة ارتكبها فكتب الاعرابى قصته في رقعة ورفعها إلى الحكام وهو يقول " هاؤم اقرءوا كتابية " فقيل له : هذه تقال يوم القيامة فقال :" يومكم هذا شر من يوم القيامة ، إن القيامة تؤتى فيه بحسناتي وسيئاتي وأنتم أتيتم اليوم بحسناتي وتركتم سيئاتي .
إنه هو السميع البصير :
يا من ترى مد البعوض جناحه ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النحل
أمنن على بتوبة تمحو بها ... ما كان منى في الزمان الأول
إنه مثلى ..! :
قيل لعيسى عليه السلام : ( يا روح الله . هل على الأرض اليوم مثلك أجاب : نعم . من كان منطه ذكرا ن وصمته فكرا ، ونظره عبرا ، فإنه مثلى ) .
توكل على الرحمن :
توكل على الرحمن في كل حاجة ... أردت فإن الله يقضى ويقدر
متى يرد ذو العرش أمراً بعبده ... يصبه وما للعبد ما يتخير(1/155)
وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه ... وينجو بإذن الله من حيث يحذر
الدنيا ليست بدار قراركم :
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه :" إن الدنيا ليست بدار قراركم ؟ كتب الله عليها الفناء ! وكتب الله على أهلها منها الظن ؟ فكم من عامر موثوق عن قليل يخرب ؟! وكم من مقيم مغتبط عمل قليل يظعن ؟! فأحسنوا رحمكم الله منها الرحل بأحسن ما بحضرتكم من النقلة ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ، وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطنا فينبغى للمؤمن أن يكون حاله فيها أحد قولين : إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة همة التزود للرجوع إلى وطنه ، أو أن يكون كأنه مسافر غير مقيم البتة بل هو ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة "
ترحل من الدنيا :
نسير إلى الآجال في كل لحظة ... وأيا منا تطوى وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه ... إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا ... فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى ... فعمرك أيام وهن قلائل
ذكر الله تعالى :
قال - صلى الله عليه وسلم - " اعبد الله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر وإذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة السر بالسر والعلانية بالعلانية " .
تعال بنا نؤمن ساعة :
" كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول لأبى موسى الأشعري :" يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ يسمعون ويبكون " مجموع الفتاوى لابن تيمية 10/80
وكان معاذ بن جبل – رضي الله عنه – يقول لرجل :" اجلس بنا نؤمن تذكر الله تعالى "
وكان عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه – يأخذ بيد الرجل من أصحابه فيقول :" قم بنا نؤمن ساعة ، فيجلس في مجلس ذكر " الايمان لابن تيمية / 212 .
وقال هرم بن حيان من التابعين : " ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم .الزهد ك للإمام أحمد 2/184
تقلب ابن آدم :(1/156)
يتمنى المرء في الصيف الشتا ... فإذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى واحدٍ ... قتل الإنسان ما أكفره
بر الوالدين :
لما ماتت أم إياس بن معاوية : بكى عليها فقيل له في ذلك فقال : كان لي بابان مفتوحان على الجنة فغلق أحدهما " البداية والنهاية 9/138
في الزكام عبرة :
قال ابن الجوزى :" ولقد جئت يوماً من حر شديد فتعجلت راحة البرودة فنزعت ثيابي فأصابني زكام أشرفت منه على الموت ، ولو صبرت ساعة ربحت ما لقيت ، في كل لذة عاجلة ودع العقل يتلمح عواقبها " الآداب الشرعية للمقدسي 2/243 .
الفتاة المتعلمة :
قال أحد الحكماء : " إن الفتاة المتعلمة المهذبة فخر لأهلها ، وعون لبعلها ، وكما لبنيها ، أهلها بها يفتخرون ، وأولادها بها يسعدون "
عفة الحر :
إذا صاحبت في أيام بؤس ... فلا تنس المودة في الرخاء
وهبني قلت : هذا الصبح ليل ... أيعمى العالمون عن الضياء
إذا ما الحر أجدب في زمان ... فعفته له زاد وماء
أدب الإصغاء :
وتراه يصغى للحديث بسمعه ... وبقلبه ولعله أدرى به
الرفق والغلظة :
بالرفق مارس ولا ين من تخالطه
تربح ، وغالط إذا لم ينفع اللين
ألفاظ الناس :
من الناس من لفظه لؤلؤ ... يبادر باللفظ إذ يلفظ
وبعضهم قوله كالحصا ... يقال فيلغى ولا يحفظ
غضب الكريم :
غضب الكريم وإن تأجج ناره ... كدخان عود ليس فيه سواد
دليل المرء :
لا تجعلن دليل المرء صورته ... كم خبر سمج في منظر حسن
استصحاب الصبر :
وقل من جد في أمر يحاوله ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
العلم والهدى :
إذا لم يزد علم الفتى قلبه هدى ... وسيرته عدلاً وأخلاقه حسنا
فبشره أن الله أولاده فتنة ... تغشيه حرماناً وتوسعه حزنا
كمال العقل :
قال الشاعر بن حسان :
يزين الفتى في الناس صحة عقله ... وإن كان محظوراً عليه مكاسبه
يشين الفتى في الناس قلة عقله ... وإن كرمت أعراقه ومناسبه
يعيش الفتى بالعقل في الناس أنه ... على لعقل يجرى علمه وتجاربه
وأفضل قسم الله للمرء عقله ... فليس من الأشياء شئ يقاربه(1/157)
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله ... فقد كملت أخلاقه ومآربه
مراتب الأخلاق :
إن المكارم أخلاق مطهرة ... فالعقل أولها والدين ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والعرف ساديها
والبر سابعها والصبر ثامنيها ... والشكر تاسعها واللين عاشيها
والنفس تعلم أنى لا أصدقها ... ولست أرشد إلا حين أعصيها
والعين تعلم عينى محدثها ... من كان من حزبها أو من أعاديها
عيناك قد دلتا عينى منلك على ... أشياء لولا ما كنت تبديها
الناس ثلاثة :
قال أيوب بن القربة : " الناس ثلاثة .. عاقل ، وأحمق ، وفاجر .. فالعاقل : الدين شريعته ، والحلم طبيعته ، والرأي الحق سجيته ، وإن نطق أصاب ، وإن سمع وعى ، وإن كلم أجاب ، والأحمق : إن تكلم عجل ، وأحدث وهل ، وإن استنزل عن رأيه نزل ، .. وأما الفاجر : فإن ائتمنته خانك ، وإن صحبته شانك .
تصريف الله في الخلق :
وتصريف هذا الخلق لله وحده ... وكل إليه لا محالة راجع
ولله في الدنيا أعاجيب جمة ... تدل على تدبيره وبدائع
ولله أحكام الفضاء بعلمه ... ألا فهو معطٍ ما يشاء ومانع
ومن عقل استحياء وأكرم نفسه ... ومن قنع استغنى فها أنت قانع
استكمال الايمان :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان .
الحج المقبول :
إذا حججت بمال سحت ... فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل طيبة ... ما كل من حج بيت الله مبرور
الله غايتنا :
الله غايتنا وهل من غاية ... أسمى وأغلى من رضي الرحمن
وزعيم دعوتنا الرسول ومالنا ... غير الرسول محمد من ثان
دستورنا القرآن وهو منزل ... والعدل كل العدل في القرآن
وسبيل دعوتنا الجهاد وإنه ... إن ضاع ضاعت حرمة الأوطان
والموت أمنية الدعاة فهل ترى ... ركنا يعاب بهذه الأركان
ننصر بالضعفاء :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه النسائي وغيره عن مصعب بن سعد عن أبيه بسند صحيح " إنما ينصر الله هذه الامة بضعيفها بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم " .(1/158)
المخصوص بالإذعان :
وله العبادة لا شريك له بها ... هو وحده المخصوص بالإذعان
ما طاعة مفروضة في شرعنا ... إلا لرب العرش ،والأكوان
لا نستغيث بغيرخ أو نرتجى ... شيئاً من الطاغوت والكهان
كل التضرع والتذلل والرجا ... والخوف والأناس للديان
من شرع الإحكام كان منافساً ... لله في التشريع والتبيان
نعمة الإخلاص :
قال سهل بن عبد الله " لا يعرف الرياء إلا مخلص ، ولا النفاق إلا مؤمن ولا الجهل إلا عالم ، ولا المعصية إلا مطيع " .
يا رب هذا الكون :
يا من خلقت الناس أحسن خلقة ... وقدرت بينهم الحياة ليعبدوا
يا من يرجى في الشدائد إن رمت ... قوس البلاء بكل سهم يحصد
أدعوك عن قوم نوا تاريخهم ... ورمتهم الفوضى بداء يخمد
إني إليك بسطت كف تذلل ... ما غير بابك يا إلهي أقصد
يا رب هذا الكون وحد شملنا ... وبغير دين الله لسنا نسعد
واغفر ذنوب مقصر متحسر ... والعفو منك مؤمل متجرد
يا رب حسن خلقنا وفعالنا ... ومقالنا يارب أنت المقصد
أشكر لمن أنعم عليك :
جاء في الآثار :( اشكر لمن أنعم عليك ، وأنعم على شكرك ، فإنه لا زوال للنعم إذا شكرت ولا مقام لها إذا كفرت ؟ والشكر زيادة في النعم ن وأمان من الغير ) .
نعمة القناعة :
قال ابن زنجى البغدادى :
أقول للنفس صبراً عند نائبة ... فعسر يومك موصول بيسر غد
ما سرنى أن نفسي غير قانعة ... وأن أرزاق هذا الخلق تحت يدي
من خاف أدلج :
قال - صلى الله عليه وسلم - :( من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة اللع غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة "
الروح والفرح في الرضى واليقين :
أورد ابن القيم في مدارج السالكين هذا الحديث عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا ترضين أحد بسخط الله ولا تحمدن أحداً على فضل الله ، ولا تذمن أحداً على مالم يؤتك الله ، فإن رزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص ولا يرده عنك كراهية كاره ، وإن الله بعد له وقسطه جعل الروح والفرح في الرضي واليقين ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .(1/159)
أخلصت لله :
أخلصت لله في إسراري وإعلاني ... وعذت بالله من شرك بإيمان
لا يقبل الله عمالا وإن صلحت ... ما لم تكن خلصت من كل أدران
من أخلص الدين لم يطلب له ثمناً ... سوى رضا الله في سر وإعلان
الله جمل بالإخلاص أحمده ... فلم يبال بأموال وسلطان
وقلد الصحب هدى المصطفى ومشوا ... على طريقته والفضل للبانى
هي العقيدة والإخلاص جوهرها ... أعطت نماذج تبقى خير برهان
إخلاصنا مضرب الأمثال خالدها ... إخلاصنا كل حرف منه نورانى
محمد علم الإخلاص أمته ... فأصبحت مثلا في كل الأزمان .
زمان الفضيلة :
يا معشر السامعين استذكروا زمنا ... حب الفضيلة والإيمان حلاه
أيام كانت نفوس القوم صافية ... دستور ربك يرعاها وترعاه
أيام كانوا أسوداً في مواقفهم ... لا ***** إلى أن يحكم الله
ما بال قومي أمسوا لا يحركهم ... كفر وظلم وإرهاق وإكراه
وهلي من العدل أن تقنى معالمنا ... ونحن أصدق من حقت دعواه
يا رب عفوك إن القلب آلمه ... هذا التخاذل من قومي وأضناه
قد صبروا الدين ألفاظا مجوفة ... وذاك لا شك من أزرى زراياه
يا مخطئون أفيقوا من غوايتكم ... ثوبوا إلى رشدكم فالحق هذا هو
ثمرة التفكير :
قال الشافعى : " صحة النظر في الأمور نجاة من الغرور ... والعزم في الرأى سلامة من التفريط والندم ... والروية والفكر يكشفان عن الحزم والفطنة ... ومشاورة الحكماء بثبات النفس وقوة البصيرة .. ففكر قبل أن تغرم .. وتدبر قبل أن تهجم ... وشاور قبل أن تقدم ..."
حرية الفكر :
حرية الفكر أصل في تحررنا ... فلا يكبل عقل الطالب الجادى
لا نأخذ الدين من أقوال مبتدع ... فالدين أنزله خلاقنا الهادي
ووضح المصطفى المعصوم غامضة ... وكل رأى سواه زيفه بادي
ما وافق الشرع علا شرفا ... وما يخالفه يهوى إلى الواد
وكل حرية فوضى إذا ابتعدت ... عن شرعة الله عن رشد وإرشاد
العشق الأعشبى :(1/160)
قيل إن أشعب يختلف إلى جارية في المدينة ويظهر لها حبه إلى أن سألته سلفة نصف درهم ، فانقطع عنها ، وكان إذا لقيها في طريق سلك طريقاً أخرى ، فصنعت له نشوقاً وأقبلت به عليه ، فقال لها : ما هذا ؟ قالت : نشوق عملته لهذا الفزع الذي بك ، فرد عليها قائلاً : بل اشربيه أنت للطمع الذي عندك ، فلو انقطع طمعك لانقطع قرعي وأنشدها :
اخلفي ما شئت وعدى ... وامنحيني كل صد
قد سلا بعدك قلبي ... فاعشقي من شئت بعدى
إنني أقسمت لا أعشق ... من يعشق نقدي
الشجرة تأتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
روى ابن ماجة في سننه : " أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء ، قد ضربه بعض أهل مكة فقال : مالك ؟ قال : فعل هؤلاء وفعلوا . قال : أتحب أن أريك آية : قال : نعم ، فنظر إلى شجرة من وراء الوادى فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها ، فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه . قال : قل لها فلترجع فقال لها : فرجعت حتى عادت إلى مكانها ، فقال رسول الله : حسبي "
الرفق بالحيوان في الإسلام :
جاء في كتاب كنز العمال مستدرك الرسائل : " اركبوا هذه الدواب سالمة واتدعوها سالمة ، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق ، فرب مركوبة خير من راكبها وأتكسر ذكراً لله تبارك وتعالى منه " وورد أيضاً :" للدابة على صاحبها ست خصال : يعلفها إذا نزل ، ويعرض عليها الماء إذا مر به ، ولا يضربها إلا على حق ، ولا يحملها ما لا تطيق ، ولا يكلفها من السير إلا طاقتها ، ولا يف عليها أف*** "
الأشياء بالأسباب :
قال الامام الصادق : " أبى الله إلا أن يجرى الاشياء إلا بالأسباب ، فجعل لكل شئ سبباً ، وجعل لكل سب شرحا وجعل لكلف شرح وجعل لكل علماً نطقا دالا عليه " .
أصحاب الإبل ، وأصحاب الغنم :(1/161)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري في مناقب الأنصار : " أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً ، الايمان يمان ، والحكمة يمانية ، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكون والوقار في أهل الغنم " .
تغلب الفطر :
إن الطيور وإن قصصت جناحها ... تسمو بفطرتها إلى الطيران
الرضا بالقضاء والقدر :
قال أحد الصالحين :" لو قرض جسمي بالمقاريض أحب إلى من أن أقول لشئ قضاه الله : ليته لم يقضه " .
وقال ابن القيم : " وليس من شرط الرضا ألا يحس بالألم والمكاره بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه ...وإن وجود التأكم وكراهة النفس له لا ينافى الرضا ، كرضى المريض بشرب الدواء الكريه .
وقال سعيد المرى : منذ أربعين سنة ما أقامنى الله في شئ فكهته ، ولا نقلنى إلى حال فسخطته "
وقال ابن الجوزى :ط إنني إذا رأيت القدر يجرى بما لا يفهمه العقل ، ألزمت العقل الاذعان للمقدر ، فكان من أصعب التكليف ، وخصوصاً فيما لا يعلم لعقل معناه كإيلام الأطفال وذبح الحيوان ، مع الاعتقاد بأن المقدر لذلك أرحم الراحمين "
رهبان الليل :
كانت امرأة الحبيب – أبى محمد الفارسي تقول له بالليل وتقول : قم يا حبيب فإن الطريق بعيد ن وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قد سارت من بين أيدينا ، ونحن قد بقينا .
يا نائماً بالليل كم ترقد ... قم يا حبيب قد دنا الموعد
وخذ من الليل أوقاته ... ورداً إذا ما عج الرقد
من نام ينقض ليله ... لم يبلغ المنزل أو يجتهد
قسوة القلب :
" ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله وأبعد القلوب عن الله القلب القاسي :
وإذا قسا القلب قحطت العين وقسوة القلب من أربعة أشياء : إذا جاوزت قدر الحاجة : الأكل والنوم : والكلام والمخالطة . ... ... الفوائد : لابن القيم 41 .
نفسك من حياتك أثمن :
لطف حديثك فالنفوس مريضة ... ومن الكلام محنن ومجنن
كم هادئ بالعنف ثار وآبد ... للوحش روضه الدعاء اللين(1/162)
وإذا ابتليت بجاهل كن عاقلا ... حتى يقول العقل ويحك تجبن
لا ريب في أن الحياة ثمينة ... لكن نفسك من حياتك أثمن
المترفق :
وزن الكلام إذا انطقت فإنما ... يبدى العقول أو العيوب المنطق
لا ألفينك ثوباً في غربةٍ ... إن الغريب بكل سهم يرشق
لو سار ألف مدجج في حاجةٍ ... لم يقضها إلا الذي يترفق
غاية المسلم :
أنا مسلم أبغى الحياة وسيلة ... للغاية العظمى وللميعاد
لرضا إلا له وأن نعيش أعزة ... ونعد للأخرى عظيم الزاد
أنا مسلم أسعى لانقاذ الورى ... للنور للإيمان لإسعاد
ويروعنى هذا البلاء بأمتي ... لما تخلت عن طريق الهادي
ما كان هذا الدين إلا منقذاً ... للناس من شركٍ ومن إلحاد
نهجاً عظيماً كاملاً وموجهاً ... للمسلمين بحكمة ورشاد
قل لي بربك هل تطيق ذبابة ... حجباً لنور الشمس وهو البادي
الله أكبر إن دين محمد ... يعلو وتهزم سائر الاضداء
هي صرخة الايمان هاتفة بنا ... هبو لنصر الدين والإعداد
سنهد حصن الكفر دون هواءة ... ونشنها حرباً على الإلحاد
غيرة داود عليه السلام :
:( كان دواد عليه السلام فيه غيرة شديدة وكان إذا خرج أغلقت الأبواب فلم يدخل على أهله أحد حتى يرجع ، فخرج ذات يوم وأقبلت امرأته تطلع إلى الدار فإذا رجل قائم وسط الدار فقالت لمن في البيت : من أين دخل هذا الرجل ؟ فقالوا لا ندرى ، فلما جاء داود سأله من أنت . ومن أين دخلت ؟ فقال : أنا الذي لا أهاب الملوك ولا يمتنع من شئ ، فقال داود : أنت والله ملك الموت فمرحبا بأمر الله فرحل داود مكانه حيث فاضت روحه إلى ربها عز وجل ..." .
أمى :
أحب الناس لي أمى ... ومن بالروح تفدينى
فكم من ليلةٍ قامت ... على مهدى تغطينى
بصوت هادئ عذبٍ ... وإنشاد تغنينى
تخاف على من بردٍ ... ومن حرٍ فتحميني
رب العالمين :
من ذا الذي رفع السماء ... من ذا الذي نشر الضياء ؟
من ذا الذي خلق الضياء ... والماء عذباً والغذاء ؟
من ذا الذي خلق الطيور ... منها البلابل والصقور ؟
من ذا الذي خلق الزهور ... فيها المباهج والسرور ؟
الله رب العالمين
دعاء التلميذ :(1/163)
يا إلهي يا إلهي ... يا مجيب الدعوات
اجعل اليوم سعيداً ... وكثير البركات
واملأ الصدر انشراحاً ... وفمي بالبسمات
واعني في دروسي ... وأداء الواجبان
وأنر عقلي وقلبي ... بالعلوم النافعات
واجعل التوفيق حظي ... ونصيبي في الحياة
ذهاب أهل الخير :
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمرٍ منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم ... يعضا ليدفع معور عن معور
ذهب الذين إذا رأوني مقبلاً ... سروا وقالوا مرحباً بالمقبل
وبقى الذين إذا رأوني مقبلاً ... عبوا وقالوا ليته لم يقبل
أقلة أهل الخير :
ذهب الذين فضولهم معلومة ... ولهم إذا قحط الزمان حنان
ذهبوا فليس لهم نظير واحد ... أفلا تراهم لا أبالك كانوا
لم يبق من أهل الفضائل والنهى ... إلا فلان باسمه وفلان
نصح الكلب لأهله :
روى أن رجلاً قال لبعض الحكماء أوصيني فقال له : ازهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها ، وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحاً " .
علمني دعاء أدعوك به :
روى الحاكم أن موسى عليه السلام قال : يا رب : علمني دعاء أدعوك به وأناجيك . قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله . قال موسى : يا رب كل الناس يقولون لا إله الله ، قال ك يا موسى : لو أن السموات السبع والأرضيين في كفه ولا إله إلا الله في كفة رجحن بهن لا إلا الله ... !! .
موكب الحجيج :
الحج هو تلك الرحلة الفريدة في عالم الإسفار والرحلات ، ينتقل المسلم فيها ببدنه وقلبه إلى البلد الأمين ، لمناجاة رب العالمين .
ما أروعها من رحلة : هل شممت عبيراً أزكى من غبار الحرمين ؟ هل رأيت لباسا قط أجل من لباس الحجاج والمعتمرين ؟
هلى رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلقين والمقصرين !
هل مربك ركب أشرف من ركب الطائفين ؟
وهل هزك نغم أروع من تلبية الملبيين ، وأنين النائبين ، وتأوه الخاشعين ، ومناجاة المنكسرين ؟ وحدة في المشاعر ، ووحدة في الشاعر .
فأجيبوا إجابة ... لم تقع في المسامع
ليس ما تصنعونه ... أوليائى بضائع(1/164)
تاجرونى بطاعتى ... تربحوا في البضائع
وابذلوا لي نفوسكم ... إنها في ودائعى
صلت عليك النيران :-
أنت الذي قومت ميزات الورى ... ومحوت ظلم العدل في الميزان
آسيت أيتاماً كفلت أراملاً ... أسعدت محروماً . رحمت العاني
أنقذت مسكينا . حميت مشرداً ... أسعفت مكروباً هديت الجاني
صلت عليك النيران وسلمت ... يا رحمة بعثت من الرحمن
في البيت العتيق :
أرب البيوت عفوك والمتابا ... وألهمنا بعزتك الصوابا
فقد خشعت جوانح كل فردٍ ... وأحيننا لعزتك الرقابا
وفى البيت العتيق علا هتاف ... يناشدك المثوبة والمتابا
وقد عبق الاريج وكان مسكاً ... وعم القاع واعتنق السحابا
هوام الأرض :
أفضوا جميعاً إلى الديان وارتجلوا ... لو أن فيها خلوداً خلد الرسل
أين المناصب والأموال ماحملوا ... شيئاً وأين القصور والشم والغلل
تلك الوجوه التي عاشت مفعمة ... باتت عليها هوام الأرض تقتتل
وداعاً يا عرفات :
ضجت خدودى من لظى عبراتى ... لما وقفت على ثرى عرفات
وتيبست شفتى ، وتاهت أحرفى ... وجلا وكادت تنطفى كلماتى
وذكرت بالجمع الغفير مواقفاً ... أخرى بيوم الحشر والحسرات
ومضى لهيب الخوف يحرق مهجتى ... والنفس تبكى سالف العذرات
فرفعت كفى والدموع كأنها ... سيل تدفق من ذرى السردات
يارب تبت إليك فاقبل توبتى ... واجعل مكان السئ الحسنات
أختاه : ناصر الزهراتى :-
قالوا لها : إن الحياة كريهة ... إن لم تكن معمورة بغرام
قالوا لها في خسة وحقارة ... حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا : نريد لأختنا حرية ... وإلى متى ستعيش عصر ظلام
قالوا من الظلم الذي لا يرتضى ... أن يرتدى الجلباب بدر تمام
خدعت بنات المسلمين بدعوة ... من ثلة مأجورة الأقلام
صاغت لها الأوهام وجه حقيقة ... فسعت بلا وعى إلى الأوهام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة ... لمحلة في فكرها الهدام
أختاه كيف ظنت أن معربداً ... ليسعى بمؤمنة لأمر سام ؟
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها ... لتكون نهباً للفؤاد الظامى
أختاه لا يرجى دواء ناجح ... من يشكو من الاسقام
قد يدعى معنى العفاف فما دع ... ويصوغ فلسفة الأمان حرامي(1/165)
ماء زمزم :
ماء زمزم وعين زمزم لها عدة أسماء منها : زمزم – زمازم – برة – بشرى – سالمة – سيدة – الشباعة – شفاء سقم – وطأة جبريل – نافعة - صافية – طاهرة – عاصمة – عافية – كافية – مكاومة – ميمونة .
العلم يرفع أقواماً ويضع وآخرين :
نادى منادى خليفة المسلمين سليمان بن عبدالملك ، نادى في الناس أن لا يفتى في المناسك إلا عطاء ، فأقبل الناس عليه مثل الغمام ، فمن يا ترى عطاء ؟ عطاء هذا مولى أسود ، أغطس ، كأن رأسه زبيبة ، أعمى ، أشل ، أعرج ، ويحتاج سليمان إلى مسألة فيذهب إلى عطاء مباشر فيقول له عطاء : ارجع خذ مكانك مع الناس ، فيرجع الخليفة يصف مع الناس حتى جاء دوره ليسأل عطاء ، وبعد هذا الموقف الذي حدث للخليفة عاد مباشرة إلى أبنائه فأخذهم في زواية من زوايا الحرم وهمس في آذانهم جميعاً قائلاً : يا بنى عليكم بالعلم فوالله ما ذلت لأجد من الناس إلا لهذا العبد ، ولقد حج عطاء سبعين حجة وعاش مائة سنة رحمه الله .
جهاد النفس :
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه – قال – قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " والمجاهد من جاهد نفسه في الله "( رواه الترمذى ابن حبان ) .
وعن قبة بن عامة : قال : " الرجل عن أمتى يقوم من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقل فإذا وضأ يديه انحلت عقدة ، وإذا وضأ رجله انحلت عقدة ، وإذا مسح رأسه انحلت عقدة ، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة ، وفيقول الله عز وجل للذبن وراء الحجاب : انظروا إلى عبدة هذا يعالج نفسه ، ويسألنى ما سألنى عبدى فهو له ( رواه أحمد وابن حبان وحسنة ) .
وقال محمد بن المنكدر : " كابدت نفسي أربعين عاماً حتى استفامت لي وقال : ثابت البنانى : كابدت نفسي على قيام الليل عشرين سنة وتلذذت به عشرين سنة "(1/166)
وقال عمر بن عبدالعزيز : أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس ، وقال ابن عباس :" من أحب أن يهون الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليره الله في ظلمة الليل ساجداً و قائماً يحذر الآخرة "
شرف المؤمن وعزه :-
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتانى جبريل فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس " ( السلسلة الصحيحة 831 )
ليس لي فيها موضع قدم :
قام بعض الصالحين طول الليل يصلى على هذه الآية : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض " فجعل يرددها ويبكى حتى الصباح فقيل له : لقد ا***** آية ما مثلها بكى إنها جنة عريضة ، فقال : يا ابن أخي وما ينفعنى عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم .
إلزام النفس :
صبرت عن اللذات حتى تولت ... وألزمت نفسي هجرها فاستمرت
وكانت على الأيام نفسي عزيزة ... فلما رأت صبرى على الذل ذلك
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ... فإن توقت تاقت إلا تسلت
القوم السمان :
عن عمر بن هين – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال " خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يأتى من بعدهم قوم يسمنون ويحبون السمن ، ويعطون الشهادة قبل أن يسألوها " ( صحيح الجامع 3290 )
علمني العبادة :
جاء رجل إلى محمد بن سيرين فقال له : علمني العبادة ! فقال له : اخبرنى عن نفسك كيف تأكل ؟ فقال : آكل حتى أشبع !! فقال له : ذاك أكل البهائم ! : فكيف تشرب الماء ؟ فقال : أشرب حتى أروى ! فقال له : شرب الانعام !! ثم قال له : اذهب فتعلم الاكل والشرب ثم جئنى اعلمك العبادة !!
والله لا علوتك ليلتى :
كان العبد الصالح " على بن بكار " تفرش له جاريته فراشه فيلمسه بيده ثم يقول : والله إنك لطيب ، والله إنك لبارد ، والله لا علوتك ليلتى ثم يقوم فيصلى إلى الفجر .(1/167)
امنع جفونك :-
امنع جفونك أن تذوق مناما ... واذرع الدموع على الخدود سجاما
واعلم بأنك ميت ومحاسب ... يا من على سخط الجليل أقاما
لله قوم أخلصوا في حبه ... فرضى واختصهم خداما
قوم إذا جن الظلام عليهم ... باتوا هنالك سجدا وقياما
خمص البطون من التعفف ضمرا ... لا يعرفون سوى الحلال طعاما
أهل الخوف :
إذا ما الليل أظلم كابدوه ... فيسر عنهم وهم ركوع
أطار الخوف نومهم فقاموا ... وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم سجود ... أنين منه منه تتفرج الضلوع
وخرس بالنهار لطول صمت ... عليهم من سكينتم خشوع
شعار التقى :
اجعل شعارك حيثما كنت التقى ... قد فاز من جعل التقى إشعاره
واسلك طريق الحق مصطحباً به ... إخلاص قلبك حارساً إسراره
وإذا أردت القرب من خير الورى ... يوم القيامة فاتبع آثاره
ليس بوجه كذاب :
عن عبد الله بن سلام – رضي الله عنه – قال : " لما قدم الرسول - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس إليه فلما استنبته عرفت أنه ليس بوجه كذاب قال ك فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال : أيها الناس : أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلو الجنة بسلام " ( رواه أحمد والترمزى وقال : حسن صحيح )
فوائد قيام الليل :
عن بلال – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - :( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربه إلى الله تعالى ، ومنهاة عن الاثم ، وتكفير لسيئات ، ومطردة للداء عن الجسد " ( رواه الترمذى )
لذة العبادة :
قال عبد الله بن وهب – رحمه الله – كل ملذوذا إنما لذه واحدة ، إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات : إذا كنت فيها ، وإذا تذكرتها ، وإذا أعطيت ثوابها .
عرج على الدار :
عرج على الدار لا شطت بك الدار ... هناك رهبان وأخبار
وانظر هناك رجلان كأنهم ... خيل الرهان جرى بهن مضمار
شدوا الدوح وأرجو أعنتهم ... وساعدتهم على المطلوب أقدار
قاموا ونمت وأرزاق الورى قيسم ... وفى المقادير إيراد وإصدار
دواء القلب :(1/168)
قراءة القرآن ، خلاء البطن ، قيام الليل ، والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين .
مصاحبة الكسلان :
لا تصحب الكسلان في حالاته ... كم صالح بفساد آخر يفسد
عدوى البليد إلى الجليد سريعة ... كالجمر يوضع في الرماد فيخمد
يا فتية الإسلام :
يا فتية الإسلام سووا ضعكم ... وبغير دين الله لا تتدرعوا
صونوا كما صان الحمى أجدادكم ... سيروا على آثارهم وتتبعوا
وليعلم الأعداء أنا أمة ... بعواصف التهديد لا تتزعزع
ولتشهد الدنيا بأنا أمة ... بسوى الزعامة في الورى لا تقنع
سنحطم الاغلال عن أعناقنا ... ونصد تيار الفساد ونمنع
ونقيم صرح العدل بين ربوعنا ... حتى يطيب هواؤنا والمربع
لسنا نريد مناهجاً وضعية ... قرآننا السامي أعز وأرفع
فيه التحرر والتقدم والعلي ... وإلى الخلود هو الطريق الأنفع
صلاح النية :
قال مطرف بن الشخير :" صلاح العمل بصلاح القلب ، وصلاح القلب بصلاح النية ، ومن صفى صفى له ، ومن خلط خلط عليه "
معاشرة الناس :
قال بعض الحكماء يوصى اخوانه : عاشروا الناس معاشرة الكرام ، إن غبتم حنو إليكم وذكروكم بخير ، وإن مرضتم عادوكم ودعوا لكم بالشفاء ، وإن متم ترحموا عليكم ، ولا تعاشروا اللئام ، وإن غبتم قالوا : الحمد لله الذي أزال عنانقمة ، وإن متم قالوا : تخفيف ورحمة وإن مرضتم فرحوا وقالوا : نسأل الله أن يريحنا منهم ، واعلموا أن الناس ما منهم سلامة إن انقبضتم أو انبسطم فكونوا منهم على حذر وصدق الشاعر حين قال :
الناس داء دفين لا دواء له ... العقل قد حار فيهم فهو منذهل
إن كنت منبسطا سميت مسخرة ... أو كنت منقبضاً قالوا به ثقل
وإن تخالطهم قالوا به طمع ... وإن تجانبهم قالوا به ملك
وإن تهور لا قول بمنقصةٍ ... وإن تزهد قالوا زهده حيل
للجاهل ست خصال :
قال معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه – للجاهل ست خصال :
1- الغضب من غير شئ ... ... ... ... 2- وافشاء السر ...
3- والكلام من غير نفع ... ... ... ... 4- والثقة بكل أحد
5- والعطية في غير موضعها ... ... ... ... 6- وقلة معرفة الصديق من العدو(1/169)
نجدة الجار :
حكى أن عبد الله بن عامر اشترى من خالد بن عقبة داره بتعين ألف درهم ، وكانا جارين !! فلما كان من الليل اسمع عبد الله بن عامر بكاء أهل خالد ، فقال : عبد الله لزوجه : ما هذا البكاء ؟ قالت : يبكون لداهم ولولا الحاجة ما باعوها ، فقال : يا غلام اذهب فأعلمهم أن المال والدار لهم .
ست زيارات :
قال الدكتور : مصطفى السباعى " زر السجن مرة في العمر لتعرف فضل الله عليك في الحرية وزر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الاخلاق ، وزر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في الطبيعة وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل ، وزر ربك كل آن لتعرف فضله عليك الدائم .
العاصى لا يستحق ذلك الشرف :
قال رجل " لإبراهيم بن أدهم " : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يقيمك بين يديه في الليل !! فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف والعاصى لا يستحق ذلك الشرف
الغرف الطاهرة :
عن أبى مالك الأشعرى رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إن في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، وأعدها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام " .
أهل العبادة :
يتلذذون بذكره في ليلهم ... ويكابدون لدى النهار صياما
فسيغنمون عرائسا بعرائس ... ويبوأ ون من الجنات خياما
وتقر أعينهم بما أخفى لهم ... وسيسمعون من الخليل سلاما
عقد الشيطان :(1/170)
عن أبى هريرة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة ك عليك ليل طويل فارقد !! فإذا استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة ، فإذا توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس ن وإلا أصبح حيث النفس كسلان ( رواه الطبراني ).
صفات من نام عن قيام الليل :
قال سفيان الثورى – رحمه الله – واضعاً من نام عن قيام الليل : " تراه كسلان ضجراً ن قد بات جيفة على فراشه ، وأصبح نهاره يحتطب على نفسه لعبا لهوا ، وترى صاحب الليل منكسر الطرف ، فرح القلب "
خير الامم وأكرمها :
في المسند مرفوعاً عن معاوية بن حيدة :" أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها واكرمها على الله " وفى مسند ابزار من حديث أبى الدرداء مرفوعاً :" إن الله سبحانه قال لعيسى بن مريم :" إني باعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم ، قال يا رب وكيف هذا ولا حلم ولا علم ؟ قال : أعطيهم من حلمى وعلمى " .
تعامل المؤمن مع القرآن :
قال ابن مسعود – رضي الله عنه : " لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجابئه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم أخر السورة ، وإذا سمعت الله تعالى يقول ( يا أيها الذين أمنوا " فاصغ لها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تصرف عنه .
وقال عبدالرحمن بن أبى ليلى : دخلت على امرأة وأنا أقرأ سورة هو فقالت لي : يا عبدالرحمن هكذا تقرأ سورة هو ؟ والله إني فيها منذ ستة أشهر ما فرغت من قراءتها !! .
المزاح بالأذى :
أكرم جليسك لا تمازح بالأذى ... إن المزاح ترى به الاضغان
كم من مزاح جذ حبل قرينه ... فتجذمت من أجله الأحزان
الكف عن العيوب :
إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا ... عليك ، وأبدوا منك وإكان ما كان يستر(1/171)
وقد قائل في بعض الاقاويل قائل ... له منطق فيه كلام محير
وإذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم ... فلا عيب إلا ودون منك يذكر
فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم ... فذلك عندالله والناس أكبر
متى تلتمس للناس عيباً تجد لهم ... عيوبا ، ولكن الذي فيك أكثر
فسالمهم بالكف عنهم فإنهم ... بعيبك من عينك أهدى وأبصر
مناوبة الليل :
كان الصحابى الجليل " أبو هريرة " رضي الله عنه ، يقوم ثلث الليل ثم يوقظ امرأته فتقوم ثلث الليل ثم توقظ ابنه فيقوم الثلث الباقى .
الدعاء في حسن الخلق :
قام أبو الدرداء رضي الله عنه ليلة يصلى فجعل يبكى ويقول في دعائه : " اللهم أحسنت خلقى فحسن خلقى " حتى أصبح فقالت أم الدرداء مستغربة : ما كان دعاء له منذ الليلة إلا في حسن الخلق .
السمر بعد العشاء :
عن أبى مسعود – رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - " لا سمر إلا لمصل أو مسافر " ( صحيح الجامع 7375 ) وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الناس الذين يسمون بعد العشاء ويقول : أسمر أول الليل ونوم أخره .
يا رب عبدك ضارع :
لله ساهر ليله ما يهجع ... وجل الفؤاد من الذنوب مصدع
يبكى بدمع ساكب هفواته ... والليل في جلبابه متبرقع
ندما على ما كان من عصيانه ... ملكا تذل له الملوك وتخضع
يا رب : ما للذنب غيرك غافر ... وإليك منه يا إلهي المفزع
يارب : عبدك ضارع فاغفر له ... ما لم يزل يدعوك فيه ويضرع
كتب له ما نوى :
عن أبى الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :" من أتى فراشه وهو ينوى أن يقوم يصلى من الليل فنامت عينه متى أصبح كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه " ( رواه النسائي ) .
فاتت بذنب :
قال أبو سليمان الدارنى :" لا تفوت أحداً صلاة الجماعة إلا بذنب "
المقنطرين :(1/172)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ن ومن قام بألف آية من المقنطرين " ( رواه أبو داود )
إنه بات طاهراً :
عن ابن عباس – رضي الله عنها – أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال " طهروا هذه الاجساد طهركم الله ، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ( ثوبه ) ملك لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ( رواه الطبرانى – صحيح الجامع 3831 .
الله يضحك إلى رجلين :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " ألا إن الله يضحك إلى رجلين : رجل قام في ليلة باردة في فراشه ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز وجل لملائكته : ما حمل عبدى هذا على ما صنع ؟؟ فيقولون : ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك فيقول : فإنى أعطيته مما رجا وأمنته مما يخاف " .
رهبان الليل :
لله قوم شروا لله أنفسهم ... فأتعبوها بزجر الله أزمانا
أما النهار فقد وافوا صيامهم ... وفى الظلام تراهم فيه رهبانا
أبدانهم أتعب في الله أنفسهم ... وانفس أتعبت في الله أبدانا
ذابت لحومهم خوف الحساب غدا ... وقطعوا الليل تسبيحاً وقرآنا
هي الدنيا :
ألا ترى إنما الدنيا وزينتها ... كنزل الركب حلوا ثمت ارتحلوا
حتوفها رصد وعيشها نكد ... وصفوها مدر وملكها دول
تظل تفزع بالروعات ساكنها ... فما يسوغ له عيش ولا جذل
كأنه للمنايا والروى غرض ... تظل فيه سهام الدهر تنتصل
والنفس هاربة والموت يتبعها ... وكل عثرة رجل عندها جلل
والمرء يسعى بما يسعى لوارثه ... والقبر دارت ما يسعى له الرجل
مناجاة حاج :
إليك إلهي قد أتيت ملبياً ... فبارك إلهي حجتى ودعائياً
قصدتك مضطرا وجئتك باكياً ... وحاشاك ربى أن ترد باكياً
كفانى فخراً أنى لك عابد ... فيا فرحتى إن صرت عبداً موالياً
إلهي فأنت الله لا شئ مثله ... فأنعم فؤادى حكمة ومعانيا(1/173)
أتيت بلا زاد وجودك مطعى ... و ما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملاً ... خلاص فؤادي من ذنوبي ملبياً
المبادرة إلى الطاعات :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بادروا بالأعمال سبعاً : هل تنتظرون إلا : فقرا منسياً ، أو غنى مطغيا ، أو مرضا مفسدا ، أوهما مفندا ، أو موتا مجهزا ، أو الرجال فشر غائب ينتظر ، أو الساعة فالساعة أو هي وأمر "
بكاء عائشة: - رضي الله عنها :-
عن عروة بن الزبير قال : أتيت خالتى عائشة يوماً لأسلم عليها فوجدتها تصلى وتقرأ قوله تعالى :(فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) تردوها وتبكى ، فانتظرتها حتى مللت من الانتظار ثم ذهبت إلى السوقلحاجتى ، ثم رجعت فإذا هي على حالتها الأولى تردد هذه الآية في صلاتها وتبكى .
طويل الرقاد :
يا طويل الرقاد والغفلات ... كثرة النوم تورث الحسرات
إن في القبر إن نزلت إليه ... لرقاد يطول بعد الممات
الخير لا الخيل :
سأل رجل بلال بن رباح : من الذي سبق ؟ فقال : المقربون . فقال الرجل : إنما أسألك عن الخيل ، فرد بلال بقوله : وأنا أجيبك عن الخير .
سلعة الرحمن :
يا سلعة الرحمن لست رخيصة ... بل أنت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ... في الالف إلا واحد لا اثنان
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد ... بين الأراذل سفلة الإنسان
ياسلعة الرحمن أين المشترى ... فلقد عرضت بأيسر الأثمان
عتاب رقيق:
أراك هجرتنى هجراً طويلا ... وما عودتنى من قبل ذاك
عهدتك لا تطيق البعد عنى ... وتبغض في وادى من نهاك
فكيف تغيرت تلك السجايا ... ومن ذا الذي عنى ثناك
تقادير الزمان :
والله ما كان الفراق بخاطرى ... لكن تقادير الزمان عجيب
من وصايا لقمان عليه السلام :
" أى بنى : إنك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها ، واستقبلت الآخرة ، فداء أنت إليها تسير أقرب من دار أنت عنها متباعد . أى بني : إني قد ذقت المرارات كلها فما ذقت شيئاً من الفقر .(1/174)
يا بني من ذا الذي اتقى الله فلم يجده ، ومن ذا الذي لجأ إليه فلم يدافع عنه ، ومن ذا الذي توكل عليه فلم يكفه . ا بنى لايك الديك أكيس منك ، وأكثر منك محافظة على الصلوات ، وألا تراه عند كل صلاة يؤذن لها وبالأسحار يعلن بصوته وأنت نائم
حقوق الجار :
للجار حق إذا أديت واجبه ... جزاك ربك بالإحسان إحسانا
فأول بالخير خيراً واثنين به ... وإن أتى سبه جازيت غفران
واغضض جفونك عن عورات منزله ... وأوله عنك لطفا حيثما كانا
جارى أرى حفظه حقا ونصرته ... فلست أسلم جارى عز أوهانا
روى على المشتاق :
ردى على المشتاق بعض رقاده ... أو فاشركيه في اتصال سهامة
أسهرته حتى إذا هجر الكرى ... خليت عنه ونمت عن إسعاده
وقا فؤاد أن يلين للوعة ... باتت تقلقل في صميم فؤاده
سير العلماء :
قال الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – " الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلى من كثير من الفقه ؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم " .
حفظ الأوقات :
قال ابن القيم – رحمه الله – حدثنى أخو شيخنا : عبدالرحمن بن عبدالحليم ابن تيمية : عن أبيه قال : كان الجد إذا دخل الخلاء يقول : أقرأ لي في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع : وذلك يدل على حرصه على العلم ، وحفظه لأوقاته .
- وقال أحمد بن على : لعبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي : ما سبب كثرة سماعك الحديث من أبيك ؟كثرة سؤالاتك له ؟ فقال : ربما كان يأكل الطعام وأنا أقرأ عليه الحديث ، ويمشى وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شئ وأقرأ عليه .
- قال : عبيد بن يعيش وهو من شيوخ البخاري أقمت : ثلاثين سنة ما أكلت بيدى في الليل : كانت اختلى تلقمني الطعام في فمي ، وأنا مشغول بكتابة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
- موسى بن إسماعيل التبوذكى : لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً لصدقت ، كان مشغولاً : إما يحدث ، وأو يقرأ ، أو يسبح ، وأو يصلى ، وقد قسم النهار على ذلك ، وقد مات وهو في الصلاة .(1/175)
- رحل محمد بن اسحاق بن منده لطلب العلم وعمره عشرون سنة ، ولم يرجع إلى بلده الأصلى إلا وعمره خمسية وستون عاماً ، سمع العلم فيها عن ألف وسبعمائة شيخ ولما عاد إلى بلده تزوج ورزق بالأولاد .
وحدث أهل بلدته وعلمهم .
عزة نفس :
كتب المنصور العباسى إلى عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه يقول : ( لم لا تغشانا يا عبد الله كما يغشانا الناس .؟ فقال له جعفر : " ليس لنا في الدنيا من آجله ما نخشاه حتى نغشاك ، ولا عندك من الآخرة ما نرجو له ، ولا أنت فيما أنت من نعمة تربها بها ، ولا هي نقمة فتغريك لها " .
" من يطلب الدنيا لا ينصحك ، ومن يطلب الآخرة لا يصحبك "!! .
لا ، ونعم :
قال المهلب : يا بنى، إياك والسرعة عند المسألة بنعم ، فمدخلها سهل ومخرجها وعر ، واعلم أن " لا" وإن قبحت فربما أروحت ، فإذا سئلت ما قدرت عليه فأطمع ولا توجب ، وإذا علمت معذرة فاعتذا فالإتيان بالعذر الجميل ، خير من المطل الطويل .
منن الرجال :
لنقل صخر من قمم الجبال ... أحب إلى من منن الرجال
وذقت مرارة الأشياء طراً ... فما شئ أمر من السؤال
أمثال الشعوب :
- " إذا نام الحزن فلا توقظه " ... ... ... ( إنجليزى )
- " لا تظهر جلدك لمن لا يغطليك " ... ... (إيرلندى )
- " لا تشعل ناراً لا تستطيع اطفاءها " ... ... ( اسكتلندى )
- " صديق الطريق لا يوثق به " ... ... ( ولز )
- " عند فقد الأسد يجلس الثعلب على العرش " ... ( ولز )
- " صديقى من يطحن في طحونتى " ... ... ( برتغال )
- " التفاحة لا تسقط بعيداً عن شجرتها " ... ( روسى )
- " من وعظ في الصحراء أضاع وعظه " ... ( أسبانى )
- " الوردة التي يشمها الكثيرون تفقد رائحتها ... ( أسبانى )
- " الشبعان لا يصدق الجائع " ... ... ... ( بلغارى )
- " لا تعط اللقمة إلا إذا كان الرغيف في يدك " ... (استونيا )
- " إذا خدعنى إنسان فليسامحه الله ، وإذا خدعنى مرة أخرى فليسامحني الله " ( ألماني )
- " كثرة الانحناء تؤدى إلى الكسر " ... ... ( استونيا ) .(1/176)
إن الذي هو رزقي سوف يأتيني :-
يحكى أن " عروة بن أذينة " الشاعر ، وفد على هشام بن عبدالملك في جماعة من الشعراء ، فلما دخلوا عليه ، عرف عروة فقال له : ألست القائل :
لقد علمت وما الإسراف من خلقى ... إن الذي هو رزقى سوف يأتيني
أسعى إليه فيعيني .. تطلبه ... ولو قعدت أتانى لا يعييني
واراك قد جئت إلى الشام من الحجاز في طلب الرزق ؟ فقال له : يا أمير المؤمنين : زادك الله بسطه في العلم والجسم ، ولا رد وافدك خائبا والله لقد بالغت في الوعظ ، وأذكرتنى ما أنسانيه الدهر ، وخرج من فوره إلى راحلته فركبها ثم توجه راجعا إلى الحجاز ، فلما كان الليل ذكره هشام وهو في فراشه ، قثال : رجل من قريش قال حكمة ووفد إلى فرددته خائبا ، وهو مع ذلك شاعر لا آمن ما يقول ! فلما أصبح الصبح سأل عنه فأخبر بانصرافه ، وقال : لا جرم ليعلم أن الرزق سيأتيه ، ثم دعا مولى له: واعطاه ألفى دينار ، وقال الحق بهذه ابن أذينة ، واعطه إياها . قال : فلم يدركه إلا وقد دخل بيته ، فقرعت الباب عليه ، فخرج فأعطيته المال : فقال : أبلغ أمير المؤمنين قولي : سعيت فأكديت ، ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي !!
قد دخلوا وأنت تخرجهم:
قال الحجاج ذات مرة لامرأة من الخوارج : إقرئى شيئاً من القرآن فقرأت : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس ( يخرجون ) من دين الله أفواجا " فقال : ويحك : يدخلون ، قالت : قد دخلوا وأنت تخرجهم .
مرارة الفقر :
قال لقمان لإبنه : يا بنى أكلت الحنظل وذقت الفقر ، فلم أر شيئاً أمر من الفقر ، فإن افتقرت فلا تحدث به الناس كى لا ينتقصوك ، ولكن اسأل الله تعال من فضله ، فمن ذا الذي سأل الله تعالى فلم يعطه ، أو دعاه علم يحببه أو تضع إليه فلم يكشف ما به " ؟
ذل السجود :
سجدنا للقرد رجاء دنيا ... حوتها دوننا أيدى القرود
فما نالت أنا ملنا لشئ ... عملناه سوى ذل السجود
غدر المرأة :(1/177)
يقصون في بعض الأساطير اليونانية أن حكيماً من حكماء اليونان كان يحب زوجته حباً ملك عليه قلبه وعقله ، وكان يمازج هناءته الحاضرة شقاء مستقبل ، فقد كان يخشى أن يموت وتتزوج زوجته من بعده ، وكان كلما أخبر زوجته بذلك عللته بالأمانى وأقسمت له بكل يمين أنها تخونه حياً أو ميتاً ولن تتزوج بعده أبداً حتى جاء يوم ومر على مقبرة بالمدينة فرأى امرأة تقف على مقبرة لم لم يجف ترابها ، وبيدها مروحه من الحرير الأبيض مطرزاً بأسلاك من الذهب ، تحركها يمينة ويسرة تجفف بها بلل ذلك التراب ، فعجب من شأنها وتقدم إليها ، فارتاعت المرأة ، ولكنها أنست به حين عرفته ، فسألها مت شأنها ؟ فأبت أن تجيبه حتى تفرغ من شأنها ، فجلس إليها وتناول المروحة منها وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب ، ثم حدثته أن هذا قبر زوجها وأنه مات منذ ثلاثة أيام ،و أنها جالسة من الصباح إلى المساء لتجفف قبره وفاءً بيمين كانت أقسمت له في مرضه ألا تتزوج غيره حتى يجف تراب قبره ، وأن هذه ليلة زواجها وأنها لا تزيد أن تحنث في عهدها ثم قالت له : هل لك يا سيدى أن تقبل هذه المروحة هدية منى إليك ، وجزاءاً على حسن صنعك معى ، فتقبلها منها شاكراً ، ثم عاد إلى بيته مهموماً ، فلما سألته زوجته عن سر همه وحزنه أخبرها بالقصة ، فغضبت المرأة وانتزعت منه المروحة ومزقتها وأنشأت تسب المرأة وتلعنها فقال لها زوجها : إنك أقسمت لي ألا تتزوجى من بعدى فها تفين بعهد ؟ فقال : نعم ، ورمانى الله بكل ما يرمى به الغادر إن فعلت ، فاطمأنت نفسه ومضى على ذلك عام حتى مرض زوجها مرضاً شديداً حتى أشرف على الموت ودعا زوجته وذكرها بعدها معه ، فما غربت شمس هذا اليوم حتى غربت شمسه فأمرت أن يسجى بروائه حتى يحتفل بدفنه في اليوم الثانى ، ثم دخلت غرفتها ، وأخذت تبكيه وحدها وتندبه ، حتى دخلت عليها الخادمة وأخبرتها أن فتى من تلاميذ مولاها حضر ليزوره فلما علم موته ذعر ذعراً شديداً وخر في(1/178)
مكانه صريعاً وهو الآن عند الباب ولا تدرى ماذا تصنع في أمره ، فقالت لها سيدتها : اذهبى به إلى حجرة الضيوف وأن تتولى شأنه حتى يفيق ، ثم واصلت بكائها ونحيبها ، فلما مر الهزيع الثانى من الليل دخلت عليها الخادمة مزعورة مرتاعة وهى تقول : رحمتك واحسانك سيدتى فإن ضيفنا يعانى من آلامه وأوجاعه ، وما أحسبه إن نحن أهملنا أمره إلا هالكاً فقال المرأة تتحامل على نفسها حتى وصلت إلى غرفة الضيف فرأته على السرير والمصباح عند رأسه ، وحينما نظرت في وجهه رأت فيه جمالاً وحسناً ، أخذ بلبها وأنساها الحزن على زوجها ، فظلت تعالجه حتى استفاق ، ونظر إلى طبيبته نظرة الشكر والثناء ، ثم أنشأ يقص عليها قصته ، وأخبرها أنه غريب في قومه لا أب له ولا أم ولا أهل ولا زوجة ولا ولد ، وهنا أطرقت ساعة وفكرت ثم رفعت رأسها وامسكت بيده وقالت : إنك قدثكلت أستاذك، وأنا ثكلت زوجي فأصبح هنا واحداً ، فهل لك أن تكون عونا لي وأكون عونا لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعداً ولا معيناً ، فابتسم الشاب ابتسامة الحزن وقال لها : كيف ذلك سيدتى وأنا مريض ، وهذا المرض لا يرجى برؤه ولا يؤمل شفاؤه ، فقالت له : إنك ستعيش وسأعالجك مهما كان الثمن فقال لها : يا سيدتى اطلبى سعادتك عند غيرى فأنت من بنات الحياة وأنا من أبناء الموت ، فقال لن أتركك ، فقال لها إن دوائى عسير ولن أجد السبيل إليه ولقد أخبرنى الأطباء به ، ولكن هيهات هيهات ، فقالت له ما دواؤك ، فقال : حدثنى الطبيب أن شفائى في أكل دماغ ميت ليومه وما دام ذلك يعجزنى فلا شفاء ولا دواء ، فأطرقت المرأة اطراقة طويله ، ثم رفعت رأسها وقالت : اطمأن فداؤك لا يعجزنى ، ثم أمرته أن يعود إلى راحته وسكونه ، وخرجت من الغرفة متسللة حتى وصلت إلى غرفة سلاح زوجها فأخذت منها فأساً قاطعاً ثم مشت خلسة حتى وصلت إلى غرفة الميت ، ففتحت الباب ونظرت حولها ، ثن تقدمت من سريرة ورفعت الفأس لتهوى بها على رأس(1/179)
زوجها وإذ بالميت يفتح عينيه وينظر إليها ، فسقطت الفأس من يدها ، ثم سمعت حركة وراءها فالتفتت فرأت الضيف والخادمة واقفين يضحكان ، ففهمت كل شئ وهنا تقدم زوجها الحكيم نحوها ، وقال لها : أليست المروحة في يد تلك المرأة أجمل من الفأس في يدك ؟ أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه أفضل كثيراً من التي تكسر دماغه قبل نعيه ؟؟!! فصارت تنظر إليه نظراً غريبا ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها .!
يا قادماً بالتقى :
يا قادماً بالتقى فى عينيك الحب ... طال اشتياقى فكم يهفو لكم قلب
صبرت عاماً أمنى قرب عودتكم ... نفسى فهل يدنو لكم سرب
قل هل طيفكم فاخضر عامرنا ... والله أكرمنا إذ جاءنا الخصب
ففيكموا ايرتقى الأبرار منزلة ... والخاملون كسالى زرعهم جدب
شرار الناس :
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - " ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال " من أكل وحده ، ومنع رفده ، ورب عبده ، ألا أخبركم بشر من ذلكم ، من لا يقيل عثره ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا ، ألا أخبركم بشر من ذلكم : من يبغض الناس ويبغضونه " .
إباء وعزة :
إنا إن عشت لست أعدم قوتاً ... وإذا هت لست أعدم قبراً
همتي همسة الملوك ونفسي ... نفس حر ترى المذلة كفرا
فإذا ما قنعت بالقوت عمري ... فلماذا أخشى زيداً وعمراً ؟!
حلم وعقل :
قال الأحنف بن قيس : " ما نازعني أحد قط إلا أخذت أمرى بإحدى ثلاث : إن كان فوقى عرفت قدره ، وإن كان دوني أكرمت نفسي عنه ، وإن كان مثلى تفضلت عليه .
الأساطين في عدم التردد على السلاطين :
قال الغزى في الكواكب السائرة 1/226 في ترجمة السيوطي :" وكان لا يتردد إلى السلطان ولا إلى غيره ، وقد طلبه السلطان مراراً فلم يحضر إليه فقيل له : إن بعض الأولياء كان يتردد إلى الملوك والأمراء في حوائج الناس ، فقال : إتباع السلف في عدم التردد عليهم وذلك أسلم لدين المرء ، ثم ألف كتابه : " ما رواه الأساطين في عدم التردد على السلاطين "
مصلحة الشرع :(1/180)
قال ابن حجر في الدرر الكامنة 3/2921، في ترجمة " غازان محمود جنكيز خان ، أنه لما أسلم قيل له : إن دين الإسلام يحرم نكاح نساء الآباء ، وكان قد استضاف نساء أبيه إلى نسائه ، وكان أحبهن إليه بلغان خاتون ، وهى أكبر نساء أبيه ، فهم أن يرتد عن الإسلام فقال له بعض خواصه : إن أباك كان كافراً ، ولم تكن بلغان معه في نكاح صحيح إنما كان مسافحاً بها فاعقد أنت عليها تحل لك ولولا ذلك لأرتد عن الإسلام ، واستحسنوا ذلك ممن أفتاه .
دعاء جلاء الهم والغم :
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما أصاب عبداً هم ولا حزن ، فقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك ، عد في قضاءك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك أو أعلمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي وغمى " إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا ، قالوا : يا رسول الله أفلا نتعلمهن ؟ قال : بلى ، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن " .
ستر الله وستر الناس :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله " من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بإذنه : للعبد ستر بينه وبين الله ، وبينه وبين الناس ، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله ، هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس .
وإضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك من الله والدار الآخر ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .
الرجا من جانب اليأس :
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه ... لأبى ولا بشفيع لي من الناس
إذا أيست وكاد اليأس يقطعني ... جاء الرجا مسرعا من جانب اليأس
مشاهد ستة :
" وإذا جزى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد : أحدها : مشهد التوحيد وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .
والثاني : مشهد وأنه ماضٍ فيه حكمه ، وعدل فيه قضاؤه .(1/181)
والثالث : مشهد الرحمة وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه .
والرابع : مشهد الحكمة وإن حكمته سبحانه اقتضت ذلك ليس سدى ولا عبث .
والخامس : مشهد الحمد وإنه له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع الوجوه .
والسادس : مشهد العبودية وأنه عبد محض تجرى عليه أحكام سيده .
متى سيأتي الحلو .... ؟
الزوجة : قبل أن تتزوجني وتعيش معي ، كنت تقول لي : سوف أعيش معك على الحلوة والمرة .
الزوج : لقد تزوجنا منذ ست سنوات ، وعرفت المر والمرار ، فمتى سيأتي الحلو ... ؟ !
ذكرى :
لولا النسيم لذكراكم يؤانسني
لكنت محترقا من حر أنفاسى .
أنا الذي في هواكم مهجتى
تلفت شوقا وأحرقها همي ووسواسى
ولا جلست إلى قومٍ أحادثهم
إلا وأنتم حديثى بين جلاسى
ولا شربت لذيذ الماء من عطش
إلا وجدت خيالا منك في الكاس
لغويات :
متاع الدنيا = عرض ... ... ... ما شبت به النار = حصب
كل بناء مربع = كعبة ... ... ... كل بناء عال = صرح
كل مدينة جامعة = فسطاط ... ... كل نبت يؤخذ منه دواء = عقار
الإنس بالله تعالى :
من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول ، ومن فقده بين الناس في الخلوة فهو ميت مطرود ، ومن وجده في الخلوة وفى الناس فهو المحب الصادق القوى في حاله .
نور وجهك :
إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا ... كفى بالمطايا طيب ذكرك حاويا
وإن نحن أضللنا الطريق ولم نجد ... دليلا كفانا نور وجهك هاديا
أين الملتقى .. ؟
وقع ثعلبان في شبكة فقال أحدهما للآخر : أين الملتقى بعد هذا ؟ فقال : بعد يومين في الدباغة .
أعداء الإنسان :(1/182)
كيف يسلم من له زوجة لا ترحمه :: وولد لا يعذره : وجار لا يأمنه : وصاحب لا ينصحه : وشريك لا ينصفه : وعدو لا ينام عن معاداته : ونفس أمارة بالسوء ، ودنيا متزينة ، وهوى مرد : وشهوة غالبة له : وغضب قاهر : وشيطان مزين : وضعف مستول عليه فإن تولاه الله وجذبه إليه انقهرت له هذه كلها وإن تخلى عنه ووكله إلى نفسه اجتمعت عليه فكانت الهلكة .
النار وذنب واحد :
" يا مغروراً بالأمانى لعن إبليس وأهبط من منزل الغر بترك سجدة واحدة أمر بها ، وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها :وحجب القاتل عنها بعد أن رآها عياناً بملء كف من دم : وأمر بقتل الزانى اشنع القتلات بايلاج قدر الأنملة فيما لا يحل وأمر بايساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من سكر : وابان عضوا من أعضائك بثلاثة دراهم فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصية ، دخلت امرأة النار في هرة ، ورجل بكلمة واحدة سيئة قالها " .
أشياء يحبها الله تعالى :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة "
" أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان "
" إن أحب عبادة الله إلى الله أنصحهم لعبادة " .
" أحب الأعمال إلى الله ، الحب في الله والبغض في الله "
" أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا " .
أشياء يبغضها الله تعالى :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" إن الله يبغض المعبسى في وجوه إخوانه "
" إن الله يبغض الفاحش المتفحش "
" إن الله يبغض الوسخ ذا الشعث "
" إن الله يبغض السائل الملحف "
حب الله لعبده :(1/183)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال : إني أحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادى في السماء فيقول : " إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول : إني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ، ثم ينادى في أهل السماء : إن الله أبغض فلانا فأبغضوه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض .
إلهي لا تعذبنى :
إلهي لا تعذبنى فإنى ... مقر بالذي قد كان منى
فما لي حيلة إلا رجائي ... لعفوك إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا ... وأنت على ذو فضل ومن
إذا فكرت في ندمى عليها ... عضضت أناملى وقرعت سنى
أجن بزهرة الدنيا جنونا ... وأقطع طول عمرى بالتمنى
ولو أنى صدقت الزهد عنها ... قلبت لأهلها ظهر المجن
يظن الناس بى خيرا وإني ... لشر الناس إن لم تعف عنى
تأمل وتفكر :
عن أبى أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال : ( بينما رجل مستلق على فراشه ، إذ رفع رأسه فنظر إلى السماء والنجوم فقال : أشهد أن لك ربا وخالقا اللهم اغفر لي ، فنظر الله إليه فغفر له ) .
صفات العارف :
قال ابن سينا : العارف شجاع . وكيف لا ؟ وهو بمعزل عن تقية الموت وجواد . وكيف لا ؟ وهو بمعزل عن محبة الباطل . وصفاح . وكيف لا ؟ ونفسه أكبر من أن يجرحها زلة بشر . ونساء للأحقاد . وكيف لا ؟ وفكره مشغول بالحق .
الشرك الخفى :
" روى ابن أبى حاتم ، عن طاووس أن رجلا قال : يا رسول الله .. إني أقف المواقف ، أريد وجه الله وأحب أن يرى موطنى ؟ فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تزلت هذه الآية " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً "
مصابيح الهدى :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " طوبى للمخلصين : الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفقدوا ، أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم فتنة ظلماء " .
الحامدون :(1/184)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها " .
أحب الأعمال إلى الله :
قال - صلى الله عليه وسلم - أحب الأعمال إلى الله – بعد أداء الفريضة – إدخال السرور على المسلم "
معلم الشرع :
" علمت كلبك فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك وخوفاً من سطوتك ، وكم علمك معلم الشرع وأنت لا تقبل "
كدح الوحوش :
" إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمل سبحانه حوائجه كلها وحمل عنه كل ما أهمه : وفرغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته : وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكله نفسه فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ، ولسانه عن ذكره بذكرهم ووكله إلى نفسه فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره
من علامات السعادة والفلاح :
" ومن علامات السعادة والفلاح : أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته : وكلما زيد في علمه زيد في خوفه وحذره : كلما زيد في عمره نقص من حرصه وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله وكلما زيد في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم"
الجداد يوم المعاد :
السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمرها : فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة : ومن كانت في معصية فثمرته حنظل ، وإنما يكون الجداد يوم المعاد فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .
الفضيلة والفريضة :
" العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع اقامتهم على دنياهم فترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة ، فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة " .
كيف تعرف الرجال ... ؟(1/185)
جاء لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجل شهد لرجل آخر فقال له عمر : هل تعرف هذا الرجل ؟ قال : نعم إني أعرفه . قال : هل صاحبته في السفر الذي تعرف به مكارم الأخلاق ؟ قال : لا قال : هل عاملته بالدرهم والدينار الذي يعرف به ورع الرجل ؟ قال الرجل : لا فصاح عمر : لعلك رأيته قائماً وقاعداً يصلى في المسجد ؟ قال الرجل : نعم . قال له عمر : اذهب فإنك لم تعرفه . والتفت إلى الرجل الأول : وقال له : اذهب أنت وائتني بمن يعرفك ..!! .
الغافلون الأربعة :
قال الإمام جعفر الصادق - رضي الله عنه - عجبت لأربعة كيف يغفلون من أربع :
عجبت لمن ابتلى بالخوف كيف يغفل من قوله الله تعالى : " حسبنا الله ونعم الوكيل "
وعجبت لمن ابتلى بمكر الله به كيف يغفل عن قوله تعالى : " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " .
وعجبت لمن ابتلى بالضر كيف يغفل عن قوله تعالى : " ورب إني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين "
وعجبت لمن ابتلى بالغم كيف يغفل عن قوله " ولا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
غدر الزمان :
غدر الزمان بشملنا فتفرقا ... والقلب ذاب من الجفا وتحرقا
والعين تقطر من فراق أحبتى ... هذا الفراق متى يكون الملتقى
يا طلعة البدر المنير من الذي ... في حبكم ترك الفؤاد ممزقا؟
يا هل ترى الأيام تجمع شملنا ... ونفوز منها بالمسرة واللقا
من وصايا الآباء للأبناء :
"يا بنى ، لا تسأم من نصح النصحاء ، ولا من طلب العلوم فإنها هي الكنوز ، وكفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ، ويفرح به إذا نسب إليه ، وكفى بالجهل ذماً أن يتبرأ منه من هو فيه .(1/186)
يا بنى ،اصحب من يهديك إلى عيوبك ، وينصحك لرشدك ولا تصحب من يغريك ويغويك ، ويضلك الطريق . يا بنى ، أحسن إلى والديك وأهلك ، يحسن إليك أبناؤك وتذكر تربيتهم لك وأنت صغير ، وشفقتهم عليك وأنت جنين ، وألن لهم القول ما استطعت . يا بنى ، قابل معلميك وأصحابك بالوقار وعظيم الاحترام وقدمهم على نفسك في الأمور غير المضرة " .
واجب التلميذ في الفصل :
على التلميذ في الفصل ... قضاء الوقت في الشغل
وحفظ الدرس مجتهداً ... بلا ضحك ولا هزل
وإتمام الفروض على ... أتم الوجه والشكل
فيكتب كل تمرين ... بجد محكم النقل
إذا الأستاذ خاطبه ... يجيب بكامل العقل
ويقضى الوقت مستمعا ... ويجنى زبدة القول
ولا يمتاز من أحد ... بغير العلم والفضل
ذكاء طفل :
دخل الرشيد دار وزيره فقال لولد له صغير السن : أيهما أحسن دارنا أم داركم ؟ فقال الولد : دارنا ، فقال الرشيد : لم ؟ قال : لأنك فيها يا أمير المؤمنين ، فسر الرشيد به .
فروق لغوية :
ثُمَّت وثَمَّةَ :
ثُمَّت : حرف عطف ، وهو مكون من ثُمَّ الذي يدل على الترتيب مع التراخي ومن ( التاء ) التي قد تلحق به
وأما وثَمَّةَ : فهي اسم إشارة وهو مركب من وثَمَّ الذي يدل على البعد والذي بمعنى لهناك أو هنالك ) ومن غيره وتفضيله على نفسه .
الأثرة والإيثار :
الأثرة : اختصاص المرء نفسه بأجود الأشياء دون غيره أو هي حب النفس والإيثار : عكسها إنكار الذات واختيار غيره وتفضيله على نفسه .
الإفراط والتفريط :
الإفراط : تجاوز الحد من جانب الكمال .
التفريط : تجاوز الحد من جانب النقصان والتقصير .
توفر وتوافر :
توفر : تستعمل مع على بمعنى صرف همته إلى هذا الشئ .
توافر : بمعنى كثر واتسع .
طرائق وطرق :
طرائق جمع طريق وهى والوسيلة ( طرائق التدريس ) .
طرق وأطرق وأطرقة وأطرقاء وجمع طرقات وهى جمع طريق ( طرق المواصلات ) .
المؤمن والمنافق مع القرآن :(1/187)
عن أبى موسى الأشعرى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب ، وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمر ة ، لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر " .
سلعة الله :
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( من خاف أولج ومن أولج بلغ المنزل . ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) .
هبة الله :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :( إن هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله به خيراً منحه خلقا حسنا وإذا أراد الله به سوءاً منحه خلقا سيئاً "
مكارم الأخلاق :
أحب مكارم الأخلاق جهدى ... وأكره أن أعيب وأن أعابا
وأصفح عن سباب الناس حلما ... وشر الناس من يهوى السبابا
ومن هاب الرجال تهيبوه ... ومن حقر الرجال فلن يهابا
هو البحر !
قال أبى تمام في مدح المعتصم :
هو البحر من أى النواحي أتيته ... فلجته المعروف والجود ساحله
تعود بسط الكف حتى لو أنه ... ثناها لقبض لم تطعه أنامله
ولم لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله
مثبتات الود :
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - :" ثلاثة يثبتن لله الود في صدر أخيك : أن تبدأه بالسلام ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه .
هم النار وهم الدينار :
النار آخر دينار نطقت به ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري
المرء بينهما ما لم يكن ورعا ... معذب بين الهم والنار
مضار الشبع :
قال يحيى بن معاذ : من أكل حتى شبع عوقب بثلاث : يلقى الغطاء على قلبه ، والنعاس على عينه ، والكسل على جسمي .
واحر قلبي ! :
واحسرتى واشقوتى ! ... من يوم نشر كتابيه
وأطول حزني إن أكن ... أوتيته بشماليه
وإذا سئلت عن الخطأ ... ماذا يكون جوابيه ؟(1/188)
واحر قلبي أن يكون ... مع القلوب القاسية
صحة الناس :
قال البلخى : " اصحب الناس كما تصحب الناس ، خذ ممتعتها واحذر إحراقها .
فرص :
اغتنم ركعتين زلفى إلى الليل ... إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا هممت بالنطق بالباطل ... فاجعل مكانه تسبيحا
أغنى الناس بعد أبيه :
رأى عمر بن عبدالعزيز ولداً له يوم عيد ، وعليه قميص خلق ( ممزق ) فبكى ، فقال له الولد : ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عمر : يا بنى أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد إذ رأيت الصبيان في أحسن الثياب ، وأراك بهذا القميص الخلق . فقال الولد العاقل : يا أمير المؤمنين ؛ إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه ، أو عق أمه وأباه ، وإني لأرجو أن يكون الله راضيا عنى برضاك . فبكى عمر - رضي الله عنه - وضمه إليه وقبله بين عينيه ودعا له بالخير والبركة ، فكان أغنى الناس بعد أبيه .
أقدم أستاذي :
أقدم أستاذي على نفس والدي
وإن نالني من والدي الفضل والشرف
فدلك مربى الروح والروح جوهر
هذا مربى الجسم والجسم كالصدف
أصدق :
أصدق ولاتك كاذبا ... فالصدق أقرب للرشاد
والكذب موت للفتى ... بين الورى في كل ناد
فالكاذبون وجوههم ... مسودة يوم التناد
والصادقون حديثهم ... بين الأحبة في سداد
وأمورهم وفعالهم ... مشكورة بين العباد
محاورة بين التلميذ المتعلم والأب الجاهل :
الأب : أبنى ماذا تنفع ... تلك المدارس أجمع ؟
وأراك تطرق بابها ... وإلى المعاهد تهرع
فإذا انتهت من الدروس ... فأي شئ تصنع ؟
الابن : أبتاه لو تدرى العلوم ... وما بها من فائدة
لنهضت تطلبها ولو ... فوق الصخور الجامدة
ضاءت بها الدنيا وقد ... كانت ظلاما فاسدة
وربت بها الأرض التي ... من قبل كانت هامدة
الأب : أبنى هذا منطق ... لم يحو شيئا ينفع
لا مال فيه ولا غذاء ... وأكله لا يشبع
فازرع وعش في قرية ... بثرائها تتمتع
الابن : انظر أبى للقاطرة ... وإلى الحجوم الطائرة
وإلى البخار ففعله ... منه البصائر حائرة
يسقى زروعك ماؤه ... وبه تسبر الباخرة
العلم أوجد ذاك في ... تلك العصور الحاضرة(1/189)
فالعلم كنز لانفاد ... لفضله في الآخرة
فيه الزراعة والضاعة ... والفعال الطاهرة
فإذا اغتربت لنيله ... أدركت منه مفاخرة
الأب: الآن أفهم أن هذا ... العلم حقا يتبع
حيث المفاخر كلها ... لأولى المعارف ترجع
فاجتهد لنيل لبابها ... فبعزها تتمتع
إن البلاد بأسرها ... بالعلم حقا ترفع
عليك بالعلم :
عليك بالعلم فاطلبه بلا كسل ... واعمل فإن حياة العلم بالعمل
علم بلا عمل لا تستفيد به ... ولا تفيد فتمتضى خائب الأمل
الناس تحتاج أهل العلم قاطبة ... وأكثر الناس تستغنى عن الدول
وكم ملوك تقضى ذكرها ومضى ... وذكر ذي العلم بين الناس لم يزل
من صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - :-
عن الحسن بن على قال : سألت أبى عن مدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " كان دخوله في نفسه مأذونا في ذلك ، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس ، فيرد بذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم شيئاً ، وكان يؤثر أهل الفضل بأدبه وقسمه على قدر فضلهم في الدين .
وعن مخرجه قال : " كان رسول الله يخزن لسانه إلا فيما يعينه ويؤلف الناس ولا يفرقهم ، ويكرم كريم كل قوم ويليه عليهم ويحذر الناس من الفتن ، ويسأل الناس عما في الناس فيمن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف .
وعن مجلسه قال : كان رسول الله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله ويوطن الأماكن وينهى عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهى به المجلس ويأمر بذلك ، يعطى كلا من جلسائه نصيبه ، حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه من جالسه أو قاومه في حاجة ، صابرة حتى يكون هو المنصرف منه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه بسطة وخلقه فكان لهم أبا ، وصاروا عنده في الحق سواء .(1/190)
وعن سيرته قال : " كان رسول الله دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فاحش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهى فلا يؤبس منه ولا ن**** فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث الماء ، والاكثار ، ومما لا يعنيه ، وترك الناس إلا من ثلاث : كاد لا ينم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه " .
وفى سمو أخلاقه : " إذا صافح أمرا لا ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده ، ويقسم لحظاته بين أصحابه فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية ولم يبسط رسول الله رجليه بين أصحابه قط .
وكان يداعب الرجل يريد أن يسره ويفشى السلام بين الناس فيسلم على الصغير وعلى المرأة منهم . وكان جم التواضع وافر الأدب .
من أخلاق الخلفاء .. :
دخل الحارث بن مسكين على الخليفة المأمون ، فسأله الخليفة عن مسألة ، فقال الحارث : أقول فيها كما قال مالك بن أنس لأبيك هارون الرشيد ، وذكر قولاً لم يعجب الخليفة ، فقال المأمون : لقد تيست فيها وتيس مالك ، فقال الحارث : فالسامع – يا أمير المؤمنين من التيسين أتيس فتغير وجه المأمون ، وخرج الحارث ، فلم يستقر في منزله حتى أتاه رسول المأمون فأيقن بالشر ، ولبس ثياب أكفانه ، فما لبث أن دخل على المأمون فقربه وقال له : يا هذا إن الله – تبارك وتعالى – أمر من هو خير منك بلين القول لمن هو شر منى ، فقال لنبيه موسى وأخيه هارون : إذ أرسلهما إلى فرعون : " فقولا له قولا لينا لعله يذكر أو يخشى " فقال : يا أمير المؤمنين أبوء بالذنب وأستغفر الرب فقال : عفا الله عنك انصرف إذا شئت .
أهل الكهف :
أما والله لو علم الأنام ... لما خلقوا لما هجعوا وناموا
لقد خلقوا لأمر لو رأته ... عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
مما ، ثم قبر ، ثم حشر ... وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشر قد عملت رجال ... فصلوا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أمرنا أو نهينا ... كأهل الكهف أيقاظ نيام
ما النجاة .. ؟(1/191)
عن عقبة لن عامر ، قال : يا رسول الله : ما النجاة ؟ قال : أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وإبك على خطيئتك ، وإن أبعد الناس إلى الله تعالى القلب القاسى " .
قسم الله ... :
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطى الدين إلا من يحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، ولا يكسب عبد مالا حراما فينفق منه فيبارك له فيه ، ولا يتصدق منه فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره ، إلا كان زاده إلى النار ، إن الله لا يمحو السئ بالسئ ، ولكن يمحو السئ بالحسن "
رواه البيهقى
متفرقات :
البخل : هو المنع من مال نفسه .
الشح : هو بخل الرجل من مال غيره .
التدبر : تصرف القلب بالنظر في العواقب .
التفكر : تصرف القلب بالنظر في الدليل .
الرداء : ما يكسو النصف الأعلى .
الإزار : ما يكسوا النصف الأسفل .
التأبين : مديح الرجل ميتاً .
التقريظ : مدح الرجل حياً .
العصبة : العدد ما بين عشرة وأربعين .
الجماعة : العدد أكثر من الأربعين .
الصرف : النافلة .
العدل : الفريضة .
الثرى : التراب .
الثريا : قمة السماء .
عنى به : اهتم به .
عنى به : قصده .
فضيلة الإحسان :
يا جميل الوجه كن محسنا ... لا تخلصن الزين بالشين
ويا قبيح الوجه كن محسنا ... لا تجمعن الشين بالشين
ضيق الزمان :
ضاق الزمان فضاق فيه تقلبى ... والماء يجعل نفسه في جدول
لغة العيون :
العين تبدى الذي في نفس صاحبها ... من المحبة أو بغض إذا كانا
والعين تنطق والأفواه صامته ... حتى ترى من ضمير القلب تباينا
قال ابن عبد ربه :
هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر ... هيهات يأبى عليك الله والقدر
مازلت أبكى حذار البين ملتهفا ... حتى رتى لي فيك الربح والمطر
آليت ألا أرى شمسا ولا قمرا ... حتى أراك فأنت الشمس والقمر
صهوات المجد :
قال البارودى :(1/192)
فنهض إلى صهوات المجد معتليا ... فالباز لم يأو وإلا عالي القللل
واخشى النميمة واعلم أن صاحبها ... يصليك حرها نار بلا شعل
قاتل نفسه :
قال إبراهيم بن أدهم : ( من أطلق بصره طال أسفه ، ومن أطلق أمله ساء عمله ، ومن أطلق لسانه قتل نفسه ) .
جزاء الايثار :
خرج عبدالله بن جعفر إلى صيد له ، منزل على نخيل قوم وعند النخيل غلام أسود يعمل فيه . وأحس الغلام بالجوع فأتى بطعامه ليتناوله وإذ ذاك أقبل كلب ودنا من الغلام يريد الطعام فرمى ابنه الغلام قرصاً فأكله الكلب ثم رمى إليه قرصين آخرين كانا أمامه فأكلهما ولم ييق للغلام طعام ونظر إليه عبدالله بن جعفر وهو ساكت فقال : يا غلام كم قوتك كل يوم !
قال ثلاثة قرص قال عبدالله فلم آثرت هذا الكلب وأعطيته طعامك قال إن هذه الجهة ليس فيها كلاب وقد جاء هذا الكلب من مسافة بعيدة وهو جائع فكرهت أن أشبع وهو جائع . قال عبدالله : فماذا أنتصانع اليوم ! قال أجوع يومى هذا ، وأنتظر إلى غد بغير طعام فقال عبدالله : إن هذا الغلام لا سخى منى ، واشترى النخيل والغلام ممن يملكها واعتق الغلام ووهبه النخيل وما حوله من الآلات "
الأخذ بالعفو :
دخل رجل على عمر فقال يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر فقال له الحر بن قيس يا أمير المؤمنين لقد قال الله لنبيه (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) فما جاوزها وقد كان وقافا عند كتاب الله .
آداب الظواهر :
قال الغزالى : " آداب الظواهر عنوان آداب البواطن ، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر ، والاعمال نتيجة الاخلاق ، والآداب رشح المعارف ، وسرائر القلوب هى مغارس الافعال ومنابعها وأنوار السرائر ، وهى التى تشرق على الظواهر فتزينها وتجليها ، وتبدل المحاسن بمكارمها ومساويها ، ومن لن لم يخشع قلبه لم تخشع جوارحه ومن لم يكن صدره مشكاة الانوار الالهية لم يفض على ظاهره جمال الآداب النبوية "
لا تحسبن العلم ينفع وحده :(1/193)
فإذا رزقت خليقة محمودة ... فقد اصطفاك مقسم الارزاق
فالناس هذا حظه مال وذا ... علم ، وذاك مكارم الاخلاق
والمال إن لم تدخره محصناً ... بالعلم كان مطية الاحقاق
لا تحسبن العلم ينفع وحده ... ما لم يتوج ربه بخلاق
أجملوا فى الطلب :
عن أبى أمامة الباهلى أن رسول الله قال : " إن روح القدس نفث فى ردعى أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتوا الله واجملوا فى الطلب ولا يحملن أحدكم اسبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته " ... صحيح الجامع 1/2085
خذها كلها :
يا مدعى حب طه لا تخالفه ... الخلف يحرم فى دينا المحبينا
أراك تأخذ شيئاً من شريعته ... وتترك البعض تدوينا وتهوينا
خذها جميعا تجد خيراً تفوز به ... أو فطرحها وحذ** الشياطينا
صاف الكرام :
صاف الكرام فخير من صافيته ... من كان ذا أدب وكان ظريفا
واحذر مؤاخاة اللئيم فإنه ... يبدى القبيح *** المعروفا
رياضة النفس :
قال ابن حزم :" واعلم أن رياضة النفس أصعب من رياضة الأسد لأن الاسد إذا سجنت فى البيوت التى تتخذ لها الملوك أمن من شرها ، والنفس إذا سجنت لم يؤمن شرها " .
اختبار الطباع :
إن الرجال إذا اختبرت طباعهم ... ألفيتهم شتى على الاخبار
لا تعجلن إلى شريعة مورد ... حتى تبين صقمة الاصدار
الهمة العليا :
يا صاحب الهمة العيا وهل حملت ... روح الرسالات إلا روح مختار ؟
أعلى المناصب ما شادت لصاحبها ... من العلا والمعانى نصب تذكار
فى كفه شعلة تهدى وفى دمه ... عقيدة تتحدى كل جبار
سيئ الخلق :
قال أبو حازم سلمة بن دينار "السيئ الخلق أشقى الناس به نفسه التى بين جنبيه ، هى منه فى بلاء ، ثم زوجته ثم ولده ، حتى أنه ليدخل بيه وأنهم لفى سرور فيسمعون صوته فيفرون منه فرقا ، وحتى إن دابته لتحيد مما يرميها بالحجارة ، وإن كلبه ليره ليراه الجدار حتى إن قطه ليفر منه "
صلة الرحم :
وحسبك من ذل وسوء صنيعه ... مناداة ذى القربى وإن قيل قاطع(1/194)
ولكن أداسيه وأنسى ذنوبه ... لترجعه يوماً إلى .. الرواجع
ولا يستوى فى الحكم عبدان : واصل ... وعبد لأرحام القرابة قاطع
تعلم السمت :
قال ابن مهدى :" كنا نأتى الرجل ما نريد علمه ليس إلا أن نتعلم من هدية وسمته "
أنواع البلاء :
أنواع البلاء أربعة : بلاء الانتقام – بلاء تذكرة – بلاء اختبار – بلاء التمحيص والتخفيق ورفع الدرجات .
أسائل نفسى :
أسائل النفس ما هذا الاسى الخافى ... يعذب القلب يؤذى طرفى الغافى
أسير فى الدرب والآلام تصفعنى ... وكل خاطرة تسعى لإيقافى
هذا محيط الاسى أمواجه عصفت ... تحيط قلبى من الشكوى بأصنافى
وحوله روضتى الغناء باقية ... على الوفاء لعاداتى وأعراق
يا مركب الأمل الميمون سر قدما ... من قبل أن تكسر الأمواج مجدافى
سربى إلى روضتى فالقلب فى ظمأ ... لعيتى أرتوى من نبعها الصافى
نظرت حولى وأحلامى مغردة ... والناس حولى ما بين رحال ووقاف
لا الراحلون إلى أحلامهم وصلوا ... ولا المقيمون عاشوا دون إرجاف
أدركت أن حياة الناس مختبر ... فما تطيب لحمار وحلاف
أشكو إلى الله إيمانا بقدرته ... هو المعين على بؤسى هو الكافى
القرآن :
يا منزل الآيات والفرقان ... بينى وبينك حرمة القرآن
اشرح به صدرى لمعرفة الهدى ... واعصم به قلبى من الشيطان
يسر به أمرى واقض مآربى ... واجر به جسدى من النيران
واخطط به وزرى وأخلص بينى ... واشدد به أزرى وأصلح شأنى
واكشف به ضرى وحقق توبتى ... واربح به بيعى بلا خسران
طهر به قلبى وضف سريرتى ... أجمل به ذكرى وأعلى مكانى
واقطع به طمعى وشرف همتى ... كثر به ورعى واحى جنانى
أسهر به ليلى واطم جوارحى ... أسبل بقيض دموعها أجفانى
أمزجه يا ربى بلحمى مع دمى ... واغسل به قلبى من الاضغان
الزمان والناس : ( الخنساء ) :
إن الزمان وما يغنى له عجب ... أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس
أبقى لنا كل مجهول وفجعنا ... بالحالمين ، فهم هام وأرماس
إن الجديدين فى طول اختلافها ... لا يفسدان ولكن يفسد الناس
أخو ليلى :
أقول لظبى مد بى وهو رائع ... أأنت أخو ليلى ، فقال : يقال(1/195)
أيا شبه ليلى إن ليلى مريضة ... وأنت صحيح إن ذا لمحال
تمام الحج :
إذا الحجاج لم يقفوا بليلى ... فلست أرى لحجتهم تماما
تمام الحج أن تق المطايا ... على ليلى وتقريها السلاما
فراق الندامى : ( الاقيشر الأسدى ) :
غلب الصبر فاعترتنى هموم ... لفراق الثقات من إخوانى
مات هذا وغاب هذا ، وهذا ... دائب فى تلاوة القرآن
ولقد كان قبل إظهاره النسك ... قديماً من أظرف الفتيان
حلقة الخاتم ( عبدالرحمن بن حسان ) :
كأن فؤادى فى مخالب طائر ... إذا ذكرتك النفس شد بها قبضاً
كأن فجاج الارض حلقة خاتم ... على فما تزداد طولا ولا عرضا
بنفسى تلك الارض:
بنفسى تلك الارض – ما أطيب الربى ... وما أحسن المصطاف والمتربعا
واذكر أيام الحمى ثم أنثنى ... على كبدى نم خشية أن تصدعا
وليست عشيات الحمى برواجع ... إليك ولكن خل عينيك تدمعا
كأنا خلقنا للنوى وكأنما ... حرام على الأيام أن نتجمعا
كأن فؤادى من تذكره الحمى ... وأهل الحمى يهفو به ريش طائر
أهل العافية :
عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" يود أهل العافية يوم القيامة حتى يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت فى الدنيا بالمقاريض " ... سنن الترمذى
ثمانية لا بد منها :
ثمانية لابد منها على الفتى ... ولابد أن تجرى عليه الثمانية
سرورهم واجتماع وفرقة ... ويسر وعسر ثم سقم وعافية
لى فرج حل :
يضيق صدرى بغم عند حادثة ... وربما خير لى فى الغم أحيانا
ورب يوم الغم أوله ... وعند آخره روحاً وريحانا
ما ضقت زرعا ب* عند نائبة ... إلا ولى مزج قد حل أو حانا
ارض عن الله :
"ارض عن الله فى جميع ما يفعله بك فإنه ما منعك إلا ليعطيك ، ولا ابتلاك الا ليعافيك ، ولا أمرضك إلا ليشفيك
إتمام المعروف :
قال العباس بن عبدالمطلب : " لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال :تعجيله وتصغيره وستره ، فإذا عجلته هنأته ، وإذا صغرته عظمته وإذا سترته أتممته " .
عشق المكارم :
عشق المكارم فهو معتمد لها ... والمكرمات قليلة العشاق(1/196)
وأقام سوقا للثناء ولم تكن ... وسوق الثناء تعد فى الاسواق
بث الضائع فى البلاد فأصبحت ... تجبى إليه مكارم الاخلاق
المن :
أفسدت بالمن ما أسديت من حسن ... ليس الكريم إذا أسدى بمنان
خبر أبى ضمضم :
قال النبى - صلى الله عليه وسلم - " أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبى ضمضم كان إذا أصبح قال : اللهم إنى قد تصدقت يعرض على عبادك " ... أبو داود
عواقب الصبر :
اصبر قليلاً وكن بالله معتصماً ... لا تجعلنى فإن العجز بالعجل
الصبر مثل اسمه فى كل نائبة ... لكن عواقبه أحلى من العسل
لا تكره المكروه عند حصوله ... إن العواقب لم تزل متبانيه
كم نعمة لا تستقل بشكرها ... لله فى طي المكاره كامنة
مواطن :
لا يحسن الحلم إلا فى مواطنه
ولا يليق الوفا إلا لمن شكرا
دفع الشر :
إذا دفع الشر القبيح بمثله ... تحصل شر ثالث وتولدا
وأمست دواعى الشر ذات تسلسل ... مدير وصار الشرف فى الناس سرمدا
النور فى قلبى :
تالله ! ما الدعوات تهزم بالأذى ... أبداً ، وفى التاريخ بريمينى
ضع فى يدى القيد ألهب أضلعى ... بالسوط ضع عنقى على السكين
لن تستطيع حصار فكرى ساعة ... أوردا إيمانى ونور يقينى
فالنور فى قلبى وقلبى فى يدى ... ربى دربى حافظى ومعيني
أمجادنا :
يقول الشاعر : محمد إقبال :
من ذا الذى رفع السيوف ... ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالاً فى الجبال وربما ... سرنا على موج البحار بحارا
لم نخش طاغوتا يحاربنا ... ولو نصب المنايا حولنا أسوارا
وؤسنا يا رب فوق أكفنا ... نرجو ثوابك مغنما وجوارا
ندعوا جهارا لا إله سوى الذى ... خلق الوجود وقدر الأقدارا
كنا نرى الأصنام من ذهب ... فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لى زها ... ذهبا وصاغ الحى والدينارا
وكأن ظل السيوف ظل حديقة ... خضراء حولها الأزهارا
الهدية على قدر مهديها :
جاءت سليمان يوم العرض هدهدة
أهدت له من جراد كان فى فيها
وأنشد بلسان الحال قائلة :
إن الهدايا على مقدار مهديها
لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته
لكان يهدى لك الدنيا وما فيها(1/197)
الواقع المر :
كم صاحب يبكى على الدهر ... يشكو لنا من واقع مر
أبداً يعدد ما بأمتنا ... ويظل ينفث زمرة الصدد !
كفكف شكاتك ليس ينفعنا ... ومع جرى فى الخد والنخر
املأ فؤادك من تفاؤله ... أشرق بوجه باسم الثغر
لا تنكسر فالعرب قائمة ... بين الهدى وشراذم الكفر
واليأس يهزم نفس صاحبه ... قبل اللقاء ، ويعدد بالخسر
كذب على فأردت أن أخزيه .. !! :
استعمل عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهه أهلها فغفر له عمر ، فخافوا أن يرده عليهم . فقال دهقانهم : إن فعلتم ما آمركم به لم يرده علينا :قالوا : مرنا بأمرك . قال : تجمعون مائة ألف درهم ، حتى أذهب بها إلى عمر ، وأقول : إن المغيرة اختان هذا ودفعه إلى ، فجمعوا ذلك ، فأتى عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين إن المغيرة اختان هذا ، فدفعه إلى فدى عمر المغيرة فقال : ما يقول هذا ؟ قال : كذب ، أصلحك الله إنما كانت مائتى ألف !! فقال ما حملك على ذلك ؟ قال : العيال والحاجة ! فقال عمر للدهقان ما تقول : فقال : لا والله لأصدقنك والله ما دفعإلى قليلا ولا كثير ولكن كرهناه وخشيت أن ترده علينا ، فقال عمر للمغيرة ما حملك على هذا ؟ قال إن الحيث كذب على ، فأردت أن أخزيه .
كيف تأمر من السواك ؟! :
كان عند المهدى مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه المهدى يوما وهو يستاك فقال له : كيف تأمر من السواك؟ فقال : استك يا أمير المؤمنين ! فقال المهدى : إنا لله وإنا إليه راجعون !! ثم قال : التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل ؟ فقالوا : رجل يقال له على بن حمزة الكسائى من أهل الكوفة قال : يا على بن حمزة قال لبيك يا أمير المؤمنين قال : كيف تأمر من السواك ؟ فقال : سك فاك يا أمير المؤمنين فقال : أحسنت وأصبت وأمر له بعشرة آلاف درهم .
الضرة الأخرى :
عتبت على الدنيا لرفعة جاهل ... وخفض لذى علم فقالت : خذ العذرا
بنو الجهل أبنائى لهذا رفعتهم ... بنو العلم أبناء لضرنى الاخرى(1/198)
أأترك أولادى يموتون ض** ... لأرضع أولاداً لضرنى الآخرى ؟!
الآن نبدأ الحرب :
زار أحد المبشرين بلاد الاندلس – مستخفيا – فوجد شابا يبكى فسأله .. ما الذى يبكيك ؟ قال : قدر ميت عشر نبال فأصبت تسعة أهداف وأخطأت العاشر .. فقال المبشر لقومه عندما عاد إليهم : ليس الآن نبدأ حرب الخلاص .
وبعد فترة من الزمن زار الاندلسى فوجد شابا يبكى وعندما سأله عن سبب بكائه قال : أبكى حرقة على تأخر حبيبتى .. فعاد المبشر إلى قومه ، وقال ، الآن نبدأ حرب الخلاص .
المسافة للآخرة :
أودع رجل عند أعرابى فرسه لحين عودته من صيده ، ولم تمض سوى ليلة حتى مات الفرس وعاد صاحبه ليأخذه فأجابه الاعرابى :
أهديتنى بهدية ... وهى فى الحقيقة نادرة
فرس كأن رماحه ... مثل السيوف الهادرة
فى ليلة قطع المسا ... فة من هنا للآخرة
تبع وثمود :
عادت وربك تبع وثمود ... فإلام نذهب فى الهوى ونعود
فالغافلون الناكبون عن الهوى ... هم والحجارة للجحيم وقود
يا غافلين عن العذاب تنبهوا ... والله إن حياتكم ستبيد
إن الذى أمتى الأوائل قادر ... أن يهلك الباقين وهو مجيد
لما تركنا الهدى :
شريعة الله للإصلاح عنوان ... وكل شئ سوى الإسلام خسران
لما تركت الهدى حلت بنا محن ... وهاج للظلم والإنسان طوفان
تاريخنا من رسول الله مبدؤه ... وما عدا فلا عزو لا شان
قرآننا مشعل يهدى إلى سبل ... من حاد عن نهجها لا شك حزان
سقى الله ليلا : ( على بن الجهم ) :
سقى الله ليلا حبا بعد هجعة ... وأدنى فؤاداً من فؤاد معذب
فبتنا جميعا لو تران زجاجة ... من الراح ، فيا بيننا لم تسرب
وما أبالى كيف أهلكته ! :(1/199)
قال الله لموسى : " يا موسى ما أحبنى من أحب المال ، وما أحبنى من أحب الدنيا ، فإنه لا يسع قلب واحد حبى وحبها أبداً . يا موسى ما خافنى من خاف الخلق ، وما توكل على خاف فوات الرزق . يا موسى : وعزتى وجلالى ما اعتصم بى عبد إلا كفيته ، وبيدى مفاتيح الملك والملكوت ، وما توكل على عبد إلا أدخلته الجنة ، وكفيته كل مهمة ومن اعتصم اعتصم بغيرى أزغت الارض من تحته ، وقطعت الاسباب من فوقه وما أبالى كيف أهلكته " .
الله يفعل ما يشاء :
كن عن همومك معرضا ... وكل الامور إلى القضا
وانعم بطول سلامة ... تسليك عما قد مضى
فلربما اتسع المضيق ... وربما ضاق الفضا
ولرب أمر مسخط ... لك في عواقبه رضا
الله يفعل ما يشاء ... فلا تكن متعرضا
أذكرك وتنسانى :
قال الله في حديثه القدسى : " يا ابن آدم : أذكرك وتنسانى ، واسترك ولا تخشانى ، وفواعزتى وجلال لو أمرت الأرض لابتلعتك في بطنها ، ولو أمرت البحار لأغرقتك في معينها ، ولكن أؤخرك لأجل أجلته ، ووقت أقته ، ولابد لك ولكل نفس من المرور على ، والوقوف بين يدى . اذكرك الممالك ، واعد عليك أفعالك حتى إذا أيقنت بالبوار وأدركت أنك من أهل النار أوليتك غفرانى ومنحتك رضوانى ، وقلت لك لا تحق ولا تحزن فقد غفرت لك الذنوب والاوزار ، ومن أجلك سميت نفسى العزيز الغفار" .
صيانة النفس :
قال الامام على كرم الله وجهه :
صن النفس واحملها على ما يزينها ... تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملاً ... نبابك دهرا وجفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ... عسى نكبات الدهر عنك تزول
يعز غنى النفس إن قل ماله ... ويغنى غنى المال وهو ذليل
ولا خير في ود امرئ متلون ... إذا الريح مالت مال حيث تميل
جواد إذا استغيث عن أخ ماله ... وعند احتمال الفقر عنك بخيل
في اكثر الاخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل
بين أحمد والشافعى :
قال الامام الشافعى :
أحب الصالحين ولست منهم ... لعلى أنال بهم شفاعه(1/200)
وأكره من تجارتهم معاصى ... وإن كنا سويا في البضاعه
فحينما سمعه الامام أحمد بكى وقال :
تحب الصالحين وأنت منهم ... وفكم سوف يلقون الشفاعه
وتكره من تجارتهم معاصى ... وقال الله من شر البضاعه
أبوذر وثعالب الأصنام :
كان أبوذر يعبد صنما من الخشب في الجاهلية فدخل ذات يوم فوجد الثعالب قد بالت على صنمه فأنشد يقول :
رب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فلو كان ربا كان يمنع نفسه ... فلا خير في رب نأته المطالب
برئت من الاصنام في الارض كلها ... وآمنت بالله الذى هو غالب
أضرحة الاولياء :
قال شاعر النيل حافظ ابراهيم :
أحياؤنا لا يرزقون بدرهم ... وبألف ألف ترزق الاموات
من لى بحظ الناثمين بحفرة ... قامت على أحجارها الصلوات
يسعى الانام لها ويجرى حولها ... بحر النذور وتقرأ الايات
ويقال : هذا القطب باب المصطفى ... ووسيلة تقضى بها الحاجات
الحاجب :
لها حاجب كالقوس يرشق أسهما
تمزق أحشاء المعنى برمية
ولو أفرغ النقاش جعبة فكره
لما خط قوسا شبه ذاك بريشة
حواراء بشاربن برد :
حوراء إن نظرت إليك ... سقتك بالعينين حمرا
وكأن رجع حديثها ... قطع الرياض كسين زهراً
وكأن تحت لسانها ... هاروت ينفث فيه سحرا
وتخال ما جمعت عليه ... ثيابها ذهبا وعطراً
عفة عنترة :
وأغض الطرف ما بدت لى جارتى ... حتى يوارى جارتى مأواها
إنى امرؤ سمح الخليقة ماجد ... لا أتبع النفس اللجوج هواها
وإن عدت إلينا قبلناك :
روى أن رجلا عبدالله أربعين سنة ثم عصاه أربعين سنة وحينما نظر في المرآة وجد الشيب قد دب في رأسه فبكى وقال : يارب عبدتك أربعين سنة ثم عصيتك أربعين سنة فهل إذا تبت إليك تقبلنى ؟ فسمع صوتا يقول له : عبدى إذا كتب بالغدر موصوف فأنا بالجود معروف ، وإذا كنت ذا خطايا فأنا ذو عطايا ، وإذا كنت ذا ذنب وذا سهوة فأنا ذو مغفرة وذو رحمة . أجبتنا فأجبناك ، وعصيتنا فأمهلناك ، وإن عدت إليك قبلناك .
النفس تبكى على الدنيا :(1/201)
جاء رجل إلى الامام على – كرم الله وجهه – وقال : يا أمير المؤمنين : إنى قد اشتريت داراً جديدة وأريد أن تكتب لى عقد شراء بيدك لهذه الدار ، فوجد الإمام على : الدنيا قد ملكت وزخرفها على الرجل حياته فأمسك بالقلم وكتب : " بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً تقع في بلد المذنبين وسكة الغافلين حدودها أربعة ، فالحد الأول الموت والحد الثاني القبر ، والحد الثالث : الحساب والحد الرابع : إما إلى جنة وإما إلى نار كما يشاء العزيز الغفار " منظر الرجل إلى العقد وقال يا إمام أهذا عقد شراء دار أم عقد شراء مقبرة فأنشد الإمام
النفس تبكى على الدنيا وقد علمت ... أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ... إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه ... وإن بناها بشر خاب بانيها
أين الملوك التي كانت مسلطنة ... حتى سقاها بكأس الموت ساقها
أموالنا لذوى الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
كم من مدائن في الآفاق قد بنيت ... أمست حزابا وأفنى الموت أهلها
لا تركنن إلى الدنيا وما فيها ... فالموت لا شك يفنيها ويفنيها
واعمل لدار غداً رضوان خازنها ... والجار أحمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها ... والزعفران حشيش نابت فيها
الحق يعلو :
الحق يعلوا والاباطل تسفل ... والحق عن أحكامه لا يسأل
فإذا استحالت حالة وتبدلت ... فالله عز وجل لا يتبدل
واليسر بعد العسر موعود به ... والصبر بالفرج القريب موكل
... ... ... ... ... ... ... " لسان الدين بن الخطيب "
بين شوقى وحافظ :
بعث شوقى – أمير الشعراء – إلى صديقه حافظ إبراهيم وهو في المنفى يقول :
يا ساكنى مصر إنا لا نزال على ... عهد الوفاء وإن غبنا مقيمينا
هلا بعثتم لنا من ماء نهركم ... شيئاً نبل به أحشاء صادينا
كل المناهل بعد النيل آسنة ... ما أبعد النيل إلا عن أمانينا
فأجابه حافظ بهذه الابيات :
عجبت للنيل يدرى أن بلبله ... صاد يسقى ربا مصر ويسقينا(1/202)
والله ما طاب للأصحاب مورده ... ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينا
لم تنأ عنه وإن فارقت شاطئه ... وقد نأينا وإن كنا مقيمينا !
الكلام المفيد :
لم أقل غير ما حسبت مفيدا ... ليت شعرى هل قلت شيئا مفيدا ؟
فإذا عشت . عشت حرا ضميرى ... مستريحا لما صنعت سعيدا
وإذا مت . مت حراً لأنى ... لم أضف للحياة قيدا جديدا
بل إذا مت لم أجر ورائى ... من كلامى مسلاسلا وحديدا
واو الثمانية :
وهى الواو التي تأتى بعد العدد السابع وقبل الثامن وفى القرآن " ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم " وقوله " مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا " .
أشد جنود الله عشرة :
قال الإمام على كرم الله وجهه :" أشد جنود الله تعالى عشرة ": - الجبال الرواسى والحديد يقطع الجبال ، - والنار تذيب الحديد – والماء يطفئ النار – والسحاب يحمل الماء – والريح تقطع السحاب – وابن أدم يغلب الريح فيسترها بثوبه والسكر يغلب ابن آدم والنوم يغلب السكر – والهم يغلب النوم ، فأشد جنود الله الهم .
من عيوب التأليف :
قالوا : " الانسان في فسحة من عقله وفى سلامة من أفواه جنسه مالم يضع كتابا أولم يقل شعرا "
وقيل : من صنف كتابا فقد استشرف للمدح والذم ، فإن أحسن فقد استهدف الحسد والغيبة وإن أساء فقد تعرض للقذف والشتم " .
أحب ثلاثا وأبعض ثلاثا :
قال الله – عز وجل – في حديثه القدسى :" أحب ثلاثا وحبى لثلاث أشد "
- أحب الغنى الكريم وصبى للفقير الكريم أشد .
- وأحب الفقير المتواضع وصبى للغنى المتواضع أشد .
- وأحب الشيخ الطائع وحبى للشاب الطائع أشد .
وأبغض ثلاث وبغض لثلاث أشد :
- أبغض الغنى المتكبر وبغض للفقير المتكبر أشد .
- وأبغض الفقير البخيل وبغض للغنى البخيل أشد .
- وأبغض الشاب العاصى وبغض للشيخ العاصى أشد .
" المؤمن يرى ذنبه كالجبل فوقه يخاف أن يقع عليه " والمنافق يرى ذنبه كذباب وقع على وجهه فأطاره " .
كل إناء بالذى فيه ينضح :(1/203)
وقالوا فلان في الورى لك شاتم ... وأنت له دون الخلائق تمدح
فقلت ذروه ما به وطباعه ... فكل إناء بالذى فيه ينضح
إذا الكلب لا يؤذيك عند نبيحه ... فذره إلى يوم القيامة ينبح
عوارض في لغة العرب :
1- " الكشكشة " : وهى لغة أشد وهى قلب الكاف شيئا مثل ( ما الذى جاء بش أى بك ) وقرأوا ( قد جعل ربش تحتش سريا ) .
2- " العنعنة " لغة تميم " وهى إبدال العين من الهمز " مثل : ظننت عنك ذاهب ( أى أنك ذاهب ) وأعن توسمت ( أى أإن توسمت ) .
3- " اللخلخانية " وهى لغة بعض أعراب الخليخ مثل اوعمال مثل شاء الله كان ( أى ما شاء الله كان ) .
4- " الطمطمانية وهى لغة حمير ، بإبدال أل المعرفة ألف وميم مثل طاب الهواء ( أى طاب الهواء ) وقال الرسول بلغتهم ليس من البر صيام في السفر .
مراتب الحب في اللغة :
قال الثعالبى في فقه اللغة : أول مراتب الحب :
( الهوى ) ثم ( العلاقة ) ثم ( الكلف ) ثم ( الشغف ) ثم ( الشغف ) ثم ( الجوى ) ثم ( التيم ) ثم ( التبل ) ثم الهيوم .
الايام :
ستبدى لك الايام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالخبار من لم تزود
ويأتيك بالاخبار من لم تبع له ... بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
السؤال عن الشر :
عن حذيفة ابن اليمان – رضى الله عنه – قال " كان الناس يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أقع فيه ، قلت ط يا رسول الله كنا في جاهلية وشر حتى أتنانا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال " نعم " نعم سيقع بعد هذا الخير شر ، فقال حذيفه " هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : نعم وفيه وخن ( أى غش ) قال حذيفة : وما وخنه ؟ قال : أناس يهتدون بغير سنتى تعرف منه وتنكر " .
كذب القصاص :(1/204)
دخل الاعمشى مسجداً بالبصر ونظر إلى راجل قاص يكذب على الناس ويقول : حدثنا الاعمش ويكذب ، فتوسط الاعمش الحلقة وجعل ينتف شعر إبطه فقال القاص : ألا نستحى نحن في علم وأنت تفعل هذا ، قال : الاعمشى : الذى أنا فيه خير من الذى أنت فيه لأنى في سنة وأنت في كذب وبدعه ، أنا الاعمشى وما حدثتك مما تقول شيئاً .
ما أنتم وسواكم بسواء :
أهلا وسهلاً بالذين أحبهم ... وأودهم في الله ذى الآلاء
أهلا بقوم صالحين ذوى تقى ... عز الوجوه زين كل ملاء
يسعون في طلب الحديث بعفة ... وتوقر وسكينة وحياء
لهم المهابة والجلالو والنهى ... وفضائل جلت عن الاحصاء
ومداد ما تجرى به أقلامهم ... أزكى وأفضل من دم الشهداء
يا طلبى علم النبى محمد ... ما أنتم وسواكم بسواء
عجبت لاربع :
قال الحسن البصرى – رضى الله عنه عجبت لاربع كيف يغفلن عن أربع :
- عجبت لمن ابتلى بالنعم كيف يفعل عن " لا إله إلا أنت سبحانك "
- عجبت لمن ابتلى بالمكروه كيف يغفل عن " وأفوض أمرى إلى الله " .
- عجبت لمن ابتلى بالظلم كيف يغفل عن " حسبنا الله ونعم الوكيل "
- عجبت لمن ابتلى بالضر كيف يغفل عن " ربى إن مسن الضر وأنت ارحم الراحمين :
قال للعالم :
قال الله في حديثه القدسى :" قل للعالم لا يعجبك علمك فإن أعجبك علمك فأخبرنا من أجلك ، وقل للغنى:لا يعجبك غناك فإن أعجبك فارزق عبادى يوما واحداً ، وقل للفطن المعول على أمر دنياه :لم عمرت الفانية وخربت الباقية ، وقل لمن تكبر وتجبر ، كيف نتكبر ومجراك من البول مرتين"
الاخلاص :
قال تعالى في حديثه " الاخلاص سر من أسرارى أودعه قلب من شاء من عبادى وكتب أن لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده " .
في زمن النفاق :
ما دمت في زمن النفاق ... فاعدل بساق ومل بساق
ولا تقارب ولا تباعد ... ودر مع الثور في السواقى
وضاحك الشمس في الدياجى ... وداعب البدر في المحاق
ولا تحقق ولا تدقق ... وانسب شاما إلى عراق
وقل كلاما بغير معنى ... واحلف على الافك بالطلاق(1/205)
ولا تصادق ولا تخاصم ... واستقبل الكل بالعناق
فأى شخص كأى شخص ... بلا اختلاف ولا اتفاق
وأى شئ وكأى شأى ... ما دمت في زمن النفاق
خفف الوطأ :
قال أبو العلاء المعرى :
غير مجد في ملتى واعتقادى ... نوح باك ولا ترنم شاد
صاح هذى قبورنا تملأ الرحب ... فأين القبور من عهد عاد ؟
خفف الوطأ ما أظن أديم الارض ... إلا من هذه الاجساد
سر إن استعطت في الهواء رويدا ... لا اختيالاً على رفات العباد
رب لحد قد صار لحداً مراراً ... ضاحك من تزاحم الاصداد
تعب كلها الحياة فما أعجب ... إلا من راغب باز دياد
هى الدار :
قال الشاعر : محمود سامى البارود :
هى الدار ما الانفاس إلا نهائب ... لديها وما الاجسام إلا عقائر
وإذا أحسنت يوما أساءت ضحى غد ... فإحسانها سيف على الناس جائر
ترب الفتى حتى إذا ما تم أمره ... دهته كمارب البهيمة جازر
إذا المرء لم يركن إلى الله في الذى ... يحاذره من دهره فهو خاسر
عقد القضاء :
قال قيس بن الملوح :
فقالوا أين مسكنها ومن هى ... فقلت : الشمس مسكنها السماء
فقالوا من رأيت أممت شمسا ... فقلت على قد نزل القضاء
إذا عقد القضاء على أمرا ... فليس يحله إلا القضاء
أنا العبد المقر بكل ذنب :
أيا من ليس لى منه مجير ... بعفوك من عذابك أستجير
أنا العبد المقر بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغنور
إن عاقبتنى فبسوء فعلى ... وإن تعفو فأنت به جدير
ولكن قل : على رقيب :
إذا ما خلوت الدهر يوما ... فلا تقل خلوت ولكن على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ... ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
لهونا *** الله حتى تتابعت ... ذنوب على إثرهن ذنوب
فياليت أن الله يغفر ما مضى ... ويأذن في توبتنا فتتوب
ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله :(1/206)
عن أبى ذر – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله : فأما الثلاثة الذين يحبهم الله : فرجل أتى قوما فسألهم بالله ، ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم فمنعوه ، فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا ، لا يعلم بعطيته إلا الله والذى أعطاه .
: وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان اليوم أحب إليهم مما يعدل به فنزلوا فقال رجل يتملقنى ويتلوا آياتى .
: ورجل كان في سرية فلقى العدد فانهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له .
وأما الثلاثة الذين يبغضهم الله : فالشيخ الزانى ، والفقير المختال ، والغنى الظلوم "
فلا تشكونى إلى خلقى :
أوحى الله إلى عزير :" إذا أذنبت ذنبا صغيرا فلا تنظر إلى صغرة وانظر إلى الذى أذنبت له . وإذا أصابك خير يسير فلا تنظر إلى صغره ، وانظر إلى من الذى قدر رزقك ، وإذا أصابتك بلية منى ، فلا تشكونى إلى خلقى فإنى لا أشكو إلى ملائكتى إذا صعدت إلى معاصيك "
كلام الزرقاء بنت عدى :
عن سعد بن حذاقة الجمحى قال : سمر معاوية ليلة فذكر الزرقاء بنت عدى ، وكانت مع الإمام على في صفين ، فقال لأصحابه : أيكم يحفظ كلام الزرقاء ؟ فقالوا : كلنا نحفظه ، قال : فما تشيرون على فيها ؟ قالوا : بقتلها ، قال : بئس ما أشدتم على به ، فدعا كتابه فكتب إلى عامله في الكوفه أن يوفد إليه الزرقاء في أحسن موكب ، فلما جاءت قال لها : كيف حالك يا خالة ، وكيف سيرك ؟ قالت : خير مسير ، قال : بعثت إليك أسألك ألست راكبة الجمل الاحمر يوم صفين بين الفين توقدين الحرب فما حملك على ذلك ؟ قالت : يا أمير المؤمنين إنه قد مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر ، والامر يحدث بعده الامر ، قال لها : صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين ! قالت : ما احفظه ، قال ولكنى والله احفظه : لقد سمعتك تقولين :(1/207)
أيها الناس : إنكم في فتنة قد غشتكم جلابيب الظلم ، وجارت بكم عن قصد المحجة ، فيالها من فتنة عمياء صماء ، يسمع لقائلها ولا ينظار لسائقها ، أيها الناس ! إن المصباح لا يضئ في الشمس ، وإن الكواكب لا يقد في القمر ، وإن البغل لا يسبق الفرس ، وإن الزف لايوازن الحجر ، ولا يقطع الحديد إلا الحديد ، ألا من اشترشدنا أرشدناه ومن استخبرنا أخبرناه ، وإن الحق كان يطلب ضالته فأصابها ، فصبرا يا معشر المهاجرين والانصار ، فكان قد أندمل شعب الشتات ، والتأمن كلمة العدل ، وغلب الحق باطله ، فلا يجعلنى أحد فيقول : كيف وإنى **** الله أمراً كان مفعولا ، ألا إن خضاب النساء الحناء ، وخضاب الرجال الدماء ، والصبر خير في الامور عواقبا أيها الناس إلى الحرب قدما قدما غيرنا كصين فهذا يوم له ما بعده ، ثم قال معاوية : والله يا زرقاء لقد شركت عليا في كل دم سفكه فقالت : أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك مثلك من بشر بخير وسر جليسة فقال : وقد سرك في ذلك ؟ قالت نعم والله لقد سرنى قولك ، فقال معاوية : والله لوفائكم له بعد موته أحب إل من حبكم له في حياته " .
المغفرة : لأبى العتاهية :
إنى شكرت لظالمى ظلمى ... وغفرت ذاك له على علمى
ورأيته أسرى إلى يدا ... لما أبان بجهله حلمى
رجعت اساءته عليه ... واحسانى فعاد مضاعف الجرم
وغدوت ذا أجرٍ ومحمدة ٍ ... وغدا بكسب الظلم والاثم
فكأنما الاحسان كان له ... وأنا المسئ إليه في الحكم
مازال يظلمنى وارحمه ... حتى بكيت لهمن الظلم
أخى بحق :
فإما أن تكون أخى بحق ... فأعرف منك غثى من سمينى
وإلاف طرحنى واتخذنى ... عدوا اتقيك وتتقينى
فانى لو تخالفنى شمالى ... خلافك فاوصلت بها يمينى
إذا لقطعتها ولقلت بينى ... كذلك أجتوى من يجتوينى
من الرفيق :؟(1/208)
قيل للشبلى من الرفيق ؟ قال : من أنت غاية شغله ، وأوكد فرضه ونقله . قيل : فمن الشفيق ؟ قال : من إن دهمتك محنة قذيت عينه لك ، وإن شملتك منحة قرت عينه بك قيل له : من الوافى ؟ قال : من يحكى بلفظه كما لك ويرعى بلحظة جمالك ، قيل له : فمن الصاحب ؟ قال : إن غاب تشوفت إليه التحباب ، وإن حضر تلقحت به الالباب .
أقلل عتابك :
أقلل عتابك فالزمان قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل
لم أبك من زمن نرحمت صدوفه ... إلا بكيت عليه حين يزول
طالب المال :
قال ابن حزم في " مداواة النفوس " : " طالب الآخرة متشبه بالملائكة ، وطالب الشر متشبه بالشياطين وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع ، وطالب المال لعين المال لا لنفقته في الواجبات والنوافل المحمودة ، أسقط وأذل من أن يكون له في شئ من الحيوان شبه ، ولكنه يشبه العذرات في الكهوف في المواضع الوعرة ، لا ينتفع بها شئ من الحيوان "
إن يحسدونى :
إن يحسدونى فإنى غير لائمهم ... قبلى من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لى ولهم ما بى وما بهم ... ومات أكثرهم غيظاً بما يجد
أنا الذى يجدونى في صدورهم ... لا أرتقى صعداً ولا أرد
جوابه في السكوت :
استر النفس ما استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت
واجعل الصمت إن عييت جوابا ... رب قول جوابه في السكوت
لا تشاور مهموما :
قال قس بن ساعدة يوصى ولده :
" لا تشاور مشغولاً وإن كان حازما ، ولا جائعاً وإن كان فهما ولا مذعوراً وإن كان ناصحاً ولا مهموما وإن كان عاقلاً فالهم يعقل العقل فلا يتولد منه رأى ولا تصدق به رؤية "
عماد الدين عندنا كلمات ... أربع من كلام خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما ... ليس يعنيك واعمل بنية
حسن الجواب :
قال الخليفة لولد وزيرة وهو في داهم : إيما أحسن دارنا أو داركم ؟ قال : دارنا ، قال : لم ؟ قال لأنك فيها .
مداواة العداوة :
قال ابن نباته السعدى :
وإذا عجزت عن العدو فدواه ... وامزج له إن المزاج وفاق(1/209)
فالنار بالماء الذى هو ضدها ... تعطى النضاج وطبعها الاحتراق
هم رحلوا :
هم رحلوا يوم الخميس عشية ... فودعتهم لما استقلوا وودعوا
فلما تولوا ولت النفس معهم ... فقلت : ارجعى : قالت : إلى أين أرجع
إلى جسد ما فيه لحم ولا دم ... ولا فيه أعظم تقعقع
وكذبت فيك الطرف والطرف صادق ... واسمعت أذنى فيك ما ليس أسمع
يا ساهراً :
يا ساهراً يرنو بعينى راقد ... ومشاهداً للأمر غير مشاهد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى ... درك الجنان بها وفوز العابد
أنسبت أن الله أخرج آدما ... منها إلى الدنيا بذنب واحد ؟
قلم الكتاب :
ذ ... وعدوه مما يكسب المجد والكرم
كفى قلم الكتاب فخراً ورفعة ... مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم
الأعرابى وقسمة الدجاج :
قال " أبو الحسن " حدثنى أعرابى كان ينزل بالبصرة فقال : قدم أعرابى من البادية فأنزلته وكان عندى دجاج كثير ولى امرأة وابنا وابنتان منها ، فقلت لأمرأتى : بادرى واشوى لنا دجاجة وقدميها لنا نتغدى : فلما حضر الغداء جلسنا جميعا ، ودفعنا الجاجة إلى الاعرابى وقلنا له : اقسمها بيننا – نريد أن نضحك منه – فقال : أنا لا أحسن القسمة ، فإن رضيتم بقسمتى قسمتها بينكم ، قلنا : فإنا نرضى ، فأخذ رأس الدجاجة فقطعها فناولينه وقال الرأس للرئيس ، وقطع الجناحين وقال : الجناحان للابنتين ، ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنين ، ثم قطع ذنبها وقال : العجوز للعجوز ، ثم قال : الزور للزائر وأخذ الدجاجة بأسرها .
فلما كان الغد قلت لامرأتى : اشوى لنا خمس دجاجات ، فلما حضر الغداء قلت : اقسم بيننا : قال : إنى أظن إنكم وجدتم ( حزنتم ) في أنفسكم ؟ قلنا : لا أقسم : قال : أقسم شفعا أو وترا ، قلنا : اقسم وترا ، قال : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة : ثم رمى إلينا دجاجة ، ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة .(1/210)
ثم رمى إليهما بدجاجة ، ثم قال : وابنتاك ودجاجة ثلاثة ثم رمى إليها بدجاجة ، ثم قال : أنا ودجاجتان ثلاثة ، وأخذ دجاجتين وسخر منا ، ثم رآنا ونحن ننظر إلى دجاجته فقال : ما تنظرون لعلكم كرهتم قسمة الوتر فها لكم في قسمة الشفع ؟ قلنا : نعم فضم الدجاج إليه ثم قال : أنت وابناك ودجاجة ودجاجة أربعة ورمى إليهم بدجاجة : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ، ورمى إليهم بدجاجة ، ثم قال : وثلاثة دجاجات أربعة وضم إليه الثلاث ، ثم رفع يديه إلى السماء وقال " اللهم لك الحمد أنت فهمتينها "
حكم المنية في البرية جار ... ما هذه الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوا من الاقدار والاكدار
ومكلف الايام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
أخى :
وليس أخى من دونى بلسانه
ولكن أخى من دونى فى النوائب
ومن ماله مالى وإذا كنت معدما
ومالى له إن عض دهر بغارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخيا
فقد تنكر الإخوان عند المصائب
من أسماء الأصوات :
- الضعيف : صوت الأرنب . ... ... ... - القصيب : صوت الرعد والبحر .
- الحسيس : صوت النار . ... ... ... - الأزيز : صوت الرصاص .
- الفحيح : صوت الأفعى . ... ... ... - الصفير : صوت النسر والريح .
- التبيب : صوت التيس . ... ... ... - الهزيم : صوت الرعد والريح .
- الهديل : صوت الحمام . ... ... ... - النقيق : صوت الضفضع .
- الحفيف : ورق الشجر .
من أسماء القرآن :
أحسن الحديث – آيات مبينات – الوحى – الذكر الحكيم – تذكرة بصائر – الصدق – القرآن العظيم – الكتاب – النبأ العظيم .
النفس التواقة :
قال رجاء بن جبوة : أمرنى عمر بن عبدالعزيز أن اشترى له ثوباً بسته دراهم فأتبته به فجسه وقال : هو ما أحب لولا أن فيه لينا ، قال رجاء : فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ قلت : أتيتك وأنت أمير بثوب بستمائة وهم فجلس وقلت هو هلى ما أحب لولا أن فيه خشونه ، وأتيتك وأنت أمير المؤمنية بثوب بستة دراهم فجسسته وقلت : هو على ما أحب لولا أن فيه لينا ... !!
فقال عمر :(1/211)
" يا رجاء . إن لي نفساً تواقة ، تاقت إلى فاطمة بنت عبدالملك فتزوجتها ، وتاقت إلى الإمارة فوليتها ، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها ، وقد تاقت الأن إلى الجنة ، فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل .
اثنان معذبان في الدنيا :
" رجل أعطى الدنيا فهو مشغول بها ، وفقير زويت عنه فنفسه تنقطع عليها حشرات "
دواء حفظ القرآن الكريم :(1/212)
عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال : عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال : بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء على – رضي الله عنه – فقال : بأبى أنت وأمى يا رسول الله ، تفلت هذا القرآن من صدرى فما أجدنى أقدر عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا أبا الحسن : أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ويثبت ما تعلمت في صدرك قال : أجل يا رسول الله فعلمنى . قال : " إذا كان ليلة الجمعة فإن استعطت أن تقوم في ثلث الليل الأخر فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب . وقد قال أخي يعقوب لبنيه : سوف أستغفر لكم ربى . يقول حتى تأتى ليلة الجمعة . قال فإن لم تستطع فقم في وسطها ، فإن لم تستطيع فقم في أولها . فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، والركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم – الدخان – وفى الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل – السجدة – وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله ، وصلى على وأحسن وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل في آخر ذلك . " اللهم ارحمنى بترك المعاصى أبداً ما أبقيتنى وارحمنى أن أتكلف ما لا يعنينى ، وارزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى . اللهم بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام : أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، وارزقنى أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عنى . اللهم بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام والعزة و\التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى ، وأنت تطلق به لسانى وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدرى ، وأن تعمل به بدنى لأنه لا يعيننى على الحق غيرك ، ولا يؤتينيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .(1/213)
يا أبا الحسن فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً تجاب بإذن الله والذى بعثنى بالحق ما أخطأ مؤمن قط . قال ابن عباس – رضي الله عنهما : فوالله ما لبث " على " إلا خمسا أو سبعاً متى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات أو نحوهن وإذا قرأتهن على نفسي تفلتن ، وأنا اليوم أتعلم أربعين آيه أو نحوها ، وإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عينى . ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رو*** تفلت ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أحزم منها حرفا " فقال رسول - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك : " مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن
- هذا الحديث رواه الترمذى ( رقم 3570) عن أحمد بن الحسين ، عن سليمان بن عبدالرحمن الدمشقى ، عن الوليد بن مسلم ، عن ابن جريج عن عطاء ، وعكرمة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وقال : " وهذا حديث حسن غريب ، لا تعرفه إلا من حديث الوليد " .
- رواه أيضاً الحاكم من طريق الترمذى وقال " صحيح على شرط الشيخين " وهذا من تساهله .
- ورواه أيضاً الدراقطنى من طريق الوليد أيضا وفى أسانيده كلام طويل .
- راجع في ذلك :الترغيب والترهيب ( 2/360) وتحفة الذاكرين للشوكانى (160) واللآلى للسيوطى (2/66) وأصله لابن الجوزى ( 2/138) وفضائل القرآن لابن كثير في آخر التفسير ص 56 .
شهادة مسيحى للقرآن :
الدكتور شبلى شميل مع أنه مسيحى ملحد إلا أنه مدح القرآن الكريم واعترف بإعجازه فقال في أبيات له :
دع من محمد في صدى قرآنه ... ما قد نحاه للحمة الغايات
إني وإن أك قد كفرت بدينه ... هل أكفرن بمحكم الآيات
ومواعظ لو أنهم عملوا بها ... ما قيدوا العمرات بالعادات
من دونه الأبطال في كل الورى ... من حاضراً وغائب أو آت
كيف تتخلف أمة هذه مقوماتها ؟! :
الأمة الاسلامية أمة غنية بالمقومات المتنوعة والتى منها :-
((1/214)
1) المقومات البشرية : حيث يفوق تعدادها الالف مليون نسمة تتوزع في أكثر من خمسين دولة مستقلة ، ويمثل هذا العدد أكثر من ربع سكان العالم ، ويضم ملايين العلماء في كافة التخصصات .
(2) المقومات الأرضية : تبلغ مساحة دول العالم الاسلامى أكثر من أربعين مليون كيلو متر مربع ( أكثر من ربع مساحة اليابسة " وتتوسط أرضها العالم ، مع تعدد ثرواتها ، وحضارتها ، ومياهها ، ومناخها .
(3) المقومات البحرية : يطل العالم الاسلامى على مسطحات مائية عديدة منها : المحيط الأطلسى والهندى والهادى ، والبحر الابيض ، والأحمر والأسود ، وقزوين والخليج العربي ، وبحر عمان ، والبحر العربي ، وبحر مرمرة ، وقناة السويس .
(4) المقومات الاقتصادية : يحتوى على ثروات زراعية وحيوانية ، وثروات تعدينية ، وزراعية والتى تتمثل في أكثر من أربعمائة مليون من الأفدنة المزروعة ( وتشكل 11! من مساحة الأرض في العالم ) 394 مليون هكتار من الغابات ، وهناك الثروة الحيوانية ، ماشية 10.8% من مجموع عدد القطيع العالمي والأغنام ( 24% ) والماعز ( 37% والإبل ( 76% ) + 6% من الأسماك والطاقة 78% من احتياطي النفط العالمي ، وأكثر من 25% احتياطي الغاز الطبيعي ، ومن اليورانيوم أكثر من 45% من الاحتياطي العالم . إضافة إلى الثروة التعدينية الهائلة.
(5) المقومات التعليمية : بالعالم الاسلامى أكثر من 224 جامعة ، 335معهداً عاليا متخصصا ( مع ملاحظة أن هذه إحصائيات سنة 9988م ) .
الزيادات :
اقنع بأيسر رزق أنت نائله ... واحذر ولا تتعرض للإيرادات
فما صفا البحر إلا وهو منتقص ... ولا تفكر إلا في الزيادات
أشر الناس :(1/215)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ألا أنبئكم بشراركم ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله : إن شراركم الذي ينزل وحده ويجلده عبده ويمنه رغده ، أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله قال : من يبغض الناس ويبغضونه . أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله ، قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره " .
توبة الفضيل بن عياض :
كان الفضيل بن عياض – رحمه الله – في بداية شبابه قاطعاً للطريق ، وكان يعشق جارية من الجوارى . فينا هو ذات ليلة يتسور عليها جداراً إذ سمع رجلاً يصلى في ظلام الليل ويقرأ أقوال الله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " فوقف يردد الآية ويقول : بلى قد آن ، ثم تاب وصار من سادات المسلمين في الفضل والعلم والعبادة .
أسباب قسوة القلب :
قال ابن القيم : قسوة القلب من أربعة أشياء : إذا جاوزت قدر الحاجة : الاكل والنوم والكلام والمخالطة ، وكما أن البدن إذا مرض لم ينفع فيه الطعام والشراب ، فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجح فيه المواعظ .
العبرات في الخلوات :
من كان يخشى الله جل جلاله ... فليكثر العبرات في الخلوات
فلعله بعد التذكر والبكا ... بدلت له العبرات بالحسنات
وتخفف الأوزار عن منشوره ... يوم الحساب وموقف الحسرات
المنافسة في الآخر : -
قال الحسن البصرى :" إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة : وقال : من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره "
القيام والإخلاص :
يا ليل قيامك مدرسة ... فيها القرآن يدرسنى
معنى الاخلاص فألزمه ... نهجاً بالجنة يجلسنى
ويبصرنى كيف الدنيا ... بالأمل الكاذب تغمسنى
فأشد القلب بخالقه ... والذكر الدائم يحرسنى
قال ابن مسعود : فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية .
السرور يجئ فى الفلتات :
كم من مؤخر غاية قد أمكنت ... لغد وليس عذ له بموات(1/216)
حتى إذا فاتت وفات طلابها ... ذهبت عليها نفسه حسرات
تأتى المكاره حين تأتى جملة ... وأرى السرور يجئ فى الفلتات
عشق وهيام :
كان لسليمان بن عبدالملك غلال وجارية يتحابان فكتب الغلام يوما :
ولقد رأيتك فى المنام كأنما
أسقيتنى من ماء فيك البارد
وكأن كفك فى يدى وكأننا
بتنا جميعاً فى فراش واحد
فطفقت يومى كله متراقداً
لأراك فى نومى ولست براقد
فأجابته الجارية :
خيراً رأيت وكل ما أبصرته
ستناله منى برغم الحاسد
إنى لأرجو أن تكون معانقى
وتبيت منى فوق ثدىٍ ناهد
وأراك من خلاخلى ودمالجى
وأراك فوق ترائبى ومجاسدى
الجوع يرضى الاسود بالجيف :
غير اختيار قبلت برك بى ... والجوع يرضى الأسود بالجيف
كن أيها السجن كيف شئت فقد ... وظنت للموت نفس معترف
لو كان سكناى فيك منفصة ... لم يكن الدر ساكن الصدف
إبر النحل :
ذرينى أنك ما لا ينال من العلى ... فصعب العلى فى الصعب والسهل فى السهل
تريدين لقيان المعالى رخيصة ... ولابدون الشهد من إبر النحل
رسالة :
قال لقيط بن يعمر الأيادى :
يا لهف نفسى إن كانت أموركم ... شتى وأحكم أمر الناس فاجتمعا
ألا تخافون قوما لا أبالكم ... أمسوا إليكم كأمثال الدبا تتدعا
فى كل يوم يسنون الحراب لكم ... لا يهجعون إذا ما غافل هجعا
خزر عيونهم – كأن لحظهم ... حريق غاب ترى منهت لسنا قطعا
قوموا قياما على أمساط أرجلكم ... ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا
صداقة:
كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه
كلهم أروع من ثعلب ... ما أشبه الليل بالبارحه
لا يصلح الناس فوضى : الأفواه الاودى
فيا معاشر لم يبنوا لقومهم ... وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا
لا يرشدون ولن يراعوا لمرشدهم ... فالعى منهم معاً والجهل ميعاد
لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم ... ولاسراة إذا جهالهم سادوا
كيف الرشاد إذا ما كنت فى نفر ... لهم عن الرشد أغلال وأقياده
أعطوا غواتهم جهلاً مقادتهم ... فكلهم فى حبال الغى منقاد
حان الرحيل إلى قوم وإن بعدوا ... فيهم صلاح لمرتاد وإرشاد(1/217)
فوق أجمل بعد الأرض دونكم ... وإن دنت رحم منكم وميلاد
محبة الفراق والرقيب :
جلس الأهل يتحدثون عن ألم الفراق وقد ودعوا قريبا حبياً ، فقال أحدهم : أما أنا فأحب الفراق . فسألوه : ولم ؟ فأجاب :
من يكن يكره الفراق فإنى ... أشتهيه لموضع التسليم
وإن فيه اعتناقة لوداع ... وانتظار اعتناقة لقدوم
وتحدثوا عن كرههم للرقيب فقال : أما أنا فأحب الرقيب العذول فقالوا : ولم فأجاب :
من يكن ذم الرقيب يوما ... فإنى للرقيب شاكر
لم أر وجه الرقيب يوما ... إلا وجه الحبيب حاضر
الشمس والقمر :
تعرضت زوجة شاعر للشمس فى سفر فأثرت فى ضدها ، ولما عادت ورآها زوجها عجب لذلك فقال : ولم لاعجب ! والوقت صيف والشمس حادة والسفر فى غير ظل فأجاب :
جاء الحبيب الذى أهواه من سفر ... والشمس قد أثرت فى خده أثراً
عجبت كيف تحل الشمس فى ممر ... والشمس لا ينبغى أن تدرك القمر
يا أخوة :
يا أخوة فى رضى ربى عرفتهم
لكم فؤادى وما ضمت حناياه
إذا قرأتم وصليتم صلاتكم
وقام قائمكم لله ناجاه
فلا تخلوا أخاكم من دعائكم
بظهر غيب وستر الليل أرخاه
ادعوه يقبلتى فى المخلصين له
من استقاموا وقالوا ربنا الله(1/218)