16طريقة تجلب بها البركة لمنزلك
قال الله تعالي علي لسان عيسي بن مريم عليه السلام : ( قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) .
البركة .. كثيراً ما تتردد هذه الكلمة علي ألسنتنا ، وفي كل وقت نحن نطلب البركة ، فما معني البركة ؟! وكيف تتحقق في بيوتنا وأسرنا ؟! وما هي الوسائل التي نكتسب بها البركة ؟!
* ما هي البركة ?
البركة هي الزيادة والنماء ، والبركة في المال زيادته وكثرته ، وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها ، وفي الطعام وفرته وحسنه ، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم ، وفي الأسرة انسجامها وتفاهمها ، وفي الوقت اتساع وقضاء الحوائج فيه ، وفي الصحة تمامها وكمالها ، وفي العمر طوله وحسن العمل فيه ، وفي العلم الإحاطة والمعرفة .. فإذاً البركة هي جوامع الخير ، وكثرة النعم ، فلا غرابة بعد ذلك أن نجدنا نطلب البركة ونسعي إليها ... ولكن كيف ؟!
وهل البركة تكتسب اكتساباً من الحياة ، أم أنها عطاء إلهي مخصص لبعض الناس دون الآخرين؟! وهل جعلها الله عامة يمكن لأي أحد أن يحصل عليها ، أي أنه خص بها عباداً من خلقه وأفردهم بها فلا تنبغي لأحد سواهم ؟!
* معجزات عيسي بن مريم .(1/1)
وعيسي بن مريم عليه السلام وهبه رب العزة البركة فقال : ( وجعلني مباركاً ) فانظر معي إلي آثار بركة الله في هذا النبي الكريم : فقد جعل الله عز وجل من بركاته أن أنزل عليه مائدة من السماء يأكل منها قومه ،وجعل له القدرة علي خلق الطير من الطين بإذن الله ، ويشفي الأكمة والأبرص بإذن الله ، ويحي الموتى بإذن الله ، ولم ينته عمره أو ينقض بالموت بل رفعه الله إليه ، وفي آخر الزمان يعود لينزل إلي الأرض مرة أخري ويقيم العدل فيها ويقضي علي الظلم والفساد ، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ، وإنه لم يقتل أو يصلب كما ادعت النصارى ، ولكن الله كرمه ورفعه إليه ، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً فيما كذبوا وافتروا عليه .
* الأمور الجالبة للبركة .
نلخص لك عزيزي المربي هذه الأمور في ستة عشر سبباً جالبة للبركة :
1- القرآن : فالله تعالي وصفه بأنه مبارك فقال : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ) . وقال صلي الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر . إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة) .
2- التقوي والإيمان : ولا شك أنها من الأمور الجالبة للبركة ، حيث يقول الله عز وجل : ( ولو أن أهل القري أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) ، والزوج يجد البركة بتقواه مع زوجته وأولاده ورزقه وحلاله .
3- التسمية : وتكون في بداية كل عمل ليمنع إشراك الشيطان في أعماله ، قال صلي الله عليه وسلم : كل عمل لم يبدأ باسم الله فهو أبتر ، أي مقطوع وناقص البركة ، وقال أيضاً : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالي عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالي عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله تعالي عند طعامه فقال : أدركتم المبيت والعشاء ، فالتسمية تبارك في أعمالنا وتجعلها خالصة من رجس الشيطان وشره .(1/2)
4- الاجتماع علي الطعام : وقد بورك الأكل المجتمع علي الطعام وجعلت البركة علي الطعام الذي يجتمع عليه الناس ، قال صلي الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام الثلاثة كافي الأربعة ، ويظهر هذا جلياً في إفطار رمضان حيث تزداد بركة الطعام بازدياد عدد المجتمعين عليه .
5- السحور : لقوله صلي الله عليه وسلم فإن في السحور بركة ،والبركة هنا الأجر والثواب ، وتحمل الصوم ، والتقوى علي طاعة الله .
6- ماء زمزم : وهذا العين المباركة التي خرجت في أرض جافة ليس فيها ماء ومن وسط الجبال وهي لم تنقطع ، وهي عين مباركة ، بل وقد قال عنها صلي الله عليه وسلم : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم ـ أو قال لو لم تغرفل من الماء ـ لكانت عيناً معيناً . أي أنها كانت لو لم تغرف منها أكثر غزارة بكثير .
7- زيت الزيتون : وشجر الزيتون شجر مبارك وصفه الله بالقرآن كذلك حيث قال تعالي في سورة النور : المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونه لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار . كما يعرف زيت الزيتون بأنه علاج نافع لكثير من الأمراض .
8- ليلة القدر : ولا يخفي علي أحد ما في هذه الليلة من البركة ، فيجمع فيها رب الأسرة أفراد أسرته ويحدثهم بفضلها وبركاتها ورحماتها ، ثم يصلون معاً ويذكرون الله تعالي في هذه الليلة المباركة ، قال تعالي : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) قيل هي ليلة القدر.
9- العيدين : والذي يبدؤه الناس بصلاة العيد يشكرون الله فيها علي ما أعطاهم من نعمه الكثيرة فيبارك لهم في هذه النعم ويزيدها وينميها لهم، ولذلك تقول أم عطيه رضي الله عنها : كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتي نخرج البكر من خدرها ، حتي تخرج الحيض ، فكيف خلف الناس فيكبرون بتكبيرهم ، ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته .(1/3)
10- الأكل الحلال : وهو الأكل الطيب الذي يبارك الله فيه ،قال صلي الله عليه وسلم : أيها
الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، فالمال الحرام لا يبارك الله به ولا يعود علي أصحابه إلا بالفقر والنقص .
11- كثرة الشكر : وهي واضحة من قوله تعالي : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) , والزيادة هنا زيادة في كل شيء سواء بالمال أو الصحة أو العمر إلي آخر نعم الله التي لا تعد ولا تحصي.
12- الصدقة : والتي يضاعفها الله تعالي إلي عشر أضعاف إلي سبعمائة ضعف فلا شك أنها تبارك مال الإنسان وتزيده ، قال تعالي : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) ، وقال صلي الله عليه وسلم : ( الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها ) .
13- البر وصلة الرحم : كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم : صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار .
14- التبكير : وذلك يكون في استيقاظ الإنسان باكراً وابتداء أعماله في الصباح الباكر ، وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : بورك لأمتي في بكورها , ويتحدث كثير من الأشخاص عن سبب نجاحهم أنه التبكير في أداء الأعمال .
15- الزواج : وهو أحد الأسباب الجالبة للبركة ، وقد كان بعض السلف الصالح يطلبون الزواج لكي يتحقق لهم الغني ويأتيهم الرزق ، لأنهم فهموا ذلك من قوله تعالي : ( وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) ، وكذلك قوله تعالي : ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ) .
16- التخطيط : أنه تعالي قد وعد نبيه بالنصر مسبقاً وبشره به ، فكيف يمكن بعد ذلك لأي كان أن يعطل التخطيط والإعداد بمظنة منه أن البركة هي التي تسهل الأمور في حياته .(1/4)
وهل نري اليوم العائلات نخطط لمستقبلها ومستقبل أبنائها ، أم أنها تدع الأمور علي البركة !! لا شك أننا بحاجة لإعادة النظر في هذا المفهوم وبحاجة أن نخطط ونستعد للمستقبل وبعد ذلك نتوكل علي الله ونطلب منه البركة .(1/5)
20 طريقة تظهر بها لأولادك أنك تحبهم
1- اقض بعض وقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين أو جمعهم في كلمة واحدة حيث يتنافس كل واحد فيهم أمامك على الفوز باللقب ويظل دائما هناك من يتخلف وينطوي دون أن تشعر به.
2- ابن داخلهم ثقتهم بنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.
3- احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلان فقد سنته اليوم ، أو لأن آخر اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة أو لأن الثالث حصل على درجة جيدة في الامتحان، وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبناءك فيتنافسوا عليك ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشاركوا بعضهم البعض.
4- علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدل من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مهندم قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".
5- اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.
6- ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم
7- قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.
8- اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
9- اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.(1/1)
10- اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.
11- عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفيزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.
12- شاركهم في وجبة الغداء ولو مرة واحدة في الأسبوع، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث الأسبوع، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
13- اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمين أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.
14- أسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.
15- عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت واشعرهم أنك تفتخر بها.
16- لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.
17- بدلا من أن تقول لابنك أنت فعلت ذلك بطريقة خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية وعلمه الصواب.
18- اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم.
19- حاول أن تبدأ يوما جديد كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.
20- احضن أولادك وقبلهم وقل لهم أنك تحبهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم صغار كانوا أو بالغين أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.(1/2)
إصرار الطفل علي عدم الذهاب للمدرسة دليل علي وجود مشكلة في حياته
كثيراً ما تصطدم أسئلة الأبناء بحيرة الآباء في الإجابة عنها ... ولكن لا حيرة بعد اليوم مع أسئلة الأبناء في صفحة إجابة لكل سؤال .
س : لماذا يجب أن أذهب إلي المدرسة ؟
ج : لأنها مفيدة وممتعة ومنها ننطلق إلي المستقبل
هذا السؤال يعد إعلاناً عن رفض بعض الأطفال الذهاب إلي المدرسة .. ويدخل ضمن أساليبهم الكثيرة للتعبير عن هذا الرفض ، ابتداءً من الصراخ والبكاء ، ومروراً بإدعاء المرض ، وانتهاء بخلق الأكاذيب عن اضطهاد المدرسة له ...
هذه السلوكيات يمكن اعتبارها طبيعية إذا صدرت من أطفال حديثي الالتحاق بالمدرسة أو الروضة ، لكنها حين تصدر من أطفال تجاوزوا تلك المرحلة ومر علي التحاقهم بالمدرسة فترة طويلة ، فهي حينئذ دليلاً علي وجود مشكلة حقيقية في حياة أطفالنا ، ومؤشراً علي ضرورة التدخل السريع لاحتواء مشاكل أطفالنا والعمل علي حلها بحكمة وعقلانية ..
أسئلة مشابهة
ويمكن أن يأخذ هذا السؤال أشكالاً أخري مثل لماذا لا أذهب إلي مدرسة جارنا أحمد ؟! أو لماذا لا تنقلوني من هذا الفصل ، أو أن يقول الطفل لوالدته لن أذهب إلا إذا وصلتني أنت إلي المدرسة ؟! أو لماذا لا أظل معك اليوم في البيت أو أن يتمارض ويدعي المرض .
ماذا وراء هذا السؤال ؟!
في بعض الأحيان لا يعني هذا السؤال سوي محاولة للتدلل علي الأم وفي هذه الحالة يجب ان تكون الأم حازمة فتتحدث عن الأشياء الجميلة التي بالمدرسة وتذكر الطفل بالألعاب الممتعة وأصدقاءه الذي يلعب معهم – هذا إن كان قد ذهب للمدرسة من قبل أما الطفل الذي يذهب للمدرسة لأول مرة فيجب علي المربي أن ينتبه إلي أنه سيأخذ فترة من الوقت للتأقلم علي خروجه اليومي من المنزل إلي ذلك العالم الخارجي المجهول .(1/1)
ولكن أحياناً يتبع هذا السؤال أسئلة أخري مثل : إذاً هل يمكن أن أزيد مصروفي المدرسي ؟! وهذا ما يشعر المربي أن الابن يحاول ابتزازه أو التهرب من الذهاب للمدرسة وهنا يجب أن يتأكد المربي أن هناك مشكلة تحتاج إلي حل ويحاول أن يعرف السبب هل هو الضجر أم لا مبالاة الطفل وهناك احتمال وإن كان بسيطاً جداً لأنه نادر الحدوث وهو أن يكون الابن مصاب بمرض الخوف من المدرسة وفي هذه الحالة يجب الاستعانة بأخصائي نفسي .
نقد بناء
إن المدرسة هي المكان الأول التي سيتلقي فيها الطفل نقداً بناءً – ساعده بمزيج من الحزم والحنان علي تقبل ذلك – كن دائماً قريباً من مدرسينه .
• أشعر طفلك بقوتك وتفهمك وقدرتك علي حل مشاكله .
• ربما يطلب منك ابنك مساعدته علي كسر قوانين المدرسة أو أن تكذب لتغطيه رغبته في الغياب ، أفهمه أن القوانين ليست دائماً محببة للنفس ولكن يجب الالتزام بها لأنها لصالحنا .
• إذا أحسست من أسئلة طفلك أنه يمارس نوعاً من التمرد أو التهرب من المدرسة يجب أن تتحدث بشأن ذلك مع الأخصائية بالمدرسة وتتابع الحلول التي يقدمها .
• الأطفال تحت سن الثمانية سنوات ليس لديهم القدرة علي معرفة وتحديد المشكلة التي يعانون منها والتعبير عنها فأحد الأطفال قال لأمه أن الدنيا ليست علي ما يرام – بينما اكتشفت أنه يعاني من عدم مقدرته علي حفظ جدول الضرب .
مشاكل نفسية
إن أسئلة الطفل حول المدرسة وإمكانية التغيب عنها يمكن أن تكون لها خلفية نفسية كأن يكون يمر بمشكلة تقلقه ومنها :
• كراهية أحد المدرسين – وعلي المربي التحدث مباشرة مع هذا المدرس وإن اكتشف أن ليس هناك مشكلة بينه وبين طفلها ، فلربما كان الطفل يصب خوفه للمدرسة في ذلك الشخص ولهذا يجب أن يتوجه المربي فوراً إلي الأخصائي أو المشرف الاجتماعي .(1/2)
• ولادة أخ جديد في الأسرة ، مما يخلق غيرة عند الطفل فيرفض أن يذهب للمدرس ويترك أمه مع أخيه الجديد – وهنا علي الأم تنظيم وقتها لتوصل الطفل إلي المدرسة بعض أيام الأسبوع – ليشعر أنه ينفرد بها بعيداً عن الضيف الجديد .
والآن ما هي الإجابات التي يمكن أن ترد بها علي أسئلة ابنك التي سبقنا طرحها :
2-4
1- في الحضانة ستري أطفال وأصدقاء كثيرين تلعب معهم بالألعاب التي لا نملكها في المنزل سأجلس معك فترة من الوقت في المدرسة وعندما تعود سأنتظرك لنرتب لعمل حفلة تدعو فيها صديقك ولتختار ما سوف تقدمه له .
4-6
2- لا أستطيع توصيلك يومياً لأن علي أن أرعي أختك الصغيرة عندما يذهب والدك للعمل ولكن اليوم سيجلس هو وسأذهب أنا لتريني الأشياء الرائعة التي تقوم بعملها في المدرسة .
أنا أعلم أن المدرسة يمكن أن تكون مملة في بعض الأحيان ولكنك فيها تتعلم الكثير من الأشياء الممتعة والجديدة كل يوم ، المدرسين أحياناً يكونوا أشداء لأن لديهم الكثير من الأطفال يعتنون بهم ولكنهم حقيقة لطفاء .
6-8
3- الذهاب للمدرسة هو أساساً لتعلم أشياء مفيدة وممتعة ويجب أن تكون سعيداً لذلك وإذا درست جيداً ونجحت سيكون في مقدورك اختيار الوظيفة التي تريدها طبيب أو مهندس لهذا يجب أن تكمل دراستك بها ألم تقل لي أنك تريد أن تصبح قائد طائرة ، لن تستطيع تحقيق ذلك إلا إذا درست كيف تقرأ وتكتب ، أنا متأكدة أن مدرستك تحبك كما تحب بقية الأطفال لماذا تشعر أنها لا تحبك أليس ممكن أن تكون اليوم غضبانة من شيء ما ؟ إذا كان هناك شيء لا تفهمه يمكن أن ندرسه سوياً وسوف أتحدث مع مدرستك في الأمر فيما بعد .
8-11(1/3)
4- يفضل أن لا تأخذ اليوم عطلة لأنك ستضيع عليك بعض الدروس وستحاول معرفتها من زملائك فيما بعد وستتراكم عليك الواجبات – هل هناك ما يضايقك في المدرسة – ألست تحب حصة الرسم إنها في جدول اليوم ربما هناك بعض الأطفال السيئين في المدرسة والمدرسين ليسوا دائماً ممتعين ولكننا يجب أن نأخذ الجيد والسيء علي وجه سواء إن علينا أن نتعامل مع جميع الناس من نحبهم ومن لا نحبهم ولكن يجب أن نعاملهم معاملة جيدة – أو – لماذا تريد المزيد من المال هل صديقك يأخذ مصروفك ؟! إذا فعلها مرة أخري أخبر المدرس أو أخبرني وسأتصرف في هذا الموضوع(1/4)
أفكار عملية للمربي الناجح
ماذا أفعل إذا تدخل أبي / أمي في العملية التربوية لأبنائي ؟
لنتعامل مع القواعد التالية :
1- أن العملية التربوية ليست ملكاً يملكه الأب والأم فقط .. بل لنتيح الفرصة لمشاركة الأحباب معنا من آباء وأجداد وخالات وعمات .
2- أن نضع حدوداً وشروطاً لهذا التدخل من الأحباب والأقارب ، فليس كل أسلوب نقبله ، وليس في كل موضوع نرضي بالتدخل ، وليس مع كل الأشخاص .
3- أن نجعل من حولنا يفهمون شروطنا وحدودنا بأسلوب فيه الكثير من الحب والود .
فالخصام والشجار والخلاف علي هذا التدخل وخصوصاً أمام الأبناء يمنع الاحترام ، ويربي الأطفال علي الخلاف والخصام والعقوق .
4- أن نستخدم الذكاء الاجتماعي في التعامل مع كل من حولنا ... فنوجه مشاعرهم تجاه أبنائنا بما فيه خير لأبنائنا ، وبما يوافق أسلوبنا التربوي .
5- إذا أحجم كل الأحباب عن توجيه أبنائي أو نصحي في أسلوب تربيتي لأبنائي بسبب معرفتهم بانزعاجي من هذا التدخل فإنني سأكون أكبر الخاسرين في هذا الموضوع . والسبب أنني خسرت نصيحة ربما ستوفر علّي الكثير من الوقت والجهد وخسرت نظرة تربوية ربما تكون أفضل وأصح من أسلوبي التربوي .
فكرة عملية للسيدة موضي حمد
ما رأيك في ترسيخ المفاهيم التالية في نفوس أبنائك ؟
أ - أن يشعروا أن منزل الجدة منزلهم أيضاً ، طالما أن جدتهم تسمح لهم بفتح الثلاجة واستعمال أغراض المنزل بحرية .. ولكن هذا التعرف لا ينطبق إلا في منزل الجدة فقط .. فنربي الأبناء علي الاستئذان ، وفي الوقت نفسه لا نكسر بنفسية الجدة ولا في شعور الأبناء بالحرية .
ب - أما عن موضوع تفرقة الجدة في المعاملة ، ما رأيك في أن نقوم بعمل الأفكار الذكية التالية :
1- أن نتحدث مع الجدة في هدوء بقولنا : ما رأيك يا أمي إذا رأيت تغير لون وجه بقية الأبناء بسبب معاملتك الخاصة لابني الكبير أن أخبرك .(1/1)
2- إذا رأيتها قد أغدقت بعواطفها لابني الكبير ، تدخلت بصوت مرتفع وحنون قائلة : وأيضاً عبد العزيز وسارة .. ستشترين لهم أيضاً .. أليس كذلك ؟!
حتماً .. ستنتبه الجدة .. وحتماً ستقول نعم سأشتري لهم .
وهكذا عزيزتنا موضي .. بالذكاء .. استطعنا أن نجمع كل القلوب .. وأن نربي أبناءنا تربية فاضلة معتمدة علي بر الأباء وحسن التعامل مع بعضنا البعض .
فكرة عملية للسيدة منيرة بدر
إن الحب والمشاعر قضية لن نستطيع التحكم فيها .. ولكننا نستطيع أن نتحكم بالتصرفات .. لذلك ما رأيك بالفكرة التالية :
أن أتصل في صباح اليوم التالي بالجدة .. وأشكرها علي اهتمامها بطفلي الرضيع .. وأحاول أن آخذ رأيها في مشكلة جديدة طرأت لي وهي رغبة طفلي المتكررة في الحمل وعدم تركه لوحده في السرير .. وأطلب منها حلاً لهذه المشكلة .. بالإضافة إلي طلبي بالمشاركة معها في تنفيذ الحل ..
عزيزتنا منيرة .. ربما الرسالة لن تكون واضحة في اليوم الأول .. لكن مع تكرار المحاولة ستكون واضحة .. وستكونان أنت وهي في خندق تربوي واحد بإذن الله .
فكرة عملية للسيدة أماني محمد
ما رأيك في الاستفادة من الألعاب التي تحضرها الجدة في تحقيق الأهداف التربوية التالية :
أ - تشجيع الأبناء علي الانتهاء السريع من المذاكرة والدراسة .
ب - تشجيع الأبناء علي الفهم والحفظ السريع للمادة .
ج- تخصيص فترة حرة قبل النوم للعب .. وبوجود الجدة ..
إننا في هذه الحالة نستطيع أن نحقق الكثير ، فنجعل الأبناء يتحمسون أكثر للمذاكرة ، وفي الوقت نفسه لا نكسر نفسية الجدة .. بل نبقي دوماً العلاقة قائمة وقوية !! ولا ننسي أيضاً أننا في فترة اللعب هذه ستكون علاقتنا حميمة جداً بالأبناء .. وسنقضي علي ذلك الجو المفعم بالتوتر في العلاقة مع أبنائنا بسبب المذاكرة والمراجعة .
عزيزتي المربية ...
إنك شخصية ذكية .. إذا استطعت أن تحققي الأهداف السابقة وتكسبي قلب الجميع .(1/2)
فكرة عملية للسيدة سليمة عبد الله
لماذا لا نستفيد من تجارب الجدات وطريقتهن المتميزة والحنونة في التعامل ..؟! ولماذا لا ننصت إلي إرشاداتهن .. ومع ذلك سنقدم لك بعض الأفكار الذكية :
أ - أن نستفيد من خبرة الجدة في التعامل مع الطفل .. فليست الشدة بالصراخ والعصبية .. ولكن الشدة هي القدرة علي تغير سلوك الطفل بحب وود .
ب - أن أوقع اللوم علي نفسي في عدم قدرتي علي استيعاب الجدة .. فالشجار والمناقشة بصوت عال وأمام الطفل أسلوب غير تربوي يعلم الابن علي العقوق .. ويجعلني أخسر الكثير .
عزيزتنا سليمة :
فما رأيك بأن تجعلي في نفسك وقلبك مكاناً أوسع لتصرفات والدتك !! ويكون لديك في الوقت نفسه القدرة علي تدريس ابنك وإعطائه المعاني التربوية السليمة .
فكرة عملية للسيدة روابي خليفة
إنها نعمة كبيرة أن يفكر جد الأولاد بزيارتهم فترة غيابك اليومية الصباحية .. ونعمة كذلك أن نستفيد من فترة تواجده معهم في تدريب أنفسنا علي إعطاء من يحبون أبناءنا فرصة في المشاركة في العملية التربوية ..
عزيزتنا روابي ..
إن الأشخاص الذين يكبروننا سناً لن يسمعوا كلامنا ، بل يعتبرونه أوامر .. فلندرب أنفسنا علي استيعابهم والاستفادة من طاقتهم .. لأنهم يسدون فراغأً لا نستطيعه نحن .
فكرة عملية للسيد محمد سلطان
ليس من الحكمة تشجيع الأبناء علي عصيان الجد .. بل إنه من الذكاء التعرف بحكمة وإدارة المواقف وإليك بعض الأفكار التالية :
1- علّم أولادك قبول هدية الجد .. وعلمهم كذلك عدم أكل أي حلوي قبل الأكل .
2- أشكر الجد علي هداياه .. ورب أبناءك علي حب الجد والجدة وبرهما .. فإن ذلك من برك بوالديك .
وستجد عزيزنا المربي بركة هذا البر ونتائجه علي استقامة أبنائك وصلاحهم .(1/3)
أطفالنا والتربية النفسية
تؤثر الخلافات بين الأب والأم على النمو النفسي السليم للطفل، ولذلك على الوالدين أن يلتزما بقواعد سلوكية تساعد الطفل على أن ينشأ في توازن نفسي، ومن هذه القواعد:
أولاً: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين
* إن نمو الأولاد نمواً انفعالياً سليماً وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم. على الوالدين دوماً إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه.
* شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه.
مثال على ذلك الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه:
زكريا عمره أربعة أعوام يعمد إلى استخدام كلمات الرضيع الصغير كلما رغب في شد انتباه والديه، وبخاصة أمه إلى إحدى حاجاته فإذا كان عطشاً فإنه يشير إلى صنبور الماء قائلاً: "أمبو.. أمبو" للدلالة على عطشه.
ترى الأم في هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأ إلى إثابته على ذلك، أي تلبي حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور.
أما والده فيرى أن الألفاظ التي يستعملها هذا الولد كريهة، فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذي لا يتناسب مع عمره. وهكذا أصبح الطفل واقعاً بين جذب وتنفير، بين الأم الراضية على سلوكه والأب الكاره له ومع مضي الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار على صورة سهولة الإثارة والانفعال والبكاء، وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه.
ثانياً: أهمية الاتصال الواضح بين الأبوين والولد
* على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.(1/1)
شجع طفلك بقدر الإمكان للإسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به أو حين تعديلها، فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق عليه؛ لأنه أسهم في صنع القرار.
على الأبوين عدم وصف الطفل بـ(الطفل السيئ) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها، فسلوكه السيئ هو الذي توجه إليه التهمة وليس الطفل، كي لا يحس أنه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلاً وتكيفه الاجتماعي.
مثال على المشاركة في وضع قواعد السلوك: هشام ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوماً في المنزل، وهذه المصارعة كانت مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سناً (أي: في السنتين من العمر) أما في عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجاً بالنسبة للوالدين.
جلس الوالدان مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن سنهما الآن يمكنهما من أن يفهما القول، ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما.
بادر الولدين بالسؤال: هل يمكننا التصارع في غرفة الجلوس بدلاً من غرفة النوم؟ هنا وافق الأبوان على النظام التالي: المصارعة ممنوعة في أي مكان من المنزل عدا غرفة الجلوس.
* عندما يسن النظام المتفق عليه لابد من تكرار ذكره والتذكير به، بل والطلب من الأطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع.
كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
"أحمد، أرجوك.. اجمع لعبك الملقاة على الأرض وارفعها إلى مكانها".. عندما تخاطب ابنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب.
أما عندما تقول له: "أحمد، توقف عن رمي الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض" فإنك تعطيه أمراً ولا تطلب طلباً.
* يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات حازمة وواضحة لأطفالهم، وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية أو منافية للسلوك الحسن، وليس استجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها.(1/2)
* إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة الحجز في غرفة من غرف المنزل لمدة معينة (وهذه عقوبة فعالة في التأديب وتهذيب السلوك) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد. الأمر الذي نعنيه ليس معناه أن تكون عسكرياً تقود أسرتك كما يقود القائد أفراد وحدته العسكرية، وإنما أن تكون حازماً في أسلوبك.
متى تعطى الأوامر للطفل؟
تعطى الأوامر للطفل في الحالتين التاليتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار في سلوك غير مرغوب، وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه.
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص، وتعتقد أنه سيعصيك لو التمست منه هذا إظهار هذا السلوك.
كيف تعطى الأوامر للطفل؟
لنفترض أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد، ابنك الصعب القيادة، يقفز على مقاعد الجلوس القماشية قفزاً مؤذياً للفراش الذي يغلف هذه المقاعد، وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي.
هنا تعطي تعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبت نظرك في عينيه وناده باسمه.
4- أعطه أمراً حازماً صارماً بصوت قاس تقول فيه: "أحمد.. أنت تقفز على المقاعد، وهذا خرق للنظام السائد في البيت.. كف عن هذا السلوك فوراً ولا تقل كلمة واحدة".
5- يجب أن يكون الأمر واضحاً وغير غامض.
مثال: إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية: "سميرة تعالي إلى هنا وضعي هذه الألعاب على الرف" فإنها بهذا الأمر الواضح لا عذر لها بالتذرع بأي شيء يمنعها من التنفيذ.
أما لو قلت لها: "لا تتركي الألعاب ملقاة هكذا" فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك؛ لأن الأمر كان غير واضح.(1/3)
6- لا تطرح سؤالاً ولا تعط تعليقاً غير مباشر عندما تأمر ابنك أو ابنتك، فلا تقل له: "ليس من المستحسن القفز على المقاعد"، ولا أيضاً "لماذا تقفز على المقاعد؟" لأنه سيرد عليك، وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات، فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أي تبرير أو تفسير.
7- إذا تجاهل الطفل أمرك وتمادى في سلوكه المخرب ليعرف إلى أي مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك، فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك. الحل بسيط نسبياً: ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه في مكان ما من البيت لمدة معينة.
ثالثاً: الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معاً
الانضباط يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك.
لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
يجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في تبديل سلوكهم.
يمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم بالآتي:
1- الأم الفاقدة الأمل (اليائسة): تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها، وتتصرف دائماً تصرفاً سيئاً متخبطة في مزاجها وسلوكها.(1/4)
مثال: في اليوم الأخير من المدرسة توقفت الأم للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول قط يوماً ضبط سلوك ابنها الصغير، وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح.. قالت الأم: أنا عاجزة عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. إنه لا يتصرف أبداً بما يفترض أن يفعل. وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج. توجه المعلم نحو أمه قائلا لها: أترين كيف يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على هذه الصورة، والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه.
الخطأ هنا: أن الأم لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية، متفرجة فقط.
2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته: مثل هذا الأب لا يمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة والعقلانية، وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له إن لجأ إلى إجباره على ما يكره. كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك. أنت أب مخيف. أرغب أن يكون لي أب جديد غيرك. مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه.
3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة: ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة والحيوية، اللذين لا يملكان القوة للتصدي لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط، وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته.(1/5)
4- الأم التي تشعر بالإثم: ويتجلى هذا السلوك بالأم التي تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش، وتحس أن الخطيئة هي خطيئتها في هذا السلوك وهي المسؤولة عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها.
5- الأم أو الأب الغضوب: في بعض الأحيان نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب والانفعال في كل مرة يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك وتهذيبه هي أن يُلجأ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية رداً على سلوك طفلهما الطائش.
6- الأم التي تواجه باعتراض يمنعها من تأديب الولد: في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق واتفق عليه الزوجان.
7- الزوجان المتخاصمان: قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة الإنهاك الذي يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه المسألة تكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين ويعيد للأسرة جوها التربوي السوي.(1/6)