عسى أن أكون شهيد الغد
عبد القادر عبار
تقديم :
هذه النفثات الشعرية المتواضعة هي من بعض الإهتمام بالهم الإسلامي...
و كما أن تلويحات حمزة بالسيف كانت تغيض أبا جهل و ترعب عقبة و ترعش الحاقدين ...فكذلك كانت قوافي حسان بن ثابت تغضب الأعداء و تزلزل قلوب الفجرة و تثير النفع في قلوب الظالمين...و لا غرابة ... فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لحسان:أهجم -أو قال هاجم - و جبريل معك .
و عن عبد الرحمان بن كعب عن أبيه أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم : إن الله عز و جل قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال الرسول صلى الله عليه و سلم : إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه و إلي نفسي بيده لكأن الذي ترمونه به نضح النبل.
فلقد كان لنا في سيدنا حسان أسوة شعرية نغيظ بها من نغيظ و من تراه يصمد لغيظة مؤمن إذا ثار لربه ... و حسب الشعر كما يقول المفسر الشهيد سيد قطب أن ينبع من تصور إسلامي للحياة في أي جانب من جوانبها ليكون شعرا يرضاه الإسلام.
عبد القادر عبار
إلى سيدي
يا سيدي المرسول فينا رحمة و سراج خير يملأ الآفاق رشدا
هلا اطلعت لما يموج بعصرنا و شهدت ناسا ضيعوا الإسلام قصدا
فأضاعوا ما شيد بأمس مشرق و أراقوا عزا كان للإسلام فردا
و انحازوا للشيطان حزبا خاسرا و أعدوا أنفسهم لغير الحق جندا
فالحق متروك تولوا غيره والإثم معمول به في النهج بندا
أسفا على الإسلام غاب نصيره فمتى يعود؟.. يعيد للإسلام مجدا
من السجن
سراجي في السجن ستَون سورهْ...
و زادي في السجن ستَون سورهْ
و سيفي :يقيني بنَصرة ربّي .
فما يفعل الظالمون بحسبي ؟
و ستَون حزبا تنوَر قلبي...
و جنَات عدن نهاية دربي.
* * * *
سأثأر للحقَ حُبَا لربَي
و من داخل السجن أرسم -بدرًًا-
و أقهر جيشا تصدَى لحربي
و أبرق للعالمين بيانًًا ...
أندَد فيه بما ضاق صدري
وابعث شبلي-أسامة- فورًًا ...
يبشَر بالفتح برََي و بحري
و يقرأ للدنيا سرَ انتصاري ...(1/1)
و سرَ انتحار الطغاة برعب
و يهدم -لاتا- ... مناة ...و عُزَى
و يقرأ للدنيا قرآن ربَي
ليعلوً حقَ ...
و يزهق باطل.
عودة الوعي
تذكرت ذنبي كم أراني مقصَرًًََا في حقّ هذا الدين و القرآن
يا ويلتاه من الحساب و هوله إن ما قدرت جلالة الرحمان
فرَطت في فرض الجهاد و غرَني شرخ الشَباب و فتنة الشيطان
و سبحت في بحر الميوعة هائما اللَهو فرضي و الهوى إيماني
فغدوتُ رخوًًا لا يهمَني ما قد دمَر الطاغوت من أوطاني
يا ويح نفسي ما أقول لسيَدي؟ و الكفر يذبح هاهنا إخواني
أيطيب عيشك يا شباب محمَد و المسلمون هناك في أحزان
و أعيدوا دور الصابرين على البلا و أعيدوا دور محطَمي الأوثان
يا أيها الطاغوت قف لن تفتدي ها قد أتاك الموت في الأكفان
تأمَلات للتَوبة
العبد يذنب و المليك غفور
و النَفس تطغى و اللعين جسور
و القلب يقسو و الذنوب تفور
اوًاه ذنب ا ما عساه يصير؟
و النًاس حولي شارد و كفور
و العيش حلو و الرًفاه كثير
و المال جمً والهوى موفور
و الموت حقً لا يطاق مرير
و القبر مثوى ليس فيه سمير
و الدود فيه مارد منصور
و الفوز عدن و العذاب سعير
فالتوب خير قبل داك كثير
و الربً عزً في علاه غفور
قذيفة
يا مرتع الغرب قد أشبعتها علفًًا هذي الشياه فظلَت تنطح الشَعبا
أتخمتها اكلة مالت بوحدتها و اختارتها غرضًًا ترمي به العربا
اصطبل داوود قد فاز بأظلمها و ابتاعه القرد -بيغين- بما هبَا
و المجرم الباقي مشهور بشقوته قد أفزع الدنيا في إخواننا صلبًا
و العابر الغرَ قد لاحت ضلالته و انحاز للكفر إذ قد كَذب الكتبا
اوَاه يا "تدمر الفيحاء" معذرة تقتيل إخواننا قد ادمع القلبا
يا مرتع الغرب هدا العيد زائرنا حضَر شياهك و اعزل عنهم العشبا
إنَي أراها تدير الظهر من غلب إذ عاجز كلبها أن ينبح الذئبا
قد أقسم الشَعب أن يرديها مجزرة تنهي المذلة و الطغيان و النَكبا
أتحدَاك
آه عليك عشقت الغنى عن سفه و اختارك الغرب سهما ظلَ يرميكا(1/2)
و انحزت للكفر ترمينا بمنقصة إذ قلت قومي رجعيَون "أنتيكا"
يا فاسد الرأي صوت الحق يقلقك تبَا لرأيك ماذا بعد ينجيكا
إن كان صوت آذان الفجر منغصة و الله أكبر بالأسحار تؤذيكا
فأختر لنومك غوْر البحر يا سٍفهًًًا و ارقد طويلا فثمَ الصمت يحميكا
بالله قل لي ولا تكتمني مهزلة لو كان صوت "فريد" كان يؤذيكا
أو صوت "ثومه" مهما جاء مرتفعا كنت المصفَق مهما تأتي "مزًَيكا"
أو صوت ندل من الغرب يعلَمك بعض الرسول و فرض الله ينسيكا
أنت المقصَر لا فرضا تقدَمه و لا مناسك تأتيها و تعنيكا
لو كنت تعلم حقَ الفجر وا أسفا لبَيت كلَ نداء ظلَ ياتيكا
لكن عشقت حياة البهم عن بله نوم طويل و أكل... سوفـ يرديكا
فالله اكبر قد دكَت أبا لهب و الله أكبر غيظ في تراقيكا
و الله اكبر منهاج لعزَتنا نحيا عليه و نوره يوافيكا
إنَي خصيمك يوم الدين نافلة اشكوك للَه... سوف الله يجزيكا
إيه يا نفس
إيه يا نفس.
ما تفيد مناصب ما لها قرار
تمرّغ في القلب النّفاق ...
تورّث الذلّ والصّغار
وتشغل العبد عن جهاد..
وعن صلاة. فيا خسار
وتزرع الحقد في القلوب...
فلا ذمام ولا جوار
فذا عدوّ له أخوه...
وذا قتيل وقود نار.
وذا زعيم بلا نفوذ...
وذا وزير بلا قرار.
وذي كراسي لها طقوس...
وذا جهاز له خوار
أبعد هذا لك انشغال؟
تصفّقين...
بلا اعتبار؟؟
ألا استعيدي ضياع عمر...
ولقّحيه بما يفيد:
بتوبة للذي هدانا ...
إلهنا الخالق.... المجيد
فككم صلاة أضعت قصدا...
وكم صيام...
وكم حدود
وكم كتاب نظرت فيه...
وكم رسوم , وكم قصيد
وكم حرام سبحت فيه...
سبحت فيه إلى بعيد
وما تلوت له قرآنا ... وذاك يا نفس ما يفيد
فقصّري العمر بالصّيام...
وقصّري الليل بالسجود
وعطّري الجوّ بالصلاة على نبي لنا ودود
فذاك زاد لخير يوم
وذاك يا نفس ما يفيد
أخي
أخي جاءك الجدّ ...
فابغ العلا...
وجرّد حسامك...
لبّ النّدا
وقوّض بعزمك صرح الطغاة...
وروّع ببطشك قلب العدا
ورتّل نشيد ابتلاء الدعاة :(1/3)
أحد يا بلال ...
أحد يا سماء
ولا يبكي قلبك إذ يذبحونك...
أو يفتنونك....
ذاك المنى
فأسوتنا في البلاء بلال...
ورمضاء مكّة تشهد ذا
وتلكم سنيّة : نعم الشهيدة
قد فاح منها أريج الفداء
أخي.. ليت شعري...
أتحلو الحياة؟؟
وقد عطّل الناس شرع السماء
أتحلو الحياة وسنة طه...
تحاكم في الأرض....
يا للأسى
وهذي رؤوس من الحاقدين
تعكّر قصدا مسير الضّياء
وهذي سيول الميوعة تجري
تريد امتصاص دماء الحياء
فلا تركنّن لصفّ الذين يعجّون حقدا ..
على الأتقياء
ولا تخدعنك قولة باغ....
على السالكين طريق الهدى
فجرّد حسامك ... حيّ الجهاد
فقد جاءك الجدّ ... لبّ الندا.
غياب الأحبّة
غاب مصعب
غاب طارق
غاب خالد
وبقي الدوّار عريانا
بلا فرس وقائد
منهوبة أمواله
مسلوبة أعراضه
يشكو إلى الربّ الشدائد
... وسفير الذلّ - أشعب لا يبالي
ليس تعنيه المظالم...
لا ولا ذبح الأهالي
قد عاقه التدجيل عن خوض الملاحم.
سيعود للدوّار مصعب
سيعود للأهلين طارق
سيعود للملحمة الحمراء... سيد الفرسان
... خالد
ويعود المجد مرفوع المحياّ ....غير كاسد
وترى الأرض الربيع الحقّ ....:
أنوارا...
....وألحانا..
...وأعراس زنابق
ليموت في ذلّه أشعب.
الحقد المدجّج
إذا الغرب يوما أدان اليهود فلا بد أن نستبين الخبر
ولا بد للقوم أن يفهموا بأن اليهود شرار البشر
كذلك قالت لنا البينات وحذّرنا الخالق المقتدر
وفي ليلة من ليالي الصراع مضرّجة بالدّماء والحجر
تدجّج بالحقد بعض اليهود وجاؤوا إلى القدس من كل برّ
وحاصروا مسجدها المستميت ونادوا بثأر قديم قذر
وما إن تمطّط صوت المؤذن يعلن ظهر النهار الأغر
وجاء المصلّون من كل حدب وكبّروا للفرض الله أكبر
هنالك أطلق جيش القرود رصاص الفناء على من حضر
وفي نشرة من مساء الفجيعة مشحونة بالأسى والكدر
...تدفّق سيل البيانات فورا مندّدة بالفنا.. والخطر
تدحرج صوت المذيع الرخيم .. وأرغد , أزبد ثم استتر(1/4)
سنعلنها بدر هذا الزمان ...ولكن يقرّرها سيّد المؤتمر
وعلّق طفل الحجارة جهرا: كلام البيانات لا ينفجر
إذا ما طمحتم إلى نصرة فلا بد أن تستشيروا الحجر.
3 قصائد لامرأة عصرية
سؤال رغم أنفك
سأسألك رغم أنفك ...
وليبق سؤالي بغير جواب
فلست أبالي
لأني أيقنت انك ?
رغم التسيب والاغتراب
وتيهك في مرتع الاغتصاب
رجعت بخفي حنين
وقلب كسير ... ودمعة عين
و أن الذين أقلوك فوق السحاب
ونادوا بأنك سيدة القصر.
عندك حق القرار...
ورفض القرار
وصفع الأمير الغبي...
وركل الأمير الحمار
... وكدسوا بين يديك مفاتيح مملكة الاغترار
وساموك خطة خسف
وأنت على عرشك الفوضوي
تتيهين عجبا بما حطموا من قلاعك
وما دنسوا من شريف انتسابك
ولكنني رغم ذلك
سأسألك ... وليظل سؤالي بغير جواب
- برأيك ماذا جنيت من التيه ...
والركض خلف السراب ؟
****
زميلة الإدارة ?
زميلتي في مربض الإدارة ...
تفلسف الدعارة
وتعشق الطلاء و"الشنقوم" ...
والسيجارة...
وتدعي بأنها من شارة الحضارة
.... تود لو تقنعني بأنها ?
- عصرية الهوية..
- قوية الشخصية...
- عفوية الإثارة...
****
زميلتي في مرتع الإدارة
أميرة ضيعت الإمارة
وأعدمت أميرها في ليلة الزفاف
وطردت قوافل الجواري
والعبيد من قصورها
لأنها- كما ادعت- تقدس الحرية
وترفض الأغلال ... والزوجية
وتعشق الضياع في الشطوط..
في حدائق المدينة
في مرقص الشباب... في الملاعب الهجينة
وتنعت الحياة في البيوت بالجفاف
زميلتي التي تحبذ القصير والشفاف
تنعتني بأنني بضاعة رجعية...
محنط ... مجنون
لأنني امقتها ... اقهرها
إذ ارفض المجون...
وامقت الدعارة ...
وامدح الحياء والعفاف والطهارة...
****
إليها.... لو تعي ...
تحررت حقا..
فأصبحت تاجرة للضياع...
تجوبين كل الشوارع...
تهيمين ركضا وراء الرعاع
وتبحث عنك الذئاب الجياع
وقارك ? عري
وتاجك ? فحش أوروبي
تدوسين وجه الرصيف...
بكعب- سويدي - ...
يترجم خبث الطوية(1/5)
وتقرا فيك الشريفات ? لعنة العصر
عصي الهوية..
تحررت حقا...
وساءك لبس الحجاب
وقلت ? دعوة لرجعية لا تبالي
تعيش تفاهات عصر الضلال
وتمخر في لجة من ضباب
ـــ ـــ ـــ
سأكتب عنك ...
بأنك حقا تحررت..؟؟
يوم اختيارك وأد الفضيلة.
بين الحدائق
وميلك للركض فوق الرصيف
وسهرة عشق لطيف
ودردشة بالمجان
ورفقة سوء يناجون فيك الأماني
ويلمح فيك الغبي ابتسام الزمان
ومرحى الشباب.
فارس القدس
إلى روح الشهيد أحمد ياسين
نعم رشحوك لنفي وحبس...
وساموك خطة خسف قذر ...
لأنك يا فارس القدس ..
يا صادق البأس ..
... لم تحضر المؤتمر
ولم تحتس من كؤوس السلام
ولم تحتف باللئام ..
وزهدت أهل الحمى في الكلام...
ورغبتهم في الجهاد..
ولم تمض عن بيعنا بالمزاد..
كما شاؤوا ...
بل قلت ? كلا بملء الزمان ...
... بملء المكان...
... بكل الحجر
...وأنت إلى السجن ماض ..
عل صهوة من يقين تليده
ترتب غزوة بدر جديدة
وتخطب في الناس بالقتل للغاصبين
****
نعم .. رشحوك لنفي وحبس..
برغم الجراح التي أرهقتك ..
برغم السنين التي أثقلتك...
... لأنك ياسين ذكرتهم بالقدر...
... ومن يدري
فالقوم... ايهذا الزعيم..
كما قيل ? شر البشر...
وأنت العنيد الكريم بطبعك..
تلغي الكلام...
.. وتلغي السلام..
إذا حان وقت القذيفة..
... وقت الحجر
وتعرف أن الودود الولود حماس
تفرح للقدس أشبال تحريرها المنتظر
****
نعم رشحوك لنفي وحبس...
وساموك خطة خسف هجينه ...
لأنك ياسين ذكرتهم بالذي جاء
يسعى...
... من أقصى المدينة
يبشر بالفتح...
... بالنصر .. للصابرين
وعند الصباح ...
سيعلم جلادك السامري ? من
تكون...
واحر قلباه
تبا لأولئك الذين يحكمون شيخا مقعدا بتهمة التحدي والبطولة..
... وتبا وبعدا لأولئك الذين يعرفون ولا ينددون.. وبدل أن ينقذوه
... يساومون
إلى روح الشهيد أحمد ياسين
العالم الحر في صمت وفي صمم والعرب من غيّهم جاروه واعجب(1/6)
والأهل في القدس لا أمن ولا سلم والشيخ ياسين في حال من التعب
قد هاج عيني على علاّت عبرتها إذ قيل يجلد رغم العجز والعطب
واحر قلباه من قوم يهيجهم صخب السياسة لا تنهيدة الكرب
صم عن الشكوى... عن بلوى الألى فتنوا من أجل تحرير أرض تحت مغتصب
تالله أقسم لو ماتت ببلدتنا - عنز الزعيم لهاجت جوقة الخطب
أو داخ في ساحة التهريج مرتزق لانحاز للعلج كل الناس واعجبي
...والشيخ ياسين لم يعبأ بحالته صوت المذيع .. ولا تلفازنا العربي
...شيخ توسّط في الإخوان منصبه حلو الشمائل مجبول على الأدب
بدر تألّق في الآفاق مطلعه رمز القيادة للشبان والشيب
يا باغي الشر مهلا إن لي مددا من خالق الكون ربّ العالم الرحب
ياغاصب القدس مهلا إن لي سندا من فتية الحق .. لا من ساسة العرب
إن كان غرّك من بعض سذاجتهم فانحازوا للسلم.. للتهريج.. للخطب
فالأهل في القدس ما ناموا وماغدروا هاهم ينادون بالقتل لمغتصب
…………………………عبد القادر عبار(1/7)