بسم الله الرحمن الرحيم
عوائق الهداية 2
المقدم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهلاً ومرحباً بكم إلى حلقة جديدة من برنامجكم الراصد ويمتد ترحيبنا عاطراً إلى فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد المشرف العام على مجموعة مواقع الإسلام ، وجوال زاد نرحب بشيخنا في مطلع هذا اللقاء فأهلا ومرحبا بكم فضيلة الشيخ ؟
حياكم الله جميعاً أنتم والإخوة والأخوات والمشاهدين والمشاهدات .
الشيخ محمد:
الله يبارك فيكم ؟
المقدم:
مشاهدينا الفضلاء ، نسمع كثيراً من ينادي من أعماقه بلسان حاله أو بلسان مقاله ، أريد أن أهتدي ولكن ، ولكن ماذا عوائق وموانع تحول دون تحصيل المسلم لأسباب الهداية ليبقى أسيرا في سجن غفلته ، وهو يملك مفتاحاً لبابه ولكنه آثر البقاء لماذا ، لماذا هذا ما أجبنا عنه في حلقة ماضية بذكر مجموعة من موانع الهداية، المنبعثة من داخل الإنسان ، وفي هذه الحلقة نواصل مسيرة تجلية عدد آخر من الأسباب الداخلية ، التي لا تقل خطورة عن الأسباب الخارجية الدافعة بالمسلم بعيداً عن حياض النجاة ، كيف أحكم الشيطان غوايته للإنسان بإبعاده عن الهداية ، لماذا يكون الزوج عقبة كؤود في منع زوجته من الهداية ، أو في المقابل ، نجد أزواجاً يتركون طريق الهداية، إرضاءً للزوجة أسباب وموانع الهداية ، الجزء الثاني، نصحبكم في رحلة مع الشيخ محمد صالح المنجد لنضع أيدينا على الداء ونصف الدواء ؟
مشاهدينا الكرام لعلنا في بداية هذا اللقاء أن نتوجه إلى الشيخ محمد بسؤال عن بقية الأسباب الداخلية التي تمنع الإنسان من تحصيل الهداية ؟
الشيخ محمد:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .(1/1)
فإن الله يهدي من يشاء ، وهو الهادي إلى سواء السبيل الهداية ، بيده ، الهداية نعمة عظيمة منه -عز وجل- وفضل والهداية التي نسألها الله يومياً ينبغي أن نحافظ عليها ، وأن نزداد منها ، وأن نثبت عليها ، ولها موانع إذا وجدت لا تأتي بهداية ، ذكرنا منها موانع داخلية ، كالعادة السيئة والتقليد الآباء والأجداد في الباطن ، والتعلق بشهوة النفس واتباع الهوى ، وعدم مقامة خطط التكاليف على النفوس ، وقضية التسويف وطول الأمل ، والاعتذار بالقدر ، وإن الله ما بعد هدانا بينما عليهم أن يجاهدوا ، ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) الفهم الخاطئ وانحراف الفهم ، أيضاً مما يضل بعض الناس عن الهداية ، طبعاً الغنى المطغي المنصب الشهوات الأضواء المشجعين ، بعض الناس الآن يطبل لهم أشخاص ، فيزيدون من ضلالهم ، لو أن هؤلاء ابتعدوا لربما رجع هؤلاء إلى أنفسهم لكن الزمرة التي حولهم تجعلهم في سكرتهم يعمهون ولا ينتبهون ، الغربة وعدم تحمل ما يحيط بالإنسان ، من الأشياء المؤذية ، والموحشة ، كذلك سبب من عواقب ذلك أن بعض الناس يعتقد أن الله لا يمكن أن يغفر له ، وأن ذنوبه كثرت جداً ، وهذا والعياذ بالله سوء ظن بالله وشك في قدرة الله ، الله -سبحانه وتعالى- يغفر الذنوب جميعاً ، أحياناً الجهل بخطورة ما يفعله الإنسان من المعاصي والتهاون فيها كذلك سبب ، وبعضهم يظن الكبيرة صغيرة ، وبعضهم يظن الصغيرة مباحا، تساهل في الصلاة ، في عمود الدين ، السخرية والاستهزاء بالدين ، وأهله ، بعض الناس يطمئنون أنفسهم ، يقولون نحن في خير ، لماذا لأنهم ينسبون أنفسهم إلى غيرهم ، وطبعاً يعني إذا قلت الذي يعرف الله أحسن من الذي لا يعرف الله ، نعم، وإذا قلت اللي يعني مثلاً اللي يعبد إلهاً واحدً ، أحسن من الذي يعبد إلهين ، نعم، طيب وإذا قلت اللي يشرك ، أحسن من الشيوعي مثلاً الملحد ، وإذا قلت ، وإذا قلت ، فيجي واحد يقول نحن يعني نقول لا إله إلا الله(1/2)
وفي ناس ما يقولونها نقول له هذه هي القضية فقط يعني ما في أين الأشياء الأخرى ، وإذا كان يصلي صلاتين قال أنا أحسن من اللي ما يصلي أبداً ، وهكذا فبدلاً من أن ينظروا في الدين إلى من هو فوقهم ، ليعرفوا تقصيرهم ، فإذا بهم ينظرون إلى من هو دونهم ، بعض الناس يعني تعلقهم بالمعاصي شديد يؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله ولذلك، يجب على الإنسان أن يتحرر من رق الشهوة يتحرر من رق المعصية ، لازم يكره المعصية ، يعني حتى لو وقع في المعصية ، لابد أن يبغضها ، وإلا يمكن يختم له بسوء ، وبعض الشباب قد يعني كان غارقاً في الشهوات ، وكان على موعد مع فتاة تأخرت ، على هذا الموعد فتعلق قلبه وطفق ينتظرها بفارغ الصبر فلما ظهرت في النهاية لم يملك إلا أن سجد لها والعياذ بالله ، وهذه قصة حصلت يعني مع بعضهم ، والعلاقات المحرمة الشاذة ، التعلق العشق الذي يؤدي إلى أن هذا الشخص العاشق يقدم رضا المعشوق على رضا الله -سبحانه وتعالى- ، والإنسان إذا اعتقد أنه على الحق والصواب ، فلماذا يغير سلوكه وهذه مشكلة أهل البدع (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً ) ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) ولذلك الإنسان لابد أن يتهم نفسه يعني يقول هل أنا على حق فعلاً .
المقدم:
وهذا السؤال يا شيخ يعني الآن البعض يسأل يقول هل أنا يعني ما هو الإلتزام الذي تريدونه مني أنا على خير كما ذكرتم وأصلي وأؤدي شعائر الدين ، هل هناك فهم معين حتى أكون بالفعل ملتزم ومهتدي ما هو هذا الفهم الذي يمكن أن أحصل عليه ؟
الشيخ محمد:
إن رحمة الله قريب من المحسنين ، هل أنت من المحسنين نقول له ، الله -سبحانه وتعالى-(1/3)
ينجي الذين اتقوا بمفازتهم ، هل أنت من المتقين ، وينجي المتقين ، إنما يتقبل الله من المتقين ، حتى تعرف الله تقبل منك ولا لا ، اسأل نسفك ، هل أنت من المتقين ، ما هي التقوى ، فعل الواجبات ترك المحرمات ، هل أنت تفعل كل الواجبات فعلاً وتترك كل المحرمات ، أو أنك تقوم ببعض الواجبات ، وتترك بعض المحرمات ، وبعضهم يترك من المحرمات ما يمكن يعني أن لا يكون منجذباً إليه كثيراً ، يعني ممكن بعض الناس مثلاً يترك الخمر لأنه لا يحب الخمر كثير ، لكن ما يترك مثلاً ، النظر للمرأة الأجنبية ، يقول لا النظر للمرأة الأجنبية ما أستطيع أن أترك النظر للمرأة الأجنبية النظر لذة وأستمتع ، مثلاً غض البصر هذا ما ، وممكن بعضهم يترك مثلاً الربا بس ما يترك الغيبة ، فاكهة المجالس ، ولذلك رحم الله عبداً قال لنفسه ، ألست صاحبة كذا ، ألست صاحبة كذا يعني من التفريط ، ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائداً ، ولا يبلغ العبد درجة المتقين نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه ، عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين خرج مع أنس مرة ، -رضي الله عنه- ، فدخل حائطاً فسمع عمر يقول بينه وبين الجدار ، يعني عمر يناجي نفسه خفية يقول : عمر أمير المؤمنين ، بخ بخ ، والله بني الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك ، الله أكبر ، فهو يعني يحاسب نفسه أن يصيبها العجب يا أمير المؤمنين ، يا أمير المؤمنين .
المقدم:
طيب أنتقل لسؤال آخر فضيلة الشيخ يعني البعض قد يزين إلى البعض الذين يريد أن يهتدي أو يرجع للدين ، يقول أنت أساساً على خير يعني نشاهد في بعض الفتاوى والتي تنتشر في بعض الفضائيات ، أو الذين مثلاً يريدون العودة إلى الله يقول أنتم أساساً كنتم على خير فلا يحتاج أن تتركوا مثلاً بعض الأشياء الفنية ، أو بعض الأشياء التي كانوا هم منغمسون فيها ، كيف يعني نستطيع أن نرد على هؤلاء ؟
الشيخ محمد:(1/4)
والله يا أخي هذه فعلاً من المشاكل الكبيرة ، لأن تيار التساهل والتنازل الموجود الآن ترى هو هذا منهج يراد تعميمه وفرضه على المسلمين ، تيار التنازلات ، له يعني ، له أعمده ، أو له عناوين عريضة يعني مثلاً لا إنكار في مسائل الخلاف، طيب الخلاف معتبر ولا غير معتبر لا لا ما هو مهم لا خلاف ينكر ، مثلاً كل ما اختلف فيه العلماء فهو جائز ، طيب في ناس قالوا بغير دليل ما وصل لهم الدليل الدليل ما صح ، لا بس خلاص جاز ، ومثلها من هذا النوع أنهم يطمأنون من يريد التوبة ، من يريد بأنه على خير فلا يحتاج أن يترك يعني كل الأشياء التي عنده ، فلو عنده محرمات يقول : لا بأس ما دام عندك صدقات لو بقيت عندك معاملات محرمة تسوي ، فنانة تريد أن تتوب ، لا خسارة ليش تتوبي ، هذه موهبة الله أعطاك خليكي في التمثيل الديني ، واحد مغني يريد أن يتوب ، لا يا أخي لا تحرم الناس من الصوت ويجعلونه ليته إنشاداً جائزاً ، لا إنشاد مع آلات يقول بس انتقل ، يعني هي نفسها ترى الآلات الموسيقية ، أو المؤثرات الصوتية التي تؤدي آلات موسيقية ، بس يقولون خليها ابتهالات دينية ، يعني يجمعونه بدعوى المعصية ، وأحياناً الإنشاد الديني وبعدين تكتشف إن الإنشاد الديني الغناء في آلات موسيقية ، طيب ، فلا ندري إيش هذا ، أي صلاح يتحدث عنه هؤلاء ، وأي خير من دون ، وبعضهم يقول ، نقرب الناس ، نقرب العصاة ، نبين لهم دين الله ، دينُ الله ما هو لعبة ، دينُ الله لابد أن يُبين كما هو يُبين بالصدق والحق ثم ذاك استجاب ، أو ما استجاب هو يتحمل مسئوليته هو يتحمل وزر نفسه .
المقدم:
يقولون ربما يعني ينفرون هؤلاء الشباب ، وينفرون ذلك من التزام بعض الأحكام وبعض الأشياء ؟
الشيخ محمد:(1/5)
إيوه لذلك شوف المصيبة إن كأن الواحد الدين ملكه هو ويعطي تنازلات ، خصم خمسة في المائة خصم عشرة في المائة ، يلا ، ما هو ملكي ولا ملكك يعني ، ولذلك نحن لابد ، إذا جاء واحد وسألك هذا حرام ولا لا حلال ، وأنت تعرف بالدليل أنه محرم رضي من رضي ، يقول يا أخي ترى هذا محرم ، لكن لو إنك أخلصت لله ، الله سينزع من قلبك حب هذه المعصية ، ترى لو آمنت بالله واستقمت الله سيعطيك من حلاوة الإيمان ما يطغى على هذا ، يعني رغب ، بس ما أغير الحكم الأصلي ، أو لبس عليه ، أو أقول والله يعني هذه فيها وفيها كده خلاف يمكن وبعدين ، لا ما ليش تغمر الأمور ، لنكن واضحين ، ( إنه لقول فصل وما هو بالهزل ) .
المقدم:
طيب أنا ما أريد الحقيقة أن أقطع هذا الكلام الشيق لكن أستأذنك فضيلة الشيخ بفاصل ثم نعود إن شاء الله ، مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نعود إليكم فابقوا معنا ؟
أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام بعد هذا الفاصل ، وفي حديثنا في هذه الحلقة عن أسباب وموانع الهداية ، وتحدثنا طرفاً عن أسباب وموانع الهداية الداخلية، وبإذن الله تعالى سنأتي على مجموعة من أسباب وموانع الهداية الخارجية ، فضيلة الشيخ الباب يقول : أن الفهم الخاطئ للوسطية ، أدى إلى نفور الناس عن الالتزام والاهتداء بهدي الدين ، فمثلاً البعض يعني يرى من خلال وسائل الإعلام أن التمسك بالدين عبارة عن التشدد ، والإنغلاق ، وعدم الانفتاح على الآخر مما يصور في وسائل الإعلام ، وفي الطرف الآخر يرى من أنواع التساهل في مجالات التمسك بالدين ، وبالتالي تشوهت صورة الالتزام ، فيقول أنا أبقى على ما أنا عليه وأنا على خير ولا آتي إلى مثل ما أتى إليه هؤلاء ، فكيف نستطيع أن نبين الصورة في هذه الناحية ؟
الشيخ محمد:(1/6)
يعني نقول أول شيء لابد نعرف التشدد التنطع ، يعني الغلو ما هو ، فنقول من التنطع والغلو والتشدد مثلاً تحريم النكاح ، تحريم اللحم ، مثلاً ، إلزام الناس بقيام كل الليل ، إلزام الناس بصيام جميع الأيام مثلاً ، جعل النوافل المستحبات واجبات ، وحمل الناس عليها بالقوة ، هذا التشدد لا يجوز ، وفي الوقت نفسه يعني يجب أن نبين للناس ما هو الوسط ، فنقول مثلاً عندما نقول الوسط يعني دين الله -سبحانه وتعالى- وسط بين الغالي والجافي ، في ناس عبدوا علياً من دون الله ، وفي ناس سبوا علياً ، طيب إيش الوسط محبة علي -رضي الله عنه- مع اعتقاد بشريته ، وأنه يخطئ بشرٌ من البشر ، ولكنه من أولياء الله الكبار صحابة نبي الأخيار ، قادة المسلمين ، العظام وهكذا سواء كان في الأشخاص ، والتوسط في الأعمال في القصور والنيات ، فلابد أن نبين اسمه الوسط ، لأن بعض الناس يفكر يقول التشدد إنك تحرم الموسيقى كلها والتساهل التميع إنك تبيح الموسيقى الغربية ، الوسط إنك تسمع موسيقى كلاسيكية هادئة ، فهو يعتمد ، كل واحد يعني يفهم على كيفه ، هذه المصيبة ولذلك الوسط هو ما كان عليه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ، الوسط هو الأحاديث الصحيحة ، والآيات الوسط هو الذي ، هو منهج سلف الأمة ،هذا الوسط ، فمثلاً المرجئة يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب خلاص ما دام تقول لا إله إلا الله وتفعل كل الكبائر ما يضر ، الخوارج يقولون : مرتكب الكبيرة كافر خارج عن الملة ، الوسط أهل السنة الذين يقولون إن الإيمان يزيد وينقص وأن الذنوب تضر الإيمان ، وإن مرتكب الكبيرة ليس بكافر ، ولكن ينقص إيمانه بارتكابه لكبيرته ، وهكذا ، إذاً لازم نعرف الناس ما هو التشدد ، وما هو الوسط ، ويتضح بالأمثلة .
المقدم:(1/7)
جميل جداً ، لعلنا يا شيخ أن نأتي سريعاً إلى بقية الأمثلة حتى لا يدركنا الوقت هناك يا شيخ ما يتعلق بالمكانة الاجتماعية أو حب المنصب والمكانة ، في بعض الناس مثلاً يريد أن يهتدي لكن لديه مكانة اجتماعية سواء في منصب ، أو في قبيلة ، أو مسئول في دائرة ، أو إلى آخره ، وبحصول الالتزام أو الهداية يتوقع أن يسقط مجموعة من الميزات التي كان يحصل عليها سابقاً ، هل يعد هذا مانع من موانع الهداية ؟
الشيخ محمد:
نعم لا شك أن الذي يتصور فقدان الميزات الدنيوية ، الشيطان يعني يهول له الهداية ويقول له يعني تترك يعني ستفقد هذه الميزات ، مثل قيصر ملك الروم ، لما خلاص يعني كاد أن يسلم ، فلما أحس أن ملكه سيذهب ضن الخبيث بملكه ، ولا كان واجب أن يأتي إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- ، حتى لو زال ملكه ، كذاك الغنى المطغي ، لأن الغنى أحياناً يقف بين الإنسان وبين بلوغ الحق ، أيضاً (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) لكن إذا علم أن هذا مال الله ، وأنه الآن ينفق من مال الله ، كذلك قضية مثلاً الاستيحاش من عدم وجود المعين ، يعني بعض الناس اللي يحول بينه وبين الهداية ، يقول بس أنا لو وحدي يعني أترك الشلة يعني ما في أحد يعينني في هذا ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ) وسيقيض لك الله من يعينك ( واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي ) ( سنشد عضدك بأخيك ) فإذا لابد أن يكون يعني عندنا في مسألة الإعانة نحن نتكاتف يعين بعضنا بعضاً ، النساء الأخوات بينهن ، كذلك الإخوة أهل الصلاح والخير يشد بعضهم بعضاً ، حتى ما تصير قضية الاستيحاش والغربة ، سبباً مانعاً من قبول الهداية .(1/8)
وقد يحصل نوع من التضحيات يعني ، مثلاً مغني أو مثلاً صاحب شهرة ، أو ما إلى ذلك ، ويهتدي إلى الله ، سيكون هناك بعض التضحيات بعض الأشاء من الناحية تسليط الأضواء عليه ، سيفتدى في سبيل امتحان هذه الهداية التي حصل عليها ؟
ولكن يجب على أهل الخير والصلاح أن يثبتوا هؤلاء يعني إذا كان الأضواء قد أزالها أهل الفسق والفجور عنهم أرباب يعني ، أساطين الشر يعني حولوا عنهم الكاميرات فنحن نثبتهم ونقول لهم ، لا تغرنكم ذهاب الكاميرات عنكم ، وإنما الفوز عند الله يوم القيامة ، ولا يضركم انصراف الصحافة ، وانصراف المقابلات ، وانصراف يعني أغلفة المجلات ، والقنوات ، وسوف يبدلكم الله خيراً منها .
المقدم:
وبدائل كثيرة الحمد لله ؟
الشيخ محمد:
لكن ما يشترط أن يعوض شهرة بشهرة ، يعني البديل ما هو دائماً من نوع اللي ينصرف يعني إنسان أحياناً ممكن يكون مثلاً عنده مليون من الحرام ، فينفقه ، أو يتخلص منهم فلا يأتيه مليون ، فيقول ما جاءني مكانه لكن نقوله قد يرزقك الله من قناعة النفس ، ومن غنى القلب ما يعوضك عن المليون الحرام ، وكذلك الأضواء والشهرة ، والشهوات ، قد يرزقك الله من حلاوة الإيمان ما يجعل هذا الوضع الذي أنت فيه من العبادة أحب إلى نفسك ، وألذ في قلبك من كل الشهرة، والأضواء والكاميرا والمجلات .
المقدم:
طيب جميل نأتي يا شيخ إلى بعض الأسباب التي قد تكون خارجية ، يعني في أطروحات كثيرة يا شيخ ، أو بعض المبررات ، يقول مثلاً حينما يقع في المعصية أو الذنب ، الشيطان ، هو الذي دلني على ذلك ، أو الشيطان هو الذي يعني غواني في مثل هذه الأشياء ، فبالتالي يكون الشيطان هذا شماعة لكثير من المعاصي التي يقع فيها الإنسان ، فكيف يكون الشيطان مبرر للوقوع في مثل هذه المعاصي ؟
الشيخ محمد:(1/9)
يعني أنا ممكن أرد عليك بقصة ، يقول واحد من يعني شباب المفحطين ، فحط ولاحقه شرطي المرور بالسيارة ، فراغ منه فتبعه ، فزاغ منه فتبعه ، المهم أن هذا يعني شرطي المرور يمكن صدم في جدران وحك في براميل قمامة ، ويعني شقي حتى في النهاية أمسك بذلك الشاب بعد العناء والتعب ، والضنك والمشاكل اللي صارت لعسكري المرور ، فلما أمسك به ، الشاب طلع من السيارة يقول ، آه الشيطان ، الشيطان الحين صار عسكري المرور يقول إيوه صح ، الشيطان فعلاً إنك مظلوم كده والشيطان هو اللي أم أنه سيقول أنت الشيطان سويتوه شماعة تحطوا عليه يعني تبرروا أنفسكم ، هو الشيطان صحيح إنه وراء العملية ، لكن هذا لماذا انقاد للشيطان ، هذا لماذا تبع الشيطان ، وليش الله قال ( ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين ) وليش بين لنا سبل الشيطان ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) لماذا بين لنا أنه يعني ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ) لماذا قال الله ( لا تتبعوا خطوات الشيطان ، لماذا ، لماذا قال : إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه ، يعني كل طريق خير شيطان ، تروح تتصدق شيطان ، تروح تصلي شيطان ، على الباب يقول لك لا لا ، ولادك أولى تتصدق أولادك أولى ، وهكذا فإذا الذي يستعصم بالله ، ويستعيذ بالله من الشيطان ويخالف الشيطان ، وأن الشيطان يجري لابن آدم مجرى الدم ، ويصوم لتضييق المجاري على الشيطان ، هذا الذي سينجو ، أما الذي يقول خلاص يعني ترف نفسك زينها لك الشيطان ، طبعاً ( زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ) وأراهم القبيح جميلاً ، والمشين حسناً ، فأغراهم وأغواهم ومناهم ، وإن يعدهم الشيطان إلا غروراً ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر .
المقدم:(1/10)
طيب يا شيخ بالنسبة لما يتعلق بالزوجة والأولاد حقيقة يحصل كثيراً من انصراف الناس عن الهداية لأسباب يعني الزوجة تريد ذلك أو الأولاد يريدون ذلك وبالتالي يكون هناك عائق ، وهم من أقرب الناس إليه من الزوجة والأولاد ، كيف يتحكم الإنسان في مثل هذا العائق ؟
الشيخ محمد:
طبعاً نحن ما نكره الزوجة والأولاد ، نحن نحب الزوجة والأولاد ، ولا نفهم قوله تعالى خطأ ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم ) يعني نبغضهم أو نكرههم ابتداء ، لكن نحذر أو يورطونا في المعصية، أن يدعونا إلى معصية ، أن يزلقوا بنا إلى معصية : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم ) هذه وين نزلت ، رجال أسلموا من أهل مكة أرادوا ينزلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأبى أزواجهم وأولادهم ، قالوا تأخذونا ونتغرب عن الوطن نترك أهلنا ، ونترك بلدنا ، وتبتعدون عنا وتتركونا ، فصار في نوع من الجذب ، والمضادة بإقعادهم في مكة وعدم ذهابهم إلى المدينة ، ثم بعد ذلك تغلبوا على هذا العائق وهاجروا ، فرأوا الناس بالمدينة اللي سبقوهم قد فقهوا في الدين ، وقد سابقوهم في شهود المشاهد والجياد ، والحضور مع النبي -صلى الله عليه وسلم- المواقف المختلفة ، ومعاينة نزول الوحي ، فلما رأوا ما فاتهم من الأجر والثواب هموا أن يعاقبوا الأزواج ، والأولاد ، أنتم السبب ، أنتم اللي خذلتونا وقعدتم بنا ، فأنزل الله -عز وجل- ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم ) فإذا هذا التحذير من قضية الاغتراب بكل دعوة من زوجة أو ولد ، لأن الزوجة ممكن تأمره بالخير ، ولده ممكن يعينه على الخير ، أعان إسماعيل أباه ، لكن إذا دعوه لمعصية يمانع ، ويقول هذه العداوة التي ذكرها الله ، فليس الزوجات شر محض كله ، لا ، لكن إذا وبعد ذلك ماذا قال الله ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) .
المقدم:(1/11)
طيب نستأذنكم فضيلة الشيخ في فاصل ثم نعود ، مشاهدينا الكرام فاصل قصير ثم نواصل المسير فابقوا معنا ؟
مشاهدينا الكرام أهلاً ومرحباً بكم مجدداً في هذه الحلقة ونستأذنكم أن ننطلق وإياكم إلى تقرير أعده لكم فريق البرنامج حيال هذه القضية التي نحن بصددها ثم نعود إليكم بإذن الله ؟
نعم جزء بسيط إذا كان الإعلام خارجي يعني قنوات الإسلامية ؟
برامج تختلف من إنسان لآخر ؟
القنوات الفضائية من الملهيات والمغريات للشباب تغريهم عن طريق الهداية؟
20 بالمية أو قد تزيد عن 20 بالمية .
ممكن 40 بالمائة .
خمسين بالمائة .
سبعين بالمائة .
والله الأسباب تكون كثيرة لكن أتوقع الأسباب اللي تكون منتشرة بين الشباب قضية التسويف ، يسوف بكرة ، بعده ، في أيضاً سبب آخر ، ألا هو سبب قضية الصحبة أو القرين يحاول إنه يؤجل الفكر أيضاً في البيئة اللي هو عايش فيها ممكن ما تساعده على قضية الاستقامة ، أسباب كثيرة هذه قد تكون بعضها ؟
قلة الوعي ، الطمع الزائد مثلاً بالنسبة للدنيا والحياة؟
بس في عوامل بتؤثر على الإنسان بيكون بعيد شوية عن الناحية الدينية ، فبرأيي القنوات إجمالاً يا إما بتحفز الموضوع يا إما بتؤخره نوعاً ما ؟
أول شيء التقليد يعني الواحد يقلد اللي حوله يعني الفنان هذا يبغى يقلد ، اللاعب هذا يبغى يقلد ، يعني الواحد يبغى ، الأغاني هذه أهم ، الأغاني الأفلام ؟
أهلاً ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام ، بعد هذا التقرير الذي شاهدناه سوياً ، توقفنا يا شيخ عن أنه قد يكون الزوجة والأولاد عائقاً لتحصيل الهداية ، في المقابل هل يمكن أن يكون الزوج كذلك عائقاً في تحصيل الزوجة والأولاد للهداية ؟
الشيخ محمد:(1/12)
نعم ، اليوم كنت في مجلس لشيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله ، فذكر قال الشيخ إن عدد الصالحات اللاتي يشتكين من فسق أزواجهن أكثر من عدد الصالحين الذين يشتكون من فسق زوجاتهم ، وهذا طبعاً يعني هذه الملاحظة إنه في فساد على مستوى الأزواج أحياناً أكثر من اللي يصير على مستوى الزوجات ، في المجتمع المحافظ يعني لأن الرجل يخرج ويتفرج ويشوف ، ويسافر طيب ، والزوجة نوعاً ما يعني محفوظة لكن إذا صارت الزوجة من النوع كما يقولون فخلاص ، يعني طبعاً إذا الزوجة كانت من هذا النوع فيلاحظ طبعاً حجاب ما في ، تساهل مع الأجانب اختلاط ، طبعاً وإعجاب بالرجال الآخرين ، وممكن علاقات ، والعياذ بالله ، يعني قلت ، أو كثرت في الخبث لكن علاقات ، فالديوث الذي يقر الخبث في أهله ، وكذلك الخبث في أهله ، وأيضاً الزوجات يجب مع التدقيق في حال الخاطب أن يتسلحن بالصبر والمصابرة ، والقوة في مواجهة فساد الأزواج والدعوة ، وعدم التنازل ، ويكون في أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، فلعل الله أن يصلحه ، أو أن يردعه على يديها نعم .
المقدم:
طيب نتحدث يا شيخ هنا عن حقيقة يعني أحد العوامل المهمة ، والخطيرة في منع الناس من الهداية ، وهو الصحبة السيئة ، ويبرر يا شيخ الكثير أن الزملاء في العمل ، هم من نوع معين ولا يستطيع أن يخرج عن هذا النمط الذي الذي قد تعوده من زملائه ، أو الأقارب في المنزل أو بعض الاجتماعات في الحي ، وبالتالي يعني يرى حرج أو يرى نوع من الصعوبة ، في أن يهتدي ، أو يخرج عن هذا الجو الذي قد ألفه يعني كيف نستطيع أن نوجه مثل هؤلاء ؟
الشيخ محمد:(1/13)
أولاً : أن يعتني بالاختيار الصالح ، أساساً ، يعني الواحد يقع في صحبة سيئة ثم يقول كيف أتركهم الآن وقد صاروا أصحابي ، وأنا معهم من ابتدائية ، والآن هؤلاء هم عزوتي ، وهم جلسائي ، وأنا سأستوحش إذا تركتهم ، المرء على دين خليله ، لكن شوف التعويض لما يتأمل الإنسان في يوم القيامة ، ترى حل مشكلتنا يعني الأساسية إنا ما نفكر في يوم القيامة ، لو نفكر في يوم القيامة متى سيحدث كان تركنا شراً كثيرا الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ ، إلا المتقين ، (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ) ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ) فإذا نحن يجب يعني أن ندقق في اختيار جلسائنا ، نحن نجلس مع من ، اسأل نفسك تجلس مع من ، اسألي نفسكي من جليستك ، الآن أكثر أسباب المخدرات ، العمليات اللصوصية ، السرقات العصابات ما هي ، ناس اجتمعوا على معصية مودة بينهم في الحياة الدنيا ، ولذلك الواحد إذا استقام يدعوهم إلى الله ، ترى خلاص إما تهتدوا مثلي ولا ترى أتركهم ، ما اهتدوا خلاص يتركهم .
المقدم:
قد يقول البعض يا شيخ للدعوة ، أنا أدعوهم وأخرج معهم بعد ذلك يحصل نوع من التأثير ؟
الشيخ محمد:
ولذلك ما يقول واحد يروح يدعوا سبعة يقول خذ أقربهم إليك وادعوه فردياً ، وهذا دأب أهل الإيمان .
المقدم:
ولا بعدين خلاص يقول أنا ما أستطيع أن أخرج معهم ؟
الشيخ محمد:(1/14)
أصلاً هم يعملون له مكاناً الآن ، الآن أهل الشر وأهل الحجور ، وأهل النفاق يعملون مصائب للشباب في الإنترنت ، ويجيبون الأقلام ، فإذا جاء واحد مثلاً كتب عنده في المنتدى جاء واحد كده عادي يعني ، فتجد الثناءات عليه وكذا وينشرون له الكاتب الكبير ، الكبير فلان الفلاني ، ويستخطبونه ، كده بعدين يسووا حفلة تكريم ، وجوائز خطط ، خطط نعوذ بالله مكر الليل والنهار ، ليش ليصطادوا هؤلاء ، يجيبوهم للشلة ، في ناس يعني محترفين في الشر على مستوى تخطيط وتدبير ، يعني مكر الليل والنهار .
لذلك الإنسان لابد للحذر من هذه المكائد يعني ، المصائد التي يصطاد بها هؤلاء .
المقدم:
طيب يا شيخ أود يعني أن أسألك في مسألة دقيقة جداً البعض حينما يلتزم أو يهتدي مثلاً بين زملائه ، يهجرهم ويتركهم ،وبالتالي يشتكي بعض الزملاء أن صاحبهم الذي كان معهم يتحدث ويضحك يعني في العمل بشكل بشوش ، أصبح الآن منزوي على نفسه ولا يتحدث معهم وكأنه غاضب وحانق عليهم ، يعني كيف التصرف والهدي النبوي في مثل هذه القضية ؟
الشيخ محمد:(1/15)
يعني زمالة العمل شيء والمصاحبة يعني العميقة الذي فيها خروج ودخول وسفر وبر وبحر يعني خارج الدوام ، شيء آخر يبقى العمل يعني في حدود معينة يعني كل واحد عنده الجهاز وعنده الوظيفة وأشياء ومهمات ومراجعين ومنشغل ، فالواحد يحسن معاملة هادول الجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ، يعني أنت تحسن معاملتهم لو كانوا في محطات العمل التي بجانبك ، وما يسمى بالحواجز العمل ، تقسيمات العمل ، هذا أحسن إليهم ، ومبتسم ليكن جانبك لينا معهم ، لكن صاحبك الذي هو يعني جليسك بالليل والنهار ومدخلك ومخرجك ، ومعك حضراً وسفراً ، من هو ، الشيء العميق يعني ، ثم حتى أصحابك الشلة العميقة هذه إذا اهتديت ، لابد أن تبين لهم إذا أردت تتركهم لماذا تريد أن تتركهم، تقول لهم أنا هداني الله إلى كذا وكذا وكذا ، وإذا استقمتم أنا معي أنتم مني وأنا منكم ، وإذا ما استقمتم ، أنا بريء منكم ، إذا ما أرادوا هي لابد تصل في بعض المراحل إلى المفاصلة يعني .
المقدم:
جميل ، البيئة يا شيخ ، يعني أثر البيئة في منع المسلم عن تحصيل الهداية ، إذا كانت البيئة لا تسمح له ، كيف يتعامل مع هذه البيئة ؟
الشيخ محمد:(1/16)
والله هذه مشكلة كبيرة وقضية صعبة ، لأن أكثر الناس الذين يريدون الخير يحاطون بأجواء سيئة ، في مكاتب ، في مدارس ، كليات ، أحياء ، أقارب ، فأكثر الأوساط فيها شر كبير يعني ولذلك الواحد لابد أن يحصن نفسه ، يعني يتحصن بأهل الصلاح ، يعني أنا تعجبني فكرة قضية أن يكون مثلاً يجتمع مجموعة من الأخيار يستأجروا عمارة ، كاملة يسكن مجموعة من الأخيار في مجمع سكني كلهم ، يعين بعضهم بعضاً إيوه ، لأن هذا تكوين الوسط هذه البيئة هذه قضية مهمة جداً ، لابد ، ولو ما صارت يعني بالجدران والطين ، تكون يعني على بالهاتف الجوال وسائل ، يعني إذا ما صارت حسية على الأقل تصير معنوياً ، في تواصل معنوي ، سماع صوت ، وفي تبادل أشياء من يعني من الخير وفي تصبير ، يعني ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ) ثم لازم نصبر يعني البيئة من حولنا ، تستهزئ طيب ( ولقد استهزئ برسل من قبل فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ) شيء طبيعي ، يسخرون منك ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) وإذا هم ينظرون إلينا بمنظار النقص ، نحن ننظر إليهم بمنظار الرحمة الدعوة ، ولذلك فإن الذي يحمي الإنسان يعني في البيئة ، أولاً : الاعتصام بالله ، ثم بهؤلاء الأخيار الذين يعني كما قال بعض السلف إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا ، فإن الأهل والأولاد يذكروننا بالدنيا ، وإخواننا يذكروننا بالآخرة .
المقدم:
جميل هل أفهم من كلامك يا شيخ أن الذي يهتدي أو يلتزم في بيئة يعني فيها من المعوقات الشيء الكثير ، أجره يختلف عن الذي يهتدي في بيئة تساعده على الالتزام ؟
الشيخ محمد:(1/17)
طبعاً وليش المسلمين كانوا في مكة أجرهم أكثر من الذين صاروا في المدينة، لأنهم لاقوا أذى ونصباً واضطهاداً وأذى وسخرية وتعذيباً ، أصناف من الأذى ، أصناف التعذيب ، اضطهاد لأنه يقول ربي الله ، لأنه صاحب دين ، لأنه متمسك بالدين ، وهنا تظهر قضية أثر الإعلان في تشويه صورة المتدينين ، وهذه من أخطر الأشياء لأن كل الأفلام والمسلسلات ، والبرامج التي تعنى بهذا ، هي تحاول محاصرة المتدين لتظهره إنه هو إنسان شاذ ، إنسان مجنون ، إنسان متطرف ، إنسان صاحب غلو ، وهو إنسان يدعو إلى الله ، يعني ليس من الذين يعني يعتدون على المسلمين بالسلاح ، أو يشهرون السلاح على المسلمين ، أو يفجرون بين المسلمين ، هذا غلو واضح وهذا تطرف واضح ، المشكلة لما يأتي المنافقون ويعممون الصورة ، ويقول كل المتدينين مثل هؤلاء مثلاً المتطرفين ، طيب في فرق يا أخي ، هذا إيش تدينه ، يصلي الفجر في المسجد ، ذاك يزرع عبوة ناسفة بين المسلمين ، الموحدين ، ويقتل من يقتل ، ولا يبالي بالدماء المعصومة ، فكيف تقارن هذا بهذا ، هذا يغشى حلق العلم ، هذا يرجع إلى أهل العلم ، هذا يقوم الليل ، هذا يدعو إلى الله ، هذا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، لكن أهل الشهوات والأهواء لا يريدون شيء اسمه نهي عن المنكر لأنه هو ضد أهواءهم فيصنفون هذا هناك ، ويضعونه في تلك الخانة ، ويخلطونهم ببعض ، لكي يسحبوا صورة قاتمة على الجميع ، وهذه المؤامرة الكبرى التي تحدث الآن فأين الذين يعون وينتبهون ويفرقون بين أهل التدين الصحيح والغلاة .
المقدم:
وفي المقابل يا شيخ تلميح لصور الفسقة ، وأهل الضلال وأنهم هم القدوات والذي يجب أن تصور نماذجهم حتى يقتدي بهم النشء ؟
الشيخ محمد:(1/18)
إيوه طبعاً ، وفي الغرب الصورة تأخذ من بعد أعلى الإسلام دين الإرهاب والعنف والهمجية ، والوحشية ، الإسلام الدموي ، الإسلام الوهابي ، الإسلام كذا كذا ، لتشويه صورة الإسلام ، وصورة السلفية ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وغيره وهكذا كثير أفلام ، اللصوص ملتحين ، المجرمون يصورون المجرمين ملتحين ، يصورون مثلاً شخص ملتحي ، همه الجنس مثلاً ، والمال يصورون الملتحي إنه متخلف قذر وسخ ما يعرف نظافة ، وما يعرف يعني أي شيء من أنواع الرقي والتقدم ، ما يعرف يتعامل مع الآلات ، ما يعرف يتعامل مع الأجهزة ، ما يعرف يتعامل مع التقدم التكنولوجي ، ولذلك من وظيفة أهل الدين أن يبينوا للعالم إنه نحن نفهم في التكنولوجيا ، وفي الطب ، وفي الهندسة ، والشريعة قبل ذلك كله ، ونفهم في الأخلاق ، والآداب ، والذوق وعندنا بصيرة بالمصالح الدينية ، والدنيوية ، حتى تعطي إنت انطباع ، تخذل به الصورة التي يحاول الغربيون أو الشرقيون أو المنافقون أو العلمانيون إضفاءها على الدين .
المقدم:
ولا يعني ذلك يا شيخ الانفكاك من الحذر في الوقوع في مصيدة تشويه صورة الإسلام بالتصرفات الخاطئة التي قد تصدر من بعض المسلمين ، يعني حتى لا نشمت غيرنا بنا يجب على أهل الصلاح، وأهل الدين أن يعرفوا أنهم مراقبون وأنهم يعني ، النظر موجه إليهم أكثر من غيرهم ، وبالتالي الحذر من تشويه صورة الإسلام بسبب بعض التصرفات الداخلية ؟
الشيخ محمد:(1/19)
أيوه ولذلك عفواً قضية مثلاً الفتيات ، ترى هذه تؤثر كيف الفتيات قد يظهروا مثلاً المرأة مثلاً التي غطت وجهها إنها من الداخل فاسدة وهذا مجرد غطاء يعني خداع ، وأنها صاحبة عقد نفسية ،وعندها كبت جنسي ، وعندها كذا كذا ، ويعني ربما أظهروها في بعض الأفلام تمارس مثلاً الرذيلة في المصعد ، أو الخيانة الزوجية ، ليقولوا الرسالة التي تعطى للفتيات اللاتي يشاهدن الفيلم أن يعني يا ما وراء السواهي دواهي ، ومن بره خلاخل والبلاء من داخل ، وبالتالي يعني خلاص الحجاب ما هو والدين ، والحجاب وربما حجبت كذا وكذا ، نعم ، لولا قوة الحجاب ما تستر به المفرطون واللصوص ، ولولا قوة اللحية ما خرج الشحاذون في المساجد ملتحين لأنهم يعرفون إقتناع الناس لابد يجيب شيء قوي ، فاللحية شيء قوي في الإقناع ، فنقول هذا فخر لأهل الدين ، فإذا قضية يعني التشويه يجب أن لا تهزمنا ، ولا تسيطر علينا ، النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قالوا إنه شاعر مجنون به جنة ، وقالوا عنه أشياء كثيرة جداً ، من الأذى ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- صبر وصبر حتى يعني نصره الله -سبحانه وتعالى- وأحياناً لو جينا نختم بهذه القصة أحياناً ، الواحد يعني الشخص المتدين قد يعني في شيء توسوس له بشيء من الظلم لأجل الشخص الآخر المقابل مثلاً قد يكون غير مسلم ، مع أن المسلم يجب أن يكون ، لا مسلم ولا غير مسلم ، ففي واحد من المسلمين ، يعني كأنه كان إمام مسجد في بلد من البلاد الغربية ، صعد في القطار مترو الأنفاق فدفع أجرة ، ورقة نقدية ، فرد إليه المحاسب هذا أكثر مما يجب أن يرد أكثر من الباقي ، فأخذها هذا المسلم ، وشافها حسبها طلع إنه ذاك أخطأ يعني عنده أخطأ في فتردد يعني جاء لنفسه يقول أنبهه أرجعله الزايد ، هل أخبره ، بأن إنت أخطأ في الحساب ولا هذا كافر ليش أرجعله هذا كافر الحين أنا أعطيهم يعني الكفار يعني يمكن ثم يعني استحى قال ، يعني حق الحق حق ، سواء لمسلم أو كافر(1/20)
هذه أجرة يجب أن أدفعها ، ويجب أن أكون نزيها ، وأن أكون عادلاً ،وأن أرد الحق إلى أصحابه مهما كانوا ، جميل ، فناداه ، وأعطاه ، قال له ترى إنت أخطأت في الحساب وأعطيتني زيادة ، فقال له ، أنا أعرف إني أعطيتك زيادة عجيب ، أصلاً أنا قرأت عن الإسلام وعجبني الإسلام من الناحية النظرية ، بس أنا قلت قبل ما أسلم أبغى أشوف المسلمين كيف يتعاملوا اختبار أبغى أختبر أشوف كيف هما متمسكين بالكلام اللي نقل ولا شيء ثاني ، فتعمدت إني أعطيك أنت لأن شكلك كأنك تمثل المسلمين من شيخ أو كذا ، فأنا أعطيتك أكثر علشان أشوف هل أنتم أمناء فعلاً فاتضح لي أنكم كذلك ، فلذلك أنا الآن ذاهب لأسلم ، فلو ما رد له الباقي إيش كانت النتيجة .
تشوهت صورة الإسلام ، كان عائق ، صحيح ، ولما صدق ، هذا صار مشجع له على أن يسلم ، فشوف حين الصدق والعدل حتى مع الخصوم ، يجعلهم يسلمون ، الله أكبر .
المقدم:
فضيلة الشيخ يعني حقيقة مضى علينا الوقت سريعاً ، ونسأل الله أن يبارك فيما قد قلتم ونلتقي وإياكم إن شاء الله تعالى في حلقة قادمة شكراً لكم فضيلة الشيخ ؟
الشيخ محمد:
حياكم الله أهلاً ومرحباً.
المقدم:
مشاهدينا الكرام ها نحن وإياكم نصل إلى نهاية هذا اللقاء المبارك إلى لقاء متجدد من برنامجكم الراصد نترككم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/21)