مأساتنا………
والحل ( عودة ودعوة )
مقالات عن ألمنا وأملنا د مهدي علي قاضي
طبع بدار البلاد للطباعة والنشر - هاتف 6711000
توزيع مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان
الرياض 4022564 - جدة 6549321
الإهداء
من أخ محب ....... إلى كل فرد في أمتنا الجريحة :
علَّنا نفيق ونستيقظ !!
ونسعى بقوة إلى طريق السعادة و العزة والنصر والفوز لأمتنا,
ونبذل كل ما نستطيع لإيقاف آلامها ومعاناتها..
لنكون سبباً في فرحها,.. لا ألمها, وتأخير نصرها!!!.
الفهرس
المقدمة ........................................... 5
كثرت المآسي والآلام فمتى
الاستيقاظ والعودة !! ؟ ..... 7
كي لا نكون سبباً في ذبح إخواننا !! .....12
هل أوضح الدعاة وأدركت أمتنا !! ؟..19
أمة الإسلام : فلنعد قبل أن تأتينا الطامات
وتحل علينا العقوبات!!
وليكن شعارنا عودة ودعوة ........ 24
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
من أين يبتسم الفؤاد ويفرح وظلام ليلك جاثم لا يبرح( 1 )
إخواننا وأخواتنا في العقيدة في كل مكان؛ وسط هذا الواقع الأليم والأخطار التي تعيشها الأمة أوجه هذه الكلمات عبر هذه المقالات عسى أن تجد قبولاً في قلوبكم وعملاً صادقاً قوياً لإنقاذ أمتكم .
ولا يخفى عليكم المأساة العظيمة التي تعيشها أمتنا, والتي تجلت في ضعفها وهوانها وتسلط أعداء الدين على أبنائها في شتى بقاع العالم وعدم قدرتها على حمايتهم وإيقاف مآسيهم, وأصبحت أمتنا في ذيل الأمم يتحكم بها ويستأسد عليها أعداؤها, بينما الأصل أن تكون في مقدمة الأمم بل قائدة للأمم حتى تقود العالم إلى طريق الحق والسعادة .(1/1)
ويجب أن نتيقن بدون ريب بأنه لا يمكن أبدا أن هذا العجز الذي حصل في الأمة والهوان الطويل الذي جثم عليها في عصرنا الحديث كان بدون تقصير منها.
وقد كتبت هذه المقالات في فترات مختلفة على مدى عدة سنوات سابقة, كان كل مقال منها يكتب بعد مأساة جديدة أو محنٍ عصيبة عاشتها الأمة.وهذه المآسي والمحن أصبحت تتوالى علينا الواحدة تلو الأخرى في عصرنا الحديث حتى كأننا ألفنا حدوثها . ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقافها هو عدم قيام أمتنا بعلاج مرضها الحقيقي ودائها العضال الذي أصابها, وهو ُبعدها عن التطبيق الجاد الكامل لدينها في كل أمور ونواحي حياتها, وحل مآسيها وشفاؤها يكون بالعلاج الحاسم وهو: عودة قوية إلى الله ودعوة إلى سبيله ( عودة و دعوة ) .
وقد يلاحظ بعض التكرار في بعض معانيها لأنها كما ذكرت سابقاً كتبت في أوقات مختلفة في مسيرة ألمنا الطويلة, ولكن كل مقال يركز على إظهار جانب أو معنى في هذه القضية أكثر من غيره, وأيضا بعض التكرار يكون له أثر طيب بإذن الله في تثبيت وتركيز المعاني .
وقد ذُيِّلت هذه المقالات في الهامش بنقاط تذكيرية هامة أرجو من القارئ الالتفات لها.
ويحسن أن ننبه إلى أن سبب استمرار مآسينا- وهو ُبعد الأمة عن حقيقة دينها والالتزام بكل شرائعه وأوامره- هو بحد ذاته أكبر مأساةٍ تعيشها الأمة. فنحن نؤمن بأن هدفنا في الحياة هو تحقيق عبوديتنا لله وتطبيق دينه وتحكيم أوامره ونشر الإسلام في أرجاء الأرض لكي ننقذ به البشرية المتخبطة التعيسة, ونحن نؤمن بالله وعظمته وجزائه وجنته وناره....؛ فتخلينا وعدم صدقنا في تحقيق هدفنا في الوجود وعدم استعدادنا القوي لكي ننجي أنفسنا في يوم الدين يوم السؤال والحساب والجزاء هو أكبر مأساةٍ ومصيبة نعيشها, وحلها أيضا عودة ودعوة .(1/2)
اللهم يا كريم يا أرحم الراحمين أبرم لهذه الأمة أمر رشد يؤمر فيه بالمعروف في كل الأمور وينهى فيه عن المنكر في كل الأمور, ويعود فيه المسلمون إلى تطبيق كل أوامر دينهم ,وينطلقون داعين إلى نهج نبيهم ( في أنفسهم وفي كل أرجاء الأرض,لينقذوا أمتهم والعالم أجمع من محن وضياع الدنيا والآخرة (ليكونوا حقيقة لا خيالاً)( 1 ), إنك على كل شيء قدير.
8/9/1422هـ
د مهدي علي قاضي
ص ب 10409جدة رمز بريدي 21433
Email: maqadi@islamway.net
كثرت المآسي والآلام
فمتى
الاستيقاظ والعودة !! ؟
……
كثرت المآسي والآلام فمتى الاستيقاظ والعودة !! ؟
يا أُمة الحق إن الجُرحَ متسع ٌ فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبرُ
ماذا سوى عودةٌ لله صادقةٌ عسى ُتغير هذي الحال والصورُ
ما أبلغ هذين البيتين من القصيدة الشهيرة المؤثرة (دم المصلين في المحراب ينهمر- والمستغيثون لا رجع ولا أثر( 1 )) وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الاسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم . فالحل الحقيقي لجراحنا وآلامنا هو عودة الأمة الى الله وعودتها إلى الالتزام التام بدينها, الذي به يعود عزها ومجدها , ومن ثم تستطيع الرد على أعدائها وحماية أبنائها في أي مكان كانوا, وتستطيع بإذن الله حينها بهيبتها وقوتها وجهادها-الذي سينطلق يومئذ بقوة- أن توقف تجرؤ أعداء الدين على أبناء أمتنا .
مشاهد القتل والتشريد تبكيني وجذوة من لهيب الحزن تكويني( 2 )(1/3)
ويجب أن يدرك كل مسلم وأن يدرك كل غيور متألم على واقع الأمة أن هذا هو الحل الأساس والجذري الذي سيوقف بإذن الله هذه المذابح والمآسي المتكررة والعديدة . ويجب أن ندرك أن دعم المسلمين الذين يتعرضون للمذابح والتشريد بالمساعدات المالية والدعاء -على الرغم من أهميته ووجوبه والحاجة إليه وضرورة المبادرة إليه إلا أنه في الحقيقة حل وقتي وجزئي- لا يوقف المآسي وينهيها تماماً, وإن انتهت مأساة فستظهر أخرى لأن الداء الحقيقي مستمر وهو ضعف الأمة وذلها وهوانها وعجزها عن حماية أبنائها الذي حدث نتيجة بعدها عن الالتزام التام بأوامر ربها. قال تعالى : ) إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ) (محمد:7), وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن ابن عمر ( اذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .
لما تركنا الهدى حلت بنا مِحنٌ وهَاج للظلم والإفساد طوفانُ( 1 )
وللفائدة ولنشر الخير والتذاكر فإن الحل لمآسي أمتنا والمنقذ لها من الأخطار بإذن الله يمكن أن يُجمل في كلمتين..* عودة و دعوة * ( 2 ) أي عودة كل فرد في الأمة إلى تطبيق الدين تطبيقاً جادا ًكاملاً في كل الأمور صغيرها ( 3 ) وكبيرها, ودعوته ( 4 ) غيره إلى ذلك, وهي عودة ودعوة للتمسك الجاد الكامل الحقيقي بالكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ففي ذلك نصر الأمة وفلاحها.
وعلى كل مسلم أن يتذكر أن عليه أن لا يكون سبباً في استمرار ذبح إخوانه !! وهزيمة الأمة وتأخر وصولها إلى العزة والكرامة والنصر !! بتقصيره في العودة والدعوة .
ويا ليت أن تصبح هاتان الكلمتان شعاراً (1) لطريق الحل لإنقاذ أمتنا , وأن تكونا رمزاً تتذاكر الأمة به لكي لا تنسى , ولكي تسرع للطريق الحقيقي الموصل للنجاة والعزة والكرامة .(1/4)
وعلينا أن نعلم وأن نوقن تمام اليقين أن العودة هي الطريق الذي يوصلنا إلى بناء الأمة الصادقة المجاهدة التي ينصرها الله لأنها نصرته. فقد تعلمنا من أسس ديننا ومن منهج نبينا صلى الله عليه وسلم في التربية, وتعلمنا من أحداث أمتنا على مدار التاريخ أن ما يعيد للأمة عزها وقوتها , وأن أقوى ما يحركها للجهاد الصادق السليم من الشوائب والنواقص والأخطاء, وأفضل ما يحفزها للإعداد لما يلزم له؛ هو عودتها إلى الله وتحقيقها صدق العبودية له وتطبيقها شرعه في كل الأمور وتربِّيها على الإسلام بكل جوانبه ومعانيه حقيقةً لا خيالاً . ثم إنَّ ما تنصر به الأمة على أعدائها في الجهاد هو - أولاً وقبل كل شيء - طاعتها لله واستقامتها على أوامره وإخلاصها وتجردها . فالعودة هي ؛ "موقد شعلة الجهاد وسر انتصاره" ...
مع كُلِ مذبحةٍ تَجِدّ ولا جوابَ سِوى العويل
مع كل جرحٍ في جَوانِحِ أُمتي أبداً يسيل
مع كل تشريدٍ وتمزيقٍ لشعبٍ أوقَبِيل
يأتي يساؤلني صديقٌ من بلادي ما السبيل
كيف السبيل إلى كرامتنا إلى المجد الاثيل
فَرَمَقْتُ وجهَ مُحَدِّثِي وهتفت من قلبٍ عليل
قلبي مليءٌ بالأسى وحديث مأساتي يطول
أَسمَعْتُهُ آياتِ قرآني بترتيل جميل
حدثته عن قِصَّةِ التحرير جيلاً بعد جيل
ووقفت في حطين أقطف زهرة الأمل النبيل
ورأيت في جالوت ماء النيل يبتلع المغول
بلْ وِحْدَةُ الفِكْرِ القَويمِ ووحدة الهدفِ النبيل
وَبِنَاءُ جيلٍ مؤمنٍ وهو الصواعق والفتيل
بكتائب الإيمان جنب المصحف الهادي الدليل
تمضي كتائبنا مع الفجر المجلجل بالصهيل
هذا السبيل ولا سبيل سواه إن تبغي الوصول(1)(1/5)
إن السبيل قد عُرف فهل نستيقظ !! فالمسؤولية كبيرة كبيرة وسنسأل عنها يوم القيامة . أحياناً يسيطر اليأس على القلب خاصة عندما يرى غفلة الأمة واستمرارها في اللهو والمعاصي على الرغم مما تراه الأمة مما يتفطر له القلب كمداً من المآسي والآلام ,... ولكن أملنا-بإذن الله- في الخير الكامن في المسلمين , وأملنا بأنهم لن يرضوا بأن يكونوا بتقصيرهم سبباً في استمرار الذبح والهوان لإخوانهم وأمتهم , وأملنا في إدراكهم للمخاطر الرهيبة التي تواجههم وأن نصيبهم من بطش الأعداء قد يأتيهم , وأملنا في خوفهم من السؤال عند الوقوف أمام الله عن واجبهم تجاه أمتهم يجعلنا نأمل في حصول الاستيقاظ والعودة....ولكن نرجو أن يكون قريباً .... فالألم شديد...
كي لا نكون سبباً
في ذبح إخواننا!!
كي لا نكون سبباً في ذبح إخواننا
أَوَ مَا يُحَرِّكُكَ الذي يجري لنا
أو ما يُثيرك جُرحُنَا الدفاقُ( 1 )
أمر مهم يجب على الأمة أن تدركه وأن تنتبه له وهو أننا نحن المسلمين عامةً أفراداً ومجتمعات مسؤولون عن استمرار مآسي ومذابح الأمة إن لم نصدق مع الله ونلتزم بأوامره, لأننا بتقصيرنا واستمرارنا في الذنوب وتركنا الجدَّ في الدعوة إلى الله والإصلاح نكون سبباً في ضعف الأمة, وبالتالي نكون سبباً في عجز الأمة عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي, فنكون من أسباب استمرار مذابح المسلمين .
يقول الشيخ المجاهد محمد محمود الصواف رحمه الله (( فبينما نحن معشر المسلمين أمة قاهرة ظاهرة في الأرض لنا الملك والسلطان والسيف والصولجان ؛ ولنا الكلمة العليا ؛ إن قلنا أصغت الدنيا لقولنا ؛ وإن أمرنا خضعت الأمم لأمرنا وسلطاننا ,...(1/6)
فلما تركنا أمر ربنا وخالفنا قواعد ديننا وتنكبنا الطريق المستقيم الذي رسمه الله لنا وخط لنا خطوطه واضحة بينة قوية وأمرنا بالسير فيه وسلوكه، لما سلكنا هذا السبيل المعوج صرنا إلى ما صرنا إليه من الفرقة والشتات والذل والهوان . وهل في الدنيا والآخرة شر وداء وبلاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي وترك الأوامر والنواهي )) (2)
يقول سماحة العلامة عبدالعزيز ابن باز( 1 ) رحمه الله في رسالة له عنوانها ( أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم) كلمة عظيمة ينبغي لكل الأمة ولكل فرد من أفرادها أن ينتبه لها :
(( ومتى فرط المؤمنون في هذه الأمور فهم في الحقيقة ساعون في تأييد عدوهم في نصره عليهم ، والمعنى أن معاصي الجيش عون لعدوهم عليهم كما جرى يوم أحد( 2) فعلى المؤمنين جميعاً في أي مكان أن يتقوا الله ، وأن ينصروا دينه ، وأن يحافظوا على شرعه وأن يحذروا من كل ما يغضبه في أنفسهم ، وفيمن تحت أيديهم وفي مجتمعهم ))( 3) .
وأحب أن أؤكد أن سماحة الشيخ رحمه الله لا يقصد بكلماته أن المسلمين الذين يسعون في تأييد عدوهم بارتكابهم المعاصي هم فقط أفراد جيش المسلمين عندما يكونون في ساحة القتال, فإن ما يقصده عام ويشمل المسلم ولو كان في خارج ساحة المعركة ,فهو بتقصيره يكون سبباً في أن تكون العزة والمنعة والغلبة لأعداء الدين وسبباً في هزيمة الأمة وتأخر نصرها, بل إن أكثر كلامه في هذه الرسالة كان عن سلوك المسلمين في كل حياتهم, وعن تطبيقهم لأوامر الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فليرجع إليها من أحب الاستزادة .(1/7)
وما أعظم هذه الكلمات للشيخ محمد الغزالي رحمه الله من كتابه القيم المهم "حصاد الغرور" والتي تستحق أن تكتب بماء الذهب , وهي وإن كان على ما يبدو أن الشيخ يقصد أكثر ما يقصد بها الذين يقلِّلون من أهمية الدين والتدين والذين يُضيِّعون على المسلمين أحكام دينهم ويساعدونهم على التخلي عنها ويضيقون على الدين وأهله, إلا أن مدلول كلمته عام و يشمل كل مفرط في التزامه بأوامر الدين لأنه بذلك كما ذكر الشيخ يرحمه الله يعين أعداء الدين على المسلمين. وقد أشار الشيخ في مواضع عدة في هذا الكتاب إلى أثر الذين يفرطون في الالتزام بالدين على تحقيق التمكين للكافرين .
واسمحوا لي أن أقول ُمذكراً لإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات ؛ ليتنا نكتب كلماته القادمة على باب كل مذنبٍ ولاهٍ لأنه لا يذنب فقط في حق نفسه بل في حق أمته جمعاء وحق اليتامى والثكالى والمذبحين, بل نكتبها على باب كل من أهمل واستهان بالدعوة إلى الله بينما الأمة في أمس الحاجة لها , بل نكتبها على باب الدعاة الذين يقصرون في دعوتهم وهم يرون أمتهم بها ما بها ثم لا يبذلون غاية جهدهم, بل وغيرهم وغيرهم لأن كل هؤلاء يؤخرون نصر الدين ويؤخرون الفرج على المسلمين .
يقول الشيخ الغزالي في كلمته الهامة هذه :
((إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحى سياج دنيانا وكهف بقائنا .
ومن ثم فإنى أنظر إلى المستهينين بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبون جريمة الخيانة العظمى ، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا . . !! فارق خطير بين عرب الأمس وعرب اليوم . الأولون لما أخطؤوا عرفوا طريق التوبة ، فأصلحوا شأنهم ، واستأنفوا كفاحهم ، وطردوا عدوهم . . . )) ( 1 ).
ويقول الشاعر الأستاذ محمد الوقداني في هذه الأبيات
المعبرة عن كيف أننا بحق نساعد الأعداء بتقصيرنا:(1/8)
نحنُ ساعدنا الأعادي بالتواني والرقادِ
لو رأوا صفا قوياً مستعداً للجهاد(2)
لأنابُوا واستجابوا ثمَّ ثابوا للرشادِ
غيرَ أن الضعف يُغري كلَّ عادٍ بالتمادي( 3)
ولا شك أن أقوى ما تستعد به الأمة هو صدقها مع الله وطاعتها له سبحانه, فهي أساس النصر وهي التي تحفز المسلمين وتطلقهم للجهاد ولإعداد العدة اللازمة له, لكي يحموا إخوانهم وأنفسهم ويستعيدوا مجدهم المُضيَّع .
أخي المسلم : هل أدركت الموضوع تماماً, وبيقينك الجازم.
إنها كالمعادلة: ذنوب(1) نرتكبها بإصرار ومجاهرة... ينتج بسببها أمة إسلامية ضعيفة....تعجز عن حماية أبنائها.... مما يؤدي إلى استمرار ذبح إخواننا... (وقد يأتينا الدور ! نسأل الله السلامة والعافية) .
والحل هو العودة إلى الله والدعوة (عودة ودعوة ) ,وأي تقصير منك في ذلك يعني ذبحاً لإخوانك !!
ولنستمع بقلوب مصغية لهذا النداء المؤثر في القرآن العظيم كلام ربنا سبحانه , مستشعرين جلال وعظمة ورهبة هذا التوجيه الرباني من ربنا وخالقنا المنعم علينا والغني عنا القوي الجبار سبحانه ؛
قال تعالى : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال:27[
ورد في تفسير هذه الآية ما ذكره ابن كثير ( والخيانة تَعُم الذنوب(1)
الصغار والكبار اللازمة والمتعدية)(1)
وتشمل كما ذكر سيد قطب في الظلال ( التخلي عن حمل أمانة الدين والدعوة إليه والجهاد في سبيله)( 2 ) .
وخالقنا العظيم الجبار يخاطبنا بقوله( وأنتم تعلمون) وهي كلمة يعجز اللفظ عن استيفاء مدلولاتها وإيحاءاتها العظيمة التي تُلقيها في النفس, ولا شك أنها تشمل في وقتنا هذا علمنا بواقع أمتنا ومآسيها,.. فربنا ذو الجلال يعاتبنا سبحانه عن تخلينا... ونحن من العالمين .
وأعتقد أنه لا عذر اليوم للمسلمين... لا عذر اليوم للمسلمين....... بعد أن رأوا ما رأوا... بعد أن رأوا ما رأوا .(1/9)
هل أوضح الدعاة
وأدركت أمتنا !! ؟
( الرضيعة "إيمان الحجو. . . من يبوء بإثمها ؟ )
هل أوضح الدعاة وأدركت أمتنا !! ؟
كثرت مآسي المسلمين وكثر الذبح والاضطهاد الذى يواجهه أبناء أمتنا في شتى أنحاء العالم بشكل رهيب يتفطر له قلب كل مسلم غيور , ولا شك أن الحل الاساس الجذري( 1 ) الذي سيوقف هذه المآسي المتكررة بإذن الله هو إسراع الأمة - أفراداً وجماعات - واجتهادها في العودة إلى الله والدعوة اليه لكي يعود للأمة عزها ومجدها ومن ثم تستطيع أن تنتصر لأبنائها - في أي مكان كانوا - على الأعداء وأن توقف وتمنع استمرار هذه الفواجع والمآسي المؤلمة قال تعالى : ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ( محمد:7].
ولكن السؤال هو : هل أدركت الأمة وأدرك أبناؤها ذلك تماماً, وهل أوضح الدعاة إلى الله ذلك بشكل كافٍ, وهل أوصلوا الرسالة واضحة الى كل فرد مسلم , بل نقول إلى قلب كل مسلم بأن هذا هو الحل الذي تقع مسؤولية تحقيقه على كل فرد في أمتنا !!؟؟... الذي يبدو أن الموضوع لم يأخد حقه اللازم من الإدراك والإيضاح !.
وإنه يحزُّ في النفس عدم إدراك أفراد الأمة واستشعارهم تماماً لهذا الجانب وعدم المسارعة إليه بقوة ...., فهم فيهم الخير والشهامة وقد يكون التذكير بهذا الجانب وتَذَكّره حافزاً للبعض للعودة إلى الله والالتزام الكامل بأوامر الدين ...غيرة على واقع الأمة(2 ) وإخوانهم أكثر من تأثرهم بالوعظ المباشر العادي . ولنا شاهد في قصة إسلام حمزة رضي الله عنه عندما تأثر لما رآه من أذية المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .(1/10)
وينبغي أن يشعر المسلمون أنهم مسؤولون عن استمرار مآسي الأمة من هذا الجانب لأنهم بتقصيرهم واستمرارهم في الذنوب وتركهم الجدَّ في الدعوة إلى الله والإصلاح يكونون سبباً في ضعف الأمة وبالتالي يكونون سبباً في عجزها عن حماية أبنائها ووضع حل جذري لهذه المآسي وبالتالي يكونون بتقصيرهم من أسباب استمرار مذابح المسلمين .
وتحتاج أمتنا أن تتذكر عظمة ما يحدث من المذابح وغضب الله جل جلاله من ذلك والذي يتبين من مثل قوله ( في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) { صحيح الجامع الصغير للألباني} وقول ابن عمر(عندما نظر إلى الكعبة فقال :( ما أعظمك وأعظم حرمتك, والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ) {صحيح الترمذي للألباني} . فيجب على المسلمين الخوف والحذر مما يغضب الله إن لم يقوموا بمسؤولياتهم تجاه ذلك .
وينبغي أيضا أن يتذكر المسلمون وأن يُذَكِّرَهُم الدعاة بأن عدم استيقاظهم من الغفلة وعدم المسارعة إلى التوبة والإصلاح -خاصة وسط هذه الظروف الشديدة التي تعيشها الأمة وخاصة وهم يرون ما يحدث لإخوانهم!!- يجعلنا نخشى أن يصيبنا مثل ما أصاب إخواننا ( 1 ), خاصة أن الأعداء حالياً متربصون بأمتنا من كل جانب .
وما يحز في النفس أكثر هو أن الكثير من الخطباء والمحاضرين والكتاب والشعراء والدعاة عموماً لا يقومون في خطبهم ودعائهم(3 ) وتوجيهاتهم عند الحديث عن مآسي المسلمين بتذكير الأمة بهذا الجانب الهام بالشكل الواضح والكافي والمؤثر الذي يُشعِر كل فرد مسلم بمسؤوليته هو في نفسه في تحقيق هذا الواجب, مع أن هذا كما ذكر سابقا هو الحل الحقيقي الجذري للمآسي .(1/11)
وبغض النظر عن أنه الحل الأهم فإنها فرصة مهمة للدعاة لتذكير المسلمين بالعودة إلى الله من هذا الجانب وهذا من باب المفهوم التربوي *التربية بالأحداث* ومن الخسارة ألا تستغل هذه الفرصة للتذكير بالهدف الأساس الذي تطمح إليه الأمة وهو عودة المسلمين إلى الالتزام التام بدينهم والذي به بإذن الله يتحقق للأمة نصرها وتمكينها في الأرض, ونجاتها وفوزها يوم القيامة.
وبعبارة أخرى نقول للدعاة بأنه يجب علينا ألا نعالج الأعراض فقط وننسى المرض الحقيقي للأمة وننسى التركيز على الأولويات والأساسيات حتى وإن كانت الأعراض شديدة وحادة في بعض الأحيان(1) .
وإن أملنا كبير في أن إيصال هذه الحقيقة إلى قلوب المسلمين بوضوح سيثير في نفوسهم الخير والنخوة وسيوقظ الكثير منهم من غفلتهم بإذن الله , وقد يجعل بعضهم - من تأثره لواقع أمته وواجبه تجاهها- لا يستلذ ويرضى بزيادة في نومٍ أو لهوٍ مباحٍ فضلاً عن استمراره في المعاصي والبعد عن الله .
أمة الإسلام
فلنعُد قبل أن تأتينا الطامات
وتحل علينا العقوبات!!
وليكن شعارنا عودة ودعوة
أمة الإسلام : فلنعُد قبل أن تأتينا الطامات وتحل علينا العقوبات!! .. وليكن شعارنا عودة ودعوة ( 1 )(1/12)
كنا نتكلم قبل فترة وجيزة عن مآسي إخواننا ومذابحهم العديدة الرهيبة, والتي وقفت أمة المليار مسلم عاجزة عن إيقاف ما يحدث لهم!!!...,ونادى المصلحون بضرورة عودة الأمة عودة جادة كاملة إلى دينها لأنها هي الحل الأساس الذي يعيد للأمة عزها ومجدها وقوتها وفقا للسنة الربانية المقتضية أن نصر الله لنا مرتبط بتمسكنا بأوامر الله والتزامنا بشرعه, وعندها ستكون الأمة في موقف القوة والعزة والتمكين, وسيظهر حينها الجهاد القوي الهادر من أمة نصرت ربها بالتزامها بأوامره فيتحقق لها النصر وتوقف هذه المذابح والمآسي المتكررة على أبناء أمتنا . بل وبها يحمي المسلمون-الذين لم يصلهم بعد بطش الأعداء- أنفسهم!! من شرور الأعداء وكيدهم, فعندما تستعيد الأمة هيبتها لا يتجرأ أعداؤها عليها.
قال عز من قائل :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ( (محمد: من الآية7)
وقال سبحانه :
( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ((الرعد: من الآية11)
والآن.... بعد أن قربت منا الأخطار واتضحت بشكل أكبر أمام أعيننا وظهر شر الأعداء وتحاملهم وتحالفهم وكيدهم, وظهر بوضوح أكبر شدة ضعف الأمة وهوانها وضياعها فإن الحاجة للعودة إلى الله والاستيقاظ من غفلتنا أصبحت أكبر وأكبر..
قال صلى الله عليه وسلم ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها, قالوا قلنا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) الحديث (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني) .(1/13)
ولا يليق بنا كمسلمين مؤمنين بكلام ربنا العظيم أن نتغافل ونتعامى وننسى كيد الأعداء الكبير للمسلمين وخطرهم علينا وعدم رضاهم عنا مع أننا نريد سعادتهم والخير لهم . وليتنا نقرأ بتمعن تفسير العديد من الآيات القرآنية المتحدثة عن ذلك ومنها قوله تعالى: (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ( التوبة:10]
وأعداء الإسلام اليوم متمكنون ومتجهزون, ونحن في ضعف شديد, ولا مقارنة بيننا وبينهم فيما يملكونه من قوة وعتاد , ولو أرادوا ذبحنا كما ذبحوا إخوة لنا قريباً فالأمر حاليا متاح لهم - إلا أن يمنعهم الله- .
وسواء فعلوا ما يبيتونه للمسلمين الآن أو فيما بعد فإن الشاهد هو أن الأخطار تتزايد وتتعاظم. وتقترب منا أكثر وأكثر...
فإلى متى الرقاد والنوم يا أبناء الإسلام عما يُحاك لكم..!!, وإلى متى تستمر غفلتنا ويستمر لهونا وسط ألمنا.. !!( 1 ) , وإلى متى يستمر ابتعادنا عن طريق نصرنا..!! الذي لا شك أنه السبيل الوحيد لإنقاذنا وحمايتنا من المخاطر.
إلى متى ونحن نرى المعاصي ظاهرة في كل مكان في مجتمعاتنا..!! في المنازل, في الأسواق, في الجرائد والمجلات, في الشاشات والإذاعات, في المؤسسات ,في المعاملات, في القوانين وفي ...وفي ...وفي.... بل قل في شتى إن لم يكن في كل جوانب حياتنا.
ألم ندرك بعد!! ونتيقن أن ذلك هو أساس ذلنا وضعفنا وهواننا .
إلى متى ونحن نبارز جبار السماوات والأرض بالمعاصي..!! أما نخاف ونخشى ..!! هل تناسينا وعيده وعقابه ...!!
أما آن أن نصحو...!!, أما آن أن نصحو...!!, أم أننا لن نصحو إلا عندما تأتي علينا الطامات والعقوبات التي بدأت نذرها تلوح في السماء ونكون وقتها استحقيناها بإعراضنا وقسوة قلوبنا.....(1/14)
قال تعالى : (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(43)فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ( الأنعام43-44)?
وإن على الذين يستهينون بالمنكرات والأوامر الشرعية صغيرة كانت أو كبيرة وسط هذا الواقع المؤلم الخطير الذي تعيشه الأمة أن ينتبهوا إلى أن تقصيرهم لا يعود بالضرر على أنفسهم هم فقط بل يعود على الأمة بأكملها, فيكونوا بذلك من أسباب انهزامها وتأخر نصرها وبعد فرجها من كربها العظيم الذي تعيشه !!.... وأجزم أنهم لحبهم لدينهم وأمتهم لا يرضون ذلك ولكن هل بدؤوا بالعمل والتغيير!!؟.
ومن المؤلم أنه وعلى الرغم من الأحداث الأخيرة الخطيرة التي نعيشها فإن الكثير من المسلمين أفرادا ومجتمعات لا زالوا في بعد عن التطبيق الحقيقي الكامل لأحكام الشرع . والإصرار على المعاصي والمجاهرة بها لا زال قائماً وواضحاً...
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ
وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( الأنفال:27]
وإن على كل مقصر في أمتنا سواء قصر في تطبيق أوامر الشرع والتزامه بدينه, أو قصر في الدعوة إلى الله والجدّ فيها أن يخجل ويخاف من كونه سبباً في تأخر نصر الأمة وبالتالي يكون من أسباب استمرار استئساد أعداء الدين على إخواننا وعلينا واستمرار تعرضهم وتعرضنا لشتى أشكال البلايا والنكايات.(1/15)
وعليه وعلى كل مسلم أن يتذكر ذلك الموقف العظيم يوم يقف أمام الله ويكلمه سبحانه كما ورد في الحديث الصحيح.......فماذا سيجيب إذا ُسئل عما قام به تجاه الواجبات الكثيرة الكبيرة المتعلقة بواقع أمته المؤلم, وهل نصرها بقوة ؟ أم كان سبباً في هزيمتها وذلها. خاصة أن إيذاء المسلمين وقتلهم من أعظم الأمور التي تغضب الجبار سبحانه, ونحن من أسباب استمرار ذلك بتقصيرنا.
وطريق النصر والنجاة وقت المخاطر يستلزم صحوة سريعة قوية يبدأ بها كل فرد في الأمة بأن يعمل على تغيير نفسه ثم يهب مباشرة مسارعاً للواجب الكبير الذي نسيه أكثر المسلمين الآن وكأنه قد سقط عنهم ألا وهو واجب الدعوة إلى الله وإصلاح الغير(عودة ودعوة) ...
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ( الأنفال:24)
وقال تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( آل عمران:104)
ومن هنا أبعث نداءً حاراً أرسله إلى كل مسلم في أرجاء الأرض خاصة الدعاة وموجهي الأمة في شؤونها والتربويين والمفكرين والكتاب والشعراء بأن يركزوا على تبيين طريق النصر لأمتنا بخطابات قوية مؤثرة, دقيقة مفصلة, تصف الداء والدواء, علَّ أمتنا تصحو من غفلتها وتنتبه للداء الأساس الذي أصابها ونتجت عنه كل الأعراض والأمراض والبلايا الأخرى , وعلَّها تلتفت لمسؤولياتها وتبدأ العمل.
وتبيين كيد الأعداء مهم , والحديث عن آلامنا مهم, ولكن الأهم هو إيضاح طريق النجاة والخلاص والنصر .... والسعي لتحقيقه.
وليت أمتنا تحمل بقلوبها وُتذكِّر بألسنتها وتطبق بأعمالها هذا الشعار العظيم الذي يرمز للطريق الحقيقي للخلاص والنصر لأمتنا... (عودة ودعوة) ...أي عودة إلى الله ودعوة إلى سبيله.(1/16)
قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ( (لنور:55]
وقال سبحانه ووعده الحق : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ( الأنبياء:105-106]
الجراح عديدة غائرة
والأمر جلل والأخطار قادمة
والجبار يغضب
ونحن مسؤولون
والحل الأساس؛
عودة ودعوة
فهل بدأنا العمل بجدٍ لذلك.!!؟
أوَ مَا يُحَرِّكُكَ الذي يجري لنا
أوَ مَا يُثِيرُكَ جرحنا الدفَّاق
( مذبحة سريبرينيتسا(البوسنة11/7/1995م)....يوم ذاك الألم )
ديوان يا أمة الإسلام : د / عبد الرحمن العشماوي . ( 1 )
( 1 ) عنوان شريط بالغ التأثير ينصح بسماعه لفضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني .
( 1 ) للشاعر د/ أحمد عثمان التويجري . وهذه القصيدة قيلت قبل أكثر من عشرين سنة ، وحتى الآن جراحنا مستمرة ومتتالية !! لأن الداء لم يعالج ! ! .
( 2 ) رائق الشعر من شعر الدعوة والرقائق الجزء الثاني ( و إسلاماه ) : د/ سيد حسين العفاني، من قصيدة ( من البلقان إلى الشيشان ) للشاعر مشبب أحمد القحطاني .
(1) ديوان أغاني المعركة : وليد الأعظمي من قصيدة ( ذكر ونسيان ) .
(2) مفهوم العودة والدعوة يعني العودة والدعوة إلى التمسك بكل تعاليم ديننا بما فيها أخذنا بأسباب القوة المادية والتقدم العلمي والاجتهاد في ذلك, لنُعلِي شأن أمتنا ونعينها على تحقيق النصر بإذن الله .(1/17)
(3) تنبيه لا بد منه : لا شك في أن أمتنا ابتعدت عن التطبيق الكامل للدين في أمور كثيرة عديدة ومن أصغر الأمور إلى أكبرها, لكن الصغائر تحتاج إلى تنبيه خاص لأنها قليلا ما تذكر وينبه عليها , و لكثرة انتشارها وتمادي المسلمين في التساهل بها, حتى أن الكثير من المسلمين ممن نحسبهم من أهل الخير والفضل سلموا من الوقوع في الكبائر إلا أنهم مصابون بداء الإصرار على الصغائر . وهذا خطير من جوانب عديدة, فعلماء الأمة أوضحوا قاعدة مهمة يجب الانتباه لها وهي أن الصغائر تصبح مع الإصرار كبائر كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ) . ولشيخ الإسلام ابن القيم كلام هام عن هذا الجانب في مواضع متفرقة في مدارج السالكين,فمما قاله:( وقد يقترن بالصغيرة من قلة الحياء,وعدم المبالاة,وترك الخوف ما يلحقها بالكبائر.بل يجعلها في أعلى رتبها ) وقال: (فالإصرار على المعصية معصية أخرى. والقعود عن تدارك الفارط من المعصية إصرار ورضى بها وطمأنينة إليها. وذلك علامة الهلاك . وأشد من هذا كله المجاهرة بالذنب, مع تيقن نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه). ولعل من اقرب الأمثلة لأحد هذه الصغائر التي انتشرت بين المسلمين انتشارا رهيبا النظر إلى صور النساء المتبرجات في الشاشات ( مذيعاتٍ كن أو ممثلات ) وفي الجرائد والمجلات.
ومن جانب آخر فإن الذنوب بشكل عام تعظم في عصرنا هذا ويشتد خطرها وأثرها نظرا لحساسية الظروف التي تعيشها أمتنا حاليا والتي تزيد وجوب الإنابة والتوبة سواء كانت ذنوبا كبيرة أو صغيرة , وقد يدخل هذا ضمن ما تقرر عند أهل العلم من أن الذنوب تعظم بحسب الزمان والمكان الذي تعمل فيه .
(4) من مصائبنا الكبيرة في عصرنا تقصير أغلب المسلمين في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وبذل الوقت والجهد والمال لها, وكأنه لا يجب على كل مسلم.(1/18)
والدعوة واجبة على المسلم ولا تسقط عنه وإن كان مقصراً في التزامه الشخصي بشكل عام أو بشكل خاص في أمر مُعيَّن , وهذا جانب آخر مهم ينبغي ادراكه حتى لا يتأخر المسلم عن الدعوة بعذر تقصيره في التزامه فيجمع تقصيرين بدلاً من تقصير واحد .
وهنا ينصح بالاطلاع على بعض الأشرطة والكتيبات التي تُذكِّر بهذا الواجب وكيفية أداءه مثل كتيب "الدعوة إلى الله واجب كيف نؤديه", وأشرطة "الرجل الصفر" "والرجل الألف" و"رسالة الى معلمة/معلم" للشيخ د/إبراهيم الدويش,وكتيب "92 طريقة دعوية" للشيخ د إبراهيم الفارس, وأشرطة الشيخ محمد المنجد العديدة عن خدمة الإسلام, وشريط "ما الهم الذي تحمله" للشيخ د/ ناصر العمر أو للشيخ نبيل العوضي, وشريط "النملة" للدكتور ناصر العمر وكتيب "هل من مشمر" و"غراس السنابل" "وكيف أخدم الإسلام"للشيخ د عبد الملك القاسم , وشريط "رسالة من القلب/ماذا قدمنا لهذا الدين" للشيخ د عبد الوهاب الطريري, وأشرطة "الطاقات المعطلة" و"فن التهرب من المسؤولية" للشيخ محمد الدويش وكتيب "الدعوة إلى الله" للشيخ فهد العصيمي,وكتيب"الرجل المائة" للشيخ عبد الطيف الغامدي,وكتاب"أفكار للداعيات"لهناء الصنيع,وكتاب مجالات المرأة الدعوية"لخولة درويش,وكتاب"أفكار دعوية للمعلمات"لأمة السلام, وشريط "بلغوا عني ولو آيه" للشيخ عبد الله الجعيثن.أيضاً منتديات الإنترنت الدعوية مثل صيد الفوائد و كن داعياً و(work4islam). ولا شك أن واجب الدعوة إلى الله يصبح أكثر وجوباً في عصرنا هذا الذي بعدت فيه الأمة وذبح فيه المسلمون!!!.
(1) فكرة وضع الشعار تعتبر مفيدة بشكل كبير في أي موضوع لأنها تساعد على تحقيق الهدف المقصود وتَذَكُّرُه , ورسولنا صلى الله عليه وسلم إستخدم شعارات في بعض غزواته .(1/19)
وينصح المتخصصون في علوم الإدارة وعلوم الجودة الشاملة بوضع شعارات للأهداف والمشاريع المراد تحقيقها,... والحكمة ضالة المؤمن, فيبدو أنه من المفيد لأمتنا بإذن الله - خاصة في واقعنا الحالي- أن تتذكر مثل هذه الكلمات والشعارات الطيبة التي تعينها في طريق الصلاح والإصلاح. وليتها تضعها أمام عينها دائماً لتساعدها على تَذَكُر وتحقيق الهدف الذي تطمح إليه... ألا وهو انبثاق فجر السؤدد والعزة, ورضى رب الكون ودخول جناته .
( 1 ) قصيدة لا أعلم من هو قائلها (جزاه الله خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين) وهي موجودة في شريط أناشيد إسلامية (البحرين رقم 2), وأتمنى أن يسمعها كل مسلم فهي مؤثرة جداً.. بل مبكية.. بل مبكية.
أيضاً هذه القصيدة عرفناها قبل ما يقارب العشرين عاماً !!!.
(1) مشاهد(شريط عن مآسي الأمة) :المنتدى للإنتاج الإعلامي .
وأتمنى لو نستمع للعديد من الأشرطة (صوتية ومرئية) التي تذكرنا بمآسي أمتنا.... كي
نعرفها بشكل أكبر, وحتى لا يضعف تأثرنا,وحتى يستمر تفاعلنا. وعلى الرغم من كثرة مآسي
أمتنا الظاهره إلا أن هناك مآسي أخرى قد تخفى وقد لا ندركها أو ندري عنها.
) 2) أثر الذنوب في هدم الأمم والشعوب : محمد محمود الصواف ، ص 26- 27 .
) 1 ) ليسمح لنا علماء الأمة الأجلاء في كل مكان بأن نوجه لهم من هنا هذه الكلمة المختصرة, نقولها من وسط آلامنا وجراحنا راجين قبولها(وراجين من الغيورين إيصالها لهم) :
علماءنا الأجلاء إن عدم إيضاح غفلة الأمة وواقعها المؤلم بالشكل القوي الذي يهز الأمة وينبهها يكون بنفسه ذا أثر خطير على المسلمين , لأنهم - برؤيتهم ذلك منكم- سيطمئنون إلى واقعهم ويركنون إلى اللهو والدنيا وأنه ليس هناك حاجة ماسة للتغيير والإصلاح .(1/20)
علماءنا الأجلاء إن أمتنا وهي في شدة غفلتها هذه وشدة المؤامرات عليها وعلى أفرادها تحتاج إلى صرخات حارة مدوية علها تستيقظ من نومها العميق الذي يحاول البعض أن يجعله أكثر عمقاً..!!!!! .
علماءنا الأجلاء ننتظر بتلهف دوركم الهام جداً في إيقاظ الأمة من سباتها .
ننتظر توجيهكم الذي يوجهها إلى أهمية نظرها في كل طريقة ومجرى حياتها, وهل حياتها موجهة لما يرضي الله وبما يرضي الله؟ ، ليس فقط التوجيه الذي يلفت نظر الأمة لقضايا محدودة .
ننتظر منكم التذكير القوي الذي يذكر الأمة بمسؤولياتها تجاه هذا الواقع المبكي الذي لا يرضي رب العالمين.
ننتظر منكم التوجيه القوي المؤثر الذي يوجه الأمة إلى الدور الهام و الضروري لكل فرد من أفرادها في الإصلاح والتغيير و الدعوة إلى الله.
علماءنا الأجلاء؛ آلامنا عديدة ...,جراحنا غائرة..., دمنا انهار جارية....,أمتنا لاهية.... وأنتم من أول المسؤولين.
علماءنا الأجلاء..... إننا ننتظر........إننا ننتظر .
( 2 ) غزوة أحد مليئة بالدروس العديدة عن علاقة الذنوب بنصر الأمة أو هزيمتها, فحبذا الرجوع إليها في كتب السيرة,
والرجوع إلى تفسير الآيات الكريمة المتحدثة عنها في سورة آل عمران.
( 3 ) أسباب نصر الله للمؤمنين على أعدائهم : عبد العزيز بن باز ، ص 25 .
( 1 ) حصاد الغرور: محمد الغزالي ، ص 8 .
(2 ) ُيستغرب ما نسمعه من دعوات إلى الجهاد من بعض الغيورين لا يكون فيها تنبيه للأمة بأن تنصر الله بالعودة إلى التطبيق الكامل لشرعه في كل الأمور ,والتي هي أهم عدة وسلاح تحمله الأمة في معركتها وأهم سبب لتحقيقها النصر بإذن الله.
بل إن بعض هذه الدعوات عندما تُذكِّر بالجهاد بدون ذكر التوبة والإنابة قد ينتج عنها إضعاف لإدراك الأمة بحقيقة أمراضها والانحرافات الخطيرة التي وقعت فيها ونتج عنها واقعها المر الذي تعيشه من ضعف وبعد عن العمل للدين والجهاد في سبيله.
( 3 ) من قصيدة غير منشورة له.(1/21)
(4 ) لا يخلو المسلم من الذنوب فهذا من طبيعة النفس البشرية, ولكن الخطورة على الفرد والأمة تكمن في الإصرار عليها والمجاهرة بها, وهذا مما يجب على المسلم أن ينتبه له غاية الانتباه في أي ذنب.
(1) من الوسائل القوية المُعينة على التوبة سماع الأشرطة الطيبة التي نفع الله الأمة بها كثيرا مثل ؛"دمعة تائب" و"المحرومون" و"الأماني والمنون" و"الشباب أمل و ألم" و"الفتاة أمل وألم" للدكتور إبراهيم الدويش، و"المشتاقون إلى الجنة" و"عيش السعداء"و"على قمم الجبال" للدكتور محمد العريفي, و"هل من عودة قبل الموت" و"توبة صادقة" و"حاولنا فوجدنا النتيجة" و"المصرون على الهلاك" و"شباب مشغولون بلا مهمة"و"إلى متى هذا الجمود"و"طوق النجاة" للدكتور سعد البريك, و"كيف تقوي إيمانك" لنبيل العوضي، و"وصف الجنة"و"ولو ترى إذ وقفوا على النار" و"لو أن الله هداني" و"المعنى الحقيقي للحياة"و"عندما ينتحر العفاف" و"أسباب الهداية"و"وما يستوى الأعمى والبصير" و"علامات الشقاء"و"أسباب دخول الجنة"و"القلق أسبابه وعلاجه"و"صاحب القرار" للدكتور سعيد بن مسفر القحطاني, و"وصف الجنة/شرح حديث يا معاذ"و"جاءت سكرة الموت"للشيخ محمد حسان,و"وصف الجنة" للدكتور أحمد المورعي،و"لو تكلم الموتى"للشيخ سليمان الماجد,و"احفظ الله يحفظك"للدكتور عايض القرني,و"قوافل التائبين" للشيخ أحمد الطويل,و"قوافل العائدين" للشيخ خالد الراشد, و"العائدات إلى الله" و"قوافل العائدات"و"مشهورون عادوا الى الله"(إصدارات), و"من وسائل إصلاح البيوت"و"أزف الرحيل" للشيخ محمد أمين مرزا،و"حسرات" و"كلنا ذوو خطأ" و"الرقابة لمن"و"أختاه هل تريدين السعادة" للشيخ علي القرني ،و"أثر اليوم الآخر"للشيخ حسن أيوب,و"استجيبوا لله وللرسول"و"وصايا اليك"و"الجواب ما ترى لا ما تسمع" للدكتور عبدالرحمن المحمود,و"قصص مؤثرة"و"اللحظات الحاسمة عندالموت" للدكتور إبراهيم الفارس ، و"ميلاد جديد"(إصدار)،و"الأمل(1/22)
القاتل"و"الصحبة الصالحة" للشيخ أحمد القطان,و"السفر الأخير"للشيخ أنس بن مسفر,و"يا بني" و"يا أبتي" للشيخ محمد الدويش, وندوات الشيخ الجبيلان والشيخ الحمودي, ومحاضرات الداعية عمرو خالد ,و"الحياة الطيبة" للدكتور محمد الشنقيطي، و"صلاح القلوب" و "أنذرهم يوم الحسرة"و"لهيب النار"و"ريح الجنة" للشيخ محمد حسين يعقوب ،ومجموعة "قصة النهاية" للدكتور طارق السويدان, و"نهاية السعداء" للشيخ راشد الزهراني , و"عودة فتاة"و"بُني هل سمعت بمصعب"و"كان ماجد" للشيخ عبدالعزيز السويدان,و"أريد أن أتوب ولكن"و"حاملة الأمانة" للشيخ محمد المنجد,و"المرأة والوجه الآخر" للشيخ خالد الصقعبي", و"رسالة عاجلة إلى أصحاب الدش" للشيخين المقرن والحليبي,و"الوقاية من أمراض القلوب"و"قلبي لماذا متى كيف"للدكتور خالد الجبير,و"قصص لا أنساها"للشيخ عبدالمحسن الأحمد,وغيرها من الأشرطة التي هي نور وبركة للمسلم في الدنيا والآخرة . وأيضاً قراءة الكتيبات المتحدثة عن التوبة والعائدون والإصلاح مثل "العائدون إلى الله" للشيخ محمد المسند والشيخ إبراهيم الحازمي وغيرهما ، و مثل "الزمن القادم"و"من الحياة"و"دموع المآذن" للشيخ عبد الملك القاسم ،و"فتاوى مهمة لعموم الأمة"للدكتور إبراهيم الفارس, و"أسئلة مهمة" و"أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع" لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله,و"40 وسيلة لإصلاح البيوت" و"33 سبب للخشوع في الصلاة" للشيخ محمد المنجد,و"أيها العاصي تذكر" و"أمِّن مستقبلك" و"همسة في أُذن من أُحب" و"لا تتردد" للشيخ عبد اللطيف الغامدي ,و"أخي الشاب إلى أين المسير"و"رسائل عابرة للمرأة المسلمة" للشيخ محمد أمين مرزا,و"من تجالس" للشيخ عبدالله الجعيثن,و"أخي الحبيب قف" و"أختاه قفي" للشيخ إبراهيم الغامدي,و"هل تبحث عن وظيفة"للدكتور محمد العريفي,و"كيف أتوب"لدار إبن المبارك,و"رياض الجنة"للشيخ محمد الحديقي,ومجموعة كتيبات للشباب للشيخ عادل(1/23)
آل عبدالعالي,و"رسائل تربوية للأسرة المسلمة"للدكتور صالح أبوعراد الشهري,و"سلسلة أختاه" للشيخ مجدي السيد,و"ألا فعودي يا أخية"لدار ابن خزيمة,و"الاستقامة" للشيخ خالد الضالع, ,و"كيف نربي أولادنا"للشيخ محمد جميل زينو,و"مواقف إيمانية"للشيخ نجيب العامر, و"حسن الخاتمة" للدكتور عبدالله المطلق,و"أول ليلة في القبر" للدكتور عايض القرني,و"من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي" للشيخ عبدالمحسن بن عبدالرحمن,و"الجنة والطريق المؤدي إليها" للشيخ أبوبكر الجزائري, و"تذكرة الأخيار للمسارعة للجنة والفرار من النار" للشيخ راشد الزهراني, وغيرها من الكتيبات والكتب التي تعين المسلم على الهداية وسبلها.
( 1) تفسير القرآن العظيم : الحافظ ابن كثير ، ج 3 ( كتاب الشعب ) ص 582.
(2) في ظلال القرآن : سيد قطب ، ج 3 ص 1497 .
(1) قد يخطر في فكر المسلمين شبهة أن السبب الأساس لعجز الأمة هو تأخرها التقني والعسكري وتفرقها, والحقيقة أنه سبب هام بلا شك ولكنه ليس السبب الرئيس, لأن سنة الله اقتضت أن النصر الحقيقي التام لا يتحقق لأمتنا بدون عودة صادقة إليه واستقامة على أوامره حتى لو تقدمت ماديا وعسكرياً واتحدت.
ومن المعروف على مدى العصور أن أمتنا كان لها الشأن والقوة- بل وحتى التقدم العلمي والمادي- عندما كانت مطبقة لدينها, وأن بداية تأخرها وضعفها وذهاب عزها تحصل عندما تنحرف عن دينها وشريعة ربها, لذا فالتخلف التقني والعسكري والتفرق في الأمة الإسلامية لاشك أنه من أسباب ضعفها ولكنه نتج بالدرجة الأولى من ُبعدها عن الله و حقيقة منهج الإسلام. وهو بالدرجة الأولى عرضٌ للمرض الأساس للأمة وليس هو المرض نفسه.(1/24)
… ثم إن الأمة الإسلامية إذا صدقت في العودة إلى الله والاستقامة على شرعه ثم جاهدت أعداءها-في الوقت والظرف المناسب- فهي منصورة بإذن الله ولو لم تصل في العدة والعتاد والاستعداد إلى مثل مستوى أعدائها, فقط هي مطالبة بأن تعد ما تستطيعه من القوة وقتئذٍ. وتاريخنا الإسلامي شاهد على انتصارات المسلمين الكثيرة على أعداء لهم فاقوهم كثيرا في استعداداتهم المادية . وحبذا الرجوع إلى رسالة قيمة (من نشر دار ابن المبارك) تتحدث عن هذا الموضوع عنوانها (ما هو سبب تخلف المسلمين) .
(1) تحمس المسلمون للمقاطعة الإقتصادية تحمساً كبيراً من تأثرهم وغيرتهم, ولو أن هؤلاء الغيورين تذكَّروا وذُكِّروا بتركيز قضية العودة والتوبة ومقاطعة الذنوب!! وعلاقتها بعز الأمة ونصرها لحصل توجه طيب في الأمة نحو ذلك بإذن الله. والذنوب هي أساس كل البلايا والذل والهوان والضعف والتخبط والتشتت الذي نعيشه.
(1) يا مسلمون أما نخشى من النِقَمِِِ كم من قَِتيلٍ هوى والغيرُ في نغمِِ
كم من نساءٍ ثُكالى عزَّ مُنجدُهم كم من سبايا وكم من ُيتَّمٍ ودمِ
يا مسلمون أفيقوا من رُقادكمُ قبل المثولِ أمام اللهِ والندمِ
من أبيات قصيدة مطلعها ( يا أمة الحقِ ليسَ اليومَ تبتسمي!! ) كتبتها منذ سنوات أثناء مأساة البوسنة وأنا أرى أمة المليار مسلم التي سادت الأرض سابقا وقفت ذليلة عاجزة عن إنقاذ شعب مسلم يذبح,بل الأدهى أنها وفي نفس الوقت تفرح بسفاسف الأمور وتلهو (رقص على الجراح) وتصر على الذنوب, وكأنها لا تخشى من غضب الجبار وعقابه في الدنيا وفي الآخرة.(1/25)
(2) أستغرب عندما أسمع العديد من الأحبة الغيورين يدعون في محننا المتكررة في القنوت وغيره بالنصر للأمة وبالهزيمة لأعدائها بدون أن يدعون بوضوح عن إصلاح الأمة لحالها مع الله, وذلك لكي تتذكر الأمة وتعمل للتوبة من الذنوب والعودة إلى الله والتي هي أهم أسباب استجابة الدعاء. وحتى يكون ذلك حافزاً ومذكراً لكل الأمة لتحقيق أسباب وشروط النصر الذي سيمكنها من إيقاف ذبح الأعداء لأبنائها والانتصار لهم.
وإن مما يتعين على المسلمين عندما يدعون الله في محنهم أن يدعوه وهم مقبلين بتوبة واستغفار وتذلل وخضوع وأوبة. ويتعين على الأئمة أن يذكروا المسلمين بذلك, ولعل بدء صلاة الاستسقاء بالتذكير بالتوبة وما يتعين على الإمام من تذكير المسلمين بها خير شاهد على ذلك .
ومن يتأمل واقع أمتنا الحالي ودعاءها المتكرر طلباً للنصر, ويتأمل آداب الدعاء وأسباب قبوله يدرك أن أحد أهم أسباب تأخر الاستجابة هو واقع أمتنا المرير في البعد عن حقيقة دينها والتزام أوامره في كل الأمور.
(1) مما يلاحظ في هذا الجانب أيضا؛ ما حصل بعد بعض الأزمات التي عاشتها أمتنا من تركيز بعض الدعاة على الفتاوى والأحكام الخاصة بذلك الحدث أو التركيز علي كيد الأعداء مع ضعف الاستفادة من الحدث لتذكير الأمة بوضوح وتركيز عن دائها الأساس . ولا شك أننا نحتاج بشدة إلى الفتاوى التي تبين لنا الحكم الشرعي في حدث معين وينبغي علينا توضيحها للأمة، ومن المهم أيضاً تبيين مكر الأعداء وخطرهم, ولكن الأهم علاج المرض الضخم الكبير الذي نتجت عنه كل تخبطات الأمة وانحرافاتها وتفرقها وتشتت آرائها وتوجهاتها وضعفها وذلها وتسلط الطغاة عليها وتمكن الأعداء منها ووضعها المأساوي الذي تعيشه,....ألا وهو عدم استقامتها على الإسلام كاملا وعدم عيشها للدين حقيقةً لا خيالاً .
( 1 ) كتب هذا المقال في 19 / 8 / 1422هـ الموافق 6 / 10 / 2001 م.(1/26)
(1) من أفضل الكلمات التي عبرت عن مثل هذا اللهو عبارة ( رقص على الجراح ) ، وهي عبارة ذكرتها الكاتبة يمان السباعي في كتابها القيم ( الراقصون على جراحنا ) "من إصدار دار البشير بعمان".
??
??
??
??
10(1/27)