غلاء الأسعار
المقدم:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة والأخوات مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج الراصد مع الشيخ محمد صالح المنجد
أهلا وسهلاً ومرحباً بكم يا شيخ محمد ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله.
المقدم
حلقة هذا اليوم عن غلاء الأسعار يا شيخ محمد كثير من البلدان هذه الأيام تمر بغلاء الأسعار سواء في المستهلكات اليومية من ناحية المأكل والمطعم والمشرب أو من ناحية شراء السيارات أو العقارات شراء العقارات والاستئجار في شقق وما إلى ذلك ، ولا شك أن هذا الشيء يعني يمس واقع كثير ملايين من المسلمين ثم إن الله -سبحانه وتعالى- الذي هو خالقنا ورازقنا عز وجل لا شك أنه وجه المسلمين بالتعامل بأمور شرعية لابد أن يلتزم بها سواء نحن المستهلكين أو التجار الذين بيدهم أسعار هذه البضائع والمستهلكات نريد في هذه الحلقة أن نلقي نظرة على هذا الموضوع ، فما هو الواقع الحاصل تجاه غلاء الأسعار ؟
الشيخ محمد:(1/1)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ، ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ، ومن المصائب التي تحدث غلاء الأسعار ، هذه ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة سواء بعد ارتفاع الرواتب مثلاً أو مرور ظرف اقتصادي معين وهناك أسباب خفية وظاهرة أدت إلى تفاقم الوضع مؤخراً وقضية ارتفاع الأسعار لها آثار سلبية جداً في انتشار الفقر وظهور الأمراض الاجتماعية والبطالة والسرقة والإجرام ، طبعاً أكثر المتضررين من الطبقة الفقيرة وتلحق الطبقة المتوسطة بالطبقة الفقيرة ، وتزيد الطبقية في المجتمع طبعاً الحنق والشعور بالظلم من الفقراء تجاه مثلاً التجار وطبعاً الغني قد لا يشعر بهذا لأنه لو ارتفعت المسافة من ثلاثة إلى عشرة بالنسبة له العشرة عادي لكن فيه ناس عندهم الريال هذا يحسب له حسابه ، وقد لمسنا حتى في بعض الخدمات التي تقدم مثلاً عبر الهاتف أن بعض الناس لا يجد رصيداً مثلاً بطاقة الجوال الشحن لا يجد رصيداً للمكالمات وأحياناً قد يكون من المهم أن يكون عنده ريالات ليتصل بها ويحسب القضية حساباً دقيقاً فقير في المجاعة لا ينام ، ومسكين ببؤس يستهام ، ومبخوس المعيشة فهو صب على علاته أبداً يلام ، ويفترش الثرى والناس ناموا ، على ريش الأسرة قد أقاموا ، صار بعض الناس على ريش وبعض الناس على التراب موجات غلاء تجتاح الأسواق في كثير من البلاد العربية تزيد عنت الناس والحرج والضيق ، المواد الغذائية تشهد ارتفاعات كبيرة ولو أننا أخذنا جولة في السوق وكما يقولون الذين ينزلون إلى الأسواق أسعار الخضار ارتفعت 200 % 300% حزمة الكسبرة من 1-3 البقدونس من 1-3 صندوق بطاطس صغير 4-10بصل أخضر 1-3 كيلوا الخص 4-10 حليب الأطفال زيادة 70% مواد البناء ارتفعت بشكل فاحش طن الحديد 1200- 2000 كيس الأسمنت 11- 17-21 أسلاك الكهرباء اللفة 45- 145 طبعاً ارتفاع الأراضي البناء ، الإيجارات ، المواد ، فواتير(1/2)
الخدمات إلخ ماذا عن الصحة والعلاج والتعليم والنقل والوسائل ، المرتب لا يكفي سداد الحاجيات ثم أشياء مستلزمات كحليب الأطفال للعيد ، وفي المشرق وفي المغرب ، بعض المغاربة الذين يقولون نريد يعني من يخفف لنا الأسعار الطماطم بلغت 120% زيادة , وعندهم شعار ما تقيش خبزي يعني ما تلمس الخبز العيش الذي سآكل منه .
المقدم:
طيب ياشيخ محمد إيش أسباب هذا الغلاء ؟
الشيخ محمد:
أسباب الغلاء متعددة فمن ذلك مثلاً جشع التجار ، ومن ذلك مثلاً التخلي عن دعم السلع الأساسية ، قضية الخصخصة وما أدت إليه ، الاحتكار والتلاعب والاجتماع والتآمر على قضية الرفع بلا مبرر ، أو أن مثلاً الناس زيد في الراتب كذا يعني لو زيد في الراتب 10 ، 15 % الأسعار ترتفع 100% ، فيقول الناس وماذا استفاد بها من رفع الرواتب إذا كانت تضاعفت الأسعار أكثر بكثير ، وهناك يعني مسألة مسائل خطيرة يعني وراء القضية ، وعلى سبيل المثال إحدى الجرائد نشرت اليوم وهذا مقال مطبوع من موقع في الإنترنت ، قضية أثر العولمية , ومنظمة التجارة العالمية والرأسمالية الجشعة التي تريد أن تدخل في البلدان وتشتري الشركات وتدخل عبر الخصخصة لشراء المنشآت الأساسية والشركات التي تقدم الخدمات الأساسية ، و هكذا دخلت شركات أجنبية إلى بعض البلدان العربية متوحشة في شفط الأرباح من الداخل وتحويلها إلى الخارج ، وأنها تريد أن تشتري المنشآت باسم قضية تحرير التجارة وتمرير رءوس الأموال وإعطاء الحرية للشركات لتدخل وتشتري وتحرير السوق وعدم وضع ضوابط ، إلغاء مثلاً القيود ، وهكذا أيضاً في بلد عربي بيعت شركات الأسمنت وهي الصناعة الحاكمة في قطاع البناء والإنشاءات إلى شركات أجنبية ، خلال 15 شهر فقط رفعت الشركات الأجنبية أسعار بيع الأسمنت بنسبة 300% وهذا كله خسارة للاقتصاد المحلي والشركات الأجنبية تحول أولاً بأول بالدولار إلى الخارج ، وصناعات في بعض البلدان العربية مثل الغزل والنسيج(1/3)
تتحول بفعل فاعل خلال سنوات من رابحة مصدرة إلى خاسرة مستوردة ، ومن جاذباً العمالة موظفاً الناس في البلد إلى طارداً العمالة الخبيرة والمدربة ويلفت النظر إخراج 150 ألف فني وخبير من تلك الصناعات العريقة إلى سوق البطالة وامتد برنامج الخصخصة إلى المصارف وقطاع الطاقة وصناعة الأدوية ، واشتريت مصانع أدوية محلية تم إنشاؤها من قبل شركات أجنبية وكان موجود في عقود الشراء ما ينص على تعهد التجار المحليين بعدم إقامة أي مصانع جديدة للدوا ء سبحان الله .
المقدم:
المطالبة مثلاً صناعة الأسمنت رابحة إلى هذه الدرجة ممكن الحمد لله إنهم باعوا مثلاً الشركات الأصلية يروحو ينشئون شركات جديدة ثانية وتربح هي كذلك لكن ، كان يبدو عقود وارتباطات ؟
الشيخ محمد:
ومؤامرات وترتيبات وأشياء منسقة من قبل الجشعين في الخارج للتحكم في الداخل وطبعاً هذه أشياء ترفع الأسعار ولذلك فإن الاستجابة لمطالب الخصخصة المستمرة وقضية تعريض المنشآت الأساسية في البلد إلى المنشآت الأجنبية أن تشتريها هذا سيجنيه الناس مراً وعلقماً .
المقدم :
كذا يا شيخ محمد مما يحسن أن ينطلق الدعاة وخصوصاً الناس الذين لهم اختصاص في الاقتصاد العالمي خصوصاً ، بمناصحة المسئولين بكيفية ضبط الأسعار حتى يكون هناك يعني موازنة في الأسعار التي تتحقق بالدخول مثلاً مثل منظمة التجارة العالمية من ناحية ولكن كذلك عدم تضرر المواطنين من ناحية أخرى ؟
الشيخ محمد:
بلى هذا صحيح تماماً ، والقضية يعني لها جوانب كثيرة ومتعلقات وليست جهة واحدة هي التي .
المقدم:
لكن نركز الآن على ناحية المستهلكين أنا وأنت والرابع الذين هم يعني من عامة الناس ما هي النصيحة التي تنصحون فيها ؟
الشيخ محمد:(1/4)
إي طبعاً الآن لما نأتي إلى قضية مثلاً دور الجهات المعنية مثلاً في قضية التسعير ودور المستهلك نفسه ماذا يمكن أن يفعل لتخفيف حجم هذه المأساة ، وما هو دور التجار في المقابل يعني هي مشتري مستهلك وتاجر يبيع بائع وجهة منظمة مثلاً كوزارة التجارة أو غرفة التجارة ونحو ذلك من الجهات التي يمكن أن تتدخل في هذا الموضوع ، لابد أن نأخذ ترى الحمد لله يوجد في المسلمين طاقات علمية ضخمة تعلمت في الخارج والداخل وتفوقت وعندهم حب للبلاد وعندهم رغبة في رخاء الناس ، وعندهم حرص على مصلحة المسلمين ، وهناك آراء جميلة وجيدة وخبيرة ، وما ينقصنا في الحقيقة أن نصل إلى الدراسة الصحيحة والنتائج الحلول الناجعة في معالجة الوضع .
المقدم:
وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- ( وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر ) فهذا في سبيل التواصي نعم؟
الشيخ محمد:
والناس كانوا يذهبون للنبي عليه الصلاة والسلام ويشتكون له من معاناتهم ، كما جاء في حديث أنس - رضي الله عنه - غلا السعر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالوا يا رسول الله سعر لنا .
المقدم:
إيش يعني سعر لنا اضبط السعر ؟
الشيخ محمد:(1/5)
يعني حدد الأسعار فقال : » إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق وإني لأرجوا أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال « رواه أبو داود والترمذي وهو حديث حسن صحيح ، غلاء السعر أحياناً يكون ناتج عن قلة السلعة ، أو كما يقال العرض والطلب مزاحمة طلبات شديدة ، والمعروض قليل فترتفع الأسعار ، فتكون أحياناً نتيجة طبيعية لوضع السوق ، وأحياناً يكون نتيجة مؤامرة يعني مثلاً التجار يمسكون ما عندهم ويعرضون قليلاً ليزداد الطلب فترتفع الأسعار ، يتأمرون لرفع الأسعار وتعميم الرفع على الجميع حتى المستهلك من أينما أتاها يجد الأسعار فوق ، نعم ، ففي فرق بين ارتفاع ناتج عن وضع السوق الطبيعي وشيء ناتج عن مؤامرة وطبخة ، ويعني احتكار مثلاً النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله هو المسعر يعني هو الذي يرخص إذا أنزل البركة وكثرت الأصناف ، وكثرت الأسواق رخصت السلع فإذا منع المطر ارتفعت الأسعار ، وإذا نزل المطر وصار فيه خصب ، تصبح أشياء كثيرة متوفرة ، فهو القابض يقبض الرزق وهو الباسط يبسط الرزق لمن يشاء ، تقل أسعار وترتفع أسعار والباسط -سبحانه وتعالى- والقابض هو -عز وجل- وهو الرازق والرزاق الذي يوسع على عباده أو يضيق بما تقتضيه حكمته -سبحانه وتعالى- فقال لهم إن السعر بيد الله ، والقبض والبسط والرزق والنبي - عليه الصلاة والسلام - ما تدخل في تلك الحادثة المعينة لأنه كان يخشى أن يظلم يعني فربما إذا حدد شيء كان فيه ظلم للمشترين أو في ظلم للبائعين ، ولذلك تحرج أن يحدد وكان يرجوا من الله السعة وجاءت السعة فعلاً وفرجت على المسلمين .
المقدم:
طيب يا شيخ محمد الآن المستهلك ماذا ننصح المستهلك ؟
الشيخ محمد:(1/6)
طبعاً المستهلك ينصح بأشياء كثيرة فمثلاً عدم التوسع في المآكل والمشارب وإن الإنسان لا يشترط أن يشتري كل ما لذ وطاب ، وإن كثرة الاستهلاك هذه مضرة سواء كان ملئ الجسد بها ، أو الترف أو أن اطلب تجد ، والله -سبحانه وتعالى- قال ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ) قال العلماء جمع الله بهذه الآية الطب كله ، فإن الفضول الزائد عن الحاجة سواء من الخلطة أو النوم أو الأكل تؤدي إلى مزيد من تسلط الشيطان على الإنسان ، بل إن الذين يتوسعون في هذه الأشياء يفقدون حتى الشعور بلذتها ، وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من المسرفين فيها فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لهم كبير لذة ، مع أنهم قد لا يصبرون عنها وتكثر أمراضهم بسببها هذا كلامه - رحمه الله – وكذلك لازم نعالج عندنا قضية اندفاع وراء الشهوة والرغبة ويعني إذا رأيت شيء على طول وثب لا كما مر جابر بن عبد الله ومعه لحم على عمر فقال ما هذا يا جابر ، قال هذا لحم اشتهيته فاشتريته ، قال أو كلما اشتهيت اشتريت أما تخشى أن تكون من أهل هذه الآية ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) وهذا مبدأ في الحقيقة ما هو نربي أولادنا .
المقدم:
هو التوسع في المأكل والمشرب ؟
الشيخ محمد:(1/7)
أولاً يعني إنه إذا طلب لابد أن يوفر له ، ممكن يصبر ما هو لازم يوفر له كل شيء يوفر أشياء أساسية أحياناً مثلاً يوسع أحياناً يعني ولي الأسرة يعالج الوضع يعني إجراءات مثل قضية مراعاة مبدأ الأولوية في الإنفاق يعني مثل مثلاً المرأة أول ما تتزوج أحياناً تنصب الطلبات وعلى إيش اكسسوارات وحقائب ، وحلي وفساتين وأحزمة وكذا ، ثم بعد ذلك تفكر تنتقل إلى قضية مثلاً الأجهزة ، فتبدأ تفكر يعني مثلاً غسالة جيدة ، فرن جيد ثلاجة ، وهكذا ثم بعد ذلك تبدأ تفكر في قطع الأساس الكبيرة ، غرفة نوم غرفة كذا ، ثم بعد ذلك تفكر في البيت نبغى نوفر للبيت نبغى كذا فالإنسان إذا يعني ذهب إلى الشيء اللي فيه الأولوية له توفير المسكن بدل ما نضيع الفلوس في كماليات مثلاً طيب وفر الأشياء الأساسية يعني صيانة جيدة مسكن جيد ، أحياناً أشياء تشترى تبقى وقتاً أطول يعني هذه ينبغي إنه يلتفت ليها ليش الشريعة فيها مثلاً ضروريات وحاجيات وتحسينيات ، يجب أن نوزع اهتمام الناس والإنفاق على مراعاة هذه الأشياء بعض الناس الآن مستعد من أجل المظاهر إنه يعني ما يسدد الإيجار ويقع في أزمات ضخمة كبيرة بسبب المظهرية .
المقدم:
ربما يستخدم ما يسمى بالبطاقة الائتمانية والتي عليها يعين اسمها فوائد من أجل تجديد الأثاث حتى ما يقولوا عليه أولاد عمي حصلوا الفرش من سنتين ولا ثلاث للأسف ؟
الشيخ محمد:
طبعاً وطبعاً يتركب عليه الربا ودخول في المحرمات دفع الناس إلى الشراء البنوك دفعت الناس إلى الشراء ووفرت لهم في فترة من الفترات قروض رهيبة وبطاقات ائتمانية لتوريط الناس في أن يكونوا مستقبلاً عبيداً يسددون الربا ، ويسددون الديون الهائلة التي تراكمت عليهم .
المقدم:
كذلك يا شيخ محمد الاسم التي إن صحت يصحح فيها الناس ، ترشيد الاستهلاك يعني الإنسان مثلاً ما يحتاج يتصل اتصالات مئات الريالات كل شهر ، أو حتى قضية استخدام استهلاك المياه أو الكهرباء أو ما إلى ذلك ؟(1/8)
الشيخ محمد:
طبعاً وفي دراسة ميدانية اكتشف أن ما تشتريه بعض العائلات تمثل الكماليات فيه ثلثا المشتريات ، ووجد أن العربة التي تملأها ربة المنزل من السوبر ماركت غالبها يمكن الاستغناء عنها وترشيد الاستهلاك مبني على قوله تعالى ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ) فلا يضيق على أهله ويبخل عليهم ويأتي لهم بأشياء وأشياء مهمة لشهوة هو يقضيها مع أصحابه أو لبخل متأصل في نفسه لا قال تعالى : ( وكان بين ذلك قواما ) ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ) فالتبذير والسرف والإسراف هذا يحتاج إلى ترشيد ، ولذلك أشياء أحياناً تضبط مثل استعمال المياه مثلاً نهايات الموجودة في صنابير وبزابيز المياه ممكن توفر ثلاثين في المائة مثلاً من استخدام الماء فلما لا يتعامل مثل هذا .
المقدم:
كذا تنصح الناس بالانتباه إلى الدعايات والإعلانات التي نراها سواء مثلاً في وسائل الإعلان أو في الطرق والشوارع تقريباً تدفع الناس دفعاً بالاندماج مع هذه الإعلانات وربما الإنفاق في غير الأولويات التي يعني لابد أن ينفق الإنسان أمواله عليها أليس كذلك؟
الشيخ محمد:(1/9)
بلى ولذلك ترى هذا موضوع الإعلانات هذا يحتاج إلى حلقة أو إلى معالجة في حلقات خاصة ، لأنه موضوع خطير أثر الإعلانات والدعايات على الناس نحن في عصر الإعلان والإعلام والناس ضحية للإعلان والإعلام الذي يحدث وكثير محدودي الدخل يعني إما أن يندفع ليشتري مثل المجنون بلا عقل نتيجة الإعلان أو تحت ضغوط الأطفال والأولاد والأسرة والزوجة لنتيجة الإعلان أو أنه يتحسر فيرى الإعلان ويشعر بالحرمان يرى الدعاية والإعلان ويشعر بالخيبة والحرمان ويزداد ألمه وحسرته ولذلك في مبادئ إسلامية ترى لابد أن نربي أنفسنا عليها القناعة تربية الأهل والأولاد على القناعة ، عدم القناعة تؤدي إلى استدانة وأزمات مالية وممكن يقبع في غيرها في السجون ويكون تحت طائلة الملاحقة ويصير ما هو هادئ لا في الوظيفة ولا في البيت ولا مع أهله ، ولذلك مبدأ انظروا إلى من هو أسفل منكم يعني في أمور الدنيا ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ، هذا حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رواه مسلم نعم ، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- مدح قال : « قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً » يعني ما يأتيه يكفيه ، لا زيادة تبطره ، ولا نقص يجعله في ضنك ، قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً ، وقنعه الله بما آتاه ، رواه مسلم ، فالقانع هادي مبسوط ، خلاص اللي يجيك فيما يحتاجه لا يجده ، لا هو بالذي يتوسع ، ويعني يريد البطر ، ولا هو بالذي يضيق على نفسه وعلى أهله هي القناعة فالزمها تعش ملكاً ، لو لم يكن لك إلا راحة البدن ، وانظر إلى مالك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن .
المقدم:
أحسن الله إليكم يا شيخ محمد نعود إن شاء الله تعالى لنصائحكم للمستهلكين ولكن نستأذنكم بهذا الفاصل ، أيها الإخوة والأخوات فاصل ثم نواصل ؟(1/10)
عودة مرة أخرى أيها الإخوة والأخوات ومع غلاء الأسعار يا شيخ محمد كنتم قد نصحتونا بمجموعة من النصائح فيما له علاقة بنحن المستهلكين ولكن أتى الفاصل فهل عندكم نصائح أخرى ؟
يعني مثلاً عدم إنفاق المال طبعاً في المحرمات لأن طبعاً هذه يعني مصيبة الواحد يضيق على أهله أو على نفسه في المباحات لكي يسرف في المباحات .
المقدم:
مثل إيش يا شيخ ؟
الشيخ محمد:
يعني بعض الناس ينفقون في أسفار محرمة وفي أشياء محرمة ، والعياذ بالله خمور ومخدرات ، وحتى التدخين هذا ، هذا الباكيت الدخان الذي ينفق فيه ويقتطع به من إفطار وغداء أطفاله ، طيب إذا واحد عنده ضيق في المعيشة ويشتري هذا التدخين هذا يقتطعه من طعام أولاده ، وكذلك تضييع الأموال ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) أي إنفاق في حرام يعتبر تبذيراً محرماً ولذلك لازم ترى ننصح أنفسنا يعني مثلاً بالتوبة والرجوع إلى الله ، ونعرف إن الغلاء أصلاً بلاء سببه الذنوب ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقيهم بعض الذي عملوا ) قال بعض المفسرين ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهم الغيث وأغلى سعرهم ليذيق عقاب بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون لعلهم يتوبون ، تفسير القرطبي ، فما في الدنيا من مصائب ومنها غلاء الأسعار هذا مما كسبت أيدينا ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) قال علي -رضي الله عنه- ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة ، مثلاً الاستغفار ، كما قال -سبحانه وتعالى- على لسان نوح - عليه الصلاة والسلام - ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) هذه قضية ترتب الاستغفار هي العلاج علاج كبير للموضوع ، ولا ننسى طبعاً الفقراء من الصدقات والإعانات وتكوين الجمعيات والقيام بدفع الإيجارات عنهم ، مصاريف المدارس للأولاد المشاركات الاجتماعية ، ( وما تنفقوا من(1/11)
خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) يا ابن آدم أنفِق أُنفق عليك ، كما جاء في الحديث المتفق عليه .
المقدم:
أحسن الله إليكم شيخ محمد ننتقل إلى موضوع آخر وهو ما هي التدابير التي لابد أن يأخذها أو يتخذها المعنيين لمعالجة هذا الوضع ؟
الشيخ محمد:
طبعاً هذه قضية كبيرة جداً لأن القائمين على الوضع يمكن أن يفعلوا خيراً كثيراً ، ولذلك أصحاب الولايات العامة مثل الذي يتولى مثلاً التجارة ، ويتولى شئون التجار ، ويتولى مراقبة الأسعار مثلاً هؤلاء يمكن أن يفعلوا خيراً كثيراً في البلد ، ونريد أن نأخذ مثالاً تاريخياً ، يعني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان مرت به بالمسلمين في عهده أزمة ، المجاعة ، يعني مو معناها أنه خلاص صار الناس كلهم صالحين لا ابتلاء ، لا قد يحدث ابتلاء حتى والناس فيهم صلاح وخير عظيم ، لكن إدارة الأزمات في عهد مثل عمر بن الخطاب ، والله يعني هم الآن اتكلموا على قضية هذه إدارة الأزمات لكن يعني قضية موجودة من زمان استخراج معرفة كيف تدار الأمور ، سنة 18 للهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حصل في المدينة والحجاز قحط عظيم دام تسعة أشهر ، وسمي ذلك العام عام الرمادة لأن الريح كانت تسفي تراباً كالرماد كالرماد الحار يعني الرماد طبعاً رماد حار وقيل إن الأرض صارت سوداء مثل الرماد ، وقيل إن الناس هلكوا فيه وهلكت الأموال واشتد الجوع حتى جعلت الوحوش تأكل الإنس الوحوش في البراري ما هي متآلفة مع الأهواز وجعل الرجل يذبح الشاة فيعفاها من قبحها ورزالها وهو مفتقر وكان الناس يحفرون نفق اليرابيع والجرذات لأكلها ، فما هي التدابير التي فعلها عمر -رضي الله عنه- لما رأى هذا الوضع ، أولاً كتب إلى عماله بالإغاثة يستعينهم لأهل المدينة ومن حولها يقول عمرو بن العاص سلام عليك ، أما بعد أفتراني هالك ومن قبلي وتعيش أنت ومن قبلك فيا غوثاه يا غوثاه ، يا غوثاه ، فبعث عمرو بن الليث البردي ألف بعير(1/12)
تحمل الدقيق ، وفي البحر عشرين سفينة تحمل الدقيق والدهن وبعث إليه بخمسة آلاف كساء ، وكتب إلى معاوية في الشام إذا جاءك كتابي هذا فابعث إلينا من الطعام من يصلح من قبلنا فإنهم قد هلكوا إلا أن يرحمهم الله وكتب إلى سعد فبعث إليه ثلاثة آلاف بعير تحمل الدقيق ، وبعث إليه بثلاثة آلاف عباءة , وكتب إليه أخرى فبعث إليه بألفي بعير تحمل الدقيق فإذاً فيه مواساة من عموم المسلمين لبعضهم بلدان المسلمين يحمل بعضها بعضاً ما يقول خلاص هؤلاء عندهم رخاء وهؤلاء عندهم فقر ما حد يشعر بالآخر وين المسلمين في تعاطفهم وتوادهم وتراحمهم مثل الجسد الواحد ، ثانياً حث عمر الناس على اللجوء إلى الله ، وعلى الدعاء ، إن هذا هو اللي يرفع الأزمة ، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال كان عمر بن الخطاب أحدث في عام الرمادة أمراً ما كان يفعله ، كان يصلي بالناس العشاء ثم يخرج حتى يدخل بيته فلا يزال يصلي حتى يكون آخر الليل ، ثم يخرج إلى أنقاب المدينة ، وأطراف المدينة ويطوف عليها ، وإني لأسمعه في السحر يقول : اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي اللهم لا تهلكنا بالسنين وارفع عنا البلاء ، ويردد هذه الكلمة ، هذه الجباه الساجدة والعيون الدامعة والأيدي المتوضئة ، والمطعم الحلال والمشرب الحلال يقول مولاه وخادمه أسلم ، أسلم مولى عمر ، لو لم يرفع الله القحط عام الرمادة لظننا أن عمر يموت هماً بهم المسلمين ، لا إله إلا الله ، ثانياً عمر قام يعمل بنفسه ، يقول أبو هريرة يرحم الله ابن حنتمة يقصد عمر ، لقد رأيته عام الرمادة وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكب زيت آنية السلم أصغر من القربة ، وفي يده وإنه ليعتقب هو وأسلم يعني هو ومولاه يتعاقب عليها ، هذا يحمل تارة ، وهذا يحمل تارة فأخذت أعاونه فحملناه حتى انتهينا إلى الجماعة نحواً من عشرين بيتاً ، قال عمر ما أقدمكم قالوا الجاد الجاد الناس من الأطراف يأتون من البراري إلى المدينة لعلهم يجدون شيئاً(1/13)
وأخرجوا لنا جلد ميتةٍ كانوا يأكلونه ورمة عظم مسحوق كانوا يسفونها يسحقوا العظام قال فرأيت عمر طرح رداءه ثم نزل يطبخ لهم ويطعهم حتى شبعوا ، ثم أرسل أسلم من المدينة ، فجاء بأبعرة ، فحملهم عليها ، ثم كساهم ولم يزل يتردد عليهم حتى رفع الله ذلك ، مر عمر عام الرمادة على امرأة وهي تعصد عصيدة قال ليس هكذا تعصبين ، ثم أخذ المسود مثل الملعقة وقال هكذا فأراها ، وقصته مشهورة ورواها أحمد بسند حسن ، لما رأى عس ، ورأى من بعيد نار توقد وذهب وجد خيمة ومعها امرأة ومعها أولاد صغار وقدر على النار قال السلام عليكم يا أهل الضوء ما قال يا أهل النار ، يا أهل الضوء وما هذا ، وشكت إليه حال الأطفال ، وماذا في القدر ، قالت ماء أسكتهم به ، عمر هرول حتى أتى بالدقيق يعدوا عدواً ، فأخرج عدلاً من دقيق وكبة من شحم ثم حملها على ظهره ، فقال العامل أحمله عنك يا أمير المؤمنين ، قال لا أم لك ، أنت تحمل عني أوزاري يوم القيامة ، فانطلق حتى أتاهم وصنع لهم الطعام وجعل يقول لها أطعميهم وأنا أصطح لهم فلم يزل كذلك حتى شبعوا وبقي ينظر من بعيد حتى رأى الصبية يقومون ويلعبون ويصطرعون حتى تعبوا وناموا وبعد هذا انصرف عمر ، رابعاً إحساسه بمعاناة الناس ، أتي عمر بن الخطاب بخبز مفتوت بسمن عام الرمادة ، فدعا رجلاً بدوياً فجعل يأكل معه ، فجعل البدوي يتبع باللقمة الدسم في جانب الصحفة ، فقال له عمر كأنك مقتر من الدسم ، قال أجل ما أكلت سمناً ولا زيت ولا رأيت آكلاً له منذ كذا وكذا إلا اليوم ، فحلف عمر لا يذوق لحماً ولا سمناً ، حتى يحيا الناس ، يعني ينزل الخصب ، وقال عمر لما قرقرت بطنه عام الرمادة ، وكان يأكل زيتاً ، وما رفض يأكل السمن ، فنقر بطنه بأصبعيه فقال قرقري أو لا تقرقري ليس لك عندنا غيره ، هذا الزيت ، حتى يحيا الناس ، ولذلك ما أكل اللحم ، حتى أكل الناس ، ثم خامساً موعظة الناس فإنه كان يخطبهم يقول أيها الناس اتقوا الله في(1/14)
أنفسكم وفي ما غاب عن الناس من أمركم فقد ابتليت بكم وابتليتم بي فما أدري ألسخطة علي دونكم أو عليكم دوني فهلموا فلندعوا الله يصلح قلوبنا ويرحمنا ويرفع عنا ، فرؤي عمر يومئذ رافعاً يديه يدعوا الله ودعا الناس ، وبكى وبكى الناس ملياً ثم نزل ، ولما استسقى قال استغفروا ربكم ثم توبوا إليه وسلوه من فضله واستسقوا سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولذلك ، خرج عمر ومعه الناس معهم العباس عم النبي - عليه الصلاة والسلام - رجل صالح من آل البيت ولذلك طلبوا منه أن يستسقي لأنه بقرابته من النبي - عليه الصلاة والسلام - وبصلاحه يرجون أن يغاثوا فقال عمر : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك عمه الحي طبعاً ، وليس الميت ، ما هو سؤال ميت ، سؤال رجل صالح ، وليس رجل مشرك فاسق مبتدع لا بعم نبيك ، ونستشفع به وأمر العباس بالاستسقاء ، فقال العباس وعيناه تنضحان ، اللهم إنا ، تنضحان يعني من الخشوع والقرب من الله تنزل الدموع كذا يا شيخ ، نعم تنزل اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة ، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك -صلى الله عليه وسلم- ، وهذه أيدينا مبسوطة إليك بالذنوب ونواصينا بالتوبة ، فاسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين يا أرحم الراحمين ، اللهم أغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون فلم يزالوا حتى سمعوا الرعد ثم انتشروا وأرخت السماء شأبيب مثل الجبال ، سابعاً : توزيع عمر الطعام لأن عمرو بن العاص لما بعث بالإبل وبعث ، دعا عمر أبا عبيدة فخرج في أربعة آلاف راحلة عليها الطعام جاء عمر فقسمها يقول مالك بن أوس لما كان عام الرمادة قدم على عمر قومي وهم مائة بيت ونزلوا مكان فكان عمر يطعم الناس من جاءه ومن لم يأتي أرسل إليه بالدقيق والتمر إلى منزله فكان يرسل إلى قوم ليصلحهم شهراً بشهرٍ ، سبحان الله وشوف اللي استحى وما جاء أرسل له ، واللي جاء أطعمه هذه إجراءات يعني المواسات كيف(1/15)
كان أمر المسلمين وصار الآن الواحد لا يدري عن جاره ولا عن صاحبه ، ولا عن يمكن يموت من ، يمكن يحصل له كوارث ومصائب وتقاتل وسجن ، وما يعني روح المواساة خفت كثيراً .
المقدم:
الله يصلح الحال ، إذاً يا شيخ محمد هذه الأمور التي ينبغي على القائمين على هذه النواحي التجارية وما إلى ذلك أن يهتموا بها حتى يخففوا على المواطنين مصابهم ؟
الشيخ محمد:
نعم وحق جمعيات البر مثلاً القائمين مشاريع الخيرية لازم تقوم لأن فيه طبقة فقيرة تنشأ طيب لابد من معالجة هذا الوضع .
المقدم:
نعم أحسن الله إليكم يا شيخ محمد هذه الإجراءات التي اتخذها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في عام الرمادة فهل هناك يعني إجراءات أخرى تنصح فيها المعنيين لتهوين المستهلكين ما هم فيه ؟
الشيخ محمد:(1/16)
قضية يعني معالجة شكاوى الناس وأن تقوم الهيئات المعنية ، قضية سياسة التسعير ، يعني هل هل الشيء في التسعير صحيح ، الرسول - عليه الصلاة والسلام - ترك التسعير ، ترك التسعير لأن المسألة ما وصلت إلى الحاجة الملزمة أما التسعير عموماً ذكر العلماء أنه إذا صار الضرر بالناس يتدخل ولي الأمر بالتسعير ويكون التسعير عادلاً يراعي فيه الطرفين ، فيه شروط كثيرة والمسألة إذا صار فيها احتكار فيكسر الاحتكار بقوة ، مثلاً ، فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء يعني كلام كثير في قضية التسعير يصعب الآن أن نأتي عليه ، لكن قضية مثلاً توفير ما يحتاجه الناس من مصادر متعددة ، قضية فتح المجال لمستوردين أو لجهات أخرى غير مثلاً المحتكرين ، أن يأتوا بأشياء مثلاً دعم الحكومي لأسعار السلع ، مقاومة ارتفاع أسعار البضائع الرئيسية بتقديم البدائل ، تشجيع الأشياء المحلية التي تغني عن استيراد بأسعار مثلاً باهظة ، قضية توعية الناس عبر برامج بقضية الاستهلاك هذا ، أو قضية الأشياء الكمالية ، يعني بث روح الوعي في المجتمع ، نعم ، تخليص المجتمع من الزيادة غير المبررة ، إقرار تنظيمات معينة تجبر أصحاب السلع على عدم رفع أسعارها فوق سقف معين ، واستخدام الطاقات المتوفرة في زيادة الإنتاج ، تقنياً يعني ، واستخدام التطور العلمي في تسريع الإنتاج وزيادة توفير المادة ، وقضية السعي في القضاء على الربى الذي هو في الحقيقة من أسباب ارتفاع الأسعار والبطالة والتضخم ، كما هو معروف يعني حتى أثبته غير المسلم .
المقدم:
نعم أحسن الله إليك يا شيخ لا شك أن هذه الأمور علينا كلنا أن نقوم بها في هذا المجال ولكن في نهاية هذه الحلقة لو تقدموا لنا نصيحة إلى إخواننا التجار ؟
الشيخ محمد:(1/17)
طبعاً التجار عليهم يعني عبء كبير في الموضوع وغالب التجار يعني إن شاء الله التجار المسلمين عندهم حرص مهما كان عندهم جوانب رحمة وشفقة وإنسانية لكن يحتاجون إلى تذكير يعني مثلاً حسن النية ، الرفق بالمسلمين ، الأجر الذي يكون له إذا رفق بالمسلمين الأمانة التي يجب أن يتحلى بها ، ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) ( لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) فعل النبي - عليه الصلاة والسلام – لما خرج إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال : يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورفعوا أعناقه وأبصارهم إليه ، فقال : « إن التجار يبعثون يوم القيامة فجاراً ، إلا من اتقى الله وبر وصدق – اتقى الله وبر وصدق - » رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، قضية اجتناب غش الناس وأكل مال الناس بالباطل وأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ، وهلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس من غش فليس مني ، وكذلك قضية اجتناب الحيل والكذب والتغرير بالناس ، قضية الدعايات والإعلانات والمسابقات ، ودفع الناس للشراء ، وشراء ما لا يحتاجون ، وجعلهم يتخيلون أنهم يشتروا شيئاً يساوي كذا ، وهو في الحقيقة لا يساوي هذا ، ولازم يكون عندهم فقه في التجارة مهم ، ومدراء المبيعات ، ومدراء الأقسام ، لأن هذه لازم دورة شرعية ، دورات شرعية لمندوبي المبيعات ، ورؤساء مدراء المبيعات التسويق ، عمر -رضي الله عنه- قال : لا يبع في سوقنا إلا من قد تفقه في الدين ، رواه الترمذي وحسنه الألباني ، وكذلك السماحة رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ، الأخلاق يعني أخلاق المسلمين ، لما عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما قحط الناس في زمن أبي بكر قدمت لعثمان ألف راحلة بر وطعام ، طبعاً بلد في قحط وجاءت هذه القافلة الكبيرة تجار التجزئة التجار كلهم جاء إلى عثمان خرج إليهم قال ماذا تريدون قالوا بلغنا أنه قدم لك ألف(1/18)
راحلة براً وطعاماً فالآن أعطينا بع علينا حتى نوسع على فقراء المدينة قال لهم ادخلوا فدخلوا فاجتمعوا عنده قال كم تربحوني على شراءي قالوا العشرة اثني عشر ، قال زادوني ، قالوا العشرة أربعة عشر ، قال : قد زادوني ، قالوا العشرة خمسة عشرة ، قال قد زادوني ، قالوا من زادك ونحن تجار المدينة كل الموجودين مين اللي زادك ، قال زادني بكل درهم عشرة ، عندكم زيادة قالوا لا قال فأشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المؤمنين ، الله أكبر ، يعني لما استشعر قضية الحسنة بعشر أمثلها يعني عشر أضعاف ما في واحد راح يشتري منه بعشرة أضعاف ، ولذلك الرفق بالمسلمين ، الرفق بالمسلمين ، يعني هذا هو المربط فعلاً يعني استشعار كيف بعضهم كان يقول الغلام ، واحد من السلف محمد بن المنكدر عنده سلعة بخمسة وسلعة بعشرة ، غلامه باع على واحد في غيبته الخمسة أبو خمسة باعه بعشرة ، لما عرف راح يسأل عنه حتى وصل إليه بعد جهد على الأعرابي ، فقال غلط الغلام فباعك ما يساوي خمسة بعشرة ، قال يا هذا أنا رضيت خلاص اشتريت ، قال : وإن رضيت فإنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا ، يدورا على الناس ، يدور على الناس حتى يعني يرجع له يا ريت إني أبيع شيء يكسب فيه المشتري الربح ديناراً بعشرين ، أحب شيء إلى نفسي معاملة كسب العميل فنأتيه ويأتينا ، أبو حنيفة كان عنده ثوب معيب حطه على جنب وهو راح جاء غلامه هذا اللي عنده باعه راح يدور عليه يدور عليه ، يبحث عنه ما وجده فتصدق بالقيمة كلها التي أخذها يا شاغل البال بخزن بضاعة ، لتبيعها بفاحش الأثمان ربح قليل في الكثير مبارك ، والرزق موكول إلى الديان وخسارة محمولة في مرة يأتي لها عوض بدور ثاني ولرب شيء للغلاء خزنته ما بعت منه أجرة الوزان ، يمكن إنت تحفظ السلعة وتضطر تبيعها بثمن بخس ، كم تاجر يشكوا الكساد ، وإنما سبب الكساد مخافة الخسران ، قد يطمع المنهوم يجمع يومه ، ولربما يمسي على الحرمان ، يمكن(1/19)
الله ينتقم ، يمكن تزيد عليه في الحقيقة خسائر كبيرة فالرحمة الرحمة بالعباد .
المقدم:
أحسن الله إليكم وجزاكم الله خير يا شيخ محمد على ما قدمتم في هذه الحلقة نسأل الله أن يرفع الغلاء عن هذه الأمة وشكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات على حسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/20)