منير عرفه
monirrrrrrr@yahoo.com
( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (
سورة فصلت آية 53
إهداء
الى الحائرين فى هذه الحياة
إليكم طوق النجاة
بداية
اعلم - يرحمني الله وإياك - أننا لا نعيش فى الحياة إلا مرة واحدة . ولابد أن نسلك في حياتنا طريقا، حتى لو لم تختر أنت فلسوف يُختار لك . والحياة مليئة بالمذاهب والطوائف والفرق والأديان ، منها ما هو صالح ومنها ما هو فاسد ... وأنت أمامها جميعا لا بد أن تختار من بينها .
ولو أردت أن تدرس كل طائفة على حدة لطال بك البحث ولضاع عمرك كله ولما وصلت إلى مأربك .
لذا أردتُ من هذا البحث أن آخذك فى رحلة نتعرف فيها على أصول هذه الأديان والمذاهب لنصل معًا إلى طريق الهداية ..
الحلقة الأولى
بين الكفر والإيمان
إذا نظرنا بنظرة عامة إلى العالم ، فإن الناس جميعا ينقسمون إلى نوعين إما مؤمن وإما كافر . وتحت هذين النوعين الكبيرين أقسام وأقسام ...
أما الكافر ...
فهو إنسان ترك الأديان و أنكرها واتبع هواه وفقط . وقال أن الأديان والإيمان ألفها الرهبان والقساوسة والمشايخ ليستعبدوا الناس ويتبعونهم ولتكون لهم الرياسة على الخلق واستغلال ذلك. وأن الله لم يخلق الإنسان بل الإنسان هو الذى خلق الله بذهنه .
وهذا الذى قالوه ما هو إلا ضرب من الأوهام من قاله فقد أغلق قلبه وعقله وعاند الحقائق . إذ أنه أراد أن يريح نفسه ويتبع هواه ويُنكِر ما لا يُنكَر ويجحد ما لا يجحد .
* فمَنْ ذا الذى يجحد الكون وما فيه من آيات باهرات تكشفها الحقائق وتجليها يوما بعد يوم . كلها تتضافر على أن لهذا الكون واجد أوجده من العدم .
* فمن من أصحاب العقول يمكن أن يفسر دقة نظام الكون وما فيه من شمس وكواكب ومجرات عظيمة كل قد وجد فى مكانه بحكمة ودقة عظيمة ؟!(1/1)
* ومن من أصحاب العقول يمكن أن يفسر دقة نسب الأشياء الموجودة فى الكون ؟ فإذا سألت أهل العلم والدراية فإنهم يقولون أن الهواء الجوى يتكون من عناصر مختلفة وهى الأكسجين بنسبة 21% والنيتروجين بنسبة 78% وثانى أكسيد الكربون بنسبة 0.03 % والهيدروجين والأرجون وغيرها بنسبة 0.97 % ونسبة متغيرة من بخار الماء.
وكلها نسب ثابتة مع أنها تنقص فى جانب وتزيد من جانب آخر إلا أنها تظل نسب ثابتة ..
والنبات يأخذ الشمس وثانى أكسيد الكربون فى عملية معروفة بعملية البناء الضوئى ويخرج منها غذاء الكائنات جميعا وكذلك ينتج غاز الأكسجين . ولولا هذه العملية البسيطة التى تتم فى النبات لهلكت الحياة على ظهر الأرض إذ لولاها لنفذ الأكسجين و لانتهى الغذاء .
* ولو نظرت الى وجهك فى المرآة لرأيت عينين جميلتين كلاهما دقيق الصنع تتعجب من هذه النافذة البسيطة التى لا تريد أن تبيعها بجواهر العالم حتى لو كنت أفقر الناس. وترى شفتين تحتهما أسنان لمضغ الطعام ولسانا تتكلم به وترى فى وجهك أذنين تتعجب من صنعهما وأنف تُعتبر مدخل الهواء إليك . وكلها فى مكان واحد وتسقى بغذاء واحد ، فمن ذا الذى لا يتعجب من دقة الصنعة فيه ؟ ولو بدلت الأسنان مكان الرموش لما قامت بوظيفتها ولكانت سيئة المنظر.
ففى الكون وفى النفس آيات وآيات لا ينكرها إلا جاهل .
ثم إذا كان للعين وظيفة وللأذن وظيفة وللأيدى وظيفة وللأسنان وظيفة ، فما وظيفة هذا الإنسان مجتمعًا ؟!
كل هذا وغيره يبين مدى حماقة من يقول أن هذا الكون ليس له واجد وأن هذه الكون وُجد بالصدفة وتضطرنا إلى أن الحقيقة أن لهذا الكون واجد ومنشئ وصاحب .
* وبذلك قد أسقطنا من حساباتنا طائفة كبيرة منكرة لوجود الواجد .
ولم يصبح أمامنا إلا أن ننظر إلى أصحاب الديانات المختلفة العظيمة التى هى مبثوثة فى العالم . ولا شك أن منها الصحيح ومنها الفاسد وتلك هى الحلقة الثانية التى سندخلها معا ..
الحلقة الثانية(1/2)
بين أهل أى عبادة
فإذا دخلنا هذه الحلقة وجدنا أناسًا يعبدون الشمس وأناسًا يعبدون الشيطان وآخرون يعبدون الله ... وهكذا .
فإذا أردت أن تختار من بين هؤلاء جميعًا فتسأل نفسك سؤالا بعيدًا عن أى إنسان من الذى يمكن فى هؤلاء جميعًا أن يوجد هذا النظام الدقيق والذى يستطيع أن يخلق الكون بهذه الدقة ويخلق الإنسان والحيوان والنبات ..
* عُبَّاد البقر :
فنقول هل يمكن لبقرة تُذبح أن تصنع هذا ؟!
وقد يبدو السؤال عجيبًا لو لم تعرف أن بلادًا بأكملها تعبد البقر مثل الهند . وإذا أردت أن تعرف هل البقر آلهة قم فاذبح بقرة أو اذهب الى أى مجزر قريبًا منك وسوف ترى الآلهة تُذبح ولا تستطيع أن تمنع نفسها . أى عقل يمكن أن يقول ذلك ؟!
وهل البقرة التى ذبحناها لو تركناها أياما عدة ، ألا تترك رائحة نتنة ينفر منها الجميع فأين عقلك يا أخي الإنسان ؟!
وإليك بعض النصوص التى تتكلم عن نفسها من أناس يعبدون البقر:
أمى البقرة
جاء فى كتاب مقارنة الأديان (أديان الكبرى) ، د. أحمد شلبى ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر 1964 ص 32 : يقول غاندى فى القرن العشرين فى مجال نشر بمجلة Bhana jornal عدد نوفمبر سنة 1964م تحت عنوان أمى البقرة : ( إن حماية البقرة التى فرضتها الهندوسية هى هدية الهند إلى العالم وهى إحساس برباط الأخوة بين الإنسان وبين الحيوان ، والفكر الهندى يعتقد أن البقرة أم الإنسان ، وهى كذلك فى الحقيقة ، إن البقرة خير رفيق للمواطن الهندى ، وهى خير حماية للهند ...
عندما أرى بقرة لا أعدنى أرى حيوانا ، لأنى أعبد البقرة وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع ..
وأمى البقرة تفضل أمى الحقيقية من عدة وجوه ، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما ، ولا تتطلب منا شيئًا مقابل ذلك سوى الطعام العادى .(1/3)
وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة ، ولكن أمنا البقرة تمرض فلا نخسر لها شيئًا ذا بال ، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طويلة ، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهى حية، لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون.
أنا لا أقول هذا لأقلل من قيمة الأم ولكن لأبين السبب الذى دعانى لعبادة البقرة . إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة ولإجلال وأنا أعد نفسى واحدا من هؤلاء الملايين )
انتهى كلام غاندى .. وهو من مشاهير العالم فى العصر الحديث يعبد بقرة ويفضلها على أمه . أفما كان أولى بهذا الرجل العاقل أن يعبد مَنْ خلق البقر جميعا والغنم جميعا والإبل والحمير والخيول وغيرها والذى خلق الإنسان والنبات وكل فى هذا الكون .
* وإذا كانت العملية تتوقف على المنفعة فإن النبات أنفع إذ أن النبات يقوم بعملية البناء الضوئى كما قدمنا فيأخذ الشمس وثانى أكسيد الكربون ويصنع لنفسه وللكل الغذاء النافع .
صلاة الى البقرة
وجاء فى كتاب مقارنة الأديان (أديان الكبرى ) ، د. أحمد شلبى ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر 1964 ص 30-32 : وجاء فى العدد ذاته تحت عنوان ( صلاة الى البقرة ) وهو نص من " ساماويدا": ( أيتها البقرة المقدسة ، لك التمجيد والدعاء ، فى كل مظهر تظهرين به ، أنثى تدرين اللبن فى الفجر وعند الغسق ، أو عجلا صغيرا ، أو ثورا كبيرا ، فلنعد لك مكانا واسعا نظيفا يليق بك، وماء نقيا تشربينه ، لعلك تنعمين هنا بالسعادة. )
فإذا تركنا عباد البقر نجد.
..........
* عُبَّاد الشمس :
وسترى أناسًا يعبدون الشمس ويتخذونها إلها ، فهل يمكن أن تكون الشمس إلها بعدما ثبت أن الشمس نجم كبير موجود فى مجرة واحدة
يدور حولها عدة كواكب كالأرض وعطارد والمريخ ..... وغيرها
إن الشمس كرملة فى صحراء بالنسبة إلى الكون الهائل .
* عُبَّاد الأحجار والأصنام :(1/4)
وسترى أناسًا الذين يعبدون الحجارة والأصنام والتماثيل ! هل يمكن أن تمنع الحجارة نفسها من أن تتكسر إذا حاول أحدٌ تحطيمها ؟!
وقد حطم الأفغان منذ عدة سنوات أصنامًا كان يعبدها عابدوها فغضبوا لذلك ونددوا بمن حطمها ، ولم يسألوا أنفسهم سؤالا إذا كانت هذه آلهة فلماذا لم تحفظ نفسها وتدمر أعدائها .
إن الإنسان معه عقل يفكر به هو مصباحه الى الهداية فكيف يطفئ هذا المصباح ثم يتخبط فى ظلام دامس .
* عُبَّاد الشيطان :
أما الذين يعبدون الشيطان فكان الأولى بهم أن يعبدوا الملائكة إذ أن الشيطان لم يرد إلا هلاكهم وهو رمز لكل شئ قبيح أو ما كان الأجدر بهم أن يعبدوا رموز الخير والبر والإحسان ؟!
........
إن الذى يبقى من بين هذه المعبودات جميعا هو الله وحده الذى خلق الإنسان وعلمه وخلق الطير وخلق الشمس وخلق الشيطان وخلق الأحجار .. هو وحده يستحق أن يكون سيدًا وخالقًا لهذا الكون .
ولم يقل أحد أن الله هو الحق وأن المستحق بالعبادة إلا ثلاثة أديان كبرى فى العالم [ اليهودية - النصرانية - الإسلام ]
وبذلك نكون قد استبعدنا كل الأديان الأخرى ما عدا هذه الثلاثة العظيمة التى هى مبثوثة فى العالم . ولا شك أن منها الصحيح ومنها الفاسد وتلك هى الحلقة التالية التى سندخلها معا ...
الحلقة الثالثة
بين الأديان الكبرى فى العالم [ اليهودية - النصرانية - الإسلام ]
وصلنا إلى الحلقة التى تعبد الله وتدين له بالعبادة وهى تقر جميعا أن الله هو الذى خلق الكون بما فيه من شمس وانس وكائنات والكل صنعته .
* ولن نفاضل بين أى من هذه الديانات فى فروعها فالفروع كثيرة ومتشعبة وإذن لطال بنا البحث ولخرج عما أردناه إنما سننظر الى أصلها الأصيل وصلبها القويم ألا وهو نظرتها الى الإله من خلال مصادرها المعتمدة عندهم .(1/5)
* وقبل أن أخوض معك فى هؤلاء يجب أن نتفق على أمور نرجع إليها ونسترشد بها ألا وهى : أن الله له صفات الكمال والجلال إذ لا يعقل أن خالق الكون بهذه الدقة والنظام لا يمكن إلا أن يكون عالمًا خبيرًا بدقائق الأمور حكيمًا فى كل شيئ وقادر على كل شيئ وإليه ترجع القوة المطلقة وهو إله واحد يرجع إليه الأمور كلها وإلا لتشتت الخلق من الذى خلق ما نرى وخلقنا ، ولتشتت الناس من يعبدون ومن الإله الأولى إذن هو إله واحد قادر على كل شيئ بيده كل شيئ وإليه يرجع كل شيئ ومن عدله أن جعل هناك جزاء وحساب بعد الممات يحسن فيها الى أهل الخير ويعاقب فيها أهل الضلال .
فإذا فحصنا هذه الأديان الثلاثة ورأينا نصوصها المعتمدة عند أهلها فإننا نرى ما يلى :
أما اليهودية
فندع النصوص هى التى تتكلم ..
* جاء فى سفر التكوين - الإصحاح الثانى والثلاثون 24 : 30 ما نصه : ( فبقى يعقوب وحده ، وصارعه إنسان - حتى طلوع الفجر ، ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حتى فخذ يعقوب فى مصارعته معه . وقال أطلقنى لأنه قد طلع الفجر ، فقال : لا أطلقك إن لم تباركنى فقال له : ما اسمك ؟ قال يعقوب - قال : لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت ، وسأل يعقوب وقال : أخبرنى باسمك ، فقال : لماذا تسأل عن اسمى وباركه هناك ، فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا: لأنى نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسى )
فالنص السابق يقضى أن الرب قد ظهر ليعقوب فى صورة إنسان صارعه حتى الفجر ولم يتمكن الرب من هزيمة إلا بعد أن كسر حق فخذه فأى إله عاجز بهذه الصورة .(1/6)
* وجاء فى سفر التكوين الإصحاح 5 - 7 ما يلى : " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض. وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم . فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض . وتأسف فى قلبه . فقال الرب : أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات (الأرض) وطيور السماء لأنى حزنت أنى عملتهم "
فهذا النص السابق يقضى بأن الله يفعل الشئ ثم يندم عليه ويأسف فى قلبه على عمله .
* وجاء فى سفر صموئيل الثانى - الإصحاح الحادى عشر (1-27) : ما يلى : " فصعد داود مساء الى سطح قصره، فرأى امرأة جميلة تستحم ، فاستدعاها الى قصره واضطجع معها، وكانت هذه المرأة زوجة لجندى من جنود الجيش الذى يحاصر "ربة" واسم هذا الجندى "أوريا" فحملت المرأة وأرسلت بذلك الى داود فأرسل داود الى "يؤاب" قائد الجيش يطلب منه أن يرسل إليه "أوريا" فجاء الرجل إلى "داود" فطلب منه أن يذهب الى بيته ويعود إليه فى الغد، ولكن الرجل لم يذهب الى بيته وأمضى ليلته نائما على باب قصر "داود" وعلم داود بذلك ، فلما كان الغد سأله "داود" عن سبب عدم مبيته فى بيته فأجاب الرجل بأنه لم يرض لنفسه أن يبيت مع زوجته بينما جيش بنى إسرائيل يحاصر "ربة" ويسقط منه القتلى والجرحى فأعطاه "داود" رسالة وطلب منه أن يسلمها الى "يؤاب قائد الجيش" وفى هذه الرسالة يأمر "داود" قائد جيشه بأن يعرض "أوريا" لنيران العدو حتى يموت، وقد تم ذلك ، فلما علمت المرأة بوفاة زوجها بكته وندبته، ثم لما انتهت مدة المناحة ضمها داود الى بيته وأصبحت زوجها له .
ويضيف سفر صموئيل الثانى - الإصحاح الثانى عشر 24 : أن هذه المرأة هى أم سليمان عليه السلام
فهذا النص يقضى بأن نبى الله داود الذى أرسله ليكون نموذجا للخلق وهداية لهم رجلا ماكرًا زانيًا خائنًا للناس مغتصبا لأعراضهم لا يقبل أن يفعل ذلك إلا أخس الرجال فضلا عن النماذج المختارة لتعلم الناس وترشدهم.
أما النصرانية(1/7)
فهى ديانة تحولت من عبادة الله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد الى الإشراك بالله حيث أصبح الإله عندهم عبارة عن شركة من [الأب - الابن - الروح القدس ] واتخذوا المسيح إلها يدعونه ويقولون فى أدعيتهم "إلهنا المسيح" فإذا سألتهم عن ذلك يقولون أن الله تجسد فى المسيح ليخلص البشرية من ذنوبها ويختمون حياة الإله بموته مصلوبا. وأخذ اليهود يجرونه ويسحبونه ويصفعونه على وجهه وهو يصرخ مستغيثا قائلا : " إلهي إلهي لماذا شبقتنى" أى لماذا تركتنى .
فإذا كان المسيح هو الله فبمن كان يستغيث وهو يصرخ ؟!
فالله الخالق الذى نؤمن به لا يمكن أن يكون هو ذلك المصلوب ولا ذلك المصفوع ولا ذلك المستغيث بمن هو أعلى منه ..
ثم إن الله واحد أحد ليس ابن أصغر ولا أب شيخ كبير إنما هو إله متفرد ومنزه عن كل نقص .
وهم يقولون أن الله تجسد فى صورة إنسان ليخلص البشر من ذنوبهم. وهذا أعجب من سابقه فلماذا لا يكفرها بدون أن ينزل إلى البشر ويقتلونه .. ثم إن أى ذنب فعلته البشرية لا يساوى أن يقتلوا الإله .
ثم إن النصوص التى أوردناها فى حق اليهودية هى نفسها مسحوبة على النصرانية لأن الكتب المقدسة التى نقلنا عنها هذه النصوص هى مصادر ومراجع معتمدة لدى النصارى .. ويضاف إليها ما سبق .
أما الإسلام
فهو يصف الله بأنه واحد أحد ، متفرد عن خلقه ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له شريك فى الملك . ومن صفاته أنه حكيم عليم خبير ، قوى قادر ، رحيم بعباده ، من غير حاجة إليهم ، عزيز لا يغلب ، وهو الأول والآخر .. ونرى أن كل الصفات التى يمكن أن تتصورها فى الإله المدبر الخالق لك والخالق لجميع الموجودات تجدها فى الإله الذى يعبده المسلمون .
ثم إن اليهودية والنصرانية دعوة إلى بنى إسرائيل وفقط .. أما الإسلام فجاء للبشر جميعا .
وندع النصوص هى التى تتكلم ..(1/8)
* " الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين . اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين" 1
* " قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد" 2
* " قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من يشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير "3
" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئًا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر له الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا . وما ينبغى للرحمن ولدا . إن كل من فى السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبدا . لقد أحصاهم وعدهم عدا . وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " 4
* أما الأنبياء فى الإسلام فهم عباد للإله العظيم ونماذج أرسلها الله للبشر ليعلموهم الطريق إلى الله وليس لهم من الأمر شئ .
بل جاء فى القرآن الكريم الكتاب المقدس عند المسلمين يوجه الخطاب لمحمد رسول الله : "ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو ويعذبهم فإنهم ظالمون " 5
وقال تعالى فى القرآن الكريم : " قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله " 6
* ونهى نبى الإسلام أن يؤتى بأى بادرة من بوادر الشرك بالله مثل الحلف بغير الله حتى لا يؤدى ذلك الى التعظيم الهائل الى شئ. فقال ( : " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت "7 . وقال ( : "من حلف بغير الله فقد أشرك " 8
* ونهى أن يسأل المسلم غير الله ويستعين بغير الله وأن يوقن أن الأمور كلها بيد الله ليس بيد أحد غيره فقال لابن عباس وهو من أطفال المسلمين يومئذ : " يا غلام إنى أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة كلها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف "9(1/9)
* بل نهى الإسلام عن عمل العمل من أجل السمعة أو الشهرة بل أوصى بأن تكون الأعمال خالصة وموجهة لرضى الله وحده .
إنه توحيد خالص لله خالق الكل ورازق الكل ومدبر أمر الجميع والقادر على تحويل حالك من حال إلى حال .
والله فى الإسلام موصوف بالكمال والجلال والمهابة والقوة ومع هذه القدرة فهو الرحمن الرحيم اللطيف الصبور .
وبذلك نكون قد استبعدنا كل الأديان الأخرى ما عدا الإسلام.
وسندخل هذه الحلقة معًا لنتعرف على بعض معالم هذا الدين الذى بقى معنا .
الحلقة الرابعة
الإسلام
فى الإسلام ثلاثة أصول كبرى يتفق عليها المسلمون جميعا ، ومن خالفها فإنه لا يكون على دين الإسلام ولو ادعاه .
( الله جل جلاله - محمد رسول الله - القرآن كتاب الله )
وقد اخترناها الثلاثة لأن أصل الديانة إذا ثبتت فإن ما بعدها تبع لها وإذا لم تثبت فما بنى على باطل فهو باطل .
وإليك تلك الدعائم الثلاثة :
أما عن الله :
فقد تكلمنا عنه نبذة وجيزة تبين تصور المسلمين لله فإنهم يعتقدون فى الله ثلاثة أمور :
* الأمر الأول : أنه خالق ، واجد ، رازق ، ومالك الكل .
* الأمر الثانى : أنه هو وحده المستحق بأن يعبد ويطاع .
* الأمر الثالث : أنه له صفات الكمال والجلال .
أما عن القرآن الكريم :
وهو كتاب المسلمين المقدس ، وهو كتاب اتفقت كلمة المسلمين
جميعا عليه وأنه كتاب الله المنزل ، وهو محفوظ ، لا يزيد فيه أحد ولا ينقص فيه أحد ، توارثه المسلمون جيلا بعد جيل دون أدنى تغيير فيه . يشهد على ذلك المسلمون قاطبة .
وقد اتفقت كلمة المستشرقين ، وعلماء الغرب المحققين ، على أن القرآن الكريم محفوظ فى السطور والصدور ، وأنه لم تحذف منه كلمة ، ولم تزد عليه كلمة .
? فقد جاء عن (السير وليم ميور) فى كتابه "حياة محمد " وقد عُرف وليم هذا بتحامله على الإسلام ، وعلى النبى محمد ( :(1/10)
" لم يمض على وفاة محمد ربع قرن حتى نشأت منازعات عنيفة ، وقامت طوائف ، وقد ذهب عثمان ضحية هذه الفتن ، ولا تزال هذه الخلافات قائمة ، ولكن القرآن ظل كتاب هذه الطوائف الوحيد، إذ أن اعتماد هذه الطوائف جميعا على هذا الكتاب تلاوة ، برهان ساطع على أن الكتاب الذى بين أيدينا اليوم ، هو الصحيفة التى أمر الخليفة المظلوم بجمعها وكتابتها، فلعله هو والكتاب الوحيد فى الدنيا الذى بقى نصه محفوظا من التحريف طيلة ألف ومائتى سنة " 10
? وجاء عن (وهيرى) فى تفسيره للقرآن قال :
" إن القرآن أبعد الصحف القديمة بالإطلاق عن الخلط والإلحاق وأكثرها صحة و أصالة " ج1 ص 349
? وجاء عن ( يامر ) مترجم القرآن المعروف إلى اللغة الإنجليزية:
" لم يزل نص القرآن الذى رتبه عثمان على الصحيفة المتلقاة بالقبول المعتمد عليها عند المسلمين "
? وجاء عن (بن بول) قوله :
" إن أكبر ما يمتاز به القرآن أنه لم يتطرق شك إلى أصالته ، إن كل حرف نقرأه اليوم نستطيع أن نثق بأنه لم يقبل أى تغيير منذ ثلاثة عشر قرنا " 11
? والذى يعايش المسلمين عن قرب يتأكد من هذه الحقيقة وهو كتاب واحد وليس كتب .
? و أجمع المسلمون على منع ترجمته إلى أى لغة أخرى وإنما الذى يترجم هو تفسيره وليس القرآن نفسه وبذلك يكون النص الأصلى ثابت باللغة العربية لا يتبدل ولا يتغير على مر القرون .
? والذى يقرأ أى مصحف ينشره المسلمون اليوم ويطابقه بالنسخة الأصلية "النسخة التى نسخها الخليفة عثمان " لا يجد أى تغيير فيها حتى فى رسمها وشكلها .
? ومن الأمور التى جعلت رسالة محمد ( خاتمة : (حفظ الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم من التغيير والتبديل والتحريف ) .
? والقرآن الكريم بهذه الخاصية الفريدة يخالف غيره من الكتب المنزلة، حتى أقربها عهدًا (كالإنجيل)(1/11)
? وقد أحسن العالم المستشرق المهتدى " آيتين دينيه " الفرنسى ، فى وصف هذه الأناجيل التى يطلق عليها (العهد الجديد) وتحديد قيمتها العلمية والتاريخية ، يقول بكل تدقيق وتحقيق :
{ أما أن الله سبحانه قد أوحى الإنجيل إلى عيسى بلغته ولغة قومه ، فالذى لا شك فيه ، أن هذا الإنجيل قد ضاع واندثر ، ولم يبق له أثر أو أنه أبيد }
إنه من السهل أن يذهب من يريد إلى المطبعة ، ومعه نسخة محرفة من الإنجيل ، فيطبعها ثم ينشرها فى الأسواق .
إن أحدًا لن يثور على هذا العمل .. بل ستتلقاها الدوائر المسيحية بقبول ، وستصبح بعد قليل مرجعًا تستقي منه العقيدة المسيحية ... !
إن هذا الكلام الذي أقوله .. ليس وليد الخيال المجنح ... بل هو ما حدث فعلاً .. و اقرأوا هذه القصة ..
مثال على التحريف :
لقد قامت ( دار النشر اليهودية ) بالقدس بإصدار طبعة محرفة لأسفار العهد الجديد عام 1970 م ، وقامت بترجمته بمختلف لغات العالم ، ومن بينها اللغة الإنجليزية ، التى كانت تقوم على توزيعها ، وكالة ( ريد ) بلندن ، وقد جاء فى مقدمة هذه الترجمة المحرفة لأسفار العهد الجديد خاليًا من معاداة السامية -
إن التعديلات التي أدخلت هنا على ترجمة عام 1611 ( الإنجليزية المعتمدة إلى الآن ) يمكن إثباتها من المصادر الأولى ، وقد اختيرت جميعها لهدف واحد هو : التخلص - بقد ما تسمح به الحقيقة - مما تحتويه تلك الترجمة النكدة ، والتى تهدف إلى بذر العداوة بين المسيحيين واليهود .
إن تعاليم العهد الجديد الحقيقى تتضمن المحبة بدلا من تلك الكراهية القاتلة ، وعلى هذا الأساس ، فإن الترجمة اليهودية يحق لنا أن نقول بأنها الترجمة المسيحية الصادقة ، وفيما عدا ذلك من تعديلات ، فإن نصوص هذه الترجمة كما هي فى ترجمة عام 1611 م .
إن هذه الترجمة تمثل إعلانًا تأخر كثيرًا عن موعده للتقارب بين المسيحية واليهودية ) .
سبحان الله ....(1/12)
لقد قام اليهود بتحريف العهد الجديد - أسفار المسيحية - لتنقيتها مما يسيء إليهم حتى تسود المحبة بينهم وبين المسيحيين ...
فماذا كان رد الفعل عند المسيحيين إزاء هذا العمل الخطير ؟
لا شيء ... أيها السادة ... لا شيء ! لقد صمت المسيحيون تمامًا .. وكأن الأمر لا يعنيهم في قليل ولا كثير ... !
فلم يتحرك واحد منهم على الإطلاق ... سواء من الكنسيين ، أو الكتَّاب والمفكرين ! بل إن الذي نبه إلى ذلك العبث اليهودي بالأسفار المسيحية إنما هم الكتَّاب الإسلاميون !
لقد أثاروا موضوع تحرف الأناجيل ، وبقية أسفار العهد الجديد في مؤتمرات إسلامية مسيحية عقدت في قرطبة وطرابلس والقاهرة .. وكان موقف رجال الدين المسيحي هو الصمت التام ، والاكتفاء بالنظر في وجوه العلماء المسلمين وفي أيديهم النسخة المحرفة ، تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت .. !
ألا شتان ما بين موقف المسيحيين من كتبهم المقدسة ... وبين موقف المسلمين من القرآن الكريم .12
* وليس ذلك فى العصر الحديث وفقط ، بل وفى القديم أيضًا ..
فقد نقل الإمام القرطبى فى تفسيره عند قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )13 هذه القصة فقال :(1/13)
كان للمأمون - وهو أمير إذ ذاك - مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الرائحة، قال: فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، قال: فلما تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال نعم. قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف. قال: فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما، قال: فتكلم على الفقه فأحسن الكلام؛ فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، وأنت تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتب نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها؛ فعلمت أن هذا كتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي.14
* مما يدل على أن القرآن الكريم شأنه يختلف عن شأن جميع الكتب السماوية كل الاختلاف ، فقد تكفل الله بحفظه وسلامته من كل تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقص ، قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) 15
أما عن محمد ( :
فقد ادعى محمد أنه رسول من عند الله . والرجل الذى يدعى النبوة إما أن يكون أصدق خلق الله وأعلاهم شأنا ، وإما أن يكون أكذب خلق الله وألعنهم .
أما عن محمد فقد درس القاصى والدانى سيرته فوجده رجلا صادق الكلمة .
* وقالت له قريش "قومه" : " ما جربنا عليك كذبا قط "(1/14)
فعن ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية: "وأنذر عشيرتك الأقربين"16 ورهطك منهم المخلصين. خرج رسول الله ( حتى صعد الصفا. فهتف "يا صباحاه!" فقالوا: من هذا الذى يهتف؟ قالوا: محمد. فاجتمعوا إليه، فقال "يا بنى فلان! يا بنى فلان! يا بنى فلان! يا بنى عبد مناف! يا بنى عبد المطلب!" فاجتمعوا إليه فقال "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقى؟" قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال " فإنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد".17
* حادثة هرقل :
وهى أن هرقل سأل أبا سفيان بن حرب - وكان تاجرا وكان معاديًا للنبى محمد وقت السؤال - عن النبى محمد وصدقه فأخبره بأنه صادق أمين فقال هرقل : سألتك هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ.18
* بل إن قريشا عندما هاجر من بلده إلى المدينة كان الذين يطاردونه قد أودعوا عنده الودائع لأمانته الشديدة . وكان من الأسباب التى جعلته يترك ابن عمه على بن أبى طالب ( لكى يرد الأمانات الى أصحابها .
* وكان محمد يدعو إلى الصدق دائما : " عليكم بالصدق فإن الصدق يدعو إلى البر .. "19
* وكان يستشهد عليهم بقوله " فقد لبثت فيكم عمرا "20 ولم يؤثر عليه كذبا قط .
* ولم يؤثر عنه أنه ذهب إلى معلم ، فقد كان أميًا .. ولم يؤثر عنه شعر ومع ذلك فقد جاء هذا الرجل الأمي بكتاب معجز للعلماء ..
فالقرآن يصف مراحل خلق الإنسان بصورة مدهشة مما جعل أحد علماء الأجنة وهو " كيث مور الألمانى " أن يعلن إسلامه بعد توصله بهذه الأبحاث الدقيقة فوجد القرآن قد سبقها منذ عدة قرون فهل كان محمد معه هذه الأجهزة الدقيقة التي توصل بها إلى هذه الحقائق ؟
* وصدق فيما تنبأ به فقد قال :
أ) أن فاطمة ابنته أول أهله لحوقا به .. وقد كان(1/15)
ب) أبو ذر يعيش وحيدًا ويموت وحيدا .. وقد كان
جـ) عمر وعثمان يقتلان .. وقد كان
د) أنهم يقسمون كنوز ملك فارس وملك الروم .
هـ) إخباره بفتح مكة وبيت المقدس واليمن والشام والعراق.
و) أن الحسن بن على سيصلح الله بين فئتين عظيمتين .
ز) أن سراقة بن مالك سيلبس سوارى كسرى .
ليس الإسلام ديانة عنصرية
ومن العلامات البارزة فى ديانة الإسلام أنه ديانة للعالمين جميعا وليست دعوة عنصرية لجماعة من الجماعات أو لقوم من الأقوام .. فأول آية فى القرآن الكريم .. " الحمد لله رب العالمين "21 .
وفيه يقول الله لرسوله محمد ( " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "22.
وقد قال رسول الله ( : " كان كل رسول يأتى إلى قومه خاصة وأرسلت إلى الناس كافة "23
ودعوة الإسلام - منذ بدايتها - انتمى إليها : سلمان الفارسى ، وصهيب الرومى ، وبلال الحبشى ، وأبو بكر من العرب ، دلالة واضحة على عموم الرسالة. ووجه رسول الإسلام ( إلى الأمراء والملوك فى أنحاء الأرض يدعوهم إلى الإسلام ويعرضه عليهم .
وما زال له تأثيره عند المسلمين حتى اليوم فلا فرق عند المسلمين بين الأسود ولا الأبيض ولا لجنس دون آخر ...
على غير أمة كأمريكا التى لم تتخلص من العنصرية حتى اليوم .
أما الديانات الأخرى كالنصرانية فندع النصوص تتكلم :
* فقد جاء فى متى ما نصه 15:21-24 : " ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحى صور وصيدا ، وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت قائلة ارحمنى يا سيد يا ابن داوود ، ابنتى مجنونة جدا . فلم يجبها بكلمة ، فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين : اصرفها لأنها تصيح وراءنا . فأجاب وقال : لم أُرسَل إلا إلى خراف بنى إسرائيل الضالة "
* وفى متى 10 : 5-6 أوصى عيسى الحواريين الاثنى عشر قائلا : " إلى طريق أمم لا تمضوا ، وإلى مدينة السامرين لا تدخلوا ، بل اذهبوا بالحرىِّ إلى خراف بنى إسرائيل الضالة "
- إنها النصرانية دعوة إلى قوم محددين ..(1/16)
- وما زال اليهود حتى اليوم يظنون أنفسهم فوق البشر ..
- وكذلك الألمان ....
- أما الإسلام فلا فرق بين أفراد بنى البشر ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
منهج الإسلام
وسوف نعرض منهجا صحيحا يمكن أن يكون مرجعا لما أراده الإسلام . ومن كان بعيدا عنه فليرجع إليه يهتدى بإذن الله ..
* أما عن طريق الإجمال فتجمعها هذه العبارة :
فقد جاء حديث عن رسول الله ( يبين لك مراتب الأمر كله ...
( الإسلام - الإيمان - الإحسان )
أما الإسلام فهو :
* شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله .
* إقام الصلاة .
* إيتاء الزكاة .
* صوم رمضان .
* حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .
وأما الإيمان فهو :
* الإيمان بالله
* وملائكته
* وكتبه
* ورسله
* واليوم الآخر
* والقدر خيره وشره حلوه ومره .
وأما الإحسان فهو :
* أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
..........
* أما طريق النجاة ومنهجه على الإجمال فقد وصفه نبى الإسلام ( بهذه العبارة الموجزة : حين سئل عن الفرقة الناجية ، فقال " ما أنا عليه وأصحابى" 24
- ومعنى " ما أنا عليه وأصحابى" : أن نتخذهم قدوة لنا فى عقائدهم وعباداتهم ويسرهم فى الدين وتمسكهم بالفطرة السليمة بعيدًا عن الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة .
أرأيت لو أن رجلا معه ساعة يريد أن يضبطها أفلا يرجع إلى ساعة مضبوطة ليضبط ساعته عليها ؟!
* وأما عقيدة المسلم بشئ من التفصيل وباختصار فقد ساقها أحد أعلام المسلمين25 ( ت : 386 ) فقال :
باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة
من واجب أمور الديانات
من ذلك : الإيمانُ بالقلب والنُّطقُ باللسان أنَّ الله إلهٌ واحدٌ لا إله غيرُه , ولا شبيهَ له , ولا نَظيرَ له , ولا وَلَدَ له, ولا وَالِدَ له , ولا صاحبة له , ولا شريكَ له .(1/17)
ليس لأَوَّلِيَّتِهِ ابتداءٌ , ولا لآخِريّتِه انقضَاءٌ , لا يَبْلُغُ كُنْهَ صِفَتِهِ الواصفون , ولاَ يُحيطُ بأمرِه المُتَفَكِّرونَ , يَعتَبِرُ المتفَكَّرونَ بآياته , ولا يَتَفكَّرونَ في مَاهِيَةِ ذاتِه , ? ولا يُحيطون بشيءٍ من عِلمه إلاَّ بِما شاء وَسِعَ كرْسِيُّه السَّموات والأرض , ولايِؤُوده حفظُهما وهو العليُّ العَظيمُ ?26.
العالِمُ الخبيرُ , المُدَبِّرُ القَديرُ , السَّمِيعُ البصيرُ , العَلِيُّ الكَبيرُ , وَانَّه فوقُ عَرشه المجيد بذاته , وهو في كلِّ مَكان بعِلمه .
خَلَقَ الإنسانَ , ويَعلمُ ما تُوَسْوِسُ به نفسُه , وهو أَقَرَبُ إليهِ من حَبْلِ الوَريدِ , ? وما تَسْقُطُ من ورقةٍ إلاَّ يَعلَمُها ولاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَات الأرضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلا يابِس إلاَّ في كتاب مُبين ?27.
? على العرشِ استْوَى ?28 وعَلى المُلْكِ احْتَوى , وله الأسماء الحُسنى والصِّفاتُ العُلى , لَم يَزَل بِجَميعِ صفاتهِ وأسمائِه , تَعالى أن تكون صفاتُه مَخلوقَةً , وأسماؤُه مُحْدَثَةً .
كلَّم موسى بكلامِه الَّذي هو صفةُ ذاتِه , ولا خلْقٌ مِن خَلقه , وَتَجَلَّى
للجَبَل فصار دَكاًّ مِن جلالِه , وأنَّ القرآنَ كلامُ الله , وليس بمخلُوقٍ فَيبِيدُ , ولا صفة لمخلوقٍ فَيَنْفَدُ .
والإيمانُ بالقدَرِ خَيْرِه وشَرِّه , حُلْوِهِ وَمُرِّهِ , وكلُّ ذلك قَد
قّدَّرَهُ اللهُ رَبُّنا , ومقاديرُ الأمورِ بيدِه , ومَصدَرُها عن قضائِه .
عَلِمَ كلَّ شيْءٍ قَبل كَونِه , فجَرَى على قَدَرِه , لا يَكون مِن عِباده قَولٌ ولا عَملٌ إلاَّ وقدْ قَضَاهُ وسبق عِلْمُه به ?أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ?29 .
يُضلُّ مَن يشاء , فيَخْذُلُه بعدْلِه , ويُهدي مَن يَشاء , فَيُوَفِّقُه بفضلِه ,
فكَلٌّ مُيَسَّرٌ إلى ما سَبَقَ مِن علمه وقَدَرِه , مِن شقِيٍّ أو سعيدٍ .(1/18)
تعالَى أن يكونَ في مُلْكِهِ ما لا يُريد , أو يكون لأَحَد عنه غنِىً ، خالقاً لكلِّ شيءٍ , ألاَ هو رَبُّ العباد ورَبُّ أعمالِهم , والمُقَدِّرُ لِحَركاتِهم وآجالِهم .
الباعثُ الرُّسُل إليهِم لإقَامَةِ الحُجَّةِ عَلَيهم .
ثُمَّ خَتَمَ الرِّسالة والنَّذَارَةَ والنُّبُوَةَ بمحمَّد نَبيَّه ( فجَعَلَه آخرَ المرْسَلين, بَشِيراً ونَذِيراً , وداعياً إلى الله بإذنِه وسِراجاً منيراً , وأنزَلَ عَليه كتابِه الحَكِيمَ , وشَرَحَ به دينَه القَويمَ , وهّدّى به الصِّرَاطَ المستَقيمَ .
وأنَّ الساَّعة َ آتَية ٌلا رَيْبَ فيها , وأنَّ الله يَبعَثُ مَن يَموتُ , كما
بدأهم يعودون .
وأنَّ الله سبحانه وتعالَى ضاعَفَ لعباده المؤمنين الحسَنات , وصَفَحَ لهم بالتَّوبَة عن كبائرِ السيَّئات , وغَفَرَ لهم الصَّغائِرَ باجْتناب الكبائِر ,
وجَعَلَ مَن لَم يَتُبْ مِنَ الكبائر صَائراً إلى مَشيئتِه ? إِنَّ اللَّهَ لا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ?30 .
ومَن عاقَبَه اللهُ بنارِه أخرجه مِنها بإيمانِه , فأدخَلَه به جَنَّتَه ? فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ?31 ويُخرِجُ منها بشفاعة النَّبِي ( مَن شَفَعَ لَه مِن أهلِ الكبائِر مِن أمَّتِه .
وأنَّ الله سبحانه قد خَلَقَ الجَنَّةَ فأَعَدَّها دارَ خُلُود لأوليائِه ,
وأكرَمهم فيها بالنَّظر إلّى وَجْهْه الكريم , وهي الَّتِي أَهْبَطَ منها آدَمَ
نبِيَّه وخلِيفَتَه إلى أَرضِه , بما سَبَقَ فِي سابِق عِلمِه .
وخَلَقَ النَّارَ فأعَدَّها دَارَ خُلُود لِمَن كَفَرَ به وألْحد في آياتِه وكتُبه
ورُسُلِه , وجَعَلَهم مَحجُوبِين عن رُؤيَتِه .
وأنَّ الله تبارك وتعالى يَجيءُ يَومَ القيامَةِ وَالمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ ,
لِعَرْضِ الأُمَمِ وَحِسَابِهَا وثَوابِها , وتُوضَعُ الموازِين لَوَزْنِ أَعْمَالِ(1/19)
العِبَادِ , ? فمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأولئك هم المُفلِحون ?32 , ويُؤْتَوْنَ
صَحائِفهم بأعمَالِهم , فمَن أُوتِي كتابَه بيمينه فسوف يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً , ومَن أُوتِي كتابَه ورَاء ظَهْرِه فأولئِك يَصْلَوْنَ سَعيراً .
وأنَّّ الصَّرَاطَ حَقًّ , يَجُوزُه العبادُ بِقَدْرِ أعمالِهم , فناجُون
مُتفاوِتُون في سُرعَة النَّجاةِ عليه مِن نار جَهَنَّم , وقَوْمٌ أَوْبَقَتْهُمْ
فيها أعمالُهم .
والإيمانُ بِحَوْضِ رسولِ الله ( , تَرِدُهُ أمَّتُهُ لاَ
يَظْمَأُ مَنْ شَرب مِنه , ويُذَادُ عنه مَنْ بَدَّلَ وغَيَّرَ .
وأنَّ الإيمانَ : قَولٌ باللّسانِ , وإخلاَصٌ بالقلب , وعَمَلٌ بالجوارِح , يَزيد بزيادَة الأعمالِ , ويَنقُصُ بنَقْصِها .
فيكون فيها النَّقصُ وبها الزِّيادَة , ولا يَكْمُلُ قَولُ الإيمانِ إلاَّ بالعمل,
ولا قَولٌ وعَمَلٌ إلاَّ بنِيَّة , ولا قولٌ وعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلاَّ بمُوافَقَة
السُّنَّة .
وأنَّه لا يكفرُ أَحدٌ بذَنب مِنْ أهْل القِبلَة .
وأنَّ الشُّهداءَ أحياءٌ عند ربِّهم يُرْزَقونَ , وأرْواحُ أهْل السَّعادَةِ
باقِيةٌ ناعِمةٌ إلى يوم يُبْعَثون , وأرواحُ أهلِ الشَّقاوَةِ مُعَذَّبَةٌ إلى
يَوم الدِّين .
وأنَّ المؤمنِين يُفْتَنُونَ في قُبُورِهم ويُسْأَلُون ? يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ?33 .
وأنَّ على العباد حَفَظَةً يَكتُبون أعمالَهم , ولا يَسقُطُ شيْءٌ مِن ذلك عَن عِلمِ ربِّهِم , وأنَّ مَلَكَ الموتِ يَقْبِضُ الأرواحَ بإذن ربِّه .
وأنَّ خيْرَ القرون القرنُ الَّذين رَأَوا رسولَ الله ( , وآمَنوا
به , ثمَّ الَّذين يَلُونَهم ثمَّ الَّذين يَلونَهم .
وَأفْضَلُ الصحابةِ : الخُلَفاءُ الرَّاشدون المَهْديُّون , أبو بكر ثمَّ عُمر ثمَّ عُثمان ثمَّ عليٌّ رضي الله عنهم أجمعين .(1/20)
وأن لاَ يُذكَرَ أَحَدٌ مِن صحابَةِ الرَّسولِ ( إلاَّ بأحْسَن
ذِكْرٍ , والإِمساك عمَّا شَجَرَ بَينهم , وأنَّهم أحَقُّ النَّاس أن يُلْتَمَسَ
لَهم أَحَسَن المخارج , ويُظَنَّ بهم أحْسن المذاهب .
والطَّاعة لأئمَّة المسلمين مِن وُلاَة أمورِهم وعُلمائهم .
وَاتِّباعُ السَّلَفِ الصَّالِح واقتفاءُ آثارِهم , والاستغفارُ لهم , وتَركُ المراءِ والجِدَالِ في الدِّين , وتَركُ ما أَحْدَثَهُ المُحْدِثُونَ .
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد نبيِّه وعلى آله وأزواجهِ وذريته , وسلَّّم تَسليماً كثيراً .
.........................
انتهى نص الرسالة الجامعة لعقيدة المسلمين ، سقناها بتمامها لتتم الفائدة .
بعض تعاليم الإسلام
وجاءت رسالة الإسلام تأمر بكل خير وتنهى عن كل شر
( وإليك بعض ما أمر به الإسلام :
1- بر الوالدين
2- الصدق
3- الإحسان إلى الجار
4- العلم والتعلم للأمور النافعة .
5- النظافة
6- الإنفاق على الفقراء
7- إتقان العمل
8- رعاية الزوجة والأولاد
9- معاملة الآخرين بالحسنى .
10 - الرحمة بالحيوان
11- المساواة فى أصل الخلق بين البشر جميعًا .
12- العدل .
( وإليك بعض ما نهى عنه الإسلام :
1- الغش بأنواعه .
2- الكذب
3- الظلم
4- الربا
5- أكل أموال الناس بالباطل
6- قتل النفس التى حرم الله
7- السحر
8- الغيبة والنميمة والوقيعة بين الناس
9- السرقة والنهب والاغتصاب
10- إكراه الناس على الدخول فى دين بعينه .
( وإليك مقاصد هذه الشريعة الكبرى :
1- حفظ النفس .
2- حفظ العقل .
3- حفظ المال .
4- حفظ النسل .
5- حفظ الدين .
هذا .. وهناك الكثير من الأوامر والنواهى التى يفرضها الإسلام على أتباعه ، من درسها بعين الفحص والدرس آمن بأن هذا كله من لدن حكيم خبير .
وصدق الله إذ يقول : " سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "34
ومع ذلك(1/21)
فليس معنى ما سبق أن يقوم المسلم على غيره فيحاربه ويحطمه ويبقى وحده فى العالم ، بل إن رسالة الإسلام الأولى والصحيح منها أن رسول الله ( دعا الناس إلى دين الله وترك عبادة الأحجار والأصنام والبقر والأشخاص .. وهكذا
? فانقسم الناس أمام هذه الدعوة إلى قسمين كبيرين :
1) قوم آمنوا بالله الواحد الأحد ، فهذا هو المطلوب .
2) وآخرون رفضوا هذه الدعوة وكفروا بها .
وهؤلاء الكافرون انقسموا إلى نوعين :
أ) منهم من سالم الإسلام ولم يحاربه سواء كان في أي ديانة أخرى فأمر الإسلام أتباعه أن يحسنوا معاملتهم " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "35
وأمر رسول الإسلام قواد الجيوش ألا يقتلوا طفلا ولا يقطعوا شجرة وألا يقتلوا امرأة ولا شيخا ولا رجل جالس فى أماكن العبادات .
وتبعه على ذلك خلفاؤه مثل أبو بكر وعمر فإنهم كانوا يوصون قواد الجيوش بتلك الوصية .
ب) أما النوع الآخر من الكفار وهم الذين أعلنوا الحرب على الإسلام بالكلمة والسيف والتحريض فقد أمر الإسلام أتباعه بأن يحاربهم وأن يغلظ عليهم " يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير "36
ولو ترك الكفار المحاربين محاربة الإسلام وطلبوا المسالمة فإن الإسلام يأمر أتباعه أن يفسحوا لهم الطريق للسلم " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله " 37
تلك هى نظرة الإسلام العامة سلم على من سالمه وحرب على من حاربه .
* وأنقل عبارة رائعة لصاحب العبقريات يقول : " وإذا كان معروفًا أن الفكرة تواجه بالفكرة ، وأن القوة تواجه بالقوة . فإن النبى محمد لم يستخدم أبدا القوة فى مجابهة الفكرة "38.(1/22)
وإذا كان قادة العالم إذا انتصروا على أعدائهم علقوا لهم المشانق ونفذوا فيهم سياسة القتل والمحاكمات العسكرية الصورية .. ولو رأيت ملكا أو قائدا منتصرا لرأيته قد صعر خده للآخرين ونال من أعداءه ، أما محمد رسول الله ( فحين انتصر على أعدائه ودخل إلى مكة فقد دخلها خافض الرأس منحنيا لله تعالى وعفا عن أعدائه قائلا: " اذهبوا فأنتم الطلقاء "39 .
وأى انحراف عن هذا النهج فلا يحاسب عنه الإسلام إنما يحاسب عنه من صنعه ، ويجب على العلماء أن يدعوه إلى الرجوع إلى الإسلام الصافى.
أرأيت لو أن قانونًا سليمًا طبقه مواطن بطرقة خاطئة ، هل يكون اللوم علي القانون أم على هذا المنحرف ؟!
والله الموفق
والحمد لله أولا وآخرا
المراجع
1- القرآن الكريم .
2- تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير .
3- تفسير القرآن للإمام القرطبى .
4- صحيح البخارى .
5- صحيح مسلم .
6- السنن الأربعة .
7- إظهار الحق للعلامة رحمة الله الهندى .
8- قصة الحضارة ول ديورانت
9- الأديان الكبرى د. أحمد شلبى
10- إنجيل متى .
11- سفر التكوين .
12- الفصل فى الملل والأهواء والنحل لابن حزم الأندلسى .
13- مناظرة بين الإسلام والنصرانية ط . الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد .
14- حياة محمد المؤلف السير وليم ميور .
15- مدخل لدراسة الأديان د. صفوت حامد مبارك
16- عبقرية محمد - للعقاد .
17- المقدمة العقَدية للرسالة الفقهية للإمام ابن أبي زيد القيرواني.
الفهرس
الموضوع
رقم الصفحة
* بداية
( الحلقة الأولى : بين الكفر والإيمان
( الحلقة الثانية : بين أهل الأديان جميعا
( الحلقة الثالثة : بين أهل الأديان الكبرى فى العالم
( اليهودية - النصرانية - الإسلام )
( الحلقة الرابعة : داخل الإسلام
* منهج النجاة إجمالا وتفصيلا
* بعض تعاليم الإسلام
* ومع ذلك
المراجع
الفهرس
1 ) سورة الفاتحة آية 1- 7
2 ) سورة الإخلاص 1- 4
3 ) سورة آل عمران آية 26(1/23)
4 ) سورة مريم 88 - 95
5 ) سورة آل عمران آية 128
6 ) سورة النمل آية 65
7 ) أخرجه البخارى كتاب الشهادات باب 26
8 ) الترمذى وحسنه وصححه الحاكم
9 ) أخرجه أحمد ، والترمذى وقال حسن صحيح .
10 ) حياة محمد ص 233
11 ) كل هذه النقول عن المستشرقين جاءت فى كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية .
12 ) المصدر السابق أيضًا .
13 ) سورة الحجر آية 9
14 ) تفسير الإمام القرطبى .
15 ) سورة الحجر آية 9
16 ) سورة الفرقان آية 214 .
17 ) رواه مسلم - كتاب الإيمان .
18 ) صحيح البخارى - كتاب بدء الوحى .
19 ) صحيح مسلم - كتاب البر والصلة والآداب .
20 ) سورة يونس آية 16 .
21 ) سورة الفاتحة آية 1 .
22 ) سورة الأنبياء آية 107
23 ) رواه الإمام
24 ) سنن الترمذى - كتاب الإيمان .
25 ) هو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني فى المقدمة العقدية للرسالة الفقهية .
26 ) سورة البقرة آية 255 .
27 ) سورة الأنعام آية 59 .
28 ) سورة طه آية 5 .
29 ) سورة الملك آية 14
30 ) سورة النساء آية 48 .
31 ) سورة الزلزلة آية 7 .
32 ) سورة المؤمنون آية 102 .
33 ) سورة إبراهيم آية 27 .
34 ) سورة فصلت آية 53 .
35 ) سورة الممتحنة آية 8 .
36 ) سورة التحريم آية 9 .
37 ) سورة الأنفال آية 61
38 ) عبقرية محمد للعقاد .
39 ) رواه ابن اسحق بإسناد حسن .
??
??
??
??
على مفترق الطرق
(20)(1/24)