تقديم
لم تكد تمضي عشر سنوات على نهاية الدولة السعودية الثانية حتى ظهر عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن محمد بن سعود (الملك عبد العزيز ) وبدأ نشاطه لإعادة حكم البلاد وتوحيدها من جديد عام 1319هـ/1902م وذلك بدخوله الرياض وانتزاعه من حكم ابن رشيد (1) وكانت تلك الخطوة الأولى لقيام الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية). وقد تكللت أعمال الملك عبد العزيز بالتوفيق والنجاح. فاستطاع توحيد جميع مناطق البلاد بعد كفاح دام حوالي ربع قرن من الزمان. ذلك أنه لم يكد يمضي سوى أقل من ثلاث سنوات من استردادهم الرياض حتى استطاع ضم أكثر مناطق نجد إلى حكمه ففي عام 1320هـ/1903م ضم المناطق التي في جنوب الرياض كالخرج والحوطة والحريق والأفلاج ووادي الدواسر، ثم نجح في ضم مناطق سدير والوشم عام 1321ه، وفي عام 1322هـ ضم منطقة القصيم إلى حكمه، أما باقي منطقة نجد وهي حائل حيث حكم ابن رشيد فلم يستطع ضمها إلا عام 1340ه/1922م (2) . وكان قد نجح في عام 1331هـ/1912م في ضم منطقة الأحساء تلاها ضم عسير الشمالية عام 1338هـ ثم الحجاز عام 1344ه/1925م، ثم عسير الجنوبية وتهامة 1349/1930م.
_________
(1) انظر : أمين الريحاني: نجد الحديث وملحقاته ص 123.
(2) المصدر نفسه ص 283، ومديحة درويش: تاريخ الدولة السعودية ص74.(1/1)
وبعد توحيد تلك المناطق أصبحت تسمى المملكة العربية السعودية، منذ عام 1351هـ/1932م (1) . واستمر الملك عبد العزيز يتابع جهوده في سبيل تطور البلاد حيث تفرغ للإصلاح الداخلي في المملكة وخطت البلاد خطوات كبيرة في عهده في المجالات كافة ومنها التعليم حتى وفاته عام 1373هـ/1953م. واستمرت تلك الأعمال التطويرية الكبيرة تنمو في عهد من خلفه من أبنائه ( سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد ) مواصلين ما بدأه والدهم من إصلاحات مختلفة .
أما عن عناية الملك عبد العزيز بالقرآن وعلومه، فإن ذلك يقتضينا تتبع جهود الملك عبد العزيز في عنايته بالتعليم عمومًا سواء كان التعليم التقليدي والمتمثل بالكتاتيب وحلقات المساجد أو التعليم الحديث الذي بدأ يظهر اهتمام الملك عبد العزيز به بعد ضمه الحجاز عام 1344ه ثم بعد ارتفاع دخل المملكة المالي بعد اكتشاف البترول السعودي وتصديره عام 1357هـ/1938م.
ونقصد بعلوم القرآن الكريم هنا علوم الشريعة الإسلامية بأنواعها من تفسير القرآن الكريم وتوحيد وحديث نبوي شريف وفقه بالإضافة إلى ما له صلة بتلك العلوم أو ما يخدمها مثل الثقافة الإسلامية والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وبعض علوم اللغة العربية.
_________
(1) فؤاد حمزة: قلب الجزيرة العربية ص290، وانظر: كتاب توحيد المملكة العربية السعودية وأثره في الاستقرار الفكري والسياسي والاجتماعي لكاتب هذه السطور ص 20 وما بعدها.(1/2)
والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله المولود عام (1293هـ/1876م والمتوفى عام 1373هـ/1953م) كانت له صلة واهتمام بهذه العلوم منذ نشأته إلى وفاته، ولم يقتصر اهتمام الملك عبد العزيز بالعلم الشرعي على العناية به كعلم وإنما اهتم أيضًا بتطبيق ما يدعو إليه ذلك العلم عمليًا لأنه لا فائدة من العلم بلا عمل بل سيكون حجة على صاحبه عند الله تعالى .(1/3)
وعلى هذا يمكننا تلخيص معالم اهتمام الملك عبد العزيز بالقرآن الكريم وعلومه بما يأتي :
أولًا : تكوينه العلمي المناسب :
ولد الملك عبد العزيز في الرياض عام 1293هـ/1876م ونشأ بها نشأة دينية وسياسية معًا، وظهر تكوينه العلمي منذ صغره وشبابه، سواء في تعلمه القراءة والكتابة وبخاصة القرآن الكريم على يد معلمه ( عبد الله الخرجي ومحمد المصيبيح ) أو في زيادة حصيلته في علوم الشريعة الإسلامية وبخاصة التوحيد والفقه على يد عالم الرياض حينذاك في مطلع القرن الرابع عشر الهجري الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (المتوفى عام 1339هـ/1920م) وكان لتوجيه أبيه الإمام عبد الرحمن بن فيصل (المتوفى عام 1346هـ/1927م) دور كبير في هذا الاتجاه الإسلامي المبكر لابنه عبد العزيز (1) . والذي استمر واضحًا عليه حتى وفاته في الطائف عام 1373هـ/1953م رحمه الله.
_________
(1) الزركلي: شبه الجزيرة 1 / 61 ، وأبو راس والديب: الملك عبد العزيز والتعليم ص17.(1/4)
ثانيًا: معرفته الشخصية لكثير من أمور العلم الشرعي(1/5)
وما جاءت هذه المعرفة إلا من دراساته للقرآن الكريم وعلومه، وأكثر ذلك جاء بمطالعته وقراءته لها بنفسه، وتتضح هذه المعرفة من تفسيره لبعض الآيات القرآنية في بعض خطبه وفي شرحه لمبادئ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ورده على أعدائها في خطب أخرى، وكذا الحال في حديثه عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن المذاهب الإسلامية الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، الحنبلي) وذكره أنه على المذهب الحنبلي فيما وافق الحق والدليل فإن تبين الحق في غيره أخذ به (1) . كما أن الملك عبد العزيز ذو بصيرة بأمور الشريعة الإسلامية وهو أمر يتضح للباحث بقراءة وتحليل كثير من المواقف المتصلة بهذا الموضوع. فهو يرى أن الإسلام لا يمنع من إدخال وسائل الحضارة النافعة والاستفادة من الغرب الأوربي في ذلك. وقد مكث عشر سنين يجاهد في سبيل إدخال الهاتف والتلغراف مثلًا إلى بلاده سواء مع بعض جماعة الإخوان المتزمتين أو مع بعض العلماء الذين لم يستوعبوا ذلك النفع. ولعل أقرب مثال على ما عند الملك عبد العزيز من العلم الشرعي قصته مع الحكم الذي أصدره القاضي بالقتل على جندي قتل زوجته وجندي آخر وجدهما مع بعض ولما رفع الحكم للملك عبد العزيز
_________
(1) الخطيب : الإمام العادل 1/196 و 2/136 و 152.(1/6)
للمصادقة عليه نقضه، مذكرًا القاضي بقصة سعد بن عبادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر أنه لو وجد أحدًا عند أهله لعاجله بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن سعدًا لغيور وأنا أغير من سعد والله أغير مني » رواه البخاري ومسلم (1)
_________
(1) حافظ وهبة : جزيرة العرب ص 287، والزركلي 2 / 422 .(1/7)
ثالثًا : دراسته العلم الشرعي مع العلماء في مجالسه الخاصة:
فقد كان الملك عبد العزيز يحب مجالسة العلماء ويقدرهم، حيث اتخذ من بعضهم مستشارين وكان له معهم جلسة علم بعد صلاة العشاء في القرآن وتفسيره، وجلسة كل يوم خميس من كل أسبوع، كما كان يلتقي في موسم الحج ببعض علماء الأقطار الإسلامية ويناقش معهم بعض القضايا الإسلامية، وكان الملك عبد العزيز يحترم العلماء ويشعر بهيبتهم لما يحملونه من علم شرعي، حيث روي عنه أنه يقول :" كلما رأيت الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ تصبب العرق من إبطي " وذلك من هيبة العلم واحترام العلماء (1) .
_________
(1) الزركلي : الوجيز ص 197 وكشك: السعوديون والحل الإسلامي ص41.(1/8)
ولقد أكسبت مجالسة العلماء للملك عبد العزيز معرفة وفهما لكثير من المسائل الشرعية حتى إن بعض العلماء كانوا يراجعون بعض المسائل العلمية قبل مجيئهم لمجلس الملك خوفًا من أن يسأل الملك عنها فلا يتقنون الإجابة عنها. وكانت تقرأ في مجالس الملك مع بعض العلماء كتبٌ في علوم القرآن الكريم مثل التفسير والحديث والفقه وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي، مثل تفسير ابن كثير والبغوي ومسند الإمام أحمد ورياض الصالحين وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد والمغني والشرح الكبير والإنصاف وسيرة ابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الرسل والملوك للطبري والسياسية الشرعية لابن تيمية وغيرها (1) .
_________
(1) عمر العمروي: المعالم الجغرافية 1/18 .(1/9)
رابعًا : تطبيقه شخصيًا للعلم الشرعي :(1/10)
فقد حرص الملك عبد العزيز على الالتزام شخصيًا بما تعلمه في العلوم الشرعية من آداب إسلامية، وكانت تربيته منذ صغره مما أعانه على هذا الالتزام حتى عد بعض الباحثين التزام الملك عبد العزيز بالإسلام وتدينه في نفسه وشخصه أحد أعمدة حكمه لمملكته، وأهم العوامل التي ساعدت على نجاحه في توحيد البلاد، وكان الملك حتى في حروبه يسير بهذا الالتزام وكان يقوم بأعمال لا يقوم بها إلا من يوصف بالصلاح والاستقامة، من المحافظة على الصلاة في جماعة ومتابعة أولاده في هذا الأمر وقيام آخر الليل للتهجد، وملازمة قراءة القرآن وملازمة قراءة الأوراد والأدعية الشرعية (1) ، والبعد عن كل أمر فيه شبهة حتى إنه في اجتماعه مع الملك فيصل بن الحسين ملك العراق عام 1348هـ/1929م اشترط ألا يحضر مجلسًا تعزف فيه موسيقى أو يشرب فيه دخان (2) . وكان حريصًا على دعم موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد. كما كان ذا عناية تامة بنزاهة القضاء الشرعي من كل شائبة. ولعل أقرب مثال لالتزام الملك عبد العزيز النهج الإسلامي أنه حينما توفي ملك بريطانيا جورج الخامس عام 1356ه/1936م أسرعت الدول بتنكيس علم بلادها ولكن الملك عبد العزيز رفض ذلك بشدة
_________
(1) محمد المانع: توحيد المملكة ص 314 و 316 .
(2) الزركلي 2/510، والخطيب 1/139 و 196.(1/11)
قائلًا: " كيف ينكس علم يحمل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ؟"، كما رفض محاولة مندوب البابا إقناعه بإقامة كنيسة في الظهران ورد عليه غاضبًا قائلًا: "لا أسمح أنا ومَنْ مِنْ صلبي بذلك" وكان قد عرض على الملك مقابل ذلك مساعدات مالية ومعنوية (1) .
_________
(1) انظر: كتاب توحيد المملكة العربية السعودية وأثره في الاستقرار الفكري والسياسي والاجتماعي لكاتب هذه السطور ص 114 و 115.(1/12)
خامسًا : نشره وتوزيعه أمهات الكتب الشرعية :
وقد جاء ذلك من حب الملك عبد العزيز للعلم الشرعي فقام بطباعة عدد من أمهات الكتب الإسلامية وتوزيعها على طلبة العلم والعلماء مجانًا داخل المملكة وخارجها حتى قارب عدد الكتب التي طبعت على نفقته المائة كتاب على اختلاف أحجامها، طبع بعضها في مصر وبعضها في الشام وفي الهند. وكان من بين تلك الكتب كتب في علوم القرآن الكريم وكتب تراثية وفكرية مهمة، ولعل من أهمها كتاب (المغني والشرح الكبير) لابني قدامة ( عبد الله وعبد الرحمن ) الذي قال الشيخ محمد رشيد رضا عنه: "إنه إذا يسر الله تعالى لكتاب المغني من يطبعه فأنا أموت آمنًا على الفقه الإسلامي أنه لا يموت" وفعلًا تحقق أمل الشيخ رشيد بطبع الملك عبد العزيز لهذا الكتاب وغيره من الكتب الإسلامية المهمة (1) . حتى بلغت قرابة مائة كتاب وبعضها عدة مجلدات.
_________
(1) انظر: عبد العزيز الرفاعي: عناية الملك عبد العزيز بنشر الكتب ص4، وانظر: مقدمة الشيخ رشيد رضا لكتاب المغني، ط1 المنار.(1/13)
سادسًا : تشجيعه الحلقات العلمية والشرعية :(1/14)
وقد كان هذا النوع من التعليم منتشرًا في المملكة في عهد الملك عبد العزيز وبخاصة في الفترة التي سبقت ظهور التعليم الحديث في منتصف القرن الرابع عشر الهجري. وتعتبر الحلقات العلمية هي المرحلة الثانية من التعليم التقليدي الموجود حينذاك، وكانت الكتاتيب هي المرحلة الأولى. وتقوم الحلقات العلمية على تجميع الطلاب حول أحد العلماء في داخل المسجد على شكل حلقات، وتكون الدراسة في هذه المرحلة أكثر تركيزًا على العلم المراد دراسته، سواء في علوم الشريعة وبخاصة علوم القرآن الكريم أو اللغة العربية (1) . وقد وجدت الحلقات العلمية دعمًا وتشجيعًا من الملك عبد العزيز وكان يحث على طلب العلم فيها في خطبه ورسائله حتى إنه وافق في عام 1352هـ/1933م على رأي بعض العلماء بجعل عقاب على من كان يستطيع طلب العلم ولم يطلبه يتمثل في إبعاده عن محله إلى محل لا يرضاه، كما كان لا يتوانى عن الدعم المادي لجهود بعض العلماء العلمية الذين لهم حلقات علمية يكثر طلابها، ففي عام 1357هـ/1938م كثر طلاب حلقات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قاضي الخرج حينذاك، ووفد عليه في الخرج طلاب من داخل المملكة ومن الأقطار المجاورة من العراق والشام
_________
(1) انظر كتاب التعليم في نجد في عهد الملك عبد العزيز لكاتب هذه السطور ص 41 وما بعدها وص 110 وما بعدها.(1/15)
واليمن فأمر الملك عبد العزيز ببناء مكان يدرسون فيه، كما عمل مثل ذلك في حلقات الشيخ عبد الله القرعاوي العلمية في جنوب المملكة ونالت منه التشجيع والدعم المادي (1) .
_________
(1) إبراهيم بن عبيد: تذكرة أولى النهى 4/36 ، وأبو راس: المرجع السابق ص 74، ومجلة المنهل عدد جمادى الأولى عام 1367هـ ص 190.(1/16)
سابعًا: إنشاء القسم الشرعي في المعهد العلمي السعودي :
فبالإضافة إلى وجود عدد من المواد الشرعية في المرحلة الابتدائية بعد بداية ظهور التعليم الحديث في المملكة مثل (القرآن الكريم والتوحيد والحديث والفقه والتجويد) فقد ظهر هذا الاتجاه أيضًا في مرحلة التعليم الثانوي المبكر والمتمثل في (المعهد العلمي السعودي) الذي أنشئ بأمر من الملك عبد العزيز في مكة المكرمة عام 1345هـ/1926م. أي بعد عام فقط من إنشاء مديرية المعارف، ويقبل في المعهد حاملو الشهادة الابتدائية أو ما يوازيها، وكانت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات مع سنة إعدادية، ثم زيدت في عام 1352ه إلى أربع سنوات. وفي عام 1366ه صارت مدة الدراسة فيه خمس سنوات يحصل الطالب بعدها على الشهادة الثانوية، وفي عام 1368ه افتتحت فروع للمعهد في كل من المدينة المنورة وعنيزة.(1/17)
والذي يهمنا هنا أن نشير إلى أن مواد المعهد التي يدرسها الطلاب فيها نسبة كبيرة من المواد الشرعية مثل (التوحيد والتفسير والفقه والحديث ومصطلحه وأصول التفسير والفرائض). هذا بالإضافة إلى أنه في عام 1352هـ/1933م افتتح في المعهد (قسم للقضاء الشرعي) لتخريج قضاة شرعيين للبلاد وبالطبع تحتوي مواد هذا القسم على نسبة أكبر من المواد الشرعية (1) . ويبدو أن الإقبال على هذا القسم لم يكن كبيرا مما أدى إلى إقفاله بعد ثلاث سنوات وبقي القسم العام بمواده الشرعية وغيرها يخرج طلابًا بعضهم قام بالتدريس في المدارس الابتدائية وبعضهم واصل تعليمه في كلية الشريعة بمكة التي افتتحت عام 1369هـ، وقد استمر المعهد العلمي السعودي في مكة يؤدي رسالته حتى عام 1381هـ/1961م حيث ألغي وحلت محله معاهد المعلمين والمدارس الثانوية التي بدأت تنتشر حينذاك (2) .
_________
(1) حمد الجاسر: المجلة العربية محرم 1413ص20 وعبد الله الخليل:مجلة الدارة رجب 1406ص138.
(2) عبد الله بن عبد الله آل الشيخ: لمحات عن التعليم ص 38.(1/18)
ثامنًا: إنشاء مدرسة دار التوحيد بالطائف :
وقد أنشئت بأمر من الملك عبد العزيز في الطائف عام 1364هـ/1944م، ومدة الدراسة فيها خمس سنوات، وتعادل شهادتها الشهادة الثانوية. وتركز في موادها على القرآن الكريم وعلومه (من تفسير وحديث وتوحيد وفقه) وما يتعلق بها بالإضافة إلى العلوم العربية بجانب الحساب والتاريخ وكان الهدف من إنشائها تخريج طلاب أكفاء في العلوم الشرعية والعربية أسند لبعضهم وظائف القضاء وكذلك الدعوة والإرشاد وبعضهم واصل دراسته الجامعية في كلية الشريعة بمكة التي افتتحت مع تخريج أول دفعة من هذه المدرسة أي عام 1369هـ. وقد استقدمت مديرية المعارف للتدريس في هذه المدرسة مدرسين أكفاء من الأزهر في مصر ومن بلاد الشام. ودرس في هذه المدرسة عدد من الطلاب من الحجاز وخارجه وبخاصة من نجد وتخرج عدد منهم في الدفعات الأولى من المدرسة، واستمرت المدرسة قائمة بعد عهد الملك عبد العزيز حتى تحولت إلى مدرسة ثانوية عادية بعد ذلك (1) .
_________
(1) عبد الله بن خميس: الملك عبد العزيز ومدرسته، دار التوحيد ص2.(1/19)
تاسعًا: إنشاء كليتي الشريعة والمعلمين بمكة :
وتعتبر كلية الشريعة بمكة المكرمة أول تجربة رائدة للتعليم الجامعي بالمملكة حيث أنشئت عام 1369هـ/1949م بأمر من الملك عبد العزيز وذلك باقتراح من مدير المعارف حينذاك الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع (المتوفى عام 1385هـ/1965م). والمواد الدراسية فيها تتركز على العلوم الشرعية وبخاصة علوم القرآن الكريم بالدرجة الأولى ثم على العلوم العربية بشكل أكثر تخصصًا من الدراسة في المعهد العلمي السعودي بمكة ومن دار التوحيد بالطائف. وكان الهدف الرئيس من إنشائها هو تخريج أفواج يقومون بتدريس هذه العلوم في المراحل التي فوق الجامعية، وكذلك تولي مناصب القضاء.(1/20)
وفي عام 1372هـ/1952م افتتحت (كلية المعلمين) بمكة المكرمة واحتوت على ثلاث شعب هي: اللغة العربية، والعلوم الشرعية، والعلوم الاجتماعية، ويبدو أن هدف هذه الكلية بالدرجة الأولى تخريج مدرسين للمدارس الثانوية في البلاد. هذا وقد تخرجت أول دفعة من كلية الشريعة عام 1372هـ/1952م. بينما كانت أول دفعة تخرجت في كلية المعلمين عام 1376هـ/1956م. وتعتبر كلية الشريعة بمكة هي نواة جامعة أم القرى بمكة المكرمة التي أنشئت عام 1401هـ/1981م، وتحول اسم الكلية إلى (كلية الشريعة والدراسات الإسلامية). أما كلية المعلمين فقد توقفت عام 1378هـ /1958 م ثم أعيد افتتاحها عام 1382هـ/1962م باسم كلية التربية وتتبع هي الأخرى جامعة أم القرى بمكة. وكانا قبل ذلك يتبعان جامعة الملك عبد العزيز بجدة (1) .
_________
(1) حاشية الملك عبد العزيز، كلية الشريعة بمكة في 25 عاما 12، وكلية التربية بمكة في 25 عاما، ص70، وعبد اللطيف بن دهيش: التعليم الحكومي ص 130 وحمد السلوم: تطور التعليم ص 1416.(1/21)
عاشرًا: إنشاء المعهد العلمي بالرياض :(1/22)
هو معهد ثانوي أمر بإنشائه الملك عبد العزيز باقتراح من الشيخ محمد ابن إبراهيم آل الشيخ مفتى المملكة، وكان ذلك عام 1370هـ/1950م، وقد افتتح رسميًا في العاشر من محرم 1371هـ ويعتبر أول معهد ينشأ في مدينة الرياض عل المستوى الثانوي. وقد تألف أول الأمر من قسمين: تمهيدي ومدة الدراسة فيه سنتان، وثانوي ومدة الدراسة فيه أربع سنوات، وقد ركز المعهد في مواده على العلوم الشرعية وهي (القرآن وتجويده، والتوحيد، والتفسير وأصوله والفقه وأصوله والفرائض والحديث ومصطلحه) بمعدل 68 حصة في الأسبوع لجميع المستويات بجانب العلوم العربية بمعدل 50 حصة في الأسبوع وعلوم مساعدة كالتاريخ وتقويم البلدان (الجغرافيا) والحساب بمعدل 43 حصة، وكان الإقبال على المعهد كبيرًا حتى إنه احتضن بعض الطلبة من أبناء مصر والشام واليمن والصومال والحبشة والباكستان والهند وغيرها. وانتدب للتدريس في نخبة ممتازة من الأساتذة من داخل المملكة ومن مصر والشام حتى وصل عددهم عام 1374هـ/1954م إلى خمسة وخمسين مدرسًا منهم اثنان وأربعون مدرسًا من الأزهر بمصر. وكان للمعهد مكتبة خاصة ولطلابه نشاط ثقافي لا منهجي. هذا وقد تكونت إدارة خاصة لتسيير أمور المعهد(1/23)
وما فتح بعده من معاهد برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى عام 1386هـ) وجعل الشيخ حمد الجاسر مساعدا له. وفي عام 1373 هـ افتتح أول معهدين خارج مدينة الرياض هما معهدا (بريدة وعنيزة) واستمر بعد ذلك تزايد افتتاح معاهد أخرى في باقي مناطق المملكة (1) .
هذا وقد شهد عام 1372هـ/1952م تخرج أول دفعة من معهد الرياض العلمي وعددها 21 طالبًا. ثم في عام 1373هـ تخرج 40 طالبًا فكانوا أساس طلاب كلية الشريعة بالرياض التي افتتحت ذلك العام والتي تعتبر مع معهد الرياض النواة الأولى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
_________
(1) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: تطور وتاريخ التعليم في المعاهد ص11، وحمد الجاسر: ذكرياته، المملكة العربية السعودية المحرم 1414هـ ص21.(1/24)
الحادي عشر: إنشاء كلية الشريعة بالرياض :(1/25)
كان إنشاء هذه الكلية عام 1373هـ/1953م قفزة كبيرة للتعليم في نجد في عهد الملك عبد العزيز حيث وصل مستوى المرحلة الجامعية، ويبدو أن إنشاءها جاء امتدادًا للمعهد العلمي في الرياض الذي أمر به الملك عبد العزيز باقتراح من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ليواصل طلاب المعهد دراستهم الجامعية فيها، وكان الهدف من إنشاء هذه الكلية لا يختلف عن هدف إنشاء كلية الشريعة بمكة وهو تخريج أفواج يشغلون مناصب التدريس للعلوم الشرعية بالدرجة الأولى في المعاهد والمدارس التي فوق الابتدائية وكذلك تولي مناصب القضاء في أنحاء المملكة وإذا كانت كلية الشريعة وكلية المعلمين بمكة تتبعان مديرية المعارف، فإن كلية الشريعة بالرياض تتبع إدارة المعاهد التي سميت فيما بعد (إدارة المعاهد والكليات) برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم ، وقد جاء إنشاء هذه الكلية بموافقة الملك عبد العزيز وابتدأت الدراسة فيها في مطلع عام 1373هـ/1953م بعدد (21) طالبًا فقط وكان أعضاء هيئة التدريس فيها أربعة فقط كلهم من السعوديين من العلماء الأفاضل المشهود لهم بالعلم الشرعي وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ثم في عام 1375هـ أصبح عدد المدرسين سبعة(1/26)
منهم اثنان من السعوديين وخمسة من غيرهم ثم تضاعف عدد المدرسين فيها بعد ذلك وكان اسمها أول الأمر (كلية العلوم الشرعية) ثم أصبح اسمها (كلية الشريعة) (1) .
أما مواد الدراسة في الكلية فيبدو أنها امتداد للمواد التي تدرس في المعاهد العلمية حيث تركزت على العلوم الشرعية وبخاصة علوم القرآن الكريم، ثم العلوم العربية وهي(تفسير وحديث وتوحيد وفرائض وفقه وأصول فقه وقواعد، وعلم الوضع، والبلاغة والتاريخ والتربية) ثم خفف التركيز على العلوم العربية بعد افتتاح (كلية اللغة العربية) بالرياض في السنة التالية في عام 1374هـ/1954م بعد وفاة الملك عبد العزيز بسنة وتولي ابنه الملك سعود بن عبد العزيز الحكم، وأصبحت الكليتان معا تابعتين لإدارة المعاهد والكليات، وكان للكليتين إدارة واحدة (عمادة) حتى عام 1389هـ، حيث فصلت كل كلية من الأخرى إداريًا.
_________
(1) جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: الكتاب الإحصائي السنوي ص 33، ودليل خريجي الجامعة عام 1373هـ- 1396هـ ص 8،26.(1/27)
ويعد عام 1376هـ/1956م هو العام الذي خرجت الكلية فيه باكورة دفعاتها وعددهم (22) طالبًا، وفي العام الذي يليه 1377هـ تخرج 20 طالبًا، كما كانت خرجت كلية اللغة العربية أول دفعاتها فيه وعددهم (20) طالبًا أيضًا ويعني ذلك أن الملك عبد العزيز توفي قبل أن يجني ثمار غرسه في كلية الشريعة بالرياض.
واستمرت كلية الشريعة مع شقيقتها كلية اللغة العربية تمدان المجتمع السعودي بالمؤهلين الجامعيين، ثم كانتا نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض التي صدر مرسوم ملكي بإنشائها رسميًا في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز في شعبان عام 1394هـ/1974م (1) . كما سيأتي.
_________
(1) جامعة الإمام محمد بن سعود : الكتاب الإحصائي السنوي لعام 1395هت، 1396هـ ص95.(1/28)
الثاني عشر: دراسة القرآن الكريم وعلومه في مناهج التعليم العام :
فقد احتوى المنهج العام الذي وضعته إدارة المعارف العامة للتعليم العام وكذلك في مدرسة الأمراء بالرياض لأبناء الملك عبد العزيز وغيرهم حصصًا وساعات عديدة للقرآن الكريم وعلومه من تفسير وتوحيد وحديث وفقه سواء في المرحلة الابتدائية أو الثانوية، والمطلع على مقدار تلك الحصص في ذلك العهد المبكر من عمر التعليم في المملكة يرى مقدار الاهتمام بذلك النوع من التعليم حيث بلغت نسبة تلك العلوم لباقي المواد من (1) 50-70% في بعض المراحل. كما أن المطلع على محتويات ذلك المنهج يرى ما تحتويه تلك المواد من معلومات متعمقة في ذلك العلم أو ذاك قد لا تدرس مثلها في الوقت الحاضر إلا في المرحلة المتوسطة أو الثانوية.
_________
(1) انظر وزارة المعارف: نظام المدارس الأميرية- مطبعة الحكومة عام 1370هـ وانظر موسوعة التعليم - نشر وزارة المعارف 1/275 و 1 / 296 وما بعدها و 1/156.(1/29)
الثالث عشر: إنشاء أول مدراس تحفيظ القرآن الكريم :
فقد ورد في دليل مدارس وزارة المعارف أن أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم كانت في المدينة المنورة وهي مدرسة ابتدائية أنشئت عام 1367هـ (1) وبعدها بأربع سنوات أنشئت ثاني مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن في مكة المكرمة عام 1371هـ (2) .
ومعنى ذلك أن عهد الملك عبد العزيز شهد أول بدايات تأسيس مدارس لتحفيظ القرآن الكريم بالمرحلة الابتدائية تركز مناهجها على مواد القرآن الكريم وعلومه من تفسير وحديث وفقه وتوحيد ولغة عربية وتاريخ إسلامي وبخاصة السيرة النبوية. ويمكن أن نعد مدارس الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي (ت1389هـ) في جنوب غرب المملكة (في عسير وتهامة) من هذا النوع من المدارس والتي بدأت عام 1358هـ/1939م وكانت تركز على القرآن الكريم وعلومه المختلفة (3) .
_________
(1) انظر دليل مدارس وزارة المعارف عام 1399 هـ - 1400هـ ص 329.
(2) المصدر السابق ص 119 انظر موسوعة تاريخ التعليم 2/5 وما بعدها .
(3) انظر : كتاب التعليم في عهد الملك عبد العزيز لكاتب هذه السطور ص 175، وانظر: موسى السهيلي: الشيخ عبد الله القرعاوي ص 68 وما بعدها، وعبد الله البسام/ علماء نجد 4/398.(1/30)
الرابع عشر: عنايته بتعليم أولاده القرآن الكريم وعلومه :
من يطلع على نشأة أولاد الملك عبد العزيز بدءًا من أكبرهم وهو تركي المتوفى عام 1337هـ ثم أخوه الملك سعود حتى أصغرهم يدرك حرص الملك عبد العزيز على تعليم أولاده كتاب الله تعالى من صغرهم، ولعل أقرب مثال على ذلك إقامته حفلة كبيرة بعد انتهاء ابنه مشاري من قراءة القرآن كاملًا عام 1356هـ (1) وكذلك ما أوردته جريدة أم القرى عام 1364هـ عن الاحتفال الذي رعاه ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز بمناسبة إكمال الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسة كامل القرآن الكريم وإليك الخبر بنصه :
" في صباح يوم الأحد 12 شعبان 1364هـ احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير سلمان بن عبد العزيز للقرآن الكريم، وذلك خلال الاحتفال السنوي للمدرسة، وقد حضر الحفل صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم يحوطه أصحاب السمو الملكي الأمراء ... وتقدم الأمير سلمان وتلا آخر حزب بقي عليه من القرآن الكريم وأعقبه الأمير تركي بتلاوة شيء من دعاء الختم ... ثم قام سمو ولي العهد وسلم للأمير سلمان جائزته وكذلك عموم الطلبة من الأمراء وغيرهم" (2) .
_________
(1) انظر أحمد علي: ذكريات ص 118 وانظر: كتاب توحيد المملكة لكاتب هذه السطور ص 112.
(2) جريدة أم القرى عدد 24 شعبان عام 1364هـ/3أغسطس 1945م.(1/31)
الخامس عشر: إنشاء أول جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة :
فقد تمَّ في عهد الملك عبد العزيز وبالتحديد عام 1370هـ إنشاء أول جمعية سعودية لتحفيظ القرآن الكريم وكانت في المدينة المنورة وذلك بجهود من بعض أهالي المدينة المنورة وأهل الخير فيها وبمباركة وتشجيع من الحكومة وقد ذكر نشأة هذه الجمعية في ذلك العام كتاب الجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الذي أصدرته الأمانة العامة للجماعات التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1) ، ولكن الكتاب الذي أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي أشرفت على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن بعد ذلك ذكر أن نشأة جماعة تحفيظ القرآن الكريم في المدينة كان عام 1383هـ وقد سبقتها مكة التي كانت في عام 1382 (2) . ونحن لا نستبعد نشوء جماعة المدينة في العهد المبكر عام 1370هـ نظرًا لأهمية المدينة ومكانتها.
_________
(1) وقد سجل مسيرة الجماعات في خلال عشر سنوات من 1401هـ إلى 1410هـ وتم نشره عام 1411هـ ص 31و32.
(2) وذلك تحت مسمى الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومسيرتها المباركة ط 1419 ص27و43.(1/32)
السادس عشر: إنشاء الإذاعة السعودية وتوجهها الإسلامي :
ففي يوم 9 ذي الحجة عام 1368هـ/1949م أناب الملك عبد العزيز ابنه فيصل في افتتاح أول إذاعة سعودية في جدة كما افتتحت محطة ثانية في محرم عام 1371هـ بمكة المكرمة. كانت تلك الإذاعة تصل إلى بعض مناطق المملكة وبعض البلاد العربية المجاورة. وكانت تهتم بالقرآن الكريم وعلومه حسب توجيهات تلقتها من الملك عبد العزيز نفسه. وكانت تذيع القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمحاضرات التوجيهية في التوحيد والتفسير والحديث النبوي والفقه بالإضافة إلى اهتمامها بالأخبار المحلية والعالمية (1)
_________
(1) الأعلام القرآنية، د. إسماعيل إبراهيم (227).(1/33)
خاتمة البحث
مما سبق يتضح لنا تعدد أوجه عناية الملك عبد العزيز رحمه الله بالقرآن الكريم وعلومه، يلاحظ أن هذه الأوجه على نوعين:
النوع الأول: ما يتصل بشخصية الملك عبد العزيز وأعماله وتشمل: تكوينه العلمي المناسب، معرفته الشخصية بكثير من أمور العلم الشرعي، ودراسته العلم الشرعي مع العلماء في مجالسه الخاصة، وتطبيقه شخصيًا للعلم الشرعي، ونشره وتوزيعه أمهات الكتب الشرعية، وتشجيعه الحلقات العلمية والشرعية، وعنايته بتعليم أولاده القرآن الكريم وعلومه.
النوع الثاني: ما يتصل بسياسة الحكومة التي تستقي هذه السياسة من إرشاداته وتوجيهاته وتشمل: إنشاء القسم الشرعي في المعهد العلمي السعودي، وإنشاء مدرسة دار التوحيد بالطائف، وإنشاء كليتي الشريعة والمعلمين بمكة المكرمة، وإنشاء المعهد العلمي بالرياض، وإنشاء كلية الشريعة بالرياض، ودراسة القرآن الكريم وعلومه في مناهج التعليم العام، وإنشاء أول مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وإنشاء أول جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المملكة، وإنشاء الإذاعة السعودية وتوجهها الإسلامي.
وهكذا تنوعت وتعددت هذه الأوجه لتكون نواة وأسسًا لما بعدها.(1/34)
المصادر والمراجع
أولًا الكتب والبحوث والنشرات :
1- إبراهيم بن عبيد : تذكرة أولي النهي والعرفان، ط الأولى.
2- أمين الريحاني : نجد وملحقاته أو تاريخ نجد الحديث، ط الأولى.
3- الجماعات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم خلال عشر سنوات من 1401هـ، إلى 1411هـ.
4- جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ومسيرتها المباركة، ط1419هـ.
5- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: الكتاب الإحصائي السنوي لعام 1395 هـ، ط الأولى.
6- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:تطور التعليم في المعاهد العلمية من 1370-1373هـ.
7- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: دليل خريجي الجامعة عام 1373/1396هـ، ط الأولى.
8- جامعة الملك عبد العزيز: كلية الشريعة بمكة في 25عام، ط الأولى.
9- حافظ وهبة : جزيرة العرب في القرن العشرين، ط 1387هـ.
10- حمد السلوم : تطور التعليم، ط الأولى.
11- خير الدين الزركلي : الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز ، ط1397هـ/1377م.
12- عبد الحميد الخطيب الإمام العادل، ط 1373هـ.
13- عبد الرحمن الشبيلي (الدكتور) نحو إعلام أفضل، ط الأولى.(1/35)
14- عبد العزيز الرفاعي : عناية الملك عبد العزيز بنشر الكتب ضمن بحوث مؤتمر الملك عبد العزيز بالرياض 1406هـ.
15- عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ : لمحات عن التعليم وبداياته في المملكة العربية السعودية، ط الأولى 1412هـ.
16- عبد اللطيف بن دهيش (الدكتور): التعليم الحكومي المنظم في عهد الملك عبد العزيز ، ط الأولى 1408هـ.
17- عبد الله أبو راس (الدكتور) وبدر الدين أديب : الملك عبد العزيز والتعليم ، ط1 الأولى 1407هـ.
18- عبد الله بن خميس : الملك عبد العزيز ومدرسة دار التوحيد من بحوث مؤتمر الملك عبد العزيز عام 1406هـ.
19- عبد الله بن عبد الرحمن البسام : علماء نجد خلال ثمانية قرون، ط الأولى.
20- عبد الله حمدي : ابن سعود ، ط الأولى.
21- فؤاد حمزة : قبل جزيرة العرب، ط 1388هـ .
22- محمد المانع : توحيد المملكة العربية السعوديةـ ترجمة د. عبد الله العثيمين ، ط 1402هـ .
23- محمد بن عبد الله السلمان (الدكتور): التعليم في عهد الملك عبد العزيز ، ط الأولى 1416هـ/1999م.
24- محمد بن عبد الله السلمان (الدكتور): التعليم في نجد في عهد الملك عبد العزيز ، ط الأولى، نشر نادي القصيم الأدبي.(1/36)
25- محمد بن عبد الله السلمان (الدكتور): المواصلات في المملكة وتطورها في عهد الملك عبد العزيز ، ط الأولى.
26- محمد بن عبد الله السلمان (الدكتور): توحيد المملكة العربية السعودية وأثره في الاستقرار الفكري والسياسي والاجتماعي ، ط 1415هـ.
27- محمد جلال كشك : السعوديون والحل الإسلامي، ط 1402هـ.
28- محمد رشيد رضا : مقدمة كتاب المغني لابن قدامة ، الناشر 1346هـ .
29- مديحة درويش (الدكتورة): تاريخ الدولة السعودية، ط الأولى 1400هـ.
30- موسى السهيلي : الشيخ عبد الله القرعاوي ، ط الأولى.
31- وزارة المعارف دليل مدارس وزارة المعارف 1399هـ/1400هـ، ط الأولى.
32- وزارة المعارف: نظام المدارس الأميرية مطبعة الحكومة عام 1370هـ.
ثانيًا: الدوريات ( الصحف والمجلات ) :
1- جريدة أم القرى ، 24شعبان 1364هـ/ 3 أغسطس عام 1945م.
2- جريدة الجزيرة عدد 1 / 1 / 1420هـ .
3- حمد الجاسر : ذكرياته، المجلة العربية، محرم 1413هـ.
4- حمد الجاسر : ذكرياته، المجلة العربية، محرم 1414هـ.
5- مجلة المنهل : عدد جمادى الأولى عام 1367هـ.(1/37)