مبررات
منع المرأة من قيادة المركبات
من المنظور التربوي الإسلامي
تأليف
د. عدنان حسن باحارث
آية وحديث
قال تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رُويْدَك يا أنْجَشَةُ لا تكْسِرِ القَوَارِيرَ)) [صحيح البخاري].
مقدمة البحث
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن ظروف الحياة الاجتماعية المعاصرة تختلف عن فترات زمنية ماضية في العديد من جوانبها، فقد أصبح التجديد، والتطور، والتغير سمات بارزة لطبيعة الحياة المعاصرة، ولم تعد لدى غالب فئات المجتمع تلك القناعات السابقة التي كانت تحدُّ من عنف تيار التغيير الجارف. وقد أسهمت الطبيعة المتسارعة للحياة المعاصرة في زعزعة كثير من الثوابت الأخلاقية والعرفية، وشارك في ذلك التقدم التقني الهائل، وما رافقه من الإنتاج الصناعي المذهل، الذي انفتحت أمامه أسواق العالم التجارية ـ رغبة ورهبة ـ في الوقت الذي لم يكن للأمة المسلمة ـ ضمن هذه المنظومة العالمية المتسارعة، والتطور العلمي والتقني ـ أيُّ دور جاد في هذا البناء الحضاري المعاصر يُخوِّلها فرضَ معاييرها الاعتقادية والأخلاقية، أو حتى لاحترامها والاعتراف بها ضمن ثقافات الأمم المتغلبة، مما أوقع الأمة المسلمة في شباك مصالح الآخرين المادية والفكرية، وزاد بالتالي من تمزُّقها وتفككها.(1/1)
ولقد عاشت الأمة زمنًا ليس بالقصير تقاوم رياح التغريب، وتدفع عن نفسها موجات التغيير، إلا أن هذا الصمود وتلك المقاومة لم تدم طويلاً، حتى أخذت حصون الأمة تتداعى، ومعاقلها تتهاوى أمام قوى الغزو الفكري الجارف. حتى بلغت الأمة عصر العولمة، والانفتاح الثقافي العالمي الذي لم يكن ليبقي للأمة خصوصية تتميز بها، أو أصلاً تلوذ به، حتى وصل الداء إلى أخصِّ خصوصيات الأمة الاجتماعية، وأهم ما يُميِّزها ـ اجتماعيًا ـ عن غيرها وهي قضية المرأة، ونوع الحياة التي يجب أن تحياها.
لقد أدرك الغربيون أن تغيير نمط الحياة الاجتماعية للأمة المسلمة لا يمكن أن يتم إلا من خلال تغيير أسلوب وأهداف تربية المرأة المسلمة، فكانت الهجمة ـ منذ فترة ليست قصيرة ـ على الوضع الاجتماعي للمرأة المسلمة في غاية القسوة، توَّجتها ـ في السنوات الأخيرة ـ مجموعة من المؤتمرات العالمية والندوات المحلية تُؤصِّل من خلال توصياتها توجهات عالمية عامة توحِّد نهج تربية المرأة في جميع أقطار العالم، وتُذيب الفوارق الثقافية، والأنماط الاجتماعية لتصب نساء العالم في قوالب ثقافية من شكل واحد، لا يفرِّق بينهن سوى ما تفرضه الجينات الوراثية من الألوان والأشكال.
ولقد عانت المملكة العربية السعودية منذ زمن ـ ولا سيما في الفترة الأخيرة (1) ـ من هجمات شرسة تستهدف الشريعة الإسلامية، ونمط الحياة الاجتماعية المحافظ، مما جعلها مقصودة من الدول الغربية ومنظماتها الإنسانية بالنقد والإساءة، تحت ستار حقوق الإنسان، مستهدفة بذلك وضع المرأة في بلاد الحرمين، وحقوقها المسلوبة ـ حسب زعمهم ـ في شكل لباسها، وأسلوب سفرها، ونوع ارتباطها الأسري، ومجالات عملها، وغيرها من قضايا المرأة المسلمة الحيوية.
__________
(1) انظر: المحرر. قطوف رمضان 1422هـ. ص 6 ـ 10.(1/2)
وقد كان من بين هذه الانتقادات الموجهة إلى بلاد الحرمين حرمان المرأة من حق قيادة المركبات أو ما يسمى اليوم بالسيارات، بحجة أنه أصبح حقًا عامًا تستمتع به كل امرأة راغبة في الدول الأخرى. دون نظر جاد لعواقب الأمور، وطبيعة المرأة، والخصوصية التي تتميز بها بلاد الحرمين الشريفين.
ولقد كان هذا الموضوع موضع اهتمام الباحث منذ زمن، ولا سيما بعد أن احتدم الصراع عبر وسائل الإعلام بين المشجعين والمانعين، رغبة في بيان وجه الصواب ضمن المنهج التربوي الإسلامي، الذي يعتمد الكتاب والسنة أساسًا للانطلاقة الفكرية والعلمية.
مشكلة البحث:
تتلخص مشكلة البحث المطروحة للدراسة في الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي:
ما مبررات منع المرأة من قيادة المركبات من المنظور التربوي الإسلامي؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيس مجموعة من الأسئلة الفرعية التي يسعى البحث للإجابة عنها وهي على النحو الآتي:
1. ما المبرر الفقهي لمنع المرأة من قيادة المركبات ؟
2. ما المبرر الأخلاقي لمنع المرأة من قيادة المركبات ؟
3. ما المبرر الصحي لمنع المرأة من قيادة المركبات ؟
4. ما المبرر الفطري لمنع المرأة من قيادة المركبات؟
5. ما المبرر الاقتصادي لمنع المرأة من قيادة المركبات؟
6. ما المبرر التاريخي لمنع المرأة من قيادة المركبات؟
أهمية البحث:
تعاني الأمة المسلمة المعاصرة مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة، وتأتي قضايا المرأة بطبيعتها وخصوصيتها في نظام الاجتماع الإسلامي لتضع الأمة المسلمة في حرج أمام العالم من حولها وهو يخوض في نظامه العالمي الجديد؛ ليصهر الشعوب المستضعفة في قوالب ثقافية عالمية متشابهة.(1/3)
ولئن كانت قضية قيادة المرأة للمركبات أو السيارات ـ ضمن هذه الموجة العالمية ـ لا تعدو أن تكون جزئية ضمن قضايا كثيرة وكبيرة متعلقة بالمرأة إلا أنها حلقة من حلقات تماسك المجتمع، بانحلالها تنحل حلقات أخرى كثيرة، تنتهي بهتك خصوصيات المرأة المسلمة، ودخول المجتمع المحافظ في قضايا اجتماعية جديدة ومتشعبة كان بالإمكان تفاديها، والوقائع والشواهد التي تدل على ذلك في كثير من الدول العربية والإسلامية لا تخفى.
والبحث في هذه المسألة يلقي الضوء بصورة علمية موثقة ـ ضمن التوجه التربوي الإسلامي ـ على المبررات التي من أجلها ترجَّع اختيار المنع من قيادة المرأة للسيارة، مما يدعم قرار وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية في منع المرأة من مزاولة هذه المهارة، ويضيف البحث في هذا الميدان موضوعًا لم يسبق بحثه تربويًا - في حد علم الباحث- كما سيتضح من واقع الدراسات العربية السابقة، ومن جملة ما تقدم تظهر أهمية البحث.
أهداف البحث:
يهدف البحث من خلال فقراته إلى تحقيق الغايات الآتية:
1. إلقاء الضوء على المبررات المختلفة لمنع المرأة من قيادة المركبات.
2. الوقوف على التوجيه التربوي الإسلامي في مسألة قيادة المرأة للمركبات.
3. تحقيق القناعة الفكرية لدى المرأة المسلمة وأوليائها بعدم المطالبة بقيادة المركبات.
4. دعم قرار وزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية في منع المرأة من قيادة المركبات.
منهج البحث:(1/4)
يتشعب البحث في العديد من الميادين العلمية التي تتطلب استخدام أكثر من منهج لمعالجة مشكلة البحث والإجابة على تساؤلاته، فقد استخدم الباحث المنهج الاستنباطي الذي يعد أهم المناهج المستخدمة في بحوث التربية الإسلامية، وذلك في معالجة الناحية الشرعية من البحث، وما يتعلق بها من النصوص والمنقولات الشرعية المختلفة. كما استخدم الباحث المنهج الوصفي الذي يعد أوسع المناهج التربوية استخدامًا، وذلك في معالجة المبرر الأخلاقي، والصحي، والفطري، والاقتصادي.
وأما المبرر التاريخي فقد استخدم الباحث لمعالجته المنهج التاريخي فيما يتعلق بتاريخ قيادة المرأة للمراكب.
الدراسات السابقة(1):
1. دراسة محمد عيسى فهيم وآخران (1405هـ) بعنوان: "السلوك المزعج الصادر عن السائقين في أثناء القيادة ـ دراسة ميدانية بمدينة مكة المكرمة". كان هدف الباحثين التعرف على رأي أصحاب السيارات تجاه تصرفات السائقين المزعجة ومدى تكرارها، مع تحديد علاقة كل من العمر والمستوى التعليمي ونوع السيارة والجنسية والخبرة بمهارة القيادة إلى إدراك السائق للسلوك المزعج الصادر عن غيره من السائقين، ودرجة الشعور بهذا السلوك المزعج. وكانت عينة الدراسة مجموعة من السائقين من فئات عمرية وثقافية مختلفة داخل مكة المكرمة، حيث وُجِّهت إليهم استبانة مكونة من خمس وثلاثين فقرة، تستطلع إدراك: مدى انزعاجهم من السلوك القيادي المزعج، حيث اتضح من النتائج أن المستجيبين على وعي كامل بما يجري من السلوك المزعج في أثناء القيادة، ويتمتعون في غالبيتهم بوعي جيد بأنظمة المرور، وقد أعقب الباحثون الدراسة بمجموعة من التوصيات.
__________
(1) الدراسات مرتبة حسب سنة النشر.(1/5)
2. دراسة عبد الله النافع وخالد السيف (1408هـ) بعنوان: "تحليل الخصائص النفسية والاجتماعية المتعلقة بسلوك قيادات السيارات بالمملكة". وقد استهدفت الدراسة التعرف على الخصائص النفسية والاجتماعية التي تميز سلوك قيادة السيارات في المملكة، مع تحليل وتقويم لهذه الخصائص، وتحديد أكثرها ارتباطًا بسلوك القيادة غير الآمن المسبب للحوادث المرورية. وقد استخدم الباحثان أربع استبانات لجمع المعلومات الأساسية للمبحوثين، وطبيعة سلوك قيادة السيارات، ونوع سمات الشخصية، والمعلومات المرورية. وقد كانت عينة الدراسة من الذكور، شاملة لمناطق المملكة من فئات متنوعة. وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها: وجود ميل نحو المخاطرة في القيادة لدى السائقين بالمملكة خاصة من الشباب، مع مخالفة للأنظمة المرورية، وعدم مراعاة أسباب السلامة، وقد ذيلت الدراسة بمجموعة من التوصيات والمقترحات للأفراد والجهات المعنية بالحركة المرورية.
3. دراسة ناصر عبد الله الصالح (1408هـ) بعنوان: "حوادث المرور بمدينة مكة المكرمة ـ العلاقة المكانية والاتجاهات الزمانية". وتهدف الدراسة إلى تحليل أسباب الحوادث في مكة المكرمة في ظل التوسع الهائل في أعداد السيارات وطبيعة ظروف منطقة المشاعر المقدسة. وقد اعتمد الباحث في جمع البيانات على إحصاءات إدارة المرور خلال السنوات الثلاث: 1403، 1404، 1405هـ. حيث اتضح من الدراسة كثرة الحوادث في فترات المواسم، والإجازات الرسمية. كما أظهرت الدراسة وجود علاقة بين كثرة الحوادث وخطورتها وعدد السائقين دون سن 18 سنة، وأن أكثر الحوادث تقع من السعوديين والمتعلمين والعزاب، كما بينت الدراسة كثرة حوادث النهار عن حوادث الليل، ثم أعقب الباحث دراسته مجموعة من التوصيات.(1/6)
4. دراسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (1410هـ) بعنوان: "حوادث السيارات وبيان ما يترتب عليها بالنسبة لحق الله وحق عباده". وقد كان هدف الدراسة معالجة أربع قضايا رئيسة هي: تصادم السيارات بعضها مع بعض، ما تحدثه بعض السيارات من دعس أو انقلاب، بيان ما يترتب على حوادث السيارات من العقوبات لمخالفة أنظمة المرور، وأخيرًا توزيع الجزاء على من اشتركوا في وقوع الحادث. وقد كشفت الدراسة عن وجود كم هائل من الذخيرة الفقهية العلمية في تراث الأمة الإسلامية حول قضايا حوادث التصادم وما يترتب عليها من أحكام الجنايات والغرامات والعقوبات. وقد عرضت الدراسة مجموعة من أمثلة الحوادث وما يترتب عليها من الأحكام الشرعية والعقوبات.
5. دراسة محمد المنجي (1993هـ) بعنوان: "دعوى تعويض حوادث السيارات" حيث شملت الدراسة قضايا كثيرة متعلقة بحوادث السيارات، والدعاوى المدنية ضد شركات التأمين. حيث عالج الباحث في فصول دراسته الجنائية، والتنظيم القانوني للدعوى ضد شركة التأمين، والحكم بالتعريض. حيث فصَّل الباحث في هذه المسائل من الجهة القانونية، وقد كان الدافع من وراء هذه الدراسة شدة حاجة الناس في العصر الحديث إلى تناول مثل هذه القضايا الشائكة الملحة بين المتضررين من حوادث السيارات وشركات التأمين، في وقت أصبحت فيه السيارات جزءًا من حياة الناس تلاحقهم بأضرارها وحوادثها في كل مكان.(1/7)
6. دراسة عبد العزيز أحمد دياب (1416هـ) بعنوان: "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج". حيث كان الدافع من وراء هذا البحث كثرة الحوادث في المملكة العربية السعودية في العقدين الأخيرين كنتيجة للنمو الاقتصادي المتسارع، وما ينجم عنها من هدر للثروة واستنزاف للطاقات. وقد سعى الباحث إلى دراسة إحصائيات الحوادث المرورية في المملكة خلال الفترة من 1977م وحتى 1991م. وقد توصل الباحث إلى أن المتغيرات المستقلة التي تسهم بدرجة عالية من الثقة في تحديد الحوادث المرورية في المملكة هي: الدخل، وثمن السيارة، ووعي السائق، والحالة الفنية للسيارة، ووقت القيادة.
7. دراسة جهاد محمد قربة (1420هـ) بعنوان: "طبيعة العلاقات المجالية للحوادث المرورية داخل الوسط الحضري لمدينة الشارقة ـ دراسة تحليلية لفترة التوسع 1987م ـ 1992م". وقد سعى الباحث من خلال دراسته إلى التعرف على الحوادث المرورية التي تحدث داخل المجال الحضري لمدينة الشارقة، والوقوف على الأسباب الرئيسة وراء وقوع هذه الحوادث. وقد اعتمد في جمع البيانات العلمية على الإحصاءات والمحاضر الصادرة عن إدارة مرور إمارة الشارقة. وقد توصل الباحث إلى أن التوسع العمراني الذي شهدته المدينة كان سببًا رئيسًا في كثرة وقوع الحوادث. ثم أعقب دراسته بمجموعة من التوصيات المتعلقة بالتدريب والتوجيه، وأخرى بالتخطيط الحضري للمدينة.(1/8)
8. دراسة عامر ناصر المطير (1421هـ) بعنوان: "قيادة التلاميذ للسيارات وأثرها على الحركة المرورية في المملكة العربية السعودية". تناول الباحث في دراسته مشكلة قيادة التلاميذ للسيارات وحوادثهم المرورية في مدينة الرياض، حيث أعد الباحث استبانة تم توزيعها على عينة من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية بلغت 900 طالب من مدينة الرياض. وقد أسفرت الدراسة على أن ما نسبته 54% من طلاب المرحلة الإعدادية و87% من طلاب المرحلة الثانوية يقودون السيارات، وأن نسبة كبيرة منهم يرتكبون حوادث ومخالفات مرورية كثيرة، وأن نسبة تصل إلى ربع العينة من طلاب الثانوية تتعمد ارتكاب الخطأ المروري. كما اتضح من الدراسة أن مدينة الرياض تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد صغار السن دون 18 سنة المشتركين في حوادث المرور.
9. دراسة محمد حسين منصور (د. ت) بعنوان: "تدخل السيارة في حادث المرور ـ مناط مسؤولية القائد". تناول الباحث في دراسته استعراض وسائل النقل المختلفة وطبيعة حادث المرور، وتدخل السيارة فيه سواء كانت المتحركة أو الساكنة، وحوادث فتح باب السيارة، إلى قضايا قانونية أخرى متعلقة بمسألة التأمين، وأضرار الحوادث.
التعليق على الدراسات السابقة:(1/9)
من خلال الاستعراض الموجز للدراسات العربية السابقة التي وقف عليها الباحث في ضوء الموضوع المختار للدراسة الحالية اتضح أن هذه الدراسات في جملتها لم تتعرض لموضوع قيادة المرأة للمركبات، وأنها تشترك مع الدراسة الحالية في مسألة قيادة السيارات وما يتعلق بها من الحوادث، والآثار المترتبة على ذلك من الناحية الشرعية والاقتصادية والقانونية. فالدراسات: الثالثة والسابعة والثامنة جغرافية التخصص، والدراستان الخامسة والتاسعة تنحو منحنى قانونيًا، والدراسة الرابعة فقهية شرعية، والدراسة السادسة اقتصادية التوجه. إلا أن الدراستين الأولى والثانية أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة الحالية لطبيعتهما التربوية.
وهذه النتيجة التي ظهرت من خلال استعراض الدراسات السابقة: تعزز لدى الباحث اختيار الموضوع باعتباره دراسة جديدة لم يُسبق إليها من الناحية التربوية الإسلامية على الأقل.
* * *
مبررات منع المرأة من قيادة المركبات
من المنظور التربوي الإسلامي
تعتبر المواصلات من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة في هذا العصر، ولا سيما بعد التوسع الهائل في تشغيل النساء الذي شهده سوق العمل ضمن خطط التنمية المتعاقبة التي توصي بمشاركة النساء في التنمية الشاملة؛ ولهذا يضيق بعض النساء العاملات والمتحمسون لهن في البلاد المحافظة بالمنع من مزاولة المرأة قيادة السيارة، ويشعرن بالضيم، فلا يزلن يطالبن بذلك، دون نظر جاد لعواقب الأمور (1).
__________
(1) انظر: أ ـ الحسيني، عائشة. إعداد وتنمية القيادات الإدارية النسائية في قطاع التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. ص 113.
ب ـ الحسيني، عائشة. "التخطيط للاحتياجات من الكفاءات الإدارية النسائية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة نظرية ميدانية" ج 1، ص 406.
ج ـ المحرر. قطوف شعبان 1421هـ . ص 95.(1/10)
ورغم أن مهارة قيادة المركبات الصغيرة من حاجات هذا العصر المهمة (1): فإنها لا تبلغ عند المرأة المسلمة درجة الضرورة التي تبلغها عند رب الأسرة، بل ولا تبلغ درجة الحاجة التي تبلغها عند الشاب العَزَب الذي لا يقوم على أسرة، فهي في حقها في الأعم الأغلب من باب التحسينيات التي لا تتضرر بنقصها، والنادر ـ كما هو معروف ـ لا حكم له (2)؛ ولهذا يُلاحظ في البلاد التي تسمح للمرأة بالقياةدة توافر السيارات لدى الشباب أكثر بكثير من توافرها لدى الفتيات (3)، كما أن إتقان مهارتها يكاد يكون عامًا لدى غالب طلاب المرحلة الثانوية وكثير من طلاب المرحلة الإعدادية، حتى إن الشاب منهم يشعر بأن السيارة جزء من حياته، وعدم امتلاكها يمثل له نوعًا من الحرمان (4).
__________
(1) أسعد، يوسف ميخائيل. الشخصية القوية. ص 218.
(2) انظر: البرهاني، محمد هشام. سد الذرائع في الشريعة الإسلامية. ص 334.
(3) انظر: علي، بدر الدين. قضاء وقت الفراغ لدى الشباب العربي. ص 85 و 158.
(4) انظر: المطير، عامر ناصر. "قيادة التلاميذ للسيارات وأثرها على الحركة المرورية في المملكة العربية السعودية" ص 49 و 54.(1/11)
ورغم أن غالب دول العالم تسمح للنساء بممارسة هذه المهارة دون حرج، ورغم إتقان كثير منهن لها بصورة كبيرة (1)، ورغم ممارسة جمع منهن لهذه المهارات في بعض الأرياف خارج المدن (2): فإن المختار في هذه القضية المنع، حتى في البلاد التي سمحت بها، واعتادها بعض النساء، فإن الأولى تركها، وإفراغ الوسع في تجنُّبها (3)، لا لكون مهارة القيادة محرمة في ذاتها ولكن لما يمكن أن تفضي إليه من المحظورات المتعددة. ولعل فيما يلي من المبررات ما يجلي هذا التوجه ويقوي اختياره:
أولاً: المبرر الفقهي (4) لمنع المرأة من قيادة المركبات:
__________
(1) انظر: الدربندي، عبد الرحمن سليمان. المرأة العراقية المعاصرة. ج 1، ص 184 ـ 185.
(2) انظر: تيس، سي. و د. بيركس. "دور المرأة في الريف العماني" ص 106 ـ 107.
(3) تبقى للضرورة حدودها التي تُقدر بقدرها للنساء المضطرات للقيادة في بعض البلاد.
(4) المقصود بالمبرر الفقهي هنا: هو المعنى الاصطلاحي الخاص لكلمة "الفقه" وهو الجانب العملي التطبيقي من الشريعة الإسلامية المنزلة، وحكم الفقهاء في مسألة قيادة المرأة للمركبات بناء على المصادر الفقهية.(1/12)
ويظهر هذا المبرر في كون الشريعة مبناها على جلب المصالح ودفع المفاسد، فما غلبت مصلحته أباحته، وما غلبت مفسدته منعته (1). فالمأمورات والمنهيات في الشريعة تشتمل كل منهما على مصالح ومضار، والحكم في كل منها على الأغلب (2). يقول ابن عبد السلام: "المصالح المحضة قليلة وكذلك المفاسد المحضة، والأكثر منها اشتمل على المصالح والمفاسد... والإنسان بطبعه يؤثر ما رجحت مصلحته على مفسدته، وينفر مما رجحت مفسدته على مصلحته"(3). وهذه المسألة في تقديم الجهة الغالبة: من مسائل الإجماع عند العلماء، الثابتة بالكتاب والسنة والعقل، خاصة في هذا العصر الذي اختلطت فيه المصالح بالمفاسد بصورة كبيرة (4).
__________
(1) البرديسي، محمد زكريا. أصول الفقه. ص 308.
(2) انظر: ابن تيمية. مجموع الفتاوى. ج 1، ص 265.
(3) ابن عبد السلام. قواعد الأحكام في مصالح الأنام. ج 1. ص 12.
(4) الوكيل، محمد. فقه الأولويات ـ دراسة في الضوابط. ص 225.(1/13)
ومن هنا جاء باب سد الذرائع المفضية إلى المفاسد (1)، أو المؤدية إلى إهمال أوامر الشرع، أو التحايل عليها ولو بغير قصد (2)، فإن "سد الذرائع أصل من أصول الشريعة الإسلامية، وحقيقته: منع المباحات التي يُتوصل بها إلى مفاسد أو محظورات... ولا يقتصر ذلك على مواضع الاشتباه والاحتياط؛ وإنما يشمل كل ما من شأنه التوصل به إلى الحرام"(3)، فالشارع الحكيم إذا حرَّم أمرًا حرَّم الوسائل المفضية إليه (4)؛ فإن "الوسائل تبعٌ للغايات في الحكم"(5)، و"وسائل الحرام" (6)، و"ما أفضى إلى حرام حرام".(7)
__________
(1) الشاطبي. الموافقات. ج 4، ص 199.
(2) الزرقاء، مصطفى أحمد. الاستصلاح والمصالح المرسلة في الشريعة الإسلامية وأصول فقهها. ص 45.
(3) منظمة المؤتمر الإسلامي. قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي. ص 209 (بتصرف).
(4) ابن القيم. إعلام الموقعين عن رب العالمين. ج 3. ص 135.
(5) ... الإدريسي، عبدالواحد. القواعد الفقهية من خلال كتاب المغني لابن قدامة. ص 428.
(6) ... المرجع السابق. ص 430.
(7) ... المرجع السابق. ص 430.(1/14)
والمسألة الفرعية التي يختلف في حكمها الناس: يُؤخذ فيها بالإجماع، فإن لم يُوجد، أخذ بالأحوط، ثم بالأوثق دليلاً، ثم يُؤخذ بقول من يُظن أنه أفضل وأعلم (1). ولا شك أن ترك المرأة لقيادة السيارة في هذا العصر هو الأحوط على أقل تقدير؛ فإن"فعل ما يُخاف منه الضرر إذا لم يكن محرماً فلا أقَلَّ أن يكون مكروهاً"(2)، حتى وإن تكلف رب الأسرة مهام نقل نسائه، أو اضطر لجلب الرجل الأجنبي لتولي هذه المهمة ـ كما هو حاصل في بعض البلاد (3)ـ فإن هذا في العموم أهون الشرين، وأخف الضررين؛ لأن الضرر الخاص الذي تكلفه هذا الأب وأمثاله، وما يمكن أن يحصل من الرجل الأجنبي يُتحمل في سبيل دفع الضرر العام (4) الذي يمكن أن يعم المجتمع بتوسيع دائرة قيادة النساء للسيارات، فإن المفسدة العامة المنع فيها أشد من المفسدة الخاصة (5).
__________
(1) القاري. شرح عين العلم وزين الحلم. ج 1، ص 47.
(2) ... الإدريسي، عبدالواحد. القواعد الفقهية من خلال كتاب المغني لابن قدامة. ص 427.
(3) انظر: ولي، نور بيكم محمد. دراسة استطلاعية عن كيفية ودواعي اعتماد الأسرة السعودية على السائقين المستقدمين ص 68، 158 ـ 159.
(4) انظر: البورنو، محمد صدقي. الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية. ص 206.
(5) البرهاني، محمد هشام. سد الذرائع في الشريعة الإسلامية. ص 210.(1/15)
كما أن الفقهاء لا يعتبرون الطريق خلوة، فإنما الخلوة: الأمن من اطلاع الناس (1)؛ بحيث يجتمع رجل بامرأة "في مكان لا يمكن أن يطلع عليهما فيه أحد، كغرفة أغلقت أبوابها ونوافذها وأرخيت ستورها"(2)، أو في فلاة لا يصلهما فيها أحد. ويُستأنس في هذا المقام بما نقله المروزي عن الإمام أحمد رحمهما الله حين سُئل عن: "الكحال يخلو بالمرأة وقد انصرف من عنده النساء، هل هذه الخلوة منهي عنها؟ قال: أليس هو على ظهر الطريق، قيل: بلى، قال: إنما الخلوة تكون في البيت"(3). ثم إن مبدأ خدمة الرجل الأجنبي في السفر حين يركب النساء الهوادج كان أمرًا معلومًا منذ القديم، وقد كانت النساء زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحملن في الهوادج، ويقوم الرجال على خدمتهن وحمل هوادجهن (4). ولا يفهم من هذا التهاون في مسألة خلوة السائق بالمرأة ، فإن المفروض تقليل هذه الفرص، وضبطها قدر المستطاع؛ بل إن بعض العلماء(5) يرى أن ركوب المرأة وحدها مع السائق الأجنبي أخطر من الخلوة في البيت ؛ لكونه يستطيع أن يذهب بها حيث شاء. وقد عالجت بعض الأسر في البلاد التي يُسمح فيها بقيادة المرأة للسيارات مشكلة الخلوة بطريقة عجيبة حيث جلبت من بعض البلدان الأجنبية نساء سائقات. يتولين هذه المهام بدلاً من الرجال الأجانب (6).
__________
(1) إدريس، عبد الفتاح محمود. أحكام العورة في الفقه الإسلامي ـ بحث مقارن. ج2، ص 569.
(2) قلعه جي، محمد رواس وحامد صادق قنيبي. معجم لغة الفقهاء. ص 200.
(3) السفاريني. غذاء الألباب. ج 2، ص 22.
(4) انظر: أ ـ عياض. إكمال المعلم بفوائد مسلم. ج 8, ص 287 ـ 288.
ب ـ ابن بطال. شرح صحيح البخاري. ج 8، ص 39.
(5) ... مثل: ابن إبراهيم. فتاوى ابن إبراهيم. ج10 ، ص 52 – 54.
(6) خلف، سليمان نجم. "العولمة والهوية الثقافية ـ تصور نظري لدراسة نموذج مجتمع الخليج والجزيرة العربية" ص 75.(1/16)
ثانيًا: المبرر الأخلاقي لمنع المراة من قيادة المركبات:
وتظهر قوة هذا المبرر من حيث المفاسد الكثيرة التي يمكن أن تترتب على انطلاق النساء والفتيات بهذه المركبات الخاصة من: هجران المنزل، والسفر بغير محرم، والتعرض للمضايقات، والاختلاط بالأجانب، والتوسع في مجالات عمل المرأة المتعلقة بشؤون النساء السائقات، إضافة إلى مشكلات صيانة مركباتهن ضمن أجواء لا تناسب المرأة المسلمة، مع الاضطرار لكشف الوجوه، إلى مفاسد كثيرة يمكن أن تحدث إذا استمرأ المجتمع صورة المرأة السائقة (1)؛
__________
(1) انظر: أ ـ ابن باز، عبد العزيز عبد الله. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة. ج 3، ص 351 ـ 353.
ب ـ المسند، محمد. فتاوى المرأة. ص 192 ـ 194.
جـ ـ المجدوب، أحمد علي. اغتصاب النساء في المجتمعات القديمة والمعاصرة. ص 201 ـ 202.
د ـ العريني، محمد ناصر. المرأة بين تكريم الإسلام ودعاة التحرير. ص 65 ـ 78.
بوحجي، هناء. "البحرين تمنع المنقبات من قيادة السيارات" ص 28.(1/17)
فإن غالب التغيرات الاجتماعية التنازلية تبدأ باليسير ثم تنتهي بما لا قِبَل للمجتمع به، وكما قيل: معظم النار من مستصغر الشرر؛ ففي بريطانيا قبل خمسين سنة تقريبًا كانت المرأة لا تحصل على رخصة القيادة إلا بعد إذن زوجها (1)، ثم ما لبث أن فتح لهن الباب على مصراعية. وفي إحدى البلاد المحافظة كانت المرأة لا تركب المواصلات العامة الصغيرة إلا مع محرم لها، ثم تبدل الوضع وتوسع الأمر دون نكير (2). وهكذا طبائع الناس تنتقل من الأهون إلى الأشد بالتدريج حتى يصبح الممنوع مرغوبًا فيه، والسيارة كمركبة متحركة داخل المجتمع ليست حصنًا للمرأة من أن تُنال بسوء، أو تتعرض للفتنة، أو تعرض غيرها للافتتان، ولا سيما عندما تتعطل مركبتها في أماكن لا تأمن فيها المرأة على نفسها.
ثالثًا: المبرر الصحي لمنع المراة من قيادة المركبات:
ومبنى هذا المبرر أن الشريعة تنهى عن التعرض للهلاك؛ إذ حفظ النفس من
__________
(1) الموسى، عبد الرسول. "الوظيفة كأحد إفرازات التحضر في الكويت" ص 128.
(2) الحسيني، عائشة. إعداد وتنمية القيادات الإدارية النسائية في قطاع التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. ص 113.(1/18)
مقاصدها (1)، وقيادة المرأة للسيارة يعرضها للتلف (2)، فإن السيارة آلة عنيفة لا تناسب طبيعة الإناث، وقد أكدت ذلك دراسة بريطانية على مجموعة من النساء السائقات، حيث توصلت إلى "أن 58% منهن يتوفين قبل الأربعين، و 60% منهن يصبن بأمراض نفسية، وقالت الدراسة: إن قيادة المرأة للسيارة لا تليق ولا تتناسب معها"(3). ولا تزال هذه الآلة تتصف بالعنف حتى بعد تطورها، فإن حوادثها على المستوى العالمي في غاية القسوة، وغالبًا ما يتعرض لها العُزَّاب من الشباب، والنساء المبتدئات، وينفرد الشباب بأعنف وأشد حوادثها (4). وقد أشارت الإحصاءات أن نسبة ضحايا حوادث المرور في دول الخليج تفوق نسبتها في أمريكا وبريطانيا (5)؛ حيث يهلك في كل ساعة سبعة أشخاص في دول مجلس التعاون الخليجي (6)، ويهلك في المملكة العربية السعودية وحدها ـ التي سجلت أعلى معدل لحوادث السير في العالم ـ حوالي سبعة أشخاص يوميًا (7).
__________
(1) انظر: شعبان، زكي الدين. أصول الفقه الإسلامي. ص 386 ـ 387.
(2) انظر: المحرر. قطوف جمادى الأولى 1419هـ. ص 9.
(3) المحرر. "سياقة المرأة للسيارة تقصر العمر" ص 1.
(4) انظر: أ. النافع، عبد الله وخالد السيف. تحليل الخصائص النفسية والاجتماعية المتعلقة بسلوك قيادات السيارات بالمملكة. ص 49 ـ 50، 60.
ب ـ الصالح، ناصر عبد الله. حوادث المرور بمدينة مكة المكرمة ـ العلاقات المكانية والاتجاهات الزمانية. ص 35.
جـ ـ دياب، عبد العزيز أحمد. "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج" ص 6 ـ 7.
(5) المحرر. قطوف صفر 1419هـ. ص 123.
(6) الغامدي، علي سعيد. "تقنية المستقبل في مواجهة مشكلة المرور" ص 70.
(7) انظر: أ ـ الصنيع، عبد الله علي. دراسات في قضايا المدن المعاصرة والتحضر بأقلام نخبة من العلماء الأفاضل. ص 217.
ب ـ المحرر. قطوف ربيع الثاني 1423هـ. ص 123.(1/19)
وبلغ عدد الحوادث في العالم العربي خلال عام 2000م نصف مليون حادث، نجم عنها اثنان وستون ألف قتيل (1). ولا شك أن توسع النساء في هذه الممارسة سوف يزيد من نسبة تعرضهن للهلاك، مما يجعل هذه المهارة خطيرة على شخص المرأة، وعلى دورها التناسلي الذي يستوجب مزيدًا من السكون والاستقرار (2)، إلى جانب ما يحدثه هذا التوسع من استنزاف للبيئة وتلويثها (3).
ويحاول بعض المتحمسين لتمرير موضوع قيادة المرأة للسيارة بضبطه من خلال منعهن من السفر بسيارتهن خارج المدن، والسماح لهن بقيادتها في فترات النهار دون الليل (4). وقد اتضح من خلال بعض الدراسات المحلية بالمملكة العربية السعودية أن 79% من حوادث السيارات تحصل داخل المدن، و65% منها تحصل في فترات النهار، كما أن
65% من هذه الحوادث تشارك فيها سيارات من الحجم الصغير (5)،
__________
(1) المحرر. قطوف ربيع الثاني 1422هـ. ص 112.
(2) الرازي. الحاوي في الطب. ج 3، ص 1456.
(3) بكار، عبد الكريم. مدخل إلى التنمية المتكاملة ـ رؤية إسلامية ص 355.
(4) انظر: المحرر. قطوف شعبان 1421هـ. ص 96.
(5) انظر: أ ـ دياب، عبد العزيز أحمد. "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج" ص 10 ـ 11.
ب ـ عبد العال، جمال عبد المحسن. "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها" ص 22.(1/20)
وهو الحجم المناسب من السيارات المرشح للمرأة. ويضاف إلى كل هذا وجود تلك العلاقة القوية بين ارتفاع درجة حرارة الجو وزيادة عدد الحوادث (1)، ومن المعلوم أن دول الخليج من أكثر دول العالم ارتفاعًا في درجات الحرارة. ولما كان غالب حوادث السيارة "تقع في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الإنسان في أعمق فترات النوم"(2)؛ فإن مزيدًا من الحوادث المرورية سيكون من نصيب المرأة العاملة السائقة؛ لكونها أكثر فئات المجتمع على الإطلاق جهدًا، أقلهن نومًا (3). ثم إن متغير التعليم والزواج لا دخل لهما في التقليل من حوادث السيارات؛ فقد دلت إحدى الدراسات في المملكة العربية السعودية على أن أكثر من 76% من السائقين المشتركين في حوادث المرور من المتعلمين، وأكثر من 53% منهم من المتزوجين؛ مما يدل على أن التعليم والزواج لم يخففا من أزمة الحوادث المرورية (4).
رابعًا: المبرر الفطري لمنع المرأة من قيادة المركبات:
__________
(1) العيسوي، عبد الرحمن. علم نفس الشواذ والصحة النفسية ص 269.
(2) باشا، حسان شمسي. النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن. ص 48.
(3) انظر: أ ـ حسون، تماضر زهري. تأثير عمل المرأة على تماسك الأسرة في المجتمع العربي. ص 66 ـ 67، 152 ـ 153.
ب ـ يونس، منى. "اعتراضات المرأة العاملة على العمل ـ بحث استطلاعي" ص 209 ـ 211.
(4) عبد العال، جمال عبد المحسن. "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها" ص 28.(1/21)
وتظهر حجة هذا المبرر من حيث رقة جهاز الأنثى العصبي الذي لا يساعدها على حسن الأداء (1)، وسرعة ارتباكها في أثناء القيادة لأبسط الأسباب (2)، إلى جانب الخوف الذي ينتابها عادة من المسافات الطويلة (3)، والخوف أيضًا من المناطق المفتوحة، الذي يزيد عند الإناث كلما كبرت أعمارهن (4)، وهو ما يُسمى برهاب الساح، وهو نوع من الخوف ينتاب بعض الناس من المناطق المزدحمة والمفتوحة (5)، إلى جانب ضعف قدراتهن على تعلم المفاهيم الجغرافية، كالمواقع والأماكن وتقدير الحيز الفراغي المرئي والمسافات، وقلة خبرات السفر لديهن؛ ولهذا يُلاحظ أن الإناث أقل قدرة على تعلم المفاهيم الجغرافية من المذكور (6). ولا شك أن هذه القضايا الفطرية مهمة لإتقان مهارة القيادة.
__________
(1) انظر: كحالة، عمر رضا. المرأة في القديم والحديث. ج 3، ص 62.
(2) الصوفي، محمد سالم. "الشباب الباحث عن الموت" ص 10.
(3) انظر: عبد الخالق، أحمد ومحمد وعويد سلطان المشعان. "المخاوف الشائعة لدى الأطفال والمراهقين الكويتيين ومدى تأثرها بالعدوان العراقي" ص 328.
(4) محمد، عادل شكري وفريح عويد العنزي. "دراسة إنمائية لبعض المتغيرات الباثولوجية لدى فئات عمرية متباينة" ص 115.
(5) النابلسي، محمد أحمد. "رهاب الساح ـ دراسة حالة واستراتيجية علاج" ص 186.
(6) انظر: أ ـ الجراية، أنور. "الشخصية" ص 50.
ب ـ السالم. زغلولة. صورة المرأة العربية في الدراما المتلفزة. ص 66 و 70.
جـ ـ بكار، نادية أحمد. "مدى وعي معلمات الجغرافيا بقضية سوء فهم المناهج الجغرافية"ص 67، 88.
د ـ باول، دوغلاس. تسع خرافات عن الشيخوخة. ص 102.(1/22)
وأهم من هذا كله الضعف الصحي العام الذي لا تنفك عنه المرأة في العموم من آثار الدورة الشهرية، ومضاعفات النفاس وفترة الحمل، من حيث: الانفعالات النفسية، وارتفاع الضغط، وكثرة الصداع، والتوتر، والقلق، والتذبذب، والكآبة، وحدة المزاج، والآلام العامة خاصة في الحوض والظهر، والغثيان، وما يصيب عامة النساء الحوامل من الاضطرابات النفسية، وما يرافق ذلك من انكماش فطري طبيعي في حجم الدماغ عندهن في أثناء الحمل، وما يصاحب ذلك من ضعف الذاكرة، وصعوبة التذكر. إلى جانب تأثير هذه الأعراض على الاتزان العام، مما قد يدفع المرأة في هذه الظروف الفطرية إلى شيء من العنف والعجلة في بعض المواقف (1)؛ ولهذا يشير العديد من الدراسات والإحصاءات المختلفة إلى ارتفاع نسبة تعرض المرأة أكثر من الرجل للاضطرابات النفسية، وحدة الانفعال، والانهيارات النفسية خاصة في هذه الفترات الفيسيولوجية، وبعد الولادة، وفي سن اليأس، وبعد عمليات الإجهاض (2). ومن المعلوم أن واحدة من هذه الأعراض الجسمية لا تسمح للرجل واقعيًا ولا نظاميًا بالقيادة، فكيف بها مجتمعة؟ ولا شك أن ما بين ربع إلى ثلث النساء على الأقل يقعن تحت هذه التأثيرات الفطرية بصورة دائمة، بمعنى أن ثلث النساء في المجتمع لا يصلحن ـ تحت ضغط هذه الطبيعة الفطرية وتأثيراتها الجسمية ـ لقيادة السيارات. ولعل هذه الأسباب كانت وراء قلَّة أعداد النساء السائقات في العالم مقارنة بأعداد الرجال.
ولعل أعظم من هذا وأخطر: التأثير السلبي لنزيف الدماء الطبيعية على حاستي السمع والبصر عند النساء (3)
__________
(1) انظر: أ ـ الدباغ ، فخري. أصول الطب النفساني. ص 214 و 253 و 346.
ب ـ المالكي، موزة. "علم النفس حول العالم العدد (31)". ص 17.
(2) النابلسي، محمد أحمد، "الاضطرابات النفسية لدى المرأة" ص 64 و 66 ـ 67.
(3) انظر: أ ـ البار، محمد علي. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص 103.
ب ـ رشاد، نادية محمد. التربية الصحية والأمان. ص 73.(1/23)
ـ أهم عناصر هذه المهارة ـ ولهذا يُلاحظ كثرة حوادث النساء المرورية في العموم ، ولاسيما في أثناء فترة الحيض وما قبلها بقليل ،حيث تزيد لديهن العصبية، وتكثر لديهن الغفلة والنسيان والشرود الذهني، وهن في العموم يعانين من نقص في الاتزان النفسي والفسيولوجي، يجعلهن أكثر تعرضاً للسآمة والتعب، وأقل انتباهاً وتركيزاً، وأميل للتوتر والقلق، ولاسيما المرأة العاملة، التي تجمع بين العمل الوظيفي ومسؤولياتها المنزلية ؛ لذا فإن أكثر النساء أكثر تعرضاً لعصاب قيادة المركبات – أكثر من الذكور (1)، مما يجعل قضية القيادة بالنسبة لهن في غاية الحرج. ومن المعلوم أن السائق هو همزة الوصل بين المركبة والطريق، وصفاته الوراثية والمكتسبة ومهارته وخبرته تلعب أدوارًا رئيسة في حصول الحوادث، وقد ثبت يقينًا من خلال الواقع أن السائق يتحمل أكثر أسباب الحوادث المرورية (2)، وهي مرتبطة – إلى حد كبير – بشخصيه، فقيادة السيارة تشكل ضغطاً على نفس قائدها حين يحتاج إلى طاقات نفسية وذهنية وجسمية، تمكنه من التعامل مع الطريق وشكله، وما يحويه من متغيرات كالسيارات الأخرى، والمارة، وإشارات المرور، وظروف الازدحام، وهذا يتطلب من السائق درجة عالية من الانتباه ، والتركيز، والتوازن النفسي ، وقدرة جيدة على الحركة التلقائية السريعة التي تحصل بالخبرة والمران ، وتأتي بعفوية دون قصد.(3)
__________
(1) الحنفي، عبد المنعم. الموسوعة النفسية الجنسية. ص 809.
(2) انظر: أ ـ دياب، عبد العزيز أحمد. "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج" ص 4 و 6.
ب ـ قربة، جهاد محمد. "طبيعة العلاقات المجالية للحوادث المرورية داخل الوسط الحضري لمدينة الشارقة ـ دراسة تحليلية لفترة التوسع 1987 ـ 1992م". ص 103 ـ 104.
(3) ... أ - الحفني، عبد المنعم. الموسوعة النفسية- علم النفس والطب النفسي. ص 136 – 138.
... ب- الحفني، عبد المنعم. الموسوعة النفسية- علم النفس والطب النفسي. ص 140.(1/24)
ولعل هذه الأسباب الفطرية في عنصر النساء كانت السبب في رفع قيمة التأمين على السيارات التي تمتلكها النساء (1)، ومن المعلوم أن شركات تأمين السيارات تراعي ظروف الشخص المتقدم لطلب التأمين؛ ولهذا تزيد من قيمته على الأشخاص المطلقين (2)؛ لكونهم في الغالب يعيشون حالة من التوتر النفسي الذي يعد سببًا رئيسًا في وقوع الحوادث.
خامسًا: المبرر الاقتصادي لمنع المرأة من قيادة المركبات:
ويظهر هذا المبرر من الناحية الفقهية في حالات حوادث المرور وما يقع فيها من الجنايات؛ حيث تُعفى المرأة مطلقًا من المشاركة في دية المقتول خطأ حتى وإن كانت هي الجانية، في حين يشترك الجاني البالغ من الذكور ـ على خلاف بين الفقهاء ـ مع باقي العاقلة من القرابات في دفع دية القتل الخطأ (3)،
__________
(1) معلومة غير موثقة بالمراجع منقولة من بعض أهل الخبرة ممن عاش في بعض الدول الغربية.
(2) انظر: المسيري، عبد الوهاب. "الفكر الغربي ـ مشروع رؤية نقدية" . ص 133.
(3) انظر: أ ـ ابن حزم. المحلى بالآثار. ج 11، ص 273 ـ 276.
ب ـ الكاساني. بدائع الصنائع. ج 7، ص 255 ـ 257.
ج ـ النووي. صحيح مسلم بشرح النووي. ج 11، ص 176 ـ 177.
د ـ الشربيني. مغني المحتاج. ج 4، ص 95.
هـ ـ المرداوي. الإنصاف. ج 10، ص 124.
و ـ القرطبي. الجامع لأحكام القرآن. ج 5. ص 326.
ز ـ ابن حجر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. ج 26، ص 80 ـ 81.
حـ ـ ابن عابدين. حاشية رد المختار. ج 6، ص 564 و 642 ـ 643.
ط ـ البهوتي. كشاف القناع. ج 6، ص 61.
ي ـ زحيلي، وهبة. الفقه الإسلامي وأدلته. ج 6، ص 322 ـ 323.
ك ـ أبو جيب، سعدي. موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي. ج 1، ص 426.
ل ـ الحربي، سعد شارع. الأحكام الخاصة بالمرأة ص 421.(1/25)
بل وتستمتع المرأة مع الورثة في الحصول على نصيبها من دية زوجها (1)، في الوقت الذي لا تُكلَّف فيه مع العاقلة بشيء، وهذا فيه إجحاف اقتصادي بحق رجال الأسرة من العصبات إذا مُكِّنت الفتيات من ممارسة أسباب العطب، خاصة إذا شعرن بالأمان من مغبة تحمل الغرامة المالية، ومن المعلوم أن الأصل في إلزام العاقلة دفع الدية في حال القتل الخطأ ـ مع ما فيه من التعاون ـ هو تأديبها لتقصيرها في كفِّ المستهترين والطائشين المنتمين إليها من العبث بأمن المجتمع، مما يدفعها ـ بصورة تضامنية جماعية ـ لحفظ سفهائها، ومن يُتوقع منهم الخطأ الذي يُكلفها الغرامات المالية (2).
__________
(1) انظر: الترمذي. الجامع الصحيح. رقم (2110). ج 4، ص 425 ـ 426. (حديث حسن صحيح).
(2) انظر: أ ـ السعدي، عبد الرحمن ناصر. الفتاوى السعدية. ص 83.
ب ـ أبو سنة، أحمد فهمي. العرف والعادة في رأي الفقهاء. ص 242 ـ 244.(1/26)
وأما الزعم بأن مسألة الدية في مثل هذه الجنايات قد انحلت اليوم من خلال التأمين التجاري فلا حاجة إلى نظام العاقلة؛ فإن هذا النوع من التأمين القائم اليوم في المعاملات التجارية ممنوع شرعاً (1) , والضرر ـ كما هو معلوم شرعاً ـ لا يُزال بضرر, والخطأ لا يُعالج بخطأ.كما أن التأمين التعاوني ـ الغائب من المعاملات الاقتصادية المعاصرة ـ لو عُمل به في مثل هذه الجنايات – بالشروط الشرعية- لكان جلُّ ميزانياته تُنفق في جنايات النساء السائقات ـ ولا سيما المبتدئات منهن ـ والشباب المتهور، مما يُجحف من جديد بباقي المساهمين، من الحريصين على سلامة المجتمع وأمنه. ولهذا لن يرضوا بمشاركة هذه الفئات المتوقع منها الضرر بصورة كبيرة في صندوق تأمينهم التعاوني، مما سيضطر هذه الفئات ـ من جديد ـ للرجوع مرة أخرى بأزماتها الجنائية إلى العاقلة والعصبات، مما يُعطي لنظام العاقلة أهميته الاقتصادية والتعاونية، ودوره التربوي التوجيهي في الحياة الإسلامية (2).
__________
(1) انظر: منظمة المؤتمر الإسلامي. قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي. ص 20.
(2) أدى ظهور التأمين الإلزامي على رخص القيادة في المملكة إلى إحجام كثير من أفراد القبائل عن الإسهام المالي المعتاد في صناديقهم التعاونية، مما أثار جدلاً مع رؤساء قبائلهم. انظر: المحرر. قطوف ذو الحجة 1423هـ. ص 124.(1/27)
وفي الجانب الآخر من المسألة الاقتصادية: استهلاك الثروة في هذه المراكب، وتجميد الأموال فيها، والاستنزاف المالي في مصروفاتها، وخسائرها التي تُقدر في دول الخليج ببليون دولار، وفي المملكة وحدها بملياري ريال، إضافة إلى ضغط الحركة المرورية في البلاد النامية التي لا تتسع طرقها لمراكب الرجال فضلاً عن مراكب النساء والفتيات، خاصة بعد أن ثبت أن ازدحام الطرق من أعظم أسباب كثرة الحوادث (1).
__________
(1) انظر: أ ـ الصنيع، عبد الله علي. دراسات في قضايا المدن المعاصرة والتحضر بأقلام نخبة من العلماء الأفاضل. ص 267 ـ 272.
ب ـ عبد العال، جمال عبد المحسن. "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها". ص 14.
ج ـ شريف، سعيدة. "حوادث السير.. حرب صامتة في المغرب" ص 15.
د - المحرر. "حوادث السير تقتل ثلاثة أشخاص كل يوم في لبنان". ص 15.(1/28)
وفي بلد مثل المملكة العربية السعودية زاد عدد السيارات تسعة أضعاف ما بين عامي 1395هـ و 1411هـ (1)، وأعجب من هذا ما أشارت إليه الإدارة العامة للمرور بالمملكة أن واقع عدد السيارات عام 1405هـ تضاعف عما كان عليه عام 1391هـ ثمانية وعشرين ضعفًا (2)، وأعجب من هذا وأغرب ما أشارت إليه إحدى الدراسات أن عدد السيارات في المملكة تضاعف 38 مرة في الفترة ما بين عام 1391هـ وعام 1413هـ، كما أشارت الدراسة إلى أن ما بين كل 1000 شخص في المملكة هناك 350 شخصًا يمتلكون سيارة خاصة، رغم أن النساء لا يقدن فيها السيارات، في حين يملك في بريطانيا السيارة الخاصة من كل 1000 شخص 306 شخص (3).
__________
(1) دياب، عبد العزيز أحمد. "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج". ص 8.
(2) انظر: النافع، عبد الله وخالد السيف. تحليل الخصائص النفسية والاجتماعية المتعلقة بسلوك قيادات السيارات في المملكة. ص 4.
(3) عبد العال، جمال عبد المحسن. "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها" ص 17 ـ 19.(1/29)
"وبالرغم من التوسع الهائل في المملكة في إنشاء الطرق داخل المدن وخارجها فإن هذا التوسع لا يُواكب الزيادة الهائلة في أعداد السيارات ووسائل النقل الأخرى، وهذا قد سبب ـ ولا شك ـ الكثير من الاختناقات المرورية والزحام الشديد في المواصلات خاصة في المدن الكبيرة كجدة والرياض"(1). فهاتان المدينتان مع مدينة الدمام تستوعب ثلث سكان المملكة تقريباً (2). ولا شك أن لو سُمح للنساء بالقيادة لزاد عدد السيارات بصورة كبيرة لا تستوعبها الطرق، في الوقت الذي يُهدد فيه العالم ـ ولا سيما في الدول الصناعية ـ بزيادة عدد السيارات والتلوث البيئي. ومن المعلوم أن سحر السيارة الجديدة في هذا العصر مظهر من مظاهر الترف الذي يتنافس فيه الناس (3)،
__________
(1) فهيم، محمد عيسى وآخران: "السلوك المزعج الصادر عن السائقين أثناء القيادة ـ دراسة ميدانية بمدينة مكة المكرمة". ص 6. (بتصرف).
(2) الوهيد، محمد سليمان. "القيم الاجتماعية وأثرها في مشكلة المرور". ص 43.
(3) أ ـ المجرن، عباس علي "محددات الطلب العالمي على الجازولين" ص 96 ـ 97.
ب ـ مارتن، هانس بيتر وهارالد شومان. فخ العولمة. ص 73 ـ 74.(1/30)
وسوف يكون في غاية القوة والترف إذا شارك النساء في هذه المنافسة الاجتماعية الأخَّاذة؛ لكونهن ـ بالفطرة ـ مأخوذات بعواطفهن، مشدودات برغباتهن. فلن يكون امتلاك السيارة عن حاجة بقدر ما يكون للمفاخرة والاستكثار، وقد دلَّ البحث الميداني في دول الخليج على أن عدد السيارات للأسرة الواحدة يزيد عند الأسر التي لا يشارك نساؤها في قوى العمل، وتقل أعدادها في الأسر التي يشارك نساؤها في قوى العمل (1)؛ مما يدل على أن امتلاك السيارة ليس هو دائمًا للحاجة؛ فإن المرأة العاملة التي يقل لدى أسرتها عدد السيارات قد تكون أحوج إليها من غير العاملة التي يكثر لدى أسرتها عدد السيارات.
سادسًا: المبرر التاريخي لمنع المرأة من قيادة المركبات:
يعتمد المؤيدون لقيادة المرأة للسيارة على المبرر التاريخي رغم أنه لا يُؤيد توجههم؛ فعلى الرغم من الفارق الكبير بين طبيعة وظروف قيادة السيارة وقيادة الدواب فإن النساء منذ القديم لم يكنَّ من أهل الخيل والفروسية إنما الخيل من مطايا الرجال (2)،
__________
(1) القدسي، سليمان. سياسات أسواق العمالة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ص 19 ـ 20.
(2) انظر: أ ـ السرخسي. شرح كتاب السير الكبير. ج 1، ص 136 ـ 137.
ب ـ قطب، سيد. في ظلال القرآن. ج 1، ص 580.
جـ ـ هامرتن، جون وآخرون. تاريخ العالم. ج 5، ص 377 ـ 398.(1/31)
وقد كان من المستغرب ركوب النساء للخيل في بلاد زنجبار في القرن التاسع عشر،(1) والسيارات الخاصة أشبه مراكب هذا العصر بها (2)، فهي من هذه الجهة متعلقة بالرجولة إلى حد كبير (3). ولهذا لا يجد الباحث ذكرًا للنساء عند ذكر الخيل والفروسية؛ لما اشتمل عليه ركوب الخيل من البطولة والطلب والهرب، ومواقع القتال من الكر والفر (4)، مما لا يناسب الطبيعة الأنثوية، بل إن بعض القبائل في القديم كانت تُحرِّم على النساء ركوب الخيل لمعتقدات وأخلاق اجتماعية كانوا يرونها (5).
وأما البغال ـ مع كونها ليست من المراكب الآمنة بصورة مطلقة ـ فقد نُقل عن بعض نساء السلف ركوبها وهنَّ مستورات بستور أو في بواطن الهوادج (6)، إلا أن الإبل كانت من أوسع مراكب النساء العربيات وألطفها بأحوالهن، ومع هذا لم يكنَّ ـ في الغالب ـ ينفردن بركوبها، فقد ارتبط ركوبهن عليها بالهوادج المستورة، التي يتولى قيادتها عادة ساقة الإبل من الرجال (7)؛
__________
(1) انظر: أشكناني، زبيدة علي. "مذكرات أميرة عربية- الإثنوغرافيا والسيرة الذاتية". ص 132. ...
(2) الدويك، يوسف راتب. "الرياضة في الإسلام" ص 121.
(3) انظر: معاليقي، عبد اللطيف. المراهقة ـ أزمة هوية أم أزمة حضارية. ص 146 ـ 147.
(4) انظر: أ ـ الجاحظ. البغال. ص 24.
ب ـ ابن جزي. الخيل. ص 296 ـ 302.
جـ ـ الأسود. أسماء خيل العرب وأنسابها وذكر فرسانها. ص 15 ـ 20 و 291 ـ 319.
(5) انظر: الجوهري، محمد فائق. العادة السرية عند الرجال والمرأة. ص 25.
(6) انظر: أ ـ ابن شبَّه. تاريخ المدينة المنورة. ج 4، ص 1311 ـ 1313.
ب ـ الجاحظ. البغال. ص 26 و 31 و 47 ـ 52.
جـ ـ الشيباني. فضائل عثمان بن عفان. ص 136.
(7) انظر: أ ـ البخاري. صحيح البخاري. ص (3251). ج 3، ص 1266 ورقم (3910). ج 4،
ص 1517.
ب ـ الحاكم. المستدرك. ج 4، ص 42 ـ 43. (حديث فيه إرسال... وقد رُوي بإسناد صحيح... مختصرًا).
جـ ـ البيهقي. السنن الكبرى. ج 4، ص 34 ـ 35.
د ـ المقريزي. إمتاع الأسماع. ص 114.
هـ ـ ابن منظور. لسان العرب. ج 2، ص 389. (هدج).
و ـ ابن حجر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. ج 19، ص 150.
ز ـ الزركلي. الأعلام. ج 3، ص 114 ـ 115.(1/32)
ولهذا ارتبط الهودج بالمرأة في تنقلها وأسفارها (1)، وحتى على مستوى التعريف اللغوي والاصطلاحي فالهودج مركوب المرأة (2)،
__________
(1) انظر: أ ـ النسائي. سنن النسائي. ج 5، ص 120. (صحيح) الألباني، محمد ناصر الدين. صحيح سنن النسائي. ج 2، ص 560.
ب ـ عياض. إكمال المعلم بفوائد مسلم. ج 4، ص 369.
جـ ـ محمد، طارق عوض الله. الجمع والتوضيح لمرويات الإمام البخاري وأحكامه في غير الجامع الصحيح. ج 1، ص 514.
د ـ عبد الفتاح، فاطمة. الحياة الاجتماعية في الشعر الجاهلي. ص 104.
(2) انظر: أ ـ ابن منظور. لسان العرب. ج 2، ص 389. (هدج).
ب ـ قلعه جي، محمد رواس وحامد صادق قنيبي. معجم لغة الفقهاء. ص 496.(1/33)
وأبعد من هذا تفسير رؤية الهودج في المنام بالمرأة عند مفسري الأحلام (1). ومما يُشير إلى هذا أيضًا ويؤيده جواب التابعي أبي ثفال المري حين سُئل عن خروج المرأة؟ فقال: "لأي شيء تخرج؟ والله لا تنفر في النفير ولا تسوق البعير"(2)، ولما استأذنت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة أردفها أخوها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما خلفه على الدابة، ولم تنفرد بركوبها وحدها (3)، ومن المعلوم أن سائق إبل النساء يتلطف في سيره، ولا يشتد عليهن خوفًا من سقوطهن لقلة ثباتهن على الدواب (4)؛ فقد وصفهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوارير (5)، يعني أنهن كالزجاج، "يُسْرع إليها الكسر، ولا تقبل الجبْر"(6). وقد وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها اعتناء الرجال، وقيامهم على بعيرها وهودجها فتقول: "وكنت إذا رُحِّل لي بعيري جلست في هودجي، ثم يأتيني القوم ويحملونني، فيأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به"(7)، وفي خبر الإفك لما تأخرت عن الركب، وأدركها صفوان بن المعطَّل رضي الله عنه قالت: "ثم قرَّب البعير فقال: اركبي، واستأخر عني فركبت، فأخذ برأس البعير وانطلق سريعًا يطلب الناس"(8)، يعني أنها لم تنفرد بقيادة البعير رغم وقوعها في مثل هذا الموقف الحرج، في خلوة مع شخص أجنبي، وما ترتب على مرافقته لها ـ بعد ذلك ـ من أزمة اجتماعية خطيرة.
__________
(1) انظر: النابلسي. تعطير الأنام في تعبير المنام. ص 466.
(2) المرزبان. المروءة. ص 58.
(3) انظر: ابن بطال. شرح صحيح البخاري. ج 5، ص 147.
(4) انظر: عياض. إكمال المعلم بفوائد مسلم. ج 7، ص 287.
(5) مسلم. صحيح مسلم. رقم (2323). ج 4، ص 1811.
(6) ابن منظور. لسان العرب. ج 5، ص 87. (قرر).
(7) ابن شبَّه. تاريخ المدينة المنورة. ج 1، ص 329.
(8) نفسه. ج 1، ص 330.(1/34)
وفي هذا المعنى يصف الأخطل ـ شاعر الأمويين (1) ـ رحيل النساء على الإبل حين يسوقهن الحادي، وقد رُحِّلت مراكبهن فيقول:
لبثن قليلاً في الديار وعُوليتْ ... ... على النُجْب للبيض الحسان مراكب
إذا ما حدا الحادي المجدُّ تدافعت ... ... بهن المطايا واستُحثَّ النجايب (2)
وهذا كلُّه يُشير ـ في الجملة ـ إلى أن مهارة القيادة للآليات أو للدواب مرتبطة بالذكور ارتباطًا وثيقًا؛ بل إن المرأة المعاصرة لم تقد السيارة في أوروبا إلا قبل زمن يسير؛ فإلى الثلاثينات من القرن العشرين الميلادي كانت السيارة حكرًا على الرجل، ووسيلته لجذب المرأة وإغرائها بالزواج (3)، إلا أنه ذُكر أن صانع أول سيارة في ألمانيا عام 1888م سمح لزوجته أن تقودها لأول مرة أمام الجماهير (4). وهذا الخبر إن صحَّ لا يعدو أن يكون لطيفة من اللطائف الأوروبية؛ وإلا فإن تحريك عجلة القيادة إلى عهد قريب جدًا كان شديدًا على الرجل المكتمل البنية فضلاً عن أن يكون سهلاً بيد المرأة العادية.
* * *
الخاتمة
إن هذه المبررات المتعددة لكفِّ النساء عن مزاولة مهارة قيادة السيارات لا تُجيز ـ في الجانب الآخر ـ للمرأة المسلمة أن يُقتطع من عرضها وشرفها في المواصلات العامة المزدحمة بالأجساد المتراكمة كما هو حاصل في كثير من البلاد النامية (5)؛
__________
(1) ترجمة الأخطل غياث بن غوث. انظر: الزركلي. الأعلام. ج 5، ص 123.
(2) العالم، إسماعيل أحمد. "الصور الحركية ومجالاتها في شعر الأخطل" ص 189 ـ 190.
(3) انظر: المحرر. "علم النفس حول العالم العدد (17)". ص 20.
(4) شيخاني، سمير. سجل الأيام. ج 3، ص 229.
(5) انظر: أ ـ المجدوب، أحمد علي. اغتصاب النساء في المجتمعات القديمة والمعاصرة. ص 54.
ب ـ أيوب، ياسر. الانفجار الجنسي في مصر. ص 179.
جـ ـ حمود، رفيقة سليم. المرأة المصرية ـ مشكلات الحاضر وتحديات المستقبل. ص 72.(1/35)
وإنما الهدف من كل هذا ربط المرأة بحصن البيت من الجهة المالية عن طريق تطوير التنمية الاقتصادية العائلية، من خلال الصناعات المنزلية التي أثبتت جدواها الاقتصادية (1)، مع الاستفادة من فرص العمل المتاحة عبر شبكات الإنترنت التي أصبحت واقعًا في كثير من بلاد العالم (2)، فلا تحتاج للكسب خارج نطاق الأسرة. وربطها أيضًا بالبيت من الجهة المعرفية من خلال التعليم عن بعد بوسائله المختلفة، فقد أصبح هذا النوع من التعليم واقعًا عالميًا مقبولاً (3)، فلا يبقى للمرأة خارج المنزل إلا ما لا بد لها منه من الحاجات والمصالح.
__________
(1) أحمد، عبد الرحمن يسري. تنمية الصناعات الصغيرة ومشكلات تمويلها. ص 25.
(2) انظر: أ ـ المحرر. "تعويم أفكار في الكويت لرفع معدل تشغيل النساء". ص 11.
ب ـ المحرر. "فرص وظيفية للمرأة بأسلوب العمل من بعد". ص 17.
(3) انظر: أ ـ البدر، محمد عبد العزيز. "الإعلام التربوي في دول الخليج العربية". ص 49.
ب ـ عيسى، مصباح الحاج. "استخدام الهاتف والشاشة الإلكترونية في التعليم عن بعد بدول الخليج العربية". ص 51 ـ 54.
جـ ـ جبر، يحيى عبد الرؤوف. "مشروع تلفزة الأيام الدراسية". ص 30 ـ 31.(1/36)
وإلى جانب ذلك لا بد أيضًا ـ ضمن ظروف الحياة الواقعية ـ من التوسع في وسائل النقل العام من الحافلات الكبيرة ونحوها؛ بحيث تصبح أكثر جدوى وراحة وأمانًا بالنسبة للمرأة المحتاجة للخروج، كالمعلمة والطالبة ونحوهما. إلا أن الواقع يشهد بقصور وسائل النقل العام؛ ففي بلد كالمملكة العربية السعودية لا يزيد النقل العام عن استيعاب 7% فقط من حركة الرحلات المرورية، في الوقت الذي يستوعب فيه النقل العام في أوروبا 40% من هذه الرحلات المرورية (1)، حتى إن مدينة مثل الرياض لا يتولى فيها النقل المدرسي العام أكثر من 1% من أعداد الطلاب (2)،
__________
(1) عبد العال، جمال عبد المحسن. "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها" ص 22 ـ 24.
(2) المطير، عامر ناصر. "قيادة التلاميذ للسيارات وأثرها على الحركة المرورية في المملكة العربية السعودية".
ص 49.(1/37)
في حين لا يُسمح لطلاب المدارس في اليابان الانتقال إلى مدارسهم بسياراتهم الخاصة، ولا حتى بالدراجات النارية (1)، إنما بالنقل العام، وفي سنغافورة تتبنى الدولة سياسة متشددة في استخدام السيارات الخاصة، وتفرض قيودًا عليها، رغبة في توجيه الناس نحو النقل العام (2)؛ ولهذا جاء في توصيات الندوة العلمية الأربعين المنعقدة في الرياض عام 1417هـ حول أساليب ووسائل الحد من حوادث المرور، والتي شاركت فيها ثلاث عشرة دولة عربية ما نصه: "ضرورة التوسع في وسائل النقل الجماعية في المدن العربية، وتوفيرها بأسعار مشجعة، لحمل ساكني المدن على استخدامها بمختلف فئاتهم من موظفين وطلاب وغيرهم"(3)، فلا بد أن تكون توصية كهذه ضمن اهتمامات المسؤولين، بحيث تفعَّل بصورة جادة لتحقيق هدف التخفيف من كثرة السيارات، وإقناع المجتمع ـ ولا سيما النساء ـ باستخدام وسائل النقل العام، وفي الوقت نفسه تُغنيهنَّ عن السعي في المطالبة بقيادة السيارات الخاصة التي تزيد من أعداد السيارات، وبالتالي تزيد من احتمالات وقوع الحوادث، إلى مشكلات أخرى تقدم ذكرها.
__________
(1) بيوشامب، إدوارد. التعليم الياباني والتعليم الأمريكي ـ دراسة مقارنة. ص 28.
(2) المجرن، عباس علي. "محددات الطلب العالمي على الجازولين". ص 110 ـ 111.
(3) أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية. "توصيات الندوة العلمية الأربعين". ص 156.(1/38)
إن مما ينبغي أن تدركه المرأة والنساء عمومًا أن هناك تقبلاً اجتماعيًا خطيرًا نحو قيام المرأة بأدوار الرجل التي كانت إلى عهد قريب مناطة به كالعمل للكسب، وعلاج الأبناء، والترفيه عنهم، ونحوها من الأعمال، فقد أصبح المجتمع المعاصر يتقبل اتكال الرجل على زوجته في هذه المهمات (1)، فلا يعدو تولي المرأة قيادة السيارة أن تكون تكليفًا جديدًا لمهمات أخرى تنحط عن كاهل الرجل لتنوء بأعبائها المرأة، مقابل استمتاعها بمهارة قيادة السيارة.
نتائج البحث:
من خلال فقرات الدراسة توصل الباحث إلى العديد من النتائج ومن أهمها:
1. الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد ودفع المفاسد عنهم، ومن حق السلطان المسلم أن يمنع النساء من قيادة المركبات سدًا للذرائع المفضية إلى المفاسد.
2. لا تعتبر السيارة الخاصة مهما كانت صالحة حصنًا للمرأة من أن تنال بسوء، إلى جانب ما يترتب على انطلاقها بها من انفلات اجتماعي لا يوافق توجيه الإسلام لها بالقرار والالتفات إلى المنزل.
3. السيارة آلة عنيفة في طبيعتها وبنائها لا تناسب الطبيعة الأنثوية والدور المناط بها المتطلب لمزيد من السكون والهدوء، إلى جانب مخاطرها وقسوة حوادثها.
4. الجانب الفطري في طبيعة خلْقة المرأة وظروفها الجسمية والنفسية لا يسمح لها بتحمل مسؤولية القيادة، والمخاطرة بنفسها وبغيرها.
__________
(1) الظفيري، عبد الوهاب محمد. "النساء المعيلات للأسرة في حالة غياب الأب ـ نموذج أسر الشهداء". ص 34.(1/39)
5. تعود أسباب كثير من الحوادث إلى ضيق الشوارع عن استيعاب السيارات، كما أن حجم التلوث البيئي مرتبط بكثرتها أيضًا، وفي السماح للنساء بقيادة السيارات زيادة في أعدادها المسببة للحوادث من جهة، وزيادة في تلويث البيئة من جهة أخرى. إلى جانب أن النساء لسن من العاقلة التي تتحمل في حال القتل الخطأ الغرامات المالية التي يتحملها البالغون من الرجال، هذا فيه إجحاف بالرجال إذا مكِّنوا النساء من أسباب العطب والضرر.
6. المرأة عبر التاريخ لم تكن من أهل الفروسية والخيل وإنما ارتبطت منذ القديم بركوب الإبل في الهوادج المستورة، وتولى الرجل منذ ذلك الزمن خدمتها في الأسفار وحمل هودجها عند الترحال، فلا يصح ـ بناء على ذلك ـ اعتبار ركوب المرأة في القديم على الإبل كقيادتها للسيارة في هذا العصر.
7. وجود بدائل عصرية يمكن من خلالها إغناء النساء عن قيادة المركبات من خلال وسائل النقل العام الكبيرة وإحياء الصناعات المنزلية، والاستفادة من وسائل التعليم عن بعد.
8. شح الدراسات العملية في موضوع قيادة المرأة للسيارات مما يتطلب مزيدًا من البحث في الموضوع والوقوف على دراسات أجنبية للتأكيد على صحة القرار بالمنع.
كتبه
د. عدنان حسن باحارث
السعودية ـ مكة المكرمة
ص. ب 6525
هاتف: 5501569
فاكس: 5663677
جوال: 055532605
البريد الالكتروني
Adnan3456@hotmail.com
المراجع
1. أحمد، عبد الرحمن يسري (1417هـ). تنمية الصناعات الصغيرة ومشكلات تمويلها. (د. ط). الإسكندرية: الدار الجامعية.
2. إدريس، عبد الفتاح محمود (1414هـ). أحكام العورة في الفقه الإسلامي ـ بحث مقارن. (د.م): (د. ن).
3. أسعد، يوسف ميخائيل (د. ت). الشخصية القوية. (د. ط). مصر: دار غريب.
4. الأسود، أبو محمد الأعرابي الغندجاني (د. ت). أسماء خليل العرب وأنسابها وذكر فرسانها. تحقيق محمد علي سلطاني. (د.ط). بيروت: الشركة المتحدة للتوزيع.(1/40)
5. أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية (1418هـ). "توصيات الندوة العلمية الأربعين". الندوة العلمية الأربعون بعنوان: أساليب ووسائل الحد من حوادث المرور ـ الرياض 1417هـ. أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
6. الألباني، محمد ناصر الدين (1409هـ). صحيح سنن النسائي. بيروت: المكتب الإسلامي.
7. أيوب، ياسر (1995م). الانفجار الجنسي في مصر. القاهرة. دار سفنكس للطباعة والنشر.
8. البار، محمد علي (1402هـ). خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ط 3. جدة: الدار السعودية.
9. ابن باز، عبد العزيز عبد الله (1416هـ). مجموع فتاوى ومقالات متنوعة. جمع محمد سعد الشويعر. ط2. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.
10. باشا، حسان شمسي (1413هـ). النوم والأرق والأحلام بين الطب والقرآن. ط 2. جدة: دار المنارة.
11. باول، دوغلاس (1422هـ). تسع خرافات عن الشيخوخة. ترجمة هالة النابلسي. الرياض: مكتبة العبيكان.
12. البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (1410هـ). صحيح البخاري. تحقيق مصطفى ديب البغا. ط 4. دمشق: دار ابن كثير.
13. البدر، محمود عبد العزيز (1412هـ). "الإعلام التربوي في دول الخليج العربية". وقائع اجتماع مسؤولي الإعلام التربوي في دول الخليج العربية ـ قطر 19 ـ 20/5/ 1412هـ. مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض.
14. البرديسي، محمد زكريا (1407هـ). أصول الفقه. ط3. بيروت: دار الفكر.
15. البرهاني، محمد هشام (1406هـ). سد الذرائع في الشريعة الإسلامية. بيروت: مطبعة الريحاني.
16. ابن بطال، أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (1420هـ). شرح صحيح البخاري. تحقيق ياسر إبراهيم. الرياض: دار الرشد.
17. بكار، عبد الكريم (1418هـ). مدخل إلى التنمية المتكاملة ـ رؤية إسلامية. الرياض: دار المسلم.(1/41)
18. بكار، نادية أحمد (1421هـ). "مدى وعي معلمات الجغرافيا بقضية سوء فهم المفاهيم الجغرافية". مجلة رسالة التربية وعلم النفس. العدد (12). الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية، الرياض.
19. البهوتي، منصور بن يونس بن إدريس (د. ت). كشاف القناع عن متن الإقناع. (د. ط). بيروت: عالم الكتب.
20. بوحجي، هناء (1998م يونيه 29). "البحرين تمنع المنقبات من قيادة السيارات". صحيفة الشرق الأوسط. العدد (7153). لندن.
21. البورنو، محمد صدقي (1415ه). الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية. ط 3. الرياض: مكتبة التوبة.
22. البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي النيسابوري (1344هـ). السنن الكبرى. بيروت: دار المعرفة.
23. بيوشامب، إدوارد (1420هـ). التعليم الياباني والتعليم الأمريكي ـ دراسة مقارنة. ترجمة محمد طه علي. الرياض. دار المعرفة للتنمية البشرية.
24. الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة (د. ت). الجامع الصحيح. تحقيق أحمد محمد شاكر وآخران. (د.م): دار إحياء التراث العربي.
25. تيس، سي. ود. بيركس (1397هـ). "دور المرأة في الريف العماني". مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية. العدد (10). جامعة الكويت، الكويت.
26. ابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحراني (د. ت). مجموع الفتاوى. ترتيب عبد الرحمن محمد العاصمي النجدي. (د. ط). الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، مكة المكرمة.
27. الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر (1997م). البغال. تحقيق علي بن ملحم. ط2. بيروت: دار الهلال.
28. جبر، يحيى عبد الرؤوف (1421هـ). "مشروع تلفزة الأيام الدراسية". مجلة رسالة الخليج العربي. العدد (42). مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض.
29. الجراية، أنور (1994م). "الشخصية". مجلة الثقافة النفسية. العدد (17). مركز الدراسات النفسية والنفسية الجسدية، بيروت: دار النهضة العربية.(1/42)
30. ابن جزي، أبو محمد عبد الله بن أبي القاسم الكلبي الغرناطي (1406هـ). الخيل. تحقيق محمد العربي الخطابي. (د. ط). بيروت: دار الغرب الإسلامي.
31. الجوهري، محمد فائق (1418هـ). العادة السرية عند الرجل والمرأة. ط 2. الرياض: أضواء السلف.
32. أبو جيب، سعدي (1985م). موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي. (د. ط). إدارة إحياء التراث الإسلامي، قطر.
33. الحاكم، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري (د. ت). المستدرك. (د. ط). بيروت: دار المعرفة.
34. الحربي، سعد شارع (1415هـ). الأحكام الخاصة بالمرأة. الرياض: دار المسلم.
35. ابن حجر، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني (1398هـ). فتح الباري بشرح صحيح البخاري. تحقيق طه عبد الرؤوف سعد وآخران. (د. ط). القاهرة: مكتبة الكليات الأزهرية.
36. ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد الظاهري الأندلسي (1408هـ). المحلى بالآثار. تحقيق عبد الغفار البنداري. (د. ط). بيروت: دار الكتب العلمية.
37. حسون، تماضر زهري (1414هـ). تأثير عمل المرأة على تماسك الأسرة في المجتمع العربي. المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، وزارة الداخلية، الرياض.
38. الحسيني، عائشة (1409هـ). إعداد وتنمية القيادات الإدارية النسائية في قطاع التعليم العاليم بالمملكة العربية السعودية. جدة: دار البيان.
39. الحسيني، عائشة (1985م). "التخطيط للاحتياجات من الكفاءات الإدارية النسائية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة نظرية ميدانية". المؤتمر الإقليمي الثالث للمرأة في الخليج والجزيرة العربية 1984م. لجنة تنسيق العمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية، الكويت.
40. الحفني، عبد المنعم (1412هـ). الموسوعة النفسية الجنسية. القاهرة: مكتبة مدبولي.
41. الدباغ، فخري (1983م). أصول الطب النفسي. ط 3. بيروت: دار الطليعة.(1/43)
42. حمود، رفيقة سليم (1417هـ). المرأة المصرية ـ مشكلات الحاضر وتحديات المستقبل. القاهرة: دار الأمين.
43. خلف، سليمان نجم (1998م). "العولمة والهوية الثقافية ـ تصور نظري لدراسة نموذج مجتمع الخليج والجزيرة العربية". المجلة العربية للعلوم الإنسانية. العدد (61). جامعة الكويت، الكويت.
44. الدربندي، عبد الرحمن سليمان (د. ت). المرأة العراقية المعاصرة. وزارة التربية، العراق.
45. الدويك، يوسف راتب (1405هـ). "الرياضة في الإسلام". مجلة التربية. العدد (72). قطر.
46. دياب، عبد العزيز أحمد (1416هـ). "الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية ـ دراسة اقتصادية للمحددات وطرق العلاج". مجلة جامعة الملك عبد العزيز ـ الاقتصاد والإدارة. (د.ع). المجلد التاسع، جامعة الملك عبد العزيز، جدة.
47. الرازي، أبو بكر محمد بن زكريا (1421هـ). الحاوي في الطب. تحقيق محمد محمد إسماعيل. بيروت: دار الكتب العلمية.
48. رشاد، نادية محمد (د. ت). التربية الصحية والأمان. (د. ط) الإسكندرية: منشأة المعارف.
49. الزحيلي، وهبة (1405هـ). الفقه الإسلامي وأدلته. ط2. دمشق: دار الفكر.
50. الزرقاء، مصطفى أحمد (1408هـ). الاستصلاح والمصالح المرسلة في الشريعة الإسلامية وأصول فقهها. دمشق: دار القلم.
51. الزركلي، خير الدين (1980م). الأعلام. ط 5. بيروت: دار العلم للملايين.
52. السالم، زغلولة (1997م). صورة المرأة العربية في الدراما المتلفزة. (د. ط). عمان: دار آرام.
53. السرخسي، أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل (د. ت). شرح كتاب السير الكبير. تحقيق صلاح الدين المنجد. (د. ط). (د. م): (د.ن).
54. السعدي، عبد الرحمن ناصر (1415هـ). الفتاوى السعدية. بيروت: عالم الكتب.
55. السفاريني، أبو العون شمس الدين محمد بن أحمد النابلسي الحنبلي (د. ت). غداء الألباب. (د. ط). (د.م): مؤسسة قرطبة.(1/44)
56. أبو سنة، أحمد فهمي (1412هـ). العرف والعادة في رأي الفقهاء. ط2. (د. م): (د. ن).
57. الشاطبي، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي المالكي (د. ت). الموافقات. عناية عبد الله دراز ومحمد عبد الله دراز: (د. ط). بيروت: دار المعرفة.
58. ابن شبة، أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري (د. ت). تاريخ المدينة المنورة. تحقيق فهيم محمد شلتوت. (د. ط). (د. م): (د. ن).
59. الشربيني، محمد الخطيب (د. ت). مغني المحتاج. (د. ط). بيروت: دار الفكر.
60. شريف، سعيدة (1419هـ ربيع الآخر 27). "حوادث السير.. حرب صامتة في المغرب". صحيفة الشرق الأوسط. العدد (6204). لندن.
61. شعبان، زكي الدين (1394هـ). أصول الفقه الإسلامي. ط3. بيروت: دار القلم.
62. الشيباني، عبد الله بن أحمد ـ محمد بن حنبل المروزي (1421هـ). فضائل عثمان بن عثمان. جدة: دار ماجد عسيري.
63. شيخاني، سمير (1416هـ). سجل الأيام. بيروت: دار الجيل.
64. الصالح، ناصر عبد الله (1408هـ). حوادث المرور بمدينة مكة المكرمة ـ العلاقات المكانية والاتجاهات الزمانية. (د. ط). مركز بحوث العلوم الاجتماعية، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
65. الصوفي، محمد سالم (1418هـ). "الشباب الباحث عن الموت". مجلة المجتمع. العدد (1261). جمعية الإصلاح الاجتماعي، الكويت.
66. الصنيع، عبد الله علي (1415هـ). دراسات في قضايا المدن المعاصرة والتحضر بأقلام نخبة من العلماء الأفاضل. جدة: دار المجتمع.
67. الظفيري, عبد الوهاب محمد(1421هـ). "النساء المعيلات للأسرة في حالة غياب الأب ـ نموذج أسر الشهداء". مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية. العدد (98). جامعة الكويت، الكويت.
68. ابن عابدين، محمد أمين (1412هـ). حاشية رد المحتار. ط 2. بيروت: دار الفكر.(1/45)
69. العالم، إسماعيل أحمد (2000م). "الصور الحركية ومجالاتها في شعر الأخطل". المجلة العربية للعلوم الإنسانية، العدد (71). جامعة الكويت، الكويت.
70. عبد الخالق، أحمد محمد وعويد سلطان المشعان (1419هـ). "المخاوف الشائعة لدى الأطفال والمراهقين الكويتيين ومدى تأثرها بالعدوان العراقي". مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية. العدد (89). جامعة الكويت، الكويت.
71. ابن عبدالسلام، أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي (د. ت). قواعد الأحكام في مصالح الأنام. تحقيق محمود التلاميد الشنقيطي. (د. ط). بيروت: دار المعرفة.
72. عبد العال، جمال عبد المحسن (1418هـ). "الحوادث المرورية والعناصر الحاكمة لها". الندوة العلمية الأربعون بعنوان: أساليب ووسائل الحد من حوادث المرور ـ الرياض 1417هـ. أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
73. عبد الفتاح، فاطمة (1414هـ). الحياة الاجتماعية في الشعر الجاهلي. (د. ط). بيروت: دار الفكر.
74. العريني، محمد ناصر (1420هـ). المرأة بين تكريم الإسلام ودعاوي التحرير. ط 2. الرياض: مطبعة سفير.
75. علي، بدر الدين (1410هـ). قضاء وقت الفراغ لدى الشباب العربي. (د. ط). المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب، الرياض.
76. عياض، أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي (1419هـ). إكمال المعلم بفوائد مسلم. تحقيق يحيى إسماعيل، المنصورة: دار الوفاء.
77. العيسوي، عبد الرحمن (1419هـ). علم نفس الشواذ والصحة النفسية. بيروت: دار الراتب الجامعية.
78. عيسى، مصباح الحاج (1407هـ). "استخدام الهاتف والشاشة الإلكترونية في التعليم عن بعد بدول الخليج العربية". المجلة العربية لبحوث التعليم العالي. العدد (6). المركز العربي لبحوث التعليم العالي، دمشق.(1/46)
79. الغامدي، علي سعيد (1418هـ). "تقنية المستقبل في مواجهة مشكلة المرور". الندوة العلمية الأربعون بعنوان: أساليب ووسائل الحد من حوادث المرور ـ الرياض 1417هـ. أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض.
80. فهيم، محمد عيسى وآخران (1405هـ). السلوك المزعج الصادر عن السائقين أثناء القيادة ـ دراسة ميدانية بمدينة مكة المكرمة. (د. ط). مركز البحوث التربوية والنفسية، كلية التربية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
81. القاري، نور الدين علي بن سلطان الهروي (د. ت) شرح عين العلم وزين الحلم. (د. ط). القاهرة. مكتبة الثقافة الدينية.(1/47)