مختصر
الأدعية والأذكار المأثورات
أثناء وبعد الصلوات
الدكتور/ إسماعيل عبد الرحمن
أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر
والأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإيمان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الصلاة عمود الإسلام وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الذي كانت قرة عينه في الصلاة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداهم إلى يوم الدين .. وبعد ،
فإني قد رأيت بعضا من أئمة المساجد يطيلون في سجودهم وركوعهم إطالة ألحقت الأذى ببعض المصلين فناقشت أحدهم ناصحا ومذكرا إياه بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتخفيف في الصلاة فحاول أن يؤول النص بما يتفق ورغبته وهواه ,كما رأيت بعضا آخر ينقر الصلاة نقرا فلا تشعر بطمأنينة وخشوع في صلاتك , كما رأيت نفرا من علماء القنوات الفضائية عندما سئل : هل هناك من أذكار مسنونة تقال بعد التسبيحات في الركوع والسجود ؟ فلم يجب إجابة شافية كافية .
لكل ما سبق شرح الله صدري لتحقيق منهج الوسطية في الركوع والسجود وجمع أغلب ما ورد في السنة المطهرة من أدعية وأذكار أثناء الصلاة وبعدها في كتابنا (الأدعية والأذكار المأثورات أثناء وبعد الصلوات ) وهذا مختصره حتى يسهل حمله وحفظه فيعم نفعه بإذن الله تعالى .
أذكار القيام
أولا - دعاء الاستفتاح
لقد وردت روايات عده في السنة المطهرة في دعاء الاستفتاح نكتفي منها بهذه الروايات
1- {وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ (1) الْمُسْلِمِينَ .. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ(1/1)
(1) قال الإمام الشافعي - رضي الله عنه - : ويجعل مكان " وَأَنَا أَوَلُّ الْمُسْلِمِين " : وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين .. الأُمّ 1/106
إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ .. أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعَهَا ؛ إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَ الأَخْلاَقِ لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ .. لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْك } (1) (2) .
(1) وعَقَّب ابن القيم - رحمه الله تعالى- بأنّ المحفوظ أنّ هذا الاستفتاح إنما كان يقوله - صلى الله عليه وسلم - في قيام الليل ( زاد المعاد 1/196) ، وفيه نظر (2) رواه النسائي وأبو داود.
2- {اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ .. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ .. اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَد} (1) .
3- {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُك} (2)
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يجهر بها (3) .
(1) رواه الشيخان . (2) أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه . (3) يراجع المجموع 3/278.(1/2)
4- {اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ، الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ، سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] .. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} (1) .
5- {إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ .. اللَّهُمَّ اهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَعْمَالِ وَأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ ؛ لاَ يَهْدِي
(1) رواه أبو داود وابن ماجة.
لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ ، وَقِنِي سَيِّئَ الأَعْمَالِ وَسَيِّئَ الأَخْلاَقِ ؛ لاَ يَقِي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْت} (1)
6- {اللَّهُ أَكْبَرُ .. وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .. إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ .. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ
وَبِحَمْدِك} (2) .
(1) رواه النسائي والدارقطني .
(2) رواه النسائي .
حكم دعاء الاستفتاح :
دعاء الاستفتاح سنة في جميع الصلوات – فرضا كانت أم نفلا – إلا صلاة الجنازة, والمسبوق إذا أدرك الإمام في غير القيام .
أما إن أدركه في القيام أتى به إلا أن يخاف فوات قرآءة الفاتحة ؛ لأنها – أي الفاتحة – واجبة والاستفتاح سنة (1).
والسنة عدم الجهر بدعاء الاستفتاح إلا للتعلم ولا يجهر الإمام بالافتتاح : - رضي الله عنه - قال الإمام أحمد لم يجهر به وعليه عامة أهل العلم - صلى الله عليه وسلم - لأن النبي ليعلم الناس (2). - رضي الله عنه - وإنما جهر به عمر
(1) يراجع الأم 1/106 . (2) المغني 1/475 .(1/3)
والأولى عندي : - لمن قدر على حفظها أو حفظ بعضها – أن ينوع منها ويبدل بينها ؛ لما أورده ابن القيم رحمه الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستفتح تارة بـ{اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ.. }الحديث,وتارة يقول{ وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ.. }الحديث , وغيرها من أدعية الاستفتاح الواردة في السنة وعقب على جميعها بقوله : فكل هذه الأنواع صحت عنه - صلى الله عليه وسلم - (1), ولذا فلنا أن نتخير منها كما فعل بعض الصحابة - رضي الله عنهم - أو ننوع بينها.
(1) زاد المعاد 1 / 52,51.
ثانيا – أذكار الاستعاذة :
1- {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه} ثَلاَثاً ، ثُمَّ يَقُول {اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا [ ثَلاَثا ] ، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} (1) .
2- {اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ،
الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] ، سُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا [ ثَلاَثَ مَرَّات ] .. اللَّهُمَّ (1) رواه الترمذي وابن ماجة وأبو داود
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} (1) .
3- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِه} (2) .
4-{أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِه}(3)وأرى أن يتخير المصلي من هذه الصيغ على وجه التبديل والتنويع وما يتفق ومقدرة المصلي من حفظ واستيعاب .
(1) رواه أبو داود وابن ماجة . (2) رواه ابن ماجة .
(3) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة .
ثالثا : دعاء القراءة أو الاستماع(1/4)
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ{سبح اسم ربك الأعلى}(1)قال {سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى}. (2)
2-{مَنْ قَرَأَ مِنْكُم {والتين والزيتون} فَانْتَهَى إِلَى {أليس الله بأحكم الحاكمين} (3) فَلْيَقُلْ " بَلَى ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ " ، وَمَنْ قَرَأ {لا أقسم بيوم القيامة} فَانْتَهَى إِلَى {أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} (4)
(1) سورة الأعلى آية 1 (2) رواه أحمد وأبو داود .
(3) سورة التين آية 8 . (4) سورة القيامة آية 40.
فَلْيَقُلْ " بَلَى " ، ومَنْ قَرَأَ " الْمُرْسَلاَتِ " فَبَلَغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} (1) فَلْيَقُلْ : آمَنَّا بِاللَّه} (2) .
3- كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ ، وَكَانَ إِذَا قَرَأ {أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} (3) قال :" سُبْحَانَكَ فَبَلَى " ، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (4) .
4- عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : قُمْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقَامَ فقرأ سورة الْبَقَرَةَ لاَ يَمُرُّ
(1) سورة المرسلات آية50(2) رواه أبو داود والترمذي
(3) سورة القيامة الآية 40 (4) رواه أبو داود .
بآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ وَقَفَ فَسَأَلَ ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلاَّ وَقَفَ وَتَعَوَّذَ ، ثُمَّ ركع بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ فِي رُكُوعِه {سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَة} ، ثُمَّ قال فِي سُجُودِه مثل ذلك (1) .
قال النووي رحمه الله تعالى : قال أصحابنا : يُستحَبّ هذا التسبيح والسؤال والاستعاذة لِلقارئ في الصلاة وغيرها ولِلإمام والمأموم والمنفرد ؛ لأنّه دعاء ، فاستووا فيه كالتأمين ..
ويُستحَبّ لِكُلّ مَن قرأ {أليس الله بأحكم
(1) رواه النسائي وأبو داود والترمذي .(1/5)
الحاكمين} (1) أنْ يقول " بَلَى ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِين " ، وإذَا قرأ {أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى} (2) قال " بَلَى أَشْهَد " ، وإذَا قرأ {فبأي حديث بعده يؤمنون} (3)
قال " آمَنْتُ بِاللَّه " ، وإذَا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} (4) قال " سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى " ، ويقول هذا كُلَّه في الصلاة وغيرها ا.هـ. (5)
(1) سورة الزيتون:الآية 8(2) سورة القيامة: الآية 40 . (3) سورة المرسلات الآية 50(4) سورة الأعلى الآية 1
(5) الأذكار 102 ، 103 ويراجع المجموع 4/75
ومع تسليمي بندب واستحباب سؤال الرحمة والاستعاذة مِن العذاب والتسبيح والتعقيب على بعض الاستفهامات الواردة في القرآن الكريم عند قراءة القرآن أو الاستماع إليه خارج الصلاة وكذا في الصلوات المسنونة ، أمَّا فعل
ذلك في صلاة الفرض فلم أقف على رواية تُثْبِت ذلك ، وإنّما أثبتت الروايات التي وقفتُ عليها أنّها كانت في صلاة الليل أو في غير الفريضة ، إلا أنّ رواية أبي هريرة - رضي الله عنه - تُثْبِت عموم ذلك كما ذهب النووي رحمه الله تعالى. وفي رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي صَلاَةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَة (1) . وعن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قالت : كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَيْلَةَ التَّمَام ... (2) .
وعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ... (3) .
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى : ولا يُستحَبّ ذلك في الفريضة ؛ لأنّه لم يُنْقَلْ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فريضة مع كثرة مَن وصف قراءته فيها .. ا.هـ (4) .
(1) رواه أحمد وابن أبي شيبة . (2) رواه أحمد .
(3) رواه النسائي والترمذي . (4) المغني 1/550 .
أذكار الركوع والرفع منه والقنوت
أولا - أذكار الركوع(1/6)
1- {سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ} ثَلاَثاً (1).
2- {سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِه} ثَلاَثاً(2).
3- {سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوح} (3).
4- {اللهم لك ركعت ,وبك آمنت , ولك
(1)رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما .
(2) رواه أبو داود. (3) رواه مسلم .
أسلمت , خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي }(1).وفي رواية {خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين} (2).
5- {اللهم لك ركعت , وبك آمنت , ولك أسلمت , وعليك توكلت.. أنت ربي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين} (3).
(1) رواه مسلم (2) رواه أبو داود (3) رواه النسائي
6- {سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي} (1).
7- {سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة } (2). هذ الأذكار لا يسن جمعها في الركوع وإنما آكدها الأول والثاني ثم ليتخير المصلي ما شاء من الأذكار الباقية .
(1) رواه الشيخان (2) رواه أبو داود والنسائي
ثانيا - أذكار الرفع مِن الركوع
1- {سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه} (1).
2-{ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه َّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ َ} (2)
3- {سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه رَبَّنَا ولَكَ الْحَمْدُ حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه }(3)
4- {سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب
(3,2,1) رواها البخاري والنسائي وأبو داود .
ربنا ويرضى }(1)
5- -{ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه َّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ ما بينهما وملء مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ}(2)(1/7)
6- { سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه َّ اللهم رَبَّنَا َلَكَ الْحَمْدُ َ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ ما بينهما وملء مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ
(1) رواه أبو داود والنسائي . (2) رواه مسلم والترمذي.
عَبْدٌ ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدّ } (1)
وأرى أن للمصلي أن يتخير منها فجميعها وارد في السنة المطهرة لكن الأحب إلى نفسي منها الأخيرة لأنها جمعت الكل , ولكثرة ما فيها من الحمد والثناء على الله عزوجل إلا أن يكون المصلي إماما فعليه أن يتوسط في هذا الذكر حتى لا يشق على المأمومين .
ثالثا – أذكارالقنوت
1- {اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي
فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ
(1) رواه أبو داود.
لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ؛ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْت} (1) .
2- {اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَلاَ نَكْفُرُكَ ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ مَنْ يَفْجُرُكَ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ ،
وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ ؛ إِنَّ عَذَابَكَ الْجَدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ (1) رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة والنسائي(1/8)
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِِ,َوأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَاجْعَلْ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَالْحِكْمَةَ ، وَثَبِّتْهُمْ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِكَ - صلى الله عليه وسلم - ، وَأَوْزِعْهُمْ أَنْ يُوفُواَ بِعَهْدِكَ الَّذِي عَاهَدْتَهُمْ عَلَيْهِ ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ إِلَهَ الْحَقِّ وَاجْعَلْنَا مِنْهُم} (1)
قال النووي رحمه الله : واعلم أنّ القنوت لا يتعين فيه دعاء على المذهب المختار ؛ فأيّ دعاء دعا به حصل القنوت ، ولو قنت بآية أو
(1) رواه البيهقي .
آيات مِن القرآن العزيز وهي مشتملة على الدعاء حصل القنوت ، ولكن الأفضل ما جاءت به السُّنَّة .. ا.هـ (1) .
(2) الأذكار /119 .
أذكار السجود والجلوس بين السجدتَيْن وبعد التشهد
أولا - أذكار السجود
1- {سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى } ( ثلاثاً ) (1) .
2- {سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِه} ( ثلاثاً )(2).
3- {سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوح}.(3)
(1) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما
(2) رواه أبو داود (3) رواه مسلم .
4- {سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ .. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي(1) } .
5- {اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ .. سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين } (2).
6- {اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْت}.(3)
(1) رواه الشيخان.
(2) رواه مسلم . (3) رواه أحمد والنسائي.
7- {رَبِّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا } (1).
8- {سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَة } (2).(1/9)
9- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ ، لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك } (3).
(1) رواه أحمد . (2) رواه أبو داود . (3) رواه مسلم .
10- {اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُوراً ، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُوراً ، وَاجْعَلْ مِنْ تَحْتِي نُوراً ، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُوراً ، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً ، وَعَنْ يَسَارِي نُوراً ، وَاجْعَلْ أَمَامِي نُوراً ، وَاجْعَلْ خَلْفِي نُوراً ، وَأَعْظِمْ لِي نُورا } (1).
11- {اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ :دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، وَعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّه} (2).
(1) رواه النسائي . (2) رواه مسلم .
هذه بعض أذكار النبي - صلى الله عليه وسلم - في سجوده ، تؤكد الاجتهاد في الدعاء في السجود ؛ لِغايتين حددهما النبي - صلى الله عليه وسلم - :
الأولى : في قوله - صلى الله عليه وسلم - {وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ؛ فَإِنَّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُم} (1) .
الثانية : في قوله - صلى الله عليه وسلم - {أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاء} (2) .
(1 ، 2 ) رواها مسلم .
وأرى أنّ لِلمصلِّي أنْ يتخير منها ويحفظ منها ما استطاع ، إلا أنّ الذِّكْر الأول هو الواجب ، ونحوه الذِّكْر الثاني ، وليأتِ بواحد منهما أوّلاً ثلاث مرات ، وهو أدناه ثم يأتي بما شاء مِن الدعاء والأذكار ، وأفضلها ما كان مأثوراً في القرآن أو السُّنَّة ، ولا بأس بالدعاء لِحاجة أخرى مِن حوائج الدنيا والآخرة ؛ حيث ورد الأمر بالاجتهاد بالدعاء - في السجود - مطلقاً .(1/10)
وقد عقَّب ابن القيم - رحمه الله تعالى - على هذا الأمر بقوله : وهل هذا أمر بأنْ يُكْثِر الدعاء في السجود أو أمر بأنّ الداعي إذَا دعا في محلّ فليكن في السجود ؟ وفرق بين الأمرين ، وأحسن ما يُحْمَل عليه الحديث : أنّ الدعاء نوعان ، دعاء ثناء ودعاء مسألة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُكْثِر في سجوده مِن النوعين ، والدعاء الذي أمر به في السجود يتناول النوعين .. ا.هـ (1) .
عدد التسبيحات
أوجب الإمام أحمد - رضي الله عنه - تسبيحةً واحدةً في الركوع والسجود ، وأدنى درجة الكمال في عدد التسبيحات عند الجمهور ثلاث (2)
(1) زاد المعاد 1/59 (2) الإنصاف للمرداوي 2/60 .
وفي ذلك يقول الإمام الشافعي - رضي الله عنه - : إنْ كان هذا ثابتاً [ يعني حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - (سبحان ربي الأعلى ثلاثاً)] فإنّما يعني - والله أعلم - أدنى ما يُنسَب إلى كمال الفرض والاختيار معاً لا كمال الفرض وحده ، وأحبّ
أنْ يبدأ الراكع في ركوعه أنْ يقول " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيم " ثلاثاً ، ويقول ما حكيتُ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوله .. ا.هـ .
وقال في السجود : وأُحِبّ أنْ يبدأ الرجل في
السجود بأنْ يقول " سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى " ثلاثاً ، ثُمّ يقول ما حكيتُ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقوله في سجوده ، ويجتهد في الدعاء فيه رجاءَ الإجابة ما لم يكن إماماً فيُثْقِل على مَن خلفه ، أو مأموماً فيخالف إمامَه .. ا.هـ (1) .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى : سمعتُ أبي يقول في سجوده : اللَّهُمَّ كَمَا صُنْتَ وَجْهِي عَنِ السُّجُودِ لِغَيْرِكَ فَصُنْ وَجْهِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ لِغَيْرِك ..
وقال : كان عبد الرحمن يقوله في سجوده.
وقال : سمعتُ الثوري يقوله في سجوده .
(1) الأُمّ 1/111 ,115.(1/11)
وهذا دليل على جواز الدعاء بغير المأثور في الصلوات خاصّةً في السجود الذي أُمِرْنَا بإكثار الدعاء فيه (1) .
وعن الحسن البصري - رضي الله عنه - : التسبيح التام سبع،والوسط خمس ، وأدناه ثلاث (2) .
ورُوِي عن ابن المبارك - رضي الله عنه - أنّه قال : أستحبّ لِلإمام أنْ يسبِّح خمس تسبيحات ؛ لِكي يدرك مَن خلفه ثلاث تسبيحات .
(2،1) يراجع المغني 1/501.
وهكذا قال إسحاق بن إبراهيم (1) وسفيان الثوري (2) رحمهما الله تعالى .
والراجح عندي : أنّ الإمام يسبِّح خمس تسبيحات لِكي يدرك مَن خلفه ثلاثاً ، وهو قول ابن المبارك وإسحاق والثوري - رضي الله عنهم - ، وأنّ
المنفرد يسبِّح بأيّ عدد شاء ، ولا ينزل عن
الثلاث التي هي أدنى درجات الكمال ، إلا إذَا لم يتمكن مِن ذلك لِعذر أو ضرورة فعليه الإتيان بتسبيحة واحدة ..
(1) يراجع : الأذكار /106 وشرح السُّنَّة 1/103
(2) يراجع بدائع الصنائع 2/550
ومَن أتى بتسبيحة واحدة بغير عذر وترك الثلاث التي هي أدنى درجات الكمال فقد ترك السُّنَّةَ في ذلك .
وقد رُوِي عن محمد بن الحسن - رحمه الله تعالى - أنّه إذَا سَبَّح مرّةً واحدةً يُكْرَه ؛ لأنّ الحديث جعل الثلاث أدنى التمام ، فَمَا دونه يكون ناقصاً فيُكْرَه (1) .
ثانياً- الدعاء بين السجدتين
1- {رَبِّ اغْفِرْ لِي .. رَبِّ اغْفِرْ لِي} (2) .
2- {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي
(1) بدائع الصنائع 2/550
(2) رواه احمد والنسائي
وَارْزُقْنِي وَارْفَعْنِي} (1) . وفي رواية : {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَارْفَعْنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي}(2)، وفي رواية : {وَعَافِنِي}. (3) ومِن مجموع هذه الروايات يتضح تفاوتها في(1/12)
الدعاء بين دعاء بمطلوب واحد وبين دعاء بأكثر مِن مطلوب واحد كما في رواية البيهقي رحمه الله تعالى ؛ فقد حوت ستّةً منها ، ويضاف إليها ما في رواية أبي داود - رحمه الله تعالى - لِتصبح سبعةً ، لِلمصلِّي أنْ يتخير منها أو يأتي بجميعها .
(1) رواه ابن ماجة . (2) رواه البيهقي.
(3) رواه أبو داود
أذكار سجود التلاوة
1- {سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين }(1).
2- {اللهم اجعلها لي عندك ذخرا وأعظم لي بها أجرا وضع عني بها وزرا وتقبلها مني كما تقبلتها من داود عليه السلام }(2).
وقال النووي – رجمه الله – إذا سجد للتلاوة
(1) رواه أبو داود والنسائي والترمذي والحاكم
(2) رواه الترمذي والحاكم .
استحب أن يقول في سجوده ما ذكرناه في سجود الصلاة ويستحب أن يقول معه ما تقدم من الروايتين,ويستحب أن يقول أيضا{سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا }(1).
وذكر أن الأخير هو ما نص عليه الإمام الشافعي - رضي الله عنه - (2).
(1)سورة الاسراء الآية 108 (2) الأذكار 112 .
ثالثاً- الدعاء بعد التشهد
1- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَات} (1) .
2- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّار } (2).
3- {اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ (1،2)رواهما أبو داود .
وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ؛ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت} (1) .(1/13)
4-{اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم}(2)
5- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يَاذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي
(1) رواه مسلم . (2) رواه النسائي .
أَسْأَلُك} (1) .
قال النووي رحمه الله تعالى : اعلم أنّ هذا الدعاء مستحَبّ ليس بواجب ، ويُستحَبّ تطويله إلا أنْ يكون إماماً ، وله أنْ يدعو بما شاء مِن أمور الآخرة والدنيا ، وله أنْ يدعو
بالدعوات المأثورة وله أنْ يدعو بدعوات يخترعها ، والمأثورة أفضل .. ا.هـ (2) .
وأفضل المأثورات ما ورد الأمر به : وهو الاستعاذة مِن أربع كما مرّ .
(1)رواه أبو داود . (1) الأذكار /127 ، 128.
الدعاء والأذكار في الصلاة وبعدها
أولاً- الدعاء في الصلاة بصفة عامة
ومرادنا بالدعاء في الصلاة بصفة عامة : أنّ هذه الأدعية وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودَعَا بها في صَلاته دون تحديد أيّ موضع مِن مواضع الصلاة ، فلذا فإنّه يمكن أنْ نَذكر منها في الركوع وفي السجود وبعد التشهد ؛ فكُلّها مواضع داخل الصلاة ومنها مايلي:
1-{ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي ؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيم} (1) .
وعقَّب النووي - رحمه الله تعالى - على هذا الحديث بقوله :" وقد احتجّ البخاري - رحمه الله - في صحيحه والبيهقي وغيرهما مِن الأئمة بهذا الحديث لِلدعاء في آخِر الصلاة ، وهو استدلال صحيح ؛فإنّ قوله :" فِي صَلاَتِي" يَعُمّ جميعهَا،ومِن مظانّ الدعاء في الصلاة هذا الموطن .. ا.هـ (2).(1/14)
وأرى أنّ عموم الحديث يجعل محلّ الدعاء في أيّ موطن مِن مواطن الصلاة ، وليس قصراً (1) رواه الشيخان . (2) الأذكار /129.
له على ما بعد التشهد أو في آخِر الصلاة كما ذهب بعض أهل العلم .
أمَّا رواية السيدة عائشة -رضي الله عنها- التالية فهذه التي يمكن أنْ تُحْمَل على آخِر الصلاة ؛ لأنّ التعوذ قد ورد في روايات عديدة قبل السلام ، ومع ذلك فلا أرى بأساً مِن قراءة هذا الدعاء في الصلاة لا سيما في السجود .
2- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ .. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَم} ، فقال له قائل :" مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَم ؟! " فقال - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَف} (1) .
3- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً وَلِسَاناًصَادِقاً,وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُ لِمَا تَعْلَم} (2) .
(1) رواه الشيخان . (2) رواه أحمد والنسائي .(1/15)
4- {اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْراً لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْراً لِي .. اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَاءِ وَالْغَضَبِ ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيماً لاَ يَنْفَدُ ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ .. اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةًً مُهْتَدِين} (1) .
5- {اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَل} (2) .
ثانيا- أذكار ما بعد الصلاة
1- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثاً وَقَال {اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ
وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَام}
(1 ، 2 ) رواهما النسائي .
قيل لِلأوزاعي ( أحد رواة الحديث ) :" كيف الاستغفار ؟ " قال : تقول : اسْتَغْفِرُ اللَّهَ .. اسْتَغْفِرُ اللَّه (1) .
2-{مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ " اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْف}(2) .
والأَوْلَى عندي : حَمْل الاستغفار المطلق في رواية ثوبان - رضي الله عنه - على تقييده في رواية البراء بن (1) رواه مسلم . (2) رواه أبو يعلى .(1/16)
عازب - رضي الله عنه - ؛ فيأتي المصلِّي بهذه الصيغة ، وإنْ أتى بصيغة الأوزاعي - رحمه الله - فلا بأس .
3-{لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .. اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدّ} (1) كان يقولها - صلى الله عليه وسلم - دُبُرَ كل صلاة مكتوبة.
4-{لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
(1) رواه الشيخان .
قَدِيرٌ .. لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ .. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ .. لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون} (1) .
5- عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَدِه (2) ..
وعن يُسَيْرَة بنت ياسر - رضي الله عنها -
(1) رواه مسلم .(2) رواه أبو داود والنسائي ... .
قالت : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ .. اعْقِدْنَ بِالأَنَامِلِ ؛ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولاَتٌ مُسْتَنْطَقَات} (1) .
6- {أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ .. لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ
وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك} (2) .
7- قراءة المعوذات دُبُرِ كُلِّ صَلاَة (3) .
(1) رواه أحمد وابن سعد والطبراني . (2) رواه أبو داود والنسائي .(3) رواه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي.(1/17)
8-{التسبيح ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ، وَالحْمَدَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِينَ ، وَالتكبير أَرْبَعاً وَثَلاَثِينَ؛ فَتِلْكَ مِائَة}(1) وفي رواية {وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر} (2).
وفي رواية: {سَبِّحُوا خمساً وعشرين،واحمدوا خمساً وعشرين ، وكَبِّرُوا خمساً وعشرين ، وهَلِّلُوا خمساً وعشرين ؛ فتلك مائة } (3) .
(3,1) رواهما النسائي. (2) رواه مسلم .
9- {مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ
صَلاَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ الْمَوْتُ ، وَمَنْ قَرَأَهَا حِينَ يَأْخُذُ مَضْجَعَهُ آمَنَهُ اللَّهُ عَلَى دَارِهِ وَدَارِ جَارِهِ وَأَهْلِ دُوَيْرَاتٍ حَوْلَه} (1) .
10-{مَنْ سَبَّحَ فِي دُبُرِ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ وَهَلَّلَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر} (2) .
(1) رواه البيهقي . (2) رواه النسائي .
الأذكار الخاصة ببعض الصلوات :
1- {إِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ فَقُلِ " اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ " سَبْعَ مَرَّاتٍ ؛ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ ثُمَّ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا ، وَإِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ كَذَلِكَ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ مُتَّ مِنْ يَوْمِكَ كُتِبَ لَكَ جِوَارٌ مِنْهَا} (1) .
2- {مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ وَيَثْنِي رِجْلَهُ مِنْ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ وَالصُّبْحِ " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ،
(1) رواه أبو داود(1/18)
بِيَدِهِ الْخَيْرُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " عَشْرَ مَرَّاتٍ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزاً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَحِرْزاً مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَلَمْ يَحِلَّ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ إِلاَّ الشِّرْكَ ، فَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ عَمَلاً إِلاَّ رَجُلاً يَفْضُلُهُ يَقُولُ أَفْضَلَ مِمَّا قَال} (1) .
3-كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ قَال {اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً
(1) رواه أحمد والترمذي .
وَرِزْقاً طَيِّبا} (1) .
3- كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحرِّك شفتيه بعد صلاة الفجر ويقول :{اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَبِكَ أُقَاتِل} (2) .
والترتيب الثابت بين هذه الأذكار : أوّلاً الاستغفار ثم التهليل ، وما عداهما فلم يثبت - عندي - فيه ترتيب ، فمَن قدَّم آية الكرسي والمعوذات على التسبيح والتحميد والتهليل فلا حرج عليه ومَن عكس فقدَّم التسبيح والتحميد والتهليل فلا حرج عليه ، والله أعلى وأعلم .
(1) رواه أحمد وابن ماجة . (2) رواه ابن السني
تنبيه :
كان هَدْي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء بصفة عامة أنْ يكرره ثلاثاً ..
فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : كَانَ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَعَا دَعَا ثَلاَثاً ، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاَثاً (1) . وعَقَّب النووي - رحمه الله تعالى - فقال : فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثاً ، وقوله :" إِذَا سَأَل ... " هو الدعاء ، لكنْ عَطَفَه لاختلاف اللفظ توكيداً (2) .
(1) رواه مسلم .
(2) شرح النووي على صحيح مسلم 12/152(1/19)
وختاماً .. أسأل الله تعالى أنْ يتقبل هذا العمل ، وأنْ ينفع به المسلمين والمسلمات حتى يلحقني أجره بعد الممات وكَذَا والدَيّ وأصحاب الحقوق علَيّ ؛ إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .(1/20)