المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فإن الله عز وجل خلق الثقلين الجن والإنس ليعبدوه، وسخر لهم ما في السموات والأرض ليستعينوا بذلك على القيام بهذه الغاية العظيمة. قال الله تعالى: - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -)) ( تمهيد ( { فهرس - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم ( - ( - - - { { الله أكبر تمهيد { - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( { ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((- عليه السلام - - ( - )) [الذاريات:56] وجعل ذلك مركوز في عقولهم وفطرهم ولكن من رحمته سبحانه أنه لم يكلهم إلى ذلك فحسب بل أعانهم بإنزال الكتب وإرسال الرسل ليبينوا للناس غاية خلقهم ومصيرهم، ويعرفوهم بربهم سبحانه وأسمائه وصفاته وكيفية عبادته، ووعدهم إن هم قاموا بذلك بأن يأمنوا ويسعدوا ويسلموا في الدنيا على أنفسهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، وفي الآخرة لهم الأمن التام بدخولهم دار السلام آمنين مطمئنين. وتوعدهم إن هم أعرضوا عن عبادته سبحانه وكفروا به بالخوف والجوع والمعيشة الضنك، والشقاء في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة. قال الله تعالى : )) ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - ( قرآن كريم - { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - ( - - المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه(1/1)
-( - تمهيد ( - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - } - - - تمهيد ( - (- رضي الله عنه - الله أكبر ( - - } - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - (( [الأعراف:96] وقال تعالى: )) ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - (- رضي الله عنه - - ( تمهيد ( - - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - ( قرآن كريم - { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - } ( - تمهيد - - ( المحتويات ( - ( { - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( الله - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - جل جلاله -( - - } ( - - } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد ( } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - (( } - - - - ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - } - - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( تم بحمد الله - - - - صلى الله عليه وسلم - - - { - - عليه السلام - - ( قرآن كريم ( - - - - - - - ( - - عز وجل - تمهيد { - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - ( - الله أكبر ( - المحتويات ( - ( - - - ( { صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - -(1/2)
{ - } - قرآن كريم ( - - - - } صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( قرآن كريم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - ( المحتويات ( - ( { ( } تم بحمد الله ( { } تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - ( { - تم بحمد الله } ( - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( { ( } تم بحمد الله - عليه السلام -( - - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - )) [المائدة: 66،65]، وقال تعالى : (( ( قرآن كريم { - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - { - رضي الله عنه - - ( - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ( { - { - ( - { ( - - - المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - { ( - - } (( - - } تم بحمد الله - { - - رضي الله عنهم - - - ( ( - ( } - - جل جلاله -( - ((- عليه السلام - - ( - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - ((( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - ( - ( - (( مقدمة ( فهرس - - عليه السلام - - ( مقدمة ( - ( - ( - - - - - - - - - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - - رضي الله عنهم -( - ( )) [الجن: 17،16] وقال سبحانه: (( ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام -(- رضي الله عنه - - ((- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( - ( - ( - ( - } تمت ( - - ( (( - - - - { - رضي الله عنه -((1/3)
- ((- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - جل جلاله - - ( (( فهرس ( - (((- رضي الله عنه - صدق الله العظيم - عز وجل -- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام - الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( { ( - - - - - - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - )) [طه: 124] .
ولقد ذكرَّ الله عز وجل مشركي قريش بهذه النعمة العظيمة ليوحدوه ويتركوا ما هم عليه من الشرك فقال سبحانه: (( } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ((- عليه السلام - - ( - - ( - - - عليه السلام - - - - - (- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - ( - - - * ( - ( - { - - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم -(((- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - ( قرآن كريم ( - المحتويات ( - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله } - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - )) [قريش: 4،3] وقال سبحانه:(1/4)
(( ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - } - (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - ( تم بحمد الله - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - مقدمة - - جل جلاله - - ( تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - { (- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( } - } - - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - مقدمة - ( - (((- رضي الله عنه - تمهيد ( - - - ( تمهيد - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( { - رضي الله عنهم - - ((( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - رضي الله عنه - - )) [العنكبوت: 67].
إذن فالأمن نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل على عباده يطلبها الناس ويبحثون عنها بشتى الوسائل. وهو ضرورة من ضرورات الحياة. ولكن الناس يتفاوتون ويتشتت سعيهم في طلبها، حيث أخطأها الكثير منهم، ووفق الله عز وجل القليل من عباده إلى سبيل تحصيلها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.(1/5)
وإن المتأمل في عالمنا المعاصر ليرى دون عناء ما يعج به من المخاوف والمزعجات والمقلقات، والقتل، والجوع، والأمراض النفسية والأسرية والاجتماعية ويرى الهلع على وجوه الكثير من الناس من جراء ما يهدد وجودهم وأعراضهم وأموالهم وقبل ذلك دينهم. وقد صاحب ذلك حملة ماكرة خبيثة ملبسة مضللة من الكفار، وأذنابهم المنافقين في وسائل إعلامهم المختلفة وذلك بالتلاعب بالمصطلحات، والتلبيس على الناس في معنى الأمن ووسائله، ومعنى الإرهاب وطرائقه. وجاءوا بزخرف من القول ليصرفوا الناس عن الأسباب الحقيقية للمخاوف وذهاب الأمن فأبعدوهم عن الأسباب الحقيقية لاختلال الأمن في حياة الأفراد والمجتمعات والدول والتي ذكرها الله عز وجل في كتابه الكريم، وجعلها سنناً ثابتة لا تتغير ولا تتحول. وجاءوا بأسباب أملتها عليهم أهواؤهم ومصالحهم؛ فجعلوا الحق باطلاً والباطل حقاً. وهكذا شأن شياطين الجن والإنس الذين أخبرنا الله عز وجل عنهم بقوله: (( - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه -(((((- عليه السلام - - - { ( { الله أكبر تمهيد { - - ( - صدق الله العظيم ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((- صلى الله عليه وسلم - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - ((((- رضي الله عنه - - - - فهرس - ( { - (((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( - ( - ( - ( - ( قرآن كريم - { ( - - - - - جل جلاله - - - صلى الله عليه وسلم -( - (( - ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام -( - - - { - رضي الله عنهم - - - - - عليه السلام - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( فهرس قرآن كريم ( - - رضي الله(1/6)
عنهم -( - ( } ( المحتويات ( - ( - - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -- سبحانه وتعالى -((- رضي الله عنه - - - ( - (((- رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة ( - - - ( { ( - - رضي الله عنهم - - ((((- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - ( فهرس ( قرآن كريم - (( - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه -- سبحانه وتعالى -( { - عليه السلام - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله المحتويات ( - - - قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه -- سبحانه وتعالى -( { - تم بحمد الله )) [الأنعام: 112].
فبين سبحانه في هذه الآية الكريمة أن تضليل شياطين الإنس والجن للناس بأقوالهم المزخرفة المضلِّلة لا ينطلي إلا على من ضعف دينه وإيمانه بالآخرة. وإلا فإن المؤمن بربه الذي يصدر عن كتابه سبحانه وسنة بينه × لا يصغي لهذا المكر ولا يرضاه ولا يقبله.
يتحدث الاستاذ : ضميرية عن هذه الحرب الشرسة فيقول: (وإذا كانت الحروب العسكرية، ليست الميدان الوحيد للنزال والصراع، وليست الوسيلة المضمونة للغلبة على المسلمين، ولا الأداة المشروعة في المواثيق الدولية؛ فإنَّ هناك ميداناً آخر للنزال، وهو ميدان الفكر والإعلام، والدعاية والمعلومات، فليكنْ ذلك وسيلة مأمونةً ومضمونةَ التأثير في التشويه والتشويش.(1/7)
والصورة القريبة لهذه الحرب الجديدة التي نراها اليوم ونعيش أحداثها، هي هذه الهجمة الشَّرسة على الإسلام والمسلمين بإلصاق تهمة «الإرهاب» و «التعصب» و «الأصولية»... بعد أن أسقطوا على هذه الألفاظ كلَّ نعوت الشرِّ والسُّوء. وقد كان اليهود وراء نشر هذه المصطلحات وإشاعتها، ثم وجدت قبولاً عند الدوائر المعادية للإسلام والمسلمين، وانتقلت بعد ذلك، عن طريق العدوى والتقليد الأعمى، إلى الصحافة ووسائل الإعلام العربية، بعد انتشار الصحوة الإسلامية، وفي أعقاب عودة شباب هذه الأمة إلى دينهم، بعد رحلة التيه والضياع والتغريب. في الوقت الذين يصفون أنفسهم بأنهم دعاة الأمن والسلام!!!
ولذلك كان من التخطيط اليهودي الصليبي أن يُرمى الإسلام والمسلمون بهذه التهم، وأن يُخلط بينها وبين حقِّ المسلمين في العمل على نشر الدعوة الإسلامية وحمايتها، وتعبيد الناس لربِّ العالمين، ومحاربة الأعداء لاستنقاذ المسلمين المستضعفين، وردّ حقوقهم المغتصبة...
وعند إشاعة هذه التهمة يدخل الإسلام والمسلمون في قفص الاتهام، ويُضطرُّون لإنفاق الجهد في الدفاع عن النفس، والعمل على نفي التهمة بكل الوسائل والأساليب، وعلى جميع المستويات، ويستتبع هذا: مواقفُ التبرير والتنازل والتمحُّل، ويومئذ يفرح الأعداء الماكرون بنجاح المخطط الذي أتقنوا تنفيذه حيث تبادلوا المواقع مع المسلمين، ووقفوا موقف الهجوم علينا، وهم الغارقون في الطين، والضالعون في الجريمة، والمفسدون في الأرض، بكل ألوان الفساد الديني والخلقي والسياسي والاجتماعي والأُسَري، بل إنهم هم المفسدون للحياة الفطرية والطبيعية في البر والبحر) (1).
__________
(1) ... يسألونك عن الأرهاب، د. عثمان ضميرية ص10،9 (بتصرف يسير).(1/8)
ولما كانت الحملة على الإسلام وثوابته ومفاهيمه شديدة وشرسة ولاسيما في هذه السنوات الأخيرة من قبل الكفار وإخوانهم من المنافقين في ديار الإسلام؛ أصبح جهاد الدفع في هذه الحرب متعيناً على كل قادر بلسانه وقلمه وبيانه وماله، وذلك لرفع اللبس عن المسلمين وإزالة الشبهات وبيان سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين، وذلك بالرجوع إلى القرآن وهديه ومجاهدة الأعداء به قال تعالى: (( - - - ( ((((( - - ((( - ((( - تمهيد ( - - - المحتويات ( - ( - ( - (- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - جل جلاله - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - ( - - - )) [الفرقان: 52].
ومشاركة مني مع إخواني المجاهدين للكفار والمنافقين ضد هذا الغزو الماكر الخبيث أكتب هذه الرسالة المتواضعة والتي تحمل قوله تعالى : (( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )) لعلي أجلي فيها المعنى القرآني الرباني للأمن وأسبابه ومصادره، ومعنى الإرهاب وضوابطه. ولعلي أن أسهم بذلك في إزالة اللبس والتدليس الذين تعرض له مفهوم الأمن والإرهاب، وانخدع به كثير من الناس، وأبين فيه إن شاء الله تعالى من هم الأعداء الحقيقيون للأمن وغير ذلك من المباحث. وقبل الدخول في صلب الموضوع ألخص بعض الدوافع التي دفعت إلى كتابة هذه الموضوع المهم ليتبين لنا أهميته، ومن أهم هذه الدوافع ما يلي:(1/9)
أولاً: بيان نعمة الله عز وجل على عباده في الأمن وأن كثير من الناس في غفلة عن هذه النعمة العظيمة وأكثرهم لا يشكرون، وبيان عظمة هذه النعمة في عصرنا الحاضر بالذات، ولا سيما ونحن نرى من حرمها وقد أحاطت بهم المخاوف والأفزاع والقتل والتشريد وسلب الأموال وهتك الأعراض من كل جانب، وبيان أن هذه النعمة لا يقدرها حق قدرها إلا من فقدها. والحديث عن الأمن هو حديث عن ضرورة من ضروريات الحياة الإنسانية.
ثانياً: بيان المعنى الصحيح للأمن في الدنيا، وأنه أشمل من كونه في الأنفس والعقول والأموال والأعراض فحسب، بل إن أعظم الأمن هو الأمن في الأديان وحماية الناس من أن يفتنوا في دينهم وعقيدتهم. وهذا المفهوم الشامل قد غاب عن حياة كثير من الناس اليوم. وقد أسهم في تغييبه الإعلام الماكر للكافرين وإخوانهم من المنافقين حيث لم يضعوا للدين وحمايته أي اعتبار في تحقيق الأمن. مع أن الله عز وجل قد أفهمنا في كتابه الكريم أن أَيَّ خلل في أمن الناس فمصدره الخلل في دينهم وإيمانهم، فبضعف الدين والإيمان، أو غيابه يحصل اختلال الأمن في بقية ضروريات الإنسان من نفس ومال وعقل وعرض. فلعل في هذه الرسالة بسطا للمفهوم الشامل للأمن، وبيانا لسنة عظيمة من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتحول، والتي ترسم لنا حقيقة الأمن وميزانه، ومتى يتحقق ومتى يختل وذلك في قوله سبحانه : (( - - ( { { - - - - صدق الله العظيم ( - ( } - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله تم بحمد الله الله ( قرآن كريم - { ( - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( } - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( } (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( - )) [الرعد: 11].(1/10)
ثالثاً: مواجهة التلبيس المضلل للناس في هذا الزمان من أعداء هذا الدين من الكفار والمنافقين الذين أنتهزوا الأحداث الأخيرة في توظيفها ضد الدين وأهله، وحاولوا خداع الناس وتضليلهم بتحريف معنى الأمن والإرهاب عن معناهما الشرعي إلى المعنى الذي يريدونه، وتوظيفه في حرب الإسلام وأهله. فانطلى هذا التلبيس على كثير من المسلمين، وأصاب الكثير منهم الخوف والهلع من الكفار. ولعل في هذه الرسالة كشفا لألاعيب الأعداء وتلبيسهم وبيان تلاعبهم بالمصطلحات. يتحدث الأستاذ ضميرية عن خطورة التلبيس والتلاعب بالمصطلحات في قلب الحقائق فيقول: (في أدبنا العربي ألوان من الكتابة الطريفة؛ فلا يكاد يخطر ببالك فنٌّ من الفنون، أو باب من أبواب القول، إلا وتجد فيه مبحثاً في كتاب، أو تجد فيه كتاباً قائماً برأسه. ولعلَّ أول ما يخطر بالذاكرة عند هذا القول: ما كتبه العلاّمة اللغوي الأديب، أبو منصور الثعالبي (المتوفى 429هـ) في كتابه «تحسين القبيح وتقبيح الحسن»، وقد جمع فيه ما قيل من نثر أو شعر في تحسين ما تمَّ التعارف على تقبيحه، وتقبيح ما اتفق الناس على تحسينه، وأودعه لُمَعاً من غُرر البلغاء ونُكَت الشعراء في تحسين القبيح وتقبيح الحسن؛ إذ هما غاية البراعة والقدرة على جزل الكلام في سرِّ البلاغة وسحر الصناعة...
وليس عجبا كذلك – إذا اختلت المفاهيم، وانقلبت الموازين وتبدلت القيم- أن يصبح الحياء عيبا قبيحا، فيقال : الحياء يمنع الرزق، وقد قُرِنَتِ الهيبةُ بالخيبة، والحياءُ بالحرمان. وقال بعضهم: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان وأموركم بالوقاحة والإبرام، ودَعُوا الحياءَ لربَّات الحجال...
وقد يذمُّ المرء شيئاً حسنا يعتقد حُسْنه وفائدته، ولكنه يقبِّحه ويذمّه ليخلص من حرج، أو ليعتذر عمّا بَدَر منه؛ فيمدحه تارة ويذمُّه أو يقبِّحه تارة أخرى...(1/11)
طرأتْ هذه الفكرةُ، (تقبيحُ الحسنِ وتحسينُ القبيح)، على ذهني وأنا أتابع بعض الأخبار والكتابات حيال الإرهاب، وقد تكاثرت في هذه الآونة، وتناولها الكاتبون والباحثون والمحلِّلون من زوايا مختلفة، وبأساليب شتى، ولأغراض متباينة... تماماً كما تعوَّدنا أن نجد كلَّ بضع سنوات اهتماماً بظاهرةٍ أو مشكلة – حقيقية أو مصطنعة- تطفو على السطح، وتسخَّر من أجلها جميع وسائل الإعلام ومنافذ النشر؛ فأحياناً يعيش العالم في حالة هوس بالمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية، تعقد هنا وهناك، وأحياناً أخر نلحظ عناية بالحديث عن الاستنساخ والهندسة الوراثية، وفي مرحلة أخرى يعيش العالم في حمَّى الجمرة الخبيثة مقترناً بالأرهاب، ثم يتناسى الناس، أو يتناسى أصحاب المصلحة، الحديث عن الأولى ولا يزال الاهتمام بالثانية (الإرهاب) يتنامي ويتعاظم، حيث يتعاظم تأثير الدعاية والإعلام والإعلان في هذا العصر، وأصبح وسيلة من وسائل الضغط على الرأي العام، وقوةً خطيرة مؤثِّرة في الإقناع) (1).
__________
(1) ... يسألونك عن الأرهاب، ص 12-14 باختصار.(1/12)
ويبين ابن القيم رحمه الله تعالى خطر التلبيس عند قوله تعالى: (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( - - - ( - (((- رضي الله عنه - - ( - - - ( - } - قرآن كريم ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( المحتويات ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - - (( - - )) [البقرة: 42] فيقول: (فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه. ولبسه به: خلطه به حتى يلتبس أحدهما بالآخر. ومنه التلبيس، وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره، فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق وتكلم بلفظ له معنيان: معنى صحيح، ومعنى باطل فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل فهذا من الإجمال في اللفظ) (1). ولخطورة تلبيسهم نجد من أبناء المسلمين من هو سمَّاع لهم يردد ما يزخرفون به دون تفكير وتمحيص.
__________
(1) ... الصواعق المرسلة 3/926.(1/13)
رابعاً: فضح الأعداء الحقيقيين لأمن الناس الذين يتترسون وراء مكافحة الإرهاب، والحرص على توفير الأمن للناس؛ مع أنهم مصدر الإرهاب والخوف والجرائم والفساد، وبيان ذلك بالأدلة الموثقة من أقوالهم وأفعالهم وجرائمهم الشنيعة، وإفسادهم للدين والنفس والعقل والمال والعرض بشتى وسائلهم، وبيان ما تعانيه مجتمعاتهم من الأمراض النفسية والاجتماعية البشعة التي أتلفت الأنفس والأموال والأعراض، وساعدهم في ذلك أناس من المنافقين من بنى جلدتنا غرتهم أنفسهم، وشياطينهم من الأنس والجن فراحوا ينفذون ما يريده الغرب الكافر في تغريب الأمة، والسير بها في ركاب الغرب، ووضعوا أنفسهم جنباً إلى جنب في خندق الكفار في مواجهة مصلحي الأمة ومجاهديها بحجة مكافحة التطرف والإرهاب. فكان لابد من فضح هؤلاء وأسيادهم وتعريف الناس بأنهم هم الأعداء الحقيقيون للأمن، وبيان خداعهم للناس؛ لأنه ما دام أن الحق مختلط بالباطل. وسبيل المجرمين لم يتميز عن سبيل المؤمنين؛ فإن أمر هذا الدين سيبقى مشوهاً عند الناس، وسيبقى الإلتباس فيه قائماً، مما يؤدي إلى ظهور الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق؛ عياذاً بالله من ذلك.(1/14)
كما أن استبانة سبيل المجرمين ومناهجهم تساعد في تميز الصف المؤمن، وتنقيته من شوائب النفاق والمنافقين. وهذا أمر مهم وعامل أساس لإظهار الحق وإزهاق الباطل: (( - درهم ( - ( - - عليه السلام - - ( - - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - درهم فهرس - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( - { - - جل جلاله -( - - - رضي الله عنه - - - ( - - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - رضي الله عنهم -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( - { - - جل جلاله -( - - - رضي الله عنه - - )) [الأنفال: 42] فالملاحظ في الآونة الأخيرة كثرة الكتابة عن الأمن والإرهاب والإرهابيين، وتناول الكتاب والباحثون ووسائل الإعلام المختلفة هذه الظاهرة من زوايا مختلفة؛ بعضهم عن خبث ومكر وبعضهم عن جهل وتغرير، ولا يزال الاهتمام بالإرهاب وما يتفرع عنه يتنامى، ويتعاظم بفضل الدعاية والإعلان والإعلام، حتى أصبح حديث الناس ووسيلة ضغط على الرأي العام. وتبنى ذلك دولٌ ذات قوة ونفوذ كدولة أمريكا الطاغية تحدوها مصالح خاصة وأهداف غير خفية على المتأملين والمستبصرين. والأدهى من ذلك أن تنطلي هذه الدعايات الكاذبة الباطلة على كثير من المسلمين. فكان لابد من تبصير الناس بحقيقة الحال، وبما يراد لهم من وراء هذه الدعايات المزخرفة التي لا تعدو أن تكون موجهة للثابتين على أصول هذا الدين والمستعصين على الكفار وما يريدون، والذين يعلنون بغضهم وبراءتهم من الكفار ومحاربة ومجاهدة المعتدين المحاربين منهم.(1/15)
خامساً: بيان عظمة دين الإسلام، وأنه إنما جاء رحمة للعالمين، وأنه مهما بحث الناس عن الأمن والسلام بعيداً عنه فلن يجدوا إلا الخوف والشر والشقاء، ومن أراد الأمن والراحة والسلام في الدنيا والآخرة فلن يجدها إلا في ظل الإسلام والإيمان. وسأبين في هذا المبحث إن شاء الله تعالى أثر الالتزام بعقيدة الإسلام وأحكامه على أمن الفرد في نفسه، وعلى أمن الأسر، وعلى أمن المجتمعات البشرية كلها، وأنه لا مصدر للأمن إلا من هذا الدين الرباني القائم على عبادة الله وحده وطاعته وذكره وشكره. ومن ابتغى الأمن في غيره فقد ضل سواء السبيل. قال الله تعالى: (( - - - عليه السلام - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - الله - - الله - رضي الله عنه - تم بحمد الله - { - رضي الله عنه - - ( - - - ( تمهيد - رضي الله عنه - الله أكبر - - - - { - - جل جلاله -( تم بحمد الله - - عليه السلام -( - { } - ((- رضي الله عنهم - - (( - تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - - جل جلاله - - - (- عليه السلام - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (- صلى الله عليه وسلم - - ( - - تمت - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - رضي الله عنه - - - ( - تمهيد - ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ((( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - - - رضي الله عنهم - - - - ( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( ( - - - { } - - رضي الله عنه - تمهيد ( - (( قرآن كريم ( - ( - - - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ((- عليه السلام - - ((- رضي الله عنه - - )) [النحل:112] وقال تعالى: - رضي الله عنه -((( - { - - - )) } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله(1/16)
- - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام:82].
سادساً: مقاومة الحرب الموجهة اليوم من الكفار، وأذنابهم من المنافقين على عقيدة الإسلام الراسخة، وعلى أهلها المتمسكين بأصولها وثوابتها، واتهام هذه الفئة من المسلمين بأنهم منبع الفكر الإرهابي، وأنهم متطرفون لأنهم ينادون بعقيدة الولاء والبراء وما تقتضيه من موالاة المؤمن ومناصرته، وعداوة الكفار وجهادهم، وفضح كل ما يستخدمونه في هذه الحرب من وسائل الإعلام، والمال في تمرير هذه الدعوى والتي انخدع بها بعض المنتسبين لهذا الدين، بل بعض المنتسبين للعلم وأخذوا يرددون ما يقوله الأعداء، دون وعي لخطورة هذا الأمر.(1/17)
سابعاً: توجه أنظار كثير من الناس اليوم إلى توفير الأمن على أنفسهم وأرزاقهم في الحياة الدنيا فحسب، ونسيان الأمن الحقيقي والسعادة الكبرى في الآخرة، وعدم أو ضعف الحرص على توفيرها، وفعل الأسباب التي توصل إلى الأمن يوم الفزع الأكبر، والفوز بدار الأمن والسلام، والتي أعدها الله عز وجل لعباده المتقين . قال تعالى: (( - - ( { - رضي الله عنه -((( { ( - ( - ( - - - - (( - تمهيد ( } - - رضي الله عنهم - - - تمت قرآن كريم ( - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - ( - ( - - - - بسم الله الرحمن الرحيم ( فهرس - - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله - - عليه السلام -( )) [الحجر: 46،45] وقال سبحانه: (( ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - - فهرس - ( { ( - - - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( فهرس - - - - - - - ( - ( - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنه -( - - - - فهرس - ( { - ((- عليه السلام - - (( - - (( { - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [يونس: 25]. فلعل في هذه الدراسة تنبيه لنفسي ولإخواني المسلمين إلى الحرص الشديد، والسعي الحثيث إلى الأخذ بأسباب الأمن من عذاب الله تعالى في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة الذي من أمن فيه فهو الآمن على الحقيقة. وكيف لا وهم الذين منَّ اللهُ عز وجل عليهم بالسلامة المطلقة من كل خوف وحزن وهم وغم وتعب ووصب في جنات الخلد والنعيم . قال الله عز وجل عنهم: (( } - قرآن كريم ( - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - { - رضي الله عنه -( - - - ( - ( - ( - { - - - - - - رضي الله عنهم - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - } - جل جلاله -- رضي الله عنه -( - رضي(1/18)
الله عنه - تمت - رضي الله عنه - - { - رضي الله عنه -( - - - } - - ( { - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام - - ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه -( - - ( - قرآن كريم ( - - { ( - ( - { - - - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - - - رضي الله عنهم - - ( { - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - { ( - ( - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( - ( - (( - ( - صدق الله العظيم - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - { - - (( ( - - (- رضي الله عنه - الله أكبر - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - { - - (( ( - قرآن كريم ((( - )) [فاطر:35،34].
وفي ختام هذه المقدمة السريعة أشير إلى أهم فصول هذه الرسالة التي سأتناولها بالبحث المفصل إن شاء الله تعالى.
الفصل الأول: وفيه مبحثان
المبحث الأول : تعريفات (الأمن – الإرهاب)
المبحث الثاني: ذكر بعض ما ورد من الآيات والأحاديث في ذكر الأمن والإرهاب وما يتفرع عنهما.
الفصل الثاني: المفهوم الشامل للأمن وأنواعه ومصادره.
الفصل الثالث: من هم أعداء الأمن؟
الخاتمة.
الفصل الأول
تعريف الأمن والإرهاب
وذكر بعض ما ورد فيهما من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
وفيه مبحثان :
المبحث الأول: ... تعريفات (الأمن – الإرهاب).
المبحث الثاني: ذكر بعض ما ورد من الآيات والأحاديث في الأمن والإرهاب وما يتفرع عنهما.
المبحث الأول
تعريف الأمن والإرهاب وأصل اشتقاقهما
لابد في بداية هذا البحث من إلقاء بعض الأضواء اللغوية على معنى هاتين الكلمتين وأصل اشتقاقهما، لنصل بعد ذلك إلى تحديد المعنى الاصطلاحي لهما والخلاف المنتشر حول ذلك، قبل الحكم على هذا المصطلح وأصحابه الذين ينطبق عليهم، أو الحكم لهم؛ لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره.(1/19)
وتزداد أهميةُ هذا التحديد للمصطلح – أيّاً كان- إذا وضعنا بالحسبان أنَّ اللغة هي أداة التفكير والبيان، وهي وسيلة التفاهم والتخاطب بين الناس، كما أنَّ الألفاظ التي ينطق بها الإنسان ويعبِّر بها عما في نفسه، قد تختلف دلالتها ومعانيها، عندما تغدو مصطلحاً فنيّاً يشيع استعماله في علمٍ من العلوم، أو في فنٍ من الفنون.
ومن الجدير بالذكر هنا: التذكيرُ بأنَّ كلَّ مصطلح علميِّ ينشأ في بيئة فكرية وحضارية تؤثر فيه، وتجعله ينطوي على اتجاهات عقلية وحضارية تتفق وشخصية البيئة والأمة وذاتيتها. وهذا كلُّه يعطي دليلاً آخر على أهمية تحديد المصطلحات العلمية ومعانيها، لئلا يلتبس الأمر ويقع الخلط والفساد والخلاف في النظر والاستدلال(1).
أولاً: تعريف الأمن:
قال في لسان العرب: (الأمان والأمانة بمعنىً، وقد أمنت فأنا آمن... والأمن: ضد الخوف، والأمانة : ضد الخيانة... فأما آمنته المتعدي فهو ضد أخفته. وفي التنزيل (( المحتويات ( - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله } - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - )) [قريش:4].
__________
(1) انظر: يسألونك عن الأرهاب، (بتصرف).(1/20)
قال ابن سيده: الأمن نقيض الخوف. أمن فلاناً يأمن أمناً وأمَناً... والأمنة: الأمن ومنه (( - { - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - - عز وجل - - - - رضي الله عنهم -( - الله أكبر )) [آل عمران:154] و (( ( - ( { ( المحتويات ( - - (- صلى الله عليه وسلم -(- رضي الله عنه -(( - { } - - رضي الله عنهم -( - - - - - - { - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - ( مقدمة (- جل جلاله -( } تم بحمد الله )) [الأنفال:11]... وفي الحديث : «النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد. وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى الأمة ما توعد»(1) أراد بوعد السماء: إنشقاقها وذهابها يوم القيامة. وذهاب النجوم : تكويرها وانكدارها وإعدامها. وأراد بوعد أصحابه ما وقع بينهم من الفتن. وكذلك أراد بوعد الأمة ... وعن اللحياني: ورجل أمن وأمين بمعنى واحد. وفي التنزيل: (( - - - (- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - رضي الله عنه - - ( - - - (((( تم بحمد الله - } - - )) [التين:3] أي: الآمن يعني مكة وهو من الأمن... وقوله عز وجل : (( } تمت ( { - رضي الله عنه -((( { ( - ( - ( - - - - (( تم بحمد الله الله - - { - رضي الله عنه - تم بحمد الله - ((( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - )) [الدخان:51] أي قد أمنوا فيه من الغِيَر... والمأمن: موضع الأمن. والأمين: المستجير ليأمن على نفسه) (2).
ويقول الاستاذ محمد البرزنجي: (والمتدبر لآيات القرآن الكريم يرى أن الآيات القرآنية تتحدث عن مستويين من الأمن أو نوعين منه:
الأول: الأمن على مستوى الفرد (عامل الأمن النفسي).
الثاني: الأمن على المستوى الجماعي (الأمة).
__________
(1) ... مسلم (2531).
(2) ... لسان العرب 1/140 (باختصار).(1/21)
أولاً: الأمن الفردي أو (عامل الأمن النفسي): يذكر الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم عليه السلام وهو يحاور قومه المشركين: (( - رضي الله عنهم - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام: 82،81].
من المعروف أن عقيدة التوحيد تأخذ مساحة واسعة من الآيات القرآنية؛ وفي هذه الآية رَبْطٌ واضح وعلامة قوية بين رسوخ عقيدة التوحيد في النفس البشرية وبين الأمن والاطمئنان؛ أما الذين لم تخالط عقيدة التوحيد قلوبهم، ولم تملأ نفوسهم فلن يشعروا أبداً بذلك الاطمئنان والأمن النفسي؛ فهُمْ في الدنيا وَجلُونَ من سخط الله، وفي الآخرة ينتظرهم عذاب من الله أليم، ويظلون طول حياتهم يخافون من المستقبل المجهول، ولا يعرفون معنى لوجودهم في هذا الكون الرحيب..(1/22)
ثانياً: الأمن الجماعي (أمن الأمة الإسلامية): قال الحق سبحانه: (( - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - } - - (( - ((- رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام - - - - - (( ((( - - } - - - - رضي الله عنهم - - - - - رضي الله عنهم - - فهرس - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - - ((( - { - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ( تمهيد - - - صدق الله العظيم - عليه السلام - - ( - - - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - مقدمة - ( المحتويات ( - - { - ( - - ( - { - - - - ( - ( - - ( - - - ( المحتويات ( - مقدمة - المحتويات ( - } { - - ( - - - رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ((( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله - - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ((- رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - ( - ((( - - ( - - - (( - - { - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - - ( - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن(1/23)
كريم ( { ( - ( - (( - - - )) [النور:55].
قال الشوكاني في تفسير هذه الآية : والمعنى أنه سبحانه يجعل لهم مكان ما كانوا فيه من الخوف من الأعداء أمناً، ويُذهب عنهم أسباب الخوف الذي كانوا فيه بحيث لا يخافون إلا الله ولا يرجون غيره) (1).
وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيدٌ من تحديد معنى هذا المصطلح عند ذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في ذلك.
ثانياً: تعريف الإرهاب:
جاءت الراء والهاء والباء لتدل على أصلين: أحدهما يدلُّ على خوفٍ، والآخر على دقَّةٍ في الشيء وخفّةٍ فيه.
فمن الأصل الأول: (رَهِب) يَرْهَبُ رهَبَاً ورُهْبَاَ، ورَهْبَة: خاف. و(رهَب فلاناً ورهّبَه واسترهبَهُ): خوّفه وفزّعه. و(استرهبه)- أيضاً: استدعى رهبته حتى رهبه الناس. و(ترهّبَه): توعّده. و(الرّاهبة): الحالة التي تُرهِب أي تُفْزِع وتخوِّف.
و(ترهَّب الرَّاهبُ): انقطع للعبادة في صومعته. و(الرَّاهِبُ) المتعبِّد في صومعةٍ من النصارى، يتخلى عن أشغال الدنيا وملاذّها، زاهداً فيها معتزلاً أهلها. ويجمع على (رُهْبَان). وقد يكون الرهبان واحداً، فيجمع على رَهَابِين ورَهَابِنَة. و(الرَّهْبانيَّة والرَّهْبَنَة): التخلِّي عن أشغال الدنيا، وتَرْكُ ملاذها، والزهدُ فيها والعزلةُ عن أهلها. وأصلها من الرَّهْبَة، ثم صارت اسماً لما فضل عن المقدار وأفرط فيه.
__________
(1) ... مجلة البيان ، العدد 124 (باختصار).(1/24)
وقال ابن الأثير: الرَّهبانيَّة منسوبة إلى الرَّهْبَنَة بزيادة الألف (والإرْهَابُ): الإزعاج والإخافة، تقول: يَقْشَعِرُّ الإهابُ إذا وقع منه الإرهابُ. ومن المجاز قولهم: أرهب الإبلَ عن الحوض: ذادها عنه وطردها، و(أرهبَ عنه الناسَ بأسُه ونجدتُه). ويقال: «لم أرهبْ بك»، أي: لم أسْتَرِبْ، وقالت العربُ: رَهَبُوتٌ خيرٌ من رَحَمُوتِ. يعني لأَن تُرهِب خير من أن تَرْحَم. أو لأَن تُرهَب خير من أن تُرْحَم. والمعنيان متلاقيان. وقال الراغب الأصفهاني في المفردات: (الرهبة والرُّهْبُ والرَّهَب: مخافة مع تحرز واضطراب).
ومن الأصل الثاني: وهو الدِّقَّة والخِفَّةُ: (الرَّهْب): النَّصل الرقيق، والجمع رهاب، والرَّهْب أيضاً، الجملُ الضَّامر، والناقة المهزولة. و(الرَّهاب): غُضروف كاللسان معلَّق في أسفل الصدر مشرف على البطن) (1). وسيأتي إن شاء الله تعالى مزيدٌ عن هذا المصطلح عند الحديث عن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في ذكر هذا المصطلح.
__________
(1) انظر: «معجم مقاييس اللغة» : 2/447، و«تهذيب اللغة»: 6/260، «الصحاح»: 1/140، و«أساس البلاغة»: 1/385، و«لسان العرب»: 3/1748، و«تاج العروس»: 2/537-542، و«النهاية في غريب الحديث والأثر»: 1/280-281، و«ديوان الأدب»: 2/79، و«المعجم الوسيط»: 1/376-377، و«المفردات للأصفهاني» ص366، (عن كتاب يسألونك عن الإرهاب ص23).(1/25)
وأما تعريف الإرهاب في الاجتهاد الفقهي المعاصر فقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة تاريخ 10/1/2001 بياناً عن الإرهاب قالوا فيه: «الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفرادٌ أو جماعات أو دول بغياً على الإنسان (دينه، دمه، ماله، عقله، عرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق...» (1). وتجدر الإشارة إلى أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة ذكر مصطلح (الإرهاب) البتة.
أما تعريفها في اللغات الأجنبية فيقول د. ضميرية:
(أتتْ كلمة (الرهبة) من اللغة اللاتينية، وبعد أن ضربت بجذورها في لغات المجموعة اللاتينية، انتقلت فيما بعد إلى لغات أوروبية أخرى، فهي في اللغة الفرنسية (Terreur)، وفي اللغة الإنجليزية (Terror).
وقد عرّفها قاموس «المورد» بمعان تندرج في ثلاث مجموعات، الأولى تنتظم المعاني الآتية: رُعب، ذعر، فظاعة. وفي المجموعة الثانية : كلُّ ما يوقع الرعب في النفوس، ومظهر رهيب، ومصدر قلق، وشخص أو شيء مروِّع، وبخاصة طفل مزعج. وجاءت المعاني الآتية في المجموعة الثالثة: الإرهاب، وعهد الإرهاب.
وفيه أيضاً: (Terrorism) إرهاب، ذعر ناشيء عن الإرهاب، وكذلك (Terrorist) الإرهابي. و(Terrorize): يرهب، يروِّع، يكرهه على الإرهاب، أو يأمره به.
كما يعرِّف «قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية» المصطلحَ على أنه: حكمٌ من طريق التهديد، كما وجَّهه ونفّذه الحزب الموجود في السلطة في فرنسا، أيام ثورة 1789-1794) (2).
المبحث الثاني
ذكر بعض الآيات والأحاديث
الواردة في الأمن والإرهاب
أولاً: ذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة في ذكر (الأمن)
ورد في كتاب الله عز وجل آيات عديدة في ذكر الأمن وما يتصرف عنه وكذلك في الأحاديث النبوية.
__________
(1) ... يسألونك عن الإرهاب، د. ضميرية.
(2) يسألونك عن الأرهاب، ص22.(1/26)
فأما الآيات التي تحدثت عن الأمن فأذكر منها ما يلي:
الآية الأولى: قوله تعالى: (( (( مقدمة { - - - - رضي الله عنه - فهرس - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - - رضي الله عنه - - - - - - ( - الله أكبر ( قرآن كريم - - (( { - رضي الله عنه -( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - قرآن كريم ( - ( - ((( - ((( مقدمة ( - - صدق الله العظيم ( { تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -( - - - ( فهرس - - عليه السلام - - - - (( - - { - - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( فهرس - - عليه السلام - - } - ( - - ((( - ( - ( - ( - (( - - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - - - - - رضي الله عنه - - - - * - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل(1/27)
جلاله - - ( - (( - ( - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - * - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام: 82،81،80].
وهذه الآية من سورة الأنعام هي الأصل الذي سأنطلق منه إن شاء الله تعالى في تأليف هذا الكتاب وما يحتويه من فصول ومباحث، لأن فيها تحديداً لمفهوم الأمن في نظر الشرع. وفيها تحديد لمصدر الأمن الحقيقي، وتحديد لأعداء الأمن وأسباب فقده أو ضعفه.
ونظراً لهذه الأهمية الكبيرة لهذه الآية فيحسن بنا أن نقف على المعاني الكبيرة التي تتضمنها من خلال أقوال بعض المفسرين الذين أطالوا الوقوف عندها.
يقول شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله تعالى:(1/28)
«يقول تعالى ذكره: وجادل إبراهيم قومه في توحيد الله وبراءته من الأصنام، وكان جدالهم إياه قولُهم: أن آلهتم التي يعبدونها خير من إلهه. قال إبراهيم: (( - ( - الله أكبر ( قرآن كريم - - (( { - رضي الله عنه -( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - - ))، يقول: أتجادلوني في توحيدي الله وإخلاصي العمل له دون ما سواه من آلهة ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - ))، يقول: وقد وفقني ربي لمعرفة وحدانيته، وبصرني طريق الحق حتى أيقنتُ أن لا شيء يستحق أن يعبد سواه ((- سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - قرآن كريم ( - ( - ((( - ((( مقدمة ( - ))، يقول: ولا أرهب من آلهتكم التي تدعونها من دونه شيئاً ينالني به في نفسي من سوء ومكروه. وذلك أنهم قالوا له: «إنا نخاف أن تمسَّك آلهتنا بسوء من برص أو خبل، لذكرك إياها بسوء»! فقال لهم إبراهيم: لا أخاف ما تشركون بالله من هذه الآلهة أن تنالني بضر ولا مكروه، لأنها لا تنفع ولا تضر (( - صدق الله العظيم ( { تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -( - - - ( فهرس - - عليه السلام - - - - (( - - { )) ، يقول: ولكن خوفي من الله الذي خلقني وخلق السموات والأرض، فإنه إن شاء أن ينالني في نفسي أو مالي بما شاء من فناء أو بقاءٍ، أو زيادة أو نقصان أو غير ذلك، نالني لأنه القادر على ذلك... ((- رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( فهرس - - عليه السلام - - } - ( - - ((( - ( - ( - ( - (()) ، يقول: وعلم ربي كل شيء، فلا يخفى عليه شيء، لأنه خالق كل شيء، ليس كالآلهة التي لا تضر ولا تنفع ولا تفهم شيئاً، وإنما هي خشبة منحوتةٌ، وصورة ممثلة (( - - - (-(1/29)
صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - - - - - رضي الله عنه - - - - )) ، يقول: ألا تعتبرون، أيها الجهلة، فتعقلوا خطأ ما أنتم عليه مقيمون، من عبادتكم صورةٍ مصوّرة وخشبة منحوتة، لا تقدر على ضر ولا على نفع، ولا تفقه شيئاً ولا تعقله، وترككم عبادة من خلقكم وخلق كل شيء، وبيده الخير، وله القدرة على كل شيء، والعالم بكل شيء...
- رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -)) ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - )) : وهذا جواب إبراهيم لقومه حين خوفوه من آلهتهم أن تمسَّه، لذكره إياها بسوء، في نفسه بمكروه، فقال لهم: وكيف أخاف وأرهب ما أشركتموه في عبادتكم ربَّكم فعبدتموه من دونه، وهو لا يضر ولا ينفع؟ ولو كانت تنفع أو تضر لدفعت عن أنفسها كسري إياها وضربي لها بالفأس! وأنتم لا تخافون الله الذي خلقكم ورزقكم، وهو القادر على نفعكم وضركم في إشراككم في عبادته إياه (( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( (( - - جل جلاله - - ( - (( - ( - ، يعني: ما لم يعطكم على إشراككم إياه في عبادته حُجّة، ولم يضع لكم عليه برهاناً، ولم يجعل لكم به عذراً (( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - )) ، يقول: أنا أحق بالأمن من عاقبة عبادتي ربي مخلصاً له العبادة، حنيفاً له ديني، بريئاً من عبادة الأوثان والأصنام، أم أنتم اللذين تعبدون من دون الله أصناماً لم يجعل الله لكم بعبادتكم إياها برهاناً ولا حجة (( تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس -(1/30)
(( - - )) ، يقول: إن كنتم تعلمون صدق ما أقول، وحقيقة ما أحتجُّ به عليكم، فقولوا وأخبروني: أيُّ الفريقين أحق بالأمن؟...
(( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله ))
اختلف أهل التأويل في الذي أخبر تعالى ذكره عنه أنه قال هذا القول: أعني: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - )) ، الآية.(1/31)
فقال بعضهم: هذا فصلُ القضاء من الله بين إبراهيم خليله صلى الله عليه وسلم، وبين من حاجّه من قومه من أهل الشرك بالله، إذ قال لهم إبراهيم: - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -)) ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - ( - (( - ( - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )) ؟ فقال الله تعالى ذكره، فاصلاً بينه وبينهم: الذين صدَّقوا الله وأخلصُوا له العبادة، ولم يخلطوا عبادتهم إياه وتصديقهم له بظلم يعني: بشرك ولم يشركوا في عبادته شيئاً، ثم جعلوا عبادتهم لله خالصة، أحق بالأمن من عقابه مكروه عبادته ربَّه، من الذين يشركون في عبادتهم إياه الأوثان والأصنامَ، فإنهم الخائفون من عقابه مكروه عبادتهم. أمَّا في عاجل الدنيا فإنهم وَجلُون من حلول سخط الله بهم، وأما في الآخرة، فإنهم الموقنون بأليم عذاب الله...(1/32)
وقال آخرون: هذا جوابٌ من قوم إبراهيم صلى الله عليه وسلم لإبراهيم، حين قال لهم: (( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - )) ؟ فقالوا له: الذين آمنوا بالله فوحّدوه أحق بالأمن، إذ لم يلبسوا إيمانهم بظلم.
(( - رضي الله عنهم - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام - - ( - } - ( مقدمة - - - رضي الله عنهم - - ( - - جل جلاله -( - - - - - عليه السلام -( - بسم الله الرحمن الرحيم - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( { - - فهرس - - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - (( - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر - تمهيد (- رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم } تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنه -(( - - } تمت ( { - درهم ( - - عليه السلام - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنهم - مقدمة ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنه -( ))(1/33)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: (( - رضي الله عنهم - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام - - ( - } - ( مقدمة ))، قول إبراهيم لمخاصميه من قومه المشركين: (( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - )) ، أمن يعبد رباًّ واحداً مخلصاً له الدين والعبادة، أم من يعبد أرباباً كثيرة؟ وإجابتهم إياه بقولهم: «بل من يعبد ربّاً واحداً أحق بالأمن»، وقضاؤهم له على أنفسهم، فكان في ذلك قطع عذرهم وانقطاع حجتهم، واستعلاء حجة إبراهيم عليهم. فهي الحجة التي أتاها الله إبراهيم على قومه) (1) م.هـ.
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عند قوله سبحانه: (( - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - ( - (( - ( - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )) [الأنعام:81].
__________
(1) انظر: تفسير الطبري ت: شاكر 11/488-504 باختصار.(1/34)
(يقول لقومه: كيف يسوغ في عقل، أو عند ذي لب أن أخاف ما جعلتموه لله شريكاً في الإلهية وهي ليست بموضع نفع، ولا ضر وأنتم لا تخافون أنكم أشركتم بالله في إلهيته أشياء لم ينزل بها حجة عليكم ولا شرعها لكم. فالذي أشرك بخالقه وفاطره وباريه – الذي يقرُّ بأنه خالق السماوات والأرض ورب كل شيء ومليكه ومالك الضر والنفع- آلهة لا تخلق شيئاً وهي مخلوقة، ولا تملك لنفسها ولا لعابديها ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، وجعلها نداً له ومثلا في الإلهية تعبد ويسجد لها ويخضع لها ويتقرب إليها أحق بالخوف ممن لم يجعل مع الله إلهاً آخر، بل وَحّدَه وأفرده بالإلهية والربوبية والعظمة والسلطان والحب والخوف والرجاء فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون. فحكم الله سبحانه بينهما بأحسن حكم خضعت له القلوب، وأقرت به الفطر، وانقادت له العقول فقال: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام:82] (1) .
ويقول في موطن آخر عند نفس الآية أيضاً:
__________
(1) الصواعق المرسلة 1/488، 489.(1/35)
(ولما نزل قوله تعالى: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام:82].
قال الصحابة: وأينا يارسول الله لم يلبس إيمانه بظلم؟ قال: ذلك الشرك، ألم تسمعوا قول العبد الصالح: (( - - ( { - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنه -( )) (1) [لقمان:13].
فلما أشكل عليهم المراد بالظلم، وظنوا أن ظلم النفس داخل فيه، وأن من ظلم نفسه أي ظلم كان لا يكون آمناً، أجابهم – صلوات الله وسلامه عليه- بأن الظلم الرافع للأمن والهداية على الإطلاق، هو الشرك. وهذا والله الجواب الذي يشفي العليل ويروي الغليل، فإن الظلم المطلق التام هو الشرك الذي هو وضع العبادة في غير موضعها، والأمن والهدى المطلق: هو الأمن في الدنيا والآخرة والهدى إلى الصراط المستقيم؛ فالظلم المطلق التام مانع من الأمن والهدى المطلق. ولا يمنع ذلك أن يكون مطلق الظلم مانعاً من مطلق الأمن ومطلق الهدى، فتأمله. فالمطلق للمطلق والحصة للحصة) (2).
ويقول صاحب الظلال- رحمه الله تعالى- عند هذه الآية:
__________
(1) رواه البخاري (3429)، مسلم (198).
(2) الصواعق المرسلة 3/1057، 1058.(1/36)
(إن الفطرة حين تنحرف تضل؛ ثم تتمادى في ضلالها، وتتسع الزاوية ويبعد الخط عن نقطة الابتداء، حتى ليصعب عليها أن تثوب.. وهؤلاء قوم إبراهيم – عليه السلام- يعبدون أصناماً وكواكب ونجوماً. فلا يتفكرون ولا يتدبرون هذه الرحلة الهائلة التي تمت في نفس إبراهيم. ولم يكن هذا داعياً لهم لمجرد التفكير والتدبر. بل جاءوا يجادلونه ويحاجونه. وهم على هذا الوهن الظاهر في تصوراتهم وفي ضلال مبين.
ولكن إبراهيم المؤمن الذي وجد الله في قلبه وعقله وفي الوجود كله من حوله، يواجههم مستنكراً في طمأنينة ويقين «قال: أتحاجوني في الله وقد هدانِ؟»..
أتجادلونني في الله وقد وجدته يأخذ بيدي، ويفتح بصيرتي، ويهديني إليه، ويعرفني به، لقد أخذ بيدي وقادني فهو موجود- وهذا هو في نفسي دليل الوجود- لقد رأيته في ضميري وفي وعيي، كما رأيته في الكون من حولي. فما جدالكم في أمر أنا أجده في نفسي ولا أطلب عليه الدليل. فهدايته لي إليه هي الدليل؟!.
((- سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - قرآن كريم ( - ( - ((( - ((( مقدمة ( - ))..
وكيف يخاف من وجد الله؟ وماذا يخاف ومن ذا يخاف؟ وكل قوة- غير قوة الله- هزيلة وكل سلطان- غير سلطان الله- لا يُخاف؟!
ولكن إبراهيم في عمق إيمانه، واستسلام وجدانه، لا يريد أن يجزم بشيء إلا مرتكناً إلى مشيئة الله الطليقة، وإلى علم الله الشامل:
- صدق الله العظيم ( { )) تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -( - - - ( فهرس - - عليه السلام - - - - (( - - { - - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( فهرس - - عليه السلام - - } - ( - - ((( - ( - ( - ( - (()).(1/37)
فهو يكل إلى مشيئة الله حمايته ورعايته؛ ويعلن أنه لا يخاف من آلهتهم شيئاً، لأنه يركن إلى حماية الله ورعايته. ويعلم أنه لا يصيبه إلا ما شاء الله، ووسعه علمه الذي يسع كل شيء.
(( - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - ( - (( - ( - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )).
إنه منطق المؤمن الواثق المدرك لحقائق هذا الوجود. إنه إن كان أحد قميناً بالخوف فليس هو إبراهيم، وليس هو المؤمن الذي يضع يده في يد الله ويمضي في الطريق. وكيف يخاف آلهة عاجزة – كائنة ما كانت هذه الآلهة، والتي تتبدى أحياناً في صورة جبارين في الأرض بطاشين؛ وهم أمام قدر الله مهزولون مضعوفون!- كيف يخاف إبراهيم هذه الآلهة الزائفة العاجزة، ولا يخافون هم أنهم أشركوا بالله ما لم يجعل له سلطاناً ولا قوة من الأشياء والأحياء؟ وأي الفريقين أحق بالأمن؟ الذي يؤمن به ويكفر بالشركاء؟ أم الذي يشرك بالله مالا سلطان له ولا قوة؟ أي الفريقين أحق بالأمن، لو كان لهم شيء من العلم والفهم؟!(1/38)
هنا يتنزل الجواب من الملأ الأعلى ؛ ويقضي الله بحكمه في هذه القضية:
(( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله ))
الذين آمنوا وأخلصوا أنفسهم لله، لا يخلطون بهذا الإيمان شركاً في عبادة ولا طاعة ولا اتجاه. هؤلاء لهم الأمن، وهؤلاء هم المهتدون..) (1) أ.هـ.
وبعد هذا الاستعراض لأقوال بعض المفسرين في تفسيرهم لهذه الآيات من سورة الأنعام يمكننا الوصول إلى الفوائد التالية:
الفائدة الأولى:
إن الثبات والطمأنينة والسكينة لا تسكن إلا في قلب الموحد لربه المتبرئ من الشرك وأهله، فإذا ذهب التوحيد فليس هناك إلا الخوف والقلق والاضطراب.
الفائدة الثانية:
قوة حجة الموحد، وارتفاعها على حجة المشركين الداحضة المتهافتة، وقوتها وقهرها لكل حجة تخالفها.
الفائدة الثالثة:
__________
(1) في ظلال القرآن، 2/1142،1141.(1/39)
توحيد الله عز وجل والبراءة من الشرك تثمر لصاحبها الأمن والأمان والهداية والسلامة من المخاوف في الدنيا ويوم موته ويوم القيامة. والعكس من ذلك الشرك- والعياذ بالله تعالى- فإنه يورث لصاحبه الخوف والشقاء والخذلان في دنياه ويوم موته ويوم يبعث يوم القيامة حياً. والعبد محتاج إلى الأمن في جميع أحواله ولكن حاجته إلى الأمن والسلامة في هذه المواطن أشد، ولذلك امتن الله عز وجل على أنبيائه وأوليائه الموحدين بذلك كما في قوله تعالى عن يحي ابن زكريا عليهما الصلاة والسلام: (( ( المحتويات ( فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - مقدمة )) [مريم:15] وذكر مقولة عبده ورسوله عيسى عليه الصلاة والسلام في مهده : (( ( المحتويات ( فهرس - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - المحتويات - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي(1/40)
الله عنهم -(( - ( - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة )) [مريم:33]. ويعلق الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى على هذه الآيات بقوله: (قيل: ما الحكمة في تقييده السلام في قصتي يحيى والمسيح صلوات الله عليهما بهذه الأوقات الثلاثة؟
فَسِرُّه والله أعلم: أن طلب السلامة يتأكد في المواضع التي هي مظان العطب، ومواطن الوحشة، وكلما كان الموضع مظنة ذلك تأكد طلب السلامة، وتعلقت بها الهمة، فذكرت هذه المواطن الثلاثة لأن السلامة فيها آكد وطلبها أهم، والنفس عليها أحرص، لأن العبد فيها قد انتقل من دار كان مستقراً فيها موطن النفس على صحبتها وسكناها إلى دار هو فيها معرض للآفات والمحن والبلاء؛ فإن الجنين من حين خرج إلى هذه الدار انتصب لبلائها وشدائدها ولأوائها ومحنها وأفكارها كما أفصح الشاعر بهذا المعنى حيث يقول:
تأمل بكاء الطفل عند خروجه
تجد تحته سراً عجيباً كأنه
وإلا فما يبكيه منها وإنها ... إلى هذه الدنيا إذا هو يولد
بكل الذي يلقاه منها مهدد
لأوسع مما كان فيه وأرغد
ولهذا من حين ابتدرته طعنة الشيطان في خاصرته فبكى لذلك ولما حصل له من الوحشة بفراق وطنه الأول وهو الذي أدركه الأطباء والطبائعيون. وأما ما أخبر به الرسول فليس في صناعتهم ما يدل عليه، كما ليس فيها ما ينفيه؛ فكان طلب السلامة في هذه المواطن من آكد الأمور.
الموطن الثاني: خروجه من هذه الدار إلى دار البرزخ عند الموت ونسبة الدنيا إلى تلك الدار كنسبة داره في بطن أمه إلى الدنيا تقريباً وتمثيلاً، وإلا فالأمر أعظم من ذلك وأكبر. وطلب السلامة أيضاً عند انتقاله إلى تلك الدار من أهم الأمور.
الموطن الثالث: موطن يوم القيامة يوم يبعث الله الأحياء. ولا نسبة لما قبله من الدور إليه. وطلب السلامة فيه آكد من جميع ما قبله؛ فإن عطبه لا يستدرك، وعثرته لا تقال، وسقمه لا يداوى، وفقره لا يسد. فتأمل كيف خص هذه المواطن بالسلام لشدة الحاجة إلى السلامة فيها.(1/41)
واعرف قدر القرآن، وما تضمنه من الأسرار، وكنوز العلم والمعارف التي عجزت عقول الخلائق عن إحصاء عشر معشارها. وتأمل ما في السلام من الزيادة على السلامة من الأنس وذهاب الوحشة. ثم نزل ذلك على الوحشة الحاصلة للعبد في هذه المواطن الثلاثة عند خروجه إلى عالم الابتلاء، وعند معاينته هول المطلع إذا قدم على الله وحيداً مجرداً عن كل مؤنس إلا ما قدمه من صالح عمل، وعند موافاته القيامة مع الجمع الأعظم ليصير إلى إحدى الدارين التي خلق الله واستعمل بعمل أهلها. فأي موطن أحق بطلب السلامة من هذه المواطن، فنسأل الله السلامة فيها بمنه وكرمه ولطفه وجوده وإحسانه) (1) أ.هـ.
الفائدة الرابعة:
أمن الناس واهتداؤهم ليس على درجة واحدة، وإنما يتفاوت الناس في الحصول عليهما، أو فقدهما حسب ما يكون عند العبد من الإيمان والتوحيد، وذلك حسب الفئات التالية:
الفئة الأولى: من يكون لهم الأمن التام والاهتداء التام في جميع أحوالهم في الدنيا والآخرة وهم الذين حققوا التوحيد، وسلموا من ظلم العباد وأدوا الواجبات، وتركوا المحرمات وماتوا على توبة نصوح من جميع الذنوب.
الفئة الثانية: من يحصل لهم الأمن والاهتداء بدخولهم الجنة في نهاية أمرهم بسبب ما معهم من التوحيد، لكنهم معرضون للخوف في الدنيا أو في البرزخ، أو يوم القيامة بسبب ظلمهم لأنفسهم ببعض المعاصي التي لم يتوبوا منها، أو بظلمهم للعباد؛ فهؤلاء أَهل الأمن والاهتداء الناقصين.
الفئة الثالثة: من حرموا أصل الأمن والاهتداء بسبب ما تلبسوا به من الظلم الأكبر وهو الشرك بالله عز وجل، فهؤلاء ليس لهم أمن، ولا اهتداء لا في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة، وإنما هم في عذاب وخوف لا ينقطع.
__________
(1) بدائع الفوائد 2/168-169 عن بدائع التفسير 3/136،135.(1/42)
وهذا ما فهم من كلام ابن القيم السابق رحمه الله تعالى. وأزيد الأمر وضوحاً بما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عند كلامه عن أنواع الظلم الثلاثة حيث يقول رحمه الله تعالى: (فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة؛ كان له الأمن التام، والاهتداء التام. ومن لم يسلم من ظلمه نفسه؛ كان له الأمن والاهتداء مطلقاً، بمعنى أنه لابد أن يدخل الجنة كما وعد بذلك في الآية الأخرى. وقد هداه إلى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجنة، ويحصل له من نقص الأمن والاهتداء بحسب ما نقص من إيمانه بظلمه نفسه. وليس مراد النبي × بقوله ((إنما هو الشرك)) أن من لم يشرك الشرك الأكبر، يكون له الأمن التام، والاهتداء التام. فإن أحاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن تبين أن أهل الكبائر معرضون للخوف، لم يحصل لهم الأمن التام ولا الاهتداء التام الذي يكونون به مهتدين إلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من غير عذاب يحصل لهم؛ بل معهم أصل الاهتداء إلى هذا الصراط، ومعهم أصل نعمة الله عليهم، ولابد لهم من دخول الجنة. وقول النبي × ((إنما هو الشرك)) إن أراد به الشرك الأكبر، فمقصوده أن من لم يكن من أهله، فهو آمن مما وعد به المشركون من عذاب الدنيا والآخرة وهو مهتد إلى ذلك. وإن كان مراده جنس الشرك؛ فيقال: ظلم العبد نفسه كبخله لحب المال ببعض الواجب؛ هو شرك أصغر. وحبه ما يبغضه الله حتى يكون يقدم هواه على محبة الله شرك أصغر، ونحو ذلك. فهذا صاحبه قد فاته من الأمن والاهتداء بحسبه. ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الظلم بهذا الاعتبار) (1) أ.هـ.
__________
(1) مجموع الفتاوى 7/82،81.(1/43)
وقد أكد هذا المعنى الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) حيث قال: (فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاصي، حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها.
ومفهوم الآية الكريمة، أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء) (1).
هذا ما يتعلق بالآية الأولى من الآيات الي ذكر فيها الأمن، مصدره وثمرته وقد أطلت الكلام فيها لأهميتها، ولأنها – كما ذكرت- ترسم الأصل القويم للأمن وتحدد معناه وتكشف لنا الحقيقة الكبرى التي مفادها أن الأمن والسلام، والطمأنينة والسعادة في الدنيا والآخرة لا يمكن الحصول عليها إلا في ظل الإسلام والإيمان، والبراءة من الشرك والكفر سواء على مستوى الفرد أو الجماعة أو الدول أو البشرية بأسرها، وأن الإعراض عن الله عز وجل وعبادته وعبادة غيره من الشركاء والأهواء إنما يعني ذلك الخوف والقلق والإرهاب والشقاء، في الدنيا كما هو الحاصل اليوم لمعظم البشرية، والعذاب والعناء والشقاء في الآخرة.
__________
(1) تفسير السعدي 2/39.(1/44)
الآية الثانية: قوله تعالى: (( - - - عليه السلام - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - الله - - الله - رضي الله عنه - تم بحمد الله - { - رضي الله عنه - - ( - - - ( تمهيد - رضي الله عنه - الله أكبر - - - - { - - جل جلاله -( تم بحمد الله - - عليه السلام -( - { } - ((- رضي الله عنهم - - (( - تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - - جل جلاله - - - (- عليه السلام - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (- صلى الله عليه وسلم - - ( - - تمت - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - رضي الله عنه - - - ( - تمهيد - ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ((( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - - - رضي الله عنهم - - - - ( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( ( - - - { } - - رضي الله عنه - تمهيد ( - (( قرآن كريم ( - ( - - - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ((- عليه السلام - - ((- رضي الله عنه - - )) [النحل:112].(1/45)
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآية: (وهذه القرية هي مكة المشرفة التي كانت آمنة مطمئنة لا يهاج فيها أحد وتحترمها الجاهلية حتى إن أحدهم يجد فيها قاتل أبيه وأخيه فلا يهيجه مع شدة الحمية فيهم، والنعرة العربية، فحصل لها في مكة من الأمن التام مالم يحصل في سواها وكذلك الرزق الواسع. كانت بلدة ليس فيها زرع ولا شجر، ولكن الله يسر لها الرزق، يأتيها من كل مكان؛ فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته وصدقه يدعوهم إلى أكمل الأمور، وينهاهم عن الأمور السيئة فكذبوه، وكفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد. والخوف الذي هو ضد الأمن، وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم، وعدم شكرهم (( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - فهرس - - ( ( - - - ( صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ((- رضي الله عنه - - )) (1)أ.هـ
__________
(1) تفسير السعدي، 3/88.(1/46)
الآية الثالثة: قوله تعالى : (( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - رضي الله عنه -(( - - - - - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - ( - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام -(( - - } - - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - - - رضي الله عنهم -(( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { ( - - رضي الله عنهم - مقدمة - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - (((( - - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( تمهيد - - - { - - - - رضي الله عنهم - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه -((( - ( - ((( - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - - قرآن كريم - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله } تمت ( - - ( ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ( - - صلى الله عليه وسلم -((- رضي الله عنه - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - )) [النحل: 45-47].(1/47)
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآيات: (هذا تخويف من الله تعالى لأهل الكفر والتكذيب، وأنواع المعاصي، من أن يأخذهم بالعذاب على غِرَّة، وهم لا يشعرون. إما أن يأخذهم العذاب من فوقهم، أو من أسفل منهم، بالخسف أو غيره. وإما في حال تَقَلُّبِهم وشغلهم، وعدم خطور العذاب ببالهم، وإما في حال تخوفهم من العذاب. فليسوا بمعجزين الله، في حالة من هذه الأحوال، بل هم تحت قبضته، ونواصيهم بيده. ولكنه رؤوف رحيم، لا يعاجل العاصين بالعقوبة، بل يمهلهم ويعافيهم ويرزقهم وهم يؤذونه، ويؤذون أولياءه. ومع هذا يفتح لهم أبواب التوبة ويدعوهم إلى الإقلاع عن السيئات، التي تضرهم، ويعدهم بذلك أفضل الكرامات ومغفرة ما صدر عنهم من الذنوب.
فليستح المجرم من ربه، أن تكون نعم الله عليه نازلة في جميع الحالات، ومعاصيه صاعدة إلى ربه في كل الأوقات, وليعلم أن الله يمهل ولا يهمل، وأنه إذا أخذ العاصي أخذه أخذ عزيز مقتدر. فليتب إليه، وليرجع في جميع أموره إليه، فإنه رؤوف رحيم.
فالبدار البدار إلى رحمته الواسعة، وبره العميم، وسلوك الطرق الموصلة إلى فضل الرب الرحيم، ألا وهي تقواه، والعمل بما يحبه ويرضاه) (1).
__________
(1) نفس المصدر السابق، 3/63،62.(1/48)
الآية الرابعة: قوله تعالى: (( ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - ( قرآن كريم - { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - ( - - المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - تمهيد ( - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - } - - - تمهيد ( - (- رضي الله عنه - الله أكبر ( - - } - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - - (- عليه السلام - - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - (( - - - رضي الله عنه - الله أكبر - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه(1/49)
- - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - (- جل جلاله -((( ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنه - - } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - ( تمهيد - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - - - - - - ( ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( تمهيد - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - - - صدق الله العظيم ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - { ( - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (- رضي الله عنهم - - ( - - - ()) [الأعراف: 96-99].(1/50)
وأقتطف بعض ما ذكره سيد قطب رحمه الله تعالى عن هذه الآيات حيث يقول: (ولقد ينظر بعض الناس فيرى أمماً يقولون: إنهم مسلمون- مضيقاً عليهم في الرزق، لا يجدون إلا الجدب والمحق!.. ويرى أمماً لا يؤمنون ولا يتقون، مفتوحاً عليهم في الرزق والقوة والنفود. فيتساءل: وأين إذن هي السنة التي لا تتخلف؟ ولكن هذا وذلك وهم تخيله ظواهر الأحوال. إن أولئك الذين يقولون إنهم مسلمون لا مؤمنون ولا متقون. إنهم لا يخلصون عبوديتهم لله ولا يحققون في واقعهم شهادة أن لا إله إلا الله... ويوم كان أسلاف هؤلاء الذين يزعمون الإيمان مسلمين حقاً دانت لهم الدنيا وفاضت عليهم بركات من السماء والأرض وتحقق لهم وعد الله. فأما أولئك المفتوح عليهم في الرزق، فهذه هي السنة.. «ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا، وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء»! فهو الابتلاء بالنعمة الذي مر ذكره. وهو أخطر من الابتلاء بالشدة، وفرق بينه وبين البركات التي يعدها الله من يؤمنون ويتقون. فالبركة قد تكون مع القليل إذا أحسن الانتفاع به، وكان معه الصلاح والأمن والرضى والارتياح.. وكم من أمة غنية قوية ولكنها تعيش في شقوة، مهددة في أمنها، مقطعة الأواصر بينها، يسود الناس فيها القلق وينتظرها الانحلال. فهي قوة بلا أمن، وهو متاع بلا رضى، وهي وفرة بلا صلاح، وهو حاضر زاهٍ يترقبه مستقبل نكد. وهو الابتلاء الذي يعقبه النكال..
إن البركات الحاصلة مع الإيمان والتقوى بركات في الأشياء، وبركات في النفوس، وبركات في المشاعر؛ وبركات في طيبات الحياة. بركات تنمي الحياة وترفعها في آن. وليست مجرد وفرة مع الشقوة والتردي والانحلال.(1/51)
وبعد أن يقرر السياق القرآني تلك السنة الجارية التي يشهد بها تاريخ القرى الحالية. وفي اللحظة التي تنتفض فيها المشاعر، ويرتعش فيها الوجدان على مصارع المكذبين الذين لم يؤمنوا ولم يتقوا، وغرهم ما كانوا فيه من رخاء ونعماء، فغفلوا عن حكمة الله في الابتلاء.. في هذه اللحظة يتجه إلى الغافلين السادرين، يوقظ فيهم مشاعر الترقب أن يأتيهم بأس الله في أية لحظة من ليل أو نهار، وهم سادرون في النوم واللهو والمتاع: (( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - - (- عليه السلام - - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - (( - - - رضي الله عنه - الله أكبر - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - - ( { ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ( - - رضي الله عنه - - (- جل جلاله -((( ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنه - - } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - ( تمهيد - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - - - - - - ( ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( تمهيد - رضي الله(1/52)
عنه - تم بحمد الله ( - - - - صدق الله العظيم ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - { ( - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (- رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم - ( - { - ( - - - قرآن كريم ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -(( - - } - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ((- رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - ( قرآن كريم { - (( - - - رضي الله عنه -( فهرس - المحتويات ( - (- عليه السلام - - ( - - (- صلى الله عليه وسلم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - قرآن كريم ( الله أكبر ( - ( - - ((- رضي الله عنه - - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ((- رضي الله عنهم - - ( - - - )) [الأعراف: 97-100].
إن سنة الله لا تتخلف، ومشيئة الله لا تتوقف. فما الذي يؤمنهم أن يأخذهم الله بذنوبهم كما أخذ من قبلهم؟ وأن يطبع على قلوبهم فلا يهتدوا بعد ذلك. بل لا يستمعوا إلى دلائل الهدى، ثم ينالهم جزاء الضلال في الدنيا والآخرة. ألا إنه مصارع الخالدين قبلهم، ووراثتهم لهم، وسنة الله الجارية. كل أولئك كان نذيرا لهم أن يتقوا ويحذروا؛ وأن يطرحوا عنهم الأمن الكاذب، والاستهتار السادر، والغفلة المردية؛ وأن يعتبروا بما كان في الذين خلوا من قبلهم. عسى ألا يكون فيهم لو كانوا يسمعون!(1/53)
وما يريد الله للناس بهذا التحذير في القرآن أن يعيشوا مفزعين قلقين؛ يرتجفون من الهلاك والدمار أن يأخذهم في لحظة من ليل أو نهار. فالفزع الدائم من المجهول، والقلق الدائم من المستقبل، وتوقع الدمار في كل لحظة.. قد تشل طاقة البشر وتشتتها؛ وقد تنتهي بهم إلى اليأس من العمل والنتاج، وتنمية الحياة وعمارة الأرض.. إنما يريد الله منهم اليقظة والحساسية والتقوى، ومراقبة النفس، والعظة بتجارب البشر، ورؤية محركات التاريخ الإنساني، وإدامة الاتصال بالله، وعدم الاغترار بطراءة العيش ورخاء الحياة.
والله يعد الناس الأمن والطمأنينة، والرضوان والفلاح في الدنيا والآخرة، إذا هم أرهفوا حساسيتهم به، وإذا هم أخلصوا العبودية له؛ وإذا هم اتقوه فاتقوا كل ما يلوث الحياة. فهو يدعوهم إلى الأمن في جوار الله لا في جوار النعيم المادي المغري. وإلى الثقة بقوة الله لا بقوتهم المادية الزائلة. وإلى الركون إلى ما عند الله لا إلى ما يملكون من عرض الحياة.
ولقد سلف من المؤمنين بالله المتقين لله سلف ما كان يأمن مكر الله، وما كان يركن إلى سواه. وكان بهذا وذاك عامر القلب بالإيمان، مطمئنا بذكر الله، قويا على الشيطان وعلى هواه، مصلحاً في الأرض بهدى الله، لا يخشى الناس والله أحق أن يخشاه.
وهكذا ينبغي أن نفهم ذلك التخويف الدائم من بأس الله الذي لا يدفع، ومن مكر الله الذي لا يدرك. لندرك أنه لا يدعو إلى القلق إنما يدعو إلى اليقظة، ولا يؤدي إلى الفزع إنما يؤدي إلى الحساسية، ولا يعطل الحياة إنما يحرسها من الاستهتار والطغيان) (1).
__________
(1) في ظلال القرآن 3/1340-1341 (باختصار).(1/54)
الآية الخامسة: قوله تعالى: (( ( قرآن كريم { - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - { - رضي الله عنه - - ( - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( ( { - { - ( - { ( - - - المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - { ( - - } (( - - } تم بحمد الله - { - - رضي الله عنهم - - - ( ( - ( } - - جل جلاله -( - ((- عليه السلام - - ( - - ( مقدمة - (( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( - ((( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - ( - ( - (( مقدمة ( فهرس - - عليه السلام - - ( مقدمة ( - ( - ( - - - - - - - - - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - - رضي الله عنهم -( - ()) [الجن: 17،16].
فذكر الله سبحانه في هذه الآية أن إغداق الرزق، والأمن على ذلك مرهون بالاستقامة على طاعة الله تعالى، وأن العذاب والشقاء والحزن في الدنيا والآخرة ثمرة الإعراض عن ذكر الله تعالى وطاعته.
الآية السادسة: ما قصه الله تعالى علينا من دعوة مؤمن آل فرعون لقومه وتخويفه لهم من عذاب الله تعالى الذي أصاب الكفار من قبلهم كالغرق والصيحة والريح، وخوفه عليهم من عذاب الله الأبدي يوم القيامة إن هم كفروا ولم يؤمنوا بما جاء به موسى عليه الصلاة والسلام من التوحيد وعبادة الله وحده.(1/55)
قال الله تعالى: (( - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - { - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( الله ( قرآن كريم - { (- رضي الله عنه - - ( - ( - الله أكبر ( { ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - ( الله ( } تم بحمد الله ( الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنه - - ( مقدمة - } - - - - ( الله ( تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( الله ( قرآن كريم - - - - رضي الله عنهم - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ((- رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( - - ( - ( - - - - ( - (( ( - - - رضي الله عنه - - ((( - ( - - ( الله ( قرآن كريم - { (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - الله أكبر ( { ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( - - - عليه السلام - - ( - - - - )) [غافر: 30-33] إلى قوله: (( ( الله ( قرآن كريم - { (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - } - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - -(1/56)
- - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - فهرس - ( { ( - - } - - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - رضي الله عنه - - ((( - - } ( - - - ( - - - ( - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله { { ( - - - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( - (( بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( - ( } (- رضي الله عنه -(( - - - )) [غافر: 42،41].(1/57)
الآية السابعة: قوله تعالى: (( - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - } - - (( - ((- رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام - - - - - (( ((( - - } - - - - رضي الله عنهم - - - - - رضي الله عنهم - - فهرس - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - - ((( - { - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ( تمهيد - - - صدق الله العظيم - عليه السلام - - ( - - - عليه السلام - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - مقدمة - ( المحتويات ( - - { - ( - - ( - { - - - - ( - ( - - ( - - - ( المحتويات ( - مقدمة - المحتويات ( - } { - - ( - - - رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ((( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله - - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ((- رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - ( - ((( - - ( - - - (( - - { - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - - ( - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { ( - ( - (( - - - )) [النور:(1/58)
55].
والآيات في بيان أن الأمن والطمأنينة، والرغد في العيش، والسعادة في النفوس دنياً وأخرى مرتبط بالإيمان بالله تعالى، وتوحيده وطاعته. وأن الخوف والفزع والجوع والقلق مرتبط بالكفر بالله تعالى ومعصيته كثيرة جداً. وأكتفي بما ذكرته آنفاً لبيان المقصود والحمد لله رب العالمين.
وأما الأحاديث الواردة في ذكر الأمن وما يتعلق به فمنها ما يلي:
الحديث الأول: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله × إذا رأى الهلال قال: ((الله أكبر. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضى. ربنا وربك الله))(1).
الحديث الثاني: عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطي عن أبيه وكانت له صحبة قال قال رسول الله × : ((من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه. فكأنما حيزت له الدنيا)) (2).
__________
(1) رواه الدارمي في سنته (1639) وقال الألباني صحيح بشواهده. انظر تخريج الكلم الطيب، ص:139.
(2) رواه الترمذي في الزهد باب التوكل على الله وقال حسن غريب، ورواه ابن ماجه (4141) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6042).(1/59)
الحديث الثالث: عن ابن رفاعة الزرقي عن أبيه قال قال أبي لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله × استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفاً فقال ((اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق)) (1).
الحديث الرابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله × قال: ((المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم)) (2).
__________
(1) رواه أحمد في مسنده (3/424).
(2) النسائي. وقال الألباني في صحيح النسائي: حسن صحيح (4622) ورواه الترمذي (2775).(1/60)
الحديث الخامس: عن حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه قال حدثنا رسول الله × حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا (( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة وحدثنا عن رفعها قال ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك، فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولقد أتى علىَّ زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام، وإن كان نصرانيا رده عليّ ساعيه. فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا)) (1).
الحديث السادس: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله × وقف على أناس جلوس فقال: (( ألا أخبركم بخيركم من شركم قال: خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره. وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره)) (2).
الحديث السابع: عن شرحبيل بن السمط عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله × يقول: (( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه. وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان)) (3).
الحديث الثامن: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله × ((المستشار مؤتمن)) (4).
__________
(1) البخاري (6497) ومسلم (230).
(2) مسلم (1913) والنسائي (3167).
(3) رواه الترمذي (2263) وقال: حسن صحيح.
(4) الترمذي (2369) وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود (4277).(1/61)
الحديث التاسع: عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي × قالت «ما رأيت رسول الله × ضاحكاً حتى أرى من لهواته. إنما كان يبتسم . قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحاً عُرف في وجهه، قالت: يارسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية؟ فقال: (( ياعائشة ما يُؤمني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا (( - - - (- رضي الله عنهم - - ((( - - - رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - (((( - الله )) [الأحقاف: 24] (1).
الحديث العاشر: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي × قال: ((ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً)) (2).
ومن الآثار:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال إن أناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ×، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أَمِنَّاه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة»(3).
وعن الأعمش عن شقيقٍ قال قال عبد الله (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، ويتخذها الناس سنة. فإذا غيرت قالوا غيرت السنة. قالوا ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال إذا كثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة(4).
وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكذِبّا(5).
__________
(1) البخاري (4829).
(2) رواه أحمد (7877) والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في الأدب المفرد (313).
(3) رواه البخاري (2641).
(4) رواه الدارمي في المقدمة 190،189.
(5) البخاري في الإيمان باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله.(1/62)
وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي × كلهم يخاف النفاق على نفسه. ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل. ويذكر عن الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق. وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة. لقول الله تعالى: (( ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((( - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -( - ( ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - )) [آل عمران: 135](2).
التعليق على الأحاديث والآثار السابقة:
يتبين لنا من الأحاديث والآثار السابقة أمور مهمة تتعلق بالأمن منها:
أولاً: أن حاجة العبد إلى الأمن مطلوبة في الدارين. وهو إليها في الدار الآخرة أحوج وأفقر. وهذا لا يتأتى إلا بتوحيد الله تعالى وطاعته والجهاد في سبيله سبحانه والبعد عن معاصي الله ومساخطه.
ثانياً: إن ضعف الأمن والأمانة في الناس إنما تكون بضعف أديانهم، وضعف خوفهم من الله عز وجل. فهؤلاء الذين ينبغي أن لا يؤمن جانبهم. أما من يخاف الله تعالى ويعبده وحده لا شريك له، فهو الذي يأمنه الناس، ولا يخافون بوائقه. كما جاء في مناصحة الحسن البصري رحمه الله تعالى لمن استشاره في من يزوج ابنته فقال له: (زوجها من يخاف الله ويتقيه فإنه إن أحبها أحسن إليها وأن أبغضها لم يظلمها).
ثالثاً: المؤمن لا تراه إلا خائفاً من ذنوبه لا يأمن على نفسه من الانحراف أو العقوبة لكنه خوف لا يقنطه من رحمة الله تعالى.
رابعاً: ينبغي للمؤمن أن يلح على ربه سبحانه بطلب الأمن والعافية والسلامة في الدنيا والآخرة، لأن الله عز وجل هو الذي بيده التوفيق والتسديد، والأمن والأمان والسلامة والعافية. وهذا كثير في أدعية الرسول ×.(1/63)
ثانياً: ذكر بعض الآيات والأحاديث الواردة في الإرهاب والرهبة وما في معناهما:
فأما الآيات من كتاب الله عز وجل فقد جاءت الكلمات المشتقة من (ر هـ ب) في اثني عشر موضعاً، بصيغة الفعل الماضي، والمضارع والأمر، والمصدر، واستعمال الرهبة في القرآن الكريم إنما كان في الخوف من الله تعالى خشية له وفرقاً من عذابه. ومن ذلك:
قوله تعالى: (( - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد - - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( (- رضي الله عنهم - - قرآن كريم - تم بحمد الله ( - - (- رضي الله عنه -(( - - - - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم -- رضي الله عنهم - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - } - - } - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - ( - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - الله - ( - ( { - عليه السلام - - ( قرآن كريم - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - { - ( - - ( المحتويات ( - ( المحتويات ( - ( - - - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - )) [الأعراف: 154]، أي يرهبون ربهم ويخشون عقابه، أو يرهبون ما يغضب ربهم من الشرك والمعاصي.
وقوله تعالى: (( } - قرآن كريم (((- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( - - رضي الله عنهم -(( - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - ( - ( - - رضي الله عنهم -(( - { - (( - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - ( )) [البقرة: 40] أي: فاخشون وحدي، ولا تخشوا أحداً سواي.(1/64)
وقوله تعالى: (( - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - صدق الله العظيم } - (- صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - ((((- رضي الله عنهم - - ( - - ( { ((((- عليه السلام - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - - } - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( مقدمة ( - - ( { ( - ( فهرس (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } { - (( - ( - - ( ( تمت قرآن كريم ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - - ( )) [النحل: 51].
وقوله تعالى: (( - - عليه السلام - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( (( مقدمة - - - - عليه السلام - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - - - ( - - ( - - رضي الله عنه - - - - - جل جلاله -( - فهرس - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - - ((( مقدمة - رضي الله عنهم - - (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنهم - - - ( المحتويات ( - ( الله أكبر ( { } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ((( - ( - - ( - - (( ( المحتويات (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - جل جلاله - تمهيد - (- عليه السلام - - - - جل جلاله - تمهيد - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - - - - (((((((- رضي الله عنهم - - )) [الأنبياء: 90] والمعنى أنهم يدعون ربهم في وقت تعبدهم، وهم بحال رغبةٍ ورجاءٍ وخوف في حالٍ واحدة؛ لأن الرَّغبة والرَّهبة متلازمتان.(1/65)
وفي بعض الآيات الكريمة جاءت الرَّهْبَة بمعنى الخوف الطبعي أو الجبلِّي مما يخاف منه المرء، كما في قوله تعالى: (( ( - ( - ( - - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - (( - رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله - عليه السلام -( - - - (( - - رضي الله عنه - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - ( - (( قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - درهم ( - - - ( { - درهم - رضي الله عنهم - فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - { - - - - } - درهم ( الله أكبر ( - - - ( ( تمت - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - ( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - درهم ( } - - - - - فهرس - ( { - - ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(( - (( ((( مقدمة - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - ( الله أكبر ( { } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - جل جلاله - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - ((( { ( - ( - ( )) [القصص:32]. فقد أمر الله تعالى موسى - عليه السلام - أن يضمَّ يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عند معاينة الحيّة.(1/66)
وفي بعضها الآخر جاء الحديث عن الرهبة والاسترهاب من شخص لأخر، كما في قوله تعالى: (( - رضي الله عنه - - - - - } - قرآن كريم ( { ( - - صلى الله عليه وسلم - - } - - - - فهرس - - ( } - ( قرآن كريم - { ( - - صلى الله عليه وسلم - - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - (((((- صلى الله عليه وسلم - - ( } - } - - - - ( المحتويات ( - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه -- سبحانه وتعالى -( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صلى الله عليه وسلم -(( - - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - ( - ( - - بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنه -( )) [الأعراف: 116]. أي أنَّ سحرة فرعون لما ألقوا سحرهم صرفوا أعين الناس عن إدراك حقيقة ما فعلوه من التمويه والتخييل، وأرهبوهم وأفزعوهم.
وكذلك المنافقون يرهبون المسلمين أشدَّ من رهبتهم من الله، لأنهم لا يفقهون عظمة الله تعالى، كما قال الله تعالى عنهم: (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - الله أكبر - } - - - { - صلى الله عليه وسلم - - - { - رضي الله عنه - تمهيد ( - - عليه السلام - - - (( المحتويات ( - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - ( المحتويات ( - } - - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - - { ((- رضي الله عنه - - )) [الحشر:13].(1/67)
وفي آياتٍ كريمةٍ أخرى جاءت كلمة الرهبان والرهبانية للدلالة على الترهب عند النصارى. وهو التعبُّد واستعمال الرهبة. والرهبانية هي الغلو في تحمل التعبد. كما في قوله - سبحانه وتعالى- : (( { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - - عليه السلام - - ( - } ( - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( المحتويات ( - ( - (- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم - - عليه السلام -( - - - جل جلاله -( - ( - ( - ( - - - عليه السلام - - ( - } ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - } - ((( - (((( - - - بسم الله الرحمن الرحيم - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( مقدمة ( - - جل جلاله -( - - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - عز وجل - تمهيد { - - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - قرآن كريم ( - ( - - ((( - { - - - ( فهرس قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - } - - - - { - (( - - عليه السلام - - - { - عليه السلام - - ( قرآن كريم - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { { - ( الله أكبر - - رضي الله عنه - تمهيد ( - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ((- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام -( - - - رضي الله عنه -(( - ( - - - ( تمت (- عليه السلام - قرآن كريم ((( - ( - - - - - رضي الله عنهم - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(- عليه السلام - - } - - رضي الله عنهم - مقدمة - - رضي الله عنهم -(1/68)
- ( - - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -(( - } - - - جل جلاله -( - - - - - رضي الله عنه -( - ( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } ( - - ( الله - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( { ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { ( - ( - ( )) [الحديد:27].(1/69)
وقوله تعالى: (( } تمت - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - - - - - { - صلى الله عليه وسلم - - ( } - } - جل جلاله - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -(- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه -((( - { - ( - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ( - - - - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - } - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - } - - عليه السلام - قرآن كريم } تم بحمد الله - صدق الله العظيم - ( - { - ( - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - ((( - { - - - } - ( قرآن كريم ( - - - - - ( الله أكبر ( { - - - رضي الله عنه - - ( - (- رضي الله عنه - الله أكبر - - درهم ( - ( - - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - (- جل جلاله -( تم بحمد الله - ((( - - ( تمت - ( - - - الله أكبر - - رضي الله عنه - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( تمهيد - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - )) [المائدة: 82].(1/70)
وقوله تعالى: (( } - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - ( تم بحمد الله - - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - - - رضي الله عنه - تمهيد ( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنه - تمهيد ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - - رضي الله عنهم - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - - - المحتويات - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - ( تم بحمد الله ( - - صدق الله العظيم ( { } - (- صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ((- عليه السلام - - ( - - - جل جلاله - - ( - - ( { - - جل جلاله - - ( مقدمة (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - (( مقدمة - - جل جلاله -(- رضي الله عنهم - - ( - ( - - - - - رضي الله عنه -( - - قرآن كريم ( - ( - ((( - )) [التوبة: 31].(1/71)
وقوله تعالى: (( - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - ( قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } تمت ( { - - - - ( الله - - - (( } تم بحمد الله ( - - - رضي الله عنه - تمهيد ( مقدمة - } - - ( تمت - - رضي الله عنه - - ( - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنه - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - ( } - } - جل جلاله - - - - ( - (((- رضي الله عنه - تمهيد ( - - - ( - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - )) [التوبة: 34].
ومن معاني الإرهاب : (الرعب) كما في قوله تعالى: (( - ( { ( - ( - - رضي الله عنهم - - - (( ( - قرآن كريم ( - ( - - ((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - - (( - - - - - - - - رضي الله عنهم - - ( - } - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - )) [آل عمران:151].
ويضيف الدكتور ضميرية في كتابه (يسألونك عن الإرهاب) بعد استعراضه لهذه الآيات فيقول: (وبقي بعد هذه الآيات آية كريمة واحدة قد يتأوَّلُها بعضهم على وجهٍ يحلو له أن يفهم منه معنىً مريباً من المعاني التي أُلبست لهذه الكلمة في الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين باسم محاربة الإرهاب، ولذلك نخصها بوقفة أخرى سريعة نستجلي فيها المعنى من خلال السياق.
فقد جاءت كلمة «ترهبون» في آية كريمة واحدة، في سياق الأمر بإعداد العُدَّة من السلاح ونحوه لتخويف الكفار والمنافقين، الذين نخاف خيانتهم وغدرهم ونقضهم للعهود والمواثيق.(1/72)
قال الله تعالى: (( } تمت ( { { - - ( ( تمت - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - ( تمهيد ( - - ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - * - ((( - { - - - - المحتويات - - رضي الله عنهم - - (- رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( { ( تم بحمد الله { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - - قرآن كريم ((( { - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه -( - (( (- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - { - - - ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( { ( - - رضي الله عنه - - * - } تم بحمد الله ( - - ( ( المحتويات ( - } { - ( - { ( الله - - - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - ( - - - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( صدق الله العظيم } تم بحمد الله ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - - } - - رضي الله عنه - - * - } تم بحمد الله ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله صدق الله العظيم ( تم بحمد الله تم بحمد الله الله ( قرآن كريم - - - { - رضي الله عنه - الله أكبر - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - الله أكبر - - - ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - - ( { - - فهرس - - رضي الله عنه -( - ( - - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - - } تمت ( { { - - - - صدق الله العظيم - - (- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه -(((- جل جلاله -(( - - - - ( - - - * - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم(1/73)
- } (- رضي الله عنه -( - - (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - } - ( قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - - ( المحتويات ( - } - ( { - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - * } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - } تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - (- رضي الله عنه - - ( - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - { قرآن كريم ( - (( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - رضي الله عنه - - ( - - ( - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - - صدق الله العظيم ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( - فهرس - (( - - ( - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - ( - - - ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - )) [الأنفال: 55-60].(1/74)
يقول شيخ المفسِّرين، الإمام الطبري- رحمه الله- في تأويل الآية الأخيرة: وأعدِّوا لهؤلاء الذين كفروا بربهم، الذين بينكم وبينهم عهد، إذا خفتم خيانتهم وغدرهم ، أيها المؤمنون بالله ورسوله (( - } تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - (- رضي الله عنه - - ( - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - { قرآن كريم ( - )) يقول: ما أطقتم أن تُعِدُّوه لهم من الآلات التي تكون قوة لكم عليهم، من السلاح والخيل (( - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - )) يقول: تخيفون بإعدادكم ذلك عدو الله وعدوكم من المشركين. ونقل عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: (( - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - )) قال: تُخزون به عدو الله وعدوكم(1).
وقال العلاّمة المفسِّر البِقَاعيُّ: (( - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - )) : تخوّفون تخويفاً عظيماً باهراً، يؤدي إلى الهرب، على ما أجريت العوائد، (( (( مقدمة ( - )) أي بذلك الذي أمرتكم به؛ من المستطاع أو من الرباط، (( } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - )) أي عدو الله الذي له العظمة كلها، لأنه الملك الأعلى (( ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - )) عدو المجاهدين و (( - رضي الله عنه -((( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - )) وترهبون به آخرين. ويحمل على المنافقين(2).
وقال عبدُ الحقِّ بنُ عطية الأندلسيُّ في تفسيره:
__________
(1) انظر: تفسير الطبري 14/31-40.
(2) تفسير البقاعي 8/314.(1/75)
(الخطاب في هذه الآية لجميع المؤمنين، والضمير في قوله تعالى (لهم) عائد على الذين ينبذ إليهم العهد، أو على الذين لا يُعجزون- على تأويل من تأول ذلك في الدنيا- ويحتمل أن يعود على جميع الكفار المأمور بحربهم في ذلك الوقت، ثم استمرت الآية في الأمة عامة، إذ الأمر قد توجَّه بحرب جميع الكفار ) (1) أ.هـ(2)
وأختم الكلام عن آيات الأنفال السابقة ببعض المقتطفات التي ذكرها سيد قطب رحمه الله تعالى عند هذه الآيات حيث يقول: (هذه الآيات كانت تواجه حالة قائمة بالفعل في حياة الجماعة المسلمة، عند نشأة الدولة المسلمة بالمدينة. وتزود القيادة المسلمة بالأحكام التي تواجه بها هذه الحالة.
وهي تمثل إحدى قواعد العلاقات الخارجية بين المعسكر المسلم وما حوله من المعسكرات الأخرى، ولم تدخل عليها إلا تكميلات وتعديلات جانبية فيما بعد، ولكنها ظلت إحدى القواعد الأساسية في المعاملات الإسلامية الدولية.
__________
(1) المحرر الوجير 6/356.
(2) يسألونك عن الإرهاب ص26-28.(1/76)
إنها تقرر إمكان إقامة عهود تعايش بين المعسكرات المختلفة؛ ما أمكن أن تصان هذه العهود من النكث بها؛ مع إعطاء هذه العهود الاحترام الكامل والجدية الحقيقية(1). فأما إذا اتخذ الفريق الآخر هذه العهود ستاراً يدبر من ورائه الخيانة والغدر؛ ويستعد للمبادأة والشر؛ فإن للقيادة المسلمة أن تنبذ هذه العهود، وتعلن الفريق الآخر بهذا النبذ؛ وتصبح مطلقة اليد في اختيار وقت الضربة التالية للخائنين الغادرين.. على أن تكون هذه الضربة من العنف والشدة بحيث ترهب كل من تحدثه نفسه بالتعرض للمجتمع المسلم سراً أو جهراً! فأما الذين يسالمون المعسكر الإسلامي؛ ويريدون عدم التعرض للدعوة الإسلامية، أو الحيلولة دون وصولها إلى كل مسمع؛ فإن للقيادة المسلمة أن توادعهم ما دام ظاهرهم يدل على أنهم يجنحون إلى السلم ويريدونها... ولفظ «الدواب» وإن كان يشمل كل ما دب على الأرض، فيشمل الأناسي فيما يشمل. إلا أنه- كما أسلفنا- يلقي ظلاً خاصاً حين يطلق على الآدميين.. ظل البهيمة.. ثم يصبح هؤلاء الآدميون شر البهيمة التي تدب على الأرض! وهؤلاء هم الذين كفروا حتى بلغ بهم الكفر ألا يصير حالهم إلى الإيمان! وهم الذين ينقضون عهدهم في كل مرة ولا يتقون الله في مرة!...
هؤلاء الذين لا يستطيع أحد أن يطمئن إلى عهدهم وجوارهم.. جزاؤهم هو حرمانهم الأمن كما حرموا غيرهم الأمن؛ وجزاؤهم هو تخويفهم وتشريدهم، والضرب على أيديهم بشدة لا ترهبهم وحدهم، إنما ترهب من يتسامع بهم ممن وراءهم من أمثالهم. والرسول × ومن بعده من المسلمين، مأمورون- إذا التقوا بأمثال هؤلاء في القتال- أن يصنعوا بهم ذلك الصنيع.
__________
(1) لا يقصد هنا العهوداً الدائمة وإنما العهود المؤقتة أو المطلقة ريثما يكون بالمسلمين قوة لاعلاء كلمة الله في كل مكان.(1/77)
(( - } تم بحمد الله ( - - ( ( المحتويات ( - } { - ( - { ( الله - - - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - ( - - - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( صدق الله العظيم } تم بحمد الله ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - - } - - رضي الله عنه - - ))
وإنه لتعبير عجيب، يرسم صورة للأخذ المفزع، والهول المرعب، الذي يكفي السماع به للهرب والشرود. فما بال من يحل به هذا العذاب الرعيب؟ إنها الضربة المروعة يأمر الله تعالى رسوله × أن يأخذ بها هؤلاء الذين مردوا على نقض العهد، وانطلقوا من ضوابط الإنسان، ليؤمن المعسكر الإسلامي أولاً، وليدمر هيبة الخارجين عليه أخيراً؛ وليمنع كائناً من كان أن يجرؤ على التفكير في الوقوف في وجه المد الإسلامي من قريب أو من بعيد.
إنها طبيعة هذا المنهج التي يجب أن تستقر صورتها في قلوب العصبة المسلمة. إن هذا الدين لابد له من هيبة، ولا بد له من قوة، ولا بد له من سطوة، ولابد له من الرعب الذي يزلزل الطواغيت حتى لا تقف للمد الإسلامي، وهو ينطلق لتحرير «الإنسان» في «الأرض» من كل طاغوت. والذين يتصورون أن منهج هذا الدين هو مجرد الدعوة والتبليغ، في وجه العقبات المادية من قوى الطاغوت، هم ناس لا يعرفون شيئاً عن طبيعة هذا الدين!
وهذا هو الحكم الأول يتعلق بحالة نقض العهد فعلاً مع المعسكر الإسلامي؛ وما ينبغي أن يتبع في ضرب الناقضين للعهد وإرهابهم وإرهاب من وراءهم بالضربة القاصمة المروعة الهائلة.
فأما الحكم الثاني فيتعلق بحالة الخوف من نقض العهد وتوقع الخيانة؛ وذلك بظهور أفعال وأمارات تدل على أن القوم يهمون بنقض العهد فعلاً:(1/78)
(( - } تم بحمد الله ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله صدق الله العظيم ( تم بحمد الله تم بحمد الله الله ( قرآن كريم - - - { - رضي الله عنه - الله أكبر - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - الله أكبر - - - ( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - - ( { - - فهرس - - رضي الله عنه -( - ( - - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - - } تمت ( { { - - - - صدق الله العظيم - - (- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه -(((- جل جلاله -(( - - - - ( - - - ))
إن الإسلام يعاهد ليصون عهده؛ فإذا خاف الخيانة من غيره نبذ العهد القائم جهرة وعلانية؛ ولم يخن ولم يغدر؛ ولم يغش ولم يخدع؛ وصارح الآخرين بأنه نفض يده من عهدهم. فليس بينه وبينهم أمان... وبذلك يرتفع الإسلام بالبشرية إلى آفاق من الشرف والاستقامة، وإلى آفاق من الأمن والطمأنينة.. إنه لا يبيت الآخرين بالهجوم الغادر الفاجر وهم آمنون مطمئنون إلى عهود ومواثيق لم تنقض ولم تنبذ؛ ولا يروع الذين لم يأخذوا حذرهم حتى وهو يخشى الخيانة من جانبهم.. فأما بعد نبذ العهد فالحرب خدعة، لأن كل خصم قد أخذ حذره؛ فإذا جازت الخدعة عليه فهو غير مغدور به إنما هو غافل! وكل وسائل الخدعة حينئذ مباحة لأنها ليست غادرة!
إن الإسلام يريد للبشرية أن ترتفع؛ ويريد للبشرية أن تعف؛ فلا يبيح الغدر في سبيل الغلب؛ وهو يكافح لأسمى الغايات وأشرف المقاصد؛ ولا يسمح للغاية الشريفة أن تستخدم الوسيلة الخسيسة...
وفي مقابل هذه الصناعة وهذه النظافة يعد الله المسلمين النصر، وَيُهوِّن عليهم أمر الكفار والكفر!(1/79)
(( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (- رضي الله عنه -( - - (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - } - ( قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - - ( المحتويات ( - } - ( { - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - ))
فتبييتهم الغدر والخيانة لن يمنحهم فرصة السبق، لأن الله لن يترك المسلمين وحدهم، ولن يفلت الخائنين لخيانتهم. والذين كفروا أضعف من أن يعجزوا الله حين يطلبهم، وأضعف من أن يعجزوا المسلمين والله ناصرهم.
فليطمئن أصحاب الوسائل النظيفة - متى أخصلوا النية فيها لله- من أن يسبقهم أصحاب الوسائل الخسيسة. فإنما هم منصورون بالله الذي يحققون سنته في الأرض، ويعلون كلمته في الناس، وينطلقون باسمه. يجاهدون ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده بلا شريك.
ولكن الإسلام يتخذ للنصر عدته الواقعية التي تدخل في طوق العصبة المسلمة؛ فهو لا يعلق أبصارها بتلك الآفاق العالية إلا وقد أمن لها الأرض الصلبة التي تطمئن عليها أقدامها؛ وهيأ لها الأسباب العملية التي تعرفها فطرتها وتؤيدها تجاربها؛ وإلا إذا أعدها هي للحركة الواقعية التي تحقق هذه الغايات العلوية:(1/80)
(( } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - } تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - (- رضي الله عنه - - ( - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - { قرآن كريم ( - (( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - رضي الله عنه - - ( - - ( - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - - صدق الله العظيم ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( - فهرس - (( - - ( - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { (( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( - (( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - ( - - - ( { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - ))(1/81)
فالاستعداد بما في الطوق فريضة تصاحب فريضة الجهاد؛ والنص يأمر بإعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها؛ ويخص «رباط الخيل» لأنه الأداة التي كانت بارزة عند من كان يخاطبهم بهذا القرآن أول مرة.. ولو أمرهم بإعداد أسباب لا يعرفونها في تلك الحين مما سيجد مع الزمن لخاطبهم بمجهولات محيرة- تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- والمهم هو عموم التوجيه:
(( } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - } تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - (- رضي الله عنه - - ( - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - { قرآن كريم ( - ))
إنه لابد للإسلام من قوة ينطلق بها في «الأرض» لتحرير «الإنسان».. وأول ما تصنعه هذه القوة في حقل الدعوة: أن تؤمن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها؛ فلا يصدوا عنها، ولا يفتنوا كذلك بعد اعتناقها.. والأمر الثاني : أن ترهب أعداء هذا الدين فلا يفكروا في الاعتداء على «دار الإسلام» التي تحميها تلك القوة.. والأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء أن لا يفكروا في الوقوف في وجه المد الإسلامي، وهو ينطلق لتحرير «الإنسان» كله في «الأرض» كلها.. والأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة الألوهية، فتحكم الناس بشرائعها هي وسلطانها؛ ولا تعترف بأن الألوهية لله وحده؛ ومن ثم فالحاكمية له وحده سبحانه...(1/82)
وينبغي للمسلم ألا يتمتم ولا يجمجم وهو يعلن هذه الحقيقة الكبيرة.. ينبغي ألا يستشعر الخجل من طبيعة منهجه الرباني.. وينبغي أن يذكر أن الإسلام حين ينطلق في الأرض إنما ينطلق لإعلان تحرير الإنسان بتقرير ألوهية الله وحده، وتحطيم ألوهية العبيد! إنه لا ينطلق بمنهج من صنع البشر؛ ولا لتقرير سلطان زعيم، أو دولة، أو طبقة، أو جنس! إنه لا ينطلق لاسترقاق العبيد ليفلحوا مزارع الأشراف كالرومان؛ ولا لاستغلال الأسواق والخامات الرأسمالية الغربية؛ ولا لفرض مذهب بشري من صنع بشر جاهل قاصر كالشيوعية وما إليها من المذاهب البشرية.. إنما ينطلق بمنهج من صنع الله العليم الحكيم الخبير البصير؛ ولتقرير ألوهية الله وحده وسلطانه لتحرير «الإنسان» في «الأرض» من العبودية للعبيد..
هذه هي الحقيقة الكبيرة التي يجب أن يدركها المهزومون الذين يقفون بالدين موقف الدفاع؛ وهم يتمتمون ويجمجمون للاعتذار عن المد الإسلامي! والجهاد الإسلامي.
ويحسن أن نعرف حدود التكليف بإعداد القوة. فالنص يقول:
(( } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - } تم بحمد الله بسم الله الرحمن الرحيم ( - (( - (- رضي الله عنه - - ( - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - { قرآن كريم ( - ))
فهي حدود الطاقة إلى أقصاها. بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها. كذلك يشير النص إلى الغرض الأول من إعداد القوة.(1/83)
(( - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - - صدق الله العظيم ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( - فهرس - (( - - ( - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - ))
فهو إلقاء الرعب والرهبة في قلوب أعداء الله الذين هم أعداء العصبة المسلمة في الأرض. الظاهرين منهم الذين يعلمهم المسلمون؛ ومن وراءهم ممن لا يعرفونهم، أو لم يجهروا لهم بالعداوة، والله يعلم سرائرهم وحقائقهم. وهؤلاء ترهبهم قوة الإسلام ولو لم تمتد بالفعل إليهم.. والمسلمون مكلفون أن يكونوا أقوياء.. وأن يحشدوا ما يستطيعون من أسباب القوة ليكونوا مرهوبين في الأرض؛ ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون الدين كله لله) (1) أ.هـ
وأما الأحاديث الواردة في ذكر الرهبة وما في معناها: فأذكر منها ما يلي:
الحديث الأول: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال، قال النبي × (( إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به)) قال فرددتها على النبي × فلما بلغت اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت ورسولك قال ((لا ونبيك الذي أرسلت)) (2).
__________
(1) في ظلال القرآن 3/1539-1543 باختصار.
(2) رواه مسلم 4885،4884.(1/84)
الحديث الثاني: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الناس سألوا نبي الله × حتى أحفوه بالمسألة، فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال (( سلوني لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمرٍ قد حضر قال أنس فجعلت ألتفت يمينا وشمالاً فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل من المسجد كان يلاحى فيدعى لغير أبيه فقال يانبي الله من أبي قال أبوك حُذافة ثم أنشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، عائذا بالله من سوء الفتن فقال رسول الله × (( لم أر كاليوم قط في الخير والشر إني صورت لي الجنة والنار فرأيتهما دون هذا الحائط)) (1).
الحديث الثالث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله × (( ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجلٍ، ولا يباعد من رزقٍ أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم)) (2).
الحديث الرابع: عن أبي بردة رضي الله عنه قال: مررت بالربذة فإذا فسطاط فقلت لمن هذا؟ فقيل لمحمد بن مسلمة فاستأذنت عليه فدخلت عليه فقلت رحمك الله إنك من هذا الأمر بمكانٍ، فلو خرجت إلى الناس فأمرت ونهيت فقال إن رسول الله × قال (( إنه ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدا فاضرب به عرضه، واكسر نبلك، واقطع وترك، واجلس في بيتك)) ، فقد كان ذلك وقال يزيد مرة: فاضرب به حتى تقطعه ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو يعافيك الله عز وجل فقد كان ما قال رسول الله ×، وفعلت ما أمرني به ثم استنزل سيفا كان معلقا بعمود الفسطاط فاخترطه فإذا سيف من خشب فقال قد فعلت ما أمرني به رسول الله × واتخذت هذا أرهب به الناس»(3).
__________
(1) البخاري (93) والترمذي (3056).
(2) رواه أحمد 3/50 وصحح إسناده أحمد شاكر (11494).
(3) ابن ماجه في الفتن (3962) وصححه الألباني ورواه أحمد واللفظ له 3/493.(1/85)
الحديث الخامس: عن عبد الله بن خباب بن الأرت عن أبيه قال صلى رسول الله × (( صلاة، فأطالها قالوا يارسول الله صليت صلاة لم تكن تصليها قال أجل إنها صلاة رغبة ورهبة. إني سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها)) (1).
الحديث السادس: عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال النبي × لأبي (( ياحصين كم تعبد اليوم إلها قال أبي: سبعة. ستة في الأرض وواحدا في السماء. قال فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء. قال: ياحصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك قال فلما أسلم حصين قال يارسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني فقال قل اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي)) (2).
الحديث السابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي × قال: (( يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا)) (3).
الحديث الثامن: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي × كان يقول في دعائه : (( رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي. رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطيعاً، إليك مخبتاً، إليك أواها منيبا. رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، واهد قلبي وسدد لساني، وثبت حجتي واسلل سخيمة قلبي)) (4).
__________
(1) رواه الترمذي (2675) وقال حسن غريب.
(2) رواه الترمذي (3483) وقال حسن غريب.
(3) البخاري (6522).
(4) رواه ابن ماجه وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (3081).(1/86)
الحديث التاسع: عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي × قال: (( عجب ربنا عز وجل من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحيه إلى صلاته، فيقول ربُّنا أيا ملائكتي انظروا إلى عبدي ثار من فراشه، ووطائه ومن بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله عز وجل، فانهزموا فعلم ما عليه من الفرار، وماله في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي حتى أهريق دمه)) (1).
الحديث العاشر: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله × : (( عليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام)) (2).
وبعد استعراض الآيات والأحاديث السابقة نخلص إلى معنى الرهبة وما في معناها في الكتاب والسنة حيث أنها تدور حول الخوف من الله عز وجل ومن عقابه وهي بذلك تكون عبادة لله عز وجل يتعبد العبد بها لله تعالى وهي مما يمدح الله عز جل عباده المؤمنين وأوليائه المتقين. ومن ذلك (( عليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام)) .
كما أنها تأتي بمعنى الخوف من المخلوق أو إخافة المخلوق كما جاء في حديث أبي بردة في اتخاذه سيف من خشب يرهب به من يريد به شرا وذلك أيام الفتن، وكما جاء في حديث أبي سعيد السابق ((لا يمنعن أحدكم رهبة الناس..))
__________
(1) رواه أحمد (3949) وقال شاكر إسناده صحيح.
(2) رواه أحمد 3/82 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4/215: ورجاله ثقات.(1/87)
وتأتي بمعنى الخوف الطبيعي كما في قوله تعالى (( ( المحتويات ( - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - درهم ( - - - ( { - درهم - رضي الله عنهم - فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - { - - - - )) وغالب استعمالها في القرآن الكريم في الخوف من الله تعالى خشية منه سبحانه ومن عقابه كما جاءت في إرهاب الكفار المحاربين وإخافتهم ليرتدعوا وليرتدع من خلفهم من الكفار عن الإضرار بالمسلمين أو الوقوف في طريق نشر الحق والتوحيد وقد سبق التفصيل في هذا الأمر عند قوله تعالى (( - - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - (( مقدمة ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات ( - } - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - )) وبالجملة فهذه معاني الرهبة في الكتاب والسنة. ولم يرد في الكتاب والسنة أي إشارة إلى شيء من المعاني التي يلبسها الناس اليوم لهذه الكلمة أو يسقطونها عليها عندما يستعملونها بصيغة الإرهاب التي لا يوجد لها أي ذكر في القرآن الكريم ولا في الحديث الصحيح أو غير الصحيح، كما أن كتب اللغة تكاد تخلو من هذه الصيغة التي لم تشتهر وتدرج على الألسنة والأقلام إلا في الآونة الأخيرة، وفي أعقاب وقائع وحوادث معينة. ولذلك يجدر التأكيد على الفرق الكبير بين المعنى اللغوي والقرآني للكلمة وبين المعنى السياسي والاجتماعي المأخوذ عن اللغات الأجنبية(1).
المبحث الثاني
الأمن عند الموت وبعده
__________
(1) انظر (يسألونك عن الإرهاب) ص29.(1/88)
مر بنا قوله تعالى: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الأنعام: 83]، وفهمنا من هذه الآية أن الأمن والإهتداء في الدنيا والآخرة لا يكونان إلا لمن آمن بالله ووحده، وأطاعه، ولم يلبس إيمانه بظلم. ولكن الناس يتفاوتون في هذا الأمن والاهتداء حسب تحقيقهم للإيمان وخلوصهم من الظلم. فإن خلص الإيمان من الشرك الأكبر الذي هو أعظم الظلم، وخلص من ظلم العباد، وخلص من ظلم العبد لنفسه بما دون الشرك من الكبائر والمعاصي وذلك باجتنابها أو التوبة الصادقة منها قبل الموت؛ فإن هذا الصنف من الناس يحصلون على الأمن التام في الدنيا وعند الموت وبعد الموت في البرزخ ويوم القيامة. وهم الذين وصفهم الله عز وجل بقوله: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - ( المحتويات ( - - { (- عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - - ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - رضي الله عنه -((( تمهيد ( - - - ( - - - قرآن كريم ( - قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( } - قرآن كريم ( - ( - ( - - - - { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( - - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( بسم الله الرحمن(1/89)
الرحيم ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - )) [النحل:32] وبقوله تعالى: (( } تمت ( { - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - - - - - - جل جلاله - - - - عليه السلام - - ( - - - { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم } - قرآن كريم ( - ( - { - رضي الله عنه - - ( - - - ( - } - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( { - تمهيد (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - صدق الله العظيم - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( الله أكبر - رضي الله عنه - - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله } - - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { } - جل جلاله - { - ( - - - ( - (( - { - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( قرآن كريم ( - ( صدق الله العظيم (- رضي الله عنه - صدق الله العظيم - عز وجل - ( المحتويات ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - (( ( - - قرآن كريم - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - } ( المحتويات ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - (( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنه - - (( فهرس - ( المحتويات ( - ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - - - عليه السلام -- صلى الله(1/90)
عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - (( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (( - - - - - صدق الله العظيم ( - ( الله أكبر ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - قرآن كريم (( - ( - - (( مقدمة { - )) [فصلت: 30-32].
أما إذا شاب الإيمان شيء من الظلم، فينظر إلى هذا الظلم فإن كان من الظلم الأكبر الذي هو الشرك بالله عز وجل، فإن صاحبه محروم من مطلق الأمن في الدنيا والآخرة؛ فلا يشعر في الدنيا بأمن ولا سعادة ولا طمأنينة لفقده الإيمان. ولا ينعم بالأمن عند موته، بل تغشاه كرب الموت وغمراته وزجر ملائكة العذاب وضربهم له كما قال تعالى: (( ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - - - - ( - ( { - ((- عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - قرآن كريم ( - ( - (( - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - (- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - - (- رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عز وجل - - - - - رضي الله عنه -( ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - )) [الأنفال: 50] ولا يؤمنون في قبروهم بل الفزع والعذاب المؤلم إلى يوم القيامة (( ( - - } - جل جلاله - - - - - - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - ((( - - { - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - - صلى الله عليه وسلم -( - (( - - - ((- رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -(1/91)
( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم ( { - - ( { - رضي الله عنه -( - - - - - - } - ( قرآن كريم ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( - - ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(( - (( - - - { - صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - - رضي الله عنهم -(( - - - )) [غافر:46] ويوم القيامة يحزنهم الفزع الأكبر، ويدخلون دار الشقاء والخوف والعذاب الأليم.
أما إذا كان هذا الظلم ما دون الشرك الأكبر كمظالم العباد، أو الكبائر والمعاصي التي مات العبد وهو مصر عليها، فإن هذا يحصل له الأمن في نهاية المطاف بدخوله الجنة دار الأمن والسلم بما معه من الإيمان والتوحيد والعمل الدال على صدق إيمانه؛ لكنه معرض للمخاوف والعذاب في البرزخ ويوم القيامة، حتى يتطيب ويزول خبثه، ويتهيأ لدخول الجنة دار الطيبين، لأن الجنة لا يدخلها إلا طيبا قال تعالى عن أهل الجنة: (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - (( - - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - ( - ( - - - - ( - رضي الله عنه -((( - ( - (- رضي الله عنهم - - )) [الزمر:73]. وقد يدرك العبد الظالم لنفسه ظلما دون الشرك أحد الأسباب التي تحول بينه وبين عقوبة ذنوبه فلا يعذب. ومن هذه الأسباب ما ذكرها شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى بقوله:
«على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب:(1/92)
أحدها: التوبة: وهذا متفق عليه بين المسلمين؛ قال تعالى: (( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - صلى الله عليه وسلم - - } - ( قرآن كريم ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - { - - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - - ( { - رضي الله عنه - - - { - رضي الله عنه - - ( قرآن كريم ( - - - - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( (( فهرس ( - - - رضي الله عنه - - (( ( - ( } ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد ( - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - { قرآن كريم ( - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - )) [التوبة:104]..
السبب الثاني: الاستغفار لقوله × : ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم)).(1)..
السبب الثالث: الحسنات الماحية كما قال تعالى: (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - ( - فهرس (- رضي الله عنه - - - ( ( - - { - } { - - - - - ( - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( - { - - - - } تمت ( { ( تمهيد (- عليه السلام - - - - { - رضي الله عنه -( - - - - رضي الله عنه -(((( - ( - ( - ( المحتويات - - رضي الله عنه -(( - - - - - - - )) [هود:114] وقال × : ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) (2)..
__________
(1) البزار (3247) وقال الهيثمي في المجمع 10/215 رجاله ثقات وصححه الألباني في السلسلة (970).
(2) مسلم في الطهارة (233).(1/93)
السبب الرابع: دعاء المؤمنين للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله × يقول: ((ما من رجل يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه)) (1)...
وهذا دعاء له بعد الموت، فلا يجوز أن تحمل المغفرة على المؤمن التقي الذي اجتنب الكبائر. وكفرت عنه الصغائر وحده، فإن ذلك مغفور له عند المتنازعين، فعلم أن هذا الدعاء من أسباب المغفرة للميت.
السبب الخامس: ما يعمل للميت من أعمال البر كالصدقة ونحوها...
السبب السادس: شفاعة النبي × وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة مثل قوله × في الحديث الصحيح: (( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) (2)...
السبب السابع: المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا، كما في الصحيحين عنه × أنه قال: ((ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى – حتى الشوكة يشاكها- إلا كفر الله بها من خطاياه))(3).
السبب الثامن: ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة؛ فإن هذا مما يكفر به الخطايا.
السبب التاسع: أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.
السبب العاشر: رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد(4).
تنبيه مهم:
__________
(1) مسلم في الجنائز (948).
(2) أحمد 3/213 والترمذي (2430) وقال حسن صحيح.
(3) البخاري (5641) ومسلم (2573).
(4) مجمع الفتاوى 7/487-501 (باختصار).(1/94)
دأب كثير من الناس في حديثه عن الأمن اقتصاره في ذلك على الأمن في الحياة الدنيا، وعدم التطرق عند الحديث عن الأمن عن أمن الآخرة وأهوالها، ولا عن أمن القبر ونعيمه وعذابه ولذا يحرص أكثر الناس اليوم على توفير الأمن في حياتهم الدنيا وبخاصة على النفس والأهل والمال والعرض، ويبذلون ما في وسعهم من الأسباب لتحقيق السلام والأمن والسعادة في حياتهم الدنيا. والقليل القليل منا من يوجه همه وتفكيره وحركته للفوز بالأمن الحقيقي والسلام السرمدي يوم يبعث الله من في القبور ويحصل ما في الصدور (( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم ( { - - ( { - رضي الله عنه -( - - - - - - - - ((- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - - قرآن كريم ( - { - - (- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - )) [الروم:14] فريق في الجنة آمنون سالمون منعمون أبد الآباد، وفريق في السعير معذبون مكروبون لا يموتون فيها، وما هم منها بمخرجين أبد الآباد. قال الله تعالى: (( - رضي الله عنه -((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - - - - رضي الله عنه -( المحتويات ( - ( - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (((( - تم بحمد الله } تمت ( { - - - - - - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( - - - عليه السلام - - ( - ( - - ( - تمت قرآن كريم ( تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله )) [المعارج: 28،27] وقال سبحانه: (( صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - - - - ( - ( - - (( ( - - } - - - - ( - ( - - رضي الله عنهم - - بسم الله الرحمن الرحيم - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم } تم بحمد الله ( - ( - ( -(1/95)
- رضي الله عنه - - - - جل جلاله - - ( تم بحمد الله - - عليه السلام -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( { ( - - - )) [فصلت: 40]. فأي الدارين أحق بتوفير الأمن فيها أدار الدنيا الفانية الزائلة بأفراحها وأتراحها، أم الدار الباقية السرمدية بنعيمها أو عذابها؟ لاشك أن منطق الشرع والعقل يؤثر الآخرة على الأولى. والعاقل من مهد لنفسه ليرتاح الراحة التامة الكاملة الأبدية في دار الخلد والسلام. والعاجز الأحمق من غفل عن ما بعد الموت وعن اليوم الآخر وانشغل بدنياه الفانية الزائلة عما وراءه من الأهوال والأفزاع والحساب والعذاب (( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - - ((- رضي الله عنه - - ((( - { الله أكبر ( الله - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( مقدمة - ( - - صلى الله عليه وسلم - - (( مقدمة ( } تم بحمد الله ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - رضي الله عنه - - ( - ( - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - - ( - ( - - - ( المحتويات ( - ( { ( } تم بحمد الله - - ((- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( تمت ( - - { ( مقدمة - ( - ((( - )) [عبس: 34-37] و)) - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - الله أكبر (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنه - - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - ( - - { - رضي الله عنهم -(((( - ( تم بحمد الله - - - - - رضي الله عنه -( ( تمهيد - رضي الله عنهم(1/96)
-( - (( - - صلى الله عليه وسلم - - (( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - ( المحتويات - - - - - ( - - رضي الله عنهم - مقدمة - - رضي الله عنهم - - فهرس - ( - - قرآن كريم - - رضي الله عنه - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { } - } - - - - - - - رضي الله عنه - - ( - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - رضي الله عنه - - ( - - ( - ( - - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عز وجل - - - - - رضي الله عنه -( ( - - - ( - - ( - - { (( [الحج:2].
والعجب كل العجب أنه مع كل هذا التذكير، والتنبيه والتحذير من ربنا الرحمن الرحيم من هذا اليوم العصيب، وأثره على أمن مستقبلنا الأبدي، إلا أن حالنا في هذا الزمان حال الغافل اللاهي عن كل هذه التحذيرات، فلا تكاد تجد منا- إلا من رحم الله- إلا من هو منشغل بالتفاهات من هذه الدنيا الدنية، قد استهلكت عليه وقته، وأصبح في دوامة مستمرة منذ أن يصبح وحتى ينام آخر الليل.
وما هنالك أشد من مرض الغفلة، ولكن الأدهى والأمر أن يكون المرء من أهل الغفلة وهو لا يشعر بذلك، وهذه الحالة – والعياذ بالله- قد تتحول إلى جمود وتحجر وقسوة، ثم إلى لجاج وعناد.
وإذا كان الكتاب والسنة قد اهتما غاية الاهتمام بتفاصيل هذا اليوم المشهود، وخوفا منه ومن أهواله، فإنه من الحمق والجهل أن لا نهتم بما اهتم به كتاب ربنا – سبحانه- وسنة نبينا محمد ×.(1/97)
والدليل على هذا الحمق أن نجد الكثير منا – إلا من رحم الله- يكد ويتعب من أجل مستقبل قريب يسعى – بزعمه – لتأمينه، وهذا المستقبل بالإضافة إلى ما قد مرّ من عمرْ الإنسان لا يتعدى في الغالب الستين أو السبعين سنة، وقليل من يتجاوز ذلك، ولنفرض أنه مائة أو أكثر، فماذا يساوي بالنسبة إلى المستقبل البعيد الأبدي السرمدي والذي لا نهاية له؟ إنه لا يساوي شيئاً، فلماذا نحن بأمن المستقبل القريب الفاني مشتغلون وعليه مثابرون، وعن أمن مستقبلنا الأبدي السرمدي منشغلون ولاهون؟ إنه لابد من وقفة محاسبة وتأمل.
إن أعظم قضية يجب أن ينشغل بال كل واحد منا بها هي: قضية وجوده وحياته والغاية منها، وقضية مستقبله ومصيره وشقائه وسعادته فيه؛ فلا يجوز أن يتقدم ذلك شيء مهما كان شأنه، فكل أمر دونه صغير، وكل خطب سواه حقير، وهل هناك خطب أعظم وأفظع من أن يخسر الإنسان نفسه وأهله ويخسر سعادته وسعادتهم؟! فماذا بقى له بعد ذلك! وما قيمة الدنيا الفانية وزخرفها وزينتها وراء ذلك؟ قال تعالى: )) ( - ( - } تمت ( { - صدق الله العظيم - ( - ( - ( - - ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( - - } (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( { ( - - - - - صدق الله العظيم - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - - (((( - ( - ( - - - (( [الزمر:15].
ولو لم يكن في انتظارنا إلا الموت وسكراته وغصصه لكفى به واعظاً ومكدِّراً، فكيف ووراءه يوم البعث والحساب والجزاء والجنة أو النار.(1/98)
يومٌ تحار فيه العقول، وتذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، ويكون الولدان فيه شيباً. فاللهم اجعلنا في ذلك اليوم من الآمنين.
ولا يفهم مما سبق أن لا يهتم المسلم بدنياه، والأخذ بأسباب الأمن والسلامة فيها؛ وإنما كان المقصود أن لا ننسى ولا نغفل عن الأمن الأبدي الحقيقي وهو الأمن يوم القيامة، وأن يكون اهتمامنا وسعينا لأن نكون من الآمنين في الدار الآخرة أكبر وأشد من سعينا لذلك في الدنيا الفانية الزائلة. مع أن طاعة الله عز وجل وخوف اليوم الآخر يحصل بهما الأمن في الدنيا قبل الآخرة كما سبق بيانه. إذن فالأمن في الدارين مصدرهما طاعة الله وتوحيده واتقاء مساخطه، وأسباب عقابه.(1/99)
وأرى في هذا المقام أن أعيد ما نقلته سابقاً عن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عند قوله عز وجل: )) ( المحتويات ( فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - مقدمة (( [مريم:15] ثم تكرار هذا مع عيسى عليه الصلاة والسلام في قوله: (( ( المحتويات ( فهرس - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - المحتويات - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة )) [مريم: 33] لمناسبته المقام.
قال رحمه الله تعالى: (قيل : ما الحكمة في تقييد السلام في قصتي يحيى والمسيح صلوات الله عليهما بهذه الأوقات الثلاثة؟(1/100)
فسرُّه والله أعلم: أن طلب السلامة يتأكد في المواضع التي هي مظان العطب ومواطن الوحشة، وكلما كان الموضع مظنة ذلك تأكد طلب السلامة، وتعلقت بها الهمة؛ فذكرت هذه المواطن الثلاثة لأن السلامة فيها آكد وطلبها أهم، والنفس عليها أحرص، لأن العبد فيها قد انتقل من دار كان مستقراً فيها، موطن النفس على صحبتها وسكناها إلى دار هو فيها معرض للآفات والمحن والبلاء؛ فإن الجنين من حين خرج إلى هذه الدار انتصب لبلائها، وشدائدها ولأوائها ومحنها، وأفكارها؛ كما أفصح الشاعر بهذا المعنى حيث يقول:
تأمل بكاء الطفل عند خروجه
تجد تحته سراً عجيباً كأنه
وإلا فما يبكيه منها وإنها ... إلى هذه الدنيا إذا هو يولد
بكل الذي يلقاه منها مهدد
لأوسع مما كان فيه وأرغد
ولهذا من حين ابتدرته طعنة الشيطان في خاصرته فبكى لذلك، ولما حصل له من الوحشة بفراق وطنه الأول. وهو الذي أدركه الأطباء والطبائعيون. وأما ما أخبر به الرسول × فليس في صناعتهم ما يدل عليه، كما ليس فيها ما ينفيه فكان طلب السلامة في هذه المواطن من آكد الأمور.
الموطن الثاني: خروجه من هذه الدار إلى دار البرزخ عند الموت ونسبة الدنيا إلى تلك الدار كنسبة داره في بطن أمه إلى الدنيا تقريباً وتمثيلاً، وإلا فالأمر أعظم من ذلك وأكبر. وطلب السلامة أيضاً عند انتقاله إلى تلك الدار من أهم الأمور.
الموطن الثالث: موطن يوم القيامة يوم يبعث الله الأحياء ولا نسبة لما قبله من الدور إليه. وطلب السلامة فيه آكد من جميع ما قبله؛ فإن عطبه لا يستدرك، وعثرته لا تقال، وسقمه لا يداوى، وفقره لا يسد. فتأمل كيف خص هذه المواطن بالسلام لشدة الحاجة إلى السلامة فيها.(1/101)
واعرف قدر القرآن وما تضمنه من الأسرار وكنوز العلم والمعارف التي عجزت عقول الخلائق عن إحصاء عشر معشارها. وتأمل ما في السلام من الزيادة على السلامة من الأنس وذهاب الوحشة، ثم نزل ذلك على الوحشة الحاصلة للعبد في هذه المواطن الثلاثة عند خروجه إلى عالم الابتلاء، وعند معاينته هول المطلع إذا قدم على الله وحيداً مجرداً عن كل مؤنس إلا ما قدمه من صالح عمل، وعند موافاته القيامة مع الجمع الأعظم ليصير إلى إحدى الدارين التي خلق لها، واستعمل بعمل أهلها. فأي موطن آخر يطلب السلامة من هذه المواطن. فنسأل الله السلامة فيها بمنه وكرمه ولطفه وجوده وإحسانه) (1).
وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره عند هذه الآية:
__________
(1) بدائع التفسير 3/135، 136.(1/102)
وقد ذكر عن ابن عيينة في ذلك ما حدثني أحمد بن منصور المروزي(1) قال: أخبرني صدقة بن الفضل(2) عن سفيان بن عيينه قال: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن، يوم ولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال: (( ( المحتويات ( فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - رضي الله عنهم -(( - ( - - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - مقدمة (( (3) [مريم:15].
خاتمة هذا الفصل
__________
(1) في الطبري : (أحمد بن منصور الفيروزي) وهو خطأ والتصحيح من تفسير ابن كثير طبعة الشعب 5/212.
(2) في الطبري: (أخبرني صدقة بن الفضل سمعت إن عطية) هو خطأ، والتصويب من تفسير ابن كثير ط. الشعب 5/212
(3) تفسير الطبري 16/58.(1/103)
وأنهي هذا الفصل بالتمهيد للفصل الذي يليه. وهو الخروج من هذا الفصل بنتيجة مهمة ألا وهي: أن أعدى أعداء البشرية وأظلم الظالمين لها، وأعداء الأمن والسلام هم أولئك الذين يحاربون منهج التوحيد والإيمان أن يستقر في حياة الناس، ويحاربون شريعة الله عز وجل وأحكامها وآدابها أن تستقر في المجتمعات، ويريدون للناس أن لا يأمنوا في دنياهم على أديانهم ولا أنفسهم ولا أعراضهم ولا أموالهم ولا عقولهم. ويريدون لهم الشقاء والعذاب في نار جهنم يوم القيامة، فهؤلاء وأمثالهم يجب مطاردتهم ومحاصرتهم ومجاهدتهم حتى يصبحوا عاجزين عن هذا الظلم والفساد الذي يزاولونه، وأن ترصد لفضحهم وحربهم الأنفس والأموال. وهذا من أعظم غايات الجهاد وهنا أذكر بقول الله تعالى: )) - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - (( [الأنعام: 81] وأخاطب به كل عاقل منصف: أي الفريقين أحق بالأمن، والدعوة إلى الأمن في الدنيا والآخرة؟ أهم دعاة التوحيد والإيمان والفضيلة أم دعاة الشرك والكفر والفساد والرذيلة؟ لقد حسم الله عز وجل الجواب بقوله سبحانه : )) - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم(1/104)
-( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله (( [الأنعام: 82] وأضم إلى آية الأنعام السابقة الآيات التالية والتي يوضح الله عز وجل فيها من هم دعاة الأمن وأهله ومن هم دعاة الشر والعذاب وأهله وأن لا التقاء بينهما. وهي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى تعليق.
يقول الله تعالى: )) ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ( - ( - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم { - } ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( - - (( - - ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ((- رضي الله عنه -( (( [النساء:27].(1/105)
ويقول عز وجل: )) - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - - - - ( تمهيد ( - - ( - ((( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - ( { - رضي الله عنه - تم بحمد الله - } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - - جل جلاله -( تم بحمد الله ( - - تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { - - ( - (( - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنه - تمهيد - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( - ((( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - - ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - ( - (( - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمهيد - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - فهرس - ( { ( - - } - - - - } ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - فهرس - ( { ( { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - رضي الله عنه - - ((((- رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( الله أكبر ( - ( - ( - (( [البقرة: 221].(1/106)
ويقول الله عز وجل عن مؤمن آل فرعون وهو يدعو قومه: )) ( الله ( قرآن كريم - { (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - } - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - فهرس - ( { ( - - } - - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - رضي الله عنه - - ((( - - } ( - - - ( - - - ( - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله { { ( - - - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( - (( بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( - ( } (- رضي الله عنه -(( - - - (( [غافر: 42،41].
وبعد: فأترك التفصيل عن أعداء الأمن والسلام هنا لأتحدث عنه في الفصل الثاني، الذي سأفصل فيه إن شاء الله تعالى الكلام عن هؤلاء الأعداء وأصنافهم وأساليبهم الماكرة الخبيثة أسأل الله عز وجل العون والتوفيق والسداد.
الفصل الثالث
أعداء الأمن والسلام(1/107)
إذا أردنا الوصول إلى توصيف دقيق لأعداء الأمن والسلام؛ فإنه يمكننا القول بأنهم أعداء الله ورسوله الذين يرفضون الإهتداء بهدى الله عز وجل، ودينه الذي ارتضاه للناس كافة والمتمثل في الدين الذي جاء به محمد × من عند الله عز وجل. ألا وهو دين الإسلام عقيدة وشريعة، وهم الذين يصدون الناس عن هذا الدين بالإرهاب تارة، وبالترغيب تارة، وهم الذين يمكرون، ويضللون ويلبسون الحق بالباطل، حتى يخلو الجو لباطلهم وأهوائهم وشهواتهم واستعبادهم لعباد الله عز وجل ليميلوا بهم ميلاً عظيما.
وقد مر بنا في الفصل السابق تلك الصور المضيئة للأمن والسلام والسعادة لمن يعيش في ظل الإسلام، سواء في نفسه أو في بيته أو في مجتمعه أو في دولته وعالمه. كما تبين لنا أيضاً حال من عاش بعيداً عن الإسلام في ظل أهواء البشر، وعبودية بعضهم لبعض من الخوف والقلق، وعدم الأمن في مناحي الحياة كلها وفي ضروريات الإنسان كلها.
فكل من ناصب هذا الدين العداء، وسعى لصد الناس عنه، وحرمهم من نعمة الأمن في ظلاله. وكان سبباً في حلول عقوبة الله عز وجل في الناس سواء في الدنيا أو في الآخرة في عذاب النار، فهو العدو الحقيقي لأمن الناس، وسلامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة؛ سواء كان هذا الصد عسكرياً أو فكرياً أو أخلاقياً، وسواء كان هذا العداء على الدين والأخلاق، أو على الأنفس والأموال والأعراض.
وأجدني في هذا المقام محتاجاً لإعادة الآيات التي ختمت بها الفصل السابق لمناسبتها القوية في هذا المقام، مع ذكر آيات أخرى تشابهها مع التعليق على بعضها بمقتطفات من ظلال القرآن.(1/108)
الآية الأولى: قوله تعالى: (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - - - - ( تمهيد ( - - ( - ((( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - ( { - رضي الله عنه - تم بحمد الله - } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { - - جل جلاله -( تم بحمد الله ( - - تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { - - ( - (( - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنه - تمهيد - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( - ((( - ( - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - - ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - تم بحمد الله ( - ( - - رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - ( - (( - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمهيد - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - فهرس - ( { ( - - } - - - - } ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - فهرس - ( { ( { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - رضي الله عنه - - ((((- رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( الله أكبر ( - ( - ( - } ((( } (- رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام --(1/109)
صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( } - } - جل جلاله - - ( - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - { - - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - )) [البقرة: 221].
(إن طريق المشركين والمشركات إلى النار، ودعوتهم إلى النار، وطريق المؤمنين والمؤمنات هو طريق الله. والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه.. فما أبعد دعوتهم إذن من دعوة الله!
ولكن أويدعو أولئك المشركون والمشركات إلى النار؟ ومن الذي يدعو نفسه أو غيره إلى النار؟!
ولكنها الحقيقة الأخيرة يختصر السياق إليها الطريق! ويبرزها من أولها دعوة إلى النار، بما أن مآلها إلى النار، والله يحذر من هذه الدعوة المردية .. (( ((( } (- رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( } - } - جل جلاله - - ( - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - { - - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - )) فمن لم يتذكر، واستجاب لتلك الدعوة فهو الملوم!) (1).
الآية الثانية: قوله تعالى: (( ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ( - ( - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم { - } ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( - - (( - - ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ((- رضي الله عنه -( )) [النساء:27].
__________
(1) في ظلال القرآن 1/240.(1/110)
فماذا يريد الله بالناس، حين يبين لهم منهجه، ويشرع لهم سنته؟ إنه يريد أن يتوب عليهم. يريد أن يهديهم. يريد أن يجنبهم المزالق. يريد أن يعينهم على التسامي في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة.
وماذا يريد الذين يتبعون الشهوات، ويزينون للناس منابع ومذاهب لم يأذن بها الله، ولم يشرعها لعباده؟ إنهم يريدون لهم أن يميلوا ميلاً عظيماً عن المنهج الراشد، والمرتقى الصاعد والطريق المستقيم.
وفي هذا الميدان الخاص الذي تواجهه الآيات السابقة: ميدان تنظيم الأسرة؛ وتطهير المجتمع؛ وتحديد الصورة النظيفة الوحيدة، التي يحب الله أن يلتقي عليها الرجالُ والنساء؛ وتحريم ما عداها من الصور، وتبشيعها وتقبيحها في القلوب والعيون. في هذا الميدان الخاص ما الذي يريده الله وما الذي يريده الذين يتبعون الشهوات؟
فأما ما يريده الله فقد بينته الآيات السابقة في السورة، وفيها إرادة التنظيم، وإرادة التطهير، وإرادة التيسير، وإرادة الخير بالجماعة المسلمة على كل حال.
وأما ما يريده الذين يتبعون الشهوات فهو أن يطلقوا الغرائز من كل عقال: ديني، أو أخلاقي، أو اجتماعي. يريدون أن ينطلق السعار الجنسي المحموم بلا حاجز ولا كابح، من أي لون كان. السعار المحموم الذي لا يقر معه قلب، ولا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عرض، ولا تقوم معه أسرة. يريدون أن يعود الآدميون قطعاناً من البهائم، ينزو فيها الذكران على الإناث بلا ضابط إلا ضابط القوة أو الحيلة أو مطلق الوسيلة! كل هذا الدمار، وكل هذا الفساد، وكل هذا الشر باسم الحرية، وهي – في هذا الوضع- ليست سوى اسم آخر للشهوة والنزوة!(1/111)
وهذا هو الميل العظيم الذي يحذر الله المؤمنين إياه، وهو يحذرهم ما يريده لهم الذين يتبعون الشهوات. وقد كانوا يبذلون جهدهم لرد المجتمع المسلم إلى الجاهلية في هذا المجال الأخلاقي، الذي تفوق فيه المسلمون، وتفردوا بفعل المنهج الإلهي القويم النظيف. وهو ذاته ما تريده اليوم الأقلام الهابطة والأجهزة الموجهة لتحطيم ما بقى من الحواجز في المجتمع دون الانطلاق البهيمي، الذي لا عاصم منه، إلا منهج الله، حين تقره العصبة المؤمنة في الأرض إن شاء الله) (1).
الآية الثالثة: (( ( الله ( قرآن كريم - { (- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - } - - - - ( - ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - فهرس - ( { ( - - } - - - - (( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - رضي الله عنه - - ((( - - } ( - - - ( - - - ( - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله { { ( - - - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( - (( بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( - ( } (- رضي الله عنه -(( - - - )) [غافر: 42،41].
__________
(1) في ظلال القرآن 2/632،631.(1/112)
(وهم لم يدعوه إلى النار. إنما دعوه إلى الشرك. وما الفرق بين الدعوة إلى الشرك والدعوة إلى النار؟ إنها قريب من قريب. فهو يبدل الدعوة بالدعوة في تعبيره في الآية التالية: (( (( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - - - رضي الله عنه - - ((( - - } ( - - - ( - - - ( - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله { { ( - - - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( - (( بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - قرآن كريم ((( - - صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( - ( } (- رضي الله عنه -(( - - - )) [غافر:42].
وشتان بين دعوة ودعوة. إن دعوته لهم واضحة ومستقيمة. إنه يدعوهم إلى العزيز الغفار. يدعوهم إلى إله واحد تشهد آثاره في الوجود بوحدانيته، وتنطق بدائع صنعته بقدرته وتقديره. يدعوهم إليه ليغفر لهم فهو القادر أن يغفر، الذي تفضل بالغفران: (( ( - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( - ( } (- رضي الله عنه -(( - - - )) .. فإلى أي شيء يدعونه؟ يدعونه للكفر بالله عن طريق إشراك ما لا علم له به من مدعيات وأوهام وألغاز!) (1).
__________
(1) في ظلال القرآن 5/3083.(1/113)
الآية الرابعة: قوله تعالى: (( } - - صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( قرآن كريم - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - - - رضي الله عنهم - - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( الله أكبر قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - ( } ( - - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ... الآية)) [النساء: 89] ومثلها قوله تعالى: (( } - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ( - - - ((( } تم بحمد الله ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - ( قرآن كريم - - المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( - (- رضي الله عنهم - - - ( { - ( - - } (( - - - جل جلاله - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - جل جلاله -(( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - )) [البقرة: 109].
وذلك ما يفعله الحقد اللئيم بالنفوس. الرغبة في سلب الخير الذي يهتدي إليه الآخرون. لماذا؟ لا لأن هذه النفوس الشريرة لا تعلم. ولكنها لأنها تعلم(1).
__________
(1) نفس المصدر 1/102.(1/114)
الآية الخامسة: (( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( - ( - ( - { ( - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة ( المحتويات ( - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنه - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( تمهيد ( - - ( - ( تمت ( { } - قرآن كريم ((( - (- رضي الله عنه - - ( - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - ( تم بحمد الله صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( - - ( - ( تمهيد ( - - عليه السلام - - - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (( - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( ( تمهيد - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - (- رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - (( - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (- رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - } - - - - } ( المحتويات ( - - - رضي الله عنهم - - - (( - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (- رضي الله عنهم - - )) [البقرة: 217].(1/115)
وهذا التقرير الصادق من العليم الخبير يكشف عن الإصرار الخبيث على الشر؛ وعلى فتنة المسلمين عن دينهم، بوصفها الهدف الثابت المستقر لأعدائهم. وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة في كل أرض وفي كل جيل. إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين؛ ولأعداء الجماعة المسلمة في كل حين. إن الإسلام بذاته يؤذيهم ويرهبهم ويخيفهم. فهو من القوة ومن المتانة بحيث يخشاه كل مبطل، ويرهبه كل باغ، ويكرهه كل مفسد. إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج، ومن منهج قويم، ومن نظام سليم. إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد. ومن ثم لا يطيقه المبطلون البغاة المفسدون. ومن ثم يرصدون لأهله ليفتنوهم عنه، ويردوهم كفاراً في صورة من صور الكفر الكثيرة. ذلك أنهم لا يأمنون على باطلهم وبغيهم وفسادهم، وفي الأرض جماعة مسلمة تؤمن بهذا الدين، وتتبع هذا المنهج، وتعيش بهذا النظام. والخبر الصادق من العليم الخبير قائم يحذر الجماعة المسلمة من الاستسلام، وينبهها إلى الخطر، ويدعوها إلى الصبر على الحرب وإلا فهي خسارة الدنيا والآخرة والعذاب الذي لا يرفعه عذر ولا مبرر(1).
الآية السادسة: قوله تعالى: (( صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (- رضي الله عنهم -(( - - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -- رضي الله عنه -( ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ( - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - - ( - ( } - جل جلاله - - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - رضي الله عنهم -(( تمهيد ( - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - - ( - ( تم بحمد الله ... الآية)) [البقرة:120].
__________
(1) في ظلال القرآن 1/227، 228.(1/116)
(فتلك هي العلة الأصيلة. ليس الذي ينقصهم هو البرهان؛ وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك على الحق، وأن الذي جاءك من ربك الحق. ولو قدمت إليهم ما قدمت، ولو توددت إليهم ما توددت. لن يرضيهم من هذا كله شيء إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق.
إنها العقدة الدائمة التي نرى مصداقها في كل زمان ومكان. إنها هي العقيدة. هذه حقيقة المعركة التي يشنها اليهود والنصارى في كل أرض وفي كل وقت ضد الجماعة المسلمة. إنها معركة العقيدة هي المشبوبة بين المعسكر الإسلامي وهذين المعسكرين اللذين قد يتخاصمان فيما بينهما، وقد تتخاصم شيع الملة الواحدة فيما بينها، ولكنها تلتقي دائماً في المعركة ضد الإسلام والمسلمين!
إنها معركة العقيدة في صميمها وحقيقتها. ولكن المعسكرين العريقين في العداوة للإسلام والمسلمين يلونانها بألوان شتى، ويرفعان عليها أعلاماً شتى، في خبث ومكر وتورية. إنهم قد جربوا حماسة المسلمين لدينهم وعقيدتهم حين واجهوهم تحت راية العقيدة. ومن ثم استدار الأعداء العريقون فغيروا أعلام المعركة. لم يعلنوها حرباً باسم العقيدة – على حقيقتها- خوفاً من حماسة العقيدة وجيشانها. إنما أعلنوها باسم الأرض، والاقتصاد، والسياسة، والمراكز العسكرية، وما إليها. وألقوا في روع المخدوعين الغافلين منا أن حكاية العقيدة قد صارت حكاية قديمة لا معنى لها! ولا يجوز رفع رايتها، وخوض المعركة باسمها. فهذه سمة المتخلفين المتعصبين! ذلك كي يأمنوا جيشان العقيدة وحماستها؛ بينما هم في قرارة نفوسهم -الصهيونية العالمية، والصليبية العالمية، بإضافة الشيوعية العالمية- جميعاً يخوضون المعركة أولاً، وقبل كل شيء لتحطيم هذه الصخرة العاتية التي نطحوها طويلاً، فأدمتهم جميعاً!!!(1/117)
إنها معركة العقيدة . إنها ليست معركة الأرض، ولا الغلة، ولا المراكز العسكرية، ولا هذه الرايات المزيفة كلها. إنهم يزيفونها علينا لغرض في نفوسهم دفين؛ ليخدعونا عن حقيقة المعركة وطبيعتها، فإذا نحن خدعنا بخديعتهم لنا، فلا نلومن إلا أنفسنا. ونحن نبعد عن توجيه الله لنبيه × ولأمته، وهو – سبحانه- أصدق القائلين. (( صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (- رضي الله عنهم -(( - - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -- رضي الله عنه -( ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ( - - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - - ( - ( } - جل جلاله - - - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - رضي الله عنهم -(( تمهيد ( - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - - ( - ( تم بحمد الله )) فذلك هو الثمن الوحيد الذي يرتضونه. وما سواه فمرفوض ومردود!) (1) . أ.هـ
فهل بعد هذه الآيات عذر لمن يجهل حقيقة أعداء هذا الدين، بل أعداء أمن البشرية والعالم أجمع؟ إن من يجهل حقيقة هذا العداء لم يتدبر كتاب ربنا سبحانه الذي فيه الكفاية والغنية، وفيه الحماية والحصانة من تلبيس الملبسين وتضليل المضللين.
__________
(1) في ظلال القرآن 1/108.(1/118)
وإن من أهداف هذا الفصل من هذه الرسالة هو فضح مكر الماكرين من الملبسين والمضللين الذين يرفعون عقيرتهم بمكافحة الإرهاب، وادعاؤهم حماية أمن الناس وسلامتهم، موظفين هذا المكر في محاربة المصلحين الذين يدعون إلى توحيد الله عز وجل،وتعبيد الناس لرب العالمين ومحاربة الفساد والظلم والكفر التي هي مصدر شقاء الناس، وخوفهم وقلقهم، ومع ذلك يتهمهم هؤلاء الماكرون الملبسون بأنهم أعداء الأمن، ودعاة الإرهاب. وما أشبه هؤلاء الماكرين بإخوانهم وسلفهم من الكفار والمنافقين الذين قص الله عز وجل لنا أقوالهم الجائرة في الأنبياء والمصلحين، ووصفُهم لهم بأنهم مفسدون قال الله عز وجل عن اتهام فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام: (( - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(( - (( ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - - - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - (- رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( تم بحمد الله ((( - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( مقدمة ( - - عليه السلام - - } ( - ( - الله أكبر ( { ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنه - - ( - ( المحتويات ( تمهيد - - جل جلاله - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - ( - ((( - - (( ((( - - } - - - رضي الله عنهم - - - - - - (( - - - )) [غافر:26] وقال عن تحريض الملأ من قوم فرعون على أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام : (( - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - { الله أكبر ( الله - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( الله ( قرآن كريم - - - رضي الله عنه - تمت ( قرآن كريم - رضي الله عنه -(( - (( ( - - - - - - صلى الله عليه وسلم - - -(1/119)
(- رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( تم بحمد الله (( مقدمة - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - ( - - (( ((( - - } - - - - - عليه السلام - - - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - درهم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - ( - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ... الآية)) [الأعراف:127]. وقال عز وجل عن المنافقين في عهد الرسول × : (( - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( - ( المحتويات ( - - - - صدق الله العظيم } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - - (( ((( - - } - - } - ( قرآن كريم ( - - - - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { ( صدق الله العظيم (- رضي الله عنه - صدق الله العظيم - عز وجل - - - قرآن كريم ( - ( - ((( تم بحمد الله - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - ( الله أكبر ( { ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - ( - - - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - (((( - - )) [البقرة: 12،11].
إذن فهي شنشنة قديمة، وسنة متبعة من الكفار والمنافقين ضد عباد الله المصلحين : (( } - ( قرآن كريم - ( - - عليه السلام - قرآن كريم - - - صلى الله عليه وسلم - - (( مقدمة ( - - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (( - - ( )) [الذاريات:53].(1/120)
وينطبق علهيم المثل العربي المشهور (رمتني بدائها وانسلت) فهم أهل الإرهاب، وهم أعداء البشرية وأمنها ومع ذلك يتترسون وراء محاربة الإرهاب ونشر الأمن لينشروا الإرهاب والخوف والظلم بين الناس )) - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -((( - ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - - - (( [الأنفال:30].(1/121)
يتحدث الأستاذ سليم الزغل عن (التطرف الديني والإرهاب)، وإلصاق الغرب الكافر، وأذنابه هذه التهمة بالمتمسكين من المسلمين بعقيدتهم فيقول: (لقد أصبحنا في العالم الإسلامي المنكود نردد ما يقوله الغرب والشرق عنا من التطرف والغلو والتشدد، ونستخدم هذه المصطلحات ضد إخواننا وأبنائنا ممن ساروا مع قافلة الصحوة، وتشبثوا بأهداب هذا الدين الحنيف، وما ذلك إلا تنفيذاً لكل ما لقنته لنا الهيئات الاستعمارية حول كون تلك الحركات، والجماعات، والمنظمات متطرفة متعصبة أصولية إرهابية، فسِرْنا وراءهم بحماس يفوق حماسهم، سرنا وراءهم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، ولو دخلوا جحر ضب لدخلناه وراءهم، كما قال رسول هذه الأمة × .. قوافل الشباب المسلم والذين ألقي بهم في سجون الطغاة، وقُطِّعوا إرباً إرباً وذاقوا من صنوف العذاب مالا تتوهمه الأوهام، وقتل الكثير على أعواد المشانق، وفعلت ببعضهم الفاحشة، وقضى آلاف منهم عشرات الأعوام في الأقبية والزنازين والسراديب المظلمة.. خرجوا بعدها إلى الحياة لكي يجدوا أن الأبناء تشردوا، وأن الأسر قد تبعثرت بعد أن عبثت بها الأيدي الآثمة، وحيل بينهم وبين لقمة العيش الكريمة. كل تلك الكؤوس المترعة تجرَّعوها حتى الثمالة، لا لذنب اقترفوه، وإنما لأنهم قالوا: )) - - - جل جلاله - - - - عليه السلام - - ( - - - (( ، وتنفيذاً لرغبات الأسياد في الشرق والغرب حصل ما حصل.(1/122)
إننا نتساءل وبكل لغات العالم: من هو المتطرف.. الضحية أم الجلاد؟؟! ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد في فرنسا لأن بعض التلميذات العربيات ارتدين اللباس الإسلامي؟؟ وبدأ الإعلام الآثم يمارس سياسة التحريض ضد الإسلام والمسلمين، ويصورهم على أنهم وحوش هذا العالم وصار الخطاب عن التطرف الإسلامي والإرهاب الديني، أين هو التطرف؟؟ إننا لم نشاهد هذا الزخم الإعلامي ولم نرقب مثل هذه التحذيرات المرعبة، ولا طرقت أسماعنا بالأحاديث المفزعة عن الإرهاب والتطرف والهمجية وسكاكين الصرب كانت تخوض في بحور الدماء في البوسنة والهرسك، إدارات المدارس والوزارات والحكومات والهيئات الشعبية هناك، كلها وقفت تنادي بطرد العرب والمسلمين. واليهود والنصارى دقوا الطبول لأن اللحن أعجبهم، الكل صار يهتف بنغمة متناسقة تنادي بوقف التطرف الديني. من هو المتطرف – بالله عليكم- التلميذات العربيات أم الحاقدون عليهن من أعداء الإسلام؟! الصليبيون عندما احتلوا مدينة القدس ذبحوا كل أهلها عن بكرة أبيهم حتى خاضت الخيل في بحور الدماء إلى بطونها، وعندما دخلها صلاح الدين الأيوبي وحررها من النصارى وأهل الصليب أعطى أهلها الأمان وعاملهم معاملة الرجال الكرماء.(1/123)
اليهود في فلسطين، والصرب في البلقان، والبوذيون في بورما، والهندوس في الهند وكشمير، والأمريكان في بلاد الأفغان والعراق، والشيوعيون في جمهوريات آسيا الوسطى خصوصاً في تركمانستان وطاجيكستان، والشيشان، كل هذه الملل وغيرها تمارس القتل والذبح والاغتصاب والتصفية العرقية، وكل ما هو محرم إنسانياً وحيوانياً، يمارسون ذلك ضد المسلمين في طول الأرض وعرضها لا لشيء سوى أنهم مسلمون- تحت مظلة الحماية التي توفرها لهم الأمم المتحدة- (الأمم المتحدة ضد كل مما يمتَ إلى الإسلام بصلة) – ممثلة بالدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، والتي تشكل عصابة تروج للإنحراف والجريمة، والتخطيط الآثم للاعتداء على المسلمين وإذلالهم، وهتك أعراضهم والزج بهم في أتون الفضيحة الكبرى، فقط لأنهم مسلمون!! إذن من هم المتطرفون دينيا؟؟ ومن هم الإرهابيون على الحقيقة؟؟)(1).
__________
(1) مجلة البيان العدد (63).(1/124)
ونظراً لبعد الكثير منا اليوم عن كتاب الله عز وجل وما ذكر فيه من صفات المؤمنين وبيان سبيلهم، وصفات المجرمين وبيان سبيلهم، فإني في هذا الفصل سأبسط القول إن شاء الله تعالى في بيان أصناف المعادين لهذا الدين، والمعادين لأمن الناس، وسلامتهم في الدنيا والآخرة وأدعم ذلك بأقوالهم وأفعالهم الشنيعة التي تفضحهم، وتبين أساليبهم الماكرة في التسلط على الناس وإضلالهم، وسفك دمائهم، وهتك أعراضهم، وضياع أموالهم. والخروج في نهاية هذا الفصل بالجواب الواضح المبين لقوله تعالى: )) - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - (( ، والذي قد أجاب الله عز وجل عنه في كتابه الكريم بقوله: )) - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله (( من غير حاجة إلى هذا التفصيل ولكن ما الحيلة فيمن بعد عن كتاب الله عز وجل فلم يتدبره. إنه لابد له من هذا التفصيل.
أصناف المعادين للأمن والسلام المتمثل في دين الإسلام الحق
الأول: فئة الكفار والمنافقين
ثانياً: فئة أهل الأهواء والشبهات
ثالثاً: فئة أهل الشهوات والفسق والمجون(1/125)
وهذه الفئات ليست على درجة واحدة في الخطورة فخطر فئة الكفار والمنافقين هي أشدها ثم فئة أهل الأهواء ثم أهل الشهوات.
أولاً: فئة الكفار والمنافقين
لقد سبق في الصفحات السابقة ذكر الآيات من كتاب الله عز وجل التي يبين الله تبارك وتعالى فيها خطر الكفار والمنافقين على أمن المسلمين بخاصة، وعلى أمن البشرية بعامة، وأنهم يسعون جهدهم، ومكرهم بالليل والنهار ليردوا المسلمين عن دينهم، ويفتنوهم عنه، ويحولوا بين الناس وبين وصول الدين الحق إليهم. وكفى بهذا عداء وقضاءً على أمن الناس حيث الشقاء والخوف والظلم في الدنيا، والعذاب الأليم في الدار الآخرة. فهم والله أعداء البشرية كافة. ولو أن الناس علموا حقيقة حالهم وأهدافهم ومخططاتهم لجاهدوهم وحاربوهم بكل وسيلة ومن كل صوب وفي كل زمان ومكان.
والكفار في عدائهم وحربهم للأمن والسلام يستخدمون وسائل ماكرة كثيرة أذكر منها ما يلي:(1/126)
أولاً: أسلوب الغزو العسكري والإرهاب والقتل والتشريد والأسر وهتك الأعراض، وسلب الأموال. وهذا أمر واضح لا يشك فيه عاقل. والتاريخ يشهد، وواقعنا المعاصر شاهد على ذلك. ومن مكرهم وخبثهم أنهم يحسنون استثمار الفرص، ويوظفونها في تنفيذ مخططاتهم الماكرة. ومن خبثهم وتلبيسهم أنهم يبررون حروبهم وعدوانهم على أمن الناس في دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم بمكافحة الإرهاب، ونشر الأمن والحرية. ومن الغريب والعجيب أن يوجد من غفلة الناس، بل ومن بعض المسلمين من يصدق هذا المكر. ولأنْ وجدت الغفلة فيما مضى، فلا عذر اليوم لأحدٍ من المسلمين بأن تنطلي عليه هذه الأباطيل؛ وبخاصة بعد أن ظهر إرهاب الكفرة الأمريكان وحلفائهم ووحشيتهم في حربهم على أفغانستان والعراق وما يفعلونه بأسارى المسلمين في سجون جوانتانامو، وأفغانستان، والعراق. اللهم إلا أن يكون منافقاً مرتداً يتولى الكفار مقابل مناصب، وعرض من أعراض الدنيا أو حقد دفين على الإسلام وأهله. والمنافقون بتوليهم الكفار وخيانتهم للمسلمين يعدون من أعدى أعداء الأمن والسلام، حيث يتواطأون مع الكفار في غزوهم لبلدان المسلمين، ويرحبون بهم. ولولا هؤلاء المنافقون وأمثالهم لما استطاع الكفار دخول بلاد المسلمين ولما وجدوا لهم موطأ قدم في بلدان المسلمين(1). ونظرة في واقعنا المعاصر إلى غزو الأمريكان وحلفائهم لأفغانستان والعراق تطلعنا على الصورة السوداء للمنافقين في كلا البلدين؛ فلولا أن قدر الله عز وجل وجود هؤلاء المنافقين في بلاد الأفغان والعراق وقتالهم دون الأمريكان كزمرة المنافقين الكرزاييّن المتأمركين الذين أتت بهم أمريكا على ظهور الدبابات وزمرة المنافقين من الرافضة والعلمانيين الذي تولوا الأمريكان وجاءت
__________
(1) ... ومن أشهر المنافقين في واقعنا المعاصر : الرافضة (أحفاد ابن العلقمي)، والعلمانيون المستغربون، وزنادقة الصوفية الباطنيون، وأكثر الأنظمة التي تحكم في بلاد المسلمين.(1/127)
أمريكا بقياداتهم من ديارها لما استطاع الأمريكان أن يواجهوا جيوش المسلمين الذين قامت لإعلاء كلمة الله تعالى في أرض أفغانستان والعراق.
ولذا فإن المنافقين من أخطر الطوائف، وأشدهم عداء للأمة. بل هم أخطر من الكفار الصرحاء، لأن الكافر يعرف ويحذر منه أما المنافق فلا يعرفه الناس، وبالتالي ينخدعون به، ويحصل منه اللبس والتضليل والكيد للأمة في الظلام. ولذلك كانت عقوبته عند الله عز وجل أشد من الكافر الواضح . قال تعالى: (( } تمت ( { - رضي الله عنه -((( { ((( - - جل جلاله -( الله أكبر ( الله - - - (( ( - ( - } - - - - ( - - (( - - } - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - } - - - - صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - - - - ( - - ((- رضي الله عنه - الله أكبر )) [النساء: 145].(1/128)
وقد حذرنا الله عز وجل من المنافقين وعداوتهم وكيدهم للإسلام وأهله وذلك بتوليهم للكفار، ونصرتهم لهم، وفرحهم بانتصارهم على المسلمين. قال الله عز وجل: (( ( المحتويات - - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - - - - فهرس - ( { - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( { - ( - - رضي الله عنه - الله أكبر - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر (- عليه السلام - قرآن كريم ( - - { - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - (((( - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - ( - ( - - (- رضي الله عنهم - - ( - ( - - عليه السلام - - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ((( الله أكبر ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - (( - ( - - رضي الله عنه - فهرس - صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله - - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - قرآن كريم ( - ( - ( - ( الله أكبر - عليه السلام - - ((- جل جلاله -- عليه السلام - - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - { - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - } - ( { - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - - - )) [الحشر:11] وقال تعالى: (( ( - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - رضي الله عنه -((( { (((- عليه السلام - - ( - ( - - - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( المحتويات ( - مقدمة - - ( - - - - - رضي الله عنه -( - ( - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - * - رضي الله عنه -((( - { - - - -(1/129)
رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - ((( - - ( - - - - عليه السلام -( - - - عليه السلام - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - - - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( فهرس - } - ((( - - - } تمت ( - - ( فهرس - } - ((( - - - ( - - - جل جلاله -( - ( - - - )) [النساء: 139،138] وقال تعالى: (( - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - صدق الله العظيم } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - - { - رضي الله عنه - الله أكبر - - (( - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - - صدق الله العظيم ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم - - رضي الله عنه - تمهيد - رضي الله عنهم - - } - - صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - ((- جل جلاله -- رضي الله عنه -( ( - - - ( المحتويات - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - (( - - - (((- رضي الله عنه - - ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - (- عليه السلام - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ( - ( المحتويات ( - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( ( - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله(1/130)
عليه وسلم - - - ( - - - - } - جل جلاله - } - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - - ( تمهيد (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - - } تمت ( { ( - (( - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( { (( - - ( المحتويات ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنهم - - ((- سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - - قرآن كريم - - (- رضي الله عنه -( تم بحمد الله - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم - تمهيد (- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (- جل جلاله -( تم بحمد الله ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - ( - (( - ( - - ( - - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - قرآن كريم ( { - - } - ( قرآن كريم ( - - - - - } - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم فهرس - - رضي الله عنهم - - } - قرآن كريم - (- رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - ( تم بحمد الله - - رضي الله عنه - الله أكبر - } - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ((( - - رضي الله عنه -(( - - - - ( - ( - } - قرآن كريم ( - قرآن كريم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ((( - - رضي الله عنه -(( - - } تمت ( { { - - - - - (( - - رضي الله عنه -( ( المحتويات - - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - * تمت ( { ( المحتويات ( - ( - - - (( - - ( { - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة ( المحتويات ( - ( - ( - - - تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - ((( - ( { - رضي الله عنه(1/131)
- } ( - - - رضي الله عنهم - - } - قرآن كريم ( مقدمة - رضي الله عنه - - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( - } تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (( - - } - قرآن كريم ( { ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( المحتويات ( - - - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( - ( - - - - ((( - - { - } تمت ( { { - - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - (( - (- رضي الله عنه -( - )) [آل عمران: 118-120].
وفي التاريخ أمثلة كثيرة للمصائب والكوارث العظيمة الناشئة من تواطأ المنافقين مع الكفار في احتلال بلاد المسلمين. ويكفينا من ذلك ما فعله الرافضي المنافق الباطني ابن العلقمي في خيانته للخليفة العباسي المستعصم بالله، واجتياح جيوش التتار لعاصمة الخلافة الإسلامية، وقتلهم المقتلة العظيمة للمسلمين وهتك أعراضهم ونهب أموالهم.
وأسوق فيما يلي بعضاً من صور العداء والإرهاب الذي يقوم به الكفار والمنافقون وبخاصة في العصر الحديث على بني الإنسان بعامة وعلى المسلمين بصفة خاصة.
يقول الأستاذ ضميريه في كتابه «يسألونك عن الإرهاب»:
(.. وأما الغربيون المعاصرون؛ الذين يزعمون محاربة الإرهاب، وينصبون أنفسهم لزعامة العالم والسيطرة على الشعوب المستضعفة والمقهورة، فهم الإرهابيون حقيقةً: أصلاً ونشأة وتاريخاً وواقعاً...
لكنهم يفعلون كما يفعل وعَّاظ الاستعمار ومشعوذو السياسة لتخدير الأمم المستضعفة؛ فيقبِّحون لها العنصرية، وهم من حماتها؛ ويزهِّدونها في الجنسية، وهم من دعاتها.(1/132)
فهل يعي الناس أن أمريكا – زعيمة العالم الغربي- إنما قامت على استئصال الهنود الحمر بطريقة لا تجد لها مثيلاً في البشاعة، والهمجية، والمذابح الدموية، وإتلاف المحاصيل الزراعية، وتخريب البيوت، وقتل المواشي، تلك الأعمال التي أثارت الاشمئزاز والقرف، وكلُّ ذلك باسم المسيحية والتبشير، وباسم الإنقاذ والخلاص، ونشر الحرية والديمقراطية، والقيام بالواجب والمهمة الدينية، ومقتضيات الشجاعة والرجولة!
وهذا شيء لا نقوله من عندنا، ولا ننقله عن كاتب مسلم قد يُتَّهم بالتعصب ضد أولئك القوم، وإنما نستدعي شاهداً من القوم أنفسهم، ونجتزئ بفقرات من شهادته المطوّلة:
يروي لنا المطران «برتولومي دي لاس كازاس» وثائق إبادة الهنود الحمر في القارة الأمريكية على أيدي المسيحيين الأسبان، وهو شاهد عيان على ما ارتكبته مسيحيةُ عصره من فظائع ومذابح في القارة الأمريكية. وشهادته هذه فوق الشبهات؛ لأنّ أحداً لا يستطيع أن يتهمه في دمه الإسباني، أو في دينه المسيحي. حتى الرهبان من رجال الدين الذين وصفهم أحد الزعماء الهنود بأنهم لا يعبدون إلا الذهب. وصفهم «لاس كازاس» بقوله: «كانوا يسمُّون المجازر عقاباً وتأديباً لبسط الهيبة وترويع الناس. كانت هذه سياسة الاجتياح المسيحي: أول ما يفعلونه عندما يدخلون قرية أو مدينة هو ارتكاب مجزرة مخيفة فيها.. مجزرة ترتجف منها أوصال هذه النعاج المرهفة».
ثم يقول: ثَمَّة استهتار وطيش يتعاظمان في أنفس هؤلاء الذين يسفكون كل هذه الدماء، ويستأصلون هذه الأراضي الشاسعة من أهلها وأصحابها بقتل مليار من البشر، وبنهب الكنوز التي لا تقدر بأثمان. إنهم يحتالون بأساليب مختلفة من أجل أن تسمحوا لهم بالمضي في الفتوح التي لا يمكن السماح بها من غير الاعتداء على حرمات الله، واختراق القوانين الطبيعية، ومن غير اقتراف الخطايا المنكرة التي تستأهل العذاب الشديد.(1/133)
إن الذين ذهبوا إلى هناك من أدعياء المسيحية: أبادوا الشعوب الهندية الوادعة، ومحوا ذكرها من وجه الأرض، إما بالاجتياحات الدموية المتوحشة، وإما باستعباد مَنْ تبقّى استعباداً فظاً غليظاً شنيعاً، لم يشهد مثله البشر ولم تعرفه الدواب. أما من كان يحلم بالحرية أو يفكر فيها أو يحاول الخلاص من عذابه، كما يفعل ذلك كل إنسان: فمصيره القتل. إلى أنواع منوعة من الجور والطغيان الجهنمي والتخريب.
قتل المسيحيون كلَّ هذه الأنفس البهية، وفتكوا كلَّ ذلك الفتك باسم الدين، ليحصلوا على الذهب، ويكتنزوا الثروات، ويصلوا إلى مراكز أكبر من أشخاصهم. إنَّ جشعهم وتطاول شهواتهم الجامحة: أدّى بهم إلى احتقار هذه الشعوب المتواضعة الحالمة الودودة، ونَهْبِ ثروات هذه الأراضي الخصبة البهيجة. (إنني أقول الحقيقة لأني شاهدتها بأم عيني). كان المسيحيون ينظرون إلى الهنود الحمر لا كما ينظرون إلى الحيوانات (وياليتهم اعتبروهم حيوانات) بل أقلّ قدراً من الدوابِّ وأحطّ شأناً من الزِّبْل..) (1).أ.هـ
ويقول أيضاً:
(والفكر الأصولي الإنجيلي قائم على الإرهاب والتدمير والتخريب، وتصريحات الوعاظ السياسيين في الكنيسة المرئية، كلها طافحة بالتهديد بحرب نووية ستنشب حول «أورشليم»، وكثيراً ما كانوا يضربون في مواعظهم وتصريحاتهم على وتر «هرمجدُّون».
__________
(1) انظر: يسألونك عن الإرهاب ص53-57 (باختصار).(1/134)
يقول الأصولي الأمريكي بات روبرتسون: «كنت أتمنى أن أستطيع القول إننا سنحصل على السلام، ولكني أومن بأن هرمجدُّون مقبلة. إن هرمجدُّون قادمة، وسيخاض غمارها في وادي مجدو، إنها قادمة، إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات في السلام التي يريدون. إن ذلك لن يحقق شيئاً، هناك أيام سوداء قادمة إن مشاكل إفريقيا لن تحل، وكذلك مشاكل أمريكا الوسطى، ومشاكل أوربا. إن الأمور ستتوجه نحو الأسوأ. إنني لا أخطط لولوج جهنم القادمة. إن الله سوف يهبط من عليائه. ياإلهي إنني سعيد من أجل ذلك! إنه قادم ثانية! إنني لا أكترث لمن تسبب هرمجدُّون القلق والمتاعب؟ إنها تنعش روحي!»أ.هـ
وهل ينسى العالم قنبلتي هيروشيما، وناغازاكي اللتين أحدثتا دماراً رهيباً وذهب ضحيتهما مئات الألوف من النساء، والأطفال والعجزة؟ ففي السادس من شهر أغسطس عام 1945م ألقت أمريكا القنبلة الأولى على مدينة هيروشيما، وفي اليوم الثاني قنبلة أخرى على مدينة ناغازاكي اليابانيتين.
ويصف الطيار الأمريكي الذي قام بإلقاء القنبلة ذلك العمل (المتحضر المتمدن السلمي المسالم) فيقول: رأيت المدينة أمامي فسويتها بالأرض وانتهى كل شيء. ثم أرسل تلكسا إلى القاعدة الجوية في تينان يقول فيه: «تحقق التدمير والنتائج ممتازة».(1/135)
وهل يغيب عن البال: أنهم هم الذين يدعمون يهود في عدوانهم الغاشم على فلسطين، والمقدسات الإسلامية فيها، واستئصالهم للشعب الفلسطيني من دياره، وفي العدوان الهمجي، والمجازر التي يقومون بها منذ اللحظة الأولى التي زرع فيها الصليبيون ذلك السرطان في جسم الأمة الإسلامية في فلسطين؟ ثم راحوا يدعمونهم بكل وسائل الدعم العسكري، والاقتصادي والمالي والأدبي، على كل صعيد وفي كل مناسبة. وبخاصة في المحافل الدولية، وفي مجلس الأمن باستعمال حق النقض (الفيتو) ضد أيِّ مشروع قرارٍ يُصوَّت عليه لصالح الفلسطينين، أو يكون فيه إدانة لإسرائيل، وإن كان لا يترتب عليه أي موقف عملي، أو أثر واقعي. والموقف الراهن من المجازر الأخيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون رجالاً ونساء وأطفالاً، وأجنَّةً في بطون الأمهات، ببشاعتها وهمجيتها: دليل واقعيٌّ وشاهد صادق على ذلك الانحياز الظالم ، حتى البيوت والأشجار والمزارع، لم تكن بمنأى عن التخريب والعدوان. مع ما يكتنف ذلك من ضعف وتخاذل في موقف المسلمين بعامة من إخوانهم الفلسطينيين، وفي موقفهم من القضية برمَّتها حين اختزلوها وحصروها بالعرب دون المسلمين، ثم أصبحت قضية الفلسطينيين وحدهم، وقضية شخص أو أشخاص، يحكم فيها اليهود والصليبيون والمتآمرون) (1).
وأما ما فعلوه في هذه السنوات من إرهاب وقتل وهتك وتشريد في بلدان المسلمين، فهو أوضح من أن يفصل فيه، ولكن أذكر هنا ما فعلوه في بلاد الأفغان، والرافدين المسلمتين، وعن ذلك يقول د. ضميرية:
__________
(1) انظر: يسألونك عن الإرهاب ص59-61 (باختصار).(1/136)
(ثم، هل يغيب عن البال – في هذه الأيام التي نعيشها- التدخل الأمريكي – المتحالف مع القوى الغربية الصليبية والفئات العميلة لها- في أفغانستان، التي قُتل فيها خلال ثلاثة أشهر فقط (من 7 أكتوبر حتى 7 ديسمبر) نتيجة القصف الأمريكي ما لا يقل عن (5000) أفغاني، جلُّهم من المدنيين من الرجال، والشيوخ الطاعنين في السن، ومن الأطفال والنساء والعجائز!) (1).
ويقول الدكتور محمد السلومي في كتابه : (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب):
«إرهاب الحرب ضد الإرهاب». بهذا العنوان كتب الصحفي البريطاني (روبرت فيسك) عن أفغانستان فقال: وهكذا بدأت الإصابات تتزايد من (قندهار)، تصلنا قصص مرعبة عن مدنيين دُفنوا تحت الأنقاض، وأطفال مُزقوا إربا بقنابل الأمريكيين، وقد رفضت حركة طالبان – لحسن حظ الأمريكيين- السماح للصحفيين الغربيين بالدخول إلى البلاد للتحقق من تلك التقارير.
ففرار اللاجئين الأفغان بالآلاف عبر الحدود هو دليل ساطع أنهم لا يفرون من حركة طالبان، بل من قنابلنا وصواريخنا، فحركة طالبان لا تطهر عرقياً مواطنيها من الباشتون، فاللاجئون يتحدثون بحرارة عن خوفهم ورعبهم من القنابل التي تتساقط على مدنهم. هؤلاء الناس مذعورون من (حربنا ضد الإرهاب) وهم ضحايا بريئة، مثلهم مثل من قتلوا في مركز التجارة العالمي يوم 11 أيلول، فأين نحن من ذلك؟ هذا سؤال مهم، فحين تهب عواصف الشتاء الباردة في وديان جبال أفغانستان ستبدأ على الأغلب مأساة جديدة؛ مأساة لن يكون في وسع أي مغرض أو خبير تجاهلها أو تجنبها، سنقول إن الآلاف الذين ماتوا أو على وشك الموت من الجوع والبرد هم ضحايا طالبان أو دعم طالبان للإرهاب... وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي نيكول فونتين: إنه يجب حظر استخدام قنابل إنشطارية في أفغانستان، واعتبرت أن استمرار اللجوء إلى هذه الأسلحة خطأ إنساني وسياسي.
__________
(1) المصدر السابق، ص63،62.(1/137)
وأضافت في بيان صدر بهذا الخصوص : إن للقنابل الإنشطارية عواقب الألغام المضادة للأفراد؛ لأنها تظل منتشرة بصورة مهددة؛ وذلك في مناطق بكامل طوال سنوات!!
وفي باريس أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية (فرنسوا ريفاسو)؛ أن فرنسا تأسف وتندد بمقتل أولى ضحايا المدنيين في انفجار القنابل الانشطارية التي ألقتها الولايات المتحدة على أفغانستان...
ويرى (روبرت فيسك) أن الغرب بحضارته أصبح مجرم حرب في أفغانستان، أو كما عبر عن ذلك بقوله: أصبحنا (مجرمي حرب) منذ قرار ضرب أفغانستان وتجييش الجيوش والتحالفات لها قبل إعلان الأدلة والوثائق المدينة لهؤلاء أو هؤلاء.
وهذا ما عبر عن معناه وزير العدل الأمريكي السابق (رمزي كلارك) في مقابلته مع قناة الجزيرة القطرية؛ حيث وصف عمليات القصف الأمريكي على أفغانستان بأنها : (جرائم حرب بالتأكيد؛ وجرائم ضد الإنسانية، وضد السلام، ووفقاً للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة يقول: نحن الأمريكيين نذهب هناك بمفردنا، ونحاول جلب الكثيرين إلى جانبنا لنقتل ونغتال من نشاء كما يحدث...) (1).
(وأما العراق؛ فقد أصابه ما أصابه من التدمير، والتخريب الذي لحق بالمؤسسات المدنية والبنية التحتية والفوقية، والتجويع والإذلال، والتقتيل للرجال والنساء، والأطفال الذين بلغ عدد من مات منهم، بسبب الحصار وسوء التغذية ونقص العلاج (مليون) طفل.
ويبدو أن هذا كله ليس إرهاباً في نظر الصليبيين، بل هو أمنٌ وسلامٌ، وحريةٌ واطمئنانٌ.. حتى ولو وصل استخدام أحدث الأسلحة، لتجريبها على الشعب، ولاستخدامها في التهديد بتفكيك وتجزئة البلد الواحد إلى دويلات عرقية وطائفية؛ فقد اقترح مستشار سياسي لجورج بوش الابن، أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية القوة الجوية ووسائل أخرى لاقتطاع أجزاء أخرى من العراق.
__________
(1) القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، ص266-283 (باختصار). ومن أراد توثيق المقولات فليرجع إلى الكتاب.(1/138)
وهذا الذي تقدم ، كتبناه قبل بداية العدوان الأمريكي البريطاني والقوى المتحالفة معها على العراق فيما عرف بحرب الخليج الثالثة واحتلال العراق عام 2003م، والذي يحصل فيها الآن من المبالغة في الإفساد والتدمير، والإذلال والتقتيل، مع معرفة الدوافع الحقيقية.. يفصح عن حقيقة القوم ونواياهم، وعن أخلاقهم وحضارتهم وقيمهم، وعن منظماتهم الدولية والإنسانية المزعومة؛ فقد بلغ عدد القتلى من الرجال والنساء والأطفال في الأيام الأخيرة من العدوان على مدينة «الفلوجة» وغيرها من المدن العراقية المقاومة للاحتلال بالآلاف ، ومثل هذا العدد أو أكثر من المصابين.
وفي 11/3/1424هـ الموافق 2/5/2004م عرضت القنوات الإخبارية صوراً منقولة عن (قناة سي بي س الأمريكية) يظهر فيها تعذيب الأسرى العراقيين في «سجن أبو غريب» قرب بغداد، بلغت الغاية في الوحشية والهمجية والظلم وامتهان الكرامة الإنسانية، والتعذيب الذي يؤدي إلى القتل، فظهر في الصورة جندي أمريكي يضع قدمه على المواطن العراقي السجين، وفي صورة أخرى يتبول الجندي الأمريكي على السجين وسط استهزاء الجنود وإظهار الاحتقار، وفي صورة ثالثة ظهر المعتقلون عراة والمجندات يتحسَّسن بعض المواضع من أجسادهم ويتندرن بهم ، مما دعا الهيئات العالمية إلى استنكارها وشجبها، وإظهار الاشمئزاز.(1/139)
ولئلا يقول قائل: هذه تصرفات فردية من الجنود لا تعبِّر عن القيم الأمريكية والبريطانية، ولا يرضى عنها المسؤولون، كما أنهم لم يعلموا بها عند وقوعها، نشير إلى ما أوردته الوكالات وبثته القنوات الفضائية في 20-23/3/1424هـ فقد نقلت عن الواشنطن بوست أن وزارة الدفاع وافقت على وسائل تعذيب استخدمت في سجن أبو غريب وغوانتانامو. وذكرت أن مسؤولين بوزارة الدفاع والعدل (الأمريكي) وافقوا على لائحة سرية تتضمن عشرين أسلوباً في التحقيق مع المعتقلين، منها تعليقهم بصورة معكوسة ، وتعريضهم للحرارة والبرد، وتسليط أضواء قوية عليهم، والوقوف ساعات طويلة، والتعرية. وهذه أول وثيقة رسمية تسمح للمحققين بإرهاق المعتقلين جسدياً ونفسياً قبل الاستجواب.
كما جاء في المصادر نفسها – وفي غيرها كثير- أن الجنود الأمريكيين الذين ظهرت صورهم في تعذيب المعتقلين العراقيين يقولون: إنهم تلقوا أوامر من المخابرات بالتعذيب. كما نقلت الواشنطن بوست أن الجندية التي شاركت في انتهاكات أبو غريب تقول: إنها تلقت أوامر من الاستخبارات العسكرية بتحويل حياة المعتقل إلى جحيم قبل استجوابه!
كما ذكرت وسائل الإعلام: أن التقارير تفيد أن المسؤولين بوزارة الدفاع لديهم علم بكل صور التعذيب، وأن ذلك كله مسجل على أشرطة الفيديو.
ثم توالت بعد ذلك الأخبار في كل وسائل الإعلام عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان في معتقلات وسجون أفغانستان وغوانتانامو على يد القوات الأمريكية وقوى التحالف الآثم معها.(1/140)
وهم – الغربيون الصليبيون- الذين انتهكوا كل الأعراف الدولية في حربهم الصليبية الإرهابية في أفغانستان بقتل المدنيين والأبرياء الأطفال والعجزة، وقصف القرى الآمنة المسالمة، وقصف مراكز الإغاثة والمستشفيات والتجمعات المدنية الآمنة في المناسبات الاجتماعية.. ومتابعة الفارين في الكهوف والمغارات في الجبال، وانتهاك كل الأعراف الدولية والقواعد القانونية، باسم محاربة الإرهاب في بلد من أفقر بلاد العالم وأقلها شأناً في السلاح والقوة العسكرية والمادية، بعد الحرب ضد الشيوعية الغاشمة، التي أنهكتها واستنفذت طاقاتها وشبابها، ثم جاءت بحكومة من صنعها، رغم إرادة الجميع، حتى إن رئيس الحكومة طلب أخيراً «تعزيز حرسه الشخصي بقوات أمريكية خاصة ومتخصصة في حماية الشخصيات».
وأما طريقة التعامل مع أسرى الحرب في أفغانستان؛ فيرسم لها تقرير «منظمة أصدقاء الإنسان الدولية» صورةً قاتمة بشعة، تتنافى مع كل الأعراف الدولية والقواعد الإنسانية، فقد أعربت المنظمة في هذا التقرير عن استيائها الشديد للأسلوب الذي تعامل به القوات الأمريكية أسرى الحرب الذين احتجزتهم في أفغانستان، ثم رحلتهم إلى قاعدة (غوانتانامو)، وشبَّهت المنظمة- التي تتخذ من (فيينا) مقراً لها- ملابسات ترحيل الأسرى، وطريقة احتجازهم برحلات أساطيل الرقيق البحرية من إفريقيا إلى أمريكا منذ منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، مشدِّدة على أنها تراقب بقلق بالغ عمليات نقل أسرى الحرب وظروف احتجازهم.(1/141)
ولا يغيبنَّ عن البال أن أسلوب الإرهاب هو الذي سلكته أمريكا مع الدول الأخرى لتضمَّها إلى التحالف الأمريكي الدولي، من خلال «من لم يكن معنا فهو ضدنا ومع الإرهاب»، حتى صارت غالبية الدول التي يخوفها الشيطان من أوليائه، تتسابق في تسليم أبنائها ومواطنيها والمقيمين على أرضها، لمجرد الشبهة بأنهم يمكن أن يكونوا من المتعاونين أو المنتمين إلى هذا التنظيم أو ذاك. تسلمهم إلى أمريكا لتنفي عن نفسها تهمة الإرهاب الأمريكية، ولتحصل منها على شهادة حسن السيرة والسلوك، ولتبرهن على نظافة سجلها في حقوق الإنسان، وهذه بادرة جدُّ خطيرة لا نجد لها سابقة في تاريخنا وعلاقاتنا مع الآخرين، بل هي تشكل الآن سابقة يقاس عليها فيما بعد، ويخشى أن تصبح قاعدة في العلاقات الدولية.
وأيُّ إرهاب أكثر من التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ذات السيادة، والتلويح والتهديد بتغيير القيادات والأنظمة، والضغط عليها –بكل الوسائل والأساليب- لتعديل مناهجها التعليمية والتربوية ولإعادة تشكيل العالم وفق النظرة الأمريكية التي يتبناها صقور إدارة بوش؟.(1/142)
وفي هذا المعنى يقول روبرت دريفس: إن النزاع مع العراق هو حدث بارز صُمم لخلق صدمة مزلزلة تموج في أرجاء المنطقة، وحول العالم، وتبشر باقتراب حقبة جديدة من النفوذ الإمبراطوري الأمريكي، كما أنه من المحتمل أن يُدخل الولايات المتحدة في نزاع مع دول عديدة في الشرق الأوسط.. وفي الشرق الأوسط؛ فإن تغيير النظام الوشيك في العراق، ليس سوى خطوة أولى في إعادة تنظيم كلية للمنطقة بأسرها، وفقاً للمحافظين الجدد الذين بدؤوا – بسعادة- إطلاق لقب «عصابة سرية» على أنفسهم. ومثل لعبة الدمينو (حيث يتسبب حدثٌ بتعاقب أحداث مشابهة)؛ فإن الأنظمة في المنطقة ابتداء بإيران، وسوريا، والعربية السعودية، ثم لبنان، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأخيراً السودان وليبيا، واليمن، والصومال مرشحة لأن تستسلم، أو تنهار، أو تواجه العمل العسكري الأمريكي. ولهذه البلاد قال زعيم العصابة السرية ريتشارد بل، العضو المقيم في المشروع الأمريكي ورئيس لجنة سياسة الدفاع: يمكننا نقل رسالة قصيرة من كلمتين: (أنت التالي). إن ذلك يشبه المتسيد على الملعب، فأنت توسع أحدهم ضرباً، وعندها يتأدب كل شخص آخر) (1).
ويتحدث الدكتور محمد السلومي حفظه الله تعالى في كتابه (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) عن التعاون الأمريكي اليهودي في إرهاب المسلمين وزعزعة أمنهم فيقول:
(الكاتب الأمريكي (ديفيد ديوك) يؤكد أن الدعم الأمريكي (الأعمى) لإسرائيل هو السبب الرئيسي لهجمات سبتمبر:
__________
(1) يسألونك عن الإرهاب ص63-80 (باختصار).
... وجميع النقولات موثقة في هذا الكتاب ، وقد آثرت تركها طلباً للإختصار فليرجع إليها من شاء.(1/143)
لقد أبرزت المقالة لهذا الكاتب بعض جوانب دعم أمريكا للإرهاب، وسوف أختار من هذا المقال بعض المقتطفات التي تتسق وطبيعة الموضوع، وباختصار شديد يقول الكاتب بعنوان: (فلتفتح أمريكا أعينها وترى الحقيقة في هدوء. 6 مليارات دولار سنوياً لمدة نصف قرن تتلقاها إسرائيل من أمريكا). «الحقيقة المؤكدة التي لا مراء فيها هي أن الفلسطينيين والكثيرين من العرب الذين يدعمونهم ظلوا مستهدفين طيلة نصف قرن من قبل الإرهاب الإسرائيلي الذي لا يرحم؛ ففي نهاية الأربعينيات سيطر الصهاينة على فلسطين وطردوا حوالي (700.000) فلسطيني من بيوتهم، من خلال أعمال الإرهاب التي مورست ضدهم على نطاق واسع؛ مثل تلك المذبحة التي راح ضحيتها (254) فلسطينياً غالبيتهم من الشيوخ والنساء والأطفال في (دير ياسين)؛ تلك المذبحة الوحشية التي ارتكبت بدم بارد، تميزت به جرائم اليهود من خلال بقر بطون النساء الحوامل، وبعد أن قاموا بإراقة دماء أولئك الأبرياء أشاعوا على الملأ تفاصيل تلك المذبحة الرهيبة؛ لدفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الفرار؛ تاركين بيوتهم وأملاكهم وأموالهم التي لم يُسمح لهم حتى الآن بالعودة إليها.
وتنفيذاً لسياسة التطهير العرقي؛ تستمر إسرائيل في منع السكان الفلسطينيين الذين ولدوا في فلسطين، والذين عاش ذووهم لأجيال لا تعد ولا تحصى من العودة إلى ديارهم، وفي الوقت نفسه تعطي حوافز مغرية لليهود الذين لم يسبق لهم العيش في فلسطين؛ ليهاجروا إليها من أقصى أركان العالم.(1/144)
كل فلسطيني وكل عربي يعرف جيداً أن إسرائيل وعلى مدى نصف قرن من العنف؛ ليس بوسعها القيام بكل ذلك دون الدعم المادي والعسكري والدبلوماسي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، وهم يعرفون أيضاً أن اللوبي اليهودي يحكم السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وأن الصهاينة في وسعهم الحصول على ما يريدون من الكونجرس في الأمور التي تهمهم، وكان الدعم الأمريكي للغزو الوحشي، والاحتلال الذي قامت به إسرائيل للبنان في الثمانينيات؛ هو السبب الرئيسي في تفجير مقر قوات المارينز وسقوط (300) شاب أمريكي. ويؤكد الكاتب الأمريكي اشتراك أمريكا في الجرائم الإسرائيلية؛ فيقول مؤكداً على إرهاب دولته:
«ويعرف العرب أيضاً أن كل قنبلة تقتل شعبهم تأتي من أمريكا، وكل رصاصة ودبابة وطائرة هي إما مصنوعة وإما مدفوعة من أمريكا، ويشكل ذلك بلايين الدولارات تُرجمت إلى دعم حقيقي وفعَّال، مكَّن الدولة اليهودية من بث الرعب في صفوف الشعب العربي على مدى نصف قرن. ورغم أن إسرائيل غزت لبنان وقتلت الآلاف من الأبرياء فإن أمريكا لم تهدد بقصف تل أبيب (كما حدث في العراق)؛ إذا رفضت إسرائيل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بالانسحاب، ويقول الكاتب: وإذا أجرينا مقارنة يسيرة بين تفاعل أمريكا حيال الغزو العراقي للكويت، وتفاعلها حيال الغزو الإسرائيلي للبنان، ستتضح لنا الصورة بشكل أوضح) (1).
ويتحدث عن الإرهاب اليهودي على المسلمين في فلسطين فيقول:
(يتميز الكيان الصهيوني بسن قوانين إرهابية تجيز انتهاك حرمة وكرامة الإنسان، وتزيد من معاناة الشعب الفلسطيني المضطهد، ومن ذلك قوانين الاعتقال الإداري، التي تجيز اعتقال أي مشتبه به لمدة معينة، وتمديدها إذا رأى القائمون على الأجهزة الأمنية ذلك.
__________
(1) القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، ص102-104.(1/145)
والاعتقال الإداري عبارة عن أمر عسكري، يقره ضابط برتبة عميد، بدون لائحة اتهام وبدون محاكمة، ودون إبلاغ المعتقل ما هي الاتهامات المنسوبة إليه.
ويطال هذا النوع من الاعتقال أي فلسطيني لمجرد الشبهة، ولا حاجة فيه إلى الأدلة، أو الأسباب الداعية إلى الاعتقال، وكان المعتقل يمكث في السجن ثمانية عشر يوماً، ثم يُطلق سراحه، أو يمدد اعتقاله مدة مماثلة أخرى، ثم صدر قرار بزيادة المدة إلى ثلاثة أشهر، ثم إلى ستة أشهر قابلة للتمديد.
ويعاني الفلسطينيون خلال فترة الاعتقال الإداري معاناة لا توصف، حيث يقوم المحققون خلال هذة الفترة بتعذيب المعتقل بكافة الوسائل والأساليب البشعة دون حساب أو رقابة، وذلك بحجة خطر المعتقل، وضرورة نزع الاعترافات التي يمكن أن توقف بعض العمليات، وتكشف مخططات قوى المقاومة...
ويشهد على إرهاب هذا الكيان ما يجري في الزنازين المرعبة من أعمال وحشية، وممارسات لا إنسانية، وجرائم بشعة يندى لها الجبين.
فالسجون الصهيونية الكالحة لا تعرف الرحمة، ولا تعترف بها، وداخلها مفقود، والخارج منها مولود، وهي بحق معتقلات الموت البطيء التي شُيدت لقتل الإنسانية والعزة والكرامة في نفوس أبناء فلسطين ومن أعانهم، أو انتصر لهم من إخوانهم المسلمين.
ولم يكن إنشاء هذه السجون فقط من أجل اعتقال وتعذيب المقاتلين، وجنود المقاومة، أو تأديب المعارضين، وحبس المتظاهرين، وإنما لأهداف أخرى أشمل وأعم، من مثل بث الرعب، ونشر الخوف بين الفلسطينيين جميعاً دون استثناء، وتجنيد العملاء والخونة بالإسقاط والإكراه ووسائل التعذيب المختلفة، وتدريب الإسرائيليين على التحقيق وكيفية التعامل الوحشي مع أعدائهم، وتحطيم المعنويات لدى الشعب الفلسطيني، وكسر شوكة المقاومة، وغرس الشعور باليأس من الخلاص في قلوب الناس، وتوفير الحماية والأمن للمستوطنين المغتصبين المحتلين للأرض، وغير ذلك...
وجرائم أخرى بحق النساء:(1/146)
في 13/9-2001، وبينما كانت الأسيرات يجلسن في غرفهن، اقتحمت قوة من السجانات غرف الأسيرات، وصادرن جميع أمتعتهن وممتلكاتهن، واقتيدت الأسيرات مها العك، وعبير عمرو، وسعاد غزال، ورابعة حمايل (14 سنة) إلى قسم آخر ، حيث لا يوجد سوى السجناء المدنيين المجرمين، وبعد ذلك قامت قوة من السجانات بالدخول إلى غرف العزل، وبدأت بالاعتداء بالضرب العنيف على الأسيرات، بعد أن قام السجانون والشرطة بتقييد أيدي وأرجل الأسيرات، ورشهن بالغاز، وربطهن بالأسرة بشكل مؤلم، فقضين طول الليل يصرخن من شدة الألم.
سياسة الإعدام الميداني للمعتقلين:
أكثر من 19 مواطناً عذبوا وأعدموا عند تنفيذ عملية الاعتقال.
أعدمت سلطات الاحتلال الصهيوني 19 مواطناً فلسطينياً، ألقي القبض عليهم وهم على قيد الحياة ، خلال عام من انتفاضة الأقصى، وتمت عملية الإعدام حين تنفيذ عملية الاعتقال، وقبل اقتيادهم إلى مراكز تحقيق رسمية، والمقصود بالإعدام هنا هي عملية تصفية المعتقل بعد إلقاء القبض عليه مباشرة، خارج نطاق القوانين المعمول بها رسمياً، والمطبقة حول إجراءات الاعتقال، وتمت عمليات القتل بعدة أساليب هي:
إطلاق النار بشكل مباشر على المعتقل عند إلقاء القبض عليه.
عدم السماح بتقديم الإسعافات الطبية للجرحى، الذين تم اعتقالهم حتى يفارقوا الحياة.
تعذيب المعتقلين ميدانياً حتى الموت.
ومعظم المعتقلين الذين أعدموا تم تشويه جثثهم، والتنكيل بها بشكل بشع، ولا إنساني.
وتنفرد حكومة الكيان الصهيوني المتعاقبة في تنفيذ هذه السياسة، التي تعتبر جزءاً أساسياً من التوجه الرسمي لها، منذ عام 1967م، وكانت قضية الباص رقم 300 عام 1948م قد فتحت ملفات العديد من حالات إعدام معتقلين بعد القبض عليهم، وذلك بعد الكشف عن هذه القضية التي تم خلالها إعدام مجدي أبو جامع من قطاع غزة، وزميل له بعد إلقاء القبض عليهما، إثر عملية اقتحام فاشلة لباص إسرائيلي.(1/147)
وقبل خمس سنوات قتل ناحوم كورمان، ضابط الأمن في مستوطنة بيتار الصبي حلمي شوشة من قرية حوسان المجاورة، بعد أن اشتبه بقيامه بإلقاء الحجارة على سيارة مستوطنين، وذلك في صورة بشعة تصور وحشية الاحتلال، حيث داس على رأسه، وظل يركله في رأسه لأكثر من ساعة، ثم قام بإطلاق النار على رأسه بدم بارد، وانسحب من المكان) (1).
وأما ما يقوم به المنافقون المتنفذون في كثير من بلدان المسلمين من الإرهاب والسجن والتعذيب لدعاة المسلمين ومصلحيهم ومجاهديهم فلا يحتاج إلى تفصيل لأنه لا يخفى على أحد, فأين من يتكلم عن الإرهاب عن هذا الإرهاب والتخويف والتضييق على المصلحين وأهليهم وذويهم.
وفي ختام الحديث عمَّا يقوم به الكفار والمنافقون من إرهاب وتقتيل وتشريد وتخويف للآمنين أود الحديث عن (مجلس الخوف والإرهاب والاستعمار) وهو ما يسمى زوراً وبهتاناً (بمجلس الأمن). وعن دوره التآمري الخبيث في إضفاء الشرعية على ما تقوم به الدول الكافرة من قتل وعدوان على المسلمين، واحتلال لبلدانهم ومقدراتهم، وما يصاحب ذلك من تغيير للعقائد والأفكار والأخلاق، يتحدث الدكتور محمد طاهر حكيم في كتابته عن حقيقة مجلس الأمن فيقول:
(كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دور مجلس الأمن ومهامه في تحقيق الأمن والسلام العالميين إبان تعرض المسلمين لمآس ونكسات وويلات من أعدائهم في شتى أنحاء المعمورة، ولا سيما في البوسنة وفلسطين وكشمير، والعراق، وأفغانستان على سبيل المثال لا الحصر.
وظن بعضهم أن مجلس الأمن سيفرض الأمن ويعيد السلام إلى المناطق المنكوبة، ويحقق الأهداف التي قام من أجلها؛ وهي إقامة العدل ونصر المظلوم وردع المعتدي، وغاب عن هؤلاء أن المنظمة الدولية غدت أداة طيعة في أيدي الأقوياء لتحقيق خططهم وتنفيذ مآربهم.
__________
(1) القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب، ص214-240 (بإختصار شديد) ومن أراد التوثق من النقولات فليرجع إليها في الكتاب المذكور.(1/148)
إن مجلس الأمن تتحكم في قراراته خمس دول فقط الأعضاء الدائمون وهم: أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والصين، التي تسعى من خلال قراراته لتحقيق مصالحها الخاصة، وفرض سيطرتها على الدول الضعيفة والإسلامية منها بالذات، ويقال عن أي قرار يصدر عن هذا المجلس بأنه قرار دولي. أو يعبر عن إرادة المجتمع الدولي. وهذا عجيب وما أكثر عجائب هذا الزمن. ومنها أن يقال عن القرار الصادر من خمس دول بأنه «دولي»، ويفرض على باقي دول العالم، دون أدنى حق لها في إبداء الرأي أو الاعتراض عليه، بل إنه بإمكان دولة واحدة من هذه الدول الخمس إفشال أي قرار لا يعجبها، بصرف النظر عن مواقف باقي الدول، ومع هذا يقال عن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بأنه قرار دولي.
خذ مثالاً شعب البوسنة المسلم، وما حدث له من وحشية وهمجية لا نظير لها، حيث يعيش شعب بكامله تحت الإرهاب، والحكم العسكري، ونظام المعسكرات الذي يذكرنا بأساليب «النازية» أو «الفاشية» أو «الشيوعية». ومجلس الأمن الذي يتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان، وقواعد القانون الدولي، وحق جميع شعوب الأرض في العيش في سلام متباطئ متخاذل، لأن هناك بعض الأعضاء الدائمين في المجلس لا يرون ما يراه العالم ودوله وشعوبه قاطبة، فهل بعد هذا يصح أن يقال عن أي قرار يصدر من مجلس الأمن بأنه قرار دولي؟ أين مكمن التزوير؟ إن مجلس الأمن لا يعبر عن المجتمع الدولي، بل هو يعبر عن هيمنة أعضائه الدائمين على «القرار الدولي» ولذا يحسن تسميته بـ «مجتمع القوة» أو «مجتمع الخاصة» الذي يحكم باسم المجتمع الدولي، ولذا فإن تسمية قراراته بالدولية زور وباطل.
إن هذا الوضع القائم ما هو إلا امتداد لحقبة الاستعمار، الذي ولى بمظهره العسكري، ليحل بمظهره السياسي، فهذا المجلس في الحقيقة أصبح مجلس استعمار وليس مجلس أمن...(1/149)
الحقيقة أن بعض المسلمين يبالغ في حسن الظن بمجلس الأمن عندما يلجأ إليه، ويتوقع منه أن ينظر إلى قضايانا بعين العطف والرحمة أو على الأقل بعين العدل والإنصاف.
وتغيب عن أذهاننا حقيقة مهمة وهي: أن المجلس عبارة عن التكتل اليهودي (أمريكا) النصراني (بريطانيا وفرنسا) الشيوعي (روسيا والصين)، فهل يرجى للمسلمين خير من هؤلاء؟ أليس هؤلاء هم أعداؤنا، أليس الله قد حذرنا منهم، ومن الاعتماد عليهم وموالاتهم؟ ألم يخبرنا الله تعالى وهو أصدق القائلين (( } تمت - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - - - - - { - صلى الله عليه وسلم - - ( } - } - جل جلاله - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -(- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه -((( - { - ( - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - رضي الله عنهم - - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ( - - - - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - )) فكيف نأمل الخير ممن حذرنا الله منهم.
هل نتوقع مناصرة قضايانا ممن زرعوا النبتة الخبيثة (إسرائيل) في قلب العالم الإسلامي؟ أم نتوقع ذلك من روسيا وهي التي لطخت يديها بدماء المسلمين الأبرياء في دول آسيا الوسطى وأفغانستان، وهي التي تزود إسرائيل باليهود، والأيدي الفنية الماهرة، وتزود مجرمي الصرب بالأسلحة ضد مسلمي البوسنة العزل.
أما فرنسا فلها موقفها من قضايا المسلمين بعامة ومن قضية البوسنة بخاصة فعندما قام ميتران بزيارته المشبوهة (لسراييفو) قال للرئيس المسلم علي عزت : «ليكن في علمك بوضوح أن فرنسا لن تسمح مطلقاً بوجود دولة مسلمة على عتبات أوروبا يحكمها المسلمون».(1/150)
وقد عبر نائب الرئيس البوسني أيوب غانيتش عن موقف الأوروبيين من قضية بلاده ، فقال: إن أوروبا أظهرت وجهها الحقيقي، وإن تدمير البوسنة وفناء أهلها سيكون على يد أوروبا وليس على يد الصرب فقط.
فهل نأمل مناصرة قضايا المسلمين من هذه الدول، أم نأمل ذلك من الصين العضو الخامس في مجلس الأمن وهي التي لا زالت تستعمر تركستان الشرقية، وتعمل التقتيل والتهجير حيال المسلمين هناك، وتزود مجرمي الصرب بالأسلحة والمعدات...
ثم إن قرارات مجلس الأمن تفرض على الدول الضعيفة ولا سيما الإسلامية منها، كما تفرض على هذه الدول العقوبات الاقتصادية والتجارية والعسكرية، والمقاطعة الدولية إذا لم تخضع لرغبة وهيمنة مجلس الأمن، بل وتدرج أسماؤهم في قائمة الدول المساندة للإرهاب والمنتهكة لحقوق الإنسان.. الخ كما هو حال بعض الدول الإسلامية المعروفة للجميع. أما الدول الكافرة والمحتلة لأراضي المسلمين والتي تحظى بمساندة وتأييد أعضاء مجلس الأمن الدائمين، فلا تلزم بتطبيق أي قرار صادر عن مجلس الأمن، ولا يفرض عليها أي عقوبات إلا صورياً ذراً للرماد في العيون، بل هي في كثير من الأحيان تعربد يمنة ويسرة وتهزأ بقرارات المجلس «الموقر» دون أن يثير ذلك حفيظة المجلس، أو أن يكون فيه التحدي للمجتمع الدولي، وهذا يؤكد أن المجلس لن يقف مع أي قضية للمسلمين مهما كانت إذا كان الطرف الآخر فيها من غير المسلمين...
ويأتي بعد هذا دور القوات الأممية التي ترسل هنا وهناك لتؤمن الخائفين، وتدافع عن المظلومين، وتستر عورات المضطهدين إلى آخر مصطلحات الرحمة، وحماية الإنسانية، التي ترفع لواءها قوات الأمم المتحدة في كل مكان، فماذا فعلت هذه القوات؟(1/151)
ذكرت صحيفة «الجارديان» الصادرة في 28 أغسطس 1993م عددا من تهم الفساد الموجهة إلى جنود الأمم المتحدة في سراييفو وأخطر هذه التهم أن هذه القوات تقوم بالمتاجرة بالمخدرات وتهريبها، وقال المراسل: إن الجنود الفرنسيين الذي يعملون تحت قيادة الأمم المتحدة يقومون بعمليات اغتصاب واسعة ضد المسلمات، وأنهم كانوا يعطون الصرب شحنات الأغذية والأدوية مقابل إعطائهم نساء مسلمات بوسنيات من المعتقلات لاغتصابهن.
وقال مراسل «الديلي تلغراف»: إن ضباطاً كباراً من الأمم المتحدة هم الذين كانوا يشرفون على أسواق الدعارة في البوسنة.
وذكرت «نيويورك نيوز» الصادرة في 17/5/1414هـ ، أن أكثر من خمسين ضابطاً من فرنسا وكندا وأوكرانيا ونيوزيلندة ودولة إفريقية لم يذكر اسمها كانوا يترددون على معتقل يديره الصرب يعج بالأسيرات من النساء المسلمات اللاتي أجبرن على ممارسة البغاء.
هذه بعض أعمال وجرائم ذوي القبعات الزرقاء، لكن السؤال: من يتولى التحقيق في ذلك إذا كان الخصم هو الحكم... ؟
إن المرء يقف حائراً أمام تصرفات هذه المنظمة التي تكيل بمكيالين، وتزن بميزانين، فهي لا تحب نصرة المسلمين، أو حتى السماح للآخرين بمساعدتهم، أو حتى حمايتهم، أو حتى حماية الأبرياء منهم؛ لكن عندما يكون الأمر متعلقاً ببعض الجنود غير المسلمين فيظهر الوجه الآخر للمنظمة الدولية، فتقلق وتحزن على بضعة جنود أسبان، ولا تتأثر على تقتيل مئات الآلاف من المسلمين، وتشريدهم وتهجيرهم، واغتصاب نسائهم ونهب ممتلكاتهم.(1/152)
إن هذا الشعور الذي ينتابنا نحو هذه المنظمة وسكرتيرها يجعلنا نكرر ونرفع صوتنا مع الكاتب الذي يقول: (إن عالمنا مليء بالأكاذيب وإن هيئة الأمم وميثاق حقوق الإنسان كذب في كذب، وحماية الشعوب من التفرقة العنصرية كذب في كذب، وحماية الدول من الإعتداء هو كذب في كذب)، وكذلك نكرر مع الرئيس علي عزت (إن الغرب حينما يتعلق الأمر بالإسلام مستعد لأن يخون مبادئه وقيمه التي ينادي بها).
إن الحقيقة الناصعة التي لا تحتاج إلى إثبات هي أن قضايانا لن يحلها أحد سوانا «وما حك جلدك مثل ظفرك»، وإن أمة لا تملك الدفاع عن نفسها لا تستحق الحياة والبقاء. والحقيقة أن ما اغتصب بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ذلك هو المنطق البدهي الذي تشهد له حقائق التاريخ الإنساني قديماً وحديثاً ، فلولا ذلك لما خرج الرومان من العالم العربي في عصر الفتوحات، ولما طرد المسلمون الصليبين المعتدين الغزاة من أراضيهم، ولما غادرت فرنسا الجزائر، وأمريكا فيتنام، وروسيا أفغانستان.
لكن إلى متى نظل نتشبث بمجلس الأمن؟ وإلى متى نبقى مخدوعين بـ «المجتمع الدولي» ؟ إن شرور اليهود والهندوس والصليبين والشيوعيين واعتداءاتهم على المسلمين لن تقهرها «شرعية دولية» ولا قرارات شجب وإدانة واستنكار، وإنما تهزمها وحدة المسلمين واتفاقهم وقوتهم وتفوقهم التقني والعلمي والعسكري، والاتحاد والتعاون فيما بينهم في كل المجالات ولا سيما المجالات الدفاعية والعسكرية.
والله من وراء القصد... (1) أ.هـ
وهذا نص شعري نشرته مجلة البيان بعنوان «رسالة إلى مجلس الأمن» !! بل «إلى مجلس الخوف»:
يامجلساً قد خان حمل
كم ذاقَ غدرَك مسلمٌ
في البُسنْة الثكلى هنا
وعلى ثرى الشيشانِ منـ
كشميرُ أنت عدوّها
في دولةِ الغصبِ التي
آثارُ غدرِك كلّما
تنسى الدماءَ بأرضنا
كم من سياطِ الغدرِ في
وبَدوتَ مِنْ إثر المهانة
يامجلسَ الخوفِ الذي
دعْ عنكَ نظْم القولِ يا
__________
(1) مجلة البيان العدد (82) ص60.(1/153)
يا من يرومُ عداءَنا
لسنا الأذلاءَ الذيـ
لسنا كمن تُلْقي لهمْ
فلنا على دربِ الكرامةِ
كم في جهود الأمن مِنْ
فاسند حِياض الظلم في
وامكُرْ فمكرُ الله كم ... عهود ميثاق الشرف
يلقى المذَلّةَ والشظف
كَ دماءُ شعبِ لم تَجِفْ
كَ مواقفُ الغدرِ الدّنِفْ
والدمعُ فيها لم يكفْ
تلقى المعَزة والكَلَفْ
هَدَرَ المُعربدُ أو عَصَفْ
وبغيرها تبكي النّطَفْ
قاعاتِ خوفِك والحَسَفْ
تحتَ أقدامِ السّخَفْ
من جُرحِ أمتِنا ارتَشَفْ
مَن حِبرُ مكرك لم يجفْ
إنّا وربِك لم نَخَفْ
ن لهمْ عنِ العليا جَنَفْ
في الجَهْرِ أطنانَ العَلَفْ
من أرُومَتها سَلَفْ
خوفٍ على أهلِ الشَرَفْ
عصرِ التخاذلِ والتلف
أودى بمِثِلكَ في سَلَفْ(1)
ثانياً: أسلوب غزو العقيدة والعقول والأخلاق(1)
وهذا الأسلوب من العداء للمسلمين، وأمنهم الفكري والأخلاقي قد يكون أخطر من الأسلوب العسكري السابق بيانه، ذلك لأن العداء العسكري بالتقتيل والتشريد، والاحتلال العسكري للبلاد يستنهض الهمم، وينبه الغافلين، ويوقظ النائمين. أما الغزو العقدي على العقول والأخلاق، فيسري في الناس، وهم في غفلة عن ذلك، وبخاصة إذا اشتغل أكثر الناس بدنياهم ولهوهم وشهواتهم.
وهذا النوع من الغزو والعداء لأمن الناس وسلامتهم في الدنيا والآخرة لم يسلم منه بلد من بلدان المسلمين. بينما الغزو العسكري الظاهر كان في بعض البلدان كأفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين. ومما ساعد الكفار على هذا الأسلوب من العدوان أناس من بني جلدتنا مهدوا لهذا الغزو، وفتحوا صدورهم وأيديهم له، وساهموا بشكل فعال في تنفيذ مخططات الكفار على بلدان المسلمين. وهؤلاء هم المنافقون الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان.
__________
(1) مجلة البيان العدد (127) ص 56.(1/154)
وهؤلاء هم الذين سبق ذكرهم عند الكلام عن تعاون المنافقين مع الكفار في غزوهم واحتلالهم لبلدان المسلمين، وتوليهم للكفار، وخيانتهم للمسلمين كما قال تعالى في الآية السابقة: (( ( المحتويات - - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - - - - - فهرس - ( { - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( { - ( - - رضي الله عنه - الله أكبر - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( الله أكبر (- عليه السلام - قرآن كريم ( - - { - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - (((( - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - ( - ( - - (- رضي الله عنهم - - ( - ( - - عليه السلام - - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ((( الله أكبر ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - (( - ( - - رضي الله عنه - فهرس - صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله - - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - قرآن كريم ( - ( - ( - ( الله أكبر - عليه السلام - - ((- جل جلاله -- عليه السلام - - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - { - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - } - ( { - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - - - (( [الحشر:11] وهم الذين قال الله عز وجل فيهم : )) ( - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - رضي الله عنه -((( { (((- عليه السلام - - ( - ( - - - } تمت - صلى الله عليه وسلم - - ( - ( المحتويات ( - مقدمة - - ( - - - - - رضي الله عنه -( - ( - - ( - - صلى الله عليه(1/155)
وسلم - - * - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - ((( - - ( - - - - عليه السلام -( - - - عليه السلام - - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - - - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( فهرس - } - ((( - - - } تمت ( - - ( فهرس - } - ((( - - - ( - - - جل جلاله -( - ( - - - (( [النساء: 139،138] وهم الذين وصفهم الله عز وجل بقوله: )) - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (((- عليه السلام - - ( - ( - - - ( تمهيد ( - { ((( - - جل جلاله -( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((((- رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - - ( - - تمهيد - ( - ( - - - ( - - - ( قرآن كريم { - ( { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - - صلى الله عليه وسلم -( - ((- رضي الله عنهم - - ( - - - - - قرآن كريم ((( تمهيد ( { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - } - قرآن كريم ( - فهرس - { - - - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - ( - - - ( { - رضي الله عنه -((( { ((( - - جل جلاله -( - ( - - - ( المحتويات ( - - - قرآن كريم ( { ( - ( - (( - - - (( [التوبة: 67].(1/156)
ولولا المنافقون لما استطاع الكفار أن يحققوا أهداف غزوهم لبلدان المسلمين سواء كان ذلك الغزو عسكرياً أو ثقافياً وأخلاقياً . ومن أشد المنافقين عداوة وخطراً في صفوف المسلمين اليوم الرافضة وزنادقة الصوفية والعلمانيون والحكام المتنفذين في أكثر بلدان المسلمين. وتاريخ هذه الطوائف معروف في حياتهم وتواطئهم مع الكفار الغزاة، وفتح بلدان المسلمين لجيوش الكفار العسكرية، أو جيوشهم الفكرية والثقافية، وتضليل المسلمين بها. وأسوق فيما يلي صوراً من هذا العدوان الآثم من الكفار المنافقين على ثوابت الأمة وأخلاقها، وضرورياتها الأساسية:
أولاً: العدوان على أمن الدين وثوابته:
إن عداوة الكفار وإخوانهم من المنافقين لأمن الدين والعقيدة وثوابتها معروف منذ وجد الصراع بين الحق والباطل، والتوحيد والشرك، والهدى والضلال. وكان يأخذ أشكالاً وصوراً مختلفة حسب الزمان والمكان. ولقد شهدت السنوات الأخيرة بعد حرب أفغانستان والعراق غزواً خطيراً صريحاً على هذا الدين وثوابته وأمنه وسلامته أعلن فيها الكفار موقفهم الصريح من دين الإسلام وكشفوا عن خططهم ونواياهم. كما أخرج المنافقون قرونهم، وأفصحوا عن أنفسهم بممالأتهم للكفار، ومسارعتهم في فتح البلاد لهم ولأفكارهم وثقافاتهم، وفرحوا بها، بل كانوا أكثر من الكفار حرصاً ومسارعة على مسخ هوية الأمة، وإبعادها عن دينها الذي هو مصدر عزها وسعادتها وأمنها في الدنيا والآخرة.(1/157)
وإن أخطر غزو يوجهه الكفار اليوم إلى بلدان المسلمين وساعدهم في ذلك المنافقون، بل وينفذونه لهم، إنما هو غزوهم لعقول وأفكار المسلمين، وتغيير نظرتهم الصحيحة للإسلام، وذلك بوصفهم الإسلام أنه عقيدة وجدانية بين العبد وربه في صلاته ومسجده وأذكاره وتسبيحاته، وأن لا دخل له في توجيه دفة الحياة الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما أنهم حرب على عقيدة الولاء والبراء بوصفها تثير العداء بين بني الإنسان. وهم حرب على شعيرة الجهاد بوصفها عدوان وكراهية وإرهاب وإكراه!! وهو حسب مكرهم وتضليلهم يتعارض مع سماحة الإسلام ورحمته!!(1/158)
ومن هذا المنطلق في غزوهم الماكر يوجهون حربهم الدعائية والاستئصالية لكل من يرفض هذا الفهم الأمريكي النفاقي للإسلام ويصمونه بالمتطرف والإرهابي والأصولي والوهابي إلى آخر هذه المسميات. أي أن من يفهم الإسلام بالفهم الذي جاء في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى: )) - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( - ( - ( - - - - (( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( تمت - - - - - { { ( - - - - (( [البقرة: 208] وقوله سبحانه: )) - - - ( - رضي الله عنهم - - ( فهرس - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم (- جل جلاله -( تم بحمد الله ( - ( - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - - قرآن كريم ( - ( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - رضي الله عنهم - - - (( - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - - { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنه - - { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - صدق الله العظيم } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - ( - (( ( المحتويات ( - ( - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - } صدق الله العظيم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - مقدمة - - - ( } تم بحمد الله - تمهيد ( - - ( - - } - قرآن كريم ( - ( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - ( - ( - فهرس - (( [النساء: 65] وقوله عز وجل: (( ( - ( - } تمت ( { - ( - - - - ( - ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام - - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( تمت - -(1/159)
عليه السلام - - - رضي الله عنه -((( - - - (- رضي الله عنهم -(( - - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - - ( - - ( (( مقدمة - - } - رضي الله عنهم - - ( - ( - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( تم بحمد الله ( - بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - } - صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( الله أكبر ( الله - - )) [الأنعام: 163،162] وأن من يفهم التوحيد أنه ولاء وبراء ولاء للمؤمنين، وعداوة وبراءة للكافرين كما قال تعالى: (( ( - - - ( تمهيد - رضي الله عنه - الله أكبر - - - ( المحتويات ( - - - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - ( { - عليه السلام - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة ( - (( - بسم الله الرحمن الرحيم - ( - (- رضي الله عنه - - ( - ( { - رضي الله عنه -((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( مقدمة - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( { } - قرآن كريم ( - - - - ( المحتويات ( - ( تم بحمد الله ( قرآن كريم - { ( - - ( الله أكبر ( { } - (- رضي الله عنه -(- عليه السلام -(- رضي الله عنه - - ( - ( المحتويات ( - - ( تم بحمد الله - - - ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (( - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - - ( - - ( - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - عليه(1/160)
السلام -- صلى الله عليه وسلم -(- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم -(( - - - (( - - - (((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - ( - ((( فهرس - رضي الله عنهم - - ( مقدمة - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - )) [الممتحة: 4]. ومن يفهم الإسلام أنه دين الله الحق الذي ارتضاه لعباده، ولا يرضى ديناً غيره، ويسعى لنشره في العالم بالدعوة والتبليغ والجهاد والسنان إذا وقف في طريقه من يصد الناس عنه كما قال تعالى: (( ( المحتويات ( - قرآن كريم ( - ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - رضي الله عنهم - مقدمة - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - - - ( { - عليه السلام - - ( - (( - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( تمهيد - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - (- صلى الله عليه وسلم - - - - - (( - - - ( - ( - )) [الأنفال:39]. إن كل من يفهم الإسلام بالفهم السابق في الولاء والبراء، والحكم والتحاكم، والجهاد والدعوة فهو الإرهابي الذي ينبغي أن يحارب، ويصفى فكرياً أو جسدياً، ومن فهم الإسلام من المسلمين بهذه النظرة الأمريكية، كما هي نظرة المنافقين والمخدوعين من المسلمين؛ فهو المحبوب عند الكفار والمقبول لديهم وهو العالم المرن المتسامح المعتدل!!!
ولذلك فهم لا يفتأون يركزون على بعض الرموز والطوائف الإسلامية الذين يصفونهم بالمعتدلين، ويستخدمونهم في تنفيذ مخططاتهم الماكرة في غزوهم للعقول والأفكار.(1/161)
وكون الكفار يفهمون الإسلام بهذا الفهم له ما يفسره. ولكن ما عذر المخدوع من المسلمين في هذا الفهم الذي يريده الكفار والمنافقون بالمسلمين، وكتاب الله عز وجل بين أيديهم، وآيات التوحيد والولاء والبراء والحكم والتحاكم والجهاد والدعوة واضحة بينة فيه. لا غموض فيها ولا التباس؟ لكنه البعد عن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله × . أو هو الشعور بالهزيمة النفسية والاحباط، والتبعية. ولكن أين نحن من تحذير الله عز وجل في قوله سبحانه: (( - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - ( قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( تمت ( { } - قرآن كريم (( - ((( - - - { - ( - - ( - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - صلى الله عليه وسلم -( - - - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - المحتويات ( - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( - ( - ( - ( { - رضي الله عنه -((( - ((( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - ( المحتويات ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( - ( - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( تمهيد (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( ( - - - ( المحتويات ( تمهيد - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ((- رضي الله عنه - - ((- رضي الله عنه - - ( - - - ( - ( - - { - ( - رضي الله عنهم - - ( - ( - - - فهرس - ( { - ((- عليه السلام(1/162)
- - (( - - (( { - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [آل عمران: 101،100].
(إن طاعة أهل الكتاب والتلقي عنهم، واقتباس مناهجهم وأوضاعهم، تحمل ابتداء معنى الهزيمة الداخلية، والتخلي عن دور القيادة الذي من أجله أنشئت الأمة المسلمة. كما تحمل معنى الشك في كفاية منهج الله لقيادة الحياة وتنظيمها والسير بها صعداً في طريق النماء والارتقاء. وهذا بذاته دبيب الكفر في النفس، وهي لا تشعر به ولا ترى خطره القريب.
هذا من جانب المسلمين. فأما من الجانب الآخر، فأهل الكتاب لا يحرصون على شيء حرصهم على إضلال هذه الأمة عن عقيدتها. فهذه العقيدة هي صخرة النجاة؛ وخط الدفاع، ومصدر القوة الدافعة للأمة المسلمة. وأعداؤها يعرفون هذا جيداً، يعرفونه قديماً ويعرفونه حديثاً، ويبذلون في سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما في وسعهم من مكر وحيلة، ومن قوة كذلك وعُدة. وحين يعجزهم أن يحاربوا هذه العقيدة ظاهرين يدسون لها ماكرين. وحين يعييهم أن يحاربوها بأنفسهم وحدهم، يجندون من المنافقين المتظاهرين بالإسلام، أو ممن ينتسبون- زوراً- للإسلام، جنوداً مجندة، لتنخر لهم في جسم هذه العقيدة من داخل الدار، ولتصد الناس عنها، ولتزين لهم مناهج غير منهجها، وأوضاعاً غير أوضاعها، وقيادة غير قيادتها..) (1).
__________
(1) انظر: في ظلال القرآن 1/438.(1/163)
هذا كتاب ربنا عز وجل ينطق بالحق، وكأنه يخاطبنا الآن، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله عز وجل. وكلام الله عز وجل وموعظته وتحذيراته تكفينا؛ ولكن نظراً لأن بعض المسلمين اليوم قد هجر القرآن الكريم، إما تلاوة، أو تدبراً، أو عملاً؛ فإن الحاجة تدعو إلى نقل بعض ما كتبه الملأ الذين كفروا في مراكز بحوثهم ودراساتهم الاستراتيجية، وما رسموه من خطط خبيثة ماكرة لمواجهة الإسلام الحق، وبث الشبهات بالوسائل المختلفة وتغييره في نفوس أهله حسب الفهم الذي يريدون، وهو الذي حذرنا الله عز وجل منه في كتابه الكريم.
يقول الأستاذ حسن الرشيدي في مقال بعنوان (إسلام على الطريقة الأمريكية):
(تعتقد الولايات المتحدة أن حربها ضد الإرهاب قد تنتهي غداً أو بعد غد، أو حتى بعد عقد من الزمن، وذلك بانتصار الأقوى على الأضعف، ولكن في الوقت نفسه يظن قسم من مفكريها وسياسييها أن اقتلاع الغضب من الصدور، والكراهية من القلوب في عالم تحركه العواطف أمر يحتاج إلى جهود كثيرة وعقود طويلة.(1/164)
ففي استطلاع أجراه شبلي تلحمي البروفيسور في جامعة ميريلاند الأمريكية كانت نتائجه كالآتي: معظم المستفتين من مصر والأردن والسعودية ولبنان يحبذون دوراً أكبر لعلماء الدين في الحياة العامة. 6% فقط من الذين شملهم الاستطلاع يثقون بأن الولايات المتحدة ستُدخل الديمقراطية إلى العراق، وباقي الدول العربية ، فيما الغالبية العظمى تعتقد بأن أمريكا تريد فقط الاستيلاء على النفط، وتدعيم سيطرة إسرائيل على الشرق الأوسط. وأشار الاستطلاع أنه في حال تطبيق الديمقراطية، فإن الحركات الإسلامية لها الأغلبية الكاسحة في العديد من الدول العربية. فالاستطلاع يشير إلى أن الاكتساح العسكري الأمريكي مهما بلغ مداه فإنه لن ينزع كره أمريكا، ومن ثم لن تقضي على محاولة الإيقاع بها، والانتقام منها في أقرب فرصة سانحة، لذلك لجأت أمريكا إلى ما اصطلح على تسميته بالإسلام الأمريكي (أو الإسلام العلماني)...
وهو الوصف الذي أطلقته صحيفة ليبراسيون الفرنسية، أو ما يطلق عليه: العلمانية المؤمنة. ويعرفها الدكتور محمد يحيى بأنها طرح فكري يتقبل العلمانية تماماً لكنه يسوغها إسلامياً، ويخلق لها شرعية إسلامية مزعومة باعتبارها نوعاً من أنواع التجديد، والاجتهاد في المجال السياسي والاجتماعي، مسموح به في إطار «أنتم أعلم بشؤون دنياكم»..
ويضيف إن طرح العلمانية المؤمنة يسمح بوجود هامشي للدين على سبيل التمويه مرشح للتعميم على البلدان الإسلامية، كنموذج جاهز للتطبيق، يحل محل شتى الأفكار والاتجاهات الإسلامية الموجودة، ويبشر بالعلمنة كسبيل وحيد أمام هذه الدول للانضمام إلى النطاق العالمي الجديد والدخول في ركب العولمة.
وتزيد صحيفة الإيكونوميست البريطانية هذا المفهوم وضوحاً، فتعرف العلمانية المؤمنة بأنها علمانية متصالحة مع الدين مثل العلمانية الأمريكية، وليست معادية له مثل علمانية فرنسا وأتاتورك...(1/165)
وباستقراء الواقع تبين كثرة وتعدد الوسائل والأساليب التي تحاول الولايات المتحدة أن تعمم بها هذا الطرح الفكري على المسلمين. وهذا إنما يدل على الرغبة العارمة والمحمومة في فرض الإسلام الأمريكي على المسلمين. ولقد شغلت مراكز الدراسات والأبحاث الأمريكية، وكذلك المفكرون وصانعوا القرار، بابتكار وإيجاد أساليب لتوصيل ذلك المفهوم المشوه للإسلام، ومنها:
1- ضم علماء المسلمين الراغبين في هذا الفكر: تقول بولا دوبريانسكي وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون العالمية: «يتحدث الكثير من المسلمين عن الإرهاب وهم يعارضونه، لكن ذلك غير كاف، علينا أن نواصل القيام بالمزيد لحث المسلمين في الخارج على التحدث علناً عن قيم دينهم التي تعلي من شأن الحياة»، وأضافت: «يجب أن نفكر خارج الإطار التقليدي، ونوظف وسائل خلاقة للنهوض بالحرية الدينية، وهنا أفكر في تمويل علماء مسلمين، أو أئمة، أو أصوات أخرى للمسلمين».
... ويشرح مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية هذه المسألة فيقول: «إننا نريد ضم مزيد من علماء المسلمين إلى برامج التبادل الثقافي والأكاديمي التي تمولها أمريكا.. إننا مشغولون ببذل جهد أكبر لكي نصل لهذه المجتمعات الإسلامية وهذا الجمهور.. والهدف هو دعم أصوات التسامح في الدول الأخرى».
... هذا التسامح يعني التخلي عن العقيدة الإسلامية التي تجعل للمسلم هوية تحقق له شخصيته واستقلاله.(1/166)
2- ... رصد مصادر التأثير في الشعائر الإسلامية: فمنذ حوالي عشرة أعوام انتبه المصلون في أحد المساجد بمركز الفتح التابع لمحافظة أسيوط لوجود شخص أجنبي ، يمسك في يده بجهاز كاسيت وينصت باهتمام شديد للشيخ أثناء خطبة الجمعة، ويدون الملاحظات، وعندما تجمع حوله بعض المصلين للاستفسار عن شخصيته، وسبب وجوده حاول الهرب، فأمسكوا به وسلموه إلى الشرطة التي فوجئت بالنتائج: فالرجل الأجنبي أمريكي الجنسية، يهودي هكذا قيل. كان موجوداً بالمسجد ليتابع بدقة خطبة الجمعة، وأنه لم يترك مسجداً تقريباً بأسيوط إلا وقد دخله، والسبب أنه يعد دراسة مهمة جداً عن تأثير خطبة الجمعة في المصلين في مصر.(1/167)
3- ... محاولة التأثير في أصول الدين والتفسير والحديث من أجل الاتفاق على مذهب وسط جديد يجمع كل الميزات؛ من نشر قيم التسامح والمحبة والوداعة، وهذا ما يطلق عليه «تجديد الخطاب الديني»: ففي دراسة أمريكية أعدت مؤخراً في إطار سلسلة من الدراسات الشاملة بهذا الشأن، أعدها خبراء أمريكان، تقول هذه الدراسة: اعتقدنا لسنوات طويلة أن حربنا مع هذا الكتاب يجب أن تستمر، وأن نقنع الآخرين بأن يغيروا الكلمات والآيات الواردة في هذا الكتاب، ولم يقل لنا أحد إن هذا ضرب من الخيال؛ لأن المسلمين ببساطة ليسوا هم واضعوا الكتاب أو بعض آياته، هم يعتقدون أنه هدية السماء لهم، وأن من يبدله أو يغيره شرير وفاسد، ومن يملك هذا هو الله وحده، وأننا في كل اللقاءات والمنتديات التي جمعتنا بالعديد من الشخصيات الأوسطية كانوا يتحدثون عن كتابهم المقدس باحترام بالغ وتقديس عظيم، وعندما كنا نتحاور عن معاني ما ورد في هذا الكتاب عن اليهود والقتال، وإجبار الآخرين على الدخول في الإسلام، والعديد من العادات السيئة (على حد زعمهم) كان الأوسطيون يرون أن ذلك مرده بالأساس للفتاوى والتفسيرات المصاحبة لهذا الكتاب، ناهيك عن آراء رجال الدين؛ لذا فإن المسلمين على الرغم من أنهم ظاهرياً ينتمون لدين واحد، وأن القرآن هو الذي يجمع بينهم؛ فإنهم في الحقيقة مختلفون ومنقسمون على أنفسهم إزاء تعدد وتضارب رجال الدين الذين ينتمون لتفسيراتهم.
إن أفضل وسيلة للتعامل مع المسلمين هي التأثير في أفكارهم واتجاهاتهم الدينية؛ من خلال الفتاوى والكتب الأخرى وليس من خلال الكتاب المقدس.(1/168)
وتستمر هذه الدراسة الخطيرة فتقول: يعتمد هذا المنهج على مقومات؛ منها إظهار الاحترام الكامل للكتاب المقدس للمسلمين، والتأكيد على أن هذا الكتاب محل تقدير من الإدارة الأمريكية، وأنه يتم التعامل معه بوصفه كتاباً دينياً سماوياً، ولا يشكل خلافاً في التعامل بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، وأن منهج الاحترام الواجب للكتاب المقدس للمسلمين سيؤدي إلى الشعور بالود والتعاطف بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى.
إن المنهج الرئيس في تغيير ما هو قائم يتعلق بقسم مهم لدى المسلمين يطلقون عليه الفتاوى، وهو يشمل آراء رجال الدين الكبار أو المعروفين لدى غالبية هؤلاء الناس، وفي الوقت الراهن توجد مؤسسات دينية تمارس هذا الدور (الإفتاء)، ويلاحظ أن غالبية الإرهابيين مارسوا جهودهم المتواصلة في ترويج أفكارهم السيئة بين الآخرين اعتماداً على فتاوى معينة صدرت في أزمنة مختلفة تحث على القتل والتخريب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة.
وتقتضي الخطة الأمريكية أن تبذل جهوداً كبيرة من أجل تنقية هذه الفتاوى من مواطن الإرهاب، والعنف لصالح نشر روح التسامح والمحبة، ولهذا تؤكد الدراسة ضرورة اتباع تعليمات تقضي بابتداع أنواع جديدة من الفتاوى الإسلامية فيما يتعلق باليهود، وإلغاء مبدأ الجهاد بالنفس أو جهاد الأموال، الذي أصبح موضوعاً شائكاً في إطار مقاومة الإرهاب، والترويج لفتاوى أخرى تحث على التعامل المباشر مع حضارة وقيم الولايات المتحدة والدول الأوروبية،. وإن نقل هذه القيم للمجتمعات الإسلامية سيزيدها تطوراً يتفق مع الإسلام. وعلى سبيل المثال لابد أن تصدر فتاوى جديدة تؤكد حرية المرأة، والقضاء على الانغلاق الذي اعتمد على فتاوى قديمة مما أجهض دور المرأة سياسياً، وفتاوى أخرى حول الإخاء الإسلامي المسيحي اليهودي، وأن هذا الإخاء لا يستهدف سوى إرضاء الله.(1/169)
مطلوب أيضاً وفقاً للدراسة فتاوى تفصيل أخرى جديدة حول الاستعانة بالدول الصديقة في حال تهديد الأمن الداخلي أو الخارجي لأي دولة إسلامية، حتى لو كان هذا الصديق غير إسلامي، وفتاوى تكرس لأهمية الديمقراطية الغربية، وأنها أفضل أنواع الحكم في العالم، وحول ضرورة قتال الإرهابيين والتخلص منهم داخلياً، وتشجيع الآخرين على القيام بأدوار مهمة من أجل وقف تمويل الإرهاب.
ولم تنس الدراسة أن تشترط ضرورة صدور هذه الفتاوى عن رجال دين معتدلين بطبعهم، واقترحت أن يتم إنشاء معهد ديني علمي متخصص للدراسات الإسلامية في واشنطن، وأن يشرف على هذا المعهد الخارجية الأمريكية، وأن يتم إبرام اتفاقيات تعاون مع الدول العربية من أجل الاعتراف بالدرجة العلمية الكبرى التي يمكن الحصول عليها من خلال هذا المعهد، وكيفية إمداده بالدعاة والمدرسين، على أن يتوسع المعهد في فترة لاحقة وتصير له فروع في كل البلاد العربية.
وأكدت الدراسة أهمية مصادرة كل الكتب الدينية المذهبية القديمة التي تحوي تفسيرات واضحة وصريحة حول القتل والتدمير والاعتداء على حريات الآخرين، وكذلك تنقية الأجواء من آراء عدد كبير من المفكرين والكتاب الحاليين التي تحض المسلمين على الإرهاب والعنف، وهؤلاء تحديداً يجب حصارهم إعلامياً وفكرياً، وملاحقة النظم التي تسمح من خلال أجهزة إعلامها ببث مواد دينية تثير مشاعر عدائية، بعد أن بدؤوا في التزايد مؤخراً في العديد من الدول العربية، ويعملون على إثارة تجمعات كبيرة للقيام بأعمال غير مقبولة نحو الأمريكان، ولابد من إلغاء فكرة إنشاء قنوات إعلامية دينية متخصصة، وأن يتم بدلاً منها إنشاء قنوات دينية اجتماعية تؤكد التواصل بين الحضارات، والأديان مؤكدين أن استمرار قناة دينية في البث يؤدي في النهاية لإشاعة ثقافة التطرف.(1/170)
وإمعاناً في الاستخفاف بعقول المسلمين، وحضارتهم وتاريخهم تطالب الدراسة بتشكيل لجنة من علماء الدول الإسلامية من المعتدلين (بالطبع) الذي تختارهم الحكومات من أجل مراجعة تفسيرات الكتب الدينية، وخاصة التي تحمل أفكاراً إرهابية.
وترى الدراسة بعد تحليل ومراجعة المذاهب الأربعة، والكثير من الكتب الشارحة لهذه المذاهب وكافة التعليقات الأخرى الأجنبية أن المذاهب الأربعة تضمنت أفكاراً قديمة غير لائقة وغير مقبولة في الوقت الراهن، وأن من الأفضل أن يتفق علماء الإسلام المتطور على مذهب وسط جديد يجمع هذه المذاهب بعد تنقيتها. ويتم اختيار لجنة تنسيقية بين أكبر عدد من الدول الإسلامية، تسعى للتوصل لصياغة علمية جديدة لهذا المذهب المعتدل. وهكذا يكون تجديد الخطاب الديني.
4- ... تعديل مناهج التعليم بما يناسب المفاهيم الخاصة بالإسلام الأمريكي: في ندوة بعنوان «الإسلام الليبرالي والليبرالية الإسلامية» في المؤتمر السنوي السادس والخمسين لمعهد الشرق الأوسط الذي عقد في 11 أكتوبر قال أكبر أحمد، رئيس دائرة الدراسات الإسلامية بمركز ابن خلدون، وأستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بواشنطن، دي. سي: إن التعليم هو مفتاح الإصلاح.
... وقال: إنه يجب التأكيد على أهمية التعليم في العالم الإسلامي. ومضى قائلاً إنه: «عن طريق التعليم وحده يستطيع المسلمون إعادة اكتشاف جوهر الإسلام»، وطبعاً الإسلام بالمفهوم الأمريكي.
5- ... الاستعانة بالمسلمين الأمريكيين: وفي الندوة نفسها قالت السيدة عزيزة الهبري، أستاذ القانون في معهد تي. سي. وليامز للقانون بجامعة رتشموند بولاية فرجينيا، «إنه لمناقشة الديمقراطية والإصلاح في العالم الإسلامي بنجاح، من المهم أن ندرك أن الأفكار الليبرالية كفصل الدين عن الدولة موجودة في الإسلام ، وأنها ليست أفكاراً أمريكية فحسب».(1/171)
... وأضافت: «إنه بدلاً من نقل أفكار غربية إلى العالم الإسلامي، ينبغي للمسلمين أن يركزوا على مفاهيم الإصلاح الإسلامية الموجودة فعلاً».
... وقالت السيدة الهبري إن هناك حاجة إلى التأكيد بشكل أقوى على الحضارة الإسلامية، وإن واضعي السياسة الأمريكية بحاجة إلى الاستعانة بالمسلمين الأمريكيين في بناء جسور بين العالمين.
6- ... تشجيع ما يعرف بالمسلمين الليبراليين: وفي الندوة نفسها قال السيد مقتدر خان، مدير الدراسات الدولية ورئيس دائرة العلوم السياسية بكلية أدريان بولاية مشيغان، «إن المسلمين المعتدلين والليبراليين يعتقدون أن هدف الإسلام هو تنوير المجتمع، وأن الاختيار الأول للمسلمين لمعالجة المشاكل والعقبات هو الاجتهاد، بينما الاختيار الأخير هو الجهاد. أما المسلمون المتزمتون فإن اختيارهم الأول هو الجهاد ولا يشكل الاجتهاد خياراً لهم». ومضى السيد خان إلى القول إن: الاجتهاد أسلوب حياة؛ فهو حرية التفكير ومصدر أساسي من مصادر التنوير..
7- ... تخطي الحكومات والوصول للشعوب مباشرة: ويستخلص وولفوتيز أنه بينما تشن أمريكا حرباً على الإرهاب فإنها تفكر في الحرب الأوسع؛ أي الصراع ضد أعداء التسامح والحرية في العالم.
... وأحد أسلحتنا في هذه الحرب هو مدى قدرتنا على تخطي الحكومات والوصول إلى الشعوب والأفراد، وخصوصاً الأصوات التي تصارع من أجل أن تعلو فوق التطرف...
هذه بعض الآليات الأمريكية لفرض نموذجاً للإسلام، والمقام لا يتسع لسرد كل الأدوات الأمريكية، ولكن ما يعنينا أن ينتبه المسلمون بصفة عامة والإسلاميون بنحو خاص لما يدبر ويجري في هذه الأيام، فإن فقه الأولويات، وضغط الواقع ليس مسوِّغاً لتقبل هذا النوع من الإسلام الذي يفرغه من مضامينه الأساسية، وخاصة السياسية منها والتشريعية ؛ لعزله عن الحياة) (1).
__________
(1) مجلة البيان العدد (192) باختصار.(1/172)
وعن أهداف (أمركة الخطاب الديني للمسلمين) يتحدث الأستاذ خالد أبو الفتوح فيقول: نشرت جريدة الأسبوع القاهرية في شهر يناير الماضي تفصيلات خطط أمريكية لما أطلقت عليه: (أمركة الخطاب الديني للمسلمين)، وجاء فيما نشرته الصحيفة أن أمر تطوير الخطاب الديني كان جزءاً من الحملة الأمريكية الأولى على ما وصفته بالإرهاب...
وفي تفصيلات الخطط الأمريكية التي أوردتها الصحيفة: أن وزارة الخارجية الأمريكية شكلت لجنة تعرف باسم : (لجنة تطوير الخطاب الديني في الدول العربية والإسلامية) وأن هذه اللجنة انتهت على حد قول الصحيفة من توصياتها فعلاً وأنه سوف يتم تبليغ الدول بها، مع توضيح أن استمرار المعونات الأمريكية مرهون بتنفيذ هذه الخطط.
وتتمثل التوصيات الأمريكية في:
تهميش الدين في الحياة الاجتماعية للناس؛ وذلك عبر إغراق الشعوب العربية والإسلامية بأنماط مختلفة من الحياة العصرية الغربية، وحيازة التكنولوجيا الحديثة (التكنولوجيا ذات الطابع الترفيهي).
التقريب بين الديانات الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام عن طريق تكوين لجنة عليا من المحمديين (أي المسلمين) والمسيحيين واليهود، لتبصير كل شعوب العالم بالتقارب بين الأديان الثلاثة، كما تتحدث الخطة، وتقترح ضمن ما تقترحه بشأن هذه اللجنة أن تعمم هذه اللجنة توصيات ملزمة لكل الدعاة في العالم العربي والإسلامي بحيث لا يخرجون عن هذه التوصيات.
تحويل المسجد إلى مؤسسة اجتماعية تتضمن حدائق للأطفال والسيدات (فقدان المسجد لهيبته وخصوصيته)، وأن تتولى الإشراف عليه شخصية غير دينية ناجحة.
خضوع خطبة الجمعة والخطباء تحت رقابة أجهزة الأمن في الدولة، وأن يتم البعد عن تسييس الخطبة، أو تعرضها للجانب الحياتي أو المجتمعي بمعنى (علمنة الخطبة) أي منع الحديث عن الأمريكان واليهود، أو الحديث عن الجهاد وبني إسرائيل.(1/173)
وتهدف الخطط الأمريكية إلى أن تصبح خطبة الجمعة حلقةً نقاشيةً للجميع لا ينفرد بها الخطيب وحده، حيث ستكون الخطبة بذلك أكثر ديمقراطية في نظرهم، كما تهدف أن تشارك المرأة في خطبة الجمعة، حيث رأوا أنه لا توجد نصوص دينية تمنع المرأة من ذلك.
وأن يكفل للمرأة سبل الاختلاط مع الرجال، والمشاركة في التدريب على الانتخابات لتعليم المرأة الديمقراطية.
إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية، مع تخصيص يوم كامل للقيم الأخلاقية والمبادئ بدلاً منها، والعمل على اكتساب الطلاب مهارات التسامح، والتحرر من اعتقاد المسلمين أنهم خير أمة أخرجت للناس!، وأن يعلم الجميع أن العقائد والأديان هي نتاج التنشئة الاجتماعية والأفكار المسبقة، وأن الانتماء للإنسانية هو الجامع لهم، أما المعتقدات فهم أحرار فيها) (1).
وعن الدعوة الخبيثة المحمومة إلى ما يسمى (تجديد الخطاب الديني) وملامحها يتحدث أيضاً الأستاذ خالد أبو الفتوح فيقول: (نشير إلى بعض الملامح التي لوحظت على هذه الحملة، وهي في نظري ما يأتي:-
أن هذه الدعوة ظهرت في البلاد التي يقوى فيها النفوذ الأمريكي مع وجود نشاط ملحوظ في البلدان التي تعد تاريخياً مرجعيات العالم الإسلامي.
وأنها جاءت اتساقاً مع خطة تطوير مناهج التعليم التي أملتها وأوعزت بها قوى خارجية معينة، مستغلة أحداثاً وظروفاً معروفة، فجاءت هذه الحملة استكمالاً لمخطط إعادة تشكيل العقلية المسلمة.
الالتباس المتعمد في هذه الدعوة، فعلى عادة العلمانيين والتغريبيين في الإيهام والغموض عندما يتعلق الأمر بخطوة يصعب على الجماهير هضمها، جاءت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني، فكلمة (الخطاب) تحتمل أن تكون المقصود بها (مضمون) الخطاب ومحتواه،
__________
(1) مجلة البيان العدد (195).(1/174)
ولا شك أن مقصود مروجي هذه الدعوة هو تجديد مضمون الخطاب الديني، أي (تجديد) القيم والتصورات والمبادئ التي يحتويها هذا الخطاب، ولا يخفى على القارئ ما تتضمنه كلمة (تجديد) من معانٍ تشمل كون هذه القيم والمبادئ والتصورات أصبحت بالية ولا تصلح لهذا العصر، ففي معرض إيضاحه للمقصود بكلمة (الخطاب) يذكر الكاتب أحمد عبد المعطي حجازي «أن هذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر العلم الذي نرجع إليه في كل أمر من أمور حياتنا، أو أن هذا ما ينبغي أن نفعله، فنقرأ، ونفهم، ونناقش، ونجرب، ونحلل، ونقارن لنعرف الأسباب ، ونتوقع النتائج، ونفسر ما يحدث في الطبيعة والنفس، والجسم، والمجتمع.
نعرف الآن مثلاً أن الزلزال يقع نتيجة لتصدع طبقات الأرض وتحركها، وليس لأن المدن شريرة أو لأن الآلهة ثائرة غضبى، ونعرف أن الجنون مرض يصيب العقل وله أسباب مختلفة وصور شتى وطرق في العلاج تتعدد بتعدد أسبابه وأنواعه، وليس حلولاً لجن أو شيطان في جسد المريض كما كان يعتقد الناس من قبل، وكما يعتقد كثيرون منهم حتى اليوم، وهذا هو الخطاب الذي يتفق مع روح العصر، لأنه يتفق مع العلم، أي مع العقل والتجربة، ونحن إذن أمام مصدرين للمعرفة: العقل الذي نفسر به الظواهر، ونتتبع التحولات، وننتقل من السبب إلى النتيجة، فيبدو لنا العالم مفهوماً، ونشعر بقدرتنا على التحكم فيه والسيطرة عليه. النص الذي يعتقد النصوصيون الحرفيون فئران الكتب وحفارو القبور أنه علم سابق على كل علم، وأن كل معرفة جديدة صادرة عنه ومتضمنة فيه، فالأسلاف لم يتركوا شيئاً للأخلاف، ولا جديد تحت الشمس!» (الأهرام المصرية 23/7/2003م).(1/175)
ولكن غموض هذا العنوان (تجديد الخطاب الديني) لهذه الدعوة (هدم القيم والثوابت والتصورات الإسلامية واستبدالها) أفادهم فوق التعمية على مقصدهم الحقيقي تورط بعض المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية من علماء أو دعاة في الترويج لها ظناً منهم أن المقصود هو تجديد الوسائل والأساليب، وهذا تورط أعطى غطاءً مناسباً لأصحاب الدعوة الأصليين من متبجحي العلمانيين، حتى وإن همش فيما بعد هؤلاء العلماء والدعاة.
تشابه مفردات هذا الخطاب عند الدعاة (البروتستانت) مع القضايا التي أثارها العلمانيون، التي تتفق بدورها مع أهداف مبادرة باول، وقد تمثلت هذه المفردات في:
1- إعلاء قيمة العقل والمصلحة بمعناهما الوضعي والمادي على النص الشرعي.
2- ... تغليب المادي والمشاهد على العاطفي والغيبي.
3- مسايرة الأحداث والخضوع لها باسم التواكب مع العصر.
4- غلبة الخطاب الدفاعي والانهزامي بدعوى دفع التهم، وخاصة الإرهاب، وهضم حقوق الإنسان عن الإسلام، مع التركيز في هذا الخطاب على تناول قضايا المرأة والأسرة، والمرتد وحرية العقيدة.
5- التأكيد على أهمية الديمقراطية، والمشاركة الشعبية، وإظهار الفئات المهمشة، وإبراز مكانتها في الإسلام.
6- ... (تلطيف) الموقف مع الآخر، بإعادة تشكيل بعض المفاهيم ذات العلاقة به (بدءاً من التكفير، ومروراً بالولاء والبراء، ووصولاً إلى الجهاد)، مع التأكيد على ضرورة التواصل مع هذا الآخر، وخاصة الغرب.
7- ... تحويل الخطاب الديني الإسلامي (الدعوة الإسلامية) إلى مجرد إحدى مفردات وسائل دعم سياسات الدولة المحلية ومواقفها الخارجية.(1/176)
- ... تشابه بعض الأساليب المتبعة في نشاطات تجديد الخطاب الديني مع الأساليب السياسية الأمريكية في تحويل الاتجاهات والميول، وذلك عن طريق المشاركة في أنشطة ودورات تعقد في أمريكا، والعمل على تذويب الفوارق النفسية والفكرية بين أصحاب الاتجاهات المختلفة خاصة العقائدية بالمخالطة والمعايشة اليومية فيما بينهم: فعلى سبيل المثال: كان أول برنامج ينفذ برعاية مبادرة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط برنامجاً بعنوان (النساء كقادة سياسيين: الانتخابات الأمريكية والحملات السياسية)، وقد جلب البرنامج وفداً من 55 زعيمة سياسية عربية، ما بين مسؤولات منتخبات ومعينات، ومرشحات لمناصب، وناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة، وقادة مجتمعات مدنية وصحفيات...
وفي المقابل يتضمن مشروع خطة تطوير الخطاب الديني في مصر والدول العربية دورات تدريبية مكثفة في القاهرة وواشنطن.. حيث من المقرر أن يلتحق بدورات واشنطن ما بين 500 إلى 600 من الدعاة، وذلك بعد الانتهاء من الدورات التدريبية في مصر.. وفي هذا الإطار كانت وزارة الأوقاف قد انتهت من دورة أخرى لعدد من الدعاة بالاشتراك مع الهيئة الإنجيلية بالقاهرة.. كانت مدتها أكثر من 6 أشهر، حيث تم اختيار الدعاة بدقة متناهية للإقامة في أحد فنادق القاهرة بمشاركة عدد مماثل من القساوسة، وكان نظام الدورة يعتمد على ورش عمل بين الأئمة والقساوسة لإعداد أبحاث علمية في قضايا شتى ثم مناقشتها مع الخبراء والمفكرين الليبراليين؛ وذلك بهدف كسر الحاجز الديني وتغيير الفكرة الذهنية عن الآخر من خلال المشاركة بين القس والخطيب، ومن ثم فإن النتيجة من هذه المشاركة ستكون في صالح الإدارة الأمريكية.. على اعتبار أنها الموجه الرئيسي لهذه الأفكار.(1/177)
ومن وجهة نظر الإدارة الأمريكية فإن مثل هذه الدورات، ومن خلال مشاركة عدد من رجال الدين الكبار، الذين يرفضون الإرهاب ولديهم تفسير عقلاني للدين تسعى لترسيخ مفردات الخطاب الديني الجديد، وليس موضوعاته فقط، خاصة ما ورد في القرآن أو السنة؛ لأنه وفق رؤيتهم فإن هذه المفردات هي التي تشكل السلوك العام والتفصيلي الذي يلتزم به الأفراد.. (مصطفى سليمان، جريدة الأسبوع، 16/6/2003م)....
هل ينجحون ؟ لاشك أن تحقق ذلك، أو عدم تحققه يتوقف على عوامل كثيرة خارجية وداخلية، ولكن ما يعنينا أن في قلوب القوم أماني سادرة تبدو على ألسنتهم، وفي كتاباتهم من حين لآخر، كما أن في أذهانهم أهدافاً محددة تشير إليها مخططاتهم وأنشطتهم، ومن غير المبالغ فيه القول إن من اماني أئمتهم: محو القرآن من الوجود، ولعلمهم باستحالة ذلك فإنهم يعملون على تحقيق أهداف يظنون تحقيقها ممكنا وعلى رأس هذه الأهداف: تحريف المعاني القرآنية، وتفريغ القرآن من أهدافه ورسالته، وإبعاد المسلمين عن تدبر القرآن والعمل به، أي إنهم يريدون أن يتحول القرآن إلى حبر على ورق كما يقولون، والله من ورائهم محيط.
وحتى لا نخدع أنفسنا فإنه يجب التنبيه إلى أن تحقيقهم لهذه الأهداف أو بعضها في عالم الواقع ليس مستحيلاً شرعاً أو عقلاً، فالله عز وجل تعهد بحفظ الذكر، ولكنه لم يتعهد بحفظ معانيه في عقول المسلمين وقلوبهم، ومسيرة الانحراف في فهم الكتاب والسنة وتطبيقها مسيرة قديمة، حقق فيها أعداء الإسلام نجاحات لا يستهان بها، ومن هنا يمكن القول: إن المعوَّل عليه في الحفاظ على هذه المعاني من التحريف والتبديل وتطبيقها في واقع المسلمين في أي وقت وأي مكان: هو ما يقوم به أهل الحق أنفسهم بحسب جهدهم، ووفق سنن التغيير التي تسير بها حركة المجتمعات وليس وفق الأماني والنيات.(1/178)
وقد أشار إلى هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- عندما قال: «ولما كان النبي × قد أخبر: أن هذه الأمة تتبع سنن من قبلها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه: وجب أن يكون فيهم من يحرف الكلم عن مواضعه فيغير معنى الكتاب والسنة فيما أخبر الله به أو أمر به.
وفيهم أميون لا يفقهون معاني الكتاب والسنة، بل ربما يظنون أن ما هم عليه من الأماني التي هي مجرد التلاوة، ومعرفة ظاهر من القول هو غاية الدين، ثم قد يناظرون المحرفين وغيرهم من المنافقين، أو الكفار مع علم أولئك المحرفين [بما لم يعلمه الأميون، فإما أن تضل الطائفتان ويصير كلام هؤلاء الأميين فتنة على أولئك المحرفين]، حيث يعتقدون أن ما يقوله الأميون هو غاية علم الدين ويصيرون في طرفي النقيض، وإما أن يتبع أولئك الأميون أولئك المحرفين في بعض ضلالهم. وهذا من بعض أسباب تغيير الملل، إلا أن هذا الدين محفوظ؛ كما قال تعالى: (( - ( الله أكبر ( { ( صدق الله العظيم (- رضي الله عنه - صدق الله العظيم - عز وجل - - - عليه السلام - - ( - } - - رضي الله عنه - الله أكبر - رضي الله عنه - - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - - - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((((( { - رضي الله عنه - مقدمة - )) [الحجر:9]، ولا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق، فلم ينله ما نال غيره من الأديان من تحريف كتبها وتغيير شرائعها مطلقاً، لما يُنطق الله به القائمين بحجة الله، وبيناته الذين يُحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنوره أهل العمى؛ فإن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة؛ لكيلا تبطل حجج الله وبيناته»(1) .
__________
(1) مجموع الفتاوى 25/131،130.(1/179)
فالفيصل في المحافظة على المعاني والقيم والتصورات الإسلامية صحيحة في عقول المسلمين وقلوبهم وحياتهم هو مدى تحقيق أهل الحق لسنة التدافع مع الأطراف الأخرى، وهذا يتطلب يقظة وجهداً ونشاطاً وعملاً دؤوباً ومنظماً من جميع الأفراد.
والذي أراه أن الظرف الذي تمر به الأمة يتطلب فوق اليقظة والنشاط حلولاً غير تقليدية لاستنفار جموع الأمة، واستخراج القوى الكامنة في قطاعاتها الشعبية، بعد أن رفعت معظم الأنظمة جميع الرايات البيضاء التي في حوزتها، حتى إنهم رفعوا أخيراً ما كانوا يسترون به عوراتهم أمام شعوبهم. نسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته) (1).
ولأجل تنفيذ هذه الأهداف الخبيثة من أعدائنا الكفرة فهم يعتمدون كثيراً على عملائهم من المنافقين في كل بلد من بلدان المسلمين في السعي لفرض هذه الأفكار، وتغيير عقول المسلمين وثوابت هذا الدين.
__________
(1) مجلة البيان، عدد (160) للأستاذ خالد أبو الفتوح.(1/180)
ولم يكتف الكفرة الغزاة بعملائهم المنافقين، بل تعدى خبثهم إلى أن يتقاربوا مع بعض الإسلاميين الذين يصفونهم بالمعتدلين من بعض الدعاة وطلبة العلم الذين هالهم ضغط الواقع، ومرارته، فراحوا يظهرون أنفسهم بمظهر التسامح، والمرونة، وقبول الرأي الآخر وحرية التفكير إلى آخر هذه المواقف الانهزامية. فانتهزت أمريكا وحلفاؤها هذا الشعور من هؤلاء الإسلاميين، فغيروا مواقفهم منهم، وأصبح من سياسية الغرب بقيادة أمريكا قبول بعض الإسلاميين من الحركات الإسلامية، حيث سعت لاستخدامهم في تمرير بعض الأفكار الخطيرة في الأصول والأحكام الإسلامية، لأن هذا أدعى لقبول الشعوب المسلمة. كما كان من أهدافها للتقارب مع بعض الإسلاميين التعرف على طبيعة الحركات الإسلامية التي كانت عندها مجهولة إلى عهد قريب. كما أن في التقارب مع الإسلاميين محاولة للضغط على النظم العربية والإسلامية لتقديم مزيد من التنازلات. وعن هذا التقارب بين أمريكا وبعض الإسلاميين وأهدافه يحدثنا الأستاذ كمال حبيب فيقول:
أهداف الحوار الأمريكي مع الحركة الإسلامية:(1/181)
يرفض المسلمون الهجمة الأمريكية على حرمات مقدساتهم. وشاعت موجة كراهية عاتية للولايات المتحدة الأمريكية جعلت الأمريكان يتساءلون لماذا يكرهوننا، ومن ثم بدا للاستراتيجيين الأمريكان أن الوسيلة الأفضل لتطويع العالم الإسلامي هي دعاوى الإصلاح السياسية، وليست الدينية، ومن ثم سمعنا عن تغيير النظم السياسية التي تراها أمريكا مستبدة، وإشاعة قيم الديمقراطية بمفهومها الغربي في العالم الإسلامي. ومن خلال التعمق الأمريكي في فهم أحوال العالم الإسلامي ذهبت النخبة الاستراتيجية الأمريكية إلى أن الإصلاح السياسي في العالم الإسلامي والعربي لا يمكن بدون القوى الإسلامية باعتبارها التيار الرئيسي الجامح والفعال والمقبول جماهيرياً لدى الناس، ومن هنا كانت فكرة الحوار مع الإسلاميين ، بل وقبول وصولهم إلى السلطة في بلدانهم، لأن خطر استمرار النظم المستبدة القائمة هو أشد وطأة على الأمن القومي الأمريكي من قبول الإسلاميين في السلطة، ومن هنا كانت دعوات أمريكا على لسان أكبر المسئولين فيها للحوار مع الإسلاميين، والقوى التي وصفتها بالاعتدال في العالم الإسلامي والعربي بحيث لا تهدد هذه القوى المصالح الأمريكية والغربية، وتعترف وتقبل بقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية، ويكاد هذا الموضوع يكون هو أهم القضايا المطروحة على أجندة السياسة العربية سواء بالنسبة للنظم السياسية، أو الحركات الإسلامية المعتدلة، وهو ما يشير إلى أن العالم الإسلامي أصبح أحد أهم مدخلات تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.(1/182)
وهنا تكمن المشكلة التي نود أن نشير إلى خطرها وهي أن السياسة الأمريكية تريد أن تطوع الحركات الإسلامية في تنفيذ الأجندة الأمريكية عبر السماح لها بالمشاركة في السلطة، أو حتى الانفراد بها. فبدلاً من الاعتماد على النظم العلمانية لماذا لا تجعل الإسلاميون هم أنفسهم الذين يقومون بتنفيذ المطالب الأمريكية، أي بيد الإسلاميين نحارب الإسلام وهنا مكمن الخطر الكبير، بل الفتنة الكبيرة التي تنتظر الحركة الإسلامية، والمتابع لمجمل ما نشر من تقارير، ودراسات غربية حول الظاهرة الإسلامية يلاحظ بوضوح محاولة نقل الصدام الحضاري داخل الحالة الإسلامية، فبدلا من أن يكون الصراع بين الإسلام والغرب يكون الصراع والصدام داخل الحضارة الإسلامية ذاتها، بل وداخل الحالة الإسلامية. ومنذ كتاب (الفرصة السانحة) لريتشاد نيكسون وهو منشور قبل أحداث سبتمبر نجد الحديث عن الإسلام التقليدي، والإسلام السياسي، والإسلام الأصولي، والإسلام السلفي، والإسلام المعتدل، والإسلام المتشدد والجهادي، فهم يرون الظاهرة الإسلامية من منظور تفتيتها وتجزئتها، وغرس عوامل الصراع والنزاع داخل أطرافها رغم أن الجميع يشملهم مفهوم الإسلام، والجماعة والأمة طالما أنهم يلتزمون بقواعد الفهم للكتاب والسنة كما فهمها سلف هذه الأمة وخيرها وهم الصحابة والتابعون، وتابعوهم بإحسان،. فالمحاولة الأمريكية الجديدة من الإصلاح، والحوار مع الإسلاميين اليوم هي بغرض توريط الحركة الإسلامية ذاتها في تحقيق أهداف الأجندة الأمريكية، ومن أجل بذر بذور الصراع والشقاق داخل الحالة الإسلامية، ومن ثم فالحركة الإسلامية تواجه لحظة خطر حقيقة نرى أنها تفرض الوعي بالمخاطر المحاقة التي تجعل الهدف من الوجود الإسلامي لهذه الحركات في الميزان. فالحركة الإسلامية بالأساس هي حركة للأمة، ومعبرة عن ضميرها. ووجودها بالأساس قائم على الدعوة إلى الدين الصحيح، وتذكير الناس بالتمسك بدينهم (( ( - ( - ((1/183)
- - رضي الله عنه - - ( - - - - ( ( - ( - { - - - ( - - ((- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( { } - رضي الله عنهم - - } الله أكبر ( { - - فهرس - - رضي الله عنه -( - ((- عليه السلام - - (( - بسم الله الرحمن الرحيم - ( { - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [الزخرف: 43] وحين يتعارض هذا المقصد الرئيسي مع الحوار الأمريكي، أو حتى الوصول إلى السلطة؛ فإن الحركة الإسلامية عليها التمسك بدعوتها ووظيفتها التي أعطتها شرعية وجودها، يقول تعالى: (( صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - جل جلاله -( } تم بحمد الله ( { } تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - فهرس - ( { ( - ( - - - ( - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( تم بحمد الله ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( { الله أكبر ( الله - - ( - - رضي الله عنه - تمت ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - - - - جل جلاله -( - ( - - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - - قرآن كريم ( - ( - ((( - ( - - - )) [آل عمران: 104] وقوله تعالى: (( ( المحتويات ( - - ( - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - { } تم بحمد الله ( - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - ( } - } - جل جلاله - - ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - ((- رضي الله عنهم - - ( - - - ( - - - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - (- جل جلاله - -(1/184)
- - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - - تمهيد - ( - ( - - - )) [آل عمران:110] ومن يقرأ تقرير مؤسسة راند يعرف كيف يفكر الأمريكيون تجاه الحركة الإسلامية وتجاه العالم الإسلامي، فاللحظة الحاضرة هي لحظة فتنة وخطر تستدعي أقصى روح من الوعي والتثبت والتثبيت (( - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم ( قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - - جل جلاله -( - ( - - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - { - - - المحتويات - ( - ( صدق الله العظيم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - - ( { - - (( - - { ( - - ( - - - )) [الإسراء:74].(1/185)
إن العقل الأداتي الغربي هداه شيطانه إلى التفكير بتغيير قواعد اللعبة من وجهة نظره، بنزع المقاومة والتحدي عن الأمة في مواجهة مشاريعه، بجعل من ينفذونها هم من المسلمين أنفسهم، وإذا كانت حربه ضد العالم الإسلامي تمت بأيدي علمانية من أبناء العالم الإسلامي فها هو يسعى لخطوة خطيرة وشيطانية، وهي استخدام الإسلاميين أنفسهم لتحقيق مآربه وأهدافه، فليحذر قادة الحركات الإسلاميين وعموم العاملين في حقل العمل الإسلامي من خطر اللحظة الأمريكية القادمة، وليتمسكوا بثوابتهم وقواعدهم، وقيمهم، ولا ينجرفوا لمخاطر الألعاب السياسية، ويدركوا أنهم دعاة إلى الله، وأنهم موقعون عن الله، ومعبرون عن الأمة، وهم دعاة المقاومة والرباط والصمود والمواجهة، وإلا فالخطر القادم وهو حركة إسلامية بلا معالم ولا ثوابت ولا مرجعيات. وحينها تجري علينا سنن الله الكونية فيما نطلق عليه سنة الاستبدال والتغيير (( - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم { - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - - ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( تم بحمد الله ( قرآن كريم - - ( المحتويات ( - - عليه السلام - - ( - - ( - بسم الله الرحمن الرحيم ( بسم الله الرحمن الرحيم - صدق الله العظيم } - ( قرآن كريم ( الله أكبر قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - ( - فهرس - ( - - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - )) [محمد: 38] فالله حفظ الأمة بالذكر، ولم يجعل حفظها وفعلها وحيويتها مرهونة بإمام أو جماعة أو طائفة أو ملة، وستبقى سنة الله جارية فيها لا تتبدل ولا تتغير (( - ( الله أكبر ( { ( صدق الله العظيم (- رضي الله عنه - صدق الله العظيم - عز وجل - - - عليه السلام - - ( - } - - رضي الله عنه - الله أكبر - رضي الله عنه - - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - - - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - -(1/186)
- رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((((( { - رضي الله عنه - مقدمة - )) [الحجر:9] (1). أ.هـ
ويدلي الأستاذ طارق ديلواني بحديث صريح حول ما سبق وهو يجيب على سؤال مفاده: هل ثمة تقارب بين أمريكا والإسلاميين؟ فيقول:
(سؤال بات مطروحاً بقوة بين مناصري، ومؤيدي الحركات الإسلامية وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين وقاعدتها الجماهيرية العريضة. ومن الضروري أن يمتلك الإسلاميون إجابة واضحة... ربما كان هذا سؤال اللحظة الذي فرضه تجاوز الحديث الأمريكي حدود التلميح إلى التصريح بأنه لا ممانعة أمريكية من وصول الإسلاميين للسلطة، وهو ما يستدعي البحث عما إذا كان هذا تحولا حقيقيا في الموقف الأمريكي من الإسلاميين؟ أم أنها فزاعة للتهديد في إطار الضغوط المتصاعدة على الأنظمة الحاكمة؟
وأتصور أن أولى خطوات محاولة الإجابة على السؤال تبدأ بضرورة مراجعة الرؤية التقليدية التي تستبد بنا حين نتحدث عن أمريكا والإسلاميين باعتبار أن العداء والكراهية هو سيد الموقف، في حين أن أموراً تغيرت، ومياها جرت في نهر العلاقات بين «الشيطان الأكبر» و «الخطر الأخضر» نقول أن الحال لم يعد كما كان.
ولفهم وقائع ما جرى في نظرة الأمريكان للإسلاميين لابد من التوقف عند أحداث 11 سبتمبر ، فقد أثار الحدث هزة عنيفة في المجتمع الأمريكي تجاوزت الغضب على الإسلام والمسلمين إلى الدعوة لإعادة النظر في السياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي التي باتت ترى أن ديكتاتورية بعض الأنظمة العربية هي التي أفرزت العداء لأمريكا باعتبارها راعية لهذه الأنظمة.
__________
(1) مشاريع الاصلاح الأمريكي والحوار مع الإسلاميين ... الخطر القادم/ كمال حبيب ، المصدر: موقع مختصر الأخبار.(1/187)
على أن النظرة الأمريكية للحوار مع الإسلاميين معنية فقط بالإسلاميين «المعتدلين» المتبعين لأسلوب العمل السلمي دون غيرهم. وهنا ينبغي الحديث عن عدة نماذج إسلامية مقبولة لأمريكا لا تتعدى حدود النموذج الإخواني وإسلاميي تركيا تحديداً.
ثمة تجارب إسلامية مشجعة إذا بالنسبة للأمريكيين ومنها تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا كما أسلفنا، وسجل العمل السلمي للإخوان المسلمين في مصر والأردن واليمن والمغرب وغيرها من الدول العربية.
إلا أنه لا يمكننا أن نحصر النماذج التي ستعتمد أمريكا الحوار معها، ويمكن القول أن أي تيار إسلامي يتمتع بالعقلانية والانفتاح على الحكومات والشعوب سيكون مرشحاً للحوار مع الأمريكيين.
ومن المهم الإشارة لتصريحات مسئولي الإدارة الأمريكية في هذا الصدد، فهي تصريحات توضح حقيقة الرغبة الأمريكية الجامحة للشروع في حوار وتقارب مع الإسلاميين. تصريحات مسئولي الإدارة الأمريكية وعلى رأسهم وزيرة الخارجية «كونداليزا رايس» التي تكشف عن اقتناع الولايات المتحدة بأهمية التحاور مع الإسلاميين في المنطقة العربية، وأنها لا تخشى من وصول تيارات إسلامية إلى السلطة هي أكثر هذه التصريحات إثارة للجدل.
فهي تشير بوضوح إلى أن بوش الذي تركزت سياسته في السابق على معاداة واستهداف الحركات الإسلامية تحول الآن إلى التقارب مع الإسلاميين. ولم تكن رايس وحدها التي صرحت بهذا، فقد قال ريتشارد هاس مدير إدارة التخطيط السياسي بالوزارة نفسها إن الولايات المتحدة لا تخشى وصول تيارات إسلامية إلى السلطة لتحل محل الأنظمة القمعية العربية التي «تتسبب بتكميمها الأفواه في اندلاع أعمال الإرهاب»، شريطة أن تصل عن طريق ديمقراطي وأن تتبنى الديمقراطية كوسيلة للحكم) (1).
__________
(1) موقع العصر.(1/188)
والعدو الكافر لم يلجأ إلى مثل هذه الأساليب إلا عندما رأى نفسه لا يستطيع تنفيذ مخططاته، وأهدافه إلا باستخدام بعض الإسلاميين الذين يسميهم بالمعتدلين. أما من يعلنون كراهية الكافرين، والبراءة منهم، وتحريض الأمة على جهاد المحاربين الغزاة منهم، فهؤلاء شوكة في حلوق الكافرين وهم الذين يحشد الكفار لحربهم والقضاء عليهم (زعموا). وقد عرفوا عند الكفار بالأصوليين السلفيين أو الوهابيين المتطرفين.
يقول الشيخ سفر الحوالي حفظه الله تعالى: (يقول باول شميدس في كتابه : (الإسلام قوة الغد العالمية) عبارة خطيرة جداً لكنها حقيقة : إنه قد تبين من التاريخ أو من استقرائه أنه أينما وجدت الحركة الوهابية فإنه يوجد معها مقاومة الغرب ومقاومة المستعمر) (1). وبهذه المناسبة اتوجه بالنصح لإخواني الدعاة وطلبة العلم بأن يحذروا مكر الأعداء من الكفار والمنافقين حتى لا يستخدموهم، ويوظفوهم دون أن يشعروا في تحقيق حربهم الظالمة على الطائفة المنصورة والحر تكفيه الإشارة.
__________
(1) آفة الاستعجال للشيخ سفر ، ص29.(1/189)
والكفرة الصليبيون يستخدمون في حرب هذا التيار الصادق المجاهد من المسلمين شتى الوسائل، فتارة بالاستئصال والتصفية والإبادة، وتارة بتسليط الحكومات العميلة والمنفاقين عليهم، وتارة بتسليط بعض الإسلاميين عليهم ليواجهوهم ويشاغبوا عليهم. (( ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - - رضي الله عنهم -( - - فهرس - - رضي الله عنه -( (( فهرس ( - ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام - - - - جل جلاله -( - - صلى الله عليه وسلم - - ( } - } - - - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - )) [يوسف:21] (( - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه -((( - ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - - - )) [الأنفال:30] وقال تعالى: (( } تمت ( { - ((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( { (( - ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((- عليه السلام - - ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - ( - - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ( { (( - ( - - - - ( { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - قرآن كريم ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنهم - مقدمة { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم - -(1/190)
قرآن كريم ( - فهرس - ((( - - - صدق الله العظيم - ( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - - فهرس - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - ((- رضي الله عنه -( - )) [الأنفال: 36] ولخوف الكفرة من الطائفة المنصورة التي تتمسك بما كان عليه الرسول × وأصحابه وتوالي وتعادي في الله تعالى والذين يسمونهم بالوهابيين(1)، أو الأصوليين المتشددين تراهم يجندون مراكز دراساتهم وبحوثهم وعملاءهم في تتبع هذه الطائفة، وتتبع كتبها، ورموزها وأنشطتها، وأثرها في المجتمعات، فهذا (مركز الحرية الدينية بيت الحرية) الأمريكي يتابع نشاط الدعاة في أمريكا في المساجد والمراكز الإسلامية ويستخرج الكتب والرسائل والمطويات والفتاوى التي فيها العقيدة الصحيحة وفيها كراهية الكافر والبراءة منه والحذر من التشبه به ومداهنته وينتهي إلى كتابة تقرير مطول يصل إلى (120) صفحة، وقد نشر هذا التقرير موقع (www islamdaily net.) ويقول التقرير في مقدمته: (إن هذا التقرير هو الخطوة الأولى في جهد يسعى إلى احتواء هذا الفكر المدمر الذي تنشره الوهابية داخل الأراضي الأمريكية، ونأمل أن يُوفق في إزالة تلك الكتيبات التي تنشر الحقد داخل المساجد، والمكتبات والمراكز الإسلامية الأمريكية. إن هذه المنشورات
__________
(1) مصطلح الوهابيين مصطلح حادث أراد محدثوه تشويه صورة المتمسكين بما كان عليه السلف وأهل السنة والجماعة من عقيدة وشريعة وأخلاق، وإلا فما جاء به الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى إنما هو في الكتاب والسنة وفهم الصحابة رضي الله عنهم، ولكن لأن أعداء الإسلام وأعداء السنة لا يستطيعون مواجهة القرآن والسنة مباشرة فقد اتجهوا إلى مواجهة الملتزمين بهما ووصفوهم بالوهابيين المتطرفين ليتوصلوا (إن استطاعوا) إلى هدم القرآن والسنة.(1/191)
التي تم تحليلها في هذا التقرير وغيرها من المطبوعات التي تعمل على تأييد فكر الكراهية، لا مكان لها في أمة قامت على أساس الحرية الدينية والتسامح).
ومما جاء في هذا التقرير قولهم: (إن انتشار التطرف الإسلامي من قبل المذهب الوهابي يعتبر من أخطر التحديات الفكرية التي نواجهها في وقتنا الحاضر. ويؤكد السناتور جون كيل رئيس لجنة الإرهاب؛ وهي لجنة فرعية للجنة القضائية ، والذي عقد جلسة استماع حول المذهب الوهابي: أن عدداً متزايداً من الأدلة المقبولة وبحوث الخبراء تشير إلى أن الفكر الوهابي الذي يهيمن على الكثير من الجماعات، ويمولها هنا في الولايات المتحدة يتناقض مع قيم التسامح والفردانية والحرية كما نفهمها نحن).
وجاء في هذا التقرير أيضاً قولهم: (وفي كتاب بعنوان حقيقة التوحيد والشرك طبع بواسطة وزارة الشؤون الإسلامية السعودية والذي وجدت بعض النسخ منه في مسجد الفاروق في بروكلين بنيويورك. قال المسؤول الديني الراحل المفتي العام ابن باز: إن الإسلام منذ عهد آدم ومروراً بالأنبياء الذين جاءوا من بعده كانوا يدعون إلى توحيد الله، ولكن اليهود والنصارى أصبحوا ضالين وكفارا عندما رفضوا محمد بالرغم من وجود من يوحد الله بينهم) وبناءاً على الرؤية الوهابية ، فإنه يجب على المسلم دينياً أن يزرع العداوة بينه وبين الكافرين، وإن كراهيتهم دليل على أن المؤمن متبرئ منهم بالكامل).
ومما جاء في هذا التقرير أيضاً قولهم: (ورداً على أسئلة بعض المسلمين الذين يعيشون في الغرب عن الكيفية التي يمكنهم التعامل بها مع غير المسلمين يقدم الخبراء في اللجنة الدائمة بما فيهم المفتي العام بن باز، والعثيمين سلسلة من الأجوبة تنصح في الغالب بمزيج من الشك والكراهية والتبشير المعادي. ولقد وجدت هذه الفتاوى في عدد من المساجد في الولايات المتحدة).(1/192)
وفي موطن آخر من هذا التقرير يقولون: (ويقول الكتاب والوعاظ الوهابية لقرائهم، أو مستمعيهم بشكل مستمر أن عبارة ((المَغضُوبِ عَلَيهِمْ)) التي في بداية القرآن يقصد بها اليهود، وعبارة ((الضَّالِّينَ)) تشير إلى المسيحيين، ونفس التعاليم توجد في وثيقتين من المجموعة إحداهما صادرة عن الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء تم الحصول على نسخة منها في أحد المساجد بهيوستن، والأخرى في فتوى موجهة إلى المسلمين المسافرين والمهاجرين).
ويقولون أيضاً: (لقد طالب الإسلاميون بالجهاد رداً على التهديدات المزعومة. ولكن الوهابية عادة لا يفهمون الجهاد على أنه وسيلة دفاعية خالصة، بل يعتقد الوهابية أن الفتوحات الإسلامية السابقة، كانت وسائل لنشر الدين الجديد، ونوع من الجهاد الإلزامي، أو الحرب المقدسة: لقد كانت غايته نشر الإسلام في المناطق التي كانت تحت حكم الكفار، أي دار الكفر، وإخضاعها، ومن ثم إقامة حكم الإسلام وتطبيق الشريعة وتأمين القوة السياسية والهيمنة العسكرية للمسلمين).
ويقولون في تقريرهم عن الوهابية والمرأة: (إن الوهابية وغيرهم من السلفيين يعتبرون المرأة مصدراً أساسياً للفتنة من الناحيتين الاجتماعية والأخلاقية. وتستدعي هذه الحالة يقظة دائمة في جانب الرجال، وخصوصاً السلطات الإسلامية، للتأكد من أن النساء مستورات بالشكل الملائم من خلال إخفائهن خلف الأبواب المغلقة، أو تحت الأحجبة والعباءات).(1/193)
ويقول أحد الكتب التي طبعت بواسطة معهد العلوم الإسلامية والعربية وتم الحصول على نسخ منه في مسجد الإسلام في واشنطن: (من بين أكثر الأمور أهمية في تقليد الكفار ، وأشدها خطراً على المسلمين، هي فتنة النساء، وهي من سمات الكفار. والهدف من ذلك هو إبعادهن عن فطرتهن، وحجابهن، وحيائهن، وذلك حتى يفتنوا بهن الرجال. لأن النساء تحب بريق الحياة المادية، ويملن إلى التقليد، ويتكيفن معه ويبالغن فيه، لأن النساء خلقن من أجل إغراء الرجال وتجميل أنفسهن لهم) (1).
ومن وسائل أمريكا وحلفائها الصليبيين في محاربة الطائفة المنصورة التي تسميها بالوهابية تشجيع الطوائف الصوفية في محاربتها ومواجهتها.
نقلت مفكرة الإسلام بتاريخ 1/4/1426هـ عن إحدى المجلات الأمريكية ما يلي:
(كشفت مجلة "يو إس نيوز" الأمريكية عن سعي الولايات المتحدة لتشجيع ودعم الصوفية كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية.
ويعتقد بعض الاستراتيجيين الأمريكيين أن أتباع الصوفية ربما كانوا من بين أفضل الأسلحة الدولية ضد «القاعدة» وغيرها من الإسلاميين المتشددين.
ويمثل المتصوفون وأساليبهم الصوفية الغامضة اختلافاً واضحاً مع الطوائف الأصولية الإسلامية، كالطائفة «الوهابية»، على حد زعم المجلة.
وكانت الأضرحة الصوفية قد تعرضت للتحطيم في إطار الصراع الطويل بين الصوفية والأصولية في الجزيرة العربية، كما وصفت كذلك الأساليب الصوفية بأنها ارتداد عن الدين، على حد زعم المجلة.
وبحسب مجلة «يو إس نيوز» فإن الصوفية تسعى للعودة ثانية، حيث يوجد عشرات الملايين في وسط وجنوب شرق آسيا وغرب إفريقيا، ومئات الملايين الآخرين من التابعين للتقاليد الصوفية.
__________
(1) موقع (WWW islamdaily net).(1/194)
وقد صرح أحد متخصصي الأنثربولوجي ويدعى «روبرت دانين»، والذي كان قد درس المتصوفين الأفارقة، أنه: «سيكون من الحماقة تجاهل الاختلافات بين الصوفية والأصولية»، حيث قد وصف الصراع بين المتصوفين والأصوليين بأنه يشبه «حرب العصابات»، على حد قوله.
وقد استرعى ذلك الصراع انتباه صناع السياسة الأمريكية، ولأنه ليس في إمكانهم دعم الصوفية بصورة مباشرة، فإنهم يسعون إلى دعم من هو على علاقة بهم.
ومن بين التكتيكات السياسية في هذا الشأن استخدام الدعم الأمريكي لاستعادة الأضرحة الصوفية حول العالم، وترجمة مخطوطاتهم التي ترجع للعصور الوسطى، وكذلك دفع الحكومات لتشجيع نهضة الصوفية في بلدانهم.
ووفقاً للمصدر: فإن تلك الفكرة كان قد انتهجها الملك محمد السادس عاهل المغرب، والذي كان قد جمع في هدوء زعماء الصوفية المحليين بالمغرب، وقدم ملايين الدولارات كمعونة لاستخدامها كحصن ضد الأصولية المتشددة(1).
وبعد هذه النقولات التي تكشف مكر الكفرة ووسائلهم الخبيثة في تغيير العقول، والأفكار وتشكيك المسلمين في ثوابتهم، وقيمهم قد يرد سؤال وجيه ألا وهو: ما علاقة هذا الموضوع بالأمن وأعداء الأمن؟
والجواب بإيجاز أن هذا المكر، وهذا الغزو بهذه الوسائل المتنوعة من الكفرة وإخوانهم المنافقين قد تنطلي على بعض المسلمين سواء المثقفين منهم أو العامة وهذا بدوره يؤدي إلى الانحراف عن الحق والدين الحق ويقود إلى التبعية للكفار والتأثر بتصوراته وأفكاره . ولا يخفى ما في ذلك من خلل في أمن الدين والعقيدة . وهذا يقود المجتمع المسلم إلى الزعزعة والاضطراب والتعرض للمصائب والعقوبات واختلال الأمن.
ثانياً: العدوان على أمن الأخلاق والأعراض والبيوت والأسر
__________
(1) مفكرة الإسلام www. Islammem O.CC 1/4/1426هـ.(1/195)
لم يعد خافياً على أحد ما في مجتمعات المسلمين من هجمة شرسة على القيم والأخلاق والأعراض، حيث لا يفتأ الكفرة وإخوانهم الذين نافقوا في القديم والحديث في زعزعة الأخلاق، وثلب الأعراض، وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وسعيهم لتفكيك بيوت المسلمين وأسرهم، كما تفككت بيوتهم وأسرهم. وقد بين الله عز وجل حالهم ووصفها لنا كما في قوله تعالى: (( ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ( - ( - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ((( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات (- عليه السلام - قرآن كريم { - } ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم ( - - (( - - ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ((- رضي الله عنه -( )) [النساء: 27] وقال سبحانه عن المنافقين الذين جاءوا بالأفك على عائشة رضي الله عنها: (( - - ( { - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم - - (- رضي الله عنه -( - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم -( - (( فهرس - ( { - رضي الله عنه -(( - ( - (( - - - - (( - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( المحتويات ( - مقدمة - ( - - - - - رضي الله عنه -( ( - (( - - صلى الله عليه وسلم - - - (( - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم فهرس - ((- رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - -(1/196)
صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )) [النور: 19] ومع أن هذا شأن الكفرة والمنافقين من قديم الدهر، إلا أن هذا المكر وهذا الغزو الخبيث لم يمر على البشرية في تاريخها، كما يمر اليوم في واقعنا المعاصر وذلك لتسخيرهم الوسائل الإعلامية المختلفة التي لم تعرفها البشرية من قبل في نشر الفساد والرذيلة والشهوات والانحلال وبخاصة بعد ظهور وسائل الاتصال السريعة كالقنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية (الانترنت)؛ فأصبح المسلم في خطر، وأصبحت المجتمعات الإسلامية في خطر عظيم لا يمسك سماء إيمانها إلا من يمسك السموات والأرض أن تزولا. ومما يزيد الأمر خطورة وكارثية تهالك كثير من المسلمين على هذه القنوات، وفتح بيوتهم لها دون رقيب أو حسيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكفى بذلك ثلباً لأمن الأخلاق والأعراض، وكفى به عدواناً على أمن البيوت والأسر، وكفى به تعريضاً للأفراد والمجتمعات لسخط الله عز وجل وعقوبته في الدنيا والآخرة. وأي عداء أشد من هذا العداء الذي يعرض الناس للشقاء والعذاب في الدنيا والآخرة. وأسوق فيما يلي بعضاً مما يقوم به الكفرة والمنافقون من عدوان على أمن الأخلاق والأعراض والبيوت بإجازة:(1/197)
أولاً: إثارة الشهوات، ونشر الرذيلة، وإفساد الأخلاق بما يقوم به الكفرة والمنافقون في وسائلهم الإعلامية المختلفة من مجلة وصحيفة ومذياع وتلفاز وقنوات فضائية وشبكات عنكبوتية، من نشر للعهر والفساد والإباحية التي تلهب الشهوة في نفوس المتعاطين معها، والتي تقود إلى الخبث والزنا، وفساد الأسر والبيوت والأعراض والنسل. وليس المقام هنا مقام تفصيل وتوثيق فأمر هذه الوسائل الخبيثة واضحة وجلية. وإن لم يرحمنا ربنا ويكف عنا شر هذه الوسائل؛ فإن الكارثة عظيمة، والعاقبة وخيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،. والمراد هنا فضح هؤلاء المفسدين وبيان خطرهم على أمن الفرد والأسرة والمجتمع في الدنيا والآخرة. فهلا انتبهنا إلى هؤلاء الأعداء الحقيقيين لأمننا من الكفرة والمنافقين.
ثانياً: الحملة الشعواء على المرأة ولباسها وحجابها وعملها والدعوة إلى تحررها، والتمرد على قوامة زوجها إلى آخر هذه الصيحات العدوانية التي يريد أصحابها أن تكون المرأة سلعة رخيصة بيد الرجل يتمتع بها حيث شاء، كما يريدون أن يخلو البيت المسلم من مربية الأجيال، بحيث تترك أولادها وزوجها بلا سكن ولا رعاية، لتعمل مع الرجل الأجنبي خارج بيتها. ولا يخفى ما في هذا من نشر للفساد والفجور، ومن تفكيك للأسر والبيوت. كما تفككت أسرهم وبيوتهم. قال تعالى: (( } - - صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( قرآن كريم - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - - - رضي الله عنهم - - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( الله أكبر قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - - ( } ( - - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنهم - - )) [النساء: 89] ويشترك في هذه الجريمة الكفار الحاقدون، وأولياؤهم من المنافقين والشهوانيين.(1/198)
فمما يتعلق بلباس المرأة وحجابها فقد سلكوا في ذلك طريقاً فكرياً يبثون فيه الشبهات ويدلسون ويلبسون، ويغرون ويحرضون. وآخر عملياً بما يقومون به من إغراق لأسواق المسلمين من ألبسة فاضحة تنافي الشروط الشرعية للباس المرأة المسلمة، وذلك مما تنتجه بيوت الأزياء العالمية الفاجرة. فتارة نرى اللباس القصير الذي لا يستر جسد المرأة المطلوب ستره، وتارة بملابس رقيقة تشف ما تحتها، وتارة بملابس ضيقة تحجم ما تحتها، وتارة بملابس تشابه لباس الكافرات أو لباس الرجال. ومما يؤسف له أن كثيراً من المسلمات أقبلن على مثل هذه الألبسة، ووقعن في حمأة التقليد الأعمى للكافرات مما ترتب عليه من فتنة بهن وعليهن . قال رسول الله ×: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) (1) وقال أيضاً: ((إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) (2).
وليس المقام هنا مقام التفصيل والرد على دعاة تحرير المرأة والمنادين بسفورها، فهذا له مقام آخر(3) وإنما المراد هنا بيان أعداء أمن البيوت والأسر والأخلاق، وأنهم هم أولئك المفسدون المتبعون للشهوات من الكفار والمنافقين.
__________
(1) البخاري (5096) ، مسلم (2740).
(2) مسلم (2742).
(3) انظر: كتاب (عودة الحجاب) للدكتور محمد اسماعيل المقدم حفظه الله.(1/199)
ثالثاً: الحملة الحاقدة من الكفار وأذنابهم المنافقين في الغرب والشرق على الأسرة المسلمة، والسعي إلى كل ما من شأنه إضعافها، وتفكيكها، حيث غاظهم ما يرون في مجتمعات المسلمين من ترابط وتراحم وتكافل بين أفراد الأسرة المسلمة؛ فعقدوا من أجل ذلك مؤتمرات وندوات يهاجمون فيها بقاء المرأة في بيتها ويحرضونها على الخروج بحجة العمل، والحصول على حريتها، كما هاجموا فيها كثرة النسل وسعوا إلى إشاعة تحديد النسل أو منعه بحجة الكثافة السكانية التي يترتب علهيا المجاعات والأمراض وعدم الاستيعاب!!، كما سعوا في مثل هذه المؤتمرات إلى النيل من أحكام الإسلام في الطلاق والتعدد بحجة المحافظة على حقوق المرأة، ومساواتها بالرجل والحفاظ على كرامتها زعموا، مع أنهم أعدى أعداء المرأة، وهم أعداء الأسرة لأنهم بذلك يجرونها إلى ما وصلت إليه المرأة والأسرة عندهم من إهانة وابتذال وهتك أعراض، وتفكك وانحلال.
رابعاً: ومما يسيء إلى أمن البيوت والأسر والأعراض إغراق مجتمعات المسلمين وبيوتهم بالخدم والخادمات. وهذا أثر من آثار خروج المرأة للعمل خارج منزلها. بل إن أكثر بيوت المسلمين اليوم تعج بالخادمات والسائقين دون حاجة إليهم؛ اللهم إلا الفخر والمباهاة والكسل والترف. ولا يخفى ما يترتب على وجود هؤلاء الخدم بنحلهم المختلفة، وأخلاقهم السيئة عند أغلبهم من فساد أخلاقي لكثير من البيوت، وتفكيك لها، وإهمال لتربية البنين والبنات، والاعتماد على الخدم في ذلك. وأعداء أمن الأسر والأخلاق يسعون جهدهم لمزيد من ذلك لما يرونه من آثار مدمرة للأسر والأخلاق وذلك ما كانوا يبغون.(1/200)
خامساً: تشجيع السياحة إلى بلاد الكفر والخنا والفجور، وتسهيل السفر إليها بأرخص الأثمان، لما يعلمه هؤلاء المفسدون من تأثير ذلك في استمراء الفساد، وألف النفوس له. وبالتالي تقليد أهله، والوقوع في براثنه، والتأثر بما يرونه من عادات سيئة، وأخلاق رذيلة سواء كان ذلك في الأفكار، أو الأخلاق، أو الهدي الظاهر. وبالتالي رجوع هؤلاء السياح وهم يحملون هذه العادات والأخلاق من الكفار، ويدعون إليها قولاً وعملاً. والذي يتولى كبر هذه الأعمال هم أرباب الفساد، وأعداء أمن الأخلاق والأعراض من الكفار والمنافقين والشهوانيين.
سادساً: إغراق أسواق المسلمين بوسائل الترف المتنوعة، وضخها بشكل مكثف، سواء كان ذلك في أصناف المأكولات أو المشروبات، أو المركوبات أو المساكن، والتوسع الزائد في تكميلها وتحسينها مما أدى إلى صرف الهم والتفكير فيها، والتنافس عليها، بل تجاوز ذلك إلى الوقوع في الشبهات والحرام جراء الاهتمام الكبير بها. ولا يخفى ما في ذلك من فساد في الأخلاق وركون إلى الدنيا وزينتها، ونسيان الآخرة وأهوالها، علاوة على ما تحدث من ترهل وكسل، وقعود عن المهام العالية، وتخلفاً عن ركب المصلحين والمجاهدين في سبيل الله تعالى الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله عز وجل، وزهدوا في الدنيا وترفعوا على متاعها الزائل.
سابعاً: الهجمة الشرسة من الكفار والمنافقين على أهل الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاولة تحجيمهم وتشويه سمعتهم. ولا يخفى ما في ذلك من حقد دفين وغيظ شديد في قلوب المفسدين من رؤيتهم لهؤلاء المصلحين – الذين هم بحق صمام أمان المجتمعات- وهم يحاربون الفساد والرذيلة، ويضيقون الخناق على المفسدين، وبذلك يدرأون عقوبة الله عز وجل وعذابه. وهذا لا يريح أهل الفساد بل يزعجهم ويغيظهم، ولذلك فهم لا يفتأون يعادون أهل الحسبة ويضعون العقبات في طريقهم ويسعون لتشويه سمعتهم.(1/201)
ثامناً: تسليط المخدرات والمسكرات على مجتمعات المسلمين، وذلك لما لها من الآثار السيئة المدمرة على الأخلاق والأعراض وانتشار الجريمة وزعزعة الأمن في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وتعريض المجتمعات لعقوبة الله تعالى في الدنيا والآخرة.
ثالثاً: الاعتداء على أمن المال والاقتصاد
إن العدوان على أموال الناس واقتصادهم من قبل الكفار، وأذنابهم المنافقين لم يعد خافياً على أحد من المهتمين بأمر هذا الدين وأهله، حتى آل الأمر إلى أن يكون المال دُولة بين الأغنياء، الذين احتكروا المال، وأوقدوا فيه نار الربا، وأغرقوا الفقراء – وهم الكثرة من المسلمين – بسيل من الديون التي تتضاعف مع الزمن، فأكل القوي فيها الضعيف، ومحقت فيه بركة المال وأُكل المال بالباطل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأسوق فيما يلي بعض صور هذا العدوان على أمن الأموال والاقتصاد:(1/202)
أولاً: التشبه بالكفار في حبهم العظيم للمال وكونه غاية عندهم لا يبالون من أي جهة حصلوا عليه من حلال أو حرام. ولذلك صدروا إلى ديار المسلمين صنوفاً من البضائع المحرمة، وأدخلوا على مجتمعات المسلمين وسائل كثيرة من المعاملات المحرمة. ومن أعظمها وأخطرها نشر الربا الصريح، واستحداث المعاملات المصرفية التي تقوم على الربا تارة، وعلى الجهالة والغرر تارة، وعلى التحايل تارة. ولا يخفى ما في ذلك من محق لبركة المال، وغش وتحايل على المسلمين، وظلم للفقراء وما أكثرهم. وفي كل ذلك عدوان على أمن الناس في أموالهم، ومؤذن بعقوبة من الله عز وجل قال الله تعالى: (( - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { ( - - - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله } - - قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( - - - - - تمت ( { بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - - تم بحمد الله * تمت ( - - ( ( المحتويات { - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -((( - - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - ( - - ( - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - - (( - ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( تمهيد ( - ( المحتويات ( تمهيد فهرس - - ( ( } - صلى الله عليه وسلم -((( - ( المحتويات ( تمهيد ( - (- عليه السلام - قرآن كريم ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - - قرآن كريم ( - ((1/203)
- (( - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( - فهرس - ((( - )) [البقرة: 279،278].
ثانياً: استنزاف الكفار لأموال المسلمين، وسحب رؤوس أموال المسلمين إلى الاتجار بها في ديار الكفار. ولا يخفى ما في ذلك من دعم لاقتصاد الكفرة. وفي المقابل إضعاف لاقتصاد المجتمعات المسلمة. فوق أن غالب هذه الاستثمارات الخارجية يقوم على الربا والتحايل والمعاملات المحرمة . المهم عندهم كسب المال بأية وسيلة كانت ولا يخفى ما في ذلك من إضعاف للمسلمين، ونهب لأموالهم وتسلط على مقدراتهم.
ثالثاً: نشأ من غزو الكفار وعدوانهم على الدين والأخلاق والأعراض، والذي سبق الكلام عنه أن قل الخوف من الله عز وجل وقل الوازع الديني، فانتشرت الجرائم ومنها السرقات، والاعتداء على أموال الناس بالقوة أو بالخلسة.
رابعاً: إشغال مجتمعات المسلمين باللهث وراء الدنيا، وجرهم إلى صنوف من المعاملات التي جعلتهم في دوامة من أمرهم، وجعلتهم في سعار شديد، وتنافس ممقوت على كسب المال. وأذكر من ذلك تجارة الأسهم التي في أغلبها هي أشبه شيء بالقمار والميسر، حيث يصبح الرجل غنياً ويمسى فقيراً ويمسى عاقلاً ويصبح منهاراً كئيباً. وقد أدى هذا إلى عمى القلوب عن الآخرة، وعن شئون المسلمين ومآسيهم. وهذا ما يريده الأعداء الكفرة وإخوانهم المنافقون.
خامساً: تضييق الخناق على الجمعيات الخيرية للمسلمين التي كان لها الأثر العظيم في مواساة فقراء المسلمين في كل مكان، وكفالة أيتامهم ودعاتهم، وطباعة الكتب الإسلامية ونشرها، ونصر المجاهدين في سبيل الله تعالى، وإغاثة اللاجئين والمنكوبين من المسلمين. ولم يقف الأمر عند التضييق، بل ذهبوا إلى مصادرة أموال هذه الجمعيات أو تجميدها، وتخويف الناس وإرهابهم من دعم هذه الجمعيات، أو الإنفاق في وجوه الخير. فهل بعد هذا من عدوان على المال بل إنه تعداه إلى العدوان على الأنفس وإطعامها وكسوتها وإغاثتها.(1/204)
سادساً: امتصاص الخيرات من الأراضي المسلمة وبخاصة البترول والنفط والتحكم في إنتاجه وأسعاره.
سابعاً: إغراق أسواق المسلمين بآلاف الأصناف من البضائع المختلفة التي تستورد من بلاد الكفار . وهذا بدوره يقوي اقتصاد الأعداء من الكفرة ويجعل بلاد المسلمين بلادا مستوردة ومستهلكة لا منتجة مصدرة. بل إن الكفار يضعون العوائق أمام كون بلدان المسلمين مصنعة منتجة تستغني عن مصانع الكفار. ولا يخفى ما في ذلك من عدوان على أموال المسلمين وإرادتهم وإضعاف لاقتصادهم . فوق ما في ذلك من تبعية للأعداء وبخاصة فيما يتعلق بالغذاء والطعام. ولا يخفى على ذي لب أن أمة لا تمتلك وتنتج غذاءها فإنها لا تمتلك أمنها. فالأمن على الغذاء ليس هو فقط أمن أكل وشرب يأمن صاحبه فيه من الموت بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى أن يؤثر على أمن الدين والنفس والعرض. لأن المرأ تحت وطأة الجوع معرض أن يتنازل عن دينه أو عن عرضه عياذاً بالله تعالى.
ثامناً: القيام بالحملات الدعائية الفاجرة الكاذبة التي تروج السلع، وتخدع الناس وتؤزهم إلى شرائها أزاً. وبهذا تمتص الأموال من جيوب الناس، ولو كانوا كارهين. ولا يخفى ما في ذلك من أكل لأموال الناس بالباطل لأنه يقوم على الخداع والكذب والدجل. وفي هذا عدوان على أموال الناس ولو كان برضاهم.
ثانياً: فئة أهل الأهواء والشبهات
تختلف هذه الفئة عن التي قبلها في أن هذه الفئة تعد من أهل القبلة، ولكنها فارقت طريق أهل السنة والجماعة وهو ما كان عليه الرسول × وأصحابه، وذلك بما ابتدعت من البدع المحدثة في الاعتقادات، والأعمال، متعلقة ببعض الشبهات والتأويلات الباطلة؛ فنشأ من ذلك خلل في أمن بعض الضروريات التي جاء الإسلام للمحافظة عليها وصيانتها من الاعتداء سواء بإتلافها أو إضعافها. ولكي يتبين لنا خطر هذه الفئة على أمن الناس أذكر بعض أصنافها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر.
المثال الأول: طائفة الخوارج:(1/205)
ومن أهم أصول هذه الطائفة تكفير مرتكب الكبيرة بمجرد ارتكابها والحكم عليه بالخلود في النار إن مات مصراً عليها بدون توبة . وقد أدى بهم هذا المعتقد الفاسد إلى تكفير عموم الناس ممن ليس منهم ثم استحلال دمائهم وأموالهم، والخروج على الأمة بالسيف. ومن هذا يتضح لنا عداءهم للأمن وذلك من جهتين:
الجهة الأولى: كون هذا المعتقد مخالفاً للعقيدة الصحيحة التي كان عليها الرسول × وأصحابه الكرام. وهذا خلل في الدين واعتداء على أمن العقيدة وثوابتها، وتعريض أصحابها لعذاب الله عز وجل إن هم ماتوا عليها، لأن الخوارج من الفرقة الضالة المفارقة للفرقة الناجية التي أخبر عنها الرسول × في قوله : ((والذي نفسي بيده لتتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار... الحديث)) (1).
الجهة الثانية: ما تقوم به هذه الفئة من خروج على الناس المخالفين لهم من أهل الإسلام، واستحلال دمائهم وأموالهم . ولا يخفى ما في هذا الفعل الشنيع من عدوان على أمن الناس في دمائهم وأموالهم وإثارة للخوف والرعب بينهم.
المثال الثاني: طائفة المرجئة:
وتأتي هذه الطائفة في مقابل طائفة الخوارج، حيث تساهلت في الدين وأحكامه، فحصرت الإيمان في تصديق القلب، وزاد بعضهم قول اللسان أما الأعمال، والالتزام الظاهر بشرائع الإسلام فليس عندهم من الإيمان. ولا يخفى ما في هذا المعتقد الفاسد من خلل في أمن الناس وسلامتهم وذلك من جهتين:
الأولى: كون هذا المعتقد الفاسد مخالف لما عليه الرسول × وأصحابه وفي هذا اعتداء على أمن العقيدة وثوابتها وتعريض لعذاب النار المتوعد به الفرقة الضالة المفارقة لما عليه الرسول × وأصحابه.
__________
(1) رواه ابن ماجه (3992) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (3526).(1/206)
الثانية: ما يتسبب فيه هذا المعتقد من نشر للفساد والمعاصي وذلك لفصل الأعمال عن الإيمان، وكون المعاصي لا تؤثر في الإيمان مما يؤدي إلى الجرأة على الفساد وبهذا تختل أمن المجتمعات، ويتعرض أمن الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم للخطر. كما أن من آثار المذهب الارجائي إضعاف شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة الفتنة ولا يخفى ما في إضعاف هذه الشعيرة العظيمة من خلل في أمن المجتمعات، وفتح الباب لأهل الفساد بدون مدافعة ولا إنكار.
المثال الثالث: طائفة الصوفية:
الصوفية ليسوا على درجة واحدة، لأن منهم الزنادقة الباطنيون أهل الاتحاد والحلول والمشركون بالله عز وجل الشرك الأكبر، ومنهم المبتدعة الذين لم تصل بدعتهم إلى الخروج من الملة كأهل العبادات المبتدعة، والزهد المخالف لحقيقة التوكل على الله عز وجل فهؤلاء هم المعنيون في هذا المثال. أما الزنادقة منهم والمشركون بالله عز وجل، والباطنيون فإنهم يلحقون بالفئة الأولى من أعداء الأمن والدين من الكفرة والمنافقين.
وعداء المتصوفة المبتدعة من أهل القبلة يتمثل فيما يلي:
أولاً: الابتداع في الدين، والتعبد لله عز وجل بما لم يأذن به الله سبحانه إن هو إلا اعتداء على أمن الدين، والتشريع، وانحراف عما كان عليه الرسول × وأصحابه وخير الكلام كلام الله عز وجل وخير الهدي هدي رسوله × .(1/207)
ثانياً: إن ما يقوم عليه التصوف من الغلو في الزهد، وترك الدنيا، والانحراف في مفهوم التوكل على الله عز وجل وفعل الأسباب، والانحراف في مفهوم القضاء والقدر؛ كل ذلك ينشأ عنه انحراف في السلوك والممارسات والمواقف. ومن أخطرها ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، والرضى بالأمر الواقع، وترك المجال لأهل الكفر والنفاق والفسوق والعصيان ليفسدوا في الأرض، ويعرضون أمن الناس بسبب هذا الفساد إلى الخطر سواء في دينهم أو أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم؛ كما أنه لا يخفى أن الأمر والنهي ومدافعة الفساد لمن أهم الأسباب في دفع عقوبات الله عز وجل عن المجتمعات في الدنيا والآخرة، وسبب رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة في حياة الناس.
ثالثاً: فئة أهل الشهوات والفسق والمجون(1/208)
وهؤلاء ليسوا من الكفار والمنافقين، وليسوا من المبتدعة المنتسبين إلى الفرق الضالة في المعتقد والأفكار؛ لكنهم من عصاة أهل السنة، ومن أهل الفسوق والمجون واللهو واللعب المتبعين للشهوات والأخلاق الرذيلة، وهم أيضاً ليسوا على درجة واحدة في السوء؛ فمنهم الماجن الفاسد في نفسه وبيته، ومنهم الداعي إلى الفساد الذي يساهم بماله وتفكيره وجهده في التصدر للفساد، واستخدام الوسائل المتاحة في ذلك وهؤلاء أشد جرماً من الفاسدين في أنفسهم فقط. ولا يخفى ما لأهل الفسق والمجون والشهوات من أثر خطير على أمنهم في أنفسهم، وعلى أمن الناس الذين يضلونهم وينشرون الفساد بينهم ، فكم من مستقيم على دينه ظل بسببهم، وكم من نفس تلفت أو لحقها أذى بسببهم، وكم من عقل اغتالته المسكرات والمخدرات بسببهم، وكم من عرض انتهك بسببهم، وكم من مال اعتدي عليه بسببهم. والمقصود أن أثر هذه الفئة ظاهر وجلي في تهديد أمن الناس في ضرورياتهم وحاجاتهم. وهم الذين يستخدمهم أعداء الدين من الكفرة والمنافقين في تمرير الفساد والخنا والرذيلة والفجور، حيث وافق فساد الكفرة ومخططاتهم الخبيثة هوى في نفوس هؤلاء الجهلة، وأهل الشهوات، ووافق حباً للدنيا في قلوبهم فأسهموا في تنفيذ مخططات الكفرة المفسدين في بلاد المسلمين. وهؤلاء هم الذين أمرنا الرسول × بالأخذ على أيديهم حتى لا تغرق سفينة المجتمع بسببهم وذلك في قوله (( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم ونجوا ونجو جميعاً)) (1).
الخاتمة
__________
(1) البخاري (2493).(1/209)
الحمد لله الذي بنعتمه تتم الصالحات، والحمد لله الذي هدانا للإسلام والسنة – على ضعفنا وتقصيرنا- وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله عز وجل. والحمد لله الذي أنعم ويسر بكتابة هذه الرسالة في ضوء قوله تعالى: (( - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - )) أسأله سبحانه وتعالى أن يرزقني فيها الإخلاص، وأن يكون ما جاء فيها موافقاً لما جاء عن النبي × وأصحابه الكرام . كما أسأله سبحانه أن يغفر لي ما كان فيها من الزلل والخلل.
ويبقى في ختام هذه الرسالة أن أشير إلى أهم الأفكار، والوقفات التي وردت فيها.
الوقفة الأولى: ذكرت في مقدمة الرسالة الدوافع، التي كانت سبباً في كتابة هذا الموضوع، وذكرت أن من أهمها كثرة الحديث في الآونة الأخيرة عن الأمن والسلام والإرهاب، وكيف حصل اللبس والتضليل في هذه المفاهيم فتلاعب بها الكفرة والمنافقون؛ فأردت في هذا الموضوع كشف هذا التلبيس، وتحرير هذه المصطلحات تحريراً شرعياً مبيناً في ذلك الوسائل التي يمكن أن يُحصل بها على الأمن، فذكرت أنه لا يمكن ذوق طعم الأمن والطمأنينة إلا في ظل الإسلام؛ وأن من يحول بين الناس وبين دين الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً ومعاملات لهو العدو الحقيقي للأمن والسلام.(1/210)
الوقفة الثانية: ذكرت بعد ذلك بعض الآيات، والأحاديث الواردة في الأمن، وما يضاده من الخوف والترهيب والإرهاب. وأطلت الوقوف عند آية الأنعام التي هي عنوان هذه الرسالة وما قبلها وبعدها من الآيات، وذلك في محاجة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه وبيانه لهم بأن الجدير بالخوف والقلق والانزعاج هو الكافر المشرك. والجدير بالأمن والاهتداء هم أهل الإيمان الذين سلمهم الله من الظلم؛ وأنه بقدر ما يسلم العبد من الشرك والظلم بأنواعه يحصل له الأمن التام في الدنيا والآخرة . وبقدر ما عنده من الظلم ينقص أمنه بقدر ذلك، حتى إذا وصل الظلم إلى الشرك الأكبر حرم مطلق الأمن في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى عن محاجة إبراهيم لقومه: (( - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - } - صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم (( - - - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - عليه السلام - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات - - ( - ( } - - رضي الله عنه - - ( - (( مقدمة ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - - ( - (( - ( - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( (((( - { - ( - - (( - - - - - - رضي الله عنهم - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - ( - } تمت ( { ( - (( - ( - - - قرآن كريم ( - فهرس - (( - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( بسم الله الرحمن الرحيم - - - عليه السلام --(1/211)
صلى الله عليه وسلم - } - ( قرآن كريم ( - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- رضي الله عنهم - - - ( { - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - } - - المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - - ( - - تم بحمد الله )) [ الأنعام: 82،81]. وقد سبق تفصيل القول حول هذه الآيات فليرجع إليه.
الوقفة الثالثة: تحدثت بعد ذلك عن مصادر الأمن وحصرتها في طاعة الله عز وجل وتوحيده، واجتناب محرماته ونواهيه من الشرك والفسوق والعصيان. وفصلت القول في أن هذا لا يوجد إلا بالالتزام بدين الله عز وجل الذي ارتضاه لعباده، ألا وهو دين الإسلام، الذي كله خير وصلاح وأمن وأمان لكل من التزم واستسلم له. وذكرت من ذلك أمثلة كثيرة مما أنزله الله عز وجل في كتابه، أو شرعه على لسان رسوله × من الأحكام والتشريعات التي تتضمن وتكفل الحياة الآمنة المطمئنة لكل من أخذ بها، وذكرت ذلك على مستوى الأمن النفسي عند الأفراد، وفي أمن الأسر والبيوت، وأمن المجتمعات، وأمن البشرية بعامة. وذكرت في أمن البشرية أن الجهاد في سبيل الله عز وجل إنما شرع لأمن البشرية التائهة التي يستعبدها حفنة من الطواغيت يضللونها، ويحولون بينها وبين الحق والأمن والسلام فيأتي الجهاد ليزيل هذه العقبات الشيطانية، ويكسر هذه الحواجز الطاغوتية لينزاح الباطل عن طريق الحق فيصل إلى الناس واضحاً جلياً لينعموا في ظلاله في الدنيا، ويفوزوا بالجنة في الآخرة دار السلام والأمان الدائمين السرمديين.(1/212)
الوقفة الرابعة: بينت في المبحث السابق أيضاً المفهوم الشامل للأمن، وأنه أشمل من أمن الناس على دمائهم وأموالهم، بل إن أمن الدين والعقيدة والشريعة أهم من ذلك كله، وبينت أن الأمن بمفهومه الشامل يعني أمرين:-
الأول: في الدنيا وهو حماية الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة بالمحافظة عليها، وحمايتها من المخاطر؛ ألا وهي حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وأن أي اعتداء على أمن هذه الضروريات هو اعتداء على الأمن. وكذلك حماية المجتمعات من عقوبة الله عز وجل لها على ما يظهر فيها من المنكرات على أيدي أعداء الأمن.
الثاني: السعي للحصول على الأمن الحقيقي الذي هو أمن الآخرة متمثلاً ذلك في أمن القبر وفي الأمن في دار السلام يوم القيامة وأن أي جهة تسعى لتفويت هذا الأمن على الناس فإنما هي العدو الحقيقي للأمن والسلام.
الوقفة الخامسة: ذكرت في ضوء الحديث عن المفهوم الشامل للأمن من هم الأعداء الحقيقيون لأمن الناس في الدنيا والآخرة، وفضحتهم وبينت أنهم أولئك الذين يحولون بين الناس وبين الالتزام بهذا الدين سواء بالشبهات، أو الشهوات وذلك بالاعتداء على أمن الناس في ضرورياتهم الخمس وهم بذلك يعرضون الناس للخوف والعذاب في الدنيا والآخرة، وذكرت أنهم ثلاث فئات:
الأولى: فئة الكفار والمنافقين
الثانية: فئة أهل البدع والشبهات
الثالثة: فئة أهل الشهوات والفسوق.
وبعد:
فما كان في هذه الرسالة من حق وصواب فمن الله عز وجل، فهو المان به وحده. وما كان فيه من زلل وخطأ فهو مني ومن الشيطان. وأستغفر الله منه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ضحى الخميس 8/6/1426هـ(1/213)