فنانات تائبات
في
مجالس عمرو خالد
تأليف
الكاتب الإسلامي
شريف كمال عزب
دار الروضة للنشر والتوزيع
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين . أما بعد :
اعلم أخي المسلم أن الناظر في حال الأمة الإسلامية ـ لا سيما هذه الأيام ليعلم أن الأمرَ جدُّ خطير، بل إخالك إذا عاينت تلكم اللحظات الحرجة، والظروف العصيبة التي تعيشها الأمة؛ لتحزنَ كلَّ الحزن ! .
- وفي خضمِّ هذه النكبات والجهالات التي لم يزل المسلمون بعدُ يتجرعون غصصها؛ إذ بالصحف تطالعنا، والأخبار توافينا بحادثةٍ وخيمةٍ؛ أزعجت المسلمين بنارها وشرارها، حيث أثار بعضُ سدنةِ الإعلام المُغرضين حادثةَ موتِ امرأة رقيعة ممَّن أشربوا في قلوبهم حبَّ الغناء؛ وهي المدعوة : ذكرى ؛ كما خرج أخيراً ملحقٌ لإحدى الجرائد، تحت عنوان " وترحل يا ذكرى !.
فما كان لي أن أُشغلَ وقتي، أو أُجهدَ ذهني في الحديث عن أهل العفن الفني الهابط الساقط ممَّن قتلوا الفضيلة، ونشروا الرذيلة، ولكن لمَّا عملت أيدي الفساد، وتكلَّمت الرُّوَيبضات، وخرجت الأفاعي من جحورها تنفثُ سمومها، وتتلوَّن بألسنتها ... عبر قنوات الإعلام التي لم تزل تفوح بروائحهم النتنة التي تزكم الأنوف!، وذلك حينما قاموا مثنى وفرادى في تقليب الحقائق، والتلاعب بالألفاظ الشرعية، وامتهان شرفها وقداستها، والاستخفاف بآداب ومشاعر أهل التوحيد في هذه البلاد الطاهرة ...!، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
في حين كان من الواجب على المسؤولين أن يوقفوا هذا العبث الإعلامي؛ وذلك ماثلٌ في خَرسِ ألسنة العابثين، وكَسْرِ أقلامهم، وهَتْكِ أستارهم لكلَّ ذي عين؛ جزاءً وفاقاً، لأجل هذا وذاك احتسبتُ هذه الوريقات في نصرةِ دينِ الله تعالى، ودفعِ عادية أهل الباطل - إن شاء الله - .
- - - الإعلام في سطور :(1/1)
أمَّا الإعلامُ فلا شكَّ أنَّه مجالٌ خطيرٌ في حياةِ البشرية، وأداةٌ قويةٌ في توظيفِ أخلاق الأمم، كما أنَّه في الوقت نفسِه مُعَبِّرٌ عن أيَّةِ أُمَّةٍ من الأمم في قوتِها أو ضعفِها، وتقدُّمِها أو تَخلُّفِها، ووعيها أو جهلِها؛ كما تستطيعُ من خلالِه أن تَتَعرَّفَ على عُمقِ كلِّ أمةٍ في نظرتِها للكون والحياة؛ حتى بمقدورِك الحكم على أعظمِ ممتلكاتِها : كدينِها وعقيدتِها وأخلاقِها ... إنَّه الإعلام، وما أدراك ما الإعلام ؟! .(1/2)
- فأقول : إنَّ الحديثَ عن العبث الإعلامي، والانهزام الذي يعيشه سدنته واضحٌ ملموسٌ يُرى بالعين المجردة !، لذا سنكتفي بذكر بعض صوره الانهزامية : منها تخبط سدنة الإعلام في دياجيرِ الَحْيرةِ والتَّيْهِ، حتى أنك تجدُ الرجلَ منهم يسير بلا منهج مدروسٍ ولا عقلٍ واعٍ؛ وأقلُّ ما يُوصف به أكثرهم بالبلاهة، والغباء، و"الببَّغاوية"، نعم؛ إنَّ هذا نذيرُ شرٍّ حين انقلبت أيضاً وسائل الإعلام إلى مجردِ عرضٍ، لا وسائلَ بناءٍ وتعليمٍ وتوجيهٍ، وتثقيفٍ وإعلاء !، وهذا كافٍ في ضياع الهويةِ الحقيقةِ للأمةِ الإسلامية، فحسبُنا أن نُلقي نظرةً عابرةً فيما يَعرضُه "التلفاز"في أكثر البلاد الإسلامية!، فما عساه يا تُرى سيعرض ؟، إنَّ الحقيقةَ مؤلمةٌ؛ بل قاتلةٌ حينما يعلمُ الجميعُ أنه يَعرض للمسلمين أكبرَ عددٍ من برامجِ الهدم، ومسلسلاتِ الإثارة، وتقويضِ أُسُسِ الأخلاقِ والفضيلةِ بما تطفح به : من عُرِيٍّ وشِبْهَ عُري، وخلواتٍ محرمةٍ، ولقاءاتٍ عابرةٍ، وغير عابرةٍ، وهمساتٍ ولمساتٍ، وأحاديثَ شجيةٍ، وقصصِ حبٍّ وغرامٍ، وتأوُّهاتٍ وغمزاتٍ ولمزاتٍ ..الخ، في تحسين ذلك كلِّه في أعينِ أبناء المسلمين!. ـ ومن أشد تلك المظاهر الانهزامية في مجال الإعلام خطراً؛ تقديمُه للساقطين والساقطات من المغنين والمغنيات، والممثِّلين والممثِّلات للأمة على أنهم النُّخبةُ والصَّفوةُ، وإطلاق الألفاظ الضخمة عليهم مثل "النجوم"، والأبطال"، وإضفاء مزيد من الهالة والتفخيم عليهم، وتسليط الضوء على حياتهم الخاصة والعامة، ليكونوا مُثُلاً للناشئة من أبناء المسلمين؛ فيحرصَ المخدوعون من أولئك الشَّباب والشَّابات على تقليدِ أولئك الرُّقعاء ، وتتبُّعِ أخبارهم، وملاحقةِ أنشطتهم الهدامة، والتشبه بهم ...! .
- فليست وفاةُ الرقيعِ " عبد الحليم حافظ" عنَّا ببعيد؛ حيث انتحر لأجل وفاته خمسةَ عشر شاباً وشابةً؛ وهذا كلُّه من أثار الإعلام الهدَّام.(1/3)
- وكذلك سيرُ ربعِ مليون إنسان في عاصمة من أكبر عواصم العالم الإسلامي في جنازة ممثلة يهودية !
- - - حالة ذكرى في سطور:
وبعد هذا كان لي بعض الملاحظات على وفاة ذكرى ، بثثتها على وجه الاختصار، والاعتبار .
الأولى : وقبل الشروع في ما نريد؛ كان ينبغي علينا أن نُبيِّنَ الحكم الشرعي للغناء الهابط الذي طفحت به المسارح، وضجَّت به الدنيا : بأنه حرامٌ كما دلَّت عليه النصوص الشرعية، ويكفينا فيه قول الله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ... " الآية، فلهو الحديث هنا هو : الغناء، قاله أكثر المفسرين، كابنِ مسعودٍ، وابنِ عباسٍ – رضي الله عنهما -،
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " ليكوننَّ من أُمَّتي قومٌ يَستَحِلُّون الحِرَ، والحَريرَ، والخمرَ، والمعازفَ ..." رواه البخاري ، والمعازف هنا : آلاتُ اللَّهو كلُّها .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " يكون في أمَّتي قذفٌ، ومسخٌ، وخسفٌ "، قيل : يا رسول الله !،ومتى ذلك ؟ قال : " إذا ظهرت المعازفُ، وكثرت القيانُ، وشربت الخمورُ " رواه الترمذي ، والقيان : جمع قينة، وهي : المغنِّية من الإماء .
الثانية :
سوء الخاتمة للمطربة ذكرى:
واللة هذة ليست شماتة بها على العكس شعرت باللاسف لأنها ماتت على الضلال من دون توبة كنت أتتمنى تكون خاتمتها حسنة بالعودة إلى الله والتوبة ولكن هذا هو شان إبليس اللعين الذي وعدهم فاخلف وعدة هنا انقل لكم تفاصيل موتها نقلا عن إحدى المجلات دون أن أغير فيها حرفا كما وردت وذلك إخواني للموعظة والعبرة إن الإنسان لا يعلم متى يموت لذلك إخواني لا تؤجلوا التوبة سارعوا إلى التوبة قبل الموت والى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض أعدت للمتقين..
تقرير الطب الشرعي: ذكرى قتلت بـ26 طلقة وظلت على قيد الحياة ربع ساعة!(1/4)
- كشف تقرير فريق أطباء مصلحة الطب الشرعي أن المطربة ذكرى قتلت بـ 26 طلقة نارية منها 22 طلقة في الصدر والبطن وطلقة واحدة بالفك الأسفل وأخرى بالذراع اليسرى والثالثة بخنصر اليد اليمنى وأدى هذا الكم الهائل من الطلقات إلى تهتك بأحشاء البطن وتجمع دموي في البطن...
- وأكد التقرير أن ذكرى لم تمت مباشرة وظلت حوالى ربع ساعة على قيد الحياة حتى أجهز زوجها عليها بطلقات في الصدر أصابت القلب مباشرة وتلقت خديجة صلاح الدين حافظ زوجة عمرو الخولي مدير أعمال السويدي 22 طلقة بأنحاء جسدها وشملت الإصابات الصدر والبطن واخترقت الرئتين كما أصيبت في ذراعها بعدة طلقات أما زوجها عمرو حسن صبري الخولي فكان نصيبه 18 طلقة. وأشار التقرير إلى أن أيمن السويدي انتحر بإطلاق النار من مسدس بالفم بطلقة واحدة مازالت مستقرة بالمخ وأدت إلى تفتيته وأنه استخدم في التخلص من حياته مسدسا مختلفا عن المسدس الذي استخدمه في قتل ضحاياه الثلاث.وأكدت جهات التحقيق أن ثمانين رصاصة تقريباً أطلقها أيمن السويدي في الحادث تم استخراج 18 منها من الجثث الأربع وعثر بموقع الحادث على 59 مظروفا فارغا.
- من ناحية أخرى أعلنت شركة «روتانا» التي أنتجت آخر ألبومات المطربة التونسية الراحلة ذكرى أنها ستنقل جثمانها من القاهرة الى تونس اليوم على متن طائرة خاصة لتشييعها ودفنها في بلدها تونس.
- ومن المقرر أن يرافق جثمان ذكرى عدد من الفنانين الذين كانت تربطهم بها صداقات شخصية، وفي مقدمتهم الملحن هاني مهنى الذي اكتشفها. وكانت ذكرى قد لقيت حتفها صباح أول من أمس حينما أطلق عليها زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي النار فأرداها قتيلة هي ووكيل أعماله عمر الخولي وزوجته خديجة صلاح الدين قبل أن يلقى حتفه برصاصة أطلقها على رأسه.(1/5)
- وواصلت نيابة قصر النيل برئاسة عمر قنديل تحقيقاتها أمس مع شهود الحادث وجيران ذكرى وأقارب الضحايا للكشف على ملابسات الحادث فيما أثبت تقرير الطب الشرعي أن الوفاة جاءت نتيجة إصابات. وأكد النائب العام المصري المستشار ماهر عبد الوحد أن قضية مقتل الفنانة ذكرى لاتزال مفتوحة والتحقيقات فيها جارية وانه تم سؤال جميع شهود الحادث والضباط الذين سارعوا إلى مكان الواقعة، مؤكدا انه «حادث عادي جدا». وقال إن مسألة دفنها في تونس أو مصر هي أمر «رهن طلب أسرتها، ولكننا أصدرنا تصريحا بالدفن لجثث الأربعة» وأضاف «القضية ستظل مفتوحة ولن تقفل إلا بعد الانتهاء من التحقيقات»، وعما إذا كانت هناك مشاركة من الجانب القضائي التونسي في التحقيقات قال عبد الواحد «لا توجد مشاركة وان التحقيقات مسألة سيادة.. ولكن إذا طلب منا معلومات سنقدمها لتونس في إطار المعاملة بالمثل ولا يوجد تدخل في اجراءات التحقيق القضائية التي تجرى بمصر ولكن يوجد تعاون». وكان أحد القضاة التونسيين قد وصل إلى القاهرة أمس للاطلاع على تفاصيل التحقيقات حول الحادث.(1/6)
- واستمعت النيابة إلى خادمتي ذكرى وهما خديجة وأم هاشم، 17 عاما، وكانتا أول من شاهدتا المجزرة عقب إطلاق النار، واكدتا أن السويدي عاد من خارج المنزل غاضباً وانتهرهما واعتدى عليهما بالضرب وطالبهما بسرعة دخول غرفتهما، وبالفعل استجابتا لأوامره ودخلتا غرفة نومهما وبعدها سمعتا صوت الرصاص. وأضافتا أنه قبل أن يأمرهما بالنوم نشبت مشادة بينه وبين زوجته واتهمها بالخيانة، ولم يحدد مع من كانت تخونه وعلل اتهامه لها بتأخرها مراراً خارج المنزل وسفرها المستمر لدول الخليج وأضافتا أنه دخل بسرعة إلى دولاب الأسلحة الذي يمتلكه في شقته، وأخرج منه رشاشا وصوبه تجاه الضحايا وأخذ يكيل لهم السباب والشتائم ويصفهم بكلمات وألفاظ جارحة وأقسم أنه سيقتلها، وعندئذ تدخلت زوجة مدير أعماله ونهرته وصرخت في ذكرى وطالبتها بالدفاع عن نفسها مستنكرة أن يصفها بتلك الألفاظ الجارحة، وحثتها للدفاع عن شرفها وقالت لها إنها لو كانت مكانها لقتلت زوجها على هذه الاتهامات.
- وطلب أيمن السويدي من ضحاياه الجلوس على أريكة والامتثال لأوامره وظل يهددهما أكثر من ساعتين ثم أطلق النار عليهما في السابعة صباحاً وقتل زوجته بأن أطلق عليها النار ما يقرب من 12 طلقة ثم توقف وقتل مدير أعماله ثم عاد وأطلق الرصاص مرة أخرى على زوجته عندما شعر بأنها لاتزال على قيد الحياة، وقالت الشاهدتان إن السويدي توقف عن إطلاق النار لمدة دقيقة كانت رصاصات المدفع قد انتهت فالتقط مسدساً من دولاب الأسلحة ثم عاد وأطلق رصاصة واحدة على نفسه في فمه وخرجت من مؤخرة رأسه وسقط على الأرض وظل يصارع الموت لمدة 20 دقيقة. ولم تجد الشغالتان وسيلة للاستغاثة سوى الوقوف في شرفة الشقة واطلاق صرخات الاستغاثة للمارة. كما قال حارس العقار: أحمد ابراهيم، 43 عاما، إن رجل الأعمال كان على خلاف دائم مع زوجته بسبب تأخرها خارج المنزل وعودته مبكراً ولا يجدها.(1/7)
- واستمعت النيابة لشهادة ضابطين من شرطة السياحة كانا أثناء وقوع الحادث في خدمة تأمين فندق مجاور لمسكن ذكرى حيث أكدا أنهما هرعا إلى مصدر الطلقات حيث تبين أن المتهم أيمن السويدي كان على قيد الحياة وتقف أمامه الخادمتان تسألانه لماذا فعل ذلك؟ واستمر على قيد الحياة عدة دقائق لكنه لم يتمكن من الحديث من جراء إصابة نفسه بطلق ناري في فمه ولفظ أنفاسه، وشاهدا الجثث الثلاث الأخرى ممطورة بالرصاص.
- من ناحية أخرى صرحت نيابة قصر النيل للسفير التونسي في القاهرة بتسلم جثة المطربة ذكرى حيث يتم تسفيرها اليوم لتونس لدفنها هناك كما تسلم والد رجل الأعمال جثة نجله أيمن السويدي وتوجه بها مباشرة إلى قريته طما المرج ـ مركز ديرب نجم ـ بمحافظة الشرقية حيث تم تشييع جنازته.
- ومن جانبها قالت الممثلة كوثر رمزي، آخر من رأى ذكرى، أنها توجهت إلى منزل ذكرى بالزمالك في الثانية والنصف من صباح يوم الحادث عقب انتهاء دورها في مسرحية «بودي جارد» عقب اتصال من ذكرى. واضافت كوثر رمزي، أنها وجدت ذكرى ومعها خديجة زوجة مدير أعمال السويدي، وفي الثالثة صباحا حضر فؤاد الشاعر المسؤول عن ألبوم ذكرى وكان سعيداً ببداية توزيع ألبومها الجديد قبل أن ينصرف وقالت إنه في الرابعة صباحا حضر أيمن السويدي ومعه مدير أعماله عمرو الخولي وكان عصبيا وطلب مني الجلوس في حجرة الصالون وأن أتركهم بمفردهم، وحين هممت بالانصراف طلبت من ذكرى الجلوس حتى انتهاء الحديث، وأشارت كوثر رمزي الى أن السويدي كان عصبيا جدا وقد طلب من الخادمتين اغلاق الباب لأن هناك حديثاً عائلياً لايرغب في أن يسمعه أحد، وعندها تعالت الأصوات وسمعت نقاشاً حاداً كان يؤكد خلاله انه غير راضٍ عن عملها.(1/8)
- وأضافت كوثر رمزي أن السويدي حضر إليها وطلب منها مغادرة المنزل وعندما طلبت منه ارتداء حذائها طلب منها الانتظار عند باب الشقة وذهب بنفسه لإحضاره واشارت كوثر رمزي إلى أن السويدي كان يغار على ذكرى وبدأت الخلافات بينهما بسبب عملها، مشيرة إلى أن تدخله الدائم في عملها فجر مشاكل عديدة جعلتها تطلب منه العودة الى مسكنها بحي المهندسين وترك مسكن الزوجية في الزمالك. يذكر ان السويدي سبق له الزواج من الراقصة المعتزلة هندية التي قالت إنها انفصلت عنه منذ خمسة أعوام بسبب غيرته الشديدة. وقال الموسيقار هاني مهنى لـ«الشرق الأوسط» انه التقى ذكرى في احتفالات ليبيا بعيد ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1987 وفي عام 1992 اقتنعت بفكرته بضرورة استقرارها بالقاهرة لتنطلق منها فنياً إلى العالم العربي، وفي عام 1994 قدم لها أول ألبوماتها من انتاجه «وحياتي عندك» وفي عام 1995 قدم لها الألبوم الثاني أسهر «مع سيرتك» وبعد أن انفصلا فنيا قدمت نحو عشرة ألبومات «الأسامي»، «يانا» «يوم عليك» وباللهجة الخليجية «أحذرك»، «حبيبي» و«إيه تاني» و«عزت علي نفسي» كما أعادت تقديم عدد من أغاني أم كلثوم في أحد ألبوماتها حيث غنت «للصبر حدود» و«أروح لمين» و«الحب كله» و«دارت الأيام».
- وفي تونس ما زالت قضية مقتل ذكرى تشغل بشكل كبير الشارع التونسي والوسط الفني الذي خرج عن صمته مدينا لهذه الجريمة البشعة التي أودت بحياة فنانة تألقت على الصعيد العربي.
الثالثة : ماذا قدَّمت ذكرىٌ لأمتها ؟! .
لقد قدَّمت ذكرى ما يستحي المسلم من ذكره؛ إنها قدَّمت بكلِّ أسفٍ : ما يقرب من 300 أُغنيةٍ؛ ما بين وصفٍ للخدود، والقدود، والعيون، والشعور، ومحاسن الشباب، وتوريد الخدود، والوصل، والصَّد، والتجنِّي، والهجران، والعتاب، والفراق، والهيام، والعشق،... الخ ! .(1/9)
فما قدَّمته ذكرى كافٍ في تخدير الأمةِ، وتعطيل أخلاقها، وسقوطها في أوحالِ السَّفاهةِ والتَّيهِ، ومسخ هويتها وحيائها ! .
لقد قدَّمتَ يا ذكرى لأمتك ما لم يقدِّمُه ألفُ عدوٍ محاربٍ، يوم قوَّضتَ أخلاق الأمة بألفٍ أُغنية هابطة ! .
الخامسة : ماتَت ذكرى ، فماذا كان ؟! .
لا شك أنَّ هذه المرأة ممَّن ذاع أمرُها، وشاع خبرُها عند القاصي والدَّاني؛ فكان جديراً أن تختلف عندها الآراء، وتتباين حولها الأقوال، وكلٌّ بحسب مشاربِه ونحلِه، فكانوا عندها طرفين ووسطاً؛ لذا أردت أن أقف مع هذه الأقوال بشيء من الاختصار.
الأقوالُ حَولَ ذكرى
- الطرف الأول : سَدَنةُ الإعلام؛ الذين استباحوا الصحف والمجلات في ترويجِ باطلهم، وغَشِّ أمتهم، وخداع السُّذَّج من أبناء المسلمين !، وهذا كلُّه ضمن كلماتهم المزوَّرة، وعباراتهم المنكرة، يوم قالوا عن ذكرى : شهيدة الفن، فقيدة الفن، المرحومة، المناضلة، قدوة المغنيين، صاحبة رسالة، فنانة العرب، قيثارة الشرق، صوت الأرض، أستاذة الفنانين، حتى جاء أشقاهم وقال عنها : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً ... إلى غير ذلك من الكلمات المستنكرة !، والله المستعان على ما يصفون .
- فحديثنا مع هؤلاء السفهاء الحمقى؛ بأن نذكرهم بقول الله تعالى : " ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم مَّن يكون عليهم وكيلاً " الآية، فإذا استطعتم أيُّها الإعلاميون أن تجادلون وتنافحوا وتدافعوا عن أهل الغناء الساقط في حياتكم الدنيا عبر صحفكم؛ فمن ذا الذي سيجادل ويدافع عنهم يوم القيامة ؟! .
- - - وأذكرهم بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :" من وَلِيَ من أمورِ المسلمين شيئاً فغشَّهم فهو في النَّار " رواه الطبراني ، فلا شكَّ أنَّ سدنةَ الإعلام قد تَوَلَّوا فِكرَ الأمة، وتثقيفَ عُقولَ الناشئةِ؛ فصنائعُهم هذه هي : عَينُ الغِشِّ، والخديعةُ للمسلمين ! .(1/10)
- - - ونقول لهم - أيضاً - : إذا اعتقدتم أن ذكرى شهيدة؛ فهل تقولون بلازم قولكم : وهو أن تَدْفُنوا ذكرى بملابسِها، وعودِها، ولا تُصَلُّوا عليها؛ لأنها شهيدةٌ، والشهيدُ هذه حاله ؟!، إلاَّ أني أعلم أنكم ناكثون لعهودِكم !.
- الطرف الثاني : أهل الغناء، الذين يُجعجعون بالثناء والتمجيد على فقيدِتهم ذكرى، فكم من مقابلةٍ صحفيةٍ حاكوها، ومقالةٍ سخيفةٍ صاغوها، وتعزيةٍ هزيلةٍ تباكوها، وحِواراتٍ ساخنةٍ أشعلوها ... الخ !، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
- أمَّا حديثنا مع هؤلاء الرُّقعاءِ الساقطين، بأن نذكرهم بقول الله تعالى : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشةُ في الذين أمنوا لهم عذابٌ أليم " الآية، وقوله تعالى : " تَبغُونَها عِوجاً وأنتم شهداء، وما الله بغافلٍ عمَّا تعملون " الآية، وقال تعالى : " سيريكم آياته فتعرفونها، وما ربك بغافلٍ عمَّا تعملون "، أي : لله الحمد الذي لا يعُذِّبُ أحداً إلاَّ بعد قيام الحجة عليه، والإعذار إليه؛ ولهذا قال : " سيريكم آيته فتعرفونها "، فكان من آياته وعظاته تعالى ما حدث لكبيرهم الذي علَّمهم الفنَّ !عبدالحليم حافظ وسعاد حسني وذكرى وصلاح قابيل وغيرهم ، وقوله : " وما ربك بغافلٍ عمَّا تعملون "، أي : بل هو شهيدٌ على كلِّ شيء تعملونه أيها السَّاهون اللاَّهون .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : " ... إن العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ من سَخَطِ الله لا يُلقي لها بالاً يَهوي بها في جهنَّم " رواه البخاري .
فحسبكم هذه الكلمات التي أسخطتم بها ربَّ العالمين، وآذيتُم بها المسلمين، فهل أَمِنْتُم بعد هذا أن يُؤاخذكم الله بما تقولون ؟! .(1/11)
- ثمَّ نذكِّرهم بقوله - صلى الله عليه وسلم - : " المَرْءُ مَع مَنْ أحَبَّ " رواه الترمذي، فيا أهل الغناء : إذ كنتم صادقين فيما تقولون : بأنكم تُحبُّون ذكرى ؛ فادعوا الله تعالى أن يَحشُرَكم معها، وأن يُميتَكم كما ماتت عليه !، ونحن من ورائكم – إنْ شئتُم – نُؤمِّنُ على دعائِكم، وإنْ كان هذا يَعزُّ علينا !، إلاَّ إني أعلم كما يعلمُ الجميعُ أنَّكم تَعلمون بأنَّنا نَعلمُ أنكم كاذبون فيما تقولون، ولكن لا تعمى الأبصارُ، ولكنَّ القلوب تعمى، وتهوى .
- القول الوسط : أهل العلم، الذين يُبَصِّرون الأمة سواء الطريق، ويخرجونهم من الظُّلمات إلى النُّور، ويحذِّرُونهم من أيام الله تعالى .
فهؤلاء هم علماء الأمة فقولهم في ذكرى ، ومن هو على شاكلتها واحدٌ، لا تعصفُ بهم الأهواء، ولا تَتَحكَّمُ فيهم الشبهات والشهوات ... خلافاً لأهل الأهواء والبدع، كمحرِّري الصحافة، ومروِّجي الخرافة ! .
لذا كان موقفهم ممَّن مات من أهل الكبائر وهو مجاهرٌ بفسقه، مصرٌ عليه، داعٍ إليه؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ حينما مرَّ بجنازةٍ فقال: " مستريحٌ، ومستراحٌ منه" قالوا يا رسول الله؛ ما المستريح، وما المستراح منه، فقال : " العبد المؤمنُ يستريحُ من نَصَبِ الدنيا، والعبدُ الفاجرُ يستريحُ منه العباد، والبلاد، والشجر، والدَّواب " .
- أمَّا قولهم في ذكرى ؛ فكما يلي : إنَّه من أهل الكبائر ممَّن مات مجاهراً بمعصيته !، وهذا لا ينتطحُ فيه عنزان؛ إلاَّ جاهلٌ بليد، أو مكابرٌ عنيد ! .
أحكام أهل الكبائر في الحياة وبعد الممات
لأهل الكبائر المجاهرين إذا ماتوا على فسقهم، كالغناء والتمثيل مثلاً؛ أحكامٌ كثيرةٌ استخلصتها من كلام أهل العلم تبصرةً للصَّالحين، وتحذيراً للعاصين؛ فهاك بعضَها على اختصار:(1/12)
أنّه مسلمٌ، ناقصُ الإيمان، عاصٍ بمعصيته، داخلٌ تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذَّبه، وإن شاء غفر له، ولا يشهدون لأحدٍ بجنةٍ ولا نارٍ إلاَّ ما شهد له الشرع .
واختار ابن تيمية وغيره : جوازُ الشهادةِ على من اتفقت الأمة على الثناء أو الإساءة علي.
أنَّ خاتمتَهُ خاتمةُ سوءٍ، عياذاً بالله، وهذا لا يعني أنه كافر، ما لم يستحلَّها ! .
أنَّ من جاهر بمعصيةٍ كبيرةٍ كالغناء مثلاً ولم يتبْ منها؛ فإنه يُبغضُ على قدر ما معه من المعاصي؛ لأنَّ قضيةَ الحبِّ والبغضِ – الولاء والبراء – من أصولِ هذا الدين؛ لذا وجب على المؤمن أن يكون حبُه وبغضُه لله تعالى، فيزداد حبُّه لأولياء الله، وبغضه لأعداء الله، وربما يجتمع في العبد الواحد حبٌّ وبغضٌ؛ بحيث يُحبُّ من وجهٍ ويُبغضُ من وجهٍ وذلك بحسب ما في الشخص من خصالِ الخير والشر ! .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " وإذا اجتمع في الرجل الواحد خيرٌ وشرٌ وفجور، وطاعةٌ ومعصيةٌ، وسنةٌ وبدعةٌ : استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكراه والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا ... هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة ".
لكن هذا الحبُّ قد لا تظهر آثارُه على الجوارح إن كانت خصالُ الشرِّ في ذلك الشخص طاغيةً على خصال الخير، أما أصلُ المحبةِ والبغضِ فموجودان في القلب لا يلغي أحدهما الآخر؛ ما كان أصلُ الإيمان موجوداً في الشخص .
أمَّا قضيةُ الولاء والبراء هذه الأيام – فلا حول ولا قوة إلا بالله – فقد ذابت، وتلاشت عند أكثر المسلمين؛ حتى أنك تجدُ بعضَهم يصرِّحُ عبر الصحف : بأنه يحبُ من يُحبُّ من الناس لأجل معصيتِه !، فكم قائلٍ مُرتكسٍ في حبِّ ذكرى : أنه يحبهاُّ لا لشيء؛ إلاَّ إنها قدوةُ الفنانين ! .(1/13)
فهل سمعتم معاشر المسلمين بعد هذا : بأنَّ حبَّ المصيبةِ وأهلِها ولاءٌ يُشكرُ عليه، أو قولٌ يُحمد عليه ؟!، اللهم لا تُؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا ! .
أنَّ من جاهر بمعصيةٍ كبيرةٍ كالغناء ولم يتبْ منها؛ فإنه إذا مرض لا يُعاد هجراً له، وزجراً لغيره لا سيما إذا كان ثمَّة مصلحةٌ راجحةٌ في ذلك .
وقد نصَّ أئمتنا الحنابلة على ذلك بقولهم : " يَحرمُ عيادة مجاهرٍ بمعصيةٍ إذا مرض، بل يسن هجرُه ليرتدع ويتوب .
ونقل حنبلٌ : " إذا عُلم من رجلٍ أنَّه مُقيمٌ على معصيةٍ؛ لم يأثم إنْ هو جَفاهُ حتى يَرجعَ، وإلاَّ كيف يُبَيِّنَ للرجلِ ما هو عليه إذا لم يرَ مُنْكِراً عليه ! ولا جَفوةً من صديقٍ" .
وهو قول شيخنا العثيمين : " وأمَّا الفاجرُ من المسلمين بكبيرةٍ من الكبائر، أو بصغيرةٍ من الصغائر وأصرَّ عليها : ففيه تفصيل أيضاً، فإذا كنَّا نعوده من أجلِ أن نَعرضَ عليه التوبة، ونرجو منه التوبة فعيادتُه مشروعةٌ، إما وجوباً، وإما استحباباً، وإلاَّ فإن الأفضل ألاَّ نعوده ".
أنَّه إذا مات لا يُصلِّى عليه وَلِيُّ الأمر، وإمامُ كلِّ بلدٍ، وأئمةُ الدِّين، والوجهاءُ من عِليةِ القوم، وأيضاً لا يُدعى له؛ زجراً لغيره لا سيما إذا كان ثمَّة مصلحةٌ راجحةٌ في هذا الترك .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " ولا يجوز لأحدٍ أن يترحَّمَ على من مات كافراً أو من مات مُظهراً للفسقِ مع ما فيه من الإيمان كأهل الكبائر .
ومن امتنع من الصلاةِ على أحدهم زجراً لأمثاله عن مِثلِ فعله؛ كان حسناً، ومن صَلَّى على أحدهم يرجو رحمة الله، ولم يكن في امتناعه مصلحةٌ راجحةٌ؛ كان حسناً، ولو امتنع في الظَّاهرِ ودعا له في الباطن ليجمع بين المصلحتين كان أولى من تفويت إحداهما " .
قال المرداوي : " واختار المَجْدُ، أنَّه لا يُصَلَّى على كلِّ من مات على معصيةٍ ظاهرةٍ بلا توبة . قال في "الفروع" : وهو مُتَّجَهٌ " .(1/14)
وقال صاحب المطالب : " ولا يُسنُّ للإمام، الإمامِ الأعظم، ولا إمام كلِّ قريةٍ وهو واليها في القضاءِ الصلاة على غَالٍ نصاً ... لأنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - امتنع من الصلاةِ على رجلٍ من المسلمين؛ فقال صَلُّوا على صاحبِكم "؛ فتغيرت وُجُوه القومِ، فقال : " إنَّ صاحبَكم غَلَّ في سبيلِ الله "، ففتشنا متاعَه فوجدنا فيه حِرزاً من حِرزِ اليهود ما يُساوي درهمين " رواه النسائي ، ولا على قاتلِ نفسِه عمداً؛ لِما روى مسلمٌ عن جابرِ بن سمرة " أنَّ رجلاً قتلَ نفسَه بِمَشَاقِصَ؛ فلم يُصَلِّ عليه " رواه أبو داود ، وفي روايةٍ للنسائي قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أمَّا أنا فلا أُصلي عليه" ، فامتنع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الصلاةِ على الغالِ، وقاتلِ نفسِه، وهو الإمامُ، وأمر غيرَه بالصلاة عليهما، وأُلْحِقَ بهما ما سوى ذلك، لأنَّ ما ثبت في حَقِّه ثبتَ في حقِّ غيره، ما لم يَقُم على اختصاصه به دليلٌ.
- وقال العثيمين : " ولو قال قائلٌ : أفلا ينبغي أن يُعدَّى هذا الحكمُ إلى أميرِ كلِّ قريةٍ، أو قاضيها، أو مفتيها، أي : من يحصل بامتناعه النَّكال، هل يتعدى الحكمُ إليهم؟.
الجواب : نعم يتعدى الحكمُ إليهم؛ فكلُّ من في امتناعه عن الصلاة نكالٌ فإنه يُسَنُّ له أن لا يُصلي على الغالِ، ولا على قاتلِ نفسه "، وهذا اختيار ابن تيمية وغيره من أهل العلم.
- وقد سُئل الشيخُ عبدُ الله بنُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، هل تُكره الصلاةُ على غير الغالِ ؟وقاتلِ نفسه ؟ .
فأجاب : الصلاةُ تُكره على غير الغالِ وقاتلِ نفسِه، مثلِ المجاهرِ بالفسقِ والكبائرِ "، وقال – أيضاً - : " والمراد بكراهةِ الصلاة على أهل الكبائر للإمامِ خاصةً، أو لأهل العلم، والدِّين المقتدى بهم ".
- - قال العثيمين : " مسألةٌ : هل يُلحق بالغالِ، وقاتلِ النفس من هو مثلُهم، أو أشد منهم أذيةً للمسلمين، كقطاع الطرق مثلاً ؟ .(1/15)
- فقال : ... إنَّ من كان مثلُهم، أو أشدُّ منهم، إنه لا يُصلِّي الإمامُ عليه؛ لأن الشرعَ إذا جاء في العقوبةِ على جُرمِ من المعاصي، فإنه يُلحقُ به ما يُماثله، أو ما هو أشدُّ منه ".
- وكذا يقول الشيخ المحدث الألباني - رحمه الله - : " الفاجر المنبعث في المعاصي والمحارم مثل تارك الصلاة، والزكاة مع اعترافه بوجوبهما، والزاني ومدمن الخمر، ونحوهم من الفساق؛ فإنه يُصلى عليهم؛ إلاَّ أنه ينبغي لأهل العلم والدين أن يدعوا الصلاة عليهم عقوبةً وتأديباً لأمثالهم كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -
- أما ما يتعلقُ به الأقزام من سماسرةِ الإعلام بأن الشيخ العثيمين يرى الدعاء والصلاة على المجاهرين من أهل الكبائر على إطلاقه، فليس الأمر كذلك؛ لأن السؤال الذي أجاب عليه الشيخ كان مطلقاً، أي : حكم الصلاة على من مات على معصية !، أما المجاهر من أهل الكبائر المصرُّ عليها فليس لولي الأمر وكلِّ من يحصل بامتناعه مصلحةٌ الصلاةَ عليه، كما نصَّ عليه العثيمين وغيره من أئمَّةِ السلف أنفاً، فتأمل .
7- أنَّها إذا ماتت وهي مجاهرةٌ بالمعصية، وظهر لغاسله شرٌ أن يُظْهرَه ولا يَسْتُرَه ليرتدعَ غيرُه، ويعتبرَ مقلِّدُوه .
قال صاحب الكشاف، وغيره : " وعلى غاسلٍ سَترُ شَرٍّ رآه؛ لأنَّ في إظهارِه إذاعةً للفاحشة ... ثمَّ قال : " قال جمعٌ محققون : إلاَّ على مشهورٍ ببدعةٍ، أو فجورٍ ونحوه ككذب، فَيُسنُّ إظهارُ شَرِّه، وسترُ خيرِه ليرتدعَ نظيرُه ".
- وقال المرداوي : " وقال جماعةٌ من الأصحاب : إن كان الميتُ معروفاً ببدعةٍ، أو قلةِ دينٍ، أو فجورٍ ونحوه؛ فلا بأس بإظهارِ الشَّرِّ عنه، وسترِ الخيرِ عنه لتجتنبَ طريقتَه".(1/16)
- وبنحوه قال العثيمين في صاحب البدعة : " ومن رأى على وجهِهِ مكروهاً، فإنه ينبغي أن يُبيِّنَ ذلك حتى يَحذرَ الناسُ من دعوتِه إلى البدعةِ؛ لأن الناسَ إذا علموا أنَّ خاتمتَه على هذه الحالِ، فإنهم ينفرون من منهجِه وطريقِه، وهذا القولُ لا شك أنه قولٌ جيدٌ وحسنٌ؛ لما فيه من درءِ المفسدةِ التي تحصلُ باتباع هذا المبتدع الداعية " .
8- وللمسلمين إساءةُ الظنِّ بمن مات مجاهراً بمعصيته .
قال محقِّقُ المذهب البهوتي وغيره : " ولا حرجَ بظنِّ السوءِ بمن ظاهرُه الشَّرُّ ".
وقال شيخنا العثيمين :" وأمَّا من عُرف بالفسوق والفجور ، فلا حرج أن نُسيءَ الظَّنَّ به؛ لأنه أهلٌ لذلك ".
وهناك أحكامٌ كثيرةٌ تتعلَّق بالمجاهرين من أهل الكبائر عدلتُ عنها؛ سأذكرها – إن شاء الله – في كتابنا " تنبيه ذوي البصائر بأحكام أهل الكبائر "، والله الموفق .
الدِّين النَّصيحة
وقبل الانتهاء من الحديث عن ذكرى كان من الواجب أن أوجِّه نصيحةً لعامة المسلمين؛ لذا فقد نظمتُ نصيحتي في ثلاثة عقود؛ كما يلي :
الأول : إلى أهل الغناء خاصةً، وغيرهم من أهل المعاصي : أن يتوبوا إلى الله تعالى ممَّا هم فيه، وأن يأخذوا العبرة من قدوتهم، وأن لا ينخدعوا بما يقوله سدنة الإعلام بأن ذكرى رحلت وتركت لنا إرثاً عظيماً، وأنها قدَّمت لأمتها فناً حميداً وعملاً مشكوراً؛ فإني أقول لهم : إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلاَّ طيباً كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله طيبٌ لا يقبل إلاَّ طيباً ... "رواه مسلم، والغناء لا شك أنه خبيث، كما أعيذكم بالله أن تأخذكم العزَّةُ بالإثم، وأن تصرُّوا على الحنثِ العظيم .(1/17)
الثاني : إلى أهل الصلاح والمصلحين، إياكم أن تنهزموا أمام الواقع المرير، أو تقفوا مبرِّرين لأهل المعاصي المجاهرين، أو أن تحكِّموا عواطفكم في مثل هذه المواقف العصيبةِ التي نحنُ وغيرُنا أحوج ما نكون إلى كلمةِ صدقٍ منكم تشفي الصدور، أو وقفةِ حقٍّ تقصمُ ظهورَ أعداءِ الدين، وتكشفوا للمسلمين زيوف العابثين؛ اللهَ، اللهَ ! .
هذا إذا علم الجميع أننا في زمنٍ علا فيه أهل الفجور، ودعاة الرذيلة، في حين أنَّ أهل الحقِّ أمثالكم قد حُرموا من أعظمٍ ما يملكون وهو : قولُ الحقِّ، وغيرُه كثيرٌ كثيرٌ!! .
الثالث : إلى أهلِ ذكرى ، وذويها، وكلِّ مصابٍ من أقاربها : أن يحذروا من سماسرةِ الإعلام في غشِّهم بأنَّ ذكرى تعتبرُ رمزاً وثروةً ينبغي الحفاظ عليها، وإخراجها للأجيال... وغير ذلك من الخرافات الباردة، وأن يحذروا السعي خلفَ كلِّ من يُريد أن يتمسَّح بحبِّ ذكرىٍ، أو يُسكبَ الدموعَ على أعتاب بابكم بالتَّعازي ... فكلُّهم يريد أن يصطادَ بِمُصابِكم شُهرةً، أو تزلُّفاً، أو ضَريبةَ فنٍّ يؤدِّيها أمامَ الفنانين ... إنَّ هؤلاء وغيرهم لم يكونوا يَخْفَوْن عليكم !؛ فبالأمس القريب كانوا يصفِّقون لذكرى ويزمِّرون حولها حتى أسقطوها ضحيةً للفنِّ؛ أمَّا اليوم فيريدون أن يقولوا لكم : نحن أحباءُ ذكرى ، وطلابُها زيادةً في الغشِّ والكذب، فقلوا لهم : إن كنتم أحباءها ومريديها؛ فَتَمنَّوْا الموتَ على ما ماتت عليه إن كنتم صادقين، ولن يتمنَّونه أبداً بما كسبت أيديهم، والله محيطٌ بالظالمين، وغيرهم من العُصاة المجاهرين .
- كما أوصيكم أن تسْعَوا حثيثاً في سحبِ ما يمكن سحبه من الأغاني، سواء من الإعلام، أو غيره من التسجيلات الغنائية؛ تبرأةً للذِّمة وبِرَاً أختكم ...ويرجى أن يكون هذا عبر الصحف – إذا سمحت ! – والله الموفقوالهادي إلى سواء السبيل .(1/18)
- وأوصيكم - أيضاً - بتقوى الله في السِّرِ والعلن، وأن تدعوا لأختكم أناء الليل وأطراف النهار؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا ماتَ الإنسانُ انقطَعَ عنه عملُهُ إلاَّ من ثلاثٍ : إلاَّ من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ به، أو وَلَدٍ صَالحٍ يَدْعو له" رواه مسلم.
والحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلاَّ على الظالمين
أربع عشرة وسيلة للتضليل الفنّي
الضّلال الفني
الفن هو الابتكار والإبداع وبه يتم نقل المشاعر والأحاسيس إلى الناس بوسائل مختلفة وأشكال متنوعة ( التمثيل .. الغناء .. الرسم ......) . وهو وسيلة خطيرة تقتحم علينا بيوتنا وتشاركنا تفاصيل حياتنا ، وحتى أنها تتحكّم بأوقاتنا في بعض الأحيان . والفن نعمة عظيمة ووسيلة رائعة لبناء جيلٍ مسلمٍ ، ولكن التضليل الفني -أو العفن الفني كما عبر عنه الشيخ أحمد القطان –الذي يتعاظم ويربو في أحضان إحدى أكثر وسائل الإعلام انتشاراً وتأثيراً ألا وهو ( التلفاز ) بما يُعرض فيه من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وبرامج مختلفة .. مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ...{33} سورة سبأ حوّل النعمة إلى نقمة ، وبدل أن تكون وسيلة يتعبّد بها الله أصبحت وسيلة من وسائل الشيطان ، وحبلاً من حباله لنشر الفسوق والانحلال وقلة الأدب .....إننا لا نتكلم من خيال إنه من الواقع ، ويستطيع الأخ القارئ أن يفتح الصحيفة – على سبيل المثال – ليقرأ تحت عنوان ( أين تذهب هذا المساء ؟ ) عناوين أفلام أو تمثيليات أو حفلات ماجنة لراقصة ...
وكأن الأصل فينا الفساد والانحلال ، ولا تجد صحيفة أو تلفاز تدلك على محاضرة في مسجد مثلاًًَ. تقرأ عنوان ( العالم يغني ! ) لمَ لا يكون ( العالم يصلي ! ) .....
كيف بدلنا النعمة بنقمة وما هي وسائل التضليل الفني ؟
1: تشجيع الناس على النظر إلى الحرام :(1/19)
وترك أمر الله تعالى بغضّ البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في الأفلام والمسلسلات وحتى نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة ( وكأنها راقصة ) والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى في سورة النور : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم ْذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ } تقول لأحدهم : غض بصرك ، يقول لك وهو قد أدمن النظر : اغسل عينيك بذاك الجمال !! ويقول أن الله جميل يحب الجمال ....
عن جرير - رضي الله عنه - قال: سألت رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفجأة ( وليس من لا يدع شاشة التلفاز وهو يدحق بالمذيعة )، قال: اصرف بصرك رَوَاهُ مُسْلِمٌ. . وقال - صلى الله عليه وسلم - لابن عمه علي - رضي الله عنه - تحذيراً مما يوقع في الفتنة ويورث الحسرة - لا تتبع النظرة النظرة . أما سمعت قول العقلاء : من سرح ناظره أتعب خاطره ، ومن كثرت لحظاته دامت حسراته وضاعت أوقاته ؟
نظر العيون إلى العيون هو الذي **** جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
2: تزيين الحرام وتجميله :
وذلك بطريقتين :
أ- تجميل الأسماء المحرّمة : الكفر والأفكار الإلحادية والفسوق باتت فناً وإبداعاً فعلى سبيل المثال يستبدلون اسم الخمر بالمشروبات الروحية .. والربا بالعائد الاستثماري .. والعري بالموضة والفن ، حتى أصبح للعري أربع مواسم في السنة . وأصبحت قلة الأدب ( الانحلال ) تسمى حرية شخصية ، ونشوز المرأة عن طاعة زوجها تسمى أيضاً حرية شخصية ، أما إذا تحللت المرأة وغنّت أمام الأجانب فيدعونها كوكب الشرق وسيدة الغناء العربي .
ب- تقبيح اسم الحلال : فمثلا يستبدلون اسم الأخوّة الإسلامية بالفتنة الطائفية .. والشهادة في سبيل الله بالخسائر في الأرواح .. والفدائي الشهيد بالانتحاري .. حجاب المرأة بالخيمة والكفن ..
3: تيسير الحرام وتسهيل الوقوع فيه :(1/20)
فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرّمة وكأنها أمراً عادياً ، مرافقاً لنوع من الكوميديا يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ..( الزنا- السرقة- التدخين- علاقات العشق والغرام ....) فعلى سبيل المثال : ترى في الأفلام مشهد الممثل وهو يفتح شباك غرفته ،فيرى جارته بالصدفة أمامه فينشأ بينهما قصة حب أو قصة معصية . مثالٌ آخرٌ : ترى مشهد يتكرر كثيراً فيه المدرس الخصوصي مع تلميذته في خلوة أو دخول أخت الطالب وهي سافرة متبرجة وكأنه أمراً عادياً 4: طرح وسائل جديدة لفعل الحرام : بعرض أساليب متعددة للسرقة وأخرى لإقامة العلاقات الغرامية وعقوق الوالدين ...) .
5: غرس حب الفاحشة في النفوس :
حيث أن أمثال هؤلاء من الفنانين والفنانات يعملون على غرس الحرام في النفوس وجعل الناس يحبون فعله وقد نسوا قول الله تبارك وتعالى في سورة النور : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} . فعلى سبيل المثال : تجد المخرج يركّز بعدسة الكاميرا على ساقي الممثلة في مشهد بوليسي مثير ، ولكن المشاهد لا يثبت في ذهنه و يعشش في ذاكرته ولا يسترجع إلا منظر الحرام .
مثالٌ آخر : يصور الفيلم قصة حب تنتهي كالعادة بهرب الممثل والممثلة ، ترى مشاهد الهرب وترى والد الممثلة يصوّره لك المخرج بصورة فظة غليظة (مع أنه هو الحق ) ولكنك تتعاطف مع الممثلة وتتمنى لها النجاح في الهرب ، فأنت من حيث لا تدري أحببت الحرام وشجعت الزنى .
6: إلف المعصية والاعتياد على رؤية المحرّم :(1/21)
إن تكرار رؤية الأفعال المحرّمة وسماع الكلام الفاحش يولّد عند الإنسان تعوّد الرؤية والاستماع إلى ما هو محرّم ، ومن تكلم ونصح ؛ينهر ولا يجد أذناً مصغية... فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آل َلُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ {56} سورة النمل . نحن نجد مشاهدي التلفاز على سبيل المثال قد ألفوا رؤية الممثلة وهي شبه عارية تفتح الباب لرجلٍ أجنبي أو أن يقبّلها أجنبي ....لابد هنا أن نذكّر بحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( العينان تزني وزناهما النظر .. واليدان تزني وزناهما اللمس .. والأذنان تزني وزناهما السمع .. والفرج يصدّق كل ذلك أو يكذّبه ) – صحيح البخاري- .
7: نشر القدوة السيّئة بين الناس :
حيث أصبح ما يسمّونهم بنجوم الفن قدوة للناس .. نشاهد مقابلات تلفزيونية كثيرة يفرد لها الوقت الكبير والساعات الطوال مع فنانٍ يجاهر بمعاصيه ، ليسأل عن أكله وشربه وليعلمنا كيف نقود حياتنا فهل نسي المسلمون قدوتهم الأولى التي أخبرهم عنها ربهم تبارك وتعالى في سورة الأحزاب:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَة ٌحَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } ..... ومن بعده صحابة رسول الله الذين رضي الله عنهم بقوله في سورة التوبة: { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } . فهل نقلّد بعد ذلك من لم يرضى الله عنهم .........؟؟
8: إلباس الحق بالباطل :(1/22)
كالراقصة التي سئلت عن حكم الشرع في الرقص فكان جوابها : ( الرقص عمل .. والعمل عبادة .. إذا فالرقص عبادة – والعياذ بالله - ) .ويتحدث أحد هؤلاء النجوم عن نفسه بأنه رجل ملتزم بأوامر الله .. أمّا ما قدمه من أفعال محرّمة في مسلسله هذا أو فيلمه ذاك فيكون بحجة الفن . { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وتكفرون ببعض فما جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَاب ِوَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } سورة البقرة .
9: الحلول الجاهلية عند عرض المشكلات الحياتية :
كاللجوء إلى الإنتحار والمخدرات وشرب الخمر ....الخ وإبعاد العقل عن الحلول الإسلامية .
10: تضييع المعاني الإسلامية :
فمثلاً يصوّرون لنا مشهد شاب يطلب من ربه أن يتوب عليه ثم يتجه بعد ذلك مباشرة لفعل المعاصي فهم بذلك يضيّعون معنى التوبة وشروطها لدى الناس .
11: إفساد الأطفال :
حيث أنهم بتلك الأعمال التي لا ترضي الله عزّ وجلّ يقومون بإفساد أجيال .. أمتنا بأشد الحاجة إليهم ...... والإثم في ذلك يقع أيضاً على الآباء والأمهات .. حيث أنهم المسؤولون أولاً وأخيراً عن سلوك عيالهم .. ولا ننسى قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يعول ) رواه أبو داود والنسائي .
12: تأصيل وتعميق المشكلات الاعتيادية :
فالحياة لا تخلو من مشكلات تحدث بين الزوجين أو بين الزوج وعائلة زوجته ولكنهم يحولونها من حالة اعتيادية إلى قضية عظيمة تعكّر صفو الحياة.... حتى بات من المسلّم به كره أم الزوجة (الحمايه ) لزوج ابنتها مثلاً ........
13: حب الدنيا وجحود نعم الله :
عن طريق عرض متع الدنيا وشهواتها بالبيوت الفخمة والمطاعم الفارهة التي لا يستطيع الإنسان العادي الحصول عليها .. فيؤدي ذلك إلى طمع الإنسان بالمزيد وجحوده بما أنعمه الله عليه .(1/23)
14: السخرية والاستهزاء بالدين ورجاله :
يصوّرون للناس رجال الدين بشكل هزلي ..كما تظهر صورهم في الصحف والمجلات مخيفة أو مكتوب تحتها عبارات منفرة ... أما الفنانين فيظهرون بأحلى مظهر ويعلّق عليهم أحلى تعليق ....كما يصوّرون المتديّن على أنه إنسان متعصّب ومنغلق على نفسه ومعقّد .. فيشجعون بذلك الناس على السخرية منه ومن أي إنسان يسلك طريق الهدى.. وقد غفلوا عن قول الحق تبارك وتعالى في سورة الحجرات : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْم ٍعَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنّ} .
موقف المشاهد المسلم من هذا الفن الفاسد !!
هو في قول الله تعالى : يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ {31} قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ {32} وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {33} سورة سبأ
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن :
هل الإسلام يحارب الفن ويرفضه جملة..!؟؟
والجواب : بالطبع لا...... ولكن ديننا الإسلامي يحارب الفجور .. والفسق .. والضلال .. والضياع .. والإباحية ..(1/24)
- فالتلفاز هو في الحقيقة نعمة أنعمها الله على عباده .. ولكن بعض الجهات الغافلة الجاهلة والخبيثة المستهدفة للإسلام يجعلونه وسيلة لنشر الفساد والضلال بين الناس .. تأمل قول الله عز وجل : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ {28} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ {29} وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ {30} سورة ابراهيم
- - - - -
لماذا نخشى البعد عن التليفزيون والدش الملعون ؟
فلقد خلقنا الله لعبادته وهي (فعل أوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه) فأمرنا بما فيه صلاح ديننا ودنيانا وأمرنا بما يصلح عقولنا وقلوبنا وأجسادنا وأباحه لنا، ونهانا عما يضر بعقولنا وقلوبنا وأجسادنا وحرمه علينا ألا يعلم من من خلق وهو اللطيف الخبير [الملك:14].
أيها المسلم: لقد فتن بعض الناس ببث القنوات التلفزيونية الفضائية وتسابقوا لشراء أجهزة استقبآلها بشكل مخيف وبعدد ينذر بخطر على العقائد والأخلاق. لقد عقد مؤتمر في دولة نصرانية ضم أكثر من (100) دولة، وحضره أكثر من (8000) منصر، وكلف أكثر من (21) مليون دولار.. لماذا؟ لدراسة كيفية الإستفادة من البث المباشر في تنصير المسلمين!! وصدق الله ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء [النساء:89]. الآية، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: "لشدة عداوتهم يودون لكم الضلالة لتستووا وإياهم فيها". وصدق الله قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون )آل عمران:118].(1/25)
فيا أيها المسلم: أيسرك أن يكون منزلك مسرحاً يستقبل عبر شاشتك الكفر والإلحاد، وتشاهد من خلآلها الأفلام الداعرة والقنوات المتحللة والساقطة، وتعرض فيها كؤوس الخمر وصور العاهرات والفاجرات من خلال المسلسلات وعرض الأزياء؟ أترضى بذلك لك ولأهلك؟!
إن كان الجواب: نعم: فكبر على نفسك أربع تكبيرات.. فأنت في عداد الأموات ولا تنس وقوفك يوم العرض أمام جبار السماوات والأرض.
وإن كان الجواب: لا - لكنني أتحكم فيه من خلال (الريموت كنترول!!) فاعلم أن هناك من أخذ التلفاز قديماً بحجة التحكم فيه فعجز، ثم أدخل الفيديو وزعم محاولة السيطرة على إستخدامه فيما يفيد ففشل، ولذا فأهل الدشوش أعجز وأعجز ألف مرة عن التحكم فيه.
- يا صاحب الدش: قد تقول: أريد متابعة الأخبار ومشاهدة المباريات على الهواء مباشرة!! ولهذا فقط نصبت الدش. فنقول لك: هل ما ترى في المباريات والأخبار من مناظر لعورات الرجال والنساء، وما تسمعه من موسيقى ونحوها، هل أحله لك الذي خلقك؟ أين أمره لك بغض البصر وحفظ السمع؟ ثم ماذا بعد متابعتك ومشاهدتك؟ هل زاد إيمانك.. هل تحركت غَيْرَتُك على دينك بسبب مآسي المسلمين؟ هل ازداد بغضك للكافرين؟ هل أقلعت عن فعل المنكرات؟ الواقع يقول: إن حال أهل الدشوش إضاعة للأوقات، ونوم عن الصلوات، وجرأة على المحرمات، واستمراء للمنكرات، وإعجاب بالكفار، وإثارة للشهوات، وتقليد من النساء للكافرات، وإعجاب بالفاجرات، وتثاقل عن الطاعات، فقل لي بربك: ما هي فوائد تلك القنوات؟
- يا صاحب الدش: لو أعطيت كأساً فيه عسلٌ كثير وقليل من السم فهل ستشربه؟! الجواب طبعاً لا. وأنا أسألك: كم نسبة العسل والسم في تلك القنوات الفضائية؟؟ وأيهما أولى: حماية الأجساد أم حماية العقائد والأخلاق؟؟(1/26)
- يا أهل الدشوش: إن الله هو الذي خلقكم من عدم، وأصح أجسادكم فاستخدمتموها في العكوف على الدشوش ! ! ومنحكم عينين فنظرتم بها إلى ما حرم عليكم ! ! وجعل لكم أذنين فاستمعتم بها إلى ما يسخطه ! ! رزقكم أموالاً فاشتريتم بها ما لا يرضيه ! ! أهكذا تشكر النعم؟ !
ألم يرسل إليكم رسولاً وينزل عليكم كتاباً فهل قرأتموه لتحكموا على أنفسكم بأنفسكم؟ ! منحكم عقولا تميزون بها النافع من الضار، وهيأ لكم علماء يبينون لكم الحلال من الحرام، وقال لكم:
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [النحل:43]. وقد أفتى العلماء بأن شراءها وبيعها ومشاهدة بثها حرام، فاتقوا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون [البقرة:281]. فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا واستعدوا للموت وسكراته وللقبر وظلمته وليوم القيامة وأهوآله :
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه (عبس:34-37].
- عودوا إلى ربكم وحكّموا دينكم واحذروا تضييع أماناتكم وغش أبنائكم وبناتكم بإدخال الدش عليهم، فالأمر خطير والحساب عسير، فاتق الله أيها المسلم. أيها العقلاء: إننا نخشى أن نستفيق بعد طول صمت على كارثة تحل بنا أو عقوبة تذهلنا، إننا نخشى أن ننتبه بعد فوات الأوان وإذا بنا أمام جيل ربّته القنوات التلفزيونية الأجنبية على كل رذيلة، وحارب كل ما لديه من فضيلة، جيل تحلّلت أخلاقه وانحرفت عقائده وتزعزعت مبادئه وقيمه، جيل همه شهوة بطنه وفرجه، فيظل الشباب، وتنحرف الفتيات، ويفسد الآباء، ويتمر د الأبناء، فيعصِ الله الذي خلق، وتُكفر نعم الله الذي رزق، والنتيجة:
وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون [النحل:112].(1/27)
- - - فيا أيها المسلمون: ناصحو جيرانكم وحذّروا إخوانكم وخوفوا أقاربكم وذكروهم ببطش الله إن بطش ربك لشديد [البروج:12]. خاطبوا العقلاء وخذوا على أيدي السفهاء وتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا إن الله شديد العقاب [الأنفال:25]. - صلى الله عليه وسلم -: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه وسنة الله في المعرضين معلومة.
- - - - -
فقه الأماني
هذه آخر خطبة ألقاها الشيخ سعود الشريم من على منبر الحرم المكي .. و فور إلقائها أوقف من بعدها عن الخطابة لاعن الإمامة .
والخطبة تحدثت في مجملها عن الأماني ونظرة كلا الفريقين فريق الخير وفريق الشر لها .. ولكن كان الشيخ يقصد في كلامه مسألة هامة ، وقضية حساسة ألا وهي : الحديث عن العفن الفني المغلوط .. والمقالات والمحادثات الساقطة ، والروايات البهيمية ذات النزعة الكفرية والشهوانية ، وفي سياق الحديث عن تلك الأمور أورد الشيخ بعبارة أدبية رائعة روايات تركي الحمد معبراً بها عن سقوطها في مستنقعات الرذيلة والشبهات والشهوات ..
وكون تركي الحمد جليس مقرب لإبن من ابناء ولي العهد .. بل إن الأب الروحي له وقدوته في فنه أحد مستشاري ولي العهد .. فقد قام ذلك الابن منافحة عن أديبه الراقي - بوصفه - بالاتصال بأبيه .. وبدأ بتأويل عبارات الشيخ سعود ونقلها لأبيه وأن الشيخ يقصد بكلامه كذا وكذا مما يتعلق فيكم ومما يخصكم ، مما حدى بأن يقوم الأب بالاتصال بالشيخ ابن سبيل وإبلاغه شفهياً بقرار إيقاف الشيخ سعود ومنه تم إبلاغ الشيخ بذلك .
ومنذ ذلك الحين وبعض المشايخ والأمراء الذين يذكرون بالخير يحاولون إرجاع الشيخ سعود لمكانه المعتاد ليصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .(1/28)
ولقد بدأت تلك الجهود تثمر .. ولعل من أولها : تغير نظرة ولي العهد لتركي الحمد ، حيث قام أحد الأمراء الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله ، وتحفيظ القرآن وإكرام أهله (( وهو معروف بالرياض ومسجده خير شاهد على هذا عندما يعج بالمصلين في رمضان يؤمهم أخونا أبو عاصم عبدالعزيز الأحمد ، وجمعه للحفاظ وإسكانهم وإطعامهم والصرف عليهم شرط ختمهم لكتاب الله )) .. قام ذلك الرجل الصالح - نحسبه كذلك والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا - في مجلس عام بتبيان حقيقة تركي الحمد وماهو عليه من مجون وإلحاد وسخف ، فكان نتاج ذلك إصدار قرار (( ليس رسمياً واكرر ليس رسمياً )) بمنع تركي الحمد من الكتابة أو اجراء المقابلات معه في الصحافة السعودية .(( طبعاً الشرك الأوسط وجريدة الممات ليستا من هذه البلاد !! )) .
ولعل المحاولات تثمر إن شاء الله في إقامة حكم الله في ذلك المدعو .. وبإذن الله سنوافيكم بالمستجدات أولا بأول .
وقفات مع الخطبة :
يذكر الشيخ في بداية كلامه واقع المسلمين تجاه الأماني فيقول :
(( إن الناظر في واقع المسلمين في شبابهم وشيوخهم من جهة الأمنيات والتطلعات المطروحة لن يجد كثيراً يسره ، إذ يرى نفسه بين خليط ممتزج امتزاج المعبوط المكثور من التناقضات والتعارضات مما يجعله لايبعد النجعة إذا اوقع حدثه في تصريف عقول كثير منهم .. وقد قيل : لتعرف حجم عقل المرء سله عن أمنيته ، ))
ثم يبين بعد ذلك أن ليس في التمني عيب .. ولكن العيب في :(1/29)
(( والعيب أيها المسلمون ليس في مبدأ التمني فحسب .. كلا ، فلاتمني جبلة جبل الله الخلق عليها ، ولكن العيب هنا كل العيب في فوضى الأمنيات ، والانحطاط الثقافي والمعرفي والروحي في نفوس الكثيرين حتى إن أحدهم ليصل إلى درجة الأماني الدنيئة التي لايقرها شرع ولاعقل وإنما طالتها لوثة الترويج الإعلامي المغلوط ، وامصال العولمة المعرفية ..دونما سياج الحشمة والعفاف ومايحسن ومايقبح .. نعم التمني مصدره ومحله القلب ومايطلق من طموحات ورغبات ، وهذا لايعفي المرء من تقييد همه .فإن محبة الإثم إثم وإن لم يقع ، وفي مثل هؤلاء يقول ابن الجوزي رحمه الله ( نعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم ، لاترى منهم ذا همة عالية فيقتدي بها المقتدي ، ولاصاحب ورع فيستفيد منه الزاهد ) فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف . )) .
ويذكر الشيخ بعد ذلك أماني طائفة من الناس :
وجاء عند الطبراني مرفوعا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ) .
ومع ذلك فمن الناس جاحد بالله الخالق ، يعيشون بأنفسهم فحسب .. تجدوهم أيأس الناس وأكثر الناس ( ولاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) نظروا إلى الدنيا وإلى الناس وإلى حكمة الله بمنظار أسود قاتم .. يرون الأرض غابة والناس وحوشا والعيش عبء لايطاق ..
ليس للأماني الصادقة محل في أفئدتهم حتى ولاجنة الخلد ، فهم لايبكون ميتا ، ولايفرحون بمولود .. ويرون أن الميت للدود ، وأن المولود لدود .. وحاصلهم ان لاأمنية لديهم في أن يكون لهم أمنية فعبروا عن قنوطهم وكفرهم بالله بما يبثونه من اللغط والخلط من خلال محادثات ومقالات في الصحافة تارة .. ومن خلال روائيات تارات وتارات ، (( يعدمون بها انتاجهم للدين بالعدامة ، ثم يشمسون أرواحهم لتفوح جيفهم فتخطفهم الطير أو تهوي بهم الريح إلى كراديب في شرق الوادي السحيق )) .. والله المستعان .(1/30)
ولاغروا أيها المسلمون في انتشارالأماني الكاذبة والطموحات الساذجة والتطلعات الدنيئة في هذه العصور المتأخرة التي ضعف فيهاالوازع الديني الزاجر .
ومن ثم أمانيَ أخرى لطائفة أخرى :
عباد الله .. للمقولة المشهورة دور في تمييز الخبيث من الطيب ، والزين من الشين ، وبالضد تتميز الأشياء ، وهذه ملامح موجزة سريعة عن بعض أماني السلف الحسان :
يقول - صلى الله عليه وسلم - ( لو كان عندي أحد ذهباً لأحببت أن لايأتي علي ثلاث وعندي دينار ، ليس شيء أرصده في دين علي أجد من يقبله ) . رواه البخاري .
وقال ابن عباس - رضي الله عنه - ( إن فيً ثلاث خصال : إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ماأعلم ، وإني لأسمع بالحاكم يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لاأقاضي إليه أبدا ، وإني لأسمع بالغيث أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح ومالي به من سائمة ) .
ويالله كم من متمني صدق وجد نال مايتمنى بإذن الله ، فإن لم ينله كله نال بعضه ، ولقد أحسن من قال/
لأستسهلن الصعب أو ادرك المنى *** فما انقادت الآمال إلا لصابر
- - - - - - -
رسالة من وإلى الفنان التائب
أخي الفنان..... الحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة الهداية وأسبغ عليك بنعمة الإيمان، والذي جعلك حنيفا مسلما......... عائدا اليه بعد أن كنت تتبع كل شيطان مريد.....
أخي الفنان: قبل أشهر كنت في كل مرقص ومربط للضلال تنشر لنا العفن الفني والفساد الأخلاقي والكساد الاجتماعي.... وأنت الآن بين إخوانك المؤمنين..... في فرح وسرور مع جموع المسلمين في ذكر وعبادة ... أخي الفنان.... ما فات مات، فهل فعلا ما فات مات؟
- أين أموالك من الحرام، هل حرقتها، هل تخلصت منها، تذكر أن ما نبت من حرام فالنار أولى بها، فإليك يا فنان نصيحتي....... ابدأ إلتزامك من جديد ولا تبنيه على أساس معوّج...... فإنا لله وإنا إليه راجعون....... وإنا الى ربنا لمنقلبون، وعن أموالنا لمسؤولون؟؟؟؟؟(1/31)
فاتقي الله في التزامك.... وكن من الذين باعوا دنياهم واشتروا آخرتهم.....
- إلى المجتمع: أنا الفنان، هل تذكروني، وعن الطريق هل أزحتوني.....أنا ابن الإسلام، العائد الى الله تعالى، التائب من الذنب......قد رأيتموني...... في أفلام ومراقص، نواد وملاهي.... أتمنى منكم أن تأخذوا بيدي.. ولا تنبشوا الماضي، فهذا عار في تاريخي، لا أريد أن أنبشه، وبمساعدتكم
يجب أن ندفنه، أنا بريء الى الله من كل ما قد حصل مني...
وأترككم أنتم وضميركم..... فاتركوني وحيدا، واتركوا تاريخي يزول.....
واتقوا الله فيّ.... ولا تشاهدوا أفلامي ولا تسمعوا أغانيّ......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أيتها المغررة بفنها أما لك عبرة من هؤلاء ؟
منى عبد الغني
منذ خمس سنوات اتخذت قرار الاعتزال والحجاب واختفت تماما حتى عادت العام الماضي من خلال المسلسل الديني «ابن ماجة» الذي قدمت فيه دورها بالحجاب‚ وهذا العام فوجئنا بها على الشاشة ولكنها هذه المرة لم تكن ممثلة وانما مذيعة‚ إنها الفنانة مني عبد الغني التي تكلمت عن حقيقة ما يتردد حول تفكيرها في التراجع عن الاعتزال‚ وتكلمت أيضا عن علاقتها بالوسط الفني وصداقتها بالفنانات المعتزلات وموقفها من التمثيل والغناء وغيرها من الاعترافات الجريئة في هذا الحوار معها.
- ما الذي دفعك لتقديم برنامج تليفزيوني على إحدى المحطات الفضائية؟
- البرنامج الذي أقدمه هدفه تقديم مجموعة من النصائح الدينية للسيدات والفتيات أي أن كل هدفي هو أن أفيد الأخريات‚ فقد تعلمت الكثير في فقه النساء خلال سنوات اعتزالي وأريد أن انقل إلى الأخريات ما تعلمته‚ لكن بعض ردد ان عملك كمذيعة نوع من الحنين الى الكاميرا‚ بدليل انك عدت العام الماضي ممثلة في مسلسل «ابن ماجة»؟(1/32)
- لا يوجد عندي أي حنين للكاميرا كما يقولون فحنيني الوحيد هو لإرضاء الله سبحانه وتعالى والتمثيل كما أكد علماء الإسلام حلاله حلال وحرامه حرام أي انه حلال أو حرام بما يقدم من خلاله‚ وأنا عندما شاركت في مسلسل «ابن ماجة» قدمت دورا دينيا وعندما قررت العمل مذيعة قدمت برنامجا دينيا.
تردد أخيرا أيضا انك تفكرين في الرجوع عن الاعتزال هل هذا صحيح؟
- لا أعلم من أين يأتي البعض بمثل هذا الكلام وهل يعلمون بالنيات التي لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى‚ لقد اعتزلت وتحجبت عن اقتناع وتركت الأضواء والشهرة وأنا قانعة وسعيدة وراضية‚ فلا شيء سيشفع للإنسان سوى طاعة لله ولأوامره‚ ولم افكر يوما في التراجع ولن افكر فيه أبدا بإذن الله‚
- هل ترين نفسك مؤهلة للدعوة من خلال برنامج تليفزيوني؟
- لا اقول انني داعية او انني مؤهلة لذلك ولكنني كما قلت تعلمت الكثير في فقه المرأة وأرى أنه من واجبي أن انقل ما تعلمت إلى غيري خاصة أن البرنامج يتم تسويقه كما علمت في اكثر من قناة فضائية عربية وهو ما يحقق انتشارا يخدم الهدف من تقديمي إياه.
- كيف تسير علاقتك بالوسط الفني؟
- بصراحة لا صداقات لي فيه‚ حتى قبل اعتزالي‚
- وماذا عن علاقتك بالفنانات المعتزلات؟
- تربطني بهن جميعا علاقة طيبة.
لكن بعضهن يحرم التمثيل ويرفض الظهور تماما؟ وهو موقف مختلف عن موقفك؟
- أنا افعل فقط ما أراه يتماشي مع تعاليم ديني واستشير علماء الدين كثيرا فما خاب من استشار وقد سألت فضيلة المفتى عن وقوفي أمام الكاميرا كمذيعة فقال لي انه مادام كان وقوفي أمام الكاميرا بالحجاب ومن دون ماكياج ولهدف خير فهو حلال.
- وما هو موقفك من الغناء خاصة إننا شاهدناك أخيرا تشاركين في إحدى الأغاني الخاصة بمشروع مستشفى أطفال السرطان؟(1/33)
- مستعدة للغناء الديني والوطني ولصالح الجمعيات الخيرية مادامت هناك جملة طيبة اغنيها تفيد غيري‚ فأنا لا أتمايل اثناء الغناء ولا أغنى كلمات لا فائدة لها‚ لكن الغناء الديني والوطني بالأسلوب المحترم ليس عيبا ولا حراما‚
- كيف تسير حياتك كزوجة وأم؟
- أنا مثل أي زوجة وأم مسلمة اهتم جدا بشؤون بيتي وزوجي وولدي مريم وكريم‚ فأنا مثلا أشترى حاجاتي بنفسي وانظف البيت وارتبه وأدخل المطبخ وأذاكر لأولادي قدر استطاعتي‚ فأنا إنسانة معتدلة وسعيدة جدا في حياتي الأسرية.
- هل لك طقوس خاصة في الشهر الكريم؟
- احرص على إقامة صلاتي في مواعيدها وعلى قراءة القرآن الكريم وتلقي الدروس الدينية لأزداد علما بأمور ديني.
- ينتشر في الوسط الفني أن الفنانات المحجبات يكوِّن مجموعة واحدة ويبتعدن عن باقي زميلاتهن في عالم الفن؟
- تعرفت بعد اعتزالي وارتدائي الحجاب على الحاجة شادية وياسمين الحصري‚ وهذا زاد من تقربي لهذه المجموعة وقويت العلاقة بيننا حينما وقفتا بجواري عند وفاة آخي وبدأت احضر معهما دروس العلم وحقيقة اقول ان الحجاب زاد من اتصالي بالمحجبات‚
- منّ من شيوخ الدين والعلماء كان له اثر كبير في حياتك؟
- كان فضيلة الشيخ سيد سابق رحمه الله‚ فقد قرأت بعناية كتابه «فقه السنة» وتعلمت منه الكثير وتقوم الحاجة فتحية بتحفيظي كتاب الله واسعى الى دراسة احكامه وتعاليمه بانتظام‚
- ما رأيك في بعض الفنانات اللاتي يتخذن الحجاب كنوع من الدعاية؟
- لا اعتقد هذا فمن تتخذ هذا القرار تكون نيتها خالصة لوجه الله والله اعلم بالنيات واعتقد ان الفنانة التي ترتدي الحجاب ستكون شهرتها اقل من التي تعمل في الفن لأنها تحجبت لتترك الشهرة والمال من اجل طاعة الله.
- يقال إن بعض الفنانات يعتزلن بعد سماعهن بعض الوعود من جهات ما أنها ستمولهن ماديا؟(1/34)
- حكاية الوعود لم نسمع عنها إلا من الصحافة ولا توجد جهات وراء اعتزالنا‚ نحن فقط المسؤولات عن هذا القرار واعتقد أننا لو عرضنا على أي سيدة المكوث في المنزل مقابل أموال الدنيا سوف ترفض‚ وتصر على العمل والشهرة والأضواء لان أي فرد يجد متعة في عمله ولا اعلم لماذا نفتعل الضجة‚ عندما نسمع عن حجاب أي فنانة في بلد مسلم.
- ما هي شروطك لقبول أي عمل فني؟
- إن أي عمل فني سواء في التليفزيون أو السينما يعرض عليّ لابد أن يتفق مع تعاليم الإسلام‚ ومع ما يحبه الله ويرضاه‚ مثل الأعمال الاجتماعية الهادفة‚ التي تدخل البيوت وتحترم الأسرة الشرقية المسلمة من خلال أي جهاز إعلامي وقد سئل الشيخ الشعراوي رحمه الله من قبل عن التمثيل فأجاب بأن الخطأ في الحقيقة والواقع هو الخطأ على الشاشة فمن الممكن ان يقوم ممثل بدور «حرامي» من اجل اظهار الثواب والعقاب وهذا ليس معناه أنه «حرامي» ويستحق الجزاء.
- ما رأيك في قيام بعض الفنانات المعتزلات الآن بتقديم الإعلانات التليفزيونية؟
- طالما انه عمل محترم وليس فيه إسفاف وتحكمه ضوابط في الملبس والأداء فلا شيء فيه‚ وفن الإعلان دراسة قبل أن يكون فنا وعملا محترما‚ وهناك بعض الدخلاء عليه‚ يقدمون بطريقة تستفز مشاعر المشاهدين وليست مقبولة‚
- هل تشاركين في الندوات التي تنظمها الفنانات المعتزلات؟
- لا تنظم الفنانات المعتزلات ندوات كل ما في الأمر ان هناك أختا فاضلة فنانة أوغير فنانة توجد في منزلها دروس‚ فنفضل ان نذهب إليها بدلا من الجلوس في مجلس نميمة وغيبة والدرس الوحيد الذي أواظب على حضوره هو تجويد القرآن كل يوم احد وهو غير مخصص للمعتزلات فقط‚ بل من الممكن ان تحضره كل واحدة وتقوم بتدريسه الشيخة فتحية تلميذة الشيخ حسن ايوب.
- وهل تشاهدين التليفزيون خلال شهر رمضان؟(1/35)
- تعودت ان ابتعد في رمضان عن ثلاثة اشياء هي التليفون والتليفزيون والبوتاغاز‚ وليس الابتعاد نهائيا‚ لكنني أشاهد فترات بسيطة أثناء عرض الدروس الدينية او المسلسلات الهادفة لأنني أحافظ جدا على صيامي ولا أحب أن اجرحه فالصيام للعين والاذن والقلب‚ اما كلمة‚ أسلي صيامي فعيب أن يقولها مؤمن‚ وكل ما علينا طاعة الله وقراءة القرآن الكريم‚
- وحكاية دروس عمرو خالد؟
الشيخ عمرو خالد ساعد آلاف النساء والشباب على التدين لأنه دخل لنا جميعا عن طريق التليفزيون وهو ظاهرة جميلة ولم يكن له دور في قرار اعتزالي.
الممثلة عبير صبري ومقاومة الإغراءات :
رفضت الممثلة المعتزلة عبير صبرى مجرد مناقشة فكرة العودة للساحة الفنية مرة ثانية وأكدت أن اتخاذها لقرار الاعتزال وارتداء الحجاب جاء بعد تفكير طويل سيطر عليها خلال العام الماضى .
وقد سعى أحد منتجى السينما الشباب لإقناعها بالقيام بدور رئيسي مطلق ، إلا أنها أصرت على الرفض ، ونفت فى الوقت ذاته ما نشرته إحدى المجلات على أنها تبحث عن فكرة برنامج تلفزيونى لتقديمه بعد اعتزالها ، وأن إحدى الجهات الإنتاجية تحاول أن تجمعها مع الفنانة صابرين فى مشروع تلفزيونى واحد خلال شهر رمضان المقبل .
- معلوم أن شياطين الإنس من المنتجين يجرون لهاثا خلف المعتزلات لحرفهن عن توبتهن، و يحشدوا في ذلك كل طاقاتهم من زيادة أجور إلى وعود فنية إلى تذكيرهن بماضيهن إلى التسلل إليهن من بوابة المسلسلات ((الإسلامية)).... من أجل أن يحرم المشاهد قبل الممثل أو الممثلة من التوبة .
- - - و من العجيب بعد ذلك أن يزعموا أن سر حجاب المعتزلات هو في ضخ مستهدفي الفن المصري لأموال لهؤلاء النسوة لدفعهن للحجاب، فمن إذن الراشي ؟؟
شمس البارودي
- في حوار أجرته إحدى الصحف مع شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت التمثيل ، وردا على سؤال عن سبب هدايتها : قالت:(1/36)
- بسم الله الرحمن الرحيم . . الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
البداية كانت في نسأتي . . . والنشأة لها دور مهم . والدي - بفضل الله - رجل متدين ، التدين البسيط العادي . . وكذلك كانت والدتي - رحمها الله - كنت أصلى ولكن ليس بانتظام . . كانت بعض الفروض تفوتني ، ولم أكن أشعر بفداحة ترك فرض من فروض الصلاة . . وللأسف كانت مادة الدين في المدارس ليست أساسية ، بالطبع لم يكن يرسب فيها أحد ، ولم يكن الدين علما أساسيا مثل باقي العلوم الأخرى الدنيوية . . وعندما حصلت على الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كلية الحقوق أو دراسة الفنون الجميلة ، ولكن المجموع لم يؤهلني لأيهما ، فدخلت مهعد الفنون المسرحية ، ولم أكمل الدراسة فيه ، حيث مارست مهنة التمثيل ، وأشعر الآن كأنني دفعت إليهما دفها ، فلم تكن في يوم من الأيام حلم حياتي ولكن بربق الفن والفنانين والسينما والتلفزيون كان يغري أى فتاة في مثل سني - كان عمري آنذاك 16-17 سنة - خاصة مع قلة الثقافة الدينية الجيدة .
- وأثناء عملي بالتمثيل كنت أشعر بشئ في داخلي يرفض العمل ، حتى لأنني كنت أظل عامين أو ثلاثة دون عمل حتى يقول البعض أنني اعتزلت .
- والحمد لله كانت أسرتي ميسورة الحال من الناحية المادية فلم أكن أعمل لحاجة مادية كنت أنفق العائد من عملي على ملابسي ومكياجي وما إلى ذلك ، استمر الوضع حتى شعرت أني لا أجد نفسي في هذا العمل وشعرت أن جمالي هو الشئ الذي يستغل في عملي بالتمثيل ، وعندها بدأت أرفض الأدوار التي تعرض علي ، والتي كانت تركز دائما على جمالي الذي وهبني الله إياه ، وعند ذلك قل عملي جدا ، كان عملي بالتمثيل أشبه بالغيبوبة ، كنت أشعر أن هناك انفصاما بين شخصيتي الحقيقية والوضع الذي أنا فيه ، وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي يراها الجمهور . . ولم أكن أشعر أنها تعبر عني ، وأنها أمر مصطنع ، كنت أحس أنني أخرج من جلدي.(1/37)
- وبدأت أمثل مع زوجي الأستاذ حسن يوسف في أدوار أقرب لنفسي ، فحدثت لي نقلة طفيفة من أن يكون لشكلي فقط ، بل هناك جانب آخر.
- أثناء ذلك بدأت أواظب على أداء الصلوات بحيث لو تركت فرضا من الفروض أستغفر الله كثيرا بعد أن أصليه قضاء ، وكان ذلك يحزنني كثيرا . . كل ذلك ولم أكن ألتزم بالزي الإسلامي .
- وقبل أن أتزوج كنت أشتري ملابسي من أحدث بيوت الأزياء في مصر ، وبعد أن تزوجت كان زوجي يصحبني للسفر خارج مصر لشراء الملابس الصيفية والشتوية !! أتذكر هذا الآن بشئ من الحزن ، لأن هذه الأمور التافهة كانت تشغلني.
- ثم بدأت أشتري ملابس أكثر حشمة ، وإن أعجبني ثوب قصير كنت أشتري معه (( جاكيت)) لستر الجزء الظاهر من الجسم . . كانت هذه رغبة داخلية عندي.
- وبدأت أشعر في ارتداء الحجاب ، ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولون لي إنك الآن أفضل !!!
- بدأت أقرأ المصحف أكثر ، وحتى تلك الفترة لم أكن قد ختمت القآن الكريم قراءة ، كنت أختمه مع مجموعة من صديقات الدراسة . . ومن فضل الله أنني لم تكن لي صداقات في الوسط الفني ، بل كانت صداقاتي هي صداقات الطفولة ، كنت أجتمع وصديقاتي - حتى بعد أن تزوجت - في شهر رمضان الكريم في بيت واحدة منا نقرأ القرآن الكريم ونختمه ، وللأسف لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي .
- في تلك الفترة كنت أعمل دائما مع زوجي ، سواء كان يمثل معي أو يخرج لي الأدوار التي كنت أمثلها . . وأنا أحكي هذا الآن ليس باعتباره شيئا جميلا في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنية عندما أتذكرها أتمنى لو تمحى من حياتي ، ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت أبدا أن أكون من الوسط الفني !!
كنت أتمنى أن أكون مسلمة ملتزمة ، لأن ذلك هو الحق ، والله - تعالى - يقول : { وماخلقت الإنس والجن إلا ليعبدون}.(1/38)
- كنت عندما أذهب إلى المصيف أتأخر في نزول البحر إلى ما بعد الغروب ومغادرة الجميع للكان إلا من زوجي ، وأنا أقول هذا أن هناك من تظن أن بينها وبين الالتزام هوة واسعة ، ولكن الأمر - بفضل الله - سهل ميسور ، فالله يقول في الحديث القدسي : { ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة . . . }.
وكانت قراءتي في تلك الفترة لبرجسون وسارتر وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي لا تقدم ولا تؤخر ، وكنت أدخل في مناقشات جدلية فلسفية ، وكانت عندى مكتبة ولكني أحجمت عن هذه القراءات دون سبب ظاهر .
كانت عندى رغبة قوية في أداء العمرة ، وكنت أقول في نفسي : إنني لا أستطيع أن أؤدي العمرة إلا إذا ارتديت الحجاب لأنه غير معقول أن أذهب لبيت الله دون أن أكون ملتزمة بالزي الإسلامي . . لكن هناك من قلن لي : لا . . أبدا . . هذا ليس شرطا . . كان ذلك جهلا منهن بتعاليم الإسلام لأنهن لم يتغير فيهن شئ بعد أدائن للعمرة.
- وذهب زوجي لأداء العمرة ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيابي . . ولكنها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثم انتقلت إلى فصرنا نحن الثلاثة مرضى . . . فنظرت إلى هذا الأمر نظرة فيها تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة .
وفي العام التلي ذهبت لأداء العمرة وكان ذلك سنة 1982م في شهر (( فبراير)) ، وكنت عائدة في ((ديسمبر)) من باريس وأنا أحمل أحدث الملابس من بيوت الأزياء ، كانت ملابس محتشمة . . ولكنها أحدث موديل . وعندما ذهبي واشتريت ملابس العمرة البيضاء كانت أول ألبس الثياب البيضاء دون أن أضع أى نوع من المساحيق على وجهي ، ورأيت نفسي أكثر جمالا .
- ولأول مرة سافرت دون أن أصاب بالقلق على أولادي لبعدي عنهم ، وكانت سفرياتي تصيبني بالفزع والرعب خوفا عليهم . . وكنت آخذهم معي في الغالب.(1/39)
- وذهبت لأداء العمرة مع وفد هيئة قناة السويس . . وعندها وصلت إلى الحرم النبوى بدأت أقرأ في المصحف دون أن أفهم الآيات فهما كاملا ، لكن كان لدي إصرار على ختم القرآن في المدينة ومكة . . وكنت أعلق ذلك الأمر على زوجي . . . هل سيوافق أم لا . . ولم أكن أعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وفي الحرم المكي وجدت العديد من الأخوات المسلمات اللاتى يرتدين الخمار ، وكنت أفضل البقاء في الحرم لأقرأ القرآن الكريم ، وفي إحدى المرات أثناء وجودي في الحرف بين العصر والمغرب التقيت بإحدى الأخوات ، وهي مصرية تعيش في الكويت ، اسمها ((أروى)) ، قرأت علي أبياتا من الشعر الذى كتبته هي ، فبكيت ، لأنني استشعرت أنها مست سيئا في قلبي ، وكنت في تلك الفترة تراودني فكرة الحجاب كثيرا ، ولكن الذين من حولي كانوا يقولون لي : انتظري حتى تسألي زوجك . . لا تتعجلي . . أنت ما زلت شابة . . إلخ ، ولكن كانت رغبتي دائما في ارتداء الحجاب . . . قالت الأخت (( أروى)) :
فليقولوا عن حجابي ***** لا و ربي لن أبالي
قد حماني فيه ديني ***** وحباني بالجلال
زينتي دوما حيائي ***** واحتشامي هو مالي
ألأني أتولى ***** عن متاع لزوال
لامني الناس كأني ***** أطلب السوء لحالي
كم لمحت اللوم منهم ***** في حديث أو سؤال
- دوما وهيي قصيدة طويلة أيكى كلما تذكرها . . استشعرت أنها تتحدث بلسان حالي . . وأنها مست شغاف قلبي .
- وبعد ذلك ذهبت لأداء العمرة أخت لي من أبي توفيت ، وكنت أحبها كثيرا - رحمها الله - وبعد أداء العمرة لم أنم الليلة ، واستشعرت بضيق في صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فوق أنفاسي . . وكأن خطايا البشر كلها تخنقني .(1/40)
- كل مباهج الدنيا التي كنت أتمتع بها كأنها أوزار تكلبني . . وسألني والدي عن سبب أرقي فقلت له : أريد أن أذهب إلىىالحرم الآن . . ولم يكن الوقت المعتاد لذهابنا إلى الحرم قد حان ، ولكن والدي - وكان مجندا نفسه لراحتي في رحلة العمرة - صحبني إلى الحرم . . وعندما وصلنا أديت تحية المسجد وهي الطواف وفي أول شوط من الأشواط السبعة يسر الله لي الوصول إلى الحجر الأسود ، ولم يحضر على لساني غير دعاء واحد . . لي ولزوجي وأولادي وأهلي وكل من أعرف . . دعوت بقوة الإيمان . . ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطاع . . طول الأشواط السبعة لم أدع إلا بقوة الإيمان ، وطوال الأشواط السبعة أصل إلى الحجر الأسود وأقبله ، وعند مقام إبراهيم - عليه السلام -وقفت لأصلي ركعتين بعد الطواف ، وقرأت الفاتحة ، كأنى لم أقرأها طوال حياتي ، واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من الله ، فشعرت بعظمة فاتحة الكتاب . . وكنت أبكي وكياني يتزلزل . . في الطواف استشعرت كأن ملائكة كثيرة حول الكعبة تنظر إلي . . استشعرت عظمة الله كما لم أستشعرها طوال حياتي.
- ثم صليت ركعتين في الحجر وحدث لي الشئ نفسه ، كل ذلك كان قبل الفجر . . وجاءنى والدي لأذهب إلى مكان النساء لصلاة الفجر ، عندها كنت قد تبدلت وأصبحت إنسانة أخرى تماما ، وسألني بعض النساء : هل ستتحجبين يا أخت شمس ؟ فقلت بإذن الله . . حتى نبرات صوتي قد تغيرت . . تبدلت تماما . . هذا كل ما حدث لي . . وعدت . . ومن بعدها لم أخلع حجابي . . وأنا الآن السنة السادسة منذ ارتديته ، وأدعو الله أن يحسن خاتمتي وخاتمتنا جميعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء .
وهل أقتصرت الحرب على عرض أفلامك ؟(1/41)
- للأسف عشرات المنتجين يحاولون العمل على عودتى إلى التمثيل ، ووصل الأمر أن بعضهم أعطانى شيكا على بياض والبعض الآخر عرض على أرقاماً خيالية ماكنت أحلم بها ولكنى أقول لهم ولغيرهم لن أعود إلى الشيطان الذي سرق منى كل شيء .. لقد ذقت حلاوة الإيمان وحلاوة القرب من الله كما ذقت حياة الشيطان واليوم ولآخر يوم في عمري لن أعود لحياة الشيطان وسأظل لآخر يوم في عمري أتقرب إلى الله وأغسل ذنوبي .
كيف تقضين حياتك بعد إعتزال الفن؟
- - أننى أعيش الآن حياتي وسط أسرتي مع زوجي النبيل الذي وقف بجواري وشجعني منذ بداية اتخاذي لقرار الحجاب حسن يوسف ومع أبنائي الثلاثة فلذات كبدى ، وحياتي معهم الآن لها طعم ولون جديدان كما إنني أحرص على حضور الدروس الدينية بالمساجد والحمد لله ختمت القرآن أكثر من مرة.
وهذا حوار ثانٍ أجرته معها جريدة اللواء الإسلامي
تغيرت حياتي.. في أول رحلة عمرة إلى بيت الله الحرام
كانت الفنانة شمس البارودي علامة فارقة لغيرها من الفنانات.. عندما اعتزلت الفن وارتدت الحجاب.. وتوجهت بكل قواها النفسية والمعنوية إلى الله سبحانه وتعالى.. وأصبح القرآن الكريم هو ملاذها الآمن.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو حبيبها.. ورفضت العودة للفن والتمثيل مهما كانت المغريات أو نوعية الأدوار.. فقد قررت الابتعاد عن الأضواء تماماً، ولذلك كانت ترفض دائماً الكثير من اللقاءات التليفزيونية والإذاعية والصحفية..
وتقديراً لدور اللواء الإسلامي .. وافقت الحاجة شمس البارودي على أن تلتقي مع قرائها من خلال هذا الحوار.
• كيف بدأت رحلتك مع الالتزام؟ ومتى كان ذلك وما هي دوافعه؟(1/42)
- الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين.. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأساً شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبدا.
أحمدك ربي وأستعين بك واستغفرك واستهديك لا أحصي ثناءً عليك أنت.. كما أثنيت على نفسك جل ثناؤك وعظم جاهك ولا إله غيرك.
لقد بدأت رحلتي مع الالتزام مع كتاب الله في أول عمرة في حياتي وكنت متزوجة ولدى من الأبناء ناريمان و محمود .. وقد اصطحب أبي زوجي قبلي بعام لأداء العمرة وكان أبي – رحمه الله – دائم الذهاب لبيت الله الحرام لأداء الحج والعمرة، وقد كان خير رفيق لزوجي ولي بعده بعام، لينعم ربي علينا بجلاء البصيرة وصدق اليقين وحقيقة الوجود، حيث قال رب العزة وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وبعد ختم القرآن الكريم في أيام العمرة، ومنذ 21 عاماً ألقى أبي في روعي حقيقة التوحيد وتراءى لي الكون كما لو لم أره من قبل، واستشعرت بمدى ضآلة هذا المخلوق الإنساني ومدى ضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله وقدرته: ووقفت في جوف الليل في الثلث الأخير من الليل في بيت الله الحرام رافعة كلتا يدي أتضرع لخالقي ومولاى أن ينظر لي بعين عطفة ورحمته، وأن يقوي إيماني وظللت أردد هذا الدعاء ولا أدعو بسواه.
اللهم قوي إيماني اللهم قوي إيماني وإيمان أولادي وزوجي وأبي وأمي وأخوتي وكل من أحببتهم ودموعي تنهمر في صمت وأنا أطوف حول الكعبة ألح في الدعاء لرب الأرض والسماء، ليس لي مطمع في هذه الفانية التي نرحل عنها يوماً لا محالة ونرقد وحدنا في القبر وحشة وظلمة وسؤالاً وحساباً.(1/43)
مطلبي يا ربي قوة الإيمان التي تعينني على رحلة الآخرة، قوة الإيمان التي تؤنس وتنير لي قبري، قوة الإيمان التي تخفف عني السؤال وترفع عني الحساب وتفتح لي بابا أرى فيه مقعدى من الجنة، قوة الإيمان التي هي النجاة من زيف هذه الحياة التي يغتر بها الكثيرون ظناً منهم أنهم مخلدون رضوا بالحياة واطمأنوا بها وهم عن آيات الله غافلون.
ولقد قال سبحانه لسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - إنك ميت وإنهم ميتون.. فالأحرى بنا أن نتبع منهج الخالق في كتابه القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، لكي نسعد في الدارين، الدار الدنيا والدار الآخرة.. وكانت هذه الليلة المباركة لي وعلى الحد الفاصل بين حياتين، حياة جهلى بحقيقة ديني، وحياة علمي وفهمي لمراد رب العالمين من خلقه أجمعين، فوقفت أقرأ فاتحة الكتاب فرأيت العجب العجاب، رأيت معاني فاتحة الكتاب كاملة كما تحدث عنها ابن القيم الجوزرية في مدارك السالكين في إياك نعبد وإياك نستعين .. وكانت المنة والفضل النفحة الربانية في الفهم والإدراك والعلم واليقين والصدق مع الخالق ومع النفس، وكانت البداية وكان التحول بإرادة وعزيمة وتصميم على النجاة والفوز برضى الله ورضوان الله وحب الله.
• ومتى اتخذت قرار الحجاب؟ .. وكيف حدث ذلك؟
- كان القرار في هذه الليلة المباركة عليّ بيقين بعد هذا الدعاء والبكاء وقراءة الفاتحة في ركعتين في صحن الكعبة وراء مقام سيدنا إبراهيم، وكل كياني يرجف وأوصالي ترتعش، ودموعي تنهمر وصدري يشهق من شدة البكاء من عظمة وقوة فاتحة الكتاب، وخاصة بسم الله الرحمن الرحيم.. يا لجرأتي أني انطق بسم الله وأنا أستشعر عظمتها وقوتها وجبروتها وعلوها وهي تحصن الكون وأرى ضآلة الإنسان في هذا الكون الفسيح، ويشتد بكائي حتى أنهي الركعتين وأسلم وأخرج من هاتين الركعتين إنسانة أخرى زاهدة متذللة راكعة ساجدة أرجو رحمته وأخشى عذابه.
ذاكرة الزمن(1/44)
• وما هو شعورك الآن وأنت تشاهدين أفلامك القديمة أو الحديثة التي تعرض بعد اتخاذك لقرار الحجاب؟
- أتظن أني أفرح أو يسعدني فيها شيء، إنها تستعرض جمالي من شعر رأسي لأصابع قدمي.. وأصدقك القول يا أخي أتمنى أن تمحى من ذاكرة الزمن.
• ولو عرض عليك دور في عمل فني ديني هل تقبلين تمثيله ما دام فيه فائدة للدين؟
لقد كان التمثيل هواية لي في سن الطفولة والمراهقة، ولم يكن مهنة أتعيش منها يوما ما، وكنت أحيا في منزل أسرتي مع أبي وأمي وأخوتي حتى تزوجت حسن يوسف والد أبنائي ناريمان ومحمود وعمر وعبدالله- ما شاء الله لا قوة إلا بالله- وهو مسئولا عني كما كان أبي مسئول عني، فالتمثيل الآن لا مهنة ولا هواية وقد كان من هواياتي في الصغر الرسم والقراءة. وقد استمررت عليهما.
الألقاب المحبوبة
• هل تحبين أن يطلق عليك لقب الحاجة شمس البارودي؟
- اسمي الحقيقي بالكامل شمس الملوك جميل البارودي، وأحب الألقاب الحاجة أو أم محمود أو أم ناريمان أو أم عمر أو أم عبدالله أو حرم الحاج حسن يوسف.. وما شاء الله الألقاب المحبوبة لدى كثيرة وكلها أنادى بها.
• وهل هناك شخصية أثرت في حياة السيدة شمس البارودي بعد الاعتزال؟
- كان التأثير في طفولتي من أمي وأبي، وهذا ما ردني لديني، وبعد قراءة السيرة كان سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، والسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وكل أمهات المؤمنين والسيدة مريم البتول وسيدنا أبو بكر - صلى الله عليه وسلم - وأرضاه والسيدة فاطمة الزهراء إبنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
سينما إسلامية
• هناك جدل واسع يكاد يصل إلى درجة اليأس من قيام سينما إسلامية هادفة جادة.. فهل يمكن بالفعل قيام هذه النوعية من السينما الإسلامية؟(1/45)
طبعاً ممكن جداً بتوظيف كل هذه الأموال التي تنفق في جميع البلاد العربية، على أعمال لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي لملء ساعات الإرسال ولا هي في ميزان حسنات من يقوم بها، وليس لها أي هدف غير تضييع الوقت ونحن في أشد الحاجة لسينما إسلامية أو أعمال إسلامية يتولى تنفيذها من يتصفون بالأمانة وقوة العقيدة والحنكة الفنية والدرامية، لكي تظهر حقيقة الإسلام السمحة الجميلة لكل من لا يعرف الإسلام على حقيقته بدلاً من تقليد الغرب بالانحراف والابتذال.
كلمة لزميلات المهنة
• وهل هناك كلمة توجهينها إلى زميلات المهنة اللاتي ما زلن يمارسن مهنة الفن؟
- كان من جيلي نجلاء فتحي وميرفت أمين وتقريباً نجلاء اعتزلت وميرفت تؤدي بعض الأعمال ذات طابع يتفق مع المرحلة العمرية والنضج.. وأظن أن تمارس المهنة في أشد الحاجة للعمل فأدعو الله لهن بالتوفيق لما يرضى الله ورسوله.- صلى الله عليه وسلم -
- - - - -
الأسباب الحقيقية
خلف اعتزال وحجاب فنانات مصريات
زارت الفنانة الشابة موناليزا الكعبة المشرفة أثناء قضائها للعمرة ثم عادت إلى الفندق. نامت وعندما استيقظت ذهبت اليها مرة أخرى وفي المرة الثانية قالت: شاهدت الكعبة هذه المرة بصورة مختلفة بعدها لم اقاوم فكرة اعتزال الفن وارتداء الحجاب. ويتكرر المشهد بصورة أخرى مع عبير صبري وفي الوقت الذي تلاحق فيه الأضواء النجمة الشابة المعروفة بأدوارها الساخنة قررت الاعتزال تاركه وراءها سيناريوهات واعمالا تلفزيونية ومسرحية آخرها دورها في مسرحية سمير غانم المعروفة حاليا دو ـ ري ـ مي ـ فاصوليا؛.(1/46)
ويبدو أن مشهد اعتزال الجيل الجديد من الفنانات اصبح مألوفا ويكاد يكون ظاهرة. بدأ المشهد بالمطربة منى عبد الغني التي اعتزلت في قمة شهرتها بعد وفاة شقيقها ثم انضمت الى القائمة عبير الشرقاوي التي كان استمرارها في الفن مضمونا حيث يعتبر والدها جلال الشرقاوي واحدا من اهم المنتجين والمخرجين في تاريخ المسرح المصري وبعدها جاءت موناليزا ؛ وكان اعتزالها وارتداؤها الحجاب مفاجأة غير متوقعة.
جريدة الشرق الأوسط؛ التقت الفنانات الشابات وبحثت عن الأسباب الحقيقية وراء ارتداء الحجاب.(1/47)
الفنانة عبير صبري احدث معتزلة ترتدي الحجاب في الوسط الفني بعد ان قضت 10 سنوات في الوسط الفني وقدمت مجموعة كبيرة من الأعمال التلفزيونية اشهرها من الذي لا يحب فاطمة؛ وهوانم جاردن ستي؛ والمحاربون؛ والفرار من الحب؛ وعلى المسرح قدمت حوده كرامة؛ ودستور يا اسيادنا؛. وفي السينما قدمت مجموعة من الأعمال: البطل؛ واتفرج يا سلام؛ والقلب يخطئ احيانا؛ وآخر افلامها كان شجيع السينما؛ قبل عامين وانتهت مؤخرا من تصوير فيلم فلاح في الكونغرس؛ للمخرج محمد الشرقاوي وكانت قد طلبت من المنتج احمد الابياري والفنان سمير غانم البحث عن بطلة جديدة لمسرحية دو ري مي فاصوليا؛. وعن الحجاب قالت عبير صبري: المقربون لي لن يتعجبوا من هذا القرار الذي اعتبره البعض قراراً جريئا مني ولكني أرى انه قرار جاء في وقته المناسب قبل أن أغوص في النجومية وانتقل من عمل لآخر ولا أجد الوقت لتلبية أوامر الله التي فرضها علينا لذلك قررت ارتداء الحجاب بعد أن ظلت الفكرة داخلي اكثر من اربع سنوات ورغم ملابسي وادواري التي قد يعترض عليها البعض الا انني من داخلي كنت اقرب الى الالتزام والحجاب وفي الفترة الأخيرة كنت اتابع ندوات الشيخ عمرو خالد واعجبني كثيرا كلامه وفجأة قررت الحجاب وزوجي يعلم ذلك جيدا ويشجعني عليه وللعلم لم اندم أبدا على أي عمل قدمته بل احترم كل قرار في حياتي واشعر أن ما وصلت له الآن هو نتيجة لحياتي السابقة.
- وعما يثار حول أموال الفنانين والتي يحصلون عليها من اجل ارتداء الحجاب والاعتزال قالت عبير: أرفض كل هذا الكلام واشعر انه غير منطقي فكل المعتزلات السابقات لهن كل الاحترام والتقدير والاعتزاز ومن غير المنطقي ان تظل هذه الجهات متولية لامور الصرف حتى يومنا هذا وبعد مرور عشرات السنوات على الاعتزال ولقد حسن هذا الأمر من قبل وتأكد الجميع انه مجرد كلام ليس له أساس من الصحة.
* دنيا لا تستحق(1/48)
* الفنانة المعتزلة منى عبد الغني قالت عن الحجاب والاعتزال: الكل يعرف السبب وراء اعتزالي وحجابي وهو وفاة اخي الاكبر في باريس حيث كان يعيش هناك وشعرت وقتها ان الدنيا غدارة ولا تستحق كل هذا الحرص منا عليها فاعتزلت وقررت ارتداء الحجاب والذي كان اخي دائما يوصيني بارتدائه ولكن لانشغالي في اعمالي الفنية كنت دائما أؤجل التفكير في هذا الامر ولكن الآن وبعد اربع سنوات من الاعتزال اصبحت أرى الدنيا بشكل جديد مختلف تفرغت اكثر لابنائي ولزوجي واقوم باعمال خيرية كثيرة ولا ارى أي عيب في اجراء حوارات صحافية أو تلفزيونية واحيانا اشارك في اغان من اجل اهداف محددة مثلما غنيت للقدس ولصالح مستشفى سرطان الاطفال وقدمت عملاً دينياً في رمضان الماضي وهكذا.
وتكمل منى عبد الغني: والحجاب في سن مبكر يجلب خيرا كثيرا للمرأة المسلمة التي تراعي حقوق ربها عليها وهو ما أحاول أن اقوم به ومنذ حجابي واشعر إنني أصبحت قدوة للعديد من الشابات وهذا بفضل الله علي ولقد سعدت جدا بحجاب حنان من بعدي وحجاب عبير الشرقاوي في العام الماضي وحجاب عبير صبري مؤخرا وشعرت ان هناك الكثيرات موجود داخلهن الخير ويتمنين السير على الطريق المستقيم ولكنهن بحاجة إلى الإرشاد والتعليم.
* متناقضات سيئة(1/49)
الفنانة المعتزلة عبير الشرقاوي والتي بدأت مشوارها مع والدها جلال الشرقاوي في مسرحية العالمة باشا؛ وبعدها قدمت مجموعة من الأعمال التلفزيونية مثل أحلام الفجر الكاذب وفيلم حلق حوش؛ تقول عن تجربتها: بعد أن قمت بأداء فريضة الحج قبل عامين شعرت أنني مقصرة في واجبي تجاه الله تعالى فقررت ارتداء الحجاب حتى جاء الوقت المناسب الذي أعلنته للجميع وارتديته واعتزلت الفن بأكمله وتقول عبير: الحجاب فريضة والكل يعلم ذلك ولكن داخل الوسط الفني يغيب عن الجميع العديد من القيم والمفاهيم الدينية فالعمل في الفن متعب ومرهق والوسط مليء بالمتناقضات السيئة وطوال عملي فيه كنت أقول دائما انه بالتأكيد الله غير راض عني لانه جعلني اعمل في هذا المجال ولكن للاسف لم اكن اعلم اي مهنة اخرى حتى دراستي كانت بقسم المسرح بالجامعة الاميركية ولكني الآن سعيدة جدا بقراري واتمنى أن يرتدي الحجاب الجميع حتى ولو يعملن به فالحجاب سوف يفرض على الجميع أداء أدوار ملتزمة مما يرفع من مستوى الوسط الفني ومستوى أعمال الوسط الفني وقالت عبير الشرقاوي الآن تفرغت الى ابني جلال ومتابعة حياته ودراسته.
* بدأت بالحجاب(1/50)
* اما موناليزا التي بدأت مشوارها منذ ثلاث سنوات مع الفنان محمد هنيدي في فيلم همام في امستردام؛ وبعده عمر 2000؛ واصحاب ولا بيزنس؛ ومسرحية حكيم عيون؛ ومسلسل حديث المساء والصباح؛ فقد قررت الاعتزال بعده وارتداء الحجاب وقالت: شجعني المخرج سعيد حامد والمنتج محمد العدل على بطولة فيلم همام في امستردام؛ وشعرت انها تجربة جيدة تستحق مني المجازفة وبالفعل بدأت المشوار وقدمت مجموعة من الاعمال وفي كل فيلم كان الكل يؤكد انني ازداد نضجا وفهما ووعيا ولكن فجأة شعرت ان الوسط الفني لا يناسبني وتأثرت كثيرا بكل من سبقني من الفنانات الكبار اللاتي رغم كل ما حققنه من نجومية اكتشفن ان الاعتزال والابتعاد عن الفن اقوى لذلك قررت ان ابدأ به بدلا من انهي حياتي به وكان الاعتزال والحجاب؛.
الفنانة المتحجبة سهير البابلي: أدعو بالهداية لكل من هاجمني وقطع عني الزيارة
هل يمكن قبول الفنانة المعتزلة سهير البابلي الظهور في مشاهد اعلانية خطوة في طريق عودتها للتمثيل،؟ وهل ملت الحياة المنعزلة لتقرر العودة ولو في حملة إعلانات. وكيف استقبل وسط الفنانات المعتزلات ظهورها،؟ وما الذي قلنه عن زميلتهن وهي في مشهد اعلاني؟ «البيان» التقت سهير البابلي وطرحت عليها هذه الأسئلة وغيرها.
- كانت المغنية المعتزلة ياسمين الخيام قد صرحت بأنها فوجئت بظهورك في الإعلانات وأكدت أنها أصيبت بصدمة كبيرة، وأنها نقلت الخبر للممثلة المعتزلة هناء ثروت، رفضت ذلك بشدة وطالبتها بأن تبلغ سهير بأن الإسلام يلزم المرأة بأن تلزم منزلها ولا تبرحه الا للضرورة القصوى.(1/51)
- والشيء نفسه قالته شمس البارودي التي عبرت عن أسفها، ووصفت سلوكك بأنه «يمثل صدمة لكل الأخوات اللواتي اعتزلن الفن وقررن ممارسة حياتهن بعيدا عن الأضواء» فماذا تقولين؟ ـ اعتقد بأنه فهم خاطئ للدين، وظهور المرأة في التليفزيون بالزي الإسلامي لا يعد حراما. بل انه ينبغي على المرأة المسلمة أن تقوم بنشر صورة صحيحة عن الإسلام امام الحملة المعادية التي يشنها الغرب بدعوى أن الإسلام يستعبد المرأة، وينظر اليها باعتبارها جارية.
ـ لكن ألم تكوني تتوقعين ردود فعل كهذه حين قبلت الظهور في الإعلانات؟ ـ لا أنكر أنني ترددت وفكرت كثيرا قبل قبول الاعلان التليفزيوني، لكنني أديت صلاة الاستخارة وقمت باستفتاء عدد من المشايخ فأكدوا لي عدم حرمة ظهور المرأة المسلمة في التليفزيون طالما أنها تلتزم بالزي وبالسلوك الإسلامي. لقد استخرت الله أكثر من مرة، وسألت كثيرا من العلماء ورجال الدين وأذكر جيدا أني استشرت الشيخ الشعراوي رحمه الله قبل رحيله في تقديم اعلان تجاري وكان رده قاطعا مؤكدا أنه ليس هناك حلال مطلق أو حرام مطلق، وأن المهم هو أن يكون الإعلان عن سلعة مفيدة وغير ضارة للناس وان يتم تقديمه بكلمات راقية ومحترمة، وألا يكون فيه مشاهد رقص أو عري، وألا يكون مضللا للناس أو وسيلة لغشهم، وهذا كله تحريت عنه قبل أن اقبل الظهور في الإعلان.
- ـ لكن هناك من يرى في تقديم الفنانين للإعلانات تقديما لتنازلات من أجل الحصول على الأموال دون مجهود، فما تعليقك؟(1/52)
- ـ أنا أعترض على مثل هذا الكلام أنا أعتبر الإعلان عملا فنيا مثله مثل الفيلم القصير، فله سيناريو، وهدف. أضيفي إلى ذلك أن هناك فنانين كثيرين قدموا إعلانات، وكانت تجربتهم ناجحة جدا، مثل يسرا التي كانت كالقمر في الإعلان. وهي نجمة كبيرة ولم يقلل الإعلان أبدا من مكانتها، كذلك عمر الشريف، وحسين فهمي ومصطفى فهمي، وأتمنى أن يكون الاعلان الذي قدمته كلمة حق باذن الله، وكذلك منى زكي وهي نجمة محبوبة أصبحت نجمة اعلانات، والاستعانة بنجوم لهم مكانتهم هي تأكيد لمدى حب الناس لهم، وأن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، ومعظم الإعلانات التي قدمها الفنانون راقية ومحترمة وهي بالفعل تعتبر أعمالا فنية بها عناصر جيدة من حيث الصورة والسيناريو والاضاءة والتصوير.
- ـ وكيف تعاملت مع اللائى هاجمنك، واعتبرن ظهورك على الشاشة عملا مشينا؟ ـ لم أفعل شيئا، فقط دعوت الله لهن بالهداية، وقد حزنت جدا عندما سمعت أن بعضهن قررن مخاصمتي وعدم دعوتي الى الجلسات التي يعقدنها، لكن هناك في المقابل كثيرات لم تتأثر علاقتي بهن مثل سهير رمزي التي رفضت الانصياع لقرار مقاطعتي، كما أن عفاف شعيب تزورني باستمرار وقالت لي أن هناك الكثيرات من الزميلات المحجبات يحرصن على استمرار علاقتهن الوطيدة بي.
- ـ لكن ألا ترين ما يدعو للدهشة في رفضك المشاركة في المسلسل الإذاعي قارئ الكف الذي كتبه محسن زايد، وقبولك الظهور في إعلان تليفزيوني؟(1/53)
- ـ ربما تزول الدهشة لو عرفت الأسباب، فأنا لم أرفض العمل في قارئ الكف، والكاتب الكبير محسن زايد صديق عمر وأنا أعرف قدره وقيمته جيدا، والعمل كان جيدا ولكني لم أجد نفسي فيه، وأحب أن أوضح هنا أنني كانت لدي رغبة حقيقية في المشاركة بهذا المسلسل، لأسباب كثيرة أهمها أنني كنت أشعر من خلال كلمات الجمهور الصادقة بحبهم لي، وبأني مازلت في ذاكرتهم وفي قلوبهم لذلك، فأنا ليس لدي مانع من العودة عبر أي عمل فني يحمل قيمة ويقدم رسالة تفيد الناس، أو تدخل على قلوبهم نوعا من السعادة ولو مجرد رسم ابتسامة صغيرة ـ لكننا علمنا أنك كنت وافقت على المشاركة مبدئيا في المسلسل، أليس ذلك صحيحا؟! ـ هذا صحيح، ولكني اعتذرت لأسباب خاصة بي، فقد شعرت انه رغم القيمة الكبيرة التي يحملها عمل يخرجه مدحت زكي ومن تأليف محسن زايد، لكني كسهير البابلي لم أجد نفسي فيه، كما لم اشعر بأنه مكاني المناسب وكالعادة استخرت الله ولما لم اشعر بالارتياح، اعتذرت عن العمل.
- ـ وهل وجدت نفسك في الاعلان؟! ـ بالطبع، والا ما كنت قبلته، وصدقيني لو قلت لك أنني أعتبره فرصة جاءتني على طبق من ذهب للظهور بشكل جيد ومناسب، فقد التزمت بالزي الإسلامي والإعلان محترم وصادق وقدمني بصورة لائقة كانت مثار إعجاب الناس الذين حفظوه وأخذوا يرددون كلماته، كما أن جميع الأصدقاء والمعارف أكدوا لي أن الإعلان تم تصويره بطريقة جميلة.
- ـ وبصراحة، كم تقاضيت نظير الظهور في هذه الحملة الإعلانية؟ ـ صدقيني، أنا لم أتقاض مليما واحدا، فقد قدمت هذا الإعلان لوجه الله وأنا أعتبره خدمة، أقدمها للجمهور بكل حب وأمانة، إضافة إلى أن صاحب الشركة التي عملت اعلاناتها صديق عزيز وبمثابة أخ لي وله مكانه في الأسرة وعندما عرض علي الفكرة أكد انه كان يبحث عن شخص يكون محل ثقة وله مصداقية وجماهيرية، بحيث لا تكون مجرد كلمات يتم ترديدها بلا معنى وكأنها تعدد مزايا المنتج أو السلع.(1/54)
وقبل أن أنهي الحوار قالت سهير البابلي: «أنا عادة أسير في حياتي وكل خطواتي بعون الله، وأستخير الله في أي أمر وأتمنى أن يكون نافعا، فأنا احب وطني وأحب الناس وأقول دائما: استخيري واختاري».
وعلى صعيد آخر فرضت ظاهرة اعتزال الفنانات وتحجّبهن ـ وما صاحبها من عودة بعضهن إلى مهنة التمثيل ـ نفسها علي صدارة الأحداث الفنية والثقافية في مصر، فبعد انحسار شمس البارودي وشادية ونسرين وهالة الصافي وكاميليا العربي ومنى عبد الغني وصابرين وزيزي مصطفي وسهير رمزي وهناء ثروت وعفاف شعيب وغيرهن في العقود الأخيرة من القرن الماضي عن الساحة الفنية ، انضمت مؤخرا الى قافلة المعتزلات، العديد من الممثلات، وان اختلفت التجربة هذه المرة بسبب تراجع عدد منهن عن الحجاب وهو ما يثير عدة تساؤلات حول تقييم التجربة برمتها.
- وتشتمل قافلة الاعتزال هذه المرة ـ إلى جانب فنانتين مخضرمتين هما سوسن بدر وفريدة سيف النصر اللاتي كانت عودتهن هادئة إذ لم يحس بهما احد ـ على ممثلات شابات لم تتجاوز أعمارهن في الفن الأعوام القليلة وهو ما يدعو للحديث عن طرفي الظاهرة باستعراض تجارب المعتزلات الجدد ثم محاولة استقراء الأسباب والدوافع التي اجبرت بعضهن للتراجع.
فقبل اسابيع، اعلنت مايا شيحا اعتزال الفن، وهي الممثلة الشابة التي قامت ببطولة فيلم "اسرار البنات" وحازت عن دورها المثير فيه جوائز محلية وعالمية. ومثلها فعلت موناليزا، الممثلة الشابة الأخرى ، ولم يكد يمضي على بدء عرض فيلمها الاخير سوى ايام معدودة.
جاءت من بين المعتزلات ايضا عبير صبري وغادة عادل وعبير الشرقاوي وميرنا المهندس بعدما كان الاعتزال والتحجب محصوراً في أوساط المسنّات منهن.(1/55)
وقد صاحب اعتزال اكثر المتحجبات ضجة اعلامية غير مسبوقة اختلطت فيها الشائعات بالحقائق : فاحداهن ـ على سبيل المثال ـ تردد أن الأطباء اخطأوا في تشخيص مرض اصابها ووصفوه بورم خبيث في المعدة وقالوا ان المرض لا يمهل من يصيبهم سوي بضعة اشهر قبل الوفاة ، وعلي اثر ذلك سارعت الممثلة الشابة ميرنا المهندس ـ ضحية الشائعة ـ لاعلان قرار اعتزالها الحياة الفنية.
عودة سرية
الا انه وبعد شهور قليلة عادت ميرنا للتمثيل وقد استتبع ذلك هجوم علني علي التجربة والظروف التي اخضعتها للمرور بها والاطراف التي ساهمت في حدوث ذلك.
- أما الضجة الثانية فقد اثيرت عندما قررت الفنانة الشابة غادة عادل خلع الحجاب والعودة للتمثيل فجأة ، فيما التزمت غادة الصمت برغم الشائعات التي حاصرتها.
- وفتحت غادة الباب علي مصراعيه أمام نشر التصريحات، فقالت لصحيفة "البيان" الاماراتية : "عندما اتخذت قرار الحجاب والاعتزال التزمت الصمت، وعندما اتخذت قرارا بالتراجع عنهما التزمت الصمت أيضا.. وهو ما أعطى فرصة لشائعات عديدة حول اعتزالي لكن انا أقول وبأعلي صوتي الشائعات لا تشغلني كثيرا، فمنذ أول يوم دخلت فيه الوسط الفني توقعت التعرض لها مثل كل الفنانات ولا يمكن أن تستفزني لأتكلم في أشياء أرى أنها من خصوصيات حياتي أنا وزوجي.. وأظن أن الاعتزال والحجاب ثم التراجع عنهما من تلك الخصوصيات فهناك أسباب شخصية ليس من حق أحد معرفتها مثلي مثل أي امرأة أخرى قد تتوقف عن عملها فترة ثم تعود لأسباب خاصة بها.
وطرحت البيان تساؤلا يتعلق بخلفيات الاعتزال والعودة المفاجئين لغادة عادل في ظل ظاهرة اعتزالات النجمات الشابات وتراجع بعضهن وهو ما جعل الكثيرين يرون أنها ليست صدفة انما امر مخطط له وتجيب غادة :(1/56)
"لن أتكلم عن غيري لكن عن نفسي كنت أفكر في الاعتزال منذ أن رزقني الله بابني الأول محمد وقتها كنت مجرد فتاة إعلانات وموديل في أغنيات الفيديو كليب وكانت عندى الرغبة في التفرغ لزوجي وبيتي وابني ولكن في نفس الوقت بدأ تيار الأفلام الشبابية وجاءتني فرصة للمشاركة في فيلم "صعيدي فى الجامعة الأميركية" أمام محمد هنيدي وكل من حولي قالوا لي إنها فرصة لا يمكن أن تفوتني وإنني أستطيع التوفيق بين بيتي وزوجي وابني من ناحية وبين التمثيل من ناحية أخرى. وبصراحة زوجي شجعني ولم يعارض اتجاهي للتمثيل وبعدها بدأ زوجي مشواره مع الإنتاج وكان من الطبيعي أن أكون بجواره في أفلامه خاصة بعد نجاحي في فيلم "صعيدي" وبالفعل شاركت من إنتاجه في ثلاثة أفلام هي "عبود على الحدود" مع علاء ولي الدين و"الواد بلية" مع محمد هنيدي و"55 إسعاف" مع محمد سعد وأحمد حلمي.
- - - و حول ما إذا كانت هناك ضغوط تعرضت لها النجمات الشابات من أجل الاعتزال ودور الجلسات الدينية قالت غادة: "هذا الكلام تردد عن كل الفنانات المعتزلات سواء الشابات أو الكبار ولا أرى أنه من حق أحد أن يتدخل في علاقتنا بربنا سواء قررنا الحجاب أو تراجعنا عنه لكن بالنسبة لي فأنا لم أتعرض لضغوط من أحد لا عندما قررت الاعتزال ولا عندما قررت العودة وإنما اتخذت قراراتي بنفسي وبعد مشورة زوجي".
- وكمثال آخر للمشاكل التي أثيرت بشأن محاولات الاعتزال الفاشلة التي راودت بعض الفنانات و ارتداء الحجاب نذكر تلك التي إثارتها الممثلة غادة عبد الرازق حيث أثارت غضب الفنانات المعتزلات بعد ان وجهت لهن انتقادات لاذاعة، مؤكدة أنهن اتخذن من الحجاب والاعتزال فرصة للدعاية لأنفسهن وللظهور الإعلامي المكثف، في حين كان عليهن الاقتداء بما فعلته شادية أو شمس البارودي بالاعتزال في صمت وبلا ضجيج .(1/57)
فيما اعتبر الممثل عادل إمام انه من حق أي فنانة أن تتحجب فهذه حرية شخصية لكن ليس من حقها تكفير الفنانين وتحريم الفن ورأي بعض الصحفيين أن هؤلاء الفنانات هن المسئولات وحدهن عما قدمن من ادوار واذا كانت هناك فنانة تشعر بالخجل لادوار او ملابس او حياة مرتبطة بوجودها في عالم الفن فهذه مشكلتها فلم يجبرها أحد علي تقديم تنازلات.
- وكان قرار اعتزال الممثلة الشابة موناليزا مفاجأة للكثيرين فموناليزا مزدوجة الثقافة والدها مصري وامها انجليزية كما انها قضت فترة طويلة من عمرها في بريطانيا .
- وخلال رحلة فنية قصيرة ثبتت موناليزا اقدامها في بورصة النجوم حيث شاركت في فيلم همام في امستردام و فيلم عمر 2000 واقتربت من دور البطولة في فيلم اصحاب ولابيزنس وعلي المسرح كان لها تجربة واحدة في مسرحية حكيم عيون وجاءت طلتها الاخيرة عبرشاشة التليفزيون من خلال مسلسل حديث الصباح والمساء وبعدها سافرت الي المملكة العربية السعودية لاداء العمرة وعادت موناليزا لتعلن للجميع اعتزالها الفن وارتداء الحجاب.(1/58)
- كل ذلك ينقلنا للحديث عن الأوضاع الحالية للساحة الفنية المصرية التي شهدت مؤخرا جدلا عنيفا في اعقاب القرارات المتتالية للفنانات الشابات باعتزال الفن وارتداء الحجاب ثم عدول بعضهن عن الحجاب والعودة للتمثيل، وزاد من حدة هذا الجدل كون النجمات المعتزلات مازلن في بداية مشوارهن الفني ولعبت بعضهن ادوار بطولة مطلقة بعد مضي اقل من عامين علي دخولهن مجال الفن ولعل ذلك النشاط الفني الصاخب هو ما أصاب الكثيرين في الساحة الفنية بالدهشة حيث كانت قرارات الاعتزال في السابق تقتصر علي اسماء فنية كبيرة ذات تاريخ فني طويل وهوما كان البعض يفسره بأنه محاولة لجذب الاضواء التي انسحبت عنهن لصالح فنانات صغيرات ويبحثن عن نهاية هادئة لرحلة العمر وليس هناك راحة للروح والجسد افضل من الخلود للعبادة والتدين . وهذا ما تم تداوله في اعقاب اعتزال شادية وسهير البابلي وشهيرة وشمس البارودي وغيرهن من الفنانات المعتزلات .
- اما في هذه المرة فالامر مختلف ولعل هذا ماعبرت عنه وسائل الاعلام التي تنتقد تجارب الفنانات المعتزلات حيث توقعت بأن اعتزال الفنانات الشابات مثل ميرنا وغادة ومايا وموناليزا سوف يربك الساحة الفنية، في اشارة الي أن هؤلاء الفنانات قدمن تجارب تحسب لهن ولم تقدم واحدة منهن مايسيء للفن ولم يرتبط اسم واحدة منهن بشائعات أخلاقية عبر "السيديهات" او شرائط الفيديو الفاضحة أو غيرها .
شائعات مضروبة(1/59)
وكعادة الوسط الفني انتشرت الشائعات حول اسباب الاعتزال وتحدث البعض عن ان موناليزا مثلا قررت الاعتزال لانها محبطة بعد الانتقادات العنيفة التي وجهت لدورها في مسلسل حديث الصباح والمساء بزعم انها فشلت في تقمص الشخصية التي قامت بدورها ونمنم البعض الاخر بأن النجمة الشابة منذ البداية منطوية وانعزالية ولذلك لم تستطع التكيف مع عالم الفن المليء بالحركة والنشاط وردت موناليزا علي تلك الشائعات بأنها كانت تفتقد الاحساس بالامان والطمأنينة طوال فترة عملها في الفن وخلال وجودها مؤخرا في السعودية لاداء العمرة دعت الله بعدة اشياء فاستجاب لها بأسرع مما كانت تتوقع عندها شعرت انه من الواجب عليها ان تستجيب لاوامر الله فقررت الاعتزال وارتداء الحجاب , مؤكدة انها شعرت براحة وطمأنينة طالما افتقدتهما وقطعت موناليزا الطريق علي أي تأويلات عن اسباب الاعتزال والحجاب , مشيرة الي أن انسحابها من ساحة الفن وهي مازالت نجمة شابة مطلوبة من المنتجين اكبر دليل علي ان القرار نابع من داخلها .
- - إلا أن تعاطي الصحف والمجلات مع نبأ اعتزال ميرنا المهندس لم يكن مسبوقا، حيث عالجته وسائل الإعلام بأسلوب جارح للغاية، فقد ركزت جميعها علي حالتها الصحية وكيف انها قررت الاعتزال بعد رحلة علاج فاشلة في الخارج ووصل الامر باحدي الصحف الي نشر صورتين لميرنا احداهما قبل الحجاب بملابس التبرج والاضاءة السينمائية المبهرة والثانية بعده وطبعا كان الوجه شاحبا اقرب للاعتام , واخذت الصحيفة توضح مدي التعب والاعياء الواضح علي وجه ميرنا في الصورة ذات الحجاب , كما اسهبت الصفحات الفنية في الحديث عن تفاصيل المرض ورحلتها مع العلاج في اشارة لا تحتاج الي تفسير ان ذلك هو ما يدفعها للحجاب.
ولم تجد ميرنا امام ذلك الانتهاك الصارخ لابسط خصوصياتها سوي ان تؤكد ان الاعمار بيد الله والربط بين مرض ميرنا واعتزالها بشكل اتوماتيكي هو محاولة لقلب الحقائق .(1/60)
إذ أن قصص معاناة الفنانين مع المرض عديدة ومتنوعة سواء كانوا رجالا ام نساء ومع ذلك استمروا في مجال الفن ولم يعلنوا الاعتزال حتى ميرنا نفسها قامت بأداء دورها الأخير في مسلسل بنات افكاري وهي تعاني من آلام المرض ولكن هذا لاينفي ان محنة المرض تجعل الانسان اكثر قدرة علي ادراك المعاني الحقيقية للاشياء وهو مااكدته ميرنا في احد احاديثها بعد الحجاب قالت خلاله : "سعادتي الحقيقية في التقرب الي الله وليس في مشواري الفني مشيرة الي ان ماتحلم به من اعمال وشهرة جعلها تتنازل عن اشياء كثيرة قد تندم عليها فيما بعد , كما انها لم تجد السعادة في الوسط الفني ولا الحب الحقيقي ولا الصداقة فمجال الفن مليء بالنميمة والحروب والناس ينظرون للفن وللممثل نظرة سيئة - علي حد تعبيرها .
- - - وفي تحول مفاجئ ، قررت الممثلة "ميرنا المهندس" التراجع عن قرار اعتزالها الفن وخلعت الحجاب لتشارك من جديد في بطولات سينمائية وتليفزيونية جديدة.
وجاء قرار ميرنا بعد تفكير عميق ـ كما تقول. وسوف تظهر خلال أيام في لقاء تليفزيوني بدون الحجاب. ويبدو أنها أرادت من ذلك تكذيب ما أشيع عن اعتزالها الفن بسبب المرض لتؤكد للجميع أنها ليست مريضة.
لكن ميرنا ـ بحسب المراقبين ـ قد اتخذت القرار الخطأ في التوقيت الخطأ حيث جاء قرار خلعها الحجاب خلال شهر رمضان المبارك.
تجارب اعتزال ناجحة(1/61)
فيما جاء انضمام الفنانة عبير صبري إلي قافلة المعتزلات ليثير ضجة جديدة في الوسط الفني ـ فهي مثال واضح علي تجربة الاعتزال الرشيدة البعيدة عن الحالات الطارئة ـ فعمر عبير الفني لم يتجاوز عشر سنوات قدمت خلالها ثمانية افلام واثني عشر مسلسلا واربع مسرحيات ومع ذلك فقد لعبت العديد من ادوار البطولة المطلقة ولمع اسمها بشدة في بورصة النجوم وكان طريقها لذلك خليطا من ادوار الاغراء والملابس المكشوفة واحتلت عبير صبري مكانة متقدمة في قائمة ممثلات الاغراء والجسد في السنوات الخمس الماضية واجندتها الفنية حتي يوم اعتزالها كانت مليئة بالاعمال سواء في السينما او المسرح او التليفزيون وفيلمها الاخير فلاح في الكونجرس ينتظر عرضه خلال الموسم الصيفي القادم ولعل تلك المقدمة هي مادفعت عبير لكي تؤكد انها اتخذت قرار الحجاب وهي تتمتع بكامل صحتها وبكامل قواها العقلية وهي تعيش وسط اجواء الشهرة والمال ومتع الدنيا كلها واضعه كل ذلك تحت قدميها لتتجه الي الله
وسخرت عبير من اتهام البعض للفنانات المعتزلات باستخدامهن الحجاب كوسيلة للشهرة والدعاية مؤكدة أنهن لسن في حاجة لذلك وعلي الرغم من أن اعتزال عبير شكل مفاجأة اذهلت الكثيرين الا ان المقربين من الوسط الفني كانوا يتوقعونه منذ فترة حيث بدأت عبير في الاستماع الي دروس الداعية عمرو خالد خاصة مايدور حول التوبة والصلاة وخلال تصويرها لاعمالها الاخيرة لاحظ البعض حرص عبير علي اداء الصلاة ثم كان قرار الاعتزال الذي اكدت عبير انها لن تخسر شيئا بسببه لان كل فلوس الفن كانت تنفقها في الملابس والاكسسوارات وان المكسب الحقيقي هو مرضاة الله.(1/62)
- - - الملاحظ، اذن، ان اعتزال كل من عبير وميرنا وغادة عادل وموناليزا قوبل بعاصفة هجوم عاتية من جانب بعض الاصوات الفنية والصحفيةـ لا تساوي نصف تلك الضجة التي صاحبت عودة بعضهن ـ التي غالبا ما تكون هادئة جدا ـ لكن مؤشر الحرارة كان عاليا للغاية هذه المرة مع الكوميدي المصري عادل امام ، عندما وصل الامر به حد العدول عن رأيه في ان الحجاب والاعتزال حرية شخصية ليحذر من ظاهرة اعتزال الفنانات الفن ، باعتبار ان مصر مستهدفة من بعض القوي المعادية لها و "لان الفن رمز قوي لبلادنا في كل المنطقة العربية فقد وقع الاختيار عليه لتوجيه ضربة قوية وبدأت الحرب ضد الفن المصري في الخارج وفي الداخل حيث يتم تكفير الفنانين بتغذية قوية من الخارج" علي حد تعبير امام.
ولم يتوقف الامر عند اتهام الفنانات المعتزلات بالعمالة لجهات معادية للفن المصري بل عاد الحديث مرة أخري عن بيزنس المعتزلات سواء بتلقي اموال من جماعات دينية تمولها منظمات اسلامية في الخارج مقابل الحجاب اوباستغلال الحجاب في الدعاية والظهور علي القنوات الفضائية مقابل مبالغ طائلة وهي اتهامات قديمة تم توجيهها للفنانات اللائي اعلن اعتزالهن مطلع التسعينات .(1/63)
اما عبير الشرقاوي التي ظهرت بصورة مفاجئة للجميع ‚ وكانت بدايتها الفنية «مدوية» فقد دفع بها والدها المخرج المسرحي جلال الشرقاوي الى البطولة منذ اول اطلالة ‚ ‚ لتكمل عرض مسرحية «عطية الارهابية» اثر اعتزال سهير البابلي وارتدائها الحجاب ‚ ورغم خطورة المغامرة الا انها نجحت ‚ ‚ وحققت المسرحية اعلى الايرادات ‚ حسدتها بنات جيلها ‚ ‚ وقلن انها محظوظة ‚ ‚ فهي جميلة وموهوبة وابنة جلال الشرقاوي ‚ ‚ الذي تتلمذ على يده عشرات النجوم وان «النجومية» اتتها على طبق من ذهب ‚ ومن عمل الى عمل تألقت وتأكدت من خطواتها " وتوقع لها الجميع المزيد من التميز ‚ ‚ ورغم نجاحها الفني لم تشعر بالسعادة ‚ وبدأت المعاناة ‚ ‚ مع صدمة تلو الاخرى وعرفت معنى الالم ‚ ‚ وسكن الحزن قلبها وادركت ان النجومية لها سعر باهظ ‚ ‚ ومن قلبها وعقلها كان قرار الحجاب والاعتزال ـ حسب رواية عبير ـ ‚
وفي منزلها دار حوار صحفي اجرته صحيفة خليجية مع الفنانة التي انهت بيديها رحلتها مع الفن وقالت في بداية حديثها: لم اشاهد رؤيا في المنام دفعتني للحجاب ‚ ‚ والحمد لله لم يكن حجابي بسبب مرض او حادثة ‚ ‚ وتتوقف لحظات قبل ان تستطرد قائلة كان السؤال الذي يلح عليّ هو انني غير سعيدة واتساءل اين اجد السعادة ؟ ‚ ‚ وكان الجواب يأتيني من داخلي بانني لن اجد السعادة الا مع الله ‚ وان اتحجب واترك التمثيل ‚ ثم يأتيني صوت يقول ليس الآن خاصة ان امامي مشاريع فنية كبيرة ‚ وقبل انتهاء رمضان عام 2000 بثلاثة ايام سمعت والدي يقرأ القرآن بصوت عال ومسموع وكان يقرأ الآية التي تؤكد فرض الحجاب ‚ وانتبهت الى كلام الله وشعرت كأنها رسالة الهية مباشرة وصريحة ‚ ‚ ولكن الانسان شيطان كبير ‚ ‚ ومر يومان شاهدت اشياء مفزعة ‚ ‚ ومشادات.(1/64)
وتواصل عبير :"دون الدخول في تفاصيل شاهدت كيف يفسد الناس في الارض ويحولون الباطل حقا ‚ ‚ والحق باطلا ‚ ‚ وفي فجر الليلة الاخيرة من رمضان جلست اقرأ القرآن ‚ ‚ وشعرت بانني لن استطيع الاستمرار في الفن ‚ ‚ ولابد ان انفذ امر الله واضع الحجاب ‚ ‚ واني لن استطيع الخروج من بيتي دون ان اغطي شعري ‚ ‚ وفهمت بعد ذلك ان كل ما مر بي كان خطوات وعلامات نحو الطريق الى الله.
وفي تقييم لتجربتها مع الفن تقول عبير الشرقاوي : "لم اكسب شيئا من الفن ‚ ‚ ولكني خسرت وقتي وطاقتي في التمثيل ‚ ‚ ظلمت نفسي كثيرا ‚ ‚ وتنازلت عن جزء من كرامتي عندما سمحت لرجل غريب ان يرفع صوته علي وقبلت ذلك لانه في موقع اكبر مني فهو مخرج وانا كنت ممثلة ‚ ‚ وكل هذه الاشياء اعتبرها الآن خسارة ‚ والحمد لله لا يشغلني حاليا سوى شغفي للمعرفة وقراءة القرآن وحفظه ورعاية ابني كما اذهب احيانا مع بعض الأخوات في مجالس العلم ‚ ‚ وقد انعم الله عليّ بصحبة اخوات فاضلات مثل السيدة سهير ومنى عبد الغني واتمني ان اعمل صالحا ‚ ‚ واشعر انني محتاجة جدا لان ازيد ميزان حسناتي ‚ ‚ لذلك احاول الاجتهاد قدر طاقتي واتمنى ان اساهم بجهدي في كل عمل انساني يرضي الله سواء للاطفال او لكبار السن.
مذيعات .. ايضا ينتفضن(1/65)
وقد تزامنت مع الحرب علي ساحة الفن حرب أخري ضد الحجاب في ماسبيرو ـ لكن هذه المرة لا تتضمن الاعتزال ـ حيث تردد في اوساط الاعلاميين صدور قرار للتليفزيون المصري بمنع خمسة مذيعات عاملات في قناة الإسكندرية الإقليمية المعروفة بالقناة الخامسة من تقديم برامجهن؛ بسبب ارتدائهن الحجاب. وقررت "فاطمة فؤاد" رئيسة القناة تحويل كل من "غادة الطويل" و"هالة المالكي" و"أميرة شلبي" و"رانيا رضوان" و"أمل صبحي" إلى أعمال أخرى، من بينها إعداد البرامج، رافضة ظهورهن حتى في نشرات الأخبار باللغات الأجنبية. وطالبت فاطمةُ رئيسَ اتحاد الإذاعة والتليفزيون "حسن حامد" بالإسراع في اختيار وتعيين مجموعة جديدة من المذيعات لملء الفراغ الذي حدث بسبب إبعاد المذيعات الخمس، خاصة أنهن كن من أكفأ وأقدم المذيعات، وكانت كل واحدة تقدم عددًا من البرامج المتميزة وبرامج الهواء المباشر.
ودافعت فاطمة فؤاد رئيسة القناة الخامسة لاحدى الوماقع الاسلامية على الانترنت" قائلة : " إن العرف السائد في العمل التليفزيوني هو أن تكون المذيعة غير محجبة، وأنها لا تستطيع أن تكسر القاعدة المتبعة"، مضيفة أن التليفزيون المصري له قواعد وتقاليد يجب مراعاتها في العمل. وأضافت: " انا كرئيسة قناة لا أستطيع السماح بظهورهن على الشاشة بالحجاب؛ لأنني لا أملك صلاحيات ذلك، إضافة إلى أن هذا الأمر لم يحدث من قبل، معتبرة أنه ليس من الممكن أن تقدم مذيعة محجبة برنامج منوعات وأغاني كليب راقصة. وأوضحت فاطمة أن قرار تحويل المذيعات إلى أعمال أخرى تختلف عن وظيفتهن المعينات عليها يُعتبر أمرا مؤقتا لحين البحث عن حل نهائي
بينما اكد مسئول كبير بوزارة الإعلام: "إن التليفزيون المصري لا يعارض أن تتحجب المذيعة طالما أن هذه هي قناعتها الشخصية، لكنه في الوقت نفسه لن يُسمح لها بالظهور علىشاشة التليفزيون لاعتبارات عديدة لم يذكر المسئول أيًّا منها".(1/66)
وأشار إلى أن حرية المذيعة الشخصية يمكن أن تمارسها في جميع الأعمال باستثناء تقديم البرامج، موضحًا أن لدى الإذاعة المصرية عشرات المذيعات المحجبات خلف "الميكروفون"، لكنه اعتبر أن ظهور المذيعات بالحجاب على شاشة التليفزيون ما زال أمرًا غير قابل للتنفيذ في الوقت الحالي. فيما اكد لنفس "أمين بسيوني" رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، الرئيس السابق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ، لنفس الموقع : "إن صاحب القرار النهائي في ظهور المذيعات المحجبات أو عدم ظهورهن هو وزير الإعلام وواضعو السياسة الإعلامية المصرية"، رافضا الإدلاء بالمزيد حول هذه القضية.
ومن جهتها قالت "أمل صبحي" لموقع آخر علي النت وهي إحدى المذيعات المبعدات: "كنت أدرك تمامًا أن قرار إبعادي عن الشاشة مقرون بارتداء الحجاب، ومع ذلك لم أتراجع عن تنفيذه بالرغم من تناقص دخلي المالي بعد تحويلي إلى مُعدة، وحرماني من برامجي التي اعتدت تقديمها".
وأوضحت أمل أن قرار ارتدائها الحجاب كان يراودها منذ سنوات، إلا أنها اضطرت لتأجيله بسبب ضغوط طبيعة العمل الذي يدفعها إلى ارتداء الأزياء الحديثة، ووضع كميات كثيفة من المكياج لزوم الظهور على الشاشة. وأضافت: كنت على قناعة تامة بأن الشهرة والعمل في التلفزيون كمقدمة برامج ما هي إلا متعة زائلة ومؤقتة ولن تدوم، وسوف يأتي الوقت الذي أتجه فيه إلى ارتداء الحجاب مهما كلفني هذا القرار من خسائر مادية ومعنوية، مشيرة إلى أنها فضلت أن تكسب الرضا النفسي والسلام الداخلي. نوثتها.(1/67)
يذكر أن المذيعات الخمس كن يقدمن العديد من البرامج إضافة إلى قراءتهن للنشرات الأجنبية؛ حيث كانت "غادة الطويل" تقدم برنامج "أوقات المرح الأسبوعي" وهو عبارة عن مسابقات جماهيرية بجانب قراءتها لنشرة الأخبار بالإنجليزية، و"هالة المالكي" مذيعة ربط قارئة نشرة اللغة الفرنسية، و"أميرة شلبي" مقدمة برامج "جمال مصر السياحي" و"معلومة في علم" و"ليالي الصيف" و"خيار المسرح"، إضافة إلى قراءتها النشرة بالإنجليزية، و"رانيا رضوان" مقدمة برنامج " طلباتك إيه" أشهر البرامج الجماهيرية بالقناة الذي يبث على الهواء مباشرة، و"أمل صبحي" كانت تقدم برامج "صوت وصورة"، و"الجائزة حب الجماهير"، بجانب تقديمها لبعض الحفلات القومية بالمحافظة.
يذكر أن التليفزيون المصري يرفض منذ إنشائه عام 1965 ظهور المحجبات على شاشته رغم عدم وجود قرار صريح بذلك، ومنع العديد من المذيعات من الظهور بعد ارتدائهن الحجاب، من بينهن المذيعة "كاميليا العربي" ونجوي ابراهيم التي مُنعت قبل عشر سنوات من تقديم البرامج وأحيلت لعمل آخر، مما دفعها لتقديم استقالتها، وكذلك المذيعتان "داليا شيحا" و"داليا خطاب" اللتان تعملان في قناة "نايل. تى. في"، غير أنه سمح لسنوات طويلة للمذيعة "كريمان حمزة" في استثناء فريد بالظهور بالحجاب على الشاشة لتقديمها برنامجًا دينيًّا.
وعند تقييم ظاهرة حجاب الفنانات لا يفوتنا سرد احد المواقف الهامة في هذا المجال، فعندما اراد المؤرخ السينمائي العالمي المعروف جان لوك التعبير عن اعجابه بإبداع المخرجة الايرانية سميرة مخمالياف الفائزة بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان لعام 1998اهدائها "حجابا"، وعلقت مخمالياف علي الهدية بأن السيد لوك يعلم انني مسلمة ارتدي الحجاب وهذا لايمنع المرأة من الابداع(1/68)
وتكشف تلك المفارقة بين نظرة المرأة الايرانية للحجاب وبين ما يثيره ارتداء الحجاب بالنسبة لبعض المنتمين للوسط الفني في مصر بعمق عن اختلاف مفهوم ودور الفن في كلا البلدين فالسينما الايرانية بخمارها الاسود الشهير احتلت مكانة دولية مرموقة فيما لازالت السينما المصرية تدور في فلك المنافسة بين نجمة الجماهير ونجمة مصر الاولي.
ياترى لماذا رجع بعضهم الجواب بين سطور فقه الأماني
هذه القصة ذكرها الشيخ القطان
في محاضرة له بعنوان "تجاربي في الحياة"(1/69)
الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين والخطباء المعروفين يروي قصة توبته فيقول: إن في الحياة تجارب وعبرا ودروسا … لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلبه حائرة … لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية - ولا تربية - ثمانية عشر عاما. وتخرجت بلا دين.. وأخذت ألتفت يمينا وشمالا: أين الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثا؟ .. أحس فراغا في نفسي وظلاما وكآبة.. أفر إلى ابر.. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء. ولكني أعود حزينا كئيبا. وتخرجت في معهد المعلمين سنة 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم. والنفخ فيها. وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر. وما قلت كلمة إلا وطبلوا وزمروا حولها.. وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فردا ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب.. ثم يدخلون عليه من هذا المدخل. رأوني أميل إلى الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة.. ثم أخذوا يدسون السم في الدسم. يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ماشئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتبا فاخرة أوراقا مصقولة.. طباعة أنيقة عناوينها: "أصول الفلسفة الماركسية" "المبادئ الشيوعية" وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز.. أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال.. فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك.. وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر.. إننا الآن نهيئها في "ظفار" ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائدا من قوادها. وبينما أنا أسمع(1/70)
هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشئ لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى .. يدور .. فإن وضعت به دقيقا مباركا أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى. ويقدر الله - سبحانه وتعالى - بعد ثلاثة شهور أن نلتقي رئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر وغاب شهرا ثم عاد.وفي لتك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر. . كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل "التفسير المادي للتاريخ" و"الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال" .. ثم يقولون كلاما أمرره على فطرتي السليمة التي لاتزال .. فلا يمر .. أحسن أنه يصطدم ويصطك ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة .. مفكرين .. أدباء .. شعراء .. مؤلفين كيف أجرؤ أن أناقشهم فاسكت. ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر فلما قال "الله أكبر" أخذوا ينكتون على الله ثم لما قال المؤذن "أشهد أن محمدا رسول الله" أخذوا ينكتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وهنا بدأن الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيرا بعبده بعد أن أراه الظلمات يسر له أسباب ذلك إذ قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر هو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقا كاملا. فقلت: عجبا.. ما علامة ذلك؟!!. قال: " إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب(1/71)
فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضا وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه.. " هكذا يقول.. والله يحابه يوم القيامة فلما قال ذلك نزلت ظلمة على عيني وانقباض في قلبي وقلت في نفسي: أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه ثورة؟!! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي!! ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقل له: يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فماذا لا تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال:"إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جمعيا..". ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء فقدر الله أن ألتقي بإخوة في "ديوانية". كانوا يحافظون على الصلاة… وبعد صلاة العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون "الورقة".
ويقدر الله أن يأتي أحدهم إلي ويقول: يا أخ أحمد يذكرون أن شيخا من مصر اسمه "حسن أيوب" جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته، ألا تأتي معي؟
- - - قالها من باب حب الاستطلاع.. فقلت: هيا بنا.. وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلست وصليت المغرب ثم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفا لا يرضى أن يجلس على كرسي وكان شيخا كبيرا شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب. وبعد أن فرغ من خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلى عالم آخر.. من ظلمات إلى نور ولأول مرة أعرف طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت وماذا يراد مني وإلى أين مصيري.. وبدأت لا استطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه. ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له: اسكت وسترى انطباعي بعد أيام.. عدت في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلى أن طلعت الشمس.(1/72)
- ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعام الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعاما الغذاء وأنا أسمع وأبكي بكاء حارا وأحس أني قد ولدت من جديد ودخلت عالما آخر وأحببت الرسول، - صلى الله عليه وسلم - ، وصار هو مثلي الأعلى وقدوتي وبدأـ أنكب على سيرته قراءة وسماعا حتى حفظتها من مولده إلى وفاته، - صلى الله عليه وسلم - ، فأحسست أنني إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها…) الأنعام. نعم .. لقد كنت ميتا فأحياني الله .. ولله الفضل والمنة .. ومن هنا انطلقت مرة ثانية إلى أولئك الرفقاء الضالين المضلين وبدأت أدعوهم واحدا واحدا ولكن.. (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).. أما أحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله، ثم ذهب إلى العمرة فانقلبت به السيارة ومات وأجره على الله. وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء وأنا أناقشه أقول له : أتنكر وجود الله؟ !! فابتسم ابتسامة صفراء وقال: يا أستاذ أحمد.. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن.. أما أنا فتركني .. فإن لي طريقي ولك طريقك.. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن. وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلا ومنهم من أصبح شاعرا يكتب الأغاني وله أشرطة "فيديو" يلقي الشعر وهو سكران.. وسبحان الذي يخرج الحي من الميت.. ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين.
- - - - -
توبة الراقصة هالة الصافي
روت الفنانة الراقصة المعروفة هالة الصافي قصة اعتزالها الفن وتوبتها والراحة النفسية التي وجدتها عندما عادت إلى بيتها وحياتها وقالت بأسلوب مؤثر عبر لقاء صحفي معها:(1/73)
في أحد الأيام كنت أودي رقصه في أحد فنادق القاهرة المشهورة شعرت وأنا ارقص بأنني عبارة عن جثه, دمية تتحرك بلا معنى, ولأول مرة اشعر بالخجل وأنا شبه عارية, ارقص أمام الرجال ووسط الكؤوس. تركت المكان وأسرعت ابكي في هستيريا حتى وصلت إلى حجرتي وارتديت ملابسي. انتابني شعور لم أحسه طيلة حياتي مع الرقص الذي بدأته منذ كان عمري 15 عاما, فأسرعت لأتوضأ, وصليت, وساعتها شعرت لأول مرة بالسعادة والأمان, ومن ذلك اليوم ارتديت الحجاب على الرغم من كثرة العروض, وسخرية البعض. أديت فريضة الحج, وقفت ابكي لعل الله يغفر لي الأيام السوداء. وتختم قصتها المؤثرة قائله: هالة الصافي ماتت ودفن معها ماضيها أما أنا فأسمي سهير عابدين, أم كريم, ربة بيت, أعيش مع ابني وزوجي, ترافقني دموع الندم على أيام قضيتها من عمري بعيدا عن خالقي الذي أعطاني كل شيء. إنني الآن مولودة جديدة, اشعر بالراحة والأمان بعد أن كان القلق والحزن صديقيَ, بالرغم من الثراء والسهر واللهو. وتضيف قائلة: قضيت كل السنين الماضية صديقة للشيطان لا اعرف سوى اللهو والرقص كنت أعيش حياة كريهة حقيرة كنت دائما عصبية فألان إنني مولودة جديدة اشعر إنني في يد أمينة تحنو علي وتباركني,هي يد الله سبحانه وتعالى.
التزمت .. ولكن ..
- عنوان مثير للتساؤل ، يبحث في مشكلة ويقدم الحلول المناسبة لها.. هي في الأصل ليست مشكلة ، بل هي بارقة أمل وصحوة مكبّ ، ودليل عافية وعمل لابد منه ..
- الالتزام معناه التمسك بطاعة الله وأداء فرائض الله والبعد عن محارم الله والاستقامة على نهج الله ، هذا المعنى العام لكلمة الالتزام وظاهرة الالتزام ظاهرة منظوره وملاحظة ومشهودة ، ليس أدل عليها من حضوركم هذا الحضور الغفير وهذا الجمع الكبير يبعث على الأمل ، لاسيما إذا عرفنا أن معظم الجلوس من الشباب الذين سلكوا طريقه الهداية إلى الله ، و لفظوا ورائهم كل طرق الغواية والضلال .(1/74)
- ولم يستجيبوا لكل نداءات الشهوة والحرام ، ولبوا نداء ربهم لبيك اللهم لبيك ، وبرهنوا على ذلك بتمسكهم بأوامر الله والتزامهم بشريعة الله ، واستقامتهم على منهج الله ..
- لكن بعد الالتزام ، ماذا يعني الالتزام ؟ وماذا يطلب من الملتزم إذا التزم ؟ وما هو البرنامج العلمي الذي يجب أن يسير عليه حتى يصل إلى ساحل النجاة وبر الأمان ؟ وحتى يدخل إلى جنة الرضوان وينجو من عذاب النيران ؟ اسأل الله سبحانه وتعالى كما هدانا ، أن يرزقنا الثبات حتى الممات وان يجعل لنا بصيرة في أمرنا ، ونوراً في قلوبنا وعقولنا وأسماعنا وأبصارنا وجوارحنا ونورا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن إيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا فإنه لا نور إلا نوره ولا توفيق إلا من عنده ، هو الموفق يوفق من يشاء ويخذل من يشاء ويهدي من يشاء ويضل من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويهب الخير إذا طلب : " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهديكم " اللهم اهدنا يا رب العالمين ..
- كان سيد الهدى يطلب الهدى ويقول فيما روته عائشة في الصحيحين : " كان - صلى الله عليه وسلم - إذا قام من الليل يقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل و إسرافيل ، فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني ـ وهو سيد الهدى - يقول اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " ، فاللهم أهدنا لما اختلف فيه الحق بعلمك وبإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، هناك موقف وهناك مخذول وهناك مضل وهناك مهدي فلا هادي إلا من هدى الله ولا موفق إلا من وفقه الله ..(1/75)
- اشترى قاض من قضاة البصرة جارية في عهد السلف ، وفي أول ليلة وهي في بيته قام آخر الليل يتفقدها ، لأنه لا يعرف عن أخلاقها شئ فلما دخل غرفتها وإذا هي ليست في الغرفة ، فأساء الظن أين ذهبت وحينما بحث وجدها في زاوية غرفتها وهي تناجي ربها في آخر الليل وتقول وهي ساجدة ، اللهم أني أسألك بحبك لي أن تغفر لي ، سمع الشيخ هذه العبارة وقال : إن الأولى أن تقول اللهم أني أسألك بحبي لك - لأن الإنسان يتوسل بفعله وعمله - أن تغفر لي ، فانتظرها حتى أسلمت ثم قال لها وهو عالم ، قال لها لا تقولي اللهم إني أسألك بحبك لي ، وإنما قولي اللهم إني أسألك بحبي لك ، فقالت له : ليس الهم أن تحِب لكن الهم أن تحَب ..
- فليس المهم أن تحب ، قد تحب أحدا لكنه لا يحبك ، ولهذا سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل الله حبه . " اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك ، وحب كل عمل يغريني إلى حبك ، اللهم اجعل حبك إلي أحب من الماء البارد على الظمأ ، اللهم ما أعطيتني مما أحب فأجعله لي عونا على ما تحب وما زريت عني مما أحب فاجعله لي فراغا فيما تحب." انظروا إلى الكلام العظيم ، اللهم ما أعطيتني مما أحب لأن الإنسان يعطى أشياء يحبها يعطى المال وهو يحبه ويعطى الزوجة وهو يحبها ويعطى المنصب وهو يحبه ويعطى الولد وهو يحبه ، فيقول صلى الله عليه وسلم اللهم ما أعطيتني مما أحب بهذه الأشياء ، فاجعله عوناً لي على ما تحب ، فاجعل الزوجة عونا على محبتك ، أجعل المال عونا على محبتك أجعل الأولاد عونا على محبتك ، و اجعل المنصب عوناً على محبتك لأنه من الناس من يعطى بما يحب فيكون ما يحب قاطعا له عن محبة الله الزوجة إلي يحبها تقطع الطرق بينه وبين الله المال الذي يحبه يقطع الطريق بينه وبين الله فيصبح حبه لهذه الأشياء مانعا له من محبه الله عز وجل.
- الالتزام أيها ، الأخوة يحتاج من الإنسان إلي فهم لمعناه ولحقيقته ولمقتضياته .(1/76)
أما معناه :- فهو التمسك والاستقامة على دين الله ظاهرا وباطنا .
- التزام في المنعقد والتزام في العبادة والتزام في السلوك والأخلاق والتزام في التعامل ، هذا هو الالتزام الكامل التزام في الظاهر والتزام في الباطن التزام في المسجد والتزام في العمل والتزام في السوق والتزام في البيت ، لأنك خضعت ، : ( قل إن صلاتي و نسكي و محياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ).
- الدخول في الدين والالتزام يجب أن يكون دخول كامل ، و غيره يسمى دخول جزئي تشريحي ، يأخذ من الدين لحية و ثوبا فقط ، وذاك يأخذ من الدين صلاة فقط ، لا000 الله عز و جل يقول : ( يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة )
ما رأيكم لو أن شخصا اشترى له سيارة ، ومشى فيها كاملة ، سيارة تسير ، و آخر راح للتشليح وأخذ مقوداً وركب فوق رأسه منبهاً ، ثم أخذ يمشي في الشارع ويضرب المنبه ، هل هذه سيارة ؟ لا00 هذا مجرد مقود و منبه فقط ، لكن أين بقية أجزاء السيارة فلا بد من توفرها ؟ كذلك الدين له أجزاء لابد من توفرها لا نأخذ من الدين المنبه فقط ولا نأخذ المقود فقط ، والإشارة خذ الدين كافة ..
- كما قال عز وجل : ( ادخلوا في السلم ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ، هذه الظاهرة ولله الحمد التي نشهدها في شباب الأمة رغم جهود الأعداء 00 أعداء دين الله وضراوة الهجمات وشراسة الأساليب التي تسلط على الشباب من اجل إبعادهم عن دينهم وزعزعة عقيدتهم من قلوبهم ، ولكن ولله الحمد تواجه كل هذه الجهود بالإتمام والتمسك والعودة إلى الله 00
غير أن الشباب الملتزم يواجهون بعض المشاكل ، منها :
أولا الجهل بما يجب أن يفعله الملتزم بعد الالتزام :(1/77)
يقول ماذا افعل الآن ليس لديه منهج أو برنامج ، ليس لديه خطوات يسير عليها بمجرد انه التزم ثم 00 أين يذهب ؟ فيرتب له هذا الجهل الوقوع في بعض المعضلات ، أهمها الانتكاس لأنه إذا التزم وسار فترة لا يعرف ماذا يعمل بعد ذلك يرجع إلى ما كان عليه والعياذ بالله ..
ومنها الالتزام الأعوج :
فبدلا من أن يكون ملتزماً التزامًا مستقيماً ، يلتزم التزاماً أعوجاً 00 أعوجاً في أخلاقه وتصرفاته وفهمه للنصوص ، وفي تعامله مع نفسه وفي تعامله مع زوجته وأولاده حتى في تعامله مع والديه وأيضا في تعامله مع مديره وزملائه 000 لماذا ؟ لأنه ملتزم غلط ، لا يعرف الالتزام المستقيم ، ويظن انه على هدى بسبب جهله بمعنى الالتزام وبما تقتضيه عملية الالتزام 0
أو الالتزام الأجوف :
ونعني به انه يلتزم الإنسان في الشكل ولا يلتزم في المضمون ، فيكون أجوف ظاهره طيب ولكن باطنه خراب ، هذا لا ينفع لابد من الالتزام الكامل الذي يشمل الظاهر والباطن 0
أو الفهم الخاطئ للدين:
فلم يفهم الدين كما أراد الله ، ولم يتلقاه من الكتاب والسنة ، ففهمه فهما مغلوطا ، أحيانا تلقى بعض الأفكار الضالة والعقائد المنحرفة كعقيدة الخوارج والمعتزلة أو الأشاعرة ، أوالعياذ بالله القدرية أو عقيدة المرجئة هذه عقائد قد اندثرت لكن بقيت مضامينها موجودة في الناس قد يقول أحدهم كيف ؟ فأقول :
عقيدة الإرجاء :- الإرجاء يعتمد على أن الإيمان ليس له علاقة بالعمل إذ لا يضر مع الإيمان عندهم ذنب ولا ينفع مع الكفر عمل فيقولون أنت تؤمن بالله وتصدق بلسانك ، أما العمل ليس من الدين وليس من الإيمان .
هذه العقيدة ضيعت دين الله وأذهبت شريعة الله ولكنها إلى الآن موجودة في كثير من الناس عندما تكلمه عن أوامر الله . عن الصلاة في المسجد عن إطلاق لمحته قال يا شيخ ربنا رب قلوب إن الله لا ينظر إلى أجسامكم .(1/78)
عقيدة الخروج والخوارج :- عند المتدينين الذين يفهمون الدين ويتحمسون له ويندفعون إليه ، ثم يكبر في قلبهم الحماس حتى يتجاوزون حدوده ، ولهذا سمو المارقة لأنهم يمرقون من الدين ، و يقول عليه الصلاة والسلام فيهم " يحقر أحدهم صلاته إلى صلاتهم وعبادته إلى عبادتهم فقال يمرقون من الدين كما تمرق الرمية من السهم أو السهم من الرمية ثم لا يعودون إليه يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم " أي أن حظهم من القرآن التلاوة ، لكن لا يفهمون منه شيء ولا يدخل إلى قلوبهم منه شيء . و موجود هذا في بعض المجتمعات كثيراً . إذا رأيته وجدته يتوقد من الحماس لهذا الدين لكنه ليس على الدين الحق .. الدين ما شرعه الله وشرعه رسوله - صلى الله عليه وسلم -. فمن أين يأتي هذا ..؟ يأتي من الخطأ في الالتزام ..
فالالتزام يحتاج إلى ضوابط وإلى موازين ، بحيث لا ينحرف الملتزم فيضل اكثر من ضلالة ذلك المنحرف ، لأن المنحرف إلى الشر والواقع في الزنا والغناء والمعاصي ، ضال وهو يعرف أنه ضال ، ولذا يمكن أنه يوم من الأيام يتوب ، أما الملتزم الخاطئ ، فيسير في الخطأ ، ويظن أنه على هدى ، ولهذا ليس هناك أمل في إصلاحه لأنه يحسب أنه على الهدى " زين لهم سوء أعمالهم " ، فتأتي الخطورة في انحراف الملتزم من هذا الجانب .
إذن السؤال الذي يتردد في ذهن كل شخص :-
ما الواجب علي فعله بعد الالتزام ؟
و الواجب هو :
أولا :- أن تعرف أنك بالالتزام قد انتقلت من حياة إلى حياة جديدة ، و أن حياة العبث و اللهو و حياة المعصية و الشرود و التمرد على الله ، رفضتها أنت وأقبلت على الله ، فينبغي أن تهيئ لنفسك مناخا يتناسب مع الحياة الجديدة ، وأن تجري تغييرات في أسلوب حياتك .(1/79)
الكتاب الذي كنت تقرأه تغيره بالكتاب الإسلامي ، المجلة التي كنت تقرأها وهي غير إسلامية ، تبدأ فتغيرها بمجلة إسلامية ، الشريط الذي كنت تسمعه من غناء و غيره تبدأ فتغيره بشريط إسلامي . النوم الذي كنت تنام متأخر تبدأ فتغيره بالنوم مبكراً حتى تستيقظ لصلاة الفجر. الصديق والزميل الذي كنت تسير معه على الباطل تغيره بصديق وزميل تمشى معه على الحق. العلاقة التي كنت تربطها بالقهوة والشارع والرصيف والسوق تقطعها وتبدأ علاقة جديدة بالمسجد وحلقات العلم .. لماذا .. ؟
لأنك تغيرت و صرت ملتزما ، فلم تعد الشخص الأول .. عينك تغيرت ، فقد كانت تحب النظر إلى النساء أما الآن فلا تنظر إليهن .. أذنك تغيرت كانت تسمع الغناء والآن لا .. و لسانك تغير ، كان يتكلم في الحرام والآن لا يتكلم إلا بخير ، إذن كل شئ في حياتك تغير ، فيجب عليك أن توطن نفسك وتشعرها وتستشعر من قرارتها أنك قد انتقلت من حياة إلى حياة . ومن وضع إلى وضع فينبغي لك أن تتكيف مع الجو الجديد والمناخ الجديد ، وأن تتعامل معه على هذا الأساس .
إذا أولا :- شعور قلبي يترجم إلى واقع عملي ينبعث من عمق النفس البشرية وهذا يتطلب منه الخطوة الثانية وهي :-
· أن يتعرف ويتعلم هذا الدين الذي التزم به :-
فيبدأ في العلم ، يحفظ القرآن الكريم ، و كلما حفظ سورة أثرت فيه و غيرت ، فيتدبر المرء القرآن و يرى ما الذي أراده الله منه ؟ و يقف عند الآيات و يراجع نفسه مع مضمونها ، كما كان السلف رضى الله عنهم يعملون ..(1/80)
يقول عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - : " كنا لا نتجاوز العشر آيات من القرآن حتى نعيهن ونعمل بهن " فإذا انتهى من العشر وتطبيقهن انتقل إلى العشر الأخرى ، ولذا كانوا يتعلمون ويعملون ، أما اليوم فنقرأ القرآن ونختمه وإذا انتهى منه لو سئل : ماذا قرأت ؟ قال : قرأت كذا و كذا .. ، بماذا أمرك الله ؟ قال : لا أدري ، عن ماذا نهاك الله فيما قرأت ؟ قال لا أعلم ..، فهذا ليس تعاملا شرعيا مع القرآن ، الله أنزل القرآن ليعمل به بعد التدبر ، يقول عز وجل " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليتدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب " ، ويقول عز وجل : "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" ..
- فيجب عليك أن تتعلم الدين الذي التزمت به وتعرف الطريق التي سرت فيها ، فتبدأ في حفظ القرآن الجزء الأول منه –حفظاً يغير نفسك – ، و تتابع بحفظ شيء من السنة – تبدأ بالأربعين النووية – وتقرأ شروحها من كتاب ابن رجب الحنبلي جامع العلوم والحكم ، ثم تبدأ بآداب المشي إلى الصلاة الذي ألفه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و تبدأ بالأصول الثلاثة في العقيدة ، و تقرأ في مختصر السيرة النبوية لمحمد بن عبد الوهاب ، أي تبني نفسك عملياً ..
فللعلم سيماء في الوجه ، العلم نور ، والذي يمشي بدون علم مثل الذي يمشي في الظلام ، والذي يمشي في الظلام يقع في الآفات وربما يصاب في طريقه وهو لا يشعر .. فلابد بعد الشعور بأنك انتقلت إلى الحياة الإيمانية أن تبدأ في الحياة العملية ، بطلب العلم ، و أن ترفق العلم بالعمل لا تقول العلم ثم أعمل ، لا ، فأي شئ تعرف أنه من الدين بدليل الكتاب والسنة ، يلزمك أن تطبقه بسرعة فتتعلم وتعمل معا في آن وأحد .(1/81)
- ثم تجري التعديل في أسلوب حياتك . مثلا في العبادة كنت تصلي صلاة عادية كما يصلى أكثر الناس الآن يأتي متأخر ثم يكبر ويستسلم للأفكار والخطرات والمعاني ثم يسلم ويذهب بالسنة ، أما الآن فذلك العهد انتهى .. فتأتي قبل الآذان وإذا تأخرت فمع الآذان أما تكبيرة الإحرام لا يجب أن تفوتك بحال ، يقول أحد السلف : " إذا رأيت الرجل تفوته تكبيرة الإحرام فانزع يدك منه " ، فإنه ليس بشي هذا الذي تفوته تكبيرة الإحرام ، فكيف بمن لا يصلي ، و أنت ملتزم يجب أن يكون الصف الأول لك بل الروضة لك .
- و يقال " بئس العبد الذي لا يرى إلا إذا دعي .." ، و لذا كان معظم السلف لا يسمعون الأذان من خارج المسجد .. هذا هو الالتزام الصحيح ..
ثم كيفية الصلاة – تكبر بتحقيق وتقرأ بترتيل وتتأمل معاني القراءة ، ثم تركع بخشوع وتسجد في خضوع وتجلس في يقين وتتشهد في طمأنينة وتسلم في رجاء ، وبعد هذا لا ندري قبلت صلاتك منك أم ردت عليك ، يقول أحد السلف : " والله لئن تختلج الأسنة بين كتفي احب إلي من أن أذكر شئ من دنياي في صلاتي " ، فكيف بصلاتنا ؟ فيجب أن يتغير وضعك مع العبادة ، ثم يتغير وضعك مع النافلة ، كنت في السابق تصلي الفرض فقط أما الآن فأنت ملتزم تصلي الفرض وثم الرواتب والنوافل وتقوم الليل وتصلي ركعتين الضحى هذه لا تدعها لأنك ملتزم ، إذ كيف تكون ملتزم لو تركتها ملتزم بالكلام فقط ؟ شيء مؤلم عندما ترى أكثر من يقضي الركعات الملتزمين ، وتجد العوام العاديين في الصف الأول ، إذن فمن الملتزم الحقيقي ؟ الذي في الصف الأول ، أما الآخر وإن كانت عليه سيماء الالتزام ، لكن عمله ليس عمل الالتزام ..
- أيضا في الإنفاق :- أنت ملتزم إذن لابد أن تدخر شيئان لك عند الله من مصروفك الشخصي إن كنت طالب أو من مصروفك العادي إن كنت رب الأسرة ، أجعل شئ من دخلك ولو كان ( 10 ) جنيهات أو ( 50 ) أو ( 100 ) جنيهاً ..(1/82)
علاقتك بالعلماء :- وبمجالس العلم و الندوات وكل عمل يحبه الله و يرضاه ، فأجر تغيير على هذا الوضع.
كذلك في السلوك والتعامل والأخلاق : فقد تغيرت و أصبحت ملتزماً ، و قد كنت تمر في الشارع وتقود السيارة بسرعة ، لكن منذ أن تلتزم ، تسير بانتظام ، فإذا شغلت السيارة قلت " بسم الله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " ، و تحرك السيارة بأدب ، و يقال أن القيادة فن وذوق وأدب ، وأنا أقول القيادة دين وذوق وأخلاق ، فنعرف دين الإنسان من قيادة السيارة ، تمشي و تمسك جانبك الأيمن تتجاوز بأصول ، عند الإشارة تقف ، ثم تسير ولا تسرع ، قال تعالى : ( ولا تمش في الأرض مرحا ، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) ..
لأن مشيتك في الشارع وأنت ملتزم عبادة ودعوة ، فإذا رأوك الناس وأنت تمشي في الشارع ومر أحدهم وتوقفت له حتى يسير فماذا سيقول ؟ سيقول : " ما شاء الله انظروا إلى المتدينين ، الدين عظيم ، يهذب الأخلاق و يترك لي فرصة السير " ، لكن إذا حصل عكس ذلك ، فسبقته و رأى لحيتك ، فسيقول : " انظر إلى هذا المطوع المعقد ، ولا أعقد من المطاوعة هذا أبو ذقن يضايقني ".. الخ ، إذن فمشيتك في الشارع دعوة إما لك وإما عليك .(1/83)
و تجري تغير في التعامل :- وأنت موظف تدخل للمكتب تبتسم وترد السلام ، تسأل عن حال الجميع ، وتكون سباقا للخير في الخدمة في الأخلاق في الكرم .. لماذا ؟ لأنك ملتزم بالدين .. كنت في السابق لا أخلاق لا مبالاة بمراعاة أو إكرام الناس ، لكن عندما التزمت يفرض عليك التزامك أن تغير أخلاقك بأخلاق الإسلام ، لكن الحقيقة أن هناك توجه عكس ذلك ، فتجد بعض الشباب أخلاق ، فإن التزم تغيرت أخلاقه وإذا دخل على زملائه في المكتب ونظر إلى لحاهم وهي محلوقة جلس بدون أن يسلم ، وإذا سئل لماذا ؟ قال لا أسلم على العصاة ..! ، يا أخي إذا كانوا عصاة في حلق لحاهم ، فأنت أكبر عاصي في تعاملك السيئ معهم ، لا ، عليك أن تسلم وأن تبش وأن تكرم ، لماذا ؟ حتى تكسب قلوبهم ، لكن إذا تعاملت معهم بهذا المنطق فستبغضهم في الله ، وإن لم تسلم عليهم فسيبغضوك ، وإن أبغضوك أبغضوا دعوتك ودينك ، وتكون أنت بتصرفك هذا بدل أن تدعو إلى الله ، تطرد الناس عن دين الله .
ثم تغير وضعك في البيت : مع أولادك وأمك وزوجتك ، بالتزامك بالجلوس في المنزل بدل السهر .
و تعطي المرأة حقها من الأشياء والجلوس والتعامل الطيب ومساعدتها ، فهذا الفعل ينعكس زوجتك فتحب الالتزام وتلتزم كذلك ، لكن إذا التزمت وأخذت تخرج ولا تراك أبدا ، من رحلة إلى موعد.. فبالتالي ستكره الالتزام ، كذلك مع والدك ووالدتك … ترافق الوالد دائما وتساعده في شؤونه ، هذا ينعكس على والدك فيحب الدين والالتزام .
بعض الشباب إذا التزم انقطعت صلته بوالديه بحجة أن أبويه عصاة ، ولا يجوز خدمتهم فيكره الوالد ولده ويكره الالتزام ، ويمنع الباقين من أولاده من الالتزام .. و هذا خطأ ...(1/84)
*تجري تغير مع نفسك أنت ، في تزكيتها ، لأنك ملتزم ، فقد كنت في السابق إذا أتت أغنية سمعتها ، وإذا رأيت امرأة جلست تنظر إليها ، لكن عندما التزمت أصبحت مسئوليتك تجاه نفسك أكبر، يقول عز وجل : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ، فيجب أن تزكي نفسك لأنك ملتزم ، وألا تدسيها لأنك ملتزم قد وضعت نفسك في هذا الموضع ، فيجب عليك أن تروض نفسك التي هي أمارة بالسوء ، وتنقيها وتحميها من الذنوب والمعاصي والآفات والأماكن التي لتليق بها .
بعد ذلك أن تعمل لهذا الدين ، فالله هداك لهذا الدين ، و موقفك أن تعمل له و تخدمه وتدعوا إليه ، وتحمي حياض النجاة ، و تدعو الآخرين إليها ، حتى يكثر سواد المسلمين وينتشر الخير ويعم الفضل ، وهذا من مسؤولياتك ، لأنك إن لم تدع إليه وأنت الملتزم ، فمن تتوقع أن يدعو إليه غيرك ؟
إنها مسؤوليتك وجزء من عملك أمام الله سبحانه وتعالى .
ثم أن تقطع الصلة بالحياة السابقة : فقد انتقلت إلى حياة جديدة ، وهذا فعل الصحابة ، كان الرجل يدخل في الإسلام ويخلع على عتبة الدين كل ملابس الجاهلية ولا يلفت إليها أو يحن إليها ، و يخلص من قلبه أي رغبة إليها ، فتقطع صلتك بالحياة الأولى و بقرناء السوء ومكان السوء وشريط السوء وفيلم السوء ، فأي مكان له علاقة بوضعك الأول قبل الالتزام ، اقطع الصلة به ، فاستمرار الصلة به معناه الحنين إليه والرغبة في العودة إليه ، وهذه بداية الانهزام ، ومن سلك الطريق فلا ينظر إلى الوراء ، لأنك إن نظرت إلى الوراء خارت قواك ..(1/85)
- يقول ابن القيم الجوزية : " انظر إلى الظبي وكلب الصيد ، الظبي إذا رأيته كأنه خلق للطيران ، فبطنه لاصق في ظهره وقوائمه خفيفة لا تمس الأرض ، أما الكلب فهو عكسه ، لكن يطرح الكلب الظبي ، لأن الظبي عندما يجري يلتفت لينظر إذا كان الكلب وراءه أم ل ،ا والكلب يطرد ولا يلتفت ، فكلما التفت الظبي إلتفاتة ، خارت من عزمه وقواه درجة ، وزادت في قوى الكلب درجة ، و لو أن الظبي مشى ولم يلتفت لم يستطع الكلب الوصول إليه " .
إذن وأنت سارع ، يقول الله تعالى ( وسارعوا ) ، أي سابقوا ، لأن وراءك الكلب يريد أن يطرحك ، وهو الشيطان ، فإذا مشيت ولم تلتفت لا يستطيع الكلب عليك ، لأن الله تعالى يقول ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين )، فكن ماشيا في طريق الله بدون التفات ، فحين إذن لا يقدر عليك ، لكنك إذا تلفت وراءك ، إلى الأغنية تسمعها و غير ذلك من الذنوب ، طرحك الشيطان ، التفت للمرأة و الاستراحة ، فهذا بداية الانتكاس ، فاقطع صلتك بالماضي ونظم نفسك بالكلية ، حتى ولو بالدعوة لأن الشيطان قد يأتي إليك بطريقة ملتوية .
فأنت في هذه المرحلة لم تستطيع أن تهدي من أحببت لأنك في دور نقاهة ، وأنت لا تستطيع أن تهدي لأنك تدعوهم وأنت لست مؤهل لعلامة ، فالعلامة تأتي من الأطباء ، و هم يداوون المرضى ، أما أن يتعافى المريض ويتحول إلى طبيب ، فسعود مريضا وبسرعة ، إذن مما يعين على الثبات على الالتزام ، أن يعرف الإنسان أن طريق الالتزام فيه كثير من المعوقات ، فهو ليس طريقا سهلا ولا مفروشا بالورود ، بل طريق صعب ولاحم وشاق ..(1/86)
يقول - صلى الله عليه وسلم - : " حفت الجنة بالمكاره " ، وأنت ما هو هدفك من الالتزام . ؟ الجنة بالطبع ، كل شخص يلتزم لأجل الجنة ، حتى حفت الجنة بالمكاره ، فلا تصل إلى الجنة إلا عبر تجاوز هذه المكاره ، مثل الذي يريد أن يتخرج من الجامعة ، التخرج حف بالمكاره ، وهي الدروس ، فلابد أن تتجاوزها حتى تتخرج منها . أما أن يقول أريد شهادة الجامعة لكن بدون أن ادرس ، فلا أحد يعطيك ذلك ..
ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها *** أن السفينة لا تجري على اليبس
فمن يريد الجنة يصبر على المكاره .
ما هي المكارة التي تقف في طريق الملتزم ؟
1 ) عدم الحذر من مكائد الشيطان والضعف عن مقاومة الإغراءات في الطريق ..
ففي النفس شهوات طبع الإنسان عليها … شهوة النساء – المال – النوم – اللعب ، و فيها حلال وحرام ، غرائز النفس البشرية تدعوك لها والعقل والقلب الإيماني يدعو للترفع عنها ، إذن وطن نفسك على ألا تستجيب لهذا الإغراءات وهذه الشهوات ، حتى تَسلم ، أما إذا ظننت أن بإمكانك أن تكون ملتزما مع الاستجابة للشهوات تستمع الحرام وتشرب وتسير على الحرام ، فهذا التزام غير صحيح .
2 ) الضعف عن الاستمرار على أداء العبادات ..
لأن العبادات فيها تعب ، الله عز وجل يقول : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ، و الصلاة والعبادة ليست عملا نؤديه مرة واحدة ، بل عبادة نستمر عليها حتى الموت ، فوطن نفسك على أن تقوم بهذا العمل …
عند قدوم رمضان لابد أن تصوم ، الحج لابد أن تحج ، الزكاة لابد أن تزكي ، لديك والدان لابد أن تبرهما . تصل رحمك تكرم أخوك في الله . رأيت منكرا لابد أن تغيره ، هذه هي العبادات ، القرآن لابد أن تحفظه ، الذكر لابد أن نؤديه ، فوطن نفسك على القيام بها وعدم التثاقل عنها لأنك إن لم توطن نفسك سيأتي يوم من الأيام وستقول إلى متى …(1/87)
ثم وطن نفسك على مواجهة الضغوط الأسرية التي قد تواجه بها ، فعندما يلتزم الشخص قد يجد أن لكل فرد من أفراد عائلته وضعا معينا يواجهه ويحد من نشاطه ، وربما سخروا منه و اتهموه بالتطرف ، فوطن نفسك على ذلك ، ولذا ذكر الله عز و جل في القرآن عدة قصص ، من أجل أن نوطن أنفسنا على ذلك أخبرنا الله عز وجل عن إبراهيم وأن من كفر به أبوه . وأخبرنا عن نوح أن من كفر به ولده وكذلك من كفر به زوجته ، و أخبرنا عن محمد وأن من كفر به عمه فكذلك الناس لابد أن يجدوا في حياتهم ، مثل ذلك الذي رأوه أنبياء الله عز وجل ..
- - - - - - -
حوار مع زوجة الداعية عمرو خالد
في البداية نحب أن نتعرف على البطاقة الشخصية للدكتورة علا ؟
علا عبد اللطيف صباّ ح .. مدرس مساعد في كلية الفنون التطبيقية - قسم زجاج . . مواليد القاهرة عام 1968 أسكن بالمهندسين .. متزوجة ولله عندي علىّ .. ماجستير في تصميم زجاجات العطور وأحضر الدكتوراة حاليا.
لو سألناك عن شعورك عندما علمت أننا سنجرى معك هذا الحوار، بماذا ستجيبين؟
-حقيقه فزعت .. والسبب هو حساسيتي الشديدة تجاه الإعلام والشهرة.. فلست شخصا يميل إلى الدعاية أو الظهور علنا وأكثر ماأتصوره هو التحدث إلى أشخاص عاديين وليس من خلال وسائل الإعلام.
3- ما هي الهوايات المفضلة لدى الأستاذة علا ؟
فى الحقيقة القراءة تعد الهواية ولكن إذا اعتبرنا الدعوة إلى الله هواية فيمكن اعتبارها هوايتي المفضلة.
4- تخصصك زجاج .. لماذا هذا التخصص ولماذا تلك الكلية ؟
فنون تطبيقيه لأننى أحب العمل اليدوي جدا عن العمل النظري .. أما التخصص الزجاج بالذات لأننى أحب الخامة كثيرا .. فقد شاهدت أعمالاً كثيرة من الزجاج وشدتني جدا بألوانها والأضواء مع الألوان مع الزجاج كذلك لهذا اخترت هذا المجال.
5- هل يمكن اعتبار التخصص تعبير عن شخصية علا عبد اللطيف بما يتميز به من رقة وشفافية ؟(1/88)
تستطيعون القول الوضوح أو الشفافية لأن الشفافية شيء عالي جدا ... ولكن ليس سهولة الكسر فالحمد لله ضد الصدمات.
6- لو سألنا الدكتورة علا عن الأسس التي اختارت بها الأستاذ عمرو خالد زوجا لها ماذا تقول ؟
بالنسبة لموضوع زواجي من عمرو .. كانت هناك صديقة لى متزوجة وكانت زوجة صديق لعمرو وهم رشحوني له ورشحوه لى . وأنا أساساً لم أكن أعرفه ولم تكن لى طلبات إلا أن يكون الشخص المتقدم لخطبتي ملتزم ومتدين وعلى خلق قويم، وأسرته متكافئة مع أسرتي حتى نستطيع التفاهم سويا ..ولم يكن لى طلبات أخرى .. لدرجة أنها حينما سألتني إن كنت أرغب في رؤيته رفضت وقلت لها هو يرانى لو أعجبته يذهب إلى بيت أبى وأراه هناك، وقد كان ..
7- هل عطلك زوجك الأستاذ عمرو عن دراساتك؟
تزوجت عمرو بعد عام من إنهاء دراستي الجامعية .. وفى الحقيقة لم يعطلني أبداً فهو شخصية سهلة جدا والحمد لله ما كان يتشرط أبداً في أكله أو مواعيده .. يقول أنت طالما مشغولة في الدعوة أو عندك شيء فلن أكلفك بشئ .. فهو شخص غير متعب على الإطلاق بل كان يساعدني في أموري وعملي أحيانا.
8- كيف تستطيع الدكتورة علا التوفيق بين أعباء المنزل ورعاية (علىّ) وبين تهيئه الجو المناسب لزوجها الداعية وبين عملها خارج المنزل ؟(1/89)
- مبدئيا لقد توقفت عن العمل منذ أن أتى علىّ، وأخذت إجازة .. أي منذ عامين تقريباً ..أما عن عمرو فكما قلت هو طلباته ليست كثيرة ولكن حينما يبدأ في التحضير أختبئ أنا وعلىّ .. - قالت هذه العبارة وهى سعيدة بهذا اللفظ -ثم أردفت: لأنه أثناء تحضير دروسه لا يحب أن يفقده أي شخص تركيزه .. ولكن هذا لا يمنع أنه يحتاج بين الوقت والآخر لأن يكسر هذا الجو، حينها أخرج له (علىّ) ليخفف عنه بعض التعب، أما بالنسبة لعمل المنزل فأحاول بقدر الإمكان أن أركز جهدي وعملي للأشياء التي لن يستطيع أحد غيري القيام بها أما بقية أعباء المنزل فمن الممكن أن يساعدني فيها أحد طالما ذلك ممكنا..
9- إلى أى مدى ترى الدكتورة علا أن الناس يحسدونها على زوجها الأستاذ عمرو ؟
في الحقيقة لا أضع هذا الموضوع في اعتباري كثيرا، ولكنه بالفعل يحدث وألمسه كثيراً والأسوأ في الأمر أن ذلك كثيرا ما يكون أمامي وأسمعه بأذني .. !! ولكنى أسأل الله لهم الهداية جميعاً ولا أملك لهم إلا الدعاء بالهداية.
10- هل يقتصر دورك الدعوى على مساعدة ومساندة ودفع الأستاذ عمرو خالد للأمام .. ؟ أم إنه إلى جانب ذلك تقومين بدور دعوى خاص بك كمسلمة داعية في مجتمعها ؟
-أحاول أن أجمع بين الاثنين.. في فترة من الفترات وفقني الله لممارسة بعض الأدوار الدعوية في مجالات مختلفة وفي نفس الوقت كان عمرو يمارس دورا دعويا من خلال قنوات أخرى، ولكنني وجدت أنه لن ينفع أن أكون وحدي وهو وحده.. ووجدت أننى لابد لى أن أتنازل قليلاً عن دوري الخاص خارج إطار زوجي وأهتم به أكثر مقابل أن أساعده أكثر وفى كل الأحوال لا أستطيع الاستغناء عن الدعوة.. مع المحيطين بى على الأقل.
كيف يمكن أن تكون الزوجة عامل نجاح لزوجها ؟(1/90)
- أولا لابد لها أن تصبر عليه جدا وألا تكون حملا زائدا عليه ..بمعنى أن ما يسره الله يكفى والحمد لله ...فالزوجة تتعب زوجها بالطلبات الكثيرة،، ..مطالب مادية أكثر..!! تواجد أكثر ..!! وقت أطول..!! وهذا غير متاح ويعطل الزوج..، وكلما ركزت كيف تدفعه للنجاح أكثر كلما كان أفضل أى تقف ورائه بدلاً من أن تقف أمامه وهى بهذا .. تدفعه إلى الأمام ليكونا معاً في الجنة إن شاء الله.
12- -كيف تستطيع الزوجة أن تصنع رجلاً مبتسماً دائما .. استطاع دخول قلوب الناس قبل البيوت ؟
عمرو ما شاء الله مبتسمٌ دائماً .. وهذا طبع فيه، أما فيما يتعلق بدوري في هذا أو دور المرأة عموماً في تشكيل شخصية زوجها، أرى أن أهم العوامل ألا يكون هناك مشكلات كثيرة تحيط به فكلما كان هناك مشكلات في البيت كلما تعقدت الأمور، وكلما وجدت الزوجة أمورا لا تعجبها وظلت هذه الأمور محل نقاش وجدال بينها وبين زوجها ستغيب السعادة عن الحياة الزوجية ولن تحقق الزوجة في النهاية ما تريد، أما لو أخذت الزوجة الموضوع ببساطة أكثر وحاولت أن تصلح سيسعدان سويا وتحل المشكلات بينهم سريعا.
13- ترى ما هو دورك كأم وكزوجة وكأخت داعية إلى الله فى المجتمع ؟
كزوجة :- أن أكون وراء زوجي لأدفعه إلى الأمام..وهناك شيءٌ آخر يقر به عمرو وأدعو الله أن يصبر عليه هو أننى مرآته التي يرى فيها نفسه ..لأن كل الناس يتحرجون أن ينتقدوه أو يوجهوه إلى عيوبه وعمرو في الحقيقة يحتاج أن يرى عيوبه.. فالناس تخجل أن تحدثه فى هذا .. أما أنا فأرشده إلى أي شئ أراه غير مناسب.. أو أقول له وجهة نظري المخالفة له في هذا الشأن أو أراجعه في تصرف له أو كلمة قالها منفعلاً أمام الكاميرا ... وهو حقيقة يتقبل هذا بصدر رحب بل يطلب منى هذا الرأي كثيراً في كل ما يقوم به .. ونسأل الله القبول ..(1/91)
أما كأم :- فهذا الدور فى الحقيقة جديد علىّ جدا وأتيت بالكثير من الكتب التي تتحدث عن تربية الأطفال ولكن العملية ليست سهلة كما يتصور البعض وأدعو الله أن أقدر على تلك المسؤولية ويعينني على هذا الأمر ..
كأخت داعية :- واجباتى ثقيلة، حقيقة ...فى البداية كنت أتعامل بتلقائية كأي واحدة فى المجتمع وإن شاء الله أكون مخلصة النية صادقة فيها ..الآن الواجبات أكثر بكثير تحتاج إلى عمل كثير والله المستعان.
14- هناك سؤال موجه لك؛ خاص بالأستاذ عمرو يقول لماذا لا يحب زوجك الكويتيين ؟
فى الحقيقة لقد أحزننى هذا السؤال جدا عمرو يحب الكويتيين جدا ولو قلت لكم ...أن من الكويتيين من يعدون أحب أصدقاء عمرو، مثل الشيخ جاسم المطوع والدكتور طارق السويدان وغيرهما وأنا شخصيا لى أصدقاء كثير من الكويت ...ولا أعرف من أين أتى هذا الانطباع!! ربما تكون أتت بعد برنامج حتى يغيروا ما بأنفسهم على الرغم من أن عمرو لم يخص الكويتيين بشيء بل كان الكلام موجه إلى المسلمين عامة ولم يخص فئة بعينها !!
15- هل ساعدت الأستاذة علا زوجها ليصبح عمرو خالد الداعية ؟
- على قدر ما كنت أستطيع لم أكن أعطله ...كنت أشجعه أن يصعد كثيرا ولم أحاول أن أكون عقبة فى سبيل ذلك ولم أكن أفعل معه مشاكل بالبيت ..حقيقة كان يتأخر كثيرا وكنت كلما اشتكيت إليه هذا التأخر كان يصبرني لكنه لا يتراجع .. بل يتأخر أكثر ..!! لهذا توقفت عن الشكوى حتى لا يزيد التأخ ..!!
16- ألم يكن هذا يسبب مشاكل ؟(1/92)
-طالما أننى أعرف أنه يعمل لله فأكون دائما مطمئنة .. نعم أكون متأثرة أنه ليس موجودا باستمرار معنا ولكننا عقدنا اتفاقاً لأشاركه الأجر فيما يعمل في مقابل أن أتنازل عن وقتى معه .. اتفقنا على أن يهب لى ربع الثواب الذي يجنيه من عمله في الدعوة ( بعد الإخلاص لله) وأنا رضيت منه بربع الثواب وأنا بالبيت .. ولقد تعاهدنا أمام الله على ذلك ولم أطمع فى المزيد فربع الثواب يكفيني مما يجنيه هو ربنا يكرمه.
17- شعور الخصوصية فى حياتك هل يتلاشى؟
ما المقصود بالخصوصية !الخصوصية .. أن الزوج يخصك أنت لا يشاركك فيه الجمهور والناس ..!!
شعور الزوجة أن زوجها ملكها وحدها يجعلها تفقده تماما .. فهي تتعامل معه على أنه زوج لها لا تحاول إرضائه ولكن إذا ما كانت تضع فى نفسها أن له اهتمامات ومجالات أخرى فستهتم بأن ترضيه وتبهجه في الوقت المخصص لها ولأسرتها محاولة الاستفادة بهذا الجزء من حياته .. وهذا الجزء من الوقت المخصص لى أنا وعلي يعنى عندي الخصوصية وقد يقل الوقت المقرر لذلك لكنه على أية حال يحمل خصوصية شديدة .. وبقية اهتماماته لا تزعجني ولا تقلل من هذه الخصوصية.
18- هل تربى (علىّ) ليكون عمرو خالد رقم 2؟
حقيقة أتمنى أن يصبح (علىّ) صلاح الدين الأيوبى ...نعم نحتاج لتكرار عمرو خالد ولكنى أرى أن وقت تحرير فلسطين قد آن فقد آن أن ننظر إلى أبعد فأظن أننا بحاجة إلى خالد بن الوليد وصلاح الدين ومحمد الفاتح ...
19- كيف ترين العلاقة بين عمرو وعلى!! كيف ترينها بعينك أنت كأم ؟
حقيقه عمرو لم يشعر بعلىّ إلا حينما بدأ يسير ويلعب معه .. !!وعندما رزقنا بعلىّ قال لى لن أشعر به إلا عندما يبدأ لعب الكرة معي ..!!(1/93)
وكان محقاً .. فلم تتوطد العلاقة بينهما إلا عندما بدأ على يمشى ويشوط الكرة، ومنذ أن كنا بلبنان أرى أن العلاقة أفضل بكثير بينهما لأن وقت عمرو هناك أصبح متاحاً بشكل أكبر من هنا مما أتاح لعمرو فرصة الاقتراب أكثر من علىّ لكن أحب أن أقول .. بعد أن أحمد الله على عليّ أننا لا نعامله بتدليل زائد على أساس أنه جاء بعد سنوات عجاف .. !! هذا الأمر لم يشكل العلاقة التى بينه وبين عمرو ولا التى بينى وبينه، فنحن راضون بقضاء الله شاكرون لنعمائه.
20- هل يختلف عمرو خالد فى البيت عما يكون عليه خارجه؟
لا لا .. بل بالعكس أن من أكثر ما يميز عمرو والذي لم أره فى أحد حقيقة من قبل .. الأخلاق العالية .. فهو لا يتعصب مطلقاً فهو شخصية هادئة جداً .. بل أؤكد أن انفعاله ونبرة صوته فى التلفزيون لا يكون هكذا فى البيت بل أهدأ بكثير وعمرو فى الأساس قليل الكلام ...أخلاقه عالية جدا جدا أتمنى أن يكون ( علىّ ) مثله في أخلاقه.
21- هل كانت علا تتوقع فى يوم من الأيام شهرة زوجها ؟ أو كانت تتمناها؟
لا أبدا.. لم أكن أتوقعها أو أتمناها ..!!نعم .. كنت أحب أن ينجح فى دعوته على القدر الذى يرضاه الله... ربنا يبارك له... فقد كان كلما تطلع إلى شئٍ من الخير أو العلم .. كان ينفذه..! ولكن لم أكن أتمنى الشهرة أبدا فهي محاطة بالفتن..!!! وأنا أخاف عليه ..!! وعلى نفسي .. وعلى حياتنا من تلك الفتن.
22- ألم تؤثر تلك الشهرة على حياتكم الاجتماعية ؟
لا لم تؤثر كثيرا فطوال حياتنا كنا كذلك .. الفرق فقط إنه كان يعمل فى مكان وانتقل إلى العمل فى مكان آخر.
23- هل زادت علاقاتكم الاجتماعية بالمجتمع والناس من حولكم بعد الشهرة التي وصل إليها الأستاذ عمرو خالد؟(1/94)
نعم زادت بصورة كبيرة ...نحن صحيح كان لنا علاقاتنا قبلها ولكنها كانت تتميز بالهدوء وعدم السرعة ..أما الآن فنحن ملتزمين بمجتمع تفرعت وتنوعت علاقاتنا به رغماً عنا مع أناس لها ظروف مختلفة ... عموماً الحمد لله على كل حال.
24- هل تشعر الدكتورة علا بقيود الشهرة ؟
نعم وبشدة... فأحاول دائما وأنا مع الناس فى أى مكان ألا يعرفوا أنني زوجة عمرو خالد ... أكون حريصة جدا على هذا ...لأنه أول ما يعرف الناس أنني زوجته تختلف النظرة وطريقة الكلام وكل شئ بعد معرفة هذا الأمر وبالتالي تزداد القيود فالناس كانت تتعامل معي من قبل على أنني شخصية مسلمة ملتزمة، زيي يدل على ذلك وطريقة كلامي وتعاملي أما إن عرفوا ذلك فأشعر برقابة شديدة على حركاتي وسكناتي .. لهذا ليس من مصلحتي أن يعرف الناس أنى زوجة عمرو خالد.
إذا تقدم لابنتك أو كنت مسئولة عن زواج إحدى الفتيات هل كنت ستوافقين على شخص له شهرة عمرو خالد؟
أوافق طبعا ..ولكن المهم أن تعلم هي على أي حياة هي مقبلة ..! ولابد لها أن تفهم أنها ستدخل على شئ غير سهل ولا تحلم أن الأمر سيكون خروج وشهرة وسطحية وطلبات كثيرة ..!! فلن ينفع هذا .. فالدور الذي سيلقى على كاهلها سيكون كبير وستحرم في سبيل دعوتها وأداء رسالة زوجها من الكثير لذا فيجب أن تكون مؤهلة لهذا الدور.
26- كشاهد عيان على الأستاذ عمرو خالد.هل أصبح داعية وفق خطة موضوعة مسبقا؟
ضحكت الدكتورة علا قائلة :-(1/95)
يعنى صحي الصبح وجد نفسه داعية مشهور.. ثم تكمل..عمرو طوال حياته متميز فى الجانب الدعوى وحياته عبارة عن سلالم فعمرو لا يصعد هكذا ولكنه يرتقى سلمه سلمه يعنى نستطيع القول إنه من سنة كذا إلى سنة كذا قام بكذا، ثم تغير طموحه فقام بكذا ثم وضع هدفا جديدا ففعل كذا.. ما شاء الله عليه إذا نوى على شئ يقوم به مهما كان، التأسيس جيد الحمد لله فهو من بيئة طيبة وقد نبت نباتاً حسناً بفضل الله ونحسبه مخلص إن شاء الله ولا نزكى على الله أحداً.
كيف تتعامل زوجة عمرو خالد مع معجبات عمرو خالد؟
سؤال محرج أليس كذلك ؟
هو بالدرجة الأولى سؤال واقعي وموضوعي .. لأنه يناقش الواقع ..في الحقيقة المعجبات نوعين... معجبة لدين الله سعيدة أنها تتعلم شيئا من أحد وأن هناك من يأخذ بيدها ويساعدها على الاقتراب من الله .
وهناك نوع آخر بدأت هكذا ثم تبدلت نيتها وانحرف تفكيرها .. وهؤلاء هم الخاسرون ..وحقيقة أشعر بمن تأتى لترى زوجة عمرو خالد وتقترب من أسرة عمرو من أجل عمرو كشخص لا أقبلها ولا أحب أن تأتى مرة أخرى وإن لم أقل ذلك لكن رسالتي هذه تصل إليها وهذا شئ يظهر وبشدة.أما من تأتى ويهمها الله أكثر من أن ترى كيف يعيش هؤلاء أو كيف هي حياتهم أحبها كثيرا وأرحب بها وأحب التعرف عليها..
28- من خلال تجربتك فى تأخر الإنجاب .. ما هي نصيحتك لمن تمر بنفس الظروف ؟(1/96)
تجربتي الشخصية في هذا الشأن أحب أن تعلمها كل الأخوات .. وهى أن الفترة التي كنت فيها بدون علىّ كان لى دورٌ دعوى واضح ونشاط كبير في الدعوة ولم يكن هناك قيود ... أما الآن – طبعاً ربنا يبارك لنا في علىّ - الآن في وجود ابني لا أستطيع التحرك بتلك البساطة .. لذا أقول للأخوات لا يشغلكم أمر الإنجاب ويقعدكم بل انطلقوا وارضوا بقضاء الله لأن البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد بشيء ولن يفعلوا شئ ولن يحدث إلا مراد الله، لكن المفروض الاستفادة من هذا الوقت في العمل لله، وعلاقتها بزوجها المفروض لها أن تكون أقوى لأن كل واحد منهما عنده الكثير من المشاعر لا يعرفان أين يذهبان بها، فليوجهوها لبعضهما البعض حتى يرزقهما الله إن شاء.
29- تساءلت الكثير من الفتيات عن الأسس التي بها يتم اختيار الزوج فماذا تقولين لهن؟
-مبدئيا أقول لهن يجب ألا تضع الفتاة قيود على نفسها ليسهل الاختيار ..نتساهل حتى يكرمنا الله وكما قلت أهم ما يكون فيه الدين والالتزام والأخلاق والعائلة المتكافئة..أرى حقيقة الكثير من الفتيات يضعن شروط معقده فتتعب أى أحد يتقدم إليها ..فقط أدعوهن إلى التباسط وإخلاص النية لله تعالى ببناء بيت مسلم وأسرة مسلمة وتقوم بالدعاء بقلب صادق أن يرزقها الله الزوج الصالح ...وإن شاء الله يكرمهن الله في الاختيار، فقط!!! لا تعقدوا الأمور.
30- تسأل كذلك البعض الآخر منهن عن فترة الخطوبة أليس من الأفضل أن تخرج معه ليتعرفوا على بعض أكثر ؟(1/97)
-في البداية لا أحد يتزوج زوج أحد ...فالفكرة أنه في فترة الخطوبة كل الناس تتجمل لبعضهم البعض وبشدة ...فمهما اختبرت هي بخبرتها الضعيفة لن تصل إلى شئ ولكني أرى في الحقيقة أن هناك دور كبير جدا يقع على الأهل، فرأى والدي ووالدتي في الشخص القادم مهم جدا، فمهما كانوا ليسوا ملتزمين ولا يريدون القادم ملتزما ولكن على الأقل سيستطيعون الحكم جيدا على أخلاقه وأسرته فلو وثقنا في هذا فسننزع حملا كبيرا من علينا ...أما الدين فتسأل فيه أناس آخرون غيره ...ولو الخروج والجلوس معه فيه عدم إرضاء لله فلن تصل إلى شئ بفعلها هذا وستدخل في تجاوزات كثيرة تذهب إلى معصية وبالتالي لن نصل إلى الصحيح أبدا ..لهذا أنصح بالنية الخالصة والدعاء والاستخارة بصدق وإن شاء الله لن يخيب الله أملهن.
31- هل تتعامل الدكتورة علا مع الرجال في عملها ؟.. وكيف ؟!
نعم .. ضرورة عملي تحتم على ذلك فأنا أتعامل مع أساتذتي وأبنائي الطلبة كما أحب أن أصفهم، المهم أن يكون الشخص محترم ... فنحن نتعامل مع كل الناس وضروري هذا... المهم أن أكون شخصية محترمة تفرض احترامها على الآخرين لا أخضع بالقول وأعرف أين أقف وأوقف من أمامي لكن الانعزال عن أساتذتى أو زملائي لا ينفع فهناك تعامل دائم وتعاون دائم كذلك ..فأنا أتعامل مع البواب والبائع وهؤلاء رجال !!!
32- في اتصال هاتفي بالأستاذ عمرو خالد من لندن طلب أن يسأل حضرتك سؤالا .. فقلنا له تفضل بطرح سؤالك ..فقال ضاحكاً .. أريد أن أسأل علا .. إنتى إيه اللى مخليكى تستحملى كل ده .. وترضى بحياتي دى وتتعبي معا يا بالشكل ده ؟ ثم أردف قائلاً .. ربنا يبارك لي فيها .. في الحقيقية ادتني كتير ..! فما رد الدكتورة علا على هذا الكلام ؟(1/98)
- حقيقة أنا اسأله كيف تحملني هو ربنا يكرمه ..عمرو أصله شخصية نشيطة ومرتبة جدا يأتى علىّ أوقات كثيرة لا أستطيع مجاراته وأفقد تركيزي تماماً ..وأقول لنفسي عمرو كان يحتاج شخصية مثله لها نفس نشاطه .. فقد يأتي عليه أوقات لا ينام إلا ساعتين يوميا وانتهى أما أنا فلا... لذا أكرر .. جزاه الله خيراً على تحمله هو لي.
33- لو سألنا الدكتورة علا عن أكثر المواقف التي أثرت في حياتك الشخصية؟
ليلة سفر عمرو إلى لندن ..ذلك إنني لم أعرف إلا قبلها بأربع ساعات فقط وإلى أجل غير مسمى كان قرارا مفاجئ جدا سفره إلى آخر بلاد المسلمين دون أن أعرف متى موعد اللقاء أو كيف سيكون ...لم أفكر لحظه أنني سأتركه وهو في هذه الحالة أبداً..
...شئ آخر اثّر فيّ وجعلني استشعر أهمية الدور الذي أقوم به هي زيارة الأردن والتي كانت من أكثر الزيارات المؤثرة في حياتي كانت أول مرة أسافر مع عمرو سفرية المحاضرات عادة كان هو يسافر لمدة 3 أيام ويعود .. أما في هذه المرة لأنني كنت معه في لبنان رأيت الأردن ليست بعيدة فقلت لأجرب السفر ولما ذهبنا ورأيت هذا العدد من الناس ذهلت وأحسست حقا بأهمية الدور الذي أقوم به وأنني أحتاج إلى أن أعيد أولوياتي وترتيبها وترتيب حياتي ليكون أحسن مما هو عليه...بالإضافة إلى إحساسي بمدى تواضع العائلة المالكة هناك لم أر مثيله من قبل في أي مكان في الحقيقة أخلاق عالية وتواضع جم ... ربنا يبارك فيهم ...وقد خرجت من تلك الزيارة بأنه لابد من أن أكون أكثر إيجابية مع عمرو.
34- ما مدى تأثير الدعاء في حياتك ؟
-أكثر ما أثر معي الدعاء في موضوع علىّ ... وحقيقة أحب كثيرا دعاء اللهم اكفيني السوء ما شئت وكيف شئت..فالشخص يتعرض لمشاكل كثيرة ولا يحدث فيها تغيير إلا بالدعاء وبالإخلاص وصدق التوجه.
35- ما انطباعك عن موقع مسلمة؟(1/99)
-حقيقة في البداية أنا أتابع فرحة وولدي وكنت أبحث عنهما دائما فقد كانوا يصلون إلينا من أصدقائنا فى الكويت أو يأتي بها عمرو حينما يسافر إلى هناك وفرحت كثيرا عندما وجدتها هنا وأدعوا الله أن يتقبل الله أعمالكم ويعينكم على ما تفعلون وأرى أن المواقع الإسلامية وجودها مهم جداً على شبكة الإنترنت فربما فتحها أحد المحتاجين للهداية وكانت هدايته على أيديكم .. ربنا يعينكم ويوفقكم إلى ما يرضاه.
36- كلمة أخيرة توجهها د.علا إلى من أرسلوا الأسئلة؟
أولاً:- أشكركم كثيرا على اهتمامكم وأسئلتكم وربنا يبارك فيكم وأسألكم الدعاء وبشدة فمهما كانت الهزة فالحمد لله بدعواتكن يهون كل شئ، ثانيا الصحبة الصالحة أوصي أخواتي بها فهذا هو ما يمكن أن يعيننا على الدنيا فالنصيحة مهمة جداً ووجود من يوضح لي أخطائي منحة وهبة من الله يجب أن نشكره عليها..
والموقع أن كان يقدم هذا فهذا شئ مهم جدا ويتعرض للمشكلات التي تتعرض لها المسلمات ..وأوصيكم بحسن الظن ببعض وتمسكوا بالصحبة الصالحة وإن شاء الله يكرمنا الله بالكثير من الداعيات لله .
كان هذا هو نص الحوار الذي أجرته مسلمة مع الأخت الدكتورة علا عبد اللطيف .. والتي ندعوا الله أن يعينها ويرعاها ويسعد حياتها مع زوجها وولدها .. وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في القول والعمل ..
ولا يسعنا في النهاية إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل الأخوة والأخوات رواد موقع مسلمة الحبيب والذين كانوا فرسان هذا الحوار بأسئلتهم وكلماتهم الرقيقة .. وموقع مسلمة كان صاحب الفضل في وضع هذا الحوار في هذا الكتاب ..
- - - - -
التوبة الصادقة
لماذا التوبة؟(1/100)
بعد التفكر في الآيات القرآنية السابقة يجب أن نقنع جيدا بوجود الله تعالى وأنة لا خالق سوى الله وأن الله تعالى لا يريد منا شيئا سوى أن نعبده ونشكره لان هذا هو حقه علينا ويجب أن نعلم أننا لو أطعنا الله لن ينفعه هذا في شيء ولو عصيناه لن يضره هذا في شيء أيضا وأنما النفع والضرر لنا نحن ـ قال تعالى
" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما"
ويجب أن يأتينا اليقين في أنة لا سبيل إلى طاعة الله سوى أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه هو القدوة والمثل الأعلى ونفعل مثلما كان يفعل ويقول ـ فعلى سبيل المثال ـ آداب الطعام والنوم والحديث والسفر والصلاة والصوم إلخ والحياة اليومية له - صلى الله عليه وسلم - ـ قال تعالى:
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر"
كذلك يجب أن نعلم أن الموت حق والملائكة حق والنار حق والجنة حق لذلك يجب أن نستعد دائما للموت والحساب في أي لحظة وأن حسن أو سوء الخاتمة يتوقف على كثرة الأعمال الصالحة في الحياة عنها من الأعمال السيئة وأننا يجب دائما علينا الصبر في الدنيا حتى ننال في الآخرة ـ ودائما يأتي سؤال إذا لم نكن نخشى كل العذاب المنتظر في القبر والحشر والنار وهو ليس بهين ألا نريد ونرغب النعيم والخلود المنتظر في الجنة وهو ليس بقليل أيضا لذلك يجب أن ننظر ونتفكر في الحياة القليلة الفانية والمتاع الزائفة والموت القادم الذي لا ريب فيه وبين الخلود والمتاع الحقيقية التي لا نفاذ فيها ولا ملل منها والتي أعدها الله لعبادة التائبين والطائعين والصابرين والشاكرين والتاركين الحياة الدنيا في سبيل الخلود في الجنة ـ لذلك يجب أن لا نتعجل المتاع في الدنيا على حساب المتاع الحقيقية في الدار الآخرة ونتذكر أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ـ قال تعالى :
"بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى"(1/101)
كذلك يجب أن نعلم أن الدين مسؤولية كل مسلم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسس الإسلام وليس المسئولية على العلماء فقط ولكن على كل من قال لا أله إلا الله لذلك يجب أن نهتم بالآخرين أيضا وليس أنفسنا فقط ـ قال تعالى
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
كيف نتوب؟
أتى رجل إلى الأمام الحسين وقال له ـ يا أمام كل ما أريد التوبة أعود إلى المعاصي مرة أخرى ـ فنصحة الحسين بخمسة حلول
الأول ـ أفعل الذنب في مكان لا يراك الله فيه
الثاني ـ أفعل الذنب في ملك غير ملك الله
الثالث ـ لا تاكل من رزق الله
الرابع ـ إذا أتاك ملك الموت فقل له أنتظر حتى أتوب
الخامس ـ عندما تقف بين يدي الله أكذب وقل له أنا لم أعصيك أبدا
فقال الرجل أشهدك يا أمام أنني توبت إلى الله توبة نصوحا
لذلك يجب أن نعلم أنه لا مجال سوى التوبة ويجب التوبة من كل ذنب حتى لو كنت توبت منه سابقا وعدت أليه مرة أخرى ولو أكثر من مرة ولكن يجب التوبه والعزم على ترك المعصية والعهد مع الله على عدم العودة إلى المعصية مرة أخرى .
التوبة النصوح
أما التوبة فهي واجبة من كل ذنب فأن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق أدمي فلها ثلاث شروط
الأول ـ أن يقلع عن المعصية
الثاني ـ أن يندم على فعلها
الثالث ـ أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا ـ فأن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته
وأما كانت المعصية تتعلق بأدمي فشروطها أربعة ـ الثلاثة السابقين والرابع أن يبرأ من حق صاحبها فأن كانت مالا أو نحوه رده إليه ـ وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه ـ وأن كانت غيبه أستحله منها ـ قال تعالى
" وتوبوا اٍلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
"استغفروا ربكم ثم توبوا اٍليه"
ماذا أفعل بعد التوبة ؟
يمكن أن يقسم العمل اليومي كالأتي ـ على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ـ(1/102)
أولا ـ الصلاة في أوقاتها وفي جماعة
وذلك لأن الصلاة هي أول الفرائض في الإسلام وهي عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين
ولقوله - صلى الله عليه وسلم - أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات ـ هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء ـ فقال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا ـ رواه البخاري ومسلم
وقال - صلى الله عليه وسلم - الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر ـ رواه مسلم
وقال - صلى الله عليه وسلم - بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ـ رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ـ رواه أحمد وأصحاب السنن
- وترك الصلاة جحودا بها وإنكارا لها كفر وخروج عن ملة الأسلام بإجماع المسلمين أما تارك الصلاة مع إيمانه بها واعتقاده فرضيتها ولكن تركها تكاسلا أو تشاغلا عنها بما لا يعد في الشرع عذرا فقد صرحت الأحاديث بكفرة ووجوب قتلة .
وقال تعالى :
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
وقال تعالى :
" ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين"
وقال تعالى :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
ثانيا ـ أذكار الصباح والمساء والأذكار اليومية والتسابيح
وذلك لأن الأذكار تحمي الأنسان وتقيه من الشيطان طول اليوم مثل أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم على سبيل المثال وكذلك التسابيح اليومية ـ لقولة تعالى
"والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة أجرا عظيما"
"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها"
وقال - صلى الله عليه وسلم - لأن أقول ـ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ـ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ـ رواه مسلم(1/103)
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال ـ قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله ؟ إن أحب الكلام إلى الله ـ سبحان الله وبحمده ـ رواه مسلم
ثالثا ـ قراءة ما تيسر من القرآن الكريم
والأفضل أن يكون جزء من القرآن في اليوم والفضل طبعا لمن زاد وذلك لأن القرآن أفضل الذكر
وقال - صلى الله عليه وسلم - أقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابة ـ رواه مسلم
وقال ـ من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ـ ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ـ رواه الترمذي
وقال - صلى الله عليه وسلم - ـ إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ـ رواه الترمذي
رابعا ـ حلقة التعليم في المنزل
وهي التدارس في المنزل حول الأمور الدينية مثل الفقة أو الأحاديث وغالبا ما تكون قرأة حديثين للرسول - صلى الله عليه وسلم - يوميا ليزداد العلم بأمور الدين في كل بيوت الإسلام
قال - صلى الله عليه وسلم - من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ـ رواه البخاري ومسلم
وقال : ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة رواه مسلم
خامسا ـ قيام الليل ولو قليل
لان أفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل ويمكن القيام في أي وقت من بعد العشاء إلى الفجر ولكن أفضل القيام في الثلث الأخير من الليل
قال - صلى الله عليه وسلم - يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ـ رواه البخاري ومسلم
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال ـ ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل نام ليلة حتى أصبح ـ فقال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه ـ أو قال في أذنه ـ رواه البخاري ومسلم
وقال تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ـ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ))(1/104)
هذه الخمسة أشياء اليومية التي يجب أن تراجع نفسك كل يوم عليها ذلك طبعا بالإضافة إلي السنن ـ كالصلاه مثلا وهي اثنتي عشر ركعة في اليوم الواحد وموزعة كالأتي
أثنين قبل الفجر ـ وأربعة قبل الظهر وأثنين بعده ـ وأثنين بعد المغرب ـ وأثنين بعد العشاء ـ هذا بالإضافة إلى صلاتي الضحى والوتر
- وكذلك يجب أن نعلم أن قيام الليل هو إحدى عشر ركعة مثنى مثنى شامل الوتر ويمكن أن يقل حسب المقدرة أن يكون أثنين أو أربعة ألخ والوتر يمكن أن يكون ركعة واحدة أو ثلاث وكذلك لا ننسى الصيام كل يومي الاثنين والخميس وخاصة في شهري رجب وشعبان وشهر الله المحرم وكذلك الزكاة في أوقاتها والصدقات الجارية والحج في أقرب فرصة والمواظبة على قراءة سور معينة من القرآن الكريم كسورة الكهف كل يوم جمعة والملك قبل النوم وسورة يس والرحمن والواقعة والبقرة وغيرها من السور التي لها فضائل كثيرة ـ ومثلها من السور والآيات التي تفيد الإنسان وتقيه من الشر والشياطين .
- كذلك حضور دروس العلم في المسجد ولا ننسى دائما وفي أي وقت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والابتعاد عن أي معصية لله تعالى حتى لو كانت في نظرنا نحن صغيرة
- طبعا كل الأشياء السابقة ليست هي المطلوبة فقط في ديننا ولكن أردنا أن نضع أطار بسيط أو أفكار للمطلوب مننا في الإسلام وأعلم يا أخي ويا أختي أنك لو كنت لا تفعل هذه الأشياء فأنك حتما مقصر تقصيرا كبيرا في حق الله تعالى لأن هذا ليس بكثير على الحياة الخالدة في الجنة والنجاة من لهيب جهنم ـ(1/105)
- وأعلم يا أخي أن ديننا هو جزئين الأول طاعة الله من خلال العبادات والثاني عدم معصية الله من خلال الأبتعاد عن المعاصي ـ ونجد بعض الناس يقولون أن سمعوا بالمحرمات كل شيء حرام أنتم حرمتوا كل حاجة ـ الدين يسر ـ ألخ ونقول لهم أن إذا كان مثلا الخمر ولحم الخنزير والدم والميتة حرام فأن الله حلل لك كل الطعام والشراب ما عدا هذا فقط وكذلك إذا كان الزنا حرام فأن الله حلل لك الزواج حتى أربع نساء وإذا كان لبس الذهب والحرير حرام فأن الله حلل لك كل الملابس ما عدا هذا فقط وكل هذا فقط على سبيل المثال ولكن الناس دائما تبحث عن الحرام رغم أن ما حلله الله كثير ـ قال تعالى
"ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"
وأخيرا رسالة إلى ممثلة
هذه رسالتي خطها قلمي إليك كما انبثقت من جوانحي ، سطرتها لأختي وأخي في الله إنها رسالة خاصة أهديها لك أيتها الممثلة ولك أيها الممثل .
فإلى الباحثين عن السعادة الحقيقية .
إلى الغافلين عن الله والهاربين منه .
إلى الذين ظلموا أنفسهم وأسرفوا عليها بالذنوب والمعاصي .
إلى كل المذنبين والعاصين .
بدايتي معك أيتها الممثلة أختي في الله تعالى .
يقول الشاعر أحمد شوقي :
خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء
أختي العزيزة تمعني بهذا البيت وأدركي المعنى المقصود من وراءه فهو يحمل بين طياته الكثير فلا يغرك جمالك وشبابك وشهرتك فهي لن تدوم ، فلا تجذبك الأضواء والشهرة إليها فما هي إلا مصيدة توقعك بالفخ واعلمي أن من أعظم نعم الله عليك وعلى كل مسلم ومسلمة أن وفقنا للهداية لدينه فهو الدين الحق فقد منح كل ذي حق حقه وأنزل كل ذي منزلة منزلته فديننا ولله
الحمد يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن جميع مساويها فلابد أن تحرصي على تمكين العقيدة الإسلامية من نفسك واجعليها ضابطا لسلوكك وتصرفاتك وحركاتك وسكناتك .
أختي الممثلة ...
من أسباب الإصرار على المعاصي :(1/106)
1 - خوف فوات بعض المصالح فأنت تخشين فوات بعض تلك المصالح إذا تبت إلى الله تعالى .
2 - تسويف التوبة : وهذا غرر من الشيطان الرجيم ، فيغري الشيطان الإنسان بتأخير التوبة ليتمتع بشبابه أو مصالحه وكلما دعاه داعي الخير دعاه داعي البشر لتأجيلها لليوم الذي يليه وهكذا .
3 - نسيان الموت : فالممثلة أو الممثل ينسى لحظة الموت وأن له موعدا مححدا لا يزيد عليه ولا يمكن لقوة من قوى الأرض أن تزيد في عمره أقل من ثانية ( فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) .
وهذا النسيان هو الذي يجعل الممثل والممثلة على معاصيهما وباطلهما .
( حتى إِذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجِعونِ لعلي أعمل صالِحًا فِيما تركت كلا إِنها كلِمة هو قائِلها ومِن ورائِهِم برزخ إِلى يومِ يبعثون فإِذا نفِخ فِي
الصورِ فلا أنساب بينهم يومئِذٍ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازِينه فأولئِك هم المفلِحون ومن خفت موازِينه فأولئِك الذِين خسِروا أنفسهم فِي جهنم خالِدون تلفح
وجوههم النار وهم فِيها كالِحون ألم تكن آياتِي تتلى عليكم فكنتم بِها تكذبون )(المؤمنون 99: 104) .
4 - غلبة العادة : فلقد أصبحت تلك المعصية من مستلزمات حياتك ومن ممارساتك اليومية والتصقت بك حتى كأنها اختلطت بلحمك ودمك وجرت في عروقك .
5 – دنو الهمة : فالدافع إلى إحداث التغيير ضعيف فالرادع غير مؤثر عندك وقد أثبتت الدراسات على أن الحشرات التي تعودت على الأكل من النجاسات لا يستطيع العيش في النظافة بل لو عاشت في غير هذا الوضع لماتت .
6 – ضعف الخوف من الله :
فلو زاد وقوي الخوف من الله عندك لصدك عن التمثيل وعن المعصية لكن قلة الخوف من الله وعدم استشعار عظمته سبب رئيسي يؤدي إلى الإصرار على الذنب عندك .(1/107)
7 – بعدك عن عبادة الله تعالى بحيث أنك لا تستلذين إلا بعملك كممثلة رغم حرمته وإغضاب الرب لك حتى أنه لا تستلذين إلا بالتمثيل الذي هو معصية والشيطان يدفعك إليها دفعا ويوسوس لك وسوسة لكي بأن اللذة لا تكون إلا في هذا والبعد عنها مضيع لتلك اللذة بحيث أنك لو صليت لما وجدت في قلبك عشر معشار ما تجديه من لذة في التمثيل .
أخي الممثل ...
أختي الممثلة ...
إن ألفتكم للتمثيل تجعل من غير المتقبل عندكما أن تقبلا القول بحرمة التمثيل فإن الإنسان إذا ألف شيئا لم يقبل غيره ، ويظن أن ما يقوم به هو الصواب فهذا
شبه انتكاس للفطرة قال تعالى ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) ( الكهف 103 ، 104 ) .
تخيل أخي وأختي :
أن قطار العمر قد فات بكم والذنوب والمعاصي تزداد وتكتسح أعمالكم ماذا يتبقى لكم ، فالشهرة زائلة ، والمال يفني والأصدقاء ينقرضون ، فتبقى وحدك أنت في جسم هزيل وعمر طويل لا صديق ولا رفيق وجه مدفون بين كفين ملي الدموع ، هموم وغموم رابضة على قلبك وموجات من الوحدة والتكدر تهدر أعماقك بل تمتد فتقبض أنفاسك كم عصفت بك أعاصير الوحدة فحركت مركبك حيث شاءت حيث العوج الخلقي ، حيث السطو على العواطف حيت تلون القلب بالأقذار والأوساخ الروحية التي تسمى فن .
أخي في الله ، أختي في الله ..
دعوة مني لكما بالتوبة وترك تلبس الشيطان عليكما والتوجه إلى الله تعالى فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لله أشد فرحا بتوبة عبده يتوب إليه من أحدكم
كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح ... الحديث .
وإليكما قصة الممثل محسن محي الدين وزوجته السيدة نسرين ماذا قالا ؟(1/108)
يقول محسن محيي الدين : أنا شاب كغيري من الشباب تخبطي في فترات حياتي السابقة كان ناتجا عن انبهاري بمظاهر الحياة الخادعة والتي أعمت بصيرتي وأصمت أذني عن معرفة أشياء كثيرة كنت أجهلها ، خاصة وأني لم أكن أقرأ من قبل على الرغم من أن الله تعالى بدأ أول آية بكلمة اقرأ وبعد أن قرأت في كتب الدين شعرت بأنني من أجهل خلق الله تعالى وقد كنت أعتقد أنني من المثقفين ... فأخذت أقرأ بنهم شديد في كتب السيرة والتراث والتفسير وبعد هذه القراءة المتأنية وجدت أن المؤثرات المحيطة بي جعلتني في ضلال مبين فكان قراري باعتزال التمثيل وقد شجعني على اتخاذه ارتداء زوجتي للحجاب الذي كنت أسعد الناس به .
ثم يضيف هذا القرار إن شاء الله لا رجعة فيه لأني اتخذته بكامل اقتناعي فالأضواء ليست غالية حتى أرجع إليها مرة أخرى فالشهرة والمال والأضواء لا تساوي ركعتين لله تعالى .
إننا اعتزلنا و نحن في القمة الزائفة فقد كان قرارنا بعد مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في العام الماضي وبعد النجاح الكبير الذي حققناه وليس لأننا لم نجد أدوارا نمثلها كما يقول البعض وقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع وهي أن الإنسان مهما طال عمره فمصيره إلى القبر ، ولا ينفعه في الآخرة إلا عمله الصالح .
أما زوجته الممثلة نسرين فقد قررت الاعتزال وارتداء الحجاب بعد أن رأت أمها في رؤيا في المنام ، حيث رأت والد نسرين وهو غاضب على ابنته فاستنتجت الأم أن سبب غضبه نسرين في أداء الصلاة بانتظام مما جعل نسرين تراجع نفسها وترجع إلى الله .
تقول نسرين : الحمد لله كان يومي يضيع دون إحساس بالسعادة ودون أن أشعر بالسلام والآن ليس لدي وقت كاف لأن هناك أمور كثيرة نافعة يجب اللحاق بها لقد وجدت السلام الداخلي .
وفي لقاء آخر معها قالت :
الناس مليئة بالرياء والفسوق ويظهرون الفجور كيف نتعامل معهم ؟(1/109)
وقالت : لقد كرم الله المرأة التي ترتدي الحجاب وهو يحميها من القلوب المريضة والفسوق وعلى الأقل أنها ليست نافذة عرض متحركة ليتفرج الناس عليها ويعجبوا بها .
فالطريق إلى التوبة هو التغيير وعملية التغير حينما يبدأ الإنسان هو عملية التغيير فقد قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فعقد النية على تغيير القلب هو المدخل الطبيعي للخطوة الأولى نحو تغيير النفس وهي التوبة الصادقة بعد تمحيص العيوب والنواقص .
هيا أيها الحبيب ..
قم وتوضأ وطهر نفسك وصل ركعتين توبة لله عز وجل .
ثم مد يديك إلى خالقك وبارئك وناده بقلب خاشع وقل كما قال ذو النون - عليه السلام - ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
فإذا أردتما الحياة السعيدة والربح في الدنيا قبل الآخرة فاستغلا الأوقات قبل نهايتها فالخاسر هو الذي يتبع هواه ويتمنى على الله الأماني وعاش عبدا لشهوته ودنياه ، ونسي عمره المعدود عندما نسي هادم اللذات فتفاجأ باللحظة الأخيرة من عمره دون أن يعد لها عدته .
فحذار الشهرة فإن طريق الشهرة مهلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله مذلة يوم القيامة " فاحرصا على تنمية محبة
الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقواه وخشيته في نفسكما في السر والعلن وانظرا إلى سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين وكيف كانت
محبتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودينه أعلى وأكبر من كل محبة وكيف أنه بذلوا الغالي والنفيس في سبيل نصرة هذا الدين فاقتدوا بهم وافعلوا كما فعلوا عسى أن يغفر الله تعالى لكم ويحشركم معهم في مستقر رحمته .
قال الشاعر :
إذا برز العباد لذي الجلال أبت نفسي تتوب فما احتيالي
بأوزر كأمثال الجبال وقاموا من قبورهم سكارى
فمنهم من يكب على الشمال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا
تلقاه العرائس بالغواني ومنهم من يسير لدار عدن(1/110)
غفرت لك الذنوب فلا تبالي يقول له المهيمن يا وليي
وختاما :
اللهم اجعلنا من التوابين الأوابين المتطهرين ولا تجعلنا من الغافلين المعرضين, وصلى الله على نبيينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه وسلم .
- - - - -
-
فهرس
م ... الموضوع ... الصفحة
1 ... المقدمة ... 3
2 ... الإعلام في سطور ... 4
3 ... حالة ذكرى في سطور ... 5
4 ... الأقوال حول ذكرى ... 11
5 ... أحكام أهل الكبائر ... 14
6 ... الدين النصيحة ... 19
7 ... 14 وسيلة للتضليل الفني ... 21
8 ... لماذا نخشى البعد عن الدش ... 28
9 ... فقه الأماني ... 32
10 ... رسالة من وإلى الفنان التائب ... 36
11 ... أيها المغررة بفنها ... 37
12 ... الممثلة عبير صبري ... 43
13 ... شمس البارودي ... 44
14 ... سينما إسلامية ... 54
15 ... الأسباب الحقيقية خلف إعتزال فنانات مصر ... 56
16 ... توبة الراقصة هالة الصافي ... 81
17 ... التزمت ولكن ... 82
18 ... عقبات على طريق الإلتزام ... 95
19 ... حوار مع زوجة عمرو خالد ... 97
20 ... التوبة الصادقة ... 110
21 ... كيف نتوب ... 111
22 ... التوبة النصوح ... 112
23 ... ماذا أفعل بعد التوبة ... 113
24 ... رسالة إلى ممثلة ... 119
25 ... فهرس ... 125
تم بحمد الله(1/111)