المرأةُ بين الإسلامِ ودعاةِ تحريرها
إن المتأمل في تاريخ الاستعمار الصليبي لكثير من بلاد المسلمين يجد أن من أهدافه المهمة تحرير المرأة المسلمة من حجابها ، وجعلها سلعة رخيصة تباع وتشترى كما يحصل في الغرب ، وبنظرة سريعة لأقوالهم ندرك حقيقة ما أرادوا .
هذا القسيس زويمر يوصي في مؤتمر القاهرة التبشيري عام 1906م الحاضرين بقوله : ( أن لا يقنطوا إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربين ، وإلى تحرير نسائهم ) ، وهذا جلادستون رئيس وزراء انجلترا يقول : ( لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ، ويغطى به القرآن ) ، وهذا جول بول رو يقول في كتابه الإسلام في الغرب : ( إن التأثير الغربي يظهر في كل المجالات ، ويقلب راساً على عقب المجتمع الإسلامي ، لا يبدو في جلاء أفضل مما يبدو في تحرير المرأة ) ، والنصوص عنهم كثيرة ، وبعد هذه التصريحات بدأ التخطيط لتحرير المرأة المسلمة وتغريبها ، فعلم أعداء الإسلامِ أن المواجهة الحربية لا تكون في صالحهم فخرج المستعمر من بلاد المسلمين ، وعملوا على تنفيذ ما خططوا له وذلك عن طريق أبناء جلدتنا الذين تربوا على أعين الغرب ، يقول الحصين في ( المرأة ومكانتها في الإسلام ) : ( لكن من المؤسف أن يسير في هذا الخط المدمر أناس من أبناء المسلمين ، أضلهم الشيطان على علم ، وعميت أبصارهم عن الحقيقة ، فكانوا خُداماً لأسيادهم وأولياء نعمتهم من الفرنج ) .(1/1)
وفي الأزمان المتأخرة صارت حملة تحرير المرأة وتغريبها أَنْكَى وأقوى من قبل ، ضغط خارجي من أعداء الإسلام ، ومكرٌ داخلي من المنهزمين والمنبهرين بتلك الدعوة ، فاستقلال الدول العربية والإسلامية من المستعمر لم يكن نهاية المؤمراة ، بل ظهر استعمار اجتماعي جديد هو ( العولمة الاجتماعية ) ، يقول عنها الدكتور فؤاد العبد الكريم في ( المرأة بين موضات التغيير وموجات التغرير ) : ( هذا الاستعمار الاجتماعي وهذه العولمة تتزعم قضايا المرأة وحقوقها - بالمفهوم الغربي - في الدول الإسلامية والعربية من خلال مؤتمرات وأجندة واتفاقيات عالمية ، تعقدها الدول الغربية تحت لواء هيئة الأمم المتحدة ، ومرة تتم هذه المؤتمرات والاتفاقيات من طرف واحد بينها وبين الدول الإسلامية والعربية ، وفي الغالب يحمل لواء مناصرة المرأة المسلمة - المزعوم - الولايات المتحدة الأمريكية ) . ويقول أيضاً : ( وبعد أحداث 11/9/2001م ... حدثت تحولات عالمية كبيرة بقيادة الولايات المتحدة حيث سعت إلى إحداث تغييرات واسعة ... واستلمت زمام الترويج لما يسمى حقوق المرأة ، وأخذت تبشر دول المنطقة وشعوبها بالديمقراطية الأمريكية ، والتي تقوم - في جانبها الاجتماعي - على المساوة بين الجنسين ، والتحرر الجنسي ، والمثلية الجنسية - الشذوذ الجنسي - ، وإباحة الإجهاض كما أشار إلى ذلك رونالد إنغلهارت في مقال بعنوان ( الصدام بين الحضارات ) .
وبهذا تعلم المرأة المسلمة في بلاد المسلمين بعامة وبلادنا بخاصة أنها مستهدفة ، وينبغي عليها أن تعرف ما يحاك لها ويمكر بها ، ولكن الله يقول : '' وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ '' ] الأنفال : 30 [ ، فكوني أختي المسلمة فطنة عارفة بما يريدون منكِ ، واحرصي على تحذير من حولكِ من المغترين بدعاوى التحرر . أسأل الله أن يحفظ المرأة المسلمة من كيد الكائدين ومكر الماكرين .
---
صورة ضوئية للمقال(1/2)
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_07624360508102005-2E2D.jpg
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1148&pubid=5&CatID=267&sCatID=401&articleid=129088
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/3)
فَهْمٌ خاطئٌ
في أولِ مقالِ تحت هذا العمودِ اقتبستُ عنوانَه من حديثِ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلم الذي رواهُ الإمامُ أحمدُ (6/377) وغيرهُ ، وحسنهُ بعضُ أهلِ العلمِ والذي قال في آخرهِ : '' هن شقائقُ الرجالِ '' ، وفي لفظ : '' إنما النساءُ شقائقُ الرجالِ '' ، وقد توسع بعضُ المسلمين - مع الأسف - في فهم عبارةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم التي في آخر الحديثِ على غيرِ مقصودِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، فأطلقوا لأنفسهم العنان في تنزيل العبارةِ على كل أمر خاص بالرجال فجعلوه للنساء ، ولو رجعنا إلى سببِ ورودِ الحديث لتبين لنا أن الأمرَ ليس على إطلاقهِ ، وأن العبارةَ فُهمت على غير وجهها المراد بل هو فهمٌ خاطىءٌ ، ولنقف على سببِ ورودِ الحديثِ .(1/1)
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ قَالَتْ : كَانَتْ مُجَاوِرَةَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَتْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَرَأَيْتَ إِذَا رَأَتْ الْمَرْأَةُ أَنَّ زَوْجَهَا يُجَامِعُهَا فِي الْمَنَامِ أَتَغْتَسِلُ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : تَرِبَتْ يَدَاكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، فَضَحْتِ النِّسَاءَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ وَإِنَّا إِنْ نَسْأَل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا أَشْكَلَ عَلَيْنَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ نَكُونَ مِنْهُ عَلَى عَمْيَاءَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّ سَلَمَةَ : بَلْ أَنْتِ تَرِبَتْ يَدَاكِ ، نَعَمْ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، عَلَيْهَا الْغُسْلُ إِذَا وَجَدَت الْمَاءَ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ لِلْمَرْأَةِ مَاءٌ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَّى يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا هُنَّ شَقَائِقُ الرِّجَالِ .(1/2)
فلا يأتي محتجٌ ويقولُ في قضيةٍ تتعلقُ بالمرأةِ : النساءُ شقائقُ الرجال ، فنقولُ له : ارجع إلى سببِ ورود العبارة ثم استدل ، ولذلك لو رجعنا إلى فهم العلماءِ الذين شرحوا الحديثَ لوجدنا أنهم يضبطون العبارة ضبطاً دقيقاً ، هذا الحافظُ ابنُ حجرٍ يقولُ في '' الفتح '' : وَإِنَّمَا خُصَّ الذَّكَر بِالذِّكْرِ لِكَوْنِ الرِّجَال فِي الْغَالِب هُمْ الْمُخَاطَبُونَ وَالنِّسَاء شَقَائِق الرِّجَال فِي الْأَحْكَام إِلَّا مَا خُصَّ '' أي : إلا ما خُص به النساء . وقَالَ الْخَطَّابِيُّ : فَإِنَّ الْخِطَاب إِذَا وَرَدَ بِلَفْظِ الْمُذَكَّر كَانَ خِطَابًا لِلنِّسَاءِ إِلَّا مَوَاضِع الْخُصُوص الَّتِي قَامَتْ أَدِلَّة التَّخْصِيص فِيهَا .
فهؤلاءِ العلماءُ فهموا العبارةَ على وجههِا الصحيح فالرجوعُ إلى فهمهم أولى ممن يريدُ تنزيلها في كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ على النساءِ ، ويلوي عنقها لتوافق هواه ، وعلى هذا الفهم الخاطىء يلزمهم أن يساووا بين المرأةِ في كلِّ شيءٍ ، فعلى سبيل المثالِ لا الحصر : يجوزُ للمرأةِ أن تجمعَ بين أربعةِ رجالٍ ! وأن تساوى بالميراثِ مع الرجل ! وغيرها من الأحكامِ التي هي خاصة بالرجل ، ولا أظنُ مسلماً عاقلاً يقولُ بهذا القولِ .
---
صورة ضوئية للمقال
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_20148010403092005-3106.jpg
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1099&pubid=5&CatID=231&articleid=124443
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/3)
قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية ... رسالة علمية تستحق الشكر
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
كتبتُ في ملحقِ " الرسالةِ " من جريدةِ المدينةِ مقالاً عن رسالةِ الدكتوراه " قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية . دراسة نقدية في ضوء الإسلام " والتي أعدها الدكتور فؤاد بن عبدالكريم بن عبدالعزيز العبدالكريم الأستاذ المساعد في كلية الملك فيصل الجوية .
أسألُ اللهَ أن ينفعَ بهِ ، وأن يجزي الدكتور فؤاد العبد الكريم على رسالته القيمةِ .
قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية ... رسالة علمية تستحق الشكر
( إن للمرأة في الإسلام مكانة عظيمة ومرتبة جليلة ، فقد رفع الإسلام منزلتها بعد أن كانت مهانة عند العرب قبل الإسلام وعند الأمم الأخرى ، فجعلها في منزلة واحدة مع الرجل من حيث قبول الأعمال الصالحة ) .
هذه الكلمات هي مقدمة لرسالة علمية عنوانها : ( قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية . دراسة نقدية في ضوء الإسلام ) ، أعدها الدكتور فؤاد بن عبد الكريم العبد الكريم – جزاه الله خيرا - ، وقد استقصى فيها الباحث المؤتمرات التي عقدت وأثير فيها قضايا المرأة من منطلق مناقض للإسلام ، والرسالة نفيسة في موضوعها مليئة بالحقائق والأرقام والأقوال التي تشير إلى ما يخطط له الغرب لإخراج المرأة المسلمة من بيتها وجعلها سلعة مبتذلة كما في الغرب ، ولا شك أن المرأة المسلمة في بلادنا على رأس أهداف تلك المؤتمرات .(1/1)
والدراسة التي قام بها الباحث الدكتور فؤاد لم يسبق أن نوقشت مناقشة ناقدة لتلك المؤتمرات بمنظور إسلامي ، وقد أبان أيضا عن منهجه في الرسالة بقوله : " وقد سلكت في هذا البحث منهجاً وصفياً في عرض القضايا الأساسية للمرأة ، ومنطلقاتها من خلال وثائق المؤتمرات ، كما استخدمت المنهج التاريخي في تتبع بعض قضايا المرأة في هذه المؤتمرات ، كقضية تقديم الثقافة الجنسية للجنسين في المدارس الغربية ، وقضية خروج المرأة للعمل ، وكذلك قضية الحقوق السياسية للمرأة الأوربية ، وغيرها من القضايا ، واستخدمت المنهج التحليلي النقدي في تحليل وثائق المؤتمرات المتعلقة بالمرأة ، ونقدها في ضوء المصادر الإسلامية، مبرزاً الموقف الإسلامي من هذه القضايا " .
وانطلاقا من مقولة حذيفة رضي الله عنه في الصحيح : " وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني " كان الإشارة في هذا الوقت إلى هذه الرسالة العلمية الرائعة التي تكشف كثيرا من مخططاتٍ تحاك ضد المرأة في بلادنا ، إلى جانب أن لا تنخدع المرأة في بلادنا بالدعوات البراقة التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب والخسران نسأل الله أن يحفظ بلادنا منها .
وقد كان موقع " الدرر السنية " بإشراف الشيخ علوي السقاف على الشبكة العنكبويتة من أوائل المواقع نشرا للرسالة العلمية المشار إليها ، والرسالة تعتبر مرجعا مهما وإضافة جديدة للمكتبة الإسلامية يستفيد منها طلاب العلم والمثقفين وأصحاب البحوث المتعلقة بالمرأة المسلمة وما يخطط ضدها ، فأنصح بزيارة الموقع وتنزيل الكتاب كاملا .
وقد قام الدكتور فؤاد باختصار الرسالة في مُؤَلَّف من إصدار مجلة البيان بعنوان : ( العدوان على المرأة في المؤتمرات الدولية ) فجاء في مقدمة الكتاب : " وقد استقر الرأي على اختصارها وتهذيبها لتناسب القراء عامة ، ومن أراد المزيد من التفصيل فليرجع إلى أصل الرسالة التي تزيد صفحتها عن 1300 صفحة " .ا.هـ.(1/2)
جزى الله خيرا الدكتور فؤاد العبد الكريم على رسالته الرائعة
أضغط هنا لتحميل .. كتاب قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية دراسة نقدية في ضوء الإسلام
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=1767&PHPSESSID=96daf67e8b7a6f28463a4bc464dd80df
صورة ضوئية للمقال
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_image003.gif
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1139&pubid=5&CatID=330&sCatID=479&articleid=128217
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/3)
هل تُشترطُ الذكورية في المفتي ؟
قرأت في عدد الأسبوع الماضي من ملحق الرسالة وبالتحديد في '' عالم الشقائق '' نقاشاً عن تصدي المرأة للفتيا فأحببت المشاركة من خلال كلام العلماء في المسألة وبعض تراجم عالمات فقيهات ، أسأل الله أن ينفع به .
لا شك أن الإفتاء منصب جليل القدر عظيم الشأن ، فالمفتي موقع عن الله ، والله جل وعلا تولى بنفسه الإفتاء قال تعالى : '' وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ '' ( النساء : 127 ) قال الإمام ابن القيم في ( إعلام الموقعين ) (1/11) : وكفى بما تولاه الله تعالى شرفا وجلالة .ا.هـ ، والنبي صلى الله عليه وسلم أول المفتين ، ثم أفتى بعده الصحابة رضوان الله عليهم ، ثم من بعدهم إلى أن يرث الله الأرض من عليها ، ولا يكاد كتاب في أصول الفقه يخلو من الكلام عن أوصاف المفتي وشروطه ومن ذلك الإسلام والبلوغ والعقل والعلم والعدالة ، ولم يشترط العلماء في المفتي الذكورية والحرية ، وهذا بالاتفاق ، بخلاف القضاء فلا يجوز عند جمهور أهل العلم أن تتولى المرأة القضاء ، قال الإمام النووي في ( روضة الطالبين ) (11/109) : وينبغي أن يكون المفتي مع شروطه السابقة متنزها عن خوارم المروءة ، فقيه النفس سليم الذهن رصين الفكر حسن التصرف والاستنباط ، وسواء الحر والعبد ، والمرأة والأعمى والأخرس إذا كتب أو فهمت إشارته . وقال الحصكفي في ( الدر المختلر ) (3/176) : وشرط بعضهم تيقظه لا حريته وذكوريته ونطقه . فالمرأة يجوز لها أن تفتي إذا كانت أهلا للفتيا ، وتوفرت فيها الشروط التي اشترطها أهل العلم ، وللمستفتي أن يستفتيها من وراء حجاب كما كان يفعل الصحابة والتابعون مع عائشة رضي الله عنها إذا أشكل عليهم شيء ، أو بالكتابة إليها ، أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف أو الفاكس أو غير ذلك .(1/1)
ولا شك أن المرأة المفتية تنفع كثيرا في أواسط النساء من بني جنسها وخاصة في الأمور التي يستحى منها عند سؤالها للرجال ، وقد وُجد في تاريخ الأمة الإسلامية من النساء من اشتغلن بالفتيا والعلم ، وإليكم هاتان الترجمتان . ترجم الإمام الذهبي لبنت المحاملي في السير (15/265) فقال : بنْتُ المَحَامِلِيِّ ، أَمَةُ الوَاحِدِ بنْتُ الحُسَيْنِ العَالِمَة ، الفَقِيْهَة ، المفتيَة ، أَمَة الوَاحِد بنْت الحُسَيْنِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ . تفقهت بِأَبيهَا ، وَرَوَتْ :عَنْهُ ، وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ الوَرَّاق ، وَعَبْد الغَافر الحِمْصِيّ ، وَحفظت القُرْآن ، وَالفِقْه لِلشَافعِي ، وَأَتقنت الفَرَائِض ، وَمَسَائِل الدور ، وَالعَرَبِيَّة وَغَيْر ذَلِكَ . وَاسمهَا سُتَيْتَة . قَالَ البَرْقَانِيّ : كَانَتْ تفتِي مَعَ أَبِي عَلِيّ بن أَبِي هُرَيْرَةَ . وَقَالَ غَيْرُهُ : كَانَتْ مِنْ أَحْفَظ النَّاس لِلْفقه .
وقال ابن كثير أيضاً في ( البداية والنهاية ) : ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ... أم عيسى بنت إبراهيم الحربي كانت عالمة فاضلة ، تفتي في الفقه ، توفيت في رجب ودفنت إلى جانب أبيها رحمه الله تعالى.
ولو تتبعنا كتب التراجم لوجدنا جملة من المفتيات اللاتي كن يفتين في عصور مختلفة ، وربما سنأتي على تراجمهن في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى .
---
صورة ضوئية للمقال
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_25029460417092005-116A.jpg
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1119&pubid=5&CatID=330&articleid=126354
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/2)
وللرجالِ عليهن درجة
إن من أهم الركائز في الحياة الرتبة والمنزلة التي للرجل على المرأة الواردة في قوله تعالى : '' وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ '' (البقرة : 228) ، قال القرطبي : ولا يخفى على لبيب فضل الرجال على النساء , ولو لم يكن إلا أن المرأة خلقت من الرجل فهو أصلها .ا.هـ. فهي رتبة ومنزلة في أمور كثيرة من ذلك :
1 - القوامة كما قال تعالى : '' الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ '' (النساء : 34) ، ويدخل في ذلك أمور كثيرة من ذلك : لا تخرج من بيته إلا بإذنه ، وإذا دعاها إلى الفراش وجب عليها إجابته إلا لعذر شرعي ، وتستأذنه في صيام النفل ، قال القرطبي : وعلى الجملة فدرجة تقتضي التفضيل , وتشعر بأن حق الزوج عليها أوجب من حقها عليه , ولهذا قال عليه السلام : ولو أمرت أحدا بالسجود لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .ا.هـ.
وبالرغم من تواتر النصوص على قوامة الرجل على المرأة إلا أن دعاة التغريب يريدون المرأة أن تتمرد على أمر الله ورسوله ، ويظنون أن الخير في تمردها على زوجها ، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا .
2 - أن له ضعفها في الميراث كما قال تعالى : '' لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ '' (النساء : 4)، وروى البخاري في صحيحه (2747) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :ج كان المال للولد ، وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين ... '' . قال ابن كثير في سبب مضاعفة الرجل في الميراث : فإن أهل الجاهلية كانوا يجعلون جميع الميراث للذكور دون الإناث فأمر الله تعالى بالتسوية بينهم في أصل الميراث وفاوت بين الصنفين فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وذلك لاحتياج الرجل إلى مؤونة النفقة والكلفة ومعاناة التجارة والتكسب وتحمل المشاق فناسب أن يعطى ضعفي ما تأخذه الأنثى .(1/1)
3 - شهادة الرجل تعدل شهادة امرأتين كما قال تعالى : '' وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ '' (البقرة : 282) ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (5/266) : قال ابن المنذر : أجمع العلماء على القول بظاهر الآية . ومع وضوح هذا الحكم إلا أن بعض أهل العلم انحرف عن الجادة في الآية فساوى في الشهادة بين الرجل والمرأة ، والله المستعان . وللحديث بقية ...
---
صورة ضوئية للمقال
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_78625560310092005-23E7.jpg
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1109&pubid=5&CatID=330&sCatID=479&articleid=125419
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/2)
وليسَ الذكرُ كالأُنثى
(المساواة) كلمة تَتردد على الألسنة - مع الأسف - من غير رجوع إلى شرعية إطلاقها ، ولو رجعنا إلى نصوص القرآن لوجدنا نفي المساواة ، قال تعالى : '' لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ '' ، وقال تعالى : '' لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ '' ، وقال تعالى : '' قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ '' ... والآيات كثيرة في تقرير عدم المساواة ، فلو قيل : '' ما هو البديل '' ؟ لكان الجواب : '' إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ '' ، فكلمة العدل هي الكلمة الشرعية ، يقول العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: ''والذي أحبه من كتابنا ومثقفينا أن يكون التعبير بكلمة العدل بدل كلمة المساواة لما في المساواة من الإجمال والاشتراك واللبس بخلاف العدل فإنها كلمة واضحة بينه صريحة في أن المراد أن يعطى كل ذي حق حقه''.
بعد هذا المدخل للموضوع ؛ فإن دعوة مساواة الرجل بالمرأة في جميع جوانب الحياة دعوة غربية وكانت غريبة على المجتمعات الإسلامية في فترة من فترات تاريخها ، ويريد دعاة التغريب وتحرير المرأة من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا أن ينقلوا تلك النار إلى داخل المجتمع المسلم ، فيريدونها على سبيل المثال لا الحصر أن تتولى المناصب العامة ، ويريدونها أن تَنتخب وتُنتخب ، وباسم المساواة الرجل ليس له سلطة على زوجته ، فتخرج المرأة للبحث عن لقمة العيش فتختلط بالرجال في العمل أو المدرسة أو القاعدة العسكرية ، وتشترك المرأة في الألعاب والدورات الرياضية ، وباسم المساواة تعمل المرأة الأعمال الخاصة بالرجل ... وسلسلة لا تنتهي من الأعمال .(1/1)
وقد اكتوت المجتمعات الغربية بنار دعوى المساواة بين الرجل والمرأة بعد تجربتها ، فبدأ العقلاء منهم بالمناداة والحدِّ من المساواة ، والمطالبة بأن تستقر المرأة في بيتها وتربي أبناءها ، فهذه جويس دافيسون زعيمة حركة كل نساء العالم تقول : '' هناك بعض النساء حطمن حياتهن الزوجية عن طريق إصرارهن على المساواة بالرجل ، إن الرجل هو السيد المطاع ، ويجب على المرأة أن تعيش في بيت الزوجية ، وأن تنسى كل أفكارها حول المساواة '' .ا.هـ.، وهذه هيلين أندلين وهي خبيرة في شؤون الأسرة الأمريكية تقول: ''إن فكرة المساواة - التماثل- بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية، وإنها ألحقت أضراراً جسمية بالمرأة والأسرة والمجتمع''. أ.هـ. ، ورئيسة الجمعية النسائية الفرنسية رينيه ماري لوفاجيه تقول أيضاً: ''إن المطالبة بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة تصل بهما إلى مرحلة الضياع ، حيث لا يحصل أحد من الطرفين على حقوقه''. أ.هـ.، ولو رجعنا إلى لغة الأرقام التي أجريت في بلاد الغرب لطال بنا المقام.
فالمرأة في الغرب عندما انحرفت عن فطرتها التي فطرها الله عليها دفعت ضريبة المساواة مقابل صحتها ، وأسرتها ، ومجتمعها ، وصدق الله القائل : '' وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ '' ، وقال تعالى : '' وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى '' ، وقال تعالى : '' وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ''.
فيا أختي المسلمة هل تريدين أن يصبح حالك كحال المرأة الغربية في دعوة المساواة ؟ لا إِخَالُكِ ترضين بهذا ، فكوني على حذر من هذه الدعوة وغيرها من الدعوات لإخراج المرأة من بيتها في بلادنا ، نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا وأعراضنا.
---
صورة ضوئية للمقال
http://saaid.net/Doat/Zugail/images/!cid_54402510615102005-2695.jpg
رابط المقال فر جريدة المدينة ملحق الرسالة(1/2)
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=1158&pubid=5&CatID=330&articleid=129849
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل(1/3)