لماذا تتنافر النفوس 2
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم مشاهدينا الكرام نحييكم من أعماقنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الراصد وكذلك نرحب بشيخنا الفاضل الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام وجوال زاد في مطلع هذا اللقاء نرحب بشيخنا أجمل الترحيب فأهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ ؟
حياكم الله أنتم والإخوة والأخوات جميعاً .
الشيخ محمد:
بارك الله فيكم ؟
المقدم:
لعلنا في بداية هذا اللقاء أن نأخذ ملخصاً أو تقريراً تلخيصياً للحلقة الماضية التي هي امتداد لهذه الحلقة ثم نعود إليكم بإذن الله تعالى .
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام ، مشاهدينا الفضلاء في حلقتنا هذه نقف وإياكم مع حلول واقعية لعلاج التنافر النفوس إذ كثير من الناس ربما يعرف أن التنافر منهي عنه شرعاً وعقلاً وتأباه الفطر السليمة ، ولكنه يطالب بالحلول التي تعالج وضعه وتنتشله من دوامة البغض والحسد ومقاطعة إخوته في النسب ، أو في الدين ، ومن هنا فحري بنا حينما نستوعب حلول تنافر النفوس أن نطبقها على أرض الواقع ، لتؤتي ثمارها يانعة ، وتمتد بظلالها الوارفة على الفرد والمجتمع ، من هنا فإننا نرحب مجدداً بشيخنا الفاضل ، ولعلنا ندخل إلى الثمرة حقيقة من هذه الحلقة والحلقة السابقة والتي تحدثنا فيها عن لماذا تتنافر النفوس وأخذنا تشخيصاً لمثل هذا الحالة التي حقيقة انتشرت حقيقة في المجتمعات العربية والإسلامية ، ويأتي السؤال هنا ، كيف يمكننا أن نعالج تنافر النفوس ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .(1/1)
فقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن عدة محاور في أسباب التنافر، ومنها ما يرجع إلى يعني قلة التقوى ، وضعف الإيمان والتحاسد والتباغض وقضية العصبية، والطبقية البغيضة ، حب الرئاسة ، التنافس على الدنيا ، والإنسان إذا أدرك المسلم البعد الشيطاني في الموضوع يعني هنا يسهل عليه أن يقطع الطريق على الشيطان : (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) فإذا إذا كان الشيطان ينزغ بيننا فلابد أن نقول التي هي أحسن الكلام الحسن هذا هو الذي يعالج الموضوع الشيطان ينجح في التحريش بينهم ويقول للأبالسة مثنياً عليهم على من فرق بين بين الزوج والزوجة ، أنت أنت ، فلابد نحن لابد أن نقطع الطريق على هؤلاء الشياطين ونفوت عليهم مقاصدهم في هذه المسألة وإذا كان يعني الذنوب والمعاصي من أسباب التنافر فلابد أن نجتنب الذنوب والمعاصي ونتوب إلى الله منها ، إذا كانت قضية مثلاً عدم التعامل بالشرع سبباً لهذا يعني عد الرد إلى الكتاب والسنة ، نعم ، ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظاً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) إذا يجب أن لا ننسى حظاً مما آتانا الله -عز وجل- في الكتاب والسنة ، ولذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قال : فإذا ترك الناس بعض ما أنزل الله وقعت بينهم العداوة والبغضاء ، لأنه لا يكون هنالك حق جامع يشتركون فيه يعني المرجعية عندنا مشكلة الآن ترى في المرجعية مشكلة يعني في ناس لا يريدونا أن نرجع إلى النصوص ، نرجع إلى مصالح وأشياء هلامية ما هي منضبطة ، كما يحلوا لهؤلاء أهل العلمنة والعصرنة ، والكلام الفارغ يريدون يقدونا إلى يعني خلاص يعني يخرجونا عن قضية الرجوع إلى النصوص ، ويكونون لصوصاً يقطعون الطريق علينا بيننا وبين الكتاب والسنة ، فلابد نفوت عليهم غرضهم لأننا المسألة إذا صارت يعني خلاص كل واحد يرجع إلى عقل فلان وفهم فلان وقواعد فلان ما خلاص ما في شيء مشترك ((1/2)
فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ) إذا كان الشيطان ينزغ بيننا بطريقة إلقاء العداوة والفرقة بين الإخوان ، إذاً الحل ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) فلابد أن نقول التي هي أحسن ، وننتقي الألفاظ ونختار يعني الكلمات الطيبة حتى لا يكون هناك بيننا وبين إخواننا المسلمين ، يعني شيء من يعني سوء الظن بسبب كلمة أو يكون هنالك يعني بيننا وبينهم أي حزازات يعني سبق لسان حصل أو نوع من الاعتداء بالكلام ، إذا كانت قضية كثرة الجدال سبب ، طيب يعني يجب أن نوقف المراء ، في بعض المجالس تحتد بالنقاشات وعلى شيء تافه ، وأحياناً يكون ما له نتيجة يعني واضحة ، أو ما في مصلحة شرعية من وراء هذا النقاش نوقفه ، يعني دول بعض العقلاء بطريقة مناسبة صرف النقاش إلى شيء مثمر وأصلاً كان بعض يعني السلف لما يتكلم والمراء في الدين يقسي القلب حتى بعض النقاشات التي تأخذ صبغة شرعية لكن في الحقيقة تمضي لطريقة غير شرعية ، صحيح هي في أشياء شرعية ، لكن طريقة النقاش غير شرعية ، الموضوع شرعي لكن طرح المصادمات ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، تخطئة الآخر ، تصويب ما عليه هو ، لماذا كان بعض السلف يعني لما يقول محمد بن عبادة المعافري ، كنت عند أبي شريح -رحمه الله- فكثرت المسائل ، صارت قضية كلها نقاشات ، علمية يعني صرفة ، وفقهية ، فقال ، قد درنت قلوبكم ، يعني صار فيها شيء من الاتساخ ، فقوموا إلى خالد بن حميد المهري ، وهو من أهل الوعظ ، من أهل التذكير فاغسلوا قلوبكم ، سبحان الله ، وتعلموا هذه الرغائب والرقائق فإنها تجدد العبادة ، وتورث الزهادة ، وتجر الصداقة ، وأقلوا المسائل يعني يقصد النقاشات الجامدة ، فإنها في غير ما نزل تقسي القلب ، وتورث العداوة ، وذهب يعلق ، قال صدق والله ، فما الظن إذا كان يعني من علم الكلام ، هذا والمنطق اليوناني ، وزندقة السبعينية ، وحقائق الاتحادية ، وكلام الباطنية ،(1/3)
فيعني وين شوف الثغرة أين هي ، إذا كان مثلاً تتبع العثرات ، يعني هي سبب التنافر طيب يا أخي تغاضوا ، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان بعض أزواجه قد عملن مؤامرة أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ، طيب فلما نبأه الله به ، أطلعه عليه ، أظهره الله عليه إيش لما نبأها به أظهر بعضه وأعرض عن بعض ، هذا التعريف ، وهذا الإعراض معناه أنه ذكر لها بعضه وأعرض عن بعضه لماذا أعرض حتى لا يكون هناك تشفي او يعني أو تجريح ، أو يعني كسر لخاطرها ، نعم لأن التغافل من شيم الكرام ، والتغافل هذا هو الذي يطري العلاقة ، ويديم العلاقة ، ومن لا يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتبٌ ، ومن يتتبع جاهداً كل عثرة ، يجدها ولا يسلم له الدهر صاحبُ ، ما في صديق بلا عيوب ، من تتبع خفيات العيوب ، حرم مودات القلوب ، ولذلك قال أحدهم ناصحاً ، لم صديقك سراً ، وامدحه أمام الآخرين ، إذا كان سبب التنافر بين القلوب ، التنافر الفظاظة والغلظة ، فإذا ينبغي أن يكون عندنا لين في الكلام ، يعني يبكى علينا ولا نبكي على أحد لنحن أغلظ أكباداً من الإبل ، لأن أحياناً الواحد يكون فيه شدة قسوة : (فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) فلابد وخصوصاً الدعاة يعني يكون عندهم لين ، ويكون عندهم استيعاب للآخرين ، يكون عندهم صبر ، يكون عندهم مرونة ، يكون عندهم يعني ، إعطاء المجال يعني امتصاص الصدمات ، الصبر على الأذى ، أحياناً يكون سبب التنافر اختلاف الآراء ، طيب اختلاف الآراء يعني الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية فاختلاف الآراء نتيجة لاختلاف العقول ، الله -عز وجل- فاوت بين العقول ما هو فقط يعني هذا عميق وهذا سطحي ، لا هذا طريقة تفكيره كذا ، وهذا طريقة تفكيره كذا ، يمكن يكون في العمق واحد ولكن توجهات ، توجهات الفكر تختلف من هذا إلى هذا ، طريقة استيعاب وإحاطته بهذه المسائل ، تختلف عن إحاطة هذا إنسان(1/4)
آخر ، طريقة الاستنباط ، طريقة الفهم مثلاً ، ويونس الصدفي لما قال : ما رأيت أعقل من الشافعي شوف الأئمة سبحان الله لهم بصمات ، يعني لهم كلمات ، خالدة ، ومواقف يعني تحصل مع أصحابهم فيها تربية ، ونفتقد اليوم ما في يعني المربون قلة ، والذين يقفون المواقف التي فيها يعني فيها الأشياء التربوية أو الأشياء المؤثرة قلة ، يونس الصدفي ، يقول : ما رأيت أعقل من الشافعي نظرت يوماً في مسألة ثم افترقنا ، ولقيني فأخذ بيدي ، ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة يعني افترض المسائل الفقهية كل واحد مضى فيها في رأيه ، لكن ما يمكن يجمعنا الإخوة يعني اللازم إذا اختلفنا في المسائل تختلف قلوبنا ما هو لازم ، صحيح ، هذه آراء ولله در أحمد بن حنبل -رحمه الله- لما قال : لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق بن راهويه ، وإن كان يخالفنا في أشياء ، ترى يعني مسائل ترجيحات إسحاق تختلف نوعاً ما في بعض المسائل عن ترجيحات أحمد ، فأحمد بين هذا ما ينظر ، قال : فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضاً ، طبعاً المشكلة يا أخي هنا أن بعض الناس يريد أن ينتهز القضية هذه ، ويطوعها لخدمة انحراف ، معين فيقول لك يعني تقبل بالآراء الأخرى ممكن الآراء الأخرى تكون انحرافات ، لكن طبعاً هنا يجب أن نحذر من مسألة ، وهي أن بعض الناس يريد أن يوسع قضية المرونة ، والانحراف ، يعني مثلاً اختلاف أحمد وإسحاق ، اختلاف مبني على أصول شرعية ، يعني أحمد وإسحاق عندهم ، أصول فقه ، ومصطلح حديث ، وأصول تفسير ولغة عربية ، يعني ناس مليئين عندهم أغنياء ، فهو يعني اختلاف رأي اجتهادي سائغ ، المشكلة ، الآن إن بعض الناس يريد أن يقول نخرج من قضية يعني توسيع الهامش الاختلاف والقبول برأي الآخر، يريدنا أن نخرج إلى توحيد مواقف وتقارب الكفر والإسلام ، والسنة ، والبدعة ، والحق والباطل ، ولذلك من يعني من أخبث المواقف التي سمعت عنها أن بعض(1/5)
البرامج التي تقدم الهدف منها طمس وإزالة الفواصل بين المسلم والكافر الذي على السنة والذي على البدعة ، ولربما يرسموا لك رسوم كرتونية ، يعني فيها واحد مكتوب عليه بالخلف كذا والثاني كذا ، مثلاً ممكن يعني يهودي نصراني ، بوذي مسلم ، سني ، بدعي ، كذا وبعد مسح كلها وخلاص يطلع إن كلهم يعني لأنه الآن شوف لو قلت لبعض أصحاب الفرق الباطنية ، قادياني بهائي درزي أي يعني إيش أنت يقولك أنا مسلم صح ولا لا ، طب هؤلاء أصلاً خارجون عن الملة لاعتقاداتهم الباطلة ، فلو نقبل أي واحد يقول أنا مسلم على أنه مسلم فعلاً وموحد ونقول ما نبغى اختلافات ، وما نبغى نقطع الأمة أصبح تمييع للدين ، أيوه طبعاً لأن عددا من المشركين اليوم يقولون نحن مسلمون ، وهم عندهم شرك أكبر مخرج عن الملة ، فأنا ما أعرف هؤلاء يعني كيف يريدون تطمس الفوارق ويزيلوا الشيء الذي يميز الحق عن الباطل ، والسنة عن البدعة ، والشرك عن التوحيد بأي حق يفعلون هذا ، ثم يقولون إيه يعني حتى نكون يعني أمة متحابة ، نقفز فوق الخلافات ، ونتجاوز الخلافات ، يا أخي لما تكون خلافات فقهية في أشياء من الفروع حط يدك على الصدر بعد الركوع ، ولا تنزلها ، بسيطة المسألة ، يعني خلاف فقهي ، لكن أحياناً يكون شيء يتعلق بتوحيد الربوبية والألوهية ، توحيد الألوهية ، يعني شرك شرك ، شرك مخرج عن الملة ، يقولوا أيوه مو لازم نختلف عنده ما نقف عنده ، وخلي الأمور ماشية ، وكلنا أحباب ، وكلنا مسلمين ، والحمد لله ممكن نزيل الفوارق ، وهذه تدمر الحق ، لأن الحق هو كيف إيش يعني ( ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ) إيش يعني الله يبتلي العباد ليستخرج ما في قلوبهم وليمحص الله الذين آمنوا ، ويعلم المنافقين ، ويعلم الكافرين ، ويعلم المشركين ، ويعلم المبتدعين ، ويعلم أهل الزيغ ، وأهل العناد ، وأهل النفاق ، ليه هؤلاء يريدون الطمس ، كل هذه الفوارق خلاص ، كله صح ، أين خلاص ، يعني كل(1/6)
الآراء اللي في الإسلام صح ، أو من يعني أهل القبلة كلهم صح ، ما هو من أهل القبلة في ناس صح يصلي القبلة ، لكن عنده ضلالات ، ولذلك يعني هذه بس تنبيه ، يعني بين أهل السنة ، يجب أن يكون يعني ما في تنافر ، ولو اختلفنا في الآراء ، لكن بين أهل السنة أهل بدعة ، لا وألف لا ، طيب .
المقدم:
لعلنا إن شاء الله تعالى نكمل بقية وسائل العلاج لتنافر القلوب بإذن الله تعالى ، بهذا الفاصل ، والذي قبله بإذن الله تعالى سنشاهد مجموعة استطلاعات رأي أعدها فريق البرنامج وبعد ذلك ننتقل إلى فاصل ثم نعود إليكم بإذن الله تعالى ؟
قال المولى -عز وجل- وزيادة الإيمان في القلوب ، حلل جميع الأشياء ؟
يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه ؟
شايف إن كل واحد لو انشغل في نفسه وترك الآخرين ، أكيد هيكون فيه نوع من الرضا ؟
ما أظلم حد ولا حد يظلمني ؟
المقدم:
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل ، والذي نعود إليكم فيه في هذا البرنامج الراصد ضمن حلقة نخصصها عن علاج التنافر بين الناس وكذلك يمتد ترحيبنا إلى فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ، أهلا ومرحباً بكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
الله يحييكم.
المقدم:
لعلنا نستكمل نقاط علاج القلوب هنا التنافر بين القلوب هنا حصل حقيقة فيه بعض الإشكال أو سؤال ما يتعلق بالاختلاف في المسائل الفقهية ، خاصة ما يتعلق التعصب لرأي مذهب دون مذهب آخر ، في الدعوة الآن نلاحظ أن هناك وسائل دعوية تستخدم لقضية معينة ، أتباع هذه الوسيلة يعادون ، أو ربما يتنافرون مع الوسيلة الأخرى ، ويقولون هذه الوسيلة أولى أو تلك أولى ، وبالتالي يحصل نوع من التنافر بين هذا التيار ، وهذا التيار ، أو هذه الوسيلة أو تلك الوسيلة ، تعليق فيما يختص بهذه القضية ؟
الشيخ محمد:(1/7)
يعني هناك بعض الأمور المتعلقة بهذه الوسائل اجتهادية ، بحتة بمعنى أن يعني لو أخذنا التمثيل مثلاً الآن بعضهم يقول التمثيل كذب ، بعضهم يقول لا التمثيل ما هو كذب ، الناس اللي يشوفوا التمثيل عارفين إن فلان هذا ما هو كذا ولا هو كذا يتقمص دور ، طيب المسألة هذه ممكن تكون مسألة اجتهادية طيب هذا رأي وهذا رأي ، وكل واحد له حجة يعني ، له وجاهة ، له وجه من النظر يعني نصيب من النظر ، لكن لو قلت والله مثلاً نساء يمثلن متبرجات كيف ممكن تكون هذه قضية اجتهادية ، رجال يقلدون النساء والنبي -صلى الله عليه وسلم- لعن المتشبهين من الرجال بالنساء يعني عندك نص يعني نص محرر قطعي كيف تكون اجتهادية ، أي قضية أخرى من أشياء يعني الواضح فيها الحرمة ، فيجب أن تكون المسألة محسومة ، جميل ، طبعاً هنا في قضية من الذي يحدد إنه هذه قضية اجتهادية والخلاف فيها سائغ ولا لا ، هذه قضية فيها اعتداء على نص ، هذه القضية فيها مسألة قطعية ليست اجتهادية، هنا يأتي العلم الشرعي والعلماء الثقات دورهم في الموضوع هنا ، العالم الثقة المفتي ، يعني الذي عنده المرونة ، وعنده الفقه ، وسعة الأفق إذا كانت خلافية سائغة ، اجتهادية ، سيقول لك ، اجتهادية ، ولا تشدد ، وما هي قضية إنكار وإن كان الراجح عندي كذا ، لكن ما تصل إلى إنكار ، والمسائل التي لا ، فيها خطوط حمراء ، فلذلك لما تكون مسألة مثلاً خلافية ، فقهية قراءة الفاتحة للمأموم خلف الإمام ، إيش هذه ، مسألة اجتهادية ، واضح ، النزول على اليدين ولا على الركبتين ، إيش هذه مسالة اجتهادية ، لكن لما نأتي إلى قضية مثلاً واحد يجي يقول ونظراً الآن لأن الدنيا صار فيها زحمة ، ودوامات ودراسة ، والشوارع مكتظة بالسيارات فنبغى نخلي أوقات الصلوات ثلاثة ، فجر وظهر وعصر مع بعض ، ومغرب وعشاء مع بعض ، خلاص ما عاد فيه خمسة ثلاثة ، هذا كلام اجتهادي مقبول ، لا طبعاً ، هذا يعني هذا اعتداء صارخ على النص ، ((1/8)
إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ) واعتداء صارخ على حديث جبريل لما علمه أوقات الصلوات ، واعتداء صارخ على قضية يعني مواقيت الصلاة التي فرضها الله -عز وجل- وإذا كانت يعني الجمع للحرج الحرج ، الحرج المؤذي وبعدين هذا عرضي ، الحرج عارض يعني ما هو طول واحد طول حياته جالس ، والآن هؤلاء يقولون كذا ، فهذه يا إخوان سخيفة ، التضحية بالدجاج بدلاً من الغنم ما أدري إيه الكلام اللي يعني ، فالعلم يبين هذه قضية اجتهادية ولا لا ، هذا جواب السؤال يعني .
المقدم:
طيب فضيلة الشيخ لعلنا نكمل بقية وسائل العلاج المتعلقة أو التي تساهم في تقليب القلوب ، نحن ذكرنا بعض النقاط حقيقة توقفنا عند إزالة معوقات الأخوة وأسبابها ، فماذا تقول فيها فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
يعني الأخوة فيها صفاء ، وفيها مودة ، وفيها تناصح ، وفيها محبة ، ولو حصل خلاف لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، وهذا إجراء شرعي في الموضوع ، تحريم الهجر بين الأخوين المتنازعين أكثر من ثلاث ليالي ، يعني أول مثلاً يوم الغضب ، ثاني يوم مراجعة النفس ، ثالث يوم خلاص الاعتذار ، وعودة المياه إلى مجاريها ، أما يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، لا هذا مرفوض شرعاً .
المقدم:
البعض يا شيخ يهجر أخاه فوق ثلاث ليال شهرين ، ثلاث شهور ؟
الشيخ محمد:
يأثمان إلا الذي يعود إلى أخيه ، يتوقف عنه الإثم ، وذاك أعرض وعاند وصار ، يستمر الإثم عليه ، الأخوة يعني كما أنت قلت قضية يحتاج إلى تغذية ، يعني إفشاء السلام ، لا تدخلوا الجنة ، حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم .(1/9)
إذاً لازم نفشي السلام يعني في الجوالات ، وفي الرسائل ، وفي اللقاءات ، وفي كل ، على من عرفت ، وعلى من لم تعرف ، إي إفشاء السلام بذله للمسلمين ، هذا من أسباب التآلف ، طيب قضية مثلاً ، قضية الهدية ، الهدية لها أثر واضح في تصفية القلوب من الأضغان والأحقاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال : تهادوا تحابوا ، ما معنى ذلك ، طبعاً مو لازم نتهادى ماركات تهلك ميزانية الآدمي ، لا يعني على حسب القدرة ، أيوه أحياناً قد يكون الشيء يسيراً في قيمته المادية ، كبيراً في مدلوله ، وموقعه في القلب ، مر الحسن البصري ، على أطفال يعني في الشارع فكان عندهم كسر من خبز يابس ، يسووا اللعب كده ، فدعوه اتفضل يا شيخ ، جاء نزل وأكل معهم وكده ، ثم حملهم إلى بيته وعمل لهم وليمة وليمة يعني ، ما شاء الله ، فالابتسامة تبسمك في وجه أخيك صدقة ، تفقد أحوال الأخ السؤال عنه ، إيش ينقصه إيش كده ، الآن الناس مديونين وحالتهم حالة ومساكين ، يمكن ما عنده دواء يشتريه لأهله ، ما عنده عملية مهمة ، لابد أن يقوم بها تفقد يعني ذاك لأصحاب السعة يجي كده مثلاً قبل رمضان في رمضان ، مثلاً العيد مثلاً ، فتح المدارس ، الأدوات ما الأدوات كذا يعني أوقات حاجة الناس تفقد .(1/10)
كن للصديق عزا ، وابذل له ما عز وأغنه إن يفتقر ، وعف عنه إن قدر ، إن يعني ضيق وما عطى ، خلاص اترك عف عنه ، إذا أتاك يشكر فقل له لا أذكر ، يعني لك منة عليه ، وأصلاً اصنع المعروف وانساه كما يقول العامة ، وإكرامه وحفظه في غيبته ، والثناء عليه ، والدفاع عن عرضه ، إذا غاب ، أحد وقع فيه وهو غائب مثلاً ، ومحبة الخير له ، الدعاء له بظهر الغيب ترك التكلف ، يعني أحياناً اللي ينفر الإخوة من بعض يجي واحد يعملهم عشاء الدور عليه سوى أصناف يجي واحد يقول أتعبت من بعدك خلاص ، يعني في إيش ، لكن المشكلة في الأكل ما هو أتعبت من بعدك في التأليف ولا في العلم ولا المشاريع الخيرية ، وبالتالي ينفر هذا الصديق ، خلاص تنقطع الدورية ، لأنه ما عاد يتحمله جاء واحد كل شوية واحد زاد ، والأخير هتيجي ما عادت المسألة يعني صار التكلف ما صار فيها ، يعني عفوية ولا محبة ، بالضبط ، قضية فن الاستماع والإنصات ، عدم المقاطعة مثلاً ، حتى لو كان بعض المحدثين يسمع الحديث من واحد ويسمع وهو أصلاً سمعه قبل أن يولد لو الإنسان .
المقدم:
يا شيخ ربما لم أفهم هذه القضية ؟
الشيخ محمد:(1/11)
يعني مثلاً أحد المحدثين مع تقدم سنه ومسموعاته الكثيرة ، يجلس إلى شخص أقل منه وفذاك يقول له أنا عندي حديث ، فيقول له حدثني فيحدثه بالحديث عن فلان ، كذا كذا ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا الذي يسمع ما يقول إيوه عارفه عارفه ، لا ما يقول عارفه عارفه ، لا يسمع ، يستمع إليه وهو قد سمعه قبل أن يولد الآخر ، قبل أن يولد هذا المحدث الثاني ، هذا سمعه ، من شيخ آخر ، ولكن يعني من باب الأدب نعم ، وهذا يا شيخ الآن منتشر بصورة معاكسة في واقعنا ، يعني حينما نسمع قضية أو نعرفها فنقول نعم ، مرت علينا هذه ونعرفها كأن يعني نحبط ونخلي اللي قال هذا ما نقول له ما جبت جديد يعني خلاص استرح ، قضية مثلاً يعني الانبساط للأخ الأريحية في التعامل عدم الانقباض ، فتح المجال له ما يكون الإنسان يعني جاف معه ، ما يغضب بسرعة ، ثم لابد انظر قضية يعني حتى ما يصير التنافر ، هي ما هو لازم فقط بين الإخوان ، بين الزوج والزوجة ، بين الأب والابن مثلاً ، بين الزميلين ، نعم وأنت قد تغضبك يعني أشياء من هذا لكن يعني مثل ما النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر ، فالمسألة فيها يعني إيجابيات ،وسلبيات ، إذا أنت ما عجبك شيء من شخص فيه أشياء تعجبك ، يعني في الغالب ما تجد واحد كده مسلم مؤمن كله سلبيات ، وما عنده ولا شيء إيجابي ، لا يعني لابد أن يكون فيه خير بوجه من الوجوه ، فانظر إلى الجانب المشرق الإيجابي الطيب من الشخص وليس فقط إلى الجانب الآخر المرأة قد يكون فيها شراسة في الخلق لكنها ممكن تكون صاحبة دين ، جميلة ، عفيفة ، فيها إيجابيات ، يعني حسنة التدبير لأولادها ، ممكن تكون رحومة بالأولاد شديدة على الزوج يعني فهو أحياناً يتحمل شيء من أجل شيء ، وكذلك فإن يعني مسألة عدم سوء الظن بالإخوان ، التثبت والتبين وعدم التعجل بالحكم ، سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ، سليمان عليه(1/12)
السلام ، سننظر فيها المسألة إرادة التبين ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) طيب وهكذا .
المقدم:
لعلنا كذلك يا شيخ نتحدث كثيراً عن هذا التبين لأنه يحدث هناك إطلاق أحكام جزافاً بناء فقط على الشبهات أو أشياء ، وبالتالي تكون نتيجتها كبيرة جداً في تنافر القلوب ، لكن نستأذنك أن تكون بعد فقرة راصدون ، وبعد أن ننتقل إلى فاصل ثم نعود بإذن الله تعالى ؟
مشاهدينا الكرام فقرة راصدون ، ثم فاصل ونعود إليكم بإذن الله تعالى فابقوا معنا ؟
راصدون :
من المسائل المهمة التي يجب التنبيه عليها في هذا المقام قضية المناصحة ، فلو وجدت في أخيك المسلم ميلاً للمشاكسة ، أو المخاصمة ، فمن حقه عليك مناصحته بالحكمة ، حتى ينصلح حاله ؟
بالنسبة للتسامح إذا كان حصل من أخ لأخ في هذا فمن سمات المسلم ، دائماً التسامح ؟
أن تجد الأخ المسلم يقول لأخيه المسلم المسامح كريم ، الحمد لله هذه الصفة جميلة فينا ، ونتمنى دائماً أن تدون وتواصل بها الإخوة ؟
تنافر النفوس شيء كبير يا شيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، من تنافر النفوس الذي أشهدها في القرية التي أعيش فيها هي الماديات والناس كانوا في السابق على مستوى واحد لا يملكون إلا حاجة واحدة ، بيتاً ويمشون على الأقدام ، أما الآن قصوراً والسيارات والأموال وثروات ، وشركات وأرصدة وغير ذلك من هنا بدأت من التنافس ، وبدأ البخل ؟
لابد من إحياء سنة الإصلاح بين الناس ، فكلما رأينا شخصين متخاصمين لابد من المبادرة إلى الصلح بينهما ؟
المقدم:
مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحباً بكم مجدداً ويمتد ترحيبنا مجدداً لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد بعد أن عدنا بعد هذا الفاصل ، لعلنا في الجزء الأخير من هذه الحلقة فضيلة الشيخ أن نستكمل بقية الوسائل التي تسهم في علاج التنافر بين القلوب ؟
الشيخ محمد:(1/13)
الحمد لله يعني قضية حسن الظن وحمل تصرفات المسلم على أحسنها طبعاً سواء كان ذكراً أو أنثى لأن هذا قد يحدث بين الأخوة والأخوات ، وقد يحدث بين الأزواج والزوجات ، وقضية العفو المسامحة ، الترك إسقاط الحق في غاية الأهمية ، والصفح أبلغ من العفو لأن الصفح ترك المؤاخذة والإعراض بصفح الوجه عن التلفت إلى ما كان ما هو الإعراض عن الأخ المخطئ لا ، الإعراض عن خطأه ، ولذلك قال الله : ( فاصفح الصفح الجميل ) ، وقال الله تعالى : ( فاعفوا واصفحوا ) العفو والترك والمحو ، عفوت عن حق أسقطه ، لكن الصفح يزيد أنك ما تلتفت إليه أصلاً خلاص كأنه ما هو موجود ، فاعفوا و اصفحوا ، ادفع بالتي هي أحسن ، والصبر عند الغضب ، الحلم عند الجهل ، هذه ترى ما يلقاها إلى الذين صبروا ، الذين عندهم كظم غيظ ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) وصاحب الحظ العظيم ، هذا صاحب الجنة ، هذا ، وما يلقاها إلى ذو حظ عظيم والحظ العظيم الجنة ، كذلك السماحة ، ومن الأمثلة العظيمة التي حصلت في قصص الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ، والله -سبحانه وتعالى- ذكرها لنا في كتابه قصة يوسف عليه السلام ، لما قال لإخوانه ، لا تثريب عليكم اليوم طيب هم الآن تسببوا في فراقه عن أبيه ، وأخيه ، وأهله ، وكاد أن يهلك بإلقائه في الجب في تلك الوحشة ، والظلمة ، وبسببهم أخذ عبداً وبيع وهو حر ، وبسببهم صار خادم في قصر وتعرض للفتن ودخل السجن ، كلها بسبب المشكلة الأولى ، ومع ذلك لما قدر عليهم وأمكنه الله منهم وجاءوا يستجدون وكشفوا حالهم ، قال : لا تثريب عليكم اليوم لما عرف ، بشخصيته ، يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين فلا تأنيب ولا مؤاخذة ، ولا عقوبة ، وطمأنهم ، فما ملكوا إلا أن يقولوا تالله لقد آزرك الله علينا ، يعني خلاص اعترفوا له بالمكانة ، اعترفوا له بالمنزلة ، وإن كنا خاطئين ، واعترفوا بخطأهم وكذلك قبل يكون هنالك احتمال الأذى ، لأن(1/14)
التنافر يعني يحصل ممكن واحد يؤذي والثاني ما يتحمل فيصير تنافر ، لكن إذا واحد آذى والثاني تحمل تستمر العلاقة ، والمطلوب طبعاً أن لا يؤذي أصلاً ، لكن احتمال الأذى شعار الصالحين والنبي -صلى الله عليه وسلم- كم تحمل من الأذى -صلى الله عليه وسلم- مو من الأعداء فقط ، تحمل أذى الأعراض ، وتحمل يعني حتى من بعض المسلمين الجدد ، ويمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم ، وكان يعلم أصحابه كيف الواحد يعني لو أخطأ عليه ما يخطئ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- حضر في مجلس سب رجلٌ رجلاً عنده فجعل الرجل المسبوب يقول عليك السلام ، عليك السلام ، عليك السلام ، يعني وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ، وما يرد ولا شيء ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أما إن ملكاً بينكما ، يذب عنك كلما شتمك هذا قال بل أنت وأنت أحق به ، وإذا قال له عليك السلام قال لا بل لك السلام ، يعني هذا المتكلم ، أنت أحق به ، أخرجه أحمد وحسنه ابن كثير -رحمه الله- .
المقدم:
أليست فضيلة الشيخ الوصول إلى هذه الدرجة يكون فيه نوع من الصعوبة ربما في واقعنا مع زحمة الحياة ، مع كثرة الأشغال ، مع ضغوطات الأهل والأولاد ، ربما البعض يقول يصعب علي أن أصل إلى هذه المرحلة يعني هل يمكن القول إنها تأتي بطريقة الممارسة ، بالتدرج ، كيف يمكن الوصول إليها ؟
الشيخ محمد:(1/15)
طبعاً هذا كلام صحيح تماماً ، الكلام سهل ، سهل نقول يا جماعة اعفوا ، ويا جماعة يعني ادفعوا بالتي هي أحسن ، ويا جماعة تحملوا ، لكن الواحد لما يؤذى لما يكون فيه الشيء الذي تعرض له ، يعني مؤلم فكيف يتنازل بسهولة ، ويعني وينسى الموضوع في ناس ما ينسوا ما ينسوا ، يذكر خطأ هذا محفور في ذهنه ، وكل ما جاءت سيرة فلان أو فلان ، سوى في اليوم الفلاني ، هذا اللي سوى كده ، الله لا يسامحه ولا يفعل ولا يفعل ، طيب خلاص يعني المسألة صار لها كذا سنة ، وخلاص يعني ، الله عفو عفا الله عما سلف ، عفو يعني ينبغي علينا نحن أن يعني نقتبس يعني نتعلم من صفات الله ، نعفوا الله يعفوا ، فندب عباده إلى العفو ، فعليهم أن يعفوا ، الحلم يعني قضية ما أنساه ، لأن أحياناً الشيطان ينفخ فيه ، إذا تنازلت إنت ضعيف لا تتنازل له ، قال له والله لو اتنازلت ليدوس على خشمك بعدين ، يعني ليه يعني هو المسألة أحياناً أن الطرف الثالث، هو اللي يعني ما يقول ، يهدي الموضوع .
المقدم:
زاد النار اشتعالاً ؟
الشيخ محمد:
أيوه ، قضية التغافل عن الزلات لا تدل على أنه مغفل اللي يتغافل لا بل إنه يعني عنده تملك في نفسه وقدرة على التحكم فيها والشاعر لما قال :
ليس الغبي بسيد في قومه ، لكن سيد قومه المتغابي ، يعني المتغافل ومن الأشياء الطيبة المعاتبة يعني لا بأس الواحد إذا زعل من أخوه ، زعله في شيء يقول يا أخي إنت ليش سويت كده لماذا فعلت ذلك ليش ما فيكون هذا على الأقل فتح الموضوع ينبه المخطئ وقد يكون يعني بدون قصد يعني بدون قصد ، ما قصد منها شيء ، لكن حمدت أو فهمت ، أو جاءت في سياق معين أو توقيت معين أحياناً مو مقصود ، لكن .
المقدم:
في ظروف نفسية معينة ؟
الشيخ محمد:(1/16)
تفهم على أنه لا هو يقصد ، والمعاتبة تخلي الأمور ما تتفاقم وأيضاً يصير فيه تنفيس ، والعتاب يعني أدب ، أيضاً يعني له أدب ، وما هو العتاب يعني هو اللوم والتعنيف والتوبيخ وتكثير الحملات على الآخر لا ، ولذلك الواحد ما يعاتب في كل شيء إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقاً لم تلق الذي لا تعاتبه يعني ما راح يكون عندك أمامك ولا واحد ، فعش واحداً أو صل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ، ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه ، لازم كل واحد عنده أخطاء وزلات ، أينعم ، فالمعاتبة يعني مثل ما قلنا في قول الله تعالى : ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ، فلما نبأها به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض ) وهذه فيها إظهار وأعرض عن بعض هذه فيها تغافل التغافل من سيم الصالحين ، فإعراض النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا من أفعال الكرام ما استقصى كريم قط ، فهذه يعني بعض الوسائل التي يمكن أن نقوم بها في سبيل درء التنافر ومعالجة هذه الجفوة .
المقدم:
جميل هنا فضيلة الشيخ جانب آخر في علاج التنافر الحاصل بين القلوب خاصة فيما يتعلق فساد ذات البين ، هناك تنافر ، هناك قطيعة تحصل بين الأزواج ، بين الأقارب ، وكذلك حث الإسلام على إصلاح ذات البين هذه تعتبر ربما تعتبر تطبيق أو برنامج تطبيقي لمن أراد أن يؤلف بين القلوب كيف يمكننا أن نقول أن هذا الإصلاح ذات البين أحد الوسائل التطبيقية لمن أراد أن يسهم فيها ؟
الشيخ محمد:(1/17)
أن الإصلاح من الإيمان من مقتضيات الإيمان الإصلاح بين الإخوان ، الإصلاح بين المسلمين ، والله أمر به كما قلنا وأصلحوا ذات بينكم ، وأثنى على من فعله ، وترى فيها تذكير ، يعني فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، يعني مرادفة أو مرتبطة بقضية التقوى ، والنجوى ، يعني لا خير في كثير من نجواهم ، الناس يتسارون بأشياء ويجتمعون على أشياء ، لكن الذين يتسارون بالإصلاح لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف ، أو إصلاح بين الناس ، هؤلاء لهم أجر عظيم إذا ابتغوا وجه الله سبحانه وتعالى ، طبعاً هذا الإصلاح طبعاً فيه منفعة كبيرة ويعيد العلاقات ، وطبعا الإصلاح لا يكن إلا بين متنازعين.
المقدم:
طيب يكون فيه سؤال آخر فضيلة الشيخ ، ونحن في آخر دقيقة ؟
طيب ما هي ميادين الإصلاح ، يعني ما هي الأشياء أو الميادين التي يمكن للإنسان أن يصلح في خلالها ؟
الشيخ محمد:(1/18)
طبعاً الصلح خير ، ومرتبة المصلح فوق مرتبة الصيام والصلاة والصدقة ، كما بين النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تعالج الآن شيء يحلق الدين ، ولذلك التوجه إلى ميادين الإصلاح ، إصلاح ذات البين على المستويات المختلفة مهم جداً إذا تفاسد الناس ، إذا صار بينهم خلافات إذا صار جفوة ، بين الأزواج والزوجات ، لأن هذا موضوع يؤدي إلى الطلاق والانفصال وضياع الأولاد وتفكك الأسرة ، والآلام المستمرة إلى آخر الحياة أحياناً ، النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على بيت فاطمة ما وجد علياً ، وهذا وقت قيلولة ، وين يروح الزوج أين ابن عمك ، حس إنه في شيء ، ولذا ما قال أين زوجك ، أين ابن عمك يعني يذكرها بالصلة ، قالت كان بيني وبينه شيء فغاضضني فخرج ، فلم يقل عندي يعني ما نام القيلولة ، عندي ، فما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- طيب خليه بكيفه ، يعني لما يطلع بعدين يجي لا قال لإنسان انظر أين هو يعني لم الموضوع نستدرك الآن نشوف يعني ، قال يا رسول الله هو في المسجد راقد فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى المسجد وجد علي مضطجع وسقط رداءه عن شقه ، وأصابه تراب ، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- جعل يمسح عنه التراب ويقول قم أبا تراب ، قم أبا تراب فكان علياً -رضي الله عنه- تعجبه هذه الكنية جداً فالآن كون أبو الزوجة هو اللي راح ، وهو اللي بادر ، وهو اللي سأل وين فلان ، وراح له في مكانه ، ترى هذه كبيرة ترى يعني .(1/19)
قضية بين الأقارب والأرحام مثل ما حصل وحشة بين عائشة وابن الزبير في قضية عطية لعائشة ، وابن الزبير قال لأحرجن عليها ، وقال كلمة كبيرة في حق خالته أم المؤمنين ، وعائشة نذرت أن لا تكلمه ، ولما طالت الجفوة ، وطالت الهجرة بينهما قام ابن مسلمة ، وابن مخرمة ، وعبد الرحمن بن الأسود ، ويعني ، يعني تطوع لأداء مهمة حقيقة مهمة صعبة ، صعبة ، أحياناً تدخل بين اثنين يعني فيه تنافر أو نفور من أحدهما أو كلاهما لإرجاع الأمور لنصابها ، فبالحيلة ، وأتوا بعبد الله بن الزبير ، وقد اشتمل يعني عليه بأرديتهما وأخفياه ، حتى استأذنوا على عائشة ، قالوا السلام عليك أندخل ، قالت عائشة : ادخلوا ما تعرف إن عبد الله بن الزبير مختفي في الأردية ، قالوا كلنا قالت نعم كلكم ، ولما دخلوا خرج ابن الزبير من تحت الأردية ، واعتنق عائشة ، وطفق يناشدها ويبكي والمسور وعبد الرحمن يزيدان ، يعني يناشدانها إلا ما كلمته وقبلت منه الآن هذا جاء معتذر ، ويذكرانها بحديث الهجرة ، ولا يحل لمسلم هجر أخاه فوق ثلاث ، وهي تذكر نذرها وتذكر ، هي نذرت ، ونذر شديد وفي النهاية كلمته وصارت عتقت أربعين رقبة ، وكانت تذكر هجرها ذلك فتبكي عليه ، الإصلاح بين القبائل والطوائف ، النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني تأخر عن صلاة الجماعة ليصلح بين يعني حيين وحصل بينهم جاء خبر بعض أهل قباء حصل بينهم ترامي بالحجارة فقال اذهبوا بنا نصلح بينهم ، قضية مثلاً الصلح في الأموال والدماء مثلاً في النزاع والخصومات ، النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء له واحد يقاضي الثاني في المسجد ، ويقول هات الدين ، وهاذاك فخرج ونادى يا فلان يا كعب ، لبيك يا رسول الله ، فأشار بيده ضع الشطر ، فقال كعب ، قد فعلت ، قال للآخر قم فاقضه يعني يشير الإمام بالصلح فإذا يعني قضية الإصلاح ترى الآن في جمعيات خيرية ، فيها مشاكل أحياناً مثلاً نزاعات في المراكز الإسلامية في الخارج فيها المشاكل(1/20)
أحياناً بعض الدعاة أحياناً بين يعني قضايا غير قضايا الأسرية ، وقضايا الأخوية ، وقضايا الدعوية ، وقضايا ، الشراكات ، الشراكات ، ناس من الورثة ورثة متنازعين على خصومة يروح واحد يصلح بينهم ويقول لوجه الله ، ما يقول ترى هاه ، كم لي فيها إذا أصلحت بينكم ، ما هو يعني ، طبعاً هو إذا أراد أن يطلب على عمل جعالة يطلب خلاص محامي لكن وظيفة إيش عبادة وداعية وإصلاح.
المقدم:
في ختام هذا اللقاء نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يصلح أحوال المسلمين ، وشكر الله لكم فضيلة الشيخ على أمل اللقاء بكم بإذن الله تعالى في مستقبل قادم ، شكر الله لكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله وجزاكم خيرا.
المقدم:
الله يبارك فيكم ؟
شكر الله لكم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم وإلى لقاء متجدد في برنامجكم الراصد أترككم في حفظ الله ورعايته ، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ؟(1/21)