مختصر شرح
حلية طالب العلم
لشرح فضيلة الشيخ:
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله
آداب طالب العلم في نفسه:
1. العلم عبادة.
2. كن على جادة السلف.
3. ملازمة الخشية.
4. دوام المراقبة.
5. خفض الجناح ونبذ الكبرياء والخيلاء.
6. القناعة والزهد.
7. التحلي برونق العلم.
8. المروءة.
9. التمتع بخصال الرجولة.
10. هجرة التَّرَفُّه.
11. الإعراض عن مجالس اللغو.
12. الإعراض عن الهيشات.
13. التحلي بالرفق.
14. التأمل.
15. الثبات والتثبيت.
1. العلم عبادة .
قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: (( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )). رواه البخاري (71) ومسلم (1037).
والفقه هنا هو: العلم الشرعي. حتى أن الله جعل العلم قسيماً للجهاد في سبيله.
قال الإمام أحمد : العلم لا يَعْدله شيء لمن صحت نيته . قالوا : وكيف تصح النية يا أبا عبد الله ؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
* شروط العبادة :
1. إخلاص النية لله - حديث (( إنما الأعمال بالنيات )).
فإن فقد العلم الإخلاص انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات . مثل :
أ . رياء شرك : أن يعمل الطاعة لله وللناس.
ب . رياء إخلاص : يعمل الطاعة للناس خاصة.
وكلاهما يُصَيِّر الطاعة معصية. فيجب أن يتخلص من كل ما يشوب النية في الطلب : كحب الظهور , والتفوق على الأقران , وجعله سلما لأغراض وأعراض من جاه أو مال أو تعظيم ,أو سمعة أو طلب محمده, أو صرف وجوه الناس إليه . فهي تذهب بركة العلم . فعن سفيان الثوري – رحمه الله – قال: ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي . ومن طلب العلم وهو ما يبغي به وجه الله لا يرد إلا أن ينال به عرض الدنيا لم يجد رائحة الجنة .
وقد قيل: ( زلة العالم مضروب لها الطبل ). الطبوليات: هي المسائل التي يراد بها الشهرة.
فالإخلاص شديد لذلك فإنه من قال : لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة وهو أسعد الناس بشفاعة النبي- صلى الله عليه وسلم .(1/1)
* كيف يكون الإخلاص في طلب العلم :
1. أن تنوي امتثال أمر الله فاعلم أنه لا إله إلا الله "
2. أن تنوي حفظ الشريعة و يكون ذلك بحفظه بالصدور أو الكتابة.
3. أن تنوي حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما ضمنت الشريعة ولا دافع عنها أحد .
4. أن تنوي إتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
2. محبة الله تعالى ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالمتابعة .
وإنما يسعى المحب في الوصول إلى محبوبه بطلب ما يرضيه واجتناب ما يغضبه لذا قال ابن القيم : أن كل الحركات مبنية على المحبة.
وقوله ( وتبعوني يحببكم الله ) إشارة أن الشأن كل الشأن أن يحبك الله هذا هو الثمرة. لا أن تحب أنت الله. لأن الكل يدعي ذلك.
* ينبغي لطالب العلم أن يتقي الله عز وجل في السر و العلانية .
. إي : تفرقوا بين الحق و الباطل ,وبين الضار و النافع , وبين الطاعة والمعصية ,وبين أولياء الله وأعداء الله . فيحصل هذا الفرق بواسطة العلم , فيفتح الله على الإنسان من العلوم وييسر له تحصيلها أكثر ممن لا يتقي الله. فإن الله يلهم الإنسان التقي ما لا يلهم غيره من العلم والفراسة.
2. كن على جادة السلف.
بترك الجدال و المراء الذي يقفل طريق الصواب.فإذا رأيت من أخيك جدال ومراء بحيث يكون الحق واضحاً و لكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد.
ينبغي لطالب العلم أن يتطلع على المؤلفات وكتب تحوي منهج السلف ومنها سير أعلام النبلاء.
3 . ملازمة خشية الله.
وهي الخوف من الله المبني على المحبة و التعظيم. قال الإمام أحمد - رحمه الله- :"أصل العلم خشية الله تعالى"
* الفرق بين الخشية و الخوف .
- أن الخشية أعظم من الخوف.
- الخشية تكون من عظم المخشي و الخوف من ضعف الخائف وإن لم يكن المخلوق عظيماً.
? من هو العالم الرباني ؟
هو الذي يعمل بعلمه لأنه يربي نفسه أولاً وغيره ثانياً . والذي لا يعمل بعلمه يكون أول من تسعر به النار يوم القيامة .(1/2)
والذي لا يعمل بعلمه ما يورث إلا الفشل في العلم وعدم البركة و النسيان. وقد قيل من عمل بعلمه أورثه الله علم ما لم يعلم وهو يوجب ثبات العلم وإن الله يزيده هدىً وتقوى .
4 . دوام المراقبة.
وهي أن تعبد الله كأنك تراه . وتكون بين الخوف و الرجاء وهذه من ثمرات الخشية فإذا عمل خيراً فيغلب جانب الرجاء فإذا هم بسيئة فيغلب جانب الخوف . أما في حالة المرض فيغلب جانب الرجاء و في الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد. ويكون الرجاء مبنياً على سبب صالح و لا يكون لمن يعصي الله أن يحسن الظن بالله ويتماد ى في معاصيه ظناً منه أن رحمة الله واسعة.
5 . خفض الجناح ونبذ الخيلاء و الكبرياء.
? ينبغي أن يكون عنده عفه عما في أيد الناس.وعفة بالنظر المحرم.
? ينبغي أن يتحلى بالصبر على ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه وإما من معلمه.
? التواضع للحق: بالخضوع له , و التواضع للخلق :يتواضع لمن هو دونه وأعلى منه.
? أن يبتعد عن الخفة في المشي أو في معاملة الناس و لا يكثر من القهقة.
? أن يجتنب الخيلاء وهي : إعجاب النفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن. فالإعجاب :يكون في القلب , فإذا ظهرت آثاره كان خيلاء. فالخيلاء نفاق و كبرياء , فكونه كبرياء :فهذا واضح , وكونه نفاق : لأن الإنسان يَظْهر أكبر من حجمه الحقيقي.
? أن يبتعد عن الكبر :وهو رد الحق واحتقار الناس وازدرائهم .
6 . القناعة و الزهد .
التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم. أن يكون قنوعاً بما أتاه الله عز وجل .
* ما الفرق بين الزهد و الورع ؟
الزهد أعلى مقاماً من الورع . لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة .
والفرق بينهما : هي المرتبة التي ليس فيها ضرر و ليس فيها نفع فالورع لا يتحاشاها و الزهد يتحاشاها.
7 . التحلي برونق العلم.(1/3)
وهو حسن السمت و الهدي الصالح من دوام السكينة , والوقار , والخشوع. وأن يتجنب اللعب و العبث و الضحك وإدمان المزاح وخاصة عن عامة الناس فهذا يدعوا إلى الامتهان فلا يهابون العلم الذي تأتي به.
? ومن تزين بما ليس فيه شانه الله "زن بها جميع أعمالك".
? وكذلك من تزين في عبادة وأظهر للناس أنه عابد فلا بد أن يكشفه الله تعالى.
? " من أشر الناس يوم القيامة الذي يتكلم بما بينه و بين أهله عند الناس".
8 . التحلي بالمروءة .
وهي فعل ما يجمله ويزينه واجتناب ما يدنسه ويشينه . فهي تحمل صاحبها على:
? مكارم الأخلاق : بأن يكون دائما متسامح مع العدل و الإحسان.
? طلاقة الوجه.
? إفشاء السلام.
? تحمل الناس.
? الأنفة من غير كبرياء.
? العزة من غير جبروت.
? الشهامة من غير عصبية .
? الحمية من غير جاهلية.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو تلق أخاك بوجه طليق )) . رواه مسلم(56) والبخاري (2989).
* وينبغي لطالب العلم أن يجتنب خوارم المروءة :
وهي الأطباع من قول أو فعل مثل : الإعجاب بالنفس و الرياء بان يرائي الناس في عمله . وأن يتجنب كل حرفه مهينه أو خصلة رديئة مثل: العجب و الرياء و البطر ( وهو رد الحق ) والخيلاء واحتقار الناس و غشيان مواطن الريبة " رحم الله امرئ كف الريبة عن نفسه " أي لا يكون في محل شك في أخلاقه.
9 . التمتع بخصال الرجولة .
فهي تكملة لما سبق لأنها من المروءة . فتحمل صاحبها على:
الشجاعة , وشدة البأس , و مكارم الأخلاق , و البذل في سبيل المعروف .
ولا بد من رأي قبل الإقدام على الشيء لأن الإقدام من غير رأي تهور.
10. هجرة الترف .
كان الرسول – صلى الله عليه و سلم – ينهى عن كثرة الإرفاة ويأمر بالاحتفاء أحياناً .
وقد نهينا عن تقليد العجم من لباسهم أو أشكالهم, وكل ما سوى العرب عجم. فيجب على الرجل الخشونة.(1/4)
" فالحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن" لان كل إنسان قد يزن من لاقاهم بحسب ما عليهم من اللباس و لباس الإفرنج حرام. لقوله- صل الله عليه و سلم - : (( من تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد (2/50) وأبو داود (4031). ولكن ما هو لباس الإفرنج؟ هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم وإذا رآه الرأي قال: إن لا بسه من الإفرنج , أما إذا كان شائعاً عندهم وعند غيرهم فهذا ليس فيه تشبه .
11. الإعراض عن مجالس اللغو .
اللغو نوعان :
1. لغو ليس فيه مضرة و لا فائدة فهو مضيعة للوقت وهو " خسارة ".
2. لغو فيه مضرة وهذا "منكر وحرام ".
فيجب الانصراف بخلاف ما يتوهمه العامة يقولون: فإن الرسول-صلى الله عليه و سلم - قال : (( فإن لم يستطع فبقلبه )).رواه مسلم (49). وأنا كاره بقلبي . يقال له : لو كان كارهاً حقاً ما جلس معهم باختياره.
12. الإعراض عن الهيشات .
وهي الفتنة في الأسواق. وبما تشمله من السب و الشتم.
13. التحلي بالرفق .
هذا من أهم الأخلاق . قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )).رواه مسلم (2593). وقال : (( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه )). رواه مسلم (2594). ولكن لابد أن يكون رفيقا من غير ضعف فيكون رفيقا في مواضع الرفق وعنيفاً في مواضع العنف فإن لكل مقام مقال.
14. التأمل .
وهي التأني وعدم العجلة .
((( فتأمل تدرك ))).
فلا تقدم على أمر قبل إدراكه ولا تتكلم بكلمه حتى تعرف . ماذا تتكلم ؟ ولا تضع قدمك إلى موضع حتى تدركه. فتأمل السؤال والجواب لذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :(( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )) رواه البخاري (6018) ,ومسلم(47).
15. الثبات و التثبيت .(1/5)
هذا من أهم ما يكون من الآداب التثبيت فيما ينقل من الأخبار , والثبات: هو الصبر و أن لا يمل و لا يضجر ولا يأخذ من كل كتاب نتفه ومن كل فن قطعة . فتنقطع الفائدة بل من ( تثبت نبت ) . وينبغي أن تثبت على الكتاب الذي تدرسه وتقرأه وتراجعه و بالنسبة للشيوخ الذين تتلق منهم.
كيفية الطلب والتلقي :
16 . كيفيَّة الطَّلبِ ومراتبُهُ .
أن يبني الإنسان طلبه على أصول ( وهي القواعد والضوابط مأخوذة بالتتبع من الكتاب و السنة) ولا يتخبط تخبط عشوائي لأن الأصول هو العلم والمسائل فروع لها . فإذا لم تكن الفروع على أصل جيد فإنها تذبل وتهلك .
((ومن لم يتقن الأصول حرم الوصول)).
? من رام العلم جملة ذهب عنه جملة :
إذا أراد الإنسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا لابد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا كسلم تصعد عليه من الأرض إلى السطح لأنه يحتاج مرونة وجد وثبات وتدرج .
لا ينبغي أن تأخذ العلم عن طريق الكتب فقط لا بد أن يكون لك شيخاً معتمداً لديه من الأمانة والإتقان ولهذا قيل : " من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه ".
? يستفيد الطالب عند علمه عند شيخ عدة فوائد :
1. قصر المدة .
2. قلة التكلف .
3. أن ذلك أحرى بالصواب فلا يعتمد على الكتب دون أن يكون لك شيخاً.
* عند كل فن تطلبه لابد من مراعاة عدة أمور :
1. حفظ مختصر فيه .
2. ضبطه على شيخ متقن .
3. عدم الاشتغال بالمطولات قبل الضبط والإتقان لأصله .
4. لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب فهذا من باب الضجر .
5. اقتناص الفوائد والضوابط العلمية .
6. جمع النفس للطلب والترقي فيه .
1. حفظ مختصر فيه :
بأن يكون لك مختصر لجميع العلوم في آخر الدفتر .
مثل حفظ متن الأجرومية إن كنت مبتدأ في النحو.
2. ضبطه على شيخ متقن :
ضبطه وشرحه ويضاف إلى الإتقان الأمانة .
3. عدم الاشتغال بالمطولات :
أن يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ المختصرات بذهنه ثم بعد ذلك يفيض إلى المطولات .(1/6)
4. لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب :
كل يوم له كتاب هذا خطأ إذا عزمت على كتاب فخذه و لا تنتقل لغيره حتى تنتهي منه فإن انتقالك مضيعة للوقت .
5. اقتناص الفوائد :
هناك فوائد مستجدة لابد من اقتناصها وتقيدها .
6. جمع النفس والترقي فيه :
لا تبقي ساكنا فكر فيما وصل من المسائل والدلائل حتى تترقى شيئا فشيئا واستعن بمن تثق به من زملائك و إخوانك بالمراجعة والمدارسة.
* ومن الوصايا أن :
? لا تجمع بين علمين :
فقد يصعب على المرء أن يجمع بين علمين لأن بعضهم أول ما يبدأ يرى نفسه نشيطا فيريد أن يلتهم العلوم جميعا ومن كبر اللقمة فلابد أن يغص حتى إذا رأيت من نفسك قدره فلا تكلفها مالا تطيق أتزن حتى تستمر .
? الاعتماد على المتون الأصلية لا على هذه المذكرات :
لأن المذكرات قد يكون واصفا ممن لا يعرف من هذا الفن إلا معرفة سطحية ولا يكون كلاما محررا متناسقا .ولابد من حفظ فأي علم بلا حفظ يزول سريع
* يحتاج صاحب الحديث إلى خمس فإن عدمت واحدة فهي نقص يحتاج إلى:
عقل جيد , ودين , وضبط , وحذاقة بالصناعة , مع أمانة تعرف منه.
فالأمانة جزء من الدين , والضبط يدخل في الحفظ لأن حذق الشيء بمعنى فهمه جيدا فيحتاج أن يكون, تقياً: فالتقوى رأس كل عبادة , وذكياً : عنده فطنة , ونحوياً في الإعراب و البناء ولغوياً : في الصرف و البلاغة , وزكيا : وهو من قام بالمأمورات , وحيياً : بحيث لا يمنعه حياؤه من طلب العلم , سلفياً: بأن يأخذ بطريق السلف في العقيدة و الآداب و العمل و المنهج وفي كل شيء.
17 . تلقي العلم عن الأشياخ .
وعند تلقي العلم على الأشياخ فهناك عدة فوائد :
1. اختصار الطريق .
2. السرعة في الإدراك .
3. الرابطة بين طالب العلم ومعلمه .
آداب الطالب مع شيخه :.
18. رعاية حرمة الشيخ .
19. رأس مالك أيها الطالب من شيخك .
20. نشاط الشيخ في درسه .
21. الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة .(1/7)
22. التلقي عن المبتدع .
18. رعاية حرمة الشيخ :
معلما يلقي إليه العلم ومربيا يلقى إليه الأدب والتلميذ إذا لم يثق بشيخه في هذين الأمرين فإنه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة .
فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير و تلطف بأن تقف تسلم عليه و لا تزاحمه في المشي و لا تسابقه.
خذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه والتحدث إليه .فلا تتحدث مع شيخك وكأنك تتحدث مع قرينك بل باحترام وتواضع فلا تمدن رجليك عنده ولا تجلس متكأ فهذا سوء أدب.
* حسن الأدب معه في:
? السؤال والاستماع :
فإذا سأل يسأل بهدوء ورفق حسن والاستماع مهم حيث يكون قلبك وقالبك متجه إلى محدثك ومعلمك فلا تكن جالساً ببدنك سائراً بقلبك في غير مكان الدرس. ومتجنبا الإكثار من السؤال في غير موضع الدرس .
? في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب.
فتصفح برفق لئلا يتمزق .
? ترك التطاول والمماراة أمامه :ترك التطاول وهذا شيء قد يدركه بالنفس بسوء الظن أو الفراسة والمماراة يجادل الشيخ " إذا كان كذا أو كذا " .
? عدم التقدم عليه بكلام أو مسير .
? عدم الإكثار من الكلام عنده .
? عدم الإلحاح عليه بالجواب .
? لا تنادي الشيخ باسمه مجردا أو مع لقبه كقولك " يا شيخ فلان " بل قل يا شيخي أو يا شيخنا .
? لا تخاطبه بتاء المخاطبة .
? لا تناديه من بعيد .
? التزام توقير المجلس وإظهار السرور من الدرس والإفادة به .
فلا تتملل مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالأرض بل ينبغي للإنسان أن يفرح أثناء الدرس وكأنه نزل في رياض يجني ثماره .
إذا أخطأ الشيخ . فهل ينبه في مكان الدرس أو في مكان آخر؟
إذا كانت هناك مضرة في تأجيله بحيث يسجل الدرس بمسجل و سينشر فهذا ينبه في وقته . أما إذا كان غير ذلك فمن الأليق أن تنبهه في مكان آخر غير موضع الدرس متأدباً معه.
إذا بدا لك الانتقال إلى شيخ أخر فاستأذنه بذلك ليطمئن قلبه ولا يظن أنك غائب إهمالاً منك وأن ذلك أدعى لحرمته .(1/8)
19. رأس مالك أيها الطالب من شيخك .
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله
ولا تقلده في صوت ولا نغمة ولا مشية ولا هيئة إلا إذا كانت له صفه نفس صفة الرسول صلى الله عليه وسلم فهنا يقتدى بها لأنها للرسول لا لأن الشيخ قدوتك .
20. نشاط الشيخ في درسه :
نشاط القائل على قدر فهم المستمع " فلا تظهر للشيخ أنك قد مللت وتعبت بالاتكاء وغيرها فليكن له همَّة وقوة في الاستماع.
ولا ينبغي للإنسان أن يلقي العلم بين الطلبة وليس بين عامة الناس إلا وهم متشوقون له حتى يكون كالغيث أصاب أرضاً يابسة فقبلته وإذا رأيت الأمر لا يناسب فلا تتكلم لا تثقل على الناس والإنسان ينتبه ثم يفهم .
21. الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة :
لا بد أن تخبر الشيخ أنك ستكتب وإن كنت لا بد أن تكتب أو تسجل أن تخبره بذلك .
* ما الفرق بين الكتابة بالتقرير والإملاء :
الإملاء : أن تكون محررا منقحا والشيخ لا يلقي كلمة إلا ويعرف منتهاها .
الكتابة بالتقرير : يلقي الكلام مرسلا ربما تسقط كلمات سهوا وتدخل أخرى .
22. التلقي عن المبتدع :
أن تحذر أهل البدع ومن صاغها بصياغة مغرية مزخرفة فهم أهل الجهل وكان ابن المبارك يسمي المبتدعة
(( الأصاغر )) .
صاحب البدعة هل يؤخذ منه شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته إن كان هو يجيد فيها أم نهجره ؟
الظاهر لا نجلس إليه لان ذلك يوجب مفسدتين :
1. اغتراره بنفسه فيحسب أنه على حق .
2. اغترار الناس به .
لذا لا نجلس إليه أبدا حتى لو كان يجيد علمه مثال على ذلك كمن يجيد اللغة العربية فلا نجلس إليه وسيجعل الله لنا خيرا منه .
? إذا أشتد ساعدك في العلم فاقمع المبتدع بلسان الحجة والبيان والسلام .
? فإن لم يكن عندك علم في رد البدعة فإياك أن تجادل .
من هم القدرية ؟
هم الذين ينفون القدر ويسمون مجوس هذه الأمة .
فهم يرون أن العبد مستقل بعمله وأن الله لا علاقة له به إطلاقا وسموا مجوس لأنهم كالمجوس يقولون : إن للحوادث خالقين ؟(1/9)
1. النور يخلق الخير
2. الظلمة تخلق الشر .
* ماذا تفعل إذا كنت لابد أن تدرس على شيخ صاحب بدعه. كما في الدراسات النظامية؟
1. خذ من خيره ودع شره.
2. إذا تكلم أمام الطلاب في العقيدة فعليك بمناقشته إن كنت قادر على ذلك و إلا فارفع أمره لمن يقدر وأحذر أن تدخل معه في نقاش لا تستطيع التخلص منه لأن هذا ضرر لا عليك أنت بل على القول الذي تدافع عنه , لأنك إذا فشلت أمام هذا الأستاذ مثلاً صار هذا كسر للحق و نصر للباطل.
آداب الزمالة :.
23. أحذر قرين السوء:
عليك باختيار الصديق الصالح الذي يدلك على الخير وإياك من جليس السوء" فالمرء على دين خليله "
? قاعدة فقهية : " الدفع أسهل من الرفع " لأبن رجب .
? أي الوقاية أسهل من العلاج لأن الدفع ابتعاد الشر وأسبابه لكن إذا نزل الشر صار من الصعب أن يدفعه .
* تقسيم الصديق في أدق المعايير :
1) صديق منفعة : هو الذي يصادقك ما دام ينتفع بك بمال ونحوه فإذا انقطع الانتفاع فهو عدوك ولا يعرفك هذا عدو لا صديق .
2) صديق لذة : لا يصادقك إلا لأنه يتمتع بك في المحادثات والمأنسات هذا ضياع وقت لا أحد ينتفع من الأخر .
3) صديق فضيلة : يحملك على ما يزين وينهاك عن ما يشين ويفتح لك أبواب الخير ويدلك عليه وإذا زللت ينهاك على الوجه الذي لا يخدش كرامتك.
آداب الطالب في حياته العلمية :
24. كبر الهمة في طلب العلم.
25. النَّهْمَة في الطلب .
26. الرحلة للطلب .
27. حفظ العلم كتابةً .
28. حفظ الرعاية .
29. تعاهد المحفوظات .
30. التفقه بتخريج الفروع على الأصول .
31. اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل .
32. الأمانة العلمية .
33. الصدق .
34. جُنَّة طالب العلم .
35. المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك "
36. إجمام النفس .
37. قراءة التصحيح والضبط .
38. جرد المطولات .
39. حسن السؤال.
40. المناظرة بلا مماراة .
41. مذاكرة العلم .
42. طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها .(1/10)
43. استكمال أدوات كل فن .
24. كبر الهمة في طلب العلم.
كبر الهمة تجعل صاحبها حريص على إتباع الكتاب و السنة معرضاً عن آراء الناس.
? من أهم الهمم لطالب العلم أن يريد القيادة والإمامة للمسلمين في علمه .
? أن يرى أنه واسطة بين الله عز وجل وبين العباد في تبليغ الشرع .
? المؤمن كيس فطن لا تلهه الآمال لكن ينظر الأعمال ويترقب النتائج . والآمال : هي أن يتمنى الإنسان الشيء دون السعي في أسبابه
? من أهمها ألا يكون متشوقا لما في أيدي لناس لأن إذا تشوقت ومنوا عليك " ملكوك " .
اليد العليا خير من اليد السفلى , فالعليا هي المعطية والسفلى الآخذة .
25. النَّهْمَة في الطلب .
فقيمة كل امرئ ما يحسنه إذا كان الإنسان يحسن الفقه والشرع صار له قيمة .
" ابذل الوسع " يعني الطاقة في التدقيق ولا تأخذ بظواهر النصوص وعمومها دون تدقيق .
26. الرحلة للطلب .
الأشرطة تغني عن الرحلة لكن الرحلة أكبر فائدة لأن يكتسب فيها الإنسان من العالم من: علمه وأدبه وأخلاقه .
27. حفظ العلم كتابةً .
ينبغي أن نقيد كل فائدة تسمع أمناً من ضياعها وتعرضها للنسيان. وللعلماء مؤلفات عدة في هذا من أحسنها " بدائع الفوائد " لابن قيم فيه فائدة جمة . وأيضاً ينبغي أن يكون له مفكرة يكتب ويدون الفوائد.
ومما ينبغي تقييده هو مراجع الفائدة ( من اسم الكتاب ورقم الصفحة والمجلد ثم يكتب على ما نقله اسم "نقل" حتى لا يختلط بغيره ) فهذا يساعد على سهولة الرجوع إليها و حتى لا تفوت ما لم تبلغ قراءته منها.
إذا أجتمع لديك مجموعة من الفوائد فالأولى ترتيبها في مذكرة وأفضلها على حسب ( ألف باء ....).
28. حفظ الرعاية .
بالعمل والإتباع
* ينبغي الإخلاص في الطلب وأن ينبغي به وجه الله ب أن ينوي:
1. امتثال أمر الله تعالى.
2. الوصول إلى ثواب الطلب.
3. حماية الشريعة والذَّب عنها.
4. رفع الجهل عن نفسه وعن غيره.
فمن لم يبتغي به وجه الله لم يجد عرف الجنة .(1/11)
ولقد جاء الوعيد لمن طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري به السفهاء.
فنحن بطلب العمل الدنيوي ننوي منفعة الخلق " فلا نطلب العلم للمفاخرة والمباهاة أو صرف أوجه الناس إلينا فهذه نيات سيئة .
ينبغي للإنسان أن يتبع آثار النبي ظاهراَ وباطناً و يوظف السنن على نفسه.
معنى الرعاية : أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس فيدعوا إليه فينبغي لطالب العلم تحري إتباع الرسول والإقتداء به .
الرواية:أن يتقن حفظ الحديث دون معرفة المعنى.
29. تعاهد المحفوظات .
حتى لا ينسى العلم فمن لم يتعاهد الشجرة بالماء تموت وتذبل " علم الأصول " هذا هو العلم أوصيكم به كثيرا .
30. التفقه بتخريج الفروع على الأصول .
الفقه هو إدراك أسرار الشريعة مع الأدلة وغايتها وحكمها حتى يستطيع أن يرد الفروع الشاردة إلى الأصول الموجودة .
* مراتب العلم :
1) العلم .
2) الفهم.
3) التفكير .
4) التفقه .
* أنواع الدلالات ثلاثة :
1) دلالة مطابقة : دلالة اللفظ في جميع معناه .
2) دلالة التضمن : دلالته على بعض معناه .
3) دلالة الالتزام : دلالته على لازمٍ خارج . وهذا الذي يختلف فيه الكثير من الناس .
* إذا لابد لطالب العلم من أصول يرجع إليها والأصول ثلاثة :
1) الأدلة من القرآن .
2) من السنة .
3) القواعد والضوابط المأخوذة من الكتاب والسنة .
* ما الفرق بين القواعد والضوابط :
القواعد : أصل يتفرع عليه أشياء كثيرة .
الضوابط : يكون لمسائل محصورة معينة فالضابط أقل رتبة من القاعدة فالضابط يضبط الأشياء ويجعلها في قالب واحد.
فلابد أن الإنسان يجعل نظره أي فكره يتجول بتخريج الفروع على الأصول حتى يتمرن .
* ما الفرق بين الحيلة والذريعة :
الحيلة : أن فاعلها قد قصد التحايل : وهو التوصل إلى إسقاط واجب أو انتهاك محرم بما ظاهره الإباحة " .(1/12)
الذريعة : هي الوسيلة . وهي نفس الحيلة و لكن فاعل الحيلة يقصد التحايل أما فاعل الذريعة لم يقصد ولكن فِعْله يكون ذريعة إلى الشر .
31. اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل .
إن عجزت عن فن فألجأ إلى الله تعالى بالدعاء و الانكسار بين يديه.
32. الأمانة العلمية .
أن تكون أمين في علمك ونقلك ووصفك .. فإذا نقل طالب العلم لا يزيد ولا ينقص ولا ينقل ما يوافق رأيه و يحذف الباقي فهذا هو المراء و الجدال.
33. الصدق .
الصدق قريب من الأمانة العلمية فهو عنوان الوقار وشرف النفس ونقاء السريرة فالصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة . والرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا .
* أنواع الكذب :
1. كذب تملق : ما يخالف الواقع و الاعتقاد .
2. كذب المنافق : ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع.
3. كذب الغبي : ما يخالف الواقع و يطابق الاعتقاد .
ومما لا ينبغي أن يجيب الإنسان لكل ما سأل بما يعرف وما لا يعرف وما يحمله على هذا إلا طلب العلو , يطلب الصيت و السمعة و التفوق على الأقران وهذا سرعان ما ينكشف ويؤدي إلى تعريه من ثلاث معان :
1. فقد الثقة بالقلوب.
2. ذهاب علمه وانحدار القبول.
3. أن لا يصدقه أحد ولو صدق.
أستثنى العلماء ما جاء عن طريق التورية و لا حاجة لاستثناء لأن:
التورية : هي صدق باعتبار ما في نفس القائل . مثل قول إبراهيم عليه السلام للملك الجبار هذه أختي.
استثنى العلماء أنه لا يجوز الكذب إلا في ثلاث حالات :
1) الحرب .
2) الإصلاح بين الناس .
3) حديث المرأة لزوجها وحديث الرجل لزوجته . أيضا عن طريق التورية .
34. جُنَّة طالب العلم .
أن الإنسان يجب عليه إذا لم يعلم أن يقول لا أعلم . ونصف الجهل أن يقول ( أظن ) فبعض العوام من يقول " أظن هذا حلال " فهذا من الجهل .
35. المحافظة على رأس مالك "ساعات عمرك ".
تعود على البحث والعمل واجتهد ما دمت في زمن الإمهال .
إياك والتسويف على نفسك .(1/13)
العجز : هو ضعف في البدن .
الكسل : هو ضعف في الإرادة .
36. إجمام النفس .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (( إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه )) أخرجه أحمد (199/2) . هذا هو الميزان الحقيقي الذي تطمئن به النفس فلا بد من إعطاء النفس شيء من الراحة حتى تنشط في المستقبل ولا بأس أن تقرأ في الثقافة العامة وكتب الحكمة تكون ترويحاً عن النفس من الملل و السأم.
* وضع عطل مثل يوم الخميس و الثلاثاء أو يوم الجمعة ترويحاً عن النفس حتى تنشط.
37. قراءة التصحيح والضبط .
إتقان العلم وضبطه ومحاولة الرسوخ في القلب يكون على شيخ متقن فخذ من كل عالم ما يكون متقنناً فيه ما لم يتضمن ذلك ضرراً.
38. جرد المطولات .
فبالنسبة للمبتدأ ربما فيه مضرة كرجل لا يحسن السباحة يرمي نفسه في البحر أما إذا كان عنده علم ويريد أن يكتسب فوق علمه الذي عنده فهذا حسن.
يستحسن للطالب أن يكتب كلمة " بلغ " عندما يقف عن مراجعة الكتاب . فهذا فيه فائدتين :
1) أن لا تنسى ما قرأت .
2) أن يعلم الآتي بعدك أنك قد أحصيته وأكملته فيثق به أكثر .
39. حسن السؤال.
1. لابد أن يكون عندك حسن سؤال وإلقاء مثل أن تقول " أحسن الله إليك ما تقول في كذا "
2. حسن الاستماع .
3. صحة الفهم للجواب : فلا يمنعك الحياء بأن تقول ما فهمت .ولا ينبغي أن تقول للشيخ قال الشيخ الفلاني كذا وكذا .. فهذا من سوء الأدب واستبدلها في " ما رأيك في الفتوى كذا ... " .
أجعل سؤالك تفقها لا تسأل تعنتاً " أي طلب المشقة على السائل " .
* العلم 6 مراتب :
1) حسن السؤال .
2) حسن الإنصات والاستماع .
3) حسن الفهم .
4) الحفظ .
5) العمل به .
6) تعليمه .
40. المناظرة بلا مماراة .
فالمماراة نقمة و المناظرة في الحق نعمة.
و المناظرة و المناقشة تشحذ الفهم و تعطي الإنسان قدرة على المجادلة .(1/14)
فإذا تمرن الإنسان على المناظرة و المجادلة حصل له خير كثير وكم من مجادل في الباطل غلب صاحب الحق لعدم قدرة صاحب الحق على المجادلة.
* المجادلة نوعان :
1. مجادلة مماراة: يماري بذلك السفيه ويجادل الفقيه ويريد أن ينتصر قوله . فهذه مذمومة.
2. المجادلة الحقة : لإثبات الحق وإن كان على نفسه فهذه محمودة مأمور بها . وعلامتها أنه إذا بلغه الحق امتنع وأعلن الرجوع.
41. مذاكرة العلم .
هناك مذاكرة مع:
1. النفس : تجلس في مكانك جلسة واحدة تقلب في الكتب بالاستذكار ومحاولة ترجيح ما قيل لبعض المسائل.
2. الغير: يختار من إخوانه من يكون معه من الطلبة يعينه على طلب العلم.
ولكن إياك والشغب والصلت مع من تذاكر من إخوانك لأن هذا لا يفيد ولأنه إذا أشتد الغضب بينكما ضاع الحق و الفائدة .
42. طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها .
فهو كالطائر بهما .
فيكون القرآن والسنة جناحان يطير بهما و الجناح الأصل هو القرآن .
43. استكمال أدوات كل فن .
إذا أردت أن تكون طالب علم في فن معين فلا بد أن تكون مستكملاً أدوات ذلك الفن.
فمثلا في الفقه بين الفقه وأصوله والحديث بين الرواية والدراية وهكذا ...
التحلي بالعمل
44. من علامات العلم النافع :
45. زكاة العلم
46. عزة العلماء
47. صيانة العلم
48. المداراة لا المداهنة
49. الغرام بالكتب
50. قوام مكتبتك
51. التعامل مع الكتاب
52. ومنه :
53. إعجام الكتابة
44. من علامات العلم النافع :
1) العمل به : هذا بعد الإيمان أن تؤمن بما عملت ثم تعمل . ومن لا يعمل فعلمه حجة عليه وضرر.
2) كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق .
3) تكاثر تواضعك كلما ازددت علما .
4) الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا , فلا تجعل علمك مطية إلى نيل الدنيا.
5) هجر دعوى العلم : لا تقول أنا عالم .
6) إساءة الظن بالنفس , وإحسانه بالناس تنزيهاً عن الوقوع بهم.(1/15)
الأصل أن تحسن الظن بالناس ولا حرج أن تسيء الظن بأحد على علمك به احتراسا منه " فمتى وجدت محملا حسنا لكلام غيرك فأحمله عليه ولا تسئ الظن " .
45. زكاة العلم :
فتكون بأمور:
1) نشر العلم : وصدقة العلم أبقى وأدوم .
2) العمل به : لأن العمل به دعوة إليه بلا شك .
3) أن يكون صداعاً للحق.
4) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : فالمعروف : هو كل ما أمر به الله تعالى ورسوله .
المنكر : كل ما نهى الله عنه ورسوله موازنا بين المصالح والمضار لأن من الحكمة ألا تنهى حسب ما تقتضيه المصلحة فالإنسان ينظر على المصالح والمضار .
* ينبغي انتهاز الفرصة لنشر العلم الذي أعطاك الله إياه إما باللسان أو كتابه بالبنان أو بكل طريق.
46. عزة العلماء :
صيانة العلم وتعظيمه فهذا عز وشرف فإذا دخل العالم على أناس في المجلس وجعل يتحدث بأمور الشرع و لكنه يشاهدهم تتمعر وجوههم , ويتململون و يتغامزون فهؤلاء لا ينبغي أن يحوم حولهم لأن هذا ذل له ولعلمه. فلكل مقام مقال.
47. صيانة العلم :
قول الحق : لكن قول الحق قد يكون في مكان دون مكان والإنسان ينتهز الفرصة فلا يفوتها ويحذر الزلة فلا يقع فيها .
فحفظ الله يحفظك تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة .. وهذا لا ينافي الحافظين لحدود الله أن يصيبهم ما أصابهم من البلاء و هذا زيادة في تكفير السيئات ورفع الدرجات.
* لابد أن نفرق بين العلم والمعرفة :
1) المعرفة : تكون للعلم اليقيني والظني وإنها انكشاف بعد خفاء .
2) والعلم ليس كذلك .
والمشهور عند أهل العلم بأن لا يصف الله بأنه عارف يقال عالم عارف.
48. المداراة لا المداهنة :
المداهنة : هي إظهار خلاف ما يضمر (1) . كأن يقول لكم دينكم ولي دين ويتركهم .
(1) مادة دهن داهن دهاناً. داهن فلاناً: أي خدعه وغشه. ( المعجم الوجيز ص280).(1/16)
المداراة : حسن صحبة الناس واحتمالهم فهو أن يعزم في قلبه على الإنكار عليه فيؤجل الكلام تارة ويتألفه تارة حتى تتحقق المصلحة وهذا هو المطلوب على طالب العلم فيراد بها الإصلاح على وجه الحكمة و التدرج في الأمور.
49. الغرام بالكتب :
* أن يبدأ من الأهم فالأهم .
* يحرص على أمهات الكتب " الأصول " فإن كتب السلف خير وأبرك بكثير من كتب الخلف.
50. قوام مكتبتك :
عليك بالكتب المنسوجه على طريقة الاستدلال .
هذا مهم أن يختار الإنسان في مكتبته الكتب الأصلية القديمة .
ومن أجلها : كتب الشيخين ابن تيمية رحمه الله وابن القيم الجوزي.
* وعلى الجادة في ذلك من قبل ومن بعد كتب:
51. التعامل مع الكتاب :
فأبدأ من الكتاب بقراءة مقدمته "
التعامل مع الكتاب يكون في أمور :
1) معرفة موضوعه .
2) معرفة مصطلحاته "المقدمة "
3) معرفة أسلوبه وعباراته حتى تألفه نفسك . يستحسن إذا مر طالب العلم بمسألة تحتاج إلى شرح أو دليل أو تعليق فإنه يعلقها بالهوامش أو بالحاشية.
فالهامش: الذي على يسار أو يمين الكتاب.
والحاشية : هي التي تكون في الأسفل.
- إذا كان الكتاب فيه فقه لمذهب من المذاهب يستحسن ذكر المذهب في الهامش أو الحاشيه.
52. ومنه :
إذا جاءك كتاب فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا أو قراءة لمقدمته وفهرسه ومواضع منه حتى إذا احتجت على مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم ما تريد.
53. إعجام الكتابة :
بتشكيله وإعرابه : .
1) وضوح الخط .
2) رسمه على ضوء قواعد الرسم والإملاء .
3) النقط للمعجم والإهمال للمهمل .
4) الشكل لما يشكل .
5) تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث .
* فوائد عامة :
القلب وعاء إذا امتلاء بشيء امتنع عن الأخر .
فإن كان نصف العلم " لا أدري " فنصف الجهل " يقال " و " أظن "
المحاذير:
36. حلم اليقظة .
37. أحذر أن تكون أبا بشر .
38. التصدر قبل التأهل .
39. التنمر بالعلم .
40. تحبير الكاغد .(1/17)
41. موقفك من وهم من سبقك .
42. دفع الشبهات .
43. احذر اللحن .
44. الإجهاض الفكري .
45. الإسرائيليات الجديدة .
46. احذر الجدل البيزنطي .
47. لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها .
36. حلم اليقظة .
" ومنه بأن تدعي العلم لما لا تعلم فلا تدعي العلم فلا تفعل لأن ذلك حجاب كثيف عن العلم .
37. أحذر أن تكون أبا بشر .
العلم ثلاثة أشبار من دخل في الشبر الأول تكبر ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ومن دخل في الثالث علم أنه لا يعلم .
يتكبر لأنه ما عرف نفسه حقيقة والثاني تواضع لكن يرى نفسه عالما والثالث يرى نفسه جاهلا لا يعلم .
38. التصدر قبل التأهل .
* فإن تصدر قبل أن يتأهل كان هذا دليل على:
1. إعجابه بنفسه حيث تصدر .
2. أن ذلك يدل على عدم فقهه ومعرفته للأمور.
3. أنه إذا تصدر لزمه أن يقول على الله ما لم يعلم .
4. أن الإنسان إذا تصدر فإنه في الغالب لا يقبل الحق .لأنه يظن إذا خضع لغيره وإن كان معه الحق كان هذا دليل على أنه ليس أهل في العلم.
39. التنمر بالعلم .
كثير من الناس الآن يتنمر في علم الحديث يقول روى فلان عن فلان وفيه انقطاع وسبب انقطاعه كذا ثم لو تسأله عن آية من كتاب الله ما أجاب فيتنمر في مسألة معينه لكي يظهر نفسه أنه عالم ولو سألته عن مسألة أخرى ظهر على حقيقته.
40. تحبير الكاغد .
أي انه يؤلف وهو لم ينتهي من العلم وليس لديه العلم الكافي .
فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته واكتمال أهليتك و النضوج على يد أشياخك . ولا تنس قول الخطيب " من صنف فقد جعل عقله عل طبق يَعْرِضُه على الناس".
41. موقفك من وهم من سبقك .
1. التصحيح وهذا أمر واجب . فيجب على كل من عثر على وهم إنسان ولو كان من أكابر العلماء في عصره أو فيمن سبقه أن ينبهه على هذا الوهم وذلك على حسب المصلحة. ولا يمكن أن يضيع الحق على احترام من قال بالباطل لأن احترام الحق أولى بمراعاته .(1/18)
أ . إذا كان مشهور في عصره وموثوق عند الناس محبوب إليهم فلا يصرح لعدم قبول عامة الناس منه فيجب أن يقول ((من الوهم أن يقول القائل كذا وكذا ... )) و لا يقل فلان .
ب . إذا كان يتبعه قليل من الناس فحينئذ يصرح لئلا يغتر الناس به.
2. أن يقصد بذلك بيان معايبه لا لإظهار الحق من الباطل فهذا إنما يقع من إنسان حاقد.
فينبغي أن يكون قصدك الحق ومن كان قصده الحق وفق للقبول أما من كان قصده أن يظهر عيوب الناس فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته وفضحة ولو في بيت أمه .
42. دفع الشبهات .
أوصى شيخ الإسلام بهذه الوصية " لا تجعل قلبك كالإسفنجة يشرب ويقبل كل ما ورد عليه ولكن اجعله زجاجة صافية تبين ما وراءها ولا تتأثر بما يرد عليها .
فترك الشبهات لاسيما في أمور الغيب فدعها على ظاهرها ولا تتكلم فيها . وقل سمعت وآمنت وصدقت.
43. احذر اللحن .
معنى اللحن الميل سواء كان في قواعد التصريف أو قواعد الإعراب فعن عمر - رضي الله عنه - :" تعلموا العربية فإنها تزيد في المروءة " . وبناءً على ذلك كلما كان الإنسان أعلم بالعربية صار أكبر مروءةً وأكثر.
44. الإجهاض الفكري .
بإخراج الفكرة قبل نضوجها لاسيما إذا كان الذي تريد أن تخرجه مخالفاً لقول أكثر العلماء فيظن الناس هذا قد أدرك من العلم ما لم يدركه غيره و لابد من أن لا تقول أمراً إلا وقد أدركت صحته من الأحاديث أو أقوال العلماء .
45. الإسرائيليات الجديدة .
هي الأفكار الدخيلة التي دخلت على المسلمين بواسطة اليهود والنصارى من الكتاب الأدبيين ... أفكار دخيلة ...
46. احذر الجدل البيزنطي .
كان الحسن إذا سمع قوما يتجادلون يقول " هؤلاء ملُّوا العبادة وخَفَّ عليهم القول وقل ورَعُهم فتكلموا " .
أما الجدل الحقيقي الذي يقصد به الوصول إلى الحق ويكون مبني على السماحة وعدم التنطع فهذا أمر مأمور به .(1/19)
وأما ما لا فائدة منه فإنه لا يزيدك إلا قسوة في القلب وكراهية للحق إذا كان مع خصمك وغلبك فيه.
47. لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها .
كن طالب علم عاملا به داعيا إلى الحق بثلاثة أشياء :
1) صدق الطلب .
2) العمل به .
3) الدعوة .
أدع إلى الله على طريقة السلف ..
ولا تكن خراجاً ولاجاً تخرج من طائفة وتولج إلى الأخرى .
قال عمر رضي الله عنه وأرضاه " من بورك له في شيء فليلزمه " هذه قاعدة لمنهج المسلم .
" الخير أن تتبع الخير حيث ما كان " .
- وابتعد عن "التعبد بالرياضة والخلوة و تفريغ القلب" والمراد : بالرياضة القلبية على زعمهم. فتجدهم منعزلين عن الناس , بعيدين عنهم , لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر , ولا يتعلمون العلم ظناً منهم أن هذا طريق الخير, ولكنهم في الواقع ضلوا , والخير أن تتبع الخير حيث كان وحسب ما تراه أنه أنفع لعبادة الله وأخشى لقلبك .
48. نواقض هذه الحلية .
1. إفشاء السر .
2. نقل الكلام من قوم إلى آخرين .
3. الصلق واللسانه .
4. كثرة المزاح .
5. الدخول في حديث بين اثنين .
6. الحقد .
7. الحسد .
8. سوء الظن .
9. مجالسة المبتدعة .
10. نقل الخطى إلى المحارم .
1. إفشاء السر .
لأنه خيانة للأمانة "
فإذا استكتمك الإنسان حديثاً فلا يحق لك أن تفشيه لأي أحد كان.
قال العلماء : وإذا حدثك الإنسان بحديث والتفت فقد استأمنك فهذه أمانه وسر فلا يجوز أن تفشيه. حتى وإن لم يقل لا تخبر أحداً.
2. نقل الكلام من قوم إلى آخر :
وهي النميمة ... قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يدخل الجنة قتات " أي نمام لأنها من كبائر الذنوب .
3. الصلَّفُ واللَّسانة :
هو التشدد في الشيء ...وإخفاء الحق ...
بمعنى يكون الإنسان غير لين لا بمقالة و لا بحالة بل صلت و لَسِن , يعني رفيع الصوت أو يعني عنده بياناً يبدي به الباطل و يُخفي به الحق.
4. كثرت المزاح :(1/20)
ولم يقل المزاح لان المزاح في الكلام كالملح في الطعام إن أكثرت منه فسد الطعام وإن لم تجعل فيه ملح لم يشتهى إليه الطعام .
وكثرة المزاح تذهب الهيبة و قليله يقصد به إدخال السرور على صاحبه فهو من السنة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح و لا يقول إلا حقاً.
5. الدخول في الحديث بين اثنين :
هذا من خوارم المروءة ولا ينبغي إذا رأيت اثنان يتحدثان أن تقترب منهما بل من الأدب و المروءة أن بتعد.
6. الحقد :
يعني الكراهية والبغضاء .
7. الحسد : من أخلاق اليهود وهو أن يتمنى زوال نعمة الله من غيره .
الغبطة : أن يتمنى أن يرزقه الله مثلها .
8. سوء الظن :
الواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة .
9. مجالسة المبتدعة :
فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقه باللسان وسحر في البيان فإنه لا يجوز أن يجلس إليه لعدة أمور :
1) أننا نخشى من شره .
2) أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله .
3) إساءة الظن بهذا الذي أجتمع إلى صاحب البدعة .
10. نقل الخطى إلى المحارم :
يعني أن يمشي إلى الأمور المحرمة ويقول بعض العلماء " يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه ...
تم بحمد الله الانتهاء من شرح الحلية ...(1/21)