أسفارهم إلى مكة
أخبار و أسرار
صحيح البخاري - (ج 7 / ص 43)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَرَفَعَهُ إِلَى يَدَيْهِ لِيُرِيَهُ النَّاسَ فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ قَدْ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْطَرَ فَمَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ
صحيح مسلم - (ج 12 / ص 401)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ كَانَ لَهُ حِمَارٌ يَتَرَوَّحُ عَلَيْهِ إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلَةِ وَعِمَامَةٌ يَشُدُّ بِهَا رَأْسَهُ فَبَيْنَا هُوَ يَوْمًا عَلَى ذَلِكَ الْحِمَارِ إِذْ مَرَّ بِهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ أَلَسْتَ ابْنَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ قَالَ بَلَى فَأَعْطَاهُ الْحِمَارَ وَقَالَ ارْكَبْ هَذَا وَالْعِمَامَةَ قَالَ اشْدُدْ بِهَا رَأْسَكَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَعْطَيْتَ هَذَا الْأَعْرَابِيَّ حِمَارًا كُنْتَ تَرَوَّحُ عَلَيْهِ وَعِمَامَةً كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَكَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ وَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ صَدِيقًا لِعُمَرَ
صحيح مسلم - (ج 14 / ص 147)(1/1)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ صَحِبْتُ ابْنَ صَائِدٍ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ لِي أَمَا قَدْ لَقِيتُ مِنْ النَّاسِ يَزْعُمُونَ أَنِّي الدَّجَّالُ أَلَسْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ لَا يُولَدُ لَهُ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَقَدْ وُلِدَ لِي أَوَلَيْسَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلَا مَكَّةَ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَقَدْ وُلِدْتُ بِالْمَدِينَةِ وَهَذَا أَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي فِي آخِرِ قَوْلِهِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ مَوْلِدَهُ وَمَكَانَهُ وَأَيْنَ هُوَ قَالَ فَلَبَسَنِي . وفي سنن الترمذي - (ج 8 / ص 200)(1/2)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : صَحِبَنِي ابْنُ صَائِدٍ إِمَّا حُجَّاجًا وَإِمَّا مُعْتَمِرِينَ فَانْطَلَقَ النَّاسُ وَتُرِكْتُ أَنَا وَهُوَ فَلَمَّا خَلَصْتُ بِهِ اقْشَعْرَرْتُ مِنْهُ وَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ فَلَمَّا نَزَلْتُ قُلْتُ لَهُ ضَعْ مَتَاعَكَ حَيْثُ تِلْكَ الشَّجَرَةِ قَالَ فَأَبْصَرَ غَنَمًا فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَانْطَلَقَ فَاسْتَحْلَبَ ثُمَّ أَتَانِي بِلَبَنٍ فَقَالَ لِي يَا أَبَا سَعِيدٍ اشْرَبْ فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْرَبَ مِنْ يَدِهِ شَيْئًا لِمَا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ فَقُلْتُ لَهُ هَذَا الْيَوْمُ يَوْمٌ صَائِفٌ وَإِنِّي أَكْرَهُ فِيهِ اللَّبَنَ قَالَ لِي يَا أَبَا سَعِيدٍ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأُوثِقَهُ إِلَى شَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ لِمَا يَقُولُ النَّاسُ لِي وَفِيَّ أَرَأَيْتَ مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثِي فَلَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَلَسْتُمْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ كَافِرٌ وَأَنَا مُسْلِمٌ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ عَقِيمٌ لَا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ خَلَّفْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدْخُلُ أَوْ لَا تَحِلُّ لَهُ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ ذَا أَنْطَلِقُ مَعَكَ إِلَى مَكَّةَ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَجِيءُ بِهَذَا حَتَّى قُلْتُ فَلَعَلَّهُ مَكْذُوبٌ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّكَ خَبَرًا حَقًّا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ وَالِدَهُ وَأَعْرِفُ أَيْنَ هُوَ السَّاعَةَ مِنْ الْأَرْضِ(1/3)
فَقُلْتُ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
سنن أبي داود - (ج 5 / ص 44)
عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُرْدِفُ مَوْلَاةً لَهُ يُقَالُ لَهَا صَفِيَّةُ تُسَافِرُ مَعَهُ إِلَى مَكَّةَ
سنن الترمذي - (ج 4 / ص 211)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِحُبْشِيٍّ قَالَ فَحُمِلَ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَ فِيهَا فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ أَتَتْ قَبْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً مِنْ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
ثُمَّ قَالَتْ وَاللَّهِ لَوْ حَضَرْتُكَ مَا دُفِنْتَ إِلَّا حَيْثُ مُتَّ وَلَوْ شَهِدْتُكَ مَا زُرْتُكَ
الزهد لأحمد بن حنبل - (ج 5 / ص 241)
قال رجل لهشام أخي ذي الرمة وأراد السفر إلى مكة فقال له : « وصَّيتك بتقوى الله عز وجل وصل الصلاة لوقتها فإنك مصليها لا محالة فصلها وهي تنفعك وإياك أن تكون كلب رفقتك فإن لكل رفقة كلبا ينبح دونهم ، فإن كان خيرا شكروه وإن كان عارا تقلده دونهم ، فإياك أن تكون كلب رفقتك »
الزهد الكبير للبيهقي - (ج 2 / ص 410)
ثنا علي بن المديني قال : قال أحمد بن حنبل : إني لأحب أن أصحبك إلى مكة فما يمنعني من ذلك إلا أني أخاف أن أملك أو تملني قال علي بن المديني : فلما ودعته قلت : يا أبا عبد الله توصيني بشيء قال : نعم « ألزم التقوى قلبك ، وانصب الآخرة أمامك »
الزهد لأبي داود - (ج 1 / ص 355)
عن عبد الله بن أبي مليكة ، قال : سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى مكة ، ومن مكة إلى المدينة ، فكان يقوم شطر الليل .
تفسير الطبري - (ج 9 / ص 125)(1/4)
عن أبي العالية قال: سافرت إلى مكة، فكنت أصلّي ركعتين، فلقيني قُرَّاء من أهل هذه الناحية، فقالوا: كيف تصلي؟ قلت ركعتين. قالوا: أسنة أو قرآن؟ قلت: كلٌّ، سنة وقرآن، فقد صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين. قالوا: إنه كان في حرب! قلت: قال الله: [لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ]
موطأ مالك - (3 / 87)
عَنْ مَالِك عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ كَانَ قَدِيمًا أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ كُسِرَتْ فَخِذِي فَأَرْسَلْتُ إِلَى مَكَّةَ وَبِهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَالنَّاسُ فَلَمْ يُرَخِّصْ لِي أَحَدٌ أَنْ أَحِلَّ فَأَقَمْتُ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى أَحْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 4 / ص 200)
عن هبيرة الضبي قال : خرجت إلى مكة ومعي امرأتي فحدثتها فأمذيت ، فسألت عطاء فقال : شاة.
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 4 / ص 218)
عن الزبرقان قال : كنا بمكة فأردنا أن نأتي المدينة فذكرنا ذلك لسعيد بن جبير ، فقال : لطواف واحد بهذا البيت أحب إلي من إتيان
ثمان مرات.
مصنف ابن أبي شيبة - (7 / ص 247)
عن جدية قال : كان سعيد بن جبير مستخفيا عند أبيك زمن الحجاج فأخرجه أبوك في صندوق إلى مكة.
مصنف عبد الرزاق - (ج 5 / ص 22)
عن منصور عن إبراهيم قال : كان الاختلاف إلى مكة أحب إليهم من الجوار ، وكانوا يستحبون إذا اعتمروا أن يقيموا ثلاثا.
مصنف عبد الرزاق - (5 / ص 22)
عن أبي الطفيل قال : قال لي محمد بن علي : أقم بهذه الارض ، يعني بمكة ، وإن أكلت العضاه أو ورق الشجر.
مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 5)(1/5)
عن مطرف بن عبد الله بن شخير ، قال : صحبت عمران بن الحصين من البصرة إلى مكة ، فكان ينشد في كل يوم ، ثم قال لي : إن الشعر كلام ، وإن من الكلام حقا وباطلا .
أخبار مكة للفاكهي - (ج 3 / ص 14)
عن عبد الله بن طاوس قال : كنا نخرج مع أبي إلى مكة ، فيسير بنا شهرا ، فإذا رجعنا سار بنا شهرين فنكلمه في ذلك ، فيقول : « إن الرجل في سبيل الحج حتى يرجع إلى أهله »
أخبار مكة للفاكهي - (ج 3 / ص 15)
عن ابن عون قال : سألت محمدا عن سرعة المسير لمكة فقال : « لا أعلم به بأسا »
أخبار مكة للفاكهي - (ج 4 / ص 459)
عن ابن جريج ، قال : سمعت عطاء ، يقول : « إنما جدة خزانة مكة ، وإنما يؤتى به إلى مكة ولا يخرج به منها »
أخبار مكة للفاكهي - (ج 4 / ص 468)
عن مجاهد قال : قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما :يا مجاهد إذا رأيت الماء بطريق مكة ورأيت البناء يعلو أخشبيها ،فخذ حذرك .
شعب الإيمان للبيهقي - (ج 17 / ص 398)
عن مكحول قال : قلت للحسن : إني أريد أن أخرج إلى مكة ، قال : لا تصحبن رجلا يكرم عليك فينقطع الذي بينك وبينه »
شعب الإيمان للبيهقي - (ج 20 / ص 59)
عن النعمان بن أبي شيبة الجندي ، أن طاوسا ، أقام على رفيق له حتى فاته الحج .
المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي - (ج 1 / ص 78)(1/6)
قال سفيان بن عيينة: كان أبي صيرفيا بالكوفة ، فركبه الدين ، فحملنا إلى مكة ، فلما رحنا إلى المسجد لصلاة الظهر ، وصرت إلى باب المسجد ، إذا شيخ على حمار ، فقال لي : يا غلام أمسك علي هذا الحمار حتى أدخل المسجد فأركع ، فقلت : ما أنا بفاعل أو تحدثني ، قال : وما تصنع أنت بالحديث ؟ ، واستصغرني ، فقلت : حدثني ، فقال حدثني جابر بن عبد الله ، وحدثنا ابن عباس ، فحدثني بثمانية أحاديث ، فأمسكت حماره ، وجعلت أتحفظ ما حدثني به ، فلما صلى وخرج ، قال : ما نفعك ما حدثتك ، حبستني فقلت : حدثتني بكذا ، وحدثتني بكذا ، فرددت عليه جميع ما حدثني به فقال : بارك الله فيك ، تعال غدا إلى المجلس ،فإذا هو عمرو بن دينار
عن القاسم الشامي قال : صحبت سعيد بن جبير إلى مكة ، فكان بساما ضحاكا كأحسن الخلق ، ثم أخذ مخراقا ، فلفه ثم تجالدنا به .
مكارم الأخلاق - (ج 1 / ص 226)
عن ظبيان بن علي الثوري ، وكان من أبر الناس ، وكان يسافر بها إلى مكة ، فإذا كان يوم حار حفر بئرا، ثم جاء بنطع ، فصب فيه الماء ، ثم قال لها : ادخلي تبردي في هذا .
حلية الأولياء - (ج 1 / ص 429)
عن صالح الدهان: أن جابر بن زيد كان لا يماكس في ثلاث: في الكراء إلى مكة، وفي الرقبة يشتريها للعتق، وفي الأضحية، وقال: كان جابر بن زيد لا يماكس في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجلّ.
حلية الأولياء - (ج 1 / ص 451)
عن عمرو بن ثابت، قال: كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة.
حلية الأولياء - (ج 1 / ص 477)
عن أبي جعفر: أن رجلاً صحب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى مكة فمات في الطريق فاحتبس عليه عمر في الطريق حتى صلى عليه ودفنه، فقل يوم إلا كان عمر رضي الله تعالى عنه يتمثل:
وبالغ أمر كان يأمل دونه ... ومختلج من دون ما كان يأمل
حلية الأولياء - (ج 3 / ص 166)(1/7)
قال عبد الرزاق : بعث أبو جعفر الخشابين حين خرج إلى مكة، فقال: إن رأيتم سفيان الثوري فاصلبوه، قال: فجاء النجارون فنصبوا الخشب ونودي سفيان، وإذا رأسه في حجر فضيل بن عياض، ورجلاه في حجر ابن عيينة، فقالوا له: يا أبا عبد الله اتق الله ولا تشمت بنا الأعداء، قال: فتقدم إلى الأستار ثم دخله ثم أخذه وقال: برئت منه إن دخلها أبو جعفر، قال: فمات قبل أن يدخل مكة، فأخبر بذلك سفيان فلم يقل شيئاً.
حلية الأولياء - (ج 3 / ص 345)(1/8)
حدثنا أبو حفص عمر بن عيسى، عن أبيه قال: خرجت مع إبراهيم بن أدهم إلى مكة - وكان إبراهيم إذا خرج إلى مكة لم يأخذ على الطريق - قال: وكنا أربعة رفقاء فسرنا على غير الطريق حتى جئنا إلى المدينة قال: فاكترينا بيتاً بالمدينة ونزلنا فيه، فقال إبراهيم: نحن أربعة خدمة البيت وما يصلحنا لمعاشنا وإفطارنا وحوائجنا كل يوم على رجل منا، والثلاثة يذهبون إلى المسجد وينتشرون في حوائجهم قبا ومقابر الشهداء، قال: فإنا ليوماً جلوس في البيت إذ أقبل رجل آدم عليه قميص جديد وفى رجله خف وعليه عمامة ومعه مزود يحمله فدخل إلينا وسلم، وقال: أين إبراهيم؟ قلنا: هذا منزله وقد ذهب في حاجة قال: فمضى ولم يكلمنا، قال فرجع إبراهيم والرجل معه والمزود على عنقه قال فكان معنا في البيت أياماً فإذا حضر غداء أو عشاء تنحى الرجل ناحية وخلا بمزوده قال: وأقبلنا نحن على غدائنا أو عشاءنا، وإبراهيم في كل ذلك لا يدعوه ولا يسأله أن يأكل معنا، فقال: فلما كان بعد ثلاث، قال لإبراهيم: إني أريد الخروج، قال له إبراهيم: فمتى عزمت؟ قال: الليلة، قال: ثم خرج فذهب وذهب معه إبراهيم معه قال بعض أصحابنا: إن هذا الرجل له قصة، إبراهيم لا يدعوه ولا يأكل معنا وهو مقبل على هذا المزود، والله لافتحنه فأنظر أي شيء فيه ففتحته فإذا فيه عظام، قال فشده وجاء الرجل فأخذ المزود وأنكر رباطه، قال فنظر في وجوهنا ومضى، فلما أن ذهب قال بعضنا لإبراهيم: يا أبا إسحاق هذا الرجل الذي كان عندنا ما كان أعجب أمره ما كان يأكل معنا وما كنت تدعوه، ولقد ذهب فلان فنظر في مزوده فإذا فيه عظام، قال فتغير وجه إبراهيم وأنكر ذلك على الرجل وقال: ما أحسبك تصحبني في سفر بعد هذا، لم نظرت في مزوده؟. ذاك رجل من الجن وأخانا في الله، فليس من بلد أدخله إلا جاءنا فكان معي فيه يؤنسني ويعينني ثم ينصرف، قال فمات الرجل الذي نظر في مزوده بالمدينة.
حلية الأولياء - (ج 4 / ص 75)(1/9)
عن حسين الكرابيسي قال: سمعت الشافعي يقول: كنت امرءاً أكتب الشعر فآتي البوادي فأسمع منهم، قال: فقدمت مكة فخرجت منها وأنا أتمثل بشعر للبيد، وأضرب وحشي قدمي بالسوط، فضربني رجل من ورائي من الحجبة، فقال رجل من قريش ثم ابن المطلب رضي من دينه ودنياه أن يكون معلماً، ما الشعر؟ هل الشعر إذا استحكمت فيه إلا قصدت معلماً، تفقه يعلمك الله. قال: فنفعني الله بكلام ذلك الحجبي، قال: ورجعت إلى مكة وكتبت من ابن عيينة ما شاء الله أن أكتب ثم كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجي، ثم قرأت على مالك بن أنس فكتبت موطأه .
صفة الصفوة - (ج 1 / ص 440)
كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو فيقولون: نصحبك يا أبا عبد الرحمن فيقول لهم: هاتوا نفقاتكم. فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويقفل عليها ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلواء. ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة، من طرفها؟ فيقول: كذا. ثم يخرجهم إلى مكة فإذا وصلوا إلى مكة فقضوا حوائجهم قال لكل رجل منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم ويخرجهم من مكة. فلا يزال ينفق عليهم حتى يصيروا إلى مكة فإذا وصلوا إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم. فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصندوق ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صرته بعد أن كتب عليها اسمه.
صفة الصفوة - (ج 2 / ص 38)(1/10)
عن سلمة بن شبيب قال: عزمت على النقلة إلى مكة فبعت داري، فلما فرغتها وسلمتها وقفت على بابها فقلت: يا أهل الدار جاورناكم فأحسنتم جوارنا جزاكم الله خيراً، وقد بعنا الدار ونحن على النقلة إلى مكة فعليكم السلام ورحمة الله. قال: فأجابني من الدار مجيب فقال: وأنتم جزاكم الله خيراً ما رأينا منكم إلا خيراً ونحن على النقلة أيضاً، فإن الذي اشترى الدار رافضي يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
ترتيب المدارك وتقريب المسالك - (ج 1 / ص 81)
قال ابن القاسم: بينما أنا نائم، أتاني آت، فقال لي: إذا أردت العلم فعليك بعالم الآفاق فقلت: من هو؟ فقال لي: هذا الشيخ انظر إليه، فنظرت إليه فإذا شيخ أشقر طويل حسن اللحية، فاستيقظت وقد مضى أكثر شوال فاكتريت إلى مكة وحججت فلما أتينا المدينة اغتسلت ودخلت مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فنظرت، فإذا بالصفة التي في النوم، وإذا هو مالك. فعرفت أنه هو الذي قيل لي فيه عالم الآفاق فلزمته
طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 68)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه بن علم قال: قال لي صالح بن أحمد عزم أبي على الخروج إلى مكة ليقضي حجة الإسلام ورافق يحيى بن معين فقال: نمضي إن شاء الله فنقضي حجتنا ونمضي إلى عبد الرزاق إلى صنعاء غير واضحة منه وكان يحيى بن معين يعرف عبد الرزاق وقد سمع منه فوردنا مكة وطفنا طواف الورود فإذا عبد الرزاق في الطواف يطوف فطاف وخرج إلى المقام فصلى ركعتين وجلس فتممنا طواقنا أنا لأحمد وجئنا وعبد الرزاق جالس عند المقام فقلت: لأحمد هذا عبد الرزاق قد أراحك الله من مسيرة شهر ذاهباً وجائياً ومن النفقة فقال: ما كان الله يراني وقد نويت له نية أفسدها ولا أتمها .(1/11)