بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله القائل
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)) فصلت
والصلاة والسلام على خير الدعاة محمد بن عبد الله الذي اختاره الله واصطفاه, صلاةً وسلامًا متلازمين متعاقبين إلى يوم نلقاه...……وبعد,,,
فلا يخفى على الجميع فضل الدعوة إلى الله, والخير المترتب عليها في الدنيا والآخرة.
وحيث أننا (( دعاة كلنا )) رجالاً ونساءً كبارًا وصغارًا, علماء وعامة.
وقد ذكرت ذلك في كتاب (( كلنا دعاة )) - أكثر من ألف فكرة ووسيلة وأسلوب في الدعوة إلى الله - ، وكان ولله الحمد والمنة واسع الانتشار بفضل الله ثم بفضل الدعاة المخلصين الذين سارعوا بطبعه ونشره وتوزيعه بكل وسيلة ممكنه حيث يمكن الحصول عليه على قرص مدمج أو بزيارة لموقع صيد الفوائد أو من المكتبات العامة والجمعيات الخيرية وكذلك التوزيع المجاني. فلله الحمد.
وقد وصلت رسائل تحمل اقتراحات وجيهة من ضمنها أن يكون هناك كتاب يختص بالأخوات الداعيات إلى الله,
فنبعت فكرة هذا المجموع اللطيف ـ للأخوات الداعيات إلى الله ـ في كل مكان وجمعت الموضوعات من كتب وأشرطة ومواقع على الشبكة العالمية، واتصالات شخصية ببعض العلماء وطلبة العلم والدعاة ، وبعض المربيات والداعيات الفاضلات.
وتم ترتيبها وتنسيقها على هذه الصورة لتحمل النصائح والتجارب والاقتراحات للإفادة في الدعوة إلى الله في مجالات (( النساء)) خاصة.(1/1)
فالداعيات إلى الله في أشد الحاجة إلى التوجيه والتشجيع والتسديد لأنهن ينشرن الخير والفضيلة في زمن تداعت الأمم على تحرير المرأة, لذا كان من الواجب على كل الدعاة والداعيات أن يستنفروا جهودهم وخبرتهم ومعرفتهم في توجيه فتيات الإسلام وحثهن على الدعوة إلى الله على بصيرة، بصيرة في كافة الأحوال. الخاصة بالداعية نفسها وسلوكها, والخاصة بالمدعوات ومعرفة الأحوال والأوقات المناسبة.
وهذه الوريقات التي كتبها علماء ودعاة وداعيات ومربيات فاضلات وأخرجت بهذه الشكل ما هي إلا لبنة في طريق الدعوة, لتستفيد منها كل مسلمة قادرة على خوض مجال الدعوة, كلٌ حسب قدرتها العلمية والمالية والذاتية.
والمطلوب منكن أيتها الداعيات أن تكن قدوات في جميع ما تقمن به من سلوكيات في المظهر والمخبر فلابد أن تكون الداعية قدوة في كلامها ولباسها وتصرفاتها عامة لا يناقض قولها عملها بل تبدأ بإصلاح نفسها حتى تكون مشعل نور وهداية في كل ما تقوم به من تربية ودعوة وتوجيه, ثم الإفادة القصوى من هذه التوجيهات والنصائح والأفكار والاقتراحات وتحويلها إلى مشاريع عملية دعوية بينة الأثر وواضحة التأثير ـ ولَكُنَّ من الله الأجر الكثير ـ .
وجوزي خيراً من أعان أو دَلّ على طبع ونشر وتوزيع وترجمة هذا الجهد سواءً بنفسه، أوقلمه، أو ماله، أو جاهه، وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يثيب كل من ساهم في الدعوة إلى الله وكان هذا العمل سبباً في إعانته ودليله إلى طرق الخير والهدى في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وظهر فيه الفساد .
وأتمنى الملاحظات الهادفة والانتقادات الصادقة، والتوجيهات المسددة، ليستفاد منها في الطبعات القادمة، ويمكن الحصول على هذا الكتاب من المكتبات ومراكز الدعوة والمواقع الدعوية على الشبكة العنكبوتية.(1/2)
هذا ما يسر الله جمعه وطبعه فإن كان صواباً فمن الله وحده فله الحمد والمنة، وإن كان هناك أخطاء فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله بريئان ، وأستغفر الله وأتوب إليه .
أسأل الله العلي العظيم أن يبارك في هذا العمل وأن يجعله من أسباب الفوز بجنات النعيم.
وصلى الله على خير خلق الله سيد الدعاة محمد بن عبد الله ومن والاه,,
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
المسجد الحرام
الجمعة 25 / 6 / 1427هـ
وكتبه محبكم
عبد الله بن أحمد ال علاف الغامدي
* للملاحظات : الطائف ص.ب: 2579
الإهداء
إلى أختي الداعية :
يا من تحملين مشعل الهداية. منذ فجر الإسلام
فقدوتك أُمُنا خديجة وقفت مع سيد الدعاة. محمد بن عبد الله وقفتها التي لا تنسى, وكذلك أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن جميعًا لهن مواقفهن مع الدعوة ونشر العلم حتى وفاتهن, وسار على ذلك الصحابيات ومن اقتفى نهجهن حتى يومنا هذا,,,
إليك أنت..
…يا من تعملين في مجالات الدعوة المتعددة في صمت لا تبغين مدحًا من أحد أو جزاء ولاسمعة أو رياء.
…بل تريدين الأجر من الله وحده, لا حرمك الله ذلك.
إليك يا مربية الأجيال..
…يا من تدعين إلى الله في كل موقع أنت فيه..
…في بيتك داعية, وفي عملك داعية, وفي مجتمعك الصغير والكبير.لا تفترين ولا تتأففين. لك الله يا أختاه ... يا من سارت على منهج العلم الشرعي,
وجعلت جناحيها للانطلاق إلى جنة الرحمن
(( إخلاص العمل لله ومتابعة هدي خير الدعاة))
إليك أيتها القدوة..
…أمًا أو أختًا أو زوجةً أو بنتًا ...
قدوة في مظهرك, والتزامكِ بأمور الشرع
مطبقة الأخلاق الإسلامية في تعاملكِ وسلوككِ قولا وعملاً.
سيري على نهج الأنبياء والعلماء والدعاة والداعيات على هدى وبصيرة,
سيري في ثبات خديجة ـ وعلم عائشة ـ واقتداء فاطمة رضي الله عنهن جميعًا
وجمعكِ بهنّ في جنات النعيم ... آمين
(1)
المرأة والدعوة?(1/3)
إن المرأة التي رباها الإسلام وحافظ على حقوقها ورفع منزلتها وكرمها جعل منها مخلوقا رائعا ومثالا يحتذي بها .. تقوم بواجباتها كأم ومربية أجيال خير قيام وتساهم بعلمها وجهدها في سبيل رفع راية الإسلام وتنوير بنات جنسها بما يعود عليهن بالفائدة المثمرة.
هي كالرجل عليها الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالآداب الشرعية المنوطة بها كامرأة وعليها تنظيم وقتها بين واجباتها، وترتيب أولوياتها بين الارتقاء بنفسها إيمانيًّا وتزكيتها بالعبادات، ورعاية زوجها وبيتها، وتربية أولادها، والتواصل معهم في ظل ظروف العصر، وصولاً لتحقيق التوازن بين رسالتها في بيتها، وبين ما يحيط بأسرتها في المجتمع الخارجي، وتغيير عاداتها بالتبديل الكامل من المنظور الوضعي والعلماني إلى المنظور الإسلامي، وإذا نجحت المرأة المسلمة داخل بيتها ستنجح خارج بيتها.
وعليها ألا تغفل نصيبها من العلوم والمعارف والأخذ بكل ما هو نافع ومفيد فهي تتعلم وتعلم وتقوم بالدعوة إلى الله بالوسائل والطرق التي تتناسب مع طبيعتها كامرأة .
ولو تتبعنا تاريخ المرأة الإسلامي نجد أن المرأة المسلمة ضربت أكبر المثل والقدوة لبنات جنسها في علمها وأدبها وحرصها على تلقي العلم من منابعه الأصيلة والعمل به ، وقد ضربت لنا عائشة رضي الله عنها أروع المثل في إقبال المرأة المسلمة على التعلم فقد كانت رضي الله عنها تمتاز بعلمها الغزير الواسع في مختلف نواحي العلوم كالحديث، والطب، والشعر، والفقه والفرائض .
قال الإمام الزهري عنها : "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضله"
وقال هشام بن عروة :"ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا طب ولا بشعر من عائشة"(1/4)
وكانت رضي الله عنها شديدة التمحيص والتنقيب فقد ذكر المزي : ـ أنها كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه ، كما أنها تعد من رواة الحديث المكثرين وبقيت بعد وفاة الرسول صلى الله غليه وسلم أنموذجا رائعا لبيت النبوة تفتي وتعلم وتنشر دين الله .. حتى كانت عضدا للخلفاء والأمراء من بعده صلى الله عليه وسلم.
فالمرأة عليها عبء كبير، وهي قد لا تشعر بأهمية دورها الدعوى ولذا يجب عليها ألا تنتظر الأجر إلا من الله ، ولا تستصغر أي عمل ولو كان بسيطًا، وقد تكون داعية في بيتها وبين بنات جنسها بمعاملتها الحسنة وأخلاقها الفاضلة وسلوكها بحيث تحث أولادها ليكون لهم دورا في الدعوة وتشجعهم على ذلك بكل الوسائل والطرق الممكنة بل أن تكون دعوتها أشمل من ذلك وأعم بحيث تشمل الطالبات والمعلمات والأمهات وأن تضع نصب عينيها أن أمامها طريق ليس بالسهل فهو يحتاج إلى همة عالية وعزيمة صادقة ونية خالصة وجد واجتهاد واغتنام للأوقات واستغلا ل للفرص ولتمضي ولا تستعجل النتائج والثمار ولتبشر بالنصر بإذن الله وكلٌ حسب اجتهاده .
وهذا يتطلب منها أن يكون لديها فهم بأهداف دعوتها والوسائل الشرعية التي ينبغي لها أن تنهجها لتحقيق تلك الأهداف والإلمام بالمشكلات التي تواجه المرأة في طريق الالتزام ليساعدها ذلك على تخطيها, والابتعاد عن العنف والتشدد، فتبسط الأمور، وتبرز مرونة الإسلام وسماحته، ورفق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب عرضها للإسلام كدين موافق للفطرة السليمة دين الوسطية والعدل بعيدا عن التنفير والتعقيد .(1/5)
كما عليها أن تحرص على : الإخلاص في القول والعمل لأن إخلاص النية لله تعالى فيما تقوم به من إصلاح وتربية وتعليم له أثر كبير وفعال في النفوس فكلما أخلصت في دعوتها وجدت آذانا صاغية وقلوبا صافية تستنير وتتقبل وعلى الداعية أن تتزود بالعلم الشرعي وتنهل من معينه الصافي حتى تدعو إلى الله على بصيرة قال تعالى :{ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ..}ولأن صاحب العلم يكون ذا مكانة لدى الناس ويؤخذ منه ويستجاب له أكثر من غيره ففاقد الشيء لا يعطيه .
كما لا بد للمرأة الداعية من ترتيب الأولويات واستغلال الأوقات والتنظيم والتخطيط، بحيث لا تكون المرأة الداعية عفوية ولا عاطفية ولا تجعل نفسها هكذا ومن غير ترتيب إذا اتصلت بها إمرأة لتدعوها إلى دعوة أجابت مباشرة، أو حتى في مجال الدعوة ينبغي أن تكون عندها الأولويات والترتيب للأوقات والموازنة في هذا الجانب، فهي إذا رتبت أمرها عندها درساً في الأسبوع عندها محاضرة في الشهر، فإذا جاءتها دعوة بغير ترتيب مسبق ومن غير وقتٍ كافٍ ؛ فإنها ترفض هذه الدعوة ولو كانت مهمة في بعض الأحيان، لأنها سوف تربك الأولويات وتخلط أوراقها وقد تجعلها تقتصر في بعض حقوقها.
وهذه مسائل قد تكون في بعض الأحوال نظراً لحالة بعينها قد يكون هناك تجاوب أو تجاوز لكن في الإطار العام لا بد من هذا الترتيب؛ لأن المرأة ليست مثل الرجل يمكن أن تخرج في أي وقت يمكن أن تشارك في أي عمل لا بد أن ترتب نفسها وأن تعد برنامجها بالموازنة والاعتدال حتى تستطيع أن تشارك وأن تؤدي دورهاً بدون تقصير .
المعرفة والمبادرة:-(1/6)
وأعني بالمعرفة معرفة الأوضاع النسائية على وجه التفصيل والدقة، لا ينبغي للمرأة الداعية أن تكون بعيدة غير مختلطة ولا عارفة بما يجري في مجتمعات النساء والمصطلحات التي يتداولونها والمسميات التي يستخدمونها أي الأمور والعادات التي تجري بينهن، فإن علمها بهذا من أعظم أسباب قدرتها على التوجيه والإصلاح، ولا بد أن يكون عندها روح المبادئة والمبادرة؛ فإن الطبيعية التي تغلب على بعض النساء من الحياء أو الإحراج أو غير ذلك قد تمنعها أن تؤدي دورها وأن تقوم بواجبها في الدعوة، ولا يعني ذلك طبعاً أن تكون مندفعة أو متهورة لكن أيضاً ينبغي ألا يكون عندها ذلك التحسس والإحراج الذي يمنع كثيراً من النساء من العمل الدعوي والقيام بواجب الدعوة أعني به التفكير والتخطيط والبعد عن الاندفاع العاطفي ومعرفة الاستعداد والإمكانيات، ينبغي أن تعرف استعدادت النساء وإمكانياتهن وأن تجعل لكل فئة من النساء أسلوباً معيناً وخطاباً محدداً، فالكبيرات في السن من النساء من الأمهات لهن خطاباً وإمكاناتٍ غير الصغيرات من طالبات المدارس والجامعات، وهؤلاء اللواتي سبقنهن ليسوا مثل غيرهن من اللواتي انحرفن وانجرفن في بعض مجاري ومسالك الفساد، فلذلك لا بد أن يكون عندها تعقلاً فيما تطرح من أمور الدعوة لا بد أن يكون عندها معرفة بأنه لا بد من التدرج في بعض أساليب الدعوة، سيما في التنفيذ والتغير لا بد أن يكون عندها تعقل في النظرة المستقبلية ودراسة السلبيات والإيجابيات المتوقعة أثناء مسيرتها في العمل الدعوي، وهذه أمور تخضع لجوانب كثيرة تحتاجها المرأة المسلمة الداعية تُستكمل من خلال ما سلف من الأمور، فإذا كانت مؤمنة ملتزمة إذا كانت عالمة مدركة للواقع إذا كانت كما سبق وأن أشرت متميزة مستوعبة بطبيعتها النفسية والفطرية قادها ذلك إلى أن تكون متألقة قادرة على ترتيب وتخطيط الأمور.
القدوة الحسنة :-(1/7)
ولا يخفى على أحد أن من مكارم الأخلاق التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلّم، ذلك الخلق الكريم، خلق الحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلّم من الإيمان، وشعبة من شعبه، ولا ينكر أحد أن من الحياء المأمور به شرعاً وعُرفاً احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن ومواضع الريب. واحتجاب المرأة وتغطية وجهها ومواضع الفتنة منها من أكبر احتشام تفعله وتتحلى به لما فيه من صونها وإبعادها عن الفتنة، فلا يجوز الاختلاط بين الرجال والنساء بحكم العمل أو في المدارس لأن الاختلاط يحصل فيه مفاسد كثيرة ولو لم يكن فيه إلا زوال الحياء للمرأة وزوال الهيبة من الرجال لكفى والاختلاط بين الرجال والنساء خلاف ما تقتضيه الشريعة الإسلامية ، وخلاف ما كان عليه السلف الصالح فالالتزام بالحجاب الشرعي بأن تكون مثالا للعفة والحجاب عن الرجال الأجانب والإبتعاد عن الاختلاط بكل ألوانه وأشكاله من سمات المرأة الداعية التي تكون قدوة للأخريات.
تقول الأمريكية جودي أنوى:- إن أعظم حقوق المرأة هو الحجاب ، فالحرية الحقيقية أجدها في الحجاب .. وأن لي الحق أن ينظر الناس إلي على أنني امرأة ذات أخلاق لا على أنني أنثى.
هاهي المرأة في شريعة الإسلام صاحبة رسالة زاهرة ، ومنهجية كاملة باهرة ، فهي منشئة الأجيال ومربية الرجال ومعدة الأبطال ومؤهلة الأمة إلى خير المآل ، والإسلام لم يحرم على المرأة أن تعمل خارج منزلها في تدريس بنات جنسها أو في مكان يضمن لها الستر والعفاف ولا يسبب لها الأذى ولا الفتنة، فالمرأة لها عقل وتفكير ومواهب يجب أن تنميها ونستفيد منها مثل الرجل وتكون بذلك داعية لربها مطبقة لأحكامها على الوجه المطلوب يقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) .
وما أجمل قول الشاعر:-
لاتنه عن خلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم(1/8)
فابدأ بنفسك وانهها عن غيها *** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم .
جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
(2)
أين أنت أيتها المرأة الداعية؟?
إن الكفاح في سبيل نشر الدعوة الإسلامية والحق....ليست وقفا على الرجل دون المرأة، بل نحن بأمس الحاجة لك أيتها المرأة المسلمة لتحملي مسؤولية الدعوة قولا وفعلا. وأينما كنت تستطيعين فعل ذلك ومن خلف الجدران سيصل صوتك وفعلك بما فيه خير المجتمع وصلاح هذا المجتمع الذي تشكلين نصفه . ومن يتولى هداية هذا النصف سواك ووسط أبناء جنسك من فتيات وزوجات وأمهات وتوعية الجميع على دين الحق وتعاليمه - الإسلام- والمسارعة إلى غرس القيم والمثل وإنقاذ ما يعتري العزة الإنسانية والشرف في شخص المرأة . ونحن نرى ما وصلت إليه حالة بعضهن من العري المادي والمعنوي وبفعل مؤثرات عديدة تخدم مصالح المغرضين وأتباعهم من وحوش المال . الذين وصلت مخالبهم حد افتراس الضعيف من النفوس لإثارتها وترويضها للوصول إلى غايتهم الأساس في محاربة العقل الإسلامي والدين الواحد بمبادئه الخلاّقة . وعلى رأسها العدل والمساواة لأنها تقف أمام مخططاتهم في التسلط على الشعوب واحتقار إرادتها .
ومن هنا تبدأ مواجهتك أيتها الأخت المسلمة كي لا تسمحي لبعض بنات جنسك أن يكنّ جسرا لعبور مطامع هؤلاء ونحن نبصر انجراف الكثيرات اللواتي طلقن الحياء ليكن أقرب مرتبة إلى الحيوانية . وقد ابتعدن عن كل ما يجمل إنسانية المرأة وما خصها الله عز وجل به وأقصد ينبوع العاطفة الذي لا ينضب والذي تتنحى الكلمات أمامه وهو يصدر من القلب ليصبَّ فيه .
فدور كل امرأة يتجلى في تسخير هذه العاطفة وتوجيهها لمحبة خالقها بالدرجة الأولى ومحبة ما تؤمن به المرأة من أفعال أوحى بها الخالق عز وجل ومدى الفائدة التي تحققها للفرد والمجتمع.(1/9)
إذا لتقفي أيتها المرأة أمام كنزك العاطفي و لتسألي عقلك كيف يمكن الترفع عن التفاهات وملذات الدنيا؟ ثم اختيار الطريق الصحيحة وما أكثر جوانب الخير فيها لتساهمي في نشرها مع مثيلاتك عندها تُنشئين جيلا من الفتيات على الإيمان والخلق والعفة والطهارة.
ومن غيرك- بدورك المتشعب كفتاة وأم وزوجة -بقادر على نشر هذه السمات بين أبناء جنسك ليقترن القول بالفعل.
القول وهو ((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر))
والفعل بما ُذكِرَ ( من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)وذلك عن طريق تكاتف الجهود بين المرأة المسلمة الواعية ومثيلاتها وتشكيل جماعات متطوعات لاختراق الحواجز وممارسة دورها في كل زمان ومكان تجتمع هذه الجماعات وتنسق أدوارها لتصل إلى قلوب الفتيات وعقولهن قبل الوصول لمنازلهن. والاجتماع بهن ودون استئذان وفي كل مكان بشكل مباشر وغير مباشر في التوعية والتنبيه إلى عمق المسؤولية التي تقع على عاتق كل فتاة تجاه نفسها وأسرتها ومجتمعها الإسلامي ككل لمواجهة تيارات التطور السلبية والإيجابية مواجهة عقلية واعية ومثمرة بالمفيد وهذه المواجهة تستمد ضياءها الفكري من تعاليم العقيدة الإسلامية التي تؤمن بها كل مسلمة . وهذه التعاليم بفهمها فهما صحيحا هي السلاح الأقوى لمواجهة كل عوامل الجذب الخفية والمكللة بالأقنعة البراقة فضعي يدك في يدي أختي المسلمة في أي مكان وحاولي أن تحطمي مايشل قدراتك من بذور اليأس التي تئن داخلك وانسجي لنفسك رداءً من الخضرة والأمل بالله ونوره الذي لا يفنى ويشع في نفوس الشرفاء الذين ينشرون دعوى الخير لقاء الجزاء الحسن ألا وهو رضى الله سبحانه.(1/10)
ويا معشر النساء احضن مشاعركن ولتكن ابتسامتكن- ابتسامة العقل - القلب - شعاع محبة وأمل يشع على نافذة كل فتاة ليبرق داخلها بحب الله والعمل على طاعته وليستيقظ جليد عقولهن وسط لهيب الحاضر وصخب المستقبل فترفض نفوسهن التقوقع حول ذواتهن كاليرقات لممارسة دورهن على مختلف الأصعدة وبهذا تتجدد معاني الحياة التي أرادها الله في كل جيل ويبقى للخير نوره الذي لا يخبو مهما امتدت ظلمة الشر مادام هناك فئة تمثل هذا الخير وبها سيأتي الغد بكل جديد.
(3)
كيف تكونين داعية ناجحة?
إن الداعية الناجحة هي التي تجمع العلم السليم والنهج المستقيم , همها صواب عملها وموافقته للكتاب والسنة وإن خالف هواها وما قد يرجحه عقلها أو ما يراه الناس .
فهي ترى النجاح أن تفوز برضوان الله سواء استجاب لها المدعوون أم لم يستجيبوا, وإنها ناجحة لأنها تسير في رضوان الله , وفق ما يريد الله وهكذا حال الأنبياء .
إن مقياس النجاح آخروي قبل أن يكون دنيوي , يعتمد على مدى موافقة الدعوة لشريعة رب العزة , فإذا كانت كذلك وخرجت من قلب مخلص كان النجاح حليفها , ومن هنا نذكر بعضا من الأسس لتكوني داعية ناجحة في الدنيا والآخرة :
- ابدأي بنفسك :
هذا هو المنهج النبوي , فالتدرج بدعوة النفس وإصلاحها ثم دعوة الأهل و الأقربين ثم عامة الناس هو طريق الناجحين, بل هو سر نجاحهم والسبب وراء قوة تأثيرهم.
إن البدء بالنفس يكسبك الخبرة في سياستها والمهارة في التعامل معها والإدراك لأسرارها, ومواطن القوة والضعف فيها , كما أن نجاحك في التعامل معها هو الشهادة التي تنتقلين بها إلى مرحلة دعوة الأهل والأقربين . فالمرء أقدر على نفسه منه على الآخرين.(1/11)
أما في المرحلة الثانية من التدرج في الدعوة فهي دعوة عامة الناس بإلقاء الدروس و المحاضرات وانتهاز فرص الاجتماعات في النصح والتوجيه ولو بتوزيع شيء من المطبوعات , وهذه أشد المراحل صعوبة وأحوجها إلى الصبر والعزيمة , هذا لمن تدرجت فمارست الدعوة قليلا قليلا فكيف بمن قفزت فبدأت بالعامة ؟؟!!
إن من مشكلات الدعوة اليوم القفز إلى دعوة العامة قبل النفس والأهل .
إن الدعوة هي توجيه أمة وإعداد جيل فأي خلل في ذلك يعد إفسادا لهذه الأمة , وأي خطأ هو تراجع بها عن سيرها , فهلا أدركنا خطورة الأمر وتورعنا .
إن إصلاح الخلل وإزالته يمكن بغير كونك داعية , فأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟وأين من سن في الإسلام سنة حسنة ؟ وأين التعاون مع الجهات الدعوية الخيرية ؟ أفلا نحسن العمل إلا إذا كنا في الصدارة ؟؟!!
فالداعيات الموفقات كثر والمزيد لا ينكر نفعه احد لكن شريطة أن تكون الزيادة منهجية مبنية على أسس سليمة لا الكثرة الضارة المضرة .
- العلم العلم :
وأول ما تطلبين من العلم العلم بالله , علم يكسبك حبه , وحب يجعلك تتلذذين بطاعته, لا تفترين عن ذكره , علم يجعلك تخشينه , وأخشى ما تخشين غضبه وصده عنك, فمن عرف الله عرف سعة رحمته وشدة عقابه .
علم يجعلك تبحثين في كل ما يحب لتفعليه وما يكره فتتركيه , علم يجعلك تتمنين لو أن العالمين يذوقون لذة مناجاته والأنس بقربه .
علم يجعلك لا تيأسين من رحمته مهما كانت معصيتك , ولا تيئسين الناس منها , كما لا تأتمنين مكره ولا تؤمنين الناس ذلك .علم يجعلك في وجل إلى أن يأتي الأجل .
ثم تأتي العلوم الأخرى ومنها : علمك بسيرة وسنة أحب عباد الله إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم , فاقتدي به واستني بسنته , لأن من أحب الله أحب رسوله , ومن أحب الرسول اقتدى به .
ثم تعلمي أمور دينك مبتدئة بالأهم فالمهم مستعينة بالعلماء ليرشدوك في ذلك .(1/12)
إن العلم بحر بعيد ساحله والحكيم من تلمس منه حاجاته وما يقويه في سيره لآخرته , فالعلم هو النور الذي تواجهين به ظلمة الفتن والتي عمت في هذا الزمان ..
إن المتأمل لحال بعض الملقبات بالداعيات اليوم يجد خللا واضحا في فهم أي العلوم يتعلم وأي العلوم يعلم . فنجد من عرفت شيئا من التجويد غدت داعية , ومن حفظت بابا من الفقه أصبحت شيخه , وعلى هذا فكل معلمات الدين في مدارسنا أصبحن داعيات !!!
يجب أن نفرق بين المعلمة والداعية , ويجب أن ندرك ما تعنيه كلمة داعية من عظم الأدلة, فالقضية ليست في إتقان بعض أساليب الوعظ , أو التركيز على قضية الذنوب وآثارها .. بل إن الأمر أعظم من هذا بكثير .
لقد تساهلنا في التقليل من شأن الداعية ومكانتها , حتى تلقب بلقبها أناس ليسوا أهلا لذلك , ثم إذا أنكر عليهم أحد أو لامهم من لامهم وانتقد نقصهم , أو ظهرت معايبهم واستبان جهلهم وحاجتهم لتعلم أمر دينهم قبل أن يتصدوا مجالس الآخرين غضب أولئك الملقبات بالداعيات وصوروا الأمر على أنه حرب لأولياء الله ودعاته على أرضه !!
ولعلي أقول كلمة إلى من تفتح منزلها لحلق الذكر ومجالس الوعظ والنصح بان تتأكد من سمحت لها بالإلقاء في دارها أن تتحقق فيها شروط الداعية .
هل تملك العلم الكافي ؟ فكما أن الدال على الخير كفاعله فكذلك من غش الناس فجمعهم لمن لا يعرف دينه فيلبس عليهم أمرهم .
ولمن ظهر لها ضعف عملها نقول : إن الإخلاص يقتضي طلبها للعلم إن كانت تود الاستمرار في دعوتها , على أن تتوقف زمانا لتأخذ من العلم حظها ثم تعاود دعوتها , ومن كان رضوان الله همها فإن العلم أحب لها من الذهب والفضة , أما من مال قلبها لثناء الناس والمكانة في قلوبهم فما أشق طلب العلم عليها وما أصعبه .
- الخلق .. الخلق فالدين المعاملة :
إن أثقل أعمال العبد ميزانا وأعظمها شأنا هداية القلوب ( ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك )(1/13)
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حليما بأهل دعوته , فما أحوجنا نحن إلى حسن الخلق .
دعي التصنع فطعمه ظاهر إلى النفس مقزز , ثم إن حقيقتك لابد أن تظهر . أما إذا هذبت أخلاقك قبل أن تسيري في دعوتك فأنت الموفقة بإذن الله .
إن بعض الداعيات تجيد إظهار حسن الخلق ومحبة الخلق حتى إذا ما خالطتها وجدت شدة وقسوة وحب رئاسة وشهرة , فهي لينة الجانب مع محبيها والمثنيين عليها , شديدة على من يخالفها أو من يوجه نقدا لها ولو كان مخالفاً لما يجب أن تكون عليه الداعية , والعجيب أنه لو أكد لها سوء خلقها وصعوبة نقاشها ألقت اللائمة على صعوبة الدعوة وأنه يجب على الآخرين احتمالها حتى تكمل رسالتها الدعوية لا أن يقفن في مواجهتها منتقدات لها !!
من قال لها إن الناس بحاجة إليها؟ ومن كلفها بالدعوة؟ إن الواجب على هؤلاء النسوة أن ينصرفن تجاه أنفسهن فيبادرن بالإصلاح والتقويم قبل أن يفرضن أنفسهن على الناس .
ما هو منهجك ؟؟
اجعلي من الوسطية منهجا لك , بعيدا عن غلو المتشددين وتساهل المتساهلين .
مرجعيتك الكتاب والسنة وسيرة سلف خير الأمة , ميسرة لا معسرة , متفائلة بالخير , تخططين للأصلح بعد علم بقواعده وإدراك للواقع وفهم لسنن الله الكونية , همك المصلحة العامة ووحدة الصف واجتماع الكلمة , ولا يعني هذا تنازلك عن آرائك لكنه يعني أن لا نجبر الآخرين على الأخذ بها فننفر منهم لمخالفتهم لها , فالحب للمؤمن قائم مهما كان الاختلاف مادام لا يخالف صريحا لكتاب أو سنة .
(4)
كلمات عظيمة عجيبة من زوجة الداعية?
بعد أن نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجف فؤاده ودخل عليها فقال: زملوني زملوني ... ثم قال بعد أن أخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ..
قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم : "كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ..(1/14)
إن هذه الكلمات الكبيرة لا يمكن أن تخرج إلا من قلب كبير .. قلب استوعب الدور المطلوب من المرأة الصالحة .. من الزوجة الذكية .. من المرأة الداعية ..
امرأة تنطق بكلمات تثبيت؛ تربط بين الأعمال الصالحة التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين النتائج الإيجابية من الله تعالى .
كلمات تثبت صاحب أكبر أمانة في هذه الأمة وسيد ولد آدم . كلمات فائقة الوصف .. من امرأة عاشت في الجاهلية وكَمُلَتْ في الإسلام .. إنها الكلمات العاقلة في عصر الجاهلية العاصف ..
امرأة تثبت زوجها على الطريق وهي تعلم علم اليقين إنه طريق ذي أشواك .. طريق فيه النصب والعداء والإخراج من البلاد .. ومع هذا تثبت وتثبِّت زوجها على الطريق .. إنها قدوة الداعيات المسلمات المؤمنات .. امرأة تصبر على تعبد زوجها في الغار وابتعاده عنها عصر الجاهلية .. وتصبر على ابتعاده عنها في عصر الإسلام الأول في سبيل الدعوة إلى الله تعالى .. ومع هذا تكون له الحضن الأول حتى إذا ساءه شيء أو أخافه عاد إليها فوجد فيها السكن والراحة والأمان .. إنها المرأة الداعية .. ذات القلب الكبير ..
بُشرت ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .. والجزاء من جنس العمل ..فإليك أختي الداعية وأخي الداعية نتعلم من سير العظماء ما يدلنا على الطريق .. أيتها المرأة الداعية كم من بيتٍ ينتظرك في الجنة إن أحسنتِ العمل .. إنها مسئولية الزوجة الداعية وهديتها لا زوجة بيوت الأزياء والسفرات والأسواق والخوف والإرجاف.
(5)
دور زوجة الداعية مع زوجها?
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
تجهل كثير من الزوجات الطيبات أنها مشاركة لزوجها في الأجر والعمل الذي يجريه الله تعالى على يديه متى ما احتسبت وهيئت له الجو المناسب في منزله لاستجماع قوته وأفكاره ، وشجعته وصبرته وقوت من عزيمته على المضي في دعوته ونشاطاته الخيرية .(1/15)
هذا الجهل أو قولي التجاهل أحيانا أثمر عن نتائج غير جيدة في علاقاته معها بل تسببت في زرع عوائق في طريق الداعية ومن ذلك :
1. كثرة التشكي منه أو عليه بسبب بعده عن المنزل أو تقصيره في طلباتها .
2. كثرة الطلبات وعدم مراعاة الأوقات المناسبة في طرحها أو طلبها.
3. .عمل مقارنة ظاهرية بعيدة عن الوعي مغفلة أسرار البيوت غير مدركة للسلبيات ، بين زوجها وأزواج أقاربها أو صديقتها ومعارفها . وليتها عملت مقارنة مع كثير من البيوت التعيسة التي تعيش حياة الصخب والتهديد والضرب والاعتداء من جراء المخدرات أو الفضائيات أو غيرها
4. ضعف الأداء التربوي لأبنائها بحجة أن المسؤولية تقع عليه أولا.
5. فقدان البسمات الجميلة من على وجهها بسبب تأخر زوجها أو كثرة مشاغله.
6. إجراء المواعيد مع الأقارب والأحباب دون النظر إلى إمكانات زوجها في تحقيق مطلوبها .
7. سرعة التأثر بأحاديث النساء وتصديقها لكل ما يقال .
8. التنكر لحسناته ومواقفه الطيبة منها .
9. الاهتمام المظاهر والزخارف الجوفاء .
10. عملية الإسقاط والإحباط لعزيمته بسبب دنو همتها : فهمته في الثريا بينما همتها في الثراء ، فعلى حين يحضر البيت وكله هم من منكر وقع أو واجب ترك إذا هي مشغول بالها بموضة جدت أو لباس أخطأ الحائك في خياطته .
- المطلوب من خلال التجربة لا غير :
* الدعاء له بالتثبيت أمامه وخلفه وهذا من أقوى الأسباب في شد أزره ولا يكلفك أختي الكريمة شيئا.
* القيام بشئون الأولاد وعدم التشكي منهم أو كثرة الاتصال عليه وأخباره بما جرى منهم ، فقد قالت خولة رضي الله عنها في بيانها : ولي منه أولاد إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا " دلالة على دور المرأة الرئيسي في التربية .
* جمع الطلبات وتنسيقها وتحري الفرصة المناسبة له في قضائها .
* تذكيره دائما بأبواب الخير وإعانته عليها .(1/16)
* تصبيره وتذكيره بالأجر والثواب وحسن الصبر والمواصلة متى رأت منه مللا أو تشكيا وتعبا.
* تحمل جميع أعباء البيت وجميع ظروفه وأحواله وعدم إخباره بما لا يسر أثناء سفره حتى لا تشل حركته .
* مساعدته في جمع المعلومات أو كتابة الموضوعات أو الأفكار الجديدِ ، والقيام بالكتابة أو الطباعة له إن قدرت على ذلك .
* الاقتراب منه متى ما رأته منه ميلا وإقبالا عليها ، وتترك له الفرصة في الابتعاد والانفراد في البيت أو المبيت متى ما أحست رغبته في ذلك .
* عدم عرض أي طلبات أثناء تعبه أو شروده الفكري ، أو أثناء مداعبته وحضور شهوته والبعد عن الاستغلال المشين والقبيح لذلك .
* الاهتمام بالمظهر الجميل والهندام الأنيق عند قرب حضوره للبيت .
* تهيئة الجو المناسب لراحته ونومه بعيدا عن ضوضاء الأطفال وضجيجهم .
* كثرة التجديد والتغيير في مواقع الأثاث من البيت مما يعطي مناخا مناسبا للراحة النفسية.
* القيام بصلة رحمه والاطمئنان على أحوالهم فإن هذا يختصر كثيرا من وقته ويرضي عنه أقاربه.
* حسن الاستقبال بل الاستبشار بضيوفه واحتساب الأجر في إكرامهم .
* البعد التام عن الإسراف والتبذير في أي شئ من المستهلكات ( الطعام، الماء، الكهرباء، اللباس وغير ذلك )
* الصبر وعدم التشكي من كل عارض أو وعكة صحية مع الاهتمام الشديد بالرقية أولا، ومحاولة التخلص من الأدوية الكيماوية بقدر المستطاع.
(6)
فقه الدعوة في المجتمعات النسائية?
كوني داعية ..
من المخاطب بهذه الدعوة ؟(1/17)
…المخاطب تلك المرأة في بيتها، والمرأة في مدرستها، والمرأة في عملها وفي مجتمعها. فإن الناظر لتاريخ الدعوة يرى عمق نجاح الدعوات الفردية وما الأنبياء والعلماء والمجددون إلا أفراد ٌنجحت بهم الدعوة ونُشر بهم الخير . يقول الشيح السعدي رحمه الله : "وإذا كانت الدعوة إلى الله، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضاً على كل أحد، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره، فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم، وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة، قال تعالى : {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْْ} (التغابن: الآية16) ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين". وبهذا الكلام ندفع وهماً قد يقع في الأذهان وهو أن العمل الفردي في الدعوة لا يمكن أن يؤتي ثماره العمل الجماعي الذي تتجمع فيه الطاقات .
بل من الممكن أن تكوني داعية أنت وحدك، ومن بيتك .
كوني داعية ..
يقول الله تعالى : {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ} (يونس: من الآية25) قال صاحب اللسان "ودعاء الله خلقه إليها كما يدعو الرجل النساء إلى مدعاة أي إلى مأدبة يتخذها وطعام يدعو الناس إليه" . ودار السلام هي الجنة، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره : "عمَّ تعالى عباده بالدعوة إلى دار السلام والحث على ذلك والترغيب" .
من هو الداعي ؟
…قال صاحب اللسان : "والدعاة قومٌ يدعون الناس إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داعٍ، ورجل داعية: إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين" إذن قد ندعو ونُسمى: دعاة ولكن لماذا ندعو، وإلى ماذا، ومتى، وكيف، وأين، ومن ندعو؟
…إجابات هذه الأسئلة ستحدد هل نحن دعاة للناس إلى بيعة هدى أو ضلالة؟ هل نحن دعاة إلى بدعة أو دين ؟(1/18)
…يقول ابن القيم رحمه الله : "الدعاة جمع داعٍ، كقاضٍ وقضاة، ورامٍ ورماة، وإضافتهم إلى الله للاختصاص، أي الدعاة المخصوصون به، الذين يدعون إلى دينه وعبادته ومعرفته ومحبته وهؤلاء هم خواص خلق الله، وأفضلهم عند الله منزلة وأعلاهم قدراً" .
…وسنحاول الإجابة على هذه الأسئلة سريعاً علَّ الأمر يتضح .
أولاً : لماذا ندعو ؟
1ـ لعظم أجر الداعي إلى الله :
وهذا الأجر المترتب مذكور بنصوص كثيرة :
* فالداعية من أحسن الناس قولاً، قال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(فصلت، 33) .
* وللداعي مثل أجور من تبعه، عن أبي مسعود ( قال: قال رسول الله ( : (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) .
* ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته. عن أبي هريرة ( أن رسول الله ( قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقةٍ جارية أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم .
انظري .. وقارني !! إننا نترحم على الأموات من علمائنا ودعاتنا كلما ذكرنا أسماءهم أو قرأنا كتبهم ونهلنا من علمهم، في مقابل أننا في أيام كثيرة ننسى خواص أقربائنا من الأموات. وعُدِّي كم من طلبة علم يقولون: ابن تيمية رحمه الله، وابن القيم غفر الله له، وخواص أمواتنا لا يترحم عليهم غيرنا .
كوني داعية :
2ـ استجابة لأمر النبي ( : (بلغوا عني ولو آية) .(1/19)
…فالدعوة سبيل اتباع الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108) . يقول الشيخ السعدي رحمه الله : "يقول الله تعالى لنبيه محمد ( {قل} للناس {هذه سبيلي} أي طريقي التي أدعو إليها، وهي السبيل الموصلة إلى الله، وإلى دار كرامته، المتضمنة للعلم بالحق، والعمل به، وإيثاره وإخلاص الدين لله وحده لا شريك له" .
كوني داعية ..
3ـ لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة ..
قال الله تعالى : {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأعراف:164)، يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} أي لنُعذر فيهم {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} أي يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ وأثَّر فيهم اللوم، وهذا هو المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور والمنهي، ولعلَّ الله أن يهديه فيعمل بمقتضى ذلك الأمر والنهي" .
…ويقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره : " {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} يقولون ولعلَّ لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين" .
كوني داعية :
4ـ طلباً للنجاة في الدنيا والآخرة ..(1/20)
…قال الله تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الأنفال:25) . يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيرها: "{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} بل تصيب فاعل الظلم وغيره، إذا ظهر الظلم وغيره، إذا ظهر الظلم فلم يغير فإن عقوبته تعمَّ الفاعل وغيره. وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد، وأن لا يُمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن" .
كوني داعية ..
5ـ لتصلحي ويصلح بك المجتمع :
…تبذل الأم الجهود في البيت لتُصلح نشأة ولدها، فإذا خرج وجد ما يُضاد هذه التربية علماً وعملاً وسلوكاً واعتقاداً .
…فلو وقعت الدعوة موقعها وعَلم الناس ما يجهلون، لاجتمعت العقول على مقياس الصواب. والقلوب إذا لم تجتمع على عقيدة سلفية سليمة كان أصحابها في شقاق لن تجمعهم الأنساب ولا الألقاب، فاجتماع الأبدان لن يكون إلا مؤقتاً إذا كان عِقدُ القلوب مشتتاً .
كوني داعية ..
6ـ فأهل الباطل يبذلون جهودهم وأهدافهم دنيه، وأهل الحق أولى بالبذل:
…والواقع يشهد بذلك، فجهود أهل الكفر لا تتوقف، بل جهود أهل البدعة لا تكلُّ ولا تملُّ، فأين جهود أهل السنة ؟
…يقول الله تعالى : {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} (النساء:104) .
فإذا تساوت الآلام واختلفت الآمال، فمن كان رجاؤه بالله صحّ له الاندفاع والثبات بخلاف غيره.
كوني داعية ..
7ـ لكي يسمع الناس الحق، فلا ينقلب الحقُّ باطلاً، والباطل حقاً لسكوتنا .(1/21)
تذكري : عندما يسكت أهل الحق يقبَل الناس الباطل، فسبب انتشار الباطل ترك تعليم الحق وبيانه. ولا يصدك عن ذلك عدم قبول المنتصحين، بل يكفي إسماعهم صوت الحق والنصوص في ذلك كثيرة. يقول الله تعالى : {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} (النور:54) .
كوني داعية ..
8ـ ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية :
…يقول الله تعالى : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117)، والشرط أن يكونوا مصلحين ولا يكفي أن يكونوا صالحين. لذلك أهل الدعوة من أهل السنة والجماعة يُقعدِّون القواعد ويدفعون الشبه على طريقة السلف لا ينتظرون أن تقع المشكلة ثم يكونوا أهل ردود أفعال فقط، بل يعلِّمون ويؤسسون أصول هذا الدين فإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف، علموا إلى من يردّوه وتحت أي قانون عام يضعوه .
كوني داعية ..
9ـ لا تكوني منهزمة نفيساً تخجلين من الدعوة إلى الدين :
…أحياناً تدور في الذهن كلمات مخذِّلة (الحرية الشخصية - ذاتية القرارات..) فننهزم أمامها، في مقابل أنه لا يسمح لأحد في أي بقعة في العالم أن يعبر والإشارة حمراء، ولا يخجل أي أحد أن يلومه أو يوبخه! لا تتوقفي لأنك تخجلين بل الشريعة هي الحضارة، وكل ما سواها رجعية وانتكاسة. يقول النبي( : "لا يمنعن رجلاً منكم مخافة الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه وعلمه" الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد .
كوني داعية :
10ـ لأن الإنسان بطبعه داعٍ لما يؤمن به :(1/22)
…انظري إلى ما يقع في المجالس، فنحن دعاة إما إلى مَلْبسِ أو مأكل أو مشرب أو تسوق، نُقنِع ونجادل وندافع وكأننا شركاء لأصحاب هذه الأماكن، وانظري إذا تعلّمت إحدانا طريقة جديدة لطهي الطعام، ثم مهرت فيها فإنها تتحول إلى داعية لتلك الطريقة، نُعلّم الجاهلين خاصةً من نحب لهم الخير، فالدعوة إذاً دلالة المحبة لكن إلى أي شيء ندعو؟
ثانياً : إلى ماذا ندعو ؟
…جاء في صحيح البخاري في كتاب التوحيد (باب ما جاء في دعاء النبي ( أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى) : عن ابن عباس ( قال : لما بعث النبي ( معاذاً إلى أهل اليمن، قال له: "إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى". وفي رواية أخرى "إلى شهادة أن لا إله إلا الله، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات..." قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل كتاب التوحيد: وفيه البداءة بالأهم فالمهم، ومن هنا يُعلم أهمية ترتيب الأولويات في الدعوة، وذلك لأن أعظم ما يكون في البيت أساسه، وفي الشجرة جذورها .
…والرسول المصطفى ( أمضى ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو إلى التوحيد قبل دعوتهم إلى الصلاة والزكاة وبقية الشرائع، وما ذاك إلا لأن التوحيد هو الحصن الحصين والركن الشديد، يثبت العقول، وعليه تجتمع القلوب. فيجب أن يُعلم: أن الصلاة مهمة في الإسلام لكن التوحيد أهم، وأن ترك المعاصي والكبائر مهم، لكن ترك الشرك أهم :
كيف يُعرف الأهم فالمهم ؟
…رعاية الأهم ومعرفة المهم مصدرها الشرع، وليست العقول والأقيسة، فدعوة الرسل قررت الأهم فالمهم ونحن أتباعهم .
وهي تدور حول ثلاثة أمور :
ـ معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
ـ معرفة شريعته الموصلة إلى دار كرامته .
ـ معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .(1/23)
…ولا تعتقدي أن أحوال الناس وأوضاعهم تغيرت فلم تعد تحتاج لهذا الترتيب، فما أُرشد إليه معاذ ( من المعلم الأول ( يبقى هو المنهج لا منهج غيره، وما تكرار الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك إلا لحاجة الناس إليه مؤمنهم وكافرهم. أما الكافر فيخرجه من الكفر إلى الإسلام، وأما المؤمن فيثبته ويرشده إلى صحة الإيمان .
ثالثاً : متى ندعو ؟
…يقول الشيخ بن باز رحمه الله : (وبذلك يتضح لكل طالب علم أن الدعوة إلى الله من أهم المهمات، وأن الأمة في كل مكان وزمان في أشد الحاجة إليها، بل في أشد الضرورة إلى ذلك) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ بن باز جـ1/333 .
إذن تنقسم الإجابة على هذا السؤال وهو (متى ندعو) إلى شقين :
أ/ متى ندعو ؟ (الوقت) .
ب/ أهلية الداعي (متى أصلح أن أكون داعية؟) .
أ/ الوقت : يقول الشيخ بن باز رحمه الله : "في كل مكان وزمان" .
فنحن ندعو إلى الله في كل وقت .
…كفعل نوح عليه السلام، قال الله تعالى : {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً}
(نوح: 5) . يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام.. وما بيّن لقومه ووضح لهم ودعاهم إلى الرشد والسبيل الأقوم فقال { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً}أي لم أترك دعاءهم في ليلٍ ولا نهار امتثالاً لأمرك وابتغاء لطاعتك".
ندعو في أصعب المواقف وأشدها .
…كفعل يوسف عليه السلام عندما دعا إلى الله وهو في السجن .(1/24)
قال تعالى : {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (يوسف:39ـ41) .
…يقول الشيخ السعدي رحمه الله : "فيوسف عليه السلام دعا صاحبي السجن لعبادة الله وحده وإخلاص الدين له" .
ندعو حتى في مرض الموت :
…كفعل يعقوب عليه السلام، قال الله تعالى : {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (البقرة:133)، يقول الشيخ السعدي رحمه الله: "فقال لنبيه على وجه الاختبار، ولتقر عينه في حياته بامتثالهم ما وصاهم به، {ما تعبدون من بعدي}" .
ندعو عند الغرغرة.. عن أنس بن مالك ( قال : كانت عامة وصية رسول الله( حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنَفَسه: (الصلاة وما ملكت أيمانكم).
بل لو استطعنا لدعونا الناس بعد مماتنا ..(1/25)
كما فعل العبد الصالح في قوله تعالى : {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} (يّس:20ـ27).
ذكر بن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : {يا ليت قومي يعلمون} قال قتادة رحمه الله:
لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً، وقال ابن عباس ( : نصح قومه في حياته بقوله :
{يا قوم اتبعوا المرسلين} وبعد مماته في قوله : {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} رواه ابن أبي حاتم. لكن هذا لا يمنع مراعاة أحوال المخاطبين فلا نثقل عليهم بل نبذل جهودنا في كل وقت لكن مع أشخاص مختلفين .
ب/ أهلية الداعي لأن يكون داعياً :
…متى نكون أهلاً للدعوة؟ إن النساء في هذا الأمر طرفان ووسط، فمنهن من تطير بالكلمة دون فهم، ولا علم. ومنهن من تنتظر إلى أن تصبح عالمة راسخة في العلم حتى تدعو إلى الله. وحتى يكون هناك توازن، يجب أن يُعلم حال التوازن بين العلم والتبليغ .
فالتبليغ ينقسم إلى قسمين :
أ / تبليغ نصي .
ب/ تبليغ تفهيمي .
والقسمان يعتمدان على علم المبلغ .
والنبي ( دعا لمبلغ كلامه إلى غيره، فعن جبير بن مطعم ( قال: قال رسول الله ( : (نضَّر الله أمرأ سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) رواه ابن ماجه رقم الحديث 244 .(1/26)
…قال صاحب تحفة الأحوذي تعليقاً على الحديث : (لو لم يكن في طلب الحديث وحفظه وتبليغه فائدة سوى أن يستفيد بركة هذه الدعوة لكفى ذلك فائدة وغُنماً، وجلّ في الدارين حظاً وقسماً) تحفة الأحوذي، ج7/349. فهذا سامع للعلم حافظ له، بلَّغه، وربما يكون المبلَّغ أفقه منه.
فالتبليغ النصي : إذن نقل لكلام أهل العلم، واليوم ولله الحمد تيسرت طرق النقل، فمن توزيع فتاوى مطبوعة من كلام أهل العلم الراسخين، أو أشرطة الوعظ والإرشاد للثقاة من العلماء وطلبة العلم . إلى أن يكون دور الداعية نقل المحفوظ من كلام الله وكلام رسوله بعد الوعي والحفظ. والحقيقة أن أكثر ما يعيب الداعيات عدم الوعي للمنقول من كلام أهل العلم فيحصل التشويه والبتر وهذا أفسد ما يكون للعلم .
أما التبليغ التفهيمي : فنقصد به فهم مقاصد الشريعة، والقدرة على الاستنباط، والاجتهاد والقياس، والحكم على المسائل النازلة .
وهذا لا يكون إلا من أصحاب القدم الراسخة في العلم .
رابعاً : كيف ندعو ؟
…الدعوة إلى الله عز وجل الأصل فيها المتابعة وهذا يتضح من قوله تعالى :
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}(يوسف:108) يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "قوله: (أدعو) حال من الياء في قوله (سبيلي)، ويحتمل أن يكون استئنافاً لبيان تلك السبيل" الجزء التاسع، مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ص117.(1/27)
إذن هذه السبيل لها كيفية يجب أن تُعلم، وهي أن يكون الداعي على بصيرة. ويقول رحمه الله في قوله : (عَلَى بَصِيرةٍ): "ليس المقصود بالعلم في قوله (عَلَى بَصِيرَةٍ) العلم بالشرع فقط، بل يشمل العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود وهو الحكمة. فيكون بصيراً بحكم الشرع وبصيراً بحال المدعو، وبصيراً بالطرق الموصلة لتحقيق الدعوة ولهذا قال النبي ( لمعاذ: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب) " . الجزء التاسع، مجموع الفتاوى، الشيخ ابن عثيمين ص 119 .
ويمكن تمثيل ذلك بهذه الصورة :
بصيرة بحكم الشرع + بصيرة بحال المدعو = بصيرة بالطريق الموصلة لتحقيق الدعوة .
علم + فقه الواقع = الحكمة .
(إذن الحكمة وليدة العلم) .
لكن يبقى هنا أن ننبه أن هذه المعادلة تحتاج إلى موازنة ولهذا نبه ابن القيم رحمه الله فقال: "ولا يُمَكَّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى إلا بنوعين من الفهم.
أحدهما : فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات حتى يحيط به علماً .
والنوع الثاني : فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكمة الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله ( في هذا الواقع ثم يطبق أحدهما على الآخر، فمن بذل جهده واستفرغ وسعه في ذلك لم يُعدم أجرين أو أجراً" انتهى.
وبهذا يتضح إنه إذا انفرد العلم عن فهم الواقع، والأشخاص المخاطبين، وأحوالهم، والمؤثرات التي تؤثر عليهم، وتحرك كوامنهم لأصبح العلم مفهوماً مجرداً، ومُثلاً عليا لا تصل للواقع ولا تعالج جروحاً. والأخطر من ذلك: أن نفهم الواقع دون علم وهذا ما نراه اليوم على الساحة من تميع فمثلاً تقوم دعاوى بأننا لا نحتاج اليوم إلى إصلاح العقيدة جهداً، فالناس موحدين والحمد لله، بل نحن نحتاج إلى إصلاح الأخلاق.
وجهلوا أو تجاهلوا أموراً :(1/28)
1ـ أن التوحيد أمرٌ لا يُكلُّ ولا يُملُّ من تعليمه وتدريسه، لأنه قاعدة الشريعة وأصل كل أمر، والخطأ فيه كثير، والجهل فيه واسع، والنبي ( يقول : "ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان..." رواه الترمذي، كتاب الفتن .
2ـ أن أصل صلاح الأخلاق وتغييرها النافع إنما يكون بصلاح معتقد العبد وتصوراته (تصرفاتنا فرع من تصوراتنا) .
3ـ أنه لا قيمة للأخلاق إن فسدت العقيدة .
إذن مع وجود العلم وفقه واقع المخاطبين يسهل على الداعية اختيار الطرق والأساليب التي بها تُطرح المفاهيم الصحيحة .
…فلا يشترط في الدعوة أن تكون الداعية طلقة فصيحة فإن كانت كذلك فيها فبها ونعمت، وإلا فإن للداعية قلماً يكتب، أو مالاً يُنفق ، أو شريطاً يوزع، أو مسابقة تُنظم، ولا يشترط في كل ذلك الخروج من المنزل .
إذن ... أين ندعو ؟ ومن ندعو ؟
…أول مفهوم يحب أن يُغيَّر هو كون الدعوة من المرأة شرطها الخروج، فهذا ليس صحيحاً، خصوصاً مع ما نجده اليوم من أساليب حضارية تساعد على الدعوة، كالهاتف، والجوال والإنترنت، فهذه كلها وسائل تخدم الدعوة لمن يحسن ذلك. فنرسل مثلاً عن طريق الفاكس، أو البريد الإلكتروني جدول إذاعة القرآن، أو نرسل رسالة عن طريق الجوال للتذكير بموعد برنامج نور على الدرب، وهكذا.. ومن الأماكن التي يمكن الدعوة فيها :
ـ الدروس العلمية: فإنشاء دروس علمية الانتظام فيها من أهم الأساليب التي تنشر الوعي والعلم .
ـ المحاضرات العامة : وهذه في العادة تكون في مناسبات ولا يشترط فيها الانتظام .
ـ المدارس النظامية ومدارس تحفيظ القرآن للطالبات والمعلمات.
ـ المستشفيات : للممرضات والمستخدمات غير المسلمات .
ـ الكتابة في الصحف والمجلات .
ـ المناسبات الخاصة : مثل اجتماعات العيد، أو الزيارات العائلية، أو التجمعات الصيفية، اجتماع الجارات مع بعضهن البعض، ويجب ألا تُغفل أماكن العمل للأخوات العاملات .(1/29)
ومن أ جل خدمة مثل هذه الأماكن المختلفة يكون هناك الفكر الاستثماري لكل فرصة، بشرط ألا تقعي في محاذير تخالفين بها مقاصد الشريعة، فإن الحماس غير المنضبط يهدم أحياناً أكثر مما يبني ، لذلك تذكري المعادلة :
علم + فقه الواقع = الحكمة .
يقول الشيخ بن باز رحمه الله : "إلا أن اندفاع الشباب لابد أن تسايره حكمة من الشيوخ ونظرة من تجاربهم، وأفكارهم، ولا يستغني أحد الطرفين عن الآخر" مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ج2 ، ص 364 .
وترتيب المخاطبة في الأولوية في الدعوة تكون :
أولاً : يبدأ الداعي بإصلاح نفسه قبل أي أحد، لأن الفعل أكثر أثراً من القول، واسمعي قول شعيب
عليه السلام : {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} (هود: الآية88) ، وقوله تعالى : {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام: الآية14) .
ثانياً : إنذار العشيرة القريبة . قال الله عز وجل : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} (الشعراء:214) فصلاح البيت والأسرة داعم للداعية للاستمرار، ومساعد له على الثبات. فأهل البيت للمرأة هم العشيرة القريبة، فهذا الزوج وأهله وهؤلاء الأبناء، وهذه الخادمة، وهناك الأم والأب، ولكلٍ منهم طريقة تنفع إن شاء الله وتؤدي الغرض.
وتذكري : أن الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام البخاري رحمهم الله قد نشأوا أيتاماً، فهذا فقيه الأمة وهذا إمام أهل السنة وهذا إمام في الحديث، وكلهم ربتهم نساء!
ثالثاً : أنذري المحيطين في المجتمع ، يقول الله عز وجل : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (الأنعام:92). فننشر دعوة الخير، ونحارب الرذائل، ونشجع الفضائل.(1/30)
رابعاً : انذري جميع الأمم: قال الله عز وجل {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (إبراهيم: الآية1) . وهو دعوة غير المسلمين إلى منهج الحق .
احذري هذه الأمور !!
احذري فقدان الإخلاص والتعالم ، أو كما يقول الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله: "عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة (القول على الله بلا علم)، فإن القول على الله بلا علم درجة أعلى من الشرك" . ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب العلم : كيف تعلم أيها العبد أن الحكم لله ثم تتقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لا تعلم، لقد قرن الله القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (الأعراف:33).
وقال عبد الله بن مسعود ( : "أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلمه : الله أعلم". وسئل الشعبي رحمه الله عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه: قد استحيينا لك، فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت {لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا} (البقرة: من الآية32) .
انتبهي !
قد نخرج للدعوة لله، ثم نتحول للدعوة لأنفسنا بالتعالم ونخجل من قول لا ندري واعلمي :
1ـ إن حِمى الدين محمية ، ولو تُرك كل شخص لهواه لانتهكت المحارم.
2ـ التعالم من أشد الأخطار التي تفتك بالدعوة.
3ـ التعالم مؤشر على فقدان الإخلاص، بمعنى أن العبد يرى بقاء مكانه في النفوس أولى من احترام الدين فيتكلم في الدين بما لا يفقه .
ما آثار التعالم على المجتمع ؟(1/31)
…آثاره ما نجده اليوم من بعدٍ عن التأصيل واعتماد على الآراء ومن ثم ميل الناس لمتكلمين لا علم لهم لأنهم أكثر تساهلاً. ويُظهر هذا التعالم قولُهم : (إن الدين يسر فلا تعسروه على الناس) ، وهذه كلمة حق أُريد بها باطل، فالدين بأحكامه وشرائعه يسر، وليس تغييره والتساهل فيه هو التيسير.
احذري ! الحسد :
…وهو كراهة ما أنعم الله به على العبد وليس هو تمني زوال نعمة الله عن الغير، بل هو مجرد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره والحسد قد لا تخلو منه النفوس، أي قد يكون اضطرارياً للنفس، ولكن جاء في الحديث "إذا حسدت فلا تبغِ، وإذا ظننت فلا تحقق" كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين . والحسد في مجال الدعوة يظهر بشكل واضح، فلا تتعجبي من ذلك، وخافي على نفسك، وعالجيه عند أول المؤشرات، بل ربما تكون لغة الحسد الانتقاد. فاحذري !
احذري! الكبر :
وقد فسره النبي ( بأجمع التفسير وأبينه وأوضحه فقال: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" وبطر الحق هو رده، وغمط الناس يعني احتقارهم، فقد تتصرفين تصرفات تدل على الكبر لأن لك نصيباً من العلم، وقد قيل: العلم ثلاثة أشبار:
من دخل الشبر الأول تكبر، ومن دخل الشبر الثاني تواضع، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم. والله عز وجل يقول : {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(آل عمران:188) ، بل يجب أن يكون موقفنا من المدعو موقف الرحمة، ولذلك أُثر عن أهل الحديث أن أول ما يُحدّثون به: قول النبي ( "الراحمون يرحمهم الله" ولهذا يسمى هذا الحديث المسلسل بالأولية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول في رسالته الأصولية الثلاثة : "اعلم رحمك الله" .
احذري ! الاستعجال :(1/32)
…إن استعجال النتائج في الدعوة من قصر نظر الداعي فربما نحكم على الناس أن لا أمل فيهم، وربما نستعجل على أنفسنا قبل النضوج والرسوخ في المسألة المبحوثة والمطروحة وربما يكون الاستعجال بمحاولة القيام بردود فعل تجاه المحاربين للدعوة ، والله عز وجل يقول : {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ} (الروم:60) . قال عمرو بن العاص( : (لا يزال الرجل يجني من ثمرة العجلة الندامة) ويجب أن تعلمي أن وعد الله آت لا ريب فيه، وتخلّصي من الاستعجال بالتدرب والتصبر، والمجاهدة على عدم العجلة .
( وإذا أدّيتِ ما عليكِ فلا عليكِ )
…هذا وأسأل الله لي ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير، وأن يجمع قلوبنا على طاعته ، وأن يخلص لنا النية ويبين لنا ما خفي علينا، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
(7)
عقبات العمل الدعوي للمرأة?
إن الدعوة إلى الله تعالى هي رسالة كل مسلم في هذه الحياة، وبخاصة طالب العلم الشرعي، وهو موكل بتبليغ هذه الرسالة للناس كافة، دون اعتبار لجنس أو عرق أو إقليم أو لون أو منصب أو جاه، وهذه ميزة عالمية تميزت بها رسالة الإسلام عن سائر الرسائل السماوية، والنظم الوضعية والبشرية، التي لا تخرج من بوتقة اللغة أو الجنس أو الإقليم، يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}فهو خليفة الله تعالى في أرضه لقوله جل وعلا: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً..}.(1/33)
وهذا التوكيل في الدعوة والخلافة في الأرض ليس مقتصرا على الرجل فحسب، وإنما هو قاسم مشترك بينه وبين المرأة التي تشاطره في جميع مجالات الحياة، فلا وجود للرجل من غير المرأة ولا وجود لها من غير الرجل، فالاثنان يكمل بعضهما بعضا، وهذه سنة الله تعالى في البشر يوم خلقهم الخلقة الأولى، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء}.
وبقيت مسألة المرأة الدعوية منذ قرون بين مد وجذر، ما بين التأييد أو الإقصاء، ولم يظهر الاعتدال إلا في فترات قصيرة في مسيرتها الدعوية، وكان السبب في ذلك هو الاختلاف في مفهوم التكليف المناط بالمرأة، فبعضهم كان يرى أن عليها تكاليف شرعية لا تخرج إلى غيرها وهو أداء ما فرض الله عليها من أركان الإسلام الخمسة، وبعضهم توسع في هذا التكليف ليشمل مجالات الحياة كافة، إضافة إلى ما افترض عليها من الفرائض والواجبات المفروضة عليها.
ولكننا في عصر يعج بالفساد من كل الأطراف، وبغزو فكري جامح يحرق الأخضر واليابس، وبحرب شعواء بأعتى العتاد وأشرس النفوس، وبحرب إعلامية رهيبة عبر الفضائيات وشبكات الإنترنت والصحف والمجلات وغيرها، لا سيما من بوابة المرأة؛ لأنها أسهل عبوراً ومسيراً إلى الخراب والدمار لأبناء الأمة المسلمة، فوضعوها في كل شيء هابط، وجعلوها بضاعة رخيصة على صفحات الشبكات الإلكترونية وعلى شاشات الفضائيات، من أجل إفلاس الأمة روحياً، وإضعافها مادياً وتقنياً ومعرفياً.(1/34)
وبالإضافة إلى التكليف الشرعي لقيام المرأة بواجبها الدعوي فإن هذه الأوضاع تفرض علينا أن نقرر ضرورة العمل الدعوي للمرأة وتشجعيه ودعمه بكل الطاقات وشتى السبل، للوقوف في وجه هذا التيار المدمر الذي اجتاح العالم الإسلامي عبر بوابة المرأة، ويجب ألا يقتصر عمل المرأة الدعوي في بيتها فحسب، بل يجب أن يتجاوزه ليشمل الحي والمدرسة والمستشفى والمؤسسة والشارع والسوق والحديقة وغيرها، ويجب أن تؤدي المرأة رسالتها الدعوية بأكمل وجه وبكل ما أوتيت من قوة وطاقة، ولا يقتصر هذا العمل أيضاً على بيان الخطوط العريضة للدين، وإنما يتجاوزه إلى جميع جزئياته وتفاصيله، لبيان الحق وإحقاقه وبيان الباطل وإبطاله؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..} .
ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
ولا شك أن المرأة في مسيرتها الدعوية تتعرض لعقبات حقيقية ووهمية، تحول دون القيام بالعمل الدعوي في مجتمعاتنا وواقعنا، مع الإشادة والإعجاب ما تقوم به جملة الداعيات وفَّقهن الله في السنوات الأخيرة، وهذا مما يزيد الطلب لمعرفة العقبات. ونشير هنا إلى بعض هذه العقبات لوضع علاج لها وإزالتها من طريق المرأة وتخفيفها، ونختم ببعض التوصيات التي أرى ذكرها مساعدة لتجاوز هذه العقبات.
وقبل ذكر هذه العقبات أشير إلى ما يلي:
1. أن الدعوة، ولله الحمد، في هذه البلاد خطت خطوات حميدة في السنوات الأخيرة، وليس ذكر هذه العوائق تحجيما أو غضا منها، فبارك الله فيها.(1/35)
2. أن هذه الدعوة مبنية على الابتلاءات ووجود العوائق والعقبات، وهذه سنة الله تعالى فيها، وما من رسول أرسل إلا ويجد من هذه الابتلاءات ما يجد، ونبي هذه الأمة محمد بن عبدالله، عليه الصلاة والسلام، ابتلي وابتلي، ووضعت في طريقه العقبات تلو العقبات، فلم تثنه عن الدعوة، بل تجاوزها حتى أتم الله تعالى هذا الدين.
3. أن المقصود من ذكر هذه العوائق والعقبات معرفتها، ومن ثم محاولة معالجتها بالتخفيف أو الإزالة، وبخاصة ما يكون منها من عمل الداعية نفسه.
4. أن هذه العقبات والعوائق مختلفة، منها ما هو في التصورات والرؤى، ومنها ما هو في الوسائل، ومنها ما هو متعلق بالبعض دون الآخر، ومنها ما هو متعلق بمكان دون الآخر، ومنها ما هو متعلق بزمان دون آخر، فلا يلزم من ذكرها وجودها جميعاً عند كل الداعيات وفي جميع الأزمنة والأمكنة.
أما العقبات فهي:
1) أولى العقبات: ضيق مفهوم الدعوة عند بعض النساء، ويتجلى هذا الضيق في حصر مفهوم الدعوة بأنه تصحيح لبعض الأخطاء السلوكية، أو حصر الخطاب في دائرة الوعظ العاطفي، وأن المرأة إذا لم تستطع القيام بهذه الأمور فلا تكن داعية. ولا شك أن هذا قصور بيّن، فمفهوم الدعوة واسع كما هو معلوم، فهو يشمل:
أ- الدعوة من الكفر إلى الإسلام.
ب- الدعوة من المعصية إلى الطاعة .
ج- الدعوة من العمل المفضول إلى الفاضل.
ويوضح هذا عمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يوجه في هذه الشعب كلها.
وعليه فالمرأة تستطيع أن تقوم بالدعوة ابتداءً من محضنها الأساس (البيت) إلى أفسح المجالات وأوسعها، بحسب الضوابط الشرعية.(1/36)
2) عدم وضوح منهجية الدعوة، ووجود غبش في الرؤية، ومن هنا تجد العاطفة هي المحرك الأساس عند كثيرات، بينما تجد أخريات لديهن اهتمام بالعلم الشرعي، ولكن لم يتحركن، فلا تكاد تجد رؤية واضحة تكوّن فيه الداعية نفسها، وتحدد أهدافها ومنطلقاتها. والطريق إن لم تكن واضحة المعالم، بينة الأهداف، يفشل صاحبها في ثنايا الطريق. وهذا يحتم على أهل العلم والدعاة رسم هذه المنهجية.
3) اعتقاد بعض النساء والرجال أن الدعوة بالنسبة للمرأة لا تتم إلا وفق إطارها الاجتماعي الضيق، أو مجتمعها النسائي المحدود، فلا تتجاوز هذا الإطار إلى غيره، وهذا قصور كبير لهذه الدعوة؛ لأن هذا الضيق يحرم الكثيرات من النساء من هدي الدعوة وحقيقة الإسلام، فيجب أن توسع المرأة الداعية من مجالاتها الدعوية لتشمل جميع زوايا المجتمع وشرائحه وأطيافه، فلا تقتصر على نساء دون أخريات، أو تنشط في مجال وتضعف في آخر، فالساحة مفتوحة أمامها وعليها أن تستغل الفرص ولا تستهن بالوقت وتضيعه فيستفيد منه الطرف المعادي لتحقيق المفاسد والانحلال داخل الأمة.
4) ومن هذه المجالات والميادين: مدارس البنات الحكومية والأهلية، ومدارس تحفيظ القرآن النسائية، والمنشآت الصحية الحكومية والأهلية، وفي المساجد في الجناح الخاص بالنساء، وفي الجمعيات النسائية، وفي حملات الحج، وكذلك المشاركة في العمل الدعوي في وسائل الإعلام المختلفة ضمن الضوابط الشرعية المسموح بها.
5) رؤية بعض النساء أن الدعوة خاصة بالرجال دون النساء، وأن على النساء أن تحصر مهمتها في خدمة الزوج والأسرة داخل البيت فحسب، وليس عليها مهمة تبليغ الرسالة إلى الناس، لما يترتب على ذلك من المفاسد والإحراجات لها. وكان من أهم نتائج هذه الرؤية: قلة عدد الداعيات إلى الله في المجالات الأخرى وقلة علمهن وخوضهن في مجال الدعوة مما أضعف مسيرة الدعوة عندهن.(1/37)
وهذه الرؤية غير صائبة، مع تقديرنا أن مسؤولية الرجل الدعوية أكبر حملاً وأكثر تفرعاً من مسؤولية المرأة، إلا أن ذلك لا يعفي المرأة من العمل الدعوي، والآيات القرآنية صريحة بذلك، يقول الله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ} ويقول أيضاً: { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ}.وغيرها من الآيات التي لا تميز في التكليف بين الرجل والمرأة في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بالأعمال الصالحة التي تدخل فيها كل ما أمر به الشرع العمل به، وكل ما نهى الشرع عنه، وهذا واضح من صريح الآيات القرآنية.
ليس هذا فحسب، بل ذكر الله تعالى في كتابه العزيز عدداً من النساء القدوات، كامرأة فرعون ومريم ابنة عمران في قوله: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {66/11} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}.
الحجاب، الذي يعده البعض عقبة أمام عمل المرأة الدعوي، وهذا محض وهم لا أساس له في الشرع، وهذه حجة تغلق باب الدعوة وتقوض عمل المرأة الدعوي، وبالتالي تفتح المجال للسافرات والمتبرجات أن يعملن بحرية ونشاط، دون أن يجدن في الساحة من يقف أمامهن ويدحض ادعاءاتهن وأباطيلهن.(1/38)
ويدرك أصحاب الألباب أن الحجاب لم يكن في يوم من الأيام عقبة أمام عمل المرأة الدعوي ما دامت هذه المرأة تتحرك ضمن الحدود التي رسمها الإسلام لها، من غض البصر، وعدم الاختلاط بالرجال إلا للضرورة، والمحافظة على سترها، وعدم السفر من غير محرم، وعدم الاختلاء بالأجانب، وغيرها من المحظورات التي أمر الشرع تجنبها، فضمن هذه الحدود تستطيع المرأة أن تسهم في العمل الدعوي بسهولة ويسر وتمارس نشاطاتها الدعوية على أكمل وجه.
فهذه عائشة التي تزوجها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي صغيرة وتوفي عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعمرها ثمانية عشر عاماً، كانت من الفقيهات العالمات والداعيات إلى الله تعالى، فما يشكل على صحابي أمر إلا ساروا إليها ليجدوا عندها من العلم ما يزل هذا الإشكال، يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً" .
6) وجود الفرقة والاختلاف بين النساء الداعيات، وعدم وجود تنسيق وتنظيم بينهن، ولا سيما الاختلاف الناتج عن الرأي الواحد وعدم الاكتراث بآراء الأخريات من الداعيات، وهذا التعصب في الرأي وفرض وجهة النظر الواحدة يعطب مسيرة المرأة الدعوية، ويشتت جهودها وطاقاتها، وإن كانت كثيرة وجبارة؛ لأن الاختلاف والتنازع يؤدي إلى الفشل كما قال تعالى:{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ..} سورة الأنفال
بل يجب أن تكون كل حركة وسكنة للمرأة في خدمة الدعوة إلى الله وهداية الناس، وتعريفهم بالإسلام وأحكامه وتشريعاته، لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}سورة الأنعام آية: 161-162.(1/39)
ومن المناسب أن تقوم الداعيات بالتنسيق بينهن والاستفادة بعضهن من بعض، وتكامل جهودهن، فإن الاختلاف المذموم من أشد العقبات للدعوة، وأعظم الفرص للأعداء للولوج إلى تلك المرأة وإفساد دعوتها. وهذا لا يعني عدم وجود خلاف في وجهة النظر، ولكن مثل هذا الخلاف يتعامل معه بآداب الخلاف، ولا يفسد للود قضية.
7) عدم وجود جهات رسمية نسوية تدير العمل الدعوي عند النساء وتنسق وتنظم بين الأعمال الدعوية، المختلفة، وترسم منهجية الدعوة، وهذا يجعلنا نقترح على وزارة الشؤون الإسلامية إنشاء مؤسسات نسائية دعوية خاصة تشرف على العمل الدعوي عند المرأة وتدعمها من جميع النواحي، وتنظم مسيرتها الدعوية لتكون قادرة على مواجهة التحديات الكثيرة التي تستهدف الأمة بأسرها .
8) قلة العلم الشرعي لدى كثير من النساء الداعيات، وهذه عقبة كبيرة في طريقها الدعوي، فكيف تستطيع أن تدعو الناس إلى دين الله تعالى دون أن يكون لها رصيد من العلم والمعرفة بهذا الدين وأحكامه؟ وهذه العقبة موجودة على نطاق واسع في مجتمعاتنا النسوية، وهذا - أعني قلة العلم - سبب لتعطل كثير من الأعمال الدعوية أو فتور كثير من الداعيات، أو عدم وجود رؤى واضحة ومنهجية سليمة؛ لأن هذه الدعوة مبنية على العلم وكتابه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وهذه العقبة الأساس لا بد من معالجتها من خلال التركيز على تعليم المرأة الداعية العلوم الشرعية المختلفة، وقراءة أمهات الكتب والمصادر الشرعية، وإنشاء مكتبات خاصة للنساء للمطالعة والتعليم والتفقه والتعرف على أساليب الدعوة ومقتضياتها؛ لتصل إلى مستوى المطلوب للقيام بالعمل الدعوي.(1/40)
9) صعوبة التوفيق بين العمل الدعوي والعمل المنزلي عند بعض النساء، وهذه العقبة توجد عند بعض الأسر التي لا ترتب أوقاتها، ولا تنسق جهودها، أما الأسرة التي تنظم وقتها، وتوزع أدوار أفرادها، يستطيع جميعهم الإسهام في العمل الدعوي،الرجل والمرأة والأولاد؛ لأن أعمال المنزل لا يعذر أصحابها من تبليغ هذا الدين للناس، فهذه أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها - رغم مشاغلها الكثيرة داخل البيت البيت وخارجه، إلا أنها كانت المرأة الداعية والزوجة الأصيلة الصالحة، تقف مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دعوته، وتؤازره وتعينه في تبليغها للناس، وتعضده في الشدائد والخطوب، فها هي تقول له في إحدى المواقف العصيبة: "كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبداً، فو الله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" صحيح البخاري، رقم 4953، ص886-887
10) ومن العوائق: عدم وجود محاضن كافية للمرأة تتدرب فيها الداعية، وتطور نفسها من خلال هذه المحاضن العلمية أو الدعوية، وإن وجد بصيص في المدن الكبرى، فيكاد ينعدم سائرها، وهذا مما يجعل العبء ثقيلاً على المؤسسات الدعوية بالتفكير الجاد لإيجاد خطة تسير على منوالها لفتح محاضن عملية ودعوية للمرأة المسلمة بطريقة أو بأخرى.
11) ومن العوائق وجود بعض الأزواج أو الأولياء الذين لم يتفهموا قدرات نسائهن الدعوية، أو قد يفهمون الولاية والقوامة فهماً جزئياً قاصراً، ومن ثمّ لا يأذنون لمولياتهم القيام بشرف هذه المهمة الجليلة، فتقف تلك الداعية وظيفتها في حدود ضيقة لا تتجاوز.. ومع الزمن تفتر، ولا يستفاد من تلك القدرة، وهذا يوجب نشر الوعي بين الأولياء بعظم أهمية هذا الأمر، مع ضرورة مشاركة الداعية نفسها في نشر هذا الوعي.
12) قلة المواصلات وصعوبتها، ومثلها الإمكانات المادية لدى كثيرات مما يعوق مسيرتهن الدعوية.(1/41)
13) وهناك عوائق ذاتية: كالفتور السريع، أو العجلة، أو عدم تفهم الواقع، وعدم الصبر، أو استعجال النتيجة، وعدم تزويد الداعية نفسها إيماناً، أو العجب عند البعض، أو دخول الشيطان على النفوس. ونحو ذلك.
هذه بعض العوائق والعقبات في العمل الدعوي للمرأة، ولعلّي أختم ببعض المقترحات ملخصة ..........
وهذه المقترحات منها ما هو متعلق بالمؤسسات، ومنها ما هو متعلق بالعلماء والدعاة والداعيات:
أولاً: ما يتعلق بالمؤسسات:
1 ـ أرى أن تفتح وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قسماً لدعوة المرأة، ويكون له فروع في المناطق والمحافظات ومكاتب توعية الجاليات.
2 ـ أرى أن تفتح الوزارات التي فيها عناصر نسائية كالصحة والعمل مكاتب توعية نسائية على غرار مكاتب توعية الرجال.
3 ـ ومثل ذلك يقال للمؤسسات الخيرية، وتركز عملها على رفع مستوى الداعيات بعقد دورات منهجية ترفع فيها من علم الداعية وقدراتها على غرار هذه الحلقة العلمية.
4 ـ أن تقوم المؤسسات بعمل برامج مشتركة تستفيد بعضها من تجارب بعض، ويكون ذلك في ضوء لجان مشتركة.
5 ـ أن تعنى مراكز التدريب والمهارات بعمل دورات تدريبية للداعيات لرفع مستوى مهاراتهن وقدراتهن.
6 ـ أن تقوم المؤسسات الخيرية وأهل الخير بإنشاء مكتبات نسائية عامة، فمن المعلوم أثر ذلك.
7 ـ إنشاء أقسام نسائية في هيئة الأمر بالمعروف لتقوم الداعية بدورها في الإنكار.
8 ـ إعطاء إدارات المناشط في الجامعات هذه المعاني الدعوية اهتماماً خاصاً، بالإضافة إلى ما تقوم به من جهود مشكورة.
9 ـ إيجاد وسائل معينة من قبل المؤسسات الخيرية ومكاتب توعية الجاليات كوسائل الاتصالات، وتهيئة أماكن الدورات العلمية وغيرها.
ثانياً: ما يتعلق بالعلماء والعالمات، والدعاة والداعيات:
1 ـ إعطاء جانب العمل الدعوي الاهتمام الكافي ليأخذ حَظّه كما هو عند الرجال.(1/42)
2 ـ الاعتناء بالتأليف للكتب والنشرات في مختلف الموضوعات الخاصة بالمرأة، وبعملها الدعوي على وجه الخصوص، وبمنهجية الدعوة.
3 ـ حصر القضايا المتعلقة بالمرأة وعملها الدعوي لتصدر الفتاوى المناسبة فيها وبخاصة ما استجد من قضايا تحتاج إلى مراجعة وتأمل وإعادة نظر.
4 ـ تكريس الجهود لتوعية أولياء النساء، والمرأة ذاتها، لضرورة الوعي بأهمية العمل الدعوي، وبخاصة في هذه الأوقات التي اشتدت فيها الخطوب والصعاب، وتنوعت فيها الأزمات والمحن.
5 ـ عمل برامج مشتركة بين الداعيات أنفسهن, للإفادة بعضهن من تجارب بعض.
6 ـ إعداد المرأة نفسها، ووضع برنامج علمي إيماني لها تنمي قيمة نفسها، وتعالجها من آفات النفوس.
(8)
المرأة الداعية كيف تنجح في دعوتها?
نقدم للأخت المسلمة الداعية لمحات يسيرة فيما يجب أن تكون عليه لتنجح دعوتها إلى الله :
الداعية الناجحة: تأتلف مع البعيدة، وتربي القريبة، وتداوي القلوب، قال الشاعر :
احرص على حفظ القلوب من الأذى
إن القلوب إذا تنافر ودها
فرجوعها بعد التنافر يصعب
مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
الداعية الناجحة: تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها، قال تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} (طه، 39) .
الداعية الناجحة: عرفت الحق فعرفت أهله، وإن لم تصورهم الأفلام، أو تمدحهم الأقلام، قال تعالى : { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح، 29) .
الداعية الناجحة: إذا قرعت فقيرةٌ بابها ذكرتها بفرقها إلى الله عز وجل، فأحسنت إليها، قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر، 15) .(1/43)
الداعية الناجحة: تعلم أنها بأخواتها، فإن لم تكن بها فلن تكون بغيرهن : {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً} (القصص: 35) .
الداعية الناجحة : لا تنتظر المدح في عملها من أحد؛ إنما تنظر في عملها هل يصلح للآخرة أم لا يصلح ؟
الداعية الناجحة: إذا رأت أختاً مفتونة لا تسخر منها، فإن للقدر كرات قال تعالى : {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} (الإسراء، 79)، وليكن شعارك: (يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك) .
الداعية الناجحة: ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة، والجهاد في سبيل الله، بعيداً عن الأهل والبيت قال تعالى : {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران،121) ، وفي الحديث : "من خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا".
الداعية الناجحة: تجعل من بيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة، والمحتاجين، كأم المساكين (زينب) رضي الله عنها .
الداعية الناجحة : تعطي حق زوجها، كما لا تنسى حق دعوتها حتى تكون من صويحبات خديجة رضي الله عنها، قال عنها النبي ( : "صدقتني إذ كذبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، وواستني بنفسها ومالها، ورزقني الله منها الولد، ولم يبدلني الله خيراً منها".
الداعية الناجحة: مصباح خير وهدى في دروب التائهين... تحرق نفسها في سبيل الله.. "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم" .
الداعية الناجحة: تعلم أن مناهجها على ورق إن لم تحيها بروحها وحسها وضميرها وصدقها وسلوكها وجهدها المتواصل .(1/44)
الداعية الناجحة: لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين في الداخل والخارج. أعمالها تظل إخوانها في كل مكان : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج، 77) .
الداعية الناجحة : تنقل الأخوات من الكون إلى مكونه، فلا تكون كبندول الساعة، المكان الذي انطلق منه عاد فيه. بل تشعر دائماً أنها وأخواتها في تقدم إلى الله : {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} (المدثر،37) .
الداعية الناجحة: تشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية ولمنتديات، تشترك فيها
وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات. ولمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ" .
الداعية الناجحة: تحقق العلم على أرض الواقع، كان خلق الرسول الكريم القرآن، فهي تعلم أن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر .
الداعية الناجحة: تبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات {وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (النحل: 8).
الداعية الناجحة : لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان "كل علم ليس في قرطاس ضاع" .
الداعية الناجحة: تعرف في أخواتها أوقات النشاط وأوقات الفترة، فتعطي كل وقت حقه، فللنشاط إقبال تستغله، وللفترة إدبار تترفق بهن (لكل عمل شرة ولكل شرة فترة) .
الداعية الناجحة : غنية بالدعوة، فلا تصرح ولا تلمح بأنها محتاجة لأحد لقوله تعالى : {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} (البقرة: 273).(1/45)
الداعية الناجحة: تعلم أن المال قوة، فلا تسرف طلباتها لكماليات المنزل. قال تعالى:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} (الفرقان : 67) ، وتسخر المال في خدمة الإسلام والمسلمين.
الداعية الناجحة : تمارس الدعاء للناس، وليس الدعاء عليهم؛ لأن القلوب الكبيرة قليلة كما في قوله ( : "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"، وقد قال - تعالى - : {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} (يس: 26ـ27) .
الداعية الناجحة: إذا نامت أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله، فإذا استيقظت جعلت رؤياها حقائق قال - تعالى - : {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} (يوسف: 100) .
الداعية الناجحة : تطيب حياتها بالإيمان والعمل الصالح، لا بزخارف الدنيا. قال الله تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (النحل97) .
الداعية الناجحة: عرفت الله فقرّت عينُها بالله، فقرت بها كل عين، وأحبتها كل نفس طيبة، فقدمت إلى الناس ميراث الأنبياء .
الداعية الناجحة: لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق، وهل يأسف من يعمل في سبيل الله؟ {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ} (طه، 72) .
الداعية الناجحة: تكون دائماً على التأهب للقاء الله، وإن نامت على الحرير والذهب!! {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (البقرة، 223) .(1/46)
الداعية الناجحة : لا تأسف على ما فات، ولا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا، ولو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها من دعوة الله طرفة عين، قال تعالى: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد، 23) .
الداعية الناجحة: لا تفكر في نفسها فقط، بل تفكر في مشاريع تخدم المسلمين والمسلمات، قال الله تعالى:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج، 77).
الداعية الناجحة: تسأل الله دائماً الثبات على الإيمان، وتسأله زيادته قال (: "اسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" .
الداعية الناجحة: لا ترجو غير الله ولا تخاف إلا الله.متوكلة على الله، وراضية بقضاء الله.
الداعية الناجحة: قرة عينها في الصلاة، قال ( : "وجعلت قرة عيني في الصلاح" .
الداعية الناجحة: يجتمع فيها حسن الخلق، فهي ودودة كريمة جوادة .
الداعية الناجحة: تتحمل الأذى من كل من يسيء إليها ، وتحسن إليهم.
الداعية الناجحة : العلم عندها العلم الشرعي لا الدنيوي .
الداعية الناجحة : أولادها مؤدبون، دعاة، قدوة، تربوا في بيت دين وعلم، لا يولدون للآخرين الإزعاج.
الداعية الناجحة : منارة تحتاط لنفسها في مجال النسوة، وفي غاية الأدب و التحفظ، وهي صادقة في أخلاقها.
الداعية الناجحة: منضبطة تعرف متى تزور ومتى تُزار، حريصة على وقتها ليست بخيلة بزمانها، وليست ثقيلة فَتُمَل، ولا خفيفة فيستخف بها.
الداعية الناجحة : لا تنس الفقراء وهي تلبس، ولا تنسى المساكين وهي تطبخ، ولا تنسى الأرامل وهي تشتري حاجياتها، ولا تنسى اليتامى وهي تكسو عيالها، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران،92) .(1/47)
الداعية الناجحة: تسعى على تزويج أخواتها في الله؛ لأنها تعلمت من حديث النبي(: "أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً" ، فلا تترك أخواتها للهم والوحدة والأحزان، ولا تهدأ الأخت حتى يتم لأختها الخير والسعادة .
الداعية الناجحة : إن وقع عليها بلاء كغضب زوج، أو إيذاء جار، تعلم أن ذلك وقع لذنب سبق فعليها التوبة والاستغفار .
الداعية الناجحة: تصبر على الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصبر على إصلاح عيوب أخواتها،ولا تتعجل ولا تظن بأحد الكمال،بل تنصح بلطف وتتابع باهتمام ولا تهمل.
فنسأل الله أن يوجد في أخواتنا وبناتنا مثل هذه الداعية الدرة الثمينة. إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم .
(9)
توجيهات ونصائح للمرأة الداعية?
…أولاً: إن مهمة الداعية ليست تبكيت الناس ولا تقريعهم، ولا تبدأ بعيبهم وذمهم؛ لأن هذا قد يثير حمية الانتصار لأنفسهم أو لعدالتهم أو لمذاهبهم أو لأقوالهم ويعين الشيطان عليهم.
…ثانياً: طريق الدعوة مليء بالأشواك.
قال تعالى: { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} .[آل عمران: 186].
…ثالثاً: ينبغي أن تكون الداعية دائمة القلق لحال الناس من غير يأس ولا قنوط، فتحمل هم الإسلام ولا تتجاهله كمن عنده صداع في رأسه لا يمكن أن يتناساه أو يغفل عنه.
…رابعاً: طريق الدعوة والإيمان يحفل بالمتراجعين والمترددين والناكصين، وما أجمل أن تصبر الداعية على هذا الضعف والتردد، فتطيل النفس معهم ولا تحملهم ما لا تطيق نفوسهم وطباعهم وإمكاناتهم.
قال تعالى: { خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين } [الأعراف: 199].
قال الإمام الطبري رحمه الله: "خذ العفو من أخلاق الناس واترك الغلظة عليهم".
فلا ينبغي أن يغلب جهل المدعو حلم الداعية بحال من الأحوال.(1/48)
…خامساً: ينبغي للداعية أن تهتم بجانب تربية النفس والارتقاء بقدراتها وعلمها وأخلاقها، وينبغي أن تعوّد نفسها على تحمل البرامج الجادة واستثمار الوقت بكل وسيلة ممكنة على أحسن وجه.
…سادساً: استبعاد الجانب الشخصي من الدعوة مهم، فهذه الدعوة ربانية لا تنحصر في أفراد أو جماعات أو هيئات، فيجب أن نصحح الاعتقاد لدينا أن الدعوة تنحصر في هذا الفرد أوذاك، والواجب تهيئة أكبر عدد ممكن من الداعيات والصالحات.
…سابعاً: ليس الهدف من الدعوة هو تحطيم أشخاص معينين أو إسقاطهم، فلم يكن هم موسى عليه السلام القضاء على فرعون بل كان يرجو أن يخرج الناس من عبودية العباد إلى إخلاص العبادة لرب العباد. فلا بد من البعد عن السب والشتم، فهو ليس من طرق الدعوة ولا من وسائلها، فهي جاءت لإسقاط الباطل وبسقوطه يسقط من حمله.
…ثامناً: الدعوة إلى الله، هي دعوة على بصيرة، بصيرة بكل شيء، من طريق الدعوة والسبيل الأقوم وأخذ حظ من العلم المؤصل السليم، وبصيرة بحال المدعوين وظروفهم، وبأعداء الدعوة وأساليبهم، وبصيرة كذلك بنفسها لتعرف إرادتها ونيتها فلا يلتبس عليها الأمر ولا تتداخل المقاصد.
(10)
الداعية الصامتة.. لماذا ؟?
الذي أعرفه عنك أنك تملكين شيئاً من العلم وفصاحة اللسان، فلماذا الصمت والحياء.. نعم الحياء لا يأتي إلا بخير ولكن ليس هاهنا..
وليس معنى الحياء ألا تشارك الداعية في كلمة طيبة تلقيها على أخواتها المسلمات. قال تعالى:{وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ } (53) سورة الأحزاب
فاحذري أن يصيبك العجز والخور...
سأذكر لك ما يحرك كوامن الخير في نفسك.
.. ألا ترين أهل الباطل يتسابقون إلى باطلهم ويتنافسون فيه فهؤلاء الراقصات العاريات يتفانين في عملهن وهؤلاء الممثلات والمغنيات الداعرات يبذلن الغالي والرخيص في أعمالهن ولا يستحين من الله ولا من خلقه.
هذا وهن على باطل..!
فلماذا نستحي نحن أهل الحق.
أختي الداعية الصامتة..(1/49)
إن كل واحدة منا على ثغرة في الإسلام عظيمة فاحذري أن تؤتى
هذه الثغرة من قبلك..
خوضي مجالات الحياة الكثيرة، فإن التفت يمنة أو يسرة وجدت عالماً تائها يمد يديه إليك لكي تخرجيه من الظلمات إلى النور بإذن الله...
عند حضورك أي درس أو محاضرة..
فمن الأفضل أن تصطحبي معك ورقة وقلما وتقومين بتسجيل الأفكار الرئيسية كرؤوس أقلام.
وعند العودة إلى المنزل تكونين داعية بين أهلك، فتبلغين الوالدة المسكينة والأخوات الضعيفات بما من الله عليك من علم خلال الدرس الذي حضرتيه أنت وحرمن هن فائدته فلا تبخلي عليهن فالأمر مهم.
هل فكرت أن تضعي لك دفتراً خاصاً تلخصين فيه موضوعات أعجبتك من بعض الأشرطة أو الكتب القيمة..
وبالتالي تقدمينها أنت دروساً لأهلك وزميلاتك وأقاربك أو الجيران ونحوهم.
هل أنتِ؟
ممن من الله عليهن ببعض العلم الشرعي؟ إذا كان جوابك نعم، ألا ترغبين أن تكوني خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله؟
لا شك أن جوابك سيكون نعم.
إذًا فاجعلي من بيتك مركز دعوة لله عز وجل، اختاري يوماً في الأسبوع أو يومين في الشهر حسب ظروفك..
أقول: اجعلي هذا اليوم مجلساً للذكر وحبذا لو كان يجمع العلم أيضاً، اجمعي فيه جيرانك وأقاربك من ذوي الأعمار المتقاربة واقطفي في هذا المجلس من ثمرات العلوم الشرعية المختلفة، فمن حفظ قرآن وتفسير إلى عقيدة وهدي نبوي..
ولا تنسي يا أختاه أن تنشري الشريط الإسلامي بين الحاضرات وأن توزعي ما نفع من الكتيبات.
وحاولي يا أخية أن تقصري هذا الاجتماع على المشروبات وابتعدي فيه عن التكلف والتبذير، لأن الناس عندما يقومون بزيارة بعضهم يملأون البطون ويتركون العقول فارغة وكما لا يخفى عليك فإن لمجلس الذكر طابعه الخاص وهو الاستفادة من كل الوقت لأنه عادة ما يكون وقته قصيراً.(1/50)
أختاه كوني هينة لينة الجانب واعلمي أن أعينهن معقودة عليك فلا تريهم منك القبيح والله يسدد خطاك. وها قد قدمت لك الفكرة فهل تعملين؟ أم إن الأمل طويل..
أقول لك: ابدئي فقط وسترين تيسير الله بعد ذلك.
لا تنسي إعمال النية في كل صغيرة وكبيرة
فالأعمال إما لك إن حسنت نيتك
وإما عليك إن فسدت نيتك
وإما هدر إن لم تصاحبها نية حسنة أو سيئة
وهل ترضين أن تذهب ساعات عمرك الغالية هكذا هدرا لا لك ولا عليك.،.
إذاً فلا بد أن تتفطني لإعمال النية في جميع أمورك مهما دقت حتى تصبح حياتك كلها عبادة بينما أنت تمارسين حياتك اليومية.
* تذكري أنه يصعب إرضاء الناس كلهم في وقت واحد..
وأن ذلك يكون أكثر صعوبة في طريق الدعوة واعلمي أن رضا الناس غاية لا تدرك أما رضا رب الناس فهي غاية تدرك بإذن الله، من أجل ذلك لا تضيعي وقتك وتفوتي فرص الخير عليك وعلى الآخرين من أجل إرضاء فلان أو فلانة من الناس، بل اعملي واستعيني بالله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (69) سورة العنكبوت
وبعد العمل الصحيح الموافق للسنة والصدق مع الله لا يضرك من خالفك فما الدنيا إلا سحابة صيف عن قريب تقشع.
لا تنظري إلى عملك بين الأعمال فتقعدك نشوة الطاعة عن الأعمال الأخرى كما ينبغي ألا تثبطك قيود المعاصي عن العمل الدعوي، بل انفضي عنك سريعاً غبار المعاصي واغتسلي بماء التوبة وعودي بهمة أعلى واجعلي هم الإسلام في قلبك واغرسيه غرساً، وليكن خروج روحك من جسدك أهون عليك من أن تخرجي من الدعوة إلى الله.(1/51)
"اطلبي العلم في منزلك، فقد قال تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} (14) سورة محمد . وقال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: "العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته " قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره " فتكونين بهذه النية وبهذا العمل من المجاهدات في سبيل الله لنشر دينه.
حسناً نحن متفقات! على أهمية طلب العلم الشرعي، فلا يعقل أن تكوني داعية بلا علم، فالذي يجهل الشيء كيف يدعو إليه.
فإن قلت ما الطريقة المعينة على ذلك؟
وما الكتب المناسبة التي أحتاجها وبماذا أبدأ؟
بالنسبة لكتب العلم :
فقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الكتب التي ينصح بها طالب العالم فأشار إلى عدة كتب نذكر منها:
في العقيدة:
1- كتاب "ثلاثة الأصول ".
2- كتاب " القواعد الأربع ".
3- كتاب "كشف الشبهات ".
4- كتاب "التوحيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.
5- كتاب "شرح العقيدة الطحاوية" لأبي الحسن علي بن أبي العز- رحمه الله- وقد قام الدكتور محمد آل خميس- جزاه الله خيراً- باختصاره وسماه "شرح العقيدة الطحاوية الميسر".
في الحديث:
1- كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري " لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.
2- كتاب "سبل السلام شرح بلوغ المرام " للصنعاني.
3- كتاب " الأربعين النووية" لأبي زكريا النووي رحمه الله تعالى.
في الفقه:
1- كتاب "زاد المستقنع " للحجاوي. وقد قام فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين- رحمه الله- بشرحه وتوضيح مسائله وذلك في كتابه القيم "الشرح الممتع على زاد المستقنع ".
التفسير:
1- كتاب "تفسير القرآن العظيم " لابن كثير- رحمه الله تعالى-.
2- كتاب "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
السيرة:
1 ـ كتاب "زاد المعاد" لابن القيم رحمه الله.(1/52)
كما أن هناك طريقة مقترحة لطلب العلم في المنزل، وهو أن تحضري الكتاب الذي عزمت على دراسته ثم تحضري شرحاً مسجلاً له على شريط لأحد العلماء الأفاضل فتبدأي بالدراسة من الكتاب والاستماع من الشريط وكأنك تجلسين في قاعة محاضرات بإحدى الجامعات الإسلامية، ثم تقومين بتدوين بعض التعليقات والفوائد على جوانب الكتاب أو في دفتر خاص وبذلك تكونين درست الكتاب الذي أردتيه على أحد المشايخ.
مثلاً: في العقيدة:
ترغبين في دراسة كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى..
حسناً أحضري الكتاب واشتري من التسجيلات أشرطة شرح كتاب التوحيد مثلاً لفضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك- حفظه الله تعالى - واستمعي يومياً إلى شريط واحد، وهكذا الكتب الأخرى فبعضها لها شروح مسجلة على أشرطة تساعدك كثيراً وتسهل عليك طلب العلم الشرعي.
مثال آخر: في الحديث:
ترغبين في دراسة كتاب "رياض الصالحين " للإمام النووي رحمه الله تعالى، أيسر طريق لذلك أن تطلعي على شرح ميسر وواضح للكتاب يعينك على فهمه، فقد قام فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله بهذه المهمة الجليلة في كتاب رائع أسماه "شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين".
ولا يخفى عليك أن كتاب "رياض الصالحين " من أوسع الكتب انتشاراً وأكثرها تداولاً لأنه كتاب تربوي وللمكانة العلمية التي احتلها مؤلف الكتاب بين العلماء.
إذاً فأنت أحوج إلى فهمه من غيرك فإنه خير معين لك على تربية نفسك وتربية الآخرين كداعية، فلا يفوتك الاستفادة من شرحه وفهمه بطريقة صحيحة، ألا ترغبين أن يرفعك الله؟قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة.
كتاب الله... هو ديدنك ترددين آياته مع أنفاسك وتتعطرين بجميل ذكره، فلك الحظ الوافر من حفظه، والنصيب الأكبر من تلاوته.(1/53)
كل العلوم سوى القرآن مشغلة *** إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
أختاه: في طريقك إلى الله قد تعترضك هموم وأحزان فمن يشرح صدرك ويذهب حزنك؟ إنه القرآن...
فاحرصي يومياً على تلاوة جزء منه، وستجدين سعة الصدر والانشراح إضافة إلى البركة في الوقت والتوفيق للعمل الصالح، اللهم اجعل القرآن العظيم الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.
ثم يا أخية هناك أمر مهم في دعوتك للآخرين...
فلا بد أن تؤيدي كلامك ببعض الآيات النورانية، فقد ثبت أن الكلام المزين بالآيات والأحاديث له تأثير أكبر في النفوس من الكلام الخالي منهما، اعترف بذلك كثير ممن هداهم الله فيما بعد، ولن يتحقق لك ذلك إلا إذا كان لك نصيب من حفظ كتاب الله، فهذا باب واسع للدعوة.
أو على الأقل حفظ الآيات التي تتعلق ببعض الأحكام الشرعية وحفظ بعض آيات الترغيب والترهيب، هذا أمر مهم ولا بد منه حتى يكون أساسك الدعوي أقوى كما لا تنسي أن تحفظي بعض الأحديث والأشعار والحكم والتي تؤدي نفس الغرض وتجعلك أكثر ثباتاً واطمئنانًا أثناء دعوتك ومناقشتك مع الآخرين.
وهكذا كلما قويت حصيلتك من العلم والحفظ والحكمة كلما كانت النتائج أفضل بإذن الله.
* ولكن... قد تضيع جميع جهودك أيتها الداعية هباء ولا تثمر، وذلك عندما ينطق مظهرك بصراحة وبوضوح عن مخالفته لأقوالك فما لي أراك ترتدين الضيق الذي يحدد أعضاء جسمك ولا تتورعين عن كشف أجزاء من جسدك كان يجب عليك أن تستريها بحجة أنك بين نساء ثم بعد ذلك تنصحين الآخرين وتعلمينهم وأنت أمامهم بهذا المظهر الذي لو رآك عليه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لما رضي بعملك هذا فكيف ورب العالمين يراك ولا تخجلين منه وأنت القدوة؟!، فاحذري أيتها الداعية أن تسني سنة سيئة جارية بين النساء يكون عليك وزرها ووزر من عمل بها بسببك إلى يوم القيامة.(1/54)
فأنت القدوة في أعينهن وهن مقلدات لك فما استحسنته وفعلته فهو الحسن عندهم وما استقبحته فهو القبيح، فاحذري فإن ذنبك أعظم لأنك تعصين الله على علم.
فاتقي الله.. وفقك الله وحفظك من الفتن.
أختي الداعية.. رددي معي هذا الدعاء { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي} نعم أنت بحاجة كبيرة لانشراح الصدر، فهذه سيماء الدعاة الصالحين لأنك وأنت على الطريق قد تصابين بحالات حزن شديد خصوصاً عندما ترين أقرب الناس إليك في ضلال وهم لا يستجيبون لنصحك وتوجيهك فتصيبك حسرة شديدة بسبب الخوف عليهم.
والله سبحانه قد نهانا عن شدة الاغتمام والحزن على من لم يستجيب لله وللرسول مهما كان حبنا لهم وقربهم مّنا {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } (8) سورة فاطر {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (6) سورة الكهف لأن الحزن الشديد قد يسبب حالة اكتئاب تؤدي إلى عدم رغبة الداعية في عمل أي شيء مما يفوت مصالح عظيمة، قد يترتب عليها فيما بعد هداية من تحبهم كما أن الحزن الشديد قد يتسبب في أمراض عضوية كارتفاع الضغط، وتوتر الأعصاب والإجهاد المستمر، وأمراض الجهاز لهضمي ونحوها.
وفي حالات الاكتئاب الشديد قد يصل الإنسان إلى الرغبة في حياته والعياذ بالله، فحافظي يا أخية على هذه النفس الثمينة التي وهبك الله إياها واغتنميها في عمل الصالحات والتقرب إلى الله ولا تدعيها تذهب من بين يديك هكذا حسرات على من لم يستجب لله وللرسول صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء َ} (8) سورة فاطر {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} (129) سورة التوبة(1/55)
أختاه.. أ هل تعلمين أن " النصرة والتأييد " هما أيضاً من أساليب الدعوة الهامة، قال صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله .. الحديث "(رواه مسلم). فالمؤمن مأمور أن ينصر أخاه، وأحق الناس بالنصرة والتأييد هم الدعاة والداعيات والعلماء الأخيار، فالنصرة يا أخية أسلوب دعوي ناجح قد لا تكلفك في بعض الأحيان أكثر من كلمة تأييد إذا رأيت أختاً لك في الله تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر وقد تكون النصرة أيضاً بمشاركتها في الحديث والاهتمام بما تقوله وحث الآخرين إلى حسن الانصات والاستفادة منها.
مثل هذه الأمور قد تعتبرينها بسيطة ولكنها في الحقيقة أمور أساسية تحتاج إليها كل داعية عندما تقوم لإلقاء كلمة في اجتماع نسوي مثلا، فهي تحتاج لمن يؤيدها وينصرها ويحث الأخريات على الهدوء وحسن الاستماع، فتكونين بذلك عملت بوصيته صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك... " كما يجب أن تحذري من تخذيل المسلمة عن الدعوة إلى الله بحجة أن جهودها لن تثمر وأن هناك من سبقها ممن هو خير منها ولم يفلح.
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا يخذله... " والتخذيل كما هو معلوم من صفات المنافقين، نسأل الله السلامة.(1/56)
فلا هم يعملون ولا هم يفرحون بأن هناك، من يسد ما تقاعسوا عنه بل غاية شغلهم التثبيط والتخذيل عن العلم والتعليم والدعوة،فمن التخذيل للمسلم أن تتحدث الداعية بكلمة مفيدة ثم تجد أثناء حديثها أن ممن يفترض أنهن يعنها على الدعوة لما أوتين من العلم والفهم هن أكثر الناس تخذيلاً لها حيث ينشغلن عن حديثها بأحاديث جانبية ويشغلن معهن معظم من في المجلس، بل ربما خرجن إلى مجلس آخر لاستكمال أحاديثهن عن الدنيا والتي لا تنتهي أبدا ولو لمدة نصف ساعة فقط لذكر الله عز وجل يكتبن فيها من الذاكرات لله ويعن غيرهن للاستفادة من مجلس الذكر بجلوسهن وحسن استماعهن حيث لانضباط أثناء مجلس الذكر يساعد على الخشوع فيثمر بإذن الله، بعكس الفوضى التي تقتل روح الخشوع فيفقد مجلس الذكر كل معانيه !
أليس هذا من التخذيل الذي يضعف النشاط عند الداعية؟ إذاً فلنعمل بقوله صلى الله عليه وسلم: "أنصر أخاك " فانصري أختك الداعية إلى الله حتى تعمنا جميعاً بركة هذه النصرة، وحتى لا ندفن تحت تراب الغفلة بسبب تركنا نصرة الأخيار وتأيدهم، فالجزاء من جنس العمل.
(11)
25 تجربة دعوية نافعة في تحرير المرأة ..
من رجس شياطين الإنس?
1- حسن العلاقة بالمرأة زوجة أو بنتا أو أختا وبالطبع الأم.
2- التنبيه في الأحاديث والمناقشات على محاسن الإسلام واهتمامه بالمرأة.
3- تعليمهن الأحكام الشرعية.
4- ربط النساء بكتاب الله تعالى وتشجيعهن على تعلم القرآن الكريم تلاوة وحفظا و تفسيرا وفهما (ونركز على : فهما).
5- التنبيه من عداء أعداء الإسلام وأنهم يستهدفون المرأة بالأدلة المؤثرة.
6- التنبيه من عداء المنافقين وكشف ألاعيبهم وكيفية استغلالهم بعض أهل الخير ليعبروا من خلالهم إلى أهدافهم الشهوانية .
7- ذكر القصص والأحداث والتجارب المؤلمة والتي وقعت إثر اتباع خطوات الشيطان في هذا المجال.(1/57)
8- ذكر الإحصاءات والأرقام المخيفة من حالة الغرب وأثر انحلال المرأة في انهيار المجتمع.
9- ذكر قصص التائبات واللاتي أسلمن حديثا .
10- شراء المجلات الإسلامية والتشجيع على قراءتها والتي تهتم بربط القراء بهموم الأمة وبهموم المرأة المسلمة خصوصا.
11- عمل الزيارات للمكتبات والتسجيلات الإسلامية معهن إن أمكن وشراء المناسب منها.
12- توفير مكتبة ولو مصغرة في المنزل تحتوي على ما يشتاقون إلى قراءته وسماعه أومشاهدته مما ينفع .
13- الاستفادة من بعض المواقع النافعة في الإنترنت أو تنزيل بعض المواقع النافعة والمؤثرة على الكمبيوتر أو تخزينها في أقراص(CD )وإعطائها للبنات لكي يطلعن عليها .
14- إعطائهن الثقة في أنفسهن وأنهم قادرات على عمل الكثير فهن مربيات الجيل وهن داعيات النساء إلى الله وهن معينات الأزواج في دعوتهم كما كانت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها .
15- إشراكهن في الدعوة إلى الله بقدر استطاعتهن في المكان المناسب من مركز أو اجتماع نسائي أو عائلي.
16- إشراكهن في هموم الأمة والتحدث إليهن بآخر ما نصر الله به الأمة وخذل الشرك وأهله وإخبارهن بما يناله المستضعفين من الرجال والنساء والولدان في أقطار الأرض .
17- إشراكهن في همّ فلسطين وإشعارهن بما عليهن من مسئولية في تربية الجيل القادم .
18- اختيار الصديقات الصالحات المناسبات للقريبة ابنة كانت أم زوجة أم غيرها .
19- اختيار المدرسة المناسبة حتى يمكن الحد من الشر وتنمية الخير لدى البنت
20- تشجيع المدرسات اللاتي يقمن بدور التربية والنصح للبنات في المدارس وتنبيه المدرسات الأخريات في حالة الزلل في الحديث عن الجوانب الأخلاقية والإسلامية عن طريق الأم .
21- الانتباه للتصرفات والأخطاء واستغلالها لتعديل السلوك بالأساليب المناسبة
22- لا تجعل الأفكار فرضا تفرضه على من حولك بل أوصله إليهم وكأنهم هم أصحابه واجعلهم يتبنونه قلبا لا أن يعملوه أمامك فقط .(1/58)
23- كون علاقات جيدة وأنشئ المحبة العائلية وتفرغ قليلا لبيتك وأهلك حتى تمنع الانحراف.
24- تشجيعهن على كتابة مقالات ونشرات وكلمات في هذا الموضوع تحت إشرافك وتوجيهك .
25- لا تنس الدعاء فهو خير سلاح للمؤمن
هذه بعض التجارب والتي رأينا لها أثراً بعد إعانة الله .. وأرى أن يكون هناك مجال مفتوح للتجارب النافعة حتى يمكن الاستفادة في هذا المجال .. والله المستعان والقادر على أن يبدل خوف المسلمين أمنا ويمكن لنا ديننا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(12)
وسائل وأفكار لدعوة النساء?
1. فسح المجال أمام مشاركة النساء في وضع خطط الأعمال والمناشط الدعوية، مثلاً جدول المحاضرات والدروس في الحي يُستشَرنَ فيه، ويطلب منهنّ وضع تصوّر مقترح للموضوعات التي ينبغي الحديث عنها ومعالجتها. أما أن تكون كل مناشطنا تقف عند مخاطبة النساء بالحجاب فقط فهذا فيه تقصير في دعوة النساء .
2. طرق مجال المواقع المتخصصة للمرأة، وتقديم الدعوة عبر هذه الخدمات، مثلاً موقع لأفكار التجميل، يُنبه فيه على المحظورات الشرعية في الزينة.. وهكذا.. .
3. من المعلوم من واقع التجربة الدعوية، أن المرأة أقدر من الرجل في الكثير الغالب على إصلاح الأسرة، وحينما تُقارن جهودها مع الرجل في إصلاح المعوجّ نجده أبلغ أثراً. فلو أقيمت دورات تخصصية في كيفية تربية الأبناء تربية صحيحة، وفي كيفية معاملة الزوج بمقتضى الشرع، وكيفية المحافظة على طَبْع المنزل بطابع الإسلام والإيمان .
4. كم رأينا من الأخوة الملتزمين من يسير مع أهله، ومشيتها لا تناسب وقار الحجاب الذي تلبسه، ولعل هذا من مظاهر انتشار الدعوة بين الملتزمين كماً لا كيفاً .
5. عدم الاقتصار في دعوة النساء على الأمر بالحجاب وطاعة الزوج فقط، بل ينبغي أن تشمل برامجنا مختلف ما يطرح في دعوة الرجال، مما هو مشروع في حقهن، حتى تأخذ المرأة دورها في كل ميدان رسمه لها الشرع.(1/59)
6. تفعيل دور المرأة في جعل الكتب للقراءة، لا للديكور المنزلي، وذلك بتدريبها على البحث عن معلومات، وإشراكها في تحضير الدروس والمحاضرات... الخ .
7. إقامة دورات من واقع اهتمامات النساء غير الملتزمات، هدفها التفقه في ما يحل ويحرم، وتوجيهها شرعياً، مثل : دورة في تجهيز العرائس... الخ .
8. وضع برنامج دعوي متكامل، لدعوة العاملات بالمنازل في محيط الأقارب والجيران، ومتابعة تنفيذ هذا البرنامج .
9. استغلال حب الطبخ لصالح الدعوة، بعمل أكلات خفيفة، وتُرسل إلى الجيران أو العمالة ويُرسل معها كتيب أو شريط .
10. تفريغ الدروس من الأشرطة، وجعلها في متناول طلاب العلم، تشجيعاً للقادر على طبعها بعد تنقيحها، وكذلك تفريغ المواد المناسبة وإرسالها لخطيب الحيّ، للاستفادة منها.
11. إقامة درس أسبوعي للجارات، وحثّهنّ على الخير، ولو عن طريق الهاتف لأحد الدعاة في المنزل .
12. تعويد الطفل على اقتناء دفتر خاص، يكتب فيه المفيد من العبارات والحكم، ينقلها من الصحف أو من الأشرطة التي يسمعها أو من المدرسين، وكلما ملأ ثلاث صفحات يطلب منه قراءتها، ويثبت الجيد منها، فينمو فيه حب الكتابة والإملاء .
13. وضع سلة مزينة ومغلفة بها بعض الأشرطة بطريقة تغليف الحلوى، وتقديمها للضيوف يجعل للزيارة طعمها الخاص . (متوفرة في التسجيلات).
14. تقديم أشرطة وكتيبات مع هدية العروس، ومع حلوى الفرح .
15. عمل برنامج للنشاط وكتيبات مع هدية العروس، ومع حلوى الفرح.
16. عمل برنامج للنشاط النسائي خاص برمضان، يعلق في مصلى النساء.
17. ترك الزوجة بعض الأشرطة النافعة في سيارة الزوج، وتعهدها واستبدالها .
18. إعداد طبق شهي لأهل الزوج عند اجتماعهم في المنزل، إرضاءً للزوج، وإدخالاً للسرور على المسلمين، وتقرباً إلى الله بسبب من أسباب دخول الجنة وهو إطعام الطعام.(1/60)
19. عند دخول وقت الصلاة تظهر لباقة الزوجة، ولطفها في إنهاء الجلسة، وإنهاء الحديث مع الزوج أو ملاعبته الأطفال، لتشعر الجميع بأهمية وعظم قدر الصلاة، وتعين الزوج والأبناء على إدراك تكبيرة الإحرام.
20. كسب قلب الزوج، بأن يحس أن الزوجة تتعلم منه، وذلك بسؤاله عن بعض أمور الدين، ومناقشته بتواضع وأدب التلميذ مع أستاذه، وفي هذا الأسلوب غير المباشر حافز له على الإطلاع والاستزادة وسؤال أهل العلم، والتحضير لأسئلة التلميذة (أم الأولاد!).
21. تعرف الزوجة على مواطن الإبداع في الزوج، ينميه ويزيده ويُستثمر لصالح الدعوة.
22. إهداء البنت الخمار، والسجادة للصلاة، له أعظم الأثر في نفس البنت.
(13)
إلى كل داعية : توقفي الآن ..! ?
إلى أختي الحبيبة التي مدت يدها لتهز سرائر الغفلة ، لتصحو الضمائر ، فتنطلق إلى جادة الدين القيم .. من سارت في طريق الدعوة إلى الخير .
لا شك أنك في نعمة عظيمة ، إذ اصطفاك الله على كثير من خلقه بنعمة الهداية ، فحافظي على هذه النعمة واحرصي على أن لا تشوبها شائبة فتفقدي والدعوة الكثير من الفرص.
وحتى تكوني صادقة موثوقة ، مقربة محبوبة ، وذات تأثير إيجابي عميق قفي معي هذه الوقفات :
الوقفة الأولى :
كم هي كثيرة المحاضرات التي نثني الركب فيها ، ولكن قلة منها فقط هي التي ترسخ العقيدة، فنخرج منها بزيادة إيمان ويقين .
هناك قاعدة مهمة في الدعوة : اهتمي بالدعوة إلى الأهم فالمهم ، بمعنى أن عليك الاهتمام بتقويم ما يمس العقيدة أولاً ، ثم الفرائض ، ثم السنن ، وهكذا ..
قد تكون من أمامك وتدعينها إلى إتقان الحجاب أو قيام الليل ، ذات قلب ٍ مليء بالوساوس العقيدية، فحاولي في أي دعوة أن ترسخي العقيدة الصحيحة في نفوس من أمامك ، لا أن تعرضي الأفكار والأحكام مجردة ، لأنها إذا صلحت ستصلح باقي الأعمال تلقائياً أما إذا كانت هشة ركيكة فلن يصلح أي عمل حتى وإن كان ظاهره كذلك ..
الوقفة الثانية :(1/61)
لا تعتمدي الترهيب دون الترغيب ، فهذا يؤدي إلى خلل في العقيدة ..!
إن الذين يتعمدون الترهيب والتهويل والصراخ والبكاء في دعوتهم ، يخلون بالعقيدة الصحيحة التي تجمع بين الخوف والرجاء ..
الخوف الذي يحول بين صاحبه وارتكاب المعاصي لا الخوف الذي نهايته اليأس والقنوط، والرجاء لثواب الله على العمل الصالح ومغفرة الذنوب لا الرجاء للرحمة بلا عمل الذي يؤدي إلى الغرور والتمني .. فهما كجناحي طائر إذا استويا استوى الطير وإذا نقص أحدهما كان في حد الموت.
الوقفة الثالثة :
من أمامك بشر لهم مشاعر وعقول ، ومن الخطأ أن ترتكزين على جانب وتهملين الجانب الآخر ، فلا بد من التوازن حتى تؤتي دعوتك أكلها ..
إن الخطأ القاتل الذي تقترفه بعض الداعيات هو إهمال مشاعر من أمامها ..
إن ديننا هو دين الرحمة وحبيبنا ما بُعث إلا رحمة للعالمين ، وهو قدوتنا ، فخذي جميل صفاته وكريم أخلاقه مثلاً وتطبيقاً ..
تصفحي سيرته ، وتعلمي منها ، ستجدين الرحمة والشفقة ، والعطف والرأفة حتى مع خصومه وأعداءه، فدعيكِ من أولئك الذين يصورون العصاة بأبشع الصور ، دونما إشفاق عليهم ، فهذا يتناقض مع مبدأ الدعوة القائم على إنقاذ الآخرين رحمة بهم .. ولا تكوني سبباً في تنفير الناس من الدين.
الوقفة الرابعة :
لا شك أن القصة ذات تأثير لا يحققه لون آخر من ألوان الأداء ، وهي كما قيل: " جند من جنود الله " ولكن : حينما تكون القصة خيالية ، لا يتقبلها العقل ، أو مبالغ فيها ، أو لا يعرف لها أصل أو مصدر ، توقفي عن سردها وتناقلها .. من المؤسف حقاً أن نصدق هذه القصص وننقلها بمنتهى السذاجة بحجة أنها مؤثرة ، ولا يمكن لأحد أن يكذب في أمور كهذه ..!
لقد وصل الأمر ببعض الزهاد أن يضعوا أحاديث على لسان الرسول من باب الترغيب والترهيب، فلا تستبعدي مبدأ المبالغة في القصص من هذا الباب ..(1/62)
تذكري حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ماسمع " ، فلا داعي أن تتحدثي بكل ماتسمعين ، بل حاسبي على كلمة تخرج من فيك ِ ، وفي القرآن الكريم ، والسيرة النبوية الصحيحة وكتب الثقات مايغنيك ..
الوقفة الخامسة :
لا تهملي شكلك ِ وأناقتك ، بحجة الزهد والتواضع !!
إن اهتمامك بأناقتك ، لا يتنافى مع روح ماتدعين إليه ، فلا تعارض في ديننا بين هذا وهذا ، فديننا دعا أيضاً إلى تحسين الهيئة ؟
إن اهتمامك بشكلك الخارجي طريق لقبول دعوتك ، وإذا كان المقصد الدعوة وهو شريف وسامي فإن الوسيلة تلحق به منزلة ..
أنت ِ تحت المجهر ، وهناك من يستقي دعوتك من خلال ما يشاهده منك ِ قبل ما يسمعه،ومظهرك أول ما يواجه الأخريات ..!
لا تهمليه بالكلية فينقص من عملك ، ولا تعمليه بالكلية فيطغى على عملك، فخير الأمور الوسط.
أدعو الله لك ِ التوفيق والسؤدد ، وأن يجعلك ِ هادية مهدية
(14)
عشرة أفكار دعوية للفتاة المسلمة?
سلام الله عليك عزيزتي حواء ورحمته وبركاته ... ……أما بعد:(1/63)
حببت أن آتيك عزيزتي بـ 10 أفكار دعوية خاصة فقط للفتاة المسلمة (الأخت - الابنة - الزميلة في العمل - الصديقة ) حتى تكونين بحق عزيزتي لبنة من لبنات المجتمع ... لك ثقلك الخاص بك كأنثى وامرأة أعلى من شأنها الإسلام ... فأصبحت أمهاتها المؤمنات أمثال خديجة بنت خويلد وعائشة بنت أبي بكر( رضي الله عنهما - زوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم) وأسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس وسمية أم عمار (رضي الله عنهن) أصبحن مضرب الأمثال للمرأة المسلمة التي فتحت عيناها على هذه الدنيا وحملت على عاتقها نشر الإسلام والدعوة إليه حتى بين بنات جلدتها المسلمات ... لأن لكل واحد من هفوات وغفلات ولابد لنا من تذكير دائما وأبدا ... وحتى تحظين أنت أخيتي الحبيبة بالثواب الجزيل والأجر العظيم ... لهذا أهب بي وبك أن نبدأ يدا بيد في دعوة أخواتنا المسلمات ذوات القربى أو غيرهن من خلال هذه الأفكار ...
الفكرة الأولى :
أخيتي الحبيبة ... إذا كنت طالبة في مدرسة مثلا أو معهد علمي ... يمكنك صنع لافتات دعوية أو بطاقة دعوية مزخرفة وملونة ... وتقومين بكتابة بعض الآيات القرانية التذكيرية عليها .. ثم قومي بتوزيعها على صديقاتك أو زميلاتك ... وإذا كنت في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية في مدرستك فيمكنك توزيعها مع نشرات ومطويات جماعتك كملحق مجاني ... وهكذا يتم الإقبال على النشرة أو المطوية التي تقومين بتحريرها .. ويمكن إن لم تكوني في جماعة الصحافة أو مسئولة تحريرية ... يمكنك عمل مطويات ونشرات ملحقة معها بتلك البطاقات الملونة والمزخرفة ... وبإذن الله ستكسبين أجر ذلك وثوابه عند الله أجرا عظيما ...
الفكرة الثانية :(1/64)
أخيتي الغالية ... في الاجتماعات الأسرية بينك وبين قريباتك ... يمكنك أن تعدي سلة ... وتملئينها بالأشرطة الإسلامية أو المطويات الدعوية ... وتنسقينها بشكل مؤنق وجميل ... وتقومين بتمرير تلك السلة على جميع الحاضرات حتى تأخذ كل واحدة منهن هدية ويمكنك لإضفاء مزيد من التشويق لهذه المطويات ... أن تغلفيها بأغلفة الهدايا وترفقي معها بحلوى صغيرة مغلفة كذلك ... وهكذا تتأكدين من أن الجميع سيلتهف للحصول على تلك الهدايا ... ويكون لك بذلك أجرا وثوابا عظيما عند الله بإذنه تعالى ...
الفكرة الثالثة :
عزيزتي ... أنت الآن من مستخدمات شبكة الإنترنت ... التي تعتبر سلاحا ذو حدين ... فاحرصي دوما على استغلال حد الخير فيها لتضمني بذلك رضا الله وثوابه ... وإليك ثلاثة أفكار يمكنك من خلالها استغلال حد الخير ذلك ...
أ- إذا كان لديك صديقات من مستخدمات الإنترنت فيمكنك مراسلتهن على بريدهن الإلكتروني ... وإرسال بطاقات إلكترونية دعوية إليهن ... أو موضوعات دينية تمس عقيدتهن...
ب- إذا كنت من مستخدمات برامج المحادثة الإلكترونية ... فيمكنك أن تتحدثي مع صديقاتك من مستخدمات الإنترنت عن موضوعات دينية تمس عقيدتهن ... كما يمكنك كذلك إعطائهن مجموعة من المواقع الدينية النسوية ... وتذكري دائما بأنه لابد لك عزيزتي أن تكوني فطنة كيسة ولا تدعي ذئاب تلك المحادثات من الشباب ذوي القلوب المريضة لا تدعيهم أن يتصيدوا منك ما يلبي نزواتهم وشهواتهم الشيطانية ..
ج- إذا كنت من مستخدمات المنتديات العربية في شبكة الإنترنت فيمكنك كتابة المواضيع الدينية الهادفة ... وتذكري دوما أن مبتغاك من ذلك هو وجه الله تعالى فقط وليس كثرة الردود ...
الفكرة الرابعة :(1/65)
يمكن عزيزتي صناعة صندوق للتبرعات من الكرتون أو الخشب ... وتغليفه وكتابة بعض العبارات عليه مثل ( لا تفشلوني .. هذولا إخوانكم محتاجين ) أو ( أين الرحمة في قلوبكم) ومريريه على صديقاتك في المدرسة أو على أقاربك عند الاجتماعات الأسرية بينكن... وعندما تجمعين المبلغ المطلوب ( 100 ريال مثلا ) قومي بإعطائها إلى الجمعيات الخيرية ... وتأكدي أن لك أجر جميع من تبرعوا لا ينقص ذلك من أجورهم شيء ... بالإضافة إلى أجر إنفاقك على المحتاجين من خلال الجمعيات الخيرية ...
الفكرة الخامسة :
أخيتي المسلمة ... إذا كنت تجدين الأشغال الفنية واليدوية يمكن صنع لوحات كبيرة مزخرفة وملونة وتوزيعها على صديقاتك أو قريباتك .. ولزيادة جمال تلك اللوحات يمكنك بروزتها ضمن إطار مزخرف وجميل ...
الفكرة السادسة :
أخيتي الفاضلة ... يمكنك صنع مطويات أو نشرات ووضعها ضمن لوحة وتعليقها على حائط غرفتك مثلا وهكذا كلما تأتي صديقاتك لزيارتك يقرأنها وينتفعن بما فيها من موضوعات دينية هادفة ... ويمكنك كذلك عمل مطويات صغيرة ( 5 سم × 5سم ) ووضعها ضمن باقة من الزهور وتعليقها عند باب غرفتك أو باب منزلك وهكذا يأخذ منها كل من يأتي لزيارتك...
الفكرة السابعة :
عزيزتي ... بمكنك أن تتفقي أنت ومجموعة من زميلاتك في الدراسة أو في العمل أو حتى جاراتك ... أن تتفقن على عمل مجلة دينية بسيطة ... فلنفترض مثلا أنكن ثمانية ... فلتكن منكن فتاتان مسئولتان عن تنسيق المجلة ... وخمس فيتيات مسئولات عن تحرير المجلة وكتابة المواضيع فيها ... وثلاث فتيات لتوزيع المجلة ... بعد نسخها وتصويرها ...
الفكرة الثامنة :(1/66)
يمكنك أن تكوني داعية مسلمة ... فتجمعي صديقاتك وقريباتك في اجتماع أسري جميل ... وتتحدثي لهن عن سيرة صحابية من الصحابيات رضوان الله عليهن ... وتتناقشي معهن في أهم النقاط التي تمس المرأة المسلمة في عصرنا الحاضر من خلال هذه السيرة .. واجعلي أسلوبك مشوقا وجذابا ... ويمكنك طرح أسئلة في نهاية الاجتماع ... وتحضير هدايا تعطينها لمن تجيب بشكل صحيح .. وتأكدي أن تكون معلوماتك من مصادر موثقة...
الفكرة التاسعة :
أخيتي الغالية ... لا تنسى أن سلوكك وخلقك النابع من تعاليم الإسلام السمحاء هو خير دعوة لقريناتك المسلمات وتذكير لهن بتلك السلوكيات الإسلامية السامية ...
الفكرة العاشرة :
أن تنشري هذه الأفكار العشرة بين من تعرفينه من صديقاتك وقريباتك ...
وتأكدي أخيتي المسلمة أنه بإذن الله ستنالين أجر ذلك عند الله مثوبة عظيمة وأجرا جزيلا ... ولا تنسي قول رسول الله المصطفى المختار : { لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ } .. كتاب الجهاد والسير حديث رقم (2787) صحيح البخاري
(15)
وسائل الدعوة إلى الله?
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وبعد .. فهذه رسالة فيها عصارة العصارة وخلاصة الخلاصة من التجارب الواقعية لمن يرغب ان يكون داعية الى الله ناجحاً وهي تخص الزوج والطفل في المنزل والمدرسة .
أولاً : مع الزوج(1/67)
1- اذا كان الزوج معتادًا على الاستماع لجهاز التسجيل فعلى الزوجة وضع مجموعة من الأشرطة الدينية المشوقة مع استبدالها عندما ينتهي الزوج من الاستماع اليها ويجب مراعاة مادة الشريط فيجب ان يكون موضوعه مباشرا مبسطا مناسبا لمستوى ثقافة الزوج ويستحب ان يكون موضوعه حول قصص واقعية أو عبر أو عظات او سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من المواضيع المشوقة ويجب تجنب المواضيع الفقهية والفتاوى لانها تشتت الفكر خصوصاً عند قيادة السيارة وقد ينتج عنه فهم مشتت يضيع الفائدة المرجوة منه .
2- سؤال الزوج عن بعض الأمور الدينية وفي حال عدم معرفته أجوبة للأسئلة فعلى الزوجة ان تطلب من الزوج البحث والسؤال عن الجواب لأنه باب للتثقيف في أمور الدين
3- إعانة الزوج على البر وصلة الرحم كتنظيم او تخصيص يوم في الأسبوع لزيارة الأقارب واستغلال المناسبات كالأعياد السنوية وشهر رمضان في زيارة الاقارب بدلاً من ضياع الوقت في الملاهي أو الأسواق .
4- التذكير والوعظ ( فذكر انما أنت مذكر ) وذلك بتذكيره كلما نسى أو أهمل شيء من الدين.
5- محاولة هدايته للدين وبيان أثر الإيمان والتدين على الحياة الدنيوية والآخرة كما في الحديث " .. أو زوجة صالحة تعينه على نصف دينه " .
6- كوني مفتاحاً للخير والصلاح كاستغلال كل وقت أو مناسبة وربطها بما يتعلق بموضوع المناسبة بحديث أو آية لأن هذا يشعر الزوج بأن كل صغيرة وكبيرة في حياته اليومية متعلقة بالدين مثل (آداب السلام - آداب المجالس - حقوق الجار - التعامل مع الزملاء في العمل .. الخ ) .
7- إذا كان الزوج مدخناً ، فعلى الزوجة أن تهديه شريطاً يبين آثار مضار التدخين على الصحة وأن الإسلام لم يوجب شرائع وفرائض على المسلم فقط ولكن اهتم بصحته وبسعادته وكلا الجانبين المادي والمعنوي .(1/68)
8- إذا كان الزوج يحرص على قراءة الصحف اليومية فعلى الزوجة توفير مجلة إسلامية مع الصحيفة لما في المجلات الإسلامية من مواضيع إسلامية قيمة مثل ( المجتمع - الأسرة .. الخ).
9- يفضل أن توفر الزوجة في الغرفة كتيبات صغيرة سريعة القراءة قوية التأثير لأن الإنسان بطبعه يمل الكتب المطولة أو المليئة بالإطناب أو التشبهات والكنايات التي يصعب فهمها .
دور المعلمة في الدعوة إلى الله تعالى :-
وهذه تجربة من الواقع حيث قامت إحدى المعلمات بنصح تلميذاتها يومياً عن طريق كتابة حديث شريف أو آية قرآنية أو أقوال السلف الصالح على لوحة الدرس في بداية كل حصة وهذا شيء جيد بحيث تنصح أكثر من 30 طالبة يومياً وطوال العام الدراسي وهذا معناه ان الطالبات يتعلمن الكثير من أمور الدين . كذلك قامت إحدى مدرسات التربية الإسلامية بتوزيع نشرات اسبوعية على جميع صفوف المدرسة بها نصائح وتوجيهات تفيد الطالبات .
دور الملتزمة في دعوة قريباتها إلى الله تعالى :-
اذا رأت أن إحدى قريباتها تذهب للصالونات النسائية فعليها بيان حكم ذلك لها لما في صالونات السيدات من مفاسد وأخطار وعليها أن تختار الوقت المناسب لنصحها فلا يكون بين الملأ أو وقت انشغالها لأن ذلك يضيع عليها الفائدة من النصيحة ، وإن كانت بها حساسية من النصح المباشر عليها أن تلجأ لطرق غير مباشرة كأن تضع كتب او نشرة فيها بيان لحكم الذهاب للصالونات النسائية في مكان تعرف انها تجلس فيه مثل غرفة الجلوس أو على التلفاز .
كذلك إذا كانت هناك ندوات تقام في إحدى المساجد النسائية عليها ان تقوم بأخذ أخواتها أو قريباتها لحضور تلك الندوة .
دور الداعية إلى الله في الدعوة في ألاماكن العامة :-
لو رأت منكراً في الأماكن العامة مثل ( الجمعيات التعاونية - الحدائق - الأسواق.. ) فعليها بالنصح المباشر للمسؤول أو توزيع نشرات في هذا المكان تكتب فيها عن المنكرات فيه وأثره وعقوبته .(1/69)
دور الداعية إلى الله تعالى مع الخادمة :-
إذا كان لديها خادمة غير مسلمة عليها ان تعرفها بالإسلام عن طريق الأشرطة والكتيبات المترجمة للغات عديدة وقبل هذا عليها ان تكون خير قدوة ومثال للإسلام في تعاملها مع الخدم وإعطائهم حقوقهم وحسن معاملتهم .
الدعوة الله تعالى مع الأبناء ( أطفال - بالغين ) :-
أولاً : الأطفال
1- يجب ان يربوا تربية إسلامية وذلك بغرس مبادئ الإسلام في نفوسهم فإن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر وذلك بتعليمهم قراءة القرآن الكريم وحفظه والمداومة على الصلاة وغيرها ، ولو كلفها ذلك ان تضع لهم محفظ او محفظة براتب شهري.
2- استغلال وقت لعبهم باللعب المفيد مثل التسالي الإسلامية مثل مسابقة الأسرع في حفظ سورة قصيرة من القرآن وغيرها .
3- تشجيعهم على حفظ القرآن عن طريق مكافأتهم عند نهاية الحفظ .
4- تعويدهم على العادات السلوكية الصحيحة مثل آداب السلام وآداب الطعام واحترام الكبار وغيرها.
ثانياً : الأبناء البالغين
1- تشجيعهم على القراءة والمطالعة مع عمل مكتبة منزلية تحتوي على الكتب الدينية والعلمية والتاريخية التي تثري ثقافتهم.
2- تشجيعهم على عمل مكتبة خاصة بهم لكي تتعرفي على ميولهم ومواهبهم وتقومين على تنميتها لتقدمي للأمة عقولاً متفتحة على العالم مثقفة واعية .
3- تعويدهم على الذهاب للمسجد وحضور صلاة الجمعة وحضور الندوات الدينية .
4- المشاركة في مسابقات حفظ القرآن الكريم في المدرسة أو على مستوى الدولة وغيرها .
والله الموفق ،،
(16)
أفكار دعوية للمرأة على الشبكة العنكبوتية?
مقدمة ::::
الدعوة إلى الله جل وتعالى هي التطبيق السلوكي والواقع العملي لهذا الدين وإعمار الأرض به .(1/70)
قال الله جل وتعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ..) وبغض النظر عن معنى (من) هنا هل هي للبيان أو للتبعيض ، لكن تفيدنا هذه الآية على المعنيين أهمية الدعوة ، وأهمية وجود هذه الطائفة ( طائفة الخير الداعين إليه ) .
والناس في هذا الباب - أعني باب الدعوة إلى الله - سواء ؛ في لزوم الإتيان به - ذكرا أو أنثى - كلٌّ على ما جبله الله عليه من الطاقة والفطرة ( فأتوا منه ما استطعتم )
ومن هذا الباب كان هذا الموضوع .
* لماذا المرأة ؟!
المرأة هي النصف الثاني من المجتمع - ولا يعارض في هذا من له عقل سليم - بل هي غالب المجتمع - وخصوصاً في هذا الزمن - هذا من جانب .
وجانب آخر هو أن قضية الدعوة إلى الله تعالى - وخاصة في الوسط النسائي - تعاني من ضعف في الطرح والاهتمام .
وجانب ثالث : هو أن المرأة أصبح لها وجود ملموس على هذه الشبكة - بغض النظر عن مدى أهمية وجودها من عدمه - المقصود أنه أصبح لها تواجد على هذه الشبكة ، بل إن بعض الدراسات تفيد أن مستخدمي الإنترنت من النساء يفوق عدد المستخدمين للانترنت من الرجال هذه الإحصائية لو ثبتت فهي مؤشر إنذار للمؤسسات التربوية والدعوية في عدم إغفال هذه الطائفة المتكاثرة ..
وجانب رابع أننا صرنا وللأسف الشديد نشهد على هذه الشبكة جَلَدَ الفاجرات على فجورهن وفسقهن جَلَدًا فاضحًا بعيدًا عن أقل درجات الحياء والعفة.
وفي الجانب المقابل نجد الصالحات العفيفات الثقات اللاتي لهن تواجد في الساحة عاجزات عن العمل لا يحركن ساكناً ، ربما يكون هذا العجز سببه عدم وجود أهداف أو عدم شعور بِعِظم مسئولية وأمانة تبليغ هذا الدين :: والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ أكثر ما يتعوذ من العجز والكسل لأنهما مفتاحا لكل شر !
من هنا وهناك كان لا بد من الاهتمام بقضية المرأة ( دعوياً وتربوياً ) من خلال هذه الشبكة.
* هذه الأفكار .!!
هذه الأفكار - جهد المقل - وهي أفكار من جهتين :(1/71)
الأولى : هي أفكار تفيد النساء من جهة تربية أنفسهن وتزكيتها ، وتثقيفها . ولعلها تكون مقتضبه نوعاً ما !
الثانية : هي أفكار تفتح للمرأة آفاقاً للمشاركة في ميدان الدعوة وتبليغ هذا الدين - خصوصاً على هذه الشبكة - .
** أفكار للترقية والكمال .
هي أفكار تستفيد منها المرأة في تربية نفسها - على وجه العموم - الترقي بالنفس في درجات الكمال ،ومن المهم أن أشير اليها على عجالة قبل الشروع في صلب الموضوع .
هذه الأفكار بعضها ذاتي ( من خلال المرأة نفسها ) وبعضها خارجي ( من خلال المجتمع والمؤسسات التربوية ) :
من الذاتية :
1 - إخلاص النية لله جل وتعالى : في كل شأن ، فالمرأة التي تدخل على هذه الشبكة - حتى تستفيد - لا بد لها من استحضار نية النفع والفائدة ، والحرص على تجديد هذه النية ومراجعتها حتى يكون دخول المرأة على هذه الشبكة له الأثر الواضح في التزكية على سلوك المرأة .
2 - الهدف ... نعم لا بد من تحديد الهدف ؛ والهدف الأسمى من أي عمل يقوم به العبد هو هدف العبودية الذي به ينال رضا الله جل وتعالى .
لكن لا بد للمرأة من أهداف مرحلية أو سمها أهداف ( وسائل ) للهدف الأسمى .. فلا بد أن يكون للمرأة هدف من دخولها، حتى لا يتشتت عليها جهدها ويضيع عليها وقتها في ضرب وخبط في أرجاء هذه الشبكة كالعيش في البيداء يقتلها الظما .. ..!
وبتحديد الهدف يكون الانطلاق ... وحين يغيب الهدف يغيب الهمّ والحس الدعوي .
ليكن لكِ أيتها الغيورة هدف من دخولك : هدف دعوي ، تعليمي ، تثقيفي ... وبقدر سمو الأهداف بقدر ما تزكو النفس وتتهذب .(1/72)
3- التنظيم ... تنظيم الوقت في الدخول لهذه الشبكة ، مع التوفيق بين المصالح الأخرى ، وأن تكون هذه الشبكة من جملة الاهتمامات لا أن تكون هي الاهتمام, هذا التنظيم يفيد في تربية النفس من حيث إشعارها بأهمية هذا الزمن وأنه أنفاس لا تعود ، وأن التفريط فيه يفوت على العبد مصالح كثيرة :: إن كانت مصالح زوجية ، أو دراسية ، أو اجتماعية .. وقد تكون مصالح شرعية واجبة .
هذه ثلاثة أفكار مهمة على الطريق أحسبها بمثابة قواعد الانطلاق والإبحار في هذه الشبكة الغور .
4 - على المختصين والمهتمين تخصيص شبكات ومواقع ومنتديات تهتم بشئون المرأة (دعويًا ، ثقافيًا، اجتماعيًا ، ما يخصها في ذاتها مما فُطرت عليه من حب الزينة والترفيه .. ) وفتح المجال لهن بالمشاركة.
5 - على المختصين من أهل التربية المساهمة في طرح البحوث والدراسات ( ميدانية كانت أو شرعية أو اجتماعية ..) التي تزيد من وعي المرأة وثقافتها .
ونموذج على ذلك : ما طرحه بعض الغيورين على هذه الشبكة من مشاريع أبحاث تخص المرأة : تجدونها على هذاالرابط :
http://www.saaid.net/female/index1.htm
للمرأة .. أفكار دعوية على الشبكة العنكبوتيه !!
هذه الأفكار قد تستفيد منها المرأة في سبيل المشاركة في ميدان الدعوة من خلال هذه الشبكة ... فمن هذه الأفكار :::
1 - الكتابة في المنتديات والشبكات الإسلامية ، مع الحرص على اختيار المنتدى المناسب - مناسب من خلال وضوح منهج المنتدى وهدفه ، ومن خلال القائمين عليه من يكونون؟!- حتى لا تعرض المرأة نفسها لشبهات أو متاهات ثقافية فكرية أو اجتماعية ، أوغير ذلك من الشوائب التي عجّت بها ساحة الانترنت .
2 - عمل ملفات ( ثقافية ، دعوية ، ترفيهية ، اجتماعية ) وذلك عن طريق الجمع من خلال المنتديات وما يكون على الشبكة مما يهم المرأة . أو عن طريق الجمع الشخصي والجهد الذاتي من خلال التنقيب بين بطون الكتب وفرائدها .(1/73)
3 - تنزيل ملخصات أشرطة إسلامية أو كتباً إسلامية على الشبكة ، فالمرأة أكثر ما تكون في بيتها لا تخرج ، فلو أنها استغلت فترة وجودها في بيتها بتلخيص بعض الأشرطة الإسلامية أو الكتب المهمة، وتنزيل هذه الملخصات والكتب .
4 - رصد المشاكل النسائية مع البحث عن الحلول لها بسؤال المختصين والعلماء والدعاة والبحث في ذلك وعمل ذلك في ملفات نسائية .
5 - أن تستغل المرأة تخصصها في سبيل خدمة الدين ، وذلك بالمشاركات المتميزة في مجال تخصصها . وتطويع هذه التخصصات للعمل لهذا الدين .
إذ أن المشاركات الذاتية أبلغ أثرا في نفس القارئ ، بمعنى حين تكون المشاركة مجرد نقل( قص + نسخ = لصق ! ) ، فإن ذلك قد يعطي القارئ نوعا من عدم الاهتمام بالمكتوب ، أما حين تكون المشاركة ذاتيه بمعنى أن تكون من بنيات الفكر ومن خلال اهتمام ذاتي وتخصص فإن هذا يعطي المقال احترامًا وتقديرًا لدى القارئ ، كما أن فيه صقلا للمواهب وإخراجاً للمكنون .
6 - عمل مجلة نسائية مقروءة على الشبكة توضع في المنتدى .
7 - التعقيبات والردود على الأطروحات ، إذ ينبغي أن يكون الرد لا لمجرد الرد ، وإنما يكون ردّا يخدم الفكرة المطروحة من خلال إثراءها لا إطراءها فحسب ، أو من خلال نقدها نقدا صحيحا بنّاء.
8 - من خلال برنامج المحادثة الصوتية ( بال توك ) تستطيع المرأة أيضًا أن تبلغ الرسالة المؤتمنة عليها، وهاكنّ بعض هذه الأفكار :
أ - المشاركة المسجلة ، والحرص على أن تكون المادة المسجلة غير مكررة أو تكون مادة صوتية جديدة ، أو تكون مادة صوتيه ذات هدف تريد أن توصله المشاركة للحضور .
بعيداً عن الاختيارات العشوائية للمادة المسجلة .. !
أقول أن المرأة - وحتى الرجل - يستطيع أن يوصل فكرة ما من خلال تجميع بعض المواد المسجلة التي تعرض لهذه الفكرة مرتبة في الطرح مميزة في الطرح . مثال :
الفكرة : تحبيب القراءة عند الآخرين .(1/74)
هذه فكرة تعدّ لها المرأة إعدادًا مميزًا من خلال جمع بعض المواد الصوتية التي تعالج هذه الفكرة من خلال الأسباب والعوائق والمظاهر والوسائل والحلول .. على أن يًراعى في طرح المادة المسجلة اختلاف الأصوات ، بمعنى أن لا تختار شريط واحد مثلا يعالج هذه الفكرة ، بل تقوم بتجميع أكثر من مادة صوتية ترتبها ترتيبا منطقيا لتخرج بفكرة متكاملة وبأسلوب مميز تتخله الفائدة والمعلومة والطرفة .
ليس شرطاً أن تعرض كل ما جمّعته من خلال مشاركة واحدة بل تقسّم المشاركة على حلقات في نفس اليوم أن كان يحتمل .
هذا الأسلوب يفيد المرأة شخصيا في الجد والاهتمام في البحث والتحصيل ، ومن ثم يفيد الآخرين بفائدة ماتعة جداً .
ب - احتواء النساء الجدد الداخلات للغرفة بمراسلتهن عبر الخاص ، ودعوتهن وعرض الحق عليهن بالأسلوب الأمثل ، وأن لا نكتفي بالانكفاء والانغلاق على أنفسنا أو على مجموعة معينة فحسب فإن الدعوة عن طريق هذا البرنامج هيمن باب البلاغ العام الذي ينبغي أن يكون لكل طبقات الناس وفئاتهم .
أما قضية التخصص أو الاختصاص - أعني الانزواء بمجموعه معينه فقط والاكتفاء بها -فإن هذا البرنامج لا يخدم ذلك ، وليس ذلك بحكمة ، وإنما أقول ولا أزال أقول أن الدعوة إلى الله من خلال هذا البرنامج إنما هي من باب البلاغ العام لا من باب الدعوة الخاصة .
فاحتواء الجدد من الداخلات للغرف الإسلامية واحتوائهن للغرف النسائية الخاصة مطلب مهم - على أن يكون الأمر بنوع من الحرص والدقة - .
ج - المراسلات عبر الخاص ( المراسلات النسائية ) بعض الإخوة يحلوله أن يسميها (الاستراحات البالتوكية ) .. هذه الرسائل التي تحوي كلمات قليلات لكنها ذات أهداف ، ولنركز في كونها ذات أهداف بمعنى أن لا تكون رسائل عشوائية فقط بل رسائل لها أهداف مرحلية تحقق فكرة ما .(1/75)
بمعنى أن تحرص المرأة أن يكون عندها قائمة من أسماء النساء اللاتي يدخلن إلى البال تك - أياً كانت هذه المرأة - وعلى هذه الداعية أن تقوم بتصنيف هذه القائمة إلى ( ملتزمة غير ملتزمة ) - تعرف هذا من خلال الحوار معها ومن خلال هذه الحورات تستطيع أن تحدد الداعية الفكرة التي تريد أن تحققها في مجموعة ما .. عندها تكون رسائلها الخاصة (الاستراحات ) مركّزة حول خدمة هذه الفكرة وهذا الهدف ، وهكذا لا تزال هذه المرأة الداعية في اجتذاب أكبر عدد ممكن من النساء في قائمتها وتصنيفهم على ما وضح ،- ومقصد التصنيف هو تحديد الهدف - ..مع مراعاة أن هذه الرسائل للنساء .. بمعنى أن لا تراسل الرجال بهذه الاستراحات، وأن تقتصر في رسائلها هذه على الجانب النسائي المتواجد بكثرة .
د - استغلال الفترات غير النشطة في أوقات المشاركات المفتوحة لوضع ما يفيد الزوار من خلال ما أشرت إليه في الفكرة ( أ ) .
هـ - التخصص في النقل المباشر خطبة الحرم المكي والمدني ، وإن لم يكن مباشرا فيكون مسجلا يعرض في موعد ثابت في الجدول ، ينسق في هذا مع مشرفي الغرفة .
و - اللوحة العامة (التكست العام ) مجال فسيح أيضا للدعوة بالتذكير من خلال ( ما نشيتات دعوية) بأسلوب رائق ،على أن يراعى في هذا التذكير مناسبة الحال والزمان ..
ز - إخراج المسابقات الثقافية والإعداد لها على أن تكون مادة المسابقة مثلا لدرس كان في الغرفة ، أو لموضوع ما ، فتجهز هذه المسابقة وتعد إعدادًا هادفا غير عشوائي ثم تسلم لأحد المشرفين لطرحها.
ح - في الغرفة يحدث غالباً أن يدخل أحد الناس ليسأل عن حكم شرعي ما في مسألة ، ولا يكون هناك شيخا متواجدًا، فلو انبرت لمثل هذه الفرائد من الأسئلة بعض الأخوات وسجلتها وعرضتها في وقت لاحق على أحد أهل العلم ممن يزورون الغرفة لكان في هذا نفعا .
** تنبيهات ** ** تنبيهات ** ** تنبيهات **
- الاستشارة :: فما خاب من استخار ولا ندم من استشار .(1/76)
- مسألة القصد القصد .. والفطنة الفطنة !!
- التنسيق الجماعي بين الأخوات أو مع مشرف الغرفة .
- الهمة الهمة .. والجد الجد .. واعلمي أن قيمة كل امرئِ ما يحسنه !
- التعاون أدب شرعي ومطلب ملح في باب الدعوة إلى الله ( واجعل لي وزيراً من أهلي )
- أن تحرص المرأة أشد الحرص على ضبط العلاقة بالآخرين من خلال هذه الشبكة - أياً كان هذا الآخر - !
- أن لا تنسى المرأة وهي تدخل على هذه الشبكة ما جُبلت عليه من الحياء والعذرية ، فلا تسلك ما يفسد هذه الفطرة كالمجادلات والمهاترات التي تستجري الألفاظ غير اللائقة ، أو غير ذلك من الأحوال التي تشين صفة الحياء عند المرأة .
هذه جملة من الأفكار .. وإن كانت ليست هي كل الأفكار .... كما أني لا أزعم أنّي أتيت بجديد إنما هي أمور نعلمها جميعا لكن طرقتها من باب الذكرى والذكرى تنفع المؤمنين . والحمد لله رب العالمين.
مجالات المرأة الدعوية
سُئلت المربية الفاضلة والداعية الناصحة / خولة درويش ,
عن كتابها الماتع ((مجالات المرأة الدعوية)) وهو من إصدار دار المحمدي بجدة, وما نصيحتها وتوجيهاها للداعيات, فكانت منها هذه التوجيهات الرائدة نفع الله بها:
* تحدث الكتاب عن دور المرأة المسلمة, وعن المساهمات التي يكمن أن تقوم بها, ليكون فيها الخير لدينها ولأمتها.
وإذا كان الإسلام قد أعلى من منزلة المرأة, وأناط بها مسؤولية الرجل, فلماذا تركن إلى الخمول والدّعة في كثير من الحالات؟!
ولماذا رضيت بتقليص دورها كمربية وداعية؟!
ولماذا تحجم عن الواجب, وهي تجد الحيرة تلف نفوس التائهات وهنّ يتهافتن على العبّ من ألوان الملذات؟!
ولماذا تفسح المجال للناعقين والناعقات, ليتاجروا بما يسمى حقوق المرأة, وهم الذين ينهلون من منابع الغزو الفكري الغربي الهدّام؟! في الفكر والثقافة؟!
* فللمرأة المؤمنة عزيمة صادقة للعمل الدعوي, وعليها أن تبحث عن المجالات المناسبة لتمخر بها عباب عملها العظيم...(1/77)
لذلك كان هذا البحث خطة إرشاد ودليل عملي، يقدم الأولويات في عصر تتلاطم فيه أمواج الأفكار والمعتقدات...
واعتمدت الباحثة على: الكتاب والسنة وكتب السلف الصالح ومسيرتهم العطرة في مواد هذا الكتاب.
إضافة إلى ما يناسب من كتب المعاصرين الذين عاشوا هموم الإسلام, وكتبوا في أمور الدعوة إلى الله.
فإذا تساءلت الأخت المؤمنة المخلصة: عن البرامج النافعة, وما المجالات المناسبة, وما أجدى السبل للوصول إلى هدفنا الجليل؟
فإن هذا الكتاب سيجيب على تساؤلاتها ـ بإذن الله ـ .
* المرأة المخلصة, خير من يتوجه بالدعوة إلى بنات جنسها وهو واجب شرعي عليها أن تقوم به حسب طاقتها وإمكانياتها.
عليك أختي المسلمة: أن تتحلي بالعلم النافع والعمل الواعي مهتدية بكتاب الله وأحاديث المصطفى ( عليك واجب مهم في الذب عن دينك, وإزالة الركام الشائن من المنكرات, فترشدين التائهة وتنصرين المحقة, تقومين بذلك ابتغاء وجه الله لا تنتظرين جزاءً ولا شكورًا.
فالمرأة المسلمة عضو فعال مؤثر في المجتمع, تنشر فكرها بحكمة وبصيرة.
إنها داعية تؤثر في أبنائها وزوجها, وتزرع الخير حيثما حلت بين أقاربها وجيرانها وفي مجتمعها بأسره, من طالبات تدرسهن فتعلم الجاهلة وتأخذ بيد الطائشة, فيفوح شذا كلامها فتعم الفائدة, ويعم الإيمان قلوب الجميع.
* أختي المسلمة: ساهمي في تعليم النسوة المهارات اللازمة فترقى الأسر المسلمة والمجتمع الإسلامي بأسره.
تعاوني مع أخواتك من الداعيات في تبليغ الدعوة الصالحة لبنات جنسك, وليكن تركيزكن على صفاء العقيدة, وإقامة العبادات ونشر الأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد، واللباس الساتر الشرعي فالضوابط الشرعية مهمة في خروج المرأة من بيتها, وخلال عودتها إليه, والمرأة الداعية لا تهمل تربية أبنائها, وحقوق زوجها وأسرتها بحجة الدعوة العامة, فلنعط كل ذي حق حقه.(1/78)
* فالمرأة المسلمة عضو نافع في المجتمع، يُهمها أمره، يسُرها سروره ويقُض مضجعها آلامه, واختص البحث مجالات المرأة الدعوية في بيتها ومع أقاربها وبنات جنسها في كافة المجالات المتاحة شرعًا, منهن أمهات المستقبل, وصانعات الأجيال المؤمنة الواعية.
* وفي الكتاب أوردت الكاتبة نماذج رائدة للداعية المسلمة, وذلك من سيرة أمهاتنا الداعيات أيام السلف الصالح, تذكرها بالاقتداء والعبرة, فتكون دافعًا للعمل الصالح, بعيدًا عن الخرافة, والادعاء الزائف.
وكلما ذرت رؤوس الفتنة, ضاعفت الداعية جهودها لدفنها في موضعها .. بحكمة وعلم وجدية...
* أختي المسلمة الداعية: لا تتقيدي بالمظاهر الفارغة من وسائل الحضارة التي شملت الكثير من مظاهر حياتنا, تأخذ حقها بحدود الشرع, على ألا تكون الموضة المتجددة هدفنا, ولا الإسراف والتبذير غايتنا, والله من وراء القصد.
* وقد جاء الكتاب في ( 250 ) صفحة / من القطع الكبير ( نفع الله به ... آمين )
والحمد لله رب العالمين,,,
(17)
رؤية مستقبلية للدعوة النسائية?
الناظر إلى الأحداث التي تعصف بالأمة بعين البصيرة المتأملة وقلب المشفق النصوح يدرك تماماً الأهمية الكبرى للإصلاح والتقويم الذي يرتكز على هدى من الله تقوم أسسه على اتخاذ الدعوة إلى الله منهجاً ووسيلة نحو غاية التغيير إلى الأفضل والرقي نحو المعالي وتعبيد الناس لربهم تبارك وتعالى.
وفي صفوف النساء، يبتهجُ القلبُ بجهودٍ رائعةٍ في الدعوة إلى الله تزخر بها الساحات، فمن أنشطة في المؤسسات التعليمية، إلى إطلالة متميزة في عالم القلم والصحافة، إلى جهود محتسبة في تعليم القرآن، ومحاضرات ودروس تشهد إقبالاً كبيراً، وملتقيات قوية تقوم بها مؤسسات دعوية رائدة.(1/79)
وأولو النظرة المتزنة يلتفتون إلى الماضي متعظين، ويعيشون الحاضر قانعين، ويستشرفون المستقبل متفائلين، تصحيح الأخطاء السابقة، وتطوير الأعمال الحالية، وتصحيح كل زلل والزيادة من كل خير، فكانت هذه النظرة الاستشرافية لمستقبل ذي تأثيرٍ قوي، وإصلاحٍ أعمق، وجهودٍ أوسع، مرتكزة على علمٍ وافر وعمل دؤوب، واعتباراً بسنن الله في الكون كما يقول الله تعالى: { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(138)}.
فإن دراسات المستقبل وما تقدمه من رؤية ثاقبة ذات أبعاد مبنية على أسس وأوليات تعطي نتائج متوقعة إلى حد كبير يعتمد على الدقة والواقعية في تحديد الأهداف ورسم الاستراتيجيات والاستفادة من معطيات الحاضر بأقصى درجة لقيادة المستقبل ويمنحنا هذا الاستشراف القدرة على المقارنة الواعية بين النتائج التي تنجم عن اختيارنا وبين التي تتم ونجد أنفسنا فيها دون استعداد يذكر.
والمستقبل لا يمكن القفز إليه، بل لا بد من اتخاذ الحيطة والاستعداد له منطلقين من رؤية علمية استوعبت تجارب الآخرين، وانطلقت من ثوابت ورؤى تكفل الاطمئنان إلى نجاحها وسداد وجهتها.
ومن أهم ما تقدمه دراسات استشراف المستقبل هو التعرف على إمكانيات الصف الإسلامي في ظل الظروف الحالية وما يمكن أن نحافظ عليه منها وما يمكن أن نتنازل عنه، كما يجب أن نعيش الواقع بكل زواياه ونتعرف على خطط المواجهة، ونعد لذلك خططاً للتطور مستفيدين من كل المكتسبات والقوى الداخلية والخارجية، مع عدم إغفال حال الطوارئ، وما يواجهه المستقبل الدعوي من تحديات، وما يفرضه ذلك من تدريب وإعداد من شأنه أن يقلل الخسائر، ويفتح أعيننا على أهمية تنويع مواردنا المالية وأنشطتنا الدعوية، وتكثيف الاستثمار في التربية الإبداعية لأجيالنا القادمة.(1/80)
وتتجه هذه الإستراتيجية إلى تأصيل هذا الوعي الاستشرافي ليقوم على نهج علمي، وتنميته لينتقل من دائرة المعرفة إلى دائرة الفعل الذي يقود تخطيطنا وأولويات مشاريعنا وسلوكنا واختياراتنا، فهو أساسي في المنهجية التي لا بد أن يربى عليها الأجيال القادمة.
ويتوجه العمل في المجال النسوي إلى:
ـ الاهتمام بنظم المعلومات المتقدمة وخدماتها التي تتيح التواصل الفعال.
ـ أن تتضمن لقاءاتنا تعميق الوعي بحدود إمكانياتنا وقدراتنا ومستقبل أمتنا، ليس في حدود البلد الواحد وإنما على مستوى العالم.
ـ التنسيق مع المؤسسات المعنية الدعوية والإعلامية والثقافية والاجتماعية لتنمية التعاون المستقبلي والإفادة من كل الطاقات.
ـ العناية بالدراسات المستقبلية، ودراسات خطط التغيير التي يتزعمها الغرب سعياً لإضعاف التمسك بالقيم الإسلامية كاتفاقية القضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة، والشرق الأوسط الكبير وعولمة الثقافة الغربية ودراسة وسائل التنفيذ المزمع العمل بها لتكوين حصانة قوية لدى الجيل.
ـ ضرورة المبادأة والاقتراح لتغيير المجتمع الغربي ودعوته إلى الإسلام بإعطاء النموذج الإسلامي الذي تقبله النفوس وتسعد به البشرية.
واقع الدعوة النسائية وميادين العمل:(1/81)
المتأمل للدعوة النسائية يجدها في بداياتها، إلا أنها قفزت قفزات كبيرة، ففي الحين الذي سبقتها الحركات النسوية الليبرالية من قوى عظمى لا تخطو تلك الحركات خطوها المؤمل منها في كثير من البلاد الإسلامية! تقول ليلى الأطرش: وبمنتهى الصدق نقول إن استراتيجيات المرأة للوصول إلى البرلمان بالمنافسة أثبتت فشلها، ولم تؤد إلى نتيجة فاعلة رغم كل ما بذل من جهد ورغبة حقيقية منذ مؤتمر بكين وحتى اليوم.. (عن صحيفة الدستور الأردنية 23/6/2003م). بينما المتابع للمناشط الدعوية يجد الإقبال الكبير عليها رغم ضعفها من حيث التنظيم والتنظير مع ضعف الحصيلة العلمية والقدرة الخطابية مما يؤكد الرغبة والمتابعة الشغوفة للخطاب الإسلامي.
ولعلي أعرض في هذه الورقة وباختصار جوانب من واقع العمل الدعوي في الأوساط النسائية، مع استشراف ما يمكن القيام به في المستقبل.
المدارس النظامية والجامعات:
انطلقت الدعوة النسائية من الجامعات والكليات حيث كانت تتأسس الصحوة في المصليات وقاعات الدرس، وأثمرت بعد بضع سنين كوادر متحمسة استطاعت أن تبني فكراً وتوجد تياراً قوياً واعياً فاعلاً على قدر من التدين، بالرغم من المؤثرات الإعلامية الفضائية والصحفية. وهي بهذا تعتبر أحد أهم المجالات الدعوية يجتمع فيها ما يزيد على المليون فتاة من شتى أنحاء البلاد، من فئة عمرية مهمة وحيوية، فلا نحتاج إلى تكلف في الوصول إليها، إنما نحتاج الخطاب وقوة التأثير وتعدد الوسائل، وتفهم للحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية!
يقترح لمستقبل هذا المجال ما يلي:
ـ الاهتمام بالأنشطة الثقافية في الكليات بصورة مؤسسية.
ـ الحرص على بناء المدارس والكليات النموذجية التي توفر التعليم الحديث، مع الحرص على وضع البرامج التربوية المركزة المحددة الأهداف المتنوعة الوسائل، ويمكن الاستفادة من سهولة الحصول على التراخيص والعائد المادي منها لإقناع التجار الطيبين بالمساهمة الفاعلة فيها.(1/82)
ـ الاهتمام بالبرامج العامة واستغلال المناسبات، كاليوم المفتوح والمعارض، والقيام بجهود دعوية إبداعية تهتم بأماكن تجمع الطالبات، ولا تقتصر الأنشطة داخل جدران المصلى كما هو الحاصل، بل إن الخروج للأماكن العامة للطالبات يشكل مفاجأة وإثارة تجذب نفوس الفتيات.
ـ التركيز في المستقبل على المناظرات والحوارات المفتوحة مع أولي العلم والبصيرة والمربين، والصبر على الآخر، فالمناظرات كانت وما زالت وسيلة قوية لدحض الشبه وإنارة البراهين، إلى جانب ما لها من قرب عاطفي من المخالف وسماع لرأيه، فكم سيكون التأثير قوياً لو تم الإعلان ـ مثلاً ـ عن مناظرة للحديث عن خطر الفضائيات أو العلاقات العاطفية غير الشرعية، أو غير ذلك من الموضوعات التي لا أدري لم أصبحنا نغفل علاجها أو نتناولها برتابة ونمطية جامدة؟!
ـ العناية القوية بتأهيل المعلمات والمديرات، وخصوصاً القائمات على الجهود الدعوية في المدارس والكليات، واحتضان أصحاب المواهب والقدرات الفنية، وذلك من خلال توجيه إداري واع، واستقطاب لأولي الخبرة في الإرشاد والشورى، وإقامة دورات وتبادل التجارب بين المحاضن للاستفادة من النجاحات وتصحيح الأخطاء ومواطن الضعف.
ـ الالتفات إلى وسائل التأثير مباشرة، كالوعظ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر العلم الشرعي، خصوصاً في أبواب العقيدة والفقه، فالتوازن مطلوب بين إشغال أوقات الفتيات بالنافع من الوسائل غير المباشرة، وبين إصلاح الذات وتربية النفس بالوعظ والتذكير والعلم الشرعي، كما لا ينبغي أن يميت الواقع في أنفسنا الاهتمام بالقضايا الكبيرة، كالحجاب وتحرير المرأة، بل علينا بذل الجهد في التخطيط والتنسيق لأعمال دعوية مؤثرة فيها.
مدارس تحفيظ القرآن الكريم:(1/83)
انتشرت مدارس التحفيظ وتوجه النساء إلى حفظ كتاب الله وتعلم أحكامه، فمثلاً في مدينة الرياض يدرس أكثر من 45000 طالبة في 300 مدرسة في حين لم يتجاوز عدد المدارس خمسا فقط قبل عشرين عاماً، ومع أن هذه المدارس لا يتجاوز دوامها الساعتين إلا أنها بالغة الأثر؛ لأن أغلب الدارسات أقبلن برغبة وإخلاص. فإذا التفت أهل العلم والدعوة لهذه المدارس فإنها ستثمر (بإذن الله) كوادر ذات علم وأثر في المجتمع.
ولضمان مستقبل أكثر إشراقاً، خصوصاً في ظل توقع أن يتم تحجيمها، فأقترح التالي:
ـ التفكير في احتمالات تقليص عددها وتحجيم دورها، ووضع الاستراتيجية المناسبة،وذلك من خلال بناء مؤسسات اجتماعية تعني بتعليم كتاب الله.
ـ انتقاء عدد من المتميزات من الطالبات، وإعطاؤهن دروساً خاصة في المهارات التي تحتاج لها الداعية كفن الإلقاء، وطرق إعداد البحوث، وكيفية التأثير في الآخرين، وفقه السيرة... إلخ؛ ليكن نواة ينفع الله بهن في أماكن دراستهن النظامية أو أماكن عملهن في المستقبل.
ـ تدريب الطالبات بعد إعدادهن في مجاميع أقل سناً أو خبرة أو علماً. وهذا يتطلب تشجيع لقاءات خاصة بالمراهقات وغير ذلك.
الصحافة والإعلام:
أثبتت المرأة الداعية إلى حد ما قدرتها على النجاح في العمل الصحفي الموجه واتباع أصوله، والحرص على السبق الصحفي، والإثارة الإعلامية، وجذب الجمهور، وأساليب ذلك.
تحتاج المرأة في الصحافة إلى توجيه قوي من أصحاب الخبرة والتعليم الأكاديمي العالي في مجال الإعلام، لمعرفة أسباب الضعف وطرق التطوير، خاصة مع كثرة المتطوعات وهاويات العمل في هذا المجال، ويقترح عمل دورات تأهيلية للمنسوبات، والتركيز على الحديث عن هموم واقعية يومية للمجتمع، بعيداً عن مثاليات ضخمة أو غير ذات جدوى، إضافة إلى التفاعل مع الأحداث والمناسبات، وإبراز الجهود الدعوية في كل مكان، تبشيراً ونشراً لأخبار الخير.(1/84)
تجدر الإشارة إلى وجود انتعاش في الحركة الدعوية النسائية، حيث برزت مجلات ناجحة أسهمت في بناء الكوادر الدعوية كالأسرة والمتميزة وأسرتنا وحياة، وغيرها، لكن ما تزال بحاجة ماسة لدخول المرأة الداعية الصحفية في الصحافة اليومية التي تدخل كل بيت وعمل، للصدع بالآراء النيرة التي تمثل لسان الغالب من نساء مجتمعنا المحافظ. ونحتاج في المستقبل إلى تكثيف المشاركة الإعلامية في مختلف الوسائل الإعلامية، ولا بد من أجل الوصول لذلك إلى وجود مراكز تدريب صحفية تشرف عليها الأخوات الإعلاميات المتميزات، يكون هدفها توجيه مجموعة من النابهات المتميزات في طرحهن الفكري، وإمدادهن بالأدوات اللازمة في مجال التواصل الإعلامي، ويمكن كذلك التفكير في تحويل بعض المجلات النسائية إلى أسبوعية وإصدار صحف يومية تعني بالشأن النسائي. كما يمكن التفكير في إنشاء قنوات فضائية موجهة للمرأة، تقوم النساء على إعداد برامجها كاملة ويقوم الرجال بتقديمها. كما أن من الأفكار: إنشاء مكتب صحفي يرعى إنتاج المربيات ويتولى تنسيق وصوله إلى معظم وسائل الإعلام.
المؤسسات الخيرية الإغاثية:
لم تكن المؤسسات الإغاثية في السابق متوجهة لخطاب المجتمع النسائي لهذا الحجم الذي نراه اليوم، ولم يعد سراً أن مؤسسات كثيرة نجحت من خلال السماح بإقامة أنشطة نسائية فأصبحت محاضن قوية التأثير كبيرة الجهود رغم الخبرة القصيرة. ولا بد من التأكيد على وحدة الهدف والتآخي والترابط، فَيَد الله مع الجماعة، وأن تسلم من "الغيرة" و "الاستئثار" و "التنافس غير الشريف"، وهذه نقطة مهمة ينبغي مراجعتها في كل آن!!
يقترح لهذا المجال:
ـ إقامة اتحاد نسائي يجمع العاملات في الجمعيات الخيرية الطيبة في كل أنحاء المملكة، وذلك يتطلب التدرب على العمل الإداري وغيره من المهارات اللازمة لإقامة التجمعات الشعبية.(1/85)
ـ التواصل مع الجمعيات النسائية الإسلامية العالمية وإقامة مؤتمرات مشتركة ولقاءات،وغير ذلك.
ـ تولي شؤون الدعوة إلى الله بين النساء بشكل عام، ربطاً بين المؤسسات؛ لتبادل الخبرات والتجارب وتلافي مواطن الضعف.
ـ حرص القائمات عليها على النفوذ وصناعة القرار في مسيرة المرأة بشكل عام، كإصدار البيانات والشفاعة.
ـ عمل خطط واضحة واقعية للطوارئ من قبل هذه المؤسسات بشأن قضية المرأة، والتفكير في منابر أخرى في حال تعرضت هذه المؤسسات للإغلاق، وهذا أمر متوقع.
ـ العناية بتأهيل الداعيات المحاضرات، واحتضان المواهب وتربيتها لمستقبل يشوبه الغموض والتوجس، خاصة في قضية المرأة، وصناعة الفتيات لغد يكن فيه منارات هدى ساطعة وجبال مقاومة راسخة!
ـ تشجيع العمل التطوعي لكثير من الفتيات والنساء - ولو عن بعد - ونشر مفهوم العمل التطوعي؛ ليكون رافداً، فليس ممكناً أن تصل هذه المؤسسات إلى كل مكان لخريجات الجامعات من المتفوقات في الدراسات الشرعية، استفادة من خبراتهن وحماسهن لمستقبل دعوي أفضل.
ـ إلقاء أضواء إعلامية عبر الصحافة اليومية على جهودها، فمن المؤسف أن هذه الأعمال الضخمة الرائعة لا تحظى بتغطية إعلامية.
ـ ضرورة ارتباط العمل الإغاثي بالدعوة؛ لتحقيق الهدف الذي من أجله أنشئت المؤسسات الخيرية.
ـ العناية بالدعوة في أوساط المرأة الريفية.
المؤتمرات والمحاضرات:
تطور الحس النسائي فأصبحت المرأة تنظم اللقاءات الدعوية، وقد فاجأ الإقبال على هذه الملتقيات الجميع، فكان عدد الحضور من النساء يفوق المتوقع..
وهذا مجال آخر مبشر بقوة الحركة الدعوية بين النساء. يقترح لتطوير هذا المجال:
ـ اشتراط القوة العلمية والخطابية والمعرفة الواقعية للداعية، وتطوير ذلك.
ـ الاهتمام بالفئات العمرية والشريحة الاجتماعية المقبلة على المحاضرة، والتي غالباً ما تكون من كبيرات السن أو ربات البيوت، ومن أهل الخير عموماً.(1/86)
ـ الحرص على رسم خطوات علمية توجه النفس للتغيير، فلا يكفي الحديث العاطفي المجرد عن القضية، بل لا بد من تخطيط عملي تضيء خطواته الداعية للحاضرات.
ـ رفع المستوى العلمي للحاضرات، بالاهتمام بأمور العقدية بأدلتها، والأحكام الفقهية، وأعمال القلوب.
ـ إنشاء مؤسسة نسائية لترتيب المؤتمرات واللقاءات إذ إن من الملاحظ أن الترتيبات تستهلك جهوداً كبيرة.
ـ تنشيط إقامة هذه المؤتمرات في كل المناطق حيث تنحصر في مدينتين أو ثلاث.
ـ استضافة متحدثات من الخارج؛ تحقيقاً لعالمية الرسالة وإشعاراً للترابط القائم على العقيدة بين المسلمات، وكذلك استفادة من الخبرات.
ـ تنويع الموضوعات بحيث تتفاعل مع الأحداث، والبعد عن التكرار، مع ضرورة التواصل الشرعي.
التأليف العلمي:
بالنظر إلى دخول المرأة في مجال الدراسات العليا في المجال الشرعي والدعوي أستطيع أن أقول: إن المرأة حققت تطوراً في هذا المجال، إلا أنه ما يزال حبيس الأرفف.. ورهن الدرجات العلمية.. لذا فأقترح على المعتنين بالشأن الدعوي تكوين لجنة لفرز الرسائل العلمية ومكاتبة الباحثين لنشرها والاستفادة من الباحثات في المجال نفسه، وأقترح تكوين هيئة أو مؤسسة أو تجمع للباحثات بحيث يكون رابطة لهن يستفدن، بعضهن من بعض، ويعين بعضهن بعضا على اختيار الموضوعات، وغير ذلك. وأقترح كذلك إنشاء دار نشر نسائية تهتم بالتأليف للمرأة والتنظير لها، ويمكن أن تكون نواة لمركز دراسات وبحوث نسائية.
الحِلق الخاصة واللقاءات الاجتماعية:(1/87)
مع ظهور الميل إلى التجمعات الأسرية ووجود الداعيات من النساء بدأت الدعوة تنتشر في أوساط عامة النساء عن طريق توجيه محاضرات ومسابقات ثقافية لا تخلو من فائدة علمية. إضافة إلى الحلق التي تعقدها بعض المتميزات ذات الظروف الخاصة. فأقترح تكوين ملتقيات أو ما يسمى "صوالين" للتربية والتعليم لدى عدد من المتميزات علمياً وأدبياً، مع ضرورة التنوع؛ فلا يكون التركيز على الناحية الشرعية.. فقط بل يوجه إلى إعداد الشاعرة والكاتبة والأديبة.
الجاليات:
توجه عدد من الداعيات إلى الجاليات غير العربية بالدعوة، فوجهن الخطاب الدعوي بلغات مختلفة لشريحة عريضة من المجتمع، مما أثمر وعياً لدى عدد من النساء، ولكن لا يزال دون المستوى المطلوب، وحبذا لو عملت دراسة تبين أثر العناية بهذا النوع من الدعوة في هذا الوسط، سواء في أوساطهن التي تعيش بيننا أو في بلادهم بعد رجوعهم لها.
مراجع وكتب تهم الداعيات
م
اسم الكتاب
المؤلف
الناشر
1
20 حافزاً على عمل الخير
خالد بن عبدالرحمن الدرويش
دار الوطن
2
30 وقفة في فن الدعوة
عائض القرني
-
3
50 نصيحة إلى كل معلم ومعلمة
عصام يوسف القعيد
دار الوطن
4
92 وسيلة دعوية
إبراهيم بن عثمان الفارس
دار الوطن
5
أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة
د. حمد بن ناصر بن عبد الرحمن العمار
مركز الدراسات والإعلام دار إشبيليا
6
أسس منهج السلف في الدعوة إلى الله
فواز بن هليل بن رباح السحيمي
دار ابن القيم - دار ابن عفان
7
الأفكار التربوية للمدارس 1/10
صالح بن عبدالرحمن القاضي
دار الوطن للنشر
8
أفكار للداعيات 1/4
هناء بنت عبدالعزيز الصنيع
المؤلفة
9
أفكار للمبدعات
هناء بنت عبدالعزيز الصنيع
المؤلفة
10
أفكار للمتميزات
هناء بنت عبدالعزيز الصنيع
المؤلفة
11
أفكار مقترحة لأنشطة مختلفة في المدارس
صالح بن عبدالرحمن القاضي
دار الوطن
12
إلى القائمين بوظيفة الرسل
عبد الله بن عبدالحميد الأثري
دار ابن خزيمة
13(1/88)
إلى متى هذا الخلاف ؟
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-
14
الأنشطة الدعوية في المملكة العربية السعودية
د. صالح بن غانم السدلان
دار بلنسية
15
أيها الطبيب ، كن داعياً
أم المقداد
دار الوطن
16
تربية الشباب - الأهداف والوسائل
د. محمد بن عبد الله الدويش
مدار الوطن
17
تنمية المهارات الشخصية والدعوية
زاهر أبو داود
الأندلسية - مركز الراية للتنمية الفكرية
18
جهود المملكة العربية السعودية في الدعوة إلى الله تعالى في الخارج من خلال الجامعة الإسلامية 1/2
د. عبد الله بن صالح بن عبدالله العبود
عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية رقم الإصدار 58
19
الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
الجريسي
20
دروس وتوجيهات في الدعوة والدعاة
أ.د. سعود بن عبد الله الفنيسان
دار العاصمة
21
الدعوة الإسلامية - الوسائل والأساليب
محمد خير يوسف
دار طويق
22
دعوة إلى السنة في تطبيق السنة منهجاً وأسلوباً
د. عبد الله بن ضيف الله الرحيلي
-
23
الدعوة إلى الله أهميتها ووسائلها
حمود العصيمي
-
24
الدعوة إلى الله تجارب وذكريات
الشيخ سعيد بن مسفر القحطاني
دار طيبة
25
الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة
د.محمد تقي الدين الهلالي
مكتبة الصحابة
26
الدعوة إلى الله في السجون في ضوء الكتاب والسنة
د. عبدالرحمن بن سليمان الخليفي
دار الوطن
27
الدعوة إلى الله في ميادينها الثلاثة الكبرى
محمد بن حامد آل عثمان الغامدي
دار الطرفين
28
الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة
لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
دار الوطن
29
رسالة إلى الدعاة
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-
30
الزموا سفينة النجاة
الشيخ صالح بن حميد
-
31
سلسلة مدرسة الدعاة 1/2
د. عبدالله ناصح علوان رحمه الله تعالى
دار السلام للطباعة والنشر والترجمة
32
ضوابط في الدعوة إلى الله
عبدالله بن عبدالحميد الأثري
دار ابن خزيمة
33
غراس السنابل 183 طريقة للدعوة النسائية
عبد الملك القاسم(1/89)
-
34
فتح آفاق للعمل الجاد
الشيخ فهد العماري
-
35
فقه الخلاف بين العلماء
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
-
36
فقه الدعوة في المجتمعات النسائية
أناهيد السميري
دار الخير
37
فن التعامل مع الناس
د . عبد الله الخاطر
-
38
في البناء الدعوي
أحمد الصويان
-
39
كن داعياً
المكتب التعاوني بالسلي
المكتب
40
كنوز تفقدها الداعيات
أمية الإسلام
-
41
كيف تؤثر في الناس وتمتلك قلوبهم
خالد أبو صالح
مدار الوطن
42
كيف ندعو إلى الإيمان في عصرنا
د . مهدي حكمي
-
43
كيف نعالج المنكرات
تأليف الشيخ سعد بن سعيد الحجري
دار ابن خزيمة
44
مسؤولية المرأة في الدعوة
أسماء الرويشد
-
45
مسائل في الدعوة والتربية
الشيخ محمد المنجّد
-
46
مشكلات وحلول في حقل الدعوة 1/2
تأليف عبد الحميد البلال
مكتبة المنار الإسلامية
47
معالم في منهج الدعوة
الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد
دار الأندلس
48
مقاصد أهل الجنة في ضوء الكتاب والسنة
خالد الشايع
-
49
الملتقى التربوي 1/2
جاسم المسلم
دار المعالي - المؤتمن للتوزيع
50
من يدعو هؤلاء
خالد أبو صالح
مدار الوطن
51
منهج الشيخ ابن عثيمين في الدعوة إلى الله
جمع وترتيب أيمن الصاوي
مكتبة ابن عباس
52
منهج علي بن أبي طالب في الدعوة إلى الله
والاستفادة منها في العصر الحاضر
د. سليمان العيد
-
53
واجبنا نحو الجاليات الوافدة
الشيخ صالح بن غانم السدلان
-
54
وسائل الدعوة
د. عبدالرحيم بن محمد المغذوي
دار إشبيليا
55
الوصايا العشر - مبادئ في الجهاد والدعوة
عبدالرحمن عبد الخالق اليوسف
دار التقوى
إضافة إلى الكثير الكثير من كتب العلماء والدعاة والمصلحين تجدها في المكتبات وعلى مواقع الشبكة العالمية .
الهوامش
الموضوع
المصدر / الكاتب
(1) المرأة والدعوة
فاطمة سعد الدين أحمد ــ المدينة المنورة
(2) أين أنت أيتها المرأة الداعية؟
إعداد:سلافة عثمان.
(3) كيف تكونين داعية ناجحة
كاتب المقال: الشيخ سلطان بن عبدالله العمري.(1/90)
المصدر: موقع ديننا ( بتصرف ) .
(4) كلمات عظيمة عجيبة من زوجة الداعية
موقع المفكرة الدعوية
(5) دور زوجة الداعية مع زوجها
الشيخ يحيى اليحيى
(6) فقه الدعوة في المجتمعات النسائية
كتاب( كلنا دعاة )
(7) عقبات العمل الدعوي
د. فالح الصغير
(8) المرأة الداعية..كيف تنجح في دعوتها
كتاب( كلنا دعاة )
(9) توجيهات ونصائح للمرأة الداعية
موقع المفكرة الدعوية
(10) الداعية الصامتة...لماذا
هناء الصنيع
(11) 25 تجربة دعوية نافعة في تحرير المرأة..من رجس الشيطان
موقع المفكرة الدعوية
(12) وسائل وأفكار لدعوة النساء
كتاب( كلنا دعاة )
(13) إلى كل داعية ...توقفي الآن
موقع المفكرة الدعوية ــ أجنادين
(14) عشرة أفكار دعوية للفتاة المسلمة
شبكة أنا المسلم
(15) وسائل الدعوة إلى الله
إعداد : عواطف العازمي
(16) أفكار دعوية للمرأة على الشبكة العنكبوتية
منتديات ناصح مستشارك للسعادة الأسرية
(17) رؤية مستقبلية للدعوة النسائية
د. رقية بنت محمد المحارب
مكاتب توعية الجاليات بمنطقة الرياض
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
البطحاء
014030142
014059387
20824
2
الربوة
014916065
014970126
29465
3
البديعة
014330470
014301122
24932
4
غرب الديرة
014391942
014391851
154488
5
الشفا
014222616
014221906
31717
6
النسيم
012350195
01301465
51584
7
الروضة
014922422
014970561
87299
8
السلي
012410615
012411733
1419
9
سلطانه
014240077
014251005
92675
10
أم الحمام
014884496
014827489
31021
11
العزيزية
012821800
012821800
155
12
شمال الرياض
014704466
014705094
87913
13
الدرعية
012240811
012240811
70032
14
السويدي
014360071
014360071
مركز دعوة الجاليات بالمنطقة الغربية
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
مكة المكرمة
025360594
025360594
3774
2
مكة - الصناعية
025206558
025206558
20208
3
المدينة المنورة
048220825
048220825
4
الطائف
027344388(1/91)
027360822
4155
5
شرق جدة
026200005
026240398
102137
6
فرع الحمراء - جده
026656994
026632478
11203
7
مشرفة - جدة
026731754
026731147
15798
8
الصناعية - جده
026369549
026365051
32628
9
السلامة - جدة
026828888
026828888
6897
10
البلد - جدة
026479897
026479897
11
العزيزية
026760452
026731325
بعض مندوبيات الدعوة والإرشاد بجدة
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
أم السلم
026244801
026231011
2
بحرة وتوابعها
025914579
025914579
3
بريمان
026280034
026280034
مكاتب دعوة الجاليات بالمنطقة الجنوبية
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
أبها
072240038
072240038
253
2
خميس مشيط
072378821
103/2211706
51332
3
خميس مشيط - البلد
072223314
072330438
2558
4
محايل
072855582
072855770
555
5
بللسمر
072822700
12/072822700
29
6
بيشه
076222474
076200610
350
7
أحد رفيدة
072611216
072612324
442
8
ظهران الجنوب
072551259
072551259
124
9
المجاردة
072800012
072800012
10
بارق
072826168
072835435
2043
11
الباحة
077254564
077254564
12
ثلوث المنظر
072823236
072950801
13
نجران
075221468
14
جازان
073221296
15
شرورة
075321338
16
بحر أبو سكينة
072411610
072411610
17
مكتب المدينة العسكرية
072510070
072511716
مركز توعية الجاليات بالمنطقة الشرقية
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
الدمام - السوق
038320004
038320005
3865
2
الدمام
038272772
038272772
31131
3
الخبر
038875444
038824240
4
الأحساء - الهفوف
035866672
035874664
2023
5
الأحساء - المبرز
035851080
035851080
11127
6
الجبيل
033613626
033626600
1580
7
بقيق
035622163
035661562
55
8
رأس تنورة
036670520
036680800
418
9
النعيرية
033731257
033732212
288
10
الخفجي
037674763
037674840
158
11
حفر الباطن
037230040
037226320
1132
مراكز دعوة الجاليات بالمنطقة الشمالية
م
اسم المكتب(1/92)
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
حائل
065310116
065432211
2843
2
عرعر
046610513
046610513
875
3
القريات
046424089
046427123
755
4
تبوك
044211315
044211170
2267
5
العلاء
048841205
048842247
188
6
ينبع
043223717
043223717
112
مراكز دعوة الجاليات بالمنطقة الوسطى
م
اسم المكتب
الهاتف
الناسوخ
ص.ب
1
بريدة
063248980
063245414
142
2
بريدة - الصفراء
063830072
063821620
877
3
عنيزة
063644506
063625406
808
4
الرس
063333870
063390590
656
5
البكيرية
063359266
063360534
292
6
الزلفي
064225657
064224234
182
7
المجمعة
064323949
064311996
102
8
الدرعية
014860606
014860284
70032
9
الدلم
015410029
015410029
1190
10
الخرج
015440662
نفسه تحويله107
29
11
القويعية
016530761
016520534
60
12
شقراء
016222061
016221711
152
13
الدوادمي
016423636
01642203
159
14
السليل
012414488
012411733
15
المذنب
063420815
16
عفيف
017221624
017221624
69
17
وادي الدواسر
017842292
017842294
18
الأفلاج
014682034
014827489
017842294
19
حوطة بني تميم
015550533
015552745
? فاطمة سعد الدين أحمد ـ كاتبة سعودية ـ المدينة المنورة
? إعداد : سلافة عثمان
? كاتب المقال: الشيخ سلطان بن عبد الله العمري, المصدر:موقع (ديننا) بتصرف.
? المصدر: موقع ( المفكرة الدعوية )
? للشيخ/يحيى اليحيى , (نقلا عن موقع "مجلة الملتقى")
? من كتيب (فقه الدعوة في المجتمعات النسائية) تأليف:أناهيد السميري/نشر دار الخير للنشر والتوزيع بجدة
? د.فالح الصغير/المصدر:موقع (لها أون لاين) بتصرف يسير
? كتاب (كلنا دعاة) ص141
? المصدر: موقع ( المفكرة الدعوية )
? كتاب (أفكار للداعيات)تأليف:هناء الصنيع/تقديم: فضيلة الشيخ عبد الله الجبرين
? المصدر: موقع ( المفكرة الدعوية )
? كتاب (كلنا دعاة) ص 45
? المصدر: موقع ( المفكرة الدعوية )
? المصدر: شبكة أنا المسلم
? إعداد : عواطف العزمي(1/93)
? المصدر: منتديات (ناصح مستشارك للسعادة الأسرية)
? د. رقية بنت محمد المحارب/ المصدر:موقع (لها أون لاين)
??
??
??
??
7
كوني داعية(1/94)