ثم يتساءل الباحث: كيف لم يتنبه أحد، وقد ناهز عمر التحليل النفسي الفرويدي سبعين عامًا؟! وكيف لم يتنبه أحد إلى هذا الأمر؟! وكيف فاتت هذه العلاقة بين الفكر التحليلي ###43### والفكر الصهيوني جميع من شغلهم التحليل النفسي: من تابعوه ومن نقدوه.
ويقول: إن مفاهيم التحليل النفسي، قد قدمت في أواخر القرن الماضي في إطار علماني؛ ثم ما لبثت الأبواق الخفية والمقَّنعة للدعاية اليهودية والصهيونية أن أحاطت هذا الفكر وصاحبه بهالة من النزاهة الفكرية، منعت حتى أعنف معارضيه من أن يستريبوا حتى في أصوله، وإن أنكروا مفاهيمه، ذلك على الرغم مما تسرب في كتابات فرويد وأصحاب فكره من عبارات تكشف عن يهودية صهيونية واضحة التعصب.
وقد فات مدلول هذه العبارات الأكثرين من الناس، حتى رفعت الصهيونية العالمية كل الأقنعة التي تتستر وراءها، وظهرت واضحة لا خفاء فيها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من ناحية؛ وحتى انصرف أحد أبنائها "دافيد باكان" ينقب في حفريات التراث اليهودي الصهيوني محاولا الربط بينه وبين الفكر الفرويدي.(61/10)
ويقول: إن الفكر الفرويدي المنبعث أصلا من التراث اليهودي والصهيوني، كان يهدف أساسًا إلى تقويض الأسس التي تقوم عليها حضارة الغرب، وإن هذا الفكر لم ترد به أية ###44### دعوة انحلالية صريحة "وكذلك الوجودية" وإنما كانت الإيحاءات الانحلالية تتخلل المفاهيم الفرويدية، ثم قامت أجهزة الإعلام الصهيوني بتقديم هذه المفاهيم لتنظيم الأدب والفن على نحو يغري الناس بالتحلل، وييسر لهم سبيله، والمعروف أن الدعوة الفنية، وخاصة إذا مست "قيمًا" يحرص الناس على بقائها، قد تكون أشد فاعلية في زعزعة إيمانهم بها من الهجوم الجريء السافر عليها. ويلاحظ الدكتور صبري جرجس أن التحليل النفسي "الفرويدي" يكوَّن لدى أصحابه وحدة عضوية وأيديولوجية، إما أن تقبل كلها، أو ترفض كلها، ولا سبيل فيها إلى التجزئة، ثم يصل من ذلك إلى الحقيقة التي تقول: بأن هناك علاقة أكيدة بين نظرية فرويد "في النفس" التي هزت الفكر الإنساني كله، وأثرت فيه، وبين الصهيونية ومخططاتها، وإن هذه النظرية وتطوراتها تسير جنبًا إلى جنب مع المخطط الصهيونية، وأن التحليل النفسي الذي ابتدعه فرويد مع ظهور الحركة الصهيونية منذ سبعين عامًا، لم يكن علمًا مجردًا، ولكنه وثيق الصلة في جوانبه المرضية والحضارية معًا بالفكر اليهودي الصهيوني الذي ظهر في التراث منذ عهد التوراة وما بعدها.
###45### وأنه من أجل ذلك سخرت الصهيونية اليهودية حربها الإعلامية والدعائية لنشر مفاهيمه والدعوة له في أوسع نطاق مستطاع، حتى أصبحت الفرويدية من أقوى العوامل أثرًا في التوجيه الفكري والخلقي لعالم الغرب.
وقد كان فرويد يهوديًا قحًا، وعضوًا عاملا وفخريًا في بعض منظمات الصهيونية، وصديقًا شخصيًا لهرتزل أبي الصهيونية.(61/11)
وعندنا أنه لا يستبعد أن يكون قد دخل عمله ضمن مخطط البروتوكولات لأنه جرت الإشارة إليه فيها على أنه دعامة من دعامات الخطة إلى تدمير العالم والسيطرة على الأمم والمجتمعات العالمية عن طريق هدم قيمها وأخلاقياتها.
ويقول الدكتور صبري جرجس أخيرًا: "إن العلاقة العضوية والمصيرية، والمصلحية بين اليهودية والصهيونية والاستعمار الإمبريالي من ناحية، وبينها وبين التحليل النفسي الفرويدي من ناحية أخرى، قد جعلت من الحركات الثلاث "ثالوثًا" قوامه العنصرية، وروحه الاستعلاء، ووسيلته الإفساد، وهدفه الاستغلال، وهو بشكل يواجه البشرية ومستقبلها"
ويمكن العودة إلى ما دعت إليه الصحافة الصهيونية في ###46### أعقاب عدوان يونيه 1967 حين طالبت بالمزيد من الحرب النفسية ضدنا، ودعت إلى استخدام علم النفس الفرويدي بشكل أعمق وأدق؛ وذلك لأن علم النفس علم يهودي، وخليق باليهود بصورة تجعلهم أقدر الناس على استخدامه.
وقد تبين في وضوح أن تعاليم فرويد تؤازر الدعوة التلمودية إلى إشاعة الفاحشة في الناس ومعارضة التعاليم الدينية التي تدعو إلى ضبط الغرائز ومغالبة الشهوات وإرساء القيم الأخلاقية، وهي أساس من أسس الفلسفات الحديثة التي تدعو إلى إطلاق الغرائز وإشعالها بالفنون واستثارتها بالصورة والكلمة والملابس.
وقد نبذت بلاد كثيرة طريقة فرويد في العلاج النفسي والعقلي، وأعلنت فساد نظريته التي ترد كل الاضطرابات النفسية إلى أسس جنسية بحتة.
وقال الدكتور ناثان كلاين، الطبيب النفسي السوفيتي: إن هذه النظرية ليست سوى معول هادم لعقول الشباب، ومخدر مميت لنفوس أبناء الشعب، وهو يرجح عليها نظرية إيفان باملتوف التي ترى أن البيئة هي المسؤول الأول عما يصيب الإنسان من انحراف نفسي وعقلي.
والإسلام يرد كلا النظريتين، ويرى أن كلا منهما ترتكز ###47### على واحد من جملة عوامل هي مصدر الإرادة الإنسانية.(61/12)
8- وفي أخطر نظرية قدمها فرويد أثبتت الأبحاث التجريبية خطأه وفساد رأيه، وهي مسألة الطفولة، وما يدور حولها، فقد أعلن فرويد بأن معارضة رغبات الطفل في صغره ومحاولة الأهل في أن يروضوه على النظام وأصول السلوك تؤثر في تصرفاته إذا كبر.
ولذلك فإنه يجب أن يترك الطفل حرًا بدون توجيه حتى لا يكون ذلك مصدر تعرضات وعقد في حياته.
وقد روج علماء النفس والتربية لهذه النظرية على نحو اتخذ منها وسيلة لهدم أصول التربية وبناء الشباب تحت تهديد وهمي، غير أن العلماء الذين قاموا بإحصائيات وتجارب في البيئة نفسها، تبين لهم فساد هذه النظرية وعدم جدواها، وأن بعض العلماء الأمريكيين أعلن بعد دراسات طويلة بضرورة استخدام الضرب كوسيلة لتقويم الطفل، وقيد الضرب؛ وقد التقى في ذلك بعلماء المسلمين القدامى، أمثال الغزالي وابن خلدون والقابسي.
كذلك دعا إلى أخذ الأبناء بالرفق واللين حتى لا يكون نقدهم مصدر الإحساس بالحيرة والقلق، وهو ما دعا إليه علماء المسلمين أصلا.
###48### وقال: إن مسلك الطفل لا يتأثر بعامل واحد كما ذكر فرويد، ولكنه يتأثر بعدد كبير من العوامل، منها: البيئة والوسط والحالة الاجتماعية، فلا سبيل لإخضاع الطفل إلى نسق واحد.
وقد أجرى الدكتور اسكندر توماس عددًا من البحوث بمعرفة فريق من الأطباء النفسيين، انتهى منها إلى أن نظرية فرويد لم تكن مطلقة، وأنهم درسوا في تجربتهم أحوال 158 طفلا غير منحرفين، منهم الفقراء والأغنياء، وقد نشأ الأولاد أصحاء مستقيمين بالرغم من القيود القاسية في تربيتهم، ودل ذلك على أن مسلك الطفل لا يتأثر بالتوجيه الأبوي، ولا بالزجر أو بالضرب.(61/13)
كذلك أثبتت الدراسات العلمية بما لا يقبل الجدل أن الدافع الجنسي يأتي في مرتبة أدنى من كثير من الدوافع الأخرى كالدافع إلى الهواء أو الشراب أو المال. ثم إن هذا الدافع الجنسي يخضع للتربية والتوجيه، بمعنى أننا نستطيع تربية الإنسان على العفة بحيث يضبط دافعه الجنسي، ويتحكم فيه.
وبذلك تكون العفة أمرًا ليس ممكنًا فحسب، بل ضروريًا، كذلك أثبتت الأبحاث أن هناك تنظيمًا طبيعيًا ###49### للشهوة في الإنسان بحيث يستطيع كثير من الوسائل كالرياضة الجسدية أو الروحية أو الشعر أو الموسيقى أن تستوعبه.
كذلك قال الباحثون: إن دعوى فرويد الأساسية هي أن المرض العصبي "العصاب" ينشأ عن أمور جنسية طفولية مكبوتة، ولكن البحث أثبت أن الأمور الجنسية الطفولية المكبوتة ليست وقفًا على الذين ... أصيبوا بعصاب في وقت ما في حياتهم، ولكنها موجودة عند كل إنسان، وتشكل عاملا هامًا في حياته.
وهكذا نجد أن ما دعا إليه فرويد من أن الطفل يعاني مما أسماه كبت الميول الجنسية، ليس إلا أكذوبة، أراد بها تبرير الإباحة، وأثار بها الخوف في النفوس حتى يحول بين إعداد الشباب وتربيتهم وإعدادهم إعدادًا خلقيًا، وأن ما يرمي إليه من ترك الميول حرة تسلك سبيلها إلى ما تشاء، وأن ييسر لها هذا السبيل ليس إلا دعوة صريحة إلى الإباحية.
9- وقد تختلف المذاهب الغربية عن الماركسية في تفسير فرويد، ولكنهما يجتمعان في الواقع عند المادية والجبرية، ونظرية فرويد هي كالجبرية.
ووجه الخلاف الوحيد هو أن نظرية فرويد في نظر الماركسيين، وضعت لتبرير النظرية الفردية وحذفها، غير أنهم ###50### يرون أن فرويد عامل هام يحقق أهدافهم في تحطيم المقدسات، وتلويث المجتمعات، وتصوير القيم والحدود، والضوابط الدينية والأخلاقية على أنها قيود ابتدعها المجتمع لحماية ذاته، فإذا تحطمت، كسبت الماركسية نصف المعركة. ولا ريب أن المخططات كلها ملتقية، وأن الماركسية تتصل بنسب إلى الفرويدية.(61/14)
وتلتقي الماركسية والفرويدية في أكثر من نقطة، وأهمها: النظرة المادية والحيوانية إلى الإنسان، تلك النظرة التي تنفي الجوانب الروحية والمثل العليا والأخلاق، وتؤمن بعالم الجسد وحده، وبالواقع الذي تدركه الحواس وحده، ولكنها تختلف مع الماركسية في تقديم أيهما: لقمة العيش، أو الجنس.
وهكذا نرى أن أبرز تفسيرين للتاريخ والإنسان، وهما الاقتصادي والجنسي مصدرهما يهودي، والإسلام يرفض خضوع الإنسان للتفسير الاقتصادي أو الجنسي أو المادي جملة. والمعتقد أن الفكر الإنساني قد تجاوز هذين التفسيرين تمامًا بعد أن تمزقت النظريتان بالتناقضات، وثبت فشلها بالتجربة، مما أكد عجزهما عن البقاء والاستمرار.
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ/ أنور الجندي(61/15)
محاذير وأخطاء في مواجهة إحياء التراث والترجمة
الأستاذ أنور الجندي
يهدد الفكر الإسلامي خطران مزدوجان هما خطر إحياء التراث الإسلامي على ذلك النحو الذي تزيفه قوى التغريب والغزو الثقافي وتشارك فيه مفاهيم الفكر المادي والوثني والإباحي لتخرجه من مفاهيمه وأصوله أو تحجب أصالته وتذهب بضوئه الناصع ونوره الساطع.
وتلك الخطة المسمومة التي قامت عليها الترجمة من الآداب الأجنبية والفكر الغربي قد نقلت إلى آفاق الفكر الإسلامي واللغة العربية حصيلة ضخمة من الترجمات القصصية المكشوفة والمفاهيم المادية الملحدة ولذلك فقد حق على كل باحث مسلم أن يواجه هذين التيارين مواجهة صحيحة ليكشف عن أخطارهما ومحاذيرهما.
التراث الإسلامي
إن محاولة احتواء التراث الإسلامي تجرى في ثلاثة ميادين:
في نوعية بعثه.
في طريقة إحيائه.
في أسلوب تفسيره.
فهي لا تترك حركة إحياء التراث على وجهها الصحيح ولكنها ترفض انبعاث جوانب معينة منه، ليست هي بالطبع أجودها، ولكنها أشدها سوءاً، إن محاولات الانبعاث التي يقوم بها (التغريب والغزو الثقافي) يستهدف انبعاث تراث الفلسفات والفكر الباطني والوثني والمذاهب المنحرفة والمتحللة وخاصة ما يتعلق بالشعر الإباحي والفكر الفلسفي الصوفي وتتجاهل عامدة مختلف الجوانب الأصيلة. كذلك فهي تحاول إحياءه بإعادة كتابته على نحو يغاير تمام المغايرة ما استهدفه أصحابه أولاً وما هو في حقيقته وذلك باستخدام أسلوب الاتكاء على بعض النصوص واستخدامها استخداماً خاصاً لكي تحقق شيئاً ليس هو في الحقيقة واقع الأمر، كما تغضي إغضاء شديداً عن جوانب هامة لأنها لا تتفق مع الوجهة التي يقصد إليها المتطلعون إلى الأحياء.
(ويبدو ذلك واضحاً في كتابات طه حسين للفتنة الكبرى)(62/1)
أما أسلوب تفسير التراث فإن هناك محاولات لإخضاعه لغير مذهب من المذاهب المطروحة في أفق البحث العلمي وكلها غريبة عنه، ومنها المنهج المادي والمنهج الاقتصادي والمنهج الماركسي والصهيوني. وكلها مذاهب تقف من تاريخ الإسلام ومن تراثه موقف خصومه، وتهدف إلى تزييفه والإدالة منه (تفسيرات عبد الرحمن الشرقاوي وأحمد عباس صالح ومحمد عمارة).
كان الغرب يعرف عظمة هذا التراث ويعرف الآثار البعيدة التي تقدمه لهذه الأمة إذا ما تحقق إحياؤه على الوجه الصحيح وعرف المسلمون ما هي الجوانب التي تبعث، لقد شارك التراث في مختلف ميادين الأدب والفقه والعلوم التجريبية والكلام والفلسفات والتربية والاقتصاد والاجتماع والسياسة.
ولأن الغرب استطاع أن يسيطر على هذا التراث وأن ينقل ذخائره إلى مكتبات الغرب فلقد استطاع أن يقول أن المسلمين ليس لهم منهج في العلوم وكذلك استطاع الغرب أن يحيي تراث الإباحيين من الشعراء والمنحرفين من رجال التصوف والغلاة من الفلاسفة والباطنيين بينما لم يكن هذا هو التراث الذي ينشده المسلمون ليدفعهم إلى الأمام.
وهناك تلك المحاولة التي يرمي بها الغرب إلى إحياء تراث الوثنية اليونانية والجاهلية العربية والمجوسية الفارسية والأساطير والخرافات، ومع هذه المحاولى ينكر التغريبيون تراث الإسلام الذي هو أقرب زمناً وأكثر أصالة وأصدق استجابة للنفس الإسلامية وللفطرة الإنسانية.
وإذا تحدثوا عن التراث قالوا قولتهم الظالمة إن الأموات يتحكمون في الأحياء غير مفرقين بين تراث الميراث القائم بالحق: والقرآن والسنة، وبين عمل البشر الذي جاء تفسيراً لهذين النيرين.(62/2)
وما كان المسلمون يوماً عبيداً لتراثهم ولكنهم كانوا يستهدفون به ويأخذون هذه التفرقة بين الميراث الرباني وبين التراث الذي صنعه البشر من حيث أن تراثهم كله بشري، ولكنا نحن المسلمين نفرق بين التراث والميراث أما الميراث الذي قدمته لنا رسالة السماء بالوحي وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو ليس موضع بحث، وأنما هو الأساس المكين والمنابع الأصيلة والقيم الأساسية للكيان الإسلامي في وجوده كله، ويجيء التراث الذي كتبه علماء المسلمين كاشفاً ومفسراً وموضحاً لذلك الميراث ؤفي مواجهة تغيرات العصور واختلاف البيئات فهو ضوء كاشف نأخذ منه ونترك، فضلاً عن أن هذا التراث قد دخلته دخائل كثيرة نتيجة ما كتبه الزنادقة والملاحدة وأصحاب الأهواء ودعاة الفرق، فهذا نحن ننظر فيه في ضوء الميراث الأصيل فإن وافقه قبلناه وإن عارضه نبذناه ولدينا في هذا الميراث والتراث كل خصائص أمتنا وحاجاتنا في مجال التشريع والسياسة والاجتماع والتربية، فلسنا في حاجة إلى المناهج الوافدة لتقدم لنا في منهج الحياة ونظام المجتمع شيئاً، ذلك أن خلافاً عميقاً واقعاً في الأساس بين المجتمع الإسلامي والمجتمع الغربي من ناحية العقائد والأخلاق والقيم والمفاهيم الإنسانية والبشرية، ونحن في هذا نؤمن بما جاء به كتاب الله: {يريد الله أن يبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم}.(62/3)
ولاريب أن هذه القيم الأساسية في مجال المجتمع والأخلاق التي صنعها الإسلام وربى عليها الأجيال: جيلاً بعد جيل لا تزال حية في النفوس وفي أعماق القلوب يتلقاها الأبناء عن الآباء عن طريق القدوة والمثل، وهي تحكم سلوكنا 0وتنظم حياتنا قوامها هذه اللغة وهذه العقيدة وصلات الأبوة والبنوة الزوجية والقيم الخلقية ومفاهيم الحلال والحرام كلها تضرب جذورها في ماضي سحيق، هذا هو التراث الحي الذي يريد الغزو الفكري أن يقتلعه، ويريد خصوم الإسلام والمسلمين أن نتخلى عنه، بينما هو من أساس البناء "وقد بقي حياً لأنه صالح للحياة ولن يستطيع الحاضر أن يحكم عليه بالموت لأنه لا يجد ما هو خير منه ولأنه متقبل من الفطرة والعقل، سائر مع الحياة".
وليس في هذا معنى السلطان المطلق للماضي على الحاضر فليس كل الماضي سوءاً وليس الماضي بهذه الأصالة معوقاً عن النهضة بل إن الأمم التي تفقد موروثاتها الثرية ومنابعها الأصيلة لا تستطيع أن تبني بديلاً منها مهما استطال بها الزمان وتظل عاجزة عن اللحاق بركب النهضة أو اقتعاد مكانها في موكب الحياة.
وليس أدل على أصالة تراثنا من شهادة الأجانب والأعداء له:
حيث يقول هاملتون جب: إنه ليس في وسع العرب أن يتحرروا من ماضيهم كما فعل الأتراك وسيظل الإسلام أهم صفحة في هذا السجل الحافل إلى درجة لا يمكن أن يغفل عنها الساعون إلى إنشاء مثل عربية عليا.
ويقول مفماير: لن ينفصل العرب عن الماضي المجيد في التاريخ الإسلامي، وليس من الممكن أن يحدث في هذه الأقطار شيء يشبه ما حدث في تركيا. بل إن استعادة هذا الماضي وتجدد الحديث عنه هو أحد العوامل في حركة البعث الوطني والديني. إن حركة بعث الإسلام لا يمكن أن تنقطع أو توقف لأن الناس في حاجة إليها فهي أحد مقومات نهضتهم الحقيقية.(62/4)
ويؤكد هذا المعنى كثيرون يؤمنون بأن الشرقيين لا يمكن أن تصبح لهم حياة عقلية من غير ثراثهم الذي ينتمي إليهم ويصطبغ بصبغتهم، فقد يمكن أن نجعل العلم الطبيعي تراثاً شرقياً أو غربياً بأية صفة من الصفات وغير ممكن كذلك: إن نجعل العلم الرياضي تراثاً ينتسب إلى الشرقيين أو إلى الغربيين وإنما يقوم تراثهم على مالهم من أشعار ومواعظ وأمثال وآداب وقواعد سلوك وفي طليعة روح العقائد وما يصاحب ذلك من فقه وشريعة ودين.
ولقد كانت القيم الأصيلة دوما وفي كل مكان من بلاد المشرق عاملاً على حفظ الشخصية الوطنية من الذوبان والانهيار.
ولقد ظل ما يجري تجديده من الفلسفات والفكر الباطني والتراث الصوفي الفلسفي وكتب العصور المعاصرة والانحلال الاجتماعي (كألف ليلة والأغاني) وكتب المذاهب الهدامة والحلول والاتحاد من التراث الموفوض.
فنحن لا نقبل بمفهوم الباعثين للتراث الشعوبي تحت اسم الأدب أو الوجد الفني أو أي مفهوم من مفاهيم الأهواء المضلة ومقياسنا هو الإسلام وحده وهو الحكم في مختلف مجالات البحث فكل ما يختلف عنه فهو من الشعوبية مهما حاول الدعاة إلى بعثه وزخرفته وتزيينه وتصويره على أنه فن أو شعر أو أدب ولاريب أن كل المعتقدات الفاسدة التي أخذت طريقها إلى الشعراء أو النثر أمثال ابن الفارض أو نثر ابن عربي أو الحلاج أو السهر وردي أو غيره فهي كتابات باطلة ليست من تراث الإسلام الأصيل.
ولقد كانت كتابات زكي مبارك في التصوف وزكي نجيب محمود في أدب الباطنية وتراث الزنادقة والشعوبية وإحياء طه حسين لتاريخ الأساطير الجاهلية وإضافتها إلى السيرة أو كتابته عن علي ومعاوية وما تلا ذلك من كتابات عبد الرحمن الشرقاوي وغيره، كل هذا من إحياء التراث الفاسد المضلل الذي يراد به الهوى والذي يحقق غايات بعيدة ترمي إلى إقامة الأساطير مرة أخرى أو إشاعة الإسرائيليات وتجديدها في الفكر الإسلامي الحديث.(62/5)
ونحن ننكر الدعوة القائمة على الفصل بين ماضي هذه الأمة وحاضرها تحت اسم الفكر العربي الحديث، أو الفكر المصري الحديث. وهي كلمات زائفة، فلقد قام الفكر الإسلامي المعاصر على امتداده الطبيعي منذ نشأة الإسلام، وكذلك قام الفكر الغربي المعاصر على أساس التراث الروماني واليوناني مستمداً منه أبرز قيمة ودعائمه محاولاً الارتباط به والاتصال بالرغم من أنه انفصل عن هذا التراث الإغريقي ألف عام، أما العرب والمسلمون فإنهم لم ينفصلوا عن تراثهم وقيمهم يوماً واحداً ولم يزل حاضرهم استمداداً لماضيهم، وقد انتهى الإغريق والرومان ومع ذلك فقد أحيا الغرب تراثهم، أما التراث الإسلامي فإنه ممتد ومتصل فهو تراث أمة لم تنته ولم تذهب لغتها إلى المتحف وما زال فكرها حياً متفاعلاً في وجود أمتها وفي البشرية كلها ولم يتوقف تفاعلها مع فكرها لحظة واحدة ولذلك فنحن حين نؤكد حقيقة الامتداد التاريخي للتراث الإسلامي مع واقع المسلمين والعرب ننكر ذلك الزيف والدخيل الذي أدخله المجوس والباطنية ومترجمو الفلسفات اليونانية والفارسية والهندية.
وكل ما يتأكد بالأصول القرآنية والحديث الصحيح فهو من التراث الصحيح، ولقد واجهت أصالة التراث هزة شديدة بعد نكسة 1967م حيث علن أصوات المارقين من دعاة التغريب إلى القول بأن التراث الإسلامي هو مصدر الهزيمة وكذبوا فإن التراث الإسلامي لم يكن مطابقاً ولا معمولاً به في ذلك العالم الذي شاهد الهزيمة، بل إن الذين هزموا العرب كانوا هم الذين أحيوا تراثهم الزائف. بينما حجبوا المسلمين عن تطبيق مفاهيم تراثهم وقيم فكرهم الأصيل.(62/6)
ولا تزال النظرة إلى الارتباط بالتراث نظرة أصيلة وثابتة عن حقيقة أساسية هي أننا لم نكن نصدر – إذ ذاك عن قيمنا الأصيلة، وإننا مغرقين في تبعية وافدة كانت بعيدة الأثر في شخصيتنا وقد تبين لنا أن كل ما تقع الأمم فيه من أخطاء إنما يعود إلى التفريط في التراث والانسحاب من قيمه والتحرك خارج دائرة الأصالة كما تبين أن الذين دعوا هذه الأمة إلى أن تنفصل من التراث ومن الماضي – وهم من أبناء جلدتنا – كانوا غاشين لنا وسوف يحملهم التاريخ مسئولية الهزائم والنكسات وإثمها وتبعتها ولقد تبين لنا أننا عندما عدنا والتمسنا أصالتنا وتراثنا وبدأنا نتجه صوب المنابع تحول الموقف واستطعنا أن نكون على طريق صحيح.
ومن هنا وجب علينا اليقظة إزاء محاولات التغريبيين (شعوبيين وماركسيين وغربيين) لإحياء التراث ونقده وتفسيره وخاصة أولئك الذين يريدون أن يجعلوا من الزيوف والركام والرواسب الفلسفية والفكرية التي نفاها الفكر الإسلامي وتخلص منها وألقاها بعيدة عنه، يريدون أن يجعلوا منها تراثاً وأن يعيدوها مرة أخرى ليلقوها في النهر الناصع لتسممه وتسوده كما فعل طه حسين وعلي عبد الرازق وزكي نجيب محمود ولويس عوش وحسين فوزي وتوفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي فقد حاول هؤلاء وغيرهم عدة محاولات:
إفساد التراث وتزييف التراث وتسميم النظرة إلى التراث وعلينا أن نعي تماماً تلك التفسيرات الخاطئة والمفاهيم المسمومة التي طرحتها هذه الكتابات في محاولة لجعلها من مفهوم الإسلام أو من تاريخه حتى تصبح بين أيدي الأجيال القادمة وكأنها من المسلمات.
فعلينا إمعان النظر في تلك الأساليب الدخيلة والزائفة والمحرفة التي طرأت في السنوات الخمسين الأخيرة منذ الشعر الجاهلي لطه حسين إلى تجديد الفكر العربي لزكي نجيب محمود.
وهكذا نرى أن التغريب والغزو الثقافي ليس قاصراً على إدخال الوافد المسموم بل هو أيضاً يرمي إلى تزييف التراث الأصيل.
محاذير الترجمة(62/7)
في مواجهة تلك الظاهرة الضخمة في الفكر الإسلامي الحديث وعن طريق الأدب العربي في الأغلب ندرس ظاهرة الترجمة من الفكر الغربي: سواء الفكر اليوناني القديم أو الفكر الغربي الحديث.
وهي ظاهرة شبيهة بسابقتها في القرن الثالث الهجري وإن كانت تختلف في أمر واحد هو مفتاح كل الأمور: ذلك هو امتلاك الإرادة التي كان يتميز بها منهج الترجمة في العصر الأول ومع ذلك فقد ترجمت كتب الفلسفات والوثنيات وأحدثت شرخاً هائلاً وصدعاً ضخماً لم تستطع حركة الأصالة جبره إلا بعد معركة طويلة استمرت مدى قرنين من الزمان.
أما معركة الترجمة المعاصرة فإنها أشد خطراً وأبعد أثراً فقد جاءت على حين فترة من الزمن لم يكن المسلمون والعرب يمتلكون إرادة الاختيار فيها ترجم لهم واستطاعت حركة التغريب والغزو الثقافي أن تسيطر وأن تترجم لهم ما ليسوا في حاجة إليه أصلاً ونحت عنهم ما هم في حاجة إليه وكانت حفية بأن تترجم لهم الفكر الوقني والفلسفات والمذاهب المادية والإيديولوجيات المتضاربة في حين أنها حالت بينهم وبين ترجمة العلوم والتكنولوجيا بل حالت بينهم وبين إحياء تراثهم الأصيل ولذلك فإن آثار هذه المعركة ستظل إلى مدى بعيد عميقة الأثر في النتائج الفكري المعاصر تاركة ظلالها السوداء على كثير من صفحاته.(62/8)
إن معركة الترجمة لم تبدأ من منهج صحيح مدروس ينظم مدى ما نحتاجه وما لسنا في حاجة إليه، وإنما أخذ التغريب والغزو الثقافي بالمبادرة ومضى يقدم لنا على مدى قرن كامل نتاجاً سيئاً غاية السوء، قوامه ترجمة القصة المكشوفة الأجنبية، والتراث اليوناني الوثني، والمفاهيم المادية والإباحية في مجالات النفس والاجتماع والأخلاق والتربية وقد قدمت لنا هذه الآثار على أنها علوم أصيلة وليست فروضاً قابلة للخطأ والصواب أو وجهات نظر تمثل أممها وأصحابها، ولم تسبق هذه الدراسات أو تلحق بما يكشف أمام القارئ العربي والمسلم مكانها من فكر أمتها وموقفنا كفكر له منهج متكامل جامع منها وبذلك زيفت هذه الترجمات كثيراً من لالعقول وأفسدت كثيراً من النفوس وخلقت أجيالاً مضطربة لأنها استطاعت أن تقرأ الفكر الغربي (القائم على عقائد ومفاهيم وقيم وإيديولوجيات) تختلف عن فكرنا الإسلامي العربي وكان القائمون على هذه الأعمال في الأغلب من خصوم هذه الأمة وفكرها ومن الراغبين إلى اتخاذ سلاح الترجمة سبيلاً إلى هدم هذه المقومات.
ولقد كانت الترجمة في أول أمرها في عصر محمد علي على النحو الذي قام به رفاعة الطهطاوي ومدرسة الترجمة الأولى بالغ الأصالة فقد عمد إلى تقديم نتاجه مدروساً وجاداً ومغطياً لجوانب كثيرة فقيرة وخاصة في لمجال العلوم التجريبية والطبيعية وغيرها، غير أن النفوذ الأجنبي لم يلبث أن سيطر من بعد على هذه الحركة وحولها إلى ترجمات القصص المكشوف وفنوناً مختلفة من أهواء النفس وضلالات الفكر البشري.(62/9)
وهكذا استطاع التغريب والغزو الثقافي أن يحجب عن المسلمين والعرب ما كانوا في حاجة إلى ترجمته من الفكر الغربي (وهي مجالات العلوم التجريبية والطبيعية وغيرها) وطرح في أفق الترجمات ركاماً مضطرباً عاصفاً يرمي إلى هدم ذلك الحائط النفسي المرتفع القائم في النفس المسلمة بالحق والتقوى والكرامة والفضيلة والعفاف ويصور الإباحيات الجنسية على أنها شرعة المجتمع المباحة كما يصور الجريمة على أنها ظاهرة طبيعية ويصل تأثير هذه المترجمات المسمومة إلى جمع مقررات العقائد والأخلاق والإجماع والتدين حيث يوجد تباين واضح وخلاف عميق بين مفاهيم الغرب والإسلام حيث تقوم الحياة الاجتماعية على عبادة الجسد وتقديس الجمال والنظر إلى العلاقات الجنسية نظرة حرة بعيدة عن القداسة والعفاف والإيمان بالبكارة، وحيث تختلط الصور في هذه الترجمات المطروحة فتحدث آثارها الخطيرة في النفس العربية الإسلامية حتى تصل إلى صميم العقيدة نفسها.
ولقد كان لهذه الترجمات آثارها البعيدة في هدم طبائع الأمة التي تختلف تماماً، وفي التمرد على وجودنا وطبيعتنا تحت تأثير الانبهار بهذا الجانب من مدينة الغرب القائم على الزخرف والأضواء والرقص والفنون.
كذلك كان من أسوأ آثار الترجمة ذلك الخلط الشائن بين المذاهب المتعارضة والنظريات المضادة، وهي نظريات متفاوتة، ولكنها حين نقلت إلى فكرنا الإسلامي أريد طرحها جملة باضطرابها واختلافها لتكون عاملاً شديد التأثير في إفساد هذا الفكر والإدالة منه.(62/10)
ومن العجب أن ننقل ونترجم آثار الفكر الغربي اليوم وهو يمر بمرحلة الأزمة والانهيار والهزيمة، ثوقد أحيط به واحتوته مقررات التلمودية وبروتوكولات صهيون وآوى أهله إلى ذلك الإحساس الرهيب بالغربة والقلق والتمرد والغثيان فنقل مسرح العبث واللا معقول واللا أدب واللا فن ومثل هذه الفنون المهومة المضطربة التي لسنا في حاجة إليها ولا هي تستطيع أن تعطينا شيئاً يعيننا على بناء أنفسنا أو فكرنا أو أمتنا وخاصة ما كتبه سارتر وكامي ومالرو من أحاسيس بالرعب والفزع والاضطراب نتيجة ذلك الانفصال الشائن عن العقيدة والدين والأخلاق وهي في مجموعها الفطرة التي لا تستطيع النفس الإنسانية أن تتجاهلها أو تحتويها.
كذلك فإن هذه الترجمات تصور الفرد الغربي وهو يحتقر الأخلاق ويسخر من الرحمة والصدف والعفة والشرف ويحتقر الوطنية ويضحك من الإخلاص للمجتمع ويستخف بفكرة الأسرة والعائلة.
وتجد مثل هذه الترجمات تحمل ذلك المثل الرديء بأن لا يحب الإنسان أحداً ولا يخدم أي مثل أو دين أو مبدأ، ويعتبر ذلك تقييداً لحريته وما يتصل بهذا من إنكار لله تبارك وتعالى وتهجم بالعبارات الرديئة عليه على النحو الذي عرف عن نيتشه وسارتر وبيراندللو وفضلاً عن إحياء الأساطير واتخاذها أساساً لنظريات في علم النفس والأخلاق والاجتماع أو مصادر لمفاهيم الأنثروبولوجيا وغيرها من المفاهيم.
هذه السموم جميعها تترجم إلى لغتنا العربية إلى أدبنا وفكرنا دون أن يقول لنا مترجموها ما هو الحق فيها وما هو الزيف، وما موقفنا منها كأمة لها عقيدتها وفكرها ومفاهيمها وقيمها.
وبذلك يطرحون في أفق مجتمعنا الإسلامي موجة زائفة من اليأس والتشاؤم والملل وازدراء الحياة مما لا يتفق مع طبيعتنا المتفائلة المؤمنة بالله التي لا تخاف شيئاً والتي تعتصم دائماً برضوان الله ورحمته.(62/11)
ولعل هذه السموم التي تطرحها حركة الترجمة من أخطر ما يواجه حركة اليقظة الإسلامية اليوم ويضع أمامها صخوراً تحول بينها وبين إكمال المسيرة إلى الحق وتحجب كثيراً من حقائق الإسلام وتفسد العقول والقلوب في أعماق شبابنا وأجيالنا الجديدة وحسبما تقول الدكتورة نازك الملائكة: ما من شيء يستطيع أن يفسد علينا جهودنا مثل تبنينا لهذا الفكر الغربي المريض فإذا اتخذ شبابنا نماذجه الأدبية والفكرية من أعلام الغرب المعاصر مثل سارتر ومورافيا وكافكا فالي أين سينتهي؟.
ونحن نقول أننا أشد ما نكون حاجة إلى أن نتنبه ونحذر مثل هذا الفكر الوافد وأن نقف منه موقف التحفظ وأن نكشف حقيقته لأبنائنا ونقدمه في صراحة ووضوح ونقول لهم إن هذه المفاهيم ليست مفاهيم المجتمع الإسلامي العربي ولن تكون للاختلاف العميق في الأسس والمصادر والمقومات والقيم والعقائد بين فكرنا وبين هذا الفكر وبيننا وبين الغرب.
وتقول نازك الملائكة: إن اتجاهات الكتب المترجمة عن الغرب تقلقنا حتى أصبحنا نخشى على نفسية القارئ العربي من رشائش هذه الموجة التي تأتينا رافضة هو صفتها من وجهة نظر الأمة العربية. إن لنا حاجاتنا العربية وهي تملي علينا أحكامنا الاجتماعية وينبغي أن تمليها.
ولقد أعلن كثير من الباحثين الغيورين تخوفهم من موجة الترجمة التي انطلقت خلال تلك السنوات الطويلة بغير ضابط لها وغير مراجع يدفع عن الفكر الإسلامي شرها ويذود عن المجتمع الإسلامي آثارها وسمومها وقد حق اليوم وقد بلغ الفكر الإسلامي مرحلة الرشد والأصالة والقدرة على التحرر من التبعية معاودة هذا الفكر كله بالنظر والدحض وخاصة ما كتبه المستشرقون عن الرسول والإسلام والقرآن واللغة العربية وتاريخ الإسلام مما يحمل بذور الشكوك والتخرصات الضالة المضلة.(62/12)
وفي يقيني أن مترجمي هذه الكنب لم يكونوا حسنى النية في نقلها ولم يكونوا يحاولون تقديم الجديد الذي يطمعون به في بناء أممهم، ولكنهم كانوا ضالين في محيط دقيق للغرب والغزو الثقافي وإلا لحالوا دون ترجمة السموم ولأردفوا ما ترجموه بوجهة نظر الفكر الإسلامي العربي فيما قدموه.
ولا يمكن أن يكون الكاتب الغيور على أمته المؤمن بحقها في الوجود الحافظ لكيانها هو ذلك الذي يترجم لها ما يذلها وما يستبعدها وما يوردها مورد الهوان والخيبة والعبودية حين يحطم لها قيمها ويدمر لها تقاليدها وأصولها بما يحرضها عليه من إثم وفسوق.
إن اختلاف الذوق واختلاف العقيدة واختلاف القيم والتقاليد يجب أن يكون حاجزاً أصيلاً في مجال الترجمة فما يجوز لنا أن ننقل إلى بناء أمتنا ترجمة لقصة مستهجنة أو مسرحية آثمة أو كتاب فاحش مكشوف فما أعتقد أنه ينفع أمتنا على أي نحو من الأنحاء.(62/13)
ومهما يكن من تقدير الغربيين له فإنه لا حاجة لنا به مطلقاً، وإنما نحتاج إلى ترجمة ما يهذب الأذواق ويجدد النفس ويخلق صورة طيبة للتعامل الاجتماعي بين الرجل والمرأة، وهو ما يفتقده الأدب الغربي في مراحله الأخيرة هذه بعد أن خضع خضوعاً خطيراً لنزعات الجنس والإباحيات والفحش والعرى ومذاهب الغربة والقلق والتمزق. ولعله يوجد في الأدب الغربي كثير من الآداب ما يرقى الذوق ويهذب النفس ولكن مترجمينا لا يطلبون هذا ولا يرضون ترجمته وإنما يترجمون تلك الآثام وتلك السموم لأنها تروج في سوق التجارة فيكسبون منها مالاً ويتركون شرورها في عقول المسلمين والعرب وفي قلوبهم ولقد كان واضحاً تماماً أن حاجتنا إلى الترجمة من الغرب هي في مجال العلوم التجريبية والطبيعية والطب والجغرافيا والفلك والتنولوجيا فهذه هي الميادين التي تقدم لنا ما يدفعنا إلى النهضة والقوة وامتلاك إرادة الحياة، أما ما يتصل بالمفاهيم النفسية والاجتماعية والأخلاقية وما يتصل بالفنون والقصص والآداب فذلك ما لسنا في حاجة إليه لأن لكل أمة آدابها وقيمها.
ولقد كان لنا دائماً نظرتنا في مجال نقد الأدب وفي مجال الفنون ولنا مفاهيمنا الاجتماعية والأخلاقية في مجا الاقتصاد والسياسة والتربية ولنا مفهوم متكامل جامع هو بمثابة نظام مجتمع ومنهج حياة فلماذا تحاول حركة الترجمة، والقائمون عليها تدمير هذا النظام والتشكيك فيه وذلك بترجمة كل ما يعارضه وما يختلف معه، بل وما رماه به المستشرقون من اتهامات وشبهات. الحق أن خطة الترجمة آثمة أشد الإثم، وعملية وخاطئة.(62/14)
والواقع أننا يجب أن نعرف الفكر الغربي ونرد عليه، نعرفه على أنه فكر أمة أخرى غير أمتنا وأنه يحمل وجهة نظر أخرى تختلف كثيراً عن وجهة نظرنا وقد نلتقي في بعض الجزئيات ولكنا يجب أن نكون مؤمنين أشد الإيمان بمنهجنا الرباني المصدر الإنساني الاتجاه الجامع المتكامل الذي يستهدف بناء الحياة من أجل الخير والعدل والحق واستخلاف الإنسان في الأرض من أجل إسعاد البشرية كلها، وأن نقف موقف المعارضة لكل ما يحاول أن يفسد هذا المفهوم أو يزيفه أو ينقلنا إلى طوابع تغلب عليها الأنانية أو الإباحية أو الاستعلاء العنصري أو الظلم أو الاستبداد او تملك مفاتيح العلوم والتكنولوجيا وقصرها على أمة لعبثها وحرمان البشرية كلها منها.
وإننا يجب أن نحرص على حماية شخصيتنا الإسلامية وذاتيتنا القرآنية من أن تنصهر في العالمية أو تندمج في الأممية أو يحتوي في ذلك الركام البشري الزائف ولما كنا في مرحلة من مراحل حياتنا لا تزال قوى الاستعمار والصهيونية والماركسية تحيط بنا وتحاول احتواءنا والسيطرة علينا وما زلنا في جهاد عنيف لكل قوى الغزو فإننا أشد ما نكون في حاجة إلى أن نقف من الفكر الوافد موقف الحيطة والحذر فإن أغلب ما يكتب عنا فيه مكتوب بروح التعصب والحقد والرغبة في إزالتنا وتدميرنا وأغلب ما يكتب عن أهله يمثل مرحلة متأخرة من مراحل الحضارة الغاربة المعزولة في مفاهيمها وقيمها البعيدة عن روح الله، المعزولة عن دين الله المنكرة للقيم الربانية الهازئة بالأخلاق الدينية ولنضع تجربة المسلمين الأولى أمامنا، هؤلاء الذين رفضوا أن ينقلوا الوثنيات والماديات والإباحيات ورفضوها رفضاً تاماً والذين واجهوا ما ترجم من الفلسفات مواجهة صارمة فكشفوا زيفها وأجلوها وخلصوا المجتمع الإسلامي من الفرق الضالة والمذاهب الهدامة وأقاموا المنهج الإسلامي الأصيل: منهج أهل السنة والجماعة.(62/15)
سلسلة دراسات إسلامية معاصرة
11
النفس
منشورات المكتبة العصرية
صيدا – بيروت
الطبعة الأولى
1401 هـ - 1982 م
###3### النفس
إن فهم النفس الإنسانية جزء من فهم الإنسان، والنفس الإنسانية من أجل ذلك، لها مفهوم مختلف في كل ثقافة وكل نظرية اجتماعية وكل فلسفة، وموقف الإسلام منها شأنه في موقفه من الإنسان: من أرحب هذه المناهج نظرة، وأوسعها أفقًا، وأعرفها بميول الإنسان وغرائزه ورغباته، وأكثرها للنفس تحريرًا ودعوة إلى الخير والهدى، والارتفاع عن الدنايا، ولا ريب من أجل ذلك، يقال: إن للإسلام علم نفس خاصًا مختلفًا عن المفاهيم التي طرحتها بعض النظريات التي قامت على الخطيئة والخلاص وإذلال النفس بتحريم الطيبات، وكراهية الرغبات، وسد باب الغرائز، ثم إن هذه المفاهيم الإسلامية – في مجموعها – تختلف عما يطلق عليه في العصر الحديث: "علم النفس" الذي هو – في حقيقته – ###4### مجموعة من العقائد التلموذية مصاغة في أسلوب له طابع علمي خادع.
ولا ريب أن فيما طرح من أفكار ونظريات نفسية عن طريق المدارس المختلفة الموجودة الآن حقائق وأخطاء، وتصورات صحيحة وفاسدة، وفرضيات قد تصدق في بعض المجتمعات، ولا تصدق في البعض الآخر غير أن الأصول الأصيلة لمفاهيم "النفس" إنما هي ميزات النبوة، وما قدمه القرآن، وصاغه العلماء المسلمون مما لا زال هو خير ما هنالك.
فلقد قدم علماء المسلمين مجموعة من الأصول العامة لفهم النفس الإنسانية، تمثل نظرة الإسلام الجامعة الكاملة المتوازنة القائمة أساسًا على المجاهدة والكظم في مواجهة الرغبات المذلة، والتماس الفطرة، والإعتدال في الرغبات المباحة.(63/1)
ولقد جعل الإسلام معرفة النفس سبيلا إلى إصلاحها وإلى تهذيب الأخلاق، وكلمة: (اعرف نفسك) التي تطرحها الفلسفات الوافدة كلمة مضلة، فإن الإنسان لا يعرف نفسه إلا إذا عرف ربه، ولذلك كانت القاعدة الإسلامية الأولى: "اعرفوا ربكم، تعرفوا أنفسكم" ومن عرف ربه ###5### جل، ومن عرف نفسه ذل، وتهذيب الأخلاق لا يتأتى إلا بمعرفة عيوب النفس التي ينبغي على الإنسان أن يتجنبها حتى يسير في "الطريق المستقيم"، فلكي يرى الإنسان النفس عليه أن يراقب سلوكها الظاهر.
يقول ابن عباس: إن في ابن آدم نفسًا وروحًا بينهما مثل شعاع الشمس، والنفس هي التي بها العقل والتمييز، والروح هي التي بها النفس والتحرك، إلا أن النفس والروح يتوفيان عند الموت في حين أن النفس وحدها هي التي تتوفى عند النوم.
ويتبع هذا المعنى: أن النفس ليست بجسم، وإنما هي من الجسم بمثابة العرض من الجوهر، كما أنها هي الحياة، التي بها يصير البدن حيًا بوجودها فيه، وأن البدن هو صورتها ومظهرها: مظهر كمالاتها وقواها في عالم الشهادة.
ويفسر الإمام الغزالي مظاهر سلوك الإنسان بأربع دوافع أساسية: هي شهوة الطعام، والجنس، والمال، والجاه. وأساس هذه الدوافع كلها غريزة الطعام، إذ تتفرغ الرغبة الجنسية، وحب المال والسلطان منها، ويسمي الغزالي هذه الغريزة البطن.
ويقول: إن الاعتدال هو الميزان الصحيح لجمي أنواع السلوك، والخروج عن حد الاعتدال إلى الإفراط أو التفريط، ###6### هو مصدر الأمراض النفسية، والعلاج هو العودة إلى الاعتدال الواجب.
والغاية من كل سلوك: معرفة الله ومراعاة ما أمر به في كتابه ليهتدي الناس إلى الصراط المستقيم واتباع سبل التقوى.(63/2)
والغريزة الجنسية – عند الغزالي – ركبت لفائدتين: اللذة وبقاء النسل، ومع ذلك فإن اللذة ليست مطلوبة لذاتها، أو لبقاء النسل، بل لشيء آخر أسمى وأرفع، هو أن يدرك الإنسان لذاته، فيقيس لذات الآخرة، والغزالي يرى أن للشهوة مراحل ثلاثًا: إفراطًا وتفريطًا واعتدالا.
فالإفراط ما يقهر العقل حتى يصرف همة الرجل إلى الاستمتاع بالنساء والجواري، فيحرم من سلوك سبيل الآخرة، أو يقهر الدين حتى يجر إلى اقتحام الفواحش، والتفريط في هذه الشهوة، هو الضعف، وهو مذموم، أما المحمود، فهو أن تكون معتدلة ومطابقة للعقل والشرع.
ورسم الغزالي لعلاج هذه الشهوة أمورًا ثلاثة هي:
1- الجوع. 2- غض البصر. 3- الاشتغال بشيء يستولي على القلب.
وإذا نظرنا في مفاهيم علم النفس المطروحة الآن، نجد أن فرويد رد السلوك الإنساني إلى الغريزة الجنسية، وأن ادلر رد ###7### السلوك الإنساني إلى غريزة السيطرة، وأن الغزالي رد السلوك الإنساني إلى: شهوة الطعام، ومن شهوة الطعام إلى سائر الشهوات. وكان ذلك شأن النظرة الإسلامية في كل الأمور، فهي أوسع أفقًا وأقدر على معرفة الأبعاد المختلفة للشخصية الإنسانية.
والإسلام ينظر إلى النفس الإنسانية في إطار "التوازن" بعيدًا عن طرفي الزهادة والإباحة، فهو يعارض الإسراف والجمود معًا.
وقد أباح الإسلام شهوة الطعام والجنس والاستمتاع بطيبات الحياة، ولكنه وضعها في إطار يحمي به النفس الإنسانية من الانحراف، وحفظها لكي تكون قادرة على التماس طريقها إلى أشواقها الروحية ودون أن يغلق عنها هذا الباب الذي هو أحد بابيها الأصليين: من حيث هي سلالة من طين، ونفحة من الروح.
2- إذا التمسنا مطالع علم النفس الإسلامي من القرآن وجدناها واضحة صريحة: «ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» [الشمس: 7].(63/3)
هذه هي الحقيقة الأولى التي تقرر أن النفس الإنسانية ###8### مؤهلة لطريق الخير وطريق الشر، وأن إرادتها الحرة، هي التي تتجه بها إلى أحدهما، ومن أجل ذلك جاء الدين الحق عن طريق الوحي ليهدي الإنسان إلى أحسن السبل، وليحذِّره من الطرق المنحرفة.
وقد سبق الإسلام علم النفس الحديث في ذلك بأكثر من ثلاثة عشر قرنًا، وقد وصل المسلمون إلى أن النفس شيء، ليس بالجسم، وليس بجزء من الجسم، وأنه شيء آخر له جوهره وأحكامه وخواصه وأفعاله، يتشوق إلى العلوم والمعارف كتشوق البدن إلى المأكل والمشرب.
وقد أورد القرآن ثلاث نفوس، هي مراحل للنفس الإنسانية النفس الأمارة، النفس اللوامة، النفس المطمئنة.
أما النفس الأمارة، فهي التي تمثل الطبيعة البدنية، وتأمر باللذات والشهوات الحسية، وتجذب القلب إلى الأهواء.
وأما النفس اللوامة، فهي التي تنورت بنور القلب، وتنبهت عن سنة الغفلة، كلما صدرت عنها سيئة بحكم طبيعتها، أخذت تلوم نفسها، وتنوب عنها.
أما النفس المطمئنة، فهي التي وصلت إلى درجة اليقين، وتحررت من صفاتها الذميمة، وتخلفت بالأخلاق الحميدة.
###9### 3- وللنفس أثرها في الجسم، نتيجة الارتباط الوثيق بينهما، فإن ما يصيب النفس من الشك أو الملل أو القلق أو الخوف، له أثره في الجسم، وإذا كانت البحوث النفسية قد تقدمت في السنوات الأخيرة، وقررت استحالة الفصل بين الجسم والنفس، وأن الفصل بينهما فصل لجوهرين متلازمين، يتأثر أحدهما بالآخر، وأن العلاج الصحيح ينبغي أن يوجه إليهما معًا، فإن هذا كله مما قرره علماء المسلمين منذ أكثر من عشرة قرون.(63/4)
فالحكمة في النفس، والإيمان والرضى، والغضب والسخط من النفس، وإن الوعد بالجنة كان للنفس، ولم يكن للجسم: «يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فأدخلي في عبادي، وأدخلي جنتي» [الفجر: 27] فالوعد بالجنة والخلود للنفس، وليس للجسم، وكل الفضائل والرذائل منها، وهي التي تقود إلى الشر، وتقود إلى الخير.
وفي كل نفس منطقة للخوف، ومنطقة للأمان، يتوازيان في الحالة السوية، فإذا طغت إحداهما على الأخرى، كانت النفس غير سوية، والإيمان هو مصدر السكينة والطمأنينة والأمن، فإذا تنكرت له النفس، وانطلقت إلى ###10### الأهواء، عاشت في الخوف والقلق والتمزق حتى تعود إليه مرة أخرى، وإذا كانت أزمة الإنسان المعاصر الآن هي الخوف والقلق، وما أحدثت من تدمير خطير، فإنما يرجع ذلك إلى أن النفس أنكرت وجودها الحقيقي، وهذه واحدة من الحقائق التي قررها علم النفس الإسلامي: "إذا تغلب الخوف على الإنسان، فقد اتزانه وقدرته، وأصبح إنسانًا خائفًا من الحقيقة والخيال، ومن الممكن، وغير الممكن".
والمسلم يقف بين الخوف والأمان، وهما لا يستقران في النطاق المعقول إلا بالإيمان بالله ومعرفته التي هي العاصم من الخوف، والإيمان ضياء ونور، فهو يبدد ظلمات النفس حتى تطمئن، والإنسان يخاف ما يجهل، فكلما كان نطاق الجهل كبيرًا، كان الخوف أعظم.
كذلك دعا الإسلام الإنسان إلى أمرين: 1- إتقاء شح النفس بالإنفاق. 2- والإنصاف من النفس بالإعتراف بالخطأ.
فإذا استطاع الإنسان التغلب على نفسه، كان على غيرها أقدر؛ ولن يكون الإنسان قزو فعالة إلا إذا تحرر من مطامعه وأهوائه، واستطاع كبح غرائزه وشهواته.(63/5)
كذلك دعا الإسلام الإنسان إلى تغيير النفس، وأنه هو ###11### مصدر الإنتصار الحقيقي، فإذا استطاعت الأمة أن تغير نفسها، فإنها تصل إلى مرحلة أعظم من درجات القوة والسيادة: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» [الرعد: 11] «ذلك بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» [الأنفال: 53].
4- أعلن القرآن قيام الحارس والرقيب اليقظ في النفس الإنسانية، يذودها عن الشر، ويدعوها إلى الخير، وينقلها من الخطأ إلى الصحيح؛ ويسمي القرآن هذا الرقيب باسم النفس اللوامة: «واللذين إذا فعلوا فاحشة، أو ظلموا أنفسهم، ذكروا الله، فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله» [آل عمران: 53].
وهذا ما يسمى في العصر الحديث بالضمير، فالنفس اللوامة حافظة للإنسان من الإنحرافات.
وقد أودع الله النفس البشرية هذه الملكة "الرقيب" أو الحارس اليقظ، تحاسب الإنسان على تصرفاته، وقد تؤرق نومه إذا تلكأ في إصلاح أمره؛ ولكن هذا الرقيب يبدأ ضعيفًا في نفس الإنسان، ثم يستطيع الإنسان تنميته وتقويته، وقد ###12### يتركه الإنسان، فيضعف عن المقاومة، وقد يتلاشى أمام التبريرات الوهمية.
5- يدعو الإسلام الإنسان أن يفهم ذاته، ويفهم الكون وما وراء الطبيعة، وذلك من منطلق رسالة الدين الحق، أما فكرة اكتشاف الفرد لنفسه بغير معين أو دليل أو علم أصيل، فإنها وسيلة إلى تدميره.
ولقد هدى الدين الحق الإنسان إلى مكانه في الكون ورسالته ومسؤوليته وأمانته، وعلمه فهم العلاقة بين العوالم الثلاثة: عالم الطبيعة، وعالم الإنسان، وعالم الغيب؛ ودعاه إلى الحذر من أن تبهره الكشوف الطبيعية، فإن في نفسه ما هو أدق من ذلك صنعًا: «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» [الذاريات: 21].
كذلك أعلن الإسلام وحدة النفس البشرية فهي من أصل واحد، ووحدة الإنسان جماعًا بين الروح والجسم، ووحدة الحياة جماعًا بين الدنيا والآخرة.(63/6)
وأرسى التوازن بين النفس الإنسانية والجماعة، وحدد علاقة الإنسان بنفسه وبالإنسان وبالجماعة، وأشاع روح الطمأنينة إلى فضل الله والأمل فيه وبه، فألغى بذلك فكرة ###13### التشاؤم والقلق. كذلك رفض فكرتي التهافت على الحياة، والهروب من الحياة.
وحال بين الجفاف العقلي والجمود العاطفي، فأعطى النفس عطاء العقل، وكرم الوجدان الذي هو منبع فياض إلى جوار العقل الذي هو مصدر المقايسات، فخاطب الوجدان بالكون والطبيعة، وخاطب العقل بالعلم، ولما كانت النفس البشرية معارضة لموجات من الشك والطمع والأهواء، فقد دعا الإسلام إلى تزكية النفس وتطهيرها الدائم وتحريرها، وإظهار الفطرة، وإتاحة الفرصة لها، وكشف الأغشية عنها، وذلك بتربية الفرد، وتطهير الإنسان مما يغشى القلوب المريضة، والنفوس المنحرفة.
6- لا يستطيع الإنسان أن يفهم حقيقة النفس إلا إذا التمس الخيط الذي كشف عنه الدين الحق، وهو أنه مخلوق لغاية ورسالة؛ ولم يخلق عبثًا أو سدى، وأن الدين هو العامل الذي رفع الإنسان من ضعف البشر إلى سمو الإنسان، ورقاه من الحيوانية المتصلة بتركيبه الجسماني إلى الروحانية المتصلة بتركيبه النفسي، فإذا عجز الإنسان عن أن يرقى، ويرتفع فوق ماديته، فقد سجل على نفسه الفشل في رسالته وأمانته في هذه الحياة: «واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا، فانسلخ منها ###14### فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها، ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه» [الأعراف: 176].
7- أن النفس الإنسانية – فيما قدم الدين الحق للإنسان – واضحة المعالم والاتجاه تمام الوضوح، لو أن الإنسان في العصر الحديث التمس هذا العلم، أما العلم التجريبي فإنه ما زال قاصرًا عن فهم الإنسان؛ وسيظل قاصرًا إلا في المجال المادي فقط، لأن فهم النفس الإنسانية مما لا يستطال بالأدوات الموجودة الآن في أيدي العلماء، وهي العقل والتجربة والعمل.(63/7)
يقول الدكتور اليكسيس كاريل: "إن أغلب الأسئلة التي يلقيها عن أنفسهم أولئك الذين يدرسون الجنس البشري تظل بلا جواب، لأن هناك مناطق غير محدودة في دنيانا الباطنة ما زالت غير معروفة، عنحن لا نعرف الإجابة على أسئلة كثيرة مثل: كيف تتحد جزئيات المواد الكيماوية التي تكون المركب، والأعضاء المكونة للخلية، كيف تتقرر "الجينيس" ناقلات الوراثة الموجودة في نواة البويضة الملحقة؟ كيف تنتظم الخلايا في جماعات من تلقاء نفسها: مثل الأنسجة والأعضاء؟ فهي كالنما والنحل تعرف مقدمًا الدور الذي قدر لها ان تلعبه في حياة المجموع.
###15### ما هي طبيعة تكويننا النفسي والفسيولوجي؟ إننا نعرف أننا مركب من الأنسجة والأعضاء والسوائل والشعور، ولكن العلاقات بين الشعور والمخ ما زالت لغزًا، إننا ما زلنا بحاجة إلى معلومات كاملة تقريبًا عن فسيولوجية الخلايا الغضبية، أي: إلى أي مدى تؤثر الإرادة في الجسم؟ كيف يتأثر العقل بحالة الأعضاء؟
على أي وجه تستطيع الخصائص العضوية والعقلية التي يرثها كل فرد أن تتغير بواسطة الحياة والمواد الكيماوية الموجودة في الطعام والمناخ، هذا التعقيد في تركيب الكائن الإنساني، وفي وظائفه وأوجه نشاطه، هو الذي يتسق مع ضخامة وتشعب وظيفته الأساسية في خلافة هذه الأرض تعقيدًا ما زال مستعصيًا على العقل البشري لأنه فوق وأكبر منه"، اهـ.
وصدق الله العظيم: «هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم» [النجم: 32].
ويرد كاريل دراسة الإنسان المعقدة إلى أنه: إنسان كائن له عالمه الفرد الخاص الذي لا مثيل له في سائر أفراده، وله عالم جامع للخصائص الإنسانية المشتركة.(63/8)
يقول: إن الفردية جوهرية في الإنسان؛ إنها ليست مجرد جانب معين من الجسم، إذ أننها تنفذ إلى كل كياننا، وهي ###16### تجعل اللذات حدثًا فريدًا في تاريخ العالم، إنها تطبع الجسم والشعور؛ كما تطبع كل مركب في الكل بطابعها الخاص، وإن ظلت غير منظورة، وتميز الأفراد كل منهم عن الآخر بسهولة بواسطة: تقاطيع وجوههم وإشاراتهم وطريقتهم في المشي، وصفاتهم العقلية والأدبية الخاصة، ومع أن الزمن يحدث تغييرات كثيرة في مظهر الأفراد، إلا أنه يمكن دائمًا معرفة كل فرد بواسطة إبقاء أجزاء معينة من هيكله، وكذلك فإن خطوط أطراف الأصابع مميزات قاطعة للفرد؛ ومن ثم فإن بصمات الأصابع هي التوقيع الحقيقي للإنسان.
ومن المحتمل أنه لم يوجد فردان بين ملايين البشر الذين استوطنوا هذه الأرض، وكان تركيبهما الكيماوي متماثلا، وترتبط شخصية الأنسجة التي تدخل في تركيب الخلايا والاختلاط بطريقة ما زالت غير معروفة حتى الآن، ومن ثم فإن فرديتنا تتأصل جذورها في أعماق ذاتنا.
إننا عاجزون عن اكتشاف الصفات الجوهرية لشخص بعينه، فضلا عن أننا أكثر عجزًا عن اكتشاف إمكانياته.
ويصل اليكسيس كاريل إلى حقائق ثلاثة:
حقيقة أن الإنسان كائن فريد في هذا الكون.
حقيقة أن الإنسان كائن معقد أشد التعقيد.
###17### حقيقة أن الإنسان يشتمل على عوالم منفردة عددها عدد أفراده.
ويقول: إن هذه الحقائق تقتضي منهجًا للحياة الإنسانية يرعى تلك الاعتبارات كلها، يرعى تفرد الإنسان في طبيعته وتركيبه، وتفرده في وظيفته وغاية وجوده، وتفرده في مآله ومصيره، كما يرعى تعقده الشديد وتنوع أوجه نشاطه، ثم يرعى فرديته هذه مع حياته الجماعية.
وبعد هذا كله تضمن له أن يزاول نشاطه كله وفق طاقاته كلها بحيث لا يسحق ولا يكبت، كما لا يسرف ولا يفرط. وبحيث لا يدع طاقة تطغي على طاقة، ولا وظيفة تطغي على وظيفة، ثم يسمح لكل فرد بمزاولة فرديته الأصيلة. مع كونه عضوًا في جماعة.(63/9)
ولذلك فإن مناهج الحياة التي اتخذها البشر لأنفسهم لم تستطع وضع شيء مناسب لأنها لم تصل بعد إلى أغوار حقائق هذا الكائن، والمنهج الوحيد الذي راعى هذه الاعتبارات كلها، هو المنهج الذي وضعه للإنسان خالقه العليم بتكوينه ونظرته، الخبير بطاقاته ووظائفه، المنهج الذي يحقق غاية وجوده، ويحقق التوازن في أوجه نشاطه، ويحقق فرديته وجماعته.
###18### ونحن نرى أن هذا التوقف الذي وقفه العلم الحديث، إنما جاء من اعتقاد هذا العلم بقدرته على أن يكتشف الإنسان، بينما لم يكن ذلك في مقدوره، وبينما وجد المنهج الخاص بالإنسان والنفس الإنسانية كاملا عميقًا ما زال متدفقًا بالحياة منذ جاء الإسلام، وما زال صالحًا للتطبيق، ومعلنًا أن كل هذه المذاهب التي صنعها الإنسان لم تكن بقادرة على أن تدله أو تهديه، أو تكشف له أعماق نفسه.
إن المنهج الرباني في الإنسان والنفس، هو الأمل الوحيد الآن للبشرية كلها بعد أن تساقطت المذاهب والنظريات كما تساقطت أوراق الخريف.
ولقد كشف كارل يونج الباحث النفسي عن الخطر الذي يواجه النفس الإنسانية في هذا العصر بالتمزق والمرض.
يقول في مقدمة كتابه (النفس غير المكتشفة):
"استشارني خلال الأعوام الثلاثين الماضية أشخاص من مختلف شعوب العالم المتحضرة، وعالجت مئات من المرضى فلم أجد مشكلة واحدة من مشكلات أولئك الذين بلغوا منتصف العمر – أي: الخامسة والثلاثين – لا ترجع في أساسها إلا إلى افتقارهم إلى الإيمان، وخروجهم على تعاليم الدين، ويصبح القول بأن كل واحد من هؤلاء، وقع فريسة المرض ###19### لأنه حرم سكينة النفس التي يجلبها الدين – أي دين – ولم يبرأ واحد من هؤلاء المرضى إلا حين استعاد إيمانه، واستعان بأوامر الدين ونواهيه على مواجهة الحياة.(63/10)
8- ويقول يونج: إن سر أزمة الإنسان هو أنه لم يستكشف ذاته، وأن تحرر الإنسان من التحديات التي تواجهه، إنما يرجع إلى فهم النفس والتغلغل في أعماقها والوصول إلى معرفة كافية للإنسان وإلى إقامة تقييم سليم له، هذا الإنسان الذي يسحقه الآن التطور الآلي، وتعصف بقلاعه، وأن لذة المعرفة، هي السلام الوحيد الذي يقف أمام التدهور الروحي والاستخذاء الجماعي إزاء أنظمة الاستبداد. ويقول: إن النظريات العلمية لا نفع فيها، فبقدر ما تكون النظرية شاملة، بقدر ما تعجز عن الإلمام بالواقع الخاص بالذات، وكل نظرية تعتمد على التجربة، هي بالضرورة نظرية إحصائية، فهي لا تقدم إلا متوسطًا حسابيًا، ويرى يونج أن عملية اغتيال الذات الفردية، ليست قاصرة على الشرق أو على الغرب، فهما يسلبان الحرية الفردية.
ويقرر أن نفس الإنسان كائن مستقل، هو نقيض المادة والجسم، وعنه تصدر ظواهر الوعي والشعور والإرادة، وله ###20### وجوده القائم بذاته وقوانينه الخاصة المميزة.
ثم يقف يونج على مفرق الطريق ليرى المنهج الصالح لدراسة النفس الإنسانية، فهو يرى أنه ليس مذهب زميله وصديق شبابه فرويد، وليس مذهب الفكر الغربي وليس مذهب الماركسية.
والواقع أن المنهج الصالح هو الذي يقدمه الإسلام، والذي لم يحاول الفكر الغربي بعد أن يدرسه، أو يجربه، ولو فعل لوجد فيه عامل تحرره.
أما الدعوة إلى الوجودية أو منهج الاستيطان الذاتي أو منهج البوذية أو غيرها من الدعوات المادية الخالصة، أو الروحية الخالصة من الشرق أو من الغرب، فإنها لن تؤدي إلى فهم حقيقة النفس لأنها غالبًا ستحجب تلك العروة الوثقى القائمة على الترابط الأصيل بين الروح والمادة، والنفس والجسم التي يمثلها منهج الإسلام.(63/11)
9- لقد مرت البشرية بمرحلتين من الدعوة إلى فهم الإنسان، والنفس الإنسانية، ولم يفلح كلتاهما، لأن الأولى غلبت المادية الصرفة، وجاءت الأخرى، فغلبت الروحية الصرفة، وتركت كل منهما تراثًا، فلم تجد البشرية أمامها طريقًا صحيحًا حتى جاء الإسلام، فوقف موقفًا وسطًا فهو: "لا ###21### يفرض القيود إلى الحد الذي يرهق النفس، ويبطل دفعة الحياة، ولا يطلق الإنسان من عقاله إلى الحد الذي يرده حيوانًا، ويلغي ما تعبت الإنسانية في الوصول إليه في جهادها الطويل من ضوابط لنزع الحيوان".
وفي هذا المجال الواضح يقدم الإسلام مفهومًا واضحًا:
أساسه الاعتراف بحقوق الإنسان وميوله وعواطفه، والنظر إلى كل ما يتصل بعلم النفس على أنه نظرية وفروض، وليست حقائق علمية مقررة، قامت أساسًا على تجارب خاصة للباحثين، منهم من له ظروفه الخاصة العقلية والاجتماعية، من اضطراب عقلي أو اضطهاد، ويرى ضرورة الحذر من أهواء الفلاسفة والباحثين التي لا ترتقي إلى مستوى القيم الثابتة التي لا تتغير بتغير الظروف أو الأزمان أو البيئات واعتبار أن العلم هو كل ما يتعلق بالمختبرات العلمية والتجريب، أما النظريات الفلسفية، فهي ليسن سوى وجهات نظر تخطئ وتصيب.
كما يلاحظ أن الموجات السياسية المختلفة من استعمارية وشعوبية وصهيونية، إنما تحاول الاستفادة من بعض النظريات التي تتفق مع وجهة نظرها، أو التي تستهدف احتواء الأمم والشعوب وتحويلها عن نظرتها الأصيلة.(63/12)
###22### ولقد أولى الإسلام تقديره واهتمامه لميول الإنسان وعواطفه وغرائزه الطبيعية باعتبارها فطرية، ولم يمنعها حقها، أو يدمرها أو يقضي عليها، كما فعلت بعض الأديان، بل أفسح لها الطريق الطبيعي والمعتدل، ووضع لها ركائز وضوابط، وأجراها في طريق معبد: قوامه التوسط والبعد عن الغلو والإسراف من ناحية، والتجميد من ناحية أخرى أو الإلغاء من ناحية ثالثة، وعدت الإنسان السوي هو الذي يحتفظ بقواه العقلية والروحية والجسمية، ويطبقها في الاتجاه الطبيعي.
ويرى الإسلام أن وقف تيار هذه الميول بصنوف الرياضات وأشكال الحرمان سبب لتعطيل قوى النفس الإنسانية وصدها عن استخدام جميع وسائلها، وبذلك يتوقف ظهور آثارها في عالم الحس، لذلك جاء الإسلام معترفًا بهذه الميول الطبيعية داعيًا إلى الاعتدال: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) [الأعراف: 7].
وصفوة القول في الصلة بين عالم النفس والإسلام أن دراسات العلماء تجمع الأدواء النفسية كلها في داء واحد، هو داء الضمير المدخول أو الضمير المنقسم على نفسه، وأنها تجمع الطب النفساني كله في دواء واحد، هو داء اليقين والإيمان، ###23### وذلك دواء الدين وليس منه عند العلم إلا القليل، لأن العلم سبيل ما يعرف، ولا حاجة به إلى ثقة وتسليم، وإنما يؤمن الإنسان ليعرف كيف يثق، وكيف يبصر موئل الأمان، ثم يركن إليه ركون العارف الآمن.(63/13)
ويشير الإمام محمد عبده إلى أن الفلاسفة والعلماء الذين اكتشفوا كثيرًا مما يفيد في راحة الإنسان، أعجزهم أن يكتشفوا طبيعة الإنسان، ويعرضوها عليه، حتى يعرفها ويعود إليها. هؤلاء الذين صقلوا المعادن حتى كانت من الحديد اللامع المصفى، أفلا يتيسر لهم أن يحلوا الصدأ الذي غشي الفطرة الإنسانية، ويصقلوا تلك النفوس حتى يعود إليها لمعانها الروحي؟ فالدين هو الذي كشف الطبيعة الإنسانية، وعرفها إلى أربابها في كل زمان، ولكنهم يعودون، فيجهلونها، وأن العقدة النفسية الكبرى في أعمال النوع البشري، قد تتلخص في كلمتين: "المخاوف المجهولة" وإن الشفاء في تلك العقيدة، يتلخص في الإيمان لأنه أمان وائتمان.
ويصور جون كارل فلوجل في كتابه (الإنسان والأخلاق والمجتمع) عجزت العلوم الحديثة عن الوصول إلى الحقيقة، فيقول: إن موقف علم النفس الآن أشبه بموقف الطبيب يشاهد مريضًا بين الموت والحياة دون أن يستطيع تشخيص ###24### الداء عن طريق الحدس والتخمين، وإن مكتشفات التحليل النفسي ونظرياته في ميدان الغريزة الجنسية، قد صدمت شعور كثير من الناس، فهم يشعرون أن علماء النفس حين يحاولون فهم البواعث التي ترتكز عليها القيم الخلقية والدينية، قد يحطمون هذه القيم عينها، بل لعلهم يعملون فعلا على تحطيمها.
وحذر فلوجل من نتائج هذه الأبحاث، وخاصة ما يتعارض منها مع النظم والعقائد، وقال: ربما كان علماء النفس هم أنفسهم من المصابين بتلك العقد التي يحلو لهم الحديث عنها، ولذلك جاءت معظم أحكامهم مشوبة بالهوى، قائمة على معرفة مبتسرة.
وقال: إن علم النفس علم مهمته مقصورة على وصف حقائق الحياة العقلية وتصنيفها؛ فلا شأن له بالقيم ذاتها.(63/14)
ويقول العقاد: إن أكبر معالجات علم النفس، هو القلق: مصدر المرض النفسي والانقسام الداخلي وانفصام الشخصية؛ ويقترن بهذا الخطر – وقد يكون من أسبابه – داء الحيرة بين حياة الروح وحياة الجسد؛ وبين تغليب الروح بالجور على المتعة الجنسية، وتغليب حياة الجسد بالاسترسال مع الشهوات والإقبال على اللذات الحيوانية دون غيرها؛ وفي ###25### الإسلام عصمة من كل داء من أدواء هذا الفصام الذي يمزق طوية الفرد، أو يمزق صورة الوجود كله بين خصومات الفكر وخصومات العقيدة وخصومات المثل العليا في كل قبلة يتجه إليها، فليس في الإسلام عداء بين الروح والجسد؛ وليس للجسد فيه محنة تمتحنه بالصراع بين الطيبات من متعة الروح أو متعة الجسد.
10- ومن كل هذه المراجعات في موقف الأديان والفلسفات والمذاهب: تجد أن التصور الإسلامي، هو أعمق هذه التصورات وأوسعها وأكثرها عمقًا؛ وأصدقها تعرفًا إلى الفطرة، وأقربها إلى العلم والعقل. فالإنسان – في نظر الإسلام – كائن كريم لا هو بالملاك ولا هو بالشيطان؛ له مطامع تشده إلى الأرض، وله أشواق تربطه بالسماء، والإسلام من أجل إقامة التوازن بين نوازعه وأشواقه، يرسم لها طريقًا وسطًا، ويعمد إلى إيجاد الموائمة في نفس الفرد بين قواه المختلفة مما يؤدي إلى سلامة الكيان البشري وحسن تناسق الفرد مع المجتمع، فهو يحفظه دون أن يجمد بالرهبانية، أو يتمزق بالإباحة حتى يستطيع أن يكون قادرًا على أداء رسالته ومسؤوليته، وهو يحقق له رغبات جسده وعقله وروحه؛ واعتراف الإسلام بالطبيعة البشرية وبحق ممارستها مع وضع ###26### الضوابط والحدود لها: يحول دون كل ما يسمى من كبت أو تمزق أو ضياع.(63/15)
كذلك فإن من أبرز معطيات الإسلام: التفاؤل برحمة الله، فليس في الإسلام أي ملمح ليأس أو انهزامية أو ضعف أو تشاؤم؛ كذلك فإن هذا الاتجاه الجامع الوسط يحول دون طوابع الوثنية أو عبادة الشهوة أو عبادة الفرد، كذلك فإنه يدفع إلى التضحية والتقوى والبذل والفداء.
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ/ أنور الجندي(63/16)
سلسلة دراسات إسلامية معاصرة
25
النظرية المادية
أنور الجندي
منشورات المكتبة العصرية
صيدا – بيروت
###115### النظرية المادية
النظرية المادية نظرية فلسفية ترى أن جميع ما في الكون مؤلف من المادة، ولا وجود لشيء غير مادي في هذا العالم، ولقد تعددت مذاهب الفلسفة المادية منذ أيام "ديمقريطس" اليوناني الذي قال بأن لا شيء موجود إلا بالمادة، ثم تجددت في العصر الحديث.
وكل المذاهب المادية ترى أن المادة، هي الوجود الأصلي للأشياء، وهي بهذا تعارض حقائق الفطرة والطبيعة والعقل والدين، وهي تعارض عددًا من المذاهب الفلسفية، كالمذهب الروحي في الفلسفة لأنها لا تؤمن بوجود الروح، ومن يؤمن بوجود الروح والعقل من الماديين، فإنه يرى أنهما متوالدان من الوجود المادي، أو أنهما صفة طارئة لبعض حالات المادة، كما تعارض النظرية المادية الفلسفية المثالية التي ###116### ترى أنه بالعقل يمكن تفسير سلوك المادة، ونفهم حالاتها وأوضاعها، ولكنا لا نفهم العقل بالمادة لأنها خالية من الوعي والإدراك، وترى النظرية المادية أنه ليس في العالم الملموس خواص ثابتة لذلك فلا يمكن وجود مفاهيم ثابتة ولا قوانين قطعية، ولا تؤمن الفلسفة المادية بالدين، وهي ترى أنه نظام من وضع البشر، ولا تؤمن بحياة أخرى بعد هذه الحياة. وأبرز قواعد النظرية المادية:
لا وجود غير الماد\ة، وأن قوام العالم عنصر واحد هو المادة.
سيطرة القوانين واضطرادها واستمرارها.
إنكار الغائية.
إنكار الغيب "عالم ما وراء الطبيعة" الميتافيزيقا.(64/1)
وقد ظهرت نظرية المادية في إبان عصر العلم وفتوحاته الضخمة، وقد كان منطلقها تحول نظرية دارون من نظرية بيولوجية إلى نظرية اجتماعية عامة حين تلقفتها الفلسفة، وقد جاء ذلك بعد أن سقطت تفسيرات الدين، وانقسمت الفلسفة إلى مثالية روحية وإلى مادية، ثم سيطر المذهب المادي واستعلى نتيجة لسيطرة العقليات والحسيات والمبالغة في التصور بأنهما وحدهما عنصرا الوجود، أما الجانب الآخر غير ###117### الظاهر فقد صرف النظر عنه نهائيًا، وإن أطلق عليه اسم ما وراء الطبيعة غير أن النزعة العلمية التي سيطرت على الفكر كله، فرضت العقل والحس منطلقًا للفكر، وتجاهلت ما سواهما، وخاصة كل ما يتصل بالعلم عن طريق الوحي والنبوة ورسالات السماء.
ويعد الفيلسوف ديكارت أول من فصل الروح عن المادة فصلا بينًا، ومن ثم تراجعت مفاهيم الغيب وما وراء الطبيعة والروح والفكر، ولا ريب أن أصدق ما يقال في هذا: أن العلم الحديث نظر في المحسوسات والماديات، وقطع شوطًا كبيرًا من الانتصارات، فلما تعرض لما وراء المادة، عجوز بأدواته القاصرة عن تحقيق أي نجاح، ومن ثم أغفل هذا الجانب، وحاول تعليله تعليلا ماديًا، ويرد الباحثون غلبة النظرية المادية إلى نتيجة انتصار المادة مما دعا الفلاسفة إلى الإعلان بأنه لا يوجد غير المادة. حتى الحياة نفسها اعتبرت صفة من صفات المادة من معنى هذا إنكار وجود الروح ومعنى إنكار وجود الروح، هو إنكار لوجود الله سبحانه وتعالى، وللحقيقة فإن العلماء لم يفعلوا شيئًا من هذا، ولم يقرروه، وإنما الذي استحدث هذا وركز عليه ونشره في كل مكان هم الفلاسفة.(64/2)
###118### ثانيًا: كانت النظرية المادية جزءًا من المعركة التي شنها العلم الحديث ضد المسلمات الجامدة والتفسيرات التي حاول الدين في الغرب أن يقدمها للحياة وتعارضها مع إرادة الله ومع اقتحام الحياة ومع المسؤولية الفردية، ولفساد المفهوم الروحي الخالص الذي ينكر الرغبات البشرية، ويحاول القضاء عليها، وتلك هي الصورة التي تجمعت للدين في نظر كل أصحاب الدعوات المادية، فقد بدأ الدين، وكأنه عقوبة قاسية أو قيد مرهق أو مضاد للفطرة البشرية.(64/3)
وفي مواجهة دعوة عنيفة إلى الروحية الخالصة ممثلة في إنكار حق الحياة وقسر الرغبات البشرية برزت المادية كرد فعل عنيف طاغٍ، ولو أن الفكر الغربي فهم الإسلام حق الفهم لوجده قادرًا على العطاء الذي يمكن العلم من أداء دوره دون أن يقع في المحاذير والأخطاء التي ساقه إليها مفهوم غير متكامل، ولا ريب أن من يطالع المذهب المادي على النحو الذي قدمه المتطرفون من أمثال بخنز يجده حربًا عنيفة على تفسيرات الدين ومعارضة لكل ما قدمته هذه التفسيرات حتى ليكاد دعاة المذهب المادي أن يذهبوا أساسًا إلى معارضة الاجتماع والوضع البشري، ويبدو ذلك ظاهرًا من محاولة شبلي شميل حين ترجم مذهب النشوء والارتقاء إلى اللغة ###119### العربية بعد الاحتلال البريطاني لمصر، فإنه لم يقف عند عرض المذهب الفلسفي وحده، ولكنه حاول اتخاذه أساسًا للمجتمع والأسرة والمدرسة والشريعة والقضاء والسياسة؛ فاعتبر المذهب المادي دينًا جديدًا، هو دين البشرية وعلى العرب والمسلمين أن يحلوه محل عقائدهم، كما فعل الغربيون حين عارضوا رؤساء الأديان، فدعا إلى ما أسماه تحرير الإنسان من بواعث التفرق التي غرستها الأديان، وقد كان هذا الاقتباس خاطئًا تمامًا، فإنما استغل الفلاسفة مذهب دارون في الغرب، وحولوه إلى ما أسموه دين البشرية، وهو العلم والعقل، لأنهم كانوا على خلاف مع تفسيرات الدين، ولذلك أرادوا التحرر من آثاره الباقية في المجتمع والمدرسة، وليس كذلك الإسلام في أفق العالم الإسلامي، ولكن هكذا، هدفت القوى الاستعمارية أن تفسد الفكر، وتثير الشبهات، وتنقل ما هو واقع في بيئة مختلفة إلى بيئة أخرى ليست لها به صلة ما.(64/4)
ولم يكن من المعقول أن يقبل بسهولة ما دعا إليه فلاسفة المادية من الاقتصار على العلوم المادية دون التعاليم الدينية، أو من القول بأن الدين قد أضر بالإنسان والمجتمع، أو أن العلوم الطبيعية هي أهم العلوم البشرية، فقد كان ذلك كله ###120### نقلا غير موفق لما يجري في محيط له ظروفه الخاصة وتحديداته الواقعة مما ليس موجودًا في البيئة العربية الإسلامية بتاتًا، ولا هي في حاجة إليه، وفي هذا يقول العلامة محمد فريد وجدي: إن الفلسفة المادية لا تستقر إلا حيث يخلو لها الجو من النقد العلمي الصحيح، والرقابة العلمية الدقيقة لأن أهلها كثيرًا ما يعتمدون على المغالطات والسفسطات، فيسوقونها باسم العلم، وما هي منه، فإذا صادقت نفوسًا خلت من حقائق العلم أضلتها ودفعت بها إلى أقصى حدود التطرف، والمذهب المادي فلسفة لا علم، وفرق كبير بينهما، فالعلم يرود بوسائله مجاهيل هذا الوجود الضخم، وبدون العلاقات الموجودة بين ظواهره منها، ويصم الأشباه والنظائر، ثم يبذل وسعه ليجد النواميس العاملة في كل طائفة منها، وهو يحلل المواد ليعرف عناصرها الأولية، أما الفلسفة فهي جهاد من العقل وراء إدراك الحقيقة الكلية للوجود، وقد دخلت منذ نشوئها إلى اليوم في أطوار كثيرة، فبعد أن كانت تعتمد على العقل وحده، أصبحت اليوم تعتمد عليه، وعلى العلم أيضًا، ومن هذا الطريق وصلت الفلسفة إلى ما وصفت نفسها بالطبيعة، وهي التي يعتمد عليها المذهب المادي إلى الحكم بأن الوجود مادة ###121### محضة، ومحكوم بنظام آلي لا يختلف وأن ما يسمى عقلا وروحًا وعواطف، إنما هي حالات راقية من المادة، وليس لها وجود خاص تستمده من ينبوع سواها.(64/5)
ثالثًا: من حيث إن الكون لا توجد فيه غير المادة، فهو قول مردود بالنظرة الفاحصة والتأمل الرصين، فإن العالم الذي يحيط بنا "الطبيعة والمجتمع" يقدم لنا عددًا لا نهاية له لأن الظواهر المتنوعة تنوعًا لا نهائيًا والتي يمكن أن تتنوع على وجوه مختلفة، هناك أشياء كثيرة لا نستطيع أن نراها وأن نلمسها أو نقيسها، ولكنها أشياء موجودة، مثل أفكارنا وعواطفنا ورغباتنا وذكرياتنا، ونحن نسمي هذه الأشياء فكرية لنعبر عن كونها غير مادية، وهكذا ينقسم كل ما لدينا في الوجود إلى مجالين: مادي وفكري، والواقع يقدم لنا وجهًا ماديًا ووجهًا فكريًا، فالعمل قبل أن نبدأ به ليكون عملا محسوسًا، فهو فكر ثم إرادة، كذلك فإن بجانب المادة في جسم الإنسان شيئًا آخر، هو الروح، فإذا خرجت الروح من الجسد، لم يصبح هو الإنسان، بل أصبح جسدًا ميتًا، فالفكر والروح والنفس قوى لها حركتها وعملها كالمادة تمامًا، ولا يمكن الفصل بين المادة والفكر وبين المادة والروح، وإن فصلت بينهما الفلسفات الغربية، ولا سبيل للقول بسبق المادة ###122### على الروح أو المادة على الفكر أو العكس، وإنما هي دورة مستمرة مضطردة، والإسلام لا يضيع "المادية" في مقابل "المثالية" ولا يقف عند غير هذا القطب أو ذلك القطب، ولكنه يجمع بينهما ويمزجه مزجًا دقيقًا متكاملا، كذلك فليس صحيحًا ما يقال من أن المثالية والمادية يؤلفان تناقضًا أو يتنافيان، فالإنسان مادة وروح، فلا تعارض بين المادية والمثالية، ولا تناقض وليسا هما ضدين لا ينفصلان، وليس كل تقدم للمادية تأخرًا للمثالية أو العكس.(64/6)
رابعًا: لا سبيل إلى إنكار الحقيقة الأساسية التي تقرر أن للكون غاية مقصودة، هي خير البشرية، كذلك فليس هناك ما يؤكد أم شيئًا في هذا الكون يقع بطريقة عشوائية، وإنما يجري كل شيء فيه وفق تقدير دقيق محكم، وليس من حادث يحدث فيه دون غرض يخدمه، سواء كان خفيًا أم ظاهرًا وكل ما في عالم الإنسان، وما في الكون بأسره يجري وفق تقدير مسبق لا يحيد عنه، وكل حدث يجري بقضاء وقدر، لا يردان ولا يقهران، فالغائبة إنما تعني الحكمة التي ارتادها وقدرها الخالق تبارك وتعالى، وأجرى حوادث الكون بمقتضاها، فقد أوجد الإنسان لغاية، وركب الكون لغاية، وليس من سبيل عن طريق العلم أو العقل أو الفطرة لقبول ما ###123### يقول الماديون من أن الكون جاء عن طريق المصادفة، وأنه لا هدف له، ذلك لأن العلم التجريبي والنظرة المادية لا يستطيعان مهما أوتيا من قوة أن يقولا مثل هذا، وهما قاصران على المادة المحسة، وقد تأكد تمامًا أن العلم التجريبي ليس من شأنه ولا في طاقته أن يفسر الأهداف والكيفيات، وإنما هو قاصر على فهم الظواهر، فقد يستطيع أن يجيب على "كيف" ولكنه يعجز عن أن يجيب على "لماذا" والإجابة بلماذا سواء في خلق الكون أو خلق الإنسان، إنما تقتضي الاعتقاد بوجود قوة خارج هذا الكون خالقة ومدبرة هي التي رسمت، وما زالت ترسم وتخطط مصير الكون والإنسان لحظة بلحظة أما القول بسيطرة القوانين الطبيعية واضطرادها واستمرارها فهذا قول قاصر، لأن هذه القوانين ليست من صنع نفسها، وليست مصادفة، ولو كانت لما جاءت بمثل هذه الدقة، وهذا الاستمرار العجيب، ولكنها من صنع الخالق القادر المدبر وصاحب هذه القوانين، وخالقها قادر على خرقها وتعطيلها في أي وقت يشاء، فلا سبيل إلى القول بجبرية استمرار القوانين، ومعنى استمرار القوانين أن تكون الحياة البشرية معادلة معروفة محسوبة، وهذا ما لم يحدث قط، وإن المتابع لسير الحياة والتاريخ وواقع ###124### الأمم والكون،(64/7)
يعلم أن قدرة الله القادرة غيرت القوانين وحقق نتائج لم تكن متوقعة من اضطراد القوانين كما أنها أوقفت نتائج منتظرة، ذلك لأن الله هو خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل، والمسلم يؤمن بأن الله سبحانه بيده الخلق والأمر.
ومعنى هذا فساد القول بالحتمية وباضطراد القوانين والنتائج، ويضرب بعض العلماء مثلا لفساد ما يعتقده الماديون من أن التطور يجري بقانون الانتخاب الطبيعي الذي يسعى دائمًا إلى بقاء الأصلح، فإنهم يعتقدون أن ذلك يجري وفق ضرورات محيطية ومعاشية، وليس لها غاية مسبقة وضعت قبل خلق الكون والإنسان، ولا ريب أن النظرة الربانية إلى الطبيعة تكشف عن قوانين مذهلة، توحي بأن وضعها في تلك الصورة كان لغاية حكيمة، من ذلك أن الماء هو السائل الوحيد في العالم الذي تكبر كتلته عندما تتجمد، أي: تقل كثافته بالتجمد، ولهذه الميزة الفريدة أهمية عظيمة في هذا العالم، فلو أن الماء تزداد كثافته عند إنجماده لرسبت الثلوج في قاع الأنهار والمحيطات، وبقيت هناك بعيدة عن أشعة الشمس، فلا تذوب وبهذه الصورة تنقص كمية المياه سنة بعد سنة حين تجمد، وتنقص كمية ما في الأرض من ###125### مياه، ولكن كتل الجليد تبقى طافية على سطوح الأنهار والمحيطات، فلا تجمد ما تحتها من مياه، كما أن طبقة الثلج التي تنشأ فوق الأنهار والبحار تحمي حيوانات تلك المياه من البرد، ولولاها لماتت تلك الحيوانات من شدة البرد، أو صعب عليها الحياة، كذلك لو لم يكن الماء مذيبًا لكثير من المواد الغذائية في التربة لما استطاع النبات أن ينمو على وجه الأرض، فهل يمكن القول بأن صفات الماء هذه جاءت مصادفة؟ أم أنها وضعت لغاية مقصودة وحكمة كبرى.(64/8)
خامسًا: إن الاعتقاد في المذهب المادي بأن الموت نهاية الحياة، هو أخطر المفاهيم التربوية والأخلاقية وأبعدها أثرًا في إفساد الحياة وإخلائها من الغايات العالية الرشيدة وحسن التصرف ومدعاة غلى ذلك التكالب للتمتع بالحياة فضلا عن التنصل من الواجبات والمسؤوليات، فلا وجود للأمانة ولا الإخلاص ولا الرحمة، وهذا من شأنه أن يقضي تمامًا على مسؤولية الإنسان في الحياة والتزامه فيها، أما المسلم فهو يؤمن بأن هناك بعثًا وحسابًا ومسؤولية وجزاء للعمل الدنيوي كله، ذلك لأن الإنسان مستخلف في الأرض، وعليه التزام وأمانة، وله إرادة حرة هي مصدر مسؤولية وجزائه، وأنه مطالب أن يعمل على إقامة المجتمع العادل الرحيم ###126### بكل ما يمكنه من قوة وإرادة، وفي حدود عمله وقدرته.(64/9)
سادسًا: إن العلم من خلال تجربته ومعامله ومقاييسه لم يتعرض للقول بمادية الكون، ولكنه قال: إنه يجهل ما وراء الطبيعة، ولم يتعرض للقول بأن الحياة صدفة، وما كان له أن يقول، وهو يرى دقة التركيب والتوقيت، ولكنه قال من واقع معامله وتجربته: إنه يجهل الإجابة عن سؤال لماذا، ومن أين جاء، وإلى أين يتجه؟ وتلك حدود العلم، أما الذي حاولوا أن يقتحموا الفراغ الذي توقف عنده العلم بحكم وظيفته المحدودة وأدواته القاصرة، الذين حاولوا أن يقتحموا هذا الفراغ إنما هم الفلاسفة الذين قدسوا العلم والعقل، وأصروا على أنه لا توجد وراءهما وسائل للمعرفة، وعجزوا وأنكروا وسيلة المعرفة الأولى والكبرى التي جاءت منذ عرف الإنسان وجوده على الأرض، وهي وسيلة الوحي والنبوة والرسالة، وكتب الله ومنهج الله وآياته، فقد قدم الحق تبارك وتعالى للبشرية منهجًا كاملا لهذا الجانب الذي يسمى عالم الغيب، والذي يطلق عليه اسم الميتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة، قدمه للإنسان من خلال كتبه ورسله، حتى لا يشغل الإنسان عقله بالبحث عنه، والعقل أعجز من أن يصل إليه دون عون من الوحي الرباني، وحكمة ذلك أن ###127### تطمئن النفس الإنسانية لهذه المعرفة عن الغيب، فتتجه إلى المعرفة المادية التي وجد العقل فعلا للعمل فيها، وهي اكتشاف قوانين الطبيعة والمادة والإفادة منهما في بناء الحياة وعمران الكون وأداء رسالة الإنسان المستخلف في الأرض بإذن ربه، ولكن الإنسان الغربي حين أزاح عن نفسه تفسيرات الأديان التي لم تقدم له هذه الحقائق، ولم يكلف نفسه أن يبحث عن الدين الحق، وفيه منهج كامل للميتافيزيقا، فحاول أن يجتهد، أما العلم فقد توقف عند قدراته وأدواته، وأما الفلاسفة فقد اندفعوا ليسدوا الثغرة بالعجز المتمثل في القول بأن كل ما ليس تحت السمع والبصر، فهو ليس موجودًا، ومن ثم فلا حكمة لديهم في خلق الكون والإنسان فهي المصادفة العمياء، وإذن فلا غائية، ولا بعث ولا هدف(64/10)
من هذه الحياة البشرية على الأرض، فهي إذن لعبة ومن حق الإنسان أن يسارع إلى اقتناص متعها والاندفاع وراء رغباته فيها قبل أن يدركه الموت أو يدركه تفجير الذرة والحرب، ومن هنا كان المذهب المادي فلسفة لا علمًا، وفرق بينهما كبير.
ولكن العلم في الخمسين سنة الأخيرة، دخل طورًا جديدًا من التشكك، دفه أقطابه إلى أن يضعوا "يقيناته" ###128### السابقة في الميزان من جديد وتغيرت لهجة ممثليه، فأصبحوا يتكثرون من قولهم: إن الوجود مشحون بالمجاهيل حتى فيما يدعي أنه قد فرغ من بحثه، وتبين من أقوال العلماء في هذا الصدد أن المذهب العلمي قد أثيرت حوله الشبهات، وأن فتوحات جديدة وصل إليها العلم في مجال المباحث النفسية والروحية، وأن عهدًا جديدًا بدأ يتمثل فيه حاجة العقل وحاجة الروح على أسلوب علمي محض، وقد أعلن أن الأصل الروحاني ضروري لبناء مذهب يحل معضلات الكون، وقد أعلن أن الفلسفة المادية لم تلبث أن أثارت الشكوك حول هذا الانفتاح على عالم الغيب، وحولت المباحث الروحية إلى غايات بعيدة الخطر، وكان على العلم أن يبحث مرة أخرى على آفاق جديدة للفهم الصحيح، وقد جاء ذلك في إنشطار الذرة "فقد كان الظن إلى عهد قريب أن المادة لا تنقسم إلى ما لا نهاية، بل تقف عند حد لا يتجزأ، وهذا الذي سموه الذرة والجوهر والفرد، قم أثبت العلماء أن الذرة قابلة للتجزئة، فبعض الذرات تنفجر من تلقاء ذاتها مثل ذرات الراديوم واليورانيوم وغيرها، واتضح أن الذرة تتحلل إلى ثلاثة أجزاء إلى أشعة، وبذلك انطلقت المادة الذرية، وأصبحت طاقة يمكن استخدامها في أغراض الحرب ###129### والسلم، ومعنى هذا أن أفقًا جديدًا قد كشف الله تبارك وتعالى عنه للإنسان ليصل إلى الحقيقة: إن مفهوم المادة القديم قد تغير، وأصبحت المادة طاقة، وأصبحت المادة تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة، وأصبحت المادة والطاقة بمثابة مظهرين لشيء واحد، وقال العلماء: نتيجة لذلك: إن القول(64/11)
بالمادية المطلقة يستتبع القول بأن المادة أزلية أبدية، وأنها كاملة غير متطورة، وهذا ما يتنافى مع القوانين العلمية كما يستلزم إنكار العقل، وهو غير مادي، وأن الحتمية تفرض وجود نظام في المادة هو نفسه دليل على وجود قوانين تحكم حركة المادة التي قيل: إنها ثابتة لأنها كاملة، والقوانين عبارة عن علاقات عقلية لا تصنعها المادة لنفسها لأنها غير عاقلة، والحتمية تستلزم أن تسير المادة وفق غاية مرسومة، والغاية توضع قبل أن يوجد الشيء الذي يحققها، فالنحات قبل أن يعمل أزميله في قطعة الحجر، ويكون قد رسم لنفسه الغاية التي يبتغيها من عمله، فالغاية إذًا سابقة على وجود الشيء، وهي فكرة عقلية تحكم المادة، وتوجهها، فهي – إذن – تستلزم وجود قوة روحية عاقلة".(64/12)
سابعًا: إن أخطر مرحلة في تاريخ العلم الحديث، وهي التي سوف تقرر مصيره لأجيال بعيدة، وتفتح له صفحة ###130### جديدة بعد هذه الأعوام الثلاثمائة من صراعه مع الدين، هي انفلاق الذرة التي ألغى نظرية الانفصال بين المادة والطاقة، فأصبح معلومًا أن المادة تصبح طاقة، وأن الطاقة تصبح مادة، وعلى هذا فقد دخل عالم الغيب في صميم العلم، هذا العالم الذي ظل العلم المادي وما تزال الفلسفة المادية تنكره، يقول العلامة هايدين في كتابه المادية: ماتت النظرية المادية بالنظرية القائلة بأن الذرات مركبة من الكهرباء وبروتونات موجبة وإلكترونات سالبة، وطغت عليها نظرية "الكوانتوم" التي تقول: إن الكهربائية تجيء شحناتها من المجهول "الغيب" وتذهب إلى المجهول "الغيب" ومن هنا لم يستطع المذهب المادي الإجابة على هذا السؤال، وقال هايدن معلقًا: إن الحقيقة التي طفق الإنسان يبحث عنها دهورًا عديدة، هي روحانية في وجودها، والروح لا يدركها العقل، وقد توالت في هذا الطريق أبحاث منها حقائق مغايرة تمامًا لما هو سائد في بيئات العلم، كأنه من المسلمات، والعلماء الآن يكشفون حقائق جديدة، ويعلنون أن قوانين "الديناميكا الحرارية" قد أخذت تدلهم على أن لهذا الكون بداية، وأنه إذا كان للكون بداية، فلا بد له من "مبدئ" من صفاته العقل والإرادة واللانهاية، فيقول الباحثون: نعم ###131### إن هذا الخالق لا بد أن يكون من طبيعة تخالف طبيعة المادة التي تتكون منها ذرات تتآلف بدورها في شحنات أو طاقات لا يمكن بحكم العلم أن تكون أبدية أو أزلية، وعلى هذا فلا بد أن يكون هذا الخالق غير مادي، وغير كثيف، ولا بد أن يكون لطيفًا متناهيًا في اللطف، خبيرًا لا نهاية لخبرته، لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار.(64/13)
ويقول هؤلاء العلماء: فإذا كان نريد أن نصل إليه، فسبيلنا إلى ذلك لا يكون بحواسنا التي لا تستطيع أن ترى إلا الماديات الكثيفة، وإذا كنا نريد أن نلمس وجوده، فإن ذلك لا يمكن أن يتم داخل المعامل أو أنابيب الاختبار أو باستعمال المناظير المقربة أو المكبرة، وإنما باستخدام العنصر غير المادي فينا: كالعقل والبصيرة.
إن فروع العلم كافة تثبت أن هناك "نظامًا" معجزًا يسود هذا الكون: أساسه القوانين والسنن الكونية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، والتي يعمل العلماء جاهدين على كشفها والإحاطة بها، وقد بلغت كشوفنا من الدقة قدرًا يمكننا من التنبؤ بالكسوف والخسوف وغيرهما من الظواهر قبل وقوعها بمئات السنين، والسؤال هو: من الذي وضع هذا النظام، وسن هذه القوانين، وأقام هذه السنن الكونية ###132### والثابت التي لا تتغير ولا تتبدل؟.
يوجه العلماء هذا السؤال ويجيبون عليه: هل نشأ الكون مصادفة، إن العلماء يشرحون معنى "المصادفة" ويشيرون إلى استخدام الرياضة وقوانين المصادفة لمعرفة مدى احتمال حدوث ظاهرة من الظواهر، لقد حسب العلماء احتمال اجتماع الذرات التي يتكون منها جزيء واحد من الأحماض الأمينية "وهي المادة الأولية التي تدخل في بناء البروتينات واللحوم" فوجدوا أن ذلك يحتاج إلى بلايين عديدة من السنين، وإلى مادة لا يتسع لها هذا الكون المترامي الأطراف، هذا التركيب "جزئ واحد" على ضآلته فما بالك بأجسام الكائنات الحية من نبات وحياون؟ وما بالك بما لا يحصى من المركبات المعقدة الأخرى؟ وما بالك بنشأة الحياة وبملكوت السموات والأرض؟ وكانت الإجابة هي: أنه يستحيل عقلا أن يكون ذلك قد تم عن طريق المصادفة العمياء أو الخبطة العشواء.(64/14)
لا بد لكل ذلك من خالق مبدع عليم خبير، أحاط بكل شيء علمًا وقدر كل شيء، ثم هدى، إن الإنسان لا يستطيع أن يدرس أعمال أي صانع من الصناع دون أن يحيط بقدر من المعلومات عن الصانع الذي أبدع تلك الأعمال، ###133### وكذلك نجد أننا كلما تعمقنا في دراسة أسرار هذا الكون وسكانه، ازددنا معرفة بطبيعة الخالق الأعلى الذي أبدعه ويقول العلماء: إن الأرض والسماوات بسائر تعقيداتها، والحياة في شتى صورها وأخيرًا الإنسان بكل قدراته العليا، كل ذلك أشد تعقيدًا من أن يتصور الإنسان أنه حدث هذا بمحض الصدفة، فلا بد إذن من عقل مسيطر ومن إله خالق وراء ذلك، ويؤكد العلماء نظرية الإسلام في أن المعرفة تتم بواسطة العقل والقلب. يقول روبرت هورتون كاميرون: إن الإنسان يحصل على العلم بطريقتين: البصر والبصيرة. أما البصر فهو ما نتعلمه في حياتنا وما نكتسبه عن طريق حواسنا من الخبرة بأمور الحياة، أما البصيرة فهي ذلك النور الذي يفرغه الله في قلوبنا، فيكشف لنا ما لا نعلم، وكذلك الحال فيما يتصل بالإيمان بوجود الله، إذ لا بد أن يقوم أولا على البصر وملاحظة ظواهر الحياة: الفكر والانفعالات والتمييز الخلقي وحرية الإرادة، ثم نلتجئ بعد ذلك إلى الله لكي يكمل إيماننا ويدعمه، ويقول العالم الكيميائي واين أولت: إن الله – كما نعرفه – ليس "مادة" أو "طاقة" كما أنه ليس محددًا حتى نستطيع أن نخضعه لحكم التجربة والعقل المحدود، بل على نقيض ذلك نجد التصديق بوجود الله يقوم ###134### على أساس "الإيمان" وهو إيمان يستمد تأييدًا علميًا من الدلائل غير المباشرة التي تشير إلى وجود "سبب أول" أو إلى "دافع مستمر" منذ القدم، إن الإيمان بالله يعد لازمًا لاكتمال وجود الإنسان وتمام فلسفته في الحياة، ولا شك أن لاعتقاد بوجود إله خالق لكل الأشياء يعطينا تفسيرًا بسيطًا وسليمًا واضحًا في النشأة والإبداع والغرض والحكمة، ويساعدنا على تفسير ما يحدث من الظواهر، أما(64/15)
النظريات التي ترمي إلى تفسير الكون تفسيرًا آليًا، فإنها تعجز عن تفسير كيف بدأ الكون؟ ثم ترجع ما حدث من الظواهر التالية للنشأة الأولى إلى محض "المصادفة" فالمصادفة هنا فكرة يستعاض بها عن التشويه، ولكن فكرة "وجود الله" أقرب إلى العقل والمنطق من فكرة المصادفة، ولا شك، بل إن ذلك النظام البديع الذي يسود الكون يدل دلالة حتمية على وجود إله منظم، وليس على وجود مصادفة عمياء تخبط وعلى ذلك، فالمشتغل بالعلوم هو أول من يجيب عليه أن يسلم تسليمًا منطقيًا بوجود مبدع لا حدود لعلمه، ولا لقدرته، موجود في كل مكان يحيط مخلوقاته برعايته، سواء في ذلك الكون المتسع أو كل ذرة أو جزئية من جزئيات هذا الكون ###135### اللانهائية في تفاصيلها الدقيقة، إن هناك ظواهر عديدة لا يمكن تفسيرها أو إداراك معناها إلا إذا أسلمنا بوجود الله. ومن ذلك مثلا: الفراغ اللانهائي وما يسبح فيه من النجوم والكواكب التي لا يحصيها عد ولا حصر.
ومن ذلك أيضًا: قابلية المادة للانقسام إلى جزئيات أساسية بالغة الصغر مهما كانت طبيعتها.
ومن ذلك: "التشابه الذي تشاهده بين جميع الكائنات الحية التي نعرفها مع اتصاف كل فرد، بل كل نبات، بل كل ورقة من أوراق الأشجار وقطرة من قطرات الماء بصفات تميزها عن غيرها. وهناك أيضًا تلك الهوة العميقة التي تفصل بين الإنسان، وبين سائر الكائنات الأرضية الأخرى، وتجعله ممتازًا عليها بعقله ومهارته اليدوية، وذلك هو الإيمان البصير الذي يقوم على العقل والتدبر".(64/16)
ويقول العلماء التجريبيون القادمون من داخل المعامل وأنابيب الاختبار: إن الإله الذي نسلم بوجوده لا ينتمي إلى عالم الماديات، ولا تستطيع حواسنا المحدودة أن تدركه، وعلى ذلك فمن العبث أن نحاول إثبات وجوده باستخدام العلوم الطبيعية لأنه يشغل دائرة غير دائرتها المحدودة الضيقة، لا بد لنا أن نسلم أن هذا الكون المادي الذي ###136### يخضع لقيود الزمان والمكان ليس إلا جزءًا من الحقيقة الكبرى التي ينطوي عليها هذا الوجود.
وإذا كان هذا العالم المادي عاجزًا عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها، فلا بد أن يكون الخلق قديم بقدرة كائن غير مادي، وعلى ذلك فالنتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل لا بد أن يكون هذا الخالق عليمًا حكيمًا قادرًا على كل شيء، حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون، وينظمه، ويدبره، ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان" هذه الآراء التي يقدمها العالمان روبرت موريس برج، وجون كليفلان كوثران لا نثبتها هنا لنؤكد حقيقة غائبة، ولكن لكي نفهم كيف يتطور العلم اليوم، فيصل إلى الحقائق الأصيلة التي جاء بها الإسلام من عند الله، ولنؤكد أن النظرية المادية التي تحاول اليوم أن تنشر سمومها في كل مكان لا صلة لها بالعلم، ولكنها فلسفة، وهي أيضًا نظرية، وليست حقيقة علمية.(64/17)
يقول إدوار لوثر كيل – وهو من كبار الباحثين الكيماويين: "إن العلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليًا، فهناك انتقال حراري مستمر من الأجسام الحارة إلى الأجسام الباردة، ولا يمكن أن يحدث ###137### العكس بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارة، فترتد في الأجسام الباردة إلى الأجسام الحرة، ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها حرارة جميع الأجسام، وينضب فيها معين الطاقة، ويومئذ لن تكون هناك عمليات كيماوية أو طبيعية، ولن يكون هناك أثر للحياة نفسها في هذا الكون؛ ولما كانت الحياة لا تزال قائمة، ولا تزال العمليات الكيماوية والطبيعية تسير في طريقها، فإننا نستطيع أن نستنتج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزليًا، وإلا استهلكت طاقته منذ زمن بعيد، وتوقف كل نشاط في الوجود، هكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية، وهي بذلك تثبت وجود الله لأن ماله بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه، ولا بد له من مبديء أو محرك أول، أو من خالق، وهو الله تبارك وتعالى.
والواقع أن هذا الكون لا يزال في عملية "انتشار" مستمر تبدأ من مركز نشأته، واليوم لا بد لمن يؤمنون بنتائج العلوم أن يؤمنوا بفكرة الخلق أيضًا، وهي فكرة تستشرف على سنن الطبيعة لأن هذه السنن إنما هي ثمرة الخلق، ولا بد لهم أن يسلموا بفكرة الخالق الذي وضع قوانين هذا الكون لأن هذه القوانين ذاتها مخلوقة، وليس من المعقول أن يكون هناك خلق دون خالق، هو الله، ما إن أوجد الله مادة هذا ###138### الكون والقوانين التي يخضع لها حتى سخرها جميعًا لاستمرار عملية الخلق عن طريق التطور: التطور المادي.
ويقول كريس موريسون مؤلف كتاب "العلم يدعو إلى الإيمان" ورئيس أكاديمية العلوم في نيويورك:(64/18)
"إن العلماء لا يقدرون أن ينفوا وجود الله، فكل واحد منهم في قرارة نفسه يشعر بقوة الإحساس أو الفكر أو الذاكرة والآراء التي تصدر كلها عن ذلك الكيان الذي نسميه بالروح، وهم جميعًا يعلمون أن الإلهام لا يأتي من المادة وليس للعلم حق في أن تكون له الكلمة الأخيرة بشأن وجود الخالق.
إن كون الإنسان في كل مكان، ومنذ بدء الخليقة حتى الآن قد شعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم، يدل على أن الدين فطري فيه، ويجب أن يقر العلم بذلك".
ويتساءل موريسون: ما هو الكائن الحي؟ هل هو عبارة عن ذرات وجزئيات؟ ويجيب: نعم، وماذا أيضًا عن شيء غير ملموس أعلى كثيرًا من المادة لدرجة أنه يسيطر على كل شيء، ومختلف جدًا عن كل ما هو مادي مما صنع منه العالم لدرجة أنه لا يمكن رؤيته ولا وزنه ولا قياسه، وهو فيما ###139### نعلم ليست له قوانين تحكمه: إن روح الإنسان، هي سيد مصيره، ولكنها تشعر بالمصدر الأعلى لوجودها، وقد أوجدت للإنسان قانونًا للأخلاق، لا يملكه أي حيوان آخر، ولا يحتاج إليه؛ ويضعنا موريسون أمام الحقيقة كاملة حين يقول: إن تحطيم ذرة "التون" التي تعد أصغر قالب في بناء الكون إلى مجموعة نجوم مكونة من جرم مذنب وإلكترونات طائرة، قد فتح مجالا لتبديل فكرتنا في الكون والحقيقة تبديلا جوهريًا، ولم يعد التناسق المميت للذرات الجامدة يربط تصورنا بما هو مادي، وإن المعارف الجديدة التي كشف عنها العلم لتدع المجال للاعتراف بوجود مدبر جبار وراء ظواهر الطبيعة، إن وجود الخالق تدل عليه منظمات لا نهاية لها تكون الحياة بدونها مستحيلة، إن وجود الإنسان على ظهر الأرض والمظاهر الفاخرة لذكائه، إنما هي جزء من برنامج ينفذه بارئ الكون، وأن العقل لا يمكن أن يستقل بمعرفة الله، ولا أن يهتدي إليه إلا إذا صحبه في تلك الغاية قلب".
ولا ريب أن هذه الحقائق العلمية تدحض شبهات الفلسفة المادية الإلحادية.(64/19)
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ أنور الجندي(64/20)
سلسلة دراسات إسلامية معاصرة
24
العلم في الغرب
أنور الجندي
منشورات المكتبة العصرية
صيدا – بيروت
###91### العلم في الغرب
انتقل هذا العلم الإسلامي مع كل نتاج الفكر الإسلامي إلى أوروبا، واستقر في "الأندلس" ثمانمائة عام، فكانت منار الغرب كله، وكانت جامعاتها موئل المثقفين من مختلف بلاد أوروبا، التي كانت قد سقطت في ظلمات القرون الوسطى حوالي عام 400 ميلادية قبل ظهور الإسلام بقرنين تقريبًا، وظلت سادرة في ظلامها حتى أوائل القرن الخامس عشر بعد أن قطعت أكثر من ألف سنة كانت أضواء الإسلام خلالها قد عمت الآفاق.
فقد وصل المسلمون إلى شواطئ أوروبا في أوائل القرن الثامن الميلادي – أي بعد أربعمائة عام تقريبًا من سقوط روما – ومنذ ذلك الوقت حتى سقوط غرناطة في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، كان وجود الإسلام في أوروبا ###92### كلها (الأندلس أصلا وجنوبي فرنسا وإيطاليا) وجودًا حقيقيًا، يتمثل في حضارة كاملة بجامعاتها وعلومها وآثارها وكتبها وفكرها.
ولقد كان إنهاء هذا الوجود على هذا النحو الذي تجمع عليه كتب التاريخ الإسلامي والغربي جميعًا، ولا يختلف فيه هو أشبه بمؤامرة ضخمة، حاصرت العلم والجامعات والنتاج الإسلامي كله، ثم أخرجت المسلمين منه إلى شاطئ أفريقيا تحت اسم أوروبا للأوروبيين، ففي خلال هذه الفترة الضخمة الخصبة التي استمرت من 722 ميلادية (101 هـ) إلى سقوط غرناطة 1492م (898 هـ) تحول إلى أوروبا كل نتاج العلم الإسلامي داخل إطار فكرة الجامع، وهي فترة تزيد على 770 عامًا كاملة.(65/1)
ومن هذا النتاج وأدواته ومصادره، قامت النهضة الغربية الحديثة التي عرفت باسم "الرينسانس" والتي تمثلت في مصادر كثيرة، أبرزها أولئك العلماء الذين تعلموا في جامعات الأندلس، ثم انتشروا في جامعات فرنسا وإنجلترا وإيطاليا، فكانوا نواة النهضة الأوروبية الحديثة، وأخذوا بالخيط من نقطة توقف المسلمين، وساروا به حتى بلغوا بالعلم والحضارة هذا المبلغ الذي نراه اليوم.
###93### غير أن النهضة الأوروبية لم تتخذ الفكر الإسلامي مصدرًا لها، وإن كان قد فتح لها الآفاق إلى المدنية، وكان أول ما أعطاها مفهوم الإرادة الإنسانية الحرة؛ هذا المفهوم الذي حطم مفهوم العزلة عن الدنيا والعكوف في الأديرة. ثم أعطاها مفهوم حرية فهم النص المقدس والاتصال بالله اتصالا مباشرًا دون وساطة، وهذا ما دعا إليه لوثر وكالفن، ثم كان المنهج العلمي التجريبي الذي وصل إلى نقطة أساسية، وهي معرفة أسلوب الوصول إلى كشف قوانين الطبيعة بالإضافة إلى ذلك التراث الضخم في عالم الفلك والبحر والطب والصناعة التي عاشت عليه أوروبا بعد ذلك ثلاثة قرون كاملة حتى استطاعت أن تقيم به النهضة الصناعية المدنية.
فالإسلام هو الذي لم تقبله أوروبا حين قبلت المنهج العلمي الإسلامي، وهو الذي أطلق العقل الإنساني من قيوده الذي كبلتها به الوثنية غير أن أوروبا صاغت فكرها الجديد من أصول قديمة، قوامها الفلسفة اليونانية والقانون الروماني وطابع المسيحية بتفسيراتها التي لم تكن تمثل الدين الذي أنزل على نبي الله عيسى عليه السلام.(65/2)
وقد حال ذلك كله دون أن تضع العلم في موضعه الصحيح الذي رسمه له الإسلام، أو الدين بعامة، فكان ###94### أن تقدمت أوروبا في مجال العلم التجريبي، وانحرفت في مجال الفكر الفلسفي والاجتماعي والسياسي على النحو الذي أسلمها من الفلسفة المثالية إلى الفلسفة المادية التي يعيش فيها الغرب في هذا القرن حياته كلها، وقد كان ذلك أثره على اتجاه العلم ومنتجاته وآثاره وخططه في المجتمع والحضارة، وتلك هي أزمة العلم والحضارة.
ثانيًا: عندما بدأ العلم يقدم اكتشافاته، وقع الصدام بينه وبين رجال الدين، فقد كانت الكتب القديمة، قد وضعت مقررات عن الطبيعة والأرض والزمان، اختلفت مع ما حاول العلم أن يثبته.
وقد انتهى هذا الصراع بموقف عداء مع رجال الدين ومع الدين نفسه، وفي هذه المراحل استعلى العلم بكشوفه، وحاول أن يشق طريقه بعيدًا عن الدين، فظهرت مفاهيم مختلفة منها الدين البشري والإلحاد والخصومة بين العلم والدين.
غير أن العلم الذي أصابه الغرور الشديد حين أعلى مفاهيم المادة والعقل، وأنكر الجوانب الأخرى في الحياة الإنسانية كالروحية والغيب والوحي والدين، قد شق طريقًا صعبًا يتمثل واضحًا في كتابات أرنست رينان، وهربرت ###95### سبنسر، وغيرهم من الفلاسفة لا العلماء.
فقد حاول هؤلاء بالإضافة إلى بخز وغيره تفسير الحياة تفسيرًا ماديًا صرفًا، وبلغ الإيمان بالعلم درجة كبرى حتى وصفه أرنست رينان في كتابه "مستقبل العلم" بأنه سينقذ الإنسانية وأن العصر الذي يسود فيه العقل، وتصل فيه الإنسانية إلى الكمال آت لا ريب فيه. ومن ثم قام مفهوم مسيطر هو أن العلم كل شيء، ولا شيء غيره، وأنه هو الذي ينظم المعرفة على اختلاف أنواعها.(65/3)
ومن ثم نشأت نظرية قيام المجتمع على أساس المحسوس والمعقول وحدهما، وإنكار ما سوى ذلك من دين وغيبيات ووحي ورسالات سماء، واعتبار ذلك كله من الوهم الذي يغرق فيه الجهلاء. (ولندع الجانب الفلسفي حتى نصل إليه) أما العلم فقد تبين له بعدما قطع أشواطًا طويلة أنه ليس قادرًا على الإجابة على كثير من الأسئلة، وخاصة معرفة كنه الأشياء ومصادرها وغاياتها، ومن ثم فقد تقرر بصورة عامة أن العلم لا يفسر الأشياء، ولا يعللها، ولكنه يصفها ويقررها، فمهمة العلم قاصرة على وصف الظواهر وتقريرها، وبذلك خفف العلم من غلواء النظرة الأولى التي كانت في أذهان الأوائل، وهي تفسير الوجود بحيث يصبح ###96### العلم هو المنهج الوحيد للمعرفة، سواء في مجال العلوم الطبيعية والرياضية أو مجال الإنسانية، وتخلى العلم عن الإجابة عن "لماذا" بعد أن تبين لهم عبث هذه المحاولات وعقم نتائجها، وترك العلم للفلسفة مهمة البحث عن العلل النهائية للوجود بعد أن عجز في هذا المضمار، ولم يسفر بحثه عن شيء.
وقرر العلماء أن العلم إنما يقدم مجموعة من الفروض الظنية لتفسير الطبيعة، وأن هذه الفروض تتحول بالتجربة إلى قوانين، كما قرر العلماء أن العلم لا يفسر شيئًا، وإنما هو يربط وينسف ويلاحظ ملاحظة منهجية، وبالتالي يصف ويقرر، وليس هذا فهمًا للأشياء، ولكنه تعرف عليها، ويقرر العلماء أن العلمية تقتصر على ظواهر الطبيعة، وأعمال البشر وعلاقاتهم التي يمكن أن تستخدم المشاهدة والتجربة لاكتشاف قوانينها، ومن ثم فقد وصل العلم إلى تقرير أن العقل البشري لا يستطيع أن يدرك شيئًا إلا عن طريق الحواس، ولذلك فكل ما يقف وراء الحس والعقل، فلا يمكن للعلم أن يبحث فيه، أو يعرف عنه شيئًا، كذلك فقد تقرر أن حقائق العلم ليست مطلقة ولا أبدية، بل هي تقرر الحقيقة النسبية، وما يزال للبحث العلمي صراع بين الإنسان والطبيعة.(65/4)
###97### فكلما ازداد الإنسان معرفة لقوانين الطبيعة، ازدادت سيطرته عليها، وما زال العلماء يتساءلون: هل يستطيع العقل أن يدرك الحقيقة؟ لقد قطع أشواطًا بعيدة خلال ثلاثمائة سنة، فهل استطاع الوصول إلى الحقيقة؟
كذلك فإن العلم ما زال يجهر الإنسان بأفظع وسائل الفتك والتدمير، وزعم تقدم العلم، فإنه عجز عن حل المشاكل الكبرى المتمثلة في أصول الكون ونهايته وطبيعة المادة ومنشأ الحياة وخلود الروح، وما زالت آراؤه مضطربة.
يقول مارتين ستانلي كونجدن: "إن نتائج العلوم تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات، وليس باليقين" ونتائج العلوم بذلك تقريبية، عرضة للأخطاء في القياس والمقارنات، ونتائجها اجتهادية وقابلة للتعديل بالإجابة والحذف، وليست نهائية، وقد اضطر العلم منذ أجيال أن يترك البحث في كنه الأشياء بعد أن تبين له أن لا سبيل إلى معرفة الكنه المغيب عن الحواس، واكتفى بدراسة ظواهرها.
ولا ريب أن لغلبة المادية الصرفة عن العلم، ولانفصاله عن الروح، ولتجاهله الدين والوحي ورسالة السماء التي قد قدمت للإنسان عالم الميتافيزيقا في وضوح ###98### كامل، لا ريب أن لهذا كله أثره في عجز العلم عن فهم كنه الأشياء، وعن قصوره عند المحسوس وحده، ويقول رسل تشارلز أرنست: إن كل الجهود التي بذلت للحصول على المادة الحية من غير الحية، قد باءت بفشل وخذلان ذريعين، ومع ذلك فإن من ينكر وجود الله، لا يستطيع أن يقيم الدليل المباشر المتطلع للعالم على أن مجرد تجمع الذرات والجزيئات عن طريق المصادفة يمكن أن يؤدي إلى ظهور الحياة وصيانتها وتوجيهها بالصورة التي شاهدناها في الخلايا الحية".(65/5)
ثالثًا: هاجم "روجر بيكون" ومن بعده "ديكارت" المنطق الأرسطي، وما يفضي إليه من اعتماد على العلم طريقة القياس، وقال: إنه ينبغي أن يعتمد قبل كل شيء على التجربة، وكان العلماء المسلمون قد سبقوهما في ذلك بأكثر من سبعة قرون، وكان التحذير من استخدام المنطق الأرسطي يرجع إلى تصوره، وكان المنهج العلمي الصحيح هو الذي يجمع بين التجربة وبين القياس، أي: بين الاستقراء القائم على التجارب وبين القياس المحكم، وأطلق على هذا "المنطق الحديث" ولم يكن هذا الجمع إلا ما دعا إليه البيروني وابن الهيثم وجابر بن حيان، ثم جاء مفكرو الغرب من بعد ذلك يعلنون أن المنطق الأرسطي، قد انتهى زمنه، ###99### وحل بدلا منه المنهج العلمي الذي يعتمد على دراسة الظواهر ورصدها مع الجمع بين التفكير النظري وبين الملاحظة والتجربة.
وكان هذا هو ما قرره المسلمون من قبل، وجاءت آراء كانط وديكارت ونيوتن في الطبيعة وانكسار الضوء والإبصار، فهللت لها أوروبا، ثم تبين من بعد أن أغلبها مأخوذة من ابن الهيثم، وهلل الغرب لـ "هارفي" ووصف بأنه مكتشف الدورة الدموية مع أن مكتشفها الذي سبق هارفي بقرون هو ابن النفيس.
وهللت أوروبا لآراء دارون ولامارك في التطور، وقد ذكرها ابن مسكويه، وما نادى به لامارك من أثر الطبيعة والبيئة على الأحياء سبقه إليه ابن خلدون حيث قال: إن العادة قد تغير من صفات العضويات كما يغير الطقس، ويضاف إلى ذلك ملاحظات الجاحظ وابن سينا في التطور والارتقاء.(65/6)
وقبل كبلر وجاليلو وكوبرنيك وضع العلماء المسلمون علم حساب المثلثات بطريقة منظمة، واعتبر علمًا إسلاميًا، وعملوا الأرصاد، وأقاموا المراصد، وقدروا أبعاد بعض النجوم والكواكب، وقالوا باستدارة الأرض، وقاسوا ###100### محيطها، وحسبوا طول السنة الشمسية، ورصدوا الإعتدالين، وحسبوا طول السنة الشمسية، وكتبوا عن البقع الشمسية وعن الكسوف والخسوف، ووضعوا أسماء كثير من الكواكب التي ما زالت تستعمل حتى اليوم: (الدب الأكبر – الأصغر – الحوت – العقرب – إلخ).
وهذا كله يعني أن الأصول العامة التي تفرعت من بعد، قد أرسى دعائمها المسلمون حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، فاندفعت إلى آفاق بعيدة، فاتسعت مجالات العلم من كيمائية وجولوجية ورياضية، وفلكية، وطبيعية ونبات وحيوان، ووصلت إلى المفاعلات الذرية والتفاعلات الكيميائية المختلفة وإرسال القذائف الصاروخية والأقمار الصناعية وسفن الفضاء وغزو الفضاء.
غير أن الملاحظ أن هذا التقدم العلمي قد اعترضته مجموعة من المحاذير الخطيرة:
أولا: كان اختلافه مع الكنيسة مصدرًا من مصادر خلافه مع الدين ووقوع الصراع والتعارض على النحو الذي فصل العلم عن روح الدين كلية وعن أخلاقياته، فاندفع في طريقة لإنتاج آلات الدمار والذرة وأخطارها في الحروب وفي الاستعمار، وبالنسبة للشعوب الضعيفة.
###101### ثانيًا: أعطى العلم سره للقوى الكبرى، وحجبه عن عامة البشر والناس، فلم يكن أداة سعادة للإنسانية، كذلك اتجه إلى الجانب الحربي أثر مما اتجه إلى جانب تخفيف آلام الإنسانية، كذلك انحرف إلى جانب الترف والغرائز والأهواء.
ثالثًا: حاول السيطرة بأساليبه المادية على العلوم الإنسانية وقضايا الأخلاق والنفس والمجتمع، بينما لم تكن أدواته هذه صالحة لهذه الوجهة.(65/7)
رابعًا: أعان على ظهور الفلسفة المادية، فانحرف بالبشرية إلى أخطر أزمات الإنسان حين
أعلى من شأن الجوانب المادية، وأنكر الجوانب المعنوية والروحية والنفسية.
خامسًا: كان من أخطر طوابعه إنكاره مصدر القوانين والنواميس الطبيعية والعجز عن نسبتها إلى صانعها الأول: الحق تبارك وتعالى.
رابعًا: كانت نظرية التطور التي جاء بها دارون، هي أول نقاط تحول العلم الغربي إلى المادية وسيطرة المفهوم المادي على الاجتماع الإنساني، فلقد كان دارون يرى أن جميع الكائنات الحية التي كانت تعيش على الأرض، قد نشأت من أصل واحد أو عدة أصول، ولم يزعم دارون أن الإنسان قد ###102### انحدر من القرد مباشرة، ولكن من نوع من الكائنات أقل مرتبة من الإنسان، ثم اجتاز مرحلة تطور فائقة اكتسب فيها القامة المعتدلة والعقل، وما قدمه دارون لم يكن إلا نظرية، والنظرية أساسًا تقوم على فروض تتجمع لترجح وجهة نظر معينة، فبحكم ما وصل إلى علم دارون وما اطلع عليه من جماجم وحفريات افترض هذا، وبالرغم من أن ما قاله دارون كنظرية قابل للنقض والمعارضة، فقد حورتها الفلسفة إلى ظاهرة اجتماعية هي التطور الاجتماعي؛ "وهذا له مجال في دراسة الفلسفة". غير أن كثيرًا من العلماء لم يقبلوا افتراض دارون، وكشفت أبحاث هكسلي وغيره من أن الإنسان مخلوق فريد من الناحية البيولوجية، ومن النواحي العقلية والنفسية، وأنه في هذا يتميز تميزًا واضحًا عن الحيوانات. ولقد ناقض دارون تلاميذه وأقرب الناس إليه، ووجدت مفاهيم دارون في تنازع البقاء في السلالات اختلافًا كبيرًا بين خلفائه، وعدلت عشرات المرات، وثبت تضاربهما وتعارضهما، وأبرز من عارض دارون "لالاند" في كتابه "خداع التطور" فقد أثبت خطأ نظرية التطور من الأساس.
ويقول أقرب الناس إلى دارون: إن دعوته إلى تنازع البقاء، قد حالت بينه وبين رؤية التعاون في الطبيعة، ###103### والتعاون أكبر من التنازع.(65/8)
ومن الغريب أن "لامارك" قد علل قبل "دارون" النشوء والارتقاء تعليلاً غير هذا، فقال: إن النشوء والارتقاء إنما ينجم عن تكيف الأحياء وفقًا لبيئتها وتوارث الصفات المكتسبة، وقال آخر بما يسمى التحول الفجائي بين الأحياء، وقد اشترك كثير من الفلاسفة والعلماء في دراسة الصلة بين المخلوقات، وقالوا بوجود قرابة بين الإنسان وسائر الحيوانات، ولكنهم لم يتوصلوا إلى إيجاد تعليل واف يبين كيف تم ذلك، وقد أطلق على هذه النقطة اسم "الحلقة المفقودة" التي ما زالت إلى وقت قريب موضع تعلة الماديين وتمسكهم بهذا الرأي.
خامسًا – تبين من الأبحاث التي أجريت فيما يتعلق بنظرية دارون من الناحية البيولوجية الخالصة أن الإنسان لم يتطور إلى كائن آخر، وما زال هو الإنسان الذي وجد منذ عرف بصورته هذه، وقد مرت عليه عشرات الألوف من السنين، ولاريب أن هذا الثبات ينفي القول بتطوره قبل ذلك إلى صورته الحالية،كذلك، ثبت بطلان نظرية الاستعمال والإهمال، وقد قام الدكتور أوجست ولبرمان فأخذ فيرانًا وقطع أذنابها بمجرد ولادتها، واستمر في ذلك حتى ###104### الجيل الثاني والعشرين، فلم تحدث حادثة واحدة أن ولدت فأرة بغير ذنب، وكان لامارك قد افترض من استعمال أي عضو ينميه ويقويه، وترك أي عضو بسبب ضموره وتلاشيه.(65/9)
ولقد حاول أرنست هيجل أن يذهب إلى أبعد مما ذهب إليه دارون، فأعلن تسلل الإنسان من القردة مباشرة، وقد تعددت الأبحاث منذ سنوات طويلة في هذا المجال للبحث عن الحلقات المفقودة، وجرت دراسة آلاف العظام والجماجم وبقايا الإنسان المتناثرة في أنحاء العالم القجيم من جزر جاوة، إلى كينيا وروديسيا والصين، وقد وجدت قطع من العظام والجماجم ترجع إلى ما يقرب من خمسة عشر مليونًا من الأعوام وتعددت كشوف العلماء، وتوالت حتى جاء الدكتور ليكي مدير المتحف الوطني في كينيا الذي يوالي أعماله الحفرية منذ ثلاثين عامًا ليعلن عام 1964 م بأنه اكتشف مجموعة من المخلوقات في جبال كينيا تختلف اختلافًا شديدًا عن شجرة دارون وعن فكرة القرد الحيواني، ومعنى هذا أن القرد الحيواني لا ينتمي لشجرة التطور الإنسانية، وأنه انقرض تمامًا، ولم يخلف أي أثر، واستمر الدكتور ليكي في أبحاثه حتى أصبح شوكة في جنب علماء الأنثروبولوجيا قبل أن يموت عام 1972 م.
###105### واستطاع خلفه ريتشارد أن يقع على أهم اكتشاف في هذا المضمار، فقد وجد في أحد جبال كينيا جمجمة وعظامًا هزت الأوساط العلمية ترجع إلى مليون وستمائة ألف سنة تقريبًا، وأهم ما يميزها أن حجم المخ ووحداته ضعف حجم مخ "القرد الحيواني" رغمًا من أنها تزيد على القرد الحيواني بحوالي مليون سنة، ويعطي هذا الكشف تأكيدًا عمليًا بأن الجنس البشري ينتهي إلى فصيلة أخرى غير فصيلة القرد الشمبانزي، وقد وجدت الحفريات مجموعة كبيرة من بقايا القرود، وسمي الاكتشاف الجديد الإنسان 1470 ومن أهم ما يميزه أن زاوية ارتباط العمود الفقري بقاع الجمجمة، يؤكد أنه كان قادرًا على المشي مثلنا تمامًا، ولم تكن له صفات الوحش المعتدي، وهذا يدحض نظرية دارون في أن الصفات العدائية في الإنسان ترجع إلى أجداده القرود.(65/10)
وكان البرفسور جوهانس هوردبر العالم الذري في سنمبتال بسويسرا قد أذاع بيانًا في "10 مارس 1956 م" عارض فيه نظرية دارون بشدة، وقال: إنه لا يوجد دليل واحد من ألف على أن الإنسان من سلالات القرود، وأن التجارب الواسعة التي أجراها دلت على أن الإنسان منذ عشرة ملايين سنة، يعيش منفردًا وبعيدًا جدًا، كذلك أعلن دكتور ###106### رويتر المشرف على أبحاث جامعة كولومبيا، وأيده البروفسور هوردلر "31 مارس 1956 م" أن نظرية دارون لا أصل علمي لها، وأن الكائنات إنما خلقت مستقلة الأنواع استقلالاً تامًا، فمنها الإنسان الذي يمشي على رجليه، ومنها الدواب التي تمشي على أربع، ومنها الزواحف التي تمشي على بطنها، كذلك أعلن العلامة هوجودي فريس: أن الأنواع قد ظهرت إلى عالم الوجود دفعة واحدة كاملة العدة دون سابق إعداد أو خطوات متوسطة، فلم يكن ثمة حاجة إلى سلسلة من الأجيال المتعاقبة أو الانتخاب الطبيعي أو تنازع البقاء.
ويقول الدكتور كريسي موريسون: إن كل نوع شجرة مستقلة، وإن القانون يتحكم في التنظيم الذري بالجنينات التي تقرر قطعًا كل نوع من الحياة من البداية إلى النهاية، ويقول جوليان هكسلي: إذا كان الحيوان قد تحول إلى إنسان في الماضي، فلماذا لا تتحول بعض الحيوانات الحالية إلى أناس؟
وصدق الله العظيم إذ يقول: [والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه، ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير] [45- سورة النور].
###107### وقد جاءت هذه التجارب بعد أكثر من سبعين عامًا ملتقية مع حقائق القرآن الكريم في خلق الأنواع كلها مكذبة لما ظن دارون وما كان قد فرضه بناء على ما وصل إليه من دليل.(65/11)
ومن الحق أن يقال: إن نظرية دارون هي التي فتحت الباب واسعًا ليس أمام العلم، ولكن أمام الفلسفة المادية والشك الفلسفي وأمام خطوات أخرى، استخدمت لها في سبيل غايات بعيدة لتدمير البشرية، وقد سجلت بروتوكولات صهيون طرفًا من هذا الاتجاه في عبارة تقول:
"إن دارون ليس يهوديًا، ولكننا عرفنا كيف ننشر آراءه على نطاق واسع، ونستغلها في تحطيم الدين" والوقع أن دارون لم يكن أكثر من باحث قدم ما وصل إليه، ولم يكن في مذهب دارون ما ينفي وجود الله، ولكن ما جاء في مذهب دارون يختلف اختلافًا صريحًا مع ما جاء في الكتب المقدسة عن الخليقة وأصل الإنسان، ولكنه لم ينكر وجود قوة أزلية قادرة" هي المرجع الأول والأخير ما في الكون، ومن هنا كان الخلاف مع رجال الدين المسيحيين الذين أصروا على ما في كتبهم، غير أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، فإن خلفاء دارون من رجال العلم شطوا في النتائج التي توصلوا ###108### إليها، كذلك فلقد تلقف الفلاسفة ومن وراءهم القوى التي أرادت أن تنتفع بالنظرية في غير مجالها البيولوجي حين نقلها هربرت سبنسر إلى مجال الاجتماع. وإن أخطر ما قرره دارون وهو "تنازع البقاء" قد استغل استغلالا سيئًا في نظريات الماركسية والجبرية التاريخية وغيرها، ولقد أكدت الأبحاث الرصينة فشل دارون في تعليل التطور بتنازع البقاء، ذلك لأن عواطفه الاجتماعية التي اكتسبها من المزاحمة التجارية في لنكشير، ومن كفاح الإمبراطورية لخطف الأسواق وإذلال الأمم، هذه العواطف هي التي حملته على أن يكبر من شأن التنازع: تنازع البقاء، وحال بينه وبين رؤية مئات من صور التعاون في الطبيعة والأحياء.(65/12)
وقد ثبت أن البقاء عن طريق التعاون بين الحيوان والنبات أكبر وأوسع من البقاء عن طريق التنازع، وأن دارون أخطأ خطأ فادحًا عندما زعم أن تنازع البقاء هو كل شيء، أو كاد يكون كل شيء، وإن كان فهمه كان محدودًا، وقد تبين أن التعاون في الطبيعة أكبر أثرًا وأوسع مدى من التنازع، وقد استغلت نظرية دارون في مجال الاستعمار استغلالا سيئًا، واتخذت وسيلة للنظم الغربية الديمقراطية في تبرير سيطرة الدول القوية على الدول الضعيفة.
###109### كذلك فإن ما وصل إليه دارون في التطور يختلف عما وصل إليه المسلمون الذين لاحظوا التدرج في مراتب المخلوقات من الجوامد إلى النبات إلى الحيوان إلى الإنسان، ولكنهم نظروا إلى تطور الإنسان من حيث نظر القرآن إليه: نطفة وعلقة ومضغة مخلقة وغير مخلقة، وهكذا فهم ينظرون إلى تطور خلقه حتى أصبح خلقًا آخر متكاملا، ولم يقولوا: إنه من أصل حيواني، ولم يبخسوه قدره، ولم ينفوا عنه مزايا، التي تفرد بها، وردوا تمييزه ابتداء إلى إرادة الله الصريحة من خلقه هكذا منفردًا ليصبح مستخلفًا في الأرض.
أما نظرية التطور التي قال بها دارون، فقد اتخذت سبيلا إلى القول بالتطور المطلق، وهذا ما لا يقره المفهوم الإسلامي الذي يقرر الإطار الثابت للكون وللإنسان، ويقرر الحركة من داخل هذا الإطار "الحركة داخل إطار ثابت وحول محور ثابت" كما تتحرك الكواكب والنجوم، أما التطور المطلق، فقد أريد به دفع البشرية إلى غايات خطيرة غير ما أراد لها الدين الحق.
وقد انتهي هذا إلى القول بالتطور في مجال الأخلاق والعقائد، وهو ما يجعل من أصول الدين الراسخة مجموعة من المبادئ النسبية التي ليست حقائق مطلقة، يمكن أن ###110### تتطور وتتطور إلى ما لا نهاية، وهو ما ليس كذلك.
فالإسلام يقرر أن هناك ما هو ثابت راسخ، وهي الأصول العامة، وهناك ما هو بسبيل التغيير والتبديل حسب البيئات والعصور، وهو المسائل الفرعية.(65/13)
سادسًا: كان لفتوحات العلم أثرها في الفكر الغربي البعيد المدى، وبلغ هذا الأثر غاية عنفه في مواجهة الدين ورجال الدين والكنيسة وتفسيرات الكتب المقدسة التي لم تكن إلا اجتهادات، كذلك كان للعلم أثره في الفلسفة، فإن نظريات العلم طغت على الفكر كله، وأثرت فيه، وكانت الفلسفة هي البديل للدين اعتمادًا على العقل، والنظرة التي وجهت إليه بالتقديس، ثم كانت هناك محاولة سيطرة العلم بمنهجه المادي التجريبي على العلوم الإنسانية، ثم كانت تلك النزعة المادية التي وضعت الطبيعة في موضع الله – سبحانه وتعالى – وأعطتها كل أسباب الإرادة والقوة والحركة. فاختفى بذلك تمامًا من أفق العلم. وأبحاثه ونظرياته الصانع الأكبر، والخالق الأول، الذي خلق من العدم ومن غير مادة موجودة، وكان لهذا آثاره العامة على الحضارة والمجتمع والحياة حين أعلى شأن العلوم المادية مع تقديس العقل وتأليه الطبيعة، بينما تراجعت العلوم الإنسانية وكل ما يتصل ###111### بالنفس والروح والمعنويات والأديان والأخلاق، وكل هذا من أكبر الأخطار التي واجهت العالم المعاصر وسر ما أطلق عليه أزمة الإنسان الحديث؛ كأن سر ذلك هو العجز عن التوازن بين الفكر والمادة والروح والجسم، واتساع النظرة العلمية والعقلية مع قصور العطاء النفسي والروحي، وهو ما عبر عنه كثير من الباحثين بالعجز عن تطوير قلب الإنسانية كما طور عقلها، وقد نتج عن ذلك ما تواجهه البشرية الآن من الحيرة والقلق ونزعات الفراغ والضياع، وقد قال برجسون في هذا: إن جسم البشرية قد تضخم تضخمًا خارقًا للعادة، فأصبح في حاجة إلى مزيد من العطاء الروحي، ذلك أن الذهن البشري وحده لا يستطيع فهم الحياة، وهذا هو ما نريد أن نصل إليه من البحث أنه إذا كان العلم هو وسيلة وأسلوبًا إلى فهم الحياة، فإنه عن طريق أدواته المادية، وعن طريق العقل، قد عجز عن ذلك تمامًا، إذن فهو ليس إلا جزءًا من منهج كبير كما يفهم الإسلام. هذا(65/14)
المنهج يقوم على أجهزة كثيرة وأدوات متكاملة، منها الوحي والدين والعقل والعلم، فهي كلها تتكامل ولا تتنازع وتستطيع بالمواءمة أن تقدم للإنسان أسلوبًا لفهم الحياة أكثر صدقًا وقوة لأنها تقف عند جانب واحد، ولكنها تنظر في كل الجوانب، وتلك هي الصيحة المتعالية الآن في الغرب بعد أن وصل العلم إلى ###112### تحطيم الذرة التي تقول بعجز العلم عن حل المشاكل، وأن العلم مهما تقدم فهو محدود، وأن هناك طاقة معطلة في العمل ورثة معطلة في المجتمع البشري تلك هي الدين، وكذلك فقد سقطت فكرة الاستقلال المتبادل بين الدين والعلم، فالدين أصل، والعلم فرع منه.
وقد تأكد الآن أن العلم سوف يعجز عن القضاء على الدين، بل سوف يؤكد الدين، وإذا كان الدين الحق لا يفسر ظواهر الكون كالعلم، فإنه يضع الإطار الأخلاقي للحياة، ويرسم المنهج الذي تقوم عليه العلاقة بين الله والإنسان والإسلام هو الذي أقام للعلم منهجه ومنطلقه من حرية البحث وهو الذي وضع العلم في إطار أخلاقية القيم، والتقوى الربانية حتى لا يستعلي بنفسه، أو يستعلي به طائفة من الناس، فيهددوا به البشرية أو يحرموها ثمرته، وحتى لا يكون أداة لإبادة الأمم أو إثارة القلق والاضطراب في المجتمعات من توقع خطر الحروب، كذلك حتى لا تكون مقرراته ومعطياته خاصة يقوم دون آخرين، ولكن ليكون لسلام البشرية كلها.
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ/ أنور الجندي(65/15)
تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث
الأستاذ أنور الجندي
تكشفت في السنوات الأخيرة حقائق كثيرة كانت خافية وأذيعت أسرار كثيرة ظلت في طي الكتمان أعواماً وأجيالاً. وقد كان لظهور هذه الحقائق والأسرار أثرها البعيد في مجالات مختلفة وأمور كثيرة وكان أبرز هذه الوثائق "بوتوكولات صهيون" وكانت قد أصبحت كالمسلمات مما استدعى إعادة النظر فيها ومراجعتها من جديد. وكان من أبرز هذه الأمور ما اعترض تاريخ الإسلام الحديث من مواقف ارتبطت بالدولة العثمانية والصهيونية العالمية ومحاولة استيلاء اليهود على فلسطين، ففي خلال هذه الفترة من حياة الدولة العثمانية كانت المطامع المتضاربة بين الدول الغربية من ناحية والصهيونية العالمية من ناحية أخرى قد عملت على حجب كثير من الحقائق وتزييف جانب آخر منها في محاولة عاتية لتمزيق الوحدة الإسلامية للإنالة من الخلافة الإسلامية ولفتح الطريق للقوى الصهيونية إلى فلسطين وإقامة الحواجز الإقليمية العميقة بين أجزاء العالم الإسلامي وخاصة بين أقطار البلاد العربية وذلك حتى تتمكن هذه القوى الجديدة من الوثوب والسيطرة باعتبارها شريكاً للاستعمار الغربي وبديلاً عنه من خلال مطمع عقائدي يرتبط الميعاد وبتاريخ قديم لليهود متصل بها ومن خلال هذه المحاولات الواسعة زيف تاريخ الإسلام الحديث ووضعت خطط وكلمات ومصطلحات أصبحت بمثابة المسلمات التي رددتها كتب المدارس وأبحاث الجامعات ومقالات الصحف على أنها التصور الحقيقي للأمور وكلها تقول: بالسلطان الأحمر والاستعمار التركي والاستبداد العثماني والصراع بين العرب والترك والقومية الطورانية. ومن هنا نشأ تصور ما زال مطروحاً في أغلب كتب التاريخ والأدب العربي وخاصة في المناهج المدرسية والجامعية قوامه:
أن السلطان عبد الحميد كان رجلاً مستبداً ظالماً، وأنه كانت يلقى خصومه بالعشرات في الدردنيل وكانت له قوى ضخمة تشتغل بالجاسوسية وتصادر الحريات.(66/1)
أن الدولة العثانية كانت دولة مستعمرة سيطرت على البلاد العربية بالقوة وجنت إليها ثمراتها وتركت تلك البلاد فقيرة ضعيفة.
أن الاتحاديين في الدولة العثمانية كانوا قوة تقدمية عصرية بينما كانت القوى الأخرى قوى رجعية متخلفة.
أن دعوة السلطان عبد الحميد إلى الوحدة الإسلامية كان قد تجاوزها الزمن وفات أوانها وأن الدعوات القومية كانت هي أسلوب العصر.
منذ أن عقد مؤتمر بال في سويسرا عام 1897 م بزعامة الصحفي اليهودي هرتزل وبعد صدور كتاب الدولة اليهودية بقلمه كان قد انفتح مجال جديد للعمل في مواجهة العالم الإسلامي لشق الطريق إلى فلسطين لإقامة وطن قومي لليهود بها من خلال مخطط القوى الاستعمارية التي كانت قد انطلقت منذ 1799 م إلى مصر تحت اسم الحملة الفرنسية ثم إلى الجزائر 1830 م ثم إلى مصر مرة أخرى 1882 م وإلى تونس قبل ذلك بعام واحد، وفي هذه المرحلة كان الصراع قوياً بين الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي في المنطقة التيس تضم الدولة العثمانية التي كانت تمثل الوحدة العربية التركية – ولكي تكتمل الصورة فإن هولندا كانت قد سبقت ذلك بوقت طويل بالاستيلاء على الملايو وجاوه وما يطلق عليه الآن إندونيسيا وكانت بريطانيا قد احتلت الهند وكانت أجزاء من الخليج قد سقطت في أيدي إسبانيا والبرتغال ثم ورثتها بريطانيا وكان هذا كله جزءاً من مخطط الاستعمار الغربي الحديث الذي تكامل في نهاية الحرب العالمية الأولى بإيقاع الصراع بين العرب والترك في المناطق الغربية (الحجاز والشام والعراق) وحلول فرنسا وإنجلترا بدلاً من الدولة العثمانية في هذه المناطق بعد معركة أدارتها إنجلترا بقيادة لورنس الذي وصف في يوم من الأيام بأنه ملك العرب غير المتوج.(66/2)
كان المخطط معداً لأن تعطي فلسطين في هذا المسرح الذي مثلت عليه هذه الرواية كلها للصهيونية العالمية. وأن استيلاء بريطانيا على فلسطين عام 1948 م كان تمهيداً لأن تقع بما فيها المقدس في أيدي اليهود.
ومراجعة الأحداث تنبئ بهذا التخطيط الواسع البعيد المدى الذي بدأ منذ وقت باكر يسبق لقاء هرتزل للسلطان عبد الحميد. وهو في حقيقته صراع بين إرادتين. الإرادة الأولى: هي إرادة السلطان عبد الحميد الذي تولى الملك في سبيل الوحدة في مواجهة الاستعمار تحت اسم الجامعة الإسلامية لتعمل مع جميع مسلمي العالم خارج نطاق الدولة العثمانية ولتوحيد كل القوى والمذاهب والأقطار.(66/3)
ولا ريب كانت هذه الحركة مضادة لإرادة أخرى كانت تستهدف تمزيق الدولة العثمانية نفسها وليس لتمكينها من أن تجمع إليها أقطار المسلمين الأخرى التي في خارجها ولذلك كان لابد من إزاحته، كذلك فإن اليهودية العالمية القوى كلها في سبيل السيطرة على البلاد الإسلامية وتقسيم الإمبراطورية العثمانية بعد أن عمدت إلى إنهاكها سنوات عدة بالحروب والمؤامرات وحين باتت لقمة سائغة جاء السلطان عبد الحميد ليعقد الخناجر على مقاومة الاستعمار وذللك كان لابد من إزاحته، كذلك فإن اليهودية العالمية كانت ترى أن الدولة العثمانية هي مدخلها إلى فلسطين وكانت تعد العدة منذ وقت بعيد في بؤرة خطيرة داخل تركيا هي سالونيك التي كانت تتجمع فيها (الدونمة) أولئك الذين دخلوا الإسلام تقية، من يهود إسبانيا الذين هاجروا بعد خروج الحكم الإسلامي منها، والذين كانوا قد أنشأوا المحافل الماسونية لإعداد خطة الانقضاض على الدولة العثمانية. والذين استطاعوا احتواء جماعة الاتحاد والترقي والتغلغل فيها والسطرة عليها ومن ثم استطاعوا بها إقصاء السلطان عبد الحميد وإسقاط مشروعه والقيام على الدولة لتمزيقها والقضاء عليها، ولا عجب ففي ظل حكم الاتحاديين بعد إسقاط عبد الحميد منذ عام 1909 م إلى 1918 م هزمت الدولة في الحرب العالمية وسلمت طرابلس الغرب إلى بريطانيا وفتحت الطريق أمام اليهود إلى فلسطين.
هذه المرحلة الدقيقة الخطيرة من تاريخ الإسلام في العصر الحديث ما زالت تشوبها الشوائب وتحول قوى كثيرة دون الكشف عن حقيقتها، وما زالت الصورة التي رسمتها الصهيونية والاستعمار لها هي الصورة الرسمية القائمة في كتب المدارس والجامعات بالرغم من الحقائق الكثيرة التي تكشفت والتي أزاحت الظلم عن وجه الرجل الكريم السلطان عبد الحميد وعن موقفه.(66/4)
والحق أنه ليست هناك شخصية في تاريخ الإسلام الحديث هوجمت بمثل ذلك العنف والتعسف الذي هوجم به السلطان عبد الحميد حتى كشفت الوثائق في السنوات الأخيرة ليس عن براءته بل عن بطولته ومن عجب أن أبرز النصوص التي أحقت الحق، جاءت في مذكرات هرتزل التي نشرها باللغة العربية.
ولنعد إلى حقيقة الصراع بين القوى الإسلامية بقيادة عبد الحميد وبين القوى الاستعمارية واليهودية لنعرف مدى ما حققته إسقاط عبد الحميد لإلغاء الخلافة الإسيلامية.
لكي نعرف حقيقة حركة الوحدة الإسلامية الجامعة التي قام بها عبد الحميد يجب أن نتصور بوضوح واقع الدولة العثمانية والعالم كله خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر وقد بلغت الدولة العثمانية أشد مراحل الضعف وقد تجمعت الدول الغربية على وضع الخطط للقضاء عليها وتمزيقها وإذلالها. وقد كانت روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا جميعاً بالإضافة إلى البابوية تشترك في رسم هذه الخطط وفي انتزاع الأجزاء الأوروبية من الدولة واسترجاعها والاستعداد لتقسيم أجزاء العربية في الدولة وهي الشام والعراق والجزيرة العربية.(66/5)
وكانت مخططات الصهيونية العالمية تركز تركيزاً شديداً على الدولة العثمانية من أجل الوصول إلى فلسطين وتحقيق حلمها في إقامة هيكل سليمان. فلما ولي السلطان عبد الحميد الحكم خليفة للمسلمين وسلطانها للدولةى العثمانية واجه الموقف على نحو يختلف عما واجهه به سلاطين آل عثمان الذين سبقوه وكانت مواجهته جادة حاسمة. كان إحساسه بالتبعية كبيراً وكان ذكاؤه وسعة فكره وإلمامه بالتيارات المختلفة بالغاً، ومن هنا فقد جرى من الأحداث في طريقها المرسوم شوطاً ثم لم يلبث أن وضع خطته المحكمة التي رأى أنها الطريق الوحيد لمواجهة الغزو الاستعماري الزاحف والذي كان قد تشكل داخل الدولة العثمانية في مؤسستين خطيرتين. إحداهما: المحافل الماسونية في سالونيك وتركيا الفتاة التي سميت بعد (الاتحاد والترقي) والتي ضمت مجموعة من المثقفين ثقافة غربية ومن أصحاب الولاء الفكري الغربي وخاصة الفرنسي ومن الذين أغروا عن طريق المستشرقين وكتاب الغرب بأنه لا سبيل أمام الدولة العثمانية لكي تصل إلى التحرر والقوة إلا بالتماس مناهج الغرب التماساً كاملاً وطرح فكرها وأسلوبها ومنهجها الإسلامي القديم والتخلص منه إلى غير رجعة، غير أن هذه الجماعة لم تستطع أن تقف وحدها فالتمست العون من المحافل الماسونية ومن ثم احتوتها الحركة الصهيونية وسيطرت عليها ووجهتها الوجهة التي ارتضتها في القضاء على الدولة العثمانية وكان السلطان عبد الحميد قد حدد هدفه في مواجهة النفوذ الغربي على هذا النحو: أن الوسيلة الأساسية لمواجهة النفوذ الاستعماري هي تجمع المسلمين في كل مكان تحت جناح الخلافة الإسلامية الذي تحمل لواءه الدولة العثمانية الجامعة في كيانها بين العرب والترك، ومن هنا كان على السلطان العثماني الذي هو خليفة المسلمين أن ينادي المسلمين في جميع أنحاء الأرض أن يقفوا معه في صف واحد في مواجهة النفوذ الغربي ومن هنا كانت صيحته المعروفة المشهورة التي هزت الغرب كله:(66/6)
"يا مسلمي العالم اتحدوا".
ومن هنا بدأ الخطر الذي واجهته الدول الأوروبية والاستعمار والبابوية والصهيونية العالمية في عنف وأخذت في التماس كل وسائل التآمر والغدر في سبيل تحطيم الخطة والقضاء على القائم بها. ولكن السلطان عبد الحميد استطاع أن يصمد لذلك وقتاً طويلاً وأنه كان قد بدأ في هذه الحرةك عام 1879 م على وجه التقريب فقد ظل يحمل هذا اللواء في قوة في مواجهة عواصف السياسة الأوروبية ثلاثين عاماً كاملة دون أن يتزلزل أو يضعف.
لم يكن السلطان عبد الحميد يملك من القووة العسكرية ما يستطيع أن يواجه به أوروبا والغرب المتجمع باسم كلمة (لا إله إلا الله) وتحت لواء قوة عارمة خشيت بأسها أوروبا وحسبت لها ألف حساب، فقد كان المسلمون الموالون للسلطان تحت النفوذ الغربي في عديد من الأقطار التي احتلتها بريطانيا وفرنسا وخاصة قارة الهند يمثلون قوة روحية ذات أهمية خطيرة. ولقد مضى السلطان في تنفيذ مخططه في قوة وسرعة، بحيث شملت الدعوة كل الآفاق الإسلامية وذاعت في كل مكان وحملت معها عملاً إيجابياً نافعاً قوامه المدارس والمنشآت في كل صقع من البلاد الإسلامية وكان قد أنشأ مدرسة للدعاة الذين سرعان ما انبثوا في كل أطراف العالم الإسلامي إلى الهند والصين وجزائر المحيط ومصر وأفريقيا وتركستان وأفغانستان وبلاد العرب وأطراف المملكة العثمانية، كما عقد مع الأمراء في شتى هذه البقاع مراسلات وعقود وعمق روابط الود والإخاء الإسلامي فيما بينهم وبين دولة الخلافة حتى قيل أنه لم يبق مسلم واحد لم يعرف طرفاً عن هذه الدعوة. وقد جعل السلطان عبد الحميد أمامه أمرين هامين:
الأول: أن يكون أهل بلاد العرب هم ساقة هذه الدعوة وحملة لوائها ومن هنا فقد اتخذ في كل قطر عربي "مشيراً" له فجمع حوله علماء وأمراء من الجزائر والشام ومكة ومنهم أبناء الأمير عبد القادر الجزائري وغيره من أمراء المسلمين.(66/7)
الثاني: هو إنهاء الخلاف الذي أحجبه الاستعمار بين السنة والشيعة أو بين الأتراك والفرس وقد استخدم لذلك علامة كبيراً هو السيد جمال الدين الأفغاني وأجرى صلحاً مع شاه فارس وصفي أمر الخلافات كلها.
ولم يتوقف عند هذه الحركة الفكرية وحدها إنما جعلها واجهة لعمله الكبير الذي بدأه في بناء القوة الحربية والعسكرية وتقوية جيوشه وأساطيله فقد استخدم بعثة ألمانية ولم يلبث أن أنشأ معاهد عسكرية دخلها عدد كبير من الشبان الممتازين من شباب العرب من العراق وسوريا ومصر. وقد مضت الخطة إلى غايتها المرجوة فاشتد عصب المسلمين بالترابط وتوحدت فكرتهم بالعمل الجامع، وكان دعاة الفكرة الإسلامية ينشرون ثقافة جديدة قامها مواجهة الاستعمار الغربي الزاحف والخطر الأوروبي القيصري الصهيوني جميعاً، وتركزت الآمال حول السلطان عبد الحميد خليفة المسلمين وترابطت الدول الإسلامية وأهلها حول عاصمة الخلافة علت نحو بلغ غاية القوة (فكانوا يذكرون اسمه في خطب الجمعة ويدينون له بالولاء والطاعة الروحية وباسم خلافته على المسلمين كافة) وجعلهم من رعايا دول أوروبا في الهند وجزر الهند الشرقية وشمال أفريقيا، وكان السلطان على حد تعبير محمد رفعت باشا في كتابه التوجيه السياسي للفكرة العربية "يفاوض الدول الكبرى ويساومها بل يهددها أحياناً ملوحاً بسلاح الجهاد الديني، واستطاع السلطان أن يجمع تحت لواء الدعوة أبرز المسلمين في مجال الفكر والسياسة وفي مقدمتهم: خير الدين التونسي وجمال الدين الأفغاني وأبو الهدى الرفاعي الصيادي وأبناء الأمير عبد القادر الجزائري".(66/8)
وأقام من العرب فرقة خاصة ضمها إلى الحرس السلطاني وولى كثير منهم مناصب رئيسية في الدولة وفي مقدمتهم أحمد عزت العابد. وكان من أكبر أعمال السلطان في هذا الصدد: إنشاء سكة حديد الحجاز التي تربط بين دمشق والمدينة وكذلك فرعها الذي يربط الحجاز وبغداد وقد وجد هذا العمل تقديراً بالغاً من المسلمين في كل مكان وتبرعوا له بأكثر من ثلاثة ملايين من الجنيهات الذهبية، فكان من أخطر المشروعات التي عجلت بالقضاء على السلطان فقد كان منذراً للغرب بتغيير إسلامي كبير. وقد استهدف في الأغلب القضاء على دسائس الإنجليز ومؤامراهم في البحر الأحمر والجزيرة العربية وكان من أخطر مواقف الحركة الإسلامية الواحدة التي دعا إليها وحمل لواءها عبد الحميد: هو معارضة أهداف الحركة الصهيونية في السيطرة على فلسطين ومواجهتها.
ومن هنا انطلقت الصحافة الأوروبية وتباعتها الصحافة العربية التي ظهرت في مصر والتي قاد حركتها خريجو الإرساليات التبشيرية، من أمثال: سليم سركيس وفارس نمر ويعقوب صروف وفرج أنطون وغيرهم الذين حملوا لواء التشهير باللواء ومعارضته وإشاعة الاتهامات المحتلفة حول شخصيته وتصويره ومعارضته وإشاعة الاتهامات المختلفة حول شخصيته وتصويره بتلك الصورة الرديئة لحساب الصهيونية العالمية التي انطلقت لإشاعة روح االكراهية والانتقاض للرجل بعد موقفه الحاسم الكريم من مطالبهم وكان أعظم ما تركز عليه هذه الحملة إثارة عوامل الفتنة بين قيادة الحركة الإسلامية وبين العناصر المختلفة في الدول العثمانية وخارجها.(66/9)
وكان أقوى من هاجم حركة السلطان عبد الحميد في مصر اللورد كرومر الذي حمل على فكرة الجامعة الإسلامية حملة ضارية ودعا الدول الأوروبية في تحريض سافر إلى التجمع للوقوف في وجه هذه الدعوة وكذلك هاجمها هانوتو الفرنسي واللورد غراي ووصفوها بأنها بؤرة التعصب الديني وأنه ليس القصد منها إلا تحدي قوات الدول الغربية المسيحية وقد حملت جريدة المقطم في مصر لواء معارضة هذه الدعوة.
ولقد شهد كثيرون بأصالة هذه الحركة وقوتها وأثرها، يقول الدكتور توفيق برو: أنها كانت كرد فعل للحركة الاستعمارية الأوروبية الطاغية وأن قادتها كانوا من الدعاة المبرزين وقد أذكى نار هذا الشعور أئمة من أفاضل العلماء أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومصطفى الغلاييني ورشيد رضا الذين قاموا باستغلال هذا الشعور في سبيل سيطرة السلطان في الداخل وتقرير مكانة الدولة في الخارج.(66/10)
وبعد فلقد كان السلطان عبد الحميد سياسياً قديراً وقرماً من أقرام السياسة الدولية وأولا ذلك ما استطاع أن يصمد في وجه هذه الرياح العاتية وكان قادراً على التعرف على مختلف التيارات والمؤامرات وكان يفهم أبعاد الخطر الداخلي الذي يؤججه الاستعمار والصهيونية عن طريق حزب تركيا الفتاة وكيف تسيطر عليهم الماسونية العالمية وتوجههم لصالحها كما كان يعرف نقاط الضعف في الدول الغربية وأوجه الخلاف بين بعضها البعض فيستغلها ويستفيد منها. ولست أستطيع أن أصور هذا المعنى بأعظم مما صور به جمال الدين الأفغاني: الذي التقى بالسلطان ساعات ومرات وتدارس معه شئون العالم الإسلامي ومخاطر السياسة الأوروبية ومخططاتها. وذلك بعد أن قدم إلى الآستانة قال: رأيته يعلم دقائق الأمور السياسية ومرامي الدول الغربية وهو معد لكل هوة تطرأ على الملك مخرجاً وسلماً وأعظم ما أدهشني ما أعده من خفى الواسائل وأمضى العوامل كي لا تنفق أوروبا على عمل خطير في الممالك العثمانية ويريها عياناً محسوساً، إن تجزئة السلطنة العثمانية لا يمكن إلا بخراب يعم الأمم الأوروبية بأسرها. وقال: إن ما رأيته من يقظة السلطان وشدة حذره وإعداده العدة اللازمة لإبطال مكايد أوروبا وحسن نواياه واستعداده للنهوض بالدولة قد دفعني إلى مد يدي له فبايعته بالخلافة والملك. أ. هـ.
ولقد أكد كثيرون من المؤرخين والباحثين في إنصاف أن السلطان عبد الحميد كان آخر الحصون التي دافع بها الإسلام عن وجوده العالمي وبعد انهياره تمت مؤامرات الغرب وربيبته الصهيونية. ومن الحق أن يقال أن الحركة التي حمل لواءها السلطان عبد الحميد في تجميع المسلمين تحت لواء الخلافة كانت اتجاهاً طبيعياً وأملاً يملأ كل النفوس، ولذلك فقد حققت نجاحاً كبيراً، أزعج الاستعمار والصهيونية إزعاجاً شديداً مما استدعى العمل من جانبهم لإجهاضه والقضاء على حامل لواء الدعوة أصلاً كوسيلة للقضاء عليها وتدميرها.(66/11)
في هذا الضوء يتمثل العمل الذي قامت به الصهيونية من جانبين:
أولاً: من جانب الدونمة داخل الدولة العثمانية وخاصة في محاصرة السلطان والتآمر عليه.
ثانياً: الدونمة: هي القوة اليهودية الكامنة داخل الدولة العثمانية التي اختارت مدينة سالونيك ودخلت الإسلام بعد تاريخ طويل معروف، وهي التي أنشأت المحافل الماسونية في الدولة العثمانية لهذه الغاية واتصلت بجماعة الاتحاد والترقي (وحزب تركيا الفتاة) وأفسحت له في محافلها الفرصة للعمل، وتلاقت الرغبات على التخلص من الوجه الإسلامي لتركيا، ومن السلطان عبد الحميد وكان ذلك قد بدأ يأخذ طريقه بقوة منذ أعلن السلطان عبد الحميد دعوته إلى المسلمين. وكانت قوى كثيرة تشارك اليهودية العالمية في هذا الاتجاه وقد كان السلطان عبد الحميد يعرف هذه القوى التي يواجهها في الداخل ويعرف المؤامرة التي تدبر لفكرته وله وكان يعرف أبعاد المخطط كله: فئة المثقفين الغربيين الذين سيطرت عليهم أفكار الثورة الفرنسية ربيبة المحافل الماسونية من ناحية وحركة الإرساليات الأجنبية في لبنان وثمارها المنبثة في مصر وسوريا والبلاد الإسلامية تحمل أحقادها على الإسلام والوحدة الإسلامية والمحافل الماسونية في سالونيك. وإذا كان السلطان قد عارض مدحت وحزب تركيا الفتاة فقد كان عالماً بأنهم واقعون تحت نفوذ الماسونية العالمية أداة الصهيونية العالمية في ذلك الوقت وأن موقفه دون تمكين اليهود من فلسطين قد حرض كل هذ ه القوى وأمدها بإشارة الانقضاض. إن تصريحات كثيرة للسلطان عبد الحميد تكشف أنه كان عالماً بأهداف الصهيونية في هذا الوقت المبكر، ولذلك فقد كان وقوفه في وجه الاتحاديين وتركيا الفتاة وعمله على تحطيم مخططاتهم ليس نابعاً من كراهية لنهضة الدولة العثمانية ولكنه كان عمقاً في النظرة إلى الأهداف البعيدة لتدمير هذه القوة التي كانت تحمي آمال المسلمين داخل الدولة وخارجها.(66/12)
ولقد صدقت نظرة السلطان عبد الحميد على الاتحاديين بعد أن دخلوا التجربة فعلاً وسيطروا على الحكم من 1909 م إلى 1918 م وما قاموا به من تسليم كامل للدولة وتبعية كاملة لمخططات الاستعمار والصهيونية مما كشف أصالة عبد الحميد وبعد نظره وجلال موقفه الحاسم في وجه النفوذ الاستعماري نفسه بالدعوة إلى الوحدة الإسلامية وفي نفس الوثت بمقاومة هذه التبعية التي كانت تحمل مظهراً براقاً هو الإصلاح على طريقة الغرب بينما كانت تحمل في أعماقها إيماناً بالفناء في الغرب كله، ولقد خدع المسلمون والعرب بالاتحاديين وأقاموا الأفراح وسرعان ما اكتشفوا أنهم سلموا أنفسهم إلى فك الأسد وأنيابه. إن مقدرة السلطان عبد الحميد على فهم ما يحيط به كانت مما يظن كثيرون ولكنه كان في موقف لا يستطيع معه أن يكاشف المسلمين بالأخطار التي تحيط به.
قد كان اليهود يرون في السلطنة العثمانية شبحاً مخيفاً خطراً على مستقبلهم كما يقول الدكتور محمد علي الزغبي في كتابه الماسونية في العراء، وكانت الدونمة بكل مؤسساتها وتداخلاتها أداة التنفيذ في الوقت المناسب.
ثانياً: بعد أن عقد مؤتمر بال 1897 م وكانت حركة الوحدة الإسلامية قد استحصدت، كانت وجهة نظر اليهود هي اقتحام فلسطين ولذلك فقد تركزت الخطط حول الدولة العثمانية وحول السلطان عبد الحميد في محاولة لاحتوائه ظناً منهم أنه في ظرف من الضعف وفي حالة من الاستدانة تجعله يخضع للإغراء، إغراء اليهود بالذهب وهم من قبل أصحاب العجل الذهبي، وبدأت المحاولات منذ ذلك الوقت واتخذت وسائط كثيرة وووسائل متعددة منها وساطة الإمبراطور غليوم ولقاء اليهود الثلاثة (مزارحي قراصوا – جال - ليون) ولقاء هرتزل ومعه موشي ليوي حاخام اليهود في الدولة العثمانية ولقاء السفير اليهودي غوش وهي سابقة على مقابلة اليهود الثلاثة ثم لقاء هرتزل للسلطان ولرجال قصره.(66/13)
وقد عرض من خلال هذه المقابلات مشروع يرمي إلى تقديم قرض للدولة العثمانية يبلغ خمسين مليوناً من الجنيهات الذهبية وخمسة ملايين جنيه لخزانة السلطان الخاصة. بناء أسطول كامل للدفاع عن أراضي العلية.
وذلك في مقابل السماح لليهود بإنشاء مستعمرة صغيرة لهم قرب القدس ينزل بها أبناء جلدتهم.
وحتى لا نطيل والتفاصيل كلها موجودة والمراجع ثابته: فنوه بالرد النهائي للسلطان عبد الحميد: بلغوا الدمتور هرتزل ألا يبذل بعد اليوم شيئاً عن المحاولة في هذا بالأمر (التوطن بفلسطين) فإنس لست مستعداً أن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد لتذهب إلى الغير فالبلاد ليست ملكي بل هي ملك شعبي روى ترابها بدمائه. فليحتفظ اليهود بملايينهم من الذهب فإن الدولة العلية لا يمكن أن تختبئ وراء حصون بنيت بأموال أعداء الإسلام.
لست مستعداً لأن أتحمل في التاريخ وصمة بيع بيت المقدس لليهود وخيانة الأمانة التي كلفنى المسلمون بحمياتها.
إن ديون الدولة ليست عاراً لأن غيرها من الدول الأخرى مدين مثل فرنسا.(66/14)
إن بيت المقدس قد افتتحه المسلمون أول مرة بخلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولست مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيعها لليهود وخيانة الأمانة. وقد أورد هرتزل في مذكراته التي طبعت بالألمانية في تل أبيب عام 1924 م قصة هذه المحاولات وقال بعد فشل المحاولة الأخيرة: إن السلطان عبد الحميد الشريف الفذ الذي أخفى المسلمين والعرب منذ عام 1909 م حتى سنوات قريبة عندما ترجمت مذكرات هرتزل وكان أول من أشار إلى هذا النص الأستاذ أحمد الشقيري في دروسه في معهد الدراسات العربية بالقاهرة منذ عشر سنوات وقد ظل المسلمون والعرب خلال فترة لا تقل عن خمسين عاماً يرمون الرجل عن قوس واحدة لأن الاستعمار والصهيونية والصحف العربية التي أصدرها تلاميذ مدارس الإرساليات وخاصة في مصر (المقطم، الأهرام، الهلال، المقتطف، مجلة سركيس) وعشرات من الصحف كانت تصف عبد الحميد بالسلطان الأحمر المستبد. وقد انتقلت هذه العبارات من الصحف إلى كتب التاريخ وكتب تاريخ الأدب العربي، وما من كتاب أرخ هذه الفترة إلا احتوى على هذه العبارات التي أصبحت مسلمات بالإضافة إلى تغير آخر سنعود له من بعد وهو "الاستعمار التركي العثماني".
كانت هذه العبارات النارية التي وجهها السلطان عبد الحميد إلى هرتزل عام 1902 م إيذاناً بتلك الحملة العاتية على السلطان بعد أن تقرر إزاحته وكانت هذه الحملات التي وجهت إليه تمهيداً وإعداداً للرأي العام لهذا الغرض. ولقد جرت منذ ذلك الوقت محاولات لاغتياله وإسقاطه حتى وقع ذلك عام 1908 م بالإنقلاب الذي قام به الاتحاديون بالاشتراك مع الماسونية ممثلة في الدونمة.(66/15)
ولا تزال عبارات عبد الحميد نبراساً مضيئاً وتاجاً لامعاً وشرفاً ما بعده شرف، يتوج جبينه في تاريخه المعاصر، وعند ربه، ويتردد عنه ومن حوله كل الإشاعات والشبهات والأضاليل. وقد تبين من بعد في وثائق كثيرة وانكشف الستار عن مؤامرة قلب الدولة العثمانية وإنزال عبد الحميد بالذات كخطوة أولى لتنفيذ هذه الجريمة البشعة. والمؤامرة العالمية لتحطيم الوحدة الجذرية والرابطة العضوية القائمة بين العروبة والإسلام. ولقد تحقق فعلاً لليهود وللاستعمار بإسقاط عبد الحميد كل ما كانوا يرجونه ولم تلبث الهجرة إلى فلسطين أن بدأت سافرة منذ ذلك الحين وتحقق ذلك الأمل الذي استعصى سنوات وسنوات، وكان ذلك مقدمة لاشك فيها للقضاء على الخلافة الإسلامية.
ولقد كان ضرورياً للباحث المتمهل المنصف أن يقف دائماً من تاريخ الدولة العثمانية في العصر الأخير موقف العدل والصدق وأن يفرق بين عهدين: عهد السلطان عبد الحميد الذي انتهى عام 1908 م تقريباً وعهد حكم الاتحاديين الذي بدأ منذ ذلك الوقت وظل مستمراً حتى أسلم أمره إلى الكماليين بعد الحرب العالمية الأولى. فهذه التفرقة واضحة وضرورية خاصة بالنسبة لنا في المشرق: ذلك أن سوريا ولبنان والعراق قبل ذلك تعيش في هذا الاتجاه المعارض للخلافة والسلطان بينما كانت مصر التي سقطت عنها ولاية الدولة العثمانية وسيطر عليها الاستعمار البريطاني منذ 1882 م تؤيد الخلافة والسلطان. ولقد كان لموقف حكومة الاتحاد التركي من أهل سوريا ولبنان ومحاكمة رجالهم وتعليقهم على المشانق عام 1916 م أثر نفسي يعيد في نظرتهم الكلية إلى الدولة العثمانية والحقيقة أنها يجب أن تكون قاصرة على الاتحاديين وحدهم.(66/16)
ومن هنا وجب التفريق بين مرحلة السلطان عبد الحميد التي انتهت عام 1908 م وهي فترة كان موقف الدولة العثمانية فيها بالنسبة للعرب والمسلمين موقفاً كريماً، وكانت الحركة الإسلامية الواحدة من أعظم الأعمال، أما الفترة التالية التي حكم فيها الذين أسقطوا السلطان فإنها تمثل أسود صفحات الحكم التركي ولاء للصهيونية والاستعمار وضرباً للوحدة الإسلامية وإعلاء للحركة الطورانية، ومحاولة لتتريك العرب في سوريا وتعليق زعمائهم على المشانق، هذه الفترة وحدها هي التي يقف فيها العرب من سوريا موقف الخصومة للترك وهي ليست من حساب الدولة الإسلامية العثمانية في الحقيقة.
كذلك نجد أنه من الضروري أن نصحح عبارة "الاستعمار التركي" أو العثماني. والواقع أن كلمة استعمار كلمة مستحدثة مرتبطة إلى حد كبير بدول مسيطرة بقوة الحديد والنار تأخذ ثروات الأمم بأبخث الأثمان لتجعلها مورداً خاماً لمصانعها ثم تعيد إلى هذه الأمم منتجاتها لتبيعها بأعلى الأسعار، وهذا النظام الاستعماري لم يكن موجوداً في هذه الفترة ولم تكن الدولة العثمانية بهذا المعنى دولة مستعمرة، كذلك فإن الأجزاء العربية التي انضمت إلى الدولة العثمانية لم تكن قد انضمت باحتلال وقسر ولكنها كانت برضاء ودعوة، فقد وجد العرب أنفسهم بعد ضعف المماليك في حاجة إلى الالتقاء تحت اسم الإسلام مع هذه الدولة الكبرى رغبة في الوحدة وحافظة على النفس. وبعد أن تعرضت سوريا ومصر لمحاولات غزو صليبي متجدد من الغرب، والمعروف أن العرب في مصر وسوريا قد رحبوا بالوحدة الإسلامية العثمانية ولم يعارضوها حيث وجدوا في العثمانيين إخوانهم في العقيدة والدين منتعشاً جديداً للإسلام. وقد أكد المؤرخون والباحثون إن هذا الالتقاء بالعرب والترك في ظل الدولة العثمانية قد حمى العالم الإسلامي أكثر من أربعمائة عام من الغزو الصليبي الذي لم يلبث أن جاء بعد ضعف الدولة العثمانية.(66/17)
والواقع أن الدعوة إلى الوحدة الإسلامية لم يتجاوزها الزمن ولقد تبين للمسلمين اليوم بعد سنوات طويلة من الدعوات الإقليمية والقومية أن الوحدة الإسلامية هي الأصل الأصيل والوجهة الصحيحة وكل الدلائل تؤكد أن المسلمين سائرون إلى طريق الوحدة الذي حطمته اليهودية والاستعمار بإسقاط عبد الحميد وإلغاء الخلافة.
حاشية:
عندما عقد الملتقى الإسلامي الثامن في ولاية بجاية من جمهورية الجزائر عام 1974 م وأثار كعادته في كل عام عدداً من القضايا والمعضلات التي تواجه الفكر الإسلامي في العصر الحديث وقد اشترك في الملتقى عدد كبير من الباحثين والعلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي كما شارك فيه ممثلون للمسلمين في الهند واليابان كانت أبرز القضايا التي تناولها البحث:
وضع الأقليات والجاليات عموماً والإسلامية خصوصاً في كثير من بلدان القارات الخمس وواجب العلماء والمفكرين ورجال الإعلام نحوها.
وقد أشارت الدكتورة ليلى الصباغ من أساتذة التاريخ بجامعة دمشق إلى الدولة العثمانية إشارة ظالمة حين قالت:
أنها أشلمت البلاد العربية لقمة سائغة للاستعمار العربي.
وقد تصدى لها عدد من الباحثين الجزائريين وعرضوا لوجهة نظرهم إزاء الدولة العثمانية والدور الكبيرة الذي قامت به إزاء حماية المغرب كله من الغزو الأوروبي وتوالت المطالبة بمعرفة دور المشرق وقد تصدى كاتب هذه السطور ذللك فقال:(66/18)
رغبة في تغطية قضية الدولة العثمانية نظر المشرق والعرب ومصر بالإضافة إلى وجهة النظر المغربية الجزائرية في هذه المسألة نقول: لقد تأثرنا في مصر والمشرق في كتبنا المدرسية وأبحاثنا التاريخية بوجهة النظر الغربية تجاه الدولة العثمانية، وهي وجهة خاصة للغربيين، نتيجة التوسع التركي عرفتها مناطق البلقان وغيرها في القرن التاسع عشر، وقد نقل الاستعمار البريطاني في مصر، والفرنسي في سوريا، وجهة النظر هذه إلى كتب التاريخ التي تدرس في مدارسنا وجامعاتنا، كما تأثر بها بعض مؤرخينا متابعة للنظرة الغربية، أو تحت تأثير الدعوات الإقليمية كالفرعونية الفينيقية وغيرها غير أن هذه النظرة تعمقت من بعد وبلغت أقصى غاياتها في تجاوز الحقيقة، على أثر ظهور الصحافة العربية التي حررها وأخرجها اللبنانيون المارون، خريجو معاهد الإرساليات، وأصحاب العداء الواضح للدولة العثمانية.
وزاد هذه النظرة عنفاً وتعصباً: تلك المحاولة الخطيرة التي طرحتها الصهيونية العالمية بعد عام 1902 م اتشويه شخصية السلطان عبد الحميد ةرميه بالاتهامات كأمثال السلطان الأحمر والمستبد العثماني وغيره، وكلها كانت محاولات أريد منها تهيئة الأذهان للقضاء عليه وانتزاعه من مكانه، وقد عاونت المقطم والأهرام والهلال والمقتطف وكلها كانت لبنانبة الأصل في هذه الحملة وكان ذلك على أثر الموقف الحاسم الذي وقفه السلطان عبد الحميد من المحاولات المتصلة التي جرت خلال الأعوام السابقة لعام 1902 م والذي أرسل فيه السلطان خطابه التاريخي إلى الصحفي اليهودي ثيودور هرتزل صاحب كتاب الدولة اليهودية ومرؤسس الصهيونية الحديثة وقد جاء في هذا الخطاب بالنص:
قولوا للدكتور هرتزل لا يتصل بي مرة أخرى، أن بلادي تفضل أن تظل مدينة على أن تسدد ديونها من ذهب اليهود، إن فلسطين هي بلاد العرب ولا أستطيع أن أفرط في شبر منها.(66/19)
وكان الدكتور هرتزل قد عرض على السلطان عبد الحميد خمسين مليوناً من الجنيهات الذهب لخزانة الدولة وخمسة ملايين من الجنيهات الذهب لخزانة السلطان الخاصة إلى مشاريع أخرى كثيرة لدعم الدولة العثمانية اقتصادياً.
وقد سجل هرتزل في مذكراته كيف حاول إغراء ذلك الرجل الكريم أشد إغراء ثم كشفت وثائق التاريخ من بعد كيف جرت المحاولات لقتله ثم إسقاطه وقد أغري أشد إغراء وهدد أشد تهديد ولكنه صمد صموداً مشرفاً وظل موقفه هذا محجوباً عن الصحافة وعن المدارس والجامعات وكتب التاريخ سنوا طويلة حتى ترجمت مذكرات هرتزل في السنوات الأخيرة، وظل اسم السلطان عبد الحميد يذكر في كتبنا المدرسة مشفوعاً بأبشع الاتهامات حتى أحق الله الحق وكشف ذلك الزيف الذي حاول به الاستعمار وحاولت الصهيونية إيقاع الفرقة والخلاف بين العرب في مصر والشام وبين الدولة العثمانية.
وللحقيقة فإننا يجب أن نفرق بيين عهدين في تاريخ علاقتنا بالدولة العثمانية: فترة السلطان عبد الحميد التي تنتهي عام 1908 م باستيلاء الاتحاديين تلاميذ حزب الاتحاد والترقي وإنباع الماسونية وربائب الدونمة وبين الفترة التالية التي استمرت حتى عام 1918 م وهي الفترة التي تمثل أسود صفحات العلاقة بين العرب والترك، وهي ليست من حساب الحكم التركي الإسلامي ولكنها مرحلة متقدمة لخدمة الصهيونية العالمية ونصرها وتشكيل أول محاولة لضرب الوحدة الإسلامية العربية، بإعلاء الدعوة الطورانية، ومحاولة تتريك العرب في سوريا وتعليقهم على المشانق، هذه الفترة وحدها هي التي يقف منها العرب في سوريا موقف الخصومة للترك وهي ليست من حساب الدولة الإسلامية العثمانية في الحقيقة.(66/20)
كذلك فإن النظرة إلى الدولة العثمانية عام 1619 م عندما انضمت الأجزاء العربية في العراق وسوريا ومصر إليها، فإنها في التحليل التاريخي الدقيق ليست سوى التقاء بين عنصرين مسلمين. وقد وجدت من جانب العرب تقبلاً صادقاً فهي ليست في حقيقتها إلا محاولة طبيعية من محاولات الالتقاء والتكامل بين أجزاء العالم الإسلامي في مواجهة الأخطار وقد جاءت هذه الوحدة الإسلامية بين العرب والترك على أثر ضعف قوى المماليك وتعرض الأجزاء العربية وخاصة الشام ومصر لتجدد الغزو الصليبي. والمعروف أن العرب في مصر وسوريا قد رحبوا بالوحدة الإسلامية العثمانية ولم يعارضوها، حيث وجدوا في العثمانيين إخوانهم في العقيدة والدين منتعشاً جديداً للإسلام وقوة شابة بدوية مقاتلة رفعت راية الإسلام خفاقة عالية. وقد أكد الباحثون أن هذا اللقاء بين العرب والأتراك قد حمى العالم الإسلامي أكثر من أربعمائة عام من الغزو الصليبي للمرة التالية.
ومن الحق أن يقال أن العثمانيين قد قاموا في هذه المرحلة الأولى بالأخذ بمفاهيم الإسلام في نطاق الحكم وتحركوا من خلال إطاره. ويشهد المؤرخون غير المتعصبين على الإسلام أو الناقمين على الدولة العثمانية بأن العثمانيين قد اقتفوا أثر الخلفاء الأولين في العدل والتسامح وتمثلوا أعمالهم واتخذوهم قدوة وعملوا على جمع القلوب إليهم بتقدير العلماء ةإنشاء المساجد والمدارس ومن هنا جرت محاولات البحوث الاستعمارية على وصف العلاقة بين العرب والترك بأنها نوع من الاستعمار وهي ليست كذلك في الحقيقة وإنما هذه هي النظريات المدخولة التي يحاول الغزو الفكري والتبشير إذاعتها لإقرارها في الأذهان.(66/21)
ولقد مرت الدولة العثمانية ككل كائن حي بمرحلة القوة ثم بمرحلة الضعف، ولكن السلطان عبد الحميد كان يعرف أساليب الاستعمار ويواجهها في دهاء وبراعة وقد شهد جمال الدين الأفغاني حين التقى به بأن عبد الحميد يدبر لأوروبا في مواجهة كل محاولة رداً وفي مقابل كل مؤامرة أمراً.
لم يكن الخلاف أذن بين العرب والترك ولكنه كان بين العرب والاتحاديين دعاة الطورانية فلنفرق دائماً بين هذه المراحل ولنعرف أنه قد نشأ في مصر والبلاد العربية الآن تيار قوي لتصحيح هذه الأخطاء على ضوء ما كشفته الوثائق من بروتوكولات صهيون أو ما نشر عن مؤامرات الماسونية على النحو الي يعيد الحقائق إلى نصابها في طريق وحدة الفكر الإسلامي المتجه إلى وحدة الفكر الإسلامي كمقدمة للوحدة الإسلامية التي هي أمل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.(66/22)
على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم
الأستاذ أنور الجندي
استطاع فرويد أن يخدع الفكر البشري أكثر من سبعين عاماً قبل أن تكتشف هويته. وبالرغم مما أوردته بروتوكولات صهيون من إشارة إلى انه – هو وماركس – من مخططات اليهودية العالمية، فقد ظل كثير من الرازحين تحت أحمال التبعية الفكرية الوافدة ينظرون إليه في تقدير كبير وخاصة أولئك الذين احترفوا تدريس مادة علم النفس في الجامعات وفي البلاد العربية كان سلامة موسى في مقدمة من دعا إلى هذا الفكر وظل يكتب عنه يوماً بعد يوم لا على أنه نظريات أو فروض وإنما على أنه حقائق علمية وصلت مكان الكمال المطلق وجرت على الألسنة كلمات: مركب النقص والعقل الباطن وغيرها من مصطلحات حتى جاء الوقت الذي استطاع علماء النفس أنفسهم أن يضعوا الحقائق كاملة بين أيدي المثقفين والباحثين عندما أعلن المتخصصون منهم أن ما أورده فرويد من أصول لنظريته جرت مجرى العلم الصحيح ما هي إلا أصول الفلسفة التمودية الصهيونية اليهودية مجددة ومصاغة في قالب علمي براق استطاع أن يخدع الكثيرين وقد كشف الدكتور صبري جرجس في كتابه (التراث التلموي الفرويدي) عن هذه المؤامرة الخادعة، أما سلامة موسى فلم يكن عالماً متخصصاً بقدر ما كان مروجاً للفكر الغربي الصهيوني في عشرات من النظريات والأفكار التي دعا إليها ورددها في مؤلفاته (وسوف يأتي الوقت الذي نحصي هذه الشبهات) بل إن الدكتور صبري جرجس بوصفه مسيحياً – يرى مدى الخطر الذي يحيط بعقيدته من جراء استسلامه لزيوف الفكر التلمودي اليهودي الذي قام أساساً لضرب المسيحية الغربية وتدميرها والذي استغل كلمات (نيتشة) ورينان وأوجست وماركس وفرويد وسارتر ضد الدين والتي كانت موجهة أساساً إلى المسيحية الغربية وحدها باعتبارها "الموقف" العقلي لمرحلة من الفكر الغربي إزاء العقيدة القائمة في مجتمعه. ومن هنا كانت حملة الدكتور صبري جرجس الذي لم يكن يكتشف هذا(67/1)
الخطر لولا أن بعض مؤرخي اليهود أعلنوا أن فكر فرويد هو من صميم مذهبهم التلمودي الذي يقوم على أساس إثارة روح التحلل والفسا
في حياة فرويد نفسه ما يوحي بأنه كان صديقاً (لهرتزل) الذي حمل لواء الدعوة إلى الصهيونية والذي كان على رأس مجموعة الحاخامات الثلاثمائة في بازل عام 1892 م ومعهم صحائف (بروتوكولات صهيون) التي أشارت إلى هذا المخطط والتي لا يزال كثير من الذين يكتبون بالعبرية يدافعون عن الصهيونية وينفسون نسبة هذه البروتوكولات إليها (ولا ريب أن كل دعاة الفصل بين اليهودية والصهيونية وهؤلاء المدافعين باسم التحقيق العلمي المضلل إنما هم من أتباع الماركسية التي هي وليدة الصهيونية أساساً والتي تحاول أن تحافظ على هذه العلاقة السرية).
ولقد كان علينا نحن العرب والمسلمين أن نتحرر من مفاهيم فرويد الذي لم يتوقف عند التحليل النفسي (وله فيه آراء صائبة مستمدة من الفكر الإسلامي أساساً) ولكنه مضى حتى وضع أيدلوجية كاملة شملت الأدب والفن والمجتمع والعقائد جميعاً، وحاولت في أهم ما رمت إليه إلى التركيز على الفصل بين الاعتقاد والعمل، أو بين العلم والسلوك وذلك بالقول بأنه هناك عقل باطن منفصل عن العقل الظاهر، وفي ذلك محاولة خطيرة للإخلال بحقيقة أساسية في تكوين الإنسان وهي الترابط بين المعرفة والإرادة، وتعد هذه النظرية ضربة موجهة إلى الفطرة وإلى اليقين النفسي الذي جاءت به الأديان هذا بالإضافة إلى مؤامرته تحت اسم الجنس، ولعل هذا الاتجاه كله هو نتاج من التوزيع الدقيق للأدوار في مسألة الصراع الفكري، فحيث كانت آراء ماركس في أساسها من مخططات التلمودية اليهودية مصاغة في قالب اقتصادي عصري، فإن هنا يتمثل الجانب الاجتماعي وبذلك يسيطر الفكر اليهودي التلمودي على الفكر البشري كله في مجالات الاقتصاد والاجتماع والنفس والأخلاق ومنها يمتد إلى الأدب والفن ولا يبقى شيء بعد ذلك صالحاً لأن تقال فيه كلمة حق.(67/2)
كل هذا الذي نقول يعد الآن من البديهيات التي ليست في حاجة إلى إعادة، ولكنا نريد أن نرى إلى أي حد واصل البحث طريقه في الكشف عن زيف فرويد.
هذا كتاب جديد تأليف بول روزن أستاذ علم النفس بجامعة هاروفارد تحت عنوان (قصة فرويد وتايزك) يزيح فيه فيكتور تايزك معاصر فرويد وأحد رواد علم النفس حقائق خطيرة.
ويكشف عن مدى أحقاد فرويد التي ساقها حرباً شعواء ضد هذا الباحث نتيجة غيرته منه، وفي سبيل عرقلة جهوده وأبحاثه في حقل علم النفس مما دفع به (دفع بتايزك) في النهاية إلى الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه في 3 يوليو 1919 م وكان قد رحل إلى فينا لدراسة علم النفس، وقدر لأبحاثه الرواج والانتشار، مما لفت نظر فرويد وقد كشف المؤلف عن غيرة وحسد فرويد من تايزك لنبوغه وأصالة أبحاثه، حتى أنه رفض معالجته عندما اشتدت أزمته النفسية وحين أوكل علاجه إلى تلميذه فرويد (هيلبي ديتش) بل إن فرويد وصل إلى حد تهديد تلميذته ومنعها من مساعدته مما دفعه في نهاية الأمر إلى نوع من اليأس القاتل بإطلاقه الرصاص على نفسه.(67/3)
وفي فرنسا صدر كتاب عن فرويد بقلم (لوس إيرا جراي) التي تنتمي إلى المدرسة الفرويدية ، والكتاب اسمه (المنظار الطبي للمرأة الأخرى) وقد أحدث ضجة كبرى رغم أن مؤلفته قد طردت بسببه من الجامعة لاحظت المؤلفة أن فرويد عندما يتكلم عن المرأة يضيع عقله ويشتد شريط تحليله ومنطقيته فهو يشعر دائماً أنه السيد، وهو عندما يتكلم عن المرأة يتجه إلى الرجال على أساس أن المرأة لا يجب عليها معرفة شيء من أمورها حين يناقش الرجال الموضوع وأن مشكلة الأنوثة تهم الرجال ولكنه بالنسبة للمرأة الموجودة معهم، وترى المؤلفة أن المرأة عند فرويد لغز عجز الرجال عن اكتشافه. وبذلك بقيت المرأة بمثابة (الأرض الموحشة) في علم النفس وتحاول المؤلفة أن تصل من هذا إلى أن فرويد بالرغم من كل ما يحاول إعلانه من استقامة البحث لا يرى في المرة كائناً إنسانياً، وأنه لم يأت بجديد سوى أنه صقل تحاليل أفلاطون، وتقول المؤلفة أنه ربما كان فرويد مريضاً ويعاني عقدة إزاء المرأة. وتقول أن تحويل المرأة إلى لغز عند فرودي يعتبر سلباً لطابعها الإنساني وتحويلاً لها إلى شيء خارجي.
وعندنا أن رأي فرويد مستمد أيضاً من مفهوم التلمود، فهو يحاول أن يصورها على أنها أداة جنسية للمتعة، ولذلك فهو ينكر إنسانيتها واستقلالها ويرى فيها رأي الفسلفات القديمة التي تحتقر المرأة.
4- عالج فيلكس وجاناري في كتابهما (إنني أوديب) نظريات فرويد وأشارا إلى أن فرويد هو مفتاح الإمبراطورية البروسية، وأن علم النفس التحليلي الذي أسسه فيما بعد. كما أشار بنيامين نيلسون في كتابه فرويد والقرن العشرين إلى أن فلسفة فرويد مادية صرفة، تنكر الروحانية والحرية، وأنه يعد الحالات النفسية العليا كالإلهام الشعري والحب الصوفي مجرد تحويلات وأقنعة للغريزة الجنسية.(67/4)
وأن رأي فرويد في قصور الإنسان دون الوصول إلى الكمال لم يستمده من المسيحية بل من دارون وأن فرويد قد اعتمد على أساطير قديمة كالمأساة اليونانية في عقدة أوديب وعقدة الكترا والصراع بين إيروس إله الحب والحياة وثاناسوس إله الموت، وأنه غارق في فكرة الخطيئة الأولى.
ولا ريب أن هذه الحقائق التي لم يكتشفها الفكر الأوروبي إلا أخيراً كانت واضحة في عقل الباحثين المسلمين منذ اليوم الأول لنظزرهم في فكر فرويد، بل إن كتاب الإنسان بين المادية والإسلام الذي كتبه مؤلفه في سن باكرى وهو يدرس في قسم الفسلسفة وعلم النفس في كلية الآداب ما زال حتى الآن بالرغم من مضي أكثر من ربع قرن على ظهوره واضح الدلالة في عجز نظرية فرويد عن فهم النفس الإنسانية، وأن معطيات القرآن والسنة النبوية والفكر الإسلامي في هذا المجال بالغة القوة والحيوية والصدق.
ولكن الفكر الغربي لم يتنبه إلا أخيراً لفساد نظرية فرويد يعرف أن أي نقد لها اليوم لا قيمة له لأنها قد تغلغلت تغلغلاً كاملاً في كل أعمال الأدب والفن والقصة والمسرحية حتى لم يعد هناك تراجع في أثر هذه النظرية التي أرادت تدمير الفكر الغربي المسيحي ورده إلى الوثنيات والأساطير والخرافات.
ونحن نعرف أن فرويد حين بدأ مع (ادلرويونج) في أوائل هذا القرن كان عنيفاً في فرض اتجاهه بالتفسير الجنسي الذي خالفه فيه صاحباه وانفصلا عنه كما اختلف مه جيمس حين التقى به في أمريكا بعد ذلك، وأنه لم يبق معه إلا اليهود: رانك وجونز وبريل.(67/5)
ولكن إذا كان فرويد على خطأ – وهو على خطأ معارض للفطرة والعلم والعقل في دعواه – فلماذا أتيح له هذا النفوذ الخطير وهذا الدوى المدوى، لم يكن ذلك لوجه العلم وحده، ولم يكن ذلك طبيعياً، ولكنه كان بقوة من الدفع اليهودي الصهيوني المسيطر على النظريات والمذاهب، القادر على فرض ما يشاء منها ومن قبل كان والأس قد سبق دارون وكان أقرب منه إلى الفطرة والعلم الصحيح ومع ذلك فقد دوى صوت دارون لأنه اتخذ منطلقاً إلى النظرية المادية وإلى فرض نظرية التطور الاجتماعي المطلق وكانت نظريته قاصرة على مجال البيولوجيا وحدها.
وكذلك كان الأمر بالنسبة لفرويد مه أدلرويونج، فقد قالا بأن العامل الجنسي ليس هو المصدر الأوحد للتصرف الإنساني ولكنه واحد من عوامل كثيرة منها تأكيد الذات ومركب النقص، ولكن دعوى التحدي بالجنس وحده كمصدر لتصرفات الإنسان هي التي شاعت وذاعت.
ونحن نجد النظرية تسقط اليوم سقوطاً علمياً شديداً، ولكن أصحاب الفلسفة المادية يحاولون تمديدها بربطها بالماركسية من ناحية، وبالدعوة إلى ما يطلق عليه الثورة الجنسية وبربطها بالوجودية وهذا ما سنتحدث عنه بعد.
ثانياً: سارتر:
إن أي نظرية يتقدم بها فيلسوف أو مصلح تتمثل فيها حقائق هامة:
أولاً: إن هذه النظرية هي فرضية افترضها هذا الفيلسوف بناء على نظرته إلى الأمور.
ثانياً: إنها نظرية تتصل اتصالاً تاماً بالتحديات الخاصة بشخصية هذا الفيلسوف وبيئته وعصره ومجتمعه وظروف معينة قائمة.
ثالثاً: إن الإنسان على أعلى درجة من التفكير والنظر لا يستطيع أن يخرج عن أبعاد وجوده البشري والعقلي والنفسي ولا يستطيع أن يشرع للمجتمع الإنساني كله.(67/6)
ومن ثم فإن كل ما يقدمه الفكر البشري هو فرض يقبل الخطأ والصواب، ويصلح لمجتمع ولا يصلح لآخر، وينفع في عصر ولا ينفع في جميع العصور، ولقد اعتورت النظريات والمناهج أسباب القصور وحل بها النقص واحتاجت إلى الإضافة والحذف على مدى قريب من ظهورها وذهب بعضها وأنطوى عجزاً وفساداً وليس أدل على ذلك من ناحية أخرى على نحو يوحي بإنقاذ المراكب الغارقة، العصر الذي اضطربت وعجزت في بيئاتها الخاصة واضطرب أصحابها إلى تعديلها بالإضافة والحذف ومحاولة الربط بين الوجودية والماركسية من ناحية وبين الفرويدية والماركسية من ناحية أخرى على نحو يومي بإنقاذ المراكب الغارقة، وعلى بعد ما بين الأيديولوجيات الثلاث من تناقض واختلاف.
ونحن نعرف أن الوجودية "صيحة أزمة" تعالت في فرنسا بعد انهيارها في الحرب العالمية الثانية حين هوت تحت سنابك خيل الألمان صريعة الانحلال الخلقي. فجاءت الوجودية التي دعا إليها سارتر ليطلق للشباب أمر التهالك على الشهوات تحدياً للخطر الماحق الذي يعيش تحته العالم، وبعد أن أفقدت الحرب أمم أوروبا زهرة شبابها التي تجاوزت المائة مليون. ولقد كانت وجودية سارتر وجودية ملحدة نابعة من الفكر المادي وإن حاولت أن توجد للإنسان منطلقاً عاصفاً حيث جردته من مسئوليته الفردية وإلزامه الأخلاقي وأحالت ذلك كله على المجتمع.(67/7)
ومن ثم أنطلقت تلك الصورة المدمرة في كل أنحاء العالم توحي بالتفكك والتحلل والتمزق والضياع. ولقد صدق جاك بيرك حين قال أن الوجودية ظاهرة زمنية عابرة لن يلبث الإنسان أن يتخطاها، وهي ليست روحاً "وأنا لا أستنتج منها نتيجة متشائمة بل واقعاً يجب أن يعترف به" وهي في تقديرنا علامة على دخول أزمة الإنسان المعاصر في مرحلة الانحدار، ودخول أوروبا والغرب والفكر الغربي كله مرحلة التمزق الذي فرضته عليه الفسلفة المادية التي قادها فلاسفة اليهود التلموديين، وإن كانت لا تخلو من تمثل أخطر ما أطلقته التعبيرات المسيحية حول نظرية "الخطيئة الأصلية" ذلك السوط الذي ما زال يلهب ظهور الفريقين ويسوقهم إلى الدمار النفسي.
ولا ريب أن فلسفة سارتر الوجودية الملحدة هي بديل "الإيمان" الذي عجز الغرب عن الحصول عليه عجزاً مطلقاً، ولا ريب أن البشرية حين انطلقت لترسم لنفسها طريقاً بعيداً عن طريق الله فإنها ستظل تائهة في مضارب الصحراء، وما دام الإنسان قد شرع لنفسه ورفض الأسس التي قدرها الحق تبارك وتعالى لينظم المجتمع البشري فإنه ليس هناك قواعد ما يمكن أن تفرق بين الحق والباطل ذلك تداخلت أهواؤه ومطامعه وشهواته، وأصبحت الأمور كلها نسبية وليس لها ضوابط أو حدود أو قيم ثابتة راسخة تحاكم إليها، أو ليس هناك من نقطة بداية ونقطة نهاية وإنما يصبح الكون دائراً في دوامة لا نهاية لها ولا غاية منها وقد جهل الإنسان سر وجوده وهدفه في الحياة ورسالته في الأرض ومسئوليته وجزاءه وحسابه وتلك هي الحيرة التي تذوب فيها البشرية نفسها اليوم بعد أن خالفت عن منهج الله. ومن ثم تصبح حياة الإنسا نليس بها طعم، حياة القلق والتمزق والألم والإحساس بالغثيان والضياع، ذلك أنها فقدت المعنى الذي وضعه الحق تبارك وتعالى لها، والذي هو سر الحياة نفسها، الأمل والإيمان والهدف والمسئولية والرسالة التي وجد الإنسان من أجلها في الحياة.(67/8)
إن الوجودية تثور على مفاهيم سحق الإنسان التي تقدمها الماركسية ولكنها مع الأسف تسحق قلب الإنسان ولا تراه إلا من وجهة النظر المادية الصرفة: وهم حين ينكرون أن يصبح الإنسان ترساً في آلة، يحيلونه إلى شعور بالضياع والفراغ، ويفرغونه من معناه الاجتماعي ويجعلونه أنانياً لا هم له إلا مطامعه التي تقوده إليها غرائزه كالحيوان في الغابة.
ولا تزال الوجودية تدفع أهلها من قيد إلى قيد ومن تمزق إلى مزيد من التمزق نراه الآن في الهيبية والخنافس.
وحين يقولون أن الوجودية تحرر الإنسان نجد كتابات أهلها لا تحمل إلا اليأس القائم: فهم يقولون عن أنفسهم أنهم جيل بلا أمل، بلا عمق، بلا مستقبل وأن عمقهم هو الهاوية، وحبهم هو الوحشية، وحياتهم علب من الورق فراغة وقابلة للتمزق، وليست الوجودية إلا تعبيراً عن هذا الهوان أين هذا من الإسلام الذي يقدم للبشرية الأمل وللنفس الإنسانية السكينة والإيمان، حيث يرفض اليأس والقلق والشك والحقد، وهو لا يترك الناس صرعى في أوهامهم، ولكنه يقدم لهم الترياق، يقدم لهم العون، يطلب لهم المبررات، ويفتح لهم الآفاق التي تخفف الشهوات، ويحررهم من قيود الحيوان، ويراوح بينهم دين السماء والروح والمعنويات، هو لا يحرمهم رغائبهم الجسدجية ولكنه يبني فيهم الروح والعقل.
إن أخطر ما تقدمه الوجودية التشاؤم وهو طابع عام لكل معطيات الفكر الغربي البشري، الضال عن الإيمان بالله والروح والمعنويات. إن مصدر التشاؤم في الفكر الغربي هو عدم الاقتناع العقلي لوراثة البشر جميعاً لما يطلق عليه الخطيئة الأصلية" هذه التي ينكرها الإسلام إنكاراً كاملاً ولا يرى أن إنساناً مسئولاً عن خطأ الآخر، ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى.(67/9)
ومن خلال أيديولوجية الخطيئة الأصلية السوداوية المتشائمة تنشر على أوسع نطاق في الفكر الغربي نظرة "لا معقولية الحياة" وعبث الوجود، ثم جاءت الوجودية لتكون أعلى مراتب التشاؤم.
وهذه كلها أفكار غريبة عنا كل الغرابة مختلفة عن طوابع الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي، ولا تتصل بسبب إلى ثقافتنا أو قيمنا أو عقائدنا وهي توحي بأن الفكر الغربي والمجتمع الغربي يمر بمرحلة انهيار كامل يتمثل في الأسرة والفكر والمجتمع. وأن طوابع المادية الخالصة قد صرعته تماماً، وأن إنكاره للروح والدين والخلق والإيمان بالله قد دمره تماماً.
ولذلك فهي تبدو غريبة عنا دخيلة علينا متناقضة مع جوهر الإنسان، ومع فطرته وأغرب ما فيها أنها حين تعتز بحق الفرد في الوجود – وهو مفهوم إسلامي، فإنها تغطي عن أعظم معطيات الإنسان والركن الركين في وجوده على الأرض ولبس المسئولية الفردية والالتزام الأخلاقي الذي يحاسب على أساسه ويقرر جزاؤه. ولا ريب أن إفسادها يتمثل في أنها ترى أن الإنسان يكون نفسه مستقلاً عن الدين والتقاليد والمجتمع، وأن الزواج نظام عتيق، وأن الطلاق لا يبقي بإرادة الزوج فضلاً عن إنكارها "قوامة الرجل" ودعوتها إلى حرية الصداقة، وإسقاط الدين كله من حساب الحياة. وهي لأنها تعارض الفطرة الإنسانية لم تجد قدرة على البقاء وتساقطت جوانبها، إلا من تلك النزوات التي يقوم بها المنحرفون ولا ريب أن المفاهيم الوجودية كلها إنما هي تعبير فكري ونفسي وأخلاقي عن الفراغ الروحي المخيف.(67/10)
ذلك أن رفض فكرة الالتزام، وفكرة الرقيب النفسي "الضمير" وفكرة الفضيلة وفكرة الخير، وفكرة الإيثار وفكرة العدل وفكرة المسئولية إنما تجرد الإنسان من كل قدراته ومعطياته التي تجعله قادراً على أداء دوره الحق في الحياة وأن أخطر ما تدعو إليه الوجودبية هو "أنانية" الفرد في مواجهة المجتمع بإنكاؤ دوؤه في العطاء والبذل والإنفاق والعطاء للآخرين، ومن فسادها قولها أن الإيثار يعني أن يصبح الإنسان مجرد أدارة للآخرين، بينما يدعو الإسلام إلى أن الإيمان هو انتقال الإنسان من الأنانية إلى الغيرية.
ولا ريب أن موقف سارتر من الألوهية موقف أشد عنفاً وخطراً مما يقول به الملحدون أو المشركون، فهو يضع الذات الإلهية في مقام التزاحم مع الإنسان وأن وجود أحدهما يلغي وجود الآخر تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، والإنسان ليس في الحقيقة إلا خلق الله وعبده وفضل من فيض فضله وعطائه.
وإذا قيل أن الوجودية تحمل مفهوم الحرية، فإنما هي الحرية بمفهوم تحرير الإنسان من مسئوليته وإطلاق أهوائه إلى أبعد مدى وكيف تستقيم أمر نظرية تدعي أنها علمية حين تنكر وجود الحق تبارك وتعالى وكيف يمكن أن تعلل وجود العالم، وكيف يمكن القول مع الوجودية بأن العالم وجد بلا داع ويمضي لغير غاية ونحن نقرأ قول الله تبارك وتعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون).(67/11)
ولا ريب أن الفرد هو موضوع هام شغل الفلاسفة وأصحاب الأيديولوجيات ولكن أهم ما هنالك: هو مسئوليته وموقفه من الجماعة، وتلك هي القضايا التي تتلاعب بها أهواء الفكر البشري، وحين تراه سيداً مؤلها، وحين تراه حيواناً وحين تراع ترساً في آلة، وقد برأ الإسلام من ذلك كله ووضعه في موضعه الحق، واعترف برغائبه المادية وأشواقه الروحية جميعاً، فليس الفرد مؤلها ولا معبوداًً ولا حيواناً ولكنه من أعظم ما خلق الله لو استقام على الطريقة واهتدى إلى الحق، وقد حدد الإسلام موقفه من ربه ومن الكون ومن المجتمع وحدد مسئوليته ورسالته وجزاءه، وعلاقته بالدنيا وبالآخرة وبالوجود كله، على نحو تعجز كل الفلسفات والمذاهب عن الوصول إليه، أما الغرب فإنه حين أنكر الألوهية والدين والوحي فإنه ذهب وراء الأهواء كل مذهب في سبيل مفهوم للحياة وللإنسان.
ولكن الإسلام وهو وحي الله ورسالة السماء كان أصدق من كل هذه المذاهب والأيديولوجيات وأقربها إلى الفطرة وأبعدها عن الغلو والاضطراب، ومن ثم فهو أصلح المناهج للبشرية على مدى العصور وعلى اختلاف البيئات لأنه قدم الشريعة المحكمة الخالدة القائمة على إطار ثابت مع القدرة على التغير والحركة والتطور، رابطاً بين العقل والقلب، والروح والمادة، والدين والعلم، والدنيا والآخرة.
ولقد سقطت الوجودية وتجاوزها الزمن لأنها خالفت الفطرة، ولم تستطع أن ترضي العقل، ولم تعترف بالروح، فهي تجعل الإنسان في عزلة عن الجماعة أنانياً غاية الأنانية أولاً وتجعله يستطيب أبرز القبيح من جوانب الطبيعة الإنسانية؛ ثانياً، وتجعله يفصل نفسه عن ربه وعن السماء وعن الدين ويتنكر لكل القيم الخالدة؛ ثالثاً ولأنه يؤوس قنوط قلق ممزق لا يجد قرارة ولا راحة ولا طمأنينة ولا أمنه النفسي، بينما الإسلام هو ما عكس هذا كله، نوراً وهدى.
ثالثاً: دوركايم:(67/12)
منذ سنوات ومن خلال الضباب المخيم على آفاق الفكر الإسلامي ارتفعت صيحة صاعقة ثم سرعان ما انطفأت وساد الصمت بعدها. كان صاحب هذه الصيحة هو أستاذ العلوم الاجتماعية في إحدى الجامعات العربية، قال الدكتور عاطف غيث: إن علم الاجتماع الذي يدرس بجامعاتنا بصورته ومادته الحالية
أداة انهزامية في مجتمعنا العربي. إن مدعم علم الاجتماع الذي نعتمد على نظرياته في جامعاتنا هو العالم اليهودي الفرنسي إميل دوركايم الذي حاول مع من ردد آراءه أمثال "ماكس فيبر" الألماني "وظفر" الإيطالي، أن يطمسوا فعالية الإنسان ويجعلوه عبداً لمصير مجهول، وحاولوا كذلك أن يميعوا حركة التاريخ ويبعدوا الأحداث التاريخية عن مضمون الواقع المعاصر حتى لا يتعرف الباحث على حقيقة مسيرة التاريخ نحو هدفه الذي لابد منه وهو ضرورة تحرير المجتمع الإنساني من القيود التي كبلته قروناً عديدة.
ودوركايم هو صاحب الأفكار التي تعوق النزعات الحرة كلها ويقف حائلاً أمام تخطيط الإنسان لمستقبله.
إن خطر علم الاجتماع يتضح عندما تعلم أن موضوعه الرئيسي هو دراسة بناء المجتمع وعوامل تغييره وهو ما نعتبره أساس معركة النضال للخلاص من الثغرات التي خلفها الاستغلال والاستعمار في المجتمع العربي.
ولاشك أن علم الاجتماع الذي يدرس الآن في جامعاتنا بوضعه الحالي عاجز تماماً عن متابعة التغيرات فهماً أو تقويماً ولذلك فإن بناء قيم جديدة وصناعة جيل جديد، لا يمكن أن يحظى من علم الاجتماع بوضعه الحالي بأدنى اهتمام وهو بوضعه الحالي أداة لتحويل الأنظار عن أوجه النضال الاجتماعي والاقتصادي. ولذلك فإننا نعتبر نقله دون تغيير إلى بلادنا يعتبر أداة إنهزامية يجب القصاء عليها.(67/13)
هذه هي الصيحة التي استعلنت منذ عشر سنوات ثم سرعان ما انطوت: صيحة لا تقف عند علم الاجتماع وحده ولكنها ستصل بعدد من العلوم التي ندرسها في جامعاتنا وهي في ذاتها علوم وافدة ونظريات أجنبية صممت على مقاييس مجتمعات أخرى في الشرق أو في الغرب وسيطر عليها فلاسفة لهم اتجاهات واضحة وأهداف صريحة ويجرون في موكب "الصهيونية وأهداف بروتوكولات صهيون التي يقودها دوركايم وليفي بريل وغيره من اليهود ولكن الأمر يتصل بعلوم الأخلاق والنفس والتربية والعلوم السياسية والتاريخ والفن... ففي كل مجالات هذه العلوم تجد نظريات وافدة تقتضي الأمانة بعلمائنا أن يعرضوها على أنها ليست العلم العالمي كما يدعون ويقولون أو أنها نتائج أعلى العقول البشرية فليس الأمر كذلك في الحقيقة، ولكنها نظريات وفروض وضعها مجموعة من الباحثين والفلاسفة في ضوء عاملين خطيرين:
العامل الأول: عامل البيئة الغربية التي صنعتها عوامل ثقافية ودينية واجتماعية معينة.
والعامل الثاني: عامل العصر المعين الذي يقع في منتصف القرن العشرين الميلادي.
وفيما قبل ذلك بعقد أو عقدين من الزمان كانت هناك مواهب أخرى وحلقات متصلة بذلك الزمن، كما كانت هناك مذاهب فلسفية مختلفة ولا تزال في ألمانيا لها طابعها الوجودي وفي فرنسا لها طابعها الماركسي وفي أمريكا لها طابعها البرجماتي وهكذا.
فكيف يصح في الأذهان أن تنقل هذه المذاهب إلى مجتمع كالمجتمع العربي الإسلامي الذي يعيش عقيدته وآدابه وأخلاقه ومفاهيمه وطباعاته الخاصة التي ما زالت تستمد جذورها من القرآن والتوحيد والشريعة الإسلامية، بالرغم من مرحلة الاضطراب التي فرضتها ظروف الاستعمار والغزو الثقافي، كيف يمكن أن ننقل هذه المناهج فتدرس في الجامعات على أنها علوم مقررة وأن فروضها ونظرياتها تعلم على أنها حقائق نهائية.(67/14)
وكيف يمكن لمجتمع ناهض مختلف عن المجتمعات الغربية التي استكملت وجودها، وتعيش الآن مرحلة الرفاهية والاستهلاك وقد وضعت نظرياتها في ظل هذه الأوضاع كيف يمكن أن تطابق هذه النظريات مجتمعنا وكيف تستطيع أن تعطيه، وهذه العقلية العربية الإسلامية التي تقوم على مفهوم الإيمان بالله وإرادة الفرد والالتزام الأخلاقي والمسئولية والجزاء كيف يستطيع أن يتعامل مع نظريات تقوم على الجبرية وتحاول أن تصور المجتمع بصورة الصراع وأن تقيم التناقضات أساساً بينما تقوم المجتمعات العربية الإسلامية على التقاء العناصر والأجزاء في كل متكامل، دون صراع بينها أو جبرية.
ذلك هو الخطر الذي يصل إلينا، لا عن طريق الفكر المفتوح حتى نناقشه ونكشف عن زيفه، ولكن عن طريق الجامعة فإذا هو من المسلمات في عقول أبنائنا بينما هو في الحقيقة ليس كذلك في نظر أصحابه الذين طالما غيروا لأن الزمن لا يدعهم في راحة، إن ما ذهب إليه – دوركايم – في مذهبه الاجتماعي الذي يضمه كتابه "قواعد المنهج في علم الاجتماع" ليس إلا نظرية وفرضية بناها عقله في ضوء تحديات كثيرة منها التحديات العامة ومنها التحديات الخاصة ولكل فيلسوف من ظروفه الخاصة ظل وأثر على آرائه لا ريب في ذلك. أما التحديات العامة فذلك أن دوركايم هو ربيب الثقافة الماركسية أو المذهب الماركسي والنظرية المادية أصلاً، ومفهومه معارض تماماً لكل القيم الأساسية التي جاءت بها الفطرة، أو صاغتها الأديان في منهجها الرباني القائم على الفطرة، وهو في كل دعاواه يأخذ الطرف الثاني المعارض فإذا أعانت الأديان أن الدين فطرة وأن الأسرة فطرة أعلن هو عكس ذلك تماماً فقال أن الجريمة هي الفطرة، ولكن الدين والأسرة ليسا من الفطرة في شيء.(67/15)
وهو في كل ما يدعو إليه تابع للمدرسة التي بدأها سنبسر وكانت وهو تابع في نفس للوقت للمدرسة التي بدأها ماركس في التفسير المادي للتاريخ، فهو واحد من كبار الدعاة إلى إنكار الفرد ومسئوليته ودوره وإلعاء شأن الظاهرة الاجتماعية وتحميلها كل النتائج على النحو الذي يؤدي إلى أخطر الآثار التي يترتب عليها إنكار مسئولية الفرد والتزامه الأخلاقي وجزاؤه.
ومن شأن هذا أن يبرر للأفراد تصرفاتهم ويحررهم من التبعية ويلقيها كلها على المجتمع ولا ريب أن هذا الاتجاه معارض معارضة جوهرية لمفهوم الدين الحق ولقاعدة أساسية من قواعد الإيمان بالله التي يقوم عليها المجتمع العربي الإسلامي.
يقول دوركايم: إن الفرد لا قيمة له ولا معنى للتشبث بالحرية الفردية، وإنما القيم كلها للمجتمع الذي يخلق الأديان والعقائد والقيم الروحية وكلها عبث لا قيمة لها.
وهو في هذا يحاول إرساء قاعدة فاسدة تتعارض مع الفطرة البشرية ترمي إلى القول بأن التحلل والانحلال أمر حتمي.
وأهم ما يريد دوركايم أن يصل إليه هو:
أولاً: إقامة فكرة التطور التي تلغي مفهوم الإسلام القائم على إطار من الثوابت في داخله حركة وتغيير.
ثانياً: الدعوة إلى فكرة القهر الخارجي الذي يقهر الفرد على غير رغبة منه وذلك ليلغي مفهوم الإسلام القائم على الإرادة الفردية والمسئولية الفردية والجزاء الفردي.
ثالثاً: تفسير الإنسان وفق مذاهب المادة وعالم الحيوان وذلك في مواجهة مفهوم الإسلام الذي يكرم الإنسان ويجعل له منهجاً خاصاً لفهمه يختلف عن المادة وعن الحيوان.
رابعاً: إنكاره القواعد الخلقية وثبات القيم الأخلاقية وهو ما يقرره الإسلام.
خامساً: إنكار فطرة الدين والأسرة والزواج وفي ذلك معارضة لأصول أصيلة من النظام الإنساني.(67/16)
سادساً: لا يعترف دوركايم بأن الحياة البشرية يمكن أن تفسر عن كريق نفسية الفرد وطبيعته وكيانه الفردي وإنما يفسرها العقل الجمعي وهذا الرأي معارض مع مفهوم الإسلام الذي يقرر أن كل إنسان مسئول عن نفسه مسئولية خاصة. وأن تعلله بفساد المجتمع أو اضطرابه لا ينجيه من الجزاء.
سابعاً: نحي القداسة عن الدين والأخلاق والأسرة والتشكيك في قيمها وهو يدعو إلى تحطيم الدين لأنه قد يعوق التطور، وليس فطرة إنسانية وتحطيم قيود الأخلاق لأنها لا وجود لها في ذاتها.
هذه هي النظرة المادية الخالصة التي تقوم عليها مفاهيم علم الاجتماع كما دعا دوركايم وكما يدرس الآن في الجامعات العربية حيث ينشئ أجيالاً تقوم عقليتها على أساس النظرة المادية الخالصة إلى الإنسان، وحيث ننظر بسخرية إلى الأخلاق والدين والأسرة، وترى أن هذا الذي تدرسه هو الحقائق العلمية والمسلمات التي لا مرد لها، بينما هي لا تعرف وجه الحقيقة بالنسبة لمفهوم الإسلام الحق بينما هي لا تعرف وجه الحقيقة بالنسبة لمفهوم الإسلام الحق الذي هو فطرة الله التي فطر الإنسان عليها، والمفهوم الأصيل الذي يقرر أن الإنسان روح وجسد وعقل وقلب وأنه لا يمكن تفسيره عن طريق المذاهب المادية التي تعامله كالحيوان أو التجريبية التي تعامله كالمادة الصماء.(67/17)
ولا ريب أن نظرية دوركايم في علم الاجتماع حين تلتقي بنظرية فرويد في علم النفس ونظرية ماركس في الاقتصاد من شأنها أن تشكل إنساناً مضطرباً مزعزع الوجدان، واليهود الثلاثة هم القادة المسيطرون على هذا الفكر العربي الذي يفرض الآن على أنه هو الفكر العالمي. بينما تختفي مفاهيم الإسلام في النفس والأخلاق والاجتماع وتتضاءل ولا تعرض حتى على أنها وجهة نظر أخرى بل لعل شبابنا في الجامعات يرى أنه ليس هناك مفهوم إسلامي هو أعمق وأصدق وأكثر أصالة من هذا المفهوم الذي يقوم عليه مجتمعات الغرب والذي به وصلت إلى الأزمة الطاحنة المستحكمة التي يعانيها الآن من تخلخل المجتمع إلى اضطراب الأسرة التي تمزق النفس البشرية.
وبينما يجد المسلمون عندهم منهجاً صادقاً متكاملاً تترقبه البشرية كلها وتتطله إليه، ويجد كل مطلع شمس من يؤمن به من أهل الغرب، فإن العرب والمسلمين محجوبون تماماً عن منهجهم هذا في مدارسهم وجامعاتهم، ولقد كان من الضروري أن يكون للعرب والمسلمين منهجهم الاجتماعي الأصيل المستمر من فكرهم وعقائدهم وبيئتهم، ومنهم خرج مؤسس علم الاجتماع الذي يعترف الغربيون بريادته وأثره وهذا ما قاله الدكتور غيث ما هي الحقيقة التي تختفي وراء ترك علمائنا لواجب البحث والتألف في علم كعلم الاجتماع الذي نشأ عندنا وترديد النظريات الأجنبية بكل علاتها. لقد كان من الضروري أن يقوم علم اجتماع عربي إسلامي في بلادنا على أساس يختلف عما علمه الغرب لأبنائنا وهناك فارق بين منطق العلم وحقائق العلم "إن منطق العلم ومنهجه لا يختلف عليه اثنان مهما كان لونهما وأيديولوجيتهما ولكن تفسير الحقائق وإبراز بعضها وإغفال بعضها الآخر، واستخراج نتائج متميزة هو الذي يجب "أن نتنبه إليه تماماً".(67/18)
إن أخطر ما يفرضه منهج دوركايم في علم الاجتماع هو "إن إرادة الإنسان ليست بالانطلاق الذي يمكنه من تغيير المجتمع وأن الأفراد وهم ورثة النظام الاجتماعي ليسوا إلا صوراً متشابهة متكررة كما أن إطار الدراسة فيه يدور حول مجموعة من المسلمات" هذه المسلمات الباطلة الزائفة التي لا يقرها الفكر الإسلامي.
ويقول الدكتور غيث: إن الرد على دوركايم ومن قبله أوجست كونت يقوم على أساس أنهما في تفسيرهما للعوامل الموجهة لحركة التاريخ والمجتمع الإنساني يغفلان عمداً الصراع الذي خاضه الإنسان المغلوب على أمره ضد طغيان العبودية.
لا ريب أن دوركايم ومعه زملاؤه اليهود، قد صدروا في مذهبهم عن هدف واضح وجرياً في نطاق واضح بدأه ماركس، وأكمل شطره فرويد، وجاء دوركايم ليحكم الحلقة ولا ننسى في هذا ما كتبه الأستاذ محمد قطب في كتابه "التطور في حياة البشرية" فإنه بلا ريب قد كشف وجوهاً كثيرة وخلفات خافية مما يريده مفسرو البروتوكولات من أهداف وغايات بالبشرية. وليس هناك انتصار أكبر من أن نظرياتهم وفروضهم تدرس الآن على أنها (حقائق العلم) والجديد في هذا الأمر أن الجزائر قد حاولت في مؤتمر علم الاجتماع الذي عقد بها عام 1974 م أن تدعو إلى إنشاء علم اجتماع عربي والتحرر من منهج علم الاجتماع الوافد الاستعماري الطابع وقد دعا عدد من علماء الجزائر إلى:
"الرجوع إلى الأصالة"
باعتباره أحد الحلول المطروحة الآن... غير أن الأمر ما زال في حاجة إلى نظرة إسلامية تكشف عن جوهر مفهوم علم الاجتماع الإسلامي ولذلك فإني أتوجه إلى الدكتور علي عبد الواحد وافي راجياً أن يدلي بدلوه في هذه القضية التي تعد إحدى معضلات الفكر الإسلامي المعاصر وبوصفه من رجال الفكر الإسلامي وممن درسوا علم الاجتماع الفرنسي.(67/19)
إن التحديات التي تواجه المسلمين اليوم عن طريق العلوم الاجتماعية والنفسية والأخلاقية هي من أخطر التحديات لأنها تمثل في الحقيقة يد الصهيونية التلمودية الطائلة في داخل عقولنا وفكرنا ومجتمعنا في حاجة إلى أن نتحرر عقلياً من هذه المدرسة التي صاغتها بروتوكولات صهيون وغزت بها الفكر العربي المعاصر الذي ما زال يقاوم ونحن أولى بأن نكسر هذه القيود ونحرر فكرنا ومجتمعنا من مذاهب هدامة أثبتت فشلها وزيفها في بيئاتها وما أحق أن نكشف عن مفاهيمنا الأصلية وأن ندعو الإنسانية إليها فإنها ستتطلع الآن إلى ضوء كاشف لن يأتيها إلا من عالم الإسلام.(67/20)
هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة - 23
الأستاذ أنور الجندي
كان السؤال المطروح هو: هل حقيقة أن الدكتور طه حسين غير آراءه في سنواته الأخيرة؟ وكانت الإجابة على الوجه الآتي:
إن الدفاع عن طه حسين من بعض عارفيه ومريديه وكل من كان له عليهم فضل أو لهم به صلة، هو من حقهم.. ولكن المعادلة الصعبة هي أن المسئولية الأخلاقية أمام الأجيال هي اكبر بكثير من العاطفة الفردية والهوى الشخصي.
إن هؤلاء القوم ما كادوا يرون هذه الصورة التي كشفت حقيقة طه حسين تنشر على الناس حتى بادروا إلى الدفاع عنه بالقول:
لقد غير الدكتور طه حسين آرائه في آخر حياته.
لقد تراجع الدكتور طه حسين عن أخطر آرائه.
والقصة تسمعها من الكثيرين.. ولكن هل هي صحيحة حقاً؟.
الواقع أن هناك ما يمكن أن يقوله هؤلاء: أن الدكتور طه كتب "على هامش السيرة" وبه كفر عن "الشعر الجاهلي"، وكتب كتابه "الشيخان" عن أبي بكر وعمر.. وبه كفر عن "مستقبل الثقافة".
وذلك كله خداع وباطل.. فإن الدكتور طه لم يغير آرائه مطلقاً.. لأنه كما يقول الدكتور محمد نجيب البهبيتي: كان له حارس وديدبان يحول بينه وبين ذلك.. هذا الحارس مقيم في بيته يلفت نظره دائماً إلى الخط المتفق عليه.. ولكن الدكتور طه حسين غير أساليبه ووسائله في سبيل أن يصل إلى قلب القارئ المسلم. وبعد أن كانت أساليبه هي الهجوم على الإسلام أصبحت تقوم على ترضي الإسلام داخلياً ودس السم على مراحل خلال البحث، ولا يقل السم المدسوس في كتاب "الشيخان" عن السم المدسوس في "هامش السيرة" أو في "الشعر الجاهلي" ولكن القوم لا يعلمون وسائل إخفاء الشبهات.(68/1)
إن الذي يتردد على الألسنة هو: أن كثيراً من أصدقاء طه حسين واجهوه برأيهم في "الشعر الجاهلي" أو "هامش السيرة" أو "مستقبل الثقافة" فقال لهم: "لو استقبلت من أمري استدبرت ما كتبت الشعر الجاهلي" أو قوله: "اكتم عني" أو قوله للسفير المسلم أحمد رمزي عن كتاب مستقبل الثقافة: "إنني متفق معك على أن في الكتاب أخطاء كثيرة" ذلك هو أسلوب طه حسين المرن الماكر الخادع الذي لا يواجه بالمعارضة أو الهجوم، ولكنه يلين حيث يرى أن صاحبه واع لسمومه، فإذا وجد من يجهل لم يمتنع عن خداعه. وقصته مع اللواء محمود شيت خطاب معروفة. فقد قال في آخر أيامه أن القرآن كان غير منقوط فكان يقرأ على قراءات مختلفة ففي آية: "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" كانت تقرأ فتثبتوا" فرده محمود شيت خطاب وقال له: هذا كلام أعداء الإسلام..
أما القول بالتراجع فإن هناك من الأدلة الكثير الذي يكذبه:
أولاً: أن أسلوب التراجع معروف.. وهو أن يعلن الكاتب أنه كان يقول بكذا ثم تبين له سوى ذلك، وأن يوقف على الفور ما له من مؤلفات في هذا الصدد.
ثانياً: أن يعلن أنه اتخذ هذا الأسلوب كوسيلة للعمل ثم تبين له أنه لا ينتج وأنه تحول عنه.
ومثل الحالة الأولى الإمام الأشعري، ومثل الحالة الثانية الدكتور محمد حسين هيكل.. فهل تراجع طه حسين حقاً، عن رأي من آرائه وهو حي، وأعلن ذلك.. ذلك ما لم يحدث.. وهل يكفي أن يتراجع طه حسين عن رأي أو آخر في مساره خاصة مع صديق، دون أن يوقف هذا الرأي عن الذيوع والانتشار.. إن ذلك لا يكفي، بل إن هذا يؤكد إصرار الدكتور طه على الرأي وحرصه على أن يذيعه في الناس فيفسد به مزيداً من العقول والقلوب.. ولقد أشار كثيرون إلى وقائع الدكتور أحمد الحوفي والسيد محمد بهجت الأثري، وسعيد الأفغاني، ولكت هل توقف طه حسين عن آرائه، هل حدث تلاميذه بشيء من هذا التراجع، إنذ ذلك الأمر ظل قاصراً على مسمع عدد قليل من أصدقائه.(68/2)
هذا شيء.. وهناك شيء آخر.. إن بعض مقالات الدكتور طه التي نشرها في أول الشباب وفيها آراؤه الجارحة قد عاد فجمعها في مؤلفات صدرت في آخر حياته.. وهذا يعني إصراره على تلك الآراء وأنه لم يتنازل عنها.
أما القول بأن كتبه على "هامش السيرة" أو "الفتنة الكبرى" أو "الشيخان" هي تراجع عن آرائه السابقة وتحول إلى الإسلام فذلك قول سائج وقد فندنا ذلك في كتابنا عن طه حسين.. ونضيف بأنه كانت هناك مؤامرة وفشلت.. هذه المؤامرة ترمي إلى تنصيب الدكتور طه (إماماً للإسلام) وقد غضب القوم عندما هاجم الإسلام بعنف في المرحلة الأولى وطلبوا إليه أن يدخل الإسلام من باب آخر حتى يمكن أن تكون آراؤه حجة على المسلمين من بعد في فتوى ضالة على النحو الذي حاول أن يتحدث به في مؤتمر الحوار بين الإسلام والمسيحية.. وهو حوار مشبوه، ولكن آراء طه حسين التي قدمها في هذا المؤتمر لم تلبث أن أصبحت حجة من بعد ووصفت بأنها مبادرة طيبة ومقدمة لما قام به البعض بعد ذلك في طريق محفوف بالمخاطر والشبهات.
وكانت الخطة أن يعود طه حسين إلى الإسلام في ضجة ضخمة، واختاروا لها وسيلة وخطة: أما الوسيلة فهي كتابه على هامش السيرة، أما الخطة فهي الانضواء تحت لواء حزب الأغلبية (الوفد) لتكون قدرة طه ونفوذه أقوى في تحقيق الأهداف المرسومة.. ولقد خدع كتاب هامش السيرة كثيرين وظنوا أنها دعوة حارة إلى الدين، وخفى عليهم جانب السخرية والتهكم الواضح فيه والذي كشفه الرافعي منذ اللحظة الأولى.
أما "الفتنة الكبرى" فإنه محاولة جريئة لتبرئة اليهود من فتنة (عبد الله بن سبأ) وهي فتنة جذور عميقة في تاريخ الإسلام فأراد طه حسين أن يخدم اليهودية العالمية بعمل آخر مضاف إلى قولته في إبراهيم وإسماعيل، وفي كتابته عن قضية اليهود في ألمانيا وأوروبا، ويتصل ذلك بإصدار مجلة الكاتب المصري ومحاضراته في الدور الإسرائيلية في القاهرة والإسكندرية.(68/3)
وهناك الوثيقة التي تدحض كل الشبهات وهي حديثه مع مجلة الاثنين التي كانت تصدرها دار الهلال. والاتهام موجه فيها صراحة إلى الدكتور.
وإذا كانت هناك محاولة لتبرئة الدكتور من آرائه القديمة فإننا نقبل بأي نص صحيح يكون فيه الدكتور طه قد تراجع عن رأي من هذه الآراء الخطيرة التي قدمها خلال حياته ومن خلال كتبه وآثاره.
وفي هذا رد على محاولة البعض بالقول بأن طه حسين صحيح العقيدة.
وهذه هي الوثائق:
رأيه في الدين:
إن الدين حيث يثبت وجود الله ونبوة الأنبياء ويأخذ الناس بالإيمان بهما يثبت أمرين لم يستطع العلم أن يثبتهما.. فالعلم لم يصل بعد إلى إثبات وجود الله ولم يصل بعد إلى إثبات نبوة الانبياء.
إن العلم ينظر إلى الدين كما ننظر إلى اللغة وكما ينظر إلى الفقه وكما ينظر إلى اللباس من حيث أن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة في تطورها بما تتأثر بما تتأثر به الجماعة.
إذن فالدين في نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحي وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي دوركايم.
رأيه في القرآن:(68/4)
لاشك أن الباحث الناقد والمفكر الحر الذي لا يفرق في نقده بين القرآن وبين أي كاتب ديني آخر يلاحظ أن في القرآن أسلوبين متعارضين لا يربط الأول بالثاني صلة ولا علاقة مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذا الكتاب قد خضع لظروف مختلفة وتأثير بيئات متباينة.. فمثلاً نرى القسم المكي فيه يمتاز بكل ميزات الأوساط المنحطة، كما نشاهد أن القسم المدني اليثربي تلوح عليه إمارات الثقافة والاستنارة.. وإذا دققتم النظر وجدتم القسم المكي ينفرد بالعنف والقسوة والحدة والغضب والسباب والوعيد والتهديد، ويمتاز كذلك بتقطيع الفكرة واقتضاب المعاني وقصر الآيات والخلو التام من التشريع والقوانين، كما يكثر فيه القسم بالشمس والقمر والنجوم إلى آخر ما هو جدير بالبيئات الجاهلية الساذجة التي تشبه بيئة مكة تأخراً وانحطاطاً، أما القسم المدني فهو وديع لين مسالم يقابل السوء بالحسنى ويناقش الخصوم بالحجة الهادئة والبرهان الساكن الرزين، كما أن هذا القسم ينفرد بالتشريعات الإسلامية كالمواريث والوصايا والزواج والطلاق والبيوع وسائر المعاملات، ولاشك أن هذا أثر واضح من آثار التوراة والبيئة اليهودية التي ثقفت المهاجرين إلى يثرب ثقافة واضحة يشهد بها هذا التغيير الفجائي الذي ظهر على أسلوب القرآن.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي جولدزيهر".
رأيه في الرسول صلى الله عليه وسلم:
ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه من قريش فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم وأن تكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصى، وأن تكون قصى صفوة قريش، وقريش صفوة مصر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانية.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي مرجليوث".
هذه هي آراء طه حسين موجزة في الإسلام والقرآن والنبي، فهل غيرها".(68/5)
الواقع أنه ليس هناك دليل من كتاباته الأخيرة أو آثاره من نص يمكن أن يدل على تغير هذه النظرة، بل إن كل الكتابات توحي بأنها أساس لفكرته عن الإسلام ومفهومه له.
حادث السطو التاريخي:
عاد السؤال الملح الحائر حول الدكتور طه حسين مرة أخرى.. بعد أن عادت الصحف إلى إعادة تقييمه ومحاولة رد اعتباره بكتابات ساذجة لا تخدع أحداً.. وكان أولى أن يوضع طه حسين في قائمة كتاب السياسة الحزبية المتصارعة قبل عام 1952 م بكل ما صنعت من توسيد لمفاهيم الهجاء والكلمة الجارحة التي امتد أثرها إلى مجالات الكتابة الأدبية والاجتماعية.. وقد كان طه حسين أحد الهجائيين الكبار.. فضلاً عن ولائه للقصر، وإدعائه من بعد أنه كان مبعداً أو مغضوباً عليه.. وهو الذي ترقى من أستاذ في الجامعة إلى عميد إلى مدير إلى وزير التعليم.. ولم تكن عبارته الصارخة في مدع الملكين فؤاد وفاروق إلا رمزاً لتلك العبودية، وذلك الذل والخضوع.. وقد كان أولى أن يسقط طه حسين من ذلم الركام الذي مضى وانتهى.. ولكنع أعيد لما يحمل من مفاهيم مسمومة يراد لها أن تنتشر وتشير أبحاث خصوم العرب والإسلام إلى دعمها وحمايتها.
ولقد كان كتاب (طه حسين.. حياته وفكره في ميزان الإسلام) خنجراً في صدور الكثيرين حتى جرت محاولاتهم لرد اعتبار طه حسين.. وسافر مستشرقون إلى البلاد العربية للحديث والمحاضرة عنه، والاعتذار عن أخطائه.. وجرت تلك القلة المضللة بأنه تخلى عن أفكاره المسمومة.. ولكن الله تبارك وتعالى الذي يريد أن يظهر الحق ويؤكده شاء أن تصدر في الفترة الأخيرة ثلاثة مؤلفات هامة وضخمة لرجال ثلاثة هم:
الأستاذ محمود محمد شاكر.
الدكتور نجيب البهبيتي.
الدكتور عبد المجيد المحتسب.(68/6)
وهذه الكتب الثلاثة كشفت مزيداً من الحقائق، ودحضت كثيراً من أهواء القوم.. فهذان رجلان تتلمذا على عميد الأدب في الجامعة، وقد شاء الله لهما أن يكشفا هذه الصفحة الخطيرة: صفحة السطو والمراوغة والمكر التي أخفاها وراء مظهره الأنيق وكلماته البراقة.
فيكتب الأستاذ محمود محمد شاكر في كتابه "المتنبي" فصلاً مطولاً في 160 صفحة عن هذه العلاقة بين الأستاذ والتلميذ على نحو يكشف عن المرارة الشديدة التي دفعت الطالب الصغير إلى أن يترك كلية الآداب نهائياً تقززاً وكراهية لذلك الأسلوب المسموم الذي يصطنعه عميد الأدب العربي فيقول فيما يقول:
الأمر وما فيه هو أن الدكتور طه حسين أراد أن يثيرنا نحن طلبة الجامعة يومئذ بمسألة غريبة هي مسألة "الشعر الجاهلي".. هذه المسألة من حيث أن الشعر الجاهلي منحول موضوع، وأنه شعر إسلامي صنعه الرواة في الإسلام مسألة كنت أعرفها قبل أن أدخل الجامعة، وقبل أن يلقي علينا الدكتور ما ألقى.. لأني كنت قرأتها في مقالة الأعجمي "مرجليوث" ثم جاء الدكتور طه حسين يردد أقوال مرجليوث وآراءه وحججه.. بجوهرها ونصها.. فلم يزد الأمر عندي على أن يكون ما استمع عليه "حاشية" على متن من المتون.. ولكنها حاشية من نوع مبتكر.. هي حاشية الدكتور طه.. على متن مرجليوث (وهي المعروفة عند الناس باسم كتاب في الشعر الجاهلي).(68/7)
تتابعت المحاضرات وكل يوم يزداد وضوح السطو العريان على مقالة مرجليوث وهي مسألة فارغة.. بذرتها ثرثرة، وشجرتها ثرثرة، وثمرتها ثرثرة أنشأت عندي قضية هي قضية السطو على أقوال الناس وآرائهم وأعمالهم، ثم إدعاء تملكها بملك عزيز مقتدر، ثم الاستعلاء بهذا الملك المغصوب، والاستطالة به على الناس.. وأبشع من ذلك أن ينكشف أمر هذا الغصب والسطو ويتسامع به الناس، ويدل الكتاب والعلماء على الأصل المغصوب كتابة موثقة منشورة، فلا يبالي الساطي بشيء من ذلك كله.. بل يزداد جرأة وتيها، وإدعاء واستعلاء واستطالة.. وكأن الذي قيل عن سطوه لم يقل، وكأن ظهور سطوه فضيلة ترفع من قدره، وتنوه به في المجامع.. أما أنا فلم أزل أعد هذا المسلك احتقاراً للناس أي احتقار، وازدراء بهم وبعقولهم، وإنزالاً لهم منزلة من لا يبصر ولا يسمع ولا يعقل ولا يحسن.. هذه هي القضية التي لم تزل حية في نفسي منذ خمسين عاماً. وكل يوم أقول لنفسي عسى ولعل.. وأتوقع أن يذكر الدكتور طه اسم مرجليوث مرة وينسب إلى الرجل رأيه في السعر الجاهلي مجرد إشارة.. يا لحيرتي وعجبي.. لو مرة واحدة ذكر الدكتور طه اسم مرجليوث لنجوت من هذه "الغول" التي كانت تفزعني وتتشبث بي جارة لي في قاعة المحاضرات وخارج القاعة.. وتفاقم أمر قضية السطو في نفسي واستبدت بي جارتي الغول حتى لم تدع يوماً بعد يوم قعقعة معنى الجامعة في نفسي وهو يتقوض يريد أن ينقض.. وفي خلال ذلك كان مني ما كان يوم وقفت أجادل الدكتور طه في "المنهج" و "الشك" حتى انتهرني، ثم استدعائي فدخلت عليه فعاتبني وأنا صامت لا أستطيع أن أرد.. لم أستطع أن أكاشفه بأن محاضراته التي نسمعها مسلوخة كلها من مقالة مرجليوث.. لأنها مكاشفة جارحة من صغير إلى كبير.. ولكني كنت على يقين من أن يعلم أني أعلم من خلال ما أسمع من حديثه.. ولكني لم أكتمها في حديثي مع الدكتور طه.. وهي انه سطا سطواً كريهاً على مقالة المستشرق الأعجمي.. صارحت(68/8)
بذلك "نلينو" و "جويدي" من المستشرقين وكانا يعرفان.. ولكنهما يداوران.. وطال الصراع غير المتكافئ بيني وبين الدكتور طه زماناً إلى أن جاء اليوم الذي عزمت فيه على أن أفارق مصر كلها لا الجامعة وحدها".
تلك هي كلمات قليلة مما كتب الأستاذ محمود شاكر عن الدكتور طه أستاذه في الجامعة تكشف في وضوح خلفية طه حسين الذي يتشدقون بعظمته وفضله، ونبل خلقه وعلمه.. ولكن مهلاً.. فإليكم صورة أشد قوة يقدمها الدكتور محمد نجيب البهبيتي في مقدمة كتاب ضخم بلغت صفحاته 660 صفحة من القطع الكبير أخلصه كاملاً للرد على سموم طه حسين وهذه هي الصورة التي رسمها بعلاقته به في الجامعة.
أولاً: فتح لطفي السيد باب الجامعة القديمة أمام هذه (المستشرقة) فأتاح لها في ظل الشرعية العلمية فرصة العمل على تنفيذ برنامجها المخطط.. وطه حسين تكفل بالدعاية لها وبالمناداة على ما عندها.. وكان دخول هذه الموجة التبشيرية الجديدة في زفة العروس العامل الأول الذي غطى حقيقتها.(68/9)
ثانياً: هذه المؤسسة التي سميت تجاوزاً وطموحاً بـ "الجامعة المصرية القديمة"، ما كانت إلا مؤسسة ثقافية عامة يدب إليها من شاء دون شروط أو قيود.. فالتفت فيها المتباينات، وأصبحت مورداً مباحاً للطموحات غير المتوازنة.. فدخلها طه حسين وهو الرساب بالجهل المركب في (عالمية العميان) بالأزهر ولعل الدكتوراه لم توجد ابتداء في هذه المؤسسة المتواضعة إلا لانتشاله من الهوة التي ألقى به إهماله فيها وهو طالب في الأزهر.. فلقد كان المشرفون على هذه الجامعة الإسمية يستأجرونه لحسابهم في النيل المزرى بخصومهم.. ودخل طه حسين الجامعة في حماية لطفي السيد وحزبه.. وكان معروف الاسم بما شتم الشتم الذريع لألمع شخصيات ذلك العصر.. ولم يكن بعد غريباً أن يسحبه (سانتيلاتا) إلى مجالس الأزهريين ليحرج بالوحي المستنزل عليه أساتذته الأزهريين.. ومن هذه الهالة الجامعية بدأت أعمال التخريب للحياة الإسلامية وكبدها وقلبها الحياة العربية.
ثالثاً: كانت سياستهم بالقياس إلى بناء طه حسين تتلخص في نقاط أربع:
تكبيره بالشهادة المصنوعة وبالدعاية.(68/10)
نلقه نقلاً تاماً إلى معسكرهم عن طريق إيداعه داراً وإعطائه حياة يصبحان القالب الدائم الملازم له في أيامه، قالب من حرير لكنه صفيق لا يلين ولا يتبدل.. ومن هنا كانت المرأة الوفية جداً التي تزوجها في باريس بواسطة قسيس ذكروا أنه توسط في إقناع أهلها على الموافقة بعد رفض.. وقصة الرفض هذه لم تكن واردة قط.. فالفتاة فقيرة.. ولعل الشقة التي أنزل فيها طه حسين في باريس كانت هي مصدر العيش الذي كانت الأم تعيش منه مع راتب ابنتها مع عملها على صندوق محل حلاقة في الحي الجامعي في باريس.. وقد ظلت الأم تؤجر غرف هذه الشقة لمن تشاء حتى أيام كان الدكتور محمد القصاص في باريس نزل عندها وظلت طوال الليل تحدثه عن ابنتها.. وقضى ليلة واحدة نجا بعدها بجلده خوفاً من أن يبلغ خبره طه حسين فيمسخه قرداً.. فالأم وحيدة.. ولم يظهر في الأفق المعروف لزيارات طه حسين لباريس أي عرض يشير إلى أقرباء للزوجة أو خالات أو أعمام أو جد للأولاد أو صهر للرجل.. وطه حسين لو جد أهلاً يصلحون للحديث ما وفره (ص 20 مقدمة كتاب الدكتور البهبيتي).
السفر كان كل صيف إلى باريس.. ونفقاته تدبر من هنا في مصر ومن هناك.
حكى لي الأستاذ إبراهيم مصطفى قال: إن طه كسب كثيراً.. ولكن إسراف إمرأته لا يبقي على شيء.. كنت أودعه على الباخرة الحاملة له إلى أوروبا كل صيف فأجد رجلاً من أصحاب دار المعارف في وداعه معي فإذا لقيه سلمه صكاً بألف جنيه على مصرف فر فرنسا ليغطي بعض نفقاتهم هناك.. أما في فرنسا فقد كان طه حسين ابن فرنسا البار الوفي يلقى بما يلقى به الأوفياء وما عاد طه حسين إلا ومعه كتاب كتبه هناك لاشك يلخص النتائج التي انتهى إليها الاستشراق إلى إخراجها في تكتيك العمل المتصل على تنفيذ الخطة المرسومة.(68/11)
البيت الذي ينزله في مصر لابد أن يكون قطعة تتم الصياغة التي عاد بها من أوروبا، ومن فرنسا خاصة.. ولم يكن ينقصه إلا السكرتير فكان (جزويت القاهرة) يتولون توفير هذه اللمسة الأخيرة.. وفريد شحاته كان إحدى هباتهم له.. كان هبة كاملة لا ينقصها شيء: أعطى له عبداً لا يملك لنفسه شيئاً.. فهو رهن أمره في الليل وفي النهار وهو عكازته التي يتوكأ عليها حيثما ذهب.. عمل معه منذ نعومة أأظافره لا يكاد يتم السادسة عشرة وطرد بلا رحمة وقد أشرف على الهرم.. وعاش فريد مملوكاً لطه حسين ما يقارب نصف قرن.. وهكذا قضى طه حسين عمره الطويل الذي جاوز فيما أعتقد التسعين في هذا القالب الحديدي.. بين إمرأة نصرانية وسكرتير مسيحي منتدب من قبل الجوزيت لا يغيب طه حسين عن عينه وهي عين الجزويت وولدين كلود ومرجريت لا يناديهما الأب أو الأم أو السكرتيرة أو الخادم إلا بهذين الاسمين.. كلود ومرجريت.
رابعاً: الدكتوراه التي يحملها طه حسين ليست دكتوراه الدولة.. لأنه لم يكن حصل على الشهادة الثانوية.. وقد امتحن في غير مادة الشهادة التي منحت له اسماً.. ثم عاد إلى منصر ليدرس التاريخ الروماني في ظل شهادة اسمية.. والواقع الذي أعرفه عن طريق ابتلائي بالرجل أنه لم يكن يعرف اللاتينية التي طالما ملأ شدقيه بالقول أنه درسها فضلاً عن جهله الكامل للغة اليونانية.
خامساً: ما كدت أقترب منه حتى فجعت في الصورة الخيالية التي كانت تقوم له في ذهني.. كان يقع وراء أسوار الجامعة كياناً طرياً جداً، كما تقوم القوقعة تحت الصدفة لا تكاد تمد يدك إلى ما وراء الصدفة حتى تصادف كياناً هالكاً.. فقد كان ذهناً هشاً، ومنهجاً مراوغاً زواغاً هراباً إلى السكوت عند احتدام الصراع وكان دائم التكرير لنفسه ما يقوله في هذا العام هو نفسه في العام المقبل".(68/12)
وبعد.. فما قاله الدكتور البهبيتي في كتابه الضخم: "المدخل إلى دراسة التاريخ والأدب العربيين" كثير ويمكن تقديمه للسادة المغرورين في "عظمة" عميد الأدب ونحن على استعداد لأن نهدي لهم هذا كله – بالإضافة إلى ما قدمناه لهم في كتابنا "طه حسين.. حياته وفكره في ميزان الإسلام" نقدمه لرجاء النقاش وعبد المنعم شميس والآخرين".
أما الدكتور المحتسب فقد كان كتابه: "طه حسين مفكراً" عملاً جديراً بالتقدير.. فهو رسالة جاكعية قدمت لكلية الآداب في الأردن.. وكاتبها لم يقرأ إلا أعمال طه حسين، ولم يتصل بالبيئة التي شاهدت عمل هذا الرجل ووجوده.. فكانت كلمته رمزاً على الحق الخالص.
يقول: "أربعون عاماً ينفقها طه حسين في الدعوة للفكر الرأسمالي، والثقافة الفرنسية الفرعونية.. ثم ينقلب ويتحول إلى الدعوة القومية العربية.. وطه حسين من بناة الفرعونية طيلة أربعين عاماً.. فكيف يصير واحداً في بلاد المسلمين مع الأفكار الغربية الرأسمالية وقد وظف طه حسين نفسه للترويج والدعوة – التي لا تعرف الملل أو الكلال – إلى الفرعونية والدعوة إلى القومية بضاعة أوروبية رأسمالية في العصر الحديث.
وإذا كان طه حسين يروج للفكر الرأسمالي والحضارة الغربية فلا غرابة في دعوته وترويجه "للثقافة اليونانية والثقافة الفرنسية".
وقد وجد كتاب الدكتور المحتسب من أولياء التغريب خصومة شديدة.. فمنهم من حاربه كعمل جامعي، ومنهم من حاربه كعمل أدبي.. وما كان الرجل طامحاً إلا إلى أنر واحد أن يصدع بكلمة الحق ويكشف زيف هذا الطاغوت الواسع الشهرة.
ولا ريب أن هذه الكتابات الخالصة لوجه الله والحق تكشف فساد تلك الحملات الواسعة التي تجرى لرد الاعتبار لعميد الأدب بمحاضرات يلقيها المستشرقون في الدول العربية أو فيلم سينمائي ساقط أو ربط طه حسين بالسيرة النبوية فما يستطيع ذلك كله بعد اليوم أن يحجب حقيقة طه حسين.(68/13)
ومهما تكن عند امرئ من خليقة * * * وأن خالها تخفي على الناس تعلم
مهرجان طه حسين:
كانت أكثر أسئلة الندوة منصبة على "مهرجان طه حسين" الذي عقد بهدف إعادة الثقة في طه حسين وفكره ومفاهيمه بعد أن اهتزت في العام الأخير (1978 م) اهتزازاً شديداً بظهور عدد من الكتب والأبحاث تكشف كثيراً من الأسرار.. وبالرغم من الجهد الذي بذله المستشرقون في المهرجان للدفاع عن وجودهم من خلال الدفاع عن طه حسين.. فإن الأحداث نفسها أرادت أن تؤكد الحقائق الصحيحة، وتكشف الزيف المصنوع.. وكان من أبرز هذه العوامل فشل فيلم "قاهر الظلام" بعد أن عدل أكثر من مرة.. لأنه لم يستطع أن يقدم للناس إلا صورة رجل محمول على أكتاف الفرنسيين، وحياته كلها كراهية للإسلام وهجاء للأزهر فهم عند ذلك أنه هجاء للإسلام نفسه غير أنه مغلف بهجاء العلماء.. وقد حمل أكثر من خطيب في المساجد يوم الجمعة على حلقات الأيام التي عنى بإذاعتها استكمالاً لحملة إعادة الثقة إلى الجثمان الهامد.
وكان أخطر أحداث هذه الساعات هو الخبر الذي نشرته مجلة أكتوبر والذي تسرب مرة من أن الدكتور طه حسين زار اليهود وأم الجامعة العبرية بالقدس عام 1944 م حسب رواية الدكتور حسين فوزي.. وكان إذ ذاك مديراً للجامعة المصرية بالنيابة.. وقد تكتم الدكتور طه وأصحابه هذا الخبر طويلاً وإن كان صمت طه حسين عن مسألة فلسطين خلال أربعين عاماً يوحي بما يوحى فقد عرف أنه لم يكتب كلمة واحدة عن فلسطين حياته كلها.. وقد كان هذا اللقاء في تل أبيب مقدمة لإنشاء مجلة الكاتب المصري التي مولها اليهود والتي يلفت النظر فيها مقاله في العطف على مهاجري اليهود الذين نزلوا في ميناء حيفا وهو مسافر بالباخرة إلى بيروت.(68/14)
كذلك فقد كانت كلمة الأستاذ الكبير أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة، والمؤرخ الكبير الذي عايش الأحداث في مجلة وزارة الثقافة إبان الاحتفال بطه حسين هي قنبلة الموسم.. فقد أشار إلى ما كان قد كتبه الأستاذ فريد شحاته سكرتير الدكتور طه حسين
لأربعين سنة في مجلة الإذاعة المصرية قبيل وفاة العميد بأن العميد اعتنق النصرانية في فرنسا، وأقيمت الطقوس المؤدية إلى ذلك في كنيسة قروية بفرنسا.. وأشار الأستاذ أحمد حسين إلى أن طه حسين "يمثل الفترة المرفوضة في تاريخ مصر" ومن ذلك ما ذكره من أن طه حسين كان يكتب في صحيفتين متعاديتين في وقت واحد.. كل منهما كان يعتبر الآخر كافراً.. ومع ذلك فقد كانت كلتا الجريدتين تفسح صدرها لهذا الطالب الأزهري الكفيف.. وإن كانت هذه الواقعة تقطع بذكاء طه حسين فإنها تقطع بثورته على القيم السائدة.
وقال: ومن ذلك مقالاته في الهجوم على الأستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي.. نرى أنه كان شعاراً لغره ممن يريدون النكاية بالمنفلوطي دون أن يجدوا في أنفسهم الشجاعة.. فاستخدموا هذا الفتى الضرير الذي لم تنقصه الشجاعة في تحدي الجماهير، وكان يحصى عليه الألفاظ والتراكيب.. وغني عن البيان أنه ما كان لشاب مبتدئ فوق كونه كفيفاً أن يخوض مثل هذا المعركة إزاء شيخ من فحولها.. وقيل أن الأستاذ محمد صادق عنبر هو الذي كان يزود طه حسين بمادة مقالاته (مع ملاحظة أننا ذكرنا هذه الواقعة بالتفصيل في كتابنا) "طه حسين.. حياته وفكره في ميزان الإسلام".
ويقول الأستاذ أحمد حسين:(68/15)
"ونراه على سبيل المثال قطباًَ من أقطاب الأحرار الدستوريين.. ثم نراه يتحول إلى قطب من أقطاب الوفد.. وهو وضع انفرد به طه حسين.. وقد شاهدت مصر أقطاباً يخرجون من الوفد ليصبحوا من معارضيه.. ولكنا لم نجد أبداً مع الوفد إنساناً عارض الوفد ثم أصبح من أقطابه حتى ليدخل الوزارة.. ولكن طه حسين كان هذا الإنسان الفذ الذي خاصم الوفد أشد الخصام عندما كان الوفد هو القوة الساحقة الشعبية في مصر، ثم أصبح من أقطابه دون أن يرى في ذلك أي حرج!!.
ثم قال الأستاذ أحمد حسين:
إن ذلك يقطع بأنه لا يحترم المبادئ، ولا يقيم وزناً للقيم التي تعارف عليها البشر، وأن كل ما يعنيه هو إثبات ذاته من خلال الخروج عن المألوف وما تواضع عليه المجتمع.. لنتصور أنه منذ سبعين سنة تقريباً حيث كانت فرنسا حامية المسيحية قد تزوجت فتاة فرنسية مسيحية من أسرة ممعنة في المسيحية شاباً مصرياً فقيراً كفيفاً مسلماً.. وتم ذلك بماركة الأسرة كلها بما في ذلك القسيس قريبها.. أقول إن تصديق هذه الصورة لا يكون إلا بإلغاء عقولنا وتكون رواية الأستاذ فريد شحاته أقرب الناس إلى طه حسين أربعين سنة هي الرواية الوحيدة التي تفسر لنا هذا الذي حدث.. فلابد أن يكون أشخاص ذوو نفوذ قد أشرفوا على العملية كلها ومولوها، وتحدثوا عن الدور الخطير الذي سوف يقوم به هذا الشاب الذي وإن كان ضريراً فهو مقتدر.. وسوف يعهد له بدور خطير في حياته، وبغير هذا الضمان والتمويل المالي بمبالغ باهظة مع الوعد بتقديم مبالغ أكثر وأن يعتنق طه النصرانية كتأكيد لذلك كله هو الذي يفسر لنا لماذا تم الزواج بموافقة الأسرة كلها.. ولماذا وافقوا على أن تسافر الزوجة إلى المجهول.. إلى أفريقيا، مع شاب فقير ضرير.. إنها قصة لو لم تكن حدثت بالفعل لما صدقها إنسان، ولا تعليل لها إلا أنها من نوع قصص المبشرين الذين قصدوا مجاهل أفريقيا".(68/16)
هذا الذي ذكره رجل جليل الشأن، وزعيم بارز.. هو الأستاذ أحمد حسين إنما يمثل صوت الحق الذي أطلقه الله تبارك وتعالى في احتفالات تكريم طه حسين ليكون تأكيداً لما قررناه وقرره محمود محمد شاكر، ومحمد نجيب البهبيتي، وعبد الحميد المحتسب وكثيرون.. وقد عرضنا لهذه النقاط في كتابنا. ولكنا لم نتوقف عند نقطة اعتناق المسيحية وتركناها ليجليها الزمن، والمعاصرون للواقعة وغيرها.. وعندنا أن ما فعله طه حسين هو أكبر من هذا الحدث لأنه كان ولاء للقوى العالمية الكبرى التي كان عليها أن تحارب الإسلام في قيمه وتاريخه، وقرآنه ورسوله ولغته.. وهو ما فعله طه حسين.. ولقد حاول كثير من خطباء المهرجان الدفاع عن طه حسين على طريقة من الطرق.. ومن يقرأ كلام الأستاذ أحمد حسين علي يجد فيه الرق المفحم على ما نشره "كمال قلته" في مجلة الجديد حين قال: "إن طه حسين يتسم بالشموخ".. ولست أدري.. أي شموخ هذا.. هل في استسلامه للمستشرقين، أم لرجال الأحزاب، أم للملك، أم لكل حاكم؟!! إن أصح ما يوصف به موقف طه حسين هو "الذلة" التي ما بعدها ذلة والتبعية التي وصلت إلى أبعد حدود العبودية!!.(68/17)
وفي خضم هذه الأحداث وصلت مجلة الأزمنة العربية التي تصدر بدولة الإمارات، وفيها مقال للأستاذ محمد راشد شبيطة عنوانه: "سبعة دكتوراه ضد العروبة والإسلام" وهو فيه يتساءل لماذا أعطت هذه الدول الأوروبية للدكتور طه حسين هذه (الدكتوراهات) أليس ذلك أمراً مثيراً للدهشة.. وهو يدل على شدة اهتمام الغرب بطه حسين، وغرس أفكاره في نفوس الناس لأنها ضد الإسلام.. وكذلك أشار إلى الظاهرة الخطيرة التي دعت إلى إرسال مستشرق إلى أبو ظبي وغيرها من البلدان للمحاضرة عن طه حسين.. ولماذا لم يحاضر مثلاً عن ابن خلدون.. ويقول: أنه لم يأت ليتأكد أننا ما زلنا نقدس طه حسين.. وإذا كنا فعلاً كذلك فإنه سيعود إلى أوروبا مطمئن النفس إلى كوننا ما زلنا في سبات عميق وإن لم نكن كذلك فسيتكفل بغرس أفكاره في نفوسنا وعقولنا.
وفي مجلة الثقافة على عددين متتاليين (أبريل 79، مايو 79) كشف فيها الكتاب حقائق مذهلة عن طه حسين.. فالأستاذ محمد عبد الغني حسن عضو المجمع اللغوي يتحدث فسي ست صفحات مطولة عن جريمة طه حسين في حق الشاعر محمود أبو الوفا حين يكتب مقالاً حمل فيه على محمود أبو الوفا عام 1934 م قال:
"إن نقد طه حسين لأبي الوفا وشعره لم يصدر عن براءة وتنزه وحيدة.. ولكن أصدرته نفس فيها موجدة كثيرة على (أبو الوفا) وما أكثر ما كان الدكتور طه حسين يخضع نقده لاعتبارات خاصة وعوامل شخصية بعيدة عن نزاهة الرأي.. وذنب الشاعر أبو الوفا عند طه حسين أنه لم يكن من شيعته ولا من حزبه وبطانته".
ويكفينا هذا من الأستاذ محمد عبد الغني حسن.
أما الموضوع الثاني فهو تعليق الأستاذ أحمد حسين الطماوي على كتاب فتحي رضوان (أفكار الكبار) فأشار إلى هجوم طه حسين على صوم رمضان في أشعاره القديمة وقوله:
لو أن لي في الناس حكماً نافذاً * * * ألزمت بالإفطار كل الناس(68/18)
وقد أورد في مقاله الذي هاجم فيه الصوم (مجلة مصر الفتاة 15/9/1909) حيث قال: "نبغض الصوم ونمله" واستشهد في ذلك بشعر لأبى نواس قال فيه، إذا مضى من رمضان النصف حل لنا اللهو والقصف، وشعر لابن الرومي وصف فيه شهر رمضان بأنه شهر ثقيل بطيء الظل والحركة.
وهكذا تنكشف خبيئية طه حسين قبل سفره إلى أوروبا وهو ما أشار إليه الأستاذ أحمد حسين من أنه لا يحترم المبادئ، ولا يقيم وزناً للقيم التي تعارف عليها الناس، وأنه منذ اتصل بالمستشرقين في الجامعة المصرية القديمة فقد أعد نفسه لحياة معينة.. وأشار الكاتب إلى مغالاة طه حسين في مدى تأثير الثقافة اليونانية على المصريين عل نحو ما نقرأ في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" غلواً شديداً أخرجه عن دائرة الصواب في كثير مما قاله.
وردد الكاتب ما ذكره فتحي رضوان في دراسته عن طه حسين ليوضح لنا أثر الثقافة الغربية ويمهد لهذا بقوله:
"وقد كانت نفس طه حسين كالمكان الفارغ.. فإنه لم يحصل من العلم الأجنبي قبل وفوده إلى مونبيليه وباريس إلا قليلاً، ومن هنا كان يفرح بكل ما يصل إليه من كتب فرنسا وأساتذتها وعلمائها، ويعجب به ويتأثر به ظاهراً وباطناً، ويراه المثل الأعلى".
ومن بين ما تعلمه طه حسين في فرنسا (علمانية الدولة) و (نزع قداسة الدين من النفوس) وراح يفصل ويبين أثره في تكوين أفكار طه حسين وبالأخص الآراء التي أثبتها في كتابه (في الشعر الجاهلي) وردود رجال الدين والفكر عليها.(68/19)
ولكن لماذا تأثر طه حسين بالثقافة الغربية، وجنح إلى التطرف والغلواء وخاصة فيما يتعلق بالعقيدة. إن من يراجع مقالات طه حسين وقصائده المبكرة التي كان يكتبها في الجرائد قبل اتصاله بفرنسا عام 1914 م يقف على حقيقة مرة.. وهي أن هناك أفكاراً غربية تكشف عن طبيعة عقديته الدينية، وإن هذه الكتبابات تدعونا إلى القول بأن نفسية طه حسين كانت مهيأة ابتداء لتلقي الآراء والأقكار التي ألقيت عليه في السربون والتجاوب معها.. وإلا فبماذا نفسر عدم اعتناق الدكتور محمد صبري السربوني لمثل هذه الآراء المتطرفة، بل إن صبري رد على ما كتبه طه حسين عن الشعر الجاهلي مع الأخذ في الاعتبار
أن زوجته كانت أوروبية أيضاً واسمها سوزان أيضاً".
كل هذا الذي نشر عن طه حسين مفرقاً وحول المهرجان الذي حشد فيه المستشرقون الذين كانوا يدافعون عن فكرهم ووجودهم في العالم الإسلامي وأثرهم فيه.. وكذلك التغريبيون من خلال طه حسين وإحساساً بأن هدم طه حسين هو أكبر معول في مؤامراتهم الخطيرة على الإسلام واللغة العربية والتاريخ والرسول صلى الله عليه وسلم.. كل هذا هو صوت الحق الذي شاء الله تعالى أن ينشر ليحق كلمة خالصة، من خلال رجال أعلام: أمثال أحمد حسين وفتحي رضوان.. ولا ريب أن هذه الخيوط تكمل ما ذهبنا إليه، وما نشره تلاميذ العميد وأقرب المقربين إليه.(68/20)
ومن حسن الحظ أن هذا كله نشر في مجلة وزارة الثقافة كما نشر بها مقال محمود محمد شاكر الذي يسجل فساد الاتجاه الأدبي في الجامعة وكلية الآداب بفضل طه حسين ويأتي في نفس الوقت الحديث عن مؤامرة طه حسين في "الانتماء المصري للعروبة والإسلام" وهو الموضوع الذي أثاره (عبد الحميد الكاتب) والذي يكشف بوضوح عن جريمة طه حسين في تجريد المصريين من طابعهم كعرب وكمسلمين، وربطهم بالفرعونية قديماً وبالبحر الأبيض والغرب والحضارة اليونانية على نحو ذلك الأسلوب المضلل الذي ساقه في كتابه "مستقبل الثقافة" والذي جاراه فيه بعض التغريبيين، والذي أثبتت الدراسات والأحداث فساده وكذبه، وهزمته الحقائق التي تكشف عنها وجه مصر العربي الإسلامي الذي شكل مصر أساساً، وتكشف معه ضلال فكرة السبعة آلاف عام.. فقد أجمع المؤرخون المنصفون على أن هناك "انقطاع حضاري" بين عصر الإسلام وما قبله، وأن الإسلام قد غير هذه البلاد جميعاً، وعزلها عن اللغات والعقائد والتقاليد، والأساطير والوثنيات القديمة التي عاش فيها خلال ألف سنة من حكم اليونان والرومان، وفتح صفحة جديدة من التوحيد الخالص عن طريق القرآن واللغة العربية والإسلام ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كل المحاولات الباطلة والزائفة لإعادة الفرعونية أو الفينيقية أو غيرها من الدعوات لم تنجح.. لأنه لا يوجد لها تراث أو ولا ثقافة لها أصول يمكن الارتباط بها، وهذه الدعاوي من أمثال ما كتبه محمد حسين هيكل وغيره.. وكذلك من ناحية أخرى فشلت دعوى المتوسطية والفكر اليوناني التي دعا إليها طه حسين ومحمود عزمي وأولياء النفوذ الفرنسي السياسي في الثلاثينيات والأربعينيات وتبين أن مصر تتجه إلى قبلة الكعبة وإلى مصدر النور والرسالة الفكرية الثقافية والعقائدية.. الإسلام الذي جاء خاتماً للأديان وجاء كتابه مهيمناً على الكتب وجاء كما قال الحق تبارك وتعالى: "ليظهره على الدين كله".(68/21)
مصححوا المفاهيم: الغزالي، ابن تيمية، ابن حزم، ابن خلدون
الأستاذ أنور الجندي
أولاً:
في مراجعة لتطور الفكر العربي الإسلامي يلتفت النظر بقوة إلى عدد من الشخصيات البارعة، ذات الطابع القوي الواضح، في مقدمتهم ابن حزم والغزالي وابن تيمية وهم يمثلون مرحلة تالية لمرحلة بناء السنة والفقه والعقائد:
فقد عرف الفكر الإسلامي في مجال بناء السنة وتحقيقها: البخاري ومسلم. وفي مجال بناء الفقه: مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل.
وفي مجال العقيدة: الأشعري والجويني.
أما أمثال ابن حزم والغزالي وابن تيمية فلم يكونوا متخصصين في منهج من هذه المناهج العلمية ولكنهم كانوا شيئاً آخر يمكن أن يطلق عليه اسم "مصححوا المفاهيم ومجددوا بناء الفكر الإسلامي" وتلك مهمة ضخمة لم يتصدر لها إلا قليل، من أبرزهم هؤلاء العمالقة الذين ظهروا في مراحل مختلفة متوالية وفي فترة من أدق فترات تبلور الفكر الإسلامية وسعيه إلى بناء منهج شامل يضم مختلف التيارات ويشجب مختلف الانحرافات التي أثارتها الدعوات الباطنية والمخاصمة للإسلام أساساً، هو منهج أهل السنة والجماعة.
ويمثل كل منهم تحدياً واضحاً لخطر من أخطار الغزو المتصل من المذاهب والدعوات المعارضة، كما يبدو منهج كل منهم في كلمة واحدة هي: "التماس مفهوم القرآن أساساً" شجباً لكل انحراف يحاول أصحابه صرف الفكر الإسلامي عن مجراه الأصيل ومنهجه الطبيعي.
كان المفهوم الذي دافع عنه ابن حزم هو: الوقوف عند النص في مقابل الإسراف في تجاوزه والمبالغة في الاستنساج منه وتحميله الكثير المختلف مما يحتمل وما لا يحتمل – على حد تعبير الأستاذ طه الحاجري – فقد استفاضت في عصره نزعة تدعو إلى التوسع في تحميل آيات القرآن ما تطيق وما لا تطيق واجتلاب الأخبار والآراء من هنا وهناك والتكثر من ذلك لإقحامها في تفسير القرآن.(69/1)
فدعوة ابن حزم أساساً: معارضة التأويل والتماس المفهوم القرآني الواضح والوقوف عنده. وقد رأى ابن حزم أن القياس والرأي قد بدعدا بين المفهوم الأساسي، وبين التفسير الذي وصل إليه الفقهاء، وأن ذلك كان مصدر الفساد الذي تعرضت له الحياة الاجتماعية في بيئته الأندلسية، فكانت دعوته هي صدى تيار القياس الذي أصبح وسيلة سهلة في أيدي بعض الفقهاء تكاد تخرج بالناس عن الحدود والضوابط التي رسمها القرآن، لتبرر أوضاع الحضارة والحياة الاجتماعية التي خرجت عن مبادئ الأخلاق والضمير في قرطبة.
وقد رأى ابن حزم أن القياس والاستحسان قد خرجا عن الحدود التي وضعت لهما بحيث أصبحت الأمور أشبه "بالفوضى التي لا ضابط لها".
وقد رسم ابن حزم مفهومه على هذا النحو:
"جملة الخبر كله أن تلزموا ما نص عليه ربكم تعالى في "القرآن" بلسان عربي مبين، لم يفرط فيه من شيء، وما صح عن نبيكم صلى الله عليه وسلم برواية الثقات من أئمة أصحاب الحديث رضي الله عنهم، مسنداً إليه عليه السلام، فهما طريقان توصلكم إلى رضى الله عز وجل. وأعلموا أن دين الله ظاهر لا باطن له، وجهر لا سر تحته، كله برهان لا مسامحة فيه، واتهموا كل من يدعو إلى أن يتبع بلا برهان، وكل من إدعى للديانة سراً وباطناً فهي دعاوى ومخارق، وأعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها ولا أطلع أخص الناس به من زوجة أو ابنة أو عم أو ابن عم أو صاحب، على شيء من الشريعة كتمه عن الأحمر والأسود ورعاة الغنم، ولا عنده عليه السلام سر ولا رمز ولا باطن، غير ما دعا الناس كلهم إليه، ولو كتمهم شيئاً لما بلغ كما أمر، ومن قال هذا فهو كافر، فإياكم وكل قول لم يتبين سبيله، ولا وضع دليله ولا تخرجوا عما مضى عليه نبيكم صلى الله عليه وسلم.(69/2)
ويقول: إن كلام الله تعالى واجب أن يحمل على ظاهرة ولا يحال عن ظاهره البتة، إلا أن يأتي نص أو إجماع أو ضرورة على شيئاً منه ليس على ظاهره، وأنه قد نقل عن ظاهره إلى معنى آخر فالانقياد واجب علينا لما أوجبه ذلك النص أو الإجماع أو الضرورة، لأن كلام الله تعالى وأخباره وأوامره لا تختلف، والإجماع لا يأتي إلا بحق، والله تعالى لا يقول إلا الحق، وكل ما أبطله برهان ضروري فليس بحق.
وقد كشف ابن حزم عن جوهر رأيه ومفهوم في موسوعته الضخمة "المحلى" واستطاع أن يجدد شباب الفكر الإسلامي والفقه الإسلامي وأن يقدم آراء ناصعة جديدة دفعت تيار الثقافة الإسلامية إلى الأمام وأعادت صياغة مفهوم الفكر العربي الإسلامي على نحو يجري مع العصر المتطور والبيئة المتغيرة دون أن يخرج عن أرضيته الأساسية وقاعدته الأصيلة.
ومن اجتهاده الذي جدد به الفكر الإسلامي قوله:
إن كل مسلم عاقل بالغ من ذكر أو أنثى، حر أو عبد تلزمه الطهارة والصلاة والصيام فرضاً بلا خوف من أحد من المسلمين، وتلزم الطهارة والسلاة المرضى والأصحاء، ففرض على كل من ذكرنا أن يعرف فرائض صلاته وصيامه، وكذلك يلزم كل من ذكرنا أن يعرف ما يحل له ويحرم عليه من المآكل والمشارب والملابس والفروج والدماء والأموال والأعمال فهذا كله لا يسع جهله أحد من الناس، ويجبر الإمام أزواج النساء وسادات الأرقاء على تعليمهم ما ذكرنا، أما بأنفسهم وإما بالإباحة لهم لقاء من يعلمهم، وفرض على الإمام أن يأخذ الناس بذلك وأن يرتب أقواماً لتعليم الجهال.
ثانيا:(69/3)
في مجال الفكر الإسلامي نجد دعاة ومجددون ينتظمون تاريخه كله، أما الدعاة فهم أولئك الأبرار الذين ينطلقون في الأرض ينشرون كلمة الله ويذيعونها في الآفاق. وقد حقق هؤلاء نتائج بالغة الأثر والأهمية وتم على أيديهم طوال تاريخ الإسلام دخول عدد كبير في الإسلام. لم تكن أداتهم في ذلك غير شخصية مؤمنة في التعبير عن عقيدة سمحة يسيرة، تؤدي القدوة فيها عملاً أضخم من كل كلام في الإقناع بشخصية المسلم.
أما المجددون ومصححو المفاهيم فقد حفل بهم تاريخ الفكر الإسلامي، ولم ينقطع تواردهم في كل عصر، وبيئة، يدعون الناس إلى التماس قيمهم من القرآن أساساً، ويردون على الشبهات المثارة، ويصححون المفاهيم التي تكون قد انحرفت نتيجة دخول مفاهيم غريبة عليها في محاولة للقضاء على القيم الأساسية التي يتسم بها الفكر الإسلامي.. وفي مقدمة هؤلاء ابن حزم والغزالي وابن تيمية..
أما ابن حزم فقد جابه موجة الجمود والتقليد التي كانت تسود عصره، وجدد الفكر الإسلامي ملتمساً أصوله من القرآن والسنة الصحيحة. وآراؤه واعية إيجابية قوامها الصراحة والاحتكام إلى العقل ومقاومة التقليد.
أما "الغزالي" فقد واجه عناصر عديدة من خصوم الفكر الإسلامي كالباطنية والدهرية وفلاسفة الإلهيات وعلماء الكلام وشجب مفاهيمهم جميعاً وأعلن أن أسلوب القرآن هو أعلى الأساليب وأبلغها وأدقها وأقربها إلى مختلف العقول والنفوس، وأنه أصدق من أسلوب المتكلمين وأنفع وأعم وأشمل للطبقات والمستويات الفكرثية المختلفة، وإن علم الكلام علاج مؤقت، نشأ في ظروف معينة للرد على شبهات وشكوك مثارة، ولا حاجة للطبائع السليمة والعقول المستقيمة إليه، أما "القرآن" فالغذاء الصالح والماء السائغ يحتاج إليهما كل إنسان وينتفع به آحاد الناس ويستضر به الأكثرين.
وواجه الغزالي الفلسفة فأثبت حقها في مجال الفلسفة الطبيعية والرياضيات وهاجم "الفلسفة الإلهية" وحدها.(69/4)
وقال أن أغلب هذه العلوم (الفلسفة) الطبيعية والرياضية) أمور برهانية وأنه لا يخدم الإسلام إنكارها، وليس في الشرع تعرض لهذه العلوم بالنفي أو الإثبات ولا في هذه العلوم تعرض للأمور الدينية.
أما الفلسفة الإلهية ففيها أكثر أخطائهم، وقال أنهم ما قدروا على الوفاء بالبراهين على ما شرطوه في المنطق ويرجع ذلك إلى أن الإلهيات ليست كالعلوم الأخرى (الرياضة والطبيعة) وليس لها مقدمات ومحسوسات ومبادئ و "لهذا كثرت فيها أغلاطهم وتخيلاتهم" وقال إن خطر الفلسفة على أذهان الناشئة هو أن "يجدوا أصحابها لامع رزانة عقولهم وغزارة عملهم منكرين للشرائع والنحل جاحدين لتفصيل الأديان والملل، وقد ألحدوا وأنكروا الدين تطرفاً وتكايساً" ووجه هدفه إلى "تهافت عقيدة فلاسفة اليونان" وتناقض كلمتهم فيما يتعلق بالإلهيات وأن هذه المسائل ليست حقائق علمية:
وحصر الغزالي خلافه معهم فثي ثلاث مسائل:
ققولهم بقدم العالم.
قولهم بأن الله – سبحانه وتعالى – لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص.
إنكارهم بعث الأجساد وحشرها.
وقال إن هذه المسائل الثلاثة لا تلائم الإسلام بوجه.
ومن هنا فإن الحملة دوماً إلى الغزالي بأنه خصم الفلسفة هي دعوى باطلة، وإنما هاجم الغزالي "الفلسفة الإلهية الإغريقية الوثنية" التي لا تتفق مع عقيدة التوحيد، وكشف عن أثر هذه الفلسفة في نفوس من يتمسحون بها ليثيروا الشكوك والأوهام حين ينكرون الأديان والشرائع. ولم يهاجم الغزالي إلا ما يصادم استدلالهم وتناقضهم واختلافهم وتهافت عقيدتهم.
وقد استطاع الغزالي بقدرته الفكرية العريضة يستصفي الفكر الإسلامي من الدعوات المنحرفة التي اتصلت به عن طريق الشعوبية والباطنية في محاولة لتغيير مفهومه أو هدم مقوماته. فرد على كل هذه الفرق، وكشف عن دسائسها وشبهاتها الخفية الدفينة.(69/5)
وكان مجمل دعوته التماس مفهوم الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي في القرآن نفسه باعتباره المصدر الأصيل الذي بدأت منه رحلة الفكر نفسه، وبحسبان أن منهجه وأسلوبه هو أصفى الأساليب وأقومها وأبسطها وأبعدها عن التعقيدات فضلاً عما له من "منطق" خاص، يتصل بالفطرة والذوق – وبذلك أعاد الغزالي صياغة الفكر الإسلامي من جديد.
وقد اختار الغزالي منهج "التعليم والثقافة" بدلاً من أسلوب "الجدل الكلامي" وناقش المسائل على أساس "العقل المتأدب بالشرع".
وهو يمزج علم النفس بالأخلاق والدين ويرى أن هدف الدراسات النفسية هو أن تكون وسيلة إلى تهذيب النفس ويرى أن دوافع السلوك في الإنسان هي: الطعام والجنس والمال والجاه.
وقد سبق الغزالي بهذا الرأي ما ذهب إليه فرويد وإدلر وأولهما رد السلوك الإنساني إلى الغريزة الجنسية والثاني رده إلى غريزة السيطرة.
وإذا كان الغزالي قد واجه مشكلات عصره ووضع النهج القويم لعلاجها، فإنه من خلال ذلك قد
واجه أكبر معضلات الفكر الإسلامي كله وهو العمل على تكامل الفكر الإسلامي بالتقاء الفقه بالتصوف والفلسفة والدين والعقل والقلب. وقد عمل الغزالي على إطلاق الحركة للعلم والفلسفة والعقل داخل إطار الفكر الإسلامي لا خارجه.
ويرى الغزالي أن للعقل مهمة كبرى لاشك فيها ولاريب، هي إدراك التناقض في الآراء والقضايا النظرية واستبعاد الأحكام المتناقضة في ميدان العلم وفي ميدان الآراء الدينية.
وبالجملة فإن الغزالي قد أعاد صياغة الفكر الإسلامي من جديد ملتمساً مصدره الأساسي من القرآن الكريم: "عقيدة وعبادة ومعاملة وخلقاً".
ثالثاً:
من أهم قوانين الفكر الإسلامي ظهور مصلح مجدد، يصحح المفاهيم كلما اضطربت ويعيد بناء هذا الفكر من خلال مفهوم "القرآن" نفسه بحسبانه حجر الأساس والمصدر الأصيل لمفاهيم الإسلام.(69/6)
وقد ظهر عدد من هؤلاء المصلحين والأئمة والمفكرين على فترات متعددة خلال حركة التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي في مقدمتهم: ابن حزم والغزالي وابن تيمية.
واجه الغزالي تحديات الغزو الصليبي بإعادة صياغة الفكر الإسلامي على أساس "الوسطية والتكامل" بصهر الاتجاهين اللذين كانا يسودان الفكر الإسلامي ويحاول كل منهما ان يعتبر نفسه ممثلاً للإسلام دون الآخر: الفقه والتصوف. أما الفقهاء فقد كانوا يقفون عند حدود النصوص، بينما كان الصوفية يحاولون تجاهل النصوص فلما جاء الغزالي مزج الفقه بالتصوف، والعقليات بالروحيات، وفق مفهوم الإسلام نفسه تكاملاً بينهما ووسطية بعيداً عن الجمود والانحراف، ثم سرى منهجه وتوسع، غير أن سقوط بغداد في أيدي المغول والتتار في منتصف القرن السابع كان بعيد الأثر في غزو فكري جديد – فقد سيطرت مرة أخرى انحرافات جديدة في مجال مفهوم التوحيد بالذات وغلبت الدعوة إلى الحلول والاتحاد بانحراف يتعارض مع مقومات الإسلام وأصوله.
وكانت الفلسفة الباطنية المعادية للسنة – التي هي أساس الإسلام – هذه الفلسفة قد خلقت مفاهيم جديدة أخذت تزداد قوة على مرور الزمن وتحاول أن تغلف قيم الإسلام الأساسية حتى كانت هذه المفاهيم المنحرفة أن تأخذ مكان المفهوم العقائدي الصحيح.
وكان الغزو الشعوبي يعمل أصلاً على تدمير أعظم حصون الإسلام والفكر الإسلامي وهو "التوحيد" ومن ثم فضت البدع والمحدثات، وغلبت أفكار الفلسفات اليونانية وأفكار المجوسية وتغلغلت في العقائد والعبادات وألوان السلوك ولاسيما في مجال التصوف وما يتصل به من رموز ودعاوى وتلبيسات، وغلبت على العلماء نزعة التقليد مع التعصب المذهبي، وكانت الأفكار الوافدة من الفلسفات الهندية واليونانية حول الحلول والاتحاد من أخطر هذه الآراء.
وكان معنى هذا كله انحراف مفهوم الإسلام انحرافاً خطيراً عن "القيم الأساسية في القرآن" وهي حجز البناء في الفكر الإسلامي الغربي.(69/7)
وأصبح التحدي الناتج عن هذا الركام الهائل من الأفكار والمذاهب والفلسفات الدخيلة دافعاً إلى ظهور مصلح جديد متكامل الفهم للإسلام (عقيدة وشريعة وأخلاق) قوي العزيمة والإرادة لتمزيق هذه الشبهات ودحض المحاولات المتوالية لصبغ الفكر الإسلامي بلون غريب بعيد عن طابعه الأصيل. وكان تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الشهير بابن تيمية وهو حامل لواء الوسطية في مواجهة الانحراف، والتكامل في مواجهة التجزئة. والحركة في مواجهة الجمود. وفق سنة ثابتة وقانون صارم يتمثل في مجرى الفكر الإسلامي منذ نزال القرآن، ويسجري وفق إعادةت صياغة الفكر الإسلامي على أساس مضامين القرآن وأسسه الأصلية.
وقد هاجم ابن تيمية كل انحرافات الفكر الإسلامي الخارجة عن مفهوم القرآن، وأعلن أن الأساس الأصيل لهذا الفكر إنما يتمثل في الكتاب (القرآن) والسنة مفسرة له وموضحة. وقال أن الكتاب (القرآن) ليس علم عقائد بالخبر والنقل وحسب، بل بالدليل والبرهان. وأن النبي فسر القرآن كله لأنه هو الذي عليه أن يبينه ويوضحه، وبيانه من أركان تبليغ الرسالة.
وقد تلقى الصحابة تفسير القرآن كله وعلمه كله، وعلى الإنسان ألا يتبع إلا الدليل من الكتاب أو السنة أو آثار السلف الصالح، ويستأنس بأقوال التابعين أساساً وربما جاز التقليد في فروع الدين من غير أصوله لأن العقيدة أصل الدين.
ويرى ابن تيمية أن "منهاج القرآن" ليس هو منهج الفلاسفة ولا المتكلمين ولا الماتريدية ولا الأشاعرة، بل هو غيرها، لأن العقائد لا تؤخذ إلا من النصوص ولا تؤخذ أداتها إلا من النصوص، فأصحاب هذا المنهج يؤمنون بالنص وبالأدلة التي يؤمئ إليها النص، لأنه وحي أوحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن الأساليب العقلية المنطقية مستحدثة في الإسلام ولم تكن معروفة قطعاً عند الصحابة والتابعين.(69/8)
ولا سبيل إلى معرفة العقيدة والأحكام وكل ما يتصل بها إلا من "القرآن" والسنة المبينة له والسير في مسارهما، فما يقرره القرآن وما تشرحه السنة مقبول لا يصح رده، فليس للعقل سلطان في تأويل القرآن وتفسيره أو تخريجه إلا بالقدر الذي تؤدي به العبادات، وسلطان العقل هو في التصديق والإذغان، وبيان تقريب المنقول من المعقول. وعدم المنافرة بينهما، فالعقل يكون شاهداً لا حاكماً ويكون مقرراً ومؤيداً لا لا ناقصاً ولا رافضاً ويكون موضحاً لما اشتمل عليه القرآن في الأدلة.
هذا هو "منطق القرآن" الذي ينطلق منه مفهوم الفكر الإسلامي وهو غير منطق أرسطو الذي سيطر فترة ما، وعند ابن تيمية أن منهج الفلاسفة مضطرب حين سعوا إلى بناء طريقهم على ترتيب الإقيسة العقلية فقد فاتهم إن العقل وحده عاجز عن درك حقائق الدين، ولابد من النص، وعنده أن العقل يتجه إلى القرآن ويتفهمه بالفكر، أي بموازنة آيات القرآن بعضها ببعض، فيكون تأويل القرآن من القرآن، لا من أقوال الفلاسفة والمتكلمين. ويأخذ ابن تيمية على الفلاسقة طريقهم في التفكير والمقدمات التي يبنون عليها النتائج التي وصلوا إليها. ويرى أن القرآن والسنة قد أشارا إلى "المقدمات" التي تهدي إلى سواء السبيل.
وجملة منهج ابن تيمية: "إن الفساد لم يأت من قبل النصوص فهي حق في معناها ولا تحتاج إلى تأويل، وإنما جاء من حملها على معان فاسدة ليست معانيها المرادة بها" وبذلك حرر ابن تيمية الفكر الإسلامي من الأزمة التي مرت به حين يقوم من يدعو إلى رأي منحرف فيستغل النصوص ويلوي أعناقها والإسلام بعد ذلك سمح رحب، سائر بالحياة، متصل بها، مفتوح الآفاق على الفكر الإنساني كله.
رابعاً:(69/9)
يرى الكثيرون أن "ابن خلدون" لا يعدو كونه مؤرخاً إسلامياً، أو واضع علم الاجتماع الإسلامي، وتلك حقيقة أعترف بها عدد كبير من الباحثين الغربيين المنصفين، بعد أن أنكره بعض أهله من الباحثين العرب وأوسعه ذماً وانتقاصاً وهو طه حسين.
غير أن ابن خلدون لا يرى منفصلاً عن مجرى الفكر الإسلامي. ولا يمكن تناوله إلا من خلال تحديات عصره وجيله. فقد جاء ابن خلدون في القرن الثامن الهجري وقد تغير "عالم الإسلام" تغيراً كاملاً، بعد أن مرت به جحافل الصليبيين والتتار وصارعته وبعد أن غلب عليه طابع جديد: ساير مرحلة العصر العثماني غلب فيه الجانب العقلاني، وبدأ كأنما يواجه الفكر الإسلامي أزمة من أزماته.
وقد كان ابن خلدون على مستوى الثلاثة الكبار (ابن حزم والغزالي وابن تيمية) في تجديد الفكر الإسلامي حين هاجم أسلوب الجدل اللفظي والمماحكات اللفظية في التأليف والشرح والتعليم، وأنكر منهج التقليد ودعا إلى التماس منابع الفكر الإسلامي في الإسلام نفسه. وأنكر الطريقة التي شاعت في عصره.. طريقة الجمع والاختصار واعتماد كل العالم على علوم من سبقه والوقوف عندها. ودعا إلى طريقة التماس المصادر الأساسية، وعقد في مقدمته فصلاً هاجم فيه كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم وقال إنها مخلة بالتعليم، ونقد التعليم في عصره وبين الطرق الصالحة فيه، وهو أخطر الأدواء التي عرفها عصره.
وكان ابن خلدون على قدر وافر من الإحاطة بالحركة العلمية في العالم الإسلامي كله، فلم يتقوقع ويقف عند بيئته وحدها، بل أحاط وواصل الإحاطة بكل الحركات العلمية في بلاد المسلمين من مشرقها إلى مغربها وفي بلاد أوربا أيضاً.
وقد كان ابن خلدون وسطاً بين رأي ابن رشد في الفلسفة ورأي الغزالي في التصوف فلم يذهب إلى الفلسفة ذهاب ابن رشد ولم يعارض التصوف وأخذ فيه بمنهج الغزالي.(69/10)
وإذا كان الفكر الغربي قد أفاد من حصيلة الفكر الإسلامي في مجال "منهج العلم التجريبي، الذي أنشأه المسلمون، فإن عصارات ضخمة من الفكر الإسلامي في مجال الاجتماع والاقتصاد والسياسة والتربية قد حصل عليها الفكر الغربي وحاول الإدعاء بأنه مبتدعها أصلاً وكتابات ابن سينا والغزالي وابن خلدون والماوردي وعشرات غيرهم قد كانت (الأصول المؤصلة) لعشرات من النظريات العلمية الحديثة في مجال الفكر.
وآراء ابن خلدون في طليعة هذه الحصيلة فهو:
أولاً: اكتشف نظرية الأجيال الخاصة بظهور الأسرار ونهضوها قبل أن يعرفها (أوتوكار لوتيس) في أواخر القرن التاسع عشر.
ثانياً: عرف ابن خلدون قانون (التشبه بالوسط) قبل أن يعرفه العالم الطبيعي (دارون) بخمسة قرون.
ثالياً: اكتشف مبدأ وجود المادة قبل أن يكتشف ذلك العالم الألماني أرنست هيجل بأكثر من خمسة قرون أيضاً.
رابعاً: سبق ميكافيلي ومونتسكيو وفيكو في وضع أصول الاجتماع.
خامساً: اكتشف مبادئ العدالة الاجتماعية قبل كونسبدران وماركس وباكوتين بخمسة قرون.
سادساً: اكتشف مبدأ الحتمية الاجتماعية قبل رجال الفلسفة الإسبانية وعلم النفس بقرون عديدة. وقبل مونتسكيو. وأعلن تبعية المجتمعات لقوانين ثابتة في القرن الرابع عشر الميلادي.
سابعاً: أدرك أن علم الاجتماع يضم مظاهر كثيرة كعلم السياسة والاقتصاد والعلم والتعليم وبعد بخمسمائة عام قال الفكر الغربي أن العلوم كلها مظاهر من علم الاجتماع.
ثامناً: قوى من الروح التجريبية والنظر العلمي الواسع الأفق.
خامساً:
الإمام الغزالي – البحث عن الحقيقة:(69/11)
"... وكان قد ظهر عندي أنه لا مطمع في سعادة الآخرة إلا بالتقوى، وكف النفس عن الهوى. وإن رأس ذلك كله قطع علاقة القلب عن الدنيا بالتجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود. والإقبال بكنة الهمة إلى الله تعالى. وإن ذلك لا يتم إلا بالإعراض عن الجاه والمال والهرب من الشواغل والعوائق. ثم لاحظت أحوالي فإذا أنا منغمس في العلائق، وقد أحدقت بي من جميع الجوانب، ولاحظت أعمالي وأحسنها التدريس والتعليم، فإذا أنا فيها مقبل على علوم غير مهمة ولا نافعة في طريق الآخرة، ثم تفكرت في نيتي في التدريس فإذا هي غير خالصة لوجه الله تعالى، بل باعثها ومحركها طلب الجاه وانتشار الصيت، فتيقنت أنني على شفا جرف هار، وأني قد أشرفت على النار، إن لم أشتغل بتلافي الأحوال، فلم أزل أفكر فيه مدة، وأنا بعد على مقام الاختيار، أصمم العزم على الخروج من بغداد، ومفارق تلك الأحوال يوماً، وأحل العزم يوماً، وأقدم فيه رجلاً وأوخر عنه أخرى، لا تصدق لي رغبة في طلب الآخرة بكرة، إلا ويحمل عليها جند الشهوة حملة فتغيرها عشية، فصارت شهوات الدنيا تجاذبني بسلاسلها إلى المقام، ومنادي الإيمان ينادي الرحيل الرحيل، فلم يبق من العمر إلا القليل، وبين يديك السفر الطويل، وجميع ما أنت فيه من العلم والعمل رياء وتخييل، فإن لم تستعد من الآن للآخرة فمتى تستعد؟ وإن لم تقطع الآن هذي العلائق فمتى تقطع؟ فبعد ذلك ينبعث العزم على الهرب والفرار. ثم يعود الشيطان ويقول: هذه حالة عارضة، وإياك أن تطاولها فإنها سريعة الزوال، فإن أذعنت لها وتركت هذا الجاه العريض، والشأن المنظوم الخالي من التكدير والتنغيص، والأمر المسلم الصافي من منازعة الخصوم، ربما لا يتيسر لك المعاودة. فلم أزل أتردد بين تجاذب شهوات الدنيا ودواعي الآخرة قريباً من ستة أشهر، آخرها رجب سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، وفي هذا الشهر جاوز الأمر حد الاختيار إلى حد الاضطرار، إذ قفل الله علي لساني(69/12)
حتى اعتقل عن التدريس، فكنت أجاهد نفسي أن أدرس يوماً واحداً تطبيقاً لقلوب المختلفين إلى، فكان لا ينطلق لساني بكلمة ولا أستطيعها البتة، ثم اورثت هذه العقلة في اللسان حزناً في القلب، بطلت معه قوة الهضم، وقرب الطعام والشراب، فكان لا تستساغ لي شربة ولا تنهضم لي لقمة، وتعدي ذلك إلى ضعف القوى، حتى قطع الأطباء طمعهم في العلاج. وقالوا هذا أمر نزل بالقلب، ومنه سرى إلى المزاج، فلا سبيل إلى العلاج".
هذا هو أعظم حادث، على وجه التحقيق، في حياة الإمام الغزالي، تحولت به نفسه وعقله وحياته من وضع إلى وضع. وهذه الصفحة من مذكراته تكشف عن طبيعته وكيف أخذت تنتقل حثيثاً من الفلسفة
إلى التصوف، إذ خلع "الغزالي" على أثر هذه "العقلة" رداءه الذي اتشح به أربعين سنة، وترك العلم، وهجر بغداد، وساح في الأرض حتى بلغ منارة مسجد دمشق، وبينها وبين الصخرة في بيت المقدس وضع أعظم آثاره، وأجل مؤلفاته: "إحياء علوم الدين" الذي كان بعيد الأثر في تاريخ الفكرة الإسلامية.
واستطاع الغزالي بكتابه "الإحياء" أن يفصل في القضية التي ظلت أكثر من ثلاثة قرون موضع الخلاف بين أنصار الفقه وأنصار التصوف.
هذه القضية التي وصل فيها الخلاف أشده وأقصاه، واتسعت فيها شقة الجدل، وبلغت المساجلات إلى أبعد حدود الهجاء والصراع.
كل من الفقهاء والمتصوفة يرى نفسه على الحق، وقف الفقهاء ينقضون آراء الصوفية ويرونها زيفاً في الدين، وقال الصوفية أن الفقهاء لا يؤمنون إلا بظاهر الشرع.
ثم جاء الغزالي فحسم المسألة، وفصل في القضية، وقضى بأن الفقه والتصوف ليسا شقين للإسلام، وأنهما لا سصطدمان ولا يختلفان، وكان كتاب "الأحياء" صورة واضحة لهذا الفهم الجديد.
مفتاح حياة الإمام الغزالي هو البحث عن "الحقيقة". وقد كلفه هذا مشقة وأهوالاً كباراً، فقد قضى زهرة عمره باحثاً منقباً، مسافراً متنقلاً، حتى وصل أخيراً.(69/13)
حاول الوصول إلى "الحقيقة" عن طريق العقل والمنطق والفلسفة. ثم حاول ذلك عن طريق العلم والتصوف والروحية، وظل بين موجات الشك العاصفة، ولمعات اليقين الصادقة، خلال فترة شبابه الحاد القوي.
وكان في قلب بغداد وفي صدر المدرسة النظامية، يتألق كعالم، ولكنه كان في صميم نفسه يقاسي موجة عاصفة من الشك، وكان المنطق والعلم يضيقان بما يريد من فهم "كنه" الحياة.
وإذا به فجأة، وعلى غير انتظار، ينقطع عن الدرس، وينعقد لسانه عن الكلام وينصرف عن الطعام، ويدخل في مرحلة عجيبة من الغيبوبة والتهويم.
ولم يجد مخرجاً من هذا الحرج إلا أن يذهب إلى الحجاز، ويترك التدريس، ويدخل الخلوة، ويعكف على الرياضة الروحية.
وكانت هذه "الأزمة"، ولاشك، قمة حياته العلمية التي أوشكت على الانتهاء، ليبدأ حياة تقوم على الوجدان والروحية والتصوف.
ثم ترك الحجاز إلى دمشق، واعتكف في منارة الجامع الأموي، ولبس الثياب الخشنة، وزهد في الطعام والشراب، فلم يكن يأخذ منهما إلا القليل الذي يتبلغ به.
وانتقل إلى دمشق إلى بين المقدس واعتكف في المنارة الغربية من المسجد الأقصى، وقضى بها وقتاً طويلاً كتب فيه أصول كتابه الضخم "إحياء علوم الدين".
ثم رحل إلى الإسكندرية، فأمضى بها فترة من الزمان، وفي هذه الرحلة الطويلة تبلورت نفس الغزالي وتفتحت لفهم الحقيقة. وانتهت الأزمة النفسية الضخمة التي ألمت بهذه الشخصية الكبرى.
ويبدو الإمام الغزالي خلال هذه الأزمة بصورة الرجل الذي يستهدف الوضوح، ويتجه إلى النور، والذي يصر على أن يصل إلى ما يريد دون أن يعبأ أو يضيق بما يكلفه ذلك من أهوال.
وفي سبيل الغاية التي وطن عليها نفسه هاجر وانتقل وطوف، وقضى أكثر من عشر سنوات في ذلك الطواف.
خرج وهو قمة الشك والاضطراب وانعقاد اللسان، وعاد وقد انجابت عنه الأزمة، وتفتح له طريق اليقين.(69/14)
وكسب التراث الإسلامي من أزمة الغزالي هذا الكتاب القيم "الإحياء" لالذي يعد الآن، وبحق، منار الراغبين في العلم والفقه والتصوف جميعاً.
وقد هداه طول البحث إلى حل أزمتين: أزمة نفسه، وأزمة الفكرة الإسلامية. فهو حين قضى على الصراع النفسي الداخلي في أعماقه قضى أيضاً على الخلاف الذي نشب طويلاً بين الصوفية والفقهاء، وامتد زمناً، واتسعت معه شقة الجدال والسجال. فمزج بين الصوفية والفقه في أسلوب بارع، وطريقة واضحة.
وإن كان قد فات الغزالي أن يجمع الأنصار وإن يكون الدعاة وهو حي، فقد ظلت آثاره تجمع الأنصار طوال القرون المتوالية، وتظل دستوراً للدعاة إلى الإسلام في كل مكان.
وأبرز ما في حياة الإمام الغزالي "السفر" والترحال، وهو عند الباحثين النفسيين دليل الحيوية والقوة الروحية، لاسيما في ذلك العصر الذي كان الانتقال فيه غاية في العسر، وقطعة من العذاب.
فقد ولد بطوس، وهاجر إلى جرجان في مطلع شبابه، حيث اتصل بالعلماء، ثم عاد كرة أخرى إلى طوس وانقطع للعلم. ثم ضاق بها، فرحل إلى نيسابور، واتصل بالإمام الجويني، فأخذ عنه مذاهب الجدل والأصول والمنطق.
ومضى يدرس إلى أن قضى أستاذه، ففارق نيسابور قافلاً إلى بغداد، واتصل في بغداد بنظام الملك الذي ولاه التدريس في "النظامية". وتألق نجم الغزالي في بغداد، واتسعت حلقات دروسه.
ثم جاءت القارعة، وتطورت حياته على ما وصفنا.
وكان الغزالي حرباً علمية، غاية في الصرامة والقوة والعنف، على الباطنية، فقد مزق آراءهم، وسفه أفكارهم.(69/15)
ولا يشك الباحث الذي يقرأ فصوله في السفر، والزواج، والمعاملة، والصداقة، أنه مجرب خبر الحياة، واتصل بها أوثق اتصال. هذا إلى أنه دفع التصوف بالقواعد التي قعدها له إلى السنة، ونقاه من الأخطاء التي تجمعت حوله. بل إنك لا تجانب الحق حين تقول أن الغزالي لم يدع مادة من علوم زمانه دون أن يحيط بها أو يتناولها بالدرس والنقد وقد تبلورت علومه في كتاب "الأحياء" بالذات.
ولا يزال "الغزالي" علماً من أعلام الفكر الإسلامي، كما أنه سيظل رمزاً على القوة النفسية التي تتمثل في الرجل الذي آمن بهدفه، فأمضى حياته سائحاً في سبيل الوصول إليه.(69/16)
التغريب أخطر التحديات في وجه الإسلام
الأستاذ أنور الجندي
هناك محاولة خطيرة تستهدف دائماً معارضة القول بأن هناك: ظاهرة تغريب، وغزو ثقافي، أو محاولة احتواء للفكر الإسلامي، أو سيطرة فكر وافد.
وتحاول هذه المحاولة أن تعتمد على أمرين:
الأمر الأول هو القول: "أين هذه المؤسسة التي تسمى التغريب" ذلك لأن هذه المؤسسة ليست بناءاً مجسماً له دار ولافتة مكتوب عليها مدرسة التغريب أو مؤسسته وذلك هو تساؤل السذج الأغرار قصيري النظر البسطاء الذين يعدهم التغريب أحسن أدواته وأكثرها نفعاً لأنهم يقومون بخدمته دون أجر، وعلى حساب النوايا الطيبة.
والأمر الثاني: هو مداواة التابعين العملاء الذين هم كالحية الرقطاء يخادعون الناس ويخفون حقيقة ولاءهم.
ومع الأسف أن الذين يشككون في التغريب هم من النوع الأول: أولئك الحمقى الذين طبع الله على قلوبهم، وأعمى أبصارهم.
ذلك أن التغريب لم يعد بعد هذا الوقت الطويل موضع تساؤل أو تشكيك. وربما كان كذلك في الثلاثينيات حيث كان يغطي العالم الإسلامي والأمة العربية ظلام كثيف وكانت هناك حقائق كثيرة ما تزال محجوبة، ولعل أهمها: بروتوكولات صهيون التي ظهرت في العالم كله عام 1902 م حتى عام 1952 م تقريباً وإلى ما بعد أن قامت إسرائيل في قلب الأمة العربية.
ولقد كشف هذه الحقيقة دعاة التغريب أنفسهم، ولعل أول وثيقة في هذا المجال هي كتاب (وجهة الإسلام) الذي ألفه هاملتون جب مع جماعة من المستشرقين وأعلن فيه صراحة أن هدف البحث هو معرفة:
"إلى أي حد وصلت حركة تغريب الشرق وما هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب". وذلك للقضاؤ عليها.
ويمكن لقارئ الكتاب أن يستكشف مناهج التغريب واضحة، كالسهام تندفع في أعماق العيون الضالة والمضللة لتسقط عنها غشاوات الغباء والجهل. وجاء بعد ذلك كثيرون فأشاروا إلى ذلك وأوردوا المصادر والوثائق:(70/1)
من العرب الدكتوران عمر فروخ والخالدي في كتابهم "التبشير والاستعمار" ومن الغرب: المؤرخ العالمي توينبي في كتابه (العالم والغرب).
وهناك عشرات الأدلة والوثائق التي تضع الحقيقة ناصعة أمام من يريدها لوجه الحق. ولا يمالئ فيها خاصة لأقطاب التغريب ودعاة الجنس وعمالقة الغزو الثقافي.
ومن يتابع كتاب "الغارة على العالم الإسلامي" وهو سابق سبقاً بعيداً لكتاب هاملتون جب وقد ترجمه العلامة محب الدين الخطيب في جريدة المؤيد قبل أن يبدأ هذا القرن بسنوات وكان اسمه الحقيقي واضح الدلالة على الهدف هو: فتح العالم الإسلامي يجد أن القضية أكيدة واضحة وأن مخططاتها منسقة وموزعة على المؤسسات: مؤسسة المدرسة والجامعة عن طريق الإرساليات ومؤسسة الصحافة والثقافة عن طريق الصحيفة والمجلة والكتاب، ثم هناك مؤسسة أخرى أشد خطراً ظهرت من بعد هي مؤسسة القصة والمسرحية والشاشة والإذاعة المسمومة والمرئية.
وليس بعد ذلك دليل على وجود هذه الحقيقة: حقيقة التغريب ولها دعاتها وكتابها المنبثون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ولعل من يطالع بعض الاجتماعات التي عقدت في إحدى دور الصحف الكبرى يجد أن الأمر واضح وجلي وليس في حاجة إلى دليل جديد أمام الإغرار الحمقى، الذين أعماهم حرصهم على أن يكونوا أتباعاً أذلة للأسماء اللاحقة من كتاب الجنس والقصة. وأن يكونوا ثماراً فجة في هذه الشجرة الملعونة التي شاخت وتحطمت.
ولاريب أن من يرى مؤسسات التبشير والاستشراق وما يصدر من شبهات وتحديات يحكم بما لايدع مجالاً للشك بوجود هذه الظاهرة وحركتها الدائبة.
إن مفهوم مصطلح التغريب في عشرات من تعاريفه إنما يعني: خلق عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربي ومقاييسه لتحاكم الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي من خلالها بهدف سيادة الحضارة الغربية وتسييدها على حضارات الأمم ولاسيما الحضارة الإسلامية.(70/2)
ولقد ذكر المبشرون والمستشرقون أن هدفهم هو خلق أجيال تحتقر كل مقومات الحياة الإسلامية بل الشرقية وأبعاد العناصر التي تمثل الثقافة الإسلامية عن مراكز التوجيه. ولقد عملت حركة التغريب في موالاة عجيبة ودأب بالغ على تدمير الشخصيات العربية الإسلامية الباهرة وفي مقدمتها الرسول الكريم وصحابته وأبطال الإسلام، ومفكريه كما ركزت على إحياء النماذج الشاذة والإذاعة بها أمثال الحلاج والسهروردي وبشار وابن الراوندي.
ولقد جرت هذه المحاولات من منطلق براق هو الصحف الضخمة والمطبوعات الأنيقة، مع هالة الأسماء وبريق الألقاب وضجيج الشهرة.
واستخدمت أسلوب الأحكام المسبقة، وخلق الافتراضات ثم بناء نظريات على أساسها.
ولقد كان دعاة التغريب هم أكثر الناس إفساداً للمنهج العلمي الذي يدعو إلى التحذير من الحماسة والتقريرية والعاطفة والتعميم فسقطوا في هذه الأخطار وقارفوا هذه المحاذير، وإن واحداً منهم لم يستطع أن يصدع بكلمة الحق والإنصاف، وكانت كتاباتهم جميعاً مشوبة بذلك الاستعلاء والعدوان وعبارة الحقد وأسلوب التعصب.
ولعل من أخطر محاولات التغريب هي محاولة وضع البديل في مواجهة الإصيل، والعمل على تقديم بدائل سريعة ذات مظهر لامع، وتحوطها هالة من الضجيج لكل فكرة أصيلة في محاولة لتحويل الرأي عنها في ظل طوابع من الإغراء والتزييف. وتحت اسم البحث العلمي والعبارات البراقة الخداعة.
وليست هذه الطريقة جديدة على الفكر الإسلامي، ولكنها سنة لكل العصور، ولعل أبرز ملامح تاريخ الفكر الإسلامي هو ذلك الكفاح الدائب دون هيمنة الفكر الوافد أو العقلية الخارجية التي سلطها عليهم اليونان والهنود والمجوس واليهود، ولقد بدت هذه المقاومة في صورة ملحمة رائعة كان أعلام المسلمين ومفكريهم ونوابغهم جيلاً بعد جيل يقاومون دون السماح لشخصية الإسلام الحضارية والفكرية ذات الطابع المتميز تحت اسم التوحيد أن تذوب أو تتلاشى في شخصية حضارية أخرى.(70/3)
ولقد ظل المسلمون قادرون على ذلك في مجال الفكر في العصر الحديث بل لعلهم أقدر عليه في مجال الحرب والسلاح، وأن هذا الرفض ليتجلى في أروع صورة في صمود الجزائريين ومقاومتهم فناء شخصيتهم العربية الإسلامية.
ولقد ظل أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث يوالون الدق على الطبول في مواجهة أخطر المحاولات الدائبة المستمرة لتحريف الفكر الإسلامي (أصوله وتعالميه وأحكامه) تارة بالنقص منها وأخرى بالزيادة فيها وثالثة بتأويلها على غير وجهها.
ولقد كان من أكبر الأخطار التي واجهتنا دون إرادة حرة، هي محاولتنا فهم كثير من الأمور من خلال مناهج الغرب ومقاييسه، هذه المناهج والمقاييس التي كونها الغرب من خلال ظروفه الاجتماعية وتحدياته التاريخية وتركيبه النفسي والاجتماعي.
إن هناك حقيقة لا سبيل تجاوزها أو إنكارها هو أن في العالمن ثقافتين: إسلامية وغير إسلامية ولا يمكن أن يلتقيا في إطار واحد، يخطئ البعض حين يظن أن "التغريب" هو حمل المسلمين والعرب على قبول ذهنية الغرب، وإنما الحقيقة أن التغريب هو محاولة خلق (دائرة فكر) تهدم إرادة المسلمين والعرب وتنتقص فكرهم وتشيع فيه الشبهات والمثالب، ثم لا تدفعهم إلى أي جانب من جوانب البناء أو النهضة مستمدة من أي فكر آخر.
ومن شأن دائرة هذا الفكر اللقيط، أن تحول بين المسلمين وبين أي حركة أو نهضة، وإنما تمسكهم ليدوروا في هذه الدائرة المغلقة، حتى ينتهوا، وتجعلهم يفكرون من داخل دائرة مادية خالصة، معزولة تماماً عن العقيدة الإيجابية المتكاملة التي علمهم إياها الإسلام وهداهم إليها منهاجاً للحياة قادراً على التقدم من ناحية وعلى مقاومة الغزو من ناحية أخرى.(70/4)
وهم منذ ركنوا إلى هذه الدائرة الصماء فقدوا كل قدرة على الحركة الأصيلة، ذلك أن تركيب الفكر التغريبي الوافد، إنما استخدم أعظم ما استخدم تضارب المذاهب الغريبة وصراعها وأحيا في نفس الوقت كل ما أنشأته الشعوبية والزندقة والباطنية في الفكر العربي الإسلامي من مفاهيم وشخصيات، لتقيم من هذا كله تلك الدائرة التي تقتل النفس العربية قتلاً وتحول بينها وبين الحياة والحركة والبنالء والتقدم جميعاً في الذل والظلام والدوار حول وهم معلق وشبح كاذب.
ونحن نعرف أن شخصيتنا تستمد قوتها من قيمنا، فإذا انحرفنا عن هذه القيم فقدنا الطريق، وتهنا في البيداء وذلك هو ما قصد إليه التغريب واستطاع أن يحققه إلى حد كبير، ولعل أبرز محاولات التغريب هي الحيلولة دون قيام خط التقاء بينل العناصر والشعوب التي يجمعها فكر واحد في الأصل مصدره القرآن واللغة العربية ومنهج محمد بن عبد الله، وذلك عن طريق استهلاكها في الإقليميات والأمميات والمفاهيم التي تفصل القيم وتمزق العناصر التي وحدها الإسلام في كل متكامل جامع.
فإذا أضفنا إلى هذا محاولة هدم المجتمع وتقويضه بنشر الإباحية عن طريق القصة، وفلسفات الوجودية والهيبية وغيرها عرفنا إلى أي مدى تجرى المحاولة الخطيرة.
بل إن ما ألقي إلى العرب والمسلمين من مفاهيم الحرية والتقدم والديمقراطية والعدل الاجتماعي وغيره، إنما كان في الأصل هو "عطاء" الإسلام للبشرية كلها وللحضارة أساساً، قد أعيد إليها وقد شابه اضطراب كبير وإن غلف بأغلفة براقة لامعة.
ولعل أخطر محاولات التغريب إنما ركزت على تفريغ العقل والقلب العربي الإسلامي من القيم الأساسية المستمدة من التوحيد والأخلاق والإيمان بالله، ودفع هذه القلوب والعقول عارية أمام عاصفة هوجاء تحمل معها السموم والجراثيم عن طريق التعليم والصحافة والكتاب والمسرحية والفيلم والأزياء والملابس.(70/5)
ومن ثم خرجت هذه المؤسسات جميعاً ذلك الجيل الذي حمل دعوة لالهدم وسار بها تحت اسم التقدم والحضارة وعمد إلى متابعة المستشرقين والمبشرين في تحريف التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئ الإسلام وثقافته وانتقاص الدور الذي لعبه في تاريخ العالم، مع خلق شعور بالنقص في نفوس المسلمين.
وفي عشرات المجالات والقضايا عمل "التغريب": في مجالات التفرقة بين الإسلام والعروبة، وفي النظرة الجزئية، والفصل بين الدين والمجتمع، واللغة والتاريخ، وعن طريق إحياء الروابط القديمة التي أبادها الإسلام وقضى عليها نهائياً.
ثم عمد إلى خلق شبح كريه أسماه القديم والماضي والتاريخ مع أمة واحدة من أمم الشرق والغرب لا تستطيع أن تدعي أنها انفصلت في أي نهضة عن ماضيها وتاريخها.
وأكبر الدعاوي الباطلة التي يثيرها التغريب هي عالمية الثقافة، والحضارة البشرية، ووحدة الفكر البشري وكلها دعوات لها دواخلها وغاياتها المريبة، التي تتمثل في مفهوم واضح هو "تذويب" الفكر العربي الإسلامي و "احتوائه" وصهره في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي السياسي المسيطر.
ونحن نعلم أن لكل أمة ثقافتها وقيمها وذاتيتها وفاهيمها وتراثها ومزاجها النفسي الذي شكلته القرون المتطاولة والعقائد والقيم وأنه لا سبيل أن تنصهر إلا الأمم الصعيفة الذليلة، أما الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي فإنه من المستحيل أن ينصهر أو يذوب في أي معدة مهما كانت، ذلك لأنه أعمق جذوراً وأقوى قوة من كل قوى الأرض.
يمكن أن توصف حركة الغزو الثقافي الحديثة التي بدأت تعمل في العالم الإسلامي منذ سيطرة الاستعمار الغربي، أنها امتداد متطور لهذه الحركة التي يحمل لواءها خصوم الإسلام وأعداؤه في كل عصر لإخراجه من قيمه ولإتاحة الفرص للغزو الأجنبي في السيطرة والاستعمار.(70/6)
وقد ارتبطت حركة الغزو الفكري "التغريب" بالاستعمار ارتباطاً عضوياً وليس ذلك شكلياً إن حركة "تغريب الشرق" هي دعوة كاملة لها نظمها وأهدافها ودعائمها ولها قادتها الذين يقومون بالإشراف عليها. وهي حلقة من مخطط واسع في تأكيد الاستعمار ودعمه قوامها عمل استعماري فكري بعيد المدى قصد به القضائ على معالم شخصية هذه الأمة وتحويلها إلى صورة غربية الملامح لتخليصها من القيم والمثل والتراث الذي يتصل بها والذي كان عاملاً على تكوينها خلال الأجيال الطويلة فقد كان الاستعمار يفهم أنه بعد أن سيطر على العالم الإسلامي بجيوشه وقواه العسكرية ونفوذه السياسي لابد يوماً أن ينسحب فكان لابد من وضع مخطط دقيق لإبقاء نفوذه في المناطق التي احتلها وكان لابد له أن يبقى حتى تتكون له طلائع تخلفه من أهل الأقطار نفسها، يؤمنون بفكره، ويسيرون في اتجاهه، ويخدمون مصالحه يكونهم عن طريق التعليم في مدارسه، ووفق أهدافه، وتكون أمانتهم له أكثر من أمانتهم لأوطانهم.
وليس كل من تثقف بالغرب، أو اتصل بالمستشرقين ودوائر الفكر الغربي كذلك. وليس كل من اتصل بالغرب وآمن به استمر على إيمانه، فإن الحقائق لا تلبث أن تنكشف عن زيف الاستعمار ومغالطته، فلا يلبث الأمر أن يظهر أن هناك خداعاً قوامه كلمات براقة، وشعارات تقول بتنوير الشعوب وتمدينها وتدعو إلى الحرية أو الإخاء أو المساواة أو ما شابه ذلك، ثم لا تلبث الأحداث أو تثبت تعصب الغرب وتناقضه، وائتماره بهذه الأمة وفرض سلطانه بالحديد والنار، هناك تتحول الأفكار عنه ويكفر به من كان قد خدع يوماً.(70/7)
ولسنا في هذا الرأي نذهب إلى الغض من شأن الفكر الغربي أو نصرف وجوهنا عنه بل على العكس من ذلك، نحن لا نراه فكراً غريباً وإنما نراه فكراً إنسانياً في الأساس وأن انحرف في بعض مفاهيمه ونحن لا نقفل أبوابنا أمام الثقافات العالمية شرقية وغربية فقد شاركنا فيها، وكان لنا دورنا الكبير في بناء هذه الحضارة، دورنا غير المنكور عند المنصفين من كتاب الغرب ومفكريه.
ولكننا قبل أن نفتح الأبواب لكل الثقافات لابد أن نكون من متانة الاستعداد النفسي والذهني والروحي بحيث لا تبتلعنا ثقافات الأمم ولا تحولنا وجهة غير طريقنا، ولا تفسد معالم شخصيتنا الأساسية الواضحة.
فلقد نقلت أوربا ثقافتنا الإسلامية وأقامت عليها أسس حاضرتها ومع ذلك لم يتحجول وجهها عربياً أو إسلامياً أو شرقياً.
كذلك نحن، أمة مقوماتها وكيانها ووجهها ذو الملامح الواضحة، فلابد أن يبقى هذا "الأساس" ثم لنأخذ ما نشاء من حضارات الأمم وثقافاتها، وما يزيد شخصيتنا قوة وحياة ويدفعنا إلى الأمما في ركب الحضارة.
ولعل "حركة التغريب" لم تكن قاسية إلا بالنسبة لهذا الأمر فقد كانت صيحتها على لسان دعاتها وأتباعهم من كتابنا، إن الحضارة الغربية كل لا يتجزأ وأنه لابد من أخذها جميعها أو تركها جميعاً وهذا رأي مدخول فيه من الخطأ والاستهانة بالفكر نفسه ما فيه. فما من أمة تستطيع أن تأخذ كل ما عند الأمة الأخرى، ولقد عاشت الأمم تتقارض الحضارات وتقتبس الثقافات دون أن تتحول عن طوابعها الأساسية.(70/8)
ولقد كان الاستعمار والنفوذ الأجنبي يعرفان أن السيطرة الكاملة على هذه الأمة أمر مستحيل فإن لها من مقومات شخصيتها القويةل الصامدة العنيدة، ومن أسس فكرها العربي الإسلامي القرآني ما يحول دونها ودون الاستسلام أو الركوع أو الخضوع لأي قوة خارجية أجنبية، فكان لابد من الحملة على هذه المقومات للقضاء عليها وتحويل وجه الأمة إلى قيم أخرى تدمر كيانها وتفرض عليها التسليم للقوى الخارجية في أن تسود وتمتد وتتوسع، وبذلك يبقى الاستعمار حياً في صورة أخرى من صور النفوذ الفكري.
إذن فالتغريب هو محاولة "تغيير المفاهيم" في العالم العربي والإسلامي والفصل بين هذه الأمة وبين ماضيها وقيمها، والعمل على تحطيم هذه القيم بالتشكيك فيها وإثارة الشبهات حول الدين واللغة والتاريخ ومعالم الفكر ومفاهيم الآراء والمعتقدات جميعاً.
ولقد صور لورد كرومر منهج هذا العمل الذي اصطنعته فرنسا وإنجلترا وهلوندى في العالم الإسلامي حين قال: "إن ىالشبان الذين يتلقون علومهم في إنجلترا وأوربا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم، ولا يستطيعون الانتماء في نفس الوقت إلى البلد الذي منحهم ثقافته فيتأرجحون في الوسط ممزقين".
وكان هذا بالطبع هو الهدف من الإرساليات المختلفة التي غزت بلادنا في صورة مدارس وجامعات وفي البعثات الموجهة إلى أوربا وإلى عواصم الدول المختلفة بالذات.(70/9)
وفي هذا، قال جبران إن الشباب الذي تناول لقمة من العلم في مدرسة أمريكية قد تحول بالطبع إلى معتمد أمريكي، والشاب الذي تجرع رشفة من العلم يسوعية صار سفيراً لفرنسا والشاب الذي لبس قميصاً من نسج مدرسة روسية أصبح ممثلاً لروسيا وكان هذا هو الحق إلى حد كبير، فقد غزا الغرب الشرق، بجحافل من العلماء والمبشرين والمستشرقين والأثريين والصحفيين وشيدت مؤسسات ضخمة في مختلف عواصم العالم الإسلامي لفتح أبوابها لثقافة بلادها. وبدأ هذا النفوذ الفكري يعمل ويسيطر في مجالات المدرسة والجامعة والصحافة، والثقافة والتربية والطب والسينما والإذاعة.
وهكذا كان "التغريب" عملاً خطيراً دقيقاً قوامه الحرب المنظمة للقيم التي عاشت عليها أمتنا، في أسلوب مغلف بالضباب، يحاول أن يثير غمامة كثيفة من التشكيك والتحقير والاستهانة بكل ما لدينا من قيم باسم "القديم" البالي الموروث، ولم تمض سنوات قليلة حتى كان أبرز المسيطرين على "الصحافة" في العالم العربي والإسلامي من هؤلاء المتنكرين لقيمنا الذاهبين مع التغريب فقد كانت الصحف التي تعمل للمبادئ تسقط واحدة بعد أخرى، بينما ظلت الصحف التي تخدم التغريب تقوى وتتوسع. وفي مجال "الترجمة" كان الهدف هو إذاعة القصة المكشوفة والآراء المسومة، وفي الأدب بث فكر جديد قوامه القصص وفي مجال المدرسة كانت تقدم الكتب التي تنتقص من قدرنا وتصم تاريخنا بالضعف وماضينا بالذلة وسيطر على الجو الفكري كله تيار جديد هدام قوامه الاستهانة بكل القيم وفي مقدمتها الدين والمعنويات، كما فرضت الحضارة على بلادنا أسوأ ثمراتها، لم ترسل لنا إلا تجارة الرقيق الأبيض والكحول ومواد الزينة واللهو بغية تحطيم كيان المجتمع، وبدت في جو مجتمعنا ريح تدعو إلى الرخاوة والمتعة واللذة والتخلص من كل القيود.(70/10)
ولم تكن هذه الدعوة تهدف إلا إلى تدمير القيم الأساسية لهذه الأمة، قيم المقاومة والصلابة والتصميم وتحويل نظر الأمة عن الجهاد والتضحية والفداء في سبيل الحرية.
كان هدف التغريب واضحاً هو محاولة قتل شخصيتنا، ومحو مقوماتها وتدمير فكرها، وتسميم ينابيع الثقافة فيها.
وفي هذا المجال برزت الدعوة إلى التحرر من طابع العروبة وطابع الدين وجرت الشعارات الجديدة في الارتباط بحضارات البحر الأبيض وبأن مصر جزء من أوربا، وبرزت دعوات الفرعونية في مصر والفينيقية في الشام والأشورية في العراق، وبرزت النعرات القديمة باسم مسيحي ومسلم، وعربي وبربري، وعربي وكردي، وكان الاستعمار هو الذي يحمل لواء هذه الدعوات ويثيرها ويقلب جمرها، ويخرجها من كهوف الماضي ليمنحها الحياة ويجمع حولها بعض أعوانه عن طريق الفكر والكتابة بغية تقسيم الأمة.
ولم يمض وقت طويل حتى اعترف كتاب الغرب بحركة التغريب وجاءوا يبحثون مدى ما وصلت إليه وما حققته من هدف. وقال جب في كتاب "وجهة الإسلام" إن حركة التغريب كانت بعيدة المدى بإنزال الإسلام عن عرشه في الحياة الاجتماعية.
وقد عملت "حركة التغريب" في جملة ميادية، بدأ العمل فيها غربيون نزلوا إلى المعركة قمة، ثم أسلموا مقاليد الأمور من بعد إلى كتاب من العرب والمسلمين، حتى يبعثوا الثقة في نفوس المواطنين إلى الصوت الأليف الذي يجد الصدى، وفي كل ميدان من ميادين العمل كان النفوذ الأجنبي يجد من يعاونه من أبناء الأوطان، وإذا كان هجومه على الدين قاسياً، فإن من المؤسف أن نجد كثيراً ممن حمل لواء هذا الهجوم من الذين ثقفوا أول الأمر ثقافة إسلامية وكانت اللغة والدين في الأغلب هما الميدانان الكبيران للعمل البعيد المدى، وإن كان التغريب لم يترك ميداناً دون أن يوغل فيه ويسممه ويبعث فيه الشك.
وكانت كلمة "حرية الفكر" والتقدمية، ومقاومة الرجعية، والتطور من الكلمات البراقة التي لعبت دوراً كبيراً في خداع الجماهير.(70/11)
واستطاع التغريب أن يجد المنافذ المرنة الماكرة إلى ما يريد دون أن يصطدم بالعقائد أو يواجه المواقف الحرجة.
وإن كان المبشرون قد هاجموا المقومات صراحة، وقاموا بعملهم في عنف أول الأمر، فإنهم لم يلبثوا أن تحولوا عن هذه الخطة، واختفوا من المسرح، واستبطنوا أهدافهم، وحولوها إلى صورة أخرى أكثر دقة ومكراً. فبرزت أحاديث صورية فيها تمجيد للدين وللغة ولمقومات الأمة فإذا تخدرت أفكار القراء، ووثقوا بالكاتب وكتاباته، بدأت عملية التشكيك الخفي، المدخول الدقيق، بل إن بعض الكتاب الذين عملوا مع التغريب وهاجموا المقومات الأساسية في أول الأمر ولم يلبثوا بعد قليل أن تحولوا مظهرياً، وخاضوا الحديث في أقدس مقدسات الأمة، عاملين على كسب الثقة الشعبية العامة في هذا المجال، حتى يتأتى لهم من بعد أن يحققوا في الخفاء ما يهدف إليه دعاة التغريب، لقد اختفت المعركة من على المسرح ودخلت إلى الكواليس، وأصبح مجال العمل، هو مناهج التعليم نفسها، أو مقالات الصحف أو فرض المذاهب الفكرية الغربية، وتأكيدها والاختفاء وراءها. وخاصة ما يتصل منها بمقاومة القيم العربية الإسلامية، كالمذاهب المادية والنظريات الفلسفية والنفسية التي تدمر قيم الإنسان وتعريه وتكشفه على نحو يقلل من كرامته، وفي هذا المجال ظهرت عشرات من النظريات والمذاهب والفلسفات المضطربة الذاهبة إلى كل مجال، وكان من شأن إذاعة هذه المذاهب والنظريات إحداث بلبلة فكرية من شأنها أن تقضي على الإيمان بالقمومات الأصلية. وتدفع الفكر العربي الإسلامي في متاهات وتخبطات.(70/12)
بل إن الخطط التي قدرها الغربيون إزاء موقف المسيحية والكنيسة حين حاولت أن تقف أمام النهضة والحضارة، فقد حاولوا نقلها إلينا مع الفارق البعيد بين موقف الإسلام من الحضارات والنهضات وموقف المسيحية، فلقد كان الإسلام قادراً دائماً على مواجهة كل تطور، وفيه من السماحة والتفتح والاستجابة ما جعله صالحاً لكل زمان ومكان، فكان هذا الاتجاه في نقل موقف الغرب من جمود الكنيسة ليس إلا لوناً من هذه البلبلة الفكرية التي هي قوام دعوة التغريب.
ولم تكن حملات التغريب على القيم والمقومات والتاريخ واللغة والدين في الشرق قائمة على أساس علمي على نحو ما يذهب إليه أسلوب البحث العلمي، وإنما كانت حملات يغلب عليها الهوى والتعصب وتسيطر عليها ريح الحقد والاستعلاء وخلق الفوارق البعيدة بين الجنس الأبيض وغيره من الأجناس مع سيطرة فكرة التفرقة بين أصحاب الحضارة وبين الشعوب التي كان لها دور من قبل في رحمل الحضارة، حين كانت أوربا تعيش في الوحل والظلام، فإذا أضيف إلى هذا ذلك الإصرار العجيب على إنكار فضل العرب والمسلمين على الحضارة على نحو فيه مغالطة وإنكار لوقائع التاريخ نفسه تبين إلى أي مدى يذهب دعاة التغريب، فآسيا هي المتبربرة، وأوربا هي المتحضرة وليس أكذب ولا أبعد عن الحقيقة ما يحاول الغربيون أن يقولوه في هذا المجال من أن التاريخ والحضارة قد بدأت من أثينا ومرت على روما.. ثم اختفت ألف سنة لتظهر من جديد في حركة النهضة، أما ما قبل النهضة فلا شيء، وفي هذا الرأي ما فيه من الخطأ ومجافاة الحقيقة والواقع.
فإن قبل أثينا كانت حضارات النيل والفرات، وقبل النهضة كان المسلمون والعرب في دورهم الضخم البعيد المدى حين حملوا لواء الحضارة والفكر، وترجموا آثار اليونان وزادوا فيها وأضافوا إليها وحققوا الأسس الكبرى التي قامت عليها الحضارة فيما بعد.(70/13)
والحق أن حركة تغريب الشرق قامت على المغالطة والتضليل، ومحاولة مسخ القيم والقوميات العربية والإسلامية وإدخال قيم ومقومات جديدة تهدم شخصيتنا وتصيرنا مسخاً لا هو من الشرق ولا هو من الغرب ثم هي بعد ذلك تنكر دورنا وتحاول أن تغض من شأن لغتنا وتاريخنا وتراثنا على نحو لا يصمد أمام البحث العلمي الصحيح، وهو ما تكشف بتوسع في مختلف مجالاته وجوانبه.
استهدف التغريب والغزو الثقافي للإسلام والعالم الإسلامي والأمة العربية هدفاً واضحاً مقصوداً لذاته هو الاستسلام للسيطرة الاستعمارية عن طريق تحلل القيم وتحرريف المفاهيم وإفساد الجذور والأسس التي تقوم عليها الذاتية العربية الإسلامية. وبذلك ينصهر المسلمون والعرب في الغرب وحضارته وثقافته انصهار الذليل التابع، الذي يعجب بها ويوليها وتابعها ويتطلع إلى مصادقتها والتبعية لها تبعية كاملة.
ولاشك أن تحقيق هذا الهدف هو أمر بعيد المنال، بالنسبة لأصالة الإسلام وفكره ومقوماته وجذوره العميقة الضاربة في التربة العربية الإسلامية خلال خمسة عشر قرناً كاملة ومع ذلك فقد عمد الاستعمار إلى تنفيذ مخطط ضخم في سبيل التغريب والغزو الثقافي، قام أساساً على موسيات ضخمة تحمل لواء العمل في مجال التبشير والتعليم والصحافة والاستشراق وكلها تناسق بين خططها وأهدافها لتحقيق غاية واحدة، هذه الغاية هي السيطرة الكاملة على العالم الإسلامي التي عجزت عنها الحروب الصليبية والحيلولة بين الإسلام وأهله وبين القوة والسيطرة والقدرة على الحياة والحركة تخوفاً من خطر مفزع متوهم يتمثل في انقضاض الإسلام على الحضارة الغربية وإسقاطها.
وقد سار الغزو الثقافي متقدماً حملة الغزو العسكري والسياسي ومرافقاً لحملات الغزو التجاري والاقتصادي، عامداً إلى مهاجمة الإسلام واللغة العربية والقرآن والرسول والتاريخ الإسلامي والقيم الأساسية في مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية.(70/14)
كما حرص الاتعمار من ناحية أخرى أن ينقل إلى العالم الإسلامي والأمة العربية الجوانب المضطربة من حضارته وفكره، وأغرق الفكر العربي الإسلامي بعشرات مكن حضارته وفكره، وأغرق الفكر العربي الإسلامي بعشرات من التحديات من خلال الفلسفات المتضاربة الإلحادية والإباحية وإذاعتها.
واتصل ذلك بالنظريات ذات المظهر العلمي البراق التي أوجدها الاستعمار ليحاول إقناع الشعوب الملونة بأنهم أقل من الشعوب البيضاء قدرة عقلية، وإن الرجل الأبيض هو الإنسان الذي خصته العناية الإلهية بتحضير الشعوب المتخلفة، وهي نظريات تبين من بعد أنها قد سقطت في بلادها، ولم تجد من يقبلها أو يعتنقها ولكنها نقلت إلى بلادنا لإثارة البلبة والاضطراب ضمن مخطط التغريب المتعدد الأضلاع.
والواقع أن هذه الفلسفات والمذاهب الغربية التي قذف بها الفكر الإسلامي لم تكن قائمة في الغرب على هذا النحو من التعدد في وقت واحد، وإنما جرت خلال فترة طويلة تمتد إلى أكثر من أربعمائة عام منذ عصر النهضة إلى اليوم ولكن التغريب أراد أن يدفع بها مرة واحدة إلى الشرق رغبة في إثارة الاضطرابات والشكوك وزلزلة العقائد ومع ذلك فقد استطاع الفكر الإسلامي وهو في مطالع اليقظة أن يواجه هذا الإعصار في قوة وأن يدحضه ويرده وكاد أن يقضي عليه لولا بقاء النفوذ الأجنبي المؤيد لحركة التغريب المسيطر عن طريق أعوانه وقد تمثلت هذه الحملات في تيارات متعددة أهمها:
إشاعة قضية الأجناس السامية والآرية التي تستهدف الانتقاص من شأن العرب.
مهاجمة لالدين بعامة والإسلام بخاصة واتهامه بأنه سبب التخلف.
انتقاد العرب والمصريين واتهامهم بأنهم ظلوا مستبعدين لليونان والرومان.
إنكار فضل العرب على الحضارة الحديثة.
الحملة على العقائد والقيم.
الدعوة إلى التجزئة والإقليمية وإحياء الدعوات القديمة الفينيقية الفرعونية.
الدعوة إلى ما يسمى ثقافة البحر الأبيض.(70/15)
إذاعة الفرقة والخصومة بين الأديان والأجناس: البربر والعرب، الدروز والموارنة، المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعية.
وقد اصطنع التغريب في سبيل تحقيق أهدافه مؤسسات عدة أهمها "التبشير" وهي مؤسسة ضخمة عمل بها عدد كبير من المسلمين في بلاد الشرق، بإنشاء المدارس والمستشفيات والمعاهد التي اجتذبت أبناء البلاد وفق منهج مرسوم لإخراجهم من الإسلام، وكانت مؤسسة الاستشراق هي المصنع الذي يمد حركة التبشير بالمادة الخام التي تذيعها عن طريق الكتب والصحافة ومعاهد التعليم.
وقد عمد التبشير إلى استغلال الطلاب والمرضى، وتحويل عقائدهم والتأثير في مفاهيمهم وتحطيم معنوياتهم وتنشئة أجيال ممسوخة مبلبلة العقائد، مضطربة الثقافة، منكرة لقيمها وتراثها ولغتها وتاريخها ويمكن القول بأن المستشرقين هم طلائع المبشرين فقد غلب على معظمهم الهوى والتعصب، فلم يطبقوا المذهب العلمي الذي نادوا به في أبحاثهم، وكان جلة المستشرقين على اتصال دائم بوزارات المستعمرات.
وقد استهدف الاستشراق خدمة الاستعمار عن طريق العلم، وأسس جميع النظريات الاستعمارية التي قامت على التهوين من شأن الشرق والعرب والإسلام، وكلها نظريات انخدع بها باحثون أو خدعونا بها ورددوها في مؤلفاتهم، ولعل أهم ما ركز عليه الاستشراق والتبشير هو "الإسلام والنبي محمد"، فلقد أضافوا إلى مفاهيم الإسلام وتاريخ الرسول كثيراً من الافتراءات والإدعاءات الباطلة، وكان مرجليوث، وفنسنك، ولويس شيخو، وهنري لامانس من أشد المستشرقين تعصباً ضد الإسلام ورسوله.
وقد كشف الباحثون المنصفون أخطاء المستشرقين وسوء نواياهم، من أمثال: حسين الهراوي، وعمر فروخ، وشكيب أرسلان، ومحب الدين الخطيب، ورشيد رضا، وقد استهدف مخطط التبشير أهدافاً أساسية واضحة.
أولاً: تشويه الثقافة الإسلامية والتراث العربي والإسلامي.
ثانياً: إفساد الخصائص المعنوية في البلاد العربية والإسلامية.(70/16)
ثالثاً: خلق تخاذل روحي وشعوري بالنقص.
رابعاً: توسيع شقة الخلاف بين الطوائف والمذاهب وإثارة النزاع بين الأديان.
خامساً: إخضاع العالم الإسلامي والأمة العربية للاستعمار الغربي.
سادساً: إعداد شخصيات عربية تستسلم ولا تقاوم النفوذ الأجنبي.
وقد استطاع التبشير عن طريق التعليم تزييف التاريخ الوطني الإسلامي والعربي والطعن على العرب والإسلام.
ودفع المبشرون أعوانهم وتلاميذهم الذين خرجتهم معاهد الإرساليات إلى الصدارة في مجال الكتابة والصحافة وإثارة الشكوك والاتهامات وإذاعة الإلحاد والإباحة، ورمى اللغة العربية والإسلام بكل نقيصة.
وكان أبرز ما ركز عليه التبشير هو محاولة إخضاع الإسلام لمذاهب الفكر الغربي، وذلك بانتقاص حقيقة الإسلام التي تقوم على أنه عقيدة ونظام اجتماعي في آن واحد.(70/17)
سلسلة دراسات إسلامية معاصرة
22
اللغة
أنور الجندي
منشورات المكتبة العصرية
صيدا – بيروت
###33### اللغة
اللغة العربية اليوم هي لغة حياة لمائة مليون من العرب، ولغة فكر لألف مليون من المسلمين، وهي لغة قديمة عرفت قبل نزول القرآن بأكثر من ألف عام، قال الخليل بن أحمد في كتاب "العين": إن عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل (12.305.412) كلمة "وهو ما يعني ما يمكن تكوينه بتركيب أحرف الهجاء على كل شكل من الأشكال: الثنائي والثلاثي والرباعي، ويقول أبو الحسن الزبيري: إن عدد الألفاظ العربية "6.699.400" لفظ لا يستعمل منها إلا "5420" لفظًا والباقي مهمل، ويقول بعض علماء اللغة: إنها تتألف من ثمانين ألف مادة، المستعمل منها عشرة آلاف فقط، والمهجور من ألفاظها سبعون ألف مادة، لم تستعمل إلى اليوم، ولا ريب أن هذه ###34### الإشارات الموجزة تكشف عن وضع اللغة العربية بين اللغات، وعن مكانتها دون حاجة إلى أي عبارة من عبارات الإشادة أو المبالغة في تصوير مكانة هذه اللغة بين اللغات في أبعادها التاريخية وأبعاد حصيلتها اللفظية، فضلا عن ما مرت به من النمو والحيوية في نفس الوقت مما أهلها لأن تكون لغة خاتم كتب المساء، وأن تحفظ هذا الكتاب، وأن يحفظها هذا الكتاب إبان أزمتها التي مرت في القرون الماضية وقد صور هذا المعنى كثيرون من كتاب الغرب، وفي مقدمتهم أرنست رينان الذي يقول: "إن من أغرب ما وقع في تاريخ البشر، وصعب حل سره: انتشار اللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروفة بادئ ذي بدء، فبدأت في غاية الكمال سلسلة أي سلاسة، غنية أي غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها إلى يومها هذا أي تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، ظهرت لأول أمرها تامة محكمة، ولم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلواتهم بالعربية ليفهمها النصارى، ومن أغرب المدهشات أن نبتت تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة(71/1)
مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها، نبتت في وسط الصحاري عند أمة من الرحل، ###35### وكانت هذه اللغة مجهولة عند الأمم، ومن يوم علمت ظهرت لنا في أطوار حياتها، لا طفولة ولا شيخوخة، ولا تكاد تعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تبارى، ولا نعلم شيئًا عن هذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدريج، وبقيت حافظة لكيانها خالصة من كل شائبة، ونستطيع أن نضيف إلى ما قاله رينان: أنها منذ نزل بها القرآن، وانتشرت به أزاحت السريانية والكلدانية والنبطية والآرامية واليونانية والقبطية قبل أن ينقضي قرن واحد، فلما بلغت القرن الثالث الهجري تحولت إليها كل أعمال الدين والدواوين، ثم كتبت بها اللغات التركية والفارسية والأوردية والأفغانية والكردية والمغولية والسودانية والأيجية والساحلية كما كتبت بها لغة أهل الملايو، وقد حدث هذا منذ ألف عام، ثم دخلت اللغات الأوروبية كالفرنسية والألمانية والإنجليزية، وفي اللغة الإنجليزية وحدها أكثر من ألف كلمة عربية.
وما تزال قواميس اللغات الأوروبية تعج بالكلمات العربية، سواء منها ما يتعلق بالحاجات اليومية أو الأطعمة أو الألبسة أو الملاحة.
وهي من الناحية العلمية تفوق أضخم ثروة ###36### وأصواتًا ومقاطع، إذ أن بها 28 حرفًا مكررة، بينما اللغة الإنجليزية 26 حرفًا، ومنها مكرر، وباللغة العربية ثراء في الأسماء بها 400 اسم للأسد، و300 اسم للسيف، و255 للناقة، و170 للماء، و70 للمطر. ولقد كتب القصاص المشهور جول فيرن في إحدى قصصه الخيالية عن قوم شقوا في أعماق الأرض طريقًا إلى جوفها، فلما خرجوا سجلوا أسماءهم باللغة العربية، فلما سئل عن سر ذلك قال: لأنها لغة المستقبل.(71/2)
2- أجرى المطران يوسف داود مطران السريان في الموصل في كتابة التمرنة في الأصول النحوية مقارنة واسعة للغة العربية مع السريانية والعبرانية، وفيها يقول: إن العربية أعرق في الأصالة من جميع اللغات التي يتكلم بها الساميون، وإنها أكملهن وأجمعهن لما فيهن من محاسن، ولذلك تمكنت من اكتساح السريانية والعبرانية. وإبادتهما منذ أجيال، واستولت على جميع بلادها، ورد ذلك التفوق إلى عدة عوامل أهمها: "غناها" واتساع ألفاظها أصلا وفرعًا واشتقاقًا "حتى إننا بغير خوف الخطأ يسوغ لنا أن نقرر أن اللغة العربية أوسع لغات الدنيا المعروفة". أما الخاصية الثانية فهي: أنها أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق ###37### بحيث أن عبارتها سلسة طبيعية يهون على الناطق الصافي الفكر أن يعبر بها عما يريده من دون تصنع أو تكلف بإتباع ما يدله عليه القانون الطبيعي.
ويقول أحمد فارس الشدياق: إن لغات الإفرنج لم تزل في ضم الكلام بعضه إلى بعض في حالة الطفولية، أعني: أنهم يوردون جملة بعد جملة اقتضابًا من دون حرف عاطف، وكثيرًا ما يوردون الجمل من دون مناسبة أو ارتباط. والخاصية الثالثة: أن العربية تكتب كما تقرأ، بحيث إن الذي تعلم حروفها وحركاتها يهون عليه بدون مشقة أن يقرأ حيثما شاء، وهذه الخلة قلما تجدها في لغة أخرى، فإن أكثر اللغات من أراد أن يتعلمها فيعد ما يتعلم أوائل كتابتها، يلتزم بأن يتعلم أيضًا قراءتها كلمة كلمة.(71/3)
ومن الشوائب المستهجنة غاية ما يكون في لغات الإفرنج على العموم اختلافهم في كثير من الحروف الهجائية التي هي عامة لكلهم، فإن الأمم الإفرنجية مع أنها اصطلحت على قواعد ورسوم مطّردة عامة شاملة فيما يختص بالأكل والشرب واللباس وسائر ما يتعلق بالمعيشة الإنسانية مما لا بأس في اختلافه، لم يمكنهم حتى الآن أن يدبروا هذا الأمر العظيم المهم، وهو أن يتفقوا على طريقة واحدة لتصوير ###38### مقاطع الحروف بعلامات عامة لكلهم، فإن اللفظة الواحدة مثل: «Chuce» يلفظها الإيطاليون "كوجا" بالإمالة، والجرمانيون "ختسا" بالإمالة، والفرنسيون "شوس"، والإنجليزية "تشوش" وغيرهم غير ذلك.
ومن ذلك أن اللاتينية، وهي اللغة العلمية لجميع الأمم الإفرنجية، لا يلفظون لفظًا واحدًا، بل كل أمة منهم تلفظها لفظًا مختصًا بها حتى أنه ربما لا يفهم أحدهم عن الآخر. الخاصية الرابعة: أن العربية غنية بنفسها، فهي لا تحتاج إلى لغة أعجمية، ولو أراد أهلها لنفوا جميع الألفاظ الأعجمية التي دخلت فيها بنوع من الخلسة، واستغنوا عنها بغيرها من بحر لغتهم الزاخر.(71/4)
ومما يستحق الذكر أن العرب لم يتركوا شيئًا، لم يستنبطوا له اسمًا في لغتهم كالمعدة والهواء والجوهر والشخص والأفق وخسوف القمر وكسوف الشمس والصدى والعرش والسفر والشاعر والقصيدة إلى غير ذلك، فإن هذه الأشياء مع كون أكثرها طبيعيًا ومحسوسًا، وما فيها من أخص ما يتعلق بعيش الناس العمرانية، لا تجدها لها أسماء في كثير من اللغات المعروفة، فاضطر أصحابها إلى أن يسموها بأسماء أعجمية، فإن اللاتين والسريان والجرمانيين وسائر الأمم ###39### الإفرنجية يسمون تلك الأشياء بأسماء يونانية إلا واحدًا أو اثنين منها اتخذوه من اللاتينية، هذا عدا الألفاظ الاصطلاحية المختصة بالعلوم والصناعات، فإن هذه كلها إلا قليلا قد أخذها جميع الأمم من اليونان ما عدا العرب، ومما يتبين من باشروا فنون أدب لغتهم في القرن الأول من تملكهم على بلاد المشرق، نالوا في قليل من الزمان الغاية من ذلك، ومنذ أول مباشرتهم، وضعوا أصول علم النحو، ورسموا اصطلاحاته، وتوغلوا فيه، وتفننوا في دقائقه حتى إنهم في قليل من السنين، أوصلوه إلى غاية الكمال وفي كل ذلك لم يحتاجوا إلى كتب أجنبية، ولا إلى ألفاظ أعجمية، وفي هذه الخلة، قد فاقوا سائر أمم العالم، ويقول الدكتور عبد الكريم جرمانوس: إن أهم المميزات التي تلفت النظر في اللغة العربية هو "ازدواجها" ويقول وليم مرسيه: إن العبارة العربية كالمزهر إذا نفرت أحد أوتاره رنت لديك كل الأوتار، فالعبارة عن المتانة ما لا يبقى معه شيء يحجب مصدرها عن الناطق بها أو المستمع لها، وبذلك كان اللفظ في اللغة العربية يذكرك بالأرومة التي اشتق منها، ولعل هذا الشعور العميق بالمصدر يفوق شعورك باللفظ عينه. ويقول يوهان فك: ###40### "لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد التالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها إلى زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر، ولم تخطئ الدلائل، فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد(71/5)
من حيث لغة المدنية الإسلامية ما بقيت هناك مدنية إسلامية"، ويقول ميليه: إن اللغة العربية لم تتراجع في أرض دخلتها لتأثيرها الناشئ من كونها لغة دين ولغة مدنية. ويشير جوستاف جورنياوم إلى سعة اللغة العربية وقوة بيانها يقول: أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتتبع جميع اللغات لا يجد فيها لغة تضاهي اللغة العربية، ويضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات، وتزين الدقة، ووجازة التعبير. وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز، وأن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيرًا فوق كل لغة بشرية أخرى، ولها خصائص جمة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف لها نظائر في أي لغة أخرى، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني، وفي النقل إليها، يبين ذلك أن الصورة العربية لأي مثل أجنبي أقصر في جميع الحالات، وأن الفارابي على حق حين يبرر مدحه العربية بأنها كلام أهل الجنة. ويشير جورج سارطون ###41### إلى قدرة العربية على الاشتقاق فيقول: إن خزائن المفردات في اللغة العربية غنية جدًا، ويمكن لتلك المفردات أن تزاد بلا نهاية، ذلك لأن الاشتقاق المتشابك والأنيق يسهل إيجاد صيغ جديدة من الجذور القديمة بحسب ما يحتاج إليه كل إنسان على نظام معين، لنأخذ مثلا، الجذر "س ل م" سلم معناها: نجا، سلَّم: حيا، ألقى السلام أو التحية، سالم: دخل في السلم، أسلم: انقاد وخضع، الإسلام: الخضوع لله، تسلم: أخذ شيئًا من يد غيره، السلام: التحية، السلم: خلاف الحرب، سليم: صحيح غير مريض، التسليم: الرضى والقبول، الاستلام: لمس الحجر الأسود. وهناك: مسلم، متسلم، مسالم وغيرها مما يعيا أحيانًا على الحصر.(71/6)
ويقول بروكلمان: إنه بفض القرآن بلغت العربية من الاتساع مدى لا تكاد تعرفه أي لغة من لغات الدنيا، والمسلمون جميعًا يؤمنون بأن العربية هي وحدها اللسان الذي أحل لهم أن يستعملوه في صلواتهم، وبهذا اكتسبت العربية منذ زمان طويل مكانة رفيعة، فاقت جميع لغات الدنيا الأخرى.
###42### ويقول فان ديك: إنها أكثر لغات الأرض امتيازًا، وهذا الامتياز من وجهين: الأول من حيث ثروة معجمها والثاني من حيث استيعاب آدابها.
ومن شأن هذا كله أن الفصحى عاشت على أزمان حتى أنه لو بعث امرؤ القيس اليوم لاستطاع أن يتكلم، وأن يفهم اللغة العربية، وبيننا وبينه خمسة عشر قرنًا، بينما لا يستطيع الأوروبيون أن يفهموا كلمة واحدة مما قيل قبل أربعة قرون، منذ انفصلت لهجاتهم عن اللغة اللاتينية، وأصبحت لغات مستقلة، وذلك يرجع إلى فضل القرآن، يقول ريجستير بلاشير: إننا كلما درسنا اللغة الفرنسية لاحظنا أنها قد تطورت عبر العصور بحيث نجد لها أطوارًا، فإذا قارنا حالة اللغة الفرنسية في القرون الوسطى، وجدنا أنها مغايرة كل المغايرة للغة المستعملة في القرن السابع عشر، وهذه مختلفة أيضًا عن لغتنا اليوم، فوحدة اللغة الفرنسية لا تتضح إلا بالبحث والمقارنة، في حين أن وحدة اللغة العربية تتضح للقارئ، ولو كان أجنبيًا لأول وهلة، لغة القرآن لا تزال هي لغة اليوم، وهذا ما ميز العربية عن اللغات الأخرى.
ويقول جاك بيرك: إن اللغة العربية هي أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب، بل هي اللغة ###43### العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملا قويًا في بقاء الشعوب العربية.(71/7)
3- حاول الاستعمار والتغريب أن يقول بأن اللغة العربية لغة أمة، هي الأمة – العربية – وأن كل قطر من شأنه أن يكتب لغته، وأن هذا الأمر يستدعي أن يتناول هذه اللغة على النحو الذي يرضاه ويراه محققًا لهذه الغاية، وكان طرح القضية على هذا النحو يحمل طابعًا خطيرًا من التمويه والتزييف والتجاوز. وقد يمكن أن يكون صحيحًا في أي بلد من بلاد العالم، وفي مواجهة أي لغة، ولكنه يصبح عسيرًا جدًا حين يطرح بالنسبة للغة العربية، ولو أن اللغة العربية لم ترتبط بالقرآن والإسلام، لكان يمكن أن يكون هذا القول فيه مجال للنظر، أما وقد أنزل القرآن منذ أربعة عشر قرنًا باللغة العربية، فأنشأ عالم الإسلام الفكري والاجتماعي والديني، فقد أصبح للغة العربية وضع مختلف لا شبيه له في أي لغة أخرى، إذ لم يعد للعرب وحدهم حق التصرف في اللغة العربية، ولم تعد اللغة – العربية – لغة – إقليمية – تخص قطرًا، بل لم تعد الأمة – العربية – نفسها مطلقة الإرادة في ###44### التصرف فيها. هذه هي الحقيقة التي واجهت محاولة التغريب والغزو الثقافي منذ قام ولكوكس في مصر وماسنيون في الشام وكولان في المغرب، ثم تابعهم بعد ذلك سلامة موسى والخوري مارون غصن ولويس عوض وغيرهم بمهاجمة اللغة العربية.(71/8)
إن أخطر ما تمثل اللغة العربية هو أن قارئها اليوم في العقد الثامن من القرن العشرين، يستطيع أن يقرأ ويفهم ما كتب بها منذ القرن الخامس الميلادي أي ما كتب قبل نزول القرآن بأكثر من نصف قرن، أي: أن تراثًا حافلا قام في خلال هذه الفترة كلها، وأعظمه ما جاء بعد الإسلام بالطبع، هذا التراث هو ملك حر لقراء اللغة العربية، يلمون به إلمامًا صحيحًا؛ وهذا ما لم يتيسر بالقطع لأي لغة في العالم كله اليوم، ذلك أن أي لغة قائمة لا يستطيع قراؤها أن يفهموا من تراثهم إلا ما يجاوز ثلاثة القرون الأخيرة، أما ما يبعد عن ذلك، فإنهم يلتمسون لفهمه المعاجم، إن مرد ذلك هو ثبات اللغة العربية الذي لم يتح لأي لغة أخرى، ومرجع ذلك الثبات إلى نزول القرآن بها وارتباطها به على النحو الذي أنشأ هذه الثروة الضخمة من العلم والتراث والتأليف. ومن هنا أصبح للغة العربية خاصية متميزة لا ###45### تستطيع اللغات الأخرى أن تشاركها فيها، ولا تستطيع هي أن تجاوزها، تلك هي أنها لغة أمة ولغة فكر ودين، فهي لغة الأمة العربية، وهي في نفس الوقت لغة المسلمين جميعًا، لغة فكرهم ودينهم وصلاتهم، ولغة ذلك الرباط الذي يجمعهم بالتشريع والعقيدة جميعًا، وهو القرآن الكريم. ومن هنا كان الخطر الوحيد الذي يواجه أهل اللغة العربية، هو أن ينزلوا عن مستوى أسلوب القرآن، فيصبح أسلوبهم قاصرًا عن فهمه وتعمقه، لأن ذلك من شأنه أن يفصل بينهم وبينه، وذلك هو ما تحاوله القوى الهدامة المعادية للعرب والإسلام والتي تدعوهم إلى ما يسمى باللغة الوسطى أو تقريب الفصحى من العامية. أمامنا القرآن وهو المقياس الثابت وعلينا في كل حركة من حركات الفكر والكتابة والبحث أن نقترب منه ونلتقي به، وعلى العامية أن تقترب من الفصحى، وليس الفصحى أن تنزل إلى العامية ولا ريب أن التعليم كفيل إذا اتسعت آفاقه أن يقلل من الحاجة إلى العامية، وأن يزيد الالتحام بالفصحى، والذوق العربي الإسلامي كله(71/9)
متصل بالفصاحة، وفهم الفكر الإسلامي متصل بهذا المستوى من الأسلوب والبيان.
ولقد وهب القرآن اللغة العربية حصيلة ضخمة من ###46### المعطيات الفكرية والاجتماعية من خلال رسالته العالمية التي اتخذت من ألفاظ اللغة العربية ومادتها تشكيلا جديدًا طرح على البشرية منهجًا شاملا من الحياة والفكر والنظر في الكون وبناء المجتمع والأخلاق، وكان هذا هو مصدر دهشة الناس عند نزول القرآن، فقد كانت هذه الألفاظ معروفة لهم بأعيانها، ولكن الإعجاز كان متمثلا في هذا التشكيل الذي تشكلت به فكرًا وأداء في هذه القيم الجديدة التي قدمها، وهذه الصور المتعددة، وهذه الروعة في أسلوب الإقناع والحوار، وهذه المناهج المتعددة في مخاطبة القلب والعقل، ومعنى هذا أن ثروة اللغة العربية، إنما ترجع إلى تشكيلها القرآني الذي أعطاها هذه القوة، وفي نفس الوقت أعطاها الإسلام هذا الاتساع والذيوع، ومن هنا فقد أصبحت صلة اللغة العربية بالقرآن والإسلام صلة عضوية تمثل التجربة الأولى والأخيرة من نوعها في صلة رسالة السماء بلغة من اللغات، ولا ريب أن هذا المفهوم له أثره البعيد في امتلاك المسلمين جميعًا لهذه اللغة، وما يتصل بها من خطأ القول بأن لقطر ما أو لشعب ما القدرة على التصرف في اللغة العربية؛ ومن الحق أن يقال: إن اللغة العربية هي لغة فكر عالمي يضم سبعمائة مليون من المسلمين جغرافيًا ويمتد أربعة عشر ###47### قرنًا في التاريخ والتراث.
4- من أبرز المخاطر تلك المقارنة التي يحاول البعض عقدها بين اللغة العربية واللاتينية:(71/10)
فقد حرص عدد كبير من المستشرقين أن يصحوا "المسلمين والعرب" بالتخلص من اللغة العربية كما تخلصت الشعوب الغربية من اللغة اللاتينية وتغليب لهجاتهم في كل قطر حتى تصبح كل لهجة منها لغة إقليمية كما فعل الأوروبيون باللاتينية حين أوردوها المتحف، وأقاموا من لهجاتهم لغات هي الفرنسية والإنجليزية والألمانية الحالية؛ ولطالما ألح بعض دعاة التغريب على هذا المعنى، فردده وانخدع به بعض الكتَّاب العرب مع أنه ليس هناك من شبه للمقارنة، بل هناك فوارق عميقة منها:
أولا: إن اللاتينية ماتت كلغة للشعب بموت الدولة الرومانية، وبقيت لغة للكنيسة والعلماء، أما الشعب فكانت اللغة على لسانه تتكيف بتكيفات مختلفة حسب الأمكنة والأزمنة والعناصر، ولم تكن اللاتينية لغته الأصلية، وإنما كانت أخرى كالسلبية السكسونية، والجرمانية الهندية التي امتزجت بلغة اليونان، فلم تثبت تلك اللهجات إلا بتمادي الزمان وتنوع الكتبة وفتح المدارس وتأليف الكتب، وساعد ###48### الشعوب في ذلك انفرادهم في أصقاع متنائية دولا مستقلة، أين هذا كله من أمر اللغة العربية؟!.
ثانيًا: إن العربية لغة أمة واحدة تحمل ثقافة وفكرًا ما زال حيًا متفاعلا لم يتوقف أو يجمد ساعة من زمان. وإن هذه الأمة تمتد من المغرب الأقصى إلى جزر أندونيسيا وهي في هذا الزمن الطويل قد ارتبطت بالتاريخ والتراث والقيم أوثق ارتباط، وأثمرت هذا الفكر الإسلامي الذي تضمه ألوف الكتب والمجلدات والمخطوطات المتناثرة في مختلف مكتبات العالم.(71/11)
ثالثًا: هناك فارق أصيل يعزل كلا من اللغتين عن الأخرى عزلا لا توجد معه حيلة للاجتهاد أو المقارنة، فاللغة العربية لغة تقوم على الاشتقاق، ويتوقف فيها المعنى على حركات التعريف وحركات الإعراب وبين لغة هي: "اللاتينية" تقوم على النحت ولصق المقاطع بعضها إلى بعض بغير دلالة لاختلاف الأشكال والحركات، وقد تفردت العربية – حتى بين اللغات السامية – باطراد الأوزان وقواعد التصريف وقواعد الإعراب، فلا مشابهة بينها وبين اللغات الأخرى في هذه الخاصية.
رابعًا: لم تتعرض العربية بعد أن استقرت في العالم ###49### العربي الحالي إلى هجمات وغزوات لغات جديدة كما تعرضت لها اللغة الرومانية من جراء استيلاء القبائل الجرمانية على مختلف أنحاء أوروبا، كما أن البلاد العربية لم تصب بتفتيت سياسي وإداري واقتصادي مثل ما عرفت البلاد الرومانية في عصور الإقطاع الطويلة، كما أن البلاد العربية لم تنعزل عن بعضها البعض انعزالا يشبه الانعزال الذي حصل في البلاد الرومانية، بل ظل الاتصال بين مختلف أقطارها قائمًا بفضل قوافل التجارة وقوافل الحج التي ظلت تنقل جماعات كبيرة من المسلمين كل سنة من مختلف الأنحاء إلى الحجاز.
خامسًا: إن الإسلام قد التزم العربية الفصحى التزامًا تامًا، وظل يساندها ويؤازرها دون انقطاع، ولم تتخل عنها لهجة من اللهجات في وقت من الأوقات. ذلك لأنها لم تعهد بمهمة القرآن إلى أئمة المساجد وخطباء الجوامع وحدهم، كما فعلت الديانة المسيحية في العالم الروماني بالإنجيل، بل فرضت ذلك على كل مسلم ومسلمة، فصار لزامًا على كل فرد أن يتلو طائفة من الآيات القرآنية كل يوم خلال الصلوات الخمس، وقد استتبع ذلك إنشاء مدارس وكتاتيب لتعليم القرآن – قراءة وحفظًا – وكل ذلك حال دون انقطاع صلة العرب بالعربية الفصحى التي ظل يذكرهم بها ويوصلهم ###50### إليها على الدوام – القرآن – عن طريق استماع المستمع والتلاوة المتتالية.(71/12)
سادسًا: إن الفوارق بين لغة الكلام ولغة الكتابة، وبين العامية والفصحى، لم تتعد قط حدود فوارق اللهجات التي لا تحول دون تفاهم أصحابها بشيء يسير من الجهد والانتباه.
5- حوربت اللغة العربية منذ وصل الاحتلال الغربي إلى بلاد الإسلام، وحوربت في البلاد الإسلامية بإيقافها وتنمية اللهجات القديمة واللغات الغربية، فكل مستعمر قد عمد إلى فرض تعليم لغته، أما في البلاد العربية، فقد حوربت اللغة العربية بحصرها في الجوامع والاستعاضة عنها باللغة العامية الدارجة، وكذلك الدعوة إلى إلغاء الحرف العربي والاستعاضة عنه بالحروف اللاتينية، وجرت حملة واسعة بالادعاء لعجز اللغة العربية وإدخال الكلمات العامية إليها، وقد تصدى لهذه الحملات عدد كبير من المفكرين المسلمين والعرب في مقدمتهم علي يوسف ومصطفى صادق الرافعي وأحمد زكي الملقب بشيخ العروبة وعبد العزيز ###51### جاويش ومحب الدين الخطيب والدكتور محمد محمد حسين، وكشفوا زيف هذه المحاولات كلها، وأبانوا عن مقدرة اللغة العربية ومرونتها، وعارضوا كل هذه الشبهات، ومما أورده هؤلاء الباحثون في دحض هذه المؤامرة ما يأتي:
أولا: العامية التي يرى أصحاب هذا الاتجاه استخدامها في الشؤون التي تستخدم فيها العربية الفصحى لغة فقيرة كل الفقر في مفرداتها، فلا يشمل متنها على أكثر من الكلمات الضرورية للحديث العادي، وهي إلى ذلك مضطربة كل الاضطرابات في قواعدها وأساليبها ومعاني ألفاظها. ولا ريب أن "أداة" هذا شأنها لا تقوى مطلقًا على التعبير عن المعاني الدقيقة، ولا عن حقائق الآداب والعلوم والإنتاج الفكري المنظم والعامية في لغة ما غير ثابتة على حال واحدة، بل هي عرضة للتطور في أصواتها ودلالتها ومفرداتها وقواعدها، وهي تختلف باختلاف الشعوب، وتختلف في الشعب الواحد باختلاف مقاطعاته.(71/13)
ثانيًا: تبين أن الحروف اللاتينية لا تصلح لكتابة اللغة العربية، فالحروف العربية ضرورة لازمة لا يمكن العدول عنها، ذلك أن الخط العربي حفظ حتى الآن وحدة اللغة العربية، وإن كان النطق يختلف من قطر إلى قطر، أما ###52### الحروف اللاتينية، فهي مبنية على أساس أن صوت الحروف واحد غير متبدل، أما في العربية فهناك أصوات لكل حرف لا سيما فيما يختص بالحركات ومع تغيير الأصوات واللهجات في العربية على حسب الأشخاص أو على حسب الأفكار.
فإننا نعتبر الخط العربي كفيلا بنقل الألفاظ على وتيرة يفهمها الجميع مع وجود التغيير في الأصوات.
ثم إنه ليس هناك معادلة بين الحروف العربية واللاتينية، فالحروف مثلا في الألمانية والروسية قريبة الشبه باللاتينية، أما في العربية فوجه الشبه بعيد جدًا، وإذا تغير الخط العربي بالخط اللاتيني أصبحت النتيجة خطيرة للغاية، فكيف يكون مصير الكنوز العظيمة التي خلفتها الآداب الإسلامية في الدين والفقه والعلوم والآداب والفنون وغيرها، وكلها مدونة معروفة بالخط العربي.(71/14)
ثالثًا: فيما يتعلق بإصلاح اللغة، فقد أشار الباحثون إلى أنها دعوى باطلة، ذلك أن تغيير قواعد اللغة العربية صرفًا ونحوًا، إنما يكون بالوضع والإزالة، وهذا معناه إحداث لغة جديدة بقواعد جديدة، وهذه اللغة العربية الجديدة إن صح اتصالها بالعربية الحالية المعروفة اتصال اللهجة بالأم، فإنها تبعد عنها شيئًا فشيئًا حتى تختفي معالم ###53### الصلات بينهما أو تكاد، وعندئذ تكون اللغة العربية الحالية من اللغات الميتة. وإذا صح أن ننقل التراث العلمي الأدبي القديم إلى اللغة العربية بعد تغيير قواعدها، فماذا نصنع في شأن "التنزيل": الكتاب العربي المبين، وحديث الرسول بأسلوبهما ووضعهما، ولا ريب أن إصلاح قواعد اللغة (نحوًا وصرفًا) معناه خلق لغة جديدة غير لغة القرآن والحديث، وغير لغة الشعر المروى والنثر المهذب، وغير لغة العقلية العربية والإسلامية، ذلك أن قواعد اللغة العربية وضعت طبقًا لنصوص القرآن والحديث والمسموع عن العرب، التغيير في هذه القواعد هجر للقرآن والحديث والمسموع، وهكذا فإن إصلاح اللغة العربية يعني إخراجها عن لغة القرآن والحديث والأدب العربي والعقلية الإسلامية.(71/15)
6- كثر خلط دعاة التغريب في الحديث عن الفصحى والعامية، ومحاولة الادعاء بأن هناك لغتين، والحق أن هناك لغة واحدة هي اللغة العربية "ولهجة" هي العامية، وأن الفصحى هي اللغة المشتركة بين العرب جميعًا، وأنها هي القوة القادرة على المحافظة على بقاء المستوى البياني بين القرآن واللغة العربية، وأن أخطر الأخطار أن يمس هذا المستوى أو تجري محاولة للانتقاص منه، والمعروف أن اللهجة – العامية - ###54### مسألة مرحلية، وأن الفصحى هي الامتداد الطبيعي للفكر الإسلامي وثقافته، وأن الروائع لا تكتب إلا بالفصحى، وأن العامية إقليمية دائمًا بل أكثر من إقليمية بحيث يكون لكل بلد لهجته، وقد يركز المنهج الغربي الوافد على اللهجات العامية، ويدرسها بعناية، ولمن المحاولة مضللة وغير علمية، يراد القول بأن هناك لغة عامية غير اللغة العربية، وأنها سابقة لها، وأن لها تراثًا من الأمثال والحكم، ولقد عجزت كل هذه المحاولات أن تجعل من اللهجات العامية في البلاد العربية شيئًا، بل إن هذه الآثار التي جمعوها قد كشفت عن عجز العامية عن معالجة الموضوعات الرفيعة، وقد أكد الباحثون بأنه من المحال أن تصل هذه اللهجات العامية مهما ركز الاستشراق عليها وأولاها اهتمامه، من المحال أن تصبح لغات مستقلة مكتملة التكوين صالحة للاستخدام في مختلف شؤون التعبير والكتابة، كما حدث في اللهجات المتفرعة من اللاتينية. ذلك لأن لهجات اللاتينية قد سارت في طريق النمو والرقي بفضل ما كانت تمتصه من أمها اللاتينية من حين لآخر، فضلا عن الجهود التي بذلت لتوسيع نطاقها، وتكملة بعضها وتهذيبها من نواحي المفردات والقواعد والأساليب وتدوين آثارها واستخدامها في الترجمة والتأليف، على حين أن ###55### اللهجات العامية العربية، قد جمدت على أوضاعها الساذجة، ومن هنا فإنه لا سبيل أن تصبح العاميات العربية صالحة لأن تكون أكثر من أداة للتخاطب في الشؤون العادية دون أن تصلح للكتابة أو(71/16)
لأداء أغراض البيان الأصيل فضلا عن قصورها الذاتي.
7- هناك دعوة مسمومة تحت اسم "تطوير اللغة" وهناك من يفسر هذا فيقول: إنه تطوير الفصحى حتى تقترب من العامية لا العكس الذي هو من الأمور الطبيعية، وإنما يعني أصحاب هذه الدعوة المريبة التحلل من القوانين والأصول التي صانت اللغة خلال خمسة عشر قرنًا أو تزيد، فإذا تحللنا من القوانين والأصول التي صانت لغتنا خلال هذه القرون المتطاولة، كان نتيجة ذلك هو تبلبل الألسنة وتوسيع رقعة الاختلاف بين الأقطار العربية حتى تصبح عربية الغد شيئًا يختلف كل الاختلاف عن عربية القرآن الأول أو عربية اليوم، وتصبح قراءة القرآن والتراث العربي والإسلامي كله متعذرة على غير المتخصصين من دارسي الآثار ومفسري الطلاسم.
كذلك فلا بد من الإشارة إلى محاولات النفوذ الأجنبي لمقاومة نمو اللغة العربية والتمكين للغات الأجنبية الفرنسية ###56### والإنجليزية على الخصوص فقد قطع الاستعمار الغربي الطريق على توسع العربية بين مسلمي العالم حيث كان من الطبيعي أن يمتد بامتداد الإسلام إلى مختلف المناطق بحسبانها لغة الثقافة والدين.(71/17)
8- إن أهم ما يركز عليه رجال اليقظة الإسلامية في مجال فهم اللغة العربية، هو أن اللغة هي الوجه الثاني للفكر، وأن كلمات اللغة التي تنطق بها الأمة هي أفكارها وأخلاقها وعقائدها، فكلمات اللغة، علامات وإيماءات، وللغة صلة عميقة بالعقيدة والفكر، فلكل أمة معجمها الخاص المملوء بالكلمات التي تصنعها عقيدتها وقيمتها لتكون أداة اتصال "روحي وأداة تفاهم وتبليغ فيما بينها، ومن حيث إننا عرب ومسلمون، فيجب أن نستوحي مفهوم الكلمات، ولا نستعمل كلمات من غير معجمنا، وعلينا أن نتعلم تعبيرات القرآن، وألا نجعل للكلمة العربية الإسلامية مدلولا خارجًا عن أصولها، وعلينا أن نفكر بلغتنا، ولا ريب أن كلمات الغرب ومصطلحاته لا يمكن فصلها عن ملابساتها الفكرية التي ترمي إليها، ولا يمكن نقلها كما تنقل ألفاظ الاختراعات والعلوم، يقول صادق عنبر: إن لكل أمة شاهدًا من لغتها على ما خطرت عليه من دين ودون لها من ###57### تاريخ، وعرف عنها من نسب ومدنية وفنون، ففقدان أمة لهذه الثروة المعنوية هو اعتراف منها بسفاهتها"؛ والمعروف أن اللغة العربية تعبر عن الفعل والفاعل والزمان في لفظ واحد: "فعل" ليس كذلك الإنجليزية والفرنسية.
ويقول الكاتب الغربي فون همبلت: إن لسان أمة جزء من عقليتها، ويقول ماكس مولار: إن الفكر واللغة شيء واحد، وهو يشبهها بقطعة النقد، ويقول: إن ما نسميه الفكر ليس إلا وجهًا من وجهي النقد، والآخر هو الصوت المسموع. ومن المحاولات التي تستهدف إخراج اللغة العربية عن مدلولها الأساسي فرض كلمات غربية تختلف، فكلمة الدين الغربية Religion لا تعني معنى كلمة الدين بمفهوم الإسلام، وكذلك كلمة الزكاة Charité فهي ليست بمعنى الزكاة الإسلامية.(71/18)
كذلك فإن من المحاذير القول بأن اللغة العربية أساس من أسس العروبة، وفي مفهوم الإسلام: العربي ليس من يتكلم عربيًا، بل من يفكر عربيًا؛ وفي مجال الفكر الإسلامي: إن اختفاء اللغة لا يحول دون بقاء الأمة لأن مصدر بقاء الأمة هو العقيدة، ولقد اختفت اللغة العربية من الجزائر، ولكن صمود العقيدة حال بينهما وبين الفناء، فاللغة ###58### العربية هي أساس الفكر الإسلامي الذي كتبه ترك وفرس وبربر وعرب فاللغة بمثابة الوعاء الذي تتشكل فيه وتحفظ وينتقل بواسطة أفكار الأمة.(71/19)
ويقول ابن تَيْمِيَّة: "إن اللغة العربية للإسلام ليست لغة فحسب، ولكنها عقل وخلق ودين، ذلك أن الفكر هو الذي يحفظ وحدة النظر إلى الحياة ووحدة التحرك في مواجهة الخطر، ومن هنا نجد أنه لا يمكن بحال من الأحوال لمسلم أو لغير مسلم أن يعرف حكم الشريعة الإسلامية من مصادره الأصلية إلا إذا كان عالمًا بلغة العرب، وبأساليبها، ومقايساتها، وكل ما يتعلق بها". من أجل هذا فهم المسلمون الأوائل أهمية اللغة العربية على وجهها، وقاموا بنشرها بكل ما أوتوا من قوة، وفي كل مكان حل الدين حلت مع اللغة لأنها مفتاح الدين، ومن هنا كانت محاولة الاستعمار في حجب اللغة العربية عن البلاد التي اتسع فيها الإسلام حتى تظل عقيدتهم ناقصة لأن كمالها في فهم خصائص اللغة التي هي مصدر الشريعة وزبدتها". وفي هذا يقول الشيخ محمد عبده: "إن إصلاح لساننا هي الوسيلة المفردة لإصلاح عقائدنا، وجهل المسلمين بلسانهم هو الذي صدهم عن فهم ما جاء في كتاب دينهم وأقوال أسلافهم. ففي اللغة العربية ###59### الفصحى من ذخائر العلم وكنوز الأدب ما لم يمكن الوصول إليه إلا بتحصيل ملكة اللسان، ولا تحصل هذه الملكة قولا وكتابة حتى يتكلم بها غالب أهلها، ويكتبوا بها الطريقة الصحيحة لأن في انحطاط لغتنا انحطاطًا لنا ولديننا وعقائدنا وأخلاقنا، وانحطاط ذلك مفسد لجميع أمورنا". وقال العلامة محمد أبو زهرة: إن الإسلام لا يمكن فهمه إلا باللغة الفصحى، والقرآن كذلك، ومن هنا كانت محاولة ضرب اللغة العربية الفصحى حتى لا يفهم القرآن، ولكي يندثر كما اندثر الإنجيل العبري، وفي هذا يقول أحد الباحثين الغربيين: إن من حق العرب علينا أن نرفع الصوت عاليًا طالبين إليهم الصمود والمقاومة، فليصمدوا وليقاوموا هذه الدعاية المذلة التي تسول لهم التنازل عن شرفهم وتراث آبائهم.
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ/ أنور الجندي(71/20)
وحدة الفكر الإسلامي مقدمة للوحدة الإسلامية الكبرى
الأستاذ أنور الجندي
## 5 ##
بسم الله الرحمن الرحيم
1
إن العالم الإسلامي الآن بعد أن مر بمرحلة "الاستعمار" التي تمثل النفوذ العسكري والسياسي الغربي الذي سيطر على أغلب أجزائه، ثم انحسر عنها يواجه في الوقت الحاضر، مرحلة أشد عنفًا وقسوة:
تلك هي: "مرحلة التبعية والاحتواء".
هذه المرحلة تمتد جذورها عند نهاية المرحلة السابقة والتي حرص الاستعمار على بناء قاعدتها من خلال المدرسة والصحيفة والثقافة والنفوذ الاجتماعي والتي لم تتكشف آثارها بصورة واضحة إلا بعد أن انحسر النفوذ الأجنبي السياسي والعسكري.
وقد جاء مصاحبًا لها ومتعاملًا معها ما تمكنت الصهيونية العالمية من إحداثه في بناء رأس جسر في فلسطين أرادت أن يمتد إلى قلب الأمة العربية مهددا الإيمان والأمن في حمي العالم الإسلامي كافة. ## 6 ##
وقد وجدت مرحلة الاستعمار مواجهة صادقة بأعمال المقاومة والمعارضة والانسحاب من التعامل مع منظمات القانون الوضعي والربا والفساد الخلقي، وهي مرحلة جاهد فيها الأبرار من رجالنا جهادا مستميتًا عنيفًا في ميدان النضال والفكر وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل دحر هذا النفوذ وتدميره.
كذلك لقيت "مرحلة الاحتواء" مواجهة صامدة من المفكرين الأبرار الذين مازالوا منذ ثلاثين عاما أو يزيد يكشفون عن هذا الخطر الكامن ويصححون زيفه ويفندون شبهاته ويسحقون خطره الممتد إلى العقيدة والمجتمع جميعا.(72/1)
ولقد تعالت صيحة المقاومة للغزو الفكري والتغريب والاحتواء الثقافي من كل مكان، حتى يمكن القول الآن بأن هذه الحقيقة قد تمكنت من كل وجدان وبقي أن تكون حافزًا بالإرادة الصادقة لدحر هذا الخطر واستخلاص النفس الإسلامية والعقل الإسلامي من براثنها حتى تستطيع الأمة الإسلامية أن تستشرف خلال سنوات قليلة من الآن مرحلة جديدة بإذن الله هي مرحلة "الرشد الفكري" وتأكيد الذاتية والتحرر الكامل من التبعية والاحتواء في كل صوره وأشكاله وفي مختلف مجالاته قانونًا بالشريعة الإسلامية، واقتصادًا بالمنهج الإسلامي، ومجتمعًا بالأخلاق الإسلامية وتربية بأسلوب الإسلام. ## 7 ##
ولذلك فنحن في حاجة إلى وحدة الفكر الإسلامي الجامعة التي تنطلق فيها كل قضايا الأدب والثقافة ومفاهيم الاجتماع والاقتصاد مستمدة مصادرها من دعوة التوحيد التي استعلنت من أربعة عشر قرنًا وتجددت قبل قرن ونصف فكانت مصدرًا لحركة اليقظة الإسلامية المعاصرة وعلامة على بزوغ فجر العصر الحديث في العالم الإسلامي كله وذلك قبل وصول طلائع الحملة الفرنسية وإرساليات التبشير بأكثر من خمسين عامًا.
وتلك حقيقة يجب أن تظاهرها كتب الدراسات الأدبية والتاريخية، وأن تصحح بها ذلك الخطأ الشائع الظالم الذي يدعي أن الغرب هو الذي أيقظ المسلمين.
2
ولكي نستطيع أن نمضي في الطريق إلى الغاية المرتجاة علينا ان نذكر أن الأمة الإسلامية بعد أن واجهت "أزمة الحروب الصليبية" التي استقطبت جهدها خلال مائتي عام كاملة من المقاومة والجهاد لم تلبث أن عاشت مرحلة "مد إسلامي" لم تتح له فرصة الوصول إلى الأعماق في العقيدة، وإن استطاع أن يمتد زمنيًّا إلى أكثر من أربعمائة عام حمى فيها الأمة العربية من أوضاع الغزو الغربي المتجدد، فقد قامت الدولة العثمانية الإسلامية التي خضعت كأي كيان ## 8 ## اجتماعي لسنن الله في الأمم والحضارات من حيث النمو والقوة والضعف والانحسار.(72/2)
ولقد واجهت الدولة العثمانية الإسلامية في سنواتها الأخيرة مرحلة جمود وتخلف أمسكت المسلمين عن أمرين خطيرين من أمور القوة والسيادة:
أولًا: وهن القوى المادية وضعف أدوات الحرب والعتاد وعلومهما والانفلات من فريضة الجهاد الإسلامي بكل مستلزماته من مرابطة في الثغور وحماية للمواقع ووقف دائم في وجه الخطر المتحفز المترقب الذي لم يتوقف لحظة منذ انتهت الحروب الصليبية عن الزحف والتآمر، وإن كان قد عجز عن استئناف الجولة في جبهة المتوسط الشرقية التي كانت قوية صلبة وإن كان قد طاف حول إفريقيا من الغرب وأزال كثيرًا من نفوذ المسلمين فيها.
ثانيًا: ضعف التيار الفكري الإسلامي الذي التزم المسلمون بميثاق التوحيد أن يكون متجددًا ناميًا متصلًا دائمًا بمنابع القرآن مستمدًا قوته ونصرته من أصول الإسلام الأصيلة من مناهج الحكم والتربية وأنظمة الاحتجاج والاقتصاد ونتيجة لهذا كله علت موجة المد الغربي التي أخذت في تطويق عالم الإسلام وكانت تخشاه من قبل، فلما اقتحمته وجدته هشًا طريًا لأنه كان قد فقد قوته المادية العسكرية وجمد تجديده الدائم المتصل واستنام إلى الدعة، وزايل طموحه ## 9 ## وحيويته وتأهبه لمواجهة أعدائه الذين لم يكونوا قد ناموا بل استيقظوا، غير أن العالم الإسلامي القائم على مفهوم الإسلام وفكره المتجدد لم يكن لينتظر أن يوقظه أحد ما من خارج محيطيه، فقد بدأت حركته ذاتية من قلب الجزيرة العربية في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي حيت حمل لواء دعوة التوحيد الإمام محمد بن عبد الوهاب فكان ذلك علامة على فجر جديد اطلع المسلمين لالتماس أصول عقيدتهم، وامتلاك ينابيع فكرهم واتخاذها جميعًا مصدرًا لليقظة.(72/3)
وقد جاءت هذه الحركة مصدقة ومؤكدة لذلك القانون الذي عرفه المسلمون خلال تاريخهم كله والذي انتظم ماضيهم وحاضرهم بانبعاث حركة اليقظة كلما انحرف الطريق من قلب الإسلام نفسه وبأيدي أولئك الأبرار الذين أذن الله تبارك وتعالى بظهورهم على مدى الأجيال واستدارة الزمان، ومنذ ذلك اليوم وإلى اليوم وحركة الصراع دائرة بين قوى الغزو الأجنبي وبين حركة اليقظة الإسلامية في محاولة للسيطرة عليها وتنحيتها عن مكانها واستبدالها بحركة أخرى من اتباع له جرت المحاولات للتمكين لهم بالسيطرة على مقدرات التعليم والثقافة والصحافة، ثم كشفت أضواء الإسلام زيفهم وأفسدت هدفهم، وحررت منهم المناهج وإن كانت قوى الغزو الأجنبي لا تتوقف ولا تريد أن تبأس. وما أظن المسلمين إلا في جهاد لا يتوقف لمقاومة تيار هذا الغزو.
وقد عملت حركة اليقظة الإسلامية منذ يومها الأول بوعي ## 10 ## عميق وجددت منهجها ووسعت أبعاد حركتها لتستوعب مخططات الغزو جميعًا وقد استطاعت بفضل صدق دعاتها وقادتها ونضارة فكرها وأصالته وارتباطه بالفطرة والحق أن تستعيد الروح الأصيل الذي لم يكن للمسلمين نهضة إلا به ذلك هو روح "لا إله إلا الله".
ولقد مضت حركة اليقظة الإسلامية إلى العمل في ميدانين متكاملين.
الأول: تحرير العقيدة من زيف الجمود وما دخلها من أوهام الباطنية والغنوصية وشبهات المجوسية وتلفيقات الوثنية الهلينية.
ثانيًا: استعادة قدرة الإنسان المسلم على المقاومة والدفاع وإعادة فريضة الجهاد مرة أخرى إلى ساحة المجتمع الإسلامي وإحياء مفاهيم النضال والاستشهاد والكشف عن صفحات التاريخ الحافل بالبطولة والمجد ومحاولة استئنافها تطبيقًا واسترخاصًا للأرواح في سبيل إعلاء كلمة الله.(72/4)
وقد مضت المعركة سجالًا يقتحمها المجاهدون المسلمون ويثبتون فيها، وقد ذهل الاستعمار لهذه المعارضة القوية، وغير أساليبه وخططه مرات ومرات دون أن يتحول عن غايته وحاول إقصاء العناصر القوية والنماذج الرائعة عن مجال النضال وأقام دائرة ضيقة لها نفوذ، قصرها على رجاله الذين ## 11 ## كونهم وشكلهم واستأنف بهم سيطرته على مقدرات الأمم والشعوب.
وقد كشفت أحداث السنوات الخمسين الأخيرة في العالم الإسلامي كله عن فشل تجارب الغرب بمنهجيه الليبرالي والماركسي في مجال السياسة والاجتماع والاقتصاد والتربية، وعجزت النظم المختلفة عن أن تقدم للنفس الإسلامية والمجتمع الإسلامي ما يسد حاجته أو يمكنه من أن يجد ذاته وتكلفت النتائج الحاسمة عن عجز التجارب الغربية بشقيها واستعلنت الحقيقة الصادقة العميقة المغزى أمام العالم الإسلامي كله بأنه لا طريق له بعد أن جرب كل الطرق إلا طريقا واحدا: هو طريق التوحيد والقرآن والشريعة الإسلامية وأنه ليس له سبيل سوى الإيمان بالإسلام نظام مجتمع ومنهج حياة.
ويمكن القول أن الطبول تدق في كل مكان اليوم معلنة أنها تلتمس طريقها من خلال الشريعة الإسلامية وأن فريضة الجهاد حين دخلت مرة أخرى إلى حياة المسلمين غيرت باسم الله والله أكبر الكثير وأدالت من العدو وكشفت عن قدرات رائعة في النفس المسلمة بحيث لا يقف أمامها أي خطر وكان ذلك الالتقاء على عقد الخناصر وترابط القوى، مذهلًا لقوى الغزو والاستعمار.
وهناك بوادر كثيرة في تطبيقات الاقتصاد الإسلامي ## ص 12 ## والمجتمع الإسلامي والشريعة الإسلامية سوف تحقق الكثير مما يطمع فيه أصحاب دعوة الحق وبناة اليقظة.(72/5)
ولا ريب أن ذلك كله منطلق لما بعد من خطوات حتى يستطيع الباحث المسلم أن يعلن دون أن يخشى شيئًا أن (عصر التبعية) بهذه الخطوات أنما يتدافع إلى نهايته بعد أن انتهى من قبله عصر الاستعمار وأن عصرًا جديدًا يوشك أن يشرق فجره، من حول الكعبة المباركة ومن الارتباط بالقبلة.
ذلك هو عصر "تأكيد الذاتية" وبناء "الرشد الفكري" ودعم وحدة الفكر الإسلامي على نحو يؤهل المسلمين إلى تقديمن رسالتهم عما قريب إلى البشرية كلها، هذه البشرية التي يجتاحها القلق الصارم والتمزق النفسي الشديد والتي أوفت على مراحل اليأس القاتل بعد أن فشلت تجاربها خلال أكثر من مائتي عام تقريبًا في أن تقيم مجتمعًا كريمًا أو تحرر النفس البشرية من أسرها، فقد فشلت التجارب وعجزت الأيدلوجيات ويئس الفلاسفة إلا من ضوء واحد لا يزال في نفوسهم منه شيء هو ضوء الإسلام.
3
غير أن هذه المهمة الخطيرة التي هي أمانة في الأعناق للأمة الإسلامية في حاجة إلى جهد مضاعف وعمل مكثف وهذا يتطلب بالتالي إلقاء أضواء كاشفة على تلك الخلفيات البعيدة الخطر التي تبدو من وراء "حركة التبعية والاحتواء" التي تتضافر فيها جهود الاستعمار والمادية والصهيونية وأتباعها جميعًا في مواجهة الإسلام. ## ص 13 ##
ولقد كان للدور الذي لعبته الأيدلوجية الصهيونية التلمودية في العصر الحديث منذ الثورة الفرنسية إشارة بعيدة في السيطرة على الفكر الغربي نفسه واحتوائها له، وله إشارة بعيدة أيضًا في مناهج الاستشراق والتبشير والتعليم.
وعلى المفكرين المسلمين كشف أبعاد هذا المخطط حتى يسهل القضاء عليه توطئة للدخول في مرحلة الرشد الفكري المبتغاة وبين يدي هذا العمل أقدم هذه الحقائق:
أولًا:
من أخطر ما كشف عنه الوثائق في السنوات الثلاث الأخيرة "بروتوكولات صهيون"، وقد بدأ الحديث عنها بعد حرب 48 حثيثًا ثم ترجمت إلى اللغة العربية بعد ذلك بقليل.(72/6)
والمعروف أن هذه البروتوكولات ظهرت في أواخر القرن الماضي الميلادي، أي أنها ظلت محجوبة عن المسلمين والعرب قرابة خمسين عامًا لم تشر إليها أية صحيفة أو مجلة من الصحف العربية خلال هذه الفترة ويرجع ذلك بالطبع إلى أن الصحف التي كانت قادرة في هذا المجال كلها كانت من أصحاب العمالة الاستعمارية الصهيونية، وكانت ذات ولاء واضح للماسونية وما وراءها من مخططات فلما انكشفت البروتوكولات في منتصف هذا القرن تبين أن كثيرًا مما جاء بها كات قد تم تنفيذه فعلًا وفي مقدمة هذا تمزيق العالم إلى كتلتين، والقضاء على الخلافة الإسلامية والدولة العثمانية الجامعة للعرب والترك. غير أن الباحث يستطيع أن يعرف أن مضامين هذه ## 14 ## البروتوكولات التي كانت قد بدأت تنكشف بعد إسقاط السلطان عبد الحميد رحمه الله عام 1908 – 1909 م وعلى التو تكشف مخطط ما يعرف بالماسونية التي دخلها كثير من الأعلام المسلمين بحسن نية وظنًا بأنها تعني ما تعلن عنه مما أطلق عليه (حرية – إخاء – مساواة) ولم تكن أبعاد الأمور قد انكشفت لهم بعد على نحو ما انكشف لنا بعد ذلك. غير أن السلطان عبد الحميد كان على معرفة عميقة بهذا التيار الذي سرعان ما اتضحت آثاره بعد سقوطه مباشرة، وجرت الإشارة إليه وقد أثبته كذلك السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار وحذر المسلمين من مخطط واسع أحد طرفيه الماسونية والطرف الآخر هو الصهيونية.(72/7)
وقد انكشف موقف السلطان عبد الحميد جليّا في السنوات العشر الأخيرة بعد أن ظل غامضًا مضببًا على نحو من الظلم والاتهام في الباطل وذلك بعد أن ترجمت مذكرات هرتزل إلى اللغة العربية وسجلت – والحق ما شهدت به الأعداء – أن هذا الرجل الكريم أغري أشد إغراء ثم هدد أشد تهديد، ولكنه صمد صمودًا تامًا وكان موقفه من الملايين الخمسة والخمسين من الذهب التي عرضت عليه مشرفًا وكريمًا، وكانت رسالته الحاسمة الأخيرة، وهذه الوثيقة تستطيع أن تصحح الخطأ الذي عاش سنوات وسنوات في معظم كتب التاريخ والأدب في البلاد الإسلامية محاولًا أن يلقي على شخصية السلطان عبد الحميد ظلال التشكيك والاتهام ومجافاة الحرية والعدل. ## 15 ##
في عام 1902 م بدأت المعركة مع السلطان عبد الحميد لإسقاط الدولة العثمانية والخلافة وكان ذلك مطابقًا للبروتوكولات، وفي عام 1909 م تم إقصاء السلطان عبد الحميد وفيما بعد سقطت الخلافة.
وكانت ثمار مدارس الإرساليات هي القوى ذات الأسلحة الحاسمة في مجال الصحافة والتي حملت لواء هذه الدعوة الضالة فقد كان التبشير قد ركز نفسه وأنشأ جامعاته ومن أوائل خريجيها جاء هذا الفوج الذي قاد الصحافة العربية مع الأسف في هذه المرحلة وأعلن الحملة على السلطان عبد الحميد وعلى الخلافة وعلى الإسلام.
ثانيًا:
أعتقد أن البحث يقتضينا أن نذهب إلى أبعد من ذلك عمقًا في التاريخ فنرجع إلى السنوات التي بدأت فيها فكرة هرتزل عام 1897 م وهو العام الحاسم الذي أعلنت فيه الدعوة الصهيونية بعد أن أعدت خيوطها الأولى ممثلة في ماركس من قبل وفرويد الذي كان صديقًا لهرتزل ومشاركًا له في المؤسسات الصهيونية، وبذلك انتظمت الخيوط كلها في طريق واحد: طريق تهديم البشرية وسحقها توطئة للحلم اليهودي بالسيطرة العالمية.(72/8)
عن طريق إعلاء العنصرية بالدعوات المتصلة ## 16 ## التي أعلنها مارس مولر اليهودي وماكس نوكدو خليفة هرتزل وذلك لخلق الدعوة إلى عنصرية شعب الله المختار.
عن طريق تحويل الفكر البشري كله ناحية الطعام والمادة بما أعلنه ماركس وإنجلز من نظريات للتفسير المادي للتاريخ وما يتصل بالنظرية الربوية العالمية.
عن طريق تدمير النفس الإنسانية بالدعوة إلى تحويل الفكر البشري كله من ناحية الجنس والغرائز وإطلاقها وهو ما أعلنه فرويد.
وقد كشفت الأبحاث من بعد عن الصلات الوطيدة بين الفروع الثلاثة المتصلة بالدعوة الأساسية إلى الصهيونية العالمية من خلال إعلاء نص محرف يفصل بين إبراهيم عليه السلام من جهة وبين ابنه الأكبر إسماعيل جد العرب والمسلمين من جهة أخرى وإسحاق جد اليهود والمسيحيين من جهة أخرى، في محاولة مضللة لشجب الجناح الإسماعيلي العربي المتصل برحلة إبراهيم إلى مكة المكرمة ونشأة فرعه الإسماعيلي فيها.
ولقد كان دهاء الصهيونية بارعًا منذ ذلك الوقت البعيد وذلك بالسيطرة على مصادر العلوم وفي مقدمتها (دوائر المعارف) فقد استولى اليهود على إعادة صياغة دوائر المعارف والموسوعات العالمية وفيها ركز الصهيونيون محاولتهم في توجيه جميع المواد التاريخية على النحو الذي يشك ## 17 ## في حقائق الإسلام ووقائع التاريخ وفي علاقة المسلمين والعرب بإبراهيم عليه السلام.
ولقد عمد بعض الكتاب العرب متباعة لهذا المخطط إلى إنكار وجود إبراهيم وإسماعيل والتشكيك في اللغة العربية وصلتها بالقرآن.
وكأنما كان ذلك نذيرًا لمن ألقى السمه وهو شهيد إلى ما بعد ذلك من محاولات تزييف للتاريخ الإسلامي يراد أن تجرى أولًا من خلال دراسات الأدب وثانيًا من أقلام كتاب عرب يتسمون بأسماء إسلامية.(72/9)
وفيما يتصل بهذا ما كشفته الأخبار عن اجتماع البهائيين في مؤتمر عالمي في القدس المحتلة 1968 م وما أعلنوا من أن دعوتهم مستمدة من الصهيونية أساسًا والتاريخ يثبت كيف كان لهم نشاطًا في يافا إبان الاحتلال الإنجليزي لفلسطين ومنه امتد إلى كثير من البلاد الإسلامية والعربية وأنهم خدعوا كثيرًا من الناس دون أن يتبين الكثيرون مدى صلتهم بالتلمود.
ثالثًا:
ولكي تكتمل أبعاد الصورة أقدم هذه الوثائق المتلاحقة التي يمكن تجميعها في إطار واحد لكي تشكل بعدًا جديدًا لما نريد أن نصل إليه – هذا (غلادستون) بعد احتلال مصر يقول عام 1897، بعد أن يصعد إلى منبر مجلس العموم ومعه نسخة من القرآن الكريم يلوح بها في وجه ## 18 ## الأعضاء ويقول: "إنه ما دام هذا الكتاب باقيًا في الأرض فلا أمل لنا في إخضاع المسلمين".
وكان هذا علامة إنطلاقة خطيرة للاستشراق لها آثارها الكبيرة بالنسبة للمخطط الذي طرحته الشبهات في كل مجالات الفكر الإسلامي لتوهين مفهوم الإيمان بالله والصمود والمواجهة للعدو والجهاد والمجابهة للغزاة في كل مكان وكان كرومر قد أعلن منذ عام 1883 م موقفه حين قال: "إنما جئت لأهدم ثلاثة: الكعبة، والأزهر، والقرآن".(72/10)
وفي عام 1907 م يتقدم "بيترمان" الوزير البريطاني بوثيقته المعروفة التي تقول: إنه لكي يظل الاستعمار قادرًا في السيطرة على المسلمين والعرب والحيلولة دون نهوضهم لابد من "إقامة حاجز بشري" يفصل بين مسلمي أفريقيا وآسيا وكان الجواب حاضرًا وربما كان ذلك تمهيدًا لما يراد أن يقال حيق تقدم اليهود فقالوا: إنما نحن الحاجز البشري المعادي للمسلمين، ثم كان وعد بلفور بعد ذلك خطوة تالية على الطريق، فإذا ربطنا بين تقرير "بيترمان" وبين إسقاط السلطان عبد الحميد عام 1909 م وفتح الطريق أمام اليهود إلى فلسطين عن طريق الدونمة والاتحاديين وصلنا إلى لورنس البريطاني ودوره في تمزيق الرابطة بين العرب والترك التي جمعهما لواء الإسلام، وفي هذه الفترة الحاسمة استطاع أتباع المحافل الماسونية وخريجوها بين 1909-1918 م أن يضيعوا طرابلس الغرب وأن تهزم الدولة العثمانية وأن يصل اليهود إلى الأرض المقدسة حتى جاء اليوم الذي وقف فيه اللورد اللنبي في القدس ليقول: ## 19 ## "الآن انتهت الحروب الصليبية":
وقف القائد الفرنسي (جيرو) في دمشق أمام بطل حطين صلاح الدين وهو يقول: ها نحن عدنا يا صلاح الدين.
وفي نفس اليوم الذي دخل فيه الإنجليز القدس بقيادة اللورد اللنبي صاح صائح يهودي يقول: إن هذه المعركة هي لحسابنا ونحن ورثة البريطانيين في السيطرة على القدس، قالوا ذلك قبل عام 1967 م بأكثر من خمسين عامًا.
لقد كانت الحملة الصليبية باسم الدفاع عن قبر المسيح وجاءت الحملة الصهيونية باسم الدفاع عن حائط المبكى.
وكلعا دعاوى تبرر الغزو فما كان قبر السيد المسيح إلا مكرمًا في أيدي المسلمين، وما كان حائط المبكى محظورًا على اليهود أن يصلوا إليه، ولكنها حيل التاريخ وقضايا الماضي تحاول أن تحول دون وحدة المسلمين وقيام نهضتهم من جديد.(72/11)
ونحن نعرف أن المعركة قديمة قدم الإسلام نفسه وأن الغرب لن يتوقف عن مهاجمة معاقل المسلمين، وأنه حتى في خلال فترة وجود الدولة العثمانية الإسلامية لم يتوقف عن التآمر عليها، وقد أحصى الوزير الإيطالي (دجوفارا) أكثر من مؤامرة على الدولة العثمانية لتدميرها في كتابة الموسم باسم: «مائة مشروع لتمزيق الدولة العثمانية». ## 20 ##
رابعًا:
ولكي تكون أبعاد الصورة مكتملة تحت أبصار المسلمين لابد أن نتحدث عن ذلك العمل الذي صاحب هذه المحاولات كلها وكان عقدة العقدة فيها، ذلك هو "التغريب" المخطط والمنظمة التي تستهدف تحويل هذه الأمة الإسلامية عن أصالتها وهدم ذاتيتها وتذويبها في أتون الفكر العالمي وإحوائها في الأممية، والفكر العالمي اليوم صريع الفكر الصهيوني مصاغًا في قوالب ذات طابع علمي براق خادع لأصحاب النظرة الخاطئة والفكرة الساذجة ولأولئك الضحايا الذين ما زال الفراغ النفسي والروحي والديني يجتاح نفوسهم نتيجة لقصور المناهج التربوية في بلاد المسلمين فهم أقرب الناس إلى التقاط عدوى الغزو حيث لا توجد الحصانة التي تدفع عنهم أو تحميهم من أخطار السهام المنطلقة من كل مكان.(72/12)
ولا ريب أن أبرز مؤسسات هذا الغزو هما مؤسستا: الاستشراق والتبشيبر وقد اتخذتا مجالهما في ميادين التعليم والثقافة والصحافة واتخذتا لهما هدفًا حاسمًا، وأن تغيرت الأساليب والوسائل بين آن وآن حسبما تكشف التجارب وتقضي الظروف. ولقد بدأت حركتا التبشير والاستشراق عملهما على نحو عنيف عاصف واتصل أمرهما في أول الأمر بالكنيسة ثم امتد إلى وزراء الاستعمار فلما لم يجدا من رد فعل غير الإنكار من جانب المسلمين عدلا اتجاههما في الأربعينيات تعديلًا فاختفى التبشير وراء التعليم، واصطنع الاستشراق ## 21 ## أسلوبًا خادعًا يقدم تمهيدات فيها بعض الاستحسان للإسلام ثم يدس السم بعد ذلك خفيفًا خفيفًا حتى لا يثير الشبهات إلا بعد كسب الثقة بالتمويه. ثم سيطرت اليهودية التلمودية والصهيونية على الاستشراق والتبشير واستخدمته في سبيل قضيتها، كانت قضية الاستشراق الغربي في كلمة هي إخراج المسلمين من مفهوم (الإسلام نظام مجتمع) إلى مفهوم مأخوذ من الغرب يرى أنه لا صلة بين العبادة والمجتمع وذلك حتى ينفسح المجال للقانون الوضعي بدلا من الشريعة، وفي مجال الاقتصاد المصرفي الربوي بدلًا من مفهوم {وأحل الله البيع وحرم الربا}، وفي مجال الاجتماع بإطلاق الغرائز وتطوير الأخلاق بدلًا من ضوابط الإسلام وحدوده.
أما الاحتواء الصهيوني للاستشراق والتبشير فقد استحدث ضرب مفهوم العلاقة بين العروبة والإسلام وإعلاء شأن العنصرية وطرح نظريات باطلة في مقارنات الأديان والأخلاق والاجتماع والتفسير المادي للتاريخ والتربية.
ولقد سئل الدكتور زويمر - كبير المبشرين في البلاد العربية - في الثلاثينيات عن فشله في إدخال المسلمين إلى المسيحية فأجاب تلك الإجابة الخطيرة التي يجب أن تكون موضع تقدير الباحثين المسلمين في مجال الغزو الثقافي والتغريب: إن الهدف من التبشير ليس إدخال المسلمين في المسيحية فإن ذلك جد عسير ولكن الهدف هو إخراجهم من الإسلام.
خامسًا:(72/13)
في السنوات الأخيرة سيطر الاستشراق اليهودي على الاستشراق الغربي وقدم عددًا من أعلامه: ##22 ##
مرجليوث وجولد سيهر وبرنارد لويس في مجال الدراسات العربية.
دوركايم وليفي بريل وفرويد وسارتر في مجال الاجتماع والأخلاف (هذا بالإضافة إلى ماركس).
وبدت واجهات العمل في أفق الفكر الإسلامي ولها صورة أخرى أشد عمقًا ومكرًا وهذه جريدة التيمز تتحدث عن الإسلام في إفريقيا فتقول: "كان الاعتقاد قديمًا أن الإسلام دين شعوب الصحراء وقد يتقدم إلى الحضر، وما كان أحدًا يصدق أنه يستطيع أن يخترق المناطق الاستوائية ويصل إلى جنوب إفريقيا" ليس هذا هو المهم من النص وإنما المهم يأتي من بعد، يقول: "ويختلف الغربيون في اتجاههم الفكري نحو مستقبل الإسلام في إفريقيا، من قائل أن تقدم الإسلام لن يضر بالمصالح الاستعمارية إذا ما سار الإسلام في الخطوات التي رسمها له الاستعمار بينما يرى آخرون ضرورة (الحد من تقدم الإسلام) عن طريق نشر البدع والخرافات (أي إدخال البدع المخالفة لأصل الإسلام لإفساده وإزالة حقيقة الإسلام عنه ثم بقاء اسم الإسلام عنوانًا لها) حتى يكون ذلك بمثابة حائل يقف أمام ضغط الاستعمار المتزايد".
وهذا نص يؤكد: أن هناك محاولتين في مواجهة الإسلام:
الأولى:
أن يتحرك الإسلام في الخطوط التي رسمها ## 23 ## الاستعمار في دائرة أنه دين لاهوتي فحسب وليس دين شريعة ونظام مجتمع.
ثانيًا:
نشر البدع والخرافات بما يعني تحريف المفاهيم والقيم وهذا ما يطلق عليه محاولة هدم الإسلام من الداخل.
وإن نظرة واحدة إلى هدف التغريب كما صوره دهاقنة الاستعمار والنفوذ الغربي ليؤكد هذا المعنى: فهم يهدفون من خلال دراسات الاستشراق المبثوثة في معاهد التعليم والصحافة والمؤلفات الثقافية إلى إنشاء عقلية عامة تحتقر كل مقومات الحياة الإسلامية وتنفر من الدين وتعمل على إبعاد العناصر التي تمثل الثقافة الإسلامية عن مراكز التوجيه.(72/14)
ونحن حيث نبحث النظريات الحديثة (الوافدة) المطروحة في أفق الفكر الإسلامي في العصر الحديث – يتبين لنا أنها على وجه العموم بدأت بكتابات المبشرين والمستشرقين ثم سلمت إلى الجيل التابع الذي تشكل في دائرة الاحتواء، فقد حمل الدعوة إلى العامية في البلاد العربية دعاة من أمثال ولكوكس وولموز وسبيتا في مصر وكولون في الجزائر وماسنيون في المغرب، كما تؤكد الأبحاث التاريخية أن أول من نادى بالطورانية والفرعونية والفينيقية وغيرها كان من المستشرقين ثم جاء بعد ذلك طه حسين وسلامة موسى وساطع الحصري وعلي عبد الرازق ومحمود عزمي وغيرهم.
وقد كان هدف حركة الاستشراق واضحًا وهو كما عبر ## 24 ## عنه أربابه يتلخص في عبارة حاسمة: "وضع العلم في خدمة السياسة والاستعمار" وقد استهدف غايات بعيدة أهمها:
أولًا: إذابة الشخصية الإسلامية والقضاء على ذاتيتها الخاصة وطابعها المفرد واحتواؤها.
ثانيا: قطع الصلة بين حاضرها القائم وبين أصولها الإسلامية في محاولة ربطها بماضيها الوثني السابق على الإسلام.
ثالثًا: إثارة الشبهات بهدف خلق جو من الازدراء والاستهانة بالميراث الإسلامي.
رابعًا: كان الاستشراق هو المصنع الذي يقدم السموم لمدارس التبشير وإرسالياته لتطبيقها في مناهجها التي انتقلت إلى المدارس الوطنية.
خامسًا: استهدف هذا العمل تمزيق وحدة فكر العالم الإسلامي وتشتيته بما سمي إسلام عربي وإسلام فارسي وإسلام تركي وهكذا، وبما جرى التركيز عليه من مفاهيم العنصريات وإعلائها حتى ليقول (هاملتون جب): أن أولى النتائج التي نجمت عن الغزو الفكري أنه زعزع فكرة أن العالم الإسلامي وحدة ثقافية واحدة وتسيطر عليه تقاليد واحدة.
حقًا، لقد بقيت رابطة العطف والماضي المشترك والعقيدة المشتركة ولكن امتزاج الأفكار المأخوذة من الغرب بدرجات ## 25 ## متفاوتة كان قد بدأ ينزع إلى كل مملكة من الممالك الأخرى".(72/15)
وهذا هو ما يستدعي العمل لوضع قاعدة: وحدة الفكر الإسلامي إزاء كل ما يراد به وأن نبدأ في بناء مناهجنا التربوية والثقافية والاجتماعية على هذه القاعدة.
إن العالم الإسلامي الذي يضم الآن قرابة ألف مليون مسلم ويتكلم أكثر من عشر لغات يستطيع أن يتخذ من (القرآن) لغة جامعة تقوم على أساسها زعامة فكرية رصينة تقف في وجه كل هذه المؤامرات والمحاولات التي ترمي إلى تدمير ذاتيته وحصره في بوتقة (التبعية) بعد أن بدت بوادر فجر الانطلاق نحو مرحلة: الرشد الفكري كمقدمة لقيام المسلمين بتبليغ رسالتهم إلى العالمين كرة أخرى.
وأمامي تقريران: أحدهما :
عن مؤتمر بتليمور الذي عقد بإشراف الصهيونية العالمية في إحدى الجامعات المصرية والذي يعد في نظر الباحثين نقطة التحول في اتجاه الصهيونية لتزييف التاريخ الإسلامي وذلك عام 1948 م وقد حضر (بن جوريون) هذا المؤتمر وقاد أعماله إلى هدفها، وكان مما تقرر فيه: تنظيم ومضاعفة عمليات تزييف التاريخ العربي وطرح دراسات جديدة تحمل الشبهات التي تتصل بمؤامرة إسرائيل. ## 26 ##
وقد أعدت الصهيونية عناصر هامة من الباحثين استطاعوا السيطرة على كراسي دراسات التاريخ الإسلامي في أغلب الجامعات الأوروبية والأمريكية – وذلك على حد تعبير الدكتور إبراهيم العدوي – لدعم النشاط السياسي ضد العرب في العالم والتوصل إلى خلق حركة ثقافية عنصرية تساعد على تفتيت العرب وعلى هزيمتهم أمام العالم وأمام المسلمين تاريخنا. ومن أمثلة هذه النظريات التحريفية التي يطرحها الاستشراق اليهودي محاولة تصوير العرب والمسلمين بصوره الوحشية، ورد مقومات ثقافتهم إلى أصول يونانية رومانية وإحياء الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي كالقرامطة والباطنية والزنج والحلاج وغيرها.(72/16)
وإثارة الشبهات حول سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وخاصة فيما يتصل بالمرحلة التاريخية التي عرفت باسم الحنيفية والسابقة لليهودية. كذلك تركز الصهيونية على تخويف الغرب من قيام دولة عربية كبرى واحدة وتعيد إثارة صفحات التاريخ فيما يتعلق بالخلاف بين المسلمين والغرب وخاصة في الأندلس والبلقان وغيرها. ويؤسفني أن أقول أن كثيرًا مما نشر في العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة كان استجابة وتطبيقًا لهذا المخطط.
الثاني: تقرير عن الحرب المعلنة على العقائد الدينية وعلى أمور الوحيث والنبوة والغيب. والفلسفات المطروحة التي ترمي إلى إلغاء القيم الثوابت وإبدالها بنظرية التطور ## 27 ## المطلق، وتجاوز المعنويات والروحيات وإقامة المادية وحدها مقاعدة الفكر وإلغاء الضوابط الأخلاقية والمسئولية الفردية والدعوة إلى رفع الوصاية عن الشباب والعمل على إخراج العرب والمسلمين من إطارات الدين مما أطلق عليه بعد النكسة (علمنة الذات العربية) كذلك هناك دعوات إلى إعادة طرح الأساطير والإباحيات في أفق الفكر الإسلامي والأدب العربي عن طريق القصة والمسرح والصحافة. ومحاولات أخرى لإحياء الجاهلية العربية والوثنية الإغريقية والمجوسية الباطنية.
وقد تجد هذه الدعوات تقبلًا من شباب قليل الخبرة ممن عجزت المناهج الجديدة أن تمدهم بزاد نفسي وروحي يسد حاجتهم من القيم العاصمة من الزلل.(72/17)
وهناك محاولات تضع تخلف المسلمين والعرب وهزيمتهم الماضية في كفة في مواجهة ضرب الفكر الإسلاميه ورميه بأنه مصدر الهزيمة مع أنه لم يكن خلال تلك الفترة مطبقًا أو معتبرًا أسلوبًا للحياة حتى يتحمل مسئولية الخطأ، وإنما تتحمل مسئولية الخطأ تلك المناهج الوافدة، ولو التمس المسلمون منهجهم أسلوبًا للحياة لما تعرضوا لهذا الخطر ولما هزموا، والحقيقة أن هذه الهزيمة لم تأت من مصدر واحد، هو التبعية واعتماد أساليب الفكر الوافد، ثم أنهم بعد ذلك لم ينتصروا إلا عن طريق التمساهم منهجهم الأصيل ## 28 ## الذي انتصروا به خلال تاريخهم كله وسوف يكون نصرهم حاسمًا ما تعمقوا هذا المنهج واستوعبوه بالتطبيق الكامل في مختلف مناحي الحياة.
ولقد نسي العرب والمسلمون في مرحلة التبعية والاستعمار أن منهجهم يختلف اختلافًا كبيرًا عن مناهج المستعمرين من ناحية وأن المستعمرين لم يقدموا للمسلمين إلا كل زائف ومضطرب وفاسد، وأنهم حجبوا عامدين وما زالوا يحجبون أسرار العلم وأسباب القوة ووسائل التقدم.
لعلي لا أعدو الحقيقة إذا رددت هذه الكلمة التي يؤلف عنها مجلد كامل، تلك هي: "إن الأهداف الصهيونية تحولت إلى مذاهب فلسفية لها دعاة ومدافعون، وأن بعض أهلنا قد استخدموا – بغير أجر ولا مثوبة – لخدمة هذه المخططات على سذاجة منهم وغرور، وأن الخطر ليس خطر المؤسسات المعروفة، ولكن الخطر الأشد، هو الذي يختفي وراء بريق التقدم والعلمانية والعصرية وغيرها".
وقد آن للعرب وللمسلمين أن يتجاوزوا هذه المناهج، أن يتجاوزوا فرويد وماركس وسارتر إلى آفاق أكثر سعة وأكثر اتصالًا بذاتيتهم وقيمهم، وهم لم يجدوا هذه الآفاق إلا في الإسلام وفي معطياته المثمرة وحلوله الحاسمة لكل ما تعاني البشرية من مشاكل وأزمات وفي قضاياها الثلاثة الكبرى: الحرية والعدل والشورى. ## ص 29 ##(72/18)
لقد سقطت تلك المناهج الوافدة في بلادها، وفقدت قدرتها على العطاء، وعجزت عن إسعاد النفس أو تأهيل المجتمع للطمأنينة وهي أعجز بالنسبة لمجتمع غير مجتمعها، ولذلك لم يبق للمسلمين والعرب من سبيل إلا أن يعودوا إلى معطياتهم. وهي معطيات ربانية المصدر، إنسانية الطابع، تحمل الصدق والحق واليسر بعيدًا عن التعقيدات الفلسفية، والمذاهب والأهواء، وهي خير عطاء للبشرية لو فقهت البشرية حاجتها الحقيقية وهديت إلى ذلك الضوء الساطع العميق.
إن على المتابعين للحضارة العربية منا أن يذكروا كيف أن أصحابها قد فقدوا الأمل فيها وهذا (أرنولد توينبي) في كتابه: «الحضارة والغرب» يعلنها صيحة مدوية حين يقول: "إن الحضارة الغربية تمر الآن في طور التدهور والانحلال الذي مرت به الحضارة الرومانية من قبل. من أجل هذا لم تعد فنون الصناعة أو الاقتصاد أو غيرها من المعارف كافية لتوفير الاستقرار والسعادة للمجتمع الإنساني، ذلك أن الروابط الروحية هي العمد الحقيقية التي لا يمكن أن يقوم بدونها صرح المجتمع ويتماسك بناؤه"!. فكيف إذن نلتمس من الضائعين الضوء وهم في حاجة إلى أن نعطيهم إياه. لقد استطاعت حركة اليقظة الإسلامية أن تكشف كثيرًا من زيف الاستشراق وخطل رأيه من أبرز وجوه ذلك عجز الاستشراق نفسه عن تصور النفس الإسلامية والعقل الإسلامي تصورًا صحيحًا لأسباب عديدة منها:(72/19)
- عجز المستشرقين أنفسهم عن فهم البيان العربي، هذا ## 30 ## إذا خلصوا من تعصبهم، أما إذا اجتمعت الأهواء مع العجز عن الفهم يكونون قد بعدوا تمامًا عن فهم المسلمين والعرب. إننا لا نغلق أبوابنا أمام الفكر البشري، وسمة فكرنا الأساسية أنه متفتح، ولكنه قائم على قاعدته يأخذ ما يزيده قوة ويرد ما سوى ذلك، ولقد كان المسلمون يؤمنون على مدى العصور أن الفكر الوافد ما هو إلا بمثابة (مواد خام) لهم الحق في استعمالها وتشكيلها على النحو الذي يرونه نافعًا لهم ولهم الحق أيضًا في ردها والاستغناء عنها.
إننا مطالبون بأن نحمي تاريخنا من الزيف، ونصون تعليمنا من مادية الفكر، ونحن في حاجة دائمة إلى التفرقة بين الأخلاق التي هي جزء من الدين وبين التقاليد التي هي من نتاج المجتمعات، كذلك علينا التفرقة بين مفهوم الإسلام نفسه كما جاء به القرآن وبين التطبيق التاريخي الذي أصاب فيه المسلمون وأخطأوا حيث لا تعد ممارستهم حجة على الإسلام بل يكون الإسلام حجة عليهم، علينا أن نفرق بين الأصيل والوافد، علينا أن نؤكد مفاهيمنا في الثقافة والتربية والسياسة والاجتماع والأخلاق والقانون وأن نعرف مكانة اللغة العربية فينا، لغة القرآن يجب أن نجري بها على مستواه ولا ننزل عنه إلى العاميات أو ما يسمى باللغة الوسطى فذلك كله من دعوات التغريب والغزو الثقافي.(72/20)
لقد حاول الاستشراق في طوره المعاصر أن يزيف التاريخ الإسلامي ليفسر مفهوم البطولة الإسلامية تفسيرًا ماديًا خالصًا ## 31 ## وأن يثير الشبهات حول النبوة والوحي، وأن يحاكم أعلام المسلمين إلى البيئة والعنصر والعرق، كما حاول كثيرًا بالنسبة لمفاهيم النفس والاجتماع، والأخلاق والتربية، وهنا يبدو مدى خطر دخول العرب المسلمين في مواجهة مع عدوهم بمفاهيم وافدة واعتقادات مضللة. كان قد فرضها هذا العدو عليهم من قبل ليتعاملوا معه بها ومن شأن هذا أن يحول بينهم وبين القدرة على مقاومة العدو، وهنا يبرز الخطر: خطر الاعتماد على المصادر الوافدة والنظريات الوافدة والنظر إليها على أنها حقائق بينما هي فروض تصدق وتخيب.
ولن تبدأ نهضة المسلمين الحقة إلا من خلال العقيدة الإسلامية عقيدة التوحيد فهي وحدها العقيدة القادرة على إطلاق طاقتهم ودفعهم إلى الآفاق.
إن تقدم المسلمين والعرب لا يقوم على العلم وحده، كما قامت نهضة الغرب فأصابها التمزق والانفصام والانحراف ولكنها تقوم على العقيدة والعلم جزء منها ولن يتحرر العرب والمسلمون ويسودوا قبل أن يتحرروا من كل قيود التبعية والغزو الثقافي.
وليعلموا أنه ليس من سبيل إلى فصل هذه المرحلة المعاصرة عن تاريخهم كله، المتصل الحلقات الممتد عبر أربعة عشر قرنًا، والذي يتمثل منذ أن جاء الإسلام واستقر مجتمع المسلمين في إطار لغته وعقيدته وتاريخه على نحو لا سبيل إلى فصل مرحلة عن أخرى، وحيث لا يمكن دراسة أزمة من أزمات المسلمين أو نصر من انتصاراتهم إلا في إطار تاريخهم كله، وليس اتصال المسلمين بالغرب في العصر ## 32 ## الحديث شيئًا مستقلًا ولكنه حلقة من حلقات متصلة تأثرًا وتأثيرًا – فعلًا ورد فعل.(72/21)
ومن الحق أن نقول أن الإسلام قد أعطاهم ما تعجز مناهج الدنيا كلها أن تعطي مثله، أعطاهم جُمَّاع الحريات والضوابط وتكامل الفردية والجماعية، وتلاقي العلم والدين، وترابط الروح والمادة، وتلاقى الوحي والعقل وتوازن الدنيا والأخرى، وارتباط الغيب والشهادة، والتقاء الثبات والتطور وتتابع الماضي والحاضر.
وبعد.. فلابد أن يخرج المسلمون من مرحلة التبعية إلى مرحلة الترشيد بإذن الله، ولقد قامت الحجة عليهم بما لا مزيد عليه من تجربة. فقد جربوا فكر الغرب الليبرالي وفكر الشرق الماركسي، وامتحن الفكر الإسلامي خلال ذلك امتحانًا شديدًا فصمد للمحنة وثبت في الأزمة ونجح في الامتحان وأثبت أنه أقدر المعطيات قاطبة ليس للمسلمين وحدهم بل للإنسانية كافة ولذلك فلابد أن يلتقي المسلمون على وحدة فكر تكون مقدمة لوحدتهم الشاملة وبها يدخلون عصرًا جديدًا.
أنور الجندي(72/22)
سلسلة دراسات إسلامية معاصرة
23
العلم في الإسلام
أنور الجندي
منشورات المكتبة العصرية
صيدا – بيروت
###63### العلم في الإسلام
دعا الإسلام إلى العلم: فبدأت آيات القرآن بالدعوة إلى القراءة، قم أقسم بالقلم، وجعلت القراءة باسم الله خالصة، ونسبت التعليم إلى الله الذي علم بالقلم.
وورد لفظ العلم، ومشتقاته في القرآن في 870 آية، والعلم الذي دعا الإسلام إلى تحصيله، هو العلم على إطلاقه، وليس علم الدين فحسب، وكانت دعوة الإسلام إلى العلم مرتبطة بالنظر إلى آفاق السماء والأرض، والتأمل والتدبر والتفكر، وإلى النظر إلى مبادئ الخلق، وفي أحوال الأمم التي اندثرت وما تزال بقايا حضاراتها ومدنياتها، فنظرة الإسلام إلى العلم نظرة جامعة قد حاطها منهج كامل للمعرفة والفهم له مقوماته وضوابطه، فقد دعا إلى البرهان والحجة والتجربة، وحث على الاجتهاد، وجهل له أجرين، وحرم ###64### التقليد، ولم تكن هذه الدعوة بغير هدف، ولكنها كانت ترمي إلى أن يمتلك الإنسان إرادته ومسؤوليته، فيحقق أمانة وجوده ورسالة استخلافه، فقد دعا الإسلام إلى السيطرة على الحياة وإلى تملك مواردها ومقدراتها وإلى إنمائها وتسخير مواردها وتسليكها، ودعا إلى الكشف والابتكار، وجعل للمبتكرين الثواب، وأمر بتعمير الأرض والتنافس في الصنائع والفنون النافعة، وأعلن أن العلم يزكو بالإنفاق، وقد أخذ الله الميثاق على الذي يعلمون أن يبينوه للناس، ولا يكتموه، ودعا الإسلام المسلمين إلى استعمال حواسهم الظاهرة في النظر والتأمل كما حرضهم على طلب العلم والمعرفة والنظر في الكون والتأمل في الكائنات والتنقيب على أسرار الوجود، وحث حثًا متواصلا على العناية بتنمية العقل الإنساني وترقية الشخصية الإنسانية بالضرب في الأرض وتعرف أحوال الأمم وطبائعها ودراسة ما هي عليه من نظم وعادات، وهكذا فتح الإسلام الباب أمام البشرية للتقدم إلى مجالات البحث العلمي والمدنية، وكان ظهور الإسلام(73/1)
هو منطلق التحول الصناعي في العالم كله، ولقد كان من آثار ذلك أن أقام الإسلام للعلم منهجه ومنطلقه من حرية البحث وصراحة الفكر، وسلامة النظرة بعد أن حرر العقل البشري من ###65### الوثنيات والمادة، وعلم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين، واستطاع المسلمون أن يحققوا خطوات واسعة في هذا المجال في نفس الوقت الذي ظل مجرى عقولهم سليمًا قائمًا على الإيمان بالله مصدر العلم ومعلم الإنسان أسرار الكون وقوانينه، ومن أجل هذا المنطلق فرق الإسلام بين العلم النافع والعلم الذي لا حاجة إليه، ودعا المسلمين إلى أن يأخذوا من كل علم بما هو أحسنه.
ثانيًا: ومن منطلق هذا الاتجاه القرآني الذي قدمه الإسلام للمسلمين انطلق الصحابة الأولون إلى فكرة القياس، وهي أخطر فكرة في تاريخ الإنسانية جميعًا، وليس هذا هو القياس الأرسطي، بل هو المنهج التجريبي في أعظم صورة، وفكرة القياس لم توضع في عصر النبي وصحابته، وتحت تأثير القرآن نفسه كقياس الأشباه بالنظائر، والأمثال فحسب، بل وضع أيضًا في العصر القرآني قواعد القياس وشرائط العلوم. قال الزركشي في البحر المحيط: إن الصحابة تكلموا في زمن النبي في العلل، ويقول ابن خلدون: إن كثيرًا من الواقعات لم تندرج في النصوص الثابتة، فقاسها الصحابة بما ثبت، وألحقوها بما نص عليه بشروط من ذلك الإلحاق، تصحح تلك المساواة بين الشبيهين أو المثلين حتى ###66### يغلب على الظن أن حكم الله فيهما واحد، وصار ذلك دليلا شرعيًا بإجماعهم عليه وهو: "القياس".(73/2)
وقد تميز العلم الإسلامي بأنه (حسي – واقعي – تجريبي) خالِ من عنصر الخيال والقصة والتفسير اللاشعوري أو الشعر لأنه مقيد بالملاحظة والتجربة، كما قد تميز بأنه ناقد، فقد كان الفكر الإسلامي ثمرة عملية نقد كبيرة وعملية تصفية للفكر السابق وتجديد وبناء استغرق قرونًا زاهرة في حياة العقل في الإسلام، فقد اعتمد العلماء المسلمون على العقل والحس مطالبين أنفسهم وغيرهم بالدليل والبرهان واستطاعوا بعد الإطلاع على معارف الأمم أن يصححوها ويسيروا بالمعرفة خطوات هائلة، وكان تحديدهم للعلوم الطبيعية والكونية من طرق شتى:
البدء بدراسة المحسوس لا المجردات الذهنية.
وسيلة البحث: الحياة والعقل.
إدراك فكرة بمعرفة الحقيقة ووجوه الكم والمقدار في نظام الطبيعة.
الاهتمام في الحكم والإبداع في صنع العالم.
تحديد فهم المعرفة العلمية بالاعتماد على الملاحظة والتجربة.
وكان قد غلب على اليونان "الاستنباط النظري" فصحح المسلمون معارف القدماء، وابتكروا علومًا خاصة بهم، فجاء موسعي علم ###67### الكيمياء بمعناه الحديث "جابر بن حيان" ووضع "الحسن بن الهيثم" علم الضوء بمعناه الحديث، و "التباني" جدد علم الفلك. وقد أقام "جابر" علم الكيمياء على "التجربة" التي جعلها وسيلة كشف وتمحيص يسبقها ما لا بد منه قبلها، من تصور وتخطيط فكري يقود التجربة.(73/3)
ثالثًا: لم يقبل المسلمون المنطق الأرسطي، ونقدوه من جميع عناصره، وكونوا لهم منطقًا آخر، هو المنطق الاستقرائي، وأهم خصائص المنهج التجريبي الإسلامي: أنه منهج إدراكي أو تأملي، فقد أدرك مفكرو الإسلام تمام الإدراك أنه لا بد من وضع منهج في البحث يخالف المنهج اليوناني، حيث إن هذا المنهج الأخير، إنما هو تعبير عن حضارة مخالفة، وتصور حضاري مختلف، وقد وصل المسلمون إلى فكرة "الخواص" اللازمة لكل ذات، وهي الفكرة التي صبغت المنهج الاستقرائي الحديث بصبغتها الخاصة (وأخذ بها جون استيورت مل وغيره) وأعلن المسلمون أن الإنسان يتوصل إلى القضية الجزئية قبل التوصل إلى القضية الكلية، واختلف قياس المسلمين عن قياس أرسطو، فاعتبر المسلمون القياس: هو قياس الغائب على الشاهد، فوصلوا إلى اليقين، أما قياس أرسطو الذي هو ###68### حركة فكرية ينتقل فيها العقل من حكة كلي إلى أحكام جزئية، فإنه يوصل – فقط - إلى الظن.
رابعًا: احتقر اليونان التجريب والتجربة، وجاء منطق أرسطو أكبر معبر عن روح اليونان، ولذلك رفضه المسلمون إيمانًا بروح الحضارة الإسلامية وروح القرآن الذي دعا إلى وضع منهج ومنطق مختلف في كل خصائصه عن منطق أرسطو وروح الحضارة اليونانية. ومنهج القرآن منهج ينأى عن البحث في الشيء ذاته والبحث في آثاره: "تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في ذات الله فتهلكوا" وكان ذلك العمل الإسلامي هو مصدر التحول العالمي من النظرة المفكرة للدنيا المعزولة عنها المسقطة للإرادة والتكليف القائمة على التشاؤم والانسحاب والعجز إلى نظرة التكليف والإرادة والبناء والعمل.
فالإسلام قد أعطى أوروبا روح التفاؤل والاندفاع نحو العمل والإنشاء والاختراع، وليس المنهج التجريبي وحده.(73/4)
خامسًا: صحح المسلمون أغلاط أرسطو وجالينوس وأفلاطون في الفلسفة والعلوم والكثير من أخطاء الفلسفة اليونانية، وأبطل صناعة التنجيم وبطلان القول بأن بعض ###69### الكواكب يجلب السعادة، وبعضها يجلب النحس، وقال: إن اليونان أخذوه من غير برهان ولا قياس، وقال الإمام ابن حزم: زعم قوم أن الفلك والنجوم تعقل، وأنها ترى وتسمع، وهي دعوى باطلة بلا برهان، وصحة الحكم أن النجوم لا تعقل أصلا، وأن حركتها أبدًا على رتبة واحدة، لا تتبدل عنها، وهذه صفة الجماد الذي لا اختيار له، والواقع أنه ليس للنجوم تأثير في أعمالنا، ولا لها عقل تدبرنا به، والنجوم أيضًا لا تدل على الحوادث المقبلة.
وأبان علماء المسلمون ضعف نظام بطليموس ونقط القصور فيه، وقد عكف "التباني" على دراسة بطليموس، وحقق مواقع كثير من النجوم، وصحح حركات القمر والكواكب السيارة، وخالف بطليموس في ثبات الأوج الشمسي، وأنكر الغزالي ما قاله فلاسفة اليونان من أن بالسماء حيوانًا وأن له نفسًا، ونقد الأطباء المسلمون طب اليونان، ورفضوا الأخذ ببعض نظرات أبقراط وجالينوس، ومن طريق التجربة والاختبارات الشخصية، ورفض ابن النفيس قبول نظرية جالينوس عن الدور الذي تلعبه الرئتان في نقل الدم من تجويفة القلب الواحدة إلى الأخرى، وأعلن أنها خاطئة.
###70### سادسًا: لقد دعا القرآن إلى العلم، وحث الإسلام على البحث فالتمس المسلمون العلم عند كل من وجد عنده علم، فلما تسلموه لم يخضعهم، وإنما أخضعوه لمفاهيمهم، ودرسوا في دائرة عقيدتهم، وألقوا عليه أضواء التوحيد، وحرروه من زيوف الوثنية والجمود، وفككوه وحللوه واعتبروه مادة منهج العلم من جديد خلقًا آخر مختلفًا كل الاختلاف عن منهج اليونان والقدماء جملة، وأقاموا عليه بناءًا ضخمًا وأضافوا إليه إضافات كثيرة:(73/5)
أولا: أقام المسلمون المنهج العلمي على قواعد رئيسية لا تخضع للأهواء، ولا للغايات الخاصة، ولا للمطامع، فقرر الإسلام دستور العلم، ودعا إلى عدم الانخداع بالأوهام أو قبول الظن، ولا من يقول بغير دليل، ودعا إلى إعمال العقل، وسؤال أهل الذكر، وحرية النظر وإنكار التقليد.
ثانيًا: اهتموا بنقل المصادر وتحقيقها والإبانة عن أخطائها ومغالطاتها، وتحدثوا عن الملاحظة الحسية، وأكدوا دورها في دراسة الظواهر الطبيعية، وأوصوا بإجراء التجارب العلمية متى تيسر ذلك، وارتفعوا من الدراسة التجريبية للظواهر الجزئية إلى وضع قوانين عامة تفسر هذه الظواهر.
###71### ثالثًا: قرر علماء المسلمين أن العلم معرفة باستدلال، والاستدلال هو انتقال الذهب معلوم (مقدمات) إلى مجهول (نتائج) باستخدام المعلوم في التوصل إلى المجهول، وأشهر أنواعه الاستدلال الاستقرائي الذي يقوم على الملاحظة والتجربة، وهذا هو منهج العلوم الطبيعية والاستدلال الاستنباطي الذي يعتمد على العقل، وهو منهج العلوم الرياضية والفقه.(73/6)
رابعًا: جمع الفكر الإسلامي منذ البدء بين النظرة العقلية التأملية وبين الممارسة العلمية، وكان أغلب الفلاسفة أطباء ورجال أعمال، وكان الحافظ وهو أديب يجري تجارب تشريحية على الحيوان، وقد قام العلماء بممارسة صناعة الطب واكتشاف الأحماض المختلفة، وكان هذا خروجًا تامًا على المنهج اليوناني، منهج التأمل إلى الممارسة العلمية، وهو منهج التجريب، وبذلك استطاع العالم المسلم أن يدرس الظاهرة الموضوعية دراسة علمية لتحديدها تحديدًا كميًا. برز هذا الوعي العلمي عند البيروني وجابر بن حيان، وكان هذا خروجًا مباشرًا على منطق أرسطو، وأصبحت عملية "التجريب العلمي" لا التأمل المنطقي هو سبيل المعرفة، وهذا هو التحول التاريخي الخطير الذي أحدثه الإسلام في ###72### العالم كله منذ ذلك اليوم، فدخلت به البشرية مرحلة التغير الصناعي والتحول الحضاري للعصر الحديث.
وكان أبرز ما حصل عليه علماء المسلمين رابطة العلة بين الأشياء كأساس للمعرفة العقلية، وهي جوهر القوانين والنواميس والسنن، وعلى هذه الرابطة العلمية بين الأشياء تقوم التجارب، سواء في ميدان الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية على السواء، وبهذه الرابطة فسر ابن خلدون حركة التاريخ وتطور العلاقات البشرية، وعلى هذه الرابطة أقام البيروني والرازي وجابر بن حيان وابن سينا تجاربهم. ومن هذه النقطة الحاسمة برزت نظرة إلى الكون والكائنات، فيها نواة نظرية التطور: تطور الكائنات، وبهذه النظرة اختلف الفكر الإسلامي اختلافًا كبيرًا عن الفكر اليوناني، وتناقض معه في مختلف فروع الثقافة من علم وأصول وفقه وفلسفة عقلية ونظرة إلى الإنسان، وكان هذا الخلاف نتيجة طبيعية لاختلاف التكوين الاجتماعي للحضارة الإسلامية والحضارة اليونانية، وبذلك تكشف جوهر الحضارة الإسلامية، وهو جوهر عقلي عملي تجريبي حي قوامه قاعدة عريضة: "لا تجربة بغير استدلال عقلي".(73/7)
###73### ولكن هذه النظرة التي تبدو علمية عقلية محضة لم تقف عند هذا الحد، بل كان لها طابع من الإيمان بالغيب، ورد الأمور كلها والقوانين كلها إلى صانعها الأول: الحق تبارك وتعالى.
خامسًا: دعا الإسلام إلى تعلم العلم خالصًا لله لا لمباهاة العلماء، ولا لمجاراة السفهاء، ولا ليتقرب به وجوه الناس، وأبرز مفاهيم العلم في الإسلام: المطابقة بين الكلمة والسلوك، وربط العلم بالعمل، ولا يحجب العلم عن طالبه، ولا يرد طالبه إذا سأل، وإذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، ولا يستحي، إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وللعلم خلق وتقوى، ولا يأخذ العالم رأي غيره، وينسبه لنفسه وإنما يذكر مصدره.
سادسًا: يرى ابن حزم أن المعرفة تكون أولا: بشهادة الحواس أي: بالاختبار لما يقع عليه الحواس ثم باول العقل أي: بالضرورة من غير استعمال الحواس الخمس، ثم ببرهان راجع من قرب أو بعده إلى شهادة الحواس، وأولها العقل.
سابعًا: يدعو ابن رشد إلى النظر فيما سبق من علوم الأمم ونظرهم في الموجودات، فما كان موافقًا للحق "قبلناه ###74### منهم وسررنا به، وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق، نبهنا عليه وحذرنا منه وعذرناهم" ويقول الإمام الشافعي: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون منه، لقد أدركت سبعين ممن يقولون: "قال رسول الله" عن هذه الأساطير، فما أخذت منهم شيئًا، وإن أحدهم لو أؤتمن على بيت المال، لكان أمينًا إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن.
ثامنًا: لابن الهيثم في مجال تقنين أصول البحث العلمي رأي واضح ونظرية كاملة. يقول: يبدأ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات، وتميز خواص الجزئيات، ويلتقط باستقراء ما يخص البصر في حالة الإبصار، وما هو مطرد لا يتغير، وظاهر لا يشتبه في كيفية الإحساس.(73/8)
تاسعًا: قرر الإسلام بالدعوة إلى العلم أصولا تمنع من الجمود العقلي، وتحمي من التحجر الفكري، من أهم هذه القواعد: إن العلم لا يقول عن شيء، إنه حق، إلا إذا قام البرهان اليقيني القاطع، والحذر كل الحذر من أن يجعل يقينًا ما ليس بيقين، أو أن ينزل الظن منزلة اليقين. ومن الضروري التفرقة بين ما هو حق، وما هو ظن، والإسلام ###75### عدو التقليد، ويدعو إلى الأخذ بالأحسن، ويحكم العقل في كل ما يعرض للإنسان من أمر "والمراد بالعقل: العقل الذي استوفى شروط الفهم التي تؤهله لإدراك ما يلقى إليه".
ثم نترقى في البحث والمقاييس على التدريج والتدريب مع انتقاد المقدمات والتحفظ على الغلط في النتائج؛ ونجعل غرضنا في جميع ما نستقرئه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى، ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق الذي به ثلج الصدور، ونصل بالتدرج واللطف إلى الغاية التي عندها يقع اليقين، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف، وتنحسم به مواد الشبهات، وما نحن مع ذلك براء مما هو طبيعة الإنسان من كدر البشرية، ولكنا نجتهد بقدر ما هو لنا من القوة الإنسانية، ومن الله نستمد العون في جميع الأمور.
عاشرًا: كل الدلائل تعطي الحقيقة الثابتة التي لا مرية فيها، وهو سبق الفكر الإسلامي للغرب في وضع أسس المنهج العلمي "التجريبي" على نحو تطبيقي لا نظري قوامه الاستقراء والقياس والتمثيل، ثم انتقاله انتقالا سريعًا مدعمًا إلى التجربة والممارسة العملية على نحو واضح:
قصر البحث العلمي على المشاهدة والتجربة، وجمع المشاهدات ###76### ونتائج التجربة وربطها وتبويبها.
تمحيصها وربط تلك الحقائق على النحو الذي يجعلها تصبح قانونًا طبيعيًا أو نظرية علمية.
استنباط النتائج التي تقضي إليها، وبحث صحة تلك النتائج ومطابقتها للواقع.(73/9)
وقد اتضح هذا المنهج على يد ابن الهيثم المتوفي 459 هـ الموافق 1039 م سابقًا به "فرنسيس بيكون" المتوفي عام 1626 فقد جمع ابن الهيثم بين الاستقراء والقياس، وقدم الاستقراء على القياس، وحدد الشروط الأساسية في البحث العلمي، وهو طلب الحقيقة دون أن يكون لرأي سابق أو نزعة أو عاطفة، مهما كانت دخل في الأمر، ويتمثل غاية المنهج العلمي في أمور ثلاثة:
استعمال العدل لا اتباع الهوى.
التجرد عن الهوى والإنصاف بين الآراء.
وجود ما يثلج الصدر في الوصول إلى الحقيقة.(73/10)
وعنده أن كل مذهبين مخالفين إما أن يكون أحدهما صادقًا والآخر كاذبًا، وإما أن يكونا جميعًا كاذبين، والحق غيرهما جميعًا، وإما أن يكونان جميعًا يؤديان إلى معنى واحد هو الحقيقة؛ ويرى قدري طوقان ومصطفى نظيف وغيرهما، أن ابن الهيثم لم يسبق "بيكون" فحسب، وإنما سما عليه فقد ###77### كان أوسع منه أفقًا، وأعمق تفكيرًا، وقد أوضح هذا المعنى الأستاذ بريفولت بما لا يدع زيادة لمستزيد حين قال: إن ما يدين به علمنا لعلم العرب والمسلمين ليس فيما قدموه إلينا من كشوف مدهشة لنظريات مبتكرة، بل يدين هذا العلم الثقافة الغربية بأكثر من هذا، إنه مدين لها بوجوده نفسه، فالعلم القديم لم يكن للعلم فيه وجود، وعلم النجوم عند اليونان ورياضياتهم كانت علومًا أجنبية، استجلبوها من خارج بلادهم، وأخذوها من سواهم، ولم تتأقلم في يوم من الأيام، فتمتزج امتزاجًا كليًا بالثقافة اليونانية، لقد نظم اليونان المذاهب وعمموا الأحكام ووضعوا النظريات، ولكن أساليب البحث وجمع المعلومات الإيجابية والمناهج التفصيلية للعلم والملاحظة الدقيقة المستمرة والبحث التجريبي كل ذلك كان غريبًا تمامًا عن المزاج اليوناني، ولم يقارب البحث العلمي نشأته في العالم القديم إلا في الإسكندرية في عهدها الهليني، أما ما ندعوه العلم فقد ظهر في أوروبا نتيجة لروح من البحث جديدة ويطرق التجربة والملاحظة والمقاييس ولتطور الرياضيات إلى صور لم يعرفها اليونان، وهذه الروح وتلك المناهج العلمية أدخلها العرب والمسلمون إلى العلم الأوروبي، ولم يقف الأستاذ بريفولت عند إقرار دور الفكر الإسلامي ###78### وأصالته وإضافته الواضحة المبتكرة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين قرر: أن روجر بيكون نقل مذهب العرب في البحث العلمي، يقول: "إن روجر بيكون درس اللغة العربية والعلم العربي والعلوم العربية في مدرسة اكسفورد على خلفاء معلميه في الأندلس، وليس لروجر بيكون ولا لسميه فرنسيس بيكون الذي جاء(73/11)
بعده الحق في أن ينسب إليهما الفضل في ابتكار المنهج التجريبي، فلم يكن روجر بيكون إلا رسولا من رسل العلم والمنهج الإسلامي إلى أوروبا المسيحية، وهو لم يمل قط من التصريح بأنه يعلم معاصريه أن اللغة العربية وعلوم العرب، هما الطريق الوحيد لمعرفة الحق" وعند بريفولت أن المناقشات التي دارت حول واضعي المنهج التجريبي، هي طرق من التحريف الهائل لأصول الحضارة الأوروبية وقد كان منهج العرب التجريبي في عصر بيكون قد انتشر انتشارًا واسعًا، وأكب الناس في نهم على تحصيله في ربوع أوروبا.(73/12)
حادي عشر: إن إضافات العلم الإسلامي بعيدة المدى في مختلف المجالات: في الطب، الفلك، الكيمياء، الصيدلة، الملاحة، الجغرافيا، علوم البحار، الصوت، الضوء، نظريات النشوء والارتقاء، في الأرقام والحساب، ###79### في الجبر، في المراصد، وآلات الإسطرلاب، في صناعة الورق، ففي الطب عرفوا طبيعة كثير من الأمراض كالجدري والحصبة، واستعملوا الأمصال في معالجة بعض الأمراض، ووصفوا تشريح الجسم الإنساني وصفًا دقيقًا، وعرفوا العقاقير فسجل ابن البيطار 1400 عقارًا لم تعرف اليونان منها غير 400 عقار، والألف اكتشفها العرب، وحددوا منافعها ومضارها. ألف أبو القاسم الزهراوي كتابه في الطب والجراحة في عشرين مجلدًا، وأطباء الإسلام هم أول من فتت الحصى في المثانة، وسدوا الشرايين النازفة، وكتبوا في الجذام والحصبة والجدري وعدوى الطاعون، واستعملوا "المرقِّد" المخدر في العمليات الجراحية، والأطباء المسلمون هم أول من كشف التقلب عن الدورة الدموية ودودة الإنكلستوما كما صَحـ الأطباء العرب آراء أبقراط وجالينوس في التشريح ووظائف الأعضاء. وقد ترجم كتاب ابن سينا "القانون في الطب" في خمسة عشر طبعة إلى اللاتينية والعبرية والإنجليزية، وقد بحث عن العقاقير والأدوية في سبعمائة وستين نوعًا. قال الدكتور دينستون: إنه يحتوي على ما يزيد على مليون كلمة، وقد عالج القرحة الدرنية، والقولينج الكبرى، والكلوي، والتهاب الرئة، والجنب والتهاب ###80### الدماغ، وقد ظلت مؤلفاته أساسًا للمباحث الطبية في جامعات فرنسا وإيطاليا ستة قرون، ولم تعرف جامعة لوفان حتى القرن السابع عشر مرجعًا للطب والعقاقير أوفى من كتب الرازي وابن سينا وابن الهيثم، وعرف العلم الإسلامي التطعيم ضد الجدري، واستخدموا عفن البنسلين وعيش الغراب كمراهم، أما طب العيون فهو من صناعة العرب، وقد ظلت تذكرة طب العيون تستخدم حتى القرن التاسع عشر، بل لقد احتل المسلمون المركز الأول في جمال(73/13)
الطب فترة تزيد على خمسمائة عام.
ثاني عشر: وفي المجالات الأخرى نجد إضافات باهرة، فقد اخترع المسلمون الساعات الدقاقة والزوالية، واكتشفوا قوانين ثقل الأجسام، وعرفوا تركيب النار اليونانية، واستخرجوا قوة البارود الدافعة، واستعملوا الآلات القاصفة، وأتقنوا فن تسقية الفولاذ، وهم أول من استخدم البوصلة في الملاحة، واكتشفوا الإبرة المغناطيسية التي انتقلت إلى أوروبا في القرن الثاني عشر، ونقلوا القمح الأحمر ومشاتل النخيل من أسبانيا وأفريقيا إلى فرنسا، واستخرجوا مادة القطران التي يطلى بها قاع السفن، وعرف فضلهم في تحسين نسل الخيل، وكانوا أول من حاول قياس ###81### خط نصف النهار، ووصفوا أصول علم الجبر وحساب المثلثات، وبسطوا علم الحساب الإغريقي، ونقلوا القطن إلى الأندلس، وأخذوا من الصينيين زراعة القصب واستخراج السكر منه، وأدخلوهما إلى مصر وصقلية والأندلس، وكانت علوم المسلمين في الجغرافيا والفلك هي صاحبة الفضل الأكبر في الكشف عن الأمريكتين، وعلل المسلمون ملوحة البحر وعذوبة المطر واستحالة الحطب في الاحتراق، واستحالة الزيت في المصباح، وصعود الهواء وانحدار الماء لا بالجاذبية والثقل النوعي، بل بانجذاب بعضها إلى بعض، وعرف موسى بن شاكر مائة تركيب ميكانيكي، كما علل علماء المسلمين صعود الماء في العيون والفوارات، وتجمع الماء في العيون والقنوات، واستعملوا "السيفون" وسموه "السحارة" وعرفوا كثافة الذهب والرصاص، وبحثوا في الصوت وحصوله، وعللوا حدوث الصدى، وكتبوا في الأوتار واهتزازها، وعرفوا ما بين طول الوتر وغلظه وتأثره من علاقة، كما عرفوا خاصة الجذب في المغناطيس، وخاصة اتجاهه؛ وهم أول من استعمل بيت الإبرة (البوصلة) في البحار ودرسوا نظرية النشوء والارتقاء في مدارسهم، وطبقوها على المواد غير العضوية والمعادن، كما ###82### اقتبسوا الأرقام الهندية، وشذبوها وأوجدوا طريقة مبتكرة في الإحصاء العشري باستعمال(73/14)
الصفر، واستعملوا الرموز في الرياضة، فسبقوا الأوروبيين إلى ذلك، ومهدوا للكشف عن اللوغاريتمات، وعن التكامل، والتفاضل، وأنشأوا المراصد العديدة، ووضعوا الأزياج الدقيقة الكبيرة الفائدة، وهم أول من عرف الأصول التي تفضي إلى الرسم على سطح الكرة، وأول من أوجد عمليًا طول الدرجة من خط النهار، وقالوا: باستدارة الأرض ودورانها حول محورها، واخترعوا له الإسطرلاب الدقيقة، وحققوا مواقع كثير من النجوم، وحسبوا طول السنة الشمسية، وبحثوا عن كلف الشمس قبل الأوروبيين، ووضعوا جداول دقيقة عن النجوم الثوابت وصوروها في الخرائط، وصححوا خطأ بطليموس وخطأ الرومان القائلين بتسطح الأرض، ورسموا خرائط بلادهم، وأكد أبو الفداء أن الأرض كروية، وأنها في الوسط، وهم أول من وضع أساس الكيمياء، وقد مارسوا أعمال التقطير والترشيح والتصعيد والتبلير "البلورة" والتذويب والألغام والتكليس، وهم الذين استحضروا الكحول والقلى والبورق والزرنيخ والبوتاس والأثمدوزيت الزاج ###83### "حامض الكبريتيك" والزاج الأخضر وماء الفضة "حامض النتريك" وحجر جهنم "نترات الفضة" وملح البارود "نترات البوتاس"، والسليماني والراسب الأحمر "أكسيد الزئبق" وروح النشادر وملح الطرطير، وماء الذهب والبارود، والقلويات كلها في الكيمياء معروفة باسمها العربي، وماء الفضة لم يوصف في كتاب غربي قبل كتاب جابر بن حيان، وملح البارود من تحضير تلميذ المسلمين "روجر باكون" وأول من اخترع رقاص الساعة، هو أبو الحسن العباسي المشهور بابن يونس، والساعة الدقاقة اخترعها علماء المسلمين، وأهداها هارون الرشيد إلى شارلمان ملك فرنسا، فكانت وغيرها من الهدايا موضع دهشة عظيمة، وأول مصنع للورق بدأ في سمرقند، ثم في بغداد في زمن الرشيد ثم في دمشق، ودمياط ومراكش وصقلية، وأسبانيا، والمرايا البلور، بدأت في سوريا، ومنها انتقلت إلى البندقية، وقد عرف المسلمون "الصفر" ولم يعرفه الغربيون إلا في القرن(73/15)
الثاني عشر عن طريق المسلمين. وقال علامة إير: إن فكرة الصفر تعتبر من أعظم الهدايا العلمية التي قدمها المسلمون، وكان المسلمون قد استعملوا الصفر في الحساب، ورسموه على هيئة حلقة، ثم شرح الخوارزمي ###84### طريقة استعماله في بحث ترجم إلى الكتب الأوروبية في الربع الأول من القرن الثاني عشر الميلادي.
ثالث عشر: أبرزت هذه النهضة عددًا كبيرًا من العلماء في مقدمتهم: جابر بن حيان، والخوارزمي، والرازي، والتباني، والبيروني، وابن الهيثم، وابن خلدون، وأبو الثناء الأصفهاني، والفرغاني، والقزويني، والزهراوي، وابن يونس وابن ماجد، وحسني المراكشي وعمر الخيام، والفارابي، والإدريسي، ومما يذكر في هذا المجال أن الطبيب ابن النفيس علي ابن حزم القرشي عارض رأي جالينوس الذي ظل مهيمنًا على عقول الأطباء أكثر من عشرة قرون، ونقد نظريته، وعارض قوله في الدم، وقال: كيف يمكن أن ينتقل الدم من البطين الأيمن إلى الأيسر خلا لحاجز ليس له منافذ؟ وأخرج للعالم نظرية الدورة الدموية الصغرى، إذ قال: إن الدم لا يمكن أن ينتقل من البطين الأيمن إلى الأيسر مباشرة خلال الحاجز، وإنما يسير من البطين الأيمن إلى الرئة، ومن الرئة إلى البطين الأيسر، وهذه هي الدورة الدموية الصغرى، وقد ظلت آراء ابن النفيس قائمة حتى ترجمت كتب إلى اللاتينية في عصر النهضة، وجاء سرفيتو وكولمبو، فأيدا ما ذهب إليه ابن النفيس، وذلك في القرن ###85### السادس عشر، فهو قد سبقهما بأكثر من مائتين وخمسين سنة، أما وليم هلرفي فقد جاء بعده بأكثر من أربعمائة سنة، وقام بتجاربه في ضوء أبحاث ابن النفيس ومن تلاه، وانتهى إلى كشف الدورة الدموية الكبرى.(73/16)
رابع عشر: وهكذا قدم المسلمون على أساس العلم الحديث، وأقدموا فتوحات واسعة في مختلف أرجائه وجوانبه، وقد كان كشف سنن الكون ونواميسه على أيديهم أول الأمر مستمدًا من فهمهم للقرآن ومن إيمانهم بالله، ثم جاءت عملية الملاحظة والتجريب، وعلى هذا الطريق سار العلم الحديث، وقد اعترف الغربيون في صراحة ووضوح بأنهم أخذوا هذه الطريقة من علماء المسلمين، وكل ما وصل إليه العلم الحديث إنما قام على منهج التجربة والملاحظة والاستقراء الذي قدمه المسلمين، ولم يبتكروا منهجًا آخر وإنما حسنوا الأساليب والأدوات، ومعنى هذا أن نتاج العلم الحديث كله جاء عن طريق منهج القرآن غير أن الخلاف هو في أمر واحد، هو أن الغرب حجب الصانع الأصلي وصاحب القوانين، ونسب الكشوف إلى الإنسان وحده، كما أنه اعتبر هذه القوانين مستحيلة النقض، وبذلك عجز عن فهم قدرة صاحب القوانين في نقضها وتغييرها وذلك حين رفضوا ###86### الاعتراف بعالم الغيب الذي تبين من بعد أن له صلة ضخمة بما وصل إليه العلم، وأن هناك جوانب كثيرة لم يستطع العلم أن يضع يده عليها، ولذلك فإنه حين يقول بحتمية القوانين الطبيعية، إنما يتجاهل هذه الجوانب الغيبية الخافية عليه، وينسى قدرة الله سبحانه واضع القوانين والذي إليه وحده القدرة في خرقها.(73/17)
خامس عشر: كرم الإسلام العلم والعلماء، ورفع القرآن من شأن العلم والعلماء، وفتح الأبواب للاستزادة من العلم، ومن هنا كانت انطلاقة المسلمين العلمية إلى التقدم في مجال الفكر والحضارة، ورحل علماء المسلمين إلى أقصى الأرض باحثين عن العلوم متنافسين فيها، وسار قادة المسلمين على سنة نشر العلم وإعزاز أهله، والبذل لهم، وبناء المدارس وخزائن الكتب، بينما أدخلت أوروبا العلماء في زمرة المارقين من الدين، وقدمتهم لمحاكم التفتيش، يقول العلامة مشعر: إن الغربي إذا صار عالمًا، ترك دينه بخلاف المسلم، فإنه لا يترك دينه إلا إذا صار جاهلا، ولم يرتق العلم في أوروبا إلا بفصل الدين عنه، بينما العكس في الإسلام، فإن قيمه لم تكن حائلة دون البحث والنظر، بل كانت مصدرًا من مصادره، وقد حدد الإسلام موقف ###87### العلم، فجعله في إطار العقيدة، وجهله خالصًا لإسعاد الإنسانية، ويقول إتيان دينيه: لقد لبثت أوروبا ثلاثمائة سنة تقتبس من الإسلام اللغة والعلوم، ويقول العلامة درابر: تأخذنا الدهشة أحيانًا عندما ننظر في كتب المسلمين، فنجد آراء كنا نعتقد أنها لم تولد إلا في زماننا كالرأي الجديد في ترقي الكائنات العضوية وتدرجها في كمال أنواعها، فإن هذا الرأي كان مما يعلمه المسلمون في مدارسهم، وكانوا يذهبون إلى أبعد مما ذهبنا، فكان عندهم عامًّا يشمل الكائنات العضوية والمعادن، والأصل الذي بنيت عليه الكيمياء عندهم هو ترقي المعادن في أشكالها. ويقول فون كريمو: إن العقل الإسلامي يبدو في ذروة نشاطه حين يكون في حقل المعرفة التجريبية، يباشر دراسته في ضوء الملاحظة والاختبار، فالعرب يبدون نشاطًا يثير الدهشة حين يقومون بملاحظة الظواهر وتمحيصها وجمعها وترتيب ما هدتهم إليه التجربة، ولما كانوا أصحاب ملاحظة دقيقة، وأهل تفكير مبدع أصيل، حققوا في مجالات الرياضيات والفلك إنجازات رائعة، ويقول سيديو: الحركة العلمية عند العرب تتميز بالانتقال من(73/18)
المعلوم إلى المجهول، والتحقيق الدقيق في ظواهر السماء ورفض كل حقيقة كونية لم تثبت عن طريق ###88### الملاحظة الحسية، ويؤكد الباحثون في العلم الإسلامي أن علماء المسلمين، فطنوا إلى ثلاثة أمور هامة:
أولا: فطنوا قبل الأوروبيين إلى مصدر الحواس عن إدراك بعض الظواهر لفرط صغرها أو بعدها، فعوضوا قصور الحواس باختراع أجهزة وآلات تمد في قدرتها على الإدراك، وكان ابن الهيثم يستعين في دراسة انتشار الضوء وانعكاساته بآلات يقوم بصنعها، أو يشرف على صنعها، وخلف أبو القاسم الزهراوي مئات الرسوم لآلات تستخدم في الجراحة والتخثير، وترك علماء المسلمين في الفلك مراصد مزودة بعشرات الرسوم والآلات والأجهزة.
ثانيًا: لم يفت المسلمون الاهتداء إلى التجربة العلمية ومعرفة دورها في البحث العلمي، فلم يكتفوا بمراقبة الظاهرة وتسجيل حالها، بل تدخلوا في سيرها ليلاحظوا في ظروف هيئوها بأنفسهم، وأعدوها بإرادتهم، وسماها جابر "التدريب" وسماها ابن الهيثم "الاعتبار".
ثالثًا: فطنوا فوق ذلك إلى أن الغرض من الدراسات التجريبية هو وضع القوانين العامة التي تفسر الظواهر تفسيرًا علميًا.
... ... ... ... ... ... ... الأستاذ/ أنور الجندي(73/19)
رجال اختلف فيهم الرأي
\\ من أرسطو إلى لويس عوض \\
أنور الجندي
(1)
لطفي السيد
وأكذوبة أستاذ الجيل
خلفت لنا الفترة مسلمات خطيرة وكلمات دخيلة وحاولت سحب كثيرة من سحب الغزو الفكري والتغريب أن ترسم صورة خادعة لبعض الشخصيات وكان أخطر ما أطلق في هذه الفترة كلمة عميد الأدب على الدكتور طه حسين وأستاذ الجيل لطفي السيد فإلى أى مدى كان هذا اللقب صحيحاً بالنبة لمنشيء حزب الأمة مترجم أرسطو والخصم الخصيم للعروبة وللوحدة الإسلامية جميعاً.
وفي الحق إن اسم لطفي السيد لمع لمعاناً شديداً وخدع به كثيرون وكان لامتداد العمر وتغير الأوضاع واقتناص بعض الفرص التي جاءت بها الظروف عاملا من عوامل القداسة إلى سنيت بها مثل هذه الشخصيات بالرغم من فساد جوهرها.
وليس علينا أن نصدر حكما جازماً على شخصية ما يسلم به الجميع ولكن علينا أن نلقى الأضواء الكاشفة على مثل هذه الشخصية من واقع التاريخ وبالوثائق الثابتة ثم ندع القارئ ليحكم هو: هل كان لطفي السيد حقيقة أستاذ الجيل وأي جيل.
أولا: الدعوة إلى قصر التعليم على أبناء الأعيان باعتبار أنهم وحدهم الذين سيتولون الحكم ومقاومة تعليم سواء الأمة ومعارضة الاتجاه إلى المجانية وذلك حتى يمكن المحافظة على وجود طبقة معينة تتولى حكم البلاد دون أن يتاح ذلك لباقي أفراد الشعب.
وقد رد عليه مصطفى كامل صاحب اللواء ورئيس الحزب الوطني ولخص آراءه وكشف عن فسادها.(74/1)
ثانيا: الدعوة إلى العامية: وقد سار في هذا التيار مؤيداً الخطوات التي كان قد قطعها المستشرقون والمبشرون (مولار وويلكوكس) وكان أبرز ما دعا إليه إبطال الشكل وتغيره بالحروف اللينة وتسكين أواخر الكلمات وإحياء الكلمات العامية المتداولة وإدخالها في صلب اللغة الفصحى والنزول باللغة المكتوبة إلى ميدان التخاطب العامي وكانت وجهة دعوته: تمصير العربية بإحياء العامية "مقالاته في الجريدة خلال شهري إبرايل ومايو 1913 ) وقد رد عليه عبد الرحمن البرقوقي مصطفى صادق الرافعي بما يكشف زيف هذه الاتجاه.
ثالثا: مقاومة التضامن العربي الإسلامي وقد عارض مساعدة المصريين لجيرانهم فى طرابلس الغرب أثناء الغزو الإيطالي الاستعماري عام 1911 وكتب في هذه المعنى تحت عنوان "سياسة المنافع : لا سياسة العواطف" مقالات متعددة دعا فيها المصريين إلى إلتزام الحياد المطلق فى هذه الحرب الإيطالية التركية وإلى الضن بأموالهم أن تبعثر فى سبيل أمر لا يفيد بلادهم وقد أثارت هذه المقالات على لطفي السيد عاطفة بل وطعنا جارحا على حد تعبير تلميذه الدكتور محمد حسين هيكل فى مذكراته .
رابعا: أيد وجهة النظر البريطانية الاستعمارية في التعاون مع الجاليات المسيطرة المحتلة ودعا إلى أن تملك هذه الجاليات في الاراضى المصرية فيكون لها الحق فى التملك والسيطرة على البنوك والتجارة وغيرها.
خامسا: مجد اللورد كرومر: الحاكم البريطانى الذى أذل المصريين لمدة ربع قرن مسيطراً على سياسة البلاد وساحقاً لكرامتها ومغتصباً لثروتها وحياتها يوم خروجه من البلاد تحية الأبطال وقال عنه.(74/2)
"أمامنا الآن رجل من أعظم عظماء الرجال ويندر أن نجد في تاريخ عصرنا ندا له يضارعه في عظائم الأعمال: هو اللورد كرومر وقال: لو بقي اللورد كرومر عاماً واحداً فى منصبه لعيد عيده الذهبي في خدمة دولته" نشر هذه الجريدة فى نفس اليوم الذى ألقى فيه كرومر خطاب الوداع فسب المصريين جميعا، وقال لهم أن الاحتلال البريطاني باقى إلى الأبد.
سادسا: رسم لطفي السيد خلال عمله فىالجريدية (1908 – 19149 منهجا للحياة الاجتماعية والسياسية والتوبوية والاقتصادية يقوم على التبعية العامة للنفوذ الأجنبى والاحتلال البريطاني والفكر الغربي تحت اسم عبارة ماكرة خادعة هى "مصر للمصريين" وقاوم بهذا الفكر ذلك الاتجاه الأصيل الذى كان يحمل لواءه دعاة الوطنية الصادقة والفكر الإسلامى النير وكون مدرسة تحقق لها بعد الحرب العالمية الأولى السيطرة على مقدرات الأمور بعد أن أقصى رجال الوطنية الحقة.
سابعا: تبين أن مترجمات لطفي السيد عن أرسطو ( التى ترجمت من الفرنسية ) (السياسة الكون والفساد. الأخلاق) ، وهي منسوبة إليه، تبين أنه ليس مرتجمها وأن مترجمها الحقيقي هو قسم الترجمة فى دار الكتب المصرية وذلك بشهادة عديد من معصري هذه الفترة.
(الاستاذ أحمد عابدين مدير دار الكتب السابق لا يزال حيا يرزق).
ثامنا: بالرغم من دعوة لطفى السيد العريضة إلى الدستور والحرية فإن الوزارات التي قبل الاشتراك فيها كانت كلها تتسم بطابع واحد فهي جميعا وزارات انقلاب ضد الدستور والبرلمان الحريات العامة يقول الاستاذ فاروق عبد القادر: أن الباحث في حياة لطفي السيد ليس بوسعه أن يتجاهل هذا التناقض كيف للرجل الذى كتب مطالبا بالدستور مدافعا عن الحرية أن يشترك في وزارات عبثت بالدستور وصادرت الحرية. كيف يشترك فى وزارات طابعها الإرهاب والسطو على الحريات.(74/3)
تاسعاً: إن حزب الأمة الذي أنشأه لطفي السيد كان بإجماع الآراء صناعة بريطانية أراد بها اللورد كرومر أن يواجه الحركة الوطنية بجموع من الإقطاعيين والثراة والأعيان "الذين وصفهم بأنهم" أصحاب المصالح الحقيقية وقد كان هدف حزب الأمة والجريدة بقادة الفيلسوف الأكبر لطفي السيد تقنين الاستعمار والعمل على شرعية الاحتلال والدعوة إلى المهادنة مع الغاصب وتقبل كل ما يسمح به دون مطالبته لشئ.
هذه مجموعة من الخطوط العامة نضعها بين يدي القاريء العربى المثقف دون أن نقدم حكما على لطفى السيد وندعه هو أن يصدر هذا الحكم. ولقد تعددت المصادر والأبحاث التي تكشف حقيقة هذه الرجل فليرجع إليها من يشاء وكلها تجمع على أن هذه الدعوة التى حملها لطفي السيد إنما هي خطة دقيقة محكمة من خطط الاستعمار الغربي والنفوذ الأجنبي، فإن اللورد كرومر أراد في إطار عمل مرسوم أن ينشئ فى مصر جيلا جديداً يسير فى ركب الاستعمار معجبا به مقدراً له ومحبا ولذلك عمل خلال عشرين سنة أو يزيد على صياغة هذا الجيل عن طريق المدرسة وعن طريق الثقافة وكانت دعوته الملحة الحارة أن بريطانيا ستسلم مصر لأبنائها متى ظهر هذا الجيل الذى يعمل بالتعاون مع الاستعمار ولفت نظر الشباب المتعلم وهم جميعا من أبناء الطبقة التي أنشأها النفوذ الاستعماري وسودها وجعلها مركز القيادة السياسية إلى أنهم هم حكام مصر فى المستقبل القريب .. وكان حريصا على أن تتشكل هذه القوة أو هذا الحزب فى نفس الوقت الذي كان الاحتلال يضرب القوى الوطنية وأصحاب الأصالة ليقضي عليهم ويفرغ البلاد منهم وسلمها لهذا الجيل الذى كان من قيادته: لطفي السيد وسعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وقد تشكل حرب الأمة من مجموعة من أصحاب النفوذ وكبار الباشوات والملاك مثال محمود سليمان وحسن عبد الرازق وحمد الباسل وفخري عبد النور وسليمان أباظة وعبدالرحيم الدمرداش والطرزى وغيرهم وكان رأي هؤلاء أن السلطة الفعلية قد آلت كلها(74/4)
إلى كرومر الذى يمثل سلطة الاحتلال وأن مصالحهم الشخصية تقضي عليهم أن يكونوا على وفاق معهم فألفوا حزبهم بصفة رسمية في 21 سبتمبر 1907 برئاسة محمود سليمان باشا وتولى لطفي السيد قيادة فكرهم وصحيفتهم التى جمعوا لاه فى ذلك الوقت مبلغ 30 ألف جنيه: وقد ظهرت الجريدة فى 9 مارس 1907 تصور الاحتلال على أنه حقيقة واقعة وترى أن عدم الاعتراف بشريعته لا تعني عدم وجوده ولا يقلل من سلطته أو نفوذه وكانت ترى أن هؤلاء المحتلين ماضون في طريقهم مستقلون بتصريف الأمور رضي المصريون بذلك أم كرهوا وأن التخلص من الاحتلال يحتاج إلى قوة لم تتوفر للمصريين وأن دعاة الحركة الوطنية خياليون ينفقون الوقت فيما لا طائل تحته وأنهم أصحاب خيال وتهايج.
وبذلك استطاع لطفي السيد أن يرسي مفاهيم الإقليمية المصرية الضيقة التي تكره العرب وتكره المسلمين وتعارض كل تقارب وكل صلة بل وتكره الاتصال بالفكر الإسلامي الذي هو أساس الثقافة والتعليم وقد صور هذا المعنى مستشرق غربي هو ألبرت حوراني حين قال عن لطفي السيد ما يلى: كان يرى أن بريطانيا قوية وأن لها مصالح جوهرية في مصر وأنها هي نفسها قد أعلنت عن بقائها فى مصر إلى أن تصبح هذه قادرة على حماية المصالح وإذن لا يمكن إخراجها بالقوة.(74/5)
وقد أعلنت بريطانيا تحديد احتلالها وخلقت الشعور بأنها باقية إلى الأبد وأن مصلحة مصر تقضي التعاون معها في أي تدبير تتخذه في سبيل إنماء قوة البلاد وهكذا كان ينفث لطفي السيد سموم التثبيط والدعة في وجه دعاة الوطنية ولا يقف عند هذا الحد بل يهمهم بأنهم خياليون مغالون فى الخيال ويتهم خطتهم بأنها ولاء لتركيا بينما لم يكن مصطفى كامل ومحمد فريد إلا دعاة إلى الحرية والاستقلال والجلاء دون أن يلينوا أي لين لتقبل وعود بريطانيا وكانوا في دعوتهم لا يستهدفون العودة إلى النفوذ التركي العثماني وإنما كانوا يؤمنون بأن حركة الحرية يجب أن تتم داخل إطار أوسع من الإقليمية ويجب أن تكون فىيإطار الجامعة الإسلامية والمفاهيم الإسلامية الأصلية التي كانت بريطانيا عن طريق حزب الأمة تهدف إلى تجريد المصريين منها ودفعهم إلى التعبية فى التشريع والتعليم والاقتصاد لتكون مصر خاضعة تمام الخضوع للقانون الوضعي ولمفاهيم العرب فى التعليم والثقافة ولتنقطع الصلة تماما بين مصر وبين جيرانها عرباً ومسلمين وبين الفكر والثقافة فى مصر وبين الفكرالإسلامي الأصيل المستمد من القرآن والسنة.
ولقد كان لطفي السيد فى دعوته هذه ينتقض أهمية الأرضية الإسلامية للفكر والثقافة والتعليم ويغالي فى التبعية للفكر الليبرالي الغربي الذى كان فى هذه الفترة خصيصا الدين والأخلاق.(74/6)
يقول ألبرت حوراني: " إن الانطباع القوي الذى نتركه قراءة مقالات لطفي السيد التى نشرها في الجريدة "وهي كل ثروته للفكرية" هو الاندهاش من الدور الصغير الذى لعبه الإسلام فى تفكير رجل تتلمذ على "محمد عبده" لا شك أنه كان يشعر بأنه هو ومعظم مواطنيه مسلمون بالوراثة، وأنهم جزء من الأمة، لكن الإسلام لم يكن المبدأ المسيطر على تفكيره فلم يهتم بالدفاع عن الإسلام كالأفغاني، ولا يهتم كمحمد عبده بإعادة الشريعة الإسلامية إلى مركزها كأساس خلقى للمجتمع. وفى هذا يقول لست مما يتشبثون بوجوب تعلم دين بعينه أو قاعدة أخلاقية بعينها، ولكنى أقول بأن التعليم العام يجب أن يكون له مبدأ من المبادئ تتمشى عليه المتعلم من صغره إلى كبره هذا المبدأ هو مبدأ الخير والشر.
وهكذا نرى أن مفهومه للأخلاق والدين مستمد من الفكر الغربي ويعلق حوراني فيقول : وهكذا نرى أنه تخلى عن أول مبدأ من مبادئ محمد عبده واستعاض عنه بمبادئ جديدة. ويقول: لقد أخذ يطرح أسئلة جديدة لا تدور حول الشروط التى تؤدى إلى ازدهار المجتمع الإسلامي أو انحلاله، بقدر ما تدور حول الشروط التى تؤدي إلى ازدهار أي مجتمع أو انحلاله، كذلك لم تكن للمفاهيم التى أجاب بها على هذه الأسئلة هي مفاهيم الفكر الإسلامي، بل مفاهيم الفكر الأوربي حول التقدم والمجتمع الأفضل.
ويقرر حوراني أن لطفي السيد ورفاقه تأثروا بنمطين من التفكير الأوربي:
أولا: تفكير كونت ، ورينان ، وبلى ، وسبنسر ، ودور كايم الذين ذهبوا إلى أن المجتمع البشري متجه بحكم سنة التقدم نحو طور مثالي يتميز بسيطرة العقل واتساع أفق الحرية الفردية وحلول التعاقد الحر والمصلحة الفردية محل العادات والأوضاع الراهنة.
ثانيا: تفكير جوستاف لوبرن الذي يقول بفكره الطبع القومي، وأن كل شعب له بنية ذهنية ثابتة بثبوت بنيته الجسدية.(74/7)
ويقول الحورانى: إن لطفي السيد يحدد فكرة الأئمة على أساس الأرض، لا على أساس اللغة والدين، وهو لم يفكر بأمة إسلامية أو عربية بل بأمة مصرية: أمة القاطنين أرض مصر، وكان شعوره بوجود مصر شديد بحيث أهمل الأحرار على عناصر الوحدة الأخرى. فمعظم القاطنين في مصر يشتركون فى الأصل واللغة والدين.
سعد زغلول
دعوة صريحة إلى الكتاب المؤرخين:
انشروا مذكرات سعد زغلول المخطوطة لتشكفوا حقيقة هذه الشخصية الخادعة ولتضعوه فى مكانه الصحيح من تاريخ مصر.
إن الحقائق تكشف عن دور سعد زغلول فى:
أولا: تجميد اللغة العربية وإتاحة الفرصة للغة الانجليزية بوزارة المعارف.
ثانيا:- بعث قانون كرومر للمطبوعات لمحاكمة الصحفيين والكتاب الوطنيين.
ثالثا:- التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر العربية.
سعد زغلول
كان من أهم الأسئلة فى ندوة الاعتصام ما قدمه عدد من الشباب استفساراً عن صحة ما نشر عن تاريخ سعد زغلول من فصول في إحدى الصحف اليومية ومدى تطابق هذا مع واقع التاريخ ومن خلال نظرة إسلامية صحيحة.
ولا ريب أن شخصية سعد زغلول هي واحدة من أكثر الشخصيات العمل الوطنى فى مصر بعد الحرب العالمية الأولى، ولكنه لا يمكن دراستها، ألا يفهم الاطار السياسى الذي يدأ منذ أن احتلت بريطانيا مصر وواجهت الحركة الوطنية التى قاومت النفوذ الاجنبي بقيادة مصطفى كامل ومحمد فريد وعدد من المجاهدين الذين عملت القوة البريطانية على تصفيتهم وإقصائهم وتقديم جيل جديد من أصحاب الولاء للنفوذ البريطاني وفي مقدمة هؤلاء أحمد لطفي السيد وسعد زغلول وعبد العزيز فهمي.(74/8)
هذه المرحلة السابقة لظهور هيئة الوفد المصري التي قادها سعد زغلول لها أهميتها في الكشف عن الدور الذي قام به سعد زغلول في معارضة الحركة الوطنية وكبح جماحها، وتقديم رجالها للمحاكمة كما فعل فى محاكمة فريد وهو وكبير الحقانية، وكذلك دوره في تجميد اللغة العربية وهو وزير المعارف واتاحة الفرصة للغة الانجليزية، وكذلك دوره فى إعادة بعث قانون المطبوعات القديم الذي كان كرومر قد أجاره ثم أوقفه وذلك لمحاكمة الكتاب والصحفيين الوطنيين بأقصي العقوبات، هذه الصفحة لسعد زغلول يجب أن تدرس قبل أن يقدم على المسرح كزعيم وطني بعد الحرب العالمية الأولى.
ولقد اختلفت حول سعد زغلول كتابات المؤرخين والباحثين، فوضعه كتاب الوفد وأصحاب الولاء لحزبه موضع لقداسة "وفى مقدمة هؤلاء الأستاذ العقاد". وشف عن حقيقته مؤرخو الحزب الوطني " وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ عبد الرحمن الرافعي"، وجاءت كتابات كثيرة بعد ذلك فتضح سعد فى حجمه الصحيح، وكان فى مقدمة ذلك تلك الدعوة الصريحة الموجهة إلى المؤرخين والكتاب والباحثين أن ينشروا مذكرات سعد زغلول التى كتبها بخط يده فإنها هي وحدها القادرة على أن تقدم للناس بغير ولاء ولا خصومة حقائق هذه الشخصية ودورها وعملها وحقيقتها من خلال كتابات صاحب المذكرات نفسه، تلك التي كتبها بكل حريته وإرادته خلال فترة تزيد على ثلاثين عاما من أكتوبر 1897 إلى 1926، وتضم مراحل عضوية الجمعية التشريعية وتولية الوزارة وفترة المنفي وفترة رئاسة الوزارة وتضم ثلاثاً وخمسين كراسة فقد كان يسجل الأحداث يوما بعد يوم عقب وقوعها مباشرة.
تكشف هذه المذكرات عن أشياء كثيرة:
أولا: علاقة سعد بالإنجليز:(74/9)
يقول عن اللورد كرومر: كان يجلس معى الساعة والساعتين ويحدثني في مسائل شتى كي أنور منها فى حياتي السياسية (مذكرات سعد زغلول كراس 28، ص1516)ن والمعروف أن كرومر في تقاريره السنوية كان حريصاً على أن يذكر أنه يعد جيلا جديداً من الشباب المصرى المتفرنج الذى يعجب بالغرب ويحرص على التفاهم مع الاستعمار البريطاني وقبول العمل معهم.
ومن هنا كانت صلة كروم بسعد زغلول عن طريق صهره "مصطفى فهمى" الذى كان أول رئيس وزراء بعد الاحتلال، والذى قضى في الحكم ثلاثة عشر عاماً، وكان أثير الإنجليز محبوباً عندهم، وقد أصهر إليه سعد زغلول فأعد نفسه ليكون أول وزير مصري. ولعل من الحقائق العجيبة أن اللورد كرومر عام 1907م أعلن أنه يترك مصر مستريحاً لأنه أقام فعلا القاعدة الأساسية لاستدامة الاحتلال، وكان فى هذا العام قد ألف حزب الأمة، وأصبح لطفي السيد هو حامل لواء "الجريدة" وسعد ناظر المعارف ، وقد سخر كرومر فى خطبة الوداع الذى أقامها له رجال حزب الأمة من أولياء النفوذ الأجنبي من المصريين جميعاً، ولم يمدح فى خطابه إلا رجلا واحداً، هو سعد زغلول.
ومن هنا نجد سعد زغلول يكتب فى مذكراته أثر استعفاء كرومر من منصبه في 11/4/1907 وكان يجلس في منزله مع كل من حسن باشا عاصم ومحمود باشا شكرى عندما تلقوا خبر الاستعفاء فقال: أما أنا فكنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه أو كمن وخز بآلة حادة فلم يشعر بألمها لشدة هو لها ( كراس 6 ص 240) وكتب في موضع آخر يقول: "قد امتلأت رأسي أوهاماً وقلب خفقاناً وصدري ضيقاً" (كراس 6/246).(74/10)
ويقول لورد كرومر في تقريره السنوي عن تعيين سعد زغلول ناظراً للمعارف " لم يكن السبب الرئيسي في تعيينه كما يظن أحياناً أنه استياء من الحالة التى كانت تسير عليها مصلحة المعارف العمومية فلا زالت قاصرة في أن توفر أية بادرة لتغير جذري في السياسية التعليمية، إنه يرجع أساساً إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالاصلاح في مصر".
وقال كرومر:" كما أن سعد من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم "جيروند" الحركة الوطنية المصرية، والذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لادخال الحضارة الغربية إلى مصر، الأمل الذى جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية.
وكان سعد في مقدمة الداعين لإقامة حفل لتوديع اللورد كرومر وكتب في مذكراته يعلن ضيقه بالذين انتقدوا كرومر عقب استعفائه، وقال: إن صفاته قد اتفق الكل على كمالها "كراس6/245"، وأشار إلى علاقة غورست خليفة كرومر به وأنه لما زاره قام فأوصله إلى باب حديقة دار الوكالة البريطانية.
ثانيا: أخلاقيات سعد
وتكشف المذكرات أخلاقيات سعد ومواقفه المتعددة من الحياة الاجتماعية: وأبرز هذه الجوانب علاقته بالقمار وقد كتب فيها طويلا فقال في "كراس 26 – ض1390"، " كنت أتردد بعد عودتي من أوربا على الكلوب "أي نادى محمد على" فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغا طائلا.(74/11)
وقد بدأ ذلك حوالى 1901، فقد كتب في إبريل 1913، يقول: كنت قبل 12 سنة أكره القمار واحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين ثم رأيت نفسى لعبت وتهورت في اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفتكر إلا فيه ولم أعلم إلا له ولم أعاشر إلا أهله حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالا وثروة "مذكرات سعد كراس 3/129".
وكتب خلال زيارته لأوربا صيف 1908 " أفطر مع الست والباشا "أي مصطفى فهمي" وحسين "ابن محمود صدقي" في الساعة تسعة وبعد أن نتمشى مع الباشا قليلا نعود إلى البيت لتلعب البوكر مع الست وحسين إلى الساعة ثمانية ونتمشى قليلا ثم نعود لنلعب البوكر إلى الساعة 11 مساء وقد انفعل أثناء اللعب عند الخسارة وصادف أن الزهر كان يعاكس وكان زهر حسين سعيد ولكن مع ذلك كسبت ولم أخسر غير أن حارق كانت من طريقين: طريقي وطريق الست "كراس 24 ص1300 – 1301".
ويتساءل سعد عن الأسباب التى دفعته إلى المقامرة فيكتب ما يلى:
أريد أن أعرف ما أريد حتى أتمكن من معالجة نفسي من هذا الداء، هل أريد بسطة في الرزق، أنه يقبضه في الكثير الغالب، هل أريد سعة في الجاه، أنه يضيقه بما يحط من القدر في نفوس الناس، هل أريد تناسي آلام تتردد على النفس عند خلوها من الشغل وهو كثير، لا أشعر بهذه الآلام، ويقول: ما كنت أصغى لنصائح زوجتي ولا أرق لتألمها من حالتى ولا أرعوى عن نفسى، وأشار إلى توباته المتعددة، وعودته عنها فيقول: وقد بخيل لي أن كتابة هذه الخواطر وتسجيل هذه الواردات مما يساعد على الاستمرار في ارتكاب هذا الإثم، كأن النفس تجد في هذه الاعترافات المكتوبة والاشمئزازات المرسومة، فضيلة تكفها عن الإنصاف بها وعن الإقلاع عن نفس الرذيلة أو أن الاعتراف كفارة عن الذنب المقترف والجريمة المرتكبة ترجيحا.(74/12)
ويقول: إلى أوصى كل من يعيش بعدي من لهم شأن في شاني أني إذا مت من غير أن أترك اللعب أن لا يحتفلوا بجنازتي ولا يحدوا على ولا يجلسوا لقبول تعزية ولا يدفنوني بين أهلي وأقاربي وأصهاري، بل بعيداً عنهم وأن ينشروا على الناس ما كتبته في اللعب حتى يروا حالة من تمكنت في نفسه هذه الرذيلة وبئست العاقبة. الكراسة 28 ص 1571":
وتفيض مذكرات سعد زغلول بالتفاصيل المسهبة التى تبين هدى سيطرة هذه الغواية عليه ومحاولة الإقلاع عنها وللتخلص منها وعودته إليها المرة بعد المرة فقد وردت تفاصيل ضافية في الكراسات 3 و 28 و 29 و 30 في اثنى عشر موضعا من هذه الكراسات.
وقد أشارت المذكرات بوضوح إلى أثر القمار في حياة سعد وخاصة حياته الاقتصادية كما يشير إلى ذلك الدكتور " عبد لخالق لا شين"، فقد وقع سعد الذي يقتني الضياع الواسعة تحت طائلة ديون كثيرة مما دفعه عام 1910م إلى أن يبيع الضيعة التي اشتراها بناحية قرطسا "بحيرة" لقاء اثنى عشرة ألف جنيه: يقول : " بعت هذه الأطيان وذهب كل ثمنها أدراج الرياح فلم استفد منه فائدة" كما باع الضيعة الأخرى بدسونس ومطوبس عام 1918 بمبلغ 16 ألف جنيه وصاع كل إيرادات سعد في مدى عامين وكانت 3000 جنيه مرتب النار " الوزير" و 1500 جنيه إيجارات باقي أطيانه وأصبح مدينا بمبلغ 6550 جنيها وبذلك بدد سعد الكثير من ممتلكاته يقول في مذكراته "25 مارس 1912":
أصبحت منقبض الصدر، ضائق الذرع، ولم أنم ليلى بل بت وله تساورني الهموم والأحزان وأتنفس الصعداء على فرط منى من اللعب وضياع الأموال التى جمعتها بكد العمل وعرق الجبين وصيرورتي إلى حال سيئة".(74/13)
وهكذا أجهر القمار على ثروته التى كونها من المحاماة وكانت لا تقل عن 400 فدان و 18 ألف جنيه فضلا عما ورثه من صهره مصطفى فهمي: الذى كان يملك 648 فدانا، و 8600 جنيه وألف أردب قمح وألقي جنيه مواشى وكانت صفية زغلول الى أطلق عليها "أم المصريين" واحدة من ثلاث بنات خلفها مصطفى فهمي جلاد شعب مصر ثلاثة عشر عاما.
وبعد فهل هذا وحده ما تكشفه مذكرات سعد زغلول التى تطالب بطبعها وإذاعتها لترسم صورة حقيقية لهذه الزعامة التى اختلف فيها الرأى فرفعها بالهوى والصداقة والولاء السياسي لبعض الناس إلى قداسة وبطوله وخفضها آخرون بالخلاف السياسي إلى مكان آخر، وما نريد أن نظلم أحداً ولكنا تطالب بالكشف عن الحقائق عن طريق الوثائق وما يمكن أن توجد وثيقة أشد صدقا من مذكرات كتبها الرجل عن نفسه.
ومن خلال المذكرات تتكشف أشياء كثيرة خطيرة ومثيرة.
3
قاسم أمين
كانت حركة تحرير المرأة قادها قاسم أمين مؤامرة استعمارية تستهدف تدمير الأسرة المسلمة وتحطيم اليت المسلم حتى قال محمد فريد: إن دعوة قاسم أمين قد أحدثت تدهوراً مريعا في الآداب العامة وأحدثت انتشاراً مفزعاً لمبدأ العزوبة وأصبحت ساحات المحاكم غاصة بقضايا هتك الأعراض وعرب الشابات من دور أهلهن.
لقد تراجع قاسم أمين بعد قليل من دعوته إلى تحرير المرأة وجاءت هدى شعراوي فاحتضنها دوائر الماسونية والتغريب واليهودية العالمية.(74/14)
في محاولة لتقويم حركة قاسم أمين لتحرير المرأة بعد أن قربت وثائق عدة تكشف عن خطة أشبه بالمؤامرة وراء هذه الدعوة، وتطرقت الأسئلة إلى أم المصريين "صفية زغلول" وإلى زعيمة النهضة النسائية في مصر " هدى شعراوي" التى دعت بعض الأقلام التى تجهل الحقيقة أو تخدع كتابها إلى إقامة تمثال لها والحقيقة أنه لكي نعرف خلفيات هذه القضية يجب أن نذكر شيئا مهما هو أن كتابا ظهر في مصر عام 1894 " أي بعد الاحتلال البريطاني بعام واحد لمحام مصري موال لكرومر والنفوذ الأجنبي يدعى "مرقص فهمي" تحت عنوان "المرأة في الشرق" صور فيها خطة الاستعمار في المطالبة بتحقيق أربعة أغراض:
أولا: القضاء على الحجاب الإسلامي.
ثانيا: إباحة الاختلاط للمرأة المسلمة بالأجانب عنها.
ثالثا: تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي.
رابعا: منع الزواج بأكثر من واحدة.
خامسا: إباحة الزواج بين المسلمات وغير المسلمين.
وكان هذا المخطط هو النواة الأساسية للنفوذ الأجنبي الذى تدرس على ضوئه حركة قاسم أمين وهدى شعراوي. ذلك أنه لما تمض سنوات خمس حتى ظهر كتاب " تحرير المرأة" فكان ذلك خطوة على الطريق ظن البعض وما يزال يظن سلامتها ونقاءها وبعدها عن الهوى وتحررها من أي خلفية موحية.
فما هي هذه الخلفيات لذلك الحدث الخطير؟!
أولا: كتب داود بركات رئيس تحرير الأهرام بجريدته الصادرة في 4 مايو 1927 مقالا:(74/15)
فقال فيه: إن قاسم أمين قرأ كتاب الدوق داركير "المصريين" ورد عليه بكتاب باللغة الفرنسية وفند اتهاماته .. قلما ظهر هذا الكتاب وصف بأنه لم يكن في صف النهضة النسائية .. فقد رفع الكتاب من شأن الحجاب وعده دليلا على كمال المرأة، كما ندد بالداعيات إلى السفور وقد رأت فيه الأميرة نازلي فاضل تعريضا بها .. ثم استطرد يقول " وكانت الأميرة نازلي فاضل ولها صالون يحضره سعد زغلول ومحمد عبده وجماعة من الطامعين إلى تولي السلطة في مصر تحت قيادة النفوذ البريطاني وبرعاية اللورد كرومر".
ويقول داود بركات متابعا:
وقد أشير على جريدة المقطم – وهي لسان الانجليز في مصر في ذلك الوقت – أن تكتب ست مقالات عن الكتاب تفند أخطاء فاسم في هذا الاتجاه، ودفاعه عن الحجاب. واستنكاره اختلاط الجنسين .. ثم أوقفت الحملة بعد اتفاق الشيخ محمد عبده وسعد زغلول مع قاسم أمين على تصحيح رأيه .. وقد حمل الشيخ محمد عبده الدعوة إلى تحرير المرأة في دروسه في " الرواق العباسي " بالأزهر حين أعلن أن الرجل والمرأة متساويان عند الله . وقد ترددت آراء كثيرة بأن الشيخ محمد عبده كتب بعض فصول الكتاب أو كان له دور في مراجعتها ومما أورده لطفي السيد أنه اجتمع في جنيف عام 1897 بالشيخ محمد عبده وقاسم أمين وسعد زغلول وأن قاسم أمين أخذ يتلو عليه فقرات من كتاب تحرير المرأة وصفت بأنها تنم عن أسلوب الشيخ محمد عبده نفسه.
* * *
ثانيا: كتب فارس نمر صاحب المقطم مقالا في مجلة الحديث "الحلبية" عام 1939 وأشار إلى هذا الحادث فقال:
"أنه ظهر كتاب للدوق دار كير يطعن فيه على المصريين طعنا مراً، ويخص النساء بأكبر قسط منه .. إذ رماهن بالجهل وضعف مكانتهن في المجتمع .. فاهتاج الشباب وتطوع قاسم أمين للرد على كتابه.
ويستطرد فارس نمر يقول:(74/16)
وهنا أشير لحقيقة لا يكاد يعلمها إلا ندرة في مصر. هذه الحقيقة أن كتاب قاسم أمين الذى رد فيه على "دوق دار كير" لم يكن في صف النهضة النسائية التى كانت تمثلها الأميرة نازلى .. بل كان الكتاب يتناول الرد على مطاعن المؤلف الفرنسي، ويرفع من شأن الحجاب، ويعده دليلا على كمال المرأة، ويندد بالداعيات إلى السفور، واشتراك المرأة في الأعمال العامة.. ولما ظهر كتابه هذا ساء ما به إخوانه من أمثال محمد المويلحي، ومحمد بيرم، وسعد زغلول. ورأوا فيه تعريضا جارحاً بالأميرة نازلي، وتشاوروا فيما بينهم في الرد، واتفقوا أخيراً أن أتولي الكتابة عن هذا الموقف وعرض فصوله وانتقاد ما جاء به خاصا بالمرأة وبدأت في كتابة سلسلة مقالات عنه. ولكن ذلك النقد لم يرق في نظرة قضاة محكمة الاستئناف؛ ورأوا فيه مساسا بهم. لأن قاسم أفندي كان أحدهم ورأوا أن أفضل وسيلة يبذلونها لكي أكف عن الكتابة أن مؤلفه يرجوا الأميرة نازلي فاضل لكي تطلب إلى ذلك.. وتطوع الشيخ محمد عبده للقيام بهذه المهمة.. وذات مساء حضرت إلى صالون الأميرة كما حضر الشيخ محمد عبده ومحمد بيرم والمويلحي .. وبعد قليل تحدث الشيخ محمد عبده مع الأميرة في هذا الشأن.. فالتفتت إلى سموها وقالت لي: أنها لا تجد بأسا في أن أكف عن الكتابة في الموضوع .. وكانت هي لم تقرأ الكتاب ولم تعرف أنه يشمل الطعن فيما تدعو إليه .. فلما رأي ذلك محمد المويلحي قال لسموها: أنه يدهش من طلب الأميرة وخاصة لأن الكتاب تعرض لها .. فبنت الدهشة عليها، وكانت إحدى نسخ الكتاب موجودة عندها. وعبثا حاولت أن أقفل باب الحديث في هذه الشأن وخاصة بعد أن لمحت عليها معالم الاضطراب والجد والعنف .. فلما اطلعت على ما جاء به ثارت ثورة شديدة ووجهت القول بعنف إلى الشيخ محمد عبده .. لأنه توسط في هذا الموضوع .. ومرت الأيام بعد ذلك واتفق محمد عبده وسعد زغلول والمويلحي وغيرهم على أن يتقدم قاسم أمين بالاعتذار إلى سمو(74/17)
الأميرة .. فقبلت اعتباره ثم أخذت يتردد على صالونها .. وكلما مرت الأيام ازدادت في عينه، وارتفع مقامها لديه .. وإذا به يضع كتابه الأول عن المرأة الذى كان الفضل فيه للأمير نازلي والذي أقام الدنيا وأقعدها بعد أن كان أكثر الناس دعوة إلى الحجاب".
انتهى كلام فارس نمر.
ثالثا: أشارت هدى شعراوي في محاضرة لها إلى هذا المعنى، وكشفت هذا السر الذي ظل خافيا زمنا طويلا ولم يكشف إلا بعد وفاة قاسم أمين بعشرين سنة:
غير أن الذي يلفت النظر أن قاسم أمين عدل عن رأيه هذا من بعده، وتبين له أنه أخطأ الطريق .. وقد تبين هذا حين صرح قاسم أمين في حديث له إلى صحيفة "الظاهر" التى كان يصدرها المحامي محمد أبو شادي حيث أعلن رجوعه عن رأيه، وأعلن أنه كان مخطئا في "توقيت" الدعوة إلى تحرير المرأة.. هذا التصريح نشرته جريدة "الظاهر" في أكتوبر 1906.
قال قاسم أمين:
"لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن إلى اقتفاء أثر الترك بل الافرنج في تحرير نسائهم وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم إلى تمزق ذلك الحجاب .. وإلى إشراك النساء في كل أعمالهم ومآدبهم وولاتهم . ولكني أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختيرته من أخلاق الناس.. فلقد تتبعت خطوات النساء في كثير من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة احترام الناس لهن، وماذا يكون شأنهم معنهن إذا خرجن حاصرات فرأيت من فساد أخلاق الرجال بكل أسف ما حمدت الله على ما خذل من دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتى .. رأيتهم ما مرت بهم امرأة أو فتاة إلا تطاولوا إليها بألسنة البذاء، ثم ما وجدت زحاما في طريق فمرت به امرأة إلا تناولتها الأيدي والألسن جميعا .. أنني أرى أن الوقت ليس مناسبا للدعوة إلى تحرير المرأة بالمعنى الذى قصدته من قبل".(74/18)
ومعنى كلام قاسم أمين أمير هذا الذي نشره قبل وفاته بعام ونصف عام أن قاسم قد اكتشف بعد سبع سنوات من دعوته "التى جاءت استدراجا ومرضاة لنفوذ وليست خالصة لوجه الله تعالى:" أنها لم تكن قائمة على أسسها الصحيحة وهي الدعوة إلى تربية الخلق والإيمان بالله، وأنها لم تكن على طريق الحق.. أو ربما أن قاسم رأى بعد أن تغيرت الظروف بزوال كرومر ووفاة محمد عبده وانطفاء نفوذ نازلي فاضل "رتيبة كروم" أن يتخفف من هذه التبعة.. وربما كان لبعض التجارب أثرها في نفسه .. ومما يروى أن صديقا عزيزاً زاره ذات مرة فلما فتح له الباب قال: جئت هذه المرة من أجل التحدث مع زوجك !! فدهش قاسم .. كيف يطلب مقابلة زوجته .. فقال له صديقه : ألست تدعو إلى ذلك؟! إذن لماذا لا تقبل التجربة مع نفسك .. فأطرق قاسم أمين صامتا .. ومما يذكر أن السيدة زوجة قاسم أمين كتبت منذ سنوات تعلن أن دعوة قاسم أمين كانت خطيرة وأنها لم تكن قائمة على أساس صحيح.
وقال محمد فريد وجدى:
أن دعوة قاسم أمين قد أحدثت تدهوراً مريعاً في الآداب العامة، وأحدثت انتشاراً مفزعاً لمبدأ العزوبة، وأصبحت ساحات المحاكم خاصة بقضايا هتك الأعراض وهرب الشابات من دور أهلهن.
ونعت الدكتورة بنت الشاطش ما تكشف من حركة تحرير المرأة مما أسمته مهزلة أليمة موجعة. تقول بنت الشاطئ:
"إن الرجال ساقونا لنعمل لحسابهم.. وهم يوهموننا أننا نعمل ويعملون معنا لحسابنا.. ذلك أن الرجال وثبوا لنا الخروج زاعمين أنهم يؤثروننا على أنفسهم.. ولكنهم كذبوا في هذا المزاعم فما أخرجونا إلا ليحاربوا بنا السآمة والضجر في دنياهم".
ثم قالت بنت الشاطئ:(74/19)
"إن المرأة دفعت ضريبة فادحة ثمنا للتطور ويكفي أن أشير في إيجاز إلى الخطأ الأكبر الذي شوه نهضتنا.. وأعني به إنحراف المرأة الجديدة عن طريقها الطبيعي وترفعها عن التفرغ لما تسميه: خدمة البيوت وتربية الأولاد .. ونحن نرى البيوت أصبحت مقفرة منهن .. أما الأبناء فتركوا لخدم .. وقد نشأ هذا الإنحراف الضال نتيجة لخطأ كبير في فهم روح النهضة .. وبلغ من سواء ما وصلت إليه أن نادت مناديا بحذف نون النسوة في اللغة كأنما لأنوثة نقص ومذلة وعار .. وأهدر الاعتراف بالأمومة كعمل من الأعمال الأصيلة لنا حتى سمعنا عن يسأل كيف تعيش أمة برئة معطلة .. يقصد بالرئة المعطلة هؤلاء الباقيات في بيوتهن يرعين الأولاد .. وزعموا أن المرأة تستطيع أن تجمع بين عملها في البيت ووظيفتها في الخارج".
انتهى كلام الدكتورة بنت الشاطئ.
***
أما ما هي ملابسات زعامة هدي شعرواي للحركة النسوية فالواقع أن هناك عدة ملابسات لا يفسرها إلا فهم تاريخ الحركة الوطنية في مصر لرجلين.. أحدهما والدها محمد باشا سلطان والآخر زوجها على باشا شعراوي.
أما والدها محمد سلطان فيقول الدكتور عبد العزيز رفاعي في كتابه "محمد سلطان أمام التاريخ":(74/20)
إنه كان من أعلام الثورة العرابية. ولكنه تنكر لها في أحلك أوقاتها، ومشى في ركاب أعدائها: الخديو والانجليز، حتى نال حظوته من الخديوي بالإحسان، ومن الإنجليز بالتقدير، وقد أثبت ما أورده السيد محمد رشيد رضا في كتابه: "الأستاذ الإمام محمد عبده"، جـ1 ص 258، 259، عن الدور الذي لعبته محمد سلطان في خدمة مخابرات الانجليز في سبيل الوصل إلى معسكر العرابيين في التل الكبير وهكذا حمل لواء الخيانة للثورة العرابية، وطاف ببورسعيد والإسماعيلية لمعاونة الجيش الإنجليزي الزاحف والإيقاع بجيش عرابي معلناً الثقة في الجيش الغازي ومطمئنا الأهالي على حياتهم، وقد أفهمهم حسن نيات الإنجليز إزاء المصريين، وأبان لهم أنهم لا يستهدفون غزو البلاد، بل يستهدفون تأديب العصاة.
وتابع سلطان نشاطه فأخذ يفرق الناس عن عرابي، ويجمعهم لمعاونة الإنجليز فأرسل إلى شيخ بدو الهنادي المقيم في الصالحية ويدعى سعود الطماوي والآخر إلى محمد صالح الحوت ليتفق معهما على استمالة العربان ولم يكتف محمد سلطان بنشاطه في الجاسوسية وبث الدسائس في منطقة القناة وفي ميدان المعركة، بل مد نشاطه إلى داخل البلاد ليقضى على كل معاونة شعبية لحركة عرابي، ورافق "ولسلي" قائد القوات البريطانية للتفاوض مع مشايخ العربان.
كما كانت الأموال التى أعدها الخديو لرشوة شيوخ البدو في عهدة سلطان "راجع بلنت: التاريخ السري ومذكرة سلطان إلى الخديو في الإسماعيلية بدار المحفوظات التاريخية دوسية رقم 2".
وكان سلطان هو الذي أبلغ الخديو هزيمة عرابي، ودخل سلطان القاهرة مزهوا يتطلع لفجر جديد في حياته بعد أن سجل خيانته، وكتب تاريخها بنفسه، وقلده الخديو النيشان المجيدي الأول رفيع الشأن ووضعه على صدره بيده، وأعطاه عشرة آلاف جنيه تعويضا للأضرار التي لحقت به ثم عينه رئيسا لمجلس شورى القوانين.(74/21)
ولكن ضربة القدر لم تمهله ليتمتع بما اشترى من أطيان فداهمه مرض السرطان واشتد به المرض وتوفي في أوربا سنة 1884 ، وقد أنعم الإنجليز عليه بنيشان سان ميشيل وسان جورج الذي يخول صاحبه لقب "سير".
هذه هي خلفية الحياة الإجتماعية لقائدة النهضة النسوية والتى تزوجت وهي في الرابعة عشر من رجل غني موسر صديق لوالدها يبلغ الخمسين من العمر هو على شعراوي باشا أحد الثلاثة الكبار الذين قابلوا المندوب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولي "سعد زغلول و عبد العزيز فهمى" بوصفهم من رجال حزب الأمة الموالى للاستعمار البريطاني لعرض مطالب البلاد.
ولم يلبث شعرواي باشا أن توفي وقد كان الثلاثة هم دعاة الولاء البريطاني والتعامل مع الإنجليز والشاجبين لمفاهيم الحزب الوطني في المفاوضة قبل الجلاء.
وقد وجدت السيدة هدى شعرواي الفرصة سانحة للتبريز خاصة وأن السيدة صفية زغلول ابنة مصطفى فهمى الذى حكم مصر بالحديد والنار خلال أول الاستعمار البريطاني ثلاثة عشر عاماً وزوج سعد زغلول والمساماة بأسماء الاضداد " أم المصرين" تستأثر بالزعامة السياسية فأرادت تفتح مجالا جديداً تنفرد فيه بالزعامة فكان ذلك هو مجال المرأة خاصة وأنها نزعت نقابها في ثورة 1919.
ولقد تلقفتها جماعات تحرير المرأة العالمية والمنبثة في أوربا وخاصة في باريس وبرلين وبروكسل والتابعة للمحافل الماسونية ومنظمات الصهيونية العالمية ووجدت فيها طيراً سميناً فدعتها إلى حضور المؤتمرات النسوية العالمية التى كانت الصهيونية العالمية تديرها من وراء، والتى كانت تستهدف بأحداث الضجيج حول حقوق المرأة السياسية في البرلمان والحكم خلخلة المجتمعات الإسلامية ودفعها إلى طريق الانهيار.(74/22)
والمعروف أن هدى شعرواي لم تنطلق في دعوتها من أي منطلق إسلامي، بل على العكس من ذلك كانت سيدة سافرة رزة لها صالون ويتحلق حولها عدد من الرجال المجندين لكتابة الخطب والكلمات التى كانت تلقيها في الاحتفالات وكانت تنفق على ذلك أموال سلطان باشا التى دفعت ثمنها الثورة العرابية، وكان في مقدمة هؤلاء إبراهيم الهلباوي باشا محامي دنشواى والشيخ محمد الأسمر الشاعر .. وقد استطاعات أن تجند بعض الشباب، وأن ترسل بهم في بعثات تعليمية خاصة على حسابها إلى أوربا/ ومنهم من عمل في الصحافة من بعد، وحمل لواء الدعوة إلى تقديس هدى شعراوى، ودعا إلى تلك الأفكار التى تحرض المرأة على التحرر من القيود الاجتماعية، والانطلاق حتى كان أحدهم يقول لواحدة سألته:
" لو كنت بغير أولاد لقلت لك اتركيه ورزقك على الله، والمعروف أن السيدة هدى شعراوى لم تكن تعبأ في دعوتها بالمفهوم الإسلامي المرأة، أو تصدر عن فهم حقيقي لرسالة البيت والأسرة ولم تكن تتحرك في هذا الإطار .. وإنما كانت تضع أمامها المرأة الغربية كمثل أعلى .. وذلك فقد شجعت أسباب الزنة والأزياء والمودات المستحدثة. وكانت أجنحتها من المثقفات ثقافة فرنسية وذات الولاء الماركسى والصهيوني، ولم يكن للمفهوم الإسلامي لديهم أي أهمية.
ويقول الأستاذ حسين يوسف:
إنه لم يكن عجبا أن يعمل الاتحاد النسائي بزعامة هدى شعرواي الأهداف التي يحرص الاحتلال على الوصول إليها، وإن يردد في عام 1923 نفس المبادئ التى نادى بها مرقص فهمى من قبل، وتورط فيها قاسم أمين .. ولما كان داة تدمير مفاهيم المرأة المسلمة لا ينامون فإنهم يدعون اليوم إلى تجديد ذكرى هدى شعراوى بإقامة تمثال لها.. والهدف هو دعو هذه الأفكار المسمومة التي تستهدف تدمير الأسرة المسلمة وتحطيم البيت المسلم.
(4)
طَه حسَين
عميد الأدب العربى الذى مازالت مؤلفاته تحمل سموم الاستشراق
وتهاجم الإسلام والقرآن(74/23)
عن مجلة الاعتصام – نشرت جريدة المجتمع الكويتى، بعددها رقم 177 بتاريخ 13 من ذي القعدة سنة 1393 ( 1973/ ، مقالا مطولا كشفت فيه عن كثير من الحقائق التي لابد لأبناء الجيل الإسلامي الحالي، أن يعرفوها، حتى لا ينخدعوا بالدعاوات الكاذبة التى ملأت الآفاق في رثاء طه حسين، وتمجيده في حين أنه كان صنيعة لأعداء الإسلام، وداعية للمدنية الغربية بكل مفاسدها وشرورها.
وفيما يلي بعض ما تضمنه المقال المذكور من وقائع، وفيها الكفاية لإدراك الحقيقة.
استطارت في صحف البلاد العربية كلمات عجلى ومرات سريعة خاطفة حاولت أن تسد فراغاً صحفياً على وجه العجلة فلم تتمكن من أن تراجع التاريخ أو تنثبت من الوقائع، وربما صاحب ذلك هوى من شأنه أن يتعارض مع الحق، وربما كانت كتابات بعض المتصدرين في مجال الصحافة ممن لم يحسنوا مراجعة الآثار المكتوبة حول القضايا المثارة ومنهم من شهد السنوات الأخيرة فنشأ طفلا يرى "طه حسين" رجلا كهلا تحيطه هالة، أو تدرس كتبه في الجامعات أو يشرف على بعض المؤسسات الثقافية واللغوية فظن هؤلاء – وبعض الظن إثم – أن الرجل له تاريخ مشرف جديد بأن يشاد به ويرثى ولقد حوت كتابات الكتاب الكثير من الخطأ ومن الهوى، ومن عجب أي بعض المؤمنين لحق بمن كتبوا عن الإسلام أو هاجموا بعض خصومة أمثال لويس عوض وسلامة موسى وغيرهم يسقطون في هوة الخداع إزاء طه حسين وهو أشد خطراً من هؤلاء جميعا وأبعد أثراً.
ولسنا الآن في مجال الحديث عن موقع طه حسين من الأدب العربي أو الفكر الإسلامي فذلك أمر له من بعد دراسات ومراجعات ولكننا تقف عند حد تصحيح بعض الأخطاء التى تضمنتها هذه المراثي التى أعادت الرجل حيا بعد أن مات موتا معنويا منذ عشر سنوات عندما توقف عن الكتابة وداهمه المرض الذى كان حفيا بأن يفسح له سبيل العودة إلى الله ولقد كان يتردد في هذه السنوات بل كان الدكتور نفسه يقول:(74/24)
إنه لا يسمع من الإذاعة غير القرآن المرتل وكان بعض السنج من الناس يقول: لقد تاب الرجل وأناب.
وكذلك قالوها يوم اصدر كتابه "على هامش السيرة" ولكن الفهم السليم للإسلام يدعونا إلى أن تتحرز من مثل هذه المظاهر الكاذبة وأن نتعمق مفهوم التوبة في الإسلام وهو مفهوم يفترض على صاحبه أن يرجع عن كل ما خالف به أصول الإسلام أو حقائق القرآن وأن يعلن على ذلك على الملأ وأن يحجب مؤلفاته التى نشر ذلك من قبل بل وعليه أن يصحح ذلك ويوضحه وأمامنا مثلان:(74/25)
مثل في القديم هو أبو الحسن الأشعرى" حين خرج عن فتنة الاعتزال إلى ضوء السنة الصحيحة فإنه لم يلبث أن وقف في المسجد الجامع بعد الصلاة على كرسى وأعلن توبته بل وخرج من ملابسه وقال: لقد خرجت من الأثم الذي كنت فيه كما أخرج من ثوب هذا وألقى إلى الناس بمؤلفاته الجديدة التى يعارض بها قديمه الذى خرج عنه وأمامنا الدكتور محمد حسين هيكل الذى أعن في مقدمة كتابه "منزل الوحى" أنه قد خاض في شبابه لجج النظريات وكان مخطئا حين حاول أن يختار لبني وطنه فكر الغرب أو منهج الفرعونية وأنه عاد إلى الحق حين تيقن أن الإسلام هو المنطلق الوحيد للمسلمين إلى النهضة. فهل فعل طه حسين شيئا من ذلك إذا كان حقيقة قد تحول، نحن نعتقد أن طه حسين لم يتحول حتى مات عن مفاهيمه الأولي وأنه أصر على فكره إصراراً كاملا حتى حين كتب إسلامياته المتعددة وأن المراجعة الدقيقة لهذه المؤلفات تكشف عن أنها تحول في المظهر أو كما يقول الغربيون أن طه حسين غير جلده، أو أنه حسين سقط في نظر الناس بعد كتاب "الشعر الجاهلي" إنما أراد أن يعود إليهم كاسبا ثقتهم بالكتابة عن "هامش" السيرة وكانت خدعة أخرى كشفها صديقه ورفيقه على الطريق في المرحلة الأولي الدكتور هيكل حين قال إن إحياء الأساطير في هامش السيرة خطر على السيرة نفسها لأنه يعيد إليها ما حررها منه علماء المسلمين أربعة عشر قرنا وحرصوا على حمايتها منه وقال عنها مصطفى صادق الرافعي إنه تهكم صريح.
لقد خدع طه حسين الكثيرين بكتاباته الإسلامية ولكن هذا الخداع لم يطل فقد كشفه كثيرون في مقدمتهم محمود محمد شاكر الذي كشف فصولا متعددة عن "الفتنة الكبرى".
* * *
من أبرز ما يحاول الذين رثوا طه حسين أن يثبتوه أن طه حسين في مؤلفاته وكتاباته كان خصماً سياسياً الذين هاجموه, وألبوا عليه وأن ما أورده في كتبه لم يكن على هذا النحو من الخطر في مهاجمة الإسلام.(74/26)
وذلك هو أسلوب الاستشراق في مواجهة الأمور وهو نفسى أسلوب طه حسين الذي كان إذا أراد أن يهاجم الإسلام هاجم الأزهر وإذا أراد أن يرد عادية خصومه قال إنما يهاجمون حزبه السياسي ولقد حرص طه حسين حين اشتدت الحملات عليه عاما بعد عاما بعد كتابه الشعر الجاهلي أن ينفصل من معسكر الأحرار الدستوريين وأن يلجأ إلى معسكر الوفد حتى يحتمي به.
وقد أكسبه ذلك سناداً ضخماً أعانه ليس فقط على الاستمرار في الحركة – ولكن مكنه من توصيل إلى ضربة أخرى وجهها إلى الفكر الإسلامي تلك هي كتابه: "مستقبل الثقافة " وكذلك فقد استفاد طه حسين من السياسة فهي التي حمته من العزل ومن المحاكمة ومن أشياء كثيرة، بل هى التى كانت تسهل له أن ينتقل بالرغم من مواصلة كشف أساليبه – من منصب أستاذ الجامعة إلى عميد كلية الآداب إلى مدير الجامعة إلى وزير المعارف.
وإذا كان رثاة طه حسين يريدون حقاص أن يصدقوا الناس ويقولوا لهم أن طه حسين عندما كان في حزب الأحرار الدستوريين – قد هاجم سعد زغلول بأكثر من "مائة مقال" في خلال سنوات "1922 – 1927" حتى وفاته فلما تحول طه حسين إلى الوفد بعد ذلك كتب عن سعد زغلول وخطب يرفعه فوق هامة الدهر دون أن يحس بالخزي أو الخجل ودون أن يرى ابتسامات السخرية من سامعيه وقارئيه لكذبه فى الأولى وفي الآخرة وتضليله وغشه.
وتردد مراثي طه حسين عبارات تقول أنه أضهد ككل أصحاب الرسالات فأى نوع من الاضطهاد شهده طه حسين. هل اعتقل ليلة واحدة في أي عهد هل قدم للمحاكمة مرة واحدة هل عذب؟ هل حيل بينه صيف واحد وبين السفر إلى فرنسا حتى في أشد أيام أزمة الشعر الجاهلي . لم يحدث ذلك قط وإنما كان ذلك من لغو القول وباطله.(74/27)
إن طه حسين كان يعرف أنه في حماية قوى كبرى ربما ليست ظاهرة ولكنها تختفي وراء الأحزاب، وراء عدلي وثروت، وتلتمس أسلوبها إلى ذلك بالعطف على الكفيف والرحمة بالمجنون. كما قال سعد زغلول للأزهريين : هبوا أن رجلا مجنوناً قال ما قال، وماذا علينا إذا لم يفهم البقر!!
ويردد أصحاب المرائي أن لطه حسين حياة حافلة بالنضال ولكنه أي نضال، لقد بدأ طه حسين حياته في محيط حزب الأمة الذي أنشأه كرومر وفي أحضان لطفي السيد داعية الولاء للاستعمار البريطاني تحت اسم مصر للمصريين وعدو الجامعة الإسلامية والعروبة والشريعة الإسلامية واللغة العربية وتعليم أبناء الفقراء.
ولقد لقى طه حسين في حياته "عبد العزيز جاويش" وبيئة الحزب الوطني ولكنه سرعان ما أعرض عنها، لأنها ليست ممهدة الطريق ولأنها كانت تحمل مفاهيم النضال والجهاد، وكسب صلته بأصحاب البيوتات وفي مقدمتهم آل عبد الرزاق الذى كان أثيراً لدى عطفهم ومعونتهم ولما عاد من أوربا اندمج في حزب الأمة المجدد تحت اسم "الأحرار الدستوريين" ولم يدخل الوفد إلا بعد أن فقد الحزب أمانته للأمة وانصهرت فيه العناصر اليسارية والشيوعية.
أما أخلاقه التى يشيدون بها فهى تنجلى صراحة في موقفه من اساتذته الذين عاونوه في أول الحياة والذي شقوا له الطريق فلم يلبث أن هاجمهم في عنف وصلف واحتقار، بل وعارض مفاهيمهم الأصلية: وفي مقدمة هؤلاء الشيخ المهدى ومحمد الخضرى وأحمد زكي باشا وأعلن أنه يرفض المنهج الذى رسمه الشيخ محمد عبده.
وقد سجل جميع الباحثين في سيرته وفي مقدمتهم أولياء الثقافة الغربية من أمثال إسماعيل أدهم أحمد أنه لم يكن عالما ولا صاحب منهج، وأنه صاحب هو وغرض وأن ذلك الطابع يسود كل انتاجه.(74/28)
أما مفاهيمه العامة فقد أثار الدنيا حين أعلن أن العرب استعمروا مصر كالرومان وحرقت مؤلفاته في ميدان عام في دمشق، وقال أن مصر جزء من حضار البحر المتوسط، وهاجم المجاهدين من أهل المغرب في رسالته وصور استعمار فرنسا خدمة عظمى تقدمها لهم فرنسا. وكان له موافقة في معارضة العروبة والرابطة الإسلامية في دعوته إلى تمصير اللغة وإلى تمصير الأدب، وكلها دعاوى زائفة مشبوهة.
وكانت دعوته إلى الحضارة الغربية فاسدة لأنه لم يأخذ فيها بأسلوب الحيطة أو أسلوب العلم بل كان حريصا على أن تنصهر مصر والبلاد العربية في هذه الحضارة على النحو الذى صوره حين قال " أن نقبل من الحضارة ما يحمد منها وما يعاب وما يجب منها ما يكره".
كان داعية الفناء في الغرب تحت خدعة زائفة ظل يروجها وكانت موضع سخرية الناس لسذاجتها وهي قوله: أننا لن نستطيع أن نساوى الغرب إلا إذا سرنا سيرته، وكيف يمكن ذلك وقد سارت تركيا ومع ذلك سخر منها الغرب لأنها عجزت عن أن تقدم شيئا في مجال العلم وما زالت عالة عليه بعد أن فقدت شخصيتها الإسلامية.(74/29)
ويكذب أو يخدع أولئك الذين يقولون أن طه استوعب ثقافة التراث أو أنه نقل ثقافة التراث أو أن وجهته في الكتابات الإسلامية كانت خالصة لوجه الله أو العلم أو الحق ذلك أن طه حسين قد أراد أن يتخذ من التراث منطلقا إلى تحقيق جانب من رسالته، تلك هي إثارة الشبهات والروايات الباطلة، والتقليل من جلال أبطال الإسلام، وتصويرهم بصورة رجال السياسة في الغرب المسيطرين على مطامع الحكم ومطالب الحياة، ولا يستطيع أن يفهم التراث أو يقدمه المسلمين في هذا العصر إلا رجال آمنوا بالإسلام دينا ونظلم حياة وعمرت قلوبهم تلك الأمانة للإسلام والغيرة على معطياته ومنجزاته. أما طه حسين فقد عاش حياته كلها يسخر بعظمة أمة الإسلام وبما في صفحاتها من بطولات ويفسرها طبقا للمذهب الاجتماعي الفرنسي، المتصل بالتفسير المادي للتاريخ القائم على الجبرية وهو مذهب ينكر عظمة النفس الإنسانية وجلال الروح ومكانة المعنويات - كان طه حسين كذلك في أول ما كتب "ذكرى أبي العلاء" وظل كذلك إلى آخر ما كتب "مرآة الإسلام والشيخان".
وكل ما يحاول الإغرار أن يجمعوه من آرائه عن القرآن أو الإسلام أو التاريخ فإنما يقدم إليه مفهومه الباطل فيجعله هباء منثوراً، فهو لا يرى في القرآن أكثر من أنه كتاب بلاغة" ولا يرى في البطولات إلا أنها من نتاج البيئة، ولا يرى في النبوة إلا أنها قدرة رجل عظيم استوعب فكرة عصره، فهو لا يؤمن بالنبوة، وذلك واضح من كتاباته ومن مراجعات الباحثين لآثاره وهي كثيرة ومقدمتها كتاب غازى التوبة ومحمد محمد حسين والرافعي ومحمد أحمد الغمراوي وكاتب هذه السطور.
إن طه حسين مع الأسف لم يكن يؤمن بشئ، كان ساخراً وكان مشككاً وكان متقلباً ولقد كدت أكتب عبارة "أولها حرف ر".(74/30)
وآية ذلك أنه ألقى العمامة في البحر عندما ركب السفينة أول مرة إلى أوربا في مشهد درامي، تمثيلى، وأنه كان يقول القول وينقضه فقد أعلن إمارة العقاد للشعر ثم سحب ذلك في سنواته الأخيرة، أما قدره العلمى فقد كشف عنه سكرتيره البير بيزان وسكرتيره زكي مبارك وظهر ذلك واضحاً في سقطات فاضحة.
من مثال قوله:" وقد وقعت بين القيسية واليمانية معركة "مرجرات" ثم اتضح من بعد أنها "مرج راهط" ولكن هكذا يكتبها المستشرقين وقد أشار زكي مبارك إلى ذلك في دعاية ساخرة حين قال : أن طه حسين دخل حديقة المستشرقين بالليل ليسرق ثمرة أو ثمرتين فصادفته هذه الثمرة المعطوبة" ولا شئ يستطيع أن يحمى طه حسين من شبهة الاتصال بالصهيونية أو اليهودية العالمية في مجال الفكر وربما عن طريق آخر بالإضافة إليهما، ولذلك قصة طويلة لها وقائعها الثابتة والأكيدة والمتصلة طوال حياته منذ أعلن عن عدم وجود إبراهيم إسماعيل عام 1926 إلى أن صير مديراً لدار الكتاب المصري 1946 وبين ذلك تاريخ طويل يمكن أن يروى في مقال متصل ويؤيده ما قاله شارل مالك في رثاء طه حسين.
هناك سؤال لماذا انقلب إسلاميا داعيا إلى التراث؟
والإجابة السريعة قبل إيراد التفاصيل هي محاولة تمكينه من أن يكون مرجعا إسلامياً يستغله للتبشير والاستشراق في السنوات الخمسين القادمة ولذلك فقد حولوه من مغايظة الجماهير إلى إرضاء الجماهير، إرضائها بالخداع والزيف.
وكلام عن الإسلام كله بمفهوم الإسلام الغربي المسيحي: أنه علاقة بين الله والإنسان، عبادة، لاهوت وليس أكثر من ذلك ، وطه حسين يعتنق ما كان يعتنقه فولتير ورينان غيرهما من التفرقة بين الإيمان بالقلب والكفر عن طريق العقل. هذه الإزدواجية التى يعرفها الغربيون ويفخرون بها، وتعتنقها بعض الفضائل المضللة من توابع المستشرقين في البلاد العربية ممن لا قيمة لم ولا وزن وممن لن يتبقى لهم آثار ولا أعمال.(74/31)
إن طه حسين بالعمل فى مجال الإسلاميات منذ أصدر هامش السيرة 1933 ونشره في الرسالة كان يفتح صفحة جديدة وأخيرة في تاريخه وتاريخ الفكر الإسلامي هي صفحة تقديم البديل من أجل القضاء على الأصيل ومع الأسف فقد شارك هيكل والعقاد وانكشف أمرهم عام 1939 حين قاله لهم إمام كبير:
" بيننا وبين الإسلام أن تؤمنوا بأن الإسلام نظام حكم وفهم مجتمع، فصمتوا صمت القبور. استطاع طه حسين من خلال كتاباته الإسلامية أن يصور الروابط بين الصحابة على نحو مؤسف ردئ، وكان قد أعلن من قبل في رده على العلامة: رفيق العظم احتقاره التاريخ كما اتخذ في بعض الشعراء الماجنين دلالة على فساد القرن الثاني الهجرى الحافل بأعلام المسلمين في الفقه والعلم والتصوف والأدب والفكر كله.
لقد تحول طه حسين في أساليبه يخوض معركة أشد خطراً، هي معركة تزييف مفهوم الإسلام والتاريخ الإسلامي، وقد جرى في ذلك مع منهج الاستشراق الذى تغير في أواخر الثلاثينات حين تحول من مهاجمة الإسلام علانية إلى خداعه بتقديم طعم ناعم في أوائل الابحاث ثم دس السم على مهل ومن خلال فقرات وكان هذا هو أسلوب الاستشراق اليهودي الماكر.
وقد استخدم طه حسين هذا المنهج ببراعة ونجح فيه. فلم يكن طه حسين يؤمن بالدين ولا بالتراث ولا بعظمه هذه الأمة ولا بأمجادها الإسلامية ولا بحركة اليقظة فيها، ولقد تهدمت كل أعماله قبل وفاته وخذلته كل الكتابات الجديدة والإيجابية عن الشعر الجاهلي وعن ابن خلدون، وعن مفهوم العروبة المرتبط بالإسلام وعن هزيمة الفرعونية وعن اندحار دعوته إلى الغض من شأن الأزهر.
سلامة موسى
محاولة إعادة سلامة إلى الحياة محاولة خاسرة وقد باءت بالفشل الذريع. سلامة موسى الرجل الذي لم يعرف في تاريخه الطويل موقف يدعو فيه لتحرير مصر من الاستعمار البريطاني وقد سقطت جميع آرائه وكشف حركة اليقظة عن زيفها وفسادها.(74/32)
لقد كانت كل كتابات سلامة موسى وأفكاره في حقيقتها جماع خيوط المخطط الماسوني التلمودي بباطله وهدمه وأخطاره ولقد عرف أن سلامة موسى كان يلفظ الإسلام والمسيحية معاً وهو الذي أضاف إلى قائمة الرسل والأنبياء فرويد وماركس ودارون ولينين.
كان السؤال الهام في الندرة عن تلك الظاهرة الخطيرة التى حاولت بها بعض الجهات طرح كتب سلامة موسى في السوق مرة أخرى بأعداد كبيرة، ونشرت عديداً من كتبه ما عدا كتابه " اليوم والغد" الذي قال بعض أصحاب الولاء أنهم أن يعيدوا طبعه والسر أن هذا الكتاب يكشف حقيقة سلامة موسى، ودعوته المسمومة، والشعوبية والماركسية جميعاً.
والحق إن كتابات سلامة قد تجاوزها الزمن، ولم تعد تمثل أى عطاء ثقافي بعد أن سقطت كل هذه الدعاوى التى روجها الاستشراق والتغريب في الثلاثينات والأربعينات.. شأنه في هذه شأنه في هذا شأن طه حسين ومحمود عزمي وعلىعبد الرازق ومن تبعهم أمثال حسين فوزى وتوفيق الحكيم ولويس عوض وغيرهم.
والواقع أن النفوذ التغريبي لا يمهد ولا يتوقف عن غاياته وإن بدأ أنه يغير جلده بين حين وآخر ليخدع أجيالا جديدة بتلك السموم التى قدمها على أيدى عملائه ثم تكشف زيفها.
دعا سلامة موسى إلى استعمال العامية وهدم العربية، وجدد الدعوة لويس عوض في مصر ويوسف الخال وأنيس فريحة في الشام وكانت النتيجة هي الفشل المحقق.
دعا سلامة موسى إلى الفرعونية وجدد الدعوة بعده كثيرون ولم يصلوا إلى الشئ.
دعا سلامة موسى إلى الفرعونية، وجدد الدعوة إلى إبطال حكم من أحكام الدين وذلك بشأن ميراث المرأة، وقد لنه الباحثون دراس قاسياً مريراً.
دعا سلامة موسى إلى الماركسية وقد كشفت الأيام زيف دعوته وفساد جهته.(74/33)
والحقيقة أن سلامة موسى لم يكن إلا رجلا يحمل الغرب فيذروه في وجهه الناس حقداً وكراهية لهذه الأمة أن يتحقق لها امتلاك إراداتها وخدمة لكل التيارات الحاقدة عليها والكارهة لها، ولقد كان الكاتب في هذه الفترة يعرف بأنه ماركسي أو غربي أو داعيا لفرنسا أو انجلترا ولكن سلامة موسى كان يعمل لكل هذه الجهات عن طريق الماسونية والمخطط الصهيوني الذى كان يحتضن كل فكر هدام.. فكان ينثر من كنانته كتابات عن "دارون" ومذهبه، وعن "فرويد" ومذهبه، وعن إقليمية مشوبة بالفرعونية، وعن العامية مشوبة باللاتينية ويحتضن كل كتاب هذه السموم من "ولكوكس" إلى " ماركس" ويدعى ويناقض دعوته بمدح الخديو إسماعيل، وموالاة الاستعمار البريطاني ولا ريب فقد تخرج سلامة موسى من مدرستين:
من مدرسة تربية أبناء العرب الذين يقعون في فخاخ القوى العظمى فقد ذهب سلامة موسى إلى بريطانيا وفرنسا في ذلك الوقت الباكر وجند لهذه الغاية، أما الأخرى فقد كان تابعا لمدرسة شلبى شميل، وجورجي زيدان، وفرح أنطون، ويعقوب صروف هذه المدرسة التى كونها التبشير في بيروت، ثم قذف بها إلى مصر والبلاد العربية فتولت مقاليد الصحافة والثقافة وحملت حقدها الوافر على الإسلام والخلافة الإسلامية، واللغة العربية، وتاريخ الإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إن هناك وقائع خطيرة كاشفة لحقيقة سلامة موسى بعد أن فضحه أصحاب دار الهلال الذى كان يعمل عندهم، ويتصل من ورائهم ببعض الجهات ليشي بهم " إبريل 1931 – مجلة الدنيا الجديدة" وقد نشرت الزنكفراف خطاباته التى يقول فيها لمسئول:(74/34)
"فإنا أكتب لسعادتكم وإرادة الهلال تهيئ عدداً خاصا من المصور لسعد زغلول تستكتب فيه عباس العقاد وغيره من كتاب الوفد ومثل هذا العمل يتفق مع التجارة ولكنه لا يتفق مع الدعوة للحكومة الحاضرة ومشروع المعاهدة .. لأن الإكبار من ذكر سعد. وتخصيص عدد له هو في الحقيقة أكبار من شأن الوفد ودعوة إليه إني مستعدة الدعوة للمعاهدة فهل لي أن انتظر معاونتكم".
كتب هذا أبان وزارة اليد الحديدية التى شكلها محمد محمود، وتاريخ الخطاب 22 أغسطس 1939 وهو لا يزال في دار الهلال ما يزال يتقاضى مرتبة منها، ويدخلها كل يوم يبتسم في وجه أصحابها، ويظهر لهم الود والإخلاص وفي الوقت نفسه يدس لهم، ويتجسس عليهم، ويرسل التقارير إلى وزارة الداخلية.
ثم عاد يتمسح بالوفد "إبريل 1931" فكشفت دار الهلال هذه الوثيقة وقالت:" أنت تتمسح اليوم بأعتاب الوفد، وتتعلق زعماء الوفد .. إن لدى دار الهلال البرهان القاطع على تلونك وغدرك".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد .. فقد أرسل خطابا "نشرت صحف دار الهلال" صورته الزنكفرافية موجها إلى الأستاذ حسين شفيق المصري في 3 نوفمبر 1930 هذا نصه".
عزيزي حسين:
بعد التحية: تعرف الخصومة بينى وبين السوريين "أي أصحاب دار الهلال" فأرجو أن ترسل لي خطابات على لسان سوري وقح يشتمني فيه بإمضاء اسكندر مكاريوس أو غيره من الهكسوس .. وأنا في إنتظار الخطاب.
أخوك سلامة موسى
وقد علق الأستاذ شفيق المصرى على هذا يقول:
كان يريدنى أن أزور خطابا، وأن افترى على أمة، وأن انزل إلى الدرك الأسفل من النذالة بالكيد لقوم ليس بيني وبينهم يغر الصداقة والمودة.(74/35)
هذا اللعب من لعب الصبيان فعجيب أن يكون منه وهو ينادي بأنه فيلسوف من علماء النفس، أغفر له كل شئ لا أن يظن بى ما ظن من الجهل والحمق .. وهو يدعوني إلى كتابة ذلك الكتاب الذي اشتمه فيه بتوقيع رجل برئ لا ذنب له إلا أن في الدنيا رجالا لا يحاسبون ضمائرهم، ولا يرون أبعد مما بين أنوفهم وجباههم.
* * *
بل ويذهب سلامة موسى إلى أبعد من ذلك فيقول:
"ومما يدل على أن حركتنا الوطنية بأيدي ناس غير قادرين على الاضطلاع بها أن الحركة التي قامت في العام الماضي وكانت غايتها اصطناع القبعة قاومها زعماؤنا وقتلوها في مهدها.. فأثبتوا بذلك أنهم لا يزالون أسيويين في أفكارهم، لا يرغبون في حضارة أوربا إلا مكرهين.. وقد أدرك مصطفى كمال الذى لم تنجب بعد نهضتنا رجلا مثله ولا ربعه ولا يعرف مقدار ما للقبعة من القيمة والإعلان بالإنسلاخ عن آسيا، والانضمام إلى أوربا، ولم يمنع من استعمال السيف في هذا".
ويقول:
"هذا هو مذهبي الذي اعمل له طول حياتي سراً وجهراً فأنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب وفي كل ما أكتب أحاول أن أغرس في ذهن القارئ تلك النزعات التى اتسمت بها أوربا في العصر الحديث، وأن أجعل قرائي يولون وجوههم نحو الغرب، ويتنصلون من الشرق.. ليس هناك حد يجب أن نقف عنده في اقتباسنا من الحضارة الأوربية ويقول:
"وليس علينا للعرب أي ولاء، وإدمان الدرس لثقافتهم مضيعة الشباب، وبعثرة لقواهم .. وكيف يمكننا أن نعتمد على جامعة دينية بينما فى العالم نظرية تقول: أن الإنسان لم يكن راقيا فانحط كما تقول الأديان. بل هو كان منحطا فارتقى، تعنى بها نظرية التطور بل كيف يمكن لإنسان مستنير قرأ تاريخ السحر والعقائد أن يطلب منه أن يخدم جامعة دينية، إن الجامعة الدينية في القرن العشرين وقاحة شنيعة".
ويقول :(74/36)
"لا عبرة بما يقال من أن الإسلام أمر بالشورى فإن خطب جميع الخلفاء نثبت أنهم كانوا ينظرون إلى أنفسهم نظراً بابويا بل البابا نفسه إذا قيس إليهم في بعض الاشياء يعد دستوريا".
ويقول:
"إن أكبر تجربة اجتماعية رآها العالم هي الشيوعية الروسية الحديثة وظهور الشيوعية هو بمثابة حاجز بين الماضي والمستقبل فهي تفصل الاثنين فصلا واضحا وهي على ما فيها من نقائض لليوم وعلى ما ينال الناس البعيدين عنها من الرعب فإنها ستكون بذرة لجملة أنظمة اجتماعية في المستقبل".
وهكذا تحوى كتابات سلامة موسى كل السموم التى علموه أن يثيرها في أفق العرب والمسلمين يوما بعد يوم، علموه أن الاشتراكية هي الهدام الأكبر للمسلمين وازدراء كل ما هو عربي، والدعاية للشيوعية، وكذلك الدعاية للإباحية.
يقول سلامة موسى:
"ليس من مصلحة الإنسان أن يعيش في قفص من الواجبات الأخلاقية، يقال له هذا حسن فاتبعه، وهذا سئ فاجتنبه".
وعلموه الدعوة إلى التبعية للغرب وللاستعمار.
يقول سلامة موسى أيضا:
"أجل يجب أن نرتبط بأوربا، وأن يكون رباطنا بها قويا نتزوج من أبنائها وبناتها، ونأخذ عنها كل ما يجد فيها من اكتشافات واختراعات وننظر الحياة نظرها، ونتطور معها تطورها الصناعي، ثم تطورها الاشتراكي والاجتماعي، ونجعل أدبنا يجرى وفق أدبها بعيدا عن منهج العرب، ونجعل فلسفتنا وفق فلسفتها.
هذا هو سلامة موسى الذي يريدون أن يحيوه مرة أخرى ويجددوا فكره. هذا الفكر الذي تجاوزه المسلمون والعرب اليوم وإن كانوا قد خدعوا به هناك يوم كان دعاة التغريب تعوى كتاباتهم بالسموم!!(74/37)
إن كل ما قدمه سلامة موسى عن الماركسية والفرويدية والدارونية هي كلمات مجمعة قد جاوزها البحث العلمي الآن، وكشف زيفها فقد ظهر الآن فساد ما دعا إليه دارون وتبين أن وراء إذاعة دعوتها ونرها كانت التلمودية التى تريد أن تقول أن الإنسان حيوان لتمهد لفرويد اليهودي نظريته في الجنس وكانت الماركسية والفرودية والداروينية من أدوات الفكر الصهيوني. الذي حاول أن يؤسس مدرسة في البلاد العربية والإسلامية. كما دعا إلى البهائية التى عرفها في لندن سنة 1910 عندما اتصل بجماعة الدهريين ولم يدع كتابا لم يقرأه وكانت معظم مؤلفاتهم في نقض الأديان السماوية – على حد تعبيره – ولا بد أنه اتصل بمحافل الماسونية، وتعلم فيها فإن كل اتجاهه كان ماسونياً تلمودياً ولم تعرف حقيقته إلا بعد أن ترجمت بروتوكولات صهيون إلى اللغة العربية عام 1948، وأن كل محاولاته وخططه كان ثمرة هذه التبعية الماسونية التلمودية وقد أشار كثيرون إلى أنه لم يكن مسيحياً صادقاً وإنما كان ولاؤه لفرويد وماركس.
وقالوا الشجرة الفاسدة تثمر ثمراً رديئا وكل شجرة لا تثمر ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار.
ولا ريب أن دعوة سلامة موسى إلى وحدة الأديان هي من مفهوم البهائية وأن اهتمامه بالسلطان "أكبر" الهندي الذي أجرى هذه التجربة داخل في دعوته كذلك دعوته إلى وحدة الوجود، ومذهب "سبينورا" في وحدة المادة، والقوة والروح والجسد هي من طريق خطة الواضح، وكذلك فهو يرى أن حرق جثمان الميت أطهر وأنظف !!(74/38)
وقد تمنى سلامة موسى أن يحرق جسده بعد موته، وقد عمل على نشر آراء تولستوي وغاندي لأنه تحاول مواجهة مفهوم الإسلام الجامع ومفهوم الجهاد وحتى ديانته المسيحية فإنها لم تسلم من هجومه وهو يعتقد أنها حجبت عن عقول الناس نور الثقافة اليونانية وحريتها، وأن هذا الحجب والحجر ظل ألفا وخمسمائة سنة حتى بدت بشائرالنهضة الأوربية التى كان أساسها الخروج عن سلطان الكنيسة وأطباقها على النفس والعقل البشريين، والعودة إلى أسس الثقافة اليونانية وحريتها.
وقد بشر بدين جديد دعا إليه ودخل هذا الدين في عقيدته أنه دين البشرية كما يسمه وهو ما دعا إليه أوجست كونت ويرى أن دين البشرية بذرة من ديانة بوذا وهو دين لا يدعو إلى الإيمان بالله، أو الخلود في العالم الثاني، ولا ريب أن هذا الاتجاه الذي استكمله بأنبياء آخرين آمن بهم هم ماركس وفرويد يوحي بماسونيته وولائه التلمودى الصريح، كذلك فإن دعوته إلى العالمية هي دعوة الصهيونية العالمية التي تريد هدم الأمم المسلمة في مرحلة ضعفها واحتوائها للسيطرة عليها وتذيبها في أتون الأممية.
ولا ريب أن حملة سلامة موسى على اللغة العربية العظمى، والشعر والأدب العربي هي دعوة مبطنة للحملة على الإسلام والقرآن وهي الدعوة التى حمل لواءها لويس عوض من بعد وتؤكد دعوته في مجموعة موالاة الدعوة الشعوبية التى ترمى من وراء القضاء على العرب وكيانهم إلى القضاء على الإسلام باعتبار أن تلك هي قاعدته الأساسية.
قد كانت أصدق كلمة لباحث معاصر أنه لم يعرف لسلامة موسى مقال وطني واحد دعا فيه إلى تحرير مصر من الاستعمار البريطاني.
إن محاولة إعادة سلامة موسى إلى الوجود محاولة باطلة فقد سقطت آراؤه جميعا وكشفت حركة اليقظة عن زيفها وفسادها.
ما هو رأي مصطفى صادق الرافعي في سلامة موسى؟
يقول الاستاذ مصطفى صادق الرفعي:(74/39)
رأيي في سلامة موسى معروف لم أغيره يوماً، فإن هذا الرجل كالشجرة التي تنبت مراً. لا تحلو ولو زرعت في تراب من السكر. ما زال يتعرض لي منذ خمس عشر سنة. كأنه يلقي على وحدي أنا تبعة حماية اللغة العربية وإظهار محاسنها وبيانها، فهو عدوها وعدو دينها وقرآنها ونبيها. كما هو عدو الفضيلة أين وجدت في إسلام أو نصرانية.
دعا هذا المخذول إلى استعمال العامية وهدم العربية. فأخزاه الله على يدي، ورأيته أنه لا في عيرها ولا نفيرها. وأنه في الأدب حائط لا قيمة له. وفي اللغة دعي لا موضع له. وفي الرأي حقير لا شأن له فلما ضرب وجهه عني هذه الناحية وافتضح كيده دار على عقبيه واندس إلى غرضه الدنئ من ناحية أخرى. فقام يدعو إلى "الأدب المكشوف" فأخزاه الله مرة أخرى ولم يزد بعمله على أن انكشف هو. فلما خاب فى الناحيتين. اتجه الشارع الثالث فانتحل الغيرة على النساء والإشفاق عليهن. وقام يدعو المسلمين إلى إبطال حكم من أحكام دينهم وإسقاط نص من نصوص قرآنهم ظنا منه أنهم إذا تجرأوا على واحدة هانت الثانية. وانفتح الباب المغلق الذى حاول هذا الأحمق فتحه طول عمره من نبذ القرآن وترك الإسلام وهجر العربية كأن إبليس لعنه الله قد كتب على نفسه "كمبيالة" تحت إذن وأمر "سلامة موسى" إذا محيت العربية أو غير المسلمين دينهم أو أبطلوا قرآنهم. فكانت البدعة الثالثة أن يدعو المسلمين جهرة إلى مساواة الرجل بالمرأة في الميراث. فأخزاه الله.
ثم قام هذا المفتون يدعو إلى الفرعونية. ليقطع المسلمين عن تاريخهم. وظن أنه في هذه الناحية ينسيهم لغتهم وقرآنهم وآدابهم، ويشغلهم عنها بالمصرولوجيا، والوطنولوجيا. ثم أتم الله فضحه بما نشره أصحاب دار الهلال.
ويقول الأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني تحت عنوان:
سلامة موسى ليس بشئ إن لم يكن دجالا !!(74/40)
بضاعته بضاعة الحواة والمشعوذين وله حركاتهم وإرشادتهم وأساليبهم يزعم نفسه أديباً، وتعالى الأدب عن هذا الدجل. ويدعى العلم، وجل العلم أن يكن هذا دعاؤه، ويحاكي الملاحدة ليقول عنه المغفلون أنه واسع الذهن، وليتسنى له أن يغمز الإسلام ويبسط لسانه في العرب، والحقيقة أنه لا أديب ولا عالم، وإنما هو مشعوذ يقف في السوق، ويصفر ويصفق ويصخب، ويجمع الفارغين حوله بما يحدث من الصياح الفارغ، والضجة الكاذبة.
لقد آن لمن تعنيهم كرامة الأدب أن يقتلعوا هذه الطفيليات، وأن يطهروا من حشراتها ونباتها رياضه، وأن يقصو عن مجاله هؤلاء الواغلين الذين يتخذون اسمى ما في الدنيا وأجل ما في النفس طبولا لهم، ويتذرعون بالتهجم على الدين –على دين واحد في الحقيقة– وعلى العلم والفلسفة والأدب لنيل ما يستحقون، ويفسدون عقول الناس، ويبلبلون خواطرهم بما يغالطونهم فيه ويخادعونهم".
على عبدالرازق
كتاب الإسلام وأصول الحكم
ليس من تأليفه وإنما هو من تأليف المستشرق اليهودي مرجلبوت كان هدف الكتاب ضرب الإسلام في عقيدة من أكبر عقائده، وفريضة من أعظم فرائضه وهو أنه دين ودولة ونظام مجتمع. ومن ثم فقد عبر الكتاب عن وجه نظر الاستشراق اليهودي التلمودي الهدام.
وكان الكتاب لعنة على علي عبد الرازق فقد أصاب حياته بالظلام والغربة، فمات الكتاب قبل أن يموت وانطوت صفحته وهو حي، ومازالت قوى التغريب تعيد طبع الكتاب ونشره مع مقدمات ضافية يكتبها كتاب شعوبيون أو شيوعيون يضللون الناس ويخدعونهم بأسمائهم وألقابهم لإحياء فكرة مسمومة.
صادر القضاء الكتاب وأصدرت هيئة كبار العلماء قرارات بإدانة المؤلف بعد زعم أن نظام الحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان موضع غموض وإبهام وموجب للحيرة.(74/41)
كان السؤال في الندوة عن دعوى على عبدالرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم" التى ما تزال قوى التغريب والغزو الثقافي والماركسيون والشعوبيون تجدد نشرها والحديث عنها بوصفها أسلوباً من أساليب العمل لخداع جماهير المسلمين عن حقيقة دينهم، وإذاعة مفهوم الدين العبادي القائم على الروحيات والمساجد وإنكار حقيقة الإٍسلام بوصفه دينا ومنهج حياة، ونظام ومجتمع.
ويتقول الادعاء الخبيث الذي يثيره الاستشراق والشعوبيون على أن في الإسلام مذهبين أحدهما يقول بأن الإسلام دين ودولة والآخر يقول: بأن الإسلام دين روحى ويضعون على عبدالرازق على رأس الفريق الذي يقول هذا القول.
والواقع أن الإسلام ليس فيه غير رأي واحد. وهو الرأي الأول وأن ما ذهب إليه على عبد الرزق عام 1925 لم يكن من الإسلام في شئ ولم يكن على عبد الرازق نفسه إماما مجتهداً وإنما كان قاضيا شرعياً تلقفته قوى التغريب فاصطنعته تحت اسم "التجديد" ودعى على عبد الرازق إلى لندن لحضور حلقات الاستشراق التي تروج للأفكار المعارضة لحقيقة الإسلام وعدم مقوماته وأهدى هذا الكتاب الذي وضع عليه اسمه مترجما إلى اللغة العربية وطلب إليه أن يضيف إلى مادته بعض النصوص العربية التى يستطيع اقتباسها من كتب الأدب.
أما الكتاب نفسه فان من تأليف قزم من أقزام الاستشراق وداهية من رجال الصهيونية واليهودية العالمية هو المستشرق "مرجليوث" الذي تقضى الصدف أن يكون صاحب الأصل الذى نقل عنه طه حسين بحثه عن "الشعر الجاهلي" والذى أطلق عليه محمود محمد شاكر "حاشية طه حسين على بحث مرجليوث" ويمكن أن نطلق الآن اسم "حاشية على عبد الرازق على بحث مرجليوث" وقد كشف هذه الحقيقة الدكتور ضياء الدين الريس في بحثه القيم "الإسلام والخلافة في العصر الحديث".(74/42)
وهكذا نجد أن السموم المثارة في أفق الفكر الإسلامي توضع أساساً من رجال التغريب ثم تختار لها أسماء عربية لتحمل لواءها وتذيعها إيماناً بأن الاسم العربي أكثر تأثيراً وأبعد أثراً في خداع الجماهير.
ولقد طالما تحدث التغريبيون عن كتاب "الشعر الجاهلي" و"الإسلام وأصول الحكم"، على أنهما دعامة النهضة في الفكر الحديث ونحن نرى أنهما دعامة التغريب التى حاولت خداع جماهير المسلمين عن حقائق الإسلام العظيم.
ومع أن حركة اليقظ الإسلامية واجهت كتاب على عبد الرازق المنحول، وفندت فساد وجهته وأخطائه فإن قوى التغريب ما تزال تعيد نشره وطبعه. مع مقدمات ضافية يكتيبها كتاب مضللون شعوبيون يخدعون الناس بألقابهم وأسمائهم. وهم يجدون في هذه المرحلة التي يرتفع فيها صوت تطبيق الشريعة الإسلامية. والدعوة إلى الوحدة الإسلامية مناسبة لنفث هذه السموم مرة أخرى ولن يجديهم ذلك نفعا فإن كلمة الحق سوف تعلو وتنتشر وتدحض باطل المضللين مهما تجمعوا له وقموه في صفحات براقة مزخرفة وأساليب خادعة كاذبة.
أول من كشف حقيقة الكتاب
إن أول من كشف حقيقة الكتاب هو الشيخ "محمد بخيت" الذى رد على الشيخ على عبدالرازق في كتابه "حقيقة الإسلام وأصول الحكم" وهو واحد من الكتب التى صدرت في الرد عليه حيث قال:(74/43)
"لأنه علمنا من كثيرين ممن يترددون على المؤلف أن الكتاب ليس منه إلا وضع اسمه عليه فقط فهو منسوب إليه فقط ليجعله واضعوه من غير المسلمين ضحية هذا العار، وألبسوه ثوب الخزى إلى يوم القيامة" وقد علق الشيخ علي عبد الرازق على هذا المعنى حين قال الماركسيين الذين اتصلوا به سنة 1964 لإعادة طبع كتابه إن هذا الكتاب كان شؤما عليه، وقد ألصق به كثيراً من المتاعب والشبهات والحقيقة أنه بعد أن طرده الأزهريون من "هيئة كبار العلماء" ظل منفياً ومهجوراً وعاش بقية حياته منقطعاً عن الحياة العامة. بالرغم من أن محاولات جرت لإعادته إلى زمرة العلماء، وإلى مجمع اللغة ، فقد كان الكتاب أشبه باللعنة على حياته كلها.(74/44)
ومن هذا الخيط الرفيع بدأت محاولة الدكتور ضياء الدين الريس فاستطاع أن يصل إلى الحقيقة بأن كاتب الكتاب في الحقيقة هو مستشرق إنجليزي يهودي الأصل شن الهجوم على الخلافة لأن بلاده "بريطانيا" كانت في حرب مع تركيا وقد أعلن الخليفة العثماني الجهاد الديني ضدها والنصوص في الكتاب قاطعه بأنه كان موجها ضد الخلافة العثمانية. فإنه يذكر الاسم "السلطان محمد الخامس" الخليفة في ذلك الوقت الذى كان يسكن قصر يلدز" وهناك نص على جماعة الاتحاد والترقي" وهي التي كانت تحكم تركيا. أي دولة الخلافة طوال أعوام الحرب العالمية الأولى. ويقول أن الاتحاديين تلاميذ الماسونيين، وقد تربوا في محافلهم واعتنقوا شعارهم ومفاهيمهم، وقاموا بدور مسموم وهو فتح باب فلسطين أمام اليهود المهاجرين. وكان السلطان عبدالحميد قد رفض ذلك، وكانوا هم: أي الاتحاديون أداة الصهيونية العالمية في إسقاط هذا السلطان الشهيد ورجح الدكتور الريس أن مرجليوث اليهودي الذى كان أستاذاً للغة العربية في اكسفورد ببريطانيا هو كاتب الكتاب. لأن آراء الكتاب هي آراؤه التى كتبها من قبل عن الدولة الإسلامية، وفندها الدكتور الريس في كتابه "النظريات السياسية في الإسلام"، وأثبت خطأها وبطلانها بالأدلة العلمية. وهو يكتب عن الإسلام بنزعة حقد شديد، ويتسم أسلوبه بالمغالطات والمعلومات المضللة والقدرة على التمويه. كما يتصف بالالتواء. وهذا الصفات كلها تظهر في هذا الكتاب المنسوب إلى الشيخ عبدالرازق. ومعروف أن الشيخ على عبدالرازق ذهب إلى بريطانيا وأقام فيها عامين فلابد أنه كان متصل بالمستر مرجليوث، أو تتلمذ عليه. وكذلك "توماس أرنولد" الذي يشير إليه الشيخ ويصفه بالعلامة قد ألف كتابا عن الخلافة بوجه عام، والعثمانية بوجه خاص. وقد نقدناه "يقول الدكتور الريس" في كتابنا "النظريات السياسية الإسلامية".(74/45)
والقصة تتلخص في أنه أبان الحرب العالمية الأولى والحرب دائرة بين الخليفة العثماني وبريطانيا أعلن الخليفة الجهاد الدينى ضد بريطاني ودعا المسلمين أن يهبوا ليحاربوها، أو يقاوموها. وكان بريطانيا تخشى غضب المسلمين الهنود بالذات أو ثورتهم عليها. في هذه الفترة كلفت المخابرات البريطانية أحد المستشرقين الإنجليز أن يضع كتابا يهاجهم فيه الخلافة وعلاقتها بالإسلام، ويشوه تاريخها ليهدم وجودها ومقامها ونفوذها بين المسلمين. وقد استخدمت السلطات البريطانية هذا الكتاب في الهند وفي غيرها. وبعد أن انتهت الحرب كان الشيخ عبد الرازق قد اطلع على هذا الكتاب أو عثر عليه. هذا إن لم يفترض أن هذا كان باتفاق بينه وبين هذا المستشرق الذى اتصل به حينما كان في انجلترا أو في بعض الجهات البريطانية التى كانت تعمل في الخفاء للقضاء على فكرة الخلافة، أو التى تحارب الإسلام فأخذ الكتاب فترجم إلى اللغة العربية. أو أصلح لغته إن كان بالعربية، وأضاف بعض الأشعار أو الآيات القرآنية التى تبدو أنها لم تكن في أصل الكتاب وبعض الهوامش والفقرات، وأخرجه للناس على أنه كتاب من تأليفه ظنا منه أنه يكسبه شهرة. ويظهره باحثاً علمياً، ومتفلسفاً ذي نظريات جديدة. غير مدرك ما في آرائه أو في ثناياه من خطورة. ولا يستغرب هذا لأنه لم يدرك أن إنكار القضاء الشرعي هو إنكار لوظيفته نفسها وعمله، وإلغاء لوجوده وكانت هذه هي البدعة السائدة في ذلك الوقت بين كتاب " السياسة" جريدة من أسموا أنفسهم، حزب الأحرار الدستوريين" وهذا هو الذي فهمه "أمين الرافعي" فكتب في جريدة الأخبار أنه لم يستغرب أن يقدم الشيخ على عبد الرازق على إصدار هذا الكتاب لما عرفه عنه من الضعف في تحصيل العلوم، والإلحاد في العقيدة. ثم قال: هذا إلى أنه انغمر منذ سنين في بيئة ليس لها من أسباب الظهور سوى الافتئات على الدين، وتقمص أثواب الفلاسفة والملحدين، وصار خليقا باسم " الاستاذ المحقق"(74/46)
والعلامة الكبير.
ولم يعرف الأستاذ الرافعي أن المؤلف الحقيقي ربما كان غير الشيخ عبد الرازق. ولكن كلامه يكاد يكون إثباتا لذلك. وهناك قرائن أخرى.
أولا: ذكر اسم كتاب مترجم عن التركية طبعة 1924. بينما هناك فقرة تنص على أن تاريخ التأليف قبل عام 1918. وأنها ذكرت اسم السلطان محمد الخامس وقيل في الهامش أنه كتاب في عهده. وأقرب تفسير لذلك أن الكتاب ليس من تأليف شخص واحد.
ثانيا: يتحدث المؤلف عن المسلمين كأنه أجنبي عنهم وهم منفصلون عنه. فيذكرهم بضير الغائب ولا يقول عندنا أو العرب. أو نحو ذلك كما يقول المسلم عادة.
ثالثا: يكرر الشيخ عبد الرازق "عيسى وقيصر مرتين" ويكرر هذه الجملة التى يسميها الكلمة البالغة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله " مع أن أي مسلم صحيح الإسلام لا يمكن أن يؤمن بهذا التعبير. وأن قيصر وما لقيصر لله رب العالمين.
رابعا: يتعاطف مع المرتدين الذين خرجوا على الإسلام، وشنوا الحرب على المسلمين. فيدافع عنهم. في نفس الوقت الذي يحمل على رأي أبي بكر الصديق المسلم الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فينكر خلافته. ويقول إن محاربته لهؤلاء المرتدين لم تكن حربا من أجل الدين. ولكن نزاعا في ملوكية ملك ولأنهم "رفضوا أن ينضموا لوحدة أبي بكر " وما هي وحدة أبي بكر يا عدو أبي بكر والإسلام.. أليست هي وحدة أبي بكر يا عدو أبي بكر أو ليست هي وحدة المسلمين حكومة الإسلام والمسلمين. ويتكلم عن أبي بكر هكذا بغير احترام أو تبجيل كأنه رجل عادي. أو كما يتكلم عدو.
هل هذا هو أسلوب المسلم. فضلا عن الشيخ. في الكلام عن الصحابة وعن أفضل الناس وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير من دافعوا عن الإسلام، وجاهدوا في سبيل الله عز وجل.(74/47)
خامسا: أن الأسلوب الذي كتب به الكتاب أسلوب غريب، ليس مألوفا في الكتب العربية. فهو أسلوب مناورات ومراوغة، ويتصف بالالتواء واللف والداو والدوران. فهو يوجه الطعنة أو يلقي بالشهبة ثم يعود فيتظاهر بأنه ينكرها ولا يوافق عليها ويفلت منها ثم ينتقل ليقذف بشبهة أو طعنة أخرى على طريقة "اضرب واهرب" رجل سياسى متمرن في المحاورة والمخادعة. وهو أشبه بالأسلوب الإفرنجي، وأسلوب الدعايات السياسية، أو الدينية التبشيرية، وليس هو أبدا الأسلوب العربي الصريح. فضلا عن أسلوب أحد الشيوخ المتعلمين فى الأزهر. وهذا مما يغلب الرأي بأنه كتاب مترجم.
سادسا: ولم يعرف عن الشيخ على عبد الرازق – من قبل – أنه كان كاتباً تمرس في الكتابة، ومرن على التأليف .. فيكتب بهذا الأسلوب، ويتعمد الطعن في الإسلام وتاريخه وعظمائه رجاله. ولم يعرف للشيخ كتاب أو مقالات قبل هذا الكتاب "أي في السياسة والتاريخ" بل كل ما كتب من قبل كان "كئيبا" في اللغة أو في علم البيان وهذا كل انتاجه في أربعة عشر عاما بعد تخرجه من الأزهر، ثم بعد أن كتب هذا الكتاب ظل أربعين عاما لم يكتب كتابا آخر في نفس موضوعه أو مثله، ولم يحاول أو لم يستطع حتى أن يدافع عن نفسه ويرد على خصومه بكتاب آخر.(74/48)
سابعا: هناك من القرائن والأدلة العديدة ما يدعو العقل إلى أن يرجح صحة الخبر الذى رواه فضيلة المفتى الشيخ محمد بخيت نقلا عن كثيرين من أصحاب الشيخ على عبد الرازق المترددين عليه من أن مؤلف الكتاب شخص آخر من غير المسلمين. وقد غلبنا نحن أنه أحد المستشرقين .. ولكننا نقيد هذا الخبر بأن الشيخ قد أضاف بعض فقرات وتعليقات، وأنه هو الذي أورد الآيات من القرآن.. والظاهر أنها محشورة حشراً مجموعات في مكان واحد وأبيات الشعر التى استشهد بها. كما كتب المقدمة التى زعم فيها أنه بدأ البحث في تاريخ القضاء منذ سنة 1915، وذلك ليغطى المفارقة الظاهرة بين وضع الكتاب ووقت صدوره. فإنه من غير المعقول أن يستغرق تأليف كتيب لا يزيد عن مائة صفحة عشر سنوات.
ثامنا: كانت هناك أسباب ودوافع مختلف دفعت الشيخ إلى إصدار هذا الكتاب. ولكن كان أقواها في نهاية الأمر حب الظهور والرغبة في الشهرة، وأن يوصف بأنه باحث أو محقق أو مجدد. كما فعل غير من قبل .. ونحن نعرف أن مسألة مألوفة في الشرق .. ولا سيما في النقل من الكتب الأجنبية.
وفي مثل هذه المسائل بالذات. فإن هذه الحالة أسهل. لأن النقل أو الترجمة من كتيب مجهول. أو كانت المسألة بتصريح أو اتفاق لخدمة غرضين فالطرف الأول يريد نشر آرائه لغايات سياسية ودينية والطرف الثاني له مأرب سياسي. ولكن الدافع الذاتي إنه يريد الشهرة أو الظهور أو الغرور.
من تقرير هيئة كبار العلماء في كتاب "الإسلام وأصول الحكم"
والخلاصة أنه إذا رجعنا إلى هدف الكتاب الحقيقى وجدناه يتمثل في الحقائق التالية كما فصلها تقرير هيئة كبار العلماء.
أولا: جعل المؤلف الشريعة الإسلامية روحية محضة لا علاقة لها بالحكم والتنفيذ في أمور الدنيا مع أن الدين الإسلامي على ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من عقائد وعبادات ومعاملات الإصلاح أمور مشتمل على أحكام كثيرة في أمور الدنيا، وأحكام كثيرة في أمور الآخرة.(74/49)
ثانيا: زعم أن الدين لا يمنع من جهاد النبي صلى الله عليه وسلم كان في سبيل الملك. لا في سبيل الدين، ولا لإبلاغ الدعوة إلى العالمين.
ثالثا: زعم أن نظام الحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان موضع غموض وإبهام، أو اضطراب أو نقص، وموجباً للحيرة.
رابعا: زعم أن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم كان بلاغا للشريعة. مجرداً من الحكم والتنفيذ.
خامسا: انكر إجماع الصحابة على وجوب نصب الإمام، وعلى أنه لابد لسلامة من يقوم بأمرها في الدين والدنيا.
سادسا: أنكر أن القضاء وظيفة شرعية. وقال: إن الذين ذهبوا إلى أن القضاء وظيفة شرعية جعلوه متفرعا من الخلافة.
سابعاً: زعم أن حكومة أبي بكر والخلفاء الراشدين من بعده –رضى الله عنهم- كانت لا دينية. وهذه جرأة لا دينية.
وهكذا تتكشف تلك المؤامرات الخطيرة التى استغلها الاستشراق وبعض التغريبيين خصوم الشريعة الإسلامية للقول بأن هناك رأيين: بينما لا يوجد غير مفهوم واحد . هو أن الإسلام دين ومنهج حياة ونظام مجتمع. وأن ما قال به على عبد الرازق هو وجهة نظر الاستشراق الصهيوني التلمودي الهدام .. وأنه ليس رأي أي مجتهد أو عالم أو إمام في الإسلام. وأن على عبد الرازق لم يكن إلا مضللا أو مخدوعا.
(7)
سَاطع الحصري(74/50)
سقطت نظرية ساطع الحصرى فيلسوف القومية العربية، لأنها قامت على أساس التفسير الغربي للتاريخ، ففصلت العروبة عن الإسلام وهو أول من جعل العنصرية والعرق والدم بديلا لمفهوم الإسلام الذى يقوم على الإخاء الإنساني، وهو أول مسئول عن التعليم العالي التركي في الوزارة التى شكلها الاتحاديون بعد سقوط الخلافة مباشرة وأول من صرح بأن قومية إسرائيل تقوم على الدين وأن الإسلام دين تعبد وينكر أنه نظام حياة ومجتمع، والحقيقة أنه ما ذنب العروبة والإسلام إذا كان ساطع الحصرى غربي الفكر والذوق أعجمي النطق يتجاهل أن لغتنا لغة فكر وعقيدة وأن ديننا يجمع بين المادة والروح بين العقل والقلب وبين الدنيا والآخرة.
حدثني الدكتور مختار الوكيل مدير مكتب الجامعة العربية في جنيف، وهو رجل صادق مؤمن، أنه في خلال عمله زار الأستاذ ساطع الحصرى في سويسرا ورأي السيد عبد الفتاح حسن السفير المصري دعوته إلى طعام للغداء فلما قدم مع الدكتور الوكيل حياة السفير المصري فقال:
"مرحبا بالمناضل الكبير في خدمة العروبة والإسلام" وقد عجب الرجلان من ساطع الذى رد في عنف وحدة:
"عرب نعم .. إسلام لا .. أنا لاييك .. أنا لاييك".
وكلمة "لاييك" تعنى أن صاحبها علماني أو لا دينى.
* * *(74/51)
ما نزال ندوة الاعتصام تركز على تاريخ الإسلام والعرب المعاصر وعلى الأعلام البارزين: سعد زغلول، لطفي السيد، ساطع الحصرى إلخ وقد أحرز ساطع الحصرى شهرة وافرة في سنوات مابعد الحرب العالمية الثانية باعتباره "فيلسوف القومية العربية، حيث روج لنظرية خطيرة كانت بعيدة الأثر في حجب مفهوم العروبة الأصيلة المرتبطة بالإسلام فكراً وعقيدة، وبالعالم الإسلامي تكاملا وإخاء .. لقد كان دعاة حركة اليقظة في البلاد العربية يرون أن الجامعة الإسلامية قائمة بين العرب والمسلمين "فرساً ودركاً" بعد زوال الدولة العثمانية. ولكن ساطع الحصري كان من أوائل الدعاة إلى فصل العرب عن المسلمين بمفهوم القومية الغربي الوافد الذي طرحه في أفق الفكر السياسي العربي. وهذا يرجع إلى أن ساطع الحصري كان ثمرة من انضج ثمار المدرسة الاتحادية التركية، وأكبر الدعاة الذين نقلوا مفهوم القومية الطورانية التركية إلى أفق العروبة التي كانت ترتبط بمفهوم الإٍسلام في العلاقة بين الشعوب التي جمعها التوحيد والقرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم والفكر الإسلامي الأصيل.
لقد كان ساطع الحصري مديراً للتعليم في الدولة الاتحادية التي حكمت تركيا بعد إسقاط السلطان عبد الحميد بمفهوم العلمانية بالطورانية.
وقد تعلم في مدرسة الاتحاديين، وآمن بفلسفتهم، ونقل فكرهم ومضامينهم إلى العرب، وذلك في سبيل تمزيق الوحدة الإسلامية الجامعة عرباً وتركاً وفرساً، وخلق أسلوب القوميات والاقيلميات التى تقوم على الصراع والاستعلاء بالجنس والعنصر.(74/52)
وهو أول من حمل لواء العنصرية والعرق والدم بديلا لمفهوم الإسلام الذى يقوم على الإخاء الإنساني. وقد كان فلاسفة الفكر القومي التركي من الاتحاديين تلاميذ الفلسفة الوضعية متشبعين بالنزعة الطورانية العدوانية. وقد استمد ساطع الحصري مفهومه للعروبة من مفهوم القومية الغربية، والنظرية التى طبقها الاتحاديون في تركيا. فقد ركز على اللغة والتاريخ وعزلهما عن الفكر الإسلامي الجامع ككل كما ركز طه حسين على الأدب وعزله من وحدة الفكر الإسلامي.
ونظرية ساطع الحصري التى روجت لها بعض الأحزاب السياسية العربية قد اثبتت خلال أكثر من ثلاثين عاما فشلها الذريع، وعجزها عن العطاء، لأنها فرغت مفهوم العروبة من قيمه وتاريخه وعناصره الأخلاقية والروحية وجعلته مفهوماً مادياً خالصاً.
وقد اعترف ساطع الحصرى بأن إسرائيل قومية تقوم على الدين ورفض اعتبار الإسلام مقوماً بوصفه دينا. ذلك أن مفهوم ساطع الحصري للإسلام ناقص، فهو يراه دينا لاهوتياً وليس ديناً ومنهج حياة ونظام مجمتع على النحو الذي يؤمن به دعاة العروبة الإسلامية.
لقد فهم الإسلام على أنه "عين عبادي" كما فهم الأوربيون المسيحية، ولم يفرق بين الدين بعامة والإسلام، ولم يفرق بين العصر والبيئة والجذور الثقافية التي يختلف فيها عن مفهوم القومية في أوربا. ولقد كان مفهومه العروبة ناقصاً. فلم يصل إلى مفهوم العروبة المترابط مع الإسلام. هذا الترابط الجذري الذي لا سبيل للانفكاك عنه.
ويرى كثير من الباحثين أن ساطع الحصري لم يعايش المناخ العربي قبل أن يضع مجموعة آرائه، وأنه استهدي بمناخ البلقان والنظرية الألمانية في حركته القومية التي رفع فيها شعار اللغة في مواجهة الدولة العثمانية المتحرر منها. وأنه كان حاقداً على الترك حقد المحافل الماسونية التى احتضنت الاتحاديين ووجهتهم وجهتها، ودفعتهم إلى الدعوة إلى الذئب الأغبر كرمز لها بدلا القرآن.(74/53)
وقد كان أكبر أساتذته في مفهوم القوميات "ماكس مولر" "وتوردو" وهما فيلسوفان يهوديان قصداً من وراء نظرية اللغة إلى إحياء القومية اليهودية.
وقد اعتبر ساطع الحصري اللغة أساس القومية، وعارض نظرية الأرض التى دعا إليها أنطون سعادة دون أن يتنبه إلى أن الفكر لا اللغة هو مصدر الوحدة.
وقد أجرى ساطع الحصري الجدل حول عديد من النظريات الأوربية في القومية دون أن يواجه جوهر المفهوم العربي الإسلامي المصدر والجذور. هذه الجذور التى تجعل من العسير فصل اللغة عن الفكر واعتبارها مقوماًَ منفصلا، أو الاعتماد على نظرية بقاء اللغة أو ضياع اللغة مع أن الأساس هو بقاء للعقيدة والفكر الذى يحمى وجود الأمة الحقيقى.
والواقع أن ساطع الحصري كان غربي الفكر أساساً بل وغربي الذوق أعجمي النطق، وأن تركيبه الثقافي والاجتماعي يحول بيته وبين تبنى نظرية عربية أصلية مستمد من واقع الأمة العربية وكيانها، وذاتيتها وقيمها التى لا تنفصل فيها اللغة والتاريخ عن الفكر نفسه. وفي ذلك مغالطة أو جهل. ذلك أن اللغة العربية ليست لغة أمة فحسب ولكنها في نفس الوقت لغة فكر وعقيدة فإذا كان العرب وهم مائة مليون يتحدثون بها فإنها لغة العقيدة والفكر لألف مليون من المسلمين مرتبطين بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، وذلك التراث الضخم من الفقه والعلم والتاريخ. وأن اللغة لا تنفصل عن الفكر وأن تاريخ العرب لا ينفصل عن تاريخ الإسلام.
ومرجع ذلك إلى أن ساطع الحصري نشأ – كما ذكرنا – في بيئة الاتحاديين الأتراك الذين كانوا صنائع للفكر الغربي، والذين نشأوا في أحضان المنظمات الماسونية، وحملوا لواء الإيمان بالفصل من الدين والمجتمع، وفهموا الإسلام فهما غربيا على أنه دين لاهوتي.(74/54)
وعلى هذا الفهم الخاطئ القاصر قامت نظرية ساطع الحصري التى لمعت تحت تأثير الخداع والأهواء حتى أن بعض دعاة الماسونية في العالم العربي راح يفسر عن طريقها تاريخ الإسلام كله فيرى أنه تاريخ قومي عنصري عربي. ومن ثم وجهت عبارات الحقد والخصومة إلى الأمة الإسلامية، وهذا هو الثمرة الحقيقية التى تهدف إليها حركة الغزو الثقافي والتغريبي من طرح هذه النظرية القومية، الإقليمية الضيقة العدوانية الوافدة. بديلا عن المفهوم الأصيل للعروبة في إطار الإسلام كما كان يفهمه شكيب إرسلان ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب وحسن البنا ومصطفى السباعي ومحمد المبارك.
هذه النظرية المضطربة التى خدع بها ساطع الحصرى الكثيرين، والتى سايرها كثير من المثقفين قبل أن يعرفوا سمومها العميقة. فلما عرفوها هاجموها وكشفوا زيفها.
والنظرية مضطربة من أساسها. ولو كان ساطع الحصرى حسن النية لصحح موقفه من فهم الدين فهما غربيا لا تركيا وفهم الإسلام بمعناه الجامع بين العقيدة ونظام المجتمع. لقد اعتمد أساس نظرية مفهوم الدين اللاهوتي بمفهوم أوربا والغرب للدين، ولذلك عجزت النظرية عن أن تنجح في إطار الفكر الإسلامي، بل إن كل العناصر التى عالجها كانت عناصر البيئة الغربية في مواجهة الصدع بين الجامعة المسيحية الأوربية وبين القومية الإقليمية والتي كانت وراءها اليهودية الصهيونية لتمزيق هذه الوحدة والسيطرة على كل قطر على حدة. وهو نفس ما أرادته بالنسبة للجامعة الإسلامية التركية التى وقفت أمام دخول الصهيونيين إلى فلسطين وموقفهم من السلطان عبد الحميد واضح معروف.
إن كل التحديات التى تعالجها نظرية القومية الوافدة لا توجد أساساً في المناخ الإسلامي. هذا فضلا عن اختلاف مفهوم "العروبة" عن مفهوم القومية في الغرب فضلا عن اختلاف مفهوم الإسلام عن مفهوم الدين بصفة عامة.(74/55)
ومصدر خطأ ساطع الحصرى أنه عجز عن فهم أبعاد الفكر الإسلامي وأعماقه، وعلاقة العرب بالإسلام، وعاش في مؤلفاته خادماً لنظرية القومية الأوربية الوافدة التى قدمها النفوذ الأجنبي من بين ما قدم ليحطم الوحدة العربية الإسلامية الجامعة بعد أن عجز عن فرض الإقليميات القائمة على التاريخ القديم كالفرعونية والفينيقية والأشورية والبابلية.
وذلك أنه لما رأي هذه المحاولات تتهادى ورأي أن العرب يتجهون إلى الوحدة أراد أن يفرغ هذه الوحدة من مضمونها العقائدي الجامع بين الروح والمادة والعقل والقلب والدنيا والآخرة إلى مفهوم اقتصادي مادي صرف، وبذلك فشلت نظرية القومية الوافدة كما فشلت مناهج التعليم الغربي، والقانون الوضعي وأسلوب التنظيمات السياسية الليبرالية وغيرها.
ولقد وقف ساطع الحصرى في وضوح موقف الخصومة والحقد والتعصب على الإسلام كلما عرض له، وقد تجاهله طويلا في أبحاثه كأن العرب لم يعرفوه خلال تاريخهم الطويل. وكانت محاولاته للفصل بين اللغة العربية والفكر الإسلامي من ناحية. وبين تاريخ العرب وتاريخ الإسلام محاولة ساذجة. ثم كشف نفسه وأسقط مكانته كاملة حين اعترف بالقومية اليهودية القائمة على الدين، بينما عارض عنصر الدين في فهم القومية العربية وإن كانت كلمة "دين" لا تؤدي معنى الإسلام حين يكون البحث حول العروبة.
وقد ثبت أن ساطع الحصرى قد خدم بدعوته وفكره مفاهيم الماسونية والنظرية القومية الوافدة التى كان النفوذ الغربي حريصا على تلقينها العالم العربي. وهي ليست إلا صورة مفهوم الإقليمية اللبنانية والمعروف أن ساطع الحصري كان من أعمدة وزارة المعارف في تركيا منذ أوائل حكم الاتحاديين في تركيا العثمانية إلى أن انتهت الحرب الأولى. وإنه كان من أخطر الموجهين للبرامج التربوية والتعليمية في العراق. حيث عمد إلى فصلها عن الإسلام فصلا تاماً. وكان دوره أشبه بدور الدكتور طه حسين في التعليم المصري.(74/56)
لقد حاول ساطع الحصرى أن يقيم "فكراً عروبياً إقليميا". منفصلا عن الإسلام في روحه ومضامينه وشريعته. ولقد تجاهل أعماق الأثر الذي تركه الإسلام في الفكر والثقافة، واللغة والتاريخ وتجاهل أثر القرآن الكريم في اللغة العربية وفي العرب، ومدى ترابط ذلك إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة بالأمة الوسطى الحنيفية السمحاء التى جاء بها إبراهيم عليه السلام فربطت هذا العالم الوسط "عالم العرب والإسلام" بروابط تاريخية وثقافية عميقة دعمتها الأديان السماوية التى نزلت في أرض الرافدين، وختمتها رسالة الإسلام العالمية التى نزلت في الجزيرة العربية.
(8)
محمد التابعي
الرجل الذي أنشا صحافة البحث وراء أسرار البيوت والذي نقب عن خفايا الأسر والأعراض، وهو الرجل الذى دعا رجاله الثورة إلى ديكتاتورية الحزب الواحد وحرض على الدعاة إلى الله بالقتل والإبادة.
انتهت حياة الرجل الذي كان له أكبر الأثر في إنشاء الصحافة الهزلية: الكاريكاتير الساخر، والبحث خلف أسرار الناس والتطلع إلى ما وراء الأبواب المغلقة. ذلك هو الأستاذ محمد التابعي الذي تصدر هذا الفن في الصحافة المصرية الحديثة منذ عام 1926م حينما تولى إصدار مجلة "روز اليوسف" مع السيدة فاطمة اليوسف صاحبة هذا المجلة، ثم انفرد بهذا الفن حين أصدر مجلة "آخر ساعة" عام 1934 وكانت فنون الكاريكاتير السياسي والسخرية قد بدأها "سليمان فوزي" صاحب "الكشكول" التي كانت تحمل على حزب الوفد حملات قاسية مما دعا مكرم عبيد إلى اقتناص محمد التابعي ليحمل لواء هذا الفن للدفاع عن الوفد بنفس أسلوب الصحافة الهزلية والكاريكاتير والسخرية من كل القيم والإيغال في مهاجمة كل الأخلاقيات واقتحام أسوار الأسر والبيوت لابتداع فن الخبر الاجتماعي المثير الذي كان سلاحاً قاسيا في ضرب السياسيين القدامى ورجال الأحزاب بعضهم ببعض.(74/57)
وقد بلغ الأستاذ محمد التابعي بإشرافه على مجلة روز اليوسف قمة التعريض والهجاء والنقد اللاذع عن طريق الخبر والكلمة والصورة.
وقد بدأ التابعي عمله في الصحابة ناقداً مسرحياً ثم تحول إلى التعليق السياسي وعندما حُوكِمَ وصدر الحكم عليه بالحبس سنة أشهر مع إيقاف التنفيذ لم يكن ذلك في سبيل الدفاع عن حقوق وطنيه وإنما كان من أجل مقالات عن مقالات عن مغامراته في أوربا تحت عنوان "ملوك وملكات أوربا تحت أجنحة الظلام". يقول الصحفي محمد على غريب: إنه لما كانت توجد مجلة الكشكول وقد تخصصت في مهاجمة سعد زغلول ولقيت الرواج العجيب، لذلك صح الرأي في أن تصبح روز اليوسف مجلة سياسية واستطاع التابعي أن يجهز على مجلة الكشكول وقد عرف أسلوب التابعي بالسخرية القاسية والدعاية العنيفة.
ويعد محمد التابعى صاحب هذه المدرسة التى سارت عليها من بعد كل صحف الكاريكاتير في مقدمتها روز أليوسف، وأخبار اليوم.. ويعد مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس من تلاميذ هذه المدرسة العتيدة. وقد تعود التابعي كما كتب على أمين في آخر ساعة ألا يعود من الخارج إلا ليحزم حقائبه لرحلة جديدة حتى إنه لم يكن يستقر في مصر أكثر من شهرين في السنة فيقضى الشتاء في سان مورتز والربيع في باريس ومونت كارلو، والصيف بين رأس البر والاسكندرية وإيطاليا، والخريف في القاهرة ليستريح من عناء رحلات الشتاء والربيع والصيف، وإنه يوما في جزيرة كابري ويرها في مونت كارلو وإنه يسافر ومعه أكثر من عشرين حقيبة ملابس الصيف والشتاء والربيع والخريف وملابس الصبح والضحى وبعد الظهر والمساء والليل وإنه ينزل في الجناح الملكي لفندق سوفرنيا.(74/58)
وقد دمغ القضاء المصري صحافة الكاريكاتير الهزلية هذه في كثير من المحاكمات التى قدم لها التابعي بأنها "تنشر فاحش القول وسقطه وإنها غالت في الاقذاع في الناس، والبحث وراء أسرارها في تعريض وتلميح، وإن أصحابها يغمسون أقلامهم في السموم القاتلة والتصادير الخلاعية التى كان لها أسوأ الأثر في قرائها من الشباب المراهقين. وكان التابعي حريصاً على فضح أسرار الأسر والبيوت وكشف خفاياها وأعراضها لحساب الخصومة الحزبية.
هذا هو الأثر الأول والضخم في حياة محمد التابعي الذى نماه من بعده وطوره اتباعه وتلاميذه وحواريوه بكل الدول الصحفية تقريباً والذى كان ولا يزال بعيد الأثر في الصحافة المصرية الحديثة. وما كتابات إحسان عبد القدوس التى ينشرها بالأهرام هذه الأيام عنا ببعيد.
أما الأثر الثاني في حياة محمد التابعي فهي موقفه الخطير فى التحريض على الدعاة في سبيل الله ورجال الدعوة الإسلامية كراهية في تطبيق الشريعة الإسلامية، وعملا على تدمير القوى المؤمنه التى تحمل لواء الدعوة إلى تحرير الحياة الفكرية والاجتماية من التحريض على الفساد والشهوات والصور العارية والقصص الماجنة وغيرها من الأساليب التى كان يعمل لها أصحاب التابعي وتلاميذه وهم يبثون في ثنايا كتاباتهم ذلك اللون الخطير الذي أريد به إفساد شباب الأجيال وتدميرهم وانحلالهم.
وقد وقف التابعي مرتين موقف التحريض على "جماعة الإخوان المسلمين" في محاولات الحل الذى تعرضت له مرتين عام 1949م وعام 1954 . وفي كل مرة كان قاسيا على أهل القرآن، متهما إياهم بكل نقيصة، محرضا عليهم بالقتل والسحق والإبادة حتى لا يجد قلما أو لساناً ينقد تصرفه الفاسد ودعوته الضالة.(74/59)
أما الأثر الثالث الذى يوضع في ميزان أعماله عند الحساب فهو دعوته الحادة المسمومة إلى ديكتاتورية "الحزب الواحد" وتنكره لكل أساليب الديمقراطية والنظم التي تسمح بالرأي الآخر أو وجهة النظر الأخرى.. وقد غالى التابعي في الدعوة إلى الحزب الواحد وأغرى به حكام مصر في فترة من أدق فترات التاريخ السياسي كان المصريون يتطلعون فيها إلى نظام دستوري يحقق الشورى والعدل، فإذا به يظاهر دعوة الدكتاتورية القابضة على الرقاب والعقول والنفوس فكانت تلك هي آخر كلماته التى عارضه فيها أقرب الناس إليه وتلميذه الأثير "مصطفى أمين". ثم أصابت التابعي على أثر ذلك ضربة القدر التى لا تتخلف إزاه كل ظالم ومدمر لقيم هذه الأمة وأخلاقها.
(9، 10)
مدحت وأتاتورك
المؤامرة على تركيا الخلافة مؤامرة على الإسلام بدؤها مدحت ووسطها الاتحاديون. وختامها أتاتورك.
"الرد على عبد الحميد الكاتب"
لماذا هذا الحقد الشديد البالغ من أقلام عربية لكتاب مسلمين جغرافيا على الخلافة الإسلامية والجامعة الإسلامية والوحدة الإسلامية والتضامن الإسلامي الذي تشرق في هذه الأيام شمسه وتبدو علاماته وتعلو راياته بعد أن تعددت كتابات الكتاب عن الصحوة الإسلامية ولماذا يوصف عمل مصطفى كمال أتاتورك بإسقاط الخلافة الإسلامية بأنه "ضربة موفقة" أو قول أحد المؤرخين الشعوبيين: "وهكذا سقطت الخلافة الإسلامية إلى الأبد"!(74/60)
وقد نسى هؤلاء وأولئك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن أول دينكم نبوة ورحمة تكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم يكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله. ثم يكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله. ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي ويلقى الإسلام يجرانه على الأرض يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض. لا تدع السماء من قطر إلا صبته مدراراً، ولا تدع الارض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته، وما ينطق عن الهوى. وهذا الحديث الصحيح يؤكد عودة الخلافة الإسلامية مرة أخرى على نحو أوثق صلة بحكم الله ونظامه الذى جاء به القرآن الكريم. ولقد كان سقوط الخلافة الإسلامية "حدثا" خطيراً لم يكتب عنه بعد، وكان له أثره في نفوس العاملين في حقل اليقظة الإسلامية، وقد كان مصدراً لقيام المفهوم الصحيح للإسلام بوصفه منهج حياة أو نظام مجتمع. وما من دعوة إسلامية إلا وقد أخذت على أهلها العهد بالعمل لعودة الخلافة الإسلامية متى جاء أوانها، وما تزال الحركات الإسلامية كلها عاملة على هذا النهج سائرة في هذا الطريق.
ولا ريب أن قيام عدد من المنظمات الإسلامية العالمية هي بشائر الخير في هذا الطريق. فإن الدعوة إلى قيام الجامعة الإسلامية أصبح اليوم عملا ضروريا بعد أن فسد الدعوات الإقليمية والقومية، وفي مقدمتها الجامعة العربية. ولابد للمسلمين من أن يصلوا إلى الطريق الحقيقي لمواجهة تآمر الغرب والصهيونية والشيوعية عليهم وهو إحياء جامعتهم وإقامة خلافتهم.
معلومات مسمومة:
ولست أدرى لماذا هذا الاهتمام بإعادة طرح معلومات مسمومة كاذبة مضللة انتشرت زمناً وكانت أشبه بالمسلمات، روجها اليهود والمارون ثم تبين زيفها وتكشفت الحقائق التى تدحضها؟(74/61)
لماذا العودة إلى الزيف بعد أن ظهرت الحقائق؟!
ولماذا الادعاء بأن مدحت مصلح. وأن مصطفى كمال أتاتورك مجاهد؟!!
والحقيقة أن الرجلين ومن بينهما من رجال "الاتحاد والترقي" هم عملاء النفوذ الاجنبي والصهيونية. لقد تكشفت هذه الحقائق في العالم الإسلامي كله ولم يعد في إمكان كاتب ما أن يضلل الناس بإعادة هذه الأكاذيب ورصفها، وخداع الناس في أمر رجل كان والده حاخاما يهوديا مثل "مدحت" أو رجل هو من الدونمة أصلا مثل "أتارتورك" إن الدعاوى الصهيونية والغربية قد خدعت المسلمين طويلا بتزييف "صفحة الدولة العثمانية" والسلطان عبد الحميد من أجل هدف معروف وواضح هو إسقاط هذا السلطان، وإزالة الدولة العثمانية وهدم الخلافة الإسلامية لتمكين الصهيونية العالمية من الوصول إلى فلسطين، والاستقرار في القدس!!(74/62)
لقد كان أتاتورك والاتحاديون هم مادة تجربة جديدة فاسدة أريد بها القضاء على النظام الإسلامي وهدم الشريعة الإسلامية وإقرار نظام العلمانية والمادية والوثنية في المجتمع والتربية والسياسة في البلاد الإسلامية، ومحاولة لجعله مثلا أعلى للتقدم والتجديد ثم جاءت أحداث التاريخ بعد خمسين عاماً لتكشف زيف هذه المحاولة وفسادها بعد أن تعددت حلقات هذا الغزو التغريبي الذى جاءت ثورة إيران اليوم بمثابة الدليل الأكيد على فساد هذه التجربة وعلى سقوط هذا المنهج ومؤكدة بأن المجتمع الإسلامي الأصيل القائم على فكرة التوحيد الخالص منذ أربعة عشر قرنا يرفض العضو الغريب، ويتأكد له بعد التجربة المتصلة مع الديمقراطية الغربية والاشتراكية الماركسية وفشلها أن السبيل الوحيد أمامه هو المنهج الرباني الأصيل، وإن الذين حرضوه طوال هذه السنين بالتماس المنهج الغربي "شرقية وغربية" سبيلا للنهضة في العالم الإسلامي لم يكونوا صادقين في دعواهم، فإن هذا الأسلوب في الاحتواء والعمل على صهر المسلمين في بوتقة الأممية الغربية كان من نتائجه سقوط الخلافة الإسلامية، والدولة العثمانية، وسقوط فلسطين والقدس في أيدي الصهيونية والحيلولة دون امتلاك المسلمين لإرادتهم وتطبيق شريعتهم الإسلامية والعمل على منعهم من أداء فريضة الجهاد، أو امتلاك القوة القادرة على تجديد بناء الحضارة الإسلامية القائمة على العدل والرحمة والإخاء الإنساني.
مدحت باشا:(74/63)
إن الصورة التى رسمتها تلك الكتابات المسمومة لمدحت باشا كاذبة ومضللة. فلم يكن مدحت بطلا قومياً ولكنه كان واحداً من قوى المؤامرة التى أعدت بإحكام للقضاء على الخلافة الإسلامية والدولة العثمانية، وقد كان أمره مكشوفاً لدى السلطان عبدالحميد الذى كان قد وضع يده على مخطط الدونمة بالاشتراك مع أحرار الترك الذين كانوا قد جندوا لخطة إزالة الدولة العثمانية والخلافية الإسلامية من طريق الصهيونية بعد أن حققت قبل ذلك إزالة الجيتو بالثورة الفرنسية وما كان مدحت شهيداً في الحقيقية، لأن الشهادة لا تكون للخونة، وما قتلوه في الحقيقة ولكنه قتل نفسه بخيانته لوطنه وللإسلام، والعمل على تمكين اليهود من النفوذ، وهو من الدونمة الذين دخلوا في الإٍسلام تقية لإخفاء هويتهم، ولتدمير الدولة العثمانية من الداخل. وكان يعمل بتوجيه من المتآمرين المقيمين في باريس، والمتآمرين المقيمين في سالونيك. ولم يكن الدستور الذى دعا إليه مدحت إلا محاولة لإخراج الدولة العثمانية من النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية وتغليب نفوذ العناصر المعادية للإسلام، وتمكينها من الانقضاض على الدولة.
وكان السلطان عبد الحميد يعلم مدى ما تهدف إليه المخططات الصهيونية. ولقد شهد المؤرخون المنصفون بأن الدولة العثمانية الإسلامية قد تسامحت إلى أبعد حد مع العناصر غير الإٍسلامية، ومكنتهم من أداء عباداتهم وإقامة شعائرهم، وفتح المدارس وإقامة الجماعات إلى الحد الذى كان عاملا من عوامل تمكنهم من التآمر على الدولة وإسقاطها. ولقد كان السلطان عبد الحميد هو نقطة المؤامرة في الحقيقة لأنه وقف أمام مطامعهم وأهوائهم، ورد "هرتزل" عن محاولاته ومؤامراته بالرد الحاسم وسمع من تمثل اليهود أن ذلك سيكلفه عرشه أو حياته .. وقد كشف السلطان عبد الحميد في مذكراته دور الدونمة ورجال الاتحاد والترقي.
الانتقاص من قدر الخلافة الإسلامية:(74/64)
وإذا كانت هناك محاولة للانتقاص من قدر الخلافة الإسلامية، واتهامها بالتقصير. فإن هناك ما يؤكد كذب ذلك، وما أورده جمال الدين في حديثه إلى المخزومي باشا في كتابه "خاطرات جمال الدين"، يكشف عن مدى قدرة السلطان عبد الحميد على فهم تيارات الغربيين وقدرته على ضرب مخططاتهم وضرب بعضهم ببعض. ولقد قام السلطان عبد الحميد بإعلان تلك الصيحة المفزعة التى عجلت به. وهي قوله:" يا مسلمى العالم اتحدوا" وكان هدفه أن يجمع المسلمين ممن هم خارج الدولة العثمانية "العرب والترك" تحت لواء الخلافة والوحدة. وفزع الغربيون واليهود من ذلك فزعاً شديداً. فقد مضى بخطى حاسمة وحقق نتائج هامة.
ولقد كان عقلاء المجاهدين المسلمين يؤمنون بأن المحافظة على الدولة العثمانية إحدى العقائد الإسلامية بعد التوحيد والنبوة. ومن ذلك محمد عبده وشكيب أرسلان ورشيد رضا وغيرهم. وقد كانت الدعوة الحقيقية هي محاولة إصلاح الدولة العثمانية من تحت مظلة الخلافة وتعديل تنظيمات الحكم دون إسقاط الدولة. كان ذلك فهم أحرار العثمانين والعرب جميعا، وقد كان هذا ممكناً لولا ذلك الدور الذي قامت به الماسونية واليهودية العالمية في سبيل تحطيم نفوذ السلطان عبد الحميد، وإحلال نفوذ الاتحاديين أعوانهم الذين تربوا في محافلهم. والذين سلموا لهم فلسطين، وسلموا للإيطاليين في طرابلس الغرب، وأدخلوا الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى ولا ناقة لها فيها ولا جمل حتى يحطموها ويقضوا عليها.
وحدة إسلامية وليست عنصرية
كذلك فإن علاقة مصر والبلاد العربية بالدول العثمانية لم تكن علاقة استعمار. فإن كلمة استعمار لا تطلق إلا على النظام الغربي الحديث وإنما كانت علاقة ترابط تحت لواء الأخوة الإسلامية، واستعانة البلاد المستضعفة بالدولة القوية، والمصريون والجزائريون وغيرهم هم الذين طلبوا من الدولة العثمانية الارتباط بها خوفا من تجدد مؤامرات الحروب الصليبية.(74/65)
زيف ما في كتب الموارنة واتباعهم:
ولاشك إنه من أكبر أخطاء الباحثين هو إعادة نشر ما جاء في الكتب المدرسية والدراسات التاريخية السابقة لظهور "بروتوكولات حكماء صهيون" عن السلطان عبد الحميد وتركيا العثمانية. وهذا كله زائف ومن صنع الصهيونية وأعوانها من الموارنة. أما اليوم فإن الرؤية التاريخية المنصفة قد اتسعت ومن الظلم أن يقف الباحثون عند الحملات الكاذبة المضللة وتجاهل الرؤية الصحيحة لإبعاد الواقع التاريخي لقد حملت كتب جورجي زيدان وأحمد أمين وغيره صورة مضللة زائفة للسلطان عبد الحميد، وصورة براقة زاهية للاتحاديين الذين علقوا العرب على المشانق ومكنوا للصهيونية وحطموا الدول العثمانية وهم الذين تربوا في أحضان المحافل الماسونية. وعلى الباحث المنصف أن يرجع إلى الإضافات الجديدة التى ظهرت بعد الخمسينات والتى تكشف فساد ما كتبه جرجي زيدان وفارس نمر وسليم سركيس.
والجديد يجلو الحقيقة، فما كتبه جواد رفعت ومحمد جميل بيهم، وعبد الله التل، والعقاد وخليفة التونسي وعجاج نويهض وتوفيق بروه فإن هذه الكتابات قد غيرت تلك الصورة الزائفة التى ما زال يعتمد عليها خصوم الإسلام.
والقضية أن اليهود عندما أحسوا بأن السلطان عبد الحميد قد وقف في طريقهم نهائيا عملوا على تصفيته، ومهدوا لذلك باتهامه بالاستبداد والفساد، وأذاعوا ذلك في صحف الموارنة في مصر مثل المقطم والهلال والمقتطف وغيرها.
ثم جاء أحمد أمين وأمثاله فنقلوا منهم. لأن الحقائق لم تكن قد تكشفت بعد، ولم تكن البروتوكولات قد ترجمت إلى العربية، فلماذا هذا التزييف يحجب مرحلة من الحقائق، والعودة إلى إذاعة ما قبلها من الضلال بإعلاء شأن مدحت وأتاتورك، وهما من هما في الخيانة والتبعية.
حقيقة أتاتورك :(74/66)
إن أتاتورك في الحقيقة لم يكن مجاهداً ولا مصلحاً، وإنما كان تتمة الاتحاديين. لقد أخروا دوره في المرحلة الأولى قبل الحرب ليتولى الدور الثاني. فالاتحاديون أسقطوا الدولة العثمانية بأن أدخلوها الحرب لتصفى ماليتها ووجودها. وجاء أتاتورك ليفرض عليها اللون الغرب، وينقلها نقلة واسعة من دولة الخلافة الإسلامية إلى دولة علمانية تكتب بالحروف اللاتينية، ويقضى على الإسلام تماماً، ومعاهدته السرية المعروفة التى عرفت بمعاهدة لوزان تكشف ذلك في وضوح وقد استطاع أتاتورك إخفاء وجهه الحقيقي حتى يؤدى دوره كاملا فخدع المسلمين في المرحلة الأولى بالصلاة وإمساك المصحف، وطلب الدعاء منهم. أما دوره في الجهاد في أزمير فقد كشفت الوثائق أنه كان زائفا، وأن غيره هو الذى قام بدور البطولة، وأنه استلب منهم هذا المجد وحطمهم ونسبه إلى نفسه.
ولقد كان أتاتورك عميلا غربيا كاملا، وعميلا صهيونيا أصيلا، وقد أدى دوره تماما. وأقام تلك التجربة المظلمة المريرة التى تركت آثارها من بعد العالم الإسلامي كله، والتي كشفت الأحداث في الأخير فسادها، وتبرؤا الأتراك المسلمون من تبعتها، وكانت ظاهرة عودتهم إلى الأصالة مرة أخرى. وذلك دليل على أنها كانت تجربة زائفة مضادة لفطرة ولطبائع الأشياء، والدليل إن المسلمين لم يتقبلوها بل رفضوها، وقد كشف أكثر من مستشرق وفي مقدمتهم "هاملتون جب" إن العرب لم يقعوا في براثن هذه التجربة التى خرجت بهم عن الأصالة وعن الذاتية الإسلامية.
ولقد كان من أكبر معالم اضطراب كمال أتاتورك أنه عندما أحس بدنو أجله أن دعا السفير البريطاني ليتولى بدلا منه رئاسة الدولة التركية. وكان كعلامة من علامات الخسة والنذالة والخيانة!!(74/67)
وقد صفع المؤرخ العالمي أرنولد توينبي التجربة الكمالية التى يفخرون بها ويمجدونها الآن بعد أن رفضها أهلها وحكموا بفسادها. لقول توينبى إن الأتراك كانوا عالة على الحضارة الغربية وأنهم تغربوا ولم يقدموا أي شئ إلى هذه الحضارة، فكانوا عاجزين عن الإبداع في أي مجال من مجالات الإنتاج.
والواقع أن مصطفى كمال أتاتورك لم يكن كما يدعى المدعون شيئا جديداً ولكنه كان حلقة في المؤامرة التى بدأها مدحت وكان وسطها رجال الاتحاد والترقي للقضاء على السلطان والدولة العثمانية. ثم ختمها أتاتورك بالقضاء على الخلافة الإسلامية، ولا ريب أن انتقاص قدر الدولة العثمانية وحكامها مجاف لواقع التاريخ، وهو من عمل أتباع التغريب والشعوبية، وهو عمل ضمن مخطط يرمى إلى إثارة الخلافات والخصومة بين عناصر الأمة الإسلامية، ودعوة للوقيعة بين العرب والترك والفرس. وهم عناصر الأمة الواحدة التى جمعها القرآن وقادها محمد صلى الله عليه وسلم وآمنت بأنه لا إله إلا الله مهما كانت هناك خلافات فرعية فإنهم جميعا أمة واحدة، ولو كان هناك قليل من الإنصاف والأمانة التاريخية لدى كتابنا المزيفين لراجع الكاتب ما كتبه استيورت وهو غربى في كتابه "حاضرالعالم الإسلامي قبل أربعين عاما" وكيف تحدث عن عظمة الدولة العثمانية " ودورها الذى قامت به في وجه الصليبية الغربية.
أما صيحة العناصر والأجناس التى حاول كاتب أخبار اليوم يجعلها قضية فإنها لم تكن كذلك في ذلك الوقت، وإنما هي المؤامرة التي عمد النفوذ الأجنبي بها إلى استغلال صيحة القوميات لتفكيك عرى الدولة العثمانية. أما المسلمون فلم يكونوا يعرفون مصرية وسورية وجزائرية وغيرها ولا كلمة العروبة نفسها، ولكنهم كانوا مسلمين فحسب وإنما ظهرت هذه الدعوات إلى الإقليمية والقوميات بتحريض عناصر غير مخلصة لتفكيك عرى الوحدة، وهدم هذه الجامعة الإسلامية التى كان الغرب يخشاها، ولإقامة قومية زائفة هي القومية الصهيونية.(74/68)
ولا ريب أن الأسلوب الذى اتخذ في إسقاط السلطان عبد الحميد هو أسلوب لم يعرفه النظام الإسلامي في تاريخه كله وهو من صنع المؤامرة الصهيونية التلمودية التى استطاعت أن تحمى وتحرك هذا الخداع عن طريق قوة عسكرية تتحرك هاتفة بإسم السلطان خدعة ثم تكون في نفس الوقت متآمرة عليه لخدمة هدف غامض على كل الذين قاموا به، ولا يعرفه إلا القليل وهو إعادة اليهود إلى فلسطين.
كذلك فإن ما قام به أتاتورك لم يكن نصراً عسكرياً أو سياسياً وإنما كان هناك إشارة بقبول التوجيه الغربي: وتوقيع ملحق معاهدة لوزان وهو الذى فتح الطريق إلى كل شئ، وبه حلت جميع المشاكل، وانسحبت كل الجيوش، وتحقق ما يسمى النصر والاستقلال. وكتبت على أثر ذلك آلاف الكتب في تمجيد البطل الذى لم يكن إلا عميلا من عملاء الخيانة لحسابه الصهيونية العالمية، والنفوذ الغربي، والشيوعية أيضا فإن الشيوعيين هم أول من عاونه لقاء موقفه من عداء الإسلام.
ولا شك أن الضربة الذى وجهها أتاتورك إلى الخلافة الإسلامية قد فتحت صفحة خطيرة في تاريخ الإسلام الحديث، وأن الذين فرحوا لذلك من كتاب يكتبون باللغة العربية سوف يرون أنهم كانوا غير بعيدي النظر في فهم الأمور، وأنهم استعدوا ذلك الفرح من مشاعر حافلة بالحقد والكراهية للإسلام، وأن الخلافة الإسلامية عائدة لا محالة، وأنها هي العنوان الحقيقي للجامعة الإسلامية والتضامن الإسلامي، وأنه لا سبيل إلى نهضة المسلمين إلا بقيام الخلافة الإسلامية. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعندها ستنكس روؤس الظالمين.
المعاهد السرية
التى عقدها أتاتورك والتى سميت بشروط كرزن الأربعة:
ينص بروتوكول معاهدة لوزان المعقود بين الحلفاء والدولة التركية عام 1923 المعروفة بشروط كرزن الأربعة على ما يلى:
أولا – قطع كل صلة بالإسلام.
ثانيا – إلغاء الخلافة الإسلامية.
ثالثا - إخراج أنصار الإسلام من البلاد.(74/69)
رابعا – اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم المؤسس على الإسلام.
غاندي
غاندي سرق الحركة الوطنية من المسلمين. والهندوسي الهندي المتعصب الذي أخفى هندوسيته البغيضة وراء المغزل وللشاة.
وكان أول سياسي طالب بتأجيل الاستقلال منادياً بمهادنة السلطة وعدم مناوأة حكومة الاستعمار.
وكانت فلسفة غاندي التي استقاها من تولستوى ولقنوها لنا في الشرق هي التعامى عن تصرفات المستعمر والاستسلام له.
والحقيقة أن الزعماء المسلمين هم الذين أعلنوا استقلال الهند الحقيقي وعينوا قضاة المحاكم وحكام المقاطعات وتجاهلوا جميع كل السلطات وقد ظهرت آثار المسلمين واضحة في الحركة الوطنية وضعفت وطنية الهندوك فحاربوا المسلمين بكل سلاح حتى سلاح الفتنة الوطنية والدس الرخيص.
كان السؤال: حول غاندي وتكريمه، والأحاديث التى تنشر عنه في الصحف، وتصويره بصورة البطل: ومحاولة القول بأنه كان رمزاً للمصريين أبان الحركة الوطنية المصرية بعد ثورة 1919 وكانت الإجابة كالآتي:
بدأت الحركة الوطنية لتحرير الهند في أحضان الحركة الإسلامية وقد أزعجت الاستعمار البريطاني هذه الخطوة فعمد إلى القضاء عليها بأسلوب غاية في المكر والبراعة نحى بها المسلمين عن قيادة الحركة الوطنية وأسلمها إلى الهندوس، وأجراها على الأسلوب الذي سيطر على الهند بعد ثورة 1957 التى قادها المسلمون كان حريصاً ألا يتحقق للمسلمين السيطرة على الهند بعد أن ظلت تحكم الهند أكثر من خمسمائة عام مرة أخرى بعد أن أسقط دولتهم ..(74/70)
والمعروف أن المسلمين قاطعوا مدارس الاحتلال وعزفوا عنها حتى أتيح لهم إقامة نهضة تعليمية داخل إطار دينهم وثقافتهم وذلك بإنشاء عدد من المعاهد الإسلامية، انتشرت في "لاهور" و " لكنؤ" ولم تلبث أن حققت تقدما واضحا في هذا المجال. ثم اتجه العمل لتحرير الهند فألفت الجمعية الإسلامية العامة في لكنؤ (بمباوي) وكان يشرف عليها كبار المسلمين في الهند مطالبين بحقوق المسلمين في الهند كوطنيين وكان الهندوك قد أعلنوا إنشاء المؤتمر الوطنى العام وسموه المجلس الملى الوطنى الهندى العام. وكان غايته أن ينالوا حقوقا سياسية تخولهم السيادة على الأقليات "وهم لا يريدون من كلمة الأقليات غير المسلمين" وفي عام 1916 تنبهت حكومة الاحتلال إلى حركة الجمعية الإسلامية فأوعزت إلى محمود الحسيني أن يغادر الهند وقبض على أعوانه: أبو الكلام أزاد، حسرت مهاني، ظفر الله خان، محمد على، شوكت على .ولما عقدت الهدنة في 11 نوفمبر 1918، أعلنت الحكومة البريطانية استعدادها لإجراء إصلاحات في قانون الهند. فاتفق الفريقان "المسلمون والهندوس" على عقد مؤتمر في لكنؤ يجتمع فيه زعمالء الفريقين.(74/71)
وفي عام 1919 أطلقت الحكومة سراح المسجونين السياسية المسلمين، فاجتمع زعماءهم في لكنؤ بدعوة مولاى عبد البارى رئيس علماء أفرنجى محل فتداولوا في تأسيس جمعية إسلامية لتنظيم مطالب الاستقلال وكان قد ظهر في هذا الوقت تآمر الدول الكبرى على تمزيق شمل الدولة العثمانية. فأطلق هذه الجماعة "جمعية إنقاذ الخلافة من مخالب الأعداء الطامعين" وتأسست جميعة الخلافة في بومباي "18 فبراير 1920" برئاسة غلام محمد فتو، ميان حاجى خان. ودخل في عضويتها الزعماء المسلمون المعرفون في الهند. ودعت اللجنة المسلمين إلى جمع الإعانات للدفاع عن حوزة الخلافة، فأقبل المسلمون بسخاء وجمع ما لا يقل عن سبعة عشر مليون روبية إلى أضعاف ذلك كما يقول السيد عبد العزيز الثعالبي الزعيم التونسى الأشهر في تقريره الذى قدمه للأزهر الشريف في يونيو 1937 بعد زيارته للهند ودراسته لأحوال المسلمين هناك.(74/72)
كان "غاندى" إلى تلك الآونة غير معروف في الهيئات السياسية في الهند، وكان متطوعاً في فرقة تمريض الجنود، ولما انتهت الحرب وانفصل عنها كانت جمعية الخلافة في بدء تأليفها فأقبل عليها وكان اسمه غير معروف إلا بين الأفراد القلائل الذين عرفوه في الناتال وجنوب أفريقيا. فتيامن به زعماء المسلمين رغم تحذير المولدى "خوجندى" وكان على صلة به من قبل، ويعلم من أمره ما لا يعلمون وبالأخص من ناحية تعصبة للهنادكة مع المسلمين. وشاءت الغفلة أن تنطوى هذه الحركة العظيمة على يديه. فقعد في جمعية الخلافية مقعد الناصح الأمين وجعل يشير عليها باستئلاف الهنادكة فقبل الأعضاء نصحه عن حسن نية، وتدبوه السعى إلى ذلك فقام وطاف الهند على حساب الجمعية يدعو إلى الوفاق ويقول المطلعون على خفايا الأمور أنه كان يتصل بالهنادكة، ويتآمر معهم على شل الحركة الإسلامية ولما عاد من الرحلة سعى إلى إقناع جمعية الخلافة بالانضمام إلى الكونجرس "المؤتمر الوطني" الذى تأسس لملاحقة المسلمون، وانتزع حقوقهم في الهند. فانضمت إليه جمعية الخلافة وتبعتها بقية الأحزاب الإسلامية المعروفة ارتكازاً على الثقة في "غاندي" وعقد الكونجرس اجتماعا فوق العادة بعد انضمام المسلمين إليه في مارس ولما تلى عليهم القانون الأساسى اقترحوا تعديل المادة التى تقول باصلاح حالة الهند إلى عبارة "استقلال الهند" فوافق على ذلك المؤتمر، وشرعت الأحزاب الهندوكية منذ ذلك الوقت تطالب بالاستقلال التام طبق رغبة المسلمين وكانوا قبل ذلك لا يطالبون إلا باجراء إصلاحات. فارتاعت الحكومة "البريطانية" لهذا التغيير وعدته فاجعة في سياسة البلاد وعلى أثره ألقت القبض على الزعماء، وزجتهم في السجون. واجتمع قادة الحركة وعرض أبو الكلام آزاد اقتراحا باسم الأعضاء المسلمين يتضمن إعلان "الأمة الهندية" وبأن الحكومة الحاضرة غير شرعية مع دعوة البلاد إلى مقاطعتها فوافقت الجمعية، وانعقد على أثره "مؤتمر(74/73)
جمعية الخلافة" فأعلن موافقته أيضا بالاجماع. وبعد أن جرى تصديق المؤتمر على قرار المقاطعة قام غاندى خطيبا وقال، إن اتحاد الهندكة مع المسلمين يبقى متينا ما لم يشرع المسلمون في مناوأة الحكومة، ويشهروا السلاح في وجهها. ورد عليه أبو الكلام آذاد فقال:
"إن كان غاندي يتصور أن أعمال المسلمين في الهند لا تقوم إلا على مساعدة الهنادكة فقد آن له أن يخرج هذه الفكرة من دمائه وليعلم غاندى أن المسلمين لم يعتمدوا قط على أحد إلا على الله عز وجل وعلى أنفسهم".
وشرعت الأمة الهندية عقب ذلك في مقاطعة الحكومة وإظهار العصيان المدني فامتنعت عن دفع الضرائب والرسوم، وتخلى المحامون عن الدفاع أمام المحاكم. وأعاد الناس الرتب النياشين، والبراءات للحكومة، وأحرق التجار المسلمون جميع ما في مخازنهم من البضائع الانجليزية، وترك المسلمون الموظفون مناصبهم في الحكومة فحل الهنادك محلهم وهاجر كثير من المسلمين إلى الأفغان بعد أن تركوا أملاكهم وأرضهم في الهند واشتدت المقاطعة في البنغال اشتداداً عظيما ليس له مثيل. فقد امتلأت سجونها بالمقاطعين من المسلمين حتى إذا أعيى الحكومة أمرهم صارت تقبض كل يوم على ألف شخص في الصباح وتطلقهم في المساء لأن السجون لم تعد تسع المعتقلين. وخطب اللوردريدنج "الحاكم العام" في كلكتا فقال:
إننى شديد الحيرة من جراء هذه الحركة ولست أدرى ماذا أصنع فيها.(74/74)
ومن هذا السياق تستطيع أن تصور قوة المسلمين في الحركة الوطنية، وضعفها في الهندوكية ولا شك أن الهندوكي بالغاً ما بلغ من النشاط السياسى لا يستطيع أن يجابه الحكومة، كما لا يستطيع أن يحارب المسلمين إلا بسلاح الدس. وقد اجتمع زعماء المسلمون في عام 1921 وأعلنوا استقلال الهند استقلالا فعليا وعينوا ولاة الولايات، وحكام المقاطعات، وقضاة المحاكم في جميع المدن. فكان الوطنيون يرفعون قضياهم أمامهم، ويتجاهلون محاكم الحكومة وبسبب ذلك تعطلت أعمال الحكومة والبوليس، وحدث إرتباك شديد في الدوائر العالية بالهند غير أنها بدلا من أن تستعمل سلاح القوة القاهرة لكفاح الشعب الأعزل لجأت إلى المناورات السياسية وهي أشد خطرًا، وكان بطل هذه المناورات المهاتما غاندى، فقد اتفق اللورد ريدنج مع غاندى على حل الوفاق القومي بين المسلمين والهندوك وقد أذيع الحديث بواسطة المصادر البريطانية بعد ستة أشهر. فقد نقل إلى اللورد قال لغاندى:
"إن مصدر الحركة الاستقلالية في الهند هم المسلمون، وأهدافها بأيدي زعماءها فلو أسرعنا وأجبناكم إلى طلباتكم، وسلمنا لكم مقاليد الأحكام ألا ترى أن مصائر البلاد آيلة للمسلمين. فماذا يكون حال الهنادكة بعد ذلك؟ هل تريدون الرجوع إلى ما كانوا عليه قبل الاحتلال البريطاني وهل تفيدكم يومئذ كثرتكم وأنتم محاطون بالأمم الإسلامية من كل جانب، وهم يستعدون قوتهم منها عليكم. إذا كنتم تريدون أن تحتفظوا لأنفسكم باستقلال الهند فعليكم أن تسعوا أولا لكسر شوكة المسلمين وهذا لا يمكنكم بغير التعاون مع الحكومة وينبغي لكم أيضا تنشيط الحركات الهندوكية للتفوق على المسلمين في جميع الأعمال الحيوية وفي بلوغهم الدرجة المطلوبة فإنى أؤكد لكم أن حكومة بريطانيا لا تتصل في الاعتراف لكم بالاستقلال".(74/75)
وقبل انصراف غاندي أوعز اللورد إليه أن يشير على "مولانا محمد على" كتابة تعليق على خطاب كان ألقاه في مؤتمر الخلافة، وحمل فيه على الحكومة حملة عنيفة .. يقول في هذا التعليق:
"أن ما فهمته الحكومة كان مخالفاً لمرادى" فصدع غاندي بالأمر ودعا محمد على لكتابة هذا البيان بعد أن أفهمه أن الكتاب سيكون سرياً لايطلع عليه أحد غير اللورد فكتب البيان تحت التأثير السحرى الذى كان لغاندي عليه. وما كاد الخطاب يصل إلى اللورد حتى أذيع في جميع أقطار الهند بعد أن صورته الحكومة بمقدمة قالت فيها:
"إن محمد على تقدم إلى الحكومة يطلب منها العفو عن الهفوة التى ارتكبها".(74/76)
وأنهم محمد على من المسلمين بالتراجع، ورمى بالخور والضعف غير أنه لم يحاول أن يصحح موقفه إلا حين مؤتمر الخلافة في كراتشى "أغسطس 1920" حين أعلن سياسة المناوأة للحكومة لا موالاتها. فتلقى منه الهنادكة والمسلمون هذا التصريح بالارتياح التام ولكن عقب انقباض المؤتمر أمرت الحكومة باعتقاله مع ستة آخرين من الزعماء: شوكت على، حسين أحمد، كثار أحمد، بير غلام محمد، الدكتور سيف الدين كتشلو. وساقتهم جميعاً إلى المحكمة المخصوص للمحاكمة. فرفضوا الاعتراف بالحكومة وهيبة المحكمة عملا بقرار المؤتمر السابقة وامتنوعا عن الدفاع عن المتهم. ولكن المحكمة أدانتهم بمجرد الاتهام، وحكمت عليهم بالحبس عامين مع الأشغال الموجهة إليهم. وبعد الحكم أصدر محمد على، سيف الدين كنشلو منشوراً بتوقيعهما يخاطبان فيه الشعب وينصحانه بعدم الاهتمام بما حصل ويعدانه بأن الزعماء المعتقلين سيحضرون اجتماع الكونجرس القادم في ديسمبر بمدينة "أحمد أباد" سواء رضيت الحكومة أم كرهت لاعتقادهما أن الكونجرس سيعلن بصفة رسمية استقلال الهند، وتأليف حكومة وطنية التى ستقرر الإفراج عنهم، ولكن الحكومة لم تأبه لهذا المنشور لأنها كانت واثقة من أن الكونجرس لن يفعل. ولما عقد اجتماع الكونجرس "ديسمبر سنة 1920" حضر غاندي وقال:
"بما أن الزعماء يعتقلون، ولا سبيل للمداولة معهم في منهاج أعمال المؤتمر فاقترح عليكم تعيينى رئيسا للمؤتمر، وتخويلى السلطة المطلقة لتنفيذ ما أراه صالحاً من الاجراءات".
فوافقته اللجنة على ذلك دون أن تتنبه إلى ما كان يغمره هو من المقاصد التى قد لا تنفق مع خطة المؤتمر، وتقرر فيها أيضا إسناد رئاسة مؤتمر الخلافة إلى أجمل خان، ومؤتمر مسلم ليك إلى حسرت مهاتى. وقبل اجتماع مؤتمر الخلافة قال غاندى للحكيم أجمل خان:
"إن إعلان الاستقلال في الظروف الواهنة غير مناسب".(74/77)
وما زال به حتى أقنعه بالعدول عن إعلان ذلك مع أن الزعماء المسيحيون كانوا ينتظرون بفارغ الصبر، وكانت الحكومة تتوقع صدوره من أحزاب المسلمين بقلق شديد وما عساها تصنع لو تخلف غاندي عن الوفاء لها بوعده. وفي أغسطس 1921 اجتمع الكونجرس تحت رئاسة غاندى في أحمد أباد فأعلن أن الوقت الذى يصر فيه المؤتمر باستقلال الهند لم يحن بعد، فهاج الأعضاء وماجوا. وعقب انتهاء جلسات المؤتمر انعقد مؤتمر الخلافة، وتهيب الحكيم أجمل خان أن يثير عاصفة من قبل المسلمين فأمسك عن إعلان الاستقلال. أما حسرت مهاتى فقد أعلن في مؤتمر مسلم ليك أن الهند تريد أن تعرب بواسطتهم عن إراداتهم في الاستقلال. فعلى الهنود أن يشعروا اليوم بأنهم مستقلون وألا يعترفوا بقوانين الحكومة الملغاة. فأمرت الحكومة بالقبض عليه وحكم عليه بالسجن عشر سنين مع الأشغال، وأجمعت الصحف الهندية على نقده ووصفه بالشدة وخفضت العقوبة إلى سنتين. وعقب ظهور هذا الفشل الكبير في سياسة البلاد اعترت المسلمين شكوك في تصرفات غاندى، واستيقنوا أن زعماء الهنادكة متفقون على ذلك فدب الانشقاق بين الطرفين:
هذا هو النص الذى أورده العلامة الزعيم عبد العزيز الثعالبى عن دور المسلمين في الحركة الوطنية الهندية وكيف قضى عليه غاندى بالتآمر مع النفوذ البريطاني فانهار مخطط الاستقلال. وفي خلال سجن زعماء الحركة المسلمين تسلم غاندى الحركة وحولها إلى وجهة أخرى مخالفة مما دعا المسلمين من بعد إلى المطالبة بكيان خاص لهم.(74/78)
هذا هو غاندي في حقيقته التى لم تعرف في بلادنا وفي المشرق. والتى أخفيت عنا تماماً خلال تلك الفترة التى كان المصريون بتوجيه من السياسة البريطانية يعجبون بغاندي ويدعون بدعوته إلى الاستسلام النفوذ الأجنبي وقبول ما يعرض وعدم العنف. وهذه هي الفلسفة التى استقاها غاندي من تولستوي وذاعت كثيراً في بلاد المسلمين معارضة لمفهوم الإسلام الصحيح من الجهاد المقدس في سبيل استخلاص الحقوق المغتصبة أبان الحركة الوطنية المصرية حيث كانوا يجدون في غاندي وأخباره ما يؤيد النفوذ الأجنبي ويدفع الوطنيين المصريين ناحية التفاهم مع الاستعمار البريطاني ولذلك فإن هذه الصفحات التى ينشرها بعض الكتاب لرسم صورة مزخرفة لغاندى يجب أن لا تخدعنا كثيراً فإنه رجل هندوسي متعصب لهندوسيته كاره للمسلمين. وقد كان هو وتلميذه نهرو أشد عنفاً وقسوة في معاملة مسلمى الهند، وقد كانت أنديرا غاندى ابنة نهرو أبان حكمها قد حكمت على المسلمين في بعض المناطق بتعقيمهم عن طريق العمليات الجراحية عملا على الحد من تعداد المسلمين في الهند. فيجب علينا أن نعرف الحقائق ولا تخدعنا الأوهام الكاذبة والصور البراقة التى يراد بها تغطية حقيقة وجريمة كبرى هي أن غاندي في الحقيقة سرق الحركة الوطنية من الزعماء المسلمين وتآمر عليهم مع الحركة البريطانية وأدخل أمثال محمد على وشوكت على وأبو الكلام آزاد وهم من أقطاب المسلمين، أدخلهم السجون، وسحب الحركة الوطنية بالتآمر من أيديهم، وحال دون قيام حكومة هندية حرة يكون المسلمون فيها سادة. وذلك للعمل لخدمة الاستعمار البريطاني وتسليم الهند إليه لتحويل المسلمين إلى أقلية فيها مما دعا المسلمين إلى العمل على قيام باكستان والتحرير من نفوذ غاندي والهندوكية والاستعمار البريطاني.
(12)
زكي نجيب محمود(74/79)
كان السؤال في الندوة عن مخططات التغريب والعزو الثقافي في هذه المرحلة لمواجهة حركة اليقظة الإسلامية، وانكشاف مخططات الاستشراق والتبشير، وافتضاح كل خيوط المؤامرة التى جند لها عدد كبير من التغريبيين بقيادة "المعلم" طه حسين. ثم تحطم كل هذه المخططات قبل رحليه.
والحقيقة أن النفوذ الأجنبي قد غير جلد طه حسين وحاول أن يقدم مخططاً جديداً لقيادات جديدة بعد أن هلك هذا التغريبى الكبير ووضع أمر ذلك في عدة خطوات اتخذت بسرعة لتغطية الفراغ .. منها عقدة مؤتمر ثقافي مغلق في الكويت ضم مجموعة من اتباع الاستشراق والتغريب، واليساريين، وأتباع الفلسفة المادية. وكان على رأسهم "زكي نجيب محمود" و " محمد النويهي" لمواجهة الموقف بعد وفاة ذلك الزعيم الصنم الذى كان يمر في السنوات الأخيرة من حياته بمرحلة الاحتضار.
وكذلك كلف المستشرق "جاك بيرك" بالطواف في البلاد العربية . ودول الإمارات لإلقاء محاضرات من طه حسين في محاولة لاستعادة الثقة به بعد أن تحطمت هذه تماماً نتيجة للأبحاث الى كشفت عن دخيلته وخاصة ما كاتب محمود محمد شاكر ومحمد نجيب البهيتى وكاتب هذه السطور.
كذلك فقد حاولت جريدة الأهرام في عهد هيكل أن تجمع في نطاقها مجموعة كبيرة من دعاة التغريب أمثال توفيق الحكيم الذى وصف إسرائيل بأنها دولة متحضرة. وحسين فوزى الذى تنكر لعروبته واعتز بفرعونيته ورضى لنفسه أن يجعل درجة الدكتوراة من جامعات العدو. ونجيب محفوظ الذى عرف بتلمذته لزعيم التغريب سلامة موسى وهي ما تزال تحتفظ بهم إلى اليوم بعد أن أضيف إليهم أنيس منصور ويوسف إدريس.(74/80)
وقد بدأ في السنوات الأخيرة أن الأضواء كلها قد ركزت تماماً على الدكتور زكي نجيب محمود كقائد لهذه الكتيبة التغريبية وقد مهد الدكتور لذلك بأن أعلن أنه أعاد النظر في التراث الإسلامي "وأسماء العربي" في محاولة لخداع البسطاء ولتغطية ماضى طويل في الفكر المادي كانت قمته كتاب المعروف "خرافة الميتافيزيقا" أي بمعنى صريح اتهام مفهوم الغيب الذى جاء به الإسلام بأنه خرافة. وإنكار كل ما سوى المحسوس والمعفول متابعة في ذلك للمذهب الفلسفي الذى اعتنقه طوال حياته مقلداً في ذلك فيلسوفاً أوربياً مادياً ملحداً ينكر الأديان المنزلة ويفاخر بأنه يمثل مدرسته "أوجست كونت" وفي طريق كسب الأنصار والتقرب إلى الشباب الواعي المثقف يتحدث الدكتور زكي نجيب محمود عن الإيمان بالله وعن الإيمان باليوم الآخر، وعن أعلام التراث: الغزالى وغيره. وذلك كله محاولة لإلقاء حاجز بين الماضى والحاضر وإحراز الثقة التى تمكنه من بث مفاهيمة وآرائه.
ونحن لا نتهم أحداً في عقيدته ولا تتعقب العورات ولا نلتقط ما نتكشف عنه السرائر من وراء الوعى ولكننا نقرر بدأءة بأن المنهج الذى يدعو إليه زكي نجيب محمود معارض لمفهوم الإسلام الصحيح من جوانب عديدة وخاصة بالنسبة لتلك القضية الكبرى التى يثيرها في كل كتاباته وهي مسألة العقل والعقلانية فالإسلام لا يعطى العقل هذا السلطان المطلق كله، ولا يقر مثل هذا المعنى. وإنما يرسم للعقل طريقا كريماً في ضوء الوحى. والعقل في الإسلام مناط التكليف ولكنه ليس حكماً على كل شئ ذلك لأن العقل أداة تصلح إذا صلح تكوينها وتفسد إذا فسد تكوينها. وهي إن اهتدت بالوحى أضاءت وأشرقت عليها أنوار الفهم. أما إذا اهتدت بالفكر البشري فإنها تكون بمثابة أداة تبرير لكل شر ولكن أهواء النفس.(74/81)
فالعقلانية بالمعنى الذى يدعو إليه زكي نجيب محمود نظرية مادية صرفة ومرفوضة تماماً. وإذا كان هو وجماعة المستشرقين والتغريبيين يعتزون من التراث بالجانب الخاص بالمعتزلة فإن هذا الاعتزاز لا يمثل إلا إنحرافاً في مفاهيم الفكر الإسلامي. فالمعتزلة خرجوا عن مفهوم الإسلام الجامع المتكامل بين العقل والقلب، والروح والمادة، والدنيا والآخرة. وأعلوا مفهوم العقل. فانحرفوا وتحطموا وحكمت عليهم الأمة كلها بأنهم خرجوا عن مفهوم الإسلام الصحيح حين دعوا إلى خلق القرآن واستعدوا الخلفاء على المسلمين والعلماء. وقد هزمهم الله شر هزيمة على يد الإمام أحمد بن حنبل، وأعاد للإسلام مفهومه الأصيل الجامع.
والموقف نفسه يقفه الإسلام بالنسبة للدعوة إلى التصوف كمنطلق وحيد لهم الحياة والأمور من خلال الحدس والروحانيات وحدها ولقد كان هو زكي نجيب محمود في دراساته في التراث مع ذلك المفهوم العقلاني الذى انحرف عن مفهوم الإسلام الجامع، والذى استمد مادته من الفلسفات اليونانية الوثنية المادية، والالحادية الإباحية التى غامت سحابتها على الفكر الإسلامي ثم انقشعت تحت تأثير أضواء المفهوم القرآنى الأصيل.
كذلك فإن مفهوم الدكتور زكي نجيب محمود للألوهية مفهوم ناقص وقاصر لا مفهوم الإسلام "على النحو الذى أورده في مقاله في الهلال".
لقد مرت البشرية بمراحل كثيرة في فهم الألوهية ناقصة ومنحرفة وجاء الإسلام بالمفهوم الجامع الحق فلم يعد هناك مجال لإعادة ترديد هذه المفاهيم بعد مرور أربع عشر قرنا على نزول دعوة التوحيد الخالص.
إن الذى يقبله شباب الإسلام اليوم من الباحثين هو مفهوم الله الحق لا مفهوم الآلهة كما فهمه الوثنيون أو المعددون، أو المشركون الذين كانوا يؤمنون بالله خالقا ولا يؤمنون به مصرفاً للأمور كلها .. وقد جاء الإسلام ليكشف هذه الحقيقة وحدها، ويدعو إليها وهي: "إسلام الوجه لله".(74/82)
أما مفهوم الإيمان بالله على النحو الذى كتب عنه الدكتور زكي نجيب محمود فهو عرفه المشركون ولم يقبله منهم الإسلام. ولعل من أكبر الخطأ عرض مفهوم أرسطو وأفلاطون في الألوهية ومحاولة تفسيره بمفهوم الإسلام مع أنه كان أبعد ما يكون عن ذلك بل إن القرآن الكريم دحض كثيراً من مفاهيم أرسطو وأفلاطون والفلسفات اليونانية والوثنية والعنوصية لنقضها وقصورها. وخاصة ما ادعاه هؤلاء من أن الله تبارك وتعالى يدير ظهره الكون ولا يعلم الجزئيات، وأن المادة خالدة إلى غير ذلك من تلك التفاهات بل إن مفاهيم أرسطو وأفلاطون للألوهية تدخل تحت ما أسموه "علم الأصنام" فكيف يقدم هذا المفهوم الشباب المسلم اليوم على أنه مفهوم الألوهية الحقة؟! ولقد كشف علماء المسلمين منذ وقت بعيد فساد مفاهيم الفكر البشرى ونقصه. وكيف أنها منحرفة . وكيف أن الله تبارك وتعالى يعلم الأمور كلها " وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس".
وأن هذا الكون ليس مخلداً، ولا باقياً وأن له نهاية كما كانت له بداية، وأن الله تبارك وتعالى يمسك هذا الكون لحظة بعد لحظة ويديره ساعة، وأن كل ما يقوله الفلاسفة هراء.
والمسلمون يعلمون أن الكتب المنزلة حرقت وغيرت مفهوم الألوهية الحقة "الله رب العالمين" فنسبه البعض إلى أنفسهم وقالوا: إنه رب الجنود وربهم وحدهم. وقال الآخرون بأن لله ولداً وكذبوا "ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه".
وليس مفهوم الألوهية صحيحاً ولا كاملا إلا فى الإسلام وحده. مفهوم إسلام الوجه لله: "إياك نعبد وإياك نستعين".(74/83)
وقد حاول الفكر البشرى أي يزيف مفهوم الألوهية الحقة. وأخطأت الماسونية حين قالت:" المهندس الأعظم" وهناك انحرافات الباطنية والماديين والوجوديين ودعاة وحدة الوجود والحلول والاتحاد على النحو الذى عرف عن كثيرين. وهناك مفهوم الإسلام بوصفه ديناً لاهوتياً. والحقيقة أن المطلوب ليس إثبات وجود الله تبارك وتعالى ولكن المطلوب معرفة حقيقة هذا الوجود بعيداً عن هذه المفاهيم المنحرفة ويستتبع الإيمان بالله تبارك وتعالى، والإيمان بشريعته.
ولكن الدكتور زكي نجيب محمود لا يلبث أن ينتقص من شأن هذه الشريعة وبصفها بأنها قاصرة ومجافية للعصر ويطالب بتخطيها في سبيل تحقيق المعاصرة، وهو يقبل بالحضارة الغربية كما كان يقبل بها سلفه طه حسين "حلوها ومرها وما يحمد منها وما يعاب" فما عرف عنه أنه دعا المسلمين إلى أخذ العلوم مثلا دون أسلوب العيش ولكنه يدعو إلى شئ غريب هو أن المسلمين ليس لهم فلسفة حياة وهو ادعاء باطل وظالم.
فكيف يمكن أن يقال لأصحاب القرآن الذى وضع منهجاً للحياة والمجتمع غاية في الاحكام جربته الشعوب والأمم ألف عام فأقام فها حياة الرحمة والعدل والإخاء البشري. كيف يمكن أن يقال لهذه الأمة إنها لا تمتلك منهج حياة. وكيف يقبل وهو العقلاني الصحيف هذا المنهج الذي يعيش الغرب سواء الغرب الليبرالى أم الماركسى في ذلك الخضم العفن الفاسد المتآكل من الشهوات والإباحيات والانحراف والتحلل والغربة بشهادة كتاب الغرب والشرق على السواء.(74/84)
وكيف يغض وهو الأمين على الكلمة عن أزمة الحضارة وأزمة الإنسان الغربي. وقد قرأ عشرات من الكتابات آخرها ما كتبه "سلجوستين" ودمغ به حضارة لغرب التى يكبرها زكي نجيب محمود وحسين فوزي وتوفيق الحكيم. ويفخرون بها ويغوصون بأقلامهم في تلك الحمم من الدماء والعفن والفساد. وهم يقولون لا إله إلا الله على الأقل وراثة، ويرون كيف يقدم الإسلام ذلك المنهج النقى الطاهر الأخلاقي الكريم الذى يرفع من قدر الإنسان. وكيف يحق لأمة تحمل لواء القرآن "ألف مليون مسلم" أن تتخلى عن رسالتها في تبليغ كلمة الله الحق إلى العالمين وتنصهر في بوتقة الأممية والحضارة المنهارة التى تمر بآخر مراحلها.
وهل من الأمانة أن يدعو هؤلاء أمتهم إلى هذا وهم روادها، والرائد لا يكذب أهله ولا يغشها. إن مسئولية القلم وريادة الفكر هو أضخم المسئوليات عند الله تبارك وتعالى يوم الحساب. وقد كان أولى بهم جميعاً أن يصدقوا أمتهم النصح ويدعونها إلى أن تقميم حضارة الإسلام مجددة في إطار "لا إله إلا الله" والأخلاق والرحمة والإخاء الإنساني وأن يلتمسوا أسلوب العيش الإسلامي ليقدموا للبشرية نموذجاً جديداً نقيا تتطلع إليه النفوس والأرواح اليوم بعد أن عم الفساد البلاد الغربية كلها من جديد. ولن يكون غير الإسلام وسوف يدمغهم التاريخ بأنهم كانوا رواداً غير مؤتمنين على الأمانة. وسوف تكتب أسماؤهم في سجل الذين عجزوا عن أن يقولوا كلمة الحق، وأن ينصحوا لأمتهم وهم الذين عاشوا حياة الغرب، وعرفوا فساد مناهجه وأساليب حياته، وعرفوا أن هذه الأمة الإسلامية الكريمة على الله أعز من أن تسحق في أتوان الشهوات وأن تدمر بأيدى أبنائها ودعاتها الذين تلمع أسماؤهم وتخدع الناس شهرتهم.
إن الدكتور زكي نجيب محمود قد أخطأ الطريق حين فهم التراث الإسلامى ذلك الفهم الذى جعله يكرم أمثال "ابن الراوندى" "ومزدك"، و"مانى"، و"الحلاج"، و"الباطنية"، و"الشعوبية" و"إخوان الصفا" وتلاميذهم.(74/85)
كذلك فهو مؤمن بمجموعة من المسلمات الخاطئة من عصارة مفاهيم الفكر البشري الوثني المادي فضلا عن أن إيمانه بالعلم والعقل وحدهما وهو في مفهوم الإسلام قصور شديد عن المفهوم الجامع.
وإني لأسأل الدكتور زكي نجيب محمود: هل يؤمن بالوحي؟ هذا هو مقطع المفصل بيننا وبينه. وإذا كان يؤمن به فلماذا لم يعلن فساد منهج كتابه "خرافة الميتافيزيقا" ولماذا لا يؤمن بهذا الوحى الذى جاء به القرآن شريعة ومنهج حياة؟
وإذا كان الدكتور زكي نجيب محمود قد تراجع عن، خرافة الميتافيزيقا" وغيرها من آرائه. أليس من الشجاعة أن يعلن ذلك صراحة حتى يستطيع أن يكسب إلى صفه بعض الناس.
إن محاولة اقتعاد مكان طه حسين اليوم هو أمر مضيع. فقد انتهى ذلك العهد وصحا الناس وخطت حركة اليقظة الإسلامية خطوات واسعة فكشفت عن فساد تلك النظريات والأطروحات الزائفة التى قدمها الآباء العتاة الذين كانوا يستقبلون أبناءنا في الجامعات الأوربية وهم من اليهود أمثال مرجليوث ودور كايم غيره.
أما قول الدكتور زكي نجيب محمود أن الثقافة الإسلامية في العصر العباسى قد اغترفت ثقافات الدنيا بغير حساب فهو قول باطل. لقد وقفت الثقافة الإسلامية موقف التحليل والغربلة لكل ما ترجم، وأخذت منه ما وجدته صالحاً ومطاباق لمفهوم التوحيد الخالص. أما ما عدا ذلك فقد رفضته وشنت عليه حربا عنيفة، وأخرجت دعاته من طريق الفكر الإسلامى فأطلقت عليهم اسم "المشاؤون المسلمون" إعلانا لتبعيتعم المشائين اليونانيين، ولم تقبل منهم ما جاءوا به.(74/86)
وأعلن المسلمون أن منهج اليونان أو منهج العنوصية الشرقية كلاهما باطل وأن للإسلام منهج خاص مستقل كما نفعل نحن اليوم إزاء ما يقدمه التغريبيون من فكر الشرق والغرب مما هو ليس مقبولا في الإسلام بحال.كذلك فإن نظرية زكي نجيب محمود بالتوفيق بين المترجم الوافد الغربي وبين المجدد من التراث الإسلامي "وهو ما يسميه بالعربي استنكاراً" هذه نظرية ليست متسحدثة بل هي نظرية طه حسين وهيكل والزيات وغيرهم. وهي نظرية اتضح بطلانها. أما ما تعارفت عليه اليقظة الإسلامية فهى أن يقوم أساس إسلامي أصيل من مفهوم الإسلام الجامع "بوصفه منهج حياة ونظام مجتمع" وفي ضوئه يحاكم التراث كله والوافد كله، ولا يقبل إلا ما يزيد هذا المنهج قوة وعماً مع الاحتفاظ بأسلوب العيش الإسلامي "عقيدة وشريعة وأخلاقا" ودعوى زكى نجيب محمود بالمواءمة مرفوضة. فالمسلمون على استعداد التضحية بالتقدم المادي في سبيل الاحتفاظ بالقيم الأساسية التي هي في حقيقتها ليست معوقة للتقدم المادي ولكنها حائلة دون فساد الحضارة الغربية وزيفها وانحلالها الذى يود هؤلاء القوم إغراق هذه الأمة فيه والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.
(13)
سارتر
وعبد الرحمن بدوى
جرى التساؤل في الندوة حول نظرية الوجودية بعد أن هلك سارتر وما هي الآثار التي تركتها على جبين الأدب العربي والفكر الإسلامي؟(74/87)
والواقع أن نظرية الوجودية قد نفقت قبل هلك سارتر بوقت طويل وإن حاول هذا الشقي أن يمد من عمرها بانتمائه في السنوات الأخيرة إلى الشيوعية واحتضانه لقضايا الصهيونية إذ هو نصف يهودي كما كان يطلق عليه عباس العقاد لأن أمه يهودية. وقد خدع بعض البلهاء من المصريين حتى أعدوا له زيارة ليحصلوا منه على تصريح يخدم القضية الفلسطينية بعد أن نقلوه إلى خيام اللاجئين في غزة . فما أن غادرها حتى كشف عن هويته الصهيونية اليهودية وأعطى الماركسيين الذين احتفلوا به درساً كشف عن عمالتهم هم، ومكره هو والذين رافقوه ومع هذه اللطمة القاسية فإن كتاباً مصريين وعرباً ما زالوا يذكرون سارتر ويتحدثون عنه ويشيدون بمذهبه وبما يسمونه الوجودية العربية التى قادها عبدالرحمن بدوى وكان لها على فترة طويلة أعواناً.
وكات كتب سارتر تظهر في باريس بالفرنسية وفي بيروت بالعربية في وقت واحد. وربما ندم بعض الكتاب عن تبعيتهم لسارتر، وأحسوا أنهم أخطأوا الطريق بعد أن قرأوا ما كتبه "جاك بيرك" مثلا حين قال:
"إن سارتر عقل كبير ولكنه مع الأسف يفتقر إلى الذكاء السياسى وليس من الضروري أن يكون العقل الكبير عقلا سياسيا ولكن المشكلة عند سارتر أنه يريد أن يكون سياسياً فيما يجابه من التيارات اليسارية ومنها الشيوعية بنوع من العقد النفسية .. ومن المؤسف أن سارتر الذى يبقى معظم فلسفته على فهم الآخر لا يفهم الآخر ولا يحس به . لم يستطيع سارتر أن يتغلب على ما أحيط به من الدعاية والتضليل الصهيوني. فاعتبر إسرائيل "صيحة" وقلب القصة فاعتبر إسرائيل "مدعى عليها" وقد بلغت الدعاية الصهيونية به أن يقلب الحقيقة التاريخية في أوربا كلها . إنهم ينفون أن يكون الوجود الصهيوني استعماراً.(74/88)
ويردد كثير من أنصار سارتر فشل سارتر وكيف تبخرت مفاهيمه التى ضللت الشباب العربي ردحا من الزمن، وكيف انقشع بريق اسمه فظهرت الوجودية فلسفة للفوضى والانحلال، وكيف هوجمت فلسفة سارتر من كلتا النزعتين الرأسمالية والشيوعية ورفضوا مفهومه عن الحرية ووصفوها بأنها حرية فوضوية ومن ثم حاول سارتر أن يتقرب إلى الشيوعيين وتراجع عن كثير من آرائه السابقة.
وفي مصر تقدم عبدالرحمن بدوى برسالة دكتوراه عن "الزمان الوجودي" ورأس الحفل الدكتور طه حسين واشترك مع المستشرق بول كراوس وأعلن طه حسين أن عبد الرحمن بدوى أول فيلسوف وجودي مصري، وقد قدم بدوي الفكر الوجودي وترجم كل المصطلحات الوجودية الشاقة وترجم كتاب سارتر الضخم: "الوجود والعدم".
ولم يلبث عبد الرحمن بدوى أن اختفى وطوته الموجة التى تطوى كل المذاهب الضالة والمنحرفة، وكشف الفكر الإسلامي عن آصالته في أنه يرفض كل ما ليس متصلا بقيمه الأساسية مهما بدأ يوماً وله بريق أخاذ.
لقد كان فلسفة سارتر شؤماً عليه. فقد أضفت عليه ظلال مظلما ما زال يلاحقه.
وقدكان عبد الرحمن بدوي قبل سارتر تابعاً للفلسفات الباطنية والمحسوية يحييها ويرد إليها الروح، ويقدم شخصيات قلقة في تاريخ الإسلام ويشيد بأمثال الرواندي والحلاج وغيرهما من الزنادقة. وإلى جانب ذلك فقد قدم في الفلسفة الإسلامية الجانب الصوفي المتصل بوحدة الوجود والحلول وأشاد بالسهروردي وابن عربي وابن سبعين: تلك الشخصيات الضالة التى عمل استاذه الأول ماسينون" على إحيائها. وكان طه حسين هو صاحب الدعوة إليها في الأدب العربي منذ أعادة انبعاث "إخوان الصفا" وكما سقط الفكر الباطني سقط الفكر الوجودي وانهارت تلك الصروح على رؤس أصحابها {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير، أمن أسس بنيائه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم}.(74/89)
وإذا كان الأدب الغربي قد عرف وجودية كيركجارد، وكامي، وسارتر، فإن ذلك كله مستمد من أصول أصيلة فيه تقوم على فكرة الخطيئة المسيحية، أما في الفكر الإسلامي فإن محاولة زكي نجيب محمود عن المنطق الوضعي وفؤاد زكريا عن الفلسفة الماركسية وعبدالرحمن بدوي عن الفلسفة الوجودية هي محاولات ضالة باطلة سرعان ما لفظها الفكر الإسلامي صاحب الصرح الشامخ القائم على فكرة التوحيد الخالص والإخاء الإنساني والعدل والرحمة.
وقد ذابت محاولات إحياء الفلسفة الصوفية التى قام بها "ماسنون" أربعين عاماً بإحياء الحلاج لأن المسلمين عرفوا طريقهم إلى التوحيد الخالص . فقد اسقطت حركة اليقظة محاولات إحياء الفلسفة، والتصوف الفلسفي، والكلام ، والاعتزال، وجعلته ركاماً حين أحيت "المنهج القرآني" الأصيل حيث بدت كل محاولات الفلاسفة الإسلاميين المعاصرين وكأنها مقدمات موقوفة انطوت صفحتها حين برز نور المفهوم القرآني: مفهوم أهل السنة والجماعة على نفس النسق الذى واجه المشائين القدامي أمثال ابن سينا والفارابي. وقد تكشفت نزعتهما إلى الباطنية الإسماعيلية في الأخير بعد أن خدع بهما الكثيرون، وحين يتنادى باسمه اليوم بعض غلمان المستشرقين فإن الأمر لا يخدع أحداً ذلك أن الحقائق التى تكشفت قد ردت كبار الكتاب عما خدعهم به البريق الخاطف.
يقول أنيس منصور:
"من الضروري أن نفلت من جاذبية شخص كبير لتجد نفس ومعك حريتك. لقد وقعنا في غلطة حين تأثرنا بأستاذنا عبد الرحمن بدوى ذلك أن كثيراً مما رآه رؤيته هو والذي وجده شاتا كان مشكلته هو والذي أحبه كان مزاجه هو ولكن في السنوات الأخيرة عاودت قراءة الفلسفة من ينابيعها التى أفزعنا منها عبد الرحمن بدوى فلم أجدها كذلك.
وهكذا تبين أن هذه الهالة كانت باطلة، بل إن أنيس منصور يبشرنا بأن سارتر عندما مات قال على فراش الموت: لا شئ ، كل شئ عدم.(74/90)
ويستطرد أنيس منصور قائلا: سارتر الفيلسوف الوجودي الملحد كانت آخر كلماته لا شئ. أي لا فائدة من أي شئ. فهى يرى أن الوجود والعدم لهما نفس القوة ولهما نفس المعنى. فهي كالليل والنهار لا ينفصلان، ولا تعرف على أي شئ أجاب سارتر لآخر مرة بكلمة لا شئ، ولا فائدة، لا معنى، لا هدف، كل شئ عدم، أو كل وجود عدم، أو كل موجود معدوم.
* * *
وهكذا يندم أنيس منصور على أنه تابع هذا الفكر الضال أكثر من عشرين عاماً من عمره قضاها في تحسين هذا الفكر وزخرفته وتقديمه إلى الشباب في عشرات من الكتب التى طبع منها مئات الألوف لتخدعهم عن الحقيقة ولتزيف لهم الواقع ولتردهم عن الفم الأصيل. عندما كتب مقالاته عن رحلته إلى الأراضى المقدسة، وكان عليه أن يعلن انسحابه من كل هذه المفاهيم والعقائد، وأن يصحح موقفه أمام قرائه خلال هذه السنوات الطويلة. واليوم يصف فلسفة الوجودية بأنها فلسفة المقابر، لأن سارتر تحدث عن الموت والدمار والخراب، والوحدة والقلق والفزع، والخوف والغثيان والعدم، والتقت كل هذه المعاني السوداء في قلمه وفي خياله. هناك وجودية ملحدة عند سارتر وكامي وهيدجر واسبرز وأونامونو. ووجودية مؤمنة عند جابريل مارسيل، وبرديالف، وجاك مارتيان.
وكان حقا على أنيس منصور أن يقرأ الفكر الإسلامي الأصيل ويعرف زيف الوجودية جملة بمفهوم الانطلاق من الضوابط والحدود والقيم التى رسمها الدين الحق، وأن يعلم أن نظرية الوجودية كما جاء بها سارتر إنما كنت تمثل تحدياً خاصاً مر بالشعب الفرنسي بعد سقوطه في قبضة ألمانيا إبان الحرب. هذا السقوط الذى كشف كما قال زعيمه "بيتان" عن انهياره الأخلاقي العاصف.(74/91)
ولما كانت الصهيونية العالمية هي التى صنعت هذا بالثورة الفرنسية فإنها قدمت سارتر على جميع أجهزة الإعلام والدعاية لتفتح صفحة أشد عنفاً من الانهيار الخلقى والاجتماعي. تلك التى صنعتها فلسفة سارتر بظهور جماعات الوجوديين الذين تشكلوا في الغرف المظلمة والحوارى الضيقة وتحت أسطح العمارات ليمارسوا أسوأ صور الجنس ويعلنوا احتقارهم للمجتمع. ومنهم نشأت بذرة "الهيبية" التى تعم الآن العالم كله.
ولقد كان أخطر ما في الدعوة الوجودية إنكار الله تبارك وتعالى والسخرية بالأديان واعتبار الإيمان بالله عائقا كبيراً عن حرية الإنسان وأن أثر التعاليم الربانية على الإنسان جد خطير لأنه يضيع عليه فرصة التمتع بالأهواء والتمرغ في الشهوات. فالوجودي لا يؤمن بوجود الله "تبارك وتعالى" ولا يؤمن بنظام خلقى يسود على الإنسانية. الإنسان عندهم حر ومسئول أمام نفسه فحسب . لا أمام الله. وهكذا تجد سارتر يدعو إلى الحرية المطلقة من كل قيد!!
ولقد جاء سارتر إلى مصر ترافقه سيمون دي بوفوار، التى قالت لنساء مصر في صراحة تامة: نحن نريد أن نحطم "قوامة" الرجل ودعت إلى حياة زوجية محررة من "العقد الشرعي" كحياتها هي مع سارتر، ولقد كشفت إحدى المرافقات لسارتر خلال رحلته إلى مصر في الفترة الأخيرة خفايا كثيرة في الزيارة اللعينة. فأشارت إلى أن
"رفيق" سارتر وسيمون كان رجلا يهودياً "كلود لانزمان"، وهو الذى وجه الزيارة على النحو الذى أرادته الصهيونية. وقد أشارت إلى أن كتاب اليسار استقبلوا سارتر بتقدير بالغ كان موضع دهشته هو أساساً. وذلك مثلا حين كتب أحد الشيوعيين مقالا عنوانه "سارتر ضمير العصر" وكان سارتر يتساءل بعدها "أنا ضمير العصر كله؟!
أنا لست حتى ضمير نفسى" ثم يطلب ضاحكا من لاتومان أن يتحمل عنه بعض هذه الألقاب.
وتقول الكاتبة :" لقد سمع ورأى. ولكنه لم يتأثر فيه أنمله بما سمع ورأى.(74/92)
"ولقد كان استقبالنا لسارتر أشبه بمظاهرة. وكان كلامنا معه أشبه بالصدى في وادى مهجور. إلا أن الصهيونية كانت أذكى منا وأكثر دقة في قيادته إلى أهدافها. فقد دست "كلود لانزمان" بفكره الصهيوني المغلف بطبقة مزيفة من الفكر التقدمي التضليل. دسته على سيمون في وقت كان فيه سارتر يتأرجح بين وجوديته والشيوعية فاستطاعت سيمون بتأثير من "لانزمان" أن تسوق سارتر إلى أن يخرج عن قاعدته ويسير وراءها منوما أو كالمنوم. فانبهر بما قدم إليه فترة. قبل أن يعود إلى قواعده سالماً. وقد رأينا كيف كان لانزمان يقف في الظل وراء سارتر في كل زياراته ليسمعه صوت "هرتزل" واضحا مجلجلا وهو يهمس به إليه.
كان هذا في مارس 1967 وفي نوفمبر من نفس العام اكتملت الصورة. فقد منحت إسرائيل شهادة الدكتوراة الفخرية لسارتر في سفارة إسرائيل بباريس بحضور عدد من المثقفين الفرنسيين على رأسهم سيمون وفرانسواز جيرو وزيرة الثقافة الفرنسية، وأذاع التلفزيزن الفرنسى كلمة سارتر التى قال فيها:
"إن قبولي لهذه الدرجة العلمية التي اتشرف بها له مدلول سياسي في القبول يعبر عن الصداقة التى أحملها لإسرائيل منذ نشأتها.
هذا سارتر الذي كتب "المسألة اليهودية" وهو الذي زار إسرائيل وأشاد بها، وهو الذي شارك في المظاهرات، ووقع البيانات المويدة لإسرائيل. وقد قبل سارتر الدكتوراة الفخرية منالجامعة العبرية بينما رفض من قبل كل الجوائز التى أهديت له بما فيها جائزة نوبل.(74/93)
وكان سارتر قد قام بزيارته لإسرائيل قبل حرب 1967 ببضعة شهور. وما لبثت نذر الحرب بعد عودته إلى فرنسا أن بدت في الأفق في مايو 1967 فسارع سارتر ومجموعة من المثقفين الفرنسيين الآخرين إلى إصدار بيان في تأييد إسرائيل التي سيدمرها العرب. ولكن إسرائيل بدأت بالهجوم، واحتلت من الأرض ، وقتلت من العرب ودمرت. فلم يراجع سارتر نفسه، ولم يعدل موقفه إلا بعد أن اشتعل النضال الفلسطيني بعد الهزيمة، وامتدت نيرانه إلى بعض العواصم الأوربية.
وبعد فلقد سقط فكر سارتر قبل أن يذهب لأن دعوته هي نوع من هوى النفس. وهي مواجهة لتحد عاشه في عصره. ولكن الزمن يتحول ، والفكرة التي تكون اليوم استجابة لوضع معين .. فإنها سرعان ما تسقط مع تحولات الزمن والبيئات. ولذلك فغن الوجودية لم تستطع أن تكون مذهباً قائماً أو مستمراً . وهكذا كل الأيدلوجيات البشرية التى صنعها الفلاسفة. وظنوا أنهم قد استطاعوا حل مشاكل عصرهم. ذلك أن هناك منهجاً واحداً: هو الذى يستطيع أن يحل مشاكل الإنسان في كل العصور والبيئات. ذالك هو منهج الله الحق "لا إله إلا الله".
(14)
لويس عوض
*توفيق الحكيم يرى عزل مصر عن البلاد العربية وتحويلها إلى فندق سياحي عالمي للوافدين العرب تقدم لهم كرم الضيافة من المتعة والراحة.
*لويس عوض يحاول تحطيم دور مصر الرائد في مواجهة الفكر العربي وموقفها التاريخي من الإعصار التتري والحروب الصليبية.
*كراهيتهم الإسلام ثابتة في الأعماق لا تظهر على السطح ولكن بتدو في التصرفات وطريقة معالجة القضايا والمشاكل.
*طه حسين يقول في تمجيد الفرعونية وإعلاء شأنها على الإسلام: إذا كان الإسلام سيقف حجر عثرة في طريق مصريتنا الفرعونية لنبذناه.
*كان الإسلام وما يزال روح المجتمعات الدولية ومهد الحضارات الإنسانية ووقود الحركات الوطنية والتحررية.(74/94)
*لا غرو فالإسلام هو الذى صنع الشخصية المصرية منذ أربع عشر قرناً والإسلام اعتنقه المسلمون ديناً واعتنقه غير المسلمون حضارة وثقافة وعادات.
دارت التساؤلات حول يوميات كتاب الصحف اليومية وما أثاره لويس عوض وتوفيق الحكيم والسيد ياسين من وجوه النظر حول علاقة مصر بالتاريخ الغربي والإٍسلامي، وبالدولة العثمانية والغرب، ومحاولة تصوير مصر على أنها شخصية فرعونية غارقة في الوثنية أو منحازة إلى الغرب. وتتجاهل هذه الدراسات أن الإسلام هو الذي صنع الشخصية المصرية منذ أربعة عشر قرناً وأن التاريخ وعلماء التاريخ قد أعلنوا بما لا يحتاج إلى مزيد من الإيضاح .. سواء منهم الغربيون أو العرب، أنه قدحدث انقطاع حضاري جب كل ما كان قبل دخول مصر في الإٍسلام، وأن تاريخاً ضخماً طويلا استمر أكثر من ألف سنة من تاريخ اليونان والرومان في هذه المنطقة من الشام إلى مصر إلى أفريقيا كل هذا التاريخ بقرائه ولغاته ومفاهيمه وقيمه قد أصبح في خبر كان بعد دخول الإٍسلام بقرن واحد فقد اعتنقت المنطقة كلها الإٍسلام .. اعتنقه المسلمون دينا واعتنقه غير المسلمين حضارة وثقافة وعادات". وقد أشار كرومر إلى هذا المعنى حين قال: إن المسلمين والمسيحيين يضدرون عن أخلاقي واجتماعي واحد مع طول التأثر.(74/95)
ولكن إخواننا ينسون هذه الحقيقة الواضحة ويناقشون الشخصية المصرية على أنها منعزلة لم يصنعها القرآن أو الثقافة الإسلامية أو الفكر الإسلامي أو اللغة العربية، وينسون أن المنطقة كلها هجرت لغاتها القديمة بعد قرنين من دخول الإسلام إليها، كذلك فقد كان الإسلام ولا يزال روح المجتمعات وشارة الحضارة ووقود الحركات الوطنية والتحريرية، ولقد كان الدعوات إلى الإقليمية والقوميات واحدة الفكرة والمنهج .. ولذلك سرعان ما عجزت عن تحقيق أشواق النفس العربية الإٍسلامية. وستظل هذا الظاهرة الإسلامية الفكرية والاجتماعية أساساً مكيناً وحصناً حصيناً للشخصية المصرية ما عاشت .. لأنها عميقة الجذور من ناحية ولأنها منصهرة فيها انصهاراً عضوياً يعجز خصوم الإسلام عن القضاء عليه.
إن الدكتور لويس عوض لا يستطيع أن يخرج عن التفسير الفرعوني الوثني الذى سار عليه كل كتاباته وعرف به ومن ثم فقد أصبح في تقدير الباحثين غير منصف ولا راغب في معرفة الحقيقة الخالصة لوجه الحق وحده.
ولقد جاءت تساؤلات عن محاولات توفيق الحكيم في تحييد مصر عن البلاد العربية وعزلها، والدعوة إلى جعلها فندقاً عالمياً سياحياً يقدم للوافدين من كل مكان المتعة والترفيه، وكان في ذلك مشاركاً للدكتور لويس عوض في تحطيم دور مصر العالمي الذى عاشت تقوم به في مواجهة التيارات الغازية والغزوات الطامعة التى واجهت عالم الإسلام، وكان لها دورها الخطير في رد هذه الغزوات وحماية عالم الإسلام وحماية الغرب نفسه كما حدث في الإعصار التتري وفي الحرب الصليبية وفي الاستعمار الغربي الحديث، وسوف يكون لها دورها الخطير في دفع الغزوة الصهيونية ووقاية المسلمين والعرب منها..(74/96)
ولا ريب أن دعوة توفيق الحكيم تصدر عن مفهوم بعيد أشد البعد عن الانتماء العربي الإسلامي .. ولقد كان توفيق الحكيم طوال حياته يفخر بذلك معليا شأو العنصرية في حديثه عن مصر، كارهاً لطابع مصر العربي الإسلامي .. وبالرغم من أن الدكتور طه حسين أعلى من شأن الفرعونية على الإسلام حتى قال قولته المشهورة: "إذا كان الإٍسلام يقف حجر عثرة أمام مصريتنا وفرعونيتنا لنبذناه" بالرغم من هذا فإن الدكتور طه حسين يرى أن رأي توفيق الحكيم في العرب أشد تحاملا وتعصبا من رأي كثيرين من متعصبة المستشرقين أمثال رينان ودوزى. ولعل التقارب في الرأي بين توفيق الحكيم ولويس عوض يرجع إلى مصادر الثقافة الغربية الواحدة التى تأثر بها كلاهما في فترة كانت البعثات الأجنبية سواء إلى فرنسا أو إلى انجلترا تستهدف سحق مقومات هذه الأمة وإلقائها في أتون الإقليمية فهي كراهية مشتركة للعروبة والإسلام، وهو ممتدة إلى اللغة العربية وإلى القرآن وهي مبثوثة في الأعماق لا تظهر على السطح ولكنها تبدو في التصوف وفي تناول القضايا.(74/97)
وبالرغم من أن توفيق الحكيم قد لخص تفسير القرطبي وظن بعض الذين يأخذون بظواهر الأمور أنه في الطريق للتعرف إلى الإسلام إلا أنه لم يلبث أن كشف عن تلك المحاولة المسمومة التى ترددها طائفة معروفة الآن باسم طائفة الخادعين المسلمين بالحديث عن الشريعة الإسلامية وذلك حين ردد ما كان يقوله منذ سنوات عن تطوير الشريعة الإسلامية وهي دعوة يحمل لواءها من وقت بعيد: محمد النويهي وعبد الحميد متولى ومحمد أحمد خلف الله وآخرون بهدف تذليل الشريعة لتبرير أوضاع المجتمعات الحديثة وفي مقدمتها الربا وعلاقات المرأة والرجل خارج نطاق الزواج، واحتواء الشريعة الإسلامية ونصوصها في داخل القانون الوضعى على النحو المسموم الذى دعا إليه عبدالرازق السنهوري منذ سنوات وهي دعوى ممتدة يغذيها النفوذ الأجنبي ليحول بها دون تطبيق المجتمعات الإسلامية للشريعة الإسلامية أو عدوتها إلى طريق الأصالة، ومن أهم هذه المحاولات المسمومة: القول بتغير الأحكام مع تغير الزمان " وهو قول محدود جداً يتصل بالفرعيات ويعتمد في ذلك على نص للشيخ محمد عبده الذي يعتمد عليه الماركسيون وأعداء الشريعة لا يمثل الإمام المجتهد ولا المتخصص في هذا الأمر، وإنما هي اجتهادات كان لها وضع وظروفها في وقت كانت الشريعة الإسلامية تضرب بالسياط على أيدى كروم في مصر وليوق في المغرب وهي لا تمثل اجتهاداً يمكن الأخذ به ، كذلك الخطأ الذى وقع فيه على عبد الرازق حين أراد أن يصف الإسلام بأنه دين روحاني ويلغى نظامه الاجتماعي إلغاء تاماً وتلقف بعض المستشرقين هذه النصوص الزائفة التى لم يعتمد فيه على كتاب أو سنة لضرب الإسلام. كذلك هناك ما يثار من شبهة الشبهات والتغيير ومحاولة وضع العقيدة في مكان الثبات والشريعة في مكان المتغير وهذا أيضا غير صحيح على إطلاقه. وأن الشريعة الإسلامية إنما جاءت خالصة ثابتة صالحة لكل العصور والبيئات إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.(74/98)
وقد دحض الدكتور عبد المنعم النمر شبه توفيق الحكيم هذه التى ما زال يرددها منذ سنوات حين قال له : كان الحكيم يريد أن يجعل كل ما شرعه الله لتنظيم حياة الإنسان خاضعا للتغيير بتغير المجتمع وراثة، ومن هنا تهب ريح الخطأ في التفكير، بل والخطر أيضا على شريعة الله إذ معنى ذلك ومؤداه لو قبلناه أن لنا أن نبيح الزنا والخمر والرقص متى قبل المجتمع ذلك ونتحلل من عقوبات السرقة والحرابة والزنا ومن كل شئ حرمه الله ورسوله لو قبل المجتمع ذلك !! وهذا اتجاه خطير يهدم الشريعة ويزلزل كيانها لأنه يجعلها تابعة وخاضعة لهو الناس وما يتجهون إليه في حياتهم في أي مكان وفي أي عصر والله تبارك وتعالى يقول لرسوله:{ ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تبع أهواء الذين لا يعلمون}.
ونقول أن الجماعة ينتدبون أحدهم فترة بعد فترة ليثير القضية ثم ينظرون ثمة ليعود آخر إلى إثارتها وكل همهم أن يخرج المجتمع الإٍسلامي العربي والمصري من شريعة الله إلى قبول الربا والرشوة والتساهل في أمر العرض واستعراض المرأة لمفاتن جسدها ومراقصة الأجانب. وهكذا.
الحقيقة أن قضية المرأة تأتي في المقام الأول من عملية تحطيم المجتمع، وهي تهدف إلى تدمير الأسرة وتعاون على ذلك قوى كثيرة منها القصة والمسرحية والأغنية والصورة العاربة وبعض كتاب اليوميات الذين يزينون التيارات التى تهدم المجتمع ممثلة في بعض الروايات الجنسية والكرة والرقص.
وتجرى الصحف لاهثة وراء تفاهات يسمونها نصراً للمرأة سواء في مجال الرقص أو الغناء أو قيادة السيارات وكلها أمور لا أهمية لها تستهدف إخراج المرأة من مكانها الحق ووضعها الصحيح. وتلك مجموعة أخرى من الكتاب لها صلاتها بالروتاري والليونز ومخططات الهدم والتدمير.
سجلت صفحات الدكتور لويس عوض أحقاداً وسموماً بالغة الخطر عمقة الأثر:(74/99)
(أولا) من أخطرها حملته على اللغة العربية الفصحى ودعاواه الكاذبة في مواجهتها كراهية الإسلام والقرآن، وقد كان من أخطرها كتابه "مدخل إلى فقه اللغة العربية" التى حاول فيه الادعاء بأن العرب جاءت من القوقاز، وأن اللغة العربية لغة آرية ليس لها أي تميز خاص وقد خاض في شبهات حول الإعجاز القرآني وغير على نحو مضلل.
(ثانيا) موقفه من الشعر العربي وهجومه على الأصالة واحتضانه لشعراء التفعيلة من أمثال: صلاح عبد الصبور وأدونيس والسياب وغيرهم ودعوته إلى تحطيم عامود الشعر وكسر بلاغة اللغة العربية وهي دعوى قديمة ما زال يرددها ويجددها.
(ثالثا) موقفه المتعددة من التراث الإسلامي والفكر الإسلامي وهي مواقف توحى بالشبهة في سلامة البحث وعلميته، والالتجاء إلى أفكار المستشرقين ومتابعتهم وكراهية أمة العرب والإسلام، والتى تكشف عن أحقاد دفينة.
وقد واجهه كثير من المفكرين وكشفوا زيفه، وفي مقدمتهم الأستاذ محمود محمد شاكر في كتابه "أسمار وأباطيل".
محتوى الكتاب
الموضوع ... ... ... الصفحة
1- لطفي السيد
2- سعد زغلول
3- قاسم أمين
4- طه حسين
5- سلامة موسى
6- على عبد الرازق
7- ساطع الحصرى
8- محمد التابعي
9-10- مدحت وأتاتورك.
11- غاندي
12- زكي نجيب محمود
13- سارتر وعبدالرحمن بدوى
14- لويس عوض(74/100)
أنور الجندي
حياة مضيئة وثمرة فكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ
أنور الجندي
~~~~~
هو واحد من زمرة فريدة من القمم الشامخة وُجدت وعاشت بيننا في هذا العصر ، وما وجدت إلا برحمة الله وعلى عَيْنِهِ وما كان لظروف عصره أن يوجد أبدا ، انضوى قلبه على حب عميق لهذا الدين ، وتفانٍ غريب في سبيل نصرته ، أنكر ذاته - بل تلاشت في فكره وهَمِّه - ، .. أُشرب قلبه قوله تعالى : {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ}(1).
عاش للإسلام وللإسلام وحده حتى كأنه مثال حي لقوله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }(2).
حمل القلم مجاهدا بفِكْرِهِ ، وكانت عَيْنُهُ دَائما مُعلقة بالسماء ، مرتبطا قلبُهُ بحبل الله، ... منا من عرفه ومنا من لم يعرفه ، لكن أثره باق إلى يوم القيامة - ، ولسان حاله يقول : {وَ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}(3)، مضى إلى ربه وترك مكانه شاغرا إلى يوم القيامة .
عاش الرجل مجاهدا مقاتلا بفكره وقلمه ، وجعل كل لحظة من عمره لنصرة الإسلام ... وقف على أخطر الثغور التي ولج منها الأعداء إلى ديار المسلمين وعقولهم فاجتاحوهم شر اجتياح ، فسبوا عقولهم ونهبوا كل ما يملكون ، واسترقوهم شر استرقاق ... إنه ميدان الثقافة ... !!!
إنه من ذلكم الطراز الفذ من الرجل العظماء الذين ذابوا إخلاصا ووفاء لنصرة الدين ، إذا وقفت إلى جواره وجدتَ نفسك قزما بين عمالقة ، لا يبلغ بصرك منتهى قمته في السماء ، فإذا خاطبته طأطأ الرأس تواضعا وانبثت شفتاه عن مثل اللؤلؤ دُرُرًا من ثمرات الفكر والفهم والإخلاص .
__________
(1) الأنعام : 162 : 163 .
(2) البقرة : 207 .
(3) طه 84 .(75/1)
إن كاتب هذه للكلمات ينفر بطبعه من المديح والمبالغات التي تعج بها حياتنا الثقافية قديما وحديثا ، ويَعُدُّ ذلك أَحَد أَمْرَاض الأمة التي لا قيام لأمتنا إلا بشفائها منها ...
فهو – وإن كان يرى ذلك مرفوضًا مَذموما فإنه يراه واجبا مطلوبا إن كان يعبر عن الحقيقة والصدق ، إن التراجم – تراجم الرجال – شهادة يجب أن يؤديها من يتقدم بها كاملة بأصدق عبارة وأدق لفظ ذما كان أو مدحا ، وما يسطره عن الأستاذ أنور الجندي ليس من قبيل المديح المَرَضِيّ وإنما هي الشهادة يتقدم بها للأمة التي صارت لا تعرف رجالها ولا تقدر الرجال حق قدرهم ، بل صارت قَتَّالَةً لرِجَالهَا عَقُوقَةً لأبنائِها .
الأستاذ أنور الجندي .. نقاط مضيئة
~~~~~
- ولد في مدينة ديروط ( بمحافظة أسيوط ) بصعيد مصر سنة 1917 م .
- نشر أول كلماته سنة 1932 في " البلاغ " و " أبولو "
- تُشَكِّلُ سنة 1940 م علامة فارقة في حياة الأستاذ أنور الجندي بعد قراءته لملخص عن كتاب " وجهة الإسلام " ( لمجموعة من المستشرقين ) الذي لفت نظره إلى التحدي للإسلام ومؤامرة التغريب ، وهو يصف ذلك بقوله : " وبدأت أقف في الصف : هذا قلمي عدتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري الأجنبي والغزو الثقافي ، غير أني لم أتبين الطريق فورا ، وكان عليّ أن أخوض في بحر لجي ثلاثون عاما .. كانت وجهتي الأدب ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق .. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها ، في تحولها وتطورها ……. ". ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 48 )
بل يقول عن مقدمات لذلك في قضيته في مواجهة التغريب : " … ولعلي نذرت نفسي منذ ذلك الوقت – 1932 – وسني ست عشر عاما لهذه الغاية " ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 11 )(75/2)
- اشترك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية في القاهرة والرياض والجزائر والمغرب وجاكرتا ومكة المكرمة والأردن والخرطوم ، ودعي إلى الزيارة والمحاضرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة العين بالإمارات والمجمع اللغوي بالأردن .
اتصف بالعمل الدؤوب الجاد ، وكتب الكثير من الموسوعات ، واهتم بتقديم خطة كاملة لمقاومة التغريب والغزو الثقافي ثم اتجه بعد ذلك إلى العمل في أسلمة العلوم والمناهج وتأصيل الفكر الإسلامي وبناء البدائل وهو ما واصل العمل فيه إلى آخر لحظة في حياته .
التقى بالأستاذ حسن البنا فكانت أكبر علامة فارقة في حياته
بدأ الكتابة في صحف الإخوان سنة 1946 .
اعتقل عاما كاملا قبيل ثورة 1952 .
بعد فترة من القيود الصارمة عاشها في العهد الناصري استطاع بالكتابة لمجلة " منبر الإسلام " العودة للكتابة عن التغريب سنة 1963 م ، ويصف أنور الجندي سياسته في العهد الناصري بقوله : " ولقد كان من إيماني أن يكون هناك صوت متصل وإن لم يكن مرتفعا بالقدر الكافي ليقول كلمة الإسلام ولو تحت أي اسم آخر ، ولم يكن مطلوبا من أصحاب الدعوة أن يصمتوا جميعا وراء الأسوار " ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 67 )
من هو ؟ :
قال عن نفسه : " من أنت ؟ أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله ، مازلت موكلا فيها منذ بضع وأربعين سنة ، منذ رفع هذه القضية الإمام الذي استشهد في سبيلها قبل خمسين عاما للناس ، حيث أُعِدُّ لها الدفوع وأُقدِّم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى وعهد على بيع النفس لله ، والجنة – سلعة الله الغالية – هي الثمن لهذا التكليف { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 7 )(75/3)
- يصف الأستاذ تحوله الفكري إلى الفكر الإسلامي الأصيل . فيقول : " نعم عندما اكتمل مفهوم الإسلام ( منهج حياة ونظام مجتمع ) في نفسي كان ذلك حدا فاصلا بين حياة وحياة ، فقد أخذت أراجع آرائي كلها في كل ما كتبت وأنظر إليها في ضوء مفهوم الإسلام الجامع بعد أن كان مفهومها قاصرا في المرحلة الأولى … .. … " : ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 11 )
- واجه فكر طه حسين في الكثير من المؤلفات وهو يفسر سبب ذلك بقوله : " لقد كان طه حسين هو قمة أطروحة التغريب وأقوى معاقلها ، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هي من الأعمال المحررة للفكر الإسلامي من التبعية " . ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 12 : ، 74 )
- ويقول في العلاقة بين الأدب والفكر وخطر الفصل بينهما : " إن فصل الأدب عن الفكر – وهو عنصر من عناصره – من أخطر التحديات التي فتحت الباب واسعا أمام الأدب ليتدخل في كل قضايا الإجماع ويفسد مفاهيم الإسلام الحقيقية " (أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 13 )
- كشف أثر مدرسة العلوم الاجتماعية ( فرويد ، ماركس ، دوركايم ) في تزييف الفكر الإسلامي الأصيل في أذهان الأمة الإسلامية ، وكذا مدرسة تولستوي وغاندي التي حملت مفهوم دحض " فريضة الجهاد " والدعوة إلى الخضوع والاستسلام تحت اسم السلام ( انظر : أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 13 ( هام جدا )
- وهو يقول في الحديث عن مراحله الفكرية في الطريق إلى الأصالة الفكرية الإسلامية : " إن أخطر كلمة يجب أن تُقال في هذا : أن الفضل كله لله ، وأن الهدى هدى الله ، ولولا فضل الله في التوجه إلى هذا الطريق المستقيم لضللنا في ضلال السبل التي لا توصل أبدا ، والتي هي عبارة عن أهواء وركام " . ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص14 : 15 )(75/4)
- وهو يصف أطواره الفكرية فيقول في كتابه " شهادة العصر والتاريخ " ص 26 : " وأستطيع أن أقول أنني عشت مرحلة نقد المجتمع من 1940 – 1950 ، ثم عشت مرحلة معالجة الواقع 1950 – 1964 ، وفي هذه المرحلة تناولت قضايا الوطنية والقومية ، وهي مرحلة تقبلت فيها بعض المفاهيم المطروحة قبل أن أعرف خفاياها التي اتضحت لي من بعد . ثم بدأت من 1964 مرحلة جديدة لتصحيح المفاهيم بعد سيطرة الشيوعية على الإسلام ، وفي هذه المرحلة أستطيع أن أكشف كثيرا من الحقائق فضل عن أن الدعوة القومية والإقليمية كانت قد قدمت حقائق خطيرة "
- وهو يفرق بين مفهوم " العروبة " الأصيل الذي ظهر بعد سقوط الخلافة وتبناه كبار الدعاة أمثال شكيب أرسلان ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب ، ومفهومها القومي الذي سيطر من بعد وهو مفهوم ساطع الحصري وميشيل عفلق ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 66 )
- اهتم بتراجم الأعلام ، وهو يقول في ذلك : " ثمة بضع عشر شخصية تستأثر بكتابات الكتاب وقد صدر عن إحداها كتاب وخمسة بل وعشرة .. مثال ذلك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين وشوقي وجبران ورفاعة الطهطاوي والشدياق ومي ولطفي السيد وطه حسين والعقاد والمنفلوطي . أما باقي شخصيات فكرنا العربي المعاصر فإن الكتاب يتحامونها مع تقديرهم لفضلها وأثرها ، أما السبب فهو أن المادة الخام الموجودة عنهم قليلة في مجال الكتب المؤلفة … " ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 99 )
- أوصى الأستاذ كامل كيلاني لأنور الجندي بالقصاصات والرسائل الخاصة به(75/5)
- يقول أنور الجندي ( وهو ما يعكس دأبه في البحث ) : " قرأت بطاقات دار الكتب ، وهي تربو على مليوني بطاقة وأحصيت في كراريس بعض أسمائها . راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة ، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات . راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاما بين آخرين ، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن ، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على ( موضوع ) معين في وقت ما ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 104 )
ويقول : " … وأصبح لي منذ بضع وعشرين سنة موقعا في دار الكتب لا أغيب عنه إلا لماما ، وقد قرأت به مئات من الكتب . بل لقد اضطررت وأنا أعد " الموسوعة الإسلامية العربية " الجامعة أن تكون لي قائمة تضم أسماء الكتب التي تلزمني وأرقامها حتى لا يضيع الوقت كل يوم في البحث عن هذه الأرقام ، ومن ثم عكفت على دراسة ما يزيد على نصف مليون بطاقة أخذت من الوقت أكثر من خمسة أشهر راجعت فيها بطاقات يحويها أكثر من 180 صندوقا ، وأعددت من خلال ذلك مجلدا يحوي أكثر من خمسة آلاف كتاب، هذا بالإضافة إلى فهارس ضخمة للصحف والمجلات التي صدرت منذ 1871 حتى اليوم ، ومنها فهرس خاص لأعداد صحيفة الأهرام التي صدرت في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين يحوي مواد الأهرام الأدبية والفكرية والاجتماعية والأحداث التاريخية ": أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 109 ، وانظر تفصيلا لذلك ص 133
الأستاذ أنور الجندي … شذرات مما قيل فيه
~~
قال د. محمد أبو الأنوار الأستاذ بكلية دار العلوم بالقاهرة ( في إهدائه أطروحته للدكتوراه ) :
« أستاذي العالم المفكر المجاهد الأستاذ أنور الجندي :(75/6)
هذا العمل وصاحبه مدينان لك دينا لا يشركك فيه غيرك .. إنني ما زلت أذكر اليوم الأول من لقائي بكم وقد احتواني من اللحظة الأولى قلبكم الكبير ، وفكركم الذاخر ، ولم ينقطع عني مددكم بالتوجيه تارة وبالعطاء أخرى ، وكم فزعت إليكم في كبريات المشاكل التي تتصل بعالم الدوريات وبقضايا الفكر ، فكنتم دائما خيرا مما أتمنى وأكبر مما أفهم وأحيط .
والآن حين أشرف بتقديم هذا العمل لكم أطمع له كما عودتني في الفوز بملاحظاتكم القيمة حتى يرى النور بعد ذلك الفضل الرفيع منكم .
تحية الحب والإجلال والإكبار والعرفان .
تلميذكم : محمد أبو الأنوار ( توقيع ) 21 / 12 / 1971 .
( إهداء بقلم د. محمد أبو الأنوار محمد علي إلى الأستاذ أنور الجندي على نسخة قدمها إليه من أطروحته للدكتوراه « المعارك الأدبية حول الشعر في مصر » ( بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة )
قال عبد اللطيف الجوهري :
« … والمؤلف – ( أنور الجندي ) – غني عن التعريف ، فهو مؤرخ كبير ، وأديب متفرد ، وباحث موسوعي ، غطت أبحاثه – تقريبا – جميع مناحي المعرفة والثقافة والأدب والنقد ، فضلا عن جهده المشكور والممتاز في رصد الظواهر والاتجاهات الأدبية وكذلك السياسية والاجتماعية فهو بحق – جدير بلقب " شيخ الباحثين " يذكرني كلما نظر في إنتاجه وتلمذت على يديه بالكُتَّاب الموسوعيين الذين أنتجتهم الحضارة الإسلامية الأولى في عصور ازدهارها ».
( عبد اللطيف الجوهري : كتاب : " مقال في أزمة التربية حول كتاب التربية وبناء الأجيال " ص 7 : 8 )
قال أبو إسلام أحمد عبد الله :(75/7)
« تحية لهذا الرجل .. تحية احترام وتقدير إلى الأستاذ المفكر المخضرم الصعيدي المجاهد أنور الجندي على ما أعطى وعلى ما بذل من جهود بحثية ميدانية ودراسية وتطبيقية في مواجهة خصوم الإسلام وأعداء المسلمين منذ أن وَعَى شباب الصحوة الإسلامية دورهم الجهادي في الدفاع عن أمتهم وحماية رسالتهم والدعوة إلى الله نصرة لعقيدتهم والولاء لله بإخلاص والبراء من كل باطل بإصرار وثبات ، تلبية لنداء الخلافة الإسلامية الغائبة عن الديار .
لقد عمل أنور الجندي في ساحة القلم والقرطاس منذ عام 1946 ولذا فهو من أوائل الصحافيين الذين نطلق عليهم لقب "الإسلاميين " في مجال الإعلام والنشر ، فقد عمل بالصحافة العامة ثم بالصحافة الإسلامية المتخصصة منذ هذا التاريخ البعيد حتى اليوم متجولا بين مجلات وصحف الأمة العربية الإسلامية بلا استثناء تقربا ، وأصدر الأستاذ الجندي عشرات المؤلفات التي شكلت في ذاتها اتجاها فكريا وصحافيا متميزا سد ثغرة واسعة في المكتبة العربية الإسلامية كان صعبا أن تسد لو لم يشأ الله لأنور الجندي أن يسدها .(75/8)
لقد خاطب الأستاذ أنور الجندي جيلا بعينه في زمن خاص متناولا قضايا بذاتها ، وارتبطت العناصر الثلاثة ببعضها البعض في انسجاما رباني نادر الحدوث فما كان لأحدهما أن ينفك عن الآخر أو يمكن أن يدور بغيره حسبما شاء الله ، وفي كل ما بذل من جهود كان واضحا ومتميزا بقضاياه التي يتناولها ، والتي انصبت في أغلبها – إن لم يكن فيها كلها – في عدة محاور فكرية جريئة وغريبة على الحس الثقافي المستحدث والاجتماعي المشوش والسياسي المتآمر ، والاجتماعي المترهل ، لينفذ من خلالها إلى الغاية العليا التي نسعى إليها جميعا وهي أن نعرف أعداءنا ونعرِّي المتحدثين بلغتنا المتآمرين علينا ونحدد أولويات الخصومة معهم ، ومستوى العلاقات بين مختلف كياناتنا ومذهبياتنا في إطار عام وشامل يندرج تحت عنوان جامع : " الفكر المعاصر والخروج من التبعية " .
( أبو إسلام أحمد عبد الله : كلمة الناشر لكتاب " من سقوط الخلافة إلى مولد الصحوة للأستاذ أنور الجندي " )
قال د. يوسف القَرَضَاوِي :
« أخي الكبير لا أريد أن أزيدك هما على همك وأنت في فراشك ولكنى أعتذر إليك لتقصيرنا معك وأنت رجل لك حق على الأمة كلها وعلى علمائها ودُعَاتها خاصة بما بذلت لها من فِكرك وقلمِك وجهدك طوال حياة حافلة بالعطاء الثري لتنوير العقول وإحياء القلوب وإيقاظ الهمم ، وكُنْتَ كالفُرْسَان الأصًلاء تغْشَى الوَغَى وتَعِفَّ عند المغنَمِ ، تُعطِي أبدًا ولا تأخذ ، وتضحي ولا تستفيد ، بمعزِلٍ عن المكاسب المادية ، وبعيدًا عن الأضواء ، بل حرصت على أن تبقى في الظل ، متَرَهِّبًا في صومعتك ، عاكفا على مراجعك، مخلصا في وجهتك، مكبا على عملك، لتخرج للأمة بين الحين والحين ما ينفع الناس ويمكث في الأرض … ».
( من رسالة شخصية للأستاذ أنور الجندي في مرضه الأخير في 20 / 9 / 1422 هـ )
الأستاذ أنور الجندي … شخصيات شهيرة التقى بها
~~~
أحمد الشرباصي
أحمد حسن الزيات
أحمد حسين(75/9)
أحمد زكي أبو شادي
البشير الإبراهيمي
الشيخ أبو العيون
الشيخ دراز
الشيخ محمد رفعت
توفيق الحكيم
حسن البنا
د. أحمد الحوفي
زكي مبارك
ساطع الحصري
سعيد العريان
سيد إبراهيم
صلاح عبد الصبور
طه حسين
عباس محمود العقاد
عبد الرحمن الرافعي
عبد الرحمن صدقي
عبد القادر القط
عبد القادر المغربي .
عبد الكريم جرمانوس
عبد الله كنون
عبد الوهاب عزام
عزيز خانكي
علي أدهم
علي الغاياتي
عمر فروخ
كامل كيلاني
مالك بن نبي
محب الدين الخطيب
محمد حسين هيكل
محمود تيمور
محمود عزمي
مصدق
منصور فهمي
الأستاذ أنور الجندي … أبرز الدوريات التي نشرت له
~~~~
جريدة الأخبار ( القاهرة )
جريدة الأماني القومية ( عام 1940 )
جريدة الإنذار ( بين عامي 1933 – 1934 )
جريدة الجمهورية ( القاهرة )
جريدة الزمان ( القاهرة )
جريدة الشعب ( عام 1956)
جريدة القاهرة ( 1940 – 1942 )
جريدة النور ( القاهرة )
مجلة أسيوط ( عام 1933 )
مجلة الأديب ( بيروت )
مجلة الأفكار ( بين عامي 1941 – 1942 )
مجلة الإيمان ( الرباط )
مجلة الاعتصام ( القاهرة )
مجلة البيان ( الكويت )
مجلة الثقافة المغربية ( الرباط )
مجلة الحج ( مكة المكرمة )
مجلة الخفجي
مجلة الدعوة ( القاهرة )
مجلة الرواد ( طرابلس )
مجلة العالم الإسلامي ( مكة المكرمة )
مجلة العرب ( بيروت )
مجلة العربي ( الكويت )
مجلة العرفان
مجلة العلم
مجلة الفرقان ( صيدا )
مجلة الفكر الإسلامي ( بيروت )
مجلة الكويت ( الكويت )
مجلة المجتمع العربي ( القاهرة )
مجلة المختار الإسلامي ( القاهرة )
مجلة المنهل ( مكة المكرمة )
مجلة الهدى الإسلامي ( طرابلس )
مجلة الوادي ( بين عامي 1935 – 1936 )
مجلة الوعي الإسلامي ( الكويت )
مجلة دعوة الحق ( الرباط )
مجلة عطارد ( القاهرة )
مجلة منبر الإسلام ( القاهرة )
الآثار العلمية
للأستاذ أنور الجندي
1
1(75/10)
شهادة العصر والتاريخ .. خمسون عاما على طريق الدعوة الإسلامية / أنور الجندي .
ط. دار المنارة ، جدة ، السعودية ، قطع متوسط ، ط 1 : 1413 / 1993 ، 287 صفحة .
هي مذكرات أنور الجندي .
فرغ من كتابة مقدمتها في 4 / 1413 هـ = 10 / 1992 م ( _ كما في شهادة العصر والتاريخ ص 3 ، 6 ) ، وقد جاوز السبعين .
والكتاب ممتع رائق ، يعبر عن فكر إسلامي نقي ، ورؤية هامة لما مرت به الأمة الإسلامية خلال القرن 15 هـ = 20 م من مؤامرات الاحتواء والتغريب والتبعية ، وفيه شهادة للتاريخ ، وفيه معلومات صادقة هامة عن المؤلف وحياته وفكره وهمومه .
2
مقدمات العلوم والمناهج .. محاولة لبناء منهج إٍسلامي متكامل / بقلم : أنور الجندي .
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، قطع كبير ، 10 أجزاء ( مجموع صفحاته : 6307 صفحة ).
" يتناول بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني والفارسي والهندي ، وكيف قاوم مفهوم التوحيد كل محاولة لاحتوائه أو السيطرة عليه بما مكنه من بناء " منهج السنة والجماعة "، وكيف انبعثت عنه حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه فقاومت حركات التغريب والغزو الثقافي .
وضم الدراسة إلى ذلك مخططات الغزو الاستعماري عن طريق الاستشراق والتبشير ومؤامرات ابتعاث الفكر الوثني الهليني والشرقي القديم ".
الهدف من الكتاب : قال مؤلفه 1 / 3 [ م ] :(75/11)
" إن التحدي الخطير الذي يواجه العالم الإسلامي اليوم ( على أبواب القرن الخامس عشر الهجري ) انتقالا من التبعية إلى الأصالة، ومن التغريب إلى الرشد الفكري، ومن الإسلام إلى الإيمان هو وضع مقدمات العلوم والمناهج المبثوثة بحيث يمكن أن تغطي تلك الفجوة الضخمة بين الإسلام ومفاهيم العصر ، وبحيث يمكن أن تكون تلك المقدمات بمثابة إطار إسلامي للفكر المعاصر كله ، وهو ما قصرت عنه دراسات المعاهد والجامعات وبرامج التربية والتعليم المقررة ، حماية للشباب المسلم من تحديات الغزو ، وفي سبيل مواجهة الأخطار المحدثة بالإسلام والمسلمين ، واستمدادا من منابع الإسلام الأصيلة، هذا التحدي هو ما نود أن نواجهه بأن نضع في أيدي الشباب المسلم المثقف عصارة لكل المذاهب والأيدلوجيات والفلسفات المعاصرة من خلال نظرة الإسلام لها ، وردا على عشرات من الشبهات والزيوف والسموم التي تطرح في أفق الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي على السواء ..."
** موضوعات مجلدات الكتاب :
المجلد الأول : بناء الفكر الإسلامي وتطوره . ( عدد صفحاته : 575 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني والفارسي والهندي ، وكيف قاوم مفهوم التوحيد كل محاولة لاحتوائه أو السيطرة عليه بما مكنه من بناء " منهج السنة والجماعة " وكيف انبعثت عنه حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه فقاومت حركة التغريب والغزو الثقافي .
وتضم الدراسة إلى ذلك مخططات الغزو الاستعماري عن طريق الاستشراق والتبشير ومؤتمرات ابتعاث الفكر الوثني الهليني والشرقي القديم )
المجلد الثاني : تاريخ الإسلام منذ فجر الإسلام إلى اليوم . ( عدد صفحاته : 788 )(75/12)
( قال مؤلفه : يقدم المجلد دراسة لتاريخ الإسلام منذ طلوع فجره إلى اليوم ( 1979 م ) مرورا بمراحله المختلفة وأحداثه الكبرى وتوسعاته في قارات آسيا وأوربا وإفريقيا ، كاشفا عن أكبر أحداثه في مواجهة الحملات الصليبية والمغولية والغزو الفرنجي على جبهات الأندلس والمغرب والشام وبيت المقدس ومصر ، وعلاقة الإسلام بعالم الغرب من خلال الاستعمار الغربي والصهيونية والشيوعية كاشفا عن علاقات التُّرك والعرب من خلال دولة الخلافة العثمانية والعروبة والإسلام ، ومحاولات القوميات الضيقة والإقليميات والوحدة الإسلامية والتضامن ، وبزوغ عصر اليقظة ، انطلاقا إلى عصر النهضة على مشارف القرن الخامس عشر الهجري )
المجلد الثالث : العالم الإسلامي المعاصر . ( عدد صفحاته : 672 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث تاريخ العالم الإسلامي المعاصر وأقطاره وقضاياه ، والتحديات الموجهة إليه ، وقضية الجامعة الإسلامية والوحدة العربية والتضامن ، وموقف العالم الإسلامي من القوى الغازية الثلاث : الاستعمار الغربي والصهيونية والشيوعية ، ودراسة قضايا العالم الإسلامي على أبواب القرن الخامس عشر الهجري ، وما يتصل بالعلاقات بين الشيوعية والصهيونية والدعوات الهدامة كالبهائية والقاديانية والمخططات التي تستهدف غزو المجتمع الإسلامي )
المجلد الرابع : اللغة والأدب والثقافة . ( عدد صفحاته : 855 )
( قال مؤلفه : يقدم دراسة مستوعبة لقضايا ثلاث كبرى :
أولا : اللغة العربية الفصحى – لغة القرآن – والتحديات التي واجهتها في العصر الحديث ، ومؤامرات العامية والكتابة بالحروف اللاتينية وما قام به النفوذ الأجنبي من تجميد لنفوذ الفصحى ودفع اللغات الأجنبية والعاميات .(75/13)
ثانيا : الأدب العربي : خصائصه المستمدة من القرآن والسنة ، وارتباطه في العصر الحديث بالعصور المتوالية منذ ظهور الإسلام والتحديات التي واجهته من قضايا الشعر والقصة والتراث والأدب المهجري والأساطير والمسرحية اليونانية ودور الشعوب الحديثة .
ثالثا : دراسة الثقافة العربية ذات الانتماء الإسلامي وخصائصها ووجوه الاختلاف بينها وبين الثقافات الشرقية والغربية ، والكشف عن مصادر الثقافة الغربية والإغريقية والمسيحية واليهودية ، والتحديات التي تواجهها في مختلف المجالات )
المجلد الخامس : التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة . ( عدد صفحاته : 507 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث مخططات الغزو الفكري والثقافي والعقائدي في ثلاث موضوعات كبرى :
الأول : التبشير والاستشراق وأثرهما في الفكر والأدب والاجتماع .
الثاني : المؤامرة على تاريخ الإسلام ، وأثر الاستشراق في تزييف عدد من حقائق التاريخ الإسلامي .
الثالث : الدعوات الهدامة : تاريخها ، وأهدافها ، وشبهاتها )
المجلد السادس : المجتمع الإسلامي : نظام الإسلام ، قضايا المجتمع ، التربية الإسلامية ، مناهج التعليم . ( عدد صفحاته : 551 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث : بناء المجتمع في الإسلام سياسيا واقتصاديا وتربويا ، ويتناول :
أولا : قضايا الانتماء والقوميات والإقليميات والوحدة الإسلامية الجامعة .
ثانيا : مفهوم " الإسلام " الجامع المتكامل ، من خلال الشريعة الإسلامية في مواجهة القانون الوضعي والديمقراطيات ، والاقتصاد الإسلامي .
ثالثا : مختلف تحديات المجتمع الإسلامي ، وقضايا الشباب والطفل والمرأة المسلمة ، وآثار الصحافة والسنما والإذاعة .
رابعا : دراسة شاملة للتربية الإسلامية وبناء الأجيال ، والكشف عن فساد النظام العلماني الذي طرحه الاستعمار في المجتمع الإسلامي .(75/14)
خامسا : إعادة بناء مناهج العلوم والمناهج التجريبية والاجتماعية ، ودور الإسلام الرائد في بنائها ، وكيف تجاهلتها المناهج الحديثة )
المجلد السابع : الحضارة والعلم والعلوم الاجتماعية . ( عدد الصفحات : 594 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث :
الكشف عن الدور الضخم الذي قام به الإسلام - استمداد من القرآن – في بناء المنهج التجريبي ، وكيف تحول هذا إلى الغرب لبناء الحضارة الحديثة .
دراسة الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارات الوثنية السابقة لها ، والكشف عن منطلقات هذه الحضارة ، وعطائها لحضارة الغرب ، والأثر الذي أحدثته في أزمة الإنسان والعالم نتيجة خروجها على منهج الله ، وقدرة الإسلام على تحرير الحضارة من الانحراف المادي .
دراسة مناهج العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق وأثر النظرية المادية في بناء الإنسان والمجتمع والمسرح والفن ، وموقف الإسلام ومنهجه في هذه القضايا ، وفي بناء الإنسان والمجتمع )
المجلد الثامن : طابع الإسلام بين الأديان والأيدلوجيات ( الإسلام وموقفه من الفلسفات والأديان ) ( عدد صفحاته : 488 )
( قال مؤلفه : يجيب الكتاب على التساؤل : بماذا يتميز الإسلام بين الأديان والأيدلوجيات ، وذلك من خلال ثلاث رسائل :
عطاء الإسلام للبشرية .
العلمانية في ضوء الإسلام
الإيدلوجيات المعاصرة .
ومن خلال ذلك يكشف الكثير من الحقائق ويرد على الكثير من الشبهات المثارة )
المجلد التاسع : المنهج الغربي : أخطاؤه ، وشبهاته ، والشبهات المثارة حول الإسلام . ( عدد صفحاته : 542 )
( قال مؤلفه : يتضمن ثلاثة أبحاث متصلة متكاملة :
أخطاء المنهج الغربي الوافد في مجالات : العقائد ، والدين ، والفلسفة ، والتاريخ ، والحضارة ، واللغة ، والأدب ، والفن ، بالمقارنة مع أصول منهج البحث العلمي الإسلامي ، والكشف عن وجوه التباين والاختلاف بينهما .(75/15)
دراسة قضايا التعليم والشريعة واللغة العربية بين التبعية والأصالة .
موقف الإسلام من الفلسفات القديمة )
المجلد العاشر : تاريخ اليقظة الإسلامية . ( عدد صفحاته : 735 )
( قال مؤلفه : يسجل البحث ثلاث مراحل لليقظة الإسلامية : الأولى منذ سيطرة الاستعمار الغربي على العالم الإسلامي وإلى مطالع الحرب العالمية الأولى . الثاني : مرحلة التغريب التي امتدت خلال ما بين الحربية الأولى والثانية . الثالث : مرحلة الغزو الفكري الغربي والماركسي والصهيوني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم )
3
كيف يحطم المسلمون قيد التبعية والحصار / أنور الجندي
ط. مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط1 : 1405 هـ / 1985 م، قطع متوسط، 99 صفحة .
** أبرز نقاط الكتاب :
1. الإسلام : هذا النور المبين ص 5
2. المؤامرة على الصحوة وأبعادها ص 23
3. المؤامرة على المنهج الإسلامي ص 39
4. كيف يحطم المسلمون قيد التبعية والحصار : ( ص 49 : )
- توهين الإسلام هي خطة الغزو الثقافي والتغريب
- سقوط النموذج الغربي وانهياره أمام النفس المسلمة اليوم
- وما زالوا يخدعوننا بإحياء الفكر الباطني والوثني
- الاستشراق زيف حقائق الإسلام ويفرض مفاهيم مسمومة لتوهين الإسلام .
- المؤامرة على التاريخ الإسلامي .
- الحملة على الدولة العثمانية .
- إنهم يزرعون اليأس في قلب الشباب المسلم .
- لقد فشلت الحضارة الغربية في إعطاء النفس الإنسانية أشواقها
- ما تتطلع إليه البشرية : حضارة تعرف ربها .
- ترشيد الصحوة الإسلامية .
4
حقائق مضيئة في وجه شبهات مثارة / أنور الجندي
ط. دار الصحوة ، القاهرة ، ط 1 : 1410 / 1989 ، قطع متوسط ، 163 صفحة .
** أبرز نقاط الكتاب :
- الإسلام
- القرآن
- إسلام القرآن
- الأديان
- المعرفة بالإسلام
- النظام السياسي .
- النفس والأخلاق
5(75/16)
جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1985 م ، قطع متوسط ، 224 صفحة .
قال أنور الجندي ص 4 : " والحقيقة أن ما قدمته هذه المدرسة التي يسمونها تارة باسم " الرواد " وتارة باسم " جيل العمالقة والقمم الشوامخ " ليس إلا عصارات من الفكر الغربي انتزعت من هنا وهناك ، خلاصات ومضامين ذلك الفكر الذي سيطر على الغرب تحت اسم الفلسفة المادية ومدرسة العلوم الاجتماعية والتحليل النفسي ، وهو خلاصة ما كتب دارون ودوركايم وفرويد وسارتر وماركس وإنجلز ومترجمات للقصص الجنسي والإباحي من الأدب الفرنسي ، وكان الصراع في أول الأمر قائما بين اللاتينيين والسكسون هؤلاء مع المدرسة الإنجليزية ( العقاد والمازني وشكري ) وأولئك مع المدرسة الفرنسية ( خليل مطران وطه حسين وهيكل ) .
ثم جاء الصراع الثاني بين المدرسة الليبرالية ( لطفي السيد – طه حسين - وحسين فوزي وزكي نجيب محمود ) ومن المدرسة الإنسانية الماسونية ( الهومنيزم ) وعلى رأسها لويس عوض … " إلخ ، وهو حديث هام للغاية .
جاء في آخره ص 422 : ( أضفنا إلى هذا الكتاب مادة كتابنا " شخصيات اختلف فيها الرأي " )
هذا الكتاب في غاية الأهمية .
** أهم نقاط الكتاب :
* مدخل إلى البحث :
. تقييم المحصول الذي قدمه جيل الرواد بميزان الإسلام .
. إعادة تقييم ما كتبه هذا الجيل الرائد .
. محاولة تغيير الهوية والانتماء والعرف الإسلامي .
. سقوط المسلمات الباطلة .
. رواد الأصالة ورواد التبعية .
1- جيل العمالقة والقمم الشوامخ
- لطفي السيد وأكذوبة أستاذ الجيل ص 35 : 75 .
. الحملة على اللغة العربية والدعوة إلى العامية ص 41 :
. سياسة " الجريدة " ص 45 :
. لطفي السيد وترجمة مؤلفات أرسطو ص 49 :
2 - جورجي زيدان ص 61 : 83 .
. " تاريخ آداب اللغة العربية " ص 61 : 69 .(75/17)
. " تاريخ التمدن الإسلامي " ص 70 : 76 .
. روايات جورجي زيدان لا روايات الإسلام ص 77 : 83 .
3- أحمد أمين – فجر الإسلام & علي عبد الرازق – الإسلام وأصول الحكم ص 85 : 104
4 - سعد زغلول ص 105 :
. سعد زغلول رأس المدرسة الحزبية في مصر ص 113
. سعد زغلول واللغة العربية ص 123 : 127 .
. مواقف سعد ص 128 : 131 .
5 - قاسم أمين ص 133 : 148 .
. المرأة المسلمة وموقفها من قضية تحرير المرأة ص 144 : 148 .
6 - ساطع الحصري ص 149 :
. عجز الحصري عن فهم الفارق بين الكتلة الإسلامية والقومية الغربية وبين العروبة والإسلام ص 157 : 159 .
7 - سلامة موسى ص 161 :
. سلامة موسى : دارون ونظرية التطور ص 172
8 - زكي نجيب محمود ص 185 : 201 .
9 - توفيق الحكيم ( تبعية للفكر الوثني والمادي من الشباب إلى الشيخوخة ) ص 203 : 217 .
10 - عبد الرحمن الشرقاوي ص 219 :
. مخططات تكشف أهدافها ولم تعد تخدع أحدا ص 221 :
. كتاب " محمد رسول الحرية " ص 226 :
. مسرحية الحسين شهيدا ص 241 :
. مآخذ على كتابات الشرقاوي " حول الإمام علي " ص 245 :
. أخطاء عبد الرحمن الشرقاوي في كتابة السيرة والتاريخ ص 250 : 252 .
11 - محمد التابعي ( منشئ صحافة الإثارة ) ص 253 : 259 .
12 - لويس عوض ص 261 :
. مؤامرة توفيق الحكيم ولويس عوض
. التشكيك في القرآن ص 269 :
. الهجوم على لغة القرآن ص 272 :
13 - مدحت ( مدحت باشا ) وأتاتورك ( الرد على عبد الحميد الكاتب ) ص 285 : 294 .
14 - كيف سرق غاندي الحركة الوطنية من المسلمين ص 295 : 304 .
15 - سارتر بين عبد الرحمن بدوي وأنيس منصور ص 305 : 313
16 - طه حسين ص 315 :
. ماذا بقي من طه حسين بعد أحد عشر عاما من وفاته ص 325 : 330 .
. أمانة الأجيال ص 331 : 335 . ( في الرد على ثروت أباظه )(75/18)
. كلمة حق في الرد على المدافعين عن طه حسين ص 336 : 340 .
. حقائق في حياة طه حسين ص 341 : 345 .
. لماذا لم يدخل طه حسين مدرسة البيان في النثر العربي الحديث ؟ ص 346 :
. انكشاف ما خفي على الناس زمانا ص 350 :
- تحفظات على الكتابة العصرية للسيرة النبوية ص 265 : ( حول كتابات طه حسين وهيكل والعقاد – على هامش السيرة – محمد – عبقرية محمد )
- الحملة على نوابغ الإسلام . الحملة على جمال الدين الأفغاني للويس عوض ص 392 : 394 .
- أخطاء منهج القمم الشوامخ وجيل العمالقة ص 395 : ( ومما فيها : عريضة اتهام عنيفة ضد طه حسين وجيله )
- محاولة مضللة لتزييف تاريخ الفكر الإسلامي والعمل على إحياء سموم علي عبد الرازق وقاسم أمين ومنصور فهمي ص 403 :
- سقطت مدرسة التبعية للفكر الوافد ص 410 : 412 .
- الدكتور إبراهيم بيومي مدكور تصور زائف لحركة اليقظة الإسلامية ص 413 :
. هل كان لطفي السيد وقاسم أمين وطه حسين من تلاميذ الشيخ محمد عبده ، هل كان محمد عبده هو قمة اليقظة أو مرحلة من مراحلها ؟ ) ص 405 :419 .
6
مفكرون وأدباء من خلال آثارهم / أنور الجندي
ط. دار الإرشاد ، ط1 : بدون تاريخ ، قطع متوسط
مجال البحث في الكتاب : " العالم العربي من المغرب إلى العراق ، زمن البحث : بعد الحرب العالمية الثانية ".
قال مؤلفه ص 8 : " ولا بأس أن نشير هنا إلى أن " موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر " التي صدر منها حتى الآن 18 مجلدا قد استطاعت أن تجري مسحا شاملا قريبا من الكمال للأدب العربي في العالم العربي منذ أوائل الحرب العالمية الثانية ، وان هذه الدراسة التي بين يدي القارئ اليوم هي أول عمل فيما بعد الموسوعة ".(75/19)
ضم الكتاب 39 شخصية ( هي : أبو الفضل إبراهيم ، إبراهيم الأبياري ، أحمد الحوفي ، أحمد حسين ، أحمد الشرباصي ، أحمد عطية الله ، أحمد غلوش ، أحمد شلبي ، بدوي طبانة ، حمدي حافظ ، خالد محمد خالد ، خير الدين الزِّرِكْلِيّ ، خيري حماد ( من الأردن )، د. زكي علي ، عبد العزيز بنعبد الله ( المغرب )، عامر محمد بحيري، عمر الدسوقي ، عبد العزيز الدسوقي ، عبد الله كنون ، عز الدين الأمين ( من السودان )، علي أدهم ، عمر فروخ ، علي الجندي ، قدري حافظ طوقان ، كامل السوافيري ( من فلسطين )، كامل الكيلاني ، محب الدين الخطيب ، د. محمد صبري ، الأمير مصطفى الشهابي ( من سوريا ) ، محمد صبيح ، محمد عبد الغني حسن ، محمد عطا ، محمد علي ديوز ( من الجزائر ) ، محمد عبد الله عنان ، د. محمد محمد حسين ، د. مصطفى الحفناوي ، هلال ناجي ( من العراق )، وديع فلسطين ، د. يوسف عز الدين ( من العراق ) ).
7
من أعلام الفكر والأدب / أنور الجندي
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 29 / 9 / 1964 ، ـ مذاهب وشخصيات ( 98 ) ، قطع متوسط ، 186 صفحة .
الكتاب قبل التوجه الفكري الإسلامي النقي للمؤلف ، وعليه فالتراجم التي فيه لا تعكس فكر أنور الجندي الإسلامي الأصيل .
8
عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع / أنور الجندي
ط. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر ( الدار المصرية للتأليف والترجمة ) ، مصر ، سلسلة أعلام العرب ( 44 ) ، قطع دون المتوسط ، 231 صفحة ، بدون تاريخ .
الكتاب ترجمة عبد العزيز جاويش .
9
عالمية الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، مصر ، قطع دون المتوسط ، إيداع 1987 م ، 142 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1 ذاتية الإسلام
2 خصائص الإسلام
3 معطيات الإسلام
4 حضارة الإسلام
5 عالمية الإسلام
10
الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية / / أنور الجندي(75/20)
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ودار المعرفة ، القاهرة ودار المعارف بيروت ، قطع دون المتوسط، 672 صفحة ، 1962 م
الكتاب هو المجلد الأول من مؤلفه : " تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب المعاصر "، والذي يتكون من ثلاثة مجلدات هي :
1- الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية
2 - تطور الصحافة العربية بين الحربين ( 1919 – 1939 )
3 - تطور الصحافة في العالم العربي بعد الحرب الثانية إلى اليوم.
قال في مقدمة الكتاب يصف الجهد الذي بذله لتأليف الكتاب : " وإننا نستطيع أن نتصور كيف يكون الجهد من أجل ذلك إذا ذكرنا أننا في صدد دراسة هذه الحلقة عن الصحافة السياسية في مصر قرأنا ألوف الصفحات من عشرات الصحف ، وأننا قرأنا قراءة استيعاب كاملة ( جريدة الأهرام منذ عام 1920 – 1939 ) وأعددنا فهرسا موضوعيا للانتفاع به في بحث هذه الفترة بلغ أكثر من ألف صفحة ، وإنا من أجل البحث عن صحف فترة ( 1880 – 1939 ) قد صعدنا إلى مكتبة دار الكتب بالقلعة يوميا لمدة عام كامل ".
ثم قال ص هـ : " وإنا لنرجو أن نبذل أضعاف هذا الجهد من أجل دراسة مماثلة للصحافة السياسية في العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج لنكشف الصورة الحقيقية للفكر العربي من خلال هذا الجانب السياسي التي غلب عليه الزيف أحيانا ورسمت فيه بطولات خادعة وأقصيت بطولات صادقة مجاهدة ".
الكتاب في الواقع دراسة جادة هامة .
11
أهداف التغريب في العالم الإسلامي / أنور الجندي
ط. الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية ، الأزهر ، مصر ، قطع متوسط ، سلسلة ( قضايا إسلامية معاصرة ) ، 1987 م
** أبرز قضايا الكتاب :
1. مؤامرة التغريب وأبعادها
- أهداف التغريب .
- الغزو الثقافي : سلاح التغريب وأداته
- الاستشراق والتبشير .
2. تزييف مفهوم الإسلام الأصيل .
- تزييف مفهوم الإسلام الأصيل .
- تحطيم الوحدة الإسلامية .(75/21)
- إفساد المصادر والمراجع .
3. المعاول ما تزال تضرب في جدار الإسلام .
- التعليم هو منطلق التغريب الأول
- تدمير العقيدة الإسلامية .
- التشكيك في الشريعة الإسلامية .
- تزييف الثقافة الإسلامية
- مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع .
- طرح سموم الحضارة الغربية في مجتمعنا .
- المؤامرة على الفصحى لغة القران .
- محاولة تزييف تاريخ الإسلام .
- محاولة تدمير التراث الإسلامي .
- محاولة فرض مفهوم وثني للفن .
4. مواجهة أخطار التغريب .
- مواجهة أخطار التغريب .
- نظريات مسمومة .
- التحرر من المسلمات الباطلة .
12
عبد العزيز الثعالبي رائد الحرية والنهضة الإسلامية 1879 – 1944 / أنور الجندي
ط. دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ط1 : 1404 / 1984 ، قطع دون المتوسط ، 222 صفحة .
13
المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 – 1939 م / أنور الجندي
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1983 م ، قطع متوسط ، 728 صفحة
** أبرز نقاط الكتاب :
1. معارك الوحدة والتجزئة
- معركة الوحدة العربية ( طه حسين وعزام والخطيب ) ص 16
- مصر بين العربية والفرعونية ( الزيات وعثمان ص 28
- معركة العروبة والمصرية ( ساطع الحصري وطه حسين ) ص 59
2. معارك اللغة العربية ص 73
- تمصير اللغة العربية ( مصطفى الرافعي ولطفي السيد ) ص 73
- مجمع اللغة ما هي مهمته ؟ ( منصور فهمي وطه حسين ) ص 82
- معركة الكتابة بالحروف اللاتينية ( عبد العزيز فهمي و محمد كرد علي ) ص 90
3 معارك مفاهيم الثقافة ص 104 :
- ثقافة الشرق وثقافة الغرب ص 104 ( معركة بين فيلكس فارس و إسماعيل أدهم )
- لاتينيون وسكسونيون : بين العقاد وطه حسين ( ص 127 :
- النزعة اليونانية : بين زكي مبارك وطه حسين ص 137
- كتابة السيرة : بين التاريخ والأسطورة ص 148
- بين هيكل وطه حسين ص 148
- معركة الترجمة : بين منصور فهمي وطه حسين ص 163(75/22)
- أدب الساندويش : بين أمين الزيات والمازني والعقاد ص 169
- أدبنا هل يمثلنا ؟ : بين أحمد أمين وأمين الخولي ص 174
- غاية الأدب ، ما هي ؟ : بين زكي مبارك وسلامة موسى ص 178
- متى يزدهر الأدب ؟ : بين لطفي جمعة وزكي مبارك ( ص 181
- الأدب المكشوف : بين توفيق دياب وسلامة موسى ص 185
- التراث الشرقي : يكفي أو لا يكفي : بين عبد الرحمن الرافعي والعقاد ص 194
- ثقافة دار العلوم : بين أحمد أمين ومهدي علام ص 198
4. معارك الأسلوب والمضمون : ص 205
- بين الرافعي وسلامة موسى وطه حسين ص 205
- أسلوب الكتابة : معركة بين شكيب أرسلان وخليل السكاكيني ص 213
- أساليب الكتابة : بين شكيب أرسلان ومحمد كرد علي ص 222
5. معارك النقد : ص 231 :
- أسلوب طه حسين : بين المازني وطه حسين ص 231
- مقومات الأدب العربي : بين زكي مبارك و أحمد أمين ص 241
- مذهبان في الدب : بين أنصار الرافعي وأنصار العقاد ص 266
- بين النقد الذاتي والموضوعي : بين أحمد أمين وطه حسين ص 296
- الأدب بين التجديد والانحراف : بين زكي مبارك وزكي أبو شادي ص 296
- هل نقتبس أم نقلد : بين منصور فهمي وطه حسين ص 307
- معركة فقدان الثقة : بين محمد حسين هيكل وطه حسين ص 310
- الفن للفن والفن للمجتمع : بين أحمد أمين وتوفيق الحكيم و عبد الوهاب ص 319
6. معارك النقد حول الكتاب :
- رسالة منصور فهمي للدكتوراه ص 329
- الخلافة وأصول الحكم : معركة حول كتاب علي عبد الرازق ص 334
- معركة الشعر الجاهلي ص 346
- كتاب " النثر الفني " : بين زكي مبارك وفريد وجدي ولطفي جمعة ص 379
- كتاب " أوراق الورد " بين الرافعي ولطفي جمعة و إبراهيم المصري ص 388
- كتاب " ثورة الأدب " : بين فريد وجدي وهيكل ص 394
- كتاب " مع المتنبي " بين محمود شاكر وطه حسين ص 404
- معركة " مستقبل الثقافة " : بين طه حسين وساطع الحصري وزكي مبارك و محمد حسين ص 409(75/23)
7. المعارك بين المجددين [و] المحافظين
- معارك الرافعي مع العقاد وطه حسين وزكي مباركو عبد الله عفيفي ص 427
- معركة فضل العرب على الحضارة بين طه حسين و أحمد زكي باشا وشكيب أرسلان ص 445
- الدين والمدنية بين محمود عزمي وعلماء الأزهر ص 451
- التغريب : بين حسين فوزي وسعيد العريان ص 455
- حقوق المرأة : مساجلة بين رشيد رضا ومحمود عزمي ص 457
- معركة حول التراث القديم : بين زكي مبارك والسباعي بيومي ص 463
- معركة الخلاف بين الدين والعلم ص 475
- جمال الدين الأفغاني ورينان : بين رشيد رضا و مصطفى عبد الرازق ص 490
- خم النوم : بين أحمد زكي باشا وزكي مبارك
- بين النقد والتفريط : بين زكي مبارك و عبد الله عفيفي ص 511
8. معارك بين المحافظين حول اللغة
- بين أحمد زكي باشا ومحمد مسعود ص 518
9. معارك نقد الشعر ص 535
- بين شوقي ونقاده ص 527
- بين عبد الرحمن شكري والمازني ص 547
- إمارة الشعر : بين الزهاوي ومطران ص 565
- ديوان " وحي الأربعين " : بين مصطفى صادق الرافعي والعقاد ص 570
10. معارك النقد في المجددين
- بين التغريب والتجديد : مساجلة بين توفيق الحكيم وطه حسين ص 587
- معركة الكرامة : بين توفيق الحكيم وطه حسين ص 595
- معركة الصفاء بين الأدباء : بين توفيق الحكيم وزكي مبارك والعقاد والزيات ص 607
- معارك النقد : بين العقاد وطه حسين ص 624
- بين ز كي مبارك وخصومه ص 634
- مبارك ينقد كتابه " الأخلاق عند الغزالي " ص 642
- بين العقاد وخصومه ص 646
- بين سلامة موسى وخصومه ص 649
- بين المازني وخصومه ص 656
- معارك أدبية بين د. هيكل وطه حسين ص 660
- أضخم معركة في تاريخ الأدب العربي المعاصر بين زكي مبارك وطه حسين ص 670
- المعارك الأدبية بين شباب الأدب وشيوخه ص 713
14
الفكر الغربي دراسة نقدية / أنور الجندي(75/24)
ط. إدارة الشئون الإسلامية ، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، الكويت ، قطع دون المتوسط ، 360 صفحة .ط 1 : 1407 هـ / 1987 م .
قال مؤلفه في مقدمته ص 7 : " لقد أصبح من الضروري على الأمة الإسلامية قبل نهاية العقد الأول من القرن الخامس الهجري أن تحدد موقفها من الفكر الغربي والحضارة الغربية تماما بعد أن مرت معهما بمراحل متعددة أبرزها الانبهار والتبعية ثم العودة إلى الذات والتماس المنابع واكتشاف فساد نظرية الولاء وضرورة الانعتاق والتحرر ، وقد جاءت الأحداث عاملة على وضع المسلمين على طريق الأصالة بعد أن خدعتهم فكرة الولاء والتبعية وترتب عليها هزيمتهم واحتوائهم وحصارهم وسقوط أعز درة من تاريخ وجودهم الإسلامي وهى القدس مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى في أيدي أعدى أعداء الإنسانية ( يهود ) … "
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
- الفكر الغربي قبل الإسلام .
- بين الأديان السماوية والفلسفات .
- المواجهة مع الفكر الغربي .
- طاقة جديدة من النور .
- ماذا يري مفكرو الغرب في حضارتهم .
- ماذا يرى مفكرو الغرب في عقيدتهم .
- تساقط أوراق الخريف .
** ومن الفوائد في الكتاب :
. ماذا أخذ الغرب وماذا أعطى ص 48
. أرسطو بين الفارابي وابن سينا ص 58
. جارودي مرجع جديد في فهم الإسلام ! ص 289
15
إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1985 م ، قطع متوسط ، 334 صفحة .
كتاب هام جدا . قال مؤلفه ص 5 :(75/25)
" في مطلع هذا القرن الهجري الخامس عشر تقتضينا أمانة القلم ومسئولية الكتابة في الثقافة والأدب والعمل الصحفي خلال أربعين عاما أن نعيد النظر في كتابات العصريين الذين حاولوا السيطرة على آفاق الفكر الإسلامي الأصيلة وتحويلها من وجهتها الخالصة لله تبارك وتعالى إلى وجهات متعددة وصدق الله تبارك وتعالى : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .. } … "
ثم قال ص 21 بعد أن استعرض ما عاث فيه الصحفيون فسادا والحصار على الصحافة الإسلامية : " من أجل هذا كله كان لابد من " إعادة النظر في كتابات العصريين " . اللهم اجعلنا سلما لأوليائك حربا على أعدائك ، نحب بحبك من أحبك ونبغض ببغضك من خالفك ، هذا وبالله التوفيق ".
** أبرز قضايا الكتاب :
1- قضايا مثارة في ضوء الإسلام :
- الشريعة الإسلامية ( فتحي غانم – روز اليوسف
- عقيدة ومنهاج وحياة ( محمد خلف الله - فؤاد زكريا - حسن حنفي )
- مفهوم الإسلام للفن وقضاياه .
- المؤامرة على الخلافة والدولة العثمانية – عبد الحميد الكاتب : أخبار اليوم
- كتاب الإسلام وأصول الحكم ليس من تأليف على عبد الرازق بل من تأليف مرجليوث .
- الذاتية الإسلامية ومعركة المحافظة عليها .
- مصر عربية إسلامية - محاولة للقضاء على الانتماء العربي الإسلامي .
- استعلاء موجة الجنس في الأفلام والمسرحيات والمسلسلات .
- حقيقة القمم الشوامخ والعمالقة .
- خلفاء طه حسين وغلمان المستشرقين وزكي نجيب محمود - توفيق الحكيم - حسين فوزي .
- سقوط مذهب الوجودية .
- المؤامرة على الفصحى لغة القرآن - لويس عوض
1. كتاب العصر :
أ . جيل الرواد : ( رفاعة الطهطاوي ، لطفي السيد ، علي عبد الرازق ، أمين الخولي ، حسين فوزي ، العقاد ، هيكل ، طه حسين )(75/26)
ب . كتاب لبنان المارون ( فارس نمر ، فرح أنطون ، سليم سركيس ـ يعقوب صنوع ، شبلي شميل ، أديب إسحق ، لويس صابونجي ، جبران خليل جبران (أدب المهجر )، جرجي زيدان ( روايات الإسلام ) ).
ت . الفن والمسرح : نجيب الريحاني - زكى طليمات – يوسف وهبي .
ث . دعاة التغريب ( ساطع الحصري (القوميات )، سلامة موسى (التغريب )، توفيق الحكيم ( التغريب )، توفيق الحكيم - محاولة جديدة على طريق تغريب الإسلام . لويس عرض (التغريب ) .
ج . نجوم الصحافة ( مصطفى أمين ، إحسان عبد القدوس (القصة)، أمينة السعيد ( الصحافة النسوية ) حسين مؤنس (التغريب )، صلاح جاهين ( العامية )، يوسف إدريس (التغريب ) ، أنيس منصور )
ح . دعاة الشعوبية .
- مناهج التعليم : أتياع ديوي ( إسماعيل القباني - عبد العزيز القوصي ) .
- د. محمد أحمد خلف الله ( الشعوبية)
- عبد الرحمن بدوي (الفلسفة الوجودية ) .
- غالي شكري ( التراث ).
- زكي نجيب محمود (التغريب ).
- عبد الرحمن الشرقاوي ( التفسير المادي للتاريخ )
- عمر عبد العزيز أمين ( ترجمة القصة )
- صلاح عبد الصبور ( الشعر الحديث بلا شهادة ميلاد )
- عصبة العلمانية أعداء الشريعة الإسلامية - خلفاء علي عبد الرازق : ( خالد محمد خالد ، أحمد بهاء الدين ، محمد عمارة ، محمد أحمد خلف الله ، محمد سعيد عشماوي )
- إعادة النظر في كتابات التغريب
16
اليقظة الإسلامية في مواجهة التغريب / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1991 م ، 383 صفحة ، قطع متوسط .
قال مؤلفه ص 5 :(75/27)
" يعنى هذا البحث بدراسة حركة اليقظة العربية الإسلامية فترة ما بين الحربين ( 1920 - 1940 ) . ولما كانت هذه المرحلة إنما تمثل حلقه من حلقات الفكر الإسلامي كله منذ فجر الإسلام . وكانت حركة اليقظة في العصر الحديث قد بدأت في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ( عام 1256 م تقريبا ) فإن الأمر يقتضي تقديم عرض سريع شامل للمعطيات التي قدمتها المرحلة السابقة حتى أوائل الحرب الأولى حتى يمكن استعراض هذه المرحلة الدقيقة التي حفلت بالتحديات والأخطار والتي واجهتها حركة اليقظة في دقة وحسم واستطاعت أن تكشف زيفها وأن ترد عاديتها وخطرها ، وأن تكسب إلى صفها بعض خصومها ".
** أبرز القضايا :
1. مدخل تاريخي سياسي
2. حركة التغريب .
3. نمو حركة اليقظة واتساع آفاقها . ( المدرسة القرآنية : جماعة الإخوان )
4. بناء الفكر العربي الإسلامي ومضامينه ( العمل الأكبر للدعوة الإسلامية الحكم بكتاب الله )
5. التحديات في وجه حركة اليقظة .
- تحديات التغريب وقضاياه
- عالمية الثقافة .
- التبعية للاستشراق والتغريب .
- الحملة على الإسلام ورجال الأزهر
- تجزئة الإسلام .
- الهجوم على القرآن
- الشريعة والقانون .
- النظرية المادية .
- إقليمية الأدب .
- الهجوم على الفصحى
- التغريب
- تزييف التاريخ وتدمير البطولة .
- إحياء الأساطير
- الشعوبية واتهام العقلية العربية
- إسقاط الحضارة الإسلامية
- الإغريقيات والنزعة اليونانية
- فصل الأدب عن مقومات المجتمع والفكر
- المرأة والمجتمع
- الأدب المكشوف والإباحية
- الدعوات الهدامة
- الإقليمية الضيقة
- تعظيم الغرب
- التبشير والإرساليات الأجنبية
- اتهام الأدب العربي
- العروبة ذات الجذور . . والانفصالية
- تغريب التعليم والجامعة والتربية
- إحياء ما قبل الإسلام
6. انكسار الموجة(75/28)
- الانتقاض على تيار التغريب ( أولا : النتائج التي حققها انكسار الموجة . ثانيا : دراسات التاريخ ثالثا : إحياء التراث رابعا : الشريعة خامسا : الحضارة سادسا : اللغة سابعا : الصحافة
7. مدرسة اليقظة أعمدها ومناهجها ( عبد الحميد بن باديس ، محمود أبو العيون ، مصطفى صادق الرافعي ، فريد وجدي ، محمد مصطفى المراغي ، علي العناني ، محمد أحمد الغمراوي ، حسن البنا )
صحافة اليقظة ، مجلة المنار ، مجلة الفتح ، مجلة الشبان المسلمين ، مجلة الرسالة ، مجلة دار العلوم ، مجلة الأزهر ، مجلة النذير .
8. الانتقاض على حركة التغريب ( منصور فهمي ، إسماعيل مظهر ، الدكتور هيكل ، زكى مبارك
9. كبرى قضايا الفكر العربي ( قضية تحريف المفاهيم وتزييف القيم . تقرير اللجنة عن كتاب الأدب الجاهلي . ظاهرة الضعف والتخلف في العصور الأخيرة ).
10. عروبة مصر وإسلامية الثقافة
خاتمة : إيماءات إلى مصادر الخطر .
17
حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1979 م ، 430 صفحة ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1. الوحدة الإسلامية
2. الدعوة الإسلامية
3. مواجهة التحديات
4. مواجهة التحدي الخطير ( الصهيونية ، الشيوعية ، والنفوذ الغربي )
5. أمة القرآن على أبواب القرن الخامس عشر .
18
عقبات في طريق النهضة مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلى النكسة 1898 – 1964
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 351 صفحة ,
** أبواب الكتاب :
1. من التبعية إلى اليقظة ( ومما تضمنه : محمد علي ، إسماعيل باشا ، جمال الدين الأفغاني ، سعد زغلول وطه حسين )
2. من النكسة إلى الأصالة
3. تزييف حقائق الإسلام
4. تمزيق الوحدة الإسلامية
5. تدمير المجتمع الإسلامي
6. القانون الوضعي والاقتصاد الربوي
7. تحديات في وجه الثقافة العربية الإسلامية
8. اقتحام العقبات(75/29)
- ومما تضمنه :
- بيان مصطلحات : ( الأمة الإسلامية ) ص 10 ، الأصالة ص 11 ، مصطلح الحرية ص 11 ، الإيمان الصادق ص 11 .
19
تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات
ط. مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، إيداع 1989 م ، 400 صفحة ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1. تاريخ ما قبل الإسلام
2. تاريخ الإسلام اليوم
3. تاريخ : وطني وقومي وإسلامي جامع
4. تفسير التاريخ الإسلامي
5. تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث ( السلطان عبد الحميد )
20
صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ط 1 : 1979 م ، 395 صفحة ، قطع متوسط
** أبرز نقاط الكتاب :
* أولا : في أصول العمل الأدبي :
1. بناء الفكر العربي من خلال أعمال الموسوعيين العرب .
2. مصابيح مضيئة على طريف الثقافة العربية
3. المراجع المدونة والمصادر الحية
4. غوامض في تاريخ الأدب
5. أدوات الكاتب ومصادره
6. المصادر الحية
* ثانيا : أطروحات الأدب :
1. المدرستان الفرنسية والإنجليزية
2. التفريط والابتعاد
3. التعدين الهجاء والدعاية
4. أول معركة في النقد
5. طبقات الشعراء .. معركة بين الرافعي والمنفلوطي ومطران .
6. بين المنفلوطي والرافعي
7. فليكس فارس والمدرسة الوسطى
8. بين هيكل وطه حسين
9. حسن العطار وعبد الغني حسن
10. فن الكتابة
11. التجربة في حياة الفنان
12. عناوين الكتب بين الغرابة والغموض
13. الكاتب ومراجع الكاتب
14. أدب الطفل : كامل كيلاني
- أدب الطفل ( بين كيلاني وبرانق )
- المراسلات الأدبية وقيمتها الفكرية
- رسائل الرافعي
- رسائل الريحاني
- رسائل بين الكتاب والقراء
4. السرقات الأدبية :
- إبراهيم المازني والسرقات
- سرقات المازني في الترجمة .
5.فن التراجم
- الصلة الشخصية في كتابة التراجم والسير
- أزمات الأدباء : أزمة العصر وقضية الشراب
- أزمة سعيد العريان
- لماذا هاجر أبو شادي(75/30)
6. من تاريخ الأدب :
- منزل في عين شمس ( حافظ إبراهيم يصور بيت محمد عبده في عين شمس )
- ثلاثة زعماء من صالون نازلي فاضل : سعد زغلول – محمد عبده – قاسم أمين
7. أدب المرأة :
- أزمة مي زيادة
- أزمة الأديبات العربيات ( عائشة التيمورية ص 326 ، ملك حفني ناصف ص 328 ، مي زيادة ص 333 )
- مريم مزهر ووسيلة محمد ( سليم سركيس – حافظ نجيب )
- زينب فواز ( أول عربية كتبت في صحف مصر )
- قاسم أمين وسر دعوته إلى تحرير المرأة ص 360 :
7. من أدب الرحلات
8. أضواء جدية على شخصيات لامعة ص 372
- أيام من حياة شوقي
- جوانب من حياة العقاد
21
من سقوط الخلافة إلى مولد الصحوة
ط. بيت الحكمة ، القاهرة ، 1990 م ، 231 صفحة .
على صفحة العنوان : ( مع مطالع القرن الخامس عشر الهجري . موسوعة التأصيل الإسلامي . الفكر المعاصر والخروج من التبعية )
** فصول الكتاب :
1. الإسلام والغرب .
2. الدولة العثمانية .
3. الخلافة
4. الوحدة الإسلامية
5. القومية والعروبة
6. العروبة والإسلام
7. اليقظة
8. الأصالة
9. الصحوة
10. عالمية الإسلام
11. تاريخ الإسلام
12. اللغة العربية
22
تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1983 م ، قطع متوسط ، 480 صفحة .
في الغلاف الأخير للكتاب : " تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة . موسوعة ميسرة جامعة ، تقدم :
أولا : مفاهيم الإسلام في : التوحيد ، أصول الإسلام ، الفطرة ، الاجتماع الإسلامي ، القرآن الكريم والسنة ، التربية الإسلامية ، الغيب ، الفن الإسلامي ، سنن الله ، الاقتصاد الإسلامي ، الفكر السياسي الإسلامي ، الفصحى لغة القرآن ، النبوة ، وحدة الدين ، الروح ، الحضارة الإسلامية ، الشريعة الإسلامية ، تاريخ الإسلام
ثانيا : وجهة نظر الإسلام في القضايا الآتية :(75/31)
التغريب ، الاستعمار ، الطائفية ، الفاشية ، الإقليمية ، العلمانية ، الأيدلوجيات ، الروحية الحديثة ، الأنثروبلوجية ، الوجودية ، الفلكلور ، الاقتصاد ، الاستشراق ، الديمقراطية ، الحكومة الثيوقراطية ، العروبة ، السامية ، التقدم ، الفرويدية ، الفرعونية ، الأسطورة ، الانفجار السكاني ، أزمة الحضارة المعاصرة ، الاجتماع والعلوم السياسية ، التفسير ، الرأسمالية ، الشعوبية ، القومية ، السلفية ، الصهيونية ، الدارونية ، البهائية ، التطور ، الشعر الحر ، فساد نظام الربا ، القصة .
المدرسة الإسلامية على طريق الله ومنهج القرآن
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1984 م ، 271 صفحة ، قطع متوسط .
يدور الكتاب حول المدرسة الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين . كُتب في أعلى صفحة العنوان الداخلية : "ليس كتابا عن التعليم ، بل عن الدعوة " .
** اشتمل الكتاب على الشخصيات التالية :
1 حسن البنا
2 عمر التلمساني
3 محمد الغزالي
4 صالح العشماوي
5 عبد الحليم محمود
6 محمد متولي الشعراوي
7 سيد قطب
8 علي سامي النشار
9 محمد المبارك
10 عبد القادر عودة
11 محمد البهي
12 محمود شيت خطاب
13 محمد محمد حسين
14 يوسف القرضاوي
15 عيسى عبده
16 محمود أبو السعود
17 مصطفى كمال وصفي
18 مالك بن نبي
19 ضياء الدين الريس
20 محمد عطية خميس
21 حسان حتحوت
22 المهدي بن عبود
23 مصطفى السباعي
24 محمد عبد الله دراز
25 محمد أحمد الغمراوي
26 أبو الأعلى المودودي
27 أبو الحسن الندوي
28 عمر بهاء الدين
29 زينب الغزالي
30 أنور الجندي ( ص 256 : 263 )
31 عمر فروخ .
يقظة الفكر العربي 1- في مواجهة الاستعمار
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، إيداع 1971 م ، قطع متوسط ، 304 صفحة .
" يقظة الفكر العربي " : يضم هذا البحث ثلاث حلقات :
1. اليقظة في مواجهة الاستعمار .
2. اليقظة في مواجهة التغريب .(75/32)
3. اليقظة في مواجهة الشعوبية ".
- يتبع هذا الكتاب مجموعة ( مصادر الموسوعة العربية الإسلامية )
مما ضم الكتاب :
- محمد بن عبد الوهاب ص 47
- الشوكاني ص 59
- رفاعة الطهطاوي ص 64
- خير الدين التونسي ص 74
- الآلوسي ص 77
- التصوف السني ص 79
- محمد علي السنوسي ص 80
- الطرق الصوفية ص 86
- مدحت باشا ص 92
- جمال الدين الأفغاني ص 95
- ضيا آل كوك ص 117
- صدام القومية العربية والطورانية ص 133
- كرومر ص 145
- جمال الدين الأفغاني ص 150
- محمد عبده ص 162
- عبد الرحمن الكواكبي ص 174
- شبلي شميل ص 207
- فرح أنطون ص 207
- لطفي السيد ص 219
التفسير الإسلامي للفكر البشري .. الأيدلوجيات والفلسفات المعاصرة في ضوء الإسلام .. دراسة جامعة (الفلسفة المادية ، العلمانية ، التفسير المادي للتاريخ ، البرجماتية ، الأجناس ، النفس والجنس لفرويد ، النسبية ، الوجودية ، الهيبية ، الروحية ، البهائية )
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1978 م ، قطع متوسط ، 298 صفحة .
الصحافة الإسلامية
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1986 م ، 423 صفحة .
** أبرز المحتويات :
1. مجلة الفتح للسيد محب الدين الخطيب
- عرض تحليلي عام لأدوار المجلة من سقوط الخلافة إلى سقوط فلسطين
- الدعوة الإسلامية
2. القوى المناهضة لإسلام
- مؤامرة التبشير والاستشراق
- التغريب والغزو الفكري
- قضايا الغزو الفكري
- دعاة التغريب
- تغريب الجامعة
- مطاعن طه حسين في الإسلام
- الفرق الضالة
3. قضايا العالم الإسلامي الكبرى
- تطويق العالم الإسلامي وهدم الوحدة الإسلامية
- تغريب تركيا وسقوط الخلافة الإسلامية
- الصهيونية والقضية الفلسطينية
- قضية شمال إفريقية
- قضية مسلمي الهند وقيام باكستان
- مسلمي أندونيسيا
- حول قضايا العالم الإسلامي
4. قضايا الإسلام الكبرى
- التشريع الإسلامي
- التربية الإسلامية(75/33)
- المجتمع الإسلامي
- الوحدة الإسلامية والقوميات
5 .الدعوة الإسلامية
- الدعوة الإسلامية
- دعاة الإسلام
1. الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية .
- معارك الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية
- تاريخ الإسلام والتراث
- الإسلام في الغرب
- مقارنات الأديان
تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ط 1 : 1970 م ، 495 صفحة
قال مؤلفه ص 4 : " عندما يتاح لنا اليوم أن تتحقق أمينة غالية عاشت في أعماق النفس زمنا ، وهي إصدار موسوعة ( تراجم الأعلام )
** تضمن :
إبراهيم هنانو
أبو الكلام آزاد
أحمد عرابي
أمير بقطر
أمير علي
إسماعيل عصيرنسكي
جمال الدين القاسمي
خير الدين التونسي
رشيد رضا
رشيد عالي الكيلاني
رفيق العظم
شبلي النعماني
شكيب أرسلان
صلاح الدين الصباغ
طاهر الجزائري
طنطاوي جوهري
عزيز المصري
عبد الحميد بن باديس
عبد الحميد الزهراوي
عبد الرحمن شهبندر
عبد الرحمن الرافعي
عبد العزيز الثعالبي
عبد القادر الجزائري
عبد القادر المغربي
عبد القادر الحسيني
عبد الكريم الخطابي
عبد المحسن الكاظمي
علي مبارك
علي يوسف
عمر مكرم
فارس الخوري
فريد وجدي
مدحت باشا
محمد أحمد المهدي
محمد علي جناح
محمد بن عبد الوهاب
محمد بن علي السنوسي
محمد بن العربي العلوي
محمد مصطفى المراغي
محمد مصدق
محمد مسعود
مصطفى عبد الرازق
مصطفى كامل
نعمان ، أبو الثناء ، الآلوسي
يوسف العظمة
اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار ( منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الأولى )
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع .
جاء في ص 7 :
" اليقظة الإسلامية .. دراسة للفكر الإسلامي في العصر الحديث ، تصدر في ثلاث حلقات :
الأولى : في مواجهة الاستعمار .
الثانية : في مواجهة التغريب .(75/34)
الثالثة : في مواجهة الأيدلوجيات الغربية والماركسية والصهيونية .
قال مؤلفه ص 9 : " إن يقظة الفكر العربي الإسلامي التي جاءت بعد مرحلة الضعف والتخلف إنما انبثقت من قلب المجتمع العربي الإسلامي نفسه ، وأنها لم تبدأ من خلال حركة خارجية ، أو أنها جرت بمحض الصدفة ، وهي خطوة طبيعية للفكر العربي الإسلامي ، وفق قانونه الطبيعي الذي يعطيه دائما القوة على التجدد من التجدد من الداخل … "
قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام
ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط1 : 1401 / 1981 ، 252 صفحة .
** مما تضمنه :
1. قضايا العصر :
- الإسلام والعلم - الإسلام والدين - الإسلام والتوحيد - الإسلام والحضارة المعاصرة
- الإسلام والنفس الإنسانية - الإسلام والأخلاق - الإسلام والأدب - الإسلام والمجتمع
- الإسلام والروحية الحديثة
2. مشكلات الفكر :
- القيم - التطور - الحرية - العقل - التقدم - العلوم والإنسانيات - التجديد - الأصالة
- البطولة - اصطلاح " المأساة " - النبوة والعبقرية - الفنون الجميلة - لقاء الأجيال
- الضياع - الفلكلور - مصطلح " الضمير "
تأصيل مناهج العلوم والدراسات الإنسانية بالعودة إلى منابع الفكر الإسلامي الأصيل
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، قطع متوسط ، 1983 ، 208 صفحة .
يدور الكتاب حول المقدمات الإسلامية للمناهج التالية :
1. العلوم والدراسات الإنسانية
- مقدمات العلوم
- مقدمات الفلسفة
- مقدمات القانون
- مقدمات التاريخ
- مقدمات النفس والأخلاق
2. الدراسات الاجتماعية
- مقدمات الاجتماع
- مقدمات العلوم السياسية
- مقدمات علم الاقتصاد
- مقدمات التربية
- مقدمات الحضارة
3. الدراسات الثقافية والأدبية
- مقدمات الثقافة
- مقدمات اللغة
- مقدمات الأدب
الإسلام والحضارة(75/35)
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، قطع متوسط ، بدون تاريخ ، 254 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1. حضارة ما قبل الإسلام
2. منطلق الحضارة الإسلامية
3. منطلق الحضارة الغربية
4. أزمة الحضارة الغربية
5. لماذا دخلت الحضارة الغربية مرحلة المحاق
6. المسلمون وحضارة الغرب
7. موقف الغرب من حضارة الإسلام
8. حضارة التوحيد وحضارة الوثنية
تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث .. السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية
ط. دار ابن زيدون ، بيروت ودار الكتب السلفية ، القاهرة ، ط1 : 1407 ، 228 صفحة .
في أعلى يمين صفحة الغلاف والغلاف الداخلي : " إعادة كتابة تاريخ الإسلام من خلال المنهج الإسلامي الأصيل لكتابة التاريخ " .
قال مؤلفه في مقدمته ص 5 : " في هذه الرسالة نحاول أن نستصفي المنهج الإسلامي في تفسير التاريخ، ونحاول أن نصحح المفاهيم إزاء أمرين خطيرين :
أولا : فساد نظرية السامية التي قدمها الاستشراق ، وفرقها على مناهج التاريخ والأدب في المدارس والجامعات .
ثانيا : ثبات مفهوم الانقطاع الحضاري فيها قبل الإسلام وبعده ، وإن كل ما كان قبل الإسلام هو تمهيد له ومقدمة ، وأن الإسلام قد جب التاريخ السابق له ، فلم يكن من الممكن إحياءه مرة أخرى . ثم تجيء الحقيقة الباهرة التي لا سبيل إلى نقضها وهي أن الإسلام والإسلام وحده هو الذي نقل العالم كله من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية ليدخل في الدعوة العالمية الخاتمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ".
** أبواب الكتاب :
. مقدمة : الدعوة لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي .
1 التاريخ في مفهوم الإسلام
2 البطولة في تاريخ الإسلام
3 الدولة العثمانية
4 السلطان عبد الحميد
5 كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة
6 عودة الخلافة الإسلامية
7 يقظة الإسلام في تركيا المسلمة
8 الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما
9 فساد نظرية الجنس السامي واللغة السامية
10 الانقطاع الحضاري(75/36)
11 الإسلام نقل العالم من طفولة البشرية الإنسانية إلى رشد الإنسانية
أضواء على الأدب العربي المعاصر
ط. دار الكاتب العربي للطباعة والنشر ، وزارة الثقافة ، مصر ، 1388 / 1969 م ، سلسلة المكتبة العربية _ التأليف، قطع متوسط ، 296 صفحة .
قال في مقدمته ص 5 : " هذا البحث في الأدب العربي المعاصر عصارة دراسة واسعة شملت تطور فنون الأدب العربي في العالم العربي كله من المغرب الأقصى إلى العراق في الفترة التي تبدأ بالنهضة العربية التي حمل لواءها جمال الدين الأفغاني في السبعينات من القرن الماضي 1871 مع نظرة إلى مقدماتها في الثلاثينات من القرن التاسع عشر "…
القرن الخامس عشر الهجري .. التحديات في وجه الدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 347 صفحة .
** النقاط الأساسية :
1. الإسلام في عالمنا المعاصر .
- تحديات القرن الرابع عشر
- نظرة عامة إلى الأحداث
- شبهات مثارة
2. مفاتيح الأصالة الإسلامية
3. المسلمون على أبواب عالم جديد
- المسلمون على أبواب عالم جديد
- التجربة الإسلامية القرآنية
- مدرسة التبعية للحضارة الغربية
- المنابع الإسلامية مازالت صالحة للعطاء
- مراجعة تراكمات الفكر البشري وزيوفه
- طريق الفلسفة وطريق القرآن
- مفهوم القوميات الزائف
- مؤامرة التغريب
- بدأ عصر الرشد الفكري
- الأصالة والعودة إلى المنابع
4. من اليقظة إلى النهضة
5. قضايا القرن الخامس عشر وتحدياته
- منهج المعرفة الإسلامي : نهج القرآن
- العودة إلى الأصالة
- أمانات الكاتب المسلم
- انتصرت الفطرة التي جاء بها الدين الحق
- جاء الغزو بعد الغفلة عن المرابطة والإعداد
- عصر الأصالة الإسلامية
- الصحوة الإسلامية تشق طريقها
- التراث
- الاقتصاد
- بناء الأجيال
- أزمة الحضارة المعاصرة
- القانون الوضعي والشريعة الإسلامية(75/37)
- بعد أن عجزت الأيديولوجيات
- أرنولد توينبي وحضارة الإسلام
- الصهيونية الماركسية
التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( رقم 8 )، قطع متوسط ، 231 صفحة .
قال مؤلفه ص 7 : " هناك سؤال يطرح نفسه في أفق العالم الإسلامي بقوة ، وتلح الأحداث المتصلة في طلب الإجابة عليه ، وهي مقدمة اليوم على كل سؤال ، هذا هو : ما هو الخنجر الذي طعن به المسلمون ؟ لقد تحدث المصلحون عن مقاتل متعددة أصيب بها المسلمون في كيانهم ، … … ولكن أمرا من ذلك كله لم يكن أشد خطرا من احتواء الركن الركين في بناء الأمم : احتواء التربية والتعليم … "
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1. الدراسة التاريخية على المستوى الأفقي : ص 7 :
أ . الغزو التربوي والتعليمي والثقافي ص 19
- مدارس الإرساليات ص 21
- التعليم الوطني ص 57
2. الدراسة الموضوعية على المستوى الرأسي : ص 109 :
أ . واقع التربية الوافدة في العالم الإسلامي وآثارها ص 109
- أوجه الخلاف بين المناهج ص 111
- أوجه النقص في الاقتباس ص 131
ب . التربية والتعليم والثقافة في إطار الإسلام
- التربية الإسلامية ص 153
- التعليم الإسلامي ص 185
- الثقافة الإسلامية ص 219
حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد ( 1324 – 1368 هـ = 1906 – 1949 م )
ط. دار القلم ، بيروت ، سلسلة : أعلام الدعاة المعاصرين ( رقم 1 )، 372 صفحة ، قطع متوسط ، ط 1 : 1398 هـ / 1978 م .
المد الإسلامي في مطالع القرن الخامس عشر
/ أنور الجندي .
عالمية الإسلام ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار المعارف ، مصر ، ـ سلسلة اقرأ ( رقم 426 ) ، 1977 م ، 158 صفحة ، 17 × 12 سم .
** أبرز نقاط الكتاب :
1. ذاتية الإسلام : أولا : الدين الحق . ثانيا : ذاتية الإسلام وطابعه المفرد .(75/38)
2. خصائص الإسلام : أولا : التوحيد . ثانيا : التوازن . ثالثا : الوسطية . رابعا : فريضة الجهاد . خامسا : قانون النصر .
3. معطيات الإسلام : أولا : الأسلوب الرباني . ثانيا : الرؤية المؤمنة . ثالثا : سكينة النفس . رابعا : التربية الإسلامية . خامسا : تأمين المجتمعات من الانحراف .
4. حضارة الإسلام : أولا : حضارة الإسلام . ثانيا : العربية لغة القران . ثالثا : الإسلام وتحديات العصر .
5. عالمية الإسلام : أولا : عالمية الإسلام - ذاتية خاصة للتطبيق وقانون خاص لتفسير الحياة . ثانيا : عالمية الإسلام – في مواجهة النظريات والأيدلوجيات الوافدة . ثالثا : الإنسان والعلوم التجريبية .
أعلام الإسلام ( تراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلى اليوم ) ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 256 صفحة ، سلسلة الرسائل الإسلامية ( رقم 3 )
يضم الكتاب ترجمة أكثر من 260 شخصية إسلامية منذ عصر النبوة إلى زمن طباعة الكتاب ( _ كما في الغلاف الأخير للكتاب)، تستغرق ترجمة كل شخصية صفحة واحدة ، وأسماء الشخصيات مرتبة هجائيا .
( لعل مؤلفه وضعه قبل بلوغه تمامه الفكري . راجع ترجمة البدوي وباحثة البادية )
أصول الثقافة العربية ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار المعرفة ، القاهرة ، إيداع 1971 م ، 405 صفحة ، قطع دون المتوسط
هذا الكتاب هو الأول في موسوعته : ( الموسوعة العربية الإسلامية )
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1 أصول الثقافة العربية
2 مدخل إلى مفهوم الثقافة
3 مقومات الثقافة العربية
4 معالم الثقافة العربية وخصائصها
5 معطيات الثقافة العربية
6 الثقافة العربية في مواجهة الثقافة الغربية
7 أصول الثقافة الغربية ومصادرها
8 المنحنى الخطير للثقافة الغربية
9 التحديات في وجه الثقافة العربية
10 الثقافة العربية في مواجهة الحضارة الغربية
11 موقف الثقافة العربية من الفكر الغربي(75/39)
12 البناء على الأساس
13 خاتمة ( قيم الفكر الإسلامي أساس بناء الثقافة العربية )
الإسلام والدعوات الهدامة ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( 3 ) ، قطع متوسط ، 296 صفحة .
** أبرز النقاط :
* مصادر المذاهب القديمة ( العنوصية ، تحريف العقيدة السبئية ،المذاهب الهدامة والإلحاد ، الله في مفهوم الإسلام ، عقيدة البعث )
1. دعوات هدامة للعقائد والقيم ( الدهرية ، الثيوصوفية ، البهائية ، الروحية الحديثة " تحضير الأرواح " )
2. دعوات هدامة للمجتمعات والأمم ( أيدلوجية التلمود ، دعوة العنصرية ، المادية ، العلمانية ، العالمية )
3. دعوات هدامة للنفس والأخلاق ( الفرويدية : الجنس ، الوجودية ، الهيبية )
4. دعوات هدامة للفكر والثقافة ( الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام : الوثنية ، الجاهلية ، الإقليمية ، الفرعونية، الفينيقية – الإسرائيليات ، دعوة التغريب : التبشير ، الاستشراق ، الشعوبية – إحياء الهيلينية ، الدعوة إلى العامية )
المثل الأعلى للشباب المسلم ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ، 15 / 1 / 1392 = 1 / 3 / 1972 م ، ـ سلسلة دراسات في الإسلام (رقم 130) ، قطع دون المتوسط ، 158 صفحة .
الشبهات والأخطاء الشائعة في الأدب العربي والتراجم والفكر الإسلامي ( كتاب ) / أنور الجندي .
( لم نجد ناشر الكتاب )، 11 / 1971م
** أبواب الكتاب :
1 في العلوم والمناهج
- الثقافة - الدين - التوحيد - الأخلاق - التربية - التصوف - التراث - الفلسفة
2 الأدب
- الأدب العربي - الإباحية ( في الأدب ) - الأدب المكشوف - التجديد - الفكر والأدب - القصة
3 الفقه
- السنة - الشريعة - الاجتهاد - التقليد - الربا - الرقيق
4 قضايا الفكر والاجتماع(75/40)
- الأحجار والبطولة - الأساطير - الاستشراق - الاقتباس - الإلحاد - التسامح - التطور ( التطور والثبات) -التعقيل
- التغريب - التقدم - التكامل - التوراتية - التوحيد - الثورة الفرنسية - الجرح والتعديل - الجبرية - الجهاد
- الحرية - حرية الفكر - الخطيئة - الدولة الثيوقراطية - رجال العلم - العلم والدين - العقل العربي - العروبة والإسلام - العصرية - العصور الوسطى - عصر الانحطاط - علة تأخر المسلمين - الغيبيات - الفلكلور - الفكر والعنصر - القيم - القديم - الكتب الصفراء - كتب المحاضرات - اللاتينية - اللاهوت - المنهج العلمي التجريبي - المرأة وتحرير المرأة
- المحافظة - المعرفة والعقيدة - المثل الأعلى - منطق أرسطو - المسرح والفكر الإسلامي - القرآن والأدب - هزيمة المعتزلة - وحدة الوجود - وحدة الحضارة - الوسطية
5 الدعوات والمذاهب
- البهائية - التبشير - الصهيونية - الطائفية - العلمانية - العامية - العنصرية - الفينيقية - الفرعونية - القومية ( الضيقة )
- المادية - الماسونية - الهدامة ( المذاهب الهدامة ) - الوثنية - توحيد الأديان \\ يبدو أن الطبعة التالية أضاف إليها : القرامطة ، الشعوبية \\
6 التاريخ
- إخوان الصفا - الإسرائيليات - الإغريق واليونان - البطولة - تفسير التاريخ - الحملة الفرنسية - الخلافة - فتنة 1860
- الكشف - محاكم التفتيش - ما قبل الإسلام - معركة سانت بارتلمي - مكتبة الإسكندرية - مصر للمصريين - إرساليات لبنان
7 الكتب والمؤلفات
- الاستعمار - الاستعمار التركي - الأقليات - الإقليمية - الرجل الأبيض - الجامعة الإسلامية - الجنس - العالمية - الوطنية
- الاتحاديون وليس السلطان - ألف ليلة وليلة
8 السياسة(75/41)
- شمائل المصريين المحدثين - الأغاني - البيان والتبيين - المضنون به على غير أهله - الإمامة والسياسة - المنجد - دائرة المعارف الإسلامية - يقظة العرب - الموسوعة العربية الميسرة - تحرير المرأة - حديث الأربعاء - الأخلاق عند الغزالي - على هامش السيرة - في الأدب الجاهلي
9 تراجم الأعلام
- لورنس - فيليب حتي - ساطع الحصري - المتنبي - الحلاج - السلطان عبد الحميد - السهروردي - شبلي شميل - ابن رشد
- ابن الراوندي - يعقوب أرتين - عمر الخيام - ولي الدين يكن - غاندي - سارتر - ابن خلدون - ميكافيلي - تولستوي
- يعقوب صنوع - أديب إسحاق - جرجي زيدان - نيتشه - فاركس - فرويد - سعد زغلول - لطفي السيد - كرومر
- دنلوب - ولفنجستون - فاسكو دى جاما - الغزالي - كارل مارتل - دور كايم - دارون - لورنس (لاجنس ) - جبران
- أبو نواس - هرتزل - ابن المقفع - هنري الملاح - أبو ذر الغفاري
المختار من كتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء / تأليف : حسين بن محمد ، الراغب الأصبهاني ( - 502 هـ )
اختيار : أنور الجندي . مراجعة : علي الجندي
ط. الإدارة العامة للثقافة ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، مصر ، ط 1 : 1960 م ، قطع دون المتوسط ، 242 صفحة ، ـ سلسلة مختارات من تراثنا .
اقتصر أنور الجندي على اختصار الكتاب .
تاريخ الصحافة الإسلامية : 2 – الفتح : محب الدين الخطيب 1926 – 1948 م ( كتاب ) / أنور الجندي .
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1986 م ، قطع متوسط ، 423 صفحة .
** أبرز نقاط الكتاب :
1 مجلة الفتح : السيد محب الدين الخطيب
- مجلة الفتح عرض تحليلي عام لأدوار المجلة من سقوط الخلافة إلى سقوط فلسطين
- الدعوة الإسلامية
2 القوى المناهضة للإسلام
- مؤامرة التبشير والاستشراق
- التغريب والغزو الفكري
- قضايا الغزو الفكري(75/42)
- دعاة التغريب
- تغريب الجامعة
- مطاعن طه حسين في الإسلام
- الفرق الضالة
3 قضايا العالم الإسلامي الكبرى
- تطويق العالم الإسلامي وهدم الوحدة الإسلامية
- تغريب تركيا وسقوط الخلافة الإسلامية
- الصهيونية والقضية الفلسطينية
- قضية شمال إفريقيا
- قضية مسلمي الهند وقيام باكستان
- مسلمو أندونيسيا
- حول قضايا العالم الإسلامي
4 قضايا الإسلام الكبرى
- التشريع الإسلامي
- التربية الإسلامية
- المجتمع الإسلامي
- الوحدة الإسلامية والقوميات
5 الدعوة الإسلامية
- الدعوة الإسلامية
- دعاة الإسلام
6 الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية
- معارك الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية
- تاريخ الإسلام والتراث
- الإسلام في الغرب
- مقارنات الأديان
الكتاب ثمين جدا .
محمد فريد أبو حديد رائد التوفيق بين العلم والدين ( كتاب ) / أنور الجندي
ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ( مصر ) ، 1974 م
مفاهيم العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق في ضوء الإسلام ( الرد على فرويد وماركس ودوركايم )
/ أنور الجندي
ط. دار الكتب ، الجزائر ، 1987 م ، قطع متوسط، 298 صفحة .
ينتمي الكتاب لحلقة فكرية للمؤلف ، أوضحها ص 7 فقال : " محاولة بناء إطار متكامل للفكر الإسلامي :
1 مقدمات المناهج .
2 الإسلامية (السياسة والاقتصاد )
3 العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق .
4 التربية وبناء الأجيال
5 الفصحى لغة القرآن
6 أصول الثقافة العربية ومصادرها الإسلامية
7 خصائص الأدب العربي
8 الإسلام والتكنولوجيا
9 الإسلام والحضارة
10 الإسلام وحركة التاريخ
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1. الإنسان مع نفسه : ( المسئولية الفردية – الالتزام الأخلاقي )
2. الإنسان مع الآخر ( فطرية الأسرة - حقيقة دور المرأة في المجتمع - الاعتراف بالرغبات 9(75/43)
3. الإنسان مع الحياة ( الإنسان مع الجماعة - الإنسان مع الحضارة - الإنسان والزينة - الإنسان والموت - الإنسان والعالم المواجه - الإنسان والمسرح - الإنسان والسينما - الإنسان والفن )
4. الإنسان وعلم الإنسان ( بناء الإنسان - إلى أي مدى تصدق النظريات المطروحة )
( كلام هام جدا ص 21 )
الصحافة والأقلام المسمومة
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1980 م ، 247 صفحة
الكتاب دراسة عن الصحافة العربية في العالم العربي عامة في مرحلة الهزيمة ( النكبة والنكسة بين عامي 1948 – 1967 ) ، وهي مرحلة خطورتها على التاريخ الإسلامي لا يوازيها جسامة ولا يماثلها أثرا إلا مرحلة الحروب الصليبية والتتارية التي واجهها عالم الإسلام ، وهي ما تزال حتى أحمد\لان أشد التحديات ( _ من تعريف الناشر بالكتاب في الغلاف الأخير له ببعض التصرف )
* * أبرز النقاط :
1. المرأة والصحافة ص 31
2. صحافة الإثارة والجنس ( صحافة الإثارة والجنس – مدرسة الإثارة )
3. الصحافة والفن ( المسرح والسنما – الأغاني – الرقص )
4. الصحافة والأدب ( الأدب – الشعر )
5. الصحافة والقصة ( الصحافة والقصة –كتاب القصة )
6. الصحافة وتغريب المجتمع ( الصحافة وتغريب المجتمع – كتاب التغريب )
كتاب هام جدا في موضوعه .
التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، _ الموسوعة الإسلامية العربية ( 16 ) ، ط1 : 1975 م ، قطع متوسط ، 231 صفحة .
الإسلام والغرب / أنور الجندي
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، ط 1 : 1402 / 1982 م ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1 الإسلام يقتحم أوربا من جبهتي الأندلس والبلقان ص 13 :
2 أوربا والغرب من المسيحية إلى الاستعمار ص 75 :
3 الدولة العثمانية وسبعة قرون من الدفاع عن الإسلام : ص 127 :
4 عالم الإسلام في قبضة الغرب ص 151 :(75/44)
5 قوى الاستعمار والصهيونية والشيوعية المتصارعة حول عالم الإسلام المتفقة عليه ص 209
6 عالم الغرب اليوم إزاء الإسلام ص 229 :
7 الإسلام في دورة الفلك ص 257
محمد الرسول .. دراسة تحليلية لشخصية محمد وحياته
/ أنور الجندي
الجزء الأول : ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ] ( مطابع دار الكتاب العربي . محمد حلمي المنياوي ) ، ـ سلسلة كتب ثقافية ( رقم 39 ) ، قطع فوق الصغير ، 138 صفحة ، 3 / 3 / 1960 م
هذا هو جمال من بني مر إلى الجمهورية العربية المتحدة
ط. مكتبة المعارف ، بيروت ، ط1 : 3 / 1960 م ، قطع متوسط ، 288 صفحة .
زكي مبارك .. دراسة تحليلية لحياته وأدبه 1892 – 1952 / أنور الجندي
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، مصر ، مختارات الإذاعة والتليفزيون ، ـ سلسلة مذاهب وشخصيات ( رقم 35 ) ، قطع متوسط ، 196 صفحة .
وقال ص 5 : " ومنذ مات زكي مبارك لم يذكره ذاكر إلا كتابات قليلة على فترات متباعدة ، فكان حقا على عصرنا الذي جعل من الوفاء أولى علاماته أن يذكر زكي مبارك … "
إطار إسلامي للفكر المعاصر
ط. المكتب الإسلامي ، بيروت ، ط 1 : 1400 / 1980 ، قطع متوسط ، 454 صفحة .
** أبرز نقاط الكتاب :
1- أبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب : ص 13 : 72
- (1) أبعاد الغزو الفكري ص 15
- (2) الإسلام في مواجهة المذاهب والأيديولوجيات ص 26
- (3) تغيير العقلية الإسلامية : هدف الاستشراق ص 34
- (4) ضرب الإسلام من الداخل : مؤامرة قديمة متجددة ص 41
- (5) تحديات الاستعمار والصهيونية والماركسية ص 47
- (6) ملاحقة شبهات التغريب ودحضها ص 53
- (7) خطر الانهزامية ص 60
- (8) المعاول ما تزال تضرب ص 67
2- التحرر من تبعية الفكر الغربي ص 72 : 102
- (1) من التبعية إلى الأصالة ص 75
- (2) التحرر من الفرويدية ص 81
- (3) التحرر من الوجودية ص 87(75/45)
- (4) التحرر من دوركايم ومدرسة العلوم الاجتماعية ص 94
3- تحديات في وجه الثقافة الإسلامية ص 103 : 144
- (1) أصالة الثقافة الإسلامية ص 105
- (2) كيف نواجه الركام الوافد ص 110
- (3) التيار الزائف ص 116
- (4) بناء ذاتية المثقف المسلم في وجه الخطر ص 122
- (5) محاولة احتواء الفكر الإسلامي ص 128
- (6) البعد الثالث في الدراسات الإسلامية ص 137
4- تحديات في وجه الحضارة الإسلامية ص 145 : 194 .
- (1) كيف تفهم الغرب روح الإسلام ص 147
- (2) هل هدفنا هو اللحاق بالغرب ؟ ص 152
- (3) حضارة الغرب في مواجهة حضارة الإسلام ص 160
- (4) في سبيل بناء حضارة جديدة ص 171
- (5) أوروبا ولدت في أسيا ص 178
- (6) الحضارة الإسلامية تأخذ طريقها إلى العطاء ص 187
5- تحديات في وجه التاريخ الإسلامي ص 195 : 218
- (1) مخططات صهيونية لتزييف التاريخ الإسلامي والعالمي ص 197
- (2) أبعاد خطة تزييف تاريخ العرب والمسلمين ص 204
- (3) التحديات التي تواجه التاريخ الإسلامي ص 211
6- تحديات في وجه المجتمع الإسلامي ص 221
- (1) ظواهر خطيرة في المجتمع الإسلامي ص 221
- (2) الهيبيون وعالمهم المنهار ص 225
- (3) المقاييس المنحرفة في البطولة والفن والموت ص 229
7- تحديات في وجه الشباب المسلم ص 227 : 256
- (1) تساؤلات الشباب ص 239
- (2) أمانة الإسلام في تكوين الأجيال ص 246
- (3) تزكية الشخصية المسلمة وتأهيلها لقيادة البشرية ص 251
8- أزمة التعليم والتربية والثقافة ص 257 : 282
- (1) أزمة التعليم ص 259
- (2) علوم مقطوعة عن جذورها ص 264
- (3) أزمة التربية ص 270
- (4) أزمة الثقافة ص 276
9- التحديات في وجه العربية الفصحى ص 282 : 299
- (1) العربية لغة العالم الإسلامي ص 285
- (2) المؤامرة على الفصحى موجهة إلى القرآن ص 291
10- التحديات في وجه الشريعة الإسلامية ص 299 : 230 .(75/46)
- (1) الشريعة الإسلامية والمؤامرات الاستعمارية ص 301
- (2) مؤامرات في مواجهة العودة للشريعة الإسلامية ص 308
- (3) نصيحة عالم قانوني للمسلمين 315
11- التحديات في وجه الأدب العربي ص 321 : 334
- (1) مفهوم الأدب العربي في ضوء الإسلام ص 323
- (2) التحديات التي تواجه الأدب العربي ص 328
12- التحديات في وجه منهج الإسلام ص 335 : 360 .
- (1) حقيقة الإسلام ص 337
- (2) عاصفة على الإسلام ص 343
- (3) موقف البشرية من المنهج الكامل والنظريات المجزأة ص 350
- (4) دحض شبهات مثارة حول معطيات الإسلام ص 356
13- التحديات في وجه الوحدة الإسلامية ص 360 : 378 .
- (1) الوحدة الإسلامية من الأسلوب الوافد إلى الأسلوب الأصيل ص 363
- (2) محاولات التقارب والحوار ص 369
14- تصحيح المفاهيم ص 279 : 436 .
- (1) تصحيح المفاهيم ص 381
- (2) تاريخ أبطال الإسلام ومحاولات تزييفه ص 387
- (3) حقائق خطيرة تتكشف ص 398
- (4) علم النفس الإسلامي وعلم الاجتماع الإسلامي ص 405
- (5)مؤامرة الصمت ص 410
- (6) الإسلام الحضاري والثقافي لا يكفي ص 422
- (7) أخطر ما يواجه عالم الإسلام ص 430
15- الكلمة المسلمة ص 437 : 450 .
- الكلمة المسلمة ص 439
- نظرة الإسلام ( التكامل ، التوحيد ، الذاتية ) ص 446
القومية العربية والوحدة الكبرى / بقلم : أنور الجندي
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ، ـ كتب قومية ، قطع دون المتوسط ، 318 صفحة .
كتب في فوق العنوان : ( مسابقة مصلحة الاستعلامات )
وعلى الغلاف أيضا : ( البحوث الفائزة بجوائز مصلحة الاستعلامات في مسابقة " كتب قومية " )
من التبعية إلى الأصالة في مجال القانون – العلم - اللغة / أنور الجندي
( وعلى الغلاف الخارجي : " من التبعية إلى الأصالة في مجال التعليم والقانون واللغة " )
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1977 م ، 218 صفحة(75/47)
ينتمي الكتاب لمجموعة ( معالم تاريخ الإسلام ) ( رقم 7 )
** أبواب الكتاب :
1 تغريب الشريعة .
2 تغريب التعليم : ( تغريب التعليم ، الزهر ، الجامعة ، التربية الإسلامية )
3 تغريب اللغة ( تغريب اللغة ، العاميات ، الحروف اللاتينية ، تطوير اللغة )
4 خطوات على طريق الأصالة ( من التغريب إلى الأصالة ، تحرر القانون واللغة العربية ، من التبعية إلى الرشد الفكري ، للمسلمين دور رائد في العلوم التجريبية ، الخلافة الإسلامية بعد نصف قرن ، محاولات التقارب والحوار )
أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع / أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، قطع متوسط ، 440 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 6 )
قال مؤلفه ص 7 :
" يطلق اسم " منهج البحث " في الغرب على ذلك الأسلوب المستحدث الذي يتخذ أساسا للبحث في مختلف قضايا الفكر والعلوم الطبيعية والرياضية والعلم الإنسانية ( النفس والاجتماع والتاريخ ) ، وقد تنقل الفكر الغربي بين منهجين من مناهج البحث هما المنهج القائم على ( الاستنباط ) والمنهج القائم على (الاستقراء) .
أما المنهج الأول فهو منهج أرسطو الذي يقوم على استخراج النتائج من مقدماتها القائمة . وهذا منهج قد نبذته أوربا منذ وقت بعيد . ومنذ وضع فرانسيس بيكون منهج ( الاستقراء ) القائم على التجربة .
ويقرر التاريخ أن هذا المنهج الذي وضعه فرنسيس بيكون هو المنهج الإسلامي الذي قدمه المسلمون والذي نقل بيكون عنهم ، وأعلن ذلك رسميا في أكثر من وثيقة ثابتة … "
** أبرز نقاط الكتاب :
* مدخل : أصول " منهج البحث " بين النظرية والتطبيق :
- مقومات منهج البحث . ص 9
- منهج البحث في الإنسانيات ص 14
- تجربة علم النفس وعلم الاجتماع ص 17
- منهج البحث الغربي ليس عاما ولا عالميا
1- الأخطاء في مجال العقائد والدين والفلسفة :(75/48)
- الأخطاء في مجال العقائد .
- الأخطاء في مقارنات الأديان .
- أخطاء الشريعة والسنة .
- أخطاء الفلسفة ( 1- العلم والفلسفة . 2- أخطاء الاعتزال . 3- أخطاء التصوف )
2- أخطاء التاريخ والحضارة : ( ص 143 :
- مفاهيم التاريخ .
- علم الأجناس والقومية .
- مفاهيم الحضارة .
3- أخطاء اللغة والأدب والفن : ( ص 253 :
- مفاهيم اللغة .
- مفاهيم الأدب .
- مفاهيم الفن .
4- أخطاء مفاهيم الاجتماع والنفس والتربية : ( 359 :
- مفاهيم الاجتماع .
- مفاهيم الأخلاق .
- مفاهيم النفس .
- مفاهيم الوجودية .
- مفاهيم التربية .
5- أخطاء المنهج الغربي الوافد : ( ص 421 :
- أخطاء المنهج الغربي الوافد .
- وجوه التباين والاختلاف بين المناهج .
تطور الصحافة العربية في مصر / أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 400 صفحة ، قطع متوسط .
في أعلى العنوان : ( إطار لملامح المجتمع وصورة العصر )
يعبر عنه مؤلفه بِـ " تطور الصحافة العربية في مصر .. إطار لملامح المجتمع وصورة العصر "
يشكل الكتاب أحد أربعة كتب تنتمي لمجموعة ( تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب العربي المعاصر ) وهي:
1 الصحافة السياسية في مصر منذ إنشائها إلى الحرب العالمية الثانية
2 تطور الصحافة العربية في مصر ( إطار لملامح المجتمع وصورة العصر )
3 تطور الصحافة العربية بين الحربين ( 1919 – 1939 ) في العالم العربي
4 تطور الصحافة في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم(75/49)
قال مؤلفه ص 3 : 4 : " وقد كان أهم ما عني به هذا البحث : محاولة رسم إطار لملامح العصر وصورة المجتمع ، وهو في هذا المجال يكمل دراستنا المستقلة " الشرق في فجر اليقظة " . وكنا قد تناولنا في كتابنا " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية " عديد من القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية – في مرحلة ما بين الحربين - ، ومن هنا فإننا لم نكرر أنفسنا في هذه الكتب الأربعة … وهي في مجموعها تكمل بعضها البعض في دراسة شاملة للعصر كله منذ ( 1871 تقريبا إلى 1939 ) ( صحافة – سياسة – مجتمع – حضارة – فكر ) بوصفها مرحلة متكاملة في تاريخ الشرق الإسلامي والعالم العربي ".
فرغ منه مؤلفه : نهاية 1967 م ، وهو كتاب ثمين للغاية في موضوعه .
** أبرز القضايا :
1. صحف وأقلام وصراع أفكار ( ص 17 :
- صحافة جمال الدين الأفغاني ص 23
- جريدة مصر ص 25
- جريدة مرآة الشرق ( سليم عنحوري و إبراهيم اللقاني ) ص 28
- تلاميذ جمال الدين بعد سفره من مصر ص 31
- أثر الصحافة في مجلس شورى القوانين ( عبد السلام المويلحي ) ص 24
- صحف عربية في لندن وباريس ص 36
- مرآة الأحوال ( رزق الله حسون ) ص 36
- الخلافة ( لويس صابونجي ) ص 37
- " الأهرام " آل تقلا ص 39
- " اللطائف " عبد الله النديم ص 42
- " العروة الوثقى " جمال الدين و محمد عبده ص 44
- المقطم ( صروف ونمر ومكاريوس ) ص 46
- " المؤيد " ( علي يوسف ) ص 49
- " اللواء " مصطفى كامل ص 51
- " الجريدة " لطفي السيد ص 52
2. دخائل الصحافة ( ص 53 :
3. معارك ومساجلات الصحف ( ص 66
- بين المؤيد واللواء والجريدة ص 66
- الصحافة الوطنية والاحتلال ( كرومر والصحافة ) ص 78
- الصحافة ومسألة قناة السويس ص 85
- بين مصطفى كامل وعلي يوسف ص 88
- ص2- السيوطي : طبقات الحفاظ ص وطنية وصحف معتدلة ص 91(75/50)
- " المنبر " حافظ عوض و محمد مسعود – " الظاهر " محمد أبو شادي ص 93
- بين فريد وجدي " الدستور " ولطفي السيد " الجريدة " ص 97
- " مذكرات صحفي " \\ مذكرات صحافي \\ ( سليم سركيس " لسان الحال " ص 102
-
4. إطار لصورة العصر والمجتمع ( من الاحتلال إلى أوائل الحرب العالمية الأولى ) ( ص 117 :
- الأزهر ص 119
- المرأة ص128
- الرحلة ص 139
- الصحافة ص 145 : محاكمات الصحافة : ( محاكمة عبد العزيز جاويش ص 150 ، قضية الكاملين ص 157، قضية ذكرى دنشواي ص 163 ، قضية التلغرافات ص 174 ، محاكمة أصحاب " المقطم " ص 176، قصيدة قدوم ص 177 ، الهجوم على أسرة محمد علي ص 180 )
- المجتمع ( الأغاني والأناشيد ص 182 ، المسرح ، الأعياد ، المحاكم ، دولة الحمير ، قصة الترام )
5. طرائف الصحافة ( ص 191 :
- الإمضاءات المستعارة
- المقدمات والتقاريظ
- المواقف الحرجة
- مذكرات أحمد حافظ عوض ( الصحافة بين 1898 – 1914 )
- النقد الاجتماعي
- الاصطلاحات الصحافية
- طرائف الصحافة
- وفيات العيان
- نقد الصحافة والمجتمع
6. صحافة ما بين الحربين وتطور الصحافة في الأسلوب والمضمون ( بين 1919 – 1939 ) ( ص 225 :
- مدخل تاريخ للفترة
- الصحافة خلال الحرب الأولى
- الصحافة في ثورة 1919
- رئيس التحرير
- داود بركات ، خليل ثابت
- أمين الرافعي
- عبد القادر حمزة
- محمد حسين هيكل ، حافظ عوض ، أنطون الجميل ، خليل ثابت
- عبد القادر حمزة ، التابعي ، توفيق دياب
- العقاد
- فكري أباظه
- إبراهيم المازني
- أحمد حسين
- محمود كامل
- توفيق حبيب
- توفيق دياب
- لطفي جمعة
7. دخائل الصحافة في مرحلة ما بين الحربين ( ص 269 :
- أثر الاحتلال في الأدب والصحافة :زكي مبارك
- صناعة الأخبار
- المخبرون
- أخبار الأقاليم
- ما لا ينشر في حينه
- أثر السوريين في الصحافة
- محاكمات الصحف(75/51)
- الهجوم على الصحف وتحطيمها
- كلمة عابرة أحدثت أزمة
- صالون الأهرام
- الأخطاء المطبعية
8. تطور الصحافة الأسبوعية ( ص 299 :
- صحافة النقد السياسي الساخر
- روز اليوسف والكشكول
- الأدب المكشوف
- تجربة حسين شفيق المصري
- الكاريكاتير والصحف الهزلية
- فن الكاريكاتير
- سانتس وصاروخان
- صحافة الأدب والثقافة
9. الكتاب والمصاحفون ( ص 331 :
- ميخائيل عبد السيد
- سليم عنحوري ، محمد بيرم ، حمزة فتح الله ، أديب إسحاق ، أمين الحداد ، إبراهيم اللقاني
- أحمد حلمي ، حسن حسني الطويراني ، الشيخ الشربتلي
- يوسف الخازن
- خليل مطران ، نقولا حداد
- داود بركات ، عبد القادر حمزة
- العقاد ، المازني ، أحمد وفيق
- عبد الله حسين ، محمد أبو طايلة
- جورج طنوس نجيب هاشم ، منيرة ثابت
- سيد علي
- الشيخ صالح روتر ، سيد كامل
- توفيق حبيب ، محمود عزمي
- فكري أباظه
- محمد الههياوي
- توقيعات الصحفيين ، صحفيون اجتذبتهم الصحافة
- المرأة في الصحافة
* المصاحفون :
- محمود أبو العيون ، أحمد زكي باشا ، محمد مسعود ، منصور فهمي
- محمد صبري ، وحيد ، محمد لبيب البتانوني ، التفتازاني ، توفيق اسكاروس ، محمد فريد وجدي ،
- سليم حسن ، أحمد غلوش ، مي زيادة ، عمر طوسون ، أحمد فؤاد ، علي مصطفى مشرفة ، أحمد شفيق ،عزيز خانكي ، لطفي جمعة ، عبد المتعال الصعيدي
- محمد رمزي ، شكيب أرسلان ، انستاس الكرملي ، الزهاوي ، حسن القاياتي ،محمد ثابت
- تكريم الكتاب ( هيكل )
- الصحف العربية في مرآة الصحف الأجنبية
10. إطار لصورة العصر وملامح المجتمع ( بين الحربين ) ( ص 357 :
- تحرير المرأة
- مجتمع القاهرة
- المقاهي
- منع المسكرات
- بنك مصر
- الأزهر
- سهرات رمضان
- المولد النبوي
- الطرق الصوفية
- أصحاب اللحى
- لباس الرأس
- التمثيل
- الفكاهة
- الأغاني الشعبية(75/52)
- الأفراح الشعبية
- الشاعر على الربابة
- تطور المجتمع بعد ثورة 1919
- ثوت عنخ آمون
- لعنة الفراعنة
- أمير الشعراء
- جمال الدين الأفغاني و محمد عبده
- مدام جوليت أدام
- مصريون في مالطة
الحقائق العشر في حياة كامل كيلاني ( كلمة أنور الجندي في ذكرى كامل كيلاني الرابعة والعشرين ) 1982 م / بقلم : أنور الجندي
ندوة كامل كيلاني الأدبية 5 : 7 فبراير 1982 م
مكتوبة بالآلة الناسخة ، على وجه واحد ، غير مرقمة الصفحات ، 12 صفحة .
معركة المقاومة العربية / أنور الجندي
مطبعة التحرير ، القاهرة ، 12 / 1961 ، قطع متوسط ، 127 صفحة .
الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والحرية والتجمع 1830 – 1959
/ أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 640 صفحة ، 1959 م .
على الغلاف : " غاية القول في هذا الكتاب أنه كشف عن خطط الاستعمار الفكرية في التغريب والتجزئة وقد هزمت ، وخطط الأمة العربية في المقاومة والتجمع وتقوم على أساسه اليوم عوامل البناء للوحدة العربية الكبرى " .
الأعلام الألف / أنور الجندي
صدر منها 3 أجزاء ، قطع متوسط .
في تراجم الأعلام .
كتبه قبل توجهه الإسلام الأصيل .
أدب المرأة العربية .. القصة العربية المعاصرة .. تطور الترجمة / أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، ( 134 صفحة + 128 صفحة + 80 صفحة )، قطع متوسط
يضم الكتاب ثلاثة كتاب هي :
1 " أدب المرأة العربية : تطوره وأعلامه ". ( 134 صفحة )
2 " القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها ". ( 128 صفحة )
3 " تطور الترجمة في الأدب العربي المعاصر ". ( 80 صفحة )(75/53)
تنتمي هذه الكتب الثلاثة إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر ) " التي تتناول بالبحث مراحل الأدب العربي المعاصر في شتى فنونه منذ فجر النهضة الفكرية في العالم العربي بظهور جمال الدين الأفغاني منذ عام 1875 تقريبا إلى أوائل الحرب العالمية الثانية عام 1939على مستوى الأمة العربية من العراق إلى المغرب " .
وهي تشكل أرقام 8 ، 9 ، 10 من الموسوعة .
قال المؤلف ص [ ج ] : " هذا وقد صدر الكشاف الخاص بهذه الموسوعة مستعرضا أسماء جميع أعلام الأدب العربي الذين تتناولهم الدراسة في شتى فروعها والموضوعات التي تناولتها الموسوعة وأسماء الصحف والمجلات موضع البحث . هذا وتضم الموسوعة230 شخصية، وتؤلف 4800 صفحة ".
** " القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها " : قال مؤلفه ص [ ب ] : " هذه حلقة من حلقات موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر ، عن نشأة القصة وتطورها وأعلامها في الأدب العربي المعاصر منذ بدأ هذا الفن في صورة المقامات حتى استوى في مجال القصة والأقصوصة ( الاجتماعية والتاريخية ) والمسرحية ( الشعرية والنثرية ) المجال الزمني من منتصف القرن التاسع عشر تقريبا حتى عام 1939 ( أوائل الحرب العالمية الثانية )
المرأة والحب في حياة كتابنا المعاصرين
/ أنور الجندي
في أسفل صفحة الغلاف الخارجي : " رسائل الأعلام "
ط. دار الأعلام للطبع والنشر ، القاهرة . . يطلب من : مكتبة الأنجلو ، مصر ، 1955 ، قطع دون المتوسط ، 144 صفحة
في الغلاف الداخلي : ( الكتاب الأول )
** يضم الكتاب الشخصيات :
1. أحمد لطفي السيد ص 12 :
2. طه حسين
3. محمود تيمور
4. أحمد حسن الزيات
5. توفيق الحكيم
6. العقاد
7. هيكل
8. فريد أبو حديد
9. سلامة موسى
10. أحمد زكي
11. كامل كيلاني
* ثم : زوجات في الأدب العربي المعاصر : ( أيدي المنون – البارودي ، أنات حائرة- عزيز أباظة ، من وحي المرأة – عبد الرحمن صدقي ، تحت الرماد – سعيد العريان )(75/54)
* أضواء على نفسيات الأدباء
هذا الكتاب لأنور الجندي قبل توجهه الإسلامي النقي .
حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ، ـ سلسلة : على طريق الأصالة الإسلامية ( 15 ) ، قطع دون المتوسط ، 56 صفحة ، إيداع 1981م ، طبعة مزيدة ومعدلة .
الوجه الآخر لطه حسين من مذكرات السيدة سوزان " معك "
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ـ في دائرة الضوء ( 25 )، قطع فوق الصغير ، إيداع 1980 ، 28 صفحة .
هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ـ في دائرة الضوء ( 23 )، قطع فوق الصغير ، إيداع 1980 ، 32 صفحة .
أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث : أحمد لطفي السيد . طه حسين
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 9 ) ، قطع فوق الصغير ، إيداع 1979 م ، 39 صفحة .
موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر .. كشاف
/ أنور الجندي
طبع المؤلف ، قطع دون المتوسط . 48 صفحة .
التفسير الإسلامي للفكر البشري .. الإسلام والفلسفات القديمة .. الإسلام في مواجهة الفلسفات المعاصرة لظهوره
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع متوسط .
كامل كيلاني في مرآة التاريخ / أنور الجندي
ط. مطبعة الكيلاني الصغير ، القاهرة ، قطع متوسط ، 1381 = 1961 م .
0000 في مقدمة المؤلف معلومات عن علاقته بكامل كيلاني ( ص 4 : 9 )
** أبواب الكتاب :
1- نقد الكتب .
2- دراسات أدبية .
3- آراء وأحاديث .
4- مكتبة الأطفال .
5- ندوة الكيلاني .
6- من رسائل أقطاب الفكر .
7- في ميدان الشعر .
* ثم : بعد الوفاة – حفلة التأبين
جمال عبد الناصر وكفاح الشعب / أنور الجندي
ط. شركة النيل للنشر والتوزيع ، قطع كبير ، 86 صفحة ، 1956 م
قدم له : محمد أبو الفضل الجيزاوي .
الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية(75/55)
/ أنور الجندي
ط. مط. الرسالة، القاهرة ، بدون تاريخ ، ( الناشر : مكتبة الأنجلو ) ، قطع دون المتوسط ، 648 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر حتى 1940 ) ، ( رقم 4 )
ما يختلف فيه الإسلام عن الفكر الغربي والماركسي / أنور الجندي
صدر هدية على مجلة " دعوة الحق " ( مكة المكرمة ) ، السنة 5 ، العدد 52 ( 7 / 1406 = 4 / 1986 م ) ، قطع دون المتوسط ، 202 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1 تميز منهج الإسلام على المذاهب الوافد
2 فساد المنهج العلمي الغربي
3 الفوارق العميقة بين منهج الإسلام والمنهج الغربي البشري
0 خاتمة : المحافظة على الذاتية الإسلامية فريضة من فرائض العقيدة .
الإسلام في وجه التغريب .. مخططات التبشير والاستشراق / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 429 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى سلسلة ( معالم تاريخ الإسلام ) ( رقم : 7 )
** أبواب الكتاب :
* أولا : مخططات التبشير :
1. صفحات من تاريخ التبشير .
2. أهداف التبشير ومخططاته .
3. أبعاد التبشير مع القوى المختلفة .
4. التبشير وآثاره في بناء الفكر والثقافة .
* ثانيا : مخططات الاستشراق :
1. صفحات من تاريخ الاستشراق .
2. سموم الاستشراق في الفكر الإسلامي .
- الإسلام
- الرسول صلى الله عليه وسلم
- القرآن
- اللغة العربية
- التراث
- السنة
- الحضارة
- الشريعة
- الآداب
- التاريخ
3. خطط الاستشراق بين التحول والثبات .
الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني / أنور الجندي
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، مصر ، لجنة التعريف بالإسلام ، سلسلة التعريف بالإسلام ( رقم 19 ) ، 1384 / 1964 ، قطع متوسط ، 232 صفحة .
** أبرز موضوعات الكتاب :
1 التحديات التي واجهها الإسلام .
2 الهجوم على الإسلام .
- كتابات خصوم الإسلام .
3 من الهجوم إلى الدفاع .(75/56)
4 ضوء جديد من الإسلام .
- أصول الإسلام
- حقوق المرأة
- الزكاة
- الإسلام والسيف
- معاملة أهل الكتاب
- الإسلام دين ومجتمع
- التشريع الإسلامي
- تاريخ الإسلام
- حضارة الإسلام
- موقف الإسلام من العلم
- الإسلام والاستعمار
- مستقبل الإسلام
- القرآن
- ترجمة القرآن
- محمد صلى الله عليه وسلم
5 الإسلام والأديان . ( فيه أقوال كتاب غربيين أنصفوا الإسلام )
- عبد الله كوليام
- لورا فنيشيا فاليري
- لورد هدلي
- هنري دى كاستري
- ليوبولد فابس
- نشكنتنايا دهيابا
- قسطنطين ملحم
- خالد شلدريك
- إتيان دينيه
- سلطانة جاهان مهوبال
- بنوا
6 غزوة جديدة للفكر الإنساني .
( ذكر فيه المؤلف أن في يقينه أن الإسلام الآن في غزوة جديدة للفكر الإنساني ، وكانت الغزوة الأولى تلك التي جاءت إثر القرون الوسطى المظلمة لأوربا . وفيه حديث عن حاجة الإنسانية اليوم للإسلام )
مناهج الحكم والقيادة في الإسلام ( تصـ ) / أنور الجندي
ط. المكتبة العصرية ، صيدا – بيروت ، ط1 : 1402 / 1982 ، قطع متوسط ، 77 صفحة
** أبرز نقاط الكتاب :
1 السياسة في الإسلام .
2 حقوق الإنسان في نظر الإسلام .
3 الدولة في الإسلام .
4 القيادة السياسية في الإسلام .
5 الكلمة للأمة في الإسلام .
6 وظيفة الحاكم في الإسلام .
7 السياسة الدولية في الإسلام .
8 الحرب والسلام في الإسلام .
9 الحروب دفاعية يفي الإسلام .
10 رسالة الإسلام في المجتمع الدولي .
11 الرسول القائد .
12 العدالة في الإسلام
الإسلام وحركة التاريخ .. رؤية جديدة في فلسفة تاريخ الإسلام / أنور الجندي
ط. بدون ناشر ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 512 صفحة
( هذا الكتاب تم خلال سنة 1967 - 1968 )
** أبواب الكتاب :
1. بناء الجماعة الإسلامية
2. بماء الإسلام وتوسعاته .
3. مرحلة الانصهار والبلورة .
4. مرحلة الغزو الخارجي(75/57)
5. مرحلة الوحدة الإسلامية العثمانية
6. اليقظة العربية الإسلامية
7. معالم أساسية في تاريخ الإسلام
- السنة والشيعة
- العرب مادة الإسلام
- انتشار الإسلام ذاتيا
- مفهوم البطولة في الإسلام
- المرأة في الإسلام
- عوامل التأخر ودوافع التقدم
8. فلسفة تاريخ الإسلام .
نحو بناء منهج البدائل الإسلامية للنظريات والأيدلوجيات والمفاهيم الغربية الوافدة المطروحة في مناهج التربية والثقافة والعلوم
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1989 م ، قطع متوسط ، 327 صفحة .
** أبرز نقاط الكتاب :
1. البدائل الإسلامية ضرورة أساسية
- اختلاف الأساس
- معطيات الإسلام
- الإرساليات مؤامرة الترجمة
- خطة احتواء عالم الإسلام
- هل المنهج الغربي علمي حقيقة ؟
- فرض المنهج الغربي وتزييف التاريخ
- كشف المؤامرة
- العودة إلى المنابع
2. القضايا الأساسية للفكر الإسلامي
- القرآن الكريم
- اللغة العربية
- التراث
- التاريخ
- التربية الإسلامية
- الطفولة
- الثقافة
- الحضارة
- المرأة المسلمة
- الاقتصاد
3. الحملات الموجهة إلى القيم الأساسية
- الحملة على القرآن الكريم
- السنة والسيرة
- الشريعة الإسلامية والفقه
* القضايا المثارة : ( مسألة تغير الأحكام بتغير الزمان – نظرية تقديم العقل على النقل – قضية تقديم المصلحة على النص )
4. العلوم الإنسانية والاجتماعية
- العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية
- المنهج الغربي والمعرفة
- العلوم الإنسانية والاجتماعية
- العلوم الاجتماعية
- النفس والأخلاق
- موقف الإسلام من العلوم الاجتماعية
- موقف الإسلام من الفلسفة
. خاتمة : فماذا عجزت العلوم الإنسانية عن العطاء ؟
5. مصطلحات دخلت اللغة العربية ومضامينها الإسلام :
- العصرية
- المعاصرة
- التقدم والتقدمية
- العقلانية
- الأصالة
- الصحوة
- القوميات
- الإعلام(75/58)
- المقاومة والجهاد
6. المذاهب والنظريات الغربية :
- الماركسية
- الإلحاد
- الوجودية
- الأجناس
- الماسونية والروتاري
- العلمانية
7. القضايا الوافدة
- الفكر الباطني
- حول التراث القديم : الأسطورة والخرافة
- القصة الغربية المكتوبة بالعربية
نوابغ الفكر الإسلامي / أنور الجندي
ط. دار الرائد العربي ، بيروت ، ط1 : 5 / 1972 م ، قطع متوسط ، 432 صفحة
** اشتمل الكتاب على ترجمة كل من :
1- مالك بن أنس
2- البخاري
3- أحمد بن حنبل
4- الشافعي
5 - أبو حنيفة
6- الخليل بن أحمد
7- الأشعري
8- البيروني
9- الحسن بن الهيثم
10- الماوردي
11- ابن حزم
12- الغزالي
13- ابن تَيْمِيَّة
14- ابن خلدون
15- ابن قيم الجوزية
* كما اشتمل على فصل بعنوان ( تجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مفاهيمه ) ص 119 :
الإسلام يزحف إلى قواعده / أنور الجندي
ط. دار الطباعة والنشر الإسلامية ، 11 / 1365 هـ ، قطع دون المتوسط ، 62 صفحة .
الكتاب ضمن سلسلة : رسائل تاريخ الفكرة الإسلامية . الكتاب السابع . 2- الحركات الإسلامية الأخيرة . 4- الإسلام يزحف ( _ كما في ص 13 .
قال مؤلفه ص 14 : « الكتاب المقبل : " تاريخ الأحزاب والوزارات والبرلمان والدستور والزعماء " . من أخطر البحوث وأشقها وأعنفها على الباحث ، قرأ لها المؤلف مئات الكتب والصحف والمجلدات ليخرجها مضغوطة ملخصة مبسوطة سهلة الهضم والفهم للقارئ الكريم الراغب إلى معرفة تاريخ هذه الفترة من حياة مصر السياسية بين تصريح 18 فبراير سنة 1922 وبين محادثات سنة 1946 ، وهذا الكتاب فيما نعتقد السجل الأول لتاريخ هذه الفترة إذ لم تسبق كتابتها فضلا عما تكشف من حقائق عن الآثار السوداء التي كتبتها الحزبية في تاريخ مصر "
يقظة الفكر العربي .. حركة اليقظة في مواجهة التغريب ( مرحلة ما بين الحربين ) / أنور الجندي(75/59)
ط. مطبعة زهران ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 352 صفحة ( ظهر في يوليو 1972 )
الكتاب هو الثاني من مجموعة ( يقظة الفكر العربي ) وتضم :
1. حركة اليقظة منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الثانية ( في مواجهة الاستعمار ). صدر .
3. حركة اليقظة منذ الحرب العالمية الثانية ( في مواجهة الشعوبية ) ( _ كما في ص 2 )
* فصول الكتاب :
1. مدخل تاريخي سياسي .
2. حركة التغريب .
3. نمو حركة اليقظة واتساع آفاقها .
4. بناء الفكر العربي الإسلامي ومضامينه .
5. التحديات في وجه اليقظة
* تحديات التغريب وقضاياه :
- عالمية الثقافة
- التبعية للاستشراق والتغريب
- الحملة على الإسلام والأزهر
- تجزئة الإسلام
- الهجوم على القرآن
- الشريعة والقانون
- النظرية المادية
- إقليمية الأدب
- الهجوم على الفصحى
- التغريب
- تزييف التاريخ وتدمير البطولة
- إحياء الأساطير
- الشعوبية واتهام العقلية العربية
- إسقاط الحضارة الإسلامية
- الإغريقيات والنزعة اليونانية
- فصل الأدب عن الفكر والمجتمع
- المرأة والمجتمع
- الأدب المكشوف والإباحية
- الدعوات الهدامة
- الإقليمية الضيقة
- تعظيم الغرب
- التبشير والإرساليات الأجنبية
- اتهام الأدب العربي
- العروبة ذات الجذور الانفصالية
- تغريب التعليم والجامعة والتربية
- إحياء ما قبل الإسلام
6. انكسار الموجة
7. مدرسة اليقظة : أعمدتها ومناهجها
- ابن باديس
- محمود أبو العيون
- مصطفى صادق الرافعي
- فريد وجدي
- مصطفى المراغي
- علي العناني
- محمد أحمد الغمراوي
8. الانتقاض على حركة التغريب
- منصور فهمي
- إسماعيل مظهر
- هيكل
- زكي مبارك
9. كبرى قضايا الفكر العربي
- قضية تحريف المفاهيم وتزييف القيم
- قضية الضعف والتخلف
10. عروبة مصر وإسلامية الثقافة
* خاتمة : إيماءات إلى مصادر الخطر .(75/60)
أضواء على تاريخ الإسلام / أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 1377 / 1957 ، 200 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1. من الدعوة إلى الدولة .
2. أضواء على الفكر الإسلامي
3. بين الإسلام وخصومه
4. الإسلام والحضارة
5. دور الإسلام في القيادة العالمية
الرسول الإنسان وأعلام الإسلام . تراجم الأعلام / أنور الجندي
ط. دار الأعلام للطبع والنشر ، 1955 ، قطع دون المتوسط ، 160 صفحة .
الإسلام والغرب / أنور الجندي
ط. المكتبة العصرية ، صيدا – بيروت ، ط 1 : 1402 / 1982 ، قطع متوسط ، 298 صفحة .
** أبرز أبواب الكتاب :
1. الإسلام يقتحم أوربا من جبهتي الأندلس والبلقان .
2. أوربا والغرب من المسيحية إلى الاستعمار .
3. الدولة العثمانية وسبعة قرون من الدفاع عن الإسلام .
4. عالم الإسلام في قبضة الغرب
5. قوى الاستعمار والصهيونية والشيوعية المتصارعة حول عالم الإسلام المتفقة عليه .
6. عالم الغرب اليوم إزاء الإسلام .
7. الإسلام في دورة الفلك .
الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ط1 : 1399 / 1979 ، 286 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1. خصائص النظام الإسلامي
2. الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي .
3. بين الشريعة الإسلامية والنظم الحديثة " الاجتماع والسياسة "
4. الشريعة الإسلامية والنظم الاقتصادية .
5. الإسلامية ومفهوم الأمة ( القومية والعنصرية )
6. تكامل نظام الإسلام وانشطارية النظم الغربية .
تاريخ الصحافة الإسلامية 1- المنار – محمد رشيد رضا ( 1315 / 1898 : 1353 / 1935 )
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1983 م ، 196 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة تاريخ الصحافة الإسلامية خلال القرن الرابع عشر الهجري 1301 / 1884 : 1400 / 1980 ) ، وهو أول أجزائها ، يليه :
2- مجلة الفتح – محب الدين الخطيب .
3- صحف الإخوان – حسن البنا .(75/61)
4- مجلة الأزهر ( فريد وجدي – محب الدين الخطيب – الزيات )
5- الصحف الإسلامية ( بعد الحرب الثانية إلى نهاية القرن الرابع عشر ) 1940 – 1980 .
المجتمع الإسلامي المعاصر في مواجهة رياح السموم / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1978 م ، 204 صفحة ، قطع متوسط .
** أبرز نقاط الكتاب :
1- رياح السموم التي طرحتها النظريات المادية :
- أثر الروافد الثلاث .
- هدم الأسرة المسلمة
- محاولة القضاء على وظيفة المرأة الأساسية
- محاذير تواجه رسالة الأمومة
- أخطار في وجه الطفل المسلم
- فساد أسلوب العيش الغربي .
2- التحديات في وجه المرأة
- التحديات في وجه المرأة المسلمة
- عطاء الإسلام وعطاء الحضارة
- تحديات الأسرة المسلمة
- اللباس والزينة
3- التحديات في وجه الشباب
- الجريمة والجنس
- الفن
- المسرح
- السنما
. ملاحق البحث :
- عودة المرأة إلى البيت
- عندما دخلت بلادنا رياح الماركسية .
اللغة العربية بين حماتها وخصومها / أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، الناشرون : مكتبة المعارف ، بيروت ومكتبة الأنجلو ، مصر ودار المعرفة ، القاهرة، بدون تاريخ ، 284 صفحة ، قطع دون المتوسط
هذا الكتاب هو السابع من ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر )
** أبرز نقاط الكتاب :
1. مكانة اللغة العربية في العالم الإسلامي والغرب
- تاريخ العربية وأثرها في لغات الشرق
- معارك العربية
- العربية في العالم الإسلامي
- العربية في رأي الباحثين
- رأي اللغويين في العربية
- العربية في أوربا
2. اللغة العربية بين حماتها وخصومها
- العربية في ظل الحكم العثماني
- العربية بعد الاحتلال الفرنسي
- أول معجم وأول مجمع
- حملة ويلكوكس
- حملة القاضي ويلمور
- صراع العربية في ميدان التعليم في مصر
- حركة دار العلوم
- محاولات لطفي السيد
- المهجر في معركة اللغة(75/62)
- قاسم أمين : موقفه من العربية
- معركة العربية في سوريا ( الخوري غصن )
- محاولة سلامة موسى
- إنشاء المجمع اللغوي المصري
- العربية في المحاكم المختلطة
- معركة العربية في المغرب العربي الكبير
- دعوة ماسينيون
- دعوة كولان
- معركة الحروف اللاتينية
3. حماة اللغة العربية
- الشدياق ص 135
- إبراهيم اليازجي ص 139
- عبد القادر المغربي ص 145
- أحمد السكندري ص 149
- حفني ناصف ص 155
- سليمان البستاني ص 159
- أنيس المقدسي ص 163
- إسعاف النشاشيبي ص 165
- أسعد خليل داغر ص 167
- سليم الجندي ص 171
- د. صروف ص 175
- محب الدين الخطيب ص 181
- عبد الرحمن شهبندر ص 183
- جبر ضومط ص 185
- مصطفى جواد ص 193
4. أصحاب الموسوعات
- أمين المعلوف
- مصطفى الشهابي ص 209
- د. محمد شرف ص 215
- د. أحمد عيسى ص 219
5. قضايا اللغة العربية
الجباه العالية / أنور الجندي
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، 1958 م ، قطع دون المتوسط ، 192 صفحة .
الكتاب هو الحلقة الثانية من سلسلة " أعلام الفكر " .
أشار في مقدمته ص 3 أنه أراد بالجباه العالية أعلام العقل وعباقرة الحجا والنظر البعيد .
منه نسخة بمكتبة أنور الجندي ( القاهرة ) ، كتب عليها بقلمه : " غيرتُ رأيي بعد فهم دقيق للإسلام في كثير من هؤلاء : ابن المقفع والفردوسي وابن سينا وابن رشد وطاغور وسقراط وكنفوشيوس ، ولي في ذلك أدلة ".
** احتوى على تراجم :
1. مالك بن أنس ص 7
2. أبو حنيفة ص 13
3. الشافعي ص21
4. أحمد بن حنبل ص 29
5. ابن حنبل ص 35
6. البخاري ص 41
7. ابن خلدون ص 47
8. الغزالي ص 55
9. ابن تيمية ص65
10. الشريف الإدريسي ص 125
11. المتنبي ص 75
12. الجاحظ ص 85
13. أبو العلاء المعري ص95
14. ابن المقفع ص101
15. الخليل بن أحمد ص 185
16. ابن سينا ص 113
17. ابن رشد ص 119
18. إقبال ص 131
19. طاغور ص 143(75/63)
20. الفردوسي ص 107
21. تولستوي ص 153
22. برنارد شو ص 163
23. سقراط ص 171
24. كونفشيوس ص 179
0000
أضواء على الحياة والأدب / أنور الجندي " عطارد "
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، توزيع : دار العروبة ، 1956 م ، قطع دون المتوسط ، 144 صفحة .
جولات في الأدب والفن والحياة / أنور الجندي
ط.دار الأعلام للطبع والنشر ، القاهرة ، 1956 م ، قطع دون المتوسط ، 224 صفحة .
الشعوبية في الأدب العربي الحديث / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1977 ، 264 صفحة .
ينتمي الكتاب لسلسلة ( معالم تاريخ الإسلام )
قال مؤلفه ص 5 : " تعني الشعوبية في الأدب العربي الحديث :
. إخراج هذا الأدب عن قيمه الأساسية ورسالته وطبيعته ,
. قطعه عن الأدب العربي كله وفصله حتى يكون أشبه بكيان متصل .
. ازدراء الماضي والتاريخ والتراث ومحاولة النظر إليه على أنه غير صالح للانتساب إليه .
. فرض مفاهيم وتقاليد وأساليب دخيلة عليه في محاولة لاحتوائه وصبغه بها .
. فرض مناهج وافدة في النقد والتفسير ترمي إلى هدمه والازدراء به .
** أبواب الكتاب :
1. التراث واللغة
- في مواجهة التراث
- في مواجهة العربية الفصحى
2. في مجال الأدب
- مرحلة الهدم وإثارة الشبهات
- بناء الواجهة الشعوبية
- الشعر الحر
- العامية
3. أبعاد المواجهة الشعوبية
خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ط 1 : 1395 / 1975 م ، قطع متوسط ، 520 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي الحديث )
** أبرز نقاط الكتاب :
1. خصائص الأدب العربي
- خصائص الأدب العربي
- البيئة التي نشأ فيها الأدب العربي
- الفكر الذي تشكل الأدب العربي في إطاره
- الأصول التي استمد منها الأدب العربي وجوده
- وجوه الاختلاف والتباين بين الأدب العربي والأدب الغربي(75/64)
- التحديات التي واجهت الأدب العربي
2. مذاهب النقد الأدبي
- مذاهب تاريخ الأدب
- مذاهب النقد الدبي
- فساد نظريات النقد الأدبي الوافدة
1) نظرية فصل الأدب عن الفكر
2) المذهب الاجتماعي والعلمانية
3) أخلاقية الأدب
4) أسلوب الشك
5) الأدب ومكانته في دائرة الضوء
6) الاعتماد على المصادر الزائفة
7) أدب الأساطير وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
8) بطولات الأدب والتاريخ العربي
9) إقليمية الأدب
3. إحياء الأدب العربي
- القرآن والأدب العربي
- النثر والشعر في مفهوم الأدب العربي
- لماذا انحرف الأدب العربي ؟
- السجع والزخرف ، المقامات
- عصر الموسوعات
- بعث التراث
- البيان القرآني في منهج النقد الأدبي
4. أثر الآداب الغربية في الأدب العربي
- أثر الاستشراق في الأدب العربي
- الترجمة من الآداب الغربية ، ترجمة القصة
- أثر الأدب الإغريقي في الأدب العربي
- الأدب المهجري
- القصة
- الأدب الشرقي القديم
- الأدب العربي والأساطير
- المسرحية اليونانية
- حركة الرفض في الأدب العربي الحديث
5. مناهج الأدب العربي بين التبعية والأصالة .
- الأدب العربي والآداب العالمية
- تضييق دائرة الأدب
- كتب المحاضرات
- الأدب المكشوف
- خطأ نظرية التجديد المفرغة من الأصالة
- الدعوة إلى التمصير
الإسلام والتيارات الوافدة / أنور الجندي
ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ( مصر ) ، 1987 م ، قطع دون المتوسط ، 115 صفحة ، ـ قضايا إسلامية .
* فصول الكتاب :
1. النظرية المادية .
2. الدارونية .
3. العلمانية .
4. مفاهيم العلوم الإنسانية والاجتماعية .
أ . العلوم الاجتماعية ص 44
ب . النظرية الأخلاقية ص 47
ت . مفاهيم علم النفس ص50
ث . الوجودية ص 55
5. التفسير المادي للتاريخ .
6. مفهوم الحضارة الغربية .
7. إحياء التراث الوثني
8. البهائية والقاديانية .(75/65)
الكتاب يمتاز بالإيجاز والوضوح ، وهو يعالج قضايا فكرية هامة تواجه الأمة الإسلامية ، وهو يناسب الشباب المسلم .
رجال اختلف فيهم الرأي ( وعلى الغلاف الداخلي : " شخصيات اختلف فيها الرأي ") / أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 143 صفحة .
الكتاب هام جدا ، قل أن يوجد مثله في موضوعه بهذا الشمول والإحاطة .
** في الكتاب الشخصيات التالية :
1- لطفي السيد وأكذوبة أستاذ الجيل . ص 3 : 11 .
2- سعد زغلول ص 13 : 21 .
3- قاسم أمين ص 23 : 35 .
4- طه حسين ص 36 : 46 .
5- سلامة موسى ص 47 : 59 .
6- علي عبد الرازق ص 61 : 72 .
7- ساطع الحصري ص 73 : 82 .
8- محمد التابعي ص 83 : 87 .
9- مدحت باشا وأتاتورك ص 89 : 102 .
10- غاندي ص 104 : 114 .
11- زكي نجيب محمود ص 115 : 124 .
12- سارتر وعبد الرحمن بدوي ص 125 : 134 .
13- لويس عوض ص 135 : 142 .
التراث
/ أنور الجندي
منشورات مكتب الطلبة ، جامعة قسنطينة ، 1406 / 1985، قطع فوق الصغير ، 32 صفحة .
في أعلى يمين الغلاف : ( نحو ثقافة بانية )
الإسلام والعالم المعاصر .. بحث تاريخي حضاري
/ أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1393 / 1973 ، قطع متوسط ، 469 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 1 )
** أبواب الكتاب :
1- العالم والإسلام : ( اليهودية ، المجوسية ، البرهمية والبوذية ، الهيلينية ، الإمبراطورية الرومانية ، المسيحية والغرب ، الفرعونية ، الوثنية العربية ) ص 25 :
2- الإسلام والعالم : ( الفتح الإسلامي ، القرون الوسطى المضيئة ، المسلمون والمتوسط ، التاريخ الإسلامي ، القرآن والدين ) ص 101 :
3- الإسلام والأديان : ( معالم الإسلام ، التوحيد ، تدين البشرية وتحرير الإنسان من العبودية ، بناء المجتمع والإنسان ، الإسلام والأديان ) ص 203 :(75/66)
4- الإسلام والعالم المعاصر : ( الإسلام والعالم المعاصر ، أزمة الغرب الدينية ، اليهودية في محاولة احتواء الإسلام ، الماركسية في مواجهة الإسلام ، الإسلام والبشرية ) ص 357 :
سقوط العلمانية / أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1393 / 1973 ، قطع متوسط ، 199 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 2 )
* أبرز نقاط الكتاب :
. مدخل :
- العلمانية في الفكر والمجتمع الغربي .
- العلمانية في الفكر والمجتمع الإسلامي
1. العلمانية والعلم .
. النظرية المادية ص 49
2. العلمانية والفلسفة
3. العلمانية والدين
4. العلمانية والإنسان
5. موقفنا وموقف الغرب
6. منهج الإسلام في المعرفة
. لحق : رأي العلماء الغربيين في ترابط الدين والدولة ، والدين والعلم في منهج الإسلام ص 193 :
الإسلام والدعوات الهدامة / أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1974 ، قطع متوسط ، 296 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( رقم 3 )
** أبرز النقاط :
0 مصادر المذاهب الهدامة :
1) إحياء الباطنية القديمة .
2) تحريف العقيدة السبئية .
3) المذاهب الهدامة والإلحاد .
4) الله في مفهوم الإسلام
5) عقيدة البعث
1- دعوات هدامة للعقائد والقيم .
1) : الدهرية
2) : الثيوصوفية : ( وحدة الوجود ص 55 ، الحلول ص 59 ، الاتحاد ص 61 ، التناسخ ص 63 ، الزقانا ص 65 ، الإشراق ص 66 )
3) : البهائية ص 69
4) : الروحية الحديثة ( تحضير الأرواح )
2- دعوات هدامة للمجتمعات والأمم ص 87
1) أ. أيديولوجية التلمود ص 89 المخططات التلمودية ص 104
2) ب. دعوة العنصرية ص 113
3) ج. المادية ص 127 العقل : مكانته ومهمته ص 136 الإسلام والنظرية المادية ص 142
4) د. العلمانية ص 147
5) هـ. العالمية ص 158
3- دعوات هدامة للنفس والأخلاق ص 161
1) الفرويدية : الجنس ص 163
2) الوجودية ص 185(75/67)
3) الهيبية ص 198 الإنسان في الميزان ص 207
4- دعوات هدامة للفكر والثقافة
1) الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام ص 215 : ( الوثنية ، الجاهلية ، الإقليمية ، الفرعونية ، الفينيقية )
2) الإسرائيليات ص 233 : ( الأساطير )
3) دعوة التغريب ص 243 : ( التبشير ص 249 ، الاستشراق ص 251 ، الشعوبية ص 255 )
4) إحياء الهلينية ص 257
5- الدعوة إلى العامية
- الإسلام في مواجهة الفكر
العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي / أنور الجندي
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1979 ، قطع متوسط ، 463 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 4 )
مجال البحث : العالم الإسلامي بين سنتي 1740 : 1940 م )
** أبرز نقاط الكتاب :
* مدخل
أولا : الإسلام وعالم اليوم
1. الإسلام والأمة العربية
2. تركيا ومقاومة الغزو
3. إيران : الشيعة ومقاومة النفوذ الأجنبي
4. أفغانستان ومقاومة الاستبداد والاستعمار
5. باكستان ومسلمو الهند
6. أندونيسيا وأرخبيل الملايو
7. إفريقيا : قارة الإسلام
* ثانيا : العالم الإسلامي وحركات الوحدة :
1. الوحدة الإسلامية
2. الجامعة الإسلامية
3. الخلافة الإسلامية
* ثالثا : الأمة العربية وعالم الإسلام :
1. الأمة العربية ومصر العربية الإسلامية
2. الوحدة العربية
3. الإسلام وحركات المقاومة
4. ثورة الجزائر
5. جذور الوحدة العربية
* رابعا : حركات الإصلاح في العالم الإسلامي
1. دعوة التوحيد
2. الدعوة السنوسية
3. الدعوة المهدية
4. الحركات الإصلاحية : حركة جمال الدين الأفغاني و محمد عبده
5. الحركة السلفية
6. جمعية العلماء
7. الحركة الإسلامية في الهند الإسلامية وباكستان
8. حركة الإصلاح في أندونيسيا
9. الحركات الصوفية
10 ثمرة الحركات الإسلامية
* خامسا : الثقافة في العالم الإسلامي
1. التعليم .
2. الثقافة
3. اللغة العربية في العالم الإسلامي(75/68)
- اللغات الإسلامية واللغة العربية في الباكستان والهند الإسلامية
- اللغة الأندونيسية واللغة العربية
- حاضر اللغة العربية في إفريقيا ص 370
* سادسا : الاستعمار والعالم الإسلامي
1. الاستعمار
- ( جدول ) تاريخ الاحتلال الغربي للعالم الإسلامية ص 391 : 392 .
2. التبشير
3. الصهيونية
4. الحركات الهدامة ودعوات تغيير مفاهيم الإسلام :
- البهائية ص 446
- القاديانية ص 451
- الماسونية ص 456
ليظهره على الدين كله / أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1980 م ، قطع متوسط ، 111 صفحة .
قال مؤلفه ص أ : " … وإذا كانت محاولات الحوار ترمي إلى الحصول على كتابات إسلامية تعترف بأن المسيحية بوضعها الحالي هو الدين الذي أنزل على عيسى عليه السلام وأن الخلاف بينه وبين دين الإسلام في مسائل فرعية فإن ذلك أمر يجب الكشف عن خطره والمؤامرة الخبيثة وراءه … "
** النقاط الرئيسية :
1. القرآن إزاء العلم بالمقارنة مع الكتاب المقدس
2. الأريوسية الجديدة
3. الحوار
4. التوراة
5. فساد نسبة الأناجيل للمسيح
6. نظرية الخطيئة الأصلية
7. ليظهره على الدين كله .
نحن العرب / أنور الجندي
ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ]، 10 / 11 / 1960 ، قطع فوق الصغير ، 126 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية ( 73 )
كتب المؤلف هذا الكتاب في قبل استوائه الفكري الإسلامي .
الزهاوي شاعر الحرية 1863 – 1936 / أنور الجندي
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 18 / 2 / 1960 ، قطع فوق الصغير ، 110 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية ( رقم 38 )
كتب المؤلف هذا الكتاب في قبل استوائه الفكري الإسلامي .
حسن البنا الرجل القرآني / بقلم الكاتب الأميركي : روبير جاكسون
ترجمة : أنور الجندي
ط. المختار الإسلامي ، القاهرة ، ط 1 : 1397 / 1977 م ، قطع فوق الصغير ، 37 صفحة ، ـ سلسلة ( نحو وعي إسلامي)(75/69)
الإسلام في معركة التغريب / أنور الجندي
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ، 15 / 1 / 1384 = 27/ 5 / 1964 ، قطع دون المتوسط ، 64 صفحة ، ـ سلسلة : كتب إسلامية ( 34 ) ،
شبهات في الفكر الإسلامي / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع فوق الصغير ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب المسلم
الطريق أمام الدعوة الإسلامية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 95 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
قال مؤلفه ص 7 : "إن الطريق أمام الدعوة الإسلامية أصبح مضيئا بمجموعة من الحقائق التي يبنى عليها جدار قوي يمكن للداعية إلى الله أن يحتمي به وينطلق منه ، أبرز هذه الحقائق … … … ، ومع انكشاف هذه الحقائق فإن هناك أخطار وتحديات ما تزال في حاجة إلى عمل كبير … … … "
أبرز نقاط الكتاب :
1. القرآن ونظرية دارون
2. إجهاض اليقظة
3. دعاوى الاستشراق
4. تشويه الجامعات الغربي للإسلام
5. دين ودولة
6. مذاهب سقطت
7. أمل البشرية
8. القانون الوضعي والقوميات
9. التحديات
10 معجزة الإسلام الكبرى
11 الحفاظ على الذاتية الإسلامية
12 الحذر من الانصهار
13 القارة الوسطى
14 التيار الرباني
15 فضل الإسلام المتجدد
16 نقبل في ضوء القرآن ونرفض
قضايا مثارة في ضوء الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 103 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** فهرست الكتاب :
- مدخل إلى المبحث .
- ما يعتقده أهل الفكر الغربي
- الصهيونية والليبرالية والماركسية
- اليوم انتهت الحروب الصليبية
- الأهداف
- التمزق والضياع والعبث
- محاولة لإفساد الحضارات والأمم والمجتمعات
- محاذير ثلاثة في رحلة الثقافات الإسلامية العالمية
- مهمة الأدب الإسلامي
- الإسلام والمصطلحات المعاصرة
- الغزوة الصهيونية(75/70)
حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 103 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
قال مؤلفه ص 5 : " إن جميع الدلائل التي يكشف عنها مخطط التغريب والغزو الثقافي لأمتنا الإسلامية والذي يتكاثف اليوم بصورة مذهلة عن طريق جميع مؤسسات النفوذ الأجنبي على اختلاف نوعياتها غربية أو ماركسية أو صهيونية إنما تهدف في هذه المرحلة - مرحلة العقد الأول من القرن الخامس عشر وفى مواجهة الصحوة الإسلامية ووضوح آياتها على أمر واحد ، هو القضاء على الهوية الإسلامية والانتماء القرآني وفصل المسلمين والعرب عن تاريخهم وعقيدتهم وتراثهم ولغتهم وكل مدوناتهم التي منحهم إياها الإسلام بقيمه ومقوماته ودفعته القوية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور … "
** فهرست الكتاب :
- مدخل إلى المبحث
- أسلمة العلوم والمناهج .
- لماذا يدخلون الإسلام
- استعلاء كاذب
- ليس إلا الإسلام لإصلاح البشرية
- تربية الإسلامية
- مواجهة الفكر الباطني
- عبرة التاريخ الأندلسي بعد خمسة قرون
- رفض النموذج الغربي والتماس أسلوب العيش الإسلامي
- هزيمة الفكر البشري وانتصار الدعوة الربانية
- استقلالية ذاتية الإسلام
- الأخطار في وجه الأجيال الجديدة
- قصور المناهج الغربية
- العودة إلى المنابع
- سموم الاستشراق
- تصحيح وجه الشباب المسلم
- الوراثة والبيئة
- ولتعرفنهم فيلحن القول
- فلنحذر التبعية
- العروبة و الإسلام
- محاولات لتغيير الهوية الإسلامية
- فلنحذر الزيف
- المنهج الرباني
- العلمانية
- عودة القدس
- طه حسين
- قضية القمم الشوامخ
- حتى لا تضيع الهوية الإسلامية .
ترشيد الفكر الإسلامية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 119صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** فهرست الكتاب :(75/71)
- تأكيد الذات
- المسئولية الفردية
- مواجهة خطر الاستلاب
- القيم الإسلامية الأساسية
- النظرة القرآنية المتكاملة
- المفهوم الإسلامي الجامع
- تكامل القيم
- مواجهة التغريب
- عصارة رسالات الأنبياء
- المنابع الأصيلة
- الفصحى لغة القرآن
- تفسير التاريخ الإسلامي
- تعلم اللغات الأجنبية
- الإسلام والغرب
- محاذير الاستشراق
- الفن في الإسلام
- الفقه الإسلامي
- الإسلام والعقل
- الصحوة الإسلامية
- الإسلام والحضارة
- إعادة النظر في المسلمات
- مستقبلية الإسلام
- الشعر ومحاولات تغريبه
- في مجالات الترجمة .
كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 104 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** فهرست الكتاب :
- " الإنسان" مفهوم الإسلام له .
- التحرر من التبعية
- المؤامرة على الإسلام
- النظرة القرآنية
- فشل الاتجاهين الوافدين
- محاولات تغريب الإسلام
- تكامل الإسلام
- الفصحى لغة القرآن
- تاريخ الإسلام
- محاذير الترجمة واللغات الأجنبية
- الغرب يتطلع إلى الإسلام
- مفهوم الإسلام للفن والجمال
- تكامل الإسلام إزاء العقلانية والوجدانية
- مستقبلية الإسلام
- انهيار الحضارة الغربية
دورنا الجديد في الحضارة الإنسانية / أنور الجندي
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ، 18 / 2 / 1965 م ، قطع دون المتوسط ، 37 صفحة ، ـ سلسلة : اخترنا للجندي ( 81 )
كلمات خالدة من ذخائر تراثنا العربية / أنور الجندي
ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ] ، 62 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية
جمع المؤلف في الكتاب جملة اختارها من الأحاديث النبوية ، وأقوال بعض الصحابة ، ثم أقوال لبعض الأدباء كالجاحظ ونحوه .
يقظة الفكر العربي ، حركة اليقظة في مواجهة التغريب ( مرحلة ما بين الحربين )(75/72)
/ أنور الجندي
ط. مطبعة زهران ، مصر ، 1972 ، قطع متوسط ، 352 صفحة ( 5 : 352 )
تحديات في وجه المجتمع الإسلامي / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (30)
أصل الكتاب كلمة ألقاها المؤلف في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة . ( _ كما في ص 32 )
يحتوي الكتاب على نقاط موجزة مختصرة ، تتناول :
- أضواء كاشفة لأبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب
- ثلاث قوى لها أثرها البعيد في أزمة المسلمين : التعليم ، الثقافة ، الصحافة .
- دلالة إعلان المستشرقين " إلغاء الاستشراق "
- العلاقة بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي
- العلاقة بين المسلمين والعرب ( الخلاف بين العرب والدولة العثمانية ( ص 30 : )
- رد الاعتبار للسلطان عبد الحميد ( ص 30 )
على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 8 )
الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 5 )
يدور الكتاب حول حقيقة الدعوات والشبهات المثارة اليوم في أفق الفكر الإسلامي ، وما يراد بها من إبعاد المسلمين عن الفكر الإسلامي الصحيح .
** مما اشتمل عليه :
- " لقد كشفت التجارب خلال أكثر من مائة عام أو تزيد أن كل معطيات الفكر الغربي لم تحقق للمسلمين شيئا في مجال القوة أو البناء أو المقاومة ، وأنها حرمتهم من أهم موارد الحضارة ومصادرها وهي العلوم التكنيكية وأبقتهم خاضعين للغرب في مجال استيراد حاجياتهم وتصدير خاماتهم ، … " ( ص 5 )
حقيقة الدعوة إلى " الأدب العربي المعاصر " والفكر العربي المعاصر والثقافة العربية المعاصرة ص 11
نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفها / أنور الجندي(75/73)
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 10 )
** مما اشتمل عليه :
- حقيقة تكريم أدب الإغريق وإعلاء أدب اليونان على الأدب العربي ص 7
- حقيقة دعم شأن الإقليميات الضيقة كالمصرية والفينيقية والبربرية ونحوهم ص 7
- حقيقة محاولة تمزيق الرابطة العضوية بين العروبة والإسلام ص 7
- حقيقة الادعاء بأن الخلافة ليست أصلا من أصول الإسلام ، وأن نظام الحكم كان حرا طليقا ص 9
- الحقيقة وراء المساعي إلى تغريب الأدب العربي ص 10
- المنهج الصحيح لدراسة الأدب العربي ص 10 : 11 ( هام جدا )
- حقيقة التركيز في دراسة الأدب العربي على أبي نواس وبشار بن برد والضحاك ص 11
موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 29صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 12 )
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1- هل للفكر الإسلامي خصائص ذاتية متميزة تفرق بين دين الفكرر البشري وتحول بينه وبين الانصهار في العالمية والأممية ؟
2- ما هو العلم ؟ ( الخلاف بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي ليس مع العلم التجريببي ولكن مع الفلسفة ، …. )
3- ما هي الفلسفة ؟
4- العلم والفلسفة .
5- الوثنية . ( جميع الفلسفات المعاصرة تقوض دعائم الاعتقاد بوجود إله واحد )
في الكتاب حديث هام عن خصائص الفكر الإسلامي وأنه وليد القرآن والسنة ، وأنه يأبى دوما فصله عن أصوله – الإسلام والكتاب والسنة -
قال ص 15 : "ولقد شقيت البشرية في العصر الحديث لأنها توسعت في العلوم المادية وقصرت في العلوم الإنسانية ، وبذلك خلقت فجوة ضخمة وأزمة عميقة … ".
أخطاء الفلسفة المادية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 9 )
** ومما تضمنه :
- فساد نظرية الجبرية ص 9(75/74)
- فساد نظرية تنازع البقاء ( البقاء للأصلح – البقاء للأقوى ) ص 18
- فشل نظرية دارون ص 19
- سقوط نظرية مالتوس في الوراثة ص 19
ترويج الفلسفات الغربية لكلمة ( الطبيعة ) ص 23
في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ سلسلة : في دائرة الضوء
يدور الكتاب حول حقيقة التاريخ الإسلامي المكتوب الآن ، وأسباب الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ، وأهمية كتابة منهج تفسير الإسلام للتاريخ أولا .
** ومما اشتمل عليه :
- التفسير الاقتصادي ثم المادي للتاريخ الإسلامي في كتابي " على هامش السيرة " و " الفتنة الكبرى " ، ثم اتسعت في كتاب " محمد رسول الحرية " ص 15
- " النثر الفني " ( تصـ ) ص 16
- "الشعر الجاهلي " ( تصـ ) ص 16
- محمد فريد وجدي ص 16
- فيليب حتي ص 20
- ولفرد كانتول سميث ص 21
- خطأ التفسير المادي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 23
- صورة " البطل " في التفسير المادي للتاريخ ص 24
- الوحي والنبوة تنقض التفسير المادي للتاريخ ص 24
- على هامش السيرة ص 29
- نقد أنور الجندي للعبقريات بإجمال ص 29
- دراسة غازي التوبة عن العبقريات ص 30
المؤامرة على الفصحى لغة القرآن / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 19 )
** النقاط الأساسية :
1. المؤامرة على الفصحى موجهة أساسا إلى القرآن والإسلام
2. الفصحى لغة القرآن لغة ألف مليون هم المسلمون وليس مائة مليون هم العرب وحدهم
3. لماذا دراسة اللهجات العامية والاهتمام بها
الإسلام في وجه التيارات الوافدة والمؤثرات الأجنبية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 29صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 27 )
** ومما اشتمل عليه من فوائد :(75/75)
الماركسية في العالم الإسلامي ظروف تواجدها ونتائج التجربة ، وأنه لم يكن مسموحا للفكر الإسلامي أن يتدخل أو يعلن عن وجوده أثناء بين الفكر الليبرالي والفكر الماركسي ص 7
"الماركسية ليست نظاما مستقلا ، ولكنها رد فعل للنظام الرأسمالي الديمقراطي الليبرالي الغربي وجزء منه " : ص 8
سر هزيمة حرب 1967 ص 8 : 9
الهدف المقصود من وراء مخططات الغزو الفكري للعالم الإسلامي والتيارات الوافدة عليه ، وبيان النتائج المتحصلة اليوم ص 8 : 9
الفرويدية ص 12
الوجودية ص 12
مدرسة العلوم الاجتماعية ص 12
التربية الإسلامية ص 13
الشريعة الإسلامية ص 13
ثمة خطر يستفحل في المجتمع الإسلامي هو بث السموم عن طريق القصة والأغنية والمسرحية والسنما ( الفن والأدب ) والذي يحمل أفكارا مسمومة تتعارض مع مفاهيم الإسلام ص 13 : ( تفصيل ذلك وبيان مدى خطورته )
نتائج الليبرالية والفكر الغربي في الغرب نفسه ص 17 :
ماذا يقرأ الشباب المسلم ؟ / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978 م ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (14)
موضوع الكتاب : الجواب على سؤال ملح يوجهه الشباب : ماذا يقرأ ؟ وفيه يقدم قائمة بكتب هامة للقراءة ، كما يبين ضوابط اختيار الشباب المسلم لما يقرأ .
- وفي الكتاب ص 7 وصف للكاتب الذي يقرأ له الشباب الحق قال : " وليكن دليلنا دائما أن نقرأ الكاتب قبل كتابه ، ... ولنكن على إيمان كامل بأن الكاتب الصادق يستمد قوته من الحق ويستمد مظهره من تراث الأنبياء والأبرار ، ويكون في دعوته وهدفه وكتاباته مطابقا للآية الكريمة : { تلك الدار الآخرة تجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا } ، فهو لا ينثر العلم ولا يكتمه ، وهو في نفس الوقت لا يشتري بالحق ثمنا قليلا ، ويكون أبدا أداة لتزييف الحق أو تضليل الناس أو إعلاء شأن الأهواء وخداع الناس بها تحت عناوين الفكر الحر أو الانطلاق أو غيرها ".(75/76)
- من العبارات الثمينة في الكتاب ص 14 : " على الكاتب المسلم أن يفرق بين المعارف الجوهرية والمعارف غير الجوهرية من ناحية ، وأن يفرق بين المفاهيم الأصيلة والمفاهيم الزائفة الوافدة ، وأنه لا خطأ في الإسلام وإنما الخطأ في طريقة إسلامنا ، وأن فترة ضعف الإسلام لا تمثل حقيقة جوهره ، وإن من أكبر الأخطار التي تواجه الكاتب المسلم هي تلك النظرة الخاطئة التي تحاول أن تعطي الأدب مكانا أكبر من حجمه الحقيقي في عالم الفكر ، ومن ثم كان تجاوزه الخطير لمهمته ومفهومه "
وقال ص 15 : " ليؤمن كاتب الإسلام أن الإسلام منذ انتشر لم يتغلب عليه متغلب وإن تغلبت على أممه الشدائد ، ومنذ ظهر الإسلام وكل حدث في العالم مرتبط به ، وأن العمل على الالتقاء بين روح العصر وروح الأمة لا يكون على حساب القيم الأساسية بل في ضوئها وعلى هداها ، وأن الإسلام قد رفض مبدأ التبعية ولم يستسلم في تاريخه الطويل لأي نظرية وافدة "
وقال ص 19 : " إن أمة تشكلت على منهج مدى أربعة عشر عاما من العسير أن يصلح لها منهج آخر وافد ، خاصة إذا كانت هذه لأمة قد كانت على حذر دائم وعلى طبيعة أساسية ترفض الدخيل ولا تقبل إلا ما يزيدها قوة وما ينصهر داخل كيانها ومفهومها "
وقال ص 22 : " إن أبرز مفاهيم الإسلام الذي انتصر بها هو أن قيمه وحدة متكاملة لا يصح تجزئتها أو تفتيتها أو الأخذ بنوع منها دون الآخر أو إعلاء عنصر منها على مختلف العناصر فكل يؤثر في الآخر ويتأثر به "(75/77)
وقال ص 23 : " الإسلام في حقيقته منهج وليس نظرية : منهج متكامل يستهدف تحقيق إقامة المجتمع الإنساني الرباني المصدر ...، وإن وضع الإسلام تحت ضوء أي منهج من المناهج المستمدة من الفكر المادي تعجز عن استيعاب حقيقته وأبعاده ، وإن علم الأديان المقارن لا يستطيع أن يعالج الإسلام كبقية الأديان دون اعتبار أن هذا الدين هو دين الله وأنه ليس من صنع البشر ، وأنه فوق أهواء المذاهب والنظريات والفلسفات والمناهج البشرية ، وهو يستمد أصالته من مصدره الرباني أولا ويتجاوب في نفس الوقت مع الفطرة والعقل والعلم ولا يتعارض مع الطبيعة البشرية أو يضادها "
** النقاط الأساسية في الكتاب :
1. قائمة بما بكتب يرشحها المؤلف للشباب ، ثم صفة الكاتب الذي يقرأ له الشاب . ( ص 5 : 7 )
2. "مسئولية القارئ " : فيما يجب أن يستشعره الكاتب من مسئولية تجاه القارئ ، ومن أمانة الكلمة . ( ص 9 : 15 )
3. "في سبيل بناء مشروع إطار للقراءة" ( ص 17 : ) ( "محاولة لاقتراح مشروع إطار للقراءة يقوم على أساس تحديد النظرة بحيث لا تضطرب أمام الكثير المطروح في السوق مع اتساع الآفاق لمعرفة ما وراء هذه الألوان والأنواع المختلفة المتضاربة " )
في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 4 )
يدور الكتاب حول بعض الحقائق الفكرية ، في سبيل " بناء ذاتية المثقف المسلم العربي "، وهو ما يفرضه علينا التحدي الذي تواجهه الأمة الإسلامية : تحدي الصهيونية والاستعمار والماركسية ، ممثلا في التغريب والغزو الثقافي والشعوبية .
هذه الحقائق هي :
1- التدين جزء من الطبيعة البشرية ، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير دين ( ص 8 . )
2- ليست للإنسان أزمة ولا قضية حاجة في ظل مفهوم الإسلام ( بين الروح والجسد ـ والعقل والقلب ) ( ص 8 : 9 )(75/78)
3- ألغى الإسلام الفكرة الوثنية القديمة التي تتجدد عن طريق الأيديولوجيات القائلة بالصراع بين الجسم والروح ( ص 9 : 10 )
4- كذب الإسلام ودحض الافتراء بأن الدين يصرف الإنسان عن النضال والعمل ( ص 10 )
5- أعلن الإسلام عن قيام الإرادة الحرة لكل مسلم وكل إنسان ( ص 10 : 11 )
6- قرر الإسلام أن هناك قاسم مشترك أعظم على مختلف القيم والتصرفات والأخلاق مقررات جاء بها الدين من عند الله ( ص 11 : 12 )
7- إن المفاهيم التي ترتبط بالإنسان في مشاعره وعواطفه يصعب إخضاعها لقوانين الظواهر الطبيعية ، ذلك لأنها تتعرض لظروف مختلفة تتعلق بأعماق النفس ولا تخضع للتجربة ( ص 13 )
8- لا تصدقوا الفكر الذي تقدمه الروايات والأفلام السينمائية والمسرحيات ، وهو ليس مسلمات ، ذلك أنه لا يصدر عن حقائق وإنما عن أهواء وخيال .
9- يجب أن نفرق بين أنور مشتركة بين الأمم هي العلوم فالعلم عالمي عام ، وبين أمور خاصة مطبوعة في كل أمة بطابعها وهي الأخلاق والأدب والفن ( ص 15 : 16 )
10- الإسلام ليس دينا فحسب ، بل نظام مجتمع والدين جزء منه ( ص 16 : 17 )
11- قرر الإسلام أن الإيمان قوة دافعة تعطي الأمل وتحول دون اليأس وتبعث الثقة المتجددة في النفس الإنسانية ( ص 17 . )
12- معنى الحرية بين المطروح وبين الفكر الإسلامي ، وبيان خطر رفض تجربة الأجيال السابقة ( ص 17 : 19 )
13- يدعونا الإسلام إلى المجاهدة والمذاهب النفسية الحديثة تدعونا إلى الانطلاق فأيهما خير ؟ وما حقيقة خطر الكبت ( ص 19 : 21 )
14- أعطى الإسلام البشرية التفسير الجامع الرباني المصدر الإنساني الهدف ( ص 21 . )
15- ما يزال الإسلام والإسلام وحده هو المنهج القادر على إعطاء النفس العربية والإسلامية بل النفس الإنسانية ريها وسكينتها وقوتها وحيويتها ( ص 21 : 22 )
16- تخلف المسلمين في العصر الحديث قضية مستقلة عن منهج الإسلام ذاته ( ص 22 : 23 )(75/79)
17- دخائل كثيرة دخلت على المسلمين أعلت من شأن المتعة والترف وحب الدنيا ( ص 23 )
أقر الإسلام حرية الفكر والعقيدة ودعا إلى المطالبة بالبرهان والدليل ونهى عن تحكيم الهوى ، وفرق بين العقائد والمعارف ( ص 23 : 24 )
البطولة في تاريخ الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 21 )
السلطان عبد الحميد .. صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم لمواجهة تحديات الاستعمار والصهيونية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 43 )
يقظة الإسلام في تركيا / أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع : 1979م ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( رقم 8 )
( على طريق الأصالة الإسلامية : تعالج قضية هامة من القضايا المعاصرة التي تتطلب بيان وجه الإسلام فيها :
1- ألف مليون مسلم على أبواب القرن الخامس عشر الهجري .
2- الاستعمار والإسلام
3- الصهيونية والإسلام
4- الحضارة في مفهوم الإسلام
5- فساد نظام الربا في الاقتصاد العالمي
6- الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما " فلسطين "
7- يقظة الإسلام في تركيا
8- أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث
9- التربية الإسلامية هي الإطار الحقيقي للتعلم
تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث .. السلطان عبد الحميد والدولة العثمانية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ()
الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما .. فلسطين / أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 7 )
التاريخ في مفهوم الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 5 )(75/80)
في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1979 م ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 3 )
الخلافة الإسلامية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 37 )
كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 32 )
الوجه الآخر لطه حسين من مذكرات السيدة سوزان " معك " / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 28 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (25)
قال في مقدمته ص 7 : " نشرت السيدة سوزان طه حسين مذكراتها عن حياتها مع زوجها في مجلة أكتوبر المصرية ، ولما كنا قد أصدرنا كتابنا " طه حسين حياته وفكره في ميزان الإسلام فقد طلب إلينا بعض القراء أن نقدم تصورنا لما كتبناه من قبل في ضوء هذه المذكرات وعما إذا كانت هذه المذكرات تغير شيئا من وجهة نظرنا السابقة ... "
وقال ص 8 : 9 " ولعل القارئ المتابع لهذه المذكرات قد أحس بذلك الجو الكنائسي الملئ بالتراتيل والمزامير والقداس الذي أضفته السيدة سوزان على حياتهما الاجتماعية ، وهذا الاحتفال المتصل بأعياد العنصرة وعيد القيامة وكيف كان طه حسين يستمتع بهذه الاحتفال[ات ]، وهؤلاء الكردنالات والقسس والآباء الذين يملأون هذه الحياة ، وذلك الاهتمام بأجراس الكنائس حين سمى كلود – الذي هو مؤنس – ديوانه باسمها ، وذلك الهتاف الذي سجلته السيدة لابنها حين يصبح يوم الأحد : يا صباح أحدي الجميل ... "
وقال ص 9 : " لقد فتح طه حسين أبواب الجامعة – وكلية الآداب بالذات – للمستشرقين وعتاة الدراسات التبشيرية والتغريبية ليحطموا في نفوس أبناء أمتنا كل عقائدهم ومقدساتهم ... "(75/81)
وقال ص 24 : 25 : " وكانت السيدة سوزان تعرف مهمة طه حسين وقد أفلتت العبارات منها أكثر من مرة لتكشف هذا الدور ، فهي تقول : " لم يكن مثله بالذي يقبل أن يقوم بدور محدود " ، " ثم إن هنا معركته ومستقبله مهما يكن هنا مصيره ورسالة وجوده " ، وتقول في كتاب كتبته لوالدتها : " إننا نصنع على كل حال أشياء ستبقى ولن يستطيع أحد فيما أظن أن يقوضها "، وقال : " لما عاد عميدا من جديد كانت كل أنواع الأفكار تدور في رأسه ، وكان عليه أن يضعها موضع التنفيذ " ، وكان هو يقول : " إنك تعرفين هذا النوع من الرضا الذي يعقب القيام بالواجب ، وإن المرء على مستوى الرسالة التي كلف بها رغم المصاعب التي يواجهها"
جوهر الإسلام ( تصـ ) / أنور الجندي
ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، لجنة التعريف بالإسلام ( 53 )، القاهرة ، 1389 / 1969 ، قطع متوسط ، 174 صفحة .
الكتاب في الشبهات المثارة حول الإسلام .
** النقاط الأساسية :
* مدخل . ( ص 3 : 24 )
(1) الإسلام دين ومدنية . ( ص 7 : 8 )
في الرد على الزعم بأن الإسلام دين روحي لا صلة له بالحياة والمجتمع .
(2) وثيقة الإسلام الخالدة : القرآن . ( ص 9 : 11 )
(3) انتشار الإسلام . ( ص 11 : 12 )
(4) الإسلام والعلم . ( ص 13 : 14 )
(5) التفسير التاريخي للإسلام . ( ص 14 : 15 )
(6) طابع الشمول . ( ص 15 : 16 )
(7) قدرة الإسلام على الاستمرار . ( ص 16 : 18 )
(9) اللغة العربية لغة الإسلام والعرب . ( ص 18 : 19 )
(10) دور العرب والمسلمين في العلم والحضارة . ( ص 19 : 20 )
(11) الشريعة الإسلامية . ( ص 21 : 24 )
الباب 1 : القرآن وثيقة الإسلام الخالدة . ( ص 25 : 38 )
الباب 2 : محمد رسول الله ( ص 39 : 58 )
الباب 3 : جوهر الإسلام ( ص 59 : 92 )
(1) علو الهمة
(2) المساواة(75/82)
(3) الفروسية
(4) مسايرة الطبيعة
(5) لغة القرآن
(6) بساطة الصلاة والنظافة
(7) طابع الإسلام
الباب 4 : الإسلام والعلم ( ص 93 : 120 )
الباب 5 : الإسلام والحضارة ( ص 121 : 132 )
الباب 6 : الدعوة إلى الإسلام وانتشاره . ( ص 133 : 142 )
الباب 7 : لماذا أسلمت ؟ ( ص 143 : )
- عبد الكريم جرمانوس ( أستاذ الأدب العربي بجامعة بوخارست ) ( ص 145 : 147 )
- وكس انجرام ( أو: ركس انجرام ) \\ ص 145 بالواو " وكس " و ص 147 بالراء \\ ( المخرج السنمائي ) ( ص 147 : 148 )
- ( الكابتن ) جيم جورج ولسن ( ص 148 : 149 )
- ليوببولد فابس ( محمد أسد ) ( الكاتب المؤرخ ) ( ص 149 : 155 )
- ( الكاتبة البريطانية ) ايفيلين كوبولد ( ص 155 : 159 )
- اخترت الدفاع عن الإسلام بقلم المؤرخ الغربي : جيمس متشنر . ( ص 160 : 164 )
* خاتمة . ( ص 165 : 170 )
وحدة الفكر الإسلامي مقدمة للوحدة الإسلامية الكبرى / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1979 م ، قطع فوق الصغير ، 32 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 1 )
الأسرة / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 21 صفحة ، ـ معلمة الإسلام ( 40 )
اطلعت عليه بمكتبة الأستاذ أنور الجندي .
كتب أسفل صفحة العنوان : ( دائرة معارف الجيب ، تشرح مصطلحات الفكر الحديث في ضوء الإسلام )
في الغلاف الأخير : ( معلمة الإسلام : تقدم للشباب المثقف :
- إجابات وافية لوجهة نظر الإسلام في مختلف القضايا والنظريات المطروحة اليوم .
- إلقاء ضوء الإسلام على المصطلحات الحديثة في مختلف المناهج والعلوم
- موقف الإسلام من نظريات فرويد والوجودية والهيبية والماركسية والرأسمالية
- التفسير الإسلامي للتاريخ والحضارة
- تصدر في مائة عدد بهذا الحجم كل عدد يشرح مصطلحا من المصطلحات .
** ومما تضمنه :
التربية في الأسرة المسلمة ص 10 :(75/83)
محاولات الغرب لهدم الأسرة ص 21 :
منهج الإسلام في بناء العقيدة والشخصية / أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، إيداع 1980 ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب المسلم
** النقاط الأساسية :
- خصائص الإسلام :
1- التوحيد
2- الحرية
3- الأخلاق
4- البطولة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
5- الرسول
6- الفكر الإسلامي
7- المعرفة والعقيدة
8- منهج العلم التجريبي
9- حضارة الإسلام
10- اللغة العربية
11- القرآن الكريم
12- الشريعة الإسلامية
13- العروبة والإسلام
14- التاريخ الإسلامي
15- التحديات في وجه الإسلام
16- وثائق خطيرة
** ومما اشتمل عليه من فوائد :
بروتوكولات حكماء صهيون ص 57
موقف الصهيونية من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ص 57
التقدم في مفهوم الإسلام ص 59
التجديد في مفهوم الإسلام ص 60
الفرق بين رجل الدين وعالم الدين في الإسلام ص 59
إن كلمة " القرون الوسطى المظلمة " لا تمثلنا لكنها تمثل الغرب ص 60
يقظة العالم الإسلامي لم تكن بفضل الغرب بل بدأت من داخلها ص 60 : 61
حسن البنا الرجل القرآني
/ روبير جاكسون
ترجمة : أنور الجندي
ط. المختار الإسلامي ، ط 1 : 1397/ 1977 .
تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة
أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1987 ، 204 صفحة ، قطع كبير ، ـ سلسلة موسوعة العلوم الإسلامية
تأصيل القيم والمفاهيم
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 15 صفحة ( 3 : 15 ) ، ـ على طريق الأصالة ( 6 )
رسالة المسلم
/ أنور الجندي
ضمن سلسلة ( في دائرة الضوء ) ( رقم 16 )
تحديات في وجه المجتمع الإسلامي
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 30 )(75/84)
أصل الكتاب كلمة ألقاها المؤلف في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة . ( _ كما في ص 32 )
يحتوي الكتاب على نقاط موجزة مختصرة ، تتناول :
- أضواء كاشفة لأبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب
- ثلاث قوى لها أثرها البعيد في أزمة المسلمين : التعليم ، الثقافة ، الصحافة .
- دلالة إعلان المستشرقين " إلغاء الاستشراق "
- العلاقة بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي
- العلاقة بين المسلمين والعرب ( الخلاف بين العرب والدولة العثمانية ( ص 30 : )
رد الاعتبار للسلطان عبد الحميد ( ص 30 )
الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 21صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( [2] )
حول غزو الأمة الإسلامية فكريا عن طريق التعليم وما يتصل به من شأن التربية والثقافة ، وبيان الخطة التي وضعها الأعداء في هذا السبيل .
** ومما اشتمل عليه :
_ أسباب ترجمة الغرب للقرآن الكريم ص 15
- سرقة الغرب للتراث الإسلامي ( المخطوطات ) ص 15
- لويس التاسع ص 15 :
- الاستشراق والتبشير في ديار المسلمين ص 17 :
- نبيه أمين فارس ص 19
- الجمعية التبشيرية الكنسية في لندن ص 20
- المجلس الأميركي لمندوبي البعثات التبشيرية ص 20
- المطبعة الأميركية في مالطة ثم في بيروت ص 20
- محمد تقي الدين الهلالي ص 21
- لفظ " الجهاد " ص 21 : 22
- سقوط السلطان عبد الحميد الثاني ص 22
- صموئيل زويمر ص 22
- عبد القادر الحسيني بن كاظم باشا الحسيني ص 25
- د. وطسن ص 26
- هاملتون جب ص 27
- ( اللورد ) كرومر ص 28
- ( اللورد ) لويد ص 30
- تفريق التعليم في بلاد المسلمين إلى ديني ومدني ص 31
قضايا الشباب المسلم
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 28 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 18 )(75/85)
يدور الكتاب حقيقة الفيض المتدفق من النظريات والمعلومات والأفكار عن طريق الصحافة والإذاعة والكتب العربية المترجمة والقصص وما يدرس في مدرجات الجامعات وما تتناوله الكتب الرخيصة المنثورة على الأرصفة من إباحية منبثقة عن الفكر الغربي . وكيف يواجه الشباب المسلم ذلك .
منهج الإسلام في بناء العقيدة والشخصية
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، إيداع 1980 ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب المسلم
اطلعت عليه بمكتبة الأستاذ أنور الجندي .
** النقاط الأساسية :
- خصائص الإسلام :
1 – التوحيد
2 – الحرية
3 - الأخلاق
4 – البطولة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
5- الرسول
6 – الفكر الإسلامي
7 – المعرفة والعقيدة
8 – منهج العلم التجريبي
9 – حضارة الإسلام
10 – اللغة العربية
11- القرآن الكريم
12 – الشريعة الإسلامية
13- العروبة والإسلام
14- التاريخ الإسلامي
15- التحديات في وجه الإسلام
16 – وثائق خطيرة
** ومما اشتمل عليه من فوائد :
بروتوكولات حكماء صهيون ص 57
موقف الصهيونية من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ص 57
التقدم في مفهوم الإسلام ص 59
التجديد في مفهوم الإسلام ص 60
الفرق بين رجل الدين وعالم الدين في الإسلام ص 59
إن كلمة " القرون الوسطى المظلمة " لا تمثلنا لكنها تمثل الغرب ص 60
يقظة العالم الإسلامي لم تكن بفضل الغرب بل بدأت من داخلها ص 60 : 61
في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( [ 4 ] )(75/86)
يدور الكتاب حول بعض الحقائق الفكرية ، في سبيل " بناء ذاتية المثقف المسلم العربي "، وهو ما يفرضه علينا التحدي الذي تواجهه الأمة الإسلامية : تحدي الصهيونية والاستعمار والماركسية ، ممثلا في التغريب والغزو الثقافي والشعوبية .
هذه الحقائق هي :
1. التدين جزء من الطبيعة البشرية ، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير دين ( ص 8 . )
2. ليست للإنسان أزمة ولا قضية حاجة في ظل مفهوم الإسلام ( بين الروح والجسد ـ والعقل والقلب ) ( ص 8 : 9 )
3. ألغى الإسلام الفكرة الوثنية القديمة التي تتجدد عن طريق الأيديولوجيات القائلة بالصراع بين الجسم والروح ( ص 9 : 10 )
4. كذب الإسلام ودحض الافتراء بأن الدين يصرف الإنسان عن النضال والعمل ( ص 10 )
5. أعلن الإسلام عن قيام الإرادة الحرة لكل مسلم وكل إنسان ( ص 10 : 11 )
6. قرر الإسلام أن هناك قاسم مشترك أعظم على مختلف القيم والتصرفات والأخلاق مقررات جاء بها الدين من عند الله ( ص 11 : 12 )
7. إن المفاهيم التي ترتبط بالإنسان في مشاعره وعواطفه يصعب إخضاعها لقوانين الظواهر الطبيعية ، ذلك لأنها تتعرض لظروف مختلفة تتعلق بأعماق النفس ولا تخضع للتجربة ( ص 13 )
8. لا تصدقوا الفكر الذي تقدمه الروايات والأفلام السينمائية والمسرحيات ، وهو ليس مسلمات ، ذلك أنه لا يصدر عن حقائق وإنما عن أهواء وخيال .
9. يجب أن نفرق بين أنور مشتركة بين الأمم هي العلوم فالعلم عالمي عام ، وبين أمور خاصة مطبوعة في كل أمة بطابعها وهي الأخلاق والأدب والفن ( ص 15 : 16 )
01. الإسلام ليس دينا فحسب ، بل نظام مجتمع والدين جزء منه ( ص 16 : 17 )
11. قرر الإسلام أن الإيمان قوة دافعة تعطي الأمل وتحول دون اليأس وتبعث الثقة المتجددة في النفس الإنسانية ( ص 17 . )
21. معنى الحرية بين المطروح وبين الفكر الإسلامي ، وبيان خطر رفض تجربة الأجيال السابقة ( ص 17 : 19 )(75/87)
31. يدعونا الإسلام إلى المجاهدة والمذاهب النفسية الحديثة تدعونا إلى الانطلاق فأيهما خير ؟ وما حقيقة خطر الكبت ( ص 19 : 21 )
41. أعطى الإسلام البشرية التفسير الجامع الرباني المصدر الإنساني الهدف ( ص 21 . )
51. ما يزال الإسلام والإسلام وحده هو المنهج القادر على إعطاء النفس العربية والإسلامية بل النفس الإنسانية ريها وسكينتها وقوتها وحيويتها ( ص 21 : 22 )
61. تخلف المسلمين في العصر الحديث قضية مستقلة عن منهج الإسلام ذاته ( ص 22 : 23 )
71. دخائل كثيرة دخلت على المسلمين أعلت من شأن المتعة والترف وحب الدنيا ( ص 23 )
81. أقر الإسلام حرية الفكر والعقيدة ودعا إلى المطالبة بالبرهان والدليل ونهى عن تحكيم الهوى ، وفرق بين العقائد والمعارف ( ص 23 : 24 )
الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما .. فلسطين
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 7 )
------
التاريخ في مفهوم الإسلام
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 5 )
--------
في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1979 م ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 3 )
------
الخلافة الإسلامية
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 37 )
-------
كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 32 )
-------
شبهات في الفكر الإسلامي ( تصـ ) / أنور الجندي
/ أنور الجندي
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب .
اطلعت عليه بمكتبة الأستاذ أنور الجندي .(75/88)
يقول مؤلفه في مقدمته ص 5 : " عشرات من الشبهات والتحديات تثار اليوم في وجه الإسلام والفكر الإسلامي ، ومن حق الشباب المثقف علينا أن نضيء أمامه الطريق ونكشف التمويه الدخيل إلى حقائق التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي ... "
وفيه يجيب على الشبهات التالية :
1. أن تأخر المسلمين اليوم مصدره الإسلام
2. أن المدنية العربية تؤخذ كلها ( حضارتها وثقافتها ) حلوها ومرها
3. الإسلام لا يستطيع أن يعطي العالم سوى المعاني الروحية
4. إيجاب الخلاف العميق بين العروبة والإسلام
5. القول بان المسلمين لم يستيقظوا من غفلتهم حتى أيقظهم الغرب
6. إنكار دور الحضارة الإسلامية خلال ألف سنة في الحضارة الإنسانية
7. القول بأن الفلسفة الإسلامية فلسفة يونانية مكتوبة باللغة العربية
8. عظماء الفكر الإسلامي لم يكونوا عربا وإنما كانوا فرسا وتركا .. إلخ
9. لابد أن لكي ينهض العالم الإسلامي من أن ينفصل عن ماضيه
01. اللغة العربية لغة ميتة كاللغة اللاتينية واللهجات هي اللغات الحديثة
11. التاريخ الإسلامي مليء بالقغرات ويجب أن يقضى عليه كلية
ومما تضمنه :
- لماذا لا يوجد مسرح الإسلامي ؟ ص 19: 21 .
- لماذا قتل الحلاج واضطهد ابن رشد ؟ ص 21 : 25 .
- كتب المحاضرات ومكانها في الحديث العلمي ص 34 : 35 .
- ألف ليلة وليلة وكتاب " الأغاني ص 35 : 36 .
- شعر عمر الخيام ص 36 : 37 .
- التصوف ومفهوم الإسلام ص 38 : 39 .
- المعتزلة ومفهوم الإسلام ص 39 : 41 .
- الأخلاق في الإسلام ومفهوم الفلسفات ص 41 : 42 .
- فلنحذر دوائر المعارف ص 42 : 43 .
- منهج المعرفة في الفكر الإسلامي ص 44 : 45 .
- نظرية وحدة الثقافة ( أو : الثقافة العالمية ) ص 45 : 46 .
- اللغة والانفصال عن القرآن ص 46 : 48 .
- فترة الضعف وليس " عصر الانحطاط " ص 48 : 49 .
- إسقاط الحضارة الإسلامية ص 49 : 50
- نظريات التربية الغربية ص 50 : 51 .(75/89)
- العرب قبل الإسلام ص 52 : 53 .
- مفهوم التراث ، وهل للإسلام تراث ؟ ص 53 : 5سلام تراث ؟ ص 53 : 54 .
- تجزئة الإسلام ودعوة تولستوي وغاندي ص 54 : 56
- الكشف ( الكشوف الجغرافية ) والاستعمار ص 56 : 57
- الخلاف بين الدين والعلم ص 57 : 59
- الأساطير وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 59 : 60
- الدين والضمير ص 60 : 61
- وصف الفكر الإسلامي بالفكر الديني ص 61 : 63
التربية الإسلامية هي الإطار الحقيقي للتعليم
/ أنور الجندي
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع : 1979م ، قطع فوق الصغير ، 21 صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 10 ).
معلمة الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الصحوة ، القاهرة ، 1411 هـ / 1991 م ، 3 أجزاء ، قطع متوسط .
موسوعة جامعة في التعريف بالإسلام .
الموسوعات التي وضعها الأستاذ أنور الجندي
~~~~~
(1) موسوعة مقدمات العلوم والمناهج .
تقع في 6307 من الصفحات ، توزعت على عشرة أجزاء من القطع الكبير .
(2) الموسوعة الإسلامية العربية .
تتكون من الأجزاء التالية :
1- أصول الثقافة العربية
2- خصائص الأدب العربي
3- العروبة والإسلام
4- الإسلام والفلسفات المعاصرة
5- حضارة التوحيد وحضارة الوثنية
6- الفصحى لغة القرآن
7- الشريعة الإسلامية .
(3) موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر .
أجرت مسحا شاملا للأدب العربي في العالم العربي أجمع منذ أوائل الحرب العالمية الثانية إلى زمن تأليف الكتاب ( حتى عام 1940 ).
وهي تحيط بِـ : الصحافة ، المعارك الأدبية ، الشعر ، النثر ، القصة ، اللغة العربية ، الترجمة ، الفكر العربي المعاصر ، الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع ، أدب المرأة .
صدرت في 18 مجلدا أو أكثر ، هي :
- الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع .
- النثر العربي تطوره وأعلامه .
- المعارك الأدبية(75/90)
- الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية .
- الصحافة السياسية في مصر
- الشعر العربي المعاصر : تطوره وأعلامه .
- القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها
- اللغة العربية بين خصومها وأنصارها .
- أدب المرأة العربية تطوره وأعلامه .
معالم الأدب العربي المعاصر في النقد والترجمة والفنون المختلفة .
.. ….
(4) موسوعة التأصيل الإسلامي
(5) موسوعة ( تراجم الأعلام )
(6) موسوعة ( معالم تاريخ الإسلام ) :
وتتكون من الأجزاء التالية :
1 الإسلام والغرب
2 العروبة والإسلام
3 المخططات التلمودية الصهيونية
4 مقدمات المناهج .
5 المؤامرة على الإسلام
6 الشعوبية في الأدب العربي الحديث
7 من التبعية إلى الأصالة .
8 تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات .
9 الإسلام في وجه التغريب
10 حركة اليقظة الإسلامية .
(7) موسوعة تاريخ الصحافة الإسلامية خلال القرن الرابع عشر الهجري 1301 / 1884 : 1400 / 1980
(8) في دائرة الضوء .
وهي موسوعة إسلامية فكرية مبسطة في الثقافة العامة ، تتكون من الأجزاء التالية :
1- وحدة الفكر الإسلامي
2- الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون
3 -فكرية في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام
4- في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي للشباب
5- الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي
6- التغريب : أخطر التحديات في وجه الإسلام
7- تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث
8- على الفكر الإسلامي أن يتحرر من : سارتر ، وفرويد ، ودوركايم
9- أخطاء الفلسفة المادية
10- نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفها
11- فساد نظرية الجنس السامي واللغة السامية
12- موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية
13- تصحيح المفاهيم الإسلامية
14- ماذا يقرأ الشباب المسلم ؟
15- محاذير وأخطار في وجه إحياء التراث والترجمة
16- رسالة المسلم
17- من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية(75/91)
18- قضايا الشباب المسلم
19- المؤامرة على الفصحى لغة القرآن
20- سقوط نظرية دارون
21- البطولة في تاريخ الإسلام
22- المسلمون في فجر القرن الوليد
23- هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة ؟
24- الطريق إلى الأصالة
25- الوجه الآخر لطه حسين
26- مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع في ضوء الإسلام
27- الإسلام في وجه التحديات الوافدة والمؤثرات الأجنبية
28- مصححو المفاهيم : الغزالي ، ابن تيمية ، ابن حزم ، ابن خلدون
29- اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن
30- تحديات في وجه المجتمع الإسلامي
31- نظرية السامية مؤامرة على الحنيفية الإبراهيمية
32- كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية
33- الفنون والمسرح
34- التبشير الغربي
35- الانقطاع الحضاري
36- البهائية من الدعوات الهدامة
37- الخلافة الإسلامية
38- الفكر البشري القديم
39- ابتعاث الأسطورة مؤامرة جديدة تواجه الفكر الإسلامي
40- هزيمة الاستشراق في ملتقى الإسلام
(9) « المعلمة الإسلامية ».
موسوعة إسلامية ، تعرف بالإسلام في ثلاثة مجلدات .
(10) موسوعة العلوم الإسلامية .(75/92)
? مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً?
الأستاذ
أَنْوَر الجُنْدِِيّ ..
حيَاةٌ مُضيئة وثَمَرَة فِكر
" إن الكلمة لتنبعث ميتة، وتصل هامدة ، مهما تكن طنانة رنانة متحمسة، إذا هي لم تنبعث من قلبٍ يؤمن بها، ولن يؤمن إنسانٌ بما يقول حقا إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول ، وتجسيما واقعيا لما ينطق … "
( الظلال 1 / 68 )
بقلم
أبي الفداء
سامي التُّونِي
صاحب
بنك المعلومات الإسلامي"أمتي"
www.ommati.com
omtibank@hotmail.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ(1)
أنور الجُندي
هو واحدٌ من زمرة فريدة من القمم الشامخة وُجدت وعاشت بيننا في هذا العصر، وما وجدت إلا برحمة الله وعلى عَيْنِهِ وما كان لظروف عصره أن يوجد أبدا، انضوى قلبه على حب عميق لهذا الدين، وتفانٍ غريب في سبيل نصرته ، أنكر ذاته - بل تلاشت في فكره وهَمِّه -، .. أُشرب قلبه قوله تعالى : ?قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ? (2).
عاش للإسلام وللإسلام وحده حتى كأنه مثال حي لقوله تعالى ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ? (3).
__________
(1) كتبنا هذه الكلمات – بشكل موجز - وكان أستاذنا الأستاذ أنور الجندي – رحمه الله تعالى – في النزع الأخير، وقد قمنا ببثها على شبكة الإنترنت، وتوزيعها على الصحف والإذاعات أيضا بغية أن يُكتب ويُذاع الحقّ عن الرجل، وقد كنا نشرنا ذلك غفلا من أي توقيع لأسباب يعلمها الحصيف.
(2) الأنعام : 162 : 163 .
(3) البقرة : 207 .(76/1)
حمل القلم مجاهدا بفِكْرِهِ ، وكانت عَيْنُهُ دَائما مُعلقة بالسماء ، مرتبطا قلبُهُ بحبل الله، ... منا من عرفه ومنا من لم يعرفه ، لكن أثره باق إلى يوم القيامة - ، ولسان حاله يقول : ?وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى?(1)، مضى إلى ربه وترك مكانه شاغرا إلى يوم القيامة .
عاش الرجل مجاهدا مقاتلا بفكره وقلمه ، وجعل كل لحظة من عمره لنصرة الإسلام ... وقف على أخطر الثغور التي ولج منها الأعداء إلى ديار المسلمين وعقولهم فاجتاحوهم شر اجتياح ، فسبوا عقولهم ونهبوا كل ما يملكون ، واسترقوهم شر استرقاق ... إنه ميدان الثقافة ... !!!
إنه من ذلكم الطراز الفذ من الرجل العظماء الذين ذابوا إخلاصا ووفاء لنصرة الدين ، إذا وقفت إلى جواره وجدتَ نفسك قزما بين عمالقة ، لا يبلغ بصرك منتهى قمته في السماء ، فإذا خاطبته طأطأ الرأس تواضعا وانبثت شفتاه عن مثل اللؤلؤ دُرُرًا من ثمرات الفكر والفهم والإخلاص .
إن كاتب هذه الكلمات ينفر بطبعه من المديح والمبالغات التي تعج بها حياتنا الثقافية قديما وحديثا ، ويَعُدُّ ذلك أَحَد أَمْرَاض الأمة التي لا قيام لأمتنا إلا بشفائها منها ...
فهو – وإن كان يرى ذلك مرفوضًا مَذموما فإنه يراه واجبا مطلوبا إن كان يعبر عن الحقيقة والصدق، إن التراجم – تراجم الرجال – شهادة يجب أن يؤديها من يتقدم بها كاملة بأصدق عبارة وأدق لفظ ذما كان أو مدحا، وما يسطره عن الأستاذ أنور الجندي ليس من قبيل المديح المَرَضِيّ وإنما هي الشهادة يتقدم بها للأمة التي صارت لا تعرف رجالها ولا تقدر الرجال حق قدرهم، بل صارت قَتَّالَةً لرِجَالهَا عَقُوقَةً لأبنائِها .
الأستاذ أنور الجُندي .. فضله على الأمة
~~~~~
__________
(1) طه 84 .(76/2)
"كان شيئا قَدَرِيًّا يَشُدُّنِي إلى هذا الرجل، فمنذ مطلع الصحوة الإسلامية في أواخر السبعينات من القرن الماضي – وكنا يومئذ نَشْأً صغيرا نتطلع إلى المعرفة، ننهل مما يحيط بنا من المعرفة من كافة مصادرها من كُتب ودوريات وإعلام مسموع ومرئي، كنا كطيور رقيقة بريئة تجول بين الحقول تأكل من هنا وهناك ولا تعلم أن عين الصياد تراقبها وأنه قد نصب لها الشباك والفخاخ يتحين الفرصة للإيقاع بها .. تأكل ولا تدري أن بين ما تأكل ما قد يفتك بها …
هكذا كنا آنذاك – في أواخر السبعينات وبدايات الثمانينات من القرن العشرين - .. كان الغزو الفكري قد فشا وانتشر وجرى في دماء الأمة هنا وهناك، صار المسلمون يفكرون ويحلمون ويفرحون ويحزنون كما يُراد لهم … في تلكم الأيام وقعت إلينا أعدادٌ من مجلتي " الدعوة " و " الاعتصام " ثم وقعت إلينا رسائل صغيرة محببة صِرْنَا نُقْبِلُ عليها، … ثم من بعدها دوريات أخرى وكتب كثيرة صغيرة وكبيرة … لقد كانت الأفكار مُرَكَّزَة وقوية ، كنا نَعِي بعضها ونستثقل بعضها الآخر لكنها في النهاية شَكَّلَتْ الحصيلة الفكرية بل الحصن الفكري الذي أزال عنَّا ما لحقنا من دنس الفكر الجاهلي وعفن الغزو الفكري ..
أَصْدُقُكَ القول كنا آنذاك ننشغل بما نقرأ من موضوعات ولا نلتفت إلى اسم الكاتب ، وإن التفتنا لم يعلق بأذهاننا .. لكننا فيما بعد حينما تقدمنا في العمر والفهم اكتشفنا أن أكثر هذا الذي كنا نقرأ إنما خَطَّتْهُ يَدَي ذلك الرجل النُّوْرَانِيّ القابع في خَنْدَقِهِ – ربما وحيدا – في مواجهة تلكم الجيوش الجرارة والكتائب الفتاكة من جنود الأعداء يرقبها بعيني الصقر ويشهر في وجهها سلاحه الذي يملكه .. إنه قلمه …
لقد كانت يده الحانية وقلبه الرقيق يشفق على الأمة ويرى ما لا ترى ، فيقطع آلاف الأميال بقلمه السيال المتدفق يكشف للأمة المُغَيَّبَة الحقيقة ساطعة ويزيل الران عن القلوب والعقول ..(76/3)
لم يعرف للراحة سبيلا منذ اكتشف المؤامرة على الأمة الإسلامية فالتهبت في قلبه الغَيْرة المحمومة على الإسلام جَذوة مُتَّقِدَة تَلتهب في قَلبه ليل نهار … ووالله ما وضع القلم حتى وافاه الأجل، وما خان عهد الله بل أحسبه - والله حسيبه - ممن نفاخر بهم الأمم ، لم يلتفت إلى عرض الدنيا ، بل باع نفسه وماله لله فداء دينه ولم يشغل نفسه برضاء الناس ولا بمتاع الدنيا ولا بالتكريم والإعجاب والجوائز والدرجات العلمية ، بل كان فوق كل هذا .. إنه الأستاذ : أنور الجندي .
لقد كنت أُلاحظ منذ خُضْتُ غمار مشروعي العلمي الكبير " بنك المعلومات الإسلامي : أمتي " منذ ما يزيد على سبع عشرة سنة ، وهو مشروع من أَولى أولوياته تراجم الأعلام … كنت ألاحظ أن هذا الرجل الذي اهتم بتراجم الأعلام فألف فيهم الكثير من المؤلفات – كما سترى - ، وجعل الكتابة عن " الأبطال " أحد اهتماماته الرئيسية حينما رأى المسلمين وقد فُتنوا بالغربيين .. رأيت هذا الرجل لم يترجم له أحد ، بل لقد وجدتُ الصعوبة كل الصعوبة في معرفة أية معلومات شخصية عنه : اسمه ، تاريخ مولده ، عمله ، دراسته … إلخ
ومن خلال آلاف الآلاف من الصفحات التي طويتها في سبيلي لوضع مشروعي الكبير – بنك المعلومات – لم يقع لي إلا القليل النادر من المعلومات عن ذلكم العَلَم ، ولقد كانت المفارقة عندي في بنك المعلومات كبيرة فقائمة مؤلفاته ضخمة طويلة ، والمعلومات الشخصية شحيحة ضئيلة ، ولقد قُلتها يوما بيني وبين نفسي : "لَقَد أَحيا الأستاذ أنور الجندي ذِكْرَ الأستاذ كامل كيلاني – الذي أراد معاصروه من أذناب الغرب وأبواقه أن يخملوا ذكره – فأنصفه ، وسأفعل مع الأستاذ الجندي – إن شاء الله – ما فعله مع الكيلاني".
كانت هذه نية عقدتها واستقرت في النفس سنين حَالَ دون تنفيذها حوائل كثيرة أكبرها العمل في المشروع الكبير …(76/4)
لقد كان – كما قُلْت – شيئا قَدَرِيًّا يشُدُّني إلى الأستاذ أنور الجندي ، …. رَتَّبَتْ الأقدار أن أتجشم هذا العمل فألحق بالرجل في أيامه الأخيرة أَرْقُبُهُ عن قُرْبٍ وأُقَبِّلٌ يده وأعوده في مرضه وأقلب أوراقه ، وأسجل أواخر كلماته وأيامه ، ثم أَحْظَى بشرف غسله وتكفينه بيدي ، وأشارك في تشييعه إلى مثواه الأخير ودفنه … وها أنذا أجد الواجب يفرض علي أن أكتب عنه وفاءا بعهدٍ قطعتُه على نفسي من قديم … إني أعلم أن هذا الكتاب لن يفي ولن يستوعب شيئا من حياة وفكر هذا العملاق ، لكني أَعُدُّهُ طليعةً لغيره من المؤلفات … ولقد كان شيئا عجيبا في هذه المقادير أن أتدرج في طريقي هذا حتى أتولى مسئولية مكتبة الأستاذ أنور الجندي ثم صناعة بنك معلومات متعلق بالأستاذ ، ثم أجدني اليوم أخط هذه الصفحات – وإنه لكبير شرف خصني الله به – في داره الكريمة .. في عرين الأسد .
والحق أن كتابات الأستاذ أنور الجندي إنما هي درر علمية نفيسة يصعب تكرارها أو إيجاد بديل لها، وإن ما قد نجده من كتابات في بعض القضايا المشتركة لكُتَّابٍ آخرين تَمَيَّزَتْ عنها كتابات أنور الجندي بما اتسمتْ به من عُمقِ فكر وشمولِ تصور ، لقد استطاع أنور الجندي أن يصل إلى وضع تصورٍ متكاملٍ للفكر الإسلامي المعاصر والصحوة الإسلامية وقضاياهما الفكرية المختلفة ، وكانت كتاباته وإن تنوعت دائما تعرف موضعها بدقة في هذا البنيان المتكامل .
ولقد وجد أنور الجندي نفسه في كثير من المواطن يدعوه الواجب - واجب نُصرة الإسلام والدعوة الإسلامية - إلى التصدي لسد خلل عَجَزَت عنه دراسات المعاهد والجامعات وبرامج التربية والتعليم المقررة في ديار الإٍسلام على اتساع رقعتها بكل ما تملك تلكم المؤسسات من إمكانات بشرية ومادية لا توصف ، فكان هو الرجل الذي قام مقام أمة (1).
***
__________
(1) انظر مقدمة " مقدمات العلوم والمناهج " لأنور الجندي .(76/5)
وإذا كان هذا الدين الحنيف قد أدبنا بأدب الإنصاف والتَّجَرُّد فقال تعالى {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(1)، وقال {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ }(2) فستكون - بعون الله - كلماتي في هذا الدراسة شهادة إنصاف لا مكان فيها لمجاملة- مع إجلالنا للرجل وتقديرنا له - ولا لتحامل أيضا .. نَقُولُ مَا له ومَا عليه ، وإنما أَدَبُنَا فيها هو أدب أهل الحديث في نَقد الرجال من الإنصاف والتجرد والترفع وإقامة الشهادة شهادة الحق ، وإنما دَعَانَا لكتابة هذه الدراسة أَنَّا بعد طول تفتيش في بطون الكتب لم نجد لهذا العلم الشامخ مَن كتب عنه أو ترجم له ، وقد طال اعتراض الرجل ورفضه للترجمة لنفسه ، ومن حق الأمة - حتى تكون أحكامها وبحوثها العلمية صحيحة دقيقة أن تدون ترجمة لرجل ثري الفكر كثير المؤلفات ، تصدر لمعارك هائلة مع رموز الفكر العلماني والغربي .
ولي في هذا المقام أن أقول :
كم كنت أود لو كفاني المؤنة غيري ، ولكن ولم يفعل ذلك أحد فعلى الله توكلنا ، وهو حسبنا وإليه المصير، والله المستعان".
(من مقدمة كتاب «أنور الجندي : مجاهد الكلمة ورائد الأصالة الفكرية» لأبي الفداء سامي التوني _ مخطوط لن يتم)
الأستاذ أنور الجندي .. نقاط مضيئة
~~~~~
- ولد في مدينة ديروط ( بمحافظة أسيوط ) بصعيد مصر سنة 1916م(3) .
- نشر أولى كلماته سنة 1932 في " البلاغ " و " أبولو "
__________
(1) المائدة : 8 .
(2) الطلاق : 2 .
(3) وَجَدْتُ في أوراق الأستاذ أنور الجندي الشخصية أنه مواليد 1917م، ثم حدثني أخوه فضيلة الشيخ أحمد الجُندي أنه وجد بخط أنور الجُندي أنه مواليد 1916. وستجد في كتابه شهادة العصر والتاريخ ص 11 ما يؤيد ذلك.(76/6)
- تُشَكِّلُ سنة 1940 م علامة فارقة في حياة الأستاذ أنور الجندي بعد قراءته لملخص عن كتاب «وجهة الإسلام» ( لمجموعة من المستشرقين ) الذي لفت نظره إلى التحدي للإسلام ومؤامرة التغريب ضده، وهو يصف ذلك بقوله :
"وبدأت أقف في الصف : هذا قلمي عُدَّتي وسلاحي من أجل مقاومة النفوذ الفكري الأجنبي والغزو الثقافي، غير أني لم أتبين الطريق فورًا، وكان عليّ أن أخوض في بحر لجي ثلاثون عاما .. كانت وِجهتي الأدب ولكني كنت لا أنسى ذلك الشيء الخفي الذي يتحرك في الأعماق .. هذه الدعوة التغريبية في مدها وجزرها ، في تحولها وتطورها ……. ". ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 48 )
بل يقول عن مقدمات لذلك في قضيته في مواجهة التغريب :
"… ولعلي نذرتُ نفسي منذ ذلك الوقت – 1932 – وسِني ستة عشر عاما لهذه الغاية " ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 11 )
التقى بالأستاذ حسن البنا فكانت أكبر علامة فارقة في حياته
بدأ الكتابة في صحف الإخوان سنة 1946 .
اعتقل عاما كاملا قُبيل ثورة 1952، كما اعتقل في عهد عبد الناصر.
بعد فترة من القيود الصارمة عاشها في العهد الناصري استطاع بالكتابة في " منبر الإسلام " العودة للكتابة عن التغريب سنة 1963 م، ويصف أنور الجندي سياسته في العهد الناصري بقوله :
"… ولقد كان من إيماني أن يكون هناك صوت متصل - وإن لم يكن مرتفعا بالقدر الكافي - ليقول كلمة الإسلام ولو تحت أي اسم آخر، ولم يكن مطلوبا من أصحاب الدعوة أن يصمُتوا جميعا وراء الأسوار ". ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 67 )
اشترك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية في القاهرة والرياض والجزائر والمغرب وجاكرتا ومكة المكرمة والأردن والخرطوم، ودُعي إلى الزيارة والمحاضرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة العَين بالإمارات والمجمع اللغوي بالأردن .(76/7)
اتصف بالعمل الدؤوب الجاد، وكتب الكثير من الموسوعات ، واهتم بتقديم خطة كاملة لمقاومة التغريب والغزو الثقافي ثم اتجه بعد ذلك إلى العمل في أسلمة العلوم والمناهج وتأصيل الفكر الإسلامي وبناء البدائل وهو ما واصل العمل فيه إلى آخر لحظة في حياته .
من هو ؟ :
قال عن نفسه : " من أنت ؟ أنا محام في قضية الحكم بكتاب الله، مازلتُ موكلا فيها منذ بضع وأربعين سنة، منذ رفع هذه القضية الإمام الذي استشهد في سبيلها قبل خمسين عاما للناس ، حيث أُعِدُّ لها الدفوع وأُقدِّم المذكرات بتكليف بعقد وبيعة إلى الحق تبارك وتعالى وعهد على بيع النفس لله ، والجنة – سلعة الله الغالية – هي الثمن لهذا التكليف {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 7 )
- يصف الأستاذ تحوله الفكريّ إلى الفكر الإسلامي الأصيل . فيقول :
"… نعم، عندما اكتمل مفهوم الإسلام ( منهج حياة ونظام مجتمع ) في نفسي كان ذلك حَدًّا فاصلا بين حياة وحياة ، فقد أخذت أراجع آرائي كلها في كل ما كتبتُ وأنظر إليها في ضَوء مفهوم الإسلام الجامع بعد أن كان مفهومها قاصرًا في المرحلة الأولى … .. … " : ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 11 )
- واجه أنور الجُندِيّ فكر طه حسين في الكثير من المؤلفات وهو يُفسر سبب ذلك بقوله :
" لقد كان طه حسين هو قمة أطروحة التغريب وأقوى معاقلها، ولذلك كان توجيه ضربة قوية إليه هي من الأعمال المحررة للفكر الإسلامي من التبعية " . ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 12 : ، 74 )
- ويقول في العَلاقة بين الأدب والفكر وخطر الفصل بينهما:
"إن فَصْلَ الأدب عن الفكر – وهو عنصر من عناصره – من أخطر التحديات التي فتحت الباب واسعا أمام الأدب ليتدخل في كل قضايا الإجماع ويفسد مفاهيم الإسلام الحقيقية " (أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 13 )(76/8)
- كشف أثر مدرسة العلوم الاجتماعية ( فُرويد ، ماركس ، دوركايم ) في تزييف الفكر الإسلامي الأصيل في أذهان الأمة الإسلامية ، وكذا مدرسة تُولستوي وغَاندي التي حَمَلَتْ مفهوم دَحض "فريضة الجهاد " والدعوة إلى الخضوع والاستسلام تحت اسم السلام. ( انظر : أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 13 ( هام جدا)
- وهو يقول في الحديث عن مراحله الفكرية في الطريق إلى الأصالة الفكرية الإسلامية :
"إن أخطر كلمة يجب أن تُقال في هذا : أن الفضل كله لله، وأن الهدى هدى الله، ولولا فضل الله في التوجه إلى هذا الطريق المستقيم لضللنا في ضلال السُّبُل التي لا توصل أبدا، والتي هي عبارة عن أهواء وركام ". ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص14 : 15 )
- وهو يصف أطواره الفكرية فيقول في كتابه «شهادة العصر والتاريخ» ص 26 :
"… وأستطيع أن أقول أنني عِشت مرحلة نقد المجتمع من 1940 – 1950، ثم عشت مرحلة معالجة الواقع 1950 – 1964 ، وفي هذه المرحلة تناولتُ قضايا الوطنية والقومية، وهي مرحلة تقبلت فيها بعض المفاهيم المطروحة قبل أن أعرف خفاياها التي اتضحت لي من بَعْد. ثم بدأتُ من 1964 مرحلة جديدة لتصحيح المفاهيم بعد سيطرة الشيوعية على الإسلام، وفي هذه المرحلة أستطيع أن أكشف كثيرا من الحقائق فضلا عن أن الدعوة القومية والإقليمية كانت قد قدمت حقائق خطيرة "
- وهو يفرق بين مفهوم " العروبة " الأصيل الذي ظهر بعد سقوط الخلافة وتبناه كبار الدعاة أمثال شكيب أرسلان ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب ، ومفهومها القومي الذي سيطر من بعد وهو مفهوم ساطع الحصري وميشيل عفلق ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 66 )(76/9)
- اهتم بتراجم الأعلام، وهو يقول في ذلك : " ثمة بضع عشرة شخصية تستأثر بكتابات الكتاب وقد صدر عن إحداها كتاب وخمسة بل وعشرة .. مثال ذلك جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وقاسم أمين وشوقي وجُبران ورِفاعة الطهطاوي والشِّدْيَاق ومَيّ ولطفي السيد وطه حسين والعقاد والمنفلوطي . أما باقي شخصيات فِكرنا العربي المعاصر فإن الكُتَّاب يتحامونها مع تقديرهم لفضلها وأثرها، أما السبب فهو أن المادة الخام الموجودة عنهم قليلة في مجال الكتب المؤلفة …". ( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 99 )
- أوصى الأستاذ كامل كيلاني لأنور الجندي بالقصاصات والرسائل الخاصة به.
- يقول أنور الجندي ( وهو ما يعكس دأبه في البحث ) :
"قرأتُ بطاقات دار الكتب، وهي تربو على مليوني بطاقة، وأحصيت في كراريس بعض أسمائها. راجعت فهارس المجلات الكبرى كالهلال والمقتطف والمشرق والمنار والرسالة والثقافة، وأحصيت منها بعض رؤوس موضوعات. راجعت جريدة الأهرام على مدى عشرين عاما بين آخرين، وراجعت المقطم والمؤيد واللواء والبلاغ وكوكب الشرق والجهاد وغيرها من الصحف وعشرات من المجلات العديدة والدوريات التي عرفتها في بلادنا في خلال هذا القرن، كل ذلك من أجل تقدير موقف القدرة على التعرف على ( موضوع ) معين في وقت ما".
( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 104)
ويقول :(76/10)
"… وأصبح لي منذ بضع وعشرين سنة موقعا في دار الكتب لا أغيب عنه إلا لِمَامًا، وقد قرأتُ به مئات من الكتب. بل لقد اضطررتُ وأنا أُعِدُّ "الموسوعة الإسلامية العربية" الجامعة أن تكون لي قائمة تضم أسماء الكتب التي تلزمني وأرقامها حتى لا يضيع الوقت كل يوم في البحث عن هذه الأرقام ، ومن ثم عكفت على دراسة ما يزيد على نصف مليون بطاقة أخذت من الوقت أكثر من خمسة أشهر راجعت فيها بطاقات يحويها أكثر من 180 صندوقا ، وأعددت من خلال ذلك مجلدا يحوي أكثر من خمسة آلاف كتاب، هذا بالإضافة إلى فهارس ضخمة للصحف والمجلات التي صدرت منذ 1871 حتى اليوم ، ومنها فهرس خاص لأعداد صحيفة الأهرام التي صدرت في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين يحوي مواد الأهرام الأدبية والفكرية والاجتماعية والأحداث التاريخية ".
( أنور الجندي : شهادة العصر والتاريخ ص 109 ، وانظر تفصيلا لذلك ص 133 )
ويصف ما بذله من جهد لتأليف كتابه « الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية » (الذي يشكل الجزء الأول من موسوعته "تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب المعاصر") فيقول :
"... وإننا نستطيع أن نتصور كيف يكون الجهد من أجل ذلك إذا ذكرنا أننا في صدد دراسة هذه الحلقة عن الصحافة السياسية في مصر قرأنا ألوف الصفحات من عشرات الصحف ، وأننا قرأنا قراءة استيعاب كاملة ( جريدة الأهرام منذ عام 1920 – 1939 )، وأعددنا فهرسا موضوعيا للانتفاع به في بحث هذه الفترة بلغ أكثر من ألف صفحة، وإنا من أجل البحث عن صحف فترة ( 1880 – 1939) قد صعدنا إلى مكتبة دار الكتب بالقلعة يوميا لمدة عام كامل".
ثم يقول ص هـ :(76/11)
" وإنا لنرجو أن نبذل أضعاف هذا الجهد من أجل دراسة مماثلة للصحافة السياسية في العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج لنكشف الصورة الحقيقية للفكر العربي من خلال هذا الجانب السياسي التي غلب عليه الزيف أحيانا ورسمت فيه بطولات خادعة وأقصيت بطولات صادقة مجاهدة ".
***
الأستاذ أنور الجندي … شذرات مما قيل فيه
~~
قال د. محمد أبو الأنوار الأستاذ بكلية دار العلوم بالقاهرة ( في إهدائه أطروحته للدكتوراه ) :
« أستاذي العالم المفكر المجاهد الأستاذ أنور الجندي :
هذا العمل وصاحبه مدينان لك دَيْنًا لا يشركك فيه غيرك.. إنني ما زلتُ أذكر اليوم الأول من لقائي بكم وقد احتواني من اللحظة الأولى قلبكم الكبير، وفكركم الذاخر، ولم ينقطع عني مددكم بالتوجيه تارة وبالعطاء أخرى، وكم فزعتُ إليكم في كُبريات المشاكل التي تتصل بعالَم الدوريات وبقضايا الفِكر، فكنتم دائما خيرا مما أتمنى وأكبر مما أفهم وأحيط .
والآن حين أَشْرُفُ بتقديم هذا العمل لكم أطمع له - كما عودتني - في الفوز بملاحظاتكم القيمة حتى يرى النور بعد ذلك الفضل الرفيع منكم .
تحية الحب والإجلال والإكبار والعرفان .
تلميذكم : محمد أبو الأنوار ( توقيع ) 21 / 12 / 1971».
( إهداء بقلم د. محمد أبو الأنوار محمد علي إلى الأستاذ أنور الجندي على نسخة قدمها إليه من أطروحته للدكتوراه « المعارك الأدبية حول الشعر في مصر » بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة )
قال عبد اللطيف الجوهري :(76/12)
« … والمؤلف – ( أنور الجندي ) – غني عن التعريف ، فهو مؤرخ كبير ، وأديب متفرد ، وباحث موسوعي ، غطت أبحاثه – تقريبا – جميع مناحي المعرفة والثقافة والأدب والنقد ، فضلا عن جهده المشكور والممتاز في رصد الظواهر والاتجاهات الأدبية وكذلك السياسية والاجتماعية فهو بحق – جدير بلقب " شيخ الباحثين " يذكرني كلما نظر في إنتاجه وتلمذت على يديه بالكُتَّاب الموسوعيين الذين أنتجتهم الحضارة الإسلامية الأولى في عصور ازدهارها ».
( عبد اللطيف الجوهري : كتاب: " مقال في أزمة التربية حول كتاب التربية وبناء الأجيال " ص 7 : 8 )
قال أبو إسلام أحمد عبد الله :
« تحية لهذا الرجل .. تحية احترام وتقدير إلى الأستاذ المفكر المخضرم الصعيدي المجاهد أنور الجندي على ما أعطى وعلى ما بذل من جهود بحثية ميدانية ودراسية وتطبيقية في مواجهة خصوم الإسلام وأعداء المسلمين منذ أن وَعَى شباب الصحوة الإسلامية دورهم الجهادي في الدفاع عن أمتهم وحماية رسالتهم والدعوة إلى الله نصرة لعقيدتهم والولاء لله بإخلاص والبراء من كل باطل بإصرار وثبات ، تلبية لنداء الخلافة الإسلامية الغائبة عن الديار .
لقد عمل أنور الجندي في ساحة القلم والقرطاس منذ عام 1946 ولذا فهو من أوائل الصحافيين الذين نطلق عليهم لقب "الإسلاميين" في مجال الإعلام والنشر، فقد عمل بالصحافة العامة ثم بالصحافة الإسلامية المتخصصة منذ هذا التاريخ البعيد حتى اليوم متجولا بين مجلات وصحف الأمة العربية الإسلامية بلا استثناء تقربا ، وأصدر الأستاذ الجندي عشرات المؤلفات التي شكلت في ذاتها اتجاها فكريا وصحافيا متميزا سد ثغرة واسعة في المكتبة العربية الإسلامية كان صعبا أن تسد لو لم يشأ الله لأنور الجندي أن يسدها .(76/13)
لقد خاطب الأستاذ أنور الجندي جيلا بعينه في زمن خاص مُتَنَاوِلا قضايا بذاتها، وارتبطت العناصر الثلاثة ببعضها البعض في انسجام رباني نادر الحدوث فما كان لأحدهما أن ينفك عن الآخر أو يمكن أن يدور بغيره حسبما شاء الله ، وفي كل ما بذل من جهود كان واضحا ومتميزا بقضاياه التي يتناولها، والتي انصبَّت في أغلبها – إن لم يكن فيها كلها – في عدة محاور فكرية جريئة وغريبة على الحس الثقافي المستحدث والاجتماعي المشوش والسياسي المتآمر، والاجتماعي المترهل، لينفذ من خلالها إلى الغاية العليا التي نسعى إليها جميعا وهي أن نعرف أعداءنا ونعرِّي المتحدثين بلغتنا المتآمرين علينا ونحدد أولويات الخصومة معهم، ومستوى العَلاقات بين مختلف كياناتنا ومذهبياتنا في إطار عام وشامل يندرج تحت عنوان جامع : " الفكر المعاصر والخروج من التبعية".
( أبو إسلام أحمد عبد الله : كلمة الناشر لكتاب " من سقوط الخلافة إلى مولد الصحوة للأستاذ أنور الجندي " )
قال يوسف القَرَضَاوِي :
« أخي الكبير : لا أريد أن أزيدك هَمًّا على هَمِّكَ وأنت في فراشك ولكني أَعتذر إليك لتقصيرنا معك وأنت رجلٌ لك حق على الأمة كلها وعلى علمائها ودُعَاتها خاصة بما بذلت لها من فِكرك وقلمِك وجَهدك طُوال حياة حافلة بالعطاء الثري لتنوير العقول وإحياء القلوب وإيقاظ الهمم، وكُنْتَ كالفُرْسَان الأُصًلاء تغْشَى الوَغَى وتَعِفَّ عند المغنَمِ ، تُعطِي أبدًا ولا تأخذ، وتُضَحِّي ولا تستفيد، بمعزِلٍ عن المكاسب المادية، وبعيدًا عن الأضواء، بل حرصت على أن تبقى في الظل، متَرَهِّبًا في صومعتك، عاكفا على مراجعك، مخلصا في وجهتك، مُكِبًّا على عملك، لتُخرج للأمة بين الحين والحين ما ينفع الناس ويمكث في الأرض … »(1).
__________
(1) صدق واللهِ، وما جاوز الحقيقة – أقسمُ بالله – ( فيما أعلم ) قَدْرَ أُنملة. رحمة الله عليه.(76/14)
( من رسالة شخصية للأستاذ أنور الجندي في مرضه الأخير في 20 / 9 / 1422 هـ )
قال أبو الفداء سامي التوني في خاطرةٍ له في عَرين الأسد :
أحد الأدوار الهامة التي قام بها أنور الجندي - وبذا أسدى للأمة جميلا لا تقدرُ على الوفاء له بشكره أبداً - وهي بصدد يقظتها مع مطالع القرن الخامس عشر الهجري / أواخر القرن العشرين النظرة الكلية للتاريخ الإسلامي والتراث الإسلامي ورجالات الإسلام، فيرى جوهر ما قد غشي على الكثيرين لكثرة ما أثير حول ذلك من خلاف وشبهات ومشكلات. وإذا تأملتُ - مثلا - كتابه «نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفَها» راودني شعورٌ قويّ ، هو نفس الشعور الذي وجدته في مجالساتي معه - رغم أنها في فترة مرضه وقد تقدم به السن - ـ إنه الشعور بأن الرجل مُقاتل يقفُ على ثَغْرٍ من ثغور الإسلام لا يرقأُ له جَفن ولا يخلد للراحة أبدًا، لا يسمح لجفنه أن يغمض للحظات.. إنه يراقب كتائب الأعداء، يرقبُها ويبحث ويحلل ما وراء خطواتهم وحركاتهم وكلماتهم.. إنه مقاتل مخلص يقظ يؤدي دوره على أكمل وجه، ثم يُطلق النذير بعد النذير لأمةٍ غَطَّتْ في سُبَاتٍ عميق ، فمنهم من يتململ من هذه الكلمات، ومنهم من لا يُلقي لها بَالا، ومنهم - بلا شك - رجال انتصحوا بكلماته وانتبهوا بندائه، بل ومنهم مَن أدرك خَطر الأمرِ فسارع الخُطَا ليقفَ إلى جِوار الرجل محاولا أن يقوم بنفس الدور .. إنه رجل كَمِائَة ، قام حين نام الناس، وتصدَّرَ في زمنٍ أجفل فيه الناس، وأدرك ما استغلق فهمه على كثيرين.. إنه رجلٌ كَمِائَة.. إنه أنور الجندي.
هذا هو أنور الجندي بعد رحلته الطويلة جدا الشاقة للغاية التي لم يجرؤ غيره على خوضها، بعد أن قام بدراسة الأدب العربي المعاصر في البلدان العربية كافة يعود بثمرةٍ بعد التزامه أن الأدب العربي لا تصلح دراسته خارجا من وضعه الصحيح في الفكر الإسلامي. ( تأمل " نظريات وافدة " ص 10 : 11)(76/15)
لقد تصدى أنور الجندي لمقولات واعتقادات زائفة طالما روج لها الإعلام في العالم العربي لأغراضه الخاصة، حتى صار الناس يرددونها كأنها بدهيات، لكنها لم تَنْطَلِ على أنور الجندي فإذا به يميط اللثام عن الحق. (تأمل مثلا قوله : "الفصحى لغة القرآن لغة ألف مليون هم المسلمون وليس مائة مليون هم العرب وحدهم" في كتابه الثمين «المؤامرة على الفصحى»)
***
الأستاذ أنور الجُندي … شخصيات شهيرة التقى بها
~~~
أحمد الشرباصي
أحمد حسن الزيات
أحمد حسين
أحمد زكي أبو شادي
البشير الإبراهيمي
الشيخ أبو العيون
الشيخ دراز
الشيخ محمد رفعت
توفيق الحكيم
حسن البنا
د. أحمد الحوفي
زكي مبارك
ساطع الحصري
سعيد العريان
سيد إبراهيم
صلاح عبد الصبور
طه حسين
عباس محمود العقاد
عبد الرحمن الرافعي
عبد الرحمن صدقي
عبد القادر القط
عبد القادر المغربي .
عبد الكريم جرمانوس
عبد الله كنون
عبد الوهاب عزام
عزيز خانكي
علي أدهم
علي الغاياتي
عمر فروخ
كامل كيلاني
مالك بن نبي
محب الدين الخطيب
محمد حسين هيكل
محمود تيمور
محمود عزمي
مصدق
منصور فهمي
الأستاذ أنور الجُندي … دوريات نَشَرَت له
~~~~
جريدة الأخبار ( القاهرة )
جريدة الأماني القومية ( عام 1940 )
جريدة الإنذار ( بين عامي 1933 – 1934)
جريدة الجمهورية ( القاهرة )
جريدة الزمان ( القاهرة )
جريدة الشعب ( عام 1956)
جريدة القاهرة ( 1940 – 1942 )
جريدة النور ( القاهرة )
مجلة أسيوط ( عام 1933 )
مجلة الأديب ( بيروت )
مجلة الإصلاح ( دبي )
مجلة الاعتصام ( القاهرة )
مجلة الأفكار ( بين عامي 1941 – 1942 )
مجلة الإيمان ( الرباط )
مجلة البيان ( الكويت )
مجلة التضامن الإسلامي ( السعودية )
مجلة الثقافة المغربية ( الرباط )
مجلة الحج ( مكة المكرمة )
مجلة الخفجي ( السعودية )
مجلة الدعوة ( القاهرة )
مجلة الرواد ( طرابلس )
مجلة العالم الإسلامي ( مكة المكرمة )
مجلة العرب ( بيروت )(76/16)
مجلة العربي ( الكويت )
مجلة العرفان
مجلة العلم ( المغرب )
مجلة الفرقان ( صيدا )
مجلة الفكر الإسلامي ( بيروت )
مجلة الكويت ( الكويت )
مجلة المجتمع العربي ( القاهرة )
مجلة المختار الإسلامي ( القاهرة )
مجلة المنهل ( مكة المكرمة )
مجلة النهضة ( عًمان )
مجلة الهدى الإسلامي ( طرابلس )
مجلة الهلال ( القاهرة )
مجلة الوادي ( بين عامي 1935 – 1936 )
مجلة الوعي الإسلامي ( الكويت )
مجلة دعوة الحق ( الرباط )
مجلة عطارد ( القاهرة )
مجلة منار الإسلام ( الإمارات )
مجلة منبر الإسلام ( القاهرة )
الآثار العلمية
للأستاذ أنور الجُندي
أولا : الموسوعات التي وضعها الأستاذ أنور الجندي
ثانيا : مسرد آثار الأستاذ أنور الجندي
أولا
الموسوعات
التي وضعها الأستاذ أنور الجندي(1)
~~~~~
(1) موسوعة مقدمات العلوم والمناهج .
عشرة مجلدات ضخام، تقع في 6307 من الصفحات، هي :
بناء الفكر الإسلامي وتطوره.
تاريخ الإسلام منذ فجر الإسلام إلى اليوم.
العالم الإسلامي المعاصر
اللغة والأدب والثقافة.
التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة
المجتمع الإسلامي : نظام الإسلام ، قضايا المجتمع ، التربية الإسلامية ، مناهج التعليم
الحضارة والعلم والعلوم الاجتماعية
طابع الإسلام بين الأديان والأيدلوجيات ( الإسلام وموقفه من الفلسفات والأديان )
المنهج الغربي : أخطاؤه ، وشبهاته ، والشبهات المثارة حول الإسلام .
تاريخ اليقظة الإسلامية .
... ... ... ... ... ... ... ...
(2) الموسوعة الإسلامية العربية .
تتكون من الأجزاء التالية :
__________
(1) ليس من الإنصاف أن ندعي أن هذه هي جملة الموسوعات التي كتبها الأستاذ أنور الجندي ، بل هذا غيضٌ من فَيْض، الحق يقال : إن الأستاذ أنور الجندي انتهج الأسلوب الموسوعي في تحرير كافة مؤلفاته، فإذا سلَّمتَ لي بذلك – ولو حققت الأمر لسلمتَ – فكافة مؤلفاته موسوعات.(76/17)
1- « الإسلام والعالم المعاصر بحث تاريخي حضاري ».
2- « سقوط العلمانية ».
3- « الإسلام والدعوات الهدامة ».
4- « العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي ».
5-
6- « أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع ».
7-
8- « التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام ».
9- « الثقافة العربية إسلامها وأصولها وانتمائها ».
10-
11- « الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة ».
(3) موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر .
أجرى في هذه الموسوعة مسحا شاملا للأدب العربي في العالم العربي أجمع منذ أوائل الحرب العالمية الثانية إلى زمن تأليف الكتاب ( حتى عام 1940 ).
وهي تحيط بِـ : الصحافة ، المعارك الأدبية ، الشعر ، النثر ، القصة ، اللغة العربية ، الترجمة ، الفكر العربي المعاصر ، الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع ، أدب المرأة .
صدرت في 18 مجلدا أو أكثر ، هي :
1-
2-
3-
4- « الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية ».
5-
6-
7- « اللغة العربية بين حماتها وخصومها ».
8- « أدب المرأة العربية : تطوره وأعلامه ».
9- « القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها ».
10- « تطور الترجمة في الأدب العربي المعاصر ».
11-
12-
13-
14-
15-
16-
17-
18-
- الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والتجمع .
النثر العربي تطوره وأعلامه .
- المعارك الأدبية
- الصحافة السياسية في مصر
- الشعر العربي المعاصر : تطوره وأعلامه .
- القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها
معالم الأدب العربي المعاصر في النقد والترجمة والفنون المختلفة .
.. ….
(4) موسوعة التأصيل الإسلامي
وتتكون من (1):
. « من سقوط الخلافة إلى مولد الصحوة ».
__________
(1) لم يضع الأستاذ الجندي ترقيما لأجزاء هذه الموسوعة لذا لم نرقمها هنا .(76/18)
. « ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ »
(5) موسوعة (تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي)
(6) موسوعة ( معالم تاريخ الإسلام ) :
وتتكون من الأجزاء التالية :
1 الإسلام والغرب
2 العروبة والإسلام
3 المخططات التلمودية الصهيونية
4 مقدمات المناهج .
5 المؤامرة على الإسلام
6 الشعوبية في الأدب العربي الحديث
7 من التبعية إلى الأصالة .
8 تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات .
9 الإسلام في وجه التغريب
10 حركة اليقظة الإسلامية .
(7) في دائرة الضوء .
وهي موسوعة إسلامية فكرية مبسطة في الثقافة العامة ، تتكون من الأجزاء التالية :
1- وحدة الفكر الإسلامي
2- الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون
3 -فكرية في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام
4- في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي للشباب
5- الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي
6- التغريب : أخطر التحديات في وجه الإسلام
7- تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث
8- على الفكر الإسلامي أن يتحرر من : سارتر ، وفرويد ، ودوركايم
9- أخطاء الفلسفة المادية
10- نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفها
11- فساد نظرية الجنس السامي واللغة السامية
12- موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية
13- تصحيح المفاهيم الإسلامية
14- ماذا يقرأ الشباب المسلم ؟
15- محاذير وأخطار في وجه إحياء التراث والترجمة
16- رسالة المسلم
17- من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية
18- قضايا الشباب المسلم
19- المؤامرة على الفصحى لغة القرآن
20- سقوط نظرية دارون
21- البطولة في تاريخ الإسلام
22- المسلمون في فجر القرن الوليد
23- هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة ؟
24- الطريق إلى الأصالة
25- الوجه الآخر لطه حسين
26- مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع في ضوء الإسلام
27- الإسلام في وجه التحديات الوافدة والمؤثرات الأجنبية(76/19)
28- مصححو المفاهيم : الغزالي ، ابن تيمية ، ابن حزم ، ابن خلدون
29- اعرضوا أنفسكم على موازين القرآن
30- تحديات في وجه المجتمع الإسلامي
31- نظرية السامية مؤامرة على الحنيفية الإبراهيمية
32- كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية
33- الفنون والمسرح
34- التبشير الغربي
35- الانقطاع الحضاري
36- البهائية من الدعوات الهدامة
37- الخلافة الإسلامية
38- الفكر البشري القديم
39- ابتعاث الأسطورة مؤامرة جديدة تواجه الفكر الإسلامي
40- هزيمة الاستشراق في ملتقى الإسلام
..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(8) « المعلمة الإسلامية ».
موسوعة إسلامية ، تُعَرِّفُ بالإسلام بأسلوب سهل يسير، في ثلاثة مجلدات .
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مزيد من التفصيل
(9) موسوعة العلوم الإسلامية (1).
. « معالم تاريخ الإسلام المعاصر ».
. « تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة ».
. « تاريخ الغزو الفكري والتغريب خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920 – 1940م ».
. « أسلمة المناهج والعلوم والقضايا المعاصرة »
. « من اليقظة إلى الصحوة خلال المرحلة من 1933 م – 1988 م، تطور الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية »
. « في مواجهة الحملة على الإسلام »
. « الفكر الإسلامي والثقافة الغربية المعاصرة في مواجهة تحديات الاستشراق والتبشير والغزو الثقافي »
(10) « تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب العربي المعاصر ».
موسوعة في تاريخ الصحافة العربية ، وتتكون من ثلاثة مجلدات :
1- « الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية »
2- « تطور الصحافة العربية بين الحربين ( 1919 – 1939 ) ( إطار لملامح المجتمع وصورة العصر ) ».
3- « تطور الصحافة بين الحربين ( 1919 – 1939 ) في العالم العربي ».
__________
(1) لم يضع الأستاذ الجندي ترقيما لأجزاء هذه الموسوعة لذا لم نرقمها هنا .(76/20)
4- « تطور الصحافة في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم ».
(11) موسوعة تاريخ الصحافة الإسلامية خلال القرن الرابع عشر الهجري 1301 / 1884 : 1400 / 1980 )
تتكون من الأجزاء التالية :
1- تاريخ الصحافة الإسلامية 1- المنار – محمد رشيد رضا ( 1315 / 1898 : 1353 / 1935)
2- مجلة الفتح – محب الدين الخطيب .
3- صحف الإخوان – حسن البنا .
4- مجلة الأزهر ( فريد وجدي – محب الدين الخطيب – الزيات )
5- الصحف الإسلامية ( بعد الحرب الثانية إلى نهاية القرن الرابع عشر ) 1940 – 1980 .
(12) " العودة إلى المنابع دائرة معارف إسلامية "
***
ثانيا
الآثار العلمية
للأستاذ أنور الجندي(1)
~~~
« شهادة العصر والتاريخ .. خمسون عاما على طريق الدعوة الإسلامية »
ط. دار المنارة ، جدة ، السعودية ، قطع متوسط ، ط 1 : 1413 / 1993 ، 287 صفحة .
هي مذكرات أنور الجندي ، فرغ من كتابة مقدمتها في 4 / 1413 هـ = 10 / 1992م(2)، وقد جاوز السبعين .
والكتاب ممتع رائق ، يعبر عن فكر إسلامي نقي ، ورؤية هامة لما مرت به الأمة الإسلامية خلال القرن 15 هـ = 20م من مؤامرات الاحتواء والتغريب والتبعية ، وفيه شهادة للتاريخ ، وفيه معلومات صادقة هامة عن المؤلف وحياته وفكره وهمومه .
« مقدمات العلوم والمناهج .. محاولة لبناء منهج إٍسلامي متكامل »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، قطع كبير ، 10 أجزاء ( مجموع صفحاته : 6307 صفحة ).
__________
(1) يجب أن لا يفهم القارئ أن هذا حصر لمؤلفات الأستاذ أنور الجندي ، فإن حصرها لمن الصعوبة لبمكان ، وهنا ما استطعنا حصره من مؤلفاته ، ويبقى بعده الكثير.
(2) كما في شهادة العصر والتاريخ ص 3 ، 6(76/21)
"يتناول بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني والفارسي والهندي ، وكيف قاوم مفهوم التوحيد كل محاولة لاحتوائه أو السيطرة عليه بما مكنه من بناء " منهج السنة والجماعة "، وكيف انبعثت عنه حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه فقاومت حركات التغريب والغزو الثقافي .
وضمت الدراسة إلى ذلك مخططات الغزو الاستعماري عن طريق الاستشراق والتبشير ومؤامرات ابتعاث الفكر الوثني الهليني والشرقي القديم ".
الهدف من الكتاب : قال مؤلفه 1 / 3 [ م ] :
" إن التحدي الخطير الذي يواجه العالم الإسلامي اليوم ( على أبواب القرن الخامس عشر الهجري ) انتقالا من التبعية إلى الأصالة، ومن التغريب إلى الرشد الفكري، ومن الإسلام إلى الإيمان هو وضع مقدمات العلوم والمناهج المبثوثة بحيث يمكن أن تغطي تلك الفجوة الضخمة بين الإسلام ومفاهيم العصر ، وبحيث يمكن أن تكون تلك المقدمات بمثابة إطار إسلامي للفكر المعاصر كله ، وهو ما قصرت عنه دراسات المعاهد والجامعات وبرامج التربية والتعليم المقررة ، حماية للشباب المسلم من تحديات الغزو ، وفي سبيل مواجهة الأخطار المحدثة بالإسلام والمسلمين ، واستمدادا من منابع الإسلام الأصيلة، هذا التحدي هو ما نود أن نواجهه بأن نضع في أيدي الشباب المسلم المثقف عصارة لكل المذاهب والأيدلوجيات والفلسفات المعاصرة من خلال نظرة الإسلام لها ، وردا على عشرات من الشبهات والزيوف والسموم التي تطرح في أفق الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي على السواء ..."
** موضوعات مجلدات الكتاب :
المجلد الأول : بناء الفكر الإسلامي وتطوره . ( عدد صفحاته : 575 )(76/22)
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث الجذور الأساسية للفكر الإسلامي التي بناها القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما واجهه من محاولات ترجمة الفكر اليوناني والفارسي والهندي ، وكيف قاوم مفهوم التوحيد كل محاولة لاحتوائه أو السيطرة عليه بما مكنه من بناء " منهج السنة والجماعة " وكيف انبعثت عنه حركة اليقظة الإسلامية في العصر الحديث من قلب العالم الإسلامي نفسه فقاومت حركة التغريب والغزو الثقافي .
وتضم الدراسة إلى ذلك مخططات الغزو الاستعماري عن طريق الاستشراق والتبشير ومؤتمرات ابتعاث الفكر الوثني الهليني والشرقي القديم )
المجلد الثاني : تاريخ الإسلام منذ فجر الإسلام إلى اليوم . ( عدد صفحاته : 788 )
( قال مؤلفه : يقدم المجلد دراسة لتاريخ الإسلام منذ طلوع فجره إلى اليوم ( 1979 م ) مرورا بمراحله المختلفة وأحداثه الكبرى وتوسعاته في قارات آسيا وأوربا وإفريقيا ، كاشفا عن أكبر أحداثه في مواجهة الحملات الصليبية والمغولية والغزو الفرنجي على جبهات الأندلس والمغرب والشام وبيت المقدس ومصر ، وعلاقة الإسلام بعالم الغرب من خلال الاستعمار الغربي والصهيونية والشيوعية كاشفا عن علاقات التُّرك والعرب من خلال دولة الخلافة العثمانية والعروبة والإسلام ، ومحاولات القوميات الضيقة والإقليميات والوحدة الإسلامية والتضامن ، وبزوغ عصر اليقظة ، انطلاقا إلى عصر النهضة على مشارف القرن الخامس عشر الهجري )
المجلد الثالث : العالم الإسلامي المعاصر . ( عدد صفحاته : 672 )(76/23)
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث تاريخ العالم الإسلامي المعاصر وأقطاره وقضاياه ، والتحديات الموجهة إليه ، وقضية الجامعة الإسلامية والوحدة العربية والتضامن ، وموقف العالم الإسلامي من القوى الغازية الثلاث : الاستعمار الغربي والصهيونية والشيوعية ، ودراسة قضايا العالم الإسلامي على أبواب القرن الخامس عشر الهجري ، وما يتصل بالعلاقات بين الشيوعية والصهيونية والدعوات الهدامة كالبهائية والقاديانية والمخططات التي تستهدف غزو المجتمع الإسلامي )
المجلد الرابع : اللغة والأدب والثقافة . ( عدد صفحاته : 855 )
( قال مؤلفه : يقدم دراسة مستوعبة لقضايا ثلاث كبرى :
أولا : اللغة العربية الفصحى – لغة القرآن – والتحديات التي واجهتها في العصر الحديث ، ومؤامرات العامية والكتابة بالحروف اللاتينية وما قام به النفوذ الأجنبي من تجميد لنفوذ الفصحى ودفع اللغات الأجنبية والعاميات .
ثانيا : الأدب العربي : خصائصه المستمدة من القرآن والسنة ، وارتباطه في العصر الحديث بالعصور المتوالية منذ ظهور الإسلام والتحديات التي واجهته من قضايا الشعر والقصة والتراث والأدب المهجري والأساطير والمسرحية اليونانية ودور الشعوب الحديثة .
ثالثا : دراسة الثقافة العربية ذات الانتماء الإسلامي وخصائصها ووجوه الاختلاف بينها وبين الثقافات الشرقية والغربية ، والكشف عن مصادر الثقافة الغربية والإغريقية والمسيحية واليهودية ، والتحديات التي تواجهها في مختلف المجالات )
المجلد الخامس : التبشير والاستشراق والدعوات الهدامة . ( عدد صفحاته : 507 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث مخططات الغزو الفكري والثقافي والعقائدي في ثلاث موضوعات كبرى :
الأول : التبشير والاستشراق وأثرهما في الفكر والأدب والاجتماع .
الثاني : المؤامرة على تاريخ الإسلام ، وأثر الاستشراق في تزييف عدد من حقائق التاريخ الإسلامي .(76/24)
الثالث : الدعوات الهدامة : تاريخها ، وأهدافها ، وشبهاتها )
المجلد السادس : المجتمع الإسلامي : نظام الإسلام ، قضايا المجتمع ، التربية الإسلامية ، مناهج التعليم . ( عدد صفحاته : 551 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث : بناء المجتمع في الإسلام سياسيا واقتصاديا وتربويا ، ويتناول :
أولا : قضايا الانتماء والقوميات والإقليميات والوحدة الإسلامية الجامعة .
ثانيا : مفهوم " الإسلام " الجامع المتكامل ، من خلال الشريعة الإسلامية في مواجهة القانون الوضعي والديمقراطيات ، والاقتصاد الإسلامي .
ثالثا : مختلف تحديات المجتمع الإسلامي ، وقضايا الشباب والطفل والمرأة المسلمة ، وآثار الصحافة والسينما والإذاعة .
رابعا : دراسة شاملة للتربية الإسلامية وبناء الأجيال ، والكشف عن فساد النظام العلماني الذي طرحه الاستعمار في المجتمع الإسلامي .
خامسا : إعادة بناء مناهج العلوم والمناهج التجريبية والاجتماعية ، ودور الإسلام الرائد في بنائها ، وكيف تجاهلتها المناهج الحديثة )
المجلد السابع : الحضارة والعلم والعلوم الاجتماعية . ( عدد الصفحات : 594 )
( قال مؤلفه : يتناول بالبحث :
الكشف عن الدور الضخم الذي قام به الإسلام - استمداد من القرآن – في بناء المنهج التجريبي ، وكيف تحول هذا إلى الغرب لبناء الحضارة الحديثة .
دراسة الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارات الوثنية السابقة لها ، والكشف عن منطلقات هذه الحضارة ، وعطائها لحضارة الغرب ، والأثر الذي أحدثته في أزمة الإنسان والعالم نتيجة خروجها على منهج الله ، وقدرة الإسلام على تحرير الحضارة من الانحراف المادي .
دراسة مناهج العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق وأثر النظرية المادية في بناء الإنسان والمجتمع والمسرح والفن ، وموقف الإسلام ومنهجه في هذه القضايا ، وفي بناء الإنسان والمجتمع )(76/25)
المجلد الثامن : طابع الإسلام بين الأديان والأيدلوجيات ( الإسلام وموقفه من الفلسفات والأديان) ( عدد صفحاته : 488 )
( قال مؤلفه : يجيب الكتاب على التساؤل : بماذا يتميز الإسلام بين الأديان والأيدلوجيات ، وذلك من خلال ثلاث رسائل :
عطاء الإسلام للبشرية .
العلمانية في ضوء الإسلام
الإيدلوجيات المعاصرة .
ومن خلال ذلك يكشف الكثير من الحقائق ويرد على الكثير من الشبهات المثارة )
المجلد التاسع : المنهج الغربي : أخطاؤه ، وشبهاته ، والشبهات المثارة حول الإسلام . ( عدد صفحاته : 542 )
( قال مؤلفه : يتضمن ثلاثة أبحاث متصلة متكاملة :
أخطاء المنهج الغربي الوافد في مجالات : العقائد ، والدين ، والفلسفة ، والتاريخ ، والحضارة ، واللغة ، والأدب ، والفن ، بالمقارنة مع أصول منهج البحث العلمي الإسلامي ، والكشف عن وجوه التباين والاختلاف بينهما .
دراسة قضايا التعليم والشريعة واللغة العربية بين التبعية والأصالة .
موقف الإسلام من الفلسفات القديمة )
المجلد العاشر : تاريخ اليقظة الإسلامية . ( عدد صفحاته : 735 )
( قال مؤلفه : يسجل البحث ثلاث مراحل لليقظة الإسلامية : الأولى منذ سيطرة الاستعمار الغربي على العالم الإسلامي وإلى مطالع الحرب العالمية الأولى . الثاني : مرحلة التغريب التي امتدت خلال ما بين الحربية الأولى والثانية . الثالث : مرحلة الغزو الفكري الغربي والماركسي والصهيوني منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم )
« كيف يحطم المسلمون قيد التبعية والحصار ».
ط. مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط1 : 1405 هـ / 1985 م، قطع متوسط، 99 صفحة .
** أبرز قضايا الكتاب :
1. الإسلام : هذا النور المبين ص 5
2. المؤامرة على الصحوة وأبعادها ص 23
3. المؤامرة على المنهج الإسلامي ص 39
4. كيف يحطم المسلمون قيد التبعية والحصار : ( ص 49 )(76/26)
- توهين الإسلام هي خطة الغزو الثقافي والتغريب
- سقوط النموذج الغربي وانهياره أمام النفس المسلمة اليوم
- وما زالوا يخدعوننا بإحياء الفكر الباطني والوثني
- الاستشراق زيف حقائق الإسلام ويفرض مفاهيم مسمومة لتوهين الإسلام .
- المؤامرة على التاريخ الإسلامي .
- الحملة على الدولة العثمانية .
- إنهم يزرعون اليأس في قلب الشباب المسلم .
- لقد فشلت الحضارة الغربية في إعطاء النفس الإنسانية أشواقها
- ما تتطلع إليه البشرية : حضارة تعرف ربها .
- ترشيد الصحوة الإسلامية .
« حقائق مضيئة في وجه شبهات مثارة »
ط. دار الصحوة ، القاهرة ، ط 1 : 1410 / 1989 ، قطع متوسط ، 163 صفحة .
** أبرز قضايا الكتاب :
- الإسلام
- القرآن
- إسلام القرآن
- الأديان
- المعرفة بالإسلام
- النظام السياسي .
- النفس والأخلاق
« جيل العمالقة والقمم الشوامخ في ضوء الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1985 م ، قطع متوسط ، 224 صفحة .
قال أنور الجندي ص 4 :
" والحقيقة أن ما قدمته هذه المدرسة التي يسمونها تارة باسم " الرواد " وتارة باسم " جيل العمالقة والقمم الشوامخ " ليس إلا عصارات من الفكر الغربي انتزعت من هنا وهناك ، خلاصات ومضامين ذلك الفكر الذي سيطر على الغرب تحت اسم الفلسفة المادية ومدرسة العلوم الاجتماعية والتحليل النفسي ، وهو خلاصة ما كتب دارون ودوركايم وفرويد وسارتر وماركس وإنجلز ومترجمات للقصص الجنسي والإباحي من الأدب الفرنسي ، وكان الصراع في أول الأمر قائما بين اللاتينيين والسكسون هؤلاء مع المدرسة الإنجليزية ( العقاد والمازني وشكري ) وأولئك مع المدرسة الفرنسية ( خليل مطران وطه حسين وهيكل ) .(76/27)
ثم جاء الصراع الثاني بين المدرسة الليبرالية ( لطفي السيد – طه حسين - وحسين فوزي وزكي نجيب محمود ) ومن المدرسة الإنسانية الماسونية ( الهومنيزم ) وعلى رأسها لويس عوض … " إلخ ، وهو حديث هام للغاية .
جاء في آخره ص 422 :
( أضفنا إلى هذا الكتاب مادة كتابنا " شخصيات اختلف فيها الرأي " )
وهذا الكتاب في غاية الأهمية .
** أهم نقاط الكتاب :
* مدخل إلى البحث :
. تقييم المحصول الذي قدمه جيل الرواد بميزان الإسلام .
. إعادة تقييم ما كتبه هذا الجيل الرائد .
. محاولة تغيير الهوية والانتماء والعرف الإسلامي .
. سقوط المسلمات الباطلة .
. رواد الأصالة ورواد التبعية .
1- جيل العمالقة والقمم الشوامخ
- لطفي السيد وأكذوبة أستاذ الجيل ص 35 : 75 .
. الحملة على اللغة العربية والدعوة إلى العامية ص 41 :
. سياسة " الجريدة " ص 45 :
. لطفي السيد وترجمة مؤلفات أرسطو ص 49 :
2 - جورجي زيدان ص 61 : 83 .
. " تاريخ آداب اللغة العربية " ص 61 : 69 .
. " تاريخ التمدن الإسلامي " ص 70 : 76 .
. روايات جورجي زيدان لا روايات الإسلام ص 77 : 83 .
3- أحمد أمين – فجر الإسلام . علي عبد الرازق – الإسلام وأصول الحكم ص 85 : 104
4 - سعد زغلول ص 105 :
. سعد زغلول رأس المدرسة الحزبية في مصر ص 113
. سعد زغلول واللغة العربية ص 123 : 127 .
. مواقف سعد ص 128 : 131 .
5 - قاسم أمين ص 133 : 148 .
. المرأة المسلمة وموقفها من قضية تحرير المرأة ص 144 : 148 .
6 - ساطع الحصري ص 149 :
. عجز الحصري عن فهم الفارق بين الكتلة الإسلامية والقومية الغربية وبين العروبة والإسلام ص 157 : 159 .
7 - سلامة موسى ص 161 :
. سلامة موسى : دارون ونظرية التطور ص 172
8 - زكي نجيب محمود ص 185 : 201 .(76/28)
9 - توفيق الحكيم ( تبعية للفكر الوثني والمادي من الشباب إلى الشيخوخة ) ص 203 : 217 .
10 - عبد الرحمن الشرقاوي ص 219 :
. مخططات تكشف أهدافها ولم تعد تخدع أحدا ص 221 :
. كتاب « محمد رسول الحرية » ص 226 :
. مسرحية الحسين شهيدا ص 241 :
. مآخذ على كتابات الشرقاوي " حول الإمام علي " ص 245 :
. أخطاء عبد الرحمن الشرقاوي في كتابة السيرة والتاريخ ص 250 : 252 .
11 - محمد التابعي ( منشئ صحافة الإثارة ) ص 253 : 259 .
12 - لويس عوض ص 261 :
. مؤامرة توفيق الحكيم ولويس عوض
. التشكيك في القرآن ص 269 :
. الهجوم على لغة القرآن ص 272 :
13 - مدحت ( مدحت باشا ) وأتاتورك ( الرد على عبد الحميد الكاتب ) ص 285 : 294 .
14 - كيف سرق غاندي الحركة الوطنية من المسلمين ص 295 : 304 .
15 - سارتر بين عبد الرحمن بدوي وأنيس منصور ص 305 : 313
16 - طه حسين ص 315 :
. ماذا بقي من طه حسين بعد أحد عشر عاما من وفاته ص 325 : 330 .
. أمانة الأجيال ص 331 : 335 . ( في الرد على ثروت أباظه )
. كلمة حق في الرد على المدافعين عن طه حسين ص 336 : 340 .
. حقائق في حياة طه حسين ص 341 : 345 .
. لماذا لم يدخل طه حسين مدرسة البيان في النثر العربي الحديث ؟ ص 346 :
. انكشاف ما خفي على الناس زمانا ص 350 :
- تحفظات على الكتابة العصرية للسيرة النبوية ص 265 : ( حول كتابات طه حسين وهيكل والعقاد – على هامش السيرة – محمد – عبقرية محمد )
- الحملة على نوابغ الإسلام . الحملة على جمال الدين الأفغاني للويس عوض ص 392 : 394 .
- أخطاء منهج القمم الشوامخ وجيل العمالقة ص 395 : (ومما فيها : عريضة اتهام عنيفة ضد طه حسين وجيله).
- محاولة مضللة لتزييف تاريخ الفكر الإسلامي والعمل على إحياء سموم علي عبد الرازق وقاسم أمين ومنصور فهمي ص 403 :(76/29)
- سقطت مدرسة التبعية للفكر الوافد ص 410 : 412 .
- الدكتور إبراهيم بيومي مدكور تصور زائف لحركة اليقظة الإسلامية ص 413 :
. هل كان لطفي السيد وقاسم أمين وطه حسين من تلاميذ الشيخ محمد عبده ، هل كان محمد عبده هو قمة اليقظة أو مرحلة من مراحلها ؟ ) ص 405 :419 .
« مفكرون وأدباء من خلال آثارهم »
ط. دار الإرشاد ، ط1 : بدون تاريخ ، قطع متوسط
مجال البحث في الكتاب :
" العالم العربي من المغرب إلى العراق ، زمن البحث : بعد الحرب العالمية الثانية ".
قال مؤلفه ص 8 :
" ولا بأس أن نشير هنا إلى أن " موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر " التي صدر منها حتى الآن 18 مجلدا قد استطاعت أن تجري مسحا شاملا قريبا من الكمال للأدب العربي في العالم العربي منذ أوائل الحرب العالمية الثانية، وان هذه الدراسة التي بين يدي القارئ اليوم هي أول عمل فيما بعد الموسوعة".
ضم الكتاب 39 شخصية ( هي : أبو الفضل إبراهيم ، إبراهيم الأبياري ، أحمد الحوفي ، أحمد حسين ، أحمد الشرباصي ، أحمد عطية الله ، أحمد غلوش ، أحمد شلبي ، بدوي طبانة ، حمدي حافظ ، خالد محمد خالد ، خير الدين الزِّرِكْلِيّ ، خيري حماد ( من الأردن )، د. زكي علي ، عبد العزيز بنعبد الله ( المغرب )، عامر محمد بحيري، عمر الدسوقي ، عبد العزيز الدسوقي ، عبد الله كنون ، عز الدين الأمين ( من السودان )، علي أدهم ، عمر فروخ، علي الجندي ، قدري حافظ طوقان ، كامل السوافيري ( من فلسطين )، كامل الكيلاني ، محب الدين الخطيب ، د. محمد صبري ، الأمير مصطفى الشهابي ( من سوريا ) ، محمد صبيح ، محمد عبد الغني حسن ، محمد عطا ، محمد علي ديوز ( من الجزائر ) ، محمد عبد الله عنان ، د. محمد محمد حسين ، د. مصطفى الحفناوي ، هلال ناجي ( من العراق )، وديع فلسطين ، د. يوسف عز الدين ( من العراق ) ).
« من أعلام الفكر والأدب »(76/30)
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 29 / 9 / 1964 ، ـ مذاهب وشخصيات ( 98 ) ، قطع متوسط ، 186 صفحة .
الكتاب قبل التوجه الفكري الإسلامي النقي للمؤلف، وعليه فالتراجم التي فيه لا تعكس فكر أنور الجندي الإسلامي الأصيل .
« عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع »
ط. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر ( الدار المصرية للتأليف والترجمة ) ، مصر ، سلسلة أعلام العرب ( 44 ) ، قطع دون المتوسط ، 231 صفحة ، بدون تاريخ .
الكتاب ترجمة عبد العزيز جاويش .
« عالمية الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، مصر ، قطع دون المتوسط ، إيداع 1987 م ، 142 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1 ذاتية الإسلام
2 خصائص الإسلام
3 معطيات الإسلام
4 حضارة الإسلام
5 عالمية الإسلام
« الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية »
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ودار المعرفة ، القاهرة ودار المعارف بيروت ، قطع دون المتوسط، 672 صفحة ، 1962 م
الكتاب هو المجلد الأول من مؤلفه : " تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب المعاصر "، والذي يتكون من ثلاثة مجلدات هي :
1- الصحافة السياسية في مصر منذ نشأتها إلى الحرب العالمية الثانية
2 - تطور الصحافة العربية بين الحربين ( 1919 – 1939 )
3 - تطور الصحافة في العالم العربي بعد الحرب الثانية إلى اليوم.
قال في مقدمة الكتاب يصف الجهد الذي بذله لتأليف الكتاب :(76/31)
" وإننا نستطيع أن نتصور كيف يكون الجهد من أجل ذلك إذا ذكرنا أننا في صدد دراسة هذه الحلقة عن الصحافة السياسية في مصر قرأنا ألوف الصفحات من عشرات الصحف ، وأننا قرأنا قراءة استيعاب كاملة ( جريدة الأهرام منذ عام 1920 – 1939 ) وأعددنا فهرسا موضوعيا للانتفاع به في بحث هذه الفترة بلغ أكثر من ألف صفحة ، وإنا من أجل البحث عن صحف فترة ( 1880 – 1939 ) قد صعدنا إلى مكتبة دار الكتب بالقلعة يوميا لمدة عام كامل ".
ثم قال ص هـ :
" وإنا لنرجو أن نبذل أضعاف هذا الجهد من أجل دراسة مماثلة للصحافة السياسية في العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج لنكشف الصورة الحقيقية للفكر العربي من خلال هذا الجانب السياسي التي غلب عليه الزيف أحيانا ورسمت فيه بطولات خادعة وأقصيت بطولات صادقة مجاهدة ".
الكتاب في الواقع دراسة جادة هامة .
11
« أهداف التغريب في العالم الإسلامي ».
ط. الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية ، الأزهر ، مصر ، قطع متوسط ، سلسلة ( قضايا إسلامية معاصرة ) ، 1987 م
** أبرز قضايا الكتاب :
1. مؤامرة التغريب وأبعادها
- أهداف التغريب .
- الغزو الثقافي : سلاح التغريب وأداته
- الاستشراق والتبشير .
2. تزييف مفهوم الإسلام الأصيل .
- تزييف مفهوم الإسلام الأصيل .
- تحطيم الوحدة الإسلامية .
- إفساد المصادر والمراجع .
3. المعاول ما تزال تضرب في جدار الإسلام .
- التعليم هو منطلق التغريب الأول
- تدمير العقيدة الإسلامية .
- التشكيك في الشريعة الإسلامية .
- تزييف الثقافة الإسلامية
- مفاهيم النفس والأخلاق والاجتماع .
- طرح سموم الحضارة الغربية في مجتمعنا .
- المؤامرة على الفصحى لغة القران .
- محاولة تزييف تاريخ الإسلام .
- محاولة تدمير التراث الإسلامي .
- محاولة فرض مفهوم وثني للفن .
4. مواجهة أخطار التغريب .
- مواجهة أخطار التغريب .
- نظريات مسمومة .
- التحرر من المسلمات الباطلة .(76/32)
« عبد العزيز الثعالبي رائد الحرية والنهضة الإسلامية 1879 – 1944 ».
ط. دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ط1 : 1404 / 1984 ، قطع دون المتوسط ، 222 صفحة .
« المعارك الأدبية في مصر منذ 1914 – 1939 م ».
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1983 م ، قطع متوسط ، 728 صفحة
** أبرز قضايا الكتاب :
1. معارك الوحدة والتجزئة
- معركة الوحدة العربية ( طه حسين وعزام والخطيب ) ص 16
- مصر بين العربية والفرعونية ( الزيات وعثمان ص 28
- معركة العروبة والمصرية ( ساطع الحصري وطه حسين ) ص 59
2. معارك اللغة العربية ص 73
- تمصير اللغة العربية ( مصطفى الرافعي ولطفي السيد ) ص 73
- مجمع اللغة ما هي مهمته ؟ ( منصور فهمي وطه حسين ) ص 82
- معركة الكتابة بالحروف اللاتينية ( عبد العزيز فهمي و محمد كرد علي ) ص 90
3. معارك مفاهيم الثقافة ص 104 :
- ثقافة الشرق وثقافة الغرب ص 104 ( معركة بين فيلكس فارس و إسماعيل أدهم )
- لاتينيون وسكسونيون : بين العقاد وطه حسين ( ص 127 :
- النزعة اليونانية : بين زكي مبارك وطه حسين ص 137
- كتابة السيرة : بين التاريخ والأسطورة ص 148
- بين هيكل وطه حسين ص 148
- معركة الترجمة : بين منصور فهمي وطه حسين ص 163
- أدب الساندويش : بين أمين الزيات والمازني والعقاد ص 169
- أدبنا هل يمثلنا ؟ : بين أحمد أمين وأمين الخولي ص 174
- غاية الأدب ، ما هي ؟ : بين زكي مبارك وسلامة موسى ص 178
- متى يزدهر الأدب ؟ : بين لطفي جمعة وزكي مبارك ( ص 181
- الأدب المكشوف : بين توفيق دياب وسلامة موسى ص 185
- التراث الشرقي : يكفي أو لا يكفي : بين عبد الرحمن الرافعي والعقاد ص 194
- ثقافة دار العلوم : بين أحمد أمين ومهدي علام ص 198
4. معارك الأسلوب والمضمون : ص 205
- بين الرافعي وسلامة موسى وطه حسين ص 205
- أسلوب الكتابة : معركة بين شكيب أرسلان وخليل السكاكيني ص 213(76/33)
- أساليب الكتابة : بين شكيب أرسلان ومحمد كرد علي ص 222
5. معارك النقد : ص 231 :
- أسلوب طه حسين : بين المازني وطه حسين ص 231
- مقومات الأدب العربي : بين زكي مبارك و أحمد أمين ص 241
- مذهبان في الدب : بين أنصار الرافعي وأنصار العقاد ص 266
- بين النقد الذاتي والموضوعي : بين أحمد أمين وطه حسين ص 296
- الأدب بين التجديد والانحراف : بين زكي مبارك وزكي أبو شادي ص 296
- هل نقتبس أم نقلد : بين منصور فهمي وطه حسين ص 307
- معركة فقدان الثقة : بين محمد حسين هيكل وطه حسين ص 310
- الفن للفن والفن للمجتمع : بين أحمد أمين وتوفيق الحكيم و عبد الوهاب ص 319
6. معارك النقد حول الكتاب :
- رسالة منصور فهمي للدكتوراه ص 329
- الخلافة وأصول الحكم : معركة حول كتاب علي عبد الرازق ص 334
- معركة الشعر الجاهلي ص 346
- كتاب " النثر الفني " : بين زكي مبارك وفريد وجدي ولطفي جمعة ص 379
- كتاب " أوراق الورد " بين الرافعي ولطفي جمعة و إبراهيم المصري ص 388
- كتاب " ثورة الأدب " : بين فريد وجدي وهيكل ص 394
- كتاب " مع المتنبي " بين محمود شاكر وطه حسين ص 404
- معركة " مستقبل الثقافة " : بين طه حسين وساطع الحصري وزكي مبارك و محمد حسين ص 409
7. المعارك بين المجددين [و] المحافظين
- معارك الرافعي مع العقاد وطه حسين وزكي مباركو عبد الله عفيفي ص 427
- معركة فضل العرب على الحضارة بين طه حسين و أحمد زكي باشا وشكيب أرسلان ص 445
- الدين والمدنية بين محمود عزمي وعلماء الأزهر ص 451
- التغريب : بين حسين فوزي وسعيد العريان ص 455
- حقوق المرأة : مساجلة بين رشيد رضا ومحمود عزمي ص 457
- معركة حول التراث القديم : بين زكي مبارك والسباعي بيومي ص 463
- معركة الخلاف بين الدين والعلم ص 475
- جمال الدين الأفغاني ورينان : بين رشيد رضا و مصطفى عبد الرازق ص 490
- خم النوم : بين أحمد زكي باشا وزكي مبارك(76/34)
- بين النقد والتفريط : بين زكي مبارك و عبد الله عفيفي ص 511
8. معارك بين المحافظين حول اللغة
- بين أحمد زكي باشا ومحمد مسعود ص 518
9. معارك نقد الشعر ص 535
- بين شوقي ونقاده ص 527
- بين عبد الرحمن شكري والمازني ص 547
- إمارة الشعر : بين الزهاوي ومطران ص 565
- ديوان " وحي الأربعين " : بين مصطفى صادق الرافعي والعقاد ص 570
10. معارك النقد في المجددين
- بين التغريب والتجديد : مساجلة بين توفيق الحكيم وطه حسين ص 587
- معركة الكرامة : بين توفيق الحكيم وطه حسين ص 595
- معركة الصفاء بين الأدباء : بين توفيق الحكيم وزكي مبارك والعقاد والزيات ص 607
- معارك النقد : بين العقاد وطه حسين ص 624
- بين ز كي مبارك وخصومه ص 634
- مبارك ينقد كتابه " الأخلاق عند الغزالي " ص 642
- بين العقاد وخصومه ص 646
- بين سلامة موسى وخصومه ص 649
- بين المازني وخصومه ص 656
- معارك أدبية بين د. هيكل وطه حسين ص 660
- أضخم معركة في تاريخ الأدب العربي المعاصر بين زكي مبارك وطه حسين ص 670
- المعارك الأدبية بين شباب الأدب وشيوخه ص 713
« الفكر الغربي دراسة نقدية »
ط. إدارة الشئون الإسلامية ، وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، الكويت ، قطع دون المتوسط ، 360 صفحة .ط 1 : 1407 هـ / 1987 م .(76/35)
قال مؤلفه في مقدمته ص 7 : " لقد أصبح من الضروري على الأمة الإسلامية قبل نهاية العقد الأول من القرن الخامس الهجري أن تحدد موقفها من الفكر الغربي والحضارة الغربية تماما بعد أن مرت معهما بمراحل متعددة أبرزها الانبهار والتبعية ثم العودة إلى الذات والتماس المنابع واكتشاف فساد نظرية الولاء وضرورة الانعتاق والتحرر ، وقد جاءت الأحداث عاملة على وضع المسلمين على طريق الأصالة بعد أن خدعتهم فكرة الولاء والتبعية وترتب عليها هزيمتهم واحتوائهم وحصارهم وسقوط أعز درة من تاريخ وجودهم الإسلامي وهى القدس مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى في أيدي أعدى أعداء الإنسانية ( يهود ) … "
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
- الفكر الغربي قبل الإسلام .
- بين الأديان السماوية والفلسفات .
- المواجهة مع الفكر الغربي .
- طاقة جديدة من النور .
- ماذا يري مفكرو الغرب في حضارتهم .
- ماذا يرى مفكرو الغرب في عقيدتهم .
- تساقط أوراق الخريف .
** ومن الفوائد في الكتاب :
. ماذا أخذ الغرب وماذا أعطى ص 48
. أرسطو بين الفارابي وابن سينا ص 58
. جارودي مرجع جديد في فهم الإسلام ! ص 289
« إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1985 م ، قطع متوسط ، 334 صفحة .
كتاب هام جدا . قال مؤلفه ص 5 :
" في مطلع هذا القرن الهجري الخامس عشر تقتضينا أمانة القلم ومسئولية الكتابة في الثقافة والأدب والعمل الصحفي خلال أربعين عاما أن نعيد النظر في كتابات العصريين الذين حاولوا السيطرة على آفاق الفكر الإسلامي الأصيلة وتحويلها من وجهتها الخالصة لله تبارك وتعالى إلى وجهات متعددة وصدق الله تبارك وتعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ .. } … "(76/36)
ثم قال ص 21 بعد أن استعرض ما عاث فيه الصحفيون فسادا والحصار على الصحافة الإسلامية :
" من أجل هذا كله كان لابد من " إعادة النظر في كتابات العصريين " . اللهم اجعلنا سلما لأوليائك حربا على أعدائك ، نحب بحبك من أحبك ونبغض ببغضك من خالفك ، هذا وبالله التوفيق ".
** أبرز قضايا الكتاب :
1- قضايا مثارة في ضوء الإسلام :
- الشريعة الإسلامية ( فتحي غانم – روز اليوسف
- عقيدة ومنهاج وحياة ( محمد خلف الله - فؤاد زكريا - حسن حنفي )
- مفهوم الإسلام للفن وقضاياه .
- المؤامرة على الخلافة والدولة العثمانية – عبد الحميد الكاتب : أخبار اليوم
- كتاب الإسلام وأصول الحكم ليس من تأليف على عبد الرازق بل من تأليف مرجليوث .
- الذاتية الإسلامية ومعركة المحافظة عليها .
- مصر عربية إسلامية - محاولة للقضاء على الانتماء العربي الإسلامي .
- استعلاء موجة الجنس في الأفلام والمسرحيات والمسلسلات .
- حقيقة القمم الشوامخ والعمالقة .
- خلفاء طه حسين وغلمان المستشرقين وزكي نجيب محمود - توفيق الحكيم - حسين فوزي .
- سقوط مذهب الوجودية .
- المؤامرة على الفصحى لغة القرآن - لويس عوض
2- كتاب العصر :
(1) جيل الرواد : ( رفاعة الطهطاوي ، لطفي السيد ، علي عبد الرازق ، أمين الخولي ، حسين فوزي، العقاد ، هيكل ، طه حسين )
(2) تاب لبنان المارون ( فارس نمر ، فرح أنطون ، سليم سركيس ـ يعقوب صنوع ، شبلي شميل ، أديب إسحق ، لويس صابونجي ، جبران خليل جبران (أدب المهجر )، جرجي زيدان ( روايات الإسلام ) ).
(3) الفن والمسرح : نجيب الريحاني - زكى طليمات – يوسف وهبي .
(4) دعاة التغريب ( ساطع الحصري (القوميات )، سلامة موسى (التغريب )، توفيق الحكيم (التغريب)، توفيق الحكيم - محاولة جديدة على طريق تغريب الإسلام . لويس عرض (التغريب ).(76/37)
(5) نجوم الصحافة ( مصطفى أمين ، إحسان عبد القدوس (القصة)، أمينة السعيد ( الصحافة النسوية) حسين مؤنس (التغريب )، صلاح جاهين ( العامية )، يوسف إدريس (التغريب ) ، أنيس منصور )
(6) دعاة الشعوبية .
- مناهج التعليم : أتباع ديوي ( إسماعيل القباني - عبد العزيز القوصي ) .
- د. محمد أحمد خلف الله ( الشعوبية )
- عبد الرحمن بدوي (الفلسفة الوجودية ) .
- غالي شكري ( التراث )
- زكي نجيب محمود (التغريب ).
- عبد الرحمن الشرقاوي ( التفسير المادي للتاريخ )
- عمر عبد العزيز أمين ( ترجمة القصة )
- صلاح عبد الصبور ( الشعر الحديث بلا شهادة ميلاد )
- عصبة العلمانية أعداء الشريعة الإسلامية - خلفاء علي عبد الرازق : ( خالد محمد خالد، أحمد بهاء الدين ، محمد عمارة ، محمد أحمد خلف الله ، محمد سعيد عشماوي )
- إعادة النظر في كتابات التغريب
« اليقظة الإسلامية في مواجهة التغريب »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1991 م ، 383 صفحة ، قطع متوسط .
قال مؤلفه ص 5 :
"يعنى هذا البحث بدراسة حركة اليقظة العربية الإسلامية فترة ما بين الحربين ( 1920 - 1940 ). ولما كانت هذه المرحلة إنما تمثل حلقه من حلقات الفكر الإسلامي كله منذ فجر الإسلام . وكانت حركة اليقظة في العصر الحديث قد بدأت في منتصف القرن الثالث عشر الهجري ( عام 1256 م تقريبا ) فإن الأمر يقتضي تقديم عرض سريع شامل للمعطيات التي قدمتها المرحلة السابقة حتى أوائل الحرب الأولى حتى يمكن استعراض هذه المرحلة الدقيقة التي حفلت بالتحديات والأخطار والتي واجهتها حركة اليقظة في دقة وحسم واستطاعت أن تكشف زيفها وأن ترد عاديتها وخطرها ، وأن تكسب إلى صفها بعض خصومها ".
** أبرز القضايا :
1- مدخل تاريخي سياسي
2- حركة التغريب .
3- نمو حركة اليقظة واتساع آفاقها . ( المدرسة القرآنية : جماعة الإخوان )(76/38)
4- بناء الفكر العربي الإسلامي ومضامينه ( العمل الأكبر للدعوة الإسلامية الحكم بكتاب الله )
5- التحديات في وجه حركة اليقظة .
- تحديات التغريب وقضاياه
- عالمية الثقافة .
- التبعية للاستشراق والتغريب .
- الحملة على الإسلام ورجال الأزهر
- تجزئة الإسلام .
- الهجوم على القرآن
- الشريعة والقانون .
- النظرية المادية .
- إقليمية الأدب .
- الهجوم على الفصحى
- التغريب
- تزييف التاريخ وتدمير البطولة .
- إحياء الأساطير
- الشعوبية واتهام العقلية العربية
- إسقاط الحضارة الإسلامية
- الإغريقيات والنزعة اليونانية
- فصل الأدب عن مقومات المجتمع والفكر
- المرأة والمجتمع
- الأدب المكشوف والإباحية
- الدعوات الهدامة
- الإقليمية الضيقة
- تعظيم الغرب
- التبشير والإرساليات الأجنبية
- اتهام الأدب العربي
- لعروبة ذات الجذور . . والانفصالية
- تغريب التعليم والجامعة والتربية
- إحياء ما قبل الإسلام
6- انكسار الموجة
- الانتقاض على تيار التغريب ( أولا : النتائج التي حققها انكسار الموجة . ثانيا : دراسات التاريخ ثالثا : إحياء التراث رابعا : الشريعة خامسا : الحضارة سادسا : اللغة سابعا : الصحافة
7- مدرسة اليقظة أعمدها ومناهجها ( عبد الحميد بن باديس ، محمود أبو العيون ، مصطفى صادق الرافعي ، فريد وجدي ، محمد مصطفى المراغي ، علي العناني ، محمد أحمد الغمراوي ، حسن البنا )
صحافة اليقظة ، مجلة المنار ، مجلة الفتح ، مجلة الشبان المسلمين ، مجلة الرسالة ، مجلة دار العلوم ، مجلة الأزهر ، مجلة النذير .
8- لانتقاض على حركة التغريب ( منصور فهمي ، إسماعيل مظهر ، الدكتور هيكل ، زكى مبارك
9- كبرى قضايا الفكر العربي ( قضية تحريف المفاهيم وتزييف القيم . تقرير اللجنة عن كتاب الأدب الجاهلي. ظاهرة الضعف والتخلف في العصور الأخيرة).
10- عروبة مصر وإسلامية الثقافة
خاتمة : إيماءات إلى مصادر الخطر .(76/39)
« حركة اليقظة الإسلامية في مواجهة النفوذ الغربي والصهيونية والشيوعية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1979 م ، 430 صفحة ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1- الوحدة الإسلامية
2- الدعوة الإسلامية
3- مواجهة التحديات
4- مواجهة التحدي الخطير ( الصهيونية ، الشيوعية ، والنفوذ الغربي ).
5- أمة القرآن على أبواب القرن الخامس عشر .
« عقبات في طريق النهضة مراجعة لتاريخ مصر الإسلامية منذ الحملة الفرنسية إلى النكسة 1898 - 1964».
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 351 صفحة ,
** أبواب الكتاب :
1- من التبعية إلى اليقظة ( ومما تضمنه : محمد علي ، إسماعيل باشا ، جمال الدين الأفغاني ، سعد زغلول وطه حسين )
2- من النكسة إلى الأصالة
3- تزييف حقائق الإسلام
4- تمزيق الوحدة الإسلامية
5- تدمير المجتمع الإسلامي
6- القانون الوضعي والاقتصاد الربوي
7- تحديات في وجه الثقافة العربية الإسلامية
8- اقتحام العقبات
* ومما تضمنه :
- بيان مصطلحات : ( الأمة الإسلامية ) ص 10 ، الأصالة ص 11 ، مصطلح الحرية ص 11 ، الإيمان الصادق ص 11 .
« تاريخ الإسلام في مواجهة التحديات »
ط. مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، إيداع 1989 م ، 400 صفحة ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1- تاريخ ما قبل الإسلام
2- تاريخ الإسلام اليوم
3- تاريخ : وطني وقومي وإسلامي جامع
4- تفسير التاريخ الإسلامي
5- تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث ( السلطان عبد الحميد )
« صفحات مجهولة من الأدب العربي المعاصر »
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ط 1 : 1979 م ، 395 صفحة ، قطع متوسط
** أبرز قضايا الكتاب :
* أولا : في أصول العمل الأدبي :
1- بناء الفكر العربي من خلال أعمال الموسوعيين العرب .
2- مصابيح مضيئة على طريف الثقافة العربية
3- المراجع المدونة والمصادر الحية
4- غوامض في تاريخ الأدب(76/40)
5- أدوات الكاتب ومصادره
6- المصادر الحية
* ثانيا : أطروحات الأدب :
1- المدرستان الفرنسية والإنجليزية
2- التفريط والابتعاد
3- التعدين الهجاء والدعاية
4- أول معركة في النقد
5- طبقات الشعراء .. معركة بين الرافعي والمنفلوطي ومطران .
6- بين المنفلوطي والرافعي
7- فليكس فارس والمدرسة الوسطى
8- بين هيكل وطه حسين
9- حسن العطار وعبد الغني حسن
10- فن الكتابة
11- التجربة في حياة الفنان
12- عناوين الكتب بين الغرابة والغموض
13- الكاتب ومراجع الكاتب
14- أدب الطفل : كامل كيلاني
- أدب الطفل ( بين كيلاني وبرانق )
- المراسلات الأدبية وقيمتها الفكرية
- رسائل الرافعي
- رسائل الريحاني
- رسائل بين الكتاب والقراء
4. السرقات الأدبية :
- إبراهيم المازني والسرقات
- سرقات المازني في الترجمة .
5.فن التراجم
- الصلة الشخصية في كتابة التراجم والسير
- أزمات الأدباء : أزمة العصر وقضية الشراب
- أزمة سعيد العريان
- لماذا هاجر أبو شادي
6. من تاريخ الأدب :
- منزل في عين شمس ( حافظ إبراهيم يصور بيت محمد عبده في عين شمس )
- ثلاثة زعماء من صالون نازلي فاضل : سعد زغلول – محمد عبده – قاسم أمين
7. أدب المرأة :
- أزمة مي زيادة
- أزمة الأديبات العربيات ( عائشة التيمورية ص 326 ، ملك حفني ناصف ص 328 ، مي زيادة ص 333)
- مريم مزهر ووسيلة محمد ( سليم سركيس – حافظ نجيب )
- زينب فواز ( أول عربية كتبت في صحف مصر )
- قاسم أمين وسر دعوته إلى تحرير المرأة ص 360 :
7. من أدب الرحلات
8. أضواء جدية على شخصيات لامعة ص 372
- أيام من حياة شوقي
- جوانب من حياة العقاد
« من سقوط الخلافة إلى مولد الصحوة »
ط. بيت الحكمة ، القاهرة ، 1990 م ، 231 صفحة .
على صفحة العنوان : ( مع مطالع القرن الخامس عشر الهجري . موسوعة التأصيل الإسلامي . الفكر المعاصر والخروج من التبعية )(76/41)
** فصول الكتاب :
1. الإسلام والغرب .
2. الدولة العثمانية .
3. الخلافة
4. الوحدة الإسلامية
5. القومية والعروبة
6. العروبة والإسلام
7. اليقظة
8. الأصالة
9. الصحوة
10. عالمية الإسلام
11. تاريخ الإسلام
12. اللغة العربية
« تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1983 م ، قطع متوسط ، 480 صفحة .
في الغلاف الأخير للكتاب :
" تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة . موسوعة ميسرة جامعة ، تقدم :
أولا : مفاهيم الإسلام في : التوحيد ، أصول الإسلام ، الفطرة ، الاجتماع الإسلامي ، القرآن الكريم والسنة ، التربية الإسلامية ، الغيب ، الفن الإسلامي ، سنن الله ، الاقتصاد الإسلامي ، الفكر السياسي الإسلامي ، الفصحى لغة القرآن ، النبوة ، وحدة الدين ، الروح ، الحضارة الإسلامية ، الشريعة الإسلامية ، تاريخ الإسلام
ثانيا : وجهة نظر الإسلام في القضايا الآتية : التغريب ، الاستعمار ، الطائفية ، الفاشية ، الإقليمية ، العلمانية ، الأيدلوجيات ، الروحية الحديثة ، الأنثروبلوجية ، الوجودية ، الفلكلور ، الاقتصاد ، الاستشراق ، الديمقراطية ، الحكومة الثيوقراطية ، العروبة ، السامية ، التقدم ، الفرويدية ، الفرعونية ، الأسطورة ، الانفجار السكاني ، أزمة الحضارة المعاصرة ، الاجتماع والعلوم السياسية ، التفسير ، الرأسمالية ، الشعوبية ، القومية ، السلفية ، الصهيونية ، الدارونية ، البهائية ، التطور ، الشعر الحر ، فساد نظام الربا ، القصة".
« المدرسة الإسلامية على طريق الله ومنهج القرآن »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1984 م ، 271 صفحة ، قطع متوسط .
يدور الكتاب حول المدرسة الفكرية لجماعة الإخوان المسلمين . كُتب في أعلى صفحة العنوان الداخلية : "ليس كتابا عن التعليم ، بل عن الدعوة " .
** اشتمل الكتاب على الشخصيات التالية :
1 حسن البنا
2 عمر التلمساني(76/42)
3 محمد الغزالي
4 صالح العشماوي
5 عبد الحليم محمود
6 محمد متولي الشعراوي
7 سيد قطب
8 علي سامي النشار
9 محمد المبارك
10 عبد القادر عودة
11 محمد البهي
12 محمود شيت خطاب
13 محمد محمد حسين
14 يوسف القرضاوي
15 عيسى عبده
16 محمود أبو السعود
17 مصطفى كمال وصفي
18 مالك بن نبي
19 ضياء الدين الريس
20 محمد عطية خميس
21 حسان حتحوت
22 المهدي بن عبود
23 مصطفى السباعي
24 محمد عبد الله دراز
25 محمد أحمد الغمراوي
26 أبو الأعلى المودودي
27 أبو الحسن الندوي
28 عمر بهاء الدين
29 زينب الغزالي
30 أنور الجندي ( ص 256 : 263 )
31 عمر فروخ .
« يقظة الفكر العربي 1- في مواجهة الاستعمار »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، إيداع 1971 م ، قطع متوسط ، 304 صفحة .
" يقظة الفكر العربي " : يضم هذا البحث ثلاث حلقات :
1- اليقظة في مواجهة الاستعمار .
2- اليقظة في مواجهة التغريب .
3- اليقظة في مواجهة الشعوبية ".
- يتبع هذا الكتاب مجموعة ( مصادر الموسوعة العربية الإسلامية )
** مما ضم الكتاب :
- محمد بن عبد الوهاب ص 47
- الشوكاني ص 59
- رفاعة الطهطاوي ص 64
- خير الدين التونسي ص 74
- الآلوسي ص 77
- التصوف السني ص 79
- محمد علي السنوسي ص 80
- الطرق الصوفية ص 86
- مدحت باشا ص 92
- جمال الدين الأفغاني ص 95
- ضيا آل كوك ص 117
- صدام القومية العربية والطورانية ص 133
- كرومر ص 145
- جمال الدين الأفغاني ص 150
- محمد عبده ص 162
- عبد الرحمن الكواكبي ص 174
- شبلي شميل ص 207
- فرح أنطون ص 207
- لطفي السيد ص 219(76/43)
« التفسير الإسلامي للفكر البشري .. الأيدلوجيات والفلسفات المعاصرة في ضوء الإسلام .. دراسة جامعة (الفلسفة المادية ، العلمانية ، التفسير المادي للتاريخ ، البرجماتية ، الأجناس ، النفس والجنس لفرويد ، النسبية ، الوجودية ، الهيبية ، الروحية ، البهائية ) »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1978 م ، قطع متوسط ، 298 صفحة .
« تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي »
ط. مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ط 1 : 1970 م ، 495 صفحة
قال مؤلفه ص 4 : " عندما يتاح لنا اليوم أن تتحقق أمينة غالية عاشت في أعماق النفس زمنا ، وهي إصدار موسوعة ( تراجم الأعلام )
** تضمن :
إبراهيم هنانو
أبو الكلام آزاد
أحمد عرابي
أمير بقطر
أمير علي
إسماعيل عصيرنسكي
جمال الدين القاسمي
خير الدين التونسي
رشيد رضا
رشيد عالي الكيلاني
رفيق العظم
شبلي النعماني
شكيب أرسلان
صلاح الدين الصباغ
طاهر الجزائري
طنطاوي جوهري
عزيز المصري
عبد الحميد بن باديس
عبد الحميد الزهراوي
عبد الرحمن شهبندر
عبد الرحمن الرافعي
عبد العزيز الثعالبي
عبد القادر الجزائري
عبد القادر المغربي
عبد القادر الحسيني
عبد الكريم الخطابي
عبد المحسن الكاظمي
علي مبارك
علي يوسف
عمر مكرم
فارس الخوري
فريد وجدي
مدحت باشا
محمد أحمد المهدي
محمد علي جناح
محمد بن عبد الوهاب
محمد بن علي السنوسي
محمد بن العربي العلوي
محمد مصطفى المراغي
محمد مصدق
محمد مسعود
مصطفى عبد الرازق
مصطفى كامل
نعمان ، أبو الثناء ، الآلوسي
يوسف العظمة
« اليقظة الإسلامية في مواجهة الاستعمار ( منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الأولى ) »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع .
جاء في ص 7 :
" اليقظة الإسلامية .. دراسة للفكر الإسلامي في العصر الحديث ، تصدر في ثلاث حلقات :
الأولى : في مواجهة الاستعمار .
الثانية : في مواجهة التغريب .(76/44)
الثالثة : في مواجهة الأيدلوجيات الغربية والماركسية والصهيونية .
قال مؤلفه ص 9 :
" إن يقظة الفكر العربي الإسلامي التي جاءت بعد مرحلة الضعف والتخلف إنما انبثقت من قلب المجتمع العربي الإسلامي نفسه ، وأنها لم تبدأ من خلال حركة خارجية ، أو أنها جرت بمحض الصدفة، وهي خطوة طبيعية للفكر العربي الإسلامي ، وفق قانونه الطبيعي الذي يعطيه دائما القوة على التجدد من التجدد من الداخل …".
«قضايا العصر ومشكلات الفكر تحت ضوء الإسلام».
ط. مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط1 : 1401 / 1981 ، 252 صفحة .
** مما تضمنه :
1- قضايا العصر :
- الإسلام والعلم - الإسلام والدين - الإسلام والتوحيد - الإسلام والحضارة المعاصرة
- الإسلام والنفس الإنسانية - الإسلام والأخلاق - الإسلام والأدب - الإسلام والمجتمع
- الإسلام والروحية الحديثة
2- مشكلات الفكر :
- القيم - التطور - الحرية - العقل - التقدم - العلوم والإنسانيات - التجديد - الأصالة
- البطولة - اصطلاح " المأساة " - النبوة والعبقرية - الفنون الجميلة - لقاء الأجيال
- الضياع - الفلكلور - مصطلح " الضمير "
« تأصيل مناهج العلوم والدراسات الإنسانية بالعودة إلى منابع الفكر الإسلامي الأصيل »
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، قطع متوسط ، 1983 ، 208 صفحة .
يدور الكتاب حول المقدمات الإسلامية للمناهج التالية :
1- العلوم والدراسات الإنسانية
- مقدمات العلوم
- مقدمات الفلسفة
- مقدمات القانون
- مقدمات التاريخ
- مقدمات النفس والأخلاق
2- الدراسات الاجتماعية
- مقدمات الاجتماع
- مقدمات العلوم السياسية
- مقدمات علم الاقتصاد
- مقدمات التربية
- مقدمات الحضارة
3- الدراسات الثقافية والأدبية
- مقدمات الثقافة
- مقدمات اللغة
- مقدمات الأدب
« الإسلام والحضارة »(76/45)
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، قطع متوسط ، بدون تاريخ ، 254 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1- حضارة ما قبل الإسلام
2- منطلق الحضارة الإسلامية
3- منطلق الحضارة الغربية
4- أزمة الحضارة الغربية
5- لماذا دخلت الحضارة الغربية مرحلة المحاق
6- المسلمون وحضارة الغرب
7- موقف الغرب من حضارة الإسلام
8- حضارة التوحيد وحضارة الوثنية
« تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث .. السلطان عبد الحميد والخلافة الإسلامية ».
ط. دار ابن زيدون ، بيروت ودار الكتب السلفية ، القاهرة ، ط1 : 1407 ، 228 صفحة .
في أعلى يمين صفحة الغلاف والغلاف الداخلي : " إعادة كتابة تاريخ الإسلام من خلال المنهج الإسلامي الأصيل لكتابة التاريخ " .
قال مؤلفه في مقدمته ص 5 :
"في هذه الرسالة نحاول أن نستصفي المنهج الإسلامي في تفسير التاريخ، ونحاول أن نصحح المفاهيم إزاء أمرين خطيرين :
أولا : فساد نظرية السامية التي قدمها الاستشراق ، وفرقها على مناهج التاريخ والأدب في المدارس والجامعات .
ثانيا : ثبات مفهوم الانقطاع الحضاري فيها قبل الإسلام وبعده ، وإن كل ما كان قبل الإسلام هو تمهيد له ومقدمة ، وأن الإسلام قد جب التاريخ السابق له ، فلم يكن من الممكن إحياءه مرة أخرى . ثم تجيء الحقيقة الباهرة التي لا سبيل إلى نقضها وهي أن الإسلام والإسلام وحده هو الذي نقل العالم كله من طفولة البشرية إلى رشد الإنسانية ليدخل في الدعوة العالمية الخاتمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ".
** أبواب الكتاب :
. مقدمة : الدعوة لإعادة كتابة التاريخ الإسلامي .
1 التاريخ في مفهوم الإسلام
2 البطولة في تاريخ الإسلام
3 الدولة العثمانية
4 السلطان عبد الحميد
5 كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة
6 عودة الخلافة الإسلامية
7 يقظة الإسلام في تركيا المسلمة
8 الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما
9 فساد نظرية الجنس السامي واللغة السامية(76/46)
10 الانقطاع الحضاري
11 الإسلام نقل العالم من طفولة البشرية الإنسانية إلى رشد الإنسانية
« أضواء على الأدب العربي المعاصر »
ط. دار الكاتب العربي للطباعة والنشر ، وزارة الثقافة ، مصر ، 1388 / 1969 م ، سلسلة المكتبة العربية _ التأليف، قطع متوسط ، 296 صفحة .
قال في مقدمته ص 5 : " هذا البحث في الأدب العربي المعاصر عصارة دراسة واسعة شملت تطور فنون الأدب العربي في العالم العربي كله من المغرب الأقصى إلى العراق في الفترة التي تبدأ بالنهضة العربية التي حمل لواءها جمال الدين الأفغاني في السبعينات من القرن الماضي 1871 مع نظرة إلى مقدماتها في الثلاثينات من القرن التاسع عشر "…
« القرن الخامس عشر الهجري .. التحديات في وجه الدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي »
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 347 صفحة .
** النقاط الأساسية :
1. الإسلام في عالمنا المعاصر .
- تحديات القرن الرابع عشر
- نظرة عامة إلى الأحداث
- شبهات مثارة
2. مفاتيح الأصالة الإسلامية
3. المسلمون على أبواب عالم جديد
- المسلمون على أبواب عالم جديد
- التجربة الإسلامية القرآنية
- مدرسة التبعية للحضارة الغربية
- المنابع الإسلامية مازالت صالحة للعطاء
- مراجعة تراكمات الفكر البشري وزيوفه
- طريق الفلسفة وطريق القرآن
- مفهوم القوميات الزائف
- مؤامرة التغريب
- بدأ عصر الرشد الفكري
- الأصالة والعودة إلى المنابع
4. من اليقظة إلى النهضة
5. قضايا القرن الخامس عشر وتحدياته
- منهج المعرفة الإسلامي : نهج القرآن
- العودة إلى الأصالة
- أمانات الكاتب المسلم
- انتصرت الفطرة التي جاء بها الدين الحق
- جاء الغزو بعد الغفلة عن المرابطة والإعداد
- عصر الأصالة الإسلامية
- الصحوة الإسلامية تشق طريقها
- التراث
- الاقتصاد
- بناء الأجيال
- أزمة الحضارة المعاصرة(76/47)
- القانون الوضعي والشريعة الإسلامية
- بعد أن عجزت الأيديولوجيات
- أرنولد توينبي وحضارة الإسلام
- الصهيونية الماركسية
« التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( رقم 8 )، قطع متوسط ، 231 صفحة .
قال مؤلفه ص 7 :
" هناك سؤال يطرح نفسه في أفق العالم الإسلامي بقوة ، وتلح الأحداث المتصلة في طلب الإجابة عليه، وهي مقدمة اليوم على كل سؤال ، هذا هو : ما هو الخنجر الذي طعن به المسلمون ؟ لقد تحدث المصلحون عن مقاتل متعددة أصيب بها المسلمون في كيانهم ، … … ولكن أمرا من ذلك كله لم يكن أشد خطرا من احتواء الركن الركين في بناء الأمم : احتواء التربية والتعليم … "
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1. الدراسة التاريخية على المستوى الأفقي : ص 7 :
أ . الغزو التربوي والتعليمي والثقافي ص 19
- مدارس الإرساليات ص 21
- التعليم الوطني ص 57
2. الدراسة الموضوعية على المستوى الرأسي : ص 109 :
أ . واقع التربية الوافدة في العالم الإسلامي وآثارها ص 109
- أوجه الخلاف بين المناهج ص 111
- أوجه النقص في الاقتباس ص 131
ب . التربية والتعليم والثقافة في إطار الإسلام
- التربية الإسلامية ص 153
- التعليم الإسلامي ص 185
- الثقافة الإسلامية ص 219
« حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد ( 1324 – 1368 هـ = 1906 – 1949 م)».
ط. دار القلم ، بيروت ، سلسلة : أعلام الدعاة المعاصرين ( رقم 1 )، 372 صفحة ، قطع متوسط ، ط 1 : 1398 هـ / 1978 م .
« المد الإسلامي في مطالع القرن الخامس عشر ».
« عالمية الإسلام ».
ط. دار المعارف ، مصر ، ـ سلسلة اقرأ ( رقم 426 ) ، 1977 م ، 158 صفحة ، 17 × 12 سم .
** أبرز قضايا الكتاب :
1. ذاتية الإسلام : أولا : الدين الحق . ثانيا : ذاتية الإسلام وطابعه المفرد .(76/48)
2. خصائص الإسلام : أولا : التوحيد . ثانيا : التوازن . ثالثا : الوسطية . رابعا : فريضة الجهاد . خامسا : قانون النصر .
3. معطيات الإسلام : أولا : الأسلوب الرباني . ثانيا : الرؤية المؤمنة . ثالثا : سكينة النفس . رابعا : التربية الإسلامية . خامسا : تأمين المجتمعات من الانحراف .
4. حضارة الإسلام : أولا : حضارة الإسلام . ثانيا : العربية لغة القران . ثالثا : الإسلام وتحديات العصر .
5. عالمية الإسلام : أولا : عالمية الإسلام - ذاتية خاصة للتطبيق وقانون خاص لتفسير الحياة . ثانيا : عالمية الإسلام – في مواجهة النظريات والأيدلوجيات الوافدة . ثالثا : الإنسان والعلوم التجريبية .
« أعلام الإسلام ( تراجم الأسماء البارزة منذ عصر النبوة إلى اليوم ) ».
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 256 صفحة ، سلسلة الرسائل الإسلامية ( رقم 3 )
يضم الكتاب ترجمة أكثر من 260 شخصية إسلامية منذ عصر النبوة إلى زمن طباعة الكتاب ( _ كما في الغلاف الأخير للكتاب)، تستغرق ترجمة كل شخصية صفحة واحدة ، وأسماء الشخصيات مرتبة هجائيا .
( لعل مؤلفه وضعه قبل بلوغه تمامه الفكري . راجع ترجمة البدوي وباحثة البادية )
« أصول الثقافة العربية ».
ط. دار المعرفة ، القاهرة ، إيداع 1971 م ، 405 صفحة ، قطع دون المتوسط
هذا الكتاب هو الأول في موسوعته : ( الموسوعة العربية الإسلامية )
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1 أصول الثقافة العربية
2 مدخل إلى مفهوم الثقافة
3 مقومات الثقافة العربية
4 معالم الثقافة العربية وخصائصها
5 معطيات الثقافة العربية
6 الثقافة العربية في مواجهة الثقافة الغربية
7 أصول الثقافة الغربية ومصادرها
8 المنحنى الخطير للثقافة الغربية
9 التحديات في وجه الثقافة العربية
10 الثقافة العربية في مواجهة الحضارة الغربية
11 موقف الثقافة العربية من الفكر الغربي
12 البناء على الأساس(76/49)
13 خاتمة ( قيم الفكر الإسلامي أساس بناء الثقافة العربية )
« الإسلام والدعوات الهدامة ».
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( 3 ) ، قطع متوسط ، 296 صفحة .
** أبرز النقاط :
* مصادر المذاهب القديمة ( العنوصية ، تحريف العقيدة السبئية ،المذاهب الهدامة والإلحاد ، الله في مفهوم الإسلام ، عقيدة البعث )
1. دعوات هدامة للعقائد والقيم ( الدهرية ، الثيوصوفية ، البهائية ، الروحية الحديثة " تحضير الأرواح " )
2. دعوات هدامة للمجتمعات والأمم ( أيدلوجية التلمود ، دعوة العنصرية ، المادية ، العلمانية ، العالمية )
3. دعوات هدامة للنفس والأخلاق ( الفرويدية : الجنس ، الوجودية ، الهيبية )
4. دعوات هدامة للفكر والثقافة ( الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام : الوثنية ، الجاهلية ، الإقليمية ، الفرعونية، الفينيقية – الإسرائيليات ، دعوة التغريب : التبشير ، الاستشراق ، الشعوبية – إحياء الهيلينية ، الدعوة إلى العامية )
« المثل الأعلى للشباب المسلم »
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ، 15 / 1 / 1392 = 1 / 3 / 1972 م ، ـ سلسلة دراسات في الإسلام (رقم 130) ، قطع دون المتوسط ، 158 صفحة .
« الشبهات والأخطاء الشائعة في الأدب العربي والتراجم والفكر الإسلامي »
( لم نجد ناشر الكتاب )، 11 / 1971م
** أبواب الكتاب :
1 في العلوم والمناهج
- الثقافة - الدين - التوحيد - الأخلاق - التربية - التصوف - التراث - الفلسفة
2 الأدب
- الأدب العربي - الإباحية ( في الأدب ) - الأدب المكشوف - التجديد - الفكر والأدب - القصة
3 الفقه
- السنة - الشريعة - الاجتهاد - التقليد - الربا - الرقيق
4 قضايا الفكر والاجتماع(76/50)
- الأحجار والبطولة - الأساطير - الاستشراق - الاقتباس - الإلحاد - التسامح - التطور ( التطور والثبات) -التعقيل
- التغريب - التقدم - التكامل - التوراتية - التوحيد - الثورة الفرنسية - الجرح والتعديل - الجبرية - الجهاد
- الحرية - حرية الفكر - الخطيئة - الدولة الثيوقراطية - رجال العلم - العلم والدين - العقل العربي - العروبة والإسلام - العصرية - العصور الوسطى - عصر الانحطاط - علة تأخر المسلمين - الغيبيات - الفلكلور - الفكر والعنصر - القيم - القديم - الكتب الصفراء - كتب المحاضرات - اللاتينية - اللاهوت - المنهج العلمي التجريبي - المرأة وتحرير المرأة
- المحافظة - المعرفة والعقيدة - المثل الأعلى - منطق أرسطو - المسرح والفكر الإسلامي - القرآن والأدب - هزيمة المعتزلة - وحدة الوجود - وحدة الحضارة - الوسطية
5 الدعوات والمذاهب
- البهائية - التبشير - الصهيونية - الطائفية - العلمانية - العامية - العنصرية - الفينيقية - الفرعونية - القومية ( الضيقة )
- المادية - الماسونية - الهدامة ( المذاهب الهدامة ) - الوثنية - توحيد الأديان \\ يبدو أن الطبعة التالية أضاف إليها : القرامطة ، الشعوبية \\
6 التاريخ
- إخوان الصفا - الإسرائيليات - الإغريق واليونان - البطولة - تفسير التاريخ - الحملة الفرنسية - الخلافة - فتنة 1860
- الكشف - محاكم التفتيش - ما قبل الإسلام - معركة سانت بارتلمي - مكتبة الإسكندرية - مصر للمصريين - إرساليات لبنان
7 الكتب والمؤلفات
- الاستعمار - الاستعمار التركي - الأقليات - الإقليمية - الرجل الأبيض - الجامعة الإسلامية - الجنس - العالمية - الوطنية
- الاتحاديون وليس السلطان - ألف ليلة وليلة
8 السياسة(76/51)
- شمائل المصريين المحدثين - الأغاني - البيان والتبيين - المضنون به على غير أهله - الإمامة والسياسة - المنجد - دائرة المعارف الإسلامية - يقظة العرب - الموسوعة العربية الميسرة - تحرير المرأة - حديث الأربعاء - الأخلاق عند الغزالي - على هامش السيرة - في الأدب الجاهلي
9 تراجم الأعلام
- لورنس - فيليب حتي - ساطع الحصري - المتنبي - الحلاج - السلطان عبد الحميد - السهروردي - شبلي شميل - ابن رشد
- ابن الراوندي - يعقوب أرتين - عمر الخيام - ولي الدين يكن - غاندي - سارتر - ابن خلدون - ميكافيلي - تولستوي
- يعقوب صنوع - أديب إسحاق - جرجي زيدان - نيتشه - فاركس - فرويد - سعد زغلول - لطفي السيد - كرومر
- دنلوب - ولفنجستون - فاسكو دى جاما - الغزالي - كارل مارتل - دور كايم - دارون - لورنس (لاجنس ) - جبران
- أبو نواس - هرتزل - ابن المقفع - هنري الملاح - أبو ذر الغفاري
« المختار من كتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء ».
تأليف : حسين بن محمد ، الراغب الأصبهاني ( - 502 هـ )
اختيار : أنور الجندي .
مراجعة : علي الجندي
ط. الإدارة العامة للثقافة ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، مصر ، ط 1 : 1960 م ، قطع دون المتوسط ، 242 صفحة ، ـ سلسلة مختارات من تراثنا .
اقتصر أنور الجندي على اختصار الكتاب .
«تاريخ الصحافة الإسلامية : 2 – الفتح : محب الدين الخطيب 1926 – 1948 م »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1986 م ، قطع متوسط ، 423 صفحة .
** أبرز قضايا الكتاب :
1 مجلة الفتح : السيد محب الدين الخطيب
- مجلة الفتح عرض تحليلي عام لأدوار المجلة من سقوط الخلافة إلى سقوط فلسطين
- الدعوة الإسلامية
2 القوى المناهضة للإسلام
- مؤامرة التبشير والاستشراق
- التغريب والغزو الفكري
- قضايا الغزو الفكري
- دعاة التغريب(76/52)
- تغريب الجامعة
- مطاعن طه حسين في الإسلام
- الفرق الضالة
3 قضايا العالم الإسلامي الكبرى
- تطويق العالم الإسلامي وهدم الوحدة الإسلامية
- تغريب تركيا وسقوط الخلافة الإسلامية
- الصهيونية والقضية الفلسطينية
- قضية شمال إفريقيا
- قضية مسلمي الهند وقيام باكستان
- مسلمو أندونيسيا
- حول قضايا العالم الإسلامي
4 قضايا الإسلام الكبرى
- التشريع الإسلامي
- التربية الإسلامية
- المجتمع الإسلامي
- الوحدة الإسلامية والقوميات
5 الدعوة الإسلامية
- الدعوة الإسلامية
- دعاة الإسلام
6 الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية
- معارك الصحافة الإسلامية في مواجهة الصحافة التغريبية
- تاريخ الإسلام والتراث
- الإسلام في الغرب
- مقارنات الأديان
الكتاب ثمين جدا .
« محمد فريد أبو حديد رائد التوفيق بين العلم والدين »
ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ( مصر ) ، 1974 م
« مفاهيم العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق في ضوء الإسلام ( الرد على فرويد وماركس ودوركايم )».
ط. دار الكتب ، الجزائر ، 1987 م ، قطع متوسط، 298 صفحة .
ينتمي الكتاب لحلقة فكرية للمؤلف ، أوضحها ص 7 فقال : " محاولة بناء إطار متكامل للفكر الإسلامي :
1 مقدمات المناهج .
2 الإسلامية (السياسة والاقتصاد )
3 العلوم الاجتماعية والنفس والأخلاق .
4 التربية وبناء الأجيال
5 الفصحى لغة القرآن
6 أصول الثقافة العربية ومصادرها الإسلامية
7 خصائص الأدب العربي
8 الإسلام والتكنولوجيا
9 الإسلام والحضارة
10 الإسلام وحركة التاريخ
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1. الإنسان مع نفسه : ( المسئولية الفردية – الالتزام الأخلاقي )
2. الإنسان مع الآخر ( فطرية الأسرة - حقيقة دور المرأة في المجتمع - الاعتراف بالرغبات 9(76/53)
3. الإنسان مع الحياة ( الإنسان مع الجماعة - الإنسان مع الحضارة - الإنسان والزينة - الإنسان والموت - الإنسان والعالم المواجه - الإنسان والمسرح - الإنسان والسينما - الإنسان والفن )
4. لإنسان وعلم الإنسان ( بناء الإنسان - إلى أي مدى تصدق النظريات المطروحة )
( كلام هام جدا ص 21 )
« الصحافة والأقلام المسمومة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1980 م ، 247 صفحة
الكتاب دراسة عن الصحافة العربية في العالم العربي عامة في مرحلة الهزيمة ( النكبة والنكسة بين عامي 1948 – 1967 ) ، وهي مرحلة خطورتها على التاريخ الإسلامي لا يوازيها جسامة ولا يماثلها أثرا إلا مرحلة الحروب الصليبية والتتارية التي واجهها عالم الإسلام ، وهي ما تزال حتى أحمد\لان أشد التحديات ( _ من تعريف الناشر بالكتاب في الغلاف الأخير له ببعض التصرف )
* * أبرز النقاط :
1. المرأة والصحافة ص 31
2. صحافة الإثارة والجنس ( صحافة الإثارة والجنس – مدرسة الإثارة )
3. الصحافة والفن ( المسرح والسنما – الأغاني – الرقص )
4. الصحافة والأدب ( الأدب – الشعر )
5. الصحافة والقصة ( الصحافة والقصة –كتاب القصة )
6. الصحافة وتغريب المجتمع ( الصحافة وتغريب المجتمع – كتاب التغريب )
كتاب هام جدا في موضوعه .
« التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام ».
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، _ الموسوعة الإسلامية العربية ( 16 ) ، ط1 : 1975 م ، قطع متوسط ، 231 صفحة .
« الإسلام والغرب »
ط. المكتبة العصرية ، بيروت ، ط 1 : 1402 / 1982 م ، قطع متوسط .
** أبواب الكتاب :
1 الإسلام يقتحم أوربا من جبهتي الأندلس والبلقان ص 13 :
2 أوربا والغرب من المسيحية إلى الاستعمار ص 75 :
3 الدولة العثمانية وسبعة قرون من الدفاع عن الإسلام : ص 127 :
4 عالم الإسلام في قبضة الغرب ص 151 :(76/54)
5 قوى الاستعمار والصهيونية والشيوعية المتصارعة حول عالم الإسلام المتفقة عليه ص 209
6 عالم الغرب اليوم إزاء الإسلام ص 229 :
7 الإسلام في دورة الفلك ص 257
« محمد الرسول .. دراسة تحليلية لشخصية محمد وحياته »
الجزء الأول : ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ] ( مطابع دار الكتاب العربي . محمد حلمي المنياوي ) ، ـ سلسلة كتب ثقافية ( رقم 39 ) ، قطع فوق الصغير ، 138 صفحة ، 3 / 3 / 1960 م
« هذا هو جمال من بني مر إلى الجمهورية العربية المتحدة »
ط. مكتبة المعارف ، بيروت ، ط1 : 3 / 1960 م ، قطع متوسط ، 288 صفحة .
كتبه المؤلف في مرحلة ما من حياته ، قبل بلوغه مرحلة الأصالة الفكرية.
« زكي مبارك .. دراسة تحليلية لحياته وأدبه 1892 – 1952 م»
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، مصر ، مختارات الإذاعة والتليفزيون ، ـ سلسلة مذاهب وشخصيات ( رقم 35 ) ، قطع متوسط ، 196 صفحة .
وقال ص 5 :
" ومنذ مات زكي مبارك لم يذكره ذاكر إلا كتابات قليلة على فترات متباعدة ، فكان حقا على عصرنا الذي جعل من الوفاء أولى علاماته أن يذكر زكي مبارك … "
« إطار إسلامي للفكر المعاصر »
ط. المكتب الإسلامي ، بيروت ، ط 1 : 1400 / 1980 ، قطع متوسط ، 454 صفحة .
** أبرز قضايا الكتاب :
1- أبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب : ص 13 : 72
- (1) أبعاد الغزو الفكري ص 15
- (2) الإسلام في مواجهة المذاهب والأيديولوجيات ص 26
- (3) تغيير العقلية الإسلامية : هدف الاستشراق ص 34
- (4) ضرب الإسلام من الداخل : مؤامرة قديمة متجددة ص 41
- (5) تحديات الاستعمار والصهيونية والماركسية ص 47
- (6) ملاحقة شبهات التغريب ودحضها ص 53
- (7) خطر الانهزامية ص 60
- (8) المعاول ما تزال تضرب ص 67
2- التحرر من تبعية الفكر الغربي ص 72 : 102
- (1) من التبعية إلى الأصالة ص 75
- (2) التحرر من الفرويدية ص 81(76/55)
- (3) التحرر من الوجودية ص 87
- (4) التحرر من دوركايم ومدرسة العلوم الاجتماعية ص 94
3- تحديات في وجه الثقافة الإسلامية ص 103 : 144
- (1) أصالة الثقافة الإسلامية ص 105
- (2) كيف نواجه الركام الوافد ص 110
- (3) التيار الزائف ص 116
- (4) بناء ذاتية المثقف المسلم في وجه الخطر ص 122
- (5) محاولة احتواء الفكر الإسلامي ص 128
- (6) البعد الثالث في الدراسات الإسلامية ص 137
4- تحديات في وجه الحضارة الإسلامية ص 145 : 194 .
- (1) كيف تفهم الغرب روح الإسلام ص 147
- (2) هل هدفنا هو اللحاق بالغرب ؟ ص 152
- (3) حضارة الغرب في مواجهة حضارة الإسلام ص 160
- (4) في سبيل بناء حضارة جديدة ص 171
- (5) أوروبا ولدت في أسيا ص 178
- (6) الحضارة الإسلامية تأخذ طريقها إلى العطاء ص 187
5- تحديات في وجه التاريخ الإسلامي ص 195 : 218
- (1) مخططات صهيونية لتزييف التاريخ الإسلامي والعالمي ص 197
- (2) أبعاد خطة تزييف تاريخ العرب والمسلمين ص 204
- (3) التحديات التي تواجه التاريخ الإسلامي ص 211
6- تحديات في وجه المجتمع الإسلامي ص 221
- (1) ظواهر خطيرة في المجتمع الإسلامي ص 221
- (2) الهيبيون وعالمهم المنهار ص 225
- (3) المقاييس المنحرفة في البطولة والفن والموت ص 229
7- تحديات في وجه الشباب المسلم ص 227 : 256
- (1) تساؤلات الشباب ص 239
- (2) أمانة الإسلام في تكوين الأجيال ص 246
- (3) تزكية الشخصية المسلمة وتأهيلها لقيادة البشرية ص 251
8- أزمة التعليم والتربية والثقافة ص 257 : 282
- (1) أزمة التعليم ص 259
- (2) علوم مقطوعة عن جذورها ص 264
- (3) أزمة التربية ص 270
- (4) أزمة الثقافة ص 276
9- التحديات في وجه العربية الفصحى ص 282 : 299
- (1) العربية لغة العالم الإسلامي ص 285
- (2) المؤامرة على الفصحى موجهة إلى القرآن ص 291(76/56)
10- التحديات في وجه الشريعة الإسلامية ص 299 : 230 .
- (1) الشريعة الإسلامية والمؤامرات الاستعمارية ص 301
- (2) مؤامرات في مواجهة العودة للشريعة الإسلامية ص 308
- (3) نصيحة عالم قانوني للمسلمين 315
11- التحديات في وجه الأدب العربي ص 321 : 334
- (1) مفهوم الأدب العربي في ضوء الإسلام ص 323
- (2) التحديات التي تواجه الأدب العربي ص 328
12- التحديات في وجه منهج الإسلام ص 335 : 360 .
- (1) حقيقة الإسلام ص 337
- (2) عاصفة على الإسلام ص 343
- (3) موقف البشرية من المنهج الكامل والنظريات المجزأة ص 350
- (4) دحض شبهات مثارة حول معطيات الإسلام ص 356
13- التحديات في وجه الوحدة الإسلامية ص 360 : 378 .
- (1) الوحدة الإسلامية من الأسلوب الوافد إلى الأسلوب الأصيل ص 363
- (2) محاولات التقارب والحوار ص 369
14- تصحيح المفاهيم ص 279 : 436 .
- (1) تصحيح المفاهيم ص 381
- (2) تاريخ أبطال الإسلام ومحاولات تزييفه ص 387
- (3) حقائق خطيرة تتكشف ص 398
- (4) علم النفس الإسلامي وعلم الاجتماع الإسلامي ص 405
- (5)مؤامرة الصمت ص 410
- (6) الإسلام الحضاري والثقافي لا يكفي ص 422
- (7) أخطر ما يواجه عالم الإسلام ص 430
15- الكلمة المسلمة ص 437 : 450 .
- الكلمة المسلمة ص 439
- نظرة الإسلام ( التكامل ، التوحيد ، الذاتية ) ص 446
« القومية العربية والوحدة الكبرى ».
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ، ـ كتب قومية ، قطع دون المتوسط ، 318 صفحة .
كتب في فوق العنوان : ( مسابقة مصلحة الاستعلامات )
وعلى الغلاف أيضا : ( البحوث الفائزة بجوائز مصلحة الاستعلامات في مسابقة " كتب قومية " )
« من التبعية إلى الأصالة في مجال القانون - العلم - اللغة »
( وعلى الغلاف الخارجي : " من التبعية إلى الأصالة في مجال التعليم والقانون واللغة " )
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1977 م ، 218 صفحة(76/57)
ينتمي الكتاب لمجموعة ( معالم تاريخ الإسلام ) ( رقم 7 )
** أبواب الكتاب :
1 تغريب الشريعة .
2 تغريب التعليم : ( تغريب التعليم ، الزهر ، الجامعة ، التربية الإسلامية )
3 تغريب اللغة ( تغريب اللغة ، العاميات ، الحروف اللاتينية ، تطوير اللغة )
4 خطوات على طريق الأصالة ( من التغريب إلى الأصالة ، تحرر القانون واللغة العربية ، من التبعية إلى الرشد الفكري ، للمسلمين دور رائد في العلوم التجريبية ، الخلافة الإسلامية بعد نصف قرن ، محاولات التقارب والحوار )
« أخطاء المنهج الغربي الوافد في العقائد والتاريخ والحضارة واللغة والأدب والاجتماع ».
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 م ، قطع متوسط ، 440 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 6 )
قال مؤلفه ص 7 :
"يطلق اسم " منهج البحث " في الغرب على ذلك الأسلوب المستحدث الذي يتخذ أساسا للبحث في مختلف قضايا الفكر والعلوم الطبيعية والرياضية والعلم الإنسانية ( النفس والاجتماع والتاريخ ) ، وقد تنقل الفكر الغربي بين منهجين من مناهج البحث هما المنهج القائم على ( الاستنباط ) والمنهج القائم على (الاستقراء) .
أما المنهج الأول فهو منهج أرسطو الذي يقوم على استخراج النتائج من مقدماتها القائمة . وهذا منهج قد نبذته أوربا منذ وقت بعيد . ومنذ وضع فرانسيس بيكون منهج ( الاستقراء ) القائم على التجربة .
ويقرر التاريخ أن هذا المنهج الذي وضعه فرنسيس بيكون هو المنهج الإسلامي الذي قدمه المسلمون والذي نقل بيكون عنهم ، وأعلن ذلك رسميا في أكثر من وثيقة ثابتة …"
** أبرز قضايا الكتاب :
* مدخل : أصول " منهج البحث " بين النظرية والتطبيق :
- مقومات منهج البحث . ص 9
- منهج البحث في الإنسانيات ص 14
- تجربة علم النفس وعلم الاجتماع ص 17
- منهج البحث الغربي ليس عاما ولا عالميا
1- الأخطاء في مجال العقائد والدين والفلسفة :
- الأخطاء في مجال العقائد .(76/58)
- الأخطاء في مقارنات الأديان .
- أخطاء الشريعة والسنة .
- أخطاء الفلسفة ( 1- العلم والفلسفة . 2- أخطاء الاعتزال . 3- أخطاء التصوف )
2- أخطاء التاريخ والحضارة : ( ص 143 :
- مفاهيم التاريخ .
- علم الأجناس والقومية .
- مفاهيم الحضارة .
3- أخطاء اللغة والأدب والفن : ( ص 253 :
- مفاهيم اللغة .
- مفاهيم الأدب .
- مفاهيم الفن .
4- أخطاء مفاهيم الاجتماع والنفس والتربية : ( 359 :
- مفاهيم الاجتماع .
- مفاهيم الأخلاق .
- مفاهيم النفس .
- مفاهيم الوجودية .
- مفاهيم التربية .
5- أخطاء المنهج الغربي الوافد : ( ص 421 :
- أخطاء المنهج الغربي الوافد .
- وجوه التباين والاختلاف بين المناهج .
« تطور الصحافة العربية في مصر »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، بدون تاريخ ، 400 صفحة ، قطع متوسط .
في أعلى العنوان : ( إطار لملامح المجتمع وصورة العصر )
يعبر عنه مؤلفه بِـ " تطور الصحافة العربية في مصر .. إطار لملامح المجتمع وصورة العصر "
يشكل الكتاب أحد أربعة كتب تنتمي لمجموعة ( تطور الصحافة العربية وأثرها في الأدب العربي المعاصر ) وهي:
1 الصحافة السياسية في مصر منذ إنشائها إلى الحرب العالمية الثانية
2 تطور الصحافة العربية في مصر ( إطار لملامح المجتمع وصورة العصر )
3 تطور الصحافة العربية بين الحربين ( 1919 – 1939 ) في العالم العربي
4 تطور الصحافة في العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم
قال مؤلفه ص 3 : 4 :(76/59)
"وقد كان أهم ما عني به هذا البحث : محاولة رسم إطار لملامح العصر وصورة المجتمع ، وهو في هذا المجال يكمل دراستنا المستقلة " الشرق في فجر اليقظة " . وكنا قد تناولنا في كتابنا " الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية " عديد من القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية – في مرحلة ما بين الحربين - ، ومن هنا فإننا لم نكرر أنفسنا في هذه الكتب الأربعة … وهي في مجموعها تكمل بعضها البعض في دراسة شاملة للعصر كله منذ ( 1871 تقريبا إلى 1939 ) ( صحافة – سياسة – مجتمع – حضارة – فكر ) بوصفها مرحلة متكاملة في تاريخ الشرق الإسلامي والعالم العربي".
وقد فرغ منه مؤلفه : نهاية 1967 م ، وهو كتاب ثمين للغاية في موضوعه .
** أبرز القضايا :
1. صحف وأقلام وصراع أفكار ( ص 17 :
- صحافة جمال الدين الأفغاني ص 23
- جريدة مصر ص 25
- جريدة مرآة الشرق ( سليم عنحوري و إبراهيم اللقاني ) ص 28
- تلاميذ جمال الدين بعد سفره من مصر ص 31
- أثر الصحافة في مجلس شورى القوانين ( عبد السلام المويلحي ) ص 24
- صحف عربية في لندن وباريس ص 36
- مرآة الأحوال ( رزق الله حسون ) ص 36
- الخلافة ( لويس صابونجي ) ص 37
- " الأهرام " آل تقلا ص 39
- " اللطائف " عبد الله النديم ص 42
- " العروة الوثقى " جمال الدين و محمد عبده ص 44
- المقطم ( صروف ونمر ومكاريوس ) ص 46
- " المؤيد " ( علي يوسف ) ص 49
- " اللواء " مصطفى كامل ص 51
- " الجريدة " لطفي السيد ص 52
2. دخائل الصحافة ( ص 53 :
3. معارك ومساجلات الصحف ( ص 66
- بين المؤيد واللواء والجريدة ص 66
- الصحافة الوطنية والاحتلال ( كرومر والصحافة ) ص 78
- الصحافة ومسألة قناة السويس ص 85
- بين مصطفى كامل وعلي يوسف ص 88
- ص2- السيوطي : طبقات الحفاظ ص وطنية وصحف معتدلة ص 91
- " المنبر " حافظ عوض و محمد مسعود – " الظاهر " محمد أبو شادي ص 93(76/60)
- بين فريد وجدي " الدستور " ولطفي السيد " الجريدة " ص 97
- " مذكرات صحفي " \\ مذكرات صحافي \\ ( سليم سركيس " لسان الحال " ص 102
4. إطار لصورة العصر والمجتمع ( من الاحتلال إلى أوائل الحرب العالمية الأولى ) ( ص 117 :
- الأزهر ص 119
- المرأة ص128
- الرحلة ص 139
- الصحافة ص 145 : محاكمات الصحافة : ( محاكمة عبد العزيز جاويش ص 150 ، قضية الكاملين ص 157، قضية ذكرى دنشواي ص 163 ، قضية التلغرافات ص 174 ، محاكمة أصحاب " المقطم " ص 176، قصيدة قدوم ص 177 ، الهجوم على أسرة محمد علي ص 180 )
- المجتمع ( الأغاني والأناشيد ص 182 ، المسرح ، الأعياد ، المحاكم ، دولة الحمير ، قصة الترام )
5. طرائف الصحافة ( ص 191 :
- الإمضاءات المستعارة
- المقدمات والتقاريظ
- المواقف الحرجة
- مذكرات أحمد حافظ عوض ( الصحافة بين 1898 – 1914 )
- النقد الاجتماعي
- الاصطلاحات الصحافية
- طرائف الصحافة
- وفيات العيان
- نقد الصحافة والمجتمع
6. صحافة ما بين الحربين وتطور الصحافة في الأسلوب والمضمون ( بين 1919 – 1939 ) ( ص 225 :
- مدخل تاريخ للفترة
- الصحافة خلال الحرب الأولى
- الصحافة في ثورة 1919
- رئيس التحرير
- داود بركات ، خليل ثابت
- أمين الرافعي
- عبد القادر حمزة
- محمد حسين هيكل ، حافظ عوض ، أنطون الجميل ، خليل ثابت
- عبد القادر حمزة ، التابعي ، توفيق دياب
- العقاد
- فكري أباظه
- إبراهيم المازني
- أحمد حسين
- محمود كامل
- توفيق حبيب
- توفيق دياب
- لطفي جمعة
7. دخائل الصحافة في مرحلة ما بين الحربين ( ص 269 :
- أثر الاحتلال في الأدب والصحافة :زكي مبارك
- صناعة الأخبار
- المخبرون
- أخبار الأقاليم
- ما لا ينشر في حينه
- أثر السوريين في الصحافة
- محاكمات الصحف
- الهجوم على الصحف وتحطيمها
- كلمة عابرة أحدثت أزمة
- صالون الأهرام(76/61)
- الأخطاء المطبعية
8. تطور الصحافة الأسبوعية ( ص 299 :
- صحافة النقد السياسي الساخر
- روز اليوسف والكشكول
- الأدب المكشوف
- تجربة حسين شفيق المصري
- الكاريكاتير والصحف الهزلية
- فن الكاريكاتير
- سانتس وصاروخان
- صحافة الأدب والثقافة
9. الكتاب والمصاحفون ( ص 331 :
- ميخائيل عبد السيد
- سليم عنحوري ، محمد بيرم ، حمزة فتح الله ، أديب إسحاق ، أمين الحداد ، إبراهيم اللقاني
- أحمد حلمي ، حسن حسني الطويراني ، الشيخ الشربتلي
- يوسف الخازن
- خليل مطران ، نقولا حداد
- داود بركات ، عبد القادر حمزة
- العقاد ، المازني ، أحمد وفيق
- عبد الله حسين ، محمد أبو طايلة
- جورج طنوس نجيب هاشم ، منيرة ثابت
- سيد علي
- الشيخ صالح روتر ، سيد كامل
- توفيق حبيب ، محمود عزمي
- فكري أباظه
- محمد الههياوي
- توقيعات الصحفيين ، صحفيون اجتذبتهم الصحافة
- المرأة في الصحافة
* المصاحفون :
- محمود أبو العيون ، أحمد زكي باشا ، محمد مسعود ، منصور فهمي
- محمد صبري ، وحيد ، محمد لبيب البتانوني ، التفتازاني ، توفيق اسكاروس ، محمد فريد وجدي ،
- سليم حسن ، أحمد غلوش ، مي زيادة ، عمر طوسون ، أحمد فؤاد ، علي مصطفى مشرفة ، أحمد شفيق ،عزيز خانكي ، لطفي جمعة ، عبد المتعال الصعيدي
- محمد رمزي ، شكيب أرسلان ، انستاس الكرملي ، الزهاوي ، حسن القاياتي ،محمد ثابت
- تكريم الكتاب ( هيكل )
- الصحف العربية في مرآة الصحف الأجنبية
10. إطار لصورة العصر وملامح المجتمع ( بين الحربين ) ( ص 357 :
- تحرير المرأة
- مجتمع القاهرة
- المقاهي
- منع المسكرات
- بنك مصر
- الأزهر
- سهرات رمضان
- المولد النبوي
- الطرق الصوفية
- أصحاب اللحى
- لباس الرأس
- التمثيل
- الفكاهة
- الأغاني الشعبية
- الأفراح الشعبية
- الشاعر على الربابة
- تطور المجتمع بعد ثورة 1919(76/62)
- ثوت عنخ آمون
- لعنة الفراعنة
- أمير الشعراء
- جمال الدين الأفغاني و محمد عبده
- مدام جوليت أدام
- مصريون في مالطة
« الحقائق العشر في حياة كامل كيلاني ( كلمة أنور الجندي في ذكرى كامل كيلاني الرابعة والعشرين ) 1982 م »
ندوة كامل كيلاني الأدبية 5 : 7 فبراير 1982 م
مكتوبة بالآلة الناسخة ، على وجه واحد ، غير مرقمة الصفحات ، 12 صفحة .
« معركة المقاومة العربية »
مطبعة التحرير ، القاهرة ، 12 / 1961 ، قطع متوسط ، 127 صفحة .
« الأدب العربي الحديث في معركة المقاومة والحرية والتجمع 1830 – 1959 »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 640 صفحة ، 1959 م .
على الغلاف : " غاية القول في هذا الكتاب أنه كشف عن خطط الاستعمار الفكرية في التغريب والتجزئة وقد هزمت ، وخطط الأمة العربية في المقاومة والتجمع وتقوم على أساسه اليوم عوامل البناء للوحدة العربية الكبرى" .
« الأعلام الألف ».
صدر منها 3 أجزاء ، قطع متوسط .
في تراجم الأعلام .
كتبه قبل توجهه الإسلام الأصيل .
« أدب المرأة العربية .. القصة العربية المعاصرة .. تطور الترجمة »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، ( 134 صفحة + 128 صفحة + 80 صفحة )، قطع متوسط
يضم الكتاب ثلاثة كتاب هي :
1 " أدب المرأة العربية : تطوره وأعلامه ". ( 134 صفحة )
2 " القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها ". ( 128 صفحة )
3 " تطور الترجمة في الأدب العربي المعاصر ". ( 80 صفحة )
تنتمي هذه الكتب الثلاثة إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر ) " التي تتناول بالبحث مراحل الأدب العربي المعاصر في شتى فنونه منذ فجر النهضة الفكرية في العالم العربي بظهور جمال الدين الأفغاني منذ عام 1875 تقريبا إلى أوائل الحرب العالمية الثانية عام 1939على مستوى الأمة العربية من العراق إلى المغرب " .
وهي تشكل أرقام 8 ، 9 ، 10 من الموسوعة .(76/63)
قال المؤلف ص [ ج ] : " هذا وقد صدر الكشاف الخاص بهذه الموسوعة مستعرضا أسماء جميع أعلام الأدب العربي الذين تتناولهم الدراسة في شتى فروعها والموضوعات التي تناولتها الموسوعة وأسماء الصحف والمجلات موضع البحث . هذا وتضم الموسوعة230 شخصية، وتؤلف 4800 صفحة ".
** " القصة العربية المعاصرة تطورها وأعلامها " : قال مؤلفه ص [ ب ] : " هذه حلقة من حلقات موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر ، عن نشأة القصة وتطورها وأعلامها في الأدب العربي المعاصر منذ بدأ هذا الفن في صورة المقامات حتى استوى في مجال القصة والأقصوصة ( الاجتماعية والتاريخية ) والمسرحية ( الشعرية والنثرية) المجال الزمني من منتصف القرن التاسع عشر تقريبا حتى عام 1939 ( أوائل الحرب العالمية الثانية )
« المرأة والحب في حياة كتابنا المعاصرين »
في أسفل صفحة الغلاف الخارجي : " رسائل الأعلام "
ط. دار الأعلام للطبع والنشر ، القاهرة . . يطلب من : مكتبة الأنجلو ، مصر ، 1955 ، قطع دون المتوسط، 144 صفحة
في الغلاف الداخلي : ( الكتاب الأول )
** يضم الكتاب الشخصيات :
1- أحمد لطفي السيد ص 12 :
2- طه حسين
3- محمود تيمور
4- أحمد حسن الزيات
5- توفيق الحكيم
6- العقاد
7- هيكل
8- فريد أبو حديد
9- سلامة موسى
10- أحمد زكي
11- كامل كيلاني
* ثم : زوجات في الأدب العربي المعاصر : ( أيدي المنون – البارودي ، أنات حائرة- عزيز أباظة ، من وحي المرأة – عبد الرحمن صدقي ، تحت الرماد – سعيد العريان )
* أضواء على نفسيات الأدباء
هذا الكتاب لأنور الجندي قبل توجهه الإسلامي النقي .
« حركة تحرير المرأة في ميزان الإسلام »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ، ـ سلسلة : على طريق الأصالة الإسلامية ( 15 ) ، قطع دون المتوسط ، 56 صفحة ، إيداع 1981م ، طبعة مزيدة ومعدلة .
« الوجه الآخر لطه حسين من مذكرات السيدة سوزان " معك " »(76/64)
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ـ في دائرة الضوء ( 25 )، قطع فوق الصغير ، إيداع 1980 ، 28 صفحة .
الكتاب استكمال لسلسلة دراسات المؤلف المتعلقة بكشف حقيقة طه حسين .
« هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة ».
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ـ في دائرة الضوء ( 23 )، قطع فوق الصغير ، إيداع 1980 ، 32 صفحة .
« أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث : أحمد لطفي السيد . طه حسين »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 9 ) ، قطع فوق الصغير ، إيداع 1979 م ، 39 صفحة .
« موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر .. كشاف »
طبع المؤلف ، قطع دون المتوسط . 48 صفحة .
« التفسير الإسلامي للفكر البشري .. الإسلام والفلسفات القديمة .. الإسلام في مواجهة الفلسفات المعاصرة لظهوره »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع متوسط .
« كامل كيلاني في مرآة التاريخ »
ط. مطبعة الكيلاني الصغير ، القاهرة ، قطع متوسط ، 1381 = 1961 م .
في مقدمة المؤلف معلومات عن علاقته بكامل كيلاني ( ص 4 : 9 (
** أبواب الكتاب :
1- نقد الكتب .
2- دراسات أدبية .
3- آراء وأحاديث .
4- مكتبة الأطفال .
5- ندوة الكيلاني .
6- من رسائل أقطاب الفكر .
7- في ميدان الشعر .
* ثم : بعد الوفاة – حفلة التأبين
« جمال عبد الناصر وكفاح الشعب »
ط. شركة النيل للنشر والتوزيع ، قطع كبير ، 86 صفحة ، 1956 م
قدم له : محمد أبو الفضل الجيزاوي .
« الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية »
ط. مط. الرسالة، القاهرة ، بدون تاريخ ، ( الناشر : مكتبة الأنجلو ) ، قطع دون المتوسط ، 648 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر حتى 1940 ) ، ( رقم 4 )
« ما يختلف فيه الإسلام عن الفكر الغربي والماركسي »(76/65)
صدر هدية على مجلة " دعوة الحق " ( مكة المكرمة ) ، السنة 5 ، العدد 52 ( 7 / 1406 = 4 / 1986 م ) ، قطع دون المتوسط ، 202 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1 تميز منهج الإسلام على المذاهب الوافد
2 فساد المنهج العلمي الغربي
3 الفوارق العميقة بين منهج الإسلام والمنهج الغربي البشري
0 خاتمة : المحافظة على الذاتية الإسلامية فريضة من فرائض العقيدة .
« الإسلام في وجه التغريب .. مخططات التبشير والاستشراق »
ط. دار الاعتصام للطبع والنشر والتوزيع ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 429 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى سلسلة ( معالم تاريخ الإسلام ) ( رقم : 7 )
** أبواب الكتاب :
* أولا : مخططات التبشير :
1. صفحات من تاريخ التبشير .
2. أهداف التبشير ومخططاته .
3. أبعاد التبشير مع القوى المختلفة .
4. التبشير وآثاره في بناء الفكر والثقافة .
* ثانيا : مخططات الاستشراق :
1. صفحات من تاريخ الاستشراق .
2. سموم الاستشراق في الفكر الإسلامي .
- الإسلام
- الرسول صلى الله عليه وسلم
- القرآن
- اللغة العربية
- التراث
- السنة
- الحضارة
- الشريعة
- الآداب
- التاريخ
3. خطط الاستشراق بين التحول والثبات .
« الإسلام في غزوة جديدة للفكر الإنساني »
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، مصر ، لجنة التعريف بالإسلام ، سلسلة التعريف بالإسلام ( رقم 19 ) ، 1384 / 1964 ، قطع متوسط ، 232 صفحة .
** أبرز موضوعات الكتاب :
1 التحديات التي واجهها الإسلام .
2 الهجوم على الإسلام .
- كتابات خصوم الإسلام .
3 من الهجوم إلى الدفاع .
4 ضوء جديد من الإسلام .
- أصول الإسلام
- حقوق المرأة
- الزكاة
- الإسلام والسيف
- معاملة أهل الكتاب
- الإسلام دين ومجتمع
- التشريع الإسلامي
- تاريخ الإسلام
- حضارة الإسلام
- موقف الإسلام من العلم
- الإسلام والاستعمار
- مستقبل الإسلام
- القرآن(76/66)
- ترجمة القرآن
- محمد صلى الله عليه وسلم
5 الإسلام والأديان . ( فيه أقوال كتاب غربيين أنصفوا الإسلام )
- عبد الله كوليام
- لورا فنيشيا فاليري
- لورد هدلي
- هنري دى كاستري
- ليوبولد فابس
- نشكنتنايا دهيابا
- قسطنطين ملحم
- خالد شلدريك
- إتيان دينيه
- سلطانة جاهان مهوبال
- بنوا
6 غزوة جديدة للفكر الإنساني .
( ذكر فيه المؤلف أن في يقينه أن الإسلام الآن في غزوة جديدة للفكر الإنساني ، وكانت الغزوة الأولى تلك التي جاءت إثر القرون الوسطى المظلمة لأوربا . وفيه حديث عن حاجة الإنسانية اليوم للإسلام )
« مناهج الحكم والقيادة في الإسلام »
ط. المكتبة العصرية ، صيدا – بيروت ، ط1 : 1402 / 1982 ، قطع متوسط ، 77 صفحة
** أبرز قضايا الكتاب :
1 السياسة في الإسلام .
2 حقوق الإنسان في نظر الإسلام .
3 الدولة في الإسلام .
4 القيادة السياسية في الإسلام .
5 الكلمة للأمة في الإسلام .
6 وظيفة الحاكم في الإسلام .
7 السياسة الدولية في الإسلام .
8 الحرب والسلام في الإسلام .
9 الحروب دفاعية يفي الإسلام .
10 رسالة الإسلام في المجتمع الدولي .
11 الرسول القائد .
12 العدالة في الإسلام
« الإسلام وحركة التاريخ .. رؤية جديدة في فلسفة تاريخ الإسلام »
ط. بدون ناشر ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 512 صفحة
( هذا الكتاب تم خلال سنة 1967 - 1968 )
** أبواب الكتاب :
1. بناء الجماعة الإسلامية
2. بماء الإسلام وتوسعاته .
3. مرحلة الانصهار والبلورة .
4. مرحلة الغزو الخارجي
5. مرحلة الوحدة الإسلامية العثمانية
6. اليقظة العربية الإسلامية
7. معالم أساسية في تاريخ الإسلام
- السنة والشيعة
- العرب مادة الإسلام
- انتشار الإسلام ذاتيا
- مفهوم البطولة في الإسلام
- المرأة في الإسلام
- عوامل التأخر ودوافع التقدم
8. فلسفة تاريخ الإسلام .(76/67)
« نحو بناء منهج البدائل الإسلامية للنظريات والأيدلوجيات والمفاهيم الغربية الوافدة المطروحة في مناهج التربية والثقافة والعلوم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1989 م ، قطع متوسط ، 327 صفحة .
** أبرز قضايا الكتاب :
1- البدائل الإسلامية ضرورة أساسية
- اختلاف الأساس
- معطيات الإسلام
- الإرساليات مؤامرة الترجمة
- خطة احتواء عالم الإسلام
- هل المنهج الغربي علمي حقيقة ؟
- فرض المنهج الغربي وتزييف التاريخ
- كشف المؤامرة
- العودة إلى المنابع
2- القضايا الأساسية للفكر الإسلامي
- القرآن الكريم
- اللغة العربية
- التراث
- التاريخ
- التربية الإسلامية
- الطفولة
- الثقافة
- الحضارة
- المرأة المسلمة
- الاقتصاد
3- الحملات الموجهة إلى القيم الأساسية
- الحملة على القرآن الكريم
- السنة والسيرة
- الشريعة الإسلامية والفقه
* القضايا المثارة : ( مسألة تغير الأحكام بتغير الزمان – نظرية تقديم العقل على النقل – قضية تقديم المصلحة على النص )
4- العلوم الإنسانية والاجتماعية
- العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية
- المنهج الغربي والمعرفة
- العلوم الإنسانية والاجتماعية
- العلوم الاجتماعية
- النفس والأخلاق
- موقف الإسلام من العلوم الاجتماعية
- موقف الإسلام من الفلسفة
. خاتمة : فماذا عجزت العلوم الإنسانية عن العطاء ؟
5- مصطلحات دخلت اللغة العربية ومضامينها الإسلام :
- العصرية
- المعاصرة
- التقدم والتقدمية
- العقلانية
- الأصالة
- الصحوة
- القوميات
- الإعلام
- المقاومة والجهاد
6- المذاهب والنظريات الغربية :
- الماركسية
- الإلحاد
- الوجودية
- الأجناس
- الماسونية والروتاري
- العلمانية
7- القضايا الوافدة
- الفكر الباطني
- حول التراث القديم : الأسطورة والخرافة
- القصة الغربية المكتوبة بالعربية
« نوابغ الفكر الإسلامي »(76/68)
ط. دار الرائد العربي ، بيروت ، ط1 : 5 / 1972 م ، قطع متوسط ، 432 صفحة
** اشتمل الكتاب على ترجمة كل من :
1- مالك بن أنس
2- البخاري
3- أحمد بن حنبل
4- الشافعي
5 - أبو حنيفة
6- الخليل بن أحمد
7- الأشعري
8- البيروني
9- الحسن بن الهيثم
10- الماوردي
11- ابن حزم
12- الغزالي
13- ابن تَيْمِيَّة
14- ابن خلدون
15- ابن قيم الجوزية
* كما اشتمل على فصل بعنوان ( تجديد الفكر الإسلامي وتصحيح مفاهيمه ) ص 119 :
« الإسلام يزحف إلى قواعده »
ط. دار الطباعة والنشر الإسلامية ، 11 / 1365 هـ ، قطع دون المتوسط ، 62 صفحة .
الكتاب ضمن سلسلة : رسائل تاريخ الفكرة الإسلامية . الكتاب السابع . 2- الحركات الإسلامية الأخيرة . 4- الإسلام يزحف ( _ كما في ص 13 .
قال مؤلفه ص 14 : « الكتاب المقبل : " تاريخ الأحزاب والوزارات والبرلمان والدستور والزعماء " . من أخطر البحوث وأشقها وأعنفها على الباحث ، قرأ لها المؤلف مئات الكتب والصحف والمجلدات ليخرجها مضغوطة ملخصة مبسوطة سهلة الهضم والفهم للقارئ الكريم الراغب إلى معرفة تاريخ هذه الفترة من حياة مصر السياسية بين تصريح 18 فبراير سنة 1922 وبين محادثات سنة 1946 ، وهذا الكتاب فيما نعتقد السجل الأول لتاريخ هذه الفترة إذ لم تسبق كتابتها فضلا عما تكشف من حقائق عن الآثار السوداء التي كتبتها الحزبية في تاريخ مصر "
« يقظة الفكر العربي .. حركة اليقظة في مواجهة التغريب ( مرحلة ما بين الحربين ) »
ط. مطبعة زهران ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع متوسط ، 352 صفحة ( ظهر في يوليو 1972 )
الكتاب هو الثاني من مجموعة ( يقظة الفكر العربي ) وتضم :
1. حركة اليقظة منذ ظهورها إلى أوائل الحرب العالمية الثانية ( في مواجهة الاستعمار ). صدر .
3. حركة اليقظة منذ الحرب العالمية الثانية ( في مواجهة الشعوبية ) ( _ كما في ص 2 )
* فصول الكتاب :
1. مدخل تاريخي سياسي .(76/69)
2. حركة التغريب .
3. نمو حركة اليقظة واتساع آفاقها .
4. بناء الفكر العربي الإسلامي ومضامينه .
5. التحديات في وجه اليقظة
* تحديات التغريب وقضاياه :
- عالمية الثقافة
- التبعية للاستشراق والتغريب
- الحملة على الإسلام والأزهر
- تجزئة الإسلام
- الهجوم على القرآن
- الشريعة والقانون
- النظرية المادية
- إقليمية الأدب
- الهجوم على الفصحى
- التغريب
- تزييف التاريخ وتدمير البطولة
- إحياء الأساطير
- الشعوبية واتهام العقلية العربية
- إسقاط الحضارة الإسلامية
- الإغريقيات والنزعة اليونانية
- فصل الأدب عن الفكر والمجتمع
- المرأة والمجتمع
- الأدب المكشوف والإباحية
- الدعوات الهدامة
- الإقليمية الضيقة
- تعظيم الغرب
- التبشير والإرساليات الأجنبية
- اتهام الأدب العربي
- العروبة ذات الجذور الانفصالية
- تغريب التعليم والجامعة والتربية
- إحياء ما قبل الإسلام
6. انكسار الموجة
7. مدرسة اليقظة : أعمدتها ومناهجها
- ابن باديس
- محمود أبو العيون
- مصطفى صادق الرافعي
- فريد وجدي
- مصطفى المراغي
- علي العناني
- محمد أحمد الغمراوي
8. الانتقاض على حركة التغريب
- منصور فهمي
- إسماعيل مظهر
- هيكل
- زكي مبارك
9. كبرى قضايا الفكر العربي
- قضية تحريف المفاهيم وتزييف القيم
- قضية الضعف والتخلف
10. عروبة مصر وإسلامية الثقافة
* خاتمة : إيماءات إلى مصادر الخطر .
« أضواء على تاريخ الإسلام »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 1377 / 1957 ، 200 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1. من الدعوة إلى الدولة .
2. أضواء على الفكر الإسلامي
3. بين الإسلام وخصومه
4. الإسلام والحضارة
5. دور الإسلام في القيادة العالمية
« الرسول الإنسان وأعلام الإسلام . تراجم الأعلام »
ط. دار الأعلام للطبع والنشر ، 1955 ، قطع دون المتوسط ، 160 صفحة .(76/70)
« الإسلام والغرب »
ط. المكتبة العصرية ، صيدا – بيروت ، ط 1 : 1402 / 1982 ، قطع متوسط ، 298 صفحة .
** أبرز أبواب الكتاب :
1. الإسلام يقتحم أوربا من جبهتي الأندلس والبلقان .
2. أوربا والغرب من المسيحية إلى الاستعمار .
3. الدولة العثمانية وسبعة قرون من الدفاع عن الإسلام .
4. عالم الإسلام في قبضة الغرب
5. قوى الاستعمار والصهيونية والشيوعية المتصارعة حول عالم الإسلام المتفقة عليه .
6. عالم الغرب اليوم إزاء الإسلام .
7. الإسلام في دورة الفلك .
« الإسلامية نظام مجتمع ومنهج حياة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ط1 : 1399 / 1979 ، 286 صفحة .
** أبواب الكتاب :
1. خصائص النظام الإسلامي
2. الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي .
3. بين الشريعة الإسلامية والنظم الحديثة " الاجتماع والسياسة "
4. الشريعة الإسلامية والنظم الاقتصادية .
5. الإسلامية ومفهوم الأمة ( القومية والعنصرية )
6. تكامل نظام الإسلام وانشطارية النظم الغربية .
« تاريخ الصحافة الإسلامية 1- المنار – محمد رشيد رضا ( 1315 / 1898 : 1353 / 1935 )»
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1983 م ، 196 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة تاريخ الصحافة الإسلامية خلال القرن الرابع عشر الهجري 1301 / 1884 : 1400 / 1980 ) ، وهو أول أجزائها ، يليه :
2- مجلة الفتح – محب الدين الخطيب .
3- صحف الإخوان – حسن البنا .
4- مجلة الأزهر ( فريد وجدي – محب الدين الخطيب – الزيات )
5- الصحف الإسلامية ( بعد الحرب الثانية إلى نهاية القرن الرابع عشر ) 1940 – 1980 .
« المجتمع الإسلامي المعاصر في مواجهة رياح السموم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1978 م ، 204 صفحة ، قطع متوسط .
** أبرز قضايا الكتاب :
1- رياح السموم التي طرحتها النظريات المادية :
- أثر الروافد الثلاث .
- هدم الأسرة المسلمة
- محاولة القضاء على وظيفة المرأة الأساسية(76/71)
- محاذير تواجه رسالة الأمومة
- أخطار في وجه الطفل المسلم
- فساد أسلوب العيش الغربي .
2- التحديات في وجه المرأة
- التحديات في وجه المرأة المسلمة
- عطاء الإسلام وعطاء الحضارة
- تحديات الأسرة المسلمة
- اللباس والزينة
3- التحديات في وجه الشباب
- الجريمة والجنس
- الفن
- المسرح
- السنما
. ملاحق البحث :
- عودة المرأة إلى البيت
- عندما دخلت بلادنا رياح الماركسية .
« اللغة العربية بين حماتها وخصومها »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، الناشرون : مكتبة المعارف ، بيروت ومكتبة الأنجلو ، مصر ودار المعرفة ، القاهرة، بدون تاريخ ، 284 صفحة ، قطع دون المتوسط
هذا الكتاب هو السابع من ( موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر )
** أبرز قضايا الكتاب :
1. مكانة اللغة العربية في العالم الإسلامي والغرب
- تاريخ العربية وأثرها في لغات الشرق
- معارك العربية
- العربية في العالم الإسلامي
- العربية في رأي الباحثين
- رأي اللغويين في العربية
- العربية في أوربا
2. اللغة العربية بين حماتها وخصومها
- العربية في ظل الحكم العثماني
- العربية بعد الاحتلال الفرنسي
- أول معجم وأول مجمع
- حملة ويلكوكس
- حملة القاضي ويلمور
- صراع العربية في ميدان التعليم في مصر
- حركة دار العلوم
- محاولات لطفي السيد
- المهجر في معركة اللغة
- قاسم أمين : موقفه من العربية
- معركة العربية في سوريا ( الخوري غصن )
- محاولة سلامة موسى
- إنشاء المجمع اللغوي المصري
- العربية في المحاكم المختلطة
- معركة العربية في المغرب العربي الكبير
- دعوة ماسينيون
- دعوة كولان
- معركة الحروف اللاتينية
3. حماة اللغة العربية
- الشدياق ص 135
- إبراهيم اليازجي ص 139
- عبد القادر المغربي ص 145
- أحمد السكندري ص 149
- حفني ناصف ص 155
- سليمان البستاني ص 159
- أنيس المقدسي ص 163(76/72)
- إسعاف النشاشيبي ص 165
- أسعد خليل داغر ص 167
- سليم الجندي ص 171
- د. صروف ص 175
- محب الدين الخطيب ص 181
- عبد الرحمن شهبندر ص 183
- جبر ضومط ص 185
- مصطفى جواد ص 193
4. أصحاب الموسوعات
- أمين المعلوف
- مصطفى الشهابي ص 209
- د. محمد شرف ص 215
- د. أحمد عيسى ص 219
5. قضايا اللغة العربية
« الجباه العالية »
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، 1958 م ، قطع دون المتوسط ، 192 صفحة .
الكتاب هو الحلقة الثانية من سلسلة " أعلام الفكر " .
أشار في مقدمته ص 3 أنه أراد بالجباه العالية أعلام العقل وعباقرة الحجا والنظر البعيد .
منه نسخة بمكتبة أنور الجندي ( القاهرة ) ، كتب عليها بقلمه : " غيرتُ رأيي بعد فهم دقيق للإسلام في كثير من هؤلاء : ابن المقفع والفردوسي وابن سينا وابن رشد وطاغور وسقراط وكنفوشيوس ، ولي في ذلك أدلة ".
** احتوى على تراجم :
1. مالك بن أنس ص 7
2. أبو حنيفة ص 13
3. الشافعي ص21
4. أحمد بن حنبل ص 29
5. ابن حنبل ص 35
6. البخاري ص 41
7. ابن خلدون ص 47
8. الغزالي ص 55
9. ابن تيمية ص65
10. الشريف الإدريسي ص 125
11. المتنبي ص 75
12. الجاحظ ص 85
13. أبو العلاء المعري ص95
14. ابن المقفع ص101
15. الخليل بن أحمد ص 185
16. ابن سينا ص 113
17. ابن رشد ص 119
18. إقبال ص 131
19. طاغور ص 143
20. الفردوسي ص 107
21. تولستوي ص 153
22. برنارد شو ص 163
23. سقراط ص 171
24. كونفشيوس ص 179
0000
« أضواء على الحياة والأدب »
نشره باسم مستعار ، هو : " عطارد "
ط. مطبعة الرسالة ، القاهرة ، توزيع : دار العروبة ، 1956 م ، قطع دون المتوسط ، 144 صفحة .
« جولات في الأدب والفن والحياة »
ط.دار الأعلام للطبع والنشر ، القاهرة ، 1956 م ، قطع دون المتوسط ، 224 صفحة .
« الشعوبية في الأدب العربي الحديث »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1977 ، 264 صفحة .(76/73)
ينتمي الكتاب لسلسلة ( معالم تاريخ الإسلام )
قال مؤلفه ص 5 : " تعني الشعوبية في الأدب العربي الحديث :
. إخراج هذا الأدب عن قيمه الأساسية ورسالته وطبيعته ,
. قطعه عن الأدب العربي كله وفصله حتى يكون أشبه بكيان متصل .
. ازدراء الماضي والتاريخ والتراث ومحاولة النظر إليه على أنه غير صالح للانتساب إليه .
. فرض مفاهيم وتقاليد وأساليب دخيلة عليه في محاولة لاحتوائه وصبغه بها .
. فرض مناهج وافدة في النقد والتفسير ترمي إلى هدمه والازدراء به .
** أبواب الكتاب :
1. التراث واللغة
- في مواجهة التراث
- في مواجهة العربية الفصحى
2. في مجال الأدب
- مرحلة الهدم وإثارة الشبهات
- بناء الواجهة الشعوبية
- الشعر الحر
- العامية
3. أبعاد المواجهة الشعوبية
« خصائص الأدب العربي في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ط 1 : 1395 / 1975 م ، قطع متوسط ، 520 صفحة .
ينتمي الكتاب إلى ( موسوعة معالم الأدب العربي الحديث )
** أبرز قضايا الكتاب :
1. خصائص الأدب العربي
- خصائص الأدب العربي
- البيئة التي نشأ فيها الأدب العربي
- الفكر الذي تشكل الأدب العربي في إطاره
- الأصول التي استمد منها الأدب العربي وجوده
- وجوه الاختلاف والتباين بين الأدب العربي والأدب الغربي
- التحديات التي واجهت الأدب العربي
2. مذاهب النقد الأدبي
- مذاهب تاريخ الأدب
- مذاهب النقد الدبي
- فساد نظريات النقد الأدبي الوافدة
1) نظرية فصل الأدب عن الفكر
2) المذهب الاجتماعي والعلمانية
3) أخلاقية الأدب
4) أسلوب الشك
5) الأدب ومكانته في دائرة الضوء
6) الاعتماد على المصادر الزائفة
7) أدب الأساطير وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
8) بطولات الأدب والتاريخ العربي
9) إقليمية الأدب
3. إحياء الأدب العربي
- القرآن والأدب العربي
- النثر والشعر في مفهوم الأدب العربي(76/74)
- لماذا انحرف الأدب العربي ؟
- السجع والزخرف ، المقامات
- عصر الموسوعات
- بعث التراث
- البيان القرآني في منهج النقد الأدبي
4. أثر الآداب الغربية في الأدب العربي
- أثر الاستشراق في الأدب العربي
- الترجمة من الآداب الغربية ، ترجمة القصة
- أثر الأدب الإغريقي في الأدب العربي
- الأدب المهجري
- القصة
- الأدب الشرقي القديم
- الأدب العربي والأساطير
- المسرحية اليونانية
- حركة الرفض في الأدب العربي الحديث
5. مناهج الأدب العربي بين التبعية والأصالة .
- الأدب العربي والآداب العالمية
- تضييق دائرة الأدب
- كتب المحاضرات
- الأدب المكشوف
- خطأ نظرية التجديد المفرغة من الأصالة
- الدعوة إلى التمصير
« الإسلام والتيارات الوافدة »
ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ( مصر ) ، 1987 م ، قطع دون المتوسط ، 115 صفحة ، ـ قضايا إسلامية.
* فصول الكتاب :
1. النظرية المادية .
2. الدارونية .
3. العلمانية .
4. مفاهيم العلوم الإنسانية والاجتماعية .
أ . العلوم الاجتماعية ص 44
ب . النظرية الأخلاقية ص 47
ت . مفاهيم علم النفس ص50
ث . الوجودية ص 55
5. التفسير المادي للتاريخ .
6. مفهوم الحضارة الغربية .
7. إحياء التراث الوثني
8. البهائية والقاديانية .
الكتاب يمتاز بالإيجاز والوضوح ، وهو يعالج قضايا فكرية هامة تواجه الأمة الإسلامية ، وهو يناسب الشباب المسلم .
« رجال اختلف فيهم الرأي ( وعلى الغلاف الداخلي : " شخصيات اختلف فيها الرأي ")»
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 143 صفحة .
الكتاب هام جدا ، قَلَّ أن يوجد مثله في موضوعه بهذا الشمول والإحاطة .
** في الكتاب الشخصيات التالية :
1- لطفي السيد وأكذوبة أستاذ الجيل . ص 3 : 11 .
2- سعد زغلول ص 13 : 21 .
3- قاسم أمين ص 23 : 35 .
4- طه حسين ص 36 : 46 .
5- سلامة موسى ص 47 : 59 .(76/75)
6- علي عبد الرازق ص 61 : 72 .
7- ساطع الحصري ص 73 : 82 .
8- محمد التابعي ص 83 : 87 .
9- مدحت باشا وأتاتورك ص 89 : 102 .
10- غاندي ص 104 : 114 .
11- زكي نجيب محمود ص 115 : 124 .
12- سارتر وعبد الرحمن بدوي ص 125 : 134 .
13- لويس عوض ص 135 : 142 .
« التراث »
منشورات مكتب الطلبة ، جامعة قسنطينة ، 1406 / 1985، قطع فوق الصغير ، 32 صفحة .
في أعلى يمين الغلاف : ( نحو ثقافة بانية )
« الإسلام والعالم المعاصر .. بحث تاريخي حضاري »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1393 / 1973 ، قطع متوسط ، 469 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 1 )
** أبواب الكتاب :
1- العالم والإسلام : ( اليهودية ، المجوسية ، البرهمية والبوذية ، الهيلينية ، الإمبراطورية الرومانية ، المسيحية والغرب ، الفرعونية ، الوثنية العربية ) ص 25 :
2- الإسلام والعالم : ( الفتح الإسلامي ، القرون الوسطى المضيئة ، المسلمون والمتوسط ، التاريخ الإسلامي ، القرآن والدين ) ص 101 :
3- الإسلام والأديان : ( معالم الإسلام ، التوحيد ، تدين البشرية وتحرير الإنسان من العبودية ، بناء المجتمع والإنسان ، الإسلام والأديان ) ص 203 :
4- الإسلام والعالم المعاصر : ( الإسلام والعالم المعاصر ، أزمة الغرب الدينية ، اليهودية في محاولة احتواء الإسلام ، الماركسية في مواجهة الإسلام ، الإسلام والبشرية ) ص 357 :
« سقوط العلمانية »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1393 / 1973 ، قطع متوسط ، 199 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 2 )
* أبرز قضايا الكتاب :
. مدخل :
- العلمانية في الفكر والمجتمع الغربي .
- العلمانية في الفكر والمجتمع الإسلامي
1. العلمانية والعلم .
. النظرية المادية ص 49
2. العلمانية والفلسفة
3. العلمانية والدين
4. العلمانية والإنسان
5. موقفنا وموقف الغرب
6. منهج الإسلام في المعرفة(76/76)
. لحق : رأي العلماء الغربيين في ترابط الدين والدولة ، والدين والعلم في منهج الإسلام ص 193 :
« الإسلام والدعوات الهدامة »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1974 ، قطع متوسط ، 296 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( رقم 3 )
** أبرز قضايا الكتاب :
. مصادر المذاهب الهدامة :
(1) إحياء الباطنية القديمة .
(2) تحريف العقيدة السبئية .
(3) المذاهب الهدامة والإلحاد .
(4) الله في مفهوم الإسلام
(5) عقيدة البعث
1- دعوات هدامة للعقائد والقيم .
(1) الدهرية
(2) الثيوصوفية : ( وحدة الوجود ص 55 ، الحلول ص 59 ، الاتحاد ص 61 ، التناسخ ص 63 ، الزقانا ص 65 ، الإشراق ص 66 )
(3) البهائية ص 69
(4) الروحية الحديثة ( تحضير الأرواح )
2- دعوات هدامة للمجتمعات والأمم ص 87
(1) أيديولوجية التلمود ص 89 المخططات التلمودية ص 104
(2) دعوة العنصرية ص 113
(3) المادية ص 127 العقل : مكانته ومهمته ص 136 الإسلام والنظرية المادية ص 142
(4) العلمانية ص 147
(5) العالمية ص 158
3- دعوات هدامة للنفس والأخلاق ص 161
(1) الفرويدية : الجنس ص 163
(2) الوجودية ص 185
(3) الهيبية ص 198 الإنسان في الميزان ص 207
4- دعوات هدامة للفكر والثقافة
(1) الدعوة إلى إحياء ما قبل الإسلام ص 215 : ( الوثنية ، الجاهلية ، الإقليمية ، الفرعونية ، الفينيقية )
(2) الإسرائيليات ص 233 : ( الأساطير )
(3) دعوة التغريب ص 243 : ( التبشير ص 249 ، الاستشراق ص 251 ، الشعوبية ص 255)
(4) إحياء الهلينية ص 257
5- الدعوة إلى العامية
- الإسلام في مواجهة الفكر
« العالم الإسلامي والاستعمار السياسي والاجتماعي والثقافي »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ط 1 : 1979 ، قطع متوسط ، 463 صفحة ، ـ الموسوعة الإسلامية العربية (رقم 4)
مجال البحث : العالم الإسلامي بين سنتي 1740 : 1940 م )
** أبرز قضايا الكتاب :
* مدخل(76/77)
أولا : الإسلام وعالم اليوم
1- الإسلام والأمة العربية
2- تركيا ومقاومة الغزو
3- إيران : الشيعة ومقاومة النفوذ الأجنبي
4- أفغانستان ومقاومة الاستبداد والاستعمار
5- باكستان ومسلمو الهند
6- أندونيسيا وأرخبيل الملايو
7- إفريقيا : قارة الإسلام
* ثانيا : العالم الإسلامي وحركات الوحدة :
1- الوحدة الإسلامية
2- الجامعة الإسلامية
3- الخلافة الإسلامية
* ثالثا : الأمة العربية وعالم الإسلام :
1- الأمة العربية ومصر العربية الإسلامية
2- الوحدة العربية
3- الإسلام وحركات المقاومة
4- ثورة الجزائر
5- جذور الوحدة العربية
* رابعا : حركات الإصلاح في العالم الإسلامي
1- دعوة التوحيد
2- لدعوة السنوسية
3- الدعوة المهدية
4- الحركات الإصلاحية : حركة جمال الدين الأفغاني و محمد عبده
5- الحركة السلفية
6- جمعية العلماء
7- الحركة الإسلامية في الهند الإسلامية وباكستان
8- حركة الإصلاح في أندونيسيا
9- الحركات الصوفية
10- ثمرة الحركات الإسلامية
* خامسا : الثقافة في العالم الإسلامي
1. التعليم .
2. الثقافة
3. اللغة العربية في العالم الإسلامي
- اللغات الإسلامية واللغة العربية في الباكستان والهند الإسلامية
- اللغة الأندونيسية واللغة العربية
- حاضر اللغة العربية في إفريقيا ص 370
* سادسا : الاستعمار والعالم الإسلامي
1- الاستعمار
- ( جدول ) تاريخ الاحتلال الغربي للعالم الإسلامية ص 391 : 392 .
2- التبشير
3- الصهيونية
4- الحركات الهدامة ودعوات تغيير مفاهيم الإسلام :
- البهائية ص 446
- القاديانية ص 451
- الماسونية ص 456
« ليظهره على الدين كله »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع 1980 م ، قطع متوسط ، 111 صفحة .
قال مؤلفه ص أ :(76/78)
"... وإذا كانت محاولات الحوار ترمي إلى الحصول على كتابات إسلامية تعترف بأن المسيحية بوضعها الحالي هو الدين الذي أنزل على عيسى عليه السلام وأن الخلاف بينه وبين دين الإسلام في مسائل فرعية فإن ذلك أمر يجب الكشف عن خطره والمؤامرة الخبيثة وراءه …".
** النقاط الرئيسية :
1- القرآن إزاء العلم بالمقارنة مع الكتاب المقدس
2- الأريوسية الجديدة
3- الحوار
4- التوراة
5- فساد نسبة الأناجيل للمسيح
6- نظرية الخطيئة الأصلية
7- ليظهره على الدين كله .
« نحن العرب »
ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ]، 10 / 11 / 1960 ، قطع فوق الصغير ، 126 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية ( 73 )
كتب المؤلف هذا الكتاب في قبل استوائه الفكري الإسلامي .
« الزهاوي شاعر الحرية 1863 – 1936 »
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، القاهرة ، 18 / 2 / 1960 ، قطع فوق الصغير ، 110 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية ( رقم 38 )
كتب المؤلف هذا الكتاب في قبل استوائه الفكري الإسلامي .
« حسن البنا الرجل القرآني »
بقلم الكاتب الأميركي : روبير جاكسون
ترجمة : أنور الجندي
ط. المختار الإسلامي ، القاهرة ، ط 1 : 1397 / 1977 م ، قطع فوق الصغير ، 37 صفحة ، ـ سلسلة ( نحو وعي إسلامي)
« الإسلام في معركة التغريب »
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ، 15 / 1 / 1384 = 27/ 5 / 1964 ، قطع دون المتوسط ، 64 صفحة ، ـ سلسلة : كتب إسلامية ( 34 ) ،
« الطريق أمام الدعوة الإسلامية ».
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 95 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
قال مؤلفه ص 7 : "إن الطريق أمام الدعوة الإسلامية أصبح مضيئا بمجموعة من الحقائق التي يبنى عليها جدار قوي يمكن للداعية إلى الله أن يحتمي به وينطلق منه ، أبرز هذه الحقائق … … … ، ومع انكشاف هذه الحقائق فإن هناك أخطار وتحديات ما تزال في حاجة إلى عمل كبير … … … "(76/79)
أبرز قضايا الكتاب :
القرآن ونظرية دارون
إجهاض اليقظة
دعاوى الاستشراق
تشويه الجامعات الغربي للإسلام
دين ودولة
مذاهب سقطت
أمل البشرية
القانون الوضعي والقوميات
التحديات
معجزة الإسلام الكبرى
الحفاظ على الذاتية الإسلامية
الحذر من الانصهار
القارة الوسطى
التيار الرباني
فضل الإسلام المتجدد
نقبل في ضوء القرآن ونرفض
« قضايا مثارة في ضوء الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 103 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** فهرست الكتاب :
- مدخل إلى المبحث .
- ما يعتقده أهل الفكر الغربي
- الصهيونية والليبرالية والماركسية
- اليوم انتهت الحروب الصليبية
- الأهداف
- التمزق والضياع والعبث
- محاولة لإفساد الحضارات والأمم والمجتمعات
- محاذير ثلاثة في رحلة الثقافات الإسلامية العالمية
- مهمة الأدب الإسلامي
- الإسلام والمصطلحات المعاصرة
- الغزوة الصهيونية
« حتى لا تضيع الهوية الإسلامية والانتماء القرآني »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 103 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
قال مؤلفه ص 5 :
"إن جميع الدلائل التي يكشف عنها مخطط التغريب والغزو الثقافي لأمتنا الإسلامية والذي يتكاثف اليوم بصورة مذهلة عن طريق جميع مؤسسات النفوذ الأجنبي على اختلاف نوعياتها غربية أو ماركسية أو صهيونية إنما تهدف في هذه المرحلة - مرحلة العقد الأول من القرن الخامس عشر وفى مواجهة الصحوة الإسلامية ووضوح آياتها على أمر واحد ، هو القضاء على الهوية الإسلامية والانتماء القرآني وفصل المسلمين والعرب عن تاريخهم وعقيدتهم وتراثهم ولغتهم وكل مدوناتهم التي منحهم إياها الإسلام بقيمه ومقوماته ودفعته القوية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور … "
** قضايا الكتاب:
- مدخل إلى المبحث
- أسلمة العلوم والمناهج .
- لماذا يدخلون الإسلام
- استعلاء كاذب(76/80)
- ليس إلا الإسلام لإصلاح البشرية
- تربية الإسلامية
- مواجهة الفكر الباطني
- عبرة التاريخ الأندلسي بعد خمسة قرون
- رفض النموذج الغربي والتماس أسلوب العيش الإسلامي
- هزيمة الفكر البشري وانتصار الدعوة الربانية
- استقلالية ذاتية الإسلام
- الأخطار في وجه الأجيال الجديدة
- قصور المناهج الغربية
- العودة إلى المنابع
- سموم الاستشراق
- تصحيح وجه الشباب المسلم
- الوراثة والبيئة
- ولتعرفنهم فيلحن القول
- فلنحذر التبعية
- العروبة و الإسلام
- محاولات لتغيير الهوية الإسلامية
- فلنحذر الزيف
- المنهج الرباني
- العلمانية
- عودة القدس
- طه حسين
- قضية القمم الشوامخ
- حتى لا تضيع الهوية الإسلامية .
« ترشيد الفكر الإسلامي »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 119صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** قضايا الكتاب :
- تأكيد الذات
- المسئولية الفردية
- مواجهة خطر الاستلاب
- القيم الإسلامية الأساسية
- النظرة القرآنية المتكاملة
- المفهوم الإسلامي الجامع
- تكامل القيم
- مواجهة التغريب
- عصارة رسالات الأنبياء
- المنابع الأصيلة
- الفصحى لغة القرآن
- تفسير التاريخ الإسلامي
- تعلم اللغات الأجنبية
- الإسلام والغرب
- محاذير الاستشراق
- الفن في الإسلام
- الفقه الإسلامي
- الإسلام والعقل
- الصحوة الإسلامية
- الإسلام والحضارة
- إعادة النظر في المسلمات
- مستقبلية الإسلام
- الشعر ومحاولات تغريبه
- في مجالات الترجمة .
« كيف يحتفظ المسلمون بالذاتية الإسلامية في مواجهة أخطار الأمم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1984 م ، قطع دون المتوسط ، 104 صفحة ، ـ الرسائل الجامعة
** قضايا الكتاب :
- "الإنسان" : مفهوم الإسلام له .
- التحرر من التبعية
- المؤامرة على الإسلام
- النظرة القرآنية
- فشل الاتجاهين الوافدين(76/81)
- محاولات تغريب الإسلام
- تكامل الإسلام
- الفصحى لغة القرآن
- تاريخ الإسلام
- محاذير الترجمة واللغات الأجنبية
- الغرب يتطلع إلى الإسلام
- مفهوم الإسلام للفن والجمال
- تكامل الإسلام إزاء العقلانية والوجدانية
- مستقبلية الإسلام
- انهيار الحضارة الغربية
« دورنا الجديد في الحضارة الإنسانية »
ط. الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ، 18 / 2 / 1965 م ، قطع دون المتوسط ، 37 صفحة ، ـ سلسلة : اخترنا للجندي ( 81 )
« كلمات خالدة من ذخائر تراثنا العربية »
ط. [ الدار القومية للطباعة والنشر ، مصر ] ، 62 صفحة ، ـ سلسلة : كتب ثقافية
جمع المؤلف في الكتاب جملة اختارها من الأحاديث النبوية ، وأقوال بعض الصحابة ، ثم أقوال لبعض الأدباء كالجاحظ ونحوه .
« يقظة الفكر العربي .. حركة اليقظة في مواجهة التغريب ( مرحلة ما بين الحربين ) »
ط. مطبعة زهران ، مصر ، 1972 ، قطع متوسط ، 352 صفحة ( 5 : 352 )
« تحديات في وجه المجتمع الإسلامي »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (30)
أصل الكتاب كلمة ألقاها المؤلف في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة . ( _ كما في ص 32 )
يحتوي الكتاب على نقاط موجزة مختصرة ، تتناول :
- أضواء كاشفة لأبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب
- ثلاث قوى لها أثرها البعيد في أزمة المسلمين : التعليم ، الثقافة ، الصحافة .
- دلالة إعلان المستشرقين " إلغاء الاستشراق "
- العلاقة بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي
- العلاقة بين المسلمين والعرب ( الخلاف بين العرب والدولة العثمانية ( ص 30 : )
- رد الاعتبار للسلطان عبد الحميد ( ص 30 )
« على الفكر الإسلامي أن يتحرر من سارتر وفرويد ودوركايم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 8 )
« الشبهات المطروحة في أفق الفكر الإسلامي »(76/82)
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 5 )
يدور الكتاب حول حقيقة الدعوات والشبهات المثارة اليوم في أفق الفكر الإسلامي ، وما يراد بها من إبعاد المسلمين عن الفكر الإسلامي الصحيح .
** مما اشتمل عليه :
- " لقد كشفت التجارب خلال أكثر من مائة عام أو تزيد أن كل معطيات الفكر الغربي لم تحقق للمسلمين شيئا في مجال القوة أو البناء أو المقاومة ، وأنها حرمتهم من أهم موارد الحضارة ومصادرها وهي العلوم التكنيكية وأبقتهم خاضعين للغرب في مجال استيراد حاجياتهم وتصدير خاماتهم ، … " ( ص 5 )
حقيقة الدعوة إلى " الأدب العربي المعاصر " والفكر العربي المعاصر والثقافة العربية المعاصرة ص 11
« نظريات وافدة كشف الفكر الإسلامي زيفها »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 10 )
** مما اشتمل عليه :
- حقيقة تكريم أدب الإغريق وإعلاء أدب اليونان على الأدب العربي ص 7
- حقيقة دعم شأن الإقليميات الضيقة كالمصرية والفينيقية والبربرية ونحوهم ص 7
- حقيقة محاولة تمزيق الرابطة العضوية بين العروبة والإسلام ص 7
- حقيقة الادعاء بأن الخلافة ليست أصلا من أصول الإسلام ، وأن نظام الحكم كان حرا طليقا ص 9
- الحقيقة وراء المساعي إلى تغريب الأدب العربي ص 10
- المنهج الصحيح لدراسة الأدب العربي ص 10 : 11 ( هام جدا )
- حقيقة التركيز في دراسة الأدب العربي على أبي نواس وبشار بن برد والضحاك ص 11
« موقف الإسلام من العلم والفلسفة الغربية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 29صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 12 )
** النقاط الرئيسية في الكتاب :
1- هل للفكر الإسلامي خصائص ذاتية متميزة تفرق بين دين الفكرر البشري وتحول بينه وبين الانصهار في العالمية والأممية ؟(76/83)
2- ما هو العلم ؟ ( الخلاف بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي ليس مع العلم التجريببي ولكن مع الفلسفة ، …. )
3- ما هي الفلسفة ؟
4- العلم والفلسفة .
5- الوثنية . ( جميع الفلسفات المعاصرة تقوض دعائم الاعتقاد بوجود إله واحد )
في الكتاب حديث هام عن خصائص الفكر الإسلامي وأنه وليد القرآن والسنة ، وأنه يأبى دوما فصله عن أصوله – الإسلام والكتاب والسنة -
قال ص 15 : "ولقد شقيت البشرية في العصر الحديث لأنها توسعت في العلوم المادية وقصرت في العلوم الإنسانية ، وبذلك خلقت فجوة ضخمة وأزمة عميقة … ".
« أخطاء الفلسفة المادية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 9 )
** ومما تضمنه :
- فساد نظرية الجبرية ص 9
- فساد نظرية تنازع البقاء ( البقاء للأصلح – البقاء للأقوى ) ص 18
- فشل نظرية دارون ص 19
- سقوط نظرية مالتوس في الوراثة ص 19
ترويج الفلسفات الغربية لكلمة ( الطبيعة ) ص 23
« في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ سلسلة : في دائرة الضوء
يدور الكتاب حول حقيقة التاريخ الإسلامي المكتوب الآن ، وأسباب الدعوة إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي، وأهمية كتابة منهج تفسير الإسلام للتاريخ أولا .
** ومما اشتمل عليه :
- التفسير الاقتصادي ثم المادي للتاريخ الإسلامي في كتابي " على هامش السيرة " و " الفتنة الكبرى " ، ثم اتسعت في كتاب " محمد رسول الحرية " ص 15
- " النثر الفني " ( تصـ ) ص 16
- "الشعر الجاهلي " ( تصـ ) ص 16
- محمد فريد وجدي ص 16
- فيليب حتي ص 20
- ولفرد كانتول سميث ص 21
- خطأ التفسير المادي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 23
- صورة " البطل " في التفسير المادي للتاريخ ص 24
- الوحي والنبوة تنقض التفسير المادي للتاريخ ص 24
- على هامش السيرة ص 29(76/84)
- نقد أنور الجندي للعبقريات بإجمال ص 29
- دراسة غازي التوبة عن العبقريات ص 30
« المؤامرة على الفصحى لغة القرآن »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 19 )
** النقاط الأساسية :
1- المؤامرة على الفصحى موجهة أساسا إلى القرآن والإسلام
2- الفصحى لغة القرآن لغة ألف مليون هم المسلمون وليس مائة مليون هم العرب وحدهم
3- لماذا دراسة اللهجات العامية والاهتمام بها
« الإسلام في وجه التيارات الوافدة والمؤثرات الأجنبية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 29صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 27 )
** ومما اشتمل عليه من فوائد :
الماركسية في العالم الإسلامي ظروف تواجدها ونتائج التجربة ، وأنه لم يكن مسموحا للفكر الإسلامي أن يتدخل أو يعلن عن وجوده أثناء بين الفكر الليبرالي والفكر الماركسي ص 7
"الماركسية ليست نظاما مستقلا ، ولكنها رد فعل للنظام الرأسمالي الديمقراطي الليبرالي الغربي وجزء منه " : ص 8
سر هزيمة حرب 1967 ص 8 : 9
الهدف المقصود من وراء مخططات الغزو الفكري للعالم الإسلامي والتيارات الوافدة عليه ، وبيان النتائج المتحصلة اليوم ص 8 : 9
الفرويدية ص 12
الوجودية ص 12
مدرسة العلوم الاجتماعية ص 12
التربية الإسلامية ص 13
الشريعة الإسلامية ص 13
ثمة خطر يستفحل في المجتمع الإسلامي هو بث السموم عن طريق القصة والأغنية والمسرحية والسنما ( الفن والأدب ) والذي يحمل أفكارا مسمومة تتعارض مع مفاهيم الإسلام ص 13 : ( تفصيل ذلك وبيان مدى خطورته )
نتائج الليبرالية والفكر الغربي في الغرب نفسه ص 17 :
« ماذا يقرأ الشباب المسلم ؟ »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978 م ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (14)(76/85)
موضوع الكتاب : الجواب على سؤال ملح يوجهه الشباب : ماذا يقرأ ؟ وفيه يقدم قائمة بكتب هامة للقراءة ، كما يبين ضوابط اختيار الشباب المسلم لما يقرأ .
- وفي الكتاب ص 7 وصف للكاتب الذي يقرأ له الشباب الحق يقول فيه :
"وليكن دليلنا دائما أن نقرأ الكاتب قبل كتابه ، ... ولنكن على إيمان كامل بأن الكاتب الصادق يستمد قوته من الحق ويستمد مظهره من تراث الأنبياء والأبرار ، ويكون في دعوته وهدفه وكتاباته مطابقا للآية الكريمة : {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُواًّ فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً}(1)، فهو لا ينثر العلم ولا يكتمه ، وهو في نفس الوقت لا يشتري بالحق ثمنا قليلا ، ويكون أبدا أداة لتزييف الحق أو تضليل الناس أو إعلاء شأن الأهواء وخداع الناس بها تحت عناوين الفكر الحر أو الانطلاق أو غيرها".
- من العبارات الثمينة في الكتاب ص 14 :
"على الكاتب المسلم أن يفرق بين المعارف الجوهرية والمعارف غير الجوهرية من ناحية ، وأن يفرق بين المفاهيم الأصيلة والمفاهيم الزائفة الوافدة ، وأنه لا خطأ في الإسلام وإنما الخطأ في طريقة إسلامنا ، وأن فترة ضَعْف الإسلام لا تمثل حقيقة جوهره ، وإن من أكبر الأخطار التي تواجه الكاتب المسلم هي تلك النظرة الخاطئة التي تحاول أن تعطي الأدب مكانا أكبر من حجمه الحقيقي في عالم الفكر ، ومن ثم كان تجاوزه الخطير لمهمته ومفهومه "
ويقول ص 15 :
" ليؤمن كاتب الإسلام أن الإسلام منذ انتشر لم يتغلب عليه متغلب وإن تغلبت على أممه الشدائد ، ومنذ ظهر الإسلام وكل حدث في العالم مرتبط به ، وأن العمل على الالتقاء بين روح العصر وروح الأمة لا يكون على حساب القيم الأساسية بل في ضوئها وعلى هداها ، وأن الإسلام قد رفض مبدأ التبعية ولم يستسلم في تاريخه الطويل لأي نظرية وافدة "
ويقول ص 19 :
__________
(1) القصص : 83 .(76/86)
" إن أمة تشكلت على منهج مدى أربعة عشر عاما من العسير أن يصلح لها منهج آخر وافد ، خاصة إذا كانت هذه لأمة قد كانت على حذر دائم وعلى طبيعة أساسية ترفض الدخيل ولا تقبل إلا ما يزيدها قوة وما ينصهر داخل كيانها ومفهومها "
ويقول ص 22 :
" إن أبرز مفاهيم الإسلام الذي انتصر بها هو أن قيمه وحدة متكاملة لا يصح تجزئتها أو تفتيتها أو الأخذ بنوع منها دون الآخر أو إعلاء عنصر منها على مختلف العناصر فكل يؤثر في الآخر ويتأثر به "
ويقول ص 23 :
" الإسلام في حقيقته منهج وليس نظرية : منهج متكامل يستهدف تحقيق إقامة المجتمع الإنساني الرباني المصدر ...، وإن وضع الإسلام تحت ضوء أي منهج من المناهج المستمدة من الفكر المادي تعجز عن استيعاب حقيقته وأبعاده ، وإن علم الأديان المقارن لا يستطيع أن يعالج الإسلام كبقية الأديان دون اعتبار أن هذا الدين هو دين الله وأنه ليس من صنع البشر ، وأنه فوق أهواء المذاهب والنظريات والفلسفات والمناهج البشرية ، وهو يستمد أصالته من مصدره الرباني أولا ويتجاوب في نفس الوقت مع الفطرة والعقل والعلم ولا يتعارض مع الطبيعة البشرية أو يضادها "
** النقاط الأساسية في الكتاب :
1- قائمة بكتب يرشحها المؤلف للشباب ، ثم صِفة الكاتب الذي يقرأ له الشاب . ( ص 5 : 7 )
2- "مسئولية القارئ" : فيما يجب أن يستشعره الكاتب من مسئولية تجاه القارئ، ومن أمانة الكلمة . ( ص 9 : 15)
3- "في سبيل بناء مشروع إطار للقراءة" ( ص 17 : ) ("محاولة لاقتراح مشروع إطار للقراءة يقوم على أساس تحديد النظرة بحيث لا تضطرب أمام الكثير المطروح في السوق مع اتساع الآفاق لمعرفة ما وراء هذه الألوان والأنواع المختلفة المتضاربة ")
« في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 4 )(76/87)
يدور الكتاب حول بعض الحقائق الفكرية ، في سبيل " بناء ذاتية المثقف المسلم العربي "، وهو ما يفرضه علينا التحدي الذي تواجهه الأمة الإسلامية : تحدي الصهيونية والاستعمار والماركسية ، ممثلا في التغريب والغزو الثقافي والشعوبية .
هذه الحقائق هي :
1- التدين جزء من الطبيعة البشرية ، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير دين ( ص 8 . )
2- ليست للإنسان أزمة ولا قضية حاجة في ظل مفهوم الإسلام ( بين الروح والجسد ـ والعقل والقلب ) ( ص 8 : 9 )
3- ألغى الإسلام الفكرة الوثنية القديمة التي تتجدد عن طريق الأيديولوجيات القائلة بالصراع بين الجسم والروح ( ص 9 : 10 )
4- كذب الإسلام ودحض الافتراء بأن الدين يصرف الإنسان عن النضال والعمل ( ص 10 )
5- أعلن الإسلام عن قيام الإرادة الحرة لكل مسلم وكل إنسان ( ص 10 : 11 )
6- قرر الإسلام أن هناك قاسم مشترك أعظم على مختلف القيم والتصرفات والأخلاق مقررات جاء بها الدين من عند الله ( ص 11 : 12 )
7- إن المفاهيم التي ترتبط بالإنسان في مشاعره وعواطفه يصعب إخضاعها لقوانين الظواهر الطبيعية ، ذلك لأنها تتعرض لظروف مختلفة تتعلق بأعماق النفس ولا تخضع للتجربة ( ص 13 )
8- لا تصدقوا الفكر الذي تقدمه الروايات والأفلام السينمائية والمسرحيات ، وهو ليس مسلمات ، ذلك أنه لا يصدر عن حقائق وإنما عن أهواء وخيال .
9- يجب أن نفرق بين أنور مشتركة بين الأمم هي العلوم فالعلم عالمي عام ، وبين أمور خاصة مطبوعة في كل أمة بطابعها وهي الأخلاق والأدب والفن ( ص 15 : 16 )
10- الإسلام ليس دينا فحسب ، بل نظام مجتمع والدين جزء منه ( ص 16 : 17 )
11- قرر الإسلام أن الإيمان قوة دافعة تعطي الأمل وتحول دون اليأس وتبعث الثقة المتجددة في النفس الإنسانية ( ص 17 . )
12- معنى الحرية بين المطروح وبين الفكر الإسلامي ، وبيان خطر رفض تجربة الأجيال السابقة ( ص 17 : 19 )(76/88)
13- يدعونا الإسلام إلى المجاهدة والمذاهب النفسية الحديثة تدعونا إلى الانطلاق فأيهما خير ؟ وما حقيقة خطر الكبت ( ص 19 : 21 )
14- أعطى الإسلام البشرية التفسير الجامع الرباني المصدر الإنساني الهدف ( ص 21 . )
15- ما يزال الإسلام والإسلام وحده هو المنهج القادر على إعطاء النفس العربية والإسلامية بل النفس الإنسانية ريها وسكينتها وقوتها وحيويتها ( ص 21 : 22 )
16- تخلف المسلمين في العصر الحديث قضية مستقلة عن منهج الإسلام ذاته ( ص 22 : 23 )
17- دخائل كثيرة دخلت على المسلمين أعلت من شأن المتعة والترف وحب الدنيا ( ص 23 )
أقر الإسلام حرية الفكر والعقيدة ودعا إلى المطالبة بالبرهان والدليل ونهى عن تحكيم الهوى ، وفرق بين العقائد والمعارف ( ص 23 : 24 )
« البطولة في تاريخ الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 21 )
«السلطان عبد الحميد .. صفحة ناصعة من الجهاد والإيمان والتصميم لمواجهة تحديات الاستعمار والصهيونية»
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( رقم 43 )
« يقظة الإسلام في تركيا »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع : 1979م ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( رقم 8 )
( على طريق الأصالة الإسلامية : تعالج قضية هامة من القضايا المعاصرة التي تتطلب بيان وجه الإسلام فيها :
1- ألف مليون مسلم على أبواب القرن الخامس عشر الهجري .
2- الاستعمار والإسلام
3- الصهيونية والإسلام
4- الحضارة في مفهوم الإسلام
5- فساد نظام الربا في الاقتصاد العالمي
6- الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما " فلسطين "
7- يقظة الإسلام في تركيا
8- أكذوبتان في تاريخ الأدب الحديث
9- التربية الإسلامية هي الإطار الحقيقي للتعلم(76/89)
« تصحيح أكبر خطأ في تاريخ الإسلام الحديث .. السلطان عبد الحميد والدولة العثمانية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
« في سبيل إعادة كتابة تاريخ الإسلام»
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1979 م ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 3 )
« الخلافة الإسلامية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 37 )
« كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 32 )
« الوجه الآخر لطه حسين من مذكرات السيدة سوزان " معك " »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1980 م ، قطع فوق الصغير ، 28 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (25)
قال في مقدمته ص 7 :
"نشرت السيدة سوزان طه حسين مذكراتها عن حياتها مع زوجها في مجلة أكتوبر المصرية ، ولما كنا قد أصدرنا كتابنا " طه حسين حياته وفكره في ميزان الإسلام فقد طلب إلينا بعض القراء أن نقدم تصورنا لما كتبناه من قبل في ضوء هذه المذكرات وعما إذا كانت هذه المذكرات تغير شيئا من وجهة نظرنا السابقة ..."
وقال ص 8 : 9 :
"ولعل القارئ المتابع لهذه المذكرات قد أحس بذلك الجو الكنائسي الملئ بالتراتيل والمزامير والقداس الذي أضفته السيدة سوزان على حياتهما الاجتماعية ، وهذا الاحتفال المتصل بأعياد العنصرة وعيد القيامة وكيف كان طه حسين يستمتع بهذه الاحتفال[ات ]، وهؤلاء الكردنالات والقسس والآباء الذين يملأون هذه الحياة ، وذلك الاهتمام بأجراس الكنائس حين سمى كلود – الذي هو مؤنس – ديوانه باسمها ، وذلك الهتاف الذي سجلته السيدة لابنها حين يصبح يوم الأحد : يا صباح أحدي الجميل ... "
وقال ص 9 :(76/90)
"لقد فتح طه حسين أبواب الجامعة – وكلية الآداب بالذات – للمستشرقين وعتاة الدراسات التبشيرية والتغريبية ليحطموا في نفوس أبناء أمتنا كل عقائدهم ومقدساتهم ..."
وقال ص 24 : 25 :
" وكانت السيدة سوزان تعرف مهمة طه حسين وقد أفلتت العبارات منها أكثر من مرة لتكشف هذا الدور ، فهي تقول : " لم يكن مثله بالذي يقبل أن يقوم بدور محدود " ، " ثم إن هنا معركته ومستقبله مهما يكن هنا مصيره ورسالة وجوده " ، وتقول في كتاب كتبته لوالدتها : " إننا نصنع على كل حال أشياء ستبقى ولن يستطيع أحد فيما أظن أن يقوضها "، وقال : " لما عاد عميدا من جديد كانت كل أنواع الأفكار تدور في رأسه ، وكان عليه أن يضعها موضع التنفيذ " ، وكان هو يقول : " إنك تعرفين هذا النوع من الرضا الذي يعقب القيام بالواجب ، وإن المرء على مستوى الرسالة التي كلف بها رغم المصاعب التي يواجهها"
« جوهر الإسلام »
ط. المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، لجنة التعريف بالإسلام ( 53 )، القاهرة ، 1389 / 1969 ، قطع متوسط ، 174 صفحة .
الكتاب في الشبهات المثارة حول الإسلام .
** النقاط الأساسية :
* مدخل . ( ص 3 : 24 )
(1) الإسلام دين ومدنية . ( ص 7 : 8 )
في الرد على الزعم بأن الإسلام دين روحي لا صلة له بالحياة والمجتمع .
(2) وثيقة الإسلام الخالدة : القرآن . ( ص 9 : 11 )
(3) انتشار الإسلام . ( ص 11 : 12 )
(4) الإسلام والعلم . ( ص 13 : 14 )
(5) التفسير التاريخي للإسلام . ( ص 14 : 15 )
(6) طابع الشمول . ( ص 15 : 16 )
(7) قدرة الإسلام على الاستمرار . ( ص 16 : 18 )
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين 8
(9) اللغة العربية لغة الإسلام والعرب . ( ص 18 : 19 )
(10) دور العرب والمسلمين في العلم والحضارة . ( ص 19 : 20 )
(11) الشريعة الإسلامية . ( ص 21 : 24 )
الباب 1 : القرآن وثيقة الإسلام الخالدة . ( ص 25 : 38 )(76/91)
الباب 2 : محمد رسول الله ( ص 39 : 58 )
الباب 3 : جوهر الإسلام ( ص 59 : 92 )
(1) علو الهمة
(2) المساواة
(3) الفروسية
(4) مسايرة الطبيعة
(5) لغة القرآن
(6) بساطة الصلاة والنظافة
(7) طابع الإسلام
الباب 4 : الإسلام والعلم ( ص 93 : 120 )
الباب 5 : الإسلام والحضارة ( ص 121 : 132 )
الباب 6 : الدعوة إلى الإسلام وانتشاره . ( ص 133 : 142 )
الباب 7 : لماذا أسلمت ؟ ( ص 143 : )
- عبد الكريم جرمانوس ( أستاذ الأدب العربي بجامعة بوخارست ) ( ص 145 : 147 )
- وكس انجرام ( أو: ركس انجرام ) ( المخرج السينمائي ) ( ص 147 : 148 )
- الكابتن جيم جورج ولسن ( ص 148 : 149 )
- الكاتب المؤرخ ليوببولد فابس ( محمد أسد ) ( ص 149 : 155 )
- الكاتبة البريطانية ايفيلين كوبولد ( ص 155 : 159 )
- اخترت الدفاع عن الإسلام بقلم المؤرخ الغربي : جيمس متشنر . ( ص 160 : 164 )
* خاتمة . ( ص 165 : 170 )
« وحدة الفكر الإسلامي مقدمة للوحدة الإسلامية الكبرى »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1979 م ، قطع فوق الصغير ، 32 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 1 )
« الأسرة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 21 صفحة ، ـ معلمة الإسلام ( 40 )
كتب أسفل صفحة العنوان : ( دائرة معارف الجيب ، تشرح مصطلحات الفكر الحديث في ضوء الإسلام )
في الغلاف الأخير : ( معلمة الإسلام : تقدم للشباب المثقف :
- إجابات وافية لوجهة نظر الإسلام في مختلف القضايا والنظريات المطروحة اليوم .
- إلقاء ضوء الإسلام على المصطلحات الحديثة في مختلف المناهج والعلوم
- موقف الإسلام من نظريات فرويد والوجودية والهيبية والماركسية والرأسمالية
- التفسير الإسلامي للتاريخ والحضارة
- تصدر في مائة عدد بهذا الحجم كل عدد يشرح مصطلحا من المصطلحات .
** ومما تضمنه :
التربية في الأسرة المسلمة ص 10 :(76/92)
محاولات الغرب لهدم الأسرة ص 21 :
« منهج الإسلام في بناء العقيدة والشخصية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، إيداع 1980 ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب المسلم
** النقاط الأساسية :
- خصائص الإسلام :
1- التوحيد
2- الحرية
3- الأخلاق
4- البطولة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
5- الرسول
6- الفكر الإسلامي
7- المعرفة والعقيدة
8- منهج العلم التجريبي
9- حضارة الإسلام
10- اللغة العربية
11- القرآن الكريم
12- الشريعة الإسلامية
13- العروبة والإسلام
14- التاريخ الإسلامي
15- التحديات في وجه الإسلام
16- وثائق خطيرة
** ومما اشتمل عليه من فوائد :
بروتوكولات حكماء صهيون ص 57
موقف الصهيونية من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي ص 57
التقدم في مفهوم الإسلام ص 59
التجديد في مفهوم الإسلام ص 60
الفرق بين رجل الدين وعالم الدين في الإسلام ص 59
إن كلمة " القرون الوسطى المظلمة " لا تمثلنا لكنها تمثل الغرب ص 60
يقظة العالم الإسلامي لم تكن بفضل الغرب بل بدأت من داخلها ص 60 : 61
« تأصيل اليقظة وترشيد الصحوة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، 1987 ، 204 صفحة ، قطع كبير ، ـ سلسلة موسوعة العلوم الإسلامية
« تأصيل القيم والمفاهيم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، قطع دون المتوسط ، 15 صفحة ( 3 : 15 ) ، ـ على طريق الأصالة ( 6 )
« رسالة المسلم »
ضمن سلسلة ( في دائرة الضوء ) ( رقم 16 )
« تحديات في وجه المجتمع الإسلامي »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع :1980م ، قطع فوق الصغير ، 31 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (30)
أصل الكتاب كلمة ألقاها المؤلف في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة . ( _ كما في ص 32 (
يحتوي الكتاب على نقاط موجزة مختصرة ، تتناول :
- أضواء كاشفة لأبعاد الغزو الفكري ومخططات التغريب(76/93)
- ثلاث قوى لها أثرها البعيد في أزمة المسلمين : التعليم ، الثقافة ، الصحافة .
- دلالة إعلان المستشرقين " إلغاء الاستشراق "
- العلاقة بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي
- العلاقة بين المسلمين والعرب ( الخلاف بين العرب والدولة العثمانية ( ص 30 : - )
- رد الاعتبار للسلطان عبد الحميد ( ص 30 )
« الخنجر المسموم الذي طعن به المسلمون »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ ، قطع فوق الصغير ، 21صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( [2] )
حول غزو الأمة الإسلامية فكريا عن طريق التعليم وما يتصل به من شأن التربية والثقافة ، وبيان الخطة التي وضعها الأعداء في هذا السبيل .
** ومما اشتمل عليه :
_ أسباب ترجمة الغرب للقرآن الكريم ص 15
- سرقة الغرب للتراث الإسلامي ( المخطوطات ) ص 15
- لويس التاسع ص 15 :
- الاستشراق والتبشير في ديار المسلمين ص 17 :
- نبيه أمين فارس ص 19
- الجمعية التبشيرية الكنسية في لندن ص 20
- المجلس الأميركي لمندوبي البعثات التبشيرية ص 20
- المطبعة الأميركية في مالطة ثم في بيروت ص 20
- محمد تقي الدين الهلالي ص 21
- لفظ " الجهاد " ص 21 : 22
- سقوط السلطان عبد الحميد الثاني ص 22
- صموئيل زويمر ص 22
- عبد القادر الحسيني بن كاظم باشا الحسيني ص 25
- د. وطسن ص 26
- هاملتون جب ص 27
- ( اللورد ) كرومر ص 28
- ( اللورد ) لويد ص 30
- تفريق التعليم في بلاد المسلمين إلى ديني ومدني ص 31
« قضايا الشباب المسلم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 28 صفحة ، ـ في دائرة الضوء (18)
يدور الكتاب حقيقة الفيض المتدفق من النظريات والمعلومات والأفكار عن طريق الصحافة والإذاعة والكتب العربية المترجمة والقصص وما يدرس في مدرجات الجامعات وما تتناوله الكتب الرخيصة المنثورة على الأرصفة من إباحية منبثقة عن الفكر الغربي . وكيف يواجه الشباب المسلم ذلك .(76/94)
« في مواجهة الفراغ الفكري والنفسي في الشباب »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، بدون تاريخ أو رقم إيداع ، قطع فوق الصغير ، 24 صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( [ 4 ] )
يدور الكتاب حول بعض الحقائق الفكرية ، في سبيل " بناء ذاتية المثقف المسلم العربي "، وهو ما يفرضه علينا التحدي الذي تواجهه الأمة الإسلامية : تحدي الصهيونية والاستعمار والماركسية ، ممثلا في التغريب والغزو الثقافي والشعوبية .
هذه الحقائق هي :
1- التدين جزء من الطبيعة البشرية ، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بغير دين ( ص 8 . )
2- ليست للإنسان أزمة ولا قضية حاجة في ظل مفهوم الإسلام ( بين الروح والجسد ـ والعقل والقلب ) ( ص 8 : 9 )
3- ألغى الإسلام الفكرة الوثنية القديمة التي تتجدد عن طريق الأيديولوجيات القائلة بالصراع بين الجسم والروح ( ص 9 : 10 )
4- كذب الإسلام ودحض الافتراء بأن الدين يصرف الإنسان عن النضال والعمل ( ص 10 )
5- أعلن الإسلام عن قيام الإرادة الحرة لكل مسلم وكل إنسان ( ص 10 : 11 )
6- قرر الإسلام أن هناك قاسم مشترك أعظم على مختلف القيم والتصرفات والأخلاق مقررات جاء بها الدين من عند الله ( ص 11 : 12 )
7- إن المفاهيم التي ترتبط بالإنسان في مشاعره وعواطفه يصعب إخضاعها لقوانين الظواهر الطبيعية ، ذلك لأنها تتعرض لظروف مختلفة تتعلق بأعماق النفس ولا تخضع للتجربة ( ص 13 )
8- لا تصدقوا الفكر الذي تقدمه الروايات والأفلام السينمائية والمسرحيات ، وهو ليس مسلمات ، ذلك أنه لا يصدر عن حقائق وإنما عن أهواء وخيال .
9- يجب أن نفرق بين أنور مشتركة بين الأمم هي العلوم فالعلم عالمي عام ، وبين أمور خاصة مطبوعة في كل أمة بطابعها وهي الأخلاق والأدب والفن ( ص 15 : 16 )
10- الإسلام ليس دينا فحسب ، بل نظام مجتمع والدين جزء منه ( ص 16 : 17 )(76/95)
11- قرر الإسلام أن الإيمان قوة دافعة تعطي الأمل وتحول دون اليأس وتبعث الثقة المتجددة في النفس الإنسانية ( ص 17 . )
12- معنى الحرية بين المطروح وبين الفكر الإسلامي ، وبيان خطر رفض تجربة الأجيال السابقة ( ص 17 : 19 )
13- يدعونا الإسلام إلى المجاهدة والمذاهب النفسية الحديثة تدعونا إلى الانطلاق فأيهما خير ؟ وما حقيقة خطر الكبت ( ص 19 : 21 )
14- أعطى الإسلام البشرية التفسير الجامع الرباني المصدر الإنساني الهدف ( ص 21 . )
15- ما يزال الإسلام والإسلام وحده هو المنهج القادر على إعطاء النفس العربية والإسلامية بل النفس الإنسانية ريها وسكينتها وقوتها وحيويتها ( ص 21 : 22 )
16- تخلف المسلمين في العصر الحديث قضية مستقلة عن منهج الإسلام ذاته ( ص 22 : 23 )
17- دخائل كثيرة دخلت على المسلمين أعلت من شأن المتعة والترف وحب الدنيا ( ص 23 )
18- أقر الإسلام حرية الفكر والعقيدة ودعا إلى المطالبة بالبرهان والدليل ونهى عن تحكيم الهوى ، وفرق بين العقائد والمعارف ( ص 23 : 24 )
« الدرة المغتصبة بعد ثلاثين عاما .. فلسطين »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 7 )
« التاريخ في مفهوم الإسلام »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟ صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية (5 )
« كمال أتاتورك وإسقاط الخلافة الإسلامية »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، ؟؟؟؟؟ ، قطع فوق الصغير ، ؟؟؟؟ صفحة ، ـ في دائرة الضوء ( 32 )
« شبهات في الفكر الإسلامي »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع : 1978م ، قطع فوق الصغير ، 63 صفحة ، ـ أحاديث إلى الشباب .(76/96)
يقول مؤلفه في مقدمته ص 5 : " عشرات من الشبهات والتحديات تثار اليوم في وجه الإسلام والفكر الإسلامي ، ومن حق الشباب المثقف علينا أن نضيء أمامه الطريق ونكشف التمويه الدخيل إلى حقائق التاريخ الإسلامي والفكر الإسلامي ... "
وفيه يجيب على الشبهات التالية :
1. أن تأخر المسلمين اليوم مصدره الإسلام
2. أن المدنية العربية تؤخذ كلها ( حضارتها وثقافتها ) حلوها ومرها
3. الإسلام لا يستطيع أن يعطي العالم سوى المعاني الروحية
4. إيجاب الخلاف العميق بين العروبة والإسلام
5. القول بان المسلمين لم يستيقظوا من غفلتهم حتى أيقظهم الغرب
6. إنكار دور الحضارة الإسلامية خلال ألف سنة في الحضارة الإنسانية
7. القول بأن الفلسفة الإسلامية فلسفة يونانية مكتوبة باللغة العربية
8. عظماء الفكر الإسلامي لم يكونوا عربا وإنما كانوا فرسا وتركا .. إلخ
9. لابد أن لكي ينهض العالم الإسلامي من أن ينفصل عن ماضيه
10. اللغة العربية لغة ميتة كاللغة اللاتينية واللهجات هي اللغات الحديثة
11. التاريخ الإسلامي مليء بالقغرات ويجب أن يقضى عليه كلية
ومما تضمنه :
- لماذا لا يوجد مسرح الإسلامي ؟ ص 19: 21 .
- لماذا قتل الحلاج واضطهد ابن رشد ؟ ص 21 : 25 .
- كتب المحاضرات ومكانها في الحديث العلمي ص 34 : 35 .
- ألف ليلة وليلة وكتاب " الأغاني ص 35 : 36 .
- شعر عمر الخيام ص 36 : 37 .
- التصوف ومفهوم الإسلام ص 38 : 39 .
- المعتزلة ومفهوم الإسلام ص 39 : 41 .
- الأخلاق في الإسلام ومفهوم الفلسفات ص 41 : 42 .
- فلنحذر دوائر المعارف ص 42 : 43 .
- منهج المعرفة في الفكر الإسلامي ص 44 : 45 .
- نظرية وحدة الثقافة ( أو : الثقافة العالمية ) ص 45 : 46 .
- اللغة والانفصال عن القرآن ص 46 : 48 .
- فترة الضعف وليس " عصر الانحطاط " ص 48 : 49 .
- إسقاط الحضارة الإسلامية ص 49 : 50
- نظريات التربية الغربية ص 50 : 51 .(76/97)
- العرب قبل الإسلام ص 52 : 53 .
- مفهوم التراث ، وهل للإسلام تراث ؟ ص 53 : 5سلام تراث ؟ ص 53 : 54 .
- تجزئة الإسلام ودعوة تولستوي وغاندي ص 54 : 56
- الكشف ( الكشوف الجغرافية ) والاستعمار ص 56 : 57
- الخلاف بين الدين والعلم ص 57 : 59
- الأساطير وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 59 : 60
- الدين والضمير ص 60 : 61
- وصف الفكر الإسلامي بالفكر الديني ص 61 : 63
« التربية الإسلامية هي الإطار الحقيقي للتعليم »
ط. دار الأنصار ، القاهرة ، إيداع : 1979م ، قطع فوق الصغير ، 21 صفحة ، ـ على طريق الأصالة الإسلامية ( 10 ).
معلمة الإسلام / أنور الجندي
ط. دار الصحوة ، القاهرة ، 1411 هـ / 1991 م ، 3 أجزاء ، قطع متوسط .
موسوعة جامعة في التعريف بالإسلام .
« قضايا الأقطار الإسلامية أول وثائق ومذكرات تاريخية عن يقظة الإسلام وزحفه إلى قواعده في قرن كامل ودراسة لقضايا الأقطار العربية الإسلامية »
ط. مكتبة مصر، القاهرة ، 1365 هـ / 1946 م، قطع دون المتوسط، 64 صفحة.
« في طريق المرأة العربية »
ط. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 1386 هـ / 1969م، قطع دون المتوسط، سلسلة كتب إسلامية (63)، 98 صفحة.
« أضواء على الفكر العربي »
ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، 1986 م، سلسلة قضايا إسلامية، 112 صفحة، قطع دون المتوسط.
« أصالة الفكر العربي الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي »
ط. دار الصحوة، القاهرة، ط3 : 1413 هـ / 1993 م، قطع متوسط، 109 صفحة، سلسلة : رسائل إلى الشباب المسلم (1).
« الثقافة العربية إسلامها وأصولها وانتمائها »
ط. دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط1 : 1982 م، قطع متوسط، 414 صفحة، سلسلة : الموسوعة الإسلامية العربية (9).
« معالم تاريخ الإسلام المعاصر »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1987 م، قطع كبير، 238 صفحة، سلسلة : موسوعة العلوم الإسلامية.(76/98)
«الفكر الإسلامي والثقافة الغربية المعاصرة في مواجهة تحديات الاستشراق والتبشير والغزو الثقافي»
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1988 م، قطع كبير، 240 صفحة، سلسلة : موسوعة العلوم الإسلامية.
« في مواجهة الحملة على الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1989 م، قطع كبير، 200صفحة، سلسلة : موسوعة العلوم الإسلامية.
« من اليقظة إلى الصحوة خلال المرحلة من 1933 م – 1988 م، تطور الفكر الإسلامي والدعوة الإسلامية»
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1989 م، قطع كبير، 157صفحة، سلسلة : موسوعة العلوم الإسلامية.
« مشكلات الفكر المعاصر في ضوء الإسلام »
ط. مجمع البحوث الإسلامية، مصر، 1417 هـ / 1996 م، قطع دون المتوسط، 237 صفحة، سلسلة: البحوث الإسلامية (1).
« أسلمة المناهج والعلوم والقضايا المعاصرة »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1986 م، قطع كبير، 184 صفحة، سلسلة : موسوعة العلوم الإسلامية.
« تاريخ الغزو الفكري والتغريب خلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين 1920 – 1940م»
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، قطع كبير، إيداع 1988 م، 336 صفحة، سلسلة: موسوعة العلوم الإسلامية.
« العودة إلى الهوية الإسلامية »
ط. دار الهداية، مصر، ط1، 1420 هـ / 1999 م، 205 صفحة، قطع متوسط.
« محاكمة فكر طه حسين »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، 368 صفحة، إيداع 1984 م.
« العودة إلى المنابع دائرة معارف إسلامية ».
ط. دار الاعتصام، القاهرة، إيداع 1984 م، 320 صفحة، قطع متوسط.
« تيارات مسمومة ونظريات هدامة معاصرة تحاصر الإسلام وتحمل لواء هدم قيمه الأساسية »
ط. مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، إيداع 1993 م، 600 صفحة، قطع متوسط.
« سموم الاستشراق والمستشرقين في العلوم الإسلامية »
ط. مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، إيداع 1984 م، 214 صفحة، قطع متوسط.
« آفاق جديدة في الأدب والتاريخ والتراجم »(76/99)
ط. مكتبة الأنجلو، مصر، إيداع 1978 م، قطع متوسط، 260 صفحة.
« شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي »
ط. المكتب الإسلامي، بيروت، 1398 هـ / 1978 م، قطع متوسط، 431 صفحة.
« الفكر العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية »
ط. مطبعة الرسالة، القاهرة، 648 صفحة، بدون تاريخ، الناشرون مكتبة الأنجلو المصرية ودار المعرفة القاهرة ودار المعارف بيروت، قطع دون المتوسط، ـ سلسلة موسوعة معالم الأدب العربي المعاصر (4)
« محمد فريد وجدي رائد التوفيق بين العلم والدين »
الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، 1974 م، قطع دون المتوسط، 192 صفحة.
« الإمام المراغي »
ط. دار المعارف، القاهرة، قطع دون المتوسط، 8 / 1952 م، 159 صفحة، سلسلة اقرأ (115)
« التأصيل الإسلامي: التيارات والفرق الضالة والفلسفات الهدامة »
ط. دار الهداية، القاهرة، ط1 1416 هـ / 1995 م، 213 صفحة، قطع متوسط.
« العلامة أبو الحسن الندوي في مرآة كتاباته ومحاضراته كلمة وفاء »
ط. دار عرفات للترجمة والنشر، و: دارة الشيخ علم الله، رائي بريلي، الهند، قطع فوق الصغير، 20 صفحة، بدون تاريخ، قدم له سعيد الأعظمي الندوي بتاريخ 4 / 3 / 1413 هـ = 3 / 9 / 1992 م.
« الشخصية العربية في الأدب والتاريخ »
ط. [دار القلم، القاهرة]، 1960 م، قطع فوق الصغير، 127 صفحة، ـ كتب ثقافية (52)
« الطريق إلى الأصالة والخروج من التبعية »
ط. دار الصحوة، القاهرة، 1405 هـ / 1985 م، قطع دون المتوسط، 120 صفحة.
« الإسلام والثقافة العربية في مواجهة تحديات الاستعمار وشبهات التغريب »
ط. مطبعة الرسالة، القاهرة، 400 صفحة، بدون تاريخ.
« إطار إسلامي للفكر المعاصر »
ط. المكتب الإسلامي، بيروت، ط1، 1400 هـ / 1980 م، 454 صفحة، قطع متوسط.
« الشرق في فجر اليقظة صورة اجتماعية للعصر من 1871 م إلى 1939 م »
ط. مكتبة الأنجلو، مصر، بدون تاريخ ، قطع متوسط، 352 صفحة.(76/100)
« تراجم الأعلام المعاصرين في العالم الإسلامي »
ط. مكتبة الأنجلو، مصر، ط1 1970 م، قطع متوسط، 495 صفحة.
« الشعر العربي المعاصر تطوره وأعلامه 1875 – 1940 »
ط. مطبعة الرسالة ، مصر ، 572 صفحة ، قطع دون التوسط ، 572 صفحة .
« المعاصرة في إطار الأصالة »
ط. دار الصحوة ، القاهرة ، ط1 : 1407 / 1987 ، قطع متوسط ، 149 صفحة
« الفكر الإسلامي وسموم التغريب والتبعية »
ط. دار الفضيلة، مصر، إيداع 1999 ، 254 صفحة ، قطع متوسط.
« من التبعية إلى الأصالة في الفكر الإسلامي المعاصر »
ط. دار الهداية، مصر، ط1، 1418 هـ / 1998 م، 182 صفحة، قطع متوسط.
« مقدمات المناهج .. العودة إلى منابع الفكر الإسلامي الأصيل »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1977 م، 240 صفحة.
« مصابيح العصر والتراث »
بدون ناشر، بدون تاريخ، قطع متوسط، 288 صفحة.
« تاريخ الدعوة الإسلامية في مرحلة الحصار من حركة الجيش إلى كامب ديفيد »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1987، 312 صفحة، قطع متوسط.
« تراجع الفكر المادي.. الإسلام يتألق من جديد محررًا للبشرية من العبودية »
ط. دار الهداية، مصر، 1419 / 1999، ط1، قطع متوسط، 178 صفحة.
« الإسلام والتكنولوجيا »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، إيداع 1977 م، قطع متوسط، 187 صفحة. في أعلى صفحة العنوان الداخلي: محاولة لبناء منهج متكامل للفكر الإسلامي.
« عطاء الإسلام الحضاري »
ط. رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة ، ـ دعوة الحق ( 163 )، 1416 هـ ، قطع دون المتوسط ، 195 صفحة .
« معالم الفكر العربي المعاصر مع دراسة من الثقافة العربية المعاصرة في معارك التغريب »
ط. مطبعة الرسالة، القاهرة، متوسط، بدون تاريخ، 256 صفحة.
« الصحوة الإسلامية منطلق الأصالة وإعادة بناء الأمة على طريق الله »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة، بدون تاريخ، 451 صفحة، قطع متوسط.
« سقوط الأيدلوجيات وكيف يملأ الإسلام الفراغ »(76/101)
ط. رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة ، ـ دعوة الحق ( 139 )، 1414 ، قطع دون المتوسط ، 192 صفحة .
« مستقبل الإسلام بعد سقوط الشيوعية »
ط. رابطة العالم الإسلامي ، مكة المكرمة ، 1410 / 1990 ، قطع دون المتوسط ، 152 صفحة ، ـ سلسلة دعوة الحق ( 105 ).
« الإسلام في مواجهة الفلسفات القديمة »
ط. دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، مكتبة المدرسة ، بيروت ، دار الكتاب العالمي ، 1987 ، قطع متوسط، 320 صفحة، ـ الموسوعة الإسلامية العربية ( 11 )
« الدعوة الإسلامية في عصر الصحوة .. قضايا السياسة والاجتماع والاقتصاد »
ط. دار الفضيلة ، القاهرة ، إيداع 1996 ، 254 صفحة
« الإسلام والمصطلحات المعاصرة »
ط. دار الهداية ، مصر ، إيداع ، 1997 ، 332 صفحة .
« مؤلفات في الميزان »
هدية مجلة منار الإسلام ( الإمارات ) ، السنة 11 العدد 5 ، قطع متوسط، 130 صفحة .
« الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1991 صفحة ، قطع متوسط.
« كسر طوق الحصار عن الإسلام »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1998 ، 270 صفحة ، قطع متوسط
« مدخل إلى القرآن الكريم »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع ، 1991 م ، 254 صفحة ، قطع متوسط
« قراءة إسلامية لتاريخنا الحديث »
ط. دار الاعتصام ، القاهرة ، إيداع 1991 ، 224 صفحة ، قطع متوسط.(76/102)
تذكرة الموضوعات، الإصدار 2.03
للإمام الفَتّنِي
محمد طاهر بن علي ، الهندي ، الفَتّنِي
هذا الملف مأخوذ من برنامج المحدث ( إصدار مؤسسة مدرسة ) الإصدار 8.63 ، اعتمادا على طبعة الطبعة المنيرية بالقاهرة ، سنة ؟؟؟ ( أعادت نشره مصورا عن هذه الطبعة : دار إحياء التراث العربي ، بيروت، بدون تاريخ )
وقد أثبت في صدر نسخة المحدث في وصف الملف الآتي : " كامل ومصحح مرة بمطابقة الكتاب ثم مرة بواسطة القاموس الإلكتروني، لكن يتوقع بقاء العديد من الأخطاء لكثرتها في الأصل، فليتنبه".
وثمة تنبيه آخر أن هذا النص لكتاب تذكرة الموضوعات فقط دون ذيله المطبوع في آخره المسمى "قانون الموضوعات والضعفاء "
\\ ص 3 \\
[ مقدمة المؤلف ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ميز الخبيث من الطيب، وأحرز الحديث بالعلماء النقاد من الخطأ والكذب، والصلاة على سيد الورى وخير البرية، وجميع صحابته دعاة الله إلى سبله المرضية، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته الطيبين. ونسأله التوفيق والتأييد. فبيده أزمة التحقيق والتسديد.(77/1)
وبعد فقال أضعف عباد القوي الولي محمد بن طاهر بن علي الفتني الهندي مسكنا ونسبا والحنفي مذهبا: هذا مختصر يجمع أقوال العلماء النقاد والمحدثين السراد في وضع الحديث أو ضعفه حتى يتبين أن وضعه أو ضعفه متفق أو أنه بسبب قصور قاصر أو سهو ساه مختلف كيلا يتجاسر الكسل على الجزم بوضعه بمجرد نظرة في كلام قائل أنه موضوع ولا يتسارع إلى الحكم بصحة كل ما نسب إلى الحديث غافل مخدوع فإن الناس فيه بين إفراط وتفريط فمن مفرط يجزم بالوضع بمجرد السماع من أحد لعله ساه أو ذو تخطيط ومن مفرط يستبعد كونه موضوعا وظن الحكم به سوء أدب ومخترعا ولم يدر أن ليس حكمه على الحديث بل على مخترع الكذب الخاذل أو ما زل فيه قدم الغافل. ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان موضوعات الصغاني وغيره وظني أن أمامهم كتاب ابن الجوزي ونحوه ولعمري أنه قد أفرط في الحكم بالوضع حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين. قال مجدد المائة السيوطي (1) قد أكثر ابن الجوزي في الموضوعات من إخراج الضعيف بل ومن الحسان ومن الصحاح كما نبه عليه الحفاظ ومنهم ابن الصلاح وقد ميز في حيزه ثلاثمائة حديث وقال لا سبيل إلى إدراجها في الموضوعات فمنها حديث في صحيح مسلم وفي صحيح البخاري رواية حماد بن شاكر وأحاديث في بقية الصحاح والسنن ونقل فيه عن أحمد بن أبي المجد أنه قال ومما
------------ هوامش -----------
قلت لعله المائة التاسعة والله أعلم. اهـ مصححه.
\\ ص 4 \\
ولم يصب فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع بكلام قائل في بعض رواته فلان ضعيف أو ليس بقوي أو لين فحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل ومخالفة كتاب أو سنة أو إجماع وهذا عدوان ومجازفة - انتهى(77/2)
وأنا أورد بعض ما وقع في مختصر الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز آبادي من كتاب المغني من حمل الأسفار في الأسفار للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي في تخريج الأحياء وفي المقاصد الحسنة للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي وفي كتاب اللآلئ للشيخ جلال الدين السيوطي وفي كتاب الذيل له وفي كتاب الوجيز له وموضوعات الصغاني وموضوعات المصابيح التي جمعها الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني ومؤلف الشيخ علي بن إبراهيم العطار وغير ذلك فاجمع أقوال العلماء في كل حديث كي يتضح لك الحق الحقيق بالقبول وقد حثني عليه بعض الأعزة الكرام واستبطئوا حين شرعت الاختتام وهو كالتذكرة للموضوعات وكاف عن المطولات وحين وقع الفراغ عن التسويد تحرك عزمي إلى أن أجمع من أجد من الكذابين والضعاف ليكون قانونا (2) في غير ما في هذا الكتاب من الموضوعات والضعاف والله الموفق لهذا المرام وبعونه التيسير للاختتام والمرجو من الإخوان ذوي الطباع الصحيحة إذا اطلعوا على سهو أو طغيان أن يصلحوا بأقلامهم الفصيحة ويعذروا الكاتب الحقير بعين النصيحة فإن الخطأ ديدني لقلة عدتي وكثرة أشغالي وتشتت أحوالي بتفاقم النوائب (3) من أرباب الدولة الآخذين سيف العدوان على الضعفة من الإخوان فالله المستعان.
هذا مع عدم من أراجعه في هذه البلاد من المحدثين أعالم العلماء وأفاضل الفضلاء فإن هز عطف أحد استطراف شيء من المكاتب فلا ينس قراءة الفاتحة لمن تعنى فيه مدة مديدة وإراحة من التبعات الشديدة والمرجو من فضل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
--------------- هوامش ---------------
(2) الذي نحن بصدد طبعه إن شاء الله تعالى. اهـ مصححه.
التفاقم التعاظم وزنا ومعنى. اهـ مصححه.
مقدمة
وفيها مباحث
* الأول في اصطلاح الحديث وشروط روايته.(77/3)
الصحيح : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله وسلم عن شذوذ وعلة - والشذوذ أن يرويه الثقة مخالفا لغيره –
والحسن ما لا في إسناده متهم ولا يكون شاذا ويروى من غير وجه نحوه
والضعيف ما لم يجتمع فيه شرطا الصحة والحسن. ويجوز عند العلماء التساهل في أسانيد الضعيف بلا شرط بيان ضعفه في الوعظ والقصص والفضائل لا في صفات الله والحلال والحرام. قيل كان مذهب النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه وكذا أبو داود وكان يخرج الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره ويرجحه على الرأي (1).
المسند ما اتصل سنده مرفوعا إليه صلى الله عليه وآله وسلم أو موقوفا
والمرفوع ما أضيف إليه صلي الله عليه وسلم سواء كان متصلا أو منقطعا
فالمتصل يكون مرفوعا وغير مرفوع والمرفوع يكون متصلا وغير متصل. والمسند متصل مرفوع
والمعلق ما حذف من مبدأ إسناده واحد فأكثر
والغريب ما تفرد واحد عمن يجمع حديثه كالزهري
والموقوف ما روي عن الصحابي من قول أو فعل متصلا أو منقطعا وهو ليس بحجة
والمقطوع ما جاء عن التابعين
والمرسل قول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والمنقطع ما لم يتصل إسناده من الأول
---------- هوامش --------------
(1) وممن نقل عنه ذلك ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك: قالوا إذا رويناه في الحلال والحرام شددنا وإذا رويناه في الفضائل تساهلنا. اهـ الإدارة المنيرية.
\\ ص 6 \\
والآخر .
والمعضل ما سقط من سنده اثنان
والمنكر ما فيه أسباب خفية غامضة قادحة.(77/4)
وفي شرح النخبة : وللجرح مراتب أسوأها أكذب الناس وإليه المنتهى في الوضع أو هو ركن الكذب. ثم قولهم دجال أو وضاع أو كذاب. وأسفلها تحولين أو سيئ الحفظ أو فيه أدنى مقال. وبين الأسوأ والأسفل مراتب فقولهم متروك أو ساقط أو فاحش الغلط أو منكر الحديث أشد من قولهم ضعيف أو ليس بالقوي أو فيه مقال. وأرفع مراتب التعديل كأوثق الناس ثم ثقة ثقة أو ثقة حافظ أو ثبت ثبت وأدناها كشيخ ويروى حديثه ويعتبر به ونحو ذلك.
وفي العدة : واعلم أن الأحاديث التي لا أصل لها لا تقبل والتي لا إسناد لها لا يروى بها: ففي الحديث "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" فقيد صلى الله عليه وآله وسلم الرواية بالعلم وكل حديث ليس له إسناده صحيح ولا هو منقول في كتاب مصنفه إمام معتبر لا يعلم ذلك الحديث عنه صلى الله عليه وأله وسلم فلا يجوز قبوله: ففي مسلم "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" وفيه "يكون في آخر الزمان كذابون دجالون يأتونكم بأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم.
الثاني في أقسام الواضعين.
في خلاصة علم الحديث : اعلم أن الخبر ثلاثة أقسام: قسم يجب تصديقه وهو ما نص الأئمة على صحته. وقسم يجب تكذيبه وهو ما نصوا على وضعه. وقسم يجب التوقف فيه لاحتماله الصدق والكذب كسائر الأخبار ولا يحل رواية الموضوع لمن علم حالة في أي معنى إلا ببيان وضعه. ويعرف الوضع بإقرار واضعه وبقرينة حال الراوي والمروى بركاكة اللفظ والمعنى. والواضعون أصناف وأعظمهم ضررا
\\ ص 7 \\
قوم منتسبون إلى الزهد وضعوا حسبة فيقبل موضوعاتهم ثقة بهم. والكرامية وبعض المبتدعة يجوزون الوضع في الترغيب والترهيب وهو خلاف إجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع - انتهى.(77/5)
وفي الرسالة قال زيد بن أسلم من عمل بخبر صح أنه كذب فهو من خدم الشيطان. وفي اللآلئ قال الزركشي بين قولنا لم يصح وقولنا موضوع بون بعيد كثير فإن الوضع إثبات الكذب والاختلاف وقولنا لم يصح لا يلزم منه إثبات العدم وإنما هو أخبار عن عدم الثبوت. وقال أيضا لا يلزم من جهل الراوي وضع حديثه. وفي الوجيز فرق بين المنكر والموضوع. وقال ابن حجر أكثر المحدثين من سنة مائتين إلى الآن إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته. وذكر السخاوي عنه أن لفظ لا يثبت لا يلزم منه أن يكون موضوعا فإن الثابت يشمل الصحيح فقط والضعيف دونه. والمنكر إذا تعددت طرقه (1) إلى درجة الضعف القريب بل ربما ارتقى إلى الحسن. وحكى السيوطي عن ابن الجوزي أن من وقع في حديثه الموضوع والكذب والقلب أنواع: منهم من غلب عليهم الزهد فغفلوا عن الحفظ أو ضاعت كتبه فحدث من حفظه فغلط، وعن يحيى ما رأيت الكذب في أحد أكثر منه في من ينسب إلى الخبر والزهد. ومنهم قوم ثقاة لكن اختلطت عقولهم في أواخر أعمارهم. ومنهم من روى الخطأ سهو فلما رأى الصواب وأيقن لم يرجع أنفة أن ينسبوا إلى الغلط. ومنهم زنادقة وضعوا قصدا إلى إفساد الشريعة وإيقاع الشك والتلاعب بالدين. وقد كان بعض الزنادقة يتغفل الشيخ فيدس في كتابه ما ليس من حديثه. قال حماد بن زيد وضعت الزنادقة أربعة آلاف حديث ولما أخذ ابن أبي العوجاء لضرب عنقه قال وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل فيها الحرام. ومنهم من يضع نصرة لمذهبه رجع رجل من المبتدعة فجعل يقول انظروا عمن تأخذون هذا الحديث فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا. ومنهم من يضعون حسبة ترغيبا وترهيبا، ومضمون فعلهم أن الشريعة ناقصة إلى تتمة. ومنهم من أجاز وضع الأسانيد لكلام حسن. ومنهم من قصد التقرب إلى السلطان. ومنهم
---------- هوامش ---------
( 1 ) هكذا الأصل، ولعل كلمة "ارتقى" سقطت من النسخة. اهـ إدارة.
\\ ص 8 \\(77/6)
القصاص لأنهم يريدون أحاديث ترقق وتنفق وفي الصحاح يقل مثله. ثم إن الحفظ يشق عليهم ويتفق عدم الدين وهم يحضرهم جهال وما أكثر ما تعرض على أحاديث في مجلس الوعظ قد ذكرها قصاص الزمان فأردها فيحقدون علي انتهى. قال الصغاني إذا علم أن حديثا متروك أو موضوع فليروه ولكن لا يقول عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثالث
في كتب أحاديثها موضوعة في الكذابين
في الخلاصة : قال الشيخ قد صنف كتب في الحديث وجميع ما احتوت عليه موضوع كما مر من موضوعات القضاعي.
ومنها الأربعون الودعانية.
ومنها وصايا علي رضي الله عنه كلها موضوعة عنه سوى الحديث الأول وهو "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي"
قال الصغاني ومنها وصايا علي رضي الله عنه كلها التي أولها يا علي لفلان ثلاث علامات، وفي آخرها النهي عن المجامعة وفي أوقات مخصوصة كلها موضوعة، وآخر هذه الوصايا يا علي أعطيتك في هذه الوصية علم الأولين والآخرين وضعها حماد بن عمرو النصيبي وقال السيوطي في اللآلئ وكذا وصايا علي موضوعة واتهم بها حماد بن عمرو وكذا وصاياه التي وضعها عبد الله بن زياد بن سمعان أو شيخه وقال الصغاني وأول هذه الودعانية كان الموت فيها على غير ما كتب وقد ذكرناه من غيره من موضوعات الشهاب وآخرها "ما من بيت إلا وملك يقف على بابه كل يوم خمس مرات فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله وانقطع أجله ألقى عليه غم الموت فغشيته كرباته وغمرته سكراته" وقال السيوطي في الذيل إن الأربعين الودعانية لا يصح فيها حديث مرفوع على هذا النسق في هذه الأسانيد وإنما يصح منها ألفاظ بسيرة وإن كان كلامها حسنا وموعظة فليس كل ما هو حق حديثا بل
\\ ص 9 \\(77/7)
عكسه وهي مسروقة سرقها ابن ودعان من واضعها زيد بن رفاعة ويقال أنه الذي وضع رسائل إخوان الصفا وكان من أجهل خلق الله في الحديث وأقلهم حياء وأجرأهم على الكذب وفي الوجيز (1) قال جمال الدين المزني الأحاديث المنسوبة إلى القاضي أبي نصر بن ودعان الموصلي لا يصح منها حديث واحد مرفوع وإنما يصح يسيره منها يحتاج في تميزها إلى نوع من التتبع وقال الصغاني ومنها كتاب فضل العلماء للمحدث شرف البلخي وأوله "من تعلم مسألة من الفقه قلده الله كذا"
ومن الأحاديث الموضوعة بإسناد واحد أحاديث الشيخ المعروف بابن أبي الدنيا وهو الذي يزعمون أنه أدرك عليا وعمر طويلا وأخذ بركابه فركب وأصابه ركابه فشجه فقال مد الله في عمرك مدا وأحاديث أبي نسطور الرومي وأحاديث بشر ونعيم بن سالم وخراش عن أنس وأحاديث دينار عنه وأحاديث أبي هدبة إبراهيم بن هدبة القيسي ومنها كتاب يدعى بمسند أنس البصري مقدار ثلاثمائة حديث يرويه سمعان المهدي عن أنس وأوله أمتي في سائر الأمم كالقمر في النجوم وفي الذيل سمعان بن المهدي عن أنس لا يكاد يعرف ألصقت به نسخة مكذوبة قبح الله من وضعها، وفي اللسان هي من رواية محمد بن مقاتل الرازي عن جعفر بن هارون عن سمعان فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمائة حديث أكثر متونها موضوعة - انتهى.
قال الصغاني ومنها الأحاديث التي تروى في التسمية بأحمد لا يثبت شيء منها، ومنها خطبة الوداع عن أبي الدرداء رفعه وأوله ألا لا يركبن أحدكم البحر عند ارتجاجه، وفي اللآلئ آخر الخطبة الأخيرة عن أبي هريرة وابن عباس بطولها موضوعة اتهم بها ميسرة بن عبد ربه لا بورك فيه.
قال ابن الجوزي الوضاعون خلق كثيرون كبارهم وهب بن وهب القاضي ومحمد بن السائب الكلبي ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب وأبو داود النخعي وإسحاق بن نجيح الملطي وغياث بن إبراهيم النخعي والمغيرة بن سعيد الكوفي
------------ هوامش ----------(77/8)
( 1 ) قلت في عزوه إلى الوجيز نظر، بل الصحيح عندي في الذيل. اهـ مصححه
\\ ص 10 \\
وأحمد بن عبد الله الجويباري ومأمون بن أحمد الهروي ومحمد بن عكاشة الكرماني ومحمد بن القاسم الطالقاني ومحمد بن زياد اليشكري.
وقال النسائي : الكذابون المعروفون بالوضع أربعة ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بن سليمان بخراسان ومحمد بن سعيد المصلوب بالشام، وقيل وضع الجويباري وابن عكاشة ومحمد بن نميم والفاريابي أكثر من عشرة آلاف فأنشأ الله علماء يذبون ويوضحون الصحيح ويفضحون القبيح فهم حراس الأرض وفرسان الدين كثرهم الله إلى يوم الدين.
وفي الوجيز قال ابن عدي كتبت جملة عن محمد بن محمد بن الأشعث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن آبائه إلى علي رفعها إذ أخرج إلينا نسخة قريب من ألف حديث عن موسى المذكور عن آبائه بخط طري عامتها مناكير، قال الدارقطني إنه من آيات الله وضع ذلك الكتاب يعني العلويات، قال ابن حجر وسماه السنن وكله بسند واحد منه لا خيل أبقى من الدهم ولا امرأة كابنة العم، ومنه لا خير في العيش إلا لمسمع واع أو عامل ناطق وغير ذلك مما يجيء في بابه وعبد الله بن أحمد عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه يروي نسخة موضوعة باطلة ما ينفك عن وضعه أو وضع أبيه، وإسحاق الملطي له أباطيل، منها لا يحل لامرأة تؤمن بالله أن تعرج على السرج، ومن منع الماعون لزمه طرف من البخل، ومنه لعن الناظر والمنظور إليه، ومنه لا تقولوا مسيجد ولا مصيحف ونهى عن تصغير الأسماء وأن يسمى حمدون أو علوان أو يعموش وغيرها مما يجيء، قال ابن عدي كلها وضعها هو ورى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الوصية لعلي رضي الله عنه في الجماع وكيف يجامع فانظر إلى هذا الدجال ما أجرأه.(77/9)
وقال الديلمي أسانيد كتاب العروس لأبي الفضل جعفر بن محمد بن علي الحسيني واهية لا يعتمد عليها وأحاديثه منكرة. وقال الذهبي أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن بليط بن شريط حدث عن أبيه عن جده بنسخة فيها بلال لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب انتهى كلام الوجيز. وسنذكر أحد عشر حديثا في بابه منها ونذكر أحاديث كل من هذه الكتب ونحيل بيان
\\ ص 11 \\
حاكيه على ما في المقدمة فاحفظ المحتال عليه ولا تغفل، في اللآلئ قال الحاكم قال الترمذي كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثان.
كتاب التوحيد
باب الإيمان بالله وبالقدر ومعرفته وشعبه وفضل من دعا إليه
- في الخلاصة "اليقين الإيمان كله" موضوع: قاله الصغاني والسخاوي.
- "الإيمان عقد بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان" حكم ابن الجوزي بوضعه وهو من حديث عبد السلام بن صالح عند ابن ماجه.
- وفي الوجيز معاذ بن جبل "الإيمان يزيد وينقص" أعله بعماد بن مطرف منكر الحديث: قلت قد أخرجه أحمد وأبو داود من وجه آخر جيد عن معاذ وسكت عليه أبو داود فهو صالح عنده وله شواهد عن أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء موقوفا.
- أبو هريرة "إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه" أعله بمعارك بن عباد، منكر. قلت في الحكم بوضعه نظر.
- وفي الذيل "من لم يكن مؤمنا حقا فهو كافر حقا". قال المذنب: فيه سمعان بن المهدي.
- عن أنس "من عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه كل لسانه" قال النووي ليس بثابت.
@ "من عرف نفسه عرف ربه" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ وفي المقاصد لا يعرف مرفوعا وإنما يحكي من قول يحيى بن معاذ. وكذا قال النووي إنه ليس بثابت.
@ "كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فعرفوني" قال ابن تيمية ليس من الحديث ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف وتبعه الزركشي وشيخنا، وفي الذيل قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.(77/10)
@ وفي المقاصد "لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا" لا أصل له مرفوعا وإنما هو عن بعض السلف.
@ "حب الوطن من الإيمان" لم أقف عليه ومعناه صحيح.
@ الصغاني "حب الهرة من الإيمان" موضوع.
@ في الخلاصة "من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة" قال الصغاني موضوع. وفي اللآلئ إذ فيه محمد بن
\\ ص 12 \\
معاوية غير ثقة لكن تبعه سعيد بن كثير وهو ثقة. وفي الوجيز قلت وثقة أحمد وغيره.
@ "ما كان زندقة إلا وأصلها التكذيب بالقدر" فيه بحر بن كثير كذاب. قلت ورد بسند لا بأس به.
@ وفي المختصر "القدر سر الله فلا تفشوا الله سره" ضعيف.
@ وفي المقاصد "إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره" فيه كذاب يضع متروك، وعند البيهقي من قول ابن عباس.
باب
أوصافه المتشابهة كحجابه وخلقه وصورته واللا أبالي وردائه ونزوله عن عرشه وصفة كن وسعة عرشه وسمائه وأرضه وسرعة سير الشمس وبحاره وملكه وتخمير طين آدم
@ في المختصر "إن لله سبعين حجابا من نور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل ما أبصره" لأبي الشيخ بسند ضعيف. وقال ابن الجوزي لا أصل له. وللطبراني بسند جيد بلفظ "حجابه النور" إلخ.
@ "إن لله ثلاثمائة خلق من لقيه بخلق منها مع التوحيد دخل الجنة فقال أبو بكر يا رسول الله هل فيّ خلق منها فقال كلها فيك وأحبها إلى الله السخاء" وروي "الإسلام ثلاثمائة شريعة وثلاثة عشر شريعة". وروي "إن لله مائة وسبعة عشر شريعة" والكل ضعيف.
@ "هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي" مضطرب الإسناد.
@ "الحمد رداء الرحمن" لم يوجد.(77/11)
@ في اللآلئ ابن عباس رفعه "رأيت ربي في صورة شاب له وفرة" وروي "في صورة شاب أمرد" قال ابن صدقة عن أبي زرعة : حديث ابن عباس صحيح لا ينكره إلا معتزلي وروي في بعضها رآه بفؤاده. والحديث إن حمل على رؤية المنام فلا إشكال وإن حمل على اليقظة فأجاب أستاذنا كمال الدين بن الهمام بأن هذا حجاب الصورة.
@ في الذيل "رأيت ربي بمنى يوم النفر
\\ ص 13 \\
على جمل أورق عليه جبة صوف أمام الناس" موضوع لا أصل له.
@ "إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته" محدثة دجال.
@ "عن اللوح سمعت الله من فوق العرش يقول لشيء كن فلا تبلغ الكاف النون إلا يكون الذي يكون" موضوع بلا شك.
@ "قال القلم إن للعرش ثلاثمائة وستين ألف قائمة كل قائمة من قوائمه كأطباق الدنيا ستون ألف مرة تحت كل قائمة ستون ألف مدينة في كل مدينة ستون ألف صحراء ستون ألف عالم في كل عالم مثل الثقلين الجن والإنس وستون ألف مرة لا يعلمون أن الله عز وجل خلق آدم وإبليس ألهمهم الله عز وجل أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي" فيه محمد بن النضر لم يكن ثقة.
@ في المختصر "بين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام" رجاله ثقات.
@ "قال لجبرائيل عليه السلام هل زالت الشمس قال: لا، نعم. قال: كيف قال لا نعم؟ [هكذا في طبعة أمين دمج، ولعله: "كيف قُلْتَ لا نعم؟"] فقال: من حين قُلْتُ لا إلى أن قُلْتُ نعم، سارت الشمس مسيرة خمسمائة عام" لم يوجد له أصل.
@ "إن لله ملكا ما بين شفري عينيه مسيرة خمسمائة عام" لم يوجد.
@ "الأرض في البحر كالإصطبل في الأرض" لم يوجد.
@ "إن الله تعالى خمر طينة آدم بيده أربعين صباحا" ضعيف. وفي شرح مسلم للنووي قال قد جاء في غلط الأرضين السبع وطباقهن وما بينهن حديث ليس بثابت.(77/12)
@ في الوجيز "ما من مولود إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من فاتحة سورة التغابن" فيه وليد بن الوليد العبسي لا يحل الاحتجاج به. قلت قد قيل صدوق وهو للبخاري في تاريخه عن ابن عمر موقوف وهو أشبه. ولجماعة عن أبي ذر "أن المنى يمكث في الرحم أربعين ليلة فيأتيه ملك النفوس فيعرج به إلى الجبار فيقول يا رب عبدك أذكر أم أنثى فيقضي الله ما هو قاض ثم يقول يا رب اشقي أم سعيد فيكتب ما هو لاق بين يديه وتلا أبو ذر من فاتحة سورة التغابن إلى قوله وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير" وهذا شاهد حسن مبين للمراد.
\\ ص 14 \\
باب
صفة المؤمن وفضله على الملك وإكرامه.
@ في المقاصد "المؤمن مؤتمن على نسبه" بيض له شيخنا وأظنه من قول مالك أو غيره.
@ "المؤمن مرآة المؤمن" لأبي داود رفعه.
@ "المؤمن ليس بحقود" ذكره في الأحياء وقال مخرجه لم أقف له على أصل.
@ في المختصر "المؤمن أكرم على الله من الملائكة" لجماعة.
@ "إن الله تعالى أخذ الميثاق على كل مؤمن أن يبغض كل منافق وعلى كل منافق أن يبغض كل مؤمن" لم يوجد.
@ "المؤمن يغبط والمنافق يحسد" لم يوجد وإنما هو من كلام الفضيل.
@ في الخلاصة "المؤمن يسير المؤونة" قال الصغاني موضوع. وفي اللآلئ هو عن أبي هريرة فلا يصح: فيه محمد بن سهل يضع. قلت عند البيهقي من طريق آخر عنه. وفي الوجيز كذلك قال ابن حبان سمعت جعفر ابن أبان يملي ثنا ابن رمح ثنا الليث عن نافع عن ابن عمر "من سر المؤمن فقد سرني ومن سرني فقد سر الله" فقلت يا شيخ اتق الله ولا تكذب على رسول الله فقال لست مني في حل أنتم تحسدونني لإسنادي فخوفته حتى حلف لا يحدث بمكة.
@ في الذيل "من سر مؤمنا فإنما يسر الله ومن عظم مؤمنا فإنما يعظم الله ومن أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله" هو كذب بين.(77/13)
@ القزويني "المؤمن غر كريم والمنافق خب لئيم" موضوع (1) من حديث المصابيح.
--------- هوامش --------------
(1) في كونه موضوعا نظر، وقد خرجه أبو داود والترمذي والحاكم، وجَيّدَ إسناده المناوي، والله أعلم. اهـ مصححه.
\\ ص 15 \\
باب
افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها ناجية أو هالكة ومنهم القدرية والزيدية وأن كل بدعة ضلالة وانتهار المبتدعة وإن المنافق يملك عينيه وأن لعن اليهود صدقة
@ في المقاصد "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" في سنده ضعف لكن له شواهد معنى.
@ "افترقت اليهود على اثنين وسبعين فرقة والنصارى كذلك وتفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي" حسن صحيح روي عن أبي هريرة وسعد ابن عمر وأنس جابر وغيرهم.
@ وفي اللآلئ "تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة قالوا يا رسول الله من هم قال الزنادقة وهم القدرية" لا أصل له.
@ في المقاصد "الزندقة مجوس هذه الأمة" لم أره ولكن عند جماعة بلفظ القدرية.
@ القزويني "القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم" موضوع (1) من حديث المصابيح. وكذا (2) "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب القدرية والمرجئة".
@ وفي الوجيز عن أبي هريرة "إن لكل أمة مجوسا وأما مجوس هذه الأمة القدرية فلا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا" فيه جعفر بن الحارث ليس بشيء. قلت وثقة ابن عدي. وقال البخاري في حفظه شيء يكتب حديثه والحديث ورد بهذا اللفظ عن حذيفة وجابر وابن عمر وبعض أسانيده على شروط الصحيح. وفي الخلاصة قال الصغاني حديث صنفان إلخ. موضوع. وكذا حديث "من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا" موضوع.(77/14)
@ وفي الذيل "إذا رأيتم صاحب بدعة فاكفهروا في وجهه فإن الله تعالى يبغض كل مبتدع ولا يجوز أحد منهم الصراط ولكن يتهافتون النار مثل الجراد والذباب" فيه إبراهيم بن هدبة
----------- هوامش ------------
(1) قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر قاله الإمام النووي في شرح مسلم قلت أخرجه أبو داود والحاكم والله أعلم. اهـ مصححه.
(2) خرجه البخاري في تاريخه والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس وابن ماجه وحده عن جابر والطبراني في الأوسط عن أبي سعيد حسن إسناده المناوي والله أعلم. اهـ مصححه.
\\ ص 16 \\
كذاب.
@ "إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح" فيه ثلاثة غير مرضيين.
@ "لو أن صاحب بدعة ومكذبا بقدر قتل مظلوما صابرا محتسبا بين الركن والمقام لم ينظر الله في شيء من أمره حتى يدخله جهنم" فيه كثير بن سليم مضعف متروك الحديث وقيل واضع. ويحيى بن المبارك مجهول.
@ "كل بدعة ضلالة إلا بدعة في عبادة" فيه الهيثم كذاب والنقاش متهم.
@ وفي المختصر "إن الله ليغضب إذا مدح الفاسق" لجماعة.
@ "من أكرم فاسقا فقد أعان على هدم الإسلام" لابن عدي والطبراني وأبي نعيم ولفظهم "من وقر صاحب بدعة" والكل ضعيف أو موضوع كما قال أبو الفرج.
@ "عليكم بدين العجائز" قال ابن طاهر لم أقف له على أصل وإنما رأيت حديثا لابن السلماني "إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء" ولابن السلماني نسخة اتهم بوضعها وقال الصغاني موضوع، وفي المقاصد لا أصل له بهذا اللفظ لكن عند الديلمي عن ابن السلماني وهو ضعيف جدا حدث عن أبيه بمائتي حديث كلها موضوعة لا يحل ذكرها إلا على وجه التعجب.
@ "المنافق يملك عينيه يبكي متى شاء" رفعه ضعيف لكنه ورد في التوراة.
@ اللآلئ "من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود" لا يصح.
@ "من قال في ديننا برأيه فاقتلوه" تفرد به منهم: الوجيز وضعه إسحاق الملطي.(77/15)
باب
لا يكفر أحد إلا بجحود
@ في المختصر "لا يكفر أحد إلا بجحوده بما أقر به" ضعيف.
@ للطبراني "رحم الله من كف لسانه عن أهل القبلة إلا بأحسن ما يقدر عليه" الديلمي بلفظ "عن أعراض المسلمين" ضعيف ومنقطع.
@ "ما شهد رجل على رجل بالكفر إلا باء به أحدهما إن كان كافرا فهو كما قال وإن لم يكن كافرا فقد كفر بتكفيره إياه" ضعيف. قال الغزالي: هذا إن كفره وهو يعلم أنه مسلم فإن ظن أنه كافر ببدعة أو غيرها كان مخطئا لا كافرا. قال الحقير: وكفى بالخطأ إثما مبينا فإن الخطأ في رمي الزنا يوجب ثمانين ورد الشهادة أبدا وإن تاب، فكيف في التكفير قذف [لعله: فكيف وفي التكفير قذف]، والكفر أكبر الكبائر؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!
\\ ص 17 \\
كتاب العلم
باب
فضل العالم العامل على العابد وأن العمل أو الزهد يزيد العلم وأنه يخافه كل شيء وأنه كالنبي ووارثه وإن موته ثلمة وأنه الولي وفضل تعليمه وتعلمه على التطوع ومع الحرص والتملق في الصغر قبل أن يسود وفضل المعلم وأنه مولى واغتنامه قبل أن يعبر به الزنا والاغتنام بلا أدري وعلم الباطن والطب وذم من لم يعظم العالم كالجار وغيره(77/16)
@ في المقاصد "طلب العلم فريضة على كل مسلم" روي عن أنس بطرق كلها معلولة واهية وفي الباب عن جماعة من الصحابة وبسط الكلام في تخريج الأحياء ومع هذا كله قال البيهقي متنه مشهور وإسناده ضعيف روي من أوجه كلها ضعيفة وقال أحمد لا يثبت في هذا الباب شيء وكذا قال ابن راهويه وأبو علي النيسابوري والحاكم ومثله ابن الصلاح المشهور الذي ليس بصحيح ولكن قال العراقي قد صحح بعض الأئمة بعض طرقه وقال المزني إن طرقه تبلغ رتبة الحسن وقال ابن المبارك ليس هو الذي تظنون وإنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه وقد ألحقه بعض المصنفين بآخر الحديث "ومسلمة" وليس لها ذكر في شيء من طرقه وفي المختصر هو لابن ماجه وأحمد والبيهقي ضعيف "اطلبوا العلم ولو بالصين" لابن عدي والبيهقي لفظه مشهور وأسانيده ضعيفة وفي المقاصد بزيادة "فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم" وقال ضعيف بل قال ابن حيان باطل لا أصل له وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وكذا نقل في اللآلئ عن ابن حيان قال في إسناده مضعفون قال ووثق بعض وفي الوجيز هو عن أنس وفيه أبو عاتكة منكر الحديث قلت أخرجه البيهقي وقال متن مشهور وإسناده ضعيف وأبو عاتكة من رجال الترمذي لم
\\ ص 18 \\
يجرح بكذب ولا تهمة وقد وجدت له متابعا عن أنس ونصفه الثاني لابن ماجه وله طرق كثيرة عن أنس يصل مجموعها مرتبة الحسن.
@ وفي الباب عن أبي سعيد و في اللآلئ "يقول الله تعالى لا تحقروا عبد آتيته علما فإني لم أحقره حين علمته" باطل بهذا الإسناد.
@ "من أدى الفريضة وعلم الناس الخير كان فضله على العابد الجاهل كفضلي على أدناكم ومن بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدثه كذبا" ضعيف إسناده لكنهم يتساهلون في الفضائل.
@ في المقاصد "من علم عبدا آية من كتاب الله فهو له عبد" الطبراني مرفوعا "فهو مولاه".(77/17)
@ وفي الذيل "من علم أخاه آية من كتاب الله فقد ملك رقه" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ وفي الخلاصة قال الصغاني" الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالستهم زيادة" موضوع وكذا "العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان".
@ وفي الذيل روي مرسلا عن الحسن عن حذيفة "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن علم الباطن ما هو فقال سألت جبريل عنه فقال سر بيني وبين أحبائي وأوليائي وأصفيائي أودعه في قلوبهم لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل" قال ابن حجر هو موضوع والحسن ما لقي حذيفة.
@ أبو هريرة رفعه "ما عزت النية في الحديث إلا بشرفه" قال الخطيب لا يحفظ مرفوعا وإنما هو قول ابن هارون "من خرج في طلب باب من العلم حفته الملائكة بأجنحتها وصلت عليه الطير في السماء والحيتان في البحار ونزل من السماء منازل سبعين من الشهداء" فيه القاسم الملطي كان كذابا.
@ "من تعلم بابا من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله أعطاه الله أجر سبعين نبيا" فيه الجارود بن يزيد كذاب أو غير ثقة أو ليس بشيء أو متروك، أقوال.
@ "إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة " إلخ. موضوع.
@ "إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك أنهم يزورون الله في كل جمعة فيقول تمنوا على ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون ماذا نتمنى على ربنا فيقولون تمنوا كذا وكذا " إلخ. في الميزان هذا موضوع.
@ "طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر" فيه نهشل كذاب.
@ عائشة رفعته "اغتنموا العمل وبادروا الأجل واغتنموا العلم فانه يدفع به عن
\\ ص 19 \\
الرجل وأهله وقومه ومصره ومعارفه فكأنه قد رحل وجهد حتى يعير به كما يعير بالزنا والسرقة" فيه الحكم كذاب أحاديثه موضوعة.(77/18)
@ جابر رفعه "إذا جلس المتعلم بين يدي العالم فتح الله عليه سبعين بابا من الرحمة ولا يقوم من عنده إلا كيوم ولدته أمه وأعطاه الله بكل حرف ثواب ستين شهرا وكتب الله بكل حديث عبادة سنة" إلخ. موضوع بلا ريب.
@ "إذا جلستم إلى العلم أو في مجالس العلم فأدنوا وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية" فيه المعلى بن هلال رمي بالكذب والوضع.
@ وفي اللآلئ أبو هريرة رفعه "معلم الصبيان إذا لم يعدل بينهم كتب يوم القيامة مع الظلمة" فيه أبو المهزم كذاب وكذا الراوي عنه وإنما يعرف هذا من قول مكحول، قلت أبو المهزم روى له في السنن وأخرجه ابن أبي الدنيا عن قول الحسن.
@ أنس رفعه "اجتمعوا وارفعوا أيديكم فاجتمعنا ورفعنا أيدينا ثم قال اللهم اغفر للمعلمين كيلا يذهب القرآن وأعز العلماء كيلا يذهب الدين" موضوع.
@ "اللهم اغفر للمعلمين ثلاثا وأطل أعمارهم وبارك لهم في كسبهم" موضوع.
@ "شراركم معلموا صبيانكم أقلهم رحمة على اليتيم وأغلظهم على المساكين" موضوع.
@ في الذيل "إن لله تعالى في السماء الرابعة ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله يستغفرون للمعلمين والصبيان" هذا حديث منكر ظاهر البطلان.
@ "ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب" في الميزان هو باطل.
@ "من زار العلماء فكأنما زارني ومن صافح العلماء فكأنما صافحني ومن جالس العلماء فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلس إلي يوم القيامة" فيه حفص كذاب.
@ "لا يحل لمسلم جهل الفرض والسنن ويحل له جهل ما سوى ذلك" موضوع.
@ في المقاصد "لا يتعلم العلم مستحي ولا متكبر" في صحيح البخاري من قول مجاهد.
@ "تفقهوا قبل أن تسودوا" من قول عمر رضي الله عنه أي قبل أن تزوجوا فتصيروا أرباب بيوت ولذا قال ضاع العلم في أفخاذ النساء، وقال الثوري من أسرع الرياسة أضر بكثير من العلم ومن لم يسرع كتب ثم كتب ثم كتب وهذا المعنى أعم.(77/19)
@ وفي الذيل "لا يستحيي الشيخ أن يتعلم العلم كما لا يستحيي أن يأكل الخبز" فيه عيسى بن إبراهيم ليس بشيء،
\\ ص 20 \\
وقال أبو حاتم : متروك.
- وعن مالك قال : دخلت على المأمون والمجلس غاص بأهله فإذا بين الخليفة والوزير فرجة فجلست بينهما فحدثته مرفوعا : « إذا ضاق المجلس بأهله فبين كل سيدين مجلس عالم ». هو منكر ومالك لم يبق إلى زمن المأمون.
@ "كلمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة وجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة" وهو من كتاب العروس.
@ "يا علي اتخذ لك نعلين من حديد وأفنهما في طلب العلم" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال في المختصر.
@ "ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه" ضعيف.
@ وفي المقاصد "لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد" أسانيده ضعيفة ولكن يتقوى بعضها ببعض.
@ في المختصر "حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة فقيل يا رسول الله ومن قراءة القرآن فقال وهل ينفع القرآن إلا بالعلم" ذكره أبو الفرج في الموضوعات.
@ "من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم" لأبي نعيم ضعيف.
@ "إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء" معضل.
@ ولأبي الشيخ "من خاف الله خوف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء" منكر.
@ "من أراد أن يؤتيه الله علما بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا" لم يوجد.
@ "الشيخ في قومه كالنبي في أمته" لابن حبان والديلمي ضعيف جدا وفي المقاصد جزم شيخنا وغيره بأنه موضوع وإنما هو من كلام بعض وربما أورد بلفظ "الشيخ في جماعته كالنبي في قومه يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه" وكله باطل.
@ "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" قال شيخنا الزركشي لا أصل له ولا يعرف في كتاب معتبر.
@ وروي بسند ضعيف "أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد".(77/20)
@ "العلماء ورثة الأنبياء" صححه جماعة وضعفه آخرون بالاضطراب في سنده لكن له شواهد قال شيخنا له طرق يعرف بها إن للحديث أصلا.
@ "الصلاة خلف العالم بأربعة آلاف وأربعمائة وأربعين صلاة" باطل.
@ وللديلمي رفعه "الصلاة خلف رجل ورع مقبولة".
@ "إن لم يكن العلماء
\\ ص 21 \\
أولياء فليس له ولي" لا أعرفه حديثا.
@ وعن الشافعي "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لله ولي"، وقال "ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء أولياء الله في الآخرة".
@ "إذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة" عن علي من قوله وهو معضل وله شواهد منها عن جابر رفعه "موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس" وعن ابن عمر "ما قبض الله عالما إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد" وعن ابن عباس في قوله تعالى (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) قال موت علمائها وفقيهها [لعله: وفقهائها].
@ وعن أبي جعفر "موت العالم أحب إلى إبليس اللعين من موت سبعين عابدا".
@ "أربع لا يشبعن من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم" في طرقه متهم بالوضع ومكذب، وقد ذكره ابن الجوزي من هذه الطرق في الموضوعات ولبعضه شواهد كحديث "منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا" وهذا وإن كان مفردات طرقها مع اختلاف الألفاظ ضعيفة لكن بمجموعها يتقوى، وكحديث "لا يشبع عالم من علم حتى يكون منتهاه الجنة".
@ "كل عام ترذلون" من كلام الحسن البصري بل معناه في البخاري بلفظ "لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم" وروي ذلك من قول ابن مسعود قال "ولا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماءكم أو فقهاءكم يذهبون ثم لا تجدون منه خلفا ويجيء قوم يفتون برأيهم" وفي لفظ "وما ذلك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء" وبمثله فسر ابن عباس.(77/21)
@ "نظرة في وجه العالم أحب إلى الله من عبادة ستين سنة صياما وقياما" في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس رفعه وكذا ما أورده الديلمي بلا سند عن أنس رفعه بلفظ "النظر إلى وجه العالم عبادة وكذا الجلوس معه والكلام والأكل" ولا يصح.
@ "صغار قوم كبار قوم آخرين" من قول بعض الصحابة ترغيبا في تعلم العلوم.
@ "علموا ولا تعنفوا" فيه حميد منكر الحديث لكن من شواهده "علموا ويسروا ولا تعسروا".
@ "العلم يسعى إليه" وروي "أولى أن يوقر ويؤتى" من قول مالك للمهدي حين دعاه لسماع ولديه منه.
\\ ص 22 \\
- وقيل لهارون حين التمس منه خلوة القراءة "العلم في الصغر كالنقش في الحجر" هو من لفظ الحسن البصري وروي بسند ضعيف "مثل الذي يتعلم في الكبر كالذي يكتب على الماء" وذكر له طرقا باختلاف ألفاظ والله أعلم.
- وفي الوجيز "من تعلم العلم وهو شاب كان بمنزلة رسم في حجر ومن تعلمه بعد ما كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء" فيه بقية مدلس قلت ورد عن أبي الدرداء بسند ضعيف "مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش في الحجر ومثل الذي يتعلم العلم في كبره" إلخ. وعن الحسن مرفوعا نصف الأول وشاهده بسند جيد.
- عن ابن عباس قال "ما بعث الله نبيا إلا وهو شاب ولا أوتي العلم عالما وهو شاب".
- عائشة "إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما فلا بورك" إلخ.، فيه الحكم ابن عبد الله متروك كذاب قلت لكن له شواهد منها عن جابر "من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت ما لم تعلم والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه "وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم" وعنه "من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان" قاله السائل أي الناس أعلم، في المقاصد "كل يوم لا أزداد فيه علما يقربني من الله فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم" سنده ضعيف.(77/22)
@ في المختصر "من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان يومه شرا من أمسه فهو ملعون" لا يعرف إلا في منام لعبد العزيز بن رواد قال أوصاني به النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا بزيادة في آخره رواه البيهقي.
@ "اللهم إني أعوذ بك من أن أقول في الدين بغير علم" لم يوجد.
@ في المقاصد "لا أدري نصف العلم" من قول الشعبي وفي ثبوت لا أدري من الأحاديث المرفوعة، والمرفوعة عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم كثيرة، وقد كثر أغفال [لعله: إغفال] "لا أدري"، فتم الضرر به.
@ "ارحموا من الناس ثلاثة شهيد عزيز قوم ذل وغني مال افتقر وعالم بين جهال" في طرقه ضعاف وعند ابن الجوزي في الموضوعات الصغاني هو موضوع وفي المختصر ضعيف وروي "عالم يتلعب به الصبيان".
@ في الوجيز "أزهد الناس في العالم جيرانه" فيه المنذر بن زياد كذاب قلت له شاهد عن أبي الدرداء، وفي الباب عن أسامة وأبي هريرة.
@ أبو هريرة "لا حسد ولا
\\ ص 23 \\
ملق إلا في طلب العلم" وفيه محمد بن علاثة لا يحتج به وعن معاذ "ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم" وفيه كذاب، وعن أبي أمامة وفيه متروك قلت حديث أبي هريرة ضعفه البيهقي قال وروي من أوجه كلها ضعيفة.
@ في الذيل "لا خير في الملق والتواضع إلا ما كان في الله تعالى أو في طلب العلم" فيه عبد الغفور ممن يضع.
@ عن أنس رفعه "من أذل عالما بغير حق أذله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق" من نسخة سمعان بن المهدي المكذوبة.
فصل
في فضل مدادهم وكتابهم وكتبهم وأدبهما
في المقاصد "مداد العلماء أفضل من دم الشهداء" من قول الحسن البصري ولابن عبد البر من حديث سماك بن حرب عن أبي الدرداء رفعه "يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء" وللخطيب عن ابن عمر "وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم" وفي سنده محمد بن جعفر المتهم بالوضع لكنه متابع.(77/23)
@ وفي الذيل "نقطة من دواة عالم أحب إلى الله من عرق مائة ثوب شهيد" موضوع رتني.
@ وعن ابن سيرين عن أبي هريرة رفعه "ما من رجل يموت ويترك ورقة من العلم إلا تقوم تلك الورقة سترا بينه وبين النار وإلا بنى الله له بكل حرف في تلك الورقة مكتوب مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات" ومثله عن شهر بن حوشب رفعه عن ابن عمر رفعه "صرير الأقلام عند الأحاديث يعدل عند الله التكبير الذي يكبر في رباط عسقلان وعبادان ومن كتب أربعين حديثا أعطى ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان" في الميزان هذا خبر باطل.
@ "ما من كتاب يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء الله عز وجل إلا بعث الله إليه سبعين ألف ملك يحفونه بأجنحتهم ويقدسونه حتى يبعث الله إليه وليا من أوليائه فيرفعه" فيه أحمد بن نصر دجال.
@ في اللآلئ "إذا كتب أحدكم فلا يكتب عليه بلغ فإنه اسم شيطان ولكن يكتب عليه لله" موضوع.
@ في الوجيز "إن من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
\\ ص 24 \\
فجوده تعظيما لله غفر له" فيه إبان وأبو حفص العبدي وأبو سالم ضعفاء قلت له طريق آخر عنه وله شواهد قوى عن علي موقوفا وله حكم الرفع.
- زيد بن ثابت "ضع القلم على أذنك" إلخ. فيه عنبسة متروك عن محمد بن زاذان لا يكتب حديثه قلت أخرجه الترمذي من هذا الوجه وله شاهد عن أنس.
باب
ذم العالم غير العامل أو الحاسد أو المختلط بالأمراء والسمين وذم تعليمه لغير أهله كأرباب الدولة أو بالأجرة وذم كتمانه من الأهل وذم الوعظ والقاص والمرأة المحدثة وذم الجاهل ولو عابدا فإنه لا يكون وليا
@ في المختصر "أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه" للطبراني والبيهقي ضعيف.
@ "إنكم في زمان ألهمتم فيه العمل وسيأتي قوم يلهمون الجدل" لم يوجد.
@ "ما أوتي قوم المنطق إلا منعوا العمل" لم يوجد.(77/24)
@ "لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا" لم يوجد إلا موقوفا على أبي الدرداء.
@ "يكون في آخر الزمان عباد جهال وعلماء فساق" للحاكم ضعيف.
@ "من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا" ضعيف.
@ "من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع" ذكروه في الموضوعات.
@ "هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل وشرار الشرار شرار العلماء وخير الخيار خيار العلماء" لم يوجد وآخره للدارمي مرسلا.
@ "أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها" لأحمد والطبراني حسن.
@ "ستة يدخلون النار قبل الحساب لستة، العلماء بالحسد" إلخ. للديلمي ضعيف.
@ "شرار العلماء الذين يأتون الأمراء وخيار الأمراء الذين يأتون العلماء" لابن ماجه شطره الأول وسنده ضعيف.
@ "العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم" مذكور في الموضوعات، وفي الوجيز فيه إبراهيم بن رستم لا يعرف عن عمر
\\ ص 25 \\
أبي حفص العبدي متروك قلت ليس بمتروك بل من رجال السنن وثقه أحمد وغير وضعه آخرون بكلام هين وابن رستم معروف ابن معين هو ثقة وقيل فقيه عباد مشهور امتنع عن القضاء: الدارقطني مشهور وليس بقوي، وقد ورد الحديث عن علي وموقوفا على جعفر بن محمد وله شواهد، وفي المقاصد "الفقهاء أمناء الرسول ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا الشيطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم" سنده ضعيف.
@ "نعم الأمير إذا كان بباب الفقير وبئس الفقير إذا كان بباب الأمير" لابن ماجه بسند ضعيف بمعنى الشطر الثاني.(77/25)
@ عن أبي هريرة رفعه "ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم" للديلمي عن معاذ رفعه ولا يصح ولكن ورد في تنفير العالم من إتيانهم أشياء منه "ما ازداد أحد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا" وقد مر في حديث "من سكن البادية جفا ومن أتى السلطان افتتن ومن اتبع الصيد غفل" ومنه قول الثوري إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مرائي وإياك أن تخدع ويقال ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم فإن هذه خدعة إبليس اتخذها القراء سلما، وقوله أيضا إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد "اللهم لا تجعل الفاجر عندي نعمة يرعاه قلبي" وقيل ما أقبح أن يطلب العالم فيقال هو بباب الأمير.
@ في اللآلئ "تعوذوا بالله من جب الحزن واد في جهنم تعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده الله للقرائين المرائين وإن من شرار القراء من يزور الأمراء" لا يصح قلت أخرجه الترمذي وغربه والطبراني، وفي الوجيز أورده من حديث أبي هريرة وقال فيه عمار ابن سيف الضبي متروك وكذا شيخه أبو معان ومن حديث علي وأَعَلّه بأبي بكر بن حكيم ليس بشيء، قلت حديث أبي هريرة أورده البخاري في تاريخه والترمذي وابن ماجه والبيهقي، وعمار وثقه أحمد وغيره قيل كان متعبدا سنيا مغفلا ولا يوصف حديث مثله بالوضع بل بالحسن إذا تربع وله شاهد عن ابن عباس، وفي المختصر "جب الحزن واد في جهنم أعده الله" إلخ. للترمذي مغربا
\\ ص 26 \\
ولغيره مضعفا.
@ وفي اللآلئ "شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة ولا يجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض لأنهم حسد" ليس من الحديث وإسناده فاسد من وجوه كثيرة.
@ ابن عمر رفعه "يأتي على الناس زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا ويغار بعضهم بعضا كتغاير التيوس" فيه إسحاق بن إبراهيم متهم بالوضع.(77/26)
@ وفي المقاصد "إن الله يكره الحبر السمين" البيهقي وغيره، وعن الشافعي (رض) أنه قال "ما أفلح سمين إلا أن يكون محمد بن الحسن لأنه لا يعدو العاقل من أن يهم لآخرته أو لدنياه والشحم مع الهم لا ينعقد فإذا خلا منهما صارا في حد البهائم" "لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله سادوا به أهل زمانه ولكن بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من ديناهم فهانوا على أهلها".
@ عن ابن مسعود من قوله في الوجيز "لا تعلقوا الدر في أعناق الخنازير" يعني العلم تفرد يحيى بن عقبة ليس بثقة قلت له طريق آخر عن كثير بن شنطير عن ابن سيرين عن أنس بلفظ "واضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب".
@ "نهى صلى الله عليه وسلم عن التعليم والأذان بالأجرة" فيه متروكان قلت كيف تحكم بوضعه والأحاديث متظافرة على النهي.
@ في المختصر "من كتم علما جاء يوم القيامة بلجام من نار" لابن ماجه ضعيف، وفي المقاصد "من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" لجماعة وحسنه الترمذي وصححه ويشمل الوعيد حبس الكتب عن الطالب للانتفاع لا سيما عمد عدد التعدد والابتلاء بهذا كثير.
@ في الذيل "سيكون في آخر الزمان علماء يرغبون الناس في الآخرة ولا يرغبون ويزهدون الناس في الدنيا ولا يزهدون وينبسطون عند الكبراء وينقبضون عند الفقراء وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون أولئك الجبارون عند الرحمن" فيه نوح بن أبي مريم أحد المشاهير بالكذب "شرار الناس فاسق قرأ كتاب الله وتفقه في دين الله ثم بذل نفسه لفاجر أو أبسط تفكه بقراءته ومحادثته فيطبع الله على قلب القائل والمستمع" فيه محمد بن زيد ضعيف وعمر بن أبي بكر أتهمه ابن حبان، وفي الميزان واه حديثه شبه موضوع.
@ "أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ورجل
\\ ص 27 \\
علم علما فانتفع به من سمع منه دونه" وقال ابن عساكر منكر.(77/27)
@ وعن عائشة رفعته "إذا كان آخر الزمان يجلس العلماء والفقهاء في البيوت ويظهر النساء ويقلن حدثنا وأخبرنا فإذا رأيتم شيئا من ذلك فاحرقوهن بالنار".
@ أنس رفعه "إياكم والقصاص الذين يقدمون ويؤخرون ويخلطون ويغلطون" فيه يوسف متهم بالوضع
.
@ "من نصح جاهلا عاداه" جاء عن بعض السلف وليس في شيء من المسندات.
@ وفي المقاصد لا أستحضره "من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح" قيل من كلام ضرار الصحابي، وروي مرفوعا "المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة".
@ "ما اتخذ الله من ولي جاهل ولو اتخذه لعلمه" قال شيخنا ليس بثابت ولكن معناه صحيح أي لو أراد اتخاذه وليا لعلمه ثم اتخذه.
باب
رواية الحديث والعمل بالضعيف بحسن الظن فإنه ينفع ولو بالحجر.
@ في المختصر "من حمل من أمتي أربعين حديثا لقى الله يوم القيامة فقيها عالما" لابن عبد البر وضعفه، وفي الذيل "من حفظ على أمتي أربعين حديثا" إلخ. من أباطيل إسحاق الملطي، وفي المقاصد "من حفظ على أمتي" إلخ. لأبي نعيم عن ابن مسعود وابن عباس، وفي الباب عن أنس وعلي ومعاذ وأبي هريرة وآخرين قال النووي طرقه كلها ضعيفة وليس بثابت، وكذا قال شيخنا جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق تسلم من علة قادحة، وقال البيهقي هو متن مشهور وليس له إسناد صحيح
@ "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فصدقوه وخذوا به حدثت به أو لم أحدث" منكر جدا قال العقيلي ليس له إسناد يصح وقال شيخنا أنه جاء من طرق لا تخلوا من مقال، وفي الوجيز أبو هريرة "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به" إلخ. فيه أشعث بن براز ليس بشيء وروى عن ثوبان بسند فيه مجهول قلت أخرج أحمد من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه "ما جاءكم عني من خير قلته أو لم أقله فأنا أقوله وما أتاكم من شر فإني
\\ ص 28 \\(77/28)
لا أقول الشر" وأخرجه ابن ماجه من وجه ثالث، وأخرج أحمد بسند علي شرط الصحيح "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم فأنا أبعدكم منه" وذكر غير ذلك من الروايات "من بلغه عن الله شيء" إلخ. أورده عن جابر وفيه أبو جابر الفياض كذاب، وعن ابن عمر وفيه إسماعيل بن يحيى كذاب، وعن أنس وفيه بزيع متروك.
@ وفي المقاصد "من بلغه عن الله شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانا به ورجاء ثوابه أعطاه الله ثواب ذلك وإن لم يكن كذلك" في سنده متروك وله شواهد "لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه به" قال ابن تيمية كذب، وقال شيخنا لا أصل له، قلت ونحوه "من بلغه عن الله" إلخ. ولا يصح، وقال عبد البر أنهم يتساهلون في أحاديث الفضل قال أحقر عباده يجيء في باب المرض العمل بالضعيف ومن ابتلى بتهاونه به، وفي الذيل "من أحسن ظنه بحجر نفعه الله به" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ وفي رسالة علم الحديث ما أورده الأصوليون من قوله "إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه" وقال الخطابي وضعته الزنادقة ويدفعه حديث أني أويت الكتاب وما يعدله "ويروى ومثله معه" وكذا قال الصغاني.
باب
العقل والبلاهة وكون الإنسان خيرا من ألف مثله وإن العاقل هو المطيع لا السخي ولو حاتما
@ في المقاصد "إن الله تعالى لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرف منك فيك آخذ وبك أعطي" قالوا إنه كذب موضوع اتفاقا، وروي "أول ما خلق الله العقل" إلخ. وفيه كذاب قال شيخنا الوارد "أول ما خلق الله القلم وهو أثبت من العقل".
\\ ص 29 \\(77/29)
وفي الخلاصة وزاد ابن تيمية "ولك الثواب وعليك العقاب" ويسمونه أيضا القلم وقال موضوع، وفي المختصر "أول ما خلق الله العقل" ضعيف "ما خلق الله خلقا أكرم من العقل" للحكيم ضعيف.
@ "ازدد عقلا تزدد من ربك حبا" ضعيف.
@ "إذا اقترب الناس بأنواع البر فتقرب أنت بعقلك" قاله لعلي ضعيف.
@ "تبارك الذي قسم العقل بين عباده" مرسل ضعيف.
@ "إنما يجزي على قدر عقله" ضعيف.
@ "كان إذا بلغه شدة عبادة رجل سأله عن عقله" ضعيف، وكل حديث ورد فيه ذكر العقل لا يثبت.
@ "ليس شيء خيرا من ألف مثله إلا الإنسان أو المؤمن" سنده حسن للطبراني وأحمد، وفي المقاصد "إلا الإنسان" روي عن سلمان وابن عمر وجابر وغيرهم مرفوعا.
@ "أكثر أهل الجنة البله" فيه سلامة لين وفسر السهل التستري بأنهم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله، وقيل الأبله في دنياه والفقير في دينه، وفي المقاصد أي البله في أمور الدنيا وهو للبزار مضعفا والقرطبي مصححا وروى بزيادة وعليون لذوي الألباب ولم يوجد له أصل.(77/30)
@ وفي الذيل أخرج الحارث بن أسامة في مسنده عن داود بن المحبر بضعا وثلاثين حديثا في العقل قال ابن حجر كلها موضوعة منها "إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم" ومنه "أفضل الناس أعقل الناس" ومنه "قيل يا رسول الله ما أعقل هذا النصراني فزجره فقال أن العاقل من عمل بطاعة الله" ووضع سليمان بن عيسى بضعا وعشرين حديثا منه قيل لعلقمة ما أعقل النصراني فقال مه فابن مسعود كان ينهانا أن يسمى الكافر عاقلا ومنه "ركعتان من العاقل أفضل من سبعين ركعة من الجاهل ولو قلت سبعمائة ركعة لكان كذلك" ومنه "أن عدي بن حاتم أطرى أباه وذكر من سؤدده وشرفه وعقله فقال صلى الله عليه وسلم أن الشرف والسؤدد والعقل في الدنيا والآخرة للعامل بطاعة الله فقال يا رسول الله أنه كان يقوي الضعيف ويطعم الطعام ويصل الأرحام ويعين في النوائب ويفعل ويفعل فهل بلغ ذلك شيئا قال لأن أباك لم يقل قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين لا دين لمن
\\ ص 30 \\
لا عقل له" قال النسائي باطل منكر.
@ "اعتبروا عقل الرجل في طول لحيته ونقش خاتمه وكنيته" فيه يزيد مضعف وقيل مكذب.
@ في الوجيز حديث جابر "تعبد رجل في صومعته" إلخ. في الذيل قال "يا رب لو كان لك حمار لرعيته مع حماري" وفيه "إنما أجازي العباد على قدر عقولهم" تفرد به أحمد بن كثير وهو متروك قلت بل هو من رجال الصحيح أخرج له البخاري ووثقه الأكثرون.
باب
إن القلب بيت الرب ووسيعه وإن الأرواح جنود.(77/31)
@ في الذيل "ما وسعني سمائي ولا أرضي بل وسعني قلب عبدي المؤمن" "القلب بيت الرب" قال ابن تيمية موضوعان قلت وهما كما قال، وفي المختصر "لم تسعني أرضي وسمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوازع" لم يوجد له أصل، وفي المقاصد ذكر في الإحياء وقال مخرجه العراقي لم أر له أصلا، وقال ابن تيمية مذكور في الإسرائيليات ومعناه وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي وإلا فالقول بالحلول كفر، وقال الزركشي وضعه الملاحدة "القلب بيت الرب" لا أصل له في المرفوع.
@ "الأرواح جنود مجندة فما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" لمسلم والبخاري في الأدب وغيرهما:
باب
خصال الوضوء والغسل من الجنابة والجمعة من السواك والتخليل ومسح الرقبة من ماء الشمس ودعائه وقدر مائه وإن الدين نظافة وتقديم إبريق وشيطان الموسوس فيه وناقضه ومالا يلائمه
- "السواك يزيد الرجل فصاحة" قال الصغاني وضعه ظاهر، وكذا "حبذا
\\ ص 31 \\
المتخللون من أمتي" وفسره بتخليل الأصابع في الوضوء أو بتخليل بعد الطعام وفي المقاصد "صلاة بالسواك خير من سبعين صلاة بغير سواك" قال البيهقي غير قوي إسناده لكن له طرق وشواهد متعاضدة وما روي عن ابن معين أنه باطل فبالنسبة لما وقع له من طرقه "خللوا أصابعكم لا يتخللها النار يوم القيامة" أبي هريرة بسند واه، وعن عائشة بسند ضعيف، وفي المختصر "كان صلى الله عليه وسلم يستاك عرضا ويشرب مصا" ضعيف.
@ "الوضوء على الوضوء نور على نور" لم يوجد، وفي المقاصد هو في الإحياء وقال مخرجه لم أقف عليه، وأما شيخنا فقد قال أنه ضعيف رواه رزين ومر فيه "من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات" وهو لجماعة مرفوعا عن ابن عمر وضعف الترمذي إسناده.
@ "بني الدين على النظافة" ذكر في الإحياء وقال مخرجه لم أجده ومعناه في الضعفاء.
@ في المختصر "الوضوء من جر أحب إليك أم من هذه المطاهر التي يتطهر منها الناس بل من هذه المطاهر التماسا لبركة أيدي المسلمين".(77/32)
@ "مسح الرقبة أمان من الغل" ضعيف، وفي الذيل قال النووي موضوع ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم.
@ "من قدم لأخيه إبريقا يتوضأ به فكأنما قدم جوادا" "وأكرموا طهوركم" قال ابن تيمية موضوعان وهما كما قال أبو هريرة.
@ "من سمى في وضوئه لم يزل ملكان يكتبان له الحسنات حتى يحدث من ذلك الوضوء" فيه ابن علوان المشهور بالوضع لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
@ "يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله فإن حفظتك لا تستريح تكتب لك الحسنات حتى تحدث من ذلك الوضوء" منكر.
@ "يا أنس ادن مني أعلمك مقادير الوضوء فدنوت فلما أن غسل يديه قال بسم الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله فلما استنجى قال اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري فلما توضأ واستنشق قال اللهم لقني حجتي ولا تحرمني رائحة الجنة فلما غسل وجهه قال اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه فلما أن غسل ذراعيه قال اللهم أعطني كتابي بيميني فلما أن مسح يده على رأسه قال اللهم أغثنا برحمتك وجنبنا عذابك فلما أن غسل قدميه قال اللهم ثبت قدمي يوم تزل فيه الأقدام ثم قال :
\\ ص 32 \\(77/33)
والذي بعثني بالحق يا أنس ما من عبد قالها عند وضوئه لم تقطر من خلل أصابعه قطرة إلا خلق الله تعالى ملكا يسبح الله بسبعين لسانا يكون ثواب ذلك التسبيح إلى يوم القيامة" فيه عبادة بن صهيب متهم وقال البخاري والنسائي متروك وفيه أحمد بن هاشم اتهمه الدارقطني وقد نص النووي ببطلان هذا الحديث وأنه لا أصل له، وتعقبه شارح المنهاج بأنه روى من طرق مثله عن أنس رواه ابن حبان في ترجمة عباد بن صهيب وقد قال أبو داود أنه صدوق قدري وقال أحمد ما كان صاحب كذب انتهى. قال ابن حجر يشهد المبتدئ في هذه الصناعة أنها موضوعة، ومعنى قول أحمد وأبي داود أنه كان لا يتعمد الكذب بل يقع ذلك منه من غلطته وغفلته ولذلك تُرِك وكُذّب، الرواي عن عباد ضعيف أيضا، وروى مثله بزيادة بعض الأدعية عن الحسن البصري عن علي رفعه، وقال ابن حجر حديث غريب وفيه خارجة بن مصعب تركه الجمهور وكذبه ابن معين، قال ابن حبان كان يدلس عن الكذابين رووها عن الثقات.
- "الوضوء مد والغسل صاع وسيأتي أقوام من بعدي يستقلون ذلك أولئك خلاف أهل سنتي والآخذ بسنتي معي في حظير [لعله: حظيرة] القدس منتزه أهل الجنة" فيه عنبسة مجروح.
@ "لا تتوضؤوا في الكنيف الذي تبولون فيه فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته" وضعه يحيى بن عنبسة.
@ "كان صلى الله عليه وسلم إذا استاك قال اللهم اجعل سواكي رضاك عني واجعله طهورا وتمحيصا وبيض وجهي ما تبيض به أسناني" فيه متهم بالوضع.
@"الوضوء من البول مرة ومن الغائط مرتين ومن الجنابة ثلاثا ثلاثا" فيه ابن فايد منكر.
@ "إن شيطانا بين السماء والأرض يقال له الولهان معه ثمانية أمثال ولد آدم من الجنود وله خليفة يقال له خنزب" إلخ. قال ابن الجوزي موضوع.
@ وفي اللآلئ "المضمضة والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب" موضوع.(77/34)
@ "من اغتسل من الجنابة حلالا أعطاه الله تعالى مائة قصر من درة بيضاء وكتب الله له بكل قطرة ثواب ألف شهيد" وضعه دينار "لا تغسلوا بالماء الذي يسخن في الشمس فإنه يعدي من البرص" فيه مجهول وحديثه غير محفوظ وليس في الماء المشمس شيء يصح مسندا إنما يروى فيه شيء من قول
\\ ص 33 \\
عمر ابن الخطاب : "اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأسا بدينار" فيه ابن البختري لا يحتج به قلت له طريق آخر، وفي الذيل "اغتسل في كل جمعة ولو أن تشتري الماء بقوت يومك" فيه إبراهيم بن حيان البختري أحاديثه موضوعة وفي الوجيز قلت له شاهد من حديث أنس.
باب
القلتين والحيض وبول الحيوان والدم وطهارة الأرض.
@ في الوجيز جابر "إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث" خلط فيه القاسم بن عبد الله العمري قلت أكثر ما فيه أنه شاذ أو منكر والقاسم من رجال ابن ماجه وللحديث طريق آخر عن جابر وورد عن أبي هريرة موقوفا أيضا.
@ في المقاصد "تمكث إحداكن شطر دينها لا تصلي" لا أصل له بهذا اللفظ وقال البيهقي يذكره بعض فقهائنا تطلبته كثيرا فلم أجده ولا إسناد له، وقال ابن الجوزي يذكره بعض أصحابنا ولا أعرفه، وقال النووي باطل لا أصل له وكذا قال غيرهم وفيما اتفق الشيخان ما قرب من معناه "إذا حاضت المرأة ولم تصل ولم تصم فذلك نقصان دينها" وفي المستدرك "فإن إحداكن تفعل ما شاء الله من يوم وليلة وتسجد لله سجدة" وهذا وإن كان قريبا من معناه لكنه لا يعطي مراده.
@ "زكاة الأرض يبسها" احتج به الحنفية ولا أصل له في المرفوع بل هو موقوف على محمد بن علي الباقر وعن ابن الحنفية وأبي قلابة بلفظ جفوف.(77/35)
@ "إذا جفت الأرض فقد زكيت" وروى قول أبي قلابة بلفظ "جفوف الأرض طهرها" ويعارضه حديث أنس بصب الماء على بول الأعرابي بل ورد فيه الحفر. قال أحقر عباده أنى التعارض فإن المراد أن الجفوف إحدى طرق التطهير لا حصرها فيه ويشهد له رواية "جفوف الأرض طهورها" والله أعلم.
@ وفي الذيل "إن الأرض لتنجس من بول الأقلف أربعين يوما " فيه داود الوضاع.
@ وفي اللآلئ "لا بأس ببول حمار وكل ما أكل لحمه" موضوع.
@ "الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة" فيه نوح كذاب.
\\ ص 34 \\
باب
الأذان ومسح العينين فيه ونحوه
- في اللآلئ : "ما من مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها" موضوع: في المقاصد "ما أكثر أذان بلدة إلا قل بردها" للديلمي بلا سند عن علي.(77/36)
@ "مسح العينين بباطن أنملتي السبابتين بعد تقبيلهما عند سماع أشهد أن محمدا رسول الله من المؤذن مع قوله أشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا" ذكره الديلمي في الفردوس من حديث أبي بكر الصديق أنه لما سمع قول المؤذن أشهد أن محمدا رسول الله قال مثله وقبل بباطن الأنملتين السبابة ومسح عينيه فقال صلى الله عليه وسلم "من فعل مثل ما فعل خليلي فقد حلت عليه شفاعتي" ولا يصح، وكذا ما أورده أبو العباس الرداد المتصوف بسند فيه مجاهيل مع انقطاعه عن الخضر عليه السلام أنه "من قال حين سمع أشهد أن محمدا رسول الله مرحبا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ثم يقبل إبهاميه ويجعلهما على عينيه لم يعمى ولم يرمد أبدا" ثم روى بسند فيه من لم أعرفه عن محمد بن البابا أنه هبت ريح فوقعت منه حصاة في عينه وأعياه خروجها وآلمته أشد الألم فقال ذلك عند سماع المؤذن فخرجت الحصاة من فوره فقال الرداد وهذا يسير في جنب فضائله. وحكي عن البعض من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع ذكره في الأذان وجمع إصبعيه المسبحة والإبهام وقبلهما ومسح بهما عينيه لم يرمد أبدا قال ابن صالح وسمع عن بعض الشيوخ أنه يقول عندما يمسح عينيه صلى الله عليك يا رسول الله يا حبيب قلبي ويا نور بصري ويا قرة عيني قال ومذ فعلته لم ترمد عيني وقد جرب كل منهم ذلك وروى الحسن مثل ما روي عن الخضر عليه السلام بعينه انتهى.
@ "اجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله والمعتمر إذا دخل لقضاء حاجته ولا تقوموا حتى تروني" هو في المصابيح
\\ ص 35 \\
قال مؤلفه هو ضعيف، وقال القزويني موضوع عندي (1) وصدر الحديث ليس بموضوع وهو "إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر"(77/37)
@ "إن الأذان سهل سمح فإن كان أذانك سهلا سمحا وإلا فلا تؤذن" قاله لمؤذن يطرب: قال الصغاني موضوع، وفي اللآلئ قال ابن حبان لا أصل له فيه إسحاق لا تحل الرواية عنه، قلت رجع ابن حبان عنه وذكره في الثقات والحديث أخرجه الدارقطني وله شاهد عن عمر ابن عبد العزيز
@ "لا يؤذن لكم من يدغم الهاء" منكر وإنما هو من قول الأعمش
@ حديث جابر في ثواب المؤذن بطوله موضوع
@ "من أفرد الإقامة فليس منا" موضوع
@ "أذن بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى وأقام مثل ذلك" قال ابن حبان باطل فيه زياد فاحش الخطأ قلت زياد ثقة روى له الشيخان لكن عد هذا الحديث من مناكيره، وقد أخرج الطبراني وكأنهم إنما أنكروا منه تثنية الإقامة لمخالفته لما في الصحيح ولم ينفرد به بل ورد عن عبد الله بن زيد "كان أذانه صلى الله عليه وسلم وإقامته شفعا مرتين مرتين"
@ في الذيل "ولو كان لأهل السماء من الملائكة نزول إلى الأرض لما سبقهم إلى الأذان أحد ولغلبوا الناس عليه وإن أدنى أجر المؤذن أن له ما بين الأذان والإقامة أجر الشهيد المقتول في سبيل الله المتشحط في دمه يتمنى على الله ما يشاء" فيه إسحاق بن وهب وعمر بن صبح كذابان.
@ "من سمع المنادي بالصلاة فقال مرحبا بالقائلين عدلا مرحبا بالصلاة وأهلا كتب الله له ألفي ألف حسنة ومحي عنه ألفي ألف سيئة ورفع له ألفي ألف درجة" موضوع.
@ "أظهروا الأذان في بيوتكم ومروا به نساءكم فإنه مطردة للشيطان ونماء في الرزق" فيه نهشل كذاب.
@ "إذا أخذ المؤذن في أذانه وضع الرب فوق رأسه فلا يزال كذلك حتى يفرغ من أذانه وإنه ليغفر له مدى صوته" إلخ. فيه عمر بن صبح يضع وزيد العمي ضعيف.
@ "يد الرحمن على رأس المؤذن ما دام يؤذن وإنه ليغفر له مدى صوته
-------- هوامش ---------
(1) قلت وكذا الشطر الثاني ليس بموضوع وخرجه غير واحد من أهل العلم بالحديث وله شواهد كما لا يخفى. اهـ مصححه.
\\ ص 36 \\(77/38)
أين بلغ" فيه أبو حفص ليس بشيء.
- "يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد في سبيل الله تعالى فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه لا تأخذ على ذلك أجرا" علله أبو نعيم بعمرو بن بكر.
- "من أذن سنة من نية صادقة يحشر يوم القيامة فيوقف على باب الجنة فيقال له اشفع لمن شئت" فيه موسى روى موضوعات عن أنس قصة رحيل بلال ثم رجوعه إلى المدينة بعد رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام وأذانه بها وارتجاج المدينة به لا أصل له وهي بينة الوضع.
- وفي الوجيز "بين كل أذانين صلاة إلا المغرب" فيه حيان بن عبد الله كذاب، قلت أخرجه البزار وقال تفرد به حيان وهو بصري مشهور ليس به بأس، قيل لكنه اختلط والحديث في البخاري بلا زيادة إلا المغرب وعندي ابن حيان وهم في زيادته ويمكن أن لا وهم فإن الزيادة المذكورة لا تنافى أصل الحديث.
باب
فضل المسجد والسراج فيه وترك النخامة والتكلم فيه وتزيينه وكنسه ونحوها
- "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" قال الصغاني موضوع، وفي المختصر ضعيف، وفي المقاصد أسانيده ضعيفة وليس له إسناد ثابت وإن اشتهر بين الناس وقد صح أنه قول علي وفسر الجار بمن سمع المنادي، وفي اللآلئ والوجيز هو حديث عائشة قال ابن حبان فيه عمرو بن راشد لا يحل ذكره إلا بالقدح قلت لم يتهم بكذب وقد وثقه العجلي وغيره قيل لين وله طريق أخرى عن جابر وأبي هريرة وعلي.
@ "من تكلم بكلام الدنيا في المسجد أحبط الله أعماله وأربعين سنة" قال الصغاني موضوع.
@ في المختصر "الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش" لم يوجد.
@ "إن المسجد لينزوي من النخامة" لم يوجد.
@ "ما من ليلة إلا ينادي مناد يا أهل القبور من تغبطون فيقولون أهل المساجد" إلخ. لم يوجد.
@ "إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم" موقوف.
@ "لما أراد صلى الله(77/39)
\\ ص 37 \\
عليه وسلم أن يبني مسجد المدينة أتاه جبريل عليه السلام فقال ابنه سبعة أذرع طولا في السماء لا مزخرفة ولا منقشة" لم يوجد.
@ "رهبانية أمتي القعود في المسجد" لم يوجد.
@ في المقاصد "جنبوا مساجدكم صبيانكم" بعض حديث طويل سنده ضعيف ولكن له شاهد بأسانيد لا تخلو عن ضعف.
@ وفي الباب عدة أحاديث يتقوى "من أسرج في مسجد من مساجد الله سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج" سنده ضعيف.
@ في الذيل "إن من سخط الله عز وجل على العباد أن يسلط عليهم صبيانهم في مساجدهم فينهونهم فلا ينتهون" فيه سلم متروك معاذ رفعه.
@ "من علق قنديلا في المسجد صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يطفأ ذلك القنديل ومن بسط فيه حصيرا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى ينقطع ذلك الحصير" فيه عمر بن صبح كذاب سمرة رفعه.
@ "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال بسم الله الذي خلقني فهو يهدين الآية إلا أعطاه الله كل ما في الآية" وكان الحسن يزيد فيه "واغفر لوالدي كما ربياني صغيرا" فيه سلم بن سالم ليس بشيء.
@ أنس رفعه "إذا هم العبد أن يبزق في المسجد اضطربت أركانه وانزوى كما تنزوي الجلدة في النار فإن هو ابتلعها أخرج الله منه اثنين وسبعين داء وكتب له بها ألفي حسنة" "تعاهدوا هذه المساجد بالتجصيص والقناديل والسرج والريح الطيبة والتوسع على أهليكم بالطعام والإدام والكسوة في رمضان" فيه الحسين بن علوان يضع وأبان متروك.
@ "من كسا بيتا من بيوت الله فكأنما حج أربعمائة حجة وأعتق أربعمائة نسمة وصام أربعمائة يوم وغزا أربعمائة غزوة" فيه أبو سلمة يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم.
@ "يا بريرة اكنسي المسجد يوم الخميس فإنه من أخرج من المسجد يوم الخميس أذى بقدر ما يقذي العين كان كعدل رقبة يعتقها" فيه الحسين بن علوان يضع.(77/40)
@ في اللآلئ "تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد فإنه ينضم بعضها إلى بعض" فيه أصرم كذاب
\\ ص 38 \\
باب
الصلاة وإثم تاركها والخشوع فيها وتحقيقها والصف الأول والتنوير في الفجر ورفع اليدين والبتراء والسرقة فيها ونحو ذلك
@ في المختصر "الصلاة عماد الدين فمن تركها فقد هدم الدين" البيهقي ضعيف، وكذا قال السخاوي.
@ في الذيل "من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم" موضوع رتني.
@ في المقاصد "من ترك الصلاة فقد كفر" لجماعة، وهو مؤول.
@ "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البتيراء أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها" في مسنده من غلبه الوهم، وقال النووي في الخلاصة هو مرسل ضعيف.
@ "التكبير جزم" لا أصل له في المرفوع وإنما هو من قول النخعي، واختلفوا في معناه فابسط فيه
@ "صلاة النهار عجماء" قال النووي باطل لا أصل له، وكذا قال الدارقطني وإنما هو من قول بعض الفقهاء.
@ في اللآلئ "من نور في الفجر نور الله قلبه وقبره وقبلت صلاته" تفرد به كذاب.
@ "إذا كان الفيء ذراعا ونصفا إلى ذراعين فصلوا الظهر" باطل.
@ "إذا قمتم إلى الصلاة فانتعلوا" فيه محمد بن الحجاج وهو واضع هذا الحديث وحديث الهريسة وغيرهما، قلت له شواهد كثيرة تقوي عدم الحكم بوضعه.
@ "كان صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي ظن الظان أنه جسد لا روح فيه" لا أصل له.
@ وفي المختصر "أن الرجلين من أمتي ليقومان إلى الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإنما بين صلاتيهما كما بين السماء والأرض" موضوع.
@ "صلاة المدل لا تصعد فوق رأسه" لم يوجد.
@ "كان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته وأقبل عليه فقال لك حاجة فلما فرغ من حاجته عاد إلى صلاته" لم يوجد.(77/41)
@ في الذيل "ليس السارق الذي يسرق ثياب الناس إنما السارق الذي يسرق الصلاة يلقطها كما يلقط الطير الحب من الأرض فذلك السارق لا يقبل الله منه" من نسخة أبي هدية عن أنس.
@ "لو يعلم ما في الصف الأول والأذان وخدمة القوم في السفر لأقرعوا" من أباطيل إسحاق الملطي.
@ "من أدى فريضة فله
\\ ص 39 \\
عند الله دعوة مستجابة" من نسخة ابن أحمد الباطلة.
@ "إن المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت عنه الذنوب كما تحات هذا الورق" حديث رتني، وكذا "من صلى الفجر في جماعة فكأنما حج خمسين حجة مع آدم".
@ "من صلى صلاة لم يدع فيها للمؤمنين والمؤمنات فصلاته خداج" فيه نوح بن ذكوان ليس بشيء وسويد متروك.(77/42)
@ أصبغ بن خليل ثنا الغازي بن قيس عن سلمة بن وردان عن ابن شهاب عن الربيع بن خيثم عن ابن مسعود "قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر اثنتي عشرة سنة وخلف علي بالكوفة خمس سنين فلم يرفع أحد منهم يديه إلا في تكبيرة الافتتاح وحدها" أصبغ كان حافظا للرأي على مذهب مالك ودارت عليه الفتيا ولم يكن له علم بالحديث بل كان يعاديه ويعادي أصحابه فافتعل للتعصب لما رأى عن مالك من ترك اليدين ووقف الناس على كذبه فإن سلمة لم يرو عن الزهري ولم يرو عن الربيع ولا رآه وقد مات ابن مسعود في خلافة عثمان بالإجماع، وفي الميزان هو من وضع أصبغ، وفي اللآلئ عن علقمة عن ابن مسعود "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر فلم يرفعوا" إلخ. موضوع آفته محمد بن جابر اليمامي قلت له طريق أخرى، وقال ابن حجر حسنه الترمذي وصححه غيره، وقال ابن حبان هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة وهو في الحقيقة أضعف شيء، وقال النووي اتفقوا على وضعه، قال الزركشي نقل الاتفاق ليس بشيء فقد صححه ابن حزم والدارقطني وابن القطان وغيرهم وبوب النسائي عليه الرخصة في تركه، ونقل ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية تصحيحه عن الدارقطني وابن القطان "من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له" موضوع "من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له" موضوع.
@ وفي الوجيز ابن عباس "من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر" فيه حسين بن قيس كذبه أحمد قلت أخرجه الترمذي، وقال حسين ضعفه أحمد والعمل عليه فأشار أن العمل يعضد الحديث وقد صرح غير واحد بأن دليل الصحة قول أهل العمل به وإن لم يكن له إسناد معتمد وله شاهد عن عمر مرفوعا.
\\ ص 40 \\
باب
الإمامة وفضلها للعالم التقي وعدم التطوع بعد الإقامة(77/43)
@ في المقاصد "الاثنان فما فوقهما جماعة" أخرجه جماعة من حديث الربيع بن بدر وهو ضعيف لكن له شواهد، واستعمله البخاري ترجمة فاستفيد منه ورود الحديث في الجملة.
@ "قدموا أخياركم تزكوا صلاتكم" للديلمي مرفوعا، وللحاكم والطبراني بسند ضعيف بلفظ "إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم" وروي "علماؤكم فإنه وفدكم فيما بينكم وبين ربكم" وما وقع في هداية الحنفية بلفظ "من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي" فلم أقف عليه بهذا اللفظ.
@ في اللآلئ "من لم تفته ركعة من صلاة الغداة أربعين ليلة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة" فيه إسحاق مجهول اتهموه بالوضع.
@ "يؤم القوم أحسنهم وجها" موضوع.
@ "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ورجلا سمع حي على الفلاح ولم يجب" لا يصح، قلت له شواهد عديدة، وفي الوجيز فيه محمد بن القاسم وليس بشيء، قلت وثقه ابن معين والحديث في الترمذي وله شواهد.
@ في الذيل "لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب إلا أن يكون وراء الإمام" فيه محمد بن أشرس متهم متروك.
@ أبو هريرة رفعه "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة إلا ركعتي الصبح" قال البيهقي هذه الزيادة لا أصل لها وفيه حجاج بن نصير وعباد بن كثير ضعيفان.
باب التطوع
وفيه فصول
[الفصل] الأول : في صلاة التسبيح :
@ القزويني حديث التسبيح عن ابن عباس في المصابيح وذكر أبو الفرج له ست طرق وقال موضوع ثم إني وجدت في شرح السنة طريقا سابعا لم أتحقق حقيقته فإن اقتضى نوعا غير الوضع حملت عليه وإلا فكما نص
\\ ص 41 \\(77/44)
أبو الفرج وذكر ابن أخضر من أصحاب ابن الجوزي عن أحمد ويحيى وغيرهما أنه لا أصل لهذا، وفي المختصر هي لأبي داود وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم عن ابن عباس قال العقيلي وغيره ليس فيها حديث صحيح وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال أبو سعيد العلائي صحيح وحسن، وفي اللآلئ قال الشيخ صلاح الدين في أجوبته عما انتقدها القزويني على المصابيح حديثها صحيح أو حسن وقال غيره له طرق متعاضدة وقال الزركشي قد غلط ابن الجوزي في الحكم بوضعها، وممن صححه الخطيب والسمعاني وأبو موسى المديني وابن الصلاح والنووي وقال الدارقطني أصح شيء من فضائل القرآن قل هو الله أحد، وفي فضل الصلاة صلاة التسبيح، وقال العقيلي والمغربي ليس فيهما حديث صحيح ولا حسن والحق أن طرقه كلها ضعيفة والله أعلم، وفي الوجيز في صلاة التسبيح حديث ابن عباس وفيه صدقة بن يزيد الخراساني ضعيف، وحديث ابن عباس وفيه موسى بن عبد العزيز مجهول، وحديث أبي رافع فيه موسى بن عبيدة ليس بشيء قلت قد أكثر الحفاظ من الرد على ابن الجوزي بذكره في الموضوع وموسى بن عبد العزيز وثقه ابن معين والنسائي وقد صححه جماعة أو حسنوه وليس صدقة في طريقة عباس الخراساني بل غيره وهو ليس بمتروك بل مضعف من قبل حفظه يصلح للمتابعة، وقد ورد حديث التسبيح عن الفضل بن عباس وابن عمر وعلي وغيرهم.
[الفصل] الثاني
في صلاة الأسبوع
@ في المختصر لا يصح في صلاة الأسبوع شيء، وفي ليلة الجمعة اثنتا عشرة ركعة بالإخلاص عشر مرات باطل لا أصل له، وكذا عشر ركعات بالإخلاص والمعوذتين مرة مرة باطل، وكذا ركعتان بإذا زلزلت الأرض خمس عشرة مرة، وفي رواية خمسين مرة والكل منكر باطل، ويوم الجمعة ركعتان والأربع والثمان والاثنتا عشرة
\\ ص 42 \\
لا أصل له، وقيل الجمعة أربع ركعات بالإخلاص خمسين مرة لا أصل له.(77/45)
@ وفي الوجيز "من صلى ركعتين ليلة الجمعة قرأ فيهما بفاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض زلزالها أمنه الله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة" فيه عبد الله بن داود الواسطي منكر الحديث، قلت قال ابن عدي هو لا بأس به إن شاء الله وله شاهد عند الديلمي أورده ابن حجر وقال غريب وسنده ضعيف.
@ وفي اللآلئ "ركعتان في ليلة الجمعة بإذا زلزلت خمس عشر مرة" فيه منكر الحديث وقال ابن حجر سنده ضعيف وله طريق آخر بسند ضعيف.
@ "وركعتان بعد الجمعة في الأولى آية الكرسي مرة والفلق خمسا وعشرين مرة وفي الثانية الإخلاص مرة والناس خمسا وعشرين مرة لا يموت مصليها حتى يرى ربه في المنام" موضوع.
@ وفي الذيل "من صلى يوم الجمعة أربع ركعات يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد مائة مرة فقد أدى حق الجمعة كما أدت حملة العرش من حق العرش" فيه مروان بن محمد ذاهب الحديث "وليلة السبت أربع ركعات بآية الكرسي ثلاثا لمغفرة الوالدين فيه أبان متهم. في المختصر "في يوم السبت أربع ركعات بالكافرون ثلاثا" لأبي موسى المديني ضعيف "وفي ليلة اثنتا عشرة ركعة" لا أصل له، وفي اللآلئ أربع ركعات فقرأ بالإخلاص خمس عشرة موضوع وأربع بالكافرون والإخلاص ثلاثا موضوع، وفي ليلة الأحد أربع ركعات بالإخلاص خمس عشرة موضوع وكذا الأربع بخمسين الإخلاص موضوع وفي المختصر عشرين ركعة بالإخلاص والمعوذتين مرة ضعيف وروى أبو موسى ست ركعات وأربعا والكل ضعيف وفي يومه أربع ركعات بتنزيل السجدة وسورة الملك وفي الأخريين بسورة الجمعة لأبي موسى بلا سند وفي اللآلئ "أربع ركعات فيه بآمن الرسول" موضوع "وفي يوم الاثنين أربع ركعات بآمن الرسول وثلاث قلاقل (1) مرة مرة" موضوع والمتهم به الجوزقاني وهو الذي وضع هذه الصلاة كلها وصلاة الأسبوع ولقد كان له حظ من علم الحديث فسبحان الله من يطمس على القلوب "وفي ليلة الاثنين ست ركعات بالإخلاص عشرين مرة" موضوع، وفي
------- هوامش--------(77/46)
( 1 ) عنى به المؤلف قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. اهـ إدارة.
\\ ص 43 \\
المختصر "فيها أربع ركعات صلاة الحاجة في الأولى الإخلاص عشر مرات وفي الثانية عشرين مرة وفي الثالثة ثلاثين مرة وفي الرابعة أربعين مرة" له بلا سند وهو منكر "يوم الاثنين اثنتي عشرة ركعة بآية الكرسي" له أيضا منكر "وركعتين فيه بآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين مرة مرة" له أيضا منكر "وفي ليلة الثلاثاء ركعات بالإخلاص والمعوذتين خمس عشرة مرة" له أيضا، وروي "أربع ركعات" والكل باطل "وفي يومه عشر ركعات بآية الكرسي مرة والإخلاص ثلاثا" ضعيف "وفي ليلة الأربعاء ست ركعات بقل اللهم" ضعيف جدا وروى هو أيضا "أربعا وثلاثين ركعة" والكل باطل "وفي يومه اثنتي عشر ركعة بآية الكرسي مرة والإخلاص مرة والمعوذتين ثلاثا ثلاثا" له أيضا ووثق رواية لكن فيه كذاب "وليلة الخميس ركعتان بآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين خمسا خمسا" ضعيف جدا "وفي يومه ركعتان بآية الكرسي مائة في الأولى والإخلاص مائة في الثانية" له أيضا ضعيف، وفي الذيل "ركعتان ليلة الخميس بين المغرب والعشاء بآية الكرسي والإخلاص والكافرون والمعوذتين كل خمس مرات تؤديان حق الوالدين وإن لم يبرهما" فيه عاصم بن مضرس متروك.
[الفصل] الثالث في عاشوراء.
- "يوم عاشوراء أربعين ركعة بعد الظهر في كل ركعة آية الكرسي عشر مرات والإخلاص إحدى عشرة ركعة والمعوذتين خمس مرات" موضوع.
- في اللآلئ "فضل أربع ركعات بالفاتحة والإخلاص خمسين مرة يوم عاشوراء" موضوع.
[الفصل] الرابع
في رجب والرغائب.
@ في اللآلئ عن أنس "في أول ليلة رجب عشرون ركعة بالإخلاص مرة"
\\ ص 44 \\
موضوع.(77/47)
- "في يوم من رجب يصوم ويصلي أربع ركعات في الركعة الأولى آية الكرسي مائة مرة وفي الثانية الإخلاص مائة مرة" موضوع.
@ "ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة بالإخلاص عشرين مرة والمعوذتين ثلاثا ثلاثا" موضوع.
@ في المختصر حديث الصلاة المأثور في ليلة السابع والعشرين من رجب لأبي موسى الديني منكر جدا.
@ وصلاة الرغائب موضوع بالاتفاق، في اللآلئ "فضل ليلة الرغائب واجتماع الملائكة مع طوله وصوم أو دعاء وصلاة اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب مع الكيفية المشهورة" موضوع رجاله مجهولون قال شيخنا وفتشت جميع الكتب فلم أجدهم، وفي شرح مسلم للنووي احتج العلماء على كراهة صلاة الرغائب بحديث "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام" فإنها بدعة منكرة من بدع الضلالة والجهالة وفيها منكرات ظاهرة قاتل الله واضعها ومخترعها، وقد صنف الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبدعيها ودلائل قبحها أكثر من أن تحصى، وفي جامع الأصول قال بعد ما ذكر صلاة الرغائب مع الكيفية المعروفة واستجابة الدعاء بعدها هذا الحديث مما وجدته في كتاب رزين ولم أجده في واحد من الكتب الستة والحديث مطعون فيه، وفي تذكرة الآثام أن بعض المالكية مر بقوم يصلون الرغائب وقوم عاكفين على محرم فحسن حالهم على المصلين لأنهم يعلمون أنهم في معصية فلعلهم يتوبون وهؤلاء يزعمون أنهم في عبادة، وفي رسالة السماع للمقدسي اعلم أن للشيخ ابن الصلاح اختيارات أنكرت عليه منها اختياره صلاة الرغائب واحتجاجه عليه، وفي بعض الرسائل قال علي بن إبراهيم حدثت صلاة الرغائب بعد المائة الرابعة والثمانين سنة ولا مزية لهذه الليلة عن غيرها واتخاذها موسما وزيادة الوقود فيها بدعة مما يترتب عليه من اللعب في المساجد وغيرها حرام والانفاق فيها والأكل من الحلوى [أو: الحلواء] وغيرها فيها وأحاديث فضلها وفضل صلاتها كلها موضوعة بالاتفاق، وقد جرت مناظرات طويلة في أزمنة طويلة بين(77/48)
الأئمة وأبطلت فلله الحمد، وفي حديث حسن "من أحيى سنة وأمات بدعة كان له أجر مائة شهيد".
\\ ص 45 \\
[الفصل] الخامس
في البراءة وصلاتها وكثرة وقودها واجتماع الرجال والنساء للصلاة والوعظ فيها وغيرها من المنكرات والاجتماع ليلة ختم رمضان ونصب المنابر والوقود ليلة عرفات.
@ في المختصر حديث صلاة نصف شعبان باطل ولابن حبان من حديث علي "إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها" ضعيف، وفي اللآلئ "مائة ركعة في نصفه بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله" للديلمي وغيره موضوع وجمهور رواته من الطرق الثلاثة مجاهيل وضعفاء والحديث محال "وثنتا عشر ركعة فيها كل ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة" موضوع "وأربع عشرة ركعة فيها" موضوع، وفي الذيل حديث أبي بن كعب "أن جبريل أتاني ليلة النصف من شعبان قال قم فصل إلى أن قال تفتح فيها أبواب السماء وأبواب الرحمة ثلاثمائة باب إلى الصبح فيغفر لجميع من لا يشرك بالله غير مشاحن أو عاشر أو مدمن خمر أو مصر على زنا إلى أن قال فخرج صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وسجد وتعوذ" إلخ. بطوله لم يبين حاله وأصل الحديث بلا طول للترمذي، وفي بعض الرسائل قال علي بن إبراهيم ومما أحدث في ليلة النصف الصلاة الألفية مائة ركعة بالإخلاص عشرا عشرا بالجماعة واهتموا بها أكثر من الجمع والأعياد ولم يأت بها خبر ولا أثر إلا ضعيف أو موضوع ولا يغتر بذكره لها صاحب القوت والإحياء وغيرهما ولا بذكر تفسير الثعلبي أنها ليلة القدر وكان للعوام بهذه الصلاة افتتان عظيم حتى التزم بسببها كثرة الوقود وترتب عليه من الفسوق وانتهاك المحارم ما يغني عن وصفه حتى خشي الأولياء من الخسف وهربوا فيها إلى البراري، وأول حدوث هذه الصلاة ببيت المقدس سنة ثماني وأربعين وأربعمائة، وقال زيد بن أسلم ما أدركنا أحدا من مشايخنا وفقهائنا يلتفتون إلى ليلة البراءة وفضلها على غيرها، وقال ابن دحية(77/49)
أحاديث صلاة البراءة موضوعة وواحد مقطوع ومن عمل
\\ ص 46 \\
بخبر صح أنه كذب فهو من خدم الشيطان قال علي بن إبراهيم وقد رأينا كثيرا ممن يصلي في الليلة القصيرة فيفوتهم الفجر ويصبحون كسالى قال وقد جعلها جهلة أئمة المساجد مع صلاة الرغائب ونحوها شبكة لجمع العوام وطلب رياسة التقدم وملأ بذكرها القصاص مجالسهم وكل عن الحق بمعزل ثم أنه تعال أقام أئمة الهدى في سعي إبطال الصلاة فتلاشى أمرها إلى أن صارت تصلى لعبا ولهوا وتكامل إبطالها في البلاد المصرية والشامية في أوائل سني المائة الثامنة، وقد ضعف ابن العربي حديث عائشة في صلاة النصف مطلقا وعتقاء النار بعدد شعر غنم كلب، قال أحقر عباده حديث عائشة في ذهابه بالبقيع ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب أخرجه الترمذي، قال وفي الباب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وسمعت محمدا يضعف حديث عائشة، قال الترمذي وفيه انقطاعان قلت يجوز العمل بالحديث الضعيف ولعلهم أنكروه هنا لما يقارنه من المنكرات، قال علي وأول حدوث الوقود من البرامكة وكانوا عبدة النار فلما أسلموا أدخلوا الإسلام ما يموهون أنه من سنن الدين ومقصودهم عبادة النيران ولم يأت في الشرع استحباب زيادة الوقود على الحاجة في موضع وما يفعله عوام الحجاج من الوقود بجبل عرفات وبالمشعر الحرام فهو من هذا القبيل، قال وقد أنكر الطرطوشي الاجتماع ليلة الختم في التراويح ونصب المنابر وبين أنه بدعة منكرة وأعظم منه ما يوجد اليوم في مجلس القصاص والبداة من اختلاط الرجال والنساء وتلاصق أجسادهم حتى يروى أن رجلا ضم امرأة من خلف وعبث بها وآخر التزم امرأة وغير ذلك من الفسوق واللغط والسرقة وتنجيس مواضع العبادة وإهانة بيوت الله وكله بدعة وضلالة.
[الفصل] السادس
في العيدين وعرفة(77/50)
- في المختصر قول الثوري من السنة اثنتا عشرة ركعة بعد عيد الفطر وست
\\ ص 47 \\
ركعات بعد الأضحى لا أصل له، وفي الصحيح خلافه وهو أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها ولا بعدها وقول التابعي من السنة كذا موقوف على الصحيح أما قول تابع التابعي فمنقطع "من أحيى ليلتي العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" لابن ماجه ضعيف.
@ في اللآلئ "ليلة الفطر مائة ركعة بالإخلاص عشر مرات" موضوع.
@ "وبعد صلاة عيد الفطر أربع ركعات بسبح اسم ربك وبالشمس وضحاها وبالضحى وبالإخلاص" موضوع فيه مجاهيل وعبد الله بن محمد لا يحل ذكره قلت تابعه سلمة ابن شيب أخرجه.
@ "وليلة النحر ركعتان بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين كل من الأربعة خمس عشرة مرة" فيه وضاع.
@ "ويوم عرفة بعد الظهر أربع ركعات بالإخلاص خمسين وركعتان فيه بالفاتحة مع التسمية ثلاث مرات والكافرون ثلاثا والإخلاص مع التسمية مائة مرة" لا يصح.
@ في الذيل "ما من عبد يصلي ليلة العيد ست ركعات إلا شفع في أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار" فيه إسماعيل كذاب.
[الفصل] السابع
في السنن الرواتب الوتر والتهجد والإشراق والضحى والاستخارة والأوابين وصلاة دخول البيت
@ في الذيل "من صلى الفجر في جماعة ثم اعتكف إلى طلوع الشمس ثم صلى أربع ركعات في الأولى آية الكرسي ثلاثا والإخلاص وفي الثانية والشمس وفي الثالثة والسماء والطارق وفي الرابعة آية الكرسي والإخلاص ثلاث مرات" وذكر ثوابه فيه نوح بن أبي مريم المشهور بالوضع.
@ "من صلى الغداة في مسجده ثم جلس يذكر الله إلى أن تطلع الشمس فإذا طلعت حمد الله وقام فصلى ركعتين إلا أعطاه الله" إلخ. فيه إبراهيم بن حيان ساقط وقيل ضعيف يحدث عن الثقات بالموضوعات.
@ "من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب بفاتحة الكتاب والإخلاص خمس عشرة مرة فله كذا" قال ابن حجر هذا متن موضوع.(77/51)
@ "ركعتان بعد العشاء بالإخلاص عشرين مرة" فيه أبو سليمان يكذب.
@ "وركعتان بعد المغرب في الأولى
\\ ص 48 \\
الإخلاص خمسا وعشرين مرة وفي الثانية إحدى وثلاثين مرة" فيه سليمان بن سلمة متهم.
@ "من لم يداوم على أربع قبل الظهر لم تنله شفاعتي" قال النووي لا أصل له.
@ في الوجيز أبو هريرة "إذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين" فيه إبراهيم ابن يزيد روى عن الأوزاعي مناكير وهذا منها، قلت فرق بين المنكر والموضوع وله شاهد عنه بطريق آخر "إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء" ورجاله موثوقون كذا قيل وأقره ابن حجر فهو حسن، وشاهد آخر بلفظ "صلاة الأولين وصلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك وركعتان إذا خرجت".
@ في المختصر "صلاة الاستخارة" رواه البخاري عن جابر، وقال الإمام أحمد هو حديث منكر قال الحقير استفتيت فيه بعض أئمة مكة المشرفة في كتابة فكتب إلى الجواب بأن أحمد يطلق المنكر على الفرد المطلق وإن كان رواة ثقة مع أن حديث الاستخارة روي عن ستة من الصحابة غير جابر.
@ اللآلئ "الوتر في أول الليلة مسخطة للشيطان وأكل السحور مرضاة للرحمان" وضعه أبان بن جعفر البصري وقد وضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث مما لم يحدث به أبو حنيفة.
@ "أربع ركعات في ظلمة الليل بأربع قلاقل" موضوع.(77/52)
@ في المقاصد "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار" لا أصل له وروى من طرق بعضها عند ابن ماجه وأورد الكثير منها القضاعي وغيره ولكن قرأت بخط شيخنا أنه ضعيف والمعتمد الأول، وأطنب ابن عدي في ورده وظن القضاعي أنه صحيح لكثرة طرقه وهو معذور لأنه لم يكن حافظا، واتفق أئمة الحديث على أنه من قول شريك لثابت قبل سرقة جماعة من ثابت: في الخلاصة قال الصغاني هو موضوع: اللآلئ قال القضاعي في مسند الشهاب روى هذا الحديث جماعة وما طعن أحد منهم في إسناده ولا متنه وقد أنكره بعض الحفاظ وقال أنه من كلام شريك حين دخل ثابت الزاهد عليه وهو يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر المتن فلما نظر إلى ثابت موسى قال من كثرت صلاته إلخ. لزهده فظن ثابت أنه روى الحديث بهذا الإسناد فكان ثابت يحدث به عن
\\ ص 49 \\
شريك عن الأعمش وليس له أصل إلا بهذا الوجه وعن قوم مجروحين سرقوه من ثابت وردوه عن ثابت قال وقد روي لنا من طرق كثيرة وعن ثقات غير ثابت وعن غير شريك
@ وروي عن أنس "شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس" لا يصح المتهم به داود قلت لم ينفرد به بل توبع مع أن له شواهد: خلاصة قال الصغاني موضوع، وفي الوجيز هو حديث أبي هريرة وفيه داود بن عثمان حدث بالبواطيل: قلت قد توبع وشاهده ما أخرجه البخاري في تاريخه عن صهيب وحديث سهل بن سعد.
@ "أحبب من شئت فإنك مفارقه" وفيه "شرف المؤمن قيامه بالليل" إلخ. وفيه محمد بن حميد كذبه أبو زرعة وغيره وزافر سيئ الحفظ لا يتابع على عامة ما يرويه: قلت صححه الحاكم قال ابن حجر اختلف فيه نظر حافظين في طرفي تناقض فصححه الحاكم ووهاه ابن الجوزي، والصواب أن لا يحكم بالوضع ولا بالصحة قلت قد حسنه المنذري ولصدره شاهد عن جابر وروى عن أهل البيت.
@ اللآلئ "عشرون ركعة بعد المغرب في كل ركعة الإخلاص أربعين مرة" لا يصح.(77/53)
@ "من داوم على الضحى ولم يقطعها إلا لعلة كنت وهو في زورق من نور في بحر من نور حتى يزور رب العالمين" موضوع.
@ "ومن صلى الضحى يوم الجمعة أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الفاتحة والمعوذتين والإخلاص والكافرون وآية الكرسي عشرا عشرا فله كذا وكذا ويولد له ولو كان عقيما" موضوع.
@ في الذيل "من صلى ركعتي الضحى كتب الله له ألف ألف حسنة" فيه نوح بن أبي مريم كذاب وضاع.
@ وعن علي رفعه "من صلى سبحة الضحى ركعتين إيمانا واحتسابا كتب له مائتا حسنة ومحي عنه مائتا سيئة ورفع له مائتا درجة وغفر له ذنوبه وكلها ما تقدم منها وما تأخر إلا القصاص والكبائر" إلى آخر ما ذكر ثواب الأربع والست إلى اثنا عشر بقدر ذلك: قال ابن حجر هذا كذاب مختلق وإسناده مظلم مجهول.
\\ ص 50 \\
[الفصل] الثامن
في صلاة الحاجة(77/54)
- في اللآلئ عن عبد الله بن أبي أوفى "من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين" قال الترمذي هذا حديث غريب وفيه فائد يضعف في الحديث، وقال أحمد متروك قلت أخرجه الحاكم في المستدرك وقال أبو الورقاء فائد مستقيم، وفي الوجيز وله شاهد عن أنس للطبراني وفيه عباد بن عبد الصمد ضعيف، وللديلمي وفيه أبو هاشم ضعيف وشاهد عن أبي الدرداء بسند حسن لأحمد: اللآلئ وذلك الشاهد الذي لأحمد بلفظ "من توضأ فاسبغ وضوءه ثم صلى ركعتين يتمهما إلا أعطاه الله ما سأله معجلا أو مؤخرا" أخرجه أحمد والشاهد الذي للديلمي وعن أنس بلفظ "ركعتان بآية الكرسي في الأولى وآمن الرسول في الثانية ثم يدعو بعد السلام اللهم يا مؤنس كل وحيد ويا صاحب كل فريد ويا قريبا غير بعيد ويا شاهدا غير غائب ويا غالبا غير مغلوب يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا بديع السماوات والأرض أسألك باسمك الرحمن الرحيم الحي القيوم الذي عنت له الوجوه وخشعت له ووجلت له القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفعل بي كذا فإنه يقضي حاجته" واثنتا عشرة ركعة في المسجد الجامع يوم الجمعة بعد تقديم صوم الأربعاء والخميس والجمعة وتقديم الصدقة يقرأ في عشرة ركعات آية الكرسي عشرا عشرا وفي الركعتين الإخلاص مرة" فيه أبان بن عياش متروك. واثنتا عشرة ركعة ليلا ونهارا وتتشهد من كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فاثن عليه تعالى وصل على النبي صلى الله
\\ ص 51 \\(77/55)
عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد الفاتحة سبعا وآية الكرسي سبعا وقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير عشرا ثم قل اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع رأسك ثم سلم. للحاكم موضوع فيه عمرو بن هارون كذاب. قلت روى له الترمذي وابن ماجه وكان من أوعية العلم على ضعفه وكثرة مناكيره وما أظنه يتعمد الكذب ووجدت له طريقا آخر قيد فيه "بعد المغرب اثنتا عشرة ركعة في كل ركعة فاتحة الكتاب سبع مرات وسورة حتى إذا كان آخر ركعة قرأ بين السجدتين الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي سبعا سبعا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير عشرا ثم سجد آخر سجدة له فيقول فيه بعد تسبيحه اللهم إني أسألك إلخ. ثم يسأل الله يغفر كل ذنوبه ويستجاب دعوته قال ولا تعلموها سفهاءكم فيدعون لأمر باطل" فيه من تركوه وذكر الزركشي إن أبا حنيفة رحمه الله في الجامع الصغير كره الدعوة بمعاقد العز وإن جاء الحديث إذ لا ينكشف معناه: قال في النهاية بعد بيان معناه وأصحاب أبي حنيفة يكرهونه قال ابن الجزري في الحصن الحصين عن البيهقي وغير واحد وعن نفسه أنه قد جربه لقضاء الحاجة فوجده كذلك وكذا ذكر الديلمي عن غير واحد.
[الفصل] التاسع
في صلاة التوبة ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ القرآن وقضاء الدين وعصمة الأولاد والأملاك.
- اللآلئ : "صلاة التوبة يغتسل ليلة الاثنين بعد الوتر ويصلي اثنتي عشرة ركعة بالكافرون مرة والإخلاص عشر مرات ثم يصلي أربع ركعات ثم يقرأ في سجوده آية الكرسي ثم يجلس ويستغفر مائة مرة ويصبح صائما ويصلي عند إفطاره
\\ ص 52 \\(77/56)
ركعتين بالإخلاص خمس عشرة مرة ويدعو" إلى آخره موضوع. وأيضا "ثمان ركعات ليلة الجمعة بالإخلاص خمسا وعشرين مرة وبعد السلام يصلي ألف مرة تكفر الذنوب ولو ترك صلاة مائتي سنة ويرى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم" موضوع فيه مجاهيل.
- "صلاة رؤيته صلى الله عليه وسلم ركعتان ليلة الجمعة بخمس وعشرين الإخلاص وبعد السلام يصلي على النبي الأمي ألف مرة" لا يصح فيه مجاهيل وأيضا "يغتسل ليلة الجمعة ويصلي ركعتين يقرأ فيهما الإخلاص مرة" فيه ابن عكاشة كذاب.
- صلاة حفظ القرآن الدارقطني قال لعلي رضي الله عنه "صل ليلة الجمعة أربع ركعات في الأولى يس وفي الثانية حم الدخان وفي الثالثة الم السجدة وفي الرابعة تبارك الذي وأحمد بعد التشهد واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم قل اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حب كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني وأسألك أن تنور بالكتاب بصري وتعينني عليه فإنه لا يعنيني على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع خمسا أو سبعا تحفظ بإذن الله وما أخطأ مؤمنا قط" لا يصح فيه محمد بن إبراهيم مجروح وأبو صالح متروك وقيد الدارقطني في روايته بالثلث الأخير من ليلة الجمعة.(77/57)
- في الوجيز ابن عباس "إن عليا قال يا رسول الله إن القرآن تفلت من صدري" إلخ. في دعاء حفظ القرآن فيه محمد بن إبراهيم القرشي مجروح وأبو صالح متروك والوليد يدلس التسوية والمتهم به محمد بن الحسين النقاش قلت قال ابن حجر هذا الكلام كله تهافت والنقاش بريء من عهدته فإن الحديث أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي من طريق ليس فيها النقاش ولا أبو صالح ولا محمد بن إبراهيم.
@ في الذيل "يا ابن عباس ألا أهدي لك هدية علمني جبريل للحفظ تكتب على طاس بزعفران فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص وسورة يس والواقعة والجمعة
\\ ص 53 \\
والملك ثم تصب عليه ماء زمزم أو ماء السماء ثم تشربه على الريق عند السحر بثلاثة مثاقيل من لبان وعشرة مثاقيل من سكر طبرزد وعشر مثاقيل عسل ثم تصلي بعد الشرب ركعتين بمائة مرة { قل هو الله أحد } في كل ركعة خمسين مرة ، ثم تصبح صائما يا ابن عباس فلا يأتي عليك كذا وكذا إلا وتصير حافظا ، وهذا لمن دون ستين سنة . قال ابن عباس : وجدناه نافعا" . هذا كذب بين.
- "وعشرون ركعة بالإخلاص لحفظ النفس والمال والولد والوالدين" موضوع.
- "علمني جبريل دعاء في قضاء الدين فقال من أصابه دين فليتوضأ وليصل إذا زالت الشمس أربع ركعات وليقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد وآية الكرسي فإذا سلم قرأ قل اللهم مالك الملك إلى بغير حساب ثم يقول يا فارج الهم يا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك اقض ديني فإن الله يقضي دينه" وفيها اسم الله الأعظم من نسخة نبيط بن شريط الكذاب.
[الفصل] العاشر
في بعض السجدات وسجدة بعد الوتر(77/58)
- في بعض الرسائل قال أبو سعيد في التتمة جرت عادة بعض الناس بالسجود بعد الفراغ من الصلاة يدعون فيها ولا أصل لتلك السجدة أصلا ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة وذلك بدعة، وقال الغزالي في الإحياء قد جرت عادة بعض العوام بالسجود عند قيام المؤذن للإقامة يوم الجمعة ولا يثبت له أصل في خبر ولا أثر لكن الوجه للتحريم (1) انتهى
- وفي الصحيحين عن عائشة "كان صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته يعني بالليل فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة" وعن القاضي أنه استدل به لجواز التقرب بسجدة فردة لغير التلاوة والشكر وقد
------------- ص 53 -----------
(1) قوله "لكن الوجه للتحريم" لم توجد هذه الزيادة في نسخ الإحياء فحرر. إدارة.
\\ ص 54 \\
اختلفت الآراء في جوازه.
- وفي " الحصن الحصين ": والسجود بعد الوتر موضوع ولكن صح أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعده ركعتين جالسا.
باب
فضل الذكر خفية وجهرا ومد كلمة التوحيد والتسبيح بالأنامل والجلوس مع الذكر وأنه أفضل من الدعاء وذكر الإفطار ودخول السوق والمسبعات
- في المختصر "من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار" صحيح.
- "من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قيل ما إخلاصها قال أن تحرزه مما حرم الله" حسن.
- "يفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه الحفظة على الذكر الذي يسمعه الحفظة سبعين درجة" سنده ضعيف.
- في المقاصد "خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي" صححه ابن حبان وأبو عوانة.
- "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في النشور" روي بسند ضعيف عن ابن عمر.
- "هم القوم لا يشقى جليسهم" متفق عليه في فضل الذاكرين.(77/59)
- اللآلئ صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين يديهما قاص فقال حدثنا أحمد ويحيى عن النبي صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله خلق الله من كل كلمة منها طيرا منقاره من ذهب" وأخذ في قصة نحوا من عشرين ورقة فجعل أحمد ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى ينظر إلى أحمد فقال له أنت حدثته بهذا فيقول والله ما سمعت بهذا إلا الساعة فلما فرغ من قصصه وأخذ القطيعات من الناس ثم قعد ينظر بقيتها قال له يحيى بيده تعال فجاء متوهما لنوال فقال له يحيى من حدثك به قال أحمد ويحيى فقال أنا يحيى وهذا أحمد ما سمعنا بهذا قط في الحديث وإن كان لا بد والكذب فعلى غيرنا فقال له أنت يحيى قال نعم قال لم أزل اسمع أن يحيى أحمق ما تحققته إلا الساعة فقال له كيف تحققته قال كأن ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما قد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين فوضع أحمد كمه على وجهه وقال دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما.
- عن عمر "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" موضوع
\\ ص 55 \\
تفرد به من لا يحتج به وهو صفوان بن أبي الصهباء قلت قال ابن حجر بل هو حديث حسن أخرجه البخاري في خلق الأفعال أورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب واستند إلى تضعيف ابن حبان لصفوان ولم يستمر ابن حبان عليه بل ذكره في الثقات، وللحديث شواهد في الوجيز وكذا وثقه ابن شاهين وابن خلفون وابن معين وحسن الترمذي عن أبي سعيد وأخرجه البيهقي عن جابر والديلمي عن حذيفة.
- في الذيل "يقول الله لا إله إلا أنا كلمتي من قالها أدخلته جنتي ومن أدخلته جنتي فقد أمن والقرآن كلامي ومني خرج" موضوع.(77/60)
- "من قال حين يدخل السوق سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أعطي من الأجر بعدد ما خلق الله إلى يوم القيامة" من نسخة عبد الله بن أحمد الكاذبة.
- "لو يعلم الأمير ما له في ذكر الله لترك إمارته ولو يعلم التاجر ما له في ذكر الله لترك تجارته ولو أن ثواب تسبيحة قسم على أهل الأرض لأصاب كل واحد منهم عشرة أضعاف الدنيا" فيه أبو داود النخعي وضاع كذاب.
- أنس "ليس من الكلام شيء إلا والشفتان تلتقيان إلا ما كان من شهادة أن لا إله إلا الله فإن الشفتين لا تلتقيان بها من حلاوتها وعظمها فاستكثروا من التوحيد في ابتداء كلامكم وآخره" إسناده ظلمات فيه أربعة كذابون،
وعنه: "من قال لا إله إلا الله ومدها هدمت له أربعة آلاف ذنب من الكبائر"
فيه نعيم كذاب(1).
@ "ما من مسلم يصوم فيقول عند إفطاره يا عظيم يا عظيم أنت إلهي لا إله غيرك اغفر لي الذنب العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه علموها عقبكم فإنها كلمة يحبها الله ورسوله ويصلح بها أمر الدنيا والآخرة" هو شاذ بمرة في إسناده مجاهيل.
@ "الذكر شكر من الله تعالى فأدوا شكره" من نسخة نبيط بن شريط الكذاب.
@ في المختصر "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس فلا تغفلن واعقدن بالأنامل فإنها مستنطقات يعني بالشهادة يوم القيامة" صححه الحاكم.
- ابن عمر "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح" إنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص كما في أبي داود
--------- هوامش -------------
(1) تعليق برنامج المحدث :
[مناقشة دار الحديث:(77/61)
قال شيخنا المحدث محمود الرنكوسي ما معناه أن بعض العلماء طعنوا في هذا الحديث بسبب كثرة الثواب الموعود فيه، وأجاب أن مثل هذا الثواب لا يستكثر من الله، وأورد مثال الكافر وكيف يُكَفِّر عنه ذلك القول أكثر من تلك الذنوب، فما بال المسلم!
واستيفاء البحث في هذا الموضوع يكون بالنظر إلى سند الحديث ومتنه:
أما السند فضعيف لوجود كذاب فيه،
وأما المتن فصحيح عقلا ونقلا، وأخطأ من حكم بوضعه بناء على كثرة الثواب الموعود:.
- أما صحته عقلا:
فلما ورد أعلاه، مقارنة مع إسلام الكافر، ولا يبطل هذا الدليل بكون الكافر لم يكن مكلفا، وذلك لما سيأتي نقلا.
- وأما صحته نقلا:
- فأولا لأنه لا يكبر ذنب مع سعة رحمة اللهِ، إلا الشرك، قال تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
- وثانيا لما روى الإمام أحمد، والترمذي وقال حسن غريب، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو:
إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب! فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب! فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج بطاقة فيها "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله". فيقول: أحضر وزنك. فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: فإنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء.
فهذا نص صريح في موضوع البحث، وانظر تعليله، صلى الله عليه وسلم: "ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء".
- وثالثا لقوله صلى الله عليه وسلم:
إن الله تعالى حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى.
رواه الشيخان عن عتبان بن مالك (كشف الخفاء).(77/62)
ختاما يتبين خطأ من حكم على الحديث بالوضع، ونرى سبب إصرار علماؤنا، جزاهم الله الخير، على قصر تصحيح وتضعيف الأحاديث على أكابر محدثي هذه الأمة.
عرفان الرباط وغياث حامد، دار الحديث]
\\ ص 56 \\
والنسائي والترمذي والحاكم.
- حديث كرز بن وبرة عن رجل عن إبراهيم التيمي "إن الخضر علمه المسبعات" لا أصل له ولم يصح قط اجتماع الخضر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا علم اجتماعه ولا حياته ولا موته.
باب
فضل الدعاء لأربعين مسلما وقبوله برفع اليد فيه والصلاة قبله وبظهر الغيب ومن الضعفة وعلى الظالم والكفور وعدم قبوله على الحبيب ودعاء حفظ القرآن والذهاب إلى المسجد ورد البصر وغرس الشجر وطول العمر وسعة الرزق ورؤية الجنازة وللمنعم بجزاك الله ودعائه لا تحوجني إلى شرار خلقك
@ في المختصر "كان صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يسمح بهما وجهه" للترمذي غريب والحاكم ضعيف.
@ "إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة علي فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويرد الأخرى" رواه أبو طالب المكي لم نجده مرفوعا لكنه موقوف على أبي الدرداء.
@ حديث الدعاء للأخ يظهر الغيب وفيه "يقول الله تعالى أعبدي" لم يوجد.
@ "الدعاء يستجاب للرجل في أخيه ما لا يستجاب له في نفسه" لم يوجد.
@ في المقاصد "ليس شيء أكرم على الله من الدعاء" لأبي داود وغيره عن أبي هريرة رفعه.
@ اللآلئ "ما كان الله ليفتح على العبد باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة الله أكرم من ذلك" لا أصل له.
@ "سألت الله عز وجل أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيب" موضوع.(77/63)
@ "من أنعم على أخيه نعمة فلم يشكرها فدعا الله عليه استجيب له" لا يصح: قلت قد توبع من اتهم فيه، وفي الوجيز فيه جعفر بن عبد الواحد يضع وله طريق ثان فيه نصر بن قديد يكذب وشيخه وشيخ شيخه مجهولان عن نصر ابن سيار أمير خراسان قلت أخرجه من الثاني: البيهقي قال له شواهد.
@ في اللآلئ "يستجيب للمتظلمين ما لم يكونوا أكثر من الظالمين فإذا كانوا أكثر منهم
\\ ص 57 \\
فيدعون فلا يستجيب لهم" فيه إبراهيم يضع.
@ عن ابن مسعود رفعه "من أراد أن يوعيه الله حفظ القرآن فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل مادي ثم ليغسله بماء المطر قبل أن يمس الأرض فليشربه على الريق ثلاثة أيام فإنه يحفظه بإذن الله اللهم إني أسألك فإنك مسئول لم يسأل مثلك أسألك بحق محمد رسولك ونبيك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وفرقان محمد وأسألك بكل وحي أوحيته وبكل حق قضيته وبكل سائل أعطيته وبكل ضال هديته وغنى أغنيته وأسألك بأسمائك التي دعاك بها أولياؤك فاستجبت لهم وأسألك بكل اسم أنزلته في كتابك وأسألك باسمك الذي أثبت به أرزاق العباد وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فاظلم وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرت وأسألك باسمك الذي استقل به عرشك وأسألك باسمك الواحد الأحد الصمد الفرد العزيز الذي ملأ الأركان كلها الظاهر الطاهر المطهر المبارك المقدس الحي القيوم نور السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وأسألك بكتابك المنزل بالحق ونورك التام وبعظمتك وبكبريائك أن ترزقني حفظ كتابك القرآن وحفظ أصناف العلم وثبتها في قلبي وسمعي وبصري وتخلط بها لحمي ودمي وتستعمل بها جسدي في ليلي ونهاري فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله" موضوع المتهم به عمر بن صبح قلت له طريق آخر فيه موسى ابن إبراهيم كذاب. وورد عن أبي بكر الصديق(77/64)
وفيه عبد الملك بن هارون دجال وإعضال (1)
@ الصغاني "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" موضوع.
@ في الذيل "من توضأ فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته يريد المسجد فقال بسم الله الذي خلقني فهو يهدين الآية وذكر أنه يستجاب كل لفظة" فيه مسلم بن سالم ليس بشيء.
@ "اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى الأجساد بالطاعة وبطاعة الأجساد الملتئمة وأخذك الحق منهم والخلائق بين يديك ينتظرون فصل قضائك ويرجون
--------- هوامش --------
أي وفي سنده إعضال أيضا اهـ إدارة.
\\ ص 58 \\
رحمتك ويخافون عذابك أن تجعل النور في بصري واليقين في قلبي وذكرك بالليل والنهار على لساني وعملا صالحا فارزقني" إذا دعا به المكفوف في جوف الليل بعد ركعتين رد عليه بصره ولا يدعي به شيء من أمر الدنيا. لم يتبين حاله وسنبينه إن شاء الله تعالى.
@ قال المذنب ذكره ببعض تغيير صاحب العدة عن الدينوري عن ليث بن أبي سليم موقوفا "من دعا لأربعين رجلا من إخوانه من المسلمين يسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم غفر الله له وادخله الجنة بغير حساب" رجاله كلهم ضعفاء.
@ "من رأى جنازة فقال الله أكبر صدق الله ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله اللهم زدنا إيمانا وتسليما كتب له عشرون حسنة في كل يوم من يوم يقولها إلى يوم القيامة" فيه كذاب.
@ "من سره أن ينسأ له في عمره وينصر على عدوه ويوسع عليه في رزقه ويوقى ميتة السوء فليقل حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات سبحان الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش ولا إله إلا الله كذلك والله أكبر كذلك" فيه عمرو بن الحصين متروك كذاب.
@ "أفضل الدعاء أن يقول العبد اللهم ارحم أمة محمد رحمة عامة" فيه راوي الموضوعات.(77/65)
@ "قال علي اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك فقال صلى الله عليه وسلم لا تقل هكذا فإنه ليس أحدا إلا وهو محتاج إلى الناس ولكن قل اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك الذين إذا أعطوا منوا وإن منعوا عابوا" لا أصل له فيه ابن فرضخ متهم بالوضع قلت له طريق آخر عند أبي نعيم.
@ "من غرس غرسا يوم الأربعاء فقال سبحان الله الباعث الوارث أتته بأكلها" هو من أباطيل العباس بن بكار الكذاب.
@ "ما سعد من سعد ولا شقي من شقي إلا بالدعاء" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ "اغتنموا دعاء ضعفاء أمتي فإنه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم" فيه هشام كذبه الصوري والخطيب.
@ "ما من عبد يبسط كفه في دبر صلاته ثم يقول اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إله جبريل وميكائيل وإسرافيل أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر وتعصمني في ديني فإني مبتلى وتنالني برحمتك فإني مذنب وتنفي عني الفقر فإني مستمسك إلا كان حقا على الله أن لا يرد يديه خائبتين
\\ ص 59 \\
فيه متهم.
- " إذا اصطنع أحدكم إلى أخيه معروفا فقال له جزاك الله خيرا يقول الله عز وجل عبدي أسدى إليك أخوك معروفا فلم يكن عندك ما يكافئه وأحلته الخير مني الجنة" قال الخطيب إسناده مظلم وفيه غير واحد من المجهولين.
باب
أدعيته صلى الله عليه وسلم
@ في المختصر "اللهم أصلح الراعي والرعية وهو القلب والجوارح" روي بدون تفسيرهما وكلاهما لم يوجد.
@ "اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي صالحة" لم يوجد.
@ "اللهم إني أعوذ من دنيا تمنع خير الآخرة وأعوذ من حياة تمنع خير الممات وأعوذ بك من عمل أمل يمنع خير العمل" ضعيف.
@ "اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلى فاسكني أحب البلاد إليك فاسكنه الله تعالى المدينة" فيه من هو ضعيف جدا ولهذا قيل لا يختلف أهل العلم في إنكار الحديث ووضعه.(77/66)
@ "اللهم لا تؤمنا مكرك ولا تنسنا ذكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا من الغافلين" من حديث معروف الكرخي مرفوعا من قال هذا الدعاء بعث الله إليه ملكا في أحب الساعات إليه فيوقظه.
@ "اللهم أحيني مسكينا وامتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين" عن أنس وفيه الحارث بن النعمان وأنكره البخاري وغيره قلت تردد فيه ابن حبان من أن للحديث طرقا عن أبي سعيد وأبي قتادة لا يحسن الحكم معها بالوضع، وفي موضع آخر من المختصر هو لابن ماجه. والحاكم مصححا والترمذي مغربا. قلت ذكره أبو الفرج في الموضوعات: القزويني هو حديث المصابيح في عيشه موضوع. اللآلئ فيه الحارث منكر قلت هذا لا يقتضي الوضع وله شاهد وأسرف ابن الجوزي بذكره في الموضوعات وكأنه أقدم لما رآه مباينا لحاله لأنه كان مكفيا، ووجهه البيهقي بأنه لم يسأل ما يرجع إلى القلة بل ما يرجع إلى الإخبات والتواضع، وفي الوجيز أورده. وعن أنس وفيه الحارث بن النعمان أنكره البخاري وعن أبي سعيد وفيه يزيد بن سنان متروك عن أبي مبارك مجهول
\\ ص 60 \\
قلت حديث أنس عند الترمذي والبيهقي والحارث لم يتهم بكذب بل قيل ليس بقوي ومن يوصف بهذا يحسن حديثه بالمتابعة ولحديث أبي سعيد طريق آخر صححه الحاكم وأقره الذهبي وورد عن عبادة بن الصامت وصححه الضياء.
@ وعن ابن عباس "عائشة كان صلى الله عليه وسلم يكثر هذا الدعاء اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري" فيه متروكان قلت أحدهما متابع.
@ الذيل "قال صلى الله عليه وسلم لرجل قد حمل ولده متعك الله به أما إني لو قلت بارك الله لك فيه لفقدته" من نسخة نبيط الكذاب.
باب
الزكاة وتحريها للعالم وزكاة الحلي والدار ولا يجتمع خراج وعشر
@ اللآلئ "أدوا الزكاة وتحروا بها أهل العلم فإنه أبر وأتقى" باطل موضوع.(77/67)
@ "لا يجتمع على مؤمن خراج وعشر" باطل وإنما حكاه أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم من قوله فوصله يحيى وهو متهم.
@ في المقاصد "زكاة الحلي عارية" يذكره الفقهاء وروى من قول ابن عمرو سعيد بن المسيب وإحدى الروايتين عن الشعبي وعن أحمد ابن عمرو عائشة وأنسا وجابرا وأسماء كانوا لا يرون في الحلي زكاة وعن أسماء أنها كانت تحلي بناتها الذهب نحوا من خمسين ألفا ولا تزكيه! قال البيهقي وما يروى مرفوعا "ليس في الحلي زكاة" فباطل لا أصل له.
@ في الذيل أنس "لكل شيء زكاة وزكاة البيت دار الضيافة" لأبي سعيد في الموضوعات وضعه أحمد بن عثمان أو شيخه وقيل منكر.
باب
أن السؤال فاحشة إلا من الحسان والرحماء وحق السائل ورده في المسجد وزجره.
@ في المقاصد "التمسوا الخير عند حسان الوجوه" قيل لابن عباس كم من رجل قبح الوجه قضاء للحوائج قال إنما يعني حسن الوجه عند طلب الحاجة: طرقه كلها
\\ ص 61 \\
ضعيفة ومع هذا لا يتهيأ الحكم على المتن بالوضع كما أشار شيخنا.
@ وفي المختصر "اطلبوا الخير" إلخ. أكثر طرقه ضعيفة، وفي اللآلئ وروى "عند صباح الوجوه" وله طرق وهذا الحديث في نقدي حسن وقد جمعت طرقه في جزء، وفي الوجيز هو للطبراني رجاله إلا عبد الله بن خراش مختلف فيه وهذا الطريق على انفرادها علي شرط الحسن فكيف ولها متابعات.
@ أبو سعيد "اطلبوا الفضل من الرحماء تعيشوا في أكنافهم" إلخ. فيه عبد الرحمن السدي مجهول: قلت إنما فيه محمد بن عبد الرحمن السدي الصغير المعروف بالكذب لكنه توبع عن داود بن أبي هند وورد من حديث علي صححه الحاكم: الصغاني هو موضوع، وفي اللآلئ بزيادة "فإني جعلت فيهم رحمتي ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإني جعلت فيهم سخطي" وذكر ابن حجر له طرقا وشواهد واختلاف الألفاظ.(77/68)
@ "دخل صلى الله عليه وسلم على بلال يوما من الأيام فوقف بالباب سائل فرده بغير شيء فقال يا بلال رددت السائل وهذا التمر عندك قال بلى يا رسول الله كنت صائما وأردت أن أفطر عليه فقال إن أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فلا تخبأ شيئا رزقته ولا تمنع شيئا سألته" لا يصح فيه واضع قلت له شواهد منها ما روى "أنه صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة من التمر فقال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيافتك قال أما تخشى أن يكون له دخان في نار جهنم أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا" ومنها غير ذلك: قال المصنف هذه الأحاديث كانت في صدر الإسلام حين كان الادخار ممنوعا والضيافة واجبة ثم نسخ الأمران وإنما دخل الدخيل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنسخ والله أعلم.
@ الصغاني "لولا أن السؤل يكذبون ما قدس من ردهم" موضوع.
@ وفي المقاصد و اللآلئ والمختصر "لو صدق السائل ما أفلح من رده" العقيلي لا يصح في الباب شيء وروي "لو صدق المساكين" وله طرق لا تخلو عن ضعاف وقال ابن عبد البر أسانيدها ليست بقوية، وقال ابن المديني لا أصل لها.
@ القزويني "أعطوا السائل وإن جاء على فرس" هو حديث المصابيح موضوع، وفي المختصر
\\ ص 62 \\
"للسائل حق وإن … " إلخ. لا يصح، وفي المقاصد سنده جيد كما قال العراقي وتبعه غيره لكن قال ابن عبد البر أنه ليس بالقوي وله طرق لا تخلو عن ضعف.
@ وفي الذيل "من رد جائعا وهو قادر على أن يشبعه" سيجيء في الرتنيات.
@ "إن أتاك سائل على فرس باسط كيفه فقد وجب له الحق ولو بشق تمرة" من نسخة أبي هدبة عن أنس، وفي الوجيز عده أحمد من أربعة موضوعات تدور في الأسواق: قال العراقي لا يصح هذا عن أحمد فإنه أخرجه في مسنده عن الحسين بن علي رضي الله عنه بسند جيد رجاله ثقات، وأخرجه أبو داود عنه وعن علي وأخرجه ابن عدي عن ابن عباس والطبراني عن الهرماس بن زياد.(77/69)
@ في المختصر "مسألة الناس من الفواحش ما أجد من الفواحش غيرها" لم يوجد.
@ "من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله ومن لم يسألنا فهو أحب إلينا" إسناده جيد.
@ في الذيل "إذا وقف السائل عليكم فدعوه حتى يفرغ من كلامه فإن كان شيء فابلغوه إياه وإن لم يكن فقولوا رزقنا الله وإياك ولا تقولوا بورك قيل وأعرضوا عليه الماء" فيه محمد بن سليمان.
@ ابن حبان سمعت جعفر بن أبان يملي ثنا محمد بن رمح ثنا الليث عن ابن عمر رفعه "ينادي مناد أين بغضاء الله فيقوم سؤال المساجد" فقلت لا تكذب على رسول الله وخوفته حتى حلف لا يحدث بمكة.
@ في الوجيز "إذا رددت على السائل ثلاثا فلا بأس أن تزبره": عن ابن عباس وفيه الوليد بن الفضل يروى المناكير، وعائشة وفيه وهب بن زمعة يضع قلت لحديث ابن عباس طرق أخر للديلمي ليس فيه الوليد وورد عن أبي هريرة الطبراني.
باب
فضل السخاء والإحسان إلى فقير أو غني أو قريبه أو نفسه وأنه شرط الولي والتصديق بكرة وتصدق الخازن وذم الشح وأنه سبب السلب وأن طعامه داء وأنه ظلم أي ظلم
- في المختصر "كل معروف فعلته إلى غني أو فقير صدقة" ضعيف.
@ وفي
\\ ص 63 \\
المقاصد "كل معروف صدقة" للشيخين وروي بزيادة "وكلما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له صدقة" وبزيادة "يضعه أحدكم إلى غني أو فقير".
@ وفي الباب عن جماعة من الصحابة: في المختصر "السخاء شجرة في الجنة أغصانها متدلية إلى الأرض فمن أخذ منها غصنا قاده ذلك الغصن إلى الجنة" لجماعة كلها ضعيفة، ولابن الجوزي في الموضوعات، وفي اللآلئ زاد البيهقي "والبخل شجرة من شجر النار أغصانها مدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى النار" ضعيف وذكر له طرقا لا تخلو عن كذاب أو ضعيف.(77/70)
@ الصغاني "تجافوا عن ذنب السخي فإن الله تعالى أخذ بيده كلما عثر" موضوع، وفي المختصر هو لجماعة ضعيف ولابن الجوزي في الموضوعات: اللآلئ أخرجه الدارقطني عن ابن مسعود وقال تفرد به عبد الرحيم بن حماد قلت بل توبع محمد بن حميد، وورد عن ابن عباس وأبي هريرة، والوجيز بلفظ "تجاوزا" قال وله شاهد بلفظ "تجافوا" إلخ. وفي إسناده مجاهيل.
@ الذيل "أقبلوا لحسن الخلق السخي زلته فإنه يعثر حتى يأخذ الله بيده" من نسخة نبيط الكذاب.
@ "إذا أراد الله بعبده خيرا بعث إليه ملكا من خزان الجنة فيمسح ظهره فيسخي نفسه بالزكاة" هو حديث محمد ابن الأشعث عن أهل البيت وله نسخة عنهم عامة أحاديثها مناكير.
@ "يقول الله عز وجل السخي مني وأنا منه وإني لأدفع عن السخي عذاب القبر وشدة القيامة والسخي يمشي على الأرض وأنا عنه راض" من كتاب العروس الذي أحاديثه منكرة.
@ الخلاصة "الجنة دار الأسخياء" موضوع قاله الصغاني: المختصر ضعيف وابن الجوزي فيها والوجيز هو حديث عائشة وفيه جحدر عن بقية وجحدر يروي المناكير ويسرق: قلت تابعه عن بقية محمد بن عوف.
@ المقاصد "السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار" وذكر في البخيل ضده ذكره ابن الجوزي قال الدارقطني لا يثبت شيء من طرق هذا الحديث قال شيخنا ولا يثبت من هذه العبارة أن يكون موضوعا فالثابت يشمل الصحيح والضعيف دونه وهذا ضعيف: اللآلئ زاد العقيلي في آخره "والفاجر السخي أحب إلى الله
\\ ص 64\\
من عابد بخيل" وقال لا أصل له فيه سعيد الوراق ليس بشيء قلت أخرجه الترمذي والبيهقي وقال سعيد ضعيف وذكر السخاوي شطره الأخير وقال لا أصل له.(77/71)
@ الوجيز "السخي قريب من الله" إلخ. عن أبي هريرة وفيه سعيد الوراق، وعن عائشة وفيه سعيد بن مسلمة وتابعه غريب بن عبد الله وهو مجهول وعن أنس وفيه محمد ابن تميم يضع: قلت حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي وتابع الوراق عبد العزيز ابن أبي حازم وتبع تليد بن سليمان سعيد بن مسلمة.
@ الخلاصة "يحب السماحة ولو على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية" موضوع قاله الصغاني: اللآلئ هو عند ابن عدي بلفظ "يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الأرض فيرزق الله كل عبد على قدر همته يا زبير الله يحب السماحة ولو بفلق تمرة ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب" لا يصح.
@ "الفقراء مناديل الأغنياء يمسحون بها ذنوبهم" موضوع.
@ "باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها" لا أصل له قلت له طريق آخر ضعيف، وفي الوجيز هو حديث أنس وفيه أبو يوسف لا يعرف وبشير بن عبيد منكر الحديث قلت أخرجه البيهقي وأبو يوسف هو القاضي المشهور صاحب أبي حنيفة وله شاهد من حديث بسند ضعيف، وفي المقاصد فيه كذاب قال شيخنا ولكن لا يتبين لي وضعه كما حكم به ابن الجوزي سيما وله شاهد معنى ولفظا وقد ذكره رزين في جامعه مع أنه ليس في شيء من الأصول.
@ "الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا موفرا طيب نفسه إلى الذي أمر به أحد المتصدقين" متفق عليه.
@ الخلاصة "من أيقن بالخلق جاد بالعطية" موضوع عند الصغاني.
@ في المقاصد "إن لله تعالى عبادا يخصهم بالنعم لمنافع العباد فمن بخل بتلك المنافع عن العباد نقلها الله تعالى وحولها إلى غيره" ضعيف.
@ "طعام الجواد دواء وطعام البخيل داء" رجاله ثقات، وفي المختصر قال شيخنا هو حديث منكر قال الذهبي هو كذب قال ابن عدي باطل عن مالك فيه مجاهيل وضعفاء ولا يثبت.(77/72)
@ "ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس إليه فمن لم يتحمل تلك المؤونة عرض تلك النعمة للزوال" وروي "من عظمت نعمة الله عليه عظمت حوائج الناس إليه" روى عن
\\ ص 65 \\
معاذ رفعه وله طرق باختلاف ألفاظ يؤكد بعضها بعضا، وفي المختصر "من عظمت" إلخ. روى عن وجوه كلها غير محفوظة وما عظمت إلخ. ضعيف.
@ "لا ينبغي لمؤمن أن يكون جبانا ولا بخيلا" لم يوجد.
@ "إن الله ليبغض البخيل حياته السخي عند موته" لم يوجد سوى ما في الفردوس بغير سند.
@ "يقول قائلكم الشحيح أعذر من الظالم عند الله تعالى "حلف الله بعزته وعظمته وجلاله لا يدخل الجنة شحيح ولا بخيل" لم يوجد، وفي الذيل.
@ "منع الخمير يورث الفقر ومنع الملح يورث الداء ومنع الماء يورث النذالة ومنع النار يورث النفاق" فيه سليمان بن عمرو وأبو داود النخعي كذاب.
@ "لو أن ليهودي حاجة إلى أبي جهل فطلب مني قضاءها لترددت إلى باب أبي جهل مائة مرة" موضوع رتني.
باب
الهدية سيما عند الحاجة
@ في المختصر "تهادوا تحابوا" ضعيف "من أهدى له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها" لابن حبان والطبراني والبيهقي ضعيف، وفي المقاصد روى عن ابن عباس والحسن بن علي وعائشة مرفوعا قال العقيلي لا يصح في هذا الباب شيء عند النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قال البخاري عقيب إيراده تعليقا أنه لا يصح ولكن هذه العبارة من مثله لا تقتضي البطلان بخلافها من العقيلي وعلى كل حال فقد قال شيخنا والموقوف أصح.(77/73)
@ وفي الوجيز "إذا أتى أحدكم بهدية فجلساؤه" إلخ. عن ابن عباس وفيه عبد السلام بن عبد القدوس يروى الموضوعات وتابعه مندل ابن علي ضعيف، وعن عائشة وفيه الوضاع لا يتابع عليه قلت حديث ابن عباس علقه البخاري في صحيحيه وهو مشعر بأن له أصلا ولعبد السلام ومندل متابع ومندل لم يتهم بكذب بل لين وقيل جائز الحديث يتشيع وله شاهد عن الحسن بن علي.
@ اللآلئ: عن أنس "إن أحسن الهدية إمام الحاجة" قال الدارقطني باطل "نعم مفتاح الحاجة الهدية بين يديها" لا يصح فيه عمرو بن خالد كذاب واضع روى
\\ ص 66 \\
الخطيب عن العتيقي قال حضرت الدارقطني وقد جاءه أبو الحسين البيضاوي ببعض الغرباء وسأله أن يقرأ له شيئا فامتنع واعتل ببعض العلل وسأله أن يملي عليه أحاديث فأملى عليه الدارقطني "نعم الشيء الهدية إمام الحاجة" وانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه وأملى عليه من حفظه بضعة عشر حديثا متون جميعها "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" قال المؤلف واعجبا منه كيف روى حديثين ليس فيهما ما يصح ولم يبين قلت بل واعجبا من المؤلف كيف يحطم على رد الأحاديث الثابتة من غير تثبت ولا تتبع فإن حديث "إذا أتاكم" ورد من رواية أكثر من عشرة من الصحابة فهو متوافر عند من يكتفي بالعشرة وحديث الهدية ورد عن عائشة والحسن بن علي.
باب
القرض وإنظار المعسر
@ في المقاصد "القرض مرتين في عفاف خير من الصدقة مرة" الديلمي مسند من حديث ابن مسعود.
@ وفي الباب عن أنس بل لابن ماجه مرفوعا "من أنظر معسرا كان له مثله كل يوم صدقة ومن أنظره بعد أجله كان له مثله كل يوم صدقة" وسنده ضعيف: قال الحاكم صحيح على شرطهما ولابن ماجه بسند ضعيف "الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمان عشر"، وفي المختصر "رأيت على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها" إلخ. لا بن ماجه ضعيف.(77/74)
@ في الذيل "من شدد على أمتي في التقاضي إذا كان معسرا شدد الله عليه في قبره" في سنده الطايكاني مع أن شيخه كذاب.
باب
أن إشباع مؤمن بالمشتهي أفضل من بناء الكعبة ولا يتكلف الضيف وإجابة الوليمة إن دعي سيما التقى ولا يصوم.
@ في المختصر "من أطعم أخاه حتى يشبعه وسقاه حتى يرويه باعده الله من
\\ ص 67 \\
النار سبع خنادق ما بين كل خندقين مسيرة خمسمائة عام" للطبراني غريب منكر أو موضوع، وفي اللآلئ قال ابن حبان موضوع فيه رجاء بن أبي عطاء روى عن المصريين الموضوعات، ومن العجيب تصحيح الحاكم لهذا الحديث مع قوله أن رجاء صاحب موضوعات، وفي الوجيز "من أطعم أخاه خبزا" إلخ. فيه رجاء قلت وثقه الذهبي وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال في الميزان غريب منكر.
@ الصغاني "ما من عمل أفضل من إشباع كبد جائعة" موضوع: اللآلئ قال ابن حبان فيه زربي منكر الحديث قلت روى له الترمذي وابن ماجه: الوجيز قلت له شواهد تقضي بحسنه.
@ الذيل "لما بنى إبراهيم عليه السلام البيت صلى في كل الركن ألف ركع فأوحى الله إليه يا إبراهيم كأنك سترت عورة أو أشبعت جوعة" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال وكذا "من أشبع جوعة أو ستر عورة ضمنت له الجنة" "من أكل طعام متق نقى الله قلبه وجوفه من الحرام أربعين سنة وكتب له عبادة أربعين سنة" من نسخة أبي هدبة.
@ عن أنس في المختصر "من صادف من أخيه شهوة غفر له ومن سر أخاه المؤمن فقد سر الله تعالى" للطبراني باطل لا أصل له وقال أبو الفرج موضوع باطل.
@ في الوجيز أبو الدرداء "من وافق من أخيه شهوة غفر الله له" فيه عمر بن حفص: متروك قلت له شواهد عن أبي هريرة بلفظ "من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله النار" عند البيهقي قال هو بهذا السند منكر.
@ اللآلئ "من لذذ أخاه بما يشتهي كتب له ألف ألف حسنة" قال أحمد باطل "أجيبوا صاحب الوليمة فإنه ملهوف" لا يصح.(77/75)
@ الخلاصة "من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم" موضوع عند الصغاني.
@ في المقاصد "أنا وأتقياء أمتي برآء من التكلف وصالحوا أمتي" قال النووي ليس بثابت قلت روى معناه بسند ضعيف وأورده الغزالي، وفي المختصر هو ضعيف "لا يتكلفن أحد ضيفه ما لا يقدر عليه" ضعيف.
@ "من مشى إلى طعام لم يدع إليه مشى فاسقا وأكل حراما" مضعف، ولأبي داود بلفظ "من دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا" ضعيف.
\\ ص 68 \\
باب
الإحسان إلى الكرام دون اللئام وجبر قلوبهم وحب المحسن وزكاة الجاه بالسعي في حوائجهم وقود أعمى.
- في المقاصد : " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها" روى مرفوعا وموقوفا على الأعمش وكلاهما باطل روى أن الأعمش قال لما ولي الحسن بن عمارة يا عجبا من ظالم ولي المظالم ما للحائك ابن الحائك والمظالم فأخبر به الحسن فوجه إليه أثوابا فمدحه فقيل له غدا هجوته تروي هذا الحديث وفيه تأمل فإن الأعمش ناسك تارك أجل من هذا المنصب وربما يستأنس للحديث بحديث "اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة يرعاه قلبي".
@ "الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله" للطبراني وغيره له طرق متأكدة.
@ "ما عبد الله بشيء أعظم من القلوب" لا أعرفه مرفوعا.(77/76)
@ خلاصة "لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين كما أن الرياضة لا تصلح إلا في نجيب" موضوع عند الصغاني، وفي اللآلئ هو حديث عائشة رضي الله عنها قال العقيلي لا يصح في هذا المتن شيء وفيه يحيى وضاع قلت له متابعون وللحديث شاهد عن أبي أمامة وفي الوجيز عائشة رضي الله عنها "لا تصلح إلى آخره" وفيه "كما لا تنفع الرياضة إلا عند نجيب" فيه متروك قلت تبعه جماعة من الضعفاء ويروى أنه قول عروة وله شاهد عن أبي أمامة بلفظ "إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين أو لذي حسب أو لذي حلم" وفي إسناده مجهول، وعن جابر رفعه "إذا أراد الله بعبد خيرا جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ وإذا أراد بعبد شرا جعل صنائعه ومعروف في غير أهل الحفاظ" فقال حسان بن ثابت:
إن الصنيعة لا تكون صنيعة
-------------- حتى يصاب بها طريق المصنع
فقال صلى الله عليه وسلم : "صدق".
- في الذيل "من أودع كريما معروفا فقد استرقه ومن أولى لئيما معروفا فقد استحلت عداوته إلا وأن الصنائع لأهل
\\ ص 69 \\
السعادة" فيه مجاهيل.
@ "اصنعوا المعروف إلى من هو أهله ومن ليس أهله فإن لم يصب أهله فأنت أهله" من نسخة عبد الله بن أحمد الموضوعة.
@ في المقاصد "اتق شر من أحسنت إليه" لا أعرفه ويشبه أن يكون كلام بعض السلف وهو محمول على اللئام.
@ اللآلئ "إذا كان يوم القيامة دعا الله تعالى عبدا من عبيده فيقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله" لا أصل له فيه يوسف بن يونس لا يحتج به قلت وثقه الدارقطني وله شاهد بسند فيه منكر.
@ "من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين مغفرة واحدة منها صلاح أمره كله واثنتان وسبعون درجة له يوم القيامة" موضوع آفته زياد قلت له طريق آخر.
@ في المختصر "من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين" ضعيف.
@ "إن أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على المؤمن" ضعيف.
@ "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" ضعيف.(77/77)
@ في الذيل "إن الله تعالى عز وجل يكافئ من يسعى لأخيه المؤمن في حوائجه في نفسه وولده إلى سبعة آباء فلا تملوا نعم الله عليكم فقد جعلكم لها أهلا فإن مللتموها حرمكم فضله" قال الخطيب باطل.
@ "من سعى لأخيه في حاجة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" موضوع.
@ "من أخذ بيد مكروب أخذ الله بيده" في الميزان كذب اتهم به أحمد بن الحسين.
@ في المقاصد "من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين حسنة ومحا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب" لا يصح "من أقاد أعمى مكفوفا أربعين يوما أدخله الله الجنة" له طرق عن ضعاف أو مجاهيل: الصغاني هو بلفظ "أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه" موضوع في الوجيز أورده عن ابن عمر بخمسة طرق وعن جابر بطريقين وعن أنس بهما وعن ابن عباس وأبي هريرة كلها لا تخلو عن كذاب أو ضعيف: قلت عن ابن عمر طريق سادس أيضا ضعيف.
\\ ص 70 \\
باب
فضل الصوم ونية فريضة ثلاثين وتسميته برمضان وعتقاء كل ليلة والإفطار بتمرة وكفارة نقضه وسره وصوم يوم الشك والبيض
@ خلاصة "صوموا تصحوا" موضوع عند الصغاني، وفي المختصر هو ضعيف.
@ "لكل شي زكاة وزكاة الجسد الصوم" ضعيف.
@ وفي الذيل "يسبح للصائم كل شعرة منه ويوضع للصائمين والصائمات يوم القيامة تحت العرش مائدة من ذهب" إلخ. فيه أبو عصمة وضاع.
@ أبو هريرة "ثلاثة لا يسألون عن نعيم المطعم والمشرب المفطر والمتسحر وصاحب الضيف وثلاثة لا يلامون على سوء الخلق المريض والصائم حتى يفطر والإمام العادل" فيه مجاشع يضع.
@ أنس "من صام يوما تطوعا فلو أعطي ملء الأرض ذهبا ما وفي بأجره دون يوم الحساب" فيه كذابان.
@ في اللآلئ حديث سر فريضة ثلاثين بسبب بقاء الشجرة في جوف آدم ثلاثين فيه من يحدث بالمناكير.(77/78)
@ "لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ولكن قولوا شهر رمضان" موضوع قلت اقتصر البيهقي على تضعيفه، وفي الوجيز فيه أبو نجيح ليس بشيء قلت هو ضعيف لا موضوع وله شاهد قول مجاهد.
@ اللآلئ "إن لله في كل يوم عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار" لا يثبت.
@ "إن لله في كل يوم من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار كلهم استوجب النار" قال ابن حبان باطل لا أصل له وله طريق آخر بزيادة "فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعد ما مضى".
@ "إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام وإذا سلم رمضان سلمت السنة" فيه كذاب وقال البيهقي فيه ضعيف.
@ "من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة" فيه موسى الواضع.
@ "من أفطر يوما من رمضان من غير علة فعليه صوم شهر" فيه ضعيف قلت له طريق آخر.
@ في الذيل عن أنس "مطرت
\\ ص 71 \\
السماء بردا فقال لي أبو طلحة ناولني من هذا البرد فناولته فجعل يأكل وهو صائم فقلت تأكل وأنت صائم قال يا ابن أخي إنه ليس طعام ولا شراب وإنما هو بركة من السماء تطهر به بطوننا فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذ من أدب عمك" فيه عبد الله بن الحسين يسرق في الحديث.
@ "تدرون لم سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب وإن في رمضان ثلاث ليال من فاتته فاته خير كثير ليلة سبع عشرة وليلة تسع عشر وليلة إحدى وعشرين وآخرها ليلة فقال عمر يا رسول الله سوى ليلة القدر قال نعم ومن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له" فيه زياد بن ميمونة كذاب.
@ خلاصة "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم" هذا كلام عمار بن ياسر.
@ حديث ابيضاض أيام البيض موضوع قلت له طرق.
@ "صوم البيض أول يوم يعدل ثلاثة آلاف سنة واليوم الثاني يعدل عشرة آلاف سنة واليوم الثالث يعدل ثلاث عشرة ألف سنة" موضوع قلت له طريق آخر غريب وبقية الصيام يجيء في الفضائل.(77/79)
*2* باب فضائل الحج والطواف سيما في المطر ومنفرد وشفاعة البيت للحجاج وعددهم كل سنة ورفع حصى المقبول ومن مات في الحرم أو الطريق وإثم تاركه ومؤخره على التزويج والأجرة على الحج والحجر الأسود وزمزم ومقبرتا الحرمين وخراب الدنيا بعد خراب البيت وتعظيم الحاج ووداعه وقت سفره.
@ خلاصة "الحج جهاد" كل ضعيف موضوع عند الصغاني.
@ اللآلئ "إن الله تعالى لا ييسر لعبده الحج إلا بالرضى فإذا رضي عنه أطلق له الحج" لا يصح.
@ في المقاصد "من صبر بالبيت أسبوعا وصلى خلف المقام ركعتين وشرب ماء زمزم غفرت له ذنوبه بالغة ما بلغت" للواحدي وغيره وعند الديلمي بلفظ "من طاف بالبيت أسبوعا ثم أتى مقام إبراهيم فركع عنده ركعتين ثم أتى زمزم فشرب
\\ ص 72 \\
من مائها أخرجه الله من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ولا يصح باللفظين، وقد ولع به العامة كثيرا وتعلقوا في ثبوته بمنام وشبهه مما لا تثبت الأحاديث النبوية بمثله مع العلم بسعة فضل الله، وكذا من المشهور بين الطائفين حديث "من طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنوبه" قال الصغاني لا أصل له.
@ وفي المقاصد "الطائفون يحرصون عليه وهو فعل حسن حتى أن بعضهم طاف سباحة بل وقع ذلك لابن الزبير، وقد ذكره بهذا اللفظ في الإحياء بل عنده أيضا "من طاف أسبوعا خاليا حاسرا كان له كعتق رقبة" وروي "من طاف بالكعبة في يوم مطير كتب الله له بكل قطرة تصيبه حسنة ومحا عنه بالأخرى سيئة" ويشهد لذلك كله كثرة الوارد في فضل مطلق الطواف "ينزل على أهل البيت في كل يوم مائة وعشرين رحمة" للبيهقي بسند حسن، ولابن حبان في الضعفاء وقال أبو حاتم منكر.
@ "للبيت رب يحميه" من كلام عبد المطلب لصاحب الفيل.
@ في المختصر "إن الله تعالى قد وعد هذا البيت أن يحجه في كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا كملهم الله بالملائكة وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة وكل من حجها يتعلق بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها" لا أصل له.(77/80)
@ في المقاصد "ما قبل حج امرئ إلا رفع حصاه" عن ابن عمر رفعه، وعن غيره وعن البعض أنه شاهد رفع الحصاة عيانا.
@ خلاصة "من مات في طريق مكة حاجا لم يعرضه الله تعالى ولم يحاسبه" موضوع عند الصغاني، وكذا "من مات بين الحرمين بعثه الله آمنا يوم القيامة"، وفي اللآلئ قلت أفرط المؤلف في حكمه بوضع الحديثين واقتصر البيهقي على تضعيفهما والذي أستخير الله في الحكم لمتن الحديث بالحسن لكثرة شواهده والحديث الأول عن جابر بسند فيه إسحاق كذاب قلت له طريق آخر وروي عن ابن عمر بلفظ "من مات في طريق مكة في البدأة أو في الرجعة وهو يريد الحج أو العمرة" إلخ.
@ وفي الوجيز جابر "من مات في أحد الحرمين بعث آمنا سالما استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين" ابن عمر "من مات بين الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله بلا حساب ولا عذاب" وعائشة "من
\\ ص 73 \\
مات في طريق مكة لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه" كلها لا تخلو عن واضع أو متروك قلت طعنوا في الثالث عبد الله بن ناقع وليس كما ظنوا فإنه الصانع أو ابن ثابت ولا أعلم فيهما مطعنا وله شاهد.
@ اللآلئ "من ملك زادا أو راحلة إلى البيت ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا" لا يصح: قال الترمذي فيه هلال مجهول قلت قال الذهبي قد جاء بإسناد أصلح منه، وقال القاضي لا التفات إلى حكم ابن الجوزي بالوضع كيف وقد أخرجه الترمذي في جامعه وقد قال أن كل حديث في كتابه معمول به إلا حديثين وليس هذا أحدهما والحديث مؤول، وقال الزركشي قد أخطأ ابن الجوزي إذ لا يلزم من جهل الراوي وضع الحديث مع أن له طرقا.
@ "من تزوج قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية" فيه من روى الموضوعات.
@ "يدخل الله بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة الميت والحاج والمنقذ" لا يصح قلت اقتصر البيهقي على تضعيفه وله شاهد.
@ عن أنس "مثل الذي يحج عن أمتي كمثل أم موسى كانت ترضعه وتأخذ الكراء من فرعون" موضوع.(77/81)
@ في الذيل "لما نادى إبراهيم بالحج لبى الخلق فمن لبى تلبية واحدة حج حجة واحدة ومن لبى مرتين حج حجتين ومن زاد فبحساب ذلك" من نسخة محمد بن الأشعث التي عامة أحاديثها مناكير.
@ عن ابن عباس "إذا أحرم أحدكم فليؤمن على دعائه إذا قال اللهم اغفر لي فليقل آمين ولا يلعن بهيمة ولا إنسانا فإن دعاءه مستجاب ومن عم بدعائه المؤمنين والمؤمنات استجيب له" فيه إسماعيل كذاب وآخران مجروحان.
@ عن ابن مسعود "من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله تعالى عما افترض عليه" باطل آفته بدر.
@ عن عائشة " إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله فإن مات قبل أن يقضي نسكه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإنفاقه الدرهم الواحد في ذلك الوجه يعدل أربعين ألف ألف درهم فيما سواه من سبيل الله تعالى" قال ابن حجر موضوع.
@ عن أبي سعيد "لو يعلم الناس ما للحجاج من الفضل عليهم لأتوهم حتى يغسلوا أرجلهم" قال الحقير لم يبين حاله ولكن فيه إسماعيل بن أبي عياش كثير الخطأ.
\\ ص 74 \\
- عن ابن عمر "من قضى مناسك الحج من مكة إلى أن يعود فيما يبلغ قضي عنه دينه ما كان قديما وحديثا: فيه وهب بن وهب كذاب.
- "من شيع حاجا خطوات ثم عانقه وودعه لم يفترقا حتى يغفر الله له" فيه البورقي يضع.
- في " الوجيز ": ابن مسعود "ما من عبد ولا أمة دعا الله ليلة عرفات بهذه الدعوات ألف مرة سبحان من في السماء عرشه" إلخ. فيه غزرة بن قيس لا يتابع عليه قلت هذا لا يقتضي الوضع "دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة فأجيب إلا الظالم" إلخ.: عن ابن عباس بن مرداس وفيه كنانة: منكر وعن ابن عمر وفيه وضاع قلت قال ابن حجر حديث العباس لجماعة وصححه الضياء وأخرج أبو داود طرقا وسكت عليه فهو عند صالح وكنانة ذكر في الثقات وهو على شرط الحسن عند الترمذي وله شواهد كثيرة.(77/82)
- في الذيل "من توضأ فأحسن الوضوء ثم مشى بين الصفا والمروة كتب الله له بكل قدم سبعين ألف درجة" فيه كذاب ومجروحان.
- وعن ابن عباس "ما أتيت الركن اليماني قط إلا وجدت جبريل قائما عنده يقول يا محمد استلم وقل اللهم إني أعوذ بك من الكبر والفاقة ومراتب الخزي في الدنيا والآخرة قال لأن بينهما حوضا يليه سبعون ألف ملك" إلخ. فيه نهشل كذاب.
@ الديلمي عن ابن عباس "لا يجتمع ماء زمزم ونار جهنم في جوف عبد أبدا وما طاف عبد بالبيت إلا وكتب الله له بكل قدم يضعه مائة ألف حسنة" إلخ. فيه مقاتل بن سليمان كذاب.
@ دينار عن أنس رفعه "حفر عبد المطلب بئر زمزم فوجد فيها طشتا من ذهب فيه أربعة أركان على كل ركن منها مكتوب سطر: السطر الأول لا إله إلا الله الديان ذو بكة أرخص الشيء مع قلته، والسطر الثاني أنا الله لا إله إلا أنا الديان ذو بكة أغلى الشيء مع كثرته، والسطر الثالث لا إله إلا أنا ذو بكة أخلق الحبة وأسلط عليها الأكلة ولولا ذلك لخزنته الملوك والجبابرة وما قدر فقير على شيء، والسطر الرابع لا إله إلا أنا الله ذو بكة أميت العبد والأمة وأسلط عليهما النتن ولولا ذلك لما دفن حبيب حبيبه" قال ابن حبان دينار يروي عن أنس موضوعات.
@ في المقاصد "ماء زمزم لما شرب له" لابن ماجه عن جابر بسند ضعيف لكن له
\\ ص 75 \\
شاهد عن ابن عباس مرفوعا وموقوفا ومرسلا وعن معاوية موقوفا واستشهد بحديث أبي ذر رفعه "أنه طعام طعم وشفاء سقم" وهذا اللفظ في مسلم وبهذه الطرق يصح الاحتجاج به وقد جربه جماعة من الكبار بل صححه ابن عيينة والدمياطي والمنذري وضعفه النووي، وفي الباب عن صفية وابن عمر وإسناد كل من الثلاثة واه فالاعتماد على ما سبق، وفي المختصر هو لابن ماجه بسند ضعيف ولغيره قال الحاكم صحيح إن سلم من محمد بن حبيب قيل سلم منه: قلت قال ابن الجوزي صححه ابن عيينة.(77/83)
@ "إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم أخرب الدنيا على أثره" لا أصل له.
@ في المقاصد "الحجر الأسود من الجنة" النسائي وزاد الترمذي "وأنه يبعث يوم القيامة له عينان" إلخ. وشواهد الحديث كثيرة.
@ "الحجون والبقيع يؤخذان بأطرافهما وينشران في الجنة" وهما مقبرتا مكة والمدينة ورد في الكشاف وبيض له الرافعي في تخريجه وتبعه شيخنا "سفهاء مكة حشو الجنة" قال شيخنا لم أقف عليه.
*2* باب فضل المدينة المشرفة وزيارتها وفتحها بالقرآن وآبارها وزيارة الخليل والصخرة.
@ في المختصر "من وجد سعة ولم يفد إلي فقد جفاني" لابن عدي والدارقطني في غرائب مالك وابن حبان في الضعفاء والخطيب في رواة مالك وابن الجوزي في الموضوعات ولابن النجار "ما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر".
@ في المقاصد "رحم الله من زارني زمام ناقته بيده" قال شيخنا لا أصل له بهذا اللفظ "من زار قبري وجبت له شفاعتي" أشار ابن خزيمة إلى تضعيفه وروى "كمن زارني في حياتي" وضعفه البيهقي وكذا قال البيهقي طرقه كلها لينة ولكن يتقوى بعضها ببعض، وروي "من زار قبري كنت له شفيعا وشهيدا".
@ "من زارني
\\ ص 76 \\
وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة" قال ابن تيمية والنووي أنه موضوع لا أصل له قال المذنب وكذا السيوطي في الذيل عنهما بلفظ "ضمنت له على الله الجنة" قال وهو كما قالا.
@ "من لم يزرني فقد جفاني" لابن عدي وجماعة بلفظ "من حج ولم يزرني فقد جفاني" ولا يصح: خلاصة قال الصغاني موضوع، وفي اللآلئ قال الزركشي هو ضعيف وبالغ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات.
@ "فتحت القرى بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن" هو قول مالك ورفعه منكر.
@ في المختصر "تفل النبي صلى الله عليه وسلم في بئر أريس" لم أجده.(77/84)
@ في الوجيز عن البراء "من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله" تفرد به عن يزيد متروك قلت يزيد وإن ضعفه بعض من قبل حفظه فلا يلزم به وضع كل حديثه وله شاهد في البخاري.
@ في الذيل "الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة وتحت النخلة آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة" هذا كذب ظاهر.
*2* باب فضل القرآن والنظر فيه والسور وتعلم الصبي التسمية ورفع ورقتها وأنه غير مخلوق وأنه الصحيح والشافي والمغني ويسكت عنده ويدعى عند ختمه ولا يمحى بالريق ولا يمسه الجنب ويبدأ كل أمر بالفاتحة وذم القارئ الفاسق أو المؤاجر والمتغني وغير المتفكر في السور والمشيبة وجدة القارئ.
@ القزويني حديث المصابيح "من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وقوله لعلي رضي الله عنه "ألا أنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره
\\ ص 77 \\
أضله الله وهو حبل الله المتين" موضوعان (1)
@ الصغاني "من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله" موضوع.
@ في المختصر" من قرأ القرآن ثم رأى أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي لقد استصغر ما عظم الله تعالى" ضعيف.
@ "من لم يستغن آيات الله فلا أغناه الله" لم يوجد.
@ "من آتاه الله القرآن فظن أن أحدا أغنى منه فقد استهزأ بآيات الله" ورد من طرق كثيرة كلها ضعيفة.
@ في المقاصد "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" للبخاري: قال الشافعي رضي الله عنه أي لم يقرأه تحزينا.
@ "القرآن كلام الله غير كلام مخلوق فمن قال غير هذا فقد كفر" للديلمي رفعه عن رافع بن خديج وحذيفة وعمران وعن أنس بزيادة "فاقتلوه" وفي الباب عن جماعة أيضا الصغاني هو موضوع.
@ اللآلئ "من قال القرآن مخلوق فقد كفر" لا يصح قلت له طرق.(77/85)
@ "قلنا يا رسول الله نمس القرآن على غير وضوء قال نعم ألا أن تكون على الجنابة" وتفسيره قوله تعالى "لا يمسه إلا المطهرون" أي من الشرك: موضوع.
@ في المقاصد "أبى الله أن يصح إلا كتابه" لا أعرفه، ولكن قال الشافعي لا بد أن يوجد في كتبي الخطأ لقوله تعالى "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فما وجدتم فيها مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه.
@ في الذيل "من تعلم القرآن وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كل قد استوجب النار" قال الخطيب ليس بثابت.
@ "ليس أحد أحق بالجدة من حامل القرآن لعزة القرآن في جوفه" فيه من يكذب.
@ "الجدة تعتري جماع القرآن لعزة القرآن في أجوافهم" كذب آفته وهب بن وهب.
@ "أكرموا القرآن ولا تكتبوه على حجر ولا مدر ولكن اكتبوه فيما يمحى ولا تمحوه بالبزاق وامحوه بالماء" فيه الحكم كذاب يضع.
@ "لا يحرق قارئ القرآن" فيه لاحق كذاب لم يخلق مثله من الكذابين.
@ "إذا ختم أحدكم فليقل اللهم آنس وحشتي في قبري" فيه أحمد بن
------------ هوامش -----------
(1) قلت لي فيه نظر إذ خرجه الترمذي والدارمي، وقال الترمذي هذا حديث إسناده مجهول وفي الحارث مقال: لا يلزم من هذا أن يكون موضوعا كما لا يخفى على المهرة والله أعلم اهـ مصححه.
\\ ص 78 \\
عبد الله الجويباري أحد المشهورين بالكذب.
@ "إذا ختم العبد القرآن صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملك" فيه ابن سمعان كذاب وأبو سعيد العدوي المشهور بالوضع.
@ "يا ابن عباس إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلا وبينه تبيينا لا تنثره نثر الدقل ولا تهذه هذ الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة ويا ابن عباس مثل الهذ بالقرآن كمثل رجل جاء مسرعا فقيل له من أين جئت قال لا أدري" فيه أربعة كذابون.
- "رمدت فشكوت ذلك إلى جبرائيل فقال لي أدم النظر في المصحف" هو مسلسل منكر.(77/86)
@ "فضل حامل القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق" قال ابن حجر كذب.
@ "حملة القرآن أولياء الله فمن عاداهم فقد عادى الله ومن والاهم فقد والى الله" قال خبر منكر.
@ عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قرأت على علي رضي الله عنه فأخذ على خمسا وقال حسبك هكذا أنزل القرآن خمسا خمسا ومن حفظه هكذا لم ينسه إلا سورة الأنعام فإنها نزلت جملة في ألف يشيعها من كل سماء سبعون ملكا حتى أدوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وما قرئت على عليل إلا شفاه الله عز وجل" في الميزان موضوع، وللبيهقي في الشعب وقال فيه من لا نعرفه "من قرأ في ليلة بألم تنزيل الكتاب ويس واقتربت الساعة وتبارك الذي بيده الملك كن له نورا وحرزا من الشيطان والشرك ورفع له في الدرجات يوم القيامة" فيه الحكم كذاب.
@ ابن عباس رفعه "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم يصبه فاقة أبدا ومن قرأ في كل ليلة لا أقسم بيوم القيامة لقي الله يوم القيامة وجهه في صورة القمر ليلة البدر" فيه أحمد اليمامي كذاب.
@ أنس رفعه "من قرأ سورة الواقعة وتعلمها لم يكتب من الغافلين ولم يفتقر هو وأهل بيته، ومن قرأ والفجر وليال العشر غفر له" في ليال العشر فيه عبد القدوس ابن حبيب متروك.
@ ابن عباس رفعه "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أعطي نورا من حيث قرأها إلى مكة وغفر له إلى الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام وصلى عليه سبعون ألف مرة ملك حتى يصبح وعوفي من الداء والدبية وذات الجنب والبرص والجذام والجنون وفتنة الدجال" فيه إسماعيل كذاب وآخران مجروحان.
@ حديث علي رضي الله عنه في فضل سورة إنا أنزلناه بقراءته بعد الفرائض وعند
\\ ص 79 \\
المشي إلى الحاجة للشفاء من المرض والحزن ولرؤيته صلى الله عليه وسلم ولدفع الظلم وبعد الوضوء مع طوله في نحو ورقتين.(77/87)
@ أبو هريرة "من كتب آية الكرسي بزعفران على راحة كفه اليسرى بيده اليمنى سبع مرات ولحسها بلسانه لم ينس أبدا" فيه أحمد بن خالد الجويباري الوضاع المشهور.
@ "من قرأ آية الكرسي لم يتول قبض نفسه إلا الله تعالى" قال تقي الدين اسبكي منكر ويشبه أن يكون موضوعا.
@ "من قرأ آية الكرسي على أثر وضوئه أعطاه الله ثواب أربعين عاما ورفع له أربعين درجة وزوجه أربعين حوراء" فيه مقاتل بن سليمان كذاب.
@ في الوجيز "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" هو عن أبي أمامة تفرد به محمد بن حمير ليس بقوي وعن علي رضي الله عنه وفيه حبة أتعرني ضعيف نهشل كذاب قلت حديث أبي أمامة صحيح على شرط البخاري ومحمد ثقة مشهور وروى له البخاري في صحيحه قال ابن حجر غفل ابن الجوزي فذكره في الموضوعات وهذا من السمج ما وقع له.
@ علي "أن فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو وقل اللهم مالك الملك وفي آخره حلفت لا يقرؤون أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه على ما كان منه وإلا أسكنته حظيرة القدس وإلا نظرت إليه بعيني المكنونة كل يوم سبعين نظرة وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة" إلخ. موضوع تفرد به الحارث بن عميرة يروي الموضوعات عن الأثبات: قلت قال ابن حجر لم نر للمتقدمين فيه طعنا بل أثنى عليه حماد بن زيد ووثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأخرج له أصحاب السنن وذكره ابن حبان في الضعفاء فأفرط في توهينه وبقية رجاله جليلان إلا أن في الإسناد انقطاعا وقد أفرط ابن الجوزي في حكمه بوضعه ولعله استعظم ثوابه: قلت ورد من حديث أبي أيوب حديث ابن مسعود في المروع الذي قرئ في أذنه (فحسبتم إنما خلقناكم عبثا) إلخ. فقال "لو قرأها موقن على جبل لذل" قال أحمد موضوع قلت له طريق آخر على شرط الحسن.(77/88)
@ أبو هريرة "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" فيه عمرو بن
\\ ص 80 \\
راشد يضع قلت أخرجه الترمذي وابن ماجه وليس هو ابن راشد بل عمرو بن أبي خثعم ولم يجرح بكذب فلا يدفع حديثه.
@ أبو هريرة "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورا له ومن قرأ الدخان ليلة الجمعة أصبح مغفورا له" فيه محمد بن زكريا يضع: قلت له طرق كثيرة عنه بعضها على شرط الصحيح أخرجه الترمذي والبيهقي.
@ في الذيل علي رفعه "اقرؤوا يس فإن فيها عشر بركات" إلخ. فيه مسعدة كذبه أبو داود، وقال أحمد خرقنا حديثه منذ دهر.
@ أنس رفعه "أني فرضت على أمتي قراءة يس كل ليلة فمن داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا" فيه سعيد متهم.
@ أنس رفعه "من قرأ شهد الله أنه إلى عند الله الإسلام عند منامه خلق الله منه سبعين ألف ملك يستغفرون له إلا يوم القيامة" فيه مجاشع بن عمر كذاب يضع.
@ ابن مسعود "قال اشتكى ضرسي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فقال اقرأ عليه القرآن وكل عليه التمر ففعلته فبرأ" قال ابن حجر موضوع رجاله ثقات غير عبد الواحد: قلت له طريق أخرى، وعن ابن عباس "قال صلى الله عليه وسلم لرجل اشتكى من ضرسه ضع إصبعك السبابة على ضرسك ثم أقرأ أولم ير الإنسان أنا خلقناه" إلخ. فيه مشهوران بالوضع.
@ وعن ابن مسعود "قال قرأت القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغت هذه الآية أنزلنا هذا القرآن قال ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام موت" قال الذهبي هو باطل ثم ذكر الديلمي سندين بلفظ "يا علي إذا صدع رأسك فضع يدك عليه واقرأ عليه آخر سورة الحشر" ولم يبين حاله.
@ أنس رفعه "إن لكل شيء نسبا ونسبي قل هو الله أحد" إلخ. وفيه فضل قراءتها ألف مرة فيه مجاشع يضع.(77/89)
@ في اللآلئ "إذا قال المعلم للصبي بسم الله الرحمن الرحيم فقالها كتب الله له براءة للصبي وبراءة لوالديه وبراءة للمعلم من النار" موضوع: حديث فضل التسمية ورفع ورقة كتبت فيه وضاع.
@ في المقاصد "كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" لأبي داود وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعا وقد أفردت فيه جزءا.
@ "الفاتحة لما قرئت له" عزى للبيهقي وأصله في الصحيح وروي "خير الدواء القرآن" ونحوه "من
\\ ص 81 \\
قرأ البقرة وآل عمران ولم يدع بالشيخ فقد ظلم" لا أصل له.
@ "يس لما قرأت له" لا أصل له بهذا اللفظ وهو من جماعة الشيخ إسماعيل الجبرتي باليمن قطعا.
@ في اللآلئ حديث "قراءة لقد جاءكم رسول وآية ومن يتق الله يجعل له الآية مع التقوى والتوكل سبب كشف المهمات"، وقول ابن عباس "من قرأها عند السلطان يخاف غشمه أو عند موج بحر أو عند سبع لم يضره شيء من ذلك" موضوع فيه الضحاك ضعيف وإسماعيل ليس بشيء قلت إسماعيل روى له ابن ماجه وللحديث طرق أخرى.
@ "من أتى منزله فقرأ الحمد لله وقل هو الله أحد نفى الله عنه الفقر وكثر خير بيته حتى يفيض على جيرانه" أنه لا يصح تفرد به محمد بن سالم وليس بشيء قلت هو من رجال الترمذي وللحديث شاهد.
@ في المختصر "من قرأ سورة الفتح فكأنما شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة" موضوع بالاتفاق.
@ "ويل لمن قرأ هذه الآية ثم مسح بها سبلته يريد ربنا ما خلقت هذا باطلا" فيه يحيى بن أبي حية.
@ "الزبانية يوم القيامة أسرع إلى فسقة حملة القرآن منها إلى عبدة الأوثان" منكرة.
@ في المقاصد "ما أنصف القارئ المصلي" قال شيخنا لا أعرفه لكن يعني حديث "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" وهو صحيح وروي "بالقراءة قبل العشاء وبعدها".
@ "إن أحق ما أخذتم عليه من أجرا كتاب الله" للبخاري وما يروى مرفوع.(77/90)
@ "من أخذ أجرا على القرآن فذلك حظه من القرآن" إن ثبت يحمل على من تعين عليه، وفي الوجيز روي عن عائشة وفيه عمر بن المحرم (1) له مناكير عن ثابت الأسفار ولا يعرف قلت أخرجه البخاري في صحيحه بهذا اللفظ عن ابن عباس
@ في الذيل "إذا قمت من الليل تصلي فارفع صوتك قليلا تفزع الشيطان وتوقظ الجيران وترضي الرحمن" من نسخة أبي هدبة.
@ عن أنس "آية من القرآن خير من محمد وآل محمد" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ في الخلاصة ومن الموضوع ما روي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وهو منه بريء في فضائل القرآن سورة سورة وقل تفسير خلا منها إلا من عصمه الله
------------ هوامش -----------
(1) قوله عمر بن المحرم كذا النسخة ولعله عمر بن حرملة اه إدارة.
\\ ص 82 \\
تعالى قال الصغاني وضعه رجل من عبادان، وفي المختصر الأصول قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة فقال أرأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة ولقد أخطأ المفسرون في إيداعها تفاسيرهم ثم قال ومما أودعوا فيها "أنه صلى الله عليه وسلم حين قرأ ومناة الثالثة الأخرى قال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" وقد أشبعنا القول في إبطاله: في اللآلئ حديث أبي وغيره في السور وضعه أبو عصمة قال المؤلف ذكره الثعلبي في تفسيره عند كل سورة وتبعه الواحدي ولا يعجب منهما لأنهما ليسا من أهل الحديث وإنما العجب ممن يعلم بوضعه من المحدثين ثم يورده، وفي العدة وقد أخطأ من ذكره من المفسرين بسند كالثعلبي والواحدي وبغير سند كالزمخشري البيضاوي ولا ينافي ذلك ما ورد في فضائل كثيرة من السور مما هو صحيح أو حسن أو ضعيف انتهى.
@ في المقاصد "شيبتني هود وأخواتها" حسنه الترمذي وغربه ونقل عن الدارقطني أن طرقه كلها معتلة، وقال غيره إسناده على شرط البخاري.(77/91)
@ في المختصر "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت" صحيح.
باب
التفسير
- في " المقاصد " : قال أحمد بن حنبل : ثلاثة كتب ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير: قال الخطيب هذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة ناقلها وزيادة القصاص فيها فأما كتب التفسير فأشهرها كتابان للكلبي ومقاتل بن سليمان وقد قال أحمد في تفسير الكلبي من أوله إلى آخره كذب لا يحل النظر فيه وفي الإتقان وعلل السيوطي قول أحمد ليس لها أصول بأن الغالب عليها المراسيل وقال محققو أصحاب أحمد مراده أن الغالب ليس لها أسانيد صحاح متعلقة وإلا فقد صح من ذلك كثير كتفسير الظلم بالشرك
\\ ص 83 \\(77/92)
والحساب اليسير بالعرض والقوة بالرمي قلت الذي صح من ذلك قليل جدا بل أصل المرفوع منه في غاية القلة وسأسردها كلها في الكتاب، قال ومن المفسرين طوائف مبتدعة صنفوا تفاسير على مذهبهم مثل عبد الرحمن بن كيسان الأصم، والجبائي، والرماني والزمخشري، ومنهم من يدس البدع في كلامه وأكثر الناس لا يعلمون ذلك كصاحب الكشاف حتى أنه يروج على خلق كثير من أهل السنة كثير من تفاسيرهم الباطلة، قال السيوطي وأما كلام الصوفية في القرآن فليس بتفسير والتفسير الذي لأبي عبد الرحمن السلمي المسمى بحقائق التفسير فإن كان قد اعتقد أنه تفسير فقد كفر: قيل الظن بمن يوثق به منهم فأنه لم يذكره تفسيرا وإلا كان مسلكا باطنيا وإنما هو تنظير قال النسفي النصوص على ظواهرها والعدول عنها إلى معنى باطن الحاد، وأما ما يذهب إليه بعض المحققين من أنها على ظواهرها ومع هذا فيها إشارات خفية إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر فهو من كمال الإيمان، وذكر محمود بن حمزة الكرماني في كتاب العجائب أقوال منكرة لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير منها، منها حم عسق إن الحاء حرب علي ومعاوية والميم ولاية المروانية والعين ولاية العباسية والسين ولاية السفيانية والقاف قدوة المهدي وألم معنى ألف ألف الله محمدا فبعثه نبيا ومعنى لام لامه الجاحدون وميم ميم الجاحدين ومنه ما ذكره ابن فورك في قوله ولكن ليطمئن قلبي أن إبراهيم كان له صديق وصفه بأنه قلبه، ومنه قوله (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به) أنه الحب والعشق قال وأوهى طرق تفسير ابن عباس طرق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإذا انضم إليه محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب وبعده مقاتل بن سليمان لما في مقاتل من المذاهب الردية انتهى كلام الإتقان، ورأيت في بعض الرسائل لابن تيمية قدس سره كما أن للحديث أدلة تقطع بصحته فله أدلة نقطع بكذبه مثل ما رواه الوضاعون من أهل(77/93)
البدع والغلو في الفضائل كحديث يوم عاشوراء وصلاته، وفي التفسير من هذه
\\ ص 84 \\
الموضوعات كثير كما يرويه الثعلبي والواحدي والزمخشري في فضل السور ، والثعلبي في نفسه كان ذا خيرا ودين لكن كان حاطب ليل ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع والواحدي صاحبه كان أبصر منه بالعربية لكن هو أبعد عن أتباع السلف والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لكن صان تفسيره من الموضوع والبدع، والموضوعات في التفسير كثيرة مثل أحاديث الجهر بالتسمية وحديث علي الطويل في تصدقه بخاتمه في الصلاة: آية (إنما وليكم الله ورسوله) إلخ. وتركت كذا وردت كذا في علي" فإنه موضوع بالاتفاق: "وإن آية لكل قوم هاد" في علي وتعيها أذن واعية أذنك يا علي" كله موضوع وإن مرج البحرين علي وفاطمة واللؤلؤ والمرجان الحسان وكل شيء أحصيناه في إمام مبين في علي من تفسير الرافضة ويقرب منه ما يذكره كثير من المفسرين في الصابرين رسول الله صلى الله عليه وسلم والصادقين أبو بكر رضي الله عنه والقانتين عمر رضي الله عنه والمنفقين عثمان رضي الله عنه والمستغفرين علي رضي الله عنه، وأن محمدا رسول الله والذين معه أبو بكر أشداء على الكفار عمر رحماء بينهم عثمان تراهم ركعا علي ومثل هذه الخرافات مما لا يدل عليه اللفظ بحال من المفسرين من يخطئ في الدليل لا في المدلول ككثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء يفسرون القرآن بمعان صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها كأبي عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير وفي جامع البيان لمعين بن صفي وقد يذكر محي السنة البغوي في تفسيره من المعاني والحكايات ما اتفقت كلمة المتأخرين على ضعفه بل وضعه.
@ في المختصر "من شر غاسق أي الذكر وقب أي دخل" باطل لا أصل له.
@ في المقاصد "استعيذي بالله من شر هذا يعني القمر فإنه الغاسق إذا وقب" صححه الترمذي وبه ينتقد تضعيف النووي له.(77/94)
@ في الذيل "من فسر القرآن برأيه فأصاب كتبت عليه خطيئة لو قسمت بين العباد لوسعتهم وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار" فيه أبو عصمة مشهور بالوضع.
@ "من فسر القرآن برأيه وهو على وضوء فليعد وضوءه" فيه عثمان يروي الموضوعات.
@ ابن عمر رفعه "في يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الفرقة
\\ ص 85 \\
الأولى أهل السنة والجماعة والثانية أهل الأهواء والبدع" موضوع.
@ "يوم ندعو كل أناس بإمامهم: بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم" فيه داود الوضاع.
@ عن ابن عمر "ما من زرع على الأرض ولا ثمر على أشجار إلا عليها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ورق فلان بن فلان وذلك قوله تعالى وما تسقط من ورقة" إلخ.: في الميزان هو باطل.
@ حديث حذيفة في تفسير حم عسق "بأن العين عذاب والسين السنة والجماعة والقاف قوم يقذفون في آخر الزمان من ولد العباس في مدينة الزوراء ويقتل فيها مقتلة عظيمة وعليهم تقوم الساعة قال ابن عباس ليس ذلك فينا ولكن القاف قذف وخسف يكون قال عمر لحذيفة أما أنت فقد أصبت التفسير وأصاب ابن عباس المعنى فأصابت ابن عباس الحمى مما سمع من حذيفة" واهي الإسناد منتهي غير محفوظ [قوله "منتهي" غير شائع في مصطلح الحديث، ولعله يريد أنه "غير متصل" تأكيدا لقوله "واهي الإسناد"، والله أعلم. دار الحديث].(77/95)
@ وعن ابن عباس في قوله تعالى {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} "نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه حين خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من الصحابة فقال ابن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد الصديق وقال مرحبا بالصديق سيدي بني تميم وشيخ الإسلام إلى آخره وأخذ بيد عمر وفعل مثله وأخذ بيد علي رضي الله عنهم وقال مرحبا يا ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وختنه" إلخ.، قال ابن حجر هو سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب وآثار الوضع لائحة عليه وسورة البقرة أنزلت في أوائل الهجرة وتزوج فاطمة من علي كان في السنة الثانية وفيه الكلبي متهم ومحمد بن مروان السدي الصغير كذاب وغيره من الضعفاء.
@ وفي الوجيز أنس "خذوا زينتكم قال صلوا في نعالكم" تفرد به بن جويرية كذاب قلت قد توبع.
@ عائشة "وتأتون في ناديكم المنكر قال الضراط" فيه روح بن غطيف لا يحل كتب حديثه قلت لم يتهم بوضع وقد أخرج هذا الحديث البخاري في تاريخه وغيره.
@ أبو هريرة "وفرش مرفوعة قال غلظ كل فرش منها ما بين السماء والأرض" فيه عبد الله بن محمد يضع قلت ثبت بهذا اللفظ من حديث أبي سعيد وحسنه الترمذي.
\\ ص 86 \\
باب
فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وخصاله كالمعرفة وأحياء أبويه وتأدبه بربه وولادته في زمان العادل وإنه خاتم الأنبياء بلا استثناء والثلاثين مدعي النبوة وفصاحته وطول سبابته وذم من دخل في نسبه وأنه لا يعلم ما وراء الجدار
- خلاصة "لولاك لما خلقت الأفلاك" قال الصغاني موضوع.(77/96)
- في المقاصد "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث" من حديث سعيد بن بشير وله شاهد في تاريخ البخاري وغيره وصححه الحاكم بلفظ "كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد" والذي اشتهر بلفظ "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين" فلم نقف عليه بهذا اللفظ فضلا عن زيادة وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين، وقد قال شيخنا إن الزيادة ضعيفة والذي قبلها قوي قال الحقير قال الصغاني بل هو موضوع.
@ وفي الذيل "كنت نبيا وآدم بين الماء والطين وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال وكذا حديث "أنا من نور الله والمؤمنون مني الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة" قال ابن حجر لا أعرفه"
@ ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب" قال الطبراني منكر معارض للكتاب.
@ "اسمي في القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة أحيد لأني أحيد أمتي فأحبوا العرب بكل قلوبكم" فيه إسحاق كذاب يضع عن سفينة.
@ "تعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهرين واعتزل النساء حتى صار كالشن البالي" في محمد بن الحجاج متروك.
@ أنس "ما من نبي يموت فيقيم في قبره أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه" فيه الحسن بن يحيى منكر الحديث جدا قلت قال ابن حجر قد ألف البيهقي في حياة الأنبياء في قبورهم وأورد فيه عدة أحاديث تؤيد هذا.
@ في المختصر "المعرفة رأس مالي والعقل ديني والحب أساسي والشوق مركبي وذكر الله تعالى أنسى والثقة كنزي والحزن رفيقي والعلم سلاحي والصبر ردائي والرضى غنيتي
\\ ص 87 \\
والفقر فخري والزهد حرفتي واليقين قوتي والصدق شفيعي والطاعة حسبي والجهاد خلقي وقرة عيني في الصلاة" ذكره القاضي عياض ولم يوجد.
@ في اللآلئ عن ابن عباس رفعه "شفعت في هؤلاء النفر الثلاثة في أبي وعمي أبي طالب وأخي من الرضاعة يعني ابن السعدية ليكونوا من بعد البعث هباء" قال الخطيب باطل فيه ضعفاء وغال في الرفض.(77/97)
@ في المقاصد "إحياء أبوي النبي صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به" أورده السهيلي عن عائشة وقال في إسناده مجاهيل وأنه حديث منكر جدا وإن كان ممكنا لكن ما ثبت يعارضه، وفي الوسيط نزلت ولا تسأل عن أصحاب الجحيم بلفظ النهي حين تمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة وما أحسن ما قاله:
حبا الله النبي مزيد فضل * على فضل وكان به رؤوفا
فأحيا أمه وكذا أباه * لإيمان به فضلا منيفا
فسلم فالقديم بذا قدير * وإن كان الحديث به ضعيفا
قال أذنب عباده: قد صنف السيوطي بإحيائهما جزءا لطيفا.
@ "أدبني ربي فاحسن تأديبي" سنده ضعيف ولا يعرف له إسناد ضعيف ثابت.
@ "أنا أفصح من نطق بالضاد" (1) معناه صحيح ولكن لا أصل له
@ "لعن الله الداخل فينا بغير نسب والخارج منا بغير سبب" بيض له شيخنا وشواهده ثابتة.
@ "ما أعلم خلف جداري هذا" قال شيخنا لا أصل له قلت ولكنه قال في خصائصه ويرى وراء
-------- هوامش ---------
(1) قلت معناه والله أعلم أن أفصح من خصت ألسنتهم بنطق هذا الحرف وهم العرب العرباء إذ الضاد حرف من حروف الهجاء للعرب خاصة صرح بذلك أيضا مجد الدين الفيروز آبادي في القاموس، وقال العلامة أحمد بن الحسن الجاربردي شارح الشافية في معناه أنا أفصح العرب ويؤيد هذا المعنى حديث آخر من أمثال هذا الحديث "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش" ولله در المتنبي الشاعر فإنه أفصح هذا المعنى في ديوانه حيث قال:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
--------------- وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضا
--------------- د [الضاد] وعوذ الجاني وغوث الطريد
والله أعلم ا.هـ. مصححه عفا الله عنه.
\\ ص 88 \\
ظهره كما يرى من قدامه ويجمع بينه وبين لا أعلم خلف جداري بأنه مقيد بحالة الصلاة وهو مشعر بوروده: قال الحقير كان له عينان في ظهره فيرى من وراء ظهره لا وراء الجدار فلا منافاة والله أعلم.(77/98)
@ حديث "إن سبابة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أطول من الوسطى" اشتهر كثيرا وهو خطأ سئل شيخنا عن قول القرطبي في طول مسبحته فأجاب بأنه غلط منه وإنما كان ذلك في أصابع رجله.
@ "ولدت في زمن الملك العادل" لا أصل له ولا يجوز أن يسمى من يحكم بغير حكم الله عادلا وما يحكى عن ابن قدامة مرفوعا "ولدت في زمن الملك كسرى" لا يصح لانقطاع سنده في الإكمال شرح مسلم.
@ "سيكون بعدي ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي ولا نبي بعدي إلا ما شاء الله" هذا الاستثناء ذكره الطبراني وتأوله وطعن فيه المحققون قيل هو محمد بن سعيد الشامي المصلوب على الزندقة وإن صح تأول بعيسى عليه السلام إذ الإجماع على أنه خاتم الأنبياء وآية الأحزاب نص فيه، وما ذكر القاضي من تجويز الاحتمال في ألفاظها ضعيف وما ذكر الغزالي في الاقتصاد فإلحاد وتطرف خبيث في عقيدة المسلمين فالحذر الحذر ابن بزه وليس كلام الغزالي ما يوهمه وإنما رماه حساده ولقد حار عليه ابن عطية، وفي جامع الصحاح وروى محمد بن سعيد الشامي المصلوب عن أنس رفعه "أنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي إلا إن يشاء الله" فزاد الاستثناء لما كان يدعو إليه من الإلحاد والزندقة: الصغاني "لا تجعلوني كقدح الراكب" موضوع.
*2* باب فضل اسمه واسم الأنبياء عليهم السلام وأنه سبب ذكورية الولد.
@ اللآلئ "إذا سميتم الولد فعظموه ووقروه وبجلوه لا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه تعظيما لمحمد" فيه متهم بالوضع قلت يؤيده حديثان لا بأس بهما.
@ "ما اجتمع قوم في مشورة فيهم محمد لم يدخلوه إلا لم يبارك لهم فيه" قال ابن عدي غير محفوظ.
@ "ضع يدك على بطنها وسمه محمدا فإن الله يأتي به رجلا" لا يصح.
@ "ما من أهل
\\ ص 89 \\
بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي "لا يصح.
@ "إن بركة الطعام أن يكون عليه رجل اسمه اسم نبي" باطل قلت لهما شاهد ومقتضى كلام ابن حبان أنه ضعيف لا موضوع.(77/99)
@ "ما أطعم طعام على مائدة ولا جلس عليها وفيها اسمي إلا قدسوا كل يوم مرتين" مورد في الواهيات.
@ "من ولد له ثلاثة أولاد فلا يسمى أحدهم محمدا فقد جهل "فيه ليث متروك :قلت لم يبلغ رتبة الوضع وله شاهد.
@ وفي الذيل "من ولد له أربعة فلم يسم بعضهم باسمي فقد جفاني" من نسخة ابن الأشعث وعامتها مناكير.
@ "ما من مائدة وضعت فحضرها من اسمه احمد أو محمد إلا قدس ذلك المنزل مرتين" من نسخة ابن أحمد الموضوعة.
@ "يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول عزتي وجلالي لا أعذب أحدا تسمى باسمك بالنار يا محمد" من نسخة نبيط.
@ في الوجيز أبو أمامة "من ولد له مولود فسماه محمدا تبركا به كان هو ومولوده في الجنة" في إسناده من تكلم فيه قلت رجاله كلهم ثقات معروفون ورمى بعضهم بالقدر وهو غير قادح.
باب
فصل الصلاة وكتابتها
@ في المقاصد "إذا صليتم علي فعمموا" لم أقف عليه بهذا اللفظ ويمكن أن يكون بمعنى صلوا علي وعلى أنبياء الله.
@ "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" أخرجه جماعة وصححوه.
@ "زينوا مجالسكم بالصلاة علي فإن صلاتكم علي نور لكم يوم القيامة" سنده ضعيف.
@ "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب" عن الصديق رضي الله عنه وقول شيخنا أنه كذب مختلق أي رفعه.
@ "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا ترد" موقوف ولم أقف على رفعه.
@ "كل الأعمال فيها المقبول والمردود إلا الصلاة علي فإنها مقبولة غير مردودة" قال شيخنا ضعيف جدا.
@ في الذيل "من قال في كل يوم ثلاث مرات صلوات الله على آدم غفر الله له الذنوب وإن كانت أكثر من زبد البحر وكان في الجنة رفيق آدم"
\\ ص 90 \\(77/100)
من كتاب " العروس " وأحاديثه منكرة وكذا "من صلى وهو مشتغل ناداه الملك يا عبد الله استأنف العمل وقد غفر الله لك من ذنبك اللهم صلي على محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك وصل على محمد النبي كما ينبغي أن يصلى عليه وصل على محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه فإنه يرفع لقائله كلما أصبح عشر مرات كعمل أهل الأرض" فيه متروك وكذاب.
@ "من صلى علي في كل يوم جمعة أربعين مرة محا الله عز وجل عنه ذنوب أربعين سنة ومن صلى علي مرة واحدة فتقبلت منه محا عنه ذنوب ثمانين سنة" فيه محمد ابن رزام متهم بالوضع.
@"من شم الورد ولم يصل علي فقد جفاني" لعمر وهو باطل وكذب واضح ولقيس بن تميم الكذاب.
@ "من شم الورد الأحمر" إلخ.
@ "إذا ذكر الخليل وذكرت فصلوا عليه ثم علي وإذا ذكر الأنبياء فصلوا علي ثم عليهم".
@ في الوجيز أبو هريرة "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا وكل الله ملكا يبلغني" إلخ. فيه السدي الصغير كذاب له شواهد كحديث "إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام" وغير ذلك "من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب" عن الصديق وأبي هريرة وأعل الأول بأبي داود النخعي والثاني بإسحاق بن وهب العلاف ويزيد بن عياض قلت لحديث أبي هريرة طريق أخرى وقد ورد عن ابن عباس بسند واه عن عائشة، وفي المختصر هو لجماعة بسند ضعيف، وفي اللآلئ أحاديث فضل كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم موضوع.
*2* باب فضل أمته وإجماعهم وتجديد دينهم في كل مائة وتخفيف عذابهم يوم القيامة.
@ في المقاصد "اختلاف أمتي رحمة" للبيهقي عن الضحاك عن ابن عباس رفعه في حديث طويل "واختلاف أصحابي لكم رحمة" وكذا للطبراني والديلمي والضحاك
\\ ص 91 \\(77/101)
عن ابن عباس منقطع وقال العراقي مرسل ضعيف، وقال شيخنا هذا الحديث مشهور على الألسنة وقد أورده ابن الحاجب في المختصر في القياس وكثر السؤال عنه وزعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له لكن ذكره الخطابي وقال اعترض على الحديث رجلان أحدهما ماجن والآخر ملحد وهما إسحاق الموصلي والجاحظ وقالا لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابا ثم رد الخطابي عليهما ولم يقع في كلامه شفاء في عزو الحديث ولكنه أشعر بأن له أصلا عنده، وفي حاشية البيضاوي ذكر هذا الحديث السبكي وغيره وليس بمعروف عند المحدثين.
@ في المقاصد "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها" لأبي داود مرفوعا وقد عضله البعض في طريقه والرافع أولى اتفاقا وزيادة علمه وقد اعتمده الحفاظ وقد أخرجه الطبراني ورجاله ثقات وصححه الحاكم وقال أحمد في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وفي الثانية الشافعي قيل وفي الثالثة أبو العباس وفي الرابعة أبو الطيب والأسفراييني وفي الخامسة الغزالي وفي السادسة الرازي وفي السابعة ابن دقيق العيد وفي الثامنة البلقيني أو العراقي وفي التاسعة المهدي ظنا أو المسيح فالأمر قد اقترب والحال قد اضطرب فنسأل الله حسن الخاتمة وقد ادعى كل قوم في إمام أنه المراد والظاهر والله أعلم أنه يعم أهل العلم من كل طائفة وكل صنف من المفسرين والمحدثين والفقهاء والنحاة واللغويين إلى غير ذلك.
@ "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" وقع بهذا اللفظ في كتب كثير من الفقهاء والأصوليين وقال غير واحد من المخرج وغيره أنه لم يظفر به وذكر آخرون له سندا فيه ضعيفان لكن له شاهد جيد وروى بألفاظ مختلفة وقد قال أبو حاتم هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة وأنكره أحمد جدا وقال إنه يخالف الشرع فإنه أوجب الكفارة في القتل خطأ وللحديث طرق يظهر أن له أصلا سيما واصله حديث "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تكلم به".(77/102)
@ "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن" موقوف حسن على ابن مسعود.
@ القزويني حديث المصابيح في ثواب
\\ ص 92 \\
الأمة " لا يزال من أمتي طائفة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" "ومثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره" موضوعان.
@ في المختصر "أمتي أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة عجل عقابها في الدنيا الزلازل والفتن" ضعيف.
@ في اللآلئ "إن حظ أمتي من النار طول بلائها تحت الأرض وإن الجنة محرمة على جميع الأمم حتى أدخلها أنا وأمتي الأول فالأول" فيه من ليس بثقة.
@ في المقاصد "إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام" للطبراني من حديث شعيب بن طلحة عن الصديق ورجاله موثوقون إلا أنه نقل أن شعيبا متروك لكن الأكثر على قبوله.
باب
فضل صحابته وأهل بيته وأويس ورد الشمس على علي رضي الله عنه وعذاب قاتل الحسين وتاريخ قتله
- في المقاصد "ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا يعني لأهلها ونورا يوم القيامة"706 للترمذي رفعه.
- في الذيل "سب أصحابي ذنب لا يغفر" قال ابن تيمية موضوع وهو كما.
- قال أنس "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء جاءٍ فاستفتح الباب فقال يا أنس اخرج فانظر من هذا فخرجت فإذا أبو بكر فرجعت فقلت هذا أبو بكر يا رسول الله فقال ارجع فافتح له وبشره بالجنة وأخبره بأنه الخليفة من بعدي ثم جاء جاءٍ إلى آخره في عمر وعثمان" كذب موضوع وإلا لما جعل عمر الخلافة شورى.
@ "من شتم الصديق فإنه زنديق ومن شتم عمر فمأواه سقر ومن شتم عثمان خصمه الرحمن ومن شتم عليا فخصمه النبي".
@ "قال إبليس سولت لبني آدم الخطايا فحطموها بالاستغفار فسولت لهم ذنبا لا يستغفرون منه شتم أبي بكر وعمر" فيه إبان كذاب.(77/103)
@ "قال علي أول من يدخل الجنة من هذه الأمة أبو بكر وعمر وإني لموقوف مع معاوية للحساب" أخرجه ابن الجوزي في الواهيات وفي اللسان هذا أولى بكتاب الموضوعات.
@ "أخبرني جبريل
\\ ص 93 \\
عليه السلام أن أقواما ينتقصون صاحبي ويذكرونهما بالقبيح ما لهم في الإسلام نصيب ولا عند الله من خلاق فقيل يا رسول الله يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي قال نعم والذي بعثني إنهم ليصلون ويصومون ويزكون ويحجون ذلك وبال عليهم فإن أدركتموهم فلا تشاهدوهم ولا تجالسوهم ولا تبايعوهم ولا تصلوا معهم فإن العذاب ينزل في مجالستهم لا يؤمنون أبدا سبق فيهم علم ربي عز وجل قلنا يا رسول الله ما أسماؤها قال الرافضة الذين رفضوا ديني ولم يرضوا بخيرة ربي في أصحابي" إلخ. مع طوله وتسمية الصديق وغير ذلك فيه اثنان لا يعرفان.
@ "قال جبرائيل كل أمتك عليها حساب ما خلا أبا بكر الصديق فإذا كان يوم القيامة قيل له يا أبا بكر ادخل الجنة قال ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا" كثير الضعف.
@ "قال عمر كان عليه السلام يتكلم مع أبي بكر وكنت بينهما كالزنجي" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ في المقاصد "لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان الناس لرجح إيمان أبي بكر" عن عمر موقوفا بسند صحيح وعن ابن عمر مرفوعا بسند ضعيف لكنه متابع وله شاهد.
@ في الخلاصة "ما صب الله في صدري شيئا إلا وصببته في صدر أبي بكر" موضوع.
@ في المختصر "إن الله يتجلى للناس عامة ولأبي بكر خاصة" لم يوجد، وفي الوجيز "إن الله يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة" أورده عن أنس وجابر من طرق وعن أبي هريرة بطريق واحد وأعلت كلها وعن عائشة ولم يتكلم عليه قلت رجال حديثها ثقات إلا أبا قتادة مختلف فيه فهو على شرط الحسن.(77/104)
@ أبو هريرة "عرج بي السماء فما مررت بسماء إلا وجدت فيها اسمي محمد رسول الله وأبو بكر الصديق من خلفي" فيه عبد الله بن إبراهيم يضع عن عبد الرحمن بن زيد ضعيف قلت عبد الله أخرج له أبو داود والترمذي والحديث له شواهد عن ابن عمر وابن عباس وعلي وأبي الدرداء وأنس والبراء وأبي سعيد.
@ معاذ بن جبل "إن الله يكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض" تفرد به أبو الحرث ذاهب الحديث قلت هو من رجال ابن ماجه ولم يتفرد به ابن مسعود.
@ "كل مولود يولد يذر على سرته من تربته فإذا طال عمره
\\ ص 94 \\
رده الله إلى تربته التي خلقه منها وأنا وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن" فيه مجاهيل: قلت له طريق ثان عنه وأورده عن أبي هريرة وله شاهد عنه موقوفا بلفظ "ويأخذ يعني الملك التراب الذي يدفن في بقعته ويعجن به نطفته".
@ وابن عمر وعائشة "لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره" فيه عيسى بن ميمون لا يحتج به وأحمد بن بشير متروك قلت هو في الترمذي وأحمد احتج به البخاري ووثقه الأكثرون وعيسى لم يتهم بكذب فالحديث حسن وشاهد الأحاديث الصحيحة في تقديمه إماما.
@ "لو لم أبعث فيكم لبعث عمر" وأورد عن بلال وفيه زياد بن يحيى كذاب وعن عقبة بن عامر وفيه عبد الله بن واقد متروك ومشرح لا يحتج به قلت ابن واقد وثقه أحمد وغيره وله شاهد عن الصديق وأبي هريرة، وفي المقاصد وفي الباب عن جماعة وفي المختصر "لو لم أبعث لبعثت يا عمر" منكر والمعروف "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" حسنه الترمذي.
@ "قال لي جبريل ليبك الإسلام على موت عمر" لأبي بكر في الشريعة وابن الجوزي في الموضوعات.
@ الخلاصة "الحق مع عمر حيث كان" قال الصغاني موضوع وكذا "عمر سراج أهل الجنة".
@ في الذيل "إن لكل نبي خليلا من أمته وإن خليلي عثمان" من أباطيل الملطي.(77/105)
@ في المختصر "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر" قيل هو أويس والمشهور أنه عثمان بن عفان.
@ في الوجيز جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بجنازة رجل فلم يصل عليها فقيل له قال إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله" مداره على محمد بن زياد وهو متروك قلت أخرجه الترمذي وضعفه.
@ جابر "بينا نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم قال لينهض كل رجل كفأه فنهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان فاعتنقه وقال له أنت وليي في الدنيا والآخرة" فيه طلحة بن زيد لا يحتج به عن عبيد بن حبان متروك قلت صححه الحاكم واعترض عليه الذهبي وضعفه.
@ سهل بن سعد "سئل أفي الجنة برق قال نعم إن عثمان ليتحول من منزل إلى منزل فتبرق له الجنة" آفته الحسين ابن عبيد الله العجلي قلت صححه الحاكم على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي وقال
\\ ص 95 \\
بل موضوع.
- "سدوا الأبواب إلا باب علي" أورده من حديث سعد وعمر وزيد ابن أرقم وابن عباس وأعله بمخالفة الحديث المتفق على صحته إلا باب أبي بكر وأنه من وضع الرافضة، وفي أسانيده كذاب أو مجهول أو لا شيء أو منكر قلت قال ابن حجر هذا أقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، وفي اللآلئ هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق لا يقصر عن رتبة الحسن وبمجموعها يقطع بصحته، وفي الوجيز وقد جمع الطحاوي بينه وبين حديث الصحيحين بأن قصة علي في الأبواب الشارعة وكان إذن له بالمرور في المسجد جنبا وقصة أبي بكر في مرض الوفاة في سد طاقة كانوا يستقربون الدخول منها ومن طعن فيهم أما متابع أو وثقه آخرون ولبعضها طريق آخر صحيح وصحح الحاكم حديث سعد (1) وأخرجه غير واحد.(77/106)
@ "أنا مدينة العلم وعلي بابها" أورده من حديث علي وابن عباس وجابر قلت قد تعقب العلائي على ابن الجوزي في حكمه بوضعه فإنه ينتهي بطرقه إلى درجة الحسن فلا يكون ضعيفا فضلا عن أن يكون موضوعا وقال ابن حجر صححه الحاكم وخالفه ابن الجوزي فكذبه والصواب خلاف قولهما والحديث حسن لا صحيح ولا كذب.
@ أبو سعيد "يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" فيه كثير غال في التشيع عن عطية العوفي ضعيف قلت كثير متابع وحسنه الترمذي وغربه قال النووي إنما حسنه لشواهده قلت قد ورد من حديث سعد وعمر وعائشة وجابر: في الخلاصة "لا يحل لأحد أن يجنب" إلخ. موضوع.
@ القزويني أحاديث المصابيح في مناقب علي "اللهم ائتني بأحب خلقك" إلخ. ابن الجوزي موضوع: الحاكم ليس بموضوع: الثاني "أنا دار العلم" إلخ. غريب مضطرب ابن الجوزي موضوع: الثالث "يا علي لا يحل لأحد يستطرق هذا
------------- هوامش ---------
(1) لي فيه نظر إذا لم يذكر الجلال السيوطي في الوجيز ولا في اللآلئ تصحيح الحاكم لحديث سعد بل ولا ذكره العسقلاني في القول المسدد والذي ذكروا تصحيحه فهو لحديث زيد بن أرقم لعل فيه تصحيف من بعض النساخ والله أعلم. اهـ عفا عنه السميع البصير.
\\ ص 96 \\
المسجد جنبا غيري وغيرك" ابن الجوزي موضوع.
@ في المختصر "اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذه الطير" له طرق كثيرة كلها ضعيفة قلت ذكره أبو الفرج في الموضوعات.
@ "أنا دار العلم وعلي بابها" للترمذي غريب "أنا مدينة العلم" إلخ. قال ابن حبان لا أصل له وقال ابن طاهر موضوع: في المقاصد لابن الجوزي في الموضوعات ووافقه عليه الذهبي وغيره قلت له متابعات فمن حكم بكذبه فقد أخطأ.(77/107)
@ الوجيز عباد بن عبد الله "سمعت عليا يقول أنا عبد الله وآخر رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب صليت قبل الناس سبع سنين" آفته عباد قلت أخرجه النسائي في الخصائص وصححه الحاكم على شرطهما لكن تعقبه الذهبي بأن عبادا ضعيف.
@ حبة بن جوين عن علي "عبدت الله مع رسوله سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة" حبة عال في التشيع وفيه شعيب بن صفوان عن الأحلج ضعيفان قلت أخرجه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن خديجة وأبا بكر وبلالا وزيد آمنوا أول البعث ولعله قال عبدت الله مع رسوله ولي سبع سنين فأخطأ الراوي في السمع.
@ حديث أسماء في رد الشمس فيه فضيل بن مرزوق ضعيف وله طريق آخر فيه ابن عقدة رافضي رمي بالكذب ورافضي كاذب قلت فضيل صدوق احتج به مسلم والأربعة وابن عقدة من كبار الحفاظ وثقه الناس وما ضعفه إلا عصري متعصب والحديث صرح جماعة بتصحيحه: منهم القاضي عياض، وفي اللآلئ عن أسماء بنت عميص "كان صلى الله عليه وسلم يوحي إليه ورأسه في حجر علي رضي الله عنه فلم يصل العصر حتى غربت الشمس فقال اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فطلعت بعد ما غربت" قيل هو منكر وقيل موضوع: قلت صرح به جماعة من الحفاظ بأنه صحيح، وفي المقاصد رد الشمس على علي قال أحمد لا أصل له وتبعه ابن الجوزي ولكن صححه الطحاوي وصاحب الشفا وكذا رددت للنبي صلى الله عليه وسلم.
@ "حمل علي باب خيبر وإن سبعة رجال وأربعين لم يطيقوه" فيه ليث ضعيف والراوي عنه شيعي قلت طرقه كلها واهية ولذا أنكره بعض العلماء.
@ حديث علي "لما غسلت النبي
\\ ص 97 \\
صلى الله عليه وسلم اقتلصت ماء محاجره فشربته فورثت علم الأولين والآخرين" قال النووي ليس بصحيح، وفي الذيل "امتصصت ماء محاجن (1) عينيه وسرته" والباقي وجواب النووي كما قال.
(1) الصحيح بالجيم والراء المهملة دون النون فليتدبر. اهـ مصححه.(77/108)
@ وفي الوجيز أبو أيوب "أمرنا بقتال الناكثين القاسطين والمارقين مع علي" فيه إصبغ متروك وابن الخرور ذاهب قلت له طريقان وورد عن ابن مسعود وأبي سعيد "أولكم ورودا علي الحوض أولكم إسلاما علي" فيه أبو معاوية الزعفراني كذاب وتابعه سيف بن محمد وهو شر منه.
@ أنس "لن يموت هذا يعني عليا إلا مقتولا" فيه إسماعيل بن إبان عن ناصح وهما متروكان.
@ "النظر إلى علي عبادة" أورده من حديث أبي بكر وعثمان وابن مسعود وابن عباس ومعاذ وجابر وأنس وأبي هريرة وثوبان وعمران وعائشة ووهاها كلها قلت المتروك والمنكر إذا تعددت طرقه ارتقى إلى درجة الضعف القريب بل ربما ارتقى إلى الحسن وهذا ورد من رواية أحد عشر صحابيا بعدة طرق وتلك طرق عدة التواتر في رأيي.
@ سعد بن أبي وقاص رفعه "قال لعلي إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك" فيه حفص بن عمر كذاب قلت صححه الحاكم من حديث علي لكن تعقبه الذهبي بأن في سنده عبد الله بن بكر منكر وحكيم بن جبير ضعيف.
@ في المختصر حديث "آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وشاركه في العلم" في حديث طويل وكل ما ورد في أخوة علي ضعيف والترمذي "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
@ "علي مني بمنزلة هارون من موسى" متفق عليه.
@ في الذيل جابر رفعه "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته" قال الخطيب زيادة ولو كان لكنته لا نعلم رواها إلا ابن أبي الأزهر وكان يضع، وقال ابن النجار المتن صحيح والزيادة غير محفوظة والله أعلم بواضعها.
@ "لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي نصرته بعلي" هذا باطل واختلاق بين.
@ "من أحبني فليحب عليا ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أدخله النار"
\\ ص 98 \\
قال الخطيب موضوع الإسناد.(77/109)
@ "يا علي إنك لسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين إمام المتقين وقائد الغر المحجلين" من نسخة ابن أحمد الموضوعة.
@ "قال جبريل يا محمد إن رب العزة يقرئك السلام ويقول أنه لما أخذ الميثاق من النبيين أخذ ميثاقك وأنت في صلب آدم فجعلك سيد الأنبياء وجعل وصيك سيد الأوصياء على بن أبي طالب" قال الدار قطني موضوع.
@ "يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فابشر فانك الأترع الطلق" فيه داود الوضاع.
@ "اشتد غضب الله على من أهرق دمي وآذاني وعترتي" من نسخة محمد بن أشعث الواضع.
@ "أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه والمحب لهم بقبله ولسانه" من نسخة عبد الله أحمد عن العلويان الموضوعة وكذا" يا علي إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله وأخذت أنت بحجزتي وأخذ ولدك بحجزتك وأخذت شيعة ولدك بحجزهم فترى أين يؤمر بنا".
@ "أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " من نسخة نبيط الكذاب.
@ ابن عباس "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال سأل بحق محمد وفاطمة والحسن إلا تبت علي فتاب عليه" فيه حسين بن حسن اتهمه ابن عدي.
@ في الوجيز ابن عباس "أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا " فيه محمد بن شداد ضعيف جدا قلت قد توبع وقال الذهبي أنه على شرط مسلم.
@ في المقاصد "قال لي جبريل قال تعالى إني قتلت" إلخ. قال شيخنا روي مرفوعا بأسانيد متعددة تدل على أن له أصلا.
@ "قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار" قال شيخنا: ورد عن علي رفعه من طريق واه.
@ في اللآلئ "يقتل الحسين على رأس ستين سنة من مهاجري" موضوع.(77/110)
@ في المقاصد "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " حسنه الترمذي وصححه والمتهم فيه متابع وله شاهده صححه الحاكم.
@ "كل بني آدم ينتمون إلى عصبة أبيهم إلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم" فيه إرسال وضعف ولكن له شاهد
\\ ص 99 \\
عن جابر رفعه: "إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي" وبعضهم يقوي بعضا، وقول ابن الجوزي أنه لا يصح ليس بجيد. وفيه دليل لاختصاصه صلى الله عليه وسلم به.
@ في الوجيز "أنا الشجرة وفاطمة وفرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين وشيعتنا ورقها واصلها في جنة عدن" أورده عن ميناء وقال موضوع اتهموا به ميناء وعن علي وفيه عباد بن يعقوب رافضي، وعن ابن عباس وفيه موسى بن نعيمان لا يعرف قلت حديث ميناء أخرجه الحاكم، وقال متن شاذ ورجاله ثقات وميناء صحابي وتعقبه الذهبي وقال موضوع وميناء تابعي ساقط.
@ علي "إذا كان يوم القيامة ناد مناد من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم" فيه العباس بن الوليد كذاب قلت صححه الحاكم على شرط الشيخين لكن تعقبه الذهبي وله شاهد عن أبي هريرة.
@ في اللآلئ سعد رفعه "أتاني جبريل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسرى بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة" قال ابن حجر الوضع عليه ظاهر فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بالإجماع وقال المؤلف قبل النبوة بخمس سنين.
@ قال الحكيم الترمذي حديث ليث عن مجاهد عن ابن عباس "في مرض الحسين ونذر أهل البيت صيام ثلاثة وصيامهم بعد البئر وليس عندهم شيء فاستقرضوا صاعا ووقف الفقير على الباب حين الإفطار وتصدقوا عليه وصاموا على الصيام وهكذا ثلاثة أيام مع شدة جوعهم وارتعاشهم كالفرخ بسببه ونزول هل أتى على الإنسان" حديث مفتعل تنكره القلوب.(77/111)
@ في المقاصد "لو عاش إبراهيم لكان نبيا" قال النووي وما روي بعض المتقدمين "لو عاش" إلخ. فباطل وجسارة على الغيب ونحوه قال ابن عبد البر قال لا أدري ما هذا فقد ولد نوح غير نبي قال شيخنا لا يلزم من المذكور ما ذكره لما لا يخفى وكأنه سلف النووي وهو عجيب من النووي مع وروده عن ثلاثة من الصحابة وكأنه لم يظهر له تأويله فإن الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا يظن بالصحابي
\\ ص 100 \\
الهجوم على مثله بالظن.
@ "خذوا شطر دينكم عن الحميراء" قال شيخنا لا أعرف له إسنادا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في نهاية ابن الأثير وإلا في الفردوس بغير إسناد ولفظه "خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء" وسئل المزني والذهبي فلم يعرفاه.
@ في الذيل عن عائشة "قالت قلت يا رسول الله كيف حبك لي قال كعقدة الحبل قال فكنت أقول له كيف العقدة فيقول على حالها" هو حديث باطل فيه ضعفاء.
@ "غدا عشرة من بني هاشم على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا هذا معاوية بن أبي سفيان قد نحا علينا بكتابة الوحي فرأينا أن غيره من أهل بيتك أولى فقال نعم انظروا إلى رجل وكان الوحي ينزل في كل أربعة أيام فأقام الوحي أربعين ليلة فلما كان بعد أربعين هبط جبريل بصحيفة فيها يا محمد ليس لك أن تغير من اختاره الله لكتابة وحيه فأقره فإنه أمين" قال ابن عساكر حديث منكر، وفي الميزان بل يقطع ببطلانه وأخشى أن يكون مفتريه مدخول الإيمان.
@ قال علي "بينا أنا جالس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أكتب إذ جاء معاوية فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم القلم من يدي فدفعه إلى معاوية فما وجدت في نفسي من ذلك إذ علمت أن الله أمره بذلك أنت مني يا معاوية وأنا منك ولتزاحمني على باب الجنة كهاتين السبابة والوسطى" فيه من لا يحتج به ومن هو كثير الخطأ.
@ "لكل أمة فرعون وفرعون هذه الأمة معاوية بن أبي سفيان" ليس بصحيح.(77/112)
@ "الأمناء سبعة اللوح والقلم وإسرافيل وميكائيل وجبرائيل ومحمد ومعاوية بن أبي سفيان" موضوع قال لا يصح مرفوعا في فضل معاوية شيء، وأصح ما روي فيه حديث مسلم أنه كاتبه وبعده حديث العرباض "اللهم علمه الكتاب" وبعده حديث "اللهم اجعله هاديا مهديا".
@ "أول من يختصم من هذه الأمة بين يدي الرب عز وجل علي رضي الله عنه ومعاوية وأول من يدخل الجنة أبو بكر وعمر" فيه أبو حمدان كذاب.
@ "نعم يا عباس إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي" هذا باطل.
@ وفي اللآلئ أنس رفعه "لا أفتقد أحدا من أصحابي غير
\\ ص 101 \\
معاوية بن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما - أو سبعين عاما - ثم يقبل إلى علي ناقة من المسك الأذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد فأقول : أين كنت من ثمانين عاما ؟ فيقول في روضة تحت عرش ربي يناجيني وأناجيه ويقول هذا عوض ما كنت تشتم في دار الدنيا" موضوع، وقال الخطيب باطل إسنادا ومتنا، وقال الحاكم عن مشايخه لا يصح في فضل معاوية حديث.
@ في المقاصد "إن بلالا يبدل الشين سينا" قيل اشتهر على ألسنة العوام ولم نره في شيء من الكتاب "سين بلال عند الله شين" قال ابن كثير لا أصل له وقد ترجم غير واحد بأنه كان ندى الصوت حسنه وفصيحه ولو كان فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلها وعابها أهل النفاق.
@ "نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه" اشتهر عند الأصوليين والبيانيين من حديث عمر وذكر السبكي أنه لم يظفر به في شيء من الكتب وكذا قال جمع من أهل اللغة ثم رأيت بخط شيخنا أنه ظفر به لأبي محمد بن قتيبة لكن بلا سند.(77/113)
@ في اللآلئ "اهتز عرش الله لوفاة سعد بن معاذ ونزل الأرض لشهود سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ما نزلوها قبلها واستبشر به أهل السماء ولقد ضم سعد بن معاذ ضمة يعني في قبره ولو كان أحد معافى عوفي منها سعد بن معاذ" تفرد به من روى المناكير وله طرق لا تخلو عن شيء قلت أصل الحديث "ضغطة سعد" صحيح ثابت في عدة أحاديث عند النسائي وأحمد وغيرهما.
@ في المختصر "إني لأجد نفس الرحمن من اليمن" لم نجده ولكن عند بعضهم مرسلا وروى بزيادة أشار إلى أويس ولم يوجد له أصل.
@ في اللآلئ "يا محمد سيخرج في أمتك رجل يشفع فيشفعه الله في عدد ربيعة ومضر فإن أدركته فسله الشفاعة لأمتك أما اسمه فأويس" وذكر حديثا في ورقتين قال ابن حبان باطل والذي صح في فضل أويس كلمات يسيرة معروفة: قلت عندي وقفة في الحكم عليه بالوضع فإن له طرقا عديدة وبعضها لا بأس به.
\\ ص 102 \\
باب
فيمن ادعى الصحبة كذبا من المعمرين(77/114)
- في الذيل أبو موسى المديني ثنا مكي بن أحمد سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول "وهو ابن سبع وتسعين سنة رأيت سرباتك ملك الهند في بلد قنوج فقال لي إنه ابن سبعمائة وخمس وعشرين سنة وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ إليه حذيفة وأسامة وصهيبا وغيرهم يدعون إلى الإسلام فأجاب وأسلم وقبل كتابه" قال الذهبي هذا كذب واضح، وعن أبي سعيد مظفر بن أسد "سمعت سرباتك الهندي يقول رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم مرتين بمكة والمدينة مرة ومات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ثمانمائة سنة وأربع وتسعين" وفي الميزان جابر بن عبد الله اليمامي كذاب حدث ببخارى بعد المائتين عن الحسن البصري "قال ولدت فحملوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي وقال اللهم نزهه في العلم" وجابر بن عبد الله العقيلي عن بشر بن معاذ الأسدي "أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم" وهذا كذب حدث بعد الخمسين ومائتين فافتضح وبشر لا وجود له فيما أحسب، وفي اللسان العقيلي واليمامي واحد كان كذابا جاهلا بعيد الفطنة:
وقال ابن حجر فيه عن الأمير عبد الكريم بن نصر "قال كنت مع الإمام الناصر في بعض منتزهاته للصيد فلقينا في أرض قفر بعض عرب فاستقبلنا مشايخهم وقالوا يا أمير المؤمنين عندنا تحفة هي أنا كل أبناء رجل واحد وهو حي يرزق وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحضر معه الخندق واسمه جبير بن الحرب فمشوا إليه فإذا هو في عمود الخيمة معلق مثل هيئة طفل فكشف شيخ العرب عن وجهه وتقرب من أذنه وقال أبتاه ففتح عينيه فقال هذا الخليفة جاء يزورك فحدثهم فقال حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم الخندق فقال لي احفر يا جبير جبرك الله ومتع بك وأوصاني بالقواقل فصافحناه وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة".
\\ ص 103 \\(77/115)
@ وعن هناد بن إبراهيم "قال بينا أنا في الطواف إذ أنا بشيخ كبير ينادي يا مسلمين أعطوني شيئا فإن لي والدا أحب أن أرجع إليه فقلت أريد أن أنظر إلى والدك فدخلنا عليه فإذا هو كهيأة لحم مرمي وله أربعون سنة لم يتكلم فلما رآنا فتح فاه وكان آخر كلامه يا ولدي احفظني ولا تضيعني فقد كنت ممن حضر حفر الخندق" هناد بن إبراهيم راوي الموضوعات: قال الذهبي في الميزان رتن الهندي وما أدراك ما رتن شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة، والصحابة لا يكذبون وهذا جريء على الله ورسوله وقد ألفت في أمره جزءا وقد قيل أنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ومع كونه كذابا كذبوا عليه جملة كثيرة من أسمج الكذب والمحال، قال ابن حجر قد وقفت على جزئه بخطه وفيه "سبحانك هذا بهتان عظيم" ذكر شيخ الشيوخ محمد بن عبد الرحمن الكاشغري ومن خطه نقلت حدثني الشيخ همام الدين حدثني الشيخ المعمر بقية أصحاب سيد البشر خواجا رتن بن ماهوك ابن خليدة الهندي البترندي "قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة أيام الخريف فهبت الريح فتناثر الورق حتى لم يبق عليها ورقة "قال إن المؤمن إذا صلى الفريضة في الجماعة تناثرت عنه الذنوب كما تناثر هذا الورق" وقال "من أكرم غنيا لغناه ومن أهان فقيرا لفقره لم يزل في لعنة الله أبد الآبدين إلا أن يتوب ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا" وقال "من مشط حاجبيه كل ليلة وصلى علي لم ترمد عيناه أبدا" وذكر عدة أحاديث من هذا النمط ثم قال الكاشغري ثنا القدوة محمد بن أحمد الخراساني بطيبة سنة سبع وسبعمائة، قال أما بعد فهذه أربعون حديثا ثمانيات رتنيات انتخبتها مما سمعته من الشيخ موسى بن محلي سنة ثلاث وسبعين وستمائة بالخانقاه السابقية بسمنان من الهند عن أبي الرضاء رتن بن نصر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم "قال ذرة من أعمال الباطن خير من الجبال الرواسي من أعمال الظاهر" وقال "الفقير على فقره أغير من أحدكم على أهل(77/116)
بيته" إلى آخر الأربعين.
@ قال رتن "كنت في زفاف فاطمة على علي في جماعة من الصحابة وكان ثمة من يغني فطربت
\\ ص 104 \\
قلوبنا ورقصنا فلما كان الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلتنا فأخبرناه فلم ينكر علينا ودعا لنا وقال اخشوشنوا وامشوا حفاة تروا الله جهرة" قال الذهبي وقفت على نسخة يرويها عبد الله بن محمد السمرقندي حدثني صفوة الأولياء موسى بن محلي بن بندار أخبرنا رتن بن نصر بن كربال الهندي رفعه "إياكم وأخذ الرفعة من السوقة والنساء فإنه يبعد عن الله" وقال "لو أن ليهودي حاجة إلى أبي جهل فطلب مني قضاءها لترددت إلى باب أبي جهل مائة مرة في قضائها" وقال "نقطة من دواة عالم أحب إلى الله من عرق مائة ثوب شهيد" وقال "من رد جائعا وهو قادر على أن يشبعه عذبه الله ولو كان نبيا مرسلا" وقال "ما من عبد يبكي يوم قتل حسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل" وقال "البكاء يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة" وقال "من أعان تارك الصلاة بلقمة فكأنما أعان على قتل الأنبياء كلهم"(77/117)
فذكر نحو ثلاثمائة حديث، قال الذهبي إن هذه الخرافات وضعها موسى هذا الجاهل أو من اختلق ذكر رتن الهندي وهو إما مني لم يخلق وأما شيطان بدا في صورة بشر وأما شيخ ضال كذاب وأين كان هذا الهندي في هذه الستمائة سنة؟ أما كان قريبا من بلدة يتسامع به؟ وأين كان لما فتح محمود بن سبكتكين الهند في المائة الرابعة ولم نسمع له ذكر في المائة الرابعة ولا بعدها من واحد من التجار والرحال إلى عام ستمائة؟ وفي مثل هذا لم يكتف بخبر واحد ولو كان من زعم أنه رآه ولم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان أخف ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي أن ينزه عنها فضلا عن سيد البشر وما يصدق رتن الهندي إلا من يؤمن برجعة علي أو بوجود محمد بن الحسن في السرداب وقد اتفقوا على أن آخر من مات من الصحابة أبو الطفيل عامر بن واثلة [لعله: وائلة]، وفي جامع الصحاح مات هو سنة مائة واثنين بمكة وهو آخر من مات في جميع الأرض من الصحابة.
وفي الذيل: وقد ثبت في الصحيح أنه قال قبل موته بشهر أو نحوه "أرأيتم ليلتكم هذه فان على رأس مائة سنة لا يبقي على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد" فانقطع المقال قال ووجدت قصته في تذكرة
\\ ص 105 \\(77/118)
الصلاح الصفدي عن علاء الدين الوداعي ثنا محمد بن سليمان ثنا علي بن محمد سنة إحدى وسبعمائة حدثنا الحسن بن محمد قال سافرت في زمن الصبا إلى الهند في تجارة فوصلنا إلى ضيعة من أوائل الهند وقالوا هذه ضيعة المعمر الشيخ رتن الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له ست مرات بطول العمر وهو زنبيل معلق في غصن من الشجرة فسألنا أن ينزلوه لنسمع منه فأنزل فرأينا الشيخ في وسط القطن كهيئة الفرخ فتكلم كصوت النحل بالفارسية وقال: سافرت مع أبي إلى الشام في تجارة فوصلنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأها رأيت غلاما أسمر اللون مليح الكون يرعى إبلا وقد حال السبيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض الماء لقوة السيل فحملته إلى إبله من غير معرفة قال بارك الله في عمرك مرتين فعدنا بعد قضاء أمرنا إلى بلدنا فبينما نحن جلوس في فناء ضيعتنا البدر وهو كبد السماء إذ نظرنا إليه وقد انشق نصفين فصار نصف بالمشرق ونصف بالمغرب فأظلم الليل ثم طلع النصف من المشرق والثاني من المغرب إلى أن التقيا في وسط السماء فتعجبنا منه فأخبرنا الركبان أن رجلا هاشميا ظهر بمكة وادعى النبوة وأظهر معجزته بانشقاق القمر فاشتقت إلى أن أرى المذكور وسافرت إلى أن دخلت مكة فتفحصته وأتيت منزله فوجدته جالسا في وسط المنزل مع صحبه والأنوار تتلألأ في وجهه وسلمت عليه فنظر إلي وتبسم وعرفني فرد السلام وأدناني فكان عنده رطب فقال كل المرانقة من المروءة والمقارفة من الزندقة فأكلت وصار يناولني الرطب بيده المباركة إلى أن ناولني ست رطبات من سوى ما أكلت بيدي فذكر لي قصة حملي له في السيل فعرفته فصافحني وعرض لي الشهادتين وقال عند خروجي بارك الله في عمرك ثلاث مرات فبورك في عمري بكل دعوة مائة سنة وجميع من في هذه الضيعة أولادي وأولاد أولادي وفتح الله علي وعليهم بكل نعمة ببركة دعائه.(77/119)
ثم قوى الصفدي قصته وأنكر على من ينكرها ومعوله فيه الإمكان العقلي، ورد عليه بأن المعول فيه النقل لا الامكان: قال ابن حجر وممن روى عنه زيد بن ميكائيل ابن إسرافيل قال سمعت رتن بن مهاديو بن باسند بوا، سنة اثنتين وثمانين وستمائة
\\ ص 106 \\
فذكر أحاديث موضوعة: منها "من صلى الفجر في جماعة فكأنما حج خمسين حجة مع آدم" ومنها "من ترك العشاء قال له ربه لست ربك فاطلب ربا سوائي"
وقال عبد الغفار القوسي حدثني الشيخ محمد العجمي قال صحبت كمال الدين الشيرازي وقد بلغ مائة وستين سنة قال ما صحبت رتن الهندي وقال إنه حضر حفر الخندق وقال شمس الدين بن محمد الجزري سمعت عبد الوهاب بن إسماعيل الصوفي يقول قدم علينا شيراز سنة خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابا رتن فأخبر أن أباه أدرك ليلة شق القمر وكان ذلك سبب هجرته وإنه حضر حفر الخندق وكان استصحب معه تمرا هنديا بالهدية فأكل منها ووضع يده على ظهره ودعا له بطول العمر وله يومئذ ست عشرة سنة وعاش ستمائة سنة وثلاثين سنة وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين وستمائة وأخبر أن عمر محمود مائة سنة وسبعون سنة.
وعن داود بن أسعد القفال سمعت المعمر رتن بن ميدن بن نبدي الصراف السندي قال كنت في مبدأ أمري أعبد صنما فرأيت في منامي قائلا أطلب لك دينا غير هذا بالشام فأتيت الشام فتنصرت ثم سمعت بالنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأتيته فأسلمت ودعا لي بطول العمر ومسح على رأسي ثم خرجت معه غزاة اليهودي ثم استأذنته في العود إلى والدتي قال وتواتر عند أهل بلده أنه عمر سبعمائة ببركة دعائه.(77/120)
وعن أبي الفضل بن علي سمعت محمد بن علي بثغر الإسكندرية سنة ست وثمانين وستمائة سمعت المعمر أبا بكر المقدسي المعمر ثلاثمائة سنة بمسجد السلطان محمود بن سبكتكين بالهند سنة اثنتين وخمسين وستمائة ثنا الشيخ المعمر خواجا رتن بن عبد الله ببلدة فذكر أحاديث قال الأقشهري وهذا السند يتبرك به وان لم يوثق بصحته.
وعن الشيخ نجم الدين سمعت عبد الله بن بابا رتن سمعت والدي بابا رتن يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من قال لاإله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة" وقال ابن حجر رأيت شيخنا مجد الدين صاحب القاموس ينكر ينكر على الذهبي إنكاره وجود رتن وذكر أنه دخل في ضيعة في الهند ووجد فيها من لا يحصي كثرة ينقلون قصة رتن عن آبائهم وأسلافهم.
قلت هو لم يجزم بعدمه بل تردد قال والظاهر أنه كان طويل
\\ ص 107 \\
العمر فادعى وتمارى عليه حتى اشتهر ولو كان صادقا لا شتهر في المائة الثانية أو الثالثة ولكن لم ينقل عنه شيء إلا في آخر المائة السادسة ثم في أوائل السابعة قبل موته.
قال الذهبي: أحاديث معمر بن شريك باطلة وكذب واضح، منها ما حدث علي بن إسماعيل بسنجار سنة تسع وعشرين وستمائة قال سمعت معمر بن شريك رفعه "يشيب المؤمن ويشب معه خصلتان الحرص وطول الأمل" وسمعته يقول "أربعة يصلبون على شفير جهنم الجائر في حكمه والمتعدي على رعيته والمكذب بالقدر وباغض آل محمد" وسمعته "من شم الورد ولم يصلي علي فقد جفاني" فهذا من نمط رتن الهندي.
وقال ابن حجر: وقد وقع نحوه في الغرب فقال شيخ هو أبو عبد الله محمد الصقلي: صافحني شيخي أبو عبد الله معمر وأنه صافح النبي صلى الله عليه وسلم وأنه دعا له عمرك الله يا معمر، فعاش أربعمائة سنة وأجاز لي محمد بن عبد الرحمن سنة بضع عشرة وثمانمائة أنه صافح أباه وأن أباه صافح الشيخ علي الخطاب بتونس وأنه عاش مائة وثلاثة وثلاثين وأن الخطاب صافح الصقلي وأنه عاش مائة وستين سنة...(77/121)
فهذا كله لا يفرح به من له عقل.
وأخبرنا أبو الركاب بن زيد مكاتبة قال صافحني والدي وقد عاش مائة قال صافحني أبو الحسن علي الخطاب بمدينة تونس وعاش مائة وثلاثين سنة قال صافحني أبو عبد الله معمر وكان عمره أربعمائة سنة قال صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي فقال عمرك الله يا معمر ثلاث مرات قال ابن حجر وهذا من جنس رتن وقيس بن تميم وأبي الخطاب ومكلبة ونسطور قال ابن حجر وقيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج من نمط شيخ العرب ورتن الهندي فإنه حدث سبعة عشر وخمسمائة بمدينة كيلان عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب وسمع منه جماعة أكثر من أربعين حديثا منها "من شم الورد الأحمر ولم يصلي علي فقد جفاني" قال وخدمت عليا بعد قتل عثمان فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلته فسال الدم على رأسي فمسح رأسي وهو يقول مد الله يا أشج في عمرك مدا قال الذهبي في الميزان عثمان بن الخطاب أبو عمرو البلوي المعروف بأبي الدنيا الأشج ظهر على أهل بغداد وحدث بعد
\\ ص 108 \\
الثلاثمائة عن علي بن أبي طالب فافتضح به وكذبه النقادون روى عنه المفيد وغيره قال الخطيب علماء النقل لا يثبتون قوله ومات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال ولدت في خلافة الصديق رضي الله عنه وأخذت لعلي رضي الله عنه بركاب بغلته أيام صفين.
قال ابن حجر وحدث المعمر علي بن عثمان بن الخطاب سنة إحدى عشر وثلاثمائة بالقيروان عن علي رفعه: "النفخ في الطعام والشراب حرام والنبيذ حرام والديباج حرام والخصيان حرام" قال وكان يسلم تسليمة واحدة وكان يرفع يديه رفعا واحدا في أول الصلاة وكان يقلع نعليه ويغسل رجليه ولا يمسح قال ورأيت عائشة طويلة بيضاء بوجهها أثر من جدري وسمعتها تقول لأخيها محمد يوم الجمل أحرقك الله بالنار في الدنيا والآخرة قال ورأيت أبا بكر وعمر وعثمان وعليا.(77/122)
في اللآلئ حديث "مد الله في عمرك" لجعفر بن نسطور فعاش ثلاثمائة وأربعين سنة لا وجود له وهو أحد الكذابين الذين ادعوا الصحبة بعد المائتين.
*2* باب الأنبياء والخضر وإلياس ومن له لحية في الجنة.
@في اللآلئ: جابر "كان نقش خاتم سليمان بن داود لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" فيه من يروي الأباطيل قلت قد ورد عن عبادة بن الصامت.
@ رياح قال "رأيت رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز يعتمد على يده فقال يا رياح ذلك الخضر بشرني أني سألي وأعدل" حديث رياح كالريح: قلت قال ابن حجر هو أصح ما ورد في بقائه.
@ "إن كانت الحبلى لترى يوسف فتضع حملها " موضوع فيه متروكون قلت وثقهم قوم.
@ في الذيل حديث اجتماع الخضر بالنبي صلى الله عليه وسلم أورده عن عمرو بن عوف وفيه كثير روى نسخة موضوعة وعبد الله بن نافع متروك وعن أنس وفيه الوضاع متكلم فيه: قلت حديث عمرو عند البيهقي وضعفه وحديث أنس له طرق أخرى.
@ ابن عباس" يلتقي الخضر وإلإياس كل عام " إلخ. تفرد به الحسن بن زريق وهو مجهول قلت قال ابن عدى والذهبي سنده منكر:
\\ ص 109 \\
في المقاصد اجتماع الخضر وإلياس في كل موسم وإقامتهما في بيت المقدس في رمضان كله وإفطارهما على الكرفس وما روي عن الحسن وكل إلباس بالفيافي والخضر في البحور وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى مما هو ضعيف كله مرفوع وغيره " رحم الله أخي الخضر لو كان حيا لزارني" قال شيخنا لم يثبت مرفوعا بل من كلام من أنكر حياة الخضر من بعد السلف.
@ "إن لإبراهيم الخليل ولأبي بكر الصديق لحية في الجنة" قال شيخنا لم يصح ولا أعرفه في شئ من كتب الحديث المشهورة ولا الأجزاء المنثورة.
@ وأخرج الطبراني بسند ضعيف " أهل الجنة جرد مرد إلا موسى عليه السلام فان له لحية تضرب إلى سرته " وذكر القرطبي أنه ورد في حق أخيه هارون أيضا وقيل في حق آدم ولا أعلم شيئا من ذلك ثابتا.(77/123)
@ في الذيل أنس رفعه "جاء عزير إلى باب موسى بعد ما محي اسمه من ديوان النبوة فحجب فرجع وهو يقول مائة موتة أهون علي من ذل ساعة "هذا من بلاء أبي حفص العبدي.
@ "مر ذئب بيعقوب النبي عليه السلام فقال أنت أكلت يوسف ولدي فقال وكيف آكل ولدك وقد حرمت لحوم الأنبياء على جميع الوحوش والسباع" من نسخة نبيط الكذاب، وكذا منها "أول من اتخذ الخبز المتلقس إبراهيم عليه السلام" والخبز المتلقس خبزة كاللبنة فيها أربعة أرطال.
*2* باب الملائكة الموكلين وناقلة الأموات والناطقة على ألسنة بني آدم وخوف جبريل وهاروت وماروت وزهرة وغيرهم والجن والموسوس.
@في المختصر "وكل بالمؤمن مائة وستون ملكا يذبون عنه كما تذبون عن قصعة العسل الذباب" إلخ. ضعيف.
@ "ما جاءني جبريل إلا وهو يرتعد فرقا من الجبار" لم يوجد.
@ في المقاصد "إن لله ملائكة تنقل الأموات" لم أقف عليه لكن قد اشتهر عن الأجلة في المنام أنهم نقلوا وشواهد البعض في اليقظة
@ "إن لله ملائكة تنطق
\\ ص 110\\
على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر" صححه الحاكم على شرط مسلم.
@ "قصة هاروت وماروت مع الزهرة وهبوطه إلى الأرض امرأة حسنة حين طغت الملائكة وشربهما الخمر وقتلهما النفس وزناهما" عن ابن عمر رفعه وفيه موسى ابن جبير مختلف فيه ولكن قد توبع، ولأبي نعيم عن علي قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزهرة وقال إنها فتنت الملكين" وقيل الصحيح وقفه على كعب وكذا قال البيهقي، وفي الوجيز قصتهما في الفرج بن فضالة: ضعيف قلت قال ابن حجر لها طرق كثيرة يقطع بوقوعها لقوة مخارجها.
@ وفي الذيل علي رفعه "مؤذن أهل السماوات جبريل وإمامهم ميكائيل يؤم بهم عند البيت المعمور فيجتمع ملائكة السماوات فيطوفون بالبيت المعمور ويصلون ويستغفرون فيجعل الله ثوابهم واستغفارهم وتسبيحهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم" فيه السدي ابن عبد الله لا يعرف وأخباره منكرة.(77/124)
@ وعن ابن عباس رفعه "إن لله ملكا نصف جسده الأعلى ثلج ونصفه الأسفل نار ينادي بصوت رفيع اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك" إلخ. فيه عبد المنعم كذاب.
@ حديث "إن الشيطان أدخل ذنبه في دبره بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج سبع بيضات فأولدها سبع أولاد وسخر كلا بفن من فنون الإغواء" إلخ. بطوله منكر، وقال ابن طاهر ظاهره الوضع.
@ عن جابر بن عبد الله "صيح بي وأنا نائم على فراشي يا عبد الله قم فاكنس دارك وارم بالقمامة من منزلك ففعلت وعدت إلى فراشي فصيح بي ثانيا كالأول وفعلت كذلك وصيح بي الثالثة ففعلت كذلك فلما كان في وجه السحر قال لي ذلك الصائح أحسن الله جزاءك فإن بعض إخواننا من الجن زارنا فمنعه المرزنجوش من الدخول فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدق هو مزروع حول العرش فإذا كان في دار لم يدخلها الشيطان" هو باطل.
@ "إذا قام العبد إلى صلاته قام معه سبعة شياطين كنع كنس" إلخ. باطل موضوع افتراه بعض الكذابين ونقل عنه بعض الفقهاء في ذم من يوسوس في قراءته.
@ في
\\ ص 111 \\
اللآلئ عائشة رضي الله عنها رفعته "إن هامة بن هيم بن لاقيس في الجنة" لأبي علي بن الأشعث متروك.
باب
الأئمة الأربعة
- الصغاني "سراج أمتي أبو حنيفة" موضوع.
- "عالم قريش يملأ طباق الأرض علما" موضوع قال يعنون به محمد بن إدريس.(77/125)
- في الذيل "حدثني عبد الله بن أحمد الشعيثي ثنا إسماعيل بن محمد حدثنا أحمد بن الصلت الحماني حدثنا محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة قال حججت مع أبي ولي ست عشرة سنة فمررنا بحلقة فإذا رجل فقلت من هذا قالوا عبد الله بن الحارث بن جزء فتقدمت إليه فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تفقه في دين الله كفاه الله تعالى همه ورزقه من حيث لا يحتسب" في الميزان هذا كذب فابن جزء مات بمصر ولأبي حنيفة ستة سنين والآفة من الحماني قال ابن عدي ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه، قال الدارقطني كان يضع الحديث وقع لنا هذا الحديث من وجه آخر وهو باطل أيضا وأخرجه ابن الجوزي في الواهيات قال الدارقطني لم يلق أبو حنيفة أحدا من الصحابة إنما رأى أنسا بعينه ولم يسمع منه.
@ وفي جامع الأصول في مقدمته قيل للمأمون بن أحمد المروزي ألا ترى إلى الشافعي وإلى من تبع له بخراسان فقال حدثنا أحمد بن عبيد الله حدثنا عبيد الله بن معدان عن أنس رفعه "يكون من أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ويكون من أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي" جعله مما وضع تقربا وفيه في آخره وكان في أيام أبي حنيفة أربعة من الصحابة أنس بن مالك بالبصرة وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة وسهل الساعدي بالمدينة وأبو الطفيل عامر بن واثلة [لعله: وائلة] بمكة ولم يلق أحدا منهم ولا أخذ عنه وأصحابه يقولون أنه لقي جماعة من الصحابة وروى عنهم ولا يثبت ذلك عند أهل النقل.
@ وقال الشافعي من أراد الجدل فعليه بأبي
\\ ص 112 \\
حنيفة وقال من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة.(77/126)
- في " المقاصد " : ابن مسعود رفعه "لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما اللهم إنك أذقت أولها عذابا فأذق آخرها نوالا" فيه مجهول واختلاف له شواهد عن أبي هريرة بسند ضعيف وهو منطبق على الشافعي ويؤيده قول أحمد إذا لم أعرف المسألة خبرا أخذت بقول الشافعي لما روي عالم قريش يملأ إلخ. فما كان أحمد ليذكر حديثا موضوعا وإنما أورده بصيغة التمريض احتياطا فإن إسناده لا يخلو عن ضعف قاله العراقي ردا على الصغاني في زعمه أنه موضوع.
@ قال ابن تيمية ما اشتهر أن الشافعي وأحمد اجتمعا بشيبان الراعي وسألاه فباطل باتفاق أهل المعرفة لأنهما لم يدركاه، كذلك ما ذكر أن الشافعي اجتمع بأبي يوسف عند الرشيد باطل فلم يجتمع بالرشيد إلا بعد موت أبي يوسف، قال شيخنا وكذلك الرحلة المنسوبة للشافعي إلى الرشيد وأن محمد بن الحسن حرضه على قتله وإن أخرجه البيهقي في مناقبه وغيره فهي موضوعة مكذوبة.
*2* باب مدح العرب ولغتهم والحبش وذم العجم ولغتهم وزيهم والسودان وسبب سوادهم وذم الهنود والكلمات الفارسية مرفوعة.
@ في المقاصد "أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي" فيه ضعيف عن ضعيف، وروي "أنا عربي والقرآن وكلام أهل الجنة عربي" وهو مع ضعفه أصح من الأول، وفي حب العرب أحاديث كثيرة وفي الوجيز "أحبوا العرب لثلاث" إلخ. فيه يحيى بن بريد يروي المقلوبات: قلت صححه الحاكم لكن تعقبه الذهبي قال والحديث ضعيف لا صحيح ولا موضوع.
@ في اللآلئ "كلام أهل الجنة بالعربية وكلام أهل السماء وكلام أهل الموقف بين يدي الله بالعربية" موضوع.
@ في الذيل "خير الناس العرب وخير العرب قريش وخير قريش بنو هاشم وخير العجم فارس وخير السودان النوبة وخير الصبغ
\\ ص 113 \\
الأصفر وخير المال الغض وخير الخضاب الحناء والكتم" فيه عنبسة متروك متهم.(77/127)
@ "إن لله في السماء جنودا وفي الأرض جنودا فجنده في السماء الملائكة وجنده في الأرض أهل خراسان" هو شاذ غريب وفي إسناده مجهولون.
@ وفي اللآلئ أبو هريرة "أبغض الكلام إلى الله تعالى الفارسية وكلام الشيطان الخوزية وكلام أهل النار البخارية وكلام أهل الجنة العربية" موضوع.
@ "إن الله تعالى إذا رضي أنزل الوحي بالعربية وإذا غضب أنزل الوحي بالفارسية" باطل لا أصل له.
@ أبو هريرة رفعه "والذي نفسي بيده ما أنزل الله من وحي قط على نبي بينه وبينه إلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانهم" لا يصح فيه سليمان بن أرقم متروك: قلت قال الزركشي لم يصح لا يقتضي إثبات الوضع وإنما هو إخبار عن عدم الثبوت وسليمان من رجال أبي داود والترمذي والنسائي وله شواهد.
@ "من تكلم بالفارسية زادت في خسته ونقصت من مروءته" موضوع وقال الذهبي إسناده واه وله شاهد بلفظ "من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنه يورث النفاق" قال الذهبي فيه عمر كذاب، وفي الوجيز "من تكلم بالفارسية" إلخ. تفرد به طلحة ابن زيد متروك قلت أخرجه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن إسناده واه بمرة انتهى وطلحة من رجال ابن ماجه.
@ في المقاصد "إياكم وذي الأعاجم" من قول عمر واعتمده مالك حيث قال "أميتوا سنة العجم وأحيوا سنة العرب" وروي مرفوعا "تمعددوا واخشوشنوا" إلخ. أي تشبهوا بمعد بن عدنان في الفصاحة وقيل في غلظ العيش وخشن الثياب ودعوا التنعم وذي العجم.
@ "إن نوحا عليه السلام اغتسل فرأى ابنه ينظر إليه فقال تنظر إلى وأنا أغتسل خار الله لونك قال فاسود فهو أبو السودان" صححه الحاكم عل شرط الصحيحين "إن الأسود إذا جاع سرق وإذا شبع زنا وإن فيهم خلتين صدق السماجة والبخل" له طرق متأكدة.
@ "من أدخل بيته حبشيا أدخل الله بيته رزقا" لا يصح، وفي الذيل "حبشيا أو حبشية وبركة مكان رزقا" وقال وضعه خالد.(77/128)
@ وفي الوجيز ابن عباس "اتخذوا السودان فإن منهم ثلاثة من سادات أهل الجنة لقمان الحكيم والنجاشي وبلال" فيه عثمان الطرائفي لا يحتج به عن أبين
\\ ص 114 \\
لا يكتب حديثه قلت عثمان صدقه أبو حاتم، وللحديث شاهدان بلفظ "سادة السودان أربعة لقمان والنجاشي وبلال ومهجع".
@ ابن عباس "دعوني من السودان إنما الأسود لبطنه وفرجه" وعنه في الحبشة "إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا" وعن عائشة "الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع سرق" والكل لا يخلو عن منكر أو متروك قلت هو ضعيف لا موضوع، ولحديث ابن عباس طريق آخر وشواهد "اتركوا الترك ما تركوكم" فيه سلمة بن حفص يضع قلت له طريق آخر وورد عن حذيفة وسلمان ومعاوية وغيرهم.
@ والصغاني "اتقوا اليهود والهنود ولو بسبعين بطنا" موضوع
@ الكلمات الفارسية المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل شكم ودردو العنب ودودو كونه بزرد موضوع.
*2* باب الفاضلة من الأوقات والأيام والجمعة وعاشوراء والكحل وسعة الرزق وخلق كل شيء فيه والشهور وأيام النحس وما حدث فيها من البدع.
@ في المختصر "إذا كانت لك حاجة إلى رجل فاطلبها إليه نهارا ولا تطلبها ليلا واطلبها بكرة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم بارك لأمتي في بكورها" لجماعة ضعيف.
@ "الجمعة حج المساكين" للحارث فيه مقاتل وهو والراوي عنه ضعيفان.
@ في اللآلئ "الدجاجة غنم فقراء أمتي والجمعة حج فقرائها" باطل لا أصل له.
@ "من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة لم يتبعه ذنب أربعين سنة" موضوع فيه مضعفان: قلت هذا لا يقتضي الوضع مع أن له شاهدا، وفي الوجيز هو حديث جابر وفيه ضعفاء ثلاثة قلت لم يتهم أحد منهم بالكذب وله شاهد عن أبي سعيد بلفظ "من وافق صيام يوم الجمعة وعاد مريضا وشهد جنازة وتصدق وأعتق رقبة وجبت له الجنة ذلك اليوم إن شاء الله".
@ في الذيل أنس رفعه "يصبح المؤمن يوم الجمعة وهو محرم فإذا صلى حل فإن مكث(77/129)
\\ ص 115 \\
في الجامع حتى يصلي العصر مع إمامه كان كمن أتى بحجة أو عمرة قيل يا رسول الله فمتى نتأهب للجمعة قال يوم الخميس" فيه حسين بن داود البلخي لم يكن ثقة روى نسخة أكثرها موضوعة، وروي عن ابن عمر وفيه أبو معشر متروك.
@ "إذا كان يوم الجمعة يؤذن الطير الطير والوحوش الوحوش والسباع السباع سلام عليكم هذا يوم الجمعة" من نسخة ابن الأشعث التي عامتها مناكير، وكذا حديث "أربع يستأنفون العمل المريض إذا برأ والمشرك إذا أسلم والمنصرف من الجمعة إيمانا واحتسابا والحاج" وكذا حديث "التهجير إلى الجمعة حج فقراء أمتي".
@ سئل ابن حجر عن حديث ابن عباس في قوله تعالى (في أيام نحسات) قال الأيام كلها خلق الله بعضها سعودا وبعضها نحوسا كما أن الخلق عبيد الله لكن بعضهم للجنة وبعضهم للنار وما من شهر إلا وفيه سبعة أيام نحسات: منها اليوم الثالث قتل فيه قابيل هابيل واليوم الخامس فيه أخرج آدم من الجنة وطرح يوسف في الجب واليوم الثالث عشر فيه نزل بلاء على أيوب واليوم السادس عشر فيه سلب ملك سليمان واليوم الحادي والعشرون فيه خسف بقوم لوط واليوم الرابع والعشرون فيه ولد فرعون وفيه غرق واليوم الخامس والعشرون فيه ألقي إبراهيم في النار ويوم الأربعاء إذا كان آخر الشهر فذلك يوم نحس مستمر لأن فيه أرسل الريح على عاد والصيحة على ثمود" فأجاب بأن هذا كذب على ابن عباس لا تحل روايته.
@ في اللآلئ عن أبي سعيد رفعه "يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب رزق ويوم الثلاثاء يوم حديد وبأس ويوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء ويوم الخميس يوم طلب الحوائج ودخول على السلطان ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح" فيه عطية وفضيل وسلام الضعفاء.
@ وورد عن أبي هريرة بسند ضعفاء مجهولون وهو موضوع "لو سافر جبل يوم السبت من مشرق إلى مغرب لرده الله عز وجل إلى موضعه" قال صلاح الدين هذا الحديث منكر أو موضوع.(77/130)
@ في الوجيز "لا يبدو جذام ولا برص إلا يوم
\\ ص 116 \\
الأربعاء" فيه راوي الموضوعات: قلت روي من وجه آخر الصغاني "يوم الأربعاء يوم نحس مستمر" موضوع، وكذا "من بشرني بخروج صفر بشرته بدخول الجنة" قزويني وكذا قال أحمد بن حنبل.
@ اللآلئ عن أحمد ومما تدور في الأسواق ولا أصل له.
@ "من بشرني بخروج أدار بشرته بالجنة" وكذا قال العراقي في الذيل عن علي "أكثروا من الاستغفار في شهر رجب فإن لله في كل ساعة منه عتقاء من النار وإن لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب" فيه الأصبغ ليس بشيء.
@ "في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة سنة وقام مائة سنة وهي لثلاث ليال بقين من رجب في ذلك اليوم بعث الله محمدا نبيا" فيه هياج تركوه.
@ وعن أبي الدرداء "في فضل رجب وفضل صومه يوما أو يومين أو أكثر" إلخ. إسناده ظلمات بعضها فوق بعض فيه داود وضاع وهو المتهم به وإخوان ضعفوهما.
@ "خطب صلى الله عليه وسلم قبل رجب بجمعة فقال أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم رجب شهر الله الأصم تضاعف فيه الحسنات وتستجاب فيه الدعوات وتفرج فيه الكربات" إلخ. منكرة بمرة.
@ "من صام يوما من رجب وقام ليلة من لياليه بعثه الله تعالى آمنا يوم القيامة ومر على الصراط وهو يهلل ويكبر" الحديث فيه إسماعيل كذاب.
@ وعن الحسين بن علي "من أحيا ليلة من رجب وصام يوما منه أطعمه الله من ثمار الجنة وكساه من حلل الجنة وسقاه من الرحيق المختوم" فيه حسين بن مخارق يضع.
@ وعن أبي سعيد "رجب شهر الله الأصم المنبتر الذي أفرده الله تعالى لنفسه فمن صام يوم إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر وشهر رمضان شهر أمتي ترمض فيه ذنوبهم" إلخ. فيه عصام ليس بشيء وأبو هارون متروك.
@ في المختصر "رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي" للديلمي وغيره.(77/131)
@ عن أنس "فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام وفضل شهر شعبان على الشهور كفضلي على سائر الأنبياء وفضل شهر رمضان كفضل الله على سائر العباد" قال شيخنا موضوع.
@ في اللآلئ "فمن صام في رجب يوما فله كذا أو يومين فله كذا" إلخ. موضوع.
@ وفي بعض
\\ ص 117 \\
الرسائل لعلي بن إبراهيم العطار اعلم أن العلماء أجمعوا على أن رمضان أفضل الشهور وذا الحجة والمحرم أفضل من رجب بل لو قيل ذو القعدة أفضل من رجب لكان سائغا لأنه من الأشهر الحرم ولا شيء يتصور في رجب من الفضائل سوى ما قيل من الإسراء ولم يثبت ذلك وما روي في فضل صيام رجب وشعبان أو تضعيف الجزاء على صيامهما فكله موضوع أو ضعيف لا أصل له، وكذا ما أخرج العساكري والكتاني في الصيام والتضعيف موضوع لا يحتج به أصلا، وكان عبد الله الأنصاري لا يصوم رجبا وينهى عنه ويقول لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، وما روي من كثرة صيام شعبان فلأنه ربما كان يصوم ثلاثة من كل شهر ويشتغل عنها في بعض الشهور فيتداركه في شعبان أو لغير ذلك ومما يفعل في هذه الأزمان إخراج الزكاة في رجب دون غيره لا أصل له، وكذا كثرة اعتمار أهل مكة في رجب لا أصل له في علمي وإنما الحديث "عمرة في رمضان تعدل حجة" ومما أحدث العوام صيام أول خميس من رجب ولعله يكون آخر يوم من الجمادى وكله بدعة، ومما أحدثوا في رجب وشعبان إقبالهم على الطاعة أكثر وإعراضهم في غيرها حتى كأنهم لم يخاطبوا إلا فيهما.
@ وما روي "أن الله أمر نوحا بعمل السفينة في رجب وأمر المؤمنين الذين معه بصيامه" موضوع: نعم روي بإسناد ضعيف "أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" ويجوز العمل في الفضائل بالضعيف.(77/132)
@ وفي الحديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا قال الترمذي حسن صحيح وضعفه بعض الحفاظ وجعله منكرا ولا يلزم من النكارة الضعف وعلل النهي بأنه يضعف عن رمضان ورد بأنهم لم يكرهوا صيام كل شعبان أكبوا على المصاحف فعرضوها وأخرج المسلمون الزكاة يقوون بها المسكين على صيام رمضان وفتش أهل السجن، ومما أحدث في شعبان من البدع الإقبال على اللهو واللعب وإبطال الأعمال قبل دخول رمضان بأيام حتى كأنها أيام الأعياد وأشد في النفقات وغيرها، والسنة إعداد النفقات واستقبال الطاعات بالنيات انتهى.
\\ ص 118 \\
- في اللآلئ "فضل صوم عاشوراء وأن فيه خلق السماوات والأرض والقلم واللوح وجبريل والملائكة وآدم وولد إبراهيم ونجي من النار وأغرق فرعون وأعطي سليمان ملكه وولد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه القيامة وغير ذلك" موضوع.
@ "من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها" فيه سليمان مجهول والحديث غير محفوظ: قلت قال العراقي له طرق صحح بعضها وبعضها على شرط مسلم، قال البيهقي أسانيده الضعيفة أحدثت قوة بالتضام وكذا في المقاصد وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق لسليمان لجهالته، وقد ذكره ابن حبان في الثقات فالحديث حسن على رأيه وله طريق أخرى على شرط مسلم وهو أصح طرقه وروي بسند جيد عن عمر موقوفا وتعقب شيخنا اعتماد ابن الجوزي قول العقيلي في هيصم أنه مجهول قال بل ذكره ابن حبان في الثقات والضعفاء، وفي الوجيز هو عن ابن مسعود وفيه الهيصم راوي الطامات، وأبي هريرة وفيه سليمان بن أبي عبد الله مجهول قال ولا يثبت فيه حديث: قلت أخرجه البيهقي عن أبي سعيد وأبي هريرة وجابر قال أسانيده كلها ضعيفة ولكن قويت بالتضام، وقال العراقي حديث أبي هريرة ورد من طرق صحح بعضها.
@ في المختصر "من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا" لجماعة مرفوعا قال الحاكم منكر قلت بل موضوع كما قال ابن الجوزي، قال المذنب وكذا قال الصغاني.(77/133)
@ وفي اللآلئ ضعيف الإسناد بمرة "من اكتحل يوم عاشوراء بإثمد فيه مسك عوفي من الرمد" فيه من هو غير ثقة.
@ "هذا أول طير صام عاشوراء" قاله لصرد لا يصح: قلت حديث الصرد "أول طير صام" وحديث "كانت الوحوش تصوم يوم عاشوراء" يشهدان له.
@ "من صام تسعة أيام من أول المحرم بنى الله له قبة في الهواء ميلا في ميل لها أربعة أبواب" موضوع.
@ "من صام آخر يوم من ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية بصوم وافتتح السنة المستقبلة بصوم فقد جعل الله له كفارة خمسين سنة" فيه كذابان.
@ في الذيل ابن عباس "من أفطر عنده يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم" وفيه حبيب بن حبيب يضع.
@ "ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل" موضوع رتني، وكذا "البكاء يوم عاشوراء نورا تاما يوم القيامة".
@ "صيام عرفة كصوم ستين سنة" موضوع.
@ علي رفعه "في أول ليلة من ذي الحجة ولد إبراهيم فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ستين سنة" فيه محمد ابن سهل يضع.
@ عائشة "صيام أول يوم من العشر يعدل مائة سنة واليوم الثاني يعدل مائتي سنة فإذا كان يوم التروية يعدل ألف عام وصيام يوم عرفة يعدل ألفي عام" فيه محمد بن المحرم كذاب.
@ "من صام يوم التروية أعطاه الله عز وجل مثل ثواب أيوب على بلائه وإن صام يوم عرفة أعطاه الله ثواب عيسى بن مريم وإن لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم فإن مات إلى ثلاثين يوما مات شهيدا" فيه حماد بن عمر كذاب.
@ أنس "صوموا يوم النيروز خلافا على المشركين ولكم عندي صيام سنتين".
*2* باب خير البقاع وشرها كالبيعة فلا يقربها أحد يوم عيدهم إلا بكلمة التوحيد وفضل الأمصار ولعن المكان صاحبه.
@ القزويني حديث المصابيح في الملاحم "إن الناس يمصرون أمصارا وإن مصرا منها يقال له البصرة فإن أنت مررت" إلخ. موضوع (1)(77/134)
(1) قلت في الوجيز أخرجه أبو داود في سننه وسكت عليه فهو عنده صالح وقال العلائي متعقبا على ابن الجوزي مستندا بحديث أبي داود فالحديث إسناده رجال الصحيح كلهم. اهـ والله أعلم مصححه.
@ في المقاصد "الشام صفوة الله من بلاده يجتبي إليه صفوته من خلقه" في فضل الشام خصوصا دمشق أحاديث مرفوعة وغير مرفوعة.
@ "مصر أطيب الأراضين ترابا وعجمها أكرم العجم أنسابا" قال شيخنا لا أعرفه مرفوعا وإنما يعرف معناه عن عمرو بن العاص.
@ "الحيرة روضة من رياض الجنة ومصر خزائن الله في أرضه" موضوع كذب.
@ وفي الذيل من نسخة نبيط الكذاب "الجفاء والبغي بالشام" لا يصح فيه أبان متروك.
@ "بابان مفتوحان في الجنة للدنيا عبادان وقزوين وأول بقعة آمنت بمحمد عبادان وأول بقعة آمنت بعيسى بن مريم قزوين" فيه عنبسة متهم.
@ "لولا أن الله أقسم بيمينه وعهد أن لا يبعث بعدي نبيا لبعث من قزوين ألف نبي" فيه أبان متهم بالوضع والقاسم مضعف "اللهم ارحم إخواني بقزوين" إلخ. فيه عمرو بن صبح الواضع وكذا "يكون لأمتي مدينة يقال لها قزوين الساكن بها أفضل من الساكن بالحرمين".
@ "من بات بالري ليلة واحدة صلى فيها وصام فكأنما بات في غيره ألف ليلة صامها وقامها وخير خراسان نيسابور وهريوا ثم بلخ ثم أخاف على الري وقزوين أن يغلب عليهما العدو" فيه من حدث منكرا.
@ "من سمع صوت ناقوس أو دخل بيعة أو كنيسة أو بيت نار أو بيت أصنام فقال لا إله إلا الله ولا نعبد إلا الله كتب له من الأجر عدد من لم يقلها أو كتب عند الله صديقا" فيه عمرو بن صبح يضع.
@ أنس "لا تقربوا اليهود والنصارى في أعيادهم فإن السخطة تنزل عليهم" فيه أحمد بن إبراهيم الواضع: في المختصر "إن البقع التي يجتمع فيها الناس إما أن تلعنهم إذا تفرقوا أو لم تستغفر لهم" لم يوجد والله أعلم
*2* باب الغزاة وتقليد السيف في الصلاة وغيرها(77/135)
@في اللآلئ "لا تزال الملائكة تصلي على الغازي ما دام حمائل سيفه على عنقه" لا يصح.
@ "صلاة الرجل متقلداً سيفه تفضل على صلاة غير المتقلد مائة ضعف".??
@ "إن الله تعالى يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله و ملائكته وهم يصلون عليه ما دام متقلداً سيفه" لا يصح.
@ "إن الله أكرم أمتي بالولاية" فيه خالد لا أصل في حديثه.
@ الصغاني "أربع ملاحم من ملاحم الجنة بدر وأحد وخندق وحنين" موضوع: في المقاصد قال أحمد ثلاث كتب ليس لها أصول المغازي والملاحم والتفسير قال الخطيب هذا محمول على كتب مخصوصة وأما المغازي فمن أشهرها مغازي محمد بن إسحاق وكان يأخذ من أهل الكتاب وقال الشافعي كتب الواقدي كذب وليس في المغازي أصح من مغازي موسى بن عقبة.
@ في الوجيز ابن عباس "إن الله بعثني ملحمة ومرحمة ولم يبعثني تاجرا" إلخ. فيه ثلاثة ضعفاء فقلت له طريق آخر عنه في الذيل "إن لي حرفتين اثنتين من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ألا وهما الفقر والجهاد" فيه محمد بن تميم وغنيم كذابان.
@ "لكل واحد حرفة وحرفتي شيئان الجهاد والفقر فمن أحبهما" إلخ. فيه أبان كذاب.
@ أبو هريرة "لو أن عبدا خرج يقاتل في عرض الجبانة في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر بغير إذن مواليه فهو في النار" فيه محمد بن حميد كذبوه.
@ أنس "ما أذن الله عز وجل لعبد في الجهاد ولو فواق ناقة إلا استحيى الله أن يرده إلى منزله ولم يعتقه من النار" فيه المتهمون بالكذب.
@ عن معاذ بن جبل "من بلغ الغازي إلى أهله أو كتاب أهله إليه كان له بكل حرف فيه عتق رقبة وأعطاه الله كتابه بيمينه وكتب له براءة من النار" الحديث منكر وعنه "إذا ودع الغازي أهله فبكى إليهم وبكوا إليه بكت معهم الحيطان وعند بكائهم تغشاهم الرحمة فيغفر لهم جميعا" فيه عبد العزيز بن عبد الرحمن اتهمه أحمد.(77/136)
@ ابن عمر "إذا كان على رأس السبعين والمائة فالرباط تجده من أفضل ما يكون من الرباط" قال الدارقطني منكر لا يصح.
@ عن علي "كل خطوة للمرابط في سبيل الله تعدل عبادة سنة ومن ارتبط فرسا في سبيل الله فكأنما قاتل فرعون وهامان ونصر موسى وهارون" فيه راوي الموضوعات.
@ "من رابط في سبيل الله كان له كعبادة ألف رجل كل رجل عبد الله ألف عام" فيه متروكان.
@ أنس "من رابط يوما في سبيل الله في شهر رمضان كان خيرا له من عبادة ستمائة ألف سنة وستمائة ألف حجة وستمائة ألف عمرة" فيه عباد بن كثير يضع وأبان متروك.
@ في اللآلئ "من خاف على فسه النار فليرابط في الساحل أربعين يوما" لا يصح:
*2* باب فضل السفر للغازي وغيره في البر والبحر والتكبير عند رؤيته وأدبه ووقته.
@ في المقاصد "لا تسافروا في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في العقرب" عن علي من قوله "يا علي إذا تزودت فلا تنس البصل" كذب بحت.
@ الصغاني "لا تسافروا والقمر في العقرب" موضوع وكذا "ألا لا يركبن أحدكم البحر عند ارتجاجه.
@ في المختصر "كان لا يفارقه في السفر المرآة والمكحلة والمدرى والسواك والمشط" ضعيف.
@ حديث جابر في إرسال المسافر إلى أهل بيته من يخبرهم بقدومه لم نجد ذكر الإرسال (1)
(1) قلت له شواهد أخرجه ابن خزيمة من حديث ابن عمر بلفظ قال "قدم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة فقال لا تطرقوا النساء ليلا وأرسل من يؤذن الناس أنهم قادمون". اهـ مصححه كذا ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتحه والله أعلم. أبو عبد الكبير عفا عنه ربه السميع البصير السامرودي. اهـ.
@ في اللآلئ "موت الغريب شهادة" لا يصح فيه متروك قلت للحديث طرق توبع المتروك فيها "ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن من الفضل ما نالها أحد إلا بقرعة الصف المقدم والأذان وخدمة القوم في السفر" موضوع.(77/137)
@ "خلق الله الأرزاق قبل الأجساد بألفي عام فبسطها بين السماء والأرض فضربتها الرياح فوقعت في المشارق والمغارب فمنه ما وقع رزقه في ألفي موضع ومنه ما وقع رزقه في ألف موضع ومنه ما وقع على باب داره يغدو إليه ويروح حتى يأتيه أجله" لا يصح قلت له طريق آخر.
@ "من أتى ساحل البحر ينظر فيه كان له بكل قطرة حسنة: تفرد به من ليس بشيء.
@ "من كبر تكبيرة على ساحل البحر كان له في ميزانه صخرة قيل يا رسول الله وما قدرها قال تملأ ما بين السماء والأرض" وضعه النخعي.
@ في الذيل أبو هريرة "لو يعلم الناس ما للمسافر لأصبحوا على ظهر سفر إن الله عز وجل لينظر إلى الغريب كل يوم مرتين" قال ابن عبد البر هو حديث غريب لا أصل له في حديث مالك ووكيع وغيرهما غير المسجي، وفي الميزان أحمد بن يوسف المسجي لا يعرف وأتى بخبر كذب هو آفته.
@ عن علي "إذا أراد أحدكم الحج فليكن في طلبه يوم الخميس وليقرأ إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه وأم الكتاب فإن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة" فيه عبد الله بن أحمد روى عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة.
@ "من خبز لأصحابه في طريق مكة سبقهم إلى الجنة بألفي عام" فيه مجاشع وميسرة كذابان وضاعان
*2* باب فضل الشيوخ وغير المكلفين من الصبيان وهو قبل أربعين سنة واليتيم وتفريحهما والمجنون والبهيمة.
@ في المختصر "لولا صبيان رضع ومشايخ ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا" للبيهقي وضعفه.
@ في المقاصد "لولا عباد لله ركع وصبية رضع" إلخ. لجماعة من حديث مالك بن عبيدة بن مسافع عن أبيه عن جده.
@ "ما أكرم شاب شيخا إلا قيض الله له من يكرمه عند كبر سنه" غربه الترمذي قلت فيه ضعيفان، وقد روي موقوفا عن الحسن البصري "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة" حسن.
@ في الذيل "من أتى عليه ستون سنة في الإسلام حرمه الله على النار وكان من أهل الرجاء في الله عز وجل" هذا باطل.(77/138)
@ في اللآلئ "رفع القلم عن ثلاث عن الغلام حتى يحتلم وإن لم يحتلم حتى يكون له ثمان عشرة وعن النائم حتى يستيقظ فإن طلق في منامه لم يقع الطلاق وعن المجنون حتى يصح قيل يا رسول الله من المجنون قال من أبلى شبابه في معصية الله" موضوع.
@ "لا يكتب على ابن آدم ذنب أربعين سنة إذا كان مسلما ثم تلى حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة" موضوع.
@ "إن في الجنة دارا يقال لها الفرح لا يدخلها إلا من فرح الصبيان" لا يصح قلت له طرق في بعضها "إلا من فرح أيتام المؤمنين إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثرى من أسكته فله الجنة" قال الخطيب منكر جداً: قلت لأبي نعيم بطريق آخر "ما قعد يتيم على قصعة قوم فيقرب قصعتهم شيطان" باطل فيه الحسن بن واصل كذاب.
@ قلت وثقة بعد "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عز وجل عنه أنواعا من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ خمسين لين الله عليه الحساب فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته فإذا بلغ تسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر ويسمى أسير الله في أرضه وشفع لأهل بيته" لا يصح، وقال ابن حجر ليس بموضوع فإن له طرقا يتعذر بها الحكم على المتن بوضعه، وفي الوجيز هو حديث أنس فيه يوسف بن أبي درة لا يحتج به أورده من وجه آخر عنه وعن عثمان وعائشة أعل الكل: قلت له طرق يتعذر الحكم معها على المتن بالوضع.
@ أنس "أني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما" إلخ. أورده من طريقين لا يخاف وعن ضعيف: قلت أخرجه البيهقي وله شاهد.(77/139)
*2* باب فضل النكاح وحبه إليه صلى الله عليه وسلم والسعي له ولو بالخداع وضعف صلاة المتزوج وإعلانه في المسجد مع الدف والجلوة للعروس ونثر السكر وغسل رجليها وتزوج الأكفاء والحرائر وذات الشعر لا القرابة ولا بنات الظلمة الفسقة وإن كن حسانا وعدم تزويجهم وتزوج الشوهاء ففيه بركة الدارين والتسري من العجم وفضل الجماع والدواعي بلا نظر إلى الفرج والتزين.
@ في المختصر "من ترك التزوج مخافة العيلة فليس منا" ضعيف، وله شاهد.
@ "نعم العون على الدين المرأة الصالحة" لم يوجد.
@ "حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء" إلخ. للنسائي دون لفظ ثلاث بسند جيد وضعفه العقيلي، وهذه الزيادة تفسد المعنى وتكلفوا للجواب عنها بما لا يساوي ذكره، وفي المقاصد "حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة" ثبت عن جماعة وما اشتهر من زيادة لفظ ثلاث فلم أقف عليها إلا في موضعين من الأحياء وفي آل عمران من الكشاف وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش وبه صرح الزركشي وشيخنا قال العقيلي ليست هي في شيء من كتب الحديث وقد وجه ابن فورك معناه في جزء.
@ "شراركم عزابكم" عن أبي هريرة "لو لم يبق من أجلي من الدنيا إلا يوم واحد لقيت الله بزوجة" الحديث "وإن من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأراذل أمواتكم" في سندهما ضعيف ومتروك وكذا ما جاء من هذا الباب كله لا يخلو عن ضعف واضطراب لكنه لا يبلغ الحكم بوضعه.
@ في اللآلئ "شراركم عزابكم ركعتان من متأهل خير من سبعين من غير متأهل" موضوع.
@ "ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين من الأعزب" فيه مجاشع منكر الحديث: قلت له طريق آخر بلفظ "ركعتان من المتأهل خير من اثنتين وثمانين ركعة من العزب" لكن قال ابن حجر هذا حديث منكر.
@ وفي الوجيز: أبو هريرة "شراركم عزابكم" فيه خالد بن إسماعيل يضع، وله طريق ثان عنه وفيه يوسف بن السفر متروك: قلت ورد بهذا اللفظ عن أبي ذر برجال ثقات وعن غيره.(77/140)
@ وفي الذيل "يا حذيفة خير أمتي أولها المتزوجون وآخرها العزاب وإني أحللت لأمتي الترهب إذا مضت إحدى وثمانون ومائة سنة" إلخ. فيه البلوى كذاب.
@ "الأعزب فراشة في نار" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال.
@ في اللآلئ "من مشى في تزويج بين اثنين حتى يجمع الله بينهما أعطاه الله بكل خطوة وبكل كلمة تكلم بذلك عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ومن مشى في فرقة بين اثنين حتى يفرق بينهما كان حقا على الله أن يضرب رأسه يوم القيامة بألف صخرة من نار جهنم" موضوع.
@ "لا يصح المكر والخداع إلا في النكاح" لا يصح.
@ في المختصر "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه الدف" للترمذي محسنا والبيهقي مضعفا: في المقاصد ضعفه الترمذي لكنه قد توبع كما في ابن ماجه وغيره.
@ اللآلئ "اجتلى صلى الله عليه وسلم وعائشة عند أبويها قبل أن يبني بها" تفرد به القاسم وهو كذاب.
@ "تزوج صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه فنثروا على رأسه تمر عجوة" باطل.
@ حديث "نثر السكر ونهبته على رأس العروس وضرب الدف وحديث "لم أنهكم على نهبة الولائم" فيه بشر يروي الموضوعات.
@ وقال البيهقي إسناده مجهول.
@ حديث "غسل رجلي العروس وصب الماء من باب الدار إلى أقصاها ليكون بركة ورحمة ومنع العروس عن أكل اللبان والخل والكزبرة والتفاحة في الأسبوع الأول حذرا عن العقم" مع طوله في ورقتين فيه دجال واضع حديث ثواب.
@ "من تجملت لزوجها وأرضعت ولدها وفطمته ومن راود امرأته ويعانقها ويقبلها ويجامعها ويغتسل في ليلة باردة" بطوله موضوع.
@ "إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى" موضوع، وقال ابن الصلاح هو جيد الإسناد وروي بزيادة "ولا يكثر الكلام فإنه يورث الخرس" وفيه إبراهيم ساقط، وروي "يورث الخرس والفأفأة".(77/141)
@ وفي الوجيز "إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى" عن ابن عباس وفيه بقيه يدلس، وعن أبي هريرة وفيه إبراهيم بن محمد ساقط قلت قال ابن صلاح أنه جيد الإسناد.
@ وفي الذيل "لا يكثرن أحدكم الكلام عند المجامعة فإنه يكون منه خرس الولد ولا ينظرن أحدكم إلى فرج امرأته إذا هو جامعها فإنه يكون منه العمى ولا يقبلن أحدكم امرأته إذا هو جامعها فإنه يكون منه الصمم صمم الولد ولا يديمن أحكم النظر في الماء فإنه يكون منه ذهاب العقل ولا يكلم أحدكم الأجذم من غير ملته إلا بينه وبينه قدر رمح" فيه عبد الله بن أذنية راوي الموضوعات.
@ وصية لعلي في الجماع وكيف يجامع من أباطيل إسحاق الملطي وضعها.
@ عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد "يجب على الرجل لامرأته ما يجب له عليها أن يتزين لها كما تتزين في غير مأثم" فيه كذابون أربعة.
@ في المختصر "إن الرجل ليجامع أهله فيكتب له أجر ولد ذكر قاتل في سبيل الله فقتل" لم يوجد "إن له أجر غلام ولد من ذلك الجماع وعاش فقتل في سبيل الله" قاله فيمن ترك العزل لم يوجد.
@ "إياكم وخضراء الدمن فقيل وما خضراء الدمن قال المرأة الحسناء في المنبت السوء" ضعيف، وفي المقاصد تفرد به الواقدي، وقال الدارقطني لا يصح من وجه، ومعناه أنه كره نكاح الفاسدة "وقال أعراق السوء تنزع أولادها".
@ "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم" مداره على أناس ضعفاء.
@ وعن عمر "انتجبوا المناكح وعليكم بذوات الأوراك فإنهن أنجب" ولا يصح، وعنه "فانظروا في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس"، وروى "تزوجوا في الحجر من الصبائح فإن العرق دساس" وكلها ضعيفة.
@ وفي المختصر "تخيروا لنطفكم فإن العرق نزاع" هو مع اختلاف ألفاظه ضعيف.
@ "لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاريا" أي نحيفا ليس بمرفوع.
@ في اللآلئ "من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها" من كلام الشعبي ورفعه باطل.(77/142)
@ "من سره أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر" لا يصح في طرقه كذابون وفي الوجيز هو عن كل كذابان.
@ قلت حديث أنس أخرجه ابن ماجه "إذا تزوج أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها فإن الشعر أحد الجمالين" موضوع.
@ في المقاصد "الحرائر صلاح البيت والإماء هلاك البيت" فيه أحمد متروك ويونس مجهول، وقد قيل "إذا لم يكن في منزل المرء حرة تدبره ضاعت عليه مصالحه".
@ وفي الذيل علي رفعه "لا تزوجوا الحمقاء فإن صحبتها بلاء وفي ولدها ضياع" فيه لاحق كذاب أفاك.
@ "لا تزوجوا النساء على قرابتهن فإنه يكون من ذلك القطيعة" فيه سهل كذبه الحاكم.
@ أبو هريرة "كل كفء ماجد مخلا حاك أو حجام فقيل يا رسول الله وما الحاكي وما الحجام فقال الحاكي المصور الذي يعمل الأصنام والحجام النمام" هو حديث غريب وفيه أحمد متهم.
@ في اللآلئ "دعا صلى الله عليه وسلم لقباح نساء أمته بالرزق" موضوع.
@ "من لم يكن له حسنة يرجوها فلينكح امرأة من جهينة" لا يصح.
@ "عليكم بالسراري فإنهن مباركات الأرحام" لا يصح: قلت له شاهد بطريق آخر بزيادة "وإنهن أنجب أولادا" وروى "أطلقوا الولد في سبيل الأعاجم فإن في أرحامهن بركة" الصغاني هو موضوع، وفي الوجيز أبو الدرداء "عليكم بالسراري" إلخ. فيه عمرو بن الحصين ليس بشيء وشيخه وشيخ شيخه كذلك: قلت له طريق آخر فيه غير ثقة وله شاهد من مرسل مكحول ومن شواهده حديث ابن عمر "أنكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بهن يوم القيامة"
*2* باب تأديب النساء بالإيجاع والإعراء لئلا ينكشفن ولو عند الكفرة وخلافهن بعد المشاورة وحسن معاشرتهن بتحمل سوء خلقهن لقلة صلاحهن وحينئذ يؤذن في أذنهن وحبس الأمة على صغارها وإثم نشوزهن وفرح الشيطان بخصومة الزوجين وكثرة شهوتهن.
@ في المقاصد "خياركم خياركم لنسائه" لابن ماجه.
@ "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" للترمذي.(77/143)
@ في المختصر "من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ومن صبرت على سوء خلق الزوج أعطاها الله من الأجر مثل ثواب آسية امرأة فرعون" لا أصل له.
@ "إذا استصعب على أحدكم دابته أو ساء خلق زوجته أو أحد من أهل بيته فليؤذن في أذنه" ضعيف.
@ "تعس عبد الزوجة" لا أصل له.
@ في المقاصد "شاوروهم وخالفوهن" لم أره مرفوعا ولكن روي عن عمر "خالفوا النساء فإن في خلافهم البركة" بل روي عن أنس رفعه "لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن في خلافها البركة" وفي سنده عيسى ضعيف جدا مع أنه منقطع، وعن عائشة مرفوعة بطرق ضعاف "طاعة النساء ندامة" وإدخال ابن الجوزي حديث عائشة في الموضوعات ليس بجيد، وقد استشار صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية وصار دليل استشارة المرأة الفاضلة وقد استدرك عليه ابنة شعيب في أمر موسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام في آخرين. في الذيل "لا يفعلن أحدكم" إلخ. فيه منكر الحديث: الصغاني حديث عائشة موضوع. اللآلئ حديثها لا يصح قلت له طرقا وشواهد منها "عودوا النساء لآفاتها حقيقة إن أطعتها أهلكتك وخالفوا النساء فإن في خلافهن البركة" "لولا النساء لعبد الله حقا" لا أصل له. قلت له شاهد بسند فيه متروك بلفظ "لولا المرأة لدخل الرجل الجنة".
@ "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن الغزل وسورة النور" وعن عائشة وفيه واضع ومتروك وروي عن ابن عباس "أجيعوا النساء جوعا غير مضر وأعروهن عريا غير مبرح لأنهن إذا سمن واكتسين فليس شيئا أحب إليهن من الخروج" إلخ. لا يصح.
@ "أعروا النساء يلزمن الحجال" لا أصل له "استعينوا على النساء بالعري" فيه متروكان الصغاني "أعروا النساء يلزمن" إلخ. موضوع، وفي الوجيز في حديث "أعروا" شعيب بن يحيى ليس بمعروف. قلت عرفه غيره وصدقه وفي "استعينوا" من ليس بشيء عن متروك.(77/144)
@ جابر "إن رجلا قال يا رسول الله إن امرأتي لا ترد يد لامس قال طلقها قال إني أحبها قال فاستمتع بها" لا أصل له وإن صح حمل على التفريط في المال لا على الفجور قلت الحديث جيد الإسناد.
@ في المختصر "مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب بين مائة غراب" يعني الأبيض البطن: ضعيف وله شاهد بسند حسن.
@ "جهاد المرأة حسن تبعلها" الطبراني "أنا وامرأة سغفاء [لعله: سفعاء] الخدين كهاتين امرأة آمت من زوجها وحبست نفسها على بناتهن حتى بلغن أو متن" لأبي داود ضعيف، وكذا حديث "دخول مثل تلك المرأة الجنة قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم".
@ وفي الذيل "الأرملة الصالحة سميت في السماوات شهيدة تشم ريح الجنة من مسيرة ألف عام وجعل الله بينها وبين النار سترا كما بين السماء والأرض وتجاور في الجنة أم عيسى" من كتاب العروس واه الإسناد.
@ "أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس والقمر إلا أن يرضى عنها زوجها" من نسخة أبي هدبة عن أنس وكذا "المرأة وزوجها إذا اختصما في البيت يكون في كل زاوية من البيت شيطان يصفق يقول فرح الله من فرحني حتى إذا اصطلحا خرج أعمى يقاد يقول أذهب الله نور من أذهب بنوري".
@ عائشة "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تكشف شعرها ولا شيئا من صدرها عند يهودية ولا نصرانية ولا مجوسية فمن فعلت ذلك فلا أمانة لها" باطل.
@ وفي المقاصد "شهوة النساء تضاعف على شهوة الرجل" الطبراني عن ابن عمر بلفظ "فضلت المرأة على الرجل تسعة وتسعين من اللذة ولكن الله ألقى عليهن الحياء"
*2* باب فضل السعي في الأولاد سيما في البنات بترك العزل وأكل البصل والبيض وتأديبهم بالسوط وتعليمهم العلم والرمي والسباحة وتفريحهم بالفاكهة سيما البنات والرقة لهن فإن تبكير المرأة بالأنثى يمن وتربيتها وتربية الأختين والولد فإن الولد سر أبيه وريح الجنة وفضل بكائهم وقلة العيال.(77/145)
@ في المقاصد "تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة" جاء معناه عن جماعة من الصحابة يعني مرفوعا.
@ "الولد سر أبيه" لا أصل له.
@ "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم" في سنده من هو ضعيف.
@ "علموا بنيكم السباحة والرمي ولنعم لهو المؤمنة مغزلها وإذا دعاك أبوك وأمك فأجب أمك" ضعيف سنده لكن له شواهد.
@ "من لم يصلحه الخير يصلحه الشر" من كلام بعض السلف.
@ الصغاني "لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع".
@ في اللآلئ "لا تضربوا أولادكم على بكائهم فبكاء الصبي أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله وأربعة أشهر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وأربعة أشهر دعاء لوالديه" قال الخطيب منكرا جدا وقال ابن حجر موضوع بلا ريب: قلت له طريق آخر.
@ "إن يمن المرأة تبكيرها بالأنثى ألم تسمع الله تعالى يقول يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور" موضوع قلت له سند آخر.
@ "من ربى صبيا حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله" لا يصح قلت له طرق أخرى فيها ضعف والله أعلم.
@ "لأن يربي أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة سنة جرو كلب خير له من أن يربي ولدا لصلبه" موضوع.
@ "شكا رجل قلة الولد فأمره أن يأكل البيض والبصل" موضوع بلا شك، وروي "أنه سئل أي بيض فقال كل بيض ولو بيض النمل" وفيه ابن وثيق وكذبه ابن معين.
@ وقال الذهبي مقارب الحال إن شاء الله "من حمل طرفة من السوق إلى ولده كان كحامل صدقة وابدؤوا بالإناث فإن الله تعالى رق للإناث ومن رق لأنثى كان كمن بكى من خشية الله ومن بكى من خشية الله غفر له ومن فرح أنثى فرحه الله تعالى يوم الحزن" موضوع قلت له طرق.
@ في المختصر "من حمل طرفة من السوق إلى عياله فكأنما حمل إليهم صدقة" ضعيف جدا أو موضوع كما قال أبو الفرج.
@ "لا يلقى الله سبحانه أحد بذنب أعظم من جهالة أهله" لا أصل له.(77/146)
@ "من كانت له ابنتان أو أخت فأحسن إليهما ما صحبتاه كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" للخرائطي ضعيف.
@ قلت وللترمذي محسنا مغربا "ريح الولد من ريح الجنة" ضعيف.
@ في الذيل أبو هريرة "من قعد من أهله مقعدا يعجبه فقرأ آية استغفروا ربكم إنه كان غفارا إلى ويجعل لكم أنهارا إلا جعل الله له غلاما وأمده بالمال وجعله في سعة من الرزق" قال فجربناه فوجدناه كذلك فيه محمد بن بيان متهم بالوضع، والظاهر أن البلاء منه.
@ "من هلك من أمتي فترك خلفا يصلي صلاته ويقوم مقامه فلم يمت" فيه نهشل كذاب.
@ "أحبوا البنات فأنا أبو البنات إن الرجل إذا ولدت له ابنة هبط إليه ملكان فمسحا على ظهرها وقالا ضعيفة خرجت من صلب ضعيف".
@ "من أعان عليك لم يزل معانا عليه إلى يوم القيامة" أنس "من أنفق على تزويج ابنه أو ابنته درهما أعطاه الله تعالى بكل درهم اثنتي عشرة مدينة في الجنة وأعطاه بكل دانق حجة وعمرة" فيه إبراهيم بن يوسف لا يشتغل به.
@ "أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم من الدرجات عدد ما قبلتم ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام" فيه الطايكاني كان يضع.
@ "من ترضى صبيا له صغيرا من نسله حتى يرضى ترضاه الله يوم القيامة حتى يرضى" فيه حماد بن بسطام لا يكتب حديثه.
@ "ما أفلح صاحب عيال قط" هو منكر، وفي المقاصد رفعه البعض ورفعه منكر وإنما هو من كلام ابن عيينة وقد صح.
@ مرفوعا "وأي رجل أعظم أجرا من رجل له عيال يقوم عليهم حتى يغنيهم الله من فضله" وفي اللآلئ هو باطل وإنما هو من كلام سفيان.
@ وفي المقاصد "قلة العيال أحد اليسارين وكثرته أحد الفقرين" هو في الأحياء والشطر الأول للقضاعي والديلمي بسندين ضعيفين.
@ وفي الذيل "النطفة التي تخلق منها الولد ترعد لها الأعضاء والعروق كلها إذا خرجت ووقعت في الرحم" فيه نهشل كذاب.
@ في الوجيز "بادروا أولادكم بالكنى لا يغلب عليهم الألقاب" فيه حبيش بن دينار قلت كان من الأبدال(77/147)
*2* باب ذم الطلاق ومن سعى فيه وغلاء المهر ومن لم يعطه.
@ الصغاني "تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن" موضوع.
@ وفي اللآلئ لا يصح "من عمل في فرقة بين امرئ وزوجه كان في غضب الله ولعنة الله في الدنيا والآخرة وكان حقا على الله أن يضربه يوم القيامة بصخرة من نار جهنم إلا أن يتوب" تفرد به من لا يجوز الاحتجاج به.
@ في المقاصد "لا أحب الذواقين من الرجال ولا الذواقات من النساء" للطبراني موضوعا.
@ "إنما الطلاق لمن أخذ الساق" رد به على من أراد طلاق زوجة عبده لابن ماجة من حديث ابن لهيعة.
@ "لا تغالوا في صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم" وروي "أن عمر خطب ناهيا عن المغالاة في الصداق زيادة على أربعمائة فقالت امرأة من قريش أما سمعت الله تعالى يقول وآتيتم إحداهن قنطارا فقال عمر كل أحد أعلم وأفقه من عمر" لأحمد وأصحاب السنن وزاد أبو يعلى في قول عمر "من شاء فليعط من ماله ما أحب" وسنده قوي.
@ "خيركن أيسركن صداقا" له إسنادان ضعيفان لكن في الباب شواهد وقد كان عمر نهى عن مغالاة المهور ويقول "ما تزوج صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربعمائة فلو كان مكرمة كان أحقكم بها" وحسنه الترمذي وصححه وهو محمول على الأغلب وإلا فخديجة وجويرية بخلاف ذلك وأم حبيبة أصدقها النجاشي أربعة آلاف وقيل أربعمائة دينار وقيل مائتا دينار.
@ "ولا مهر أقل من عشر دراهم" عن جابر رفعه سنده واه وفيه مبشر بن عبيد كذاب، وعن علي موقوفا بوجهين ضعيفين وحكى أحمد عن ابن عيينة لم نجد له أصلا ويعارضه حديث "التمس ولو خاتما من حديد" ونحوه.
@ في اللآلئ "لا تنكح النساء إلا الأكفاء ولا يزوجهن إلا الأولياء ولا مهر دون عشرة دراهم" باطل لا أصل له لا يرويه إلا كذاب: قلت أخرجه البيهقي وضعفه جدا.
@ "من تزوج امرأة فلا يدخل عليها حتى يعطيها شيئا ولو لم يجد إلا أحد نعليه" لا أصل له.(77/148)
@ في المختصر "من تزوج امرأة على صداق وهو لا ينوي أداءه فهو زان ومن أدان دينا وهو لا ينوي قضاءه فهو سارق" لأحمد وابن ماجه مقتصرا على قضية الدين.
*2* باب طلب الحلال بلا استحياء بالحرفة وفي الأسواق واجتناب الحرام الموجب حرمان الدعاء وذم البطالة وموجب الفقر.
@ في المختصر "إن الله يحب المؤمن المحترف" ضعيف.
@ "إن الله يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلال" ضعيف جدا.
@ "طلب الحلال فريضة بعد الفريضة" للطبراني والبيهقي ضعيف.
@ "إن لله ملكا على بيت المقدس ينادي كل ليلة من أكل حراما لم يقبل منه صرف ولا عدل" لم يوجد له أصل.
@ في اللآلئ "لرد دانق حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة" وروي "سبعين حجة" فيه ابن السلط كذاب وروي موقوفا على ابن عمر "لرد دانق من حرام أفضل عند الله من مائة ألف تنفق في سبيل الله" قلت ابن الصلت متابع. الصغاني هو موضوع.
@ في المقاصد "كسب الحلال فريضة بعد الفريضة" فيه عباد ضعيف لكن له شواهد متأكدة.
@ "إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصوم ويكفرها الهم في طلب المعيشة" للطبراني وغيره.
@ "ما اجتمع الحلال والحرام إلا غلب الحرام الحلال" في سنده ضعيف وانقطاع، وقال العراقي لا أصل له.
@ "من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر" ضعيف مرسل، وقال التقي السبكي لا يصح ومعناه كل مال أصيب من غير حله ولا يدري وجهه أذهبه الله في مهالك وأمور متبددة.
@ في الذيل "من جمع مالا من مأثم فوصل به رحما أو تصدق به أو جاهد في سبيل الله جمع جميعه فقذف به في جهنم" فيه محمد بن عبد الله الأشنائي كذاب واضع.
@ أنس رفعه "من لم يقم في أمر معيشته لم يقم بأمر دينه والنفس ولا يكون متفرغا للطاعة حتى يكون مكتفيا للكسرة التي تقوم بها النفس وإذا استكملت أمور قوتها هدأت عند ذلك وسكنت وتفرغت للعبادة فاغدوا وروحوا واطلبوا من فضل الله ولا تنظروا إلي فإن ربي يطعمني ويسقيني" فيه أيوب بن سليمان غير حجة.(77/149)
@ "ما من عبد من عبادي استحيى من الحلال إلا ابتلاه الله بالحرام" هو منكر إسنادا ومتنا.
@ "من أكل لقمة من حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ولم يستجب له دعاء أربعين صباحا وكل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به وإن اللقمة الواحدة من الحرام لتنبت اللحم" هو منكر.
@ "لو كانت الدنيا دما عبيطا لكان قوت المؤمن منها حلالا" قال ابن تيمية موضوع وهو كما قال، وفي المقاصد لا يعرف له إسناد ولكن صح معناه فإن الله لم يحرم على المؤمن ما اضطر إليه من غير معصية.
@ "إن الله يكره الرجل البطال" قال الزركشي لم أجده ومعناه عن ابن مسعود من قوله "إني لأكره الرجل فارغا لا في عمل الدنيا والآخرة" وقد مر "إن الله يحب أن يرى" إلخ. وله طرق باختلاف الألفاظ ومفرداتها ضعاف ولكن بالانضمام يتقوى.
@ في المختصر "إن الله يبغض الشاب الفارغ" لم يوجد.
@ في اللآلئ "زوج الله التواني بالكسل فولد بينهما الفاقة" لا يصح وإنما هو من قول عمرو بن العاص
*2* باب أسبابه (أي طلب الحلال) وعقوده المحمودة كالتجارة لمن اتقى والجسارة في البيع إلى أجل أو بلا رؤية مع التضايق له لئلا يغبن والمسامحة في اقتضاء الثمن والزراعة والغزل والخط وأدب شراء المملوك واللذيذ.
@ في المختصر "خير تجارتكم البز وخير صنائعكم الحرث" لا أصل له سوى ما في الفردوس "لو اتجر أهل الجنة لاتجروا في البز" إلخ. وهو للديلمي ضعيف.
@ "المغبون لا محمود ولا مأجور" للحكيم الترمذي قال الذهبي منكر.
@ الصغاني (1) "اسمح يسمح لك" موضوع، وفي المقاصد رجاله ثقات وحسنه العراقي ولم يصب من حكم عليه بالوضع
(1) حسنه المناوي والله أعلم. اهـ مصححه.(77/150)
@ "حاكوا الباعة فإنه لا خلاق لهم" وفي الفردوس بلا سند "أتاني جبريل فقال يا محمد ماكس عن درهمك فإن المغبون لا مأجور ولا محمود" وكان الحسن بن علي يماكس الأجير في حمل المتاع وربما يهب عامة المتاع في مجلسه فيقال له فيروي الحديث، وللطبراني رفعه عن المسترسل حرام وسنده ضعيف جدا لكن في الباب عن علي وأنس "التاجر الجبان محروم والتاجر الجسور مرزوق" هو عن أنس رفعه "من اشترى شيئا لم يره فهو بالخيار إذا رآه" فيه إبراهيم الكردي الواضع تفرد به قالوا هو من قول ابن سيرين وجاء بطريق أخرى مرسلة، ونقل النووي الاتفاق على وضعه.
@ الصغاني "عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق" موضوع.
@ "إن التجار هم الفجار إلا من اتقى وبر" موضوع.
@ وفي الوجيز ابن عباس "أتى صلى الله عليه وسلم على جماعة من التجار فقال إن الله باعثكم يوم القيامة فجارا إلا من صدق وأدى الأمانة" فيه الحارث بن عبيد ضعيف، وروي عن أنس وفيه أبو الجهم متروك قلت صححه الترمذي والحاكم وأحمد زيادة "إنهم قالوا يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع قال بلى ولكنهم يحلفون فيأثمون ويحدثون فيكذبون" وفي اللآلئ قال ابن حبان ليس له أصل يرجع إليه وفيه الحارث: روى له مسلم وغيره والحديث صحيح روي عن عدة طرق وصححه جماعة.
@ "شرار الناس التجار والزراع" لا يصح.
@ "البركة في ثلاث البيع إلى أجل والمقارضة واختلاط الشعير بالبر لا البيع" موضوع فيه إسناده مجهولان وحديثهما غير محفوظ قلت أخرجه ابن ماجه وقال الذهبي هو واه.
@ "من ابتاع مملوكا فليحمد الله وليكن أول ما يطعمه الحلوى [أو: الحلواء] فإنه أطيب لنفسه" موضوع: قلت ورد من طريق آخر، وفي المختصر "من ابتاع مملوكا" إلخ. بلا زيادة فإنه إلخ. ضعيف.(77/151)
@ في الذيل أحمد بن عبد الله الكندي "حدثنا علي بن معبد حدثنا محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن الهيثم الصيرفي عن عكرمة عن ابن عباس رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمن كلب الصيد" قال ابن عدي الكندي له مناكير بواطل وقال ابن عبد الحق الحديث باطل.
@ ابن عباس رفعه "العربون لمن عربن" حديث باطل.
@ جابر رفعه "إذا اشترى أحدكم من السوق شيئا فليغطه لعل أخاه المسلم يستقبله فيراه ولا يمكنه شراؤه" في الميزان هو باطل وقد أخرجه الديلمي عن ابن عباس.
@ أنس رفعه "ويل للتاجر يحلف بالنهار ويحاسب نفسه بالليل ويل للصانع من غد وبعد غد" من نسخة بشر ابن الحسين الموضوعة.
@ "اشترى الصديق كرش شاة وهو خليفة فأخذه بيده وهو يتجر في السوق فدنا منه عمر فقال أنا أحمله عنك فقال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من اشترى لعياله شيئا ثم حمله بيده إليهم حط عنه ذنب سبعين سنة" فيه العلائي يضع، وسئل ابن حجر عن هذا الحديث فأجاب بأنه باطل وفيه قال عمر "تكون أمير المؤمنين وتحمل هذا فقال دع عني يا عمر" وروي "من حمل طعاما" إلخ.
@ "مروا نساءكم بالمغزل فإنه خير لهن" فيه عنبسة متروك متهم.
@ سئل عن حديث "لا بأس بالذواق عند المشتري" قال لا أعرفه في الحديث النبوي إلا أن العمل عليه.
@ في الوجيز ابن عمر "المال في آخر الزمان المماليك" فيه أبو فروة الرهاوي متروك: قلت هو من رجال الترمذي وابن ماجه، وقال البخاري مقارب الحديث وهذه صيغة توثيق
*2* باب أسبابه (أي طلب الحلال) وعقوده المذمومة كالصيد والخياطة والتعليم والحياكة والاحتكار والربا والسفتجة وشركة الذمي.
@ في المختصر "من تبع الصيد غفل" حسن.
@ "بخلاء أمتي الخياطون" لم أقف عليه، وفي الحاشية لتلميذه: قلت بل لا أصل له ويرده حديث "عمل الأبرار من الرجال الخياطة وعمل الأبرار من النساء المغزل" في اللآلئ "عمل الأبرار" إلخ. لا يصح فيه أبو داود كذاب وله طريق آخر فيه متروك.(77/152)
@ عن أبي هريرة "لا تستشيروا الحاكة ولا المعلمين فإن الله تعالى سلبهم عقولهم ونزع البركة من كسبهم" موضوع قلت له طريق منها عن علي رفعه "من أدرك منكم زمانا تطلب فيه الحاكة العلم فالهرب الهرب" ثم قال "من اطلع في طرز حائك خف دماغه ومن كلم حائكا بخر فمه ومن مشى مع حائك ارتفع رزقه هم الذين نالوا في الكعبة وسرقوا غزل مريم وعمامة يحيى بن زكريا وسمكة عائشة من التنور واستدلتهم مريم على الطريق فدلوها على غير الطريق" موضوع.
@ "يخرج الدجال ومعه سبعون ألف حائك" موضوع قلت له طريق أخرى للديلمي و الله أعلم.
@ وفي الذيل: عن أنس "تلعنوا الحاكة وأول من حاك أبي آدم" فيه سويد بن سعد، وفي الميزان أنه روي عن علي بن عاصم خبرا منكرا والظاهر أنه هذا الخبر "لا تشاورا الحجامين ولا الحاكة ولا تسلموا عليهم" فيه أحمد بن عبد الله من أكذبهم.
@ عن علي "يا خياط ثكلتك الثواكل صلب الخيوط ودقق الدروز وفارق الغرز فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله الخياط الخائن وعليه قميص ورداء مما خاط وخان فيه" هذا الإسناد ظلمات.
@ "ثلاثة ذهبت منهم الرحمة الصياد والقصاب وبائع الحيوان" من نسخة ابن الأشعث
عن ابن عباس "خلق الله القمح من ضيائه والشعير من بهائه فإذا استخف بهما واستذلا عجا إلى الله تعالى بالدعاء وقالا إلهنا وسيدنا قد استخف بنا واستذلنا فأعزنا فيعزهما الله فإذا كان كذلك لا يخرج الرجل من منزله إلا في طلب الخبز عجا إلى الله وقالا اشتغل بنا عن ذكرك فتردنا إلى ما كنا عليه فيردهما الله إلى الرخص" وعنه "أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل أن قل لقومك لا يتجروا بالقمح فمن اتجر بالقمح فإنما تعرض لأرواح خلقي فإنما أراد قتلهم ومن أراد قتلهم لم يكن لهم قاتل غيري" فيه محمد بن السائب الكلبي كذاب.
@ البراء "يقول الله سلطت الدابة على الحبة" فيه الأشناني قلت ورد من حديث زيد بن أرقم وله شواهد موقوفا.(77/153)