يكون العلم بهذا الفضل وفيه حفظ دين الرسول وكيف لا يكون بهذه المنزلة الرفيعة وبسببه يحصل كل خير مأمول واعلموا رحمكم الله أن من حضر منكم مجلساً واحداً من مجالس العلم فاستفاد مسألة عمل بها وعلمها إخوانه فإنه يحصل خيراً كثيراً ويجرى له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ولا تظنوا أن فضل العلم لا يحصل إلا لمن تفقه كثيراً فإن الله تعالى سوف يجزي كل عامل بعمله وإن قل ولا يظلمون نقيراً قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]، بارك الله ولي ولكم...(/3)
العنوان: فطاني المسلمة .. المأساة قائمة عبر قرن من الزمان
رقم المقالة: 605
صاحب المقالة: أحمد أبو زيد
-----------------------------------------
- دولة مسلمة اغتصبها البوذيون منذ أكثر من مئة عام، ومازالوا يصرُّون على أنها جزءٌ من تايلاند.
- أحرق التايلانديون مدينة "فطان" وقلاعها العسكرية، وأسروا 4 آلاف مسلم، وأجبروهم على السير على الأقدام مسافة 1300 كيلو متر، وهم مكبَّلون بصورة غير إنسانية.
- قضت تايلاند نهائياً على استقلال السلطنة المسلمة، بإبعاد آخر سلاطينها المسلمين عام 1902م، وتعيين حاكم بوذي عليها.
- محو الطابع الإسلامي من البلاد، وإلغاء المحاكم الشرعية، وإرغام المسلمين على اتخاذ الأسماء والألبسة والتقاليد البوذية، واستعمال اللغة التايلاندية.
- محاولات مستمرة لتهميش دور المسلمين في الجنوب، ومحو هويَّتهم وثقافتهم الإسلامية، وتوطين البوذيين المناطق الإسلامية.
- تصفية العلماء والدعاة جسدياً، وإحراق الأحياء الإسلامية، وممارسة القتل الجماعي.
- حرق مئة شاب مسلم بالبنزين في حادث بشع، ورئيس البوليس يعلن أن حياة المسلم لا تساوي 26 سنتاً - فقط! - ثمن الرصاصة.
- إكراه المسلمين على دراسة الثقافة البوذية، وتعلُّم اللغة التَّاهِيَّة، والركوع لتماثيل بوذا التي أقيمت في المعابد والساحات العامة.
- الأمم المتحدة لم تمنح قضية المسلمين الفطانيين أيَّ اهتمام حتى اليوم، والتزمت الصمت المريب تجاهها، رغم وضوح الحق الإسلامي في هذه البلاد.
- المقاومة الإسلامية لتحرير فطاني بدأت منذ 1950م، وهي مستمرة حتى الاستقلال.
* * *(/1)
إذا ذكرت كلمة "فطاني" في الصحف ووكالات الأنباء، لا يكاد عددٌ كبيرٌ من المسلمين المعاصرين يعرف معناها، وذلك بعد أن تمكن البوذيون في تايلاند من محو هذا الاسم الإسلامي الرنَّان، الذي ظل يطلق على دولة مسلمة لعدة قرون، وهي مملكة فطاني، التي تقع جنوب تايلاند، التي اختفى اسمها مع سبق الإصرار والترصُّد من خريطة العالم السياسية، وصار يطلق عليها اليوم "الجنوب التايلاندي المسلم"، وذلك بعد ان اغتصبتها تايلاند بقوة السلاح منذ أكثر من قرن من الزمان، وسامت أهلها المسلمين سوء العذاب، وأشبعتهم تنكيلاً وتشريداً واضطهاداً، على مرأى ومسمع من الهيئات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي لم تمنح قضية المسلمين هناك أيَّ اهتمام يذكر حتى اليوم؛ بل التزمت الصمت المريب تجاهها، رغم وضوح الحق الإسلامي في هذه البلاد، ووجود أكثر من منظمة جهادية تسعى لتحرير البلاد المسلمة من براثن الاحتلال التايلاندي البوذي، والحصول على استقلال فطاني، وحق الجنوب المسلم في تقرير المصير، وتشكيل دولة مستقلة، وهم الذين تعتبرهم تايلاند "انفصاليين"، وتتهمهم بممارسة أعمال العنف والإرهاب.
تقع فطاني التي تضم اليوم أربعة ملايين مسلم، يمثلون 80% من سكان الجنوب، وحوالي 9% من إجمالي سكان تايلاند، في جنوب شرقي آسيا، يجاورها في الجنوب ماليزيا، وفي الشمال تايلاند (سيام)، وتُطلُّ في الشرق على بحر الصين الجنوبي، وفي الغرب على المحيط الهندي، وتتكون من أربع ولايات؛ هي: فطاني، وجالا، وناريتوات، وستول. ولا زال - حتى الآن - أغلب سكان هذه الولايات من المسلمين، الذين مازالوا يحافظون على ثقافتهم وهويَّتهم الإسلامية؛ رغم الوجود البوذي الكبير الذي يحيط بهم من جميع الاتجاهات.
وصول الإسلام:(/2)
وقد وصل الإسلام إلى فطاني في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، عن طريق التجار المسلمين، والدعاة القادمين من بلاد العرب والهند والملايو، الذين وصلوا إلى موانئها من ماليزيا وسومطرة، وعندما أسلم ملكها (أندراسري) في القرن التاسع الهجري، صارت مملكة إسلامية، وانتشر فيها الإسلام بشكل واسع، وتقدمت في جميع مجالات الحياة، ثم بلغت أوجها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجرييْن؛ حيث ظهر فيها كثيرٌ من العلماء، وصارت مركزاً ثقافياً إسلامياً هاماً في جنوب شرقي آسيا، واستمرت حتى أوائل القرن التاسع عشر دولةً مسلمةً مستقلةً، يحكمها حكَّام مسلمون من أهل المنطقة، الذين ينحدرون من أهل الملايو المنتشرون في جنوب شرق آسيا.
وتعدُّ "فطاني" أحد المراكز الهامة التي عن طريقها انتشر الإسلام في أرخبيل الملايو، وقد كان ميناء فطاني مركزاً للسفن الإسلامية التي تحمل البضائع والتجار القادمين من البلاد العربية والهند في طريقهم إلى الصين، أو العكس؛ حيث يتوقفون في فطاني للتموين والاستراحة، وانتظار انتهاء موسم الأعاصير والأمواج العاتية. وعن طريق ميناء فطاني كانت تنطلق مراكب الحجَّاج إلى مكة المكرمة والديار المقدسة، والطلاب الراغبين في الالتحاق بالمدارس الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وقد تخرَّج من أهالي فطاني علماءٌ كبار، ودعاةٌ إلى الإسلام وأئمة؛ حيث انتشروا - بعد عودتهم من رحلاتهم العلمية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة - في أماكن مختلفة، ففتحوا المدارس، والمراكز التربوية والتعليمية، والدعوية والإرشادية في جميع أنحاء الملايو والهند الصينية.
ويوجد عدد كبير من المؤلفات والكتب التي ألفها علماء فطاني، وهي مكتوبة باللغة الملايوية، وبحروف أبجدية عربية، وبسبب المكانة الإسلامية العالية لفطاني لدى مسلمي الملايو؛ فقد أطلقوا عليها اسم (جناح مكة)، وظلت تُعرف بهذا الاسم إلى الآن.(/3)
ويحتفظ مسلمو فطاني - (جناح مكة) - حتى اليوم بالعادات والتقاليد الإسلامية العريقة التي ورثوها عن الآباء والأجداد، كما أنهم متمسكون بكل فرائض وواجبات الإسلام؛ من صلاة، وصوم، وزكاة، وحج .. وغيرها، والاحتفال بالأعياد الدينية؛ مثل: عيد الفطر، وعيد الأضحى.
بداية المأساة:
وقد بدأت مأساة المسلمين في فطاني عندما تعرضت دولتهم للغزو من مملكة سيام البوذية - التي عرفت فيما بعد بتايلاند - التي اعتبرتها جزءاً من أراضيها؛ فقد عمل البوذيون منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري على احتلال البلاد؛ كراهية لأهلها الذين دانوا بالإسلام، وطمعاً في خيراتها وثرواتها.
وهاجم التايلانديون فطاني مرات عديدة، وألزموا الفطانيين بدفع الإتاوات لهم، وقد بدأت الأزمة عام 1786م، حين شنَّت مملكة تايلاند حملات ضد سلطنة فطاني المسلمة، أحرقت خلالها مدينة "فطان" وقلاعها العسكرية، وأسرت 4 آلاف من سكانها المسلمين، وأجبرتهم على السير على الأقدام مسافة 1300 كيلو متر، وهم مكبَّلون بصورة غير إنسانية، ثم استخدمتهم تايلاند في أعمال شاقة، مات فيها الكثير منهم؛ مثل شقِّ القنوات.
ثم سقطت فطاني في أيديهم سنة 1832م، وفي سنة 1902م قضت تايلاند نهائياً على استقلال السلطنة المسلمة، بإبعاد آخر سلاطينها المسلمين "تنكو عبدالقادر قمر الدين"، وتعيين حاكم بوذي عليها، وبذلك ضُمَّت فطاني إلى تايلاند، التي أصبحت تدعي أنها جزءٌ من بلادها.
وبعد الاحتلال؛ عملت تايلاند على محو الإسلام في فطاني، بالحروب الطويلة، التي كان يساق فيها الأسرى المسلمون إلى بانكوك عاصمة تايلاند، كما أكرهت الفطانيين المسلمين على دراسة الثقافة البوذية، وتعلُّم اللغة التَّاهِيَّة - لغة تايلاند - وأمرتهم بالركوع لتماثيل بوذا التي أقيمت في المعابد والساحات العامة.
وتمثَّلت أبرز مظاهر الاضطهاد التي عاشها المسلمون هناك الى جانب الفقر، فيما يلي:(/4)
1- عملت الحكومة البوذية التي فرضتها تايلاند - بعد أن أزاحت السلطان المسلم "تنكو عبدالقادر" - على محو الطابع الإسلامي من البلاد، بإرغام الشعب المسلم فيها على اتخاذ الأسماء والألبسة والتقاليد البوذية، واستعمال اللغة التايلاندية.
2 - ألغت المحاكم الشرعية، ثم سمحت - بعد غضب الشعب وهياجه - للقضاة المسلمين بالجلوس في المحاكم المدنية؛ لسماع القضايا المتعلقة بالأحوال الشخصية للمسلمين.
3 - عملت الحكومة على توطين البوذيين المناطق الإسلامية، وبنت لهم أكثر من 70 مستوطنة، يسكنها حوالي 180 ألف بوذي.
4 - حاربت المدارس الإسلامية والملايوية، وطبَّقت ما سمَّته: (قانون الإصلاح التعليمي للمدارس الإسلامية) في فطاني؛ لإضعاف مستوى التعليم الإسلامي، وتوجيهه في خدمة السياسة التايلاندية.
5 - بنت القواعد العسكرية في فطاني، ولاسيما القرى القريبة من جبال بودور، مركز عمليات المجاهدين المسلمين.
6 - قامت بتصفية العلماء والدعاة جسدياً، أو تهديدهم وإهانتهم وتشريدهم، مما اضطر فريقاً منهم إلى الهجرة، واللجوء إلى ماليزيا.
كما قامت بإحراق الأحياء الإسلامية، والقتل الجماعي لسكانها؛ ففي حادث بشع: قامت القوات التايلاندية بحرق (100) شاب مسلم بالبنزين، وأعلن رئيس البوليس في المنطقة أن حياة المسلم لا تساوي 26 سنتاً – فقط! - ثمن الرصاصة.
7 - حاولت إدخال الضلالات والشبهات على تعاليم الإسلام السمحة، بنشر التأويلات والتفسيرات المنحرفة في الكتب المقررة في المدارس الحكومية، وفي الترجمة التايلاندية للقرآن الكريم، معتمدةً في ذلك على بعض شيوخ القاديانية هناك.(/5)
8 - أخمدت القوات التايلاندية كل ثورة للمسلمين بالحديد والنار، أو بالمكر والخديعة، فقد غضب الفطانيون لحقِّهم مرات عديدة، وخاضوا مع الجيش التايلاندي معارك دامية، لقي الكثير خلالها مصرعهم، وأُحرقت بيوتهم، واغتُصبت ممتلكاتهم، وانتُهكت حرماتهم، وسُجن الألوف منهم، بينما هام عشرات الألوف غيرهم على وجوههم، لاجئين إلى ماليزيا.
9 - حرمت حكومة بانكوك المسلمين من ثروات بلادهم، كما حرمتهم المراكز الهامة، والوظائف الحكومية، وكافة الحقوق التي يتمتع بها مواطنو تايلاند، وعرَّضتهم لألوان الذل والقهر والاستعباد.
السعي لتحرير فطاني:
ورفضاً لهذا الاحتلال البوذي البغيض؛ هبَّ شعب فطاني يجاهد لاستقلال بلاده، فأسس جبهات التحرير، التي انضوى في صفوفها كثيرٌ من الشباب المسلم، وأخذ يقاتل على أرض فطاني في جبال بودور الشاهقة، وبين الغابات والأدغال المتشابكة المجاورة لماليزيا، وبدأت عمليات المقاومة منذ 1950م، ولا تزال - حتى الآن - تواجه المستحيل، وتتحدى المصاعب وحدها في تلك الثغور البعيدة، ومن أبرز الجبهات التي تقاوم حكومة تايلاند وتسعى للتحرير:
1- الجبهة الوطنية لتحرير فطاني: أُسست عام 1960م، وهي أول جبهة أنشئت في فطاني، وتدعو إلى تنظيم المجتمع الإسلامي، ووسيلتها حرب العصابات.
2- المنظمة المتحدة لتحرير فطاني: أُسست عام 1968م، وتتبع أساليب العنف ضد الحكومة البوذية.
3- الحركة الإسلامية الفطانية: أُسست عام 1975م، أسسها عدد من العلماء، وقد قامت بنشاط إعلامي للتعريف بقضية فطاني.
ومنذ بدأت حرب التحرير في الجنوب المسلم والأوضاع مضطربةٌ هناك، وما تكاد تهدأ حتى تعود للاشتعال مرةً أخرى؛ نتيجة عدم اعتراف الحكومة التايلاندية بحق المسلمين هناك في تقرير المصير، واسترداد دولتهم المغتصبة، وإصرارها على القضاء على المجاهدين المسلمين، الذين تعتبرهم "انفصاليين".(/6)
وفي سعيها لحرب المسلمين هناك وإضعاف شوكتهم، حتى لا يقووا على القتال والسعي للاستقلال، تضع الحكومة التايلاندية مجموعةً من العراقيل والعقبات، التي تمثِّل تحديات تواجه المسلمين هناك، ومن ذلك: تغيير أسماء القرى والولايات المسلمة، وإلغاء حجاب المرأة، وتهجير البوذيين إلى فطاني؛ لتحدَّ من الأغلبية المسلمة، وإضعاف اقتصاديات المناطق الإسلامية، وذلك بتمليك أخصب الأراضي للبوذيين، ومحاربة التعليم الإسلامي، ومحاولة فرض اللغة التايلاندية في دواوين الحكومة، وتشجيع التنصير والبعثات التنصيرية للعمل في البلاد، والدسِّ الرخيص في تزييف الكتب الإسلامية التي تطبعها الحكومة.
مواجهات مع الحكومة:
وفي إطار الأزمة القائمة هناك؛ وقعت قبل مدة قصيرة عدة مواجهات بين الحكومة والمجاهدين؛ ففي يناير 2004م اندلعت اشتباكات لم تُعرف أسبابها، أدت إلى سقوط نحو 60 قتيلاً في المناطق المسلمة الجنوبية المحاذية لماليزيا، حيث شنَّت قوات الجيش التايلاندي حملة اعتقالات واسعة، شملت عشرات المسلمين، للاشتباه في علاقتهم بـ(إرهابيين)، ووضعتهم قيد الاعتقال بدون محاكمة، وهو ما أثار سخط المسلمين في الجنوب.
كما اعتقلت تايلاند في أغسطس 2003م القيادي البارز بالجماعة الإسلامية الآسيوية (رضوان بن عصام الدين)، المعروف باسم (الحنبلي)، الذي اتهمته واشنطن بأنه العقل المدبر لتفجيرات بالي في أكتوبر 2002م، وفندق ماريوت بجاكرتا في أغسطس 2003م، وتزامن ذلك مع عمليات مداهمة، شملت عددًا من المساجد والمدارس، وعددًا من القرى النائية، وهي العمليات التي أثارت استياءً شديداً بين المسلمين هناك.(/7)
ووصل الصراع بين الحكومة التايلاندية ومجاهدي فطاني أقصاه في المواجهات التي اندلعت يوم 28 أبريل 2004م، بين قوات الأمن التايلاندية ومسلحين مسلمين، ينتمون إلى حركة تحرير فطاني المتحدة (بولو)، في مدينة فطاني جنوب تايلاند، التي قتل خلالها 108 من الشباب المسلم، ولجأت قوات الأمن التايلاندية في هذه المواجهات إلى العنف غير المبرَّر تجاه الشبان المسلمين المسلحين، الذين هاجموا مراكز للشرطة؛ بسبب الممارسات الأمنية التعسفيَّة ضد مسلمي الإقليم؛ حيث قصفت 30 منهم، تحصنوا داخل مسجد، وهدمته على أشلائهم، كتعبير عن حالة من الهلع الشديد من جانب الحكومة البوذية تجاه تنامي دور التيار الإسلامي في هذا الإقليم الجنوبي، والاستفادة من أجواء العداء الدولي ضد المسلمين؛ لقمع أي تمرد أو انفصال يسعى إليه مسلمو الإقليم.
وقد أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي فطاني، كان آخرها تقرير لجماعة (هيومان رايتس ووتش) الحقوقيَّة، ومقرها نيويورك، دعت فيه تايلاند لبدء تحقيقٍ فيما أسمته (ضرورة المستوى المرتفع من القوة المميتة)، في الأحداث الأخيرة؛ حيث أكد شهود عيان أنه كان من الممكن تسوية الأمر سلميّاً، واستسلام المهاجمين، أو إجهاض الهجوم الذي علمت به قوات الأمن من جواسيسها سلفاً، ولكنَّ الحكومة اختارت أسلوب القوة، وهدمت مسجد (كروي سي) على رؤوس المسلمين، وحشدت فرقتين مدرعتين كاملتين في الإقليم، لإرهاب المسلمين.
الحفاظ على الهوية الإسلامية:(/8)
ولأن الحكومة التايلاندية تعمل على تهميش دور المسلمين في الجنوب، ومحو هويتهم وثقافتهم الإسلامية، اهتم المسلمون في فطاني - منذ القِدَم - بالتعليم الإسلامي والديني ، فكانت فطاني مركزاً للتعليم الإسلامي في منطقة الملايو؛ حيث كان يفد إليها الطلاب من ماليزيا وإندونيسيا وكافة بلاد الملايو، للالتحاق بمدارسها ومراكزها التعليمية، التي كانت تُعنى بتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية، وكان المعلمون والمشايخ الذين يدرِّسون بها يقضون سنوات طويلة في الحرمَيْن الشريفَيْن، ينهلون من المعارف والعلوم الإسلامية، قبل أن يُسمح لهم بالتدريس في مدارس ومعاهد فطاني.
وفي العصر الحالي؛ اهتم أهل فطاني بالتعليم الإسلامي، كما فعل أجدادهم من قبل؛ فأسسوا المدارس والمعاهد الإسلامية، رغبةً منهم في الحفاظ على هويَّتهم الإسلامية، والتفقُّه في علوم الشريعة واللغة العربية، ومن أبرز المدارس والمعاهد الحالية: المدرسة الإسلامية في ولاية ناريتوات، التي أُسست في عام 1968م، ومقرّها قرية ناريت روبه، ومدرسة الدعوة الإسلامية، التي أُسست في عام 1974م، ومقرها قرية بوكيت، ومدرسة الهداية الإسلامية، التي أُنشئت في أكتوبر سنة 1984م، ومعهد محمدي بولاية فطاني، الذي أُسس عام 1963م، ومدارس دار الأمان لتحفيظ القران الكريم، التي أُسست سنة 1985م، وروضة الأطفال الإسلامية، التي أُسست سنة 1984م، ومعهد الصلاح الإسلامي، الذي أُسس سنة 1969م، واعترفت به الحكومة التايلاندية، ومعهد التربية والدعوة، الذي أُسس سنة 1975م.(/9)
والفطانيون - رغم فقرهم - يتحملون وحدهم نفقات التعليم الإسلامي في المساجد والمدارس الخاصة، ويهتمون به اهتمامهم بحمل السلاح الذي يدافعون به عن حقِّهم في الحياة الكريمة؛ فقد امتنعوا عن إرسال أولادهم إلى مدارس الحكومة الرسمية لفقرهم؛ ولأن هذه المدارس يعلِّم فيها مدرِّسون وثنيُّون، يعلِّمون الديانة البوذية كمادة إجبارية في المرحلتين الابتدائية والثانوية، كما أن حكومة تايلاند تفرض اللغة التاهية التايلاندية في مراحل التعليم، بينما يصرُّ أهل فطاني على تعلم لغتهم الملايوية، التي يكتبونها بحروف عربية، ويعدُّون هذا جزءاً من كيانهم، وهو ما قلل عدد المسلمين الذين يتابعون دراستهم الجامعية.
ومعظم المتعلمين والخريجين اليوم في فطاني تعلموا في الكلِّيات الإسلامية في ماليزيا أو البلاد العربية، وهم يعملون بالتعليم في المدارس الإسلامية الخاصة.
وفي فطاني عددٌ من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية، التي تقوم بواجب الدعوة، والأعمال الخيرية، وخدمة المسلمين في تايلاند بصورة عامة، ومن أبرزها جمعية الشباب المسلمين، واتحاد الطلبة المسلمين، وجمعية أنصار السنة المحمدية.
وتنتشر فيها المساجد الكبيرة والصغيرة، الحديثة والقديمة، بعضها بُني حديثاً، وجرى تمويله عن طريق تبرعات مسلمي فطاني، أو عن طريق المؤسسات الإسلامية الخيرية في دول الخليج العربي، أو من أفراد من المحسنين المسلمين.
ولكن تظل هناك متطلبات هامة للنهوض بمسلمي تايلاند، أهمها: التوسع في التعليم الإسلامي، بفتح المدارس، والتركيز على تعليم الدين باللغة الملاوية والعربية، وتوفير الكتب الإسلامية المترجَمة، وإرسال بعثات من الفطانيين للدراسة في الجامعات الإسلامية، وتبني قضية فطاني سياسياً، وإثارتها في المحافل والهيئات الدولية، ليحصل هذا الشعب المسلم على حقِّه المشروع في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة في الجنوب التايلاندي.
المراجع:(/10)
1- الإسلام في فطاني. تقرير لوكالة الأنباء الإسلامية، جدة، 17 يناير 2001م.
2- ماذا يجري لمسلمي تايلاند؟!. محمد جمال عرفة، موقع الإسلام اليوم، 12 مايو 2004م.
3- تايلاند وأزمة سلطنة فطان. محمد صادق مكي، جريدة الجمهورية، 7 يوليو 2004م.
4- فطاني: بلدٌ منسي وأمة مضطهدة. موقع الإسلام اليوم، 10 مارس 2002م.
5- مقاطعة فطاني في تايلاند. تقرير وكالة الأنباء الإسلامية، فطاني، 26 ديسمبر 2000م.
6- الأقليات المسلمة في آسيا. سيد عبد المجيد بكر، سلسلة دعوة الحق، العدد 23، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة.(/11)
العنوان: فقه الطبيب وأدبه
رقم المقالة: 1664
صاحب المقالة: د. عبدالستار أبو غدة
-----------------------------------------
تمهيد
الطب في الدراسات الإسلامية:
حين أردت أن أكتب موضوعًا يتناسب مع نشاط هذا المؤتمر للطب الإسلامي تساءلت عما يستحق أن يُدْعَى (الطب الإسلامي)؛ لتكون الكتابة في الصميم، وكان الباعث على التساؤل هو أن الطب أحد العلوم التي لا يتضح فيها وجه هذا الوصف بعيدًا عن جعل العلم يتعدد تبعًا للأديان والملل. ثم تأملتُ فرأيتُ أن المقصود من الوصف بهذه الصفة التنويهُ بما أسداه الإسلام لعِلْم الطب من اعتبار وتشجيع، وما أكْسَبه من عناية استتبعت استمراره ونموه على نحو لم يُشهد له مثيلٌ في ظل غيره، وقدْ يؤدِّي لإيضاح المراد تقليبُ هذين اللفظين بأن يقال: (إسلاميات الطب) أو (طبيات الإسلام)، فالغرض تصويب النظر إلى الموقع الذي اتخذه الطب في أرجاء الدراسات الإسلامية بأنواعها.
وقد تركتُ الحديث عن نمو الطب في ظل الإسلام، وجهودِ الأطباء المسلمين في تحرير ما وَرِثُوه، وإبداعِ ما ابتكروه من نظريات، بعضُها ظَلَّ محرِزًا له حقَّ السبق إليه، وبعضٌ منها استلبه الأدعياء في غفلة الانحطاط والاستضعاف، حتى قَيَّضَ الله من يشهد بالحقيقة، بشهود من أهلها أو من أعدائها "والفضل ما شهدت به الأعداء" وهذا يغلب عليه الطابَع الاختصاصي الفني، والجدير بجلائه هم الأطباء دون غيرهم. كما أمسكت عن التوسع في مجالين آخرين يستهويان الباحث في ظل ما في عنوان (الطب الإسلامي) من شمول:(/1)
أحدهما: هو الاستعراض التاريخي للجهود التأليفية في الطب وعلومه من قِبَلِ المسلمين، وذلك له كتب عامة تُعْنَى بتاريخ العلوم من طب وغيره، وتهتم بتقويم الكتب (الببليوغرافيا)، والرجوع إليها أو الاقتباس منها – من خلال نظرات سريعة – كفيل بالمطلوب. والسبيلُ الأمثل لتخليد هذه الجهود تحقيقُ مخطوطاتها ونشرها وترجمتها إلى اللغات الحية؛ ليكون من مراجع الدراسات الطبية العالمية أمثال كتاب "الحاوي" للرازي المتوفَّى (311هـ - 923م) و "القانون" لابن سينا (348هـ - 959م) و "التصريف" للزهراوي (427هـ- 1035)، وكتب ابن رضوان المصري (453هـ - 1061م) وكتب ابن رشد (595هـ - 1198م) وكتب ابن زهر الأندلسي (557هـ - 1161م) و"الشامل" لابن النفيس (687هـ - 1288م) وغيرها مما تلاحق بعدها.. تمهيدًا لوصل حاضرنا العتيد بالماضي المجيد وانطلاقًا لرسم المستقبل المنشود.
والمجال الثاني: الربط والتوفيق بين النظريات الطبية الحديثة وما ورد من نصوص فيها إشاراتٌ ذات صلة بها في القرآن والحديث. وهذا المجال أيضًا مما عُني به القدامى والجدد بكتابات شاملة للنظريات العلمية مطلقًا أو خاصة بالطبي منها.
ومع ما يتطلب هذا المجال من ازدواجية لابد منها للباحث فيه، فقد كان حظ الأطباء للإسهام في بيانه أكثر من حظ غيرهم لأنه يتطلب تمرسًا في الطب وتعمقًا في علومه في حين يكفي له الإلمام بالدراسات الدينية والعربية.(/2)
وبعدُ .. فإن وراء ما أشرت إليه مجالاً رحبًا لدراسة ما يمكن اعتباره أيضًا من مسمى (الطب الإسلامي) بَدْءًا من (الطب النبوي) المتضمن هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في الطب الطبيعي، والعلاج الروحي والطب النفسي، والقواعد التي أرساها الإسلام لحفظ الصحة، ثم ما وراء ذلك من منارات منثورة في علوم الشريعة الغراء تتصل بفقه الطبيب (الأحكام الخاصة به)، وأدائه (أخلاقيات الطبيب)، ومعظم ذلك مذكور في غير مظانه، وقليل منه قد حظي بباب مفرد لدراسته في الكتب الشاملة أو بكتاب مستقل فيه.
وفيما يلي إشارات لأهم الجوانب التي كان لها حيزٌ في الدراسات الإسلامية بعيدًا عن الاسترسال في الصعيدين التاريخي، والتأويلي – المشار إليهما –؛ لتكون هذه الدراسة تقريرًا لأصالة الطب الإسلامي، ومَدخلاً لوضع مرتكزات للدراسات المفصلة فيه، وذلك يسهم في فتح المجال أمام من ينشط لتسليط أضواء البحث الكاشفة لما خفي منها. ولا يتسع المقام لِتَلَمُّس دور الطب في الدراسات الإسلامية – تأثرًا وتأثيرًا في جميع الزمر المستقرة لتلك الدراسات، بَدْءًا بالقرآن، ومرورًا بالسنة والسيرة، وانتهاءً إلى الفقه وعلومه المساعدة لاسيما الحِسْبَةُ والآداب الشرعية؛ لذا اقتصرت على لمحات في فقه الطبيب (الأحكام التي تتصل بمزاولته عملَه من حِلٍّ وحرمة) مع نُبَذ في الآداب التي ينبغي مراعاتها.
النظرة الشرعية للطب:
لابد من إلقاء هذه النظرة قبل الحديث عن فقه الطبيب وآدابه ثم أنتقلُ لبيان الخِصال التي أوجبت الشريعة الإسلامية على ممارس الطب المعرفةَ بها، لأنها من الأمور المتصلة بصميم عمله. وهي مما يختص بالقيام به غالبا، كما يشمل آثار تصرفاته في الأحوال العادية أو الطارئة؛ إذ من المقرر شرعا أنه يجب على المسلم - بالإضافة إلى معرفة الأحكام العامة في حق الجميع كالعبادة - اكتسابُ المعرفة بما يخصه في عمله لتكون تصرفاته موافقةً للشرع وليكون كسبه حلالاً.(/3)
ولعل أول ما يتعرض له الفقهاء في هذا المجال حكم (التداوي)، ويَستَتْبِع ذلك تعرضُهم لحكم (التطبيب).. ولا يخفى أن الحديث عن هذين الأمرين كان لهما قديمًا ما يبرره إزاء مواقف بعض المتصوفة أو الزهاد الذين توهموا أنَّ الإقدام على التداوي يخالف التوكل.. وقد اعتُبِرتْ هذه المواقف من باب التنطع بعدما ثبت تداوي النبي – صلى الله عليه وسلم – شخصيًّا، والأمرُ لغيره بالتداوي والمداواة.
ويستوقف النظر في المراجع التي تناولت هذه القضية حرص الفقهاء على اعتبار (مهنة التطبيب) إحدى فروض الكفاية[1] بمعنى أنه إذا لم يوجد من ينهض بها أثم المسلمون كلهم، وأن القيام بها من البعض يسقط الإثم عن البقية، ويكون الأجر خاصًا بمن يقوم بذلك.. ويظهر أثر هذا الاتجاه حين الموازنة بمحاربة الطب من خلال شن الحملة عليه من قِبَلِ محتكري الوصاية على الأديان والعقول قَبْلُ.
الفقه والخبرة الطبية:
تثور الحاجة إلى خبرة الطبيب في أكثر من موضوع في الفقه الإسلامي، وتلك المواطن إما أن تتصل بالمرض أو الأعذار المبيحة لبعض الرخص والتيسير في العبادة.. وإما أن تتصل بالفصل في المنازعات التي تنشأ من دعاوى مَحَلُّها جسم الإنسان، سواء أكان النزاع في شأن السلامة والبقاء على الفطرة وعدمها، أو من قبيل ادعاء العيوب والنشاز. ونظرا إلى أن الشريعة الإسلامية من منهجها العام في التشريع بناؤه على الأعم الأغلب فقد ندر - في غير مجال الطب - ربطُ الأمور بالخبرة الفنية وحدها، بل أقيمت أكثر الأمور على حصول الأمارات الظاهرة الميسورة كما هو الحال في أوقات الصلاة، ومطالع الأشهر وغيرها. أما في مجال الطب فلم يَعْدِلْ عنه إلى غيره إلا في الأمور الميسور إدراكُها بالتأمل أو بطول الأمد الكافي لظهور الأعراض واجتماع القرائن كما هو الحال في البلوغ وعلاماته الطبيعية.(/4)
وفي هذه الأحوال كان البديل ليس هو الشخصَ العادي، بل أصنافًا من ذوي الخبرة الآخذة من الطب بنصيب كالقابِلة .. أو مجموعة من النساء الثقات.
ومن أهم أمثلة الحاجة إلى خبرة الطبيب في تحقيق شروط العبادة لوجوب مزاولتها:
أ- التطهُّر لها بالوضوء والغسل - بحسب الحاجة- حيث ينتقل الواجب بحصول المرض من استعمال الماء، وهي الطهارة الحقيقية الأصلية إلى طهارة بديلة اعتبارية هي التيمم، وقد يكون الانتقال في جزء من البدن لا في جميعه، ومثاله الإعفاء من مساس الماء للبدن، بسبب وضع جبائر حيث يُستعاض عن ذلك بالمسح على الجبيرة.
ب- و(صلاة المريض) أحد الأبواب المعروفة في الفقه، حيث يصلي كما يطيق من قعود أو على جنب بحسب مقتضى مرضه.
جـ- والمرض أحد الأعذار التي يسقط بها وجوب الجمعة والجماعة، فيُستعاض عن حضور المسجد بالصلاة في البيت. ومناط ذلك المرض تعذر الوصول إلى مكان المسجد لما في الجسم من وَهْنٍ أو في القدم من ألم...
د- والمرض يبيح الفطر في رمضان ليكون الصوم في أيام أُخر هي أيام الشفاء والعافية إلاَّ إذا كان المرض مما لا يُرجى شفاؤه؛ فينتقل الواجب من الصوم إلى (الفدية) التصدقِ بطعام مسكين. ولا يخفى أن الحكم بالمرض أصلاً أو بكونه مزمنًا هو مهمة الطبيب دون غيره.
هـ- ومرض الموت له شأن آخر، فهو ليس ذاك المرض الميئوس من شفائه فقط، بل هو الذي يزداد أثره حتى ينتهي بالوفاة، وله أحكام فقهية مفصلة بشأن التصرفات ولاسيما الهبةُ والإقرار والطلاق. والذي يقرر أن المرض من هذا القبيل هو الطبيبُ. على أنه ليس من إعطاء الخبرة حقَّها في الدقة أن يُطلَقَ العَنانُ للمرض مهما كان نوعه ومقداره لِتُستباح به الرخصُ ويُعفى به الشروط؛ ولذا كان المرض عند الفقهاء أنواعًا لكل منها اعتباره.(/5)
وأكتفي بالإشارة إلى اختلاف الرأي في اكتفاء بعضهم بخوف زيادة المرض أو امتداد زمنه، واشترط بعضهم خوف الهلاك أو فوات العضو[2]، على أن بعض الفقهاء اكتفى للاستفادة من الرخصة الشرعية بأن يكون في استعمالها (كالفطر في الصوم مثلا) الظنُّ بحصول الصحة وبعضهم اشترط اليقين.. وفي هذه المعايير المختلفة دَلالةٌ واضحة على الدقة في تقدير الأمور والحاجة الماسة إلى الخبرة الفنية .. ويتأكد هذا المبدأ من استعراض نماذج من أشهر مجالات الرجوع للخبرة الطبية فيما يلي:
أ- ففي موضوع الزواج وثبوت المهر كاملا بالدخول أو الخلوة، لا يعتد بالخلوة ما لم تكن الموانع زائلة فالمرض أحد تلك الموانع لكنه (المرض الذي يمنع المعاشرة أو يلحقه به ضرر..)[3].
ب- والأمراض الجنسية التي تُمنح بها المرأةُ حقَّ الفرقة عن الزوج هي العُنَّة والجَبّ والخِصاء، لكنَّ المجبوبَ لا يُتَرَيَّثُ في اعتباره، أما العِنِّينُ والخَصِيّ فيؤجل معهما الزوج سنة؛ لتمر به الفصول الأربعة ويتبين هل ما به علَّةٌ معترضة أم آفَةٌ أصلية.
جـ- وكذلك المرجع للخبرة الطبيَّة في عُيوب الزواج المستوجبة للخيار: وهي بالنسبة لما يوجد في الزوجة مغتَفَرَة عند بعض الفقهاء؛ لوجود الطلاق الذي تمكن به الزوج من مفارقة الزوجة المصابة .. ويمنحه بعضهم حق الخيار ويحصر تلك العيوب في ثلاثة عامة (الجذام، والبرص، والجنون) وقد عمَّم بعضهم أثرها ليشمل حالة إصابة الزوج بها.. وعيبين نسائيين هما الرتق: التصاق يمنع من المعاشرة الجنسية، والقَرَنُ: حائلٌ عظْميٌّ أو لحْمي يمنع من المعاشرة.
ومن الواضح أن معرفة ذلك لابد فيه من خبرة الطبيب، وإن كان يُستعان في بعض الأحيان بالقابلة.. وهي صورة من صور الطب.. والأمثلة للتعويل على الخبرة الطبية كثيرة في شتى أبواب الفقه.(/6)
ولهذا وضع الفقهاء أساسًا لاعتبار المرض مرخصا في التيمم - وأمثاله من المواطن التي يتغير بها الحكم من حال إلى حالٍ أخفَّ أو أشد – وهو: أن يعتمد على معرفة نفسه إن كان عارفا (أي المعرفة الفنية) وإلا فله الاعتماد على قول طبيب واحد حاذق مسلم بالغ عَدْل. فإن لم يكن بهذه الصفة لم يَجُزِ اعتمادُه، ومفاد هذا أنه لا يُعتَمَد على من لم تتوافر فيه الصفات والقيود المشار إليها، على أن بعض الفقهاء رأى أنه يجوز اعتماد قول من كان فاسقًا، لعدم التهمة هنا؛ لذا اقتصر هؤلاء في وصف الطبيب بأنه (مسلم ثقة) مع تقييده بالحذق والفطنة.
كما صرحوا بقبول قول المرأة وحدها، لأنه من باب الأخبار وليس من قبيل الشهادة التي جاء في تنظيمها الآية الكريمة:
{وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [سورة البقرة: 282].
ومما يدل على إحالة الأمر إلى خبرة الطبيب منعُ بعض الفقهاء من التيمم إن لم يجد طبيبًا على الصفة المشروطة[4].
مسؤولية الطبيب (الضمان):
إن المسؤولية بالنسبة للطبيب وغيره نوعان: تعاقدية، وجنائية.
أ- المسؤولية التعاقدية:
ينطبق على التعامل بين المرضى والأطباء القواعدُ العامة للإجارة على الأعمال، وهي السائدة في كل المهن التي يلتزم فيها صاحب المهنة بأداء منفعة للمتعاقد محدودة بإنجاز معين مع تمكنه من تلقي مهام أخرى. وقد يكون التعامل على أساس الإجارة الخاصة التي يُسمى مُقدِّمُ المنفعة فيها (الأجيرَ الخاص)، وذلك حين يرتبط خلال مدة معينة بأن لا يعمل لغير من تعاقد معه، وهاتانِ الحالتانِ لا خصوصية فيهما للطبيب من غيره. على أن هناك حالتين لا تُتَصوران إلا في ممارسة الطب: تسمَّى إِحداهما: "المشارطة على البُرْء" وتسمى الأخرى: "اشتراط السلامة" وقد عُني بمعالجتهما الفقهاءُ على النحو التالي:(/7)
الحالة الأولى (المشارطة على البرء):
الأصل في تقدير التعامل مع الطبيب أن يكون على مدة معينة، أو يكون على القيام بأعمال معينة، ويستحق الأجر بإنجاز ذلك ولو لم يبرأ، وهذا ما يُدْعَى في الاصطلاح القانوني "بذل العناية". وفي هذه الحالة احتمالاتٌ لها حلولُها التي تختلف فيها أنظارُ الفقهاء مثل حصول البرء أثناء المدة، أو حصول الوفاة، أو امتناع المريض من مواصلة العلاج.. على أنه قد يشترط في هذا التعاقد بالإضافة إلى بذل العناية "تحقيقُ غاية" وهي الشفاء من المرض (البُرْءُ) والفقهاء مختلفون في الحكم على هذا التعاقد:
فبعضهم مَنَعَه، لما فيه من الجهالة، لأن البُرْء غير معلوم متى يحصل، حتى لو أحاط الطبيب علمًا بأحوال مرضه ومريضه؛ لتدَخُّل أسباب خارجية. وجمهور الفقهاء على جوازه والدليل هو ما ورد من أن أبا سعيد الخدري عالج رجلا وشارَطَه على البُرْء، وعَلِمَ بذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأقر تصرفه. ويرى ابن قدامة أن هذه المعاملة ليست من باب الإجارة التي يُشترط فيها معلوميةُ مَحَلِّ التعاقد بالمدة أو العمل. وإنما هي من قبيل (الجَعَالَة) وهي تجوز على عمل مجهول، كما هو الحال في ردِّ اللُّقَطَة، ويكفي للجَعَالَة تحديدُ مقدار الجُعْل، وبيانُ الغاية المطلوبِ تحقيقُها بقطع النظر عن مقدار العمل .. ومن أحكام هذه المشارطة أنه لو ترك قبل البُرْء فلا شيء له إلا أن يتمم غيره؛ فله حساب نسبة من الاتفاق[5].
وقد تناول الفقهاء هنا مسائل أخرى ثانوية مثل اشتراط الدواء على المريض أو الطبيب وهذه القضايا الملحوظُ فيها أثر الأعراف والأوضاع الزمنية، والتي لا يوجد ما يلزم بمتابعتها مع تطور أصول التعامل في هذا المجال.
الحالة الثانية (اشتراط السلامة):(/8)
تناول الفقهاء ما لو تعاقد الطبيب مع مريضه واشترط أن يكون عمله مقترنا بالسلامة من السراية (المضاعفات)، فالشرط باطل؛ إذ ليس في وسعه ذلك، وما دام ما ينتج عن الفعل المعهود المستوفي للشروط معفًى من المسؤولية فلا تترتب بمجرد الاتفاق؛ للقاعدة القائلة: "ضمان الآدمي يجب بالجناية لا بالعقد"[6] ويُلحظ هنا أن الشارع قد تدخل لينقذ الطبيب الذي تورط بقبول هذه المغامرة، إمَّا مدفوعا بإقدامه على أكثر مما يطيق، وإما بدافع الحاجة لقطف ثمار عمله ولو كانت محاطة بمحاذيرَ، والشريعةُ جاءت لإقرار العدل أو لتحقيقه حين يُزْهِقُهُ جموح أو طغيان أحد الأطراف.
ب- المسؤولية الجنائية:
الكلام عن المسؤولية الجنائية المترتبة على الطبيب إنما هو في مجال ممارسته المهنةَ ؛لأن تصرفاته العمديةَ العدوانية خارجَ المهنة لا تختلف عن غيره. ولكن نظرا إلى طبيعة مهنته قد يلتبس فيها التصرف المعتاد المقصود به العلاج، بالتصرف الجنائي الناشئ عن جهل أو تجاوز أو خطأ، فقد تناول الفقهاء بالدراسة هذه التصرفات بإسهاب وتفصيل يمكن إيجازه على النحو التالي:(/9)
إن اعتبار التطبيب واجبًا كفائيًا يقتضي أن لا يكون مسؤولاً عما يؤدي إليه عمله قيامًا بواجب التطبيب؛ لأن القاعدةَ "أنَّ الواجب لا يتقيد بشرط السلامة"، لكن لما كانت طريقة أداء هذا الواجب متروكةً لاختيار الطبيب وحْدَه؛ لما له من السلطان الواسع في الطريقة وكيفية الأداء تبعا لاجتهاده العلمي والعملي، كان ذلك داعيًا للبحث عن مسؤوليته جنائيًا عن نتائج عمله إذا أدى إلى نتائج ضارة بالمريض، باعتباره أنه حين يؤدي واجب التطبيب أشبهُ بصاحب الحق منه بمؤدي الواجب، ولا يخفى أن صاحب الحق يُسأل في حال تجاوزه حقَّهُ. وبمناسبة الموازنة بين اعتبار الطبيب قائمًا بواجب، أو اعتباره صاحبَ حق، يهتم الفقهاء بالتأكيد على ضرورة الاستعانة بخبرة الطبيب في تنفيذ القِصاص الشرعي في حال وجوبه بالجناية على النفس (القتل)، أو الجناية على ما دون النفس (الجراح وإتلاف الأطراف أو الحواس). فلا شك عندهم أن قيامه بذلك هو من قبيل أداء الواجب. وقد صرح الفقهاء على أن مقتضى الإحسان في التنفيذ أن يُعْهَدَ به إلى ذوي الخبرة بعد أن يوكِّلَهم الأولياءُ المتمسكون بحق القِصاص إذا لم تَطِبْ نفوسهم بالعفو؛ لما يتطلبه ذلك من دقة وحذر لعدم مجاوزة الواجب، قصاصًا كان أو حدًّا، ولتحقيق البعد عن الظلم والتعذيب.. وقد تضمنت المراجع الفقهية القديمة بعضَ الأصول التي كانت تُراعى قبل التنفيذ، والوسائلَ التي كانت تستخدم في القياس وتحديد محل الاستيفاء، ليتم على أعدل وجه وأرفقه وأسهله[7].
وهناك إجماع على عدم مسؤولية الطبيب إذا أدَّى عملُهُ لنتائجَ ضارةٍ فيما إذا توافرت الشروط التالية:
1- أن يكون طبيبًا عن معرفة ودراسة لا عن زعم وادعاء، ولا يُفِيد أن تكون له شهرة لا تستند إلى خبرة حقيقية.
2- أن يأتي الفعل بقصد العلاج وبحسن نية (أو بقصد تنفيذ الواجب الشرعي).(/10)
3- أن يعمل طبقًا للأصول الفنية التي يقررها فن الطب وأهل العلم به، فما لم يكن كذلك فهو خطأ جسيم يستوجب المسؤولية.
4- أن يأذن له المريض أو من يقوم مقامه كالوالي.
والطريف في هذه القضية أن الفقهاء حين أجمعوا على رفع المسؤولية عن نتائج فعل الطبيب حين توافُر الشروط المشار إليها، اختلفت وجهات نظرهم في تعليل نفي المسؤولية على نحو يدل على التقدير لشأن هذه المهنة وخطورتها في آنٍ . فبعضهم يرى أن العلة هي الحاجة إلى ممارسة المهنة في جو يشجع على أدائها لاسيما حين يقترن ذلك بالإذن، وبعضهم يرى أن العلة بالإضافة للإذن أن الغرض من الفعل قَصْدُ العلاج لا الضرر، والقرينة على هذا القصد وقوعُه موافقًا للأصول الفنية، ويرى البعض أن العلة هي الإذن في صورته المزدوجة المركبة من إذن الحاكم بممارسة المهنة وإذن المريض بأداء ما تقضي به من أعمال.
العلاج بالفعل المَخُوف:
لعله لا يخرج عن دائرة ارتكاب أهون الضررين ما ذهب إليه بعض الفقهاء في قضية العلاج بالأفعال التي يُخافُ منها التلفُ أو السراية (المضاعفات)، بدَلالة ما أردفوا به هذه المسألةَ من تفصيلات بأنه إذا خِيفَ التلفُ من تَرْك الفعل كان القيام به جائزًا بل واجبًا.. كما صرحوا بِحِلِّ قطع عضو استقر فيه الداء وخُشِيَ انتشارُهُ في سائر الجسم.
ولا يخفى أن المعيار المُشار إليه هو المُحَكَّم، وما جاء على غير ذلك ربما كان من التأثر بالأوضاع الزمنية.
وكان مما ثار الجدل فيه- في غيبة مراعاة القاعدة-: الكيُّ[8].
تشريح بدن الإنسان:
كان لهذا الموضوع صداه قديمًا باقتصار البعض على التمسك بمبدأ تكريم بني آدم وتحريم المُثُلَة (وتحريم كسر عظم الميت في بعض الأحاديث) دون مراعاة المقاصد الأخرى من حفظ النفس بشتى الوسائل المؤدية لحفظها، ومن تلك المقاصد التي تُسعِف نصوصُ التشريع وعبارات الفقهاء بمراعاتها:(/11)
شقُّ بطن الأم الميتة لحفظ حياة الجنين، والتشريح لتعلم الطب، ولكشف جريمة. ومما جاء في ترجمة ابن النفيس (وهو فقيه مشهور فضلا عن أنه طبيب) وغيره أنهم كانوا يذهبون إلى المقابر فيلاحظون بعض العظام التي تنكشف عنها القبور القديمة، ويراقبون مفاصلها فضلاً عن تشريحهم بعضَ الحيوانات، ولا يخفى أن حرمة بدن الإنسان الميت موفورةٌ إذا كان تشريحه لمصلحة أكبر.
ومما يَتْبَع هذا قضيةُ الاستفادة من أعضاء الموتى لتعويض نقص أو تَلَفٍ في الأحياء، وهي مسألة مركبة من نواحٍ متعددة، ولا تخرج عن نصوص الأمر بالتعاون، وقاعدة ارتكاب أهون الضررين المشار إليها.
العلاج بالمُحَرَّم أو النجس:
الأصل المنع من ذلك لنفس المقاصد والغايات التي يَرمِي إليها الشارع في المنع من بعض الأشياء (غذاء كانت أو دواء) ،واعتبارها محرمة بالنص على تحريمها أو الحكم بنجاستها.
وقد اتجه جمهور الفقهاء هذا الاتجاه المنسجم مع علل المنع ما ظهر منها وما بطن. على أن بعضهم رأى فُسْحَةً في استعمال المحرم أو النجس فيما إذا تَعَيَّنَ ذلك دواءً للمريض، وأجرى هنا أحكام الضرورة التي يباح معها ارتكاب المحظور. في حين رأى الجمهور فرقًا بين الدواء الذي هو مظنون وله بدائل، وبين الغذاء الذي به قِوام البدن ولا غنى عنه مطلقًا فإذا اضْطُرَّ إليه الإنسان غير باغ ولا عاد فلا إِثْمَ عليه..(/12)
وقد استوفى ابن القيم وجوهَ الحكمة في المنع من التداوي بالمُحرَّمات بعد أن أورد الأدلة الصحيحة على هذا الاتجاه المشهور لدى الفقهاء، وهو يشير إلى أن المعالجة بالمحرمات قبيحة عقلاً وشرعًا؛ لأن تحريمَهَا على الأمَّة ليس عقوبة بل هو لخُبْثِهَا؛ فحرمت صيانة عن تناولها وحفظًا من أخطارها فلا يناسب العودة إليها للاستشفاء، وفي اتخاذها دواءً ترغيب بها ينافي داعي التحريم إلى تجنُّبِها، والأخذُ بها يكسب النفس من خبثها بالانفعال البَيِّن الحاصل بالدوار، وإباحةُ التداوي بها يكون ذريعة لتناولها للشهوة واللذة، والشارعُ يَسُدُّ ذرائع الفساد، ولا يخلو الدواء المحرم من أضرار تزيد على ما يُظَنُّ فيه من الشفاء. ثم أشار إلى سر لطيف في كَوْنِ المُحرَّمات لا يُسْتَشْفَى بها هو افتقارها إلى عنصر التلقي بالقبول، واعتقاد المنفعة والبركة المجعولة للشفاء، واعتقاد تحريمها يَحُول بين المسلم وبين تلك العوامل.
ومما يُذكر عن ابن النفيس أنه في مرضه الأخير وَصَفَ له بعضُ الأطباء تناولَ شيء من الخمر، إذ كانت علته تناسب أن يتداوى بها على ما زعموا، فأبى أن يتناول شيئًا من ذلك وقال: "لا ألقَى اللهَ تعالى وفي باطني شيءٌ من الخمر". ولعل في هذه العُجالة غِنًى عن تفصيل الكلام في هذا الموضوع[9].
النظر للعورة للعلاج:
في ظل القاعدة الشرعية المعروفة: "الضرورات تبيح المحظورات"، والقاعدةِ الأخرى التي تَقْضِي بارتكاب أهون الضررين اتقاءً لأشدهما، اعتُبِرَ تحريمُ النظر إلى العورة قاعدةً لها مستثنيات لا تختص بطبيب دون غيره. لكنَّ التطبيق العملي كشف أن العلاج أشهر التطبيقات التي خرجت عن القاعدة وليست كلها، فهناك النظر لأداء الشهادة مثلا، وأمور أخرى قد آلت بالتطور إلى الطب نفسه كما سنرى.(/13)
ولا يخفى أن العورة من الرجل ما بين السُّرة إلى الركبة، ومن المرأة البدن كله عدا الوجه والكفين، والعورة المغلَّظة هي الفرج وما حوله. وعلى هذا فإن ما فوق السُّرة وما تحت الركبة هو القدر المباح للنظر إليه من الرجل بالنسبة للرجل ومن الرجل لمحارمه، ومن المرأة للمرأة، ومن المرأة للرجل، أما نظر الرجل إلى المرأة فالقدر المباح منه هو الوجه والكفان.
هذه هي القاعدة في الجملة، أما الاستثناءات التي نَوَّهْتُ بها فهي:
إباحة النظر إلى محل المعالجة - أو لمسه وهو في الأصل أشد حرمة من النظر - وذلك بالقدر الذي تدعو إليه الحاجة، حتى لو كان ذلك المحل هو السوءتين. ودواعي النظر التي مثلوا بها متعددة وهي قد آلت كما أشرت إلى الطبيب أو مساعديه والمُلحَقِين به في الحكم:
القابلة، الخاتن، الممرض، ولمن يعهد إليه بتعرُّف البلوغ (التسنين)، ولمن يُرجع إليه في معرفة العيوب الجنسية أو البكارة.
ومما حض عليه الفقهاء سترُ ما لا يحتاج لنظره من العورة بثوب، والاقتصار على النظر للمحل المُعالجَ.
علاج الرجل للمرأة وعكسه:
من القواعد الشرعية أن نظر الجنس – ذكرًا أو أنثى – إلى الجنس نفسه أخف؛ ولهذا كان الأصل أن تعالج المرأةَ امرأةٌ مثلُها. ومع هذا فقد نص الفقهاء على جواز الاستثناء، وهو معالجة الرجل للمرأة، وذلك حيث لم يوجد أحد من بني جنسها. ولهم تفصيلات في تقدير الضرورة بين أن يكون "تعذر تأتِّي المقصود من المرأة"[10].
وهذا يتيح المجال لاعتبار الحال الحاضر، فإذا لم يكن ساعةَ العلاج العاجل إلا رجلٌ، أو كان الاختصاص المطلوب أو مقدار المهارة فيه لم يتوافر في امرأة فذلك كله من الدواعي المشروعة، وصرح بعضهم بأن الرجل يستعينُ بامرأة فيطلب إليها فعل ما يريد فعله.
الخلوة بالمرأة:
أحكام الخَلْوة عامة لا إعفاء من مراعاتها إلا في الحالات الطارئة النادرة كما لو كانت المرأة مسافرة مع زوج أو مَحْرَم، ثم فارقها بالوفاة مثلاً.(/14)
والخَلْوة الممنوعة هي الانفراد بالمرأة من قِبَلِ رجل ليس زوجا ولا مَحْرَمًا. أما انفراد الرجل بالمرأتين فليس خَلْوة عند بعض الفقهاء وهذا طبعا إذا كان الغرض ليس سيئًا.
على أن في انفراد الرجلين بالمرأة وعكسه خلافًا لبعض الفقهاء، ويتعيَّن تفسيره وَفْقًا لما تدل عليه الوقائع الكثيرة من السنة وعمل السلف، بأنه نوع من الاحتياط الواجب إذا لم تُؤمن الفتنة، وأمَّا المتفق عليه فهو ما جاء به الحديثُ الصحيح: ((مَا خَلاَ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا)).
ولا شك أن الخَلْوة – على ما صرح به الإمام أحمد وغيره – لا تتحقق إلا في بيت أو نحوه مما يُؤْمَنُ دخول ثالث إلا بإذنهما.
أما ما كان من الأماكن متاحًا دخوله لعامة الناس أو لصنف كالأطباء والممرضين مثلا فلا تتحقق فيه الخَلْوة.
استطباب غير المسلم:
التطبيب مهمة خطيرة، فإذا لم تَجْرِ في جو من الأمان والاطمئنان كانت ذريعة لإلحاق الأذى بالخصوم، كما أن لذلك أثرَهُ نفسيًا في شعور المريض نفسه[11].
من هذا المنطلق، ومما كان يقع مع بعض غير المسلمين من مكايد أو غش، ذهب بعض الفقهاء إلى كراهة استطباب غير المسلم إلا لضرورة. ويدل على مستندهم في الرأي ما أشاروا إليه بقولهم: "لعدم الثقة وافتقاد النصيحة" فإذا لم تَبقَ هذه العلة زال الحُكم المَنوط بها؛ ولذا يعارض ابن تيمية في القول بالكراهية قائلا:
"إذا كان اليهودي أو النصراني خبيرًا بالطب، ثقةً عند الإنسان جاز له أن يستطبه، كما يجوز أن يودعه المال وأن يعامله. وقد رُوِي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر أن يستطب الحارث بن كَلْدَة – وكان كافرًا – وإذا أمكن أن يستطب مسلمًا فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو يعامله فلا ينبغي أن يَعْدِلَ عنه. وأما إذا احتاج إلى ائتمان الكِتابيّ واستطبابه فله ذلك، ولم يكن من وِلاية اليهود والنصارى المنهي عنها".(/15)
كما نبهوا على التثبت مما يصفه من الأدوية المركبة؛ لئلا يكون فيها مُحَرَّمٌ ،كما قالوا بأنه لو أشار عليه بالفطر في الصوم، والصلاة جالسًا لا يُرجَع إلى قوله لأنه خبر متعلِّق بالدين فلا يُقبَل.
من آداب الطبيب:
يشير السبكي في بيان ما ينبغي أن يتحلى به الطبيب من آداب بعبارة مستوعبة بالنسبة لقلة ما جاء عن هذا في غيره من كتب الحِسْبَة التي توغلت في بيان ما يُكتَشَف به أهليةُ الطبيب، وما يُزاح به الغطاءُ عن الجهل أو الغش إن وجد، كما أشارت إلى ما يجب علمهم به، وما يقسمون عليه، ولزوم مراعاة الإذن من ولي الأمر، ومن المريض أو وليِّه[12] يقول السبكي عن آداب الطبيب[13]:
- من حقه: بذل النصح، والرفق بالمريض.
- وإذا رأى علامات الموت لم يُكْرَه أن يُنَبِّهَ على الوصية بلطف من القول.
- وله النظر إلى العورة عند الحاجة بقدر الحاجة.
- وأكثر ما يُؤْتَى الطبيب من عدم فهمه حقيقةَ المرض، واستعجالِه في ذكر ما يصفه، وعدم فهمه مزاج المريض، وجلوسه لطب الناس قبل استكماله الأهلية.
وعليه أن يعتقد أن طبه لا يَرُدُّ قضاء ولا قدرًا، وأنه إنما يفعل امتثالاً لأمر الشرع وأن الله تعالى أنزل الداء والدواء وما أحسن قول ابن الرومي:
غَلِطَ الطَّبِيبُ عَلَيَّ غَلْطَةَ مُورِدٍ عَجَزَتْ مَوَارِدُهُ عَنِ الْإِصْدَارِ
وَالنَّاسُ يَلْحَوْنَ الطَّبِيبَ وَإِنَّمَا غَلَطُ الطَّبِيبِ إِصَابَةُ الْأَقْدَارِ
وهناك آداب أخرى ليس الشريعة مصدرُها الوحيدُ، بل هي من آداب هذه المهنة مثل كتمان أسرار المرض، والالتزام بمقتضى القسم الطبي مما هو معروف[14].(/16)
على أن من الآداب أمرًا يُخاطَب به الجميعُ ويُخَصُّ به الطبيبُ؛ لاتصاله المباشر بالمريض وهو آداب "عيادة المريض" ولا يقلل من شأن هذه المطالبة الخاصة أن يكون ذلك مقتضى مهنته. فإنه إذا نوى – بالإضافة إلى باعث الواجب الوظيفي – الأخذ بهذه الآداب التي هي من تمام حق المسلم على المسلم كان أداؤه أكمل؛ لصدور ذلك عن قناعة والتزام ديني ينمو معه الوازع الداخلي بعد رقابة الله عزَّ وجلَّ.
وقد جاء من التفصيلات لآداب عيادة المريض ما يجعل منها علاجًا نفسيًا للمريض فضلاً عن تحقيق المؤانسة والرعاية له في حال ضَعْفِه وقُعودِه، وأشير إلى أهم العناصر البارزة في عيادة المريض مما مصدره الشريعة قبل غيرها:
أ- عيادة المريض أدب ديني للأمر بها والأجر والفضل عليها فيما يلي من الأحاديث:
- "أمرنا – صلى الله عليه وسلم – بعيادة المريض"؛ أخرجه البخاري ومسلم.
- ((حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
- ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهْ؟))؛ أخرجه مسلم.
- ((إِنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ))؛ (أي في جَنَاهَا) أخرجه مسلم.
ب- الدعاء للمريض، بمثل الأدعية المأثورة التالية:
- ((بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا))؛ أخرجه البخاري ومسلم.(/17)
- ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ إِلاّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يِغَادِرُ سَقَمًا))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
- ((بِسْمِ اللهِ –ثَلاثًا- أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ-سَبْعَ مَرَّاتٍ-))؛ أخرجه مسلم.
- ((أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ)).
- ((لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللهُ)).
- ((بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ))؛ أخرجه مسلم.
- قراءة المعوذتين والإخلاص والفاتحة.
- ((اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى صَلاةٍ)).
جـ- السؤال عن حال المريض.
ويكون الجواب في جميع الأحوال: (أصبح بحمد الله بارئًا) إلا إن كان السائل مَعْنِيًّا بعلاج المريض وهو يسأل عن تطور حاله لمتابعة علاجه بما يناسب تلك الحال.
د- الإحسان للمريض واحتماله والصبر على ما يشق من أمره: وذلك من باب الامتثال لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [سورة النحل:90]. وقوله – صلى الله عليه وسلم – ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ..)).
هـ- كراهيةُ تَمَنِّي المريضِ الموتَ:
لقوله – صلى الله عليه وسلم – (( لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لابُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلْ: ((اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا مَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي..)) والمراد أيضًا الطبيب الذي يعود المريض بعدم الوقوع في هذا المحذور.
و- تطييب نفس المريض:(/18)
لقوله – صلى الله عليه وسلم –: ((إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى مَرِيضٍ فَنَفِّسُوا لَهُ مِنْ أَجَلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ)). ويؤيده قوله – صلى الله عليه وسلم – لأحد من عادهم: ((لا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ)).
ز- الثناء على المريض بمحاسن أعماله إذا رأى منه خوفًا ليُذْهِبَ خَوْفَهُ ويُحسن ظنه بربه:
وفيه أخبار عن ابن عباس مع عمر، وعبد الله بن عمرو مع أبيه عمرو بن العاص، وابن عباس مع عائشة.. لا محل لسردها.
جـ- تشهية المريض:
دخل – صلى الله عليه وسلم – على رجل يعوده فقال: ((هَلْ تَشْتَهِي كَعْكًا؟)) "قَالَ: نعم فطلبه له" .. ابن ماجه.
ط- طَلَبُ العُوَّادِ الدعاءَ من المريض:
(إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة).
ولا شك أن طلب الدعاء منه يُشْعِرُهُ بالراحة النفسية من حسن نظرة الناس إليه وأن مَرَضَهُ كَفَّرَ عنه كثيرًا من ذنوبه وجعله يعيد النظر فيما سَلَفَ من أمره.
ي- تذكير المريض بعد عافيته بالوفاء بما عاهد اللهَ عليه:
ومما رُوِيَ في ذلك حوارٌ جرى بينه – صلى الله عليه وسلم – وبين الصحابي (خَوَّات) بعد أن عُوفي من مرضه، حيث قال له – النبي صلى الله عليه وسلم –: ((صَحَّ الجسمُ يا خوّات)) فأجابه: "وجسمك يا رسولَ الله فقال له النبي: ((فَفِ اللهََ بما وَعَدْتَهُ)) فقال خوات: "ما وَعَدْتُ اللهَ شيئا" قال: ((بلى، مَا مِنْ عَبْدٍ يمرض إلا وَعَدَ الله خيرا، فَفِ اللهَ بما وعدته)).
هذه لمحات في فقه الطبيب وأدبه، وهي للتنويه والتمثيل لا للاستيعاب فله مجال آخر. ومن ذلك يتبين ما للطب من منزلة في الشريعة، وما له من موقع في فقهها وآدابها .. ولا أجد للختام أروعَ من كلمة مأثورة عن الإمام الشافعي عن التواؤم بين علاج الأبدان، وعلاج النفوس ومشكلات الحياة حيث يقول: "لا تَسْكُنْ في بلد ليس فيه فَقِيهٌ وطبيبٌ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ(/19)
[1] معالم القربة لابن الأخوة 165 – 166.
[2] الهداية 1/126.
[3] الهداية 1/206.
[4] المجموع شرح المهذب للنووي 2/315 الفروع لابن مفلح 2/53.
[5] المغني لابن قدامة 5/400 المحلى لابن حزم 8/196 الشرح الصغير للدردير 4/75.
[6] الهداية 2/194 و 3/179 مجمع الضمانات 47 – 48 وفيه تفصيلات طريفة.
[7] المغني 4/351 وهناك كتاب مطبوع باسم "مقاييس الجراحات" فيه مزيج بين الرياضيات والطب كوسيلة لتحقيق عدالة التنفيذ.
المغني 5/398 ،بداية المجتهد لابن رشد 2/349 ، البدائع 7/305 ، الشرح الصغير 4/47 ،الخطاب 6/21 ،نهاية المحتاج 8/2.
[8] غذاء الألباب 2/21 – 23.
[9] لابن تيمية كلام دقيق في التداوي بالمحرم ومناقشته من زعم تعين الدواء في بعض المحرمات "مجموعة فتاوى ابن تيمية" 4/272 – 276.
[10] غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني 2/20 حاشية ابن عابدين 6/370.
[11] يشير صاحب "معالم القربة في الحسبة" في معرض الحض على تعليم الطب بقوله: "هو من فروض الكفاية ولا قائم به من المسلمين، وكم من بلد ليس فيه طبيب إلا من أهل الذمة ولا يجوز قبول شهادتهم فيما يتعلق بالأطباء من أحكام الطب .. (ص 166).
[12] معيد النعم ومبيد النقم، للتاج السبكي (ص 133).
[13] معالم القربة 159 – 169، نهاية الرتبة 89 – 102 وغيرهما.
[14] يرجع إلى كتاب "علم آداب الطب" للدكتور شوكت الشطى طبع جامعة دمشق.
وكتاب "الطب العربي" للدكتور أمين أسعد خير الله المطبعة الأميركانية – بيروت.(/20)
العنوان: فلسطين: الجيوبُ خاوية، والموائدُ حزينة!
رقم المقالة: 1436
صاحب المقالة: خاص: الألوكة
-----------------------------------------
أفواهٌ فاغرةٌ، وعيون حائرة، تبحثُ عمّن غابوا تحت التراب، وموائدُ إفطار فُقدت الأحبةُ من حولها، وبيوتٌ دُمرت فوق رؤوسِ ساكنيها، وأطعمةٌ في الأسواق تكتفي العيونُ بالنظر إليها دون أن تقدم على شرائها..
هذه صورةٌ لحالِ الأسر الفلسطينية في شهر رمضان المبارك، الذي يهل عليها وهي تعاني ويلاتِ الاحتلال والحصار، ونيرانَ قذائف الدبابات وقصف الطائرات، وهدم البيوت وفقدان مصادر الدخل وأماكن العمل، فبرغم أن الأسواق الفلسطينية تكتظ بالمارة، إلا أن حركة الشراء لم تراوح مكانها، بل تزداد سوءًا عما كانت عليه من قبل!
أسواق فارغة:
جَوَّلنا في أسواق مدينة غزة، والتقينا صاحب بقالة لنسأله عن حركة الشراء ومدى الإقبال على بضائع شهر رمضان (الجبن البيضاء، والصفراء، الحلوى الطحينية، المربى، الخرّوب، المكسرات) فأجاب: "كما ترون! البضاعة ما زالت تقريبًا كما هي، لم ينقص منها شيء، فكل عام يزداد الأمر سوءًا، في السابق كان رب الأسرة يشتري كل ما يلزمه من هذه البضائع لمدة شهر رمضان، أما الآن فلا يشتري إلا ما يكفيه ليوم أو يومين"..
أما الأصنافُ التي كانت تقبل عليها الأسرة الفلسطينية خاصةً في رمضان فهي القطائفُ المحشوة بالجبن أو المكسرات، فقد بدأت تختفي نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة؛ إذ أكّد لنا بعضُ الباعة أن معدَّل بيع القطائف انخفض إلى النصف خلال سنوات الانتفاضة، إذ استغنت بعضُ الأسر الفلسطينية عنها نتيجة عدم مقدرتها على شرائها، وبعضُها يشتريها لمرة واحدة أو مرتين خلال الشهر، برغم أن مائدة الإفطار قبل الانتفاضة كانت لا تخلو منها.(/1)
وانضم إلينا في الحديث المواطنُ (منصور الحاج أحمد) ليحكي لنا قصتَه مع مستلزمات الشهر الكريم فقال: "منذ ما يزيد عن عام ولم يدخل جيبي فلس واحد، إذ كنتُ أعمل عاملا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، والآن إسرائيل أغلقت معبر إيرز (المدخل الرئيسي من غزة للضفة ومناطق 48)، ومنعت العمال من الوصول إلى مناطق عملهم بذريعة الأمن، ومن ثم فقدتُ مصدر رزقي ورزق أطفالي الثمانية الذين يطالبونني بشراء الجبنة الصفراء التي يطلقون عليها جبنة شهر رمضان، لأنها لا تدخل بيتي إلا في هذا الشهر الكريم، ولكن لا أدري كيف أستطيع أن أوفر لهم ما يحتاجونه في شهر رمضان!
وأضاف منصور وبنبرة يشوبها الحزن: "حاولت أن أستدين بعض المال من أحد أقاربي لأوفر ما يحتاجه أطفالي في شهر رمضان، ولكني فوجئت به يقول لي: إن كان معك فأعطني أنت!! فرجعت إلى بيتي، والآن أحاول أن أعرف ثمن البضائع حتى أشتري أرخصها وما يكفيهم ليوم أو يومين من شهر رمضان حتى يفرجها الكريم".
أما عن واقع استهلاك الأسرة الفلسطينية في شهر رمضان المبارك من الناحية الاقتصادية، فأشار الباحثُ الاقتصادي الأستاذ (مازن العجلة) أنه برغم زيادة الطلب والبيع في الأسواق الفلسطينية في شهر رمضان، إلا أنه ليس بالمستوى نفسه الذي كانت عليه قبل سنوات الانتفاضة، وخاصة في العامين السابقين؛ إذ أغلقت الكثير من المؤسسات الخيرية التي كانت تعد المصدر الوحيد للمساعدة والمعونة للكثير من الأسر المحتاجة، أو الأيتام والمنكوبين، ومن ثم فإن مستوى الاستهلاك لن يتأثر لهذه الأسر في شهر رمضان المبارك، في حين قد يزيد الإسراف في هذا الشهر عند الأسر الفلسطينية الميسورة أو ذات الدخل الثابت مثل الموظفين بنسبة 25% تقريبا.
في المناطق المنكوبة:(/2)
تركتُ السوق، وتوجهتُ إلى بعض المناطق المنكوبة في قطاع غزة، حيث شمال القطاع الذي يعاني دمارَ الاجتياح المتكرر، لنقف على بعض مظاهر الاستعداد لشهر رمضان، ولكنه يبدو أنه لم يدخل في حسابات الأسر هناك، فقد شغلها أمرٌ أكبر وأعظم من إعداد الأطعمة لهذا الشهر، فالبيوتُ مهدمة، والأحبةُ غابوا عن العيون، والكثيرُ من البيوت فقدت عائلَها، وتنتظر أن تأتيها بعضُ المعونات من الجمعيات الخيرية أو من أهل الخير.
التقيت السيدة (أم أحمد) التي تعجبت من سؤالي لها عن كيفية استعدادها لشهر رمضان، فقالت: "شهر رمضان كغيره من الشهور، لم أفكر في أن نعد له شيئا من المأكل والمشرب، فإذا كنا لا نجد السكن وفقدنا عائل الأسرة، فهل سنبحث عن المأكل والمشرب؟! وتركتني بعد أن تدحرجت دمعة من عينيها كأنها كرة ثلج سقطت لعلها تبرد شيئا من نار قلبها.
أسر كبيرة على الموائد:
تختلفُ عاداتُ وأنماطُ الاستهلاك لدى الشعب الفلسطيني في شهر رمضان نظرًا للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يحياها في ظل انتفاضةِ الأقصى إذ فرضت عليه هذه الأوضاعُ أنماطًا استهلاكيةً معينة نتيجةَ فِقدان عائل الأسرة أو أحد أفرادها، أو تدني مستوى المعيشة وانتشار الأسر الكبيرة داخل المجتمع الفلسطيني، فقد أكدت الدكتورة (فتحية اللولو) رئيسة قسم أصول التربية في الجامعة الإسلامية بغزة أن الشعبَ الفلسطيني تنتشر بين أسره الأسرة الكبيرة التي يتجاوزُ عددُ أفرادها في كثير من الأحيان عشرةَ أفراد .(/3)
وأشارت اللولو إلى أنه برغم عدم وجود فارق كبير بين عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من زيادة الاستهلاك في شهر رمضان المبارك، إلا أن انتفاضة الأقصى وزيادة عدد الشهداء والأسرى والجرحى أخفت بعض العادات التي كانت سائدة من قبل، إذ تزداد في شهر رمضان الاستثاراتُ الوجدانية في نفوس أفراد الأسرة، ويخيم على أفرادها الحزنُ لفقدانها أحد أفرادها، بل الكثيرُ منها يترك مقعده فارغا على مائدة الإفطار حتى تستشعر وجوده، وتتذكر ما كان يحب وما كان يفعل، فبعضُ الأسر -كما حصل مع والدة الأسير (مروان الزرد) - حرمت على نفسها وعلى أولادها صناعةَ الكعك في العيد منذ ما يزيد على عشرة أعوام، أي منذ بداية اعتقاله في السجون الصهيونية، في حين إننا نلاحظ أن أسرة أخرى تزيد في نفقاتها بسبب حرمانها أحد أفراد أسرتها؛ كما تقوم الحاجة (أم محمد) -والدة الشهداء ياسر ويوسف وبسام من مدينة رفح- بإعداد وجبات إفطار للمجاهدين طوال أيام شهر رمضان، حتى تعوض نفسها عن فقدان أولادها الذين كانوا يجتمعون هم وأسرهم على مائدتها في شهر رمضان المبارك.(/4)
العنوان: فلسطين والمؤتمرات الشعبية
رقم المقالة: 308
صاحب المقالة: خليل محمود الصمادي
-----------------------------------------
لا تنفك المؤتمرات الشعبية تعقد في عالمنا العربي والإسلامي إلا ويكون للقضية الفلسطينية نصيب الأسد فيها، فقبل أيام عقد في الدوحة المؤتمر القومي الإسلامي السادس وأوصى بتوصيات عديدة منها مساعدة الشعب الفلسطيني ودعم صمود أمام الهجمات الصهيونية والغربية الشرسة، وقبل المؤتمر السادس كان الخامس والرابع والثالث والثاني والأول في أكثر من عاصمة عربية وكلها اتخذت توصيات هامة أو مهمة!!.
وتابع المشاهد العربي باهتمام يومي 10 و11 أيار/ مايو 2006 وقائع مؤتمر علماء المسلمين لنصرة الشعب الفلسطيني في الدوحة، وامتاز هذا المؤتمر عن سابقه من المؤتمرات بعدة مزايا منها :أنه عقد في مرحلة معقدة من مراحل الشعب الفلسطيني أي في مرحلة حركة حماس وفوزها الساحق ومحاصرتها من قبل كثيرين، ومن ناحية أخرى امتاز عن غيره من مؤتمرات إسلامية بحضور عدد من الشخصيات الفلسطينية المحسوبة على التيار العلماني كأحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، ود.ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرهما.
وكذا امتاز بحضور إعلامي كثيف تم نقله على الهواء مباشرة من قبل كثير من المحطات الفضائية، ما كان غيره من المؤتمرات السابقة يحظى إلا بتغطيات إعلامية متواضعة.
أما سبب عقد المؤتمر فهو فك الحصار الاقتصادي الذي فرضته القوى الكبرى على الشعب الفلسطيني بسبب اختياره مجلسا تشريعيا دون تزوير أو تسلط، انبثق عنه حكومة حمساوية بامتياز.
واتخذ المؤتمرون توصيات هامة أهمها فك الحصار ومساعدة الشعب الفلسطيني وانفض المتمعون وانفضت التوصيات!!
وللعودة للتاريخ نجد أن التاريخ يعيد نفسه في الأحداث نفسها والهدف نفسه ولكن أبطال الطرفين يختلفون قليلا.(/1)
فالأحداث والأهداف نفسها : فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ومقاطعة البضائع الصهيونية ولكن الأبطال يختلفون ففي السابق هم : مفتي فلسطيني الحاج أمين الحسيني،ومحمد إقبال، ومحمد رشيد رضا وعبد الرحمن عزام، وخير الدين الزركلي، وشكري القوتلي، وضياء الدين طبطبائي، وكاشف الغطاء، والثعالبي، وغيرهم، رحمهم الله أجمعين، وأما أبطال مؤتمراليوم فمنهم د. يوسف القرضاوي، وخالد مشعل وراشد الغنوشي وعبد المنعم أبو الفتوح ورمضان شلح وغيرهم، أطال الله أعمارهم أجمعين.
أما الطرف الثاني فإن كانت بطلته الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بريطانيا العظمى، فاليوم فبطلته القوة الكبرى التي لا يغيب عنها التبشير بعالم تسوده الديمقراطية.(/2)
قال التاريخ: شعر الحاج أمين الحسيني بأن الفلسطينيين أو العرب لا يستطيعون مواجهة الخطر والنفوذ الصهيوني العالمي وحدهم وهم بحاجة إلى مزيد من الأموال لمواجهة هذا الخطر الداهم، فدعا إلى عقد المؤتمر الإسلامي في 7 ديسمبر عام 1931 في القدس، وقد شهده 145 عالما مندوبين عن أكثر من اثنين وعشرين بلدا إسلاميا، وأسهم فيه عدد من كبار المفكرين والزعماء العرب والمسلمين وأصدر قرارات مهمة دعا فيها العالم الإسلامي إلى مقاطعة البضائع الصهيونية، ونادى بوجوب وقف الهجرة اليهودية وغيرها من القرارات، وذهب وفد من المؤتمر يجوب العالم الإسلامي لجمع التبرعات من الحكام والشعوب الإسلامية نصرة للأقصى وفلسطين وتبرع العرب والمسلمون بالغالي والنفيس ورأس مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني الوفد المغادر إلى الهند برفقة الزعيم المصري محمد علي علوبة وشاعر الإسلام محمد إقبال وسرعان ما تبرع نظام حيدر أباد بمليون روبية، وتبرع سلطان البهرة وبعض أتباعه بنصف مليون، وتعهد أمير بهوبال بأموال كبيرة، ولكن وفي خضم نشوة جمع الأموال وصلت تعليمات من حكومة لندن إلى نائب الملك في الهند تطلب منه أن يعرقل مساعي اللجنة في إتمام التبرعات وأن يحول دون وصول الأموال لفلسطين، وبالفعل منعت بريطانيا العظمى خروج الأموال من الهند وأحبطوا مهمة الوفد.
وهكذا فشل المؤتمر الإسلامي العام في إتمام مهمته بجمع التبرعات وإيصالها للشعب ا لفلسطيني عام 1931م فهل تنجح المؤتمرات الشعبية في يومن هذا في فك الحصارعن الشعب الفلسطيني؟
وإذا لم تستطع المؤتمرات الشعبية في فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتقديم المساعد له فهل تنجح جهود الجامعة العربية في مهمتها الصعبة كما وعدت جماهيرها؟
أم أن الجهود الشعبية والرسمية ما زالت تصطدم بصخرة مشروع أوسلو كما كانت تصطدم من قبل بصخرة الامبراطورية العظمى التي رعت مشروع وعد بلفور؟.(/3)
العنوان: فلنجعل من رمضان هذه السنة شيئا مختلفًا
رقم المقالة: 1262
صاحب المقالة:
-----------------------------------------
صحاب الدرب الأخضر، درب الخير، بداية تهنئة قلبية مني لكم، وكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب. يأتي رمضان كل عام، وينتظره المسلمون بكل لَهْفة، وشوق عارم، وبهجة.. رمضان شهر تربوي، حيوي، تفاعلي، تلاحمي..
رمضان هو شهر انتصار الإنسان، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، انتصار على الشيطان، انتصار على الشهوات، انتصار على السيئات، انتصار نفخة الروح على طينة الأرض !
رمضان فرصة لتغيير شخصياتنا إلى الأفضل، لتحويلها إلى شخصية ودودة أكثر اجتماعية، وأكثر تدينًا، وأكثر تلاحُمًا وترابُطًا مع أفراد الأسرة؛ بل والمجتمع والأمة بأسرها..!
رمضان شهر الجُود، وطيب النفس، ليس شهر الخمول، والتكاسل، وضيق الصدر، والتضجر من كل شيء..!
إذن عزيزي مادُمْتَ معي في كل ما سبق، هَاتِ يَدَكَ؛ لنخرج التواكلية، والتكاسلية من أذهاننا، وأفعالنا؛ولنستقبل رمضانًا؛ كما ينبغي له أن يستقبل.
إذن السؤال المطروح الآن هو: هل فكرت - عزيزي الشاب - أن تجعل رمضان هذه السنة شيئا مختلفًا؟!
وإليك حزمة خضراء من الأفكار الجريئة المُجَرَّبَة، والتي أثبتت فعاليتها.
1. اصحب أسرتك إلى البَرْ: لتعد شقيقاتك الشاي والقهوة لنزهة أسرية برية، ولتنطلق مُخَلِّفًا ضجيج وأضواء المدينة وراءك، اتخذ مكانًا مناسبًا مع أسرتك، وحبَّذا لو كان مرتفعًا، وجولوا بأبصاركم السماء بحثا عن (هلال رمضان).. عزيزي حتى لو أُعْلِن في وسائل الإعلان عن رؤية الهلال، جرِّب الفِكْرة، حتمًا ستكون ممتعة، مَرِحَة، ولها طعمٌ فريد خاص.
2. جلسة ودية، وتعريف بالضيف.. إشاعة الفرح بمقدمه.. تتناول فيها مع أسرتك شيئًا مما ورد في فضل شهر رمضان المبارك.
3. أرسل بطاقة تهنئة: بريديًّا، أو عن طريق البريد الإلكتروني، لأقاربك وأصدقائك بمناسبة قدوم شهر رمضان.(/1)
4. جرب أن تضع على باب غرفة شقيقتك بطاقة تهنئة، مع هَدِيَّة كتيب أذكار.. حقًّا منذ متى لم تُفَاجِيء أختك بهَدِيَّة..؟!
5. وللصغار نصيب: عزيزي يفرح الصغار بالأفكار غير التقليدية، من بُوسْتَرات، وبِطَاقات ملوَّنة، ودفاتر تلوين، وهذه التي سبق ذكرها كثيرة تمتليء بها المكتبات، إن لم تجدها بالمكتبة، فَزُرْ مواقع البطاقات في الانترنت واطْبَع منها، وقدمها هَدِيَّة لإخوانك الصِّغَار.
6. عَلِّق في غرفة أخوتك الصغار بعض العبارات والأحاديث الشريفة، على سبيل المثال: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه)، (تَسَحَّروا فإن في السحور بَركة)، (للصائم فرحتان)، وهكذا، على أن تخرج بإخراج جَذَّاب، وتستطيع أن تعدها ببرامج الفُوتوشُوب، أو زُرْ مواقع البطاقات في الانترنت ففيها الكثير...
7. هل جربت أن تستضيف طالب علم، أو إمام المسجد؛ ليُلْقِيَ شيئًا مُخْتَصَرًا على مسامع الأسرة عن أحكام شهر رمضان، وتسمعه النساء من وراء حجاب، على أن لا تطول الجلسة..تكفي 35 دقيقة، ثم يودع الضيف بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم، نستفيد عدة أمور منها:
- تعليم وتدريب أطفالنا توقيرَ العلم وأهله.
- يشيع في البيت ذكر الله.
8. الوالدة، العمة، الجدة... كبيرات السن من المحارم.. أليس لهن نصيب من تعليم، ومراجعة قِصَار السور معهن، تحفيظهن آية الكرسي، خواتيم سورة البقرة والكهف،المعوذات وبعض قصار السور، مراجعة معهن صفة الصلاة والوضوء.
9. وللخدم نصيب: إهداء الخدم أو السائق هَدِيَّة من الممكن أن تكون: سجادة صلاة جديدة، مصحف بترجمة بلغته، والسماح للسائق بالذهاب ولو يومًا في الأسبوع لبرامج دعوة الجاليات، وكذلك للخادمة: والسماح للخادمة بمرافقة والدتك للتراويح، ولو يومين من كل أسبوع.(/2)
10. اقنع والدتك أو أخواتك بعقد حلقة تعليم قصيرة للخادمة، لتعليمها بعض أصول الدين، والقراءة الصحيحة...لِمَ ؟؟ ألا يستحقون شيئًا من الاهتمام؟!
11. الصلاة بأهل بيتك: هل جَرَّبْتَ أن تعود من المسجد بعد صلاة العشاء، وتُصَلِّي بأهل بيتك التراويح، جرب هذه السنة.
12. كن قُدْوَة لغيرك من أشقائك وأسرتك في اغتنام شهر رمضان، وذلك بالحرص على اغتنامه، وطرح الأفكار الجديدة لاغتنامه دوريًّا؛ مثل: توفير حاملات المصاحف في المنزل، وتوزيع جدول متابعة القراءة بالقران الكريم، مثل هذه الأفكار تحمِّس الآخرين على قراءة القران الكريم.
13. اقرأ تفسيرًا كاملاً: فكرة رائدة نَفَّذَها كثير من الشباب العالي الهِمَّة، حيث حددوا تفسير الكريم المنان، للشيخ السعدي – رحمه الله تعالى – والذي يتكون من مجلد واحد، ومن ثم صمموا على ختم المصحف تلاوة وتفسيرًا...جرِّب الفكرة، حتما سيكون لها شعور خاص.
14. سهرة تاريخية: رمضان فرصة لمطالعة السيرة والتاريخ الإسلامي، وهو أيضا فُرْصَة لمُطَالعة بعض كتب وصف الجنة ونعيمها.. ماذا لو خَصَّصْتَ جلسة أسبوعية لذلك، تعرض على أسرتك بعض التفاصيل المثيرة في غزوة بدر، أو معركة عين جالوت، أو معركة حطين، فكلها معارك رمضانية شهيرة، كن مرنا في الطرح، جذابا في أسلوبك، أحضر خريطة للموقعة، أو أعد عرض بَوَرْبُوينْت، أو فلاشي لذلك، قف على مواطن العِبَر والدروس، وافتح المجال للجميع للمشاركة، والحوار، ولتكن سهرة تاريخية رمضانية...(/3)
15. في ظِلال آية: جلسة قصيرة لمدة 10 دقائق..أسرية قبل التراويح، يتلو أحد الصغار بالمنزل أو تتلو البنت الآيات قراءة مجودة، ثم عقب على الآيات، اربطها بالحياة، تخير الآيات التي ترى أنها مناسبة لتفسيرها على الأسرة، - تفاعل مع الآيات الإيمانية، تفاعل، لا تخجل، قد تدمع عيناك، دعهاها دعها تسيل دعها - أواخر سورة الحشر؛ أواخر سورة البقرة؛ أواخر سورة الزمر؛ لكن أرجوك لا تطيل جمال الجلسة، وحيويتها إنها قصيرة وفريدة من نوعها..
16- كنت مُولَعًا بقصص الخيالية وأنا في الابتدائية. فاجأني أخي ذات يوم بمجموعة رائعة لعبدالرحمن رأفت الباشا - رحمه الله -، وهي صور من حياة الصحابة، في رمضان أهداني إياها، وأخبرني لو انتهيت منها فلي مكافأة، واجبرني على القراءة، صدقوني سِيَر أولئك الرجال لم تبرح ذاكرتي إلى الآن. اهدي أشقاءك الصغار بعض القصص الجذاب مثلاً؛ مَلِّ مسابقة لهم، وليكن لها اسم جذاب؛ مثلاً: "فارس الحرف" من ينتهي منها قبل الآخر، وكافئهم بعدها بوجبة عشاء في مطعم وجبات سريعة، والله لن تَنْسَ ولن ينسوا هم تلك الليلة. لِدَار الوطن والقاسم، مجموعة طيبة من تلك القصص.
17. ما لذ وطاب: تحضر الوالدة والأخوات في المطبخ ما لَذَّ وطاب من المأكولات، اجلب لهن أشرطة يسمعنا في المطبخ..سلاسل لمشايخ مختلفين يسمعها أهل بيتك. أقترح: "نِساء خالدات" للدكتور السويدان، و"السيرة النبوية" له أيضا.
ملاحظة: تجنب أشرطة الوعظ فسوف نقتل نكهته، وتأثيره لو استمعناه، ونحن نطبخ أو نقود السيارة في ضجيج الطرقات. فالوعظ يسمع في حالات صفاء؛ ليؤدي عمله.(/4)
18. سيارة الوالد: منذ متى لم تهدي والدك أشرطة يضعها بسيارته. الآن حان الوقت، لكن انتق له ما يناسبه، وتظن أنه يحتاج إليه. بكى الأب أمام طفله ذات يوم، قال الطفل بابا تبكي!!! قال الأب: نعم هذه الآية أبكتني..!! موقف لن يبرح عقلية الطفل ما عاش. كن ذكيًّا في انتقاء الأشرطة، اسأل والدك: من القاري الذي تحب أن تسمع تلاوته ؟ إذا أجابك، فاجئه بوضع شريط قرآن لذلك القاريء. أقترح شريط: "العِزَّة" للدكتور السويدان، وشريط "رمضان فرصة للتغيير"، للدكتور صلاح الراشد.
19. فلنسبق الريح المرسلة: ماذا لو ذهبت إلى لجنة خيرية، أو جمعية بر، وأخذت منهم (أبواك تفطير الصائمين)، ووزعتها على أبنائك، أو إخوانك الصغار، وأخواتك، وذهبتم في زيارة إلى الأقارب، الجد، والجدة، الأعمام، الأخوال... وقام الأطفال، والفتيان، والفتيات بجمع تبرع لتفطير صائم..
أو جمع تبرع لهذا الغرض، ثم إيداعه في إحدى اللجان الخيرية.. دع الأطفال يشاركون، علمهم كيف يقنعوا، يحمسوا غيرهم للخير.. والتجربة أفضل دِرْبة لهم.. هناك مثل يقول: الأفعال أعلى صوتا من الأقوال، لم ننته بعد، اطلب من مدير اللجنة الخيرية استضافة صغار الأسرة، ولو على كُوب عصير، أو أن يكتب رسالة شكر للأسرة، ومن ثَمَّ صور تلك الرسالة، وابعثها مع كرت تشجيع لجميع من ساهم، دع الأسرة يروا صور برامج تفطير الصائمين. أتمنى أن تجربوا، ما ينقش في الصغر لايبرح القلب. صدقوني.
20. طبق الخير: اقنع والداك وشقيقاتك بالمشاركة في تفطير الصائمين بالمسجد، فالفتيات والأم يعدون الإفطار والفِتْيان يحملوه للمسجد. ثم ليتحدث الفتيان عن ما حدث بالمسجد.(/5)
21. حب المساكين : ماذا لو استضافت الأسرة بعض المساكين.. الضعفاء بالبيت.. وفطرتهم؛ لينكسر في النفوس الكِبْر؛ ولنتعلم الشعور بالجسد الواحد...أو استضافة بعض المسلمين الجدد وتفطيرهم بالمنزل. نسق مع مكتب دعوة الجاليات في مدينتك أو حيك بخصوص هذا الأمر. وبعد الإفطار دع إخوتك الصغار يقوموا ببرنامج ترحيبي بالضيوف، يحوي آيات عن فضل الهداية، وأحاديث عن قيمة وفضل الإسلام. فكر أطلق لعقلك العنان، وستجد أفكارًا ربما مشوقة أكثر.
22. نَظِّم حملة تبرعات عينية: لتتبرع الفتاة هذا العيد بعض ما لديها من ملابس العيد، الذي مضى، أو حتى من ملابس هذا العيد. لأخواتها: زهراء، فاطمة اللاتي لا يجدن ما يكسوهن سوى مزق أكياس الطحين. في إفريقيا كثيرات. اقنع شقيقاتك بذلك، بالحديث عن مآسي المسلمين والفقر الذي يعانون منه، أرهم صور الجفاف والفقر، وقد تساعدك مجلات ومطويات اللجان الخيرية؛ كالحرمين؛ والمنتدى الإسلامي؛ والندوة العالمية للشباب الإسلامي بذلك. وسع الفكرة لتشمل كل أفراد الأقارب، وليشترك فيها الأطفال، البنات الصغار (جند كل من عندك لهذا الهدف ). واجعلها حملة تبرعات لدَرْء برد الشتاء.
23. وللجار نصيب: ابعث لجيرانك بهَدية أسبوعية، فمرة مطوية، وأخرى شريط، وبعدها كتيبًا.
24. صمم لوحة حائطية في العمارة التي تقيم بها، ولتكن في بَهْو العمارة عند المدخل، ضع بها زاوية خذ نسختك؛ لتوزيع بعض المطويات المفيدة، أو أشرطة رمضانية، هناك الكثير من الكراسات المطبوعة لهذا الشأن؛ "كاللآلي الحسان" لمحمد المسند...استفد منها في تصميم اللوحة، وهناك مكاتب الدعوة والإرشاد ستزودك بالمطويات والأشرطة. فقط تحرك ففي الحركة بركة.
25. كن حمامة سلام: نعم ما المانع أن تكون حمامة سلام ورائد إصلاح، بالإصلاح بين الآخرين، ومحاولة إنهاء أي خلاف يقوم بين من تعرف من الأصدقاء والأقارب والزملاء؛ حيث إن كثيرًا من الناس يتحجج بالصوم؛ لإحداث أي مشكلة.(/6)
26. لا للأشباح: عزيزي اشغل إخوتك الصغار بأنشطة مسلية حتى لانشغل وقتهم التلفاز، مثل تلوين بعض اللوحات المرسوم عليها إسلامية معبرة؛ هلال رمضان، مسجد، بعض المسابقات الرمضانية لهم. اصحبهم معك للتراويح، اجلب أشرطة الفيديو النافعة والهادفة لهم، اشتركوا جميعا بنشاط رمضاني في أحد المراكز أو ساهموا جميعًا ببرامج المسجد والحلقات. أرجوك لا تجعل الشبح يقضي على حلاوة رمضان، بفوازيره، وبرامجه الكوميدية.
27. اهتم بمكافأة من يصوم من إخوتك الصغار، ومن يقرأ القرآن، ومن يحفظ سورة معينة خلال الشهر، فطريقة المكافأة تحفزهم على ممارسة هذه الأشياء.
28. المشاركة الفعَّالة في برامج إذاعة القرآن الكريم، سواء في مسابقاتها، أو برامجها الحِوَارية المفتوحة الحية.
29. تبنى توزيع وإيصال زكاة الفطر إلى مستحقيها نيابة عن أفراد أسرتك، كوِّن فريق عمل من صغار العائلة وفتيانها، جمِّعوا الزكوات، اعمل قائمة بالمستحقين، وزِّع الفريق إلى مجموعات، ثم لينطلق كل فريق على بركة الله.
30. هَدِيَّة العيد : اصحب بعض أصدقائك إلى زيارة بعض الأسر المحتاجة، زُر تلك الأسر، جالس فتيانها، ولا تنسهم من هَدِيَّة بسيطة مُعَبِّرة...
فلنتخذ من رمضان معسكرًا إيمانيًّا؛ لتجنيد الطاقات؛ وتعبئة الإرادات؛ وتقوية العزائم؛ وشحذ الهمم؛ وإذكاء البواعث؛ للسعي الدؤوب لتحقيق الآمال الكبار؛ وتحويل الأحلام إلى حقائق؛ والمثاليات المرتجاة إلى واقع معيش.
ورحم الله أديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي الذي قال: "لو أنصفك الناس يا رمضان لسمَّوك (مدرسة الثلاثين يومًا)"!.
وختامًا، دعاء من القلب: تقبل الله صيامكم وقيامكم، وجعلكم من عُتَقَائه في هذا الشهر.(/7)
العنوان: فلنسم الأشياء بأسمائها
رقم المقالة: 1939
صاحب المقالة: الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
-----------------------------------------
فلنسم الأشياء بأسمائها
الأسماء هي العناوين التي نُطْلِقُها على المسمَّيات، ومن خلالها نَتَعَرَّف على ما أُطلِقَتْ عليه؛ فإذا سمعنا - مَثَلاً - لفظ الشجاعة، فإننا نَتَصَوَّر في عقولنا صفةً حميدة تَعني الإقدام والجرأة، ورَبَاطَةَ الجَأْشِ، وعزيمة القلب، وإذا سمعنا لفظ الخيانة تصورْنا معنًى واضحًا محددًا، فإذا قلنا: إن فلانًا شجاعٌ، وقع في نفوسنا اتصافُ هذا المذكور بهذه الصفة، وهكذا في كلِّ ما يوصف به الأفراد والأشياء.
والمقصود أننا نتعرف على الأشياء من خلال الأسماء التي نطلقها نحن عليها، فما بالكم إذا أطلقنا أسماء مغايِرَةً تمامًا للمُسميات التي نقصدها، فنطلق مَثَلاً على النار لفظ الماء، وعلى البارد لفظ الحارِّ، على الخيانة لفظ الظرافة (وخِفَّة الدم)، وعلى الشجاعة لفظ التهور والجنون، لا شك أننا سنعيش في فوضى لا حدَّ لها؛ بل سنعيش في عالم مختلِطٍ مضطرِبٍ.
*وهذا الذي أَفْتَرِضُهُ ليس فَرْضًا بعيدًا؛ وإنما هو واقع نمارسه الآن ونعيشه؛ إننا نعيش الآن عصرًا يَصِحُّ أن نُسَمِّيَهُ عصر فوضى الأسماء؛ فلَسْتَ واجدًا شيئًا قد تَسَمَّى باسمه - الذي يجب أن يتَسَمَّى به - إلا القليلَ النادر، وهاكم البيان:-
إذا طالعنا قاموسنا السياسيَّ بكل ألفاظه المتداوَلَةِ بين أيدينا، وجدنا أنها موضوعة في غير مواضعها، ومنطوقة على غير معانيها وفي غير أماكنها، فالهَزِيمة المُنْكَرة نَكْسَة، وإلْهاءُ الشعوب تَرْفِيهٌ، والاستبداد حزْم، وإفساد الناشئة تربية، ومحاربة الفَسَاد تعنِي في هذا القاموس قَمْعَ الذين يأمرون بالقِسْطِ والعَدْل منَ الناس، والكَذِبُ والخيانة سياسة وذكاء.(/1)
أَلَسْنا يا قوم نُسَمِّي الإذعان للعدو والاستسلامَ له والرضا بالذُّلِّ حَلاًّ!! وسِلْمِيًّا أيضًا، وقد نتصافَح فنُسَمِّيهِ صُلْحًا، والحال هذا لا يجوز أن يُسَمَّى حَلاًّ ولا سِلْمًا، ولا صلحًا، ولا شيئًا من هذا أصلاً، والمثال واضح وسهل؛ فأنتَ لو جاءك عدوٌّ فَلَطَمَكَ على وجهك، وأخرجك من منزلك الذي تملكه، ثم أراد منك أن تُوَقِّع أمام الناس وثيقةً تُثبِت تنازُلَك عن دارك، وفعلتَ هذا الذي أراده، ثم قابلتَ الناس فسألوك عمَّا صنعتَ مع عدوِّك فقلت لهم: تصالحت معه، وحلَلْتُ قضِيَّتِي معه سِلْمِيًّا؛ لَضَحِكَ الناس منكَ (وهَنَّؤُوكَ على شجاعتك)؛ آسف لوَبَّخُوكَ على جُبْنِكَ، هذا إذا لم تَكُنْ لك مقدرةٌ على إِخْرَاجِه، وأمَّا إذا كُنْتَ قادِرًا على إخراجه، وقُلْتَ ذلِك لَبَصَقُوا في وجهك، ولعجبوا من وقاحتك.
وحالُنا مع أعدائنا منَ اليهود ليس بعيدًا عن ذلك، فهم مغتَصِبُون، والذين أُخرِجُوا من ديارهم ومَلَكَها اليهود بعدَهم لم يموتوا بعدُ، ونحن إمَّا أن نكون غيْرَ قادرين على إخراجهم؛ فمن (العَبَثِ) أن نُقِرَّهم على الباطل، وآسف لاستعمالي كلمة العَبَثِ وهي - والله - كلمة في غير موضعها!! وإما أن نكون قادرين على إخراجهم، فهل نُسَمِّي ما نفعله الآن معهم سِلْمًا وصلحًا وحلاًّ، حرام عليكم لا تظلموا الكلمات.(/2)
وإن تركنا القاموسَ السياسيَّ وجئنا إلى قاموسنا الاجتماعي وجدنا العجب: هذه التفاهة التي تُطَالِعُنا كلَّ يوم على صفحات الجرائد، من أنَّ فلانة أَعَدَّتِ العُدَّة لاستقبال زوجها، وتلك احْتَفَلَتْ ودَعَتِ الصديقات؛ لأنَّها عزمت على مذاكرة دروسها، والثالثة عزمت على تغيير فراش بيتها، وذلك الطرطور دعا الأصدقاءَ ليُهَنِّئوا زوجته بعيد ميلادها،،، كل هذا ومِثْلُهُ كثير يقزِّز النفس، كان ينبغي أن يوضع تحتَ عنوان: (أخبار التَّافهين والتَّافهات)، وهكذا وجدنا في مصطلحنا الاجتماعي الدِّيَاثة (وتعنِي رضا الرجل بالفاحشة على أهله) رُقِيًّا ووَاقِعَيَّةً، والخيانةَ في الأهل والمال صداقةً وزَمالَةً، ووجدنا – ويا لَلدَّاهِيَة!! كُلَّ هذا الخَنَا والفُجُورِ والتَّفَاهَةِ في التَّأليف والتَّمثيل والإخراج فَنًّا، وكلَّ أولئكَ التافهين والتافهاتِ أبطالاً، أَرْثِي لهذه الكلمة (البطل) كيف رضيتْ بأن توضع في غير موضعها.
وإذا جئنا إلى قاموسنا الدِّينِيِّ فالعجب لا ينقطع: فالتمسُّكُ بالإسلام أَضْحَى تَعَصُّبًا، والكفر بكل ما جاء به الرسول أَضْحَى تَطَوُّرًا، وردُّ أحكام الله والتعقيب عليه أمسى تَفَكُّرًا وتَعَقُّلاً، ولفظُ المسلم يدلُّ على كل هذا السَّقَطِ منَ الناس الذي لا يعرف ولا يعمل ولا يؤمن بإسلام أصلاً، وأمَّا الكُفْر فهو عَنْقَاءُ مُغْرِبٍ (شَيْءٌ لا وجودَ له)، في كلِّ بلاد الضاد، والحال أنه يطالعكَ مُجَسَّمًا أينما توجَّهتَ، وهلِ الكفرُ إلا ردُّ الحقِّ بعد بيانه؟
وهؤلاء الذين يَتَأَكَّلُونَ بالدِّين، ويقولون على الله ورسوله ما لم يَقُلْهُ اللهُ ورسولُهُ، ويُفْتُونَ كلَّ إنسان بما يَشتهي، ويَلُوكُونَ كلمات يُرَدِّدُونها كالبَبَّغَاوَاتِ بلا فِقْهٍ ولا عمل نُسَمِّيهِم - زورًا - علماءَ الإسلام.(/3)
قال أحد الصحابة في عهد بني أُمَيَّةَ: لو خرج رسول الله لم يَعرف مما كان يَعهَدُ شيئًا إلا أنكم تصلون جميعًا، فكيف لو خرج رسول الله الآن، هل تجد شيئًا من دينه بقي كما هو؛ بل هل تجد حقيقةً شرعيَّةً واحدة يَفْهَمُها الناس كما أراد هو؛ لا كما فَسَّرُوها وأَوَّلُوهَا وأطلقوها في غير موضوعها.
نحن مُهَدَّدُونَ باندثار حضارَتِنا؛ لأننا زَيَّفْنَا أعظمَ عُمْلَةٍ نتعامل بها وهي الكلام، وإني لأعجب والله كيف نَثُورُ ونغضب ونَسْجُنُ مَن زَيَّفَ دِينارًا، وغايةُ ما فَعَلَ أنه سَرَقَ من جَيْبِ الأُمَّةِ دِينارًا، ولا نثور ونغضب ممن يُزَيِّفُ الكلام؟! وقد يكون في تَزْيِيفِ كلمة واحدة هلاكُ أُمَّة بأسرها، وقد شرحنا هذا آنِفًا، فأعِدْ قراءة المقال.
كلُّنا يشكو منَ الفوضى، وما ذلك إلا أنَّنا أَلْبَسْنَا اللِّصَّ لِباسَ الشَّرَف، وأعطينا المغتصِبَ حقَّ المِلْكِ، وخَلَعْنَا على الدَّيُّوثِ لِباسَ العصر، وجعلنا كُلَّ التافهين أبطالاً، وكلَّ المتشبهين رجالاً، وكل الذين خانوا أمانة العلم علماءَ، وكلَّ الذين باعوا أمانة الكلمة وزخرَفُوا القول كُتَّابًا وأُدَبَاءَ، وكلَّ الذين باعوا أُمَّتَهُم وأوطانهم قَادَةً وزُعماءَ،،، فماذا بَقِيَ لنا؟! بقي أن نُعِيدَ ترتيب اللغة من جديد، وأن نَتَعَلَّمَ مِنَ الصِّفْرِ كيف نُسَمِّي الأشياءَ بأسمائها.
24 ديسمبر 1976.(/4)
العنوان: فن الإلقاء المؤثر من الكتاب والسنة
رقم المقالة: 1998
صاحب المقالة: د. محمد فهاد الدوسري
-----------------------------------------
فن الإلقاء المؤثر من الكتاب والسنة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.(/1)
إنَّ مِمَّا يلفت الانتباه هذه الأيام - ولله الحمد والمنَّة - هو كثرة الدُّعاة إلى الله سبحانه وتعالى، وتنوُّع أساليبهم في الدَّعوة إليه، إلاَّ أن إلقاء المحاضرات والدروس والخطب والكلمات يبقى من أكثر الأساليب استخدامًا، ولقد لمستُ حاجة هؤلاء الدُّعاة إلى الإلمام بفنِّ الإلقاء وطرقه وأساليبه؛ ليكون إلقاؤهم أكثر جاذبية، وتكون كلماتهم أوْقَع في القلوب، فتؤتِي أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذن ربِّها، لذا؛ فقد أحببت أن أساهم بمحاولة متواضعة لسدِّ جزءٍ من هذه الحاجة، وقد وفَّقني الله تعالى لإعداد هذه الرِّسالة المقتَضبة جدًّا؛ لتكون نواة لعمل آخَر يكون أكثر إسهابًا وتفصيلاً، فما كان فيها من صوابٍ فمن الله وحده، وما كان فيها من خطأٍ فمن نفسي والشيطان، واللهَ أسألُ أن ينفع بها كاتبها وقارئها، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم.
تمهيد
تعريف الإلقاء وأنواعه:
تعتبر كل محادثة بين اثنين فأكثر نوعٌ من أنواع الإلقاء، ولقد صُنِّفَ الإلقاء إلى ثلاثة أنواع:
1- فرديٌّ؛ أي: تتحدَّث مع شخص واحد فقط.
2- لمجموعة صغيرة، كما هو الحال في الدُّروس المنهجيَّة في المدارس والمساجد ونحوها.
3- لمجموعة كبيرة، كما هو الحال في الخطب والمحاضرات العامة ونحوها.
ولعل ما يهمُّنا في هذه الرسالة هو النوع الثاني والثالث؛ لكونهما يمثِّلان جلَّ مجالات الإلقاء المنظَّم، ولأنَّ القصور - غالبًا - ما يقع فيهما دون سواهما.
مجالات الإلقاء:
إن مجالات الإلقاء كثيرةٌ جدًّا ويصعب حصرها، ولعل من أبرز أمثلتها: خطبة الجمعة، والدروس المنهجيَّة؛ سواء في المدارس أو في المساجد، والمحاضرات العامة على تنوُّع موضوعاتها، والمواعظ، والمناسبات العامة، والاحتفالات، والمؤتمرات، والبرامج الإذاعيَّة والتِّلفازيَّة... وغيرها.
عناصر الإلقاء:
كل عملية إلقاء لابدَّ لها من ستة عناصر أو أركان، ينبغي مراعاتها إذا ما أُريدَ لها النجاح، وهذه العناصر هي:-(/2)
1- المصدر: وهو المُلقِي، فلابدَّ أن يُلِمَّ بقواعد الإلقاء؛ ليكون إلقاؤه مؤثِّرًا.
2- المُستقبِل: وهو المستمع؛ فلابدَّ من التعرُّف على صفاته الشخصية؛ كعمره، ومستواه العلمي، ومستواه المعيشي، وعاداته وتقاليده وغيرها، وذلك لاختيار ما يناسبه من المواضيع، ومن طرق ووسائل وأساليب الإلقاء.
3- الرِّسالة: وهي الموضوع؛ فلابد من إتقان تحضيره، ومراعاة كوْنه مناسبًا للمستمعين وضمن دائرة اهتماماتهم.
4- القناة: وهي وسائل وأساليب الإلقاء، وأعني بها: الطبق الذي سيُقدَّم به الإلقاء، فقد يكون عن طريق إلقاء محاضرة من جانب واحد فقط، وقد يكون على شكل حَلْقَة نقاش، يشارك فيها المستمعون بآرائهم ومقترحاتهم وأسئلتهم، وقد تُستَخدم فيه (السَّبورة) أو عارضة الشرائح أو الشفافيات أو (الفيديو)، أو غيرها، وذلك لضمان فاعلية الإلقاء واستفادة المستمعين.
5- استِجابة الجمهور: وأعني بِها مدى استفادة الجمهور من الموضوع الذي أُلقِيَ عليهم، إذ إن العناصر السابقة مهما كان الاهتمام بِها ومَهْما رُوعِيَت؛ فإنه لا يكون لها أدنى فائدة إذا لم يَنْتُجْ عنها استفادة المستمعين، لذا كان لابدَّ من التأكُّد من استجابة الجمهور، وذلك عن طريق فتح المجال لأسئلتهم، وإلقاء الأسئلة عليهم، واستِقْبال أجوبتهم، أو عن طريق الأسئلة المكتوبة؛ كالاختبار في نهاية الدرس أو بعد مجموعة من الدروس أو المحاضرات ... ونحو ذلك.
6- المؤثِّرات الخارجية: كضِيق المكان، وحرارة الجوِّ، وضعف الإضاءة، وكثرة الضَّوضاء الخارجيَّة ... ونحوه، فلو أنَّ جميع العناصر السابقة قد رُوعِيَتْ بدقَّةٍ إلاَّ أن مكان الدرس أو المحاضرة كان شديد الحرارة لتعطُّل أجهزة التكييف – مثلاً - فإنَّ المتوقَّع هو عدم استفادة المستمعين، لذا كان من المهمِّ جدًّا التأكُّد من عدم وجود أي مؤثِّرات خارجية تؤثِّر سَلْبًا على عملية الإلقاء.(/3)
وسنعرض في هذه الرسالة للعنصر الأول بشيءٍ من التفصيل، ولبقية العناصر بشكلٍ مُجْمَل.
أهداف الإلقاء:
لابدَّ لكلِّ عملٍ من هدف وإلا كان هذا العمل فاشلاً، يتخبَّط فيه صاحبه يَمنَةً ويَسْرَةً ولا يصل إلى شيء، ولابدَّ لهذا الهدف من أن يكون واضحًا يمكن تحقيقه.
وبشكل عام؛ فإن أهداف الإلقاء لا تخرج عن هذه الأهداف العامة التالية:-
1- زيادة العلم والمعرفة: مثال ذلك أن تُلقِي محاضرةً للتَّعريف ببلد معيَّن أو إنسان معين أو مبدأ معين ... أو نحو ذلك.
2- تعزيز وجهات النَّظر السليمة: مثال ذلك أن تُلقِي محاضرة على جمع من المسلمين المصلِّين عن فضائل الصَّلاة؛ لتزيدهم محبَّةً للصَّلاة وتمسُّكًا بها.
3- تغيير وجهات النَّظر الخاطئة: مثال ذلك أن تلقي محاضرة على جمع من الناس يعتقدون بجواز تطبيق القوانين الوضعيَّة في ديار الإسلام؛ لإقناعهم بعدم جواز ذلك.
4- تعزيز السُّلوك العَمَلِي السليم: مثال ذلك أن تُلقِي محاضرةً على جَمْعٍ من المحافِظين على صلاة الجماعة، عن فضل المحافظة عليها؛ لتعزِّز فيهم هذا المَسْلَك.
5- تغيير السلوك العملي الخاطئ، وتبنِّي السلوك السليم: مثال ذلك أن تُلقِي محاضرةً على جَمْعٍ من المدخِّنين، عن حُرْمَة التدخين وأضراره؛ ليكفُّوا عنه.
والحقيقة أنه بالرغم من أهمية جميع الأهداف المذكورة إلاَّ أن الهدف الأخير يعتبر من أهمها ومن أصعبها تحقيقًا، ذلك لأنه يتطلَّب تَرْكَ ما اعتاده الإنسان لزمن طويل، وما يكون قد ورثه عن آبائه وأجداده، فيعزُّ عليه تَرْكُه، كما أن السلوك الخاطئ - غالبًا - ما يكون موافقًا للهوى والشهوة، وفي تغييره وتبنِّي السلوك السليم مشقَّةٌ وتَبِعاتٌ ثقيلة، ولقد أخبر الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن ذلك؛ حيث قال: ((حُفَّتِ النار بالشَّهوات، وحُفَّتِ الجنة بالمكارِه))؛ (صحيح الجامع: 3142).(/4)
لذا فسوف نتحدَّث في الفصل القادم عن مراحل التغيير، التي غالبًا ما يتنقَّل فيها كل مَنْ أراد أن يغير سلوكًا خاطئًا إلى آخَر سليم.
مراحل التغيير:
إن تغيير السلوك الخاطئ إلى آخَر صحيح لا يمكن أن يتحقَّق إلا إذا شاء الله ذلك وأراده؛ حيث يقول سبحانه وتعالى مخاطبًا نبيَّه محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56].
ويقول في موضعٍ آخَر على لسان نبيِّه نوح - عليه السَّلام -: {وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [هود: 34].
إن هذا التغيير لا يأتي في الغالب فجأةً بدون مقدِّمات، ولا دفعةً واحدةً بدون تدرُّج؛ بل لابدَّ للإنسان من الانتقال عبر عدَّة مراحل حتى يبلغ حدَّ التغيير؛ لذا كان لزامًا على المُلقِي أن يراعي جميع هذه المراحل قبل إلقائه وأثنائه وبعده.
وهذه المراحل غالبًا ما تكون مُرَتَّبة على النحو التالي:-
1- العلم والإدراك:
إنَّ أوَّل مرحلة - وأهم مرحلة - من مراحل التغيير هي مرحلة العلم والإدراك؛ فإن الإنسان عدوُّ ما يجهل، ومَنْ أراد أن يجيد صنعةً فلابد أن يتعلَّمها، وإلاَّ ذهب يتخبَّط فلا يهتدي إلى شيء.(/5)
لذا فإنه من أهم واجبات الدَّاعية إلى الله سبحانه هو تعليم الناس العلم النافع الذي يُثمِر - بإذن الله - عملاً صالحًا؛ يقول تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129]، ويقول سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة: 2]، فإن الله قد بعث رسوله إلى الناس تاليًا لآياته عليهم، مبلِّغًا إيَّاهم ما بعثه الله به من الهدى، ومعلِّمًا إياهم العلم الإلهي النافع، وبعد ذلك هم يختارون إما الاتِّباع وإما الإعراض والامتناع.
ويقول - جلَّ مِنْ قائل - في موضع آخر: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء: 24]؛ أي إنهم لو علِموا الحقَّ لكان أحْرَى بِهم أن يتَّبعوه، ويقول تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19]، وهذا يعني العلم أولاً ثم العمل.
وفي الآية الأخرى يقول تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} [يونس: 39]؛ فهذه الآية تبيِّن أن سبب التكذيب هو عدم كمال العلم بالمكذَّب به، وبالتالي فإنه يُفهم منها بأن كمال العلم بالشيء شرطٌ لقبوله والأخذ به.
لذا فإننا نجد آياتٍ وأحاديثَ كثيرةً تحثُّ على تبليغ العلم للناس؛ لأنَّ ذلك هو نقطة البدء والانطلاق للتغيير.
ومن هذه الآيات قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]، وقوله سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104].(/6)
ومن الأحاديث قوله - عليه الصَّلاة والسَّلام -: ((بلِّغوا عنِّي ولو آية))؛ "صحيح الجامع" (2834)، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خيركم مَنْ تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛ "صحيح الجامع" (3314)، ويقول - عليه الصَّلاة والسَّلام- أيضًا: ((إن الله وملائكته، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر - لَيُصَلُّون على معلِّم الناس الخير))؛ "صحيح الجامع" (1834).
إن تبليغ العلم إلى الناس له وسائل كثيرة ومتنوِّعة، ولعل من أهمها وأكثرها استعمالاً هو توصيل العلم عبر الكلمة المسموعة، أو بمعنى آخر: عن طريق الإلقاء، لذا كان لزامًا على كل داعية أن يجيد فنَّ الإلقاء.
2- محبة ما عَلِمه والاهتمام به:
إذ إن الإنسان إذا بلغه علمٌ معيَّنٌ ينبئه بأنَّ السلوك الذي يمارسه خطأٌ وفيه ضرر عليه؛ فإنه ليس بالضرورة أن يبادِر بتَرْك ذلك السلوك الخاطئ، وإنما يكون حاله بين أمرَيْن اثنين لا ثالث لهما: فإما أن يحبَّ ذلك الأمر، ويهتمَّ به، ويبحث فيه، ومن ثَمَّ يتدرَّج إلى تَرْك ذلك السلوك الخاطئ، وإما أن يكره ذلك الأمر الذي أُبْلِغ به ولا يقبله، وذلك لأسباب عديدة، ولعلَّ منها عدم فهمه لذلك الأمر أو عدم قناعته به، أو محبته لِما كان يُمارِسه من سلوك خاطئ وتعوُّده عليه، ونحو ذلك؛ فتكون النتيجة أن يَمكث على سلوكه الخاطئ ولا يغيِّره.
يقول تعالى: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} [المائدة: 70]، فبالرغم من صدق ما بلَّغهم به المرسلون - عليهم السَّلام - وأنَّ الخير كلَّ الخير فيه، إلا أنَّ أنفسهم لم تهوَ ما بُلِّغوا به؛ فكانت النتيجة أن كذَّبوهم ولم يقبلوا ما جاؤوا به؛ بل قتلوهم - قاتلهم الله.(/7)
وفي موضعٍ آخَر يقول الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 113-114]؛ فإن شياطين الإنس والجن عندما أوحى بعضهم إلى بعضٍ القولَ الباطل المزخرَف المزيَّن، كان من نتيجة ذلك أن تميل إليه قلوب الكافرين بالآخِرة، ويستقبلونه بالمحبة والرِّضا، ومن ثَمَّ يُسْفِر ذلك عن العمل والسلوك الفاسد، وذلك بأن يقترفوا ما هم مقترفون، وفي معنى هذه الآية قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} [فصلت: 17] .
وفي موضعٍ آخَر يقول الله - جلَّ مِنْ قائل -: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات: 7]، وكفى بهذه الآيات دليلاً على أهمية هذه المرحلة من مراحل التغيير.
وهكذا فإنَّ على المُلقِي ألاَّ يدَّخر وُسْعًا في تحبيب موضوع إلقائه للمستمعين؛ ليضمن انتقال المستمع من مرحلة العلم والإدراك إلى هذه المرحلة إذا شاء الله لهذا المستمع هدايةً وتوفيقًا.
3- التَّقييم و الموازنة الفكرية:
فإن الإنسان إذا علم شيئًا وأدرك أنه الحقُّ، ثم أحبَّه واهتمَّ به؛ فإنه ليس بالضرورة أن يتبنَّى السلوك الذي يدعو إليه ذلك العلم؛ بل لابدَّ له وأن يَخْضَع لمرحلة الموازنة بين المصالح والخسائر التي سيجنيها من وراء تَبَنِّيه لذلك السلوك، سواء أكانت أُخْرَوِيَّة أم دنيويَّة، فإن ترجَّح لديه جانب المصلحة عمل بذلك السلوك، وإلاَّ تركه.(/8)
والناس يتفاوتون في ذلك تفاوتًا عظيمًا؛ فمنهم من يُقَدِّم المصلحة الأُخرويَّة الآجِلة على الدُّنيويَّة العاجلة، مهما كانت خسائره المادية، ومنهم مَنْ يفعل العكس؛ فيُقَدِّم المصلحة الدُّنيويَّة الفانية على الأُخرويَّة الباقية.
ففي كتاب الله آياتٌ كثيرةٌ تتحدَّث عن حال الناس في هذه المرحلة، منها قول الله تعالى عن أهل الكتاب: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 20]، ومنها قوله - جلَّ وعلا - في حقِّ آل فرعون: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 13-14].
ولعل من أمثلة ذلك في السنَّة الشريفة: قصة أبي طالب عمِّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حيث إنه ناصَر دعوة ابن أخيه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأقرَّ بصحَّة دين الإسلام؛ حيث قال مُنشِدًا:
وَاللهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِينَا
فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ أَبْشِرْ وَقَرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيُونَا
وَدَعَوْتَنِي وَعَرَفْتُ أَنَّكَ نَاصِحِي وَلَقَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتَ ثَمَّ أَمِينَا
وَعَرَضْتَ دِينًا قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ البَرِيَّةِ دِينَا
لَوْلا المَلامَةَ أَوْ حِذَارَ مَسَبَّةٍ لَوَجَدْتَنِي سَمْحًا بِذَاكَ مُبِينًا
فبالرغم من ذلك لم يُسلم، حتى وهو على فراش الموت، ومات وهو يقول: "على ملَّة عبد المطَّلب"، والنبيُّ الدَّاعية الأعظم - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين يديه ويقول له: ((يا عمِّ، قُلْ: لا إله إلاَّ الله، كلمة أشفع لكَ بها عند الله))؛ رواه البخاريُّ ومسلمٌ.(/9)
ومثال آخَر من السُّنة: هو ما رواه البخاريُّ في "صحيحه" عن الزهري قال: أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، أنَّ عبدالله بن عباس أخبره، أن أبا سفيان بن حرب – رضي الله عنهم جميعًا – أخبره: أن هِرَقْل أرسل إليه في ركبٍ من قريش، وكانوا تجارًا بالشام في المدَّة – أي: صلح الحديبية - التي كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيُّكم أقرب نَسَبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌّ؟ فقال أبو سفيان: فقلتُ: أنا أقربهم نَسَبًا؛ فقال: أدنوه منِّي، وقرِّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائلٌ هذا الرجل؛ فإن كذَبني فكذِّبوه، فوالله لولا الحياء من أن يؤثروا عليَّ كذبًا لكذبتُ عنده.
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نَسَبُهُ فيكم؟ قلتُ: هو فينا ذو نَسَبٍ.
قال: فهل قال هذا القول منكم أحدٌ قطُّ قبله؟ قلتُ: لا.
قال: فهل كان من آبائه من مَلِكٍ؟ قلتُ: لا.
قال: فأشرافُ الناس يتَّبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلتُ: بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلتُ: بل يزيدون.
قال: فهل يرتدُّ أحدٌ منهم سَخْطَةً لِدينِه بعد أن يدخل فيه؟ قلتُ: لا.
قال: فهل كنتم تتَّهِمُونَه بِالكَذِب قبل أن يقول ما قال؟ قلتُ: لا.
قال: فهل يغدر؟ قلتُ: لا، ونحن في مدَّةٍ لا ندري ما هو فاعلٌ فيها.
قال – أي: أبو سفيان - ولم تُمكِنِّي كلمة أُدخل فيها شيئًا غير هذه الكلمة.
قال: فهل قاتلتموه؟ قلتُ: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إيَّاه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجالٌ، ينال منَّا وننال منه.
قال: ماذا يأمركم؟ قلتُ: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصَّلاة والصِّدق والعفاف والصِّلَة.
فقال للترجمان: قل له:(/10)
سألتك عن نسبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نَسَبٍ؛ فكذلك الرُّسل تُرسَل في نَسَبِ قومها.
وسألتك: هل قال أحدٌ منكم هذا القول؟ فذكرتَ أن لا، فقلتُ: لو كان أحدٌ قال هذا القول قبله لقلتُ: رجلٌ يأتي بقولٍ قيل قبله.
وسألتكَ: هل كان من آبائه من مَلِك؟ فذكرتَ أن لا، قلتُ: فلو كان من آبائه من مَلِكٍ قلتُ رجلٌ يطلب مُلْكَ أبيه.
وسألتكَ: هل كنتم تتَّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرتَ أن لا؛ فقد أعرف أنه لم يكن ليَذَرَ الكذب على الناس ويكذب على الله.
وسألتكَ: أشرافُ الناس اتَّبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أنَّ ضعفاءهم اتَّبعوه، وهم أتباع الرُّسل.
وسألتكَ: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرتَ أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتمَّ.
وسألتكَ: أيرتدُّ أحدٌ سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
وسألتكَ: هل يغدر؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الرُّسل لا تغدر.
وسألتُك: بم يأمركم؟ فذكرتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصَّلاة والصِّدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا؛ فسيملِك موضع قدميَّ هاتين!! وقد كنتُ أعلم أنه خارجٌ، لم أكن أظنُّ أنه منكم، فلو أعلم أني أَخْلُصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءه، ولو كنتُ عنده لغسلتُ عن قدمه!!.
ثم دعا بكتاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي بعث به دِحْيَةَ إلى عظيم بُصْرَى، فدفعه إلى هِرَقْل، فقرأه، فإذا فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم،،
من محمد عبد الله ورسوله إلى هِرَقْل عظيم الروم،،،
سلامٌ على مَنِ اتَّبع الهدى، أمَّا بعد:
فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أَسْلِم تَسْلَم، يؤتِكَ الله أجركَ مرَّتين، فإن تولَّيْت فإنَّ عليك إثم الأريسيين.(/11)
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]".
قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كَثُرَ عنده الصَّخَب، وارتفعت الأصوات، وأُخرجنا؛ فقلت لأصحابي حين أخرجنا: "لقد أَمِرَ أَمرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر"، فما زلت موقنًا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام.
"وكان ابن الناطور- صاحب إيلياء - وهِرَقْل أسْقَفَه على نصارى الشام، يحدِّث أن هِرَقْل حين قدم إيلياء أصبح يومًا خبيث النفس؛ فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك - قال ابن الناطور: وكان هِرَقْل حزَّاءً؛ أي: كاهنًا ينظر في النجوم - فقال لهم حين سألوه: إني رأيتُ الليلة حين نظرت في النجوم ملَكَ الخِتان قد ظهر، فمَنْ يَخْتَتِنُ من هذه الأمَّة؟ قالوا: ليس يَخْتَتِنُ إلاَّ اليهود؛ فلا يُهِمَّنَّك شأنهم، واكتب إلى مدائن مُلْكِكَ فيقتلوا مَنْ فيهم من اليهود.
فبينما هم على أمرهم؛ أُتِي هِرَقْل برجلٍ أرسل به ملك غسَّان يُخبِر عن خبر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلما استخبره هِرَقْل قال: اذهبوا فانظروا: أَمُخْتَتِنٌ هو أم لا؟ فنظروا إليه، فحدثوه أنه مُخْتَتِنٌ، وسأله عن العرب فقال: هم يَخْتَتِنُون؛ فقال هِرَقْل: هذا مَلِك هذه الأمَّة قد ظهر.
ثم كتب هِرَقْل إلى صاحب له بروميَّة، وكان نظيره في العلم، وسار هِرَقْل إلى حِمْص، فلم يرِمْ حِمْصَ حتى أتاه كتابٌ من صاحبه يوافق رأي هِرَقْل على خروج النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنه نبيٌّ.(/12)
فأذن هِرَقْل لعظماء الروم في دَسْكَرَةٍ – أي: قصرٍ - له بحِمْص، ثم أمر بأبوابها فغُلِّقَت، ثم اطَّلَعَ فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وأن يثبُت مُلْكُكم فتُبايعوا هذا النبيَّ؟ فحاصوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْش إلى الأبواب، فوجدوها قد غُلِّقَت، فلما رأى هِرَقْل نَفْرَتَهم وأَيِسَ من الإيمان قال: ردُّوهم عليَّ، وقال: إني قلتُ مقالتي آنفًا أختبر بها شدَّتكم على دينكم؛ فقد رأيتُ.
فسجدوا له ورضوا عنه؛ فكان ذلك آخِر شأنَ هِرَقْل".
رواه صالح بن كَيْسان ويونس ومَعْمَر عن الزُّهري؛ رواه البخاريُّ.
4- التَّجرِبة و المحاولة العملية:
بعد الموازنة الفكرية وترجيح المصالح على الخسائر، والاقتناع بهَجْر السلوك الخاطئ وتبنِّي السلوك الصحيح، تبرز مرحلة مهمة من مراحل التغيير، ألا وهي مرحلة التجربة العملية لممارسة السلوك الصحيح.
وهذه المرحلة تعتبر من أخطر المراحل؛ حيث إن العلم النظري شيءٌ والتطبيق العملي شيءٌ آخَر، وقد تواجه الإنسان في هذه المرحلة صعوبات كثيرة لم يكن يحسب لها حسابًا؛ فقد تكون ممارسة السلوك القويم أمرٌ شاقٌّ ومكلِّفٌ، وبالذات لشخص لم يتعوَّد عليه، كما أن انتقادات المنحرفين ممَّن حوله له وسخريتهم به قد تشكِّل عائقًا دون ثباته على ذلك السلوك؛ لذا كان واجبًا على الدَّاعية أن يبصِّر مَنْ يدعوهم إلى خطورة هذه المرحلة وكيفية التغلُّب على مصاعبها، كما وعليه أن يكتنف مَنْ يعيش هذه المرحلة ويؤازره حتى يثبت على السلوك القويم، ولا يكتفي فقط بإلقاء المحاضرة أو الدرس ثم الخلود إلى الراحة.(/13)
إن آيات القرآن التي تبصِّر الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصَحْبَه الكرام بما سَيَعْرِضُ لهم من مشاقَّ وصعابٍ في مسيرة الدَّعوة كثيرةٌ ولا تُحصى، فما قَصَص الأنبياء في القرآن إلا من هذا القبيل؛ حيث يقول جلَّ مِنْ قائلٍ في أواخر سورة هود، بعد أن قصَّ على نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قصصَ الأمم السابقة وتكذيبهم لأنبيائهم وما نزل بهم من العذاب: {وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120].
ومن الأحاديث ذات الدلالة على تثبيت الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأصحابه حديث خَبَّاب بن الأَرَتِّ في "صحيح البخاري"؛ حيث قال: شكونا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو متوسِّدٌ بُرْدَةً له في ظلِّ الكعبة، قلنا له: ألا تستنصرْ لنا، ألا تدعو لنا؟ قال: ((كان الرجل قبلكم يؤخَذ فيُحفَر له في الأرض فيجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشقُّ باثنتَيْن، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويمُشْطَ بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظمٍ أو عَصَبٍ، وما يصدُّه ذلك عن دينه! والله لَيُتِمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الرَّاكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون))؛ (صحيح الجامع: 4326).
5- تبنِّي السُّلوك القويم و الثَّبات عليه:(/14)
إن هذه المرحلة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المرحلة السابقة، فهي نتيجة متوقَّعة لتجاوز المرحلة السابقة، ومع ذلك فإن الثبات على السلوك الصحيح يحتاج إلى مزيد من المتابعة والتَّعزيز من قِبَل الدَّاعية؛ فإنه لا يؤمَن على الإنسان من الكسل والفتور، والمتأمِّل في كتاب الله تعالى يجد أن آيات الله لم تَكُفَّ عن دعوة المؤمنين للإيمان وتحذيرهم من الشِّرك ومن المعاصي، وذلك بعد أن حقَّقوا الإيمان في أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم، وبعد أن جادوا بأرواحهم رخيصةً في سبيل الله.
ففي سورة الحديد يخاطب الله المؤمنين وهم في دار الهجرة، بعد أكثر من ثلاث عشرة سنة من البَعثة، وبعد أن خاضوا غزوةَ بدرٍ الكبرى، يقول لهم: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
وفي سورة الحشر يأمر الله المؤمنين بالتقوى؛ فيقول جلَّ مِنْ قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 18-19] .
وفي سورة النساء يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا} [النساء: 136].
كيف يكون إلقاؤك مؤثرًا؟
أولاً:- أسسٌ لابدَّ منها:-
1-الإخلاص لله تعالى:(/15)
يقول الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]، ويقول - جلَّ مِنْ قائل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]، فأمر سبحانه بتقواه أولاً، ثم القول السَّديد المستقيم الموافِق لهَدْي المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم.
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله، ومَنْ كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه))؛ رواه البخاريُّ.
فما كان الله ليبارك في عملٍ لم يُرِدْ به صاحبه وجه الله؛ ففي الحديث القدسي يقول الله سبحانه وتعالى: ((أنا أغنى الشُّركاء عن الشِّرك، مَنْ عمل عملاً أشرك معي فيه غيري؛ تركتُه وشركه))؛ (صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 4189).
وروى مسلم أيضًا في "صحيحه" حديث الثلاثة الذين هم أوَّل مَنْ تُسَعَّر بهم النار: ((المقاتل ليُقال جريءٌ، والمعلِّم ليُقال عالمٌ، والمتصدِّق ليُقال جوادٌ))؛ (رواه مسلم: 6/47).
وكما أُثِرَ عن سلفنا الصالح أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه تعالى وموافقا لسنَّة نبيِّه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم.
2- اتِّباع هدي النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كلامه وخطبه وأحاديثه:
هذا هو الشرط الثاني من شروط قبول العمل، ولا ريب أن عملاً لا يقبله الله لا يمكن أن يكون مؤثِّرًا في الناس تأثيرًا يرضاه الله، كما أن الله قد علَّم نبيَّه أفضل الطرائق والأساليب لدعوة الناس إلى دين الإسلام؛ فهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - خير متبوعٍ في هذا الأمر وفي كل أمر.(/16)
يقول الله تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، ويقول تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، ويقول جلَّ وعلا: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ} [الشورى: 52-53]، ويقول النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تركتُ فيكم شيئَيْن لن تضلُّوا بعدهما: كتاب الله وسنَّتي))؛ صحَّحه الألبانيُّ في "صحيح الجامع" برقم2934، ويقول: ((إن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشرُّ الأمور محدثاتها))؛ "صحيح الجامع" برقم 1365، ويقول أيضًا: ((مَنْ عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ))؛ "صحيح الجامع" 6274.
3- القدوة:
إن كلامك لن يكون مقبولاً إلا إذا صدَّق فعلُك قولَك، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]، ويقول سبحانه على لسان شعيب - عليه السَّلام -: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88]، ويقول أيضًا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] .
وتقول عائشة - رضي الله عنها - عندما سُئلت عن خُلُق النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كان خُلُقُه القرآن))؛ "صحيح الجامع" 4687.
فلقد كان - صلوات ربِّي وسلامه عليه - يدعو الناس للعمل بالقرآن وكان هو أوَّل من يتخلَّق بأخلاق القرآن، فهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الدُّعاة المخلِصون.
4-وضوح اللغة:
يجب أن يكون الإلقاء باللغة التي تناسب المستمعين فبالنسبة لنا نحن العرب يجب أن يكون إلقاؤنا باللغة العربية الفصحى، مع ضرورة تجنب اللَّهجات الدَّارجة إلا في أضيق الحدود.(/17)
يقول الله تعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2]، ويقول: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192-195]، ويقول جلَّ مِنْ قائل: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} [فصلت: 44].
إن مراعاة النُّطق السليم وقواعد اللغة له أكبر الأثر في تقبُّل الجمهور لما يُلقَى إليهم، كما أنَّ استخدام المحسِّنات البديعيَّة دونَما مُبالغةٍ يُضفِي على الإلقاء جمالاً وقَبولاً لدى المستمعين.
5- التوقيت المناسب:
يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا))؛ أي: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، كما نقله ابن حجر - رحمه الله - في "الفتح" عن الخطَّابي "فتح الباري" (1/68).
فهذا يتضمَّن اختيار الوقت المناسب للمحاضرة ابتداءً، كما يتضمَّن عدم الإكثار في عدد مرات الإلقاء، ومراعاة الفارق الزمني بين كلِّ محاضرةٍ وأخرى.
أما بالنسبة لطول المحاضرة؛ فهو أمرٌ في منتهى الأهميَّة؛ حيث ينبغي مراعاة الحال سواء بالنسبة لنوعية الإلقاء أو نوعية المكان أو نوعية المستمعين.
وعلى كلِّ حالٍ؛ فإن الأصل هو عدم الإطالة والالتزام بوقت محدد، مما يضمن عدم تسرُّب الملل إلى المستمعين، ولعل المتخصِّصين في مجال التربية والتعليم يحبِّذون ألاَّ تطول المحاضرة أو الدرس أكثر من (45) دقيقة.
6- الوسائل المناسبة:
السبورة - الشفافيات - الشرائح – (الفيديو) – الحاسب الآلي ... الخ، مما يساعد على توضيح المعاني، ويؤدِّي إلى جذب انتباه المستمعين.(/18)
ولعلَّ لاستخدام هذه الوسائل التعليمية أصلاً في الشريعة؛ حيث ثبت في "صحيح البخاري" أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطَّ خطًّا مربَّعًا، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خُطُطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: ((هذا الإنسان؛ وهذا أَجَلُه محيطٌ به – أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخُطُط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وان أخطأه هذا نهشه هذا))؛ "فتح الباري" (11/ 6417).
7- تنويع الأساليب:
كالتقرير والاستفهام والتعجُّب، وكضرب الأمثال وقَصِّ القَصص، وغيرها مما يكثر استعماله في القرآن والسنَّة المطهرة.
كما أن من أعظم الأساليب المؤثِّرة في المستمعين هو الاستدلال على أقوالك بنصوص القرآن وأحاديث المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
8- مراعاة حاجة المستمعين للموضوع:
فهذا هو القرآن يتنزَّل في مكة ثلاث عشرة سنة، لا يحدِّثهم - في الأعمِّ الأغلب - إلا في موضوع العقيدة؛ لحاجة المسلمين الجُدُد لهذا الموضوع دونما سواه، كما أن القرآن كان يتنزَّل طيلة حياة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعالج المواقف والوقائع التي كانت تقع آنذاك، وهذا هو الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستغل وقوع الحوادث والمناسبات ليحدِّثهم عنها، كما حدث عند كسوف الشمس في عهده، وعند خوض نفرٍ من المسلمين في حادثة الإفك، وغير ذلك كثيرٌ.
9- مشاركة الجمهور:
وذلك عن طريق إلقاء الأسئلة عليهم واستقبالها منهم؛ ففي خطبة الوداع يسأل الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أصحابه فيقول: ((أتدرون أيُّ يومٍ هذا؟ ...)) الخ الحديث؛ "فتح الباري" (1/67).
ويسألهم في حديث آخَر فيقول: ((أتدرون مَنِ المُفْلِس؟ ...)) الخ الحديث "ترتيب أحاديث صحيح الجامع" (3/117).(/19)
كما كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يستقبل الأسئلة منهم؛ حيث ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((قاربوا وسدِّدوا وأبشروا، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله))، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلا أن يتغمَّدني الله برحمةٍ منه وفضلٍ))؛ "صحيح الجامع" (4173).
وفي الحديث الآخر المتَّفق عليه، يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بينما رجل يمشي بطريقٍ اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئرًا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثَّرى من العطش! فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ منِّي، فنزل البئر، فملأ خفَّه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رَقِيَ، فسقى الكلب، فشكر الله، له فغفر له))، قالوا: يا رسول الله، إن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: ((في كلِّ كبدٍ رَطْبَةٍ أجرٌ))؛ "صحيح الجامع" (2870).
10- ابدأ بالمعلوم ثم انتقل للمجهول:
من ذلك ضرب الأمثلة، وهو كثيرٌ في القرآن والسنَّة؛ ففي القرآن يقول تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
أما من السُّنة؛ ففي خطبة الوداع بدأ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتقرير حرمة اليوم والشهر والبلد، وهي أمورٌ معلومةٌ لأصحابه، ثم انتقل إلى ما قد يجهلونه، وهو أن دماءهم وأموالهم حرامٌ عليهم كحرمة هذه الأمور؛ "فتح الباري" (1/67).
11- تأكَّدْ من الإفهام:
بسؤالهم: هل فهموا؟ قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في آخر خطبة الوداع: ((ألا هل بلَّغْتُ)) ثلاثًا، حتى قالوا: نعم، فقال: ((اللهمَّ فاشهدْ))؛ "فتح الباري" (1/67).(/20)
كما أن توجيه الأسئلة إليهم عن موضوع الإلقاء، سواء شفويًّا أو تحريريًّا بعد نهاية الدرس أو المحاضرة، واستقبال أجوبتهم - ينبئُكَ عن مدى فهمهم للموضوع.
12- تعزيز الفَهْم و التَّحفيز:
بالتكرار، والأسئلة فيما سبق طرحه، والحوافز المادية والمعنوية، والتَّنويع في الوسيلة والأسلوب.
13- التعليم بالتطبيق العملي:
صعِد الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - المنبر لتعليم أصحابه الصلاة، وقال – صلوات الله وسلامه عليه -: ((صلُّوا كما رأيتموني أصلِّي))؛ "إرواء الغليل" (262)، وقال كذلك في الحج: ((خذوا عنِّي مناسككم))، ((لتأخذوا عنِّي مناسككم)) الخ الحديث "ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزياداته" (1/3).
14- مبدأ البذرة والأرض والساقي:
يصوِّر ذلك تصويرًا جميلاً قول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغَيْث الكثير أصاب أرضًا؛ فكان منها نقيَّة قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء؛ فنفع الله بها الناس فشربوا وسَقَوْا وزرعوا، وأصابت منها طائفةٌ أخرى إنما هي قيعان، لا تُمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مَثَلُ مَنْ فَقِهَ في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعَلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ مَنْ لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أُرسِلْتُ به))؛ "فتح الباري" (1/79).
وهذا يعني أنه لابدَّ من اختيار الأرض الخصبة التي تتقبَّل البذرة وتُنبت بإذن ربها، كما أنه لابدَّ من المتابعة والسَّقي المستمر والصبر على ذلك مهما طال الزمن، وإلا قد تجدب الأرض وتموت البذرة ولا تُثمر الجهود.
15- الرِّفق والرَّحمة والخُلُق الحَسَن:(/21)
يقول الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، ويقول: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، ويقول سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما كان الرِّفق في شيءٍ إلاَّ زانه، وما نزع من شيءٍ إلا شانه))؛ رواه مسلم.
وعندما بال الأعرابي في المسجد لم يزجره النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يعنِّفه، وإنما قال له – صلوات ربي وسلامه عليه -: ((إنما جُعِلَ المسجد للصلاة وذِكْر الله، ولا يصلح لمثل فِعْلِكَ))، وعندما عطس رجلٌ في الصَّفِّ والصحابة يصلُّون خلف رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال له معاوية بن الحكم - رضي الله عنه -: يرحمك الله بصوتٍ عالٍ؛ فرماه الصحابة بأبصارهم؛ فقال معاوية: واثَكَلَ أُمِّيَاهُ، فأخذوا يضربون على أفخاذهم ليُسكِتوه، وعندما سلم الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من صلاته لم ينهَرْهُ ولم يعنِّفه، وإنما قال له: ((إن هذه الصلاة لا يحلُّ فيها شيءٌ من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن))؛ "صحيح سنن أبي داود" (1/823).
16- كن قياديًّا:
أحسِن السيطرة على المستمعين لكيلا يُفلِت منكَ زمام المحاضرة؛ فقد يوجد بينهم مَنْ يُثير الشَّغب أو مَنْ يحبُّ الضحك والمزاح، أو مَنْ يهوى إحراج المحاضِرين!.(/22)
ولعله يحضرني في هذا المقام قصة طريفة لأحد الدُّعاة، عندما كان يحاضر في جمعٍ من النساء عن تعدُّد الزَّوجات في الإسلام، وأفاض في الحديث بموضوعيَّة وإتقان واستيعاب، واستعان بالأرقام والإحصاءات، وأورد الحجج العقلية والنَّقلية لإثبات فوائد تعدُّد الزوجات، إلا أن عددًا من الحاضرات لم يقتنِعْنَ وأخذنَ في اللِّجاج والجدل العقيم؛ فرأى المحاضر أن يسكتهنَّ بطريقةٍ أخرى؛ فقال لهنَّ: في الحقيقة أن المسؤول الحقيقي عن تعدُّد الزوجات هو المرأة لا الرجل.
فلمَّا استغربن ذلك وأنْكَرْنَ عليْهِ قال لهنَّ: لو أنَّ كل امرأة رفضت أن تكون زوجة ثانية لرجلٍ؛ لما كان هناك تعدُّد زوجات!!.
ثانيا:- المواصفات الكلامية:-
1- معدل سرعة الكلام:
لا يكن كلامك سريعًا لا يُفهَم ولا بطيئًا فيُمَلَّ، وإنما ابتغِ بين ذلك سبيلاً.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسرد كسردكم هذا، ولكنه كان يتكلَّم بكلام بيِّنٍ فَصْلٍ، يحفظه مَنْ جلس إليه"؛ "مختصر الشمائل المحمدية" (191).
وثبت عن أم سلمه – رضي الله عنها - أنها قالت: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقطع قراءته؛ يقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، ثم يقف ثم يقول {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، ثم يقف وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]" الخ الحديث "الشمائل المحمدية" (720).
2- التَّكرار للمعلومة المهمَّة:
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعيد الكلمة ثلاثًا لتُعقَل عنه"؛ "الشمائل المحمدية" (192)، وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ويلٌ للأعقاب من النار)) مرتين أو ثلاثًا؛ "صحيح الجامع" (7009).(/23)
ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر؟)) ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدَيْن))، وجلس - وكان متَّكئًا - فقال: ((وشهادة الزُّور))، قال: فما زال يقولها حتى قلنا: ليته سكتَ؛ "مختصر الشمائل المحمدية" (104).
3- السَّكتة الخفيفة قبل المعلومة المهمة:
عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: "خطبَنَا النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يوم النَّحر فقال: ((أتدرون أيُّ يومٍ هذا؟))، قلنا: الله ورسوله أعلم؛ فسكت حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، قال: ((أليس يوم النَّحر؟))؛ قلنا: بلى، قال: ((أيُّ شهرٍ هذا؟))، قلنا: الله ورسوله أعلم؛ فسكت حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، فقال: ((أليس ذو الحجة؟))، قلنا: بلى، قال: ((أيُّ بلدٍ هذا؟))، قلنا: الله ورسوله أعلم؛ فسكت حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، قال: ((أليست بالبلدة الحرام؟))، قلنا: بلى، قال: ((فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، إلى يوم تلقون ربَّكم))؛ "إرواء الغليل" (10).
4- تكلَّم ببطء عند المعلومة المهمَّة:
فإن ذلك أدعى لجذب انتباه المستمعين، وأبلغ في إيصال المعلومة المهمة إليهم.
5- تجنَّب السَّكتات الطويلة من غير حاجة:
كتلك التي تُفعل عند تقليب الأوراق، أو البحث عن ورقة معينة، أو استذكار نصٍّ معيَّنٍ من القرآن أو الحديث أو غير ذلك.
6- تجنب تكرار كلمة معينة بكثرة لغير حاجة:
نحو: (يعني، إيش، عرفت، تعرف، سمعت، أقول، شفت كيف، في الحقيقة، في الواقع، هاه ... الخ).
7- ارتفاع الصوت:
ينبغي أن ترفع صوتك بحيث تُسمِع جميع المستمعين دون أن تزعجهم؛ تأسِّيًا برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
8- ارفع الصوت عند المعلومة المهمة:(/24)
عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: تخلَّف عنَّا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سَفْرَةٍ سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا؛ فنادى بأعلى صوته: ((ويلٌ للأعقاب من النار)) مرتين أو ثلاثًا؛ "صحيح الجامع" (7009).
وأخرج مسلمٌ من رواية جابر - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خطب وذكر الساعة اشتدَّ غضبه وعلا صوته؛ "صحيح النسائي" (1487).
9- لا يكن صوتك رتيبا مملاًّ في الشدَّة والحدَّة:
فإن التنويع في شدَّة الصوت بين الارتفاع والانخفاض، وفي الحدَّة ترقيقًا وتفخيمًا، يمنع تسلُّل الملل والنعاس إلى المستمعين، ويشدُّ انتباههم إليك شدًّا.
ثالثا:- المؤثرات غير الكلامية:-
1- المظهر العام:
لابدَّ أن يوافق سنة المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - من إعفاء اللحية، وجعل أسفل الثوب فوق الكعبين بالنسبة للرجال، ونظافة الملبس وحسن الهندام، هذا إضافةً إلى كونه مقبولاً لدى المستمعين من حيث العُرْف والتقاليد؛ فإن الله سبحانه وتعالى ردَّ على المشركين عندما اعترضوا على كون النبي المرسل إليهم بشرًا وطلبوا أن يكون مَلَكًا بقوله: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 9].
2- توزيع النَّظرات:
ينبغي الإقبال بالوجه والنَّظر إلى جميع المستمعين، وعدم النظر فقط في الأوراق أو إلى أعلى أو إلى أسفل أو إلى جهة واحدة أو إلى شخص معيَّن، فإن ذلك أدعى لجذب انتباه المستمعين جميعهم إليك.
عن العِرْباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: "صلَّى بنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاة الصبح، ثم أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظةً بليغةً"؛ رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألباني برقم (42).(/25)
وعن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُقبِل بوجهه وحديثه على أشرِّ القوم؛ يتألَّفهم بذلك، فكان يُقبِل بوجهه وحديثه عليَّ، حتى ظننت أنِّي خيْرُ القوم؛ فقلت: يا رسول الله، أنا خيرٌ أو أبو بكر؟ قال: ((أبو بكر))؛ فقلتُ: يا رسول الله، أنا خيرٌ أو عمر؟ فقال: ((عمر))؛ فقلتُ: يا رسول الله، أنا خيرٌ أو عثمان؟ قال: ((عثمان))، فلمَّا سألت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – فَصَدَقَني؛ فلودِدْتُ أني لم أكن سألته" "مُختَصَر الشمائل المحمدية" (295).
3- تعبيرات الوجه:
ينبغي على الملقي أن يتفاعل مع ما يقول؛ فإن كان حديثه عمَّا يُفرِح تهلَّل وجهه فرحًا، وإن كان عمَّا يُحزن بان الحزن على وجه، وإن كان عمَّا يُغضِب احمرَّت وجنتاه من الغضب!!.
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بُعثت أنا والساعة كهاتين))، وكان إذا ذكر الساعة احمرَّت وجنتاه، وعلا صوته، واشتدَّ غضبه ... الخ الحديث؛ "صحيح النسائي" (1/1487).
وعن فاطمة بنت قيس أخت الضحَّاك بن قيس، أنها سمعت منادي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينادي: الصلاةَ جامعة؛ فخرجتُ إلى المسجد، قالت: فصليْتُ مع رسول الله، فكنتُ في صفِّ النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاته جلس على المنبر وهو يضحك؛ فقال: ((لِيلزم كلُّ إنسانٍ مصلاَّه))، ثم قال: ((أتدرون لمَ جمعتُكم؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال: ((إني والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأنَّ تميمًا الدَّاريَّ كان رجلاً نصرانيًّا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنتُ أحدِّثكم عن مسيح الدَّجَّال ...)) إلى آخر الحديث؛ رواه مسلم، وصحيح الجامع: (2508).
4- تحريك اليد والجسم:(/26)
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بُعثت أنا والساعة كهاتين)) ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى؛ "صحيح ابن ماجه" (1/43).
وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا خطب يشير بإصبعه المسبحة؛ "مختصر صحيح مسلم" (414).
وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: "سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو على المنبر يقول: ((يأخذ الجبَّار سماواته وأرضه بيده - وقبض بيده، يقبضها ويبسطها - ثم يقول: أنا الجبَّار! أين الجبَّارون؟ أين المتكبِّرون؟))؛ قال: ويتمايل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن يَمينِه وعن يساره، حتَّى نظرتُ إلى المنبر يتحرَّك من أسفل شيءٍ منه! حتَّى إنِّي أقول: أساقطٌ هو برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟"؛ "صحيح ابن ماجه" (1/164).
5- وضع الوقوف أو الجلوس:
كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخطب وهو واقف على المنبر، ويتكئ أحيانا على عصا أو سيف أو على رجل؛ "صحيح سنن النسائي" (1/1484).
وكان يحدِّث أصحابه وهو جالسٌ، ورُبَّما جلس متَّكئًا أحيانًا، وقد مرَّ بنا حديث: (( ألا وقول الزُّور))، وكيف كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - متَّكئًا ثم جلس.
6- الحركة والانتقال:
ذهابًا وإيابًا، حسب ما يناسب الحال؛ لأنه أدعى لجذب انتباه المستمعين.
كيف تتغلب على القلق؟
1- استحضر الإخلاص لله تعالى؛ يقول سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
2- أَكْثِرْ من إلقاء الكلمات والمواضيع.
3- حضِّر الموضوع بإتقان.
4- جرِّب الإلقاء لوحدك مرة أو أكثر قبل مقابلة الجمهور.
5- أَكْثِرْ من ذكر الله وأنت في طريقك إلى الإلقاء؛ يقول تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].(/27)
6- اسأل الله اطمئنان القلب والصبر والتَّثبيت؛ يقول تعالى: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا} [البقرة: 250].
7- ابدأ الإلقاء بذكر الله وحمده؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول في خطبته، يحمد الله ويثنى عليه بما هو أهله ...)) الحديث؛ "صحيح سنن النسائي" (1/1487).
ولعلَّ أحسن ذلك: خطبة الحاجة التي كان الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يعلِّمها لأصحابه، وهي: ((إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ...)) الخ؛ رسالة "خطبة الحاجة" للألباني.
8- حافظ على تركيزك في موضوعك.
9- كُنْ إيجابيًّا في تفكيرك تجاه نفسك وتجاه المستمعين؛ فأنت قادرٌ على الإلقاء بإذن الله، وعملك من أحسن الأعمال وأشرفها؛ حيث يقول تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، وقد وعد الله سبحانه وتعالى بالتيسير لكَ إن أنت ذكَّرت الناس ودعوتهم؛ فقال - جل مِنْ قائل -: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ} [الأعلى: 8-9].
كما أن المستمعين متفاعلين معك؛ فقد كلفك الله بالتَّذكير، ووعد بتأثُّر مَنْ يخشى؛ فقال سبحانه وتعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} [الأعلى: 9-10].
واعلم: أن المستمعين لا يعلمون أنك قَلِقٌ، ولو علموا بذلك لعذروك لأنهم يقِّدرون موقفَك، ولو كان أحدهم مكانك لشعر بما تشعر.
كيف تقيس مدى استجابة الجمهور؟
1- فهم المستمعين للموضوع بإجاباتهم على أسئلتك.
2- سرورهم وارتياحهم للموضوع.
3- تبنِّي وجهات النَّظر التي تدعو إليها.
4- تحسُّن علاقاتهم بك ومحبَّتهم لكَ.
5- تبنِّيهم للسلوك الذي تدعو إليه.
6- دعوتهم للآخرين إلى السلوك الذي تدعو إليه.
وفي الختام:(/28)
يتبيَّن مما سبق طرحه أن الإلقاء بات سلاحًا من أسلحة الدَّعوة إلى الله، ينبغي الاهتمام به، والإلمام بفنونه؛ لكي نضمن - بإذن الله - وصول المعلومة الصَّحيحة إلى المدعوِّين، ومن ثَمَّ يكون التغيير المراد في وجهات النظر وفي السلوك.
إنَّ مما ينبغي التنبيه إليه في هذه الخاتمة: هو أن الدَّعوة إلى الله عبر الكلمة المسموعة لابدَّ أن تستمر ولا تتوقف بحجة ضرورة استكمال الإلمام بفنون الإلقاء؛ بل لابدَّ أن نتَّقي الله ما استطعنا، فندعو إلى الله بما عندنا من العلم ومن مهارات الإلقاء، مع مواصلة تعلُّم مهارات أخرى والتدرُّب عليها؛ فرُبَّ كلمةٍ خرجت من قلبٍ مخلصٍ يكون لها أكبر الأثر في قلوب المستمعين.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/29)
العنوان: فهرس المجلات والدوريات (القسم الثالث)
رقم المقالة: 161
صاحب المقالة: محمد مال الله
-----------------------------------------
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
العدد 1 جمادى الآخرة 1395
الحجاب والسفور/ ابن باز.
الإمام الذهبي/ عبدالمحسن العباد.
أضواء على التفسير/عبدالقادر شيبة الحمد.
رسائل لم يحملها البريد/عبدالرؤوف اللبدي.
من آثار معركة بدر/احمد الأحمد.
لايزال الإسلام رافع الراس شديد البأس/محمود فايد.
بحوث في تاريخ الأديان/محمد أبو فرحة.
صرخة إشفاق/محمد خليفة.
نظرة في غزوة احد من خلال الآيات التي نزلت فيها/عبدالفتاح عشماوي.
رسالة ركن الإسلام الجويني/ عبد الله الغنيمان.
توحيد الله/عبد الله القادري.
ترجمة القران/محمد الأنصاري
حقيقة طه حسين/ عبد العزيز الربيعان
الغضب وما تلاه/محمد بطرش.
من إيجابية الإيمان/محمد بخات.
العدد 46 ربيع الآخر 1400
إنما الأعمال بالنيات/محمد جمال
الحركة السلفية ودورها في إحياء السنة /عبدالرحمن الفريوائي
مفهوم الأسماء والصفات/سعد ندا
تصديق القران للكتب السماوية وهيمنته عليها /ابراهيم سلامة
أضواء على القرآن الكريم: بلاغته وإعجازه/عبدالفتاح محمد
بيئات التربية الإسلامية/عباس محجوب
تجارب حية في عملية التربية والتعليم/محمد المجذوب
موجز البيان في زكاة الأطيان والبنيان/عطية سالم
ابن سبأ حقيقة لا خيال/سعدي الهاشمي
سنن الفطرة بين المحدثين والفقهاء/أحمد طه
تعدد الزوجات وحكمته في الإسلام/جمعة الخولي
التشبه بالنساء والرجال/محمد شريف
فيمن تكون أسوة المسلم؟/محمد المهدي
الدولة الإسلامية الأولى : تأسيسها ، عوامل نجاحها/محمد الوكيل
كيف نجا المسلمون من عاصفة التتار/جاد محمد
الطريقة المثلى في تعليم اللغة العربية/ محيى الدين الألوائي
الرد على من كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي/عبد المحسن العباد
العدد 57 صفر 1403
تحية المسجد/ضياء الرحمن الأعظمي(/1)
مسلك القرآن في إثبات الوحدانية/علي الفقيهي
مفهوم الأسماء والصفات/سعد ندا
رخصة الفطر في رمضان/ أحمد طه
حقوق الإنسان في الإسلام/عبدالفتاح عشماوي
الرسائل الحربية في عصر الدولة الأيوبية/محمد نغش
معاملة الرسول (ص) لبي قريظة/جمعة الخولي
المستشرقون والسيرة النبوية/ عوض عبدالهادي
من نحاة الأندلس : ابن هشام الخضراوي
منهج في دراسة المنهج/ احمد الساعي
الاتجاه الإسلامي في شعر احمد محرم /صلاح الدين عبد التواب
اللسانية العربية بين الأصالة والتغريب/ محمد عياشي حقيقة القات في ضوء العلم والدين/محمد المجذوب
العدد 58 ربيع الآخر 1403
أصول المفاسد في الأرض/أبوبكر الجزائري
الرواة الذين كنوا بأبي زرعة /سعدي الهاشمي
صلاة المسافر/ضياء الرحمن الأعظمي
مسلك القرآن في إثبات الوحدانية /علي الفقيهي
مفهوم الأسماء والصفات / سعد ندا
رخصة الفطر في سفر رمضان وما يترتب عليها من آثار /أحمد طه
نظام الإثبات في الفقه/ عوض أبوبكر
ثغرات في المنهج الثانوي لتدريس القرآن والحديث والأدب/محمد المجذوب
تحريفات اليسوعيين لكتب التراث/محمد الزيبق
الرسائل الحربية في عصر الدولة الأيوبية /محمد نغش.
الخبيثة أم الخبائث/عبدالفتاح عشماوي.
السلطان الغزي أبو الفتح محمد الثاني/محمد حرب
البيئة وأثرها في حياة السيدة خديجة(رض)/ابراهيم الجمل
ظاهرة التقارض في النحو العربي/أحمد محمد عبدالله
النقد الأدبي ومقاييسه خلال عهد الرسول(ص) وعصر الخلافة الراشدة /محمد عارف
العدد 59 رجب 1403
كيفية الدعوة إلى الله/أبوبكر الجزائري
صلاة التراويح/ضياء الرحمن الأعظمي
مكانة أهل الحديث ومآثرهم وآثارهم الحميدة في الدين/ربيع بن هادي
بيان مذهب أهل السنة في الاستواء وسائر الصفات/ابن باز
مفهوم الأسماء والصفات/سعد ندا
نظام الإثبات في الفقه الإسلامي /عوض أبوبكر
شرعية المعاملات التي تقوم بها البنوك الإسلامية المعاصرة/عبد الرحمن عبدالخالق
الغزو الفكري ووسائله/ابن باز(/2)
من منهج القرآن العظيم في التربية والتعليم/محمد المجذوب
تعدد زوجات الرسول (ص)/ملك غلام
الرسائل الحربية في عصر الدولة الأيوبية /محمد نغش
مذابح بشرية جماعية للمسلمين/ محمود سالم
الكعبة البيت الحرام وتطبيقات رسول الإسلام(ص)/عبدالعظيم خطاب
جهاد المسلمين ضد الصليبيين/جاد محمد
لماذا كانت الهجرة إلى الحبشة/عبدالكريم عبدالسلام
موجز لتاريخ القدس حتى الفتح الإسلامي/شفيق جاسر
يوسف بن تاشفين في الأندلس/ابراهيم الجمل
تحقيق جزء الضعفاء والمتروكين للدار قطني /عبدالرحيم القشقري
ظاهرة التقارض في النحو العربي/احمد محمد عبدالله
ملامح النقد الأدبي ومقاييسه في العصر الجاهلي/محمد عارف
إنكار الجن من شطحات التفسير الموضوعي للقرآن/مصطفى الوراق
حكم الاحداد على الملوك والزعماء/ ابن باز
العدد 60 شوال 1403
تحقيق جزء الضعفاء والمتروكين/عبدالرحيم القشقري
رسائل لم يحملها البريد/عبدالرؤوف اللبدي
الشاعر الإسلامي أحمد محرم في رأي النقاد/صلاح الدين عبدالتواب
في المشارق والمغارب/عبد الله قادري
العدد 61 محرم 1404
الجماعة في ضوء الكتاب والسنة/عبد العزيز الحميدي
صلاة الجماعة/ضياء الرحمن العظمي
من مزايا التشريع الإسلامي/محمد السحيباني
منهج السلف في العقيدة أثره في وحدة المسلمين/صالح السحيمي
اثر العقيدة الإسلامية في تضامن ووحدة الأمة الإسلامية/أحمد الغامدي
العبادات في الاسلام وأثرها في تضامن المسلمين/علي منصور
الإسلام يسد منافذ الفرقة والاختلاف ويصون عوامل الوحدة والائتلاف/جمعة الخولي
مرتكزات التضامن والوحدة/عطية سالم
كيف أقام النبي (ص) أول دولة إسلامية بالعمل والقدوة /شفيق جاسر
الإسلام والمسلمون في إنجلترا/ محمد الجيوشي
في المشارق والمغارب / عبد الله قادري
الرأي العام في المجتمع الإسلامي/إبراهيم الكيلاني
دور الإعلام في تحقيق التضامن الإسلامي/إبراهيم إمام
العدد 62 ربيع الآخر 1404
القران يتحدى/محمد سيد طنطاوي(/3)
القول الفصل في العمل بالحديث المرسل/حسن رزق
أول واجب على المكلف عبادة الله تعالى/عبد الله الغنيمان.
منهج الشاعرة في العقيدة/ سفر الحوالي
اضطراب الناس في مسالة الكلام/عبدالكريم مراد
نظام الإثبات في الفقه الإسلامي/عوض ابوبكر
الإمداد بأحكام الحداد/ فيحان المطيري
الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة اليهما في إقامة التعليم في مدارسنا/ربيع هادي
طبيعة العقوبة في الشريعة الإسلامية ومثاليتها/حمد الحماد
من مراحل الدعوة الإسلامية في مكة/جميل المصري
العهدة العمرية/شفيق جاسر
الدب الإسلامي وعلاقته بالمجتمع والحياة/ نجيب الكيلاني
مجلة البحوث الإسلامية(الرياض)
المجلد 1 العدد1 رجب 1395
رسالة إلى العلماء والمفكرين المسلمين في العالم/ابراهيم آل الشيخ
سلاح العصر يحمل لواء الدعوة/محمد عوده
الدين والتدين/محمد الذهبي
وجوب تحكيم الشريعة/مناع القطان
اللغة العربية: لسان وكيان/احمد محمد جمال
مقارنة بين أسلوب الحديث النبوي وأسلوب القرآن الكريم/مصطفى الزرقا
كعب بن مالك: شاعر السيف والقلم/محمد خليفة
مسلمة بن عبدالملك/احمد الشرباصي
حركة الإصلاح الديني في القرن 12/عبدالله خياط
المفتي في الشريعة الإسلامية/عبدالعزيز الربيعة
حكم السعي فوق المسعى/اللجنة الدائمة
حكم الأوراق النقدية/اللجنة
حكم تمثيل الصحابة
تراجم الفقهاء/عبدالفتاح الحلو
المجلد الأول العدد2 ذو القعدة 1395
وفي سبيل الله/هيئة كبار العلماء
الشرط الجزائي/هيئة كبار العلماء
من زوايا الدعوة إلى الله/عبدالحليم محمود
النبوة.. دراسة من القران الكريم/منيع عبدالحليم محمود
شبهات وشعارات حول تطبيق الشريعة/علي جريشة
تحول العبادات إلى عادات/محمد آبو الفتح
احمد بن حنبل/عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
حسان بن ثابت/محمد خليفة
الأمومة والطفولة في الإسلام/ احمد العزب
الحسبة والنظام الإداري/مصطفى وصفي(/4)
إسقاط الكرة الرضية بالنسبة لمكة المكرمة وتعيين اتجاه القبلة/حسين كمال الدين
مسالة الاحتجاج بالشافعي/ابراهيم ملا خاطر
المجلد 1 العدد 3 رجب 1402
التضامن الإسلامي / ابن باز
دور عالمي لرسالة عالمية/عبدالله بن منيع
حكم الطلاق الثلاث بلفظ واحد/هيئة كبار العلماء
حكم النشوز والخلع
حكم الشفعة بالمرافق العامة
الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية/محمد المعتصم
الحرب والصلح في الإسلام/عبدالعزيز المسند
افتراء مغرض حول سعد بن معاذ/محمد البيومي
الأمومة والطفولة في الإسلام/محمد العزب
تاريخ نشيد الفرح بمقدم النبي (ص)/إسماعيل الأنصاري
حول الطلاق / ابن عثيمين
المجلد 2 العدد 1 محرم 1400
حكم رمي الجمرات قبل طلوع الفجر/هيئة كبار العلماء
حكم الطلاق المعلق
تحديد المهور
تحديد النسل
الفلسفة/عبدالحليم محمود
البلاغة النبوية وتأثيرها في النفوس/حسن جاد
اقباس من العسكرية الإسلامية في القران الكريم / محمود شيت خطاب
أبو بكر الخوارزمي مؤسس علم الجبر/علي الدفاع.اختلاف ربا الدين في الإسلام عن ربا اليهود/حسين توفيق
جهاز تعيين اتجاه القبلة من أي مكان على سطح الأرض/حسين كمال الدين
التنبيه على حبر باطل في أخبار مكة حول ما سمي بمسجد الخندق بالمدينة المنورة/حمود التويجري
العدد 6 ربيع الثاني1403
كتابة المصحف/اللجنة الدائمة
حكم التسعير/اللجنة الدائمة
حكم الذبائح المستوردة/اللجنة الدائمة
بطلان نكاح المتعة/عبدالله زيد المحمود
بين فقيهين/محمد رواس قلعجي
علامة الكيمياء الجلدكي/علي الدفاع
الإسقاط المكي للعالم/حسين كمال الدين
من ملفات الإفتاء
إيضاحات وتنبيهات/ ابن باز
العدد 7 شوال 1403
الحركات الإسلامية ودور الشباب فيها/ابن باز
نواقض الإسلام/ابن باز
بحث في البيوع/اللجنة الدائمة للافتاء
الزاني المحصن/هيئة كبار العلماء
العقيدة الصحيحة وما يضادها/ابن باز
أسئلة وأجوبة مع سماحة الرئيس العام(/5)
تبيين العجب بما ورد في فضل رجب/عبدالعزيز الربيعة
الحاجة إلى الرسل/مناع القطان
التفسير بالأثر والرأي وأشهر الكتب فيها/عبد الله الوهيبي
الذكاة الشرعية وأحكامها/صالح الفوزان
حكم الشهادة تحملا وأداء/د.عبد الله الزبن
مشروعية استملاك العقار للمنعة العامة/عبدالعزيز العبدالمنعم
رسالة الفاروق لابي موسى الأشعري والمبادئ العامةفي أصول القضاء/د.سعود الدريب
نظرية براءة المتهم حتى تثبت إدانته وحظها من الاعتبار في الشريعة الإسلامية /عبد الله بن منيع
العدد الثامن ذو القعدة/صفر 1403/1404:
الله خالق كل شيء وما سواه مخلوق/ابن باز
المعاملات المصرفية/اللجنة الدائمةللبحوث العلمية
الفتاوي
بيان مذهب أهل السنة في الاستواء/ابن باز
القضاء في الاسلام وأثر تطبيق السعودية له/ابن منيع
التمسك بالسنة وأثره في استقامة المسلم/صالح العلي
هل توجد في القرآن كلمات معربة؟/محمد الهلالي
التغيير في حياة الأمم وعوامل الثبات والاهتزاز/أحمدالعسال
ثمرات الإيمان بالله واليوم الآخر/الغزالي عيد
أسئلة وأجوبة عن الغزو الفكري/ابن باز
العدد 9 ربيع الأول /جمادى الثاني1404:
بيان ما يسمى معجزة محمد الخالدة والمعجزة القرآنية/اللجنة الدائمة
خطاب ابن باز إلى أمين عام المجلس الإسلامي الأوروبي
الفتاوي
مباحث في القرآن الكريم/محمد تقي الدين الهلالي
السنة ومكانتها/محمد العجلان
تعقبات على كتابة بعض الناس في العقيدة والتوحيد/الشيخ ابن جبرين
الحدود في الإسلام/عبد الله الخياط
حكم تناول الميتة/صالح الفوزان
حكم الشهادة فيما كان من حقوق العباد/عبد الله الزبن
الخمر في الشريعة/مساعد المعتق
صلاحية التشريع الإسلامي للبشر كافة/محمد العجلان
منع سفر البنات للخارج في سبيل الدراسة أو الانتساب للجامعات/ عبد الله بن زيد المحمود
التبشير في منطقة الخليج والجزيرة/محمد الشويعر
الجهاد في سبيل الله أسبابه وأهدافه/زاهر الألمعي(/6)
موارد تقي الدين الفاسي في كتابه" العقد الثمين"/معالي حموده
العدد 10: رجب/شوال 1404:
التحذير من السفر الى بلاد الكفرة وخطره على العقيدة والأخلاق/ابن باز
حكم كتابة المصحف بالأحرف اللاتينية
الفتاوي
الفرق بين البيع والربا في الشريعة/صالح الفوزان
العقد شريعة المتعاقدين/عبد الله آل محمود
القسامة/غنيم بن مبارك بن غنيم
تعليل الأحكام الشرعية واختلاف العلماء فيه/طه العلواني
معركة شقحب أو معركة مرج الصفر/محمدالصباغ
عبدالرحمن بن عوف/محمود شيت خطاب
تنبيهات هامة على ما كتبه الصابوني في صفات الله/ابن باز
مساوئ الزواج من أجنبيات/محمد الصالح
مدى إمكانية ترجمة القرآن/محمد النبهان
تعقيب الشيخ ابن باز
العدد 11: ذو القعدة1404/صقر 1405:
وجوب التوبة إلى الله/ابن باز
الحكم في السطو والاختطاف والمسكرات(1)
الفتاوي
منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين/صالح السحيمي
الربا في ضوء الكتاب والسنة/عبد الله خياط
المعاجم العربية وكيفية الإفادة منها/محمدالفياض
حمزة بن عبدالمطلب/محمود شيت خطاب
منقبة للملك فيصل/محمد تقي الدين الهلالي
نداء وتذكير للتبرع للمجاهدين الأفغان/ابن باز
العدد 13 رجب/شوال1405:
الإسلام هو الدين الحق وما سواه من الأديان باطل/ابن باز.
من أحكام القرآن/اللجنة الدائمة.
الفتاوي.
إقامة البرهان على من أنكر خروج المهدي والدجال/الشيخ حمود التويجري
حقيقة لا اله إلا الله/سيد رزق الطويل
تحقيق محطوطة لابن تيمية – فتوى في علم القراءات/د. محمد سلطاني
بيان كلام أهل العلم في الأحاديث الواردة في فضل من مات بالحرمين/اسماعيل الانصاري
الإسناد وأهميته في نقدالحديث/محمدلقمان
محمد بن عبدالوهاب عبقري العصر وأستاذ الجيل/أحمد فهيم مطر
فترة مشرقة للجهاد الإسلامي في الحبشة/فهيم شلتوت
محمد بن مسلمة الأنصاري/محمود شيت خطاب
لقاء مع يوسف إسلام
عدالة السلف برهان يقظتهم/سعد الخرعان
رد ابن باز على مجلة منار الاسلام(/7)
تنبيه لابن باز على ما نشر في عرب نيوز
متى ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا وجب العمل به
حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي
العدد 18 ربيع الأول /جمادى الآخرة 1407:
وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على الأعداء/ ابن باز
بحث الشفعة/اللجنة الدائمة
الفتاوي
تعقيب على مقال"موقف الشريعة من المصارف"/ابن باز
دراسة لمقال"موقف الشريعة من المصارف"/محمدالصالح
بل الفائدة المصرفية من ربا النسيئة/شوقي دنيا
من أفذاذ العلماء: الشيخ محمد بن إبراهيم"/ابن منيع
ابن تيمية/صالح الفوزان
مخطوط "التمييز في معرفة الألفات"/علي البواب
أحاديث الصحيحين بين الظن واليقين/حافظ الزاهدي
مقابلة مع ابن باز
وجوب أداء الصلاة في جماعة/ ابن باز
العدد 19 رجب/شوال 1407:
أنواع التوحيد/ابن باز
التأمين(1)/ اللجنة الدائمة للبحوث.
الفتاوي.
القضاة والحكم بشريعة الإسلام بين توحيد المشرع ومتابعة المبلغ/د. سعود الدريب.
تحقيق مخطوطة "البرهان في بيان القرآن" لابن قدامة/تحقيق: د. سعود الفنيسان.
نفقة المرأة الواجبة على نفسها في الفقه الإسلامي/د.عبد الله الطريقي.
التحذير من دفع الرشوة/ ابن باز.
العدد 21 ربيع الأول/جمادى الآخرة 1408:
وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة/ ابن باز.
حكم دخول الكافر المساجد والاستعانة به في عمارتها.
الفتاوي.
تحقيق الإسلام لأمن المجتمع/صالح الفوزان.
حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في العالم الإسلامي/د. محمد السلمان.
الظاهرة الحضارية في الكتاب والسنة/عبدالحليم عويس.
تحقيق مخطوطة "ما وقع في القرآن الكريم من الظاء" لابن أبي القاسم السرقوسي/تحقيق:علي البواب.
فتح المعين بتصحيح حديث عقد التسبيح باليمين/الشيخ فريج البهلال.
الوحدة الإسلامية ، أسسها ووسائل تحقيقها/د.أحمد الغامدي
العز بن عبدالسلام مفسرا/د.عبد الله الوهيبي.
الإسلام وعلاقته بالديانات الأخرى/عثمان ضميرية.
نصيحة إلى الحجاج/ابن باز.(/8)
قرار هيئة كبار العلماء في حكم مهرب ومروج المحدرات.
العدد 24 ربيع الأول /جمادى الآخرة 1409
نصح وارشاد/ ابن باز.
الرهن / اللجنة الدائمة للبحوث.
الفتاوي.
البدعة وأثرها في الانحراف في الاعتقاد/ابن منيع.
رد أوهام أبي زهرة في حق ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب/صالح الفوزان
الأسس المنهجية لموقف أهل السنة من قضية الصفات وضوابطها/د.محمد عفيفي
ابن تيمية..حامل راية الكتاب والسنة/محمد لقمان
أسس اختيار الزوجة/مصطفى الصياصنة
عمرو بن حزم الأنصاري/محمود شيت خطاب
رؤية فكرية وتاريخية لرعاية الحرمين الشريفين/د. محمد زغروت
علمتني الصلاة/منذر الحريري
متى ثبتت رؤية الهلال ثبوتا شرعيا وجب العمل بها/ ابن باز
تعقيب على الشيخ عبد الله كنون/ابن باز
العدد 27 ربيع الأول /جمادى الآخر 1410:
فضل العلم وشرف أهله/ابن باز
المواشي السائمة على جوانب الطرق العامة/اللجنة الدائمة للبحوث
الفتاوي
الأحكام المتعلقة بالهلال/صالح اللحيدان
مصادر النظم الإسلامية/حسين مطاوع
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم/سليمان القرعاوي
جعفر بن أبي طالب/محمود شيت خطاب
مشكلات التعليم في أفريقيا غير العربية/عبدالحليم عويس
محطوطة " تفسير سورة الفلق للإمام محمدبن عبدالوهاب/ تحقيقد. فهد الرومي
مناهج العلماء في إثبات الأحكام بخبر الواحد زيادة على ما ثبت فيها بالقرآن/د.عبدالرؤوف مفضي
من قرارات المجمع الفقهي
تأييد هيئة كبار العلماء لولي الأمر في تنفيذ حكم الله في الذين حاربوا الله ورسوله
قرار هيئة كبار العلماء قي حكم جمعيات الموظفين وغيرهم
العدد 28: رجب /شوال 1410:
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر/ابن باز.
قتل الغيلة/اللجنة الدائمة.
الفتاوي.
أبو موسى الأشعري/محمود شيت خطاب.
مخطوطة" فصل الجواب عن استحقاق المتأخر فضل الصحاب "للشيخ حسن بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب/تحقيق:الوليد بن عبدالرحمن الفريان.(/9)
الخلوة وما يترتب عليها من أحكام فقهية/د.عبد الله الطريقي
الدفاع عن السنة النبوية وطرق الاستدلال/د. الطبلاوي محمود.
من قرارات المجمع الفقهي.
قرار هيئة كبار العلماء في مسألة اعتبار اختلاف مطالع الأهلة من عدمه.
العدد 29 ذو القعدة
من أهداف الحج/ابن باز.
التقادم في مسألة وضع اليد(1)/اللجنة الدائمة.
الفتاوي.
مصرف المؤلفة قلوبهم/ابن منيع.
الوقاية من الجريمة في التشريع الجنائي الإسلامي/د.محمد الشويعر.
حتمية تطبيق شرع الله في الأرض/غانم السدلان.
النسخ في القرآن الكريم/عبد الله الشبانة.
مخطوطة"الجواب الفاصل بتمييز الحق من الباطل"/تحقيق : د. عواد المعتق.
نحو مجتمع أفضل/محمد المجذوب.
من قرارات المجامع الفقهية.
بيان بطلان ما يعتقده بعض الناس /ابن باز.
العدد 31 رجب/ شوال1411:
إلى حجاج بيت الله الحرام/ ابن باز.
تدوين الراجح من أقوال الفقهاء في المعاملات والزام القضاة بالحكم به/اللجنة الدائمة.
الفتاوي.
تعليق على التفريق بين الفائدة البنكية والربا/صالح الحصين
من منافع الحج وآدابه/صالح الفوزان
الدعوة إلى الله.. مكانتها وكيفيتهاوثمراتها/صالح الفوزان
مخطوطة :حجة التحذير في المنع من لبس الحرير/تحقيق:الوليدالفريان
زيد بن ثابت/محمد رواس قلعجي
ابن الجوزي ومنهجه في التفسير/أحمد فهيم مطر
تأويل الصفات في كتب غريب الحديث/بدر الزمان النيبالي
من افتراءات المستشرقين على أساليب المحدثين في العناية بمتون الأحاديث/د. عزية علي طه
الشهادة بالحق في مهرجان الجهاد
من قرارات المجمع الفقهي: القرار الثالث حول أوقات الصلوات والصيام في البلاد ذات خطوط العرض العالية الدرجات
القرار السادس حول العملة الورقية
قرار هيئة كبار العلماء بشأن الأوراق النقدية
بيان خطأ من جعل جدة ميقاتا لحجاج الجو والبحر/ابن باز
العدد 32 ذوالقعدة 1411
العلم وأخلاق أهله/ابن باز
تدوين الراجح من أقوال الفقهاء/اللجنة الدائمة
الفتاوي(/10)
زكاة أسهم الشركات المساهمة/ابن منيع
مفهوم الجهاد في الإسلام/د.محمد الشويعر
تلبيس مردود/د.صالح بن حميد
المخدرات والعقاقير النفسية/صالح السدلان
عمرو بن شعيب/د.عبدالعزيز الجاسم
حكم من يسخر من القرآن/ ابن باز
العدد 34 رجب – شوال 1412:
حول اجتياح حاكم العراق للكويت/ابن باز
حكم إقامة المسافر /اللجنة الدائمة
الفتاوي.
وجوب الرفق بالحيوان/عبد الله العبودي.
بيان الحكمة في التشريع الإسلامي/محمد أبوسعد.
وسطية أهل السنة في القدر/عواد المعتق.
بعض ما يلاحظ على كتاب "مفتاح كنوز السنة"/محمد حياني
من قرارات هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية.
نصيحة للدعاة وطلبة العلم/ابن باز.
نصيحة في فضل صلاة الاستسقاء/ابن باز.
فضل صيام رمضان/ابن باز.
مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية (جامعة الإمام بالاحساء)
العدد الأول 1401/1402:
عوامل النهضة الإسلامية/مناع القطان.
ثمرات الإيمان والفروق بين مواقف المؤمنين ومواقف المنافقين كما جاء في القرآن الكريم/صالح الفوزان.
الإسلام والرق/عبدالباقي أحمد سلامة.
ابن قيم الجوزية : سيرته – منهجه وآراؤه في الإلهيات/د.محمدالسنهوتي.
لمحات في أصول الفقه/د.صبري معارك.
السياسة الجنائية في الشريعة الإسلامية/د. محمد حامد
الاقتصاد الإسلامي: خصائصه وموارده في ضوء القرآن الكريم/محمد العلي.
القلب المكاني في القرآن الكريم/محمدعبدالخالق عضيمة
الحكمة في شعر زهير بن أبي سلمى : دلالتها الحضارية والعقلية والأخلاقية/د.صلاح الدين محمد.
التقديم والتأخير في القرآن الكريم/عبدالفتاح الحموز.
يا زمان الوصل بالأندلس/د.عبدالهادي حرب.
تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من كتاب قطر الندى/د.علي البواب.
قراءة جديدة في أشعار قديمة /د.محمود سمارة.
شعر الطبيعة في العصر الأموي بين الجمود والإحياء/د.اسماعيل شحاته.
الفصحى في مواجهة التحديات/عبدالمنعم طوعي.(/11)
علماء الاحساء ومكانتهم العلمية والأدبية/أحمد المبارك
التدريب كمدخل للتنمية الإدارية /د.عبدالمنعم جنيد
النظام الضريبي في السعودية والكويت/أنور اسماعيل
العلاقات السياسية بين المغرب الأقصى وإمبراطورية سنغي بغربي أفريقيا في القرن10هـ/16م/د.محمد النقيرة
نشأة مدينة روالبندي"إسلام أباد" وتطورها/د. علي احميدان
قياس الكفاءة الاستثمارية /د.سعد صادق
الامتحانات: أهدافها ، أنماطها، نظمها ، وأثارها ، مع الإشارة إلى نظم الامتحانات في مصر/عبدالمعز عبد الله
العدد الثاني1402/1403:
من أحكام الأسرة في الإسلام/د.عبد الله الطيار.
القضاء غير الممتهن /د.سعود الدريب
مع القرآن الكريم"سبع سموات وسبع أرضين"/د.عبدالباقي سلامة
دعوة الإسلام إلى إعداد القوة/عبد الله الرشيد
السنة كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي/د.صبري معارك
نظرات في قضية النبوة والرسالة الخاتمة/د.محمد السنهوتي
جموع التكسير في القرآن الكريم/عبدالخالق عضيمة
الحمل على الجوار في القرآن/عبدالفتاح الحموز
نظرات في شخصية المتنبي/صلاح الدين الهادي
نظم الإحصاءات الإدارية /عبدالمنعم جنيد
الموقع والموضع الجغرافي للمدينة/علي سالم خميس
التعليم في نجد/عبد الله الشبل
استراتيجية الخطة الثالثة في السعودية/أنور الهواري
الإطار المتكامل لتطوير كفاءة الجهاز الحكومي لعمليات التنمية في الدول النامية/فتحي محرم
بناء نظم المعلومات الإدارية في التأمين التعاوني /د.سعد بحيري
دراسة تحليلية للهيكل الاقتصادي السعودي/د.محمد عثمان
العقيدة والمجتمع/مناع القطان.
السمات الجاهلية والإسلامية في شعر صدر الإسلام/د. اسماعيل العالم.
استراتيجيات الترويج في تخطيط المزيج التسويقي وأثرها في تنظيم السلوك الاستهلاكي/د.محسن عاطف.
دراسة معملية لبعض الأصوات المتحركة في اللغة
الإنجليزية/د.عبدالمعز عبد الله.
العدد الثالث 1403/1404:
نبوة الأسباط في الميزان/د.عبدالباقي سلامة.(/12)
البيان عند الأصوليين /د. صبري محمد.
الأنبياء في الأديان الثلاثة /د.أحمد محمد.
نظرية تجريم الأفعال في الشريعة الإسلامية/حسين جاد.
الإعلام الإسلامي : أركانه وصفاته/عبد الله الرشيد.
الرسالة الفاصلة في تقدير غالب الموازين والمكاييل الشرعية والعرفية بالموازين المعاصرة /عبدالرحيم الهاشم.
لمحات من البلاغة النبوية في أقوال الرسول (ص)/د.صلاح الدين الهادي.
رسالة كشف الضو عن معنى"لو"/عبدالفتاح الحموز.
المبالغة بين القبول والرد/عبدالحميد مصطفى.
المناظرات الدينية والاجتماعية في العصر العباسي/د. ابراهيم الحاوي.
الكون في ضوء التصوير القرآني/محمد الأنور يس.
أحيحة بن الحلاج( أحد أشراف الأوس وشعرائهم في الجاهلية)/د. عمر الفاروق.
الإدارة.. مفومها ومداخل إصلاحها /عبدالمنعم جنيد.
الأمن الصناعي وأثره على الكفاية الإنتاجية في المشروعات الصناعية/د. فتحي علي محرم.
أبعاد الصعوبات التي تواجه إدارة التسويق في الصناعات السعودية/د. محمد المصري.
الرقابة على الجهاز الإداري الحكومي/د.فاروق رضوان.
عائد المعاملات الاقتصادية في الفكر الاقتصادي الوضعي والبديل الإسلامي/د.مصطفى الشعراوي
المحاسبة عن المسئولية منهج أصيل في الشريعة الإسلامية/د. سامي نجدي
المنهج العلمي لقياس الأهمية النسبية للأخطاء التي تحتوي عليها القوائم المالية/د.عباس رضوان
الموازنة التخطيطية العينية ودورها في التخطيط والرقابة/د. حسن زكي
التمويل المصرفي للتنمية الاقتصادية في السعودية/د.محمد عثمان
انتشار الإسلام في الجزء الشرقي من السعودية/محمد النقيرة
السياسية الرئيسية في تغيير حدود فلسطين/د.عبدالفتاح أبو علية
مجلة كلية أصول الدين بجامعة الإمام بالرياض:
العدد الثالث 1400/1401:
أمية الحرف وأمية الولاء/محمد أبو شقرة
المستشرقون حديثا على قدم المشركين في فرية السحر/د. حسن عتر
طريقة المحدثين في سكوت المتكلمين في الرجال عن الراوي/صالح آل الشيخ(/13)
السنة المحمدية عوامل ديمومتها وأسس صيانتها/د.عبدالمهدي بن عبدالهادي
معرفة أسباب الحديث/عبدالعزيز التخيفي
كتاب" تعريف أهل التقديس"/أحمد المباركي
المدرسة العقلية الحديثة/ناصر العقل
الإمامة العظمى/حمود العقلاء
الرد على كتاب " حكم التوسل بالأنبياء والأولياء للشيخ حسنين مخلوف"/د.محمد هراس
العدد الخامس 1403/1404:
مناقشة قصة الغرانيق عند المفسرين/عبد الله الوهيبي
توجيه القراءات/د.عبدالعزيز أحمد
تراجم القرآن الأجنبية في الميزان(2)/أحمد أبو فراخ
السنة المطهرة والتحديات/نور الدين عتر
الوضع في الحديث/أبو لبابة حسين.
الفرق بين الوهم والوهم/عبدالفتاح أبو غدة.
الغزو الفكري للعالم الإسلامي/ناصر العقل.
الفلسفة وأثرها في أصول الدين/محمد رشاد.
شرع الله وضرورة الحكم به/عبدالعزيز العسكر.
الشيعة والتصوف في بلاد النوبة/فاضل النقلاوي.
المدارس الدينية في تركيا/سليمان آتش.
مجلة كلية العلوم الاجتماعية (جامعة الإمام بالرياض)
العدد الثالث 1399/1979:
الآفاق الضرورية للعلماء المسلمين/محمدبن عرفة
الملامح الرئيسية للزراعة في السعودية/د.محمد الزوكة
أساليب ري الأراضي الزراعية في اليمن/د.محمد متولي.
الدولة العباسيةومراكز القوى في عهد المقتدر بالله 295- 320هـ /د.حامد غنيم.
سياسة الإمبراطور تيوفيل(ثيوفيلوس)تجاه الخلافة العباسية829-842م/د.محمد الشيخ.
الأسلوب القرآني في قصص الأنبياء/د.محمدالنجار
العلاقات الثقافية بين القيروان وبين المراكز الفكرية في المغرب حتى منتصف القرن الرابع الهجري/د.محمد زيتون.
العلاقات بين المسلمين والروم في ضوء غزوة تبوك/د. عبدالشافي عبداللطيف.
دراسة في أجناس الحضارة الإسلامية(البربر)/د.عبدالحليم عويس.
"الأرض"في القرآن الكريم/د.محمدفتحي عثمان.
ابن خلدون جغرافيا/د.حسين مؤنس.
تطور التعليم في فلسطين خلال عهد الانتداب/د.اسماعيل ياغي.(/14)
علم الاجتماع الإداري فرع جديد من فروع علم الاجتماع/د. زيدان عبدالباقي.
حول التعليم والتقدم التكنولوجي/حسن ملا عثمان.
ميول طلاب المرحلة الثانوية وعلاقتها بمناهج التربية الإسلامية/د. محب الدين أحمد
التلوث أبعاده وأخطاره/د.عبدالرحمن حميدة
كتاب العدد: دراسة للكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة/موريس بوكاي/عرض:نعمان السامرائي
عالم الفكر
المؤتمر الجغرافي الإسلامي الأول
العدد الرابع 1400/1980:
الجامعات الإسلامية والقرن الخامس عشر/محمد عرفة
أصول السكان في حوض الخليج/د.محمد متولي
جغرافية التخلف/د.عبدالرحمن حميدة
تصدي الإرساليات النصرانية لتقدم الإسلام بين الشعوب الوثنية في وادي النيل/د.ابراهيم عكاشة
دور العرب المسلمين في ميدان الفلك والجغرافيا/أنور العقاد
العطالة في السودان/د.محمد الأمين البصير
التنمية بين المفاهيم الاجتماعية والقيم الأخلاقية/د.زكي محمداسماعيل
التفرقة العنصرية قديما وحديثا/د.زيدان عبدالباقي
العلاقات بين المسلمين وقريش من الهجرة إلى بدر/د.عبدالشافي محمد
الأسرة الأموية بين القيم الإسلامية والاعتبارات السياسية/د.حامدغنيم
الفتح الإسلامي للأندلس/د.محمد زيتون
العلاقات السياسية بين المغرب وأوروبا في القرن الخامس الهجري/د.عبدالحليم عويس
الخزر وعلاقتهم بالإمبراطورية البيزنطية/د.محمدالشيخ
البحرية العثمانيةوالبرتغالية في القرن 10هـ/د.أحمد فؤاد
بعض معالم الدعوة الإسلامية في السودان/د.مصطفى محمد
مطالعات في سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب/د. ابراهيم الفوزان
دعوة الإصلاح الإسلامي بين الشيخ ابن باديس والدعاة المعاصرين في المشرق العربي/د.محمد فتحي.
معركة العلمين/هندي الحمد.
الإرهاب والعنف في الفكر الصهيوني/د.اسماعيل ياغي
سياسة التعليم بين اليوم والغد/د.يوسف القاضي.
الأهداف الخاصة:تحديدها وتنفيذها/حسن ملا عثمان.
الشعوب الإسلامية ووسائل التقريب بينها/مقداد يالجن.(/15)
كتاب العدد: الاشتراكية الوافدة من الصقيع/عرض:د.نعمان السامرائي.
عالم الفكر.
العدد الخامس 1401/1981:
العلوم الاجتماعية وهذا القرن الجديد/عبد الله التركي.
الاجتهاد وضرورته في هذا العصر/محمد عرفة.
محمد بن إسحاق وأثره في كتابة السيرة/عبدالشافي محمد
العلاقات السياسية بين دولة الخطا والدولة الإسلامية المعاصرة/د. حامد غنيم.
مكتبات بغداد وموقف المغول منها/د.محمد صالح.
العلاقات السياسية بين الحجاز واليمن في عهد الأيوبيين/محمد عسيري.
عالم التبشير، مناهجه وتطبيقاته/د.ابراهيم عكاشة.
المسألة الشرقية في أواخر القرن 13هـ (الحرب التركية الروسية)/د. محمد السروجي.
معاهدة 1892م في ساحل عمان وانعكاساتها/د.عبدالعزيزعبدالغني.
أثر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في حركة عثمان فودي الإصلاحية في غرب أفريقيا/د.محمد مصطفى.
أثر دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر/عبدالحليم عويس.
السلفية في المجتمعات الإسلامية المعاصرة/محمد فتحي.
كتاب "عنوان المجد في تاريخ نجد" مصدر من مصادر تاريخ البصرة الحديث/د. عبدالفتاح أبو علية.
الجامعة العربية وقضية تحرير الجزائر/اسماعيل ياغي.
موقف المثقفين من الاحتلال البريطاني في مصر/د. محمد جمال الدين
الشخصية الجغرافية لأرض اليمن/د.محمد متولي
دراسة تطبيقية في جغرافية العمران/سمير الدسوقي
أثر العوامل البيئية في تطوين القرى والمدن/أنور العقاد
هل الدين ظاهرة اجتماعية/د.زكي محمد اسماعيل
القيم الإسلامية والتنمية/د.عبدالهادي الجوهري
تنمية الريف في ضوء التعاليم الإسلامية/د.عبدالمنعم محمد
مشكلة نزيف العقول البشرية/د.محمد عبدالعليم
الالتزامات الأخلاقية للباحثين في العلوم الاجتماعية/د. حسن أحمد
قراءات تربوية عند الإمام النووي/محب الدين أبو صالح
الأفكار النفيسة عند ابن سينا/حسن ملا عثمان
النشر في جامعات السعودية/يحيى ساعاتي
تهافت العلمانية/نعمان السامرائي(/16)
عالم الفكر
العدد السادس 1402/1982:
لمحات تاريخية عن انتشارالاسلام في أوغندا/د. ابراهيم صغيرون
الأمويون والتاريخ/محمود شاكر
الإمارات التركية المستقلة في آسيا الصغرى في النصف الأول من القرن7هـ/د. سيد رضوان
ثورة الزنج/د.عبدالعزيز اللميلم
قضية نسب الفاطميين أمام منهج النقد التاريخي/عبدالحليم عويس
نظرات في التفسير الإسلامي للتاريخ/نعمان السامرائي
التطور الاجتماعي والاقتصادي في فلسطين إبان عهد الانتداب البريطاني/د. اسماعيل ياغي
العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة وزنجبار 1833/1862م/عبدالفتاح أبو علية
تقويم جديد لجهاد الحاج عمر الفوتي/عمر جاه.
بداية الوجود الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط/د. عبدالعزيز عبدالغني
الكتب والمكتبات في الأندلس/محمد ماهر حمادة
التفكر في الكون وفي الإنسان بين العبادة والعلم /د. مالك بدري.
الذاكرة والتذكر(دراسة نفسية)/عزت الطويل.
حقوق الطفل في الإسلام/د.حسن عبدالعال.
دور التلفزيون كمؤسسة تعليمية تربوية/محمدالأسود.
الطفل السعودي بين الواقع والمنشود/أسماء محمد.
حدود التربية الإسلامية كما بينها القرآن الكريم/حسن ملا عثمان.
المنهج الأنثروبولوجي والدعوة الإسلامية/د.زكي محمد.
العلاقات الدولية في المجتمع الإسلامي/مصطفى محمد.
المعاصرة وأثرها على التدين/د.عبدالمنعم محمد.
الإدمان على الكحول بين الوقاية والعلاج/د.عبدالهادي الجوهري.
حماية الدبلوماسيين في ظل القانون الإسلامي/ترجمة د.محمدعبدالعليم.
أهمية كتاب الحشائش/د.علي الغمراوي.
الرحالة بين الحاضر والتراث/حسن صبحي.
عالم الفكر.
العدد الثامن 1404/1984:
الحركة الصليبية وأثرها في تطور العلاقات بين مصر والشام/د. محمدالعوفي.
العلاقات السياسيةبين الخلافة العباسية والدولة الصفارية/د. محمدالزهراني.
الوكالة اليهودية/د. اسماعيل ياغي.
بداية التنصير الأمريكي في الشام/د.عبدالعزيز عبدالغني(/17)
تفسير التاريخ في الحضارة الإسلامية قبل ابن خلدون /عبدالحليم عويس.
نشأة العلاقات السعودية الأمريكية/عبدالفتاح أبو علية.
التوزيع الجغرافي لظاهرة الريفية/د.صلاح عبدالجابر.
مدينة الوجه: دراسة تطبيقية في جغرافية المدن/د.محمدالرويني
الحضر والتحضر والحضرية /د.عبدالحميدمحمود
الصحة النفسية في الإسلام/د.السيدعبدالرزاق
"شهادات" غريبة في ابن خلدون/حسين الرفاعي
لماذا ينتقل مدرسو المرحلة المتوسطة والثانوية من التدريس/د. صالح العساف
التعليم الثانوي بدول الخليج في ضوء الاتجاهات العالمية/د. صلاح عبدالحميد
نحو إطار السياسة التعليمية /سيف الإسلام علي مطر
دراسة تحليلية للقيم السلبية نحو العمل اليدوي/د.جمال أبو الخير
مصادر حصر النتاج الفكري في السعودية/يحيى ساعاتي
عالم الفكر
مجلة مركز البحوث(جامعة الإمام بالرياض):
العدد 1 محرم 1403
السياسة الجنائية في التشريع الإسلامي/د.مصطفى حسنين
مواجهة المسلمين للأنشطة التنصيرية في البنغال وشمال الهند في القرن 19م/د. محمد مهر علي
من غريب الألفاظ المستعمل في قلب جزيرة العرب/د. عبدالعزيز الفيصل
ملامح من الاتجاه النفسي الحديث في التراث العربي/د.عطاء كفافي
جهاد الإمام ساموري توري في غرب أفريقيا في النصف الثاني من القرن 13 وأوائل 14هـ ( النصف الثاني للقرن 19م) د. محمد السروجي
سلطات الهند البريطانية والتيارات السياسية في البحر الأحمر 1827/1872م – 1243-1289هـ /د.عبدالعزيز عبدالغني
النقل والمواصلات في المنطقة الغربية من السعودية/د.محمدالرويثي
العلاقة بين الإنسان والأرض في التفسير والتعليل الجغرافي عند علماء المسلمين/د.عبدالعليم خضر
دور التعليم العالي في تنمية دول الخليج/د.محمدمرسي.
ملخص مقال: المبادئ السياسية للحاج عمر الفوتي /د.عمر جاه.
التعريف بالكتب:
محمدعلي وشبه الجزيرة العربية 1234-1256هـ/1819-1840م/د.عبدالعزيز عبدالغني(/18)
أقاليم الجزيرة العربية بين الكتابات العربية القديمة والدراسات المعاصرة/د.محمدمتولي.
مطبوعات جامعة الإمام منذ إنشائها حتى نهاية 1401
العدد 2 محرم 1404
جريمة الرشوة وأثرها غي إعاقة التنمية الاقتصادية/د.حمدالجنيدل.
الأدب في تراث العلوم الاسلاميةوفي تراثنا التاريخي بوجه خاص/د.محمد فتحي عثمان.
من مصادر تاريخ نجد: تاريخ ابن عباد/دراسة وتحقيق د.عبد الله الشبل.
موقف الأمويين من الموالي/د.عبدالعزيز اللميلم.
من غريب الألفاظ المستعمل في قلب الجزيرةالعربية/د.عبدالعزيز الفيصل.
الإمام فيصل بن تركي في شعر الشيخ الشاعر أحمد بن مشرف/د. محمد بن سعد.
المعلم في الفكر التربوي عند الإمام النووي:إعداده وصفاته ومهارات تدريسه الفعال/د.حسن عبدالعال.
خواطر من تجاربي في تحقيق التراث/د. رمضان عبدالتواب
ملخص مقال: أثر الإسلام في انتشار اللغة العربية والسواحلية في أوغندا/د.ابراهيم الزين.
التعريف بالكتب:
دراسة نقدية لكتاب "في الفكر الاقتصادي الإسلامي"للدكتور فاضل الحسيب/د. شوقي دنيا.
المسلمون المنسيون: الإسلام في الاتحاد السوفيتي/السكندر بننغستون و شانتال لوميرسيه/د. حسين الرفاعي.
إثبات الأهلة/ماجد أبو رخية.
تأليف القلوب على الإيمان بأموال الصدقات/عمر الأشقر.
قمح النقد في الثقافة الإسلامية/حمدي عبدالمتعال
ضريبة العشور في الدولة الاسلاميةالاولى/ علي الصوا
الحياء شعبة من الإيمان.
فرض في التوراة قابل للتحقيق/حمدي عبدالمتعال.
حقيقة الجنين وحكم الانتفاع به في زراعة الأعضاء/محمد نعيم
نقل الزكاة من موضعها الأصلي /محمد عثمان.
حكم شهادة النساء فيما سوى العقوبات مما يطلع عليه الرجال غالبا في الشريعة الإسلامية/محمدهيتو.
المخططات العدائية ضد المسلمين/توفيق الراعي
نبذة عن حياة عبد الله كنون/عبدالسلام هراس.
مجلة المؤرخ العربي
العدد 5
الصلة بين النظم الإسلامية للماوردي والنظم في العصر السلجوقي/حسين أمين.(/19)
تاريخ نشوء علم السكان ومنزلة ابن خلدون منه /عبدالكريم اليافي.
دور الابلة في تجارة الخليج/صالح الحمارنة.
علوم الإنسان وأهميتها في دراسة اليمنيين القدماء/يوسف شلحد.
الحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي/محمود يوسف.
تجديد في ظل الأصالة /سعيد عبدالفتاح.
كربوغا صاحب الموصل ودوره في مقاومة الصليبيين/ابراهيم خليل.
اللقاء الحضاري في الأندلس/عبدالعزيز الأهواني.
بناء الإنسان من جديد/كارل بتراجك.
الحياة الاقتصادية والاجتماعية في سلجماسة عاصمة بني مدرار/الحبيب الجنحاني.
مكة المكرمة مركز الدعوة العباسية/علي أباحسين.
مصادر تاريخ الجزيرة العربية /عبدالأمير محمد.
العدد 8 (1978)
أرنولد توينبي المدافع عن العرب في المغرب/محمد توفيق.
الآثار الإسلامية في الأندلس/ أحمد فكري.
الحياة السياسية في بلاد الهند في عهد الملوك المماليك/عصام الدين عبدالرؤوف.
المطهر محمد الجرموزي ومؤلفاته عن الدولة القاسمية/عبدالله الحييد.
دور اليمنيين في التاريخ الإسلامي القديم/هاشم جيت.
تخطيط المدن القديمة في وادي الرافدين/حالص الأشعب.
معركة حارم ( التحالف البيزنطي الصليبي الأرميني ضد نور الدين زنكي.
حياة الملك الأشرف اسماعيل الغساني وجهوده الثقافية/شاكر عبدالمنعم.
الاهتمام بمصادر التراث العربي/سيدة اسماعيل كاشف.
ملامح من النهضة العلمية في العصر البويهي/محمد الزبيدي.
خصائص وأهمية الحركات الجماهيرية في المشرق العربي قبيل ثورة الاتحاديين/هاشم التكريتي.
العدد 10 (1979)
من تاريخ الدعوة العباسية / حسين أمين.
حركة الشيخ عز الدين القسام/فلاح خالد.
الوثائق البريطانية وأهميتها في كشف المصالح البريطانية في جزيرة العرب بعد الحرب العالمية الأولى1918-1926/مصطفى النجار.
ظاهرة الاستعمار الاستيطاني في أفريقيا والشرق الأوسط/ريتشارد ستيفنز.(/20)
مصادر تاريخ جنوب الجزيرة العربية: ملاحظات حول بعض المخطوطات التاريخية المخزونة في المكتبة بباريس/راضي دغفوس.
حروب الفجار: أسبابها ونتائجها/عبدالجبار العبيدي.
من تاريخ الترجمة عند العرب/ نافع العبودي.
حمص في عصر الأمراء الأيوبيين/رشيد الجميلي.
أهداف ونتائج التعليم الفرنسي في أفريقيا السوداء أثناء فترة الاحتلال/عبدالقادر زيادية.
العدد 14(1980)
تبادل التأثيرات الحضارية بين مصر والعراق في العصور الإسلامية/حسين أمين.
دراسة لرحلة برتراندون دي لا كييه إلى فلسطين ولبنان وسوريا/محمود زايد.
الرحالة الأجانب في الجزيرة العربية قبل القرن 19/محمد الصياد.
الحقوق الاجتماعي والسياسية والاقتصادية للمرأة في المجتمع اليمني/سلطان ناجي.
ابن شداد في كتابه الاعلاق الخطيرة(قسم الجزيرة)/ محمد سعيد.
القرن 16 وحركة التعليم في تمبكنو مركز التبادل الثقافي الأول مع العرب/عبدالقادر زبادية
سجلات يوميات مقيمية البصرة 1798-1811/عبدالأمير محمد.
بدء تحديث السودان عام 1821/سعاد عبدالعزيز.
الفتوح العربية الإسلامية ودوافعها/عبدالجبار العبيدي
البيروني ومنهجه في البحث التاريخي/سيد رضوان.
بيت الحكمة البغدادي وأثره في الحركة العلمية/رمزية الأطرقجي.
حول طبيعة الاستشراق/ساجدة عمر فوزي.
العلاقات التجارية بين روسيا وبلاد الشام/ نوري عبد البخيت.
العدد 15 (1980)
الدولة السامانية/ حسين أمين.
ملابسات فتح دمشق/أمينة البيطار.
روسيا ومشروع سكة حديد بغداد/نوري عبد البخيت.
تاريخ الحركة الديمقراطية الأولى في الخليج العربي/محمد الأنصاري.
أثر الفرنسيين في القضاء على مكانة اللغة العربية/عبدالقادر زبادية.
العصر الذهبي عصر الازدهار الحضاري/فاروق عمر
بيئات علماء اسفرايين/ محمد بدري.
شهيرات نساء العراق الأموي/رمزية الأطرقجي
الفكر العربي بين الجبر والاختيار / صالح الحمارنة
تيمور لنك في ديار بكر/علي عقيل.(/21)
لمحة عن مخطوطة تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن/عماد الدين خليل.
ملامح من الهجرة الأجنبية إلى منطقة الخليج العربي/علي عجيل.
بنو معن ثم آل زريع في عدن/ محمد أمين.
العدد 16( 1981) ( القسم الأول)
أثر الحضارةالاسلامية في الحضارة الإنسانية/عمر فروخ
الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا/محمد زيتون.
نظرات في هجرة المسلمين إلى الحبشة/أحمد الشامي.
الإسلام والتفرقة العنصرية/محمد البهي.
بعض مقومات الحضارة الإنسانية ونظم الحكم الإسلامي في عهد الرسول(ص)/عبدالشافي غنيم
المنهج العلمي في تدوين الحديث النبوي/أحمد المبارك.
الزهراوي وعمليات الغدة الدرقية/ خالد ناجي.
الرسول(ص) وموقفه من العلم/حسين جوزو.
محاولة لوضع أطلس للسيرة النبوية الشريفة والعصر النبوي/ حسين مؤنس.
الطب النبوي/صلاح الدين كشريد.
دراسة للمعاهدات في العهد النبوي/عتيق الرحمن العثماني.
العدد 16(القسم الثاني) 1981
السنة المصدر الثاني للتشريع/محمد البوطي.
الجانب العسكري في حياة الرسول(ص)/عبداللطيف زايد.
الرسول(ص) والتفرقة العنصرية/عبدالعزيز كامل.
أضواء على تطور مفهوم العقل في الفكر الإسلامي وأثره في تطور العلوم الطبيعية والإنسانية في الفكر الحديث والمعاصر/محمد يس عربي.
العدد 18(1981)
الجزر العربية الثلاث في الخليج العربي/حسين أمين
أهم المبدعين في مجالات الفكر والقلم/صالح رمضان.
الدبلوماسية البريطانية في العراق/علاء موسى.
ابن حيان الأندلسي ودوره في التاريخ المجري/كاوري تسفليدي.
السياسة السلجوقية في العراق/فاضل مهدي بيات
ابن جيش الأندلسي/عبدالمنعم مختار.
ملامح التاريخ السياسي للمغرب العربي/حسن سيد سلمان.
قيام سلطنة نجد/بدر الدين الخصوصي.
التجديد والرجعية وإمبراطورية محمد علي/مكي حبيب المؤمن.
الحياة السياسية في بلاد الجبل ويزد في عهد الكاكوية الديالمة/عصام الدين عبدالرؤوف.
ثورة نصر بن شبث العقيلي/محمد جاسم حمادي.(/22)
يهود الرها: صيارفة طريق التحرير/ساجدة عمر فوزي.
حوار مفتوح لجميع المؤرخين العرب/عز الدين غربية.
العدد 19(1981)
الوجود العربي في الخليج العربي/حسين أمين.
الكلام والطبيعة عند أبي إسحاق النظام /جوزيف فان اس.
ابن خلدون: البيئة والفكر/ياسين الكبير.
دور الحضارة العربية والإسلامية في التقدم الإنساني/عبدالحميد السائح.
التدوين التاريخي للحضارة السودانية القديمة/أسامة النور.
نظم دمشق الإدارية في عهد آل طغتكين/دريد عبدالقادر.
البحث عن حل سلمي للمشكلة الفلسطينية أبان ثورة عرب فلسلطين1936-1939/عبدالوهاب أحمد.
كيف ساد اسم بغداد على اسم مدينة السلام أو الأسماء الأخرى/عواد الأعظمي.
التوضيح لمراحل جمع القرآن الكريم/شاكر عبدالمنعم.
المعاهد والمؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي/نجاح القابسي.
النقود العربية انتشارها وأثرها في أوروبا في القرون الوسطى/أمين الطيبي.
دراسة تاريخية حول موضوع مصادر الدراسات الإسلامية في أوروبا/عبدالغني أبو العزم.
العدد 20 ( 1981)
كتابة تاريخ الأمة واجب وطني /حسين أمين.
العوامل الاقتصادية لهجرة بني هلال وبني سليم من مصر إلى أفريقيا/راضي دغفوس.
التطور الاقتصادي في العراق/محمد صالح.
جزر البحر الأحمر الأفريقية/ رأفت غنيمي.
العلاقة بين جدة وسواكن خلال فترة الحكم العثماني /أحمد ابراهيم.
الأمة العربية في مسارها التاريخي/ابراهيم خليل.
المراكز الثقافية في العراق في القرنين4و5هـ/محمد الزبيدي.
مصاعب نقل وحفظ التراث العلمي العربي/سامي حمارنة.
ولاة الحلة وحكامها في القرن 19 حتى نهاية الحكم التركي في العراق(1800-1917)/محمد حسن.
تحليل مصادر العسجد المسبوك للغساني/شاكر عبدالمنعم.
العدد 21 (1982)
لمحات من الصراع العربي الفارسي قبل الإسلام/منذر البكر.
الفارابي والمنهج العلمي/صالح الحمارنة.
حركة الصراع بين الأمويين والفاطمي ينفي القرن 4 هـ/لقبال موسى.(/23)
نحو نظرة جديدة إلى التاريخ الحضاري للسودان القديم/أسامة النور.
ترايشكه: فكره التاريخي وآراؤه السياسية/ابراهيم خليل.
المؤرخ المصري أحمد عزت عبدالكريم/أحمد عبدالرحيم.
ولاية عبدالله بن عامر للبصرة وإصلاحاته الاقتصادية فيها/محمد حمادي.
تاريخ جيش النبي(ص)/محمود شيت خطاب.
دولة البلغار المسلمين في حوض الفولغا/حسين الداقوقي.
العدد 22 (1982)
دور عمان في نشاط التجارة العالمية خلال العصر الإسلامي الأول/الحبيب الجنحاني.
الأصالة في التراث العلمي العربي/سينوت حليم دوس.
العلاقة بين نصار العرب وحركة الفتح الإسلامي في الجزيرة العربية والشام والعراق/محمد البطاينة
تتبع تاريخي لمحاولة ابن خلدون في إعادة كتابة التاريخ العربي/عبدالجبار ناجي.
الموسيقار زرياب/سعاد عبدالعزيز.
خدمات وكلاء التاج للحكومة العراقية 1929-1941/نوري عبدالحميد.
عمرو بن عبيد وعلاقته بأبي جعفر المنصور/صالح الحمارنة.
نقد العهد القديم.
العدد 23 (1983)
القدس في عهد الاحتلال الصليبي/عبدالله الشبل
نظام ملكية الأراضي في المغرب/الحبيب الجنحاني.
الأندلس من خلال كتاب صورة لابن حوقل/عبدالواحد ذنون طه.
الأسماء الأخرى التي نعتت بها بغداد/عواد الأعظمي.
لواء الاسكندرونة/علي محافظة.
هجرة العرب والمسلمين إلى شرق أفريقيا/محمد الزبيدي.
زيارة ولي عهد النوبة إلى بغداد في زمن المعتصم/حاج محمد خير.
ابن حيان وأهل العدوة/عبدالقادر زمامة.
الجيش في التراث العربي الإسلامي /ابراهيم الساكت
اتفاقية فيصل-وايزمان-لورانس/محمد الأدهمي.
من تأريخ الوجود الأمريكي في البحر المتوسط/نوري السامرائي.
الدراسات المتعلقة رسائل النبي(ص) إلى الملوك في عصره/عز الدين ابراهيم.
أثر دراسة التدوين والإسناد في الحديث على نشوء وتطور الفكر التاريخي/محمد حمادي.
مقاومة عرب السودان للحكم التركي المصري/بشير كوكو.
العدد 24 (1984)(/24)
العلاقات الثقافية بين الأندلس وبغداد في العصر العباسي/حسين أمين.
مكانة الخليج العربي التجارية ومصادرها خلال العصور الإسلامية الوسطى/لبيد ابراهيم.
السنة النبوية في مواجهة شبهات الاستشراق/أنور الجندي.
الرأي العام في صدر الإسلام: معانيه وبواكيره واتجاهاته/عادل الألوسي.
المحكمة العليا في الإسلام أو النظر في مظالم الرعية/عبدالرزاق الأنباري.
سياسة الرسول(ص) في غزواته مع اليهود/إحسان ثريا
صفحات من تاريخ الانتفاضة الشعبية اللبنانية/صادق السوداني.
أبو إسحاق الصابئ مؤرخا/عبدالرحمن العزاوي.
قبيلة بكر بن وائل وحروبها في الإسلام/رمزية الأطرقجي.
الشعوبية حركة مضادة للاسلام والأمة العربية/عبدالله السامرائي.
العدد 25(1984)
الحياد في التاريخ/حسين أمين.
صولون: حياته واصلاحاته.
ردود الفعل العراقية تجاه إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين/ممدوح الروسان.
الثبات والتعجب عند المعتضد بالله في مواجهة تمرد وصيف الخادم/عبدالكريم حتاملة.
عبدالرحمن الكواكبي/ محمد الزبيدي.
صمود البصرة ومقاومتها للهجمات الفارسية المتكررة في العقد الثالث من القرن 17/طارق الحمداني.
الأزياء العربية عبر التاريخ/سعدون الساموك.
عمر بن الخطاب والولاة/محمد خريسات.
معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا وأثرها السياسي على السودان/أحمد ابراهيم.
نهاية النفوذ السلجوقي في العراق/محمد المشهداني
نقابات المدن الحرة في العصور الوسطى/هادي حسين
أبو علي القالي البغدادي وأثره بالفكر الأندلسي/خليل الكبيسي.
العدد 33 (1987)
الثورة العرابية في مصر(1881-1882)/فاضل حسين
المدرسة التاريخية السودانية المنهجية /محمد سعيد.
مشكلة المضايق بعد الحرب العالمية الأولى/نوري السامرائي.
الدول الكبرى والنضال من أجل استقلال صربيا في بداية القرن 19/هاشم التكريتي.
العراق وسياسة الدفاع المشترك والأحلاف الغربية 1945-1958/جعفر عباس.(/25)
العلاقات الثقافية بين المغرب والأندلس/صالح أبو دياك.
دراسات في التنظيمات العسكرية لجيش التسلط البويهي على الخلافة العباسية 234-447هـ/عبدالجبار ناجي.
الجيش الإسلامي : نشأته وتطوره/محمد بطاينة.
سيرة الفارابي والقصائد المنسوبة إليه/حسن الداقوقي.
التطور التاريخي لمعنى السياسة بين عبد الملك بن مروان وبين وليم ويلش الأستاذ الأمريكي المعاصر/سعد أبو دية
قطائع الرسول(ص)/عادل الألوسي.
محمد بن إسحاق: حياته ومكانته العلمية/محمد المشهداني
العلاقات التجارية بين عدن والهند خلال القرنين 6و7 الهجريين/محمد كريم.
نظرة في حياة زينفون وكتاباته/سامي الأحمد.
الديانة في بلاد العرب قبل الإسلام/منذر البكر.
الحجازيون وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية في مدينة الإسكندرية في العصر العثماني/صلاح هريدي.
وفاة الملك فيصل الأول بين الاغتيال والموت الطبيعي/محمد الأدهمي.
العدد 34 (1988)
عمر المختار وحركة المقاومة في ليبيا ضد الاستعمار الإيطالي/محمد داهش.
معركة أنوال: علامة مضيئة في تاريخ النضال العربي المعاصر/هاشم التكريتي.
اتجاهات البحث في تاريخ الغزو الصليبي/نجاح القابسي.
الدور التاريخي للخط الحديدي الحجازي/سعد أبو دية
علاقات الكويت الخارجية خلال القرن 18/ميمونة الصباح.
ثورة العوام 1520-1521 والمجتمع التجاري في قشتاله/فلاح حسن.
الاستشراق الأمريكي الحديث : طبيعته ومؤثراته/خليل سمعان
بطرس البستاني: دراسة في فكره الثقافي والاجتماعي والسياسي/أمين عبدا.
محاولات بريطانيا إشراك ألمانيا في مشاكلها الاستعمارية في آسيا الوسطى1885/يقظان سعدون.
الحبر التاريخي عند مؤرخي المسلمين/عبدالمنعم ماجد.
عام الرمادة والأزمة الاقتصادية18هـ/خالد الظاهر
نابل من الفتح الإسلامي إلى سقوط الدولة الحفصية/راضي دغفوس.
الحسن بن عثمان الزيادي: حياته ومكانته العلمية/محمد المشهداني(/26)
جوانب من تأثيرات الفكر العربي في الفكر الأوروبي/غانم عبد الله خلف.
الحية الاقتصادية في العراق في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك/احمد عبد الله عودات.
فنون القتال عند المرابطين والموحدين والحفصيين/صالح أبو دياك
العدد 37 (1988)
السلطان سعيد والعلاقات العربية الأفريقية/محمد العيدروس.
الأسواق التجارية الموسمية في قشتالة من النصف الثاني من القرن 15/فلاح حسن.
دار اعلم في حماة- مؤسسة ثقافية فريدة/نزار سعيد.
العلاقات الأردنية العراقية 1941- 1958/اسماعيل ياغي.
أضواء على العلاقات السوفيتية بدول أوروبا الشرقية/عبداللطيف الرميحي
العرب والخزر في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية/حسين الداقوقي
دور الطوسي في الغزو المغولي لبغداد 656هـ/محمد المشهداني
الطبري : الفقيه المؤرخ /أحمد عبدالباقي
مجلة الاستشراق ( بغداد)
العدد 1 كانون الثاني 1987
لماذا الثقافة المقارنة/ رئيس التحرير.
مداخل المثقفين العرب للاستشراق (1) نقطة التحول /د. محسن الموسوي.
الاستشراق من منظور فلسلفي عربي معاصر/عبدالأمير الأعسم.
التباين الثقافي بين المستشرقين والمجتمع العربي/معن خليل عمر
موقف العرب من المستعربين / ميشال جحا.
مواقف المشارقة من المستشرقين / صبحي ناصر حسين
الاستشراق بين الشرق والغرب/ترجمة :عدنان المبارك.
المستشرقون ما لهم وما عليهم/عمر فروخ.
المستشرقون والمشكلة السومرية: نصف قرن في ملاحقة الوهم/فاضل عبدالواحد علي.
لغات شبه جزيرة العربية قبل التاريخ/كارل بتراتشيك.
المستشرقون والشعر الجاهلي يحيى الجبوري.
ملاحظات حول نشوء بعض العناصر الأولية لعلم الحضارة عند العرب/ديتر بيلمان
اهتمام المستشرقين بالفكر العربي الإسلامي القديم/البير نصري
الاستشراق وتاريخ العصر العباسي/ فاروق عمر
موقف الاستشراق الأمريكي من دراسة المدين العربية الإسلامية/عبدالجبار ناجي.
القسم الانجلينزي.
العدد 2 فبراير 1987(/27)
مداخل المثقفين العرب للاستشراق (2): نهاية القرن التاسع عشر : يقظة أم مواجهة؟/ محسن الموسوي.
المستشرقون الإنجليز/ سهيل قاشا.
من رواد الدراسات العربية في إنكلترا: إدوارد بوكوك 1604-1691/يوسف حبي.
الاستشراق الفرنسي : أصوله ، تطوره ، آفاقه للمستشرق روبير منتران/ترجمة : يوسف حبي.
المستشرق الفرنسي آرنست رينان ونظرته إلى اللغة والفلسفة/أحمد حسن عبدالرحيم.
المستشرق الهولندي رينهارت دوزي/للمستشرق دي خوية/ترجمة: أكرم فاضل.
من تاريخ الاستشراق في الاتحاد السوفيتي/للمستعربة السوفيتية آنا دوللينينا.
دراسة اللغة العربية والأدب العربي في الاستشراق السوفيتي /المستشرق فلاديمير بيتر غران.
التلقي الأمريكي للأدب العربي / صالح الطعمة.
حول تراجم الأدب العربي ببولندا/المستعربة هانايا نكو فسكا.
الاستشراق في يوغسلافيا/ جمال الدين سيد محمد.
حول الاستشراق الروماني : تقاليد البحوث الاستشراقية الرومانية واتجاهاتها الحالية/المستشرق نيقولا دوبريشان.
من تاريخ الاستشراق الفنلندي : الباحثون الفنلنديون لثلاثة قرون في الوطن العربي.
أدب الرحلات.
كتاب المستشرقون لنجيب العقيقي/عرض: حسين عيد.
الاستشراق : المعرفة ، السلطة، الإنشاء لإدوارد سعيد/محمود قاسم.
آراء بولندية في كتاب إدوارد سعيد/عدنان المبارك
خصائص النص الاستشراقي في وضعية النزاع : ملاحظات حول سجال برنارد لويس وإدوارد سعيد/ كامل يوسف.
مستشرقون يؤلفون كتبا عن البلدان العربية للمستشرق السوفيتي نعمة الله ابراهيموف/عرض : عباس خلف.
الرواية العربية الشعبية/عرض : مرتضى الشيخ حسين
الزمني واللازمني في الاستشراق : تطبيقات في كتاب " عبر الصحراء إلى بغداد" تأليف لويزا حبيب/عرض محمد الدعمي
نصوص ووثائق / محمد كرد علي.
مراجعة كتاب " شهرزاد في إنكلترا" للموسوي/عبدالواحد محمد.
حوار مع المفكر العربي محمد أركون.
حوار مع البروفيسور السوفيتي تاؤمكين/عباس خلف(/28)
حوار مع المستعرب السوفيتي الدكتور فلاديمير شاغال / حسب الله يحيى.
مقابلة مع المستشرق الفرنسي دومينيك شوفالييه.
حوار مع المستشرق الفرنسي أندريه ميكل.
حوار مع المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون.
القسم الإنجليزي.
العدد 3 (1989)
الاستشراق السياسي : فرضياته واستنتاجاته /محسن الموسوي.
الاستشراق الفلسفي وانتقال الفلسلفة العربية إلى اللاتين/عبدالامير الأعسم.
صور نقدية للاستشراق التقليدي والجديد / حسام الألوسي.
ريمون شواب ونسق الأفكار /ترجمة الأفكار /عبدالله الدباغ.
الاستشراق والخروج من المأزق / أحمد نظمي.
المستشرقون وعلم الكلام / البير نصري.
الدراسات العربية والإسلامية في المانيا في القرن العشرين / ميشال حجا.
مستعربان ألمانيان بارزان: هلموت رينز و رودي يارت/ميشال جحا.
من أعلام الاستشراق الإسباني /حكمت الأوسي.
الاستشراق السوفيتي والاثنوغرافيا/ مجيد حميد.
فهرست الدراسات المقارنة العربية المعاصرة / داود سلوم.
الأدب المقارن كما يراه الباحث المغربي سعيد علوش/عبدالمطلب صالح.
الترجمة إلى العربية ووسائل دراستها /د.احميدوف.
العربي في الشعر الشعبي اليوغسلافي/رادي بوجو فتيش.
الدراما العربية بين المتفرج والرواية/د.ايفا ماهوت مندفيسكا.
غيبيات الثقافة البولندية /أورسولا ماكو فسكا.
حديث مع المستعرب السوفيتي ايغور يرمكوف/احميدة الصولي.
مدرسة الدراسات العباسية / سمير الجلبي.
العدد 4 فبراير 1990
منهجية التنوير عند طه حسين ومشروع النهضة /محسن الموسوي.
رواد الجغرافية العربية /شاكر خصباك.
في الكتابات الفلسفية العربية الحديثة /أحمد عبدالحليم
النحاة العرب القدامى وعلم اللغة الحديث /ولفكانغ روشيل.
علم اجتماع ابن خلدون كما يفسره علماء الغرب /احسان الحسن.
موقف الدكتور عمر فروخ من الاستشراق والمستشرقين /ميشال جحا.
تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية وأثرها على الحركة الفكرية في الأندلس/حكمت عبدالمجيد.(/29)
موقف الاستشراق بين الفصحى والعامية /أحمد نظمي
ترجمات التراث القصصي العربي إلى اللغات الأوروبية/داود سلوم
مقدمة في دراسة جهود الترجمة من العربية إلى الفرنسية/ضياء خضير.
الشرق في كتابات مالرو الفنطازية/ عباس حمزة
موقف الإسلام من التصنيع /فرانتشيشيك بوهينسكي
روجر ألن يكتب عن الرواية العربية.
تأثير المسرح الفرنسي في مسرحية" يا طالع الشجرة" لتوفيق الحكيم/عبدالمطلب صالح.
الخرافات والمواعظ والمحاورات على لسان الحيوان /مجدي محمد
مقامات الحريري.
العلامة آربري/ كامل الشيبي.
تولستوي يقرأ كليلة ودمنة/محسن الكناني.
مستقبل النص التراثي بين العرب والمستشرقين /عبدالأمير الأعسم.
الوطن العربي : مظاهر الأزمة العادة البناء /أكرم جواد.
الفكر والعلم وأوروبا – مفارقات علاقة/صبري حافظ
ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الألمانية في سويسرا/ إدوارد بدين
المستشرقة الألمانية آنا ماري شيمل/شفيعة الداغستاني
مجلة المجمع العلمي العراقي:
م 27: 1396/1976:
التعريب والاصطلاح/د. أحمد الجواري.
عمر بن الخطاب في سيرته الأدبية(ق2)/د.جميل سعيد.
ألفاظ من جامع المفردات لابن البيطار (ق1)/د. سليم النعيمي.
ألوان الملابس في العهود الإسلامية الأولى/د. صالح العلي.
الشرائع والتنظيمات القانونية في حضارة وادي الرافدين(ق1)/د. طه باقر.
الفارابي بين ما يروى عنه ويرى فيه/د.عبدالرزاق محيى الدين
مع البيروني في كتابه الجماهر في معرفة الجواهر(ق3)/د. فاضل الطائي.
إسطبلات الموصل/محمود الجليلي.
دور الحديث قبل دار الحديث النورية/د. ناجي معروف.
استفتاء لغوي/د. عبدالرزاق محيى الدين.
فوائد الموائد للجزار ق1.
القصور الأموية في بادية الشام / شريف يوسف.
نظرات في شعر الأخرس/ عاتكة الخزرجي.
م29: 1398/1978:
أصحيح اطراد فعول مصدرا لفعل اللازم؟/د. جميل الملائكة.
ألفاظ من جامع المفردات لابن البيطار(ق3)/د. سليم النعيمي.(/30)
ابن سينا وكيمياؤه(ق2)/د. فاضل الطائي.
مسلمة بن عبدالملك(ق2)/محمود شيت خطاب.
في التعريب بين ماضيه وحاضره/د. ابراهيم السامرائي.
رحلة في معلقة امرئ القيس/عمر الطالب.
الجزيرة العربية في الجغرافيات والرحلات المغربية وما لها / محمد المنوني.
مصطلحات الهندسة العربية وألفاظ الحضارة.
في رسم أصوات الحروف العربية باللغات الأوروبية /د. جميل الملائكة
تأبين الدكتور ناجي معروف.
م 30: 1399/1979:
تحقيق سوريا ولبنان والأردن من نزهة المشتاق في اختراق الآفاق/ابراهيم شوكت.
عمر بن الخطاب في توجيهه للأدب والنقد الأدبي/د. جميل سعيد.
تهافت التهافت لابن رشد/د. سليم النعيمي.
مسلمة بن عبدالملك/محمود شيت خطاب.
الشاعر النجفي/د. عبدالرزاق محيى الدين.
في أساليب اختيار المصطلح العلمي/د. جميل الملائكة.
التعريب: الأساليب والمشاكل والحلول/د. فاضل الطائي.
تعريب المصطلحات العسكرية وتوحيدها /محمود
شيت خطاب.
م 31 ج1 : صفر 1400
رسالة المجمع ودوره في التوجيه الفكري/د.صالح العلي.
الرواية والإسناد وأثرهما في تطور الحركة الفكرية في صدر الإسلام/د. صالح العلي.
عناية العرب بالهيدروليك في العصور الإسلامية/د. جميل الملائكة
المنهج القرآني وصياغة المصطلحات/د. كامل البصير
عبدالعزيز بن الوليد فاتح شطر بلاد الروم/محمود شيت خطاب.
المصطلح الكيماوي في التراث العربي/ د.جابر الشكري.
التدوين التاريخي: بداياته واسهام تراثنا الحضاري في تطويره/د. طه باقر.
حبيش بن الحسن الأعسم/د. يوسف حبي.
التعبير عن النفس في الأمثال العربية/د. يوسف عز الدين.
ابن جني والجرجاني في دفاعهما عن المعنى/د. جميل سعيد.
يزيد بن الحكم الثقفي: حياته وشعره/د. نوري حمودي.
تاريخ مدينة دمشق/ محمد بهجة الاثري.
م 31 ج 2 : جمادى الأولى 1400
التدوين وظهور الكتب المصنفة في العهود الإسلامية الأولى/د. صالح العلي.
أصول الحكم عند العرب الجنوبيين/ جواد علي.(/31)
عبد الله بن عبدالملك بن مروان/ محمود شيت خطاب.
لمحات من تراثنا الحضاري القديم في الطب/طه باقر.
الحياة في بغداد 1749- 1831م/ يوسف عز الدين.
أصالة النحاس في شرح القصائد التسع/أحمد الجنابي.
النحت في العربية واستخدامه في المصطلحات العلمية/محمد ضاري.
ابن الجوزي ( فهرس كتبه)/ ناجية عبدالله.
خصائص الخط العربي/وليد الأعظمي.
م31 ج3 : شعبان 1400
مراكز الحركة الفكرية في صدر الإسلام/د. صالح العلي.
أفغانستان قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه/محمود شيت خطاب.
المنهج القرآني وصياغة المصطلحات/د. كامل البصير
اللثغة عند الكندي/فخري الدباغ.
الأغلب العجلي: حياته وشعره/د.نوري القيسي.
كلمات تركية في اللهجات اليمانية/ إسماعيل الأكوع.
العلوم عند العرب/ ياسين خليل.
المدونات العربية لما قبل الإسلام / جواد علي.
التقنية الآلية عند العرب/ترجمة : سليم التكريتي.
تعزيز بيتي الحريري/ هلال ناجي.
دراسة عن طراز جديد من العلاقة بين المجموع الجذري والمجموع الخضري موجود في نخيل التمر/عباس الصالح
الاعتماد في نظائر الظاء والضاد لابن مالك/ تحقيق: حاتم الضامن.
عرض الكتب :
الزاهر لابن الأنباري: دراسة وتحقيق حسام النعيمي.
تعليقات على كتاب الأغاني/صبحي البصام.
الأبجدية العربية متكاملة وصالحة /أحمد الجنابي.
م 31 ج 4 : ذو القعدة 1400
جيش النبي (ص)/ محمود شيت خطاب.
مصطلحات الهندسة المدنية /د. جميل الملائكة.
صيغة (فعل) في العربية /محمد آل ياسين.
تغير استثمار الأرض الزراعية في العراق: دراسة في الجغرافيا الكمية/علي المياح.
أبحاث في الكيمياء العضوية/جابر الشكري.
الغادة في أسماء العادة للصغاني/ هلال ناجي.
كتب الوقف والابتداء وعلاقتها بالنحو/أحمد العمر.
الأرقام العربية/ أحمد مطلوب.
حقوق الدول عديمة السواحل في الملاحة في البحار وفي الوصول اليها / محمود الحاج.
حميد الطائي أعظم قواد المأمون/أحمد الجنابي.(/32)
ضبط النص والتعليق عليه/ د. بشار معروف.
حول مدلولات رموز المرأة في مقدمة القصية العربية قبل الإسلام/محمود الجادر.
روايات ديوان أبي نواس: دراسة ونقد/بهجة عبدالغفور
المعنى الأخلاقي للصداقة في الفلسفة الإسلامية/ ناجي التكريتي
فائت نظائر الظاء والضاد/حاتم الضامن.
عرض الكتب :
معجم الشعراء في لسان العرب/ نوري القيسي.
نظرات في نشوار المحاضرة للتنوخي/ابراهيم السامرائي
تعليقات على كتاب الأغاني/ صبحي البصام.
تعقيب على كتاب ( الكتاب) لابن درستويه/عدنان محمد سلمان
م 32 ج 1 و 2 : ربيع الأول 1401
امتداد العرب في صدر الإسلام /د. صالح العلي.
القصيدة النشوانية /جواد علي.
بواكير الحياة الفكرية في العراق /يوسف عز الدين.
الهند قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه/ محمود شيت خطاب.
السريانية بين اللغات العامية وفصيح العربية / ابراهيم السامرائي.
مصادر الثعالبي في كتابه يتيمة الدهر/محمود الجادر.
ظاهرة التثنية في اللغة العربية / عدنان محمد سلمان.
أسماء التابعين للدار قطني/عدنان الدوري.
خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام/حاتم الضامن.
يزيد المهلبي/ يونس السامرائي.
عرض الكتب :
التمام على ما جاء في معجم شعراء لسان العرب من أوهام/ نوري القيسي.
المستدرك على صناع الدواوين /هلال ناجي.
م 32 ج3 و 4: ذو الحجة 1401
امتداد العرب في صدر الإسلام/د. صالح العلي
ذرائع العصبيات العنصرية في إثارة الحروب وحملات نادر شاه على العراق / محمد بهجة الأثري حقيقة التضمين ووظيفة حروف الجر/أحمد الجواري
في ترجمة المكسوعات ب able – ibte- bie ومحاذير القياس/جميل الملائكة.
تأثير الطب العربي في الطب الأوروبي في القرون الوسطى والنهضة الأوروبية/محمود الجليلي.
بعض المنظومات العلمية للبيوتشي/محمد الخال.
النبات في المعجمية العربية/محمد آل ياسين.
سرجيس الراسعيني/ يوسف حبي.
اليقظة الفكرية في العراق 1908 – 1922/يوسف عز الدين.(/33)
مساعدات التنمية والتعاون بين الدول النامية/ عبدالعال الصكبان
الإسلام والحروب الاجتماعية/ محمود شيت حطاب.
النصوص الظاهرة في إجلاء اليهود الفاجرة لابن أبي الرجال / عبدالهادي التازي.
البطشة الكبرى ( دراسة أندلسية ) / عبدالرحمن الفاسي.
سير أعلام النبلاء للذهبي – منهجه و أهميته/ د. بشار عواد.
الكلم الشوارد في الشعر المستشهد به في مجمع البيان/عبدالرزاق الهلالي.
المسائل السفرية في النحو لابن هشام/ هاشم شلاش.
التفاسير اللغوية النحوية للقرآن الكريم /محيى السرحان.
منابع الإلهام والثقافي في الأدب العربي/عادل البياتي.
الإمام الغزالي: دراسة في المنهج/عرفان عبدالحميد.
عرض الكتب :
التمام عل ما جاء في معجم شعراء لسان العرب من أوهام / نوري القيسي.
الخط العربي الإسلامي/وليد الأعظمي.
تقرير عن أعمال المجمع خلال الدورة المجمعية لسنة 1980- 1981
م 33 ج 1 : ربيع الأول 1402
محاولة في تفسير عملية التقدم / سعدون جمادي.
ارتسامات حملات نادر شاه في آثار أدباء حديقة الزوراء/ محمد بهجة الأثري.
النفط في التراث العربي/ جابر الشكري.
متطلبات التكامل بين التعليم النظامي والتعليم غير النظامي/مسارع الراوي.
البطشة الكبرى بين ابن زيدون وابن عمار (2)/عبدالرحمن الفاسي.
شرح لامية العرب لأبي البقاء العكبري/محمد الحلواني.
ناسخ القرآن ومنسوخه لابن البارزي /حاتم الضامن
الحقيقة الشرعية وتنمية اللغة العربية /أحمد مطلوب.
ولاية محكمة العدل الدولية وموقف الدول النامية حيالها /صالح الكاظم
الأنيس في غرر التجنيس للثعالبي/تحقيق : هلال ناجي
م 33 ج 2 و 3 : رجب 1402
التاريخ عند عرب ما قبل الإسلام /جواد علي.
الجوانب الفنية في إخراج المخطوط العربي/جابر الشكري.
النبات في المعجمات العربية(3)/محمد آل ياسين.
التفكر (العلم)والتسخير(التقنية) دعوة لاقامة أمة العلم في الإسلام /أحمد عبدالسلام.
منطق الحراني في التحليل والتركيب/ ياسين خليل(/34)
ابن أرفع رأس شاعر الحكماء وحكيم الشعراء/ رزوق فرج
عناصر الوحدة الثقافية في الشعر العربي في عصر ما قبل الإسلام / محمود الجادر.
علي بن هارون المنجم /يونس السامرائي.
التذكير والتأنيث في العربية بين العلامة والاستعمال/محمد ضاري
حول العلاقة العضوية المتينة بين علم الوراثة والمجتمع البشري/ عباس الصالح.
قراءة في قصيدة (بانت سعاد)/عبدالعزيز المانع.
كتاب في معرفة الضاد والظاء للقيسي الصقلي/حاتم الضامن.اجتماع (إن) و(اللام) في لغة القرآن/حسام النعيمي.
جهود طاهر بن غلبون في علم القراءات/أحمد الجنابي
عرض الكتب :
التمام على ما جاء في معجم شعراء لسان العرب من أوهام/نوري القيسي.
التنبيه على ما في مطبوعة ( شواهد التوضيح والتصحيح) من وهم وتخريف/ طه محسن.
التقرير السنوي عن أعمال المجمع 1981- 1982
م 33 ج 4 : محرم 1403
تاريخ العلم عند العرب/د. صالح العلي.
الوصف: نظرة أخرى في قضايا النحو العربي/د. كامل البصير
القرآن الكريم ومنهج البحث العلمي عند العرب/د. أحمد الجواري.
بلاد ما وراء النهر، فتحها واستعادة فتحها/ محمود شيت خطاب.
النبات في المعجمات العربية/ محمد آل ياسين.
العراق ودوره في تحقيق الشعر/نوري القيسي.
أبو الفرج عبد الله بن الطيب/يوسف حبي.
عقبات مفتعلة في طريق التعريب/د. جميل الملائكة
نفسي أم نفساني ؟/ فخري الدباغ.
قيام الحكم الأيوبي في اليمن/محمود التكريتي.
من ألفاظ الحضارة/محمد بهجة الأثري.
مجموع الكتابات المحررة في أبنية مدينة الموصل/ وليد الأعظمي
م 34 ج1 : ربيع الأول 1403
تاريخ العلماء وفهارس المصنفات في المصادر العربية/د. صالح العلي.
أرمينية قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه/ محمود شيت خطاب.
المعجم اللغوي الحضاري/ محمود الجليلي.
أساسيات الهندسة في العراق القديم/ جميل الملائكة
رأي في طرائق تعليم القراءة للمبتدئين في القطر العراقي/ مسارع الراوي.(/35)
نص أندلسي من تاريخ ابن أبي الفياض/ عبدالواحد ذنون.
الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام/حاتم الضامن
العلاقة بين الطب والموسيقى في تراثنا الحضاري/عادل البكري
قائمة المخطوطات والمصورات والرقيقات الواردة إلى مكتبة مخطوطات المجمع.
مصطلحات الهندسة المدنية.
م 34 ج 2 : جمادى الآخرة 1403
نقل كتب العلوم إلى العربية/صالح العلي.
أرمينية قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه/محمود شيت
من مشكلات اللغة الكردية وآدابها/ كامل البصير.
أيوب الأبرش الرهاوي/ يوسف حبي.
السلوك الطبي للأطباء العرب / محمود الحاج.
أبو جعفر الطحاوي ومنهجه في القراءات/عبدالحسين الفتلي
المفهوم اللغوي والاصطلاحي للريف والسواد عند العرب/ ناجية عبدالله.
التورية وخلو القرآن منها/ محمد جابر فياض.
شعر الببغاء/تحقيق: هلال ناجي.
عرض الكتب :
التمام على ما جاء في معجم شعراء لسان العرب من أوهام / نوري القيسي.
م 34 ج 3 : رمضان 1403
كتب الهند والعلوم عند العرب/ صالح العلي.
البيان.. نظرة أخرى في قضايا النحو العربي/أحمد الجواري
صيغ المصطلحات الطبية والعلمية / محمودالجليلي
المصطلح العلمي ووحدة الفكر/جميل الملائكة.
معاذ بن جبل/محمود شيت خطاب.
الفتوة.. تطور ودلالة/نزري القيسي.
الاستقراء في اللغة/محمد سلمان.
دراسة في مختار الصحاح للرازي/هاشم شلاش.
شعر الببغاء(ق2)/هلال ناجي.
م 34 ج 4 : ذو الحجة 1403
ضبط عين المضارع الثلاثي/أحمد الجواري.
العلاء الحضرمي/محمود شيت خطاب.
القرآن الكريم ونظرية الأدب بين الإغريق والعرب/كامل البصير.
اللغة والشعر/نوري القيسي.
أحمد بن أبي فتن: حياته وما تبقى من شعره/يونس السامرائي
جهد الأصمعي النقدي في كتابه فحولة الشعراء/محمود الجادر
فائت الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام/ حاتم الضامن.
الأسماك في كتاب الحيوان الكبرى للدميري/خليل أبو الحب.
نعي العضوين طه باقر و فخري الدباغ.(/36)
الجلسة التأبينية للدكتور سليم النعيمي.
م 35 ج 1 : ربيع الثاني 1404
الوصف بالمصدر.. نظرة أخرى في قضايا النحو/ أحمد الجواري.
مشكلة الرأي المخالف في الأحكام القضائية المدنية في الفقه الإسلامي والقانون العراقي والمقارن/ضياء شيت خطاب.
مروان بن محمد/محمودشيت حطاب.
التراث الزراعي / يوسف عز الدين.
زفر بن الحارث الكلابي/ نوري القيسي.
من امتداد اللهجات العربية القديمة في بعض اللهجات المعاصرة/رمضان عبدالتواب.
عقد أو نظم النثر وأثر الحديث النبوي الشريف فيه/ طه محسن
الأعلام المؤنثة الثلاثية الساكنة الوسط بين الصرف وعدمه/أحمد الجنابي
سهم الألحاظ في وهم الألفاظ لابن الحنبلي المتوفي 971/ تحقيق : حاتم الضامن.
م 35 ج 2 : رجب 1404
عقوبات العرب في جاهليتها وحدود المعاصي التي يرتكبها بعضهم للألوسي/ تحقيق: محمد بهجة الأثري.
القادة الشهداء في مؤتة/محمود شيت خطاب.
مواد التجميل في الحضارة العربية /جابر الشكري
لمحات من أثر الشرق في الغرب/ميخائيل عواد.
أسماء خيل العرب وفرسانها / نوري القيسي.
رسالة الأضداد للمنشي/محمد آل ياسين.
م 35 ج 3 : شوال1404
نظرة أخرى في قضايا النحو العربي.. ضروب الصفة/أحمد الجواري.
في معنى الغلبة والاطراد وحدود القياس اللغوي/ جميل الملائكة.
بلاد الروم قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه / محمود شيت خطاب.
المجمعات العربية وتوحيد المصطلح العلمي/ يوسف عز الدين.
كتاب الشجر والنبات وكتاب النخل لأبي عبيد القاسم بن سلام / محمد آل ياسين.
الاستقراء في النحو/ عدنان محمد سلمان.
كتاب المذكر والمؤنث لأبي حاتم السجستاني/طارق عبد عون.
واو الحال/فاضل السامرائي.
ابن السيرافي وكتاب إصلاح المنطق لابن السكيت/ محمد التكريتي.
مفهوم البلاغة لغة واصطلاحا/محمد جابر فياض
سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر/ وليد الأعظمي
الحاج عبدالكريم جرمانوس في ذمة الله.
م 35 ج 4: محرم 1405
الوصف بالجملة / أحمد الجواري.(/37)
بلاد الروم قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه / محمود شيت خطاب.
في اشتراطهم كون المفعول له قلبيا/جميل الملائكة.
شعر الحرب في العصر العباسي/نوري القيسي.
أسباب الزلازل وأحداثها في التراث العربي/عبد الله الغنيم
إصلاح غلط المحدثين للخطابي/ حاتم الضامن.
ظاهرة المشترك اللفظي ومشكلة غموض الدلالة/أحمد الجنابي
م 36 ج 1 : رجب 1405
بلاد الجزيرة قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه / محمود شيت خطاب.
كتاب السحاب والمطروكتاب الأزمنة والرياح لأبي عبيد بن القاسم/ محمد آل ياسين.
الإسلام وحرية الرأي/جميل سعيد.
كتاب كيمياء العطر والتصعيدات المنسوب للكندي/جابر الشكري
الفعل الثلاثي المجر وحقيقة قياسيته /محمد ضاري
علي بن يحيى المنجم / يونس السامرائي.
مفهوم الفصاحة لغة واصطلاحا / محمد جابر فياض
الأمثال الكامنة في القرآن للحسين بن الفضل/علي البواب.
نظرات في شرح هاشميات الكميت بتفسير أبي رياش/محمد الدالي
م 36 ج 2:شوال 1405
بلاد الجزيرة قبل الفتح الإسلامي وفي أيامه / محمود شيت خطاب.
مصطلحات الزراعة والري في كتابات المسند/ جواد علي
أدب الأديرة / ابراهيم السامرائي.
حذف الفعل في الاغراء والتحذير / فاضل السامرائي.
ما لم ينشر من الحلبة للصاحبي التاجي /حاتم الضامن
حول طبيعة الحركة الشعوبية/فاروق عمر فوزي.
أسماء الأسد لابن خالويه /محمود الدرويش.
كتاب التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي للسعيدي / غانم قدوري.
ملحوظات على كتاب العباب الفاخر/هاشم شلاش.
م 36 ج3: محرم 1406
سفراء النبي(ص)/محمود شيت خطاب.
العراق في المصنفات المنقولة الى العربية / كوركيس عواد.
رقيع الوالبي: حياته وما تبقى من شعره/نوري القيسي.
غلط الضعفاء من الفقهاء لابن بري/ حاتم الضامن
الإيضاح في القراءات / أحمد الجنابي.
عيوب اللسان واللهجات المذمومة/رشيد العبيدي
م 36 ج4: ربيع الأول 1406
سمات سفراء النبي(ص)/ محمود شيت خطاب.(/38)
في معنى الإيجاب والسلب وحركة جيم العرب في الرياضيات والعلوم/ جميل الملائكة.
الأثر النفسي والاجتماعي في تعريب اللغة /يوسف عز الدين
منهجية الأدب المقارن بين النقد الإغريقي والتراث العربي /كامل البصير.
نسب الخيل لابن الكلبي/حاتم الضامن.
موارد تاريخ ابن عذاري المراكشي عن شمال أفريقيا / عبد الواحد ذنون طه.
المسائل العسكريات لأبي علي الفارسي/ مروان العطية.
ديوان ابن نباته السعدي / وليد الأعظمي.
م 37 ج1: جمادى الآخرة 1406
أبو موسى الأشعري/ محمود شيت خطاب.
مضرس بن ربعي الأسدي/نوري القيسي.
مصطلحات حضارية في التراث العربي/ميخائيل عواد.
الكتابة / محمد فياض.
كتاب الفرق لأبي حاتم السجستاني/ حاتم الضامن
التحول والثبات في أصوات العربية /حسام النعيمي.
ظاهرة تخطئة النحويين للفصحاء والقراء/عبدالجبار النايلة.
م 37 ج2: رمضان 1406 يونيه 1986:
أبو موسى الأشعري/ محمود شيت خطاب.
الصعوبات المفتعلة على درب التعريب/جميل الملائكة.
ابن زنيم الدؤلي حياته وشعره/ نوري القيسي.
لغة القرآن الكريم في موضوع الجريمة والعقاب / كامل البصير
التجربة المختبرية في التراث العلمي العربي/ ياسين خليل.
الذحيرة اللغوية العربية / عبدالرحمن الحاج.
اللغة العربية بين المنطق العقلي والاغتباط/عدنان محمد سلمان
دراسة مقارنة بين النزعة العربية الإسلامية المقاومة للظلم والنزعة الفارسية المستكينة له /فاروق عمر
هارون بن علي المنجم/ يونس السامرائي.
ملاحظات على كتاب حاشية ابن بري على كتاب المعرب/ حاتم الضامن.
الكتب المهداة إلى مكتبة المجمع.
م 38 ج2و3: شوال 1407
شيء من الموضوعية/سعدون حمادي.
مقومات الدولة العربية قبل الإسلام/جواد علي.
الأندلس وما جاورها/محمود شيت خطاب.
كتاب المئات في الأدب العربي القديم والحديث/كوركيس عواد.
النقد البلاغي/أحمد مطلوب.
الإبلاغ والإعلام عند الشاعر العربي قبل الإسلام/نوري القيسي.
قصة الكيمياء/ جابر الشكري.(/39)
أصوات العربية : واقعها ومستقبلها/ حسام النعيمي.
الناسخ والمنسوخ/حاتم الضامن.
مختصر المنال في الجواب والسؤال/ علي البواب.
قضايا صوتية في النحو العربي/طارق الجنابي.
نقد كتاب المعجم السبئي/جواد علي.
نصيحة الملوك / أحمد مطلوب.
م 39 ج1: شعبان 1408
علم أنباط المياه الخفية عند العرب/محمد بهجة الأثري
المعجم الذي نطمح إليه /محمد آل ياسين.
الأندلس وما جاورها/ محمود شيت خطاب.
وقفة عند المقالة الرابعة في كتاب الفهرست لابن النديم/ نوري القيسي
المصطلح الكيماوي: مشاكله وحلولها / جابر الشكري
اتساخ وتسمم العوامل المساعدة/جلال محمدصالح.
القراءات والوقف والابتداء/أحمد خطاب.
علاقة مختصر العين لأبي بكر الزبيدي بكتاب العين/صلاح الفرطوسي.
تضمن الظرف معنى (في)/ فاضل السامرائي.
ما لم ينشر من كتاب العشرات للقزاز القيرواني/حاتم الضامن
نحو المعاني/أحمد مطلوب.
تأبين : جواد علي/كامل البصير/جابر الشكري/أحمد الجواري
م 39 ج3: محرم 1409
كتاب النحت وبيان حقيقته ونبذة من قواعده للألوسي/محمدبهجةالأثري.
حروف الزيادة / أحمد الجواري.
طارق بن زياد/محمود شيت خطاب.
موجز في تطور الأرقام/جميل الملائكة.
أبو المظفر الأبيوردي شاعر العروبة في القرن الخامس الهجري/جميل سعيد.
الأسلوبية إلى أين ؟/أحمد مطلوب.
اللواء والراية / نوري القيسي.
م 39 ج4: 1409
طارق بن زياد/ محمود شيت خطاب.
مسائل لغوية في مذكرات مجمعية/محمد آل ياسين
معجم الأمراض في لسان العرب/نوري القيسي.
لغة المثقفين/أحمد مطلوب.
تثليث الزاوية بالتقارب والآلات الميكانيكية/ علي عبداللطيف
معادلات الدرجة الثالثة فما فوق عند العرب/ خالد السامرائي
التعدية بالباء في تحقيقات اللغويين/محمد ضاري.
المعاني المشتركة بين حروف الجر/فاضل السامرائي.
رسالة الخط والقلم المنسوبة لابن قتيبة/حاتم الضامن
حقيقة اللغة ومفرداتها/عدنان محمد سلمان.
قصيدة قحطانية نادرة/حاتم غنيم.
م 40 ج1/1409(/40)
المعالم العمرانية في مكة المكرمة في القرنين الأول والثاني/صالح العلي.
الحداثة/أحمد مطلوب.
عبدالعزيز بن موسى بن نصير/ محمود شيت خطاب.
زيادة الألف والنون في النسب/أحمد مطلوب.
سلامة اللغة العربية بين التشريع والتطبيق/نوري القيسي.
مناهج الجغرافيا الإقليمية عند العرب في التراث والمعاصرة/علي المياح.
ظاءات القرآن للسرقوسي/حاتم الضامن.
الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ محمود شيت خطاب.
م 40 ج2: 1410
المعالم العمرانية في مكة المكرمة في القرنين الأول والثاني/صالح العلي.
رأي في كتابة التاريخ/سعدون حمادي.
قادة فتح الأندلس في مرحلة استثمار الفوز/محمود شيت خطاب
ديوان الخبز أزري(نصر بن أحمد البصري)/ محمد آل ياسين.
زبان بن سيار الفزاري/ نوري القيسي.
المجمع في رحاب اللغة العربية الفصيحة/كامل البصير
الإلغاء والتعليق في أفعال القلوب/فاضل السامرائي
المصطلح الكيميائي العربي/مجيد القيسي.
م40 ج3و4: 1410
المعالم العمرانية في مكة/ صالح العلي.
الرئي.. بديل التلفزيون/محمد بهجة الأثري.
الشعرية/ أحمد مطلوب.
النابغة الذبياني.. الشاعر الناقد/جميل سعيد.
ديوان الخبز أزري(ق3)/محمد آل ياسين.
نهاية الأندلس/محمود شيت خطاب.
من مظاهر الدس الشعوبي في الأدب العربي/نوري القيسي.
العرب والمحيط الهندي في العصور الإسلامية الوسطى/ علي المياح.
تفسير أوجه استعمال حروف الجر/ محيى الدين رمضان.
إسهام العراقيين المعاصرين في تحقيق التراث/ حاتم الضامن.
المعاني المجازية التي خرج اليها أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم/ قيس الأوسي.
في سبيل معجم تشريحي لجسم الإنسان باللغة العربية/عبد الله عاصم.
موارد تاريخ ابن عذاري المراكشي عن المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس/عبدالواحد ذنون طه(/41)
العنوان: فهرس المجلات والدوريات (القسم الثاني)
رقم المقالة: 159
صاحب المقالة: محمد مال الله
-----------------------------------------
مجلة مجمع الفقه الإسلامي(جدة)
العدد 1 ( 1986)
المرحلة التاسيسية.
الجلسة الافتتاحية.
أعمال المؤتمر.
اجتماع شعبة التخطيط
العدد 2 ج 1 (1986)
الجلسة الافتتاحية
زكاة الديون : الصديق الضرير – عبدالعزيز محمد عيسى – عبدالحليم الجندي.
العرض والمناقشة والقرار.
زكاة العقارات والأراضي المأجورة غير الزراعية: القرضاو ي- السالوس.
العرض والمناقشة والقرار.
استفتاء المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن
استفسارات حول القاديانية.
قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة.
القرار رقم 4 حول القاديانية.
أطفال الأنابيب : عبدالله البسام – محمد البار – رجب التميمي- عبدالله بن زيد المحمود.
القرار والمناقشة.
بنوك الحليب :يوسف القرضاوي – محمد البار.
العرض والمناقشة والقرار.
أجهزة الإنعاش :
محمد البار – محمد المختار السلامي
العرض والمناقشة والقرار.
العدد 2 ج2
استفسارات البنك الإسلامي للتنمية.
التأمين واعادة التأمين: وهبة الزحيلي – رجب
التميمي – محمد الفرفور – مصطفى الزرقاء – عبدالله بن زيد آل محمود.
العرض والمناقشة.
القرار رقم 2 بشأن التأمين واعادة التأمين.
حكم التعامل المصرفي المعاصر بالفوائد:الصديق محمد – محمد علي عبدالله – علي السالوس-حسن الأمين.
حكم التعامل في المصارف الإسلامية :
وهبة الزحيلي – محمد علي عبدالله
العرض والمناقشة والقرار
توحيد بدايات الشهور القمرية : التسخيري – محمد المختار – محمد الفرفور – هارون جيلي – مصطفى الزرقاء – عبدالله بن زيد آل محمود
قرار المجمع بمكة المكرمة بشأن العمل بالرؤية في إثبات الأهلة لا بالحساب
قرار المجمع الفقهي بمكة المكرمة في بيان توحيد الأهلة من عدمه.
بيان الدورة السادسة للجنة التقويم الهجري الموحد.
العرض والمناقشة والقرار(/1)
خطاب الضمان: بكر أبو زيد- حسن الأمين – علي السالوس – زكريا البري- أحمد علي عبدالله – رفيق المصري – سامي حمود
العرض والمناقشة والقرار
العدد 3 ج1(1987)
تقديم
الجلسة الافتتاحية
استفسارات البنك الإسلامي للتنمية
توظيف الزكاة في مشاريع ذات ريع بلا تمليك فردي للمستحق: نجاني صابون – آدم شيخ عبدالله – محمد الفرفور – حسن الأمين – عبدالعزيز الخياط
المناقشة والقرار
التلقيح الاصطناعي وأطفال الأنابيب :بكر أبو زيد – محمد البار
المناقشة والقرار
العدد 3 ج2
أجهزة الإنعاش وحقيقة الوفاة بين الأطباء والفقهاء/بكر أبو زيد.
موت الدماغ / محمد البار.
نهاية الحياة الإنسانية/مختار المهدي.
الموت والحياة بين الأطباء والفقهاء/عصام الدين الشربيني.
نهاية الحياة البشرية/أحمد شوقي.
متى تنتهي الحياة/ حسان حتحوت.
القلب وعلاقته بالحياة/ أحمد القاضي.
نهاية الحياة الإنسانية/مصطفى صبري.
نهاية الحياة الإنسانية /عبدالله محمد عبدالله.
نهاية الحياة الإنسانية في ضوء اجتهاد العلماء المسلمين والمعطيات الطبية /محمد نعيم ياسين.
نهاية الحياة/ محمد الأشقر.
نظرة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه/ محمد الأشقر.
نهاية الحياة الإنسانية في نظر الإسلام/بدر المتولي.
متى تنتهي الحياة /محمد السلامي.
حقيقة الموت والحياة في القرآن الكريم والأحكام الشرعية/توفيق الواعي.
نهاية الحياة /عبدالقادر العماري.
نهاية حياة الإنسان/ صالح موسى.
توصيات مؤتمر الطب الإسلامي بالكويت
دراسة وزارة الصحة السعودية عن تشخيص لوفاة في أقسام العناية المركزية
موت الدماغ / أشرف الكردي
توحيد بدايات الشهور القمرية : بكر أبو زيد – كمال التارزي- جامعة الملك عبدالعزيز – فخر الدين الكراي – محمد السايس
استفسارات المعهد العالمي الإسلامي بواشنطن
المناقشة والقرار
العدد 3 ج 3
الإحرام القادم للحج أو العمرة بالطائرة أو الباخرة(/2)
مصطفى الزرقاء –محمد علي عبدالله – تجاني صابون –محيى الدين قادي- عبدالله البسام – عبدالله بن زيد المحمود.
قرار مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة.
المناقشة والقرار.
أحكام النقود الورقية وتغير قيمة العملة:نزيه كمال – محمد العثماني- محمد علي عبدالله – محمد الفرفور – ابوبكر دوكوري – محمد عبده عمر – السالوس – احمد الياسين – عبدالله بن بية
المناقشة والقرار
العدد 4 ج1 (1988)
تقديم.
الجلسة الافتتاحية.
انتفاع الإنسان بأعضاء جسم آخر حيا كان أو ميتا:
د. محمد علي البار – د. محمد أيمن صافي – د.بكر أبوزيد-د.البوطي-د.حسن الشاذلي –خليل الميس – د.عبدالسلام العبادي – آدم عبدالله علي – محمد عبدالرحمن-.
المناقشة والقرار
صرف الزكاة لصالح صندوق التضامن الإسلامي :
محمد يوسف جيري – تيجاني صابون محمد – مصطفى العلوي- د. عبدالله ابراهيم
مذكرة تفسيرية بشأن صندوق التضامن الإسلامي ووقفيته
المناقشة والقرار
زكاة الأسهم في الشركات:عبدالله البسام – د. وهبة الزحيلي – محمد عبداللطيف آل سعد- د. أبوبكر دوكوري – محمد آل الشيخ – د. الصديق محمد الأمين – هارون جيلي – رجب التميمي- محمد عبده عمر – د. محمد الفرفور
المناقشة والقرار
العدد 4 ج 2
انتزاع الملكية للمصلحة العامة: د. بكر أبو زيد- د. عبدالله محمد عبدالله – د. يوسف محمود قاسم – د. عبدالسلام داود العبادي – د. محمود شمام – محمد الحاج ناصر.
المناقشة والقرار.
العدد 4 ج3
سندات المقارضة وسندات الاستثمار: د.الصديق الضرير – د. رفيق المصري- د. حسن الأمين – محمد تقي غثماني – محمد المختار السلامي – د. حسين حامد حسان – عبدالله بن منيع – د.سامي حمود – علي السالوس – عبدالسلام العبادي.
البيان الختامي وتوصيات ندوة سندات المقارضة
المناقشة والقرار.
بدل الخلو :وهبة الزحيلي – محمد الأشقر – ابراهيم الدبو – محيى الدين قادري.
المناقشة والقرار.(/3)
الموضوعات المؤجلة : قرار (7) بشأن بيع الاسم التجاري والترخيص
قرار (8) بشأن التأجير المنتهي بالتمليك والمرابحة، لأمر بالشراء وتغير قيمة العملة.
كيفية مكافحة المفاسد الأخلاقية : رجب التميمي – هارون جيلي.
المناقشة.
مجالات الوحدة الإسلامية وسبل الاستفادة منها:
مصطفى الفيلالي – عمر الأشقر – شيت محمد الثاني
المناقشة
مشروع معلمة القواعد الفقهية :
بكر أبو زيد- محمد البورنو-علي الندوي – سعود الثبيتي
مشروع تيسير الفقه.
البهائية :
مناقشة مشروع القرار بشأن البهائية – قرار رقم (9) دع/80/88 بشأن البهائية.
توصيات الدورة الرابعة لمجمع الفقه الإسلامي.
الجلسة الختامية للدورة الرابعة.
العدد 5 ج 1 (1988)
الجلسة الافتتاحية.
قرار بشأن ميزانية المجمع.
تحديد النسل وتنظيمه:
حسان حتحوت- محمد البار – حسن الشاذلي – محمد طنطاوي- محمد البوطي –ابراهيم الدبو – عبدالله البسام – علي السالوس – الطيب سلامة –محمد القري – كمال التارزي – رجب التميمي – أحمد محمد جمال – محمد عبدالرحمن – محمد عطا – تيجاني صابون – عبدالرحمن باه – محمد عبدالقادر- مصطفى العلوي- عبدالحميد باكل – محمد علي عبدالله – أبوبكر دوكوري.
وثيقة الاتحاد العالمي لتنظيم الوالدية : إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وثيقة من المجلس الأعلى بالجزائر.
المناقشة والقرار.
العدد 5 ج2
الوفاء بالوعد:محمد العاني – ابراهيم الدبو – عبدالله محمد عبدالله – نزيه حماد- القرضاوي – عبدالله بن منيع – هارون جيلي – عبدالرحمن باه – شيت محمد الثاني.
مناقشة الأبحاث.
المرابحة للآمر بالشراء :بكر أبو زيد- الصديق محمد – ابراهيم الدبو – السالوس – سامي حمود- عبدالسلام العبادي – رفيق المصري – محمد عبده عمر – التسخيري
المناقشة والقرار.
العدد 5 ج3
تغير قيمة العملة :(/4)
عجيل النشمي – محمد الأشقر – يوسف قاسم – السالوس – محمد الفرفور – علي محيى الدين – التسخيري – عبدالله بن منيع – محمد العثماني – محمد الناصر – محمد علي عبدالله – محمد عبده.
المناقشة والقرار.
الحقوق المعنوية " بيع الاسم التجاري والتراخيص"
عجيل النشمي – محمد تقي العثماني – وهبة الزحيلي – البوطي – مصطفى التارزي – محمود شمام – عبدالحليم الجندي – عبدالعزيز محمد عيسى – عبدالسلام العبادي – التنسخيري –حسن الأمين.
المناقشة والقرار
العدد5 ج4
التأجير المنتهي بالتمليك :
عبدالله محمد عبدالله – حسن شاذلي – عبدالله المحفوظ – عبدالله ابراهيم – التسخيري.
الوثائق والمناقشة والقرار.
التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها:
محمد المختار السلامي – القرضاوي – محمد عطا – حمداتي شبيهنا – التسخيري.
المناقشة والقرار.
العرف:خليل الميس – كمال الدين جعيط- ابراهيم الدبو – محمد عطا – عمر الأشقر – محمد الألفي – ابراهيم كافي – محمود شمام – أبوبكر دوكوري – التسخيري – محمد عبده عمر.
المناقشة والقرار.
تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية :عبدالوهاب أبو سليمان – محمد ابن الخوجة – صالح بن حميد.
المناقشة والقرار.
الجلسة الختامية.
العدد 6 ج 1 (1990)
تقديم.
الجلسة الافتتاحية.
التمويل العقاري لبناء المساكن وشرائها :
محمد طنطاوي – عبدالله ابراهيم – محمد الفرفور – محمد العثماني
المناقشة والقرار.
بيع التقسيط:
محمد الفرفور – محمد عطا – ابراهيم الدبو – السالوس – محمد العاني – رفيق المصري – نظام الدين عبدالحميد
المناقشة والقرار.
القبض: صوره وبخاصة المستجدة منها وأحكامها:
محمد الفرفور – الصديق محمد – محمد العاني – عبدالله محمد عبدالله – علي محيى الدين – سعود الثبيتي – عبدالله بن منيع – نزيه كمال.
المناقشة والقرار.
العدد 6 ج 2
حكم إجراء العقود بآلات الاتصال الحديثة :(/5)
محمد الفرفور – التسخيري – عبدالله محمد عبدالله – ابراهيم الدبو – وهبة الزحيلي – محمود شمام –علي محيى الدين – ابراهيم كافي – محمد الناصر.
المناقشة والقرار.
الأسواق المالية :
محمد الفرفور – محمد عبدالغفار – وهبة الزحيلي – علي السالوس – مصطفى النابلسي – حسن الداودي – سامي حموده- حسين حامد- نبيل عبدالاله – محمد فيصل – محمد الحبيب – محمد القري – محمد الأزرق
المناقشة والقرار.
العدد 6 ج3
زراعة الأعضاء: زراعة خلايا المخ والجهاز العصبي:
محمد الفرفور – محمد المختار السلامي – محمد عبدالقادر – مختار المهدي.
مدى الاستفادة من المولود اللادماغي والأجنة المجهضة أو الزائدة عن الحاجة في التجارب العلمية وزراعة الأعضاء:
محمد البار – مأمون الحاج – عبدالسلام العبادي – عبدالله باسلامة – حسان حتحوت – محمد نعيم – بكر أبو زيد- عمر الأشقر – محمد عبده عمر
نقل بعض الأعضاء التناسلية :طلعت القصبي – خالد الجميلي – محمد الأشقر – محمد البار – حمداتي شبيهنا- صديقة العوضي – كمال محمد نجيب
المناقشة والقرار
زراعة عضو التناسل في حد مثل إعادة اليد بعد قطعها في حد السرقة:بكر أبو زيد – التسخيري – محمد العثماني – محمد آل الشيخ – وهبة الزحيلي – عبدالله بن منيع – مصطفى العلوي – أحمد محمد جمال
المناقشة والقرار
توصيات الدورة السادسة.
الجلسة الختامية.
العدد 7 ج1 (1992)
تقديم.
الجلسة الافتتاحية.
الأسواق المالية :
علي محيى الدين القره داغي – محمد القري – محمد السلامي – وهبة الزحيبلي – الصديق الضرير – عبدالوهاب أبو سليمان – عبدالستار أبوغدة – محمد العثماني – محمد القري – رفيق المصري – محفوظ بن بية
الوثائق.
المناقشة والقرار.
العدد 7 ج2
البيع بالتقسيط:
نزيه حماد – محمد العثماني – رفيق المصري – محمد عطا – نزيه كمال
المناقشة والقرار.
عقد الاستصناع:(/6)
مصطفى الزرقاء – علي السالوس – وهبة الزحيلي- علي محيى الدين- عبدالله محمد عبدالله – عبدالسلام العبادي – حسن الشاذلي – محمد الفرفور – كمال الدين جعيط – مصطفى التارزي – سعود الثبيتي – محمد رأفت سعيد.
المناقشة والقرار
العدد 7 ج 3
بيع الوفاء:
مصطفى الزرقاء – محمد الفرفور – التسخيري – محمد ابن الخوجة – محيى الدين قادي – عبدالله محمد عبدالله – محمد عطا – محمد عبدالقادر – محمد العثماني – محمود شمام –حمداتي شبيهنا.
المناقشة والقرار.
العلاج الطبي:
محمد البار – علي المحمدي – محمد صقال – عبدالله محمد عبدالله
المناقشة والقرار.
العدد 7 ج4
الحقوق الدولية :
عبدالعزيز الخياط – محمد الدسوقي – محمد رأفت سعيد- التسخيري
المناقشة والقرار
الغزو الفكري :
معروف الدواليبي – محمد الفرفور – محمد غنايم – أحمد السايح – القاسم البيهقي – عمر يوسف – التسخيري
المناقشة والقرار
البيان الختامي
العدد 8 ج1 (1994)
كلمات التقديم
الجلسة الافتتاحية
الأخذ بالرخص الشرعية وحكمه:
وهبة الزحيلي – عبدالله محمد عبدالله – خليل الميس – التسخيري – محمد العثماني – ابراهيم كافي – حمد الكبيسي – مجاهدالاسلام القاسمي- عبدالعزيز الخياط- محمد الشيباني – مصطفى التارزي – الطيب سلامة – حمداتي شبيهنا – أبوبكر دوكوري
المناقشة والقرار
بيع العربون :
الصديق الضرير – عبدالله بن منيع – وهبة الزحيلي – رفيق المصري
المناقشة والقرار
العدد 8 ج2
بيع المزابدة:
محمد المختار السلامي – عبدالوهاب أبو سليمان.
المناقشة والقرار.
حوادث السير :
محمد العثماني – عبدالله محمد عبدالله – عبدالقادر العماري – محمد عطا.
المناقشة والقرار.
السوق الإسلامية :
علي محيى الدين – السالوس.
المناقشة والقرار.
بطاقات الائتمان:
محمد القري – حسن الجواهري.
المناقشة والقرار.
العدد 8 ج3
أخلاقيات الطبيب :(/7)
علي الجفال – أحمد الجندي – عبدالستار أبو غدة – محمد عطا – محمد البار – مصطفى أبو لسان – سعود الثبيتي.
المناقشة والقرار.
بحوث مجمعية : محمد الحبيب ابن الخوجة.
وثائق الندوة الفقهية الاقتصادية :
صالح البقمي – عبدالرحمن يسري – شوقي دنيا – محمد الزرقاء – رفيق المصري – سيف الدين ابراهيم – مجموعة دلة البركة – بيت التمويل الكويتي – محمد القري – اسماعيل حسن –صالح الحصين – محمد صديقي- صالح كامل – عبدالله بن بية
توصيات الندوات الفقهية الاقتصادية
القرارات
الجلسة الختامية
البيان الختامي
العدد 9 ج1 ( 1996)
كلمات التقديم.
الجلسة الافتتاحية.
الصرف وبيع الذهب والفضة :
عبدالله بن منيع – صالح المرزوقي – التسخيري.
المناقشة والقرار.
السلم وتطبيقاته المعاصرة :
الصديق محمد- محمد عطا – التسخيري – حسن الجواهري – نزيه كمال.
المناقشة والقرار.
الودائع المصرفية ( حسابات المصارف ):
سامي حموده – حسين كامل – محمد القري – حمد الكبيسي – التسخيري – محمد العثماني – سعود الثبيتي
المناقشة والقرار.
العدد 9ج2
الاستثمار في الأسهم :
منذر قحف – علي محيى الدين – عبدالستار أبو غدة.
المناقشة – القرار.
المناقصات :
رفيق المصري – حسن الجواهري.
المناقشة والقرار.
قضايا العملة( كساد النقود الورقية):
مصطفى الزرقا- السالوس –عبدالله بن منيع – علي محيى الدين – ناجي محمد- محمد السلامي – محمد القري – منذر قحف
المناقشة والقرار.
العدد 9 ج 3
سد الذرائع :
ابراهيم الدبو – خليل الميس – وهبة الزحيلي – محمد الشيباني – خليفة الحسن – التسحيري – مجاهد القاسمي – علي داود – مصطفى التارزي – حمداتي شبيهنا – الطيب سلامة – أحمد المقري
المناقشة والقرار
العدد 9 ج 4
مبدأ التحكيم:
محمد المنياوي – عبدالله محمد عبدالله – محمد الألفي – التسخيري – عبدالعزيز التويجري – عبدالعزيز الخياط – محمود الشمام
المناقشة والقرار
مرض الإيدز:(/8)
سعود الثبيتي – جاسم علي سالم – أحمد الموسى- محمد البار
توصيات الندوة الفقهية الطبية للمنظمة الإسلامية.
المناقشة والقرار
البيان الختامي
العدد 10 ج 1 (1997)
الجلسة الافتتاحية
الذبائح والطرق الشرعية في إنجاز الذكاة:
محمد العثماني – أحمد الخليلي – ابراهيم الدبو – محمد الأشقر – محمد الهواري –خليل الميس
العرض والتعقيب والمناقشة والقرار
العدد 10 ج2
المفطرات :
محمد السلامي – محمد الألفي – التسخيري – عبدالله محمد عبدالله – محمد البار – حسان باشا – محمد الخياط
العرض – التعقيب – المناقشة – القرار.
العقود المستجدة: ضوابطها ونماذج منها:
نزيه كمال – محمد القري – عبدالوهاب أبو سليمان
العدد 10 ج 3
بطاقات المعاملات المالية
العرض – التعقيب – المناقشة
الاستنساخ البشري :
محمد المختار السلامي – حسن الشاذلي – التسخيري – أحمد الجندي – صالح عبدالكريم
العرض – التعقيب – المناقشة – القرار
توصيات الندوة الفقهية الطبية التاسعة
الوثائق
مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية/جامعة سيدي محمد بن عبد الله / فاس / المغرب
العدد 1 (1985)
معالم مورفولوجية بعالية دادس وتودعة(السفح الجنوبي للأطلس الكبير )/ابراهيم اقديم
سيدي سليمان – أسس التمدين في مناطق الفلاحة العصرية/علي فجال
المضاربة العقارية والسكن السري بفاس/محمد عامر
أسوار مدينة فاس أصالة أم حاجز؟/فنان عبدالقادر
ميكنزمات ومظاهر تحول العالم القروي بدير الأطلس المتوسط الشمالي( تقرير حول أشغال ندوة) /حسن جنان
القسم الفرنسي
العددان 4و5(80/1981)
إدريس الإمام منشئ دولة وباعث دعوة/عبداللطيف السعداني
مقدمات الحرب المغربية –الأسبانية –تطوان أغسطس – أكتوبر 1859(دراسة وثائقية)/جاد طه.
صراع القديم والجديد حول الأسلوب/محمد الكتاني
قضية عنوان كتاب البيان للجاحظ/الشاهد البوشيخي
دور مفهوم الكمال في تعريف النفس بين أرسطو وابن سينا/محمد المصباحي(/9)
الاتجاهات الفكرية في الأندلس خلال القرن الثالث الهجري/محمدألوزاد
العلاقات الاقتصادية والمالية بين مصر والحجاز من الفتح العثماني حتى الاحتلال الفرنسي 1517-1798/فؤاد الماوي
مساهمة السعديين في عمران فاس (محاولة استقراء لبعض المصادر: النوازل الفقهية والحوالات الحبسية /محمد مزين
اكتشاف نص جديد من كتاب البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب يتعلق بتاريخ الموحدين /عبدالقادر زمامة
نصوص غير منشورة لأبي الوليد ابن رشد : مسائل منطقية في المقولات والعبارة والقياس والبرهان/جمال الدين العلوي
النداء العالمي من اجل صون مدينة فاس/احمد مختار
فاس وصناعاتها التقليدية/عبدالقادر زمامة
رواية الشعر الجاهلي واختياره/محمد اليعقوبي
"الافاضة" في التحليل الإحصائي /محمد التوفالي
النظام الصوتي والنظام الصرفي للفاسية القديمة ( لهجة عربية مغربية )/عبدالعزيز خليلي
العلاقات العسكرية السياسية بين الموريتانيين والرومان في موريتانيا الطنجية/مصطفى أعشى
الذكاء والانتماء الاجتماعي/عنيمي الحاج
القسم الإنجليزي والفرنسي
العدد 6 ( 82/1983)
ابن حيان وأهل العدوة/عبدالقادر زمامة
البحث السوسيولوجي بالمغرب/عبدالجليل حليم
الملامح العامة لشخصية ابن مسرة وآرائه/ألوزاد محمد
البنية المقطعية في العربية الفصحى وفي الدارجة المغربية /عبدالعزيز حليلي
تقرير عدلي عن مجاري مياه وادي فاس واصلاحها/عبدالقادر زمامة
بصدد رسالة المغيلي في اليهود/علمي حمدان
محاولات لتجديد للبلاغة العربية /محمد الكتاني
الخلفيات الأيدلوجية في التراث البلاغي العربي/حمادي صمود
نشؤ البلاغة وتطورها في المغرب/رضوان بنشقرون
المجاز والإبداع/ احمد اعراب
الاستعارة عند السكاكي/محمد الولي
مجلة المسلم المعاصر:
العدد الافتتاحي نوفمبر 1974م:
هذه المجلة/جمال الدين عطية
خواطر حول أزمة العقل المسلم المعاصر/عبدالحليم محمد(/10)
السنة التشريعية وغير التشريعية/محمد سليم العوا.
نظرة عابرة على حقوق الإنسان الأساسية/المودودي.
في التفسير الإسلامي للتاريخ/عماد الدين خليل.
الخصائص الثابتة والخصائص المكتسبة للحركة الإسلامية/توفيق الطيب
رفع الملام.. أو الخلاف الرفيع/زين العابدين الركابي
منهاج هذه المجلة /محمود أبو السعود
أتوقع أن تكون هذه المجلة/فتحي عثمان
وجهة نظر في المجلة/محيى الدين عطية
المسلم في عالم الاقتصاد/محيى الدين عطية
دليل الباحث في الاقتصاد الإسلامي/محيى الدين عطية
البنك الإسلامي للتنمية
مهرجان العالم الإسلامي بلندن 1976
العددان 1 و 2 إبريل 1975:
ردود الفعل/جمال الدين عطية
في التفسير الإسلامي للتاريخ/عماد الدين خليل
تراث الفقه الإسلامي في النظم السياسية والإدارية/فتحي عثمان
الشريعة الإسلامية وسيادة القانون/مصطفى وصفي
الحوار نافذة من نور/عمر بهاء الدين الأميري
هل الإسلام اليوم بحاجة لمجلة جديدة/محفوظ عزام
نظرات في العدد الأول/ القرضاوي
أتوقع أن تكون هذه المجلة/عبدالحليم عويس
الإسلام يتحدى/زغلول النجار (نقد)
دليل الباحث في الاقتصاد الإسلامي/القرضاوي
ندوة الفاتيكان حول حقوق الإنسان الثقافية
الندوة الاسلاميةالعالمية
ندوة مشروع كتابة تاريخ العرب والإسلام
أخبار ثقافية
العدد 3
الثقافة والحضارة /عثمان أمين.
فلسفة التاريخ كما يبينها القرآن/يوسف كمال
الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد/القرضاوي
دراسة الإدارة العامة/عبدالفتاح الجلالي
مضمون الشعر الجاهلي وخطره/محمدالحسناوي
أدب الحوار / أحمد أبو المجد
مباحث لغوية/القرضاوي
نقد منهجي/صلاح عبدالمتعال
حول " اليسار الإسلامي "/فتحي عثمان
اجتهاد..ولكن؟/عبدالحليم عويس
نقاط التجاذب والخلاف في الفقه الاسلامي للمستشرق كولسون/جمال الدين عطية
دليل الباحث في الاقتصاد الإسلامي(3)/جمال عطية.
بنك دبي الإسلامي
صندوق التضامن الإسلامي
أخبار
العدد 4 ديسمبر 1975:(/11)
العمل الإسلامي في الإطار القانوني الحالي/جمال عطية
بين الاجتهاد والتقليد/ محمد سليم العوا
الفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد/القرضاوي
الاقتصاد في المذهبية الإسلامية/محمود أبو السعود
البعد الاجتماعي في مواقف الرسول/عمادالدين خليل
المسلم المعاصر..لماذا؟ والى أين؟/عبد الله أبوعزة
حول حدة الحركةالاسلامية/ محفوظ عزام
حول أزمة العقل المسلم المعاصر/عبدالحليم أبو شقة
على هامش العددين 1 و 2 / يوسف كمال
أزمتنا إيمانية/ يوسف كمال
ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم/عماد الدين خليل
توصيات الملتقى السابع للتعرف على الفكر الإسلامي
توصيات الملتقى الثامن للفكر الإسلامي
العدد 5 يناير1976:
العمل الإسلامي في المجال السياسي/جمال الدين عطية
ثقافة المسلم المعاصر بين الأصالة والتجديد/د.محمد كمال جعفر
الفتوى بين الماضي والحاضر(1)/القرضاوي
وسائل التربية الإيمانية/مقداد يالجن
النظام الاقتصادي الإسلامي/د.محمدعبدالمنعم
تعليق على مقالة مصطفى كمال/عبدالفتاح الجلالي
أزمة الفكر السياسي الإسلامي في العصر الحديث/فتحي عثمان
مؤتمر رسالة المسجد
المؤتمر السنوي الرابع لجمعية علماء الاجتماع المسلمين
المؤتمر الدولي عن الإسلام وباكستان وإيران ودول الخليج
مركز التوثيق والإعلام عن الإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية
أخبار
العدد 6 إبريل 1976:
موقف المجتهد من النصوص/جمال الدين عطية.
ضرورة إعادة كتابة العلوم من وجهة النظر الإسلامية/د.زغلول النجار
وسائل المعرف (1)/يوسف كمال
الفتوى بين الماضي والحاضر(2)/ القرضاوي
خصائص التربية الإسلامية/مقداد يالجن
حرب الألف واللام/د. مصطفى كمال
قضايا الدستور والديمقراطية في التفكير الإسلامي المعاصر/فتحي عثمان
هوامش على دفتر الفقه/عبدالحليم عويس
الصفحات الأخيرة من حضارتنا/عمادالدين خليل
دليل الباحث في الاقتصاد الإسلامي(4)
ندوة الحوار الإسلامي المسيحي
ندوة توحيد القوانين في الأقطار العربية(/12)
المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي
مؤتمر التضامن الإسلامي في مجالات العلم والتكنولوجيا
أخبار
العدد 7 يوليو1976
شروط المجتهد وأدوات المجتهد
منهج التجديد في الفلسفة الإسلامية/مقداد يالجن
حول التفسيرات الماركسية لظهور الإسلام/سعدمصلوح.
الرؤية الإسلامية والماركسية لمفهوم العدل الاجتماعي/عماد الدين خليل
منطق الإدارة في الثقافة الإسلامية/عبدالفتاح الجلالي
الخصائص المميزة للبنك الإسلامي للتنمية/محمدالشاوي
التفسير الروحي للتاريخ/د.مصطفى كمال
دليل الباحث في الدستور الإسلامي/جمال عطية
تجديد الفكر الديني في الإسلام(نقد)/محمدكمال
أخبار
العدد 8:أكتوبر76:
بين القانون والأخلاق/جمال عطية.
الأسس الفلسفيةللمذهب المادي/جعفرشيخ أدريس.
تدريس الدين بالصوت والصورة/أحمدنجيب.
نحو آفاق تربوية في عرض التاريخ الاسلامي على الشاشة الصغيرة/عما الدين خليل.
المعاملات المصرفية في إطار التشريع/أحمد النجار.
تطور أم تحول؟/يوسف كمال
تجديدالفكر العربي(نقد)/محمدكمال جعفر
دليل البحث في الشريعة الإسلامية باللغة الإنجليزية
العدد 9: يناير 1977:
الاجتهاد والإجماع كطرفي الديناميكية في الاسلام/اسماعيل الفاروقي.
المذهبية الاسلامية/محمود أبو السعود.
موقف ازاء التراث/عماد الدين خليل
ظاهرة الغلو في التكفير/القرضاوي
الأمن والتأمين: نظرة موضوعية /عيسى عبده
نظرة فاحصة في التغير الاجتماعي الاسلامي/عزت جرادات
تحت الضوء: قراءات وخواطر/ فتحي عثمان
ندوة التشريع الجنائي الإسلامي
الندوة العالمية للشباب الاسلامي
مؤتمر الفقه الإسلامي
أخبار
العدد 10 : ابريل 1977:
أبعاد العبادات في الاسلام/ اسماعيل الفاروقي
نحو نظرية اسلامية في الاعلام/ زين الدين الركابي
الإعلام الإسلامي في ضوء نظرية النظم/ سعيد عرفة
القرآن الكريم والمسألة الاجتماعية/ عمادالدين خليل
الفكرة الأخلاقية بين القانون والشريعة/ مصطفى كمال(/13)
في النظام السياسي للدولة الاسلامية/ محمد سليم العوا
المؤتمر العالمي للتعليم الإسلامي
بنك دبي الإسلامي
العدد 11 يوليو 1977:
نظرة إلى الإنجازات الإيجابية للحركة الإسلامية/جمال الدين عطية
نحن والغرب/اسماعيل الفاروقي
تاريخ تقنين الشريعة الاسلامية/جمال الدين عطية
قبل تقنين أحكام الشريعة الاسلامية/فتحي عثمان
آفاق الانبثاق الاسلامي لفلسفة الجمال والفن/محمد كمال جعفر
مؤشرات حول مشروع كتابة تاريخ العرب والاسلام/عماد الدين خليل
أزمة التعليم المعاصر وحلولها الاسلامية (1)/ زغلول النجار
لماذا عقدنا أبوة الادارة العلمية عالميا لابن تيمية/عبدالفتاح الجلالي
تاريخ التراث العربي لسزكين/أحمد كامل
بنك فيصل الاسلامي السوداني
أخبار
العدد 12 أكتوبر 1977:
مستقبل العمل الإسلامي/ جمال الدين عطية.
نحو صياغة اسلامية لعلم الاجتماع/محمد المبارك.
مسألة تقنين الشريعة الاسلامية من حيث المبدأ/جمال الدين عطية.
التصور الاسلامي للآنسان على أساس لفلسفة الاسلام التربوية/جعفر شيخ ادريس.
كيف يجب أن يعلم التاريخ في البلدان الاسلامية/حامد شاكر
أزمة التعليم المعاصر وحلولها الاسلامية (2)/ زغلول النجار
المسلمون وحق الانتماء السياسي/د. محمد رضا محرم
دليل الباحث في التربية الاسلامية/أبوبكر با قادر
بيت التمويل الكويتي
بنك فيصل الاسلامي المصري
العدد 29 يناير 1982
أفكار الآخرين / محمد رضا محرم
الحسبة : وظيفة إسلامية في حاجة إلى رؤية جديدة / عبدالحليم عويس
الإسلام والعلاج النفسي الواقعي / ظباء صديقي
الاتجاه المعاصر في التربية الإسلامية / ابراهيم القعيد.
مبادئ عامة في التقويم المحاسبي في الفكر الإسلامي/ شوقي إسماعيل.
وضع الموسيقى في العالم المسلم/ لمياء الفاروقي.
الإسلام والتنمية / عبدالمنعم محمد بدر.
الدهون في الأطعمة / أحمد حسين.
دليل الباحث في السنة النبوية / محيى الدين عطية
دليل القارئ إلى المجلات / محمد كمال.(/14)
العدد 30 إبريل 1982
أزمة الضمير الإسلامي وحقوق الإنسان المسلم/ عبدالحليم عويس
دعوة لرفض الاستسلام لمصادرنا التاريخية/ عماد الدين خليل
نموذج بديع الزمان النورسي للنهضة الإسلامية/ سليمان كورتر.
الأقليات المسلمة وحقوق الإنسان/ أبوبكر بلقادر
نحو نظام نقدي ومالي إسلامي / معبد الجارحي.
ملاحظات حول مقال " الإسلام في الزمان والمكان " للدكتور حسين آتاي/ نعمان السامرائي.
الإدارة في الإسلام / عبدالحميد بهجت.
بحث حول حقيقة " المأساة" / جاسر حتحوت.
المناضل المسلم في رواية " مواكب الأحرار "لنجيب الكيلاني / محمود حنفي.
الندوة الأولى : مجلة المسلم المعاصر بين الماضي والحاضر
العدد 37 نوفمبر 1983
المنطلق في التجديد/ حسين آتاي
الحرية والمسئولية في الفقه الإسلامي
الإعجاز القرآني والتقدم العلمي : رؤية معاصرة (2)/ محمد العفيفي
حركة المساواة بين الجنسين والحفاظ على التقاليد الإسلامية / لمياء الفاروق.
الزكاة: كيف ننصف في إنفاقها وفي توزيعها بين الفقراء/ محمد عبدالمنا.
دور البنوك الإسلامية في التنمية الاجتماعية / محمود الأنصاري
نقد الشعر الحديث : القاعدة والمنهج والواقع الإسلامي/ أحمد بسام
الحضارة قبل أن تولد: تعقيب على تعقيب/ عبدالحليم عويس
جند الله.. إلام ندعوهم/ محيى الدين عطية
تعقيب على نقد كتاب الدعوة الإسلامية/ عبدالبديع صقر
مجلة مركز بحوث السنة والسيرة/جامعة قطر:
العدد الأول 1404/1984:
مدخل للتعريف بالسنة/ د.يوسف القرضاوي
سيرة الرسول(ص) في تصورات الغربيين/ د.محمود حمدي زقزوق
الكمبيوتر.. حافظ عصرنا/ د.عبدالعظيم الديب
حديث الثقلين وفقهه/ د.علي السالوس
ترجمات المقدمات الفرنسية للمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي/ د.أحمد الطيب
نحو موسوعة للحديث النبوي/ د.القرضاوي
العدد الثاني: 1407/1987:
تجديد الدين في ضوء السنة/د. القرضاوي
السنة والتشريع/د.موسى لاشين
سيرة الرسول(ص)في تصورات الغربيين/د.زقزوق(/15)
جهود المحدثين في الدفاع عن العقيدة/د.محمدعبدالستار.
معجزة النبي (ص) في حب الصحابة له وبواعثه/عبدالمعز عبدالستار
التشريع من السنة وكيفية الاستنباط منها/د. علي محيى الدين القرة داغي.
علم الجرح والتعديل" أهميته وتاريخه وقواعده" /د. عاطف أحمد أمان.
الإمام الشوكاني/د. محمد الدسوقي.
دور الوقف في خدمة النص القرآني/د. إسماعيل الطحان
منظومات السيرة النبوية(1) حتى نهاية القرن الثامن الهجري/د.جلال شوقي.
العدد الثالث: 1408/1988:
الجانب التشريعي في السنة النبوية/د. القرضاوي.
منهج النقد عند المحدثين مقارنا بالميثودولجيا الغربية/د. أكرم العمري..
السنة المطهرة والتحديات/د.نورالدين عتر.
الفكر الاقتصادي عند عمر/د. محمد رواس قلعجي.
في الميراث: قضية بنت الأخ والعمة وبنت العم في ضوء القرآن والسنة /كمال أحمد عون.
سنة الرسول(ص) في القيادة وادارة الحرب/محمد محفوظ
السنة بيان الله تعالى على لسان رسوله (ص)/علي السالوس
مقدمة ابن الصلاح/د. محمد الدسوقي
العلاقات الإسلامية اليهودية في عصر الرسول (ص)/د. محمد نبيل غانم
الحياة الدينية في القرن الهجري الأول بين الواقع وما افترضه المستشرق جولد تسهير/د. محسن عبد الناظر
عوامل حفظ السنة في العصر النبوي/عاطف أمان
ليلة النصف من شعبان في ضوء السنة النبوية/د. علي المحمدي
السنة في مجال الدعوة والتوجيه/د. القرضاوي
العدد الرابع: 1409/1989:
أمتنا الإسلامية بين التفرق الممنوع والاختلاف المشروع: دراسة مقارنة في ضوء القرآن والسنة/د. القرضاوي
الرسالة المحمدية في المؤلفات الغربية/د. محمود زقزوق
غزوة الخندق والتنظيم الهندسي للدفاع عن المدينة/لواء محمد جمال الدين محفوظ
ابن قتيبة وكتابه تأويل مختلف الأحاديث/د. محمد الدسوقي
المحدثون وأهل الكلام/ د.محمد العمري
السنة النبوية المشرفة ونظرات في أدلتها/ د.يوسف عبدالمقصود
نقد الحديث بين سند النقل وحكم العقل / د.أمين القضاة(/16)
نظرات في الأحاديث الواردة في سترة المصلي وبيان ما جاءت به م، أحكام/ د.محمد قنديل
دلالة السنة على الأحكام وكيفية الاستنباط منها/ د.علي محيى الدين
المعجزات الحسية للنبي (ص) والرد على منكريها/ د.محمد نبيل
الكلمة القرآنية وأثرها في الدراسات اللغوية/ د.فضل عباس
ندوة حول موسوعة شاملة للحديث النبوي
حولية كلية الشريعة بجامعة قطر
العدد 1 (1980)
مسيرة أهدافنا آفاق تتحرك نحو الكمال/مدير الجامعة
مبادئ وقيم التعليم في ضوء السنة/ القرضاوي
المحراب/يحيى الجبوري
النفس عند ابن سينا/عبدالستار نصار
موقف القرطبي من الأحاديث التي ذكرها في تفسيره/القصبي زلط
الحسن البصري:حياته وصلته بالحكام/مصلح بيومي
بين الدعوة السلفية والدعوة الفولانية/حسن عبدالظاهر
مبدأ استقلال الإرادة بين الشريعة والقانون/أحمد حمد
الشورى: هل هي ملزمة أم معلمة/عبدالحميد الأنصاري
لماذا رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي/عبدالعظيم الديب
إفساد اليهود في الأرض كما جاء في القرآن والتوراة والإنجيل/محمد السنباطي.
الإمام أحمد والسند/علي محمد جماز.
العدد 4 ( 1985)
الحل الإسلامي بين الجمود والتطور /القرضاوي.
المال في القرآن والسنة /موسى لاشين.
الإمام الشيباني محدثا/محمد الدسوقي.
بحوث الفضاء في ضوء القرآن/محمد عبدالغني.
الإدغام بين النحاة والقراء/اسماعيل الطحان.
القرآن والعلم /عبدالستار نوير.
رمزية الألوان بين الأديان: اليهودية والإسلام/محمد كمال
أخلاقيات العلم وأزمة الحضارة الحديثة/عبدالفتاح بركة
الجانب المنطقي في فلسفة الغزالي/محمد عبدالستار.
الله والعالم بين الفلسفة والدين/عبدالمعطي بيومي.
الحوالة في الفقه الإسلامي/ محمد زكي عبدالبر.
الحدود في الإسلام : من فقه الجريمة والعقوبة/حسن عبدالظاهر.
الكفالة في ضوء الكتاب والسنة/علي السالوس.
القيمة وفائضها في الفكر الإسلامي /يوسف ابراهيم.
الفرائض الرحبية والفرائض السرجية/جلال شوقي.
العدد 5 (1987)(/17)
الغزالي بين مادحيه وناقديه/القرضاوي.
حول دلالات الإيمان في القرآن الكريم/محيى الدين بلتاجي.
حقوق الإنسان في الإسلام/جمال الدين عطية.
الأساس القرآني لنظرية الكمون عند النظام المعتزلي/محمد عبدالستار
بين القاعدة القانونية والقاعدة الخلقية/محمد سليم العوا
مشكلة الديون ومنهج الإسلام في علاجها/علي القره داغي.
التغيرات الصوتية في الوقف/اسماعيل الطحان
المثل العليا في الحياة الزوجية /موسى لاشين
كشف الأسرار عما خفي عن الأفكار لابن العماد/محمد كمال.
مدى ثبوت النسب من الصغير ومن في حكمه/علي المحمدي.
الأشكال المعاصرة للسوق وموقف الإسلام منها / يوسف ابراهيم
العقل عند الأصوليين/عبد العظيم الديب.
مناهج المجادلين المسلمين في نقد المسيحية/محمد حسانين
زواج القارب بين العلم والدين/السالوس.
الاستشراق والفقه الإسلامي/محمد الدسوقي.
الجهاد : أهدافه ومبادئه/صلاح الدين شلبي.
مجلة رسالة الخليج العربي(مكتب التربية العربي لدول الخليج – الرياض)
العدد 4 (1981)
اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم.
من منهج النبوة.
عملية نشر وتوصيل المستحدثات التربوية.
المؤتمر العام لوزراء التربية والتعليم.
المجلس التنفيذي.
أخبار تربوية.
رسائل جامعية.
العدد 5 (1982)
التربية البيئية في الدول العربية /غازي أبو شقرا.
التعلم وتحديات المستقبل (1).
علاقة التحصيل المدرسي ومهنة ولي الأمر/ابراهيم عبدالله.
نشاطات وأخبار.
رسائل جامعية.
العدد 6(1982)
التعليم والإعلام من أجل تربية أفضل/محمد الغنام.
اللغة الأجنبية تعليمها ودورها الحالي/يونس الأمين.
التعلم وتحديات المستقبل(2).
نشاطات وأخبار المكتب.
رسائل جامعية.
العدد السابع 1983
اتجاهات الغزو الثقافي في الخليج العربي والموقف المطلوب/نزار الحديثي.
مدى تأثير القيم العربية الإسلامية على برامج الأطفال في دول الخليج العربي/ فاروق الدسوقي
الإعلام والمؤسسة التعليمية / زكي الجابر.(/18)
الإعلام والرسالة التربوية/نور الدين عبدالجواد.
الإعلام الديني والتربية / عبدالعزيز كامل.
التعليم وتحديات المستقبل/جيمس بوتكن.
نشاطات وأخبار المكتب.
رسائل جامعية.
العدد 8 ( 1983)
الطفولة في منظور التربية العربية الإسلامية/نجم الدين علي
أزمة الثقافة العربية : المشكلة والحل/ حسني نصار
معادلة الدرجة الأولى عند علماء المسلمين/علي الدفاع
التعليم وتحديات المستقبل/جيمس و. بوتكن
سبل تطوير التربية البدنية/ عبدالجواد طه
نشاطات وأخبار المكتب
رسائل جامعية
العدد 10 (1983)
التعلم عند الخطيب البغدادي/حسن عبدالعال
علم الزلازل عند ابن سين/عدنان حمودي
دراسة مقارنة في العادات والاتجاهات الدراسية بين المتفوقين والعاديين والمتاخرين دراسيا/محمود عطا
عضو هيئة التدريس الجامعي : إعداده-ومسئولياته- ومشكلاته/صبحي عبدالحفيظ.
التعلم وتحديات المستقبل/جيمس وبوتكن.
دراسة عن التأمينات الاجتماعية ودورها في رعاية المسنين.
ندوة الرياضيات المعاصرة.
رسائل جامعية.
التعريف ببعض الكتب الحديثة.
قائمة بيلوغرافية بالمطبوعات الحديثة.
العدد 11 ( 1984)
الخبرات التعلمية في مناهج الدراسات الاجتماعية/جودت سعادة.
المكتبة الشاملة بالمدرسة الابتدائية ودورها في مجال تربية الطفل وثقافته.
أثر استخدام استراجيتيين للتفاعل اللفظي في تدريس الفيزياء/أحمد حليل.
التعلم وتحديات المستقبل.
نشاطات وأخبار المكتب.
رسائل جامعية.
العدد 12 ( 1984)
انه الجهاد م، أجل التربية/ علي التويجري.
معوقات البحث العلمي في الوطن العربي/محمد عبدالعليم.
المعلم في الفكر التربوي لابن جماعة/حسن عبدالعال.
الإعلام والمؤسسة التعليمية إشكالية الرسالة الإعلامية والمنهج المدرسي/زكي الجاسر.
العيارون والشطار وأثرهم في الدولة العباسية/توفيق اليوزبكي.
تطور الفكر الجيومورفولوجي في العصر الإسلامي الوسيط/حمودي عدنان.(/19)
طلائع الكفاح المراكشي ضد الحماية الإسبانية 1912-1919/محمد علي داهش
اللغة الأجنبية : دراسة لبعض العوامل المؤثرة على تعلمها/ يونس الأمين
نشاطات وأخبار المكتب
رسائل جامعية
العدد 13(1984)
من ملامح الفكر التربوي عند ابن الجوزي(تربية الطفل)/حسن عبدالعال
التربية والأمن الغذائي في دول مجلس التعاون الخليجي/محمدعبدالعليم.
المعلم العربي-مستوى الإعداد ومنزلة المهن عرض للواقع والمأمول/عبدالعزيز الجلال
دراسة عن التحاق الطلاب بكليات العلوم- نموذج من جامعة البترول والمعادن/ صبحي عبالحفيظ
اللؤلؤ في التراث العلمي الإسلامي/ حمودي عدنان
الجزيرة العربية والحيرة"دراسة في العلاقات السياسية قبل الإسلام"/خالد العسلي
الإسلام والتقنية الحديثة/أحمد العسال
العالم الثالث ومنطقة الخليج في القرن21/سعد الدين ابراهيم
مشروع إنشاء أكاديمية التعريب في جامعة الخليج/كمال القيسي
رسائل جامعية
العدد 14 (1985)
حتى لا تتعرض أمة للخطر/ علي التويجري
أثر التربية الإسلامية في الحد من الجريمة/حسن عبدالعال
العادات والاتجاهات الدراسية لدى مجموعة من الطلاب " دراسة في التوجيه والإرشاد الطلابي /محمود عطا
دراسة في التقويم والقياس التربوي/مهدي السامرائي
من الموهوبون ولماذا نرعاهم/محمود الجبوري
اللغة وبرامج التنمية/ابراهيم السامرائي
اللغة والحواس/يحيى عبدالرؤوف
طلائع الكفاح المراكشي ضد الحماية الإسبانية (2)/محمد داهش
العلاقات العراقية التركية في أثناء الحرب العالمية الثانية 1939-1945/عوني عبدالرحمن
نشاطات وأخبار المكتب
رسائل جامعية
مجلة معهد المخطوطات العربية
المجلد 17 ج1 مايو 1971
المخطوطات العربية في الخزانة الطلسية(2)/محمدأطلس
عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب لابن باديس/عبدالستار الحلوجي
فصل من كتاب الأدلة الرسمية في التعابى الحربية/محمود شيت خطاب
المكتبة التونسية وعنايتها بالمخطوط العربي/محمد عبدالقادر
نشاط المعهد(/20)
المجلد 17 ج 2 نوفمبر 1971
المخطوطات الجغرافية في المتحف البريطاني /عبدالله الغنيم
لحن العوام في ما يتعلق بعلم الكلام للسكوني/ عبدالقادر زمامه
مختصر المذكر والمؤنث للمفضل بن سلمة /رمضان عبدالتواب
شرح ديوان المتنبي لابن جني/ابراهيم السامرائي
تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون للصفدي/محمدعبدالغني
المجلد 18 ج 1 مايو 1972
المخطوطات العربية في المكتبة الوطنية بتونس/هلال ناجي
أربعون حديثا في الطب النبويبشرح البزال/عبدالله كنون
ثلاث أراجيز في رموز الجامع الصغير/محمد علوان
ضبط الشعر واقامة أوزانيه ومعانيه في المخطوطات التي لم تنشر/محمد عبدالغني
المكتبة الجزائرية وعنايتها بالكتاب العربي المخطوط/محمد أحمد
المجلد 18 ج2 نوفمبر 1972
المخطوطات في المكتبة الوطنية بتونس(1)/هلال ناجي
المخطوطات العربية في الخزانة الطلسية(4)/محمد طلس
بهجة النظر في نبلاء القرن 13 لمفتي دمشق محمود خمزة/محمد دهمان
شعر الشمردل اليربوعي/نوري القيسي
كتاب روض الأنس ونزهة النفس/عبدالقادر زمامة
المجلد 19 ج2 نوفمبر 1973
مؤلفات ابن سينا المخطوطة في تركيا/مقداد يالجن
التكملة والصلة والذيل للقاموس/عبدالقادر زمامه
فائت الفصيح لأبي عمر الزاهد/د. محمد عبدالقادر
ملاحطات على كتاب شرح القصائدالتسع المشهورات /أحمد الجنابي
المصون في الأدب للعسكري/ يوسف بكار
تقرير عن بعثة معهد المخطوطات الى السعودية/قاسم الحطاط
المجلد 20 ج1 مايو 1974
التحف من مخطوطات النجف/محمد الجلالي
رسالة في حروف العربية للرازي/رشيد العبيدي
مظاهر الرواية والمشافهة في أتصول آلف ليلة وليلة/محسن مهدي
غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات للازدي/محمد عبدالغني
تعليقات على تحقيق مخطوطة الفتح الوهبي على مشكلات المتنبي لابن جني/صفاء خلوصي
أنباء واراء
المجلد 20 ج2 نوفمبر1974
مخطوطات مكتبة المؤرخ محمد بن زبارة بصنعاء/عبدالله الحبشي(/21)
المقصور والممدودالمنسةب الى أبي عمر الزاهد/محمد المعيبد
كتاب المقصور والممدود لأبي علي القالي/ أحمد الهريدي
رسالة مكر النفس للحكيم الترمذي/عبدالفتاح بركة
تعقيب على نقد شرح القصائد التسع المشهورات/أحمد العمر
المجلد 21 ج 1 مايو 1975
تتمة نفائس المخطوطات في المكتبة الوطنية في تونس/هلال ناجي
المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي لابن جماعة(1)/محيى الدين رمضان
أفعول/ اسماعيل الأكوع
ضوء القبس المنير لرموز رجال الجامع الصغيرللحموي/محمد علوان
منظومة لابن حزم في قواعد فقه الظاهرية/محمد الكتاني
نشاط معهد المخطوطات
المعهد ينعي الاستاذ محمد رشاد عبدالمطلب
المجلد 21 ج 2 نوفمبر 1975
المخطوطات التي صورتها بعثة المعهد إلى إيران
المنهل الروي(2)
رسالة الطرد لابن أبي الطيب الباخرزي /محمد قاسم
كتاب العروض لابن جني/حسن شاذلي
نشاط المعهد
المجلد 23 ج 1 مايو 1977
المخطوطات التي صورتها بعثة المعهد الى السعودية
مدرسة الاسكندرية ومنهاج التعليم الطبي في أوائل العصر الوسيط/ألبير زكي.
التاريخ الكبير أو تاريخ الاسلام للذهبي/بشار عواد(2).
الرعاية لتجويد القرأن ( نقد)/محيى الدين رمضان.
نشاط معهد المخطوطات.
المجلد 23 ج 2 نوفمبر 1977
المخطوطات التي صورتها بعثة المعهد الى السعودية(2).
رسالة في شرح ما يكتب بالياء من الأسماء المقصورة والأفعال لابن درستويه/محمد المختون.
المختار من قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمورللرقيق القيرواني، اختيار المسعودي/ابراهين السامرائي.
أنباء وآراء.
نشاط معهد المخطوطات.
المجلد 24 ج2 نوفمبر 1978
المعهد يتلقى صور بعض المخطوطاتالعربية من الاتحاد السوفيتي.
كتاب يوم وليلة في اللغة والغريبلبي عمر الزاهد/محمد المعيبيد.
شعر عمر بن معد يكرب الزبيدي/محمد عبدالغني(نقد).
الافصاح في شرح أبيات مشكلة الاعرابللفارقي/سعيد الأفغاني.
أنباء وآراء.
نشاط معهد المخطوطات.
المجلد 25 ج 1 و2 1979(/22)
بعض المخطوطات الموجودة في مكتبةد.فريد حداد ببيروت
بعض المخطوطات العربية في دار الكتب الوطنية بصنعاء
ذم الخطأ في الشعر لابن فارس اللغوي/رمضان عبدالتواب
كتاب نظم الفصيح لابن أبي الحديد/محمد بدوي
رحلة ابن طوير الجنة الى الحجاز/عبدالقادر زمامة
حول بعض البحوث في تاريخ الطب العربي/سلمان قطايه
مخطوط الشهرستاني عن الجوهر الفرد/أحمد الدمرداش
مشروع مؤسسة سميثونيان الخاص بتاريخ الفلك/ديفيد كنج.
مروج الذهب ورياض الأدب لنافع بن الجوهري/محمد خفاجي.
المجلد 26 ج1 مايو 1980
تطور فهرسة المخطوطات في العراق/كوركيس عواد.
الصغاني، أبو الفضل رضى الدين/عبدالستار فراج.
الرسالة العرشية لابن سينا/ابراهيم هلال.
صحيفة عبدالله بن لهيعة/م. موراني.
مشاكلة الناس لزمانهم وما يغلب عليهم في كل عصر لليعقوبي/محمد كمال الدين.
لقاء بين شاعرين/سعيدة محمد رمضان.
المجلد26 ج 2 نوفمبر 1980
بعض مخطوطات مكتبة الأوقاف بطرابلس ليبيا/محمد الخولي.
ملاحظات حول تاليف خطط المقريزي/أيمن فؤاد سيد.
الأقوال القديمة في حكم النقل من الكتب القديمةللبقاعي/محمد الخولي.
ديوان السلطان الغوري/شعبان مرسي
المعهد ينعي الدكتور محمد مرسي الخولي
المجلد 27 ج1 يناير 1983
شعر عبدالله بن المبارك(1)/مجاهد مصطفى
العماني الراجز: حياته وما تبقى من شعره/حنا جميل
ملاحظات واستدراكات على ديوان الوزير ابن الزيات/يونس السامرائي
المستدرك على قسم شعراء مصر من "خريدة القصر وجريدة العصر"/هلال ناجي
أسلوب الرازي في تشخيص وتدبير الجدري والحصبة من خلال دراسته لرسالته " كتاب في الجدري والحصبة "/أحمد مضر.
المخطوطات العربية المحفوظة في مكتبة جامعة يوتا الأمريكية /عبدالجبار عبدالرحمن.
نقطة ضعف في تاريخ ابن حبان/عبدالله كنون.
: نهاية الأفكار ونزهة الأبصار " للأشبيلي البغدادي (جزء لم يطلع عليه المحققان)/ هيا الدوسري.(/23)
المحطوطان التي صورها المعهد من دار الكتب الوطنية بتونس.
قراءة في المجلد 26 من المجلة/ابراهيم السامرائي.
تقارير وأخبار.
المجلد 28 ج 1 يناير 1984
برنامج " صلة الخلف بموصول السلف"للردواني(ق3)/محمد حجي.
تثليث الزاوية في العصور الإسلامية/أحمد سعيدان.
رسالة كلمات الصوفية بين ابن سينا والسهروردي/حسن عاصي.
لغة ابن البطريق في ترجمة كتاب"الحيوان"لأرسطوطاليس/وديعة نجم.
الباقلاني ومعلقة امرئ القيس/سليمان الشطي.
وفادة الأعشى على الرسول(ص) أهي صحيحة؟/عبدالعزيز المانع.
ابن الجوزي ومقاماته المخطوطة( عرض وتحليل)/علي جميل.
مخطوطات الظاء والضاد في مكتبة المتحف العراقي ببغداد/طه محسن.
ملاحظات واستدراكات حول : شعر عبدالله بن المبارك/مجاهد مصطفى.
ملاحظات على تحقيق كتاب" غياث الأمم في التياث الظلم"/محمد الطويل.
مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود ( الرياض)
العدد 5 محرم 1412
جلب المصالح ودرء المفاسد في الشريعة الاسلامية/علي العمريني
تراجم أحاديث الأبواب/علي الزبن
دليل الطالب في حكم نظر الخاطب/مساعد الفالح
قراءة اقتصادية في كتاب الأسدي/شوقي دنيا
العقد الوسيم للأخفشي الصنعاني/صالح العمير
شعر أمية بن حرثان الكناني/عبدالله الجربوع
ابن الحكاك المكي : حياته وما تبقى من شعره/عبدالرزاق حسين
إقبال والعرب/سمير عبدالحميد
الحركة الإصلاحية الجزائرية والاستعمار الفرنسي/فهد السماري.
ابن خلدون ونشأة المدن/عبدالرزاق الزهراني.
أثر اعتناق الإسلام على التغيير الايجابي للاتجاهات لدى المساجين/صالح الصنيع.
دلالة النصوص الهامشية في المخطوطات المتداولة في منطقة نجدفي القرن الثالث عشر الهجري/يحيى ساعاتي.
تعليم التقنيات المتصلة بالحاسبات في أقسام المكتبات والمعلومات في المملكة/عجلان العجلان
العدد 6 محرم 1413
مناسك المرأة/صالح الحسن.
الأصول الشرعية للعلاقات بين المسلمين وغيرهم في المجتمعات غير المسلمة /محمد البيانوني.(/24)
تعريف المسؤولية المدنية بوصفها جانبا من الضمان في الفقه الاسلامي/محمد أبوسعد.
مدى فعالية الضمان الاجتماعي في الاقتصاد الاسلامي/د.بيلي العليمي.
شرح منظومة الألغاز النحوية للملا عصام الاسفراييني /علي البواب.
قصيدة عبيد الأبرص/فضل العماري.
إجابة الداعي وغوث المستنجد عند العرب حسب تصويرهما في الشعر القديم/محمد السديس.
جهود صلاح الدين في بناء الجبهة الاسلامية وتأسيس الدولة الايوبية حتى سنة 573هـ/ عبدالعزيز العبيدي.
الاتجاه الفكري لدعوة ابن تومرت/حمد السحيباني.
تاريخ عقوبة النفي منذ فجر الاسلام حتى قيام دولة بني العباس /غيثان علي جريس.
العدد 7 ربيع الآخر 1413
من قواعد النظام السياسي في الاسلام طاعة ولي الأمر/عبدالله الطريقي
تحرير المقال فيما تصح نسبته للمجتهد من الأقوال/عياضة السلمي
دعوة الإمام المغيلي العلمية والاصلاحية في السودان الغربي في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر الهجريين وأثرها في الرعاة والرعية وانتعاش الحركة العلمية في المنطقة/أبوبكر ميقا
رسالة في المصدر الميمي واسمي الزمان والمكانلابن الصبان/محمد العمروسي
الخؤولة عند العرب/عبدالرحمن الدباسي
من ملامح الرواية التاريخية عند باكثير: الثائر الأحمر..
وفشل المشروع القرمطي/حلمي القاعود.
المعلم ودوره في الاشراف على التربية العملية/ناصر الداود
دور برامج التوجيه والارشاد الطلابي في علاج مشكلة التأخر الدراسي لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية في السعودية/محمد الصائغ
أعمال المستشرقين مصدرا من مصادر المعلومات عن الاسلام والمسلمين/علي النملة
المسار الفكري للاستشراق/مازن مطبقاني
العدد 10 جمادى الآخرة 1414
عقد التوريد"دراسة شرعية"/عبدالله المطلق.
إقامة المسافر وسفر المقيم" الضوابط والمعايير الشرعية"/مساعد الفالح.
ابن تيمية محدثا/أحمد العليمي.
وجوه البيان في دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام/سميرة عدلي.
شعر حمزة بن بيض الحنفي/حمد الدخيل.(/25)
العصرانية في حياتنا الاجتماعية/عبدالرحمن الزنيدي.
معوقات تدريس العلوم في المرحلة المتوسطة في مدارس السعودية/راشد الكثيري.
الترجمة والتعريب" قائمة وراقية(ببليوجرافية) مختارة"/محمد عارف.
العدد 17 رجب 1417
ابن عادل وتفسيره اللباب في علم الكتاب/د.محمدالشايع.
حكومة داود وسليمان عليهما السلام "في الحرث"/د.فريدالسلمان.
كتاب ذيل طبقات الحنابلة- ملامح عقدية - /علي الشبل.
المرور بين يدي المصلي داخل المسجد الحرام/عبدالله الجبرين.
المنطق المجرد بين يديك/د.علي الدخيل الله.
هداية الحيران في كشف عوامل الجرجانيلابن سند النجدي/تحقيق:د. عبدالله أبو نظيفة.
الاتجاه الاسلامي في أدب شبلي النعماني/د. سمير عبدالحميد.
الوزير العالم العادل يحيى بن هبيرة الشيباني/د.مريزن عسيري
يوليا وفتح الأندلس/د.صالح السنيدي.
الدراسات القياسية للطلب على النقود في السعودية/د.سعد المبروك
العدد 19 جمادى الأولى 1418
السنة النبوية في القرن الرابع الهجري/د.أحمد الباتي.
مفهوم اللقب عند الأصوليين/د.أحمد العنقري.
الابتلاء في حياة المؤمن/د. أحمد الحليبي.
التحفة الوفية بمعاني حروف العربيةللصفاقسي/د.صالح العائد.
المحاورات النحوية في أمالي الزجاجي/د. زينب سباك.
جماليات القلب في البلاغة العربية/د.صالح الزهراني.
مظاهر الوعي في شعر الجهاد ضد الصليبيين/محمودابوالخير
السياسة والتنصير في شرق افريقيافي القرن13 هـ/د. محمد الخضيري.
العدد 20 رمضان 1418
تخصيص العلة الشرعية/د. عياض السلمي.
تدوين أصول الفقه/د. ابراهيم البراهيم.
احتجاجات ابن جني في كتابه "المحتسب" على أبي بكر أحمد بن مجاهد/د. ابراهيم الجندود.
الحكمة في شعر شوقي- الترابط بين القول والظرف/د.عبدرحمن السماعيل
العلاقات السياسية بين الدولة القراخانية والدولتين الغزنوية والسلجوقية/د.علي المحيميد
حركة الكاهنة في المغرب وموقفها من الفتح الاسلامي/د.محمد الملحم(/26)
اثر العوامل الاجتماعية في التنميةالاقتصادية مع التركيز على المنهج الاسلامي في التنمية/د. وجدي محمود
حول علم الحركة والتقويم من منظور اسلامي/احمد القرني
العدد 22 ربيع الآخر 1419
التنبيهات على التأويلات في كتاب المفردات للراغب الاصفهاني/محمد الخميس
جزء فيه أحاديث يحيى بن معين/عبدالله دمفو
القيمة الكمية والزمنية لصويت القلقلة في الأداء القرآني/ يحيى المباركي.
علم اللغة وتعليم اللغة الثانية/أحمد البيلي.
النظريات اللغوية والنفسية وتعليم اللغة العربية/عبدالعزيز العصيلي.
سمات الحكم الزنكي في عهد نور الدين محمود/ابراهيم المزيني.
التأصيل الإسلامي لعلم النفس/عبدالله الصبيح.
الخدمة الاجتماعية مع المصابين بأمراض مزمنة/راشد الباز.
العدد 23 رجب 1419
مذهب الماتريدية والأشعرية في رؤية رب البرية/محمد الخميس.
زوال ملك الواقف عن الوقف/ بندر السويلم.
فرض الكفاية وأحكامه عند الأصوليين/علي الضويحي.
المبهمات وخصائصها في النحو العربي/منيرة الحمد.
التطور الوزاري في مصر المملوكية/حمود النجيدي.
عوامل الضعف المعنوي عند مسلمي الأندلس في عهد الطوائف/حمد السحيباني.
دور الإدارة المدرسية نحو الخطة المدرسية في المدارس الحكومية بالرياض- دراسة ميدانية/فهد الحبيب.
مجلة أضواء الشريعة(جامعة الإمام بالرياض)
العدد التاسع 1398:
كمال الشريعة الإسلامية/عبدالعزيز السعيد.
درء الحدود بالشبهات/عبد الله الركبان.
متعة الطلاق في الفقه الإسلامي/محمد الصالح.
أصول الفقه وأهميته/د.طه العلواني.
لا يطل دم في الإسلام/علي عبدالواحد وافي.
في علم الهيئة عند المسلمين/د.عبد الله حجازي.
الشريعة ومفهوم التطور/محمد العروسي.
الأسس الفكرية والعلمية لنظام الاقتصاد في الإسلام/د.محمود بابللي.
خصائص المنهج الاسلامي في التعاون بين الولاة والرعية/د.عبدالرحمن عميرة.
منهج الإسلام في حل المنازعات بين الناس/محمد عبدالبر(/27)
حكم تزوج المسلم بغير المسلمة/صالح الأطرم
التبيان فيما يتعلق بليلة القدر وليلة النصف من شعبان/د. محمد السيد
أثر الإيمان والعبادات في مكافحة الجريمة/مناع القطان
في عالم الفكر
من أخبار الجامعة
عالم الكتب
العدد العاشر1399هـ :
رعاية المصلحة ودرء المفسدة/ عبدالعزيز السعيد
بحث أصولي في التعريف بعلم أصول الفقه/جابر العلوني
العمل بالمصلحة/عبدالعزيز الربيعة
بحوث في السنة/عبدالغني عبدالخالق
الربا /صالح الفوزان
العفو عن القصاص في النفس في الشريعة الإسلامي/عبد الله الركبان
الخطيب البغدادي بين المحدثين والفقهاء/د.الطحان
قضية التشريع في ضوء القرآن الكريم/ عبدالستارسعيد
هذا المجدد الأول فمن المجدد الأخير؟/محمدصدقي
الإسلام ونظام الحكم/عبدالمنعم عبدالرؤوف
فحص نقدي لمادة أخلاق في دائرة المعارف الإسلامية/د. أحمد عبدالرحمن
في عالم الفكر
من أخبار الجامعة
مجلة كلية اللغة العربية(جامعة الإمام بالرياض)
العدد التاسع 1399/1979:
مع أساليب القرآن الكريم/محمدعبدالخالق عضيمة
شرح الصفار لكتاب سيبويه/د.أمين السيد
المصطلح العلمي العربي:وسائله اللغوية وصياغته العربية/د. محمد عيد
من ملامح المنهج العلمي عن علماء العربية/عبد الله ربيع
صفحات محققة من كتاب " ذكر الفروق بين الأحرف الخمسة وهي: الظاء، الضاد ، الذال، الصاد، والسين/د.حمزة النشرتي
الجملة المعترضة:مواضعها ودلالتها/د.عوض الجهاوي.
فن الشعر بين الغاية والمفهوم/د.بدوي بطانة.
بين الأدب العربي والأدب الفارسي/د.درويش الجندي.
نظرية النظم عند عبدالقاهر الجرجاني وصلتها بقضية اللفظ والمعنى /د. سيد عبدالفتاح.
الخصومة البلاغية والنقدية في استعارة أبي تمام.
رأي في تطوير المنهج البلاغي القديم/فتحي عبدالقادر
الغزاوي الشاعر/د.ابراهيم الفوزان.
طرفة بن العبد/د.محمد الهاشمي.
صحيح الأخبار في بلاد العرب من الآثار لابن بلهيد/د.محمد بن سعد.(/28)
الشعر في الاحساء خلال القرنين 1150-1350هـ/د.عبد الله الحامد.
روضة الشعر:
زاهد/د.أحمد أنورعمر.
وقفات/محمد سعد.
كلمة حق/عبدالرحمن العشماوي.
خطط مقترحة لتنظيم خدمة المراجع بمكتبات الجامعات/د. أحمد أنور.
المواد التي استعملها المسلمون في الكتابة /محمدماهر.
الوظيفة الاتصالية بالمكتبة:دراسة ميدانيةللمكتبة في ضوء نظرية الاتصال /حسني الشيمي.
النظم القرآني في سورة الرعد/محمد الدبل.
الأصالة والزيادة في حروف الجر/محمد العقيل.
روائع التشبيهات في سورة البقرة/صالح السنيدي
العددان 13 و 14 /1403/1404:
أسلو بالاستثناء في القرآن الكريم/محمدعبدالخالق.
الظاءات في القرآن الكريم/د.علي البواب.
معجم القراءات القرآنية ( نقد وتقويم)/د.عبدالعزيز أحمد.
العربية الفصحى وتحديات العصر/رمضان عبدالتواب.
خبر قس بن ساعدة/د.محمد بدوي.
فهارس مسائل النحو والصرف في معاني القرآن للفراء/د. محمد عبدالخالق عضيمة
أسباب انصراف الطلاب عن أقسام اللغة العربية/د. محمد المفدى
حفظ النصوص الجيدة وأثره في ترسيخ الفصحى/عبد الله الختران
موقف الإسلام من الأدب عامة ومن الشعر خاصة/د. عبدالرحمن الباشا
الكلمة الهادفة في الأدب في ظل الإسلام/ د. درويش الجندي
د.محمد محمد حسين وصلته بالتراث/محمد بن سعد
فكرة الحياة والموت في الشعر الأموي/محمد الزير
الأخيلة والصور الفنية في شعر جنوبي الجزيرة العربية/د.أحمد الحكمي
التنازع على الشعراء في الخليج والجزيرة/د. عبدالرزاق الحاج
الموشحات نوع جديد من الشعر الأندلسي/د. عبدالعزيز العواد
في التفكير الفني عند ابن زيدون/د.محمد عويس
الحرمان والتحدي في حياة حسين القباني وأدبه/د. محمد الخفاجي
شعر خداش بن زهير/د.رضوان النجار
صحافة المجلات نشأتها وتطورها/د.عبدالقادر طاش
إخراج الصحف السعودية/د.عادل صيرفي
الكتابة للتلفزيون/د.محمد معوض
الإنسان بين نظريات الإعلام المعاصر/محمد حجاب(/29)
مقدمة رسالة الدكتوراة المقدمة من الباحث أحمد الحكمي
مقدمة رسالة الماجستير المقدمة من الباحث عبدالرحمن العشماوي
مقدمة رسالة الماجستير المقدمة من الباحث عبدالرحمن العمار
مقدمة رسالة الماجستير المقدمة من الباحث عبدالعزيز الغدير
تأبين الشيخ د.محمد عبدالخالق عضيمة(/30)
العنوان: فهرس المجلات والدوريات (القسم الخامس)
رقم المقالة: 163
صاحب المقالة: محمد مال الله
-----------------------------------------
مجلة تراثنا (مؤسسة آل البيت لاحياء التراث/ بيروت)
العدد 1 صيف 1405:
نحو برمجة تراثية هادفة.
أهل البيت في المكتبة العربية(1)/ الطباطبائي.
فرق الشيعة للنوبختي أم للأشعري؟/محمد رضا.
نظرات سريعة في فن التحقيق/ أسد مولوي.
نظرة في بعض النصوص التاريخية/حامد شاكر.
من ذخائر التراث.
كتب قيد التحقيق.
كتب محققة مطبوعة.
كتب أعيد طبعها محققة.
كتب ترى النور لأول مرة.
العدد 2 خريف 1406:
نظرات سريعة في فن التحقيق (2).
تطور الفقه عند الشيعة في القرنين 4 و 5/السبحاني.
كتب محققة مطبوعة.
أهل البيت في المكتبة العربية (2).
دليل المخطوطات (1)/أحمد الحسيني.
لمن هذه الكتب ؟ / جعفر العاملي.
أهل البيت في التراث الشعري(1).
كتب قيد التحقيق.
كلمة حول النوبختي وكتابه/محمد الروضاني.
صدر مؤخرا.
من ذخائر التراث:
تسمية من قتل مع الحسين من ولده وأهل بيته وشيعته للفضيل بن الزبير الكوفي.
رسالة نزهة الألباب في شرح حديث ابن طاب للقزويني.
العدد 3 شتاء 1406:
نظرات سريعة في فن التحقيق (3).
تطور الفقه عند الشيعة(2)/ أسد مولوي.
أهل البيت في المكتبة العربية (3).
دليل المخطوطات ( 2 )/ أحمد الحسيني.
المصطلح الرجالي: أسند عنه/ محمد رضا.
منظومة تقريب المنطق للشهرستاني.
كتاب قضاء حقوق المؤمنين للصوري.
م، أنباء التراث.
العدد 4 ربيع 1406:
نظرات سريعة في فن التحقيق (4).
أسباب نزول القرآن/ محمد رضا.
أهل البيت في المكتبة العربية (4).
دليل المخطوطات (3).
حامد جسين وكتابه العبقات / علي الميلاني.
ما ينبغي نشره من التراث.
وثائق تاريخية.
سر العالمين لمن ؟/ محمد الحائري.
من التراث الأدبي في الاحساء/ جعفر الهلالي.
تفسير سورة الإخلاص للأردوبادي.
الأرجوزة اللطيفة في علوم البلاغة للمشهدي.
من أنباء التراث.(/1)
العدد 5 / 1406:
حول تحقيق نهج البلاغة.
مقدمة في مصادر نهج البلاغة/حسن زاده.
المتبقى من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجري/الطباطبائي.
الرضي فقيها /رضا الأستادي.
أهل البيت في نهج البلاغة/علي الميبلاني.
ذكرى الرضي/أحمد الوائلي.
الرضي في ذكراه الألفية/جعفر الهلالي.
ما ينبغي نشره من التراث.
من رسائل الرضي.
المفاضلة بين الرضي والهروي/أحمد الحسيني.
الشاعر( الرضي) الطموح/محمد بحر العلوم.
الرضي والمرتضى كوكبان/جعفر السبحاني.
دفاع عن الرضي وعقيدته/محمد الأميني.
أكذوبتان حول الرضي/ جعفر العاملي.
أهل البيت في بعض شعر الرضي/د. حمودي.
من أنباء التراث.
العدد 6 محرم 1407:
نظرات سريعة في فن التحقيق ( 5 )
من المعجم الموسوعي لألفاظ القرآن الكريم(1).
موقف الشيعة من هجمات الخصوم/الطباطبائي.
نفس الأمر /حسن زاده.
كتب الصيد والذبائح عند الشيعة/برويز اذكائي.
رأي في تقسيم الكلمة/ مصطفى جمال الدين.
تانحقيق في نفي التحريف(1)/ علي الميلاني.
معجم الرموز والإشارات (1)/ محمد المامقاني.
إجازة البهائي للتنكابني/ محمد الحائري.
ما ينبغي نشره من التراث.
رسالة جواز العدول عن العمرة إلى الإفراد/الطباطبائي.
تخميس لامية العجم/أسد مولوي.
من أنباء التراث.
العدد 7 و 8 ربيع الثاني/رمضان1407:
نظرات سريعة في فن التحقيق(6).
ما تبقى من مخطوطات نهج البلاغة /الطباطبائي.
اللذة والألم من وجهة نظر ابن سينا الفلسفية والعرفانية/محمد تقي الجعفري.
باب : من لم يرو عن الأئمة" في رجال الطوسي/محمد رضا.
دليل المخطوطات(4).
معجم الرموز والإشارات(2).
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء/ جعفر الهلالي.
التحقيق في نفي التحريف(2).
ما ينبغي نشره من التراث (4).
تفسير ابن فارس (1)/د.هادي حمودي.
وصية الحلي لولده.
رسالة عدم مضايقة الفوائت لابن طاووس.
مسائل الفاضل المقداد وأجوبة الشهيد.
العدد 9 شوال 1407:(/2)
تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات/محمد رضا.
دليل المخطوطات: مكتبة الفيض المهدوي/أحمد الحسيني.
زيد بن ثابت والفضائل/جعفر العاملي.
التحقيق في نفي التحريف (3).
تفسير ابن فارس (2).
غديرية ابن علوان.
اللمعة الجلية في معرفة النية لابن فهد الحلي.
من أنباء التراث.
العدد 10محرم 1408:
ملاحظات حول ثقافة الرضي وآرائه الكلامية(1)/الجعفري.
أهل البيت في المكتبة العربية(5)/الطباطبائي.
تفسير ابن فارس (3).
التحقيق في نفي التحريف(4)
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء /جعفر الهلالي الإجازات عند الامامية/ محمد الحائري.
ترجمة الحسين ومقتله من طبقات ابن سعد/الطباطبائي.
العقود الاثنى عشرية في رثاء سادات البشر/بحر العلوم.
من أنباء التراث.
العدد 11 ربيع الثاني 1408:
أهل البيت في المكتبة العربية (6)/ الطباطبائي.
تفسير ابن فارس (4)/د.هادي حسن.
التحقيق في نفي التحريف(5)/ علي الميلاني.
من التراث المنسي في الاحساء/ جعفر الهلالي.
ترجمة الامام الحسن من طبقات ابن سعد/الطباطبائي.
الاثناعشرية الصومية للشيخ البهائي.
من أنباء التراث.
العدد 12 رجب 1408:
أهل البيت في رأي صاحب" الملل والنحل"/آذر شب.
ملاحم على غرار ملحمة/ جعفر الحائري.
ما ينبغي نشره من التراث (5)/الطباطبائي.
التحقيق في نفي التحريف(6)/ الميلاني.
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء/ الهلالي.
مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا.
الاثنا عشرية في الصلاة اليومية للبهائي.
رسالة في افتتاح الكلام ببسم الله تيمنا وتبركا للشهيد الثاني.
من أنباء التراث.
العدد 13 شوال 1408:
حول تحقيق كتاب " بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية "/علي الغريفي.
أبو السود الدؤلي ودوره في وضع النحو العربي/ هاشم الهاشمي
المفيد : دراسة في كتبه الكلامية/محمد الحائري.
التحقيق في نفي التحريف(7)/ الميلاني.
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء/ جعفر الهلالي.(/3)
رسالة نقض فتاوي الوهابية لكاشف الغطاء
رسالة في إعجاز سورة الكوثر للزمخشري.
من أنباء التراث.
العدد 14 محرم 1409:
كرامة الإسلام والمسلمين.
من أدب الدعاء في الإسلام/محمد الحسيني.
أهل البيت في المكتبة العربية(7)/الطباطبائي.
معجم ما كتب عن الزهراء/عبدالجبار الرفاعي.
التحقيق في نفي التحريف(8)/علي الميلاني.
من التراث الأدبي المكنسي في الاحساء/جعفر الهلالي.
النكت الخفية في النادرة الشريفية/محمد الحسيني.
كتاب " الليل والنهار " لابن فارس تحقيق الخفاف.
وصية نافعة للشهيد الثاني/رضا المختاري.
من أنباء التراث.
العدد 15ربيع الثاني 1409:
كلمة الإسلام.
التسميات.. طليعة المؤلفات في الحضارة الإسلامية/محمد رضا الحسيني.
أهل البيت في المكتبة العربية (8)/ الطباطبائي.
رأي في أصول النحو وصلته بأصول الفقه/مصطفى جمال الدين.
فقه القرآن في التراث الشيعي(1)/محمد الحائري.
مقتل أمير المؤمنين/أسامة آل جعفر.
مختصر" إثبات الرجعة" للفضل ابن شاذان.
من أنباء التراث.
العدد 16 رجب 1409:
أهل البيت في المكتبة العربية (9).
دراسة حول الخبر المتواتر/ هاشم الهاشمي.
فقه القرآن في التراث الشيعي(2)/محمد الحائري.
ما ينبغي نشره من التراث(6)/ الطباطبائي.
الحكايات- إملاء المفيد ورواية الرضي/محمد رضا
مصباح المبتدي وهداية المقتدي لابن فهد الحلي.
من أنباء التراث.
العدد 17 شوال 1409:
الكنية: حقيقتها، وميزاتها ، وأثرها في الحضارة والعلوم الإسلامية/ محمد الحسيني
أهل البيت في المكتبة العربية (10)/ الطباطبائي.
فقه القرآن في التراث الشيعي (3)/محمد الحائري.
معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية ردا على الدعوة الوهابية/عبد الله محمد علي.
تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات(2)/محمد رضا الحسيني.
رسالة في شرح " الدنيا مزرعة الآخرة" للشهيد الثاني.
من أنباء التراث.
العدد 18 محرم 1410:
التنوين : أقسامه وأحكامه/حسن الحسيني.(/4)
تحقيق النصوص (3)/ محمد رضا.
أهل البيت في المكتبة العربية(11).
فقه القرآن في التراث الشيعي(4)/محمد الحائري.
تعريف بمصادر الإمامة (1)/ عبدالجبار الرفاعي
رسالة " زهرة الرياض" لابن طاووس.
من أنباء التراث.
العدد 19ربيع الثاني 1410:
مقولة" جسم لا كالأجسام" بين موقف هشام بن الحكم ومواقف سائر أهل الكلام/محمد رضا.
أهل البيت في المكتبة العربية (12)/ الطباطبائي.
فقه القرآن في التراث الشيعي(2)/محمد الحائري.
تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي(2)/الرفاعي.
رسالة" القول المبين عن وجوب مسح الرجلين"للكراجكي.
من أنباء التراث.
العدد 20 رجب 1410:
حديث الاقتداء/ علي الميلاني.
أهل البيت في المكتبة العربية (13).
دليل المخطوطات(4): مكتبة الرجاني المغزي.
تعريف بمصادر الإمامة (3).
المقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى للكفعمي
من أنباء التراث.
العدد 21 شوال 1410:
الغدير عبر التاريخ والتراث.
الغدير في حديث العترة/محمد جواد
حديث الغدير : التبليغ الأخير لإمامة أمير المؤمنين/الميلاني
الغدير في ظل التهديدات الإلهية للمعارضة/جعفر العاملي
الغدير في التراث الإسلامي /الطباطبائي
الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي(4)
تحقيق حول كتاب " حديث الشورى "/محمد الشيرازي
غديرية الحر العاملي
الإعلام بحقيقة إسلام أمير المؤمنين للكراجكي
دليل النص بخبر الغدير للكراجكي
العدد 22محرم 1411:
السنة النبوية الشريفة وموقف الحكام منها في القرن الهجري الأول تدوينا وكتابة ونقلا وتداولا/محمد رضا
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء/جعفر الهلالي
فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية : مشهد(1)/محمودفاضل
تعريف بمصادر الإمامة (5)
الاسطنبولية في الواجبات العينية للشهيد الثاني
العدد 23 ربيع الثاني 1411:
حديث خطبة علي لابنة أبي جهل /الميلاني
من التراث الأدبي المنسي في الاحساء/ الهلالي
أهل البيت في المكتبة العربية (14)(/5)
فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية (2)
تعريف بمصادر الإمامة (6)
تخميس قصيدة البردة للأعرجي
من أنباء التراث.
العدد 24رجب 1411:
استخلاف النبي أبابكر في الصلاة واقتداؤه به فيها/علي الميلاني
أهل البيت في المكتبة العربية (15)/ الطباطبائي.
فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية بمشهد(3)/محمود فاضل.
تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي(7)/الرفاعي.
من التراث المنسي في الاحساء/جعفر الهلالي.
المنتقى النفيس من درر القواميس/محمد الجلالي.
من أنباء التراث.
العدد 25 شوال 1411:
غدير خم /عبدالهادي الفضلي.
أحاديث تحريم المتعة/ الميلاني.
أهل البيت في المكتبة العربية (16).
دليل المخطوطات /محمود فاضل.
تعريف بمصادر الإمامة (8).
من ذخائر التراث.
من أنباء التراث.
العدد 43/44 رجب 1416
وداعاً أيها الراحل.
تطبيق المعايير العلمية لنقد الحديث على أحاديث المهدي/ثامر هاشم.
نقض رسالة ( الحبل الوثيق في نصرة الصدّيق ) للسيوطي /حسن الحسيني.
تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات(5)/علي الميلاني.
أساس نظام الحكم في الاسلام : بين الواقع والتشريع (2)/صائب عبدالحميد.
احياء التراث : لمحة تاريخية سريعة حول تحقيق التراث ونشره وإسهام ايران في ذلك/عبدالجبار الرفاعي.
أحمد الصفار / هاشم الشخص.
مصطلحات نحوية (4)/ علي حسن.
مكتبة الكراجكي.
جهة القبلة /بهاء الدين العاملي.
من أنباء التراث.
العدد 45/46
الغزو الثقافي.
تشييد المراجعات (6)/ الميلاني.
تاريخ السنة النبوية /صائب عبدالحميد.
الأرائج المسكية في تفضيل البضعة الزكية/حسن الشيرازي.
مصطلحات نحوية (6)/ علي حسن مطر.
الولاء الحسيني في شعر ابن نما الحلي/فارس حسون.
الأربعون حديثاً للراوندي.
محاسبة الملائكة الكرام لابن طاووس.
من أنباء التراث.
العدد 47/48 رجب 1417
التشيع والوسطية الاسلامية / صائب عبدالحميد.
تشييد المراجعات (7)/ الميلاني.
تاريخ الحديث وعلومه /ثامر هاشم.(/6)
إقناع الرافض لجواز عطف الظاهر على الضمير المخفوض من دون اعادة الخافض/حسن الشيرازي.
مصطلحات نحوية / علي حسن.
نهاية الاقدام في وجوب المسخ على الأقدام للشهيد الثالث.
من أنباء التراث.
العدد 49 محرم 1418
الكونية الحضارية ( رسالة الانترنيت ).
تشييد المراجعات (8)/ الميلاني.
الأبادة لحكم الوضع على حديث " ذكر علي عبادة "/ حسن الشيرازي.
فهرس محطوطات مكتبة القانيني (1)/علي القانيني.
مصطلحات نحوية (7)/ علي حسن مطر.
التعريف بوجوب حق الوالدين للكراجكي.
من أنباء التراث.
العدد 50/51 ربيع الآخر 1418
تشييد المراجعات (9)/الميلاني.
الحديث المرسل بين الرد والقبول /ثامر هاشم.
النصال الخارقة لنحور المارقة /حسن الشيرازي.
معجم شواهد التفسير(1)/أسعد الطيب.
فهرس مخطوطات مكتبة القانيني(2)/ علي القانيني.
مصطلحات نحوية (8)/ علي حسن مطر.
وصية الكاظم لهشام بن الحكم.
من أنباء التراث.
العدد 52 شوال 1418
تشييد المراجعات (10) / الميلاني.
دور الطوسي في علوم الشريعة (1)/ ثامر هاشم.
إتمام النعمة بتصحيح حديث " علي باب الحكمة "/ حسن الشيرازي
فهرس مخطوطات مكتبة القانيني (3).
مصطلحات نحوية (9)/ علي حسن مطر.
تنزيه القميين لأبي الحسن الفتوني العاملي.
من أنباء التراث.
العدد 53/54 محرم 1419
الحداثة والتراث.
تشييد المراجعات (11)/ الميلاني.
الروض الفسيح في بيان الفرق بين المهدي والمسيح/محمد باقر
السنة بعد الرسول (ص)(1) /علي الشهرستاني.
أحسن الفوائد في أحوال المساجد/محمد جواد.
دور الطوسي في علوم الشريعة/ثامر هاشم.
فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين(1)/الطباطبائي
مصطلحات نحوية (10)/علي حسن مطر.
رسالة في تحقيق حال أبان بن عثمان للشفتي.
من أنباء التراث.
العدد 55/56 رجب 1419
تشييد المراجعات (12)/ الميلاني.
السنة بعد الرسول (ص) (2) /
دور الطوسي(3)/ ثامر هاشم.
معجم مؤرخي الشيعة(1)/صائب عبدالحميد.(/7)
فهرس مخطوطاتمكتبة أمير المؤمنين (2)
مصطلحات نحوية (11)
نبذه الباغي لابن فهد الحلي.
من أنباء التراث.
العدد 57 محرم 1420
التراث والوسائل التقنية الحديثة.
تشييد المراجعات (13)/ الميلاني.
عدالة الصحابة (1)/ محمد السند.
السنة بعد الرسول (ص) (3)/علي الشهرستاني.
دور الطوسي (4)/ثامر هاشم
معجم مؤرخي الشيعة ( 2)/ صائب عبدالحميد
دليل المخطوطات (5)/ احمد الحسيني
فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين (3)
مصطلحات نحوية (12) / علي حسن مطر
رسالة في شرح حديث : محبنا أهل البيت يُكفّر الذنوب /علي البحراني
من أنباء التراث
مجلة الواحة( ثقافية تراثية فصلية)
العدد 1
هذه الواحة.
استقرار آل بو عينين في قصر الصبيح عام 1909( مولد الجبيل الحديثة )
أول مسح طوبوغرافي لرأس تنورة ، جزيرة أبو علي
وقعة الشربة وحصار القطيف عام 1908
رسائل النبي (ص) الى أهل البحرين.
العتبة الشرقية لشبه الجزيرة العربية.
التبشير والتطبيب في مذكرات المبشرة الأمريكية شريفة.
مقتطفات عن الأمراض الوبائية ( حول السجل الصحي للمنطقة الشرقية )
معلومات عامة عن القطيف عام 1902( تقرير المعتمد البريطاني المساعد في البحرين )
تجارة السلوق واللؤلؤ- فصول من تاريخ العلاقات التجارية الهندية مع القطيف.
تقرير عسكري بريطاني عن الجزيرة العربية – 1904
أربعة تقارير حول الأوزان والمقاييس والعملات المستخدمة قديماً في الإحساء والقطيف.
النقد الذاتي وسلطة العوام.
الدولة في عصر الغيبة بين النفي والنيابة العامة ( خلاف القطيفي والكركي بين الفقه والسياسة )
رسالة في وجوب جهاد الطليان وتحرير ليبيا.
القطيف تكرم شيخ شعرائها أحمد الكوفي.
قراءة في تجربة الشاعر عبدالوهاب أبو زيد.
اللعب فوق جثث الأموات.
عاشق البحر.
ماض حلو ، وحاضر مخلل ، بإنتظار المستقبل.
الحفاظ على الجينات الحيوانية المحلية : ضرورة قصوى ومهمة وطنية.
صائد الوهم.
مناجاة.
مرثية النخيل.
العدد 3
معركة الأمن.(/8)
الى المحرر.
الواحة: مجلة منافسة بإنتظار الأعداد القادمة.
تجارة السلوق واللؤلؤ.
أضواء على ملف ( وقعة الشربة ).
القطيف : لقطات من التاريخ عن الحياة والسكان.
الأوضاع الداخلية في الأحساء والقطيف 1872-1904
الزارة : تاريخ مدينة.
الصراع على شبه جزيرة قطر بين العثمانيين والبريطانيين : السيادة والحدود الجغرافية.
صراع السيادة على ( العديد ).
الشعر المهاجر من الخليج الى الهند.
بنو خالد: مطالعة في نسبهم وبداية إستقرارهم في منطقة القطيف
علي الخنيزي ومنهجية الحوار الاسلامي.
أصالة النظام السياسي.. رؤية الدولة في عصر الغيبة.
نحو منهجية تربوية.
حول قراءة التراث.
لماذا تغلب التلفزيون على الصحافة المكتوبة وما هي آثار ذلك؟
التاريخ الذي يُعيد نفسه.. التاريخ الذي نفهمه
دعونا نبتسم.
حول الآثار التاريخية في جزيرة تاروت.
الزحف العمراني على المناطق البحرية.
الشعر ، الموهبة ، والرسالة.
حين يودع الفارس.
أبو البحر الخطي.
في دائرة الضوء.
إصدارات.
الحركة التشكيلية في المنطقة الشرقية.
حول الحركة التشكيلية النسائية : الإطلالة الجديدة لفنانات القطيف
للشعر كلمة.
الصحة النفسية بين الفرد والمجتمع.
الأثر الاجتماعي للموسيقي" زرياب " في الأندلس.
بعد منال.
المعرض الشخصي للفنان كمال المعلم.
السور.
قصة قصيرة : مثقف مزيف.
قصة قصيرة : البحث عن قطعة حلوى.
قصيدتان.
الجبيل بين عهدين.
الى الغري
الراحلون من الأكفّ الى الشفاه.
موعد مع مادلين.
حشاشة مهجتي سكناها.
طماح ورباح.
غربة ابن رمضان الأحسائي وتشوقه الى هجر.
حتى لا يصرعنا الجهل.
العدد 5
دعوة للمراجعة.
الى المحرر.
أول موسوعة عربية عالمية.
ساحل القرصنة في القطيف.
القصيدة التي حررت الاحساء.
التراث بين التدوين والتفسير.
الاحساء والقطيف في وثائق مصرية
ذكريات من ماضي القطيف
السوسة القاتلة
الحس الوحدوي في شرق الجزيرة العربية
اللهجات المحلية.. جذورها التاريخية والمجتمعية(/9)
اللهجات المحلية : اللهجة القطيفية مثالاً
تراثنا بين الجناية والعناية
الهفوف حاضرة الاحساء
كتابات الرحالة والمبعوثين عن منطقة الخليج عبر العصور
مخطوطات الواحة
النوم في الماء
عروس الخليج
مناجاة
قيثارتي
حديث مع نخلة
قانا.
إيما موسفتش.
شعراء الموال في جزيرة تاروت.
المصلحة العليا أولاً.
العدد 6
قيمة التسامح في السلم المجتمعي.
الى المحرر.
ساحل القرصنة في القطيف.
القرامطة ودورهم في التغيّر الديمغرافي في المنطقة.
المرأة في القطيف بين عصرين.
الأسرة في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة الشرقية
العمارة السكنية في القطيف.
المكتبات الأهلية القديمة في الاحساء.
المكتبات الأهلية القديمة في القطيف.
مجتمع النخلة.
التعليم القديم في منطقة القطيف.
من واحة العطاء.
يقظان في الشعر السعودي.
حقائق الفن.
وبقيت أشعل الأنوار.
الرمزية والحداثة.
فرح الموت.
أتمم جميلك في تدبّر أمرها
على مفرق الدرب
سيدي البحر عفوك
الألعاب الشعبية في القطيف
حول التنمية الثقافية الأهلية
مفهوم المثقف وإشكالية الذات المثقفة
رسالة في صلاة الجمعة
كيف يتحد المسلمون ؟
لقاء مع الماضي
عقلنة التراث
العدد 7
وعينا التراثي وتحدي الهوية
الى المحرر
ساحل القرصنة في القطيف
مرة أخرى.. آل بو عينين من الخوالد
معجم البابطين إعجاب وعتاب
مظاهر التغيير في الأسرة في المنطقة الشرقية
التعليم وإتجاهات التنمية
الحياة العلمية في القطيف
إرهاصات حركة تشكيلية جديدة
واحة النخيل
إقليم الخليج عبر العصور ( ندوة )
الدولة القرمطية في البحرين
قرامطة البحرين والخلافة الفاطمية في مصر
دفاع عن أبي البحر
في ليلة الذكرى ( قصيدة)
ملاحظات نقدية على الواقع الاجتماعي
نافذة لغوية ( قصيدة )
دموع على الفجر ( قصيدة )
تحديات المستقبل
الى وطني ( قصيدة )
درس في علم المنافي ( قصيدة )
أغنية للوطن ( قصيدة )
ابراهيم القطيفي وعصره
السراج الوهاج في دفع عجاج قاطعة اللجاج(/10)
هلا تعلمنا ثقافة الاسئلة ؟
العدد 8
الجنادرية.. نحو كرنفالية وطنية
الى المحرر.
ساحل القرصنة في القطيف.
الحملة التركية على نجد والحجاز.
محطات من تاريخ القرامطة.
يوسف أبو ذئب وقصائد منسية.
علي بن أبو السعود.
تجارة الحجاز في صدر الاسلام.
المخطوطات الاسلامية وسبل المحافظة عليها.
التراث والموروث الشعبي في الخليج العربي.
الأوضاع الصحية في منطقة القطيف.
المقاومة الخليجية ضد التنصير.
الإبداع الفكري الاسلامي محاولة للرصد والتوثيق.
رؤية في الحوار الثقافي.
( المسكين ) شاعر يبحث عن نفسة.
منهجية تحقيق كتاب أنوار البدرين.
لمحات من خيوط الحياة الأدبية في القطيف.
يأس.
العيش الحساوي.
مدخل الى تاريخ الاحساء الثقافي.
الانتماء الى مجتمع التعاون.
نقد الخطاب التربوي
الانعكاسات السلبية للتغيرات الأُسرية
العشق والعشقية.
الى أرملة.
البحث عن قدح.
الحبوة.
إصدارات
وعي المستقبل
العدد 9
مسيرة المجتمع الواعي
الحملة التركية على نجد والاحساء
تفاصيل أخرى عن الحملة العسكرية التركية على نجد
ساحل القرصنة في القطيف
الخلاف حول ملكية جزيرة ( زخنونية )
قضايا حليجية في الوثائق العربية البريطانية
الحركات الوكنية في العصر البرتغالي
الوقف والموقوف عليه من زاوية فقهية واجتماعية واقعية
إدارة الوقف والحاجة للتطوير.
الوقف في القطيف وأثره في حياتها.
وقف الرامس نموذج يُحتذى في الأوقاف الاجتماعية.
هكذا كان قدر هذا الخليج العربي.
الشعر عند الأمير مقرن الجبوري.
قراءة إنطباعية في قصيدة.
وحيدة.
الأرض ومن أنبتت.
الإشاعة بين الذات والموضوعية.
أهمية العمل التطوعي.
شبابنا : الهوية والدور.
تكيّف القرويين المهاجرين الى المدينة.
الأمثال الشعبية في المنطقة.
الحياة الاجتماعية في تاروت
حسن الخنيزي
هل هؤلاء أميون ؟.
الأقلام المهاجرة.
العددين 10 – 11
الواحة معاناة وإصرار.
الى المحرر.
الحملة التركية على نجد والإحساء.
أحمد حسين السنان(/11)
تعاظم القوة العسكريةوالبحرية التركية في الخليج
المغاليث.. أسرة الشعراء في الاحساء
معلومات وثائقية متفرقة عن شرق الجزيرة العربية.
وقعهة الظهران.
الوضع القانوني للأحسائيين والقطيفيين والنجديين في البحرين.
الأمير عبدالله بن بن جلوي ودوره في تأسيس الدولة السعودية الثالثة
الجهود والمصادر الأثرية للمنطقة الشرقية.
فنون يدوية في بطن كهوف.
شاعران معموران من القطيف.
الجديد في قضية ابن المقرب العيوني.
الفقهاء والواقع التاريخي.. محنة السياسة في الفكر الاسلامي.
مسألة الوحدة والتعدد في الواقع الإسلامي.
نماذج من القضايا الإشكالية في الفقه السياسي.
ملاحظات على واقع حياتنا المعاصر.
عُذراُ.. الشعر رؤية منهجية لمستقبل الأمة.
كنوز من تراثنا الأدبي.
والأنف يعشق.
مجلة الأمة ( قطر )
العدد 1 نوفمبر 1980
بين يدي القرن الخامس عشر الهجري
وجهة العالم الاسلامي في القرن 15/عمادالدين خليل
هذه الأمة لن تموت/ القرضاوي
القرن 15: بشائر وبصائر/ عمر عبيد
مكة المكرمة / اسماعيل الكيلاني
المسلمون والتحديات التي يواجهونها في جنوب أفريقيا( حوار مع أحمد ديدات )
على طريق الله في مطالع القرن15/أنور الجندي
العلمانية وتطبيقها في الإسلام / محمد البهي
مستقبل القدرة العسكرية في العالم الإسلامي /محمد جمال الدين
قرن هجري جديد.. وفترة تمزق يعيشها العالم الإسلامي / بدر محمد بدر
الكلمة من مواثيق الله وحديث عن الشعر والنثر/حسن عبدالظاهر
من آيات الله في الحياة والكون/عدنان السبيعي
الخمر والإدمان الكحولي مشكلة العصر الخطيرة/ نبيل صبحي
جامعة قطر ( استطلاع )
عالم الطير / نبيه عبد ربه
الإسلام بين المد والجزر / محمد السمان
الهجرة النبوية معناها وأهدافها/ نبيه عبد ربه
محمد(ص) في الكتاب المقدس /عبدالأحد داود
العدد 3 يناير 1981
الإسلام وحقوق الإنسان.
الأمة في القرآن/ مناع القطان.
سارتر وأمراض العصر/ نجيب الكيلاني.(/12)
الفلسفة التربوية للناسخ والمنسوخ/عدنان زرزور
خطر الإنشقاق بين الدين والعلم/ابراهام ماسلو
دور التعليم الإسلامي في حضارتنا/أكرم العمري
الحوار المسيحي الإسلامي / عبدالله كنون
سمت العلماء في الأندلس وعنايتهم بجمع الكتب /عبدالرحمن الحجي
وقفة للتواصي في ذكرى المولد/عمر عبيد
دار الكتب القطرية (استطلاع )
عالم الأحياء
فاعلية الأمة الإسلامية/ عبدالعظيم بسيوني
قضية التقدم العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر/ زغلول النجار
الفوائد المكتشفة حديثا في الإرضاع الطبيعي / نبيه غبرة
من اتجاهات الشعر الحديث / عبدالعزيز تركي
هل مبدأ الأغلبية مبدأ إسلامي أصيل ؟ / عبدالحميد الأنصاري
نشر الدعوة الإسلامية / فتحي يكن
مقام العقل بين الجاهلية والإسلام/ يوسف العظم
المسلمون في الفليبين: المأساة والتاريخ/ عبدالعظيم الديب
بطلان نكاح المتعة/عبدالله بن زيد المحمود
المرأة بين تصورين/أم إياد
العدد 4فبراير 1981
مؤتمر القمة الإسلامي الثالث والتحديات
المبتعثون إلى الغرب/عماد الدين خليل
الجندي الجريح( شعر ) / عدنان النحوي
الفتنة أشد من القتل /محمد الزحيلي
الأمة في القرآن/ مناع القطان
أسباب التخلّف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر /زغلول النجار
الفكر الإسلامي إلى أين ؟ / محمد السمان
خُلِق من ماء دافق/عبدالعزيز بغاغو
حرب في إفغانستان أم حرب على الإسلام/نبيه عبد ربه
سيف الدين قطز / معالي حموده.
أسطورة تجسّد الإله في المسيح /جون هِك.
الشاعر الذي نريد/ أحمد محمد الصديق.
الثروة التي لم نكتشفها بعد
دور الصحافة الإسلامية في العصر الحديث /جمعة الخولي
أين المرأة المسلمة /آيات محمد
رسائل إلى إبنتي /كريمان حمزة
الهجمة التبشيرية الإستعماريةعلى السودان
حتى في اليونان : المسلمون مُضطهدون ولكن لا تعلمون
العقيدة العسكرية الإسلامية /محمد جمال الدين محفوظ
حروب حتى الممات في عالم النبات
شؤون المسلمين في العالم(/13)
من مفكرة القرن الرابع عشر الهجري
العدد 6 إبريل 1981
خطوات في الطريق إلى المجتمع الإسلامي
حول أزمة الفكر العربي المعاصر/نجيب الكيلاني
التقدم العلمي والتقني في العالم الإسلامي : مقوماته ووسائله/زغلول النجار
القاعدة المنهجية بنهضتنا الإسلامية الشاملة /رمضان لاوند
جامعة أم درمان الإسلامية ( إستطلاع )
الأمة الإسلامية وتركيبها الدستوري /مصطفى كمال
المعونات الأمريكية والسوفيتية( عرض كتاب )
ظاهرة التكامل في نظام الإسلام/القرضاوي
رسائل إلى ابنتي/كريمان حمزة
تلمس أحاسيس النفس أسلوب من أساليب الدعوة/محمد الشويعر
الاستعمار الثقافي والطريق إلى التحرر منه/بدر محمد
الجار وحقوقه في الإسلام /محمد الصباغ
في عالم البحار
محاربة الاستعمار للإسلام في السنغال/عبدالقادر سيلا
جماعة النور بتركيا / فتحي يكن
تحليل نوعي وكمّي لغزوات الرسول (ص)
العبرية والعربية /اسماعيل الكيلاني
العدد 10 أغسطس 1981
هل طال علينا الأمد فقست قلوبنا؟
نحو وعي إسلامي رشيد(2)/ القرضاوي
نظرة عامة في الفقه والتشريع/مصطفى الزرقاء
إطلالة على قلعة الناصر صلاح الدين /سليمان سيد
دروس من بولندا المغلوب على أمرها /أحمد سليمان
أضواء على دعوة تحديد النسل/ نبيل صبحي
الغزو الثقافي.. الصورة الجديدةللإستعمار/عبدالقادر طاش
الفن الإسلامي واضحة بصماته على الفن الأوروبي/أحمد حامد
ساعات الحيوان/توفيق القيسي
شاهد التاريخ / عماد الدين خليل
هذا ما فعلوه.. فماذا فعلنا/عبدالمنعم النمر
المواجهة مع الفكر الغربي الوافد/أنور الجندي
مدخل إلى الإقتصاد الإسلامي
بين النص والمصلحة / محمد الغزالي
المودودي/ خليل الحامدي
خَلقُ الإنسان في ميزان القرآن/محمد العزب
إسرائيل تُمّهد لعرقلة الحج هذا العام
العدد 12 أكتوبر 1981
ليشهدوا منافع لهم
فتح مكة وعبرته لحاضر المسلمين ومستقبلهم /محمود شيت خطاب
عبرة وعتاب(شعر)/عزالدين السيد(/14)
الصلاحات الإسلامية في مناسك الحج وأعماله /نزيه حماد
من أحكام الأضحية/عبدالله بن زيد المحمود
الحج الأكبر / محمد الدسوقي
الصّفا والمروة من شعائر الله /محمد الأعصر
المؤتمر الثامن لرابطة علماء المغرب
غلاء المهور /محمد سيد
ثورة الشيخ سعيد في تركيا لإحياء الخلافة الإسلامية /عبدالكريم مشهداني.
عطاء المسلمين التاريخي في ميدان الطب والصيدلة /محمد القاضي
قاضي قرطبة : المنذر البلوطي/سيد ناجي
الندوة العالمية للأدب الإسلامي /أحمد الصديق
الإسلام والمسلمون في أوغندا
المؤتمر الصيفي 18 لاتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في بريطانيا وايرلندا
المخيم الصيفي الإسلامي لجمعية الطلبة المسلمين
من عجائب المخلوقات : الجراثيم /محمد الخاني
مركز البحث العلمي واحياء التراث بمكة المكرمة
ندوة حول نظرة الإسلام السياسية (2)
منهج الاستثمار /رفعت العوضي
خير أمة أُخرجت للناس /عبدالغني عبود
الإعصار الصليبي المدمر والمسؤولية /عبدالله أوباي
العدد 15 يناير 1982
حتى نكون على ميراث النبوة
التقدم الذي ننشده لأمتنا في قرنها الجديد/القرضاوي
الدراسات الإسلامية في جامعاتنا وكيفية تطويرها لخدمة المجتمع الإسلامي/محمد العراقي
محمد رسول الله (ص) محرّر الإنسان والزمان والمكان/محمد العزب
قدرة الأمة على الحركة السريعة لرد العدوان/محمد جمال
البكري والمستقبل للإسلام/علاءالدين وحيد
دار الرعاية ببريطانيا(استطلاع)
هاري كريشنا / عبدالقادر طاش
حقيقة الكشوف الجغرافية ودوافعها /محمد نصر
نحو قيام مسرح إسلامي /عبدالرحيم محمد
أضواء على حركة النور /جمال عشاق
في عالم الحشرات التعاون عمل غريزي لإستمرار الحياة
تراثنا الإسلامي/ محمد السمان
حوار مع الشيخ عبدالرحيم السايح
الحجاب شعار المرأة المسلمة وعنوانها
العربية لغة الدين والدنيا/عيسى أمين
العدد 16 فبراير 1982
الرؤية الدينية التوراتية والمواجهة الصادقة
من عطاء الإسلام للبشرية /أنور الجندي(/15)
صفحات مجهولة من تاريخ الحروب الصليبية/عماد الدين خليل
القفطي /محمد الحجاجي
الأدب الإسلامي بين الحقيقة والأمل /أبو علي حسن
في أفريقيا حملات صليبية مستمرة وغياب إسلامي مفزع
الإسلام والغرب في مؤتمر باريس/أحمد العناني
مملكة الحشرات/ ابراهيم سليمان
مصفاة الجراثيم /غريب جمعة
واقع المسلمين في أمريكا ( حوار )
المعهد الديني في قطر (استطلاع )
أجيال الأمة بين عملية التعليم والقابلية للتعلم /عمادالدين شرف
مشكلات تهدد الأسرة المسلمة
اللغات أعظم شعار الأمم
استمرارية العالم الإسلامي على خريطة مناطق النفوذ
معالم نظرة إسلامية للتاريخ/عبدالوهاب الأفندي
العدد 17 مارس 1982
الالتزام بالمنهج ضرورة لسلامة الطريق/عمر عبيد حسنة
الدولة الإسلامية المعاصرة والتحديات التي تواجه الصحوة الإسلامية(رؤية للدكتور حسن الترابي )
أثر التعصب المذهبي على وحدة الأمة/عبدالقادر العماري
كتاب في مقال " مقتطفات من تاريخ البعثات التبشيرية النصرانية" للمطران ستيفن نيل، تعريب وعرض: نبيل صبحي
أجيال الأمة بين عملية التعليم والقابلية للتعلم
المسلمون في الدانمرك( استطلاع )
جامعة الإمام محمد بن سعودالاسلامية : محاولة صياغة حديثة للعلوم الشرعية والعربية / إسماعيل الكيلاني
حكم إحداث الكنائس والبيع وأماكن الصلوات في بلاد المسلمين/ عبدالله بن زيد المحمود
سذاجة المنكرين / عباس العقاد
ذكاء الحيوان وقوة إدراكه/عز الدين فراج
لقاء مع القادمين من بيونس آيرس
التراث بين الرفض والقبول /عارف عطاري
الأطفال وخروج الأمهات إلى العمل
النوم في رحاب الطب النبوي والطب الحديث/د.هشام ابراهيم
العدد 20 يونيو 1982
فلسطين والذاكرة المفقودة
الدول العربية في مواجهة التحدي الصهيوني النووي /محمود شيت خطاب
التبشير اليهودي وسياسة التوسع الاسرائيلي /محمد عبدالله
إرم ذات العماد/ لؤي عجان
الإستشراق الروسي/محمد أسد(/16)
يوسف إسلام يسأل القرضاوي عن : حُكم الإسلام في أمواله
من مفكرة فلسطين / اسماعيل الكيلاني
الإسلام والقوى الدولية ( كتاب في مقال )
حوار مع وزير الأوقاف المغربي
فاس في الحضارة والتاريخ (استطلاع )
الإسلام والمسلمين في اليابان (حوار )
الله نور السموات والأرض /توفيق القيسي
يُولد على الفطرة
الشيخ مصطفى عبدالرازق وتمهيد في تاريخ الفلسفة الإسلامية
العدد 21 يوليو 1982
فليقل إني صائم.
قطز/ محمود شيت خطاب.
المسلمون في باريس.
من محاولات الإصلاح في التاريخ الإسلامي/عمادالدين خليل.
الصلاة الوسطى/محمد الشريف.
التاريخ المقارن للقرآن الكريم والصحف السماوية الأخرى/محمد حميدالله.
محمد الفاتح وملحمة القسطنطينية/خليل حسن
لقاء مع الشيخ محمد الشاذلي النيفر
من عجائب المخلوقات: البرمائيات
الطب في محراب رمضان /غريب جمعة
هذا القرآن كيف نحيا به ؟/ محمد عبدالحكيم
علوم قرآنية (كتاب في مقال )
مصطلحات قرآنية : تسميات لأهل الكتاب /صدقي البيك
وليس الذكر كالأنثى/اسماعيل الكيلاني
وحدة العقيدة والشريعة والأخلاق / أنور الجندي
العدد 23 سبتمبر 1982
بصائر على طريق نشر الإسلام في أمريكا
لا ُسنة بغير ِفقه/ محمد الغزالي
العدو الصهيوني والأسلحة الكيماوية/محمود شيت خطاب
الزلاقة: معركة كسبها الإيمان وضيع ثمارها الخلاف /محمد عبدالحميد
من تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية/حسن المعايرجي
التربية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة
بيوع مبتدعة / عبدالله بن زيد المحمود
الدعوة الإسلامية في أمريكا : الإنسان والوسائل(استطلاع)
جهاز تكييف من ‘صنع خالق مقتدر / عبدالمحسن صالح
بطلان نظرية دارون ومواقف العلماء والمفكرين منها/فيصل تليلاني.
ابن خلكان ووفيات الأعيان/محمد عبده الحجاجي
هل سر الجمل في سنامه؟ / توفيق القيسي
مكتب تنسيق التعريب بالرباط ومهمة توحيد المصطلح العلمي العربي(/17)
الرضاعة الطبيعية بين العلم والدين/ عز الدين فراج
المرء ولسانه/ عيسى أمين صبري
العدد 24 أكتوبر 1982
قراءة في ثلاث أوراق تاريخية
مسلمو الأندلس : المحنة والمأساة/عبدالكريم مشهداني
الأدب الإسلامي ومصادر القوة الصامدة/نجيب الكيلاني
مبشرات الإسلام ( كتاب في مقال)
خطوط رئيسية في الاقتصاد الإسلامي /الأزهري الصادق
في أعمال الحج كمال العبودية
حوار مع المستشرق "ماكدونالد "/محمود الخاني
الإسلام والمسلمون في أمريكا (استطلاع )
من عجائب المخلوقات: الزواحف
الشخصية الإسلامية لمدينة الاسكندرية /محمد سعيد
جهود إسلامية موفقة على أرض الهند/عبدالله باو
فيه آيات بينات/ اسماعيل الكيلاني
البحث العلمي : تاريخه ومنهجه في الإسلام/قلعجي
القاضي شريك النخعي/ عماد عبدالحميد
مواقف لعلماء السلف الصالح من الحكام الظلمة /شفيق الرقب
جذور الصليبية الحديثة / عبدالعظيم الديب
العدد 25 نوفمبر 1982
ومن يتولهم منك فإنه منهم
في التاريخ الاسلامي.. لماذا المنهج؟/عماد الدين خليل
تأمين قاعدة الإسلام بالمدينة بعد الهجرة /محمدجمال الدين محفوظ
أولى خصائص الأدب الإسلامي/صالح آدم
مستقبل الحضارة بين العلمانية والشيوعية والإسلام
رؤية اقتصادية لتحريم الربا/رفعت العوضي
وحدة اللغة في الوطن العربي/علي وافي
مكتبة الكونجرس ( استطلاع )
مسلمو كينيا يواصلون جهودهم في نشر الإسلام وتعليم العربية
حوار مع د. عبدالجليل شلبي
السيرة النبوية والنقل الحضاري بين الأجيال
مدى فعالية العقوبات الشرعية في مكافحة الإجرام/البشيرالمرخي
العز بن عبدالسلام/ علي النباهين
من عجائب المخلوقات : الصراع الدائم بين المطارد والطريد
من هدي القرآن والسنة في الهجرة / صلاح الطنوبي.
جرائم يهودية على طريق تشكيل الدولة.
إستمرارية المغالطة /عارف عطاري
العدد 26 ديسمبر 1982
العربية وثقافة المترجمات
الصحوة الإسلامية والطاقات المعطلة /مأمون فريز(/18)
الربا لا تسوغه ضرورة مزعومة ولا مصلحة موهومة/ عبدالله العبادي
الجامعات الإسلامية ودورها الفكري والاجتماعي/محمد النبهان
الشباب والإسلام في مجتمعنا المعاصر/محمد البهي
النظرة الإنسانية الشمولية في فلسفة التربية الإسلامية /عيسى الجراجرة
القرآن والمسرح والالتزام بالحقيقة(كتاب في مقال )
آراء الجاحظ من المنظور السيكولوجي الحديث في إعداد القادة / عبدالرحمن العيسوي
الإسلام والمسلمون في أمريكا(إستطلاع )
المناهج التعليمية والمنهج الإسلامي/عباس محجوب
حوار مع الشيخ عبدالله كنون
الفن الإسلامي حقيقته ومجالاته
خطر يتهددنا
من عجائب المخلوقات : الحياة بين الأشجار
التضامن الإسلامي وتحقيق التنمية الاقتصادية /يوسف ابراهيم
ظاهرة تستحق التسجيل /عبدالعظيم الديب
العدد 27 يناير 1983
فهجرته إلى ما هاجر اليه
مراجعة لا رجوع / محمد الغزالي
آخر حوار مع د. محمد البهي رحمه الله تعالى
الإسلام في حياتنا /محمود البرشومي
الشعر العربي المعاصر والفكر الإسلامي /سعد دعيبس
ابن حزم وكتاب الأخلاق والسير
حضارة العرب في صقلية وأثرها في النهضة الأوروبية /عبدالجليل شلبي
الإسلام والمسلمون في أمريكا(استطلاع )
معرض تطور خطوط المصاحف وزخرفتها في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية بالأردن
القاضي أسد بن الفرات / سيد ناجي
تحليل لرواية الكيلاني " قاتل حمزة "/محمود حنفي
أخطار تلوث البيئة وطرق مكافحتها /رأفت سليمان
على نهر التاجة بين الخواطر والأطلال /أحمد العناني
رؤية جديدة للتاريخ الإسلامي(1)/عبدالعظيم الديب
نعمة الإحساس بالألم/ توفيق القيسي
تحصين وقائي من الاضطرابات النفسية
معجزة القيادة النبوية/محمد رشدي
البعثات التعليمية والتضليل الثقافي
ظاهرة خطيرة يجب مقاومتها /رضا ابراهيم
العدد 28 يناير 1983
مفهومات بحاجة إلى مراجعة
وظيفة الأدب في المفهوم الإسلامي/عماد الدين خليل
الإسلام والتطور/القرضاوي(/19)
منهج القرآن في الدعوة إلى الله /منيع عبدالحليم
الغرب والشرق الأوسط(كتاب في مقال )
حكم نقل الدم /خليل حميض
كلية الشريعة في الجامعة الأردنية(استطلاع)
عيد الميلاد عادة وثنية
ثورة المعلومات : البُعد العلمي والبُعد الأمني /عارف عطاري
مشكلات الشباب في العالم الإسلامي/بدر محمد
الحكم بغير ما أنزل الله / الشيح ابن حجر
طفل الأنبوب والميراث/مصطفى الزرقا
من عجائب المخلوقات: القاطور مخلوق شرس المظهر وديع المخبر/ توفيق القيسي
حامدالآمدي : شيخ الخطاطين المبدعين في تركيا
الطائفية سلاح قديم جديد
تحية للمجاهدين الأفغان/أبو الحسن الندوي
العدد 29 فبراير 1983
جارودي شاهد سقوط الحضارة الأوروبية
حتى لا نُهزم حضارياً
من طوى هذه الصفحة ونشر غيرها/ الغزالي
واقع التعليم ومسئولية الجامعات في العالم الإسلامي (1)/د. أكرم العمري
التقوى في معيار القرآن/عبدالفتاح محمد
الإستشراق والخلفية الفكرية للصراع والحضارة/محمود زقزوق
فتوى وتعقيب عليها (الرد على القرضاوي بشأن الأسئلة المقدمة من يوسف إسلام)/ عبدالله العبادي
الإحسان في القرآن/محمد الشافعي
منظمة الدعوة الإسلامية في أفريقيا(إستطلاع )
السموأل بين الحقيقة والأسطورة /صدقي البيك
خصائص التربية الإسلامية ومميزاتها / عباس محجوب
مشاكل المخدرات في النطاق الاجتماعي والثقافي ودور المسجد في العلاج/جمال أبو العزايم
إنفعال الغيرة عند الكبار والصغار /محمد عيسوي
أطفالنا وسيئات المجتمع/عبدالقادر عبار
منع سفر البنات / عبدالله بن زيد المحمود
اللغة العربية.. إلى أين ؟ / أحمد فرغلي
رجاء جارودي يعتنق الإسلام
من عجائب المخلوقات : ذوات المشيمة وذوات الجراب
الحقبة الطائفية / عبدالله عمر
العدد 30 مارس 1983
ألف عام من العطاء العلمي والتحصين الثقافي
مهمات أساسية أمام الجامعات الإسلامية (1)/أكرم العمري
الشباب والفراغ /محمد العزب
مقتطفات من تاريخ البعثات التصيرية (2)/نبيل صبحي(/20)
العقيدة وقضية الانحراف/محمد السمان
كلية المجتمع الاسلامي بالأردن(استطلاع)
فن الخط العربي
حوار مع عبد رب الرسول سياف
من عجائب المخلوقات: أطرف الحركات في دنيا النبات
وسائل الإتصال بالجماهير وأثرها في الشعوب /فاروق منصور
البُعد الأخلاقي في الإسلام والعمل الإسلامي اليوم/محمد السعيد
المرأة العاملة ومردودها الاقتصادي/ام حسان
على هامش الحوار حول الأدب الإسلامي/محمد بريغش
تحريف الكلم بضاعة الملحدين/مصطفى الجرف
الخمرة..والفطرة..والإنتاج/محمد راجح
العدد 31 ابريل 1983
جيل المأساة
والفتنة أكبر من القتل
البحث عن صيغة للتوفيق بين الحضارتين الإسلامية والغربية/ د.البوطي
وظيفة النقد في المجتمع الإسلامي /نجيب الكيلاني
الثائر الأحمر /عرض : حيدر الغدير
الحوار الأخير مع د.محمد محمد حسين
رسالة المسلم في المجتمع الأمريكي /ماجد الكيلاني
وكالة الإنباء الأفغانية تجربة إسلامية في مجال الاعلام
مهمات أساسية أمام الجامعات الإسلامية (2)/أكرم العمري
مليلة : الجوهرة المسلوبة.(استطلاع)
خطاب الضمان وتكييفه الشرعي /عبدالله العبادي
آسام( شعر ) / محمود مفلح
القرآن وأمة النحل/سعد المر
ولاية المظالم في التاريخ الإسلامي /محمد النبهان
نظرية الندرة النسبية بين الاقتصاد الوضعي والاقتصاد الإسلامي /محمد إحسان
سرّ مرض الإيدز/ حسن المعايرجي
كتاب" العين " للفراهيدي/عودة أبو عودة
العطش الروحي من يرويه؟/ عبدالقادر عبار
العدد 32 مايو 1983
دور مسلمي الهند في البناء الحضاري الإسلامي
عندما يكون الإلحاد أذكى/ محمد الغزالي
موقع المسلمين في محيط الصراع الدولي /عمارة نجيب
حدود حرية الرأي /عبدالله بن زيد المحمود
دلائل الحق في عظمة الخالق /رأفت سليمان
بل اللغة الإسلامية / أحمد بسام
البحث عن صيغة للتوفيق بين الحضارتين الإسلامية والغربية (2)
مفهوم الطب الإسلامي/السيد أحمد تاج الدين
لحم الخنزير /هشام الخطيب
الحسن البصري/ محمد بدر الدين(/21)
في حيدر أباد: المؤسسات العلمية والثقافية(استطلاع )
قراءة اقتصادية في كتاب "الكسب" للإمام محمد بن الحسن الشيباني/رفعت العوضي
المستشرقون وتشويه الحقائق التاريخية/محمد خالد
حكم الاستفادة من أعضاء الموتى في عمليات الزرع/خليل حميض
رثاء المدن خلال الغزو المغولي : رثاء حلب/مأمون فريز
من عجائب المخلوقات: أصغر المعامل حجماً وأكبرها عملاً
الصهيونية كيف تُسخّر الأدب لخدمتها/حسني بدوي
نحن وأهل الكتاب والحقيقة الضائعة/ السمان
الدور التربوي للمكتبات العامة والكتب /عباس محجوب
العدد33يونيه 1983
رمضان شهر القرآن
جيل النصر المنشود/القرضاوي
من القصص التربوي في القرآن الكريم : ولدان/محمد البسيوني
المثالية الإسلامية في شعر محمد إقبال/أحمد عبد الرحمن
فضل رمضان وعطايا الرحمن فيه / سعد المر
البشرية والدين / محمود بن الشريف
الأدب في مواجهة المادية /عماد الدين خليل
المفاهيم العلمية للآيات الكونية/كارم غنيم
الندوي في حوار حول مشكلات العمل الإسلامي
نبا.. فأثم..ودنا فسلم/ فؤاد الحريري
فن البناء وتخطيط المساجد عند المسلمين / عمر التدمري
البنوك الإسلامية ( استطلاع)
الإسلام والتطعيم المعنوي ضد شدائد الحرب/محمد جمال الدين محفوظ
الزجاج وكتابه : معاني القرآن وإعرابه/عبدالجليل شلبي
من تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات اليابانية والكورية /حسن المعايرجي
الآثار النفسية والتربوية للصيام/محمد الفيومي
مجتمع الإباحية وصناعة البغاء
المسلمون وممارسة وسائل النهوض/ عيسى صبري
العدد 34 يوليو 1983
المسلم ومسؤولية البلاغ المبين
المنهج وفلسفة المجتمع المسلم التربوية (1)/عباس محجوب
تجربة البنوك الإسلامية/عبدالسميع المصري
المحاماة في الشريعة الاسلامية/أبوسليم حسين
شخصية المنافق في القرآن الكريم/أحمد عبدالحميد
الحروب العربية الاسرائيلية(كتاب في مقال)
الرافعي أديب الإسلام والمسلمين(/22)
في الهند: الدعوة الاسلامية العطاء ومواجهة التحديات
الإسلام ودور الإنسان في التنمية/محسن عبدالحميد
غرائب الثدييات: تُحلّق في السماء وأخرى في الأرض
مجمع الفقه الإسلامي أمل ورجاء
الواقع التربوي ووسيلة التغيير
تأملات في مسيرة "التعريب" بالجزائر
التأمين التجاري الإسلامي/محمد كمال
من تاريخ الطب الاسلامي/غازي الحاجم
من هو المفكر الاسلامي ؟/ عبدالقادر العماري
العدد 35 أغسطس 1983
مواقف في غزوة الأحزاب
تنمية التفكير العلمي (2)
الإنسان من أين يأتي؟( كتاب في مقال )
البشرية وتجربة العقائد/عبدالقادر عبار
الرمز في أدبنا المعاصر/نجيب الكيلاني
تفرّد الظاهرة القرآنية/محمد بدر الدين
القنبلة النيوترونية والعدو الصهيوني/محمود شيت
الإقتصاد الاسلامي والحد من التضخم/محمد إحسان
في إفغانستان : سقوط الحل العسكري
جمعية شباب النهضة الإسلامية
اللغة في عالم الحيوان
حاجتنا إلى إعلام إسلامي( كتاب في مقال )
الأوزاعي العالم المرابط/اسماعيل الكيلاني
من تاريخ ترجمة معاني القرآن الكريم الى الصينية
السينما الإسلامية سلاح فعال للداعية المسلم
سقوط التيارات الأدبية الوافدة/محمد بريغش
العدد 36 سبتمبر 1983
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد
عشر‘ ذي الحجة وما يفعل فيها من الأضحية الشرعية وغير الشرعية/عبدالله بن زيد المحمود
كيف دخلت العربية إلى المغرب العربي ؟/ عبدالعزيز بن عبدالله
قنبلة الإرتجاج والعدو الصهيوني/محمود شيت خطاب
جيل النصر المنشود(2)/ القرضاوي
تحليل اقتصادي لكتاب " الخراج" للقاضي أبي يوسف/رفعت السيد
ابن تيمية وموقفه البطولي في معركة المسلمين ضد التتار / سعد صادق
ومن دخله كان آمناً(استطلاع)
الآثار النفسية والتربوية لرحلة الحج/ محمد عيسوي
القدس : الرؤية الإسلامية والتحدي الحضاري
الصحراء : القدرة على البقاء
منهج الإسلام في تقييم الأنباء/ محمد شامه
الإسلام ودور الإنسان في التنمية(2)/ محسن عبدالحميد(/23)
الحج وأثره في بعث روح الجهاد/محمد جمال الدين
أهداف السياسة الشرعية / محمد الشريف
الأم كيف تربي الفتاة لدورها / أم حسان الحلو
خروق في الماركسية / محمد الصالح
العدد 37 أكتوبر 1983
الهجرة وحركة الإنسحاب من المجتمع
حول مفهوم الإلتزام/عماد الدين خليل
كيف نقتبس من هذه الحضارة؟ / الغزالي
درسان حيويان مقتبسان من قادة النبي (ص) لحاضر المسلمين ومستقبلهم/محمود شيت خطاب
السوق الإسلامية المشتركة دعامة قوية لبناء التكامل الاقتصادي الإسلامي/مجدي عبدالفتاح
أبو جعفر النحاس وكتابه " القطع والائتناف/أحمد الخراط
الشباب الإسلامي : الفاعلية والعوائق /عبدالقادر عبار
ملاحظات حول مقال : المحاماة في الشريعة الإسلامية /عبدالقادر العماري
ندوة العلماء بالهند(استطلاع)
عجائب المخلوقات: الصحراء.. حشراتها ومفصلياتها
جولة في دار الآثار الإسلامية بالكويت
مشكلات المسلمين في مجتمع الإغتراب
الإذاعة المسموعة والمرئية في مجال الدعوة الإسلامية
إبن النفيس/أحمد المكينسي
نظرات في الفكر المنهجي عند إبن خلدون/علال البوزيدي
سعدي الشيرازي يرثي بغداد/مأمون فريز
"فيينا " وأحقاد الضلال البعيد/يوسف العظم
العدد 38 نوفمبر 1983
دعوة للمراجعة وتجديد الإنتماء
درسان حيويان مقتبسان من قادة النبي (ص) لحاضر المسلمين ومستقبلهم(2)/محمود شيت خطاب
عندما يتحول إختلاف المسلمين إلى تهارج قتّال/البوطي
لماذا قامت روسيا بغزو إفغانستان؟/محمد البار
المحاماة في الشريعة الإسلامية /عبدالله رشوان
دراسة نقدية لجوانب القصور في المناهج التربوية في الجامعات الإسلامية/عباس محجوب
الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية (استطلاع )
نظرات في الفكر المنهجي عند ابن خلدون(2)
البديل القادم في عام 2... / نبيل سليم
عجائب المخلوقات: الصحراء.. نباتاتها
العالم الثالث إلى أين ؟/حمود عليمات
ابن دقيق العيد/محمد الحجاجي
الإسلام والشعر / جابر قميحة(/24)
الشورى واجبة على الحاكم المسلم/محمد الطويل
هل تُغني وحدة الهدف عن وحدة الصف؟/محمد رزاز
الشيخ عثمان فوديو/ التيجاني اندوي
التقدم العلمي يدعم رسالة الإنسان/محمد الهادي
العدد 39 ديسمبر 1983
رياح الجاهلية
هوامش حول تطبيق الشريعة الإسلامية
فلنجتهد في ترشيد صحوتنا المعاصرة حتى تؤتي جناها /محمد الغزالي
الرسول(ص) ينتزع المبادأة من يد أعدائه / محمد جمال الدين محفوظ
هل يجوز السّلم في التجارة ؟ / رفيق المصري
العمل في الفكر التربوي الإسلامي
القاضي عياض وكتابه الشفا/لكطيف أحمد
خصائص الخطابة النبوية /أحمد الخراط
محمد(ص) الرسول الإنسان/ صلاح الطنوبي
في كشمير.. الوجود الإسلامي بين محاولات التذويب والمحافظة على الذات ( إستطلاع )
نحو أدب إسلامي للأطفال /عيسى أمين
العرقسوس ومميزاته في مجال الطب/عزت أبو الفتوح
الصحراء وحيواناتها (1)
السل- الدرن : من أمراض الفقر/نبيل الطويل
ملحمة القصر الكبير( من تاريخ الحروب الصليبية )
المسلمون في مواجهة التحديات المعاصرة/ عبدالحميد حمو
الإسلام يخاطب المستقبل /محمد العزب
معاول أخرى في جدار الالحاد/عمادالدين خليل
الصحوة الإسلامية لماذا؟ والى أين؟( حوار مع د. حامد ربيع )
من قصص الأبرار / أحمد العناني
شهود يهوه /محمود الدبعي
صندوق الجهاد/بهاء الدين خالد
إلى متى هذا التخلف في ميدان العلم والدعوة /عبدالجليل شلبي
العدد 40 يناير 1984
مواقف في مواجهة الهزيمة
درس في إختيار القادة من النبي (ص)(3)
وهكذا يُحرفون ويشوهون تاريخنا/الديب
تقييم التحركات الإسلامية في دوائر النشر الغربية1
نماذج من سياسة رسول الله (ص)/محمد الشريف
كلمة حق في ما يقال عن الأفغاني ومحمد عبده
تعريب الطب في البلدان الإسلامية والعربية
الأزهر (استطلاع )
هل يمكن للتكنولوجيا أن تحل المشاكل الناتجة عن التكنولوجيا ؟/ محمد الفقي
مغزى إسلام جارودي/ عماد الدين خليل
وفي أنفسكم أفلا تبصرون/رضا ابراهيم(/25)
الصحراء :حيواناتها (2)
حوار مع د. المهدي بن عبود
المسلمون في الإتحاد السوفيتي
القوة والوضوح في الشعر الإسلامي/عبدالقادر عبار
المسيحية نشأتها وتطورها(كتاب في مقال )
أبو هريرة حبيب المؤمنين/اسماعيل الكيلاني
محمد رسول الله (ص) المثل الكامل والقدوة الحسنة
أقوام ما بعد الموحدين
العدد 41 فبراير 1984
تأملات في مسيرة العمل الإسلامي
فلنتنبه إلى جذور المحنة قبل أن نضيع بين أغصانها/البوطي
نماذج تطبيقية في مناهج الترجمة والتحقيق/ابراهيم السامرائي
بروتوكولات صهيون مرة أخرى/عماد الدين خليل
مفهوم القيمة بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد الوضعي/محمد إحسان
تقييم التحركات الإسلامية في دوائر النشر الغربية (2)/ابراهيم البشير
ضياء الدين ابن الأثير وكتابه: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر/عودة أبو عودة
التبشير في العالم الإسلامي كيف نواجهه ؟ /القرضاوي
مشكلة التخلف العلمي في العالم الإسلامي(حوار مع د. زغلول النجار )
المختار السوسي: الأديب.. العالم /عبدالرحمن ايكنيني
لا بديل للحل الإسلامي(قضية فلسطين )
الجوانب العلمية في الحضارة الإسلامية/محمود قظام
الحرف العربي الشريف /حسن المعايرجي
مصدر العنف العنصري عند اليهود/كاميل حسين
المسلمون في جنوب الفليبين
الإسلام والمسلمون في ألمانيا
عجائب المخلوقات: السُحب الخيّرة
مولود الفطرة/ أم حسان الحلو
في الهدم والبناء/علي الساسي
العدد 42 مارس 1984
تأملات في مسيرة العمل الإسلامي (2)
حول الفكر الاسلامي : مراجعة وتقويم
المسلمون وضرورة الوعي التاريخي/عبدالقادر عبار
الصليبية المستمرة/محمود النحاس
البحث العلمي في مناهج الجامعات الإسلامية/عباس محجوب
معتقدات توراتية/يوسف العظم
تقييم التحركات الاسلامية (3)
طبيعة الإلتزام في الأدب الإسلامي/مصطفى عليان
محنة المسلمين بين اليأس والأمل/حلمي القاعود
إبن حزم وجمهرة أنساب العرب
نظرية جديدة حول السلم/عبدالله العبادي(/26)
السينما والدعاية الصهيونية/أحمد المكينسي
أضواء على القراءات والقراء/أحمد صبري
حوار مع الغزالي حول فقه الدعوة الاسلامية
الاسلام والمسلمون في بريطانيا
هجرة الجراد
من سمات المرأة الصالحة
الأسلحة الكيماوية والجرثومية/نبيل الطويل
كلمة حق أريد بها باطل/محمد الصالح
العدد 43 ابريل 1984
عقوبة الغياب الإسلامي
ما أشبه الليلة بالبارحة
الكلمة بين الإستمرارية والنفاذ/ حسن فضل المولى
اليهود وطبيعتهم في ضوء حقائق القرآن وتقريراته/ صلاح الخالدي
نحو خطة واعية لإحياء التراث الإسلامي
إلى أي مدى يمكن الإعتماد على بروتوكولات حكماء صهيون كمرجع؟/عارف عطاري
الشيخ عبدالرحمن الدرهم / خالد الدرهم
الإسلام في أمريكا
عن البطولة والبطل من المنظور الإسلامي / محمدالعزب
الإسلام والمسلمون في أوغندا
الدواء.. هذا السُمّ المفيد/د. نبيل سليم
فقه الدعوة ومشكلة الدعاة ( حوار مع الغزالي
الإسلام والمسلمون في ساحل العاج
لغة القرآن بين مكر الأعداء وحرص الأبناء.. مجمع اللغة العربية لماذا ؟
جيل الصحوة ( شعر )/ محمد عبدالعزيز
الصحراء : طيورها وزواحفها
البنت الخامسة ( قصة ) / أحمد العناني
من قضايا الأسرة : زيارة غير رسمية
دعوة لكتابة أدب أطفال إسلامي / محمد بريغش
لا خيل في القفقاس (شعر ) / عبدالله السلامة
شؤون المسلمين في العالم
جُناة على التاريخ الإسلامي / محمد بدر الدين
العدد 44 مايو 1984
العدد 45 يونيو 1984
قراءة في غزو الفتح المبين.
القرآن ومعطيات الفكر الإسلامي /محمد العزب
إعجاز التصميم القرآني/محمد بدر الدين
في رحاب شهر الصوم/سعد صادق
نفسيات كشف غطاءها القرآن/محمود الشريف
العبادات في الإسلام : مفهومها وأثرها في الحياة /عثمان محمد
تعليق على نظرة جديدة للسلف: هل يجوز السلم في التجارة؟/عبدالقادر العماري
علاقة الإعجاز القرآني بقضية الشك في الشعر الجاهلي /عباس ارحيلة
كيف توفرين لطفلك نوماً هادئاً/آمال عبدالرحمن(/27)
الواقع الإسلامي في بلجيكا(استطلاع )
حوار مع القرضاوي حول الاجتهاد والتجديد
مؤتمر الزكاة الأول في الكويت
الجبرتي وتاريخه"عجائب الآثار "( عالم وكتاب )
الحركة الإسلامية المعاصرة بين حصاد الأمس ومتطلبات اليوم/علي الساسي
الحرمان والتخلف في ديار المسلمين (محاضرة)
من عجائب المخلوقات: الصحراء ودورة الغذاء
تاتار القرم شعب أهمله التاريخ
معرض المصاحف المخطوطة بالكويت
السوق الإسلامية المشتركة / أحمد شوقي
العدد 46 يوليو 1984
ملاحظات حول قضية الإسلام في أوروبا(1)
الأدب التنصيري/ نجيب الكيلاني
لماذا رؤية إسلامية جديدة : خيانة المنهج/عبدالعظيم الديب
أين الخلل؟/ نعمان السامرائي
كيف يتحول الإختلاف إلى خلاف /محمد الصالح
الشريف الأدريسي وكتابه نزهة المشتاق في إختراق الآفاق
المعنى السياسي في الالتزام بالتقويم الهجري/ ابراهيم هلال
مواجهة التبشير للنصرانية بين صفوف الطلبة المسلمين/فاروق مساهل
الإيمان والطب النفسي/عز الدين فراج
المشاكل النفسية للمرأة العاملة /آمال عبدالرحمن
الواقع الإسلامي في بلجيكا(استطلاع )
تأثيرات السلوك / عماد الدين خليل
حول الرواية الإسلامية / فوزي صالح
الشيخ محمد البشير الابراهيمي/ابن الريف
سيناء وأصل التحديات/ درويش مصطفى
ضعف اللسان العربي وأخطاء قديمة تتجدد/سيد رزق
قلب الاسنان في القرآن/ عبدالغني أحمد
من عجائب المخلوقات: الإنسان والصحراء
حوار مع يوسف إسلام
اللغة بين السمع والبصر/عيسى أمين
العدد 47 أغسطس 1984
ملاحظات حول قضية الإسلام في أوروبا(2)
نحو منهج نقدي إسلامي/عبدالباسط بدر
المسلمون في المهجر/سالم نجم
مأساة كشمير المسلمة( كتاب في مقال )
مداواة النفوس عند ابن حزم /سعيد اسماعيل
منهج إستشراقي في تزييف حقائق التاريخ الإسلامي/اسماعيل الكيلاني
الامام أبوداود وكتابه السنن (عالم وكتاب )
أسرعوا إلى رفع المظلمة عن أطفالنا/محمد الصالح(/28)
أرتيريا بين أحقاد الصليبية وأطماع الشيوعية(1)/كمال الدين جعفر عباس
اسرائيل وقانون الجنسية والعودة/نعمان السامرائي
الإعلام الإسلامي (حوار مع د.ابراهيم إمام )
عجائب المخلوقات: الصحراء والتصحر
ندوة شعرية عن فلسطين وافغانستان
تعقيب على تعقيب/عبدالله العبادي.
وسيكون سعيداً/عمادالدين خليل
الغذاء والصحة / رأفت سليمان
وقفة مع المكتبة على أرض المغرب/شلبي مولاي اسماعيل
الأمير صديق حسن خان /محمد الندوي
رحلة العمر ( شعر )/ عبدالرحمن العشماوي
حتمية المرحلة الانتقالية /محمد بدر الدين
العدد 48 سبتمبر 1984
ربنا أرنا مناسكنا
عبادة الحج وشعيرة الجماعة في الإسلام/سيد رزق
المستشرقون بين الحقائق والأوهام/محمود الشريف
نحو أدب مقارن للشعوب الإسلامية /عبدالباسط بدر
شخصية الزمان وشخصية المكان من الوجهة الإسلامية/محمد العزب
الدعوة إلى الله بناء للإنسان بناء متكاملاً/محمد حسين
هموم المسلمين في الشعر الإسلامي المعاصر/عبدالقادر عبار
الصحوة الإسلامية والحضارة المعاصرة قي ملتقى الفكر الاسلامي
التوجه الإسلامي في السودان
رسالة من الأندلس / أم عبدالرحمن
الرعاية الأبوية في عالم الحيوان
اللغة العربية وأثرها عل لغات الهند/سيد محمدمنور
أكثر من حوار حول الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية
خلق الإنسان دلائل على وحدانية الخالق / أحمد كنعان
في الأدب الإسلامي /مأمون فريز
القرآن وما قيل عن نشؤ وارتقاء الإنسان /سعد المر
تأويل مختلف الحديث/صلاح المستاوي
المنفيون من الجنة / عمادالدين خليل
زيادة أعداد المسلمين في أوروبا وأثره/أحمد شوقي
العدد 49 أكتوبر 1984
عودة إلى أزمة الواقع الإسلامي
قضايا في ملتقى الفكر الإسلامي
حول العمل الإسلامي /محسن عبدالحميد
من قضايا الأدب الإسلامي : الفن قيد/صالح آدم
إعداد الأمة لمواجهة العدوان / محمد جمال الدين
الشباب المسلم والدراسات الإنسانية /محمدكمال(/29)
الآداب الإسلامية وأثرها في آداب الغرب/سعيد أبو الرضا
عصا سيدنا الخضراء(قصة )/محمد جاد
حنى يكون البناء متيناً/محمد الصالح
من هم السفهاء؟/ حنان لحام
المخطوط الإسلامي في خزائن مكتبة برلين : من الإقتناء إلى النشر
الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية (2)
الإسلام في ظل المستعمرات الفرنسية في غربي أفريقيا/التيجاني اندوي
التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة
ملاحظات على تعقيبات/عبدالقادر العماري
نحو أدب إسلامي للأطفال /محمد الأسيفي
من كتاتيب "ابن باديس " إلى جامعة "الأمير عبدالقادر"الإسلامية(استطلاع )
الّلثة كيف نحميها ونعالجها /د. نبيل سليم
من وحي الهجرة(شعر)/عبدالرحمن البجاوي
كثيرة طُرق الضلال وسبيل النصر واحد/محمد بدر الدين
العدد 50 نوفمبر 1984
هل تُحل المعادلة الصعبة ؟
فتح كاشغر/محمود شيت خطاب
الأسس القرآنية للتقدم وحوار حول بعض مقولاته/محمد العزب
شبابنا في وجه الإعصار الغربي/عبدالقادر عبار
الأسس التربوية للتغير الاجتماعي عند مالك بن نبي
عندما يغتال الجفاف المسلمين في أقطار الساحل
تخريب منظم لعقول الناشئة في المجتمعات الإسلامية
المؤتمر العالمي الأول لتطبيق الشريعة بالسودان
الطريق إلى بناء الإنسان المسلم
تغطية الإعلام الأمريكي للإسلام /ادوارد سعيد
التبرع بالدم بين الدين والعلم/نبيل سليم
الفصحى والمناهج اللغوية الحديثة/عيسى أمين
إهتمام الإسلام بتغذية الطفل/فاروق مساهل
أم مسلمة/ أم عبدالرحمن
رجاء بن حيوة /صلاح الخالدي
معقولية الإسلام/محمد بدر الدين
الواقع الإسلامي في المانيا الاتحادية(استطلاع )
قصور السياسة التربوية في الوطن الإسلامي/محمد الصالح
أصول الأفكار وجذورها / عبدالعظيم الديب
العدد 51 ديسمبر 1984
ساعة العُسرة
قبسات من موقع الأسوة (1)
واقع الأدب الاسلامي والالتزام/عباس محجوب
إقتصاد الأمة..قوة ضاربة /محمد جمال الدين
ظاهرة الرشوة في المجتمعات الإسلامية /رفيق المصري(/30)
ماذا أقول في مولد الرسول(ص)/محمد حوطر
دور الإسلام والنصرانية في أفريقيا في نظر الكُتّاب الغربيين / محمود زناتي
الجهاد الإسلامي والسلام العالمي/بدر القاسمي
جناية القصة على المجتمع الإسلامي /مأمون فريز
فقه المرحلة والانتقال من المبادئ إلى البرامج في حوار مع الترابي
خصائص الفكر التربوي الإسلامي /محمد الصالح
العلم والحياة
أراك على الأفق.. شمس إخضرار(شعر )/سعد دعبيس
الإعلام الإسلامي الطباعي في الدول غير الإسلامية في أفريقيا/أحمد زرزور
تصورات أولية / عبدالرحمن بن عقيل
محمد عزة دروزة / اسماعيل الكيلاني
الأسرة المسلمة
تصريحات وأقوال
هكذا الإسلام (شعر)/أحمد الصديق
المسلمون في الصين
حاجتنا إلى دعاة قادرين
العدد 52 يناير 1985
قبسات من موقع القدوة(2)
مجتمعنا الإسلامي كيف بدأ وكيف تحوّل وما السبيل إلى تصحيح مسيرته؟/محمد المجذوب
الفكر المعاصر وسوق الشعارات/ نجيب الكيلاني
الإصلاح العقابي في الدولة الإسلامية/أحمد المجذوب
الحركة الحضارية وغياب المشاركة الإسلامية /عبدالقادر عبار
التكافل الاجتماعي / ابراهيم أبو الخشب
الرجراجي وكتابه "هداية من تولى غير الرب المولى"
الإسلامية والشعر الحديث /محمد عروي.
التوسع الدلالي في الكلمات الإسلامية /حامد صادق.
التوجهات الإسلامية في تاريخ الخليج الحديث / أحمد العناني.
البصر/نبيل سليم
حوار مع د. الترابي
أين المرأة المسلمة ؟/حنان لحام
تركيا: التاريخ والمستقبل ( استطلاع )
مأساة الدول النامية : الجوع في عالم الوفرة/كاميل حسين
هجرة الأدمغة العربية/يحيى عبدالرؤوف
العدد 53
"عملية موسى" والشتات العربي
هل يُحقّق القياصرة الجُدد الحلم القديم ؟
قضية للمناقشة : أين الخلل؟/عباس محجوب
تعبيرات خاطئة / عبدالفتاح أبو غدة
تجديد القديم.. وتقويم الجديد في الشعر المعاصر /صالح العبيري
أصحاب الإمتيازات في الاتحاد السوفيتي/نبيل صبحي
صغيرتي(شعر)/ عصام الدين هنداوي(/31)
المنهج العصري في سلفية الإمام ابن باديس/أحمد سيد
حول الإسلام في أفريقيا /عبدالعلي عبدالحميد
مؤسسات المسلمين بين معطيات الواقع والدور المطلوب ( حوار مع د.عبدالله نصيف )
يا رافعاً علم الجهاد (شعر )/ عبدالرحمن العشماوي
جامع عمرو بن العاص (رض) أول العمائر الإسلامية في أفريقيا ( إستطلاع )
عجائب المخلوقات : الطيور الجارحة
فالق الأكباد /د.غريب جمعة
من وحي كتاب الايمان لابن تيمية / أم عبدالله
معنى الحياة وقيمتها بين الإسلام والأديان والمذاهب الأخرى
معاول الهدم في الأسرة المسلمة
أيها المؤرخون.. لا تظلموا العثمانيين المسلمين/ زياد أبوغنيمة
نحو وعي قرآني متجدد/محمد بدر الدين
سيروا على بركة الله / أحمد شوقي
العدد 54 مارس 1985
اسرائيل تستقبل الهجرة الرابعة
وقفة مع الأمة الإسلامية (1) / القرضاوي
النقد الموضوعي منهج قرآني / حنان لحام
عندما أعلن المسلمون الجهاد في البرازيل/أنس الشيخ
خرافة الأسرة أم خرافة الفكرة /عمادالدين خليل
نزّهوا حرية الرأي عن هذاالعبث بالعلم واللغة والدين/البوطي
المكتبة السليمانية في استنبول( استطلاع )
مناظرات بين الإسلام والنصرانية / عبدالجليل شلبي
المنطقة النقدية الإسلامية والمصرف المركزي الإسلامي/محمد فوزي
الطريق إلى محمد (ص)(شعر ) / يوسف الخطيب
في أفغانستان: محاولة الحسم العسكري ومأزق الحرب الطويلة( حوار مع قادة الجهاد الأفغاني )
الوعد الحق ( قصة ) / حمدي ابراهيم
الإسلام وأزمة الغرب( عرض كتاب )
تاريخ حرب المحرقات ونتائجها (1)/محمود شيت
أمة تتعرض للخطر /محمد محي الدين
ماذا تعرف عن لبن الأم ؟/د. واصل أبو العلا
سوء معاملة الأطفال /فاروق مساهل
حتى تستمر الصحوة الإسلامية
هل تتوقف هجرة العقول المسلمة إلى الغرب/محمد الصالح
رسالة من عربي إلى المجاهدين الأفغان (شعر )
عالم الأفكار وعالم الأشياء.
العدد 55 ابريل 1985
حتى يتوقف الخداع للذين آمنوا(/32)
وقفة مع الحركة الإسلامية (1)/ القرضاوي
نزّهوا حرية الرأي عن هذا العبث بالعلم واللغة والدين/البوطي(2)
علاقة الإنسان بالأشياء من الوجهة الإسلامية/محمد العزب
حسن البنا/حسان حتحوت
حول الإلتزام الأدبي في منظوره الماركسي/عماد الدين خليل
سبتة" ثغر إسلامي عريق " (استطلاع )
سيناء هدف الطامعين
دور الجامعات في المجتمع الإسلامي
الإستعمال غير الطبي للأدوية/غازي الحاجم
مؤامرة على الأقصى
الطيور الجارحة: ملامحها وخصائصها التشريحية
أدلة تحريم الربا في قرض الإنتاج والتجارة/رفيق المصري
التعليم في ديار المسلمين(حوار مع د. حامد حسين)
الفتاة المسلمة والمجتمع الجامعي
رسالة من الأندلس : غُرباء / أم عبدالرحمن
العدد56 ابريل 1985
المسلمون بين صواب الهدف وخطأ الوسيلة
وقفة مع الحركة الإسلامية (2)/ القرضاوي
من أحكام قصر الصلاة/عبدالله بن زيد المحمود
القصة القرآنية والأدب الإسلامي/نجيب الكيلاني
حاجة العصر ومسؤولية الأمة/أبو الحسن الندوي
الدور التربوي لوسائل الإعلام إيجاباً وتعميقاً/حسن فضل المولى
تنصير قبيلة الفولاني في غربي أفريقيا/عبدالرحمن أحمد
كلمة حول تعبيرات خاطئة /بدر القاسمي
نعمة الماء/توفيق القيسي
حوار مع د.جمال عطية حول البنوك الإسلامية
الجامعة الإسلامية في غزة (استطلاع )
أعِد النظر/حمادة عبدالقادر
نظرات في مناهج علماء الحديث وكتبهم( محاضرة )
الطفولة بين شراسة الهدامين ورحمة الإسلام/عبدالقادر عبار
ابن مالك الأندلسي/حسن الشاعر
تآلف القلوب في نهج القرآن/عبدالغني أحمد ناجي
التحديات المستقبلية للفكر التربوي الإسلامي/سعيد اسماعيل
الزاد الثقافي والقتلة المجرمون /ناهد عمر
العدد 57 مايو 1985
رمضان والعطاء المتجدد
إلى الأمل والعمل (3)/ القرضاوي
فضل الدعاء/عبدالله زيد المحمود
الرّدع الإسلامي في غزوتي بدر والفتح/محمد جمال الدين
أمتن برهان على حِقظ شرع الرحمن/عقيل الظاهري
رمضان شهر القرآن والذكريات(/33)
وأن تصوموا خيرٌ لكم/محمد المتجلي
سلاماً أُمّاه/أمة الله الودود
في بريطانيا مؤسسات متقدمة لتأصيل الوجود الإسلامي
أثر الإسلام في إنتشار اللغة العربية/سعدأبو الرضا
حول تعريب الطب/الدكتورة نحلاوي
تأملات حول مأساة الدول النامية في عالم غير متوازن
حوار مع د. جمال عطية(2)
الفقه الإسلامي في دراسات المستشرقين المعاصرين
تعقيب على "مجتمعنا الإسلامي"
أسباب الاستعمال غير الطبي للأدوية (2)
جلال التفصيل القرآني/محمد بدر الدين
العدد 58 يوليو 1985
المسلمون في الغرب: لمحات وآفاق
في العمل الاسلامي الرسمي/عباس محجوب
الأدب الاسلامي وقضية الإبداع/نجيب الكيلاني
عندما تفقد الأمة ذاكرتها/رزق الطويل
فهل ثبت أنه ليس من وضعهم/عمادالدين خليل
لمحات من عصر القرطبي في تفسيره/محمد الدسوقي
يا أمتي وجب الكفاح (شعر) /القرضاوي
مسجد المؤمن ومدرسة المدينة في لوس أنجلوس
امرأة العزيز/ابراهيم أبو الخشب
حوار مع المستشرق النمساوي أرنيه أمبروز
مع اللغة العربية في الهند/مقتدى ياسين
الطيور الجارحة وعادات الصيد والأكل
مؤسسات متقدمة لتأصيل الوجود الاسلامي(2)
الرزق في المنظور الاسلامي/فيصل تليلاني
ابن تيمية ودوره في إصلاح السجون/أحمد علي
الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم/عبدالصبورشاهين
الطبري وكتابه جامع البيان في تفسير القرآن
محاور المضمون الاسلامي للحرية الملتزمة/محمد العزب
رسالة من الأندلس/أم عبدالرحمن
الإعلام الإسلامي والتحدي الحضاري المعاصر/محمد سيد
هل تُخل المعضلات الإقتصادية بتحديد النسل ؟/محمد الصالح
العدد 59
عود على بدء
المسلمون في الغرب: لمحات وآفاق (2)
السُنن في القرآن/ حنان لحام
المسلمون أمام التحدي التكنولوجي/سليمان الأمين
في الأدب الإسلامي : الباحث عن الحقيقة : أنموذج تطبيقي/حلمي القاعود
فسلطين في الفكر اليهودي(1)/اسماعيل الكيلاني
أهداف البنوك الإسلامية/بيت التمويل الكويتي(/34)
وطريق الهُداة شوك ونار (شعر ) /محمود مفلح
وحيد الدين خان/محمد بدر الدين
حول الإعلام والإعلامي الإسلاميين/عبدالرحمن جاد الله
كليّات الإلهيات في تركيا ( إستطلاع)
البناء العلمي والمواجهة الثقافية ( حوار مع مدير جامعة الأمير عبدالقادرالاسلامية بالجزائر )
الإلتزام بالواقعية في العمل الإسلامي/محمد الصالح
عجائب المخلوقات: تكاثر الطيور الجارحة
المسلمون في لكسمبرج: الواقع والطموح
ابن عبد البر وكتابه التمهيد/عبدالعزيز فارح
النظرية السياسية وأبعاد الضغوط الخفية / أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
الفتاة المسلمة والمجتمع الجامعي
أهداف العملية التربوية /يوسف الدويك
مشكلة الفقر وعلاجها في القرآن الكريم
في سبيل تجاوز موقف الإنبهار /عبدالقادر عبار
العدد 60 أغسطس 1985
خواطر من وحي الحرم
عدم ضبط النّسب/نعمان السامرائي
المنهج ووظيفة الجامعات الإسلامية/عباس محجوب
الشيخ بديع الزمان النورسي/عماد الدين خليل
النظرية السياسية وأبعاد الضغوط الخفية(2)
أثر الزكاة في الحد من الضغوط التضخمية/مجدي عبدالفتاح
الجرجاني وكتابه" أسرار البلاغة "
أخطار التقليد التربوي للغرب على البلاد الإسلامية
الحرف العربي صوت ومعنى/سامي برهان
الغزو الثقافي والمجتمع الاسلامي المعاصر
التعليم في موريتانيا
في الفكر اليهودي دعوات مستوردة وشعارات خادعة
دعوة لإنشاء مجلس علمي للأقليات والجاليات الاسلامية
الفتاة المسلمة ومعاناة الإلتزام في مجتمع التغريب
الإسلام ومتغيرات الأدب العربي الحديث/عبدالباسط بدر
الفقه والنحو متى تعتدل الصورة ؟ /عيسى أمين
العدد 61سبتمبر 1985
في الهجرة والدعوة: محاولة لقراءة جديدة
هل تأخر نصر الله ؟/أحمد عبدالقادر
البُعد غير الأخلاقي لأزمة الغذاء/محمد احسان
ما جدوى الثقافة التي لا ترتقي بالإنسان/عدنان زرزور
فلسفة الفن عند اقبال/راضي حكيم
بيع المرابحة للآمر بالشراء كما تجريه المصارف الإسلامية(/35)
النظرية السياسية وأبعاد الضغوط الخفية (3)/ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
التغيير الاجتماعي عند مالك بن نبي /شراقي عبدالعظيم والأبناء يضرسون/عبدالسلام البسيوني
المسلمون في سويسرا(استطلاع )
عجائب المخلوقات: نعمة الرسائل الخفيّة
مكتبة الشيخ علي بالدوحة ( تحقيق )
قدرة العربية على استيعاب علوم العصر( حوار)
حاجتنا إلى مذهب أدبي إسلامي /عبدالباسط بدر
نزيف العقول البشرية ( عرض كتاب )
16 سنة على حريق الأقصى
العدد 62 أكتوبر 1985
الغزو الثقافي والمجتمع الإسلامي : هوامش وتعقيبات
المسلمون : من أعباء الماضي إلى مشاغل الحاضر / محمد بدر الدين
بعض آثار الحرمان في النشء المسلم / نبيل صبحي
الحوار والمعادلة الصعبة / محمد الصالح
بعض مشكلات البحث في تاريخنا الاقتصادي / أكرم ضياء العمري
نحن والغرب والعقدة/ نعمان السامرائي
أسلمة العلوم / حسني محمود
حوار في الفن الإسلامي / مأمون فريز
اتحاد الطلبة المسلمين في إيطاليا(استطلاع)
لغتنا بين العجز واثبات الذات / ياسين الشيخ
وداعا للمجون والخلاعة /ترجمة: منور نينار
التربية المستمرة في الإسلام/رضا عكاشة
صلاح الدين الأيوبي في ذاكرة الشعر العربي / عبدالقادر عبار
حوار عن الحماة/ حنان لحام
ونفسٍ وما سواها / عبدالفتاح أحمد
الواقع الثقافي والبُعد التاريخي لجامع الزيتونة في حوار مع مفتي تونس الشيخ محمد المختار السلامي
من أجلك يا إبنتي /أم عبدالرحمن
العدد 63 نوفمبر 1985
ما ظننتم أن يخرجوا
قراءة في إشكالية التخلف والتبديل/ميمون النكاز
ملاحظات نقدية / عماد الدين خليل
سمية أم عمار /محمود شيت خطاب
الآثار المتوقعة لنجاح البنوك الإسلامية / محمد فوزي
من أجل تعامُل صحّي مع ثقافتنا الإسلامية/علي الساسي
حول الإسلام والمسلمين في أوغندا
مصطفى الرافعي العبقري المظلوم /هنوش عبدالجليل
الشاعر"رجب كوبجي" وأحلام المسلمين في بلغاريا/محمد حرب
حوار مع د. محمد فتحي عثمان(/36)
البكاء في الحمراء/أحمد كنعان
"بجاية" في الحضارة والتاريخ (استطلاع )
آثار اللعب النفسية والتربوية على حياة طفلك/آمال عبدالرحمن
مرونة الشريعة الإسلامية وتطبيقها/الحبيب بلخوجة
محمد الصداق عرجون وكتابه محمد رسول الله(ص)/عبدالستار الشيخ
حول العمل الإسلامي في صفوف الوافدين/حسن فضل المولى أزمة الكتاب في الوطن العربي/محمد الصالح
مشاغل المثقف المسلم/محمد بدر الدين
العدد 64 ديسيمبر 1985
على هامش المؤتمر الرابع للسيرة والسنة النبوية
بيع المرابحة/القرضاوي
الأمة الإسلامية ومعضلة الاختيار التنموي/السيد عبدالمطلب
رسالة إلى جارودي / أكرم العمري
حضارة الفكر لا حضارة الإجترار / محمد العزب
دعوى التجديد وخطرها على التراث /جمال سلطان
المرأة المسلمة ودورها التربوي /محمد كمال الدين
فصل من كتاب : العرب والغرب /عارف عطاري
حوار مع د. محمد فتحي عثمان (2)
نظرات في كتاب " القصاص والمذكرين " لابن الجوزي /مأمون فريز
الإيدز الخطر الداهم /محمد زهير الحلبي
المرأة المسلمة والحركات الإسلامية/أم عبدالرحمن
قيم إسلامية في أدب المنفلوطي/عبدالرحمن البجاوي
الفكر الإسلامي/ابراهيم أبوالخشب
المؤتمر العالمي الرابع للسيرة والسنة بالقاهرة
الارتباط بين الألفاظ ومعانيها في اللغة العربية/السواخلي
العدد 65 يناير 1986
وراثة الأرض.. والصلاح المطلوب
إنّا لمّا نعرف بعد كيف نختلف /محمد فتحي عثمان
غربة الإسلام / عبدالله بن زيد المحمود
لغة القرآن الكريم/عودة أبوعودة
الرد على فؤاد زكريا / البوطي
الإسلام في الصومال ( كتاب في مقال )
نحو موسوعة تثقيفية للطفل المسلم /عبدالقادر عبار
التّليّف ثم التلف/غريب جمعة
استراتيجية سوفيتية بعيدة المدى لتحويل افغانستان إلى تابع شيوعي
الواقع الإسلامي في أندونيسيا بين حملات التنصير وتزييف التاريخ
الخلفية التوراتية لوعد بلفور /اسماعيل الكيلاني
صندوق عام للزكاة /عثمان حسين(/37)
المرأة المسلمة بين التصورات والواقع/أم عمير
مستقبل الإسلام في أفريقيا
مسلمو النمسا.. التاريخ والحاضر (استطلاع
ثقافتنا الإسلامية والظرف الراهن/محمد بدر الدين
العدد 66 فبراير 1986
محاولة مستمرة لتعطيل روح الجهاد
إنّا لمّا نعرف بعد كيف نختلف(2)/ محمدفتحي
إمكانية الاجتهاد/ابن حجر البنعلي
لا يا رئيس قسم الفلسفة(2)/ البوطي
زواج الأقارب بين العلم والدين/علي السالوس
الأدباء الدعاة /محمد يحيى
ابن طفيل وقصته "حي بن يقظان"/أنور جعفر
عجائب المخلوقات: هذا الكون العجيب
دور المرأة في الصحوة الإسلامية المعاصرة/القرضاوي
حضور الأدب الإسلامي :مقاربة نقدية/محمد عروي
جهاد عمر المختار في أفريقيا/محمدعلي داهش
القول الفصل في بيع الأجل/رفيق المصري
طفلنا ذلك المجهول/محمد الصالح
حركة الجهاد في إفغانستان : الثوابت والمتغيرات
المعهد الإسلامي الأوروبي في بروكسل( استطلاع )
نتائج استطلاع الرأي
متى يكون لنا موقف ؟/ أحمد كنعان
العدد 67 مارس 1986
أنتم كثير ولكن كغثاء السيل
حوار في المعمار الكوني/عماد الدين خليل
الشركات الإسلامية لتوظيف الأموال : التهمة والدفاع/محمد فووزي
القنابل المحرقة/محمود شيت خطاب
المجتمعات الإسلامية العطشى/نبيل صبحي
في الأبعاد المنهجية للعمل الإسلامي/أحمد سلام
جواب جارودي على رسالة أكرم العمري
تنّين الأعماق/ راشد عبدالله
حضارة الأزمة وموقع الإسلام في عملية الإنقاذ(حوار مع د. رشدي فكار )
الفيروز أبادي وكتابه " بصائر التمييز"/عودةأبوعودة
حضور الأدب الإسلامي(2)/محمد اقبال عزوي
أضرار المخدرات والوقاية منها/رأفت سليبمان
دور التعليم التقليدي في نشر الإسلام في موريتانيا
هل يتوقف الحقد الموروث بعد سقوط ماركوس؟
كيف نُحرّر القدس؟ / عباس محجوب
العدد 68 ابريل 1986
حتى لا تعود الشعوبية من جديد
العالم الثالث وإنتهاب الإنسان /نعمان السامرائي(/38)
نحو ترتيبات وضوابط مستمرة لمسيرة العمل الإسلامي/محمد بدر الدين
من أعلام الإقتصاد الإسلامي:د. محمد العربي/مجدي عبدالفتاح
الأدب التركي والجهاد الأفغاني/محمد حرب
أوفا.. الملك البريطاني المسلم/أورخان محمد علي
السلاح البحري في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية لأول مرة في التاريخ/محمد جمال الدين محفوظ
طفولة الإنسان وأهميتها في التربية/ آمال عبدالرحمن
حوار في الفن الإسلامي/أسامة أبو طالب
عجائب المخلوقات: جرار عسل حيّة في عالم النمل
حوار مع د. أحمد العسال
أدب الإسلام وعلم الاتصال/حسن رجب
حول الأصالة والمعاصرة (1)/ميمون النكاز
نحو موسوعة حديثية / عبدالعزيز التميمي
موقف محمد إقبال من التعليم في العالم الإسلامي/عبداللطيف الجوهري
الإسلام في مرآة الغرب/حسن الأمراني
في مؤتمر الأقليات المسلمة:رؤية من الداخل
أزمة التصنيع في الوطن العربي/ محمد الصالح
العدد 69 مايو 1986
قيادة البشرية والشهادة عليها : تكليف وتشريف
إخلاص الدعاء لله توحيد وصرفه لغير الله شرك
هُم ما تغيّروا.. نحن الذين تغيرنا/الغزالي
الإسقاط المصطلحي:مداخله ومخاطره/جمال سلطان
الصيام :تطهير للروح وتزكية للنفس/رجاء حنفي
شعيرة الأذان ودرس في الاعلام الإسلامي/رزق الطويل
التغيير الاجتماعي عند مالك بن نبي/علي القريشي
دور الإعلان في العالم الإسلامي بين السلب والايجاب/عبدالرحمن أحمد
التاريخ وصناعة المستقبل/اسماعيل الكيلاني
بيت القرآن ( استطلاع )
أين المرأة المسلمة ؟ / محمد الموغي
ابن مجاهد وكتابه " السبعة في القراءات"
أضواء على مستقبل العمل الإسلامي(2)/أحمد سلام
الحرية والمسؤولية والعقل/عبد القادر الطرابلسي
العالم النحوي إبن الحاجب الإسنائي/محمد الحجاجي
حوار مع عمر فروخ حول الغزو الفكري
ليلة القدر وإختلاف المطالع فيها على أهل الأرض
أطفالنا بين التأثير السلبي والايجابي للتليفزيون
رسالة إلى الناشر المسلم
العدد 70 يونية 1986(/39)
في غربي أفريقيا: مشاهدات وإنطباعات
حتى نهزم اليأس في واقعنا المسلم /محمد العزب
مشكلات الشباب النفسية ومطالب تكيفهم /خالد الطحان
العالم الإسلامي ومعضلة التنمية /الشكيري عبدالحق
رؤية إسلامية لظاهرة الاتجاه النفسي قي النقد/عباس محجوب
دور التربية الإسلامية في خطة التغيير/محمد بدر الدين
المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في موريتانيا
إليك يابن الإسلام(شعر)/القرضاوي
هل الفراسة من وسائل الإثبات؟/محمد الشريف
إنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت/ محمد الصالح
الرحلة اليابانية ( عرض كتاب ) علي الجرجاوي
اللقاءات الإسلامية المسيحية.. شبهات ومحاذير/أحمد المجذوب
حوار مع د. محمود محمد سفر
العمل الإسلامي والمعادلة المطلوبة /ميمون النكاز
صورة الإسلام في الغرب /محسن الأمراني
منهج الإسلام في تكوين الرأي السديد/عبدالغني أحمد
العدد 71 يوليو 1986
تقويض الصحوة الإسلامية من الداخل.
في غربي أفريقيا: مشاهدات وإنطباعات (2)
قراءات في الفكر الغربي : غياب البديل/عمادالدين خليل.
ضرورة تمحيص التراث وتبيُن الواقع/غازي التوبة
الإخلاص والصواب/ حنان لحام
الدعوة لتوسع الدائرة المشاركة في العمل الإسلامي /حسن فضل المولى
الصحافة الإسلامية في القرن 19(رسالة جامعية
حوار مع د. محمود محمد سفر (2)
التربية الجنسية للطفل المسلم /محمد جبرة
ترجمة معاني القرآن إلى اللاتينية هي منطلق الفكر الاستشراقي/عباس ارحيلة
خواطر حول الأدب الإسلامي/حلمي القاعود
عمر التلمساني كما عرفته /محمد الغزالي
ابن خلدون وأزمة الفكر المعاصر /جمال سلطان
ميثاق شرف المهنة للأستاذ الجامعي المسلم/أمة الله الودود
معركة ذات الصواري /محمد جمال الدين محفوظ
مناقشة حول كتاب : أنا والإسلام للدكتور نظمي لوقا/محمد السمان
الوجود الإسلامي في غربي أفريقيا ( استطلاع )
الانسان والعبادة والحضارة /نعمان السامرائي
العدد 72 أغسطس 1986(/40)
هل يُحقّق المسلمون الأبعاد المطلوبة لفريضة الحج
الحج: شعائر وذخائر/عبدالله بن زيد
الدول النامية هل هي مستقلة حقاً؟/نبيل صبحي
نحو مواقع متقدمة للمرأة في الحركة الإسلامية/محمد وليد
حوار مع د. أحمد محمد علي حول مشروع لحوم الأضاحي
أدب البحث العلمي عند الشوكاني/سعيد اسماعيل
نظرات في الدعوة الإسلامية/عبدالراضي محمد
خطبة الجمعة في العالم الإسلامي:ملاحظات لا بد منها
قراءة في الذات الأدبية الإسلامية /محمد إقبال عروي
غياب المنهج في التفسير المذهبي للتاريخ/اسماعيل الكيلاني
فن التعامل مع الناس في ضوء الكتاب والسنة / محمود نحاس
النظريات العلمية ونظرية التطور/هـ. أندروز
منهج الحضارة الإنسانية في القرآن(كتاب في مقال )
الدُعاة إلى الإسلام وطُرُق تكوينهم/تركي رابح
حركة الفلاح للثقافة الإسلامية السلفية بالسنغال
العمل الجماعي بين مفهومين/محيي الدين عطية(/41)
العنوان: معجم أخطاء الكُتَّاب للزعبلاوي
رقم المقالة: 164
صاحب المقالة: د. محمد حسان الطيان
-----------------------------------------
في حلة قشيبة وطبعة أنيقة مهيبة صدر عن دار الثقافة والتراث بدمشق (معجم أخطاء الكتَّاب) للغوي القدير الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي رحمه الله تعالى.
والكتاب درَّة نفيسة طالما انتظرها عشاق العربية، فقد أمضى المؤلف فيه عمره يبحث وينقِّب ويصنف ويؤلف إلى أن أدركته المنيَّة دون أن تكتحلَ عيناه برؤيته، فأمسك الراية بعده أستاذان جليلان من أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق هما: الأستاذ الدكتور محمد مكي الحسني والأستاذ مروان البواب، استفرغا الجهد وبذلا الوسع في إعداد المعجم للطباعة وتقديمه لقرَّاء العربية.
وقد اجتمع لهذا المعجم من وجوه الإتقان والجودة ما يرقى به إلى مصافِّ المعجمات المعتمدة في مكتبتنا العربية.
فأول هذه الوجوه مؤلِّفه وهو الأستاذ العلامة صلاح الدين الزعبلاوي الباحث اللغوي القدير الذي عاش نحوًا من مئة عام سلخ معظمها في رحاب العربية، ناسكًا في محرابها، عاشقًا لجمالها، هائمًا في أسرارها، محقِّقًا لأصولها، مدقِّقًا لأحكامها، منقِّرًا لنصوصها، متتبِّعًا لعللها وفوائدها، حتى أوفى على الغاية، وقد شهد له كلُّ من عرفه أو قرأ له من أرباب اللغة وسدنة العربية بالعلم الجمِّ وطول الباع وعلوِّ الكعب والمكنة من هذه اللغة الشريفة.(/1)
وحسبك من ذلك أن العلامة الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر ونائب رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة كتب سنة 1940 عن أول مؤلَّف ظهر للزعبلاوي - وهو كتاب «أخطاؤنا في الصحف والدواوين» الذي يعدُّ نواة هذا المعجم: «أما الطريقة التي اختارها ليسير عليها في بحثه فتتلخَّص في عرضه الموضوع على ما هو عليه، وتبيين موضع الخطأ وتحرِّي وجه الصواب، مع الاستعانة بالنصوص والموازنة بينها وترجيح الأرجح وتقديم الأصح، على قدر ما سمحت به النصوص وأدى إليه اجتهاده، ولم يتأثَّر فيها تناوله من المسائل بآراء من سبقه من الأفراد والجماعات والهيئات، بل أراد أن يشاركهم في التمحيص... وأضاف من الأدلة والحجج ما لم يتهيأ من قبل من نصوص وقواعد لم يسبق أن عثر عليها حين البحث...» إلى أن قال: «ونهجه أليق بالعلماء وأجدر بطلاب الحقيقة من رجالها الأمناء. ولا شك أن اللغة العربية تزداد بهذا الكتاب وأمثاله تمحيصًا وتهذيبًا، وتخلَّص مما عسى أن يعلق بها من شوائب لتقرب من الكمال وتدنو من الغاية».
وتتابع العلماء بعد الشيخ محمد الخضر حسين يقرِّظون هذا الكتاب ويثنون على صاحبه وكان منهم الأستاذ أحمد أمين الأديب المعروف ورئيس تحرير مجلة الثقافة، والأستاذ أحمد حسن الزيات رئيس تحرير مجلة الرسالة المشهورة، والدكتور صلاح الدين المنجد أول مدير لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، والأستاذ محمد المبارك عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق، وأستاذنا الدكتور مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية بدمشق.(/2)
ثم شهد له شيخ العراق وبهجتها العلامة محمد بهجة الأثري فكتب يقول في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق: «قرأت في الجزء الأول من المجلد الخامس والخمسين من مجلة مجمع اللغة العربية -كتب الله لها النموَّ والدوام- مبحث التضمين للباحث اللغوي المدقِّق الأستاذ صلاح الدين الزعبلاوي، وهذا واحد من مباحثَ لغوية بارعة شرعت هذه المجلة الزهراء تنشرها له في المدَّة الأخيرة، وهي شاهدة لصاحبها بفقهه في اللغة العربية، وبفضله وحسن تأتِّيه في إعمال الفكر، والرويَّة فيما تناوله من شؤونها، باحثًا متقصِّيًا وناقدًا متثبِّتًا...».
وثاني هذه الوجوه أن هذا المعجم حصيلة جهد طويل للمؤلِّف وثمرة عمر مديد قضاه في البحث اللغوي، وهو جماع ثلاثة كتب صنع المؤلِّف أولها -وهو كتاب "أخطاؤنا في الصحف والدواوين"- ولما يجاوز الرابعة والعشرين من عمره، وصنع ثانيها -وهو كتاب "لغة العرب"- وقد ذرَّف على السبعين من عمره، وضمَّ إليهما ثالثها وهو قصاصات لا يقلُّ حجمها عن حجم صاحبيها وقد ناهز التسعين من عمره، ثم حاول أن يصنع من كل ذلك معجمًا متكاملاً فحالت منيَّته دون ذلك.
وثالث هذه الوجوه أن المعجم حظي بعناية أستاذين جليلين من أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق لهما قدم راسخة في مجال البحث والتأليف والتصنيف في الأخطاء اللغوية الشائعة، وهما الأستاذ الدكتور محمد مكِّي الحسني والأستاذ مروان البواب اللذان حوَّلا الحلم إلى حقيقة والأماني إلى وقائع، إذ توفَّرا على هذا المعجم وهيَّئا له كل ما كان يتطلَّع إليه مؤلِّفه من التصحيح والتدقيق، والمقابلة والتخريج، والإعداد والتنسيق، وصنع الفهارس الفنيَّة المتنوعة والمراجعة المتأنية، فلم يدَّخرا وسعًا ولم يبخلا بوقت في خدمته والقيام بحقِّه؛ حبًّا بهذه اللغة الشريفة وتقديرًا لمؤلِّفه الراحل عليه رحمات المولى سبحانه.(/3)
ولابدَّ لي أن أنوِّه هنا بالفهارس الفنيَّة التي صنعها الأستاذ البواب فقد قرَّبت بعيدًا، وجمَّعت متفرِّقًا، وأعطت القارئ مفتاحًا لكل ما يمكن أن يطلبه من هذا المعجم، ولا سيما موضوعه الرئيسي وهو الأخطاء الشائعة، إذ خصَّها المفهرس بفهرس جامع أورد فيه جذر الكلمة، والخطأ الشائع فيها، والصواب، ورقم الفقرة التي ورد فيها في الكتاب، وبهذا يكون قد جعل مادَّة الكتاب كلها على طرف الثُّمام من كل قارئ، إذ يشتمل هذا الفهرس على خلاصة ما ورد في المعجم، ويمكن للقارئ المتعجِّل أن يصل من خلاله إلى طلبته دون أن يبحث في المعجم إذا أراد نتيجة البحث لا ما وراءه من أدلَّة وعلل.
ورابع هذه الوجوه الشكل المعجب الذي خرج به هذا المعجم، إذ اضطلعت بإخراجه ونشره دار الثقافة والتراث بدمشق، وهي دار علميَّة غير ربحيَّة فيما أعلم تعنى بنشر الكتب الجادَّة وتشترط في منشوراتها التحقيق العلميَّ المدقِّق غير عابئة بما يقع عليها من نفقات في سبيل ذلك، وكان من أبرز ما أخرجت حاشية ابن عابدين في خمسة وعشرين جزءًا بتحقيق الأستاذ الدكتور حسام الدين الفُرفور وأصحابه.
وخامس هذه الوجوه أن المؤلِّف -إلى عنايته بتبيين أخطاء الكتَّاب وعثراتهم- معنيٌّ أيضًا ببيان عثرات بعض اللغويين فيما تسرَّعوا إليه من التخطئة بغير وجه حق، فضيَّقوا واسعًا، وحجَّروا على الناس أمر استعمال اللغة، وصاروا إلى ما وصف به القرضاويُّ أمثالهم من علماء الدين غير المتمكِّنين حيث يقول: «وآفة كثير ممَّن اشتغلوا بعلم الدين أنهم طَفَوا على السطح ولم ينزلوا إلى الأعماق لأنهم لم يؤهَّلوا للسباحة فيها والغوص في قرارها وألهتهم الفروع عن الأصول، وقد أدَّت بهم هذه الحرفيَّة الظاهرة إلى تحجير ما وسَّع الله وتعسير ما يسَّر الله وتجميد ما من شأنه أن يتضوع وتقييد ما من شأنه أن يتجدَّد ويتحرَّر».(/4)
فمن ذلك ردُّه على من عاب على المذيعين قولهم: «هذا وقد أكَّدت المصادر صدق الخبر» حيث بيَّن صواب هذه العبارة مستشهدًا لها بكلام البلغاء وخاتمًا كلامه بقوله تعليقًا على الآية: «ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم»: «فموضع (ذلك) هنا أشبهُ ما يكون بما نحن فيه». وأنا أقول مؤيِّدًا ما ذهب إليه الأستاذ الزعبلاوي: وأشبه من هذا كلِّه بما نحن فيه قوله تعالى في سورة ص55: «هذا وإن للطاغين لشرَّ مآب».
ومن ذلك -والأمثلة كثيرة- تجويزُه جمع نشاط على أنشطة خلافًا لمن قال بتخطئتها. وتجويزُه تعدية الفعل وصل بنفسه معتدًّا بما ورد في (القاموس المحيط) من قول الفيروز آبادي: «وصل الشيءَ وإلى الشيءِ وصولاً: بلغه وانتهى إليه». وتجويزُه استعمال فعل اعتبر بمعنى اعتدَّ.
والزعبلاوي يعتمد في هذا كلِّه على منهج أصيل في معالجة مسائل الخطأ اللغوي بيَّنه الأستاذ الدكتور محمد مكي الحسني في تقديمه للمعجم وذلك بإيراد مقولات عدَّة له تنخَّلها من كلامه في هذا المعجم، فمن ذلك قوله: «ليس يحسن أن نسلك نهجًا نحظر به جائزًا و ننكر مستقيمًا، وإلا حار الكتَّاب في أمرهم ماذا يأخذون وماذا يدعون، بل التبست عليهم وجوهُ القول واختلطت طرائقه».
ومن ذلك قوله: «لا يزال النقَّاد يعيبون كثيرًا من الكلام الصحيح بغير دليل، وفي ذلك مجلبةٌ لارتياب الكتَّاب وتردُّدهم واختلاط الأمر عليهم، لا يدرون أي قول يأخذون».(/5)
ومن ذلك قوله: «لا يحسن بالناقد أن يقتصر في التخطئة والتصويب على اعتماد نصوص المعاجم، بل ينبغي أن يأخذ بنصيب مما جاء في كتب اللغة والتفسير والأدب، وحظ مما جاء في دواوين الشعر وصحف الرسائل ومصنفات القوم، إذ لا وجهَ لجمود المعنى في اللفظ، كما يبدو ذلك حينًا في كثير من النصوص المعجميَّة، ومن ثَمَّ كان تعويل كثير من المحدَثين على ظاهر النص، والاستغناء به عن سواه، مخالفًا لأصول ارتقاء اللغة، وتحوُّل معانيها، وتدرُّج دلالاتها، واختلاف طرائق تعبيرها بتحوُّل العصور وتعاقب الأجيال».
ولا ريب عندي أن سعة علم الأستاذ الزعبلاوي وتنوُّع موارده ومصادره أتاح له متسعًا من القول، فصدقت فيه المقولة المأثورة: «من يعلم كثيرًا يغفر كثيرًا» وصدقت في أولئك المحجِّرين غير المتمكِّنين مقولة أبي نواس:
فقل لمن يدَّعي في العلم معرفةً عرفتَ شيئًا وغابت عنك أشياءُ
بقي أن أشيرَ إلى أن المعجم صدر بمقدِّمتين جليلتين أفدتُّ منهما أيما فائدة في كتابة هذا العرض، كتب الأولى نجلُ المؤلِّف د. رافع صلاح الدين الزعبلاوي المدرِّس في جامعة الكويت، وقد ترجم فيها لوالده مبيِّنًا منزلته العلمية وشهادات أهل العربية فيه. وموضِّحًا مراحل تأليف المعجم وما كان يصبو إليه المؤلِّف من تأليفه.
وكتب الثانية صديق المؤلِّف الأستاذ الدكتور محمد مكِّي الحسني عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، وقد بيَّن فيها منهج المؤلِّف في معالجة مسائل الخطأ اللغوي، والخطَّة التي اتبعها والأستاذ مروان البواب في إعداد المعجم للطِّباعة وتدقيق موادِّه ومراجعتها ووجوه العناية فيها.(/6)
العنوان: فهرس المجلات والدوريات (القسم الرابع)
رقم المقالة: 162
صاحب المقالة: محمد مال الله
-----------------------------------------
مجلة الرسالة (وزارة الأوقاف/بغداد)
العدد 143 جمادى الاخرة1401:
الإسلام والصحافة.
مبادئ الدولة الإسلامية/ حامد مصطفى.
القرآن الكريم والترجمة/عبد الرزاق الجزار.
التعصب القومي/ عبد النافع محمود.
تحديد أوائل الشهور/ حسين محفوظ.
قصيدة/ رشاد الخطيب.
معركة القادسية /يونس السامرائي.
أسواق العرب/ بسيم الذويب.
دفع مضار الأغذية.
مكتبة الرسالة الإسلامية/عمر الكبيسي.
العددان164/165 ربيع الأول – ربيع الثاني 1404
الحكمة والعدالة في ميزان الشريعة/محمد شريف.
تفسير ابن باديس/أحمد مطلوب.
أضواء على التفسير في عهد التابعين/عبدالستار حامد.
الشيخ رشيد الخطيب الموصلي مفسرا/عبدالوهاب الكحلة.
القول المتين فيما ورد في القسم بغير الله تعالى في القرآن الكريم/محمد الشيخطه.
القواعد الفقهية/محيى السرحان.
أهمية الحديث النبوي الشريف في كتابة ابن الجوزي للتاريخ/حسن الحكيم.
دراسة في مبحث الأسماء والأحكام/محمد رمضان.
معركة بهرسير/عبدالجبار محمود.
التنظيم الاداري في الاسلام /عبدالنافع محمود.
حول كتاب موازين القرآن والسنة/حمدي السلفي.
مؤلف التفسير المسمى" كتاب المباني لنظم المعاني"/غانم قدوري..
العددان 166/167 جمادى الأولى /1404
خلود الشريعة الاسلامية /محمد شريف.
ما خص الله به العرب قبل الاسلام وبعده/ابراهيم المدرس.
الدين الاسلامي والمجتمع المتطور /حسين آتاي.
حركات هدامة للعروبة والاسلام/هاشم الرفاعي.
العدل وأثره في المجتمع/أحمد السايح.
سيرة في مكارم الأخلاق /حسن الخفاف.
موازين القرآن والسنة / حمدي السلفي.
تطبيقات نحوية في الوقف والابتداء/أحمد حطاب العمر.
معارك العرب بعد القادسية / عبدالجبار السامرائي
أضواء على انتشار الاسلام في أفريقيا/عبدالنافع محمود.(/1)
العددان 168/169 رجب/شعبان1404:
رؤية عصرية لسياسة عمر بن عبدالعزيز الداخلية/عبدالرزاق الأنباري
الدين الاسلامي والمجتمع المتطور / حسين آتاي.
الشريعة الاسلامية كمصدر من مصادر التشريعات العراقية منذ الحكم الوطني /مصطفى الزلمي.
علم الجرح والتعديل / حارث سليمان الضاري.
مسؤولية الأطباء عن أعمالهم المهنية في الفقه الاسلامي/عبدالله الجبوري.
لا اكراه في الدين/محمد المعيني.
أنواع النسخ في القرآن الكريم / عبدالحميد العبيدي.
الآثار المترتبة على عوارض الأهلية/ابراهيم الدبو.
موقف الاسلام من المرأة/سعدون الساموك.
الامام أبو يوسف/عبدالغفار العباسي.
معارك العرب بعد القادسية / عبدالجبار السامرائي
العددان170/171رمضان 1404
أضواء على التفسير في عصر النضوج/عبدالستار حامد.
الشريعة – الفقه في الدين الاسلامي/حسين آتاي.
أغاريد المتصوفة/مصطفى البدري.
نقد ابن خلدون للتصوف/ عرفان عبدالحميد.
التمييز العنصري/عبدالنافع محمود.
المسجد ودوره في مواجهة الأحداث/نوري القيسي.
معارك العرب بعد القادسية/ عبدالجبار السامرائي
القواعد الفقهية/ محيى السرحان.
تربية المعوقين/ خليل محمد.
الامام أحمد يقول الشعر/ حسن الرزو.
الاسلام ومحو الأمية.
العددان172/173ذوالقعدة/ذو الحجة 1404
التقويم الهجري/د.حسين محفوظ.
أنوار البيان/محمد النقسبندي.
الحرب والسلام في الإسلام/ابراهيم المدرس.
الطريق إلى مكة المكرمة/د.طالب خطاب.
عبد الله بن المبارك/ابراهيم الدبو.
الاتجاه الإسلامي في شعر الرصافي/وليدالأعظمي.
مدى إمكان القول بالنسخ في القرآن الكريم/نظام الدين عبدالحميد.
الصبر عدة الفوز وطريق الفلاح/عبدالمنصف عبدالفتاح.
حقوق الإنسان/عبدالنافع محمود.
ليلتي(قصيدة)/صابرة العزي.
من معارك العرب بعد القادسية/عبدالجبار السامرائي.
العددان 174/175محرم، صفر 1405
الهجرة والمهاجرون/ شاكر البدري.
اثبات النسخ والرد على منكريه/عبدالحميد شهاب.(/2)
الفكر العربي الاسلامي والتحديات الفارسية/عرفان عبدالحميد
تألق القصة القرآنية في خيال الشعراء/محمد الدراجي.
معارك العرب بعد القادسية/عبدالجبار السامرائي.
النبرة الاسلامية في الدعوات الاجتماعية والسياسية/مصطفى البدري
المؤرخون العلمانيون ودراسة السيرىة النبوية/علي حيدر.
في محراب الله/جلال فاخر.
نظرات في التربية الاسلامية.
انسانية الانسان بين الاسلام وواقع الحضارة الغربية /محمد رشدي.
العددان 176/177 ربيع الأول 1405
خصائص مدرسة ابن عباس في التفسير/أحمد الجنابي.
النبوة حقيقة متميزة /عدنان البكاء.
حركة الغلو واصولها الفارسية/نظلة الجبوري.
القصيدة المباركة الشريفةلابن الجنان الأندلسي/منجدمصطفى
مدرسة الاجتهاد في العصر الحاضر/محمد شقرة.
الأسير والأسرى/شاكر البدري.
معارك العرب بعد القادسية/عبدالجبار السامرائي.
القضاء والقدر في ضوء تعاليم الاسلام /عبدالمنصف محمود.
علاقة المدينيين المتضامنيينبعضهم ببعض في الشريعة والقانون/نجلاء عباس.
العددان178/179 جمادى الأولى 1405
العقدة الفارسية /فاروق عمر.
العربية شعار الاسلام وأهله/بشار عواد.
مواقف خمينية/أحمد مطلوب.
التصوف الاسلامي بين الأصالة والتحريف/عرفان عبدالحميد
الاستلهام التاريحي في شعر الحرب/نوري القيسي.
السلوك الايراني المنحرفعن تعاليم الاسلام/عبدالنافع محمود.
الرسول القائد/محمد شقرة.
منهج القرآن الاخلاقي في تشريعات القضاء/محمد الكبيسي.
القواعد الفقهية وأثرها في اثراء التشريعات الحديثة/محيى السرحان.
محاولات انقاذ مثوى الرسول الكريم بين الحقيقة والخيال/محسن حسين.
كتمان الأسرار من الأمانة/عبدالمنصف عبدالفتاح
الحاج كمال الدين الطائي رائد الصحافة الاسلامية في العراق/عبدالله الجبوري.
معركة الأحواز/ عبدالجبار السامرائي.
كتاب التمهيد في علم التجويد.
العددان182-183رمضان/شوال1405:
معجم القرآن الكريم ومعجم المصطلحات البلاغية/حامد مصطفى.(/3)
العداء الفارسي للعراق والعرب عبر التاريخ /نور القيسي.
الشافعي شاعرا/مجاهد مصطفى.
دفع التعارض عن مختلف الحديث/حسن الرزو
ابراهيم النخعي /ابراهيم الدبو.
مواقف الخلاف بين الفقهاء والصوفية/ نظلة الجبوري.
خيار المجلس بين نفاته ومثبتيه/محمد العاني.
معركة نهاوند/عبدالجبار السامرائي.
ملاحظات على كتاب " التيار الاسلامي في شعر العصر العباسي الأول "/ وليد الأعظمي.
العددان184/185:
الدين والوحدة الوطنية/حمد الكبيسي.
ادعاء الاسلام دون اللتزام بجوهره.. ظاهرة خطيرة في طريق الدعوة الاسلامية/عبدالرزاق السعدي.
الاسلام والعربية/ابراهيم السامرائي.
محمد بن الحسن الشيباني/عبدالستار حامد.
الحليل بن أحمد/عبدالجبار النايلة.
العددان 186/187
التحدي والمعارضة في اعجاز القران/عبدالجبار شرارة.
منهج المتكلم المعاصر/صبري اردم.
الدين والوحدة الوطنية/حمد الكبيسي.
الشعوبية وتشويه التاريخ العربي/فاروق عمر.
المدرسة الايرانية في سامراء/مصطفى نعمان.
التيار الاسلامي في شعر العصر العباسي الاول/مجاهد مصطفى
معارك العرب بعد القادسية/عبدالجبار السامرائي.
العددان 190/191 جمادى الأولى 1406
معركة القادسية من خلال توجيهات الخليفة عمر ورسائله/جهاد الفاروقي.
القيادة المركزية وانسياح الجيش الاسلامي/نوري القيسي.
حدود صفات الله وأسمائه الحسنى/محمد شقرة.
مدى صلاحية القرعة لانشاء الحق أو تعيينه في الفقه الاسلامي/حمد الكبيسي.
المعجزات المحمدية / وليد الأعطمي.
العددان 196/197
الخمينية ونظرية النبوة المستمرة /عرفان عبدالحميد
العبرة في الهجرة/شاكر البدري.
الخمينية تتمة طغيان العجم في الدين والقومية/مصطفى البدري
جمهورية خميني طائفية..جذورها عنصرية/ابراهيم المدرس.
من مظاهر الحركة الشعوبية في الأندلس/فاروق عمر.
الفتوحات الاسلامية والتقنين/حمد الكبيسي.
الفتوحات الاسلامية في الجبهة الشرقية/عبدالجبار السامرائي
العددان 198/199(/4)
جهود الرئيس صدام في إحياء السنة النبوية/بشار عواد.
الشخصية المحمدية مثل خالد/محمد شريف.
المفسدون في الأرض/محمود محمد خليل.
الرسول السياسي المجاهد الفاتح/عرفان عبدالحميد.
فضائح الخمينية تجاه العقيدة الإسلامية/ بشار عواد.
السلام في الإسلام /محمد شريف.
العددان 207/208صفر1408
عداء خميني للعربية/دريد حسن.
الالتفات في القرآن/عبدالجبار العبيدي.
ازدواجية العقيدة أوسع أبواب الشرك/محمد شقرة
القرامطة يعودون من جديد/ جهاد الفاروقي.
حسان بن ثابت/ وليد الأعظمي.
مصطفى الرافعي/ مصطفى البدري.
زراعة الأعضاء والتداوي بالمحرمات في ضوء الشريعةالاسلامية/هاشم جميل.
آراء وأفكار/رياض الشيخلي.
العددان 209/210
ربيع الثاني1408
الزكاة : حكمتها وأثرها في المجتمع الاسلامي/عبدالله الشيخليأمة الشهداء/جهاد الفارةقي.
الشهيد في الشعر العربي/منذر العاني.
الزكاة ودورها في محاربة الفقر والبطالة/ابراهيم الدبو.
الراوندية/قحطان الدوري.
العددان 211/212
الخمينيةكما هي.. فما هي ؟ /محمد شريف.
تولي الدولة الزكاة /عبدالله الجبوري.
الانجاب مهمة دينية ووطنية وقومية/عطاء الله الحديثي.
مكةو المكرمة أيها المسلمون/جهاد الفاروقي.
من التسلل الباطني الى الغزو الفكري / نوري القيسي
زراعة الأعضاء والتداوي بالمحرمات في ضوء الشريعة الاسلامية/هاشم جميل.
ثابت بن قيس الأنصاري/ وليد الأعظمي.
دور الدولة في احياء الأرض ( الموات ) في منظور الشريعة/هاشم جميل
الاسلام وأبناء مزدك( شعر)/محب السلام عمر.
هذا خميني( شعر )/محمد مصطفى.
العددان 219/220
هل فاءت الفئة الباغية إلى أمر الله.
ذكريات من عرفات الله/عرفان عبدالحميد.
الهجرة النبوية الشريفة المعاني والغايات/جهادالفاروقي
صور من صمود العراقيين ضد اعتداءات الفرس خلال العصر العباسي/د.فاروق عمر.
الاستلهام في شعر الحديثي(1)/أحمدمطلوب.
مشكل القرآن/د.عبدالجبار العبيدي.(/5)
ظاهرة التقابل الدلالي في سورة الزمر/أحمدالجنابي.
اسم الجنس الجمعي كما ورد في القرآن الكريم/د.عبدالمنعم أحمد صالح.
إرادة السلام(شعر)/د.مصطفى البدري.
الفصحى..رباط وحدة الأمة (قصيدة)/محمد بهجة الأثري.
هجرة النور والهدى(شعر)/صابرة العزي.
العدد 222 ربيع الثاني 1409:
الشهادة أعلى مراتب العطاء/عبدالنافع محمود.
التكيف السلوكي بين الفطرة والعقيدة/محمد شقرة.
الشعوبية: أكاذيبا والتصدي لها/جهاد الفاروقي.
الأسوة الحسنة بين القريشية والصلاح/مصطفى البدري.
بيت المقدس ومكانته في الاسلام(ق2)/عبدالله الجبوري
جرس اللفظ القرآني/ دريد حسن.
العدد 224 جمادى الآخرة 1409:
حتى لاتختلط الأوراق/ أجمد بزيع الياسين
الإسلام دين السلام/محيى السرحان
منزلة الشعر عند الرسول (ص)/ وليد الأعظمي
حكم العملة الورقية في الشريعة الاسلامية/ ابراهيم الدبو.
لمحات بمآثر المسلمين الجغرافية/ رشيد الجميلي.
العدد 225 رجب 1409
من الكاتب الذي تريده الأمة؟/محمد شقرة.
عبرة القادسية.. وتجديد رسالة السلام/مصطفى البدري.
أسرة آل حماد البصرية وآثارها العلمية/عبدالله الجبوري
العملة الورقية في الشريعة الاسلامية/ابراهيم الدبو.
لمحات بمآثر المسلمين الجغرافية (ق2)/رشيد الجميلي.
العدد 226 رمضان1409:
الصيام في الشريعة الإسلامية/ محيى السرحان.
هل يجوز شرعا إثبات أوائل الشهور العربية بالحساب الفلكي/محمد ابراهيم شقرة.
من هدي السيرة في رحاب رمضان/نوري القيسي
أضواء على كتاب قيم الإسلام ومفهوم القيادة العربية الإسلامية/جهاد الفاروقي
أبطال من الأنصار / وليد الأعظمي
العددان 227،228شوال/ذو القعدة 1409:
تاريخ الحركات الباطنية وتطورها/محيى السرحان.
أصحوة الموت أم الدوار؟/ مصطفى البدري.
من ثمار عصر النبوة: الحرية الفكرية/لبيد ابراهيم
زراعة الأجنة في ضوء الشريعة الاسلامية/هاشم جميل.
العدد 229 ذو الحجة 1409:
خواطر حول الحج/د.محمدتوفيق شاهين.(/6)
الحركة الباطنية:المنطلقات والأهداف/رشدي عليان.
القراءات القرآنية في تفسير ابن عطية/د.عبدالقادر الهيتي.
زراعة الأجنة في ضوء الشريعة الإسلامية (2)/د.هاشم جميل.
الحكم الشرعي- حقيقته وأقسامه عند الأصوليين/د.صبحي جميل.
العددان 230/231 محرم /صفر 1410:
الحركة الباطنية.. الوسائل والغايات/ د.قحطان الدوري.
الزكاة في التشريع العراقي الحديث(1)/محيى السرحان
وثائق عثمانية غير منشورة عن نشاط البابيين والبهائيين (1)/د.مهدي البستاني.
زراعة الأجنة (2)/د.هاشم جميل.
طريقة خط المصحف الشريف/وليد الأعظمي.
رجل يكتم إيمانه(شعر)/ د.مصطفى البدري
أسلوب التعجب في القرآن الكريم (1)/خليل ابراهيم
سبيل الهداية/د.عبدالرزاق السعدي
العدد 232 ربيع الأول1410:
الزكاة في التشريع العراقي الحديث( القسم الأخير )/محيى السرحا.
أسلوب التعجب في القرآن الكريم ( القسم الأخير)/حليل السامرائي
زراعة الأجنة في ضوء الشريعة الاسلامية/هاشم جميل.
مفهوم الفقه الاسلامي/مصطفى بدر الدين.
مرشد الضال في الكتاب والمقال / سليم حسين طالب.
العدد 233 ربيع الثاني 1410:
في ذكرى جهاد الرسول(ص)/نزري القيسي.
يوم النبي/ وليد الأعظمي.
المجتمع الاسلامي في وقتنا الحاضر/قحطان الدوري
وثائق عثمانية غير منشورة عن نشاط البابيين والبهائيين في العراق/د.مهدي البستاني (2).
موعد مع القدر / مصطفى البدري.
العددان 235/236 جمادى الآخرة/رجب 1410:
معالم التصوف البغدادي/عرفان عبدالحميد.
معاملة أسرى الحرب في ضوء الشريعة/محيى السرحان.
الدعوة الاسلامية على أبواب قرن جديد/ توفيق شاهين.
الامام الغزالي والقدس الشريف/حمد الكبيسي.
ويأبى الله الا أن يتم نوره/محمد شقرة.
العدد 237 شعبان 1410:
تفسير الطبري/ بشار عواد.
الامام الغزالي والقدس الشريف/حمد الكبيسي.
النبر وبعض مظاهره في القراءات القرآنية/ولاء صادق.
حكم زيادة السعر في البيع بالنسيئة شرعا(1)/نظام الدين عبدالحميد.(/7)
العدد 238 رمضان 1410:
رمضان شهر التوبة/محيى السرحان.
المعاني الأخلاقية لفريضة الصوم/سعدون الساموك.
القول الصحيح في عدد ركعات التراويح/جهاد الفاروقي.
المظاهر القانونية للحرية الدينية في العراق/محمدشريف.
تفسير الطبري/بشار عواد.
من أدب المغازي/نوري القيسي.
حكم زيادة السعر في البيع بالنسيئة شرعا(2)/نظام الدين عبدالحميد.
الدس الشعوبي على القرآن الكريم/عبدالجبار السامرائي.
شهر الصيام(قصيدة)/ضياءالدين النقشبندي.
العددان 239/240 شوال/ذوالقعدة 1410:
التجسس.. معناه وأنواعه وأحكامه في الشريعة الإسلامية/محيى السرحان.
تفسير الطبري من كتابه/ بشار عواد.
الملحمة الإسلامية/أحمد مطلوب.
العدل الاجتماعي في عهد عمر (1)/عبد الله الجبوري.
مواقف تاريخية/ جهاد الفاروقي.
اليهود والإرهاب الصهيوني / سعدون الساموك.
مجلة شئون خليجية( لندن )
العدد الأول يناير 1999
العرب على الساحة الدولية.. بريطانيا ( دراسة حالة الآثار المترتبة على تجميد عضوية مصر في الجامعة العربية.
" المسألة العراقية " ودعم واشنطن لسبع جماعات معارضة.
قمة أبوظبي والتحديات الإقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي عام 1999
آثار العولمة على إقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.
المياه العربية وتحديات القرن 21 ( الوضع المائي لدول مجلس التعاون ).
تصاعد موجة الإغتيالات السياسية في ايران.. هل يمكن أن تطول خاتمي ؟
الشرق الأوسط وتقرير التوازن العسكري 98/99 ( قراءة تحليلية ).
منطقة الخليج والتوازن العسكري حتى مطلع القرن القادم.
أزمة لو كربي.. تسوية قريبة أم ضربة عسكرية محتملة.
عرض كتاب " دول مجلس التعاون الخليجي الفجوة بين إمكاناتها وقدراتها السياسية وأثر ذلك على الأمن القومي العربي.
العدد السابع يوليو 1999
إنصاف مجلس التعاون.
تسوية الأزمة الإماراتية – السعودية ودروس مستفادة.(/8)
العمالة الوافدة لدى مجلس التعاون الخليجي : الآثار الإجتماعية والسياسية مع التطبيق على البحرين.
إطروحات إقتصادية جديدة لعلاج البطالة في الخليج.
تقرير حول ندوة الإقتصادات العربية وتحدي تذبذب أسعار النفط.
قراءة في نتائج إنتخابات مجلس الأمة الكويتي التاسع.
أضواء على مستقبل الصناعة البحرينية.
السعودية وإستراتيجية مزدوجة لمواجهة أسعار الخام المراوغة.
ماذا بعد فشل سياسة الإحتواء المزدوج تجاه العراق وإيران ؟.
العلاقات السعودية الجنوب أفريقية من التعاون الى الشراكة الإستراتيجية.
إتحاد البرلمانات الإسلامية بين التحديات والطموحات.
الأسس القانونية للتفاوض حول القدس.
مجلة الوثيقة( مركز الوثائق التاريخية بالبحرين)
العدد 1 يوليو 1982
كيف دفع الأمير عبدالله بجيش العجم الى رمالالربع الخالي ( دراسة في دولة العيونيين).
رسائل الرسول (ص) المودودة حاليا هل هي حقيقية ؟
جولة مع الجغرافيين القدماء في القرن الرابع الهجري.
العتوب يدركون أن الفتنة تستهدف ضرب العرب بالعرب.
هذه الكتب التي كتبت عن الخليج.
صفحات من تاريخ النفوذ البرتغالي بالبحرين.
صفحات من كتاب قديم وصف شاهد عيان يرجع لعام 1598م
قرامطة البحرين أشد الحركات المعارضة ضراوة في القرنين الرابع والخامس للهجرة.
الكويت : دراسة تحليلية.
كيف كان الرجال والنساء يلبسون في أيام ديلمون.
القسم الانجلينزي.
العدد 3 يوليو 1983:
رد على مقالات: البحرين قديما وحديثابجريدة الوطن الكويتية- العثور على أساساتقلعة قديمة تحت جامع القلعة بالرفاع.
العصفوريون وقصة 150 عاما غامضة في تاريخ البحرين.
الجبور عرب البحرين أو عربان الشرق.
مع القرآن: مصاحف بالبحرين تعود للقرن الأول الهجري.
التقرير الرئيسي عن اكتشاف القبور المقببة بالبحرين.
الشرق بعيون نيبور : مشاهدات رحالة ألماني عن الشرق منذ أكثر من 200 عام.
خرائط قديمة.
القسم الانجلينزي.
العدد 4 يناير 1984(/9)
من تاريخ العتوب في القرن 18/علي أبا حسين.
البحرين في القرن 7/حسين أمين.
وثيقة لم تنشر عن البحرين/ عبدالهادي التازي.
البرتغاليون في البحرين/احمد العناني.
مساهمة المصادر البرتغالية في كتابة تاريخ البحرين/احمد بو شرب.
نقد عربي يكشف حقائق علمية عن تاريخ البحرين/محمد الحسيني.
موقع البحرين في محاولات محمد علي/ابراهيم خليل.
وصف البحرين لأحمد بن ماجد/ بول كونيتش.
آلهة دلمون/ خالد الناشف.
القسم الانجلينزي.
العدد 5 يوليو 1984
العلاء الحضرمي- السفير القائد/ محمود شيت خطاب
المنافسة البريطانية الأمريكية في البحرين 1918- 1947/روزماري سعيد.
الطباعة في البحرين/ مبارك الخاطر.
رحلة السندباد- اختبار في الآثار البحرية / تيم سيفرن
من قضايا التاريخ في البحرين/ علي حبيبة.
المراجع عن البحرين( الجزء العربي )/ كوركيس عواد.
العدد 6 يناير 1985
البحرين في صدر الاسلام/عبداللطيف كانو
تشالز بلجريف/روبرت بلجريف.
كيف كانت البحرين منذ ألف عام/علي الدوي.
شركة الهند الشرقية الهولندية والبحرين/ب.ج.سلوت
الفنون التشكيلية في البحرين/عبدالكريم العريض
وثائق التاريخ الحديث للبحرين/ب.أ. انتوني
العلاقات التجارية بين البحرين والعراق/عبدالجبار ناجي
تطور الكتابة الدلمونية بالادماج/علي بوشهري
نشأة البريدوتطوره في البحرين/علاء موسى
القسم الانجلينزي
العدد 7 يوليو 1985
ملامح من حياة محمد بن خليفة الخليفة/أمل الزياني.
تجارة البحرين منذ فتح العتوبوحتى ظهور النفط/خالد الخليفة
سكان البحرين عند ظهور الاسلام/عبدالرحمن العاني.
من العقير الى خرائب سلوى/ر.أ. جيسمان.
دراهم ساسانية من جزيرة تاروت/علي المغنم.
البحرين في المصادر الجغرافية/قحطان الحديثي.
صفحات من تاريخ الغوص في البحرين/ سيف الشملان.
دراسة في الأختام الدلمونية/ علي بوشهري.
العدد 13يوليو 1988(/10)
لمحة في بعض الوثائق التاريخيةحول العوامل المؤثرة على المصالح الاقتصادية البريطانية في الخليج العربي عام 1907/علي أبا حسين.
الصراع العماني البرتغالي خلال القرن 17/صالح العابد.
دور العرب الحضاري في شرق أفريقيا/ شوقي الجمل.
الصراع البحري العماني البرتغالي في البحار الشرقية 1650-1720/غانم رميض.
نظرة جديدة للا نجازات السياسية والعسكرية والتجارية البرتغالية في آسيا/عبدالأمير محمد أمين.
الاسلام والصليبيون في سواحل أفريقيا/ السر سيد العراقي.
أحمد بن ماجد وجهوده في الملاحة البحرية/حسين أمين.
أين تقع بلاد واق الواق كما حددها الجغرافيون العرب؟/ صباح الشيخلي.
القسم الانجلينزي.
العدد 14يناير 1989
صفحات من تاريخ تعليم المرأة في البحرين بين 1905-1961/ علي أبا حسين.
البرتغاليون في شرق أفريقيا وطردهم منها/عبدالرزاق علي.
من علوم العرب البحرية : الاهتداء بالنجوم في ظلمات البحر/حسن صالح شهاب.
الوثيقة وأهميتها في الدراسات التاريخية مع دراسة لمختارات من المادة الوثائقية من مركز الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد/ سامي القيس.
الأسس الاقتصادية للآستعمار البرتغالي في الخليج العربي في القرنين السادس عشر والسابع عشر/محمد الكيالي.
الخليج العربي الأهمية الاستراتيجية وملامح السياسة البرتغالية/ نوار القيسي.
النظام الدولي الأقليمي في دول الخليج خلال فترة الاستعمار البرتغالي/حامد ربيع.
العدد 15 يوليو 1989
وثائق القلعة( محمد علي في الجزيرة العربية وعلاقاته بالخليج العربي 1807-1842)/محمد مرسي.
البرتغاليون في شرق أفريقيا وطردهم منها/شوقي عطا الله.
التهديد البرتغالي لتجارة البحر الأحمر/بشير احمود.
التوجه العثماني نحو الخليج العربي من خلال محمد علي/رأفت غنيمي.
العثمانيون والروس في الخليج العربي ( دراسة في العلاقات السياسيةبينهما 1878-1907)/ طارق الحمداني.
العناصر التراثية في شعر علي بن المقرب العيوني/أحمد الخطيب(/11)
جمال الدين الأفغاني/ فهمي توفيق.
القسم الانجلينزي.
العدد 27 يناير 1995
تاريخ البحرين الحديث في المصادر الروسية /عبدالله الخليفة.
التطور الاداري في عهد سلمان بن حمد/علي أبا حسين
البحرين وتجارة الدولة العباسية /عطية القوصي.
تجارة السلاح في الخليج العربي خلال النصف الثاني من القرن 19/اسماعيل الربيعي.
هرمز والصراع الاسلامي الصليبي في بداية القرن العاشر الهجري /شوقي الجمل.
سياسة مدحت باشا تجاه الخليج (1869-1872م)/اسماعيل ياغي.
الشاعر علي بن المقرب العيوني (4)/أحمد الحطيب.
القسم الانجلينزي.
العدد 34 يوليو 1998
البحرين: القائد والمسيرة/عبدالله الخليفة.
البحرين والزبارة:تواريخ وأحداث من ديوان الطباطبائي(ق1) عبدالزهراءالعويناتي.
البحرين خلال السيطرة البرتغالية 1507-1602/صبري الحمدي.
التاريخ البيئي للعيون الطبيعية في البحرين/هند القصيبي.
دولة مسقط في الخليج وشرق أفريقيا /طالفين ايتش.
علاقة عمان مع القوى الأوروبية في عهد سلطان بن أحمد 1793-1804/سلمان الزيدي.
تعليق على بحث " فترت التنافس الأوروبي بين عامي 1650-1800 ونظرة المبعوثين الأوروبيين الى القوى العربية الفاعلة آنذاك/ علي أبا حسين.
التعليل التاريخي : الأساس المنطقي والأبعاد المنهجية/جميل النجار.
الثقافة العربية.. مرجعيات وجذور/اسماعيل الربيعي.
القسم الانجلينزي.
العدد 35 يناير 1999
العولمة.. ذلك الطوفان القادم/عبدالله الخليفة.
صفحات من العلاقات الثقافية بين روسيا ودول الخليج/عبدالله الخليفة.
لمحة حول العلاقات التاريخية بين روسيا ودول الخليج/علي أباحسين.
العلاقات الحضارية بين العراق القديم والخليج/حسين أحمد.
البحرين في مؤلفات جغرافيي القرنين التاسع والعاشرالميلاديين – (1) المحور الجغرافي/ محمد الشمري.
في سبيل اعادة طبع ديوان ابن المقرب العيوني/ علي البيك.
القسم الانجلينزي.
العدد 36 يوليه 1999
وداعاً يا أغلى الناس/عبدالله الخليفة.(/12)
قائد ومسيرة/علي أبا حسين.
الصلة التاريخية بين البحرين والسعودية /عبدالله الخليفة.
ملاحظات في مسار تاريخ الخليجالعربي خلال الفترات التي سبقت الاسلام /سامي الأحمد.
البحرين في مؤلفات جغرافيي القرنين الثالث والرابع الهجريين /محمد الشمري.
مدخل تعريفي لعلم ادارة الوثائق/محجوب بابا.
الرواية الشفهية في الكتابة التاريخية /عبدالقادر خريسات.
مجلة البيان(المنتدى الإسلامي /لندن)
العدد 1 ذوالحجة 1406:
التجديد في الاسلام.
الخلاف بين العلماء : أسبابه وموقفنا منه /ابن عثيمين.
الإرجاء والمرجئة /طارق عبدالحليم.
لم تقولون ما لا تفعلون/عثمان ضميرية.
خواطر في الدعوة/أبو أنس.
مفهوم الحرية عند الفقهاء والمحدثين/مصطفى السيد.
الطرطوشي وكتابه " الحوادث والبدع"/أحمد عبدالعزيز.
رسالة مفتوحة إلى المجاهدين الأفغان.
مجاعة فأين عمر بن الخطاب.
كيف يحارب الإسلام من الداخل.
موقع الأدب في الثقافة الإسلامية المعاصرة/منصور الأحمد.
البلاغة والبيان.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي/محمد الناصر.
معالم حول كتابة التاريخ الإسلامي/ محمد العبدة
العدد 2صفر 1407:
التجديد في الاسلام.
من مشكاة النبوة /منصور الأحمد.
الربا/ابن عثيمين.
مفهوم السببية عند أهل السنة/طارق عبدالحليم.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
دعوة كريمة /عثمان ضميرية.
عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز.
معالم حول كتابة التاريخ الإسلامي/محمد العبدة.
من أقوالهم.
عزة نفس ( شعر) القاضي الجرجاني.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي/محمد الناصر.
الحضارة المعاصرة:الوجه الآخر: في الغرب البلايين تصرف على الكلاب والقطط.
وإثمهما أكبر من نفعهما.
فلما نسوا ما ذكروا به.
مشاهداتي في بريطانيا/ عبد الله الخاطر.
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
التغلغل اليهودي في أفريقيا.
أندونيسيا تضطهد المسلمين.
مجاعة وخيراتنا تهب لغيرنا.
جرح في الجنوب.
رجل فقدناه (د. يوسف زين العابدين).(/13)
العدد 3 ربيع الأول 1407:
كلمة في المنهج.. عود على بدء.
التجديد في الاسلام.
كتاب في مقال /منصور الأحمد.
مفهوم السببية عند أهل السنة/طارق عبدالحليم.
خواطر في الدعوة/أبو أنس.
الخصائص الأخلاقية والسلوكية لأهل السنة/محمدالمصري.
مواقف الملأ من الدعوة إلى الله/عثمان ضميرية.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي/محمد الناصر.
معالم حول كتابة التاريخ الإسلامي/محمد العبدة.
الشيخ محمد الخضر حسين/أحمد أبو عامر.
لبنان والارهاب.
أوقاف المسلمين.. آخر الحصون.
زيارة غورباتشوف للهند.
زيارة البابا لبنغلاديش.
اليهود.. حقد موروث.
الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر.
مشاهداتي في بريطانيا/د.عبد الله الخاطر.
أطفال الحضارة المعاصرة.. نحو الهاوية.
مسمار في نعش الشيوعية.
العدد 4 جمادى الآخرة 1407:
مهمة العلماء.
التجديد في الاسلام.
نصيحتي لأهل السنة/مقبل الوادعي.
تعريف الملأ في الفكر الإسلامي/عثمان ضميرية
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
مفهوم السببية عند أهل السنة /طارق عبدالحليم.
الأعياد المعتبرة في الإسلام/محمد عثمان.
أوصاف المفارقين لأهل السنة والجماعة/محمدالمصري.
الدعوة إلى الله بين الأسلوب والمضمون/صلاح الخالدي.
معالم حول كتابة التاريخ الإسلامي/محمد العبدة.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي /محمد الناصر
شكوى ونجوى(قصيدة)/صالح الكناني.
باكستان أمام التحديات.
هدم المسجد الجامع في أكرا.
بيع الأطفال في لبنان.
مختارات من كلام الإمام الشافعي.
الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر.
مشاهداتي في بريطانيا/عبد الله الخاطر.
عندما تصبح الأعياد مآتم.
العدد 5 شعبان 1407:
انج سعد فقد هلك سعيد.
التجديد في الاسلام.
القضاء والقدر ومسؤولية الإنسان/ابن عثيمين.
الإمام البغوي/سليما الحرش.
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
واذا قلتم فاعدلوا/عبدالعزيز السعد.
تعريف الملأ في الفكر الإسلامي/عثمان ضميرية.
الإسلام قول وعمل واعتقاد/عبدالعزيز الراجحي.(/14)
الحرية العرجاء/طارق عبدالحليم.
النقد التاريخي عند ابن تيمية وابن خلدون/محمد العبدة.
الحلم(قصيدة)/معن المزني.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي/محمد الناصر.
وكسرت رمحي(قصيدة)/علي محمد.
نصيحة من عالم لخليفة/القاضي أبويوسف.
أين بواكيكم يا أهل المخيمات.
تركيا المسلمة تتحدى أتاتورك.
الظلم مرتعه وخيم.
العدد 6 شوال 1407:
رمضان موسم الحصاد.
التجديد في الاسلام.
ادخلوا في السلم كافة /عثمان ضميرية.
وإذا قلتم فاعدلوا/عبدالعزيز السعد.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
مجال العقل البشري وحاجة البشر إلى الرسالة/سليمان العايد.
مفهوم الجاهلية في الشعر الجاهلي /محمد الناصر.
نافذة للأمل/شعر: علي بن الجهم.
سأحزن ما بقيت مع الزمان/شعر:مالك فيصل الضيغمي.
مشاهداتي في بريطاني/عبد الله الخاطر.
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
جهاد المسلمين الأفغان يمر بأخطر مراحله.
محنة الدعاة في الصومال.
ماذا وراء تفجير مركز أهل الحديث في لاهور.
العدد 9 ربيع الثاني 1408:
نحن أسرى المصطلحات الغربية.
موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية/محمد المصري.
طبقات كتب الحديث/شاه ولي الله الدهلوي.
التوحيد مفتاح دعوة الرسل/عثمان ضميرية.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
حاجة المسلمين إلى المراجعة /محمد رشاد.
مهمة الإعلام الإسلامي/عبدالرحمن نموس.
سؤال وفتوى/ابن عثيمين.
شذرات وقطوف.
ابن الأثير وموقفه من الدولة العبيدية/محمد العبدة.
مقومات الجاهلية/محمد الناصر.
كسرى عبر العصور ( قصيدة)/محمد أمين.
المجاعة في الصومال.
أندونيسيا – فساد.
كلمة حول أحداث الحرم.
محنة جديدة للدعاة في تونس.
الحضارة المعاصرة..الوجه الآخر/ضيف الله الضعيان.
وأخيرا اعترف الغرب/ترجمة: محمد عقال.
من داخل روسيا.
العدد 11شعبان 1408:
كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله.
مجددون معاصرون (محمد رشيد رضا).
زيادات أبي الحسن القطان على سنن ابن ماجة/الدميني.(/15)
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
البدعة وأثرها في الانحراف في الاعتقاد/ابن منيع.
وكلمة بها كلام قد يؤم/مصطفى السيد.
ضوابط العمل الصالح/جمال أحمد.
رسالة إلى أخي المسلم/محمد بدري.
القنبلة البشرية المؤقته.
ولات حين مندم/عدنان الفهد.
إلى متى(شعر)/أبو معاذ الخالدي.
معضلة التاء المربوطة والهاء/منصور الأحمد.
هل الدولة العباسية دولة أعجمية؟/محمد العبدة.
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
ثورة.. ولا كالثورات.
أقوال على هامش الانتفاضة.
هدم العقيد لمزاجيته أفضل من هدم سجن.
مشاهداتي في بريطانيا/عبد الله الخاطر.
الإنكليز حلقة الشر المفرغة.
العدد 12 شوال 1408:
التقريب بين الأديان والمذاهب حيلة الأقوياء وحلم الضعفاء.
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين(مجددون معاصرون).
الفيديو والتلفزيون خطر مؤكد على الأطفال/مروان كجك.
مناقشة ابن عباس للخوارج/معن عبدالقادر.
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
الإمام الشيباني وكتابه "السير الكبير"/عثمان ضميرية.
شذرات وقطوف.
نظرية "الوسيلة والهدف" في القيادة/طارق عبدالحليم.
إسرائيل بعد 40 سنة دولة مضطربة...
مقام الشيخ بركات (قصة)/علي محمد.
يا مسلمة (قصيدة)/أبو عاصم القارىء.
نظرة في كتاب الكامل لابن الأثير/سليمان الدخيل
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
مقابلة مع وفد مسلمي بريطانيا إلى فلسطين المحتلة.
نداء لإغاثة المسلمين في لبنان.
هزيمة جديدة لأثيوبيا.
العدد 13 ذو الحجة 1408:
عواقب التبذير.
رواد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
حكمة إرسال الرسل/ابن عثيمين.
شكوى النبي (ص) من هجر القرآن الكريم/ابن باديس
الوحدة والائتلاف ونبذ الفرقة والاختلاف/محمدبدري
مدى تدخل الدولة في فرض الضرائب وتوظيف الأموال/عثمان ضميرية.
دعاة من جلدتنا/أحمد الفضيل.
شذرات وقطوف/مازن محمد.
حاجتنا إلى علم الإدارة/سلمي سلمان.
إلى أمي مع التحية(قصيدة)/عبدالاله عبدالهادي.(/16)
من المسؤول عن كراهية الأجيال الجديدة للغة العربية/منصور الأحمد.
قراءات تاريخية.
باكستان وتحكيم الشريعة.
دلائل انهيار النظام الأفغاني.
من نتائج الغزو الروسي.
أخبار حول العالم.
بريد القراء.
بأقلام القراء.
خيبة لأنصار التماثيل.
العدد 14 صفر 1409:
لابد من ملء الفراغ.
الرد على من أباح الفوائد الربوية.
قراءة في فكر مالك بن نبي /محمد العبدة.
شذرات وقطوف.
السير الكبير /عثمان ضميرية.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
نموذج اتخاذ القرار/طارق عبدالحليم.
يحسب أن ماله أخلده /مصطفى السيد.
الإبداع والتقليد عند مقلدي الغرب /محمد الأحمري
الثبات على دين الله / محمد المنجد.
التنصير في العالم العربي.
آلم وآمال( شعر ) / محمد أمين.
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
باكستان.. بعد ضياء الحق.
من ينقذ السودان.
الانتخابات الرئاسية في لبنان.
آخر الكوارث في بنغلاديش.
أخبار حول العالم.
العدد 15ربيع الثاني 1409:
تزوير التاريخ.
وقفة مع آية.
هجر المبتدع/ بكر أبو زيد.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
حق الرسول(ص) على أمته /سليمان العايد.
قراءة في فكر مالك بن نبي (2)/محمد العبدة.
الثبات على دين الله (2)/ محمد المنجد.
الزيارة بين النساء على ضوء الكتاب والسنة/خولة درويش.
كتاب في مقال: الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن/محمد آل الشيخ.
قل موتوا بغيظكم/ حكمت الحريري.
الأشباح(قصة)/علي محمد.
الانطلاقة الكبرى(قصيدة)/محمد الشهري.
معالم من تاريخ الخلفاء الراشدين/محمد السلمي.
عمر المختار في ذكرى استشهاده/حسن علي.
شؤون العالم الإسلامي ومشكلاته.
العدد 16 جمادى الثانية 1409:
إلى أين يتجه التعليم.
مجددون معاصرون: حسن البنت.
خواطر في الدعوة/ محمد العبدة.
هجر المبتدع/بكر أبو زيد.
قراءة في فكر مالك بن نبي (3)/ محمد العبدة.
تعقيب على مقال/ عبدالعزيز المحمد.
أضواء على مشاريع دراسة التراث والعقل العربي/محمدالأحمري.(/17)
الزيارة بين النساء على ضوء الكتاب والسنة/خولة درويش.
دفاع عن اللغة العربية/منصور الأحمد.
رؤية إسلامية في المجيز والمجاز/مصطفى السيد.
معالم من تاريخ الخلفاء الراشدين(2)/ محمد السلمي.
السلام في أفغانستان.. خطط ومكائد.
تركستان المنسية.
المسلمون في فطاني.
الحضارة المعاصرة.. الوجه الآخر.
ومن أعرض عن ذكري.
رقم قياسي جديد عن جرائم القتل.
عبادة الشيطان في المانيا.
أرحام تتعاطف /محمد البشير الابراهيمي.
العدد 29 ذو القعدة 1410:
العلماء : الواقع والمنتظر.
من نور النبوة.
مراجعات في عالم الكتب/محمد سليمان.
توجيهات تربوية /صالح الدرويش.
شذرات وقطوف/نجوى الدمياطي.
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
الطبقة الخامسة من الصحابة/محمد السلمي.
اختيارات فقهية.
من تاريخ الإسلام/معالي حموده.
ركائز الدعوة إلى الله/موزة بنت محمد.
اليك زميلتي/أروى ابراهيم.
الزاوية الطبية/د.خالد الموسى.
الرجولة/محمد فرحان.
الأدب والثقافة علاقة مصيرية/د.مصطفى بكري.
الفصاحة العلمية.
الصيف ضعيف اللبن (قصيدة)/ مروان كجك.
لاتغيير في تونس/عبدالحميد ابراهيم.
الإسماعيلية في أفغانستان خطر بتنامي/أحمد زيدان.
الجزائر في الصحافة العربية.
العدد 31 محرم 1411:
ورثة أبي لهب.
في إشراقة آية(2)/د.عبدالكريم بكار.
الخصائص المميزة لعقيدة أهل السنة والجماعة (1)/هشام اسماعيل.
خواطر في الدعوة/ محمد العبدة.
التفكير الذري/ محمد بدري.
مراجعات في عالم الكتب/ محمد المليجي.
التنظيم/سامي سلمان.
المدرسة الابتدائية بين الثواب والعقاب/ عدنان عبدالرزاق
بين جيلين(قصة) / عمر عبدالله.
اقذفونا بالحجارة(شعر)/ مروان كجك.
علامات الترقيم.
ابن سبأ في كتابات المعاصرين / محمد أمحزون.
تاريخ الطبري/ محب الدين الخطيب.
واحة البيان.
إيران تحث شيعة الأفغان للتقارب مع نظام نجيب.
أمريكا دمرت أسلحتها في إسلام أباد.
تاتشر ترغب بتوجيه أسلحة حلف الأطلسي إلى الشرق الأوسط.(/18)
تحريض وإثارة ضد الاسلام.
المسلمون والمتغيرات الدولية.
همسة للأمهات.
تمثل العقائد في الطفولة.
العدد 32 صفر 1411:
المعصية الفردية والمعصية الجماعية.
الخصائص المميزة لمنهج أهل السنة والجماعة/هشام اسماعيل.
الوفاء بين الجاهلية والإسلام/محمد الناصر.
خواطر في الدعوة.
أحاديث الفتن والفقه المطلوب/د.مأمون فريز جرار.
صراع الأفكار /د. محمد محمد بدري.
شذرات وقطوف/نجوى الدمياطي.
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه/عثمان ضميرية.
صرف الهم إلى العمل الحاضر/ستر الجعيد.
الأوزاعي إمام أهل الشام /محمد محمد توفيق.
الخروج من تحت الأنقاض(قصة)/د.عمر عبدالله.
أذان بلال ( شعر)/مروان كجك.
شؤون العالم الاسلامي.
تعاون هندي اسرائيلي لقمع انتفاضة كشمير/أحمد زيدان.
محنة جديدة.
رسالة إلى الأخت المسلمة/أشرف شعبان.
جوانب من البناء العقدي للطفل المسلم/خولة درويش.
العدد 33 ربيع الثاني 1411:
مقابلة مع الشيخ الألباني.
أحاديث الفتن والفقه المطلوب/مأمون فريز.
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
في العمل والدعوة: دعوها فإنها منتنة/محمد بدري.
التربية الإسلامية ضرورة حضارية /محمد الأدريسي.
الماسونية/مازن عبدالله.
شذرات وقطوف.
خواطر عن القصة في القرآن الكريم/مصطفى السيد.
دور المخابرات الهندية/أحمد زيدان.
خدعة السلام العالمي.
شؤون الدعوة في قبرص التركية.
حملة التنصير للطوارق.
العدد 34 جمادى الأولى 1411:
البوطي والسلفية وقضايا أخرى/عبدالقادر حامد.
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
منهج ابن تيمية في الرد على المتكلمين/عبدالعزيز التميمي.
جانب الدعوة في شخصية الشيخ محمدبن عبدالوهاب/عبدالعزيز آل الشيخ.
البث المباشر: الغزو المدمر/د.عمر المالكي.
محيى الدين عطية في ديوانه الجديد/عبد الله الطنطاوي.
شعر أبي عاصم الحكمي.
جيل الضياع ( قصة )/د.عمر عبد الله.
من المستفيد ومن الخاسر في أزمة الخليج.
المسجد وأعداء الاسلام.(/19)
من أخبار المجاهدين في الفلبين.
الثواب والعقاب/محمد الناصر.
أمراض شائعة : الإمساك/د.عزت علي.
العدد 37 شعبان 1411
وقفة مع ابن تيمية/عبدالقادر حامد.
خواطر في الدعوة/ محمد العبدة.
رؤية إسلامية لأحوال العالم الإسلامي/عادل الشدي.
العلم قبل العمل/عبدالعزيز القارىء.
بين المفكر والمختص/عبدالكريم بكار.
الشرك الأصغر تعريفه وأنواعه/عبدالعزيز عبداللطيف.
لمحات في طرق نقل التقنية والتخلف التقني/عبد الله الضويان.
دروس من الأحداث/ عبدالعزيز الجليل.
المسلمون في أراكان ومسيرة المعاناة / أحمد زيدان.
قراءة أولية في حرب الخليج.
هكذا أتمنى أن تكون أمي/مؤمنة الشلبي.
البديل/ عبد الله آل سيف.
تعويد الأطفال تحمل المسؤولية/ خولة درويش.
المرحلة الإعلامية والشريط الإسلامي / خالد السيف.
القراءة/ خالد الموسى.
العدد 39 ذو القعدة 1411:
الاعتدال في الحب والبغض.
دفاع البوطي عن دعاة وحدة الوجود/عبدالقادر حامد.
خواطر في الدعوة/ محمد العبدة.
دعاء الاستخارة/ معن عبدالقادر.
الشورى..هل نلتزم بها ؟/ محمد العبدة.
النظر في ماآلت الأفعال/حسن ابراهيم.
لمحات في طرق نقل التقنية/عبد الله الضويان.
الشيخ أحمد محمد شاكر.
دمعة حزن على مقلة عروس /عبدالرحمن العشماوي.
الشعور الديني عند المراهق / عثمان ضميرية.
النظام العالمي الجديد: الوجه الآخر للاستعمار/أحمد عجاج.
سقوط خورست هل سيدفع للحل العسكري؟/أحمد زيدان.
انتخابات بنغلاديش وسقوط اللوبي الهندي.
القضية الكردية.. هل انتهت؟.
الصومال بعد رحيل سياد بري/محمد عبده.
اليهود من الداخل/جعفر الفوال.
تعصب للغرب.
العدد 40 ذو الحجة 1411:
بعض عنائك يا شيخ / أحمد زيدان.
من أدب الأخوة/ عبدالرحمن العقل.
خواطر في الدعوة/ محمد العبدة.
أوقفوا هذا العبث / محمد آل شاكر.
علماء الاجتماع والعداء للدين/ أحمد خضر.
الجامعة في مجهر القراءة المعاصرة/مصطفى السيد.
رسالة إلى حكمتيار( شعر )/ أحمد بن راشد.(/20)
أزمة الشعر الحديث/ عبد الله الزهراني.
قارئ الفنجان (قصة)/سعد بن محمد.
الصراع العربي- الإسرائيلي وأكذوبة السلام/مازن عبد الله
من مانغستو إلى غاندي.
دور المرأة المسلمة.
من وحي التربية النبوية للأطفال/ مؤمنة الشلبي
عرض لكتاب كيف تخشعين في الصلاة /سمية عبدالعزيز.
قليلا من العاطفة ودعونا نفكر أكثر/أحمد بن راشد.
المواعيد/ خالد الموسى.
أخبار حول العالم.
العدد 41 محرم 1412:
علماء الاجتماع والعداء للدين / أحمد خضر.
منهج أهل السنة في النقد والحكم على الآخرين/هشام اسماعيل.
عبث المجهول والمعلوم / محمد شاكر.
من واقع الحضارة الغربية / عبدالعزيز بن محمد.
خواطر في الدعوة / محمد العبدة.
حديث عن المنهج/ طارق عبدالحليم.
التعليم في أفريقيا/ أحمد الضويان.
فقه الخلاف /عرض: حسن ابراهيم.
مأزق الجزائر.
موقف الصحافة الدولية من أحداث الجزائر /رمضان بوشلوي
هجرة اليهود من فلسطين/مازن عبد الله.
ماذا يدبر للمسلمين في أرتيريا؟.
الخيرية بين الحسبة والضبط الإداري / أحمد السيف
رسالة إلى الدعاة / عبد الله الراشد.
العدد 42 صفر 1412:
علماء الاجتماع والعداء للدين (4)/أحمد خضر.
إلى الحبيبة الغائبة(شعر)/مصطفى بكري.
في إشراقة آية.
أثر العقيدة في توجيه الأخلاق والسلوك/محمد الناصر.
تعددت الأساليب والعبث واحد/محمد آل شاكر.
الإنسان بين العبادة والحضارة/نعمان السامرائي.
درس من يوغسلافيا.
سنن مهجورة..تحزيب القرآن/محمد الدويش.
قراءة في وجه امرأة شوهاء/عبدالرحمن العشماوي.
حوار مع حكمتيار/أحمد زيدان.
عودة الجزائر إلى الحظيرة.
فرنسا ما بعد ديغول تدفن أسطورة مساندتها للعرب.
أخبار حول العالم.
تعقيب على مقال( وقفة مع عمل المرأة المسلمة)/أم عبدالله.
قبل أن تكوني داعية/مريم سعيد.
امرأة وموقف/مزنة محمد.
مراجعات في عالم الكتب/عثمان ضميرية.
الأوروبيون والكيل بمكيالين.
العددان 43/44 ربيع الأول 1412:(/21)
علماء الاجتماع والعداء للدين (4)/د. أحمد ابراهيم
خواطر في الدعوة/محمد العبدة.
إلى خطباء الجمعة/عبد الله القعود.
مطلبان للدعاة/سليمان التميمي.
خدعة الصدام المتعجل/محمد بدري.
منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين3/هشام اسماعيل.
وقفات مع التحقيق والمحققين/محمد آل شاكر.
الهدوء وضبط النفس سمة القيادة الناجحة/سامي سلمان.
شيوع الأخلاق النفعية في العصر الحديث / محمد الناصر
دور المرأة في القصة والرواية/عبد الله الخلف.
جزائر الخير/عبدالرحمن العشماوي.
أين الكعبة /أبوسهل البخاري.
الزمان النجيب/ مروان كجك.
أحداث ( كنر ) ومقتل الشيخ جميل الرحمن.
مقابلة مع الشيخ سميع الله.
بيان من جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة.
الصراع الحضاري في كشمير/ أحمد زيدان.
تفكك الاتحاد السوفيتيي.
البعد الديني في السياسة الأمريكية/ عرض : أحمد عبدالعزيز
حديث وعبرة / عبدالعزيز باطرفي.
العدد 45 جمادى الأولى 1412:
حوار مع الشيخ علي بن سعيد الغامدي.
بيان من بعض علماء الأزهر.
خواطر في الدعوة /محمد العبدة.
وقفات مع التحقيق والمحققين( 2 )/محمد آل شاكر.
علماء الاجتماع والعداء للدين ( 5 )/ أحمد خضر
لما نرفض العلمانية ؟ / محمد بدري.
شذرات وقطوف.
ضوابط في تلقي النصوص الشرعية/ عبدالعزيز آل عبداللطيف.
بين التقصير والتآمر /نعمان السامرائي.
حول التجديد في الأدب ومفهوم الحداثة/عبد الله الخلف
قراءة في زمن المحنة( شعر)/ عبدالعزيز السالم.
الدين دينك فانتصر ( قصيدة )/مروان كجك.
تفكك الاتحاد السوفيتي.
فلسطين.
رسالة تركيا.
امرأة وموقف/مؤمنة الشلبي.
استنشاق الأجسام الغريبة/محمد اهليل.
العدد 126 صفر 1419:
الصحوة والحاجة إلى طور جديد.
العبودية لله.
سلوك الحكمة/عبدالحكيم بلال.
لنحترم أوقات الآخرين /عبد الله المسلم.
كيف نعالج الاختلاف؟/ مبارك بقنة.
حوارية ضياع دار / حفيظ بن عجب.
شموخ ( شعر )/محمد سعد ذياب.(/22)
زحام الأجسام/ محمد المقرن.
نحو أدب هادف/طاهر الثقفي.
لست أهذي ولكن/ شادي السيد.
الإعلام الغربي وتشويه حقائق الصراع/باسم خفاجي
افتراس النمور الأسيوية/ عامر عبدالمنعم.
الحرب بوسائل السلام/ كمال حبيب.
زيارة كلينتون لأفريقيا/جلال الدين صالح.
مرصد الأحداث.
صراع الحضارات مرة أخرى/محمد يحيى.
كتاب الله يا أختاه.
الفصام النكد/ حسن قطامش.
مجلة الحكمة( ليدز – بريطانيا)
العدد 1 جمادى الأولى 1414
ضوابط وآداب الخلاف/أبوبكر البغدادي.
التمسك بالاسلام / ابن باز.
منظومة في أصول الفقه/ ابن عثيمين.
فقه اختلاف الأمة في الأخكام (1) / عمر الأشقر.
شهادة الانجيل (1)/ عبدالرحمن عبدالخالق.
التأليف بين الايلاف والاختلاف/ محمد شقرة.
فقه النصيحة/ محمد أبو صعيليك.
أوضاع المسلمين فيما كان يسمى الاتحاد السوفيتي/سيد عبدالمجيد
اصول السنة للحميدي/ عبدالله الجديع
مسألة في الصفات للخطيب البغدادي/عبدالله الجديع
التوبة / ابراهيم الألبيري
العدد 2 شوال 1414
البحث عن الحقيقة في رحاب الاسلام
نبذة عن حياة ابن عثيمين/وليد الحسين
فقه اختلاف الأمة في الأحكام(2)/عمر الأشقر
شهادة الانجيل على أن عيسى عليه السلام عبدالله ورسوله(2)/عبدالرحمن عبدالخالق
اللباب في تسلية المصاب للمقدسي/عبدالقادر أحمد
ماذا في قصة موسى/مصطفى السيد
صفات الذطر والدعاء بين الخوف والرجاء والاعلان والاخفاء/عمر السردي
دعوة الحق (1)/عبدالرحمن أمين
أهمية العسل وفوائده/ منى الأسعد.
العدد 3 محرم 1415
بيان الشريعة للمكلفين/أبوبكر البغدادي.
حقيقة التوحيد والشرك/ابن باز.
تحقيق القول في عمل أهل المدينة/عمر الأشقر.
ضوبط شرعية للألعاب الرياضية/سعيد عبدالعظيم.
مهمات المسائلفي المسح على الخفين/ سليمان العلوان.
دعوة الحق (2)/عبدالرحمن أمين.
نصيحة الملك الأشرف / علي حسن عبدالحميد.
أصول الرفق في الحصول على الرزق للسيوطي/ عبدالقادر أحمد عبدالقادر.(/23)
الأقلية المسلمة في يوغسلافيا(1)/سيد عبدالمجيد.
العدد 4 جمادى الاولى 1415
شرح القصيدة الميمية /سعد المزعل.
معاني التقديم والتأخير في كتاب الله/قسا الكبيسي.
السياسة الشرعية في مواجهة مرض الايدز/محمدنعيم ياسين.
فوائد بديعة في علم الجرح والتعديل/محمد بن سلامة.
الاستحسان بين مؤيديه ومعارضيه/عمر الأشقر.
اقامة الدليل على تحريف التوراة/أبو مريم الأثري.
ترجمة أحمد محمد شاكر وبيان جهوده العلمية /أبو حسان الاثري.
تشبيه الخسيس بأهل الخميس للذهبي /مشهور حسن.
جزء فيه : تحرير الجواب عن ضرب الدواب للسخاوي /مشهور حسن.
الأقليات المسلمة في يوغسلافيا(2)/ سيد عبدالمجيد.
العدد 5 شوال 1415
العلم والقدرة في التكليفعند ابن تيمية/أبوبكر البغدادي.
شرح القصيدة الميمية(2)/سعد المزعل.
مزالق طالب العلم أن يحذر الوقوع فيها/أبومعاذ القيسي.
حكم قراءة الجنب للقرآن/ سليمان العلوان.
بطلان ما نسب الى ابن تيمية بفناء النار/شارك العاروري
مدلول نفي الجناح والحرج والاثم في خطاب الشارع/عبدالله اليوسف
حياة الألوسي/عبدالله المحمود
جزء منتقى من حديث الحافظ العراقي/حمدي السلفي
إقامة الدليل على تحريف الإنجيل/ عيسى الثري
تخريج حديث عمر في آية الرجم/حمد العثمان
رسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات التركية(1)
العدد 6 صفر 1416
الأحاديث والآثار التي تكلم عليها ابن تيمية/ البغدادي
أضواء على المذاهب الفقهية/عمر الأشقر
تحقيق مخطوطة : تحفة الناس بخبر رباط سيدنا العباس لابن فهد المكي/مشهور حسن
الطب الاسلامي نحو تطبيق عملي /سمير الحلو
الرد الساطع على مزاعم اليهود والنصارى أن القرآن يقرر صحة التوراة والانجيل التي بأيديهم/عيسى الأثري
موقف الاسلام من الأمراض الوراثية/محمد شبير
بيع المرابحة في البنوك الاسلامية بين الحل والتحريم/يحيى اسماعيل
أثر الامام الشيباني في السنة/محمد حياني
بلاد الشيشان/اياد القيسي(/24)
رسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعات التركية (2)
العدد 7 جمادى الثاني 1416
تزاحم الأحكام الشرعية في الدعوة عند ابن تيمية/البغدادي
أحكام الزكاة في الظاهر والباطن من الأموال ومشمولات كل منهما في العصر الحديث/محمد الأشقر
المشوق الى أحكام المعوق/عبدالرحمن عبدالخالق
الاحتجاج بكثرة الاستعمال في اللغة العربية/جايد زيدان
الأحرف السبعة / صفوة الشوادفي.
رأي ابن تيمية في التفاسير المطبوعة/بشير القسي
أسانيد آية الرجم / حمد العثمان
الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام/مصطفى الحبيب
الاحتجاج بالإسناد المعنعن وصحة شرط مسلم فيه/عبدالله اليوسف
الأجوبة العقلية لأشرفية الشريعة المحمدية للألوسي/ اياد القيسي
رسائل الماجستير والدكتوراة في الموضوعات الاسلامية التي قدمت في الجامعات التركية في الفترة 1982-1992(3)
العدد 8 شوال 1416
جزء في الأضحية وحكم اخراجها عن بلد المضحي /أبوبكر البغدادي
مدى احاطة الشريعة بمصالح العباد/عمر الأشقر.
السواك بين الشرع والطب/صدام عبدالقادر.
نظرات في كتاب السيرة الذهبية/ رضا عبدالله.
التحذير من الروايات المكذوبة / علي رضا.
عمل المرأة بين الاسلام والغرب/ ابراهيم النعمة
مفهوم الإكراه/عبدالرحمن المصلحي.
ادعاءات النبوة بعد ختم النبوة/محمد بلاسي.
التقاء الساكنين وأثره على النطق العربي/ جايد زيدان.
مسائل في ما ابتدع الناس لابن تيمية والنووي والعطار والطرطوشي/مؤيد ابراهيم.
كتاب اختلاف القراء في اللام والنونللسعيدي/غانم قدوري.
آداب الغذاء في الاسلام/ سعد الحميد.
رسائل الماجستير والدكتوراة في تركيا( الجزء الأخير )
العدد 9 صفر 1417
القواعد العلمية في النقد عند ابن تيمية / عبدالله الحيالي.
المسلمون في فرنسا/نزهة الكتاني.
الاجهاض من منظور اسلامي/عبدالفتاح ادريس.
التفسير الموضوعي بين الفكرة والتطبيق/عبدالغفار عبدالرحيم
النسخ في الشريعة: حقيقته والحكمة منه/عمر السردي(/25)
كتاب الرد عللى من خالف مصحف عثمان لابن الانباري/غانم قدوري
صحة عنوان الكتاب: أهميته، وأمثلة للأخطاء فيه/حاتم العوني
القراءات القرآنية عند ابن جني/جايد زيدان
المنظومة الدالية في السنة لأبي الخطاب الكلوذاني/هانىء جبير
رسائل الماجستير والدكتوراة في الجامعة الأردنية
العدد 10 جمادى الثاني 1417
مقدمة في المنهج التعليمي عند المقرئين/جايد زيدان
مدى سلطة ولي الأمر في تقييد ايقاع الطلاق/عبدالناصر أبو البصل.
العهدة العمرية( دراسة نقدية )/علي ابراهيم.
حقيقة الغلو في الدين/علي الشبل.
من صفات الداعية/ابراهيم النعمة.
الرواة المدلسون الذين خالف فيهم الحافظ ابن حجر العلائي/نعمان سلمان.
الكتابة العربية/غان قدوري.
ترميز كتب الحديث/محمد الأشقر.
الغرر السافر فيما يحتاج اليه المسافرللزركشي/عبدالرحمن المصلحي.
رسائل الماجستير في جامعة اليرموك/اياد القيسي.
العدد 11شوال 1417
منهج الموازنة في الحكام على الأعيان عند شيخ الاسلام/أبوبكر البغدادي.
الحركة الاسلامية في أفغانستان/الحسن الكتاني.
الوقف وأهميتهفي تغيير الحكم الشرعي /جايد زيدان.
صحة عنوان الكتاب/راشد الغفيلي.
تقسيم البدع الى حسن وسيء/ محمد نجيب.
نعمان الألوسي: حياته وآثاره/عبدالله المحمود.
أحكام الصيد/جادالله الخداش.
تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي/ علي رضا.
أحكام المرأة الحامل/يحيى الخطيب.
النحو قبل أبي الأسود الدؤلي/غانم قدوري.
العدد 12 صفر 1418
الأمان في اتباع شريعة الرحمن/عمر الأشقر.
نبذة عن حياة عبدالله الدويش/وليد الحسين.
نقل الدم وأحكامه الشرعية/محمد النتشة.
التوكل أصول وضوابط/هيثم الحداد.
المنظومة الحائية في السنة/هانىء جبير.
الاسلام في اسبانيا/علي الكتاني.
النقود في الاسلام/عبدالجبار السبهاني.
نصائح الامام الذهبي لطلبة العلم/جادالله الخداش.
جهود صلاح الدين الأيوبي في احياء المذهب السني في مصر والشام/محمد الرحيل.(/26)
الكتاب المغربي وقيمته/محمد الكتاني.
الدرر المتناسقة فيمن قيل أنه لايروي الا عن ثقة/محمد خلف.
الخط العربي تطوره وأنواعه/غانم قدوري.
العدد 13 جمادى الثاني 1418
الأمل وحسن الظن بالأمة/ أبوبكر البغدادي.
الاخوة الاسلاميةوالتعصب الحزبي/ البغدادي.
أحمد شاكر وجهوده في الحديث والدفاع عنه/أحمد عبدالله.
المقدمة المهمة في عقيدة أهل السنة(1)/عبود بن درع.
روايات حديث جبريل: تحليل وفقه وتأويل/صلاح الحالدي.
مباحث في الوسوسة/صالح اللحام.
الاجهاض من منظور اسلامي/عبدالفتاح ادريس.
النقائص والعيوب في مناهج البحث العلمي/ابراهيم الكور.
مع النحاة/ابراهيم السامرائي.
تحقيق الفلاح في ترك الاشارة بالسلاح لابن طولون/لطفي الصغير.
العدد 14 شوال 1418
المقدمة المهمة في عقيدة أهل السنة(2)/عبود بن درع.
الذرائع والحيل/علي أبو البصل.
مفطرات الصائم في ضوء المستجدات الطبية/محمد الألفي.
المذهب السلفيفي النحو واللغة/عبدالفتاح الموز.
التدخين في ميزان العلم والاقتصاد والتربية والدين وطرق مكافحته/صدام عبدالقادر.
مختصر تفسير المعوذتين لابن القيملشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب/ اياد القيسي.
ليس في كلام العرب من كتاب" الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي بن أبي طالب/د.جايد زيدان
الرعاية والخدمات الاجتماعية في عصر النبوة ودور المرأة المسلمة فيها/د. ليث سعود جاسم.
محطوطات مكتبة الحرم النبوي.
العدد 15صفر 1419
سلامة المنهج.
نقل الأعضاء وأحكامه الشرعية/محمد النتشة
الاحتجاج بالسنة النبوية بين المدرسة النصية والمدرسة العقلية/مروان القيسي.
اللغة والفلك في ظلال القرآن الكريم / حميد النعيمي.
تركستان الشرقية / توختي آخون.
الكتب التي نشرها المستشرقون في اللغة والنحو والصرف/حاتم الضامن.
كيف كان القرآن شفاء لأمراض الانسان وقاية وعلاجا/عمر الأشقر.
الأحاديث المكذوبة والواهية في كتاب الفتاوي الحديثية لابن حجر المكي/علي رضا.(/27)
الخشوع والربانية/مجدي أبو عريش.
المصطلح الصرفي في كتاب سيبويه/خديجة الحديثي.
حقيقة الرؤيا/هشام البغدادي.
مصنفات حذر منها الذهبي/محمد أبو غازي.
حياة الشيخ المعلمي اليماني/محمد سلامة.
ذم الخمر لابن رجب/مختار الجبالي.
العدد 16 جمادى الثاني 1419
الوسطية في الإسلام/ عبدالباري التبيتي.
اتحاف الأخوة بدلائل النبوة/عبدالله اليوسف.
الصدق/ محمد حسين.
من قراءة في سورة الرحمن/ابراهيم السامرائي.
حكم الشروط المقترنة بالعقود في الفقه الاسلامي/نعمان مبارك.
المسؤولية عن الحيوان في الفقه الاسلامي/هانىء بن جبير.
الأمالي الحلبية لابن حجر/صالح اللحام.
نظرات في كتاب " اعراب القرآن"/ عبدالهادي حميتو.
النفوذ اليهودي في الامبراطورية الأمريكية/معين القدومي.
العلة عند الأصوليين/مبارك بقنة.
ابن عبد البر/ ليث سعود جاسم.(/28)
العنوان: فوائد الوضوء والمسح على الخفين والتيمم
رقم المقالة: 683
صاحب المقالة: سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
-----------------------------------------
الحمد لله الذي شرع لعباده، ويسرها، وضاعف لهم عليها الأجور، وكملها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصين له الدين، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله أفضل المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً.(/1)
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله تعالى، واحمدوه على ما أنعم به عليكم من هذا الدين القويم والصراط المستقيم، واعرفوا نعمته عليكم بتيسيره، وتسهيله، فإنه تعالى لم يجعل عليكم فيه حرجاً، ولا مشقة، ولا تضييقاً، ولا عسرة، وإنما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحنيفية السمحة، ولقد أنعم الله علينا مع التيسير والتسهيل بكثرة الأجور، والثواب الجزيل، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. عباد الله: إذا نظر الإنسان إلى هذه الشريعة وجدها، ولله الحمد، سهلة ميسرة في جميع أحكامها، فأصل العبادات ميسرة، ثم إذا طرأ على العبد حال توجب التخفيف خفف الله عنه بحسب حاله، فالطهارة للصلاة فرضها الله تعالى على وجه سهل يسير يطهر الإنسان في الوضوء أربعة أعضاء فقط هي الوجه أعضاء فقط هي الوجه واليدان إلى المرفقين غسلاً، والرأس مسحا لا غسلا؛ لأن غسله يشق خصوصاً في أيام البرد ومع كثر الشعر عليه، فإنه لو غسل لكان رطباً دائماً، وتسرب من الماء إلى الثياب، فآذى الإنسان، ولكن الله خفف عن عباده، وفرض مسحه دون غسله، والعضو الرابع الرجلان إلى الكعبين غسلا هذه هي الأعضاء المفروض تطيرها في الوضوء، وما أيسر تطهيرها، وما أعظم فائدته، فإن هذه الأعضاء هي أعضاء العمل غالباً، ففي الوجه النظر والشم والكلام، وفي الرأس السمع، والتفكير، وفي اليدين البطش، وفي الرجلين المشي، فأكثر عمل الإنسان بهذه الأعضاء، فتطهيرها تكفير للأعمال التي عملها بها كما جاء ذلك في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الرجل إذا غسل وجهه خرجت خطايا وجهه مع الماء، وإذا غسل يديه ورجليه خرجت خطايا يديه ورجليه، فإذا مسح رأسه خرجت خطايا رأسه حتى يخرج نقياً من الذنوب)) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء(/2)
على المكاره يعني إكماله بمشقة مثل أيام البرد والشتاء، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، قالها ثلاثاً)).
أيها المسلمون: إن من تيسير الله عليكم في هذا الدين أن أجاز لكم المسح على الخفين بدلا من الرجلين يعني إذا كان على رجل الإنسان كنادر أو شراب، وكان قد لبسهما، وهو طاهر، فإن الله تعالى برحمته أجاز له المسح عليهما بدلا من غسل الرجلين إن كان مقيماً، فيوماً وليلة، وإن كان مسافراً، فثلاثة أيام بلياليها تبتدئ المدة المذكورة من أول مسحة مسحها، فإذا لبس الإنسان لصلاة الفجر، ولم يمسح عليهما أول مرة، إلا لصلاة الظهر، فابتداء المدة من الوقت الذي مسح فيه لصلاة الظهر، فيمسح المقيم إلى مثل ذلك الوقت من الغد، وإذا تمت المدة، وهو على طهارة، فطهارته باقية حتى تنتقض، فإذا انتقضت بعد تمام المدة وجب عليه غسل رجليه إذا توضأ، ثم يلبس من جديد، ومن تمت مدته، فنسي، ومسح بعد تمام المدة، فعليه أن يعيد الصلاة التي صلاها بالمسح الذي بعد تمام المدة، ومن لبس كنادر أو شراباً، فهو مخير في أول الأمر إن شاء مسح الكنادر، وإن شاء مسح الشراب، فإذا مسح أحدهما أول مرة تعلق الحكم به، فإذا قدر أنه مسح الكنادر، فليستمر على مسحهما، ولا يخلعهما حتى تتم المدة، فإن خلعهما قبل تمام المدة لنوم أو لغيره، فإنه لا يعيدهما إذا توضأ حتى يغسل رجليه؛ لأن الممسوح إذا خلع لا يعود المسح عليه، إلا بعد غسل الرجلين، أما إذا مسح الإنسان على الشراب من أول مرة، فإنه لا يضر خلع الكنادر، فله أن يستمر على مسح الشراب حتى تنتهي المدة، وكيفية المسح أن يبل يديه بالماء، ثم يمرهما على ظهر الخفين من أطرافهما مما يلي الأصابع إلى الساق مرة واحدة. ومن رحمة الله بالعبد أن من احتاج إلى ربط شيء على كسر، أو جرح، أو لزقة، فإنه يمسح عليها كلها بدلا عن غسلها في الوضوء والغسل حتى تبرأ، ويقوم مسحها مقام غسلها تيسيراً من الله(/3)
وتسهيلاً على عباده، ولله الحمد والمنة.
وإن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم التطهر بالصعيد، إذا لم يجدوا الماء، أو تضرروا باستعماله، فمن لم يجد الماء لسفر أو غيره أو تضرر باستعماله لمرض أو غيره، فإنه يتيمم بأن يضرب الأرض بيديه ضربة واحدة، فيمسح وجهه وكفيه بعضهما ببعض، وبذلك يرتفع حدثه، ويكون طاهراً طهارة كاملة يصلي بها ما شاء، ولا تنتقض، إلا بما تنتقض به طهارة الماء، فإذا أوجد الماء أو أمن من الضرر توضأ، إن كان تيممه عن حدث أصغر، أو أغتسل إن كان تيممه عن حدث أكبر قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا}{وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.. الخ.(/4)
العنوان: في أصول التحقيق العلمي وطبع النصوص
رقم المقالة: 1859
صاحب المقالة: د. طه محسن
-----------------------------------------
القسم الأول
يتفق الباحثون في أصول تحقيق المخطوطات على أن هناك قواعد لا معدى عنها للمحقق إذا أراد أن يخرج نصّاً صحيحاً، مطابقاً لما كتبه مؤلِّفه، أو قريباً من ذلك، من غير تزيُّد أو حذف يُخلَّان بالكتاب بعد طبعه، وهذه القواعد مدونة في بحوث ومصنفات متوفرة، يمكن الرجوع إليها.
ولا شك أن الحَيْد عنها في نشر التراث قد تكون له نتائج غير علمية، في البحوث التي يستند أصحابها إلى مطبوعات لم تتوفر لها صفات التحقيق الصحيح، حينما يتخذونها مصارد، ويقتبسون منها نصوصاً لتقرير حكم، أو تعزيز رأي، أو مناقشة ما يتعلق بأسلوب المؤلف أو آرائه، على وقف ما يجدونه في المطبوع، ظانِّين به وبمحقِّقيه ظنّاً حسناً؛ بحيث بات - والحال هذه - الرجوع إلى الأصل المخطوط أسلم في النتائج من اعتماد المطبوع.
ويكفي دليلاً على ما ذهبتُ إليه كتاب "شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح" لابن مالك الأندلسي، المتوفى سنة (672هـ)، الذي قام بتحقيقه المرحوم محمد فؤاد عبدالباقي عن طبعته الهندية الأولى، وأخرجه عام (1957م)، بعدها خرَّج نصوص القرآن الكريم، والحديث الشريف، ومجموعة من شواهد الشعر، وضبطها.
وهو من خيرة مصنفات ابن مالك التي تكشف عن أسلوبه في النقاش، وتبيِّن سعة أفقه، وإحاطته بشواهد اللغة والنحو، ويُعدُّ من الأصول في موضوع الاحتجاج بالحديث الشريف في الدراسة النحوية، ولا يستغني عن الرجوع إليه كل مَنْ طرق هذا الباب من الباحثين.(/1)
وحينما كنتُ أكتبُ بحثاً عن "الاستشهاد النحوي في شواهد التوضيح"؛ أحسستُ وأنا أنعم النظر في عباراته أن نصوصاً ناقصةً، وألفاظاً محرَّفة، وتصحيفات شوَّهت آراء مؤلفة، وأوقعته في مظنَّة ارتكاب الخطأ، مما دفعني إلى معارضة المطبوع على مخطوطتين صحيحتين، خلصْتُ بعدها إلى صحة ما رأيت؛ فرحتُ أسجِّل ما وجدته يخدم الكتاب من التقويم والإصلاح، حتى تجمَّعت ملاحظات أستطيع تلخيصها في الأمور الآتية:
الأمر الأول: سقوط ألفاظ وعبارات؛ بسبب انتقال النظر، أو رداءة الأصل، أو عدم الدِّقة في النقل.
والثاني: وقوع أخطاء تتصل برسم الحروف وشَكْلها، وتحريف كلماتٍ شوَّهت النَّص.
والثالث: ورود شواهد على غير جهتها التي هي مراد المؤلف في الاحتجاج، على الرغم مما بذله المحقِّق في تخريجها.
والأمر الرابع: إثبات المحقِّق زيادات في المتن، من غير أن ينبِّه عليها، وظهرت أكثرها في عنوانات الأبحاث وتسلسلها؛ لأن ابن مالك لم يضع شيئاً منها في كتابه - كما دلَّت المخطوطتان - وإنما كان يختار من "صحيح البخاري" حديثاً أو حديثين أو أكثر لكل بحث، ويصدِّرها بلفظ: "ومنها"، ثم يعرِّج على توضيحها وتوجيه إعرابها، حديثاً حديثاً، مبتدئاً بلفظ: "قلتُ".
وهذه الطريقة هي التي اطَّردت من أول "شواهد التوضيح" إلى آخر بحث فيه.
إلا أن المحقِّق أضاف عند الطبع تسلسلاً للبحوث، مثل "البحث الأول"، و"البحث الثاني"، و"البحث الثالث" ... وهكذا حتى "البحث الحادي والسبعون"، ووضع لكل بحث عنواناً استنبطه من كلام المؤلف.
وكانت العنوانات أحياناً غير دقيقة؛ لأنها لم تنبئ عن حقيقة البحث، ولم تحدِّده بصورة جامعة؛ ولأن بعضها لم يوضح المسائل التي تشتمل عليها أحاديث البحث كلها. وهي إلى ذلك تضمنت أخطاء علمية ولغوية، مع اضطراب ترتيبها أحياناً، وعدم جريانها على سَنَنٍ واحد من حيث الطول، ومن حيث المادة العلمية.(/2)
وقد نبَّهتُ على أكثر ما وقع في مطبوعة "شواهد التوضيح" من وهم وتحريف في مقالٍ لي[1]، كانت الغاية منه خدمة الكتاب، وبيان حقيقة نشرته؛ ليكون الباحثون على بيِّنة منها، فلا يقعون في أخطاء ليسوا عارفين بها، ولا ينسبون إلى ابن مالك ما لا يرتضيه من رأي. فالنصُّ الصحيح والاستنباط الجيد متلازمان في البحث العلمي تلازم الروح والجسد، لا يستغني أحدهما عن الآخر، وكم من رأي ضعيف نُسب إلى عالم؛ بسبب الاعتماد على كتاب لم تتوفر له الخدمة عند التحقيق والطبع.
وللأسباب المتقدمة، ولمُضيِّ ربع قرن على صدور الكتاب؛ فقد عكفتُ على تحقيقه مجدَّدا،ً بعدما توفرت لدي مخطوطاته الصحيحة، وظهرت مراجع كثيرة تسهِّل عليَّ العمل فيه.
وبينما أنا أشرف على الانتهاء من التحقيق؛ إذ طلعت علينا الأستاذة الدكتورة خديجة الحديثي بكتابها "موقف النُّحاة من الاحتجاج بالحديث الشريف"[2]، الذي تضمَّن استقراءً لشواهد (الحديث) في مصنفات النُّحاة الأقدمين، تتخلله أحكامٌ جمَّةٌ، واستنتاجاتٌ، وموازناتٌ بين آراء الباحثين في الموضوع.
واختصَّ ابن مالك بمبحث عريض، قوامه ثمان وسبعون صفحة[3]، كان "شواهد التوضيح" محور الدراسة تقريباً في هذه الصفحات، التي امتازت بالنقاش والتصحيح، والتنبيه على الآراء المضطربة، وكان بعضها يُنسب إلى ابن مالك، استناداً إلى ما سُجِّل في كتابه المطبوع.
ورأيتُ من خلل هذه التحقيقات ما كنت أتوقعه حين نشرتُ تنبيهاتي، على الرغم من التأنِّي والحذر اللذين أحاطا بالاستنتاجات والأحكام.
ولذا آثرت في هذا المقال بأن أجيب عن تساؤلات الأستاذة، وأصوِّب رأيها[4] في كثير مما نبَّهت عليه، بالدليل الذي توفر عندي، وأصحِّح ما نُسب في "موقف النُحاة" سهواً إلى ابن مالك بسبب خلل التحقيق.
وهمِّي؛ إثبات ما يترتب من نتائج على التزيُّد في المخطوطات وتحريف العبارات.(/3)
إن عدم تنبيه المحقِّق على ما زاد في المتن؛ جعلها تحسب العنوانات من وضع المصنف، وهذا واضحٌ من نصوص نُسب فيها إلى ابن مالك ما لم يذكره!
من ذلك قولها: "احتج بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فقال[5]: البحث الثاث - في إثبات ألف (يراك) بعد (متى الشرطية) .."[6].
وقولها: "وعاد بعد هذه الأحاديث التي احتاج إلى توجيهها إلى الطريقة الأولى، وهي أن يذكر الموضوع الذي يتحدث فيه، ويحتج خلاله بالأحاديث الواردة فيه، مما عثر عليه فيه، وذلك: 18[7] - في ورود الماضي بمعنى الأمر، وحذف العاطف لصحَّة المعنى .."[8].
وقولها أيضاً: "ثم جمع عدَّة مواضع في مكان واحد، وجاء بعدها بالأحاديث الشواهد بلا ترتيب أيضاً؛ فقال[9]:
65-66، في استعمال (يوشك) بـ (أن)، وفي مجيء (عسى) بمعنى (حسب)، وفي جواز إجراء (رأى) البَصَريَّة مجرى (رأى) القلبية ..." [10].
وقولها: "لقد جمع المواضع من (60) حتى (64) معاً، وجاء بالأحاديث بعدها بلا ترتيب، وجاء بالأخير بلا عنوان ..."[11].
أقولُ: إن المؤلف لم يضع عنواناً من أول الكتاب إلى آخره، لكي يُستدرك عليه تَرْكُ ذلك.
وبسبب هذا التصور؛ وضعت الأستاذة العنوان الآتي: "55 – حذف الفاعل بعد النفي وشبههه". ثم قالت في حاشيته: "لم يضع ابن مالك لهذه الأحاديث باباً أو عنواناً يجمعها! ويبدو من الشاهد فيها، ومن الأمثلة التي بعدها، أن هذا العنوان هو المقصود فيها" [12].
إن ضعف التحقيق، وإضافة العنوانات إلى متن "شواهد التوضيح"؛ ترك عليه غبرةً، قد يظهر أثرها في صفحاتٍ من بحوث قيمة تستند إلى مطبوعته.
ولولا هذا ما تعدَّدت التنبيهات على عدم مطابقة نصوص الاحتجاج للعنوانات التي تقدَّمت عليها، مما حمَّل ابن مالك تبعة مالم يذكره!!
تقول الأستاذة الحديثي: "وقد لاحظتُ على الأحاديث التي وردت في "شواهد التوضيح": أنه يورد بعضها وليس فيه موضع الشاهد الذي يقدِّم له به"!(/4)
وتضرب لذلك مثلاً: "احتجاجُه على وقوع خبر (جعل) - وغيرها من أفعال المقاربة – مفرداً، وجملة اسمية، وجملة من فعل ماض[13]، بالحديث: "وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة، فالتفت، فإذا هو بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وراءه".
قالت: "والذي فيه (لا يكاد يلتفت) واردٌ على القياس؛ حيث جاء خبر (يكاد): (يلتفت)، وهو فعل مضارع على الأصل والقياس، والكلام على غير المضارع من المفرد والجملة الاسمية والجملة الفعلية الماضوية" [14].
وقالت مرة أخرى وقد أثبتت الحديث نفسه: "وليس في هذا الحديث شاهدٌ للموضع؛ فالخبر مضارعٌ لا ماضٍ" [15].
أقولُ: إن ابن مالك لم يحتجّ بالحديث لشيءٍ مما تقدَّم، ولكنه قال عند ذكره: ويدخل نافٍ على (كاد) لنفي خبرها، ونفي مقاربته .. ويدخل لنفي شموله إيقاع الفعل، نحو: {لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا}[16]. ومنه "وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة فالتفت"[17].
ويتكرر الحكم بخلوِّ شواهدٍ من موطن الاستشهاد، نتيجة النظر إلى عنوان البحث؛ كقول الأستاذة: "ولا شاهد فيه؛ الخبر مضارع" [18]؛ تعني قول جبير بن مطعم: "عَلِقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأعراب يسألونه"[19]، الذي قال فيه ابن مالك: "وفي (فعَلِقت الأعراب يسألونه) شاهدٌ على موافقة (عَلِقَ) لـ (طفق) معنًى وحكماً"[20].
ومثل الذي تقدم هذه العبارة: "34 – في استعمال جمع الكثرة مكان جمع القلَّة في أسماء العدد[21]. ومنه: 1- قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات ...))"، عقَّبته الأستاذة بقولها: "و(مرَّات) جمع قلَّة؛ فلا شاهد فيه، إلا أن كانت الرواية "مرار")[22].
والصحيح أن ابن مالك ذكره للتمثيل؛ فقال: "وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يغتسل فيه كل يوم خمس مرات)) فواردٌ على مقتضى القياس؛ لأن الجمع بالألف والتاء جمع قلَّة)) [23].(/5)
وكأني بالأستاذة وقد رأت الخلل في بعض العنوانات، وعدم مطابقة الأحاديث إياها، فتجاوزت التنبيه، وأدرجت ما ورد في "شواهد التوضيح" من معلومات مضطربة، كدَّرت صفو الصفحات (300 – 302) من كتابها.
وأنقل هذه العبارة لتوضيح ما ذكرتُ:
"92 – 109: في مطابقة الفعل للفاعل، إذا كان الفاعل مستنداً إلى تثنية أو جمع، وفي جواز إضافة الموصوف إلى الصفة عند أمن اللَّبْس، وفي جواز استعمال (قط) في الإثبات، وفي كون (أَمَا) بمنزلة (أَلا)، وفي تحقيق قول القائل: "فاهُ إلى فيَّ"، وفي تحقيق: ((كلُّ سلامي عليه صدقة))، وفي إجراء (ما) الموصولة مجرى (ما) الاستفهامية في حذف ألفها، وفي زيادة الفاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((فإذا رجل ....)):
أ- في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فلأصلّ لكم))، بحذف الياء وثبوتها، مفتوحة وساكنة.
ب- قول عائشة - رضي الله عنهما -: "[صلى رسول الله] - صلى الله عليه وسلم - وهو شاكي" [24].
ولسائلٍ أن يسأل: ما علاقة هذين الحديثين بالعنوانات التي تقدمت عليهما؟![25].
وتواصل الأستاذة الاقتباس بعد تلك الفقرة مباشرة: "وفي ورود (في) بمعنى باء المصاحبة، وفي تعدية (يأمر) بنفسه، أي بغير الباء، وفي ورود (إلى) بمعنى (مع)، وفي تحقيق معنى (صرفت الطرق)، وفي حذف المجزوم بـ (لا) التي للنهي، وفي استعمال (مسقوطة) بمعنى (مسقطة)، وفي توجيه قول عمر - رضي الله عنه -: "من أجل التماثيل التي فيها الصُّور"، وذلك في الأحاديث الآتية وغيرها:
أ- الحديث[26]: "كنَّ نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر".
ب- قول حارثة بن وهب - رضي الله عنه -: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن أكثر ما كنا قطّ".
ج- قول سالم: "وكان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - يقدم ضعفة أهله".
د- وقول ابن عباس - رضي الله عنه -: "أنا ممن قدَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة في ضعفة أهله".(/6)
هـ- وقول عروة: "أما إن جبريل قد نزل فصلَّى أمامه".
و- وقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: "أقرأنيها النبي - صلى الله عليه وسلم - فَاهُ فِيَّ".
ز- وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ سلامي من الناس عليه صدقةٌ كلَّ يوم)).
ح- وقوله - عليه الصلاة السلام -: ((بينما أنا نائمٌ أطوف بالكعبة، فإذا رجلٌ آدمُ سَبْطُ الشَّعَر، يُهَادَى بين رجلين)).
ط- وقول سراقة بن جَعْثَم: "يا نبي الله، مُرْنِي بم شئتَ"[27].
وهذه الأحاديث - أيضاً - لا تطابق العنوانات المتقدِّمة عليها، إلا أن البحث الخامس والستين ورد بهذه الصورة في المصدر المعتمَد.
وإذا تركنا جانب التزيُّد وأثره في البحث العلمي، ونظرنا إلى تحريف العبارات، وجدنا نتائجه لا تقلُّ عمَّا تقدَّم:
ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون مهمة الباحث منصبَّة على الموضوع الأساس، نجد أنَّ النصوص المحرَّفة قد تضطرُّه - أحياناً - إلى التنبيه والتصحيح، وإبداء التمسُّك فيما يرد على غير الصواب؛ وفيضاعف ذلك في الجهد والوقت معاً.
وهذا ما نجده في كتاب الأستاذة الحديثي، وهي تستفيد من مطبوعة "شواهد التوضيح"، كقولها وهي تصف منهج ابن مالك في الاحتجاج: "وقد لاحظتُ على الأحاديث التي وردت في "شواهد التوضيح" أنه يورد بعضها، وليس فيه موضع الشاهد الذي يقدِّم له به، ومن ذلك كلامه على استعمال خبر (إنْ)[28] المخففة المتروكة عارياً من اللام الفارقة؛ حيث جاء بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وايم الله، إنْ كان لخليقاً للإمارة، وإنْ كان لمن أحبِّ الناس إليَّ))، فجاء به وفيه (إنْ) المخفَّفة المهملة في الموضعَيْن، وقد اتَّصلت اللام بخبرها في الموضعَيْن أيضاً، فجاء الشاهد على العكس من الموضع المستشهد له" [29].
وعقَّبت على الحديث نفسه مرة أخرى، تقول: "وقد أثبتُّ اللام في الموضعَيْن بعد (إنْ) في هذا الحديث، فأين الشاهد عن ابن مالك؟!"[30].(/7)
وما أشارت إليه صحيحٌ؛ لأن المخطوطات أوردت الحديث بلفظ: ((وايم الله، لقد كان خليقاً للإمارة، وإن كان من أحبِّ الناس إليَّ))، وهو الثابت في (صحيح البخاري: 5/179)، ولكن المحقِّق لم يتعرَّف هذا الشاهد، فأبدله بحديث ليس هو مراد المصنِّف.
وتتابعت التنبيهات على نصوص في المطبوعة خالفت السياق، بسبب عدم الالتزام بنص المخطوط، كالشاهد على بقاء الجر بالحرف المحذوف في الحديث: ((صلاة الرجل في الجماعة تضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً))؛ إذ ورد في المطبوعة بالنصب، فقالت فيه الأستاذة: "ويبدو أن موضع الاستشهاد قد جاء خطأً؛ فالكلام على بقاء الجر بالحرف المحذوف، والحديث مثبتٌ بنصب (خمساً) والمقصود (بخمس)؛ فأين الشاهد ولا جرَّ هنا؟!"[31].
أقول: الذي في المخطوطات هو (خمس) بالجر، ولكن المحقِّق وجد في "صحيح البخاري" رواية (خمساً)، فأثبتها دون أن يتنبَّه أن ابن مالك يقصد غيرها.
ومن ذلك: الاحتجاج لوقوع ظرف الزمان خبر مبتدأ، بالحديث الذي قالت فيه: "والذي يبدو لي أن الوارد في النسخة المطبوعة من "شواهد التوضيح" غير صحيح، وهو ((غداً لليهود، وبعد غدٍ للنَّصارى))، والصحيح أن يكون الحديث: ((غداً اليهود، وبعد غدٍ النَّصارى"، بلا لام جرٍّ، حتى يصح الإخبار عنه"[32].
وهذا التصحيح بعينه هو الذي أوردته المخطوطات، وإن كانت الرواية في (صحيح البخاري: 2/2): ((اليهود غداً، والنَّصارى بعد غدٍ"، وفيها شاهدٌ على الموضوع.
وتنقل الأستاذة هذه العبارة: "والأصل ألا يُستعمل المنفصل إلا عند تعذُّر المتَّصل، كتعذُّره لإضمار الفاعل؛ نحو: {وَإِيَّايَّ فَارْهَبُون}[33]، وعند التَّقديم؛ نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[34]"، ثم ترى أن ليس في الآية الأولى دليلٌ على (إضمار الفاعل)؛ فتضطر إلى إصلاح النص في الحاشية بعبارات ما كان لها أن تُدْرَج لو أن النصَّ طُبع طبقاً لما في المخطوط، وهو (لإضمار العامل)، لا (الفاعل)!(/8)
ويورد ابن مالك قول الملكين: ((الذي رأيتَه يُشَقُّ شِدْقُهُ فكذَّابٌ)) شاهداً على (أن الحكم قد يستحق بجزء العلة)، ولكن اللفظ يصير في المطبوعة (لجرِّ العلة)[35]!
فتعمد الأستاذة حين رأت غموض المعنى إلى تصحيح اللفظ بقولها: "وأظنُّها: (لجري العلة)، أي: لجريانها"[36].
والصواب هو: (بجزء)؛ كما ثبت في المخطوطات، وهو الموافق للسِّياق.
ونقلت أيضاً عن "منهج السالك" لابي حيان (ص69) قول عمر - رضي الله عنه -: "ما كدتُ أن أصلِّي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب". ثم قالت فيه: "وقد مرَّ بنا أن ابن مالك احتجَّ به في كتبه بلفظ: "حتى كادت الشمس تغيب" من غير ذكر لـ (أنْ)"[37].
قلتُ: ورد الحديث في (شواهد التوضيح: ص99) بلفظ: "تغرب"، وذكرته في (ص281) كذلك منسوباً إلى ابن مالك. إلا أن الحديث تكرَّر في المطبوع نفسه (ص101)، بلفظ "تغيب" خلافاً للمخطوطات، وبهذا اللفظ المحرَّف نلقته الأستاذة في (ص282) و(310)، ثم بنت حكمها ذاك عليه، والسبب هو غلط التحقيق.
والصحيح أن ابن مالك لم يذكر الحديث في كتبه إلا بلفظ: "تغرب"، مجرداً من "أنْ".
واستوقفتني عباراتٌ تستدرك بها الأستاذة نصوصاً في "شواهد التوضيح"، وتبيَّن لي أن بعض الاستدراكات حدث بسبب السهو في النقل، ولعلاقة الأمر بابن مالك وكتابه موضوع البحث؛ فقد رأيت إيضاح حقيقة ما ذهبت إليه:
فمن ذلك: التنبيه على الحديث الوارد في قول ابن مالك: "وفي[38] تشبيه (متى) بـ (إذا)" [وإهمالها] قول عائشة - رضي الله عنها -: "إن أبا بكر رجلٌ أسيفٌ، وإنه متى يَقُمْ مقامك لا يسمع الناس)؛ فقد قالت فيه: "... إلا أن الشاهد الثاني لا يتمُّ له، لأن فعل الشرط (يَقُمْ) مجزومٌ، والجواب (لا يسمع) مرفوعٌ؛ فهل كان حديثه عن جواب الشرط فقط؟ هذا ما لم يصرِّح به، ولم يُشِرْ إليه، وربما لم ينتبه له"[39].(/9)
أقولُ: إن نصَّ الحديث في المطبوعة هو: "وإنه متى يقوم ..."، وتحريف الفعل إلى (يَقُمْ) عند الاقتباس هو الذي ضيَّع مكان الاحتجاج!
وأوردت أيضاً هذه العبارة: "ومنها قول عائشة رضي الله عنها [في] باب المحصب: "إنما كان منزل ينزله النبي - صلى الله عليه وسلم"؛ تعني: (المحضَّب)". ثم أردفتها بقولها: "ويبدو من ذكر هذا الحديث أن ابن مالك جاء به لتوضيح المعنى اللغوي للمحصب، ولتصحيح التصحيف فيه؛ لأنه (المحضَّب) بالضاد المنقوطة، ولا علاقة له بموضوعات النحو"[40].
أقولُ: إن لفظ "المحضَّب" بالضاد المنقوطة لم يرد في بحث ابن مالك، لأنه خرج الحديث من الوجهة النحوية حسب؛ إذ قال في أوَّله: "قلتُ: في رفع (منزل) ثلاثة أوجه". ثم راح يوضِّح هذه الأوجه الإعرابية ويحتجُّ لها[41].
وذكرت العبارة" "أ- كما قيل بعض الأدعية: "اللهم رب السماوات وما أظللن ... ورب الشياطين وما أظللن"، ثم قالت: "والصحيح: (ما أضللن)، من الضلال" [42].
قلت: الثابت في المطبوعة "وما أضللن" على الوجه الصحيح[43]، والتعقيب جاء نتيجة السَّهو في النقل.
ومن ذلك إيرادها هذه العبارة (ص 88-90) في إبدال همزة "افتعل" بالتأء: "اتَّزر يتَّزر ..." [44]، وذلك في قول عائشة - رضي الله عنها –: "... أمرها أن تتَّزر"، ثم قالت بعد ذلك: "وليس في هذا قلب لهمزة (افتعل) تاءً كما يرى ابن مالك، وإنما هي فاء الفعل الأصلية (ائتزر) التي قُلبت تاءً"[45].
قلتُ: رأيُ ابن مالك هو ما ذهبت إليه الأستاذة كما سجله مفصلاً، وقد جاء الاعتراض عليه من قِبَل العنوان الذي سقطت منه لفظة (فاء) عند النَّقل؛ لأن نصَّه في المطبوعة: "في إبدال همزة فاء (افتعل) بالتاء ...."[46]، مع ملاحظة أن ابن مالك لم يضع عنواناً لهذا البحث ولا لغيره.(/10)
وأقف عند هذا القدر من الكلام على النتائج التي يخلِّفها التحقيق غير المبرم لكتب الأقدمين؛ لأقرر أن الأبحاث التي تستند إليها في دراسة التراث ستؤول هي الأخرى إلى مصادر للباحثين، ينقلون منها، ويستندون إلى ما تضمه من نصوص مقتبسة، ولاسيما إذا كانت أصولها بعيدة عن متناول أيديهم.
ولابد أن يكون لهذه النصوص كلها حصانة من التحريف والزيادة والنقص؛ لكي تكون الآراء على جانب تام من الصحة، من غير حَيْف يصيب جهد الباحثين في الاستقراء والتَّتبع.
ومن ثَمَّ أضحى التنبيه على ما يقع في المطبوعات من هفوات من الأهمية بمكان؛ حتى يُصار إلى تحقيق أهداف البحث، وأداء الأمانة العلمية على وجهها الصحيح.
وإذا كانت هذه الأمانة تفرض رصد ما يحدث من خلل في المصنفات، فإن أداءها يكون ألزم إزاء ما يصيب كلاماً للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو حديثاً عن صحابته - رضي الله عنهم - إذا عُدَّ شاهداً معتمداً في لغتنا العربية.
ولهذا أجد من المستحسن إيضاح ما أصاب نصوص الحديث الشريف في كتاب "موقف النحاة"، وهو الخاص بالقسم الآتي من هذا المقال.
القسم الثاني
يضم كتاب الأستاذة الحديثي "موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث الشريف" قرابة خمس مئة حديث، تكرر بعضها أكثر من مرة، وكوَّنت نصوص "شواهد التوضيح والتصحيح" لابن مالك حوالي نصف هذا العدد[47].
وحين يطبَّق لفظ "الحديث" هنا، فإنما يراد به كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال الصحابة والتابعين، متى جاءت عن طريق المحدِّثين؛ لأنها تأخذ حكم الحديث النبوي من جهة الاحتجاج في إثبات مادة لغوية، أو دعم قاعدة نحوية أو صرفية[48].
وهذا التفسير هو الذي سار عليه الأقدمون في تصانيفهم النحوية واللغوية، حتى كان بعضهم يكتفي عند إيراد النص بقوله: "وفي الحديث ..."، ثم يثبت عبارةً يظهر بعد التحقيق أنها من كلام صحابي أحياناً! وقد يتوهم من ينقل كلامه؛ فينسب القول إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم!!(/11)
وعلى عاتق محقِّقي المخطوطات يقع أمر تخريج النصوص في مظانِّها، وبيان مصادرها، والتأكد من ضبطها ومن أسماء قائليها، وإلا حدث اضطرابٌ في نسبة أقوالٍ إلى غير أصحابها، وإثبات عباراتٍ على غير وجهها.
وفي مثل هذا الذي ذكرت وقعت شواهد مثبتة في كتاب "موقف النحاة"، وهي على قلَّتها - قياساً إلى كثرة النصوص في الكتاب - تستأهل الإيضاح.
ولذا؛ سيكون الكلام هنا خالصاً لاصلاح التحريف الحاصل في ألفاظ الحديث الشريف أو ما يتعلق به، لكي أدفع عن كتاب الأستاذة الظنَّة، ولأزيل اللَّبْس عمَّن يُسند إليه الخطأ.
وأراها - لو لم أتصدَّ للتصحيح - تنتدب إليه بنفسها؛ لما تؤمن به من شرف الحديث، وقدسيَّة نصوصه، ولتمنع تداول الخطأ عند الاقتباس والنقل في البحوث النحوية، إذا ما أُريد تقرير حكم، أو إثبات رأيٍ في تقويم اللسان والقلم.
ومصدر التحريف لا يخرج عن واحد من أمرين:
أولهما: ورود الخطأ نفسه في المصدر المعتمَد، الذي لم يتهيأ له تحقيق جيد أو طباعة سليمة.
والثاني: ورود النصِّ صحيحاً في المصدر المعتمَد، ولكن التحريف حدث عند الطبع في الغالب، أو عند الاقتباس سهواً.
(1)
فأما الأمر الأول؛ فهو الذي عقدتُ البحث من أجله؛ لبيان صدى النصوص التراثية المحرَّفة عند التحقيق في مؤلفات اللاحقين. ولذا؛ فإن التنبيه سيدور حول أغاليط ألفاظ الحديث الواردة في مصادرها محرَّفةً، ثم اعتمدتها الأستاذة الحديثي من غير أن تنبِّه على التَّحريف؛ لأنه لا يتعلق بموطن الاستشهاد، ولا يُخِلُّ بسياق الكلام غالباً.
وأبدأ بما نُقل من مطبوعة "شواهد التوضيح"، وهو يخالف المخطوطات ونصوص كتب الحديث؛ لأنه المصدر الذي يتقدَّم على غيره في كثرة الشواهد، وفي كثرة ما اقتُبس منه:
ص247- قول أبي جهل - لعنه الله – لصفوان: "متى يراك الناس قد تخلَّفت وأنت سيد هذا الوادي ...." [49].
فيه تحريفان:(/12)
الأول: "لصفوان"، وهو الوارد في المخطوطات أيضاً، وصوابه كما في (صحيح البخاري: 5/91): "لأبي صفوان"، وهو أمية بن خلف.
والثاني: لفظ "هذا". صوابه: "أهل"، كما صرحت به المخطوطات و"صحيح البخاري".
ص249- قول هرقل: "كيف قتالكم إيَّاه؟"[50]. الصواب: "كيف كان قتلاكم إياه؟"، وهو الوارد في المخطوطات اتفاقاً مع لفظ البخاري (1/7، و4/24، و44).
ص274- "قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في باب المواقيت: (هنَّ لهنَّ، ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ)".
هكذا ورد منسوباً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم في (شواهد التوضيح: ص73)، وفي مخطوطاته.
والصواب أن القول لابن عباس - رضي الله عنه - وهو صريح لفظ البخاري (2/157): عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "وقَّت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحُلَيْفَة، ولأهل الشام الجُحْفَة .. فهنَّ لهنَّ، ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ).
ص293- جاء في هذه الصفحة "في توجيه قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولعلَّه أن يخفّف عنهما))"[51].
العبارة الأولى منقولة من عنوان البحث، وهي ليست لابن مالك، والتعبير الثاني من كلامه، والنصُّ يفهم أن ابن مالك ذكر الروايتين، في حين أنه ذكر الثانية فقط، اتفاقاً مع لفظ البخاري في (1/62، و2/114، و8/20).
ص296- حديث: ((والذي نفسي بيده، وددتُ إني أقاتل في سبيل الله ...))[52].
والصواب: فتح همزة (إني) لا كسرها، وهو صريح لفظ البخاري (9/102)، ولعل الوهم أتى عند التحقيق من الرواية الثانية للحديث، وهي: (( ... وددتُ إني لأقاتل في سبيل الله)) بكسر الهمزة، وتعليق الفعل عن العمل بسبب اللام.
ص297- حديث: "فوالله لترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبح فأناخ"[53].
اتفقت مخطوطات "شواهد التوضيح" على لفظ: "فوالله لنزل ....".
ص300 – حديث: ((فلأصلّ لكم))[54].
في المخطوطات: ((قوموا، فلأصلّ لكم))؛ اتفاقاً مع لفظ البخاري (1/101).(/13)
ص302 - قول عمر - رضي الله عنه -: "إنا لا ندخل كنائسهم من أجل التماثيل التي فيها الصَور"[55].
الصواب: "الصُور" بضم الصاد لا فتحها، وهو في (صحيح البخاري: 1/112).
ص302- قول عمر - رضي الله عنه - آمراً ببناء المسجد: "أكن الناس في المطر ..."[56].
الصواب: "من المطر" كما في المخطوطات و(صحيح البخاري: 1/114).
ص303- قول عائشة - رضي الله عنها -: فدخل - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أعندكم شيء؟)) قالت: لا، إلا شيء بعثَتْه أم أعطيته"[57].
الصواب أن القول لأم عطية، كما هو صريح لفظ البخاري (3/193)، (عن أم عطية قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على عائشة - رضي الله عنها - فقال: ((أعندكم شيء؟)) قالت: لا، إلا شيء بعثت به أم عطية).
ص303 - وقولها - يعني عائشة -: "أقول ماذا؟".
هكذا ورد منسوباً إلى عائشة في (شواهد التوضيح: ص204) ومخطوطاته، والصواب أن الكلام لأمها؛ جاء في (صحيح البخاري: 6/135)، أن عائشة قالت: "فالتفتُ إلى أمي فقلتُ: أجيبيه"؛ فقالت: "أقولُ ماذا؟".
ص 304- حديث: ((إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فَخِده، ثم يسلِّم على أخيه من على يمينه أو شماله))[58].
الصواب: (( ... يمينه وشماله)). كما في المخطوطات و(صحيح مسلم: 1/322).
ص 304- حديث: "فقال الذئب: هذا استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع؟! يوم لا راع لها غير"[59].
الصواب: "... لا رعاي لها غيري". كما في المخطوطات و(صحيح البخاري: 4/212).
وأما التحريف الحادث في غير "شواهد التوضيح" من مصادر كتاب "موقف النحاة"؛ فقد اشتملت عليه المواطن الآتية:
ص 47 – حديث: ((لا تدخل الجنة إلا نفس مؤمنة مسلمة))[60].
الصواب: ((لا يدخل ...))، بالياء المنقوطة من تحت، كما ذكر في (ص48، و67، و182. وهي رواية سيبويه: (3/237)، و(صحيح مسلم: 1/106، و201)، و(سنن ابن ماجه: 1/548).
ص140- حديث: ((الراجع في هبته ...))؛ يريد - عليه الصلاة والسلام -: في موهوبه[61].(/14)
قالت الأستاذة: "ولم أجده فيما اطَّلعت عليه من كتب الحديث، ولم يخرِّجه المحقِّقون أو يعلقوا عليه ..."!!
قلتُ: الحديث أورده النَّسائي في (السنن: 6/224)، عن ابن عباس - رضي الله عنه - وهو بتمامه: ((ليس لنا مثل السوء، الراجع في هبته كالكلب في قيئه))، وهو في (صحيح البخاري: 3/196)، و(مسلم: 3/1241)، و(النَّسائي أيضاً: 6/222 – 225)، بلفظ: ((العائد في هبته كالكلب ...))، وفيه موطن الاستشهاد.
ص169- جاء في مبحث حذف الخبر: "احتج فيه بما رواه أبو عبيدة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن المهاجرين قالوا ...))"[62]، الصواب: "أبو عبيد"، كما ورد في (ص195)، وفي (الأمالي الشجرية: 1/322)، و(أمالي السُّهيلي: ص46)، وأورد "أبو عبيد" الحديث في (غريب الحديث: 2/270).
ص 170 و187- حديث: ((من أنزلت إليه نعمتي فليكافئ بها))[63].
الحديث في الأصل: رواه أبو عبيد في (غريب الحديث: 2/271)، بلفظ: ((من أزلت عليه نعمة فليكافئ بها))[64]، ونقله ابن الشجري في (أماليه: 1/322)، بلفظ: ((من أزلت إليه نعمة فليكافئ بها"، ثم أورده الدكتور عبدالمنعم محرَّفاً في كتابه، ووقع التحريف نفسه في كتاب "موقف النحاة".
ص225- حديث: ((فكأنما خيرت له الدنيا بحذافيرها))[65].
الصواب: ((فكأنما حيزت ...))؛ كما في "النهاية" لابن الأثير: (1/243)، وهو أيضاً في (سنن ابن ماجه: 2/1387)، و(صحيح الترمذي: 4/5) من غير ((بحذافيرها)).
ص240- نقلت الأستاذة من مخطوطة "ارتشاف الضرب": (ص104ب) قول أبي حيَّان: "وقال ابن مالك: وقد تلحق أفعل التفضيل نون الوقاية". واستدل بما روي في الحديث: ((غير الدجال أخوفني عليهم))".
الصواب: ((أخوفني عليكم))؛ كما ورد في (ص286، و334)، وفي (شواهد التوضيح: ص119)، و(صحيح مسلم: 4/2251).(/15)
ص258- ونقلت - أيضاً - من (الارتشاف: ص219) قول أبي حيَّان: "ووقع في "صحيح البخاري"، في قوله - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[66]: "فيذهب، فيعود ظهره طبقاً واحداً كيما .."؛ يريد: كي يسجد".
وسبق هذه العبارة قولها في الحديث: "ولا ندري أهو حديثٌ أم خبرٌ، وقد بحثتُ عنه في "صحيح البخاري"، ولم أستطع العثور عليه. وقد احتج به أبو حيان ...".
أقول: كلام أبي حيان المتقدِّم نقله كلٌّ من المرادي في (الجني الداني: ص277)، وابن هشام في (مغني اللبيب: 1/200)، ولفظ الحديث عندهما: "فيذهب كيما، فيعود ظهره طبقاً واحداً"؛ أي: كيما يسجد. وهو من حديث طويل في كتاب التوحيد من "صحيح البخاري": (9/158-161)، وفيه: "... ويبقى من كان يسجد لله رياءً وسمعةً؛ فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً".
ويلاحظ أن لفظ "يسجد" قد ثبت في الحديث، إلا أن ابن حجر عقَّب في (فتح الباري: 17/200) على رواية الحذف، فقال وهو يشرحه: "ذكر العلامة جمال الدين بن هشام في "المغني" أنه وقع في هذا الموضع "كيما" مجردة، وليس بعدها لفظ "يسجد" ... وكأنه وقعت له نسخة سقطت منها هذه اللفظة، لكنها ثابتة في جميع النسخ التي وقفتُ عليها، حتى إن ابن باطل ذكرها بلفظ "كي يسجد"، بحذف "ما"، وكلام ابن هشام يوهم أن البخاري أورده في التفسير، وليس كذلك".
ص360 - ومما نقلته الأستاذة من (ارتشاف الضرب: ص236): قول عروة بن الزبير - رضي الله عنه - "ليمنك[67]، لئن أتيت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد ابتغيت".(/16)
الصواب: "ليمنك، لئن ابتليت لقد عافيت، ولئن أخذت لقد أبقيت". ورواه أبو عبيد في (غريب الحديث: 4/405)، بلفظ: "لئن كنت ..." في الموضعين. والقول في (صحاح الجوهري: 6/222)، و(شرح التسهيل، لابن مالك: الورقة 195ب مخطوط)، و(الجني الداني، للمرادي: ص497). وقال الزمخشري في كتاب (الفائق: 3/230): "قال ذلك حين أصابته الأكلة في رجله، فقطعت رجله فلم يتحرك!).
ص360- نقلت الأستاذة من (الارتشاف: ص239ب) في موضعين من هذه الصفحة - أعني ص360 - قول أبي بكر - رضي الله عنه -: "لاها الله ذا، لا يعمد إلى أسلة من أسلة الله يقاتل في سبيل الله، فنعطي غيره سلبه"، ثم قالت في الحاشية (219ب): "وفي (شواهد التوضيح: ص163): "إلى أسد من أسد الله". وأظنه هو الصحيح".
أقولُ: لقد صرَّحت الأستاذة أن: "الارتشاف مخطوطٌ، وفيه الكثير من التحريف والتصحيف"[68]. وما دام كذلك؛ فإن إثبات الحديث مرتين بصورته المحرَّفة يخالف المنهج الذي أعرفه عنها في تصويب النصوص عند التحقيق.
والحديث نقلتْهُ في (ص296) صحيحاً من "شواهد التوضيح: ص163"، ورواه البخاري في (4/113، و5/196)، بلفظ: "لاها الله إذاً، لا يعمد إلى أسد من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيعطيك سلبه".
ص363- ومما نقلته من مخطوطة "الارتشاف": (ص313)، قول عمر - رضي الله عنه -: "واعجباً لك يا ابن العاص".
الصواب: "يا ابن عباس"، وقد ورد صحيحاً في (ص304)، نقلاً من (شواهد التوضيح: ص210)، ورواه البخاري في (صحيحه: 3/165، و7/36).
ص393- ومنه: "لأبي، شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس شبيه بعلي"[69].
هذا القول لأبي بكر - رضي الله عنه. احتجَّ به ابن مالك في (شواهد التوضيح: ص36) بلفظ: "بأبي، شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي"، وهو الموافق لرواية البخاري في (صحيحه: 5/33).
(2)(/17)
وانتقل بعد هذا إلى بيان الأحاديث التي طرأ على ألفاظها التحريف عند الاقتباس من المصادر، أو بسبب الطباعة، وهو الغالب فيها. ومردُّ ذلك - على ما أرى - عدم قيام الأستاذة الحديثي بتصحيح المسوَّدات بنفسها؛ لبعد الشقة بينها وبين مكان الطبع (بيروت)، ولو تابعت التصحيح لما فاتها مثل ما سأنبه عليه؛ وفيما يأتي البيان:
ص43 – حديث: ((لست بنبيء الله، ولكنني نبي الله)).
الصواب: (ولكني) كما ورد في الصفحة نفسها (السطر 19)، وفي (ص182)، وفي كتاب "اشتقاق أسماء الله الحسنى"، للزجاجي: (ص506)، وعنه نُقل النص.
ص81 – حديث: "لا يرحم الله هذا، هذا أذكرني آيات قد كنتُ أنسيتهن"، وتكرر في (ص183) بلفظ: (( ... كنتُ قد أنسيتهن)). وقد زيد في الحديث: "لا" قبل "يرحم"؛ فغيَّرت معناه، والصحيح حذف "لا"؛ كما ورد في (معاني القرآن، للفراء: 1/65). والحديث رواه البخاري: (6/239)، بلفظ: ((يرحمه الله))، و(مسلم: 1/543)، بلفظ: ((رحمه الله))، مع اختلاف في بعض الألفاظ.
ص142- نقلت الأستاذة من (المحتسب: 1/91) قول ابن جني: "وقد هودي الرجل يهادي مهاداةً، إذا كان حوله من يمسكه ويهديه الطريق، ومنه قولهم في الحديث: مرَّ بنا يهادي بين اثنين"، وتكرر الحديث في (ص186).
الصواب: "يهادى" بالألف في آخره في الموضعين، وهو موطن الاستشهاد.
ومثل هذا التصحيف حدث في (ص301): ((... فإذا رجلٌ آدم سبط الشعر[70]، يهادي بين رجلين)).
والصواب ((يهادى)) بالألف؛ كما في (صحيح البخاري: 4/203)، و(شواهد التوضيح: ص191)، ومنه نُقل النص.
ص160 و187- حديث أم رزع[71]: "ونكحت سعد رجلاً سرياً".
الصواب "ونكحت بعده ..." كما ورد في "المحاجاة" للزمخشري: (ص72)، وفي المصادر التي ذكرتها الأستاذة في الحاشية (300) عند تصحيح الحديث.
ص168، و188، و224- حديث زيد بن ثابت: "أما باديء بدء؛ فإني أحمد الله".(/18)
الصواب: "أما بادئ ... "[72]؛ كما في "المفصَّل)، للزمخشري: (ص71)، و"شرحه" لابن يعيش: (4/122).
ص169 و186- حديث: ((إنه ليغانّ على قلبي))؛ ثبت بتضعيف نون ((يغانّ)) في الموضعين، والصواب تخفيفها؛ كما ورد في كتاب "ابن الشجري": (ص222)، وفي (الأمالي الشجرية: 1/313)، و"لسان العرب"، (غين): (13/316).
ص170 و188- قول علي - رضي الله عنه -: "يا دنيا إني تعرضت، لامان حينك".
الصواب: "يا دنيا إليَّ ..."؛ كما في كتاب "ابن الشجري": (ص222)، و(الأمالي الشجرية: 1/275).
ص179- حديث: "من لم يستطع منكم الباءة؛ فعليه بالصوم".
الصواب: (( ... فعليه الصوم)) بحذف الباء، وهو موطن الاستشهاد. وقد ذكر صحيحاً في (ص178، و187).
ص179- تكرر في هذه الصفحة حديث: "كاد الفقر أن يكون عيباً".
الصواب: ((أن يكون كفراً))، كما ورد في (ص174، و187، و282)، و(الإنصاف: 2/567)، و(شواهد التوضيح: ص101).
ص184- حديث: "المؤمن مَنْ يأكل في مِعًى واحدة".
الصواب: ((المؤمن يأكل ...))، بحذف "من" كما جاء في (ص110)، وفي كتاب "المذكر والمؤنث"، لابن الأنباري: (ص301).
ص185- حديث: "ليت شعري، أيَّتكنَّ صاحبة الجمل الأديب، تخريج فتنجها كلاب الحواب".
الصواب: "فتنبحها"، وهو الوارد في (ص131)، وفي "المخصص" لابن سِيدَه: (7/67). ورواه أحمد في (المسند: 6/52)، بلفظ: "كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحواب؟!".
ص186، و218- حديث: " ... الثرثارون المتفيقهون".
الصواب: "المتفيهقون"، وهو الوارد في (ص140، و164، و264)، وفي (المنصف: 2/199)، و(شرح المفصَّل: 3/7).
ص188- قول أبي الدرداء: "رأيت الناس أخبر[73] تقله".
الصواب "وجدت ...". كما ورد في (ص167، و222)، وفي (المفصَّل: ص47)، و(شرحه: 3/52).
ص196- حديث: "أي رجل فيكم سلام؟".
الصواب: " ... ابن سلام"؛ كما ورد في (أمالي السهيلي: ص81).(/19)
ص199- قول الرجل: "إن لي عشرٌ من الولد". الصواب: "إن لي عشرة ..."؛ كما ورد في (أمالي السهيلي: ص88).
ص201 – حديث: ((لأتوهما لو حبواً)).
الصواب ((لأتوهما ولو حبواً)) بزيادة الواو؛ كما ورد في (ص200)، وفي (أمالي السهيلي: ص97).
ص202- جاء في صفة النبي - صلى لله عليه وسلم -: "شتن الكفين".
الصواب: "شثن .." بالثاء المثلثة، كما ورد في (أمالي السهيلي: ص118)، و(أمالي القالي: 2/69).
ص250- قول عمر - رضي الله عنه -: ((إن يَكُنْهُ فلن تسلُط عليه ...)).
الصواب: (( ... تسلَّط عليه))، بفتح اللام لا كسرها. وهي رواية البخاري: (2/112، و4/86)، ومسلم: (4/2244)، و"شواهد التوضيح: ص28).
ص258- حديث: "فضل الصلاة بالسؤال، على الصلاة بغير سؤال ...".
الصواب: "فضل الصلاة بالسواك، على الصلاة بغير سواك"؛ كما في "شرح عمدة الحافظ: ص501). وجاء الحديث غير محرَّف في (ص280) من "موقف النحاة"، نقلاً عن (شواهد التوضيح: ص94).
ص268- حديث: ((انتدب الله لمن خرج في سبيله، إلا يخرجه إلا إيمانٌ بي ...".
الصواب: (( .. لا يخرجه إلا إيمانٌ بي))؛ كما في (شواهد التوضيح: ص31)، و(صحيح البخاري: 1/17).
ص269- قول عائشة - رضي الله عنها -: "ودخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبرمة على النار".
الصواب "ودخل ..."؛ كما في (شواهد التوضيح: ص24)، و(صحيح البخاري: 7/11، ص270)، - قول نافع - رضي الله عنه -: "فكان ابن عمر - رضي الله عنه - يعطي عن الكبير والصغير، حتى إن كان يعطي لمن بني".
الصواب "... يعطي عن بني"، كما في (شواهد التوضيح: ص50)، و(صحيح البخاري: 2/155).
ص275- ومنه: ((لا وريت، ولا تليت)).
الصواب: ((لا دريت ...))؛ كما في (شواهد التوضيح: ص75)، وهو من كلام الملكين في حديث القبر، الذي أخرجه البخاري في: (2/108، و118)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
ص275- ومنه: "أخذه ما قدم وحدث".(/20)
الصواب "... وما حدث"، كما في (شواهد التوضيح: ص77)، وهو من كلام أبي موسى - رضي الله عنه. ولفظه في (مسند الإمام أحمد: 4/404): "فأخذني ما قدم وما حدث".
ص276- حديث: "فجعل كلما جاء ليخرج رمي فيه بحجر".
الصواب "... رمي في فيه بحجر"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص77، و(صحيح البخاري: 2/120، و3/74).
ص276- قول أنس: "فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت".
الصواب: "... إلا تفرَّجت"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص78)، و(صحيح البخاري: 2/39).
ص281- حديث: "إني وإياك، هذان وهذا ..."، الصواب: " ... وهذان وهذا"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص98).
ص284 - قول [بعض] الصحابة - رضي الله عنهم -: "كانوا يصلون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاقدي أُزُرهم".
الصواب: "... أُزْرهم" باسكان الزاي لا ضمها. وهو في (صحيح البخاري: 1/196، و2/79)، ولم يضبط اللفظ في (شواهد التوضيح: ص110).
ص284- قول على - رضي الله عنه -: "كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كنت وأبو بكر عمر ...".
الصواب: " ... وأبو بكر وعمر"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص112)، و(صحيح البخاري: 5/12).
ص285- قول النبي - صلى الله عليه وسلم – لليهود: "فهل أنتم تاركوني؟".
الصواب: " ... صادقوني؟"؛ كما ورد في الصفحة نفسها، (السطر الأخير)، وفي (شواهد التوضيح: ص118)، و(صحيح البخاري: 7/180).
ص286- قول ابن عمر - رضي الله عنه -: "لما فتح هذين المصرين أبو عمراً".
الصواب: "عمر" كما في (شواهد التوضيح: ص119)، و(صحيح البخاري: 2/158). وجاء لفظ "فُتح" بصيغة المبني للمجهول في "شواهد التوضيح"، وهو تحريفٌ نبهت عليه الأستاذة في الحاشية رقم (49ب).
وكان الأحسن أن تثبته بصيغته الصحيحة كما فعلت في بعض المواطن من الكتاب.
ص286- قول أبي شريح الخزاعي: "سمعت أذناي، وأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يتكلم".(/21)
الصواب ".... حين تكلم"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص120)، واللفظ في (صحيح البخاري: 8/13): "سمعت أذناي، وأبصرت عيناي حين تكلم النبي - صلى الله عليه وسلم".
ص289- حديث: ((إنك إن تركت ولدك ...)).
وفي ص307: ((إنك إن تركت وَلْدَك ...)).
الصواب ((وَلَدَك)) بالفتح، كما في (صحيح البخاري: 8/187)، ولم يضبط اللفظ في تركت ولدك: ص133).
ص292- قول حذيفة - رضي الله عنه -: "لقد رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه نتوضاً في إناء واحد".
الصواب: "لقد رأيتُني أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتوضأ من إناء واحد"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص143).
ص294 - وفي نسخة أبي ذر: "سيع".
الصواب: "سبع"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص153)؛ وهو تصحيفٌ واضحٌ.
ص295- قول عمر - رضي الله عنه -: "وإياي ونَعْم ابن عوف".
الصواب: "ونَعَم" بفتح العين؛ كما في (شواهد التوضيح: ص158)، و(البخاري: 4/87).
ص298- قول عقبة بن عامر - رضي الله عنه -: "إنك تبعثنا، فتنزل بقوم لا يقرونا".
الصواب: "فننزل"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص170)، و(صحيح البخاري: 3/163).
ص299 - قول جبريل - عليه السلام -: ".... لو أخذت الخمر غوث أمتك".
الصواب: "... غوت" بالتاء المثناة، وهو تصحيفٌ ظاهرٌ.
ينظر: (شواهد التوضيح: ص 178)، و(البخاري: 6/104، و7/135).
ص300- قول عائشة - رضي الله عنها -: "صلى الله عليه وسلم وهو شاكِّي".
الصواب: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو شاكِّي"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص186)، ورواية البخاري: (1/167، و2/56، و85) هي: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته وهو شاكِّي".
ص301- حديث: ((كل سلامي من الناس عليه صدقة ...)).
الصواب: ((كل سلامى ...)) بالألف في آخره؛ كما في (شواهد التوضيح: ص191)، و(البخاري: 3/232، و4/68).
ص302- قول أنس - رضي الله عنه -: "مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بثمرة مسقوطة".(/22)
الصواب: "بتمرة" بالتاء المثناة؛ كما في (شواهد التوضيح: ص195)، و(البخاري: 3/67).
ص303 - قول عمر - رضي الله عنه -:"إني أرى لو جمعت هؤلاء على قاريء واحد".
الصواب: "قارئ"؛ كما في (شواهد التوضيح: ص204)، و(صحيح البخاري: 5/219)، وهو من أخطاء الطبع، وتقدم التنبيه على مثله.
ص304- قول عمر - رضي الله عنه - لمن لم يُتم الركوع والسجود: "ولو مت مت على ...".
الصواب أنه من قول حذيفة - رضي الله عنه - كما في (شواهد التوضيح: ص210)، و(البخاري: 1/190).
ص305: "قول الحجاج لليلى الأخيلية: ثم مه؟ قلت: ثم لم يلبث أن مات" [74].
الصواب: "... قالت: ثم لم ..."؛ كما في (شواهد التوضيح: ص215)، و(أمالي القالي: 1/88).
ص307- الحديث: ((لقد كان مَنْ قبلكم ليمشط بمشاط من الحديد)).
الصواب: ((... بمشاط الحديد))، بدون ((من))، كما في (شواهد التوضيح: ص162)، و(صحيح البخاري: 5/56 – 57).
ص309- قول أم رومان: "بينا أنا مع عائشة جالستان".
الصواب: "بينما" كما (في شواهد التوضيح: ص97)، و(صحيح البخاري: 4/183).
ص312- قول أم عطية - رضي الله عنها -: "بأبي سمعته".
أحالت الأستاذة في الحاشية رقم (107) إلى (أمالي السهيلي: ص55)، و(شواهد التوضيح: ص199).
ولفظ "سمعته" ليس في متن المصدر الأول، وأما الرواية في المصدر الثاني فهي: "بأبي نعم"، اتفاقاً مع لفظ البخاري (1/85)، وهي الصحيحة.
ص323- الحديث: ((واشترطي لهم الولاء، الذين أسلموا للذين هادوا))[75].
الصواب أنهما شاهدان:
حديثٌ هو: ((واشترطي لهم الولاء)). ذكرته الأستاذة في (ص116)، بلفظ: ((اشترطي الولاء لهم))؛ نقلاً من "إعراب القرآن" للنحاس: (1/83) من مقدمة المحقِّق، وهو في (صحيح البخاري: 3/238)، بلفظ: ((واشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن اعتق)).(/23)
وآيةٌ من قوله - تعالى -: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا}[76]. قال أبو حيَّان في (البحر المحيط: 3/49): "وقيل: اللام بمعنى "على". أي: على الذين هادوا".
ص328- الحديث: ((...وأطعم القانع والمعتد)). الصواب: ((والمعتر))، كما ورد في الصفحة نفسها السطر.
وبعد،
فهذه حواشٍ على كتاب الأستاذة الدكتورة خديجة الحديثي، المترجم بـ "موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث الشريف"، أردتُ من تسجيلها أن أوضِّح حقيقة بعض النصوص التي استفادت منها في المناقشة وتصويب الآراء، وهي نصوصٌ منقولة من كتب لم يتهيأ لبعضها تحقيق علمي أو طباعة موفقة؛ فبدا أثر ذلك على بعض فقرات البحث.
وليس بغريب أن يستدرك تلميذٌ على أستاذه، وأن يجلي ما قد غِين على عباراتٍ من كتابه الكبير، فما أنا فيما ذهبتُ إليه إلا مقتفٍ بخطى الأستاذة، وآخذٌ بتوجيهها.
وأود أن أشير في الختام إلى أن الجهات التي تتولى إخراج التراث العربي الإسلامي ونشره، لهي أولى بإبرام أمر نصوصه، والاهتمام بما يقدم الوسع لتلافي أخطاء الطبع، حتى نحافظ على المطبوع العراقي سليماً من الخطأ، ولأجل أن يكون باحثونا في حرز من غمز من لا يعرف قدرهم من الناس.
المصادر:
- ابن الشجري ومنهجه في النحو، الدكتور عبدالمنعم أحمد التكريتي، بغداد 1975.
- اشتقاق أسماء الله الحسنى، الزجاجي، تحقيق: الدكتور عبدالحسين المبارك، النجف 1974.
- إعراب القرآن، أبو جعفر النحاس، تحقيق: الدكتور زهير غازي زاهد، بغداد 1977.
- الأمالي، أبو على القالي، دار الكتب المصرية 1926.
- أمالي السهيلي، تحقيق: محمد إبراهيم البنا، مطبعة السعادة، 1970.
- الأمالي الشجرية، ابن الشجري، حيدر آباد الدكن 1349هـ.
- الإنصاف، في مسائل الخلاف ... أو البركات ابن الأنباري، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، الطبعة الرابعة، القاهرة 1961.(/24)
- البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، القاهرة 1328هـ.
- الجني الداني، في حروف المعاني، المرادي، تحقيق: طه محسن، الموصل 1976.
- سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، القاهرة 1952.
- سنن النَّسائي "بشرح السيوطي". المطبعة المصرية بالأزهر.
- شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد، ابن مالك، مخطوطة مكتبة عاطف أفندي بإستانبول، رقم 2493.
- شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح، ابن مالك:
أ- طبعة محمد فؤاد عبدالباقي، القاهرة 1957.
ب- مخطوطة مكتبة الأوقاف العامة في بغداد، رقم (ف 861)، (ص746).
- شرح عمدة الحافظ، وعُدَّة اللافظ، ابن مالك، تحقيق: عدنان الدوري، بغداد 1977.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخذ طريقة إلى النشر في مجلة المجمع العلمي العراقي، بعد موافقة لجنة المجلة على نشره.
[2] صنف بطلب من وزارة الثقافة والإعلام بمناسبة احتفال قطرنا العراقي الحبيب ببدء القرن الخامس عشر الهجري، وطبع في بيروت عام 1981، قبل صدور التنبيهات على الأخطاء الواقعة في "شواهد التوضيح":".
[3] "موقف النحاة": (ص239-317). ويضاف إليها صفحات أخرى ذكر فيها ابن مالك ونوقشت آراؤه.
[4] أي: أحكم إليه بالصواب.
[5] مقول القول هو عنوان من وضع محقِّق "شواهد التوضيح": (ص171).
[6] "موقف النحاة": (ص247).
[7] وضعت الأستاذة تسلسلات عدديات للعنوانات، وسردت بعد كل عنوان ما يشتمل عليه من أحاديث، مرقِّمة إياها بحروف الهجاء "أ ب ت ...".
[8] "موقف النحاة": (ص272). ويقابل بـ "شواهد التوضيح":": (ص62).
[9] مقول القول عنوان زاده محق "شواهد التوضيح": (ص142).
[10] "موقف النحاة": (ص292).
[11] "موقف النحاة": (ص291). ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص 138).
[12] "موقف النحاة": (ص287)، (الهامش 5). ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص127) وما بعدها.(/25)
[13] إلى هنا ينتهي العنوان الذي زاده محقق "شواهد التوضيح": (ص77). وهو لا يجمع المسائل التي أورد ابن مالك الأحاديث من أجلها.
[14] "موقف النحاة": (ص312).
[15] "موقف النحاة": (ص276).
[16] سورة الكهف: 18/93.
[17] "شواهد التوضيح": (ص79-80).
[18] "موقف النحاة": (ص276).
[19] مطبوعة "شواهد التوضيح": (ص78). والذي في المخطوطات: (فعَلِقَت الأعراب يسألونه"، وهو الصواب.
[20] "شواهد التوضيح": (ص80).
[21] هذا عنوان البحث الذي زاده محقق "شواهد التوضيح": (ص89).
[22] "موقف النحاة": (ص277 – 278).
[23] "شواهد التوضيح": (ص90). ويراجع أيضاً كلام الأستاذة على قول الملك (ص283): "ولنعم المجيء جاء". وعلى قول الصحابة (ص298): "بلغنا أنك تصليهما"، و: "لم تأذني له"، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص110) و (171).
[24] "موقف النحاة": (ص300)، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص186).
[25] الحديثان سقط عنوانهما، على حسب وضع محقق "شواهد التوضيح"، فانتقل النظر إلى عنوان البحث الذي يليه، فجعل لهما، ثم قدم الذي يليه فوضع مكانه، وهكذا حدث ارتباط في عنوانات البحث الثالث والستين (ص186)، والرابع والستين (ص190)، والخامس والستين الذي سقط من (ص195) بعد السطر الثالث، ولو تُرك المتن دون تزيُّد لما حدث هذا الاضطراب.
[26] من كلام - عائشة رضي الله عنها - وسقطت نسبته إليها من مطبوعة "شواهد التوضيح": (ص190).
[27] "موقف النحاة": (ص300 -301)، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص190).
[28] في قولها "خبر إن" جواز؛ لأن اللام لم تدخل على خبر "إن" المخففة، وإنما تلزم تالي ما بعدها، كما عبر ابن مالك (ص50).
[29] "موقف النحاة": (ص312)، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (50).
[30] "موقف النحاة": (ص270)، وتكرر التنبيه على ذلك في أسفل الصحفة.
[31] "موقف النحاة": (ص279 – 280)، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص94).(/26)
[32] "موقف النحاة": (ص280)، وتكرر التنبيه في (ص311)، الهامش (103)، ويقابل بـ "شواهد التوضيح": (ص94).
[33] سورة البقرة 2/40. وفي كتاب "موقف النحاة": (ص249): "فإياي" تحريف. وينظر: "شواهد التوضيح": (ص25).
[34] سورة الفاتحة 1/5. وينظر: "موقف النحاة": (ص249)، الحاشية (137).
[35] "شواهد التوضيح": (ص184).
[36] "موقف النحاة": (ص300)، الحاشية (73).
[37] "موقف النحاة": (ص331 – 332).
[38] كذا وردت في مطبوعة "شواهد التوضيح": (ص19)، والصواب "ومن". كما في المخطوطات. وينظر: "موقف النحاة": (ص247).
[39] "موقف النحاة": (ص 248).
[40] "موقف النحاة": (ص 268).
[41] "شواهد التوضيح": (ص34) وما بعدها.
[42] "موقف النحاة": (ص274-275).
[43] "شواهد التوضيح": (ص75).
[44] "موقف النحاة": (ص299).
[45] "موقف النحاة": (ص300).
[46] "شواهد التوضيح": (ص182).
[47] ذكرت الأستاذة في (ص242) أن كتاب ابن مالك يحتوي على مئتين وسبعة وأربعين حديثاً، والاستقراء أظهر أنه يحتوي على مئتين وواحد وستين حديثاً، ما عدا المكرر.
[48] "موقف النحاة": (ص13).
[49] عن "شواهد التوضيح": (ص17).
[50] عن "شواهد التوضيح": (ص24).
[51] عن "شواهد التوضيح": (ص147).
[52] عن "شواهد التوضيح": (ص162).
[53] عن "شواهد التوضيح": (ص169).
[54] عن "شواهد التوضيح": (ص186).
[55] عن "شواهد التوضيح": (ص196).
[56] عن "شواهد التوضيح": (ص199).
[57] عن "شواهد التوضيح": (ص204)، وفيه: " ... بعثت به أم عطية".
[58] عن "شواهد التوضيح": (ص209).
[59] عن "شواهد التوضيح": (ص210).
[60] عن كتاب "ما ينصرف وما لا ينصرف"، للزجاج: (ص55).
[61] عن (المنصف: 2/183)، و(المحتسب: 1/342) لابن جني.
[62] عن كتاب "ابن الشجري ومنهجه في النحو" للدكتور عبدالمنعم التكربتي: (ص222).
[63] عن المصدر السابق.
[64] أزل النعمة: أسداها. (القاموس المحيط، "زلل": 3/400).(/27)
[65] عن (شرح المفصل، لابن يعيش: 5/65).
[66] سورة القيامة 75/22.
[67] نبهت الأستاذة على أن الرسم في المخطوطة هو "لا يهنك"، وأرى أن الكلمة هي: "لا يمنك"، رسمت الميم كالهاء، وإثبات الألف بعد اللام صحيح؛ لأن "أيمن" همزتها وصل، فيجوز إثباتها في الخط دون اللفظ.
[68] "موقف النحاة": (ص362).
[69] من "أصول النحو العربي" لمحمد خير الحلواني، (ص50-51).
[70] ضبط لفظ "الشِّعر" بكسر العين في "موقف النحاة"، والصواب فتحها.
[71] في "موقف النحاة": (ص 160): أم رزع. تصحيفٌ واضح.
[72] اطرد رسم الهمزة المتطرفة المكسور ما قبلها منفردة بعد الياء على شكل "يء"، وهو من أخطاء الطبع، والصواب أن ترسم على كرسي الياء الخالية من النقط، على شكل "ئ".
[73] الصواب وصل همزة "اخبر" لا قطعها.
[74] أدرجته الأستاذة في "الحديث الشريف"، وأرى أن موضعه هو "كلام العرب"؛ لأنه ورد في كتاب الأدب، ولم يروه المحدثون في كتبهم، شأنه شأن أية عبارة أو مثل يستشهد به النحاة واللغويون.
[75] مأخوذٌ من كلام أبي حيان على معاني اللام في (ارتشاف الضرب: ص245): "وقال الكوفيون: إنها تكون بمعنى "على". قال تعالى: "يخرون للأذقان" ... وفي الحديث "واشترطي لهم الولاء". "الذين اسلموا للذين هادوا".
[76] سورة المائدة 5/24.(/28)
العنوان: في النفسية الشيعية ..
رقم المقالة: 896
صاحب المقالة: عادل السبيعي
-----------------------------------------
المذهب الشيعيُّ ليليُّ الانتشارِ .. وهو يستغل الحزبيةَ الضيقة والظلاميةَ المغلقة ليمتد ..
والجميع مدعوون لمعرفة التركيبة النفسية والعاطفية لهؤلاء القوم؛ فإن أسيادهم يمارسون عليهم من الضغط النفسي والعاطفي ببكائياتهم ولطمياتهم ما يجعلهم من تراكم ذلك ألعوبة في أيديهم...
ودينهم قام على العاطفة والتهييج والعويل مُجترِّين خرافاتٍ تاريخيةً يمزِجونها بأصوات منتحبة مولولة لتكون في نفسياتهم دَفقاً من العاطفة الملتهبة التي تصل بهم إلى درجة استجداء الكذب فضلاً عن قبوله ...
وليس في الطوائف أجرأُ على الكذب وأكثرُ استعمالاً له تديناً وتقرباً منهم ...
إن أتباعاً يمارَس معهم هذا الكمُّ الهائل من التضليل لجديرون بالشفقة والنظر لهم بعين العطف ... وهذا يتم بلمِّ شعث الجهود وتجميع الطاقات عبر منظومة متناسقة من الأهداف ليس من أولها نصبُ العداء وممارسة الغلظة بل معرفةُ دواخل فكرهم وانتقاء نقاط الضعف فيها ... وليس أنفعَ معهم من محاولة هز الثقة بقناعاتهم التي بنوها من تراكمات الخرافة ووحي شياطينهم الأسياد؛ فمصادرهم تطفح بما لا يقبله من عنده مسكة من عقل أو بقية من دين عبر صور من تهويمات وشطحات تعتبر لوثات عقلية وضرباً من الكذب الصراح ... ولن تجد كبير جهد في هز موثوقيتهم بذلك بقليل من الحكمة في التناول والطرح ...
وثمةَ بابٌ آخر وهو أنَّ في بعض عقلائهم تذمراً كامناً ومستتراً من أسيادهم بسبب ممارساتهم المستعلية والناهبة لمقدراتهم إنْ مالاً وإن عرضاً ... فالواجب على من يدعوهم استثارةُ هذا المكنون وتعريةُ ما استتر ليتم بثُّ الجرأة فيهم لمزيد من الطرح لمثل هذا ومن ثم خلخلة مستوى الترابط بينهم وبين مصادرهم المتنفعة منهم ...(/1)
هذا في الأتباع، أما الأسيادُ والآياتُ ومنظِّرو الحوزات لديهم فهم منتفعون جداً من بقاء هذا الجهل والبلاء ودوام دنياهم وقوام حياتهم من ذلك وهم أكذب وأضل وأخبث من كل رؤوس الطوائف الأخرى بل عندهم من أصول الزندقة والنفاق ما لايتصور.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والنفاق والزندقة في الرافضة أكثرُ منه في سائر الطوائف. بل لا بد لكل منهم من شعبة من النفاق".
وقال أيضاً: "والقوم من أكذب الناس في النقليات، ومن أجهل الناس في العقليات، يصدِّقون من المنقول بما يعلم العلماءُ بالاضطرار أنه من الأباطيل، ويكذبون بالمعلوم من الاضطرار، المتواتر أعظم تواتر في الأمة جيلاً بعد جيل" أ.هـ
ثم إن الرفض لم يكن مسايراً لباقي المذاهب الأخرى في نشأته وعوامل ظهوره إذ تكاتفت أسباب عديدة للخروج بالصيغة النهائية والمتطرفة لهذا المذهب الخبيث ...
أول وأهم مفارقات أصول الرافضة لباقي المذاهب هو في الدافعية والقصد إبان نشأته إذ كان يقوم عند أئمته الأول ورؤوسه المنشئة له على محض النفاق والزندقة وكان تكوين مفردات أصوله قائماً على النفعية ومحاولة تأمين أفضل الحلول الفكرية والسلوكية لاستمرارية المذهب واهتبال الفرص للدس والإساءة للإسلام وتذكية خلافاته السياسية والفكرية والاجتماعية للنيل منه وثلبه وانتقاصه ...
الوهج اليهودي بفكرياته والمجوسي بسلوكياته لا يمكن إنكار تجذره في الحس الرافضي عبر خطوط التلاقي الكثيرة في أصول الاعتقادات وفروع العمليات وقد رصد الباحثون هذا التشابه اللافت للنظر، ويكفيك مشاهدة هذا الرابط لتذهل من حجم المشابهة تلك:
http://www.fnoor.com/fn0287.htm(/2)
لقد استغل منافقو الرافضة الأولون الجانب العاطفي وتغلغله في الحس الإنساني وإمكانية تمرير الكثير من الأطروحات حتى الغالية منها عبر قنواته فكان اختيارُهم الاستراتيجي في جعل آل البيت المرتكزَ الأساسي لعقائدهم وولاءاتهم المختلفة، وهو الأمر الذي استطاعوا بدهاء بالغ من التركيز عليه عبر مشاهد تراجيدية ووظفوا الوقائع التاريخية بتضخيم إغراقها في المأساوية والظلم الواقع على آل البيت ليَنفُذوا من خلاله إلى سويداء القلوب بعد أن تقع مكبلة أسيرة في أثناء بكائياتها ولطمياتها ونواحها و(مواويلها) الحزينة التي برعوا فيها فيسهل قيادها بل وحقنها وهي سادرة في غَيِّها وتِيهها ...
وقد بذل كبارُهم جهدا مضنياً في تأصيل مذهبهم على الكذب حتى استحال عندهم فضيلةً بل ديناً عبر عقيدة "التقية" وهي مسلك (براجماتي) يسهل من خلاله تعايشهم مع المسلمين برغم إغراقهم في محالات العقول وأباطيل العقائد والسلوك ... وما عليهم سوى حبك أفكارهم بأساليب نفاقية قائمة على الكذب عبر حكايات تتخذ أشكالَ الخوارق وما لا يؤلف لتتغلغل في عقول أتباعهم الباطنه فتتمكن وتترسخ عقائدَ فاسدة ورُؤًى مزيفة ...
وربط أولئك الزنادقة المنتفعون همجهم الصاخب وراءهم ببهيمية ساذَجة بعقائد الانتظار والترقب الذي لا ينتهي ليضمنوا استمرارية ولائهم بمتعلقات تحمل عند تحققها الفرج والانعتاق من سيل الظلم والجور الواقع عليهم فكانت عقيدة "المهدوية" المحبوكة بكل مفرداتها في سراديبهم المظلمة والتي تصرخ بكل أشكال الخرافة والدجل ...
ولن تجد صعوبة كبيرة في ربط عقائد الرافضة - بل وتشريعاتهم في هذا الأمر وحرصهم الشديد على بقاء الأتباع منقطعي الصلة - بكل تأثيرات النصوص الشرعية الصحيحة الكاشفة لكل شركهم وبدعهم أو الدلائل العقلية المنضبطة المؤثرة على خرافاتهم واعتقاداتهم الفاسدة ...(/3)
العنوان: في جيبه قلم!!
رقم المقالة: 695
صاحب المقالة: د. حيدر عيدروس علي
-----------------------------------------
رأيتُه في الضُّحى، والعرَق المتصبِّب من جبينه يمثل مداداً ثميناً، طبع على جبهته أبلغ عبارة في الثناء على الساعين في طِيب اللُّقمة، وما يمثله ذلك من قيمة غالية في نفوس المخلَصين من عباد الله، في زمان ذَهَل فيه عامةُ الناس عن طلب الحلال، وأصبحوا لا يبالون بمصادر الدخل، ولا بمصارفه، ينتهزون السوانح، كعشواء تخبط في العشي، لا يفرقون في مواردهم بين حرام، وشُبْهة، وحلال، ولا في نفقاتهم بين تبذير، وإسراف، واعتدال، كأنهم يجهلون ما ورد في ذلك من نصوص الشرع الناهية، والآمرة، التي تعتبر معرفتها من فروض العين، فقلت في نفسي: لعل صاحبي قد أرعى سمعه بإمعان لِما روي من حديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم، قال فيه: ((يا كعبَ بنَ عُجْرة، إنه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحْت))[1]؛ فانتابني نحوه شعوران:-
الأول: شعورٌ بالغبطة في طلب الحلال، والفرح به، ويدل على ذلك إتقانه لصنعته التي قوبلت بالثناء من كثير من الروَّاد.
والثاني: شعورٌ بالشفقة من شدَّة الكدح، وأذى الفَيْح، مما يعانيه الخبَّاز في مهنته.
وبين هذين الشعورين تناوبني إحساسان؛ إحساسٌ بالسرور بما أنا فيه من نعمة، تمثلت في الرزق الذي يأتي بنَصَب قليل، وإحساس بالكَدَر دهَمَني من شعوري بالتقصير في شكر هذه النعمة، وإن كنت- في سروري بها - أُكمِّم أنفي من غبار كثيف، تبعثه نوافذ من مصارف شتى، ضرُّه لمن يجده أشد من ضرِّ الدخان للمصدور!
وظل هذا الأمر في ذهني، إلى أن رأيته في المسجد - في ظُهر ذات اليوم - في ثياب غير ثياب الخِبازة، وقد نهض من أداء فرض الصلاة، فأبصرتُ في جيبه قلماً!(/1)
فسألت نفسي: هل لصاحبي مَلَكَةً تمكِّنه أن يُسَخِّر هذا القلم، ليخُطَّ مادةً ثريةً؛ مما كان يخطُّه الخبَّازون الأوائل - في صدر الإسلام، وما تلاه من عصور ذهبية - في وقتهم المخصص لطلب العلم، أو نشره؛ إذ كانوا - آنذاك - إحدى مجموعات الطلاب والشيوخ النُّدر؛ من رصفائهم من الخَيَّاطين، والقَصَّارين، والقَصَّابين، والجَزَّارين، والحَطَّابين، والنَّجَّارين، وأصحاب الكسب الشريف، الذين سطَّرت أقلامهم روائع من شتى ضروب العلم؟
أم أنه قلمٌ لا حظَّ له في تدوين العلم، ورصد النفائس التي أضحت شاردة حتى عن الجادِّين من طلابها؟ وما هو إلا من تلك الأقلام التي تخط ما اعتاد الناس أن يكتبوه من لوازم الحاجات، وسائر العلاقات، وقد يهبط - أحياناً - إلى سحيق الدركات، فيسطر سفاسف الأمور.
أم أنه لا من هذا النوع، ولا ذاك؟ وما هو إلا إطار عُطْل من المداد، يجعله صاحبه أداةً من أدوات الزينة، فتراه على صدره؛ فتظنه عالماً نحريراً، أو متعلماً خبيراً، أو صاحب تخصُّص ذي بال، أو من ذوي الفِطْنة والنباهة، حتى إذا ما بلوته أخلف ظنَّك، وعلمت أنه من إخوان الجهالة الذين ينْعَمون في الشَّقاوة.(/2)
وبهذا التأمل انفسح أمامي خضمٌّ واسعٌ من التفكُّر في أوضاع التعليم والمناهج، ثم تفكَّرت في دور العلم القديمة، والحديثة، وأحوال الطلاب؛ في السابق، والحاضر، فقادني الفكر إلى النظر في حال المسجد، ورسالته التي كان يؤدِّيها في الزمان الغابر، وانخفاض دوره في هذا الزمان أمام المنافسة غير الشريفة التي يواجهها من دور العلم الحديثة، فتذكرت ما كان يطلق على أقران سواسية، التحق بعضُهم بالمعهد الديني المتوسط، والتحق آخرون منهم بالمدرسة المتوسطة، فكان يقال عن الأوائل: إنهم يدرسون في (الجامع)، وذلك لارتباط المعاهد الدينية بالجوامع آنذاك. ويقال عن الآخرين: إنهم يدرسون في (المتوسطة)، فترى الناس يغمطون النوع الأول من طلبة العلم، مع أن جميعهم في مرحلة واحدة، ومن العجيب المدهش أن ترى إعجاب الناس - في كثير من البلدان - بأولئك الذين يدرسون في دُور العلم الأجنبية- سواء في الداخل، أو الخارج - وإن كان مستواهم العلمي دون مستوى أولئك الذين يدرسون في المدارس الوطنية، بنوعيها؛ الديني، والمدني! وما ذلك إلا لأنهم بُهروا بالرُّقي المادي، فامتدت أعينهم إليه، فضعُف بصرُهم بالعطاء الروحي النفيس، الذي لا يجده أولئك الذين يأكلون كما تأكل الأنعام، وهذا ما جعل هِمم الطلاب معلقةً بدُور العلم الحديثة، فأصبح همُّهم أن يحصلوا على أعلى الدرجات في العلوم التطبيقية؛ ليضمنوا الحصول على مواقع معتبرة في سلك الخدمة المدنيّة، التي أضحى كثيرٌ من دواوينها لا يهتم بسلوك الجادَّة، في سبيل الارتقاء للمثل العليا؛ بل قد تجد ألْباب كثيرٍ من قادة هذه الدواوين خالية من العلوم - التي يعتبرُ تحصيلُها فرضَ عينٍ - وفارغةً منها كفراغ أفئدة الثُّكالى.
فهل يؤثر المسلمون الآخرة، فيعودوا للمسجد ليس لأداء الصلاة فحسب، وإنما ليعرفوا له دوره في التربية، والتوجيه، أم أن الأمر أضحى من الأماني البعيدة؟
ـــــــــــــــــــــــ(/3)
[1] رواه ابن حبان في الصحيح (1723).(/4)
العنوان: في حلبة الأدب
رقم المقالة: 1865
صاحب المقالة: محمود محمد شاكر
-----------------------------------------
في حَلْبَة الأدب
كتاب: "تطوّر الأساليب النثرية في الأدب العربي"
للأستاذ/ أنيس الخوري المقدسي
أُلقيَ إليَّ هذا الكتاب فَخْمًا ضخمًا مَصْقولاً، كأنه حديقةٌ مَطْويَّةٌ، فأخذتُه بين يديَّ؛ أدافع به المللَ وأنا عند صديقٍ عزيز؛ فوقعت العين على كلمةٍ أكبرتُها أن تكون من غير رجلٍ عالم، ثم وضعتُ الكتاب وأنا في أمر غير الأمر، وطويتُ أيامًا حتى تلقَّيتُهُ مرةً أخرى لأقرأه وأَكتُبَ عنه، فدخلتُ الكتابَ كما يدخل الضيف؛ أَحمِل نفسي على الأدب في خَلْوَةٍ من أهل الدار، وطفِقْتُ أَرُدُّ ورقةً منه على أُختِها يومًا من بعد يوم، حتى فرغتُ منه وأنا في حَيْرةٍ!
فَقَدِ اتَّفق لمؤلِّفِهِ أنه سما بالرأي حتى قلتُ: قد انْفَتَقَ لعَيْنَيْهِ النورُ! فما يَروعُني إلا وأنا في ظَلْماءَ مُطْبِقةٍ من تحت سبع أرَضينَ، لا هُدَى فيها لدليل، وهذا عجيبٌ في كثيرٍ ممن يؤلِّف في عصرِنا هذا؛ فقد رأيتُ في كُتُبنا كثيرًا من هذا السموِّ في الفكرة، والسقوط في أَدِلَّتِها وبراهينها، ثم في توجيهها وتطبيقها!!
وقبل هذا؛ أصفُ للقارئ مُوجزَ هذا الكتاب الذي هو الأوَّل من جزأين؛ فهو كما يقول مؤلِّفه في صدره: "يتناول النَّثْرَ العربيَّ وخصائِصَهُ الفنيَّةَ منذ بُزوغ الإسلام إلى النهضة الأخيرة، يتخلَّلُهُ دراساتٌ تحليليةٌ لنُخْبَة من أُمَراء الأقلام، وعَرْضُ كثيرٍ من نصوصهم الإنشائية".(/1)
ثم يصف غَرَضَهُ في الكلمة التمهيدية لكتابه فيقول: "أمَّا كتابُنا؛ فغايته عَرْض الأساليب النثرية عَرْضًا يُبَيِّن تطوُّرَها منذ ظهور الإسلام إلى الوقت الحاضر" .. "ولسهولة البحث؛ أفردنا لنثر صَدْر الإسلام قِسمًا خاصًّا، صَرَفْنا العنايةَ فيه إلى تحقيق مرويَّاته، والنظرِ في نُصوصِهِ، وهو يشمل بضعةَ فصولٍ، ويمتَدُّ إلى زمن عبدالحميد الكاتب". ثم ألقى نَظْرةً "على الأساليب الإنشائية من أيام عبدالحميد إلى الوقت الحاضر؛ فإذا هي تجري على ثلاثة أساليبَ رئيسةٍ:
1- الأسلوب المتوازِن (أيِ: المزدَوَجُ غيرُ المُسجَّع) ويدخل فيه ترسُّل عبدالحميد والجاحظ وأضرابهما.
2- الأُسلوب المُسجَّع: ويتناول الرسائلَ الديوانيَّةَ والأدبيةَ والمقامات، وما إلى ذلك.
3- الأُسلوب المطلَق: وهو النثر السائد في الكتب العلمية والتاريخية والاجتماعية قديمًا، وأسلوب الإنشاء العامّ في العصر الحديث".
وقد تناول المؤلف الأسلوبَيْن الأولَيْن في هذا الجزء، وأبقى الثالث للجزء الثاني من كتابه. هذه صفة الكتاب، رويناها للقارئ عن مؤلِّف الكتاب.
وأنا حين أَقْرَأُ كِتابًا أنظرُ إلى نَهْج صاحبِهِ في تأليفه، فإذا رأيتُ له نهجًا يخالف ما دَرَجَ عليه الناس في التَّأليف أخذتُه بنَهْجِهِ؛ حتَّى أُخرِجَ لنفسي خطأ النَّهْج أو صوابَهُ، فإذا اضطرب نَهْجُه؛ عَدَلْتُ عنه إلى أغراضه، فإذا استوتْ أغراضُه؛ أخذْتُهُ بها، ونظرتُ إلى غرضٍ غرضٍ منها، مُعَدِّلاً بين أوزانها؛ حتى يَخْلُصَ لي الأصل الذي خرجتْ عليهِ، أوِ الأرضُ الَّتي نبتَتْ فيها، فإذا اضْطَرب ذلك؛ أخذتُه بآرائه في مفردات عِلْمِهِ واحدةً واحدةً؛ حتي يَخْلُصَ بي إلى أحد أمرَيْه، غيرَ مظلومٍ ولا ظالم.
فلمَّا قرأتُ هذا الكتاب، لم يقعْ لي إلا أن آخُذَ الأستاذَ أنيس المقدسي بآرائه في مفردات عِلْمِهِ، غيرَ متعرِّض لنَهْجه أو أغراضه في كتابه هذا.(/2)
فمن أوَّل ذلك كلامُه عنِ السَّجْع، ومقارنة سَجْعَ الجاهلية بآيات القرآن؛ فإن المؤلف لم يأتِ فيه إلا بالشُّبَه التي تَوَرَّطَ فيها الناسُ من قديمٍ إلى يومنا هذا؛ كَقَوْلِهِمْ - في تحريم السَّجْعِ -: لِما رُوِي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الغُرَّة، وقوله للرَّجل الذي قال: أَأَدِي مَنْ لا شَرِبَ ولا أَكَلْ، ولا صاح فاسْتَهَلّ، ومثل ذلك يُطَلّ؟! فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "أسَجْعًا كسَجْع الكُهَّان؟!"، ثم جاء الجاحظ بعد ذلك، ووضع عِلَّة لتحريم السَّجْع: إن الكُهَّانَ كانوا يَتَكَهَّنون ويحكمون بالأسجاع، فوقع النهي في ذلك لقُرْبِ عهد العرب بالجاهلية، ولبقيَّتها في صدور كثيرٍ منهم، فلما زالت العلَّة هذه؛ زال التَّحريم.
وكنتُ أحسَبُ أنَّ المؤلِّف سينظر في خصائص سجع الكهان نفسِهِ؛ ليستخرِجَ منه الفرقَ بينه وبين السجع المعروف عنِ البُلغاء، ثم بينَه وبينَ القرآن؛ فإنَّ هذا هو موضع الفصل في الكلام الذي دار حول السَّجْع، وهو موضع التحقيق في العلم المرويِّ الذي وقع إلينا ولم نحقِّق فيه إلا القليل.
وأَكتَفِي هُنا بأن أقول: إنَّ سَجْع الكهَّان اسمٌ لِما وَقَعَ في ألفاظ الكُهَّان على صورة صامتة، وهو غير السجع الذي عَرَفَهُ عُلماء البلاغة ووضعوا له الحدود والرسوم، وسنُفرِد لهذا البحث كلمةً خاصةً في "المقتطف" إن شاء الله.
ومِنْ عجيب ما وقع للمؤلف في هذا الفصل قوله (ص 5): ويؤيِّد ما يراه من شُيوع السجع في تلك الحلقات (الدينية في الجاهلية) أن التنزيل القرآنيَّ "على تعاليه عن أقوال العرب وكُهَّانهم - لم يخرج عنِ الأُسلوب الذي عرفه الناس يومئذٍ".
كيف يتَّفق للمؤلِّف أن يقول إن القرآن (لم يخرج عن هذا الأسلوب) وهو لا يعرف هذا الأسلوب ولم يُحِطْ بخصائصه؟!(/3)
أيَحْسَبُ الأستاذ أنَّ الأسلوب هو الكلام المرصوف، وأنَّ الخصائص هي انتهاء كل جملة من هذا الكلام بلفظَيْن متقاربَيْن في الجَرْسِ متَّفقَيْنِ في القافية؟
إنه لا يقول هذه الجُملة إلا مَنْ وقع إليه سَجْعُ الكُهَّان في "حَلْقاتهم الدينيَّةِ" كما يقول، فدَرَسَهُ وميَّزَهُ وَحَدَّه، ووضع له مطلعًا ومقطعًا وغَرَضًا، ثم دَرَسَ القرآن وعرف مثل ذلك فيه، وقارن، ثم ألقى ووضع، وأخذ وردَّ، ونفى وأثبت.
كيف يقول المؤلف ذلك وهو الذي يقول في (ص 4): "ولا يجوز عِلْمِيًّا أن نتَّكِل على رِوايتها فقط - أي أَسْجَاعِ الكُهَّان - في الحُكم على ما كان عليه هذا النثر".
وقد أتى المؤلف في (ص 6) بما يدلُّ على بُطلان الأصل الذي يبني عليه كلامه هذا من معنى السجع، فقد نقل عن الجاحظ: "وقد كانتِ الخُطباءُ تَتَكَلَّم عند الخلفاء الراشدين، فيكون في الخُطَب أسجاعٌ كثيرةٌ، فلم يَنْهَوْا أحدًا منهم؛ "فهذا دليلٌ على أنَّ سَجْع الكُهَّان غير السَّجْع الذي يقع في كلام الناس أو يتعمَّدونه للزُّخْرُف والزينة، ولولا ذلك لكان الخلفاء الراشدون قد نَهَوْا عن ذلك كما يقول الجاحظ.
فلو أنَّ المؤلِّف وقف قليلاً عند هذه الكلمة؛ لتبيَّن له أنَّ كلمة السجع قد وقع في معناها الخَلْط والخَبْط بين أقوال الكُهَّان والكلام المزوَّر المزوَّق بالقافية الموسيقية، ولاجتهد بعد ذلك أن يُفَرِّق بين معنى الكلمة عند علماء البلاغة ومعناها الذي وردت له في قولهم: (سَجْع الكُهَّان)، ولَوَجَدَ أنَّ مقارنة سَجْعِ الكُهَّان بالتنْزيل القرآني - كما يُسَمِّيهِ - من أعظَمِ الخَلْط بين المتضادَّيْنِ.(/4)
والذي أوْقَعَ المؤلِّفَ في هذا أنه حَسِبَ أن أهل الجاهلية الذين قالوا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كاهنٌ إنَّما قارنوا بين سجع كُهَّانهم وبين سجع السُّوَر المكيَّة الأولى كما قال في (ص 5)، ولو أن أهل الجاهلية قالوا ذلك لهذا المعنى، ومِن جَرَّاء هذه المقارنة، لما كانوا أهلاً لِتَنْزيل قرآنٍ عليهم، ولما كان هذا القرآنُ مُعْجِزًا؛ لأنه إنما أعجزهم ببلاغتِهِ وأسراره، والذي يحكم في صور الألفاظ لا يكون بليغًا أبدًا، ولا يدرك أبدًا سرًّا من أسرار الكلام؛ فهو عاجزٌ من أصل طبيعته، لا من أنَّ الكلام بليغٌ أو معجِزٌ، وبذلك يسقط الإعجاز كلُّه، ولا يبقى معنى لإيمانهم بما جاء فيه ولا بمَنْ جاء به.
ونَدَعُ كلامه كُلَّه عنِ القرآن، فأكْثَرُه ممَّا لا يقف عنده إلا مَنْ أراد أن يكشِفَ عن أوْهَامِهِ وَهْمًا فَوَهْمًا مُفَصِّلاً لأخطائِهِ، أو مُبِينًا لمواضع السَّقْط فيه.
ويأخذُ في كلامه عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا الباب من الكتاب مملوءٌ بكل عجيبةٍ منَ الرأي، وفيه منَ التَّناقُض كثيرٌ، مما يدلُّ على أنَّ المؤلِّف لم يَدْرُسْ هذا الموضعَ دِراسةَ مَنْ يريد أن يعلم ثم يُحَقِّق، ثم يكتب خُلاصة ما ثَبَتَ عنده أو رَجَحَ لَدَيْهِ.(/5)
ومن عجيب أمره أنه بعدما جعل السجع من أُسلوب الجاهلية، وردَّ القرآن إليه في موضعٍ من الباب الأول - عاد فذكر في (ص 73) أنَّ مِن مزايا الحديث أو نَثْرِ صَدْر الإسلام – البَسَاطَةَ، وفسَّرها بقوله: إنها البُعد عنِ تَكلُّف السجع أو البديع، وكيف يكون ذلك في الحديث ولا يكون في القرآن؟! هذا من العَجَب؛ فإن الذي أُنزِلَ عليه هذا القرآن هو هو الذي تكلَّم بهذا الحديث، وهو هو الرسولُ الذي يُريد أن يؤثِّر كلامُهُ في الناس؛ فلو أنَّ السجع الذي في القرآن كان للتأثير والإيهام؛ كما يكون سجع الكُهَّان؛ لكان ذلك أوْلى بصاحب هذا الكتاب في حديثه أن يتَّخِذَهُ من مادة تأثيره على الناس.
ثُمَّ إِنَّه في (ص 50) بدأ كلامًا عن وضع الأحاديث، يعلم الله أنه كلامٌ متلَقَّفٌ من أفواه قومٍ خَبَرْنَاهُمْ عَهْدًا طويلاً، وفيه منَ التحريف شيءٌ كثيرٌ.(/6)
وللدَّلالة على ذلك نجد المؤلِّف يَروي عن "صحيح مسلم" قولَ ابنِ القَطَّان "لم ترَ أهلَ الخَبَرِ في شيءٍ أَكْذَبَ منهم في الحديث". وجَعَل (الخبرَ) - بالباء الموحدة - وسط اللفظ، ويريد بذلك أن يُوهِم النَّاس أنهم أهلُ الحديث! والحديث في مسلم "أهل الخَيْرِ" - بالياء المُثَنَّاة - وفي روايةٍ: "لم نرَ الصالحِينَ"، وفسَّر مسلمٌ بعد هذا الحديث موضع الإشكال في أنَّ الصالحين يكذبون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهُم هُم الصالحون. فقال: "قال مسلم: يقول: يجري الكذب على لسانهم، ولا يتعمَّدون الكذب"، وتأويل ذلك أنَّ أهل الصلاح والتقوى، الذين يَصرِفون أنفسهم عن أُمور الناس، ولا يبحثون عن أحوالهم من صِدْق وكذِب وتدليس وكذا وكذا، إلى آخِرِ النقائص - يَحْسَبُونَ أن الناس لا يَجْتَرِؤون على رسول الله بالكَذِب إذا حدَّثوهم عنه؛ فيتلقَّوْن ما يَسمعون بالتَّسليم، ثُمَّ يَرْوُون ما يسمعون؛ لما فيهِمْ من سلامة الصدر عنِ الخُبْث، ولذلك يجري الكذب على ألسنتهم ولا يتعمَّدونه؛ ولذلك يَرُدُّ أصحابُ الحديث قومًا من كبار الصالحين، ويقولون عنهم حين يذكرونهم: "كان في فلانٍ غَفْلَةٌ"، فهذا هو المراد.
ومما يدلُّ على أنَّ المؤلِّف لم يَتَثَبَّت من كلامِه في هذا الباب كلِّه: أنَّه قال في (ص 66)، في عَرْض كلامِهِ عن ردِّ أحاديثَ منَ "الصحيحَيْنِ" لا تثبت عنده لعِلَلٍ زعم أنه اهتدى إليها وحدَهُ فَرَدَّها، لذلك قال المؤلِّف - حفظه الله -: "آية المنافق بُغْضُ الأنصار"، "آية المنافِق حُبُّ الأنصار"، وهما - يعني الحديثَيْن كما يزعم - مع تناقُضِهما من المتَّفَق عليهما في الصحيحَيْن، والإغضاء عن مِثْلِهما أوْلى، أولاً: لما فيهما من دِعايةٍ حِزْبِيَّة، ثانيًا: لتناقُضِهما". انتهى كلام الأستاذ.(/7)
والعَجَب لمَنْ يَنْقُل عن كتابَيْن طُبِعا ثم طُبِعا ثم طُبِعا، حتى امتلأتْ بما طُبع منهما بُيُوتُ المسلمين وغيرِ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ثم يخطئ في النقل، ثم يجعل خطأه من الأدِلَّة التي دفعته إلى الطعن فيما رُوِي من حديث مسلم والبخاري، وهما مَنْ هما في التحديث وفنونه!!
وللقارئ أن ينظُر في "صحيح مسلم" – (كتاب الإيمان): (باب حُبِّ الأنصار)، وفي البخاري: (كتاب المناقِب)؛ ليقرأ الحديث على وجه التَّحقيق لا على وجه الوَهْم: "آية المنافق بغض الأنصار، وآية المؤمن حُبُّ الأنصار". وأنا لا أدري كيف يتأتَّى لمؤلف أن ينقُلَ خطأ، ثم يَتَوَهَّمَ، ثم يكتب، ثم يردُّ على الناس أقوالَ أئمَّتِهِم الذين أفْنَوْا أعمارهم في تحقيق العلم وتمييزه، طيِّبِهِ من خَبِيثِهِ، ثم يزعم أنَّ ذلك تحقيقٌ لمرويَّات الصدر الأول كما نقلتُ عنه في أوَّل كلامه!
هذا وسنعود إلى مواضِعَ منَ الكتاب بعد قليل، لنُثْبِتَ أن هذا الكتاب لا بد من تغييره أَلْبَتَّةَ؛ لأنه لا يصلح أن يكون دِراسةً في النثر العربي، وهُنا أَسُوقُ للمؤلفين قول (كونفوشيوس): "مَنْ تعلَّم من غير تفكيرٍ فهو في حَيْرة، ومَنْ فكَّر من غير تعلُّمٍ فهو في خطر".(/8)
العنوان: في ذكر يأجوج ومأجوج
رقم المقالة: 649
صاحب المقالة: سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
-----------------------------------------
الحمد لله العلي القدير السميع البصير الذي أحاط بكل شيء علماً وهو اللطيف الخبير علم ما كان وما يكون وخلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة في يوم النشور وأشهد أن محمداًً عبده وسوله البشير النذير السراج المنير - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه ومن على طريقتهم يسير وسلم تسليماً.
أما بعد أيها المؤمنون: اتقوا الله تعالى واستعدوا لليوم الآخر فقد أنذرتموه واستقبلوه بالأعمال الصالحة واخشوا من عقابه واحذروه وقد قدم الله تعالى بين يدي هذا اليوم أشراطاً وعلامات وذلك لعظم هوله وشدته فإنه اليوم الذي يجازي فيه الخلائق فيجزي المؤمن بحسناته ويجزي المسيء بالسيئات.(/1)
الا وإن من أشراط الساعة خروج يأجوج ومأجوج وهم قوم من بني آدم على صفة الآدميين وأما ما يعتقده بعض الناس من أن فيهم الطويل المفرط وفيهم القصير جداً وأنهم على أشكال غريبة فإن هذا الاعتقاد مبني على غير دليل صحيح وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم عراض الوجوه صغار العيون صهب الشعور وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - العرب من خروج يأجوج وماجوج لأنهم مفسدون في الأرض والعرب حملة راية الإصلاح إلى العالم لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث فيهم فعن زينب أم المؤمنين رضي الله عنها قالت ((استيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه محمراً وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب فقلت يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث)) فأما وقت خروجهم الذي تكون به نهايتهم وهلاكهم فإنه إذا قتل عيسى بن مريم الدجال أوحى الله إليه إني قد أخرجت عباداً لي لا قوة لأحد على قتالهم يعني يأجوج ومأجوج فيبعثهم الله من كل حدب ينسلون أي من كل موضع مرتفع يأتون سراعاً وهذا دليل على كثرتهم وقوتهم وجشعهم فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم على البحيرة وقد شرب ماؤها فيقولون لقد كان في هذه مرة ماء ثم يسيرون حتى يصلوا إلى جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دماً فتنة لهم وينحصر نبي الله عيسى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الطور ويضيق عيشهم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيراً من مئة دينار لأحدكم اليوم فيبتهل النبي - صلى الله عليه وسلم - عيسى وأصحابه إلى الله تعالى أن يهلك يأجوج ومأجوج فيرسل الله عليهم دوداً في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي(/2)
الله عيسى وأصحابه من الطور فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا وقد ملأه زهم يأجوج ومأجوج ونتنهم فيبتهل عيسى وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل على جثث يأجوج ومأجوج طيراً كأعناق الإبل البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله تعالى ثم يرسل الله تعالى مطراً لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يدعها كالمرآة في نظافتها ثم يقال لها أنبتي ثمرتك وردي بركتك فتنزل البركة في الثمرات والدر حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمير فعليهم تقوم الساعة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:96،97].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم... الخ.(/3)
العنوان: في زمن السكوت
رقم المقالة: 297
صاحب المقالة: د. محمد سليمان صعنون
-----------------------------------------
قالت: كان يمسك الحبل مثلي، يضعه على خصره، يدور ويدور، كأنه ليس بدراً بل بدور، كان مثلي يعشق الحب ويلثم خد الورد، كان مثلي يداعب الحزن ليضحكه، وينافس المجد ليقهره، كان مثلي يحن إلى الطفولة، ويرسم أمجاد البطولة،كان مثلي محباً لطيفاً، آهٍ على لطفه، كان لكأس القلب شارباً، ويلي علي رشفه!! كان زوجي طيبا هادئا لكنه مضى، من يعيده إليّ؟! من يرسم لي خياله؟! من يبحث عن روح بين أكوام من الأرواح؟! من يمسح الدمع عن وجنات حزني؟! من لي؟؟!! قولوا: من؟! قلت: الله وحده. قالت: الله، الله ربي وليس مع ربي إله، هو خالقي وخالقه لن ينساه، الله ناصره ولا ناصر سواه. ربي لا تطلني بعده، فإن قضى في الوطن فاجعل عند الحبيب محمد لقاه، وأرسل ملائكة تسبل عينيه، وتغسله وتلفه بالحرائر، وتزكيه بأجمل العطائر، إنه الحبيب الغيور فالطف بجنانه وأدخله جنانك، ثم دخلت في بكاء عميق عميق خالطه أنات وأنات بعدها لفَّت أبناءها إلى صدرها وصمتت صمتا طويلا، لم أر أمًّا في حياتي أمامي تموت، صاح أحدهم، ماتت حسبي الله على زمن السكوت، هو حسبي على من سلّم البلاد وهدّم البيوت، من لهؤلاء الصغار؟! من لهم؟! قلت: لهم الله سبحانه مالك الملكوت.(/1)
العنوان: في غياب الإسلام؛ الخلل يضرب المجتمع الصيني
رقم المقالة: 1054
صاحب المقالة: نعيمة عبد الفتاح ناصف
-----------------------------------------
في غيابِ الإسلام وتشريعاته الحكيمة،
الخللُ الاجتماعيُّ يضربُ المجتمعَ الصيني
بعد زيادة الرجال وقلة النساء،
المرأةُ صارت عملة نادرة يبحثُ عنها ملايينُ الرجال الراغبين في الزواج
• لا يحقُّ للأسرة ولادةُ أكثر من طفل واحد، والآباء يجهضون الأجنة الإناث رغبة في الولد.
• الدلائل تشير أنه بحلول عام 2020م سوف يعاني رجالُ الصين مشكلة اجتماعية كبيرة، وهي عدم وجود زوجات.
• ما زالت بعضُ المجتمعات تحتقر الأنثى ولا ترغب فيها، وتعيش الجاهلية الأولى، ونحن في الألفية الثالثة وعصر العولمة.
• التباين الكبير بين عدد الذكور وعدد الإناث سيؤدي إلى وجود 25 مليون رجل صيني في سن الخصوبة دون زواج بين عامي 2015م – 2030م.
* * * *
عندما يغيبُ الإسلامُ بتشريعاته الحكيمة عن أي مجتمع، فلا شك أن هذا المجتمع لن يستقيم حالُه بأي شكل من الأشكال، ونحن أمام مثال صارخ للخلل الاجتماعي الذي يحدثُ اليومَ في دولة من أكبر دول العالم بَشَرا واقتصادا وتقدما، وهي الصين، التي اتبعت منذ سنوات سياسةَ "الطفل الواحد" في محاولة للحد من عدد السكان، والحفاظ على الهندسة المجتمعية للصين، ولخلق توازن بين ازدياد عدد السكان والموارد البيئية والاقتصادية للبلاد.
وقد طبقت الحكومةُ هذه السياسةَ بصرامة شديدة، فحتمت على كل أسرة ولادةَ طفل واحد فقط، بل فرضت العقوبات على كل من يخالفُ هذه السياسة العامة للدولة، فإذا كان أحدُ الزوجين يعمل بالقطاع الحكومي، فإنها تفقده عمله، وقد يصل الأمر إلى هدم المنزل أو دفع غرامة باهظة، أو فِقدان المولود الحقَّ في الانتفاع بالخدمات الحكومية مثل التعليم والصحة، وأقل عقوبات المخالفات هو أن تُفقِد الوالدين عضويةَ الانتساب للحزب الشيوعي.(/1)
وبعد 27 عامًا من تنفيذ تلك السياسة، بدأت الصينُ تجني ثمارَ سياستها، المتمثلة في قلة عدد النساء عن عدد الرجال، لدرجة أن المرأة هناك أصبحت عملة نادرة، وأن ملايين من الرجال الصينيين العزاب يلهثون اليوم خلف تلك الأنثى التي أصبحت عملة نادرة، كنتيجة طبيعية لهذه السياسة غير الحكيمة التي تدخلت في سنن الفطرة.
فالدراسات الصينية أثبتت أن سياسة "الطفل الواحد" أجبرت النساء الصينيات على اللجوء لعمليات الإجهاض للتخلص من الحمل الثاني، أو للتخلص من الأجنة الإناث بعد الفحص بالموجات فوق الصوتية، إذ إن الصينيين يميلون لإنجاب الذكور بدلا من الإناث، فكان الإجهاضُ الانتقائي بناء على جنس المولود أحدَ الحلول التي تلجأ إليها النساء أو تلجأ للتعقيم لتضمن عدم الإنجاب بعد الطفل الأول.
واحتجاجا على نقص النساء في الصين، أقدم أحدُ الشباب على فكرة غريبة وعجيبة، وهي الزواج من نفسه؛ لأنه عجز عن الحصول على عروس، وقد حضر حفلَ الزواج نحوُ 100 ضيف، وجلس العريس إلى جانب تمثال يجسد شخصيته إلى أن انتهت الحفلة، ثم غادر الضيوف، ودخل هو مع نفسه إلى غرفة النوم، وأغلقها على نفسه والتمثال، وفي الصباح ركب الطائرة وذهب إلى إحدى الجزر السياحية لقضاء شهر العسل مع نفسه!
• عادات جاهلية:(/2)
وهكذا يحدثُ هذا الخللُ الاجتماعي الجاهلي بين من يعيشون اليوم في الألفية الثالثة، وفي ظل العولمة ومجتمع التكنولوجيا والإنترنت والفضائيات، وتنتشر هذه الأفكارُ الرجعية الجاهلية في مجتمعاتٍ معاصرة يُفترض أنها متقدمة، ولكنها ما زالت تحتقرُ المرأةَ وتعد الأنثى عيبا وعارا لأهلها من جهة، ووسيلة للكسب والإثراء غير المشروع للرجل من جهة أخرى، فالمرأة التي وصلت في بعض المجتمعات اليوم لأن تتربع على عرش الحكم وتصبح ملكة ووزيرة ورئيسة دولة ورئيسة وزراء.. تتعرض في دول مثل الصين للوأد والقتل وهي صغيرة، أو إجهاضها قبل أن تولد بعد، لدرجة حدوث خلل اجتماعي في هذه الدول وزيادة عدد الذكور على عدد الإناث.
فظاهرة وأد البنات تتم اليوم ومنذ سنوات مضت في الصين بشكل مقنَّع وبحكم القانون الذي يفرضُ سياسةَ "الطفل الواحد" فلا يحق للأسرة ولادة أكثر من طفل واحد، ولأن الأبويين يريدان ذكراً فإنهم بمجرد أن يعرفا من خلال الأشعة أن الجنين أنثى يقومان بإجهاضه، وإذا ولدت دفنت، وهكذا يفعل فقراؤهم الذين لا يملكون قيمة الأشعة لمعرفة جنس الجنين، فإذا وضعتها أمها جعلتها في صندوق وألقتها إلى قارعة الطريق لكي لا تحتسب من العائلة، وهكذا في بعض أنحاء الصين والهند إذ تنتشر عادة وأد البنات وإجهاضهن بأساليبَ متناهية في القسوة، حتى ربما استُؤجر قاتل مأجور لكي يخنقها!
• القتل أو الاجهاض:(/3)
وقد تدخَّل العلمُ الحديث الآن لتسهيل هذه الجرائم وتمريرها بسهولة في هذه البلدان التي تحتقر المرأة، ففي العصور السالفة كان قتلُ الأنثى يتم بواسطة إعطائها طعاما لا يليق بمعدتها أو إعطائها السم أو جرعة قوية من الأفيون أو وضع وسادة على وجهها أو خنقها أو وضع رأسها في الماء حتى تموت؛ وهذه الأساليب لا تزال متبعة في القرى النائية وفى الأسر الفقيرة!. أما أهل المدن وخصوصا الأثرياء فيستعينون بأجهزة الطب المتقدمة مثل جهاز "السونوجرافي" الذي يحدد جنس الجنين واذا كان الجنين أنثى يتم إجهاضه.
• خلل اجتماعي:
ونتيجة لانتشار هذه الظاهرة البغيضة حدث خللٌ اجتماعي في المجتمع الصيني، فالدلائل تشير أنه بحلول عام 2020 سوف يعاني رجالُ الصين مشكلة اجتماعية كبيرة، ألا وهي عدم وجود زوجات، وأرجعَ مسؤولٌ صيني سببَ تراجع أعداد النساء في الصين إلى تفضيل ولادة البنين على البنات، وعمليات إجهاض الأجنة فور اكتشاف أن القادم المنتظر أنثى.
وأكد "لي ويشيونج" نائبُ رئيس لجنة استشارية بشأن السكان أن كثيرا من الأزواج يجهضون الأجنة الإناث بعد معرفة نوع المولود من خلال الاختبارات الطبية، مما أدى إلى ارتفاع عدد المواليد الذكور، وتوقع أن يتسبب ذلك في موجات من الجرائم والقلاقل الاجتماعية.
وفي حديث صريح غير مألوف في الصين، التي تطبق سياسةً مثيرة للجدل تسمح لكل أسرة بإنجاب طفل واحد فقط كما ذكرنا قال: "إن الأمر قد يؤدي إلى أن يصبح عدد العزاب في الصين أكبر من تَعداد سكان دولة مثل ماليزيا، نتيجة الفجوة الكبيرة بين تعداد الذكور والإناث، وإن عدم التوازن في تعداد الذكور والإناث يسبب خطورة كبرى في مناطق الريف على وجه التحديد".
وأضاف أن معدل المواليد في الصين كان طبيعيا إلى حد كبير عام 1982 وكان 108 ذكور مقابل 100 من الإناث لكن في عام 2000 أصبح هناك 117 من الذكور مقابل 100 من الإناث في المناطق الجنوبية في هاينان وجواجدونج.(/4)
ونظراً لانتشار إجهاض الأجنة الإناث في الصين منعت الحكومةُ منذ سنوات قليلة الأطباء من تحديد جنس الأجنة، بعد أن أوضحت مؤشراتٌ ارتفاعَ عدد المواليد الذكور على حساب الإناث.
ولا يتوقف الأمر على وأد البنات بل تنتشر في الصين ظاهرةٌ لا تقل خطورة عن الوأد، وهي ظاهرة تجارة النساء والأطفال، فقد أوضحت أرقام رسمية أن الشرطة أطلقت سراح 42215 امرأة وطفلا خطفوا خلال العامين السابقين، وبيع الكثير من النساء والأطفال المخطوفين كزوجات أو كرقيق أو أبناء لأسر عقيمة.
• عنوسة الرجال:
وقد ترتب على انتشار هذه الظاهرة بروزُ ظاهرة عنوسة الرجال، ففي الوقت الذي تعاني فيه النساء في العالم بأسره ظاهرةَ العنوسة، توجد الظاهرة بصورة عكسية في الصين وهي عنوسة الرجال ، وقد ظهرت هذه المشكلةُ بعد تضاؤل أعداد الإناث بشكل كبير مقارنة بعدد الذكور.
فقد أعدت المؤسسةُ الصينية الوطنية للأبحاث الديموغرافية دراسةً على المجتمع الصيني بعد أن لاحظت تزايدَ عدد الذكور على الإناث، وحذرت الدراسةُ من أن استمرار التباين الكبير بين عدد الذكور والإناث سيؤدي إلى وجود 25 مليون رجل صيني في سن الخصوبة دون زواج بين عامي 2015-2030، وبناء على الدراسة تحركت الصينُ لمواجهة المشكلة وأعدت برنامجا قوميا أطلقت عليه "رعاية الفتيات" لينفذ على 31 مقاطعة صينية، وتقدم الدولة من خلاله مكافآت مالية مجزية لمن يلد الإناث كمحاولة منها لخلق توازن بين الجنسين.(/5)
وإلى جانب هذا الخلل الاجتماعي الخطير، نجد أن سياسة الطفل الوحيد، كانت لها آثار خطيرة على الشباب، تمثلت في خلل تربوي آخر، فالطفل الوحيد كان محظوظا، ولكونه وحيدا رُكز اهتمامُ والديه عليه وأُكسب مهارات وهوايات لم يكن ليحصل عليها لو كان له شقيق مثلا، ولكن بقدر ما حظي هذا الطفلُ الوحيد من عناية فائقة، شكَّل ذلك خطرا على نفسه قبل أسرته، فشعوره الدائم بأنه بؤرة اهتمام العائلة يجعله مدللا مغرورا أنانيا لا يشعر بأي مسئولية.
ويذكر أنه في عام 1986م نشرت مقالة في الصين بعنوان "الإمبراطور الصيني الصغير"، فجَّرت تلك المقالة حقيقةً أرعبت الشعبَ الصيني، فكان مفادها أن كل أسرة صينية ستشهد إمبراطورا صغيرا في المستقبل، وبما أن آباء جيل الطفل الواحد جعلوا جل اهتمامهم تعليم أطفالهم، فإن هذا الاهتمام كان على حساب التربية والأخلاق، وهذا ما لاحظه علماء الاجتماع الصينيون، وبدؤوا في إيجاد الحلول لتقويم مَن اعوَجَّ منهم، وكان منها إشراك الأطفال في عمل جماعي يعلمهم الكثير من الاعتماد على النفس والشجاعة ويكسبهم روح العمل مع الفريق.
• المراجع:
1. 25 مليون صيني يلهثون وراء أنثى! - رغداء محمد بندق – الإسلام على الإنترنت – 27 مارس 2007م.
2. تعدد الزوجات وحقوق الإنسان - الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصيِّن - لها أون لاين – 24 يونيو 2002م.
3. جريدة الرياض - العدد 12987 - الأحد 19 ذو القعدة 1424هـ.
4. عنوسة الرجال - شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 11يوليو 2003م.(/6)
العنوان: في كم يُتلى القرآن؟
رقم المقالة: 1772
صاحب المقالة: د. محمود محمد الطناحي
-----------------------------------------
في كم يُتلى القرآن؟
القرآن كلام الله، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، نزل به الروح الأمينُ جبريل - عليه السلام - على قَلْب محمدٍ - صلَّى الله عليه وسلم - ليكون من المنذِرِين، وقد أُمر - عليه السلام - بتلاوته على أُمَّته، وأُمِرَت أمَّته بتلاوته وتدبُّر آياته والعمل بها، وقد أثنى ربُّنا - عزَّ وجلَّ - على عِباده التالينَ له؛ فقال تقدَّستْ أسماؤه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29-30].
ويأتي رمضانُ كلَّ عام مُذَكِّرًا بهذا النور المبين؛ فقد نزل القرآن الكريم في ليلةٍ مباركةٍ منه، والمسلم وإن كان مأمورًا بقراءة القرآن في كلِّ وقتٍ وحينٍ فإنه يجد لَذَّةً وأُنْسًا حين يقرؤه في رمضانَ لا يجدهما في وقتٍ آخَر.
ونعمْ: إن القرآن يطيب به الفمُ، ويَزكو به العمل في كل آنٍ، ولكنَّ الله يجعل لبعض الأيام ولبعض المواضع خُصوصيَّةً ليست لغيرهما، وقد روي عن محمد بن مَسْلَمة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لربِّكم في أيام دهركم نَفَحَاتٍ، فتعرضوا لها" "مَجْمَع الزوائد للهيثمي": (10/ 231).(/1)
ولقد حَفِظْتُ القرآن صغيرًا، واشتغلتُ بعلومه كبيرًا، وقرأتُه على فُحول شُيوخه، واستمعتُه من كبار مُقْرئيه، ولا زلت مَغْمورًا بنوره وضيائه، فهو معي في مَغْدَايَ ومَراحي، وفي حِلِّي وتِرْحالي والحمد لله، ولكن حلاوته تَعْظُم في فمي، ونَغَمَهُ يَعْذُبُ في سَمْعي حين أقرؤه في رمضانَ وفي الحرمينِ الشريفينِ، وكمْ كان قلبي يَخشع وكِياني يَهتزُّ، ودُموعي تجري حين أقرأ وأنا في الروضة الشريفة تلك الآيات التي تُخَاطب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتناديه، فأقرأُ وأتمثَّلُ وأستحضِرُ وأنا بقرب النور وفي كَرَم الجِوار، فأيُّ جلالٍ وأيُّ جمال.
وما دخلْتُ المسجد النبويَّ مرَّةً إلا وقرأتُ سورة النساء؛ لأَستحضِر تلك الصورة الغالية الخاشعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن مسعود يَقرأ عليه سورة النساء، وذلك ما رواه البخاريّ عنه، قال: قال ليَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ عليَّ". قلت: يا رسول الله، أَأَقْرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِل؟! قال: "نَعَمْ". فقرأتُ سُورة النساء، حتى أتيتُ إلى هذه الآية: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أمَّة بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]. قال: "حَسْبُكَ الآن". فالتفتُّ إليه، فإذا عيناهُ تَذْرِفَانِ"؛ "صحيح البخاري، باب قول المقرئ للقارئ: حسبُكَ. من كتاب فضائل القرآن": (6/ 241).(/2)
وهكذا تكون معرفة التفسير وأسباب النزول مُعِينَةً على فَهْمِ القرآن وتدبُّره، فإذا انضمَّ إلى ذلك معرفةُ غريبه ووجوه قراءاته ونحوه وإعرابه ومعانيه، كان ذلك أعْوَنَ على معرفة أسراره والوقوف على دقائقه، ثُمَّ التلذُّذ بتلاوته، واستصغار لذائذ الدنيا كلِّها بجوار آيةٍ واحدةٍ من آياته، يتلوها المؤمن مستجْمعًا لها فِكْرَهُ، مُخَلِّيًا لها قلبَهُ، ولذلك يقول أحمد بن أبي الحَواريِّ الصوفيُّ، المتوفى سنة 230 هـ: "إني لأقرأُ القرآن، فأنظر في آية، فيَحارُ عقلي فيها، وأَعْجَبُ من حفَّاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، ويَسَعُهم أن يَشتغلوا بشيءٍ من الدنيا وهم يتلون كلام الرحمن؟! أمَا لو فهموا ما يتلونَ وعرفوا حقَّه، وتلذَّذوا به، واستحْلَوُا المناجاةَ به؛ لذهب عنهم النوم فرحًا بما رُزقوا ووُفِّقوا"؛ "طبقات الصوفية للسُّلمي": (ص 102).
والقرآنُ مُؤْنِسٌ لتاليه، مُزيلٌ لوَحْشته، يقول الراغب الأصفهانيُّ في مقدِّمة كتابه "حلّ متشابهات القرآن": "فاتَّفَقَتْ خَلْوَةٌ سطوتُ على وَحْشَتها بالقرآن، ولولا أنه لم يكن لي بها يدان ... وكانت هذه الخَلْوَة خَلْوَةَ عينٍ لا خَلْوَةَ قلبٍ، واضطرارًا لا عن اختيارٍ؛ بل لقهرٍ وغَلَبٍ"، والظاهر أن المراد بهذه الخَلْوَة السِّجن؛ "مقدمة تحقيق كتاب المفردات في ألفاظ القرآن": (ص 29).(/3)
والمسلم حين يتلو القرآن ليس لسانًا يضطرب في جَوْبَة الحَنَك فقط، ولكنه لسانٌ يتلو، وقلبٌ يخشع، ونفْسٌ تموج، وعزمٌ ينهض، ولعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كلامٌ نفيسٌ في أن المسلم مطالَبٌ بأن يَجمَع القرآن ويحفظه ويحيط به، ويجعله إمامه في جوارحه كلِّها، وفي عمله كلِّه، وذلك ما أخرَجَهُ ابن جَرِير الطَّبريُّ عن الحسن: "أن ناسًا لقُوا عبدالله بنَ عمرو بمصر، فقالوا: نرى أشياءَ من كتاب الله، أمر أن يُعمل بها، لا يُعملُ بها، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين في ذلك، فقدِمَ وقَدِموا معه، فلَقِيَهُ عمر - رضي الله عنه - فقال: متى قدِمْتَ؟ قال: منذ كذا وكذا، قال: أبإِذْنٍ قَدِمْتَ؟ قال: فلا أدري كيف رَدَّ عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ ناسًا لقُوني بمصر فقالوا: إنا نرى أشياءَ من كتاب الله - تبارك وتعالى - أَمَرَ أن يُعمل بها لا يُعملُ بها؛ فأحبُّوا أن يلقَوْكَ في ذلك، فقال: اجْمَعْهُم لي، قال: فجمعتهم له .. فأخذ أدناهم رجلاً، فقال: أَنْشُدُكَ بالله وبحقِّ الإسلام عليكَ، أَقَرَأْتَ القرآن كلَّه؟ قال: نعم. قال: فهَلْ أَحْصَيْتَه في نفسكَ؟ قال: اللهم لا، قال: ولو قال "نعم" لخصمه. قال: فهل أحصيته في بَصَرِكَ؟ هل أحصيته في لفظكَ؟ هل أحصيته في أَثَرِكَ؟ قال: ثُمَّ تَتَبَّعهم حتى أتى على آخِرهم، فقال: ثَكِلَتْ عمرَ أمُّه، أَتُكَلِّفونه أن يقيم الناس على كتاب الله؟! قد عَلِمَ ربُّنا أن ستكون لنا سيئاتٌ. قال: وتلا: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا} [النساء: 31]. هل علم أهل المدينة - أو قال: هل علم أحد بما قَدِمْتُمْ؟ - قالوا: لا. قال: لو علموا لَوَعَظْتُ بكم"؛ "تفسير الطبري": (8/ 254، 255).(/4)
قال شيخنا أبو فِهْر محمود محمد شاكر: "وقولُهُ: "لَوَعَظْتُ بكم"؛ أي: لأنزلتُ بكم من العقوبة ما يكون عِظَةً لغَيْرِكم من الناس، وذلك أنهم جاؤوا في شَكاة عامِلِهم على مصر، وتشدَّدوا ولم يُيَسِّروا، وأرادوا أن يسير في الناس بما لا يطيقون هم في أنفسهم من الإحاطة بكلِّ أعمال الإسلام وما أمرهم الله به، وذلك من الفتن الكبيرة، ولم يريدوا ظاهر الإسلام وأحكامه، وإنما أرادوا بعضَ ما أدَّبَ الله به خَلْقَه، وعُمَرُ أَجَلُّ من أن يتهاون في أحكام الإسلام، إنما قلتُ هذا وشرحتُه مخافةَ أن يحتجَّ به مُحْتَجٌّ من ذوي السلطان والجبروت في إباحة ترك أحكام الله غير معمولٍ بها، كما هو أمر الطغاة والجبابرة من الحاكمين في زماننا هذا".
ولهذه الغايات كلِّها أُمِرْنا بترتيل القرآن في قوله - عز وجل - مخاطبًا وآمِرًا نبيَّه صلى الله عليه وسلم - والأمر لأمَّتِهِ معه -: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلا} [المزمل: 4]، قال القُرطبي: "أي: لا تَعْجَل بقراءة القرآن؛ بلِ اقْرَأْه في مَهَلٍ وبيانٍ، مع تدبُّر المعاني، والترتيل: التنضيد والتنسيق وحسن النظام، ومنه ثَغْرُ رَتِلٌ ورَتَلٌ، بكسْر التاء وفَتْحها، أي: حُسْن التنضيد"؛ "تفسير القرطبي": (19/ 37).
وحُكيَ عن أبي بكر بن طاهر قال: "تدبَّرْ في لطائف خطابه، وطالبْ نفسَكَ بالقيام بأحكامه، وقلبَكَ بفهم معانيه، وسِرَّكَ بالإقبال عليه".
وروي أنَّ علقمةَ بنَ قيس قرأ على عبدالله بن مسعود، فكأنه عَجِل؛ فقال ابن مسعود: "فداك أبي وأمي، رَتِّلْ؛ فإنه زَيْنٌ للقرآن"؛ "المرشد الوجيز إلى عُلومٍ تَتَعَلَّق بالكتاب العزيز، لأبي شامة المقدسي": (ص 198).(/5)
لكنَّ قومًا من أهل الصِّدْق والإخلاص - في زماننا ومن قبل زماننا - حَسُنَتْ نيَّاتُهم، وسَلِمَتْ صُدورُهم، يرغبون في إحراز الأجر ومضاعفة الثواب، يَشتدُّون في هذا الشهر المبارك، ويبالغون في ختم القرآن أكثر من مرَّة، ويتباهَوْنَ في ذلك؛ فيقول أحدهم: خَتَمْتُه عشرين مرَّة، ويقول آخَرُ: بل خَتَمْتُه ثلاثين، ثم يزيد بعضهم وينقص بعضهم، وما يدرون أنَّهم بذلك يبتعدون عن السنَّة المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته الأكرمين.
فقد روى البخاري ومسلم، عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم أُخْبَرْ أنكَ تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كلَّ ليلة؟". قلتُ: بلى يا نبي اللَّهِ، ولم أُرِدْ بذلك إلا الخير، قال: "فصُمْ صوم داود - وكان أَعْبَدَ الناس - [كان يصوم يومًا ويُفطر يومًا]، واقرأ القرآن في كلِّ شهر"، قال قلتُ: يا نبي الله، إني أُطيقُ أفضل من ذلك. قال: "فاقرأْهُ في كلِّ عشرين". قال قلتُ: يا نبي الله، إني أُطيقُ أفضل من ذلك، قال: "فاقرأه في كلِّ عشرٍ". قال قلتُ: يا نبي الله، إني أُطيقُ أفضل من ذلك، قال: "فاقرأْهُ في كلِّ سبعٍ، لا تَزِدْ على ذلك"، قال: فشدَّدْتُ، فشدَّد عليَّ، وقال لي: "إنك لا تدري، لعلك يطول بك عُمْرٌ"، قال: فصرتُ إلى الذي قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلما كبرت ودِدْتُ أني كنت قبلتُ رخصةَ نبي الله - صلى الله عليه وسلم". "جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين بن الأثير" (2/ 471، 472)، وجمع للحديث طُرُقًا أخرى.(/6)
ورُوِيَ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "لأَنْ أقرأَ سورةً أُرَتِّلُها أحبُّ إليَّ من أن أَقْرَأَ القرآن كلَّه"، وروي عنه أيضًا أنه قال: "لأَنْ أقرأَ القرآن في ثلاثٍ أَحَبُّ إليَّ من أن أقرأه في ليلةٍ كما يقرأ هَذْرَمَةً"، والهَذْرَمَةُ: السرعة في الكلام والمشي، ويُقال: هَذْرَمَ في كلامه هَذْرَمَةً: أي خَلَّطَ، ويقال للتخليط: الهَذْرَمَة.
وثبت عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: " أنَّ رجلاً قال له: إني أقرأ المفصَّل في ركعةٍ واحدةٍ؛ فقال عبدالله بن مسعود: أهذًّا كهَذِّ الشِّعْر؟ إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيَهُم، ولكن إذا وقع في القلب فَرَسَخَ فيه، نفع"؛ أراد: أَتَهُذُّ القرآن هذًّا، فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشِّعر؟! والهَذُّ: سرعة القطع، والمفصَّل من سور القرآن: من سورة الحجرات إلى سورة الناس، وقيل غير ذلك، وسُمِّي مفصَّلاً لكثرة الفصول بين سُوَرِهِ، أو لِقِلَّةِ المنسوخ فيه" بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، للفيروزآبادي": (4/ 194).
وسُئل مجاهدٌ عن رجُل قرأ البقرة وآل عمران، ورجُلٍ قرأ البقرة، قيامهما واحدٌ، وركوعما واحدٌ، وسجودهما واحدٌ، وجُلُوسهما واحدٌ، أيُّهم أفضل؟ فقال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} [الإسراء: 106]؛ وانظر بيان ذلك كله في: "المرشد الوجيز" (ص 197)، و"التبيان في آداب حملة القرآن للنووي": (ص 71).(/7)
وإذا كان كثيرٌ من الناس يشتدُّون ويجتهدون في ختم القرآن في رمضانَ أكثر من مرَّة، فإنَّ كثيرًا منهم أيضًا كان على السُّنة، وعلى المنهج الراشد المقتصِد؛ فَقَدْ رُوِي أنَّ أبا رجاء العُطارِدِيَّ - وكان إمامًا كبيرًا من المخضرَمين - كان يختم بأصحابه في قيام رمضان القرآن كلَّ عشرة أيام؛ "حِلْية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني": (2/ 306)، و"صِفة الصَّفوة لابن الجوزي": (3/ 221).
وقال القُرطبي في كتاب "التَّذْكار في أفضل الأذكار": (ص 67): "وذهب كثيرٌ من العلماء إلى مَنْعِ الزِّيادة على سبع، أخذًا بظاهر المنع في قوله: "فاقرأْهُ في سبعٍ ولا تَزِدْ – يعني: في حديث عبدالله بن عمرو السابق - واقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُرْوَ عنه أنه خَتَمَ القُرْآنَ كُلَّه في ليلة، ولا في أقلَّ من السَّبع، وهو أعلم بالمصالح والأجر، وفضل الله يؤتيه مَنْ يشاء، فقد يعطي على القليل ما لا يعطي على الكثير".
وروي أنَّ عبدالله بن مسعود كان يقرأ القرآن في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة، ويقرؤه في رمضان في ثلاث، وكذلك كان تَميم والأعمشُ يَختِمان في كلِّ سبعٍ، وكان أُبَيٌّ يَخْتِمُه في كلِّ ثمانٍ، وكان الأسودُ يختِمُه في ستٍّ، وكان علقمةُ يختمه في خمسٍ؛ "جمال القرَّاء وكمال الإقراء لعلم الدين السخاوي": (1/ 107).
وقد عقد أبو عمرو الدَّانيُّ بابًا في: "كم يُستحبُّ خَتْم القرآن، وما رُوي عن الصحابة والتابعين في ذلك"، في كتابه "البيان في عدِّ آي القرآن": (ص 321).
بل إن بعض الصحابة والتابعين كان يقف في قراءته عند سورةٍ بعينِها، يظلُّ يردِّدها، أو آيةٍ بخصوصها، فلا يَزال يكرِّرها؛ طَلَبًا للتدبُّر، وخشوعًا لجلال المعنى، وكان إمامهم في ذلك وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.(/8)
فقد روي عن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام ليلةً من اليالي يقرأ آيةً واحدةً الليلَ كلَّه حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]"، وعن تميمٍ الدَّاري أنه أتى المقام - في الكعبة الشريفة - ذات ليلة، فقام يُصَلي، فافتتح السورة التي تُذكر فيها الجاثية، لمَّا أتى على هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21]، لم يزل يرددها حتى أصبح، وعن ابن مسعود أنه لم يزل يردِّد: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] حتى أصبح، وعن عامر بن عبدالقيس أنه قرأ من سورة المؤمن - غافر - فلما انتهى إلى قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر: 18]، لم يزل يردِّدها حتى أصبح، وروي عن أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - أنها افتتحت سورة الطور، فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] ذهبت إلى السوق في حاجة، ثم رجعت وهي تكرِّرها، وهي في الصلاة أيضًا.
وعن سعيد بن جبير أنه ردَّد هذه الآية في الصلاة بِضعًا وعشرين مرَّة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]، وعنه أيضًا أنه استفتح بعد العشاء الآخرة بسورة: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار: 1]، فلم يزل فيها حتى نادى منادي السَّحَر؛ "المرشد الوجيز": (ص 195 – 197).(/9)
فمدار الأمر في تلاوة القرآن على التدبُّر واستحضار المعاني، وتأمُّل الإشارات، وتبيُّن الدَّلالات، فمَنْ أَنِس في نفسه قدرةً وجلادةً، مع تحقيق هذه الغايات، وتعهُّد الواجبات الأخرى من الفرائض والنوافل، ومِنْ سَعْىٍ في أُمور المعاش وإعمار الحياة؛ فليقرأ ما شاء الله له أن يقرأ، على ألا يزيد على السُّنة المأثورة.
وللحافظ الذَّهَبِيِّ هنا كلامٌ جيِّدٌ، ينبغي ذِكْرُهُ وتأمُّله، قال - رضي الله عنه - تعقيبًا على حديث عبدالله بن عمرو بن العاص السَّابق: " وصحَّ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نَازَلَهُ إلى ثلاثِ ليالٍ، ونَهاه أن يقرأه في أقلَّ من ثلاثٍ، وهذا كان في الذي نَزَلَ من القرآن، ثم بعد هذا القول نزل ما بقي من القرآن، فأقلُّ مراتِبِ النهي أن تُكرَهَ تِلاوة القرآن كلِّه في أقلَّ من ثلاثٍ، فما فَقِهَ ولا تدبَّر مَنْ تلا في أقلَّ من ذلك، ولو تلا ورتَّل في أسبوع ولازم ذلك؛ لكان عملاً فاضلاً، فالدِّين يسرٌ، فوالله إن ترتيل سُبْع القرآن في تهجُّدِ قيام الليل، مع المحافظة على النوافل الرَّاتبة، والضُّحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبُر المكتوبة والسَّحر، مع النَّظر في العلم النافع، والاشتغال به مخلصًا لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعةٍ بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار والصدقة، وصلة الرحم والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك - لشغلٌ عظيمٌ جسيمٌ، ولمقامُ أصحاب اليمين وأولياء الله المتَّقين؛ فإنَّ سائر ذلك مطلوبٌ، فمتى تشاغل العابد بخَتْمه في كل يومٍ؛ فقد خالف الحنيفيَّة السَّمْحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدبَّر ما يتلوه.(/10)
هذا السيد العابد الصاحب - يعني عبدالله بن عمرو بن العاص - كان يقول لما شاخ: ((ليتني قبِلْتُ رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم)). وكذلك قال له - عليه السلام - في الصوم، وما زال يناقصه حتى قال له: "صُمْ يومًا وأفطرْ يومًا، صُمْ صومَ أخي داود - عليه السلام -".
وثبت أنه قال: "أفضل الصيام صيام داود".
ونهى - عليه السلام - عن صيام الدَّهر.
وأمر - عليه السلام - بنوم قسطٍ من الليل، وقال: "لكنِّي أقوم وأنام، وأصوم وأُفْطِرُ، وأتزوَّج النساء، وآكل اللحم، فمَنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليس منِّي".
وكلُّ مَنْ يَزُمُّ نفسَه - أي يَمنع ويَكْبَح - في تعبُّده وأوراده بالسنة النبوية - يندم ويترهَّب ويسوء مِزاجه، ويَفوته خَيْرٌ كثيرٌ من متابعة سُنَّة نبيِّه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال - صلى الله عليه وسلم - معلِّما للأُمَّة أفضل الأعمال، وآمرًا بهجر التَّبتُّل والرَّهبانية التي لم يُبعَث بها، فنهى عن سَرْد الصوم - أي: تواليه وتتابعه - ونهى عن الوصال في الصوم، وعن قيام أكثر الليل إلا في العُشْر الأخير - يعني من رمضان - ونهى عن العُزْبَة - عدم الزواج – للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم، إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي.
فالعابد بلا معرفةٍ لكثير من ذلك معذورٌ مأجورٌ، والعابد العالم بالآثار المحمدية المتجاوز لها مفضول مغرور، وأَحَبُّ الأعمال إلى الله تعالى أَدْوَمُها وإن قلَّ، ألهمنا الله وإيَّاكم حسن المتابعة، وجنَّبنا الهوى والمخالفة" "سير أعلام النبلاء: 3/ 84 – 86".(/11)
وذكر الذهبي أيضًا في ترجمة "أبي بكر شُعْبَة بن عيَّاش" أنه مَكَثَ نحوًا من أربعين سنة يختم القرآن في كلِّ يوم وليلة مرة، وعلَّق على ذلك فقال: "وهذه عبادةٌ يُخْضَعُ لها، ولكن متابعةُ السُّنة أوْلى، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى عبدالله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقلَّ من ثلاث، وقال - عليه السلام -: "لم يَفْقَهْ مَنْ قرأ القرآن في أقل من ثلاث" "سير أعلام النبلاء: 8/ 442".
وكذلك ذُكِرَ في ترجمة "وَكيع بن الجراح" أنه كان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كلَّ ليلةٍ، وعقَّب على ذلك فقال: "هذه عبادةٌ يُخضع لها، ولكنها من مثل إمامٍ من الأئمة الأثرية مفضولةٌ؛ فقد صحَّ نهيُه – عليه السلام – عن صوم الدهر، وصحَّ أنه نهى أن يُقرأ القرآن في أقل من ثلاثٍ، والدين يسرٌ، ومتابعة السُّنة أوْلى" "سير أعلام النبلاء: 9/ 143".
ومن قبل الذهبي، ذكر خطيب السُّنة الإمام الجليل أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قُتَيْبَة، في كتابه "تأويل مُشْكِل القرآن: ص 233" قال: "ولم يفرض الله على عباده أن يحفظوا القرآن كلَّه، ولا أن يَختموه في التعلُّم، وإنما أنزله ليعملوا بمُحْكَمه ويؤمنوا بمتشابِهه، ويأتمروا بأمره، وينتهوا بزَجْره، ويحفظوا للصلاة مِقدار الطاقة، ويقرؤوا فيها الميسور، قال الحسن البصري: "نزل القرآن ليُعمل به؛ فاتَّخذ الناس تلاوته عملاً".
وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم- وهم مصابيح الأرض، وقادَة الأنام، ومنتهى العلم - إنما يقرأ الرجل منهم السورتين والثلاث والأربع، والبعض والشَّطر من القرآن، إلاَّ نَفَرًا منهم وفَّقهم الله لِجَمْعِهِ، وسهَّل عليهم حفظه.
قال أنس بن مالك: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا، أي جلَّ في عيوننا، وعَظُمَ في صدورنا".(/12)
وفي "تفسير القرطبي" (1/ 40)، عن ابن عمر قال: "كان الفاضل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر هذه الأُمَّة لا يحفظ من القرآن إلا السورة أو نحوها، ورُزقوا العمل بالقرآن، وإنَّ آخِر هذه الأمَّة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى، ولا يُرزقون العمل به".
اللهُمَّ حبِّب إلينا القرآن، وأَذِقْنا حلاوَته، وارْزقنا تلاوته وفِقْهَهُ والعملَ به آناء الليل وأطراف النهار، واجعله أنيسًا لنا في هذا الزمان الذي ذهب فيه مَنْ يُؤْنَس به ويُستراح إليه، واجعله اللهم ربيع قلوبنا، ونور صُدُورِنا، وجِلاء - بكسر الجيم - حزننا، وذَهاب - بفتح الذال - همِّنا، واجعلنا ممَّنْ يَرعاه حقَّ رعايته، ويقوم بقَصْده، ويوفِّي بشَرْطه، ولا يلتمس الهُدَى في غيره، ويرحم الله عبدًا قال: آمينا.(/13)
العنوان: في مرض السكر .. الوقاية خير من العلاج دائمًا
رقم المقالة: 1946
صاحب المقالة: د. حسن بن علي الزهراني
-----------------------------------------
مرض السكر الوقاية خير من العلاج.. دائمًا
• النصائح العامة.
• إرشادات خاصة بمريض القدم السكرية.
أولا: العناية بالقدمين.
ثانيا: حذاء مريض السكر.
ثالثا: جوارب مريض السكر.
• تحذيرات هامة لمريض القدم السكرية.
• • • • •
النصائح العامة:
الوقاية – دائمًا وأبدًا – خير من العلاج، ومن الممكن أن يتفادى مريض السكر الكثير من الأمراض إنِ التزم بقواعد الحياة الصحية في مأكله ومشربه وبيئته ونظام حياته، وهي قاعدة مطردة في الوقاية من جميع الأمراض، وحيث إن موضوع هذا الكتيب هو مضاعفات مرض السكر على القدمين تحديدًا، فلن أتعرض للوقاية والعلاجِ منَ المَرَض ذاته لضيق المجال، ولوجود الكثير من الكتب التي تعرضت لذلك، وسأكتفي بالإشارة إلى أهمِّ الإرشادات العامَّة الَّتِي يُنْصَح المَرِيض باتّباعِها، ومنها:
* التحكّم في مستوى سكر الدم:
وذلك من خلال الالتزام بالحِمْيَة الغذائيَّة، واتّباع تعليمات الطبيب المتخصّص في علاج مرض السكر، والمراجعة الدَّوريَّة له، حيث ثبت علميًّا بأن التحكم في مستويات سكر الدم يقلل من نسبة حدوث المضاعفات.
* إيقاف التدخين تمامًا:
الكلّ يعلم أنَّ التَّدخينَ ضارٌّ صِحّيًّا، محرَّمٌ شرعًا، مضيعة للمال، وعليه فمن الواجب على كل امرئ تهمه صِحَّتُه أن يقلع عنه تمامًا بجميع أنواعه من: سجائر، وغليون، وسيجار، وشيشة، ومعسل.. إلخ، وبِجَمِيع أشكال التدخين الإيجابي والسلبي؛ (كما يحدث عندما يستنشق أحد أفراد الأسرة الدخان من شخص آخر مدخّن يعيش معه في المنزل نفسه، أو يجلس معه في غرفة مغلقة أو سيئة التهوية).(/1)
ويُسْتَحْسَن أن يتمَّ تَحويلُ المَرِيض إلى إحدى العيادات المتخصّصة في مكافحة التدخين؛ لِتُساعِدَهُ في الإقلاع عنه، فللتدخين علاقةٌ وثيقة بالكثير من الأمراض.
ويهمّنا في هذا المقام منها تصلّب الشَّرايين، وإنّي لأعْجَبُ مِن أُناسٍ يَهْدرون أموالَهم مرَّتيْنِ، مرَّة في التدخين ومرَّة للعِلاج من مضارّ التَّدخين على البدن.
* تَخْفيض مُسْتوى الدهون في الدم:
وذلك بالتزام الحِمْية الغذائية الخاصة بتخفيض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم خلال التقليل من تناول الدهون الحيوانية، والامتناع عن تناول الأغذية المحتوية على كميات عالية من الكوليسترول؛ كصفار البيض؛ ومشتقات الألبان، واللحوم عالية الدهون كلحم الضأن، وعدم تناول الوجبات السريعة المقليَّة في الدهون، مع الحرص على اتّباع تعليمات المختصّين في علوم التغذية والحِمْية.
إضافةً إلى مزاولة الرياضة وبالذَّات المشي، والتأكّد منِ انضباط معدَّلات الدهون في الدم من خلال الفحص الدوريّ، مع استشارة الطبيب المعالج في مدى الحاجة إلى علاجٍ خافض للدهون في الدم.
* تَخفيض وزن الجسم:
هناك عَلاقة وثيقة بين تدهور مستويات السكر والدهون في الدم، وبين البدانة المفرطة، مما يؤدي إلى حدوث تصلب شرايين في جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى جرعات أكبر من الدواء المنظِّم لمستوى السكر في الدم؛ لذا: وجب على المريض العملُ بِكُلِّ وسيلة طبّيَّة موثوقةٍ علميًّا على تخفيض وزنه.
* تخفيض ارتفاع ضغط الدم:
يلاحظ ارتفاع ضغط الدم (على الضغط الطبيعي الذي لا يزيد عن 140 / 90 ملم زئبقي) في حوالي 20 – 60 % من مرضى السكر، ونظرًا لأهمية ارتفاع ضغط الدم؛ كعامل من عوامل الخطورة الكبرى لمرضى تصلب الشرايين، فإنه من الواجب العمل على خفض ارتفاع ضغط الدم في مريض السكر.
إرشادات خاصَّة بمريض القدم السكرية:
أولا: العناية بالقدمين:
1 – المعاينة اليومية للقدمين:(/2)
لا بد للمريض من مراقبة ومعاينة قدميه يوميًّا إن كان قادرًا على ذلك، وإن لم يستطع لوجود ضعف في الإبصار أو ما شابه، فعلى أحد أفراد أسرته القيام بذلك، بحثًا عن وجود تشققات، أو مسامير، أو التهابات، أو بثور، أو حبوب، أو احمرار، أو ورم، أو جروح، أو أظافر مغروسة في اللحم، مع التركيز على المناطق المنسية، وهي: منطقة ما بين أصابع القدمين، والكاحل – أو العقب - والتي أمرنا الشارع الكريم بالعناية بها من خلال تخليل الأصابع أثناء الوضوء، وغسل الكعبين، ويمكن استخدام مرآة لمساعدة المريض العاجز على معاينة خف (باطن) القدم، أو منطقة العقب.
وعلى المريض ألا يتأخر في طلب الاستشارة الطبية في حالة وجود أدنى شك لديه في وجود أي مشكلة.
2 – الوضوء وغسل القدمين بالماء والصابون:
لا بد من غسل القدمين يوميًّا بماء دافئ (وليس ساخنًا)، وقليل من الصابون مع التنبيه على عدم (نقع)، أو غمس القدم في الماء مدة طويلة، مع الحرص على تخليل الأصابع، ولكن بلطف أثناء الوضوء؛ أخذًا بالسنة المطهرة، وطلبًا للصحة.
3 – تجفيف القدمين والعناية بالبشرة:
لابد من تجفيف القدمين بلطف تامّ، وبالذات ما بين الأصابع بواسطة منديل ناعم، ويفضل وضع بودرة مضادة للفطريات بين الأصابع، مع وضع كريم مرطب على باقي البشرة أو دهنهما بزيت الزيتون، مع التَّأكيد على تجنب المريض وضع الكريم، أو المرطب بين الأصابع.
4 – العناية بالأظافر:
ينبغي أن تقص الأظافر بشكل مستقيم، مع تجنب قص الأظافر بشكل بيضاوي، ويفضل بعد القص أن تبرد بواسطة المبرد، مع ترك الأظافر لتنمو طويلاً حتى يسهل قصها بعيدًا عن الجلد ولتفادي انغراسها في لحم الإصبع، ويفضل أن يتم ذلك بعد الاستحمام أو الوضوء، حتى يكون الظفر ألين وأنظف، كما يفضل أن يتم ذلك بواسطة أحد أفراد العائلة، أما إن كان الظفر ثخينًا فيفضل أن يتعامل معه متخصّص في العناية بالقدم، أو ما يعرف باسم Podiatrist(/3)
وفي حالة وجود ظفر في غير اتجاهه الصحيح، يفضل أن توضع قطعة صغيرة من الشاش أو القطن المعقم بينه وبين الأصبعين المجاورين لمنع حدوث إصابة نافذة في أحدهما.
5 – توفير حقيبة للإسعافات الأولية:
على مريض السكر أن يحرِصَ على توفير حقيبة مُخصَّصة للإسعافات الأولية في حالة حدوث جرح في قدمه، وعليه أن يصطحبها معه حيثما توجَّه وخاصة في الإجازات، على أن تحتوي الحقيبة على شاش معقم وشرائط لاصقة، ورباط شاش، ومقصّ صغير، إضافة إلى مسحات الكحول الطبيَّة، ومرهم مضادّ للبكتريا، ويقوم المريض بغسل الجرح بالماء، أو محلول الملح، ومن ثَمَّ تغطيته لحين مراجعة الطبيب في حالة تدهور الحالة.
6 – تجنّب أيّ إصابةٍ لِلقدم:
قد تَكُونُ قدم مريض السكر مصابةً بضعف الإحساس، وفي هذه الحالة يجب على المريض عدم تعريضها لأي ماء ساخن، أو وضع كمادات أو قرب ماء ساخن عليها، أو تجفيفها بمجفف شعر، أو وضع الضوء الحراري الذي يستعمله بعض المرضى لتخفيف آلام المفاصل، وكذلك الأمر بالنسبة للشريط اللاصق الطبي الذي ينبغي أن يتفادى المريض وضعه على بشرة القدم؛ حتى لا يتسبَّب في سلخ جزءٍ منها دون قصد.
ثانيًا: حذاء مريض السكر
يعتبر الإنسانُ الكائنَ الوحيد الذي لا تتوفَّر في قدمه خصائص تحميها من البيئة المحيطة بها، ومن هنا ظهرت الأهمية القصوى للبس حذاء القدم لحماية القدم الصحيحة؛ فضلاً عن القدم المريضة كقدم مريض السكر، التي ثبتت الحاجة الماسة فيها لحذاء يحافظ على القدم مما قد تتعرض له من إصابات لضعف الإحساس فيها، أو ضغوط زائدة على مناطق محدودة فيها؛ نتيجة للتشوهات التي قد تحدث في هذه المناطق.
وقبل الحديث عن مواصفات حذاء مريض السكر ينبغي التنبيه على أنه يمنع منعًا باتًّا أن يتجول مريض السكر حافيَ القدمينِ، سواءٌ كان ذلك في منزله، أو في فناء، أو سطوح داره؛ حتى لا يتسبب في إصابة قدمه لا سمح الله.(/4)
ويفضل أن تتوفر في حذاء مريض السكر المواصفات التالية:
* أن يكون واسعًا ومريحًا، ومرنًا وسميكًا، ومصنوعًا من مواد مطاطية، ويستطيع المريض أن يحكم على ذلك من خلال لبسه، ومعاينة قدمه بعد المشي فيه مسافة طويلة، فإن وجد آثارًا للضغط أو الاحمرار على أطراف الأصابع، أو عظام القدم، فينبغي له أن يخلعه فورًا.
* أن يكون مبطنًا من الداخل كالأحذية الرياضية للاعبي التنس وما شابهها، وألا يحتوي على أي مواد قاسية في قاعدة (نعل) الحذاء.
* ألا يكون الحذاء مدبَّبًا عند المقدمة مثل الحذاء المفضل عند السيدات، بل يكون عريضًا واسعًا من الأمام لا يضغط على أصابع القدم، وأن يضع في اعتباره أهمية عرض الحذاء بنفس درجة أهمية طول الحذاء.
* تجنب لبس الحذاء ذي الكعب العالي، والأحذية المفتوحة من الأمام أو الخلف.
* يفضل أن يكون من الأحذية التي يتم استخدام الأربطة فيها.
* يفضل أن يكون مصنوعًا من الجلد، وأن يسمح بالتهوية.
نصائح عند شراء الحذاء:
* أعلِم بائع الأحذية بأنَّك مريض بالسكر، فقد يساعدك على اختيار الحذاء الأفضل لقدمك من حيث الشكل والمقاس.
* يفضل أن يتم شراء الحذاء تفصيلاً من خلال أحد المحلات المتخصصة في ذلك، وخاصة في المرضى الذين توجد لديهم جروح، أو بروزات، أو تشوهات في مفاصل وعُظَيْمَات القدم السكرية.
* كما يفضل أن يتمَّ شراء الحذاء في وقت متأخر من النهار؛ لأنه لو اشتراه صباحًا: فإن حجم القدم يكون أصغر منها مساء، وبالتالي فسوف يكون هذا الحذاء ضيقًا في المساء عندما تتورم القدم مع مرور الوقت أثناء النهار.
* افحص قدمك بعد ارتدائك لحذائك الجديد عشر دقائق، وتأكد من عدم وجود مناطق ضغط زائد على جوانب القدم.
* لا يُنْصَحُ بِشِراء الصَّنادل والشباشب مطلقًا؛ لعدم كفايتها لحماية القدم.(/5)
* يُفَضَّل ألا يستخدم المريض الحذاء الجديد فور شرائه؛ بل يعطيه لأحد أفراد أسرته لتليينه، وإن تعذَّر فيلبسه لمدة ساعتين يوميًّا (أقصى مدة للبس الحذاء الجديد هي خمس ساعات)، ثم يخلعه ويلبس حذاءه القديم وهكذا، يتم تليين عريكة الحذاء الجديد.
* تأكَّدْ من أن عرض مقدمة القدم يتناسب مع أعرض جزء من الحذاء.
* تأكد من عدم وجود أي جسم غريب داخل الحذاء قبل وضع قدمك فيه.
* لا تتردد في استبدال أي حذاء جديد ضيّق بحذاء آخر مناسب مهما كانت التكلفة.
ثالثًا: جوارب مريض السكر:
ينصح بأن يكون الجورب واسعًا ولطيفًا، وناعمًا على القدم وجافًّا عند لبسه، وأن يتم تغييره يوميًّا إن أمكن، كما ينصح في بلادنا أن يكون مصنوعًا من القطن مع الابتعاد عن الجوارب المصنوعة من النايلون لما تسببه من التعرق، وينبغي للمريض أن يتأكد من عدم وجود انثناءات في الجورب داخل الحذاء، ويتوجب على المريض عدم لبس حذاء بدون جوارب مطلقًا.
تحذيرات هامة لمريض السكر
* لا تمشِ حافي القدمين إطلاقًا، وبالذات على سطح حار، كأسفلت الشارع، أو رمل الشاطئ، أو رخام المسجد أو الحرم.
* لا تمشِ حافيَ القدمين داخل المنزل.
* لا تلبس حذاءً بدون جوارب.
* لا تلبس حِذاءً ضيقًا.
* لا تشترِ صندلاً أو شبشبًا.
* لا تقص أظفارك بنفسك.
* لا تستخدم المواد الكيماوية الموجودة في الأسواق لإزالة التقشفات الجلدية، والكالو، بل راجع الطبيب أو المختص بالعناية بالقدم.
* لا تضع ماءً ساخنًا، أو كمادات على قدميك.
* لا تكتوِ على القدمين عند الأطبَّاء الشعبيين.
* لا تستخدم أدوية عشبية إلا بعدَ استشارة الطبيب.
* راجع طبيبك فَوْرَ اكْتِشافِك لأيِّ مشكلة في قَدَمِكَ، ولا تهملْ أو تتأخرْ، فكلُّ ساعة تتأخر فيها ليست لمصلحتك، ولا تحاول معالجة نفسك بنفسك!(/6)
* إن أردتَ أن تعرِفَ درجة حرارة الماء، فلاحظ أن أطراف يديك وقدميك لا تصلح لذلك لضعف الإحساس فيهما، دع أحد أفراد أُسرتك من غير المصابين بمرض السكر للقيام بذلك نيابةً عنك، فإن تَعَذَّرَ فيمكنك التعرف على درجة حرارة الماء باستخدام المرفق (الكوع).
عند كل زيارة لطبيبك لا تنسَ أن تخلع حذاءك وجوارِبَكَ لتُذَكِّرَ الطبيبَ – إنْ نَسِيَ – بضرورة التأكد من صحة قَدَمَيْكَ.(/7)
العنوان: في مناطق الكوارث والنكبات فتش عن المنصرين!!
رقم المقالة: 703
صاحب المقالة: أحمد أبو زيد
-----------------------------------------
• أكثر من مئة منظمة تنصيرية دخلت العراق عقب الاجتياح الأمريكي، والمنصِّرون يعتبرون العراق بوابة الحملة الصليبية الشاملة إلى الجزيرة العربية والعالم الإسلامي.
• يحرص المنصِّرون على استغلال الكوارث والأزمات وآلام الشعوب، والعمل وسط المنكوبين واستغلال معاناتهم.
• سارعت منظمات التنصير إلى المناطق المنكوبة في أندونيسيا وسيريلانكا والهند وتايلاند عقب زلزال (تسونامي)، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وبدأت في نشر أفكارها التنصيرية، خاصةً بين الأطفال والأرامل.
• 100 ألف طفل يتيم فقدوا آباءهم في إقليمَي (أتشيه) و(سومطرة) نتيجة الزلزال، وقد قامت المنظمات التنصيرية بترحيل عدد كبير منهم لتنصيرهم خارج أندونيسيا.
• أعلنت منظمة (كاريتاس) العالمية الكاثوليكية أنها تستهدف 125 ألف مسلم في (دارفور).
• منصِّر يقول: "مليون شخص في (دارفور) معرَّضون للموت، وهذا العدد الضخم يعتبر صيداً سهلاً لمنظمات التنصير".
• بعد سقوط (طالبان) واحتلال أمريكا للأراضي الأفغانية؛ أصبحت أفغانستان مرتعاً لجماعات التنصير، التي دخلت تحت ستار المنظمات الإنسانية.
• إرسال 70 فرقة تنصيرية أمريكية إلى جنوب أفريقيا، مؤهلين ومدربين على العمل في أحلك الظروف، وفي قلب الغابات والحروب والأمراض.
* * *
حملات التنصير ليست وليدة اليوم، ولكنها بدأت منذ قرون طويلة خاصةً في فترات الاحتلال؛ حيث استغلت منظمات التنصير المشبوهة حالة الفقر والجهل التي كانت تعيش فيها الدول المستعمرة لنشر أفكارها التنصيرية، تحت غطاء من الحماية التي توفرها لهم قوات الاستعمار، وكانت عمليات التنصير في ذلك الوقت علنية، وبعد تحرر الشعوب العربية والإفريقية والإسلامية الأخرى بدأت عمليات التنصير تتستر تحت غطاء السرية.(/1)
ولتحقيق أهدافهم في حرب الاسلام، وتنصير المسلمين وغير المسلمين، يلجأ المنصِّرون إلى كل الوسائل المتاحة لنشر سمومهم، فيبنون المدارس والمستشفيات والملاجئ، ويستغلون معاناة الشعوب الفقيرة وأمراضهم، ويقدمون التنصير ثمناً للغذاء والدواء والكساء والتعليم، ويصدِّرون الصحف، وينشؤون المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ويستغلُّون الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، التي تعد من أوسع شبكات الاتصال انتشاراً وتداولاً بين سكان العالم.
ففي الوقت الحالي - وبعد أن فرضت الولايات المتحدة سيطرتها، وأخضعت العالم تحت سطوتها، وفرضت الاحتلال المباشر في أفغانستان والعراق، والاحتلال غير المباشر في دول عربية أخرى - نشطت حركات التنصير بصورة مخيفة؛ بل وبدأت تخلع نقاب السرية، وتنشر أفكارها علناً، وتوزِّع المنشورات والمطبوعات التنصيرية مع وجبة طعام وشربة ماء للجوعي والمتضررين في الحروب والكوارث في العالم، خاصةً في الدول الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، والدول المنكوبة من الكوارث الإنسانية.
تنصير المنكوبين:
ويحرص المنصِّرون - دائماً - على استغلال الكوارث والأزمات، والعمل وسط المنكوبين، واستغلال معاناتهم لنشر سمومهم، فأينما وجدت المعاناة والحروب والكوارث الإنسانية؛ تجد جماعات التنصير، والأمثلة على ذلك كثيرة مما حدث ويحدث اليوم في مناطق الكوارث والأزمات، وخاصة زلزال آسيا الأخير، وأزمة العراق.
ففور وقوع زلزال آسيا المدمر وطوفان (تسونامي) الرهيب، الذي أسفر عن مصرع أكثر من 300 ألف شخص في أندونيسيا وسيريلانكا والهند وتايلاند، سارعت منظمات وجماعات التبشير - خاصةً الأمريكية - إلى المناطق المنكوبة، تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وبدأت في نشر أفكارها التكفيرية، خاصةً بين الأطفال والأرامل.(/2)
وقد أسفرت الكارثة في أندونيسيا وحدها عن 100 ألف طفل يتيم، فقدوا آباءهم في إقليمَي (أتشيه) و(سومطرة) الشمالية، وهذا ما دفع العديد من المنظمات التنصيرية إلى ترحيل عدد كبير من هؤلاء الأطفال خارج أندونيسيا لتنصيرهم, وسط غضب شعبي عارم، وتهديد من قِبَل حركات إسلامية بالانتقام.
فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في نهاية العام قبل الماضي - في وقت وقوع الكارثة - أن جماعة تنصيرية أمريكية تدعي (وورلد هيلب) قامت بنقل 300 طفل يتيم ممن فقدوا آباءهم في الطوفان إلى ملجأ للأيتام، بهدف زرع الأفكار التنصيرية في قلوبهم في هذه المرحلة السنِّية شديدة الخطر.
كما قام القس (فرانكلين جراهام) - زعيم إحدى المنظمات التنصيرية الأمريكية التي تحمل اسمه - بزيارة إلى آسيا؛ لاستغلال هذه الكارثة في أعمال التنصير.
وبدأت العديد من منظمات التنصير الأمريكية حملةً لجمع التبرعات؛ لتنصير الذين شرَّدتهم المأساة الإنسانية الناجمة عن كارثة (تسونامي).
كما نجحت منظمة (جامعة الحرية) التنصيرية - برئاسة القس الأمريكي المتطرف (جيري فالويل) - في جمع تبرعات تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات؛ لاستغلال مأساة (تسونامي) في التنصير؛ حيث جرت عمليات التنصير هناك على قدم وساق.
العراق وحملات التنصير:
ولأن العراق من الدول التي تعرَّضت - ومازالت تتعرض - لكوارث إنسانية نتيجة الحرب الأمريكية السافرة عليها، استغل المنصِّرون هذه الفرصة، وما إن بدأت الحرب حتى حشدوا جيوشهم على بوابة العراق الغربية (الأردن)، في انتظار الدخول مع طلائع الجيوش الأمريكية؛ لنشر رسالة الخلاص في مدنه التي أعياها الفقر، وأحيائه التي أنهكها المرض، وبين أطفاله الذين لم يعرفوا سوى الحرمان رفيقاً!
وقد أعلن البيت الأبيض - كما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية في مارس 2003م - أنه لن يمنع ما أسماه (الجمعيات الخيرية المسيحية) من ممارسة مهامِّها التنصيرية داخل العراق.(/3)
وكانت منظمتان تنصيريتان أمريكيتان - هما (المؤتمر المعمداني الجنوبي)؛ أكبر التجمعات البروتستانتية في الولايات المتحدة، و(فرانكلين جراهام ساماريتانس بيرس) - قد أعلنتا أواخر شهر مارس 2003م أنهما تعدَّان فرق عمل؛ لدخول العراق، ونشر الديانة المسيحية بين مواطنيه بعد انتهاء الحرب.
فجماعات التنصير الأمريكية وجدت في العراق المحتلّ أرضاً خصبةً لنشر أفكار التنصير، تحت رعاية وحماية ودعم ومساندة قوات الاحتلال الأمريكي؛ بل وبمشاركة المقاتلات الأمريكية نفسها!! التي قامت بإلقاء المنشورات والكتب الدينية على الشعب العراقي في مناطق مختلفة.
وتركِّز جماعات التنصير جهودها لنشر أفكارها بين أكراد الشمال، وتركمان الموصل وكركوك، والسُّنة في تكريت، والشيعة في كربلاء والنجف، وتستخدم هذه الجماعات المساعدات الإنسانية والمعونات الطبية والخدميَّة من أجل التسلل إلى العراقيين؛ لإقناعهم بالأفكار التنصيرية، مع توزيع المواد والقصص التنصيرية، وافتتاح محطات الإذاعة والتليفزيون التي تساعدهم في تحقيق هدفهم، مثل إذاعة "صوت المحبة".
ويمثل العراق أهمية إنجيلية بالغة في الخطاب الصليبي، وهو ما أكَّد عليه (بيلي جراهام) كبير مسؤولي التيار المسيحي الصهيوني في أمريكا، والصديق الحميم للرئيس (جورج بوش) الابن، في البيان الذي أصدره قبل أن تبدأ حرب تحرير الكويت، والذي جاء فيه:
"إذا كان هناك دولة يمكن أن نقول عنها إنها جزء من الأراضي المقدسة؛ فهي العراق!.. لذلك يجب أن نضاعف صلواتنا، فالتاريخ أكمل دورته، ونحن نعود مرة أخرى إلى هذه الأرض"!!
وعقب سقوط العراق تحت الاحتلال الأمريكي قال: "إننا الآن في العراق لتنصير العراقيين، ولا أتخيل أن يأتي علينا يوم نتوقف فيه عن التبشير، ونتمني أن نذهب إلى كل بلدة في العالم لمنحها الخلاص"!!(/4)
فالتحالف (المسيحي - الصهيوني) الذي يمثله (جراهام) يضم 20 مليون أمريكي، منهم الرئيس الحالي (بوش)، الذي يؤمن بعودة المسيح، وظهور ما يسمى بـ(العصر الألفي السعيد)، القائم على حتمية عودة المسيح، والدورة الكاملة للتاريخ، التي تبدأ بعودة اليهود إلى الأراضي المقدسة في القدس ثم العراق؛ لأن منفى اليهود الذي عادوا منه كان بابل، وعودة اليهود للقدس والسيطرة على بابل من علامات نهاية العالم!!!
ويعتبر المنصِّرون العراق بوابة الحملة الصليبية الشاملة إلى الجزيرة العربية والعالم الإسلامي؛ حيث قلب العالم الإسلامي النابض، والهدف: تنصير المسلمين في كل أنحاء العالم، وهو ما نصَّ عليه بيان (بابا الفاتيكان) في (المجمع المسكوني)؛ حيث دعا لاستقبال الألفية الثالثة بلا إسلام، وقد استوحى نائب الرئيس الأمريكي من هذا النصّ عبارةً قالها في حفل الأكاديمية البحرية الأمريكية بولاية (ميرلاند)، جاء فيها: "ثلاثة تيارات هي التي واجهتنا في هذا القرن: الشيوعية، والنازية، والأصولية الإسلامية، وقد سقطت الشيوعية والنازية، ولم يتبقَّ سوى الأصولية الإسلامية".
وعلى هذا الأساس يطمح المنصِّرون إلى الوصول لكل بقاع الأرض، وخصوصاً تلك الأراضي التي تعتبر قلاعاً للإسلام، بهدف "السعي لإنشاء جماعات مسيحية في كل مكان، تكون بمثابة علامة الله في العالم، وتنمو حتى تصبح كنائس" حسب تعبير (بابا الفاتيكان)، الذي احتجَّ بشدة على منع المملكة العربية السعودية إقامة كنائس على أرضها، في كتابه الموسوم "الجغرافيا السياسية للفاتيكان"، الصادر عام 1992م.
أنظارهم على العالم الإسلامي:
وقد بدأت المنظمات التنصيرية توجِّه أنظارها تجاه العالم الإسلامي، عندما نادى بذلك زعيم الاستراتيجية التبشيرية (روبرت ونتر) عام 1974م، قائلاً: "إن الواجب هو وعظ الشعوب التي لم يصل إليها نداء المسيح من قبل، عوضاً عن المناطق التي وصل إليها المد المسيحي".(/5)
تلك الاستراتيجية انتشرت في المنظمات التبشيرية وفي دعاة التنصير، خصوصاً عندما رأوا النصَّ في "إنجيل متَّى" حرفيّاً، فتصوروا أن بداية النهاية المنتظرة ستبدأ عندما تتحول كل الأمم إلى المسيحية!! وقد أوضح هذا المعنى أكثر المنصر الأرجنتيني (لويس بوش)، عندما أشار إلى أن 97% من سكان العالم - الذين لم تصل إليهم الدعوة المسيحية - يعيشون في المنطقة الواقعة بين خطَّيْ عرض 10 و40، وقال: "إن هذه الشريحة تعيش في فقر مدقع"، وناشد على أثر ذلك المسيحيين "أن يتسلحوا بإيمانهم بالرَّب، ويحاربوا بأسلحتهم الإيمانية؛ لأن الإسلام ينتشر بقوة من منطقته الواقعة بين خطَّيْ عرض 10 و40 إلى كل بقاع الأرض".
لذلك يعتبر المنصِّرون ومنظماتهم أن الحرب على العراق فرصة لن تتكرر لتحقيق نبوءات "الإنجيل" المزعومة باكتمال دورة التاريخ، وهو ما عبَّر عنه (ريتش هايني) زعيم إحدى المنظمات التنصيرية؛ حين قال: "لم تحظَ الحركة التبشيرية الإنجيلية بفرصة جيدة مثل العراق منذ أكثر من عقد من الزمان، بسبب القصف المستمر من قوات التحالف؛ فقد أصبح كثير من المسلمين في شكٍّ من ربهم، حتى يمكن أن نقول إن هذه الحرب نعمة للمبشرين"!!
وكما أن الحرب على العراق لم تكن وليدة اللحظة والتوِّ؛ فإن الحرب الصليبية لم تكن كذلك، فالمنظمات التنصيرية وزعماء التنصير يدركون هذه الحقيقة، وتحت ستارها دخلوا ويدخلون العراق لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية؛ لتحقيق الأهداف الدينية، فالمنصِّرون يعلنون أنهم يريدون إنقاذ الأرواح، وفي هذا كتب (ديفيد ريني) من ولاية (أوهايو): "إن الدعاة النصارى في الولايات المتحدة أعلنوا حرباً لتخليص الأرواح في العراق"!!
مئة منظمة تنصيرية:(/6)
وقد أفادت تقارير صحفية منذ زمن يسير أن أكثر من مئة منظمة تنصيرية دخلت العراق، وأكبر هذه المنظمات: (هيئة الإرساليات الدولية)؛ الذراع التبشيرية للمعمِّدين الجنوبيين، الذين يعدُّون أكبر طائفة (بروتستانتية) في أمريكا، و(مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، ومجموعة من المعمِّدين الجنوبيين من ولاية (نورث كارولينا)، و(هيئة المعونة الأمريكية)، ومنظمة (كريستيان شاريتي ورلد نيشون إنترناشونال)، و(منظمة المجتمع الدولي للإنجيل)، و(منظمة تعليم أمة كاملة) التي تعرف اختصاراً (داون)، و(منظمة سامرتيان بيرس)، و(منظمة المنصِّرين البروتستانت).
وتدخل هذه المنظمات إلى العراق تحت اسم منظمات إغاثة إنسانية، والمسؤولون الأمريكان يعترفون بوجود المنصِّرين، ويؤكدون أنهم يقدِّمون العون للناس لا لينصِّروهم، والعراقيون يفرحون بتلك المعونات، ومن أهم وسائل هذه المنظمات:
1- المعونات الغذائية:
وتعتبر من أهم الذرائع التي دخلت بها المنظمات التنصيرية إلى العراق، فبسبب الحرب عانى العراقيون شُحّاً في الإمدادات الغذائية، وأدخلت المنظمات التنصيرية آلاف الأطنان من المواد الغذائية معها، ووُزعت على الفقراء ومعها "الأناجيل" وكُتب الدعوة إلى المسيحية، وبهذا الخصوص يقول المنصِّر (جيم ووكر)؛ أحد كبار المنصِّرين العاملين في العراق، والذي حمل معه معونات غذائية جرى شحنها في 45 ألف صندوق: "لقد قابلتُ أطفالاً يموتون جوعاً، لكنَّ احتياجهم الأول لم يكن للطعام، وإنما كان لمعرفة حب المسيح".
2- العلاج والدواء:
فمن أشد المصائب التي حلَّت بالشعب العراقي: انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة والمستعصية، بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في الحرب على العراق، واستخدام الأراضي العراقية كحقل للتجارب.(/7)
ومع وجود شحٍّ في الدواء وفي الكفاءات الطبية بسبب الحصار، أصبح أهم حاجة ومطلب لعشرات آلاف من العراقيين - بعد الغذاء - هو الدواء، وخصوصاً للأمراض المستعصية؛ مثل (اللوكيميا)، والسرطان، والتهاب الكبد الفيروسي، وغيرها من الأمراض التي ترتفع أثمان أدويتها، ويتعذَّر على السواد الأعظم من المصابين بها تغطية تكاليفها، وكذلك العمليات الجراحية المعقَّدة، ومعظمها غير متيسِّر داخل العراق؛ بسبب نقص المعدات، وتخلف الكفاءات الطبية عن مواكبة التطور التكنولوجي. من هنا؛ تعمد المنظمات التنصيرية إلى سدِّ حاجة هؤلاء الفقراء من الدواء المجاني، والتكفُّل بإجراء العمليات الجراحية، وتسفير المحتاجين إلى الخارج.
3- الاتصال بالمثقفين والمؤسسات الثقافية:
فلم ينسَ المنصِّرون - وهم يقدمون الغذاء والدواء للعامَّة - أن يتواصلوا مع المثقفين ومؤسساتهم في العراق، بهدف إنشاء جيل من المثقفين متأثر بالثقافة والدعوة التنصيرية، فقد قدموا ملايين الدولارات لبناء المدارس وتأسيس الجمعيات والمؤسسات الثقافية.
وبهذه الوسائل وغيرها استطاع المنصِّرون في عام واحد أن يوزعوا مليون نسخة من "الإنجيل" باللغة العربية، وشرائط فيديو تجسد ميلاد المسيح وحياته، وتعليقات تدعو المسلمين للانخراط في النصرانية، ومليون كراسة دعائية إنجيلية، وقالت نشرة لـ(هيئة الإرساليات الدولية): "إن العراقيين فهموا أن الذي يمنحهم المواد الغذائية مسيحيون أمريكيون، وأن عمال الإغاثة يوزعون نسخاً من "إنجيل العهد الجديد" إلى جانب المواد الغذائية"!!(/8)
وعلى الرغم من انشغال العراقيين بمصابهم الجلل، وترميم بيتهم الداخلي، وانقسامهم على أنفسهم في مواجهة الوضع الراهن المستحدث فكرياً وحزبياً وسياسياً، ثم اختلافهم في كيفية مقاومة الاحتلال والتعامل معه، لم تغفل عيون طائفة منهم عن رصد تحركات المنصِّرين ومنظماتهم؛ حيث استهدفت المقاومة الإسلامية هناك العديد منهم، وقتلتهم؛ فقد قُتل منصِّر أمريكي، وأصيب ثلاثة آخرون، في هجوم استهدف سيارتهم على الطريق السريع بين بغداد وبابل، في فبراير 2004م، وأعلن الجيش الأمريكي عن مقتل أربعة منصِّرين في مارس 2004م في مدينة الموصل شمال العراق، كما قتل ألمانيان آخران بالقرب من كربلاء، وفي مارس 2004م - أيضاً - قُتل اثنان من المنصرين الأمريكان جنوب العاصمة بغداد، ومجموع هذه الحوادث يشير إلى أن هناك نوعاً من الوعي من قِبَل العراقيين بما يراد بهم.
ويبقى التحدي الأكبر قائماً: هل سيتحوَّل العراق إلى أكبر قاعدة لانطلاق المنصرين نحو قلب العالم الإسلامي؟
إن المسؤولية تقع على عاتق كل المسلمين والخيِّرين من أفراد وحكام وعلماء ومثقفين، وما قدَّمته المنظمات الإغاثية الإسلامية والعربية للعراق يقف متضائلاً أمام ما قدَّمته المنظمات التنصيرية، وأمام الواجب الذي تمليه على الجميع الأخوَّة في الدين والوطن.
المنصِّرون وأزمة (دارفور):
ولننتقل إلى منطقة أخرى من مناطق الكوارث والأزمات بعد دول زلزال آسيا والعراق، وهذه المنطقة هي أقليم (دارفور) بالسودان، فقد تسللت منظمات التنصير إلى الإقليم، تحت غطاء طلقات الرصاص وأعمال العنف المتبادل بين متمردي الإقليم والقوات الحكومية السودانية، وبدأت تركيز جهودها، خاصةً في مخيمات اللاجئين الذين شردتهم الحرب، حتي إن عدد منظمات التنصير في الإقليم وصلت إلى نحو 30 منظمة، تعمل تحت ستار المنظمات الإنسانية.(/9)
وقد أعلنت منظمة (كاريتاس) العالمية الكاثوليكية صراحةً أنها تستهدف 125 ألف مسلم في (دارفور)، وهو الإقليم الذي لا توجد به كنيسة واحدة، ونسبة المسلمين فيه 100%.
وزعم (دونكان ماكلارين) - أمين عام المنظمة - أن هناك مليون شخص في (دارفور) معرَّضون للموت، وفي حاجة إلى الحماية، وهذا العدد الضخم يعتبر صيداً سهلاً لمنظمات التنصير.
واعترفت (هيئة المعونة النرويجية الكنسية) بأنها ترعى أكثر من 45 ألف لاجئ من (دارفور)، في ثلاثة معسكرات في تشاد، وبالطبع يخضعون لسيل من الأفكار التنصيرية.
التنصير في أفغانستان:
وفي أفغانستان - وهي الدولة التي اكتوت بنار الحروب والكوارث - لم يخطر ببال أكثر قادة التنصير من قبل أن يأتي اليوم الذي تطأ فيه منظمات التنصير الأراضي الأفغانية، خاصةً أنه إبَّان حكم حركة (طالبان) كانت أفغانستان تمثِّل بالنسبة للمنصِّرين عرين الأسد، الذي يستحيل الاقتراب منه، ولكن بعد سقوط الحركة، واحتلال أمريكا للأراضي الأفغانية؛ أصبحت تلك الأراضي مرتعاً لجماعات التنصير، التي دخلت - كالعادة - تحت ستار المنظمات الإنسانية، التي جاءت لتقديم الطعام والدواء للشعب الأفغاني، ولكن بعد أن تدسَّ السمَّ في العسل.
وفي الصومال – أيضاً - نجد أن الحرب الأهلية الطاحنة التي أنهكت الشعب الصومالي، وشرَّدت مئات الآلاف من المواطنين داخل وخارج الحدود الصومالية، قد دفعت جماعات التنصير للذهاب إلى هناك - خاصةً داخل مخيمات الإيواء - لنشر أفكارهم.
ومنظمات التنصير لديها القدرة علي تلوين جلدها من أجل التعامل مع كل شعب حسب طبيعته، وهدفها النهائي هو التسلل إلى أبناء هذا الشعب؛ من أجل إقناعه بالأفكار التنصيرية، حتى وإن كان ذلك من خلال استغلال حاجة وعوز ومعاناة هذه الشعوب.(/10)
وفي مطلع عام 2000م أعلنت الخارجية الأمريكية عن إرسالها لـ70 فرقة تنصيرية إلى جنوب أفريقيا، مؤهلين ومدربين على العمل في أحلك الظروف، في قلب الغابات والحروب والأمراض! وبجانب المنصِّرين المحترفين؛ تضم الفرقة الواحدة الأطباء، والممرضات، والمهندسين، والفلاسفة، والعلماء، وهذه الفرق هي طليعة أكثر من 3.5 مليون منصِّر، أعلنوا استعدادهم للذهاب إلى أيِّ مكان على الأرض للدعوة لدين المسيح، ومعظمهم يعمل الآن في مؤسسات ومعاهد أوربية وأمريكية تخدم المنصِّرين العاملين خارج أوطانهم.
التنصير في الجزائر:
وفي الجزائر: نجد أن دائرة العنف والدم التي دخلت فيها الجزائر في السنوات الأخيرة كانت منفذاً لجماعات التتصير لاقتحام الأراضي الجزائرية، فقد استغلت جماعات التنصير حالة الفوضى والفقر التي أصابت البلاد، ونشرت مبشِّريها في أنحاء الجزائر، خاصةً في منطقة القبائل، وتؤكد مصادر جزائرية أن عمليات التنصير اتَّسع نطاقها في المرحلة الأخيرة، وأخذت تتَّسع إلى ولايات أخرى، مثل (عنَّابة) و(قسنطينة)، واعترفت السلطات الجزائرية بتصاعد نشاط هذه الجماعات في المرحلة الأخيرة، مستغلةً الفقر في بعض المناطق، وحاجة الشباب للعمل في الخارج.
المراجع:
1- 100 ألف طفل يتيم في إندونيسيا بسبب تسونامي - مفكرة الإسلام على (الإنترنت) - الأحد 27 ذو الحجة 1425هـ - 6 فبراير 2005م.
2- المبشِّرون! الجوع والمرض والتشرد.. سلاحهم لغزو مناطق الحروب والكوارث والأزمات الإنسانية - الوفد - الأربعاء 16 فبراير 2005م.
3- أمريكا لن تمنع التبشير في العراق - إسلام أون لاين. نت/ 1-5-2003م.
4- التنصير في العراق على قدم وساق - محمد صادق أمين - مجلة المجتمع – العدد 1597.
5- 9- فرق التنصير تحارب الإسلام فى آسيا وأفريقيا - محيط – رمضان 1420هـ.(/11)
العنوان: قارئ القرآن
رقم المقالة: 1588
صاحب المقالة:
-----------------------------------------
هذه القصة تناسب خطب الجمعة في موضوعات: القرآن - الموت - القَدَر - قدرة الله - حسن الخاتمة...
شخص يسير بسيَّارته سَيْرًا عاديًّا, وتعطلت سيارته في أَحَد الأنفاق المؤدية إلى المدينة. تَرجَّل مِن سيارته؛ لإصلاح العطل في إحدى العجلات، وعندما وقف خلف السيارة؛ لكي ينزل العجلة السليمة، جاءت سيارة مسرِعة، وارتطمت به من الخلف.. سقط مصابًا إصابات بالغة.
يقول أحدُ العاملين في مراقبة الطرق: حضرت أنا وزميلي، وحملناه معنا في السيارة، وقمْنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله، شابٌّ في مقتَبل العمر.. متديِّن؛ يبدو ذلك من مَظهَره. عندما حملناه سمعناه يهمهم.. ولعَجَلَتِنا لمْ نميِّز ما يقول؛ ولكن عندما وضعناه في السيارة، وسرْنا.. سمعنا صوتًا مميزًا، إنه يقرأ القرآن، وبصوتٍ ندي!.. سبحان الله!! لا تقول هذا مصاب!.. الدم قد غطى ثيابَه.. وتكسرت عظامُه؛ بل هو على ما يبدو على مشارف الموت!
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل.. يرتل القرآن.. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة! أحسستُ أن رعشة سَرَتْ في جسدي، وبين أضلعي. فجأة سكتَ ذلك الصوتُ.. التفتُّ إلى الخلف فإذا به رافعًا إصبعَ السبابة يتشهد، ثم انحنى رأسُه، قفزت إلى الخلف.. لمست يده.. قلبه.. أنفاسه.. لا شيء؛ فارق الحياة!
نظرتُ إليه طويلاً.. سقطتْ دمعةٌ من عيني.. أخفيتُها عن زميلي.. التفتُّ إليه وأخبرته أن الرجل قد مات! انطلق زميلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقتُ شهقة، وأصبحتْ دموعي لا تقف.. أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثِّرًا!(/1)
وصلْنا المستشفى.. أخبرْنا كلَّ مَن قابلنا عن قصة الرجل.. الكثيرون تأثَّروا من حادثة موته، وذرفت دموعهم.. أحدُهم بعدما سمع قصة الرجل ذهبَ وقبَّل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب؛ حتى يعرفوا متى يُصلَّى عليه؛ ليتمكنوا من الصلاة عليه. اتصل أحدُ الموظفين في المستشفى بمنزل المتوفى.. كان المتحدِّثُ أخاه.. قال عنه: إنه يذهب كل "اثنين" لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه؛ فهو يُحضِر لهم الكتبَ والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر؛ لتوزيعها على المحتاجين.. وحتى حلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها.. وكان يردُّ على مَن يُثْنِيهِ عن السفر ويذكر له طول الطريق: إنني أستفيد من طول الطريق بحفْظِ القرآن ومراجعته، وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كلَّ خطوة أخطوها.
في الغد غصَّ المسجد بالمُصلِّين.. صليتُ عليه مع جموع المسلمين الكثيرة.. وبعد أن انتهينا من الصلاة حمَلْناه إلى المقبرة.. أدخلْناه في تلك الحفرة الضيقة..
استقبل أول أيام الآخرة. وكأنني استقبلتُ أول أيام الدنيا!!(/2)
العنوان: قاعدة التثنية للأسماء المنتهية بألف
رقم المقالة: 1691
صاحب المقالة: أيمن بن أحمد ذوالغنى
-----------------------------------------
بذل علماءُ العربيَّة جهودًا جبَّارةً مُضنيَة في تتبُّع كلام العَرَب شعره ونثره، والإحاطَة بجَمْهَرَته إحاطةً مكَّنَتهُم من كشف قَوانين اللغة وخصائصها، وصَوْغ قواعدها وبيان أحكامها.
وإنَّ جُلَّ قواعد العربيَّة هيِّنٌ على الأفهام، يَسيرٌ على الأذهان، بَيْدَ أننا استَخْفَفنا بلغَتنا، واستَدْبَرنا قواعدَها، وأَهْمَلنا تعلُّمَها وإتقانَها، فكَثُر في استعمالنا لها الخطأُ واللَّحنُ.
ومن القواعد التي نتجَنَّبُ بمعرفَتها كثيرًا من الخَطَل قاعدةُ التثنية للأسماء المنتهية بألف؛ فمنَ المعلوم أن الاسمَ يدلُّ على المثَنَّى بزيادة ألف ونون (حالةَ الرفع) أو ياء ونون (حالةَ النصب والجر) في آخره، سواءٌ في ذلك المذكَّر والمؤنَّث، فنقول: أقبَلَ الوَلَدانِ والبِنْتانِ، ورأيتُ الوَلَدَينِ والبِنْتَينِ، ومرَرتُ بالوَلَدَينِ والبِنْتَينِ.
أما إذا كانَ الاسمُ منتهيًا بألف فلهُ - عند تثنيته - ثلاثُ حالات:
الأولى - إن كانت الألفُ ثالثةً (أي: ثالثَ حرف): تُرَدُّ إلى أصلها؛ (الواو، أو الياء).
مثالُ ذلك: كلمةُ عَصا، الألفُ فيها منقلبةٌ عن واو، فتُرَدُّ عند التثنية إلى أصلها، فنقول: في يَدِ الرَّاعي عَصَوانِ، ورأيتُ في يدِ الرَّاعي عَصَوَيْنِ، ويَهُشُّ الرَّاعي على غَنَمِه بعَصَوَيْنِ (أي: يضربُ أغصانَ الشجر ليسقُطَ ورقُها وتأكلَها الأغنامُ).
ومن ذلك أيضًا: كلمةُ فَتى، الألفُ فيها منقلبةٌ عن ياء، فتثنيتها: فَتَيَانِ (في الرفع)، وفَتَيَيْنِ (في النصب والجر)، نقول: طَحَنَ الفَتَيَانِ القَمحَ برَحَيَيْنِ كبيرَتَيْنِ (الرَّحَى: أداةٌ يُطحَنُ بها).
الثانية - إن كانت الألفُ رابعةً فصاعِدًا : تُقلَبُ ياءً.(/1)
فتثنيةُ أَعْشَى (لضعيف البَصَر): أَعْشَيَانِ وأَعْشَيَيْنِ، وحُبْلَى: حُبْلَيَانِ وحُبْلَيَيْنِ، وأُوْلَى: أُوْلَيَانِ وأُوْلَيَيْنِ، وعُظْمَى: عُظْمَيَانِ وعُظْمَيَيْنِ، نقولُ: فازَتِ الطالبَتانِ الأُوْلَيَانِ بالجائزَتَيْنِ العُظْمَيَيْنِ.
الثالثة - إن كانت الألفُ ممدودةً للتأنيث (الاسمُ الممدودُ هو: اسمٌ آخرُه ألفٌ زائدة، بعدها همزةٌ): تُقلَبُ الهمزةُ واوًا.
فتثنيةُ صَحْراء: صَحْراوانِ وصَحْراوَيْنِ، وحَسْناء: حَسْناوَانِ وحَسْناوَيْنِ، وشَقْراء: شَقْراوَانِ وشَقْراوَيْنِ. نقولُ: عَبَرَتْ فَتاتانِ حَسْناوَانِ صَحْراوَيْنِ واسِعَتَيْنِ على ناقَتَيْنِ حَمْراوَيْنِ.
- نشرت في مجلَّة الرسالة التي تصدرها الشؤون الدينيَّة بمجموعة الجريسي بالرياض، العدد (42)، شهر شوال 1426 هـ.
- ونشرت في مجلَّة منارات السعوديَّة، العدد (19)، شهر جمادى الأولى 1427 هـ.(/2)
العنوان: قدرة الله تعالى
رقم المقالة: 1557
صاحب المقالة: الشيخ إبراهيم الحقيل
-----------------------------------------
{الحَمْدُ لله فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر: 1]، و{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك: 1]، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تفرد بصفات الجلال والكمال، وتنزه عن الأنداد والأمثال. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أعلم الناس بربهم، وأتقاهم له، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيأيها الناس: اتقوا الله – تعالى - وأطيعوه، اتقوا من له ملك السموات والأرض وما فيهن، وهو على كل شيء قدير، قدرته فوق كل قدرة، وقوته تغلب كل قوة. أرانا عجائب قدرته، ودلائل قوته فيما خلق وقدّر. خلق السموات والأرض، ثم قال لهما: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصِّلت: 11].
قدرته – تعالى - لا تخضع لما عرفه البشر من قوانين الكون والحياة؛ فقدرته تخرق هذه القوانين، ومن وضع هذه القوانين في الكون إلا هو سبحانه وتعالى! وقانون الكون يقتضي أن كل شيء يبنى لابد له من عمد لكيلا يسقط والله – تعالى- {رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2]. قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "أي هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها، وهذا هو الأكمل في القدرة، كما قال – تعالى -: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [الحج: 65][1].
إنَّ السماءَ لمِنْ أكبر الأدلة على قدرة الخالق - تبارك وتعالى - في ارتفاعها، وما فيها من أنجم وأفلاك، وشمس وقمر وسحاب.(/1)
وفي الأرض من المخلوقات والعجائب ما يبهر العقول، ويستولي على النفوس {وَفِي الأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات: 20]. فيها من الآيات الدالة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة مما قَدْ ذرأ فيها من صنوف النَّبات والحيوان والمهاد والجبال والقفار والأنهار والبحار[2]، وما بثَّ فيها من أنواع الدوابّ {وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشُّورى: 29].
ونوّع بقدرته هذه الدواب {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَّخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: 45].
ومن دلائل قدرته – تعالى -: ما ينزل من السماء من ماء، فيبقيه في الأرض ولو شاء لذهب به {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}. [المؤمنون: 18- 19].(/2)
إنه - تعالى - بقدرته وحكمته جعل حياة الأرض ومن عليها بهذا الماء، إن ارتوت منه حيت، وإن فقدته ماتت، وكما يحيي الأرض بالماء فهو قادر على بعث المخلوقين، ولو كذّب المكذبون، وعاند المعاندون {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي المَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصِّلت: 39]، {فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الرُّوم: 50].(/3)
لقد كذَّب المشركون والملاحدة بذلك، فلم يؤمنوا بقدرته – تعالى - على إحياء الموتى، وبعث الخلق مرة أخرى، ولم ينظروا إلى قدرته – تعالى - في خلق السموات والأرض التي هي أكبر من خلق هذا الإنسان {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأحقاف: 33]، {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الخَلَّاقُ العَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 81- 83]، ألا يقدر على إعادة الخلق كرة أخرى من خلق المرة الأولى؟! ألا تظهر قدرته لكل من يعقل وقد خلق الإنسان من طين، ومن ماء مهين، ومن صلصال من حمأ مسنون؟ وسواه من نطفة لا قيمة لها {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ المَوْتَى} [القيامة: 36- 40] بلى وعزة ربنا وقدرته {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطًّارق: 8].(/4)
وخلْقُ الإنسان، وسيره في الحياة، بداية ونهاية، وضعفًا وقوة، لمن دلائل قدرة الخالق سبحانه وتعالى. جعل للجنين في بطن أمه أطوارًا ينمو فيها شيئًا شيئًا حتى يأذن بخروجه إلى الدنيا ضعيفًا، ثم يقوى، ثم يضعف حتى ينتهي، إنها لعبرة، وإنها لدليل قدرة؛ فتبارك الله أحسن الخالقين {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ} [الرُّوم: 54].
رزق الإنسان العقل، وسخر له الخلق، وأمره بحمل الأمانة وعمارة الأرض، وإقامة الدين له تعالى؛ فآمن أقوام، وكفر آخرون؛ فكان الاختلاف والاحتراب على الأرض بين الإيمان والكفر، بين الهدى والضلال، بين الحق والباطل قائمًا إلى قيام الساعة.
وقد أخبرنا أنه – تعالى - ينصر المؤمنين، ويُهلك المكذبين. من أغرق فرعون وجنده؟ ومن أرسل الريح على عاد وقومه؟ ومن أهلك ثمودَ بالصيحة؟ ومن خسف بقارون وداره؟ ومن دمّر جموعًا من المعاندين؟ ومن نصر أولياءه المؤمنين، وأظهر عباده المتقين؟ إنه الله – تعالى - وهو على كل شيء قدير.
لقد حذرنا - سبحانه وتعالى - من التمرد والعصيان، وأبان لنا عاقبة ذلك، وضرب لنا الأمثال بمن خَلَوْا قبلنا، وأوضح لنا أنه على كل شيء قدير، فقال في المكذبين {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون: 95]، وقال في المنافقين: {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20].(/5)
إنه – تعالى - حذّرنا من عاقبة القعود عن نصرة الدين مهما كانت التبعات والتضحيات، وإذا قصرنا فهو قادر على أن يبدلنا بخير منا {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ وَالمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} [المعارج: 40 -41]، {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا} [النساء: 133].
وما نعمل من طاعات تنفعنا ولا تنفعه تعالى، وما نقارف من عصيان يضرنا ولا يضر الله – تعالى - شيئًا.
ولما استنفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيًّا من العرب فتثاقلوا عنه أمسك الله - عز وجل - عنهم القطر فكان عذابهم[3] {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39]، ولا يستطيع أحد من الخلق أن يملك النفع والضر مهما بلغ؛ بل ذلك بيد الله - سبحانه وتعالى - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ} [الأنعام: 17- 18].(/6)
إن البشر يشاهدون قدرة الله – تعالى - في الإهلاك والعذاب، ولا يملكون حيالها شيئًا مع كل ما وصلوا إليه من علوم وصناعات. يأمر الله – تعالى - الريح فتأتي تدمر ما أمرت به؛ تقتلع الأشجار، وتهدم البيوت، وتهلك من شاء الله – تعالى - لا يملك البشر لها دفعًا. ويأتي الفيضان بأمر الله – تعالى - فيغرق المدن ومن فيها، والزلزلة آية أخرى من آيات قدرته تعالى، يسوي الله – تعالى - بها مدنًا بالأرض في أقل من ثانية، فأين هي قوة البشر وقدرتهم، وأين دراساتهم وأبحاثهم، ومكتشفاتهم ومخترعاتهم؟ هل دفعت لله أمرًا؟ أو منعت عذابًا؟ أو عطلت قدره؟! كلا؛ بل ما شاء الله – تعالى - كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطَّلاق: 12].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا يليق بجلال ربنا وعظيم سلطانه، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيأيها الناس: اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأخلصوا له الدين، فما خلقتم إلا لهذا، قال قتادة - رحمه الله تعالى -: "من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولُيّنت مفاصله للعبادة"[4].(/7)
أيها الإخوة: إن المؤمن الحق لا يغتر بجاهه أو ماله أو قدرته، ويتبرأ من حوله وقوته، ويسأل الله الإعانة في أموره؛ فقدرته – تعالى - نافذة، فإذا سمع المؤمن المؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، كأنه يقول: هذا الذي تدعوني إليه وهو الصلاة والفلاح أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته[5]. إنه يطلب الإعانة من الله - تعالى - حتى في أمور دينه.
وإذا حار بين أمرين لا يدري ما الخير له فيهما استخار الله – تعالى - وسأله بقدرته وعلمه أن يختار له الأحسن فقال: ((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب))[6].
وإذا شكا وجعًا وألمًا علم أن الله – تعالى - قادر على أن يذهب وجعه، وأن يسكن ألمه؛ فيضع يده على مكان الوجع ويقول: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"[7].
إن من قوي إيمانه بالله – تعالى - قوي يقنه بقدرة الله – تعالى - وقوته؛ فلا يعظم ولا يخاف إلا الله تعالى. لا يعظم مخلوقًا كتعظيم الله – تعالى - مهما كان له من الإنجازات والعطاءات، ومهما شاهد من قدرته وقوته؛ لأنه يعلم أن الله – تعالى - أقوى وأقدر.
ومن كان كذلك فإنه لا يظلم العباد؛ لأنه إن رأى قدرته فوق قدرتهم علم أن قدرة الله – تعالى - فوق قدرته،وهو كذلك لا يخاف الظلمة والمتسلطين؛ لأنه إن رأى أن قدرتهم فوق قدرته علم أن قدرة الله – تعالى - فوق قدرتهم.
والمؤمن مأمور دائمًا أن يتذكر قدرة الله – تعالى - وقوته في كل أحواله وشؤونه؛ ولذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة: ((ألا أدلك على كلمة من تحت العرش، من كنز الجنة؟ تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم))؛ أخرجه الحاكم بإسناد صحيح[8].(/8)
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واطلبوا منه العون في الأمور كلها، وتبرؤوا من حولكم وقوتكم، ولوذوا بحمى من هو على كل شيء قدير.
وصلوا وسلموا على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم[9].
---
[1] تفسير ابن كثير (2/772) عند تفسير الآية الثانية من سورة الرعد.
[2] تفسير ابن كثير (4/362) عند تفسير الآية (20) من سورة الذاريات.
[3] أخرجه أبو داود في الجهاد باب في نسخ نفير العامة بالخاصة (2506) والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (2/104) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
[4] تفسير الطبري والدر المنثور للسيوطي (6/137).
[5] فتح الباري لابن حجر (2/109).
[6] كما في حديث جابر الذي أخرجه البخاري في الدعوات باب الدعاء عند الاستخارة (3685)، وأبو داود في الصلاة باب الاستخارة (1538)، والترمذي في الصلاة باب صلاة الاستخارة (480)، والنسائي في النكاح باب الاستخارة (3255)، وابن ماجه في إقامة الصلاة باب صلاة الاستخارة (1383).
[7] كما في حديث عثمان بن أبي العاص عند مسلم في السلام باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (2202)، وأبي داود في الطب باب كيف الرقى (3891)، والترمذي في الطب (2081)، وابن ماجه في الطب باب ما عوذ به النبي - صلى الله عليه وسلم - (3522).
[8] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/184)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/21) وله شاهد من حديث أبي موسى بلفظ: ((ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة))؟ قلت: "بلى" قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ أخرجه البخاري في الدعوات باب قول لا حول ولا قوة إلا بالله (6409).
[9] * فائدة: للاستزادة في موضوع قدرة الله – تعالى - انظر:
1 - "الأسماء والصفات" للبيهقي (1/314) لكن يحذر من تأويله؛ لأنه - عفا الله عنه ورحمه - يميل إلى التأويل في بعض الصفات لكن يستفاد من الآثار المرفوعة والموقوفة التي ذكرها.
2 - "التوحيد" لابن منده (2/162).(/9)
3 - فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (8/7 - 52) ففيه كلام نفيس جدًّا، وتفصيل لا مزيد عليه.
4 - "شرح نونية ابن القيم" للدكتور محمد خليل هراس (2/78).
5 - "فتح الباري" لابن حجر كتاب القدر باب لا حول ولا قوة إلا بالله (11/509).
6 - "الحق الواضح المبين" للشيخ عبدالرحمن السعدي (45).
7 - تفسير السعدي (5/624).
8 - الكتب التي اهتمت بشرح الأسماء الحسنى عند اسم (القدير) أو صفة (القدرة).(/10)
العنوان: قراءةٌ أولى لرواية (عائشة في غرفة التشريح)
رقم المقالة: 1550
صاحب المقالة: نور سعدون
-----------------------------------------
عائشةُ -لمن لايعرفها- إنسانةٌ عاشت في رواية الدكتور (محمد الحضيف) بجدارة.
تضفي مفرداتُ رواية (عائشة في غرفة التشريح) صخبًا حقيقيًا في نفس قارئها امتدادًا للصخب في أحداثها، التي تعد خطًّا جديدًا يحلق في آفاقه على غير عادته في رواياته ذات النبرة الهادئة مع قوة حبكتها وثبات موقفها..
كذلك فاجأ الكاتب الحضيف قُرّاءَه بعنصر الدعابة الذي خدم الهدف في عدة مواضع.. دبج به أسلوبه الساخر ليغدو الحَرْفُ والبطلةُ أكثر صلابة؛ فمفردات الحزن قد تعطي هشاشة للشخصية الأساسية في الرواية.
هاجمت عائشةُ -مهاجمة صارخة وبقناعة تامة- الخطَّ اللبرالي الذي كثيرًا ما هاجمها وناوأ مجتمعها وعقيدتها..والذي ينظر للمرأة على أنها (مجرد شيء).
بدا أمام عنادها كفقاعة الزَّبَد التي انتفخت.. لتنفجر وتعود إلى أصلها (أخفّ من الهباء)..
غدت عائشة رمزًا عنيدًا من رموز مبارزة اللبرالية العقيمة، فمع محاولات الاضطهاد لم تنكسر.. ومع محاولات الصدود لم تنْزَوِ، ولم تتحطم!..كانت تُثبِت عبر أجزاء حياتها حقيقة "ما لا يقتلني يقويني".
تصدت لها عائشة بما تملك من أبجديات، ثبتت كثيرًا أمام محاولات الصد والثني والسخرية؛ ومع الألم الذي انطوى عليه خافقُها في لحظاتٍ ما.. إلا أنها هي التي ربحت الجولات ((فإنهم يألمون كما تألمون)).
كما آمنت برسالتها كطبيبة [يسلمك روحه.. تحافظ عليها، يأتمنك على جسده.. لا تخونه] ونافحت.
هكذا هي عائشة.. عائشة بطلة حقيقية تستحق العيش في قلب كلّ منافح عن رسالته.. وفي كيان كل فرد في المجتمع؛ لأن عائشة كنقطة الصابون التي تنتشر لتُزيحَ مساحاتٍ شاسعةً من الخبث عن محيطها.
عائشة تضخ في المحيطين قدرًا هائلا من الثبات، يهوِّن أمامهم العيشَ في سبيل الإيمان، ويشد من أزر المكافحة.(/1)
عائشة التي لاتنكفئ على نفسها صاغرةً حائرة أمام خطأ يُرتكب!!
عائشة هي حالة الرفض لمرضِ الصمت الخائر لإنسانٍ يُنتهك..
رواية عائشة وضعت مشرطها بمهارة على مواضعَ عدةٍ من جسد المجتمع؛ فعلى سبيل التمثيل:
- تلقي الشائعات بالقبول ونفخها، وقدمت أسلوبًا في تعاطيها، وهو السكوت عن الخطأ باسم (ابعِد عن الشر) حتى يتضخم الخطأ على حساب المجتمع نفسه:
- أنا قلبي يوجعني يا عائشة، الموضوع يكبر، والناس ما لهم إلا الظاهر. المثل يقول: "ابعد عن الشر وغني له"..!
- محاولات تقويض دعائم نجاح إنسان بتهمة (النجاح):
"جارتهم.. وهي امرأة متعلمة، كثيراً ما تفخر بأن زوجها رجل الأعمال، يملك مركزاً طبياً، كل العاملات فيه من النساء. قالت لوالدتها مرّة، على مسمع جمع من نساء، كن مجتمعات عندها.. في إحدى المناسبات: إن آخر شيء كانت تتوقعه، هو أن (تفرط) أم أحمد بأخلاق ابنتها عائشة، وتسمح لها بدخول كلية الطب. كاد كلام المرأة يصيبها بيأس. هل هذا رأيها، أم موقف سببه الغيرة؛ لأنها قبلت في كلية الطب، ولم تقبل ابنتها. كانت تتوقع.. بحكم نشاط زوجها التجاري.. الذي له علاقة بطبيعة دراسة الطب، أن تكون أكثر إدراكاً من غيرها، لحاجة المرأة، لامرأة مثلها، تتولى علاجها. "قليل من الناس من يتخلى عن هواه وحظ نفسه، ويتجرد لذات المبدأ".. همست لنفسها".
- البطء في حلّ مشكلة الاختلاط في المجال الطبي مع أن ذلك ممكن:
"أمها الرافضة الخائفة، خصصت لها غرفة خاصة في البيت. الوالد المتردد، صار يطوف على المكتبات، يوفر لها الكتب والمراجع. أما شقيقها أحمد، الذي كان كلُّ ما تفعله وتحلم به أختُه، محلَّ استهزاء وسخرية منه.. أصبح مصدراً رئيساً لدعمٍ لم تكن تتوقعُه.(/2)
أحمد صار متابعاً منتظماً لمنتديات الإنترنت. لا يمر يوم أو يومان، إلا ويزود عائشة بأوراق، طبعها من بعض منتديات الإنترنت، بعضها يتكلم عن أهمية دعم عمل المرأة في القطاع الصحي، لتخدم بنات جنسها، وأخرى عن وجوب توفير بيئة مناسبة للطالبات في الكليات الطبية، والعاملات في القطاع الصحي.."
أشارت الرواية إلى بعض الأخطاء التي تحدث في المرافق الطبية؛ يتضح جانب منه حين يناقش ناصر -والد عائشة- الطبيب:
"- دكتور.. هذا مستشفى حكومي، ومن حق المواطن أن يلقى احتراماً، وخدمة صحيحة. التخلف.. ليس التزام الإنسان بما يؤمن به، بل معاملة الناس بهذه الطريقة".
إنّه هنا يقف صادعًا مستخدمًا أدوات المشاعر النفسية لبني البشر، متوصلاً بالقارئ إلى قناعته الذاتية، ولعلّ الرواية هذه نقطة تحول في (مدرسته)! بما يخدم المرحلة؛ إذ سيضخ (فيما أتمناه) في أقلام كثير من الأدباء حبرًا من النوع (الجريء في الحق)..يعتلي به جبل الرماة ليرمي.. نكاية وانتصارًا للحق فقط!
لا شك أن الكاتب سيُتهم بالمباشرة والأسلوب الوعظي، ولكن البينة على من ادعى، فما دُوِّن في الرواية مواقفُ وقناعاتٌ لشخوصها، فلقد سلكت الرواية مسلكَ الأديب في رسالته إذ تتسلل لقناعاته وتقدم معالجتها بشكل مفرط في الذكاء، وهذا ما حدث هنا؛ نسيج متقن من عناصر الزمان والمكان والحالة النفسية والتوجه والخلفية الثقافية أدت دورها بشكل فني ذكي.
ولم تكن البطلة شخصية أسطورية مفرطة في المثالية، وإنما يعتريها النقص؛ حينما تعلقت بأمل خافت -ومصائب قوم عن قوم فوائد- فمصابُ عائشة جلّى أمام القارئ حقيقةَ المفارقة الاجتماعية التي تمثلت في خطأ (شهاب الدين) الذي خان نضالُه نضالها.. وكذّب في لحظة الصفر براءتها وكفاحها واللجج التي خاضتها (حقيقةً لا ادعاء)
فلقد كان نضالها حقيقيًا في الميدان.. في حين كان نضالُه خلفَ شاشة الحاسوب.. وحسب!(/3)
شهاب الدين رسب في الامتحان، فكشف عن خللٍ عند من يقول بلا فعل، أرسل من خلاله الكاتبُ رسالةَ عتاب لمجتمع ناضلت فيه (الطبيبةُ عائشة) ولأجل صالحه.. فتبرأ منها!
عائشة الطبيبة.. وعائشة الهيئة، وعائشة المستقيمة، وهي الرسالة والهم.
عائشة التي وقفت بكل احترام في مجال عملها لتبعث من هناك رسالةَ وفاء لدينٍ كرّمها، وكذلك لوطنٍ عاش فيها.. لا لتجرّح، ولكن لتشرّح؛ بمشرط الصدق، وبمنطق الحق واقعًا لم يُنصَف لتأخذ الجائزة مع مرتبة الشرف الأولى.(/4)
العنوان: قراءة في المجموعة المسرحية: (السقوط)
رقم المقالة: 1141
صاحب المقالة: محمد شلال الحناحنة
-----------------------------------------
(قراءات في الأدب السعودي المعاصر)
البُعْد الإيماني
في المجموعة المسرحية: (السقوط)، للكاتب السعودي: محمد علي البدوي
المسرحية من الأجناس الأدبية المؤثرة كثيراً في المجتمع، ولذلك اهتم أدباء الإسلام في عصرنا الحاضر بها، واستطاعوا جلاء رؤيتهم الإسلامية عبرها، ومن هؤلاء الأدباء: علي أحمد باكثير، وعماد الدين خليل، ونجيب الكيلاني، وعلي الغري، ومحمد علي البدوي، وغيرهم.
أما مجموعة (السقوط)؛ فهي مجموعة مسرحيات قصيرة، صدرت عام 1426هـ ضمن سلسة كتاب (البيان)، الذي تصدره مجلة (البيان)، وقد جاءت في سبعين صفحة من القطع المتوسط، مع مُقَدِّمة للأديب الدكتور حسين علي محمد، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وضمت تسع مسرحيات.
الرحيل الصامت
عَرَفْتُ الكاتب السعودي الصديق محمد علي البدوي -يرحمه الله- قبل ست سنوات من رسائله الحميمة لي، ومسرحياته، واتصالاته، ولقائنا أخيراً بالمكتب الإقليمي برابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض.
وقد نشرنا له عِدَّة نصوص مسرحية وخواطر وقصص في مجلات: (الشقائق)، و(البيان)، و(الدعوة)، و(شباب)، و(الفرقان)، وموقع (الإسلام اليوم)، وغيرها، ولكن قبل أكثر من سنة تقريباً فُجِعْتُ برحيله الصامت الموجع، بعد مرضه الذي عانى منه كثيراً، وهو لم يجاوز الثلاثين من عمره.
نافذة على المجموعة(/1)
في مجموعة (السقوط) تسع مسرحيات، هي: (احتلال الكوكب الأحمر، حكاية السيدة نون، مقاتل من الفلوجة، حكاية أبي منقاش، السقوط، نار القصاص، البحث عن معتصم، الحضارة السوداء، الإمام)، ومنها أربع مسرحيات تتحدث عن بغداد، والبقية تنوعت بين الفكرية والاجتماعية والدَّعويَّة، وتميَّزت المسرحيات بقصرها، ورموزها الشفيفة التي تجذب القارئ، وبعدها الواقعي بعفَوية وبساطة بعيدة عن التعقيد والترهُّل.
بغداد بين الماضي والحاضر
لم يكن الأديب محمد علي البدويّ بمعْزِل عن هموم أمته الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ولذا فإنه يتألم لِمَا آلتْ إليه أوضاعُها، وعجزِها أمام الأعداء..
ففي مسرحية: (احتلال الكوكب الأحمر) يدمغ حُجَج أمريكا في احتلال العِرَاق قبل سنوات؛ إذ جاءت الأسبابُ واهيةً، والمَكْرُ خبيثاً، والأهداف مُتَعَدِّدَة؛ من طَمَعٍ وتَسَلُّطٍ على الشعوب الإسلامية، وكسر إرادتها، واستغلال ثرواتها، فالرئيس الأمريكي -كما جاء في المسرحية- لا يقيم وزناً لأحدٍ من أصدقائه، حتى بعد أن وَضَحَتِ النوايا الفاسدة الحاقدة، فهم لم يجدوا شيئاً من أسلحة الدمار الشامل المزعومة، لكن الحرب شُنَّتْ بكل هَوَس وحِقْد ودَمَار؛ لتلبية جميع أطماعهم، وإرضاءً لشركات السلاح التي زادت في إيراداتها بعد اشتعال الحرب، وهكذا نقرأ في المسرحية:
(وزير آخر: بالمناسبة لقد أرْسَلَتْ شركات السلاح دَعْماً إضافيّاً، وتَعَهَّدَت بدَعْمِنا في الانتخابات القادمة.
الرئيس: لابد أن تُفعَل هذه الحرب! لا تكسبها سِوى هذه الشركات الكريهة!!.
وزير الخارجية: إنها تجارة الموت، وهم تُجَّار الموت!.
الرئيس: ونحن سَمَاسرة الموت!.. ها.. ها...).
وتتميز هذه المسرحية بتكثيف عنصر التَّسَلُّط، وإرهاب الدولة الذي تُمَارسه أعظم دولة في عصرنا الحاضر. أمَّا بغداد؛ فلم يكن عجزها إلا صدى لعجز الأمة وتمزقها!.(/2)
وتأتي مَسرحيَّة (مقاتل من الفلوجة) إلى العِزَّة الإسلامية، وهي تنهض من خيوط الشهادة، وتستَثْمِرُ التسلسل المنطقي في الحدث، والحوار؛ بل تغادر واقعنا المحزن مُتَّجِهَةً إلى رياض الروح، ومُتَّكِئَة على بعد إيماني في رؤية ما يجري في الفلوجة، وفي أرض الرافدين، ولذلك تغدو تراكيب الحوار مُوجَزَة، والموقف محسوماً؛ لأنه يعانق ريح الجنة، ويمكن أن نتأمل هذا المشهد:
(أحد المقاتلين وهو يهم بدخول المدينة بينما يعترضه أحدهم، وهو خارج من المدينة:
الرجل: إلى أين يا رجل؟
المقاتل: إلى الأمام!
الرجل: إنه الموت الزُّؤَام.
المقاتل: فليكن.. سأذهب إلى الموت إذن!
الرجل: وهل تسعى إليه بقدميك؟
المقاتل: إني أشم ريح الجنة تنبعث من داخل المدينة.
الرجل: عُدْ من حيث أتيت... لسنا في قوتهم!.
المقاتل: الله أقوى من الجميع!!).
وليس هذا المشهد إلا من الأبعاد الإيمانية الصادقة التي تتكرر في مواقف عديدة في كتابته، وإن كانت هذه المسرحيات تُجَسِّد الواقع الموجع لبغداد اليوم، وكل المدن العراقية؛ فهل أراد كاتبنا محمد علي البدوي أن يعيد إلى وجداننا، بأن خيوط الأسى مُمْتَدَّة حين كانت عاصمة للخلافة الإسلامية، فأصابها ما أصابها؟!.
وليست مسرحية (السقوط) إلا استقراءً لماضي بغداد وأحزانها، وتكالُب الأعداء عليها من الداخل والخارج، حين سقطت بأيدي المغول عام 656هـ، ولقد كان لابن العلقمي الوزير الرافضي دورٌ كبير في إسقاطها زمن الخليفة المستعصم، فوقع فيها من المذابح والدمار ما يعجز الوصف عنه؛ فهل يا تُرى يعيد التاريخ نفسه؟!
(حكاية أبي منقاش)
وتتحدث مسرحية (حكاية أبي منقاش) عن بطولة الفلاح العراقي الذي أسقط طائرة (الأباتشي) الأمريكية، الذي أثار فرح الناس عامة، وقد سجد لله شُكراً وحمداً على هذا الإنجاز، ولكنه يحزن كثيراً بعد سقوط بغداد بيد الأمريكيين أخيراً.(/3)
أمَّا المفارقة في المسرحية؛ فهي أنه يضطر إلى الإنكار خوفاً من بطش قوات الاحتلال؛ إذ يَدَّعِي أمام قائد الاحتلال أنه أسقط حِدَأة (طائراً)، وليس طائرة! وتتجلى السخرية المُرَّة على لسانه في تأمل ما يجري.
واستطاع محمد علي البدوي -في هذه المسرحية- أن يُثْرِيَ المواقف في أكثر من مقطع؛ لنعيش هُمُوم الأُمة وجراحها، وكأنَّا نُرَدِّدُ أهازيجها مع البُسَطاء الفُقَراء:
يَا أَبَا منْقَاشَ، أَحْسَنْتَ فَزِدْ فِعْلُكُمْ -يا ابن العُلا- فِعْلُ الأَسَدْ
(الأَبَاتْشِي) أَنْتَ مَنْ أَسْقَطْتَهَا بِرَصَاصٍ مِثْلِ حبَّاتِ البَرَدْ!
شفافية الرمز
لدى الكاتب محمد علي البدوي -يرحمه الله- قُدْرَة واضحة في استخدام الرمز الشفيف في عناوين مسرحياته، وأسماء شخوصه؛ ففي مسرحية (حكاية السيدة نون) نجد أن الضمير (نون) -نون النسوة- هو رمز للمرأة، ونرى بأنه رمز جزئي ذو دلالة خاصة، ولكن أديبنا مُحمد البدوي يوظفه في دلالة عامة لجميع النساء اللاَّتي يَسْعَيْنَ لتضخيم الذات المُتَسَلِّطَة، على حساب ثوابت الأمة وقيمها الفاضلة؛ فيُطالبن بحرية المرأة المزعومة، من تبرُّج، واختلاط، والسماح بالإجهاض، وغيرها.
وأما شخصية نوال -في المسرحية- فهي رمز نَيل المعاصي، ثم الانتحار أخيراً؛ لتنتهي المسرحية بهذه المأساة:
(صوت: وعاشت السيدة نوال بقية حياتها في ظلمات المعاصي تُحَاول جَاهِدَة بعث هذه الحركة، تجوب أرجاء العالم، ترتمي في أحضان المُومِسَات، تطلب الدعم والعون، وتقود المظاهرات تِلْو المظاهرات، ولكنها، وبرغم كل ذلك لم تنجح، فقررت أخيراً أن تنتحر! وبالفعل أقدمت على فِعْلتها، وكان انتحارها مأساة أخرى.. فلا حول ولا قوة إلا بالله... والحمد لله الذي عافانا..).(/4)
وأرى أن المسرحية انتهت عند قوله (مأساة أخرى)، أما الحوقلة والحمد؛ فهو هذا الحس الإيماني واللجوء إلى الله، الذي يعبر عن فكر الكاتب ومشاعره، ومن فنية المسرحية وجماليتها أن يترك ذلك للمشاهد أو المتلقين؛ فيحدث الأثر الذي يصافح وجدانهم، دون تدخل الكاتب.
وتأتي مسرحية (البحث عن معتصم) لتنهل من الرمز التاريخي، وهو الخليفة العباسي المعتصم، الذي اقتص من الروم وأدَّبهم في عدة معارك، وهو رمز يتسم بثرائه؛ فهو يمثل كل قائد مسلم قوي بإيمانه، معتصم بحبل الله، تنتظره أفواج المسلمين الثكالى في فلسطين والبوسنة، والعراق، والشيشان، وأفغانستان، وفي كل بقعة يذكر فيها اسم الله.
ولأن الأديب محمد علي البدوي تُحَركه شفافية إيمانه، وصدق انتمائه لدينه، وحبه لأمته؛ فإن الرموز لديه تضرب في عمق جراحاتنا ومعاناتنا، فماذا ينتظر الأطفال والنساء المَوْتُورون من إخوانهم المسلمين؟! أما الإجابة فنُصْغِي لها بأَلَمٍ وحسرة:
(إننا نُدِين ونَشْجُب ونستنكر وبشدة العُدْوان الصارخ ضد إخواننا المسلمين، ونطالب مجلس الأمن الدولي بسرعة التدخل من أجل إنقاذهم...
[تصفيق حاد يملأ المسرح]..
الشيخ: أسمعت؟ لقد تَمَخَّضَ الجبل، فولد فأراً.. إنهم يَطْلبون النُّصْرة من أعدائنا! يطلبون لنا الرحمة من جَلاَّدينا!.
القائد: و...و... وماذا نريد منهم؟.
الشيخ: أليسوا إخواننا في الدين والعقيدة؟ أمَا تَدَاعَى النصارى لنصرة إخوانهم في تيمور الشرقية.. وفي جورجيا... حتى أقاموا لهم دولة؟!
القائد: نعم .. ولكن..
الشيخ: ولكن الوَهَن الذي ضرب قلوبهم، حب الدنيا وكراهية الموت... لنا الله... لنا الله)..
وتفتح مسرحية (الحضارة السوداء) نافذتها من خاتمتها الإيمانية ورؤيتها الدعوية؛ فعنوانها يرمز للحضارة الغربية الملوثة بالماديات، من أموال، وأضواء، وشهرة، وشهوات.. بعيداً عن تألق الروح وسموِّها.(/5)
أما شخصيتها الرئيسة؛ فهي (سالم)، الذي فتح (حانوتاً للسعادة الجاهزة!), وأعلن عنه في موقعه الإلكتروني: (الحاج سالم للسعادة الجاهزة!)، فيأتيه من الكبار والمشاهير ومنهم: (أرنست همنجواي) الروائي الأمريكي المشهور، وكذلك: (دايل كارنيجي) الكاتب العالمي صاحب مؤلف (دع القلق وابدأ الحياة)، والفنان العالمي: (فان جوخ) وكلهم أصحاب شهرة وأضواء وملايين، وهم يشكون من التعاسة، والقلق، والهموم؛ بل يعيشون في جحيم ما بعده جحيم!!
وعندما يَصلون إلى سالم يتكالبون على الحصول على سر السعادة، ويتنافسون في كثرة الدفع لنيلها أولاً، أما سالم؛ فيخبرهم بعدم إمكانية الحصول على السعادة؛ لأنهم تأخروا كثيراً جدّاً:
(سالم: ها.. ها.. ها [يضحك] أشقياء.. لا يمكنكم الحصول على إكسير السعادة.
الجميع: لماذا؟
سالم: لأنكم تأخَّرْتم كثيراً.. كثيراً جدّاً.
الجميع: تأخرنا؟!
سالم: نعم، يا سادة! لقد انتحرتم.. اخترتم نهايتكم بأنفسكم.. الشُّهرة.. الأضواء.. المُعْجبين.. السيارات الفارِهَة.. والعِمَارات الفاخرة.. والأموال الطائلة.. لم تمنحكم السعادة.. أما أنا؛ فسِرُّ سعادتي في قلبي.. في إيماني بربي .. وقناعتي بدربي... في صلاتي... سعادتي في يدي. يَصْرخ: هيا انصرفوا.. لن أبيعكم سعادتي.. هيا.. هيا..
الجميع: لا .. لا .. لا).
صفاء التوحيد
أما مسرحية (الإمام)؛ فتقتبس مضمونها من نور التوحيد وصفائه، ويتآزر نسيجها بتضامُنِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب -في دعوته العظيمة- مع الإمام محمد بن سعود، الذي وَقَفَ بِكُلِّ قوته إلى جانب دعوة الشيخ، فأسس دولة سارت على نهج الإسلام، واحْتَكَمَتْ إلى شرعه حتى يومنا هذا، وما كان هذا ليتمَّ لولا توفيق الله، ونصره لمن يتمسك بشرعه:
(الإمام: أبايِعُكَ على أنَّ الدَّمَ بالدَّمِ، والهدمَ بالهدْمِ، ولا أخرج من بلادك.
ابن سعود: إذاً أبْشِر.. أبْشِر يا إمام بالنصرة والمساعدة!(/6)
الإمام: وأنت أبشر بالعِزَّة، والتَّمْكين، والعافية الحميدة).
[يبسط الإمام يده، ويبايعه الأمير ورجالُه، وترتفع الأصوات بالتهليل والتكبير]..(/7)
العنوان: قراءة في ديوان: من يطفئ الشمس؟ لحيدر الغدير
رقم المقالة: 844
صاحب المقالة: شمس الدين درمش
-----------------------------------------
الحكمة الشعرية في ديوان: (من يطفئ الشمس؟)
للشاعر د.حيدر الغدير
الغدير ما يغادره السيل من الماء فتنمو حوله الحياة.. تجتمع إليه الطيور، وتنبت فيه وحوله الأشجار والزهور.
وهذا الديوان كذلك الغدير من الماء في شفافيَّته وروحه الباعثة للحياة، وقد نبت فيه من كل لون، ولكن اللون الأخضر هو الغالب فيه؛ لأنه موجود مع كلِّ لون مما نبت فيه وحوله، واللون الأخضرُ في هذا الديوان هو الحكمة.
فالحكمة الشعرية هي العنصرُ المبثوث في كلِّ الديوان كما ينبثُّ اللون الأخضر في البستان. ولا عجب! فالديوان جاء بعد أن تجاوز الشاعر المراحلَ المتقلبة في حياته، واليوم هو في طريقه إلى السبعين، عركته تجارب الحياة، فخَبَرَها وخَبَرَته، وكشف أسرارها وكشفته حتى ظهر لنا من أمرهما العجب!
وإذا كانت قصائد الرثاء العديدةُ في الديوان بدوائرها المختلفة المكانَ الطبيعي لشعر الحكمة من حديث عن الموت والحياة، والدنيا والآخرة، والفناء والخلود - فإن قصائد عديدة فيه كانت وقفات حقيقية للتأمُّل في الحياة وما فيها، عبَّر الشاعر من خلالها عن رؤيته الثاقبة لما وراء الظواهر الخادعة كالسراب الذي يحسبه الظمآنُ ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفَّاه حسابه، إن الله سريع الحساب.
فما المحطَّاتُ التي وقف الشاعر فيها للتأمُّل في الحياة بحكمة حتى لينطبق على شعره قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشعر لحكمة))؟
الموت.. الصديق:
جرت العادة أن يجزعَ الإنسان من الموت، ويهربَ منه، ويدعوَ لعدوِّه به، ولصديقه بضده، وليس الشاعر بِدْعاً في هذا، ولكن معايشة الشاعر لهذه القضية الكبرى في الحياة، وإمعانَ التأمل كشف له سراً جعله يسلك مذهباً جديداً فيه، فلنسمع القصة:(/1)
أخافَني الموتُ دَهراً ثمَّ صافاني وقالَ لي: لستَ بالعادِي ولا الجاني
ويعرض علينا الشاعر دفاعَ الموت عن نفسه فيما يظنه الناس، وبراءته من التهم الموجَّهة إليه، فيقول على لسانه:
لا أُنقِصُ المرءَ يوماً قطُّ من أجَلٍ ولا أَجورُ على إنسٍ ولا جانِ
أنا الوَفيُّ لأمرِ اللهِ أُنفِذُهُ كما يَشاءُ وإنَّ العَدلَ مِيزاني
ولستُ أَظلمُ إنساناً لمَسكَنَةٍ ولا أُداري ذَوي مالٍ وسُلطانِ
بل أَحرِسُ العُمرَ للإنسانِ يَقطَعُه والحَبلُ أُرخِيهِ للقاصي وللدَّاني
حتَّى إذا جاءَ أمرُ اللهِ قُمتُ بهِ أَذاكَ ظُلمي لَهُ أم ذاكَ إِحساني؟!
وأمام بيان الدفاع في إثبات البراءة من الجناية يقدِّم لنا الشاعر الموتَ بريئاً مما وُجِّه إليه من التهم فهو عادل مطيع لأمر الله، حافظ للإنسان أن يَنتقص من أجَله، ولذلك ينتزع منا الإجابةَ على تساؤله لنعترفَ بأن ذلك منه إحسان للإنسان، وليس ظلماً!
ويذهب الشاعر أبعدَ من ذلك، فيضع الموت في دعواه تحت المراقبة السلوكية حتى يتيقَّن صدقَ دعواه، واستقامة مسلكه، فيقول:
سمعتُ ما قالَ واستَرسَلتُ أَرقُبُه فكانَ حقّاً أخا صِدقٍ وإيمانِ
وكان أَرحَمَ مِن باغٍ وطاغِيةٍ يَستأصِلُ الناسَ وهو الباسمُ الهاني
فماتَ خَوفيَ منهُ وهو بادَلَني حُبّاً بُحِبٍّ وناجاني وآخاني
رأيتُ منهُ وَفاءً رغمَ سَطوَتِهِ لم أَلقَهُ في كَثيرٍ بينَ إخواني
وَضَعتُ في كَفِّهِ كَفِّي فعاهَدَني على الإخاءِ ولا تَعجَب وأَرضاني
إذن، اجتاز الموتُ اختبار البراءة المسلكية، وبدأ عهدٌ جديدٌ في العلاقة بينه وبين الشاعر، حلَّت فيه الطمأنينة محلَّ الخوف، والثقة محلَّ الشك، مما أثار استغرابَ الآخَرين الذين يجهلون ما أدركه الشاعرُ الحكيم، فقال:
رأى صَداقَتَنا قالٍ، فساءلَنا: هل أنتُما - هكذا يَبدو - صَديقانِ؟!
فقلتُ: بل نحنُ في أَعلى مَكارِمِها ونحنُ في ذُروَةٍ منها نَديمانِ
وتبدأ صفحةٌ جديدةٌ مع الموت:(/2)
أتانيَ الموتُ في رِفقٍ وفي حَدَب يَقتادُني عن شَقاءِ العالَمِ الفاني
فَزالَ عنِّي غِطائي وانجَلى بَصَري يَرنو وبي لَهفَةٌ للعالَمِ الثاني
وطارَ بي أَمَلٌ جَذلانُ يَغمُرُني أنَّ الكَريمَ تَوَلَّاني وأَدناني
قد علمنا من قبلُ صداقةَ الشاعر الفرزدق للذئب، وها هنا نرى صداقة شاعر للموت!
الإنسان والمال:
المال محبوبُ الإنسان، قال تعالى: {وتَأكُلونَ التُّراثَ أكلاً لَمًّا. وتُحبُّونَ المالَ حُبّاً جَمّاً}، وفتنته قد تهلكه في الحياة! والشاعر يُدرك هذه الحقائق، ويُدرك الطريقة المثلى في التعامل مع هذا العدو المحبوب!! فالغنى في إنفاق المال، وليس في كَنزه، والعز في بذله، وليس في البخل به.
ولا شك في أن معانيه مستقاةٌ من توجيهات القرآن الكريم، والحديث الشريف فيما ذهب إليه من أن الذين يكنزون الذهبَ والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله لهم عذاب أليم، وأن مالَ الإنسان ما تصدَّق فأبقى، وأن ما يكنزه هو لوارثه يبدِّده من بعده ويحاسب هو عليه!
ويقدِّم لنا الشاعر الغدير هذه المعاني بحكمته الشعرية، فيقول:
كلُّ مالٍ جَمعتُه في اصطِبارٍ مرَّةً وافِراً وأُخرى قَلِيلا
سوفَ يَغدو لِوارثِيكَ قريباً كي يُبيدوهُ بُكرةً وأَصِيلا
فَهُمُ الناعِمونَ فيهِ ومنهُ وعَليكَ الحِسابُ مُرّاً ثَقِيلا
ويُدرك الشاعر أن المالَ صعب المراس قويُّ الشكيمة، لا يَستسلم ولا يَلين لمالكه بسهولة، لذلك يتوجَّه إليه بالخِطاب، ويُعطيه درساً لا يَترك له فيه من مَطمع، فيقول:
أنتَ عَبدي إذا بَذَلتُكَ دَوماً فإذا ما بَخِلتُ كنتُ الذَّليلا
ويختم الشاعر قصيدته ببيت مفرد يتضمَّن خُلاصة حِكمته في المال فيقول:
يُدركُ المرءُ حينَ يَسخو المعالي ويَنالُ البَخيلُ مَرعًى وَبِيلا(/3)
ومع اليقين أن هذه الرؤيةَ الحكيمة في المال أصيلةٌ لدى الشاعر؛ لأن غديرَه من سيل نهر الشريعة الغرَّاء، نجده يلتقي بنصوص معلومةٍ لدى شُعراء الحكمة في تراثنا الشعريِّ قبل الإسلام وبعده مثل زهير بن أبي سلمى في قوله:
ومَن يَكُ ذا فَضلٍ فيبخَلْ بفَضلِهِ على قَومِه يُستَغنَ عنه ويُذمَمِ
وحاتِم الطائي في قصائده العديدة التي يحاور فيها زوجتَه ماوية التي كانت تحاولُ ثَنيه عن البذل، فيقول لها:
أماوِيَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائِحُ ويَبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ
والمتنبي في قوله - وهو ماثلٌ لدى الشاعر دائماً-:
لولا المشقَّةُ سادَ الناسُ كلُّهُمُ الجودُ يُفقِرُ والإقدامُ قَتَّالُ
الإنسان والجبن:
الجبن صفة ذميمة، بخلاف الخوف الذي وصف الله سبحانه به ملائكته المقرَّبين {يخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم}، ووصف به عبادَه المؤمنين {يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفاً وطَمَعاً}، لذلك يعالج الشاعر صفة الجبن لدى الإنسان معالجةً حكيمة، ويعبِّر عن مفهومه له، وفلسفته فيه.
فالجبن في نظر الشاعر يفعلُ بالإنسان ما تفعله العواملُ الطبيعية في الصخر الصلد من الحتِّ حتى يتأَكَّل ويضعف ثم ينهار، فيقول:
رأيتُ الجبنَ قبلَ الموتِ مَوتا يَحُتُّ المرءَ -إذ يَرضاهُ- حَتّا
ويَترُكُه رِماماً بالياتٍ تَعيثُ بها الرِّياحُ وهُنَّ شَتَّى
تُبعثِرُها ولا باكٍ عليها ومَن يَبكي منَ الأَقذاءِ بَحتا
تَجنَّبهُ الوَرى سُخطاً وهُزءاً وبَتَّ حِبالَهُ الأصحابُ بَتّا
ويُبصِرهُ فيَمقُته أَخوهُ فإن لامُوهُ فيهِ ازدادَ مَقتا
صورة كئيبة كريهة للجبان يرسمها الشاعر منبوذا يجرُّ أسماله الممزَّقة وكأنه صار كالسامِريِّ الذي يقول: {لا مَساس}!!(/4)
ولكن ما معنى قوله: (رأيتُ الجبنَ قبلَ الموتِ مَوتا)؟! وهل يُذم الجبن قبل الموت، ويُمدح بعده؟ أوهل بعد الموت جبنٌ حتى يكون له ظَرف قبله؟ أعتقد أن الشاعر لا يقصد القبليَّةَ مقابل البعدية، وإنما أراد بما قبل الموت الحياة، فهو يريد أن يقول: رأيت الجبن في الحياة موتاً، ولكنه استخدم بدل كلمة (الحياة) المتوهِّجة بالمعاني الإيجابية المشرقة كلمة (قبل الموت)، وهي تعبير مُنطفئ، فجعل التضادَّ بطباق السلب بدل الإيجاب.
وأمر آخر يستوقفنا، إذ جعل (الجبن) في الحياة (موتا)، ولا شكَّ في أنه يذمُّ الجبن، ولازمه أنه يذمُّ الموت، بل الموت المشبَّه به أشد ذمّاً، مع أننا علمنا أن الشاعرَ في قصيدته (صداقة) أضفى على الموت كلَّ الصفات الحسنة واتخذه صديقاً نديماً، فهل يجد (القالي) مَطعناً ليقول للشاعر: أنت مخطئ في أحد الأمرين؛ اتخاذ الموت صديقاً، أو تشبيه الجبن بالموت!! وإذا صحَّ الأمران عند الشاعر يكون الجبن صديقاً له غيرَ مذموم!! ولعل الشاعر يُخرجنا من هذه الإشكالية الفلسفية.
ونعود إلى القصيدة لنرى أن الشاعر يتحدَّث عن دواعي الجبن في حياة الإنسان، فيقول:
وفي الدنيا نقائضُ واعِظاتٌ تَبينُ وتَختَفي أنَّى نَظَرتا
أَلِفناها لكَثرتِها فصارَت نديمَ حياتِنا جَهراً وصَمتا
فنَسكُنُها وتَسكُنُنا كأنَّا بها الأضيافُ مُصطافاً ومَشتى
تَأَمَّلها ستَلقاها صَديقاً وجِيراناً لنا، وأنا، وأنتا
فالأشياء التي يُشير إليها الشاعر مجملاً غير مفصِّل، هي الأمور التي تثير القلق عند الإنسان، فينفخ فيه الوهم، فيتولَّد الجبن في داخله، فإذا هو يذل ويخضع، ولو تأمَّل تلك الأمورَ لوجدها قريبة منه صديقة له، فهم الجيرانُ وأنا وأنت!!
ونجد هنا إلحاحَ الصداقة على الشاعر مرة أخرى، وهي حالة قلقٍ لديه؛ إذ يجد في الأشياء المجهولة أصدقاء لم يجد مثلها فيمن ظنَّ صداقتهم من الناس!(/5)
ويفتح لنا الشاعر الغدير صفحةً من نقائض الحياة الواعظات.. يفتحُ صفحة من المجهول فيقول:
فتَحتَ الأرضِ ميتٌ وهو حَيٌّ بما أَهدى وما أَسدى وأَفتى
ومَرُّ الدهرِ لا يَمحو جَداهُ سَيبقى صَرحُهُ نَضراً وثَبتا
وفوقَ الأرضِ أحياءٌ ولكِن غَدَوا من إِلفِهِم للجُبنِ مَوتى
ويستقي حكمته هنا من الشمسِ الشاهدِ الذي لا يغيب عن الأحياء والأموات فيقول :
تقولُ الشمسُ إنْ طَلَعَت عَلَيهِم رأيتُ بَقاءهُم زَيفاً وأَلتا
وإن كرامةَ الأمواتِ دَفنٌ يَضمُّ رُفاتَهُم، فعَسى ولَيتا!
والشاعر يوظِّف الجملة المتداولة بين الناس (كرامة الميت دفنه) في الاستهزاء بأحياء (الجبن) الأموات، ومنهم الذين تخاذلوا في معركة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم أمام (الجبن) الدانمركي، فقال فيهم في قصيدته أبا الزهراء:
وأَخزى اللهُ أَقواماً دَعاهُم إلى الغضَبِ الوَفاءُ فما أبانُوا
لقد صَمَتوا وإن الصَّمتَ لُؤمٌ لدى الجُلَّى، وأَلهَتهُم قِيانُ
عَليهِم مِن مَخازِيهم غَواشٍ ومِلْءُ قُلوبِهِم ذامٌ ورانُ
فهُم مَوتى وإن ذَهَبوا وراحُوا وهُم جِيَفٌ عَليها الطَّيلَسانُ
ويُشير إليهم بصريح العبارة بعد أبيات فيقول:
ويَقتَحِمُ الشجاع ذُرا الرَّزايا ويَغرقُ في مَخاوِفِه الجبانُ
الإنسان والزمن:
زمن الإنسان هو عمره الذي يعيشه، فيملؤه بالخير أو بغيره.
وقد استوقف الزمنُ الشاعر الحكيم - أو هو توقَّف عنده - كثيراً يحادثه فيسجِّل مواعظه وعبره.
وكان ما يسمى رأس السنة محطَّة وقوفه أكثر من مرة، إذا كان يصح أن يُقال ليوم في السنة رأس السنة!! فلكل إنسان رأس سنته، وعدد أيام رأس السنة بعدد الناس على الأرض، ومع ذلك فإن ما اصطلح عليه الناس فرض نفسه، وفرضته حاجة الناس إلى الحساب بدءاً وانتهاء!
وقد لحظ الشاعر ليلةَ رأس السنة اجتماعَ الناس في ساعة يرقصون ويلهون، والزمن يسرقهم ولا يدرون! فقال يخاطب العام:(/6)
أَقبَلتَ تَستَرِقُ الخُطا يا عامُ والناسُ حَولَكَ سامِرونَ قِيامُ
قد أَسكَرَتهُم خَمرَةٌ مِن غَفلَةٍ أَمشاجُها الأَوهامُ والأَحلامُ
يُسراهُمُ عامٌ تَفلَّتَ وانْطَوى ويَمينُهم يَهفو إليها عامُ
ويمضي الشاعر واصفاً غفلةَ الناس عن حقيقة الزمن الذي يحتفلون برحيله واستقباله، فيقول:
والعُمرُ يَمضي والرَّدى دونَ المُنى وتقَلُّبُ الأيامِ والأسقامُ
والأَرشَدونَ ولَيتَني مِن بينهِم يَقِفونَ حيثُ الحقُّ لا الأَوهامُ
نَظَروا إلى الدُّنيا فما زاغُوا بِها أو أَسكَرَتهُم صَبوَةٌ ومُدامُ
وتتكرر التجربة نفسُها مع الزمن في عام آخر، ولكنه هذه المرة ينتبه إلى الأوراق التي تعدُّ أيام العام، فإذا الورقة الأخيرة منها تُنذر برحيل عام وبداية آخر، فيقول الشاعر تحت عنوان (نحن لا نفنى):
مَرحباً ياعامُ إنَّا ها هُنا تَسكُنُ الآلامُ فِينا والمُنى
كلُّها تُومي لنا إيماءةً ربَّما كانت عَلَينا أو لَنا
يَومُنا كالأَمسِ حُزنٌ وأَسىً لَيتَ شِعري كيفَ نَلقى غَدَنا؟!
والشاعر الغدير هنا مسكون بهم الأمة الإسلامية، وإن كان هذا الهمُّ لا يكاد يغادره، إذ يسيطر على هذه القصيدة ضمير الجماعة منذ العنوان، في إصرار دالٍّ على الثبات وعدم اليأس، برغم دواعيه الكثيرة التي جعلت الشاعر يتساءل بألم مَشوب بالحيرة والتوجُّس من الغد المجهول (ليت شعري كيف نلقى غدنا؟!)، والبيت يَستدعي إلى الذاكرة مثيلَه من الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى:
وأَعلَمُ عِلمَ اليومِ والأَمسِ قَبلَهُ ولكِنَّني عَن عِلم ما في غَدٍ عَمي
كما أجد في وقفات الشاعر مع الزمن وتأمُّلاته فيه ومحاوراته معه نفَساً من الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، إذ له العديد من المقالات في كتبه مع الزمن، والشاعر الغدير من عشاق السياحة والسباحة في أدب الطنطاوي، وقصيدته (شاهد القرن) في الديوان في رثاء الطنطاوي تقوِّي هذا الرأي عندي.(/7)
ويبدو الشاعر في حواره للعام الجديد مُستعطفاً غارقاً في حَيرته من الغد المجهول، نازفاً بالأسى والألم من حال الأمَّة، فيقول:
بَيدَ أنَّا أيُّها العامُ الذي جاءنا يَعدو بِما حَيَّرَنا
لم يَزَل فِينا رجاءٌ واعِدٌ أنْ تُواتِينا وقَد أَفرَحتَنا!
ويخيَّل إليَّ الشاعر مادّاً يديه إلى العام الجديد بلونه الرمادي البائس كسابقاته يخاطبه، والعام يرنو إليه صامتاً، فيمضي دون أن يجيب، ويفهم الشاعر دلالة السكوت، والصمت حكمة وقليل فاعله! فيقاوم اليأس الذي يحاول اختراقه، فيقول:
أيُّها العامُ الذي نَرنو له مِثلَما جاءَ إلينا ورَنا
قُل لِمَن ظَنَّ بأنَّا أُمَّةٌ أَوشَكَت تَغرَقُ في لُجِّ الفَنا
نحنُ لا نَفنى فإنَّا أُمَّةٌ لم تزَل جَذوَتُها مِلءَ الدُّنى
الإنسان والحياة:
وقد يقف الشاعر مع الزمن في غير ما مناسبة، فيلحظ سرعة تصرُّمه وتقلُّبه بين الأفراح والآلام، فيقول في قصيدة (إذن تفوز):
أَبصَرتُ في العُمر أَفراحِي كآلامِي مُهراً سريعَ الخُطا يَعدو بأيَّامِي
هَذي تُخادِعُني والحُسن فِتنتُها وتِلكَ تشتَدُّ في جَرْحِي وإِسقامِي
وَجَدتُّ نَفسي مَضى عُمري إزاءَهُما كأنه بعضُ يومٍ لاهثٍ ظامِ
ونلحظ هنا الهم الذاتيَّ المسيطر على الشاعر، وتعابيره المبنية على ضمير المتكلم المفرد، فالشاعر في صراع مرير مع الزمن، فهو لايكاد يلتقط أنفاسه لاهثاً ظامياً، وإن نسب ذلك إلى العمر، لأن عمر الإنسان هو ذاته، إذ لا إنسان بلا عمر!!
ويُتابع الشاعر عرض مأساته مع الزمن فيقول:
إذا صَحَوتُ منَ الأَوهامِ تَأسِرُني عادَت لِتَجعَلَني في سِجنِها الدَّامِي
فَهِيَ الأَعادِي وإنْ أَبدَت بَشاشَتَها وسَهمُها سَهمُ بادي الكُرهِ غَشَّامِ
وفي البحث عن مخرج نجاةٍ من الهلاك المحدق من سهام الأوهام الأعداء يسأل الشاعر الشمسَ والبدر:
وكيفَ أَنجو؟! سألتُ الشمسَ طالعةً والبدرَ يَحبو الدُّنى من نُورِهِ الهامِي(/8)
والشمس والبدر شاهدا الليل والنهار، فبماذا نصَحا الشاعرَ، وما الحِكَم التي زوَّداه بها:
قالا: اتَّخِذ مِن يَقينٍ سابِغٍ وَزَراً واطْوِ المَخاوِفَ في صَبرٍ وإِقدامِ
وفَوِّضِ الأَمرَ للرَّحمنِ في ثقةٍ ولُذْ بهِ، فهوَ نِعْمَ العَونُ والحامِي
إذَن تَفوزَ وتَغدو كلُّ داهِيةٍ أَشجَتكَ حِيناً سَراباً بينَ آكامِ
ويُصبحُ العُمرُ أَمناً لا يُكَدِّرُهُ سَطوُ المَخاوِفِ مِن ناسٍ وأَوهامِ
والفوز هو الغاية التي يسعى إليها الشاعر، وهي غايةٌ مشروعة {فمَن زُحزِحَ عن النارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز}، لذلك نجده يكرِّر عبارة (إذن تفوز) في قصيدة أُخرى بعنوان (زُلفى)، مبشراً نفسه إذا التزمت الخطَّة الحكيمة في منهجها في الحياة، يقول الشاعر وقد اتخذ مشيبه صديقاً نصوحاً حين جاء إليه بالنذير:
وأَبصَرتُ المَشيبَ فقال هَمساً وجَهراً: إنَّ في بُرديَّ حَتفا
أنا بُشراكَ إن أَحسَنتَ صُنعاً وإلا فالنذيرُ يَمورُ عَصفا
فقُلتُ: أُريدُ نُصحَكَ يا صَديقِي فمَحِّضْنِيهِ مثلَ النُّورِ شَفّا
فقال: تَوَخَّ نَهجَ الحَقِّ أَنَّى مَضَيتَ وكُن بهِ شَهماً وعَفّا
ويأخذ الشاعر الأمر بجدٍّ بالغ، ويحشد تفكيره كلَّه، فيقول:
حَشَدتُّ خَواطِري وهَتَفتُ فِيهِ رَضِيتُ، فَطابَ بي قَلباً وطَرْفا
وقالَ: إذن تفوزَ! فقُلتُ: بَهْراً سَتَلقاني الفَتى إنْ قالَ أَوفى
وهذا منه كقول طَرَفَة:
إذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني عُنيتُ فلم أَكسَل ولم أَتبَلَّدِ
فالمقصود صفاتُ الفتوَّة عند العرب من الوفاء والمروءة والنجدة والترفُّع عن الدنايا، وليس المرحلةَ العمرية التي تجاوزها الشاعر إلى الشيخوخة إذ يقول:
وللسَّبعينَ أَدنو مِن ذُراها مَواجِعُها تَبدَّى أو تَخَفَّى(/9)
والسبعون يذكِّرنا بقصيدة (سبعون) للشاعر عبد العزيز الرفاعي رحمه الله تعالى، وهو صديقٌ حميم لشاعرنا الحكيم، ومن القلائل الذين صَفَت لهم صداقته من الناس، وقد أصفاه بقصيدة في العدد (54) الخاصِّ بالرفاعي من مجلة الأدب الإسلامي أشار فيها إلى هذه القصيدة فقال:
سبعونَ قد وَفَدَ الشِّتاءُ يَزورُني والنارُ قد خَمَدَت وجَفَّ المورقُ
حَنَّت إلى عَبقِ التُّرابِ جَوانِحي لا غَرْوَ يَشتاقُ الرفيقُ الأَرفَقُ
والسبعون الذي يتحدث عنه الشاعر الغدير يقف بنا في محطَّته الأخيرة من قصائد الحكمة، وهي (إذا متُّ) جعلها نصائحَ موجهة إلى ابنه إذ أحسَّ بدنو أجله -متَّعه الله بالصحة والعافية- على غِرار قصيدة مالك بن الرَّيب وأبي فراس الحَمْداني في رثاء نفسَيهما، ولا شك أن التجربة الشعرية تبلغ قمَّتها صدقاً وحرارة في مثل هذا، لذلك جاء المقطع الأول من القصيدة في تصوير خطوات الدَّفن الرهيبة، ثم ينتقل الشاعر إلى توجيه نصائحه إلى ابنه الذي هو امتدادٌ له، فكأنه بذلك يريد منه أن ينالَ ما ناله، و يتدارك ما فاته من الخير، ونجد قضية الفوز والنجاة حاضرةً أيضاً، يقول الشاعر:
وعِشْ صادِقاً شَهماً يُنقِّي فُؤادَهُ ومَسعاهُ أنَّى كانَ في السرِّ والعَلَنْ
وداعِيةً للهِ يَرجو ثَوابَهُ ويَشكُرُ في النُّعمى ويَصبِرُ في المِحَنْ
إذن تبلغَ الفَوزَ العَظيمَ وتَرتَقي وأَفرَحُ في قَبري لما نِلتَه إذَنْ!!
والشطر الأخير يؤكد صدقَ الإحساس عندي بشعور الامتداد والتواصل لدى الشاعر.
وبعد.. فهذه جولةٌ في الحياة مع الشاعر الحكيم د.حيدر الغدير في ديوانه (من يطفئ الشمس؟) الذي شبهته بالغدير في مائه وأشجاره وأزهاره، وإن شعر الحكمة فيه هو اللون الأخضر في البستان بانتشاره في كل جزء من الديوان، وأنه الوقار الذي يناسب الشاعر في هذه المرحلة العمرية وهو على أبواب السبعين!!(/10)
وقد قدَّم لنا الشاعر حِكَماً كثيرة في أسلوب حيٍّ من حركية الحياة، فجعلها حواراً، وسرداً أقرب ما يكون إلى القصة، مُحلِّقاً بصور شعرية من الخيال المجنَّح، والأداء المهموس المتَّسم برقَّة الكلمات وتناسق العبارات. ومع هذا لم يخل الديوان من بعض الحكم والنصائح التي جاءت مُباشرة على طريقة شعراء الحكمة قديماً، ولكنَّ ذلك لم يعب التجربة؛ لأن المقام تطلَّب ذلك كما في قصيدته التي يَرثي نفسه ويوصي ابنه بعنوان (إذا متُّ)، فلو لجأ الشاعر إلى الخيال والرمز في هذا الموقف لكان ذلك مأخَذاً على تجربته؛ لأن الموقف لا يتحمَّل مثل ذلك.(/11)
العنوان: قراءة في رواية: "الكنز التركي"
رقم المقالة: 505
صاحب المقالة: خليل محمود الصمادي
-----------------------------------------
هذه هي الرواية الثالثة للأمير سيف الإسلام بن سعود آل سعود؛ فالرواية الأولى له: "قلب من بنقلان"، و الثانية: "طنين"، وقبل الغوص في أعماق روايته الأخيرة "الكنز التركي"؛ لابد من التعريف بالكاتب - الروائي - الدكتور: سيف الإسلام بن سعود بن عبد العزيز آل سعود.
ولد الأمير في مدينة الرياض عام 1956م، وحصل على شهادة الثانوية من معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وعلى البكالوريوس من قسم الإعلام - كلية الآداب - جامعة الملك سعود، وعلى الماجستير من الجامعة نفسها، أما الدكتوراه؛ فحصل عليها من جامعة القاهرة، قسم الاجتماع، كلية الآداب، وكانت بعنوان: "التأثير الاجتماعي للإعلانات التلفزيونية على الأسرة السعودية القاطنة بالرياض".
عمل الأمير من سنة 1981م وحتى عام 1998م في القطاع الحكومي السعودي، ويعمل حالياً (أستاذاً متعاوناً) في جامعة الملك سعود.
وبالإضافة إلى رواياته الثلاث؛ له مقالات أسبوعية في عدد من الصحف السعودية، جمع بعضها في كتاب "تنهيدة العربي الأخيرة"،كما أنه يعد البرامج الثقافية والأدبية الإذاعية للإذاعة السعودية.
وهذه الرواية التي نحن بصددها تتألف من (238) صفحة، وتنتظم أحداثها في: ثمانية فصولٍ، وإهداءٍ، وشكرٍ، وإشارةٍ، وملخصٍ عن الرواية - يعطي موجزاً للرواية - جاء في الغلاف الأخير، وهو ما يلي:
"البحث عن الكنز الذهبي - الذي قيل إن الأتراك قد خلَّفوه وراء ظهورهم وهم يغادرون آخر معاقل سلطانهم في جزيرة العرب قبل أقل من مئة عام - لا يمثل جوهر هذه الرواية. الأهم من كل هذا: هو ذاك البحث عن مكنونات النفوس البشرية التي صنعت قصة ذاك الكنز وأسطورته، وعن تلك الخبايا التي تمترست وراء زوايا مجهولة داخل نفوس الباحثين في هذه الأيام عن ذاك الكنز وحكاياته العجائبية.(/1)
نشوء الدول وسقوطها.. الحب والخيانة.. العشق والموت.. البحث عن الذات والثروات.. المثاليات ونقائضها، كلُّ تلك القيم والظواهر وما بينهما هي مادة هذه الرواية وبناؤها" .
كان ذاك هو الموجز الذي اختاره مؤلف الرواية بعناية، ووجَّهه للقارئ قبل أن يباشر قراءتها، أما التفاصيل التي لابد منها للدخول إلى عالم الرواية؛ فهاكم خلال هذه الأسطر القليلة:
بدايةً؛ يبدو أن الأمير الكاتب مولع بأمور عدَّة؛ منها: الفلسفة، والخوض في أعماق النفس البشرية لاكتشاف مكنوناتها، والتعمُّق في التاريخ، وقراءة سطوره بعناية، ومحاولة إسقاطه على الحاضر، كما أنه قارئ – بدرجة الامتياز - للعلاقات الإنسانية بين بني البشر، بما فيها من حبٍّ، وعشقٍ، وكرهٍ، وطمعٍ، وجشعٍ؛ فيضفي من خلال قراءته تحليلاً عميقاً لمآسي المجتمع الذي نعيش به.
الرواية تتنقل بالقارئ بين قرنين من الزمان؛ البداية الأولى مطلع القرن العشرين، أما النهاية فهي في مطلع القرن الحادي والعشرين، ففي بداية القرن الأول، وفي عام 1900م بدأ أمر الكنز، ثم كان ما كان من ضياعه، بدأ أمر الكنز بمدِّ خطوط السكك الحديدية إلى الحجاز، وهو المشروع الضخم الذي ودَّت السلطات العثمانية الآيلة للسقوط لو تأخر سقوطها عقوداً من الزمن حتى يتثنى لها استكماله، ذلك المشروع الذي كان سيكون - ولا شك - مفخرةً للسلطان عبد الحميد وللعثمانيين.
أما الكنز المادي الذي تناولته الرواية، وجعلته محور القصة، فهو كنزٌ مجهول، مصدر العلم الوحيد به هو ما كان يتردد على ألسنة الناس من أن الأتراك العثمانيين دفنوا كنوزاً كثيرةً في بلاد العرب، كانت مرسلة لآخر مواقعهم في المدينة المنورة؛ للدفاع عن مدينة الرسول الكريم.
استطاع الكاتب أن يجعل من هذه المقولات الشعبية، والأساطير - التي صدَّقها كثير من الناس - مادةً مثيرةً لروايته؛ فالعامة ظنوا - وما زالوا يظنون(/2)
- أن الأتراك دفنوا كنوزاً كثيرةً في البلاد التي كانت خاضعة لهم، ولاسيما في الطريق الحديدي بين الشام والمدينة المنورة.
تتألف الرواية من ثمانية فصول، تبدأ بالفصل الأول، الذي حمل عنوان "نهايات"، وتنتهي بالفصل الثامن الذي حمل عنوان "لاشيء". وهذه الفصول الثمانية موزعةٌ بالتناوب بين الماضي والحاضر؛ فالفصول (الأول، والثالث، والخامس، والسابع): تحدثت عن أبطال الرواية في القرن الماضي، أما الفصول (الثاني، والرابع، والسادس، والثامن): تحدثت عن أبطال الرواية في القرن الواحد والعشرين، ولكن ما الرابط بينهما؟
حقيقةً؛ يدهشك الروائي وهو يتنقَّل بين الفصول المفردة والمزدوجة، ولا رابط بينها إلا الكنز؛ ففصول القرن الماضي - المفردة -: تتحدث عن الكنز العثماني، ومصيره في أرض العرب، والخرائط التي كانت بحوزة رجلين اثنين، أخفياها في وقت عصيب عن أعين الأعداء والطامعين، بطرقٍ ذكيةٍ لا تخطر على بال، أما فصول القرن الحالي: فتتحدث عن هؤلاء الذين اهتموا بهذا الكنز، الذي أصبح مطمع كل باحثٍ عن ثراء سريع.
يعقد الأمير الكاتب بين السطور موازنةً إنسانيةً بين الذين بنوا دولتهم ودافعوا عنها بكل ما يملكون من قوة، وبين رجال العولمة في القرن الحالي، الذين لا همَّ لهم إلا العثور على هذا الكنز.
ففي الفصل الأول: يتحدث عن كبير مهندسي السكك الحديدية بالحجاز، ويعبر فيه عن حلمه الذي تحقق أخيراً بالانتهاء من مد السكك الحديدية إلى المدينة المنورة، من خلال رسالة رقيقة، أرسلتها له زوجه فاطمة خاتون المقيمة بدمشق، وهي الرسالة التي رجته ألا يفتحها إلا عندما يقترب من مدينة الرسول – صلى الله عليه وسلم - وها هو يقرأ رسالتها، لينبئنا عن فرحه بانتهاء مشروعه العظيم، ولكن لا تتم فرحته؛ لأن عُرْبان الثورة العربية هجموا على القطار، فطارت الرسالة، وطارت معها وثائقُ عديدةٌ تهم الدولة العثمانية.(/3)
ينتقل الأمير في الفصل الثاني - وتحت عنوان: "خرائط يوم الثلج" - إلى القرن الحادي والعشرين، وينتقل مسرح الأحداث إلى عَمَّان، ولكن ما العلاقة بين الكنز التركي الضائع منذ مئة عام وبين عَمَّان؟!
يتركنا الأمير في الفصل الأول حيارى من مصير الكنز التركي؛ ليبحث معنا في هذا الفصل عن أسرار النفس البشرية المجبولة على الطمع، والتي تصبو للثراء الواسع السريع بأي وسيلة، إذ يلتقي (مهند السعدي) بصديقه القديم (تحسين الفواز) السياسي الأردني السابق، ورجل الأعمال الحالي، بناءً على طلب الأخير المُلِحّ، ولكن ما الغاية من اللقاء؟
قال تحسين الفواز: "أنا أعرف مكاناً في غرب بلادكم، فيه كنوزٌ من السبائك الذهبية، والتي تقدر بمليارات الريالات، هل لديك الرغبة في اقتسامها مع أخيك الجالس أمامك؟ الأمر لن يكلفنا سوى أجهزة كشف عن المعادن النفيسة، وفي أعماق قريبة من الأرض...".
هذه هي الرسالة التي حرص تحسين على إيصالها لصديقه القديم مهند، ولكن ما الذي يجعل تحسين متحمساً للبحث عن الكنز التركي المفقود؟ لقد وصلت ليديه خارطة المكان الذي دُفن فيه الذهب! يقول تحسين الفواز:
"أنا أملك في هذه اللحظات أماكن إخفاء السبائك الذهبية العثمانية، وكيفية الوصول إليها.. وبشكل دقيق وعجيب!!".
طلب مهند من صديقه أن يعفيه من مواصلة الحديث، وأن يأذن له بالانصراف، وبالفعل؛ انصرف حائراً من طلب صديقه القديم، وكان ردَّه القاطع - قبل أن يفترقا - النفيُ الخارجي المخادع، بيد أنَّ كلام تحسين ترك أثرًا في نفسه، التي حدثته في اكتشاف مغامرة جديدة، حتى لو كانت من الأساطير الشعبية التي انتشرت بين الناس.(/4)
أما الفصل الثالث - وهو أطول فصول الرواية؛ إذ يقع في (87) صفحة – فقد جاء تحت عنوان: "حكايات الحب والحرب"، يعود فيه الروائي زهاء تسعين عاماً للوراء؛ ليؤرِّخ لنا حِقْبةً تاريخيةً مهمةً وقعت فيها المدينة المنورة تحت سيطرة عُرْبان الثورة العربية، وما تخللها من مآسٍ، ودموعٍ، وبكاءٍ، وحبٍّ. أما المآسي: فبطلها الأول القائد (فخري باشا)، الذي رفض - على مدى سنتين تقريباً - تسليم المدينة المنورة، برغم الحصار والجوع والمحن، وأما بطلها الثاني: فهو الذي أضاع - أو أخفى - رسالة الكنز، إنه (مختار باشا)، كبير مهندسي الدولة العثمانية، الذي اقترن ببطلة ثالثة في هذا الفصل؛ إنها (ناجية) ذات الشخصية المؤثرة الساحرة، عاش معها المهندس أياماً حلوةً، شاركهما فيها طفلان جميلان هما "عبدالحميد وفايزة"، بالرغم من المأساتين الكبيرتين: مأساة الوطن الممزق، ومأساة حبيبته الأولى التي تركها في دمشق ممزقة القلب مع طفليه الصغيرين، طالبةً الطلاق.(/5)
يستعرض الأمير في هذا الفصل بشيء من التفصيل المعارك التي أدت إلى وقوع المدينة تحت سيطرة الثوار، وما رافقها من موت ودمار، وانتشار الأمراض، وتهجير الأسر المدنية إلى حيث الغربة والشتات، ولم ينسَ الكاتب في خضمِّ هذه المأساة عرضَ صورٍ مشرقةٍ، عن دفاع القائد، ومهندس الدولة العثمانية، والجنود البواسل عن مدينة الرسول الكريم، ولم ينسَ مأساة بطله مختار بك، هذا الذي فقد حبيبه أمام عينيه بقذيفة من سلاح مدفعية العرب الضاربين حصاراً على المدينة، لملم ما تبقى من جثة ابنه برباطة جأشٍ، واتجه بها نحو حبيبته ناجية، التي تركها منذ الصباح على غير ما يرام بسبب حمى الأنفلونزا، التي داهمتها منذ مدة بسبب الحصار الجائر، وما إن اقترب من البيت حتى سمع عويل النساء؛ فظنَّ أن الخبر قد وصل، ولكن لابد للمأساة أن تكتمل... لقد علم أن الصراخ والعويل على الفقيدة ناجية!! وتنتهي مأساة هذا الفصل بدخول القوات العربية المدينةَ، وإلقاء القبض على الرجلين، وإرسال فخري باشا إلى يَنْبُع ليُسَلَّم إلى الإنجليز، أما مختار باشا؛ فقد أرسل مخفوراً إلى دمشق، ولكنهما قبل أن يستسلما حرقا الوثائق السرية؛ إلا وثيقتين، أدخل كلُّ واحدٍ منهما إحداهما في فتحة صغيرة داخل كمرٍ لفَّ وسطَيْهما.(/6)
وحمل الفصل الرابع من الرواية اسم: "محرضات البوسفور"، وفيه يرجع الأمير بنا إلى عصرنا الحاضر، وبالتحديد إلى 4/5/ 2005، في فندق قصر كنمبسكي بإستانبول، وفيه يلتقي مهند السعدي مع الباحث عن الكنز تحسين الفواز، ولكن هذه المرة يضاف للمباحثات تركيان، وسعوديان، وسوريٌّ، ويعترف تحسين أنه نقَّب عن الكنز بمساعدة أناسٍ آخرين بعد إعراض مهند عن مساعدته، لكنه يعترف أنه لم يجد شيئا؛ لأن الخريطة التي أطلع مهند عليها قبل أربع سنوات كانت مزورة، بيد أنه عثر على الخارطة الحقيقية، ويأمل من مهند ألا يخيِّب ظنَّه هذه المرة، وينتهي هذا الفصل بموافقة مهند بعد إلحاحٍ من صديقه تحسين. "تذكَّر يا مهند أنني قدمت لك حينها ملخصاً تاريخياً عن قصة هذا الكنز، وأظهرت لك خرائط ووثائق تثبت أن الحديث عنه لم يكن أسطورة، ولا خزعبلات تاريخية، كما استشعرت ذلك من ملامحك وتصرفاتك بعد آخر جملة قلتها لك حول الموجز التاريخي لذاك الكنز الذي لا يقدر بثمن، للأسف؛ لم تدعني يا صديقي حينها أكمل لك رؤيتي في كيفية اختبار حقيقة معلومات الكنز التاريخية".
أما الفصل الخامس فقد جاء تحت مسمَّى: "فقد"؛ فهو فصل مأساة مختار بك، الذي وجد نفسه في دمشق مع ما تبقى له من زوجه الثانية "ناجية"، يبحث في حاراتها القديمة - مع صغيرته فايزة - بين باب شرقي وباب توما عن زوجته القديمة وابنَيْه شفيق وسعيد، وذلك في الأيام الأولى من عام 1919م.
يقرع الباب، لا مجيب، يخبره أحد الجيران أن فاطمة خاتون وابنَيْها قد انتقلا إلى بيت التاجر الدمشقي المعروف "الحاج سميح" بعد اقترانه بها!! وربما ذهبوا لإستانبول.
آه... يالهول الخبر المزعج، لقد هزه الخبر، لكنه سرعان ما تمالك أعصابه؛ فقد كان متوقعاً أن تطلب الزوجة الطلاق بعد أن هجرها منغمساً في دنياه الجديدة، ولكن أشد ما آلمه تجاهل الابنين للأب، وما يمثله لهما ولغيرهما.(/7)
يبحث كبير المهندسين وابنته عن خانٍ نظيفٍ ليقيما به ثلاثة أيام قبل انتقالهما لإستانبول، وهناك في الخان أبقى مختار بك صغيرته في الغرفة، ونزع ثيابه وكوَّمها فوق طربوشه، وذهب ليستحم، وعاد بعد عشر دقائق ليجد ابنته في حالة يرثى لها: "بابا، سرقوا الكَمَر فقط...".
أما الفصل السادس - "بين النخب" -: فوقع في 14/ 12/ 2005م على شاطئ فندق الجميرة في إمارة دبي، بين مجموعة من عملاء بنك فرنسي عالمي؛ رجال أعمال، أصحاب محطات فضائية، مطربين، رؤساء تحرير، بعض علماء الصحوة، تناقضات أثارت تفكير مهند السعدي الذي انضم إلى أول حلقة من المحتفلين، وهنا يبحث مهند عن كنزه الحقيقي، في قراءته لوجوه هؤلاء الضيوف المحتفى بهم، فها هو ينتقل من طاولة لأخرى، ليكشف حجم المأساة التي يعاني منها المجتمع من هؤلاء الذين وصفهم بـ"ديناصورات الموظفين الخليجيين السابقين الأثرياء"، قرأ في وجوههم عدة قضايا فلسفية واجتماعية، واستخلص من حديثهم تناقضات عجيبة كالتي جمعتهم، تتطرق لقضية الإرهاب الديني، الجهاد الأفغاني، الوطنية، أسلمة البنوك، أهل المغنى وثرائهم، الديكتاتورية الصحفية، الأسهم - وما أدراك ما الأسهم - الزواج بين الصحافة والمال، وغير ذلك من الأمور التي تهم المجتمع.
في هذا الجو المفعم بالمتناقضات التقى مهند مع الشيخ السعودي بندر السعد - الصديق الجديد لتحسين الفواز - وفريق البحث عن الكنز، وبعد حديث طويل بين الشيخ بندر ومهند، بحث الفريق عن حقيقة خرائط الكنز، وانتهى الاجتماع بأن يبدأ الحفر في أواخر شهر شباط/ فبراير عام 2006م، مع توفير الأجواء السرية لهذه المهمة البالغة الحساسية.(/8)
جاء الفصل السابع تحت عنوان: "في بلاد الأفغان"، يتركنا الأمير الروائي في فصله السابق على موعد لبدء الحفر، وينتقل في هذا الفصل إلى عام 1925م، حيث السفارة التركية في كابول، في موعد غير متوقع بين بطلَي الرواية الأصليَّيْن؛ فخري باشا وكبير مهندسيه مختار بك.
ففخري باشا: عيَّنه الأتراك نظير خدماته الجليلة سفيراً لهم في كابول، أما مختار: فقد أوفده أتاتورك لتلك البلاد؛ لمساعدة أهلها في بناء الجسور والبنية التحتية فيها، إنه لقاءٌ حارٌّ.
يتحدث الصديقان عن أَسْرهما وإطلاق سراحهما، وعن موقفهما من الخلافة الإسلامية، والقومية التركية، لقد أصبح فخري باشا - محب دولة الخلافة وسلاطينها - صاحب لقب "تورك كان"، ومعنى هذا الاسم: الدم التركي، هل يعقل هذا؟! طبعاً لا؛ ففخري باشا الذي أفنى عمره في سبيل الإسلام ودولة الخلافة، لا يمكن أن يتحوَّل للنقيض، لقد أراد فخري أن يموِّه على دعوته بلقبٍ قوميٍّ لا يخطر على بال القيادة السياسية؛ حتى لا يكتشفوه!!.
ولكن سرعان ما قرأ أتاتورك أفكاره، فأحب أن يتخلص منه بما يناسب خدماته الجليلة، فجعله سفيراً لتركيا في أقصى البلاد!!.
وتتابع الرواية قصة مختار منذ خروجه المؤلم من دمشق في اتجاه إستانبول، حيث ولدَاْه شفيق وسعيد، وزوجته السابقة وزوجها الحالي، وأشياء أخرى، كان أهمها إرساله إلى هذه البلاد - بلاد الأفغان - من قِبَل أتاتورك الذي لم يكن تكريماً له بقدر ما كان محواً لذاكرة الشعب التركي من رموز الخلافة العثمانية، وحرسها القديم، لقد كان هؤلاء أحسن حظّاً من آل عثمان الذين طردوا من البلاد، لا لشيء إلا لأنهم سلالة أسرةٍ حكمت العالم الإسلامي قروناً عديدة.(/9)
ويتابع الصديقان القديمان حديثهما المفعم بالحسرة، والسياسة، والدين، ولم ينس مختار أن يحدِّث فخري عن قصة الحزام الذي فُقد في دمشق: "مجانين أغبياء! لم يعرفوا أن إلهاماً قال لي: إنك مراقب يا مختار، وستُهاجَم لا محالة، ولهذا خبأت وثيقة مرشد الذهب في طربوشي، لقد ذهب جهدهم هباءً يا باشا، طربوشي الثمين الآن في حِرْزٍ مكين، في بيت العائلة بأزمير...". وهنا يعترف فخري باشا بأنه دفن النسخة الحقيقية من خارطة الكنز من مكان قريب من الجهة الجنوبية لسور مقبرة البقيع، وأما ما وجده السجَّانون في سجن "سلفاوتورة" الإيطالي فليس إلا وثيقةً مزورةً!!.
يتركنا الأمير سيف الإسلام بن سعود من لقاء الصديقين وهو يقربنا من فهم الخرائط التي حازها الطامعون حديثاً، لينتقل بنا إلى الفصل الأخير الذي أطلق عليه اسم "لا شيء".
لا شيء، وقبلها لا شيء من اجتماع فندق دبي، ولا شيء مفيد للأمة من هؤلاء الذين يظنون أنهم أهل الحَلِّ والعَقْد والنُّخَب والصَّفْوَة في الخليج، ولا شيء في اجتماعاتهم يفيد الأمة والبشرية، سوى زيادة أموالهم ونفوذهم.
أحداث الفصل الثامن الأخير - "لا شيء" - وقعت في 27/2/2006م، بالمدينة المنورة، وهو بالفعل (لا شيء)، فلا شيء حصل عليه المغامرون!! لقد حفروا بشكل مموه ما بين شارع "سالم مولى أبي حذيفة" و"سليك بن مسحل" القريب من محطة السكك الحديدية، واستمر العمل الجاد من الصباح الباكر إلى ظهر اليوم نفسه، حسب خارطة مختار بك، وفي اليوم التالي بدأ الحفر حسب الخارطة المسروقة من الباشا بمالطا، ولكنَّ الخيبة كانت كبيرة، لأن النتيجة كانت "لا شيء"، توقف الحفر... وهنا توقف الأمير سيف الإسلام - أيضاً - عن الكلام المباح، ليعلن لقرائه أنه "لا شيء".(/10)
العنوان: قراءة في كتاب: الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم
رقم المقالة: 1067
صاحب المقالة: أبو مالك وائل العوضي
-----------------------------------------
لا أدري ما السبب الذي جعلني أترك كتاب (الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم) – الذي ترجمه أنيس منصور عن تأليف (مايكل هارت) - تلك المدة الطويلة موضوعا على أرفف مكتبتي دون أن أقرأه!!
هذا برغم أن عنوانه شائق، وأسلوبه ممتع، وفيه من المعلومات التاريخية ما لا يكاد يوجد في غيره، حتى إنه قد جذبني فقرأته مرتين كاملتين!
ونلاحظ أن المترجم لم يبدأ بالبسملة ولا بالحمدلة كما هو المتوقع، وينبغي أن نعلم أنه لم يترجم الكتاب بنصه، وإنما حذف منه بعض الأشياء كما قال هو في المقدمة، وينبغي أن نعلم أيضا أن مؤلف الكتاب ليست له ثقافة عربية، أو هي ثقافة ضحلة في أحسن أحوالها، فهو لا يعرف عن علماء العرب شيئا، ولم يذكر من المسلمين في كتابه سوى النبي صلى الله عليه وسلم (رقم 1) وعمر بن الخطاب رضي الله عنه (رقم 51).
وينبغي أن نعلم المقياس الذي بنى المؤلف كتابه عليه، وما معنى أن يكون الشخص خالدا في نظره، وكيف يرتب في سجل الخالدين بحسب أعماله.
يرى الكاتب أن قيمة الإنسان وخلوده تنبع من عظمة الأثر الذي تركه خلفه، ولذلك فهو يرى أن العظماء والساسة أهم من رجال العلم والأدب والفن ونحو ذلك؛ ولذلك كان للقيادات الدينية نصيبُ الأسد في الكتاب، فجاء المسيح عليه السلام (رقم 3) وبوذا (رقم 4) وكونفوشيوس (رقم 5) والقديس بولس (رقم 6) ولكنه ذكر موسى (رقم 16)، وذكر نبيين مزعومين هما ماني وزرادشت (رقم 83 و89).(/1)
ويبدو أن الكاتب نصراني، برغم أن المترجم ذكر أن دينه غير معروف، ولكنه يكثر من مشاهير محركي الديانة المسيحية أمثال القديس أوغسطين (رقم 53) ومارتن لوثر (رقم 24)، وذكر البابا أوربان الثاني (رقم 50) بسبب كلمة واحدة قالها!! ألا وهي نداؤه للحروب الصليبية وهي عظيمة الأثر كما يرى المؤلف، وذكر جون كالفن (رقم 55).
والكتاب مليء بالزعامات والقيادات غير الدينية مثل شي هوانج تي (رقم 18) إمبراطور الصين وماوتسي تونج (رقم 20) وقورش العظيم مؤسس إمبراطورية فارس (رقم 86) وذكر أغسطس قيصر (رقم 19) ويوليوس قيصر (رقم 65) وهما زعيمان رومانيان عظيمان، وجنكيز خان (رقم 21) وقسطنطين الأكبر (رقم 26) لأنه أول إمبراطور روماني مسيحي.
وذكر العظماء الثلاثة (الإسكندر) و(نابليون) و(هتلر) متتاليين (رقم 33 و34 و35) لأنه يرى أنهم متشابهون في الأثر التاريخي الذي تركوه، وإن كان أعظمهم الإسكندر وأقلهم هتلر في نظره.
ويعجبني في الكاتب أن لديه مقاييسَ واضحة يندر أن يدخلها الأهواء؛
فهو يقول مثلا عن هتلر: (يجب أن أعترف بأنني مع القرف الشديد قد وضعت اسم أدولف هتلر ضمن هذه القائمة) وذلك لأنه ينظر لأثر الشخص وعبقريته، وما إذا لم يكن موجودا فهل يمكن أن يجيء آخر مكانه ويعمل عمله أو لا؟! ولذلك لم يذكر (نيل آرمسترونج) في الخالدين، بل ذكر (جون كيندي) الذي أخذ قرار مركبة أبولو مع أن أرمسترونج هو أول من وضع قدمه على سطح القمر، فإن الكاتب يقول: إن قرار هذه المركبة لم يكن ليفعله أحد سوى كيندي، والجرأة على إنفاق مبلغ هائل من المال لم يكن ليستطيعه رئيس أمريكي آخر، أما لو لم يوجد آرمسترونج مطلقا فمن المؤكد أن رائد فضاء آخر كان سيحل محله فليست له أية فضيلة.(/2)
والمؤلف يعمل في هيئة الفضاء الأمريكية ومتعته الأولى دراسة التاريخ، و هذا الكاتب ثقافته واسعة من النادر أن تتوفر لواحد من أبناء هذا العصر، فهو على علم بكل أبواب العلم التي يتحدث عنها، فحينما يذكر علماء الرياضيات مثل (إسحاق نيوتن) (رقم 2) و(ليونارد أويلر) (رقم 87) و(إقليدس) (رقم 22) تظهر ثقافته العلمية الواسعة، ولم يذكر سواهم من علماء الرياضيات؛ لأن تأثير علماء الرياضيات في نظره ضئيل إذ إنها لا تفيد نظريا، وفائدتها لا تأتي إلا في التطبيقات الفيزيائية، ولذلك أكثر من ذكر علماء الفيزياء مثل (ألبرت أينشتين) (رقم 10) ومايكل فاراداي (رقم 28) وجيمس كلارك ماكسويل (رقم 29) وفرنر هيزنبرج (رقم 43) وماكس بلانك (رقم 54) وبيكريل (رقم 58) ودالتون (رقم 93) ورونتجن (رقم 73) وفرمي (رقم 76) وبيكون (رقم 78) ونيلز بور (رقم 100) وهو آخر الخالدين.
والمخترعون في الكتاب كثيرون ومنهم إديسون، والمؤلف لم يورده لأهمية اختراعاته؛ فهي في نظره ليست ذات أهمية كبيرة، ولكنه أورده بسبب العدد الهائل من الاختراعات التي سجلها باسمه، فقد زاد على ألف اختراع ولذلك أورده (رقم 38).(/3)
والكاتب له دقة عجيبة مبنية على أسس دقيقة وصعبة أيضا في ترتيب الخالدين، وأورد ماركوني مخترع الراديو (رقم 41) وجراهام بل مخترع التليفون (رقم 44) وأورد ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية (جورج واشنطن) وهو أول رئيس لها و(توماس جيفرسون) و(كيندي) رقم (27 و70 و80) على الترتيب، وأورد مخترع الورق (تسي آي لون) (رقم 8) وهو تقديم له فوق حقه فيما يبدو؛ إلا أن للكاتب وجهة نظر قوية في ذلك؛ فهو يرى أن اختراع الورق قد أسرع بالمدنية الحديثة جدا، ولولاه لتأخر ذلك التقدم كثيرا؛ لأن اعتمادنا الأكبر في الحياة على الورق والكتابة لذلك أورد جوتنبرج (رقم 9) تاليا لـ(تسي آي لون) مباشرة؛ لأنه اخترع أحرف الطباعة التي يسرت الحصول على الكتب. وأورد (ويلم مورتون) مكتشف التخدير و(وليم هارفي) مكتشف الدورة الدموية (رقم 56 و57).
ولم يكن للأدباء والفنانين شأنٌ كبير في الكتاب كما قال المؤلف بنفسه في (شكسبير):
((أعتقد أن الأدباء والفنانين ليس لهم إلا أثر ضئيل في تاريخ الإنسانية، بينما نجد أن رجال الدين والعلماء والساسة والمكتشفين والمخترعين لهم أثر كبير على تطوير وتغيير آمال الإنسانية)) ثم قال ((ولذلك فليس بين الأدباء أو الفنانين من يحتل مكانا رفيعا بين الثلاثين الأوائل، وليس منهم إلا عدد قليل جدا من الخالدين المائة)).
قلت: وهم (بتهوفن) (رقم 42)، وميكل أنجلو (رقم 49) و(باخ) (رقم 74) و(هوميروس) (رقم 94) و(بابلو بيكاسو) (رقم )98 وفولتير (رقم 79) علاوة على شكسبير (رقم 36).
ومن العجيب أنه ذكر زعماء الشيوعية الثلاثة كارل ماركس مؤسسها (رقم 11) وناشرها (لينين) (رقم 15) و(ستالين) أشهر أصحابها (رقم 63) وهذا يبين نزعة المؤلف وميله.
وذكر من المكتشفين (كريستوفر كولمبوس) (رقم 9) وفاسكو داجاما (رقم 84).(/4)
ومن علماء الأحياء (باستير) (رقم 12) و(داروين) و(فلمنج) و(مندل) (رقم 17 و45 و59) وليستر مخترع التعقيم (رقم 60) وإدوارد جنر مطور وقاء الجدري (رقم 72) وبانكوس مطور أساليب منع الحمل وناشرها (رقم 81)، وهذا عمل عظيم جدا في رأي الكاتب!!.
وذكر من الفلكيين (جاليليو) (رقم 13) و(كوبرنيكوس) (رقم 25) و(يوهانس كبلر) (رقم 97).
أما الفلاسفة فذكر منهم (أرسطو) (رقم 14) و(أفلاطون) (رقم 40) و(جون لوك) (رقم 48) وديكارت (رقم 64) وجان جاك روسو (رقم 71).
ومن الملاحظات على الكتاب:
- ليس فيه من النساء إلا اثنتان: إليزابيث الأولى، والملكة إيزابيلا الأولى، وهذا يدل على رؤية المؤلف بأن الأعمال العظيمة في النساء نادرة، ولذا وضع اثنتين فقط وملكتين أيضا وسبب وضع الملكة إليزابيث أنها شجعت كولمبس على رحلته وساعدته بالمال!.
- الأخطاء اللغوية عند المترجم مثل (فلم يبقى)، و(كان يحاولان) وغير ذلك علاوة على أخطاء الهمزات فيجعل القطع وصلا والوصل قطعا، وهناك بعض الأخطاء في الطباعة مثل (للقضاء الصغيرة) الصواب (للقضاء على الكائنات الصغيرة) ومثل (فهذه نشأت الديانة) الصواب (فهذه الديانة نشأت) ومثل (شرح التفاعلات كل) الصواب شرح كل التفاعلات، ومثل (الآلة التي وتكبس) وصوابها والله أعلم (التي تضخ وتكبس).
- قال عن نيوتن (كالرسول ولد بعد وفاة أبيه)؛ وهذا تشبيه في غير محله، وكان ينبغي للمترجم أن يحذفه.
- أعجبني قوله: (ومما يؤسف له حقا أن الأناجيل يناقض بعضها بعضا) قلت: بل هو دليل على كذبها ودليل على ضعف مُنة المؤلف.
- من العجيب أنه قال عن كولمبس إنه كان نحيفا برغم أن الصورة المرسومة له تدل على سمن وضخامة.
- من تخريفات المؤلف قوله في قسطنطين الأكبر: ومن العجيب أن هذا الإمبراطور في ليلة معركته مع خصمه الأخير بالقرب من روما رأى في السماء صليبا مضيئا ومعه هذه العبارة: (باسم الصليب سوف تنتصر).(/5)
والكاتب ذو ثقافة واسعة في جميع جوانب المعرفة؛ في العلوم؛ كيمياء، وفيزياء، وفلك، وطب، وأحياء، وغير ذلك، وله شغف بتاريخ الحروب والدول والإمبراطوريات، وهذا يستلزم بالضرورة دراسة الاقتصاد والسياسة ومذاهبها وله فيها القِدْحُ المعلى، وكذلك الهندسة والرياضيات والفلسفة والمنطق ونحو ذلك، فأنا في الحقيقة متعجب من مقدرة هذا الكاتب.
صحيح أنه ضحل المعرفة العربية ولكن ليس في وسع أحد أن يعرف ثقافة الشرق والغرب وهو عندما وضع نبينا صلى الله عليه وسلم في أول القائمة لم ينظر إلى شخصه، ولو نظر لشخصه لما وضعه، وإنما وضعه لأثره البالغ وفتوحات المسلمين العظيمة، ولك أن تتصور أنه ما من إنسان في التاريخ يستطيع أن يفعل ذلك سواه هذا هو مقياس المؤلف، ولو نظر إلى أن ذلك تأييد من الله لما فعل؛ لأنه إنما يقيس قدرات بشرية ولو قدر لي أن أختار بمقاييسه لما اخترت نبيا قط.
أعترف أخيرا أنني استفدت استفادات جمة جدا من هذا الكتاب كما قال الشاعر:
ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلى عمره
والعقول وحدها لا تفعل شيئا ما لم تصقل بالتجارب، وتجربة الإنسان وحده لا تكفي، لذلك لا بد أن يأخذ الإنسان من تجارب السابقين، ويعرف سير العلماء والعظماء والحكماء والقادة والساسة والفلاسفة والأدباء وغيرهم من أهل الضلال ليعرف مذاهبهم الفاسدة فلا يكفي أن يعرف الخير، ولكن لا بد أن يعرف الشر ليجتنبه.
والحمد لله رب العالمين(/6)
العنوان: قراءة في كتاب (المقصور والممدود) لأحمد بن ولاد
رقم المقالة: 1958
صاحب المقالة: خليل محمود الصمادي
-----------------------------------------
الكتاب: المقصور والممدود.
المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن ولاد المتوفى سنة 332هـ.
تحقيق: الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد عبدالله.
البيانات: مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، لا تاريخ، ص435.
قسّم الباحث الكتاب إلى قسمين تناول في أولها ابن ولاد اسمه ونسبه وشيوخه ومصنفاته وكتابه هذا ومنهج ابن ولاد فيه، كما أحصى الباحث ما أُلف في هذا الفن وحمل اسم المقصور والممدود، وقد بلغت ما يقرب الخمسين عنوانًا، وقد بين المطبوع منها والمخطوط، وأما القسم الثاني من الكتاب فهو الكتاب محققاً.. وهذا ما سنتكلم عنه.
ذكر المحقق أنَّ ابن ولاد هو أبو العباس أحمد بن محمد بن ولاَّد، النحوي التميمي، جده ولاد ويسمى الوليد، أصله من البصرة، لكن جدَّه رحل إلى مصر وأقام فيها، وجاء ابن ولاد من أسرة علم؛ فأبوه وجده كانا نحويَّينِ، وفد خرج ابن ولاد من مصر إلى بغداد طلبًا للعلم وسمع فيها من أبي إسحاق الزَّجاج وقرأ عليه كتاب سيبويه وأحسن فهمه وأتقنه كما أخذ عن إبراهيم النحيرمي، وبعد أن نهل من العلم قفل راجعًا إلى مصر ومكث فيها حيناً من الدهر يفيد الناس ويصنّف، وقد صنف الكتب التالية:
1- كتاب في معاني القرآن.
2- الانتصار لسيبويه على المبرد.
3- كتاب المقصور والممدود، وهو موضوع البحث هذا.
يذكر الباحث في هذا القسم، الذي استغرق 38 صفحة، كلَّ ما يتعلق بالمؤلف والكتاب، منها نسبة الكتاب لابن ولاد، والتحقيق من اسم الكتاب الذي لا خلاف فيه. ويذكر منهج ابن ولاد في كتابه وهدفه منه كالتسهيل والتيسير على طلاب العلم لذا رتبه على حروف المعجم، وبين منه ما كان مقيساً وغير مقيس(/1)
وبين المحقق أهمية الكتاب وروايته ومصادر ابن ولاد في المقصور والممدود، كما ذكر النسخ المعتمدة في التحقيق المطبوع منها والمخطوط، فالمطبوع منها طبعة ليدن عام 1900م، وطبعة القاهرة عام 1908م، وقد بين المحقق ما اعترى الطبعات من نقصٍ وسقوط، أما النسخ المخطوطة فهي نسخة مكتبة الأسد بدمشق، ورجّح المحقق أنها صورة عن النسخة المحفوظة في مكتبة داما زاده بإستانبول وتمتاز نسخة مكتبة الأسد بأن الشيخ "عبد العزيز الميمني الراجكوتي" العالم الهندي النحوي المشهور رحمه الله وقف عليها وأقرّ أنها لابن ولاد.
أما القسم الثاني من الكتاب، وهو الكتاب محققاً، فبدأ من الصفحة 39 إلى ص239، وقد أحسن المحقق صنعًا في التحقيق، فقد ضبط المقصور والممدود الوارد في الكتاب وذكر الخلاف في ذلك إن كان، كما وقف المحقق على مذاهب العلماء في معاني المقصور والممدود في الكتاب ورجَّح ما يحتاج لذلك، كما وثق كلام ابن ولاد من المظان التي يطلب منها من كتب اللغة والمعاجم والنوادر، ربط المحقق الكتاب بعدد من الكتب التي حملت الاسم نفسه ككتب الفراء وابن السكيت والوشّاء والقالي والفارسي.
.. خرَّج المحقق الشواهدَ الشعرية والآيات والأحاديث والأمثال وأقوال العرب، كما صنع فهارس منها فهرس الأعلام وفهرس للشعر والأحاديث واللغة وفهرس للكتاب، وقد حازت الفهارس وثبت المصادر على مئة صفحة
منهج المؤلف والمحقق في الكتاب:
كما قلنا، قسّم المؤلف "ابن ولاد" كتابه على حروف المعجم من باب الألف إلى باب الياء، استهله بمقدمة ذكر فيها كل ما يتعلق بالمقصور والممدود التي وقف عليها بما كان متفرقاً منثوراً مما لا حدّ له يحصره ولا قياس يجمعه، ثم ذكر تعريفه للمقصور والممدود فقال:
وينبغي أن نذكر ما المقصورُ من الأسماء وما الممدود وما معنى تسميتهم بعض المقصور منقوصاً.(/2)
فالممدود على ما اتفق عليه أهل النحو "كلُّ اسمٍ كانت آخره همزة بعد ألف زائدة" كقولك قرَّاء ورداء وعِلباء وحَمراء. وجملة الهمزات التي تقع آخر الممدود إما أصلية وإما ملحقة وإما للتأنيث.
والمقصور على ما اتفق عليه أهل النحو كل اسم كانت في آخره ألف في اللفظ زائدة كانت أو غير زائدة، كقولك: ملهى ومرمى وبشرى وتقى وتقوى ومِعزى، فأما المقصور الذي يسمى منقوصًا فهو ما كانت ألِفُه التي في آخره مُبْدلة من ياء أو واوٍ وانفتح ما قبلها وكانتا في موضع حركة فأبدل منهما ألف نحو ملهى، ألفه مبدلة من واو، لأنه من اللهو، ومرمى ألفه مبدلة من الياء لأنه من الرمي.
وبعد المقدمة التي بيّن فيها تعريف الممدود والمقصور والمنقوص وطرق كتابة أسمائها والخلاف في ذلك، بدأ بباب الألف واستهله بـ " الإنْيِ، فقال: واحد آناء الليل وهي ساعاته، مكسور الأول مقصور يكتب بالياء وهو من الياء، ألا ترى أنَّ منهم من يسمن النون فيقول "إنْيٌ" قال الهذلي:
حلو ومرٌ كعطفِ القدح مرّتهُ في كلِّ إنْيٌ حَداهُ الليلُ ينتعلُ
وإِنَى الشيء: بلوغه وإدراكه كذلك مقصور... وقد أنى الشيء يأنى إِنَىً شديدا إذا انتهى إلى نضج أو حرارة أو ما شاكل ذلك... والإناء واحد الآنية مكسور الأول ممدود، والأناة بفتح الأول والقصر من قولهم: رجل ذو أناة وهي التُّؤَدَة... ويقال امرأة أناة وهي التي فيها فتور عند القيام والأصل وناة لأنها من ونى يني بالواو.
... وهكذا يتابع ابن ولاد في ذِكر كل ما يتعلق بالإنى على طريقة المعاجم، مستشهداً بالشعر والآيات القرآنية والأحاديث الشريفة مبديًا أراء النحويين في كثير من المسائل ومرجحاً رأيه في بعضها.(/3)
أما عمل المحقق الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله فيبدو أنه أشق من عمل المصنف.. فقد وازن بين عدد من المخطوطات وتابع ما سقط من إحداها وأثبت الصحيح من النسب وخرّج الشواهد وشرح الغريب فيها، كما ضبط معظم متن الكتاب ووضع علامات الترقيم المناسبة، وقد بلغت هوامش المحقق أكثر من متن الكتاب.
ومن الجدير ذكره أن الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله سبق وأن عمل في مجال التحقيق، فقد حاز على شهادة الماجستير من جامعة دمشق في تحقيق الجزء الثالث من كتاب "الأشباه والنظائر في النحو" للسيوطي، ثم حاز على شهادة الدكتوراة من الجامعة نفسها بعد سنوات.
والأستاذ مازال يعمل في جامعة دمشق أستاذًا لمادة النحو والصرف، وقد تعاقد مع إحدى جامعات الشارقة لمدة ثلاث سنوات وعاد بعدها إلى جامعة دمشق. والأستاذ من مواليد عام 1951م، في محافظة درعا لجأت أسرته من شمال فلسطين ومن قرية "نمرين" بالتحديد، وسكنت قرية "تسيل" في درعا وهناك حاز شهادة التعليم الابتدائي، وأما المراحل الأخرى فأتمها في دمشق، حفظ الدكتور إبراهيم المعلقات السبع وهو طالب في قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، كما كان نهما في القراءة والاطلاع على تراث العرب.
أذكر أنني حضرت مناقشة رسالته الأولى عام 1977م في كتاب الأشباه والنظائر وقد أذهلَ المناقشينَ والحضور بسعة اطلاعه وعلمه، فهو من حفظة القرآن الكريم، ومتونِ الحديث الشريف، وألفية ابن مالك وغيرها من كتب النحو والصرف. أذكر أنَّ الأستاذ المناقش وجه له ملاحظة قائلا له: لو أنك قلت "لأجل ذلك" بدل من قولك "من أجل ذلك"؟ فما كان منه إلاّ أن قال له بأدب وثقة بالنفس: قال الله تعالى: "مِن أجْلِ ذلكَ كَتبنا عَلى بَنِيْ إسرائيلَ.."، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...مِن أجْلِ أنّ ذلك يحزنهُ"[1]، وقال الشاعر: من أجل.... وقال آخر: من أجل...(/4)
فما كان من الأستاذ المناقش الدكتور شاكر الفحام، وزير التربية السابق، إلا أن بشَّر الجامعة بأستاذٍ قدير..
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، مِن أجل أن ذلك يحزنه). رواه الإمام البخاري.(/5)
العنوان: قراءة في مجموعة أحمد صوان القصصية
رقم المقالة: 1121
صاحب المقالة: شمس الدين درمش
-----------------------------------------
من قِصص الأطفال الإسلامية
قِصص الحياة الحلوة للأطفال
نظرة في المضامين والأساليب
مجموعة قِصص (الحياة الحلوة) للأطفال تتمتَّع بإشراقة عُنوانها؛ فعالَم الأطفال ملِيء بالحيوية، وإظهارُ الجانب الإيجابيِّ الجمِيل، وتَقديمُه للأطفال يُؤهِّلهم لتعزيز السعادة في حياتهم.
ومؤلِّف هذه المجموعةِ التي تتألَّف من عشر قِصص -وهو الأديب أحمد صوان- يجيد اختيارَ الوَمَضات الجميلة المليئة بالحياة، ويُنهِي قصصه نهاياتٍ سعيدةً؛ نظراً لتأثير القراءات المبكرة في بناء شخصية الطفل المستقبلية، فهو يُقدِّم مشكلاتٍ حقيقيةً من حياة الأطفال في البيئة المدرسية على الأغلب، وفي الاجتماعية خارج المدرسة, أو في البيت الخاص بالطفل، ولكنه يَحُلُّ هذه المشكلاتِ حلولاً منطقية مقبولة, يُعطِي فيها للطفل نفْسِه دوراً بُطوليّاً، فيُقدِّم نَموذج الرجُل الصغير, أو الطفل الكبير الناضج.
نظرة سريعة في المضامين:
تتألَّف هذه المجموعةُ من ثلاث فئات:
الفئة الأولى تُعنَى بالمضامين التربوية المدرسية:
1- قصة (عنب لذيذ... ولكن): تعالج مشكلةَ الإهمال الدراسيِّ، إذ يَنشغِل التلميذُ عمَّار عن المذاكرة للامتحان باللَّعِب, وأكْل العنب في بيت صديقه صلاح؛ فيُصاب بالمرض نتيجةَ إكثاره الأكْلَ مِنَ العنب, وعدَم غسْله للعنب قبْلَ أكْله. وفي اليوم التالي يُخفِق في الامتحان، ولكنه يُدرِك خطأه، ويُعاهِد ألا يُقصِّر في الدراسة، وأن يَغسِل ما يَأكُله...(/1)
2- وقصة (أين ولدِي؟): تُعالِج مُشكِلة الرِّحلات المدرسية، إذ يَتمرَّد فيها بَعضُ التلاميذ المشاكِسين على نظام الرحلة؛ فيتسببون في المشكلات! وهو ما فعله التلميذ وائل الذي غافَلَ مُراقِب الرحلة، ونَزَل إلى البحر للسباحة، وكاد أن يَغرَق؛ ولكنه أنقذ، وتَأخَّر عن الوصول إلى المنزل؛ لأنه أُودِع المستشفى.
3- في قصة (مُكبِّر الصوت) مُعالجة لمُشكِلة دراسية من قِبَل إدارة المدرسة، التي تَستدعِي والد التلميذ عدنانَ؛ لتُبلِغَه عن تقصِير عدنانَ في الدراسة؛ إذ يُهمِل واجباتِه ومُذاكَرة درُوسه.
والمدرسة -إذ تُبادِر بهذا- تظهَر بالصورة الإيجابية التي يَنبغِي أن تكُون، فما فائدة إبلاغ وَلِيِّ أمر التلميذ قبل الامتحانات بيوم أو يومين؟!
4- قصة (عبرة لن أنساها): عرْض لمُشكِلة الغَيرة بين الأطفال، والتصرُّف بطرِيقة غَير صحيحة نتيجة ذلك؛ إذ يَقُوم مازن عن طريق الكذِب بالإيقاع بين ثلاثة أصدقاء؛ فتتَحوَّل صداقاتهم إلى عداوات ومُضاربات!!
غير أن المَكيدة انكشفتْ, وتَدخَّل تلميذٌ آخَرُ وأصلح بين الثلاثة، وفي النهاية تَجاوَز الجميع عن مازن وعادوا مُتحابِّين. والحدث يَقع داخِلَ سور المدرسة.
الفئة الثانية تُعنَى بمضامينَ اجتماعيةٍ ذات صلة بالمدرسة:
1- قصة (المتأخر): اجتماعيةٌ، أسرية، خاصة، يَمتَدُّ ظِلُّها على المدرسة من جهة الطالب عادل في المرحلة المتوسطة, الذي يَتحوَّل تأخُّره إلى ظاهرة، من جهة مُعلِّمه, الذي هو عمُّه أيضاً؛ فيَقُوم بمساعدة عادل على تجاوز أزمته بإيضاح موقف والد عادل الذي أهملهم بعد وفاة أُمِّهم، والأطفال -في مثل هذه السنِّ- لا يُدرِكون أبعادَ المواقف المتأزمة إلا فيما يُلامِسهم مُباشرة، ولذلك؛ فإن وجود شخص يُلقي الأضواء على الجوانب غَير الظاهرة -خصوصاً في بُعْدها النفْسِي- يُساعِد على التهدئة!!(/2)
2- قصة (مرحباً أيها المبكِّر) تُعالِج مُشكِلة اجتماعية وظيفية على نحو غير مباشر عن طريق الحوار بين التلميذ لُؤي ووالده الموظف؛ فلؤيٌّ يَستعجِل والِدَه للذهاب إلى الرحلة التي وَعَدَه بها، ووالده يَستمهِله حتى يُنجِز مُعاملاتِ المواطنين التي عنده! ويُقنِع لؤيّاً بقياس ذلك على نفسه بسؤاله عن شعوره حين تُؤخِّر المدرسة نتيجته؛ لغياب أحد المدرِّسين, وعدم إنجازه عملَه. والرسالة واضحة الدَّلالة.
3- (القرار الأخير): تَبحَث مشكلة التسرُّب الدراسيِّ في سنٍّ مبكِّرة؛ فالصِّغار الذين في المدرسة عندما يَرَون بعض زملائهم الذين تَركوا المدرسة وبَدؤُوا يَعمَلون ويَكسِبون المال، يَجذِبهم شعور نحو إمكان الثراء السريع, وهذا ما جعل الطالبَ سامراً يتحوَّل من التفوق إلى الرسوب، ولكنَّ تعاونَ أخيه خالد وصديقه عمَرَ جَعَلَه يُدرِك أن العامل المُتعلِّم خيرٌ من العامل الجاهل؛ فقرر أن يُكمل الدراسة ثم يَعمَل!!
4- قصة (الرجل الصغير): جمعتْ مجموعة قِيَم اجتماعية مدرسية ذاتِ بُعْدٍ ديني تاريخي، وتُقدِّم نَموذجاً للطفل الكبير الناضج؛ فالطالب همَّام يبدو مهموماً, وبسؤال والده عن سبب ما يبدو عليه من الهم؛ يتضح أن:
1- مدرسَ التاريخ الجديد يَحتقِر تاريخَ المسلمين! بخلاف المدرس السابق، الذي كان يَبُثُّ في نفوس طلابه الاعتزازَ بتاريخ المسلمين.
2- والجزَّارَ الجديد في الحي يَنقُص الوزنَ, ويَزِيد في السعر.
3- وعمرانَ أَوقَع بين همام وعليٍّ الصديقين.
وإذ حُلَّتِ المشكلة الثالثةُ ذاتيّاً؛ فإن والد همام قام بدور إيجابي في التفاهم مع مدرس التاريخ الجديد الذي غَيَّر من أسلوبه في التعامل مع درس التاريخ, كما كان المُدرِّسُ السابق. أما الجزَّار؛ فقد استقام أمره, وأصلح مِيزانه.
الفئة الثالثة ذات مضمون اجتماعيّ فحَسْبُ:(/3)
1- قصة (الحادث المُمِيت) قصةٌ مُختصَرة بعنوانها، فقد صَدَم سائق مُسرِع بسيارته شجرةَ نخيل باسقةً، ثم انقلبَت؛ فاصطدمَت بسور بَيْت؛ فتحطمتْ سيَّارته، ومات هو أيضاً.
هنا؛ الطفلُ مَعنٌ -الذي خَرَج لشراء حاجات للبيت- يُنادِيه صديقه خليلٌ لمُشاهَدة الحادث، فيتسلَّلان بين المتجمِّعِينَ في المكان ليُشاهِدوا هَوْلَ ما حدث، ويَسمَع معنٌ تعليقاتِ بعض الواقِفين:
"الحَقُّ عليه... هو السبب! فقد كان مُسرِعاً".
ويقول آخر: "هذا مَجنون! هل يَظنُّ نفْسَه في طائرة؟".
ويقول ثالث: "قولوا: رَحِمَه الله، وكفى!".
2- قصة (زيارة سعيدة): تَحكِي آدابَ زيارة المريض، في الحوار بين الأخ الكبير أحمدَ، والصغير أَيْهمَ. ومُشكِلة المناصحة بين الأخ الكبير والصغير!!
نظرات في المضمون:
قصص مجموعة (الحياة الحلوة للأطفال) يُمكِن تقسيمُها إلى مجموعتين:
1- قصصٍ ذات قيمة تربوية واحدة، مدرسية أو اجتماعية.
2- قصصٍ تتضمَّنُ أكثرَ من قيمة تربوية، مدرسية واجتماعية.
ومع ذلك؛ فإن المؤلِّف يُضمِّن القِصص ذات القيمة التربوية الواحدة قيمةً ثانوية عابرة أخرى لا يَقِف عندها طويلاً، ولكنها واضحةٌ يُمكِن استثمارُها في التوجيه والتربية في عالَم الأطفال؛ بل والكبار أيضاً, كما في قصة (حادث مُمِيت)؛ إذ يَقُوم معن بتلبية طلبات والدته من السوق.
فمن قِصصه ذاتِ القيمة التربوية الواحدة من المدرسة: هي قصة (مُكبِّر الصوت)، التي يُعالِج فيها الإهمال الدراسيَّ من قِبَل الطالب في مرحلة مُبكِّرة، وذلك بإظهار حِرْص إدارة المدرسة على استدعاء وليِّ أمر الطالب, وعرْض المشكِلة عليه قبل أن تَتَفاقَم، ويَعرِض مديرُ المدرسة مَظاهِر المشكلة كما يأتي:
• "ابنكَ منذ بداية الدراسة حتى وقتنا هذا لم يَفتَح كتاباً، ولم يَقرأ صفحةً.
• والوظائف البَيْتِيَّة لا يَكتُب إلا جزءاً يسيراً من كل واحدة.(/4)
• وليتَه يَكتُب في البيت؛ بل على باب المدرسة, أو على باب الصف, أو في بداية الدَّرْس.
• وزيادةً على هذا: إنه يدعو أصدقاءه ليَفعلوا مِثله قائلا لهم:
هل تَكتُب الوظيفة لأنكَ تخاف من الأستاذ؟ أراك بدأتَ الدراسةَ من الآن! هل تريد العلامة التامة؟! أم هل تتطلع إلى العبقرية؟". (ص 8-10).
والفِقرة الأخيرةُ من كلِمات المدير تُعطِي توتُّراً للموقف؛ لأنها تَتَضمَّن اتِّهاماً بالتحريض على الإهمال الدراسي، وهو أَخطَر مِن إهمال الطالب دروسَه وحدَه!! وأمام استغراب والد الطالب، ونَفْي الطالب هذه التُّهمةَ عن نفْسه؛ يُوضِّح المدير أنه يَقُول ذلك بسلوكه: "سلوككَ الذي قال ذلك؛ فعندما تُعلِن أمام زملائكَ أنكَ لن تَدْرُس خلال العام الدراسي، وأن أيام الامتحان تَكفِي الدراسةُ فيها ليَنجَح الطالب... فكأنكَ تَدعوهم لتَرْك الدراسة يا بُنَيَّ، وأصدقاؤكَ من حولك يَتأثَّرون بكَ؛ فأنتَ -ما شاء الله- ذو شخصية فذَّةٍ تُؤثِّر في أقرانكَ تأثيراً كبيراً". ص10.
والعبارة الأخيرة من كلام المدير تعزيزٌ للجانب الإيجابي في نفْسية الطالب، وإشعاره بقيمته؛ فالإنسان يَشعُر بالهوان أمام كشْف أخطائه, وإذا كان الكشْف من أناس لهم القوة يَشعُر بالاتهام، وقد يَدفَعه ذلك إلى رَدِّ فِعْل معاكِسٍ بعدم قَبول الاتهام, ويَتأزَّم الموقِفُ ويَستعصِي على الحَلِّ، وهذا يَحصُل في عالَم الأطفال والكبار، وهي من طبيعة النفْس البشرية {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ} [البقرة:206].
فالجملة الأخيرة: "وأصدقاؤكَ من حولكَ يَتأثَّرون بكَ، فأنتَ -ما شاء الله- ذو شخصية فذَّة تُؤثِّر في أقرانكَ تأثيراً كبيراً" تَقطَع الطريق على تَكوُّن موقِف سلبي, وتَدفَع نحو الاستجابة.(/5)
والقصة التي تُمثِّل قِيمة تربوية اجتماعية واحدة هي قصة (الحادِث المُميت), والعنوان ذو دَلالة شامِلة على مضمون القصة، وهي للأطفال في شخصيَّتَيْها الرئيستَيْن، معنٍ وخلِيلٍ؛ فالطفل مَعنٌ في مهمَّة لتلبية طلبات أُمِّه من الخَضْراوات.
أما خليلٌ صديقه فهو بين جمهرة الناس حول الحادث "الذين كادوا يَقطَعون الطريق لكثرتهم". ص8.
ويستجيب معن لنداء خليلٍ من بين الواقِفين, ويُشاهِدان الحادثَ المُميتَ.
والكاتب يُثير شفقةَ الطفل القارئ عندما يُعدِّد عناصرَ الإصابة بالحادث في مَشهَد معنٍ الذي دَهَش للمَنظَر؛ "فقد رأى سيارة:
• اصطدمتْ بنخلة باسِقة؛ فاستلقتْ على الأرض كإنسان مَيْت.
• والسيارة قبل الحادث كانتْ سيارةً، وهي الآن كومةُ حديد!
• لأنها بعد أن قتلتْ شجرة النخيل الجميلة.
• وقتلتْ طائراً صغيراً كان يَحُطُّ عليها.
• بعد ذلك؛ انقلبتِ السيارةُ مرة أو مرتين، حتى اصطدمتْ بسور بيت قريب...". ص21-14.
• أما موت السائق نفْسه فيشير إليه الكاتبُ بمَشهَد يَدلُّ عليه, ولا يُصرِّح به؛ فيقول: "كانتْ هناك في مُقدِّمة كومة الحديد بُقعةُ دم كبيرةٌ". ص14.
فالكاتب أراد التأثيرَ بتِعداد الإصابات:
- النخلةُ الجميلة الباسقة.
- الطائرُ الصغير.
- السيارةُ.
- السائقُ.
- سورُ البيت القريب.
ولعل مَشهَد الطائر أكثرُ ما يَتعلَّق بذهن الطفْل؛ لأنه من العالَم الخاصِّ بالأطفال, وهو لفتة ذكيَّة من الكاتب ليَعقِد الطفلُ عَلاقة بينه وبين مَحبوبه (الطائرِ الصغير) الذي مات في الحادث!!
ولأن القصة تَطرَح مُشكِلة مُروريَّة يُعاني منها المجتمعُ، هي السرعة؛ فإن الكاتب يَلفِتُ انتباه الطفل القارئ إلى التصرُّف الصحيح عند اجتياز الشارع بما قام به معنٌ، وهو يُلبِّي نداءَ صديقه خليلٍ: "تثبتَ من خُلوِّ الطريق من السيارات، ثم تَقدَّم بخطًى سريعةٍ ليَلحَق المَشهَد الغامِض". ص10.(/6)
ويأتي مُلخَّص العِبرة في القصة في تعليقات الجُمهور المُتجمِّع حولَ الحادث، التي عَلَق بعضُها بذِهْن معن:
- "الحَقُّ عليه، هو السبب! فقد كان مُسرِعاً.
- هذا مجنون، هل يَظنُّ نفْسَه في طائرة؟!
- قولوا: رحمه الله... وكفى! ص15-16.
وبينما نَجِد التعليقَ الأوَّل والثانيَ في مُنحنًى واحدٍ، وهو ذم السائق المُسرِع؛ فإن التعليق الثالث يَتَّسم بالهدوء والسكينة بطَلَب الرحمة من الله للمُتوفَّى؛ لأن أيَّ تَعلِيق آخرَ لا جدوى فيه؛ فلا يَنفعُه سوى الدعاء بالرحمة، ولكنَّ فيه إيصالَ العِبرة للأحياء.
وقصة (الرجُل الصغير) تُمثِّل المجموعة التي تَضمُّ قيماً تربوية مُتعدِّدةً، اجتماعيةً ومدرسيةً.
فالطفل الكبير همام يَبدُو مهموماً وكأنه مريض، وأمام إلحاح والده لمعرفة ما يُزعِجه؛ يَبُوح لوالده عن ثلاثة أسباب، هي:
1- أستاذ التاريخ البديلُ عن الأستاذ الذي أَخَذ إجازة طويلة لمَرضه، ومُشكِلة الأستاذ الجديد "لا يَشرَح الدرس جيِّداً، ولا يَسمَع من الطلاب، ولا يُجرِي اختباراتٍ ألبتةَ، وهو يَتأخَّر عن دروسه، وأسوأُ من ذلك كله: أنه -بخلاف الأستاذ السابق- لا يَحمِلهم على الاعتزاز والفَخر بتاريخ الأجداد، ويَقُول: إنهم أُناس عاديُّون، وهم رجال ونحن رجال! وهذا ما جعل هماماً يَكرَه درْسَ التاريخ بعد أن كان يُحبُّه". ص7-8.
2- الجزَّار الجديد من المطفِّفين؛ فهو يَنقُص الوزنَ، ولَحْمُه سَيِّئ، بالإضافة إلى تَصرُّفاته الطائشة، وكلامه البذِيء... وفوق هذا كلِّه يَزِيد في السعر. ص10-11.(/7)
3- صديقه عمرانُ في المدرسة أَوقَع بينه وبين صديقه الآخَرِ عليٍّ، وعندما وَجَد تَغيُّراً من ناحيته؛ تَحدَّث همَّام معه؛ فأخبره عليٌّ عما قاله عِمرانُ على لسانه، من كلام لم يَقُله (ص12), وإذ يأتي الحَلُّ مقروناً بالمُشكِلة الثالثة؛ إذ يقول همَّامٌ: "ولكنَّ هذا المَوضوعَ انتهى؛ لأنني كلَّمتُ عمرانَ، واعتذر عمَّا فَعَلَه، وتَصافَتِ القلُوبُ، والحمد لله" ص12.
فإن والد همَّام يَتولَّى حَلَّ المشكِلتَيْن الأُولى والثانية دون أن نَعرِف شيئاً من التفاصيل: "وبعد مدة؛ شَعَر همَّام أن مَدرِس التاريخ الجديد أَصبَح يَتكلَّم بطريقة تُشبِه طريقة الأستاذ السابق..." ص14، "ورأى همَّامٌ أن الجزَّار قد تَحسَّنتْ معامَلته, واعتدل مِيزانه, وسَمِع منه كلاماً جميلاً عن الصدق, والأمانة, والعدل". ص16.
وفي نَظَري أن الكاتب أَثقَل هذه القصَّةَ بثلاث قَضايا، وكان بإمكانه أن يُلغِي ما حَدَث بين همَّامٍ وعِمرانَ وعليٍّ؛ لأنه عالج هذه المشكِلةَ بقصة (عِبرة لن أنساها) علاجاً مُفصَّلاً، كما أن الفِقرة جاءتْ قَصيرةً جدّاً، وفي قضية مُدرِّس التاريخ الجديد؛ نَجِد الكاتب وَضَع مجموعة من الأمور, كل واحد منها بحاجة إلى مُعالَجة، ومن طبيعة الحياة ألا تَزُول كلُّ المُشكِلات دَفعةً واحِدة, وبهذه السهولةِ؛ فقد وَصَفَ المدرِّسَ بأنه:
"1- لا يَشرَح الدرس جيداً.
2- لا يَسمَع من الطلاب.
3- لا يُجرِي اختباراتٍ ألبتةَ.
4- يَتأخَّر عن دروسه.
5- يَنظُر إلى التاريخ الإسلامي بازدراء".
وكان من الأَولى أن يَكتفِي بمَوضُوع التَّعامُل مع دَرْس التارِيخ وأثَرِه في نُفُوس الطلاب الناشئين منذ الصِّغَر.
ومِثْلُ هذا مع الجزار الجديد، فقد جَمَع عليه مجموعةَ مآخِذَ متداخِلة, ومِثْلُ هذا النوع من الناس يَصعُب مُعالَجتِهم بهذه السرعةِ؛ فهو:
"1- يَنقُص الوَزنَ.
2- يَبِيع اللَّحمَ السَّيِّئ.
3- يَزِيد في السعر.
4- تَصرُّفاتُه طائشة.(/8)
وكلامه بَذِيء".
وهنا كان الأَولى أن يكتفي بمشكِلة تَطفِيف المِيزان, وعَدَم الالتزام بالسعر ليَترُك لنا مِن دماثة خُلُقه, وحُسْن مُعاشرته مع الناس مَدخلاً لإصلاحه، وبذلك يَتناسَق سَير الحدث.
هذه وِجهة نَظَر، وللمُبدِع نَظْرَته ومُعالَجاته الخاصَّة فيما يَكتُب ويُقدِّم للأطفال الأحِبَّاء.
نظرة:
الأساليب الأدبية في قِصص (الحياة الحُلوة للأطفال):
يُنوِّع الكاتب أسلوبَه بين السرد الوصفي، والحوار، وهذان الأسلوبان موجودان في هذه المجموعة كلِّها، ويَستغِل الكاتب الحوار للإقناع، كما في قصته (مرحباً أيها المبكِّرُ):
"لؤيّ: لا يا أبي، أرجوكَ دعْنا نُسافِر اليوم، لماذا التأخُّر؟ أنت وَعَدْتَني!!
الأَبُ: يا ولدي! بين يديَّ أوراق ومعاملات للناس، كيف أُسافِر للسياحة والاستمتاع بالمَناظر الجميلة، والناسُ تَنتظِر مُعاملاتها على أَحَرَّ من الجَمْر، ولا سيَّما القضايا المُستعجِلة؟".
ومما يَقُوله الأبُ:
"تَصوَّر يا بُنيَّ لو أن أستاذكَ في المدرسة سافر ليقضِي عُطلته السنوية على البحر, أو في مكان آخرَ قبل أن يُجهِّز نتيجتكَ التي بين يديه، وبقِيتَ بعْض عطلة الصيف مُتحيِّراً؛ لا تَعرِف نتيجتكَ ولا ترتِيبَكَ، أكان هذا يُحزِنكَ أم لا؟!
لؤيٌّ: أَبقَى بلا نتيجةٍ؟! مُصيبةٌ!
وهنا بَدا واضحاً أن لؤيّاً اقتنع بما قاله والده تَمَاماً..." ص8-12.
ونَجِد أن جُمَل الحوار تَطُول كما هنا، وعلى كل حال أَعطتِ الحواراتُ حيويَّةً للقِصص, وخروجاً عن رتابة الوصف السردي.
اختيار عبارات أدبية جميلة:
عادة تَميِل قِصص الأطفال إلى العبارات السهلة البعيدة عن المَجازات، ولكن ذلك لا يَعنِي خُلوَّ القِصص من التعابِير الأدبية المُتوهِّجة؛ حتى يَكتسِب الطفل مما يَقرأُ ما يُحسِّن به تعبيرَه هو. ونَجِد مِثْلَ هذه العباراتِ الأدبية -في هذه القِصص- التي تَجعَلها (حُلوةً) في أساليبها, كما هي حُلوةٌ في مضامينها.(/9)
يَقُول الكاتب في قِصة (القرار الأخير)، وهو يَصِف حالة سامِرٍ:
"وفي المساء كان يَشعُر -في أثناء تَمدُّده فوق فِراشه- كلَلاً يَنتاب ذِراعيه وكتفيه وجِسمَه كلَّه، بعد أن أعياه التفكيرُ، وبرغم هذا التعبِ والاضطراب الذي أصابه بسبب الزعزعة التي حدثت لقراره، برغم هذا كلِّه؛ ظلَّ مستيقِظاً أرِقاً, لا يَقرَب النومُ منه, ولا يَجِد النعاسُ طريقاً إلى جفنيه، وهو يَتقلَّب على فراشه...". ص14.
ويقول في قصة (مكبِّر الصوت) عن زيارة والد عدنانَ إلى مدرسته:
"هذه الزيارة أَيقظَتْ عدنانَ من غفوته قبل فوات الوقت، وقبل أن يُقلِّب كَفَّيه ندَماً على ما فاته، فنفض عن عينيه غشاوة التقصير...". ص16.
ويقول في قصة (المتأخر) واصفاً انفراجَ مشكلة عادل، وأثرَ ذلك عليه:
"خرج عادل من المدرسة مسروراً بهذا الحل، وبهذا الكلام الذي يُريح القلْب، ويَشرَح الصدر، ويَبعَث الهمة في الحياة، ومن حوله صَخَبُ الأولاد، وضَحِكاتهم العالية, غيرَ مُبالٍ بها". ص16.
ويقول في قصة (عنب لذيذ... ولكن) مُصوِّراً الجو الجميل:
"بدأت حباتُ المطر تتناثر، وصارت تَغسل الدروب، وتُنعِش القلوب.. أَسرعَ الصديقان القريبان، والأيدي مَشدودة، مُتشابِكة في هذا الدرب الجميل". ص16.
مراجعات في بعْض قِصص المجموعة:
العمل الأدبي بحاجة إلى إعادة النَّظَر، وإجراء التعديلات عليه مرة بَعْد أخرى، قليلةً كانت أم كثيرةً. ولا يَنقُص من قدر العمل الأدبي أن يُسجِّل عليه القرَّاءُ مَلحوظاتِهم، كما لا يَضِير الأديبَ نفْسَه أن يَأخُذ بما يَقتَنِع به من تلك المَلحوظاتِ؛ فالعَلاقة بين القارئ والإبداع تَختلِف عن العَلاقة بين الإبداع وصاحبه.
في قصة (عنب لذيذ.. ولكن) مُراجعة الدروس والامتحان، يَقُول الكاتب:(/10)
"وفي اليوم التالي خرج صلاحٌ من فصله بعد الامتحان النصفي مُرتاحاً مَسروراً..." إلخ. كيف يكون الامتحان النصفي في موسم العنب الذي أكثر (عمَّارٌ) الأكْلَ منه؟! إذ المعروف أن الامتحان النصفي يَكُون في شهر كانون الثاني (يناير)، في الشتاء البارد، وإذ ذاك لا عنبَ ولا تِين!! لأن موسم العنب صيفيٌّ يَنتهِي مع الشهر الثاني من الخريف!!
في قصة (الرجل الصغير) يقول الكاتب في بداية القصة:
"تَنفَّس الصباح، وأشرَقَت الحارةُ القديمة التي يَقطُن فيها همَّامٌ.. تَهيَّأ للخروج إلى المدرسة، وبَدَأ يأكُل ببُطء، ثم أَخَذ يَلبَس بكسل، وهو شارد الذهن...". ص4.
- لماذا الإشراقة في الحارة القديمة التي يَقطُن فيها همَّامٌ، وليست شاملة للحياة كلها؟!
- جملة: "بدأ يأكل ببطء, ثم أخذ يَلبَس بكَسل" بعد قوله: "تهيأَ للخروج إلى المدرسة" جعلت السياق غير مَنطقيٍّ، وأرى أن يقول: "وبدأ يَتهيَّأ للخروج إلى المدرسة؛ ولكن ببطء وكسل... إلخ" لأن جملة (تهيأ) تعني: الجاهزية بعد تناول الطعام، وارتداء الثياب!.
في قصة (المتأخر) يقول الكاتب:
"دخل -أي: عادلٌ- صَفَّه، وأَغلَق الباب بهدوء، ووقف خَلْفَه يَنظُر إلى مُعلِّمه الذي قَبِل سبب تأخُّره مراتٍ". ص4.
كلمة (خَلْفَهُ) لا تَخدُم العبارة؛ والأَولى حذفُها؛ لأن الطالب عادلاً والمعلمَ وسائر الطلاب الآخَرين عندما يَكُونون داخلَ الفصل، والبابُ مُغلَق؛ لا داعي أن نَقول: يَقِف الطالب خلْف الباب! فالخلف والأمام نِسبيَّانِ مُرتبِطانِ بجهتين متبادِلتين للظرفيَّة.
وفي هذه القصة -أيضاً- وَصْفُ المُعلِّمِ عمَّ عادل بأنه (عَجوز) غَيرُ مُناسِب؛ لما في كلمة (العجوز) من معنى (العجز, وعدَم القدرة على العمل), والرجُل ما زال على رأس عَمَله، ويُقدِّم عطاءه، وعادةً المعلِّم أو الموظَّف يُحال إلى التقاعد قبل سِن (العجْز)!!
الإسلامية في قصص (الحياة الحلوة للأطفال):(/11)
تَنبُع الإسلاميَّة في قِصص المجموعة من موضوعاتها، التي تضمنت قيماً تربوية مدرسية واجتماعية يَحثُّ عليها الإسلامُ، ومن العفوية، التي بَثَّتْ رُوح الإسلامية فيها بالحوارات القصيرة، والكلمات التي تتردد على لسان شخصيات القِصص.
ففي قصة (زيارة سعيدة)، ص4:
"يَقترِب أَيْهَمُ من أخيه الكبير أحمدَ، ويَسألُه: إلى أين إن شاء الله؟ ثم يقول أحمدُ لأخيه: أَتُحِبُّ أن تُرافِقني؟ فزيارة المريض واجبة".
والمعروف أن هذا الوجوبَ من حق المسلم على المسلم, كما في الحديث.
وعندما يَصِل الأخوان لزيارة سليم المَريض؛ نَجِد في كلمات الحوار الارتباط الإيمانيَّ العفويَّ بالله سبحانه، وكأنه الهواء الذي يَجرِي مع النفَس:
• أُمُّ سليم: الحمد لله، بخير يا بُنيَّ.
• أُمُّ سليم: الحمد لله, لقد تَحسَّن قليلاً، عافاه الله. وعندما يخطئ أَيْهَمُ يَهمِس أحمدُ في أُذُنه: اسكت أصلحكَ الله. ص8.
وفي قِصة (القرار الأخير) نَجِد أن مَطلع القصة، ص4:
"طَرَق خالد بابَ صديقه عُمَرَ، وهو يُتمْتِم:
لا حول ولا قوة إلا بالله!
ويفتح عُمَرُ الباب، فيقول مرحباً بخالد:
أهلا يا خالدُ، خيراً إن شاء الله, ما بكَ؟
خالد: أخي، يا عمَرُ.
عُمَرُ: ما به، هل أصابه مكروه، لا قدر الله؟!"
وفي قصة (عبرة لن أنساها)، ص16:
"في هذه الأثناء رَنَّ الجَرْس، فقال همَّام:
نتابع غداً إن شاء الله".
فالكاتب -فضلاً عن معالجة المشكلات على نحو إيجابي- يُقرِّر قيم الصدق, والأمانة, والإخلاص, والإتقان, وطلب العلم, والإصلاح بين الناس, يَبثُّ ما يَربِط السياق إيمانيّاً بالله سبحانه وتعالى- بطريقة غير مباشرة، ولعل هذه الطريقةَ تَكُون أجدى في كثير من الأحيان من الخطاب المباشر الذي يُبنَى على أفعال الأمر والنهي (افعل، ولا تفعل، أو قل، ولا تقل)، في سياقات الأعمال الأدبية.(/12)
العنوان: قرآن الفجر
رقم المقالة: 1804
صاحب المقالة: مصطفى صادق الرافعي
-----------------------------------------
قرآن الفجر
كنتُ في العاشرة من سِنِّي، وقد جمعْتُ القرآنَ كلَّه حِفْظًا، وجوَّدتُه بأحكام القراءة، ونحن يومئذ في مدينة "دَمَنْهُورَ" عاصمةِ البُحَيْرَةِ؛ وكان أبي - رحمه الله - كبيرَ القُضاة الشرعيينَ في هذا الإقليم، ومن عادته أنه كان يعتكِفُ كلَّ سَنة في أحدِ المساجد عَشْرَةَ الأيامِ الأخيرة من شهر رمضان؛ يدخل المسجد فلا يَبْرَحُهُ[1] إلا ليلةَ عيد الفِطْر بعد انقضاء[2] الصوم؛ فهناك يتأمل، ويتعبَّد، ويتَّصِل بمعناه الحق، وينظر إلى الزائل بمعنى الخالد، ويُطِلُّ على الدنيا إطلالَ الواقف على الأيام السَّائرة، ويغيِّر الحياة في عمله وفِكْرِه، ويهجُر تراب الأرض، فلا يمشي عليه، وترابَ المعاني الأرضيَّة فلا يتعرَّض له، ويدْخُلُ في الزَّمَنِ المُتَحَرِّر من أكثر قيود النفس، ويستقرُّ في المكان المملوء للجميع بِفِكْرَةٍ واحدة لا تتغيَّر؛ ثم لا يرى من الناس إلا هذا النوع المرطَّبَ الروح بالوضوء، المدعوّ إلى دخول المسجد بدعوة القوَّة السامية، المنحنِي في رُكُوعه ليخضع لغير المعاني الذليلة، الساجد بين يَدَيْ رَبِّه لِيُدْرِك معنى الجلال الأعظم.
وما حكمة هذه الأمكنة التي تقام لعبادة الله؟ إنَّها أمكنة قائمة في الحياة، تُشْعِرُ القلبَ البشريَّ في نزاع الدنيا أنه في إنسان لا في بهيمة...(/1)
وذهبتُ ليلةً فَبِتُّ عند أبي في المسجد؛ فلمَّا كنَّا في جَوْف الليل الأخير أَيْقَظَنِي لِلسُّحور، ثُمَّ أَمَرَنِي فَتَوَضَّأْتُ لِصلاة الفَجْرِ، وَأَقْبَلَ هُوَ عَلَى قِراءَتِه؛ فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ الأعلى هَتَفَ بالدعاء المأثور: اللهم لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت بهاء السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت زَيْنُ السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت قَيَّام السموات والأرض ومن فيهم ومَن عليهنَّ؛ أنت الحق ومنك الحق.. إلى آخر الدعاء.
وأقبل الناس يَنْتَابُون[3] المسجد، فانحدَرْنا من تلك العليَّة التي يُسمُّونَها الدِّكَّة، وجلسنا ننتظر الصلاة، وكانتِ المساجد في ذلك العهد تُضاءُ بِقَنَادِيلِ الزيت، في كل قنديل ذُبالة، يرتعش النور فيها خافتًا ضئيلاً يَبصُّ[4] بصيصًا؛ كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه؛ فكانت هذه القناديلُ، والظلام يرتج حولها، تلوح كأنها شُقوقٌ مضيئةٌ في الجو، فلا تكشف الليلَ؛ ولكن تكشف أسراره الجميلة، وتبدو في الظلمة كأنها تفسيرٌ ضعيف لمعنًى غامضٍ، يومِئُ إليه ولا يبينه، فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها من المنظور إلى غير المنظور؛ كأنها سِرٌّ يَشِفُّ عن سِرٍّ.
وكان لها منظر كمنظر النجوم، يتِمُّ جمال الليل بإلقائه الشُّعَلَ في أطرافه العليا، وإلباس الظلام زينتَه النورانيةَ؛ فكان الجالس في المسجد وقت السحر يشعر بالحياة كأنها مخبوءة، ويُحِسُّ في المكان بقايا أحلام، ويَسْرِي حولَه ذلك المجهولُ الذي سيخرج منه الغدُ؛ وفي هذا الظلام النورانيّ تنكشف له أعماقه مُنْسَكِبًا فيها رُوح المسجد، فتَعْتَرِيهِ حالةٌ رُوحانية يَستكين فيها للقَدَر هادئًا وادعًا راجعًا إلى نفسه، مجتمِعًا في حواسِّهِ، منفرِدًا بصفاته، منعكِسًا عليه نور قلبه؛ كأنه خرج من سلطان ما يُضِيءُ عليه النهار، أو كأنَّ الظلمةَ قد طمست فيه على ألوان الأرض.(/2)
ثم يَشعر بالفجر في ذلك الغَبَش عند اختلاط آخِرِ الظلام بأول الضوء، شُعورًا نِدِّيًّا؛ كأن الملائكةَ قَدْ هبطت تحمل سحابة رقيقة، تَمسح بها على قلبه؛ ليَتَنَضَّر من يُبْسٍ، ويَرِقَّ من غِلْظَة، وكأنما جاؤوه مع الفجر ليتناول النهار من أيديهم مبدوءًا بالرحمة، مفتَتَحًا بالجمال؛ فإذا كان شاعر النفس الْتَقَى فيه النورُ السماويّ بالنور الإنسانيّ فإذا هو يتلألأ في رُوحه تحت الفجر.
لا أنسى أبدًا تلك الساعةَ، ونحن في جَوِّ المسجد، والقناديلُ معلَّقة؛ كالنّجوم في مَناطها من الفلك، وتلك السُّرُج[5] ترتَعِشُ فيها ارتعاشَ خواطِرِ الحب، والناس جالسون عليهم وَقار أرواحهم، ومن حوْلِ كُلِّ إنسانٍ هُدُوءُ قَلْبِه، وقدِ اسْتَبْهَمَتِ الأشياءُ في نظر العين، ليلبسها الإحساس الروحانيّ في النفس، فيكون لكل شيء معناه، الذي هو منه، ومعناه الذي ليس منه، فيُخْلَق فيه الجمال الشعريّ؛ كما يخلق للنظر المتخيِّل.
لا أَنسى أبدًا تلك الساعةَ، وقدِ انْبَعَثَ في جوِّ المسجد صوتٌ غرِدٌ رَخِيم، يَشُقُّ سَدفة[6] الليل في مثل رنين الجرس، تحت الأُفُق العالي، وهو يُرَتّل هذه الآياتِ من آخِرِ سورة النحل:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 125 – 128].(/3)
وكان هذا القارئ يملك صوتَهُ أَتَمَّ ما يَملِك ذو الصوت المطرِب؛ فكان يَتصرَّف به أحلى مما يَتصرَّف القُمْرِيُّ وهو يَنوح في أنغامه، وبلغ في التطريب كلَّ مبلغ يَقْدِر عليه القادر، حتى لا تُفَسَّر اللَّذَّة الموسيقِيَّة بأبدع مما فَسَّرَها هذا الصوتُ؛ وما كان إلا كالبُلْبُل هَزَّتْهُ الطبيعة بأُسلوبها في جمال القمر، فاهتز يجاوبها بأسلوبه في جمال التغريد.
كان صوته على ترتيبٍ عجيب في نَغَماته، يجمع بين قوة الرِّقَّة وبين رِقَّة القُوَّة، ويَضطرب اضطرابًا رُوحانيًّا؛ كالحزن اعتراه الفرح على فجأة؛ يَصيح الصَّيْحة تَتَرَجَّح في الجو وفي النفس، وتَتردَّد في المكان وفي القلب، ويَتحوَّل بها الكلامُ الإلهيُّ إلى شيء حقيقيٍّ، يَلْمَسُ الرُّوح فَيَرْفَضُّ عليها بمثل الندى، فإذا هي ترِفُّ رفيفًا، وإذا هي كالزهرة التي مسحها الطَّلُّ.
وسَمِعْنَا القرآن غَضًّا طريًّا كأوَّلِ ما نزل به الوَحْي، فكان هذا الصوت الجميل يدور في النفس؛ كأنه بعض السِّرِّ الذي يدور في نظام العالم، وكان القلب وهو يتلقى الآيات؛ كقلب الشجرة يتناول الماء ويكسوها منه.
واهتَزَّ المكانُ والزَّمانُ كأنَّما تَجَلَّى المتكلِّمُ - سبحانه وتعالى - في كلامه، وبدأ الفجر كأنه واقفٌ يستأذن الله أن يضيء من هذا النور.
وكنا نسمع قرآن الفجر وكأنما مُحِيَتِ الدنيا التي في الخارج من المسجد، وبَطَلَ باطِلُها، فلم يبقَ على الأرض إلا الإنسانيةُ الطاهرة، ومكانُ العبادة؛ وهذه هي معجزة الرُّوح، متى كان الإنسان في لَذَّةِ رُوحِه، مرتفعًا على طبيعته الأرضية.
أما الطفل الذي كان فيَّ يومئذ: فكأنما دُعِيَ بكل ذلك ليحمل هذه الرسالة، ويُؤَدِّيَها إلى الرجل الذي يجيء فيه مِن بَعْدُ؛ فأنا في كل حالة أَخضع لهذا الصوت: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}؛ وأنا في كلِّ ضائقة أَخشع لهذا الصوت: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ}.
---(/4)
[1] يبرحه: يخرج منه.
[2] انقضاء: انتهاء.
[3] ينتابون: يدخلون.
[4] يبص: ينير.
[5] السرج: مفرده سراج، وهو القنديل.
[6] سدفة: ظلمة.(/5)
العنوان: قرية جاحدة
رقم المقالة: 125
صاحب المقالة: أماني العشماوي
-----------------------------------------
عاشَ أهلُ القريةِ سنينَ طويلةً في سعادةٍ ورخاء؛ فقد كانت أرضُهُمْ خِصبةً وغنيةً، تُخرِجُ كلَّ عامٍ محصولاً وفيرًا.. يملؤونَ منه مخازنَهُمْ وأوعيتَهُمْ.
كانت المخازنُ تفيضُ، والأوعيةُ تتشقَّقُ من شدةِ امتلائها.. وكانَ النّاسُ يأكلونَ ويُطعِمون أبقارَهُمْ، ولا يخافونَ أن تنفَد الغلالُ أبدًا.. فقد كانت أكثرَ وأوفرَ من حاجتهم.
ذاتَ يومٍ، تسامعتْ طيورُ الغِربان عن هذه القريةِ الغنيّةِ الهنيّةِ.. فطارت إليها من كلِّ مكانٍ؛ في جماعاتٍ كأنّها غَمامةٌ سوداءُ كبيرةٌ.. ثم حطَّتْ على الأشجارِ المحيطةِ بالحقولِ. فلمّا انتهى النّاسُ من أعمالِهم، وانصرفوا إلى بيوتِهم. هَبَطَتِ الغِربانُ إلى الأرضِ، وأكلَتْ من الغَلَّةِ حتى أُتْخِمَتْ. فعادَتْ إلى مستقرِّها على الأشجارِ.. ونامَتْ.
في الصَّباحِ، فوجِئَ أهلُ القريةِ بمقدارِ الغلَّةِ التي التهمَتْها الغربانُ. فتجمَّعُوا حولَ الأشجارِ، يصيحونَ ويلوِّحونَ بقبضاتِهمْ مُهدِّدينَ. لكن الغربانَ لم تُلقِ إليهم بَالاً. وظلَّتْ على أغصانها تنعَبُ دونَ خوفٍ.
حملَ الناسُ أقواسَهمْ وسهامَهُمْ، وأخذوا يطلقونَ السِّهامَ على الطيورِ. لكنَّها كانت أذكى من أن يصيبوها. إذ كانت تجلسُ بهدوءٍ على الأغصانِ، أو تطيرُ ببطءٍ حولَ الأشجارِ. وكلَّما اقتربَ سهمٌ من أحدِها، انحرفَ يمينًا أو شمالاً، فيُخْطِئُهُ السهمُ. فيعودُ إلى الغصنِ مرةً أخرى، ناعبًا، مستهزئًا بحماقةِ الناسِ وإخفاقِهِمْ.
ظلَّتِ الغربانُ تهبطُ كلَّ يومٍ إلى الحقولِ، فتأكُلُ حتى تشبعَ.. حتى خافَ الناسُ أن تقضيَ على غِلالِهِمْ.. فقالوا لزعيمهم: "إذا لم تُخَلِّصْنا من هذه الغِربان، ستأكلُ محصولَنا كلَّه، وسنموتُ جوعًا".(/1)
قالَ الزَّعيم: "إنَّكم على حقٍّ. لكنِّي لا أجدُ حلاًّ لهذه المشكلةِ، فهل يعرفُ أحدُكم لها حلاًّ؟".
قالَ أحدُ الشَّباب: "أرى أن نستدعيَ الصيَّادَ العجوزَ الذي يعيشُ بالقربِ من قريتنا.. فهو أمهرُ صيَّادٍ في البلادِ، وسهامُهُ لا تخطئُ هدفَها أبدًا".
وَجَمَ الجميعُ خوفًا وقَلقًا.. فقد كانَ الصيَّادُ يعيشُ بينهم منذُ زَمَنٍ بعيدٍ، لكنَّهم اتَّهموه أنّه يُصيبُ فريستَهُ بقوَّةِ السِّحرِ وليس بدقَّةِ التَّسديدِ. فطَردوه من قريتِهِمْ..
وهاهو الآنَ يعيشُ في كوخٍ صغيرٍ بين شُجَيراتِ الشَّوكِ الهزيلةِ.. وهاهم يحتاجونَ إليه الآنَ.. فمنْ منهم يجرؤُ على الذَّهابِ إليه؟!!.
قالَ الزَّعيمُ: "من يدلُّني على مكانِهِ فأذهبَ إليه؟".. فصَحِبَهُ الشَّابُّ صاحبُ الاقتراحِ.
خَجِلَ الزَّعيمُ من حالِ الصيَّادِ؛ فقد كانَ يعيشُ وحيدًا في بيتِهِ، ويرتدي أسمالاً باليةً، ويتغذَّى ممَّا يَصيدُهُ بقوسِهِ وسهامِهِ.
لكنَّه استجمَعَ جُرأَتَه وقالَ له: "إنَّ أهلَ القريةِ نادمونَ على ما أصابَكَ منهم، ويُرسلونَ لك تحيَّاتِهم.. فهم ما زالوا يذكرونَ مهارتَكَ في الصَّيدِ.. ويعتذرونَ، وأشغالُهُمْ قد مَنعَتْهُمْ من زيارتِكَ من قبلُ".
نظرَ إليه الصيَّادُ بتأمُّلٍ.. ولم يقُلْ شيئًا.
تابعَ الزَّعيمُ: إنَّنا نعاني من الغِربانِ التي حطَّتْ على أشجارِنا والتهمَتْ غِلالَنا.. ولا نعرفُ كيف نتخلَّصُ منها".
ردَّ الصيَّادُ بحَسْم: "صِيدُوها.. هكذا تتخلَّصونَ منها".
قال الزَّعيمُ: "إنها أشدُّ ذكاءً ومهارةً مِنَّا.. وتتحرَّكُ بسرعةٍ فلا تصيبُها سهامُنا".
بعد تفكيرٍ، قال الصيَّادُ: "لن أساعدَكُمْ. فقد اتَّهمتُموني زُورًا وطَرَدْتُموني من قريتكم.. فأنا الآنَ لا أَنتمي إليكم".
أخذَ الزَّعيمُ يرجو الصيَّادَ أن ينقذَهُمْ من الغِربانِ.. حتى وافقَ أخيرًا، وحملَ قوسَهُ وسهامَهُ، وعادَ معه إلى القريةِ.(/2)
استقبَلَهُ الناسُ بالتَّرحيب والهُتاف. وفي صباحِ اليومِ التالي، خرجُوا معَهُ إلى الحقولِ حاملينَ أقواسَهُمْ وسهامَهُمْ.
ومن بعيدٍ، رأتْهُم الغربانُ مُقبلينَ، يتقدَّمُهم الصيَّاد فانطلَقَتْ تَنْعَبُ معبِّرةً عن تمسُّكِها بالإقامةِ على هذه الأشجارِ، وتمتُّعِها بالطَّعام الوَفيرِ.. ونفشَ قائدُ الغِربانِ ريشَهُ، ونفخَ صدرَهُ، وأخذ يقفزُ على غُصنِهِ، وينعَبُ بأعلى صوتِهِ، ساخرًا من أهل القريةِ وصيَّادِهمْ الماهِر.
أخرجَ الصيَّادُ سهمًا من جَعْبَتِهِ، وشدَّه في قوسِهِ.. ثم أطلقَهُ نحو قائدِ الغربانِ..
انحرفَ الغرابُ إلى اليمينِ برشاقةٍ، لكنَّ الصيادَ كان مستعدًّا لتلك الخُدعةِ، فسدَّدَ سهمَهُ في الاتِّجاهِ المتوقَّعِ.. فأصابَ قلبَ قائدِ الغربانِ، فسقطَ على الأرضِ قتيلاً.
توقَّفَتِ الغربانُ عن النعيب، ووقفت مشدوهة للحظاتٍ، فأطلقَ عليها أهلُ القريةِ سهامَهُمْ، فأصابوا أكثرَها. وفرَّت بقيَّتُها طائرةً إلى التلالِ البعيدةِ.
احتفلَ الناسُ بالتخلُّصِ من الغِربان، وأعلنوا الصيَّادَ زعيمًا لهم. وأَسْكنوه في أكبرِ دارٍ في القريةِ. وقدَّموا له ستَّ بَقَراتٍ هديةً، وملؤوا مخازنَهُ بالغِلال.
قَبِلَ الصيَّادُ المنصِبَ والهدايا.. وكانَ رجُلاً حكيمًا نزيهًا؛ لا يجور على حقوقِ النَّاسِ، ويحكمُ بينهم بالعدلِ، ولا يتَّخذُ قرارًا إلا بعد استشارتِهم.. فأحبُّوه ورضُوا بزعامتِهِ.
مرت الأيَّامُ، وعمَّ الرَّخاءُ من جديدٍ، وعاشَ النَّاسُ آمنينَ هانئينَ.. ونَسُوا مِحْنَةَ الغِربان.. فعادُوا ينتقدونَ زعيمَهُمُ الصيَّادَ، ويقولونَ: "لقد أعطيناهُ أكثرَ مما يستحقُّ من المكانةِ والكرامةِ".
ويردِّدونَ: "إنَّهُ ليس ماهرًا.. وإنما يملِكُ قوةً سحريَّةً تُعينُهُ على إصابةِ الهدفِ".(/3)
وانتشَرَتْ شائِعاتٌ تقولُ: "إذا كان قد استخدمَ السِّحرَ للتغلُّبِ على الغِربانِ.. فلابدَّ أنَّه سيستخدِمُهُ ذاتَ يومٍ للتغلُّبِ علينا".. فثارَ عليهِ النَّاسُ، وأحاطوا بدارِهِ يطالبونَهُ بالرَّحيلِ عن قريتهم.
خرجَ إليهم الصيَّادُ مُتعجِّبًا، وسألَهُمْ: "هل أسأتُ إلى أحدٍ منكم، أو آذيتُهُ؟!!. هل ظلَمْتُ أحدَكُمْ أو اعتدَيْتُ على حَقِّهِ؟!!".
فتصايَحوا قائلين: "إنَّنا نخافُكَ ونخافُ قوَّتَكَ، ولا نريدُكَ بيننا.. فارحلْ عنَّا".
ارتَدى الصيَّادُ أسمالَهُ القديمةَ، وحملَ قوسَهُ وسهامَهُ.. وغادرَ الدَّارَ، والقريةَ كلَّها.. عائدًا إلى كوخه الصغيرِ بين شُجَيراتِ الشَّوكِ العَتيقةِ.
تنهَّدَ الناسُ ارتياحًا، وباتوا يغنُّونَ ويرقُصونَ ابتهاجًا بتخلُّصِهم من الصيَّادِ.. لذلك لمْ يلاحظوا الغِربانَ التي تَسَلَّلَتْ من كلِّ صَوْبٍ، وحطَّتْ على الأَغصانِ؛ تراقبُ احتفالَهُمْ في هُدوء.
في الصَّباحِ التَّالي، رأى النَّاسُ أنَّ الغِربانَ قد عادتْ إلى أشجارِهِمْ، وهَبَطَتْ منها على حُقولِهِمْ، وهاهي تأكلُ غَلَّتَهُمْ بِنَهَمٍ وشَرَاهةٍ. فانطلقوا يُوَلوِلونَ ويقولون: "لابدَّ أن نسترضيَ الصيَّادَ ليحضُرَ مرةً أُخرى ويَطردَ هذه الطُّيورَ".
استمرَّتِ الغِربانُ في التهامِ المحاصيلِ، وخرجَ جماعةٌ من كبارِ القومِ لزيارة الصيَّادِ العجوزِ.. فوجدوه ممدَّدًا على الأرضِ خلفَ كوخه.. فوقفوا أمامَهُ بمذلَّةٍ، وقالُوا: "تعالَ أيُّها الصيَّادُ الكريمُ وأنقِذْنا.. ارجِعْ معنا وأَنقذْ أهلَكَ وقريتَكَ من الغِربانِ.. وسوفَ نردُّ إليكَ دارَكَ وأبقارَكَ.. وننصِّبُكْ ملكًا علينا.. ونطيعُكَ ونحترمُك طَوالَ حياتنا".(/4)
نظَرَ الصيَّادُ إلى هؤلاء النَّاسِ الجاحدينَ الواقفينَ أمامَهُ يَرجُونَهُ.. ثمَّ نظرَ إلى كوخه البائِسِ الذي يعيشُ فيه.. وإلى شُجَيرةِ الشَّوكِ التي يستظلُّ بها.. وإلى الأرضِ الصُّلبَةِ المشقَّقَةِ التي ينامُ عليها.. ثُّمَ قالَ لهم: "لا".(/5)
العنوان: قسم جديد في الألوكة ( حضارة الكلمة )
رقم المقالة: 1552
صاحب المقالة: إعلان
-----------------------------------------
العقلُ يُهديك مِن خِبراتهِ حِكمَهْ والقلبُ يبديْ لك الأشعارَ مُنتظِمهْ
إبداعُك الغضُّ يَقوَى ها هُنا.. فهَلا ومرحباً بكَ في حضارةِ الكلِمَهْ
" حضارة الكلمة "..
قِسم جديد من "الألوكة".. جمع بين القسمين السابقين (أدب ولغة، وثقافة)
في هذا القِسم الجديد..
نهتمّ وإيّاكم بتقوية لغتنا العربية، وبتنمية مَلكة الكتابة لدينا.
وفيه فضاءٌ..
للشِعر والشعراء.. وفضاءٌ خاص بـ"شعراء الألوكة" فضاءٌ خاص بكم، ننتظر أن تحلّقوا فيه وتبدعوا.
وفيه بوّابة للنثر..
ندخل منها إلى عوالم الناثرين وبليغ إبداعهم، و"كُتّاب الألوكة" بوّابة إبداعكم النثري المترقَّب.
وفي هذا القسم..
نبحر معاً في بَحر تراثنا الزاخر، ونعمّق ثقافتنا ونعليها..
وهنا قسمٌ خاصّ للمرأة الأديبة.. فيه:
"شاعرات الألوكة.. وكاتبات الألوكة، وأدب المؤمنات"، وهي أقسامٌ خُصصت لكِ يا مُحبَّة الأدب والإبداع.
وهنا نقرأ ونُفيد من كلمات النقاد وأساتذة الأدب..
وأخيراً..
نستمتع برسومٍ وتصاميم أدبية هي منّا إليكم.. وننتظرها منكم إلى العالم..
موقع الألوكة ينتظركم إخوتي / أخواتي المبدعين والمهتمين بالأدب والثقافة..
فنحن هنا معاً لنحاول ونتعلم ونتعاون..
وشيئاً فشيئاً نُصبحُ "شيئاً".
نرحب بمشاركاتكم واقتراحاتكم، على الرابط التالي:
http://www.alukah.net/Contribute.aspx(/1)
العنوان: قصة الزمن
رقم المقالة: 1891
صاحب المقالة: الشيخ إبراهيم الحقيل
-----------------------------------------
الزمن من خلق الله تعالى
الحمد لله الخلاق العليم؛ خلق كل شيء فأتقنه، ودبر ما خلق وأحكمه، وشرع لهم من الدين أحسنه وأعدله {صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل:88] نحمده على نعمه الظاهرة والباطنة، ونشكره على آلائه المتوالية، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قَصُر علم العباد عن معرفته عز وجل فلم يفوه سبحانه حقه، ولا قدروه حق قدره {مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:74] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أعلم الخلق بالله تعالى، وأتقاهم له، وصف ربه عز وجل بما يستحق أن يُوصف به، ورغَّب العباد في رضوانه وجنته، وحذرهم من نقمته وعذابه {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلَاغُ المُبِينُ} [المائدة:92] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ أزكى هذه الأمة عملا، وأنفعهم علما، اجتنبوا ما نُهوا عنه، وسارعوا إلى ما أُمروا به، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واعملوا صالحا؛ فإن الأيام تمضي، والأعمار تنقص، وإن عامكم هذا يشارف على الانتهاء، وأنتم تعيشون أيامه الأخيرة، ليخلفه عام جديد، وكل عام يمضي يبعدكم عن دنياكم، ويقربكم من قبوركم، فخذوا من الزاد ما ينفعكم، واعتبروا بمرور الليالي والأيام فإنها من أعماركم {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} [البقرة:197].(/1)
أيها الناس: هذا الزمان الذي نعيشه ونعرف له ماضيا وحاضرا ومستقبلا أُعجوبة من الأعاجيب، وآية باهرة من آيات الله تعالى، تدل على قدرته وعجيب صنعه سبحانه وتعالى.. آية بينة انبرى لمعرفتها الدارسون، واحتارت فيها العقول، وتخبط فيها البشر قديما وحديثا.
ومنذ القدم والإنسان يحاول كشف كُنه الزمن وحَدَّه وبدايته وطريقة سيره، فما يدرك حقيقة من حقائقه بعد جهد جهيد إلا علم شيئا من قدرة الخالق عز وجل، واكتشف ما مضى من جهله وعجزه، وما يغيب عنه من حقائق الزمن فإنه يتخبط فيه يمينا وشمالا بنظريات وفرضيات، حتى يأتي لاحق فيكشف خطأ السابقين وتخبطهم.
ومن عجيب قدرة الله تعالى، ومن أدلة عجز البشر أن أرقى العقول البشرية وأقواها تفكيرا وحِدَّةً واستحضارا يعسر عليها تحديد مفهوم الزمن في الوجود، وإن كان أخمل البشر وأغباهم يجدون سهولة في الشعور بالزمن وإدراك أثره.
لقد كرس كثير من الفلاسفة القدماء وأهل الكلام وعلماء الفلك عقولهم لمعرفة قصة الزمن، وظن أكثرهم أن الزمن في الأرض مطلق لا يتناهى أبدا، فليس له بداية، ولا نهاية له، ومن هذا التقرير الخاطئ انبثقت مذاهبُ الدُّهرية، والقولُ بالتناسخ، وغير ذلك من الأقوال الفاسدة، والعقائد الباطلة.
وفي الحضارة المعاصرة فتح الله تعالى للبشر من آفاق العلوم والمعارف ما توصلوا بها إلى كثير من الحقائق، وفي ما يتعلق بالزمن ظهر ذلك جليا على أيدي علماء الفيزياء والرياضيات والفلك فاكتشفوا النسبية التي منها نسبية الزمن، وأن الزمن الذي تعيشه المخلوقات على الأرض هو بالنسبة لها، وهو غير الزمن الذي يوجد في الكواكب الأخرى لا من جهة الليل والنهار، ولا من جهة الفصول والأعوام.(/2)
ومن تأمل الكتاب والسنة وجد العجب العجاب في النصوص المعتنية بالزمن، الكاشفة لكثير من حقائقه وأسراره، ويكفي دليلا على ذلك أن ما يتعلق بالزمن وعلاماته في القرآن يعسر إحصاؤه بدقة من كثرته وتنوعه، والله تعالى سمى سورا بالزمن أو أجزاء منه أو بما يدل عليه كالقمر والنجم والشمس والفجر والليل والضحى والعصر، وأقسم سبحانه بكثير منها، وقد حاول أحد الباحثين أن يحصي بعض ما يتعلق بالزمن في القرآن الكريم فجمع أكثر من أربع مئة موضع.
والمتقرر في عقيدة المسلم أن الله تعالى خالق الزمن ومدبره، وخالق علاماته وآياته وهي الشمس والقمر والنجوم، وما ينتج عنها من الليل والنهار والشهور والفصول؛ فبالشمس يُعرف الليل والنهار، فتشرق ليبدأ النهار، وتغرب ليبدأ الليل، ويهل القمر ليبدأ الشهر، ويضمحل لينتهي الشهر، وبالنجوم تعرف الفصول ابتداء وانتهاء، وبها يهتدي المسافرون، ويزرع الزارعون، وكل ذلك من خلق الله تعالى وتدبيره، وتسخيره لمنافع الأرض ومن عليها {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [الأنبياء:33] وفي آية أخرى {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ} [فصِّلت:37] ودلت الآيات القرآنية على أن هذه الآيات الكونية مسخرة لمنافع العباد ومصالحهم {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} [النحل:12].
ومن منافع هذه الآيات الكونية، ونتائج تسخيرها للبشر حسابُ الزمن، وضبط الأيام والشهور والفصول والأعوام، وتلك علة لخلق الزمن منصوص عليها في القرآن الكريم {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ} [يونس:5] وفي آية أخرى {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل:16](/3)
وللزمن غاية كما لعلاماته غاية، وجريان الزمن إنما هو بجريان علاماته، وإذا توقفت علامات الزمن توقف هو عن المسير {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ * وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس:38-40] وفي آية أخرى {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد:2].
وآية الزمن في الدنيا -وهي الشمس والقمر- تنتهيان بانتهاء الدنيا، وبانتهائهما ينتهي زمن الدنيا {فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ * وَخَسَفَ القَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ} [القيامة:7-9] وفي سورة أخرى {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التَّكوير:1-2] وفي غيرها {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} [الانفطار:1-2] وروى أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ مُكَوَّرَانِ يوم الْقِيَامَةِ) رواه البخاري.(/4)
ولما كان الزمن وعلاماته من خلق الله تعالى، يأتمر بأمره، ويخضع لحكمه وتدبيره؛ فإنه سبحانه وتعالى قادر على إيقاف عمله في حق أشخاص بأعيانهم فلا يعمل فيهم الزمن ما يعمله في غيرهم، كما أخبر الله تعالى عن الرجل الذي أماته الله تعالى مئة عام ثم بعثه {قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:259] فهذا توقف عمل الزمن في حقه وفي حق طعامه وشرابه مئة سنة، وعمل الزمن في حماره فكان عظاما أحياها الله تعالى مرة أخرى وكساها لحما، فلما بعثه الله تعالى ابتدأ عمل زمنه مرة أخرى من اليوم الذي مات فيه، وهذا من عجائب قدرة الله تعالى وآياته، وجاء في أخبار بني إسرائيل أن بنيه ماتوا وبني بنيه هرموا وهم شيوخ أقوامهم في صدور مجالسهم، وهو جدهم ولا يزال شابا يافعا.(/5)
وأبين من ذلك وأعظم دلالة على توقف عمل الزمن بإرادة الله تعالى: قصة أصحاب الكهف حين ضرب الله تعالى على آذانهم فناموا ثلاثة قرون وتسع سنوات.. توقف خلالها عمل الزمن فيهم فلم تُبْلَ أجسادهم، ولا انقضت أعمارهم ولا هرموا، ولم يُحسب ذلك من أعمارهم، واستأنفوا يومهم بعد نومهم، وأرسلوا أحدهم بورقهم إلى مدينتهم ليحضر لهم طعاما فإذا المدينة تغيرت، وإذا جيلهم قد فني، وخلفته أجيال في إثر أجيال كلها فنيت، وقد توقف زمنهم بنومهم، فسبحان من حبس عمل الزمن فيهم وأجراه في غيرهم، وكانوا آية من الآيات يتلى خبرها في كتاب الله تعالى. {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا * قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا} [الكهف:25-26]
وقد يكون حبس الزمن عاما بحبس آيته وهي الشمس، فيتوقف الزمن بتوقفها، وقد وقع ذلك في تاريخ البشر كما حصل ليوشَعَ بنِ نونَ عليه السلام فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه:(غَزَا فَدَنَا من الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أو قَرِيبًا من ذلك فقال لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وأنا مَأْمُورٌ، اللهم احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حتى فَتَحَ الله عليه)متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وروى الإمام أحمد من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الشَّمْسَ لم تُحْبَسْ على بَشَرٍ إلا لِيُوشَعَ ليالي سَارَ إلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ).
وفي هذا الحبس توقف للزمن، ولا يقدر على ذلك إلا الله تعالى.(/6)
ومن عجيب قدرة الله تعالى أن علامة الزمن قد ترجع إلى الوراء، فيكون رجوعها رجوعا للزمن؛ كما في حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لِأَبِي ذَرٍّ حين غَرَبَتْ الشَّمْسُ: (تدري أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قلت: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حتى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنُ لها وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فلا يُقْبَلَ منها وَتَسْتَأْذِنَ فلا يُؤْذَنَ لها، يُقَالُ لها: ارْجِعِي من حَيْثُ جِئْتِ فَتَطْلُعُ من مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لها ذلك تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) متفق عليه.
فرجوع علامة الزمن وهي الشمس عن المشرق إلى المغرب هو رجوع للزمن؛ ولذا جاء في بعض الآثار أن تلك الليلة التي رجعت فيها الشمس من المشرق إلى المغرب طويلة جدا حتى إن النائم يستيقظ وسطها، والقائم تطول عليه، ويدوك الناس فيها إذا صلوا الفجر يومها، ويعجبون من تأخر الشمس عن الشروق فتفجأهم بطلوعها من المغرب. فسبحان من خلقها وأجرها، وسبحان من أمرها فأطاعته {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران:83].بارك الله لي....
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظمته، نحمده حمد الشاكرين، ونستغفره استغفار المذنبين، ونسأله من فضله العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].(/7)
أيها المسلمون: كون الزمن من خلق الله تعالى فإن الله تعالى فوقه، ولا يحتاج إليه، ولا يحيط الزمن به؛ لأن الله تعالى غني عما سواه، وما سواه فقير إليه، وهو المتصرف في خلقه ومدبرهم، وهو سبحانه وتعالى خالق الزمن، وفي القرآن ما يدل على هذه الحقيقة العظيمة فيما يتعلق بالزمان والمكان، قال الله تعالى {هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ} [الحديد:3].
نُقل عن أبي سعيد الخراز أنه قيل له: بماذا عرفت ربك؟ قال: بجمعه بين الأضداد، وقرأ قوله تعالى {هُوَ الأَوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ} [الحديد:3] .
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أراد بذلك أنه مجتمع في حقه سبحانه ما يتضادفي حق غيره؛فإن المخلوق لا يكون أولا آخرا باطنا ظاهرا.اهـ
وهنا يقف العقل البشري عن إدراك كنه ذلك ومعرفة كيفيته لعجزه وقصوره، ولكمال الرب جل جلاله وقدرته على كل شيء، فما ثَمَّ إلا الإيمان والتسليم، وتعظيم الرب جل جلاله، أو الإلحاد في أسمائه وصفاته، وتعطيله سبحانه عما يستحقه من الإثبات والإجلال، وهذا هو المزلق الخطر الذي ضل فيه الفلاسفة وأهل الكلام قديما، وغرقت في لجته طوائف كثيرة من أهل الإسلام وغيره، حين أخضعوا صفات الرب جل جلاله لعقولهم القاصرة المحدودة، ولو عرفوا مقدارهم لعلموا أن ذا الكمال المطلق سبحانه لا يحيط به العقل القاصر، فتعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وإذا كانت كبار العقول البشرية قد عجزت عن إدراك كُنه الزمن ومفهومه في الوجود وهم يعيشونه ويجري عليهم، والزمن من خلق الله تعالى، فكيف يجيلون عقولهم في كنه الخالق سبحانه؟! من أجل ذلك أُمر العباد بالتفكر في خلق الله تعالى، ونهوا عن التفكر في ذاته عز وجل.
وجاء في السنة ما يفسر الآية فيما يتعلق بالزمن؛ كما في حديث عِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان الله ولم يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ) رواه البخاري.(/8)
ومن دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: (اللهم أنت الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: واعلم أن لك أنت أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، بل كل شيء فله أول وآخر وظاهر وباطن حتى الخطرة واللحظة والنَفَس وأدنى من ذلك وأكثر، فأولية الله عز وجل سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه، فأوليتُه سَبْقُه لكل شيء، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء.... فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية: فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل آخر انتهى إلى آخريته، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أول إلا والله قبله، وما من آخر إلا والله بعده.... فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على أركان التوحيد، فهو الأول في آخريته، والآخر في أوليته، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره لم يزل أولا وآخرا وظاهرا وباطنا...اهـ
ومرور الزمن، وعمله في الناس قد أفسد الدنيا عليهم، فينقلهم الزمن من مرحلة الشباب والقوة إلى مرحلة الشيخوخة والضعف، وجريانُ الزمن يسرع بهم إلى الموت، وتلك سنة الله تعالى في عباده، وكان الزمنُ آيته سبحانه التي قدرها لتحقق هذه الحكمة العظيمة. قال الخليفة المنصور للربيع بن يونس: ما أطيب الدنيا لولا الموت! قال الربيع: يا أمير المؤمنين، ما طابت إلا بالموت، قال: وكيف؟ قال: لولا الموت لم تقعد هذا المقعد.(/9)
ولما كان الزمن يجري بأهل الدنيا حتى يفسد عليهم نعيمهم فيها كان من نعيم الآخرة أن الزمن لا يعمل فيهم عمله؛ فأعمارهم ثابتة في ثلاث وثلاثين سنة، وهو منتهى قوة الشباب واكتماله، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أهل الجنة لا يبلى شبابهم، وفي القرآن العظيم أنهم خالدون فيها أبدا، وقال سبحانه {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا المَوْتَ إِلَّا المَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الجَحِيمِ} [الدُخان:56] وتوقف عمل الزمن في أهل الجنة هو من كمال نعيمهم ودوامه.
والمؤمن يقرأ ذلك في القرآن ويعلمه، ويرى أن الزمن يجري به في الدنيا إلى الهرم والموت، والعاقل من عمل بما علم، فكرس دنياه الفانية بفناء زمنها للعمل الصالح الذي يكون سببا لخلوده في نعيم الآخرة، فلا يجري به زمن فيها إلى الهرم والموت، فأعدوا للقيامة عدتها، وخذوا من مرور الأيام، وانتهاء الأعوام معتبرا {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الفَوْزُ الكَبِيرُ} [البروج:11].
وصلوا وسلموا على نبيكم....(/10)
العنوان: قصة عائد إلى الله
رقم المقالة: 1144
صاحب المقالة: الشيخ عائض بن عبدالله القرني
-----------------------------------------
إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، وسيِّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وشرِّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
* أما بعد أيها الناس:
ما أجمل العودة إلى الله - عزَّ وجلَّ - وما أروع التائب يوم يتذكر أن له ربّاً قادراً، يراه على حاله من الذنوب والمعاصي، فينتفض بدنه، ويخشع قلبه، ويندم ندماً عظيماً، ويعزم على التوبة والعودة والإنابة.
يا ربّ عفوك لا تأخذْ بزَلَّتِنا وارحمْ إلهي ذنباً قد جَنَيْنَاهُ
كم نطلبِ اللهَ في ضرٍّ يحلُّ بنا فإن تولَّتْ بلايانا نسيناهُ
نَدْعُوه في البحر أن يُنْجي سفينَتنا فإنْ رجعنا إلى الشاطي عصَيْناهُ(/1)
ونركبُ الجوَّ في أمنٍ وفي دَعَةٍ فما سقطنا لأنَّ الحافظ اللهُ
عباد الله:
يقول الله - تبارك وتعالى -: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135-136].
وقال عز من قائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
هذه قصة أرويها هذا اليوم؛ قصة عائد إلى الله، قصة تائب عرف طريقه المستقيم إلى الله، رجل يعيش ولا يزال يعيش على قيد الحياة، رجل نيَّف عل الخمسين من عمره، عابد من العباد، وليٌّ من الأولياء، نحسبه كذلك والله حسيبه، لا أذكر اسمه، فقد سألني بالله ألا أذكر اسمه للناس يوم أروي هذه القصة، يعيش في مدينة من مدن بلادنا، هذا الرجل قصته عجيبة تروي قصة الإنسان، يوم يعيش حياتين ومرحلتين، يوم يعيش في أول عمره الضياع والهيام والضلال والشرود والتمرد على أمر الله - تبارك وتعالى - : {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44]. {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ} [الجاثية: 23].(/2)
هذا الرجل كان يعمل جندياً حارساً، يتولى نوبته ببندقيته، لكنه ما يعرف الله، يقول: مرّت بي تلك المرحلة، والله ما سجدت لله سجدة إلا رياءً ومجاملةً للناس، كانت تمر به الأشهر الطويلة لا يغتسل من الجنابة، لا يركع ركعة، لا يتلو القرآن، لا يذكر الواحد الديَّان، شاردٌ على الله، ميتٌ بمعنى الكلمة، ليلُهُ سهرٌ مع الغناء الماجن، مع رفقة السوء، مع شِلل الإجرام، مع عصابات التمزُّق والفشل والانهزام، مع الذين يصدُّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، فإذا أدركه النوم نام بلا طهارة، كالبهيمة التي لا تعقل، ميتٌ لا يعرف مواقيت الصلاة؛ لأنه لا يصلي، وإذا استيقظ استيقظ متى يريد بلا طهارة، بلا وضوء، بلا عبادة، بلا ذكر.
والعجيب أنه كان قوي البنية، ضخم الهيئة، لكنه ضعيف القلب، مهزوم الإرادة، لا يعرف هدفاً للحياة، وكان يكره التديُّن وأهل الدِّين، حتى إذا رأى أهل الدين والالتزام، جعلهم مجالاً لاستهزائه وسخريته، لأنه يرى أن الإسلام رجعية، وأن الدين تخلف، وأن السنة قد مضى عهدها، ولم تعد صالحة للتطبيق.
ولطالما زاره الدعاة لما سمعوا من إجرامه وفساده، ووعظوه وحذروه وأنذروه، فكان يردد كلمته المشهورة: ((كفر صُراحٌ، ولا دين مخشخش))؛ يتهم بذلك أهل الدين بالنفاق وعدم الصدق، وأنهم مداهنون متملِّقون، وهذا من آثار الغزو الفكري الذي يصوِّر المتدينين بصور النفاق والإرهاب والتطرف.
هذا الرجل قاطع والديه وهما على بعد ثلاثمائة كيلو متراً منه، هجرهم، وسبَّهم، وشتمهم.
كان يجلس مع رفقة السوء، فيستهزئ بالصالحين واللحى والسنن والعبادات والطاعات.(/3)
{قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} [عبس: 17-20]. {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 8-10]. {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6-8]. {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان: 1-3].
واستمرت السنوات تلو السنوات، وهو يعيش في ظلام كما يعيش كثير من الشباب المُعْرِض عن الله، يأكلون ويشربون، ويطبِّلون ويزمرون ويرقصون، لكن لا يعرفون الله.
مساكين الذين يتصورون الحياة دفّاً وناياً ووتراً .. مساكين الذين جعلوا الحياة لذة وشراباً وأكلاً كالبهائم .. مساكين الذين ما عرفوا حلاوة وطعم ولذة الإيمان.
واستمرت الليالي والأيام بهذا الرجل وهو في حراسته، يحمل بندقيته، يسمع النداء الخافق العالي بالأذان؛ فلا يجيب داعي الله، يرى الصالحين يتوجهون إلى المسجد فلا يشاركهم أبداً.
وفي يوم من أعظم أيام عمره قيض الله له داعية عملاقاً، لا أعرفه أنا، وإنما يعرفه كثير من العلماء وطلبة العلم في هذه المنطقة وفي غيرها اسمه: محمد بن حمود اليمني، رجل ما ذكرته الكتب لكن ذكرته القلوب، وما عرفته الصحف ولكن عرفته الأرواح، وما سُجِّل في الجرائد لكن سجله الله في الخالدين، حُدثنا بتواتر عنه أنه كان يأخذ القلوب فيسافر بها إلى الله.
وأقفُ في قصة حدَّثنا بها بعض الصالحين، قصة تتحدَّث عن هذا الداعية:(/4)
يقول الرجل الصالح: رأيت في المنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأيت كأنني في سوق، وقد اجتمع الناس يتبايعون ويشترون، في السوق وإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي يرتقي إلى منبر السوق، وإلى مكان عالٍ في السوق، فيعظ الناس ويبكي ويُبَكِّي الناس، قال حتى رأيت بعض الناس سقطوا مغمًى عليهم من التأثُّر، فرُشُّوا بالماء، وحُملوا من السوق – هذه رؤيا منام – قال وفي الصباح نزلت إلى سوق البلدة، فوقفت مع الناس فلما حَمِيَتِ الشمس وارتفع النهار، واجتمع الناس وإذا بهذا الداعية يصعد منبراً منصوباً في السوق، يكبر ويهلل وتتسابق دموعه قبل كلماته، قال فرأيت الناس يتساقطون من التأثُّر، ويُرشُّون بالماء ويحملون إلى الظلِّ، فكان هذا تأويل رؤياي من قبل، وعلمت أن هذا الداعية من الصالحين، وأنه يسير على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقتفي أثره في الدعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ.
أيها المسلمون:
نعود إلى قصة الرجل الأول، قال: وفي أثناء نوبتي في الحراسة آخذاً بندقيتي بجانب مسجد في هذه البلدة، والناس يتوافدون لأداء الصلاة، وأنا لا أعرف الصلاة، إذا بهذا الدعية يرتفع صوته بعد صلاة العصر منذراً ومحذراً ومذكراً وهو يتلو قوله – سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [الحج: 1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].(/5)
ثم أخذ يشرح الموقف والعرض الأكبر، ويصف الجنة والنار وقد سلَّم هذا الرجل قلبه لهذا الداعية، ووصل صوته إلى قلبه قبل أن يصل إلى أذنيه؛ لأن الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب. قال: فأُسر قلبي بين يديه: {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: 4]. قال: وانتقلت من البلدة بروحي، فما أدري ما أنا، وأصابني من الإعياء ومن البكاء ومن الإغماء ما الله به عليم، حتى ما استطعت أن أتحامل على رجلَيَّ، فجلست على الأرض، قال: وكان صوته ينفذ إلى القلب مباشرة، وهو يتحدَّث عن الحشر، وأحوال الناس فيه، والصحف وتطايرها، فآخذٌ بيمينه، وآخذٌ بشماله. اللهم سلِّم سلِّم.
قال: وأخذتُ في البكاء إلى قبيل المغرب حتى سلَّمت نوبتي لزميلي، وذهل الناس منِّي واجتمعوا عليَّ، قالوا: ما لك؟ قلت: لا شيء، أتوب إلى الله، أستغفر الله، أعود إلى الله، اللهم اغفر لي اللهم ارحمني.
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
وهكذا يفعل الداعية المخلص في القلوب، وهكذا يفتح مدناً من القلوب بالكلمات، لا تفتحها الجيوش المجيشة، ولا الجنود المجندة، وقام هذا الرجل، وذهب فاغتسل من الجنابة، التي مكثت عليه أشهراً طويلة، وغيَّر ملابسه؛ لأنه قد تغيَّر قلبه، وقام يستغفر ويتوب ودموعه تتسابق مع قطر ماء الوضوء.
إِذَا اشْتَبَكَتْ دُمُوعٌ فِي خُدُودٍ تَبيَّنَ مَنْ بَكَى مِمَّنْ تَبَاكَى(/6)
قال وأول صلاة صليتها صلاة المغرب، فلما صليت وإذا بالداعية فسلمت عليه، فهشَّ وبشَّ في وجهي، وكأنه اشتراني وأعتقني والله، وعانقه في نفس الوقت، وهذا هو السحر الحلال، وهو تَبسُّم أهل الفضل وأهل النبل وأهل العلم ليشتروا القلوب بجنة عرضها السماوات والأرض.
يقول الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. ويقول له: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، قال فذهب بي هذا الداعية إلى بيت يجاورُ المسجدَ، وسألني لماذا أبكي؟ فقصصت عليه قصة حياتي فشاركني في البكاء وقلت الآن أولد مولداً جديداً.(/7)
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام: 122]، وأخذ يحدثه عن الهداية، وعن طريق الجنة، وعن ثواب الله للصادقين، وعن جزائه للتائبين، وعن إقباله على المقبلين، قال: وسألني كم أحفظ من القرآن؟ قلت: لا أحفظ شيئاً، قال: سبحان الله!! كيف صليت معنا آنفاً؟ قال: وقفت هكذا حتى الفاتحة ما أحفظها، لأنه قد يبلغ ببعض الناس التمرد والإعراض إلى أن يفهم كل شيء إلا الإسلام، ويعرف كلَّ شيء إلا القرآن، ويحب كل شيء إلا الدين؛ بل وُجد في مجتمعاتنا وفي أوساطنا وفي مدننا، من يحفظ مئات الأغنيات، ولا يحفظ سورة واحدة من القرآن، هذا موجود وحاصل، وهو ثمرة من ثمار الإعراض عن الله - عزَّ وجلَّ - قال: فقام فعلمني الفاتحة وسوراً قصيرة، ثم ألزمني برجل من أهل القرية عنده صلاح، وقال حَفِّظه كتاب الله، قال والله الذي لا إله إلا هو – الرجل يروي قصته – ما أخذت أنام من الخوف – من خوف الله – في الأربع والعشرين ساعة إلا ساعتين، وحفظت القرآن حفظاً عن ظهر قلب، كلّ القرآن في أربعة أشهر، لأنه أحب القرآن، وأقبل على الواحد الديان وعرف طريقه إلى جنة الرضوان، هذا استمر في الهداية، وأصبح عابداً لله - عزَّ وجلَّ - وأعرف عنه أنه يقرأ القرآن ويختمه كل ثلاثة أيام، ويصوم كثيراً من الأيام، ولا يتمالك عينيه إذا قرأ القرآن إلا أن ينهدّ باكياً، يحدِّث بقصته هذه فيبكي لأنها قصةٌ عجيبة تمر بنا كثيراً، وهي قصة النجاة من النار، وقصة العودة إلى الواحد القهّار.
في أولها حرمان، وفي آخرها رضوان، أولها لعنة وشقاوة، وآخرها رحمة وهداية، وإقبال على الواحد الأحد.(/8)
فيا من عاش حياة الإعراض، ويا من أدبر طويلاً في أيامه، ويا من جعل ليله ونهاره في المعاصي والمخالفات، تب إلى الله، أقبل على الله، سر في طريق محمد، عليه الصلاة والسلام، ليصلك بالله الواحد الأحد.
أيها الناس:
هذا أنموذج من حياة كثير من الناس وعندنا من هذا وعند كثير من الأخوة عشرات النماذج ممن أعرضوا ثم أقبلوا، من الذين عاشوا الحرمان والخذلان ثم عرفوا الطريق إلى الواحد الديَّان.
{فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125].
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
أيها الأخوة الكرام فإن قصص التوبة والإقبال على الله - عزَّ وجلَّ - ملء التاريخ، ومن يقرأ سير الصحابة والسلف الصالح يجد أن كثيراً منهم قد مرَّ بمرحلتين؛ مرحلة الإعراض والظلام، ومرحلة الإقبال على الله.
ومما حفظ عن شيخ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه أنه قال: "لا بد لكل عبدٍ أن يولد ميلادين اثنين، المولد الأول: يوم أتت به أمه، وهذا يشترك فيه الناس جميعاً حتى البهائم، فإن كل مخلوق يمر بهذا المولد، ويعيش هذه الحياة، ويحسُّ بهذا الميلاد، الكافر والمؤمن، البهيمة والدابة، الطائر والحشرة، كلهم يولدون هذا المولد، وأما المولد الثاني فلا يذوقه إلا المؤمن، ولا يحسه إلا المؤمن، وهو الميلاد الذي ذكره – سبحانه وتعالى – بقوله: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام: 122]".
ما معنى ذلك: أنه كان ميتاً لا يتحرك ولا يأكل ولا يشرب؟ لا.(/9)
معناه أنه كان ميت القلب، ميت الإرادة، ميت العزيمة، ميت السير إلى الله، يأكل ويشرب ويطبل ويزمر ويغني ويتمرد ويفسق، لكنه ميت، قال الله: {فَأَحْيَيْنَاهُ}، بالإيمان: {وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122]، نور العلم والإيمان: {كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} [الأنعام: 122]، فالميلاد الثاني كما قال ابن تيمية هو ميلاد الإنسان في الإسلام، يوم يخلع كلَّ شرك وشبهة ونفاق ومعصية، ويأتي فيسلم نفسه إلى الله، ويشتري نفسه من الله، ويعتق رقبته من النار، هذا هو الميلاد الثاني، وهذا الميلاد ذاقه الصحابة رضوان الله عليهم، ولا زال كثير من الناس يعيشونه في هذا العصر، وفي كل عصر، فسلام على التائبين الذين استنارت قلوبهم بالعودة إلى الله - عزَّ وجلَّ - والذين عرفوا الطريق إلى الله وإلى الهداية والتوفيق.
عباد الله:
أحد العلماء في مدينة الرياض حدَّثنا بقصة وقعت لقريب له، هذا القريب كان جنديّاً من جنود إبليس.
وَقَدْ كُنْتُ مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى بِي الحَالُ حتى صار إبليسُ من جُنْدِي(/10)
يقول: كان متمرداً على الله بمعنى الكلمة، حتى وصل الحال به إلى أن دعت عليه أمُّه بالهلاك، وأن يريح الله العباد والبلاد منه، يذهب في الليل فلا يأتي إلا في ساعة متأخرة، يأتي محشوّاً من حبوب المخدرات، ومن السكر والخمر والعربدة، أما المسجد فما دخل المسجد قطُّ، قال: واستمرت هذه الحال حتى تأذى منه جيرانه وشكَوْه، وحاول بعض الدعاة معه محاولة، فأوصلوه إلى بيته، ووعظوه بالله، وسألوه بأسماء الله الحسنى أن يتوب، أو على الأقل أن يكُفَّ عن الناس شره، وصل البلاء به مبلغاً عظيماً، وما بقي إلا توبة نصوح، أو قاصمة من الله تأخذه يوم يأخذ الظالم فلا يفلته أبداً قال: وبينما نحن نعظه بكى فظننَّا أنه تاب، وأنه أحسَّ بالعودة إلى الله، ولكن دون جدوى عاد كما كان؛ بل أمرَّ مما كان وكان يستهزئ بنا ويسخر مِنَّا في رسائل وفي جلسات، وعنده أصحاب يدعونه إلى الردى والغواية، قال: واستمر به الحال على ذلك، كتبنا له رسائل، حاولنا معه بكل وسيلة، شفعنا فيه أن يهتدي فرفض، وتذكرنا طريقة مبتكرة للهداية، وهي طريقة ناجحة في الغالب، وهي طريقة إهداء الشريط الإسلامي، فانتقوا له مجموعة من الأشرطة الإسلامية المفيدة، والتي تتناسب مع حالته، فاشتروها له، ووضعوها في سيارته.
وقالوا: هذه المحاولة الأخيرة معه، فإن هداه الله، كان هذا ما نتمناه، وهو أحب الأمرين إلينا، وإن لم يهده دعونا الله عليه أن يريح العباد والبلاد منه؛ لأنه تسبب في غواية كثير من شباب الحي. قال: وقدر الله - عزَّ وجلَّ - هدايته، لحكمة يعلمها الله - عزَّ وجلَّ - ولذلك فإنه ينبغي للدعاة ألا ييأسوا من هداية الناس وأن يتحلوا بالصبر، ولا يستعجلوا أمر الله - عزَّ وجلَّ - فإن كل شيء بقدر، ولكل أجل كتاب: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل: 1].(/11)
قال: سافر هذا الرجل إلى مدينة الدمام، وفي أثناء الطريق سمع الغناء حتى ملَّ، وسمع البذاء والسخط حتى كَلَّ وسئم، وقبل أن يصل إلى المدينة، نظر إلى هذه الأشرطة الإسلامية، وقرر أن يسمع أحدها ليضحك على هؤلاء البشر السخفاء في نظره، الحقراء في فكره، هل يعرفون الكلام مع الناس؟ هل عندهم شيء؟ فأخذ يستمع إلى أحد الأشرطة التي تتحدَّث عن اليوم الآخر، والأهوال التي سوف تحدث في هذا اليوم. قال: وتأمَّل، وألقى سمعه، وتحدَّث الشريط عن حياة الإِنسان، وعن ضعف الإِنسان، وعن موقف الإِنسان يوم العرض الأكبر.
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18].
قال: وبدأ التأثر وانتهى الشريط، وأخذ شريطاً آخر يتحدَّث عن الجنة وبدأ التأثُّر، وهجم عليه البكاء، فأخذ يبكي بقوة حتى أنه لم يعد يتحكم في قيادة سيارته.
وظل على هذه الحال من البكاء والندم حتى وصل إلى مدينة الدمام، ومع دخوله المدينة، أدخل الله الهداية في قلبه، فانطلق يبحث عن مكان يتوضأ فيه، فتطهر وتوضأ، ثم دخل المسجد وصلى ركعتين وأعلن توبته، وهو يبكي أمام الله، وصلى مع الناس، وعاد فأكمل سماع هذه الأشرطة التي زادته عمقاً وإيماناً وبصيرة، عاد إلى أهله بوجه غير الذي ذهب به، وجه الإيمان، وجه النور والهداية، وجه الإقبال على الله - عزَّ وجلَّ -: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران106-107].
ليسوا كقومٍ إِذا لاقَيْتَهُمْ عَرَضاً أهدَوْك من نورهم ما يُتْحِفُ السَّاري
تَرْوَى وتَشْبَعُ من سِيمَاء طَلْعَتِهِمْ بِوَصْفِهِمْ ذَكَّروكَ الواحد الباري(/12)
وَمَنْ تَلْقَ منهم تَقُلْ لاقيتُ سيِّدَهُمْ مثل النجوم التي يسري بها السَّاري
وصل إلى بيته وأخبر والدته فانصدعت بالبكاء من الفرح ومن الفرح ما يبكي.
طفح السرورُ عليَّ حتى إنني من عِظَمِ ما قد سرَّني أبكاني
وأيام وإذا بالناس ثم الجيران يتوافدون عليه يهنؤونه بهذه النجاة وهذا المستقبل.
وإذا بربِّ العباد يوزع محبته على الناس، فأحبته القلوب، واستأنس بصحبته الصالحون، ففي الصحيح: ((إن الله - عزَّ وجلَّ - إذا أحب عبداً قال لجبريل: إني أحبُّ فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم يقول للملائكة: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه الملائكة، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً قال لجبريل: إني أبغض فلاناً فابغضه فيبغضه جبريل، ثم يخبر أهل السماء فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض))[1].
أحبه الناس، لأنه أحسن إليهم، وتغيرت معاملاته معهم، فرحم صغيرهم، ووقر كبيرهم، ونذر نفسه لخدمتهم وحلِّ مشاكلهم، وواصل مسيرته مع الله، ولا زال حيّاً وأصبح مثالاً وأسوةً {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74] وهدى الله على يديه كثيراً من الناس {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: 21].
عباد الله:
جددوا توبتكم وإقبالكم لله الواحد الأحد، أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين، فإن ربكم غفور شكور.
أيها الناس:
وصلوا وسلموا على مَنْ أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56].
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً))[2].(/13)
اللهم صلِّ على نبيك وحبيبك محمد، واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار، من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمَنِّكَ وكرمك يا أكرم الأكرمين.
---
[1] أخرجه مسلم (4/2030) كتاب البر والصلة، رقم (157).
[2] أخرجه مسلم (1/288) رقم: (384).(/14)
العنوان: قصة موسى مع فرعون
رقم المقالة: 777
صاحب المقالة: سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
-----------------------------------------
الحمد لله العلي الكبير، المتفرد بالخلق والتقدير والتدبير، الذي أعز أولياءه بنصره، وأذل أعداءه بخذله، فنعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداًً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب والمصير وسلم تسليماً.(/1)
أما بعد أيها الناس، اتقوا الله تعالى واذكروا أيام الله لعلكم تتذكرون واذكروا أيام الله بنصر أوليائه لعلكم تشكرون واذكروا أيام الله بخذلان أعدائه لعلكم تتقون واذكروا أيام الله إذا نزل للقضاء بين عباده فقضى بينهم بفضله وعدله لعلكم توقنون إن نصر الله لأوليائه في كل زمان ومكان وأمة هو نصر للحق وذلة للباطل وأخذ للمتكبر ونعمة على المؤمنين إلى قيام الساعة لقد أرسل الله موسى -صلى الله وسلم عليه وعلى نبينا وإخوانهما من النبيين والمرسلين أرسله إلى فرعون بالآيات البينات ودعاه إلى توحيد رب الأرض والسماوات فقال فرعون منكراً وجاحدا: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} فأنكر الرب العظيم الذي قامت بأمره الأرض والسماوات وكان له آية في كل شيء من المخلوقات فأجابه موسى: هو {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} ففي السماوات والأرض وما بينهما من الآيات ما يوجب الإيقان للموقنين فقال فرعون لمن حوله ساخراً ومستهزئاً بموسى {أَلاَ تَسْتَمِعُونَ} فذكره موسى بأصله وأنه مخلوق من العدم وصائر إلى العدم كما عدم آباؤه الأولون فقال موسى: هو {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ} [الشعراء:26] وحينئذ بهت فرعون فادعى دعوى المكابر المغبون فقال {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء:27] فطعن بالرسول والمرسل فرد عليه موسى ذلك وبين له أن الجنون إنما هو إنكار الخالق العظيم فقال: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [الشعراء:28]فلما عجز فرعون عن رد الحق لجأ إلى ما لجأ إليه العاجزون المتكبرون من الارهاب فتوعد موسى بالاعتقال والسجن وخاب فقال: {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [الشعراء:29]ولم يقل لأسجننك ليزيد في إرهاب موسى وإن لدى فرعون من القوة والسلطان والنفوذ ما مكنه من سجن(/2)
الناس الذين سيكون موسى من جملتهم على حد تهديده وإرهابه وما زال موسى يأتي بالآيات كالشمس وفرعون يحاول بكل مجهوداته ودعاياته أن يقضي عليها بالرد والطمس حتى قال لقومه: {يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمثلاً لِلْآخِرِينَ} [الزخرف:52-56]وكان من قصة إغراقهم أن الله أوحى إلى موسى أن يسري بقومه ليلاً من مصر فاهتم لذلك فرعون اهتماماً عظيماً فأرسل في جميع مدائن مصر أن يحشر الناس للوصول إليه لأمر يريده الله فجمع فرعون قومه وخرج في إثر موسى متجهين إلى جهة البحر الأحمر: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} البحر من أمامنا فإن خضناه غرقنا وفرعون وقومه خلفنا فإن وقفنا أدركنا فقال موسى: {كَلاَ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} فلما بلغ البحر أمره الله أن يضربه بعصاه فضربه فانفلق البحر اثنى عشر طريقاً وصار الماء السيال بين هذه الطرق كأطواد الجبال فلما تكامل موسى وقومه خارجين وتكامل فرعون بجنوده داخلين أمر الله البحر أن يعود إلى حاله فانطبق على فرعون وجنوده فكانوا من المغرقين فانظروا -رحمكم الله- إلى ما في هذه القصة من العبر والآيات كيف كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل خوفاً من موسى فتربى موسى في بيته تحت حجر امرأته وكيف قابل موسى هذا الجبار العنيد مصرحاً معلناً بالحق هاتفاً به ألا إن ربكم هو الله رب العالمين فأنجاه الله منه وكيف كان الماء(/3)
السيال شيئاً جامداً كالجبال بقدرة الله وكان الطريق يبساً لا وحل فيه في الحال وكيف أهلك الله هذا الجبار العنيد بمثل ما كان يفتخر به فقد كان يفتخر بالأنهار التي تجري من تحته فأهلك بالماء ولا شك أن ظهور آيات الله في مخلوقاته نعمة كبرى يستحق عليها الحمد والشكر خصوصاً إذا كانت في نصر أولياء الله وحزبه ودحر أعداء الله وحزبه ولذلك لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وجد اليهود يصومون اليوم العاشر من هذا الشهر شهر المحرم ويقولون إنه يوم نجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه موسى شكراً فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فنحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر الناس بصيامه)) وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صيامه فقال: ((احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) فينبغي للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء وكذلك اليوم التاسع لتحصل بذلك مخالفة اليهود التي أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.(/4)
العنوان: قصتان شعريتان رمزيّتان
رقم المقالة: 1931
صاحب المقالة: محمود توفيق حسين
-----------------------------------------
- 1 -
غادرنا (الدُّكش) بلا أسباب منّا، سكنَ الصحراءَ الممتدّة حول العزبة، هام على وجهه غير بعيد.كان فتيًّا جدًّا في أيام شبابه، ومهيبا، يتبختر في فروٍ مثل فراء السبُع، يُرعِب كلَّ المارّة والسُّرّاق، كلبٌ لا أفضل منه على الإطلاق! شاخ كثيرًا في آخر عهده . فقد القدرة تمامًا على رعي الأغنام. فاختار الموتَ بعيداً عن مرعاه، وتأبّى أن يَحيا عالة!وتتبّعته.. شاهدته يمشي في وَهْدٍ قرب البيت، مع طيرِ غرابٍ -مثله- شاخَ وفقد القدرة أن يترزّق وسط الفتيان من الطير.انظر. لا أعجب من هذا!. هذا يَظْلَعُ في مشيته، وهذا يحجل. يتناجيان مليًّا. لغة ألّفها ذوا شيبة، ينتظران الموت سويًّا. مرّت أيام، ووقفتُ على الوهْدةِ في ساعة قيلولة. يا عيناه! هذا الغرابُ الخائن يأكل من لحم صديقه. وبكيت. وعرفت الآن سرّ مُلازمته للكلب الغِرِّ.. غرٌّ وغرابٌ. يا لوعة!
.. غادرنا (الدُكش) بلا أسباب..
- 2 -
مات الصحفيُّ الجِهبِذُ - عفواً - كان الجهبذَ. راحتْ عنه أيامُ الأمجاد والخبطات الصحفية والتحليلات. وتفرّغ في آخر عهدهِ لكتابةِ كُتبٍ عمّن رحلوا من الصفوة، تبّلها بكل بهارات، ولم يغفل عورة أو نزوة.انتصب على رأس عزائه رجلُ سياسةٍ ثمانينيٌّ، راحت عنه أيام الشهرة، والمؤتمرات والنظريات، مع عهد ٍراح.لازمه الصحفي في السنوات النكرة.. هذا الطيّب متأثرٌ بالفقد، يبكي من لازمه في سنوات خريفه، لمّا انفضت عنه الناس.ها قد ترك عزاء ً يبكي بلا (كاميرات) ولا حرّاس.. يظلَعُ وحده في مشيته للسيارة (المرسيدس)..
وأخذت أفكر في سنن الأحياء.. ما خدمت أكَلَة لحم الجيفة في كل المرات.
ــــــــــــــــــــ
تعليق حضارة الكلمة:
الأخ الفاضل / محمد إبراهيم..(/1)
يسر قسم (حضارة الكلمة) أن يرحب بكم ضمن كتّاب الألوكة.. ونتمنى منكم الاستمرار في هذا التواصل والتفاعل الإبداعي.
خيطٌ ما.. يربطُ بين كلتا القصتين.. وهو الرحيل المختلف والمتشابِه معاً.. وقد ترك الرمز المتّزنُ فيهما مساحةً للمقارنة بين الميتتين.
.. اخترنا لهاتين القصتين الرمزيتين مكان شعراء الألوكة؛ فقد احتلّ وزن البحر الخبب المساحة الكبرى من هذه الكتابة.. وبقي جزءٌ منها مضطرباً أو خالياً من الوزن.
وقمنا ببعض التصحيحات اللغوية والإملائية..
شاكرين لك، ومنتظرين إبداعاتك القادمة.(/2)
العنوان: قِصَرُ الخُطْبة وطولُها
رقم المقالة: 1244
صاحب المقالة: عبد الغني أحمد جبر مزهر
-----------------------------------------
إن الخطبة المؤثرة ينبغي أن تتَّصِفَ بِصِفاتٍ، وتشتمل على مقومات، ومنها قصر الخطبة، غير أننا لا نستطيع أن نحكم على الخطبة بالجودة والتأثير لمجرد كونها قصيرة وحسب، أو نحكم عليها بالفشل لكونها طويلة فحسب، فإن قصر الخطبة وطولها أَمْرٌ تُحَدّده عوامل كثيرة، وتدعو إليه أسباب متنوعة، ورُبَّما وصفتِ الخُطبةُ بأنها جامعةٌ مؤثّرة مستوفية لموضوعها، مع كونها قصيرة لم تتجاوزْ دقائِقَ معدودةً، ورُبَّما وُصِفَت بذلك مع كونها طويلة تجاوزت الوقت المعتاد لمثلها، وإنَّ مِنَ العَوَامِلِ التِي تَتَحَكَّمُ في وقت الخطبة طولاً وقِصَرًا:
طبيعة الموضوع الذي يتناوله الخطيب، وأهميته بالنسبة للمخاطبين، وكونه مما يحتاج إلى البسط والإيضاح، أو يكفي فيه الاختصار والإيجاز.
ومن العوامل كذلك سعة المسجد أو ضيقه، وكثرة المصلين أو قلتهم، وكذلك ما يطرأ على الناس من أحوال عامَّة تؤدي إلى اضطراب نفوسهم، واشتغال أذهانهم وعقولهم، وما يستجدُّ من أحداث لها آثارٌ على عقيدة المسلمين، أو أخلاقهم أو أمنهم واستقرارهم.
فالخطبة وقت النوازل والكوارث والأحداث الجسام تختلف عنها في الأحوال المعتادة، والخطبة في مسجد السوق تختلف عنها في مسجد الحي، إذ ينبغي أن يعطي لهؤلاء من الوقت ما يناسبهم.
والخطبة وقت الحرب والدعوة إلى الجهاد تختلف عنها وقت السلم، وهكذا فإن لظرف الزمان والمكان دورًا واضحًا في تحديد الحاجة إلى الطول، أو الحاجة إلى القصر في الخطبة، غير أننا نقول: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد رغَّب في قصر الخطبة وطول الصلاة بجعله ذلك علامة على فقه الخطيب.(/1)
روى مسلم في "صحيحه" عن واصل بن حيان قال: قال أبو وائل - وهو شقيق بن سلمة - خطبنا عمار رضي الله عنه فأوجز وأبلغ، فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست- أي: أطلت- فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته مَئِنَّةٌ - أي: علامة - من فقهه، فأطيلوا الصلاة، واقصروا الخطبة، وإن من البيان لسحرًا))[1].
فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خصلتين عظيمتين إذا وجدتا في الخطيب تمكَّن من حسن الخطاب، وقوة التأثير، وهما: الفقه والعلم الشرعي الذي يمكنه من أداء الصلاة على وجهها قراءةً، وخشوعًا، وأحكامًا، وأداء الخطبة على وجهها، ثم البيان والفصاحة التي تمكنه من +جودة الخطاب، ورصانة الأسلوب، وسلامة التعبير، لتقع الخطبة موقعها من النفوس.
إن مراعاة الأحوال المختلفة للمخاطبين، ثم القصد - أي: الاعتدال والتوسط - هو الأفضل بوجه عام، وذلك لأن الطول يفضي في الغالب إلى السآمة والملل بالنسبة للسامعين، وقد يؤخرهم عن بعض أعمالهم، ويشغلهم عن قضاء بعض حاجاتهم، وقد نبَّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى فضل ذلك بالصلاة التي هي أجل شأنًا، وأعظم قدرًا من الخطبة، فقال: ((يا أيها الناس إنَّ منكم مُنَفِّرينَ، فأيُّكُمْ أمَّ الناس فَلْيُوجِزْ، فإنَّ مِنْ ورائِهِ الكبيرَ والضعيفَ وذا الحاجة))[2].
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: ((كان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يرجع فيؤم قومه، فصلى العشاء فقرأ بالبقرة، فانصرف الرجل، فكأن معاذًا تناول منه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((فتان، فتان، فتان)) (ثلاث مرار) أو قال: ((فاتنًا، فاتنًا، فاتنًا)) وأَمَرَهُ بِسُورَتَيْنِ مِنْ أواسِطِ المُفَصَّل))[3].(/2)
وعن جابِرٍ - رضي الله عنه - أنَّه قال: ((اقرأ: والشمس وضحاها، والضحى، والليل إذا يغشى، وسبح اسم ربك الأعلى))[4].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا صلى أحدكم للناس فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ، والسَّقِيم، والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء))[5].
ومع أمره - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بالقراءة بأواسط المفصل، إلا أنَّه كان يؤم الصحابة فيطيل في بعض الأحيان، ويسمع صراخ الصبي وهو يريد أن يطول في صلاته، فيتجوز في صلاته كراهية أن يشق على أمه[6].
واختيار مسلك التوسط والاعتدال في الخطبة يمنع أن تكون الخطبة قصيرة قصرًا مخلاً بموضوعها، حائلاً دون تحقيق الفائدة والثمرة المرجوَّة منها، ويمنع كذلك من طروء السآمة والملل على نفوس المصلين مع إعطاء الموضوع حقه في التفصيل والبيان.
وقد نبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ((فإن خلفه الضعيف، والكبير، وذا الحاجة)) إلى تنوع الحاضرين إلى الصلاة، واختلاف طاقتهم وقوتهم، ففيهم الشاب، وفيهم الشيخ الكبير، وفيهم المتفرغ من الشواغل، وفيهم العامل وذو الحاجة، فعلى الإمام +أن يراعي هذا التنوع والاختلاف في قدرات الناس.
والحاضرون إلى صلاة الجمعة وخطبتها هم كذلك تتعدد مشاربهم وثقافاتهم فعلى الخطيب أن يتنبه لذلك ويعطيه حقه.
عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: ((كنت أصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكانت صلاته قَصْدًا، وخطبته قصدًا))[7].
والقصد والاعتدال نهج إسلامي أصيل، حث عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الأمور كلها، بل جعله جزءًا. من أجزاء النبوة.
روى الترمذي من طريق عاصم الأحول، عن عبد الله بن سرجس - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((السمت الحسن، والتؤدة، والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءًا من النبوة)) [8].(/3)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن ينجي أحدًا مِنْكُمْ عَمَلَهُ، فقالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أنْ يَتَغَمَّدَنِي الله برحمته. سَدِّدُوا وقارِبُوا واغْدُوا ورُوحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا))[9].
ومن المعلوم أنَّ خطبة الجمعة هي غير المحاضرة، أو الندوة، أو الدرس الذي يتطلب البسط والشرح غالبًا، والوقوف عند أهم العناصر والأفكار والاستعانة بكثير من التكرار الذي يساعد على تثبيت المعلومة عند السامعين، وتقريبها.
وكلما كان الخطيبُ أوْسَعَ فِقْهًا، وأَدَقَّ فَهْمًا، وأرحب ثقافة، وأملك لناصية البيان والفصاحة، كانَتْ خُطْبَتُهُ مُوجَزَةً بليغة عظيمة الواقع على قلوب المخاطبين، ولا يخفى أنه قد تدعو الحاجة أحيانًا إلى الإطالة في الخطبة، وذلك لأمور تعرض، أو أحداث تقع، فليس ثمة ما يمنع ذلك، وعلى الخطيب أن يكون لبقًا، ذا فراسة في وجوه المصلين ومعرفة تعابيرها، فيراعي أحوالهم في الخطبة والصلاة، بحيث لا يشق عليهم فيوقعهم في الضيق والحرج، وأن يعتذر لهم في لطف قبل أن يبتدئ الخطبة أو في نهايتها، وأنه ما لجأ إلى الإطالة إلا لخطورة الموضوع الذي يتناوله، والمهم أن قصر الخطبة وإطالة الصلاة هي الحالة الفضلى إذا تمكن الخطيب من الإتيان بمعاني الخطبة أو أفكارها ضمن ذلك، وإلا فالتوسُّط والقصد مع مراعاة أحوال المصلين والظروف العامة التي تحيط بهم.
قال الشيخ عبدالله البسام: "إن قصر الخطبة، وإطالة الصلاة دليل على فقه الخطيب والإمام، فإنه استطاع أن يأتي بمعاني الخطبة بألفاظ قليلة، وبوقفة قصيرة، أما تشقيق الكلام وتطويله فهو دليل على العي والعجز عن الإبانة، فخير الكلام ما قل ودل"[10].
والجمعة ليست مهرجانًا للخطابة وإبراز القدرة على البيان والفصاحة، بل كلمات قليلة تشتمل على التذكرة، والعظة، والتبصرة بالواقع، وترقيق القلوب وزيادة الإيمان.
---(/4)
[1] رواه مسلم ( الجمعة- 6 / 153 ).
[2] رواه البخاري ( الأذان، تخفيف الإمام- 702)، ومسلم (الصلاة، أمر الأئمة بتخفيف الصلاة- 466) وهذا لفظه من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه.
[3] رواه البخاري (الأذان- 701) بهذا اللفظ.
[4] رواه مسلم (الصلاة- 465).
[5] رواه البخاري (الأذان- 703)، وهذا لفظه، ومسلم (الصلاة- 467).
[6] رواه البخاري (الأذان- 707)، ومسلم (الصلاة- 470) من حديث أنس رضي الله عنه.
[7] رواه مسلم (الجمعة- 6 / 158).
[8] الترمذي (البر- 2010) وقال: حسن غريب، وأخرجه أحمد (1 / 296)، وأبو داود (الأدب- 4776) من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس بلفظ: الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة. وقابوس فيه لين.
[9] أخرجه البخاري (الرقاق- القصد والمداومة على العمل 6463) بهذا اللفظ ومسلم (صفات المنافقين- لن يدخل أحد الجنة بعمله 2816).
[10] توضيح الأحكام (2 / 333).(/5)
العنوان: قضايا شرعية في مرض الأقدام السكرية
رقم المقالة: 1973
صاحب المقالة: د. حسن بن علي الزهراني
-----------------------------------------
قضايا شرعية في مرض الأقدام السكرية
• مفاهيم خاطئة حول المرض.
• الدعاء والصبر.. ألا بذِكر الله تطمئن القلوب.
• الإذن بالبتر؟!
• دفن الأعضاء المبتورة.
• البتر على قدر الضرورة.
• • • • •
مفاهيم خاطئة حول المرض
من تجربتي الطبية لمستُ أن كثيرًا منَ المرضى وأهلِيهِم يظنون – ظنًّا في غير محله – أن المرض - وبالذات البَتْر - قد يُشَمِّتُ بهمُ الأعداء والحُسَّاد، وقد يَشعُر المريض بأن الناس ينظرون إليه بعين تختلف عمَّا سبق، وقد يكون هذا الظنُّ أوِ الشعور مستترًا في اللاوعي، فينتج عن ذلك رفض المريض للقرار الطبِّيِّ بالبَتْر، حتى وإن كان في ذلك إنقاذُ حياته؛ بل إن البعض يُفضِّل الموت على البتر، صحيح أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قدِ استعاذ من (جَهْدِ البَلاء، ودَرَكِ الشَّقَاءِ، وسُوءِ القضاء، وشماتَةِ الأعداء)؛ إلا أنَّ المؤمن الحقَّ يستقبِل كل البلايا والرزايا في ماله ونفسه بالصبر الجميل، والرضا والتسليم.
يَبتَلِي اللهُ بالمرضِ الناسَ جميعًا، مؤمِنِهِم وكافرِهم، بَرِّهِم وفاجِرِهم، ولله في ذلك الحكمة البالغة، فعلى المسلم إن قضى الله عليه أمْرًا - أيًّا كان - من بلايا الدنيا أن يصبرَ ويحتَسِبَ، ولْيعلَمْ أن الله قدِ ابتلى مِن قبله مَن هو خيرٌ منه، فابتلى الأنبياء بأنواع من البلاء مثل المرض من لدن زكريا وأيوب إلى نبينا - عليهم أفضل الصلاة والسلام - فصبروا واحتسبوا.(/1)
وليستمع إلى قوله - صلى الله عليه وسلم - عن نفسِهِ عندما دخل عليه الصحابيُّ الجليل ابن مسعود - رضي الله عنه - وهو يُوعَكُ؛ أيْ: يتألم من شدة المرض والتعب، فقال "يا رسول الله إنك توعَكُ وَعْكًا شديدًا"، قال: ((أجل، إني أُوعَكُ كما يُوعَكُ رجلانِ منكم))، قال: ذلك أن لك أَجْرَيْنِ؟ قال: ((أجلْ؛ ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكةٍ فما فوقها، إلا كَفَّر الله بها سيئاته، وحُطَّتْ عنه ذنوبُهُ كما تَحُطُّ الشجرةُ وَرَقَها))؛ متَّفَق عليه. (والوعك هو: الحمى).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرِدِ الله به خيرًا يُصِبْ منه))؛ رواه البخاري.
وهذا عروة بن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - تُبْتَرُ رِجْلُهُ فيغسلها ويُكفِّنُها، ثم يقول لطَرَفِهِ المَبْتُورَةِ: "إنك لَتعلمين أنِّي ما مشيت بك إلى معصيةٍ من معاصي الله".
فقد يجعل الله في محنة المرض مِنْحَةً للمريض؛ فيرفع درجاته عنده، ويكفِّر عنه ذنوبَه؛ يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أراد الله بعبده الخير عَجَّلَ له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشرَّ، أمسك عنه بذَنْبِه حتى يُوافَى به يوم القيامة".
وقال - صلى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ عِظَم الجزاءِ مِنْ عِظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سَخِطَ فله السخط))؛ رواه الترمذي.
فهذه الأحاديثُ، وغيرُها كثيرٌ، تُبَشِّرُ المُسْلِم بأنَّ له عظيمَ الأجر على صَبْرِه واحتِسابِه، وأنَّ نزول البلاء به ليسَ بِالضَّرورة عَلامةً على عَدَمِ حُبِّ الله له؛ بل إنَّه قد يحصل له من حُبٍّ لله وأنسٍ به ما لم يُجَرِّبْهُ طِيلَةَ حياتِهِ، قال تعالى عن أَيُّوبَ - عليه السلام -: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 44].
وليكن حال المريض كما قال القائل:(/2)
سَأَصْبِرُ حَتَّى يَعْجِزَ الصَّبْرُ عَنْ صَبْرِي وَأَصْبِرُ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ فِي أَمْرِي
وَأَصْبِرُ حَتَّى يَعْلَمَ الصَّبْرُ أَنَّنِي صَبَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَمَرَّ مِنَ الصَّبْر
ِ
****
تَمَسَّكْ بَحَبْلِ الصَّبْرِ فِي كُلِّ كُرْبَةٍ فَلاَ عُسْر إلاَّ سَوْفَ يَعْقبهُ يُسرُ
ُْ
فكلما كان المريض أكثرَ تجلدًا وصبرًا تحسنتْ حالتُهُ النفسيَّة، وقَوِيَ جهازُهُ المَنَاعِيُّ، فيرفع الله عنه سَطْوَةَ الجراثيم وفَتْكَها بجسمه، وهو ما ثبت عِلْمِيًّا في الكثير منَ الدراسات التي وجدتْ علاقة بين رُوحانية المريض ومقاومته للأمراض.
كما أنَّ على الأطبَّاء وذَوي المرضى واجب رفع معنويَّات المريض، وتذكيره بأنَّ المرض والشِّفاء بِيَدِ اللَّه تعالى، وأن التَّداوِيَ والعلاجَ أخْذٌ بالأسباب، وأنَّه لا يجوز اليأس من رَوْح الله، أوِ القُنُوط من رحمته، وأنَّ اللَّه قادرٌ على شفائه إن شاء بفضله وسَعَةِ رحمته.
الدعاء والصبر.. (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
يحتاج المسلم إلى الدعاء والذِّكْر في جميع أحواله، وهو إلى ذلك أحوجُ أثناء المصائب وبالذات مصيبة المرض، فيجب على العاقل أن يفزع إلى الدعاء، ويتذكر قول الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156، 157] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبد تصيبه مصيبةٌ فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخْلِف لي خيرًا منها، إلاَّ آجره الله في مصيبته، وأخْلَف له خيرًا منها))؛ رواه مسلم.
وعليه أن يداوم على قراءة القرآن؛ لأن الله تعالى قد قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].(/3)
وأن يُرَطِّبَ لِسانَهُ بِذِكْرِ اللَّه؛ من تهليلٍ، وتحميدٍ، وتكبيرٍ، وصلاةٍ على خير خلق الله نَبِيِّنا محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - ويستعينَ بكتب الأذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد يقول قائل: وما علاقة ذلك بِموضوع الكُتَيِّب، وهل يُخَفِّف ما ذكر من آلام المرض أو يعالج سَقَمًا؟:
والجواب على ذلك: أنَّ فِي جميع ما ذُكِرَ الأجرَ والثوابَ في الآخرة، وهو مطلبٌ عزيز على كل مسلم، وفي زمن الشيخوخة وثمالةِ العمر يصير هذا المطلب أَوْلَى وأوجَبَ، ولا شك كذلك أنَّ فيه إزالةً لهموم المريض ودَفْعًا للاكتئاب عنه، وما يرافق ذلك منَ ارتفاع في مستوى السُّكَّر في الدم، وحدوث أزمة قلبيَّة مفاجئة نتيجة للضغط النفسيِّ، أو قُرْحَة نازفة في مَعِدَتِهِ لارتفاع نِسبة الحُمُوضَة في مَعِدَتِهِ، أوِ انفجارٍ شُرْيَانِيٍّ في دِماغِه، قد يجعله يَتَحَسَّرُ على نِعمة الحركة والكلام، فالذكر والدعاء يا معاشِرَ المرضى لا يغني عنهما أيُّ دواء مهما كان، فَجَرِّبوه.
لقد شاهدتُ كثيرًا منَ المرضى يذهبون إلى المشايخ لطلب الرُّقْيَة منهم، وهو فعل لا يُنكَر إن وافق الشرع، إلا أنَّ الأفضل – والله أعلم – أن يقوم المريض بذلك لنفسه، أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن أبي العاص عندما شكا وَجْعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ضع يدك على الذي يَأْلَمُ من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر))؛ "صحيح الكلم الطيب" للألباني، وغير ذلك من الأدعية الكثيرة في كتب الأذكار، فلتراجع في مكانها.(/4)
وما أجمل قول رجل بطَرَسُوسَ روى قصته ابنُ أبي الدنيا، وكان هذا الرجل قد أكلتِ الآكلةُ – الغرغرينا بلغة عصرنا – أطرافه فكان مُحتسبًا صابرًا، يقول: "وَدِدْتُ أنَّ ربي قطع مني الأعضاء التي اكتسبتُ بها الإثم، وأنه لم يبق مني إلا لساني يكون له ذاكرًا" فانظر أيها القارئ إلى فقه هذا الرجل، وعلمه بقيمة ذكر الله تعالى، وهو ما نَغْفُلُ عنه جميعًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأختم بكلمات جميلات لأبي عبدالله محمد المَنْبِجِيِّ موجَهَّةً لكل مريض فلْيتأمَّلْها العاقل:
"ولْيحذرِ العبد كلَّ الحَذَرِ أنْ يتكلَّم في حال مُصيبتِهِ بما يُشبِهُ التَّظَلُّمَ؛ فإن الله تعالى عَدْل لا يَجُورُ، عالم لا يَضِلُّ ولا يَجهل، وحكيم في أفعاله، كلُّها حِكَمٌ ومصالِحُ، ما يفعل شيئًا إلا لحِكْمَةٍ، فإنه سبحانه له ما أعطى وله ما أخذ، ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وهو الفَعَّال لما يريد، القادر على ما يشاء، له الخَلْق والأمر؛ بل إنما يتكلم بكلام يُرضِي به رَبَّهُ، ويَكثُر به أَجْرُهُ، ويرفع الله به قَدْرَهُ".
وُضوءُ وصلاةُ المريض
في غمرة الصراع مع المرض، يظن بعض المرضى - مخطئين - سقوطَ وجوب الصلاة عليهم، كما أن الكثير من أقارب المرضى لا يقومون بتذكير مريضهم بذلك، إمَّا جهلاً أو تخفيفًا عنه، وحرصًا على عدم مضايقته، فيؤدي ذلك إلى التفريط في حقِّ الله في وقت يكون فيه المريض أحوجَ ما يكون إلى عَوْنِهِ ورِضاه، وقد تعرَّض الفقهاء إلى تفصيل هذه القضايا في كُتُب الفقه، ومن أجمل ما اطَّلعتُ عليه هو ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد الشنقيطي في كتابه عن "أحكام الجراحة الطبية" فبَسَطَ – حَفِظَهُ الله – في باب رخص الطهارة الموضوعَ، وذكر ما خُلاصته بأنه يجوز للمريض أن يَعْدِلَ إلى التيمُّم إذا تعذر عليه الغَسْل؛ لتَفَشِّي الجراحة في جَسَدِهِ مثل: غُسل الجنابة.(/5)
أمَّا إذا كان هناك موضع قرحة، أو جراحة، أو ما شابه، فينبغي أن يتوضأ ويمسح على قدر موضع الجراحة، ولذا فإنَّه يتوجَّب على الأطِبَّاء والمُمَرّضين عند تضميد الجرح، أن يحرصوا على وضع الرباط المغطِّي للجرح على قدر الضرورة دون زيادة، وقبل هذا أن توجد الحاجة الداعية إلى تغطية الجرح بتلك العصابة – أو الرباط – وأن يوجهوا المريض لغسل الجرح فور تحسن الحالة؛ كما هو متعارف عليه جراحيًّا.
كما أنَّنِي أرشد بعض المرضى إلى وضع كيس بلاستيكي على القدم عند وجود قرحة متعفِّنة بها، يربط على طرف القدم، ثم يعمم المريض جسده بالماء من جنابة، أو استحمام من غير ضرر على الجرح، ولقد لمستُ أن الكثير لا يعرف ذلك، كما أنني أنصح بعض المرضى الذين يَشُقُّ عليهمُ الوضوءُ لكل صلاة بحل الرباط المغطِّي للجرح، أنصحهم بلُبْسِ الجورب، إن كانت الحالة تسمح بذلك، والمسحِ عليه – كما يفعل المقيم – لمدة يوم وليلة؛ ففي ذلك تخفيف عليهم؛ والله أعلم.
والتخفيف على المريض مقصِد من مقاصد الشريعة، وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى البتر، الذين يشق عليهم إعادة الوضوء – التجديد – في حالة انتقاض الوضوء وهم خارج المنزل، أنصحهم بلبس الجورب في الطرف السليم، والمسح عليه، ولا أنسى أن أُذَكِّر بأن الأجر على قدر المشقة.
أما صلاة المريض فهي واجبة، لا تسقط عنه كما يظن بعض المرضى وأهالِيهم، لما ثبت عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث عِمرانَ بن حُصَيْن - رضي الله عنه - قال: "كان بي بَوَاسِيرُ فسألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة، فقال: ((صلِّ قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جَنْب))؛ رواه البخاري.(/6)
فهذا أمر صريحٌ بوجوب القيام، فإن لم يستطع فيصلي على الأحوال المذكورة، ويَتَرَخَّص كذلك كما فصَّله الشيخ الدكتور/ محمد الشنقيطي في كتابه "أحكام الجراحة الطبية" في ترك القيام والركوع والسجود إذا احتاج لذلك، أو خَشِيَ حُصول ضرر، أو تأخُّرَ بُرْءٍ، أو حصولَ مشقة شديدة عليه، وينبغي على المريض أن يتيقَّن بحدوث ذلك، وأن يسأل طبيبَه عن مدى الحاجة إلى الرخصة إن أشكل عليه، ولوِ استطاع أن يؤدي بعض الصلاة دون بعضها، فعل ذلك كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الإذن بالبتر...؟!
معلوم بأن الإذن بإجراء أيِّة عملية جراحية، أو تخدير، أو حتى فحص تداخُلي؛ كالقسطرة ينبغي أن يكون منَ المريض، فهو الَّذي يُقَرِّر بعد أن يشرح له الطبيب المعالِج طريقة العلاج ومضاعفاتها بالسماح للأطبَّاء بعمل اللازم نحو علاجه، وفي هذه الحالة يستحبُّ أن يأذن المريض، أو وَلِيُّه بفعل الجراحة إذا كان المريض ناقصَ الأهلية أو معدومَها، ولا يجوز الاعتداء على هذا الحق بأي شكل منَ الأشكال إلا في حالاتِ الخَطَر؛ حيث تتهدَّد حياة المصاب بالتلف، أو يَتْلَفُ عُضوٌ من أعضائه، وقد نصَّتْ على ذلك اللاَّئحةُ التنفيذية لنظام مزاولة الطب بالمملكة العربية السعودية، من خلال المادة الحادية والعشرين من النظام.(/7)
ومن هذا المنطلق، ينبغي قبل إجراء عمليَّة البَتْرِ أن يُؤخَذَ إِذْنُ المريض، بعد أن يشرح له الجرَّاح أهميَّة العمليَّة لحياته، فإن وافق فَبِها ونِعْمَتْ، وإن رفض فلا بد من إعادة المحاولة معه، فإن أصرَّ على رفضه لِبَتْرِ طَرَفِهِ، فلهُ الحقُّ في ذلك، ويكون إجباره على التداوي بهذه الطريقة تَعَدِّيًا عليه، وقد يعاقَب المتعدِّي تعزيرًا بعُقوبةٍ رادعةٍ، يُقَدِّرُها القاضي بالتشاوُر مع أصحاب التخصُّصِ منَ الأطبَّاء، ودليل ذلك ما صحَّ عن عائشة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: لَدَدْنَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار أن لا تَلُدُّونِي، فقلنا: كراهية المريض للدَّواء! فلمَّا أفاق قال: ((أَلَمْ أَنْهَكم أن لا تلُدُّوني، لا يبقى منكم أحدٌ إلا لُدَّ غير العباس؛ فإنه لم يَشْهَدْكم))؛ أخرجه البخاري ومسلم، واللُّدود: ما سقي الإنسان في أحد شقي الفم، ويحنك به.
والشاهد في الحديث: هو رفضه - صلى الله عليه وسلم - لهذا النوع من العلاج صراحةً، ولمَّا خالفوه في ذلك، غَضِبَ - عليه الصلاة والسلام - وأمر بمعاقبة المسؤول عن ذلك بالطريقة نفسها.
لقد عاصرتُ من خلال تجربتي الخاصة مع بعض المرضى أنَّ هناك قِلَّةً نادرةً يرفضون البتر رفْضًا باتًّا؛ على الرغم منَ الشرح لهم، فأَمتَنِعُ عن إجراء البَتْرِ فيطلب بعضهم مني إجراء العملية للمريض – دون عِلْمِهِ – بعد أخذ موافقة أبناء المريض، إلا أنَّ الحقَّ هو أن يأذن المريضُ إذنًا صريحًا – بِناءً على ما سبق – كما يطلب بعضهم مني التورية، وعدم إخبار المريض صراحةً عنِ الحاجة إلى البَتْر، كأن أُخْبِرَهُ بأننا سوف نجري عملية تنظيف، أو بَتْرٍ من تحت الرُّكْبَةِ لمريض يحتاج إلى بتر فوقَ الرُّكْبَةِ، وحُجَّةُ أهلِه في ذلك أن إخبار المريض بالبتر، قد يسبب له أزمة قلبية تُودِي بحياته حال علمه بالقرار:(/8)
وجوابي على ذلك: وما الَّذي سوف يحدث للمريض إن أفاق منَ التخدير ووجد أنَّ طَرَفَهُ قد بُتِرَ؟!
حتمًا سوف يَفقِد ثِقَته بهذا الجراح المخادِع، وقد يحصل له نفس المصير الذي كان سيحدث له ابتداء قبل الجراحة؛ إن الأعمار بيد الله، لا يتقدم الإنسان ساعة، ولا يتأخر عن أجله، وانتقال المريض إلى الدار الآخرة دَفْعَةً واحدة قد يكون أَحَبَّ إليه، وإلى أقاربه من انتقاله على دَفْعَاتٍ.
أما إن كان المريض مَغْشِيًّا عليه في العناية المركزة، فهنا يمكن لأوليائه أن يُعطُوا الإذن نيابة عنه؛ كما في حالة القاصر وفاقِد الأهلية.
ومع كل ما ذُكِرَ، فقد يُضْطَرُّ الأطباءُ إلى إجراء عملية البتر لطَرَفٍ مُتَجَرْثِم مُتَعَفِّن، إذا سَبَّبَ هذا الطَّرَفُ خطورةً على المرضى المنومين بجوار المريض في المستشفى، أو خطورة على أهل المريض في المنزل، أو خطورة عالية على المريض نفسِه لحدوث تسمُّمٍ دَمَوِيٍّ، وما شابه في مريض مُغْمًى عليه، فهنا يُرجَع إلى طبيب مسلم عَدْلٍ حاذق من أهل الاختصاص؛ لاتخاذ القرار بإجراء البتر.
وقد يقول قائل: إنه قد قَلَّ العُدُول منَ الأطباء وغيرهم في هذا الزمان:
والجواب: إن كان الأمر كذلك فيُفَضَّل أن تُشَكَّلَ لجنةٌ منَ الأطبَّاء المختصين لاتخاذ القرار، فإن تعذَّرَ، فتؤخذ شهادة الأمثل منَ الأطباء المسلمين.
وهنا قد يسأل سائل:
في زمن قَلَّ فيه الحُذَّاقُ منَ الأطبَّاء المسلمين، واضْطُرَّ بعض المرضى للعلاج بواسطة جَرَّاح غيرِ مسلم – كِتابِيٍّ أو غيرِ كتابِيٍّ – داخلَ أو خارجَ البلاد الإسلامية، فهل يُشترط إسلامُ الطبيب الجرَّاح؟
والجواب على ذلك كما بيَّنَهُ فضيلةُ الشيخ الدكتور محمد الشنقيطي: بأنَّ ذلك لا يشترط، لكن الأَوْلَى أن يتعالج عند المسلم، وإذا عالجه الطبيب الكافر، لم يُعمَل بقوله في رُخَصِ العبادات؛ بل يُرجَع في ذلك إلى طبيبٍ مسلم... انتهى.(/9)
قلت: وكذلك البَتْر؛ فلا أنصح بالاستعجال في العمل برَأْيِ غيرِ المسلم؛ إلا بعد استشارة طبيب مسلم؛ لأنه قد قَلَّ في هذا الزمان مَن يُعرَف بالنُّصْحِ والأمانة في معاملته، وهو ما اشترطه الفقهاء عند التعامل مع الكفار، والله أعلم.
دَفْنُ الأعضاء المبتورة
أجاب الشيخ الشنقيطي – حفظه الله – في كتابه القَيِّمِ عن أحكام الجراحة عن هذه المسألة فقال ما فحواه:
ينبغي دَفْنُ تلك الأعضاء، إعمالاً للأصل الشرعيِّ الموجِبِ لدَفْنِ الإنسان، كما شُرِعَ دَفْن الجسم كله، كذلك يُشرَعُ دَفْن بعضِهِ.
والدفن للأعضاء المبتورة أولى من إحراقها، فإنِ اشتملتْ على داء أو مرض مُعْدٍ يراد تشخيصُهُ، فتُرْسَلُ إلى القسم المختصِّ، ثم تُطَهَّرُ بالموادِّ المتلِفَةِ للجراثيم الناقلةِ للمرض، ثم تُدْفَن بعد ذلك بواسطة أقارب المريض، وإن تَعَذَّرَ، فمن خلال موظفي المستشفى، لما في دَفْنِها من تكريم للآدميِّ، وذلك موافِق لمقصود الشرع الحنيف؛ والله تعالى أعلم.
البَتْرُ على قَدْر الضرورة
ذكرنا سابقًَا أن على الطبيب - وبالذات في مريض القدم السُّكَّرِيَّةِ - وهو موضوع الكتيب - أن يقتصر على إزالة الأنسجة المَيِّتَة، وأن يَبْتُرَ على قدر الضرورة ما يُحتاج إلى بَتْرِهِ منَ الأنسجة الميتة أو المتعفِّنَة، وأن يَبذُل قُصارى جُهدِهِ للمحافظة على أكبر قدر ممكن منَ الجسم، لما في ذلك من الفوائد الصحيَّة الجمَّة – لا داعي لإعادة بَسْطِها هنا - وهذا الاتجاه في العلاج – أي البتر على قدر الضرورة - هو ما نَصَّ عليه الفقهاء – لأن الأصل في القطع أنه مُحَرَّم؛ لكونه مَفْسَدَةً وإتلافًا، فلما وُجِدَتْ الحاجةُ الداعيةُ إلى فِعْلِهِ؛ من دفع الضرر الموجودِ في الطَّرَف المقطوعِ جاز فعله، وتقيَّد الجواز بالموضع المحتاج إليه؛ للقاعدة الشرعية التي تقول: "ما أبيح للضرورة يُقَدَّرُ بَقَدْرِها".(/10)
كما ذكر الشيخ الشنقيطي – حفِظَه الله – أنَّ الزيادة في القطع مُحَرَّمَةٌ، إلا إن غلب على ظنِّ الجرَّاح المعالِجِ إمكانُ سَرَيَانِ المرض، فيقوم بالقطع احتياطًا:
قلت: وهو ما يفعله الجرَّاح – أحيانًا – عندما يقوم بالبتر من فوق الركبة بدلاً من تحتها احتياطًا لضمان التئام الجرح، خاصة في المرضى الذين يعانون من قصور الدورة الدموية؛ نتيجةً لانسدادٍ في الشريان أعلى الفَخِذِ، ومع ذلك فإننا نهمس في آذان الزملاء الجرَّاحين بضرورة التثبّت علميًّا قبل اتخاذ قرار كهذا.
وهنا قد يصادف بعضَ الجرَّاحين مُعْضِلَةٌ، وهي:
قد يأذن المريض أو أهلُهُ للجرَّاح ببَتْر الطَّرَف تحت الركبة – ثم يكتشف أثناء الجراحة أنَّ هذا النَّوْع لن يُفِيدَ المريضَ لِقِلَّة تَرْوِيَةِ الدمِ، وبالتالي فإنَّ موضع جرح العملية لن يُكتَبَ له الالتئام؛ بِناءً على خِبرة الجرَّاح في هذا الموضوع، فماذا يفعل الجرَّاح؟!
لا شك أن الأفضلَ والأمثلَ أن يحتاط بإجراء التقييم الصحيح للحالة، قبل الشروع في الجراحة، أَمَا وقد حدث ما حدث، فينبغي له أن يستأذن أولياء المريض في الزيادة في القطع، فإن أَذِنُوا أتمَّ وأكمل العمليةَ، وإنِ امتنعوا فليس له ذلك، فإن أَقْدَمَ على ذلك بدون إِذْن، وترتَّب ضررٌ على فِعْلِها، واشْتَكَى أقاربُ المَرِيض، فإنَّ على الطبيب الجرَّاح الضَّمانَ، وهو رأي الشيخ الشنقيطي حفظه الله.
ولِتفادِي هذه المشكلة، ومِن تجربتي الخاصة في الموضوع، يُفضَّل أن يأذن المريضُ أو أهلُهُ مُسْبَقًا، وعند توقيعهم على إقرار إجراء العملية، بتفويض الجرَّاح بعمل اللازم حَسَبَ الحاجة وحَسَبَ ما يُقَدِّرُهُ الطبيبُ أثناء العمل الجراحيِّ، وبالذَّات في الحالات الصَّعبة، وأن يُبَيِّنَ لهمُ الجرَّاح المعالِجُ أنَّ هذا الاحتمالَ واردٌ جِدًّا في حالة مريضهم، والله أعلم.
والسؤال الخطير الذي يطرح نفسه من خلال مشاهداتنا:(/11)
هل إذا امتنع المريض عنِ الإذن ومات بسبب مَرَضِهِ، هل يعتبر قاتلاً لنفسه؟!
والجواب كما بيَّنه الشيخ الشنقيطي – حفظه الله -:
بأنَّه لا يعتبر قاتلاً لنفسه، لأنَّ الشفاء بالجراحة من ذلك المرض أمرٌ غير مقطوع به، فنَفْع الجراحة محتَمَلٌ، ومبْنِيٌّ على الغالب في بعض أحوالها، والله أعلم.
قلت: بل إنَّ الأمر في العديد من الحالات وليس بعضها؛ لأنَّ معظم المرضى طاعنون في السِّنِّ، ويُعانون من عدة أمراض دَفْعَةً واحدةً منها: قُصُور الكُلَى، وجَلْطَةُ القلب، وارتفاع ضغط الدم.. إلخ، ولا ندري من ناحية طِبِّيَّة مَنْ يَعيش، ومَن يتوفَّاه الله؛ كما ذكرتُ سابقًا.
وقد يسأل سائل: مَنْ يُعْطِي الإذن من أقارب المريض، وكيف يتم ترتيبهم؟
لقد لمستُ في بعض الحالات تضارُبًا في الآراء بين أفراد الأسرة بالإذْنِ وعدمه في إجراء عمليَّة البَتْرِ، أو أيِّ عمليَّةٍ أُخْرى لِمَريضهم العاجزِ عن الإذن بنفسِهِ، والجواب على ما ذُكِرَ كما وَضَّحَهُ الشيخ الشنقيطي - حَفِظه اللَّه - في هذا الباب هو:
أنَّ أبناء المريض همُ الأحقُّ، يليهم والِدَاهُ والأبُ هنا أقوى منَ الأم، ثم الجَدُّ، ثم الإخوة الأشقاء، ثم الإخوةُ لأبٍ، وهكذا كالترتيب في الإرث.
فما أعظَمَهَا من شريعةٍ لم تترك شاردةً ولا واردة إلا بَيَّنَتْها وفصَّلَتْها: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38].(/12)
العنوان: قضية عزمي بشارة .. تفجر الحقد الإسرائيلي ضد فلسطيني 48 !!
رقم المقالة: 598
صاحب المقالة: خاص: الألوكة
-----------------------------------------
طالما نادت وحذرت دولة الاحتلال الإسرائيلي بخطر الأقليات العربية على ما يسمى بالأمن الإسرائيلي، وحاولت جاهدة كسر شوكتهم أولاً بأول، تحت غطاء تتغني بديمقراطيته، إلا أن هذا الغطاء بدأ بالتكشف مؤخراً حينما أبلغ رئيس الشاباك الإسرائيلي رئيس وزراء حكومته إيهود أولمرت رسمياً باعتباره الأقلية العربية "الفلسطينيين" خطراً على الأمن الإسرائيلي، خاصة بعد مؤتمر (هرتسليا) الأول عام 2000 والذي أكد على أن العرب باتوا يمثلون خطراً ديمغرافياً من شأنه أن يولد فكرة الترحيل، وزاد من حدة هذا الخطر قيام عدداً من الجمعيات القانونية والمدنية التي تقودها النخب من الأقليات العربية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي بطرح تصوراتها حول صيغ دستورية لدولة (إسرائيل) كدولة ديمقراطية "دولة لجميع مواطنيها" بالإضافة إلى صياغة منهج للتعامل معهم وفقاً للصيغ الديمقراطية التي قدموها وتغنت بها من قبلهم دولة (إسرائيل).
بداية الأزمة "دولة لجميع مواطنيها":(/1)
د. عزمي بشارة منذ العام 1996 كان أول من طرح مبدأ "دولة لجميع مواطنيها"، ساعده على ذلك وجوده في الكنيست الإسرائيلي، وخلال سنوات قليلة أصبح المبدأ الذي أطلقه شعاراً للعديد من التيارات السياسية الفلسطينية، وللعديد من النشاطات النضالية والشعبية في الداخل المحتل، وهذا ما فرض على دولة الاحتلال تحدياً ديمقراطياً، وكان هذا سبباً كافياً لهذه الدولة التي تدعي الديمقراطية أن تفرغ أحقادها عليه فبدأت تكيد لرأس ذلك الخطر د. عزمي بشارة، بدايةً رصدت تحركاته ونشاطاته واتصالاته مع السلطة الفلسطينية والأردن ومصر وسوريا، وبدأت خوض معارك وحملات إعلامية ضده، لاجتثاثه من دولة (إسرائيل) الديمقراطية!، وتوالت بعد ذلك عمليات إخضاعه لمساءلات قضائية، وبالتالي حرمانه من الحصانة النيابية، وما عقبها في العام 2003 من منعه الترشيح للكنيست، وفقاً لنداءات الشاباك التي حذرت المحكمة الإسرائيلية من تنامي تأثير حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يرأسه، على مضمون النقاش السياسي في الكنيست الإسرائيلي، وامتداد تأثيره إلى أوساط النخب السياسية، إلا أن تلك المحاولات جميعها باءت بالفشل، ولم تستطع أن تنال من شعبية واحترام عرب الداخل لبشارة ولم تزعزع ثقتهم فيه وانعكست بشكل إيجابي في التفاف عرب الداخل نحو الحزب الذي يقوده د. بشارة "التجمع الوطني الديمقراطي" ما دعا مؤخراً عدداً من وسائل إعلام عبرية مأجورة لإشاعة استقالته من الكنيست الإسرائيلي، وخروجه من دولة (إسرائيل) بلا عودة، وما تلي ذلك من ردات فعل سياسية وإعلامية داخل (إسرائيل، تراوحت بين الترحيب بالتخلص من متطرف "د.عزمي بشارة" وإحكام قبضة أجهزة الاستخبارات على عرب الداخل، بالإضافة إلى استغلال تلك الحملة من قبل نواب الأحزاب الإسرائيلية، لإفراغ أحقادهم على النواب العرب وإرغامهم على إبداء الولاء والطاعة لإسرائيل، على أساس أنها دولة ديمقراطية يهودية، وليس كما طالب بشارة(/2)
دولة لجميع مواطنيها.
ردود أفعال إسرائيلية:
الأزمة الحقيقة لا تكمن فقط في تغييب د. عزمي بشارة عن الساحة السياسية في أراضي الداخل المحتل عام 48، الذي هو عنوان للأقليات العربية في الداخل، وهو خطر على الأمن الإسرائيلي، طالما حذر من تناميه "جهاز الشاباك"، بل تعدت إلى كونها محاولة لقهر وإفشال تحدي سياسي عربي عالمي باتت تواجهه (إسرائيل) في أعقاب قمة الرياض الأخيرة والتي احتوت على مبادرة بإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الأمم المتحدة 194، وعلى الرغم من رفضها للمبادرة علناً، وعدم اعترافها بها، إلا أنها اتخذت سبلاً أخرى للإطاحة بها عبر التخطيط لمعركة مع الفلسطينيين المقيمين في دولة (إسرائيل) تحت شعار الترانسفير "الترحيل" لتتمكن من القضاء على فكرة حق العودة، وقهر المبادرة العربية، بالإضافة إلى سعي دولة (إسرائيل) إلى صياغة دستور لها قائم على يهودية الدولة، ومحاولتها الاستفادة من "وعد بوش" الذي أيد فكرة تهويد دولة (إسرائيل)، التي أطلقها أرييل شارون بهدف ترحيل الفلسطينيين والبالغ عددهم مليون و300 ألف نسمة من (إسرائيل)، وإهدار حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فكان الخيار الأول أمامها لهذه المعركة د. عزمي بشارة، مستغلة خروجه في رحلة عمل، حيث قام الشاباك عبر مجلة أسبوعية مأجورة له تدعى "الصنارة " بالترويج إلى شائعة استقالة د. عزمي بشارة وخروجه إلى الأردن دون رجعة.(/3)
بنيامين نتنياهو - أحد زعماء اليمين في الكنيست الإسرائيلي - أكد أن عملية التخلص من عزمي بشارة وإزالته من الحلبة السياسية ستريح الجميع، حيث قال بالنص: "ما من أحد زعزع نسيج العلاقات بين اليهود والعرب في (إسرائيل) مثل بشارة، إن انصرافه من الحياة السياسية لن يأتي إلا بالفائدة على الجميع"، أما النائب زفولون أورليف فأكد على ضرورة أن تعمل الدولة على محاكمة أعضاء الكنيست العرب وفقاً لنشاطات خطيرة تهدد (إسرائيل) كدولة يهودية، مطالباً بضرورة منعهم من الترشيح في انتخابات الكنيست الإسرائيلي عبر قوانين محكمة وواضحة، وذهب النائب تسفي هاندل إلى وصف النواب العرب في الكنيست بالطابور الخامس، وأنهم يتعاونون مع الأعداء، في إشارة منه إلى زيارة د. بشارة إلى سوريا ولبنان.
أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فاعتبرت د. عزمي بشارة متطرفاً، وقالت صراحةً: "يعتبر رئيس التجمع الوطني الديمقراطي - منذ سنوات - نائباً متطرفاً في الكنيست الإسرائيلية، وأوردت الأسباب التي دعتها لنعته بالمتطرف، وهي على حد قولها: أنه "تعانق والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، و"قبّل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في بيروت"، وبالرغم من ذلك بقي محتفظاً بعضويته في الكنيست الإسرائيلي، وكاد ينافس على منصب رئيس الحكومة في (إسرائيل)، بالإضافة إلى أنه "لم يُخفِ أبداً نفوره من الصهيونية، ولم يخفِ مطلبه إلغاء (إسرائيل) كدولة يهودية خلال السنوات الـ 11 في الكنيست، ودعا أكثر من مرة العالم العربي إلى مواصلة حربه ضد (إسرائيل) بمختلف الوسائل، بل أبدى تأييده لمنظمات الإرهاب"، واستطردت في كيل اتهاماتها له "يعتبر برنامج حزبه الأكثر تطرفاً في برامج سائر الأحزاب العربية".
عزمي بشارة يرد:(/4)
بداية قالت اللجنة المركزية للتجمع الديمقراطي أن "مسألة عودة النائب بشارة وتوقيتها لا أحد يملك تحديدها إلا هو، وفقاً لبرنامجه الذي خرج من أجله قبل تفجير قضيته من قبل وسائل إعلام عبرية، وأخرى مأجورة صادرة بالعربية للشاباك الإسرائيلي، مؤكدة أن المتعطشين لعودة بشارة إلى (إسرائيل) هم أنفسهم من لاحقوه، وعلقت: "ليس هو رهن إشارتهم وليس ترتيب برنامجه وفقاً لبرنامجهم" .
فيما علق د. بشارة في حوار خاص مع قناة الجزيرة الفضائية أن أمر عودته إلى الداخل محتوم بالإيجاب، وكذلك أمر الاستقالة من الكنيست، قائلاً: إن قراراته الحاسمة وخطواته القادمة بعد ما أثير ضده من حملة سياسية أمنية "سأستقيل نعم، لا أعرف متى.. والعودة إلى الداخل، طبعًا، وأنا أفكر متى.. هذه قضية إيقاع، وهي متعلقة بقواعد اللعبة الجديدة"، على حد قوله، لافتاً إلى أن الشرطة الإسرائيلية بموافقة المحكمة العليا ترفض نشر حيثيات القضية وتغلفها بثوب من التعتيم والتكتم، حيث تمنع الحديث عن التحقيق الجاري، ومن جهة أخرى تقوم بتسريب معلومات أخرى بهدف التحريض، مؤكداً أن التهم والتلفيقات الموجهة إليه في مجملها أمنية وكان يعلمها قبل خروجه في جولته الأخيرة، ويضيف كنت أنوي العودة إلى البلد إلا أن الحملة ضدي والتي يقودها الشاباك ليست ضدي فقط، بل وضد الأقليات العربية جميعها؛ كانت منسقة وموجهة ليستفاد منها بأكبر قدر ممكن، لتفجير أحقادهم ضد العرب جميعاً، وتابع يقول: "يحاكموننا على طرح دولة للمواطنين، وعلى زيارات دول هي من وجهة نظرهم دول عدوة لهم، وعلى دعم حقوق الشعوب في المقاومة، فهو من وجهة نظرهم دعم للعنف والإرهاب" وذكر د. بشارة أنه يعلم بطبيعة التهم الموجهة إليه، وينكرها جميعاً جملة وتفصيلاً، وعلق: "من الواضح أن الفصل الجديد في الملاحقة ليس دستورياً، كما في حالة عدم الاعتراف بيهودية الدولة، ولا جنائياً كما في حالة التهمة المتعلقة بالتحريض على(/5)
العنف، بل هو "أمني" بالمفهوم الإسرائيلي للأمن." وكرر: " أرفضها جميعها جملة وتفصيلاً"، مؤكداً أن التطورات الأخيرة "لن تدفعنا إلى الاستقالة، بل لإعادة التفكير فيها، معقباً لقد مهّدتُ للاستقالة منذ فترة لأني استنفدتُ الأدوات البرلمانية، وفعلت ما يمكنني فعله بالأدوات المتوفرة، بالإضافة إلى أن إحدى عشرة سنة مكثفة كعضو في الكنيست تكفي من وجهة نظري، وأرغب بأن أُفرد وقتاً أطول لأمور أخرى تهمُّني وتهمّ المجتمع، مثل الكتابة الأدبية والفكرية، وإعطاء وقت أطول للقضايا العربية " وفقاً لتصريحات خاصة بمجلة كل العرب.
استنكار وتضامن:
هاشم محاميد - رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الوطني التقدمي - استنكر الهجمة العدائية الشرسة التي تشنها الأذرع الأمنية المختلفة وبعض المستعربين على د. عزمي بشارة، مؤكداً على أن التحالف الوطني التقدمي سيقف جنباً إلى جنب مع التجمع الوطني الديمقراطي؛ لمواجهة هذه الهجمة على جزء عزيز من الحركة الوطنية - على حد تعبيره - وأضاف خلال بيان أصدره التجمع: إن الهجمة العنصرية إنما تشمل كافة الجماهير العربية؛ مؤسسات، ورموز. وأضاف: إنها بمثابة ترانسفير سياسي ووطني، وتهدف إلى ضرب التيار الوطني، والحركة الوطنية في الداخل المحتل.(/6)
من ناحيته أكد هانئ المصري - في مقالة نشرها موقع 48 الإلكتروني بعنوان "عزمي بشارة وبؤس الديمقراطية الإسرائيلية" - أن شعار دولة لكل مواطنيها الذي طرحه د. عزمي بشارة ضرب الفكرة الصهيونية بالصميم، والسبب -كما جاء في مقالته- أن (إسرائيل) قامت كدولة يهودية، ويجب أن تبقى دولة لليهود فقط، قائلاً: " الديمقراطية اليهودية تريد من الفلسطيني أن يصبح صهيونياً"، ليتم الاعتراف به مواطنا كامل الحقوق، تريد منه أن ينفي نفسه، حتى لا يصبح مواطناً من الدرجة الثانية، ويهدد بالتهجير، والملاحقة القانونية، والأيدلوجية، والإعلامية، وأضاف: إن قضية عزمي بشارة إنما تكشف عن بؤس الديمقراطية الإسرائيلية، التي هي فقط ديمقراطية لليهود، وأكد: إن أكبر دليل على بؤس الديمقراطية الإسرائيلية أن د. عزمي بشارة، اتهم، وحوكم، وأدين، في نفس الوقت الذي تواصل فيه المحكمة الإسرائيلية حظر نشر أية معلومات عن التهم المنسوبة إليه، بهدف تحطيم عزمي بشارة، وما يمثله قبل تقديمه للمحاكمة.. على حد تعبيره.
فيما ذهب الكاتب يونس العموري في مقال له بعنوان: "في وقائع خطاب د.عزمي بشارة وفبركة الملفات الأمنية" إلى القول بأن "النمط الفكري للدكتور عزمي بشارة - والذي بات مزعجاً للنخبة الإسرائيلية الحاكمة في تل أبيب - تبلور على أساس الفكرة العروبية القومية الديمقراطية، والمحددة بالضبط اتجاهات الفعل النضالي الكفاحي، والمتشبثة بالهوية الحضارية، والعالمة والعارفة لمحددات الصراع، وجوهريتها في المنطقة، والقابضة على الفكرة، وغير المنطلقة بعبثية التفكير، والمصالحات الوهيمة، مع فكرة الاحتلال بالأساس.(/7)
العنوان: قضية فلسطين والقدس بين الشرفاء والعملاء
رقم المقالة: 975
صاحب المقالة: أحمد أبو زيد
-----------------------------------------
• بعض قادة الفصائل يتحدثون اليوم عن الجوع و الفقر والرواتب، وهم سارقو الشعب الفلسطيني منذ عقود، وناهبو ثرواته.
• المطامع الصهيونية للسيطرة على القدس وعامة فلسطين ظهرت في عهد السلطان عبد الحميد ولكنه وقف لهم بالمرصاد ورفض كل محاولاتهم وإغراءاتهم.
• تودد اليهود إلى السلطان عبد الحميد عام 1902م وحاولوا رشوته ليسمح لهم بدخول فلسطين في أي يوم من أيام السنة بقصد الزيارة.
• من أقوال عبد الحميد لليهود: بيت المقدس الشريف فتحه للإسلام أول مرة سيدنا عمر بن الخطاب، ولست مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيعها، وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون بحمايتها.
• إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك شعبي.
* * * *
وصلني منذ فترة رسالة على بريدي الإلكتروني من صديق يبكي فيها بمرارة على حال الفرق والفصائل الفلسطينية اليوم، وما وصلت إليه من فرقة وخلاف وصراع ونزاع، جعلها لقمة سائغة في فم (البعبع) الصهيوني الذي يستفيد من هذه الخلافات والصراعات، لدرجة أن يتحول عدد غير قليل من قيادات هذه الفصائل إلى خونة وعملاء لليهود، يبيعون أرضهم وديارهم ومقدساتهم بثمن بخس دراهم معدودات، وتضمنت الرسالة مجموعة صور لهؤلاء العملاء تجمعهم بعدد من قيادات العدو الصهيوني، وهم مع الأسف الشديد يتباسطون ويضحكون، وكأن قضيتهم قد حلت، ورد إليهم اليهود أرضهم وديارهم ومقدساتهم، وأقاموا لهم دولتهم الحرة التي يحلمون بها منذ سنوات.(/1)
وفي اعتقادي أن هؤلاء الخونة والعملاء من منظمة فتح وغيرها هم العدو، وعلى الشعب الفلسطيني المجاهد أن يحذرهم، فهم أعداؤه الحقيقيون بعد اليهود.. ووجوههم الكالحة لها تاريخ حافل بالخيانة للشعب الفلسطيني وللقدس والقضية الفلسطينية والعمالة لليهود، وهم السرطان الذي ينخر في جسد القدس وقضية فلسطين العادلة.
تجدهم يتحدثون اليوم عن الجوع والفقر والرواتب، وهم سارقو الشعب الفلسطيني منذ عقود، وناهبوا ثرواته، وسارقو المساعدات الدولية المقدمة للشعب الفلسطيني، والتي بلغت مليارات الدولارات.
هؤلاء العملاء والخونة عندما هُزموا في الانتخابات الأخيرة أمام حماس، قاموا بسرقة كل ما تبقى في وزارة المالية الفلسطينية، وسلموا خزينتها خاوية لحكومة حماس، ثم ضربوا الحصار الشديد على المنافذ لمنع الحكومة الجديدة من جلب الأموال من الخارج لتوزيعها على الموظفين.
• السلطان عبد الحميد وفلسطين:
فأين هؤلاء العملاء والخونة لبلادهم ودينهم وحضارتهم من عظماء الأمس، الذين وضعوا نُصْبَ أعينهم مهمةَ الحفاظ على الحقوق العربية والإسلامية في الأرض والمقدسات، وقاوموا المحاولات الصهيونية لاستعمار فلسطين في وقت مبكر من القرن العشرين، وآثروا الموت على أن يبيعوا بلادهم ويفرطوا في الأمانة التي حملها الأجداد عبر قرون عديدة.
ولنأخذ مثالا واحداً لعظماء الأمس، وهو السلطان عبد الحميد، الذي ظهرت في عهده المطامع الصهيونية للسيطرة على القدس وعلى عموم فلسطين، إلا أنه وقف لهم بالمرصاد ورفض كل محاولاتهم وإغراءاتهم للاستقرار في فلسطين .. ومواقفه المشرفة يجب أن تكتب بمداد من ذهب لتكون درسا للجيل الحالي من العرب والمسلمين وللأجيال القادمة، وهي في نفس الوقت تعد دروسا للعملاء والخونة وتجار السياسة المعاصرين الذين باعوا الأرض والأوطان والمقدسات.(/2)
وقد بدأت اتصالات اليهود بالسلطان عبد الحميد عن طريق القنصل العثماني في أوروبا، فتقدموا بطلب في نهايات القرن التاسع عشر إلى القنصل باسم (أحباء صهيون)، يعربون فيه عن رغبتهم في الإقامة بفلسطين، وأبرق القنصل إلى حكومته، فكان جواب السلطان عبد الحميد كالتالي: "تحيط الحكومة العثمانية علماً جميعَ اليهود الراغبين في الهجرة إلى تركيا بأنه لا يُسمح لهم بالاستقرار في فلسطين".
وقد جُنّ جنون اليهود لهذا الرفض وأرسلوا البعثة إلى الآستانة في نفس العام، ولكن دون جدوى، فطلبوا من السفير الأمريكي التدخل، ولكن ردّ السلطان عبد الحميد جاء رادعاً، فقد قال: "إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الإمبراطورية العثمانية قائمة".
• محاولات هرتزل:
وفي سنة 1896، قام زعيم الصهيونية العالمية "هرتزل" بمقابلة السلطان، وطلب منه الحصول على مستعمرة واحدة بالقرب من القدس مقابل دعم مادي كبير للدولة العثمانية، فكان رد السلطان العثماني: "إن الإمبراطورية العثمانية ملك العثمانيين، الذين لا يمكن أن يوافقوا على هذا الأمر، فاحفظوا أموالكم في جيوبكم".
وبعد مؤتمر بال الصهيوني المنعقد في سويسرا عام 1897 م، نشطت الحركة الصهيونية بعد أن وضعت برنامجاً للعمل، وحددت أهدافها ووسائلها لاستعمار فلسطين، مِمّا دعا السلطان عبد الحميد أن يبلغ جميع ممثلي الدول في عاصمته بلاغه المشهور سنة 1900 والذي أبلغه لجميع ممثلي الدول بالعالم:
"أنه لن يُسمح لليهود الحجاج بالإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة شهور، وعليهم تسليم جوازات سفرهم عند دخولهم أرض فلسطين، ويستلموا بدلاً منها إذن إقامة من موظفي الباب العالي في الميناء الذي يدخلون منه، وكل من لا يغادر البلاد خلال هذه المدة سيطرد بالقوة ".(/3)
وبالفعل أمر السلطان بصرف إذن إقامة للحجاج اليهود سمي (الجواز الأحمر)، وطرد كل من يتأخر عن الموعد المحدد وأصدر سنة 1901م أمراً يحرّم فيه على اليهود شراء أي قطعة أرض في فلسطين.
• رشوة غير مقبولة:
ولكن اليهود لم ييأسوا، برغم كل هذه المواقف العنيدة من السلطان عبد الحميد بل قاموا بمحاولة أخرى سنة 1902م، حيث توجه وفد لمقابلة السلطان برياسة اليهودي "مزارحي قراصو" حاملاً عرضاً مغرياً، قدمه لرئيس وزراء الدولة العثمانية "تحسين باشا" ليحمله إلى السلطان بعد أن رفض السلطان مقابلته.
ومما جاء في هذا العرض: يتعهد اليهود بما يلي:
1 - وفاء جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 33 مليون ليرة إنجليزية ذهبية.
2 - تقديم قرض بـ 35 مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة العثمانية.
وفي مقابل ذلك يتم الآتي:
1 - إباحة دخول اليهود لفلسطين في أي يوم من أيام السنة بقصد الزيارة.
2 - السماح لليهود بإنشاء مستعمرة ينزل فيها أبناء ديانتهم في القدس الشريف في أثناء حضورهم للزيارة.
وقد أدرك السلطان عبد الحميد بثاقب نظره أن هذا المطلب البخس لا يتناسب مع الثمن الضخم الذي عرضه اليهود، وأيقن أن هؤلاء يريدون الحصول على موطئ قدم في أول الأمر ليتطلّعوا بعد ذلك لاستعمار فلسطين كلّها، ولذلك كان رده التاريخي: "تحسين! قل لهؤلاء الوقحين ما يلي:
1 - "إن ديون الدولة ليست عاراً عليها، لأن غيرها من الدول مثل فرنسا مدينة هي أيضاً وذلك لا يضيرها.
2 - إن بيت المقدس الشريف قد فتحه للإسلام أول مرة سيدنا عمر بن الخطاب، ولست مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيعها، وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون حمايتها.
3 - ليحتفظ اليهود بأموالهم، فالدولة العليّة لا يمكن أن تحتمي وراء حصون بأموال أعداء الإسلام.
4 - وأخيراً مُرهم فليخرجوا ولا يحاولوا مقابلتي بعدها، أو الدخول إلى هذا المكان أبداً".(/4)
هذه هي مواقف السلطان عبد الحميد المشرّفة تجاه قضية فلسطين، والتي يذكرها له العرب والمسلمون بالتقدير، والتي دفعت الصهيونية والاستعمار لأن يتعاونوا على تحريك حزب "تركيا الفتاة" للتخلص من هذا السلطان العظيم الذي وقف بشدة وحزم ضد الأطماع الصهيونية، ورفض مجرد زيارة اليهود للقدس طوال أيام السنة!
• مذكرات هرتزل:
وخير شهادة على مواقف السلطان عبد الحميد، ما ورد عن هذه الاتصالات في مذكرات هرتزل زعيم الصهيونية ومؤسسها، فقد كتب هرتزل أن رد السلطان عبد الحميد كان كالتالي: "انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدّية في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا حرقت إمبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أمّا وأنا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرَت من إمبراطوريتي، وهذا أمرٌ لا يكون، إنني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة".
وقد آثر السلطان عبد الحميد الشهادة على الاستسلام لليهود، وكان ما كان من خلع السلطان وإسقاط الخلافة الإسلامية برمتها.
وهكذا فإن الأطماع الصهيونية في فلسطين والقدس بدأت في وقت مبكر، ووقف لها هذا السلطان العظيم بالمرصاد، ورفض أن يبيع قطعة واحدة من أرض القدس والأقصي لليهود، وفضل الموت على أن يتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين، وهذا هو الدرس الذي يجب أن يتعلمه قادة العرب وفلسطين المعاصرين الذين وضعوا أيديهم في أيدي الصهاينة وأكلوا معهم وشربوا، برغم علمهم بأن هؤلاء الصهاينة يشربون من دم الشعب الفلسطيني حتى الثمالة.
• خديعة السلام:(/5)
ويجب أن يتعلمَه أيضا العرب الذين يقابلون الإرهاب الصهيوني المتواصل على الأرض الفلسطينية بإقامة المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع الكيان الصهيوني، ويفتحون أبوابهم على مصراعيها للعربدة الصهيونية بكل صورها تحت شعار السياحة والتطبيع وتبادل الخبرات والعلاقات الاقتصادية.
إننا ندعو العرب والمسلمين وقادة الشعب الفلسطيني الذين ما زالوا يضعون أيديهم في أيدي اليهود ويجلسون معهم على مائدة المفاوضات، أن يعودوا إلى رشدهم ليعرفوا حقيقة اليهود، ويكفوا عن أكذوبة السلام التي أوردتنا المهالك، وجلبت علينا الذل والعار، ومكنت هؤلاء الذين غضب الله عليهم ولعنهم، من رقابنا ومقدراتنا.
وليعلم العرب والمسلمون أن السيف أصدق أنباء من الكتب، وأن الصهاينة لا يردعهم إلا السلاح، فهم جبناء، ولن تمنعهم حصونهم من الله، ومن جنوده المؤمنين، إذا أخلصنا العمل والجهاد، وقد وصفهم الحق سبحانه بقوله {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون لا يقاتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أو من وراء جُدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} [الحشر: 13]
ولا يبقى للفلسطينيين تجاه هذا التخاذل والهوان العربي إلا أن يتولوا زمام قضيتهم بأنفسهم وينفضوا أيديهم من العرب فلا ينتظروا تحركا عربيا قويا وحاسما لمواجهة العربدة الصهيونية، ويبقى الأمل معقودا في فصائل المقاومة الفلسطينية وما يقومون به من جهاد إسلامي لدحر الصهاينة وإرهابهم وتعقبهم في كل مكان على أرض فلسطين أرض القدس والأقصى، ونحن نبشرهم بالنصر القريب إذا استمر جهادهم، فقد ظل الصليبيون في القدس زهاء ثمانين عاما ثم حررها صلاح الدين من أيديهم، والصهاينة اليوم مر على دولتهم 58 عاما، والأمل قائم في تدمير هذه الدولة على أيدي المجاهدين الفلسطينيين.(/6)
فسيف الجهاد الفلسطيني اليوم أصدق أنباء من كل العهود والمواثيق والاتفاقيات التي أبرمها المفاوضون الفلسطينيون مع اليهود وصارت حبرا على ورق، وعلى جموع الشعب الفلسطيني إعلان الحرب على اليهود وإشعال الأرض المحتلة نارا على كل صهيوني، ولا ينتظرون إلا أحد أمرين: إما النصر وإما الشهادة، والله سبحانه قادر على أن ينصر عبادة، ولا عبرة بقوة العتاد والسلام، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، وليعلم الفلسطينيون المرابطون على أرضهم اليوم أنهم هم الأعلون وعليهم ألا يهنوا ولا يحزنوا فإن نصر الله قريب.(/7)
العنوان: قمّة شرم الشيخ؟! من يدعم من؟!
رقم المقالة: 1014
صاحب المقالة: عبدالحق بوقلقول
-----------------------------------------
من في وسعه أن يضمن لأبي مازن والذين وجهوا له دعوة الحضور إلى شرم الشيخ؛ أن هذه القمة الرباعية سوف تنهي الأزمة، وتحل خيوط العقدة التي باتت القضية الفلسطينية تعيشها مع هذا الشرخ الخطير في الصف، ولقد صارت أراضي سلطة أوسلو شطرين منقسمين على نحو غير مسبوق!!
ثم هل أبو مازن يصدق فعلاً أن الأمريكيين -الذين هم من يقف حقيقة وراء ما وقع في غزة، ووراء هذه الدعوة المشفوعة بتحريك أموال ظلت مجمدة منذ أكثر من 18 شهراً- جادون فعلاً في مسعاهم، وأنهم سوف يدخلون على خط الحل السياسي لمشكلة السلام؛ فيضغطون -تبعاً لذلك- على ربيبتهم إسرائيل، كما يفعلون مع وكلائهم من العرب "المعتدلين"؟؟!!
هذه تساؤلات يسيرة، والإجابة عنها لا تبدو معقدة إلى درجة يتشتت عندها الذهن ويُفقَد التركيز؛ فواشنطن ليست طرفاً في الحل بقدر ما هي جزء من المشكلة، وعليه فلا بد أن يدرك المضيف أن تجشمه عناء توجيه الدعوة إلى رئيس؛ لا يملك أن يقرر ولا يحظى بدعم شعبي يذكر في وطنه؛ لن يزيد القضية إلا تعقيداً، بمعنى أنه من غير المفيد أن نحاول البحث عن حل في المكان الخطأ مع الشخص الخطأ أيضاً!!
وكلكم تعرفون قصة ذلك الرجل الذي سألوه عما يبحث عنه؛ فأخبرهم أنه أضاع بعض ماله، وحينما سألوه: هل هو واثق من أنه أضاع المال في ذلك المكان تحديداً، أجاب مسرعاً أن ماله ضاع في الجانب الآخر من الشارع! وأنه إنما يبحث عما ضاع منه حيث رأوه؛ لأن الجانب الآخر أقل إنارة!!(/1)
هذه هي بالضبط مشكلة الذين يزعمون حرصاً على المصالح الفلسطينية، فهم يتحركون دوماً على نحو غير مناسب، في الوقت غير اللائق؛ إذ حينما تصر أغلب الدول العربية على نصرة الرئيس محمود عباس؛ فإن هذا لا يعني -بالضرورة- أن الرجل سوف يحقق شيئاً؛ لأنه فضلاً عن ضعف حضوره في الشارع الفلسطيني؛ لا يملك -خارجياً- أية ورقة ضغط يساوم بها، فهو -أولاً وأخيراً- يقف في مواجهة كيان إسرائيلي لا يقيم للعهد معنى، ولا يعطي الاتفاقات الورقية أية أهمية، بدليل أن الأمريكيين -الذين هم حماته- لا يستطيعون ضمان تصرفاته..
حتى إن مشروع خارطة الطريق الذي أسال حبر الكثيرين من (المارينز) العرب، الذين يؤمنون بصوابية "المجتمع الدولي"، ويسخرون من كل من يتجرأ على الحديث عن المقاومة والنضال، فطبّلوا للرئيس (بوش) حينما أطلقها في عام 2002، زاعماً أنها سوف تنهي المسألة، وتحل مشكلة السلام في المنطقة برمتها، بمجرد حلول العام 2005. ها هو المشروع الآن -على عكس ما وعدوا- مجرد تجربة فاشلة أخرى جديدة، في رصيد واشنطن وغلمانها!!
من الواضح -إذن- أن المجتمع الدولي قرر أن يدفع بالوضع في الأراضي الفلسطينية نحو الانفجار الفعلي، وتصفية القضية، بتغيير اتجاه البنادق هناك -كما يقول سيمور هيرش- وتذكية الصراع بين المقاومين أنفسهم، ولعل مما يحز في النفس أن عديدين من المسلمين أيضاً وبَّخوا وانتقدوا حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على ما فعلته في غزة، من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الأسباب الحقيقية، التي دفعت بها نحو اختيار هذا النهج، وإقدامها على تصفية جيوب (المتأمركين) في القطاع..
فهل كان مطلوباً منها أن تصبر على مقتل أبنائها، والتنكيل بكل ملتزم ملتح في القطاع؛ حتى تبدو في نظر الغير واقعية ورصينة؟
هل يعقل أن "حماس" لا تفرق بين الفتحيين، وتضع الأسير مروان البرغوثي -مثلاً- في نفس السلة مع دحلان ورشيد أبو شباك وعبد ربه وعريقات ومن شاكلهم؟!(/2)
الكل يعلم أن هذا غير وارد، وحركة "فتح" -أيضاً- تعلم أن ما وقع في غزة لم يكن يستهدفها، ولا يعني سحب البساط من تحت أقدامها؛ بل إنه موجه صوب المنتفعين بريع أوسلو، الذين تصلهم صكوك الدولارات رأساً من واشنطن وتل أبيب، بدليل أن رموز هذه الحركة ما زالوا في القطاع ويعقدون مؤتمراتهم الصحفية دون أن يمنعهم أحد من ذلك.
فلم التهويل إذن؟ ولم تسطيح القضية إلى هذا الحد، حتى تصير مجرد صراع بائس على سلطة لا وجود لها؟!
ثم من في وسعه أن يخبرنا -هنا- عن السبب الذي لأجله قرر محمود عباس نفسه أن يعزل كلاً من أبي شباك ودحلان؟
ألا يعني هذا أن أبا مازن أيضاً يقر بأن هذين الرجلين متورطان فيما وقع، ويتحملان شطراً كبيراً من مسؤولية انهيار الوضع هناك؟
وإن كان الجواب بعكس ذلك؛ فلم عزلهما إن كانا بريئين، كما يصر البعض على إقناعنا؟!
الواقع أن الأمر في غاية الوضوح، وأن ما جرى في غزة هو عمل كانت "حماس" مطالبة بتنفيذه قبل مدة طويلة، بمعنى أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبته لا يعدو أن يكون صبرها الطويل على هؤلاء، حتى تمادوا، وصاروا يقتلون ويعذبون الناس بلا وازع، ويرمون الملتحين من فوق الأبراج لمجرد الظن!!
فهل أخطأت الحركة حينما تحركت لتمنع الظلم، وهي -أصلاً- حكومة منتخبة تملك شرعية القرار، وعليها واجب حفظ الأمن والنظام؟
أم تراها كانت مطالبة بمزيد من الصبر حتى يتيقن "الأخوة العرب" أنها حريصة على اتفاق مكة، مع أن الذين قاتلهم أفراد كتائب القسّام، وأظهرت شاشات تلفازات العالم؛ أنهم كانوا مجرد مرتزقة؛ يتلقون أجورهم وعلب سجائرهم من دحلان!! كما قالت أسبوعية (الأوبزرفر) اللندنية، وهم أول الذين نكثوا عهد البيت الحرام؟!!(/3)
لعل من أهم ما فات المتابعين في هذا الأمر: أن "حماس" بهذه الخطوة - وإن كانت حقيقة- قد أوجدت -من حيث لم تحتسب- وضعاً جديداً في القطاع، لا شك أنه سوف يستخدم من قبل كل المحيطين بها في سبيل مزيد من التضييق عليها، إلا أنها مع ذلك أيضاً استطاعت أن تعيد القضية إلى وضعها الصحيح..
فالصراع من الآن فصاعداً، يدار من الداخل، وسكان غزة -تبعاً لذلك- يعرفون أنهم سوف يتحملون وحدهم الشطر الأكبر من المقاومة المسلحة، التي تعني إسقاط مبدأ التهدئة، والتفكير في إعادة نقل المعركة إلى داخل أراضي الثمانية والأربعين، باستئناف العمليات الاستشهادية التي لا يفقه الإسرائيليون لغة غيرها؛ إذ إن الكيان الغاصب -الذي يعلن ويخطط لاجتياح جديد- مضطر -مع ذلك- إلى أن يعيد تقدير بعض الأمور..
فتجربة حرب الصيف الماضي ما تزال جاثمة على صدور ساسة تل أبيب وقادتها العسكريين، ولن تكون عملية إعادة احتلال غزة جولة سياحية ميسرة متاحة؛ بل إنها سوف تكون مكلفة جداً، على المستويين العسكري والسياسي، إلى درجة أنها قد تنهي -إلى الأبد- مستقبل أولمرت؛ لأنه هو آخر الناجين -حتى الساعة- من ارتدادات إخفاقات حرب لبنان الأخيرة، بمعنى أنه يعلم تمام العلم ما قد يفعله خصومه المتربصون به من كل جانب، في انتظار خروج التقرير الختامي عن لجنة "فينوغراد" الذي سوف يكون -بلا خلاف- مزلزلاً.
من ناحية أخرى أيضاً؛ سيكون من المفيد جداً للجامعة العربية أن تعيد تقديرها للوضع، والمملكةُ العربية السعودية -في هذا الإطار تحديداً- تعلم أنه في مقدورها التحرك، وإعادة الفرقاء نحو نقطة اتفاق مكة، وهي -حتى الساعة- تبدو منضبطة غير متسرعة؛ بما أن وزير خارجيتها لم يشأ التعليق عما جرى إلا قوله: إن الفلسطينيين يقفون على حافة الانهيار..(/4)
أما القاهرة؛ فإنها وعلى الرغم مما حاول الرئيس مبارك إظهاره، كقوله مثلاً: إن مصر ترفض قيام "إمارة إسلامية" على حدودها؛ تدرك أيضاً أن انهيار الوضع هناك سوف يكون فيه خطر أكبر على أمنها القومي.
وهي -لذلك- ليست في وضع المملكة الأردنية، التي يبدو أن كل همها هو تتبع السياسة الإيرانية، إلى درجة باتت تخدم -وفقها- رغبات الساسة في طهران، فتقدم لهم منحاً مجانية تزيد من رصيدهم لدى الشارع العربي والإسلامي عموماً!! لا لشيء، سوى أن عمّان تخشى خطراً شيعياً داهماً بات يعيقها حتى عن رؤية كيان صهيوني مجاور معلوم؛ لأن القول بالتورط الإيراني لا تفسير علمي له؛ فإما أنَّ طهران ساندت فعلاً حركة "حماس"؛ فتكون -بذلك- قد سجلت نقطة لصالحها، وإما أنها لم تفعل؛ فتكون عمّان قد منحتها ثقلاً وحضوراً لدى الرأي العام العربي، من غير أن يكلف ذلك طهران أي مقابل!
القاهرة -إذن- في وضع مخالف، هي تدركه وتدرك مخاطر انفراط عقد التوازن الدقيق الذي يحكمه، ولعل في قيام مدير مخابراتها عمر سليمان بمهاتفة الرئيس إسماعيل هنية؛ إشارة مباشرة إلى أن مصر ما زالت تحتفظ بحد أدنى من التواصل..
وأما حديثها عن دعمها لشرعية أبي مازن؛ فلا يعدو أن يكون تصريحاً (برتوكولياً)؛ فالأستاذ خالد مشعل نفسه أعلن دعمه لشرعية الرئيس عباس، وهذا يعني أن الخلاف -في حال حسنت النوايا- مشكلة تتكفل الأيام بحلها؛ لأن القطاع هو جزء من فلسطين، ولا يمكن فصله عنها مهما جرى، وأما السيطرة عليه فهي مهمة؛ ربما لن يكون أحد أكثر قدرة من إسرائيل نفسها على شرحها، فهذه الأخيرة لم تقرر الانسحاب منه عن طيب خاطر، وتكريماً لصائب عريقات مثلاً!!(/5)
يعني هذا أن أبا مازن والذين يساندونه، لن يفلحوا فيما يقولونه ويَعِدُون به، مهما فعلوا، بدليل أن الصهيوني المتطرف أفيغدور ليبرمان (وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الصهيونية) -وفقاً لما نقله المركز الفلسطيني للإعلام- قالها صراحة: (حتى ولو زودنا عباس بطائرات إف 16 فليس بوسعه ولا أمل له في السيطرة على "حماس")!.
وليس هذا كل ما في الأمر، لأنه أضاف أيضاً: (لقد ثبت أن موضوع تحويل الأسلحة والأموال لحركة "فتح" أمر فاشل"!.
فهل يعي العرب وبقايا المؤمنين -بالجد الأمريكي في الضفة الغربية- الدرسَ أم تراهم ملزمين بعشرات أخرى من السنين؛ حتى يدركوا أن المقاومة هي السبيل الوحيدة لفرض الحل؟!!(/6)
العنوان: قناة الحرة.. ثلاث سنوات من الهزائم و..الفضائح!
رقم المقالة: 788
صاحب المقالة: علاوة حاجي
-----------------------------------------
في الرابع عشر من مارس (آذار) الماضي أطفأت قناة "الحرة" شمعتها الثالثة، ويبدو أنه لا أحد انتبه إلى الأمر أو اكترث به! فالقناة الأمريكية - الناطقة بالعربية - التي قال مسؤولوها: "إنها ستغير وجه الإعلام العربي في الشرق الأوسط، وتؤسس معايير ذهبية في العمل الإعلامي يفتقر إليها الآخرون"؛ ظلت تراوح مكانها طيلة السنوات الثلاث من عمرها، وعجزت أن تكون رقماً فاعلاً في المعادلة السياسية والإعلامية العربية، لا مجرد صفر أضيف إلى شمالها.
لم يكد يمر عام على غزو العراق وسقوط بغداد؛ حتى أطلقت الإدارة الأمريكية قناتها الناطقة باللغة العربية، فالأمريكيون يدركون جيداً أنه لن يكون في وسع آلتهم العسكرية عمل الكثير ما لم يكن بالموازاة معها ثمة آلة إعلامية موجهة للمنطقة. وعن هذا التوقيت يقول نظام المهداوي - وهو إعلامي فلسطيني مقيم في أمريكا، عمل مراسلا للجزيرة سابقاً -: "إن (الحرة) انطلقت كقذيفة في أوج الحرب على العراق، وكان ذلك أول فشلها؛ إذ تلقفها المواطن العربي تلقف المناشير التي تقذفها الطائرات الحربية".
وكان من أبرز أهداف المحطة الوليدة العمل على تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية القبيحة لدى المشاهد العربي، وفرض وجهات النظر الأمريكية، بما فيها تبرير احتلال العراق، وتحويل الأنظار عن قناة "الجزيرة"؛ التي صرح المسؤولون الأمريكيون في غيرما مناسبة أنها تقف حائلاً دون بلوغ أهدافهم في المنطقة. وبالنظر إلى هذه الأهداف المعلن عنها صراحة، التي يخرج معظمها عن دائرة الأهداف الإعلامية إلى دائرة الأهداف الدعائية السياسية؛ كان من المنطقي أن يتنبأ الكثيرون بفشل "الحرة"، حتى قبل بدايتها.(/1)
لكن وبرغم ذلك؛ فقد كان على أي متابع موضوعي ألا يتسرع في إصدار الأحكام القبْلية بفشل المحطة، مكتفياً بالعاطفة، دون استناد إلى المعطيات المتوفرة على الأرض، فالشعارات والخطابات والآراء التي تذهب إلى أن المواطن العربي يرفض - جملة وتفصيلاً - كل ما يأتي من قبل أمريكا؛ ليست كلها صحيحة؛ فالسينما والأدب الأمريكيان وبعض المنتجات الاستهلاكية الأمريكية - على سبيل المثال - تلقى رواجاً منقطع النظير في المنطقة العربية، كما أن القنوات الإخبارية الأمريكية، وعلى رأسها "سي إن إن" و"آي بي سي"؛ تعتبر مصادر رئيسة للأخبار في العالم العربي، ومن هنا؛ فإن احتمالات نجاح محطة إخبارية أمريكية ناطقة باللغة العربية لن تكون معدومة تماماً إذا ما كانت في مستوى تلك المحطات.
لا شك أن كثيراً ممن أصدروا الأحكام بفشل المحطة، أو حتى فتاوى بتحريمها؛ كانوا مدفوعين برغبة حقيقية في إفشالها؛ خوفاً من تأثيرها السلبي على وعي المجتمع العربي، وقد غاب عنهم أن فشلها أو نجاحها لم يكن ليحدث بتحركهم ضدها أو معها بقدر ما يكون نتيجة حتمية للسياسة التي تنتهجها.
الشيء نفسه ينطبق على الطرف الآخر، الذي وعد بالكثير لكنه لم يقدم إلا القليل، دعونا نستمع إلى السيد موفق حرب (المدير السابق لقناة "الحرة") الذي يقول: "نحن نعمل لصنع معايير ذهبية يعجز عنها الآخرون: أحسن التقنيات، وأفضل المهنيين، والبرامج المبتكرة، والخلفيات التي تخطف الأبصار"، أو فلنستمع إلى وعود السيد نورمان باتيرز (رئيس إدارة الشرق الأوسط في مجلس أمناء البث المشرف على المحطة): "إن الحرة ستقدم آفاقاً جديدة للمشاهدين في الشرق الأوسط، ونعتقد أنها ستوجد قدراً أكبر من الفهم الحضاري والاحترام.. إن جزءاً هاماً من رسالتنا هو أن نكون مثالاً للصحافة الحرة على الطريقة الأمريكية، ونكون مثل عمود نور في سوق إعلامي تهيمن عليه الإثارة والتشويه".(/2)
وبطبيعة الحال؛ إذا ما قارنا تلك الوعود المقدمة بما تم تحقيقه طيلة السنوات الثلاث الماضية من عمر "الحرة"؛ سيتبين أن القائمين عليها لم يكونوا يطمحون فوق اللزوم فحسب؛ بل كانوا مغرورين، وينتهجون أسلوباً دعائياً لا يستند إلى أية أسس مهنية واقعية.
فقد ظهرت إلى الفضاء الإعلامي قناةً ركيكة، ليس فيها شيء كفيل بجذب اهتمام المشاهد وخطف بصره؛ (ديكورات) تعيسة، تقنيات باهتة، أخبار بطيئة مملة، برامج بائسة لا تختلف عن تلك الموجودة في القنوات الرسمية المهجورة؛ إن لم تكن أدنى مستوى منها، إعلاميون من الدرجة الثالثة؛ ليس بينهم من له شأن يذكر في الإعلام العربي، معظمهم شباب مبتدئون غير ملمين بأبجديات العمل الإعلامي، ولا يعرفون الكثير عن الشرق الأوسط، ولا عن أمريكا، ولا يتحدثون اللغة الإنجليزية، بل إن بعضهم يتحدث بلهجته لأنه عاجز حتى عن التحدث بالعربية الفصحى!!
وكثيراً ما انحرفت القناة في أدائها انحرافاً لا يحدث حتى في القنوات التي لازالت تبث بالأبيض والأسود؛ ففي إحدى التغطيات الخاصة بجنازة الرئيس "ريغن"؛ أظهر المراسل المكلف بتغطية الحدث تأثراً وانفعالاً غريبين، واستخدم مفردات خشبية بلهجة حماسية، فكان أمريكياً أكثر من الأمريكيين أنفسهم! أما مراسلة المحطة في البيت الأبيض فإنها لم تتمالك نفسها في يوم تنصيب بوش، وصفقت لموكب الرئيس عندما مر من أمامها؛ مخالفة بذلك أبسط القواعد المهنية!!
الآن إذاً، وبعد أن دخلت "الحرة" عامها الرابع؛ أصبح في الإمكان القول بأنها منيت بفشل ذريع على جميع الأصعدة، هذا ليس كلام أعداء القناة أو أعداء أمريكا؛ ولكنه كلام أصدقاء أمريكا وحملة أفكارها في المنطقة من (الليبراليين) العرب.(/3)
فهذا مأمون أفندي (الباحث في معهد بيكر) يرى أن الحرة تبدو "وكأنها متواطئة مع الإعلام العربي.. فالحرة قدمت الوطن العربي للعرب، ولم تقدم لهم أمريكا، وهي لا تعكس زخم الإعلام الأمريكي والثقافة والقيم الأمريكية".
أما طارق الحميد فقد اعتبرها "خطيئة واشنطن"، وقال: "آخر ما توقعناه هو أن تبيعنا واشنطن بضاعتنا الرديئة"!
ويتساءل منير الماوري الصحفي اليمني المقيم في واشنطن: "قناة الحرة أفسدت واشنطن؛ فكيف تصلح العرب؟!"، ويضيف: "التخلف العربي حقق انتصاراً ساحقاً في قلب العاصمة الأميركية، لا يقل خطورة عن الضربة التي حققها الإرهاب في هجومه على نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
ولقد قال قائل في واشنطن: "إن قيادة محمد عطا لطائرة بوينغ 747 سببت ضرراً كبيراً؛ ولكنه أقل حجماً من الضرر الناجم عن تسليم ميزانيةِ مؤسسةٍ بحجم الحرة لشخص واحد؛ لا يقبل مشورة ولا يحتكم إلا لمزاجه الشخصي"!!
هذا الكلام يظهر خيبة أمل الليبراليين العرب في القناة الأمريكية، وهو ما يؤكده سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون بقوله: "الذين كان لهم موقف مبدئي ضد القناة استراحوا وتنفسوا الصعداء؛ لأنها لم تجلب الاهتمام، وأولئك الذين كانوا يتوقعون منها خيراً -كقناة أمريكية- أصيبوا بشيء من الإحباط وخيبة الأمل".
ولكن أليس من المستغرب أن ينتظر هؤلاء "الإصلاحيون" إصلاحاً يأتي من الخارج عبر الإعلام الغربي، بدل أن يسعوا هم لفعل شيء في بلدانهم الأصلية دون تدخل خارجي؟ لماذا يصرون على الاعتقاد أن العقل العربي عاجز عن صناعة إعلام حر وديمقراطي ينسجم مع القيم النظرية الأمريكية؟ وكيف ينظرون إلى نماذج سابقة، كقناة "الجزيرة" القطرية، وقناة "العربية" السعودية؛ بغض النظر عن مسألة تمويلهما؟(/4)
لماذا نصدق أن الإدارة الأمريكية حريصة على حرية الصحافة، وتسعى لتقديم إعلام نموذجي للمنطقة، وهي التي قصفت مكتب "الجزيرة" في كابول، وقتلت مراسلها في العراق "طارق أيوب"، وأرسلت مصورها "سامي الحاج" إلى غوانتانامو، بل وصل الحد بالرئيس بوش إلى درجة التفكير في قصف مقرها الرئيسي في الدوحة؛ ليس إلا لأنها تقدم وجهات النظر التي لا تتوافق مع إدارته، وأظهرت -في كثير من الأحيان- بالصوت والصورة زيف ادعاءاتها!!
لماذا فشلت الحرة؟
تحت هذا العنوان قام المفكر اللبرالي المعروف مجدي خليل بإعداد دراسة عن قناة "الحرة"، تمت بناء على طلب من أعضاء الكونجرس، وعدد من المسؤولين المهتمين بإصلاح هذه القناة، على حد تعبيره، وقد حاول في هذه الدراسة تشخيص الأسباب التي تعيق عملها.
ومن أسباب تعثر القناة -حسب الدراسة-: تدني الكفاءة المهنية للعاملين العرب فيها؛ مقارنة بنظرائهم في القنوات العربية الناجحة، وغياب الإدارة المنضبطة لصالح المصلحة الفئوية والعلاقات الشخصية التي تحكم العمل، وتسلل المخابرات العربية إلى القناة، والفساد المالي، والفوضى وغياب التخطيط، وغياب التوزيع الجغرافي الذي حول القناة إلى "عمل لبناني، وقصر صناعة السياسات على الشيعة"، وغياب الطرف الأمريكي.
وأورد الباحث سلسلة من المعلومات المتعلقة بالفساد المالي؛ كتعيين صديق لحرب محللاً سياسياً، براتب يبلغ ثمانين ألف دولار أمريكي سنوياً، ليتحدث قريباً من عشر دقائق في برنامج أسبوعي!
المبلغ نفسه حصلت عليه خبيرة في التجميل وتصفيف الشعر، قيل إنها صديقة لزوجة حرب! ناهيك عن إنفاق ملايين الدولارات في مشاريع غير مجدية.
علاوة على ذلك يُتهم حرب بالتمييز وتفضيل الإعلاميين المارونيين والشيعة على الآخرين.(/5)
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل تحدَّث مجدي خليل عن (تحرشات جنسية) داخل المحطة، وتضليل في استطلاعات الرأي التي تظهر أن "الحرة" تحرز تقدماً، في حين تشير استطلاعات الرأي الموثوقة إلى أن نسبة مشاهدتها لم تتعد 2%!!
ولم يكتف السيد خليل بطرح الأسباب فقط؛ بل اقترح مجموعة من الحلول، من بينها اقتراحٌ على طريقة (دس السم في العسل)؛ فقال: "إن في وسعه أن يجعل "الحرة" القناة الأولى في العالم العربي، وذلك بتخصيصها بعرض فيلم أمريكي حديث، لم يعرض بعد في الشرق الأوسط قاطبة؛ لتعرضه يومياً، وتتخلل الفيلم نشرة إخبارية سريعة، وبعد انتهائه يعرَض برنامج سياسي، يليه لقاء مع أبطال الفيلم".
يذهب الباحث إلى أن تصعيد الخطاب الإيديولوجي من شأنه إنجاح المحطة! ومع أن الواقع أثبت العكس؛ فالحرة لم تفشل لأنها أمريكية فحسب؛ بل بسبب الخطاب الإيديولوجي الذي تمارسه. وقد اكتفى بالحديث عن الأسباب المتعلقة بالقناة ذاتها، معتقداً أنها –وحدها- تقف وراء فشلها، وفاتته نقطتان مهمتان: الأولى متعلقة بسياسة الإدارة الأمريكية، والثانية متعلقة بالمشاهد العربي نفسه.
فأما سياسة الإدارة الأمريكية فهي متصادمة مع مصالح الشعوب العربية وطموحاتها، ولم تقدم سوى نموذجين سيئين للتدخل في المنطقة؛ أولهما دعم الأنظمة العربية الشمولية التي تتفق مع مصالحها، رغم ادعائها أنها تسعى لإقامة شرق أوسط ديمقراطي، وثانيهما الاحتلال العسكري الذي يودي بحياة الآلاف من الأبرياء، على غرار ما يحدث في العراق وفلسطين. كما تنحاز الإدارة الأمريكية انحيازاً مفضوحاً إلى الجانب الإسرائيلي في الصراع الإسرائيلي العربي.(/6)
كل هذه العوامل مجتمعة تجعل مهمة تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى المشاهد العربي شبه مستحيلة، ولو تمت عبر مئات الفضائيات وليس عبر فضائية واحدة فحسب! لأن الناس –عادة- يميلون إلى تصديق ما يشاهدونه بأعينهم، وليس ما يسمعونه بآذانهم.. العيب إذاً ليس عيب موفق حرب وحده! فقد أقيل من منصبه، وعين مدير جديد مشهود له بالكفاءة والمهنية على مستوى عالمي، وفوق هذا له خبرة كبيرة بقضايا المنطقة. "الدكتاتور الصغير" كما يصفه خصومه غادر منصبه لكن شيئاً لم يتغير!
أما المشاهد العربي، الذي تصر الإدارة الأمريكية على استغفاله، واعتباره قاصراً عن فهم ما يدور حوله، وتظن أنه قابل للحشو بأي بضاعة؛ فقد وصل إلى درجة من الوعي الفكري والسياسي؛ أثبت معها أنه بات يفرِّق جيداً بين الغث والسمين، بين الإعلام الذي يتبنى قضاياه ويحاول إيصال صوته إلى العالم، وبين الإعلام القائم على الدعوة إلى سياسات لم تكن منصفة معه يوماً.
لعل أفضل توصيف لهذا المشروع الإعلامي الأمريكي الفاشل في المنطقة ما قاله الكاتب الأمريكي وليم ريج في كتابه عن الإعلام العربي: "إن الحرة ليست إلا نموذجاً لضياع الوقت والمال!!".(/7)
العنوان: قنوات السحر والشعوذة (1)
رقم المقالة: 888
صاحب المقالة: الشيخ إبراهيم الحقيل
-----------------------------------------
قنوات السحر والشعوذة
برامجها وموضوعاتها وخطرها
الحمدلله العليم الخبير؛ خلق خلقه ليعبدوه، وتابع عليهم نعمه ليشكروه، نحمده ولا نجحده، ونشكره ولا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ تفرد بالخلق والأمر والملك والتدبير، فلا نفعَ ولا ضُرَّ إلا بأمره، ولا أحد يعلم الغيب غيره {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الكَبِيرُ المُتَعَالِ} [الرعد:9]، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ لما سمع جارية ترتجز وتقول: (وفينا نبي يعلم ما في غد) أنكر عليها ذلك، ونهاها عما تقول، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وسلوه الثبات على دينكم؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، إن شاء أقامها وإن شاء أزاغها، وكان من دعاء نبيكم محمد عليه الصلاة والسلام: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
أيها الناس: من أعظم النعم التي ينالها الإنسان أن يُهدى إلى العقيدة الصحيحة، وأن يعلم أصول دينه وفروعه، وأن يدرك ما يضره وما ينفعه، وأن يميز بين الوحي وبين الخرافة، فيؤمن بما جاء به الوحي ولو كان غيبا، وينبذ ما نتج عن الخرافة ولو شاهد له أثرا. والإيمان بالغيب هو الإيمان بدين الإسلام؛ ذلك أن أركان الإيمان الستة كلها غيب، والقرآن لا يكون هداية إلا لمن آمن بالغيب {ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة:2-4].(/1)
وعلم الغيب خصيصة من خصائص الربوبية، لا يعلمه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولكن الله تعالى يكشف ما شاء من غيبه لمن شاء من عباده {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران:179] وفي الآية الأخرى {عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} [الجنّ:26-27].
كما أن النفع والضر من الله تعالى لا يملكهما أحد من الخلق مهما علت منزلته، أو عظمت قوته، أو كثر جمعه {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام:17].
ونصوص الكتاب والسنة دالان على هذين الأصلين الكبيرين: أن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، وأن النفع والضر بيده عز وجل، وآيات القرآن الكريم تثبت علم الله تعالى للغيب، وتنفيه عما سواه سبحانه؛ مما يدل على أنه من خصائص ربوبيته عز وجل؛ ففي آية الأنعام {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام:59] وفي آية يونس {فَقُلْ إِنَّمَا الغَيْبُ لله} [يونس:20] وفي آية النمل {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلَّا اللهُ} [النمل:65] ونوح عليه السلام قال لقومه {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ الله وَلَا أَعْلَمُ الغَيْبَ} [هود:31] وهكذا قيل لمحمد عليه الصلاة والسلام أن يقول لأهل مكة.(/2)
والجن الذين يعتقد كثير من البشر أنهم ينفعون ويضرون من دون الله تعالى، وأنهم يعلمون الغيب أخبر الله تعالى عنهم أنهم ما علموا بموت سليمان عليه السلام وقد استعبدهم واستعملهم، ومات بينهم، ولو علموا الغيب لعلموا بموته، وكفوا عن خدمته {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ} [سبأ:14].
ولما قص الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام خبر نوح عليه السلام مع قومه ذيل ذلك بقوله عز وجل {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}[هود:49]. وفي قصة يوسف ختمها الله بقوله سبحانه {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف:102].
وأما الضر والنفع فقد خوطب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بقول الله تعالى {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} [الجنّ:21] وخوطب من اعتقدوا أن معبوداتهم تنفعهم أو تضرهم من دون الله تعالى بقوله سبحانه {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء:56] وقال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما:(واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.(/3)
وجمع الله سبحانه هذين الأصلين العظيمين في آية واحدة خاطب بها رسوله محمدا عليه الصلاة والسلام فقال جل جلاله {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:188]
وهذان الأصلان العظيمان في دين الإسلام يجب أن يدين بهما المسلم، ولا يشكَ في شيء منهما، ولا يقولَ أو يعمل أو يعتقد ما يخالفهما، وأيُّ إخلال بهما أو بأحدهما فهو إخلال بتوحيد العبد وإيمانه، وقد يخرجه من الإيمان إلى الكفر، ومن التوحيد إلى الشرك.
وكل طريق يتوصل بها إلى علم الغيب، أو يزعم صاحبها أنه ينفع الناس أو يضرهم فهي طريق ضلال وشرك بالله تعالى، ومنازعة له سبحانه في ربوبيته، وصاحبها يسعى في تعبيد البشر لغير ربهم وخالقهم ومدبرهم جل جلاله.
وفي مقدمة ما يُخِّل بهذين الأصلين العظيمين وينقضهما: السحر والتنجيم، والكهانة والعرافة، وقراءة الكف والفنجان، ومعرفة الحظ، والخط بالرمل، والضرب بالحصى، ونحو ذلك مما يقوم به دجالون يفسدون عقائد الناس، ويسلبون أموالهم، ويزرعون الشكوك والوساوس في قلوبهم، ويخرجونهم من نعيم الإيمان والطمأنينة إلى شقاء الشكوك والظنون، وينقلون قلوبهم من تعلقها بالله تعالى إلى تعلقها بالبشر وبالشياطين وبالأوثان.(/4)
وطرق الباطل كثيرة، وأساليب أهل الضلال في نشره عديدة، ومدَّعو علم الغيب والنفع والضر من السحرة والكهان موجودون في القديم وفي الحديث، ويحتالون على الناس بشتى الوسائل لنشر باطلهم، بيد أن الداهية الكبرى، والبلية العظمى: أنهم في هذا الزمن استطاعوا الوصول إلى الناس في بيوتهم، والنفاذ عبر الشاشات إلى نسائهم وأولادهم، والخلوة بهم في غرفهم ومجالسهم؛ لإفساد عقولهم، وإزاغة قلوبهم، وتدمير عقائدهم. إي والله الذي لا يحلف بغيره إن هذا لواقع، وكم من قلبٍ موحد لله تعالى نقلوه إلى شركهم، وكم من أسرة دمروها بسحرهم وشعوذاتهم.
إنها قنوات فضائية خُصت للشرك بالله تعالى، وعبادة الشياطين، وكَرست برامجها للسحر والشعوذة والكهانة، يَدَّعي ضيوفها علم الغيب، وامتلاك النفع والضر، ويمارسون سحرهم وكهانتهم وتنجيمهم على الملأ، ولا أحد يوقفهم، ولا رادع يردعهم، والمقدمون لهم ينعتونهم بالعلم والولاية والمشيخة، ويخلعون عليهم ألفاظ التبجيل والوقار، ويزعمون أنهم إنما كرسوا أوقاتهم لخدمة الناس، وحل مشاكلهم، وإزالة همومهم وغمومهم!!
أيشرك بالله تعالى في ربوبيته على رؤوس الأشهاد، ولا يحرك ذلك ساكنا في الناس!! فأين هي الغيرة على التوحيد؟! وأين تعظيم الله تعالى وقد أُعلن الشرك بربوبيته عبر الشاشات، ونازعت الشياطينُ ربنا عز وجل بعضَ خصائصه، فما أحلم الله تعالى على عباده؟ وما أشد أذى الخلق لربهم جل جلاله؟!
قنوات آثمة تبث ضلالها على الهواء مباشرة طيلة اليوم والليلة وضيوفها شياطين في إثر شياطين، لا يكلون ولا يملون، والمتصلون بهم من جهلة المسلمين، فماذا يقولون فيها؟ وماذا يفعلون؟ وماذا يعرضون؟(/5)
لقد رأيت في إحداها ولبئس ما رأيت!! وسمعت ويا لفظاعة ما سمعت!! رأيت ساحرا رافضيا باطنيا- والفرق الباطنية هي أكثر الناس تعاطيا للسحر والكهانة- ينتمي هذا الساحر الرافضي إلى النجف قد ألقى على طاولته أحجارا يزعم أن النفع والضُرَّ فيها، ومن التلبيس والإضلال يدعي هذا الأفاك أن كل هذه الأحجار مذكورة في القرآن والسنة، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستعملها، وأنها من الطب النبوي، وأن تأثيرها فوري.
وتتصل به امرأة فقدت زوجها منذ عام فيتقمص هذا الساحر الخبيث صفة الرب ويقول {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46] تعالى ربنا جل جلاله عن شرك هذا الكذاب الأشر، ثم يخاطب شياطينه عن طريق حجر من أحجاره، فيخلع عليهم صفات الربوبية، ويطلب منهم إرجاع هذا الزوج إلى زوجته، ثم يخبرها عن مكانه، وأنه يراه الآن، وأنه سيعود في غضون أيام.
ويتصل به آخر يريد تخليص معاملة إدارية عقارية فيعود إلى أحجاره وشياطينه يخاطبها بما أراد، ويعده بإنجازها فورا.
وتتصل به أخرى تسأله الصحة والرزق، فيضمن لها توسيع رزقها،وعافيتها من مرضها بعد أن يخاطب أحجاره وشياطينه.
وفي قناة أخرى شيطان آخر يرسم أشكالا ويكتب فيها طلاسم، ثم يطلب من المتصل أن يرسم مثلها، ويعلق هذه الورقة في بيته لتحميه طلاسمها وأسرته من الشرور.
وحدَّث أحدُ المشايخ المهتمين بهذا الموضوع: أنه شاهد ساحرا يقول لإحدى المتصلات: رزقك عندي.. حياتك عندي.. علاقتك مع زوجك عندي.. كل شيء عنك عندي.
ويحدث عن كاهن آخر أنه يقول لإحدى المتصلات: لماذا تزوجت فلاناً، المفروض أنك من أول يوم تطلقين.
وقالت له متصلة عن مشاكل لها مع زوجها فقال لها: لو يجتمع أهل الأرض كلهم لكي يصلحوا زواجك فلن ينجح.
واتصلت به امرأة تحكي أن زوجها كثير الانشغال بأُمه, فقال لها وفي يده طلسم: اكتبي هذا الحجاب وضعيه تحت فراش زوجك, وإن عاد إلى أُمه عودي إليَّ.(/6)
وكاهنة أخرى يتصل بها كثير من الفتيات، تسألها الواحدة منهن: هل ستتزوج أم لا؟ وكم سترزق من الولد؟ فتسألها الكاهنة عن عمرها ولون بشرتها، ثم ترمي بحجر، فتخبرها من ستتزوج؟ وكم ترزق من الولد؟
ويهزئون بالقرآن ويدنسونه؛ وذلك حينما قال أحدهم لإحدى المتصلات: اكتبي الآيات معكوسة، وآخر يقول لمتصلة أخرى: اجمعي فضلات الطيور واطحنيها واكتبي بها سورة الواقعة. ويقول هذا الأفاك الأثيم: إن المريض الذي فيه جن لا يُقرأ عليه القرآن، المريض يحتاج إلى طلاسم.
إنه -يا عباد الله- إفساد للعقائد، وشرك بالله تعالى، وعبادة للأوثان والشياطين، واستهزاء بالقرآن الكريم، وتدمير للأسر والبيوت، وإفساد للنساء والفتيات، وتعليق لقلوب المرضى بغير الله تعالى، وحث على القطيعة والعقوق، وصدق الله العظيم إذ يقول:{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة:102] .
أيها الإخوة المؤمنون:ما نقلته على مسامعكم ما هو إلا شيء قليل، ونزر يسير، من شرك كثير، وإفساد عظيم؛ يبث إليكم، ويصل إلى بيوتكم عبر هذه القنوات الفاجرة المفسدة.
ولم أنقله إليكم بهذا التفصيل رغم ما فيه من الكفر والفسوق والدجل إلا لتعلموا خطورة الأمر؛ ولكيلا يتصدر من اتخذوا من تخذيل الناس عادة لهم، فيتهمون كل ناصح بالتهويل والمبالغة؛ فلقد بلغ السحر والكهانة بيوتكم، ووصل إلى نسائكم وأولادكم عن طريق البث الفضائي الخبيث، فاحذروا ثم احذروا ثم احذروا، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88] .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم....
الخطبة الثانية(/7)
الحمد لله رب العالمين؛ جعل للحق أنصارا، وجعل للباطل أعوانا؛ ابتلاء للعباد وامتحانا، نحمده ونشكره ونتوب إليه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه {وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ} [البقرة:194] .
أيها الناس: من حيل هؤلاء الدجالين المجرمين من السحرة والكهان والعرافين: أنهم يدعون المتصلين بهم إلى قراءة القرآن، ويحددون لهم سورا وآيات يقرءونها بأعداد معينة، وأقسم بالله العلي العظيم ولا أحنث في يميني أنهم لا يعرفون القرآن، وإنما شياطينهم تلقي ذلك على ألسنتهم لخداع الناس وإضلالهم، ودليل ذلك أنهم لا يقرءون الآيات وإنما يذكرون سورها وأرقامها للمتصلين بهم، وفلتت من بعضهم مع الحماسة والانفعال فلتات حاولوا فيها ذكر أول الآيات التي يوصون بقراءتها، فإذا هم يُكسرونها ولا يقيمونها، ويلحنون فيها، ويخطئون خطأ لا يخطئه أطفال المسلمين، وهي آيات من قصار السور، فهل هؤلاء يعرفون القرآن أو يقرءونه؟ وهل هم أهل مشيخة وولاية؟!
وقد يتساءل بعض الناس: لماذا تدعوهم شياطينهم إلى التزين بالقرآن، وخداع الناس به، ودعوتهم إلى قراءته، والشياطين والسحرة والكهان هم أعداء القرآن؟!
وجواب ذلك: أنهم يسوقون بضاعتهم الرديئة في بلاد المسلمين، ولو كانوا عند اليهود والنصارى لسوقوها بالتوراة والإنجيل أو بما يؤمن به من يستهدفونهم. ولو أنهم اقتصروا على طلاسمهم وخزعبلاتهم لأحجم عنهم أكثر من يتصلون بهم، ولكنهم تقمصوا ثياب المشيخة، وادعوا الولاية، ولا بد لهذه الهيئة من قرآن.
وماذا يضير شياطينهم من القرآن وتلاوته إذا كانوا يصرفون زبائنهم من المسلمين عما يدعو إليه القرآن من الإيمان والتوحيد إلى ما يناقض ذلك من الشرك والتعلق بغير الله تعالى؟!(/8)
وهل ينفع من وقع في الشرك شيئا أن يقرأ القرآن ألف مرة، أو يردد بعض سوره أو آياته حسب ما يملي عليه الساحر أو الكاهن؟!
أليس الشيطان قد علم أبا هريرة رضي الله عنه فضل آية الكرسي؛ مقابل أن يطلقه أبو هريرة ولا يرفع أمره للنبي عليه الصلاة والسلام.
أيفعل الشيطان ذلك، مقابل إطلاقه من عقوبة على خُدعة خدعها أبا هريرة رضي الله عنه، ولا يفعلها فيما هو أكبر من ذلك، وهو إغواء موحدين من بني آدم، وجرهم إلى الشرك بالله تعالى، والله لا يمانع الشيطان من قراءة القرآن إذا كانت قراءته والدلالة عليه خُدعة يستخدمها الساحر والكاهن لجرِّ زبائنهم إلى ما يريدون، وربح الشيطان في إضلال المسلمين بهذه الخدعة أعظم من خسارته بقراءتهم للقرآن.
إن هذا الوباء بالغ الخطورة، ويزداد يوما بعد يوم، وهو يفتك بعقائد الناس وقلوبهم، ويدمر أسرهم وبيوتهم، ولا بد أن يتداعى الغيورون من الأمراء والعلماء وأهل الرأي والمسئولية وسائر الناس إلى مكافحته، وحماية المسلمين من شره.
إنه يجب على من بيده أمر و نهي في الأقمار الاصطناعية أن يوقفوا بث هذه القنوات على الأقمار العربية.
وواجب على شركات الاتصالات أن تلاحق أرقام الاتصال بتلك القنوات فتحول بينها وبين المتصلين.
وواجب على كل من له علم ورأي وعقل ومعرفة أن يُحذِّر الناس من شر هذه القنوات المفسدة.
وواجب على رب الأسرة أن يحصن أهله وولده بالإيمان والتوحيد، وأن يطهر بيته، ويحفظ أسرته من وباء البث الفضائي الخبيث، فإن عجز عن إلغائه فلا أقل من ترشيده، بحجب هذه القنوات الشيطانية من أجهزة منزله. وما يدريه لو أن بعض بناته دلتها زميلتها على هذه القنوات لضائقة مرت بها، أو لأمر أهمها تريد مشورة فيه، والبنات في ذلك ضعيفات جدا، فدُلت على ساحر أو كاهن ينقل سحره إلى بيته وأهله، فيدمر بيته، ويخسر أسرته في غفلة منه.(/9)
وماذا لو جرب أحد الأولاد ورسم هذه الطلاسم التي يعرضونها على أنها تجلب الرزق أو تدفع الشر، وعلقها في غرفته، فمارس السحر بنفسه، وجلبه إلى أهله، فهي قنوات لا تكتفي بعرض السحر، والدجل على الناس به، ولكنها تعلم مشاهديها كتابة الطلاسم والشركيات.
ولا يحل لأحد الجلوس أمامها ومشاهدتها، ولا الاتصال بضيوفها، فمن اتصل بها ليسأل الساحر كشف ضره، أو جلب النفع إليه، مع إيمانه بقدرته على ذلك، فقد أشرك بالله تعالى في ربوبيته، ومن اتصل بكهنتها فسألهم عن شيء فصدقهم بما يقولون فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، ومجرد سؤالهم ولو لم يصدقهم يمنع قبول صلاته أربعين يوما، كما دلت على ذلك الأحاديث.
نعوذ بالله تعالى منها ومن القائمين عليها، ونسأله سبحانه أن يحفظنا ونساءنا وأولادنا والمسلمين أجمعين من شر السحرة والكهان والشياطين، إنه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد....(/10)
العنوان: قنوات السحر والشعوذة (2)
رقم المقالة: 908
صاحب المقالة: الشيخ إبراهيم الحقيل
-----------------------------------------
قنوات السحر والشعوذة
حكمها وأسباب الإقبال عليها
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله...
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]
أما بعد: فإن خير الكلام كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.(/1)
أيها الناس: أنعم الله تعالى على البشر بالوحي الرباني؛ هداية لهم في الدنيا من الضلال، ونجاة لهم في الآخرة من العذاب، لمن آمن به واتبعه {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشُّورى:7] ولولا هذا الوحي لما اهتدى المؤمنون من البشر إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشُّورى:52] قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فلا روح إلا فيما جاء به، ولا نور إلا في الاستضاءة به؛ فهو الحياة والنور والعصمة والشفاء والنجاة والأمن.(/2)
ولما كان الوحي نورا وهدى من الله تعالى للبشر كان الضلال والظلمات فيما عارضه من الديانات والأفكار والأفعال، يتيه فيها من لم يتبع نور الوحي {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام:39] وفي الآية الأخرى {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122] وهؤلاء عميٌ عن الحق ولو كانوا يبصرون، وصمٌ عنه ولو كانوا يسمعون، ولم توفق عقولهم لإدراكه ولو كانوا يعقلون {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ} [الأعراف:179] وفي آية أخرى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46] وفي آية ثالثة {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الرعد:19] وفي آية رابعة {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان:44](/3)
وأهل الضلال مجتهدون في طمس الهدى، ودائبون في صد الناس عن الحق والنور، إلى الضلال والظلمات {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} [الإسراء:73] وفي آية أخرى {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزُّخرف:37]
وكل بُعْد عن وحي الله تعالى فإن مآل أصحابه إلى الضلال والعمى، ومن أعظم سبل أهل الضلال في صد الناس عن الحق: تعليق قلوبهم بغير الله تعالى، وصرفهم إلى الخرافات والشعوذات التي يقوم بها السحرة والكهان والمنجمون والعرافون فيخدعون بها من رقَّ دينهم، وضعفت عن إدراك الحقائق عقولهم، فلم يعودوا يميزون بين ما يضرهم وما ينفعهم، ولا يدركون من يصدق معهم ممن يكذب عليهم.
إن هذا العصر يوصف بأنه عصر العقل والعلم والحضارة والمعرفة بما فتح الله تعالى فيه للبشرية من مغاليق المعارف العلوم، وما هيأ لهم من وسائل الاتصال السريع، ولكنه في الوقت ذاته عصر الدجل والخرافة والكذب والشعوذة؛ إذ مع تطور وسائل الاتصال زادت نسبة خداع الناس، والكذب عليهم، والاستخفاف بعقولهم، وإفساد عقائدهم بزعم إيجاد حلول سريعة لمشاكلهم عن طريق السحر والكهانة والشعوذة، والإحصاءات العربية تفيد بأن العرب ينفقون سنويا على السحر وحده خمسة مليارات دولار، وأن هناك دجالا واحدا لكل ألف من العرب، وقد ازدهرت سوق ترويج السحر والكهانة حتى بلغت مبيعات كتبها أرقاما قياسية، وبعض الصحف في بعض الدول الإسلامية أرباحها الكبرى من موارد إعلانات السحر الشعوذة، وكل هذا يدل على ما آل إليه حال الناس في هذا العصر الموصوف بالعلم والحضارة!!(/4)
ولما تطور البث الفضائي، وتيسر الحصول عليه؛ استغل ذلك من يتاجرون بآلام الناس ومصائبهم، فبرزوا إليهم عبر الشاشات يزعمون حل مشاكلهم، وإنهاء معاناتهم، فكان الإقبال على هؤلاء الدجاجلة الكذابين يفوق حسابات الحاسبين، وما ذاك إلا لوجود القابلية عند كثير من الناس أن يُضحك عليهم، ويستخف بعقولهم، ويتلاعب بدينهم.
إنه ما ازدهرت سوق فضائيات السحر والشعوذة إلا لكثرة المتصلين بهم، الشاكين لهم، وهي في ازدياد يوما بعد يوم بقدر ازدياد زبائنها والمتصلين بها، وهذا ينذر بخطير عظيم، وإثم كبير لا بد أن يتداعى الغيورون لتخفيفه وإزالته؛ حماية الناس من شرها وإثمها.
إن أكبر سبب للإقبال على برامج السحر والشعوذة هو ضعف الإيمان بالله تعالى، وسوء الظن به، والاعتماد على غيره، وإلا فمن آمن بالله تعالى فإنه لا يرجو جلب نفع أو دفع ضر إلا منه سبحانه وتعالى؛ لعلمه أن البشر لا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
ومن حسن ظنه بربه علم أنه لا يُقَدِّر عليه شرا محضا، وأن ما يصيبه من آلام وأحزان وأمراض وهموم ومشكلات فإنما هي كفارات لسيئاته، ورفعة في درجاته، وزيادة في حسناته، فلا يسعى في إزالتها بما حرم الله تعالى عليه.
إن الظروف المعيشية الضاغطة على الناس، ومحبتهم للثراء السريع، واستبداد الجشع بهم، وخوفهم من المستقبل المجهول، وإقبالهم على الدنيا، وإعراضهم عن الآخرة، قد أدى بكثير منهم إلى الخوف والاضطراب والقلق، فأتاهم أبالسة الناس من نقطة الضعف هذه، فأوردوهم مهالك لم تُزِلْ همومهم، ولا حلت مشاكلهم، ولكنها استنزفت أموالهم، وأفسدت عقائدهم، فلا أصلحوا لهم دنياهم، ولا أبقوا لهم دينهم، والنساء ضعيفات في هذا الباب.(/5)
والمشاكل الأسرية سواء بين الزوج وزوجته، أو بين الأب وبناته قد ألقت بظلالها على هذه الفتنة العظيمة، حتى هدمت أسر بسبب هذا البلاء، ومن أراد حفظ أهله وبناته فليكن قريبا منهن، متلمسا لمشاكلهن، ساعيا فيما يصلحهن، وإلا شكون إلى غيره، فاصطادهن أرباب السحر والكهانة والشعوذات.
إن كثيرا من الناس قد لا يمنعه مانع في حل مشاكله من الذهاب إلى السحرة والكهان؛ لضعف إيمانه، وقلة صبره، أو لجهله بخطورة هذا الأمر، ولكنه لا يستطيع الذهاب إليهم لأنه لا يجدهم بسهولة، أو يخاف على سمعته، وكانت ولا تزال الجهات المسئولة من الشرط وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلاحق السحرة والمشعوذين، وتكف شرهم عن الناس. أما الآن فقد سَهُل الاتصال بهم عن طريق قنواتهم الخبيثة، وصار المتصل بهم وبالأخص من النساء والفتيات تجد نفسها في مأمن من الفضيحة، مع سهولة وصولها إلى ما تريد منهم، وهذا هو مكمن الخطورة على نساء المسلمين وفتياتهم، وهن الفئة الأضعف، والأكثر تصديقا لهذا الدجل؛ ولذا تستهدفهن هذه القنوات الخبيثة أكثر من غيرهن، وفي بعض الإحصائيات أن أكثر من ثلثي المتابعين لهذه القنوات الشيطانية والمتصلين بها هم من النساء والفتيات.
فكيف ستكون حال بيوت المسلمين إذا وصلت إليها أدوات السحر والشعوذة عن طريق بناتها ونسائها، وبفعل هذه القنوات الشيطانية التي لا تنظر إلا إلى الربح ولو فرقت بين المرء وزوجه، وبينه وبين والديه أو أولاده، ولو قلبت بيوت المسلمين إلى بؤر للشياطين، وأحدثت ما أحدثت فيها من العداوات والبغضاء والشقاء.(/6)
والداعي إلى هذا التحذير وتكراره مرة بعد مرة: هو أن الإقبال على هذه القنوات الخبيثة كبير جدا، وهي تزداد يوما بعد يوم، حتى إن المتصل بها ربما اتصل عشر مرات ولا يستطيع الوصول إلى الساحر أو الكاهن من شدة الزحام عليه، وفي بعضها يأخذون رقم المتصل ويعدونه بالاتصال به بعد أسبوع أو أكثر لكثرة من ينتظرون قبله، فهل هذا إلا دليل على قابلية كثير من الناس أن يُضحك عليهم بسبب اليأس الذي أحاط بهم، أو الجهل الذي أطبق عليهم، مع ضعف إيمانهم وتوكلهم على الله تعالى، وقلة صبرهم واحتسابهم، وسوء ظنهم بربهم سبحانه وتعالى.
فما أسرع الناس إلى الخرافة في عصر يوصف بأنه عصر العلم والمعرفة والحضارة، التي ما زادت كثيرا من الناس إلا جهلا بدينهم، وتعلقا بالدجل والشعوذة، ولا تسل حينئذ عما يقع من فساد القلوب والعقول من جراء ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع...
وسر ذلك: أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن، فإذا أصغى إلى غير حديث الله لم يبق فيه إصغاء ولا فهم لحديثه، كما إذا مال إلى غير محبة الله لم يبق فيه ميل إلى محبته ...اهـ
ولا يشك عاقل في أن هذه القنوات التي تبث السحر والكهانة تفرغ قلوب مشاهديها والمتصلين بها من محبة الله تعالى، والتعلق به، إلى التعلق بشياطين الإنس في سحرهم وشعوذاتهم، وربطهم بشياطين الجن، فيرجون نفعهم، ويخافون ضرهم، نعوذ بالله تعالى من الإثم والضلال.
فحري بكل مسلم أن يَحذر ويُحذر من هذا البلاء الماحق الذي غزا المسلمين في عقر دورهم، يستهدف دينهم، ويدمر توحيدهم، ويفسد قلوبهم، ويستنزف أموالهم.(/7)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام:112-113] .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد الله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا أمن إلا للمؤمنين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وراقبوه، والزموا طاعته ولا تعصوه {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ} [النور:52].
أيها المسلمون: لقد زاد هذا الأمرَ سوء واستفحالا تصديرُ بعض المفتونين المضلين في وسائل الإعلام، الذين لا يتركون شذوذا من القول والرأي إلا قذفوا به بين الناس، وأحدثوا به ضجة في وسائل الإعلام، قد ركبهم أرباب الأفكار المنحرفة لتمرير ما يريدون من ضلال عبرهم، بعد دمغه بفتاواهم الشاذة، وآرائهم المضلة. وقد أباح هذا الفريق المفتون المنحرف العلاج بالسحر، ورخص للناس في الاتصال بالسحرة وغشيان مجالسهم، في دعاية فجة، ودعم كبير، لكل ساحر ومشعوذ، مع مخالفة صريحة للنصوص الواضحة في ذلك، وما هذا الصنف من المفتونين المحرفين للشريعة إلا دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها.(/8)
والله تعالى يقول {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69] فإذا كان الساحر لم يفلح في نفع نفسه حتى إن السحرة هم من شر الناس حالا ومآلا، وواقعهم يدل على ذلك، فكيف يفلح في نفع غيره؟ وكيف يفلح من أجاز للناس أن يذهبوا للسحرة والمشعوذين؟ نعوذ بالله تعالى من الهوى والردى.
والنبي صلى الله عليه وسلم قد جعل السحر من السبع الموبقات التي أمر باجتنابها، وعده علماء الإسلام ناقضا من نواقض الإسلام، فكيف يسوغ لعاقل أن يفتي بجواز الاستشفاء به وهو من الموبقات؟ وكيف يرضى مسلم أن يوبق نفسه عند سحرة ومشعوذين؟
وعن جابر رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: هو من عمل الشيطان) رواه أبو داود بإسناد صحيح. والنشرة هي حل السحر بالسحر.ولو جازت النشرة السحرية لكانت الشريعة متناقضة تعالى الله عن ذلك؛ إذ كيف يُحكم بالكفر على متعلم السحر بنص القرآن في قول الله تعالى {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة:102] ثم يباح حل السحر بمثله، والعلماء يستدلون بهذه الآية على أن ممارسة السحر كفر كما أن تعلمه كفر، ثم كيف تأتي النصوص تذم السحرة والكهان، وتحذر من سؤالهم واتباعهم والإصغاء إليهم، وتصديقهم فيما يقولون، ثم تجيز التداوي بسحرهم وشعوذاتهم؟! وهذا من أبين التناقض عند من يقول به من المفتونين المحرفين.(/9)
إن الاتصال ببرامج السحرة والكهان قد يؤدي إلى كفر المتصل بهم ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم، فإن طلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى من شفاء المرضى، أو رد غائب، أو حصول الرزق أو نحو ذلك فقد أشرك بالله تعالى في ربوبيته، وتلك من خصائص الربوبية التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، ولو كان هؤلاء السحرة والكهان يرزقون الناس أو يدلونهم على أسباب الرزق لرزقوا أنفسهم، ولم يرهقوها بالجلوس ساعات متتابعة أمام الشاشات يصيحون في زبائنهم، يخدعونهم، ويستدرون أموالهم.
ومن سألهم عن حظه أو مستقبله أو غير ذلك مما يُهمه فصدقهم كان كافرا بالله تعالى، مكذبا لصريح القرآن، الذي فيه أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وقد جاء في حديث أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)رواه أحمد.
فإن سأله لكن لم يصدقه بما قال رُدت عليه صلاته بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) رواه مسلم. ويخشى أن يلحق هذا الوعيد من شاهد القنوات التي تبث السحر والكهانة للفرجة أو التسلية أو حب المعرفة؛ لأن مشاهدتها تشبه الحضور عند هؤلاء السحرة والكهان، مع ما في ذلك من خطر التاثر بها، وتصديق دجاجلتها فيقع في الكفر من حيث لا يشعر.
وواجب على كل من يهمه أمر إخوانه المسلمين أن يسعى بما يستطيع للحيلولة بين هذه القنوات المفسدة وبين الناس؛ نصحا لإخوانه المسلمين، وحفظا لدينهم ودنياهم، ودحرا لهؤلاء الدجالين المشعوذين، عسى الله أن يرد مكرهم عليهم، وان يحفظنا والمسلمين من شرهم، إنه سميع قريب.
وصلوا وسلموا على نبيكم....(/10)
العنوان: قواطع الأدلة في الرد على من عول على الحساب في الأهلة
رقم المقالة: 1164
صاحب المقالة: الشيخ حمود بن عبد الله التويجري
-----------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد. فقد رأيت مقالًا لأحمد بن عبد العزيز اللهيب. نشرته جريدة الرياض في عددها 7264، الصادر في يوم الجمعة، الموافق للسابع والعشرين من شهر رمضان سنة 1408هـ، وعنوان هذا المقال (الشهر الشرعي والتقاويم الهجرية المتداولة).
وقد اشتمل هذا المقال على عدة أمور عظيمة الضرر على الكاتب وعلى كل من اتبعه على قوله الباطل.
أولها: الابتداع في الدين والشرع فيه بما لم يأذن به الله.
الثاني: مخالفة النصوص الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في اعتبار دخول الشهر وخروجه برؤية الهلال أو إتمام العدة ثلاثين يومًا إذا لم ير الهلال.
الثالث: الأخذ بما نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أمته من العمل بالحساب في دخول الشهر وخروجه.
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: إن الأخذ بالحساب أو الكتاب قد صرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفيه عن أمته والنهي عنه.
قال: وما زال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك قد أدخل في الإسلام ما ليس منه فيقابلون هذه الأقوال بالإنكار الذي يقابل به أهل البدع. انتهى. وهو مذكور في صفحة 179 من المجلد الخامس والعشرين من مجموع الفتاوى.
وقال أيضًا في صفحة 182 من المجلد المذكور.
إن الأخذ بالحساب من زلات العلماء.(/1)
وقال أيضًا في صفحة 207 من المجلد المذكور: لا ريب أنه ثبت بالسنة الصحيحة واتفاق الصحابة أنه لا يجوز الاعتماد على حساب النجوم كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته))، والمعتمد على الحساب في الهلال؛ كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين فهو مخطئ في العقل وعلم الحساب، فإن العلماء بالهيئة يعرفون أن الرؤية لا تنضبط بأمر حسابي. انتهى.
وقال أيضًا في صفحة 132، 133 من المجلد المذكور: إنا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه لا يرى لا يجوز، والنصوص المستفيضة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك كثيرة وقد أجمع المسلمون عليه، ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلًا ولا خلاف حديث، إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيدًا بالإغمام ومختصًا بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم. انتهى.
الرابع: مخالفة السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قبول شهادة العدول من المسلمين على رؤية الهلال في دخول شهر رمضان وخروجه والعمل بها وقد قال الله - تعالى -: {فَلْيَحْذَرِ الَذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63].
قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
الخامس: تقديم العمل بالحساب على العمل بالسنة، وهذا من الشرع في الدين بما لم يأذن به الله.(/2)
السادس: بلبلة أفكار العوام وبعض المنتسبين إلى العلم وتشكيكهم في شهادة العدول على رؤية الهلال في دخول شهر رمضان وخروجه.
السابع: الطعن في الشهود العدول ورميهم بالتسرع في تأدية الشهادة، وقد صرح بذلك في قوله: إن الشاهد حينما يرى الشهر في التقويم ناقصًا فإنه يقوى عزمه بالتسرع بتأدية الشهادة، كذا قال.
وهذا من سوء الظن بالشهود الذين يشهدون على رؤية الهلال، والطعن فيهم بمجرد ظنه أنهم يعتمدون في شهادتهم على التقويم.
الثامن: الطعن في القضاة ورميهم بالتساهل في قبول الشهادة على رؤية الهلال، وقد صرح بذلك في قوله.
وكذلك القاضي تزيد ثقته بالشهادة لأنه يحسب أن ذلك من توافق الرؤية مع الحساب الصحيح والواقع بخلاف ذلك.
كذا قال.
وهذا من سوء الظن بالقضاة، وقد قال الله - تعالى -: (إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ).
التاسع: الطعن في ولاة الأمر الذين - يعملون بحكم القضاة بقبول شهادة العدول على رؤية الهلال ويأمرون الرعية بالعمل بشهادتهم.
العاشر: زعمه أن العمل بالحساب أضبط وأيسر مما كان عليه الأمر في عهد السلف الصالح ومن بعدهم.
والجواب أنه يقال هذا الزعم خطأ مردود بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وعقد الإبهام في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا وهكذا يعني تمام الثلاثين)) رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في الرد على الذين يحسبون مسير القمر أنه ليس لأحد منهم طريقة منضبطة أصلًا، بل أية طريقة سلكوها فإن الخطأ واقع فيها فإن الله - سبحانه - لم يجعل لمطلع الهلال حسابًا مستقيمًا، بل لا يمكن أن يكون إلى رؤيته طريق مطرد إلا الرؤية..(/3)
إلى أن قال: اعلم أن المحققين من أهل الحساب كلهم متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب بحيث يحكم بأنه يرى لا محالة أو لا يرى البتة على وجه مطرد وإنما قد يتفق ذلك أو لا يمكن بعض الأوقات.انتهى، وهو في صفحة 182، 183من المجلد الخامس والعشرين من مجموع الفتاوى.
وقال أيضًا في صفحة 174 من المجلد المذكور: إن أرباب الكتاب والحساب لا يقدرون على أن يضبطوا الرؤية بضبط مستمر، وإنما يقربون ذلك فيصيبون تارة ويخطون أخرى.
وقال أيضًا في صفحة 208 من المجلد المذكور: إن طريقة الحساب ليست طريقة مستقيمة ولا معتدلة، بل خطؤها كثير وقد جرب.
وهم يختلفون كثيرًا هل يرى أم لا يرى، وسبب ذلك أنهم ضبطوا بالحساب ما لا يعلم بالحساب فأخطئوا طريق الصواب، وقد بسطت الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وبينت أن ما جاء به الشرع الصحيح هو الذي يوافقه العقل الصريح.انتهى.
الحادي عشر: إنكار ما هو ثابت بالتواتر من رؤية الهلال في أول النهار في المشرق ثم رؤيته بعد الغروب في ذلك اليوم من المغرب، وهذا يقع كثيرًا في أيام الصيف الطوال.
وقد أخبرنا بعض الثقات برؤيتهم له في أول النهار وبعد الغروب في ذلك اليوم.
والأخبار بهذا كثيرة ومستفيضة فلا وجه لإنكارها لأن إنكارها صريح في المكابرة.
الثاني عشر: حكايته الاتفاق على القول الشاذ الذي نقله عن ابن قتيبة والمراكشي ومفتي قطر، وهو زعمهم أنه لا يمكن أن يرى الهلال بالغداة في المشرق بين يدي الشمس وبالعشي خلف الشمس في يوم واحد، وهذا القول الشاذ مردود بما هو ثابت بأخبار كثيرة من الثقات برؤيتهم الهلال بالغداة في المشرق بين يدي الشمس ثم رؤيتهم له بالعشي خلف الشمس، ومن أنكر أخبار الثقات فقوله هو المنكر في الحقيقة، وأما حكاية الاتفاق على القول الشاذ الذي ذكره صاحب المقال الباطل فلا شك أنه من المجازفة والقول بغير علم.(/4)
الثالث عشر: اعتماده على ظنه وحسابه في دخول شهر شوال في سنة 1408 هـ فقد زعم أن القمر سيغرب قبل غروب الشمس يوم الأحد الموافق للتاسع والعشرين من رمضان، وقد ظهر خطؤه في ظنه وحسابه الذي ليس بمنضبط وذلك بثبوت رؤية الهلال في ليلة الاثنين في عدد من المدن والقرى في المملكة العربية السعودية، ورؤي أيضًا في غير المملكة العربية من البلاد المجاورة لها كما قد ذكر ذلك في بعض الإذاعات.
الرابع عشر: خطؤه في تحديد وقت صلاة الظهر ووقت صلاة العصر حيث جعل آخر وقت الظهر هو أول وقتها وجعل آخر وقت الاختيار لصلاة العصر هو أول وقتها، ومن كان بهذه المثابة من الجهل بوقت صلاة الظهر، وصلاة العصر فينبغي له أن يعرف قدر نفسه ولا يتطاول على القضاة والشهود العدول، ولا يتكلف مالا علم له به من معرفة دخول الشهور وخروجها بمجرد حسابه المبني على الظن والتخرص، فقد قال الله - تعالى -: {ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} وهذا نص عبارته في دخول وقت الظهر ودخول وقت العصر، قال: وإذا كان ظل الشيء مثله فقد دخل وقت الظهر وإذا كان مثليه فقد دخل وقت العصر.
والجواب: أن يقال هذا خطأ مخالف للنص والإجماع على أن أول وقت الظهر إذا زالت الشمس.
قال الموفق في المغني: أجمع أهل العلم على أن وقت الظهر إذا زالت الشمس.
قاله ابن المنذر وابن عبد البر، وقد تضافرت الأخبار بذلك. انتهى.
وقال الخرقي في مختصره: وإذا زالت الشمس وجبت الظهر وإذا صار ظل كل شيء مثله فهو آخر وقتها.
وإذا زادت شيئًا وجبت العصر وإذا صار ظل كل شيء مثليه خرج وقت الاختيار انتهى.(/5)
ويدل لقول الخرقى ما رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والشافعي وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَّني جبريل عند البيت فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت بقدر الشراك.
ثم صلى بي العصر حين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، قال: ثم صلى بي الغد الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشاء في ثلث الليل الأول، ثم صلى بى الفجر فأسفر، ثم التفت إلي فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء قبلك، الوقت فيما بين هذين الوقتين)) هذا لفظه عند عبد الرزاق نحوه عند أحمد من طريق عبد الرزاق، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه أيضًا ابن خزيمة والحاكم وأبو بكر بن العربي المالكي، قال الترمذي.
وفي الباب عن أبي هريرة وبريدة وأبي موسى وأبي مسعود الأنصاري وأبي سعيد وجابر وعمرو ابن حزم والبراء وأنس، ثم روى بإسناده عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أمني جبريل)) فذكر نحو حديث ابن عباس بمعناه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، قال: وقال محمد-يعني البخاري - أصح شيء في المواقيت حديث جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى المقصود من كلام الترمذي - رحمه الله -.
وقد روى حديث جابر النسائي وابن حبان في صحيحه والدارقطني والبيهقي وقد تركت تخريج الأحاديث التي أشار إليها الترمذي إيثارًا للاختصار وبعضها في الصحيح، وفيها مع حديثي ابن عباس وجابر - رضي الله عنهم - أبلغ رد على صاحب المقال الباطل.(/6)
فصل في ذكر النصوص الدالة على اعتبار رؤية الهلال في دخول الشهر وخروجه ونفي الكتاب والحساب في ذلك وما جاء في قبول الشهادة على رؤية الهلال والعمل بها.
الحديث الأول: عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان فقال: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له)) رواه مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وفي رواية لمسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان فضرب بيديه فقال: ((الشهر هكذا وهكذا وهكذا)) ثم عقد إبهامه في الثالثة ((فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلالين)) وفي رواية لأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا)) وعقد الإبهام في الثالثة ((والشهر هكذا وهكذا وهكذا)) يعني تمام ثلاثين.
ولفظه عند البخاري قال: ((إنا أمة لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا)) يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.
وقد رواه الشافعي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) ورواه البخاري من طريق مالك بنحوه أخصر منه.
ورواه البيهقي من طرق كثيرة وفي بعضها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله- تبارك وتعالى -جعل الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له أتموه ثلاثين)) وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه بنحوه، وعنده في آخره ((فإن غم عليكم فأقدروا له واعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين)) رواه الحاكم بنحوه وقال صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي على تصحيحه.(/7)
الحديث الثاني: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا)) رواه الإمام أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه، وفي رواية لمسلم والنسائي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)) وقد رواه الترمذي بنحوه، وقال في آخره: ((فعدوا ثلاثين ثم أفطروا)) ثم قال: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.
ورواه الدارقطني وقال في رجاله كلهم ثقات.
ورواه أيضًا من عدة طرق وقال: هذه أسانيد صحاح.
وفي رواية لمسلم: ((فإن غمي عليكم فأكملوا العدد)).
وقد رواه البخاري ولفظه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أو قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)).
الحديث الثالث: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر رمضان فقال: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) رواه مالك وأبو داود والنسائي واللفظ لمالك.
وفي رواية أبي داود: ((فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين ثم أفطروا)) وفي رواية للنسائي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) وقد رواه الإمام أحمد ولفظه: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ثلاثين)).
ورواه الترمذي والنسائي بنحوه، وقال الترمذي حديث حسن صحيح، وصححه أيضًا ابن خزيمة والحاكم والذهبي.(/8)
الحديث الرابع: عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة)) رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه مختصرًا.
وفي رواية للنسائي عن ربعي عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة أو تروا الهلال ثم صوموا، ولا تفطروا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثلاثين)) وقد رواه الإمام أحمد بنحوه وإسناده صحيح على شرط الشيخين، ورواه الدارقطني من طرق وقال في رجال أحدها كلهم ثقات.
الحديث الخامس: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحفظ من هلال شعبان ما لا يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام)) رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والدارقطني وقال هذا إسناد حسن صحيح.
ورواه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه.
الحديث السادس: عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه خطب الناس في اليوم الذي يشك فيه فقال: ألا إني جالست أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسألتهم وإنهم حدثوني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وأنسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين، فإن شهد شاهد فصوموا وأفطروا)) رواه الإمام أحمد والنسائى والدارقطني.
وفي رواية أحمد: ((وإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا)) وفي رواية الدارقطني: ((فإن شهد ذوا عدل فصوموا وأفطروا وأنسكوا)).(/9)
الحديث السابع: عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غمي عليكم فعدوا ثلاثين يومًا)) رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط والبيهقي.
قال الهيثمي ورجال أحمد رجال الصحيح.
الحديث الثامن: عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يومًا)) رواه البزار والطبراني في الكبير والبيهقي قال الهيثمي وفيه عمران بن دوار القطان وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام.
قلت: وما تقدم من الأحاديث الصحيحة يشهد له ويقويه.
الحديث التاسع: عن مسروق والبراء بن عازب - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين)) رواه الطبراني في الكبير.
الحديث العاشر: عن طلق بن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - جعل هذه الأهلة مواقيت للناس، فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين)) رواه الإمام أحمد والطبراني في الكبير والدارقطني، ورواه البيهقي مختصرًا ولفظه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) ورواه الإمام أحمد والطبراني أيضًا مختصرًا بنحو رواية البيهقي.
قال الهيثمي: وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق ولكنه ضاعت كتبه وقَبِل التلقين، قلت: وما تقدم من الأحاديث الصحيحة يشهد لحديثه ويقويه.(/10)
الحديث الحادي عشر: عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا تقدموا هذا الشهر صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين)) رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي، قال الهيثمي: وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ولكنه ثقة.
قلت: وما تقدم من الأحاديث يشهد له ويقويه.
الحديث الثاني عشر: عن رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أحصوا عدة شعبان لرمضان ولا تقدموا الشهر بصوم فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يومًا ثم أفطروا)) رواه الدارقطني.
الحديث الثالث عشر: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه.
رواه أبو داود والدارمي وابن حبان في صحيحه، والدارقطني والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي.
الحديث الرابع عشر: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أبصرت الهلال الليلة قال: ((أتشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله)) قال: نعم، قال: ((يا بلال أذن في الناس فليصوموا غدًا)) رواه أهل السنن وابن أبي شيبة والدارمي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والدارقطني والحاكم والبيهقي، وقال الحاكم: صحيح الإسناد متداول بين الفقهاء ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على تصحيحه.
الحديث الخامس عشر: عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بالله لأهلا الهلال أمس عشية فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يفطروا.
رواه أبو داود عن مسدد وخلف بن هشام المقرئ.
قال: وزاد خلف في حديثه وأن يفدوا إلى مصلاهم.(/11)
إسناده عن مسدد صحيح على شرط الشيخين، وإسناده عن خلف صحيح على شرط مسلم.
وقد رواه الدارقطني من طريق أبي داود، وقال: هذا إسناد حسن ثابت.
ورواه أيضًا من طريق آخر وقال: هذا صحيح.
ورواه الإمام أحمد بإسنادين صحيحين على شرط الشيخين ولفظه عن ربعي بن حراش عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أصبح الناس صيامًا لتمام ثلاثين قال: فجاء أعرابيان فشهدا أنهما أهلا الهلال بالأمس فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فأفطروا.
ورواه الطبراني في الكبير والحاكم في مستدركه من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن ربعي ابن حراش عن أبي مسعود - رضي الله عنه - قال: أصبح الناس صيامًا لتمام ثلاثين فجاء رجلان فشهدا أنهما رأيا الهلال بالأمس فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس فأفطروا، قال الطبراني: لم يقل أحد في هذا الحديث عن أبي مسعود إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال الهيثمي: وهو ثقة.
قلت: وقد وثقه ابن معين ويعقوب ابن شيبة وأبو داود والدارقطني وعثمان بن خرزاذ وابن حبان وابن قانع، وقال الحاكم بعد إيراد الحديث: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقد رواه الدارقطني بنحوه.
الحديث السادس عشر: عن أبي عمير بن أنس بن مالك قال: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا غم علينا هلال شوال فأصبحنا صيامًا فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا لعيدهم من الغد.
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه بأسانيد صحيحة.
وقد رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار، والدارقطني والبيهقي وقال: هذا إسناده صحيح، وقال الخطابي: حديث أبي عمير صحيح فالمصير إليه واجب.(/12)
الحديث السابع عشر: عن أبي مالك الأشجعي عن الحسين بن الحارث الجدلي - جديلة قيس - أن أمير مكة خطب ثم قال: عهد إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ننسك للرؤية فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما فسألت الحسين بن الحارث: مَن أمير مكة؟ قال: ??لا أدري، ثم لقيني بعد فقال: هو الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب.
ثم قال الأمير: إن فيكم من هو أعلم بالله ورسوله مني وشهد هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأومأ بيده إلى رجل.
قال الحسين: فقلت لشيخ إلى جنبي، مَن هذا الذي أومأ إليه الأمير؟ قال: هذا عبد الله بن عمر وصدق، كان أعلم بالله منا، فقال: بذلك أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رواه أبو داود وإسناده حسن.
ورواه الدارقطني مطولًا بنحو رواية أبي داود ومختصرًا لم يذكر قوله في عبد الله ابن عمر - رضي الله عنهما - وقال في إسناد المختصر إسناده متصل صحيح.
قال ابن الأثير في جامع الأصول: النسك العبادة والمراد به ههنا الصوم.
فصل: وقد اشتملت الأحاديث التي تقدم ذكرها على فوائد كثيرة من الأحكام التي تتعلق بصيام رمضان والفطر منه.
الأولى: تواتر الأحاديث بالأمر بصيام رمضان لرؤية الهلال، والفطر منه لرؤية هلال شوال وإتمام العدة ثلاثين يومًا إذا لم ير الهلال.
وفيها، بل في كل حديث منها أبلغ رد على صاحب المقال الباطل الذي قد حاول تشكيك الناس في شهادة العدول على رؤية الهلال إذا كانت مخالفة للحساب الذي قد اعتمد عليه وخالف السنة من أجله.
الثانية: النهي عن صيام رمضان والفطر منه حتى يرى الهلال أو تتم العدة ثلاثين يومًا.
الثالثة: نفي الكتاب والحساب عن الأمة المحمدية فيما يتعلق بالأهلة.(/13)
لاستغنائها عن ذلك بالرؤية أو إتمام العدة ثلاثين يومًا، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المراد بالحساب هنا حساب النجوم وتسييرها ولم يكونوا يعرفون من ذلك إلا النذر اليسير، فعلق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير واستمر الحكم في الصوم ولو حدث بعدهم من يعرف ذلك، بل ظاهر السياق يشعر بنفي تعليق الحكم بالحساب أصلًا.
ويوضحه قوله: ((فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) ولم يقل فسلوا أهل الحساب.
والحكمة فيه كون العدد عند الإغماء يستوي فيه المكلفون فيرتفع الاختلاف والنزاع عنهم.
وقد ذهب قوم إلى الرجوع إلى أهل التسيير في ذلك وهم الروافض.
ونقل عن بعض الفقهاء موافقتهم.
قال الباجي: وإجماع السلف الصالح حجة عليهم.
وقال ابن بزيزة: وهو مذهب باطل فقد نهت الشريعة عن الخوض في علم النجوم لأنها حدس وتخمين ليس فيها قطع ولا ظن غالب مع أنه لو ارتبط الأمر بها لضاق إذ لا يعرفها إلا القليل.
وقال ابن بطال: في الحديث رفع لمراعاة النجوم بقوانين التعديل وإنما المعول رؤية الأهلة وقد نهينا عن التكلف، ولا شك أن في مراعاة ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون غاية التكلف.انتهى.
وقال النووي في شرح المهذب: من قال بحساب المنازل فقوله مردود بقوله - صلى الله عليه وسلم -في الصحيحين.
((إنا أمة لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا..)) الحديث.
قالوا: ولأن الناس لو كلفوا بذلك ضاق عليهم لأنه لا يعرف الحساب إلا أفراد من الناس في البلدان الكبار، فالصواب ما قاله الجمهور وما سواه فاسد مردود بصرائح الأحاديث..(/14)
العنوان: قواعد في دراسة المنهج
رقم المقالة: 343
صاحب المقالة: إبراهيم العسعس
-----------------------------------------
قواعد في دراسة المنهج
منهج توثيق السنة نموذجاً
كثرُ الحديثُ بأَخَرَة عن مناهج دراسة العلوم الإسلاميَّة (مادةً وتطبيقاً)، وضرورة تقويمِها ونقدِها للخروج بدراسات منهجية مستخلَصة ممَّا سبق أو بديلة عنه، بحسب اختلاف توجُّهاتِ المُتحدِّثين في هذا الشأن.
وهذا أمرٌ مشروع - ضمن ضوابط معينة - لا مانع منه، وهو - أيضاً - منطقي لاقترانه بالصحوة ودعوتها إلى إعادة الإسلام فاعلاً في حياة الناس، ما يستدعي البحثَ في قواعد المنهج، والنظام المعرفي الذي سيصل بالدعوة إلى مقاصدها.
ولكن... الملاحظُ أنَّ المحاولات المقترحة لدراسة التراث، وما تبعها من تطبيقات خرجت عن " جمال " التعميمات المشار إليها سابقاً، وتمَّ تجاوز حدِّ منهج البحث السليم في كثير من المحاولات، وصار من شاء يتكلم بما شاء بلا رقيب ولا حسيب!
وهذه مجموعة من القواعد التي تتعلَّق بمنهج من مناهج العلوم الإسلامية (منهج التعامل مع السنة النبوية)، تصلح مبادئ لدراسة التراث:
أولاً: إنَّ تقويم التراث يحتاج إلى جهد وعمق وموسوعية، فمن حقِّ الجهود السابقة، والمناهج المتقدمة، والذين قاموا عليها، التعمق في دراسة المنهج عمودياً وأفقياً قبل الخوض فيه، والإقدام على تخطيئه أو حتى تصويبه! وهذا من بديهيات أصول البحث العلمي، فلا نقدَ ولا تقويم لعلمٍ من العلوم قبل تحصيل المعرفة الشاملة بأصول هذا العلم وتطبيقاته. لقد توصل المتقدِّمون لهذه المناهج نتيجة عمليةٍ استقرائيةٍ تصل إلى التمام أو تكاد، ومن يريد أن يقف معهم رأساً لرأس فلا بدَّ له من الوصول إلى هذا المستوى، فلا نقد بلا إلمام، ولا إبداع دون إدراك.(/1)
إنَّ بين الإحاطة بالعلم وقصور الإحاطة به بوناً شاسعاً في النتائج، والذي يقف على ساحل علم ما مكتفياً بالبلل عِوضاً عن الغوص، سيعرف شيئاً وستغيب عنه أشياء " حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن "، وسيؤدي الوقوف على أطراف العلم بصاحبه إلى الوقوع في غوائل الأهواء، " والذهاب مع الخاطر الأول الذي يستهوي الباحث ". وقد قال أفلاطون قديماً: " من أخذ العلم رشفاً كفر بالله، ومن غَبَّه غباً آمن ".
ثانياً: ينقسم المنهج إلى قسمين، وعلى من يريد القيام بعملية تقويم منهج ما الفصلُ بين قِسمي المنهج.
فهناك قسمٌ يتعلق بالمادَّة أو بالقواعد.
وآخر يتعلق بالمعالجة والتطبيق.
وفي دراستنا للتراث علينا أن نُحدِّد مجال دراستنا ؛ هل هو في المادة أم في التطبيق ؟
والتفريق ليس نظرياً أو شكلياً، ذلك لأنَّ الاطلاع على خطأ أو التقصير في التطبيق لا يلزم منه وجود تقصير في المنهج.
ولأنَّ " التطبيق هو الميدان الفسيح الذي تصطرع فيه العقول، وتتقابل الحجج " فسحبُ معالجات التطبيق على المادة خطيئة منهجية، قد تؤدي إلى نسف المنهج بِرُمَّته بلا مُسَوِّغٍ.
ثالثاً: الانتقاء من أخطر مزالق البحث العلمي. وذلك أنَّ الباحث عندما يُسْلِمُ نفسه للخاطر الأول، ولمَّا يكن قد تضلع بالعلم، فإنه سيصدر الأحكام الفورية، ثم يلجأ بعد ذلك إلى الانتقاء لدعم هذه الأحكام وتأكيدها.
إنَّ مما ينبغي أن يُعلم في هذا المجال أنَّ خللاً في قاعدة ما أو في تطبيقها لا يمكن أن يصل إلى مستوى الظاهرة العامَّة التي تصلح للوصول إلى نتائج عامة صالحة لإلغاء المنهج أو نقضه.
رابعاً: من القواعد المهمَّة في التعامل مع منهج ضبط السنة، الانتباه إلى أنَّ هذه المناهج -من حيثُ هي تقديرات بشرية، خاصةً في الجانب التطبيقي- ليست لها جدِيَّةُ المسائل الحسابية، ولا دقة القوانين الطبيعية - ولا يطلب منها أن تكون كذلك - فلا ينبغي إذن اشتراط المطلق القاطع في نتائجها.(/2)
وبعض الباحثين يتعامل بحساسية مع هذه المسألة، فبمجرد أن يلاحظ النسبية في بعض الأحكام إذا به ينتهي إلى الشك العام بدقة المنهج (مادةً وتطبيقاً)، وإطلاق حكم فيه من التعميم والتعسف ما فيه!
خامساً: لقد كانت رَدةُ الفعل عنيفةً على مؤسسة التقليد، وحالة الجمود في البحث العلمي. ولقد مهدت الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد، وحرية البحث، إلى نوع من التَّفلُّت فلم يُفتح الباب حقيقة وإنما كُسِر! ونتيجةً لذلك نشأت حالةٌ عند بعض الباحثين يمكن أن أسميها بحالة (الانبهار بفتح باب الاجتهاد وحرية النقد). هذه الحالة دفعت أصحابها إلى التجاوز وعدم الانضباط والتسرع في كثير من النتائج التي توصلوا إليها. " وحسبك أنهم يشكُّون فيما كان الناس يرونه يقيناً، وقد يجحدون ما أجمع الناسُ على أنَّه حقُّ لا شكَّ فيه "، ولا تجد عندهم بعد ذلك بديلاً وإنما هي تهويماتٌ وتعميماتٌ نظرية.
ولا يُفهم من هذا الكلام أنَّ أحداً يزعُم أنَّ منهج توثيق السنة بلغ الكمال المطلق، وأنه لا يحتاج إلى تحرير وتنقيح لبعض قضاياه، لكن فرقٌ بين التصويب والتعديل، وإضافة لبنة هنا، وأخرى هناك، وبين من يظن أنَّه الفأسُ المُرسَلُ " رحمةً "! بالمنهج لينقضه من أساسه!
سادساً: الحذر من الوقوع في إشكالية القديم والجديد، حيث يصبح القديم مرفوضاً لأنه قديم، والجديد مقبولاً لأنه جديد، ويصبح الحكم على القواعد والمسائل غيرَ خاضع للمعايير الموضوعية.
والإشكالية المُترتبة على هذا التصور هي الخلط بين ما يمكن تجديده وإخضاعه لآليات معاصرة، وبين مبادئ البحث ومناهج التوثيق. إنَّ القاعدة الناضجة المستقرة المُجربة مقبولة عند القديم والجديد على حدٍّ سواء، بسبب مرورها بمقاييس التقويم الموضوعية، ومن ثَمَّ فهي لا تحتاج إلى إعادة إنتاج، ولا إلى إعادة تشكيل. إنَّ المعيار في التقويم هو قدرة منهج ما على القيام بوظيفته التي وُضع من أجلها، فالتجديد ليس مطلباً مقصوداً لذاته.(/3)
ومنهج توثيق السنة النبوية كنظرية معرفية متكاملة، امتُحن ونجح، نعم هو يحتاج إلى مراجعة لبعض القواعد، ولكثير من الأحكام (التطبيقات) وفحص مدى التزامها بقواعد الضبط والتوثيق، ويحتاج إلى إحياء طريقة المتقدمين المتكاملة العملية في التوثيق والتطبيق، هذه الطريق التي أنتجها العقلُ المسلم في أيقظ عصوره، وأنقى مراحله وأقربها إلى زمن التنزيل.
سابعاً: الحذر من الإسقاط في مناهج البحث. إذ يأتي أحدُهم إلى مناهج البحث المعاصرة فيسقطها على علوم التراث، فيخرج بنتائج تختلف بحسب اختلاف الخلفية الفكرية لصاحب القراءة. والمُتبِع لهذه الطريقة يستبدُّ به شغفٌ بمنهج ما فيسعى إلى إخضاع التاريخ كلِّه لهذا المنهج!
ومن أمثلة هذه الخطيئة، حسين مُرُوَّة الباحث اللبناني، فقد قرأ التراث قراءةً ماركسية، ففسر التاريخ الإسلامي تبعاً لذلك تفسيراً مادياً!
ومحمد أركون الذي تأثر بالتاريخانية " فأنسنَ النصَّ الإلهي ". وللأسف فقد تأثر بعضُ الإسلاميين على نحو ما بمثل هذه التوجهات!
والخروج من هذا المأزق يتطلب -إضافة إلى إدراك العلم الذي يُدرس واستيعابه- إلماماً بالمناهج الحديثة يقي من تقليدها وإسقاطها على مناهج لم تنشأ في سياقها.
ثامناً: الملاحظ أنَّ مجموعة من السلوكيات سيطرت على الجهود التي ناقشت أو درست قضايا السنة خصوصاً، ومناهج البحث الإسلامية عموماً، أذكرُها باختصار، فشرحها يطول، وأذكر ما يقابلها مما ينبغي أن يُتبَع.
- فهناك الانفراد، في حين أنَّ مثل هذه الدراسات تتطلب جهوداً مؤسسية.
- وهناك الهدم، ويقابله السعي إلى التصحيح والبناء.
- وهناك الانتقاء ويقابله الشمولية.
- وهناك تحكُّمُ الخلفية الفكرية عند القراءة، ويقابله التجرد.
- وهناك التعميم، ويقابله تحديد المقاصد، وتتبع الجزئيات والتطبيقات، وعدم الركون إلى الكليات، فإنَّ الكُلِّيَّ لا يلغي الجُزئيَّ كما يقول الشاطبيُّ رحمه الله، وبذا تسلم النتائج من القصور.(/4)
العنوان: قوافل الخير
رقم المقالة: 242
صاحب المقالة: بدر بن محمد عيد الحسين
-----------------------------------------
أمن شذ ا مكّة هبَّت ؟ فثار دمي تلك النُّسيمات أحيت ميِّت الهممِ
أم أيقظ الشوقُ ذكرى من أحب أنا؟ وهيَّجَ الوجدُ روح العاشق الوجِم[1]
ما لي أرى الدَّمع من قيد العيون همى ؟ من حُرقة الرُّوح أم من جذوة الألمِ ؟
لو غاب عن خافقٍ ولهان طيفهم لأصبح القلب كالمعتل من سقمِ
حبُّ النسوغِ لِعطر الأرض إن وجمت وشوقُ طفلٍ لضرع الأم إن تَصُمِ
لو أن من جنبات الروض آنسني بعض الأريج وأنسام مع الدِّيم
لكنت أهديت روحي ما تتوق له لتنتشي من كؤوس العشق والِحكم
من زهر مكّة يجني الشهد مبتهجاً عسى تُداوى جروح الدامع الكَلِمِ
يعيش كالطير لا تُضنيه نائبة والروح تهتف فوق البيت والحرم
واحرَّ قلباه يا طه إذا هرعت قوافل الحج نحو الأجر والنِّعم
يفرُّ من أضلعي كالطير من قفصٍ كالصَّقر يَهبطُ للظبيات من قمم
قلبي المشوق الذي تبكيه نائحةٌ أو شدو تائهةٍ في غيهبِ الظُّلَمِ
ما اسطاع يخفي تباريح الهوى أبداً من كابَد الحب ما ظني بِمنفَطم
أتيت حررتنا من رقِّ أنفسنا ومن شريعة أهل الغاب والصَّنم
نامي حمائمنا وابنِ العشوش فلن ترقى إليك يَدٌ في الأشهرِ الحُرُم
وزغردي يا شجيراتٌ بأرضِ منى فالغيثُ آتيكِ بالأسحارِ والظُّلَمِ
حفَّتك رحمة هادينا بِطلعتها وإن دعاكِ فَلبي واصل الرَّحمِ
يا مالىء الأرض عدلاً والقفار ندىً ومنقِذَ الناس من أسياط مُحتكم
يا ناشر الحُبِّ صُغتَ الحبَّ مُتَّئداً فَأيقظ الصِّدقُ أهل الكأسِ والنَّغمِ
وحنَّ حين فارفته جذعٌ بذي سلمٍ قليتني الجذع ألقى روعة الَكِلمِ
وليتني الماء يجري من أصابعه وألثم الطُّهر من مستودع الكرمِ==
طوبى لعينٍ رأت أو أصبعاً لمست طوبى لغارِ حرا والترب من إضَمِ
ما أجمل العيش في أكناف صحبتكم أفيقي يا نفسُ يا قلبَ الوجيعِ هِمِ(/1)
أعجزت بالقول - لما قلت - أبلغنا بمنهج الوحي لا بالسِّفر والقلم
حتى غدونا تهاب الروم موكبنا والفرس خوَّفها ربعيُّ[2] بالقَسَمِ
فابشري يا روابي السِّند وابتهجي آتيك أفضلُ من يمشي على قَدَمِ
آتيك نور الهدى بالراكبين على سُرج الخيول بناة الفكر والقيم
صدَّقت يا أيها الصديق أصدقنا فصرت كالبدر نوراً في ذرا الأكم
وصار صوتُ أبي حفصٍ تردِّده الراسيات[3] يقيناً ليس في الحُلُم
وصار عثمان ذو النورين من ورعٍ يُصغي لتسبيح حبِّ التَّمر والطَّلَمِ[4]
وذا علي بعون الله نخَّ له في خيبرَ البابَ نّخَّ العيرِ لِلُّجَمِ
كذا بلال بجنات العلا سُمعت أصوات مشيته من أصدق الأمم
بُشِّرتَ في جنَّةٍ أنهارها عسلٌ أخلصتَ للطُّهر فارقَ اليومَ وابتَسِمِ
هذا هو الحب يا قيس أتعرفه ؟ كما عرفناه أم ما زلتَ في صمم ؟
محمد كان في الدُّنيا الضياء لنا وهو الشَّفيع لنا في الموقف العمم
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] الصامت.
[2] ربعي : هو الصحابي الجليل ربعي بن عامر.
[3] الراسيات: الجبال.
[4] الطلم: الخبز(/2)
العنوان: قوله تعالى: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} .. بين الإيمان والجحود
رقم المقالة: 1368
صاحب المقالة: الشيخ إبراهيم الحقيل
-----------------------------------------
الحمد لله، عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم، أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون: {مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى الله مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 38].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وَسِعَ كُلَّ شيء علمًا، وأحصى كل شيءٍ عددًا. وأشهد أنَّ محمَّدًا عَبْدُه ورسوله أعلمُ النَّاسِ بِرَبِّه، وأتقاهم لمولاه. امتَنَّ الله عليه، فخوطب بالقرآن، وأُوتِيَ الحِكْمَةَ وعُلِّم ما لم يعلم: {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، كانوا بروجًا في حضارة الإسلام عالية، وأعلامًا للحق سائرة، وأنجُمًا في العِلْمِ والعَمَلِ زاهِرة، والتَّابِعِينَ لهم بإحسانٍ إِلى يَوْمِ الدِّينِ.
أمَّا بَعْدُ: فَأُوصيكم ـ أيُّها النَّاسُ ـ ونفسي بتقوى الله - عز وجل -: {وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]، {وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231]، {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].
أيُّها المؤمنون: مع قوة الانفجار المعرفي، والتقدُّم الصِّناعي، الذي أصبح الإنسان به مخدومًا، وفي الوقت ذاته قلقًا مُضطربًا، نَحتاجُ إلى تَأَمُّلِ قَوْلِه - تعالى -: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].(/1)
خدمة يقدمها التطوُّر للإنسان في مآكله وملابسه ومراكبه، في حره وفي قره. وسائل للاتصال، وأخرى في سرعة الانتقال، يسّرت الحصول على المعرفة، وسهلت وصول المعلومة؛ فبينما كان طالب العلم سابقًا يقطع مئات الأميال؛ من أجل أن يحصل على حديث واحد، أصبح الآن يفتح الكتاب فتقع عينه على ما يريد، وأسهل من ذلك: يضغط على أزرار الحاسوب فإذا ما يريد أمامه.
وبينما كان الحاج يخرج إلى الحج من رمضان فلا يصل إلا وقت الحج مع الجِدِّ في السير، وقد يصل وربما لا يصل، وإذا أنهى حَجَّهُ قد يعود وربما لا يعود؛ أصبح في مقدور المسلم أن يصل مكة ويرجع منها في بضع ساعات!!
من الذي علم الإنسان هذه العلوم؟ ومن الذي سَهَّلَ له طُرُقَ الوصول إليها واكتشافِها واختراعِها؟ إنه ربُّ العالمين، خالق الناس أجمعين.
يجب أن يُنْسَبَ الفضلُ إلى أهله، وربنا هو أهل الفضل والجود: {صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} [النمل: 88]، كم نحتاج إلى تذاكر نعم الله علينا، وتدارس النُّصوص التي تدل على علمه وإحاطته وقدرته، مع التذكير بأنَّ هذه المكتشفات والمخترعات التي تبهر العقول هي من خلق الله - تعالى -، خلقها، ثم سخَّرها للبشر: {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5].(/2)
ويتأكَّدُ التذكير بذلك؛ لأنَّ فريقًا مِنَ النَّاس بهرهم ذلك التقدمُ الهائل في العلوم التجريبية، وكثرةُ المخترعاتِ والمكتشفاتِ، حتى نَسُوا أن يَنْسبوا الفضل لصاحب الفضل - تعالى وتقدس -، فسجَّلوا إعجابهم وإكبارهم للبشر الضعفاء، من الباحثين والمخترعين الذين: {لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا} [الفرقان: 3]، ونسوا الذي: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] سواء كان هذا النسيان والغفلة عن قصد أم كان غير مقصود؛ لكنَّ القاصد منهم يعلن إلحاده وجحوده؛ كما قال الله عن أمثالهم: {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [غافر: 83].
هذا أحدُ ملاحدة العرب يسجل إلحاده بالحرف العربي عندما بهرته تجربة من التجارب في علم الوراثة والجينيات، يقول ـ عليه من الله ما يستحق ـ: "ومعناه أنَّ العلماء بدؤوا بِتَحَدِّي السَّماءِ، وَمَعْنَى هَذا أيْضًا أنَّ الإنسانَ لم يعد له ربٌّ يؤمن به، ويركع في محرابه، ويصلي له ويطلب رضاه وغفرانه؛ لأن المخترعات العلمية أخذت مكان الرب"[1] ا.هـ تعالى الله عن قوله وقول الظالمين علوًّا كبيرًا. مقالةٌ تطفح بالكفر والإلحاد، كيف استطاع قائلُها أن يقولها لولا ما في قلبه من المرض والزيغ.
إن هذه المقولة ومثيلاتها تجسدُ لنا حجم التقديس والتعظيم لتلك العلوم التجريبية مع أنها تصيب وتخطئ؛ بل لا يمكن أن تصيب إلا بعد الخطأ، فما هي بالنسبة لعلم الله الذي أحاط بكل شيء علمًا، والذي تنزه عن العبث والخطأ.(/3)
إن فريقًا من قومنا غطى انبهارهم بحضارة الغرب عقولهم؛ حتى إنهم يريدون منا التسليم والانقياد لكل ما يخرج من المعامل والمختبرات، والسير خلفه على أنه سائبةٌ لا ينبغي التعرُّضُ لها ولا توجيهها، فضلاً عن نقدها ولومها، وهذا يدعونا إلى إلقاء نظرة حول حقيقة مسيرة الإنسان العلمية، التي يسعى فيها لتحقيق ما يراه مصلحته ورفاهيته، فالإنسان في لهاثه العلمي إنما هو في سباق لاكتشاف جهله، جهلِه بعالم المجهول - مجهول الزمان والمكان والكم والكيف - الذي يطرقه فتنكشفُ له حقائقُ كانت حاضرةً ولا يشاهدُها، جهله الذي يراه - عندما يكتشف مخاطرَ ومضاعفات وخطأ ما ظنه سابقًا - إنجازاتٍ علميةً هائلة، والتي كانت غائبةً عنه حينما: {وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} [يونس: 24][2].
يحاول هذا الإنسان اختراق هذا المجهول عن طريق التجربة الحسية، والحفريات والتوثيق، والتأمُّل والتحليل، والاستقراء والإحصاء، وأحيانًا عن طريق الحدس والتوهم، والمسلم يستفيد مما صلح من ذلك كله إضافة إلى وسيلة لا ينتفع بها غيرُه، ألا وهي العلمُ بالغيب الذي يخبر به الشرع، فإذا كان الأمر كذلك فإن المسلم لا يحجر على العلم الإنساني؛ ولكنه في ذات الوقت لا ينساق خلفه انسياقًا أعمى؛ بل يضعه في موضعه الصحيح: وهو أن نسبته ـ مهما بلغ ـ إلى علم الله قليلة: { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، {لا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: 255] {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 216] .
بل حتى نفسُ الإنسان وجسدُه وروُحه وما يختلج في صدره الله أعلم به: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ} [الإسراء: 54]، { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ } [الإسراء: 25].(/4)
إن مصدر هذا العلم من الله - تعالى – {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة: 282]، {كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 239]، {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5]، {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} [المائدة: 4].
إنَّ الملائكة وهم أعلم وأقدر من البشر تأدَّبوا مع الله - تعالى - فخاطبوه قائلين {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
والأنبياء والمرسلون عندهم من العلم اليقيني ما ليس عند سائر البشر، ومع ذلك كانوا متأدِّبينَ مع الله - تعالى - إذ نسبوا علومهم إليه، هذا هود - عليه السلام - لما قال له قومه: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحقاف: 22 – 23]، وهذا عيسى - عليه السلام - لمَّا سأله الله - تعالى -: "هل أمر الناس أن يتخذوه وأمه إلهين من دونه قال - عليه السلام-: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116]، وموسى - عليه السلام - لما سأله فِرْعَوْنُ عن مصير القرون الأولى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} [طه: 52]، وشعيب - عليه السلام - قال: {وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأعراف: 89]، وإبراهيم - عليه السلام - قال: {وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأنعام: 80]، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لما سأله المشركون عن وقت النشر والحشر والحساب، أمره الله أن يقول: {إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} [الملك: 26].(/5)
وكانت طريقةُ الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - نسبة علومهم إلى الله - تعالى -، هذا يوسفُ - عليه السلام - نسب قدرته على تعبير الرؤى والعلم بها إلى تعليم الله له: {قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} [يوسف: 37] ولا ينسبون ما يعلمون إلى أنفسهم أدبًا مع الله - تعالى - فسليمان - عليه السلام - وهو يعلم لغة الطير ما قال إني علمتها من نفسي بل قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ } [النمل: 16].
إن نسبة العلوم إلى البشر، وتحدي الله - عز وجل - بهذه العلوم هي طريقة المشركين وفي مقدِّمَتِهِمْ قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78].
ويبقى العلم الحقيقي الشامل الذي لا يُنقض ولا تشوبه آفةُ الجهل السابقِ، أو الآني، أو اللاحق هو علم الله - تعالى -: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: 97]، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } [الرعد: 9]، {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق: 12] ولكنَّ الإنسان عندما يغفل عن حقيقة علمه، فإنه يمضي بَطَرًا ببعض إنجازاته التي يظنُّ أنَّها لا يأتِيها البَاطِلُ من بين يديها ولا من خلفها. ينظر إلى مسيرته الماضية فيراها ظُلُماتٍ وجهالاتٍ، يَتَعَجَّبُ مِنْ جَهْلِ مَنْ سبقوه، وينتشي بما وصل إليه من هذه الإنجازات والعلوم، ثم يأتي من بعده ويتقدم قليلًا في طريق محو الجهل فيحقق إنجازاتٍ أخرى تُبطل الإنجازات السابقة التي ينظرُ إليها من جديد فيراها ضربًا من العبث... وهكذا دواليك تسيرُ مسيرة التقدُّم الإنساني.(/6)
وإذا تناولنا أبسط الأمثلة للدلالة على ذلك، فمثلاً في الطعام الذي يطعمه الإنسان نجد أنَّ اكتشاف تصنيع المواد الحافظة في صناعة الطعام المعلب كان إنجازًا مُهِمًّا وتَقَدّمًا عظيمًا، إذ كيف يُحفظُ الطعام مِنَ الفساد والعفونة مدة طويلة، والآن كيف ينظر إلى هذا الإنجاز العظيم؟! ذَهَبَتْ عظمته وتلاشت حينما اكتشف أن هذه المواد الحافظة سمومٌ تسري في جسد الإنسان عبر هذا الطعام حتى تفتك به[3]، فما أشد بَطَر الإنسان! وما أعظم جَهْله! وما أسرع تراجعه عن إنجازاته الهائلة!!
وبالطبع فليس المقصدُ من عرض هذا الموضوع الدعوة إلى إيقاف عجلة البحث والتقدُّم، ولا الرجوع إلى الوراء، ولكنَّ المقصد أن يوضع علمُ الإنسان في موضعه الصحيح؛ حتى لا نرى ذا العقل الرشيدِ منبهرًا بالأحداث الجزئية التي قد تُنقض بعد حين، والمقصودُ الأعظم من ذلك أن يخرج الإنسان من حالة: { فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ } [غافر: 83] التي تقود إلى حالة: {وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا} [يونس: 24] التي تكون عاقبتها: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: 24].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدْوَان إلا على الظَّالمين، وأشْهَد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وَلِيّ الصالحين، وأشهد أن مُحَمَّدًا عبده ورسوله النبي الأمين؛ صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين.(/7)
أمَّا بَعْدُ: فاتقوا الله - عباد الله - كما أَمَر، واحذروا المعاصِيَ ما بَطَن منها وما ظهر: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194].
أيها الإخوة المؤمنون: مِنْ أَبْرَز صُور ضلال حضارة اليوم التخلي عن علوم الوحي، وعدمُ الإيمان بالغيب، والتركيزُ على علم المادة وعالم الشهادة؛ فكان من نِتَاجها بشرٌ ماديُّون لا معنى للدين والأخلاق في قلوبهم: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم: 7]، والمؤمن مأمور بالموازنة بين حظوظ الدنيا والآخرة، فالدنيا مَطِيَّة الآخرة، ووسيلة التقوِّي على طاعة الله - تعالى - وليست غاية تقصد.
من أجل هذا أُمِرَ المسلم بالابتعاد عمَّنْ جَعَلَ هَدَفَهُ وغايته الدنيا مع إعراضٍ كبير عن الآخرة: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 29- 30].
بقي سؤال يُطرح حيال هذا الموضوع: أمع هذه الأبحاث والدراسات والمكتشفات والمخترعات وصل الإنسان إلى ما يريد؟! وحصَّل السعادة التي ينشدها؟! إن الواقع يجيب بالنفي؛ بل يثبت عكس ذلك فكلَّمَا خَطَا الإنسان خُطوة في التقدم العِلْمِيّ والبحثي، زاد لبنة في بناء شقائه، وتعقدت حياته أكثر وأكثر على رغم وسائل الخدمة والرفاهية.
إن القلق والاضطراب والخوف من المستقبل، هو الهاجس الذي يطاردُ الإنسان في عصر المادة والتطور، ولقد أوضح ذلك متخصصون في تلك المجالات؛ حيث يقول أحدهم: "إن إنجازات الإنسان التكنولوجيةِ والتنظيمية؛ إنما هي شَرَك لاصطياده"[4] ويقول آخر: "حالما ينطلقُ التقدم فلن يوقفه أحد، وهذا التقدمُ ذو الأوجه المتعددةِ لا يكف بالوقت نفسه عن تعقيد الحياة"[5].(/8)
ولكم أن تنظروا بأنفسكم إلى الفرق بين حياة الإنسان في عَصْر المادَّة والتَّطَوُّر، وبين حياته قبل ذلك؛ فالحياة السابقة كانت سهلة يسيرة خالية من التعقيد والمشكلات. أمَّا حياة الإنسان المعاصر؛ فأصبحت الكماليات فيها حاجات، وتحولت الحاجات إلى ضرورات، وكلُ يوم تزداد الحياة تعقيدًا وإشكالات، والإنسان فيها شقي من الأشقياء إلا من آمن وعمل صالحًا، فاتقوا الله ربكم، ولا تغتروا بحضارة اليوم وزخرفها واعلموا أن الله خالق كل شيء، وهو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنَّ فوق كل ذي علم عليمًا - تبارك وتعالى -، ثم صلُّوا وسلِّموا على نبيِّكُمْ؛ كما أمركم ربكم بذلك...
---
[1] القائل هو نزار قباني - أخزاه الله - في مقالة بعنوان "هل يمكن استنساخ المتنبي" جريدة الحياة 5/11/1417هـ.
[2] بتصرف واختصار من مقالة عن الاستنساخ لخالد أبو الفتوح في البيان عدد 118 ص58.
[3] انظر: مجلة البيان عدد 118 ص85 وما بعدها.
[4] انحرافات الثقافة العلمية، د. نزار العان، مجلة علوم وتكنولوجيا الكويتية، عدد 41 عن مجلة البيان، عدد 118 ص63
[5] المصدر السابق.(/9)
العنوان: قولُوا الصِّدق.. قصيدة للأطفال
رقم المقالة: 1759
صاحب المقالة: خاص: الألوكة
-----------------------------------------
"عوّدْ لسانكَ قولَ الصدقِ تحظَ بهِ إنّ اللسانَ لِما عوّدتَ مُعتادُ"
بأسلوب وعظيٍّ مبسّط، يحاول الشاعر سليمان غزَال أن يبين للطفل فضيلة الصدق وأن يركز على خطورة وعقوبة الكذب في القصيدة التي سنقرؤها معاً..
وهو ينطلق في ذلك من قوله تعالى: {يا أيّها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ وكُونوا معَ الصادقينَ}، ومن قوله عليه الصلاة والسلام: ((أنا زعيمٌ بيتٍ في وسط الجنة لِمن ترك الكذبَ وإن كان مازحاً))، وقوله: (وما يزال الرجلُ يكذبُ ويتحرى الكذبَ حتّى يُكتبَ عندَ الله كذّاباً).
.. يقول الشاعر:
قُولُوا الصِّدْقَ
يَا إِخْوَانِي يَا أَخْيَارْ يَا زُمَلائِي يَا أَبْرَارْ
اسْمَعُوا نُصْحِي وَاتَّبِعُوهْ تَنْجُوا مِنْ لَسَعَاتِ النَّارْ
قُولُوا الصِّدْقَ وَقُولُوا الْحَقَّ يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
اصْدُقْ يَا خِلِّي لا تَكْذِبْ تَلْقَ الْحُبَّ مَعَ التَّقْدِيرْ
وَابْعُدْ عَمَّنْ يَكْذِبُ دَوْمًا فَعِقَابُ اللَّهِ لَهُ النَّارْ
وَقُلِ الصِّدْقَ وَقُلِ الْحَقَّ يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
اُصْدُقْ.. إِنَّ الصِّدْقَ فَضِيلَهْ لا تَعْمِدْ أَبَدًا لِلْحِيلَهْ
فَالْكَذِبُ فِي الْمَرْءِ رَذِيلَهْ تُدْنِيهِ مِنْ هَوْلِ النَّارْ
فَقُلِ الصِّدْقَ.. وَقُلِ الْحَقَّ يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
مَا أَجْمَلَ أَنْ تَحْكِيَ صِدْقًا مَا أَكْمَلَ أَنْ تَنْطِقَ حَقًّا
وَاهْرُبْ عَنْ كَذِبٍ يُؤْذِيكْ وَاحْذَرْ أَنْ تَمْسَسْكَ النَّارْ
وَقُلِ الصِّدْقَ وَقُلِ الْحَقَّ يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ
يَا هَوْلَ عَذَابِ الْجَبَّارْ*
..ننتظر تعليقاتكم على القصيدة والموضوع..(/1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* ديوان (همسات الفؤاد)، للشاعر سليمان غزال.(/2)
العنوان: قيادة السيارات في رمضان
رقم المقالة: 1224
صاحب المقالة: خالد الحليبي
-----------------------------------------
أخي الصائم:
إن مما يثير النَّظَر حقًّا في قيادة السيارة في شهر رمضان المبارك أمران:
أولهما: السرعة الخاطفة، التي قد تصل حدَّ التهوُّر، والانفعال الشديد، قبل أذان المغرب, في الوقت الذي يكون الإنسان وصل حدَّ الإجهاد وقلَّة التركيز, مما كان يستدعي منه التأنِّي؛ لتفادي مفاجآت الطريق؛ بل وأخطاء الآخرين، الذين يعيشون النفسيَّة نفسها.
والأمر الثَّاني: كثرة الحوادث المرورية القاتلة منذ بداية الإجازة الرمضانية إلى نهايتها بعد عيد الفطر المبارك؛ نظرًا لكثرة السَّفر خلال هذه الأيام بين الأهالي في المدن, أو إلى الأماكن المقدَّسة؛ لأداء العمرة، وزيارة مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم.
ففي كل عام تذبح آلام الحوادث طيورَ أفراح العيد عند جمهرةٍ منَ الناس, وينتقل الناس بين البيوتات، في عبارات مزدوجة، متناقضة العواطف؛ فتباريك العيد تجاور عبارات العزاء, فلماذا كلُّ هذا؟!!
إننا صائمون طاعةً لله تعالى؛ فلماذا لا نمشي كما يحب الله تعالى؟! أيمكن أن يحدث ذلك؟
نعم، إننا متعبِّدون بكلِّ خَطَرات نفوسنا وحركات جوارحنا، وهذا كتاب الله ينطِق بيننا: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان: 63].
إنه هَدْيٌ قرآنيٌّ، ومديحٌ إلهيٌّ لفئةٍ منَ الناس، تمشي بسكينةٍ ووقارٍ وتواضعٍ؛ فلا كِبْرَ ولا خُيَلاء في مِشيتهم, ولا تعالي ولا افتخار بملبسٍ أو مَرْكَب, ممتثلين قوله تعالى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً} [الإسراء: 37], كما أنهم يتحمَّلون أذى غيرهم، ويلينون في معاملتهم مع الناس، وإذا خاطبهم الحمقى بما يسوؤهم؛ ردُّوا عليهم بسلامٍ بعيدٍ عن الجهل.(/1)
وإذا كانت السيارة اليوم من أَجَلِّ النِّعَم؛ فإنَّ علينا شكر الله عليها؛ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: 7]، ومِن شُكْرِه عمليًّا: تسخيرها فيما ينفع، وقيادتها بتعقُّلٍ وهدوءٍ وذوقٍ.
إنَّ مخالفة هذا الهَدْي عند بعض المتهوِّرين نتجت عنه حوادث مروِّعة، وخسائر هائل، أثرت سلبًا على الإنسان والاقتصاد، وعلى الحياة الاجتماعية ونمائها؛ فإن معظم المتضرِّرين من حوادث المرور من الفئة العمريَّة المنتجة، ومن المتزوِّجين، ومن المتعلِّمين، كل ذلك بسبب غياب الوعي عن فئةٍ من المجتمع، نسأل الله تعالى لهم الهداية.
لقد اعتاد كثيرٌ منَ الناس أن يسمِّي مثل ذلك مجرد حادث سير! وربما علَّق أحدهم محوقلاً مسترجِعًا: إيه .. قضاءٌ وقَدَرٌ!!
نعم، كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَرٍ, ولكنَّ الأمور بأسبابها:
- فالذي يتعدَّى السرعة القانونية المحدَّدة من الجهات المختصَّة - يكون آثمًا، شبيهًا بالقاتل المتعمِّد، لنفسه أو لغيره، ولو كان مسافرًا لأداء العمرة.
- والذي يُهْمِل أسباب النجاة في سيارته؛ كتغيير العجلات المستهلَكة، أو الفرامل الهزيلة - يكون مخطئًا في حقِّ نفسه، وفي حقِّ البشريَّة من حوله.
- والذي يقطع إشارة المرور دون سببٍ شرعيٍّ كافٍ – ولو كان للإفطار، أو إدراك صلاةٍ - يكون عاصياً لله تعالى، قبل أن يكون مخالفًا لأنظمة المرور؛ لأنه خالف وَلِيَّ الأمر، أو مَنْ وكَّلهم بذلك، والالتزام بالأنظمة عبادةٌ خفيَّةٌ، أجرها مدخورٌ عند الله، كما أن المتهاون بها عمدًا آثِمٌ ولا شك؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59].
أخي الصائم:
الرحمن الرحيم ينادينا، فيقول: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، فلماذا نتناسى نداء الله حينما نمتطي هذه النعمة التي حولها بعضنا إلى نقمة؟!(/2)
إذا هانت على المستهتِرين أرواحهم؛ فإن الآخرين لا تهون عليه أرواحهم.(/3)
العنوان: كالعادة... ولكن
رقم المقالة: 826
صاحب المقالة: أنس محمد خير يوسف
-----------------------------------------
كالعادة... كنت أزور إخوتي وأحبّتي من الموظفين بمقر عملي السابق...
كنت كلّما زرتهم أرى الابتسامة تعلو محيّاهم، والسعادة تغمرهم من كلّ جانب، والترحيب يُرمى عليّ من كلّ حدب، فمن قائلٍ: بشّر؛ لعلّها رجعةٌ أبديّة، ومن قائلٍ: لعلّ عملك استغنى عنك لتعود إلينا، ومن قائلٍ: لعلّك تراجعت عن استقالتك...
كان الصّخب، والذهاب والإياب، والسؤال والجواب يعجّ في كلّ مكان.. حتى النادل لم يتغيّر سؤاله العابر: ألن تشرب شيئاً أيها الزائر..
ولكن هذه المرة... رؤوسٌ مطأطئة.. وخطاً متئدة.. وأهدابٌ نائمة.. وروحٌ ناعمة.. صوتٌ خافت.. وجسمٌ راعد.. لاسلام ولا كلام.. ولا ابتسامات على الدوام...حتى النادل.. بابه مغلق؟!
صوتٌ بعيد.. من جسمٍ قريب.. ينادي بحشرجةٍ مؤلمة.. ونفخة ضيّقة، أحسن الله عزاءك يا أخي؟؟
بدهشة ورعشة، سألته: فيمَن يا حبيب؟!
وبجفونٍ ذابلة.. وصوتٍ بارد.. أجاب: في أخينا إسحاق الكشميري..
ويأتيني اتّصالٌ من صديقٍ قديم: أخونا إسحاق مات!..
لقد ترك عندي قارورةَ ماء قبل نصف ساعة.. وقال: سأعود لآخذَها إلى منزلي.. لم يهنأ حتى بالماء في لحظاته الأخيرة؟
وآخر على الدّرَج ذو جسمٍ ذائب، وأصابع ملمومة، يقول: لقد أخذ منّي خطاباً قبل ساعة ليوصلَه إلى أحد الأشخاص.. ولكّنه في الطريق تعرّض لمضايقةٍ من شاب متهوِّر بالسيّارة؛ ففقد التحكّم بمقودها، واصطدمَ بعمود؛ فأصبحت سيّارته كقطعة عجين، وهو يئنّ بداخلها من شدّة الألم، وينظر بحنان إلى الجمهور، وما إن وصلت سيّارة الإطفاء؛ لتطفئ الحريق وتقطع الحديد؛ حتّى فارق الحياة..
آه يا إسحاق.. لقد كنت رمزاً للكفاح في سبيل تأمينِ لقمة العيش لأهلك وعيالك، لقد كنت تفكّر دائماً بعمل إضافيٍّ لتأمين المال لذويك.. وهذا حالنا..(/1)
لم أستطع إكمال الجولة على بقيّة الأصحاب؛ فلا أحد في مكانه، والكلُّ مشغول بالخبر، وذِكرُ اسم المرحوم على كلّ لسان وفي كلّ مقام..
عزّيت من أستطيع.. وبخطاً بريئة انطلقت خارج المقر.. وعدت سارحاً محلّقاً في عالم البرزخ أتساءل عن روح الصديق القريب.. البعيد..
وإذا بسيّارة من أقصى الغرب تعكس الطريق باتّجاهي واتّجاه الشّرق.. بتهور عجيب.. ودخول غريب.. تفاديته بإلهام من الرحمن.. فنظر إليّ وأشار بالسلام.. لم أستطع ردّ السلام .. وقلت في نفسي: ألا تخاف أن يكون هذا الدخول كالعادة ولكن..(/2)
العنوان: كاميليا حلمي مديرة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل: المواثيق الدولية للمرأة تسعى للمساواة، وتدمير الأسرة، ومحاربة التعدد
رقم المقالة: 196
صاحب المقالة: ماجدة أبو المجد
-----------------------------------------
* حضورنا المستمر سيجبر الأمم المتحدة يوماً ما على احترام خصوصيتنا الإسلامية.
* دول الشرق الأقصى تشاركنا رفض فرض ثقافة الغرب الأمريكي عبر الهيئة الدولية بالقوة.
* البعثات الدائمة للدول الإسلامية في الهيئة لا تهتم بالمشاركة في المؤتمرات التحضيرية المناهضة لنا.
* ستتعرض بلادنا لضغط لتضمين هذه البنود قوانين الأحوال الشخصية؛ وفي حال الرفض ليس أمامها إلا العقوبات.
* * *
هي امرأة وقفت جهدها ووقتها على نصرة قضايا المرأة والدفاع عنها، داخل أروقة الأمم المتحدة وخارجها؛ فمثلت - بصدق - المرأة المسلمة الغيورة على بنات جنسها من جور وظلم وتعسف الأمم المتحدة ضد النساء المسلمات, واتهامهن زوراً وبهتاناً بأن الإسلام هو سبب تخلفهن؛ كما أنها لم تقف مكتوفة اليدين أمام محاولات الأمم المتحدة اختراق منظومة الأسرة في البلدان الإسلامية بهدم ثوابت الدين الإسلامي، وهدم قيم إسلامية أصيلة؛ كقوامة الرجل على المرأة، وولاية الأب على ابنته في الزواج، وميراث المرأة, ومحاولة ضرب كل هذه الثوابت ببنود ومواثيق تفرضها الأمم المتحدة على الدول الإسلامية الأعضاء فيها؛ لجعل العالم كله قطباً واحداً يدور في فلك الغرب بقيمه ورؤاه.(/1)
إنها المهندسة كاميليا حلمي مديرة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، تخرَّجت في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام 1984م، متزوجة من مهندس استشاري معماري، ولديها ثلاثة من الأبناء: اثنان بالمرحلة الجامعية، والثالث على أعتاب الثانوية، تتولى إدارة المكتب الرئيس للجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بالقاهرة, المنبثقة عن المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة منذ 1998م حتى الآن.
وجهت جهدها للدفاع عن القضايا الأصيلة للمرأة المسلمة في أروقة الأمم المتحدة, وكُلِّل هذا الجهد بإصدار وثائق بديلة من منطلق إسلامي تحاكي بها تلك التي فرضتها علينا الأمم المتحدة, ومن خلال هذا الحوار نحاول تعرُّف جهودها ودورها في تلك الأروقة المتعسفة ضد المرأة المسلمة . . .
* بداية: ما القضايا الأساسية التي تحملها مديرة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة في أروقة الأمم المتحدة للدفاع عن قضايا المرأة؟
القضية الأساسية هي قضية المرجعية الإسلامية لكل ما يتعلق بقضايا المرأة في المجتمعات الإسلامية, والتي لابد أن تكون منبثقة من تعاليم الإسلام من قرآن وسنة؛ فالأمم المتحدة تسعى أن تكون المواثيق الدولية هي المرجعية في التشريع بالنسبة للعالم، دون أن تأخذ في الاعتبار أي مرجعيات أخرى ثقافية كانت أو دينية.(/2)
فالخلاف الرئيس بيننا وبين الأمم المتحدة حول المرجعية, وهذا يصعِّب الدَّوْر؛ فالخالق جعل العالم قائماً على الاختلاف والتعددية الثقافية والدينية التي لابد من احترامها, ولكننا - بوصفنا شعوباً مسلمة - لنا الحق في أن نتمسَّك بمرجعيتنا الإسلامية, وألا نستقي القوانين التي تشرَّع للأسرة والمرأة والطفل من أي مصدر خارج القرآن والسنة، في حين المواثيق الدولية للمرأة والطفل فيها الكثير من أوجه التعارض الشديد مع الدين الإسلامي؛ فعلى سبيل المثال: أقر الإسلام الكثير من الفوارق بين الرجل والمرأة؛ مثل عقدة النكاح، والقوامة، والتعدد، والنفقة، والميراث ... إلخ، وهذه الفوارق ليست ضد أي من الذكر والأنثى؛ بل هي متناسبة مع دور ووظيفة وتكوين كل منهما, وهي في صالح الأسرة، في حين تَعُدُّ الاتفاقيات الدولية هذه الفوارق تمييزاً ضد المرأة, وهي بهذا تَحْرِمُ المرأة من حقوقها الأساسية:
فحين تطالب الوثائق بتوحيد الأدوار بين الرجل والمرأة تحرم المرأة من حق عظيم ميَّزها به الإسلام، وهو حقها في أن ينفق عليها زوجها؛ فالمرأة في الإسلام ليست مضطرة أن تعمل لتنفق على نفسها.
وحين تطالب المواثيق الدولية برفع ولاية الأب عن ابنته البكر في الزواج، فهي تحرم الفتاة من حق الحماية والاسترشاد برأي الأب والأهل بصفة عامة, والذي يحميها من الوقوع في الاختيارات الخاطئة, ويحميها من أن تتعرض للأذى أو الإهانة على يد زوج تعرَّفته بعيداً عن الأسرة.
وحين تطالب المواثيق بما يسمى بحق المرأة في جسدها يجب أن يُسَمَّى في الواقع إسقاطاً لحقوق المرأة التي أوجبها لها الإسلام؛ فالمرأة في الإسلام لها الحق في المهر والسكن والنفقة والرعاية والحماية التي تتوافر لها داخل منظومة الزواج, وبإقامة علاقة خارج الزواج أو بانتفاء منظومة الزواج تَسْقُطُ كل هذه الحقوق؛ فتعطي المرأة كل شيء دون أن تحصل على أدنى حق من حقوقها.(/3)
* هل لمست جدية لدى المؤسسات الغربية في تفهم خصوصية المجتمعات الإسلامية عند طرح القضايا؟
أصدقك القول إننا لا نلمس تغييراً يُذكر لدى المنظمات الغربية، لاسيما الأمم المتحدة، في نظرتها لخصوصية المجتمعات الإسلامية, أو حتى محاولة تفهم هذه الخصوصية, فالأمم المتحدة لا تحترم إطلاقاً خصوصيتنا الإسلامية، وهي التي تَصدر عنها المواثيق الدولية التي لا تراعي أي خصوصيات دينية أو ثقافية، بل تحاول دائماً وأبداً استخدام الضغوطات المختلفة لتعميم أو فرض ثقافة الطرف الواحد فقط على العالم كله, وهي الثقافة الغربية أو بالأحرى الأمريكية.
وهناك دول أخرى غير الدول الإسلامية تعترض على نفس الأشياء التي تعترض عليها الدول الإسلامية؛ حيث إنها دول لها ثقافتها الأصيلة وحضارتها التي تختلف عن الحضارة الغربية والتي لا يمكن تجاهلها, وأغلبها دول شرقية, ولكن للأسف يتم تجاهل كل هذه الخصوصيات من قبل الأمم المتحدة, والمطلوب أن تكون المواثيق الدولية التي في جوهرها غربية هي المرجعية الوحيدة لدول العالم بأسره؛ إلا أننا نصر على الحضور والمشاركة حتى لو لم يظهر أثر ذلك الحضور في الوقت الحالي, حتى يظل وجود المرأة المسلمة المتمسكة بدينها ومرجعيتها الإسلامية, والتي تعبر عنها بكل جرأة وشجاعة وعن ثقافتها الإسلامية - شاهداً أمام وفود العالم على وجود من يطالب هذه المنظمة الدولية باحترام الخصوصية الدينية والثقافية, في إطار التعددية لأمم الأرض قاطبة .
* هل يعني ذلك عدم جدوى مشاركتكم في هذه الفعاليات الدولية التي تنظمها الأمم المتحدة؟
بالعكس لن يضيع جهدنا إطلاقاً؛ بل سيكون له تأثير على المدى البعيد, ووبرغم إصرارهم على التجاهل فإننا سنقابله بإصرارنا على المشاركة, ولن يضيع حق وراءه مطالب.
* ما مدى حضور المؤسسات النسائية الإسلامية في أروقة الأمم المتحدة؟وما حجم تأثيرها ودعم الدول الأعضاء لها؟(/4)
ليس هناك مشاركة, نحن نمثل ائتلاف المنظمات الإسلامية, ونحاول أن يزيد عدد الائتلاف, وأن ينضم إليه عدد من المنظمات الإسلامية التي خارج الائتلاف وتتفق معنا في الرؤية, ولكن الحضور الإسلامي للمؤسسات النسوية خارج هذا الائتلاف في مؤتمرات الأمم المتحدة ضعيف؛ إذ نلحظ وجود منظمات نسائية تتبنى نفس أجندة الأمم المتحدة؛ مع أنها تعمل في بلاد إسلامية إلا أنهم يحملون نفس فكر هيئة الأمم المتحدة, ويتبنون تفعيل وثائقها في بلادهن فور انتهاء تلك المؤتمرات, وذلك في مقابل التمويل الذي يتسلمنه من هيئة الأمم المتحدة.
* ألا يعد ذلك سباحة ضد التيار من جانبكم؟
هذا ما يحدث فعلاً فنحن نسبح ضد التيار، ولكن نجد الكثير من المنظمات الإسلامية التي انضمت إلينا فيالائتلاف داعمة, ومؤيدة, ومتبنية لما نطرحه من رؤى إسلامية حول قضايا المرأة والطفل, وتشكل تياراً قوياً لا يمكن تجاهله, وأعتقد أن الحضور المستمر سيجبر هيئة الأمم المتحدة يوماً ما على احترام الخصوصية الإسلامية, ما دام يوجد من ينافح عنها ويضحي من أجلها .
* ماهو ائتلاف المنظمات النسائية الإسلامية؟ وما هي نشاطاته؟(/5)
تأسس الائتلاف عام 2000م, في أثناء الاستعدادات اللازمة للمشاركة في المؤتمر الذي صدر عنه وثيقة: " عالم جدير بالأطفال ". وقد تَمثَّل الهدف الرئيس له في تجميع الجهود الإسلامية المتناثرة التي تدرك أبعاد القضية, ولا تحتاج سوى أن يساند بعضها بعضاً على مستوى العالم؛ لإنقاذ الأسرة من تلك الهجمة الشرسة في مواجهة الغرب، وبالفعل وُلِدَت الفكرة, وبدأ الائتلاف بانضمام عدد يسير من المنظمات الإسلامية على مستوى العالم العربي؛ إلا إنه ازداد ثقة بانضمام عدد كبير من المنظمات، التي بدأت تنتبه إلى أهميته ودوره على المستوى الدولي, بعدما قدم الائتلاف الرؤى النقدية، وبذلك كان هناك خطان أساسيان: الأول تجميع تلك الجهود، والثاني أن نُكوِّن مرجعية إسلامية في كل ما يخص المرأة والطفل, بفضل الثقة التي أولانا إياها المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وكذلك المنظمات التي حرصت على الانضمام لنا، هذا ما دعانا لبذل مزيد من الجهد؛ ولذلك فنحن نسير على خطين في وقت واحد: خط بديل منبعه المشاركة في المؤتمرات، ورصد كل ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية، وتقديم البديل الإسلامي باسم الائتلاف، أما الخط الأصيل فهو وضع مواثيق إسلامية للمرأة والطفل، وقد انتهينا من وضع ميثاق للطفل، وتم اعتماده من الأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي كأول ميثاق إسلامي لحقوق الطفل، والعمل جار على وضع ميثاق "الأسرة في الإسلام", والذي يوضح حقوق كلِّ فرد وواجباته, مع التركيز على المرأة بصفتها فرداً من أفراد الأسرة، وليست فرداً مستقلاً .
* نود إلقاء الضوء على طبيعة أدائكم داخل أروقة الأمم المتحدة بمثال يوضح للقارئ ذلك؟(/6)
خلال إحدى الفعاليات بنيويورك ضِمن المشاركة في اجتماع لجنة مركز المرأة CSW في مقر الأمم المتحدة، قمنا - ضمن جماعة إسلامية من خلال الائتلاف - بالاعتراض على بنود مؤتمر بكين، لأننا نعمل معاً في جماعة واحدة، ونواجه غيرنا من خلال الائتلاف وفقاً لنظام اللوبي الذي تتعامل به الأمم المتحدة وتعترف به، وكان الوفد المكون من عدد من المشارِكات من مصر والمغرب قد قام بإلقاء بيان "ائتلاف المنظمات الإسلامية" أمام الوفود الرسمية، وقد عبر بكل وضوح عن موقف الإسلام من القضايا المختلفة للمرأة، سواء بالإيجاب أو السلب، وموقفه من تحريم الزنى، والشذوذ, وكل أشكال الفوضى الجنسية التي تقرها وتحض عليها الوثائق الدولية، كما دعا الوفدُ الأممَ المتحدة إلى احترام التعددية الثقافية بين شعوب العالم وعدم فرض ثقافة واحدة على جميع الشعوب باستخدام سلاح المساعدات ووسائل الضغط المختلفة.
كما قام الوفد بالاتصال بالوفود الرسمية للدول الإسلامية المشاركة من: مصر والسودان والسعودية وسوريا والمغرب واليمن وليبيا، بالإضافة إلى مستشار جامعة الدول العربية لإيصال تحفظات ائتلاف المنظمات الإسلامية لهم، وكذلك إيصال الرأي الإسلامي بشأن المصطلحات، وأيضاً فتوى مفتي الديار المصرية بخصوص القضايا ذاتها، والتأكيد على ضرورة توحيد الموقف بينهم، والتمسك بالتحفظات حول كل ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية في الأوراق المقدمة، وطلبت وفود الدول العربية والإسلامية منا موافاتها بالرؤى الإسلامية للشبهات التي تثار حول قضايا المرأة، للاستعانة بها في الرد على ما يثار حول انتقاص الإسلام من حقوق المرأة، وهذا نموذج مما يحدث في هذه المؤتمرات العالمية التي يتحدد بها مصير البلدان الإسلامية لفرض ما يخالف دينها وثقافتها وخصوصيتها، والتلويح بالعقوبات حال عدم الانصياع لذلك مع شديد الأسف.(/7)
* هل تعتقدين أن ضعف الدول العربية والإسلامية وراء ضعف دور ائتلاف المنظمات الإسلامية؟
العالم الآن لا يعترف ولا يحترم إلا القوي، فعالمنا لا مكان فيه للضعفاء على جميع المستويات، ولا يخفى على أحد أن البعثات الدائمة للدول العربية والإسلامية في الأمم المتحدة لا تهتم ولا تحرص على المشاركة في هذه المؤتمرات التحضيرية، التي تعد فيها كل القرارات المناهضة لخصوصيتنا الإسلامية, في حين يشاركون في المؤتمرات الكبرى التي يتم التركيز عليها إعلامياً فقط، مما يجعل هذا الغياب يؤثر سلباً على مطالب المنظمات النسائية الإسلامية؛ لأنه يعطي الفرصة للجان الأمم المتحدة أن تضيف ما تشاء من بنود، ما دام لا يوجد من يعترض عليها، بغض النظر عن احترام الخصوصيات. فعلى سبيل المثال: الاجتماع الأخير الذي شاركت فيه لجنة مركز المرأة في مارس الماضي لم نجد فيه من وفود الدول الإسلامية إلا وفود: السعودية ومصر وليبيا والسودان وسوريا، وكان لمصر دور إيجابي في التحفظ على إدراج عبارة: " البنات والصبيان " في بند كان يتناول الحقوق الإنجابية والجنسية؛ حيث أصرت مصر على حذف تلك العبارة من هذا البند .
ونحن نثني على هذا الموقف، ونطالب بمواقف شبيهة وموحدة تتخذها جميع وفود الدول العربية والإسلامية في مثل هذه الاجتماعات؛ وذلك لإجبار لجنة المرأة بالأمم المتحدة على احترام الخصوصية الإسلامية للدول الأعضاء بالمنظمة.
* ما الهدف في رأيك من سعي الأمم المتحدة لتعميم هذه الوثائق التي تعدها لجنة المرأة بالأمم المتحدة؟ وما خطورتها؟(/8)
الهدف منه هدم منظومة الأسرة، عن طريق نشر الفاحشة بوسائل كثيرة, ولديهم فريق متخصص من المسلمين في استخراج أحكام المرأة والطفل والأسرة من القرآن الكريم لصالح رجال الأمم المتحدة, ولكننا فوجئنا أن ما يتم هو عبارة عن التفاف حول هذه الأحكام وتسمية الأمور بغير أسمائها, وقد تعاملنا مع هؤلاء العلماء المسلمين المستأجَرين, وأوضحنا لهم خطورة هذا الالتفاف، وإساءته لبلدان العالم الإسلامي، ولمسنا أن تحقيق هدفهم في هدم الأسرة يتم عن طريق إلغاء قوامة الرجل، وإلغاء جميع الفوارق الأخرى بين الرجل والمرأة، بما يتناقض مع الإسلام, وقد أوجد الإسلام تلك القوامة والفوارق لحماية الأسرة والتأكيد على تماسكها, عكس ما تريد الأمم المتحدة التي تهدف إلى إسقاط القوامة وهدم الأسرة بالتبعية، كما هو الحال في الغرب، وبعد انهيار مؤسسة الأسرة يصبح مصير الأطفال التشرد والضياع بعيداً عن القيم الإسلامية والدينية وقيم الانتماء التي ترضعها الأسرة مع تنشئة الأطفال باعتبارها المنشأ الأول للطفل, ومن هنا ينشأ جيل من فاقدي الانتماء والهوية, ومثل هذا الجيل لا يملك مقومات التصدي للاستعمار وفرض الهيمنة، وهذا هو الهدف الحقيقي من وراء ما نسميه بـ "عولمة نمط الحياة الغربية".
* ما أحدث القضايا التي تُعدُّها الأمم المتحدة وتصطدم بالرؤية الإسلامية؟
آخر توصية طالعتنا بها الأمم المتحدة في آذار (مارس) الماضي هي "تعيين مقرر متفرغ ومتخصص لمتابعة تغيير ما تسميه الأمم المتحدة بالقوانين التمييزية بين الرجل والمرأة"،وهي مثل قوانين: الميراث، والأحوال الشخصية بالكامل، شاملة: الزواج، والطلاق، والتعدد، والولاية، والقوامة، وذلك لتحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة، وهي من شانها إغراق سفينة الأسرة حين يصبح لها قائدان بدلاً من قائد واحد.(/9)
وقد سبق أن استمعنا للولايات المتحدة في لقاء عقد بمقر المندوبية الدائمة للأمم المتحدة؛ حيث اتفقوا على استهداف أمرين: قوامة الرجل، والزواج المبكر. وهذا ما رأيناه بالفعل يطبق في بلادنا، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال الإلحاح المستمر على تغيير قوانين الأحوال الشخصية؛ بحيث تُلغى جميع الفوارق بين الرجل والمرأة فيها؛ وستوقع عقوبات على الدول التي ترفض تغيير هذه القوانين: الطلاق، تقسيم المال بعد الطلاق بين الزوجين، عقدة النكاح ستكون بيد الزوجين، والمساواة التامة في المواريث، وإلغاء التعدد، وإلغاء ولاية الآباء على الأبناء، " السيداو " وسوف يكون هناك ضغط شديد في المدة القادمة على تضمين هذه البنود في قوانين الأحوال الشخصية تلبية لمطالب الأمم المتحدة؛ وإلا ستنتظر الدول العربية والإسلامية توقيع العقوبات.(/10)
العنوان: كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات
رقم المقالة: 1855
صاحب المقالة: ضياء الدين المقدسي
-----------------------------------------
كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات
للشيخ الإمام الحافظ القدوة بقية السلف
أبي عبدالله محمد بن عبدالواحد ضياء الدين المقدسي
(569 - 643)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أَكتَفِي
قال الشيخ الإمام العالم الحافظ ضياءُ الدين أبو عبدِالله محمد بن عبدالواحد بن أحمدَ بنِ عبدالرحمن المَقْدِسِيُّ - قدَّس الله رُوحه، ونوَّر ضريحه -:
أما بعدُ:
الحمدُ لله حمدًا يوافي نِعَمَه، ويكافئ مَزِيدَه، وصلى الله على خاتم أنبيائه محمد - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا كثيرًا.
أمَّا بعدُ:
فإنَّ بعض إخواني سألني مرةً بعدَ أخرى أن أَجمَعَ كتابًا في الطبِّ، مِمَّا صحَّ عنِ النبيِّ - صلَّى اللَّه عليه وسلم - وما رُوِيَ من ذلك في الكُتُب المشهورة، فأَجَبْتُه إلى مسألته، ورأيتُ أن أبتدِئَ بأحاديث الكفَّارات، وأن الأمراض لرفع الدرجات، ومَحْوِ السيِّئات.
ذِكْر خِيرَةِ الله للعبد فيما ابتدأه
(1) أخبرنا أبو المجدِ زاهِرُ بنُ أحمَدَ بنِ حامِدٍ الثَّقَفِيُّ - رَحِمَه الله – بأَصْبَهَانَ، أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك الخَلاَّلُ الأديبُ قراءةً عليه، أخبرنا إبراهيم بن منصور بَحْرويه، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، أخبرنا أبو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حدثنا هُدْبَةُ وشَيْبَانُ، قالا حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن ابن أبي ليلى عن صُهَيْب أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((عَجَبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أَمْره كُلَّه له خير؛ إن أصابته سرَّاءُ شَكَرَ، فكان خَيْرًا له، وإن أصابَتْهُ ضرَّاء صَبَرَ، فكان خَيْرًا له)). وفي حديث شيبان: ((وليس ذلك إلا للمؤمن))؛ هذا حديث صحيح، أخرجه مُسْلِمٌ عن هُدْبَةَ بنِ خالد، وشَيْبَانَ بنِ فَرُّوخ.(/1)
(2) أخبرنا عبدالله بن أحمد بن أبي المجد - رحمه الله - قراءة عليه، قيل له: أخبركم أبو القاسم بن الحُصين، حدثنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر القَطِيعِيُّ، ثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا عبدالرزَّاق، أخبرنا مَعْمَرٌ عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حُرَيْث، عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عَجِبْتُ للمؤمن: إنْ أصابه خيرٌ حَمِدَ الله وشَكَرَ، وإن أصابته مُصِيبَةٌ حَمِدَ الله وصَبَرَ؛ فالمؤمن يُؤجَر في كلِّ أمره؛ حتَّى يُؤْجَر في اللُّقمَة يرفعها إلى فِي امرأتِه))؛ كذا رواه الإمام أحمد بن حنبل، ورواه النَّسَائِيُّ أيضًا.
(3) أخبرنا المؤيَّدُ الطُّوسِيُّ - رحمه الله - أخبرنا هِبة الله بن سهل، أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا راشد بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبدالصمد، أخبرنا أبو مصعب أن مالكًا أخبرهم عن محمد بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صَعْصَعَةَ أنه قال: سمعت أبا الحُباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُصِبْ منه))؛ أخرجه البخاريّ عن عبدالله بن يوسف عن مالك.
ما ذُكِر من تشديد البلاء على الأنبياء صلوات الله عليهم وعلى الصالحين
(4) أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن المعطوش - رحمه الله - بقراءتي عليه ببغداد، وقلتُ له: أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه، أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر، حدثنا عبدالله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شُعبة عن سليمان عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة أنها قالت: "ما رأيتُ الوَجَعَ على أحد أشدَّ منه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –"؛ صحيح؛ أخرجه البخاري عن بِشْر بن محمد عن عبدالله بن المبارك، ورواه غيره عن بِشر بن خالد عن محمد بن جعفر، كلاهما عن شُعبة.(/2)
(5) أخبرنا أبو أحمد عبدالله بن أحمد بن أبي المجد الحربي - رحمه الله - قراءة عليه، قيل له أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النَّجُودِ، عن مصعَب بن سعد عن أبيه قال: قلتُ: "يا رسول الله، أيُّ النَّاس أشدُّ بلاءً؟"، قال: ((الأنبياء ثم الصالحون ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ منَ النَّاس، يُبتَلى الرجل على حَسَبِ دِينه؛ فإن كان في دِينه صلابةٌ زِيدَ في بلائه، وإن كان في دِينه رِقَّة خُفِّف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة))؛ ورواه شُعبة بن الحَجَّاج وحمَّاد عن عاصم، أخرجه التِّرْمِذِيُّ بنحوه عن قُتَيْبَةَ عن حمَّاد، وقال: حديث صحيح حسن.
(6) أخبرنا أبو جعفرٍ مُحمَّد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح سِبْط حُسَيْن بن عبدالملك بن مسندة - رحِمَهُ اللَّه تعالى - أخبرنا الحسن بن أحمد الحدَّاد وأنا حاضر، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافِظُ، حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، حدثنا الحسن بن سُفيان، حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا ابن وهب، أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد: أنَّه دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مَوْعُوكٌ، فقلتُ: "مَن أشدُّ الناس بلاءً؟"، قال: ((الأنبياء ثم الصالحون؛ إنْ كان أحدهم يُبتَلى بالقُمَّل؛ حتى يقتُلَه، ولأَحدُهم كان أشدَّ فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء))؛ هذا على شرط مسلم.(/3)
(7) أخبرنا أبو عبدالله محمد بن حمزة بن محمد - رحمه الله - أخبرنا محمد - رحمه الله - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن المَوَازِينِيُّ، أخبرنا محمد بن عبدالسلام بن عبدالرحمن الشاهد بدِمَشْقَ، أخبرنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف عن حاجب بن أركين الفَرْغَانِيِّ، حدثنا محمد بن إسماعيل الأَعْشَى، حدثنا الحسن بن عبدالله، حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ قال: "وضعتُ يدِي على النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدتُ الحُمَّى عليه شديدةً، فقلتُ: يا رسول الله، إنها عليك لشديدةٌ!"، فقال: ((إنَّا كذلك معاشِرَ الأنبياء يُضَعَّفُ علينا البلاء كما يضاعف الأجرُ))، قلت: "يا رسول الله، أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟"، قال: ((الأنبياء))، قلت: "ثم مَن؟"، قال: ((ثم الصالحون، وإنْ كان أحدهم لَيُبْتَلَى حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يَجُوبُها، وإن كان أحدهم لَيُبْتَلَى بالقُمَّل، وإن كان أحدهم لَيفرح بالبلاء يُصِيبُه؛ كما يفرح أحدكم بالغائب أو بالرخاء))؛ رواه ابن ماجَهْ بنحوه من حديث هشام.
(8) أخبرنا أبو عبدالله محمد بن مَعْمَر بن الفاخر القُرَشِيُّ - رحمه الله - أخبرنا أبو الفرج سعد بن أبي الرجاء الصَّيْرَفِيُّ قراءةً عليه، أخبرنا عبدالواحد بن أحمد، أخبرنا عبدالله بن يعقوب بن إسحاق، أخبرنا جَدِّي إسحاقُ بن إبراهيم بن جميل، أخبرنا أحمد بن مَنِيعٍ، حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن إبراهيم التَّيْمِيِّ عن الحارث بن سُوَيْد عن عبدالله قال: "دخلتُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُوعَك وَعْكًا شديدًا"، قال: ((إني أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ منكم))، قلت: "ذاك بأن لك أَجْرَيْنِ"؛ أخرجه البخاري ومسلم بمعناه من حديث سليمان بن مِهران الأَعْمَشِ.(/4)
(9) أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثَّقَفِيُّ - رحمه الله - أخبرنا أبو علي الحدَّاد، أخبرنا أبو نُعيم أحمد بن عبدالله عن عبدالله بن جعفر، حدثنا أبو مسعود قال: أخبرنا أبو عامر العَقَدِيُّ، حدثنا شُعبة عن حُصَيْنِ بن عبدالرحمن قال: سمعت أبا عبدالله بن حذيفة يُحدِّث عن عَمَّتِهِ فاطمةَ قالت: "عُدْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في نِسوة فإذا سِقاءٌ معلَّقٌ، وماء يَقطِرُ عليه من شدَّة ما يجد من حَرِّ الحُمَّى، فقلت: يا رسول الله، لو دعوتَ الله فأذهب عنك هذا؟!"، قال: ((أشدُّ النَّاس بلاء الأنبياء، ثم الذين يَلُونَهُم، ثم الذين يلونهم))؛ رواه الإمام أحمد في المسند عن محمد بن جعفر عن شعبة.
ذكر بلاء أيوبَ عليه السلام(/5)
(10) أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصَّيْدَلاَنِيُّ، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدَّاد قال: حدثنا الحافظ أبو نُعيم أحمد بن عبدالله، أخبرنا عبدالله بن جعفر، أخبرنا إسماعيل بن عبدالله سمويه، حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أخبرنا نافع بن يزيد، أخبرنا عقيل بن خالد عن ابن شهاب عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن نبيَّ الله أيوبَ - عليه السلام - لَبِثَ به بلاؤه ثمانَ عَشْرَةَ سنة وشهرًا، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخصِّ إخوانه، كانا يَغْدُوَانِ إليه ويَرُوحَانِ، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم: تعلمُ واللهِ إن أيوبَ قد أذنب ذنبًا ما أذنبه أحد من العالمين، قال له صاحبه: وما ذاكَ؟ قال: من ثمانيَةَ عَشَرَ عامًا لم يرحمه الله، فيكشف ما به! فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيُّوبُ - عليه السلام -: ما أدْرِي ما تقولان! غير أن الله يعلم أني كنت أَمُرُّ بالرجلين يتنازعان فيذكرانِ الله، فأرجع إلى بيتِي فأُكَفِّرُ عنهما كراهية أن يُذْكَرَ اللهُ إلا في خير، وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكتِ امرأتُه بيده حتى يبلغ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: ارْكُضْ برِجْلِكَ هذا مغتسل بارد وشراب، فاسْتَبْطَأَتْهُ فتَلَقَّتْهُ تنظر، وأقبل عليها قد أذهب اللَّهُ تعالى ما به منَ البلاء، وهو أحسَنُ ما كان، فلما رأتْهُ قالتْ: إِي بارك الله فيكَ، هل رأيتَ نَبِيَّ اللَّه - عليه السلام - هذا المبتَلَى؟ فاللهُ على ذلك: ما رأيتُ أَشْبَهَ به منكَ إذ كان صحيحًا! قال: فإني أنا هو، وكان له أَنْدَرَانِ؛ أندَرٌ للقمح، وأندر للشعير، فبعَثَ اللَّه سحابَتَيْنِ، فلمَّا كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهبَ حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورِقَ حتى فاض))؛ هذا حديث غريب صحيح، ورجال إسناده ثقاتٌ، ورواه الإمام محمد بن(/6)
يحيى الذُّهْلِيُّ عن سعيد بن الحكم، وقال: ثمانية عشر سنة في الموضعين بغير شك.
ذكر محبة الله - عز وجل - لمَن يُبْتَلَى من عِبادِهِ المسلمين الصالحين
(11) أخبروا عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا أحبَّ الله تعالى قَوْمًا ابتلاهم، فمَن صَبَر فَلَهُ الصبر، ومن حرج فله الحرج))؛ أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر.
ذكر أنَّ ما يُصِيبُ المؤمنَ من الأذى ونحوه يكفر الله - تعالى - به من خطاياه
(12) عن عائشة قالت: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما مِن مرض أو وَجَعٍ يصيب المؤمن إلا كان كَفَّارة لذنبه؛ حتى الشَّوْكَةُ)).
(13) رُوي عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من مسلم يصيبه أذًى من مرض فما فوقه إلا حطَّ الله خطاياه؛ كما تَحُطُّ الشجرة ورقها))؛ أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش.
ذكر أن الله يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء
(14) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما من مسلِم يُشاكُ بشَوْكَةٍ فما فوقَها إلا رفعه الله بها درجة، وحطَّ عنه بها خطيئة))؛ صحيح، أخرجه مسلم من حديث سليمان بن مِهْرَانَ بمعناه.
ذكر أن الحُمَّى والمرض يكونان طهورًا
(15) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الحُمَّى استأذنت، فقال: ((مَن أنتِ؟))، قالت: أنا أمُّ مِلْدَم، قال: ((أتنهدين إلى أهل قباء؟))، قالت: نعم، قال: فأتتهم فحُمُّوا، ولَقُوا منها شِدَّة؛ فاشتَكَوْا إليه وقالوا: يا رسول الله، ما لَقِينا منَ الحُمَّى؟"، قال: ((إن شئتم دعوتُ اللَّه فَكَشَفها عَنْكُمْ، وإن شِئْتُم كانت لكم طُهُورًا))، قالوا: بل تكون لنا طُهُورًا".
(16) وعنِ النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما من مسلم يُصرَع صَرْعَةً من مرض إلا بَعَثَهُ اللَّهُ منها طاهرًا))؛ لا أعلم فيهم جرحًا.
ذكر مَثَل المؤمن ومَثَل المنافق(/7)
(17) رُوي عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَثَل المؤمن مَثَل خامة الزرع، لا تزال الريح تُمِيلُه، ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء، ومَثَل المنافق كمَثَل شجرة الأرز، لا تهتزُّ حتى تستحصد)).
(18) ومن صحيح مسلم أنه قال: ((إنما مَثَل العبد المؤمن حين يصيبه الوَعَك أوِ الحُمَّى كمَثَل حديدة تدخل النار؛ فيذهب خَبَثُها، ويبقى طِيبُها))؛ لا أعلم له علة.
ذكر من صبر على البلاء لينال درجة البقاء
(19) أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بقراءتي عليه بأَصْبَهَانَ، قلتُ له: أخبرتْكُم فاطمةُ بنتُ عبدالله الجوزذانية فأقرَّ به، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله، أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطَّبَرَانِيُّ، حدثنا معاذ بن المُثَنَّى، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى بن سعيد عن عِمران أبي بكر قال: حدثني عطاء بن أبي رباح قال: قال ابن عباس: "ألا أُريكَ امرأةً من أهل الجنة؟"، قلتُ: بلى، قال: "هذه المرأة السوداء أتتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – فقالت: "يا رسول الله، إني أُصرَع، وإني أَتكشَّف؛ فادعُ الله لي!"، فقال: ((إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافِيَكِ))، فقالت: "أصبر"، فقالت: "إني أتكشَّف، فادعُ الله أن لا أتكشَّف"، فدعا لها".
(20) وقال: "أتت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها طَيْفٌ، فقالت: "يا رسول الله، ادْعُ الله أن يشفِيَنِي"، قال: ((إن شئتِ دعوتُ الله - عز وجل – فشفاكَ، وإن شئتِ فاصبري ولا حسابَ عليكِ))، قالت: "أصبر ولا حساب عليَّ"؛ رواه الإمام أحمد في المسند عن محمد بن عمرو بمعناه، ورجاله على شرط مسلم.(/8)
(21) أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد، أخبرنا محمود بن إسماعيل الصَّيْرَفِيُّ، أخبرنا محمد بن عبدالله بن شَاذَانَ، أخبرنا عبدالله بن محمد القَبَّاب، أخبرنا محمد بن عمرو بن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر ،حدثنا علي بن مِسْهَر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: ((هل أخذتْك أمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ؟))، قال: "وما أمُّ مِلْدَمٍ؟"، قال: ((حَرٌّ يكون بين الجِلْد واللَّحْمِ))، قال: "ما وجدتُ هذا قَطُّ"، قال: ((فهل صدعت قَطُّ؟))، قال: "وما الصُّداع؟"، قال: ((عِرْقٌ يَضرِبُ في الرأس))، قال: "ما وجدتُ هذا قط"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سَرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل النار؛ فلينظرْ إلى هذا!))؛ رواه الإمام أحمد في مسنَده عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو بمعناه، ورواه عمرو بن مرزوق عن ابن المسيب عن أبي هريرة.
ذكر الأجر على ذهاب البصر إذا احتسب صاحبه وصبر
(22) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يا زيدُ، أرأيتَ لو أن عينيك كانتا لما بهما؟))، فقلت: "يا رسول الله، أَصْبِرُ وأحتَسِبُ"، فقال: ((إذن لقيتَ الله ولا ذنب لكَ)).
(23) وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((إن الله - عز وجل - إذا ابتلى عَبْدًا من عِباده بحبيبتَيْه فصَبَرَ، عَوَّضَهُ الله منهما الجنة))، يريد عينيه"؛ أخرجه البخاري عن عبدالله بن يوسف عن الليث.(/9)
(24) أخبرنا أبو المجد بن أحمد الثَّقَفِيُّ، أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك الأديب .. .. . عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله - عز وجل -: مَن أذهبتُ حَبِيبَتَيْهِ فصَبَرَ واحتَسَبَ، لم أرضَ له ثوابًا دون الجنة))؛ هذا على شرط الصحيحين؛ فقد أخرج مسلمٌ بِهذا الإسناد غَيْرَ حديثٍ، رواهُ التّرمذي عن محمود بن غَيْلاَنَ عن عبدالرزَّاق عن سُفيان عنِ الأَعْمَشِ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفيه: حَبِيبَتَيْهِ.
ذكر أن الله عز وجل يكتب للمريض أجر ما كان يعمل من الخير وهو صحيح
(25) رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كان له عمل يعمله من خير، فشَغَلَهُ عنه مرضٌ أو سَفَر، فإنه يُكتَب له صالحُ ما كان يعمل وهو صحيح مقيم))؛ أخرجه البخاري بمعناه عن مَطَر بنِ الفضل عن يزيدَ بنِ هارون.
(26) ورُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أحدٌ منَ المسلمين يُصاب ببلاء في جَسَدِهِ إلا أمر الله الحَفَظَةَ الذين يحفظونه، فيقول: اكتبوا لعبدي كلَّ يوم وليلة مِثلَ ما كان يعمل منَ الخير، ما دام محبوسًا في وَثَاقِي))؛ رجاله على شرط الصحيحين.
ذكر أجر المسترجع على المصيبة
(27) عبدالله بن محمد بن أبي المجد الحربي، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا يزيد وعبَّاد بن عبَّاد قالا: أخبرنا هشام بن أبي هشام قال: عباد بن زياد عن أُمِّهِ عن فاطمةَ بنتِ الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما من مسلمٍ ولا مسلمة يصاب بمصيبة، فيذكرها وإن طال عهدُها - قال عبَّاد: قَدُمَ عهدُها - فيُحدِث لذلك استرجاعًا إلا جدَّد اللَّه له عند ذلك، فأعطاه أَجْرَها يومَ أُصِيبَ))؛ هكذا رواه الإمام أحمدُ في مسنده، ورواه ابْنُ ماجَهْ عن أبي بكر بن أبي شَيْبَةَ عن وَكِيعٍ عن هِشام.
كتاب الطب(/10)
(28) أخبرنا عمر بن علي الواعظُ، أخبرنا هِبَة الله بن محمد، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أحمد بن جعفر، أخبرنا عبدالله، حدثني أبي، حدثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ عنِ الزُّهْرِيِّ عن ابن أبي خُزَامَةَ عن أبيه قال: قلت: "يا رسول الله - وقال سُفيان مرَّةً: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرأيتَ دَوَاءً نَتَدَاوَى به، ورُقًى نَسترقي بها، وتُقًى نتَّقيها، أتَرُدُّ مِن قَدَرِ الله شيئًا؟"، قال: ((إنَّها من قَدَرِ اللَّه عزَّ وجلَّ))؛ رواه الترمذي، وابن ماجَهْ، قال الإمام أحمد: الصواب عن أبي خُزَامَةَ عن أبيه، وكلا الروايتين جاءتا عن سفيان، رواه مالك ويونس وعمرو بن الحارث والأَوْزَاعِيُّ عنِ الزُّهْرِيِّ عن أبي خُزَامَةَ عن أبيه.
ذكر أن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم
(29) أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصَّيْدَلاَنِيُّ بقراءَتِي عليه بأَصْبَهَانَ، قلت له: أخبركُم أبو علي الحسن بن أحمد الحدَّادُ وأنتَ حاضر، قال: أخبرنا أبو نُعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد، قال أخبرنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن أحمد بن حيان، حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات الرَّازِيُّ، أخبرنا أبو أحمد الزُّبَيْرِيُّ، حدثنا ابن أبي حسين عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شِفاء))؛ صحيح، أخرجه البخاري عن محمد بن المُثَنَّى عن أبي أحمد الزُّبَيْرِيُّ عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن عطاء بن أبي رباح.
(30) وأخبرنا محمد، أخبرنا الحسين، أخبرنا أحمد بن عبدالله، حدثنا عبدالله بن جعفر، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو داود، حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الله لم يُنزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم))؛ صحيح، أخرجه أبو داود، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسَائِيُّ، وابن ماجَهْ في كُتُبهم، وقال التِّرْمِذِيُّ: حسن صحيح.(/11)
(31) أخبرنا أبو جعفر الصَّيْدَلاَنِيُّ، أخبرنا أبو علي الحدَّاد، أخبرنا أبو نُعيم، أخبرنا أبو محمد بن مادش، حدَّثنا أبو مسعود الرَّازِيُّ، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى بن سعيد عن سُفيان عن عطاء عن أبي عبدالرحمن عنْ عبدالله عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، عَلِمَه مَن عَلِمَه وجَهِلَه مَن جَهِلَه))؛ أخرجه ابن ماجَهْ عن محمد بن بشَّار عن ابن مهدي عن سفيان عن عطاء وهو ابن السائب عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب، رواه عن عطاء شُعْبَةُ بن الحَجَّاج، وسُفيان بن عُيَيْنَةَ، وخالد بن عبدالله، وجريرُ بن عبد الحميد، وهمَّام بن الحارث؛ كنحو رواية سُفيان الثَّوْرِيِّ، وعطاء بن السائب تَغَيَّر في آخِر عُمرِهِ، وما رواه عنه سُفيان الثَّوْرِيُّ وشُعبة فإنَّه صحيح؛ لأنَّهما سَمِعَا منه قبل تغيُّره، والله أعلم.
ذكر أن لكل داء دواءً
(32) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى))؛ صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه عن أحمد بن عيسى.
ذكر الحمية
(33) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أحَبَّ الله عبدًا حماه الدنيا؛ كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء)).
ذكر أن الشفاء في ثلاث
(34) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن كان في أَدْوِيَتِكِمْ خيرٌ أو يكون، ففي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أو شَرْبَةِ عَسَل، أو لَذْعَةٍ بنار تُوافِق الداء، وما أُحبُّ أن أَكْتَوِيَ)).
ما ذكر في العَسَل
قال الله عز وجل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69].(/12)
(35) ورُوي عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – فقال: "إن أخي استَطْلَق بَطْنُهُ"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْقِهِ عَسَلاً))، فسقاه ثم جاء فقال: "إني سَقَيْتُهُ فلم يَزِدْه إلا استطلاقًا"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اسْقِهِ عَسَلاً))، فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة فقال: ((اسْقِهِ عَسَلاً))، فقال: "قد سَقَيْتُهُ فلم يزده إلا استطلاقًا"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صَدَقَ اللَّهُ وكَذَبَ بطْنُ أخيك)) فسقاه فبرأ".
(36) وقال - عليه السلام -: ((عليكم بالشفاءَيْنِ: العَسَلِ والقرآنِ)).
ذكر الكمأة
(37) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين)).
ذكر الإثمد
(38) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالثياب البِياض؛ فلْيَلْبَسْها أحياؤكم، وكَفِّنوا فيها مَوْتاكم، وعليكم بالإثمد؛ فإنه يجلو البصر، ويُنبِت الشَّعر)).
ذكر تَضميد العين بالصَّبِر
(39) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلَّم - في المُحْرِم يَشْتَكِي عَيْنَه: ((يُضَمِّدهما بالصَّبر)).
ما ذكر في الحبة السوداء
(40) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إنَّ في الحبة السوداءِ شفاءً من كل داء؛ إلا السام، والسام هو الموت)).
ما ذكر في الحِجامة
(41) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سُئل أنس عن كسب الحجام، فقال: "احتجمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حجمه أبو طَيْبَةَ، فأمر له بصاعين من طعام، وكاتَب أهله فرفعوا عَنْهُ من خراجه"، وقال: ((إن أفضل ما تداويتم به الحِجامة، أو من أَمْثَلِ دوائكم)).
(42) وقال ابن عبَّاس: "احتجم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأعطى الحجَّام أَجْرَهُ، ولو عَلِمَهُ خَبِيثًا لم يُعْطِهِ".
الحِجامة في الرأس(/13)
(43) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: "احتجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طريق مكة على رأسه وهو محرِم".
(44) روي عن امرأة عُبيدالله بن علي بن أبي رافع عن جَدَّته سَلْمَى خادمِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قالت: "ما كان أحدٌ يَشتكي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَجَعًا إلا قال: ((احتجِمْ)) ولا وَجَعًا في رجليه إلا قال: ((اخْضِبْها)).
الحِجامة على الكاهل والأَخْدَعَيْنِ
(45) روي عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم في الأخدعين والكاهل".
الاحتجام بين الكتفين
(46) روي عن أبي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ أنه قال: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتجم على هامته وبين كَتِفَيْهِ"، ويقول: ((مَن أهراق منه هذه الدماء، فلا يضره أن لا يتداوى بشيء)).
الاحتجام على ظهر القَدَم
(47) روي عن أنس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم على ظهر قدمه من وَجَع كان به".
الحجامة للنساء
(48) روي عن جابر عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنه أمر أبا طَيْبَةَ أن يحجم أمَّ سَلَمَةَ"، قال: "حسِبْتُ أنَّه كان أخاها منَ الرضاعة، أو غلامًا لم يحتلم"؛ كذا أخرجه مسلم.
قلتُ: ولا أدري: قولُ مَنْ هذا؟ ويُحتَمَلُ أن يكون هَذَا قَبْلَ نُزُولِ الحِجاب، ويجوز ذلك عند الضرورة، والله أعلم.
ذكر أيِّ يومٍ يُستحَبُّ فيه الحجامة
(49) عن أنس قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجِم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبعَ عَشْرَةَ وتِسْعَ عَشْرَةَ وإحدى وعشرين"؛ وقال التِّرْمِذِيُّ حديث حَسَن غريب.
ما ذُكِرَ في الكَيِّ
(50) روي عن جابر بن عبدالله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "رمى رجل أُبَيًّا يوم الأحزاب على أَكْحلِهِ، فكواه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بيده".
ما ذكر في الرَّضْف(/14)
(51) روي عن عبدالله أن قومًا أَتَوُا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – قالوا: "صاحبٌ لنا يَشتكي، أَنَكْوِيهِ؟"، قال: فسكت، قالوا: أنَكْويه؟ فسكت، فقال: ((اكوُوهُ، وارضفوه بالرضف رَضْفًا)).
الأمر بتبريد الحُمَّى بالماء البارد
(52) روي عن رافع بن خَدِيج قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((إن الحُمَّى فَوْرٌ من فَوْر جَهَنَّمَ؛ فأَطْفِئُوها عنكم بماء زَمْزَمَ)).
ذكر التداوي بالقُسط البَحْريِّ والزيت
(53) روي عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تداوُوا من ذات الجنب بالقُسْطِ البَحْرِيِّ والزَّيْتِ)).
(54) روي عن جابر بن عبدالله: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخل على عائشة وعندها صَبِيٌّ يَسِيلُ مَنْخِرَاهُ دَمًا، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: "به العُذْرَة"، قال: ((وَيْلَكُنَّ لا تَقْتُلْنَ أولادكُنَّ! أيما امرأةٍ أصاب ولدَها العذرة، أو وَجَع في رأسه فلْتأخذ قُسطًا هِنْدِيًّا فلْتَحُكَّهُ بماء زَمْزَمَ، ثم تُسْعِطُهُ به))، قال: فأمرت عائشة، فصنعت ذلك به فَبَرِأَ))؛ هذا على شرط مسلم.
ذكر التداوي بالعود الهندي
(55) روي عن عُبَيْدِالله عن أُمّ قَيْسٍ بِنْتِ محصن قالتْ: دَخَلْتُ بِابْنٍ لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد علقت عليه من العذرة، فقال: ((علامَ تَدْغَرْنَ أولادكم بهذا العِلاق؟! عليكن بهذا العود الهندي؛ فإن فيه سبعة أَشْفِيَةٍ، يسعط به من العذرة، ويلدُّ به من ذات الجنب)).
ذكر التداوي بالورس والزيت
(56) روي عن زيد بن أرقم: "أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان ينعَتُ الزَّيْتَ والورس من ذات الجنب"، قال قتادة: "ويلدّ من الجانب الذي يشتكيه".
ذكر التداوي بالسنا(/15)
(57) يُرْوَى عن بِنْتِ عُمَيْسٍ قالتْ: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بِماذا تستمشين؟))، قالت: "بالشبرم" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((حارٌّ حارّ))، وقال: ((أين أنتِ من السنا، فلو كان في شيء شفاء من الموت لكان في السنا؟!)).
(58) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالسنا والسنوت؛ فإن فيهما شفاءً من كل داء إلا السام))، قالوا: "يا رسول الله، وما السام؟"، قال: ((الموت)).
ذكر التداوي بالعَجْوَة
(59) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن تَصَبَّحَ بسبْعِ تَمْرات عجوة؛ لم يَضُرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحر)).
ذكر عِرْق النَّسَا
(60) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الذي به عِرْقُ النَّسَا أن يأخذ أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ، ليس بالصغير ولا بالكبير، فيُقَطِّعَها قِطعًا صغارًا، ثم يُجَزِّئَها ثلاثة أجزاء، فيشربَ كلَّ يوم جُزءًا".
ذكر تَوَقِّي المواضع التي بها الوباء
(61) عن عبدالرحمن بن عَوْف أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم – قال: ((إذا سَمِعْتُم به بأرض فلا تَقْدَمُوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فِرارًا منه)).
(62) وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ هذا الطاعون رِجْز، وبقيةُ عذاب، عُذِّبَ به قوم، فإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تَخْرُجوا منها فرارًا منه، وإذا وقع ولستم بها فلا تدخلوها)).
(63) قال - عليه الصلاة والسلام - عن الطاعون: ((إنَّه كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فليس من عبدٍ وَقَعَ الطاعون في بَلَدِه فَيَمْكُث في بلده صابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أنَّه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد)).
ذكر الحساء
(64) قال - عليه السلام -: ((التَّلبِينة مُجِمَّة لفؤاد المريض، تُذهب بعض الحزن)).
ذكر عَصْب الرأس من الوَجَع(/16)
(65) عن ابن عباس قال: "صَعِدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومًا المِنْبَر، عليه ملحفة مُوَشَّحًا، عاصِبًا رأسه بعِصابَة دسمة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فإن الناس يَكثرون، ويَقِلُّ الأنصار حتى يكونوا كالمِلح في الطعام، فمن وَلِيَ من أمركم شيئًا، فيَقبَل من مُحْسِنِهِمْ، ويتجاوز عن مسيئهم)).
ذكر مَقْل الذباب في الطعام
(66) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم، فإن في أحد جناحيه داءً، وفي الآخر شفاءً، وإنه يتَّقِي بجناحه الذي فيه الداء؛ فلْيَغْمِسْهُ كلَّه)).
ذكر ما يُسْتَمْسَكُ به الدمُ من الجراح
(67) عن أبي حازم أنَّه سَمِعَ سهل بن سعد وهو يُسأل عن جرحِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "أما واللَّه إني لأعرف مَن كان يغسل جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن كان يَسكُب، وبمَ دُووِي!"، قال: "كانت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – تَغسله، وعليٌّ يَكُبُّ الماءَ بالمِجَنِّ، فلما رأتْ فاطمةُ أنَّ الدَّمَ لا يزيد إلا كثرةً، أخذت قطعة من حصير فأحْرَقَتْها، فألصقتها، فاستمسك الدم))؛ أخرجاه جميعًا عن قتيبة.
ذِكْرُ الحِنَّاء يترك على القروح
(68) قالت عائشة - رضي الله عنها -: ((ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شَكَا إليه أحدٌ قُرْحَةً، ولا شَوْكَة، إلا وأَمَرَه أن يضع عليه الحِنَّاء".
ذكر الذريرة
(69) أخبرته عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فقال: ((أعندكِ ذريرة))، قالت: "نعم" فدعا بها فوضعها على بثرة بين أصبعين من أصابع رجليه، ثم قال: ((اللهم مُطفِي الكبير، ومكبِّرَ الصغير، أَطْفِها عني)) فطفئت.
ذكر النهي عن التداوي بالخمر
(70) سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر يجعل في الدواء، فقال: ((إنها ليست بدواء)).(/17)
ذكر النهي عن الدواء بالسم
(71) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سَمَّ نفسه، فسمُّه في يده يتحسَّى بها في نار جَهَنَّم مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحَدِيدَةٍ، فحديدَتُه في يده يَتوجَّأُ بِها في بَطْنِه يومَ القِيامَةِ خالِدًا مُخَلَّدًا فيها أبدًا)).
ذكر النَّهْيِ أن يجعل الضِّفْدَعُ في الدواء
(72) سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ضِفدع يجعلها في دواء، فنهى النبي عن قتلها.
ذكر كراهية شرب التِّرْيَاقِ
(73) عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أُبالي ما أَتَيْتُ أو ما رَكِبْتُ إذا عَلَّقْتُ تَمِيمَةً، أو شربتُ تِرْيَاقًا، أو قُلتُ الشِّعر من قِبَل نفسي)).
ذكر ما يُذهِب العِيِّ والتعب
(74) روي عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عامَ الفتح إلى مكة في رمضانَ، حتى بلغ كُرَاع الغَمِيم، قال: فصام الناس وهم مُشاة ورُكْبان، فقيل له: "إن الناس قد شقَّ عليهمُ الصوم، إنَّما ينتظرون ما تفعل أنت"، فدَعَا بقَدَحٍ فرفعه إليه، حتى نظر الناس، وصام بعضٌ، فقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن بعضهم صائم"، فقال: ((أولئك العُصاة))، واجتمع إليه المُشاة من أصحابه فصفُّوا إليه، يعني وقالوا: نتعرَّض لدَعَوَات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدِ اشتَدَّ السَّفَر، وطالت المَشَقَّة، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استعينوا بالنَّسْل؛ فإنه يقطع عنكم الأرض، وتَخِفُّون له))، قال: "ففعلنا فخففنا له".
ذكر إباحة مداواة النساء للرجال
(75) عن أم عَطِيَّةَ قالتْ: "غزوتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَخْلُفُهُمْ في رِحالهم، وأَصنَعُ لهمُ الطَّعام، وأَجْبُرُ الجارحات، وأُداوِي المَرْضَى".
كراهة أن يقال طبيب(/18)
(76) عن أبي رَمْثَةَ قال: دَخَلْتُ مع أبي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى أبي الذي بِظَهْرِهِ، فقال: "دعْنِي أُعالِجُ الذي بظَهْرِكَ؛ فإني طَبِيبٌ"، فقال: ((أنت رفيق، والله طبيب))؛ هذا على شرط الصحيح، والله أعلم.
ذكر ضمان من لا يُحْسِنُ الطبَّ
(77) عن عمرو بن شُعيب عن أبيه عن جَدِّهِ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن تطبَّب ولم يَكُنْ معروفًا، فأصابَ نَفْسًا فما دَونَها، فهو ضامن)).
(78) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من نام وفي يده غَمَرٌ ولم يغسله، فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلا نفسه)).
ذكر أنَّ قيام الليل يطرد الداء عن الجسد
(79) عن سَلمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقُربة إلى الله، ومَكْفَرَةٌ للسيِّئات، ومَنْهَاةٌ عنِ الإثم، ومَطْرَدَةٌ للدَّاء منَ الجسد)).
ذكر أن الصدقة يدفع الله بها عن المُصَّدِّقِ
(80) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الصدقة لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وتدفع مِيتَةَ السُّوءِ)).
ذِكر كراهية ورود المريض على الصحيح
(81) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يُورَدِ المُمْرَضُ على المُصِحِّ)).
ذكر أنه لا يَعْدِي شيءٌ شيئًا
(82) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا عَدْوَى، ولا صَفَر، ولا هَامَةَ))، قال أعرابيٌّ: "فما بال الإبل تكون في الرمل؛ كأنَّها الظِّباء، فيخالطها البعير الأجربُ فيُجْرِبُها؟!"، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((فمَنْ أَعْدَى الأوَّل؟!)).
ما ذكر في الغيل
(83) عن حذافة بنتِ وَهْبٍ الأَسَدِيَّةِ قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((لقد هَمَمْتُ أن أَنْهَى عن الغِيلَةِ، حتَّى ذكرتُ أنَّ فارس والروم يفعلون ذلك فلا يضر أولادهم)).(/19)
باب ذكر في الرُّقَى
(84) عن جابر قال: كان خالي من الأنصاريَّة يَرْقِي من الحية، فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرُّقَى، فأتاه خالي فقال: "يا رسول الله، إنكَ نَهَيْتَ عنِ الرُّقَى، وكنتُ أَرْقِي منَ الحية"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اعْرِضْهَا عليَّ))، قال: "فعَرَضْتُها"، فقال: ((لا بأس بهذه؛ هذه من المواثيق)).
ذكر السبب الذي لأجله نهى عن الرُّقَى
(85) عن عبدالرحمن بن جُبير بن نُفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: كنا نَرْقِي في الجاهلية، فقلنا: "يا رسول الله، كيفَ ترى في ذلك؟"، فقال: ((اعرضوا علي رُقاكم، لا بأس بالرُّقَى ما لم يكن شِركًا)).
ذكر أن الرُّقَى من قَدَر الله عز وجل
(86) عن أبي خُزَامَةَ أحدِ بني الحارث بن سعد بن هُذَيْمٍ أنه حدثه أباه أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا رسول الله، أرأيت دواء نتداوى به، ورُقًى نَسْتَرْقِيها، وتُقًى نَتَّقِيهَا، هل يَرُدُّ ذلك من قَدَرِ الله من شيء؟" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه من قَدَر الله)).
ذكر الرُّقْيَة من كل ذي حمة
(87) عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخَّص في الرُّقَى من كل ذي حمة".
ذكر الرُّقْيَة من العَيْن والنَّظْرَةِ وأن العين حقٌّ
(88) عن ابنِ عبَّاس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – قال: ((العَيْن حقٌّ، ولو كان شيءٌ يَسبِق القَدَر لسَبَقَتْهُ العَيْن، فإذا استُغْسِلتم فاغسلوا)).
(89) وقد جاء آخَر عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ((لا شيء في الهام، والعين حقٌّ، وأصدق الطِّيَرَةِ الفَأْلُ)).
(90) عن أمِّ سَلَمَةَ أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جاريةً في وَجْهِهَا سَفْعَةٌ، فقال: ((استرقُوا لها؛ فإنَّ بِها النظرة)).
ذِكْرُ ما يُؤْمَر به العائِنُ من الوضوء(/20)
(91) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((علامَ يَقتل أحدكم أخاه؟! ألا برَّكْتَ، إنَّ العين حقٌّ، توضأْ له))، فتوضأ له عامر بن ربيعة، فراح سَهْل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس.
ذكر ما يقال عند زوال البلاء
(92) عن عثمانَ بنِ عَفَّانَ - رضي الله عنه - عنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قال: بسم الله الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، حين يُصبِح؛ لم يَفْجَأْهُ فَجْأَةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسِي))؛ كذا رواه النَّسَائِيُّ، والأحاديث المذكورة كلُّهم عن مسلم والبخاريِّ، والحمد لله رب العالمين حَمْدَ الشاكرين.(/21)
العنوان: كتاب العَروض للأخفش
رقم المقالة: 2007
صاحب المقالة: عمر علي خلوف
-----------------------------------------
كتاب العَروض للأخفش
الأخفش، أبو الحسن سعيد بن مسعدة.
كتاب العَروض؛ تحقيق أحمد محمد عبدالدايم عبدالله.
مكة المكرمة: المكتبة الفيصلية، 1985م.
الخليل بنُ أحمدَ الفَرَاهِيدِيُّ - (ت 175هـ) - عبقريةٌ خالدة، تركت بصماتِها المتميزةَ على معظم علوم العربية؛ تأصيلاً لنَحْوِها، وابتكارًا لمعاجمها، وتَقْنِينًا لموسيقاها، ويَكفيه أنه أوَّلُ مخترِعٍ لعلم العَروض، الذي ما زال – منذ وَضَعَهُ – لا يؤخذ إلا عنه، إلا أنَّ كتابه في العَروض هو مما ضاع من تراثنا الثمين، ولم يبق منه إلا ما نقله العَروضيون عنه[1].
ولقد ظل ظهور كتابٍ في العَروض لأحد تلامذة أو معاصري الخليل أَمَلاً عزيزًا يراوِد عقول العلماء؛ لأن مثل ذلك الكتاب سيَسُدُّ - إلى حدٍّ كبير - الثغرةَ التي تركها فقدان كتاب العَروض للخليل، فكيف إذا كان مِثْلُ هذا الكتاب لِعَلَم من أعلام العَروض؛ كأبي الحسن: سعيد بن مسعَدَةَ الأخْفَشِ، الذي قلَّ أن تجد عَروضيًّا بعدَهُ لم ينقل عنه، أو يُشِرْ إليه.
ولا شكَّ أنَّ لنشر كتاب العَروض للأخفش أهميَّةً جِدَّ بالغةٍ في إماطة اللِّثام عن بعض المسائل التي كانت مُثارة حول عَروض الخليل، إبَّان وَضْعِهِ وانتشاره، تأييدًا لآرائه أو مخالَفَةً لها، كما أنَّ لها كبيرَ الأثر في وَضْعِ النقاط على الحروف في كثير منَ القضايا العَروضية التي لا تزال حتى اليوم مَوْضِعَ خلاف بين علماء العَروض.
ونظرًا لأهميَّة الكتاب، ووُجوبِ العناية به، رأيتُ من واجبي إبداءَ هذه الملاحظاتِ؛ تجليةً لمُبْهَمِهِ، وتصحيحًا لبَعض ما جاء فيه من أخطاءِ التَّحقيق وأوهامه – وهي كثيرة - راجيًا أن يَتَّسِع لها صدْرُ مُحقِّقِنا؛ فيقبَلَ منها الحقَّ، ويستدْرِكَ به على ما يَزيد في إبراز هذا الأثر الجليل.
مقدمة المحقِّق:(/1)
بدأ المحقِّق الكتابَ بمقدِّمة موسَّعة، شارَفَتْ على مائة صفحة، تَحَدَّثَ فيها عن حياة الأخفش، وعصرِهِ، وشُيوخه، وتلاميذه، ومؤلَّفاته، مركِّزًا حديثَهُ على الكتاب مَوْضِعِ التحقيق، مُبَيِّنًا أهمّيَّتَهُ وقيمته، وواصفًا مخطوطته، ونِسبتها إلى مؤلفها، ومنهجَ الأخفش وملامحَ أُسلوبه فيه، ثم جُهْدَهُ في تحقيقه.
وعَقَدَ المحقِّق فصلاً خاصًّا ناقش فيه قضيَّة ما ينسب إلى الأخفش منِ استدراكه (البحرَ المتداركَ) على الخليل، وإنكارِه بُحُورَ (المضارع والمُقْتَضَب والمُجْتَثِّ)، فنفى هاتِهِ النسبةَ، اعتمادًا على ما جاء في هذا الكتاب.
وكان لنا حول هذه المقدمة ملاحظات وانتقادات:
فلِكي يؤكدَ المحقِّق نِسبة الكتاب إلى مؤلِّفه "بصورة قاطعة، لا تَقبَلُ أن يتطرَّق الشكُّ إليها" كما يقول (ص 63)، راح يقارن بين أقوال الأخفش في الكتاب، وبين نُقُولٍ منسوبةٍ إليه في كتب العَروض الأخرى، قائلاً: "حيث وفقني الله تعالى إلى نُقُولٍ منسوبةٍ إلى الأخفش، وجدتُها بنصها تمامًا في مخطوطة "العَروض"".
ولكن ليس في كُلّ ما نَقَلَهُ المحقِّقُ عن كتاب "البارع" لابن القَطَّاع ما جاء بِنَصِّه – ولا بِرُوحِه - في مخطوطة "العَروض"؛ بل إنَّ المحقِّق أَوْرَدَ نُقولاً عنه لم يَنْسُبْها إلى الأخفش، وإن تَشابَهَ الحكم العَروضيُّ في بعضها مع ما جاء في كتاب الأخفش.
1- فمن ذلك ما نقله من قول ابْنِ القَطَّاع في البحر المديد (البارع 107): "وقد جاء عنِ العرب عَروض الثاني مخبونةً، وأجاز الأخفشُ خَبْنَ هذا الضرب، ولم يُجِزْهُ الخليل".(/2)
وواضح من كلام ابن القَطَّاع أنه يقصد العَروض الثانية للمديد (فَاعِلُنْ)، وهذا ما أشار إليه الشَّنْتَرِينِيُّ أيضًا بقوله (المعيار 41): "وقد شذَّ الخَبْن في العَروض الثانية"، إلا أن فهم المحقِّق لهذا النَّصّ كان خاطئًا تمامًا، عندما تَوَهَّمَ أنَّ ابْنَ القَطَّاع كان يتحدَّثُ عن (فَاعِلاتُنْ)؛ فقال: "وهذا فعلاً ما قاله الأخفش، وأجازَهُ في كتابه .. [بقوله]: فحَذْفُ أَلِفِ (فَاعِلاتُنْ) التي لا تعاقب أحسنُ".
والوَهْمُ الأغرب؛ أن يكون نصُّ الأخفش هذا إنَّما يتحدَّث عن (فَاعِلاتُنْ) في بحر الرَّمَل (ص 151) لا المديد!! بل إنَّ الجزء الذي يتحدَّث عن المديد مخرومٌ من الكتاب أصلاً!!.
ولذلك كلِّه؛ فلا حُجَّة للمُحقِّق في هذا النص أبدًا، علمًا بأنه عاد فكرَّر هذه الحُجَّةَ بِحذافيرها في الفقرة الخامسة من حُجَجِهِ (ص 65)، دون أن ينتبه إلى ذلك!!.
2- وفي حُجَّته الثانية: أشار المحقِّق إلى أنَّ ابنَ القَطَّاع يُجوِّز (الإضمار) في سائر أجزاء البحر الكامل، مستَشْهِدًا بقول عنترة:
إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ خَيْرِ عَبْسٍ مَنْصِبًا شَطْرِي، وَأَحْمِي سَائِرِي بِالْمِنْصَلِ
وأن الأَخْفَشَ استشهد بالبيت ذاتِهِ على الزِّحَاف نفسِهِ، ولا حُجَّة للمحقِّق هنا؛ لأن ابن القَطَّاع لم يُصرِّحْ أو يُشِرْ إلى نَقْلِهِ ذلك عنِ الأَخْفَشِ، والشاهد المذكور هو من شواهد الخليل؛ كما صرَّح بذلك ابنُ عَبْدِ رَبِّهِ (العِقْد 6/330)، واستشهد به الأَخْفَشُ نقلاً عن الخليل.
3- ونقل المحقِّقُ عنِ ابن القَطَّاع أيضًا قولَهُ في البحر الطويل (البارع 101): "وأجاز الأخفش فيه ضَرْبًا رابعًا مقصورًا (مَفَاعِيلُ)". دون إشارةٍ منه إلى ما يقابل هذا القولَ من كتاب الأَخْفَشِ، ولا مكانَ لِمِثْلِ ذلك فيه؛ لأنَّ الجزء الذي يَتَحَدَّث عن البحر الطويل مخروم منَ الكتاب أَصْلاً.(/3)
4- وفِي حُجَّةِ المُحقِّق الرابِعة عِدَّةُ أوهامٍ مجتمِعَةٍ؛ ذلك أنَّ الأخفش – رحمه الله – كان في البحر المديد يَعُدُّ الضَّربَيْنِ (فاعِلُنْ وفَعِلُنْ) مع العَروض (فاعِلُنْ) شاذَّيْنِ، وقد صَرَّحَ بذلك ابن القَطَّاع (البارع 103) بقوله بعد الضَّرْبَيْنِ المذكورَيْنِ: "وهذا الضَّرْبُ والذي قبلَهُ شاذَّان عند أبي الحسن الأخفش". وهذا ما قاله الشَّنْتَرِينِيُّ عنهما أيضًا (المعيار 39).
وقد أراد المحقِّقُ أن يجد لهذا الكلامِ مستَنَدًا في كتاب "العَروض"؛ فقارنه بقول الأخفش (ص 151): "والمديدُ الذي فيه (فَاعِلُنْ وفَاعِلانْ) لم نسمع منه شيئًا؛ إلا قصيدةً واحدة للطِّرِمَّاح..". فتوهَّم أنَّ الضَّرْبَيْنِ الشاذَّيْنِ عند الأخفش هما (فَاعِلُنْ وفَاعِلانْ).
وواضحٌ تمامًا أنَّ الأخفش في عبارته السابقة، كان يشير إلى نوع واحد من المَدِيدِ، ذي العَروض (فَاعِلُنْ) والضرب (فَاعِلانْ)، بدليل إشارته الصريحة إلى قصيدة الطِّرِمَّاح التي يقول فيها:
إِنَّمَا ذِكْرُكَ مَا قَدْ مَضَى ضِلَّةٌ مِثْلُ حَدِيثِ الْمَنَامْ
وإشارته تلك تدلُّ على القِلَّة لا على الشذوذ، وذلك مما قاله الشَّنْتَرِينِيُّ عنه (المعيار 38): "وهو قليل في أشعار العرب".(/4)
بل إنَّ وَهْمَ المحقِّق كان هنا كبيرًا جدًّا، حيث عَمَدَ – في تحقيقه لكتاب "البارع" لابْنِ القَطَّاع – إلى نقل عبارته السابقة من موقعها الصحيح – أي: بعد الضربين الثالث والرابع – إلى موقع خاطئ – بعد الضربين الثاني والثالث – اعتمادًا على خطئه في فهم عبارة الأخفش السابقة، قائلاً (البارع 103، هامش 5): "ذكر ابن القَطَّاع هذه العبارةَ بعد حديثه عنِ الضرب الرابع، مما يُوقِعُ في اللَّبْسِ بأنَّ المقصود منَ الشذوذ عند الأخفش الضربُ الرابعُ والثالث، وحينما رجعتُ إلى كتاب العَروض للأخفش؛ وجدتُهُ يتحدث عنِ الضرب الثاني (فَاعِلانْ) والضرب الثالث (فَاعِلُنْ)، وعليه نقلت هذه العبارة إلى مكانها الحالي"!!.
5- ونَقَلَ المحقِّق (ص 67) عن الدَّمَامِينِيِّ قولَهُ (الغامزة 66): "حكى الأخفش: أن للهَزَج ضربًا ثالثًا مقصورًا [مَفَاعِيلْ]، وبيته:
وَمَا لَيْثُ عَرِينٍ ذُو أَظَافِيرَ وأَسْنَانْ
أَبُو شِبْلَيْنِ وَثَّابٌ شَدِيدُ الْبَطْشِ غَرْثَانْ
هكذا روي بإسكان النون، قالوا: والخليل يأبى ذلك، ويُنْشِدُهُ على الإطلاق والإقواء":
ولم يجد المحقِّقُ لِهذا النَّصّ ما يَدْعَمُهُ من كتاب الأخفش؛ فقال: "بذلك صرَّح ابن القَطَّاع، وهو خير عليمٍ بآراء الأخفش وكتابه"!!.
وليس في ذلك أيَّةُ حُجَّة للمحقِّق؛ لأنَّ مثل هذا النَّصّ غير موجود في كتاب الأخفش هذا وإن حُكِيَ عنه.
6- ووجود بعض الأحكام العَروضية عند ابن القَطَّاع – أو سواه، والتي ذكرها الأخفش في كتابه، ليس دليلاً على أنَّ الأول أخذها عن الثاني، ما لم يشر الناقل إلى ذلك، أو ما لم تكن هنالك قرينةٌ تدلّ على ذلك، كأن يكون رأي الأخفش فيها متميزًا، ومخالفًا للخليل.
فقول ابنِ القَطَّاع (البارع 149): "وفي الهَزَج المعاقبة بين ياء (مَفاعِيلُنْ) ونونه"، وقول الأخفش (ص 147): "وأمَّا الهَزَج فتعاقب في (مَفَاعِيلُنْ) الياءُ النونَ"[2].(/5)
وكذلك قولُ ابن القَطَّاع في الرَّجَز (البارع 154): "يجوز في سائر أجزائه الخَبْن والطيُّ"، مقابل قول الأخفش (ص 149): "ومُفْتَعِلُنْ ومُفَاعِلُنْ فيه حسنان"، لا يعيِّن أبدًا أن ابن القَطَّاع قد نقل ذلك عن الأخفش؛ لعدم توافُر القرينة التي تدل على ذلك؛ ولأن مثل هذه الأحكام منقولة أصلاً عن الخليل.
وأمَّا ما نقله المحقِّقُ (ص 66) عن المعرّي، حول قول القائل:
أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرَيَاهُ كِلانَا عَالِمٌ بِالتُّرَّهَاتِ
بأن الأخفش أنشد (تَرَيَاهُ) بالتخفيف[3]، فتِلْكَ حُجَّة صحيحة ومقبولة في إثبات بنوَّة الكتاب لصاحبه، فالأخفش في كتابه (ص 142) يقول: "ولَوْ سمعت مثل هذا البيت - لا أدري أتهمزه العرب أم لا - حملته على ترك الهمز [أي: على التخفيف]؛ لأنه الأكثر، ولا أرى الذين همزوا إلا لم يسمعوه من العرب؛ فإنَّما همزوه فرارًا من الزِّحَاف".
ومثل ذلك ما نقله المحقِّق (ص 68) عن تشابُه الأسلوب والأفكار في كتاب "العَروض"، مع الأسلوب والأفكار في كتاب "معاني القرآن" للأخفش، حيثُ ضَرَبَ لذلك عددًا من الأمثلة المقبولة.
وها أنذا أقدّم لمحقِّقنا عددًا من الأدلة القوية التي تثبت لنا صحة نسبة الكتاب للأخفش:
أ- ففي كتاب "القوافي" للأخفش (ص 101) يقول: "لأن قومًا من العرب يقولون: هذا خالده، فيثقلون في الوقف" وجاء في كتاب "العَروض" (ص118) قوله: "وقد ثقل قوم في الوقف فقالوا: خالده".
ب- وفي كتاب "القوافي" كذلك (ص107) – باب: ما يجتمع في آخره ساكنان في قافية – يقول الأخفش: "وذلك لا تبنيه العرب، إلا أن يجعلوا الأول منهُما حرف لين". ويقول في كتاب "العَروض" (ص 120): "وقد يجمع بينهما في بعض القوافي، ولا يكون الأول في ذلك إلا حرف لين".(/6)
ج- وفي كتاب "القوافي" أيضًا (ص 12): أجاز الأخفشُ سقوط نون (فَعُولُنْ) الَّتي تسبق الضرب (فل) أو (فع) من بحر المتقارب، قال: "وكان الخليل لا يجيز سقوط نون (فَعْولُنْ) بعدها (فل) .. ولا أراه إلا محتملاً". وفي كتاب "العَروض" (ص 164) قال الأخفش عن هذا الزِّحَاف: "وهو مع قُبْحِه جائز".
د- وقد جاء في كتاب "الجامع في العَروض والقوافي"[4] لأبي الحسن العَروضي، قوله في الهَزَج (ص 204): "وكان الخليل لا يرى حذف الياء جائزًا في عَروض الهَزَج .. لأنها إذا صارت (مَفَاعِلُنْ)، ثم توالت الأجزاء فسقطت خوامسها، فإن ذلك يشبه الرَّجَز، وأجاز ذلك الأخفش". كما جاء في "المعيار" أيضًا (ص 61) قول الشنتريني فيه: "وقد شذَّ قبض العَروض [أي: مجيئها على مَفَاعِلُنْ]، شاهده:
مَنَاقِبٌ ذَكَرْتُهَا لِطَلْحَةَ الشَّرِيفِ
والأخفش وأبو إسحاق يجيزانه، والخليل يمنعه؛ لئلا يلتبس بالرَّجَز".
وذلك ما قاله الأخفش فعلاً في كتابه (ص 147): "وكان الخليل لا يجيز ذهاب ياء (مَفَاعِيلُنْ) التي للعَروض، ويقول: "العَروض تشبه الضرب، والضرب لا زِحَاف فيه"، ويقول: "أكره أن يكثر (مَفَاعِلُنْ) فيشبه الرَّجَز". ويردُّ الأخفش على أقوال الخليل هذه بقوله: "فكيف هذا وفي آخر جزء لا يكون (مَفَاعِلُنْ)؟! [يقصد الضَّرْبَ]، وكيف يجيز طرح الياء في موضع ولا يجيزها في موضع؟!".
[وجديرٌ بالذكر هنا أن الضرب في البيت السابق هو (فَعُولُنْ)، وليس (مَفَاعِيلُنْ)؛ ولذلك التبس البيت بالرَّجَز فعلاً، ولا يخفى أن الأخفش كان يشير إلى الضرب (مَفَاعِيلُنْ)، لا (فَعُولُنْ)].
هـ- وفي الهَزَج أيضًا، يقول أبو الحسن العَروضي (الجامع 204): "وكان الخليل يرى أن حذف الياء - [من مَفَاعِيلُنْ] - أحسن، والأخفش يخالفه، ويرى أن حذف النون أحسن .. لأنها تعتمد على وتدٍ بعدها"، أي: وتد (مَفَاعِيلُنْ) التالية.(/7)
وفي كتاب "العَروض" (ص 147) يقول الأخفش: "وحذف النون أحسن من حذف الياء؛ لأنَّ النون تعتمد على وتد، والياء تعتمد على سبب".
و- وفي "الجامع" (ص 205): "وأمَّا الرَّجَز؛ فزعم الأخفش أن حذف السين والفاء أحسن من حذفهما في البسيط ... لأن هذا شعر كثر استعماله، وخفَّ على ألسنتهم؛ فاحتمل الحذف، وإنَّما وضع للحُدَاة في أوقات أعمالهم؛ فكان المحذوف منه أخفَّ عليهم، نحو قول الشاعر:
هَلاَّ سَأَلْتِ طَلَلاً وَحُمَمَا
وهذا ما جاء في كتاب "العَروض" (ص 149): "فـ(فَعَلَتُنْ) فيه أحسن منه في البسيط والسريع؛ لأن الرَّجَز يستعملونه كثيرًا، وإنما وضعوه للحُداء، والحُداء [غناؤهم[5]] وكلامهم إذا كانوا في عمل أو سوق إبل، فالحذف مما يكثر في كلامهم أخفُّ عليهم، قال:
هَلاَّ سَأَلْتِ طَلَلاً وَحُمَمَا
ز- وفي الرَّجَز أيضًا يقول العَروضي (الجامع 205): "وحذف السين أحسن عند الخليل، والأخفش يرى أن حذف الفاء أحسن؛ لاعتماده على الوتد الذي بعده".
والأخفش يقول في كتابه (ص 149): "ولا أعلم (مُفْتَعِلُنْ) فيه إلا أحسن؛ لأنك ألقيت حرفًا يعتمد على وتد".
ح- وفي الرَّمَل؛ يقول العَروضي (الجامع 205): "وزعم الأخفش أن الزِّحَاف يجوز في (فاعِلانْ وفاعِلُنْ).. ولم يُجِز ذلك في المديد... [لأنَّ الرمل] كثر استعماله؛ فاحتمل الزِّحَاف، والمديد قلَّ؛ فقل فيه الحذف".
وفي كتاب "العَروض" (ص 151): "فإنما أجازوا الزِّحَاف في (فَاعِلُنْ وفَاعِلانْ).. لأن الرَّمَل شعر كثير تستعمله العرب، والمديد الذي فيه (فَاعِلُنْ وفاعِلانْ) لم نَسمع منه شيئًا، إلا قصيدة واحدة للطِّرِمَّاح، فما كان أكثر كان الحذف فيه أجود".(/8)
ط- وفي السريع يقول العَروضي (الجامع 206): "وكان الخليل لا يرى الزِّحَاف في (فَاعِلانْ)، ويقول: "هذا الجزء قد لحقه تغيير بعد تغيير... وذلك أن أصله (مَفْعُولاتُ)، فحذف الواو؛ فبقي (مَفْعُلاتُ)، ثم أسكنت التاء، ونقل إلى (فاعِلانْ). و(فاعِلُنْ) أيضًا لا يجوز فيه الزِّحَاف عنده؛ لأن أصله (مَفْعُولاتُ)، فحذفت الواو والتاء؛ فبقي (مَفْعُلا)، فنقل إلى (فَاعِلُنْ) .. وأما الأخفش؛ فزعم أن الزِّحَاف لم يدخل (فَاعِلُنْ)... لئلا تشبه هذه العَروض العَروض التي على (فَعِلُنْ)".
وفي كتاب "العَروض" (ص 155) أورد الأخفش رأيَ الخليل ذاتَه، ثم قال: "وما أرى ترك الزِّحَاف في (فَاعِلُن) ... إلا لئلا يختلط بالعَروض الأخرى". [يقصد فَعِلُنْ].
ي- وجاء في كتاب "الجامع" لأبي الحسن العَروضي (ص 207) قوله في الخفيف - وانظر "المعيار" للشنتريني (ص 82) -: "وكان الأخفش يُجيز حذف النون من (فَاعِلاتُنْ)، والسين من (مُسْتَفْعِلُنْ).. وأنشد في ذلك بيتًا - زعم أنه جاهليٌّ - حذفت منه النون من (فَاعِلاتُنْ)، والسين من (مُسْتَفْعِلُنْ)، وهو:
ثُمَّ بِالزَّبَرَانِ دَارَتْ رَحَانَا وَرَحَى الْحَرْبِ بِالْكُمَاةِ تَدُورُ
وقدْ وردتْ هذه الإجازة فعلاً في كتاب "العَروض" (ص 159)، مع اختلافٍ ضئيلٍ في رواية البيت، وذلك في قوله: "وما أرى سقوط نون (فَاعِلاتُنْ) وبعدها (مُفَاعِلُنْ) إلا جائزًا، وكان الخليل – زعموا – لا يجيزه ... وقد جاء شعرٌ جاهليٌّ ذهبتْ فيه النُّون [من فَاعِلاتُنْ]، وبعدها (مُفَاعِلُنْ)"، قال:
ثُمَّ بِالدَّبَرَانِ دَارَتْ رَحَانَا وَرَحَى الْحَرْبِ بِالْكُمَاةِ تَدُورُ
وفي المقدمة (ص 62) ذكر المحقِّق أنه ورد في أسفل الصفحة الأخيرة من المخطوطة جمعٌ لأسماء البحور في بيتين من الشعر، أوردهما المحقِّق مكسورَيْن هكذا:
طَوِيلٌ مَدِيدٌ والْبَسِيطُ ووَافِرٌ وكَامِلٌ وَأَهْزاجٌ والأَراجِيزَ أَرْسِلِ [!!](/9)
سَرِيعٌ مُسَرَّحٌ والْخَفِيفُ مُضارِعٌ وَمُقْتَضَبٌ وَالْمُجْتَثَّ قَرِّبْ لِتَفْضُلِ [!!]
وبالرجوع إلى صورة آخر قطعة من المخطوطة، ,التي أثبتها المحقِّق في مقدمة التحقيق (ص 13) تبين لي وجه الخطأ فيهما، وصحيح البيتين هو:
طَوِيلٌ مَدِيدٌ وَالْبَسِيطُ وَوَافِرٌ وَكَامِلُ أَهْزَاجِ الأَرَاجِيزِ أَرْمَلُ
سَرِيعٌ فَسَرِّحْ وَالْخَفِيفُ مُضَارِعٌ وَمُقْتَضَبَ الْمُجْتَثِّ قَرِّبْ لِتَفْضُلِ
بحذف الواوات الثلاثة ما بين (كامل) و(أهزاج)، وما بين (أهزاج) و(الأراجيز)، وما بين (مقتضب) و(المجتث)، وبإثبات (أرمل) التي تدل على بحر الرَّمَل، بدل (أرسل) المصحَّفة، وإثبات (فسرح) بدل (مسرح)؛ لأنه أكثر مناسبة للموضع - على الرغم من غموضها في المخطوطة. علمًا بأنَّ البيتين جاءا بخطٍّ مختلفٍ.
نص الكتاب:
ويتألف متن الكتاب من مقدمة مقْتَضَبة، أشار فيها الأخفش إلى غاية كتابه؛ فقال (ص 111): "هذا كتابُ ما يُعرف به وزن الشعر، واستقامته من انكساره". عقد بعدها عدة أبواب، شرح فيها لوازم هذه المعرفة.
1- فالباب الأول (ص 112): لمعرفة الحرف الساكن والمتحرك.
2- والباب الثاني (ص 113): لمعرفة الحرف الثقيل [المشدَّد] والخفيف.
3- والباب الثالث (ص 115): لمعرفة التهجئة، وأن المعوَّل في وزن الشعر على "ما جرى على اللسان في الإدراج".
4- والباب الرابع (ص 117): لمعرفة كيفية الابتداء والوقف .
5- في الباب الخامس: "جمع المتحرك والساكن" (ص 120) قرَّر الأخفش أنه: "لا يجتمع في الشعر خَمسةُ أحرف متحركة"، "كما لم يُجْمَع بين ساكنين".
6- أما الباب السادس (ص 123)، وهو باب (تفسير الأصوات): فبيَّن فيه أن الكلام أصوات مؤلَّفة، أقلُّها الحركة، ثم الحرف الساكن"؛ "لأن الحركة لا تكون إلا في حرف"، ثم الحرف المتحرك؛ "لأنه حرف وحركة"، وأن أقل ما ينفصل من الأصوات حرفان؛ متحرك فساكن.(/10)
وكان طبيعيًّا هنا أن يتحدث عن "إجراء الشعر وتأليفه" من الأسباب والأوتاد.
7- وكان الباب السابع (ص 126) في: "تفسير العَروض، وكيف وضعت، والاحتجاج على من خالف أبنية العرب "، وهو باب كنا نرى أن يكون موقعه مقدمة الكتاب أو خاتمته.
8- وفي الباب الثامن (ص133) "باب تفسير أول الكلمة وآخرها": تحدث عن أَلِفَات الوصل والقطع، وعلامة كل منهما، كما تحدث فيه عن هاءات الوقف والتأنيث.
9- وخصَّص الباب التاسع (ص137) لموضوع "الضرورات الشعرية"، وقد خُرم الجزء الأخير من هذا الباب، ونَظُنّ أنَّ ما خُرم منه أكثر مما بقي.
10- وقد تضمَّن الجزء المتبقي من الكتاب ملاحظات خاطفة حول زِحَافات البحور – كلٌّ على حدةٍ - وقد خُرم منه الملاحظات الخاصَّة ببحور الطويل، والمديد، والبسيط، وبداية الوافر.
وكان لنا حولَ نصّ الكتاب عددٌ من الملاحظات والانتقادات، اتصل بعضها بمتن الكتاب، وبعضه بأوهام التحقيق وأخطائه:
أولاً- ملاحظات تتعلَّق بِمتن الكتاب:
1- فأوَّل ما يلفت الانتباه في كتاب الأخفش: توسعه في شرح لوازم هذا العلم ومقدماته؛ كمعرفة الساكن والمتحرك، والخفيف والثقيل، والابتداء والوقف ..، وأهم من ذلك كله: باب تفسير الأصوات، الذي ميَّز فيه بين الأصوات اللغوية المختلفة؛ كالحركة والساكن والمتحرك، وما يتألف منها عن مقاطع، تمييزًا يقترب إلى حدٍّ كبير مع مبادئ الدراسات الصوتية الحديثة.
2- ويلفت الانتباه أيضًا: أن الأخفش ناقش العديد من قضايا الزِّحَاف والعلة دون أن يتعرَّض إلى ذكر أسمائها أو مصطلحاتها!! كقوله مثلاً: "فحذف ألف فَاعِلاتُنْ.."، و: "جاز إلقاء السين.."، و: "حسن ذهاب الفاء ..." الخ. وهي طريقة أصبح طلاب العَروض في أمسِّ الحاجة إليها؛ لأنها – مع وفائها بالغرض من تعلم العَروض – تبعدهم عن تقعُّر المصطلحات وكثرتها.(/11)
3- أشار الأخفش في باب "جمع المتحرك والساكن" (ص 120) إلى أن: "أحسن ما يكون الشعر أن يُبنى على متحركَيْن بينهما ساكن [وهو الوتد المفروق (/5/)]، أو متحركَيْن بين ساكنَيْن [وهو الوتد المجموع (5/ /5)]"، وأنه "إذا كثرت سواكنه ومتحركاته على غير هذه الصفة قَبُحَ"، وأن "كثرة المتحركات أحسن من كثرة السواكن".
إلا أنَّ الأخفش لم يضرب على ذلك المثل، ولا أشار إلى البحور التي بنيت على مثل هذه الصفة، ولا التي خالفتها.
4- وفي باب "تفسير الأصوات" (ص124): تحدث الأخفش عن السبب الخفيف (/5) دون أن يسمِّيه، فقال: "والسبب حرفان؛ الآخر منهما ساكنٌ"، وبيَّن أنه: "قد يقرن السببان فيكون: (فُلْ فُلْ)، وهو صدر (مُسْتَفْعِلُنْ)، وهما السببان المقرونان. ويكونان مفروقين؛ فيكون سببٌ في أول الجزء، وسببٌ في آخره" كما في (فَاعِلاتُنْ).
ولكنه عندما تحدث عن السبب الثقيل (/ /) دعاه بالمفروق، بقوله: "ويكون السبب المفروق متحرك الثاني ...". وهذا يوحي أن السبب الخفيف عنده هو المقرون أيضًا، مِمَّا يعني أنَّ لمصطلحَيْ (الافتراق والاقتران) عند الأخفش دلالتين؛ الأولى: لغوية، والأخرى: اصطلاحية، وهذا خلطٌ في المصطلحات، قد يوقع المتلقي في الحيرة واللبس.
5- وفي باب "تفسير العَروض، وكيف وضعتْ، والاحتجاج على من خالف أبنية العرب" (ص126): كان الأخفش كما نَظُنّ أوَّلَ من أغلق باب التجديد في أبنية الشعر العربية، ذلك أنَّ المخترع الأول للعَروض، لم يكن – بعقليته الفذة – ليسدَّ ذلك الباب كما صرَّح بذلك ابن عبد ربه (العقد 6/288).(/12)
يقول الأخفش في ذلك: "فما وافق هذا البناءَ الذي سمَّته العرب شعرًا في عدد حروفه - ساكنةً ومتحركةً - فهو شعر، وما خالفه – وإن أشبهه في بعض الأشياء - فليس اسمه شعرا" وكانت حجته في ذلك: "أن الأسماء لا تقاس"، يقول: "ألا ترى أن الحائط مرتفع من الأرض، وليس كل ما ارتفع من الأرض فهو حائط؟! لأن الدكان والرابية مرتفعان من الأرض، وليسا حائطين؛ فمن زعم أن كل ما ألَّفَهُ شعرٌ لأنه مؤلَّفٌ؛ فليقل: إن الدكان حائط لأنه مرتفع من الأرض، وليقل: إن الخطبة والرسالة شعرٌ لأنه مؤلَّف .."!!
وفي هذا الكلام قياس فاسد، ومُماحكة سفسطائيَّة؛ لأنَّ قِياسه على إحدى صفات الحائط – وهي الارتفاع من الأرض – قياسٌ واضحُ القصور؛ (فحائط الأخفش) اسم يدل على متشابهات عديدة، كالحائط الطويل والحائط القصير، والحائط المرتفع أو المنخفض، والحائط المبني من الطين أو الحجارة أو الخشب، وقُلْ مثل ذلك في قياسه على صفة (التأليف) في الشعر والخطبة والرسالة؛ فهُنالك اختلافات في طرق التأليف والبناء.
إنَّ الشّعر هو: الكلام المبني على طريقة العرب في تأليف أجزائه (التفاعيل)، وكل ما بُني على هذه الطريقة سُمِّي شعرًا، طال أم قصر.
انظر إليه: كيف يسمِّي كلامَ الحَضَرِ عربيًّا، اعتمادًا منه على أنه مؤلَّف من حروف العرب، أي: اعتمادًا على مكوناته العربية، ولكنه ينظر إلى الشعر بطريقة مختلفة؛ فلا ينظر إلى مكوناته الحقيقية (وهي التفاعيل)؛ بل يعدُّه مكونًا من أبيات تفسدها الزيادة والنقصان في أطوالها!! ولو أنه نظر إلى مكوّنات الشعر الحقيقيَّة؛ لأصبحتِ المُقارَنَةُ والمُقايسة أَكْثَرَ واقعيَّة وعدالة، ولعدَّ ما بني على هذه المكوّنات شعرًا، وإن خالف أبنية العرب طولاً وقِصَرًا.(/13)
وقد نصر الزمخشريّ (القسطاس 21) مذهب الخليل في: "أن بناء الشعر العربي على الوزن المخترَع لا يقدح في كونه شعرًا عند بعضهم"، مشيرًا إلى أنَّ هنالك أيضًا من ناصر هذا المذهبَ غيره، ولكنَّ الغريب أن يقف محقِّقنا موقف الأخفش من هذه القضية التي عفا عليه الزمن، وخاصَّةً بعد أن زاد عدد الأبنية الشعرية مئات المرات على ما أثبته الخليل.
6- وفي ما يُسمى ظلمًا: مَنْهُوكَ الْمُنْسَرِح (مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولات) و(مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولُنْ)، يقول الأخفش (ص 157): "وذهاب الفاء من (مَفْعُولات ومَفْعُولُنْ) فيه صالح؛ لأنه يُرتَجز به؛ فيكثر استعماله؛ فيجوز حذفه". ولكنه يعود فيناقض قوله - مباشرة - بقوله: "و(فَعُولاتْ) فيه قبيح، وقد جاء، قال الشاعر:
لَمَّا الْتَقَوْا بِسُولافْ
فهو يصف (فَعُولاتْ) مرة بالصلاح، وأخرى بالقبح!!.
ثانيًا – ملاحظات تتعلَّق بأوهام التحقيق:
فبِمقارنة التحقيق مع صور المخطوطة الأربع، التي أثبتها المحقِّق في أول الكتاب (ص 12 – 13)، تبيَّن لي خروج المحقِّق على أصل المخطوطة مرَّاتٍ عدَّةً، نقصًا، أو تبديلاً، أو تغيير ضبطٍ، دون مُبَرّرٍ ذَكَرَهُ، أو إشارةٍ منه إلى ذلك.
* فقد أنقص من صفحة العنوان (ص109) سطرًا كاملاً، وذلك قوله: "بجاه سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-".
* وجاء في (ص 111): "لا يكون في الحروف غير هذا من شيء من اللفظ ..."، والجملة في المخطوطة: (.. غير هذا في شيء من اللفظ ...".
* ومثله ما جاء في (ص 138): "والهاء من غير هذا ..."، وهي في المخطوطة: ".. في غير هذا".
* وفي الصفحة (112): "ألا ترى أن راء (بَرْد) لا تستطيع أن تنقصها، وأنت تستطيع أن تحركها فتقول بَرَد، وبَرُد، وبَرِد؟! ..."، وهي في المخطوطة: "بُرْدٌ وبُرُدٌ وبُرَدٌ؟!" بضم الباء، مأخوذة من (بُرْد) بمعنى الرداء.
* وفيها أيضًا: "غير أنك قد تستطيع أن تتكلم به ..." وفي المخطوطة: "أن تكلم به".(/14)
* وجاء في (ص 113): "ويعرف [الحرف] أنه خفيف، بأن تروم فيه الثقيل ..."، وفي المخطوطة: ".. بأن ترومَ فيه التثقيل".
* وفيها أيضًا: "فلو كانت ثقيلة لم تَدْخل عليها ثقلاً مع ثقلها ..."، وفي المخطوطة: "لم تُدْخِلْ ..." بالبناء للمجهول.
* وفي (ص 164): "لأن الحرف الذي بعدها أَخَلَّ به" وفي المخطوطة" .. قد أَخَلَّ به".
*وفيها أيضًا: "وقد أخبرني من أثق به عن الخليل، أنه قال له: هل تجيز هذا ؟ فقال: لا، وقد جاء ... "، وفي المخطوطة: " .. هل تجيز هذا؟ فقال: قلت: لا، قال: قد جاء".
* وفيه أخيرًا: فلو كان هذا هو صُنْعُه ..."، وفي المخطوطة: "هو وضَعَهُ ...".
كل ذلك في أربع صفحات، فما بال الصفحات الأخرى؟!
ولا يحقُّ للمحقِّق أن يغيّر في الأصل، أو يتدخَّل فيه، إلا في حدود ما تقتضيه ضرورات التحقيق، استجلاءً لمبهم، أو إزالةً لتصحيف، أو إتمامًا لنقص، أو تصحيحًا لخطأ نسخيٍّ، أو تركيب نحويٍّ، مع الإشارة إلى ذلك في الحواشي، ووضع الزيادات بين علامَتَي الزيادة أو التكملة [...].
والكتاب – عمومًا – بحاجة ماسَّة إلى إعادة ضبط العديد من فقراته وجمله وكلماته، وعلامات الترقيم فيه، وتصحيح ما به من تصحيفاتٍ عديدة، لا مجال لذكرها كلها، فقلَّما تخلو صفحة من صفحاته منها؛ ولذلك سنركز اهتمامنا هنا على أخطاء التحقيق وأوهامه، التي يعدُّ بقاؤها طعنةً في صميم التحقيق، وسنبدأ في استعراضها صفحةً بعد صفحةٍ؛ لكي يتثنَّى للقارئ – والمحقِّق – أن يتابعانا خطوةً خطوةً، فيقرَّان من ذلك ما حقُّه الإقرار، ويستبعدان ما لم نستطع إقناعَهُم به،، والله المستعان.
1- ففي باب الساكن والمتحرك (ص 112): "وأنَّه لو كان متحرّكًا؛ لم تقدر على أن تُدخل فيه حركةً أخرى"، والصحيح: "لم تقدر على أن تُدخل فيه [إلا] حركةً أخرى".(/15)
2-وفي باب الثقيل والخفيف (ص 113)، جاء النص التالي: "وكل الحروف تكون ساكنًا ومتحركًا، وخفيفًا وثقيلاً، إلا الألف والنون الخفيفة.
[واعلم: أن] الألف تكون ساكنة أبدًا، نحو ألف (ذا وقفا) ونون (منْك).
لأن هذه الألفات لا يوصل إلى تحريكهن بالهمز، والهمزة ليست بالألف، وهي حرف على حياله، وإن تُكتب ألفًا.
ومخرج نون (منْك) من الخياشيم، وليس لها موضع في الفم ولا الحلق، فإن حركتها، كان مخرجها، من الفم والخياشيم، فقلت: مِنك، وإن حرَّكْتَ ذَاْ فقلْت: ذأْ؛ فهَمَزْتَ".
وقد نقلت لك النص كاملاً كما جاء بكل فقراته ووقفاته وفواصله وتشكيله، لترى إلى أي مدى ذهب المحقِّق به بعيدًا عن الأصل.
فالنص – كما نرى – فقرة واحدة متصلة، شتَّت المحقِّق أوصالَها بقسمتها إلى أربع فقرات منفصلة، مما جعله – هو نفسه – يفهم النص فهمًا مُغايرًا للمراد؛ ولذلك ابتدأ فقرته الثانية بقوله: "واعلم: أن، مع أن الجملة التي بعدها تفسير لما قبلها، ولذلك كان أولى به أن يقول "ذلك أن الألف ...". كما أنَّ فقرته الثالثة تفسير لما قبلها، بدليل قوله: "لأن هذه الألفات لا يوصل إلى تحريكهن بالهمز ...".
بل إنَّ في هذه الفقرة – وما بعدها – خطأً جوهريًّا، لم ينتبه إليه المحقِّق، صوابه: " .. لا يوصل إلى تحريكهن [إلا] بالهمز..."، وهذا ما وضَّحه الأخفش في قوله بعدها: "وإن حرَّكْتَ (ذَاْ) فقلْتَ: [ذأَ] [هَمَزْتَ]" بفتح الهمزة لا بسكونها، "والهمزة ليستْ بِالألف، وإن [كانت] تكتب ألفًا".
كما أن في النص شيئا من التقديم والتأخير، نصححه – جملةً – بقولنا: ".. وكل الحروف تكون ساكنًا ومتحركًا، وخفيفًا وثقيلاً، إلا الألف والنون الخفيفة، نحو: ألف (ذا)، و(قفا)، ونون (منْكَ).(/16)
[ذلك أن] الألف تكون ساكنة أبدًا، [وأن] هذه الألفات لا يوصل إلى تحريكهن [إلا] بالهمز، والهمزة ليست بالألف، وهي حرف على حياله، وإن [كانت] تكتب ألفًا، ومخرجُ نون (منْك) من الخياشيم، وليس لها موضع في الفم ولا الحلق، فإذا حرَّكْتَها كان مخرجها من الفم والخياشيم؛ فقلت: (مِنكَ)، وإن حركت [ألف] (ذا) فقلت: (ذأ) [هَمَزْتَ]".
ونحن نرى - تعليقًا على كلام الأخفش – أن النون الخفيَّة هي كغيرها من الحروف؛ تكون ساكنةً ومتحركةً، وخفيفةً وثقيلةً، وإن تغيَّر مخرجها قليلاً، وهي في ذلك تشبه إلى حدٍّ ما الواو والياء المدِّيَّتَيْن.
3- وفِي باب الهجاء (ص 115): "اعلم أنَّ هجاء الحرف على وجهين: فوجهٌ محذوف يستغنون [فيه] بما أبْقَوْا عما أَلْقَوْا؛ لأن فيه دليلاً، نحو حذفهم ألف (خالد)، وألف (دراهم)، وهمزة (مآرب)، وواو (رؤوس)...".
حيث ضبط المحقِّق كلمَتي (خالد ودراهم) بإثبات الألف، وكلمة (رؤوس) بإثبات الواو. وإنما هي في الأصل (خلد ودرهم – كما أشار المحقِّق – ورؤس)، فوهم، فعَدَلَ بها عن الصحيح إلى الخطأ، حيث بطل بذلك الاستشهاد بها على وجود الحذف فيها، وفي هذا النص إشارة إلى طرائق القدماء في كتابة بعض الكلمات؛ يقول أبو الحسن العَروضي (الجامع 57): "وأما ما حُذف استخفافًا – لأنه لا لبس فيه – فألف (خَلِد)، لأنه ليس في الكلام مثل (خَلِد)، وألف [درهم[6]]، إذا قالوا: ثلاثة درهم؛ لأن العدَّ قد أزال اللبس ...".
4- وفي (ص 118) من باب الابتداء والوقف: إلا أن ناسًا من العرب قد (يرومون) الحركة في الوقف (ويُشِمُّون) .. فيقولون: هذا خالدٌ بالإشمام، وأمَّا بالرَّوْم فيقولون: هذا خالدُ ...".(/17)
حيث ضبط المحقِّق كلمتي (خالد) بالتنوين مرة، وبالضم مرة أخرى، وحقُّهما الوقف، كما هو واضح من قوله: "يرومون الحركة في الوقف ويُشِمُّون ...". والإشمام – وهو أقل من الرَّوْم –: تبيان الحركة - الموقوف عليها- بتحريك الشفة، بما يدل على الحركة، فالإشمام يُرى ولا يُسمع، "والحرف الذي فيه الإشمام ساكن، أو كالساكن" كما نقل المحقِّق عن "الصحاح".
5- وفيها أيضًا: "والشعراء في المقيد [من القوافي] .. يخففون كل مثقَّل، قال:
أَصَحَوْتَ الْيَوْمَ أَمْ شَاقَتْكَ (هِرُّ)
فراء (هرُّ) مثقَّلة ومرفوعة".
وواضح تمامًا خطأ المحقِّق في ضبط القافية – وهي مقيدة – بالتثقيل والرفع، وهي (هرْ) بتخفيف الراء، ربَّما اعتمادًا منه على قول الأخفش الوارد بعدها. ثم قال:
"وَمِنَ الْحُبِّ جُنُونٌ ذُو (شُعُرْ)
فراء (الشُّعُر) خفيفة".
وهي (سُعُر) بالسين المهملة، لا بالشين المعجمة.
6- وفي باب جمع المتحرك والساكن (ص 120): أشار الأخفش إلى اجتماع الساكنين في بعض القوافي، "وأن الساكن الأول في ذلك لا يكون إلا حرف لين ..."، وهذا ما يسمَّى عادةً (بالترادف) في القوافي. إلا أن المحقِّق قال (هامش 1، ص 121): "وهو ما يسمى بالقصر في القوافي، مثل:
فَلَيْتَ أَبَا شَرِيكٍ كَانَ حَيًّا فَيُقْصِرُ – حِينَ يُبْصِرُهُ - شَرِيْكْ"
وإذا كان الترادف يتحقق (بالقصر) كما في المثال أعلاه، إلا أنَّه يتحقق أيضًا (بالتذييل) كما في مجزوءَيِ البسيط (مُسْتَفْعِلانْ)، والكامل (مُتَفَاعِلانْ)، و(بالتسبيغ) كما في مجزوء الرَّمَل (فَاعِلاتَانْ)، و(بالوقف) في ضرب السريع الأول ( فَاعِلانْ)، وفيما يسمَّى بمشطور السريع ومنهوك المُنْسَرِح (مَفْعُولانْ)، والأمثلة على ذلك كثيرة في جميع كتب العَروض.(/18)
7- وفي باب تفسير الأصوات (ص 123): يقرر الأخفش أن أقل ما يمكن إفراده من الأصوات حرفان؛ متحرك فساكن، نحو: (ها وقط)، وأن "أقل ما يفرد بعد الحرفين أن تزيد عليهما حرفًا ساكنًا" نحو: (هاءْ وقَطُّ)، بهمزةٍ ساكنة في (هاءْ)، وبتثقيل الطاء فقط في (قطُّ)، وليستا كذلك؛ لأنه بذلك يزيد عليهما حرفًا متحركًا (صامت + حركة)، ويريد الأخفش زيادة ساكنٍ فقط.
8- ويقرر الأخفش في الفقرة السابقة ذاتها: أن أقل ما تزيد على الحرفين – إذا وصلتهما – الحركة؛ "لأنك تقدر عليها [في الوقف] ... وذلك أنك تهمز ألفها؛ فتقول: (هَأَها)، وتحرك (قطْ) فتقول: (قَط قَطْ)...".
وواضح هنا أن (ها) و (قطْ) الثانيتين، أضيفتا لتبيان الحركة في الوصل، إلا أن المحقِّق ضبط المثالين أعلاه خطأً، فجعل الحركة التي زادها الأخفش تقع على (ها وقط) الثانيتين هكذا: (هَأَهَا، وقَطْ قَطُ)!!
9- وفيه: "ولم يوصل إلى المتحرك: أي يفرد؛ لأنه يقفُ عليه فيسكن". ولعل الصواب هنا: "ولم يوصل إلى المتحرك [أن] يفرد، لأنه يوقف عليه فيسكن".
10- وفي الصفحة (127) من باب تفسير العَروض: "غير أني لا أبيِّن إلا ما سمعت". ولعل في الكلمة تصحيفًا صحيحُه (لا أجيز).
11- وفيه (ص 130):
يَا جَارُ لا تَجْهَلْ عَلَى أَشْيَاخِنَا .. ... والأَحْلامِ
وهو لمُهَلْهِل، ورد في "الأصمعيات" (ص 176)، وصحيحه: (يا حَارِ)، ترخيم للحارث كما هو معروف.
12- وفيه أيضًا (ص 131): "وهذا مع جمعنا إياها ..." والصحيح: (وهذا معنى ...).
13- أما باب "تفسير أول الكلمة وآخرها" (ص 133)؛ فنرجح أن يكون اسمه "باب تغيير أول الكلمة وآخرها"؛ بدليل قوله في آخر الباب: "فهذا يأتي لك على جميع ما فسر الخليل [من] تغير الكلمة وآخرها، والزيادة فيها والنقصان، والتحريك والإسكان ...".
14- وفي أوله: "أما هي وهو، ولام الإضافة لهم ..."!! ولا معنى لكلمة (لهم)، ولعل الكلمة زائدة، أو أن بها تصحيفًا لم أصل إليه.(/19)
15- وفيه: "وإذا كان حرف ساكن قبل همزة متحركة؛ فإن شئت حذفت الهمزة، وألقيت حركتها على الساكن؛ فقلت في: من أبوك؟ مَنَبُوك؟. ويريد: فيرميه، يريد: في أرميه".
وقد أشار المحقِّق إلى ثقل التركيب الأخير، وأنه ربما كان تصحيفًا من الناسخ، ولكنَّه لم يُحاول إصلاحَه، ولعل التركيب المناسب هنا: (وقلت: فيرميه، تريد: في أرميه)، بخفض الفاء؛ "لأنها أول حرف من في"، وحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الياء.
16- وقد جاء بعد النص السابق قوله: "إلا أن الألف لا تحوَّل عليها الحركة، في نحو: يأبا فلان"، وقد فَصَل المحقِّق هذه العبارة عن سابقتها، وهي ملحقة بها، وتابعة لها، ومرادها: أنه عندما يكون الساكن قبل الهمزة ألفًا؛ لم تستطع حذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الألف؛ لأن الألف لا تحوَّل عليها الحركة، أي: لا تظهر عليها الحركة كما شرح هذا من قبل (ص 113)، وبالتالي: فإنَّ المِثالَ الذي ضربه؛ يجب أن يكون: (يا أبا فلان)، أو (يا با فلان) بحذف الهمزة فقط.
17- وبعد ذلك جاء قوله: "ويجوز في ألفات الوصل[!]، إن شئت في الابتداء، وفي أول النصف الثاني من البيت، ولا يحسن في شيء من الإدراج".
وواضح أن في العبارة نقصًا، يكمله قولنا: "ويجوز [القطع] في ألفات الوصل ..."، وهي فقرة جديدة، حقُّها أن يُبتدأ بها السطر.
18- وفيه (ص 135): "واعلم: أن الهاء التي تبيَّن بها الحركات، نحو: ارْمِهِ وعليهِ، ووازيداهُ، ويا عمَّاهُ ...".
والهاء التي تبين بها الحركات ساكنة، وتسمى (هاء السكت)، وهي تلحق الكلمات عند الوقف؛ لبيان حركةٍ أو حرف، ولا يثبت شيء منهن في الوصل - كما يقول الأخفش بعدها، وبالحركة تصبح هاء ضمير الغائب؛ ولذلك فصحيح العبارة هو: "ارْمِهْ وَعَلَيَّهْ [بالسكت على (عَلَيّ)]، ووازيداهْ، ويا عمَّاهْ ...".(/20)
19- وفي باب ما يحتمله الشعر ..، (ص 137): "اعلم: أن (هم) إذا كان قبله حرف مكسور، أو ياء ساكنة؛ إن شئت أسكَنْتَ ميمه في الوصل، وإن شئت حرَّكْتَها وألحَقْتَها ياء أو واوًا ساكنة، نحو: (بهمْ وبهموا، وعليهموا وعليهمي، وعليهمْ ربِّهِمِي)".
وأغلب الظن أن في الأمثلة الأخيرة تقديمًا وتأخيرًا، ولعلها في الأصل: (بهمْ وبهمو وبهمي، وعليهم وعليهموا وعليهمي).
20- وقد جاء بعد ذلك مباشرةً: "وميم الجماعة في (غيرهم)، إن شئت أسكنتها ..."، وواضح أن مقتضى العبارة أن تكون: "وميم الجماعة في غير (هم) ..."، أي: فيما سوى (هم) المذكورة آنفًا.
21- وفيه (ص 139): "واعلم: أن كل ما لا ينصرف؛ يجوز صرفه في الشعر، نحو: قصر الممدود، ولا يجوز الحذف في الشعر، فإذا قصرته فإنما تحذف حرفًا ...".
وفيها: يجعل الأخفش قصر الممدود من باب صرف ما لا ينصرف، وليس ذلك منه، كما أن في قوله: "لا يجوز الحذف في الشعر" تناقضٌ مع إجازته قصر الممدود؛ لأن القصر حذف من الشعر كما قال في آخر العبارة. والصحيح قولنا: "ويجوز الحذف في الشعر"، ولعل في العبارة تقديمًا وتأخيرًا أيضًا؛ فيصححها قولنا: "ويجوز الحذف في الشعر؛ نحو قصر الممدود، فإذا قصرته؛ فإنما تحذف حرفًا".
22- ولقد حاول المحقِّق أن يسدَّ ما في الكتاب من خَرْم، بإضافة نُقُول منسوبة للأخفش في كلٍّ من البحر الطويل والمديد والبسيط، إلا أنه لم يستكمل الخَرْم الذي أصاب آخر باب ما يحتمله الشعر ..، وهو باب الضرورات الشعرية، كما أنَّه لم يستقصِ كل ما نُقل عن الأخفش في هذه البحور:(/21)
أ- ففي باب الطويل (ص 139)، لم ينقل المحقِّق عن الأخفش إلا زيادته ضربًا رابعًا مقصورًا، هو (مَفَاعِيلْ) بسكون اللام، وكان أحرى به وأنسب أن ينقل عنه مخالفته للخليل في زِحَافَيِ الكف (مَفَاعِيلُ)، والقبض (مَفَاعِلُنْ)، في حشو الطويل. يقول العَروضي (الجامع 199): "أما (مَفَاعِيلُنْ)؛ فإن حذف الياء عند الخليل أحسن من حذف النون؛ لأنها في وسط الجزء، وأما الأخفش فكان يرى أنَّ حذف النون أحسن من حذف الياء؛ لأنها تعتمد على وتدٍ بعدها، والياء تعتمد على سبب، والاعتماد على الأوتاد أقوى من الاعتماد على الأسباب".
ويقول الشنتريني عن القبض في الطويل (المعيار 34): "وهو في سباعيِّه أصلح من الكف عند الخليل، وهو عند الأخفش بعكس ذلك".
ومن ذلك أيضًا قول التبريزي (الوافي 40) - وانظر (الجامع ص 184) -: "واختلف الخليل والأخفش في عَروض الطويل، فكان الخليل لا يجيز فيها غير (مُفَاعِلُنْ)، وكان الأخفش يجيز فيها (فَعُولُنْ) على جهة الزِّحَاف، لا على جهة البناء والأصل، ومعنى هذا: أنه كان يجيز في قصيدة واحدة أن يكون بعض الأعاريض على (مَفَاعِلُنْ)، والبعض على (فَعُولُنْ)، على أي ضربٍ كانت القصيدة من ضروبه. كان الأخفش يقول: "(مَفَاعِلُنْ) من جنس (فَعُولُنْ)، وهو فرع له، وأوله مضارع لأوله، فقياسه به أولى، وإذا كان كذلك؛ فقد وجدنا المتقارب باتفاقٍ منَّا تجتمع فيه عَروض محذوفة وعَروض غير محذوفة، ويكون ذلك في قصيدة واحدة، فبنينا عليه الطويل، وأجزنا فيه مثل ما أجزنا في المتقارب، وذلك قول النابغة:
جَزَى اللَّهُ عَبْسًا عَبْسَ آلِ بَغِيضِ جَزَاءَ الْكِلابِ العَاوِيَاتِ وَقَدْ فَعَلْ
وكان الخليل يقول: "لو أجزنا مثل هذا؛ لكنا قد أجريناه مجرى الزِّحَاف، وقد علمنا أن الزِّحَاف لا يكون على هذا الوجه؛ لأنه لو جاء مثل هذا، وجرى مجرى الزِّحَاف؛ لم تكن العَروض أولى به من الحشو، فلما لم يدخل هذا في الحشو؛ لم يدخل في العَروض".(/22)
ونقل العَروضي في (الجامع ص 199) عن الأخفش زعمه؛ أن النون من (فَعُولُنْ) - التي تسبق الضرب الثالث من الطويل - زائدة، وأن الزيادة جازت عند الأخفش، كما جاز النقصان.
ب- وفي باب المديد (ص 140): نقل المحقِّق فقرة جاءت في باب الرَّمَل، من كتاب "العَروض" (ص 151)، ليس فيها مما يمكن إضافته إلى المديد، إلا قوله: "والمديد الذي فيه (فَاعِلُنْ وفَاعِلانْ) لم نسمع منه شيئًا، إلا قصيدة واحدة للطِّرِمَّاح". وكانت أمام المحقِّق نقول أخرى عديدة، يمكن أن يسد بها الخرم في المديد.
* فمن ذلك قول الدَّماميني (الغامزة 53): "حكى الأخفش عن الخليل: أنه سمِّي مديدًا لامتداد سببين في طرفي كل جزء من الأجزاء السباعية..".
* ومن ذلك أيضًا قول الشنتريني (المعيار 42): "وحكى الأخفش للعَروض الثانية [فَاعِلُنْ] ضربًا رابعًا مجزوءًا [فَاعِلاتُنْ]، شاهده:
لَمْ يَكُنْ لِي غَيْرُهَا خِلَّةً لا وَمَا كَانَ غَيْرِي خَلِيلا
لَمْ يَزَلْ لِلْعَيْنِ فِي كُلِّ مَا غِبْطَةٍ، حَتَّى رَأَتْنِي قَتِيلا
* ومن ذلك قول الشنتريني أيضًا: "وأجاز الأخفش خَبْن ضربها الثاني [فَاعِلانْ]، شاهده:
كُنْتُ أَخْشَى فِيكَ صَرْفَ الرَّدَى فَرَمَانِي سَهْمُهُ فَأَصَابْ
* ومما يُسدُّ به الخَرْم في باب المديد أيضًا ما نقل عن الأخفش من قوله بشذوذ الضربين (فَاعِلُنْ وفَعلُنْ) مع العَروض (فَاعِلُنْ)؛ يقول أبو الحسن العَروضي (الجامع ص 185): "وأما المديد؛ فإن الأخفش زعم أن قوله:
إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ يَاقُوتَةٌ أُخْرِجَتْ مِنْ كِيسِ دِهْقَانِ
لم يُسْمَع، وأنه مُحْدَث، والقياس عنده ألا يجوز؛ لأنه لم يجئ. وكذلك قوله:
يُغْرَمُ الْمَرْءُ عَلَى فِعْلِهِ وَيَصِيرُ الْمَالُ لِلْوَارِثِ
فهذا عنده غير جائز؛ لأنه لم يجئ، وذلك قول ابن القَطَّاع (البارع 103)، والشنتريني (المعيار 39): "وهذان الضربان شاذَّان عند أبي الحسن الأخفش".(/23)
* وفي المديد أيضًا، نقل العَروضي (الجامع 200) مخالفة الأخفش للخليل في تعليله عدم سقوط ألف (فاعلن) التي في العَروض، حيث يرى الخليل أن المديد: "كان أصله ثمانية أجزاء، وقد سقط منه جزآن، فلذلك لم يجز فيه الزِّحَاف"، بينما يقول الأخفش: "إنما لم يَجُزْ فيه الزِّحَاف؛ لأنه [شعر] قليل، وإنَّما يحذفون من الأشياء التي تكثر في كلامهم، ويكثر استعمالهم لها".
ج- وفي باب البسيط (ص 141) يقول المحقِّق: "لم أجد للبسيط نُقولاً عن الأخفش"؛ ولذلك نقل عن كتاب العَروض نفسِه فقرات تحدَّث فيها الأخفش عن (مُسْتَفْعِلُنْ)، في سياق حديثه عن الرَّجَز والسريع، وليس فيما نقله المحقِّق ما تصلح إضافته هنا؛ إلا قوله في الرَّجَز (ص 149): "فـ(فَعَلَتُن) فيه أحسن منه في البسيط والسريع". وقد وجدت نقولاً عن الأخفش تصلح إضافتُها هنا.
* يقول أبو الحسن العَروضي (الجامع 201): "فإنَّ الخليل كان يرى أنَّ حذف السين [من (مُسْتَفْعِلُنْ)] أحسن من حذف الفاء؛ "لأنها أول الجزء"، والأخفش يرى أن حذف الفاء أحسن؛ "لأنها تعتمد على وتد".
* ويقول العَروضي أيضًا (الجامع 186): "وقد أنشد الخليل بيتًا [من البسيط] على الأصل؛ [أي أن ضربه فَاعِلُن وليس فَعِلُن]، وهو:
قَفْرُ الْفَيَافِي تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بِهِ يَرُوحُ فَرْدًا وَيَلْقَى إِلْفَهُ طَاوِيَهْ
فقوله: (طَاوِيَهْ) وزنه (فَاعِلُنْ)، وهذا ردَّه الأخفش".
وحول ذلك؛ جاء في اللسان لابن منظور (9/11)، في باب (إِلْف): "والذي حكاه أبو إسحاق، وعزاه إلى الأخفش: أن أعرابيًّا سُئِلَ أن يصنع بيتا تامًّا من البسيط؛ فصنع هذا البيت".
* وفي الضرب الثالث من البسيط:
مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُن مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُن مَفْعُولُنْ(/24)
أجاز الأخفش طيَّ (مَفْعُولُنْ)، أي: حذف رابعها الساكن، فتصير (مَفْعُلُنْ)؛ فتنتقل إلى (فَاعِلُنْ). يقول الشنتريني (المعيار 44): "وكل (مَفْعُولُنْ) ممنوع من الطيِّ؛ لاختلال الوتد، وأجاز الأخفش طيَّه، ومنعه الخليل". ولم يورد الشنتريني شاهده على ذلك، كما أنني لم أجد له شاهدًا.
23- وفي بداية البحر الوافر (ص 142) خَرْمٌ أراد المحقِّق أن يسدَّه، فأخطأ عندما أضاف الجملة التالية: "فيجوز إسكان اللام في (مُفَاعَلَتُنْ)"، نحو:
قَوَائِمُهَا إِلَى الرُّكْبَاتِ سُودٌ وَسَائِرُ خَلْقِهَا بَعْدُ بَهِيمُ
وقال:
أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تَرَيَاهُ كِلانَا عَالِمٌ بِالتُّرَّهَاتِ
والصحيح أن يضيف قوله: "فجاز إلقاء نون مَفَاعِيلُنْ"؛ ذلك أن الأخفش - كما يدل باقي كلامه - كان يتحدث عن ورود (مَفَاعِيلُ) في الوافر التام، حيث جاء عَجُز البيت الأول على (مُفَاعَلَتُنْ مَفَاعِيلُ فَعُولُنْ)، وصدر البيت الثاني على: (مُفَاعَلَتُنْ مَفَاعِيلُ فَعُولُنْ)[7].
يقول الأخفش معلّقًا على كلمة (ترياه) من البيت الثاني: "أخبرني من أثق به من الرواة، أنَّه سمعه غير مهموز، ولا أرى الذين همزوا – [أي بقولهم: ترأياه] - إلا لم يسمعوه عن العرب؛ فإنما همزوه فرارًا من الزِّحَاف، ولو سمعت هذا البيت - لا أدري تهمزه العرب أم لا - حملته على ترك الهمز؛ لأنه الأكثر". ويوافق هذا ما قاله الجوهري في عَروض الورقة (ص 31): "وزعم الأخفش أنه لم يسمع في الوافر (مُفَاعَلُنْ)، وسمع (مَفَاعِيلُ)، وبيته:
قَوَائِمُهَا إِلَى الرُّكْبَاتِ سُودٌ وَسَائِرُ خَلْقِهَا بَعْدُ بَهِيمُ
* ولعلَّ شيئًا مِمَّا خرم في بداية البحر الوافر، يوافقه قول أبي الحسن العَروضي (الجامع 186): أن الأخفش "سمع أعرابيًّا ينشد شعرًا على (مُفَاعَلَتُنْ) ست مرات - [أي: على أصل الوافر] - وقال: هو قياسٌ عندي".(/25)
24- وفي باب الوافر أيضًا، يقول الأخفش: "وكان الخليل لا يجيز إلقاء ياء (مَفَاعِيلُنْ) إذا كانت عَروضًا"، وهو بذلك يتحدث عن مجزوء الوافر بلا شك؛ لأن (مَفَاعِيلُنْ) لا ترد عَروضًا إلا في المجزوء، كما هو معلوم.
إلا أن المحقِّق علَّق على ذلك بقوله (هامش 8): "وقد جاء في عَروض الضرب الأول – المقطوعة – القبض؛ وهو حذف الخامس الساكن، من ذلك قول جرْوَل بن أوس:
عَلَوْتُ عَلَى الرِّجَالِ بِخُلَّتَيْنِ وَرِثْتُهُمَا كَمَا وُرِثَ الْوَلاءُ
وواضح أن التعليق والشاهد ليسا في موضعيهما؛ إذ المطلوب هنا بيت من مجزوء الوافر جاءت عَروضه على (مَفَاعِلُنْ).
25- وفي الوافر كذلك، يقول الأخفش: "ولم يجيزوا المعاقبة إذا كانت (مَفَاعِيلُنْ) ..."، والمعاقبة هنا تعني: سقوط الياء، مع ثبات النون؛ (مَفَاعِلُن)، أو: سقوط النون، مع ثبات الياء؛ (مَفَاعِيلُ)، ولا يجوز سقوطهما معًا.
وقد أخطأ المحقِّق في تعريف المعاقبة (هامش 3)، عندما قال: "المعاقبة بين الحرفين معناها: إذا سقط أحدهما ثبت الآخر عقبه، فيجوز أن يثبتا معًا، ويجوز أن يسقطا معًا"!، وكنت أظن أن في ذلك خطأً مطبعيًّا، إلا أنَّنِي وجدت الخطأ مكررًا في الهامش رقم (1) (ص 147)، كما وجدته كذلك في كتاب "البارع" لابن القَطَّاع، الذي حقَّقه ونقل عنه[8].
26- وجاء في الوافر أيضًا: "ولم يُجيزوا المعاقبة إذا كانت (مَفَاعِيلُنْ) كما أجازوا في الكامل، حين صارت (مُسْتَفْعِلُنْ)؛ لأن (مُسْتَفْعِلُنْ) جزء يُلقى سينه وفاؤه، فقد نقصره".(/26)
وفي هذا النص إبهام وتناقض؛ فالمعاقبة في (مَفَاعِيلُنْ) تعني: جواز سقوط الياء؛ (مَفَاعِلُنْ)، أو النون؛ (مَفَاعِيلُ)، كلٌّ على حدةٍ، وعدم جواز سقوطهما معًا (مَفَاعِلُ)؛ لذلك فلا معنى لقوله: "ولم يجيزوا"، ولا: "أجازوا"؛ لأن في نفي جواز المعاقبة معنى جواز سقوطهما معًا، وليس ذلك صحيحًا، إذ من المعروف أنَّ في الوافر المعاقبة بين ياء (مَفَاعِيلُنْ) ونونها.
يقول أبو الحسن العَروضي (الجامع 201): "فإذا سُكِّنتِ اللام [من (مُفَاعَلَتُنْ)]؛ عاقبت الياء النون. ويقول الشنتريني (المعيار 49): "وفيه المعاقبة بين الياء والنون".
ولذلك فلعل في العبارة تصحيفًا، يصححه قولنا: (وهم يجرون) المعاقبة إذا كانت (مَفَاعِيلُنْ)، كما (أجروا) في الكامل حين صارت (مُسْتَفْعِلُنْ)..".
27- وفي البحر الكامل (ص 145)، جاء قول الأخفش: "وقد أجازوا (فَعِلُنْ) في الذي عَروضه (مُتَفَاعِلُنْ) – وهو الأصل؛ لأنه صدر (مُتَفَاعِلُنْ)".
حيث ضبط المحقِّق (فَعْلُنْ) بسكون العين، ونظنها متحركة العين؛ لقوله: "لأنه صدر (مُتَفَاعِلُنْ)"، وصدرها هو (مُتَفَا)، أي: (فَعِلُن)، كما هو واضح.
أضف إلى ذلك: أنَّ المحقِّقَ قد توهَّم من عبارة الأخفش السابقة أنَّه يريد مَجيء (مُتَفَاعِلُنْ) عَروضًا، مع (فَعْلُنْ) ضربًا، فعلق عليها بقوله: "وهو الضرب الثالث من الكامل، شاهده:
لِمَنِ الدِّيَارُ بِرَامَتَيْنِ فَعَاقِلٌ دَرَسَتْ وَغَيَّرَ آيَهَا الْقَطْرُ"
والشاهد في غير موضعه؛ لأن الأخفش – كما قُلنا – يُريد مجيءَ العَروض (فَعِلُنْ) جوازًا مع العَروض (مُتَفَاعِلُنْ) في ذات القصيدة، مهما كان ضربها، كالذي أورده الشنتريني في (المعيار ص57):
النَّازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ وَالطَّيِّبُونَ مَعَاقِدَ الأُزْرِ
الخَالِطِينَ نَحِيتَهُمْ بِنُضَارِهِمْ وَذَوِي الْغِنَى عَنْهُمْ بِذِي الْفَقْرِ
أو قوله:(/27)
مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بِمَقْتَلِهِ – فَلْيَأْتِ نِسْوَتَنَا بِوَجْهِ نَهَارِ
يَجِدِ النِّسَاءَ حَوَاسِرًا يَنْدُبْنَهُ قَدْ قُمْنَ قَبْلَ تَبَلُّجِ الأَسْحَارِ
28 – ومثلُ ذلك؛ يقول الأخفش في الكامل: "وما أرى (فَعْلُنْ) في العَروض إلا جائزة مع (فَعِلُنْ)..". حيث توهَّم المحقِّق أنه يقصد الضرب الخامس للكامل، ذي العَروض (فَعِلُنْ) والضرب (فَعْلُنْ)، وشاهده:
وَلأَنْتَ أَشْجَعُ مِنْ أُسَامَةَ إِذْ دُعِيَتْ نَزَالِ، وَلُجَّ فِي الذُّعْرِ
وليس ذلك مقصود الأخفش كما هو واضح، ولكنه جواز (فَعْلُنْ) مع (فَعِلُنْ) في العَروض، وفي ذات القصيدة أيضًا، وهو نادرٌ، كما في قول صالح جودت:
وَالْجِيدُ إِذْ يَخْتَالُ فِي تَلَعٍ فَتَغَارُ مِنْهُ لآلِئُ الْعِقْدِ
لا تَخْدَعَنَّكِ فِتْنَةُ الأُنْثَى فِتَنُ الرُّجُولَةِ كُلُّهَا عِنْدِي
29- وفي الكامل أيضًا، علَّق المحقِّق على قول الأخفش: "وجاز إسكان عين (فَعِلاتُنْ)"، بقوله: "ولم يَرِدْ ..."!!
والحقيقة أنَّ ذلك كثيرُ الورود جدًّا، كما هو معلوم من كتب العَروض والشعر، سواء في الكامل التام أو المجزوء.
يقول الجَوْهَري (عَروض الورقة 36): "ويجوز القطع مع الإضمار، فينقل إلى (مَفْعُولُنْ)". ويقول التبريزي (الوافي 87): "ويجوز في (فَعِلاتُنْ) إضمار، فيصير (فَعْلاتُنْ)"،
ومن شواهد ذلك في الشعر، قول شوقي (الشوقيَّات 3/17):
رَكَزُوا رُفَاتَكَ فِي الرِّمَالِ لِوَاءَا يَسْتَنْهِضُ الْوَادِي صَبَاحَ مَسَاءَا
يَا وَيْحَهُمْ نَصَبُوا مَنَارًا مِنْ دَمٍ يُوحِي إِلَى جِيلِ الْغَدِ الْبَغْضَاءَا
جُرْحٌ يَصِيحُ عَلَى الْمَدَى وَضَحِيَّةٌ تَتَلَمَّسُ الْحُرِّيَّةَ الْحَمْرَاءَا
30- وفي الكامل أيضًا، يقول الأخفش: "ولم نجد (مُفْتَعِلُنْ ولا مُفَاعِلُنْ) في مجزوء الكامل، وهو جائز ..."، ووافقه المحقِّق بقوله: "لم ترد هذه الصورة لمجزوء الكامل في كتب العَروض".(/28)
والحقيقة أن (مُفْتَعِلُنْ ولا مُفَاعِلُنْ) أكثر ورودًا في المجزوء منهما في التام؛ يقول المعري في رسائله (ص 117): وقد يجيء الخَزْل (مُفْتَعِلُنْ)، والوَقْص (مُفَاعِلُنْ) في ضروب الكامل القصيرة، أكثر من مجيئه في الأوَّلَيْن [التامَّيْن]". وقد أوردت معظم كتب العَروض أمثلة لذلك، كالذي أورده الزمخشري في "القسطاس" (ص93):
خَلَطَتْ مَرَارَتَهَا لَنَا بِحَلاوَةٍ كَالْعَسَلِ (مُفْتَعِلُنْ)
وقوله:
وَلَوَ انَّهَا وُزِنَتْ شَمَا مِ بِحِلْمِهِ لَشَالَتِ (مُفَاعِلُنْ)
وقوله:
كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَيْهِمَا فَهُمَا لَهُ مُيَسَّرَانْ (مُفَاعِلانْ)
وقوله:
وَأَجِبْ أَخَاكَ إِذَا دَعَا كَ مُعَالِنًا غَيْرَ مُخَافْ (مُفْتَعِلانْ)
31- وفي الهَزَج (ص 147) يقول الأخفش: "فُتعاقبُ في (مَفَاعِيلُنْ) الياء النون"؛ مجيزًا بذلك فيها (مَفَاعِيلُ أو مَفَاعِلُنْ)، على الرغم من قوله: "وإن كنا لم نجد الياء أسقطت في شيء من الشعر فنقيس عليه…"!.
وكان فَهْمُ المحقِّق لهذه العبارة عجيبًا؛ إذْ حاول أن يستخلص منها ما لم يقله الأخفش أبدًا!! يقول المحقِّق: "ومعنى هذا أنَّ الأخفش يُجيز حذف النون من (مَفَاعِيلُنْ)، ولما كان بعدها وتد [؟!!] فإنه وجب تسكين اللام، وهو ما يسمى بالقصر"!!، رابطًا هذا الكلام بما نُقل عن الأخفش، أن للهَزَج "ضربًا ثالثًا مقصورًا"؛ كما في قوله:
بَنُو آدَمَ كَالنَّبْتِ وَنَبْتُ الأَرْضِ أَلْوَانْ
فَمِنْهُمْ شَجَرُ الْمحْلِ بِ وَالْكَافُورِ وَالْبَانْ
وواضحٌ أنه ليس في عبارة الأخفش ما يشير إلى هذا الضرب على الإطلاق، وكل ما فيها أن (مَفَاعِيلُنْ) – في حشو الهَزَج لا في ضربه، كما توهم المحقِّق – فيها المعاقبة.
32- وفي باب الرَّجَز (ص 149): "وإنَّما وضعوه للحُدَاء، والحُدَاء غناء، وهم وكلامهم إذا كانوا في عمل أو سوق إبل ...". وفي ذلك تصحيف واضح، صحيحه: "والحُدَاء [غناؤهم] وكلامهم …".(/29)
33- وحول (فَعَلَتُنْ) في الرَّجَز، وأنها فيه أحسن منها في البسيط، استشهد الأخفش بقول العَجَّاج:
قَدْ جَبَرَ الدِّيِنَ الإِلَهُ فَجَبَرْ
وقال: "فلم يقبُح. – وقد جاء بفَعَلَتُنْ – كما قبُحَ: فَحَسَبُوهُ فَأَلْفَوْهُ كَمَا حَسَبَتْ"
إلا أنَّ المحقِّق وضع نقطة بعد قوله "فلم يقبح". كما أدخل شطر البيت بعدها في درج الكلام، مما يوهم بأنه نثر، وهو صدر بيتٍ للنابغة من البسيط، عجُزُه هو:
تِسْعًا وَتِسْعِينَ لَمْ تَنْقُصْ وَلَمْ تَزِدِ
34- ولقد أراد المحقِّقُ أن يَستَشْهِد على جواز الخَبْن في الرَّجَز (ص 149)، فقال – نقلاً عنِ ابْنِ القَطَّاع -: "وقد يدخل الخَبْن البيتَ كله، مثل:
أَرِدْ مِنَ الأُمُورِ مَا يَنْبَغِي وَمَا تُطِيقُهُ وَمَا يَسْتَقِيمْ
وواضح أن هذا البيت من السريع لا الرَّجَز، استشهد به ابن القَطَّاع (البارع 169) على الخَبْن في السريع، كما استشهد به المحقِّق شاهدًا على الخَبْن في السريع أيضًا (ص 154).
35- وفي الرَّجَز أيضًا (ص 150): "وجاز إلقاء السين والفاء - أي: فلا معاقبة فيه -وإنما خرج - أي الرَّجَز، في قول الخليل – من الهَزَج – أي: بالفك، وهو في موضع الياء والنون من (مَفَاعِيلُنْ)؛ لأن السين والفاء يعتمدان على وتدٍ، وليس من جزئهما"!!
والصحيح: ".. يعتمدان على وتد من جزئهما". بعكس الياء والنون من (مَفَاعِيلُنْ)؛ فهما يعتمدان على وتد التفعيلة التالية.
36- وفي الرَّمَل (ص 151) يقول الأخفش: "فحذف ألف (فَاعِلاتُنْ) التي لا تعاقَب أحسن من حذف نونها".
والأخفش في ذلك يتحدث عن (فَاعِلاتُنْ) الأولى من كل شطر؛ فهي التي لا معاقبة في ألفها؛ لأن المعاقبة في الرَّمَل هي بين نون (فَاعِلاتُنْ) وألف التفعيلة التي تليها.
ولم يفهم المحقِّق مراد الأخفش من هذا القول؛ فعلق بقوله: "يعني بها: حذف الألف الأولى التي بعد الفاء، وحذفها يعني به: الخَبْن، وقد يأتي في جميع أجزاء البيت"!!(/30)
37- ويكاد البحر السريع يهدم نظريَّة الدوائر الخليلية برمتها؛ فنزولاً على حكم الدائرة العَروضية، التي تَعُدّ البحر السريع مؤلَّفًا من: (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولاتُ)؛ فقد اضطر الخليل اضطرارًا إلى عد ما كتب من الرَّجَز المشطور على: (مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولانْ)، و(مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولُنْ) من السريع، وعدَّ ما كتب من الرَّجَز المنهوك على: (مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولانْ)، و(مُسْتَفْعِلُنْ مَفْعُولُنْ) من المُنْسَرِح!!
ونظرًا إلى أن أضرب البحر السريع: (فَاعِلانْ وَفَاعِلُنْ وفَعِلُنْ) بعيدة كل البعد عن (مَفْعُولاتُ)؛ فقد اضطر الخليل إلى تمحُّل (العلل) لكي يُحَوّلها إليها، ومعلوم أن الضرب (مَفْعُولُنْ)؛ بل و(مَفْعُولانْ) هما من ضروب الرَّجَز التام بإقرار الخليل والعَروضيين من بعده؛ فعلى الضرب الأول قصائدُ أكثر من أن تحصى، قديمًا وحديثًا، ومن الثاني – وهو قليل – أرجوزة النَّظَّار بن هاشم، والتي أوْرَدَها الأخفش في كتابه "الاختيارين" (ص 301)، وهي (66) بيتًا، يقولُ في مطلعها:
مَا هَاجَ شَوْقًا مُولَعًا بِالأَحْزَانْ وَدَمْعَ عَيْنٍ ذَاتِ غَرْبٍ تَهْتَانْ
إِلاَّ بَقَايَا نَبَهٍ مِنْ دِمْنَةٍ وَنَبَهٍ مِنْ طَلَلٍ وَأَعْطَانْ
ولذلك فلا مشاحَّة أنَّ هذه الضروب هي من الرَّجَز، ولقدِ انتقد عدد من العَروضيين الخليل في ذلك، ولعلَّ الأخفش كان على رأس هؤلاء؛ فهو يقول (ص 155): "ولم يُعلم أن أصل (فَاعِلُنْ) كان (مَفْعُولاتُ)..".
وهو يعترف صراحةً أنَّ ما جاء على هذه الأضرب من شعر هو "شعر يُرْتَجَزُ به".
كما انتقد المعرّيُّ مُخالفة الخليل للعرب؛ بجعله ما هو من الرَّجَز سريعًا؛ فقال (الصاهل والشاحج ص 284 – 286): "وهذه الأشعار رَجَزٌ عند العرب، وإن زعم الخليل أن بعضها من السريع".(/31)
ويزيدُنا ثقة أنَّ هذه الضروبَ هي من الرَّجَز: "أنَّ أكثر ما جاء عليها كان لرُجَّاز لم يشتهروا بالقصيد؛ كالعَجَّاج، ورؤبة، والعِجْلي". (شرح تحفة الخليل 198).
38- وفي أول المُنْسَرِح (ص 156)، جاء قوله عن (مُسْتَفْعِلُنْ): "فإن السين تعاقبت ألفًا ..."!! وهو تصحيف واضح، صحيحه: "فإن السين تعاقب الفاء".
39- وفي المُنْسَرِح (ص 157): يرى الأخفش - والخليل قبله - أن ليس للمنْسَرِح التام إلا ضرب واحد، هو (مُفْتَعِلُنْ)؛ يقول الأخفش: "وهذا لم يجئْ له إلا ضرب واحد"، وقد وافقه المحقِّق على ذلك بقوله: "لم يأت للمُنْسَرِح إلا ضرب واحدة" [!].
والحقيقة: أن معظم كتب العَروض بعد الخليل أقرَّت أنَّ للمُنْسَرِح التام ضربًا آخر، هو (مَفْعُولُنْ)، استُدْرك على الخليل، ذكره ابن عبَّاد (ت 385هـ) – وغيره – في عَروضه (الإقناع ص 57) بقوله: "وقد وُجد في الشعر القديم والمُحْدَث ضرب آخر؛ (مَفْعُولُنْ)؛ ففي الشعر القديم ما أنشده أبو حنيفة الدِّينَوَرِي في (كتاب النبات):
ذَاكَ وَقَدْ أَذْعُرُ الْوُحُوشَ بِصَلْ تِ الْخَدِّ رَحْبٍ، لِبَانُهُ مُجْفِرْ
وفي المُحْدَث [قول أبي العتاهية]:
اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَوْلاتِي أَبْدَتْ لِيَ الصَّدَّ وَالْمَلالاتِ
40- وفيه أيضًا: "وذهاب الفاء من (مَفْعُولاتُ) و(مَفْعُولُنْ) فيه صالح ...".
والصحيح: (مَفْعُولاتْ)، أو (مَفْعُولانْ) بسكون الآخر؛ لأن حديث الأخفش هنا عن المنهوك، لا عن التام.
41- وفي الخفيف (ص 161): أشار الأخفش إلى مجيء (مَفْعُولُنْ) في الضرب مع (فَاعِلاتُنْ) في ذات القصيدة، معلّلاً مجيئها بخفة هذا الشعر.(/32)
ولكنْ، على الرغم من أنَّ إشارته تلك كانت واضحة ومفهومة، إلا أن المحقِّق وقع في وهم كبير، عندما قال عن (مَفْعُولُنْ) هذه: "أصلها (مُسْتَفْعِلُنْ)؛ حيث حُذف ساكنها السابع، وسُكِّن ما قبله؛ فصارت (مَفْعُولا)!! ثم حوِّلت إلى (مَفْعُولُنْ)، وهو ما يسمى بالتَّشْعِيب، "ولا يكون إلا في الخفيف والمُجْتَثّ"!!
ولستُ أدري كيف وقع له هذا الوهم، فـ (مُسْتَفْعِلُنْ) في الخفيف لا ترد على (مَفْعُولُنْ) إطلاقًا، ولستُ أدري كيف صارت (مَفْعُولا)، وكان المفروض أن تصير إلى (مُسْتَفْعِلْ) ؟! بل لقد تمادى المحقِّق في وهمه أكثر وأكثر، عندما راح يرد على أقوال العَروضيين في تشعيب (مُسْتَفْعِلُنْ)، مبيّنًا أنَّها في الخفيف مفروقة الوتد؛ "وبالتالي لا يمكن حذف أوَّله أو ثانيه، وإنما الأصح: إما حذف ثالثه المتحرك، أو حذف سابع التفعيلة – كفها - وتسكين ما قبله – اللام -!!
42- وأخيرًا يقول الأخفش في المتقارب (ص 164): "وجاز في العَروض (فَعَلْ وَفَعُولْ) ساكنة اللام في قول الخليل".
وواضح أنه يشير إلى إمكان ورود (فَعَلْ وفَعُولْ) – جوازًا – إلى جانب (فَعُولُنْ) في عَروض المتقارب التام، ومعروف أن (فَعَلْ) كثيرة الورود، بَيْنَا تعد (فَعُولْ) شاذة، وشاهدها:
فَرُمْنَا الْقِصَاصَ، وَكَانَ التَّقَاصُّ (م) حَقًّا وَعَدْلاً عَلَى الْمُسْلِمِينَا
والتي طرحها بعضُهم؛ "لئلا يجتمع حرفان ساكنان في الشعر"، كما يقول الأخفش نفسه، إلا أنَّ مُحقِّقنا توهَّم غَيْرَ ما قصده الأخفش؛ فعلق على عبارته الأولى بقوله: "وهو الضرب الخامس من المتقارب، وعَروضه مثله (فَعُو)"!! وهو يقصد بذلك المجزوء:
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُو فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُو!!
الخاتمة:(/33)
وعلى الرغم من قيمة الموضوعات التي طرحها الأخفش في كتابه هذا، إلا أنه مخيبٌ لأمل شُداة العَروض في استقاء هذا العلم من أهم مصادره وأقربها إلى الخليل؛ إذ ليس في هذا الكتاب من علم العَروض إلا بعض مقدماته، وبعض الملاحظات المتفرقة عن الزِّحَاف، في كل بحر على حدةٍ، رأى الأخفش أن يُدْلِي برأيه فيها؛ مؤيدًا، أو معارضًا، أو مستدركًا على أستاذه الخليل؛ ففي الوافر مثلاً: لم يناقِشِ الأخفش إلا أربع قضايا زِحَافيَّة؛ هي:
1- إجازته سقوط نون (مَفَاعِيلُنْ).
2- إشارته إلى منع الخليل إلقاء يائها إذا كنت عَروضًا.
3- تعليله عدم سقوط نون (مُفَاعَلَتُنْ).
4- تعليله عدم جواز المعاقبة في (مَفَاعِيلُنْ).
بينما لم يناقش في الهَزَج إلا قضية المعاقبة في (مَفَاعِيلُنْ)، ورأي الخليل في ذهاب يائها إذا كانت عَروضًا، ومخالفته للخليل في ذلك، كما لم يتحدث في المضارع والمُقْتَضَب – معًا – إلا عن المراقبة، وندرة الزِّحَاف فيهما.
وهذه المقدمات والملاحظات – على أهميتها البالغة – ليست إلا جزئًا ضئيلاً من علم العَروض، الذي كُنَّا نأمل أن نجنيه من هذا الكتاب، فهل للأخفش كتاب آخر في علم العَروض سوى ما بأيدينا الآن؟ ذلك ما نُرَجّحه.
ويؤكّد لنا هذا الترجيحَ؛ أنَّ للأخفش آراءً عَروضية عديدة، منثورة في كتب العَروض المختلفة، نقلت عنه، وليست موجودة في هذا الكتاب.
فمن ذلك مثلاً: قول الشنتريني في الهَزَج (المعيار 61): "وأجاز الأخفش في ضربه القصر؛ (مَفَاعِيلْ)، شاهده:
وَلَوْ أُرْسِلْتُ مِنْ حُبِّكِ مَبْهُوتًا إِلَى الصِّينْ لَوَافَيْتُكِ عِنْدَ الصُّبْحِ أَوْ حِينَ تُصَلِّينْ
وقوله في المتقارب (المعيار 91): "وقد زاد الأخفش ضربًا ثانيًا لهذه العَروض، مجزوءًا أبتر، مردفًا شاهده:
تَعَفَّفْ وَلا تَبْتَئِسْ فَمَا يُقْضَ يَأْتِيكَا(/34)
ومن ذلك قول الدَّماميني (الغامزة 61): "حكى الأخفش للوافر عَروضًا ثالثة، مجزوءة، مقطوفة، لها ضرب مثلها، وبيته:
عُبَيْلَةُ أَنْتِ هَمِّي وَأَنْتِ الدَّهْرَ ذِكْرِي
وقوله في منهوكَي المُنْسَرِح (ص 73): "والأخفش يعدُّ هذا والذي قبله من الكلام الذي ليس بشعر، جريًا على أصل مذهبه ...".
وعنِ المُنْسَرِح، جاء في (الجامع) للعَروضي (ص 188): "وهو قليل فيما زعم الأخفش". وعن منهوكَي الرَّجَز والمُنْسَرِح (الجامع 188) ينقل العَروضي عن الأخفش مقالةً طويلة، مفادها: "أن الأخفش لم يكن يرَى ما كان على جزأين – [من الرَّجَز] - شعرًا، نحو قوله:
يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ
ولا الذي على جزأين من المُنْسَرِح، نحو قوله:
وَيْلُ امِّ سَعْدٍ سَعْدَا
بل ولا الذي على ثلاثة أجزاء من الرَّجَز والسريع؛ وهو المشطور".
ومن ذلك قول العَروضي (الجامع 197) - وانظر (الوافي للتبريزي ص 148) -: "وأما المضارع فلم يسمع من العرب، كذا ذكر الأخفش".
وقوله أيضًا (الجامع 199): "وزعم الأخفش في المُنْسَرِح: أن واو (مَفْعُولاتُ) زائدة، وأن سين (مُسْتَفْعِلُنْ) في الخفيف زائدة؛ لأن مسموع المحذوف أحسن من التمام". قال: "وجازت الزيادة عنده، كما جاز النقصان".
وقوله في الكامل (الجامع 202): "والأخفش يرى أن حذف السين [من (مُسْتَفْعِلُنْ)] أحسن من حذف الفاء؛ لأنه الحرف الذي أسكن، [بعد إضمار (مُتَفَاعِلُنْ)]". ويقول: "كلما قرب من أول الجزء؛ كان الحذف فيه أحسن، وحذف الفاء كأنه في السمع أحسن".
ومن ذلك قول المعري عن المُقْتَضَب (الفصول 1/132): "وزعم الأخفش أنه سُمع في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة".(/35)
وكذلك قول العَروضي في الخَرْم (الجامع 172): "وأما الأخفش فأجازه في أول النصف الثاني، واستشهَدَ فيه بأبيات قد رُويت عن العرب". ومثله قول الشنتريني فيه (المعيار 28): "وقد أجاز الأخفش هذا الضرب من النقصان في أول الشطر الثاني من البيت، والخليل يمنع ذلك".
ولا شكَّ أنَّ كثرة مثل هذه النقول، وعدم وجودها في كتابه هذا، دليلٌ أكيد على أن للأخْفَشِ كتابًا آخر في علم العَروض، يتكفَّل الزمن بإظهاره.
ولقدْ صَدَر في العام (1996م) كتابٌ لم يَكُنْ مُتاحًا لِلمُحَقِّق إبَّان التحقيق، وهو كتاب "الجامع في العَروض والقَوافِي"، لأبي الحسن، أحمد بن محمد العَروضي (ت 342هـ)، وهو من أقدم كتب العَروض التي وصلتنا كاملةً، وأقْربِها إلى عصر الأخفش - (ت 215هـ) - بعد كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه (ت 328هـ)، أشار فيه مصنّفه إلى أخذِه عن كتاب شيخه أبي إسحاق الزَّجَّاج - (ت 311هـ)، زائدًا في شرحه وتقريبه، وملحِقًا به من الزيادات التي لم يذكرها الزَّجَّاج عدَّة أبواب؛ كباب فلك الدوائر، وباب معاياة العَروض، وباب استخراج المُعَمَّى، وباب استقصاء الحُجَّة على من طعن في العَروض، والرد على الناشئ (العَروضي).
ويَبْدُو واضحًا للعيان تأثُّر المؤلّف بكتاب الأخفش، وأخذه عنه؛ فإضافة لما نقلناه عنه في متن المقالة، تتطابَقُ في الكتابين أسماء الأبواب التّسعة الأولى – مع اختلاف في الترتيب – جعلها العَروضي قسمًا قائمًا بذاته، وهي:
1- باب معرفة الساكن من المتحرك.
2- باب الجمع بين الساكن والمتحرك.
3- باب الوقف والابتداء.
4- باب تفسير الأصوات.
5- باب الهجاء [التهجئة].
6- باب الاحتجاج للعَروض.
7- باب الخفيف والثقيل.
8- باب أول الكلمة وآخرها.
9- باب ما يحتمل الشعر [من الضرورة].
وقد خصَّص القسم الثاني – وهو أكبر أقسام الكتاب – لأبواب البحور؛ بأعاريضها، وأضربها، وزِحَافاتها، كما تعرضها كتب العَروض الأخرى.(/36)
بينما أفرد العَروضي للقسم الثالث خمسة أبواب، تحدث فيها عن بعض الظواهر الجانبية في بحث العَروض، كباب التَّصْريع، والخَزْم (ما يزاد في أوائل الشعر)، والخَرْم (ما يحذف من أوائل الشعر)، وباب ما جاء مما لم يقله الخليل، وما لم يجئ مما قاله، ثم باب المقاييس والعلل (أو مقاييس الزِّحَاف)، وهو الباب الذي يتطابق – مرَّة أخرى – في طريقة عرضه مع ما تبقى من كتاب العَروض للأخفش، والذي تضمَّن ملاحظات خاطفة حول زِحَافات البحور – كلٌّ على حدةٍ، ومخالفات الأخفش للخليل في جواز بعض الزِّحَافات، أو المفاضلة بينها.
ويدل هذا على أنَّ الخرم في كتاب الأخفش، قد يكون أكبر بكثير مِمَّا أشار إليه المحقِّق؛ لأنَّه لابد أن يتضمَّن ما تضمَّنه القسم الثاني من كتاب (الجامع)، وهو القسم الرئيس من علم العروض، والمخصَّص لأبواب البحور، بأعاريضها، وأضرُبِها، وزِحَافاتها، وإلا فإن للأخفش – يقينًا - كتابًا آخر في العروض، يتضمَّن القسم الأساسيّ من علم العَروض كما وضعه الخليل.
ومادام الأمر كذلك؛ فإنَّ قضيَّة استدراك الأخفش للبحر المتدارك – وإنكاره لبحرَي المضارع والمُقْتَضَب – لم تُحسم بعد، فربما كان في ذلك الجزء الضائع آراء أخرى ردَّدها كثيرون مِمَّن نقلوا عنه؛ حتَّى أصحبتْ أقرب إلى بدهيَّات العلم وأحكامه، وإن كنا في دراسة منفصلة – لم تنشر بعد – رجَّحنا بطلان هذه النسبة إليه.
وهذا أبو الحَسَن العَروضي، وهو أقربُ العَروضيّين إلى الأخفش، وكثيرًا ما أشار إلى آرائه، ومُخالفاته للخليل، يقول في باب المتدارِك: "لم يرَ الخليل ذكر هذا الباب البتة، ونحن نسميه الغريب". ولو كان لهذا البحر ذكرٌ لدى الأخفش؛ لذكره بالتأكيد.
المراجع
1- ابن جني. كتاب العَروض، تحقيق: أحمد فوزي الهيب. دار القلم، الكويت، ط 1/1987م.
2- ابن عبَّاد، الإقناع في العَروض. تحقيق: محمد حسن آل ياسين. المكتبة العلمية، بغداد، ط1/1960م.(/37)
3- ابن عبد ربه. العقد الفريد. تحقيق: عبد المجيد الترحيني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1/1983م.
4- ابن القَطَّاع. البارع في علم العَروض. تحقيق: أحمد محمد عبدالدايم. المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة، د. ط/ 1985م.
5- ابن منظور. لسان العرب. دار صادر، بيروت، د. ط، د. ت.
6- الأخفش. كتاب القوافي. تحقيق: أحمد راتب النفَّاخ. دار الأمانة، بيروت، ط1/1974م.
7- الأصبهاني، أبو الفرج. كتاب الأغاني. تحقيق: عبد. أ. مهنا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2/1992م.
8- التبريزي، الخطيب. الوافي في العَروض والقوافي. تحقيق: فخر الدين قباوة. دار الفكر، دمشق، ط 4/1986م.
9- الجَوْهري. عَروض الورقة. تحقيق: محمد العلمي. دار الثقافة، الدار البيضاء، ط1/1984م.
10- الدَّماميني. العيون الغامزة. المطبعة الخيرية، مصر، ط1/1323هـ.
11- الزمخشري، جار الله. القسطاس في علم العَروض. تحقيق: فخر الدين قباوة. المكتبة العربية، حلب، ط 1/1977م.
12- الشنتريني، ابن السراج. المعيار في أوزان الأشعار. تحقيق: محمد رضوان الداية. المكتب الإسلامي، دمشق، ط2/1971م.
13- شوقي، أحمد. الشوقيات. دار الكتاب العربي، بيروت، د. ط/ د.ت.
14- العَروضي، أبو الحسن. الجامع في العَروض والقوافي. تحقيق: زهير غازي وهلال ناجي. دار الجيل، بيروت، ط1/1996م.
15- المعري، أبو العلاء. رسائل أبي العلاء المعري. دار القاموس، بيروت، د. ط، د.ت.
16 – المعري، أبو العلاء. اللزوميات. دار صادر، بيروت، د.ط/ 1961م.
---
[1]ونظرًا إلى أن ابن عبد ربه الأندلسي، قد صرح أكثر من مرة بأنه نظر في كتاب الخليل، ونقل عنه؛ فلقد كان كتابه (العقد الفريد) – ولا يزال – واحدًا من أهم مراجع العَروض الخليلي. انظر (العقد) (6/270، 277، 288، 325).
[2] في الأصل "الياء والنون"، وهو خطأ.
[3] انظر (رسائل أبي العلاء المعري) (114).(/38)
[4] وهو كتاب صدر عام (1996م)، ولم يكن متاحاً للمحقِّق إبَّان تحقيقه كتاب الأخفش، نقل فيه مؤلفه كثيراً من آراء الأخفش.
[5] في الأصل: "والحداء غناء، وهم وكلامهم.."!!
[6] وردت في الأصل على (دراهم) بإثبات الألف أيضًا، وهو خطأ.
[7] وأخطأ المحقِّق في تقطيع البيتين، عندما عدَّ عَجُز البيت الأول هو: (مُفَاعَلَتُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ)، بينما عدَّ عَجُز البيت الثاني هو: (مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُ فَعُولُنْ).
[8] بل وجدت في (البارع) أيضًا (ص 216) خطأً آخر في تعريف (المراقبة بين حرفين)، حيث عرَّفها بقوله: "أن يذهبا معًا، ولا يثبتا معًا"، والصحيح: (أن لا يذهبا معًا، ولا يثبتا معًا)؛ أي: لابد من سقوط أحدهما.(/39)
العنوان: كتاب (نور وهداية) للشيخ علي الطنطاوي
رقم المقالة: 575
صاحب المقالة: خاص: الألوكة
-----------------------------------------
نور وهداية؛ عنوانُ كتاب صدر حديثاً، مستمدٌّ من برنامج الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - جمع فيه حفيده الأستاذ مجاهد بن مأمون ديرانية مجموعةً من أحاديث جدِّه الفقيه الأديب، التي قدمها في إذاعة دمشق، وإذاعة صوت الإسلام في مكة المكرمة، وضم إليها بعضاً من مقالات الشيخ التي نشرت في الصحف والمجلات قديماً.
وهو الكتاب الخامس الذي يسَّر الله جمعه من أحاديثه ومقالاته، مما توفي الشيخ وهي منثورة مبعثرة.
ظهر الكتاب وبين دفَّتيه طاقة عَبِقَة من حِكَم الشيخ الطنطاوي وروائعه؛ التي يجد فيها القارئ إلى جانب المتعة الأدبية، وعذوبة الكلمة، وبهاء الأسلوب، سموّاً فكريّاً ومعرفيّاً؛ لأنها تضم في ثناياها عِقداً من اللآلئ المكنونة، التي غاص الشيخ في جمعها، فكانت تعبيراً عن تجربته الشخصية العميقة الممتدَّة، في الدعوة والتربية والتعليم والقضاء..إلخ.
عبَّر فيها عن مشيه بين الناس بنور الإسلام الذي أُشربه مع لَبان أمِّه، فبزغ هذا النور أحرفاً هادية، ومقالات تبصِّر أبناء الإسلام بالجادَّة السويَّة والصِّراط القويم.
وقد بلغ عدد المقالات في هذا الكتاب (36) مقالةً، في (286) صفحة، وصدرت عن دار المنارة بجُدَّة، ودونكم عناوينَ المقالات كما وردت في الفِهرِس:
مقدمة (بقلم الأستاذ مجاهد ديرانية)
موسم العبادة
هذا هو الدليل
الاستعداد ليوم المَعاد
بين يدي الله
حيَّ على الصلاة
من رَوض النبوة
التجارة الرابحة
ما قَدَروا الله حق قدره!
طريق الهدى
الإيمان يصنع النصر
الله أكبر
الباب الذي لا يُغلَق في وجه سائل
يا الله!
فطرة الإيمان
عبرة السيرة
بين الدنيا والآخرة
النفس الأمَّارة بالسوء والنفس اللوَّامة
الرزق مقسوم ولكن العمل له واجب
رحلة الحج
أعرابي في بلودان
روح الصلاة
أين التائبون؟
طريق الإسلام(/1)
جواب على سؤال
هذا هو الطريق
هل تهدي الفطرة إلى الدين؟
يا سيدي يا رسول الله
النية الصالحة أصل كل خير
هل نحن مؤمنون؟
يا أيها المذنبون
التوبة
طريق الدنيا وطريق الآخرة
يا شباب الإسلام
في ذكرى المولد
أياصوفيا
الحرب والإيمان
ويلاحظ القارئ المدقِّق أن الشيخ قد جنح إلى التعامل مع المجتمع من منطلق نظرة واقعية بصيرة، وحكمة تربوية أصيلة. وبتأمُّل ما بين السطور يُدرك أن الشيخ لم يكن مستكيناً لذلك الواقع، ولكنه تعامل معه بروح المقاومة الهادئة الفاعلة.
ومن ذلك مقالته عن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي نشرها قبل سبعين عاماً، في سنة 1937م، وهو شابٌّ في طراءة الصِّبا، فلم يكتفِ بنقد مظاهر الاحتفال الفارغة التي لا طائل تحتها ولا معنى لها، بل بحث في أصل المشكلة التي أدت إلى انتشار هذه البدعة بأسلوب رزين، وسخَّر في تلك المناسبة قلمه الحرَّ ليعكس الواقع العلمي المتردِّي الذي كانت تعيشه الأمة المسلمة وما تزال؛ جهلاً بالإسلام الحق، وتنكُّباً لجادَّة العلم الصحيح، واستدباراً لسُبُل الاتباع الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم لم يلبث أن كتب فيما بعد رسالة مستقلَّة عن نشأة هذه البدعة في بلاد الإسلام، وأول من سنَّها وتولَّى كبرها.
وبعدُ، فتلك وقفة قصيرة عَجلى مع إحدى مقالات الطنطاوي، رأينا الإشارة إليها في هذه الأيام التي تُضيَّع فيها أموال المسلمين وتهدر هدراً في احتفالات بذكرى المولد لا فائدة منها ولا ثمرة لها، بدل أن تُنفق في سُبُل تبصير أبنائنا بسيرة نبيِّهم العظيمة؛ ليتخذوها قدوة ودليلاً، وأسوة حسنة صالحة، يحيَون بها حياة كريمة طيِّبة.
ولم يبقَ إلا أن ندعوَ قراءنا الأعزاء إلى تمتيع النفس بمطالعة هذا الكتاب الجديد؛ لأديب الفقهاء وفقيه الأدباء، العالم الرباني علي الطنطاوي رحمه الله تعالى وأخلف في الأمة أمثاله. والله الموفِّق وهو يهدي السبيل.(/2)
العنوان: كتابة الوصية
رقم المقالة: 1649
صاحب المقالة: د. أمين بن عبدالله الشقاوي
-----------------------------------------
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فإن من الأمور التي ينبغي تذكير المسلمين بها كتابةُ الوصية، وذلك لما في كتابتها من المصالح الدينية والدنيوية، ولتساهُل كثير من الناس بها.
فلو قلت لأحدهم: هل كَتَبْتَ وَصِيَّتَكَ؟ لنظر إليك نظرة تعجب واستغراب، هل هو على فراش الموت حتى يكتب وصيته!!
ولم يعتبر بما يشاهده ويسمعه كل يوم من الميتات الفجائية التي تأتي بغتة، وقد أخبر - عز وجل - أن من عقوباته اخترام النفوس فجأة، فلا تتمكن من الوصية بشيء تريده، قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} [يس: 48- 50] فكم من ميت مرتهن بدَيْنه. وكم من غني لم ينتفع بماله بعد موته، وكم من حقوق أضيعت، وأمانات لم تؤد إلى أصحابها، كل ذلك سببه التساهل في كتابه الوصية.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ))[1].(/1)
والوصية سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء قبله، فينبغي للمسلم أن يقتدي بهم فيوصي أولاده وقرابته من بعده بتقوى الله - عز وجل - والتمسك بدينه، ويوصيهم بما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب، قال تعالى: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 130: 132].
والوصية على أحوال: واجبة، ومستحبة، ومحرمة.
فتجب على المسلم إذا كانت عليه حقوق الله تعالى، كالنذر والزكاة، والحج، ونحوها. أو عليه ديون للخلق من أموال وغيرها، أو له ديون على الناس لم يعفهم منها.
عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ)).
قال عبدالله بن عمر: "ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك إلا وعندي وصيتي"[2].
وتستحب لمن عنده سعة من المال أن يوصي بشيء منه، ينفق في أعمال البر، ويكون له صدقة جارية بعد موته، وهذه الوصية لها شرطان:
الأول: أن تكون بالثلث فما دون؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد لما أراد أن يوصي ((الثُّلُث وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ))[3].
الثاني: أن تكون لغير وارث، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ))[4].(/2)
وتحرم الوصية بما يخالف الشرع، كأن يوصي أهله بالنياحة عليه، أو بقطع رحمه، أو إلحاق الأذى بالمسلمين، أو الانتقام من فلان، أو الإضرار بورثته، وغير ذلك، فمن فعل شيئًا من ذلك فإنها لا تصح وصيته ولا تنفذ، قال تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [البقرة: 182].
نقل ابن كثير - رحمه الله - عن ابن عباس وغيره أن الجنف هو الخطأ، ثم قال: "وهذا يشمل أنواع الخطأ كلها؛ بأن زاد وارثًا بواسطة أو وسيلة، كما إذا أوصى ببيعه الشيء الفلاني محاباة، أو أوصى لابن بنته ليزيدها، أو نحو ذلك من الوسائل"[5].
ومن فوائد الوصية إضافة إلى ما تقدم:
1- الأجر العظيم لمن كتبها جزاء طاعته لله ورسوله، قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71].
2- الأجر العظيم فيما يوصي به من النصائح والمواعظ لما يرجى من الانتفاع بها.
3- إبراء ذمته من المخالفات الشرعية والحقوق المالية وغيرها.
4- قطع النزاعات المحتملة، وإنهاء الخلافات التي قد تحدث بين ورثته من بعده.
وهذا نموذج للوصية:
"يقول بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله: هذا ما أوصى به فلان بن فلان وهو يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأنَّ الجنَّة حقٌّ، وأن النار حق، وأن الساعة لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، أوصي أولادي وأهلي وأقاربي وجميع المسلمين بتقوى الله - عز وجل -، وأوصيهم بما وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 132].(/3)
وأوصي بتسديد ما علي من دين - إن كان عليه دين -، وإن أراد أن يقول: وأن يخرج من مالي ثلثه لفلان أو صدقة جارية، وأولادي القصر يكون وليهم فلان، يحفظ لهم حقهم من التركة حتى يبلغوا، ثم يوصي بما أراد من وصايا دينية واجتماعية، وأن يكون غسله وتجهيزه وما يتبع ذلك على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يختم ذلك بالدعاء لنفسه بالمغفرة والرحمة ودخول الجنان."
وعليه توثيق وصيته بشهادة رجلين عدلين.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سنن الترمذي (3/390) برقم (1078، 1079)، وقال: هذا حديث حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم (6779).
[2] صحيح البخاري (2/286) برقم (2738).
[3] صحيح البخاري (2/287)، وصحيح مسلم (3/1250) برقم (1627).
[4] سنن الترمذي وهو جزء من حديث (4/434) برقم (2121) وقال: حديث حسن صحيح.
[5] تفسير ابن كثير (1/212 – 213) مختصرًا.(/4)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1415هـ
رقم المقالة: 206
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - أصول السنة، لابن أبي زمنين، تحقيق عبدالله البخاري.
2 - فهرس الأحاديث التي رواها ابن أبي الدنيا في كتبه، تأليف محمد خير رمضان.
3 - ألقاب الصحابة والتابعين في المسندين الصحيحين، لأبي علي الجياني.
4 - الأربعون حديثاً من المساواة، تخريج الحافظ ابن عساكر عن شيخه الفراوي.
5 - جزء فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:« نظر الله إمرأً سمع مقالتي..» لأبي عمرو المديني، تحقيق بدر البدر.
6 - مسألة التسمية، للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي (ابن القيسراني).
7 - مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب، لشمس الدين ابن الجز ري.
8 - مسند الإمام أبي حنيفة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق نظر الفريابي.
9 - المعجم الكبير للطبراني، قطعة من الجزء 13، تحقيق حمدي السلفي.
10 - جزء فيه وفيات جماعة من المحدثين، للحافظ ابن أبي الوفاء الأصبهاني.
11 - جزء فيه خبر شعر ووفادة النابغة الجعدي على النبي صلى الله عليه وسلم، لأبي اليمن الكندي.
12 - ذكر النار، للحافظ عبد الغني المقدسي، تحقيق أديب الغزاوي.
13 - الأحاديث الستة العراقية، لشرف الدين أبي المظفر النابلسي.
14 - جزء فيه أحاديث منتقاة من جزء أبي مسعود أحمد بن الفرات، للعلائي، وللذهبي.
15 - حديث الضب الذي تكلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، للطبراني.
16 - كتاب فضل الرمي وتعليمه، للطبراني.
17 - رفع الإشكال عن صيام ستة أيام من شوال، للعلائي.
18 - جزء تحرير الجواب عن مسألة ضرب الدواب، للحافظ السخاوي.
19 - فضيلة ذكر الله عز وجل، لا بن عساكر، تحقيق أحمد البزرة.
20 - إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث: « ماء زمزم لما شرب له »، للقادري تخريج الألباني والشاويش.(/1)
21 - الكلام على الصفات. وإجازة المجهول والمعدوم، للخطيب البغدادي.
15/6/1415 هـ
(2)
1 - البحر الزخار (مسند البزار)، الجزء السابع.
2 - مسند إسحاق بن راهويه، (ج 4_ 5) (مسانيد أمهات المؤمنين).
3 - كتاب السنة لأبي بكر الخلال (الجزء 4_ 5).
4 - الترغيب في فضائل الأعمال، لابن شاهين، تحقيق د.صالح الوعيل.
5 - فضائل رمضان، لابن أبي الدنيا، تحقيق عبد الله المنصور.
6 - الرقة والبكاء، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
7 - المنجم في المعجم (معجم شيوخ السيوطي)، تحقيق إبراهيم باجس.
8 - درء اللوم والضيم في صوم يوم الغيم، لابن الجوزي، تحقيق جاسم الفهيد الدوسري.
9 - ذم الكلام، للهروي: عبد الله بن محمد الأنصاري، تحقيق سميح دغيم.
10 - كتاب فضائل القران وتلاوته، لأبي الفضل الرازي، تحقيق د. عامر حسن صبري.
11 - كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات، للضياء المقدسي، تحقيق أبي إسحاق الحويني.
12 - المروءة وخوارمها، جمع مشهور حسن سلمان.
13 - كتاب الخلافيات للبيهقي، الجزء الثاني، تحقيق مشهور حسن.
14 - كتب حذر منها العلماء، تأليف مشهور حسن.
15 - تاريخ الإسلام، للذهبي، (حوادث ووفيات سنة521 _540).
16 - مشيخة ابن الحطاب الرازي، انتقاء أبي طاهر السلفي، تحقيق حاتم العوني.
17 - العمدة من الفوائد والآثار الصحاح والغرائب في مشيخة شهده، تحقيق رفعت فوزي.
18 - معجم مقاييس اللغة، طبعة جديدة ملونة في جزء واحد.
27/8/1415 هـ
(3)
1 - الإبانة الكبرى، لابن بطة، الكتاب الثاني (كتاب القدر) 1،2، تحقيق د. عثمان عبدالله.
2 - الإبانة الكبرى، لابن بطة، الكتاب الثالث(الرد على الجهمية) 1،2، تحقيق د. يوسف الوابل.
3 - شرح مذاهب أهل السنة، لابن شاهين، تحقيق عادل محمد.
4 - كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لابن أبي عاصم، تحقيق حمدي السلفي.
5 - مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، لابن الجوزي، تحقيق مرزوق علي.(/2)
6 - نزهة السامعين في رواية الصحابة عن التابعين، للحافظ ابن حجر، تحقيق طارق العمودي.
7 - الأحاديث المائة المشتملة على مائة نسبة إلى الصنائع، لابن طولون، تحقيق مسعد السعدني.
8 - مجلس في حديث جابر الذي رحل فيه مسيرة شهر، لابن ناصر الدين، تحقيق مشعل المطيري
9 - كتاب الدعاء، لمحمد بن فضيل بن غزوان الضبي، تحقيق أحمد البزرة.
10 - المعجم الأوسط، للطبراني، (الأجزاء 4 ـ 10)، تحقيق محمود الطحان.
11 /11 /1415 هـ
(4)
1 - السلسبيل في من ذكرهم الترمذي بجرح أو تعديل، جمع محمد الشنقيطي.
2 - البسط المبثوث بخبر البرغوث، للحافظ ابن حجر، تحقيق محمد بن أحمد معبد عبدالكريم.
3 - الرسائل الثلاث (في الحديث)، لولي الله الدهلوي، تحقيق محمد البرني.
4 - المنتقى من كتاب الطبقات، لأبي عروبة الحراني، تحقيق إبراهيم صالح.
5 - حديث الإفك، ويليه مناقب النساء الصحابيات، لعبد الغني المقدسي، تحقيق إبراهيم صالح.
6 - أخبار وحكايات، لأبي الحسن الغساني، تحقيق إبراهيم صالح.
7 - كتاب الديباج، لأبي القاسم الختلي، تحقيق إبراهيم صالح.
8 - منتخب من كتاب الشعراء، لأبي نعيم الأصبهاني، طبعة جديدة بتحقيق إبراهيم صالح.
9 - مجلس من أمالي ابن الأنباري: محمد بن القاسم بن بشار، تحقيق إبراهيم صالح.
10 - الجعديات (حديث علي بن الجعد)، لأبي القاسم البغوي، تحقيق د. رفعت فوزي.
طبعة جديدة فيها بعض الزيادات على النسخة المطبوعة باسم (مسند ابن الجعد).
26/11 /1415 هـ
(5)
1 - فهارس كتاب الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم، إعداد محمد السعيد زغلول.
2 - أصول علم الرجال، تأليف عبدالهادي الفضلي.
3 - أصول السنة، للإمام أحمد بن حنبل، تحقيق عمرو عبدالمنعم.
4 - ابن أبي حاتم الرازي وأثره في الجرح والتعديل، تأليف رفعت فوزي.
5 - مما يلاحظ على كتابي مفتاح كنوز السنة، تأليف محمد عبدالله حياني.
6 - ذيل الدرر الكامنة، للحافظ ابن حجر، تحقيق عدنان درويش.(/3)
7 - تصحيح حديث « من توضأ وأتى الجمعة... »، تأليف عطاء بن عبداللطيف.
8 - علم زوائد الحديث، تأليف عبدالسلام محمد علوش.
9 - المغني عن حمل الأسفار، للعراقي، تحقيق أشرف عبدالمقصود.
10 - مرويات الإمام مالك في التفسير، جمع محمد الطرهوني.
11 - فهارس مختصر استدراك الذهبي على الحاكم لابن الملقن، إعداد سعد الحميد، عبدالله اللحيدان.
29/12 /1415 هـ(/4)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1416هـ
رقم المقالة: 207
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - عقود الدرر في علوم الأثر، لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق عبدالله علي مرشد.
2 - قصر الأمل، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
3 - الحث على التجارة والصناعة والعمل...، لأبي بكر الخلال، تحقيق عبدالفتاح أبو غدة.
4 - انتخاب العوالي والشيوخ الأخيار...، للكزبري، تحقيق محمد مطيع الحافظ.
5 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، تحقيق أبي الأشبال صغيرأحمد، تقديم الشيخ بكر أبو زيد.
6 - مصنف ابن أبي شيبة، الجزء الأول، تحقيق خالد الجمعة، محمد اللحيدان.
7 - الوافي بالوفيات، ج 19، ج 24، تحقيق رضوان السيد، محمد عدنان.
8 - تاريخ الإسلام، للذهبي (حوادث ووفيات 551 ـ 560).
9 - تاريخ ابن قاضي شهبة، ج2، ج 3، تحقيق عدنان درويش.
10 - ذات النقاب في الألقاب، للذهبي.
25/2 /1416 هـ
(2)
1 - الأحكام الوسطى، لعبدالحق الأشبيلي، تحقيق حمدي السلفي، صبحي السامرائي.
2 - الفتاوى الحديثية، للسخاوي، القسم الأول، تحقيق علي رضاء.
3 - القول المجلى في تخريج أحاديث المحلى، تأليف علي رضاء.
4 - ذم الكلام للهروي، الجزء الأول، تحقيق عبدالرحمن الشبل.
5 - التلخيص الحبير، لابن حجر، طبعة جديدة بتحقيق حسن عباس.
6 - غيث المقصود شرح سنن أبي داود 1 ـ 3 (وهو أصل كتاب عون المعبود).
7 - الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، (ج 9، 10).
8 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عمرو العمروي (ثلاثون جزءاً)
من أول الكتاب حتى حرف العين (ترجمة أبي بكر الصديق: عبدالله بن عثمان).
23/4 /1416 هـ
(3)
1 - فهارس المعجم الأوسط للطبراني، إعداد محمود الطحان، مجلد.
2 - نظم الفرائد لما تضمنه حديث ذي اليدين من الفرائد، للعلائي، طبعة جديدة بتحقيق بدر البدر.
3 - فوائد حديثية، للإمام ابن القيم، تحقيق مشهور حسن.(/1)
4 - وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي، تحقيق بشار عواد.
5 - فهرس مخطوطات السيرة والتاريخ (مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود).
6 - الدعوات الكبير، للبيهقي، الجزء الثاني، تحقيق بدر البدر.
7 - مسلسل العيدين، للكتاني، والخطيب البغدادي، تحقيق مجدي السيد.
8 - مسألة في التوحيد، وفضل لا إله إلا الله، لابن عبدالهادي، تحقيق عبدالهادي منصور.
9 - هواتف الجنان، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد الزغلي.
وقد طبع من قبل باسم الهواتف، تحقيق مجدي السيد.
6/6 /1416 هـ
(4)
1 - تهذيب الآثار، للطبري (الجزء المفقود)، تحقيق علي رضا.
2 - مسند علي بن أبي طالب، جمع يوسف أوزبك، إشراف علي رضا.
3 - الفوائد المنتخبة (المهروانيات)، للخطيب البغدادي، تحقيق خليل العربي.
4 - شرح شرح النخبة، لعلي القارىء، تقديم عبدالفتاح أبو غدة.
5 - توجيه النظر، لطاهر الجزائري، تحقيق عبدالفتاح أبو غدة.
6 - مسند الروياني، تحقيق أيمن علي أبو يماني.
7 - السنن الواردة في الفتن، لأبي عمرو الداني، تحقيق رضاء الله المباركفوري.
8 - رسالة في أن القرآن غير مخلوق، لإبراهيم الحربي، ويليها رسالة الإمام أحمد للمتوكل في مسألة خلق القرآن، تحقيق علي الشبل.
9 - الدراري المكنونة...، فوائد وقواعد حديثية من كتب الإمام الذهبي، جمع محمد الهبدان.
10 - كتاب العلو، للإمام الذهبي، طبعة جديدة بتحقيق أشرف عبدالمقصود.
11 - فهرس مخطوطات التاريخ والتراجم في الجامعة الإسلامية (خمسة أجزاء).
12 - إتحاف المهرة، للحافظ ابن حجر، صدر منه ثلاثة أجزاء عن مركز خدمة السنة بالمدينة النبوية.
13 - الترشيح لبيان صلاة التسبيح لابن طولون، ويليه: الدعاء للمحاملي، ويليهما: الدعاء آدابه وأسبابه لليافعي، تحقيق مسعد السعدني.
14 - المعجم الأوسط، للطبراني، الطبعة المصرية، وفيها بعض الاستدراكات على طبعة الطحان.
3 /7 /1416 هـ
(5)(/2)
1 - مدح التواضع وذم الكبر، لابن عساكر، تحقيق محمد النابلسي.
2 - تعجيل المنفعة، للحافظ ابن حجر، تحقيق أيمن صالح شعبان.
3 - ميزان الاعتدال، للذهبي، تحقيق علي معوض، عادل أحمد عبدالموجود.
4 - مسند أبي عوانة (المستخرج على صحيح مسلم) الجزء المفقود، تحقيق أيمن عارف الدمشقي.
5 - الترغيب في الدعاء، لعبدالغني المقدسي، طبعة جديدة، تحقيق فواز زمرلي.
6 - البدع والنهي عنها، لابن وضاح، تحقيق عمرو عبدالمنعم.
7 - ذم الكلام، للهروي، الجزء الثاني، تحقيق عبدالرحمن الشبل.
8 - نظرات جديدة في علوم الحديث، تأليف حمزة المليباري.
9 - أخبار المصحفين، للعسكري، تحقيق إبراهيم صالح.
10 - الآداب الشرعية، لابن مفلح، تحقيق شعيب الأرنأوط.
11 - دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة القديمة والحديثة، تأليف محمد خير رمضان.
28/7 /1416 هـ
(6)
1 - كتاب الأربعين في فضل الرحمة والراحمين، لابن طولون، تحقيق محمد خير رمضان.
وقد سبق أن طبع الكتاب عام 1412 بتحقيق السيد أبو عمة.
2 - إتحاف السالك برواة الموطأ عن مالك، لابن ناصر الدين، تحقيق سيد كسروي.
3 - الأجوبة الواردة عن الأسئلة الوافدة، لابن حجر، تحقيق أحمد الدقاق.
وقد سبق أن طبع الكتاب عام 1410 بتحقيق محمد حفيظ الرحمن.
4 - أبو أيوب الأنصاري ومروياته في الكتب الستة والمسند، تأليف د. محمد ولد كريم.
5 - كتاب الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها، لابن قتيبة، تحقيق ممدوح حسن محمد.
6 - أخبار الصلاة، لعبدالغني المقدسي، تحقيق محمد النابلسي.
7 - تعجيل المنفعة، لابن حجر، تحقيق إكرام الله إمداد الحق (رسالة دكتوراه).
8 - عظيم المنة بنُزه الجنة، لابن عبدالهادي، تحقيق عبدالهادي الخرسة.
9 - ذم الكذب وأهله، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد غسان.
وهو ليس كتاباً مستقلاً، وإنما أخذه المحقق من كتاب الصمت للمصنف !.
12/8 /1416 هـ
(7)
1 - مسند الإمام أحمد، طبعة مؤسسة الرسالة، الأجزاء (5 ـ 10).(/3)
2 - معجم ما ألف عن الصحابة، تأليف محمد إبراهيم الشيباني.
3 - زوال الترح بشرح منظومة ابن فرح، لابن جماعة، تحقيق فهد الأحمدي.
4 - أحاديث الشعر، لعبدالغني المقدسي، تحقيق خير الله الشريف.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق إحسان الجبالي، عام 1410 هـ.
5 - وفيات قوم من المصريين، للحبال، تحقيق إبراهيم صالح.
وقد طبع الكتاب من قبل بتحقيق محمود الحداد، عام 1408 هـ.
6 - شروط الأئمة، لابن مندة، تحقيق د. عبدالرحمن الفريوائي.
7 - فضائل القرآن، لابن كثير، تحقيق أبي إسحاق الحويني.
وفي هذه الطبعة زيادة على الطبعات السابقة.
8 - مصنف ابن أبي شيبة، تحقيق محمد عبدالسلام شاهين.
والكتاب يعمل على تحقيقه محمد عوامة على عدة نسخ خطية.
9 - لسان الميزان، لابن حجر، تحقيق عادل عبدالموجود، طارق معوض.
والكتاب يحقق حالياً من قبل مركز خدمة السنة في المدينة النبوية.
3 /9 /1416 هـ
(8)
1- الإمام عبدالله بن الزبير الحميدي وكتابه المسند، تأليف أحمد الصويان.
2 - رؤية الله تبارك وتعالى، لابن النحاس، تحقيق د. علاء الدين علي رضا.
وقد سبق أن طبع بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي، عام 1407 هـ.
3 - الطبقات، لابن سعد (الطبقة الرابعة من الصحابة)، تحقيق عبدالعزيز السلومي.
4 - شرح سنن النسائي، تأليف محمد علي الأثيوبي.
5 - بلغة الحثيث إلى علم الحديث، لابن عبدالهادي، تحقيق صلاح الشلاحي.
6 - التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول، للقنوجي، طبعة جديدة عن النسخة الهندية.
7 - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، لابن حميد، تحقيق بكر أبو زيد، عبدالرحمن العثيمين.
8 - علل الدارقطني (الجزء الحادي عشر)، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي.
9 - الرجال الذين تكلم عليهم ابن تيمية في الفتاوى، جمع عبدالحميد السحيباني.
10 - تاريخ مكة، للأزرقي، طبعة جديدة بتحقيق سعيد عبدالفتاح.
11 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، الأجزاء (31 ـ 35).(/4)
12 - كتاب الطهور، لأبي عبيد، طبعة جديدة بتحقيق مسعد السعدني.
وقد سبق أن طبع بتحقيق صالح الفهيد، كما طبع بتحقيق مشهور حسن.
13 - جمهرة الفهارس، لأبي عبدالرحمن الأثري، (ويضم فهارس لأحد عشر كتاباً لم تفهرس قبل).
12 /10 /1416 هـ
(9)
1 - الأمالي المطلقة، للحافظ ابن حجر، تحقيق حمدي السلفي.
2 - البحر الزخار (مسند البزار)،ج 8، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي.
3 - فضائل القران، لأبي عبيد، طبعة جديدة بتحقيق مروان عطية، محسن خرابه.
وهي أفضل من الطبعة السابقة، إذا اعتمد المحققون فيها على نسخة جديدة من ألمانيا.
4 - الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة، لابن شاهين، تحقيق عبدالله البصيري.
وهو رسالة ماجستير، وقد سبق أن طبع بتحقيق عادل محمد، عام 1415.
5 - السيرة النبوية، للدمياطي، تحقيق أسعد الطيب.
6 - الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء، لمغلطاي، تحقيق محمد نظام الدين.
7 - أهل الملل والردة والزنادقة وتارك الصلاة، من كتاب الجامع للخلال، تحقيق د. إبراهيم السلطان.
وقد سبق أن طبع الكتاب باسم: أحكام أهل الملل، بتحقيق سيد كسروي.
8 - الترجل، من كتاب الجامع للخلال، تحقيق د. عبدالله المطلق. وسبق أن طبع بتحقيق سيد كسروي.
9 - أحاديث الشتاء في السنة، جمع علي حسن عبدالحميد.
10 - جهود المعاصرين في خدمة السنة، تأليف محمد أبو صعيليك.
11 - الفوائد المنتقاة من فتح الباري، جمع وترتيب محمد العوشن.
12 - التبصير في معالم الدين، للإمام الطبري، تحقيق علي الشبل.
13 - فتح البر في الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبدالبر، ومعه فتح المجيد في اختصار تخريج أحاديث التمهيد، لمحمد عبدالرحمن المغراوي، 13 جزء.
14 - ابن تيمية وجهوده في الحديث، تأليف د. عبدالرحمن الفريوائي.
15 - الأجزاء الحديثية، للشيخ بكر أبو زيد، محموعة في مجلد واحد.
21 /10 /1416 هـ
(10)
1- الغيلانيات، لأبي بكر الشافعي، تحقيق فاروق عبدالعليم مرسي.(/5)
2 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعبدالغني المقدسي، تحقيق سمير الزهيري.
3 - كتاب البدع، لابن وضاح، تحقيق بدر البدر، وهذه الطبعة أفضل طبعات الكتاب.
4 - نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار، للسفاريني، تحقيق الهبدان، الدخيل.
5 - شفاء العي بتخريج وتحقيق مسند الإمام الشافعي، بترتيب السندي، لمجدي المصري.
6 - اتحاف المهرة، لابن حجر، (4 ـ 6) طبعة مركز خدمة السنة بالمدينة النبوية.
7 - ذات النقاب في الألقاب، للذهبي، طبعة جديدة بتحقيق عواد الخلف.
8 - مناقب الأئمة الأربعة، لابن عبدالهادي المقدسي، تحقيق سليمان الحرش.
9 - المنهج المقترح لفهم المصطلح، تأليف الشريف حاتم العوني.
10 - ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ (ترتيب أحاديث الكامل لابن عدي)، لابن طاهر المقدسي، تحقيق د. عبدالرحمن الفريوائي، 5 أجزاء.
11 - الأمالي الحلبية، للحافظ ابن حجر، تحقيق عواد الخلف.
12 - ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس، لمحمد بن مخلد الدوري، تحقيق عواد الخلف.
19 /11 /1416 هـ(/6)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1417هـ
رقم المقالة: 208
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - إرشاد الفقيه إلى أدلة التنبيه، للحافظ ابن كثير.
2 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، الأجزاء (35 ـ 40).
3 - الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، للسيوطي، تحقيق أبي إسحاق الحويني.
وقد سبق أن طبع الكتاب في مجلدين بتحقيق بديع اللحام.
4 - فتح الباري، لابن رجب، تحقيق مجموعة من المحققين.
5 - جزء ابن الجلابي، تحقيق أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري.
وقد سبق أن نشره المحقق في مجلة عالم الكتب، المجلد السادس، العدد الأول، رجب 1405 هـ.
6 - أبو الوليد ابن الفرضي حياته وآثاره، مع تحقيق كتابه الألقاب، تحقيق أحمد اليزيدي.
وقد سبق أن طبع كتاب الألقاب بتحقيق محمد زينهم عزب، ولكنها طبعة مليئة بالأخطاء والتصحيفات.
7 - فتح الباب في الكنى والألقاب، لابن مندة، تحقيق نظر الفريابي.
8 - كتاب الجامع، لا بن وهب، تحقيق مصطفى أبو الخير.
9 - مسند الشاميين، للطبراني، الأجزاء (3، 4)، تحقيق حمدي السلفي.
10 - جزء ابن عمشليق: أبي الطيب أحمد بن علي الجعفري، تحقيق خالد الأنصاري.
11 - جزءان عن الإمام مسلم: ترجمة الإمام مسلم للذهبي، والرواة عن مسلم للضياء المقدسي، تحقيق أبي يحيى الكندري، وأبي حامد المري.
12 - الحديث المعلول، تأليف حمزة المليباري.
13 - فهارس شذرات الذهب، لابن العماد، طبعة دار ابن كثير، إعداد محمود الأرنأوط.
14 - الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون، لابن طولون، تحقيق محمد خير رمضان.
15 - منهاج السلامة في ميزان القيامة، لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق مشعل المطيري.
16 - إمام المفسرين والمحدثين: أبو جعفر الطبري، إعداد علي الشبل.
17 - سنن النبي صلى الله عليه وسلم وأيامه، لابن سعد، جمعه ورتبه من كتاب الطبقات: عبدالسلام علوش.(/1)
18 - تشنيف الآذان بسماع الزائد على الستة عند ابن حبان، جمع عبدالسلام علوش.
19 - الانتهاء لمعرفة الأحاديث التي لم يفت بها الفقهاء، إعداد عبدالسلام علوش.
20 - النواهي في الصحيحين، جمع أسعد الطيب.
19 /1 /1417 هـ
(2)
1 - كتاب المدلسين، لأبي زرعة العراقي، تحقيق د. رفعت فوزي، د. نافذ حسين.
2 - كتاب العقوبات، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان يوسف.
3 - لسان الميزان، للحافظ ابن حجر، تحقيق مجموعة من المحققين.
4 - زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة، إعداد خلدون الأحدب، 10 أجزاء.
5 - كتب الزوائد نشأتها وأهميتها وسبل خدمتها، تأليف محمد أبو صعيليك.
6 - تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر، تحقيق عادل مرشد، إبراهيم الزيبق، 4 أجزاء.
7 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر، تحقيق عادل مرشد.
8 - إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن، لنجم الدين الغزي، تحقيق خليل العربي.
9 - الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح، مع تحقيق كتاب غرر الفوائد المجموعة لرشيد الدين العطار، تأليف مشهور حسن.
10 - فضائل شهر رجب، للخلال، تحقيق يوسف عبدالرحمن آل محمد.
11 - وبل الغمام فيمن زوجه النبي عليه السلام، لابن طولون، تحقيق مسعد السعدني.
12 - فضل لا حول ولا قوة إلا بالله، لابن عبدالهادي، تحقيق عبدالهادي محمد.
13 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني، الجزء السادس، في مجلدين.
25 /2 /1417 هـ
(3)
1 - كتاب الشريعة، للآجري، تحقيق الوليد سيف النصر (يطبع كاملاً لأول مرة).
2 - لسان الميزان، لابن حجر، تحقيق عادل غنيم (اعتمد المحقق على خمس نسخ خطية).
3 - ذم الملاهي، لابن أبي الدنيا، تحقيق عمرو عبدالمنعم (النسخة المسندة).
4 - القبل والمعانقة، لابن الأعرابي، تحقيق عمرو عبدالمنعم.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق مجدي السيد.
5 - ذم من لا يعمل بعلمه، لابن عساكر، تحقيق عمرو عبدالمنعم.
وقد سبق أن حقق الكتاب أكثر من مرة.(/2)
6 - إسعاف القارىء بمعجم شيوخ الإمام البخاري، تأليف مجدي محمد المصري.
7 - السراج المنير في ألقاب المحدثين، لسعدي فهمي أحمد بلال.
8 - علم تخريج الأحاديث، تأليف د. محمد محمود بكار.
9 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعبدالغني المقدسي، تحقيق د. فالح الصغير.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق سمير الزهيري.
10 - معجم المناهي اللفظية، للشيخ بكر أبو زيد، طبعة جديدة فيها زيادة على الطبعة السابقة.
11 - الوجادات في مسند الإمام أحمد، للدكتور عامر حسن صبري.
6 /4 /1417 هـ
(4)
1 - الرياض النضرة في مناقب العشرة، للمحب الطبري، تحقيق عيسى عبدالله الحميري.
2 - الملح الغرامية شرح منظومة ابن فرح اللامية، للسفاريني، تحقيق سامي أنور.
3 - أحاديث الشاموخي عن شيوخه، تحقيق مشعل باني المطيري.
4 - الأحاديث الصحيحة من أخبار وقصص الأنبياء عليهم السلام، لإبراهيم محمد العلي.
5 - فهرس مخطوطات كتب الحديث في الجامعة الإسلامية (التخريج والنقد).
6 - فهرس مخطوطات كتب الحديث في الجامعة الإسلامية (الكتب المفردة في أبواب مخصوصة).
7 - فهرس مخطوطات كتب علوم القرآن في الجامعة الإسلامية.
8 - تاريخ الإسلام للذهبي، تحقيق عبدالسلام تدمري (من سنة 561 ـ 590) ثلاثة أجزاء.
9 - تكملة الإكمال، لابن نقطة، تحقيق عبدالقيوم عبد رب النبي (الجزء الخامس).
10 - دراسة نقدية في علم مشكل الحديث، تأليف إبراهيم العسعس.
11 - درء الضعف عن حديث: ((من عشق فعف)) لأبي الفيض أحمد الغماري، تحقيق إياد الغوج.
12 - نماذج من أوهام النقاد المشارقة في الرواة المغاربة، جمع د. إبراهيم الصديق الغماري.
13 - حياة البخاري، لجمال الدين القاسمي، تحقيق محمود الأرنأوط.
27 /4 /1417 هـ
(5)
1 - كتاب الصلاة، لأبي نعيم: الفضل بن دكين، تحقيق صلاح الشلاحي.
2 - السنن الأبين والمورد الأمعن، لابن رشيد الفهري، تحقيق صلاح سالم المصراتي.(/3)
وقد سبق أن طبع بتحقيق محمد الحبيب الخوجة، وصدر عن الدار التونسية للنشر.
3 - رفع شأن الحبشان، للسيوطي، تحقيق صفوان داودي (الكتاب بالأسانيد).
4 - الدرة الثمينة في أخبار المدينة، لابن النجار البغدادي، تحقيق حسين محمد شكري.
وقد سبق أن طبع الكتاب قديماً ملحقاً بكتاب شفاء الغرام للفاسي.
5 - تاريخ المدينة (نصيحة المشاور وتعزية المجاور) لابن فرحون المالكي، تحقيق حسين شكري.
6 - التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل، للشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
7 - ثمرات النظر في علم الأثر، لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، تحقيق رائد صبري.
8 - الإيثار بمعرفة رواة الآثار، للحافظ ابن حجر، تحقيق علي سليم العبادي.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق أبي مصعب البدري، كما طبع قديماً مع كتاب الآثار.
9 - الإمام ابن الجوزي وكتابه الموضوعات، إعداد محمود الندوي (رسالة دكتوراه).
10 - كتاب الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي، تحقيق عادل العزازي.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق إسماعيل الأنصاري، وفيه نقص.
11 - جزء فيه أحاديث أبي الزبير عن غير جابر، لأبي الشيخ الأصبهاني، تحقيق بدر البدر.
12 - الأخبار الموفقيات، للزبير بن بكار، تحقيق د. سامي العاني.
21 /5 /1417 هـ
(6)
1 - الاقتراح في بيان الاصطلاح، لابن دقيق العيد، تحقيق د. عامر صبري (رسالة ماجستير).
2 - كتاب التوبة وسعة رحمة الله، لابن عساكر، تحقيق عبدالهادي محمد منصور.
3 - مختصر اتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيري، تحقيق سيد كسوي حسن.
4 - معجم مسانيد كتب الحديث، إعداد سامي التوني، وهو فهرس لمسانيد الصحابة في: (مسند الطيالسي، أحمد، عبد بن حميد، أبي يعلى، الشاشي، المعجم الكبير، تحفة الأشراف، جمع الجوامع).
5 - الثبت، فيه قوائم ببعض مخطوطات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، مع تحقيق ترجمة ابن تيمية من ذيل تاريخ الإسلام للذهبي، تصنيف علي الشبل.(/4)
6 - تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي، طبعة ملونة في مجلد واحد، مؤسسة الرسالة.
7 - شرح حديث ((لبيك اللهم لبيك)) لابن رجب الحنبلي، تحقيق الوليد آل فريان.
8 - الابتهاج في أحاديث المعراج، لابن دحية الكلبي، تحقيق رفعت فوزي (الكتاب بالأسانيد).
9 - مشيخة فخر الدين ابن البخاري، تخريج جمال الدين ابن الظاهري، مصورة عن المخطوطة، أعد فهارسها محمد ناصر العجمي.
10 - الزهور المقتطفة من تاريخ مكة المشرفة، لتقي الدين الفاسي، مصورة عن المخطوطة، أعد فهارسها مهنا محمد المهنا.
30 /5 /1417 هـ
(7)
1 - المفهم شرح صحيح مسلم، للقرطبي، تحقيق مجموعة من المحققين، دار ابن كثير.
2 - تدوين السنة النبوية، نشأته وتطوره، تأليف د. محمد مطر الزهراني.
3 - علم الرجال، نشأته وتطوره، تأليف د. محمد مطر الزهراني.
4 - المنتخب من شرح النووي على مسلم، للحافظ ابن حجر، تحقيق د. محمد المسعودي.
5 - الأربعون الطائية، لمحمد بن محمد الطائي، تحقيق د. علي البواب.
6 - منهج دراسة الأسانيد والحكم عليها، ويليه دراسة في تخريج الأحاديث، تأليف د. وليد العاني.
7 - بلوغ المنى والظفر في بيان ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر))، لابن فهد المكي، تحقيق أحمد المصلحي.
8 - شرح حديث مثل الإسلام، لابن رجب الحنبلي، تحقيق د. وليد الفريان.
9 - قاعدة في إخراج الزكاة على الفور، لابن رجب الحنبلي، تحقيق د. وليد الفريان.
10 - الترغيب في الدعاء والحث عليه، لعبدالغني المقدسي، تحقيق د. فالح الصغير.
وقد سبق أن طبع مرة بتحقيق محمد حسن، ومرة أخرى بتحقيق فواز زمرلي.
11 - المعلم بفوائد مسلم، للمازري، تحقيق متولي خليل (مطبوعات وزارة الأوقاف المصرية).
وقد سبق أن طبع بتحقيق محمد الشاذلي النيفر، وصدر عن دار الغرب الإسلامي.
12 - غرر الفوائد المجموعة، لابن رشيد العطار، تحقيق محمد خرشافي.
وقد سبق أن طبع بتحقيق مشهور حسن، وفي كلا الطبعتين نقص.(/5)
13 - فهرس مخطوطات المشيخات والاجازات ومصطلح الحديث في الجامعة الإسلامية.
14 - ذم الرياء، لأبي محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، تحقيق د. محمد باكريم.
4 /7 /1417 هـ
(8)
1 - سنن سعيد بن منصور، الجزء الخامس، تحقيق الشيخ د. سعد الحميّد.
2 - الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به، للشيخ د. عبدالكريم الخضير.
3 - ذكر الأقران ورواية بعضهم عن بعض، لأبي الشيخ، ومعه عوالي أبي الشيخ، تحقيق مسعد السعدني.
4 - رسالة في تفسير قوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة...} لابن طولون، تحقيق محمد خير رمضان.
5 - الإنصاف فيما بين علماء المسلمين في قراءة ((بسم الله الرحمن الرحيم)) في فاتحة الكتاب من الاختلاف، لابن عبدالبر القرطبي، تحقيق عبداللطيف الجيلاني المغربي.
وقد سبق أن طبع الكتاب قديماً، مع مجموعة الرسائل المنيرية 2/154.
6 - شرف أصحاب الحديث، ومعه نصيحة أهل الحديث، للخطيب البغدادي، تحقيق عمرو عبدالمنعم.
وقد سبق أن طبع شرف أصحاب الحديث بتحقيق محمد أوغلي، والنصيحة بتحقيق عبدالكريم أحمد.
7 - فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن رجب الحنبلي، تحقيق طارق عوض الله محمد.
وقد سبق أن طبع الكتاب قريباً بتحقيق مجموعة من المحققين.
8 - تفسير ابن كثير، تحقيق أبي إسحاق الحويني (الجزء الأول) وفيه فضائل القرآن، وسورة الفاتحة.
وقد سبق أن نشر المحقق كتاب فضائل القرآن، وطبع مستقلاً.
9 - جامع الأحاديث الصحيحية في الصيام والقيام والاعتكاف، إعداد حمدي حامد صبح.
28 /8 /1417 هـ
(9)
1 - مختصر خلافيات البيهقي، لأحمد بن فرح اللخمي الأشبيلي، تحقيق د. ذياب عقل، 5 ج.
2 - المستخرج على صحيح مسلم، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق محمد حسن الشافعي، 4.
وهذه الطبعة ناقصة؛ إذا اعتمد المحقق على نسخة واحدة مع وجود عدة نسخ أخرى غيرها.
3 - المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، للعليمي، تحقيق محمود الأرنأوط، 6 ج.(/6)
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق محي الدين عبدالحميد، ولكنها طبعة ناقصة.
4 - موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين، إعداد خالد بن منصور الدريس (رسالة ماجستير).
5 - كتاب المصاحف، لابن أبي داود (رسالة دكتوراه)، توزيع وزارة الأوقاف القطرية.
وقد طبع الكتاب قديماً، ولكنها طبعة ناقصة وكثيرة الأخطاء.
6 - كتاب الجوع، وكتاب المحتضرين، كلاهما لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
7 - المتفق والمفترق، للخطيب البغدادي، تحقيق د. محمد صادق الحامدي، 3 ج.
8 - تالي تلخيص المتشابه في الرسم، للخطيب البغدادي، تحقيق مشهور حسن، أحمد الشقيرات.
9 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عمرو العمروي، (الأجزاء: 41 ـ 45).
10 - القواعد والفوائد الحديثية من منهاج السنة النبوية، لابن تيمية، جمع وترتيب علي العمران.
11 - الغيلانيات، تحقيق حلمي كامل أسعد، مراجعة وتعليق مشهور حسن آل سلمان.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق د. فاروق عبدالعليم.
12 - الاستبصار في نقد الأخبار، للشيخ عبدالرحمن المعلمي، تحقيق سيدي محمد الشنقيطي.
13 - التماس السعد في الوفاء بالوعد، للسخاوي، تحقيق د. عبدالله عبدالواحد الخميس.
14 - الذيل على النهاية في غريب الحديث والأثر، إعداد عبدالسلام علوش.
13 /10 /1417 هـ
(10)
1 - إقامة البرهان على عدم وجوب صوم يوم الثلاثين من شعبان، لابن عبدالهادي: محمد بن أحمد، تحقيق د. عبدالعزيز الأحمدي.
2 - رجال عروة بن الزبير، للإمام مسلم، تحقيق كمال الحوت.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق سكينة الشهابي في مجلة مجمع اللغة العربية، م 45، ج1.
3 - العزلة والإنفراد، لابن أبي الدنيا، تحقيق مشهور حسن آل سلمان.
4 - جزء الغطريفي: أحمد بن محمد الجرجاني، تحقيق د. عامر حسن صبري.
5 - كتاب الأربعين في مشايخ الصوفية، لأبي سعد الماليني، تحقيق د. عامر حسن صبري.(/7)
6 - حكم العمل بالحديث الضعيف، إعداد فوزي محمد العودة، مراجعة الشيخ الألباني.
7 - فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق صالح العقيل.
8 - إتحاف المهرة، لابن حجر، الأجزاء 7 ـ 9، مطبوعات مركز السنة بالمدينة النبوية.
9 - تاريخ أهل الحديث ((تعيين الفرقة الناجية وأنها أهل الحديث)) للدهلوي، تحقيق علي حسن عبدالحميد.
10 - اللؤلؤ المصنوع في الأحاديث والآثار التي حكم عليها النووي في المجموع، إعداد محمد الرملي.
11 - تفسير ابن أبي حاتم الرازي، تحقيق أسعد الطيب، (10 أجزاء).
12 - أنساب الأشراف، للبلاذري، تحقيق د. سهيل زكار، د. رياض زركلي (13 جزء).
13 - شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، طبعة جديدة بتحقيق عبدالحميد الهنداوي (13 جزء).
14 - جلاء الأفهام...، لابن القيم، طبعة جديدة بتحقيق مشهور حسن آل سلمان.
15 - الموافقات، للشاطبي، طبعة جديدة بتحقيق مشهور حسن آل سلمان، تقديم الشيخ بكر أبو زيد.
16 - الخلافيات للبيهقي، (الجزء الثالث)، تحقيق مشهور حسن آل سلمان.
15 /11 /1417 هـ
(11)
1 - كتاب القدر، للفريابي، تحقيق عبدالله حمد المنصور.
2 - فضل قيام الليل والتهجد، للآجري، تحقيق عبداللطيف الجيلاني.
3 - فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل القاضي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالحق التركماني.
وقد طبع الكتاب قديماً بتحقيق الشيخ الألباني، وصدر عن المكتب الإسلامي.
4 - معجم الصحابة، لابن قانع، تحقيق صلاح المصراتي.
5 - بيان الوهم والإيهام، لابن القطان، تحقيق د. الحسين آيت سعيد، 6 ج.
6 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عمرو العمروي، (الأجزاء 46 ـ 50).
7 - مسند الإمام أحمد، طبعة مؤسسة الرسالة (الأجزاء 11 ـ 15).
8 - مجموعة أقوال الإمام أحمد في رجال الحديث وعلله، لأبي المعاطي النوري وآخرين.
9 - معجم ما طبع من كتب السنة، إعداد مصطفى عمار منلا.(/8)
10 - طبقات المفسرين، لأحمد بن محمد الأدنه وي، تحقيق سليمان الخزي.
11 - التذكرة في أحوال الموتى والآخرة، طبعة جديدة بتحقيق محمود البسطيوسي.
12 - علم الرجال وأهميته، للشيخ عبدالرحمن المعلمي، طبعة جديدة بتحقيق علي حسن عبدالحميد.
13 - مقام إبراهيم عليه السلام، للمعلمي، تحقيق علي حسن عبدالحميد.
14 - رسالتان للحافظ ابن رجب: حديث شداد بن أوس: ((إذا كنز الناس الذهب والفضة)) وحديث: ((البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى))، تحقيق سامي محمد جاد الله.
15 - جمع جهود الحفاظ النقلة بتواتر روايات زيادة العمر بالبر والصلة، إعداد لطفي محمد الصغير.
15 /12 /1417 هـ(/9)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1418هـ
رقم المقالة: 209
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، تحقيق عبدالعزيز المشيقح.
2 - مسند الموطأ، للغافقي، تحقيق لطفي الصغير، طه أبو سريح.
3 - فضيلة العادلين من الولاة....، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عواد الخلف.
4 - أصول السنة، للحميدي، طبعة جديدة بتحقيق مشعل الحدادي.
5 - صفة النار، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
6 - ثلاث رسائل في علم مصطلح الحديث: رسالة أبي داود إلى أهل مكة، شروط الأئمة الستة لأبي طاهر المقدسي، شروط الأئمة الخمسة للحازمي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة.
7 - الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء، لابن عبد البر، طبعة جديدة بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة.
8 - ذكر من اسمه شعبة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق طارق العمودي.
9 - كتاب التوبة، لابن عساكر، طبعة جديدة بتحقيق مشعل المطيري.
10 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لابن أبي الدنيا، تحقيق صلاح الشلاحي.
11 - تصحيح الحديث عند الإمام ابن الصلاح، دراسة نقدية، تأليف حمزة المليباري.
12 - الأحاديث التي خولف فيها مالك، للدارقطني، تحقيق رضا خالد الجزائري.
13 - الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية، للشيخ عبد الله بن جبرين، ويليه: البيان المكمل في تحقيق الشاذ والمعلل، للقاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني، اعتنى بهما سعد السعدان.
14 - مشيخة أبي طاهر الصقر، ومعه مشايخ الدقاق، ومجلس إملاء، لأبي عبدالله الدقاق، تحقيق الشريف حاتم العوني.
19 /1 /1418 هـ
(2)
1 - الفصل للوصل المدرج في النقل، للخطيب البغدادي، تحقيق د. محمد مطر الزهراني.
2 - ابن حجر العسقلاني: مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتاب الإصابة. طبعة جديدة كاملة، تأليف د. شاكر محمود عبدالمنعم (رسالة دكتوراه).(/1)
وقد سبق أن طبع الكتاب، ولكن لم يصدر منه إلا الجزء الأول.
3 - الإغراب في أحكام الكلاب، ليوسف بن عبدالهادي (ابن المبرد) تحقيق د. عبدالله الطيار، و د. عبدالعزيز الحجيلان (الكتاب بالأسانيد).
4 - سبل السلام، للصنعاني، طبعة جديدة بتحقيق حسن صبحي حلاق.
وهذه الطبعة أفضل الطبعات التي خرجت للكتاب، واعتمد المحقق على نسختين خطيتين.
كما يقوم بتحقيقه الأخ نظر الفريابي على خمس نسخ خطية.
5 - تاريخ الإسلام، للذهبي، تحقيق عبدالسلام تدمري، جزءان (591 ـ 610).
6 - الصحيح المسند من الشمائل المحمدية، إعداد أم عبدالله العدوية.
7 - شرح الإلمام، لابن دقيق العيد، تحقيق عبدالعزيز السعيد (جزء من الكتاب).
8 - المختار من الإبانة (تتمة الرد على الجهمية)، تحقيق الوليد بن محمد سيف النصر.
9 - من فتاوى الحافظ ابن حجر، (أسئلة وأجوبة لابن حجر)، اعتنى بها مرزوق علي إبراهيم.
10 - بلوغ الأماني من كلام المعلمي اليماني (فوائد وقواعد في الجرح والتعديل وعلوم الحديث)، جمع وترتيب أبي أسامة: إسلام بن محمود بن محمد النجار.
11 - أصول علم الحديث بين المنهج والمصطلح، تأليف د. أبو لبابة الطاهر حسين.
12 /2 /1418 هـ
(3)
1 - المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، تأليف الشريف حاتم عارف العوني.
2 - كتاب الإيمان من إكمال المعلم، للقاضي عياض، تحقيق د.الحسين محمد شواط.
3 - القاضي عياض وجهوده في علمي الحديث، روايه و درايه، إعداد د. البشير الترابي.
4 - الآداب الأحكام المتعلقة بدخول الحمام، لابن كثير، تحقيق سامي محمد بن جاد الله.
5 - أسماء من عاش ثمانين سنة بعد شيخه أو بعد سماعه، للذهبي، تحقيق عواد الخلف.
6 - تفسير أبي المظفر السمعاني، تحقيق ياسر إبراهيم، غنيم عباس.
7 - كتاب الصبر والثواب عليه، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
8 - كتاب الشريعة، للآجري، طبعة جديدة، بتحقيق د. عبدالله الدميجي، 6 ج.(/2)
9 - المطالب العالية، لابن حجر (النسخة المسندة)، تحقيق غنيم عباس، ياسر إبراهيم، 5 ج.
10 - سؤالات الآجري لأبي داود، طبعة كاملة للموجود من الكتاب، تحقيق عبدالعليم البستوي.
وقد سبق أن طبع بعض الكتاب (الجزء الثالث) بتحقيق محمد علي العمري.
11 - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي، لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري، 6 ج.
12 - العقد المذهب في طبقات حملة المذهب، لابن الملقن، تحقيق أيمن الأزهري، سيد مهني.
13 - المنتقى من الفوائد الحسان، للحافظ المزي، تحقيق أبي المنذر سامي جاهين.
14 - تحرير تقريب التهذيب، تأليف بشار عواد، شعيب الأرنأوط.
13 /4 /1418 هـ
(4)
1 - مسند الروياني، طبعة جديدة بتحقيق صلاح محمد عويضة.
وقد سبق أن طبع بتحقيق أيمن علي. كما يقوم بتحقيقه حالياً د. مساعد الراشد.
2 - صفة الجنة، لابن أبي الدنيا، طبعة جديدة وأتم من السابقة، تحقيق عبدالرحيم العساسلة.
3 - حسن النبأ في فضل مسجد قباء، لابن علان الصديقي، تحقيق مرزوق علي إبراهيم.
4 - ابن عدي ومنهجه في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال، تأليف د. زهير عثمان علي نور.
5 - إرشاد القارىء إلى أفراد مسلم عن البخاري، تأليف عبدالله العبيلان.
6 - الإعلام بسن الهجرة إلى بلاد الشام، لبرهان الدين البقاعي، تحقيق محمد الحسني.
7 - مختصر كتاب النظر في أحكام النظر لابن القطان، اختصار أبي العباس أحمد القباب الفاسي، تحقيق محمد أبو الأجفان. وقد سبق أن طبع كتاب النظر لابن القطان قبل سنة تقريباً.
8 - تفسير ابن كثير، طبعة جديدة بتحقيق سامي محمد السلامة.
وتعتبر هذه الطبعة أفضل طبعات الكتاب، واعتمد المحقق على عدة نسخ خطية.
9 - الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية، للحافظ السخاوي، طبعة جديدة وكاملة، تحقيق د. محمد إسحاق إبراهيم، 3 ج.
وقد سبق أن طبع جزء من الكتاب باسم الفتاوى الحديثية، تحقيق علي رضاء.(/3)
10 - جزء فيه أهل المائة، للإمام الذهبي، تحقيق عبدالله الكندري، وحسام بو قريص.
وقد سبق أن طبع الكتاب في مجلة المورد العراقية، المجلد 25، العدد الرابع، بتحقيق بشار عواد.
11 - الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، طبعة جديدة بتحقيق فواز زمرلي.
4 /5 /1418 هـ
(5)
1 - الغيلانيات، طبعة جديدة بتحقيق د. مرزوق الزهراني (مطبوعات مركز السنة بالمدينة).
وقد سبق أن طبع الكتاب مرتين: الأولى بتحقيق فاروق مرسي، والثانية بتحقيق حلمي كامل.
2 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق العمروي، الأجزاء (51 ـ 55) إلى ترجمة محمد بن مطرف.
3 - المعجم لابن الأعرابي، طبعة جديدة وكاملة، تحقيق عبدالمحسن الحسيني، 3 أجزاء.
وقد سبق أن طبع نصف الكتاب بتحقيق أحمد البلوشي.
4 - هداية الأريب الأمجد لمعرفة أصحاب الرواية عن أحمد، للشيخ سليمان بن حمدان، تحقيق الشيخ بكر أبو زيد.
5 - كتاب المطر والرعد والبرق والريح، لابن أبي الدنيا، تحقيق طارق العمودي.
6 - تراجعات ابن حجر في فتح الباري، تأليف مشهور حسن آل سلمان.
7 - سير أعلام النبلاء، طبعة جديدة، بتحقيق عمرو غرامة العمروي، 12 جزء
8 - الكامل في الضعفاء، لابن عدي، طبعة جديدة بتحقيق عادل عبدالموجود، علي معوض، 9 ج.
والطبعة السابقة أفضل، ولكن تتميز هذه الطبعة بوجود ذيل الكتاب معها، والذي لم يطبع قبل.
9 - كتاب الورع، لأبي بكر أحمد بن محمد المروذي، تحقيق سمير الزهيري.
وقد سبق أن طبع الكتاب قديماً منسوباً إلى الإمام أحمد.
10 - كتاب المختلطين، للعلائي، تحقيق رفعت فوزي، وعلي عبدالباسط مزيد.
18 /5 /1418 هـ
(6)
1 - أخبار المكيين من كتاب التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة، تحقيق إسماعيل حسن حسين، مجلد.
2 - مسند ابن أبي شيبة، تحقيق عادل العزازي، وأحمد المزيدي، في مجلدين.(/4)
وقد سقط من بداية الكتاب ما يقارب مائة ورقة من المخطوط، حيث بدأ المطبوع بمسند أبي أيوب، وأصل المخطوط المعتمد عليه يبدأ ببداية الكتاب، من مسند أبي بكر، ويأتي مسند أبي أيوب في الورقة 99.
3 - إتحاف المهرة، للحافظ ابن حجر، الأجزاء (10 ـ 11)، مطبوعات مركز السنة بالمدينة.
4 - كتاب المتمنين، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
5 - عمدة القارىء والسامع في ختم الصحيح الجامع، للسخاوي، تحقيق علي محمد العمران.
6 - نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية، تأليف الشريف حاتم عارف العوني.
7 - فضيلة العادلين، لأبي نعيم، ومعه تخريج أحاديث العادلين، للسخاوي، تحقيق مشهور حسن.
وقد سبق أن طبع كتاب أبي نعيم بتحقيق عواد الخلف، وكتاب السخاوي بتحقيق مشهور حسن.
8 - الموضوعات، لابن الجوزي، طبعة جديدة وكاملة، تحقيق د. نور الدين شكري جيلار.
9 - الأربعين البلدانية، لأبي طاهر السلفي، تحقيق مسعد السعدني.
وقد سبق أن طبع الكتاب عام 1412 هـ بتحقيق عبدالله رابح.
10 - جزء فيه حديث المصيصي: لوين: محمد بن سليمان المصيصي، تحقيق مسعد السعدني.
11 - مشيخة أبي بكر النقور: الفوائد الحسان، لأبي بكر النقور البزاز، تحقيق مسعد السعدني.
12 - قرى الضيف، لابن أبي الدنيا، تحقيق عبدالله المنصور.
1 /6 /1418 هـ
(7)
1 - كلام الليالي والأيام لابن آدم، تصنيف ابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
2 - مناقب الشيخ أبي عمرو المقدسي، للحافظ ضياء الدين المقدسي، تحقيق عبدالله الكندري، و هادي المري.
3 - النظر في أحكام النظر بحاسة البصر، لابن القطان الفاسي، طبعة جديدة بتحقيق إدريس الصمدي.
4 - خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام، للإمام النووي، تحقيق حسين الجمل، 2 ج.
5 - لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارىء القرآن، لمحمد ابن عبدالواحد الغافقي (ت 619) تحقيق رفعت فوزي عبدالمطلب، 3 ج.(/5)
6 - الانتصار لأصحاب الحديث، تأليف محمد عمر بازمول.
7 - تاريخ بغداد، طبعة جديدة بتحقيق مصطفى عبدالقادر عطاء، 23 مجلد.
وقد اعتمد المحقق على نسخة دار الكتب المصرية، والنسخة المطبوعة.
8 - الوجل والتوثق بالعمل، لابن أبي الدنيا، تحقيق مشهور حسن آل سلمان.
كما طبع بتحقيق محمد خير رمضان.
9 - الدر النقي من كلام الإمام البيهقي في الجرح والتعديل، تأليف حسين قاسم الكلداري.
وقد جمع أقوال البيهقي في الجرح والتعديل من جميع كتبه المطبوعة، كما استدرك على د. نجم خلف في كتابه « معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى » حوالي 200 ترجمة ساقطة.
10 - حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، تأليف د. محمد خليفة التميمي.
12 /6 /1418 هـ
(8)
1 - مجرد أسماء الرواة عن مالك، للرشيد العطار، تحقيق سالم أحمد السلفي.
2 - غرائب حديث مالك، لابن المظفر، تحقيق عبدالباري رضا الجزائري.
كما يقوم بتحقيقه حالياً طه أبو سريح، ولم يطبع بعد.
3 - كتاب المجالسة وجواهر العلم، للدينوري، تحقيق د. عدنان القيسي، 2 ج (أول الكتاب).
4 - عبقرية الإمام مسلم في ترتيب أحاديث مسنده الصحيح دراسة تحليلية، إعداد د. حمزة المليباري.
5 - مسند البزار (البحر الزخار)، تحقيق محفوظ الرحمن السلفي، الجزء التاسع.
6 - مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار، للعيني، تحقيق أسعد الطيب، 3 ج.
7 - التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف، تأليف يوسف بن محمد العتيق.
8 - رفع النقاب في تراجم الأصحاب، لابن ضويان، تحقيق عمرو غرامة العمروي.
9 - برد الأكباد عند فقد الأولاد، لابن ناصر الدين، طبعة جديدة بتحقيق مشهور حسن.
10 - كتاب الأربعين حديثاً، لابن تيمية، طبعة جديدة بتحقيق إبراهيم الحاج.
وقد سبق أن طبع أكثر من مرة باسم: الأربعين التيمية.
11 - شرح الأربعين النووية، للدمياطي، تحقيق يوسف علي بديوي.
21 /7 /1418 هـ
(9)(/6)
1 - مسند الإمام أحمد / طبعة مؤسسة الرسالة، الأجزاء 16 ـ 20.
2 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عمرو غرامة، الأجزاء 56 ـ 60.
3 - تفسير ابن كثير، تحقيق أبي إسحاق الحويني، الجزء الثاني.
4 - حسن التعهد في أحاديث التسمية في التشهد، للسيوطي، تحقيق أحمد عبدالله باجور.
5 - تعقبات الحافظ ابن حجر على الذهبي في ميزان الاعتدال، جمع علي العمران.
6 - إقامة البرهان على عدم وجوب صوم يوم الثلاثين من شعبان، لابن عبدالهادي، تحقيق سامي جاد الله.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق د. عبدالعزيز الأحمدي، وصدر عن دار البخاري بالمدينة.
7 - التحبير في المعجم الكبير، للسمعاني، طبعة جديدة بتحقيق خليل المنصور، مجلد واحد.
8 - كتاب الفتن، لنعيم بن حماد، طبعة جديدة بتحقيق مجدي الشوري، مجلد واحد.
9 - القلائد العنبرية على المنظومة البيقونية، للشيخ عثمان التوزي الزبيدي، ومعه: طراز البيقونية، للشيخ محمود النشوي الأزهري، تحقيق علي حسن عبدالحميد.
10 - موسوعة الأحاديث الصحيحة في الجنة وأحوال أهلها في الدنيا والآخرة للإمامين البخاري ومسلم، تصنيف وشرح عصام الدين بن غلام حسين.
11 - المحجة في سير الدلجة، لابن رجب، طبعة جديدة بتحقيق يحيى غزاوي، على خمس نسخ خطية.
12 - نزهة رياض الإجازة المستطابة بذكر مناقب المشايخ أهل الرواية والإصابة، لأبي الزين عبدالخالق بن علي ابن الزين (المتوفى سنة 1201)، تحقيق مصطفى الخطيب، عبدالله اليمني.
13 - معجم مؤلفي مخطوطات مكتبة الحرم المكي، إعداد عبدالله بن عبدالرحمن المعلمي، من إصدارات مكتبة الملك فهد الوطنية، وهو فهرس للمخطوطات والمصورات الموجودة في المكتبة حسب المؤلفين.
14 - فهرس مخطوطات الفقه في الجامعة الإسلامية، 3 أجزاء.
13 /8 /1418 هـ
(10)
1 - كشف المشكل من الصحيحين، لابن الجوزي، تحقيق د. علي البواب، 4 أجزاء.
2 - الأمالي، لابن بشران، تحقيق عادل العزازي، مجلد واحد.(/7)
وما طبع من الكتاب يمثل نصفه تقريباً، ولعل المحقق يقوم بإكماله وجمع ما تفرق من مخطوطاته.
3 - من حديث أبي عبدالرحمن المقرىء مما وافق رواية الإمام أحمد في المسند، للضياء المقدسي، ويليه كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين، للمؤيد الطوسي، تحقيق د. عامر صبري.
4 - العجاب في بيان الأسباب، للحافظ ابن حجر، تحقيق عبدالحكيم الأنيس.
5 - فتح المالك بتبويب التمهيد لابن عبدالبر على موطأ الإمام مالك، ترتيب وتحقيق د. مصطفى حميده.
6 - الفصل للوصل المدرج في النقل، للخطيب البغدادي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالسميع الأنيس.
7 - التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر، للسخاوي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالله البخاري.
8 - كشف الغطاء عن أحكام الذهبي في سير أعلام النبلاء، جمع وترتيب يحيى عبدالله الشهري.
9 - حديث محمد بن عبدالله الأنصاري، ويليه فوائد ابن ماسي، تحقيق مسعد السعدني.
10 - جزء من حديث ابن شاهين عن شيوخه، تحقيق هشام بن محمد.
11 - صحيح كتاب الفقيه والمتفقه، إعداد عادل العزازي.
12 - التذكرة لمعرفة رجال الكتب العشرة، للحسيني، تحقيق د. رفعت فوزي، 4 أجزاء.
13 - أشراط الساعة، للسخاوي، اعتنى به عصام الحرستاني، تخريج محمد الزغلي.
20 /10 /1418 هـ
(11)
1 - التاريخ الأوسط، للبخاري، برواية الخفاف، تحقيق محمد اللحيدان.
2 - كتاب التوحيد لله عز وجل، لعبدالغني المقدسي، تحقيق محمد النابلسي، عبدالأكرم السقا.
3 - ذكر الإسلام، لعبد الغني المقدسي، تحقيق محمد النابلسي، عبدالأكرم السقا.
4 - حجة الوداع، لابن حزم، تحقيق أبي صهيب الكرمي.
5 - قصص الأنبياء ومناقب القبائل، من التوضيح لشرح الجامع الصحيح، لابن الملقن، تحقيق أحمد حاج
6 - الشيخ عبدالرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها، تأليف منصور السماري.
7 - الأمالي السفرية (الحلبية)، للحافظ ابن حجر، تحقيق حمدي السلفي.
وقد سبق أن طبع جزء من الكتاب باسم: الأمالي الحلبية.(/8)
8 - تنقيح الأحاديث الصحيحة من الألفاظ المدرجة والضعيفة، تأليف خالد العنبري.
9 - الجمع بين الصحيحين، للموصلي، تحقيق د. علي البواب.
10 - أسباب رد الحديث وما ينتج عنها من أنواع، تأليف د. محمد محمود بكار.
11 - الروضتين في أخبار الدولتين، لأبي شامة المقدسي، طبعة جديدة بتحقيق إبراهيم الزيبق.
12 - بديعة البيان عن موت الأعيان، لابن ناصر الدين، تحقيق أكرم البوشي.
13 - فتح الملك الأجلّ بتمييز اللفظ المحفوظ من المُعلّ، تأليف عطاء عبداللطيف.
14 - جمع الفوائد، لمحمد بن سليمان المغربي، طبعة جديدة بتحقيق سليمان بن دريع.
15 - تكملة كتاب الأعلام للزركلي (حتى عام 1415) تأليف محمد خير رمضان.
16 - تكملة معجم المؤلفين، تأليف محمد خير رمضان.
22 /11 /1418 هـ
(12)
1 - جزء فيه من الفوائد المنتقاة الحسان من حديث أبي عمرو السمرقندي، تحقيق أبي إسحاق الحويني.
2 - الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات، تأليف طارق عوض الله.
3 - أثر اختلاط سعيد بن أبي عروبة على مروياته في الكتب الستة، تأليف د. نافذ حسين.
4 - دلالة الشكل على كمية الأكل، لابن طولون، تحقيق محمد خير رمضان.
5 - تأييد الإنكار لإتيان الطيور ونحوها في الأوكار، لابن طولون، تحقيق محمد خير رمضان.
6 - الأضواء السماوية في تخريج أحاديث الأربعين النووية، تأليف فوزي بن عبدالله بن محمد.
7 - نقض الإمام عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد، تحقيق د. رشيد الألمعي (رسالة ماجستير). وقد سبق أن طبع الكتاب قديماً بتحقيق محمد حامد الفقي.
8 - كتاب التهجد وقيام الليل، لابن أبي الدنيا، طبعة جديدة بتحقيق مصلح الحارثي (رسالة ماجستير) وقد سبق أن طبع بتحقيق مسعد السعدني، ولكنها طبعة ناقصة بمقدار ثلث الكتاب.
9 - جزء فيه من أحاديث الإمام أيوب السختياني، لإسماعيل القاضي، تحقيق د. سليمان العريني.(/9)
10 - جزء من فوائد حديث أبي ذر الهروي، ويليه من فوائد أبي بكر الشاشي، تحقيق سمير الحسني.
11 - جزء علي بن محمد الحميري، طبعة جديدة بتحقيق د. عبدالعزيز البعيمي.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق أبي طاهر زبير بن مجدد.
12 - محمد بن عثمان بن أبي شيبة وكتابه العرش، دراسة وتحقيق، إعداد د. محمد خليفة التميمي.
وقد سبق أن طبع كتاب العرش بتحقيق محمد الحمود.
3 /12 /1418 هـ(/10)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1419هـ
رقم المقالة: 210
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح، لبرهان الدين الأبناسي، تحقيق صلاح فتحي هلل.
2 - الجمع بين الصحيحين، للحميدي: محمد بن فتوح، تحقيق د. علي البواب.
3 - إتحاف المهرة، للحافظ ابن حجر، الأجزاء (12، 13)، مطبوعات مركز السنة بالمدينة.
4 - حديث الفاكهي عن أبي يحيى بن أبي مسرة (فوائد الفاكهي)، تحقيق محمد الغباني (رسالة ماجستير)
5 - تلخيص العلل المتناهية لابن الجوزي، تأليف الإمام الذهبي، تحقيق ياسر بن إبراهيم.
6 - تلخيص كتاب الموضوعات لابن الجوزي، تأليف الذهبي، تحقيق ياسر بن إبراهيم.
7 - التوشيح شرح الجامع الصحيح، للإمام السيوطي، تحقيق رضوان جامع رضوان.
8 - أحاديث محمد بن هشام النميري، تحقيق يحيى بن عبدالله الشهري.
9 - تسمية من لقب بالطويل، تأليف يحيى بن عبدالله الشهري.
10 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، تحقيق عمرو غرامة، الأجزاء (61 - 65).
11 - معجم الصحابة، لابن قانع، طبعة جديدة في 15 مجلد، وبعضها رسالة دكتوراه.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق صلاح المصراتي في 3 أجزاء.
12 - علماء نجد خلال ستة قرون، للشيخ عبدالله البسام، طبعة جديدة فيها زيادات على الطبعة السابقة.
13 - تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد، لأبي إسحاق الحويني.
14 - حديث المصيصي لوين، لمحمد بن سليمان المصيصي، طبعة جديدة بتحقيق ياسر إبراهيم.
15 - ذيل لسان الميزان، تأليف الشريف حاتم بن عارف العوني.
4 /1 /1419 هـ
(2)
1 - المعجم المفهرس، للحافظ ابن حجر، تحقيق محمد شكور المياديني.
2 - كتاب السنة، لابن أبي عاصم، طبعة جديدة بتحقيق د. باسم الجوابرة.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق الشيخ الألباني.
3 - سنن أبي داود، تحقيق محمد عوامة (محقق على أصل الحافظ ابن حجر وسبعة أصول أخرى).(/1)
4 - كتاب الأجوبة عما أشكل الشيخ الدارقطني على صحيح مسلم، لأبي مسعود الدمشقي، تحقيق د. إبراهيم الكليب.
5 - مهمات علوم الحديث، تأليف د. إبراهيم الكليب.
6 - تنقيح الأنظار بضعف حديث: ((رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار))، ومعه أوضح البيان في جرح علي بن زيد بن جدعان، تأليف علي حسن عبدالحميد.
7 - تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي، تأليف د. عبدالله مراد السلفي.
8 - مناهج المحدثين في رواية الحديث بالمعنى، تأليف عبدالرزاق الشايجي، والسيد محمد نوح.
9 - صفة الجنة، لابن أبي الدنيا، طبعة جديدة بتحقيق عمرو عبدالمنعم.
وقد سبق أن طبع الكتاب أول مرة بتحقيق طارق طنطاوي، والثانية بتحقيق عبدالرحيم العساسلة.
10 - كتاب مداراة الناس، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان.
11 - تحريم القتل وتعظيمه، لعبد الغني المقدسي، تحقيق ناصر عبدالله الرحبان.
12 - كتاب التوحيد، لعبدالغني المقدسي، طبعة جديدة بتحقيق مصعب الحايك.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق محمد النابلسي، وعبدالأكرم السقا.
3 /2 /1419 هـ
(3)
1 - المطالب العالية، لابن حجر، طبعة جديدة بتنسيق د. سعد الشثري. وأصل الكتاب مجموعة رسائل للماجستير في جامعة الإمام، ولم يصدر من الكتاب سوى عشرة أجزاء تمثل نصفه تقريباً.
2 - تهذيب الكمال، للمزي، طبعة جديدة بتحقيق بشار عواد في 8 مجلدات كبار.
3 - التعيين في شرح الأربعين، للطوفي الحنبلي، تحقيق أحمد حاج عثمان.
4 - زوائد السنن على الصحيحين، جمع صالح الشامي، 7 أجزاء.
5 - مسند الإمام أحمد، طبعة مؤسسة الرسالة، الأجزاء 21 ـ 25.
6 - الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين، رواية أبي بكر المروزي، تحقيق خالد السبيت.
7 - التعريف بشيوخ حدّث عنهم البخاري وأهمل أنسابهم...، ويليه تسمية شيوخ أبي داود، كلاهما لأبي علي الجياني الغساني، تحقيق محمد السعيد زغلول.(/2)
8 - كتاب المعجم، لابن المقرىء، تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد.
9 - الإمام أيوب بن أبي تميمة السختياني، تأليف د. سليمان العريني.
10 - أحاديث أبي عروبة الحراني، برواية أبي أحمد الحاكم، تحقيق د. عبدالرحيم القشقري.
11 - مؤلفات السخاوي، إعداد مشهور حسن آل سلمان، وأحمد الشقيرات.
12 - الحديث الصحيح ومنهج علماء المسلمين في التصحيح، تأليف عبدالكريم إسماعيل صباح.
13 - ذكر اسم كل صحابي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً أو نهياً ومن بعده من التابعين وغيرهم ممن لا أخ له يوافق اسمه من نقلة الحديث من جميع الأنصار، لأبي الفتح الأزدي، تحقيق ضياء الحسن السلفي.
14 - حديث أبي الفضل الزهري، رواية الجوهري، تحقيق د. حسن محمد البلوط.
25 /3 /1419 هـ
(4)
1 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق عادل العزازي، طبعة كاملة في سبعة أجزاء.
2 - كتاب البر والصلة، للحسين المروزي عن ابن المبارك وغيره، طبعة جديدة بتحقيق د. محمد سعيد بخاري. وقد سبق أن طبع الكتاب منسوباً لابن المبارك بتحقيق د. مصطفى عثمان محمد.
3 - أطراف الغرائب والأفراد، لابن القيسراني، تحقيق محمود نصار، والسيد يوسف، 5 أجزاء.
4 - الحافظ الطبراني وجهوده في خدمة السنة، تأليف د. محمد أحمد رضوان.
5 - إتحاف المهرة، لابن حجر، الجزء الرابع عشر، مطبوعات مركز السنة بالمدينة النبوية.
6 - العَلم الهيب في شرح الكلم الطيب، لبدر الدين العيني، تحقيق خالد المصري.
7 - مجموع فيه ثلاث رسائل: الصراط المستقيم في إثبات الحرف القديم لابن قدامة، وإثبات اليد لله سبحانه للذهبي، و اعتقاد الإمام الشافعي جمع أبي الحسن الهكاري، تحقيق د. عبدالله البراك.
8 - الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة في الاعتقادات وأصول الديانات، لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، تحقيق د. محمد سعيد القحطاني.
9 - تيسير علوم الحديث للمبتدئين، تأليف عمرو عبدالمنعم سليم.(/3)
10 - ما له حكم الرفع من أقوال الصحابة وأفعالهم، جمع وترتيب د. محمد مطر الزهراني.
11 - التذكرة المشفوعة بأطراف الأحاديث المرفوعة في كتب ابن أبي الدنيا المطبوعة، تأليف بدر الأحمدي
12 - تحفة الأنام في فضائل الشام، لأحمد بن محمد البصروي (ابن الإمام) تحقيق عبدالعزيز حرفوش.
13 - رفع الإصر عن قضاة مصر، للحافظ ابن حجر، طبعة جديدة وكاملة بتحقيق د. علي محمد عمر.
10 /4 /1419 هـ
(5)
1 - كتاب المجالسة، للدينوري، طبعة كاملة بتحقيق مشهور حسن آل سلمان، 10 أجزاء.
2 - ذم الكلام وأهله، للهروي، طبعة كاملة، تحقيق عبدالله محمد الأنصاري.
وهذه الطبعة أفضل طبعات الكتاب.
3 - كتاب النعوت، للنسائي، تحقيق د. عبدالعزيز الشهوان، وهو جزء من السنن الكبرى.
4 - تنوير الغبش في فضل السودان والحبش، لابن الجوزي، تحقيق مرزوق علي إبراهيم.
5 - تاريخ دمشق، لابن عساكر، الأجزاء (66 - 70).
6 - طبقات القراء، للذهبي، تحقيق د. أحمد خان (مطبوعات مركز الملك فيصل)، 3 أجزاء.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق بشار عواد وشعيب الأرنأوط ولكنها طبعة ناقصة.
7 - منتهى الآمال شرح حديث إنما الأعمال، للسيوطي، طبعة جديدة بتحقيق محمد عطية.
8 - مدرسة الحديث بالبصرة حتى القرن الثالث الهجري، تأليف د. أمين القضاة.
9 - السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، للمحب الطبري، طبعة جديدة بتحقيق عبدالمجيد طعمة.
10 - إنباء الأمراء بأنباء الوزراء، لابن طولون، تحقيق مهنا حمد المهنا.
11 - إتحاف الخيرة المهرة، للبوصيري، تحقيق عادل بن سعد، والسيد محمود بن إسماعيل.
وفي هذه الطبعة نقص يسير، واستدركه المحقق من النسخة المختصرة، والتي بدون أسانيد.
والكتاب يطبع حالياً في دار الوطن على النسخة المسندة الكاملة.
12 - جزء فيه من الفوائد المنتقاة الحسان من حديث أبي عمرو السمرقندي، تحقيق أبي إسحاق الحويني.(/4)
13 - مسند أبي عوانة (المستخرج) طبعة جديدة بتحقيق أيمن الدمشقي في 5 أجزاء.
وفي هذه الطبعة زيادة عددٍ من الأبواب لم تكن موجودة في الطبعة السابقة.
19 /6 /1419 هـ
(6)
1 - جزء فيه استدراك أم المؤمنين عائشة على الصحابة، لأبي منصور البغدادي، تحقيق محمد عزيز شمس.
2 - الغنية في مسألة الرؤية، للحافظ ابن حجر، تحقيق د. محمد بن عبدالمحسن التركي.
3 - النكت على مقدمة ابن الصلاح، للزركشي، تحقيق د. زين العابدين بن محمد بلا فريح.
4 - أعيان العصر وأعوان النصر، للصفدي، تحقيق مجموعة من المحققين، مطبوعات مركز جمعة الماجد.
5 - المنتخب من العلل للخلال، انتخاب ابن قدامة المقدسي، تحقيق طارق عوض الله.
6 - مشيخة ابن شاذان الصغرى، تحقيق عصام موسى هادي.
7 - شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر، شرحه د. سعد الحميّد، اعتنى به ماهر المبارك.
8 - المزكون لرواة الأخبار عند ابن أبي حاتم، تأليف هشام الحلاف.
9 - أسامي شيوخ البخاري، للصغاني، مصور عن المخطوط، قدم له وفهرسه علي العمران.
10 - المنهج العلمي للتعامل مع السنة النبوية عند المحدثين، إعداد د. حمزة النعيمي.
11 - المستدرك على الصحيحين، للحاكم، طبعة جديدة بتحقيق عبدالسلام علوش.
12 - دليل الرسائل الجامعية، طبعة جديدة حتى عام 1419 (مطبوعات مركز الملك فيصل).
13 - فهارس مخطوطات الفقه في مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
14 - الفوائد المنتخبة (المهروانيات) للخطيب البغدادي، طبعة جديدة بتحقيق خليل العربي.
8 /7 /1419 هـ
(7)
1 - التحقيق في أحاديث التعليق لابن الجوزي، ومعه تنقيح التحقيق للذهبي، تحقيق عبدالمعطي قلعجي 13 ج.
2 - تنقيح التحقيق، لابن عبدالهادي، طبعة جديدة كاملة، تحقيق أيمن صالح شعبان، 3 ج.
3 - فضائل الصحابة ومناقبهم، للإمام الدارقطني، تحقيق محمد خليفة الرباح.
4 - مسند عابس الغفاري وجماعة من الصحابة، جمع أبي عمرو بن أبي غرزة، تحقيق د. غالب الحامضي.(/5)
5 - جزء فيه سبعة مجالس من أمالي أبي طاهر المخلص، تحقيق د. غالب الحامضي.
6 - مرويات أبي أيوب الأنصاري، جمع وترتيب د. غالب الحامضي.
7 - ذيل تاريخ الإسلام، للإمام الذهبي، تحقيق مازن سالم باوزير.
8 - جزء فيه أحاديث شهر رمضان، لأبي اليمن بن عساكر، تحقيق علي حسن عبدالحميد.
9 - العوالي: مجموع فيه عوالي الإمام مالك، روايات: هشام بن عمار، وأبي أحمد الحاكم، وزاهر الشحامي، وسليم الرازي، والخطيب البغدادي، والكندي، وابن الحاجب، تحقيق محمد الناصر.
10 - الموطأ، للإمام مالك، برواية القعنبي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالمجيد تركي.
11 - أداء ما وجب ببيان وضع الوضاعين في رجب، لابن دحية الكلبي، تخريج الألباني، تحقيق الشاويش.
12 - غاية المطلوب وأعظم المنة فيما يغفر الله به الذنوب ويوجب الجنة، لابن الديبع، تحقيق د. رضا السنوسي.
13 - غرائب الإمام مالك، لابن المظفر، طبعة جديدة بتحقيق طه أبو سريح.
14 - تاريخ الإسلام، للذهبي، الأجزاء (640 ـ 670)، تحقيق عمر تدمري.
10 /10 /1419 هـ
(8)
1 - تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل، لأبي زرعة العراقي، تحقيق عبدالله نوارة.
2 - كتاب الدعاء، لابن فضيل، طبعة جديدة بتحقيق د. عبدالعزيز البعيمي.
3 - تلخيص الموضوعات لابن الجوزي، للإمام الذهبي، طبعة جديدة بتحقيق د. عبدالرحمن الفريوائي.
4 - مشيخة ابن البخاري، تخريج الحافظ جمال الدين الظاهري، تحقيق د. عوض الحازمي.
5 - مرويات الإمام الزهري المعلة في كتاب الدارقطني، جمع وتخريج ودراسة د. عبدالله دمفو.
6 - ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه، لابن شاهين، تحقيق الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله.
7 - دراسة الأسانيد، تأليف د. عبدالعزيز العثيم - رحمه الله -، وعطاء الله السندي.
8 - كيف ندرس علم تخريج الحديث، تأليف د. حمزة المليباري، ود. سلطان العكايلة.
9 - جزء حنبل (التاسع من فوائد ابن السماك)، تحقيق هشام بن محمد.(/6)
10 - مسند الإمام أحمد، طبعة جديدة في مجلد واحد، إصدار بيت الأفكار الدولية.
11 - المسلك الواضح المأمون لشرح اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، تأليف د. حافظ الحكمي.
12 - الجمع بين الصحيحين، لعبدالحق الأشبيلي، تحقيق حمد محمد الغماس.
13 - إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبدالفتاح، تخريج محمد بن عبدالله آل رشيد.
14 - تاريخ دمشق، لابن عساكر (1 - 70) صدر في قرص حاسب آلي ((ليزر)) واحد.
22 /11 /1419 هـ(/7)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1420هـ
رقم المقالة: 223
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - كتاب الإمام، لابن دقيق العيد، تحقيق الشيخ د. سعد الحميّد.
2 - إتحاف المهرة، للبوصيري، طبعة جديدة وكاملة، بتقديم د. أحمد معبد، إصدار دار الوطن.
3 - الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر، للسخاوي، طبعة كاملة بتحقيق إبراهيم باجس.
4 - مسائل الإمام أحمد، لأبي داود، طبعة جديدة وكاملة، تحقيق طارق عوض الله.
5 - الأحاديث الطوال، للطبراني، طبعة جديدة فيها زيادات عديدة، تحقيق حمدي السلفي.
6 - المنتخب من غرائب أحاديث مالك بن أنس، لابن المقرىء، تحقيق رضا الجزائري.
7 - المنتقى من عوالي المختصر المسند الصحيح، انتقاء شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق عبدالعزيز الراجحي.
8 - تاريخ الرقة، لأبي علي القشيري، طبعة جديدة أتم من السابقة، تحقيق إبراهيم صالح.
9 - الأخطاء الإسنادية وتصويبها، ويليه: ما قيل في ابن لهيعة، لـ د. عبدالعزيز العثيم رحمه الله.
10 - نقض الدارمي على بشر المريسي، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق منصور السماري.
11 - عجالة الإملاء على الترغيب والترهيب، للناجي، طبعة جديدة بتحقيق حسين عكاشة.
12 - الكتب الستة في مجلد واحد، تقديم الشيخ صالح آل الشيخ، إصدار مكتبة السلام.
13 - شرح سنن ابن ماجة، للحافظ مغلطاي، إصدار مكتبة نزار الباز.
18/1/1420هـ
(2)
1 - البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر، للسيوطي، تحقيق أنيس الأندنوسي.
2 - حديث هشام بن عمار، تحقيق د. عبدالله وكيل الشيخ.
3 - الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي، لأبي الحسن الحربي، تحقيق تيسير أبو حيمد.
4 - عجالة الإملاء المتيسرة، للناجي، تحقيق د. إبراهيم الريس، ود. محمد القناص (رسائل ماجستير)
5 - شرح سنن أبي داود، لبدر الدين العيني، تحقيق خالد المصري.(/1)
6 - كتاب المروءة، لابن المرزبان، تحقيق محمد خير رمضان.
7 - كتاب فيه أربعون حديثاً عن أربعين شيخاً، لأبي بكر الكرخي، تحقيق صلاح الشلاحي.
8 - الأجوبة العلية عن الأسئلة الدمياطية، للسخاوي، تحقيق مشعل المطيري.
9 - جزء الجركاني، لأبي الرجاء محمد بن أحمد الجركاني، تحقيق عبدالعزيز الحنوط.
10 - القول المعتبر في ختم النسائي رواية ابن الأحمر، للسخاوي، تحقيق جاسم محمد الفجي.
11 - التطفيل وحكايات الطفيليين، للخطيب البغدادي، طبعة جديدة بتحقيق بسام الجابي.
12 - معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد، تأليف د. محمد ضياء الرحمن الأعظمي.
13 - جامع المسانيد، لابن كثير، طبعة جديدة أتم من السابقة، تحقيق د. عبدالملك بن دهيش.
14 - جزء فيه حديث المتبايعين بالخيار، للمنذري، تحقيق مشعل باني المطيري.
24/4/1420هـ
(3)
1 - كتاب العلو للعلي العظيم، للإمام الذهبي، تحقيق د. عبدالله البراك (رسالة دكتوراه).
2 - كتاب العرش، للذهبي، تحقيق د. محمد خليفة التميمي.
3 - حاشية ابن قطلوبغا على شرح نخبة الفكر، تحقيق د. إبراهيم الناصر.
4 - حاشية الكمال ابن أبي شريف على شرح نخبة الفكر، تحقيق د. إبراهيم الناصر.
5 - الاختلاف بين رواة البخاري عن الفربري، لابن عبدالهادي، تحقيق صلاح فتحي هلل.
6 - فضائل الشام، لابن رجب الحنبلي، تحقيق سامي محمد جاد الله.
7 - مسائل الإمام أحمد، رواية ابنه صالح، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق طارق عوض الله.
8 - معاني الأخبار (بحر الفوائد)، للكلاباذي، تحقيق محمد حسن إسماعيل، أحمد المزيدي.
9 - كتاب الزهد، لابن أبي الدنيا، تحقيق ياسين السواس.
10 - فضل الرمي وتعليمه، للإمام الطبراني، طبعة جديدة بتحقيق د. محمد حسن الغماري.
11 - تسمية شيوخ أبي داود، للجياني، طبعة جديدة أفضل من السابقة بتحقيق جاسم الفجي.
12 - اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر، للإمام الشوكاني، تحقيق خليل السبيعي.(/2)
13 - ذيل تكملة الإكمال، لابن العمادية، تحقيق عبدالقيوم عبد رب النبي، مطبوعات جامعة أم القرى.
14 - الفوائد المنتقاة، لأبي عمرو السمرقندي، تحقيق د. محمد عبيد، مطبوعات جامعة أم القرى.
15 - كتاب فيه أربعون حديثاً من مسند بريد بن عبدالله بن أبي بردة عن جده عن أبي موسى الأشعري، جمع الإمام الدارقطني، تحقيق د. محمد عبيد، مطبوعات جامعة أم القرى.
13/5/1420هـ
(4)
1 - كتاب الموطأ، لابن وهب، تحقيق د. هشام الصيني.
2 - جزء أبي الجهم: العلاء بن موسى الباهلي، تحقيق د. عبدالرحيم القشقري.
3 - الجزء الأول من أمالي أبي إسحاق الهاشمي، تحقيق د. عبدالرحيم القشقري.
4 - مسند أبي داود الطيالسي، طبعة جديدة وكاملة، تحقيق د. محمد بن عبدالمحسن التركي.
5 - الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد، للبيهقي، طبعة جديدة كاملة، تحقيق أحمد أبو العينين.
كما طبع طبعة أخرى بتحقيق الشيخ عبدالله الدويش، لكن الطبعة السابقة أفضل.
6 - التمهيد، لابن عبدالبر، طبعة جديدة كاملة مرتبة على أبواب الموطأ، تحقيق أسامة إبراهيم.
7 - تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار للطحاوي، ترتيب خالد الرباط.
8 - فتح الباقي بشرح ألفية العراقي، لزكريا الأنصاري، تحقيق حافظ ثناء الله الزاهدي.
9 - كتاب الأدب، لابن أبي شيبة، تحقيق د. محمد رضا القهوجي.
10 - مسند الحميدي، طبعة جديدة، تحقيق حسين سليم أسد.
11 - الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد، للشيخ الألباني، رحمه الله.
12 - فوائد من كتاب العلل لابن أبي حاتم، للشيخ عبدالرحمن المعلمي، تحقيق عبدالرزاق عبدالرؤف.
13 - الأحاديث والآثار التي حكم عليها النووي في كتبه المطبوعة والمخطوطة، لـ د. ناصر السلامة.
14 - ناسخ الحديث ومنسوخه، للأثرم، تحقيق عبدالله المنصور.
15 - العلم وأهله في الحديث النبوي الشريف، إعداد د. محسن بن محمد عبدالناظر.
16 - مناهج المحدثين، و فتاوى حديثية، كلاهما للشيخ د. سعد الحميّد.(/3)
17 - القول المفيد في الذب عن جامع المسانيد، تأليف د. زهير الناصر.
18 - ضوابط مهمة لحسن فهم السنة، تأليف د. أنيس الأندنوسي.
5 /8 /1420 هـ
(5)
1 - كتاب السنة، لأبي بكر الخلال (ج 6، 7)، تحقيق د. عطية الزهراني.
2 - شرح صحيح البخاري، لابن بطال، تحقيق ياسر إبراهيم (10 ج).
3 - اعتلال القلوب، للخرائطي، تحقيق حمدي الدمرداش.
4 - كتاب الأوسط، لابن المنذر، الجزء الحادي عشر، تحقيق د. صغير أحمد حنيف.
5 - البغية في ترتيب أحاديث الحلية، للهيثمي، مع تكملة الحافظ ابن حجر، تحقيق محمد حسن الشافعي.
6 - ثبت مسموعات ضياء الدين المقدسي، تحقيق محمد مطيع الحافظ.
7 - جزء أبي عثمان: سعدان بن نصر المخزومي، تحقيق عبدالمنعم إبراهيم.
8 - معجم مؤلفات يوسف بن حسن بن عبدالهادي، إعداد د. ناصر السلامة.
9 - تحفة الأشراف، للمزي، طبعة جديدة بتحقيق بشار عواد.
10 - أمالي ابن بشران، الجزء الثاني، تحقيق أحمد بن سليمان.
11 - الفوائد المنتقاة الأفراد عن الشيوخ الثقات، انتقاء خلف الواسطي، تحقيق مجدي حمدي أحمد.
12 - جزء فيه من الفوائد الغرائب الحسان من حديث أبي بكر الأبهري، تحقيق حسام بو قريص.
13 - جزء أحاديث يحيى بن معين، برواية الشيباني، تحقيق د. عبدالله دمفو.
14 - القول في علم النجوم، للخطيب البغدادي، تحقيق د. يوسف السعيد.
15 - مقدمة في مصطلح الحديث، لابن بدران الدمشقي، تحقيق نور الدين طالب.
16 - طرق تخريج الحديث، إعداد د. سعد الحميّد.
17 - حديث « اختلاف أمتي رحمة »، رواية ودراية، إعداد د. سعود الفنيسان.
18 - توثيق قصيدة « بانت سعاد »، في المتن والإسناد، إعداد د. سعود الفنيسان.
25 /10 /1420 هـ
(6)
1 - كتاب المجروحين، لابن حبان، طبعة جديدة أفضل من السابقة، تحقيق حمدي السلفي.
2 - كتاب الضعفاء للعقيلي،طبعة جديدة أتم وأفضل من السابقة، تحقيق حمدي السلفي.
3 - كتاب القبور، لابن أبي الدنيا، تحقيق طارق العمودي.(/4)
4 - محجة القرب إلى محبة العرب، للحافظ أبي الفضل العراقي، تحقيق عبدالعزيز الزير.
5 - تراجم رجال الدارقطني في سننه الذين لم يُترجم لهم في التقريب ولا في رجال الحاكم، لمقبل الوادعي
6 - التنويه والتبيين في سيرة الحافظ ضياء الدين، ومعه تحقيق ثلاث رسائل للضياء، لمحمد مطيع الحافظ.
7 - تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل، للعراقي، طبعة جديدة بتحقيق د. رفعت فوزي.
8 - قواعد حديثية، ويليه: تحصيل ما فات التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث، تأليف عمرو عبدالمنعم
9 - تنبيه الواهم على ما جاء في مستدرك الحاكم، إعداد رمضان أحمد علي.
10 - النكت الجياد من كلام شيخ النقاد ذهبي العصر عبدالرحمن المعلمي، لـ د. إبراهيم سعيد الصبيحي.
11 - شبهات حول السنة ودحضها، تأليف د. خليل إبراهيم ملا خاطر.
12 - فضائل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -، جمع وترتيب د. خليل ملا خاطر.
13 - كتاب القضاء والقدر، للبيهقي، طبعة جديد بتحقيق عبدالله آل عامر.
14 - طاعة السلطان وإغاثة اللهفان، للمناوي، تحقيق أسعد الطيب.
15 - الكمأة وشفاؤها للعين في ضوء السنة، تأليف د. صالح الفقي.
16 - صلاة الضحى: صفتها وأحكامها، دراسة حديثية فقهية، إعداد حسين محسن الحازمي.
17 - تذكير الطائفة المنصورة ببعض السنن المهجورة، جمع محمود إمام منصور.
18 - مجموع فيه: الأحاديث العيدية المسلسلة لأبي طاهر السلفي، وعلة الحديث المسلسل في يوم العيد للجرجاني، ومسلسل العيدين للصيرفي، تحقيق محمد بن تركي التركي.
22 /12 /1420 هـ(/5)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1421هـ
رقم المقالة: 225
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - كتاب إثبات الشفاعة، للإمام الذهبي، تحقيق إبراهيم باجس عبدالمجيد.
2 - محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لابن عبدالهادي، تحقيق د. عبدالعزيز الفريح.
3 - جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على الطبراني من حديثه لأهل البصرة، تحقيق بدر البدر.
4 - كتاب الأربعين حديثاً للآجري، ويليه كتاب الأربعين للقشيري، طبعة جديدة فيها زيادات على الطبعة السابقة، تحقيق بدر البدر.
5 - الوهم في روايات مختلفي الأمصار، تأليف عبدالكريم الوريكات.
6 - علم تخريج الحديث ونقده، تأصيل وتطبيق، تأليف د. عداب الحمش.
7 - نظرية نقد الرجال ومكانتها في ضوء البحث العلمي، تأليف د. عماد الدين محمد رشيد.
8 - التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح، للإمام الزركشي، تحقيق أحمد المزيدي.
9 - جزء فيه من أحاديث أبي نعيم الأصبهاني عن شيخه أبي علي الصواف، تحقيق د. سليمان العريني.
10 - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، طبعة جديدة بتحقيق عبدالله الدويش.
11 - أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه، دراسة حديثية تاريخية هادفة، إعداد د. حارث الضاري.
12 - عقد الدرر في شرح مختصر نخبة الفكر، للألوسي، تحقيق إسلام بن محمود دربالة.
13 - أربعون حديثاً عن أربعين شيخاً من عوالي المجيزين، للمراغي، تخريج ابن حجر، تحقيق محمد الحافظ
14 - غرر الفوائد المجموعة، للرشيد العطار، طبعة جديدة بتحقيق صلاح الأمين محمد بلال.
15 - الحديث المرسل بين القبول والرد، إعداد حصة بنت عبدالعزيز الصغير.
18 /1 /1421 هـ
(2)
1 - تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة من التاريخ الكبير للبخاري، إعداد د. محمد عبدالكريم عبيد، 3ج
2 - الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة، لمغلطاي، تحقيق مجموعة من المحققين، 2ج.(/1)
3 - أحاديث ستة في معان ستة من طريق رواة ستة، لابن ناصر الدين، تحقيق محمد مطيع الحافظ.
4 - الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة، للسخاوي، تحقيق محمد خير رمضان.
5 - المدخل إلى السنن الكبرى، للبيهقي، طبعة جديدة بتحقيق محمد ضياء الرحمن الأعظمي، 2ج.
6 - كتاب التاريخ، لعبدالملك بن حبيب السلمي، تحقيق سالم مصطفى البدري.
7 - معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم الألباني جرحاً وتعديلاً، جمع أحمد إسماعيل، صالح اللحام.
8 - زبدة تعجيل المنفعة، تأليف أبي الأشبال أحمد شاغف.
9 - كتاب القدر، للفريابي، طبعة جديدة بتحقيق عمرو عبدالمنعم.
10 - المرفوع وما له حكم الرفع، تأليف د. عبدالله أبو السعود بدر.
11 - المستشرقون والحديث النبوي، تأليف د. محمد بهاء الدين.
12 - تعقبات حديثية على ابن العربي في أحكام القرآن، تأليف د. محمد عبدالرحمن الأهدل.
13 - الوضع في الحديث، تأليف د. مبارك الدعيج.
14 - تاريخ الإسلام، للذهبي، تحقيق عمر تدمري، ثلاثة أجزاء جديدة (661 - 680).
15 - الصحيح من أسباب النزول، تأليف عصام الحميدان.
18 /2 /1421 هـ
(3)
1 - مسند الدارمي، المعروف بسنن الدارمي، تحقيق حسين سليم أسد، 4ج.
2 - تقييد المهمل وتمييز المشكل، للجياني، طبعة كاملة، تحقيق علي العمران، محمد عزيز شمس، 3ج.
3 - اللطائف من دقائق المعارف، لأبي موسى المديني، تحقيق محمد علي سمك.
4 - الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات، لابن دحية، تحقيق جمال عزون.
5 - شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لأبي شامة المقدسي، تحقيق جمال عزون.
6 - كتاب الاستذكار، لابن عبدالبر، طبعة جديدة، تحقيق سالم محمد عطاء، محمد علي معوض، 9ج
7 - الإمام محمد بن يحيى الذهلي محدثاً مع تحقيق الجزء المنتقى من زهرياته، إعداد سليمان العسيري.
8 - كتاب الزهد، للإمام أبي حاتم الرازي، تحقيق منذر سليم الدومي.(/2)
9 - فضل عشر ذي الحجة، للإمام الطبراني، تحقيق عمار سعيد الجزائري.
10 - تحريم القتل وتعظيمه، لعبدالغني المقدسي، تحقيق عمار بن سعيد الجزائري.
11 - الجزء الأول من التخريج لصحيح الحديث، للبرقاني، تحقيق عبدالباري رضا الجزائري.
12 - نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة، للشيخ مقبل الوادعي.
13 - مختصر خلافيات البيهقي، لابن فرح الأشبيلي، طبعة جديدة، تحقيق علاء الأزهري.
14 - بين الإمامين مسلم والدارقطني، للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، طبعة جديدة.
15 - الأحاديث النبوية في ذم العنصرية الجاهلية، إنتقاء عبدالسلام العبدالكريم.
16 - مجمع البحرين فيما صححه الألباني على شرط الشيخين، جمع عصام موسى هادي.
17 - المطالب العالية،لابن حجر، بقية الرسائل الجامعية، تنسيق د. سعد الشثري، 10ج.
18 - مشكلات موطأ مالك بن أنس، للبطليوسي، تحقيق طه بو سريح.
28 /3 /1421 هـ
(4)
1 - معجم الصحابة، للبغوي، تحقيق محمد الجكني الشنقيطي، 5ج، يوزع من قبل المحقق.
2 - أحكام القرآن، للإمام أبي جعفر الطحاوي، تحقيق د. سعد الدين أونال، 2ج.
3 - كتاب الإغراب (حديث شعبة وسفيان مما أغرب بعضهم على بعض)، للنسائي، تحقيق عبدالرحمن محمد الثاني.
4 - كتاب الأربعين، لمحمد بن أسلم الطوسي، ويليه الأربعين، للقاسم الثقفي، تحقيق مشعل المطيري.
5 - صحيح الترغيب والترهيب، وضعيف الترغيب والترهيب، للشيخ الألباني، طبعة كاملة.
6 - الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها، للشيخ الألباني.
7 - صحيح السيرة النبوية لابن كثير، للشيخ الألباني رحمه الله.
8 - طبقات القراء الكبار، للذهبي، طبعة جديدة كاملة، تحقيق د. طيار قولاج.
9 - المعلم بشيوخ البخاري ومسلم، لابن خلفون، تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد.
10 - المنتخب من الزهد والرقائق، للخطيب البغدادي، تحقيق د. عامر حسن صبري.(/3)
11 - منهج الإمام البخاري في تصحيح الأحاديث وتعليلها من خلال الجامع الصحيح، لأبي بكر كافي.
12 - موسوعة الصلاة الصحيحة، جمع وإعداد فوزي محمد آل عودة.
13 - التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام، إعداد خالد ضيف الله الشلاحي.
14 - فتح العلام لشرح بلوغ المرام، للقنوجي، طبعة جديدة بتحقيق محمد لقمان السلفي، عبدالمنان المدني
15 - فضائل رمضان، لعبدالغني المقدسي، تحقيق عمار بن سعيد الجزائري.
12 /6 /1421 هـ
(5)
1 - كتاب الزهد، للمعافى بن عمران الموصلي، تحقيق د. عامر حسن صبري.
2 - كتاب المناسك، لابن أبي عروبة، ويليه كتاب القضاء لسريج بن يونس، تحقيق د. عامر صبري.
3 - شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، للإمام الترمذي، طبعة جيدة، مقابلة على عدة نسخ خطية، تحقيق ماهر ياسين.
4 - روايات المدلسين في صحيح مسلم (جمعها، تخريجها، الكلام عليها) لعواد الخلف (رسالة ماجستير).
5 - خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل، تأليف الشريف حاتم بن عارف العوني.
6 - النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق علي حسن عبدالحميد.
7 - سلسلة الأحاديث الضعيفة، للشيخ الألباني - رحمه الله - الجزء السادس والسابع.
8 - قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام...، للشيخ الألباني.
9 - مشيخة الأبنوسي، تحقيق د. خليل حمادة (مطبوعات مركز البحوث بكلية الآداب، جامعة الملك سعود).
10 - فوائد أبي بكر المطرز وأماليه...، تحقيق ناصر المنيع (رسالة ماجستير).
11 - مصنف في صلاة الضحى، لبرهان الدين الناجي، تحقيق نظام يعقوبي، رمزي دمشقية.
12 - فضائل عثمان بن عفان، للإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل، تحقيق طلعت الحلواني.
والكتاب معظمه موجود في «فضائل الصحابة» للإمام أحمد، والراجح أنه قطعة منه.
13 - أثر علل الحديث في اختلاف الفقهاء، تأليف ماهر ياسين فحل.(/4)
14 - الصحابة الذين غيّر النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم، إعداد عبدالله البراهيم.
15 - مقالات الشيخ الألباني رحمه الله، جمع نور الدين طالب.
16 - آداب الخطبة والزفاف في السنة المطهرة، تأليف عمرو عبدالمنعم.
17 - مدرسة الحديث في بلاد الشام خلال القرن الثامن الهجري، تأليف د. محمد بن عزوز.
18 - الحديث والمحدثون في اليمن في عصر الصحابة، تأليف د. عبدالله الحميري.
19 - معجم علوم الحديث، إعداد عبدالرحمن الخميسي.
5 /8 /1421هـ
(6)
1 - فضائل القرآن العظيم، لضياء الدين المقدسي، تحقيق صلاح الشلاحي، دار ابن حزم.
2 - كتاب الغوامض والمبهمات، لعبدالغني الأزدي، تحقيق د. حمزة النعيمي، دار المنارة.
3 - نتائج الأفكار، لابن حجر، تحقيق حمدي السلفي، 3 أجزاء، دار ابن كثير، ولم يكمل بعد !
4 - سلوة الكئيب بوفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم، لابن ناصر الدين، تحقيق د. صالح معتوق، دار البحوث والدراسات بدبي.
5 - القواعد والمسائل الحديثية المختلف فيها بين المحدثين وبعض الأصوليين، تأليف أميرة الصاعدي، مكتبة الرشد.
6 - حكم الاحتجاج بخبر الواحد إذا عمل الراوي بخلافه، تأليف عبدالله عويض المطرفي، مكتبة الرشد.
7 - الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية، تأليف د. عبدالله الرحيلي (رسالة دكتوراه)، دار الأندلس الخضراء.
8 - تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق، للذهبي، تحقيق مصطفى أبو الغيط، دار الوطن.
9 - استدراكات على تاريخ التراث العربي لسزكين، في علوم الحديث، تأليف د. نجم خلف، دار البشائر.
10 - الأمير صديق حسن خان، حياته وآثاره، إعداد د. محمد الندوي، دار ابن كثير.
11 - حصول التفريج بأصول التخريج، للغماري، طبعة جديدة بتحقيق بشر الخديوي، دار الكتب العلمية.
12 - فتح الباري، للحافظ ابن حجر، طبعة جديدة في ثلاثة مجلدات، بيت الأفكار الدولية.(/5)
13 - بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين، للغزي، تحقيق عبدالله الكندري، دار ابن حزم.
14 - التصريح بزوائد الجامع الصحيح (سنن الترمذي)، إعداد محمود نصار، دار الكتب العلمية.
15 - جمع الجوامع (الجامع الكبير)، للسيوطي، دار الكتب العلمية، 15ج.
16 - إكمال تهذيب الكمال، لمغلطاي، تحقيق عادل محمد، أسامة إبراهيم، دار الفاروق، 12ج.
3 /11 /1421هـ
(7)
1 - غرر الفوائد المجموعة، للرشيد العطار، طبعة جديدة بتحقيق د. سعد الحميّد، مكتبة المعارف.
وتمتاز هذه الطبعة بأنها الطبعة الوحيدة الكاملة للكتاب، فجميع الطبعات السابقة كانت ناقصة.
2 - الكنى والأسماء، للدولابي، طبعة جديدة، بتحقيق نظر الفاريابي، دار ابن حزم، 3ج.
3 - معجم الشيوخ، لابن عساكر، تحقيق د. وفاء تقي الدين، دار البشائر، 3ج.
4 - ضوابط الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي، تأليف محمد الثاني بن موسى، من إصدارات مجلة الحكمة، 2ج.
5 - خير الكلام في القراءة خلف الإمام، للإمام البخاري، طبعة جديدة فيها زيادات على جميع الطبعات السابقة، تحقيق د. علي عبدالباسط مزيد، مكتبة الخانجي.
6 - مختلف الحديث بين المحدثين والأصوليين والفقهاء، تأليف د. أسامة بن عبدالله خياط، دار الفضيلة.
7 - غاية المقصد في زوائد المسند، للهيثمي، طبعة جديدة بتحقيق خلاف محمود، مكتبة عباس الباز.
8 - الجمع والتوضيح لمرويات الإمام البخاري وأحكامه في غير الجامع الصحيح، لطارق عوض الله، دار الوطن، 4ج.
9 - شرح علل الحديث، مع أسئلة وأجوبة في مصطلح الحديث، لمصطفى العدوي، دار ماجد عسيري.
10 - حجية خبر الواحد في الأحكام والعقائد، تأليف د. محمد عبدالله عويضة، دار الفرقان.
11 - أسماء شيوخ الإمام مالك، لابن خلفون، طبعة جديدة صدرت عن وزارة العدل بالبحرين.
وقد سبق أن طبع بتحقيق محمد زينهم عزب، ولكنها سيئة جداً مليئة بالتصحيفات والتحريفات.(/6)
12 - الحافظ السخاوي وجهوده في الحديث وعلومه، تأليف د. بدر محمد العماش، مكتبة الرشد.
13 - خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء، تأليف الصادق بن محمد بن إبراهيم، مكتبة الرشد.
14 - الأحاديث الصحاح الغرائب، تخريج الحافظ المزي، تحقيق د. إبراهيم الكليب، مكتبة العبيكان.
15 - الإتحاف بفضل الطواف، لابن علان البكري، تحقيق عمر المقبل، دار الوطن.
17 /12 /1421هـ(/7)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1422هـ
رقم المقالة: 226
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - الأحكام الكبرى، لعبدالحق الأشبيلي، تحقيق حسين عكاشة، مكتبة الرشد، 5ج.
2 - منهج المتقدمين في التدليس، تأليف ناصر الفهد، تقديم الشيخ عبدالله السعد، أضواء السلف.
3 - الأحاديث المختارة، للضياء المقدسي، الأجزاء 11 - 13، تحقيق عبدالملك بن دهيش، مكتبة النهضة.
4 - جمهرة الأجزاء الحديثية (19 جزء) اعتناء وتخريج زياد تكلة، مكتبة العبيكان.
5 - مجموع فيه مصنفات أبي جعفر ابن البختري البزاز، تحقيق نبيل سعد الدين جرار، دار البشائر.
6 - الفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة، لابن عقيلة المكي، تحقيق د. محمد رضا القهوجي، دار البشائر.
7 - استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول صلى الله عليه وسلم وذوي الشرف، للسخاوي، تحقيق خالد بابطين، دار البشائر، 2ج.
8 - رسوم التحديث في علوم الحديث، للجعبري، تحقيق إبراهيم الميلي، دار ابن حزم.
9 - أداء ما وجب في بيان وضع الوضاعين في رجب، لابن دحية، ومعه جزء في فضل رجب لابن عساكر، وجزء فيه حديثان أحدهما في فضل رجب لأبي معشر الطبري، تحقيق جمال عزون، مؤسسة الريان.
10 - من فقه السنة، تأليف د. فالح بن محمد الصغير، دار أشبيليا.
11 - إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرين، تأليف الشريف حاتم العوني، دار عالم الفوائد.
12 - التعليق على الموطأ، لهشام بن أحمد الأندلسي، تحقيق د. عبدالرحمن العثيمين، مكتبة العبيكان، 2ج.
13 - الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير، للسيوطي، تحقيق د. مصطفى الذهبي، دار الحديث بالقاهرة.
14 - بستان المحدثين، للإمام الدهلوي، تعريب محمد أشفاق السلفي، مراجعة محمد لقمان، دار الداعي.
15 - فضائل مكة الواردة في السنة، جمعاً ودراسة، لـ د. محمد عبدالله الغبان، دار ابن الجوزي.(/1)
16 - الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، بقية الكتاب، تحقيق عبدالعزيز المشيقح، دار العاصمة.
17 - مجالس في تفسير قوله تعالى : {لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم}، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق محمد عوامة، دار القبلة، المكتبة المكية.
7 /1 /1422هـ
(2)
1 - السنن الكبرى، للنسائي، إشراف شعيب الأرنؤط، مؤسسة الرسالة، 12ج.
2 - المهذب في اختصار السنن الكبرى، للإمام البيهقي، تحقيق ياسر إبراهيم، دار الوطن، 10 ج.
3 - مسند الإمام أحمد (36 - 50)، وبها كمل الكتاب، مؤسسة الرسالة.
4 - مجموع فيه رسائل للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق مشعل المطيري، دار ابن حزم.
5 - صفة النفاق ونعت المنافقين، لأبي نعيم الأصبهاني، تحقيق د. عامر حسن صبري، دار البشائر.
6 - المقترب في بيان المضطرب، تأليف أحمد عمر بازمول، دار ابن حزم.
7 - موارد الحافظ الذهبي في ميزان الإعتدال، تأليف د. قاسم علي سعد، دار البشائر.
8 - الميسر في شرح مصابيح السنة، للتوربشتي، تحقيق عبدالحميد هنداوي، مكتبة نزار الباز، 4ج.
9 - كتاب المراسيل، لأبي داود، طبعة جديدة، حققها د.عبدالله الزهراني على عدة نسخ خطية، دار الصميعي.
10 - المنهج الحديثي عند الإمام ابن حزم الأندلسي، تأليف طه أبو سريح، دار ابن حزم.
11 - فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (المنتخب من مخطوطات الحديث)، للشيخ الألباني، طبعة جديدة اعتنى بها مشهور حسن آل سلمان، مكتبة المعارف.
12 - الدلائل في غريب الحديث، للسرقسطي، تحقيق د.محمد القناص (قسم من الكتاب) مكتبة العبيكان.
13 - صون الشرع الحنيف ببيان الموضوع والضعيف، لعمرو عبدالمنعم، مكتبة الضياء.
14 - الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة، إعداد أم شعيب الوادعية، دار الآثار.
15 - الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لابن فهد المكي، تحقيق عبدالملك بن دهيش، 3ج.(/2)
16 - تيسير دراسة الأسانيد للمبتدئين، مع أمثلة تعين الطالب على تحقيق الأسانيد، تأليف عمرو عبدالمنعم، دار الضياء.
17 - تخريج الحديث الشريف، تأليف د.علي نايف البقاعي، دار البشائر.
18 - دار الحديث الأشرفية بدمشق، دراسة تاريخية توثيقية، تأليف د.محمد مطيع الحافظ، دار الفكر.
19 - رسالة في ذم صلاة الرغائب، للعز بن عبدالسلام، ومعها رسالة في جواز صلاة الرغائب، لابن الصلاح، تحقيق إياد الطباع، دار الفكر.
20 / 6 / 1422هـ
(3)
1 - تاريخ بغداد، طبعة جديدة، تحقيق بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي.
2 - أحاديث الشيوخ الثقات، الشهير بـ : المشيخة الكبرى، رواية أبي بكر محمد بن عبدالباقي الأنصاري، المعروف بـ : قاضي المارستان، تحقيق الشريف حاتم العوني، عالم الفوائد، 3ج.
3 - زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة، تأليف يحيى عبدالله الشهري، مكتبة الرشد.
4 - الجامع في غريب الحديث، جمع وتحقيق عبدالسلام محمد علوش، مكتبة الرشد.
5 - اختلاف العلماء في الاحتجاج بالحديث المرسل وأثر ذلك في استنباط الأحكام، تأليف د. محمود عثمان، مكتبة الرشد.
6 - بلوغ المنى والظفر في بيان : لا عدوى ولا هامة ولا صفر، لابن فهد المكي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالله بن سليمان الغفيلي، مكتبة الرشد.
7 - جزء فيه حديث أبي سعيد الأشج، تحقيق إسماعيل بن محمد الجزائري، دار المغني.
8 - مشيخة ابن شاذان الصغرى، للحسن بن أحمد بن شاذان، طبعة جديدة بتحقيق مشعل المطيري، دار ابن حزم.
9 - مجموع فيه : حديث أهل حردان، ذم ذي الوجهين واللسانين، فضل شهر رمضان، فضل يوم عرفة، للحافظ ابن عساكر، تحقيق مشعل المطيري، دار ابن حزم.
10 - مجموع فيه أجزاء حديثية، تحقيق مشهور حسن سلمان، 2ج، دار الخراز، دار ابن حزم.
11 - كتاب السنة، لمحمد بن نصر المروزي، طبعة جديدة بتحقيق د. عبدالله البصيري، دار العاصمة.(/3)
12 - كتاب الزهد، لأبي حاتم الرازي، ومعه : الفوائد والأخبار والحكايات لأبي علي الهمذاني، تحقيق د. عامر حسن صبري، دار البشائر الإسلامية.
13 - التحجيل في تخريج ما لم يُخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل، تأليف عبدالعزيز الطريقي، مكتبة الرشد.
14 - الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة الألباني، جمع عصام موسى هادي، المكتبة الإسلامية.
15 - الإخبار بما لا يصح من أحاديث الأذكار المقيدة بزمان أو مكان، تصنيف زكريا غلام الباكستاني، دار ابن حزم.
16 - الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب، للشيخ الألباني، دار غراس للنشر والتوزيع.
17 - هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة، للحافظ ابن حجر، تخريج الشيخ الألباني، تحقيق علي حسن عبدالحميد، دار ابن القيم، دار ابن عفان، 6ج.
19/ 7 / 1422هـ
(4)
1 - فوائد أبي يعلى الخليلي، تحقيق طلعت الحلواني، دار ماجد عسيري.
2 - فوائد الفوائد، للإمام ابن خزيمة، تحقيق طلعت الحلواني، دار ماجد عسيري.
3 - كنز العمال، للمتقي الهندي، طبعة جديدة في مجلدين، بيت الأفكار الدولية.
4 - مشيخة أبي بكر بن الحسين القرشي، تخريج أبي البركات المراكشي، تحقيق د. محمد صالح المراد، مطبوعات مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى.
5 - المدخل إلى علم الحديث، تأليف طارق عوض الله، مكتبة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر.
6 - طبقات المكثرين من رواية الحديث، تأليف عادل الزرقي، دار طويق للنشر.
7 - صحيح المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح، تحقيق زكريا غلام الباكستاني، دار ابن حزم.
8 - ضعيف المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح، تحقيق زكريا غلام الباكستاني، دار ابن حزم.
9 - كشف الستر في بيان ضعف أحاديث التهليل عشر مرات بعد صلاة المغرب والفجر، تأليف فوزي الأثري، مكتبة التوبة.
10 - كنوز النهرين في بيان ضعف حديث الإشارة بالسبابة بين السجدتين، تأليف فوزي الأثري، مكتبة التوبة.(/4)
11 - أحاديث منتشرة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، للشيخ عبدالعزيز السدحان، دار أطلس.
12 - اتحاف ذوي التشوق والحاجة إلى قراءة شرح سنن ابن ماجه، لمحمد الحفيد الإدريسي، تحقيق عبدالصمد العشاب، وزارة الأوقاف المغربية.
13 - كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج، لأحمد بابا التمبكتي، تحقيق محمد مطيع، وزارة الأوقاف المغربية.
14 - علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات (1420)، للشيخ بكر أبو زيد، دار ابن الجوزي.
12 / 8 / 1422هـ
(5)
1 - البلدانيات، للإمام السخاوي، تحقيق حسام القطان، دار العطاء للنشر.
2 - اتحاف المهرة، للحافظ ابن حجر، الجزء السابع عشر، مطبوعات مركز السنة بالمدينة النبوية.
3 - سلسلة الأحاديث الضعيفة، للشيخ الألباني - رحمه الله - (ج 8، 9) مكتبة المعارف.
4 - ذيل التبيان لبديعة الزمان (في تراجم الحفاظ) للحافظ ابن حجر، مكتبة الرشد.
5 - الأحاديث والآثار الواردة في فضائل سور القرآن، عرض ونقد، لـ د.إبراهيم علي السيد، دار السلام، القاهرة.
6 - الفلك في فضل سورة الملك، تأليف أبي عبدالرحمن فوزي الأثري، مكتبة التوبة.
7 - كتاب القدر، لابن وهب، طبعة جديدة، تحقيق عمر الحفيان، مكتبة العطاء بالرياض.
8 - إهداء الديباجة بشرح سنن ابن ماجة، تأليف صفاء الضوي أحمد العدوي، دار اليقين للنشر والتوزيع.
9 - علم الطبقات: حقيقته وقيمته العلمية، تأليف د. السيد محمد نوح، دار اليقين للنشر والتوزيع.
10 - درء تعارض أحاديث كراء الأرض، تأليف السيد محمد نوح، دار اليقين للنشر والتوزيع.
11 - التابعون وجهودهم في خدمة الحديث النبوي، تأليف د. محمد نوح، عبدالرزاق الشايجي، دار اليقين.
12 - الدعاء رواية ودراية، لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، مكتبة ودار ابن حزم.
13 - الخصال المكفرة للذنوب، للحافظ ابن حجر، طبعة جديدة، تحقيق عمرو عبدالمنعم، دار ماجد عسيري.(/5)
14 - فضائل الصحابة، للدارقطني، طبعة جديدة، تحقيق طلعت الحلواني، دار ماجد عسيري.
15 - شرح صحيح مسلم، للنووي، طبعة جديدة في مجلد واحد، إصدار بيت الأفكار الدولية.
16 - تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة، لصالح بن عبدالعزيز العثيمين، تحقيق بكر أبو زيد، مؤسسة الرسالة، 4ج.
17 - الأزهار المنثورة في تبيين أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة، لفوزي الأثري، دار الفرقان، الإمارات العربية.
10 / 10 / 1422هـ
(6)
1 - تحرير الأقوال في صوم الست من شوال، لابن قطلوبغا، تحقيق د. عبدالستار أبو غدة.
2 - مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، لابن أبي الدنيا, طبعة جديدة بتحقيق إبراهيم صالح، دارالبشائر.
3 - الانتهاض في ختم (الشفا) للقاضي عياض، للسخاوي، تحقيق عبداللطيف الجيلاني، دار البشائر.
4 - جزء فيه شروط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على النصارى، وفيه حديث واصل الدمشقي ومناظرته لهم، رواية أبي عمرو السماك، اعتنى به نظام يعقوبي، دار البشائر.
5 - رسالة لطيفة في شرح حديث (أنت ومالك لأبيك) للصغاني, تحقيق مساعد العبدالقادر، دار البشائر.
6 - العجاب في بيان الأسباب, لابن حجر, طبعة جديدة بتحقيق فواز زمرلي, دار ابن حزم.
7 - حديث عبدالله بن عمرو بن العاص في البيوع المنهي عنها, دراسة حديثية فقهية, تأليف د.خلدون الأحدب, دار الأندلس الخضراء.
8 - شرح علل ابن أبي حاتم، لابن عبدالهادي، تحقيق مصطفى أبو الغيط، دار الضياء.
9 - دراسة أسانيد الحديث الشريف، تأليف د. علي نايف البقاعي، دار البشائر.
10 - مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية (المنتخب من حديث الزهري، فوائد سمويه، فوائد قاسم المطرز، حديث ابن مخلد البزاز، حديث ابن السماك والخلدي، فوائد المؤمل الشيباني، فوائد العيسوي، أمالي ابن النحاس، حديث مكي بن طالب، مجلس ابن فاخر الأصبهاني) تحقيق نبيل جرار، دار البشائر.(/6)
11 - فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة، لابن ناصر الدين، طبعة جديدة، تحقيق راشد الغفيلي، دار أطلس الخضراء.
12 - الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار، تأليف محمد خلف سلامة، دار ابن حزم.
13 - الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار، للحازمي، طبعة جديدة، تحقيق أحمد طنطاوي، دار ابن حزم، 2ج.
14 - صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة، جمع وتصنيف د. عواد الخلف، دار البشائر.
15 - عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني، تأليف سليم الهلالي، دار ابن حزم.
16 - كتاب الأشربة، ومعه كتاب الترجل وكتاب الوقوف، من الجامع لأبي بكر الخلال، طبعة جديدة بتحقيق زهير الشاويش، المكتب الإسلامي.
9 / 11 / 1422هـ(/7)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1423هـ
رقم المقالة: 227
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - التدليس، أحكامه وآثاره النقدية، تأليف صالح سعيد الجزائري، دار ابن حزم.
2 - الإمام ابن خزيمة ومنهجه في كتابه الصحيح، تأليف د. عبدالعزيز الكبيسي، دار ابن حزم، 2ج.
3 - كتاب إثبات القدر، للبيهقي، طبعة جديدة، تحقيق د. محمد الزبيدي، توزيع دار البشائر.
4 - من عوالي الحافظ ضياء الدين المقدسي، تحقيق د. محمد مطيع الحافظ، دار البشائر.
5 - منهج الإمام النسائي في الجرح والتعديل، تأليف د. قاسم علي سعد (رسالة دكتوراه) دار البحوث والدراسات بدبي، 5ج.
6 - موسوعة الحافظ ابن حجر الحديثية, جمع وإعداد مجموعة من الباحثين, إصدارات دارالحكمة،6ج.
7 - تفسير القرآن العزيز، لابن أبي زمنين، تحقيق حسين عكاشة، محمد الكنز، مطبعة الفاروق.
8 - مجموعة رسائل الحافظ ابن رجب، جمع وتحقيق مجموعة من الباحثين، مطبعة الفاروق.
9 - الرجال الستة الذين تدور عليهم أسانيد الحديث، تأليف د. إبراهيم الكليب، مكتبة العبيكان.
10 - علم مصطلح الحديث التطبيقي، تأليف علي حشيش، دار الألباني بالقاهرة.
11 - عقد الدرر في نظم نخبة الفكر، لمحمد العربي الفاسي، تحقيق محمد عزوز، دار ابن حزم.
12 - علم أسباب ورود الحديث وتطبيقاته عند المحدثين والأصوليين, تأليف د.طارق الأسعد، دار ابن حزم.
13 - السيرة النبوية من فتح الباري، جمع وتحقيق د.محمد الأمين الجكني, دار ابن حزم.
14 - الجامع للرسائل والأطاريح العراقية (1388- 1421) إصدارات مجلة الحكمة.
15 - ليس كذلك (في الاستدراك على الحفاظ) لأحمد الغماري, تحقيق عدنان زهار, دار الكتب العلمية.
16 - السنة حجة على جميع الأمة, تأليف محمد بكار زكريا, دار البشائر.
17 - السنة النبوية حجية وتدويناً, تأليف محمد صالح الغرسي, مؤسسة الريان، بيروت.
5 / 1 / 1423 هـ
(2)(/1)
1 - موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله، لمجموعة مؤلفين, دار عالم لكتب, 2ج.
2 - إعلام العالم بعد رسوخه بحقائق ناسخ الحديث ومنسوخه, لابن الجوزي, تحقيق د. أحمد الزهراني، دار ابن حزم (رسالة ماجستير).
3 - كتاب اصطناع المعروف، لابن أبي الدنيا، تحقيق محمد خير رمضان، دار ابن حزم.
4 - قضاء الحوائج، لابن أبي الدنيا، طبعة جديدة، تحقيق محمد خير رمضان، دار ابن حزم.
5 - تلبيس إبليس، لابن الجوزي، طبعة جديدة، تحقيق د. أحمد المزيد، دار الوطن،(رسالة دكتوراه)، ولم يكمل الكتاب بعد، 2ج.
6 - كتاب النخلة، لأبي حاتم سهل بن محمد السجستاني، تحقيق د. حاتم الضامن، دار البشائر.
7 - فضائل بيت المقدس، لأبي المعالي المقدسي، تحقيق أيمن الأزهري، دار الكتب العلمية.
8 - معرفة الصحابة، لأبي نعيم الأصبهاني، طبعة جديدة، تحقيق محمد حسن و مسعد السعدني، دار الكتب العلمية، 5ج.
9 - منازل الأئمة الأربعة، لأبي زكريا السلماسي، تحقيق د. محمود قدح، منشورات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
10 - النكت الأثرية على الأحاديث الجزرية، لابن ناصر الدين، طبعة جديدة بتحقيق إسماعيل الجزائري، دار أطلس الخضراء.
11 - القول البديع، للسخاوي، طبعة جديدة، تحقيق محمد عوامة، مؤسسة الريان.
12 - أخبار القضاة، لوكيع، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق سعيد اللحام، دار عالم الكتب.
13 - دليل مخطوطات الخزانات الحبسية، منشورات وزارة الأوقاف بالمغرب، 2ج.
18 / 2 / 1423 هـ
(3)
1 - تفسير ابن المنذر، تحقيق د. سعد السعد، دار المآثر، المدينة النبوية.
2 - الطيوريات، إنتخاب أبي طاهر السلفي، تحقيق مأمون صاغرجي، محمد الجادر، دار البشائر.
3 - مخطوطات مكتبة بشير آغا بالمدينة النبوية، نشر مركز بحوث ودراسات المدينة.
4 - لسان الميزان، للحافظ ابن حجر، طبعة جديدة بتحقيق عبدالفتاح أبو غدة، مكتب المطبوعات الإسلامية.(/2)
5 - عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ وبعض التلامذة والأقران، لبرهان الدين البقاعي، تحقيق د.حسن حبشي، دار الكتاب العربي.
6 - تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) تحقيق أبي محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي 10ج.
7 - الخبر الثابت، قواعد ثبوته مع أصول في علم الجرح والتعديل…، تأليف يوسف اللحياني، دار الوطن.
8 - اعتلال القلوب، للخرائطي، طبعة جديدة، تحقيق غريد الشيخ، دار الكتب العلمية.
9 - ذكر الموت، لابن أبي الدنيا، جمع نصوصه وخرجها مشهور حسن سلمان، مكتبة الفرقان.
10 - كتاب المصاحف، لابن أبي داود، طبعة جديدة، تحقيق محب الدين سبحان، دار البشائر.
11 - نهاية السول في رواية الستة الأصول، لسبط ابن العجمي، منشورات جامعة أم القرى.
7 / 7 / 1423 هـ
(4)
1 - كتاب العلل، لابن أبي حاتم، طبعة جديدة، تحقيق نشأت المصري، دار الفاروق.
كما حققه الشيخ د. سعد الحميد، وهو تحت الطبع الآن.
2 - أمالي ابن سمعون الواعظ، تحقيق د. عامر حسن صبري، دار البشائر.
3 - فضائل بيت المقدس، للواسطي، تحقيق محمد زينهم عزب، دار المعارف، مصر.
4 - جياد المسلسلات، للسيوطي، تحقيق مجد أحمد مكي، دار البشائر، دار المكتبات بجدة.
5 - كتاب العلل، لابن المديني، طبعة جديدة، تحقيق حسام بو قريص، دار غراس بالكويت.
6 - حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان، تأليف مشهور حسن، مكتبة التوحيد بالبحرين.
7 - كتاب التوحيد، لابن خزيمة، طبعة جديدة بتحقيق سمير الزهيري، دار المغني بالرياض.
8 - مسند إسحاق بن راهويه، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق محمد مختار، دار الكتاب العربي.
9 - نزهة الناظر في ذكر من حدث عن أبي القاسم البغوي من الحفاظ والأكابر، للحافظ رشيد الدين العطار، تحقيق مشعل باني الجبرين المطيري، دار ابن حزم.
10 - التعريف بأصحاب مالك، لابن عبدالبر، تحقيق أحمد المزيدي، مكتبة الأنصار للنشر والتوزيع.(/3)
11 - المشيخة البغدادية للشيخ المسند المعمر رشيد الدين ابن مسلمة، تخريج الإمام زكي الدين البرزالي، تحقيق كامران سعدالله، دار الغرب الإسلامي.
12 - جزء فيه المنظوم والمنثور، لعفيف بن محمد البوشنجي، تحقيق محمد صباح منصور، دار البشائر.
13 - كتاب الأربعين في فضائل البحرين، تأليف بشار بن يوسف المالكي ـ دار البشائر.
14 - منتهى الأماني بفوائد مصطلح الحديث للمحدث الألباني، تأليف أحمد أيوب، دار الفاروق.
15 - إزالة الهموم في تضعيف حديث (من لم يفد إلي كل خمسة أعوام محروم) تأليف محمد بن عوض القرشي، دار طيبة الخضراء.
16 - تبصير الأنام بأهم مسائل الصيام، ويليه دفع العناء بتصحيح حديث إذا سمع أحدكم النداء، ويليه بيان ضعف كل من : حديث "من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة…" وحديث "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت"، تأليف أبي عمر عبدالله بن محمد الحمادي، مكتبة الصحابة، الإمارات.
30 / 8 / 1423 هـ
(5)
1 - كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين، لعلي بن المفضل المقدسي، تحقيق محمد العبادي أضواء السلف.
2 - كتاب الفوائد، لابن منده، تحقيق خلاف محمود عبدالسميع، دار الكتب العلمية، 2ج.
3 - صحيح سنن أبي داود، للشيخ الألباني، مكتبة غراس للنشر، 11ج.
4 - ختم جامع الترمذي، لعبدالله بن سالم البصري، تحقيق العربي الفرباطي، دار البشائر.
5 - مجلس في فضل صوم يوم عاشورا، للمنذري، تحقيق عبداللطيف الجيلاني، دار البشائر.
6 - جزء في عدم صحة ما نقل عن بلال بن رباح رضي الله عنه من إبداله الشين في الأذان سيناً، لمحمد الخيضري الدمشقي، تحقيق جمال عزون، دار البشائر.
7 - جزء فيه زواج أبي العاص بن الربيع بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعبدالغني المقدسي، تحقيق مساعد العبدالقادر، دار البشائر.
8 - مشيخة النسائي، للإمام النسائي، تحقيق د.طلال الرفاعي، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة.(/4)
وقد سبق أن طبع الكتاب في مجلة جامعة الإمام العدد 38 بتحقيق قاسم سعد.
وحققه أيضاً د.حاتم العوني، ولم يطبع بعد.
9 - الغاية شرح الهداية، للسخاوي، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق أحمد المزيدي، دار الكتب العلمية.
10 - عواطف اللطائف من أحاديث عوارف المعارف، تخريج أحمد الصديق الغماري، تحقيق أديب الكمداني، محمد المصطفى، المكتبة المكية، 2 ج.
11 - سؤالات للعلامة الألباني في شبهات حول الحديث الحسن وقواعد في علم الحديث والجرح والتعديل، تأليف أحمد بن أبي العينين، دار ناصر رواش.
12 - الرسائل والمتون الحديثية، وفيه : مزيل الخلل عن أبيات شافية الغلل بمهمات علم العلل، الجليس الأنيس في شرح الجوهر النفيس في نظم أسماء ومراتب الموصوفين بالتدليس، الجليس الأمين في شرح تذكرة الطالبين في بيان الموضوع وأصناف الوضاعين، اتحاف أهل السعادة بمعرفة أسباب الشهادة، تأليف محمد علي الأثيوبي المولوي، دار آل بروم، مكة المكرمة.
13 - مشيخة الإمام محيي الدين اليونيني، بتخريج شمس الدين المقدسي الحنبلي، تحقيق عمر عبدالسلام تدمري، المكتبة العصرية.
14 - إرشاد الطالبين إلى شيوخ قاضي القضاة ابن ظهيرة جمال الدين، تخريج خليل الأفقهسي، تحقيق محمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي.
15 - كتاب الورع، لابن أبي الدنيا طبعة جديدة، تحقيق بسام الجابي، دار ابن حزم.
19 / 10 / 1423 هـ
(6)
1 - كتاب الكفاية في علم أصول الرواية، للخطيب البغدادي، طبعة جديدة، محققة على ست نسخ خطية تحقيق أبي إسحاق الدمياطي، دار الهدى، مصر، 2 ج.
2 - تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين، لأبي عبدالله الرصاع، تحقيق محمد رضوان الداية، المجمع الثقافي، أبو ظبي.
3 - المفصح المفهم والموضح الملهم لمعاني صحيح مسلم، لابن هشام الأنصاري، تحقيق وليد أحمد الحسين، الفاروق الحديثة للنشر.
4 - الاستيعاب، لابن عبدالبر، طبعة جديدة في مجلد واحد، تحقيق عادل مرشد، دار الأعلام.(/5)
5 - المجالسة، للدينوري، طبعة جديدة كاملة مع الفهارس في مجلد واحد، دار ابن حزم.
6 - دراسة حديثية لحديث أم سلمة في الحج، تأليف محمد سعيد الكثيري، دار المحدث للنشر.
7 - بحوث في السنة المطهرة، دراسة تحليلية لمفاهيم خاطئة، تأليف عبدالسميع الأنيس، دار عمار.
8 - موجز حياة البخاري، تأليف سلمان الحسيني الندوي، دار الفارابي، دمشق.
9 - الأحاديث القدسية والكلمات الإنسية، لعلي القاري، طبعة جديدة بتحقيق مشهور حسن، دار عمار.
10 - تاريخ تدوين السنة وشبهات المستشرقين، تأليف د. حاكم عبيسان المطيري، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي.
11 - صفحات مشرقة من عناية المرأة بصحيح الإمام البخاري (رواية وتدريساً)، تأليف محمد بن عزوز، دار ابن حزم.
12 - محدث العصر الإمام الألباني كما عرفته، تأليف عصام موسى هادي، دار الصديق.
13 - النور الأسنى الجامع لأحاديث الشفاء، تأليف حمود عباس المؤيد، مؤسسة الإمام زيد الثقافية، عمان، الأردن.
3 / 12 / 1423 هـ(/6)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1424هـ
رقم المقالة: 229
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - تدريب الراوي، للسيوطي، طبعة جديدة بتحقيق طارق عوض الله، تقديم د. أحمد معبد عبدالكريم، دار العاصمة، 3ج.
2 - الجرح والتعديل عند ابن حزم الظاهري، تأليف ناصر الفهد، أضواء السلف.
3 - علوم الحديث في ضوء تطبيقات المحدثين النقاد، تأليف د. حمزة المليباري، الجزء الأول، دار ابن حزم.
4 - تعليقة على العلل لابن أبي حاتم، للحافظ ابن عبدالهادي، طبعة جديدة بتحقيق سامي جاد الله، تقديم الشيخ عبدالله السعد، أضواء السلف.
5 - معجم المعاجم والمشيخات والفهارس والبرامج والأثبات، تأليف د. يوسف مرعشلي، مكتبة الرشد، 4ج.
6 - الهداية في تمييز رجال الرواية، تأليف ماهر منصور عبدالرزاق، دار بلنسية.
7 - ضوابط قبول عنعنة المدلس، دراسة نظرية وتطبيقية، تأليف د. عبدالرزاق الشايجي، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت.
8 - تسمية مشايخ أبي عبدالرحمن النسائي، ويليه ذكر المدلسين، للإمام النسائي، طبعة جديدة تحقيق الشريف حاتم العوني، دار عالم الفوائد.
9 - النكت على العمدة في الأحكام، للزركشي، تحقيق نظر الفاريابي، مكتبة الرشد.
10 - المعجم المصنف لمؤلفات الحديث الشريف، تأليف محمد خير رمضان، مكتبة الرشد.
11 - الأحاديث القدسية من الصحيحين باختلاف الروايات والألفاظ، تأليف عرفان سليم الدمشقي، دار المعرفة.
11 / 2 / 1424 هـ
(2)
1 - حديث مصعب بن عبدالله الزبيري، رواية أبي القاسم البغوي، تحقيق رضا الجزائري، مكتبة ابن حزم، الرياض.
2 - قصيدة من إنشاء الحافظ أبي طاهر السلفي، ويليه المنتقى من السفينة البغدادية، لأبي طاهر السلفي، تحقيق رضا الجزائري، مكتبة ودار ابن حزم، الرياض.
3 - كتاب المحاربة من موطأ ابن وهب، تحقيق ميكلوش موراني، دار الغرب الإسلامي.(/1)
4 - تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، تحقيق ميكلوش موراني، دار الغرب الإسلامي.
5 - مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان، ليوسف بن عبدالهادي، تحقيق محمد خير رمضان، دار ابن حزم
6 - التعريف بمن ذكر في الموطأ من النساء والرجال، لابن الحذاء، تحقيق محمد عز الدين المعيار، وزارة الأوقاف بالمغرب، 3ج. (رسالة دكتوراه).
7 - حديث مجاعة بن الزبير، و حديث محمد بن عثمان بن كرامة وغيره، وزيادات على كتاب الجود والسخاء، للطبراني تحقيق د. عامر صبري، دار البشائر.
8 - الحسن بمجموع الطرق في ميزان الاحتجاج بين المتقدمين والمتأخرين، تأليف عمرو عبدالمنعم، دار الضياء.
9 - المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل، للحاكم النيسابوري، طبعة جديدة على عدة نسخ خطية، تحقيق أحمد فارس السلوم، دار ابن حزم.
10 - معرفة علوم الحديث، للحاكم، طبعة جديدة على عدة نسخ خطية تحقيق أحمد فارس السلوم، دار ابن حزم.
11 - روايات المدلسين في صحيح البخاري، جمعها، تخريجها، الكلام عليها، تأليف عواد الخلف، دار البشائر.
12 - تقييد المهمل وتمييز المشكل، للجياني، طبعة جديدة، مكتبة نزار الباز، 2ج.
13 - خلق أفعال العباد، للإمام البخاري، طبعة جديدة بتحقيق عمرو عبدالمنعم، دار ابن القيم، دار ابن عفان.
14 - زوائد الأدب المفرد على الصحيحين، تأليف محمد الاسكندري، دار ابن حزم.
15 - نهاية السول في رواة الستة الأصول، لسبط ابن العجمي، طبعة جديدة بتحقيق عبدالمنعم إبراهيم، دار الفكر، 10ج.
16 - الفهارس العلمية لشرح صحيح البخاري لابن بطال، مكتبة الرشد.
17 - الأحاديث الواردة في البيوع المنهي عنها، تأليف سليمان الثنيان، عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية.
26 / 2 / 1424 هـ
(3)
1 - الإمام الترمذي ومنهجه في كتابه الجامع، تأليف د. عداب الحمش، دار الفتح، عمان، 3ج.
2 - الإمام الحاكم وكتابه المستدرك، تأليف د. عادل حسن علي، مؤسسة المختار للنشر، القاهرة.(/2)
3 - أجوبة الحافظ ابن حجر على أسئلة بعض تلامذته، ويليه أجوبة الحافظ العراقي على أسئلة تلميذه الحافظ ابن حجر، تحقيق د. عبدالرحيم القشقري، أضواء السلف.
4 - ما وضح واستبان في فضائل شهر شعبان، لابن دحية الكلبي، تحقيق جمال عزون، أضواء السلف.
5 - خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول، لأبي شامة المقدسي، تحقيق جمال عزون، أضواء السلف.
6 - مجموعة رسائل الحافظ ضياء الدين المقدسي، تحقيق عمرو عبدالمنعم، دار الضياء، طنطا.
7 - إعلاء السنن ببيان الصحيح والحسن، تأليف عمرو عبدالمنعم سليم، دار الضياء.
8 - منتقى من الجزء الأول والثالث من حديث أبي القاسم المروزي، المعروف بالحامض عن شيوخه، تحقيق محمد زكي عبدالدايم، مكتبة الرشد، الرياض.
9 - تغليق التعليق على سنن الإمام أبي داود، تأليف د. علي إبراهيم عجين، مكتبة الرشد، 4ج.
10 - ختم جامع الإمام الترمذي، للشيخ عبدالله بن سالم البصري، تحقيق العربي الفرياطي، دار البشائر.
11 - بذل المجهود في ختم السنن لأبي داود، للسخاوي، تحقيق عبداللطيف الجيلاني، أضواء السلف.
12 - اختلاف الأسانيد، تأليف ماهر الفحل، دار عمار، الأردن.
13 - كتاب الأوائل، لأبي عروبة الحراني، تحقيق مشعل باني المطيري، دار ابن حزم.
14 - كتابة الحديث النبوي وجمعه وتدوينه، تأليف د. كمال الدين عبدالغني المرسي، دار المعرفة الجامعية.
15 - بلوغ المرام، للحافظ ابن حجر، طبعة جديدة بتحقيق طارق عوض الله، دار العطاء، الرياض.
16 - حديث أم حبيبة رضي الله عنها في صلاة التطوع، دراسة حديثية فقهية، تأليف د. خلدون الأحدب، دار الأندلس الخضراء.
17 - عون المعبود على سنن أبي داود، طبعة جديدة في مجلد واحد، بيت الأفكار الدولية.
18 - الآثار الواردة عن عمر بن عبدالعزيز في العقيدة، تأليف حياة محمد جبريل، عمادة البحث العلمي، الجامعة الإسلامية.
2 / 5 / 1424 هـ
(4)(/3)
1 - علل الحديث، لابن أبي حاتم، طبعة جديدة بتحقيق محمد الدباسي، مكتبة الرشد.
2 - أحاديث الموطأ وذكر اتفاق الرواة عن مالك واختلافهم، طبعة جديدة بتحقيق د.عادل الزرقي، دار طويق.
3 - الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب، للإمام يعقوب بن شيبة، طبعة جديدة أفضل من الطبعة السابقة تحقيق د. علي الصياح، دار الغرباء.
4 - شرح التبصرة والتذكرة، للعراقي، طبعة جديدة بتحقيق ماهر الفحل، عبداللطيف المهيمن.
5 - اختلاف الأسانيد، تأليف د. ماهر الفحل، دار عمار، الأردن.
6 - جزء فيه عوالي الإمام أبي حنيفة، تخريج يوسف بن خليل الدمشقي، ومعه كتاب الأربعين المختارة من حديث الإمام أبي حنيفة، تخريج يوسف بن عبدالهادي، تحقيق خالد العواد، دار فرفور، دمشق.
7 - مسموعات الإمام بدر الدين العيني، تحقيق د. محمد مطيع الحافظ، دار فرفور، دمشق.
8 - المشيخة الباسمة للقباني وفاطمة...، تخريج الحافظ ابن حجر، تحقيق محمد مطيع الحافظ، دار فرفور.
9 - سؤالات الترمذي للبخاري حول أحاديث في جامع الترمذي، تأليف د. يوسف الدخيل، الجامعة الإسلامية.
10 - القول الأحمد بصحة الرواية المختصرة لحديث أم معبد، تأليف طارق بن ناجي، مكتبة المثنى، الكويت.
11 - التأويل دراسة موضوعية في الأحاديث النبوية، تأليف د. محمد رأفت سعيد، دار الوفاء، مصر.
12 - زيادة الثقة وما يتعلق بها من أحكام، تأليف د. محمد رأفت سعيد، دار الوفاء.
13 - الجرح والتعديل، للذهبي، جمع واستخراج خليل العربي.
14 - حديث مصعب الزبيري للبغوي، ويليه غرائب حديث شعبة لابن المظفر، تحقيق صالح اللحام، الدار العثمانية، الأردن.
15 - اتجاه مدرسة الري في نقد الحديث (أبو زرعة، أبو حاتم، ابن أبي حاتم) تأليف كمال الدين عبدالغني المرسي، دار المعرفة الجامعية، مصر.(/4)
16 - الجواهر واللآلئ المصنوعة في تفسير القرآن العظيم بالأحاديث الصحيحة المرفوعة، تأليف عبد الله بن عبد القادر التليدي، دار البشائر الإسلامية.
25 / 7 / 1424 هـ
(5)
1 - التاريخ الكبير، لابن أبي خيثمة، تحقيق صلاح هلل، دار الفاروق، 4ج.
2 - تاريخ الإسلام، للذهبي، تحقيق بشار عواد، دار الغرب الإسلامي، 17 جزء مع الفهارس.
3 - كتب المسلسلات عند المحدثين، تأليف عبداللطيف الجيلاني، نشر مكتبة الملك فهد.
4 - كتاب التعازي، لأبي الحسن المدائني، تحقيق إبراهيم صالح، دار البشائر.
5 - نهاية الآمال بصحة حديث عرض الأعمال، ويليه الزواجر المقلقة لمنكر التداوي بالصدقة، لأحمد الصديق الغماري، تحقيق عدنان زهار، دار الكتب العلمية.
6 - كتاب الديات، لابن أبي عاصم، طبعة جديدة بتحقيق عبدالمنعم زكريا، دار الصميعي.
7 - المدخل إلى الصحيح، للحاكم، تحقيق د. إبراهيم الكليب، مكتبة العبيكان (رسالة ماجستير).
8 - التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان، للشيخ الألباني، دار باوزير، جدة، 12ج.
9 - المصنفات التي تكلم عليها الإمام الذهبي، جمع إبراهيم الأمير، مكتبة المتنبي، مؤسسة الريان.
10 - المدخل إلى علم الحديث، تأليف طارق عوض الله، دار ابن القيم، الدمام، دار ابن عفان، القاهرة.
11 - طليعة فقه الإسناد وكشف حقيقة المعترض على الأئمة النقاد، و معه : صيانة الحديث وأهله من تعدي محمود سعيد وجهله، ومعهما : ردع الجاني المتعدي على الألباني، تأليف طارق عوض الله دار المحجة، أبو ظبي.
12 - المجموع المنتخب المنثور في أخبار الشيوخ من تاريخ دمشق وصور، لأبي الفرج الأرمناوي الصوري، انتخاب الحافظ ابن عساكر، تحقيق عمر عبدالسلام تدمري، المكتبة العصرية.
13 - البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، لأبي حامد الأصبهاني، تحقيق عمر تدمري، المكتبة العصرية، بيروت.(/5)
14 - نيل الأمل في ذيل الدول، لابن شاهين الظاهري، وهو ذيل على كتاب دول الإسلام للذهبي، تحقيق عمر تدمري، المكتبة العصرية.
25 / 8 / 1424 هـ
(6)
1 - الجرح والتعديل، تأليف د. إبراهيم اللاحم، مكتبة الرشد.
2 - كتاب تعليل العلل لذوي المقل، تأليف عبدالسلام علوش، مكتبة الرشد.
3 - المعلم بما استدركه الحاكم وهو في البخاري ومسلم، عبدالسلام علوش، مكتبة الرشد.
4 - حصر الشارد من أسانيد محمد عابد، للإمام محمد عابد السندي، تحقيق خليل السبيعي، مكتبة الرشد، 2ج.
5 - الإمام عبدالله بن المبارك المروزي المحدث الناقد، تأليف د. محمد سعيد بخاري، مكتبة الرشد.
6 - معرفة الرواة المكثرين، تأليف فهد العمار، مكتبة الرشد.
7 - قرة عين المحتاج بشرح مقدمة صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، تأليف محمد بن الشيخ علي بن آدم الأثيوبي، مكتبة ابن الجوزي، 2ج.
8 - النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر، تأليف سعيد باشنفر، دار ابن حزم.
9 - رجال مسلم الذين ضعفهم ابن حجر في التقريب ورواياتهم في الصحيح، تأليف د. عبدالله بن محمد دمفو، دار ابن القيم، دار ابن عفان.
10 - إبراهيم بن محمد بن سفيان (روايته، وزياداته، وتعليقاته على صحيح مسلم) تأليف د. عبدالله دمفو، دار ابن القيم، دار ابن عفان.
11 - بستان المحدثين في بيان كتب الحديث وأصحابها الغر الميامين، لعبدالعزيز الدهلوي، طبعة جديدة دار الغرب.
12 - نقض قواعد في علوم الحديث للتهانوي بتحقيق عبدالفتاح أبو غدة، تأليف بديع الدين الراشدي السندي، تحقيق صلاح مقبول أحمد، دار غراس، الكويت.
13 - المرويات الواردة في أحكام الصبيان في الكتب الستة والموطأ والمسند وسنن الدارمي، جمع وتخريج د. عبدالله مساعد الزهراني (رسالة دكتوراه) دار ابن القيم , دار ابن عفان، 2ج.
14 - حلم معاوية، لابن أبي الدنيا، تحقيق إبراهيم صالح، دار البشائر.
20 / 9 / 1424 هـ
(7)(/6)
1 - سنن الدار قطني، تحقيق شعيب الأرنأوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، 6ج.
2 - مسند البزار، الأجزاء (10، 11)، تحقيق عادل بن سعد، مكتبة العلوم والحكم.
3 - تحرير علوم الحديث، تأليف عبدالله الجديع، توزيع مؤسسة الريان، بيروت 2ج.
4 - عروس الأجزاء، تصنيف سيد الرؤساء مسعود بن الحسن الثقفي، تحقيق محمد صباح، دار البشائر.
5 - الدرر اللطيفة بتحقيق ما ورد في الروضة الشريفة، تاليف محمد صباح منصور، دار البشائر.
6 - كتاب الأوائل، لأبي عروبة الحراني، تحقيق مشعل المطيري، دار ابن حزم، بيروت.
7 - كتب التراث بين الحوادث والانبعاث، تأليف د. حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي.
8 - تعبير الرؤيا، لابن قتيبة، طبعة جديدة بتحقيق مشهور حسن، دار غراس، الكويت.
وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق إبراهيم صالح، وصدر عن دار البشائر.
9 - الإعلام بنقد كتاب الروض البسام، تأليف محمد مصباح منصور، غراس للنشر والتوزيع، الكويت.
10 - مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن المغازلي، تحقيق تركي الوادعي، دار الآثار، صنعاء.
11 - تفسير الإمام الذهبي، جمع وترتيب د. سعود الفنيسان، مكتبة العبيكان، 2ج.
12 - كتاب الكبائر للذهبي، ومعه منظومة في الكبائر لابن النحاس، ومعه جزء في من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر للبرديجي، ومعه الكبائر التي نص عليها ابن القيم وابن النحاس وفاتت الذهبي، قرأه وقدم له وعلق عليه مشهور حسن آل سلمان، مكتبة الفرقان، عجمان.
13 - تفسير ابن أبي زمنين، طبعة جديدة بتحقيق محمد حسن، أحمد المزيدي، دار الكتب العلمية، 2ج.
14 - الديوان الجامع لأطراف الأحاديث الضعيفة والموضوعة، إعداد عبد الكريم الغانم، مكتبة العبيكان.(/7)
15 - مجموع فيه: جواب بعض الخدم لأهل النعم عن تصحيف حديث احتجم، ويليه: العشرة من مرويات صالح بن الإمام أحمد وزياداتها، كلاهما ليوسف بن عبد الهادي، ويليه جزء في إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ، للإمام تمام الرازي، تحقيق: محمد صباح منصور، دار البشائر الإسلامية.
16 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويليه القراءة عند القبور،كلاهما للإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال، تحقيق د. يحيى مراد.
17 - لقاء العشر الأواخر، المجموعة الخامسة، دار البشائر الإسلامية.
27 / 10 / 1424 هـ(/8)
العنوان: كتب السنة الصادرة سنة 1425هـ
رقم المقالة: 230
صاحب المقالة: د. محمد بن تركي التركي
-----------------------------------------
(1)
1 - الإيماء في أطراف الموطأ، لأبي العباس الداني، تحقيق رضا بو شامة، عبدالباري عبدالحميد، مكتبة المعارف، 5 ج، (رسالة ماجستير).
2 - تيسير تخريج الحديث للمبتدئين، تأليف عمرو عبدالمنعم، دار الضياء.
3 - حديث (أصحابي كالنجوم) دراسة نقدية، تأليف د. خالد الدريس، مطبوعات مركز البحوث بكلية التربية، جامعة الملك سعود.
4 - الإمام النسائي وكتابه المجتبى، تأليف د. عمر إيمان أبو بكر، مكتبة المعارف.
5 - مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، برواية إسحاق الكوسج، دار الهجرة، 2ج.
6 - الجمع بين الصحيحين، لعبدالحق الإشبيلي، طبعة جديدة بتحقيق طه بو سريح، دار الغرب، 2ج.
7 - الدر ا0لمنثور في التفسير بالمأثور، تحقيق د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر، 17ج.
8 - الإكليل فيما زاد على كتب المراسيل، تصنيف مجدي عطية، مكتبة ابن عباس، دار الآثار، مصر.
9 - الطرق المفصلة لحديث أنس في افتتاح قراءة الفاتحة في الصلاة بالبسملة، ويليه وسائل الترجيح المرتضى للقول بأن الفائتة عمداً لا تُقضى، لأحمد الصديق الغماري، تحقيق عدنان زهار، دار الكتب العلمية.
10 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، مرتبة على الأبواب الفقهية، ترتيب مشهور حسن آل سلمان، مكتبة المعارف، الرياض.
11 - موطأ الإمام مالك على ثمان روايات، جمع سليم الهلالي، مكتبة الفرقان، دبي.
12 - مرويات غزوة الخندق، تأليف د. إبراهيم المدخلي، مطبوعات الجامعة الإسلامية.
13 - غزوة مؤته والسرايا والبعوث النبوية الشمالية، دراسة نقدية، د. بريك أبو مايلة، الجامعة الإسلامية.
17 / 1 / 1425 هـ
(2)
1 - البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير، لابن الملقن، طبعة كاملة، تحقيق مجموعة من المحققين، دار الهجرة للنشر، 10ج.(/1)
2 - تذهيب تهذيب الكمال، للذهبي، تحقيق عدد من المحققين، مكتبة الفاروق الحديثة، 11ج.
3 - حديث السراج، تخريج زاهر الشحامي، تحقيق حسين عكاشة، مكتبة الفاروق، 4ج.
4 - مجموع فيه ثلاث من كتب المشيخات الحديثية، تحقيق د. عامر صيري، مؤسسة الريان.
5 - جامع الشروح والحواشي (معجم شامل لأسماء الكتب المشروحة في التراث الإسلامي، وبيان شروحها) تأليف عبدالله الحبشي، المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات العربية، 3ج.
6 - معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي، وبيان ما ألف فيها، تأليف عبدالله الحبشي، طبعة جديد من إصدارات المجمع الثقافي، أبو ظبي، الإمارات العربية، 2ج.
7 - البدر التمام شرح بلوغ المرام، للقاضي حسين المغربي، طبعة جديدة بتحقيق د. محمد خرفان، دار الوفاء، 5ج. وقد سبق أن طبع طبعة ناقصة بتحقيق د. علي الزبن.
8 - الإمام شهاب الدين البوصيري وأثره في الدراسات الحديثية، (رسالة دكتوراه) تأليف د. مشعل الحدادي، غراس للنشر، الكويت، 2ج.
9 - ألفية السيوطي، بشرح محمد محي الدين عبدالحميد، طبعة جديدة اعتنى بها طارق عوض الله، دار ابن القيم، دار ابن عفان، 2ج.
10 - سلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني، الأجزاء: 12، 13، في 4 مجلدات، مكتبة المعارف.
11 - حاشية بلوغ المرام، للشيخ عبدالعزيز بن باز، اعتنى بها عبدالعزيز القاسم، دار الامتياز.
12 - العراق في أحاديث وآثار الفتن، تأليف مشهور حسن سلمان، مكتبة الفرقان، دبي، 2ج.
13 - فضائل بني تميم في السنة النبوية، جمع وتخريج ودراسة، عبدالعزيز الفريح، مكتبة العبيكان.
14 - تلبية الأماني بأفراد الإمام البخاري، جمع أبي عمرو الحجوري، مكتبة صنعاء الأثرية.
15 - مرويات الإمام الزهري في المغازي، تأليف د. محمد العواجي، الجامعة الإسلامية.
16 - أوجز المسالك إلى موطأ مالك، للكاندهلوي، طبعة جديدة بتحقيق د. تقي الدين الندوي،
دار القلم، 18ج.
28 / 3 / 1425 هـ
(3)(/2)
1 - الحافظ العراقي وأثره في السنة، تأليف د. أحمد معبد عبدالكريم، أضواء السلف، 6ج.
2 - ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل بين الإفراد والتكرار والتركيب، ودلالة كل منها على حال الراوي والمروي، تأليف د. أحمد معبد عبدالكريم، مكتبة أضواء السلف.
3 - أسماء شيوخ مالك، لابن خلفون، طبعة جديدة بتحقيق رضا الجزائري، أضواء السلف.
وقد سبق أن طبع بتحقيق عبدالرحمن الشاعر، وصدر عن وزارة العدل بدولة البحرين.
وطبع قبلها طبعة سيئة جداً بتحقيق محمد زينهم عزب، وصدر عن دار الثقافة بمصر.
4 - الطيوريات، انتخاب أبي طاهر السلفي، طبعة جديدة بتحقيق دسمان يحيى، عباس الحسن مكتبة أضواء السلف، 4ج.
وقد سبق أن طبع بتحقيق مأمون صاغرجي، ومحمد الجادر، وصدر عن دار البشائر.
5 - الحافظ ابن الجارود وزوائد منتقاه على الكتب الستة، تأليف مقبل الحربي، أضواء السلف.
6 - نزهة الأبصار في فضائل الأنصار، لأبي بكر عتيق بن أحمد الغساني، تحقيق عبدالرزاق مرزوق، مكتبة أضواء السلف.
7 - التذييل على كتاب تهذيب التهذيب لا بن حجر، تأليف محمد طلعت، أضواء السلف.
8 - ختم سنن أبي داود للشيخ عبدالله بن سالم البصري، تحقيق محمد النورستاني، ومعه دراسة عن رباعيات الإمام أبي داود للمحقق، مكتبة أضواء السلف.
9 - مجموع فيه مصنفات أبي العباس الأصم، وإسماعيل الصفار، تحقيق نبيل جرار، دار البشائر.
10 - الفوائد المنتخبة من حديث أبي إسحاق المزكي، بانتقاء الإمام الدارقطني، تحقيق أحمد فارس السلوم، دار البشائر.
11 - مجد الدين ابن تيمية وجهوده في أحاديث الأحكام، تأليف محمد عمر بازمول، دار البشائر.
12 - قصص ونوادر لأئمة الحديث المتقدمين في تتبع سنة سيد المرسلين والذب عنها، تأليف د. علي الصياح، دار المحدث.
13 - قتلى القرآن، لأبي إسحاق الثعلبي، تحقيق د. ناصر المنيع، مطبوعات مركز البحوث بكلية التربية، جامعة الملك سعود.
12 / 4 / 1425 هـ
(4)(/3)
1 - بغية النقاد النقلة فيما أخل به كتاب البيان وأهمله، لابن المواق، تحقيق د. محمد خرشافي، أضواء السلف، 3ج.
2 - مجموع فيه مصنفات أبي الحسن الحمامي، وأجزاء حديثية أخرى، تحقيق نبيل سعد الدين جرار، أضواء السلف.
3 - من حديث الإمام سفيان الثوري، رواية السري بن يحيى، ورواية محمد بن يوسف الفريابي ويليه: سنن أبي بكر الأثرم، تحقيق د. عامر صبري، دار البشائر.
4 - ثلاث رسائل في علم الجرح والتعديل:(من سؤالات أبي بكر الأثرم للإمام أحمد، و مسائل محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن شيوخه، و من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين لابن زريق)، تحقيق د. عامر صبري، دار البشائر.
5 - ذكر الإمام الحافظ أبي عبدالله بن مندة ومن أدركهم من أصحاب الخلال، تخريج أبي موسى المديني، ويليه: تحفة أهل الحديث في إيصال إجازة القديم بالحديث، لابن العمادية، تحقيق د. عامر صبري، دار البشائر.
6 - منهج الإمام البخاري في الرواية عن المبتدعة من خلال الجامع الصحيح، تأليف كريمة سوداني، مكتبة الرشد.
7 - بغية الحفاظ من أحاديث الأحكام (منتخب من عمدة الأحكام وبلوغ المرام مما اتفق عليه الشيخان أو انفرد به أحدهما)، جمع يوسف محمد العبيد، مكتبة الرشد.
8 - متن ألفية العراقي (التبصرة والتذكرة) تحقيق عبدالله محمد الحكمي، دار المعالي.
9 - كتاب اليقين، لابن أبي الدنيا، طبعة جديدة محققة على ثلاث نسخ خطية، تحقيق ياسين السواس، دار البشائر.
10 - الترغيب والترهيب، للمنذري، حكم على أحاديثه وعلق عليه الشيخ الألباني رحمه الله، اعتنى به مشهور حسن، مكتبة المعارف، 4ج.
11 - سير أعلام النبلاء، طبعة جديدة في ثلاثة أجزاء، بيت الأفكار الدولية.
12 / 5 / 1425 هـ
(5)
1 - الآثار المروية في الأطعمة السرية والآلات العطرية، لابن بشكوال، تحقيق محمد الشعيري، أضواء السلف.(/4)
2 - تعظيم الفتيا، لابن الجوزي، تحقيق مشهور حسن آل سلمان، مكتبة التوحيد، البحرين.
3 - صفة النبي صلى الله عليه وسلم وجميل أخلاقه وأدبه وبشره وحسن سيرته في أمته، وأجزاء حديثية أخرى،لضياء الدين المقدسي، تحقيق فواز أحمد زمرلي، دار ابن حزم.
4 - حديث مصعب الزبيري للبغوي، ومعه: حديث شعبة لابن المظفر، تحقيق صالح اللحام، الدار العثمانية، عمان.
5 - كتاب القضاء في البيوع من كتاب الموطأ لابن وهب، تحقيق ميكلوش موراني، دار الغرب.
6 - طبقات الحنفية، لابن الحنائي، تحقيق سفيان عايش، فراس خليل، دار ابن الجوزي.
7 - ما هكذا تورد يا سعد الإبل، حوار علمي مع د. ربيع حول منهج المحدثين النقاد القدامى في نقد الأحاديث (صحيح مسلم أنموذجاً)، تأليف د.حمزة المليباري، دار ابن حزم.
8 - التاريخ الكبير، لابن أبي خيثمة، طبعة جديدة في مجلد واحد، بتحقيق عادل بن سعد، وأيمن شعبان، مؤسسة غراس للنشر، الكويت.
9 - مسند الإمام الشافعي بترتيب الأمير سنجر، تحقيق د. ماهر الفحل، مؤسسة غراس، ج 1.
10 - زيادة الثقة في كتب مصطلح الحديث، تأليف د. حمزة المليباري، ملتقى أهل الحديث.
11 - الأربعون الأبدال العوالي، لابن عساكر، تحقيق محمد ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية.
12 - التقييد والإيضاح، للعراقي، طبعة جديدة بتحقيق د.أسامه بن عبد الله خياط، دار البشائر، 2 ج (رسالة دكتوراه).
13 - التابعون الثقات المتكلم في سماعهم من الصحابة ممن لهم رواية عنهم في الكتب الستة، تأليف مبارك بن سيف الهاجري، مكتبة ابن القيم، الكويت.
25 / 7 / 1425 هـ
(6)
1 - المصنف، لابن أبي شيبة، تحقيق حمد الجمعة، محمد اللحيدان، مكتبة الرشد، 16ج.
2 - السنن الكبرى، للبيهقي، تحقيق عبدالسلام علوش، مكتبة الرشد، 10ج.
3 - سنن الأصفهاني (السنن الواردة في رواية أبي نعيم الأصفهاني في الحلية) ترتيب عبدالسلام علوش، مكتبة الرشد، 3ج.(/5)
4 - حفظ العمر، لابن الجوزي، تحقيق محمد ناصر العجمي، دار البشائر الإسلامية.
5 - جزء فيه ستة مجالس من أمالي أبي يعلى الفراء، تحقيق محمد العجمي، دار البشائر الإسلامية.
6 - جزء فيه سبعة مجالس من أمالي أبي طاهر المخلص، تحقيق محمد العجمي، دار البشائر. وقد سبق أن طبع الكتاب بتحقيق د. غالب الحامضي، وصدر عن دار الوطن.
7 - مشيخة المسند محمد بن إبراهيم البياني، تخريج ابن رافع السلامي، تحقيق العجمي، دار البشائر.
8 - ثبت الإمام السفاريني، تحقيق محمد العجمي، دار البشائر الإسلامية.
9 - فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبدالله بن عبدالعزيز العقيل، جمع وتخريج محمد زياد التكلة، دار البشائر الإسلامية.
10 - فوائد الكوفيين، تخريج أبي الغنائم النرسي، تحقيق عبدالرحمن محمد شريف، دار الضياء.
11 - التقريب في تخريج أحاديث تقريب الأسانيد للعراقي، إعداد خالد الشلاحي، الرسالة، المؤيد.
12 - كتاب المخزون، للأزدي، طبعة جديدة بتحقيق د. حسين الجبوري، دار الفارابي، دمشق.
13 - رجال عروة بن الزبير، للإمام مسلم، طبعة جديدة بتحقيق د. حسين الجبوري، دار الفارابي.
14 - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح، لصدر الدين المناوي، تحقيق د. محمد إسحاق، الدار العربية للموسوعات، 5ج.
15 - معجم الشيوخ، للسبكي، تحقيق بشار عواد وآخرين، دار الغرب الإسلامي.
16 - في تحقيق النصوص: أنظار تطبيقية نقدية في مناهج تحقيق المخطوطات العربية، تأليف بشار عواد، دار الغرب الإسلامي
17 - نقد مجازفات حمزة المليباري، بقلم أحمد الزهراني، دار الإمام مالك.
11 / 8 / 1425 هـ
(7)
1 - جهود المحدثين في بيان علل الأحاديث، تأليف د. علي الصياح، دار المحدث.
2 - قواعد العلل وقرائن الترجيح، تأليف د. عادل الزرقي، دار المحدث.(/6)