أبواب الأجر .. في الأيام العشر
الشيخ عبيدالله بن أحمد القحطاني
الحمد لله الذي خلق الزمان وفضل بعضه على بعض وربك يخلق ما يشاء ويختار والصلاة على المصطفى المختار وعلى آله وصحبه الأخيار ... أما بعد
فالناس في الدنيا ... كالتجار في السوق
فماداموا في هذه الدنيا فالسوق قائمة وميدان المتاجرة مفتوح والثمن موجود والسلعة غالية ، وأعظم الناس عقلاً من استغل وجوده في هذا السوق قبل أن ينفض وينتهي .
والمتاجرة في السوق مع من؟
إنها مع الغني الكريم ، مع الواسع العليم الذي لا تنقص خزائنه ولا ينفد ما عنده .
مع الذي المتاجرة معه لا تبور[لا تخسر أبداً] {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}
أعظم التجارة كسبا التجارة مع الله
كم هي مكاسب المتاجرين في الدنيا ؟ ما هي نسبة الربح إلى رأس المال ؟
نسبٌ ضئيلة جداً ولكن في المتاجرة مع الله الأضعاف المضاعفة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويضاعف تعالى لمن يشاء .
وسيأتي يوم ينفض فيه السوق ولا ينفع الندم على انقضاءه عندها لا ينفع نفساً أيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .
وربما قبل ذلك تأتي اللحظات التي يسحب العبد فيها من السوق بغض النظر عن كونه تاجر أم لم يتاجر استفاد أم لم يستفد .
تأتي بعض الناس منيتة وهو في غفلته ، كان ينظر إلى المتاجرين ، ويتأمل أحوال المتنافسين والمتسابقين إلى سلعة رب العالمين .
وقد خدعه عدوه فمدَّ له بساط الرجاء مرة وسوَّف وخدع نفسه مرة .
فيا حسرته وهو يؤخذ منه وتنزع روحه .
يا الله يخرج من السوق لم يتاجر بصلاة – ولا بذكر ومناجاة .... ولا بصدقة وزكاة ....
يا الله يخرج من السوق يخرج من السوق خالي اليدين من الحسنات بعيداً عن القربات مضيعاً للفرائض والواجبات
يا الله أحقاً جاء الموت...(1/1)
يا الله أحقاً فات الفوت...
يا الله أحقاً جاءت النهاية ....
يا الله أحقاً بلغت الغاية ....
فعندها .............
رب ارجعون – رب ارجعون- لعلي أعمل صالحاً فيما تركت
فما أشقاه وأبعده .... وجوابه كلا أنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون ..
ألم يبتعد عن القرآن ؟ ألم يعرض عن كلام الرحمن ؟
ولو كان من أهله لقرأ وفهم وتدبر وعلم { وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
ويوم تجيء الزلزلة يوم النشور وبعثرة ما في القبور يومئذ يتذكر وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي
هل أتاكم نبأ وقوفه ذليلاً حيراناً منكس الرأس مهاناً ؟!
{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [ السجدة:12] .
ولكن هيهات هيهات ....
ستندم أن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
فما لك ليس يعمل فيك وعظ *** ولا زجر كأنك من جمادي
فتب عما جنيت وأنت حي *** وكن متيقظا قبل الرقاد
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد
ما أتعس من لقي الله مفلسا من الحسنات
{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [فاطر:37]
إنها النهاية الأليمه والجواب المقذع لمن عاشوا حياة الغفلة واللهو والعبث .....
لكل من لم يحسب حسابا للقاء الله تعالى(1/2)
لكل من أصم أذنه عن وعظ الواعظين ونصيحة الناصحين لكل من لم يعتبر بالعبر وغرته الأماني وغره بالله الغرور .
فاعتبروا يا أولي الألباب واعدوا للقاء رب الأرباب
فليس للعمر ثمرة أعظم من العمل الصالح
فيا الله ما أسعد العاملين برضوان ارحم الراحمين يوم يناديهم المنادي { تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[ لأعراف: من الآية43] يوم يقال { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [ الحاقة:24]
يوم يسعدهم الرحمن بنعيم الجنات ويسمعون { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً} [ الإنسان:22] .
فتنطلق الألسنة بحمد الرحمن المنان بهذا الرضوان { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر:74] { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}[ فاطر:35] إنها الخيرات التي سارعوا إليها ، والطاعات التي شمروا إليها ، والقربات التي سعوا إليها ثقلت الموازين فكان العبد من المفلحين .....
فما الذي يقعد بنا ؟ وما الذي يؤخرنا ؟
الحياة كلها مجال للعمل الصالح {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [ الحجر:99]
فلا انقطاع لعمل المؤمن إلا بلقاء ربه وخروج روحه من جسده ....
ومن رحمة ربنا أن جعل لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات ويستدرك العبد بها ما فات لها مزيه ليست لغيرها من الأوقات ويتجدد نشاط العبد فيسارع في الخيرات...(1/3)
ومن ذلك ما نحن بانتظاره من موسم عظيم وأيام مباركة كريمة هي أيام عشر ذي الحجة هذه الأيام التي هي أفضل أيام خلقها الله على الإطلاق أفضل أيام العام ودلائل فضلها كثيرة منها
1- إن الله أقسم بها ولا يقسم ربنا إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات .
{ وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير
2- صح فيها حديث ابن عباس عن نبينا صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْء )) .
وفي حديث أخر (( ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله .. إلخ
3- كذلك يجتمع فيها من أمهات العبادة ما لا يجتمع في غيرها كالحج ، والعمرة ، والصيام ، والصدقة ، والصلاة .
أيها الأخوة أن أدراك هذه العشر نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد فيجب علينا استشعار هذه النعمة واغتنام الفرصة فنخصها بمزيد عناية وتجاهد نفسنا بالطاعة
وقد كان هذا هو حال السلف ....
فقد روى الدارمي أن سعيد بن جبير وهو راوي حديث ابن عباس المتقدم كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه وكان يقول لا تطفئوا سرجكم فيها
مضى امسك الماضي عليك معدلاً *** وأعقبه يوم عليك جديد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة *** فبادر بإحسان وأنت حميد
ولا تبق فعل الصالحات إلى غد *** لعل غداً يأتي وأنت فقيد(1/4)
أيها الأخوة على سبيل التذكير هذه بعض الأعمال الصالحة التي يشرع التقرب بها إلى الله تعالى وليعلم أنه من الفطنة والفقه أن يختار المسلم من الأعمال أحبها إلى الله تعالى فيتقرب بها فالعمل في العشر محبوب أيا كان نوعه .
فكيف إذا اجتمع مع كونه محبوباً للزمان كونه محبوباً لذاته وأصله فذلك خير على خير.
فأول أمر وأهمه أن نعلم ان لفعل الصالحات ..
- لابد من ترك السيئات وذلك بالتوبة والإقلاع والله يحب التوابين ويحب المتطهرين .
- غير برنامجك – غير مجالسك – السهرات أتركها آلة معصية أبعدها
- رفقه سوء تخل عنهم مجلس تضييع وقت أبعد عنه .
- طاعة تفرط فيها أفعلها وألزم نفسك بها
ومن ذلك أداء فرائض الله افترضها ففي الحديث (( وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ))
- التوحيد الإخلاص لله تعالى – المحافظة على الصلاة وأداءها على وقتها مما يحبه الله تعالى
- الحج والعمرة
- بر بوالديك يا عبد الله فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب العمل إلى الله تعالى (( الصلاة على وقتها قيل : ثم أي قال بر الوالدين قيل: ثم أي قال : الجهاد في سبيل الله .. ))
ومن برهما صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما تذكر أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك وأبناءهم تذكر قراباتك فصلهم فالله يحب ذلك ففي الحديث (( إنه سئل عن أي الأعمال أحب إلى الله فقال : الإيمان بالله قلت : ثم مه يا رسول الله قال : صلة الرحم قلت : ثم مه قال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. ))
- القرآن التجارة التي لن تبور اختمه في هذه العشر وهو عمل مبارك محبوب عند الله ففي حديث عقبة بن عامر ان رسول الله قرأ قوله تعالى { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فقال : وأنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه – يعني القرآن )(1/5)
مع القراءة تدبر ما تقرأ وحرك به قلبك فإن لين القلب صفة يحبها الله والقرآن يلين القلوب ففي الحديث (( أن لله آنية في الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها )) .
ومن آثار هذا اللين يكون التأثر والبكاء من خشية الرحمن وانها لقطرات يحبها الله ففي حديث أبي إمامة الباهلي (( ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قال في القطرتين ، قطرة دموع من خشية الله .. الحديث
ومن ذلك نافلة الصلاة مطلقاً ففي حديث ثوبان عند مسلم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني بعمل أعمله يدخلني الجنة أو بأحب الأعمال إلى الله فقال : (( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وخط عنك بها خطيئة ..
وخاصة قيام الليل ففي الحديث ( ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم ذكر منهم الذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن يقوم من الليل فيقول الله يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد )) ..
وفي الحديث (( إن الله وتر يحب الوتر ))
عباد الله ، أذكروا الله ، ذكراً كثيراً .. أفضل الذكر لا إله إلا الله وأحب الكلام إلى الله أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر
وكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .
والتكبير والتحميد والتهليل مما شرع في هذه العشرة .
أيها المسلمون أحب عباد الله إلى الله هو سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم لما حباه الله من الكمالات البشرية خاصة فيما يتعلق بجانب الأخلاق حتى أثنى عليه ربه { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} .
فلنا فيه أسوة ها هو يُسأل عن أحب عباد الله إلى الله فيقول : (( أحسنهم خلقاً )) .
فالله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها .
يحب الحلم والأناة ، لحديث أشج عبدالقيس
يحب الرفق لحديث عائشة ( الله رفيق يحب الرفق )(1/6)
يحب الحياء ( وأن الله حيي ستير يحب الحياء والستر )
عباد الله الصدقة، وإغاثة الملهوف ، وإطعام الجائع ، وتفريح المؤمن وإدخال السرور على نفسه وطرد الهم عنه مما يحبه الله تعالى ...
فدونك هذا الحديث العظيم فعن ابن عمر أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إلى الله أى الأعمال أحب إلى الله فقال : (( أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب العمل إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربه أو تقضى عنه ديناً أو أتطرد عنه جوعاً )) .
أيها الأحبة ما ذكرته هنا ليس المقصود منه الحصر فكل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يحبها الله ولكنى خصصت ما ورد فيه النص بأنه محبوب عند الله وهو مشروع في كل وقت ...
والمقصود تحصيل أكبر ثمرة مرجوة من الأعمال الصالحة في هذه العشر ..
وإلا فهناك الدعاء وهو عبادة عظيمة وهناك الصيام خاصة يوم عرفه ..
وهناك الحج والعمرة – وهناك المشي إلى المسجد والمكث فيه وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،إلى غير ذلك من الأعمال الصالحة ..
جعلنا الله من المسارعين في الخيرات والذين هم لها سابقون ...
والحمد لله رب العالمين ..(1/7)
عظيم الأجر في قراءة القرآن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.. أما بعد:
عن أبي امامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقْرَأُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ )) رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَرَأَ حَرْفَاً مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْف ولامٌ حَرْفٌ وَميمٌ حَرْفٌ )) رواه الترمذى وهو حديث صحيح
فإذا كان عدد أحرف القرآن الكريم 340740 حرفا تقريبا فسوف تحصل على اجر عظيم إذا أنت ختمت القرآن لمرة واحدة فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها وهذى يعنى انك سوف تحصل على اجر 340740× 10= 3407400
ثلاث ملايين واربع مائة وسبعة آلاف وأربع مائة حسنه وهذا لختمه واحدة فقط فكيف بك إذا ختمته في كل شهر مره وهذا يعنى انك ستختم القرآن اثنتا عشر مرة في العام ويعنى ذلك انك سوف تنال من الأجر بإذن الله 3407400×12= 40888800 أربعون مليونا وثمان مائة وثمانية وثمانون ألف وثمان مائة حسنه .
وبعد أن علمت الأجر العظيم فيا ترى كم سيكون نصيب القرآن من وقتك ؟
واليك فضائل بعض السور والآيات التي ستكون ضمن قراءتك
سورة الفاتحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السبع المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أُوتيتُهُ )) رواه البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ، وَلاَ في الزَّبُورِ، وَلاَ في الفُرقانِ مِثْلُهَا. وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَاني، وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيْتُهُ )) رواه الترمذى صحيح(1/1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( هذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ. لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ. فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ. فَقَالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ. لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ. فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَم يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ. فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفِ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ )). رواه مسلم
سورة البقرة وال عمران وآية الكرسي وآخر آيتين في سورة البقرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزهراوين:الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوكَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ )) اى السحره رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَرَأَ آيَةُ الْكُرْسِي دُبُرَ كُل صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ ، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ )) صحيح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَن قرأَ بالآيتين من آخِر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه )) متفق عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ كَتَبَ كِتاباً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ وأَلارْضَ بَالْفَيْ عَامٍ، فََانْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَة البَقَرَةِ، لا يُقْرآنِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ )) صحيح
سورة الكهف(1/2)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ )) وفي روايه (( من اخر سورة الكهف)) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ )) صحيح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَرَأَ سُورَة الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ النُّورُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) صحيح
سورة تبارك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سورة تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِه المُلْكُ )) صحيح رواه الترمذى وغيره
سورة الكافرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( وَمَنْ قَرَأَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. عُدِلَتْ لَهُ بِرُبُعِ القُرْآنِ، وَمَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ. عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ القُرْآن ِ)) حديث حسن
سورة الإخلاص
عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قالَ: (( أَقْبَلْتُ مَعَ النبيِّ فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( وَجَبَتْ» . قُلْتُ: ومَا وَجَبَتْ؟ قال: «الْجَنَّةَ» )). حديث حسن
عن أبي سعيدٍ الخدري (( أن رجلاً سمع رجلاً يقرأُ {قل هو اللّه أحد} (الإخلاص: 1) يردِّدُها. فلما أصبحَ جاءَ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ـ وكأنَّ الرجُلَ يتَقالُّها، فقال رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إنها لتعدُلُ ثلُثَ القرآن )). رواه البخاري(1/3)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ }، يعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ)) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَها عَشْرَ مَرّاتٍ بَنَى اللّهُ لَه قَصْراً في الجَنَّة ِ)) صحيح
الأحاديث إما حسنه أو صحيحه إن شاء الله
كتبه
أبو أنس الطائفي(1/4)
قضاء الحوائج فضائل وفوائد وآداب منسية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين .
إن للأخوة أبواباً جليلة وواجبات كثيرة وحقوقاً عظيمة وهذا يدل على عظم منزلة الأخوة والألفة والمحبة التي تكفل الله بحفظها { لو أنفقت ما في الأرض ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } .
هناك باب من أبواب الأخوة عظيم النفع جليل القدر كثير الأجر ، به تحفظ الأخوة ، به تدوم الألفة ، به تصدق المحبة ، و به يختبر الصديق ويمتحن في صدق محبتهِ .
فهل سمعت بقضاء الحوائج واصطناع المعروف ؟ هل سمعت بفضائلٍ في هذا الباب ؟.
هل سمعت بفوائده في الدنيا وثمراته في الآخرة ؟ هل سمعت إلى شيء من آدابه ؟..وهل سمعت أحوال السلف في ذلك ؟
إن قضاء الحوائج واصطناع المعروف باب واسع يشمل كل الأمور المعنوية والحسية التي ندب الإسلام عليها وحثَّ المؤمنين على البذل والتضحية فيها لما فيه من تقويةٍ لروابط الأخوة وتنمية للعلاقات البشرية ، قال الله سبحانه وتعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }قال العلامة السعدي رحمه الله : أي ليعن بعضكم بعضاً على البر وهو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الآدميين .
التقوى هنا : اسم جامع لترك كل ما يكرهه الله ورسوله من الأعمال الظاهرة والباطنة ، وكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها أو خصلة من خصال الشر المأمور بتركها فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه ، وبمعاونة غيره من إخوانه المؤمنين بكل قول يبعث عليها وينشط لها وبكل فعل كذلك .(1/1)
أيها الأخ الحبيب استمع إلى شيء أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تدل ترابط المؤمنين وتعاونهم والشعور بالألفة المتبادلة بينهم قال( ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) وقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )وقوله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فهذه من الحقوق الإيمانية التي تجب للمؤمن على أخيه .
وقوله صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) فنصرته ظالماً بردعه عن الظلم وذلك نصرة على نفسه الأمارة بالسوء ، ونصرته مظلوماً برفع الظلم عنه ، ويدل ذلك على عظم مكانة الأخوة في كلا الحالين .
أخي الحبيب اسمع معي إلى نزر يسير يشير إلى فضل قضاء حوائج الإخوان واصطناع المعروف فمن ذلك :-
قال صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم ، أو يكشف عنه كربه أو يقضي عنه ديناً أو يطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجه أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – مسجد المدينة - شهراً ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كتم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ..) صححه الألباني الأحاديث الصحيحة رقم (906)
قال أبو العتاهية : اقض الحوائج ما استطعـ = ـت وكن لهمِ أخيك فارج ** فلخير أيام الفتى = يوم قضى فيه الحوائج
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد مادام العبد في عون أحيه ..) .(1/2)
ومن فضائل قضاء الحاجات { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها } قال صلى الله عليه وسلم: ( اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب ) ، قال ابن عباس : إن لله عباداً يستريح الناس إليهم في قضاء حوائجهم وإدخال السرور عليهم أولئك هم الآمنون من عذاب يوم القيامة .
قال الضحاك في قوله تعالى{ إنا نراك من المحسنين } - في قصة يوسف عليه السلام – كان إحسانه إذا مرض رجل ي السجن قام عليه ، وإذا ضاق عليه المكان وسع له إذا احتاج جمع سأل له .
وقيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخال السرور على المؤمن . قيل أي الدنيا أحب إليك ؟ قال الإفضال على الإخوان . أي التفضل عليهم والقيام بخدمتهم .
وقال وهب بن منبه : إن أحسن الناس عيشاً من حسن عيش الناس في عيشه وإن من ألذ اللذة الإفضال على الإخوان.
فوائد قضاء الحوائج
أخي الحبيب لقضاء الحوائج فوائد فهاك بعضاً منها :
- فمن فوائده عظم الأجر المترتب عليه كما سمعت فيما سبق و لذلك يقول ابن عباس : لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره فإنه يشكرك عليه من لم تصنعه إليه ، أيضاً استمع إلى ما يقابل ذلك كان يقال : لا يزهدنك في المعروف من يسديه إليك ، ولا ينبو ببصرك عنه ، فإن حاجَتَك في شكره ووفائه لا منظره ، وإن لم يكن أهله فكن أهله .
قال عمرو بن العاص : في كل شيء سَرَفٌ إلا في ابتناء المكارم أو اصطناع المعروف ، أو إظهار مروءة .
ولم أر كالمعروف أما مذاقه = فحلوُ وأما وجهه فجميل
- ومن فوائد قضاء الحوائج : حفظ الله لعبده في الدنيا كما في الحديث القدسي ( يابن آدم أنفق ينفق عليك ) وقد قيل ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) .
قال ابن عباس : صاحب المعروف لا يقع فإن وقع وجد متكئاً .
كان خال القسري يقول : على المنبر أيها الناس عليكم بالمعروف فإن فاعل المعروف لا يعدم جوازيه وما ضعف عن أدائه الناس قوي الله على جوازيه .(1/3)
قال الحطيئه : من يفعل الخير لا يعدم جوازه = لا يذهب العرف بين الله والناس
آداب قضاء الحوائج
اعلم أن لقضاء الحوائج واصطناع المعروف آداب كثير منها :--
- الإخلاص في الأعمال وعدم المن بها قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- : لا يتم العمل إلا بثلاث تعجيله وتصغيره وستره فإنه إذا عجله هنَّأه وإذا صغَّره عظمه وإذا ستره تممه .
جوداً مشيت به الضراء تواضعاً = وعظمت من ذكراه وهو عظيم** أخفيته فخفيته وطويتَه = فنشرتُه والشخص منك عميم
وكان يقال : ستر رجل ما أََولى ، ونشر رجل ما أُولي . وقالوا المنة تهدم الصنيعة .
أفسدت بالمنِّ ما أسديت من عمل = ليس الكريم إذا أسدى بمنان
قال رجل لأبن شببرمه : فعلت بفلان كذا وكذا ، وفعلت به كذا فقال : لا خير في المعروف إذا أحصي .
وأعلم أن من علامات الإخلاص : استواء المدح والذم من العامة ، ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال ، واقتضاء ثواب الأعمال في الآخرة .
- ومن الآداب إتمام العمل : فهل تعلم أن بعض الناس يبدأ في عمل ما ويصطنع المعروف وقد يجتهد فيه لكنه لا يتمه وأحياناً قد يقارب الإنتهاء ثم يتركه وقد قال أحد السلف : رٌب المعروف أشد من ابتدائه . والمقصود به رُب العمل : تنميته تعهده . ويقال :الابتداء بالمعرف نافلة ربه فريضة . أي إتمامه . وقد جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) ومن إتقان العمل إتمامه .(1/4)
- ومن الأدب طلب الحاجة من الكريم دون اللئيم : فعندما يطلب منك أي عمل فأعلم أن الحاجة لا تطلب إلا من كريم وقد أحسن الظن بك من طلب أداء العمل واستمع إلى قول ابن عباس : ثلاثة لا أكافئهم : رجل بدأني بالسلام ، ورجل وسع لي في المجلس ، ورجل اغبرت قدماه في المشي إرادة التسليم علي ، فإما الرابع : فلا يكافئه عني إلا الله عز وجل ، قيل فمن هو ؟ قال : رجل بات ليلته يفكر بمن ينزله ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي . أراد بذلك من طلب المعونة
منه .
كان يقال : لا تصرف حوائجك إلى من معيشته في رؤوس المكاييل والموازين
وروي عن أبي الأسود الدؤلي :
وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً = فلقاؤه يكفيك والتسليم** وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً = فألح في رفقٍ وأنت مديم
وقال آخر: لا تطلن إلى لئيم حاجة = واقعد فإنك قائم كالقاعد ** يا خادع البخلاء عن أموالهم = هيهات تضرب في حديد بارد
- ومن الآداب الشكر والثناء : وهذا أدب لصاحب الحاجة يفتقر إليه بعض الناس وكان من الواجب على صاحب الحاجة أن يبالغ في الشكر والثناء لمن قضى له حاجته ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، قال صلى الله عليه وسلم ( من صُنِعَ إليه معروف ، فقال لفاعله : جزاك الله خيراً فقد أبلغ في
الثناء ) . قال بعض الحكماء : إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر . وقال آخر : حق النعمة أن تحسن لباسها وتنسبها إلى تذكر ما تنسى عندك منها ، وما أجمل قول القائل :سعيت ابتغاء الشكر فيما صنعت بي = فقصرت مغلوباً وإني لشاكر
ولكن هل سمعت قول القائل : وزهدني في كل خير صنعتُه = إلى الناس ما ألقاه من قلة الشكر
- وهذه مجموعة آداب يرويها خالد بن صفوان : لا تطلبوا الحوائج في غير حينها ، ولا تطلبوها لغير أهل ، ولا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع خلقاء .
نماذج وآثار لسلف هذه الأمة(1/5)
- أخيراً أخي الحبيب أقف معك على نماذج رائعة لسلف هذه الأمة الذين عندما علموا عظم الأجر المترتب على اصطناع المعروف وقضاء الحوائج وما فيه من النفع المتعدي سارعوا إليه وضربوا لنا أروع الأمثلة فمن ذلك :
- ما خرجه الإمام أحمد من حديث ابنة لخباب بن الأرت قالت : خرج خباب في سريه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدنا حتى يحلب عنزة لنا في جفنة لنا فتمتلئ حتى تفيض .
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها . فقال أبو بكر وإني لأرجو ألا يغرني ما دخلت فيه – يعني الخلافة – عن شيء كنت افعله أو كما قال .
- وكان عمر يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندكِ . قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدنا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع .
- كان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم ، فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .
- وقال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمني.
- وكان كثير من الصالحين يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم.
- وكان رجل من الصالحين يقول اللهم بلغني عثرات الكرام، حتى يقيمها.
- في الصحيحين عن أنس قال: كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا في يوم حارٍّ أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون، وضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ذهب المفطرون بالأجر )) .
- قال عبد الله بن عثمان – شيخ البخاري - : ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان .(1/6)