|
تم استيراده من نسخة : أ/علي عبد الباقي
مجموعة فوائد
من كشكولي الخاص
أم عائش - أخوات طريق الإسلام
http://akhawat.islamway.com/forum/lofiversion/index.php?t31075.html
سم الله .. هذه الفوائد.. جُمعت ليست لتعني موضوع بعينه .. ولكنها من كشكولي الخاص
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1\271) « رأيت بخط أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل في عدة أحاديث اسم النبي ، ولم يكتب الصلاة عليه .وبلغني أنه كان يصلي على النبي نطقاً لا خَطاً. وقد خالفه غيره من الأئمة المتقدمين في ذلك »
قال خالد بن صفوان لرجل كثر كلامه « إن البلاغة ليست بكثرة الكلام، ولا بخفة اللسان، ولا بكثرة الهذيان . ولكنها إصابة المعنى ، والقصد إلى الحجة » .
وقيل لأعرابي : ما البلاغة ؟ فقال : « لمحة دالة على ما في الضمير» .
وقد سئل بعضهم : ما البلاغة ؟ فأجاب : « هي الإيجاز. وإنما سمي البليغ لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه ».
وقد أطال ربيعة الرأي مرة في كلامه ، فقال لأعرابي عنده « ما العي عندكم ؟ ». قال: « ما كنتَ فيه منذ اليوم ! ».
))ما أنت محدثاً قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة )) ...... القائل .. ابن مسعود رضي الله عنه , مسلم في مقدمة صحيحه ج1 ص 109 ط المكتب الثقافي
قال العلامة الذهبي في قضية كتمان بعض العلم خوفاً من إثارة الناس " هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة , في الأصول أو الفروع أو المدح أو الذم, أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه فتنه فإنه من البينات و الهدى سير أعلام النبلاء الذهبي ج2 ص 597
هناك حق ينبغي إخفاؤه كما ندم انس بن مالك رضي الله عنه بحديثه الذى حدثه للحجاج عن أقصى عقوبة عاقب بها النبي صلى الله عليه وسلم أعدائه
(1/1)
قال عمر بن الخطاب فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة
جملة ليست من قول النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل . } الحديث متفق عليه
للتوضيح أولا
الغرة : بياض الوجه ... والتحجيل بياض الأطراف .. أطراف اليدين والرجلين
والمعنى أن هذه المواضع تكون يوم القيامة نوراً يتلألأ وهى علامة تعرف بها أمة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وهذا من فضل الوضوء وهى خاصية اختص بها الله عزوجل أمتنا فلله الحمد والمنة .
ولكن
قوله فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل .. هذه الجملة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هى من كلام أبي هريرة رضى الله عنه وليست بصحيحة من جهة الحكم الشرعي , لأن ظاهرها أن الانسان يمكنه أن يطيل غرته يعني : يطيل وجهه وهذا غير ممكن فالوجه محدد من الأذن إلى الأذن ومن منحنى الجبهة الى اسفل اللحية .
وهذا مما يدل على أن هذه الجملة من كلام أبي هريرة رضى الله عنه قالها اجتهادا
وقد أشار إلى ذلك ابن القيم رحمه الله فى النونية قال
وأبو هريرة قال ذا من كيسه فغداً يميزه أولو العرفان
وإطالة الغرات ليس بممكن أيضاً وهذا واضح التبيان
لكن على كل حال ما فرضه الله تعالى علينا أن نغسل الوجوه والأيدي الى المرافق والأرجل الى الكعبين , هذا هو منتهى الوضوء وكفى فخراً أن يأتي الناس يوم القيامة وهذه المواضع تتلألأ نورا من اجسادهم من أثر الوضوء . من كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى من كتاب وصايا الرسول _ بتصرف
(1/2)
ترك الإختتان عند العرب كان من العار , وكان الرجل عند العرب في الجاهلية إذا أراد أن يبالغ في سب أحدهم يقول له يا ابن القلفاء .. والقلفاء هي المرأة التي لم تختتن .. لأنها تكون كثيرة الحنين إلى الرجال وهذا عيب عند الحرائر فالحرة لا تزني , والحرة لا تأكل بثديها ..
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان ، فقال: إن فلانا يقع فيك .
فقال: لأغيظن من أَمَرَه : يغفر الله لي وله .
قيل له: من أَمَرَه ؟ قال: الشيطان
قال الإمام المروذي في أخبار الشيوخ وأخلاقهم ص167
سمعت أبا العدبَّس المروزي يقول : سمعت أبي وعمي يقولان : كنا عند ابن المبارك فأتاه رجل فسأله عن الشعر
فقال : لا تقله .
قال : هو ذا أنت تقولُ .
فقال ابن المبارك : أمرت أن تقتدي بمساوئي ؟
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : أَخْبَرَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : رَآنِي أَبِي وَأَنَا أَنْشُدُ الشِّعْرَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ لَا تَنْشُدُ الشِّعْرَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ كَانَ الْحَسَنُ يُنْشِدُ الشِّعْرَ ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يُنْشِدُ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إنْ أَخَذْتُ بِشَرِّ مَا فِي الْحَسَنِ وَبِشَرِّ مَا فِي ابْنِ سِيرِينَ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرُّ كُلُّهُ . إعلام الموقعين 3/296.
قال الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه مدارة الناس ص114- 115:
حدثنا أحمد بن جميل المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال " إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك " .
حدثنا الحسن بن منصور حدثنا حجاج بن محمد عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال : " ما أحسب أحداً تفرغ لعيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه " .
(1/3)
حدثنا محمد بن بشير حدثنا جميع بن عبد الله الهجيمي عن عبد الله بن بكر بن عبد الله المزني عن أبيه قال " إذا رأيتم الرجل موكلاً بذنوب الناسِ ناسٍ لذنوبه فاعلموا أنه قد مكر به "
مر أبو حنيفة على جماعةٍ يتفقهون ، فقال : ألهم رأسٌ ؟ قالوا : لا . قال : إذن لا يفلحون أبدا . أخرجه الخطيب فى " الفقيه والمتفقه " ( 790 (
في (( شرح الإحياء )) للزبيدي ذكر في النهي عن الغيبة لحظ النفس : قول السبكي ، فقال :
( قال تاج الدِّين – أي السبكي - : كنت جالساً بدهليز دارنا ، فأقبل كلب ، فقلت : اخسأ كلْب بن كلب ، فزجرني الوالد من داخل البيت .فقلت : أليس هو كلب بن كلب ؟ قال : شرط الجواز عدم قصد التحقير ، فقلت : هذه فائدة (
)الأجر على قدر المشقة ) هذه من أقاويل الصوفية ، وهي غير مستقيمة على إطلاقها ، وصوابها : ( الأجر على قدر المنفعة ) أي منفعة العمل وفائدته كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره
قال ابن الجوزي في المدهش 1/273ما حظي الدينار بنقش اسم الملك حتى صبرت سبيكته على التردد إلى النار فنفت عنه كل كدر ، ثم صبرت على تقطيعها دنانير ، ثم صبرت على ضربها على السكة ، فحينئذ ظهر عليها رقم النقش ( كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ( .
قال ابن الجوزي في المدهش 1/278
الدنيا والشيطان خارجيان خارجان عليك ، خارجان عنك ، والنفس عدو مباطن ، ومن آداب الجهاد { قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم } ليس من بارز بالمحاربة كمَن كمِن ، ما دامت النفس حيةً تسعى = فهي حيةٌ تسعى ، أقل فعل لها تمزيق العمر بكف التبذير كالخرقاء وجدت صوفا
قال ابن الجوزي في المدهش 1/279
يا هذا دبر دينك كما تدبر دنياك لو علق بثوبك مسمار رجعت إلى وراء لتخلصه ، هذا مسمار الإصرار قد نشب بقلبك ، فلو عدت إلى الندم خطوتين تخلصت
قال أبو علي بن شهاب
(1/4)
سمعت أبا عبد الله بن بطة يقول: أستعمل عند منامي أربعين حديثا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . طبقات الحنابلة 3/261.
قال سهل بن عبد الله : العلم كله دنيا والآخرة منه العمل به ..
قال الخطيب البغدادي في كتابه اقتضاء العلم العمل :
وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلا بإخلاص المعتقد ، والعمل الصالح ، والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا ، وهل وصل الحكماء إلى السعادة العظمى إلا بالتشمير في السعي ، والرضى الميسور ، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل ، والمحروم ، وهل جامع كتب العلم إلا كجامع الفضة والذهب ؟!
كانزها
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها =كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها ، وراعى واجباتها ، فلينظر امرؤ لنفسه ، وليغتنم وقته فإن الثواء قليل ، والرحيل قريب ، والطريق مخوف ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم ، والناقد بصير ، والله تعالى بالمرصاد ، وإليه المرجع والمعاد ( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره ). ص15-16.
(1/5)
فوائد ومواعظ وغرائب وعجائب وأشعار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه وبعد :
فهذه شذرات وقطوف جمعتها من مصادر شتى لأخذ العبرة والعظة من فوائدها المجموعة وأشعارها المنظومة ومواعظها المنتقاة وعجائبها .... وملحها .... و ...الخ آملاً أن ينفع الله عز وجل بها كل من نظر فيها أو قرأت له ، علماً بأنني لم أشغل نفسي بتخريج الأسانيد الواردة في بعضها لئلا تخرج عن المقصود ظنناً مني أن كل أو معظم من ينظر فيها ويطالع هو من أهل الحديث وممن له دراية بالأسانيد والتخريج . والله الموفق
(( .... ومن علم رحمك الله أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه ، ومن أيقن أنه مسؤول عما ألف وعما كتب لم يعمل الشئ وضده ولم يستفرغ مجهوده في تثبيت الباطل عنده وأنشد الرياشي:
ولا تكتب بخطك غير شئ يسرك في القيامة أن تراه
فاسأل الله عز وجل أن يغفر لنا ما زل به القلم وأن ينفعني وإياكم بما قد يصيب به
ـــ سبحان الله :
ثنا احمد بن يحيى ثنا سعيد ثنا حفص عن بيان عن قيس قال كان أبو الدرداء إذا كتب الى سلمان او سلمان إلى أبي الدرداء كتب إليه بقصة الصحفة قال كنا نتحدث انه بينما هما يأكلان من الصحفة فسبحت الصحفة وما فيها
ـــ ثنا محمود المروزي ثنا سهل بن العباس ثنا سفيان بن عيينةعن الزهري عن عروة انه كان يتألف الناس على حديثه
ـــ وبه عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابي جعفر محمد بن علي قال ألقي لعلي وسادة فجلس عليها وقال لا يأبى الكرامة الا حمار
قال أحدهم في أصحاب الحديث:
أهلاً وسهلاً بالذين أحبهم وأودهم في الله ذي الآلاء
أهلاً بقوم صالحين ذوي تُقى عز الوجوه وزين كل ملاء
يسعون في طلب الحديث بعفة وتوقر وسكينة وحياء
لهم المهابة والجلالة والتُقى وفضائل جلت عن الإحصاء
ومداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشهداء
يا طالبي علم النبي محمد ما أنتم وسواكم بسواء
ـــ عجيبة :
(1/1)
ثنا ابو إسماعيل الترمذي ثنا الاويسي عن مالك ان مقاتل جاءه إنسان فقال له إن إنسانا يسألني عن لون كلب اصحاب الكهف فلم أجد ما أقول له فقال له مقاتل ألا قلت هو أبقع فلو قلت لم تجد أحدا ينكر عليك قولك إسناده صحيح
ـــ ثنا ابو إسماعيل سمعت نعيم بن حماد يقول اول ما ظهر من مقاتل الكذب هذا قال لرجل أما لو قلت اصفر او كذا من كان يرد عليك
ــ الدعاء :
حدثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال : ( كانوا يجلسون ويتذاكرون العلم والخير ثم يتفرقون لا يستغفر بعضهم لبعض ولا يقول يا فلان أدع لي ) .
ـــ كرامة :
سياق ما روي من كرامات محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال أنا محمد بن أحمد بن سليمان قال أنا خلف بن محمد بن الفضل البلخي قال سمعت أبي يقول ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك الشك من أبي محمد البلخي فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره
ــ استجابة :
علي ثنا الحسين ثنا عبد الله قال حدثت عن يحيى بن عثمان قال ثنا بقية بن الوليد قال كنا في البحر فهبت الرياح وهاجت الأمواج فبكى الناس وضجوا فقيل لمعيوف أو ابن معيوف هذا إبراهيم بن أدهم لو سألته أن يدعو الله وإذا هو نائم في ناحية السفينة ملفوف رأسه في كساء فدنا منه فقال يا أبا إسحاق أما ترى ما الناس فيه قال الله قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك قال فهدأت السفن
ــ أخبرنا محمد بن رزق الله قال أنا أحمد بن سلمان قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا أحمد بن عمرو بن السرح قال ثنا ابن وهب عن عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن سالم بن عبد الله بن عمر حدثه عن عبد الله بن عمر قال ما سمعت عمر يقول لشيء قط إني لأظن كذا وكذا إلا كان ما يظن أخرجه البخاري
(
(1/2)
فائدة: فيه جواز أن ينادي الرجل أباه باسمه وليس كما ينكر بعضهم ذلك تأدباً كما زعموا (
ــ فائدة :
إذا نبح عليك كلب وخفت منه فاقرأ (( يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان )) وقل بعد ذلك لا إله إلا الله ـ فإنك تكفاه
ـ رقية :
إذا لدغ أحد فاقرأ عليه : سلام على نوح في العالمين وصلى الله على سيدنا محمد في المرسلين ، أعيذك من حاملات السم أجمعين لا دابة بين السماء والأرض إلا ربي آخذ بناصيتها كذلك يجزي عباده المحسنين إن ربي على صراط مستقيم ، إن ربي بكل شئ عليم وصلى الله على سيدنا محمد الكريم . وقال بعض العلماء : من قال عقدت زبائن العقرب ولسان الحية ويد السارق بقول أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ؛ أمن .
زهد وورع :
روى البيهقي في مناقب الإمام أحمد عن عثمان بن زائدة قال : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل ، فحدثت به أحمد بن حنبل فقال العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.
في الرحيل وترك البلاد:
لا تأسفن على خل تفارقه إن الأقاصي قد تدنوا فتأتلف
فالناس مبتذل والأرض واسعة فيها مجال لذي لب ومنصرف
وقال أخر:
إدا ما الحر هان بأرض قوم فليس عليه في هرب جناح
وقد هنا بأرضكم وصرنا كقئ الأرض تزروه الرياح
وقال أحدهم :
وإذا الديار تنكرت عن حالها فدع الديار وأسرع التحويلا
ليس المقام عليك حق واجب في منزل يدع العزيز ذليلا
قال صالح بن أحمد بن حنبل :
سمعت أبي رحمه الله يقول : والله لقد أعطيت المجهود من نفسي ولودت أني أنجو من هذا الأمر كفافاً لا عليَ ولا ليَ.
لمحبرة تجالسني نهاري أحب إلى من أنس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي أعز من عدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني ألذ علىَ من شرب الرحيق
قال المروزي : سمعت أبا عبد الله يقول : الخوف منعني أكل الطعام والشراب فما أشتهيه.
عجيبة:
(1/3)
قال أبو يعلى الموصلي سمعت أحمد بن حنبل يقول : خرجت في وجه الصبح فإذا أنا برجل مسبل منديله على وجهه فناولني رقعة ، فلما أضاء الصبح قرأتها فإذا فيها مكتوب:
عش موسراً إن شئت أو معسراً لابد في الدنيا من الغم
إني رأيت الناس في عصرنا لا يطلبون العلم للعلم
إلا مباهاة لأصحابهم وعدة للخصم والظلم
قال : فظننت أن محمد بن يحيى الذهلي ناولني فلقيته فقلت له الرقعة التي ناولتني ، فقال : ما رأيتك ما ناولتك رقعة ، فعلمت أنها عظة لي.
خوف وبكاء :
قال مالك: ( ... وكان عمر يتغدى فبصر بزياد ( زياد بن أبي زياد المديني مولى عبد الله بن عياش ) فأمر حرسياً أن يكون معه فلما خرج الناس وبقي زياد جلس إليه عمر ثم أمر فاطمة أن تسلم عليه ثم قال لها يا فاطمة هذا زياد عليه جبة صوف وعمر قد ولي أمر الأمة فحاسب نفسه حتى قام إلى البيت فقضى عبرته يعني بكى ـ ثم خرج ففعل ذلك ثلاث مرات فقالت فاطمة: يا زياد هذا أمرنا وأمره ما فرحنا به ولا قرت أعيينا منذ ولي ... تهذيب تاريخ دمشق ص 434
قال ابن تيمية في ( منهاج السنة ) 4/117 : أحاديث سبب النزول غالبها مرسل ليس بمسند ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل : ثلاث علوم لا إسناد لها وفي لفظ ( ليس لها أصل ) : التفسير والمغازي والملاحم ( يعني أحاديثها مرسلة ( .
قال أبو سنان زيد بن سنان الأسدي : كان بالمدينة رجل يصلي كل وقت تحل فيه الصلاة فإذا جاء وقت لا تحل فيه الصلاة ألقى ظهره على الحصى في المسجد ورفع رجله على جدار المسجد ثم قال: اللهم امنن عليَ بلقائك حتى أستريح فإنه لا راحة لمن عرفك حتى يلقاك
)رياض النفوس 1/388 (
وقال سليمان بن سالم : قال لي أبو سنان : يا سليمان إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس ، متى يفلح ؟ . ( رياض النفوس 1/388 (
(1/4)
وكان رحمه الله ( أي أبو خارجة عنبسة ) يروي عن مالك غرائب لم تكن عند غيره وذلك ما حدَث به عنه قال : سألت مالك عن الذي يعتم بالعمامة ولا يجعلها تحت حلقه فأنكرها وقال: ذلك من عمل النبط وليس من عمة الناس إلا أن تكون قصيرة لا تبلغ.
قال مالك : ومما يقوي العمة عندي أن الميت يعمم والعمامة والاحتباء والانتعال من عمل العرب ) قال أبو خارجة فقلت لمالك : هل كانت العمامة في الجاهلية ؟ فقال: كانت العمامة في أول الإسلام ثم لم تزل حتى كان هؤلاء ولقد كنت أعد في مجلس ربيعة ــ ربيعة الرأي شيخ مالك ــ واحداً وثلاثين رجلاً ما منهم رجل إلا وهو معتم . قال مالك : وأنا منهم .قال مالك : ولقد كنت أراهم يعتمون حتى تطلع الثريا.
وذكر أبو الحسن الدارقطني بإسناد يتصل بغياث بن أبي أشيب قال : كان سفيان بن وهب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بنا ونحن غلمة بالقيروان فيسلم علينا ونحن في الكتاب وعليه عمامة قد أرخاها من خلفه . أسد الغابة 1/320
الشوق إلى الله ولقاءه نسيم يهب على القلب يروح عنه وهج الدنيا
ابن القيم الجوزية
حقيقة الدنيا :
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر حدثني أبي حدثنا أبو بكر بن عبدي حدثني الحارث بن محمد عن أبي الحسن المدايني قال : قال أبو حازم : من عرف الدنيا لم يفرح برخاء ولم يحزن على بلوى.
رقية :
محمد بن أبي منصور قال أخبرنا عبد القادر بن محمد قال (أنا) إبراهيم بن عمر البرمكي قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثنا صالح قال : كنت ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ فيه ثم يقول : اشرب منه واغسل وجهك ويديك .
مناقب الإمام أحمد
عظة :
قال زبيد اليمامي : أسكتتني كلمة ابن مسعود عشرين سنة وهي : من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبخ نفسه . ( عيون الأخبار (
قال أبو سليمان الداراني : من صدق في ترك شهوة أذهبها الله من قلبه والله أكرم من أن يعذب قلباً بشهوة تركت له . ( البداية والنهاية (
(1/5)
قال الخطيب البغدادي :
طلبت أخاً صحيح الود محضاً سليم العيب مأمون اللسان
فلم أعرف من الأخوان إلا تعاقاً في التباعد والتداني
فلما لم أجد حراً يؤاتى على ما خاب من صرف الزمان
صبرت تكرماً لقراع دهري ولم أجزع لما منه دهاني
قال ابن حجر في الإصابة 4/339
وقال ابن سعد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال : قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : صليت خلفك الليلة فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطر الدم فضحك وكانت تضحكه بالشئ أحياناً ـ وهذا مرسل رجاله رجال الصحيح ـ
قال ابن حجر في الإصابة 4/317
وروينا في القطعيات من طريق عطاف بن خالد عن أمه عن زينب بنت أبي سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يغتسل تقول أمي أدخلي عليه ، فإذا دخلت نضح في وجهي الماء ويقول ارجعي ، قالت فرأيت زينب وهي عجوز كبيرة ما نقص من وجهها شئ . وفي رواية ذكرها أبو عمر فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت وعمرت .
لطيفة :
أخبرنا أبو مسلم جعفر بن بابي الفقيه الجيلي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري بأصبهان نا محمد بن خالد بن يزيد البردعي قال سمعت عطية بن بقية يقول قال لي أبي كنت عند شعبة بن الحجاج إذ قال لي يا أبا محمد إذا جاءتكم مسألة معضلة من تسألون عنها قال : قلت في نفسي هذا رجل قد أعجبته نفسه قال قلت يا أبا بسطام توجه إليك وإلى أصحابك حتى تفتونا ، قال فما كان إلا هنيهة إذ جاءه رجل فقال يا أبا بسطام رجل ضرب رجلاً على أم رأسه فادعى المضروب أنه انقطع شمه قال فجعل شعبة يتشاغل عنه يميناً وشمالاً فأومأت إلى الرجل أن ألح عليه فالتفت إلىَ وقال يا أبا يحمد ما أشد البغي على أهله لا والله ما عندي فيه شئ ولكن أفته أنت قال قلت يسألك وأفتيه أنا قال فإني قد سألتك قال قلت : سمعت الأوزاعي والزبيدي يقولان
(1/6)
يدق الخردل دقاً بالغاً ثم يشم فإن عطس كذب وإن لم يعطس صدق قال جئت بها يا فقيه والله لا يعطس رجل انقطع شمه أبداً ( نصيحة أهل الحديث 1/47 (
من شعر عبد الله بن المبارك :
وكيف قرت لأهل العلم أعينهم أو استلذوا لذيذ العيش أو هجعوا
والموت ينذرهم جهراً علانية لو كان للقوم أسماعاً لقد سمعوا
والنار ضاحية لابد موردهم وليس يدرون من ينجو ومن يقع
قد أمست الطير والأنعام آمنة والنون في البحر لا يخشى لها فزع
والآدمي بهذا الكسب مرتهن له رقيب على الأسرار يطلع
حتى يوافيه يوم الجمع منفرداً وخصمه الجلد والأبصار والسمع
وإذ يقومون والأشهاد قائمة والجن والإنس والأملاك قد خشعوا
وطارت الصحف في الأيدي منتشرة فيها السرائر والأخبار تطلع
فكيف بالناس والأنباء واقفة عما قليل وما تدري بما تقع
أفي الجنان وفوز لا انقطاع له أم في الجحيم فلا تبقي ولا تدع
تهوي بسكانها طوراً وترفعهم إذا رجوا مخرجاً من غمها قمعوا
طال البكاء فلم ينفع تضرعهم هيهات لا رقية تغني ولا جزع
ما بقي من الدنيا : أخبرني محمد بين سعيد القزاز حدثنا هلال بن العلاء حدثنا إسحاق بن الضيف عن شيبة بن أبي مسهر عن الحكم بن هشام قال بن صفوان :
) لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث: مجالسة النسوان وشم الولدان و لُقيُ الإخوان ( .
روضة العقلاء ص 149
(1/7)
فوائد وشرائد ونكات
أبوصهيب أشرف المصري
? قال ابن رجب في الفتح
فَإنَّ النَّبِيَّ - - قَدْ يَتكَلَّمُ بِكَلَامٍ مِنْ كَلَامِ العَرَبِ يَسْتَعْمِلُهُ فِي مَعْنًى هُوَ أَخَصُّ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْعَرَبِ ، أَوْ أَعَمُّ مِنْهُ ، وَيَتَلَقَّى ذَلِكَ عَنْهُ حَمَلَةُ شَرِيعَتِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ، ثُمَّ يَتَلَقَّاهُ عَنْهُمُ التَّابِعُونَ، وَيَتَلَقَّاهُ عَنْهُمْ أَئِمَّةُ الْعُلَمَاءِ، فَلَا يَجَوزُ تَفْسِيرُ مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ إِلَّا بِمَا قَالَهُ هَؤُلَاءِ، أَئِمَّةُ الْعُلَمَاءِ الَّذَينَ تَلَقَّوُا الْعِلْمَ عَمَّنْ قَبْلَهُمْ ، وَلَا يَجُوزُ الإِعْرَاضُ عَنْ ذَلِكَ وَالِاعْتِمَادُ عَلَى تَفْسِيرِ مَنْ يُفَسِّرُ ذَلِكَ اللَّفْظَ بِمُجَرَّدِ مَا يَفْهَمُهُ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ؛ وَهَذَا أَمْرٌ مُهِمٌّ جِدًا ، وَمَنْ أَهْمَلَهُ وَقَعَ فِي تَحْرِيفِ كَثِيرٍ مِنْ نُصُوصِ السُّنَّةِ ، وَحَمْلِهَا عَلَى غَيْرِ مَحَامِلِهَا . والله الموفق .
? ( قَالَ الشَّافِعِيُّ ) : وَقَدْ نُهِيَ عَنْ صِيَامِ السَّفَرِ وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْهُ عِنْدَنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ عَلَى الرِّفْقِ بِالنَّاسِ لَا عَلَى التَّحْرِيمِ وَلَا عَلَى أَنَّهُ لَا يُجْزِي وَقَدْ يَسْمَعُ بَعْضُ النَّاسِ النَّهْيَ وَلَا يَسْمَعُ مَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى النَّهْيِ فَيَقُولُ بِالنَّهْيِ جُمْلَةً
المصدر: [الأم]
? قَالَ الْفُضَيْلُ : أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ حَاجَةَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ فَاحْذَرُوا أَنْ تَمَلُّوا وَتَضْجَرُوا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ فَتَصِيرَ النِّعَمُ نِقَمًا
(1/1)
? قال الحافظ في الفتح معلقا على حديث الكسوف: وَفِي الْحَدِيث تَرْجِيح التَّخْوِيف فِي الْخُطْبَة عَلَى التَّوَسُّع فِي التَّرْخِيص لِمَا فِي ذِكْر الرُّخَص مِنْ مُلَاءَمَة النُّفُوس لِمَا جُبِلَتْ عَلَيْهِ مِنْ الشَّهْوَة ، وَالطَّبِيب الْحَاذِق يُقَابِل الْعِلَّة بِمَا يُضَادّهَا لَا بِمَا يَزِيدهَا
? قال ابن تيمة: وَمَنْ قَالَ مِنْ الْعُلَمَاءِ " إنَّ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ حُجَّةٌ " فَإِنَّمَا قَالَهُ إذَا لَمْ يُخَالِفْهُ غَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا عُرِفَ نَصٌّ يُخَالِفُهُ ثُمَّ إذَا اشْتَهَرَ وَلَمْ يُنْكِرُوهُ كَانَ إقْرَارًا عَلَى الْقَوْلِ فَقَدْ يُقَالُ " هَذَا إجْمَاعٌ إقراري " إذَا عُرِفَ أَنَّهُمْ أَقَرُّوهُ وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَهُمْ لَا يُقِرُّونَ عَلَى بَاطِلٍ . وَأَمَّا إذَا لَمْ يَشْتَهِرْ فَهَذَا إنْ عُرِفَ أَنَّ غَيْرَهُ لَمْ يُخَالِفْهُ فَقَدْ يُقَالُ " هُوَ حُجَّةٌ " . وَأَمَّا إذَا عُرِفَ أَنَّهُ خَالَفَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةِ بِالِاتِّفَاقِ وَأَمَّا إذَا لَمْ يُعْرَفْ هَلْ وَافَقَهُ غَيْرُهُ أَوْ خَالَفَهُ لَمْ يَجْزِمْ بِأَحَدِهِمَا وَمَتَى كانت السُّنَّةُ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِهِ كَانَتْ الْحُجَّةُ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِيمَا يُخَالِفُهَا بِلَا رَيْبٍ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
قال ابن بطال في شرحه للبخاري معلقا على عبارة لبعض السلف:
(1/2)
وَمَعْنَى قَوْلِهِمْ: « دين العذارى » ، هُوَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ دِينَهُ حَتَّى وَصَلَ ذَلِكَ إِلَى الْعَذَارَى فِي خُدُورِهِنَّ، فَعَلِمْنَهُ خَالِصًا لَمْ يُشَبْ، وَقَدْ أَلْزَمَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُعَلِّمُوا ذُرِّيَّتَهُمْ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ بِقَوْلِه: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6]، فَكُلُّ مُؤْمِنٍ يُعَلِّمُ بَنِيهِ فِي الصِّغَرِ خَالِصَ الإِيمَانِ، وَمَا يَلْزَمُهُ مِنْ فَرَائِضِهِ، وَلَا يُعَلِّمُهُ اعْتِرَاضَ الْمُلْحِدِينَ وَلَا شُبَهَ الزَّائِغِينَ؛ لِأَنَّ الجِدَالَ فِيهِ رُبَّمَا أَوْرَثَ شَكًّا، فَإِيمَانُ الْعَذَارَى التَّصْدِيقُ الخَالِصُ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَا شَكَّ، بِخِلَافِ أَحْوَالِ الْمُنَافِقِ وَالْمُرْتَابِ الَّذِي قَالَ: « لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ » .
(1/3)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: مِنَ الْوَاجِبِ عَلَى مَنْ لَا يَعْرِفُ اللِّسَانَ الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ وَهِيَ لُغَةُ النِّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ مِنْ عِلِمِ ذَلِكَ مَا يَكْتَفِي بِهِ وَلَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ حَتَّى يَعْرِفَ تَصَارِيفَ الْقَوْلِ وَفَحْوَاهُ وَظَاهِرَهُ وَمَعْنَاهُ وَذَلِكَ قَرِيبٌ عَلَى مَنْ أَحَبَّ عِلْمَهُ وَتَعَلُّمَهُ وَهُوَ عَوْنٌ لَهُ عَلَى عِلْمِ الدِّيْنِ الَّذِي هُوَ أَرْفَعُ العُلُومِ وِأَعْلَاهَا ، بِهِ يُطَاعُ اللهُ وَيُعْبَدُ وَيُشْكَرُ وَيُحْمَدُ فَمَنْ عَلِمَ مِنَ القُرْآنِ مَا بِهِ الحَاجَةُ إِلَيْهِ وَعَرَفَ مِنَ السُّنَّةِ مَا يُعَوَّلُ عَلَيْهِ وَوَقَفَ مِنْ مَذَاهِبِ الفُقَهَاءِ عَلَى مَا نَزَعُوا بِهِ وَانْتَزَعُوهُ مِنْ كِتَابِ رَبِّهِم وَسُنَّةِ نَبِيِّهِم حَصَلَ عَلَى عِلْمِ الدِّيَانَةِ ، وَكَانَ عَلَى أُمَّةِ نَبِيِّهِ مُؤْتَمَنًا حَقَّ الأَمَانَةِ إِذَا أَبْقَى اللهَ فِيمَا عَلِمَهُ ، وَلَمْ تَمِلْ بِهِ دُنْيَا شَهْوَتِهِ أَوْ هَوًى يُرْدِيهِ فَهَذَا عِنْدَنَا العِلْمُ الأَعْلَى الَّذِي نَحْظَى بِهِ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى
جامع بيان العلم لابن عبد البر
? قَالَ الْعُلَمَاء : وَلَا يَسْقُط عَنْهُ الْإِنْكَار بِكَوْنِهِ يَظُنّ أَنْ لَا يُقْبَل مِنْهُ , بَلْ يَجِب عَلَيْهِ الْإِنْكَار إِلَّا أَنْ يَخَاف عَلَى نَفْسه وَغَيْره فِتْنَة . وَاللَّهُ أَعْلَم
بحر العلوم للسمرقندي - (ج 2 / ص 142(
(1/4)
}وَقَالَ موسى لاِخِيهِ هارون اخلفنى } يعني : قال له قبل انطلاقه إلى الجبل : اخلفني { فِى قَوْمِى } أي كن خليفتي على قومي { وَأَصْلَحَ } يعني : مرهم بالصلاح . ويقال : وأصلح بينهم . ويقال : ارفق لهم { وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ المفسدين } أي ولا تتبع سبيل أي طريق العاصين ، ولا ترضى به . واتّبع سبيل المطيعين . وقال بعض الحكماء : من ها هنا ترك قومه عبادة الله وعبدوا العجل ، لأنه سلمهم إلى هارون ولم يسلمهم إلى ربهم . ولهذا لم يستخلف النبي بعده . وسلم أمر أمته إلى الله تعالى . فاختار الله لأمته أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه فأصلح بينهم .
? منهاج السنة النبوية - (ج 4 / ص 341(
جميع ال حم كلهن مكيات
سير أعلام النبلاء - (ج 13 / ص 104(
قلت: للعلماء قولان في الاعتداد، بخلاف داود وأتباعه: فمن اعتد بخلافهم، قال: ما اعتدادنا بخلافهم لان مفرداتهم حجة، بل لتحكى في الجملة، وبعضها سائغ وبعضها قوي، وبعضها ساقط، ثم ما تفردوا به هو شئ من قبيل مخالفة الاجماع الظني، وتندر مخالفتهم لاجماع قطعي.
ومن أهدرهم، ولم يعتد بهم، لم يعدهم في مسائلهم المفردة خارجين بها من الدين، ولا كفرهم بها، بل يقول: هؤلاء في حيز العوام، أو هم كالشيعة في الفروع، ولا نلتفت إلى أقوالهم، ولا ننصب معهم الخلاف، ولا يعتني بتحصيل كتبهم، ولا ندل مستفتيا من العامة عليهم.
العقد الفريد
قال شريك بن عبد الله القاضي: سبع من العجائب: عمياء منتقبة، وسوداء مختصبة، وخصي له امرأة، ومخنث يؤم قوماً، وأموي شيعي، ومخعي مرجي، وعربي أشقر. ثم قال شريك: من المحال عربي أشقر.
الكنى والأسماء للدولابي عن عبد الله بن الزبير قال : « سميت باسم جدي وكنيت بكنيته » . سمعت العباس بن محمد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : « عبد الله بن الزبير : أبو بكر وأبو خبيب »
(1/5)
? قَالَ سُفْيَانُ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أَجْمَعُونَ، فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ؛ لِأَنَّهُ رُبَّمَا رَآهُمْ يَعْصُونَ، فَلَا يُنْكِرُ، وَيَلْقَاهُمْ بِبِشْرٍ.
وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنْ سُفْيَانَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ مُحَبَّبًا إِلَى جِيرَانِهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ.
تعليق : أحمد يخلف
ياأخي هذا كلام يرد على صاحبه بالأحاديث الثابتة عن الرسول أن ثناء الجيران على جارهم المسلم سبب لمغفرة الله .
قال " مامن مسلم يموت فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الاذنيين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا ، إلا قال الله تعالى وتبارك : قد قبلت قولكم ، أو قال : بشهادتكم ، وغفرت له مالا تعلمون " أخرجه أحمد (3/ 242) والحاكم (1/ 378) وقال : "صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وعن أنس قال: " مر على النبي بجنازة ، فأثنى عليها خيرا،( وتتابعت الالسن بالخير ) ، ( فقالوا : كان - ما علمنا - يجب الله ورسوله ) ، فقال نبي الله : وجبت وجبت وجبت،ومر بجنازة فأثني عليها شرا،( وتتابعت الالسن لها بالشر) ، ) فقالوا :بئس المرء كان في دين الله ( ، فقال نبي الله : وجبت وجبت وجبت ، فقال عمر : فدى لك أبي وإمي ، مر بجنازة فأثني عليها شرا ، فقلت : وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله : " من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ، ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار ، ) الملائكة شهداء الله في السماء ، و ) أنتم شهداء الله في الارض ، أنتم شهداء الله في الارض،أنتم شهداء الله في الارض، ( وفي رواية : والمؤمنون شهداء الله في الارض ( ،
( إن الله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر ( ".أخرجه البخاري (3/ 177- 178، 5/ 192- 193) ومسلم (3/ 53) والنسائي (1/273) والترمذي (2/158) وصححه ، وابن ماجه (1/ 454( والحاكم ( 1 / 377 ) والطيالسي ( 2062 ) وأحمد ( 3 / 179 ، 186 ، 197 ، 211 ، 245 ، 281 ( وغيرهم
? رد أبو صهيب
(1/6)
جزاكم الله خيرا على مشاركتك .. لكن
ألا ترى أن في الحديث ثناء أربعة وفي الأثر الإجماع
وفي الخبر الآخر الذي ذكرتموه ألا ترى أنه لم يقل فأجمعوا على ذلك
ومن الناحية العملية الواقعية إن الله لم يرض عنه كل خلقه، ومحمد صفوة الخلق لم يجمع على محبته كل الناس
أخيرا: أول ما سمعت هذا الأثر من الشيخ المبارك صالح آل الشيخ في شريط له، أسأل الله أن يحفظه-الشيخ والشريط-(ابتسامة(
رد أحمد يخلف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما العدد أخي الحبيب فلا مفهوم له فزيادة الجيران بالثناء عليه زيادة له في الخير، والبشرى، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم متى أكون محسناً ومتى أكون مسيئاً فقال صلى الله عليه وسلم ( إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسن فأنت محسن ، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء فأنت مسيء ) رواه ابن عساكر في تاريخه *صحيح الجامع رقم 277
قال المناوي ( إذا أثنى عليك جيرانك ) الصالحون للتزكية ولو اثنان فلا أثر لقول كافر وفاسق ومبتدع ( أنك محسن ) أي من المحسنين يعني المطيعين لله تعالى ( فأنت محسن ) عند الله تعالى ( وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء ) أي عملك غير صالح ( فأنت ) عند الله ( مسيء ( .
وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعت جيرانك يقولون : قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون : قد أسأت فقد أسأت ) رواه أحمد وابن ماجة عن ابن مسعود .
والله تعالى أعلم
(1/7)
فوائد منوعة من كلام أهل العلم
آل عامر – ملتقى أهل الحديث
قال الامام مسلم : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى بَنِي لَحْيَانَ لِيَخْرُجْ مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلٌ ثُمَّ قَالَ لِلْقَاعِدِ أَيُّكُمْ خَلَفَ الْخَارِجَ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجْرِ الْخَارِجِ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :وبهذا يتعين معنى الحديث (مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ فَقَدْ غَزَا )
فكل عمل صالح تعين أخاك به فلك مثل أجره لكن مثله في أصل الأجر لا في مقداره لأنه فرق بين من يباشر العمل ومن لايباشره .
? قال أبو الزرعة :
كنت عند احمد بن حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علةٍ فجلس وقال لاينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ .
الله اكبر ما أجمل هذه النفوس التي عرفت لأهل الفضل فضلهم .
للأسف كم يذكر العالم أو الداعية فتجد هناك من يلمز وآخر يقول لديه أخطاء وثالث يقول ....
وكأنه بلغ الكمال ونسي انه من معينهم نهل .
سمعت العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشريط الثاني من اللقاء الشهري يجيب على سؤال طويل قال فيه :
أعجبني السائل حينما قال وللعلماء مكانة في قلوب الناس لأن الناس مايزالون بخير ما أطاعوا العلماء والأمراء.ا-هـ
ونحن لاندعي العصمة لأحد ولكن إن الاستنقاص من قدرهم وذكر مثالبهم والأستخفاف ببعض اقوالهم وخاصة أمام العامة سبب لضياع هيبة العلماء وتمرد الناس على شرع الله .
ومن هو المعصوم من الزلل والخطاء.
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
(1/1)
ونحب العالم على مافيه من الاتباع والصفات الحميده ولانحب ماابتدع فيه بتأويل سائغ وإنما العبرة بكثرة المحاسن .ا-هـ )السير 20/46(
أبو بشر: اثنان ، قد روى أحدهما عن الأخر،وروى كل منها عن أبي سفيان
طلحة بن نافع ،وأبى المتوكل الناجي .
وقد عدهما الحافظ ابن حجر من أصحاب الطبقة الخامسة يعنى صغار التابعين .
فأما الأول: فهو أبو بشر جعفر بن إياس وهو ابن أبى وحشية ، اليشكرى الواسطى أصلة من البصرة ثقة من اثبت الناس في سعيد بن جبير ؛ وضعفه شعبة في حبيب بن سالم، وفى مجاهد.
وأما اثانى :فهو الوليد بن مسلم بن شهاب العنبري أبو بشر البصرى وثقة يحي بن معين وأبو حاتم ، ووثقه الحافظان الذهبى وابن حجر .
وقد وهم الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم في تعليقه على
حديث ابن عباس الذي خرجه مسلم من طرق عديدة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في ( الذي وقصته ناقته وهو محرم ) منها ما رواه من حديث هشيم ،ومن حديث أبي عوانة ، ومن حديث شعبة جميعا ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما .
قال النووي : قوله " حدثنا محمد بن الصباح حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، حدثنا سعيد بن جبير " أبو بشر هذا هو العنبري ، واسمه الوليد بن مسلم بن شهاب البصري ، وهو تابعي روى عن جندب بن عبد الله الصحابي، وانفرد مسلم بالرواية عن أبى بشر هذا، واتفقوا على توثيقه .
قلت : رحم الله أبا زكريا وغفر له ، أبو بشر هذا إنما هو جعفر بن إياس المعروف بابن أبى و حشية ، وهو مشهور بكنيته ، وهو المعروف بها عند الإطلاق ، وهشيم وأبوعوانة وشعبة هم أصحاب جعفر ولم يحدث واحد منهما عن الوليد ، ولاحدث الوليد عن سعيد بن جبير ، كما يتضح ذلك من "تهذيب الكمال " فلاشك أنه جعفر بن أبي وحشية .
والله اعلم .
(1/2)
قال الامام مسلم رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَمْ تَرَوْا الْإِنْسَانَ إِذَا مَاتَ شَخَصَ بَصَرُهُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَذَلِكَ حِينَ يَتْبَعُ بَصَرُهُ نَفْسَهُ .
قال النووي رحمه الله :) إن الروح إذا قبض تبعه البصر) معناه : إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظراً أين يذهب .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : والبصر يبقى حياً إذا خرجت الروح لذلك ينظر الى الروح إذا صعدت وهذا قد شهد به الطب الحديث .
قال الإمام مسلم :حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فِيهَا تَصَاوِيرُ فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْبَابِ فَلَمْ يَدْخُلْ فَعَرَفْتُ أَوْ فَعُرِفَتْ فِي وَجْهِهِ الْكَرَاهِيَةُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ فَمَاذَا أَذْنَبْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُ هَذِهِ النُّمْرُقَةِ فَقَالَتْ اشْتَرَيْتُهَا لَكَ تَقْعُدُ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ وَيُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ
(1/3)
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله : هنا إشكال وهو أن التوبة عباده ولاشك في ذلك ولا يجوز إضافتها لغير الله – عز وجل- لاعلى وجه الاستقلال ولا على وجه التبعية بالعطف لابالواو ولابثم ولا بأي حرف فما المخرج لأن النبي صلى الله عليه وسلم اقرها .
الجواب :-
التوبة إلى الله توبة عباده والتوبة إلى رسوله توبة لغوية والمعنى ارجع إلى مايرضيه وأترك مايسخطه وحين إذن يكون الفعل أتوب مستعملا في معنييه وهذا اعني استعمال المشترك في معنييه محل خلاف بين العلماء والصواب جوازه فيقال التوبة إلى الله توبة عبادة والى الرسول توبة لغوية ا-هـ
سمعت فتوى للشيخ عبدا لمحسن العباد وفقه الله وحفظه بأن السلام على المقابر للمار على السيارة بدعة ، ثم سافرتُ مع الشيخ الكريم محمد المختار عمرة في شهر رمضان ونحن في الطريق اخذ في السلام على أهل القبور فالتفت فإذا بجانب الطريق مقبرة ، فتذكرت كلام الشيخ العباد ولما ناقشت الشيخ محمد وأن بعض العلماء يقول إن سلام المار على المقبرة بدعة قال هذا غير صحيح طبعا لم اذكر له أن هذه فتوى العباد لأني اعلم انه يغضب من ذلك بل إذا قلت مثلا هذه فتوى للعالم الفلاني خاصة إذا كان من العلماء المعاصرين يسكت ولا يجيبك حتى وإن كان يرى خلاف فتواه
ثم قدر الله لي أن سافرت إلى عنيزة وسألت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأخلف علينا خيرا قال إذا كان يرى من بداخل المقبرة جاز له السلام وأن لم ير من بداخلها لطول السور لا يشرع له السلام .
كنت كلما تسنى لي الصلاة في المسجد النبوي احضر درساً للشيخ الفاضل عبدالله الغنيمان وفقنا الله وإياه وثبتنا جميعا على هداه استمع إلى شرحه الماتع سواء كان الدرس في كتاب التوحيد أو في سنن أبي داود .
كان الطالب يتعلم من الشيخ رحمه الله السمت والأدب قبل العلم الشرعي .
والله ماسمعته مستنقصا لعالم ولا متعال على غيره .
(1/4)
لايرتفع له صوت ، متواضعا مع من يسأله بعيدا عن التكلف .
كنت اسمع الثناء العطر عليه من الجميع .
ولكن للأسف من أجل فتوى بين الشيخ مراده منها نسي البعض ماله من الحسنات والفضل الكثير .
بل والله سمعت البعض يقدح في عقيدته .
لاإله إلا الله عجيب أمر كثير من طلاب العلم بل وحتى من حصل على لقب الشيخ !!
هل الشيخ معصوم ؟
إن الواجب علينا أن نبين الخطأ ولا نسكت عليه ولكن لايجرنا ذلك إلى أن نهدر مالهم من الخير والفضل .
أتذكر قصة ذلك الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لقد وقع في أمر يكفر فاعله .
ولكن كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك الخطأ !!!
إليك ذكر القصة مع تعليق صاحب كتاب فقه السيرة عليها
)) عن على بن أبي طالب : بعثني رسول الله صلى الله علية وسلم أنا والزبير والمقداد فقال : انطلقوا حتى تأتوا روضة (( خاخ )) فإن بها ظعينة معها كتاب ، فخذوه منها ، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة . فقلنا : أخرجي الكتاب . فقالت : ما معي ! فقلنا :
لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب ! فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإذا فيه (( من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله )) فقال : يا حاطب ما هذا ؟ فقال : يا رسول الله لا تعجل على : إني كنت امرأ ملصقاً في قريش كنت حليفاً لها ولم أكن من صميمها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم . فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي ولم أفعله ارتداداً عن ديني ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقكم ! فقال عمر : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق ! فقال : إنه شهد بدراً . وما يدريك !.. لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ..؟ .
(1/5)
ونزل قول الله تبارك وتعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ، يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ، إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل } .
إن حاطباً خرج عن جادة الصواب بهذا العمل .
وما كان له أن يوادَّ المشركين وهم الذين تبجحوا بالكفران وتظاهروا على العدوان وصنعوا بالمسلمين ما (( حاطب (( أعلم به من غيره .
لكن الإنسان الكبير تعرض له فترات يصغر فيها والله أبر بعباده من أن يؤاخذهم بسورات الضعف التي تعرو نورهم فيخبو وسعيهم فيكبو .
وقد استكشف النبي صلى الله عليه وسلم خبيئة حاطب فعرف أنه لم يكذبه في اعتذاره إنهم مقبلون على معركة كبيرة قد ينهزمون فيها ، فتقوم العصبيات القديمة بحماية الأقارب الشاردين ويبقى حاطب لا حمى له فليتخذ تلك اليد عند قريش حيطة للمستقبل .
ذلك ما فكر فيه حاطب وهو خطأ فإن المشركين لم يذكروا في عداوة الإسلام رحماً ولا أهلاً وما ينبغي ولو دارت علينا الدوائر أن نبقي لهم وداً وقد خاصمناهم في ذات الله ، وأخذ علينا العهد أن نبذل في حربهم أنفسنا وأموالنا .
ولو جاز اتخاذ يد عندهم فكيف يتوسل لذلك بعمل يعد خيانة كبيرة فادحة الإضرار بالإسلام وأهله ؟ .
على أن حاطباً شفع له ماضيه الكريم فجبرت عثرته ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يذكروا الرجل بأفضل ما فيه ، وبهذا التقدير السمح علمنا الإسلام ألا ننسى الحسنات والفضائل لمن يخطئون حيناً بعد أن أصابوا طويلاً.ا.هـ .إخواني لا اعني بكلامي أن نسكت على الخطأ ابدا !! إنما لا نهدر ما لهم من الفضل والإحسان .
(1/6)
قال الامام البخاري :حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
لَمَّا كَانَ زَمَنُ الْحَرَّةِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ إِنَّ ابْنَ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْمَوْتِ فَقَالَ لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال الحافظ ابن حجر: قوله ( إن ابن حنظلة )أي عبد الله ابن حنظلة بن أبي عامر الذي يعرف أبوه بغسيل الملائكة ، والسبب في تلقيبه بذلك أنه قتل بأحد وهو جنب فغسلته الملائكة ، وعلقت امرأته تلك الليلة بابنه عبدالله بن حنظلة ، فمات النبي وله سبع سنين وقد حفظ عنه . وأتى الكرماني بأعجوبة فقال : ابن حنظلة هو الذي كان يأخذ البيعة ليزيد ابن معاوية ، والمراد به نفس يزيد لأن جده أبا سفيان كان يكنى أيضا أبا حنظلة فيكون التقدير أن ابن أبي حنظلة، ثم حذف لفظ أبي تخفيفا أو يكون نسب إلى عمه حنظلة بن أبي سفيان استخفافا واستهجانا واستبشاعا بهذه الكلمة المرة انتهى . ولقد أطال رحمه الله في غير طائل ، وأتى بغير الصواب . ولو راجع موضعا آخر من البخاري لهذا الحديث بعينه لرأى فيه مانصه" لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة ، فقال عبدالله بن زيد : علام يبايع حنظلة الناس " ؟ الحديث .
وهذا الموضع في أثناء غزوة الحديبية من كتاب المغازي ، فهذا يرد احتماله الثاني ، وأما احتماله الأول فيرده اتفاق اهل النقل على أن الأمير الذي كان من قبل يزيد بن معاوية اسمه مسلم بن عقبة لاعبد الله بن حنظلة ، وأن ابن حنظلة كان الأمير على الأنصار ، وأن عبدالله بن مطيع كان على من سواهم ولأنهما قتلا جميعا في تلك الواقعة . والله المستعان
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه حلية طالب العلم
حسن السؤال :
(1/7)
التزم أدب المباحثة من حسن السؤال ، فالاستماع ، فصحة الفهم للجواب ، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول : لكن الشيخ فلاناً قال كذا ، أو قال كذا ، فإن هذا وهن في الأدب وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض فاحذر هذا .
وإن كنت لا بد فاعلاً فكن واضحاً في السؤال ، وقل : ما رأيُك في الفتوى بكذا ؟ ولا تُسم أحداً .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
(( وقيل : إذا جلست إلى عالمٍِِِ ، فسل تفقهاً لا تعنتاً )) أ هـ
قال الشيخ ابن عثيمين معلقا على ذلك :
وهناك ثلاث مراتب إذا أجاب الشيخ ، فأسوءها :
1-بعد أن يجيب يقول ولكن قال الشيخ الفلاني كذا وكذا .
2-أن يقول بعد سماع الجواب ولكن ما رأيك بالفتوى بكذا وكذا وهذا يُشْعِرْ بأن السائل قد استفتى فأفتي بخلاف ما أفتاه هذا العالم .
3-وهو أحسنها يقول فإن قال قائل كذا وكذا .
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ثنايا شرحه للحديث الذي في صحيح البخاري خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ
كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يَقْتُلُهُنَّ فِي الْحَرَمِ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ :
قال :مضار الفأرة كثيرة منها أنها تسرق الذهب .
وقد فقدنا في بيتنا خاتم ذهب وكان لدي علم بأن الفأرة تسرق الذهب ، فبحثنا في البيت
فوجدنا شقا فلما وسعنا الفتحة وجدنا بداخله الخاتم .
وأخبرنا شيخنا السعدي : أن رجلا كان جالسا في داره فسقطت عليه فأرة فوضع عليها
إناء وحبسها ، فأتت فأرة من السقف فأسقطت عليه دينارا فاستغرب ولم يطلق
الفأرة ، ثم عادت فأسقطت آخر وهكذا حتى بلغت الرابع ثم في الخامسه اتت
بالكيس فألقته عليه حتى تعلمه أن هذا أخر مالديها فقام الرجل وقتل الفأرة وهربت الأخرى .
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة في كتاب الكسوف من صحيح مسلم :
(1/8)
الكسوف والخسوف هو انحجاب ضوء الشمس أو القمر جزئيا أو كليا وعبر الفقهاء بقولهم ذهاب ضوء الشمس أو القمر كليا أو جزئيا والواقع أنه ليس ذهاباً لما علم من السبب الحسي للكسوف يقول العلماء أهل الفقه والفلك : إن سبب كسوف الشمس أن يحول القمر بينها وبين الأرض ، ولهذا لا يمكن أن يقع كسوف الشمس إلا في آخر الشهر فلو قال قائل إن الشمس كسفت في اليوم الخامس عشر !!
نقول هذا مستحيل .
وهل نقول مستحيل على الله قدرة اوعادة ؟
نقول عادة لأن الله لو شاء لكسفت في أي وقت .
ولو قال : أن القمر خسف في الليلة العاشرة ، نقول هذا مستحيل .
إذ أن سبب خسوفه هو أن تحول الأرض بينه وبين الشمس لأن القمر نوره مأخوذ من الشمس .
وبناء على هذا نقول إن قول بعض الفقهاء إذا وقع الخسوف ليلة عيد النحر وهو واقف بعرفة صلى ثم دفع خطاء .يقول شيخ الإسلام :
هذا لايمكن لان ليلة العيد ليلة العاشر ولا يمكن أن يخسف القمر ثم عللوا بذلك وقالوا والله على كل شي قدير .
نقول ليس الكلام في قدرة الله ، ولكن الله أجرى العادة أن لايكون خسوف القمر إلا في ليالي الإبدار ونستطيع أن نقول تخرج الشمس في نصف الليل هذا بالنسبة لقدرة الله .
إذا ضممت هذا الحديث!!!
قال الإمام مسلم :حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ
(1/9)
قال العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في شرحه لهذا الحديث :
قال أهل العلم إذا ضممت هذا الحديث إلى ماروته عائشة رضي الله عنها "من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد " فقد انتضمت الشرع كله لأن حديث عمر ميزان للأعمال الباطنة وهي أعمال القلوب وحديث عائشة ميزان للأعمال الظاهرة إذ كل عمل لابد فيه من نية خالصة ومتابعة فحديث عمر في النية وحديث عائشة في المتابعة روابط النفس بالدنيا.
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر :
جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل
وذكر الآخرة أمر خارج عن الطبع ، من الخارج .
وربما ظن من لاعلم له أن جواذب الآخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن .
وليس كذالك .
لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا ، كالماء الجاري فإنه يطلب الهبوط ، وإنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .
ولهذا أجاب معاون الشرع : بالترغيب والترهيب يقوي جند العقل .
فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، وليس العجب أن يغَلب ، إنما العجب أن يُغلب .
(1/10)
فوائد متنوعة
منقولة
صالح العقل – ملتقى أهل الحديث
? قال العلامة ابن القيم – رحمه الله تعالى - :
[قوله في حديث الجمعة (وطويت الصحف) أي صحف الفضل، فأما صحف الفرض فإنها لا تطوى ، لأن الفرض يسقط بعد ذلك].
بدائع الفوائد ج3/ص174 ط. العصرية.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح عند شرحه لهذا الحديث - (ج 3 / ص 285)
[ وَالْمُرَاد بِطَيِّ الصُّحُف طَيّ صُحُف الْفَضَائِل الْمُتَعَلِّقَة بِالْمُبَادَرَةِ إِلَى الْجُمُعَة دُونَ غَيْرهَا مِنْ سَمَاع الْخُطْبَة وَإِدْرَاك الصَّلَاة وَالذِّكْر وَالدُّعَاء وَالْخُشُوع وَنَحْو ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَكْتُبهُ الْحَافِظَانِ قَطْعًا ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اِبْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ فِي آخِر حَدِيثه الْمُشَار إِلَيْهِ عِنْد اِبْنِ مَاجَة " فَمَنْ جَاءَ بَعْد ذَلِكَ فَإِنَّمَا يَجِيء لِحَقِّ الصَّلَاة ""]
? قال عليه الصلاة والسلام (ألا تعجبون كيف يصرف الله عنى شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد )
وورد أنهم كانوا يقولون : مذمما عصينا ودينه أبينا . !!
من الشرك صرف هيئات العبادة لغير الله .
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان في تفسير سورة الحجرات / أية 2 (7/626) : (( اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يتأمل في معنى العبادة، وهي تشمل جميع ما أمر الله أن يتقرب إليه به من جميع القربات فيخلص تقربه بذلك إلى الله ولا يصرف شيئاً منه لغير الله كائناً ما كان.
والظاهر أن ذلك يشمل هيئات العبادة فلا ينبغي للمُسَلِّم عليه صلى الله عليه وسلم أن يضع يده اليمنى على اليسرى كهيأة المصلي، لأن هيأة الصلاة داخلة في جملتها فينبغي أن تكون خالصة لله، كما كان صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه يخلصون العبادات وهيئاتها لله وحده (( .
وانظر أيضاً تتمة أضواء البيان (8/596)(الجن/18( .
فصل [فائدة حديثية: الفرق بين خرَّج وأخرج: ]
(1/1)
الفرق بين أخرج وخرَّج في اصطلاح المحدثين أن الأول يستعمل فيمن يسند، واللفظ الثاني فيمن يعزو الحديث إلى مَنْ أسنده، فيقولون: أخرج الطبراني والديلمي حديث كذا، وخرَّجه ابن حجر أو السيوطي أي عَزَاه إلى من أخرجه، وقد يستعمل بعض المحدثين خرج بمعنى أخرج وهو اصطلاح الحافظ ابن رجب في كتبه، أما استعمال أخرج مكان خرج فلم يستعمله أحد منهم بل هو جهل صريح.اهـ
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الماتع البداية و النهاية (15/37-41) :
و قد سأل بعضهم ههنا سؤالا , فقال :
قد أحل الله سبحانه بأصحاب الفيل - و كانوا نصارى- ما ذكره في كتابه , و لم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء , و معلوم أن القرامطة شر من اليهود و النصارى و المجوس
بل و من عبدة الأصنام , و أنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب و العقوبة , كما عوجل أصحاب الفيل ؟و قد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت , و لما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام , فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها و إرسال الرسول منها ,أهلكهم سريعا عاجلا , و لم يكن شرائع مقررة تدل على فضله , فلو دخلوه و أخربوه لأنكرت القلوب فضله.
و أما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع و تمهيد القواعد و العلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة و الكعبة , و كل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما , و انهم من أعظم الملحدين الكافرين بما تبين من كتاب الله و سنة رسوله , فلهذا لم يحتج الحال إلى معاجلتهم بالعقوبة
بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار , و الله سبحانه يمهل و يملي و يستدرج , ثم يأخذ أحذ عزيز
مقتدر , كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) ثم قرأ قوله تعالى
: (
(1/2)
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)
و قال تعالى لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَاْوَهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ)
و قال : ( نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلًى عَذَابٍ غَلِيظْ ) و قال : ( مَتَاعٌ فِي الدُنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العَذَابَ الشَدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكفُرُونَ)
اهـ .
قال الحافظ أبو عيسى الترمذي حدثنا أبو كريب، حدثنا خلاد بن يزيد الجعفي، حدثنا زهير بن معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله
ثم قال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال نبينا الكريم. صلى الله عليه وسلم: (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب, والطعن في الأنساب, والاستسقاء بالنجوم, والنياحة على الميت)) رواه مسلم (934).
(1/3)
قال الشيخ الإمام العلامة سليمان بن عبدالله بن الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وهو يشرح هذا الحديث العظيم في كتابه القيم:" تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد" ص 389: (( قوله<الفخر بالأحساب> أي: التشرف بالآباء والتعاظم بِعَدِّ مناقبهم ومآثرهم وفضائلهم, وذلك جهل عظيم, إذ لا شرف إلا بالتقوى, كما قال تعالى: (( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا)) الآية, وقال تعالى: (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)), وروى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعا: (( إن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهلية وفخرها بالآباء, مؤمن تقي, أو فاجر شقي, الناس بنو آدم, وآدم من تراب, ليدعنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم , أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)), و(الأحساب): جمع حسب, وهو ما يعده الإنسان له ولآبائه من شجاعة وفصاحة ونحو ذلك.
قوله ;والطعن في الأنساب> أي: الوقوع فيها بالذم والعيب, أو بقدح في نسب أحد من الناس, فيقول: ليس هو من ذرية فلان, أو يعيره بما في آبائه من المطاعن, ولهذا لما عير أبو ذر رضي الله عنه رجلا بأمه, قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: (( أعيرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية)) متفق عليه, فدلَّ ذلك أن التعيير بالأنساب من أخلاق الجاهلية... وفي الحديث دليل على شهادة أن محمدا رسول الله, لأن هذه الأخبار من أنباء الغيب, فأخبر بها النبي صلى الله علي وسلم, فكان كما أخبر)) انتهى كلامه رحمه الله.
ذكر فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فائدة جليلة عند قول الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30]
(1/4)
حيث رد على من أنكر إثبات الأفعال لله عز وجل بزعم أن الأفعال حوادث، ولا تصدر إلا عن حادث.
قال رحمه الله:
ومن فوائد الآية: إثبات الأفعال لله عزّ وجلّ أي أنه تعالى يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء؛ ومن أهل البدع من ينكر ذلك زعماً منه أن الأفعال حوادث؛ والحوادث لا تقوم إلا بحادث فلا يجيء، ولا يستوي على العرش، ولا ينْزل، ولا يتكلم، ولا يضحك، ولا يفرح، ولا يعجب؛ وهذه دعوى فاسدة من وجوه:.
الأول: أنها في مقابلة نص؛ وما كان في مقابلة نص فهو مردود على صاحبه.
الثاني: أنها دعوى غير مسلَّمة؛ فإن الحوادث قد تقوم بالأول الذي ليس قبله شيء.
الثالث: أن كونه تعالى فعالاً لما يريد من كماله، وتمام صفاته؛ لأن من لا يفعل إما أن يكون غير عالم، ولا مريد؛ وإما أن يكون عاجزاً؛ وكلاهما وصفان ممتنعان عن الله سبحانه وتعالى. فتَعَجَّبْ كيف أُتي هؤلاء من حيث ظنوا أنه تنزيه لله عن النقص؛ وهو في الحقيقة غاية النقص!!!
فاحمد ربك على العافية، واسأله أن يعافي هؤلاء مما ابتلاهم به من سفه في العقول، وتحريف للمنقول.
تفسير القرآن الكريم للشيخ رحمه الله (1/116-117).
(1/5)