المقدم:
…بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبشر الصابرين (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليكم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) مشاهدي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم إلى رصد جديد لحادثة جديدة وصدى لها ضيفنا الكريم ورصد الكثير من المشاهد والروئ التى خلفتها لنا عبارة السلام عفوا بل عبارة الخوف والذعر والهلع على متنها ركبوا البحر تسابقهم أشواقهم وأمالهم للقاء الأحبة بعد أن اكتوت أفئدتهم بنار الغربة والبعد عن الأوطان إلا أنهم فى عرض البحر تفاجئوا بنار الاستهتار والخذلان نعم تعودوا على الفرقة إلا أنهم فى هذه المرة كانت الفرقة أبدية قبل أن ينتقلوا إلى الحياة الآخرة وقبل أن يواتيهم الأجل عاشوا ظلمات كثيرا وعاشوا ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الجشع البشري من المسئول عن الحادثة ومن المقصر فيها وماذا يجب علينا منكوبين ومفجعين جميعا الروئ والأحداث حول هذه الواقعة قد أخفيت كثيرا إلا أننا فى هذه الحلقة مع ضيفنا الكريم سنستعرض أهم ما يمكن أن يقال حولها من الناحية الواقعية ثم نطفي عليها شيئا من الصبغة الشرعية من بيان ألأحكام الشرعية والتى يجب علينا أن ننزلها فى مثل هذه النازلة ضيف هذا البرنامج ورهبانه هو فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد المشرف على مجموعة مواقع الإسلام يسرني باسمك وباسمي أن أرحب بضيفنا الكريم حياكم الله يا شيخ
الشيخ محمد:
…أهلا وسهلا حياكم الله
المقدم:
…يا شيخ محمد بعد أن عرضنا فى الحلقة الماضية مأساة فى آخر الحلقة الماضية نعيش مأساة جديدة قبل أن أنتقل وإياكم إلى هذا المحاور قبل أن نعرضها عرضا واقعيا وعرضا علميا لاشك أن هذه الحادثة قد خلفت كثير من الثكالى ومن الأرامل من الأيتام ومن المفجعين عموما فماذا يمكن أن يقول لهم فضيلة الشيخ فى بداية هذا اللقاء .(1/1)
الشيخ محمد
…الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فلا شك أن هذه الفاجعة كبيرة والمصيبة عظيمة وهذه الحادثة أليمة ولا نقول إلا ما يرضى الرب إنا لله وإنا إليه راجعون ونسأل الله أن يحسن عزاء كل مصاب فى هذه الحادثة ونعزي الأخوة والأخوات ممن أصيبوا فى هذه الكارثة وكذلك فإن كل مسلم يعزي إخوانه المسلمين المصابين وقد قال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يعزي أخاه بمصيبته إلا كفأه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة وقد حسن النووي رحمه الله إسناد هذا الحديث وهذا طبعا مما نشترك نحن المسلمين لأننا جسد واحد المصيبة إذا أصابت البعض كأنها قد أصابتنا كلنا.
المقدم:
…وما رأيك يا شيخ إلى فجاعة هذه الحادثة وما خلفته من آثار ومن آلام لجميع المسلمين إلا أن يا شيخ ليست الأولى وأتمنى أن تكون الأخيرة والمتتبع للتاريخ الحديث ولكن فى الأوانة الأخيرة حصلت كثير من هذه الكوارث سواء على المستوى العالمي أو على مستوى دولة مصر لو تتبعنا شيئا قليلا يمكن أن يكون فى هذه الحلقة
الشيخ محمد:(1/2)
…طبعا حوادث غرق السفن تاريخيا منذ القديم الله سبحانه وتعالى قال (أو يوبقهن بما كسبوا) يعنى يغرق هذه السفن بمن عليها بما كسب أهلها وقد يكون ابتلاء وقد يكون عقوبة فإذا كانوا صالحين كان المصاب ابتلاء من الله عز وجل لتطهيرهم من السيئات وزيادة حسناتهم ورفع درجاتهم وإذا كانوا من أهل التقصير فتكون عقوبة وأيضا من المكفرات وقد يغرق الله عز وجل كفارا فى السفن كما حصل فى سفينة تاتنيك عام 1912 عندما ارتطمت بجزء من جبل جليديا أدى إلى تشققها وغرقها فى المياه الجليدية ومات أكثر من ألف وخمسمائة من بين رجل وامرأة قتل وكانت من العبر العظيمة فى تلك السفينة أن الذى أشرف على تصميمها وبنيانها قال إنها لا يمكن أن تغرق أبدا ولكن الله على كل شيء قدير حدثت بعد ذلك عدة حوادث مثل التى أصابت السفينة ليفل تان فى عام 1925 حتى قال القبطان لقد كنا على ظهر السفينة وكأننا نركب قطار الرعب فى مدينة الألعاب وفى أغلب الأوقات لم أكن قادرا حتى على الوقوف كانت لحظات الوعيد التى استعيد بها توازني عندما تكون السفينة فى وسط وادي الموجة بين جنبيها وكانت الأصوات التى تصدر عن السفينة نتيجة مرور الرياح بسواريها مثل قصف الرعد وأيضا كان هناك غرق لعبارة دون بال فى عام 1984 قرب سواحل الفلبين وراح ضحيتها 3132 شخصا وهناك حوادث أصابت تلك العبارات التى تعبر بين الحجاز ومصر ولقي قرابة 500 شخص حتفهم فى عام 1991لما غرقت السفينة سالم اكسبريس ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم من مات من المسلمين فيها وكذلك حدث واقع اختراق للعبارة السلام 95 فى عام 1994 تم إنقاذ 1182معتمرا من الموت المحقق عندما أصدمت العبارة السلام 90 فى عام 2001 بسفينة بضائع ومن لطف الله فى تلك الحادثة كانت العبارة المنكوبة بقيت متعلقة فى جسم سفينة الشحن حتى تم الإنقاذ على أي حال هذه الحوادث كثيرة والعبرة أن يعتبر العباد أن الله على كل شيء قدير ولا يغتر بهذه الصناعات(1/3)
فإن أجل الله إذا جاء لا يؤخر .
المقدم:
…يا شيخ محمد خلال هذا السرد كمثل الذى ذكرتموه لعلنا نستطيع أن نصل إلى لا زالت فى الواقع ملموسة ونعيش آلامها ونعيش أحزانها كثرت الروايات من الناجين من هذه العبارة كيف يمكن لنا أن نرى هذه الحادثة
الشيخ محمد:
…طبعا بغض النظر كيف بدأت القضية والمشهور أنه حصل الحريق فيها ثم حاولوا إطفائها ولم يستطيعوا مالت السفينة ثم غرقت لكن عندما نعيش مع إخواننا فى تلك الحادثة وعندما نسمع الروايات الأليمة وهذه السفينة تهتز وتميل والأجساد ترتع وصرخات فى كل مكان ودموع تنهمر وصياح الناس بالشهادتين وعندما يبدأ الحريق ويتصاعد الدخان والقلق عند الجميع وبالرغم من محاولات المقامة إلا أن الواقع أن السفينة تحترق ورائحة الاحتراق تستمر لمدة ساعات والقلق عند الجميع واضطراب الناس واقتراحات أن يعود الربان هذا يعود ويحاول أن يطمأن واستعمال مضخات المياه لإطفاء الحريق ثم هذه المياه يكون لها وزن ودور فى غرق السفينة وبغض النظر عن سبب الاشتعال لكن كانت تلك الكارثة العظيمة التى جعلت هذه السفينة تترنح والناس يتمايلون يمين وشمالا وقبل أن يتحول مسار الرحلة من الشرق إلى الغرب وهذا الرعب الذى ساد الناس والخوف وتلك المأساة الكبيرة وعندما بدأت السفينة بالميلان إلى الجانب الأيمن والركاب محتشدون فى الجانب الأيسر لم يعد لديهم أي وزن لإحداث توازن وهذه أصوات النساء وبكاء الأطفال والخوف الذى عم الجميع وانطفاء الأنوار وفى ثواني معدودة كان الأطفال ينزلقون من بين أيدي أمهاتهم بسرعة شديدة باتجاه البحر الذى التهمهم وأطواق النجاة لم تكن كافية والزوارق لم تكن كافية والذى استطاع أن يلبس لبس ومن لم يستطاع أن يلبث قذفوا والذى ألقى فى الماء رغما عنه والذى اختار أن يلقى نفسه ولم يعد هناك أي احتمال آخر والناس الذين ماتوا داخل السفينة أصلا ولم يتمكنوا من إلقاء أنفسهم بل هوت بهم السفينة فى قعر البحر(1/4)
والأطفال والنساء والضعفاء الذين لا يستطيعونه حيلة ولا يهتدون سبيلا للنجاة وقوارب النجاة التى غطت الناس ثم غرقت بعض هذه القوارب لأنها لم تتحمل الأوزان التى عليها والناس تحاول أن تقفز إلى القوارب ومنهم من يجد مكانا ومنهم من لم يجد مكانا وأم تحمل أطفالها لا تجد من يساعدها وكل راكب يسبح خلف زورق يعثر على طوق النجاة ومرت الساعات الطويلة فى هذا الصراع بين الحياة والموت وهذا متعلق بخشبه وهذا وقد أحكم ثلاجة أحكموا إغلاقها وتعلقوا بها حتى تدخل فيها الماء وتغرق وكانت هناك قصص مؤلمة كثيرة رواها الناجون وما لم نسمعه أكثر بكثير وما ستكشف عنه الأيام القادمة والروايات التى ستنقل بأن الحقيقة أن المأساة كانت كبيرة جدا وعندما تتناثر هذه الجثث وأجساد الناس على سطح المياه وأشياء فقدتها الأمواج ويسمع الصراخ فى وسط الليل حتى من قبل الأطفال وسط الظلام الدامس وهذا يقول ألحقونا وهذا يقول يا بابا ألحقني يا ماما ألحقيني أنا أغرق مثلا يقف الأب مذهولا لا يستطيع أن يفعل شيئا فى هذا الموقف بعضهم وضع ابنه وابنته فى طوق نجاه ووضع الزوجة والرضيع فى طوق آخر ليحاول بعد ذلك أن ينقذ نفسه وبعضهم يحتار هل يبدأ بالرضيع أو الأم أو بالبنت أو بالابن وبعضهم يراهم يرى أحبابه وهم يموتون أمامه هذه المشاهد المؤلمة التى فيها استسلام بعض المسلمين بالموت لأنهم لم يستطيعوا أصلا أن يعملوا شيئا وبعض الناس الذين لا يستطيعون العوم ولا يجيدون السباحة وماتوا مباشرة بعض الناس لم تتحمل قلوبهم من هول الفاجعة فماتوا من الهول و الفزع والفاجعة والذين نجوا وقد رأوا أحداثا وعاينوا أهوالا وهذا يرى صاحبه والماء تبتلعه وقريبه وهذا الأب يمسك بالمرأة ويغرقان جميعا وربما أمسك ببعض أولاده وأنقذ واحد وحاول أن ينقذ الثاني فمات هو وإياه ناس تعلقوا ببرميل بعضهم استطاع أن يبقى ممسكا به وبعضهم تعب ما استطاع بفضل النفسية والعصبية يعنى خصوصا عندما يرى(1/5)
الواحد من حوله يموتون الواحد تلو الآخر تلو الآخر وهذا يشاهد امرأة تمسك بطفلها فحاول النجاة وزوجها حاول أن يقترب منها داخل الأمواج فى كل اتجاه وهذا الذى استطاع أن يمسك زوجته إلى قارب نجاة ثم لا يريد أن يصعد على القارب لأنه يرى القارب ممتلئ ومزدحم وأن هذا لا يمكن أن يتحمله وناس بقوا فى الماء قرابة 40 ساعة وهم يصارعون الأمواج العالية وهى تقترفهم وناس استطاعوا الصمود فترة ثم بعد ذلك هلكوا ولم يقدر الله لهم النجاة وناس قدر الله لهم النجاة الواحد بقى على ظهره هكذا وهو لا يستطيع السباحة ونجاه الله عز وجل طبعا عندما يفقد الإنسان أقرب الناس إليه وتجتمع على الناس مصيبة الحريق ثم مصيبة الغرق فى ثواني مدهشة لا شك أن هذا يجعل عقل الإنسان يذهب.
المقدم:
…طيب يا شيخ محمد من خلال هذه القصص المؤثرة نلاحظ أنه فى هذه الأثناء بعد غرق المركبة نجد كثير من المصائب غرق وحريق ويشاهدون فقد الأحبة .
الشيخ محمد:(1/6)
…حتى قضية السباحة بين الجثث والأمواج ومصارعة الأمواج العاتية كل إنسان يرى أحبته يفقدهم الواحد تلو الآخر كونه لا يدرى عن مصيره هل هذا الآن حي مات غرق هل سحبه الموج إلى مسافة بعيدة أو موجود ولا لا الناس الذين كانوا ينتظرون أقاربهم ينتظرون فى قلق والإنسان عندما يعيش فى وضع قلق فى وضع انتظار هذا يعيش طبعا وقتا عصيبا كانت هناك فى حالات جاءت بها طائرات الإنقاذ بعضها رجعت لتأتى سفينة أخرى حتى أن بعض الناس الذين كانوا فى الطائرات التى حاولت الإنقاذ أوشك بعض الناس الذين اشرفوا على الغرق بأن لان الغرقه كانوا يتعلقون فى تجذبهم معه وربما حاول بعضهم إنقاذ أشخاص وكان يمسكه بطريقة هوى بها هو وإياه داخل الماء وغرق وعندما تخترق صوت صفارات الإنذار التى خارجه من أصوات النجاة مع البكاء والعويل والصراخ والناس الذين يموتون أمام بعضهم البعض لا شك أن هذا الحال المفزع المفجع الذى سيأخذ بألباب الناس وطبعا هذا لا شك يذكرنا بيوم القيامة يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت لأن بعض الناس فعلا فى الحادثة ما كان ينوي على شيء وبعضهم اهتم بإنقاذ بعض من حولهم وبعضهم كان يفقد من معه تدريجيا فمثلا هذه خشبة تعلق فيها ثمانية وكل موجة تأتى وتذهب بأفراد وصار الثمانية أربعة فهم يفقدون الواحد تلو الآخر تدريجيا.
المقدم:
…يا شيخ محمد طيب فى تلك الحالات التى ذكرتم أصبح ينظر الحبيب ينظر إلى حبيبه وهو يتهاوى وأصبح أيضا تجلت عظمة الله عز وجل ولا شك أن قدرة الله عز وجل فى كل اللحظات ولكن من المناكب يا شيخ أن نعرف فى هذا اللقاء ويسير مع قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) من خلال الطرق المختلفة ذكر بعضهم أنه استلقى على ظهره وهو لا يعرف السباحة وذكر بعضهم أنه قضى ليله فى الصلاة وفى الدعاء وفى القراءة فلو يا شيخ توضح لنا معنى هذه الآية الكريمة .
الشيخ محمد:(1/7)
…طبعا قول الله عز وجل (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) والله عز وجل حتى عن المشركين الذين إذا ركبوا فى البحر وكان الموج بريح طيب جاءته ريح عاصف وجاءه الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم ففي فعلا فى هذه الحادثة جاءه الموج من كل مكان ولعب بهم الموج وجعل يتقاذف بهم وطبعا فى هذه الحالة الواحد إذا قال يقول هذه الموجة الآن ستميتوني الغرق هنا الغرق فى هذه هذه هذه هذه مهلكتي هذه مهلكتي فهو يتشهد مع كل موجة ومع كل تقارب للأمواج فهو ينطق بالشهادتين بعضهم الذى كان يحسن السباحة مثلا أو سكن الموج أحيانا فهم يقولون كنا نقرأ القرآن كنا ندعو الله عز وجل بعضهم ربما أدركه اليأس بعضهم كان عنده إيمان ويرجوا الفرج من الله عز وجل وأنه الآن مضطر ودعوة المضطر مستجابة فأجابه الله تعالى بعضهم قال لنفسه هذه جمعة والدعاء مستجاب بعضهم قال الموت فيها فضل والآن هذا الغرق شهادة بعضهم جعل يبحث عن أعمال صالحة عملها لله مخلصا متذكرا قصة أصحاب الغار وهذه أهمية العلم وأن المؤمن حتى فى اللحظات الحرجة والحالات هذه يتذكر أحاديث نصوص آيات (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) قصة أصحاب الغار وكيف أنهم دعوا الله بأعمال صالحة فجعلوا يسألون الله فبعض الركاب قال اللهم أنى كنت فعلت كذا أو شيء من صدقة أو أشياء نجني منها مثلا فنجاه الله سبحانه وتعالى يعنى أحس بعضهم بلذة المناجاة والصدق لأن الآن الإنسان فى هذه الأحوال ما فى مدخل للرياء أن للسمعة لأن التوجه كان من القلب والإخلاص طبعا ساعات طويلة والواحد عندما يدخل فى مثل هذه المعمعة وساعات طويلة من المناجاة يعنى يستشعر أشياء ما كان يستشعرها فى حال الرخاء أبدا وبالتأكيد أن العبادة فى هذا الوقت كان لها طعم خاص لم يشعر بها هؤلاء من قبل ومنهم من كان يدعو بنجاة نفسه ومنهم من كان يدعو أيضا بنجاة غيره من المسلمين إن مناجاة الله فى عرض البحر لها فى الأذن وقع خاص منهم امرأة فقدت(1/8)
ابنها مثلا لكنها تقول عزائي أن آخر ما سمعته الشهادتين وواحد فقد امرأة فقدت زوجها أو زوج فقد زوجته يقول عزائي الوحيد أنى سمعت منها آخر شيء يا رب يا رب منهم من قال اللهم أن نبيك صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن فى هذا اليوم ساعة إجابة فاجعل إجابة هذا الدعاء فى هذه الساعة وفعلا بعضهم بعد ربع ساعة من دعائه الله سبحانه وتعالى قيض سفينة جاءت فنشلتهم أيضا الطائرات التى جاءت أنقذت بعض هؤلاء الركاب أيضا من الأشياء التى حصلت بمناجاة الله الصلاة نفسها لان فى صلاة الفجر حصل الغرق طبعا بعض الناس صلوا الفجر وبعضهم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء إلى اليوم الثاني بقوا فطبعا هذه الصلاة كان فيها ذكر وقراءة قرآن ودعاء الله عز وجل هذه أوقات عصيبة طبعا صلاتهم صحيحة وهؤلاء الذين غمس ما يمكن غمسه من أعضاء الوضوء ونوى الطهارة وصلى طبعا إلى غير القبلة إلى الاتجاه هنا يأتي قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) لان هذا لا يكلف الله نفسا إلا وسعها طبعا هذه من الأشياء التى تبعث الإيمان فى النفوس وتزيد الإيمان والصلاة لله سبحانه وتعالى فى هذه الحال لا شك أنها عبادة عظيمة فى هذا الوقت وطبعا سماع تشهد الناس وذكر الناس والتوبة التى ربما بعض الناس كان على تقصير سابوا فى ذلك الوقت قالوا فليأتينا الأجل فليكن على عمل صالح أو ذكر أو دعاء مثلا وربما تذكروا ذنوبهم التى مرت عليهم وجعلوا يتوبون إلى الله ويستغفرون الله منها وطبعا العبرة هنا أن الإنسان إذا نجاه الله فينبغي عليه أن يعود إلى ربه بعد ذلك يشكر على نعمة النجاة ويستقبل عملا صالحا بين يديه فيما يستقبل العمر
المقدم :(1/9)
…يا شيخ محمد من خلال هذا العرض ومن خلال استعراضكم لهذه الوقائع لا شك أنها تضمنت فى ثناياها كثير من المواقف المشرقة التى كانت فعلا صورة حقيقية فى الإيثار على النفس أيضا فى المقابل كانت هناك بعض الصور عاشوا هذه المواقف وعشناها معهم من خلال ما نقل إلينا أيضا بعد ذلك ثارت أسئلة كثيرة وهى من يكون المقصر فى هذه الحادثة ومن كان وراء هذه الحادثة استأذن فضيلتكم أن نستعرض هذه القصص ونستعرض بعض الأسباب التى قد تكون أدت إلى هذه الحادثة ولكن بعد هذا الفاصل مشاهدين الكرام فاصل قصير ونعود وإياكم مع شيخنا لاستكمال عرض هذه الحادثة المفجعة والنظر إلى بعض الأسباب التى يمكن أن تكون سببا فاعلا مؤثرا فى هذه الحادثة فتابعونا بعد هذا الفاصل
نعود وإياكم والحديث مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد لاستكمال بعض الصور المشرقة وبعض الصور القليلة التى تضمنت بعضها وبعض الصور السلبية ونستعرض وإياكم هذه المواقف مع فضيلة الشيخ.
الشيخ محمد:(1/10)
…الحمد لله طبعا الحقيقة أن الحادثة هذه كشفت معادن الناس والله سبحانه وتعالى يبتلي العباد لتنكشف معادنهم وهنا فى مواقف موقف واحد ممكن يدخل الجنة وممكن يدخل النار أيضا من المواقف العظيمة مثلا فعل بعض الركاب القادرين على السباحة أو الشباب لإنقاذ أطفال نساء كبار سن مثلا، مثلا يساعد هذا يمسك له الولد الآخر وهذا يساعد على الصعود للزورق الذى فوق الزورق ويستطيع السباحة والآن القادم الجديد إليهم المستنجد بهم لا يستطيع فيركبونه فوق الزورق وينزل بعض الشباب لكي يسبحوا كان مثلا بعضهم يتناوب يكون فى الزورق ثم ينزل ويصعد واحد آخر طبعا هذه عملية إيثار شخصي يركب وينزل واحد آخر أو عملية التناوب وتنظيم الأمر مثلا أو الذين لا يحسنون السباحة يكونون فى الزورق والآخرون يسبحون حوله طبعا هذه أشياء بعضهم رفض يركب لأنه خشي على الزورق من الغرق فقال خذي ابني خذوا زوجتي وأنا خلاص وأنا اسلم أمري إلى الله سبحانه وتعالى وقد يكون مات أو قد نجا وناس غرقوا أكثر من ألف ماتوا والأقل هم الذين نجوا وكان بعض السلف يزيد فيقول لنفسه متذكر الموت يا يزيد من ذا الذى يصلى عنك بعد الموت من ذا يا يزيد يصوم عنك بعد الموت يا يزيد من ذا يتصدق عنك بعد الموت فهذه محاسبة الإنسان لنفسه ثم نتذكر أن من مات على العهد يبعث على ما مات عليه هؤلاء الناس يبعثون على ما كانوا عليه واحد ذهب لبر والديه وواحد ذهب ليتزوج ويعيش مثلا واحد ذهب لصلة رحمه بينما ذهب واحد لمعصية والعياذ بالله وليحضر أمور المنكرات إلى آخره وأناس أوهموا أهاليهم أنهم ذاهبين إلى مكان وذهبوا فى الحقيقة إلى مكان آخر وكان يريد قصدهم مقارفة ذنوب ومنكرات معاصي وإنما الأعمال بالخواتيم والنبي عليه الصلاة والسلام قال أيضا يبعث كل عبد على ما مات عليه واللي مات على الطاعة يبعث على الطاعة واللي مات على معصية يبعث على معصية واللي مات يحسن الظن بالله عز وجل مصيره غير الذى مات وهو(1/11)
يائس من رحمة الله سبحانه وتعالى .
المقدم :
… وأيضا يا شيخ حسبما ذكرتم أن يربي الإنسان نفسه على مثل هذه الفضيلة ويحاول أن يكون سباق إلى الخير ويمد يد العون لكل من يحتاج إلى عونه
الشيخ محمد :
…كما قال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد يقول أحد الناجين وأنا فى المياه ولا أجيد العوم جيدا جاءت بنت تقول لي يا عم أنقذ يدي خذ بيدي أنا ما أحصل أحد من أهلي ما أنا أعرف أعوم فهو حملها سحبها قال لا تمسكي فى رقبتي حتى لا نغرق سويا نحن الاثنين حتى جاء مركب الإنقاذ المطاطي ووضعها على هذا المركب وقال هذه يا جماعة بنت فقدت أسرتها خذوها وأنا أستطيع أدبر نفسي يعنى إنقاذ الغير ومساعدة الغير لا شك أن هذا من أبواب الأجر العظيمة.
المقدم:
وحيث أيضا يا شيخ كما ذكرتم فى ثنايا حديثكم أن مثل هذه الأزمات تجدد علاقة الإنسان بربه وقد تقوي اللجوء إلى الله عز وجل أيضا يا شيخ أن نسلم أمرنا لله عز وجل بعبادة الصالحين وعبادة الغير صالحين أما زيادة وربحة فى الدرجات
الشيخ محمد:(1/12)
…نعم يعنى هذا صحيح تماما وكذلك فإن من الأشياء التى تؤخذ أن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم سمعنا أن بعض الناس قد أعاقهم المرض عن ركوب هذه العبارة طبعا لا نقول إنهم الآن قد درؤوا عن نفسهم الموت بهذا لكن الله ما كتب أصلا لهم الموت ولو كان كتب عليهم الموت لماتوا فى العبارة أو فى غير العبارة لكن الله كتب لهم نجاة عن طريق التخلف بسبب المرض وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم أيضا اللجوء إلى الله فى وقت الأزمات يعنى من العبر العظيمة فى هذه القصة (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) والله سبحانه وتعالى يجيب كريم سبحانه إذا سمع عبده يناديه ويونس فى بطن الحوت فى الظلمات فى ظلمة البطن وظلمة البحر وظلمة الليل ينادى ربه وسمعه عز وجل ولذلك يعنى من الأدعية فى مثل هذا أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ويتذكروها الإنسان فى مثل هذه الحالة لأن مما نجى الله به يونس فى البحر وكذلك تعلمنا الحادثة أن الابتلاء من سنة الله فى خلقه فنعد أنفسنا لهذا الابتلاء وإذا وقعنا فيه نحاول أن ننجح لأن هذا امتحان امتحن الله به ولابد أن نرى الله فى أنفسنا خيرا .
المقدم:
…إذا كان يا شيخ فى هذه الشدائد أو الحوادث يمكن أن يأخذ منها هذه العبارة كما يقولون أن كل محنة فى طياتها محنة من الله عز وجل فكيف يا شيخ ممكن أن بعض الفوائد من بعض المحن بمثل هذه الحادثة التى نعيش ألآمها وأحزنها فى هذه الأيام
الشيخ محمد:(1/13)
…طبعا يعنى تقصد الوجه الآخر للمصيبة ماذا يمكن أن يكون عليه من الحسنات ومن الفوائد طبعا هذا لا شك فيه جوانب متعددة يعنى مثلا الصبر على هذه المصيبة فيه أجر والأجر . كذلك افتقار العباد إلى الله يعنى أحيانا لا مركبة ولا طائرة ولا سفينة ولا إنقاذ ما تنفع يعنى لولا أن الله نجاه والله ما كان نجى وأحيانا تتخذ كل الأسباب ولا ينجو وأحيانا الأسباب تكون ضعيفة جدا وينجو والإنسان عليه أن يعمل ويأخذ بالأسباب أكثر وأسباب ممكنة مصيبة مثل هذه تثير الفزع والرعب والهول الذى عاشه وفقد الأحبة فقد المال مثلا الآلام التى حصلت وهم يمسكون بالبراميل والأخشاب ويتعلقون بالألواح الإنسان أصابعه تؤلمه بعضهم مات نتيجة ما استطاع يعنى أعصاب اليد الأصابع منا استطاعت تتحمل مدة طويلة الآلام هذه كلها حتى الشوكة يشاكها يكفر الله بها من خطاياه أهل البلاء يوم القيامة لهم ذو فضل عظيم حتى أن أهل العافية يغبطونهم على ما ينالوه من الأجر كذلك تعلمنا عدم الركون إلى الدنيا بعض الناس كانوا مخططين ومأمنين ويجمع مال والسيارة وسوف يفعل ويفعل الآن ما هى بأكثر عدد طوابق السفينة بني آمالهم يعنى هذه الحادثة كذلك تعلمنا قضية التضرع إلى الله عز وجل فى أوقات الشدة (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلكهم يتضرعون) يعنى حتى أقاربهم ليسوا فقط الذين كانوا فى البحر وكذلك فإن الله سبحانه وتعالى يذيق بعض الناس بعض الذى عملوا (وظهر الفساد فى البحر والبحر) وهذه أيضا من المصائب التى تكون فى البحر كذلك تذكرنا القضية بالعبادة فى أوقات الشدائد وعبادة فى الهجر كهجرة إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه العبادة فى الأوقات المسيغة ولذلك يعنى التواصي فيها من القصص التى ذكرتها إحدى النساء أم عندها ولد عنده 15 سنة ما تجاوز 15 سنة وهى وإياه تصارع الأمواج فتقول اضطررت أنا وأبنى إلى القفز فى عرض البحر وأنا لا أجيد السباحة وتعلقنا بلوح خشبي وظللت متشبثة(1/14)
بيدي ابني ودعوته للقنوط لله غير أن قوة دفع الأمواج كانت أقوى منى ووجدته بعد عنى إلى مكان لا يعلمه إلا الله فكيف أثناء المصيبة وهى توصي ولدها وتذكره لأن الموت سيأتي سيأتي فتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر كذلك الإنسان بمثل هذا غفلة كبيرة تذهب عن القلب والقلب يصبح حيا مع مثل هذه المصائب وتمحيص من الله وتكفير سيئات واكتشاف حقائق ويقوم المسلمون باستغاثة إخوانهم بسبب الأجر يفتحه الله على هؤلاء المنقذين والمواسين والمعوذين لإخوانهم وكذلك هناك أناس أحبهم الله فاصطفاهم إليه ومكثهم فى الدنيا ليس فى صالحهم ومن يرد الله به خيرا يفض منه فالله عز وجل أصاب أناس لأنه يحبهم ولأنه يريد لهم وما عند الله خير لهم مما فى الدنيا.
المقدم:
…يا شيخ محمد الله عز وجل لكن يا شيخ كثير من التساؤلات التى تثار بين الناس الآن يتسألون هل هو شهيد كيفية التغسيل كيفية الدفن كيفية الصلاة لعل يا شيخ نخصص بقية الحلقة بالإجابة عن هذه التساؤلات ولكن اذنولي فى هذا الفاصل مشاهدي الكرام فاصل قصير نعود بعده لاستعراض أهم الأحكام الشرعية التى يمكن ان تنزل على هذه الحادثة التى نعيشها هذه الأيام فاتبعونا بعد هذا الفاصل
مرحبا بكم مشاهدي الكرام باسمكم جميعا أرحب بشيخنا محمد بن صالح المنجد فأهلا بك يا شيخ محمد
الشيخ محمد:
…حياكم الله
المقدم:
…يا شيخ محمد من التسأولات التى أثارت هو اجتماع مصيبة الغرق ومصيبة الحريق هل كل من مات فى هذه يعتبر من عداد الشهداء نحتاج إلى بيان من فضيلتكم على هذه المسألة
الشيخ محمد:(1/15)
…طيب على وجه العموم النبي عليه الصلاة والسلام لما قال الشهداء خمسه المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله فإذا هذا له أجر شهيد صحيح أنه ليس مثل شهيد المعركة شهيد المعركة طبعا مقامة أرفع عند الله ثم لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه لأنه لا يحتاج إلى دعاء الناس بأجره العظيم الذى ناله بالشهادة والغرق والحرق إلى آخره هؤلاء لابد أن يغسل يكفن يصلى عليه لكن القتل الشنيعة أو الموتة الصعبة هذه التى مات بها تنفعه عند الله فى نيله أجر الشهادة دون شهادة المعركة فى سبيل الله طبعا يشترط أن يكون مسلما أيضا وبعضهم قد يكون بعيد عن الدين بالكلية وبعضهم لا يصلى ولا يركع ولا يعرف أصلا الأركان الإسلام لا يقوم بشيء منها البتة كذلك يشترط أن لا يكون يعنى قد ركب البحر وهو هائج لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر فى الحديث الحسن أن من ركب البحر عند ارتجاله فمات فقد برئت منه الذمة وصححه الألباني ابن حجر لما علق على الحديث قال فيه تقييد المنع بالارتجال ومفهومه الجواز يعنى جواز ركوب البحر يعنى عند عدم اضطراب البحر وهياجان البحر لان من يدخل البحر وهو هائج كمن ألقى بنفسه إلى التهلكة ولذلك أصلا حتى ربان السفينة مسئولين الموانئ مثلا الشركة نفسها التجار أصحابها القائمين على الملاحة البحرية عليهم أن يتقوا الله عز وجل وأنهم لا يسمحوا أصلا بإقلاع المراكب فى أحوال معينة كذلك طبعا تفتيشها والتأكد من السلامة ووجود أجهزة الإنقاذ فيها والوسائل الكافية وسلامة المركب من ناحية بنيته فإذا هذا على العموم ما يجب أن يتعلق بقضية الغرق شهيد.
المقدم :
…طيب يا شيخ ذكرتم هياجان البحر والسباحة من الأمور التى حدث عليها الإسلام ومن المناسب لأبنائنا أن يتعلموا السباحة سواء لحادثة لمثل هذه الظروف أو لكونها لشيء ورد به الأمر .
الشيخ محمد:(1/16)
…طبعا لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما قال كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون أربعة ملاعبة الرجل امرأته وتأديب الرجل فرسه التدريب ومشى الرجل بين الغرضين يعنى الرماية والتدريب عليها وتعليم الرجل السباحة رواه النسائي والحديث صحيح فإذا تعلم السباحة يؤجر عليه الإنسان إذا صلحت فيه نيته ولا يعتبر من إضاعة الأوقات أو لهو ولعب لا هذا تعلم السباحة من الأشياء التى جاء التأكيد عليها فى الشرع.
المقدم:
…يا شيخ محمد أعود إلى كلامكم قبل قليل حين فرقتم بين شهيد المعركة وشهيد الغرق وشهيد الحريق السؤال الذى يطرح نفسه فى مثل هذه الأوضاع يا شيخ كيف يمكن أن يغسل الغريق وكيف يمكن أن تؤدى الصلاة عليه .
الشيخ محمد:
…طبعا بما أننا قلنا أن الغرق شهيد وقلنا أن هؤلاء شهداء الآخرة يعنى فى الثواب أما فى الدنيا فلا نعاملهم مثل شهداء المعركة من جهة الغسل والصلاة لان هؤلاء الذين ماتوا غرقا يجب أن يغسلوا ويكفنوا ويصلى عليهم فاتفق الفقهاء على أن الغريق يغسل ويصلى عليه فهؤلاء إذا سواء غرقوا وامتثلوا إلى سفينة مثلا ما زالت مبحرة ويخشى من تعفنهم لو انتظر بهم إلى وصولهم إلى البر فإنهم يغسلون يكفنون يصلى عليهم ويثقل بمثقل ويدلى فى البحر حتى يغوص فيه أما إذا كان إلى شاطئ قريب وعندهم مثلا قد يكون ثلاجات أحيانا فى السفينة يمكن أن يوضع فيها بدون أ، يتغير حيث يصل إلى البر حيث يمكن هناك أن يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن ويدفن فى البر فينتظر به حتى الوصول وطبعا الآن الطائرات انتشرت والسفن انتشرت وتذهب بهم بسرعة ولكن فى بعض الجثث فعلا قد تتغير لأنه ما عثر عليها إلا بعد بموتها بمدة ربما أكلت منها الأسماك فهؤلاء ما انتشل منهم حتى ما بقى منهم يغسل يكفن ويصلى عليه ويدفن فى مقابر المسلمين.
المقدم:(1/17)
…طيب يا شيخ بالنسبة من أمكن انقاذهم لكان يا شيخ من ماتوا فى نفس اللحظة وغرقوا وغاصوا فى أعماق البحر فهل يصلى على مثل هؤلاء.
الشيخ محمد:
…يعنى مثلا فقدوا فلم يعثروا عليهم الذى فقد ولم يعثر عليه طبعا الأن يسقط قضية تغسيله وتكفينه لأنه ليس بمقدور عليه لكن بقيت الصلاة عليه فرض كفاية فيصلى عليهم المسلمون كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي صلاة الغائب حيث أن هؤلاء ما صلوا عليهم لأنهم هم ذهبت بهم الأمواج وابتلعهم البحر ولا يعرف عن مصيرهم الآن ولم يعثر على الجثة أصلا فلذلك كما عرفنا صلى عليهم المسلمون يعنى مثلا فى مصر صلى عليهم صلاة الغائب فى عدد كبير من الجوامع وحتى بعض المسلمين أول ما علموا صلوا عليهم وبهذه الصلاة على المفقودين سقط فرض الكفاية يعنى خلاص يعنى إذا علمنا أنه صلى عليهم يكفى لا داعي لإعادة الصلاة ولكن قبل أن تعلم أن هناك من صلى عليه يشرع لك أن تصلى صلاة الغائب .
المقدم:
…مادام الحديث يا شيخ عن المفقودين فمن المسائل المهمة التى لابد من عرضها فيما يتعلق يا شيخ بمسالة التركة الأهم من ذلك عدة النساء يا شيخ هل يبدأ أن ينتظرنا المدة الشرعية أم يتقيدنا بالمدة التى حددت رسمية؟
الشيخ محمد:(1/18)
…طبعا المفقود فقد يفقد فى ظروف خطيرا جدا كالحرب مثلا وقد يسافر إلى التجارة فتنقطع أخباره فلا يعرف هل هو حي أو ميت ولكن سفر يغلب فيه السلامة لكن من ذهب فى سفر يغلب فيه الهلاك مثل الوضع هذا الآن غرقت العبارة أين إذا فقد ناس ولم يعثر عليهم ما هو الغالب أنهم ماتوا هذا المفقود طبعا قد يكون قد لجأ إلى جزيرة أو أحد انتشله ويظهر خبره بعد مدة طويلة أو قصيرة الله أعلم لكن ما هو الغالب الهلاك فإذا حكمنا بموتهم إذا حكمنا بموتهم وتيقنا والتيقن ممكن يكون غير وارد فى بعض الحالات مثلا ولا يمكن الوصول إلى درجة اليقين فإذا حكمنا بموته اعتدت امرأته أربعة أشهر وعشرة ولذلك أفتى بعض الصحابة والعلماء بأن المفقود تمكث زوجته أربعة سنين ثم تبدأ العدة أربعة اشهر وعشر أيام طبعا الآن وسائل الاتصال التطور الذى حصل الآن الأخبار الآن تصل بسرعة ما هو مثل الأول ولذلك الراجح أنه ليس هناك مدة معينة للإنتظار فإذا حكم القاضي بناء على ما هو موجود فى الواقع من وسائل الاتصال ودراسة وضع الحالة هذه أين مثلا حصل الفقد مثلا البحر غير فى البر مثلا فى الحرب غير فى السلم وهكذا فإذا حكم القاضي بموته تبدأ زوجته بالعدة أربعة أشهر وعشر أيام طبعا حتى يحكم بالموت لا تمس تركته ما توزع ولكن تحفظ حتى يحكم بالموت فإذا حكم بالموت فإنه توزع تركته على ورثته طبعا المفقود له حالتان الأولى أن يفق فى حال يغلب على الظن هلاكه فيها كمن فقد فى معركة أي فى مركب غرف فهذا عند كثير من الفقهاء ينتظر به أربع سنين منذ فقده حتى وبعد ذلك يحكم بوفاته وتعتد زوجته وفى الحال الثاني أن يفقد فى حال يغلب على الظن سلامته فيها كمن سافر سفرا طويلا للتجارة وكان السفر آمنا وانقطع خبره فهذا ينتظر ينتظر دون مدة معينة حتى يغلب على الظن وفاته فإذا حكم بوفاته بدأت العدة .
المقدم:(1/19)
…طيب بالنسبة لهذا النازل يا شيخ الطائر يغلب عليه الهلاك لأنه فى زمار البحر ولكن من نجى فقد نجا ومن بقى مثلا خمسة أيام ستة أيام أسبوع يصعب أن ينجو بعد ذلك فهل يمكن أن نكيف هذه النازلة لأن تكون فى القسم الأول.
الشيخ محمد :
…أي نعم لان هذا فى الحالة هذه يغلب على الظن هلاكه وليس يغلب على الظن سلامته .
المقدم:
…يا شيخ محمد بالنسبة لمسائل التركات هناك بعض التفصيلات والجزئيات التى يمكن أن نفصلها فى هذا اللقاء والتى تنطبق على حالات معينة يمكن أن يفصل فيها قضائيا ولكن يمكن يا شيخ فى بقية الحلقة انطلاقا من قول الله تعالى (قد كرمنا بنى آدم) له حرمته ميتا وله حرمته حيا حصل بعض التجاوزات يا شيخ فى نقل بعض الصور بعض التعدى على حقوق الموتى التى ممكن أن نستفيد منها فى مثل هذه الواقعة .
الشيخ محمد:(1/20)
…طيب هذه قضية مهمة فى الحقيقة لأنه فعلا بعض الناس لا يراعون حرمة الأموات إطلاقا فترى المقابر تحولت إلى مزابل والناس سكنوها والوطأ على القبور والقعود على القبور هؤلاء الأموات سبقوا إلى المقبرة فهم أحق بهذا المكان من أي شخص آخر على أية حال انتهاك حرمة الموتى حرام وحصل أن بعضهم صور الجثث الطافية وعرضوها وعن قرب بحيث يمكن تمييز الأشخاص وبعض هؤلاء نساء وهذه قد تكون كشفت أثناء الأمواج والرياح فيكون الجسد عاري أو نصف عاري فكيف استجاز هؤلاء تصوير هذه الجثث ثم عرضها على أمام خلق الله بوسائل الأعلام المختلفة الواجب أصلا لو واحد من المنقذين أول شيء يغطى جسد الميت وإذا كانت أنثى يتأكد أكثر ومن ستر مؤمنا ستره الله وحتى أثناء الإنقاذ يحرص على التغطية وعلى الستر فورا وخصوصا النساء إذا كانوا أحياء وإذا كانوا أموات أيضا لفينا الجثة وغطيناها ولذلك تصوير أموات بهذا الشكل أو جثث النساء وعرضها أمام الناس هكذا وقد نزعت ثيابهن بفعل الأمواج والرياح لا شك أنه اعتداء أثيم والموتى لهم حقوق فأصلا تستر عورته حتى عند تغسيله المغسل يعنى والعياذ بالله قد بلغني أن بعض المغسلين لا يخافون الله يجرد الميت من ثيابه ويضعه فى بانيو ويسلط عليه الدش ثم يأخذه ويلفه لا جهلا ومعصية واستهانة بحقوق الأموات الميت حتى عندما يغسل لابد من أن يغطى بثوب قطعة قماش مثلا كبيرة ثم يجرد من ثيابه تحت القطعة …بدون أن ينظر إليه أحد حتى المغسل ويغسل من تحت هذه القطعة القماش ولذلك فإن من حقوق الميت ستر جسده ثانيا التعجيل بدفنه ثالثا عدم جواز المشي على قبره وعدم جواز القعود على قبره وعدم جواز الاتكاء على قبره وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه وتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر أخرجه مسلم رحمه الله فى صحيحه فكل هذا من تأكيد على حرمة الأموات وبعض الناس يسرقون الجثث وبعضهم يبيعونها على كليات الطب(1/21)
للتشريح والنبي عليه الصلاة والسلام قال كسر عظم الميت ككسره حيا رواه أبو داود وهو حديث صحيح فالمسلمون لا يجوز التلاعب بجثثهم أبدا وحتى طلاب الطب فى التشريح للاضطرار تأخذ لهم جثث غير المسلمين وكذلك فلابد من مراعاة حرمة المقابر كما تقدم فإذا هذا بالنسبة لحقوق الأموات نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم أموات المسلمين وأن يرزقهم الجنة وأن يعيذهم من النار وأن يكرم وفادتهم عليه وأن ينزلهم منزل حسنا ويقيه فتنة القبر وأن يحسن مثواهم ويرزقهم دورا خيرا من دورهم وأهلا خيرا من أهلهم ونسأله أن يرحمنا جميعا برحمته إنه هو الرحمن الرحيم
المقدم:
…اللهم أمين أحسن الله إليك يا شيخ محمد لا يسعني فى نهاية هذه الحلقة واللقاء إلا أن أشكركم على ما بذلتم وما أديتم وبينتموه لنا فجزاكم الله خيرا وجميع المشاهدين خير الجزاء مشاهدي الكرام كنت وإياكم مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح المنجد بعد أن ذكر لنا بعض المشاهدات وبعض الوقائع والحوادث التى خلفتها لنا عبارة السلام ثم ختمنا لقائنا ببيان أهم الأحكام الشرعية التى نحتاج إلى إجابتها فى مثل هذه الأزمة أسأل الله عز وجل أن يتقبل شهداءنا وأن يجبر مصابنا وقبل ان اختم اللقاء لا يفوتني بعد شكر الله تعالى ثم الشكر لضيفنا أن اشكر جميع الأخوة الذين اسهموا فى إعداد والمشاركة فى إعداد هذه الحلقة أسأل الله عز وجل أن لا يحرمهم الأجر وأستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(1/22)