مختصر
الرقية الشرعية
من الكتاب والسنة النبوية
تأليف
أَبِي الْعَالِيَة
محَمّد بِنْ يُوسُفْ الجُورَانِي
عفا الله عنه
مقدمة
الحمدُ للهِ الذي أَنْزلَ كِتابَهُ شِفاءً من كلِّ داءٍ ، وصلَّى اللهُ على عَبدِهِ القائِل : (( ما أنزلَ اللهُ دَاءً إلا ولَهُ دَوَاء )) ، أما بعد ..
فهذه سُلالةٌ من رسالتي : (( الرُّقيةُ الشرْعِيِّة من الكِتَاب والسُّنَّة النَّبَويَّة ))(1) استللتُها حين كثر الطلبُ لها من القريب والبعيد ، رجاءَ أنْ تكون صِنْواً لشريط الرقية الشرعية فنجمع بين المسموع والمقروء ، فينتفع بهما لمن نَزَل بِهِ عَارِضُ مَرَضٍ جَسَدي أو نَفْسِي أو رُوحي مِنْ سِحْرٍ أو مَسٍّ أو عَيْنٍ وحَسَد ، فَلِلَّهِ كَمْ من مريض أَقْعَدَهُ المرض ؟ وكَمْ من أُسَرٍ مُزقت وشُتِّتَ شَمْلُها بسبب السِّحْر ؟ وكم من أبناء فُرِّق بينهم وبين آبائهم وأمهاتهم أو اخوانهم وأخواتهم ولَمْ يُعرف لذلك سبب ؟! ولا زال الناس يشاهدون هذا كثيراً في حياتهم حقيقةً ، وإنَّ نُكران هذا مكابرةٌ آثمةٌ وعنادٌ مَقِيت .
ومن أَجْلِ هذا حَرَصتُ على إِخراجِ هذهِ الرُّقية ؛ لِيَتَعلَّمَها النَّاسُ ، ولِيَنْتَفِعُوا بِهَا لتكون لهم :
_ شفاءً بإذن الله : { ((((((((((( (((( ((((((((((((( ((( (((( (((((((( (((((((((( (((((((((((((((( ( (((( ((((((( ((((((((((((( (((( (((((((( (((( } [ الإسراء : 82 ]
__________
(1) طبعت في دار النفائس _ الأردن ، وبتقديم ثلة من كبار العلماء ، وراجعها وقدّم لها وعلَّق عليها شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور عمر سليمان الأشقر جزاه الله خيراً ونفع به .(1/1)
_ وسكينةً تهدأُ بها النفوس : { (((( (((((((((( (((((( (((((((( (((( (((( (((((((((( ((((((((( ((((((((( s(((((( (((((((((( (((( ((((( ((( ((((((((( (((( ((((((( (((((((((((( (( (((((((( (((( (((( ((((((( ( ((((((((( (((( (((((((((((( (((((((( ((((((((((( (S((((((( (((( ((((((((( (((((((( (((((((( s(((((((( ((((((((( ((((((((((( ( (((((((((( (((( s((( ((((((((((( ( (((((( ((((((( ((S(((( (((( } [ التوبة : 40]
_ وذِكراً تطمئِنُّ به القلوب: { ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( (((((((( (((( ( (((( (((((((( (((( (((((((((( ((((((((((( (((( s(((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((( (((((((( ((((((( (((( } [ الرعد : 28 _ 29 ]
_ ومطردةً للشيطان : { ((((((((( ((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((((((((( (((((S((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((( (((( (((((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((((((((((( ((((((((( (((( ( (((((( ((( (((((( ((S(((( ((((( ((((((( ((((((((( (((((((O(((( ((((((((( ((((((((S(((((( (((( (((((((((((( (((((((((( ((( (((((( ((((((((((( ((((( } [ آل عمران : 173- 175]
_ ودعاءً نافعاً مُجابا : (( اللهُمَّ رَبَّ الناس أَذْهِبِ البَأس ، اشْفِه وأَنتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إلاَّ شِفاؤُك شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا ))
واعلم _ رحمني الله وإياك _ أنَّ من الخطأ الذي يقع فيه كثيرٌ من الناس أنَّ القرآنَ فقط شفاءٌ للعينِ والحسدِ أو للسِّحْرِ أو المسِّ ! وهذا لعمر الحق الفَهْم القاصِر لمعنى الشفاء في القرآن ؛ إنما هو الشفاء لكلِّ الأَدواء البدنية والروحية .(1/2)
يقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله :" فالقرآنُ هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وما كل أحد يُؤَهل ولا يُوفّق للاستشفاء به وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه فهماً في كتابه ".(1)
ويقول العلامة الشنقيطي رحمه الله : " يشمل كونه شفاء للقلب من أمراضه كالشك والنفاق وغير ذلك ، وكونه شفاء للأجسام إذا رُقِيَ عليها به " (2)
وقال شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور عمر الأشقر أطال الله بقاءه : " فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب ولشفاء الأبدان ويدخل فيه شفاء الكفار من كفرهم بدخولهم للإسلام ، فيشفيهم من الضلال والتَّيْه ، ومن كتب الله عليه الكفر لا يشفيه . وأمَّا شفاء الأبدان فليس لدينا بيان من الكتاب والسنة ، إلا إذا نظرنا في آيات القرآن العامة كقوله :(((s((((((( { (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((( ((( (((((((((( } وكقوله : { ((S(( (((((((( ((((((((( ( } فهو شامل للجميع . والله أعلم " (3)
هذا ولقد أقتصرتُ فيها على الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية وقدمتُ لها مقدمات يسيرة مختصرة من الأصل ، فالله أسأل وحده أن ينفع بها وبأصلها كما نفع بالشريط ، وأن يتقبلها عنده خالصة لوجه الكريم ، إنه سبحانه خير مسؤول ، وهو بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الفقير إلى مولاه
__________
(1) زاد المعاد ( 4 / 352 )
(2) أضواء البيان ( 3 / 624 )
(3) من إملاءات شيخنا نفع الله به ورفع قدره حفظه من كل سوء .(1/3)
أَبِي الْعَالِيَة
محَمّد بِنْ يُوسُفْ الجُورَانِي
hotmail.com@ M_aljorany
_ تعريف الرقية : ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
هي تعويذ ( وقاية ) المريض بقراءة شيءٍ من القرآن الكريم وأسماء الله وصفاته مع الأدعية الشرعية باللسان العربي _ أو ما يعرف معناه _ مع النفث ؛ لرفع العلة والمرض .(1)
قال ابن الأثير رحمه الله :
" النَّفْثُ : شبيه بالنَّفخ وهو أقل من التَّفْل ، لأن التَّفْل لا يكون إلا ومعه شيءٌ من الرِّيِق ".(2)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح عن ابن أبي جمرة رحمه الله : " محل التَّفْل في الرقية يكون بعد القراءة ؛ لتحصيل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها الريق فتحصل البركة في الريق الذي يتفله ".(3)
_ حكمها :
فقد أباح الله سبحانه وتعالى لعباده التداوي ، وجاءت النصوص في بيان مشروعيته ، ففي صحيح مسلم رحمه الله من حديث جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لِكلِّ داءٍ دواءٌ ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ بَرِئ بإذْنِ اللهِ عز وَجَل " (4)
__________
(1) انظر للاستزادة : الرقية الشرعية من الكتاب والسنة النبوية للمؤلف صـ ( )
(2) النهاية في غريب الحديث ( 5 / 87 )
(3) الفتح ( 4 / 456 )
(4) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ، حديث ( 2204 ) . وقال الكحّال رحمه الله في الأحكام النبوية ( 29 ) : " في هذا الحديث حثٌّ على استعمال الطب والمداواة ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " إنَّ لِكلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ " فجزم بوجود الدواء للداء . وفيه استحباب التدواي ، وهو مذهب الشافعي وجمهور السلف وعامة الخلف ، وفيه ردٌ على من أنكر التداوي من غلاة الصوفية فقالوا : كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر ولا حاجة إلى التداوي ، وهذا الحديث وأمثاله حجة عليهم " بتصرف(1/4)
وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنَّ اللهَ خَلَق الدَّاءَ والدَّوَاء ، فتَدَاوَوا ولا تَتَداوَوا بِحَرَام ".(1)
وإنَّ من أعظم ما يُتداوى به في العِلَلِ عامةً ، وفي العين والحسد والسحر والمس خاصةً كلام الله تعالى ؛ ففيه الشفاء التام من كل هذه الأمراض ، وهل أنفع من أن يُنَفِّس المسلمُ عن أخيه المسلمَ برقية من كتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - لمن نزل به مرض أو علة أو يرقيه علاجاً للسحر أو للصرْع أو للعين أو للحسد ، فأي شفاء لهذه الأمراض خير من كلام ربنا سبحانه وسنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه .
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله : " وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها ، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً ، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن ترْكها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً ، وفيها رد على من أنكر التداوي وقال إن كان الشفاء قد قُدِّر فالتداوي لا يفيد وإن لم يكن قد قُدِّر فكذلك .
__________
(1) أخرجه أبو داود : كتاب الطب ، باب في الأدوية المكروهه ، حديث ( 3874 ) والطبراني في الكبير ( 24 / 254 / رقم 649 ) قال الهيثمي في المجمع ( 5 / 86 ) " رواه الطبراني ورجاله ثقات " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم ( 1762 )(1/5)
وأيضاً : فإن المرض حصل بقدَر الله ، وقدَر الله لا يدفع ولا يرد ، هذا السؤال هو الذي أورده الأعراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأما أفاضل الصحابة فأعلم بالله وحكمته وصفاته من أن يوردوا مثل هذا ، وقد أجابهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بما شفى وكفى فقال : هذه الأدوية والرُّقي والتُّقَى ، هي من قدر الله ، فما خرج شيء عن قدره بل يُرد قدرُهُ بقدرِهِ ، وهذا الردُّ من قدره فلا سبيل إلى الخروج عن
قدره بوجه ما ، وهذا كرَدِّ قدَر الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها ، وكرَدِّ قدَر العدو بالجهاد وكلٌ من قدَر الله الدافع والمدفوع والدفع "(1)
_ شروطها :
أجمع العلماء رحمهم الله أنَّ الرُّقيةَ حتى تكون شرعية صحيحة يجب أنْ تتوفر فيها ثلاثة شروط ؛ هي:
أولاً : أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته .
وثانياً : أن تكون باللسان العربي ، أو بما يعرف معناه ، لا بالألفاظ المجهولة والمُطَلْسَمة والتَمْتَمَات التي يقولها المشعوذون والدجالون خفية قاتلهم الله .
وثالثاً : أن يُعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بفعل الله سبحانه ، وما هي والراقي إلا سبب .(2)
وقال النووي رحمه الله : " وأما الرقى بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة ، فلا نهي فيها ، بل هو سنة ".(3)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" نهى علماء الاسلام عن الرُّقي التي لا يُفقه معناها ؛ لأنها مَظنَّة الشرك ، وإنْ لَمْ يَعرف الرَّاقي أَنهَّا شرك "(4)
_ كيفيَّتُها :
__________
(1) زاد المعاد ( 4 / 16 )
(2) انظر فتح الباري ( 10 / 195 ) وشرح النووي ( 14 / 168 ) و شرح الزرقاني ( 4 / 411 ) وفيض القدير ( 1 / 558 )
(3) شرح مسلم ( 14 / 168 )
(4) إيضاح الدلالة في عموم الرسالة ، انظر : الرسائل المنيرية ( 2 /103 ) نقلاً من عالم السحر والشعوذة ( 203 )(1/6)
قبل أن تشرع في الرقية على نفسك أو على غيرك ، ضَعْ يدك على موضع الألم خاصة ، أو على الرأس والصدر عامة (1) وابدأ بترتيل الرقية بإظهار صوتك الندي(2)
__________
(1) مسألة وضع اليد على الجسد للرجال وللمحارم من النساء عظيمة المنفعة والتأثير ، ولقد بوب البخاري رحمه الله باباً في صحيحه : كتاب المرضى : باب وضع اليد على المريض ، حديث ( 5227 ) " عن عائشة بنت سعد أن أباها قال : تشكّيت بمكة شكوى شديدة ، فجاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني فقلت : يا نبي الله إني أترك مالاً وإني لم أترك إلا ابنة واحدة ، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث . فقال : لا . قلت : فأوصي بالنصف وأترك النصف . قال : لا . قلت : فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين . قال : الثلث والثلث كثير ، ثم وضع يده على جبهتي ثم مسح يده على وجهي وبطني ، ثم قال : " اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته " فما زلت أجد برده على كبدي _ فيما يخال إلي _ حتى الساعة " والأحاديث في وضع اليد على موضع الألم وغيره كثيرة . يقول ابن بطّال رحمه الله في فائدة وضع اليد ، كما حكاه عنه الحافظ في الفتح ( 10 / 120 ) : " وضع اليد على المريض تأنيسٌ له وتعرّف لشدة مرضه ليدعو له بالعافية على حسب ما يبدو له منه ، وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحاً " قلت ( ابن حجر ) : وقد يكون العائد عارفاً بالعلاج فيعرف العلة فيصف له ما يناسبه " .
(2) وفي إظهار الصوت جملة من الفوائد :
أولها : وهي أهمها ، حتى يميز المريض بين الراقي بالقرآن والسنة وبين المشعوذ الذي يتلو الطلاسم والأقسام والاستغاثات الشركية ، فحين يسمع الرقية كاملة ويجدها بالقرآن والسنة ، يطمئن قلبه ويثق بالراقي .
وثانيها : أن العليل إذا سمع القرآن سيما إذا كان ندياً كان ذلك أدعى للسكينة واطمئنان قلبه ، ولتشنيف سمعه وهذا لما للقرآن من عظيم الأثر على ما يقرأ عليه والله يقول : { (((( (((((((( (((( (((((((((( ((((((((((( } وهذا يشمل أيضاً غير المريض ممن هم حوله فينتفعون .
وثالثها : تعليم المريض كيف يرقي نفسه وأهله ، ومنها تصحيح تلاوته من الَّلحن والخطأ .(1/7)
بخشوع قلب ، وحضور فكر ، ناوياً الشفاء والعافية ورفع البأس والضر .
وينبغي عليك في حال رقيتك أن تكرر ما تراه مناسباً (1) وأهمية التكرار في العلاج ناجع في بعض الأحايين ، وهذا يعود لمعرفة نوعية المرض وصحة التكرار من عدمه ، أرأيت كيف كان الصحابي - رضي الله عنه - يكرر الفاتحة في رقيته على الملدوغ ويقتصر عليها ، فقد جاء في بعض الروايات أنه قرأها سبعاً ، واخرى ثلاثاً ، فحكمة التكرار _ بلا عددٍ معيِّن _ لها سِرٌّ عظيم ، وتأثيرٌ عجيب ، وقلَّ أن يفقهه إلا من فتح الله عليه .
وتأمَّل أيضاً وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - في العسل وتكرار الوصية به للذي جاءه يشتكي بطن أخيه ، يقول أبو الطيب القنّوجي رحمه الله : في قوله - صلى الله عليه وسلم - للرجل : " اسقه عسلاً " : " لأنه لما تكرر استعمال الدواء قاوم الدَّاءَ ( المرض ) فأذهبه ؛ فاعتبار مقادير الأدوية وكيفيَّاتها ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب ".(2) وإليك علاج السحر والعين والحسد والمس على الاختصار :
أولاً : المصاب بالسحر :
__________
(1) أغرب بعض الرقاة هداهم الله فأخذوا يذكرون أعداداً كبيرة وغريبة جداً في الشفاء ، وهذا غير صحيح فلم يرد التكرار في الأدعية إلا ثلاثاً أو سبعاً ، ومن شاء التكرار فله ذلك بَيْدَ أنه لا يُقَدِّره ويحدده بعدد معين . وبهذا تعلم خطأ ما يذكر في بعض الكتب مثلاً :" قراءة آية الكرسي 1001 ؟! أو سورة الفلق لفك السحر 777 أو لمحبة الزوجين " وألف بين قلوبهم .." الآية 121 .. أو مضاعفات العدد سبع ! وربما قالوا بترديد أسماء الله الحسنى مئات المرات ؟! إن لم تصل آلافاً ؟!! وغيرها الكثير مما تعلم أنه لا صحة لهذا سوى التقدير ، وغلبة الظن عنده أصابت مرة بتجربة فاتخذها شرعةً ، وأخفقت مرات فأغفلها !
(2) عون الباري لحل أدلة البخاري ( 6 / 70 ) زاد المعاد ( 4 / 35 )(1/8)
فإذا كان المريضُ مصاباً بالسحر _ لا قدَّر الله _ فعلاجه يكون بأحد أمرين أو كليهما :
الأول : أن يُستخرج السِّحْر من مكانه ، فإذا أخرجه فلْيُتلِفُهُ ؛ وذلك بقراءة رقية السحر والمعوذات وينفث عليه فيبطل بحول الله تعالى ، وإن رش عليه ماءاً بملح مقروءاً عليه فحسن .(1)
ومعرفة مكانه : قد يخبر به خادم السحر في جسد المسحور ، بَيْدَ أنهم يكذبون كثيراً ، وقد يفتح الله على المريض فيريه في منامه رؤيا حق تدل على مكان السحر ، كما حدث مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة سحره (2) أو يُرِيَ أحد الصالحين أو الصالحات المكان وهذا معروف .
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله : " وأما من حصل له الشفاء باستعمال دواء رأى من وصفه له في منامه فكثير جداً وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب ، وبالجملة فهذا أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها وبالله التوفيق "(3) والرؤى الصالحة عاجل بشرى المؤمن ، يراها المؤمن أو تُرى له ، وهذه من رحمة الله بعباده ولطفه بهم .
__________
(1) والملح له خاصية في علاج السموم وزوال السحر ومحوه ، يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في العلاج الإلهي والطبيعي للسحر في الزاد ( 4 /182 الطب النبوي ) : " وأما العلاج الطبيعي فيه فإن في الملح نفعاً لكثير من السموم ...وفي الملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها " ومن لطيف ما قيل : لو عَلِمَ النَّاس بما فيه لَمَا دَاوَوْا بغير المِلْح قَطُ أَلَمَا
(2) انظر : البخاري : كتاب الطب ، باب السحر ، حديث ( 5763 ) وهو ثابت وليس بخارم للعصمة ولم يكن في التبليغ ، فهو كأي مرض من الأمراض مما يدلل على بشرية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد عافاه الله منه فاحفظ هذا فإنه الصواب .
(3) الروح ( 34 )(1/9)
ولكن ثمة أمر مهم جداً ، وهو أن لا تتعلق قلوب الناس بالرؤى والأحلام على أنها أمر جازم يقيني الثبوت ، وإنما يُستأنس بها لا غير ، وعلى المسلم أن يتوكَّل على الله تعالى ولا يجعل من نفسه ألعوبة بيد الشياطين بما يزينون له في منامه وهذا يكثر عند أهل البلاء ممن مسهم الشيطان ، ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التحديث بِتَلَعُّبِ الشياطين بهم في المنام فقال : " لا يُحَدِّثَنَّ أحَدُكُمْ بِتلعُّبِ الشّيْطانِ بِهِ في مَنامِهِ "(1)
فإنْ لم يكن هذا ، ولم يعرف مكانه . فيلجأ بعد الله إلى :
الثاني : أن تقرأ على المسحور الرقية كاملة (2) وتكرر عليه الآيات التي جاء وصف إبطال السحر بها كقصة موسى - عليه السلام - مع فرعون وهي ما اصطلح عليها عند الرقاة " آيات السحر " أو " رقية السحر " وعليك بسورة البقرة فهي عظيمة النفع ؛ فعن أَبي أُمَامَة الباهلي - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اقرءوا سورة البقرة ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولاتستطيعها البَطَلَة " قال معاوية : بلغني أنَّ البطلة السحرة "(3) فكُنْ وأنت تقرأ واثقاً بنصر الله تعالى على السحرة وشياطينهم ، وأنَّ الله لا يخلف وعده في إبطال السحر ، ولكن هذا يكون عند اجتماع أسباب الشفاء وقوة الإيمان واليقين
ثانياً : المصاب بالحسد أو العين .
وإذا كان المريضُ مصاباً بالحسد أو العين _ لا قدَّر الله _ فعلاجه بأمرين :
__________
(1) أخرجه مسلم :كتاب الرؤيا ، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام ، حديث ( 2268 ) من حديث جابر - رضي الله عنه -.
(2) وهي الموجودة في آخر الكتاب انظرها صفحة ( )
(3) أخرجه مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب : فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة حديث ( 804 ) وسورة البقرة قاصمةُ ظهرٍ للسحرة والشياطين ، فليحرص عليها كل مسلم وليكثر من قراءتها فبركتها جد كبيرة ونافعة ، نسأل الله من فضله .(1/10)
الأول : إنْ عُرِف العَائن فليأخذ غُسْلَه ويَصبُّه عليه من خلفه ؛ فسيُذْهِبُ الله ما به من عِلَّة ، وإن توضأ به نفع ، والغسل أفضل .(1)
والثاني : بقراءة الرقية الشرعية ؛ ومنها آياتُ العينِ والحسد حتى يَصرفها الله عنه .
والعينُ عَيْنَان : عينٌ إنسيَّة ، وعينٌ جِنِّيَّة .(2)
قال الخطَّابي رحمه الله : " عيونُ الجِنِّ أنفذُ من أَسِنَّةِ الرِّمَاح " (3)
وعلاجهما واحد إلا إنْ اقترنت العين بعارضٍ من الجن ، فهنا يكون العلاج للعين أو الحسد ولإخراج الجن التي ربما يخدمها كحالة المس .(4)
ثالثاً : المصاب بالمس الشيطاني .
إن كان مصاباً بمسٍ شيطاني(5) _ لا قدَّر الله _ فعليك بالآيات التي ورد فيها صفة النار و العذاب والتذكير باليوم الآخر فإنها تحرقه ، ومن أعظم الآيات فيها سورة البقرة ، وسيما آية الكرسي ، وأوائل الآيات من سورة الصافات ، وآيات التوحيد والتهليل .. وغيرها فإنّ لها تأثيراً عجيباً كما ذكره أهل العلم . وعليه أن يقرأ بعض الآيات التي يُستنبط منها منفعة إذا ناسبت الحال والمقام ، تأكيداً لها واستشعاراً برفع الضر والأذى وأن حكم الله هو الغالب . كآيات السكينة والشفاء .
__________
(1) الغسل أو الوُضوء جاءت الروايات الصحيحة بذلك فلا حرج في الاقتصار على أحدهما ، والله أعلم .
(2) زاد المعاد ( 4 / 164 )
(3) أعلام الحديث ( 2 / 1120 )
(4) انظر الهدي النبوي في علاج العين في زاد المعاد ( 4 / 162 ) ففيه تفصيل ماتع رائع مفيد .
(5) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة " وقال أيضاً : " وليس فى أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني فى بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادَّعى أن الشرع يُكَّذِبُ ذلك ، فقد كَذَبَ على الشرع وليس فى الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك " المجموع ( 24 / 276 _ 277 ) ومن خير الأدلة الواقع المحسوس المشاهد ونكرانه مكابرة ومغالطة .(1/11)
وينبغي أن يكثر من الدعاء الوارد في السنة وبعض الأدعية المأثورة (1) لعلّ الله أن يفتح عليه في رقيته فينتفع وينفع بها ، إنه سبحانه خير مسؤول .
__________
(1) من أنفع العلاجات الانطراح بين يدي الله تعالى والتذلل له ، وكثرة الدعاء والتماسه في أوقات الإجابة ، ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه " الداء والدواء " (9 _ 10 ) : " .. وكذلك الدعاء ، فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ، وقد يتخلف عنه أثره ، إما لضعفٍ في نفسه ، بأن يكون دعاءً لا يحبه الله ؛ لما فيه من العدوان ، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيَّته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جداً ، فإن السهم يخرج منه خروجاً ضعيفاً ، وإما لحصول المانع من الإجابة ؛ من أكل الحرام ، والظلم ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة والشهوة واللهو وغلبتها عليها " إلى أن قال رحمه الله : " والدعاءُ من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويُعالجه ، ويمنع نزوله ويرفعه ، أو يُخفِّفه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن " ثم ذكر أوقات الإجابة فقال ( 14 ) : " وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيّته بِكُلِّيَّتِه على المطلوب ، وصادف وقتاً من أوقات الإجابة الستة وهي : الثلث الأخير من الليل ، وعند الأذان ، وبين الأذان والإقامة ، وأدبار الصلوات المكتوبة ، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم ، وآخر ساعة بعد العصر ..." ثم قال رحمه الله بعد أن ذكر آداب الدعاء من الثناء على الله والصلاة على نبيه ورفع اليد والتوبة والاستغفار والصدقة قال " ... فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد ، ولا سيِّما إنْ صادف الأدعية التي أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها مظنة الإجابة ، أو أنها مظنة للاسم الأعظم "(1/12)
ومما يجدر بالذكر أن يَستعين المريضُ بعد الله تعالى بأن يَقْرِن في علاجه ما جاء في السنة الأمر بالاستشفاء به ، كماء زمزم ، والحبة السوداء ( الشونيز ، القزحة ) ، والعسل ، وزيت الزيتون ، والتَّلْبِيْنَة ( حِسَاء ) والعود الهندي ، والملح ، والسَّنا ( مَكِّي ) ، وورق السدر ( النبق ) ، والحجامة ، وغيرها ؛ فإنّ هذه مما قد تُعَجِّلُ وتساعد في الشفاء بإذن الله .
فصل
في التحذير من الذهاب السحرة والمشعوذين والدجالين ...
اعلم أخي المريض _ شفاك الله ورفع ضرك وألبسك ثوب العافية _ أن من الأصول المقررة في عقيدتنا الإيمان بأن الغيب لا يعلمه إلا الله ، لا مَلَك مقرَّب ولا نبي مُرْسل ولا ولي صالح { - ( - - صدق الله العظيم ( بسم الله الرحمن الرحيم فهرس - ((- رضي الله عنه - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (( ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنه -(( - - - - صدق الله العظيم ( { ( - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - (((( - - - رضي الله عنه - تمت - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - قرآن كريم ( الله - رضي الله عنهم -(( - ( - (((( } [ النمل : 65 ](1/13)
واعلم أنَّ إتيان السحرة والكُهّان والعرَّافين(1) والمشعوذين محرمٌ وذنبٌ خطير وكبيرة من الكبائر.
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سَأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ناسٌ عن الكُهَّان ؟ فقال : ليسَ بِشيءٍ . فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، إنهم يُحَدِّثُونا أحياناً بِشيءٍ فيكونُ حقاً . فقال : رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : تِلكَ الكَلِمَةُ مِن الحقِّ يَخْطِفُهَا الجِنِّيِّ فَيَقُرُّهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ فيخْلِطونَ معها مِئةَ كَذْبةٍ ".(2)
فينبغي عليك _ رفع الله ضُرَّك وألبسك العافية _ أن لا تركن لمثل هؤلاء فما عندهم ما يرجى نفعه ولا ما يرفع ضره ، بل لقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من إتيانهم ومجرد سؤالهم ، فقد أخرج مسلم رحمه الله في صحيحه عن صفية عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مَنْ أتَى عَرَّافَاً فَسَألَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَل لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلةً ".(3) فانظر _ شفاك الله ورفع ضرك وألبسك العافية _ أنَّ مجرد المجيء لهم وسؤالهم عاقبتها أن لا تقبل لك صلاة أربعين ليلة . نسأل الله السلامة والعافية .
__________
(1) الكاهن : هو الذي يدعي معرفة ما سيكون من أمور المستقبل ويستخدم شياطين الجن لاستراق السمع من السماء ويزعم معرفة الأسرار . والعرّاف : هو الذي يعرف ما وقع في الماضي بأمور يستدل بها ، ويخبر عن المسروق ومكان الضالة ( الشيء الضائع المفقود ) و عمَّا يكون في المستقبل وقد يُنَجِّمُ بالنجوم ويزعم أن لها أسرارً لا يعلمها غيره ؟ النهاية في غريب الحديث ( 4 / 214 ) وانظر : الفتح ( 10 / 217 ) وشرح النووي لمسلم ( 5 / 22 )
(2) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب الكهانة ، حديث ( 5762 )
(3) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان ، حديث ( 2230 ) ولفظة ( فصدَّقه ) هنا غير صحيحة .(1/14)
فكيف لو صَدَّقهم فيما سألهم به _ يارعاك الله _ فقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مَنْ أَتَى كَاهِنَاً أَوْ عَرَّافَاً فَصَدَّقَهُ فِيْمَا يَقُولُ فَقَد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ - صلى الله عليه وسلم - "(1) وفي رواية ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفاً " أو سَاحِرَاً ".(2)
فيا سبحان الله ألا تعلم _ شفاك الله ورفع ضرك _ أن الله لم يجعل شفاءك فيما حَرَّمه عليك ؟ فكيف تلجأ لهذه الشرذمة ؟ كيف تكون العافية بيد الشياطين ؟ فإيَّاك إياك من الذهاب إليهم وقد عرفت خطر إتيانهم وما فيه من الإثم الكبير والذي ربما جرَّه للكفر والعياذ بالله .
وهذه كُلِّيِّات متى ما رأيتها في المعالج فاحذر منه فما هو إلا من إخوان الشياطين ، وبعض العوام _ كبعض النساء _ يفعلونها بسذاجة وبَلاهة ولا يَعُوُنَ عواقبها :
__________
(1) أخرجه أحمد ( 9252 ) والحاكم ( 1 / 49 ) والبيهقي في الكبرى ( 8 / 135 ) وقال الحافظ في الفتح ( 10 / 217 ) " سنده جيِّد " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب ( 3 / برقم 3047 )
(2) أخرجه البزار في المسند ( 5 / 256 ) وأبو يعلي في مسنده ( 9 / 280 ) وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره ( 1 / 144 ) : " اسناده جيد " وكذا الحافظ في الفتح ( 10 / 217 ) وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب ( 3 / برقم 3048 ) صحيح موقوفاً .(1/15)
_ كُلّ من يأمر أمراً ، أو يطلب طلباً مخالفاً للكتاب والسنة ، ليفعله المريض أو المريضة فلا يُؤتى ، كأنْ يطلب ذبح حيوان من غير ذكر اسم الله عليه ، وربما كان لونه أسوداً ، أو يطلب حرق أوراقٍ كُتِبَ فيها طلاسم غير مفهومة ولا معقولة ومن ثم التبخر بها ، أو أنْ يخبر المريض بعدم استعمال الماء ( وضوءً أو اغتسالاً ) لفترة معينة من الزمن ! أو ربما أمره بالعزلة عن الناس ، وغيرها من طقوسهم _ قاتلهم الله _ فلا يفعل ذلك أبداً ولا يقربنَّهم فيهلك ويقع في ما لا تحمد عقباه .
_ كُلّ من يعطي المريض أو المريضة ( حِجَابَاً ) يحتوي على رموز وخزعبلات ورسومات مربعات وحروف مقطعة ولو كان بعضها من القرآن _ بتقطيع حروفه _ للتمويه ! ليعلقه على رقبته أو يضعه في جيبه ، أو في حقيبته أو في سيارته أو منزله أو ربما أعطاه شيئاً منكراً غير معروف وطلب منه أنْ يدفنه في مكان معين ، ويُخَوِّفه أن لا يفتحه وإلا حصل له شرٌ كبيرٌ وخطرٌ عظيمٌ .كل هذا من الأمور المحرمة ومن العبث بعقول الناس وربما إذا فعلها عادت عليه بالإثم والضرر وهذا معروف فلْيُتْلِفها ويحرقها ولا عبرة بها والله المستعان.
_ كُلّ من يطلب من المريض أو المريضة ( اسمه واسم أمه ) وذلك لتتعرف من خلاله شياطينه ويفعلوا ما يؤمروا به ، أو يطلب منه أثراً كثوب ، أو غطاء ، أو قماش فيه رائحته ليزعم أنه سيقدم له منفعة وعلاجاً !
_ كُلّ من يقرأ في بداية رقيته القرآن ، ومن ثم يتمتم بكلام غير مسموع ولا مفهوم ، فذا من أهل الشيطان ، وربما زعم أنَّ عنده خُدِّاماً لسور القرآن !! وأنهم صالحون ! وما هذا إلا لصلاحه ؟!(1)
__________
(1) وهذه أيضاً من حيل القوم ! وفي ظني أنها تعود لأمرين :
الأول: للتمويه على الناس أن العلاج فقط بالقرآن وبالجان المسلم ، فقد يطمئن بعض بسطاء المسلمين ممن غلب عليهم الجهل ، ومن المعلوم أن المريض يتعلق بقشه ! وبالتالي يكون وجبة رائعة لهذا الصنف خبيث النية و الطوية .
والثاني : قد يوجد هذا عند بعض الرقاة الذين أصابتهم غفلة وشبهة ولُبِّس عليهم الأمر ، فينبغي أن يحذروا عن هذا ويبتعدوا عنه ، وينصحوا في ذلك ، ثم ما الذي يدريك أنهم صالحون ؟ ولك الحكم على الظاهر ولا ظاهر لك ، والقوم أعجوبة في الحيل والتمويه فينبغي لك أن تكون حذراً كَيِّسَاً فَطِناً لا كِيْسَ قطن . وقد بينتُ هذا بتفصيل في المسائل العشر والموسومة بـ " فقه الرقية الشرعية " والله أعلم .(1/16)
وهذا تزيين على الناس ذوي العقول القاصرة وما أكثر النساء الواقعات في هذا الجانب فلينتبهن لمثل هذه الخزعبلات والترهات .
ويلحق بها : ما زعمه بعض المعالجين من دعواهم بأنهم اكتشفوا أن لأسماء الله خداماً وأسراراً لا يعلمها غيرهم في الشفاء ، فخاضوا بِهَرْطَقاتهم وتلبيساتهم على الناس .
يقول شيخنا العلامة الوالد عمر الأشقر أمد الله في بقاءه ونفع وبارك به : " يَدَّعي هؤلاء بأنَّ لكلِّ اسم من أسماء الله الحسنى خواصّاً وأسراراً تتعلق به على إفاضة فيها وإيجاز ، وقد يغلو بعض الناس فيتجاوز هذا القدر إلى الزعم بأن لكلِّ اسم خادماً روحانياً يخدم من يواظب على الذكر به ، ويذكر بعض الذين ساروا في هذا الاتجاه أنهم يكشفون بأسماء الله أسرار المغيبات ، والخافي من المكنونات ، ويزعم بعض هؤلاء أن اسم الله الأعظم سرٌّ من الأسرار ، يُمنح لبعض الأفراد ، فيفتحون به المغلقات ويخرقون به العادات ، ويكون لهم به من الخواص ما ليس لغيرهم من الناس . وهؤلاء الذين قالوا هذه المقالة لم يأتوا بنصٍّ من كتاب ربنا ولا حديثٍ من صحيح سنة نبينا وكلُّ ما اعتمدوا عليه لا تقوم به حجة ، ولا ينهض به دليل ، وما كان كذلك فلا اعتبار له ، وحسبنا في ردِّه قوله - صلى الله عليه وسلم - : " كلُّ عمل ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ " وقد فتحت هذه المقولة باب الخرافة ، ودخل السَّحرة والمشعوذون من هذا الباب ، فترى عبَّاد الشيطان يمكرون بالناس ، ويكيدونهم بالسِّحر ، ويزعمون أنهم يسخِّرون غيرهم ، ويؤثِّرون فيهم ، ويعلمون المستور من الأخبار بما اطلعوا عليه وعرفوه من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا . ولا يزال لهذا النَّوع من الناس وجود في ديار المسلمين ، وبعض البسطاء من الناس يثقون بهم ، ويتابعونهم على ضلالهم ، فعلى العلماء وطلبة العلم أن يحذِّروا من هذا الصنف وكيده ، نصيحة لله ورسوله والمؤمنين . "(1)
__________
(1) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة ( 40 _ 41 )(1/17)
_ كُلّ من يطلب الخلوة بالنساء ، أو الكشف عن عينها لينظر ويُشَخِّص ! أو ربما تبجّح وقال بجواز ذلك للضرورة وقاس نفسه على الطبيب ؟ في كشف بعض جسدها ! فالحذر الحذر ممن كان هذا حاله ولا تغتر بمظهره إذا وافق مظهر أهل الصلاح والتقوى وخِلْتُكَ عاقلاً .
تتمة : أمور منتشرة يعتقد كثير من الناس أنها صحيحة ونافعة للحذر ولكي تدفع العين أو السحر و أنها تكشف السوء :
_ زعمهم أن بعض الناس مكشوف له فيرى الجان ويعدونها من الكرامات ! ليحذرهم بزعمه ما يضرهم والمسكين لا يَقدِر صرف الضُّرِّ عن نفسه .(1) وهذا في الغالب يذكرونه في الصغار دون البلوغ .
_ قراءة الكف وفتح الفنجان وما فيهما من خزعبلات وتهاويل النساء وتصديقهنَّ .
_ اعتقادهم أن لُبس النحاس في اليد يدفع العين والحسد أو الصرْع .(2)
_ اعتقادهم في تعليق العين الزرقاء في البيوت والسيارات لدفع العين والمكروه .
__________
(1) انظر : باب المكاشفة في مدارج السالكين لابن قيم الجوزية رحمه الله ( 3 / 221 ) ففيها بيان نافع .
(2) وبعض الناس يلبسها لتفريغ شحنات كهربائية زائدة في جسده وهذا معروف ، لا للاعتقاد بها في دفع الضر .(1/18)
_ كتابة المعوذتين في ورقة وتغليفها ووضعها في الحقيبة الشخصية أو الجيب دائماً لدفع المكروه والأذى . وربما وضع البعض ( الشَّبَّة ) (1)
_ وضع المصحف في الغرف وفي السيارة لا للقراءة ولكن لدفع المكروه .
فصل
منهج اختيار الآيات
__________
(1) مما هو معروف في الواقع أن بعض الأعشاب لها خاصية لها تنفع بقدر الله في صرف العين أو الحسد عنها وهذه بأمر لا يعلمه إلا الله ، ومن ذلك الشَّبَّة ، ومن طريف القصص ( وهي كثيرة ومستفيضة مشهورة ) ما ذكر عن مجموعة من الرجال أنهم مروا على قافلة من الإبل ، فاشتهوا أحدها فقال أحدهم أتودوا أن تنالوا من لحمه فتطعموه ، فقال البعض وكيف السبيل ؟ فقام الرجل وجمع رملاً في الأرض وجعله كسنام الجمل وضرب بيده عليه وقال : ما أكبر سنام هذه الجمل ؟ فلما ذهبوا للجمل المعني وجدوا على سنامه ضربة يد ، فقال صاحبه جعلت مع كل جمل شبة فحالت بقدر الله وإذنه دون ذلك فحفظها .
ولاشك أن فعل الرجل ليس اعتقاداً بذاتها بالنفع أو الضر ولكن بقدر الله تعالى وبما أودع الله فيها من خاصية . وهذا ليس بغريب . وهذا مما يدلل على أثر العين وإصابتها . والله أعلم .(1/19)
من الجدير بالذكر التنبيه على أمرٍ هام ، ذلكم أن انتقاء الآيات في هذه الرقية الشرعية في الأغلب ليس معتمداً على نصٍ صحيح ، والذي صَحَّ الحديث في فضلها معدود وقليل(1) ، والذي لم يصحُّ منها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - استأنست في انتقائه مما كان بعض العلماء الربانيين يقرؤون بها على من به علة ، أو يكتبونه لهم ويستشفون به ؛ فالقرآن كله شفاء ، ولكن بعض الآيات يكون انتقاؤها لنية يريدها الراقي تناسب معنى ، أو تفيد علة ، وفيها سِرٌّ(2) قلَّ أن يَعِيَهُ إلا خواص العلماء ، ممن دقَّ فهمه ، وثقب فكره ، وحَسُنَ تأمله في كتاب ربه ، وفتح الله عليه بخلاف من شطح وزعم أنها من الأسرار الربانية وهي بذاتها تخالف كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - (3)
__________
(1) قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في المنار المنيف ( 114 ) بعد أن ذكر فضل سورة البقرة وآل عمران والكهف والملك والزلزلة والكافرون والإخلاص والمعوذات ، قال : " ثم سائر الأحاديث بعدُ ، كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا فموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد اعترف بوضعها واضعها ؛ وقال : قصدتُ أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره ! وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع : نحن نكذب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نكذب عليه ، ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه واستحق الوعيد الشديد " اهـ.
(2) ومن نفائس العلاّمة الأديب المجاهد سيد قطب رحمه الله : " إن هذا القرآن لا يعطي سرِّه إلا للذين يخوضون به المعركة ، ويجاهدون به جهاداً كبيرا " أعلام الدعوة والحركة الإسلامية (671 ) عبد الله العقيل .
(3) كما أغرب بعض الرقاة وأبعد النَّجْعَة ، فزعم أن لديه خُدَّاماً لسور القرآن !! وجنّاً صالحين ؟!! تفرد هو بهم عن غيره وسُخِّروا له لصلاحه وتقواه ؟!! وربما كان غير مصلٍّ وأثر المعصية في وجهه وربما شارباً للدخان ؟ فكيف يكون لهذا خداماً ؟ وعلى ماذا يخدم ؟ ما هم إلا شياطين الجن تزيده رهقاً ورجساً ووبالاً نعوذ بالله من الخذلان ، فهذا كله من العبث والضحك على عقول الناس وللأسف كثير من سذج الناس يصدقون مثل هذه الأمور . وقد سبق الحديث عمن زعم بأسرارٍ لأسماء الله الحسنى ، أنظر ما سبق صـ ( )(1/20)
فالرقية جُلُّ أمرها بالنيَّة ، ولعل فعل الصحابي الذي رقى اللديغ حين اجتهد واستنبط ، أدَّاهُ استنباطه إلى أن ينتقي الفاتحة ولم يزد عليها .
قال الكحَّال رحمه الله : قوله - صلى الله عليه وسلم - " وما يدريك أنها رقية " : " دليلٌ أنَّ القرآنَ وإنْ كان كلّه مَرْجُوّ البركةِ ، فيه ما يَختَصُّ بالرُّقيةِ دون جميعه ."(1)
بل جاء في بعض الروايات أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينتقي بعض الآيات لمناسبة حال يريدها . فأخرج الحاكمُ رحمه الله في مستدركه ، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما قالت : لما نزلت سورة { ( تمهيد ( - - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنهم - - - - } أقبلت العَوْراءُ أمّ جميل بنت حرب ، ولَهَا وَلْوَلَة ، وفي يدها فِهْر ( حَجَر ) وهي تقول : مُذمّماً عصينا . . وأمْرهُ أبينا . . ودينه قليَّنا ( تركنا )
__________
(1) الأحكام النبوية لعلاء الدين الكحّال ( 86 ) ...(1/21)
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد في المسجد ومعه أبو بكر - رضي الله عنه - فلما رآها أبو بكر قال : يا رسول الله ، لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها لن تراني وقرأ قرآناً فاعتصم به كما قال وقرأ : { - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنه - تمت - - عليه السلام -(( - ( { ( - - - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -(((- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - { - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - - { - ( - - - جل جلاله - - قرآن كريم ( - ( - } تم بحمد الله (((( } فوقفت على أبي بكر - رضي الله عنه - ولم تر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا أبا بكر أُخْبِرتُ أنَّ صاحبك هجاني . فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك قال : فولَّت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها "(1)
__________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك ( 2 / 393 ) وقال : " صحيح الإسناد لم يخرجاه " ووافقه الذهبي ، وأبو يعلي ( 1 / 53 ) وعنه ابن حبان ( 14 / 440 ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح السيرة النبوية برقم ( 137 )(1/22)
والشواهد على هذه كثيرة من السيرة ، وكلها تدلُّ على انتقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يناسب الحال والمقام ، وجاء عن السلف رحمهم الله في حُسْنِ تأملهم وانتقائهم الشيء العجيب ، فقد حكى ابن قيم الجوزية رحمه الله عن الإمام أحمد رحمه الله بقوله : قال المرْوَزِيُّ : بَلَغَ أبا عبد الله أني حُمِمْتُ ، فكتب لي من الحُمَّى رقعةً فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله ، وبالله ، محمدٌ رسول الله { - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - - عليه السلام - - (- رضي الله عنه - - - ( الله أكبر قرآن كريم ( - - - جل جلاله - - ( - - رضي الله عنه - - - ( - ( فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - بسم الله الرحمن الرحيم - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( { (((( } - - صلى الله عليه وسلم -( - - - عليه السلام - - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - جل جلاله - - ( - - - ( المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - ( - ((( - - رضي الله عنهم - - ( - - } - - (((( } اللَّهُمَّ ربَّ جبرائيلَ، وميكائيلَ، وإسرافيلَ ، اشفِ صاحبَ هذا الكتابِ بِحَوْلِك وقُوَّتِكَ وجَبَرُوتِكَ، إلهَ الحق آمين.(1)
__________
(1) زاد المعاد ( 4 / 354 )(1/23)
ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أنه كان له شأن في علاج الرعاف ما ذكره عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله فقال :" كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله يكتب على جبهته - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { ((( - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ((( فهرس - ( - - - ( - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنهم - - - - (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (((( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - (((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( تم بحمد الله - } - - } وسمعته يقول كتبتها لغير واحد فبرأ ".(1)
وكذا انتقاؤه لآيات السكينة ولغيرها وقد مَرَّ معنا سابقاً والوقائع في مثل هذه الأسرار الربانيّة ، والحكم العليّة ، ما لا تخطر على بال .
يقول الشِّبْلِي رحمه الله :
" وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ، ومقنع عام ، وهو النور والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور ، وفقنا الله لإدراك معانيه ، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه ، ومن تدَّبر من آيات الكتاب من ذوي الألباب وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف ، سوى الموت الذي هو غاية كل حي ، فإن الله تعالى يقول: { - } تم بحمد الله - - عليه السلام - - (( { - - ( - (( ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( } [ الأنعام : 38 ] وخواص الآيات والأذكار لا ينكرها إلا من عقيدته واهية ، ولكن لا يعقلها إلا العالمون لأنها تذكرة وتعيها أذن واعية والله الهادي للحق ".(2)
__________
(1) المصدر السابق ( 4 / 356 ) ...
(2) آكام المرجان ( 102 ) أفاده شيخنا أبو حمد نفع الله به .(1/24)
وقال الكحَّال رحمه الله :
" واعلم أنَّ بعض الكلام له خواصٌ ومنافعٌ بإذن الله تعالى ، شهدت العلماء بصحته في كتبهم ، فما ظنك بكلام الله عز وجل الذي كلُّ الخيرات منه أصلها وينبوعها وإليه عَوْدها ومرجعها .
وقد جعل الله سبحانه وتعالى في كل سورةٍ وآيةٍ منه منافع وخواص لم يكن في غيرها ، وذلك معروفٌ عند العلماء ، مشهورٌ بين الفضلاء ، لا ينكره إلا الجاهلون " (1)
أدعية الرقية الشرعية من السنة النبويَّة
( " لا إلهَ إلاَّ اللهُ العَظيمُ الحليمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّ العرْشِ العظيمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ ربُّ السمواتِ وربُّ الأرْضِ ، وربُّ العرْشِ الكريم "(2)
( " بِسَّمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ ولا في السَّماءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيم " ثلاثاً (3)
__________
(1) الأحكام النبوية ( 86 _ 87 )
(2) أخرجه البخاري : كتاب الدعوات ، باب الدعاء عند الكرب ، حديث ( 6346 ) ومسلم : كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب دعاء الكرب ، حديث ( 2730 ) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
(3) أخرجه أبو داود : كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، حديث ( 5088 ) والترمذي : كتاب الدعوات عن رسول الله ، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى حديث ( 3388 ) وابن ماجه : كتاب الدعاء ، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ، حديث ( 3869 ) والحاكم في المستدرك ( 1 / 695 ) وقال " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " والضياء في المختارة ( 1 / 434 ) وقال " إسناده حسن " وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد ( 660 ) " حسن صحيح " من حديث عثمان - رضي الله عنه - .(1/25)
( " بِسْمِ اللهِ " ( ثلاثاً ) " أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أُجَدْ وأُحَاذِر " سبعاً (1)
( " أعوذُ بكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ مِنْ شرِّ مَا خَلقَ " (2)
( " أعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التّامات مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وشَرّ عِبَادِهِ ، ومِنْ هَمَزَاتِ الشّيَاطِينِ وأَنْ يَحْضُرُونِ " (3)
( " أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامّةِ , من كلِّ شيطانٍ وهامّةِ , ومن كلِّ عينٍ لامّة "(4)
__________
(1) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء ، حديث ( 2202 ) وليس فيه ( بعزة ) والترمذي : كتاب الطب عن رسول الله ، باب ما جاء في دواء ذات الجنب ، حديث ( 2080) بزيادة " وسلطانه " عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - .
(2) أخرجه مسلم : كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره ، حديث ( 2708 ) من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها .
(3) أخرجه الترمذي : كتاب الدعوات عن رسول الله ، حديث ( 3528 ) وأبو داود : كتاب الطب ، باب كيف الرقى ، حديث ( 3893 ) وفيه " التامة " وأحمد في مسنده ( 6657 ) والحاكم في مستدركه ( 1 / 733 ) وقال : " صحيح الإسناد متصل " وانظر : التمهيد ( 24 / 109 ) عن عبد الله بن عمرو العاص رضي الله عنهما
(4) أخرجه البخاري : كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قوله تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ، حديث ( 3371 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما وانظر : تفسير القرطبي ( 9 / 226 )(1/26)
( " أعوذُ بِكلِمَاتِ اللهِ التامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِنْ شرِّ ما خَلقَ وبَرَأَ وذرَأَ ومِنْ شَرِّ ما يَنزِلُ مِنْ السَّماءِ ، ومِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا ، ومِنْ شَرِّ ما ذَرأَ في الأرَضِ ومِنْ شَرِّ ما يَخْرُجُ مِنْهَا ، ومِنْ شرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ ، ومِنْ شرِّ كلِّ طَارقٍ إلاّ طَارقاً يَطرُقُ بِخَيْرٍ يا رَحْمَن "(1)
( " حَسْبِيَ اللهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَليْهِ تَوكلْتُ وهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ " ( سبعاً )(2)
__________
(1) أخرجه النسائي في الكبرى ( 6 / 239 ) وأحمد في المسند ( 15035 ) ومالك في الموطأ ( 2 / 950 برقم 1705 ) وابن أبي شيبة في المصنف ( 5 / 51 ) وابن السني في عمل اليوم والليلة ( 530 / برقم 956 ) من حديث عبد الرحمن بن حنبش - رضي الله عنه - وأورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( 6 / برقم 2738 ) وانظر : تنوير الحوالك ( 1 / 234 ) .
(2) أخرجه أبو داود : كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، حديث ( 5081 ) موقوفاً على أبي الدرداء واسناده حسن ، ورفعه غيره ، وزيادة " صادقاً أو كاذباً " قال ابن كثير رحمه الله عنها : " زيادة غريبة ، وهذا منكر " وانظر : تفسير ابن كثير ( 2 / 406 ) بتصرف ، وانظر زاد المعاد ( 2 / 376 ) في الحاشية .(1/27)
( " اللهُمَّ إنَّي أَسْألُكَ والعَافِيَة في الدُّنْيَا والآخِرةِ ، اللهُمَّ إنَّي أَسْألُكَ العَفْوَ والعَافِيَة في دِيْنِي ودُنْيَاي وأَهْلِي ومَالِي ، اللهُمَّ استُرْ عَوْرَتِي ، وآمنْ رَوْعَتِي ، اللهُمَّ احفَظنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ومن خَلْفِي وعن يميني وعن شمالي ، ومِنْ فوْقِي ، وأَعُوذُ بِعَظمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي "(1)
( " اللَّهُمَّ إِنِّا عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدكَ وابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْوبي وَنُورَ صُدُورِي وَجِلاءَ حُزْني وذهابَ هَمْي "(2)
آيات الرقية الشرعية من القرآن الكريم
(((
__________
(1) أخرجه أبو داود : كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، حديث ( 5074 ) والنسائي : كتاب الاستعاذة ، باب الإستعاذة من الخسف ، حديث ( 5529 ) وابن ماجه : كتاب الدعاء ، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ، حديث ( 3871 ) وأحمد في مسنده ( 4770 ) والحاكم في مستدركه ( 1 / 698 ) وقال : " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد برقم ( 698 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما
(2) أخرجه أحمد في مسنده ( 3704 ) والحاكم في مستدركه ( 1 / 690 ) وأبو يعلي ( 9 / 199 ) وابن حبان ( 3 / 253 ) وصححه كما حكاه عنه ابن حجر في التلخيص ( 4 / 175 ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في الكلم الطيب رقم ( 124 ) وقال " صحيح " وذكره في السلسلة الصحيحة ( 1 / برقم 199 ) وقال ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام ( 152 ) " إسناده صحيح " عن ابن مسعود - رضي الله عنه -(1/28)
((( ( (((((((((( (( ((- عز وجل -(( s((((((((((((( ((( (((((((((((( ((S((((((( ((( ((((((( (((((( ((((((((( ((( ((((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((( ((( ((((((((( ((((((((((( ((((((((((((((( ((( ((((((( ((((((((( (((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((((((( ((( [ الفاتحة : 1 _ 7 ] (1)
__________
(1) جاء في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة ، منها : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند النبي - صلى الله عليه وسلم - سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا بابٌ من السماء فُتِح اليوم لم يُفْتَح قط إلا اليوم ، فنزل منه مَلَك فقال : هذا ملكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " أخرجه مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب : فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة حديث ( 806 ) وفي الاستشفاء بها ، وأخرج البخاري : كتاب الطب ، باب الرقى بفاتحة الكتاب ، حديث ( 5736 ) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن ناسا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا هل معكم من دواء أو راق . فقالوا : إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا ، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بُزاقه ويتفل ، فبرأ فأتوا بالشاء ، فقالوا : لا نأخذه حتى نسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه فضحك وقال : " وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم " .(1/29)
( ((((( ((( ((((((( ((((((((((( (( (((((( ( ((((( ( ((((( ((S((((((((((( ((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((((( ((((((((((((( (((((((((( ((( ((((((((((( ((((((((((( (((((( ((((((( (((((((( (((((( ((((((( ((( (((((((( (((((((((((((( (((( (((((((((( ((( (((((((((((( (((((( ((((( (((( ((((((((( ( (((((((((((((( (((( s(((((((((((((( ((( [ البقرة : 1- 5 ](1)
__________
(1) وفضل سورة البقرة عظيم جداً ففي فضلها جملة أحاديث كثيرة ، منها حديث أبي أُمَامَة الباهلي - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اقرءوا سورة البقرة ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولاتستطيعها البَطَلَة " قال معاوية : بلغني أنَّ البطلة السحرة " أخرجه مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب : فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة حديث ( 804 ) وسورة البقرة قاصمةُ ظهرٍ للسحرة والشياطين ، ويجدر بالراقي الموفق أن يقرأها كاملة في رقيته ولا يقتصر على بعض آياتها ، فوالله لها أثر عجيب جداً والسحرة وشياطينهم لا يطيقوا قوتها .(1/30)
( (((( ((((((((( ((((((((( (((((((((( (((((( (((O((( (((((((((((( (((((((((( (((((((( (((( (((((((((((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ( (( ((O((((( (((((((( ((((((((((( (((( (((( s((((((((( ((((( ((((((((((((( ((((((( ((((((( ( (( ((((((( (((( (((( (((((((((((( ((S((((((( ((((( (((( ((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ((((((((((((( (((S(((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((( ((((((( ((( (((((((((( ((((( ((((((( (((((((( (((((( ((((((( (((( (((( ((((((((((( ((( (((((( ((S(((((( (((( (((((((( (((((( ((((((((( (((((( (((((( ((( ((((( (((((((S ((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((O((((((((( (((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((
s((((( (((((((( ((( (((((((( ((( ((((S (((( ((S(((((( ((((((((((((( ((((((( (((( ( ((((((((((( ((((((((((( (((((( ((((( (( ( (((((( ((((( ((((((((( (((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( (((( (((((((((( (( (((((((( (((((( (((( ((((((( ((((((((((( ((((( (((( (((((((( ((((((((( ((((((((((( (((( s(((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((((( ((((((((((( ((((( ((((((( ((((((((( ((((((((((( (((( (((( ((((( (((((( (((((((((((( (((((((( ((((( ((((((((((( ((((( ( ((((((((( ((((((((( (((( ((((((((((((( ((((((((( (((((((((( ( ((((( ((( (((((((((((( (((( (((((((( ((((( [ البقرة : 161- 166](1/31)
( (((( (( ((((((( (((( (((( (((((((( ((((((((((( ( (( ((((((((((( (((((( (((( (((((( ( ((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( ( ((( ((( ((((((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((((( ( (((((((( ((( s((((( ((((((((((( ((((( (((((((((( ( (((( (((((S(((( (((((((( ((((( (((((((((( (((( ((((( (((((( ( (((((( (((((((((( ((((((((((((( (((((((((( ( (((( ((((S((((( ((((((((((( ( (((((( (((((((((( ((S(((((((( ((((( [ البقرة : 255-258] (1)
__________
(1) فضل آية الكرسي ورد قبيل النوم كما في قصة أبي هريرة مع الشيطان في حفظ الصدقة ، ودُبر كل صلاة أيضاً ، فعن أُبَيّ بن كعب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال : قلت الله ورسوله أعلم ، قال : يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر " أخرجه مسلم : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب : فضل سورة الكهف وآية الكرسي حديث ( 810 ) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فقد جرَّب المجربون الذين لا يُحْصَون كثرة أن لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم مالا ينضبط من كثرته وقوته فإنّ لها تأثيراً عظيماً في دفع الشيطان عن نفس الإنسان وعن المصروع وعن من تعينه الشياطين...و إذا قرئت عليهم بصدق دفعت الشياطين وبطلت الأمور التي يخيلها الشيطان ويبطل ما عند إخوان الشياطين من مكاشفة شيطانية وتصرف شيطاني " المجموع ( 19 / 55 ) وقال ابن كثير ( 1 / 149 ) : " وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان " وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في زاد المعاد ( 4 / 69 ) عن شيخه ابن تيمية رحمه الله : " وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها "(1/32)
( ((((((( (((((((((( (((((( ((((((( (((((((( ((( (((((((( ((((((((((((((((( ( (((( ((((((( (((((( ((((((((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( (( ((((((((( s((((( (((((( (((( ((((((((( ( (((((((((( ((((((((( ((((((((((( ( ((((((((((( ((((((( s((((((((( ((((((((((( ((((( (( ((((((((( (((( ((((((( (((( ((((((((( ( ((((( ((( (((((((( ((((((((((( ((( (((((((((((( ( ((((((( (( ((((((((((((( ((( ((((S(((( (((( ((((((((((( ( ((((((( (((( (((((((( (((((S(((( ((((((( ((((( ((((((((((( ((((( s(((((((( ((( ((((((((( ( ((((((( (((( (((((((((((( ((( (( ((((((( ((((( ((((( ( (((((((( ((((( (((((((((( ((((( (((((((((((((( ( ((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( s((((((((((((( ((((( [ البقرة : 285 _ 286 ] (1)
__________
(1) ورد فيها ما أخرجه البخاري وغيره كتاب : فضائل القرآن ، باب فضل سورة البقرة ، حديث ( 5010 ) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " ومعنى كفتاه : قيل فيها أقوالٌ كثيرة ، فقيل :
كفتاه قيام الليل تلك الليلة ، وقيل : كفتاه شر الإنس والجن ، وقيل : كفتاه من الآفات . ويحتمل الجميع ، وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الوابل الصيب ( 132 ) : " الصحيح أن معناها : كفتاه من شر ما يؤذيه " وانظر : الفتح ( 9 / 56 ) وشرح النووي على مسلم ( 2 / 152 )(1/33)
( (((((( (((( ((((((( (( ((((((( (((( (((( (((((((((((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((( (((((((((((( ( (( ((((((( (((( (((( ((((((((((( ((S(((((((( (((( (((( s(((((((( ((((( (((( ((((((((((( ( ((((( (((((((((( s(((((((( (((((((( ((((((((((( (((( (((( (((((( ((( (((((((((( (((((((((( ((((((( (((((((((( ( ((((( (((((((( (((((((((( (((( ((((( (((( ((((((((( ((((((((((( (((([ آل عمران : 18- 19]
( (((( ((((((((( ((((((( (((((((((( ((((((( s((((((((( ((( (((((((( ((((((((( s((((((((( ((((( (((((((( (((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( (((((((( ( (((((S(( (((((((((( ( (((((( (((((( ((((( (((((( ((((((( (((( ((((((( (((S(((( ((( (((((((((( ((((((((( (((((((((( ((( (((S(((( ( (((((((((( (((((((( s((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( ( (((((((((( ((( (((((((( (((((((( ((((((( (((([ آل عمران : 26 - 27]
( (((( (((( (( ((( ((( ((((((((((((( (((((((((( ( (((( (((( (((((( (((( (((( ((((((((( (((((((((((( (( ((((((((((( (((( (((( ((((((( ((((((((( (((S(((((( s(((((((((( (((( [ يونس : 55 _ 56 ]
( ((((((((((((((((( (((((((( ((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((( ((((( ((((((((((( ((((((((((( (((((((((((((( ( ((((((((( s(((((((((((( ((((( ((((((((( (((((( (((((((((((( ((((S(((( ((((((((( ((((( (( (((((((( (((((((( (((((((((( ((((( (((((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( ( s((((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((( [ البقرة : 155 _ 157](1/34)
( ((((((((( ((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((((((((( (((((S((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((( (((( (((((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((((((((((( ((((((((( (((( ( (((((( ((( (((((( ((S(((( ((((( ((((((( ((((((((( (((((((O(((( ((((((((( ((((((((S(((((( (((( (((((((((((( (((((((((( ((( (((((( ((((((((((( ((((( [ آل عمران : 173- 175] (1)
((((((((( ( (((((((((( (((((((((((( ((( ((((((( (((( ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((((( ((( ((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((((((((((( (((((((O(((( ( (((( (((S(( (((((((O(((( ((((( (((S(((( (((( [ النساء : 76 ]
__________
(1) قال القرطبي رحمه الله ( 4 / 282 ) : " قوله تعالى : { (((((((((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( } أي : كافينا الله وحسب مأخوذ من الإحساب وهو الكفاية ، وروى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى : { "((((((((( ((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( (((( ((((((((( (((((( (((((((((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( } قالها إبراهيم الخليل - عليه السلام - حين ألقي في النار وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم " قال علماؤنا لما فَوَّضوا أمورهم إليه واعتمدوا بقلوبهم عليه أعطاهم من الجزاء أربعة معان : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتباع الرضا ، فرضَّاهم عنه ورضي عنهم " بتصرف .(1/35)
(((((( ( (((((((((( (((( ((((((( ((((((((((((((((( ((((((( (((((( s(((S(((((( (((( (((((( ((((( ((((((O(((( ((((((( (((((( ((((((((( (((( ((( (((((( (((((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((((S (((((((((((((( ((( (((((S(( (((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((( (((((( s(((((((((((((( ((( (((( (((((((((((((( (((((((( ((((((((((((( (((((( (((((( ((((((((( (((((((( ((((( (((((((((((((((( s(((((S(((( ((( ((((( (((((((( (((( (((( (((((((( (((((((((((((( ((((( ((((((((((( ( ((((( ((((((((( (((( (((( ((((( (((( ( (((( (((( ((((((( ((S(((( (((( (((( ((((S((((((( (((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((((( (((((( ((((((((((((((( ((((( (((((((((( ((((((( (((((( (((((((O(((( (((((((((((( (((((( ((((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((( ((((
(((( (((((( (((((( ((((( (((((((((((((((( (((((( (((((((( (((((((((((( s(((((((( (((((((((( ( ((((((((( ((( ((((((( s(((((((( ((((((((( ((((((((( ((((((((((((( (((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((((((( (((( ((((((( (((( s(((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((((((( ( ((((( ((((((((( (((( (((((((((((( (((((( (((( ((((((( ((((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((( (((((((((((((( ((((((( (((((((( (((( [ الأنفال : 7 _ 14 ](1/36)
( (((O(((((((((( ((((( ((( ((((((((((((((( ((((((( ((( ((((S(((((((((( ((((((( ((( (((( ((((((((((( ((((((((( ((( (((( ((((((((((((( (((((((((( ((((( ((((((((((( (((((( ((((((((((((( ((( ((((( ((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((((((((( ((( ((((((((( (((( ((((( ((((((((( (S((((( ((( (( ((((((((((( ((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((((( ((( ((((( ((((((( ((( (((((((S ( (((((((( ((((((( ((((((( ((( (((( (((( (((((( (((((((((((( ((((((((((((( ((((((( ((((((( (((( [ الصافات : 1_10 ] (1)
(((((( ( (((((((((( (((((((( ((((((( ((((( ((((((((( s(((((((((((( ((((((((((((( ((((((( ((((((((( ((((((((( (((((((((( ( ((((((( (((((( (((((((( (((((( ((((((((( (((((((((( (((( (((((((( ((((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((( ((((((( (((( (((((( ((((((( (((((((((( (((((( (((((( (((((((( (((((((( ((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((((( (((((S(((( ((((((S (((( (((((((((((( ((((( (((((((( ((((( (((( ((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((( ((S(((( ((((
((((( (( (((((( ((((((S (((( (((S(((( (((((((((( ((( (((((((( (((S(((( ((((( ((( ((((((((S (((((((((((( ( s((((((((((( ((( ((((((( ((((((( ((((
[ الأحقاف : 29 _ 32 ]
__________
(1) انظر الوابل الصيب ( 117 ) لابن قيم الجوزية رحمه الله وما كان في حكاية أبي القاسم رحمه الله وحرقه للشياطين في بيته بهذه السورة مع الدعاء . وكم لطليعة هذه السورة من قوة تأثير على الشياطين وكم هي شديدة البأس عليهم سيما من قلب عامر بذكر الله ، وقال أيضاً ( 164 ) في دفع الشيطان : " ومن أعظم ما يندفع به شره قراءة المعوذتين وأول الصافات وأخر الحشر " .(1/37)
( (((( ((((((( (((((( (((((( (((((((((( (((((( ((((( ((((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((((( ((( (((((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((( ( ((((( (((((((( ((((((((((( ((((((( ((( ((((((((( ((((((((( (((( (((((((( ((( (((((((( ((((((((( (((( ((((((( ((( ((((((((( s(((( ((((((( (((((((((( ((((( (((( ((((((( ((( ((((((( (((((((( ((( ((( ((((((( ((((((( (((((((((( ((((( (((( ((((((( ((( ((((((((( ((((( ((((((( ((((( ((((((( (((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( ((((((S((((( ((((((( ((( (((((((((( ((((((( ((((( ((((((((( ((( ((( (((((((( (((( ((((((( ((( ((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((((((((( (((((((( ((((((( (((((((( ((((((((( ((( ((((((( ((((( (((((((( ((((((( ((((((((( ((((((((( ( ((((( (((((((((( (((((( (((((( ((((( (((((((( ((((((( (((
[ الجن : 1 _ 9 ]
(((((((((((((( ( ((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((((((( ((((S(((( (( ((((((((((( ((((( (((((((((( (((( (((((((((( (((((((( ( (( ((((((( (((( (((( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((( ((((( (((((( (((( (((( (((((((( ((((((( (( ((((((((( ((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((( ((((((((( ( ((((((( (( (((((((( (((((((((((((( ((((( ((((( ((((( (((((((( (((((((((( ((((((( (((((( ((((((((((((( ((((( [ المؤمنون : 115 _ 118](1/38)
((((( ( (((((( (((( (((((((((( ((((( (((( (((((( (((((((( ((((((((( ( (((((((((((((( (((((( (((( ((((((((((((((( ( ((((((( (((( (((((((((S(((( (((((((((((((((((( (((( [ إبراهيم 12] (1)
((((((((((((( ( ((( ((((((((( ((((((((O(((( (((((( (((((( ((((((((((( ( ((((( (((((( ((((((((((( ((((((((( s(((((((O(((( ((((((((( (((((((((((( (((((((( (((((((((( (((((( ((((((( ((((( (((((((((((((( ((((((((( (((((((( s((((((((( ( ((((( (((((((((((( (((( (((((( (((((( ((((((( ((((((( (((((( (((((((( (((( (((((((( ( ((((((((((((S(( ((((((((( ((( s((((((((((( ((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( ( ((((( ((( (((((((((((( ((((( (((( (((((( (((( (((((((( (((( ( ((((((((((((((( ((( (((((((((( (((( ((((((((((( ( (((((((( ((((((((( (((((( ((((((((((( ((( ((((( ((( (((((((((( (((( ((((((( ( s((((((((( ((( (((((((( (((((( ((((((((((( ( (((( (((((((( s(((((((((( (((((
__________
(1) قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في طريق الهجرتين ( 388 ) : " فإن كون العبد على الحق يقتضي تحقيق مقام التوكل على الله والاكتفاء به والإيواء إلى ركنه الشديد فإن الله هو الحق وهو وليّ الحق وناصره ومُؤيِّده وكافي من قام به فما لصاحب الحق أن لا يتوكل عليه وكيف يخاف وهو على الحق كما قالت الرسل لقومهم { وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } فعجبوا من تركهم التوكل على الله وقد هداهم وأخبروا أن ذلك لا يكون أبداً وهذا دليل على أن الهداية والتوكل متلازمان فصاحب الحق لعلمه بالحق ولثقته بأن الله ولي الحق وناصره مضطر إلى توكله على الله لا يجد بُدَّا ًمن توكله " وانظر : منزلة التوكل في المدارج ( 2 / 112 )(1/39)
(((((( (((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((( (((( (((((( ( (((( (((((((( s(((((((((( ((((( [ البقرة : 102 _ 103 ] (1)
( ( (((((S(((((((( (((((( ((((((( (((( (((((( s(((((( ( ((((((( (((( (((((((( ((( ((((((((((( ((((( (((((((( (((((((( (((((((( ((( (((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( ((((((((( (((((((( ((((((( (((((((((((((( ((((( ((((( ((((((( (((((((((( ((((( [ الأعراف : 117 _122 ]
( ((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((( ((((((( ((S(((( (((( ((((((( (((((( ((((((((((( ((((( ((((( ((((((( ((((((((( (((( (((((( s(((((((( (((( (((((((( (((((((((( ((((( ((((((( ((( ((((O(( (((( (((((((((( ( (((( (((( (((((((((((S(( ( (((( (((( (( (((((((( (((((( ((((((((((((((( (((( (((((((( (((( (((((((( (((((((((((((( (((((( (((((( ((((((((((((((( (((( [ يونس : 79-82]
__________
(1) هذه الآية وما بعدها من آيات السحر متى ما قرأت على السحر مع الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات ونفث عليه بطل بحول الله وقوته ، وإن من أنجع الطرق لحلِّ السحر استخراجه وإتلافه مع قراءة هذه الآيات فإن لها تأثيراً عجيباً في إبطاله ، وإذا كانت الرقية ضعيفة تأخر الشفاء منه بحسب الضعف والقوة ، وهذا يعود للمُعَالِج والمُعَالَج . وفي هذه الآيات ذكر ابن كثير رحمه الله ( 2 / 428 ) عن ابن أبي حاتم بسنده عن ابن أبي سُليم قال : " بلغني أن هذه الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى " وانظر في زاد المعاد ( 4 / 124 ) هديه - صلى الله عليه وسلم - في علاج السحر .(1/40)
( (((((((( (((((((((( (((((( ((( (((((((( (((((((( ((( ((((((( (((((( (((( (((((((( (((( ((((( (((( ((((((((( ( ((((((( ((((((((((( (((((S(((((( (((((((( (((((((( ((( (((((((((( ((((((( (((((((( (((( (((((((((( ((( ((((((((( ((((((( ((((((( (((( ((((((( (( (((((( s((((( ((((( (((((((((( (((( (((((((( ((( ((( ((((S(((( (((((((( ((( (((((((((( ( ((((((( ((((((((( (((((( ((((((( ( (((( (((((((( (((((((((( (((((( (((((( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((((( ((((((((( (((((((( ((((((( (((((((( ((((((((( (((( [ طه : 65 _ 70](1/41)
( - - عليه السلام - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - عليه السلام - - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - { ( - - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ((- رضي الله عنهم -(((- رضي الله عنه - - ( - ( - - - ( - (- رضي الله عنه -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله ((( - - } - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - (- رضي الله عنه -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - { - - - - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - (- رضي الله عنه - - - { - - (( } ( تمهيد - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - - درهم ( فهرس - - عليه السلام - - - ( - - ( - ( - ( - - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ((( - - رضي الله عنه - - - - - (((- عليه السلام - - ( - ( { - - رضي الله عنهم - - ( - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - - ( } - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - } تم بحمد الله - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - - ((- عليه السلام - - ((- رضي الله عنه - - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(( - (( (( مقدمة ( تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ( { ( - ((- رضي الله عنه - - ((((( [ الأعراف : 137 ](
((((( ( (((((( (((((((( (((((((( ((((((((((( ( (((( ((((((((((( ((((( (((((((( (((( [ الإسراء : 81 ](1/42)
( (((((((((((( (((((( ((( ((((((((( (((( (((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((( (((( [ الفرقان : 23 ]
( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( ((((((((((( ((((((((((S(( ((((((( (((( ((((((( ( (((((((( (((((((((( ((((( ((((((((( (((( [ الأنبياء : 18 ]
( ((((((( (((((((((( (((((((( ((( ((((((((((( ((((( (((((( (((((((((((((( (((( (((((( ( (((((((( (((((((( ((( ((((( O(((((( (((( [ سبأ : 54 ]
(S(( ( ((((((( ((((( (((((( ((((((((((( (((( (((((((S(((( ((((( (((((( (((((((((((( ((((O((( ((((((( ((((( ((((( (((((((((( ((((( (((((( ((( (((((((( (((((( (((((((( ( ((((((((((( ((((((((((((( (((((( (((((((( (((( (((((((((((( ( (((( (((( (((((( ((((( (((((( ((((((( ((((( [ البقرة : 109 ] (1)
( (((( ((((((((((( (((((((( (((((( (((( (((((((((( (((( ((( ((((((((( ( (((((( ((((((((((( ((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((((((((((( ((((((((((((((( ((((((( (((S(((( (((( [ النساء : 54 ]
__________
(1) هذه الآية والتي تليها في بيان الحسد والاستعاذة منه ، ومما يدعو للنظر والتأمل أن كثيراً ما يكون في القرآن بين السحر والحسد علاقة ومناسبة سيما مع اليهود قتلة الأنبياء لعنهم الله . فالساحر يخدمه شيطان ، والحاسد يخدم شيطان في الجملة ، يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في بدائع الفوائد ( 2 / 459 ) :
" والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبها ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان لأن الحاسد شبيه بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله وأبى أن يسجد له حسداً فالحاسد من جند إبليس وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه وربما يعبده من دون الله تعالى حتى يقضي له حاجته "(1/43)
((((((( ( ((((((((( (( ((((((((((( (((( ((((( ((((((( ((((((((S(((( (((( ((((((((( ((((((((((((( ( (((((( ((((((( (((((( s(((( (((( ((( (((((( ( (((( (((((((((( (((( (( ( (((((((( (((((((((( ( (((((((((( (((((((((S(((( (((((((((((((((((( (((( ((((((( ((((((((S (((( (((((( (((((((((( (((((((( ((( s(((( ((((((( ((((((( ((((( (((( ((( (((((( (((( ((((((( ((( (((((( ((((((((( (((((((( ( ((((((((( ((((( (((((( (((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((( (((((((( (( s(((((((((( (((( [ يوسف : 67 _ 68 ] (1)
( (((((((( (((( (((((((S (((((((( (((((( ((( (((((( (((( (( (((((( (((( (((((( ( ((( (((((( (((((( (((((( ((((( ((((( ((((((((( ((((
[ الكهف : 39 ] (2)
(((( ( (((((((( (((((((((( (((((( ((( ((((((((( (((((( (((((((((( ((((((((( (((((((( (((((S(((((( (((((((((( (((((((((((((( ((S(( ( (((((((( ((((((( (((((( (((((((((( ((((( [ طه : 131 ]
__________
(1) قال القرطبي رحمه الله عن هذه الآية في بيان أنها أصل في الحذر من العين: " إذا كان هذا معنى الآية فيكون فيها دليل على التحرز من العين فتكون حق " ( 9 / 226 )
(2) يظن بعض الناس إذا أراد أن يردَّ عينه عما يعجبه قال : " بسم الله ما شاء الله " أو " اللهم صلِّ على محمد " وهذه فيما أعلم لم تَرِدْ في الشرع ، والذي أظنه أنه أولى وأنفع _ والعلم عند الله _ أن يقتصر على ما جاء في الكتاب والسنة من الدعاء بالبركة كأن يقول : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " كما في هذه الآية ، ويدعو له بالبركة " اللهم بارك له فيما رزقته أو رزقتها " وتبارك الله أحسن الخالقين " لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " الآ بَرَّكتْ " وانظر : تفسير القرطبي ( 9 / 227 ) وهذا نص لا يعدل عنه ليقاس بغيره ؛ إذ لا قياس مع وجود النص . والله أعلم .(1/44)
( } - قرآن كريم ( - - - - ((( - - - - - - جل جلاله - - - - درهم ( - - عليه السلام - - (( } (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - - - جل جلاله - { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( قرآن كريم - - - - رضي الله عنه - - - - - (( مقدمة ( الله أكبر ( { ( - قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - - { - } - ( { ( - - رضي الله عنه - - - { - رضي الله عنه - - (( - - - رضي الله عنه - - (( - ( ((( - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( قرآن كريم { - - - ( - - - - ((( - ((( } - - - - (((( [ البقرة : 69 ]
(((((((( ( (((((((( ((( (((((((((( (((( ((((((( (((((( ((((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((((((((( (((( [ الصافات : 88 _ 90 ]
((((((((( ( ((((((( (((((((( (((((((((( (((((( (((((( ((((( (((((( ((((((( ((( ((((((( (((((( (((((((((( (((((((((((((( (((((((((((((( (((((((( (((((((( (((((( ( (((((( ((((((((((( ((((((((((( ((( ((((((( (((((( (((((( (((((((((( (((((((( ( ((( (((((( ((( (((((( (((((((((((( ((( ((((((((( ( (((((((((( (((((((((( (((( (((((( ((( ((((((( ((( (((( (((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((( (((((((( (((((((((( (((((((( (((((( ((((((( ((( [ الملك : 1 _ 4 ](1/45)
( ((((( (S((((( ((((((((( ((((((((( ((((((((((((((( ((((((((((((((( ((((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((((( ((((((((((( (((( ((((( (((( (((( (((((( ((((((((((((((( (((( [ القلم : 52 ] (1)
(((((( ( (((((((( (((((( (((((( (((((S ((((( (((( (((((((( (((((((( ((((((( ((((((( (((( ((((((((((((((( (((( [ فصلت : 33 ] (2)
__________
(1) قال ابن كثير رحمه الله ( 4 / 410 ) : " ليزلقونك : لينفذونك بأبصارهم أي يعينونك بأبصارهم بمعنى يحسدونك لبغضهم إياك لولا وقاية الله لك وحمايته إياك منهم وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة " وقال البغوي ( 4 / 385 ) : " قال الحسن : دواء العين أن يقرأ الإنسان هذه الآية "
(2) يقول شيخنا أبو حمد وفقه الله ونفع به : " وهذه الآية لها تأثير عجيب على الدعاة إلى الله تعالى إذا حُسِدُوا على دعوتهم " وهذا مما يثني جهدهم وعزيمتهم عن الدعوة إلى الله تعالى والمواصلة عليها ، والعجب ممن يقع حسده على أهل العلم ، والأعجب من ذلك حسد بعض أهل العلم بعضهم ، فهذا مذموم ، ولا يرجع إلا على صاحبه . ولَكَمْ سمعتُ من شيخنا العلامة عبد الله الجبرين حفظه الله وأطال في عمره قول أبي الأسود :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسداً وبغياً إنَّه لدميم
فالحسد مرضٌ قلبي خبيث ، لا يخرج إلا من خبيث النفس ، مريض القلب ، دنيء الهمة ، ساقط العزيمة ، فنعوذ بالله من الخذلان .(1/46)
( s(((((((( (((( (((S((( (((((((( (((((( (((((((( ((((((( ((((((( (((((((( s(((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((( ((((((((((( ((( ((((( ((( ((((( ( (((((((((((((( ((((((((( ((((((((((( (((((((( (((((((( ((((( (((((((( (((((((((( (((((((((((((( (((( ((S((((((((((( ((((((S(((( ((((( (((((((((( ( (((( ((((( ((((((((((((( (((( ((((((((((((S(((( ((( (((((((((((( ( ((((((( s(((( s(((((((((((( ((((
((((( (((((((( ((( (((((( (((((((((( (((((( ((( ((( (((((((( (((((((( (((S((((( ((( (((((((((((( ((( (( ((((((( (((( ((((( s(((((((((( (((((( ((((( (((( s(((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((( ((((((((((((( (((( ((((((((( ( s(((((((((( (((((( ((((((((((((((( (((( (((((((((((( (((( (((S((( ((((((( ((((( (( ((((((((( ((S(((( ((((((( (((((( s((((((((((((( (((( ((((((((((((((( ((((( ((((((((((( ((((( (((((((( ((((((((((((( ((((( (((((((((( ( (((((((( (((((((( s((((((((((( ((( ((((((((((((( (((((((((((((( ((((((( ((((((((( ( (((((((((( ((((( s((((((((( (((( [ الأنبياء : 83 _ 90 ](1)
__________
(1) يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في إغاثة اللهفان ( 2 / 134 ) حين تكلم على فضل التهليل والتوحيد وحال أعدائه وأولياءه معها قال : " وأما أولياؤه فهي مفزعهم في شدائد الدنيا والآخرة ولهذا كانت دعوات المكروب :" لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم " ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وجاء عند الترمذي : كتاب دعوات رسول الله ، باب ما جاء في عقد التسبيح باليد ، حديث ( 3505 ) عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : دعوة ذى النون ، فإنه لم يدع بها رجلٌ مسلم في شيءٍ قط إلا استجاب الله له " والحاكم في مستدركه ( 1 /684 ) وقال " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم ( 3383 )(1/47)
( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( (((((((( (((( ( (((( (((((((( (((( (((((((((( ((((((((((( (((( s(((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((( (((((((( ((((((( (((( [ الرعد : 28 _ 29 ]
(( (((( (((( ((((((((( (((( ((((((((( ((((((((((( ( (((( (((( (( (((((( (((( ((((((( ((((((( (((( (((((( ((((((((( s((((((((((( (((((((((( ((((((((( ( (((((( (((( (((((( (((((((((( ((((((((( (((( [ الحج : 38 _ 39 ]
( ((((((( (((((((( (((((( ((S(((( (((((((((( (((((( ((S((((((((( (((( ((((S((((((( ((((( ((((S(( ((((((((((((((( s(((((((((((( (((( [ الأنبياء : 69 _ 70 ]
(S(((( ( (((( ((((((((( ((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((( ((((((( ( ((((((( (((( ((((((((((((((( ((((((((((( ( s(((((( (((( ((((((( (((((((( (((( [ الأحزاب : 25 ](1/48)
((((((( ( (((((( (((((S(((( (((( ((((((( (((((((((( ((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ((((S(((( (((( ((((((((( (((S(((((( (((((( (((((( ((((( ((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( (((((((((((((((( ( (((( ((( s(((((( (((((( (((((( ((( (((((( s(((((((((( ((((( [ البقرة : 248 ] (1)
( (((( ((((((( (((( (((((((((((( (((((( (((((((((( ((((((( s(((((((((((((( ((((((((( ((S((((( (((( ((((((((( ((O((((( s(((((((( ((((((((( ( s(((((((( (((((((( (((((((((((((( (((( [ التوبة : 26 ]
( (((( (((((((((( (((((( (((((((( (((( (((( (((((((((( ((((((((( ((((((((( s(((((( (((((((((( (((( ((((( ((( ((((((((( (((( ((((((( (((((((((((( (( (((((((( (((( (((( ((((((( ( ((((((((( (((( (((((((((((( (((((((( ((((((((((( (S((((((( (((( ((((((((( (((((((( (((((((( s(((((((( ((((((((( ((((((((((( ( (((((((((( (((( s((( ((((((((((( ( (((((( ((((((( ((S(((( (((( [ التوبة : 40]
__________
(1) هذه الآية والتي تليها هي الآيات التي وردت فيها كلمة " السكينة " ذكر ابن قيم الجوزية عن شيخه ابن تيمية رحمهما الله في عظم منفعتها فقال : " وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور : قرأ آيات السكينة وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال : فلما اشتد علىَّ الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة قال : ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة ، وقد جربت أنا أيضاً قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يَرِدُ عليه فرأيت لها تأثيراً عظيماً في سكونه وطمأنينته " المدارج (2 / 502 )(1/49)
( (((( (((((((( ((((((( (((((((((((( ((( ((((((( ((((((((((((((( (((((S((S(((((( ((((((((( (((( (((((((((((( ( (((( (S((((( ((((((((((((( (((((((((( ( ((((((( (((( (((((((( (((((((( ((( [ الفتح : 4 ]
(( (((((( s((((( (((( (((( s(((((((((((((( (((( s((((((((((((( (((((( ((((((O(((( (((((((( ((( ((( ((((((((((( ((((((((( ((((S((((((( (((((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((((( (((( [ الفتح : 18]
( (((( (((((( s(((((((( ((((((((( ((( ((((((((((( (((S(((((((( (((S(((( (((S((((((((((( ((((((((( (((( (((((((((((( (((((( (((((((((( ((((((( s(((((((((((((( (((((((((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((((( (((((( ((((( ((((((((((( ( s(((((( (((( ((((((( (((((( (((((((( (((( [الفتح : 26]
(((s((((((( ( (((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((( ((( (((((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((((((( (((( [ يونس : 57 ] (1)
((((((((((( ( (((( ((((((((((((( ((( (((( (((((((( (((((((((( (((((((((((((((( ( (((( ((((((( ((((((((((((( (((( (((((((( (((( [ الإسراء : 82 ]
__________
(1) ذكر الزركشي رحمه الله في كتابه البرهان في علوم القرآن ( 1 / 435 ) عن قصة أبي القاسم القشيري رحمه الله ورؤيته للنبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وإخباره بقراءة آيات الشفاء الست ، وبهذا يستأنس وهي هذه الآية والتي تليها . وذكرها أيضاً الألوسي رحمه الله في تفسيره روح المعاني ( 15 / 145 ) وذكرها أيضاً ( 29 / 146 ) حين تكلم عن الرقية وآياتها فقال ، ومنه : " آيات الشفاء "(1/50)
(((((((((( ( (((((( ((((( ((((((((( (((( ((((((((( (((( ((((((((((( (((((((( (((((( ((((O(((( ((((((( ((((((((((( (((( (((( ((((( ((( ((((( (((((((((((( ((((((((((( (((((( ((((((( (((((( ( (((((((( (((( (((((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((S(( (((((((( ((((((((( ( (((( ((( ((((((( (((((( ((((((((( ((((((((((((( (((( [ النحل : 68 _ 69 ]
(((((( ( ((((((((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((( (((((((((((( ( (((((((((((( (((((((((( ( (((( (((( s(((((((( (((((((((( ((((( (((((((((( ( s(((((((((( (( s(((((((((( (((( (((((((((((( (((((( (((((( (((((S(((( ((((( ( s((((((((((( s((((S((((( ((( ((((((( ((((((( (((( [ فصلت : 44 ]
((((((( ( (((((((( (((((( ((((((((( (((( [ الشعراء : 80 ]
(((( ( (((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((( (((((( ((((((((((((( (((((((( (((((((((((( ((((( (((S(((( (((( ( s((((((( ((((((((((( ((((((((((( (((((((( (((((((((( s(((((((((((( (((( (((( (((( ((((((( (( ((((((( (((( (((( ( ((((((( (((((((((( (((((((O(((((( ( (((( (((((((((((( ((S((((((( (((( (((( (((( ((((((( (( ((((((( (((( (((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((((( ( ((((((((( (((( ((((( s(((((((((( (((( (((( (((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ( (((( (((((((((((( (((((((((((( ( ((((((((( ((((( ((( ((( ((((((((((((( (((((((((( ( (((((( ((((((((((( ((S(((((((( (((( [ الحشر : 21 _ 24 ] (1)
__________
(1) قال ابن قيم الجوزية في الوابل الصيب ( 164 ) في فصل الأذكار التي تطرد الشياطين : " ومن أعظم ما يندفع به شره قراءة المعوذتين وأول الصافات وآخر الحشر "
قال ابن جزي الكلبي رحمه الله في القوانين الفقهية ( 296 ) :" وروينا حديثاً مسلسلاً في قراءة آخر سورة الحشر مع وضع اليد على الرأس إنها شفاء من كل داء إلا السام والسام هو الموت وقد جربناه مراراً عديدة فوجدناه حقا " أهـ ولكن الحديث الذي ذكره لا يثبت ، وهذا مما يستأنس به ببركة الآيات والله أعلم .(1/51)
((S(((( ( (((((((((( ((((((((( (((((((( ((((((((((((( ((((((((( ((((((( (((((((((( (((((((( (((((((( (((((((((((( ((((( ((((S((((((( ( ((S(((( ((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((( [ هود : 44 ] (1)
(((((((((( ( ((((( (((((( ((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((( ((((((((((( (((((( ( (((((((((( (((((( (((((((( ((( s((((((((( (((( (((((((((((( (((( ((((((( (((( O(((((( ( ((((((( ( (((((( (((((((( (((( (((((((((( (((((((((((((( (((( [ الأحقاف : 35 ]
(((((((((( ( (((((( ((((((((((( (((( (((((((((((( (((( (((((((( (((( (((((((( (((( [ النازعات : 46 ]
__________
(1) ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كان له مع هذه الآية شأن في علاج الرّعاف ولقد ذكر عنه تلميذه ابن القيم رحمه الله في كتابه زد المعاد ( 4 / 358 ) في علاج الرعاف : " كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله يكتب على جبهته - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { ((( - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ((( فهرس - ( - - - ( - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنهم - - - - (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (((( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - (((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( تم بحمد الله - } - - } وسمعته يقول كتبتها لغير واحد فبرأ " اهـ .(1/52)
((((((((((((( ( (((((((((((( ((( (((((( ((((((S(( ((( (((((((((( ((( ((((((((( (((((((((( ((( ((( (((( (((((( ((((( ((((((((( ((((((( ((( ((((((((((( (((((((((( (((( (((((( ((( (((((( ((( (((((( ((((((S ((( (((((((( (((( (((((( ((((((((( ((((((((((((((( ((( ((((((( (((((( ((((((((( (((S((((( ((( (((((( ((((((( ((((((((((((( ((( ((((( ((((( ((( (((((( (((( ((((((( (((( ((((((((((((( ((((( ((((((((( (((( (((((((((( ((((( ((((((((( (((( ((((((( (((((((( (((((( (((( ((((( (((( (((((((((((( (((( (((((((( (((((S(((( ((((((( (((( ((((((((( ((((((( (((( ((((((((( (((((((((((((( (((((((((((( ((((((((( (((( [ الطارق :1_ 17 ]
(((((( ( (((((((( (((( (((((((( ((( ((((((((((( s(((( (((((((( ((( (((((((( ((((((( (((((((( ((( ((((((((((( (((( (((((((( ((( (((((( (((( (((((((((( ((((((( ((( (((( (((( (((((((((( ((((((( ((( ((((((( (((((((( ((((((((( ((( (((((((( ((((((( ((((((((( ((( [ الشرح :1_ 8 ]
((((( ( (((((((((( (((((((( (((((((((((( ((( (((((((((((( (((((((( (((((((((((( ((( ((((((( (((((((((( ((( ((((( ((( (((((((((( ((((((((( (((((((((((( ((( (((((( s((((( (((((((( ((((( ((( (((((((((( (((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((( ((((( (((((((( ((((((((( (((((( ((((((( ((((((( ((( ((((( (((((((( ((((((((( (((((( ((((( ((((((( ((( [ الزلزلة :1_ 8 ]
(((( ( (((s((((((( s((((((((((((( ((( (( (((((((( ((( ((((((((((( ((( (((( ((((((( (((((((((( (((( (((((((( ((( (((( (((((( ((((((( ((( ((((((((( ((( (((( ((((((( (((((((((( (((( (((((((( ((( (((((( ((((((((S (((((( ((((S ((( [ الكافرون : 1_ 6 ](1/53)
(((( ( (((( (((( (((((( ((( (((( ((((((((( ((( (((( (((((( (((((( ((((((( ((( (((((( ((((( ((((( ((((((( (((((( ((( [ الإخلاص : 1_ 4 ]
(((( ( ((((((( ((((((( (((((((((( ((( ((( ((((( ((( (((((( ((( ((((( ((((( ((((((( ((((( (((((( ((( ((((( ((((( ((((((O(((((( ((( (((((((((( ((( ((((( ((((( ((((((( ((((( (((((( ((( [ الفلق : 1_ 5 ](1)
__________
(1) أخرج النسائي : كتاب الاستعاذة حديث (5432 ) عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أدلك أو قال ألا أخبرك بأفضل ما يتعوَّذ به المتعوذون ؟ قال : بلى يا رسول الله . قال : قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس " وأخرجه أحمد في المسند ( 15022 ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم ( 2593 ) ، وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في زاد المعاد ( 4 / 69 ) : " وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها وبقراءة المعوذتين " وقال أيضاً ( 4 / 181 ) :
" وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه سواء كان في الأجسام أو الأرواح " وانظر في الرقية بها من لدغة العقرب الأحكام النبوية للكحال ( 89 )
وقال الرازي رحمه الله ( 16 / 195 ) : " قوله { ((( ((((( ((( (((((( } عام في كل ما يستعاذ منه ، فما معنى الاستعاذة بعده من الغاسق والنفاثات والحاسد ؟ الجواب : تنبيهاً على أن هذه الشرور أعظم أنواع الشرور "
وقال أيضاً : " لِمَ عرّف بعض المستعاذ منه ونكّر بعضه ؟ الجواب : عرَّف النفاثات ؛ لأن كل نفَّاثة شريرة . ونكَّر غاسقاً ؛ لأنه ليس كل غاسق شريراً . وأيضاً : ليس كل حاسد شريراً ، بل رُبَّ حاسد يكون محموداً وهو الحسد في الخيرات " .(1/54)
(((( ( ((((((( ((((((( (((((((( ((( (((((( (((((((( ((( ((((((( (((((((( ((( ((( ((((( ((((((((((((( ((((((((((( ((( ((((((( (((((((((( ((( ((((((( (((((((( ((( (((( (((((((((( (((((((((( ((( [ الناس: 1_ 6 ](1)
أدعية عامة
( بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ ، ومِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد ، وشَرِّ كُلِّ ذِيْ عَيْن . (2)
(بِسْمِ اللهِ أُرْقِيكَ ، مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُؤذِيكَ ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أوْ عَيْنِ حَاسِدٍ ، اللهُ يُشفِيكَ ، بِسْمِ اللهِ أُرْقِيكَ .(3)
( اللهُمَّ ربَّ الناس أَذْهِبِ البَأس ، اشفِه وأنت الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إلاَّ شِفاؤُك شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا .(4)
__________
(1) قال ابن جزي الكلبي رحمه الله في التسهيل لعلوم التنزيل ( 2 / 529 ) : " فإن قيل : لم قَدَّم وصفه تعالى برب ثم بملك ثم بإله ؟ فالجواب : أن هذا الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى ، وذلك أن الربَّ قد يطلق على كثير من الناس ، فيقال : فلان رب الدار ، وشبه ذلك فبدأ به لاشتراك معناه ، وأما المُلْك فلا يوصف به إلا أحد من الناس ، وهم المملوك ، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس ، فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من المَلِك ، ولذلك لا يَدَّعِي الملوك أنهم آلهة ، فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير ، فلذلك ختم به . "
(2) أخرجه مسلم : كتاب السلام، باب الطب والمرض والرقى، حديث ( 2185 ) عن عائشة رضي الله عنها
(3) أخرجه مسلم : كتاب السلام ، باب الطب والمرض والرقى ، حديث ( 2186 ) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - .
(4) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حديث ( 5743 ) وغيره ، ومسلم : كتاب السلام ، باب استحباب رقية المريض ، حديث ( 2191 ) عن عائشة رضي الله عنها .
فائدة : قال المباركفوري رحمه الله في قوله ( شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا ) : " وفائدة التقييد أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلُفه مرض آخر يتولَّد منه مثلاً ، فكان يدعو بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء " تحفة الأحوذي ( 4 / 41 )(1/55)
( أسألُ اللهَ العَظِيمَ ربَّ العَرْشِ العَظيمِ أنْ يَشْفِيَكَ . ( سبعاً ) (1)
( اللهُمَّ رَحْمَتَكَ نَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفةَ عينٍ ، وأَصْلِح لِي شَأنِي كُلّه , لاَ إلَه إلاّ أنت .
(2)
( بِسْمِ اللهِ ، تُرْبَةِ أَرْضِنَا ، بِرِيْقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا ، بَإذْنِ رَبِّنَا .(3)
__________
(1) أخرجه أبو داود : كتاب الجنائز ، باب الدعاء للمريض عند العيادة ، حديث ( 3106 ) والترمذي : كتاب الطب عن رسول الله ، باب ما جاء في التداوي بالعسل ، حديث ( 2083 ) وأحمد في مسنده ( 2138 ) وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد رقم ( 536 ) " صحيح " عن ابن عباس رضي الله عنهما
(2) أخرجه أبو داود : كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، حديث ( 5090 ) وأحمد في مسنده ( 27898 ) وقال الهيثمي في المجمع ( 10 / 137 ) " روه الطبراني واسناده حسن " وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد برقم ( 701 ) " حسن " عن أبي بكرة نُفَيع بن الحارث رضي الله عنهما .
لطيفة : يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ( 21 ) بتصرف يسير :
" ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور ، استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو به .. " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت " فإذا لَهَجَ العبدُ بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلبٍ حاضر ، ونية صادقة ، مع اجتهاده فيما يحقق ذلك ، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له ، وانقلب همه فرحاً وسروراً "
(3) أخرجه البخاري : كتاب الطب ، باب رقية النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حديث ( 5745 ) عن عائشة رضي الله عنها .
فائدة : قال الكحَّال رحمه الله : " ومعنى الحديث _ والله أعلم _ : أنّه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السَّبَّابة ، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيءٌ ، فيمسح بها على الجرح ، ويقول هذا الكلام إلى آخره ، لما فيه من بركة ذكر الله تعالى ، وتفويض الأمر إليه .
قال جمهور العلماء : المراد " بأرضنا " : هنا جملة الأرض ، وقيل : أرض المدينة خاصة لبركتها " الأحكام النبوية ( 217 ) والنووي في شرح مسلم ( 14 / 184 ) وسألت شيخنا العلامة الدكتور عمر الأشقر حفظه الله ونفع بعلمه فقال : أولاً : بحاجة لمعرفة أين قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن كان في المدينة فهو خاص بتربتها ، وإلا فهو في عموم التراب لقوله " وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا " ويدخل فيها طهرة للمريض والله أعلم .(1/56)
( رَبِّيَ الله الّذِي في السّماء تَقَدّسَ اسْمُكَ أَمْرُكَ في السّمَاءِ وَالأرْضِ كما رَحْمَتُكَ في السّمَاء فاجْعَلْ رَحْمَتَكَ في الأرْضِ اغْفِرْ لِي حُوْبِي وَخَطَايَايَ أنْتَ رَبّ الطّيّبِينَ أنْزِلْ رَحْمَةً مِن رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ فَيَبْرَأ .(1)
( بِسْمِ اللهِ ، اللهُمَّ دَاوِنِي بِدَوائِكَ واشفِنِي بِشِفَائِكَ وأغنِنَي بفَضْلِكَ عمْنّ سِواَك .
( اللهُمَّ ذَا السُّلطَانِ العَظِيمِ والمَنَّ القَدِيم وَليَّ الكَلِمَاتِ التَّامَاتِ وَالدَّعَوَاتِ المُسْتَجَابَات ، اصْرَف عَنِّي عُيُونَ العَائِنِينَ ، وَحَسَدَ الحَاسِدِينَ ، وَسِحْرَ السَّاحِرِين .
__________
(1) هذا الدعاء وما بعده لم يرد منها شيء على الصحيح تصح نسبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما ذكرتها هنا من باب الدعاء المطلق ، ومن باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - " لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك " وشروط الرقية الشرعية تنطبق عليه والحمد لله فلا ضير .(1/57)
( تحصَّنتُ باللهِ الذي لا إله إلا هُوَ ، إلهِي وإلهُ كُلِّ شيء ، واعتَصَمْتُ بربِي وربِّ كُلِّ شىء ، وتوكلتُ على الحىِّ الذي لا يموتُ ، واستَدْفَعتُ الشرَّ بلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله ، حَسْبِيَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، حَسْبِيَ الربُّ مِن العباد ، حَسْبِيَ الخَالِقُ من المخلوق ، حَسْبِيَ الرازقُ مِنَ المرزوق ، حَسْبِيَ الذي بيده ملكوتُ كُلِّ شىءٍ ، وهو يُجيرُ ولا يُجَارُ عليه ، حَسْبِيَ الله وكَفَى ، سَمِعَ الله لمنْ دعا ، ليس وراء اللهِ مرمَى ، حَسْبِيَ الله لا إله إلا هُوَ ، عليه توكلتُ ، وهُوَ ربُّ العرشِ العظيم (1)
( اللهُمَّ أنتَ القويُّ وليس أحدٌ أقوى منك ، وأنتَ الرحِيمُ وليس أحدٌ أرحمُ مِنْكَ رحمْتَ يعقوبَ فرددتَ عليهِ بَصره ، ورحمتَ يُوسُفَ فنَجّيَّتَهُ مِنَ الجُّب ورحمتَ أيوبَ فكشفتَ عَنْهُ البّلاء .
أمرتَ بِالدُّعَاءِ وتكفَّلْتَ بِالإجَابة ، قلتَ وقَولُكَ الحق :
__________
(1) أورده ابن القيم في الزاد ( 4 / 169 ) وقال بعده : " ومن جرَّب هذه الدعوات والعُوَذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها وقوة نفسه واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه فإنها سلاح والسلاح بضاربه " .(1/58)
{ - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - رضي الله عنه - تمهيد (( (( - - - رضي الله عنه -( - ( - الله أكبر ( - - ( ( - - ( - - - } ( - - ( - ( - فهرس - - عليه السلام - قرآن كريم ((- رضي الله عنهم - - (( - } - - - - - - - ( { ( تمت - - رضي الله عنه -(- رضي الله عنهم - - } } - قرآن كريم ( تمهيد - ( - - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام - - ( - - ( - ( - } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( { ( - - رضي الله عنه - - ((((( } [ البقرة : 186 ]
وأنت القائل سبحانك : { - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( تمهيد - - - عليه السلام - - ( - ( الله أكبر قرآن كريم ((( - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - } [ غافر : 60]
وقلت وقولك الحق ووعدك حق : { صدق الله العظيم } تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - ( - - ( - ( - { - - (((( - ( - - - - - - ( { ( فهرس - - رضي الله عنه -(- رضي الله عنهم - - ( - ((( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام -(( قرآن كريم - - - - - }
[ النمل : 62 ]
اللهُمَّ يا سامع كل نجوى ، ويا منتهى كل شكوى ، يا عظيم المنَّ ، يا كريم الصفح ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة .
اللهُمَّ اصرف عنا عيون العائنين ، وحسد الحاسدين ، وسحر الساحرين ، ومكر الشياطين ، وكيد الكائدين .
اللهُمَّ هذا الدعاء ومنك الإجابة ، وهذا الجَهد وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .(1/59)
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .(1)
وكتب
الفقير إلى مولاه
أَبُو الْعَالِيَة
محَمّد بِنْ يُوسُفْ الجُورَانِي
غفر الله له ولوالديه
المحتويات
مقدمة .....................................................................................
تعريف الرقية ..............................................................................
حكمها ...................................................................................
شروطها ..................................................................................
كيفية الرقية ..............................................................................
علاج المصاب بالسحر ....................................................................
علاج المصاب بالعين والحسد ..............................................................
علاج المصاب بالمس الشيطاني .............................................................
فصل في التحذير من الذهاب للسحرة والمشعوذين والدجالين وعلاماتهم .......................
أمور منتشرة خاطئة بين الناس لدفع العين أو السحر .........................................
فصل منهج اختيار الآيات ................................................................
الرقية الشرعية ...........................................................................
الخاتمة ..................................................................................
__________
(1) وللمسلم أن يدعي الله تعالى بما يفتح عليه من الدعاء ليفرج همه وينفس مكروبه ، وليس بلازم التقيُّد بهذه الأدعية شريطة أن تكون صحيحة وليس فيها تعدٍ على مسلم . والله أعلم(1/60)
المحتويات ...............................................................................(1/61)