طرائق تدريس التربية الإسلامية
في مدارس البنات
تأليف
فوز بنت عبد اللطيف كردي
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ...
فهذا الكتاب أضعه اليوم بين يدي معلمات التربية الإسلامية في بلادنا الحبيبة بعد أن طال انتظارهن له وسؤالهن عنه حيث كانت تصلهن بعض مسوداته وأصوله في شكل مذكرات متفرقة كانت تدرّس لطالبات العلم في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات بجدة وهن على مشارف التجربة العملية للمهمة التعليمية التربوية التي تؤهلهن لها كلية التربية بأقسامها المختلفة .
وقد جمعت مادة هذا الكتاب من كتب طرق التدريس المختلفة التي منها ماهو خاص بفروع التربية الإسلامية ومنها ماهو عام في الطرائق العامة أوالكفايات التدريسية والمهارات المتنوعة بالإضافة إلى ما توصلت إليه من خلال استقراء واقع التعليم في مدارس البنات بالمملكة العربية السعودية وطبيعة تعليم مقررات التربية الإسلامية فيها، وأضفت لذلك ما فتح الله به خلال دورات رفع كفاءة معلمات التربية الإسلامية المختلفة التي نظمها وخطط لها قسم التربية الإسلامية التابع لمكتب الإشراف التربوي بمحافظة جدة ، كان ذلك بغية تقديم ما يساعد طالبات قسم الدراسات الإسلامية وأستاذات طرائق تدريس التربية الإسلامية في قالب سهل يجمع معظم المفردات المهمة في المقرر ويراعي واقع تعليم مقررات التربية الإسلامية في مدارس البنات بالمملكة العربية السعودية .(1/1)
وقد دعاني لجمع هذه المادة وإعدادها ما عانيته أثناء دراستي لها في المرحلة الجامعية ، ثم معاناتي والطالبات معي أثناء تدريسي لمقرر طرق تدريس التربية الإسلامية لافتقار المقرر إلى كتاب مرجعي منهجي مناسب لواقع تعليم مقررات التربية الإسلامية في مدارس البنات وكذلك الطلب اللحوح من زميلات المهنة ورفيقات درب تعليم مقررات التربية الإسلامية - معلمات الدين - بأن يخرج هذا الكتاب الذي انتثرت مادته خلال السنوات السبع الماضية في مذكرات مصغرة ومطويات متنوعة وعروض علمية ودورات تطويرية .
هذا وأسأل الله العظيم أن أكون وفقت فيما جمعت وكتبت ليكون خير معين للأستاذات والطالبات بالكليات التربوية ولجميع معلمات التربية الإسلامية .
وأشير هنا إلى أني آمل من كل من يطلع على هذا الكتاب تزويدي باقتراحاته مكتوبة حتى تؤخذ بعين الاعتبار في الطبعات القادمة بإذن الله شاكرة لهم جهدهم سلفا.
والله الموفق .
فوز كردي
21/ ذو القعدة 1422هـ
توطئة
طرائق التعليم العامة والخاصة هي علم ينبغي معرفة أسسه وكفاياته كسائر العلوم التربوية التي تسهم في بناء شخصية المعلمة وتأهيلها لمهنة التعليم أو تطوير أدائها في المهنة .
وهذا الكتاب الذي يفصّل القول في طرائق تعليم التربية الإسلامية يقدم وصفاً كاملاً للعملية التعليمية مركّزاً على أقطابها الثلاثة : المعلمة والتلميذة والمحتوى ؛ فيبين الصفات والشروط التي تؤدي إلى نجاح العملية التعليمية سواء فيما يختص بالمعلمة وصفاتها ومهاراتها أم فيما يتعلق بطرائق العرض وشروط نجاحها كما يصف طبيعة مقررات التربية الإسلامية ويدل على وسائل تحقيق أهدافها القريبة وغاياتها البعيدة .(1/2)
و"طرائق تدريس التربية الإسلامية1" مصطلح مركب من عدة كلمات تعني في مجملها : الكيفيات التي يمكن إيصال علوم الدين ومبادئه من خلالها . أو الأساليب التي تتبعها المعلمة إيصال المعلومات الدينية إلى التلميذات . وتفصيلها في اللغة2 والاصطلاح ما يلي :
طرق : جمع طريقة وتجمع على طرائق أيضاً ، والطريقة : السيرة أو الحال ، يقال مازال فلان على طريقة واحدة أي حالة واحدة ، ومنها قوله تعالى : (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ( ( الجن : 16 ) أي لو استقاموا على حالة الهدى . وفي الاصطلاح تعرف الطريقة بأنها : ( نظام الخطوات التدريسية3 - المهارات - التي يمكن تكرارها في المواقف التعليمية المتشابهة ، والموجهة بقصد ووعي لتحقيق هدف أو أهداف تعليمية ) .
تدريس : من درس الكتاب يدرسه درساً ودراسة أي ذللّه بكثرة القراءة حتى خف عليه حفظه 4. والتدريس في الاصطلاح : ( عملية تفاعل وتوجيه يتم خلالها ممارسة أنشطة متعددة تعتمد على فاعلية المتعلمين وجهودهم وتوجيه المعلم وإرشاده) وقد راعى هذا التعريف متطلبات مهنة التعليم التي تؤكد أن التدريس لم يعد عملاً يتم ببساطة شرح المادة التعليمية بالإلقاء والتلقين وإنما يحتاج إلى جهد ونشاط وفاعلية تتم وفق تخطيط مسبق بأسلوب علمي يرتكز على أسس علمية نفسية وتربوية 5 .
التربية : من ربا يربو بمعنى زاد ونما ، ومنها قوله تعالى : (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله ( ( الروم : 39 ). أو من ربى بمعنى نشأ وترعرع ، يقال : هذه أرضي وبها ربيت . أي نشأت وترعرعت . أو من ربّ يربُّ بمعنى الإصلاح وتولي الأمر ، يقال : رباه أبوه على الصدق أي أصلحه وتولى أمر تنشئته عليه .(1/3)
والتربية كمصطلح تأخذ من هذه المعاني كلها ، فهي : ( عملية تحقق النمو المتزن لجميع استعدادات الفرد الجسمية والنفسية والعقلية وتتدرج معه حتى يصل إلى كماله ) . فهي إذاً تنمي مواهبه وتنشئه على ما يصل به إلى الصلاح في مستقبل أمره6 .
الإسلامية : من أسلم بمعنى استسلم وخضع . والإسلام : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك .
ووصف التربية بالإسلامية يميزها عن أنواع التربية الأخرى من غربية أو شرقية وغيرها. فهي تنشئة على مبادئ الإسلام وغاياته ومنهجه الرباني في كل أمور الحياة .
وتدل الكلمتان معاً على معنى اصطلاحي دارج في المؤسسات التعليمية هو " مقررات العلوم الدينية الشرعية " كالتوحيد والفقه والحديث ....إلخ
أولا : أهمية التربية والتعليم في الدين الإسلامي
استخلف الله الإنسان على هذه الأرض ، وجعله مناطاً للتكليف لما أكرمه الله به من عقل وقابلية للتعلم قال تعالى : (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعلم ما لا تعلمون . وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( ( البقرة: 30)
وأرسل سبحانه الرسل من آدم ( إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( لينقلوا البشرية في حقبها المتعاقبة من الظلمات إلى النور ، ومن الجهالة إلى المعرفة بتعليمهم الكتاب والحكمة وتربيتهم وتزكيتهم قال تعالى : (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ( ( البقرة :129 ).(1/4)
واقتضت حكمة الله العليم الخبير ، أن تكون أول آيات تنزل من القرآن الكريم كتاب الدين الخاتم هي قوله : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ( ( العلق 1 - 5 ) ولا تعني القراءة هنا مجرد محو الأمية ، بل تشير كذلك إلى التفقه ، والتعلم في سائر العلوم التي تفيد الخلق وتؤدي إلى معرفة الخالق وخشيته ، وفي قوله تعالى إشارة إلى أدوات العلم ( الذي علم بالقلم ( لذا ليس بعجيب أن تسمى الأمة الإسلامية بأمة ( اقرأ ) أمة العلم والمعرفة والنور .
…ومن تكريم الله للعلم والعلماء ، والتربية والتعليم أن جعل اسم كتابه العظيم ( القرآن الكريم ) ، فهو عنوان للقراءة والمعرفة والتعلم . وإن النظر في نصوصه الكريمة7 ليبين بجلاء مكانة العلم والعلماء في هذا الدين العظيم ومن هذا :
قوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ( ( فاطر : 28 ) .
وقوله تعالى : ( الرحمن . علم القرآن . خلق الإنسان . علمه البيان ( ( الرحمن : 1-4 ).
وقوله تعالى : ( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ( ( النساء : 113 ).
وقوله تعالى : (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ( ( سبأ : 6 ) .
وقوله تعالى : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون( ( الجاثية : 18).
وقوله تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ( ( المجادلة : 11 ).
وقوله تعالى : ( وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً (( القصص : 8) .
وقوله تعالى : ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( ( الرعد : 43 ).
وقوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( ( النحل : 43 ).(1/5)
وقوله تعالى : (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ( ( العنكبوت : 43 ).
فهذه الآيات الكريمات وغيرها في كتاب الله العزيز عشرات تبين جانباً أو أكثر من جوانب أهمية العلم والمعرفة وارتباط ذلك برسالة السماء والنور والهداية وعمران الأرض وتقدم الحضارة والخير للفرد والمجتمع والإنسانية جمعاء .
كذلك حفلت السنة النبوية وأحاديث المصطفى ( معلم الخير والهداية ببيان أهمية العلم والمعرفة وأظهرت تقدير العلماء والمشتغلين بالتربية والتعليم ، والنصوص الدالة على هذا كثيرة8 وعظيمة منها قوله ( :
" العلماء ورثة الأنبياء " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان .
" إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً . وإنما ورثوا العلم .فمن أخذه أخذ بحظ وافر " رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد .
" من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " متفق عليه .
" فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي " رواه الترمذي .
" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " رواه مسلم .
" إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع " رواه أحمد والحاكم .
" لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير من الدنيا وما فيها " متفق عليه .
" مثل ما بعثني الله عز وجل به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله عز وجل الناس فشربوا منها ، وسقوا وزرعوا ، وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فتعلّم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " متفق عليه .
" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم .(1/6)
ولاشك أن الأمة الإسلامية عبر العصور التي نشأت وترعرعت على هذه النصوص الشريفة قد وعت الأهمية العظيمة للتربية والتعليم فكان لها في هذا المضمار قصب السبق ، سارت فيهما خطوات واسعة فأنارت دروب الدجى ، وعمرت الأرض ، وأنتجت حضارة عظيمة لم تضاهِها حضارة . وتتبع هذا في الواقع التاريخي للأمة الإسلامية ليظهر مسيرتها العظيمة منذ أن كان الرسول ( المعلم الأول للأمة الإسلامية يتلو على المسلمين الآيات ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويربيهم بمنهج رباني فريد قال تعالى: ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ( ( الجمعة : 2 ) . فقد كانت دار الأرقم ابن أبي الأرقم أول دار للتعليم في الإسلام ،ثم شهدت البشرية في ذلك العصر الزاهر أول حملة كبيرة لمحو الأمية بصورة جماعية حين جعل رسول الله ( فداء الأسرى ببدر أن يعلم كل منهم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة فقام هؤلاء بدورهم بتعليم إخوانهم من أبناء المجتمع الإسلامي ناشرين بذلك أدوات العلم والمعرفة في مجتمع ( اقرأ ) .
ثم برز دور المسجد في الإسلام برسالته الشاملة للعبادة والقضاء والاجتماع والسياسة والعلم والتربية ، فكان بحق مناراً للهداية والعلم ، ومركزاً لحلقات العلماء والمتعلمين . ثم تطورت دور التعليم من الزوايا والتكايا إلى الكتاتيب والربط إلى دور الحكمة ، ثم تكونت المدارس النظامية والجامعات العريقة . ويكفي الأمة الإسلامية فخراً أن الجامعة الأزهرية كانت أول جامعة في تاريخ البشرية بالمعنى الجامعي المعروف .(1/7)
حقاً إن تربية هذا شأنها في نظر القرآن والسنة والواقع التاريخي الماجد ، لا بد أنها تتسم بسمات أصلية ويمكن إذا ما فهمت حق الفهم ، وقدرت حق التقدير أن تضع الأجيال تلو الأجيال على درب الإيمان والعلم في طريق الهداية والرشاد 9. وما أحوجنا اليوم إلى فهم أبعاد التربية الإسلامية لنكون بحق خلف ذلك السلف ، وورثة هذه الحضارة . ولهذا خصص المبحث التالي لبيان ماهية التربية الإسلامية وميزاتها وأهدافها.
ثانيا: ماهية التربية الإسلامية
إن التربية الإسلامية تعني تقديم هذا الدين للمتربين وتبسيط معارفه وشرح تراثه العظيم وترجمته ترجمة سلوكية حية تظهر عظمته وتبعث على الاعتزاز به . فما هي إلا قالب لتقديم هذا الدين العظيم الذي جاء يتمم دعوات الأنبياء ، ويختم الرسالات ، ويربي البشرية على التوحيد الخالص ويدعو الناس إلى عمارة الأرض ، فهو دين يدعو الناس لتأمل الكون والتفكر في نظامه وسننه وإعمال العقل فيما حولهم لتحصيل خير الدنيا والآخرة.
والتربية الإسلامية المستمدة من مصادرها الأصيلة10 ؛ كتاب الله وسنة رسول الله (كما تربي الفرد تربية إيمانية فريدة تربي المجتمع كله بوضع الأطر العامة والمفصلة للنواحي الاجتماعية والسياسية والأخلاقية فالنظرة المتأملة في تعاليم الإسلام العظيمة تؤكد11 :
* أن الإسلام بمنهجه الفريد هو دين التوحيد وتحرير الناس من عبودية العبيد إلى عبودية رب العبيد سبحانه وتعالى .
* أن الإسلام يكرم الإنسان ويعرّفه بأن الكون خلق من أجله ، وهو بهذا يدعوه إلى إعمال عقله واستثمار طاقاته فيما يعود عليه بالنفع وعلى أمته بالرفعة والرقي .
* أن الإسلام دين العلم والعمل فقد دعا إلى العلم وأعلى شأن العلماء فجعلهم ورثة الأنبياء ودعا إلى العمل ونبذ الكسل وبين أنه لاخير في علم لا يقترن بعمل صالح .(1/8)
* أن الإسلام دين مكارم الأخلاق : فالصدق والاستقامة والوفاء والمروءة والشجاعة والشهامة كلها من الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وتمثلت حية في شخصية رسول الله (والأجيال الأولى المباركة من هذه الأمة ، وما زالت تتحقق على مدى العصور كلما كان هناك تمسك بتعاليم هذا الدين السمح .
* أن الإسلام دين التكافل والعدل ، فنظامه الاقتصادي الفريد يضمن الحياة الكريمة لكل شرائح المجتمع ، ويجعل الرباط الأخوي المبني على الإيمان أساس العلاقات الاجتماعية في المجتمع12 .
وتتميز التربية الإسلامية بميزات عدة عن سائر أنواع التربية الأخرى من حيث :
* أن رصيدها من مخاطبة العاطفة والوجدان كبير ، كما أنها تعنى بمخاطبة العقل فلا يمكن إيصال كنوزها المعرفية العقلية بمعزل عن رصيدها الإيماني الوجداني .
* أنها تشكل الجزء الأكبر من تراث المجتمع المسلم وتحمل عوامل نهضته بما تتضمنه من مصنفات الفروع المختلفة ، وأساليب ونظريات التربية حتى سبقت كثيراً من النظريات الحديثة وتفوقت عليها .
* أن مصادرها إلهية خالدة تتمثل في الكتاب والسنة فتميزها بهما يجعلها تتميز بالصدق والحق والأصالة والثبات .
* أنها تختلف عن غيرها من مجالات الدراسة والتربية من وجوه أهمها :
أ . أن التلميذ يأتي إلى المدرسة وهو يعرف كثيراً منها ؛ إذ عرفها منذ نعومة أظفاره في البيت من والديه وأسرته وهو في المدرسة يبني عليها وينميها .
ب . أنها ذات علاقة وطيدة ظاهرة بالسلوك والحياة ؛ فالمعارف التي يتلقاها من خلالها يمارسها ويتفاعل معها في حياته اليومية .
ج . أنها تصوغ شخصية المتربي من جميع جوانبها فتطبعه على ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن بالله العابد له من جوانب إيمانية وجدانية ونواح تطبيقية سلوكية .(1/9)
د . أنها تعينه على تحقيق التوازن بين الدنيا والآخرة والمادة والروح فيعمل لدنياه عمارة للأرض وتطبيقاً لأمر الله كأنه يعيش أبداً ، ويعمل لآخرته متعبداً خاشعاً راغباً راهباً كأنه يموت غداً 13.
غاية التربية الإسلامية :
ترمي التربية الإسلامية بمناهجها وطرائقها ومقرراتها إلى الغاية العظيمة التي يدل عليها قوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( ( الذاريات : 56) ، فغايتها : إعداد الفرد الصالح في نفسه النافع لمجتمعه . ولا يتحقق هذا إلا بسعيه لتحقيق العبودية الكاملة لله رب العالمين وشعوره بأهمية الدين في حياته ، واعتزازه بالانتماء له يترجمه في سلوكياته فيظهر جلياً في أخلاقه ومعاملاته التي يقتدي فيها بالرسول الكريم ويقتفي أثره مرتقياً في مراتب الدين نحو درجات المحسنين .
وهذه الغاية العظيمة للتربية الإسلامية تظهر جلية واضحة من خلال مقررات التربية الإسلامية في المدارس حيث وضعت مفرداتها في كافة الفروع ( القرآن - التفسير - التوحيد - الفقه - الحديث ) لتخدم هذه الغاية وتسهم في تحقيقها فتكمل بها تربية شخصيات التلميذات من جميع جوانبها النفسية والاجتماعية والروحية والسلوكية والعقلية وليكن عابدات لله في كل شئون حياتهن ؛ فالقرآن الكريم تخصص له الحصص الدراسية لتحقيق أهداف قريبة كإتقان تلاوته ، والتدرب على تجويده ، والوقوف على معاني مفرداته إلا أنه يجب ألا يغيب عن ذهن معلمة التربية الإسلامية أن الغاية من دراسته وتدريسه إنما هي تحقيق العبودية لله رب العالمين بالتعبد بتلاوة كلامه عز وجل تلاوة صحيحة كما أنزل على محمد ( ، وتدبره والاهتداء بهديه والعمل به .(1/10)
والتفسير كمقرر دراسي يهدف إلى بيان معاني المفردات والإشارة إلى المستفاد من الآيات مع شرحها إجمالا ليكون القرآن قريباً من فهم الطالبات ، لكن معلمة التربية الإسلامية الحصيفة لا تقف عند حدود هذه الأهداف القريبة إنما تربطها بغاية التربية الإسلامية فتكون حصص التفسير وسيلة لتحقيق الارتباط القوي بكتاب الله وتدبر معانيه والوقوف عند حلاله وحرامه في طريق تحقيق العبودية لله رب العالمين .
وكذا مقرر الحديث فإن أهدافه القريبة : معرفة هدي المصطفى ، وحفظ نصوص السنة ومعرفة رواة الأحاديث والوقوف على البلاغة النبوية ، أما غايته البعيدة فهي استثارة محبة الرسول ( في القلوب ،إبراز مواطن القدوة في سير الرواة رضوان الله عليهم ، وندب الطالبات للاتباع تحقيقاً لمعاني العبودية لله عز وجل . ومقرر التوحيد يهدف إلى بيان العقيدة الصحيحة وفضح العقائد المنحرفة والتحذير من الشرك والهوى ؛ كل ذلك للوصول إلى لغاية العظمى من التوحيد الخالص وتحقيق العبودية لله . وكذلك مقرر الفقه فإنه يهدف إلى بيان أحكام المكلف وأساليب العبادة وأدلة الأحكام ليأخذ بأيدي التلميذات إلى طاعة الله وتحقيق العبودية الكاملة له تعالى .
وهكذا تتكامل جميع مقررات التربية الإسلامية فيما بينها بل تتكامل مع مقررات جميع التخصصات الأخرى14 لتحقيق الغاية العظمى " تحقيق العبودية لله رب العالمين " .
…
معوقات التربية الإسلامية :
بالرغم من هذه القوة الكامنة في التربية الإسلامية التي تضمن إن أخذت حقها من اهتمام المعلمين والتربويين في كل المؤسسات التعليمية والتربوية إخراج مجتمع رباني - بإذن الله سبحانه وتعالى - إلا أننا نلحظ بطء تحقق هذه النتيجة في القرون المتأخرة وفي عصرنا الحديث بشكل بارز وهذا ما يدعونا إلى دراسة معوقات التربية الإسلامية ليحرص المربون على تلافيها أو الحد من آثارها بغية تحقيق الغاية . ويمكن تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسة :(1/11)
* التناقض بين أقوال المربين وأفعالهم ، فالتربية الإسلامية تحتاج لتؤتي ثمارها إلى ترجمة سلوكية لما يقدم للمتعلمين ؛ فهم يتعلمون بالقدوة والعمل أكثر من مجرد التلقي النظري المعرفي . ولا عجب إذاً أن تدرس التلميذة في مقررات التربية الإسلامية حكم الحجاب ومواصفاته وأدلته ثم تفرط في الالتزام به إن هي رأت من معلمتها تفريطاً فيه ؛ لأن التربية الإسلامية تحتاج إلى قدوات يطبقن مبادئ الدين وأحكامه عملياً قبل شرحها للطالبات نظرياً ، وهكذا في سائر أحكام الدين ومنهج الحياة.
* تعارض بعض أنظمة المجتمع مع ما تدرسه التلميذة من أحكام هذا الدين وآدابه مما قد يثير في نفسها شبهة عدم إمكانية تطبيق تعاليم الدين في هذا العصر ، أو يولد لديها إحساساً بعدم توافق الدين مع مطالب الحياة العصرية . ومثال ذلك ما تدرسه الطالبات من حكم الربا ثم تجده موجوداً في بعض أنظمة المجتمع المسلم الذي تعيشه مما يجعلها تتهاون في التعامل به أو تشعر بعدم توافق هذا الحكم مع متطلبات الحياة المعاصرة ! وكلا الأمرين من الخطورة بمكان ، وهكذا تُفصل التربية الإسلامية عن الواقع وتُعاق عن التطبيق فتنحصر في مجرد معارف نظرية .
* الانبهار بالتقدم العلمي والتكنولوجي الذي عزز النزعة المادية ، واستُغل في تنمية اتجاه سلبي نحو الدين بدعوى تعارضه مع العلم ؛ فللأسف لم يواكب كثير من المربين في حقل التربية الإسلامية مستجدات علمية وتقنية كثيرة مما ساهم في تعزيز هذه الشبهة في نفوس كثير من المتربين 15.
أهداف التربية الإسلامية :(1/12)
…إن الغاية العظيمة للتربية الإسلامية التي ترمي لتحقيقها بمقرراتها المختلفة تتضمن أهدافاً عامة وأخرى مفصلة تُبرز ضخامة المسئولية الملقاة على عاتق معلمات التربية الإسلامية ، كما تعينهن على إدراك أبعاد العملية التربوية والتعليمية التي ارتضين أن يكن ضمن روادها يحدوهن لذلك شرف المهنة وحلاوة الأجر ، قال ( : " إن الله وملائكته وأهل سماوته وأهل أرضه حتى النملة في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير " متفق عليه
ومن هذه الأهداف : الأهداف العامة للتربية الإسلامية التي اهتم بصياغتها وبيانها كثير من التربويين ، وهي وإن اختلف عددها من كتاب لآخر وتباينت صياغاتها تدور حول محاور متقاربة وتنبع من فكر واحد . وسنصنفها هنا إلى ثلاثة أنواع رئيسة يضم كل نوع عدداً من الأهداف :
أولا : الأهداف المتصلة بالمعرفة والتفكير العلمي :
وتسمى الأهداف المعرفية ولها أهمية كبيرة في التربية الإسلامية لأنها تتناول التراث الذي لا يمكن الاستغناء عنه ، وهي التي تعدّل نظرة المتربية ( التلميذة ) لنفسها وبيئتها وحياتها وتوجه عملها وسلوكها . كما تهدف إلى مساعدتها على التدرب على الأسلوب العلمي في التفكير ومن الأهداف المعرفية العامة للتربية الإسلامية ما يلي :
1. إعانة التلميذة على فهم المفاهيم والمصطلحات الدينية .
2. تحقيق الفهم الصحيح لدى التلميذة لطبيعة العلاقات الإنسانية ولأسس التعامل في المجتمع المسلم .
3. تكوين العقل الإسلامي الناضج المتفتح .
4. إعطاء التلميذة المعارف المختلفة عن الكون والحياة وما وراء هذه الحياة مدعماً بأدلة عقلية ونقلية ما أمكن .
5. الكشف عن الجانب الحضاري للإسلام عقيدة وشريعة وبيان الشبه المغرضة والرد عليها .
ثانيا : الأهداف المتصلة بالقيم والاتجاهات :(1/13)
…وتسمى الأهداف الوجدانية ، ولها أهمية كبرى في التربية الإسلامية فهي التي تذكر المربية بأهمية توظيف المعارف التي تتلقاها التلميذة في توجيه سلوكها وإكسابها القيم السامية فتتخلق بأخلاق الدين، وتسعى لتطبيق أحكامه عن محبة واقتناع ورغبة . ومن الأهداف العامة للتربية الإسلامية المتصلة بالوجدانيات :
1. إكساب التلميذة القيم التي تحكم سلوكها .
2. حماية التلميذات من الزيغ .
3. تكوين المسلمة المتوازنة فكراً وعاطفة لتلائم بين حياتها الدنيا وآخرتها .
4. إذكاء روح الإيمان بالله ومحبة رسوله ( في نفوس التلميذات.
5. إكساب التلميذات العادات والهوايات التي تسهم في بناء الشخصية وتوجيه السلوك
6. دعم الشعور بوحدة الأمة في نفوس التلميذات وإثارة تفاعلهن مع المسلمين في أنحاء العالم وتقديم العون لهم والتفاعل مع مشكلاتهم .
ثالثا : الأهداف المتصلة بالمهارات :
وتسمى الأهداف المهارية ولها أهمية كبيرة فهي التي إن تحققت وصلت التلميذة إلى الإتقان والإبداع في أعمالها وعباداتها وفي كل مهاراتها ، ويندرج تحت هذا التصنيف من أهداف التربية الإسلامية أهداف عدة أبرزها :
1. تربية التلميذات على تحمل المسئولية وأداء الواجب .
2. إعداد التلميذات لتحمل المسئولية تجاه مجتمعهن وأمتهنم وبخاصة في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3. تنمية مهارات التلميذات ( العقلية - الاجتماعية - المهنية ...) بحسب ما تتيحه الأنشطة المختلفة .
كذلك تتفرع الأهداف العامة للتربية الإسلامية وتصبح أكثر تفصيلا ؛ فهناك أهداف مرحلية خاصة بكل مرحلة دراسية على حدة ؛ فهناك أهداف خاصة بكل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية . تنبع كلها من الأهداف العامة للتربية الإسلامية .
أهداف المراحل الدراسية :
أولا : المرحلة الابتدائية :(1/14)
إعداد التلميذة إعداداً فكرياً سليماً يلائم فطرتها ويفي بحاجاتها التي تتطلبها منها التربية الإسلامية لتكون بنتاً صالحة ومثلا عالياً في الإيمان والعبادة والأخلاق .
ولكي يتحقق هذا الهدف روعي في مناهج مقررات التربية الإسلامية أن تكون مستوفية للمبادئ العامة التي تقوم عليها أسس ثقافة المرأة المسلمة من ناحية المعتقد والعبادة ، كما شملت ما يهدف إلى تخلّق التلميذة بالقيم والاتجاهات الإسلامية التربوية ، وإكسابها المهارات اللازمة .
ثانياًً : المرحلة المتوسطة :
1. إكساب المتعلمات قدراً جيداً من العلوم الشرعية التي تجعلهن ملمات بما تصح به عقيدتهن وعبادتهن ويدعوهن لتتبع مرضاة الله في كل أمر .
2. تنمية اعتزاز التلميذات بدينهن مما يعصمهن من الفتن والتيارات الدخيلة .
3. تنمية قدرات التلميذات ومهاراتهن المختلفة ليتمكن بعد المرحلة المتوسطة من الإسهام بنصيب أوفر في التخصص الملائم لمهاراتهن16 .
4. تعريف الطالبات بمتطلبات الأمة وأهدافها السامية لتسهم في الحفاظ على تراث الأمة وتحقيق سيادتها في العالم الحضاري .
ثالثاً : المرحلة الثانوية :
1. دعم معلومات التلميذات عن العقيدة الإسلامية بما يحقق ولائهن لله وإخلاصهن له واستقامتهن على شرعه الحكيم .
2. تعهد قدرات التلميذات واستعداداتهن المختلفة وتوجيهها لما يحقق غاية التربية الإسلامية من إعداد المسلمة الصالحة في نفسها المصلحة لمجتمعها .
3. تنمية التفكير العلمي وروح البحث لدى المتعلمات .
4. بث الوعي الأسري الشرعي لتحقيق بناء المتعلمات لأسر إسلامية سعيدة .
5. تكوين الوعي الإسلامي الصحيح الذي تواجه به التلميذات الأفكار الهدامة والاتجاهات المضللة 17.(1/15)
وهذه الأهداف تقسّم وتفصّل أكثر فتكوّن أهدافاً خاصة بكل مقرر من مقررات التربية الإسلامية على حدة ، وأهدافاً خاصة بالأنشطة غير الصفية ، كذلك تتفرع عن أهداف كل مقرر أهداف أخص للوحدات الدراسية - إن وجدت- ، ثم إلى الأهداف الإجرائية السلوكية الخاصة بكل درس على حدة18 .
والأهداف الخاصة بجميع مراتبها تنبع من الأهداف العامة ويمكن أن نوضح العلاقة بين هذه الأهداف بالرسم التالي 19:
تتحقق بـ الابتدائية تتحقق بـ تتحقق بـ
الأهداف العامة الأهداف المرحلية الإعدادية أهداف المقررات الأهداف الإجرائية
تنبع من الثانوية تنبع من تنبع من
وعند تأمل مستويات الأهداف في التربية الإسلامية يتضح معنى التربية المقصود من المحافظة على فطرة الناشئ والتدرج معه في تنميتها لتحقيق الغاية العظمى في تكوين مجتمع رباني يدرك معنى تحقيق العبودية ويسعى لها في كل جوانب الحياة مصداقاً لقول الله تعالى : (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( ( الأنعام :162 -163) .
ثالثا : مقررات التربية الإسلامية في التعليم العام
بمدارس البنات بالمملكة العربية السعودية
…أولت حكومة المملكة العربية السعودية التربية الإسلامية عناية خاصة ظهرت واضحة في أهداف سياسة التعليم وفي مقررات التربية الإسلامية الشاملة لكافة الفروع عبر مراحل التعليم وسنيه المختلفة ، حتى تميز تعليم الدين في المملكة بميزة واضحة عن سائر دول العالم وهي الشمول والتفصيل لكل ما يحتاجه المسلم في حياته ليكون الفرد الصالح في نفسه النافع لمجتمعه ، وليحقق غاية وجوده فيكون عبداً لله حقاً .(1/16)
كما قامت الرئاسة العامة لتعليم البنات وهي الجهة المسئولة عن تعليم البنات في المملكة بإعداد المقررات الخاصة بكل مرحلة في خطة شاملة تسعى لتحقيق أهداف التربية الإسلامية العامة عبر مراحل التعليم المختلفة ، وهذه المقررات كفيلة - بعد توفيق الله - أن تصوغ شخصيات البنات في وطننا الغالي صياغة إسلامية من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والعقلية لو وعت معلمات التربية الإسلامية هذه الأهداف وأجدن تحليل محتويات المقررات وتفنن في إيصال معلوماتها إلى قلوب وعقول التلميذات خلال الأنشطة الصفية في الحصص الدراسية المحددة لكل فرع من فروع التربية الإسلامية ، ومن خلال الأنشطة غير الصفية المتنوعة خلال اليوم الدراسي .
…وتشمل مقررات التربية الإسلامية في مدارس البنات بالمملكة الفروع التالية :
1. القرآن الكريم - 2. التوحيد - 3. الفقه : هذه المقررات الثلاث يبدأ تدريسها للطالبات منذ الصف الأول الابتدائي ويستمر حتى نهاية التعليم الثانوي بمفردات محددة لكل سنة روعي فيها ما يتناسب مع الخصائص والحاجات العمرية لتلميذات المرحلة .
4. التجويد : ويبدأ تدريسه من الصف الرابع الابتدائي . ويشمل المقرر أهم الأحكام التي تساعد الطالبات في إجادة التلاوة والترتيل لكلام الله تعالى . ويدمج مع حصة القرآن بعد ذلك ليكون عملياً تطبيقياً .
5. الحديث : ويبدأ تدريسه للتلميذات من الصف الخامس الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الثانوية لربط الطالبات بالمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وتحبيبهن في المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وحثهن على الاتباع والاقتداء . ويخصص منه جزء في بداية المرحلة الثانوية للتعريف بعلوم الحديث وأنواع الأسانيد مما يلفت نظر التلميذات لجهود العلماء في حفظ السنة ويعزز ثقتهن في حجيتها .(1/17)
6. التفسير : ويبدأ تدريسه للتلميذات من الصف السادس الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الإعدادية لتتدرب التلميذة على فهم معاني كلام الله عز وجل وتدرك أهمية تدبر ما تقرأ وتحفظ .
7. الثقافة الإسلامية : وهو مقرر يدرس في المرحلة الثانوية فقط يهدف لتنمية الفكر الديني الصحيح لدى التلميذات ويناقش موضوعات حيوية متنوعة تسهم في بناء شخصية التلميذات وتزويدهن بفكر صحيح .
وإن المتأمل في هذه المقررات ليبصر بوضوح العناية الفائقة التي حظي بها تعليم البنات في حقل التربية الإسلامية ،كما يدرك عظيم المسئولية الملقاة على عاتق معلمات التربية الإسلامية لتبسيط هذه المقررات وانتقاء أفضل الطرق لإيصالها للطالبات وتربيتهن وفق مقتضياتها ليكنّ لبنات صالحات في بناء المجتمع الإسلامي الذي ننشده لوطننا الغالي . ومن هنا كان من الضروري الحديث عن معلمة التربية الإسلامية وأهمية إعدادها علمياً ومهنياً ولهذا خصص المبحث التالي .
أختي المعلمة : تذكري تدريس علوم الدين ( مقررات التربية الإسلامية ) يعني :
* تعريف الطالبات بالمعبود الحق سبحانه وتعالى .
* دلالة الطالبات على درب السعادة الحقيقية .
* حماية الطالبات من مهالك الانحرافات .
* تحبيب الطالبات في دينهن الحق .
* نصرة دين الله ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وهو محسن( .
( فصلت : 33 ) تأملي هذا يا معلمة الدين لتدركي أبعاد الأمل المعقود عليك
رابعا : معلمة التربية الإسلامية وأهمية إعدادها(1/18)
تعتبر المعلمة حجر الزاوية في العملية التعليمية ، فالمعلمة الجيدة عامل مهم في نجاح التربية والتعليم عموماً ، كما أن المعلمة الفاشلة سبب رئيس في تعويق التربية وتعطيل أهدافها المتنوعة ، لأن المعلمة الكفء تستطيع بكل تأكيد أن تعوض كثيراً من جوانب النقص في العناصر الأخرى للموقف التعليمي من : منهج ، ووسائل تعليمية ، ومبنى مدرسي وغيرها من العناصر . كما تستطيع أن تتلافى كثيراً من جوانب التقصير في التربية المنزلية وفي خدمات المؤسسات والمنظمات الأخرى في المجتمع .
هذا وقد أصبح الإيمان بأهمية المعلمة ودورها القيادي في العملية التربوية داخل الفصل وخارجه أحد المبادئ والمسلمات الأساسية التي تقوم عليها التربية الحديثة نظرية وتطبيقاً لذا بذلت الجهود الكبيرة لإعداد المعلمات وصقل شخصياتهن وتنمية مهاراتهن المختلفة وتهيئتهن نفسياً ودينياً ومعرفياً ليستطيعن القيام بدورهن خير قيام إذ طبيعة عملهن التربوي يتطلب أن يكنّ صاحبات رسالة أكثر من كونهنّ صاحبات مهنة .
إعداد معلمة التربية الإسلامية :
إن إعداد المعلمات لرسالة التعليم السامية ووظيفة التربية عملية متشعبة متعددة الجوانب ؛ لأنها إعداد من جميع جوانب الشخصية لتكون المعلمة نموذجاً حضارياً تقتدي به الطالبات ، ومدرسة يتعلمن من فعالها أكثر مما يتعلمنه منها نظرياً ، ويتلقين من سلوكها أكثر مما يتلقينه من وعظها وتربيتها المباشرة .
واستقراء واقع المقررات التي تدرس في كليات التربية وإعداد المعلمات يبين بعضاً من الجوانب التي يركز عليها في إعداد المعلمات بعامة ومعلمات التربية الإسلامية بخاصة ؛ فالجانب الأول يعنى بإعداد المعلمة الإنسانة المثقفة . والمواد التي تقع في هذه الدائرة هي مواد الثقافة العامة التي توسع مداركها وتصلها ببيئتها وحضارتها وتطلعها على الثقافات المختلفة المحيطة بها .(1/19)
أما الجانب الثاني من الإعداد فيهتم بالجانب المعرفي في حقل معين من حقول المعرفة وينصب هذا على العلوم الشرعية التخصصية لمعلمات التربية الإسلامية .
والجانب الثالث يركز على إعداد المعلمة في طرق التدريس ، والتقويم ، وفن استخدام الوسائل التعليمية ، وخصائص المتعلمات وحاجاتهن النفسية وكيفية التعامل معهن . ويطلق على مواد هذا الجانب مواد الإعداد التربوي أو المواد التربوية والنفسية .
ولكل جانب من هذه الجوانب أهميته في بناء شخصية المعلمة مستقبلا ، وتأهيلها للنجاح في أداء رسالة التعليم السامية ؛ لذا ينبغي على الطالبات الدارسات في الكليات السعي للاستفادة من كل المقررات لتتكامل جوانب بناء شخصياتهن ويصبحن أهلا لهذه المهنة .
صفات معلمة التربية الإسلامية الناجحة :
إن عمل معلمة الدين الذي ارتضته لنفسها واصطفاها الله له يتطلب منها أن تكون صاحبة رسالة أكثر منها صاحبة مهنة ، وبقدر ما تكون مؤهلة لحمل هذه الأمانة بما حباها الله من صفات شخصية وبما بذل من جهود لإعدادها في كافة الجوانب الثلاث المذكورة سابقاً بقدر ما تنجح في تربية الأجيال .
وفيما يلي نعرض لأهم الصفات التي ينبغي أن تكون من صفات معلمة الدين الناجحة سواء فيما يتعلق بشخصيتها أم فيما يتعلق بمهاراتها المهنية :
أولا : صفاتها الشخصية :
لاشك أن المعلمة التي ستضطلع بدور معلمة التربية الإسلامية لابد أن تكون ذات صفات شخصية مميزة ، وذات سمت إسلامي ظاهر على لباسها وسلوكها وكلامها وحركاتها وسكناتها ، فهي تجمع مع الجد المرح ، ومع الرزانة الحيوية ، ومع الحزم اللين ، ومع سعة العلم والثقافة التواضع ودماثة الخلق . ويمكن أن نبرز فيما يلي أهم صفاتها الشخصية التي منها :(1/20)
1 . أن تكون قدوة في إخلاصها وسلوكها وتفكيرها : فتعليم الدين بما يحويه من جوانب ظاهرة وأخرى باطنة يتطلب نموذجاً تقتدي به الطالبات ويرين فيه إمكانية تجسد المفاهيم في واقع البشر . ولما كان المعلمون من سلف هذه الأمة كذلك كانت تربيتهم ناجحة وثمارها ظاهرة قال ابن مسعود رضي الله عنه يصف جيل الصحابة : ( كانوا أبر هذه الأمة قلوباً ، كان أحدهم يتكلم بالكلمة يهدي بها الفئام من الناس ) .
2. أن تكون محبة لمهنتها محبة للمتعلمات ، فلاشيء يبعث على النشاط ويشحذ الهمم أكثر من الحب ، والمعلمة التي تدرك ما يصيبها من الخير من خلال هؤلاء التلميذات مهما عانت معهن وتعبت ؛ تنبعث في نفسها مشاعر المودة تجاههن فالواحدة منهن لو اهتدت كان ذلك خيراً لها من الدنيا وما فيها كما أخبر المصطفى ( ، وما يتعلمنه ويطبقنه يصل أجره للمعلمة من غير أن ينقص من أجورهن شيئاً ، ويدفعها هذا الحب إلى الصبر عليهن والرأفة بهن ومن ثم إلى حسن التعامل معهن في كل الأحوال .
3 .أن تكون صحيحة البدن تتمتع بالحيوية ؛ فاتصافها بهذا يساعدها على تحمل أعباء المهنة وحسن متابعة الطالبات كما يعينها على بعث النشاط في الطالبات ، بينما يكون للمعلمة الخاملة التي يكثر غيابها ، وإن حضرت فهي لا تغادر كرسيها وإن غادرته سارت ببطء وتثاقل أثراً سلبياً كبيراً ولو كان عن غير عمد منها ، لذا ينبغي الاهتمام بالغذاء الصحي والتحصينات الشرعية والأخذ بما يكون سبباً - بإذن الله - في اكتساب الصحة والحيوية .
4. أن تكون متزنة انفعالياً ؛ بحيث لا يسهل استفزازها ، ولا تكون خجولة لا تستطيع المواجهة للمواقف المختلفة ، أو عصبية مزاجية تثور لأقل سبب وتفقد السيطرة على أعصابها، وإنما يكسبها اتزانها ثباتاً في مواجهة المواقف واطمئناناً يجعلها تحسن التصرف في المواقف الطارئة .(1/21)
5 . الاهتمام بالنظافة والمظهر العام بلا إفراط أو تفريط ؛ فطيب رائحتها وحسن هندامها بلا سرف وسيلة إلى احترام الطالبات لها كما أن ذلك يحقق تعليماً مصاحباً مهماً في التربية الإسلامية .
6 . الفصاحة وجودة المنطق ؛ فوضوح صوت المعلمة وإخراجها للحروف من مخارجها ، وتسلسل حديثها وتنوع نبرات صوتها ومناسبتها للمعاني وخلو لسانها من الآفات الكلامية يساعد كثيراً في إنجاح العملية التعليمية إذ الكلام وعاء المعنى ولا بد أن يكون واضحاً لتتضح المعاني .
7 . ذكاؤها وفطنتها ؛ فهذا يعطيها سعة أفق ويقظة تمكنها من معالجة المشكلات ، وفهم التلميذات وحسن التعامل مع المواقف ، واختيار الطرائق النافعة والمتناسبة مع المحتوى . كما أن لهذه الصفة أكبر الأثر في فهم أبعاد المحتوى المقرر وتحليله تحليلا صحيحاً .
الصفات المهنية :
…لم يعد التدريس موهبة لا يتقنها إلا من يملك استعدادات فطرية تؤهله لنجاح فيها كما لم يعد مهنة روتينية يومية يتخذها البعض لسد حاجات مادية ، وإنما أصبح اليوم علماً وفناً في آن واحد ، فالتدريس فن لأن المعلمة يمكن أن تظهر من خلاله قدراتها الابتكارية والجمالية في التفكير واللغة والحركة التعبيرية والتعامل الإنساني سواء كان ذلك عن موهبة أو عن دراسة وتدريب . والتدريس عِلم لأن المعلمة لا تبدي قدراتها الفنية اجتهاداً أو روتيناً وإنما على أسس علمية صحيحة كما أن التدريس اليوم أصبح نظاماً له مدخلات وعمليات ومخرجات لكل منها طبيعة ووظيفة ، ومن هنا كان لابد أن تتصف المعلمة بصفات مهنية تصقل موهبتها إن كانت صاحبة موهبة ، وتكسبها مهارة وفناً إن لم تكن صاحبة موهبة ابتداء 20. ومن أهم هذه الصفات المهنية :(1/22)
1. تمكنها من المادة العلمية ؛ وهذا يتطلب منها سعة الاطلاع والثقافة ، كما يتطلب دراسة مستفيضة للمحتوى الدراسي قبل تقديمه للطالبات . ويساعد معلمة التربية الإسلامية في هذا تكوين مكتبة شخصية لأمهات المراجع التخصصية والتربوية ، كما يساعدها أيضاً الاطلاع على المجلات الهادفة سواء التخصصية منها في فرع من الفروع أو الثقافية العامة كمجلة "المعرفة" التربوية ومجلة "الإعجاز" ومجلة "الأسرة" و"الشقائق" و" النور" حيث تحوي غالباً موضوعات وتحقيقات عن كثير من موضوعات الدراسة كالتدخين والحجاب والقمار وبعض البيوع وتأملات في بعض النصوص الحديثية والقرآنية ونحو ذلك .
2. المحافظة على المواعيد واحترام لوائح المدرسة ؛ فللزمن قيمته في كل شئون الحياة ، وهو في اليوم المدرسي دقيق جداً ينبغي الالتزام به تحقيقاً للفائدة فزمن الحصة القصير لا يكفي لتحقيق الأهداف وتبسيط المعارف وتدريب الملكات فكيف إذا فرطت المعلمة في دقائقه الأولى وشيء من دقائقه الأخيرة ، كما أن في المحافظة على الوقت أداءً لأمانة الدوام ، وتدريباً وتربية للطالبات على أهميته .
3 . إلمامها بطرائق التدريس العامة والخاصة فهي وسيلتها لتقديم ما لديها من معارف ووجدانيات للطالبات ، وهي وسيلتها للتربية كما أنها دليل تميزها وإبداعها.
4. فهمها لخصائص عمر تلميذات المرحلة التي تدرسها وحسن تعاملها معهن تربوياً ، فلكل عمر حاجاته ولكل نفسية مفتاحها ، والمعلمة الحصيفة تدرك هذا كله فهي مرشدة طلابية هاوية .
5. استخدامها الفعال للوسائل التعليمية التي تثري الموقف التعليمي وتضاعف فائدته وتثبت معلوماته ، فمن الثابت في حقل التربية والتعليم أن التعلم يكون أثبت والتربية تكون أوقع كلما اشتركت أكثر من حاسة في التلقي ؛ فما يُسمع فقط أقرب للنسيان مما يُشاهد ويُسمع وأثبت منهما ما تعيشه التلميذة وتمارسه عملياً .(1/23)
…هذا …ويمكننا اعتبار جميع المهارات التدريسية التخطيطية والتنفيذية والتقويمية صفات مهنية يجب أن تتصف بها المعلمة الناجحة . وعلى كل معلمة قياس نجاحها في المهنة إلى حد كبير بنجاحها في إتقان مهاراتها المختلفة21.
خامساً : طريقة التدريس وأهميتها ومعايير جودتها
تهدف طرائق التعليم بصفة عامة إلى تنظيم المواقف التعليمية بما يؤدي إلى تنمية القدرة على التعلم ، وتمكين المتعلمات من ممارسته اعتمادا ً على جهودهن الذاتية . ومن المعروف أن الموقف التعليمي يعتمد على التواصل الفعال بين أقطابه الثلاث : المعلمة والتلميذة والمحتوى ، تقوم المعلمة فيه بدور الموجهة والمرشدة التي تذلل الصعوبات وتستثير الهمم وتنمي الاتجاهات مع إيصال كثير من المعلومات والمعارف لكن هذه الأخيرة ( إيصال المعلومات والمعارف ) ليست هي وظيفتها الأولى إذ يمكن أن تصل المعارف إلى التلميذات بدونها عبر الكتاب المدرسي أو عبر شريط أو مقالة ونحوه أما دورها التوجيهي التربوي الشامل فلا يمكن أن يقوم به كتاب أو جهاز.
والصلة بين المعلمة والتلميذة والمحتوى إنما تتم عبر الطريقة التدريسية المختارة والتي ينبغي أن يتم اختيارها في ضوء أبعاد أربعة :
- المعلمة وإمكاناتها وقدراتها ومواهبها . فالمعلمة ذات الشخصية المتزنة والقدرات الإدارية تنجح عند استخدام الطريقة الحوارية مثلا بينما من الأفضل للمعلمة التي لا تتمتع بهذه المواصفات تجنب استخدام هذه الطريقة . والمعلمة ذات القدرات الصوتية المتميزة والثقافة الواسعة واللغة السليمة تنجح عند استخدام الطريقة الإلقائية أكثر من صاحبة الصوت المنخفض والقدرات التعبيرية الضعيفة . إلا أننا يجب أن ندرب أنفسنا كمعلمات على استخدام كافة الطرق بفاعلية بتطوير إمكاناتنا وقدراتنا ومواهبنا المختلفة .(1/24)
- الطالبات وخصائص عمرهن وبيئتهن وأعدادهن . فما يناسب التلميذات المرحلة الابتدائية يختلف عما يناسب طالبات الإعدادية والثانوية . وما يناسب الفصول محدودة العدد ليس هو ما يناسب الأعداد الكبيرة فالطريقة الحوارية تتناسب مع الأعداد القليلة بينما تقل فاعليتها عندما تستخدم مع الأعداد الكبيرة ، وتناسب طريقة اللجان الأعداد الكبيرة أكثر من الأعداد المحدودة . وفي البيئة المدرسية التي تتسم بالحرية والتسامح تبرز طريقة المشروع وطريقة حل المشكلات كطرق مناسبة ، في حين تبدو الطريقة الإلقائية هي الأنسب للبيئة المدرسية ذات القوانين الصارمة التي لا تسمح بحرية الرأي والحركة وهكذا . إلا أننا يجب أن نتذكر أننا بقدر ما نستطيع ينبغي أن نساهم في إيجاد بيئة مدرسية مناسبة للطرائق التدريسية المختلفة وتوفير جو يسهم في بناء الشخصيات السوية وينمي القدرة على التعلم الذاتي لدى المتعلمات .
- المحتوى من حيث طبيعة الفرع ( المقرر ) وطول المحتوى المخصص للحصة الواحدة ، فالطريقة التي تناسب دروس الثقافة الإسلامية قد لا تناسب دروس الفقه مثلا ، حيث تتناسب الطريقة الحوارية والاستجوابية مع دروس الثقافة بينما تتناسب الاستنباطية بنوعيها القياسية والاستقرائية مع دروس الفقه . والدرس الذي يكون المحتوى المخصص له قصيراً يمكن أن تستخدم فيه طرائق تكون التلميذات فيها فاعلات ويتم فيه تدريب قدراتهن التفكيرية العليا كالطريقة الاستنباطية وطريقة حل المشكلات والبيان العملي والممارسة بينما المحتوى الطويل قد تضطر المعلمة إلى استخدام الطريقة الإلقائية والاستجوابية اغتناماً للزمن .
- ترتيب الحصة في الجدول المدرسي فما يناسب الطالبات في الحصة الأولى وهن نشيطات غير ما يناسبهن وهن خاملات في الحصص الأخيرة إذ يحتجن وقتها إلى طريقة تستحوذ على انتباههن وتثير فاعليتهن ليتحقق تعلمهن .(1/25)
والجدير بالذكر أن حرية الاختيار هي من حق المعلمة حسب رؤيتها وتقديرها للموقف التعليمي ومعرفتها بطالبات العلم لديها ، وينبغي أن لا تلتزم طريقة تدريسية واحدة بل تنّوع فيها لضمان اندماج التلميذات ومشاركتهن مهما اختلفت قدراتهن وتنوعت استجاباتهن22 .
دور طرق تدريس التربية الإسلامية في تحقيق أهدافها :
…التربية الإسلامية بكافة فروعها ومقرراتها ليست معلومات نظرية بحتة ، وليس الخطاب فيها موجه للعقل وحده بل من أهم ميزاتها -كما سبق تقريره - أن رصيدها من مخاطبة العقل والوجدان كبير لهذا السبب ولأن التربية عموماً تسير في طريقين متوازيين أحدهما مباشر والآخر غير مباشر أو أحدهما مقصود ظاهر والآخر مصاحب ، ولكل طريق أهميته في تحقيق أهداف التربية الإسلامية ، من هنا كان لطرائق التدريس التي تختارها المعلمة بدقة لكل حصة دور كبير في تحقيق الأهداف التربوية ، فتارة تسعى بإلقائها الشيق المؤثر إلى هز القلوب وتحريك المشاعر النبيلة وتوجيهها الوجهة الصحيحة ، وتارة تسعى بمخاطباتها العقلية واستنباطاتها المنطقية وأسئلتها الدقيقة لتثير تفكير التلميذات وتدرب ملكاتهن العقلية المختلفة على التحليل والتركيب ، وتارة تطرح موضوعاً تحكم محاوره لتستثير فاعلية التلميذات وتشجعهن على حرية الفكر وتنمي فيهن الشجاعة الأدبية ، وتارة تجسد موقفاً ببيان عملي ترسخ به كيفية صحيحة لعبادة من العبادات ، وتارة تفترض مشكلة تربط بها بين موضوعات الدراسة وواقع التلميذات العملي فيتعلمن علوماً نافعة ومعارف متنوعة ويتدربن على طرائق التفكير وفنون المحاورة وأساليب الإلقاء ، ويكتسبن مهارات اجتماعية وآداب وسلوكيات في زمن الحصة الدراسية عبر التعليم المباشر والتعليم المصاحب ، وهكذا تتحقق أهداف التربية الإسلامية في إعداد الفرد من جميع جوانبه .
أهم طرائق التدريس العامة :(1/26)
طريقة التدريس هي همزة الوصل بين المعلمة والمحتوى والتلميذة ، فلابد ليتم التعلم وتتحقق أهداف التربية الإسلامية من طريقة مناسبة وفق الأبعاد الأربعة المذكورة سابقاً ، وقد عد المختصون في المناهج وطرائق التدريس أنواعاً مختلفة من الطرائق لكل منها شروط للنجاح وعوامل للفشل يمكن للمعلمة توظيفها في الطرائق الخاصة بالتربية الإسلامية لتحقق التعليم الفعال . وأشهر هذه الطرق ما يلي :
أولا : الطريقة الإلقائية :
وتسمى طريقة "المحاضرة" ، وتعتبر من أكثر الطرق شيوعاً ، ولا تزال تتمتع بمركز مهم بين جميع الطرق وتستخدمها الكثيرات من معلمات المراحل المختلفة .
وفيها تقوم المعلمة بطرح المعلومات مباشرة على التلميذات شفاهة شرحاً وتمثيلا وتدليلا . وهي طريقة تحتاج إلى قدرة تعبيرية جيدة بحيث توظف المعلمة اللغة لتبيين المعارف المختلفة وتجسيد المعاني واستثارة الوجدانيات كما تحتاج إلى قدرة جيدة على استحضار الأفكار وتسلسلها .
وتحتاجها معلمة التربية الإسلامية في الفروع المختلفة في المرحلة المتوسطة والثانوية عند شرح الأدلة وتبيين الحقائق وإثارة الوجدانيات بشرط :
* أن تستعمل تراكيب لغوية سليمة ، ودقيقة في التعبير عن المعاني .
* ألا تكون هي الطريقة الوحيدة المستخدمة في عرض الدرس ، فلا ينبغي أن يتجاوز الإلقاء سبع دقائق متصلة ، وإن كان الدرس يتطلب أكثر من هذا الزمن فلابد من أن يتخلل الإلقاء استجواب ومناقشة .
* أن يصاحب الإلقاء حركات تعبيرية مناسبة بالوجه واليد .
* أن تراعى درجة الصوت المناسبة ، مع تغيير طبقاته بما يتناسب والمعاني المطروحة في الدرس
* أن تدعم إلقاءها بالشواهد والأمثلة التي تثريه وتقويه .
استعمالات طريقة الإلقاء عند معلمة التربية الإسلامية :
…يمكن استخدامها في كافة الفروع في التمهيد ، وفي شرح الأدلة ، وعند الربط بالواقع ولأجل تعزيز الجانب الوجداني ، وكذلك في غلق الدرس .(1/27)
ومن الخطأ استخدامها في بيان معاني المفردات اللغوية أو الشرعية ، وكذا في "المناسبة" في مقررات التوحيد في المرحلة المتوسطة إذ أن مثل هذه الجزئيات ينبغي أن تستخلص من التلميذة ، ولا تلقى عليها مباشرة .
كيفية تدوين هذه الطريقة في دفتر التحضير :
تُكتب في المكان المخصص للتمهيد أو الغلق أو في خانة الأنشطة التعليمية حسب مكانها في عرض الدرس وتسمى إن كانت ضمن الأنشطة التعليمية : الطريقة الإلقائية ، ثم تكتب المحاور التي سيدور الإلقاء حولها فقط . وإن كانت قصة أو حادثة مشهورة يُكتفى بذكر عنوان يدل عليها مع بيان موطن الشاهد الذي سيركز عليه .
مثال :
لغرض تعزيز الجانب الوجداني ، والتحفيز على التطبيق والعمل في أحد دروس (باب الشفاعة) إذا كانت المعلمة تريد القيام بإلقاء موجز لتبين حاجة العبد لشفاعة الرسول ( وبيان بعض الطرق التي تجعل العبد ممن ينالها ويسعد بها ، فإنها تكتب في دفترها في خانة الأنشطة مقابل هدف مناسب :
الطريقة الإلقائية : حول :
أ ) سعادة أهل " لا إله إلا الله " بالشفاعة في خضم أهوال القيامة .
ب) أسباب دلنا عليها الرسول ( لنيلها ( متابعته وتجنب البدعة ، الإكثار من الصلاة عليه .. ).
مثال قصة :
لغرض التدليل وزيادة الشرح في أحد دروس ( وجوب إخلاص العبادة لله تعالى ) إذا اختارت المعلمة القيام بإلقاء موجز عن قصة أصحاب الغار . فإنها تكتب في دفترها ما يلي :
الطريقة الإلقائية :
قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار باختصار ، مع التركيز على شاهد الإخلاص في العمل .
ثانياً : الطريقة الاستجوابية :
وتسمى طريقة "الأسئلة" وهي طريقة قديمة في التربية والتعليم كانت ولا زالت تحتل مركزاً بارزاً في الحصص الدراسية سواء انفردت بذاتها أم كانت ضمن طريقة أخرى .(1/28)
وفيها تقوم المعلمة بطرح أسئلة مباشرة على التلميذات ، تكون إجاباتهن عليها هي أحدى معارف الدرس ، وهي طريقة تحتاج إلى إعداد صياغات محددة واضحة بحيث تطلب من التلميذة استحضار معلومة سابقة23. وتحتاجها معلمة التربية الإسلامية للتنويع في العرض ، ولمعرفة مكتسبات التلميذة السابقة حول معارف الدرس ، ولإثارة تفاعل الطالبات ، أو جذب انتباههن ، كما أنها وسيلة تقويمية جيدة لمستوى التذكر . ويشترط لاستخدام هذه الطريقة بفعالية :
* ألا تأخذ كل زمن الحصة بدعوى مشاركة جميع الطالبات .
* ألا تستجوب التلميذة في معارف الدرس الجديدة ألبتة .
* أن تهتم المعلمة بالصياغة الجيدة التي لا تحتمل إجابات متعددة .
* أن يراعى إشراك أكبر عدد من الطالبات ويركز على أصحاب القدرات الضعيفة في الأسئلة السهلة .
* التنويع بين أسئلة التذكر والأسئلة المثيرة للتفكير .
* التنبه لضرورة التعزيز ، والإيماء للطالبة بالجلوس .
* يراعى البعد عن الأسئلة البديهية ، وكذا الأسئلة المبدوءة بـ "هل" إلا لهدف واضح
* ينبغي أن تتقن المعلمة مهاراتها الثلاثة : "مهارة صياغة الأسئلة " "مهارة طرح الأسئلة" "مهارة تلقي الإجابات " .
استعمالات الطريقة الاستجوابية عند معلمة التربية الإسلامية :
يمكن أن تستعملها معلمة التربية الإسلامية في فروع الدين المختلفة : في مطلع الحصة كمراجعة للدرس السابق ، وكذا خلال الحصة عند طلب أمثلة من واقع التلميذة ، أو عندما يكون في معارف الدرس خبرات سابقة تعرفها التلميذة أو شيئاً منها سواء أكان في المعنى اللغوي والشرعي، أم في الأدلة . كما تستخدم خلال الإلقاء لتفادي الإملال ، وكذا في نهاية عملية الاستنباط ، وفي تقويم الأهداف .
ومن الخطأ استخدامها لطلب التعريف اللغوي والشرعي مالم يكن هذا التعريف من قبيل الخبرات السابقة ، وكذا في طلب " المناسبة "و "الشاهد" لأن مثل هذه الجزئيات تتطلب استخلاص واستنباط لا مجرد استجواب.(1/29)
كيفية تدوينها في دفتر التحضير :
تكتب الأسئلة مباشرة إن كانت في التمهيد أو التقويم ، بينما تسمى الطريقة أولا إن كانت ضمن أنشطة التعليم في عرض محتوى الدرس الجديد في خانة الأنشطة التعليمية ، مقابل أهداف تخدم مستوى التذكر بنوعيه (التعرف والاستدعاء ):فتكون على النحو التالي :
الطريقة الاستجوابية :
س1 :.......؟
س2 : ......؟
بحسب عدد المعارف التي يراد من التلميذة ذكرها ولا تكتب إجابات الطالبات المتوقعة .
ملاحظة :
ينتبه في هذه الطريقة أن تحقق الهدف يتبين بمجرد إجابة التلميذة وذكرها للمعرفة المطلوبة في الهدف ، لهذا لا ينبغي أن يكرر السؤال نفسه في خانة التقويم ، وإنما يمكن أن يكتب في خانة التقويم صياغة أخرى للسؤال ، أو يكتفى بكتابة " متابعة الإجابات وتصويبها " .
ثالثاً : الطريقة الاستنباطية :
…وتنقسم إلى طريقتين متعاكستين ينطبق على كليهما معنى الاستنباط وهو الاستخراج والاستخلاص ، الطريقة الأولى تسمى القياسية أو الاستنتاجية ؛ وتعني تحليل الكليات للوصول إلى الجزئيات . والثانية تسمى الاستقرائية ؛ وتعني جمع الجزئيات واستقصائها للوصول إلى الكليات .
وفيها تقوم المعلمة باستخراج المعلومات من التلميذات من خلال استثارة قدراتهن التفكيرية بأسئلة متسلسلة24، أو أمثلة متنوعة ، أو أدلة متتابعة بحيث تنتهي بالمعرفة المراد تعريف التلميذات بها . وهي طريقة تتطلب تحليلا صحيحاً للحقائق والمعارف الموجودة في المحتوى لتحضير أسئلة مناسبة أو أمثلة محكمة وأدلة مناسبة ، كما تتطلب متابعة دقيقة لمشاركة التلميذات وتوجيه ذكي نحو المعرفة المطلوب استخلاصها. ولتحقق هذه الطريقة أهدافها التعليمية التربوية ينبغي مراعاة ما يلي:
* تحديد المعارف المراد استخدام هذه الطريقة في عرضها وهي التي يتوفر فيها وصف الجدة والعمق والتركيب .(1/30)
* هذه الطريقة تستغرق زمناً طويلا نسبياً في تطبيقها ، لذا ينبغي توزيع الزمن توزيعاً جيداً عند استخدامها .كما أنها لا تستخدم بكثرة في الحصة الواحدة خصوصاً إذا كان المحتوى طويلا .
* سعة صدر المعلمة ومهارتها في تلقي إجابات التلميذات .
* عدم اختصار الإجراءات لتوفير الزمن إذ تصبح عندئذ طريقة استجوابية ، ولما كانت الأسئلة في معارف جديدة فإن التلميذات اللاتي لا يحضرن الدرس مسبقاً سيعتمدن على استراق النظر للمحتوى المدرسي في الكتاب خلسة .
استعمالات الطريقة الاستنباطية في دروس التربية الإسلامية :
…الطريقة الاستنباطية جزء مهم في حصص الدين ؛ إذ المعلومات التي تتوصل إليها التلميذة بنفسها تكون قناعتها بها كبيرة وثباتها في نفسها أكثر لذلك فإنها تستعمل في عرض المعارف التي يراد تثبيتها وبناء فكر التلميذة على أساسها .ولما تتميز به هذه الطريقة من تدريب التلميذة على التفكير المنطقي والتركيب والتحليل فإنها تستخدم في استخلاص المعنى اللغوي من خلال الأمثلة، والمعنى الاصطلاحي أو قيوده ، وكذا تستخدم بكثرة لبيان "المناسبة" ووجه الدلالة من النصوص الشرعية ، كما تستخدم في استخلاص الفوائد في دروس القرآن والتفسير والحديث ، وكذلك في بيان سلبيات أو إيجابيات أمر ما في موضوعات الثقافة الإسلامية .
ومن الخطأ أن تستخدم مباشرة -مع طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية- دون إجراءاتها السابقة (الأمثلة ، الأسئلة المتسلسلة ، الأدلة ..) ، كأن تقول المعلمة مباشرة : استنبطي معنى الطاغوت في الشرع ؟ فمن أين للطالبة أن تستنبط ذلك إن لم يمهد لها بأنشطة تمكنها من الاستنباط وتعينها عليه.
كيفية كتابتها في دفتر التحضير :(1/31)
…كما تكتب الطريقة الاستجوابية إذا كان الاستنباط سيتم من خلال أسئلة إلا أنه من المتعارف عليه إضافة "إذاً " قبل السؤال الأخير الموصل للمعرفة المراد استخلاصها من التلميذة وتبيينها لها ، وإذا كان سيتم من خلال أمثلة تكتب كذلك وتختم بـ" إذاً " مع سؤال استخلاص أخير وكذا في الأدلة ، أو عرض صور أو رسوم ونحوها وتتبع بسؤال مرتبط بها ، موصل للمعلومة المراد استنباطها .
ملاحظة : التقويم الذي يكتب مقابل الطريقة الاستنباطية في دفتر التحضير يمكن أن يكون السؤال الأخير الذي به يتحقق الهدف الإجرائي ويتم به الاستنباط . أو أن تعاد صياغته مرة أخرى بطريقة أكثر تحديداً أو توسعاً للتأكد من وصول المعلومة المستنبطة لجميع الطالبات . كما يمكن أن يكون التقويم هو "المتابعة والتعزيز " .
رابعاً : الطريقة الحوارية :
…وتسمى طريقة "المناقشة" ، وهي طريقة قديمة حفل القرآن الكريم ببيان نماذج كثيرة منها في عرضه لمحاورات معلمي الدين الأوائل وصفوة البشرية - أنبياء الله - مع أقوامهم . وتستخدم الأسئلة في إدارتها ولكنها ليست الأساس فيها .
وفيها تطرح المعلمة رأساً للموضوع المراد مناقشته وتبين أهم محاوره ثم تطرح أسئلة محددة تخدم هذه المحاور وتقف إزاء آراء طالباتها موقف الحياد المبدئي مع التوجيه إلى حين تكشّف الحقائق وظهور الصواب فتؤكد عليه وتبرزه وتدلل عليه ثم تلخصه لغلق الحوار .
والطريقة الحوارية مناقشة علمية تربوية هادفة بين المعلم والطلاب وبين الطلاب بعضهم البعض تحقق أهدافاً تربوية تعليمية سلوكية اجتماعية كثيرة . ولكي تحقق الطريقة الحوارية أهدافها ينبغي مراعاة الآتي :
* تحديد الدرس الذي يمكن أن تستخدم فيه بفاعلية ، وغالبا ما تكون الموضوعات المناسبة للحوار ضمن مقرر الثقافة الإسلامية .
* القراءة الواسعة حول الموضوع وتحديد أبرز محاوره .
* مراعاة إشراك الجميع في الحوار وعدم التركيز على الجريئات والمتفوقات .(1/32)
* حسن إدارة الحوار حتى لا يخرج عن أهدافه لموضوعات هامشية .
* تنبيه الطالبات على فنون الحوار وآدابه كلما سنحت الفرصة .
* تلخيص الموضوع وحسن غلقه .
استعمالات الطريقة الحوارية في دروس التربية الإسلامية :
الطريقة الحوارية طريقة مهمة ينبغي ألا تغفل معلمة التربية الإسلامية عن استخدامها سواء أكان لها مجال في المقررات التي تدرسها أم كان ذلك من خلال الأنشطة غير الصفية ومجالها خصب في حصص الاحتياط لطرح موضوعات حوار شيقة مع التلميذات تخدم أهداف التربية الإسلامية . لما لها من أثر في تكوين شخصيات التلميذات وتنمية الجرأة الأدبية والتعبير عن الذات كما أنها تكشف للمعلمة عن مكنون صدور التلميذات وطريقة تفكيرهن مما يساعدها في إفادتهن بشكل أفضل . وأكبر مجال لاستخدامها هو دروس التوحيد في الصفين الأول والثالث الثانوي . وبعض الموضوعات في نهاية مقررات التوحيد للمرحلة المتوسطة ، ومجالها في دروس الثقافة الإسلامية كبير .
ومن الخطأ استخدامها في موضوعات تعبّدية بحتة غير قابلة للحوار ، بل سمتها الطاعة والامتثال كمعظم جزئيات دروس الفقه ، وكذا فيما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه من معاني آيات القرآن ونحو هذا . كذلك لا يحبذ استخدامها مع المحتوى الطويل لأنها تأخذ وقتاً طويلا في التنفيذ إلا إذا كانت معظم جزئيات المحتوى من قبيل الخبرات السابقة ، والمقصود منه فقط تعميق الاقتناع بها وتذكير الطالبات بأهميتها .
كيفية تدوينها في دفتر التحضير :
تكتب أمام الهدف الخاص بها باسمها وإجراءاتها على النحو التالي :
الطريقة الحوارية :
رأس الموضوع : .............
محاوره : 1 .................
2 ..................
ثم يطرح السؤال التالي :س :
يغلق الحوار بـ..................
خامساً : طريقة البيان العملي :(1/33)
…وتسمى التجسيد أو التمثيل ، وهي أن تقوم المعلمة أو بعض التلميذات بتدريب مسبق من المعلمة بتجسيد مثال أمام التلميذات أو جزئية من جزئيات الدرس بحيث يطبقن فيه معارف الدرس تطبيقاً عملياً أمام الأخريات ، وتتميز هذه الطريقة بأنها أكثر إسهاماً في تثبت المعلومات . ولكي يكون البيان العملي فعالاً ينبغي :
* إتقان الأداء وخلوه من الأخطاء حتى لا يكون الأثر من التعلم عكسياً ، بمعنى أن الخطأ يثبت لدى التلميذات .
* أن يكون في مكان ظاهر لجميع التلميذات .
* أن يركز فيه على الجزئيات المراد بيانها .
استعمالات طريقة البيان العملي عند معلمة التربية الإسلامية :
…لطريقة البيان العملي مجال خصب لدى معلمة الدين بخاصة في دروس الفقه حيث تعد هذه الطريقة من أنجح الطرق في تدريس الفقه سواء فيما يتعلق بالعبادات أو المعاملات .
كيفية تدوينها في دفتر التحضير :
…يكتب اسم الطريقة أمام الهدف الخاص بها مثلا : أن تتيمم التلميذة تيمماً صحيحاً. يكتب أمام الهدف في خانة الأنشطة : بطريقة البيان العملي تطبقه طالبتان .
سادساً : طريقة التدريس من خلال اللجان :
…وهي طريقة تدريسية حديثة تتعامل مع التلميذات من خلال جماعاتهن ، وتتميز بإيجاد الروح الجماعية بين التلميذات في الصف وتعويدهن على تحمل المسئولية ، كما تتميز بتعويدهن على التعلم الذاتي وجمع المعلومات. ويتم تجميع التلميذات فيها على أساس الصفات المشتركة بينهن مع اعتبار الفروق الفردية بين التلميذات بعضهن البعض كأفراد أو كمجموعات.ولكي تحقق أهدافها ينبغي مراعاة الآتي :
* التوزيع الصحيح للجان وإما أن يكون من قبل المعلمة مع مراعاة علاقات التلميذات بعضهن ببعض والفروق الفردية بينهن ؛ بحيث تكون لكل مجموعة ميزة خاصة وفيها من صاحبات المهارات والقيادة بجانب ما فيها من متوسطات وضعيفات . أو أن يكون التوزيع باختيار التلميذات أنفسهن بعد بيان المعلمة لمهمة كل لجنة وواجباتها .(1/34)
* تعيين رئيسات للجان بانتخاب من التلميذات أنفسهن .
* توزيع المهام على اللجان توزيعاً عادلا ، والتنبيه على ضرورة توزيع المهام داخل كل لجنة على جميع العضوات .
* متابعة اللجان في إنجاز مهامها ومتابعة اشتراك الجميع تفادياً لعدم الجدية والاتكال التي قد يغتنمها بعض التلميذات أثناء وجودهن في لجنة نشطة .
* كتابة كل لجنة تقريراً عن عملها يمثل رأي المجموعة كاملة .
* يلخص عمل اللجان كلها ليستفيد منه الجميع إما في حصة وكتابة ذلك على السبورة أو من خلال جهود التلميذات وإخراج ذلك على شكل مطوية .
استعمالات طريقة اللجان في التربية الإسلامية :
هي طريقة نافعة إلى حد كبير في التربية الإسلامية إلا أن مجالها في حصص المقررات (الأنشطة الصفية) ضعيف نظراً لطبيعة المقررات ، ولكننا ننبه معلمة الدين إلى ضرورة استخدامها إما في التعيينات المنزلية أو عبر الأنشطة غير الصفية المتنوعة ، وكذا في نهاية الفصل الدراسي الواحد حينما تنتهي المقررات فتتاح الفرصة لتطبيقات تقويمية عليها تدعم نقاطها المهمة وتهيئ الفرص لتنمية التعلم الذاتي للتلميذات وتنمية شخصياتهن .
سابعاً : طريقة حل المشكلات :
…هي طريقة تربوية شائعة في التدريس تتميز بتنمية مهارات عديدة لدى التلميذات تبقى معهن مدى الحياة وتقوم على أساس وضع فروض للمشكلة ثم اختبار صحة الفروض للوصول للحل الصحيح للمشكلة . ولكي تنجح المعلمة في استخدامها عليها مراعاة الآتي :
* تحديد المشكلة بدقة ، وإثارة شعور التلميذات بها مثل مشكلة الغزو الفكري أو تعاطي المخدرات مثلا .
* تقسيم المشكلة إلى جزئياتها ( حجمها / أسبابها / الأطراف المشاركة فيها ....) ويمكن تقسيم التلميذات إلى لجان لبحث هذه الجزئيات .
استعمالاتها عند معلمة التربية الإسلامية :(1/35)
…تستعملها معلمة التربية الإسلامية بكثرة في دروس الثقافة الإسلامية ، وكذلك تستخدم في دروس الفقه وبالذات في التطبيقات إلا أنها تأخذ طابعاً خاصاً أقل اتساعاً ولا تشكل إلا جزءً يسيراً من الحصة الدراسية نظراً لغزارة المحتوى وتعدد الجوانب المعرفية فيه .
…وهناك طرق أخرى كثيرة كطريقة المشروع والعصف الذهني وغيرها وما اخترناه هنا إنما هو أهم الطرق وأكثرها شيوعاً في حقل التربية الإسلامية 25.
ويجدر بنا أن نؤكد مرة أخرى على أن اختيار الطريقة المناسبة لعرض المحتوى تكاد تكون هي الفيصل في تحقيق أهداف المقرر التربوية والمعرفية ، ومن هنا فإن إبداعك في الاختيار والتحضير والأنشطة والوسائل ثم التقويم يعني أداءك لأمانة التعليم العظيمة .
همسة ..
أهم طريقة في التعليم ؛ هي التعليم بالقدوة ، فالله الله في الطالبات اللاتي يتابعن كلماتك وحركاتك ولباسك ...
ترجمي الدين إلى سلوك يظهر العبودية الحقة لله رب العالمين .
سادسا : إعداد الدروس في التربية الإسلامية
يتطلب إعداد الدروس في التربية الإسلامية مهارات متنوعة على المعلمة أن تتعلمها وتتدرب على إتقانها لأنها مفتاح النجاح في هذه المهنة الشريفة ، ومن هنا كان لابد لنا من وقفة مع المهارات التدريسية التي تشكل منظومة متكاملة لا يتحقق نجاح الدرس مالم تتقن المعلمة ولو حد أدنى في كل مهارة منها، وكلما أتقنت المعلمة هذه المهارات أكثر كانت معلمة مبدعة متميزة مؤدية لرسالتها السامية بأمانة عظيمة . والرسم التالي26 يبين أبرز المهارات التي سندرس أصولها النظرية ونتدرب عليها ميدانياً ، وهي الحد الأدنى من المهارات التدريسية التي يجب أن تتدرب عليها المعلمة لتعليم فعّال :
المهارات التدريسية
مهارات التخطيط مهارات التنفيذ مهارات التقويم
تحليل خصائص المتعلمات مهارات عرض الدرس مهارات الأسئلة
مهارة تحليل المحتوى مهارات إدارة الصف
صياغة الأهداف الإجرائية مهارة استخدام الوسائل(1/36)
مهارة التحضير مهارات التحفيز
كما هو ملاحظ على الشكل فالمهارات جميعها مترابطة لا يمكن الاهتمام ببعضها دون البعض الآخر ، والمهارات الخاصة بالتخطيط هي المقصودة هنا في عرضنا لكيفية إعداد دروس التربية الإسلامية والتخطيط لها وهي مهارات أربع أولها تحليل خصائص المتعلمات ثم مهارة تحليل المحتوى فمهارة صياغة الأهداف الإجرائية وأخيراً مهارة التحضير وإعداد خطة الدرس المكتوبة . وفيما يلي تفصيل كل مهارة على حدة :
مهارات التخطيط
أولا : مهارة تحليل خصائص المتعلمات :
…من المعلوم أن المتعلمات اللاتي تعد طالبة كلية التربية لتدريسهن مستقبلا هن تلميذات مرحلة المراهقة المبكرة في المرحلة المتوسطة ( الإعدادية ) وتلميذات مرحلة المراهقة المتأخرة في المرحلة الثانوية 27، ولهذا العمر خصائصه المميزة وحاجاته النفسية الخاصة التي أفرد لها ضمن مقررات خاصة ضمن برنامج الإعداد التربوي لمعلمات الغد ، والمقام هنا في طرائق التدريس يجعلنا نعرج عليه سريعاً مركزين على الخصائص البارزة والتي تؤثر مباشرة في الموقف التعليمي .
…تنمو التلميذة في هذا العمر نمواً سريعاً مطرداً من جميع جوانب النمو :
فمن الناحية الجسمية : يزداد الطول ، ويظهر تراكم الشحوم في مناطق معينة ، كما تنمو عظام الحوض بصورة سريعة . كما قد يصاحب ذلك مظاهر ثانوية كتغير شكل الأنف وظهور البثور على الوجه مما يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات نفسية خطيرة على شخصية الفتاة المراهقة وثقتها في نفسها وإحساسها بالقبول الاجتماعي .
وهذه التغييرات في شكل الجسم تختلف في حجمها من بنت لأخرى كما تختلف في أثرها على النفسيات بحسب طبائعها وتربيتها المنزلية ، فمن التلميذات من تنطوي على نفسها وتميل للخمول وقلة الحركة فهي تشعر بالخجل كما تشعر بآلام النمو والدورة الشهرية ونحو ذلك ، ومن التلميذات من تميل إلى كثرة الحركة وكثرة الضحك في محاولة لتجاهل هذه التغييرات ونسيانها .(1/37)
وينبغي للمعلمة القديرة أن تدرك هذا عندما تُدرّس تلميذات المرحلة المتوسطة فتهيئهن للتغيرات المتوقعة ، وتراعي شعورهن تجاه أنفسهن فتتجنب التعليق التهكمي والسخرية ، كما تتجنب المقارنة التي قد تجرح نفسياتهن وتدفعهن إلى العزلة والانطواء .
ومن الناحية الاجتماعية : يظهر الميل للزعامة ، كما يظهر بوضوح ولاء التلميذة لمجموعة الرفيقات ، كما تبرز الرغبة في تحمل المسئولية والاعتماد على النفس . ويدفعها هذا أحياناً للرغبة في التوحد مع شخصيات مميزة .
وتتطلب هذه الخصائص من المعلمة أن تتحبب إلى تلميذاتها وتراعي في التعامل معهن صدق الود مع الثقة وشيء من الحزم ، إلا أنها يجب أن تبتعد عن التركيز على طالبة بعينها وإن وجدت فيها نشاطاً وخفة خشية أن تبرز رغبتها في التوحد مما قد يعرضها لمشكلات نفسية ومسالك اجتماعية غير مقبولة . ومن وجه آخر فعلى المعلمة تجنب إثارة مجموعات الرفيقات لئلا يتفقن ضدها في مشكلات صفية جماعية قد يدفعهن لها ولاؤهن لبعضهن . كما أنها تستطيع أن توكل لهن كثيراً من المهام التي يمكنهن التعلم من خلالها ، وهن بخصائصهن قادرات على أدائها .
أما من الناحية الانفعالية : تلميذات مرحلة المراهقة عموماً والمتوسطة بوجه خاص متذبذبات بين عالم الكبار وعالم الصغار ، متذبذبات بين الانشراح والاكتئاب وهذا ما يجعل إحساسهن مرهف جداً كما أنه يفسر تقلباتهن المزاجية وكثرة ضحكهن بلا سبب واضح .(1/38)
وعلى المعلمة التي تدرك هذه الخصائص السعي لتوفير جو من الألفة في المدرسة وفي قاعة الدرس خاصة ، كما أن عليها إتاحة الفرصة لهن للتعبير عن آرائهن وما يقلقهن ومشكلاتهن سواء كان ذلك في زمن الحصة الدراسية إذا كان موضوع الدرس يحتمل شيئاً من هذا أو من خلال علاقتها الوطيدة بهن في الأنشطة غير الصفية وفي حصص الاحتياط والريادة وغيرها من الفرص خلال اليوم الدراسي . كما أنه ينبغي لها أن تعمل على تعزيز ثقة الطالبات بأنفسهن وإشعارهن بميزة انتقالهن لعالم الكبار مما يجعلهن أكثر اتزاناً وأقل حيرة وتخبطاً .
أما بالنسبة للخصائص العقلية فالتلميذات في عمر المراهقة يكنّ في فترة طفرة في النمو العقلي إذ تنمو بسرعة جميع الملكات والقدرات العقلية فيزداد الذكاء وتنمو القدرات التحليلية والتركيبية ، وتزداد سرعة التحصيل كما تزداد مدة الانتباه ومداه ، وتنو القدرة على التخيل والقدرة على الإدراك .
وهذه الخصائص تتطلب من المعلمة تعاملا حكيماً ، وتدريساً مبدعاً ، وأسئلة تقويمية مميزة تساعد هذه الملكات على النمو ، وتوظفها فيما يعود على التلميذة بالنفع في تحصيلها الدراسي وبناء شخصيتها العلمية وإشعارها بتحقيق الذات والفاعلية . كما ينبغي عليها أن تشجعها على القراءة والاطلاع والنقد ، وتوظف قدراتها التخيلية في وضع حلول لبعض المشكلات أو ابتكار أنشطة للمدرسة ونحو ذلك مما يسهم في المحافظة على ملكاتها والتدرج بها نحو الكمال .(1/39)
…والجدير بالذكر أن التلميذة في المرحلة الثانوية تتميز بنفس الخصائص إلا أنها كلما كانت أكبر كانت أكثر ثباتاً واستقراراً إلى حد ما ، مع ظهور ملحوظ للاستقلال الفكري بحيث لم يعد من السهل إملاء الأفكار عليها فهي ترغب في المناقشة وتحب التصرف عن اقتناع وربما قادها هذا للسؤال عن أمور كثيرة كانت تفعلها فيما سبق دون نقاش ، بل قد تخضع كل القضايا والمسلمات السابقة إلى الاختبار مما جعل بعض التربويين يظن أن الشك28 حتى في الدين من خصائص هذه المرحلة والأمر ليس كذلك ، وإنما هي الرغبة في تحقيق الذات والاستقلال الفكري وهذا يحتم على معلمات المرحلة الثانوية تفهم هذه الخصائص العمرية وتوظيفها في تعليم فعال يسهمن به في بناء شخصيات سوية ذات ملكات متميزة ومواهب متعددة .
أبرز الحاجات النفسية للطالبات في عمر المراهقة :
…من المسلّم به تربوياً أن تلبية الحاجات النفسية أو عدمه يؤثر كثيراً على الاستقرار العاطفي والاتزان الانفعالي وعلى السلوك والشخصية بوجه عام ، ومن هنا كان التعرف على حاجات هذه المرحلة أمراً مهماً والعمل على إشباعها من قبل المربيات يضمن - بإذن الله - استجابة أكثر من قِبَل التلميذات للتوجيهات التربوية ،كما أنه يسهم في إقبالهن على التعلم وفاعليتهن فيه ، ويحقق في حصة الدرس انضباطاً مميزاً شعاره الحب والرغبة لا الخوف والرهبة.
وأهم الحاجات النفسية في هذه المرحلة :
* الحاجة إلى التقدير والاحترام ، وهذه الحاجة مطلب في كل عمر من الأعمار إلا أنها في مرحلة الحساسية المفرطة في المراهقة تبرز أكثر وينبغي على المعلمة أن تحرص على إشباعها لدى المتعلمات ، مما يتطلب تجنب ماقد تفهمه المراهقة جرحاً لذاتها أو تهميشاً لدورها أو تقليلا من شأنها سواء كان ذلك بنظرة أو كلمة ، وسواء كان ذلك أثناء الحصة الدراسية أو خلال المواقف المختلفة في زمن اليوم الدراسي .(1/40)
* حاجتها إلى الأمن ، وهذه الحاجة أيضاً تبرز في عمر المراهقة وبالذات لدى طالبات الثانوية اللاتي يخضعن كثير من المسلّمات للاختبار، فهن بحاجة لمن يشعرهن بالأمن وبأخذ بأيديهن إلى إجابات مطمئنة عما وراء الكون والحياة ، وعن ما يتخوفن منه من أمور مستقبلية في حياتهن الدينية والاجتماعية وهذا يتطلب إتاحة فرص حوارية كثيرة تغتنم لها المعلمات الأوقات والمناسبات ، كما يتطلب من المعلمات توجيه التلميذة في هذه المرحلة للكتب النافعة حتى لا تقع فريسة لأهل الأهواء والضلالات .
* حاجتها إلى تحقيق الذات ، فكثير من المراهقات يتصرفن تصرفات غير مقبولة ليثبتن لأنفسهن وللكبار أنهن مميزات لا تابعات وأن لهن شخصياتهن المستقلة ، ومن هنا كان على المعلمة العمل على إشباع حاجتهن هذه دون أن تضطرهن للانحراف عن المسلك المقبول وذلك عن طريق اكتشاف مواهبهن ، وحسن الظن بهن ، وتشجيعهن على ابتكار الأنشطة المتنوعة ، وتكليفهن بأعمال تتناسب مع قدراتهن ومهاراتهن .
ويجدر بنا الإشارة إلى أن مهارة تحليل خصائص المتعلمات لا تقف عند حد معرفة الخصائص العمرية والحاجات النفسية العامة فقط والتعامل معها بل أنها لدى المعلمة الحصيفة الراغبة في هداية الطالبات بين يديها وتنمية شخصياتهن تتعدى هذا إلى معرفة مفتاح كل شخصية على حدة ومعرفة طبائع المتربيات في فصلها للتعامل مع كل فئة بما يصلحها ويقودها إلى الهدى والرشاد . وفيما يلي قواعد أساسية في التعامل مع التلميذات29 :
1. تدبر الآيات القرآنية الداعية إلى الخلق الحسن وتطبيق ما ورد فيها سواء من قبل المعلمة تربية لنفسها على حسن الخلق أو مع التلميذات مساعدة لهن في اكتساب القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة .
2. الاقتداء بالأنبياء والسلف الصالح في التعامل مع الآخرين ، ورسولنا الكريم ( خير قدوة في ذلك فعلى المعلمة قراءة سيرته والاستفادة من أساليبه التربويه في التعامل مع الناس ومعالجة أخطائهم .(1/41)
3. استحضار القاعدة الإسلامية في التعامل ( عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به ) فتعامل المعلمة تلميذاتها كما تحب أن تُعامَل به بناتها وأخوتها .
4. حث التلميذات على الالتزام بالآداب الإسلامية واستثمار الاتجاهات التربوية في الدروس والتركيز على مواطن القدوة في تراجم رواة الأحاديث للتوجيه الجماعي ، مع المتابعة والاستمرار .
5. تجنب العقاب الجماعي ، والعقاب المؤثر في المستوى العلمي .
6. العدل في توزيع الأنشطة الصفية بين التلميذات كالمشاركة في مناقشة الدرس ، الكتابة على السبورة ، القراءة ... إلخ ، بحسب طبائعهن حتى لايذهب بفائدة ذلك فريق المتطوعات للإجابة دائماً .
7. المساواة في تفقد أحوال التلميذات بالسؤال عن المريضة والمتغيبة ، وفي تقديم الحوافز المادية كالهدايا الرمزية وغير ذلك .
8. مراعاة خصائص النمو لكل مرحلة عمرية تمر بها التلميذات ، وتفهُّم الصعوبات التي تعاني منها التلميذات في المراحل الانتقالية كالصف الأول من كل مرحلة والصف الرابع في المرحلة الابتدائية ،والظروف الصحية للتلميذات في مرحلة المراهقة.
9. الاعتماد على قاعدة الثواب قبل العقاب .
10.تحقيق التواصل مع أمهات التلميذات بما يحقق الأهداف المأمولة .
نتائج التعامل الإيجابي مع التلميذات :
إن الالتزام بالقواعد السابقة يؤدي إلى نتائج إيجابية في العلاقة بين المعلمة والتلميذة فيكون قوامها الاحترام المتبادل وتقدير الجهود المبذولة من الطرفين . وهذا يولِّد لدى المعلمة الرغبة في مزيد من العطاء وحب العمل وإتقانه بدرجة أعلى ، كما يولِّد لدى التلميذة الرغبة في التعلم ويحفزها على الاستذكار وأداء الواجبات ؛ ولعل الهدف الأسمى من التعامل الحسن مع التلميذة هو تحقيق المثل الأعلى الذي تراه في معلمتها بحسن خلقها ووقارها وتعاملها داخل الفصل وخارجه قولاً وعملاً .
كيفية التعامل مع بعض الفئات الخاصة :(1/42)
إن النتائج المأمولة من التعامل الإيجابي مع التلميذة في صورته المعتادة قد تعترضها بعض المعوقات لوجود خصائص نفسية أو اجتماعية أو عقلية لدى تلميذة أو فئة من التلميذات على وجه الخصوص ، وهنا يجب على المعلمة التحلي بالحلم والصبر عليهن لتقويم سلوكهن مع حسن التصرف ، والعودة إلى بطاقة أحوال التلميذة للوقوف على الظروف العائلية بالتعاون مع المرشدة الطلابية ، ومن هذه الفئات :
التلميذة المشاغبة ، وينبغي في التعامل معها :
1. تحديد مظاهر الشغب لدى التلميذة والبحث عن أسبابها مثل : كثرة الكلام داخل الفصل مع الزميلات ، قد يكون سببه عدم وجود أتراب للتلميذة في العائلة تتحدث إليهم فيكون رد الفعل بكثرة الكلام داخل الفصل .
2. التفاهم مع التلميذة بشكل فردي لبيان تأثير الشغب في فهمها للدروس ، وتأثيره في علاقتها بمن حولها من التلميذات ، وضرر ذلك عليها وعلى الفصل .
3. مفاجأتها بطلب الإجابة عن سؤال أو القراءة مما قد يفيد في وضعها في حالة ترقب وانتباه .
4. توجيه التلميذات المتجاوبات مع شغبها وضبطهن داخل الفصل .
5. تغيير نظام الجلوس في الفصل بحيث تحيط بالتلميذة مجموعة من التلميذات المنضبطات فلا تجد من يستجيب لها .
6. استثمار طاقات التلميذة بتكليفها بأعمال تناسب قدراتها ومواهبها ، إذ يغلب على هذه الفئة القدرة على تمثيل الأدوار وتقديم البرامج الإذاعية وبرامج النشاط .
7. تكليفها بالإشراف على النظام في الفصل .
التلميذة المتطاولة :
والتعامل مع هذه يجب أن يتسم بالحكمة وتجنب ردود الفعل المباشرة ونوجه عناية المعلمة معها لما يلي :
1. تجنب الاحتكاك المباشر بالتلميذة في الفصل ؛ لئلا تتعرض المعلمة إلى موقف يؤثر على مكانتها أمام بقية التلميذات ، وتجنب التبسط معها خارج الفصل .
2. ضرب المثل بالسلف الصالح في احترامهم لمعلميهم وتأدبهم معهم ، والاستمرار في ذلك كلما سنحت الفرصة من خلال الدروس .(1/43)
3. التوجيه الفردي للتلميذة وإشراك المرشدة الطلابية في ذلك ، والتعامل مع المواقف المتكررة منها بحزم .
4. تخصيص سجل لكتابة الملاحظات عن سلوك التلميذة ومواقفها وإطلاعها عليه أولاً فأول وتوقيعها على ذلك ، ثم إطلاع أم التلميذة على ما بدر منها ، وإذا لم تتراجع عن سلوكها فإن إدارة المدرسة تتولى تطبيق العقوبة المناسبة عليها .
5. مراعاة أن يكون جلوسها بجوار من تمتاز بالهدوء والاتزان .
6. الثناء على التلميذة إذا بدت منها بوادر للاستجابة .
التلميذة المقصرة :
التلميذات من هذه الفئة بحاجة إلى تعاون من المعلمة ليتخطين الصعوبات التي يواجهنها فمما ينبغي على المعلمة عمله تجاهها :
1. الوقوف على مستواها الدراسي في جميع المواد وتحديد تقصيرها إن كان عامًا أم خاصًا .
2. إذا كان التقصير عامًا فينبغي دراسة أسباب التقصير ، والإحاطة بظروفها العائلية ومدى تأثيرها في تقدمها الدراسي .
3. الاستئناس برأي الزميلات ذوات الثقة والرأي الراجح ممن يُدرسن الفصل نفسه في وضع حلول مناسبة لإعانة التلميذة على تجاوز هذه الظروف تدريجيًا ، والتخطيط معها لوضع جدول يناسب ظروفها لإنجاز المهام الدراسية .
4. حثها على استثمار حصص الفراغ في حل الواجبات والاستذكار .
5. متابعتها أولاً فأول بالاطلاع على واجباتها ودفاتر الحصة وحثها على المشاركة .
6. إشعارها بالمودة وتشجيعها داخل الفصل ، وتعزيز ثقتها بنفسها أمام زميلاتها .
التلميذة العنيدة :
هذه الفئة من التلميذات تعرف بإصرارها على تنفيذ رغبتها بغض النظر عن توجيه المعلمة ، ويمكن للمعلمة إجراء الآتي :
1. الميل إلى الرقة والتسامح في التعامل مع التلميذة .
2. التغاضي عن بعض التصرفات الصغيرة منعًا لكثرة الاحتكاك وتصعيد المواقف .
3. مناقشة المواقف بشكل فردي مع التلميذة ، وبروح يغلب عليها المحبة لا القسوة والانتقاد .(1/44)
4. إعطاء التلميذة فرصة لإبداء رأيها في الموقف واختيار العقوبة عند وقوعها في الخطأ .
التلميذة المنطوية :
…هذه الفئة كنز عليك الفوز به ؛ فكثيراً ما تكون التلميذة المنطوية ذات ملكات خاصة تبرز على يد معلمة قديرة ، وتظل الدهر كله تعترف لها بالفضل وتدعو لها بالمثوبة والأجر . ومن الاقتراحات التربوية في التعامل معها ما يلي :
1. بحث ظروفها العائلية مع الأم لمعرفة الأسباب الصحية أو الاجتماعية أو النفسية للتلميذة
2. تكليفها بالأنشطة في الحصة وإن لم تبدِ رغبة في الإجابة ، مع اختيار السؤال السهل والنشاط البسيط المناسب لها .
3.الثناء عليها وعلى أدبها ، وعدم السخرية منها أو وصفها بالخمول والكسل .
4. عقد صداقة مع التلميذة ( مع الحذر ) والقضاء على حاجز الخوف والرهبة .
5.محاولة إقناعها بالمشاركة في الإذاعة والحفلات بما يناسب قدراتها من أنشطة .
6. اكتشاف مواهبها وحثها على إبرازها والإخبار بها عنها تعزيزاً لثقتها بنفسها .
التلميذة متطرفة المشاعر :
يظهر على هذه الفئة حب شديد للمعلمة ، ورغبة في التحدث الفردي معها ، وقد يتعدى ذلك إلى إرسال الرسائل أو الهدايا أو غير ذلك ، وعلى المعلمة إجراء التالي :
1. تقبُّل التلميذة وعدم رفضها ؛ لئلا يكون ذلك سببًا في رد فعل عكسي لديها ، إذ قد يؤدي الرفض إلى نفور شديد من المعلمة أو المدرسة مع ضرورة عدم إعطائها اهتماماً زائداً حيث قد يؤدي هذا إلى تعلق شديد ورغبة في التوحد تضر بها مستقبلا .
2 .إشعار التلميذة بأن المعلمة مرشدة حريصة وأخت كبرى ، وتتعامل معها من هذا المنطلق .
3. تلمس الجوانب الإسلامية الظاهرة في شخصية التلميذة ، واستثمارها بمزيد من التوعية والحث على أداء العبادات واللجوء إلى الله بمحبته والاستغناء به عمن سواه .
4. تجنب الإطالة في التحدث معها في الأمور الخاصة أو التافهة ، وتحويل الحديث إلى مجرى جاد كالحديث في الأمور التي تهم كل تلميذة بشكل عام .(1/45)
5. عدم قبول الهدايا وردها بلطف إلى التلميذة .
6. استدعاء بعض زميلاتها لحضور أي حديث يدور بين التلميذة ومعلمتها إلى أن يأخذ السلوك وضعه الطبيعي .
7. مناقشتها في طبيعة الجمل والكلمات التي تكتبها لمعلمتها وإظهار عدم التقبل وتوجيهها للبدائل الصحيحة ؛ لئلا تكرر التلميذة ذلك .
8. توجيه طاقات الحب لديها لما يمكن أن تفرغ فيه فترشدها إلى قراءة كتب السير وتراجم العظماء وتشغلها بمتابعة أحوال المسلمين في العالم ونحو هذا .
التعامل مع الصغيرات ( المرحلة الابتدائية وبداية المتوسطة ) :
…التلميذات الصغيرات أسهل تعاملاً وألين عريكة من المراهقات وإن كن يحتجن إلى مهارات خاصة في التعامل معهن شعارها سعة الصدر والإشعار بالحب ، وينبغي في التعامل معهن مراعاة الآتي :
1. الترفق بالصغيرات من أهم الأسس التي تخلق الود بينهن وبين المعلمة وتجعلهن يستجبن لها دون تردد أو خوف .
2. تشجيعهن على ما يبدر منهن من سلوك إيجابي نحو : الهدوء في الفصل ، حل الواجبات، الانضباط في الجلوس وقلة الحركة ... إلخ .
3. ترشيح تلميذة مثالية كل يوم في الفصول التي يعرف عنها قلة الانضباط ، وتنويع الترشيح في المثاليات مع تصميم شعارات بسيطة ، فكل أسبوع تختار المعلمة تلميذة مثالية في الهدوء والانضباط ، وأخرى مثالية في تنظيم الدفاتر ونظافتها ، وتلميذة مثالية في التعاون مع الزميلات .
4. كتابة عبارات التشجيع في دفاترهن وكتبهن بعد تصويب أخطائهن بدقة من قبل المعلمة مع التجديد في صياغتها ؛ لئلا تفقد أهميتها من كثرة تكرارها .
5. التنويع في المثيرات والأنشطة في الحصة الواحدة مراعاة لزمن الانتباه القصير لديهن واستثماراً لطاقاتهن الحركية من وجه آخر .
أختي المعلمة ... تذكري وأنت تعلمين التلميذات أن :
تأملات في أساليب الرسول ? في التعليم(1/46)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ ? مِنَ اللَّيْلِ ، فَأَتَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ، ثُمَّ نَامَ ، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا(1)، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ وَلَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ ، فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ فَصَلَّى فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلاةُ رَسُولِ اللَّهِ ? مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ ... " رواه مسلم
* تعليم الرسول ? ابن عباس بالقدوة وبالفعل لا بالقول وهو أقوى الأساليب في التعليم
* معايشته الناشئ وصحبته حتى ألفه وقام يصلّي بجانبه، إذ يزداد تأثر المتعلم بالمعلم كلمّا طالت المعايشة والصحبة
* التخفيف عن المتعلم ؛ بأن توضأ للنافلة وضوءًا خفيفًا .
* تصحيح سلوك الناشئ بالفعل ، بتحويله من يساره إلى يمينه .(1/47)
قَالَ أَبو مَحْذُورَةَ خَرَجْتُ فِي نَفَر(2)ٍ فَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ ? بِالصَّلاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ عَنْهُ مُتَنَكِّبُونَ فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ نَهْزَأُ بِهِ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ? فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا قَوْمًا فَأَقْعَدُونَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ أَيُّكُمِ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ فَأَشَارَ إِلَيَّ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَصَدَقُوا فَأَرْسَلَ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي وَقَالَ لِي قُمْ فَأَذِّنْ فَقُمْتُ وَلا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ? وَلا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ?فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ? التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ . ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ ثمَّ على ثدييه ، ثمَّ على كبده ، ثمَّ بلغت يد رسول الله ? سرة أبي محذورة ثُمَّ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ قَالَ نَعَمْ قَدْ أَمَرْتُكَ فَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَان لِرَسُولِ اللَّهِ ? مِنْ كَرَاهِيَةٍ وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ ? ." رواه ابن ماجه
* ضبط النفس والصبر على الأذى وعدم التسرع في إصدار الأحكام .
* إشعار المراهق المخطىء بالاطمئنان والارتياح النفسي من خلال اللمسة الحانية على رأسه وصدره لتمتلىء نفسه بالإيمان والطاعة ، وتشجيعه على إنجاز المهمة المناسبة له بتقديم هدية له .
* استثمار الطاقة والموهبة وتحويلها إلى اتجاه نافع .(1/48)
* الحلم في معالجة الخطأ دون تأنيب .
عَنْ مُعَاوِيَةَ ابْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ : " بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ : وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ ، مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ ؟ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي سَكَتُّ . فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ? فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي ، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ ، فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي(1) وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي ، قَالَ : إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ " رواه مسلم .
* الرفق بالمتعلم حين تصحيح أخطائه وإن عظمت .
* انتقاء العبارات المختصرة المؤدِّية إلى الهدف دون تجريح للمتعلم .
* تجنب زجر المحيطين ممن تدخلوا في تصحيح الموقف والاكتفاء بعرض ا لأسلوب الأمثل أمامهم .
* التوجيه غير المباشر له أثر فعّال في قبوله والاستجابة له .
((((((((
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ فَقَالَ لِلْغُلامِ : " أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَؤُلاءِ ؟ " فَقَالَ : الْغُلامُ لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا ، قَالَ : فَتَلَّهُ - أي وضعه - رَسُولُ اللَّهِ ? فِي يَدِهِ " رواه البخاري .
* مجالسة الناشئة والاقتراب منهم لكسب تجارب الحياة .
* التأدب في المحادثة مع الناشئ وطلب الإذن منه عند أخذ بعض حقوقه .(1/49)
* قبول الرأي وتنفيذه وإن كان صاحبه صغيرًا مادام على صواب .
* احترام شخصية الصغير بوضع الشراب في يده .
* تقدير كبار السن ( الأشياخ ) .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ ? فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا ؟ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ ، قَالُوا : مَهْ مَهْ فَقَالَ : " ادْنُهْ " فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا ، قَالَ : فَجَلَسَ . قَالَ : " أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ؟ " قَالَ : لا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : " وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ " ، قَالَ : " أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ " قَالَ : لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ ، قَالَ : " وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ " ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ . رواه أحمد
* التحدث عن قرب مع المخطئ لتحقيق الهدوء النفسي والسرِّية .
* فتح الحوار مع المتعلم والمناقشة عن طريق طرح الأسئلة لإقناعه بالضرر المترتب على طلبه .
* إشعاره بعظم الأمر الذي سيقدم عليه بتقريب الآثار المترتبة عليه .
* اللمسة الحانبية تؤثر في نفسية المخطئ وتدفعه إلى تعديل سلوكه .
* الدعاء للمتعلم بما يناسب مقتضى الحال .
?عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ? : " نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ لَوْلا خُلَّتَانِ فِيكَ " قُلْتُ : وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِسْبَالُكَ إِزَارَكَ ، وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرَكَ " رواه أحمد .
* البدء بالثناء على المتعلم ونعته بنعوت يحبها ( نعم الرجل ) .
* مناداة الشخص باسمه تضفي جوًّا من الألفة والقبول(1/50)
* التعبير عن مواطن الخلل دون إطالة في التعليق عليها ؛ لئلا ينفر المتعلم .
* ترك الفرصة للمتعلم للتعبير عن إرادته في معرفة مواطن القصور .
((((((((
ملاحظة :
هذا الموضوع مادته غزيرة ونفعه لك كبير فاحرصي على اقتناء مراجعه ومداومة مطالعته 32.
ثانياً : مهارة تحليل المحتوى :
تتطلب هذه المهارة من المعلمة عدة أمور هي :
1. فهم أبعاد كل عبارة ابتداءً من عنوان الدرس وحتى آخر كلمة فيه ، وتصور ما قد تثيره في نفس التلميذة من تساؤل حتى ولولم تفصح عنه التلميذة ومن ثم إعداد إجابة إيمانية عقلية مقنعة تزيل ماقد يشوب نفسها من شبهة .
2. تحديد معارف الدرس الرئيسية ، وتحديد الخبرات التي سبق للطالبة دراستها في المراحل السابقة ليتم شرحها على ضوء ذلك ، مما يساعد على بناء علمي أصيل متماسك لدى الطالبات .
3. تحديد النقاط التي تحتاج إلى مزيد من عناية ولا يتسع لها وقت الحصة لتكون مادتها تعيينات منزلية يؤدي بحث التلميذة عن إجاباتها إلى تعزيز فهمها لها وتأملها في مضمونها .
الخطوات الصحيحة لتحليل دقيق :
1. اقرئي الأهداف العامة للتربية الإسلامية ، ثم أهداف المقرر قراءة واعية متأنية .
2. اقرئي الدرس بتركيز ، ثم حددي له هدفاً تربوياً عاماً .
3. انظري نظرة سريعة لباقي موضوعات المقرر فهذا يساعدك في الربط بين الدروس السابقة واللاحقة .
4. أعيدي قراءة الدرس ،وضعي خطاً تحت مايصعب عليك فهمه من مفردات أومفاهيم أو معلومات .
5. راجعي الغامض الذي حددته من مظانه ومراجعه . تأكدي أنه ليس هناك معلومة ملتبسة أوغامضة في درسك أبداً.
6. أعيدي قراءة الدرس وحددي مواطن الربط بالواقع فيه ، ثم حددي عدد من الأمثلة لكل موطن .
7. تأملي الدرس واربطي بينه وبين الأهداف العامة والخاصة والهدف الذي حددته ثم حددي على ضوء هذا كله مواطن التربية الروحية والإيمانية .
8. حددي أبرز المعارف والوجدانيات والمهارات إن وجدت .(1/51)
9. اقرئي حول موضوع الدرس ومعارفه الرئيسة واختاري ما يسمح وقت الحصة بإضافته تدعيماً لنقطة أو تفريعاً عليها أو تأصيلاً لها .
أهمية تحليل المحتوى33 :
…التحليل الجيد للمحتوى يثمر :
1. تنظيماً جيداً تتابع فيه الخبرات ، كما يجنب العشوائية حيث تصبح الأنشطة التعليمية موجهة لتحقيق أهداف تعليمية محددة بعناية من قبل المعلمة .
2. تدريساً فعالاً تتقدم فيه المتعلمات وفق قدراتهن وملكاتهن العقلية بناء على ماسبق لهن تعلمه .
3. إجادة للمهارات المعقدة حيث تجزئ إلى أجزاء فرعية بسيطة تستطيع التلميذة التدرج في التدرب عليها حتى يتحقق الهدف .
نموذج لتحليل محتوى الدرس الأول من مقرر التوحيد للصف الأول الثانوي :
عنوان الدرس : في بيان العقيدة وبيان أهميتها باعتبارها أساساً يقوم عليه بناء الدين
تبرز أهمية العقيدة :
من خلال بيان معناها .
من خلال بيان علاقتها بالعمليات في الشريعة .
من خلال بيان أنها أساس قبول العمل .
من خلال بيان تأكيد الرسل صلوات الله عليهم جميعاً على ترسيخها ومن بعدهم الدعاة .
من خلال بيان التوقف في مصادرها على الكتاب والسنة .
من خلال بيان أنها السبيل للدخول في الفرقة الناجية .
من خلال بيان أنها السبيل للطمأنينة والحياة السعيدة .
أمثلة تساعد في إبراز أهمية العقيدة :
الشجرة الطيبة ، التي أصلها ثابت وفرعها في السماء .
الأساس ، فلا إسلام بلا ركيزة ، ولا أركان بلا عقيدة .
تحليل محتوى الدرس :
أهم معارف الدرس :
تعريف العقيدة اللغوي .
تعريف العقيدة الشرعي .
مكانة العقيدة من الشريعة .
دلالة الآيات على عدم قبول العمل إلا إذا كان خالصا من الشرك .
اهتمام الرسل بإصلاح العقيدة أولا .
أهم الوجدانيات :
الشعور بأهمية العقيدة .
محبة العقيدة الصحيحة .
الرغبة في الدعوة للعقيدة الصحيحة .
الطرق المقترحة في عرض الدرس :(1/52)
الإلقائية : تستخدم في التمهيد وذلك بإلقاء مثال يهدف إلى إبراز الحاجة إلى الهدى كحال التائه في الصحراء إذا أبصر على بعد واحة . أو بأحد الأمثلة السابقة أو غيرها من القصص والوقائع المستجدة التي قد تكون هي الأنسب كتمهيد للدرس .
مع مراعاة أن يكون الاختيار على أساس الصلة بالدرس ، وبواقع الطالبات ، واستخدام أساليب التشويق .
استخدمي تمهيداً آخر في بعض الفصول حتى لا يفقد تمهيدك حرارته وتشويقه .
الاستجوابية : تستخدم في المعنى اللغوي لكلمة العقيدة بسؤال مباشر لأنها تمثل خبرة سابقة أو تستخدم بعد تمثيل عملي لعقد حبل أو خيط باعتبارها معرفة مهمة سيبنى عليها ما بعدها.
الاستنباطية : في المعنى الشرعي من خلال أسئلة تربطه بالمعنى اللغوي .
الاستجوابية : في بيان قسمي الشريعة .
الاستنتاجية : في استخلاص شواهد الأدلة على مكانة العقيدة من الدين .
الاستجوابية : لطلب أمثلة من دعوات الرسل صلوات الله عليهم تبين وظيفتهم في إصلاح العقيدة
الإلقائية : في خاتمة تتواصى فيها المعلمة مع الطالبات بالاهتمام بالعقيدة في أنفسهن ومن حولهن للفوز بعقيدة صحيحة صافية ، وتعطي فيها إشارة عن الدرس التالي .
ملاحظة هامة :
يجب أن تكمل التعيينات المنزلية الحصة الدراسية في تحقيق الأهداف ، لذا فلا داعي لأسئلة لا هدف لها مثل "عرفي العقيدة "؛ لأن هذا السؤال لن يخدم ولا أدنى مستوى تعليمي "التذكر" ، حيث أن التلميذة ستنقله من الكتاب ، ولن تتذكره . لذا يجب الاهتمام بصياغة أسئلة تخدم مستويات أعلى للتعلم ، فيمكن أن تحتوي مثلا على : طلب أمثلة من التاريخ الماضي أو المعاصر لأناس لهم أعمال صالحة ولكنها غير مقبولة .أو طلب أمثلة لعمليات أساسها عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره .(1/53)
وقبل كل هذا استشعري أنت - أختي المعلمة - حب العقيدة ومكانتها والرغبة في الدعوة لها ، فالكلمات الصادقة تصل للقلب بينما لا تصل كلمات اللسان إلا للآذان ، ورحم الله صحابة رسول الله ( الذين قال عنهم ابن مسعود ( : " كانوا أبر هذه الأمة قلوباً ، كان أحدهم يتكلم بالكلمة يهدي بها الفئام من الناس " .
وبعد مرحلة تحليل المحتوى تبدأ مرحلة صياغة الأهداف الإجرائية وانتقاء الأنشطة المناسبة وابتكار الوسائل التعليمية ووضع أسئلة تقويمية جيدة ليتحقق من ذلك كله تعليم فعال .
ثالثاً : مهارة صياغة الأهداف الإجرائية :
…للأهداف بصفة عامة مكانة كبيرة في التربية الإسلامية فالإسلام قد عني عناية عظيمة بتحديد الغايات وبيان الأهداف فهِم ذلك المربون الأوائل رضوان الله عليهم من سلف هذه الأمة فظهر ذلك في مصنفاتهم وكتاباتهم التي تتبعها طلبة العلم اليوم ليبرزوا كنوز ما فيها ومن ذلك عنايتهم بالأهداف والغايات والتخطيط للاستفادة من كل لحظة أن تضيع سدى بلا هدف ولا ثمرة. فالنظريات التربوية الحديثة اليوم إنما سبقت في بيان الأهداف ومستوياتها وطريقة صياغتها أما استعمالها وتطبيقها فقد كان للمربين الأوائل باعهم في ذلك34 .
الأهداف السلوكية في التربية الإسلامية :
يعتني الإسلام - دين الله الخالد- عناية عظيمة بالسلوك وتعديله ؛ فيبين بشرائعه وأوامره ونواهيه الشاملة لكل مناحي الحياة ما يتعين على العبد المؤمن تحقيقه من إيمانيات ووجدانيات ، ومعارف واعتقادات ، وأعمال وأخلاق وسلوكيات . وما أركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان الستة إلا منهج دقيق لما ينبغي على العبد فعله من أمور الظاهر والباطن ليحقق الهدف الأسمى من خلق الله له الذي هو تحقيق العبودية لله رب العالمين .(1/54)
ومن هنا كان اهتمام التربية الإسلامية بالأهداف السلوكية نابعاً من الفهم الصحيح للإسلام ونصوص الكتاب والسنة ، وقد كان للمربين الأوائل من سلف هذه الأمة إسهامات بارزة في الاعتناء بالأهداف السلوكية ووضع معايير ضبطها ومراجعة النفس ومحاسبتها على تحقيقها إلا إن استخدام مصطلح الأهداف السلوكية ، ووضع منهجية محددة لصياغتها وأساليب ملاحظتها وتقويمها أمر برز حديثاً بتأصيل من علماء النفس الغربيين .
أهمية الأهداف الإجرائية في العملية التعليمية :
تعتبر الأهداف السلوكية أو الأدائية الإجرائية المصباح المنير لأي عملية تربوية فبتحديدها تبرز مجالات الخبرة اللازم تقويمها للمتعلم ، وتختار الأنشطة التعليمية المناسبة المتفقة مع الظروف والإمكانات ، كما تساعد في تحقيق تقويم سليم هادف ، وهي من أهم مكونات الخطة التدريسية لأنها تحدد بدقة الخبرات التي تصل إلى التلميذات في نهاية حصة دراسية ، كما تبين ما يتوقع منهن اكتسابه من معارف أو مهارات أو وجدانيات . ويمكن تلخيص فوائد الاعتماد على أهداف سلوكية محددة للموقف التعليمي بما يلي :
أولا : تحقيق تعلّم أفضل حيث تكثف الجهود لتحقيق نواتج التعلّم المقصودة .
ثانياً : ترتب خطوات سير الدرس ، وتضمن تنظيم تتابع الخبرات فيه .
ثالثاً : تساعد المعلمة على تحديد الخبرات والأنشطة التعليمية الفاعلة في الحصة الدراسية .
رابعاً : تساعد المعلمة على وضع أسئلة تقويمية واضحة .
وهكذا فالصياغة الدقيقة للأهداف التعليمية تساعد في حسن توجيه الموقف التعليمي بجميع أقطابه : المعلم والمتعلم والمقرر .
علاقة الأهداف السلوكية بالأهداف العامة وأهداف المقررات :
تعريف الهدف السلوكي :
هو عبارة تصف السلوك المتوقع من المتعلم بعد مروره بخبرة تعليمية معينة .
مقارنة بين مستويات الأهداف :
مستمدة من الكتاب والسنة مستمدة من الأهداف العامة مستمدة من المحتوى التعليمي(1/55)
توضع من قبل العلماء المختصين توضع من قبل لجنة المناهج توضع من قبل المعلمة
لا تقاس على المدى القريب تقاس بعد إنهاء المقرر تقاس في زمن حصة دراسية
تنفذ في كل المؤسسات التربوية تنفذ في مؤسسات تعليمية خاصة تنفذ داخل الصف
موجودة في كتب التربية الإسلامية موجودة في بداية المقررات تكتب في دفتر التحضير
تتضمن الإجابة على سؤال تتضمن الإجابة على سؤال تتضمن الإجابة على سؤال
لماذا نربي ؟ لماذا أدرس هذا المقرر ؟ لماذا أدرس هذه المعلومة ؟
مثالها : مثالها : مثالها :
بيان العقيدة الصحيحة التحذير من الألفاظ الشركية أن تذكر التلميذة مثالاً للفظ شركي
مجالات الأهداف السلوكية35 :
…بما أن التربية هي العملية التي تعمل على تحقيق النمو الشامل للفرد من جميع جوانب شخصيته فإن الأهداف التربوية على مختلف مستوياتها تتناول هذه الجواب كلها أيضاً لتلفت انتباه المربين إلى أهمية بذل الجهد وتحديد الأنشطة التي تسهم في تحقيق هذا الشمول فلا تركز على جانب دون جانب ، وهناك تصنيفات عدة للأهداف نختار منها هنا التصنيف الذي يحددها في مجالات ثلاثة هي :
1. المجال المعرفي : وقد يسمى المجال العقلي أو الإدراكي ، وفيه يركز على الجانب العقلي والمعلومات والحقائق ، وينصب فيه الاهتمام على تنمية معارف ومعلومات التلميذة وتنمية مهاراتها وقدراتها العقلية . وهذا المجال له أهمية خاصة في التربية الإسلامية بمعناها العام ومعناها الخاص ( المقررات ) حيث أن التراث المعرفي الضخم للأمة الإسلامية يشكل إكسابه للمتعلمات جانباً كبيراً من جوانب تربية الإسلامية التي تدعو للعلم وتعلي شأن العلماء ، كما وأنها تدعو للتأمل وإعمال العقل الذي ينمي الملكات العقلية المتنوعة .
وأشهر من كتب في هذا المجال وفرّع مستوياته المختلفة هو العالم الغربي ( بلوم ) Bloom حيث صنف بلوم المجال المعرفي إلى ست مستويات متدرجة في ترتيب هرمي يوضحه الشكل الآتي :
…(1/56)
2 . المجال الوجداني : وقد يسمى بالمجال العاطفي أو الانفعالي وفيه يركز على تكوين وتنمية الاتجاهات والميول والقيم . ولهذا المجال أهمية كبرى في العملية التربوية عموماً وفي التربية الإسلامية على وجه الخصوص إذ الإيمان كما بينه المصطفى ( إنما هو الحب والبغض فتربية وجدان التلميذة وإكسابها الاتجاهات الصحيحة إزاء أوامر الله ونواهيه ، وما يدعو الدين إليه فرضاً أو ندباً يعني دلالتها على درب السعادة الأبدية بلزوم عتبة العبودية بتحقيق غاية الحب وغاية الذل لمعبودها الحق سبحانه وتعالى. والأهداف في المجال الوجداني في مقررات التربية الإسلامية كثيرة إلا أنها تتداخل كثيراً مع الأهداف المعرفية لأن طبيعة معارف الدين وعلومه في أكثرها مزيج من العلوم والوجدانيات .
…وأشهر من كتب المجال الوجداني العالم (كراثوول )حيث قسمه إلى فئات متدرجة تمثلت في خمسة مستويات رئيسة تتضح في التمثيل الهرمي الآتي :
2. المجال المهاري : وقد يسمى النفس حركي ، ويركز فيه على تنمية المهارات الحركية أو العضلية مثل الأعمال التي تتطلب تنسيقاً عضلياً عصبياً وهذا المجال في مقررات التربية الإسلامية يكاد ينحصر في بعض دروس الفقه والتجويد حيث يتطلب من التلميذة الوصول إلى الإتقان والإبداع في مخارج الحروف وإعطائها صفاتها المستحقة ، كذلك مطلوب منها الإتقان في أداء عباداتها من صلاة ووضوء أو غسلها للميت وتكفينه ونحو ذلك . وتجدر الإشارة إلى أن للمجال المهاري تطبيقات واسعة في التربية الإسلامية في الأنشطة غير الصفية.
…وأشهر تصنيف للمجال المهاري هو تصنيف العالم (سمبسون ) حيث قسمه إلى سبع فئات رئيسة تتضح في الشكل الهرمي التالي :
مستويات الأهداف السلوكية المعرفية وأمثلتها من مقررات التربية الإسلامية :(1/57)
…الأهداف المعرفية حسب تصنيف بلوم تنقسم إلى ستة مستويات رئيسة كما في الشكل الهرمي المبين سابقاً وتفصيل المراد بكل مستوى سنتعرض له بإيجاز فيما يلي :
أولا : التذكر :
ويعني قدرة التلميذة على التذكر إما بالتعرف أو الاستدعاء . وهو أدنى مستويات الهرم المعرفي . وله أهمية خاصة في التربية الإسلامية التي تهدف إلى تحفيظ التلميذة نصوصاً كثيرة وتنمية قدرتها على استدعائها بسرعة متى احتاجت ذلك سواء كان ذلك لأغراض تعبدية محضة كتذكر الآيات لتلاوتها في الصلاة أم كان لأهداف أخرى دفاعية عن الدين إذا حاورت بعض المضللين وأصحاب الشبه فتذكّرها لما تحفظه من نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم يصحح عبادتها ويقوي حجتها .
أمثلة لأهداف معرفية تخدم مستوى التذكر :
أن تعدد التلميذة نواقض الوضوء.
أن تتلو التلميذة غيباً الآيات من 1-7 تلاوة مجودة .
ثانياً : الفهم والاستيعاب :
ويعني قدرة التلميذة على إدراك معنى المحتوى العلمي ويستدل عليه من خلال إحدى العمليات الثلاث التالية :
أ . إعادة صياغة المحتوى العلمي بأسلوب التلميذة ، أو برموز ورسوم .
ب. تفسير المادة العلمية وتوضيح الروابط بينها كتمييز النص إلى أفكار أساسية وثانوية .
ج. استنتاج ما تنطوي عليه المادة التلميذة من مضامين .
أمثلة لأهداف معرفية تخدم مستوى الفهم :
أن تكتب التلميذة ثلاثة تشبيهات من الحديث مفصلة أركان التشبيه .
أن تلخص التلميذة توجيهات سورة العصر بأسلوبها شفوياً .
أن تستنتج التلميذة الحكمة من مشروعية صلاة الجماعة .
ثالثاً : التطبيق :
ويعني قدرة التلميذة على استخدام ما تعلمته في مواقف جديدة ، فهذا المستوى يتطلب تذكراً وفهماً وزيادة .
…ومن أمثلته في التربية الإسلامية ما يلي :
أن تطبق التلميذة مفهوم المحظور بتمييزها دون خطأ لقائمة من نصوص الأحكام .
أن تقارن التلميذة بين مفهوم الربا ومفهوم البيع في الشرع .
رابعاً : التحليل :(1/58)
ويعني قدرة التلميذة على تجزئة الموضوع لأجزاء صغيرة ثم إيجاد العلاقات بين هذه الأجزاء ومعرفة أوجه الشبه والاختلاف ، وحتى تصل التلميذة لهذا المستوى ستكون قد حققت المستويات قبله ولا شك .
…ومن الأهداف التي تخدم هذا المستوى في مقررات التربية الإسلامية ما يلي :
أن تقارن التلميذة بين غزوة بدر وغزوة أحد من حيث الأسباب والنتائج .
أن تحلل التلميذة تعريف الصوم في الشرع ببيان قيود التعريف .
أن تستخرج التلميذة موطن القدوة في سيرة راوي الحديث .
خامساً : التركيب :
ويعني قدرة التلميذة على الربط والتأليف أو الابتكار . فالتركيب مستوى أعلى من مستوى التحليل تستطيع التلميذة أن تنتج فيه شيئاً جديداً من معلومات جزئية حللتها في المستوى السابق كأن تكتب مقالة أو تضع حلا أو تستخلص فوائد .
…ومن أمثلة الأهداف في هذا المستوى :
أن ترسم التلميذة رسماً يعبر عن مضار التدخين .
أن تستخلص التلميذة العبر من قصة نوح عليه السلام .
أن تقترح التلميذة طرقاً لكسب فضيلة بر الوالدين .
سادساً : التقويم :
ويشير هذا المستوى إلى قدرة التلميذة على إصدار حكم أو قيمة على فكرة معينة . وهو أعلى مستويات الهرم المعرفي .
…ومن أمثلته في مقررات التربية الإسلامية ما يلي :
أن تصدر التلميذة حكماً على عبارة " تحرير المرأة " .
أن تقييم التلميذة الدور الذي قام به علماء الحديث في حفظ السنة .
أن تفرق التلميذة بين معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وغيرهم من الفرق .
مستويات الأهداف السلوكية الوجدانية وأمثلتها من مقررات التربية الإسلامية :
…يتكون الهرم الوجداني حسب تصنيف كراثوول من خمسة مستويات ، نوجز بيانها فيما يلي :
أولا : الاستقبال :
…ويتمثل في استعداد التلميذة للاهتمام بمثير معين أو ظاهرة مثل :
أن تستمع التلميذة باهتمام لإلقاء حول ميزات العقيدة الإسلامية .
أن توافق التلميذة على المشاركة في تنظيف ساحة المدرسة .(1/59)
ثانياً : الاستجابة :
…ويتمثل هذا المستوى في المشاركة النشطة من التلميذة في تحقيق قيمة معينة أو تعزيز اتجاه ما ، ومثال أهداف هذا المستوى :
أن تتطوع التلميذة لجمع تبرعات يكفل بها الفصل يتيماً .
أن تبادر التلميذة بتقديم مقترح لتوعية الطالبات بفضل صلاة الضحى .
ثالثاً : التقدير :
…ويعني أن يظهر على التلميذة الاعتزاز بالقيمة مثل قيمة التعاون بين الطالبات ، قيمة أداء الأمانة ، قيمة التسامح ونحوها ، ومن الأهداف الدالة على هذا المستوى :
أن تقترح التلميذة طريقة لمعاونة المسلمين المستضعفين في كل مكان .
أن تكتب التلميذة من إنشائها كلمة في التحذير من الغش في الامتحان .
رابعاً : التنظيم :
…ويتمثل هذا المستوى في قدرة التلميذة على تنظيم عدد من القيم والتوفيق بين ما قد يظهر تناقضه مثل التوفيق بين الحرية والمسئولية ، وبين العمل للدنيا والعمل للآخرة . وهو مستوى عال من مستويات الأهداف الوجدانية ويتطلب من المعلمة جهود مركزة لإيصال الطالبات إليه . ومن الأهداف الدالة على هذا المستوى :
أن توازن التلميذة بين حق الفقير وحق النفس في المال الخاص .
أن تعظم التلميذة قيمة الإيثار من خلال تقديمها لجزء من مصروفها لمعونة المتضررين في الصومال . ( يلاحظ أهمية وضع شرط التنفيذ إذا كان الفعل غير قابل للقياس ) .
خامساً : الوسم بالقيمة :
…وهذا يتمثل في تكامل القيمة مع التلميذة وتميزها بها بحيث يظهر على شخصيتها الثبات والتحلي بالقيم ، وهو غاية الأهداف الوجدانية وقمة الهرم فيها . وينبغي للمعلمة أن تضعه نصب عينها لتحقق أهداف التربية الإسلامية من توظيف المعارف النظرية في السلوك العملي والوصول إلى المطابقة بين العلم والعمل . ومن أمثلة هذا المستوى :
أن تظهر التلميذة حبها للصحابة بترضيها عليهم أثناء ذكرهم في الدرس .
أن يظهر التلميذة رغبتها في اتباع الرسول ( بمبادرتها للتيامن في شأنها كله .(1/60)
مستويات الأهداف السلوكية المهارية وأمثلتها من مقررات التربية الإسلامية :
…يتكون المجال المهاري حسب تصنيف سمبسون إلى سبعة مستويات بيانها مايلي :
أولا : الملاحظة :
…وهو المستوى الأدنى ويتم فيه إثارة الانتباه بالسلوك الحركي المراد تعلمه ، وفيه تقدم للطالبة خلفية معرفية عن أهمية مايراد منها تعلمه فإذا كان المراد منها تعلمه مثلا هو كيفية تكفين الميت فإن مستوى الملاحظة لهذه المهارة تصاغ في الهدف التالي :
أن تنتبه التلميذة لأساسيات تكفين الميت عن طريق تحديدها للأدوات اللازم إعدادها قبل البدء .
ثانياً : الميل :
…وفيه يظهر المتعلم استعداداً للبدء في القيام بالسلوك الحركي ، ففي نفس درس الجنائز يمكن أن يصاغ الهدف السلوكي ليخدم هذا المستوى فيكون :
أن تستعد التلميذة للمساهمة في تكفين دمية أمام زميلاتها .
ثالثاً : الاستجابة الموجهة :
…وفي هذا المستوى يتوقع من التلميذة أن تقوم بأداء السلوك الحركي المرغوب في ظل توجيهات معينة ، ومثال هذا :
أن تؤدي التلميذة الصلاة على صفة صلاة النبي ( بعد رؤيتها لأداء المعلمة لذلك .
رابعاً : التعود :
…ويعني قدرة التلميذة على أداء المهارة الحركية دون الاعتماد على تقليد المعلمة أو انتظار توجيهاتها ، ومثال ذلك :
أن تقرأ التلميذة الآيات دون خطأ في أحكام النون الساكنة .
خامساً : الاستجابة المعقدة :
…وهي القدرة على إنجاز الحركات المعقدة نسبياً بدرجة عالية من الضبط والتحكم ، ومثالها : أن تكفن التلميذة الدمية أمامها بالطريقة الصحيحة خلال ثلاث دقائق .
سادساً : التكييف :
…ويعني قدرة التلميذة على التغيير والتبديل في حركاتها بما يتوافق مع متطلبات الموقف الجديد ، ويرتبط هذا المستوى بالمهارات التي تحتاج لتغيير وتبديل مثل :
أن تطبق التلميذة أحكام الراء في قراءتها للآيات دون الخلط بين مواضع الترقيق والتفخيم .
سابعاً : الإتقان :(1/61)
…ويعني وصول التلميذة إلى الإبداع في أداء السلوك الحركي . ومن أمثلة هذا :
أن تقرأ التلميذة الآيات قراءة صحيحة مجودة 100 % .
أن تتوضأ التلميذة وضوءً صحيحاً دون أن تسرف في الماء .
ملاحظة : …
…يلاحظ عند تأمل الأهداف في مستويات الهرم الوجداني والمهاري أن كثيراً منها في مقررات التربية الإسلامية تتداخل مع الأهداف المعرفية ، لذا قد لا يحتوي الدرس في كثير من الأحيان إلا على الأهداف المعرفية لطبيعة معارف التربية الإسلامية الشاملة لوجدانيات ومهارات فلا ينبغي تكلف صياغة أهداف في كل مجال للدرس الواحد وإنما بحسب الحاجة إلى ذلك ، والأهداف المعرفية هي الغالبة في دروس التربية الإسلامية .
كيفية صياغة الأهداف الإجرائية :
حتى تكون الأهداف السلوكية واضحة ومحددة ومفهومة من الجميع فهماً واحداً وجب صياغتها بطريقة تعبّر عن المردود التعليمي المستهدف ، بحيث تصاغ بمصطلحات وعبارات تصف أداء المتعلم الذي يمكن ملاحظته أو قياسه وبالتالي تقويمه . وطريقة صياغة الهدف تتبع المعادلة التالية :
أن + الفعل السلوكي + التلميذة + ناتج التعلم ( محتوى الفعل - مصطلح المادة العلمية )
ولتحديد أكثر أضيفي للهدف: شروط التنفيذ + معيار الأداء الأدنى ( للمعلمات صاحبات الخبرة ) وعلى هذا نستطيع وضع المعادلات التالية :
أن + الفعل السلوكي + التلميذة + ناتج التعلم = هدفاً صحيحاً يتضمن الأركان الأساسية.
أن + الفعل السلوكي + التلميذة + ناتج التعلم + شروط التنفيذ = هدفاً صحيحاً دقيقاً
أن + الفعل السلوكي + التلميذة + ناتج التعلم + شروط التنفيذ + معيار الأداء = هدفاً صحيحاً دقيقاً جداً يتضمن جميع الأجزاء الأساسية والاختيارية .
أركان الهدف الجيد والمراد منها :
1. الفعل السلوكي :هو فعل يحدد السلوك الذي سيقوم به التلميذة كنتيجة لحدوث التعلم مثل : تكتب ، تستنبط ، تتوضأ ، تسمّي ، تذكر ، تعدد ....(1/62)
2. ناتج التعلم أو محتوى الفعل السلوكي : هو ناتج السلوك ومحتوى الموضوع المراد تعلم التلميذة له خلال أنشطة التعلم والتعليم في الموقف التعليمي مثل : أن تكتب التلميذة نبذة عن راوي الحديث ، أن تستنبط التلميذة معنى الربا ، أن تتوضأ التلميذة وضوءً صحيحاً ، أن تذكر التلميذة حكم صلاة الوتر . فالفعل السلوكي في هذه الأمثلة ( تكتب ، تستنبط ، تتوضأ ، تذكر ) ومحتوى السلوك أو ناتج التعلم هو المتعلق بالمحتوى العلمي الذي تدرسه ( راوي الحديث ، معنى الربا ، الوضوء ، حكم صلاة الوتر ) .
3. شروط التنفيذ : هو جزء اختياري في صياغة الهدف يعطيه مزيدا ًمن الوضوح والتحديد فهو يبين الشروط أو الظروف المستخدمة في الأنشطة التي سيتم سلوك التلميذة في ظلها . مثل : أن تذكر التلميذة نبذة عن راوي الحديث كتابياً ، أن تلخص التلميذة آثار السفور على المجتمع المسلم شفوياً من خلال استعانتها بالكتاب المدرسي، أن تظهر التلميذة محبتها للرسول ( بالصلاة عليه كلما ذكر في الحصة ) فالكلمات التي تحتها خط تمثل شروط التنفيذ في الصياغات السابقة ويلاحظ أن الهدف يكون واضحاً بدون إضافتها ولكنها تعطيه مزيد توضيح وتحديد ، كما يلاحظ في الهدف الأخير عن محبة الرسول - وهو مجال وجداني - أن شرط التنفيذ له أهمية أكبر لكون المجال الوجداني صعب القياس مما يجعل شروط التنفيذ في الأهداف الوجدانية لها أهمية خاصة حيث تجعل الهدف قابلا للقياس .(1/63)
4. معيار الأداء : هو ما يوضح الحد الأدنى المقبول للأداء ويكون إما كمياً أو كيفياً ، فالكمي يحدد عدداً أو رقماً يقاس الهدف في ضوئه ، بينما الكيفي يحدد الصفة التي ينبغي أن توجد في أداء محتوى الفعل السلوكي ليكون الهدف قد تحقق في تعلم التلميذة ، مثل : ( أن تقرأ التلميذة الآيات بصحة لا تقل عن 90% ، أن تذكر التلميذة ثلاث فوائد من الحديث خلال دقيقة أن تعدد التلميذة أسباب النجاة من النار بالترتيب كما في الآيات ) الجمل التي وضع تحتها خط تمثل معيار الأداء المقبول الذي لايعتبر الهدف متحققاً إلا بالوصول إليه ، وإذا لم تصل التلميذة إليه فهذا يعني أن الأنشطة يجب أن تتنوع أكثر وتزداد لإعطاء التلميذة فرصاً تدريبية أكثر حتى تصل لتحقيقه .
ويلاحظ أن تضمين الهدف لمعيار الأداء يعني مزيداً من التحديد والدقة ويتطلب مزيداً من العناية والمتابعة من المعلم ، وهو جزء اختاري في صياغة الهدف لا تنصح به المعلمات المستجدات في المهنة بينما هو بالنسبة لصاحبات الخبرة من شأنه أن يصقل مهاراتهن في صياغة الأهداف ويثري أنشطة الحصة الدراسية .
كما ينبغي التنبه إلى أن المجال الوجداني لايمكن أن تتضمن أهدافه معيار الأداء لكون مجال العواطف والقيم والاتجاهات مجالا نفسياً يستحيل إخضاعه للأرقام والكيفيات المحددة ، بينما الأهداف في المجال المهاري تكون أدق إن احتوت صياغاتها على جميع الأجزاء الأساسية والاختيارية .
شروط الهدف الجيد :
…1 . أن يصف سلوك التلميذة المتوقع بعد أنشطة تعلم وتعليم محددة.
…2 . أن يكون واضحاً ومحدداً ، حيث تختار الأفعال السلوكية المناسبة للناتج المطلوب من التلميذة.
…3 . أن يكون قابلا للقياس سواء أكان ذلك من خلال الفعل السلوكي المختار أم بإضافة شروط تنفيذ تجعل قياسه ممكناً .(1/64)
…4 . أن يصف ناتج التعلم لا عملية التعلم ، فمن الخطأ أن تكتب المعلمة ضمن أهدافها : أن تتدرب التلميذة على التيمم . فتدرب التلميذة على التيمم نشاط في عملية تعلمها أما الناتج المطلوب هو التيمم ، فالصواب إذاً أن تكتب : أن تتيمم التلميذة تيمماً صحيحاً .
…5 . أن لا يصف أكثر من ناتج تعلم واحد ، فلا يصح أن يكون الهدف مثلاً : أن تعدد التلميذة أركان الحج وواجباته . والصواب أن تخصص هدفاً للأركان وآخر للواجبات
قبل صياغة الهدف السلوكي ينبغي أن يتم :
* تحليل محتوى المادة العلمية للدرس تحليلاً جيداً .
* تحديد خبرات التلميذات السابقة .
* تحديد مجال الهدف ( معرفي ، وجداني ، مهاري ) .
* الاطلاع على قوائم الأفعال الأدائية .
عند صياغة الأهداف :
1. طبقي معادلة صياغة الأهداف لصياغة أهداف درسك الإجرائية السلوكية حسب أبرز المعارف والوجدانيات والمهارات التي حددتها ( ستكون هي محتوى الفعل في المعادلة ) على ألا تزيد الأهداف عن عشرة كحد أعلى ولا تنقص عن الأربعة .
2. عند صياغة الأهداف الإجرائية استعيني بقائمة الأفعال الأدائية لكل مجال بمستوياته التي وضعها المختصون في طرق التدريس ، وانتبهي عند صياغة الأهداف الوجدانية لشروط التنفيذ التي تجعل أهدافك قابلة للقياس .
3. لا تحذفي أهدافاًً لصعوبة صياغتها وتذكري أن الأهداف تستحق ما يبذل فيها من جهد .
4. تأكدي أن الأهداف التي وضعتها محددة واضحة تحتوي على مكونات الهدف الجيد ومتنوعة تخدم مستويات التعلم المختلفة .
قائمة ببعض الأفعال السلوكية للمجالات الثلاثة بمستوياتها المختلفة :
المجال المعرفي :
مستوى التذكر : تكرر - تسترجع - تذكر - تعدد - تسمي - تتلو - تختار -تنسب- تعرّف - تقرأ .
مستوى الفهم : تصنف - تعبر - تصف - تشرح - تناقش - تلخص - تستنبط - تستنتج - تميز تحل - تصف .
مستوى التطبيق : تطبق - ترسم - تحل - تعلل - تكتشف - تدلل - تصنف - تستخرج .(1/65)
مستوى التحليل : تميز - تحلل - تجزء - تستنتج - تستخلص - تقارن - ترتب - تنقد - تفرق .
مستوى التركيب : ترتب - تجمع - تقترح - تركب - تبني - تصمم - تنشئ - تنتج - تنظم .
مستوى التقويم : تحكم - تصدر حكماً- توازن - تقوِّم -تدعم بالدليل - تبرز - تفند - تقيس - تقارن .
المجال الوجداني :
تمتدح - تتطوع - تبادر - تتقبل - تحب36 - تعظِّم - تستحسن - تظهر ميلا - تقتدي - تدافع - تؤيد - توازن - تتبنى .
المجال المهاري :
تحدد - تقلد - تحاكي - تؤدي - تتيمم - تتوضأ - تصلي - تنتج - تؤدي بدقة - تقرأ بمهارة .
ملاحظة : الأفعال في المستوى الواحد يمكن استخدامها في مستوى آخر حسب الأنشطة المختارة وخلفية التلميذة عن المادة التلميذة .
رابعاً : مهارة التحضير وكيفية الكتابة في دفتر التحضير :
تعتبر مهارة التحضير من المهارات الأساسية للمعلمة ويعتمد نجاح التحضير على نجاح المهارات التخطيطية السابقة ( تحليل خصائص المتعلمات ، تحليل المحتوى ، صياغة الأهداف الإجرائية ) ، وتسمى عند أحياناً مهارة تخطيط الدرس باعتبارها ثمرة مهارات التخطيط المتنوعة ،كما أنها البداية الصحيحة لمهارات التنفيذ ودليل نجاحها ففيها يتم التخطيط لعرض الدرس ، وتنظيم تتابع الخبرات وإجراءات الطرائق التدريسية المختلفة ، ويمكن أن نلخص خطوات التحضير فيما بعد تحليل المحتوى وصياغة الأهداف بالنقاط التالية:
…1 . تأملي الأهداف التي أتممت صياغتها حسب مواصفات الهدف الجيد .
2.حددي الطريقة المستخدمة لتحقيق كل هدف على حدة .
…3 . فكري في أنشطة تعليمية مناسبة للمحتوى ولعمر التلميذات ولترتيب الحصة في الجدول المدرسي .
…4 . حددي وسائلك التعليمية ، وحاولي التجديد والابتكار .
…5 . اختاري أسلوباً لتقويم ناتج التعلم المتوقع .
أدوات التحضير :
أنت تحتاجين للتحضير الجيد ، والتحضير الجيد يحتاج إلى :
* إخلاص النية فالتعليم طاعة وعمل صالح تتقربين به إلى الله .(1/66)
* دعاء دائم : رب زدني علما ، وافتح لي، وفهمني.....
* ذهن صاف يساعدك على الإبداع والتخطيط السليم.
* قائمة الأفعال الأدائية المستخدمة في مجالات الأهداف الإجرائية الثلاث المعرفية والوجدانية والمهارية بمستوياتها المختلفة لتساعدك في صياغة الأهداف .
* كتاب في طرق التدريس العامة ويمكن أن يكون : مهارات التدريس لجابر عبد الحميد جابر ، دليل المعلم لمحمد مرزوق ، أساسيات في طرق التدريس العامة لمحب الدين أبوصالح .
* كتب تربوية عامة تساعدك في فهم خصائص طالبات عمر المراهقة : المراهقون للنغيمشي ، تربية المراهق في رحاب الإسلام لمحمد الناصر وخولة درويش . علم النفس الدعوي للنغيمشي
* مراجع تخصصية مناسبة لكل فرع تدرسينه وفيما يلي مراجع مقترحة كحد أدنى:
1. معجم لغة ونقترح لسان العرب لابن منظور .
2. تفسير للقرآن ونقترح تفسير الكريم الرحمن للسعدي ، وفي ظلال القرآن لسيد قطب( مع الانتباه لقضية تأويل الصفات) فهي مراجع مهمة لكافة فروع الدين لابد أن تتوفر في مكتبتك .
3. لتوحيد المرحلة المتوسطة : فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن آل الشيخ . القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين ، الجامع الفريد للأسئلة والأجوبة على كتاب التوحيد لعبد الله الجار الله ، إبطال التنديد شرح كتاب التوحيد لحمد بن عتيق ولتوحيد المرحلة الثانوية : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان ضميرية ، سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة لعمر الأشقر .
4. بعض مراجع الحديث لمساعدتك في فهم الأدلة الحديثية : فتح الباري شرح صحيح البخاري فتح القدير للمناوي ، روائع من أقوال الرسول للميداني .
5. لمقررات الفقه كتاب الروض المربع ، وكتاب شرح زاد المستقنع لابن عثيمين .
كيفية الكتابة في دفتر التحضير :(1/67)
…دفتر التحضير له قيمة خاصة عند المعلمة القديرة فهو خريطة الدرس وعصارة الذهن ونتاج التفكير والابتكار ، كما أنه وسيلة مهمة لتنمية مهارات التلخيص ووسيلة لتحسين الخط ، والمعلمة الراغبة في تطوير ذاتها ومهاراتها لا تلجأ إلى نسخ تحضير سابق لها في عام ماض ، ولا إلى نقل تحضير زميلة لها بحذافيره وإن كانت تستفيد ولا حرج من جهودها السابقة وجهود الأخريات وتتعاون مع زميلاتها من أجل تحضير أفضل وابتكارات أكثر فتُحكِم عاماً بعد عام صياغة أهدافها ، وتبتكر في وسائلها ، وتثري أكثر معارفها وشواهدها وعندئذ يصبح دفتر التحضير بالنسبة لها مرجعاً هاماً وجهداً مميزاً ودليلاً واضحاً على اهتمامها بدرسها وأدائها فيه . وأوصي المعلمة قبل أن تشرع في الكتابة في دفتر التحضير بأن :
* تفحص أهداف الدرس مرة أخرى وتعيد قراءة المحتوى ثم تختار من الأنشطة التي فكرت فيها أنسبها لتحقيق الهدف .
* تتأمل الخطة التي وضعتها وتحدد أسئلة تقويمية هدفها التحقق من فهم التلميذات ومن نجاح الأهداف.
* تعيد النظر في كل ماكتبت في مسودتها ، ثم تضع تمهيداً مناسباً وثيق الصلة بالدرس ، وثيق الصلة بواقع التلميذة ، شائق .
* تضع خاتمة مناسبة لغلق الدرس يمكن أن تكون تقويماً نهائياً أو تلخيصًا لأهم المعلومات أووصية .
والآن ابدئي ـ مستعينة بالله ـ في الكتابة في دفتر التحضير :
* دوني المعلومات الأساسية في دفتر التحضير ( التاريخ ، الحصة الفصل ...) ثم اكتبي التمهيد بعبارات مركزة مختصرة لاتزيد مهما طالت عن أربعة أسطر.
* اكتبي الأهداف في الخانة المخصصة لها .
* في خانة المحتوى دوني فقط المادة العلمية التي هي محور الحصة الدراسية ، على أن تكون مركزة كما ستكتبينها في ملخصك السبوري ، معنونة ، منقطة ما أمكن مع مراعاة تقسيمها في الدفتر حسب الأهداف التي تخدمها .(1/68)
* اختاري من الأنشطة التي أعددتها أفضلها مع تدوين اسم الطريقة التدريسية متوافقة مع الفعل السلوكي في الهدف ثم وضحي إجراءاتها بعبارات مركزة موجزة ، مع بيان وسائلك في ذلك ( استجوابية من خلال الأسئلة التالية : س1 : .....س2 : .......، استنتاجية من خلال الأمثلة التالية : 1: ..... 2: ......، إلقائية قصة كذا أو عناصرها كذا ......).
* لايشترط أن يكون لكل هدف سؤال تقويم ، إلا أنه ينبغي أن تتنوع أسئلة التقويم الجزئي والنهائي لتراعي التذكر والتفكير والمهارات العقلية المختلفة فتيبن فهم واستيعاب التلميذة وتوظف قدراتها العقلية في التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم . ولا تنسي أن التقويم لا يشترط أن يكون سؤالا ، وإن كان فهو مغاير للسؤال المستخدم في الأنشطة التعليمية ؛ مثال: (اقرئي الآيات ).تقويم يضعه كثير من المعلمات مقابل هدف ( أن تقرأ التلميذة الآيات قراءة صحيحة ) ولايمكن اعتباره تقويماً ، لأنه نشاط من الأنشطة التي تخدم ذلك الهدف أما التقويم المناسب له فهو : الملاحظة أو المتابعة والتصويب .
* دوني الخاتمة ( الغلق ) أوالتقويم النهائي .
* سجلي التعيينات (الواجبات) المنزلية بعد الاختيار الدقيق لها إما من أسئلة الكتاب أو من إعدادك بما يسهم في استكمال تحقيق أهداف الدرس .
* دوني مراجعك الحقيقية كاملة .
* افحصي خطتك ووزعي زمن الحصة على جزئياتها توزيعاً تقريبياً .
* تأكدي أن إملاءك كله سليماً فالهمزات حسب مواقعها والسنن كما هي دون زيادة أو نقصان لأن الخطأ الذي تتركينه ستقعين فيه غالباً في ملخصك السبوري أمام الطالبات .
* اجعلي الدفتر فرصة لإجادة مهارات التلخيص والتعبير المركز الواضح .
نموذج لشكل خطة الدرس في دفتر التحضير حسب الطريقة الأفقية الحديثة :
التاريخ : ............ المادة : .............
الصف : ............ الموضوع : ..........(1/69)
المكتسبات السابقة :.....................( تكتب هنا الخبرات السابقة المراد من التلميذة تذكرها للبناء عليها ، وفي صورة أسئلة ، أو يكتفى بحل أسئلة الواجب المنزلي ) .
التهيئة الحافزة : ................( يكتب هنا التمهيد بصورة مركزة لا تزيد عن 3 أسطر ) .
الأهداف السلوكية
المحتوى
أنشطة التعلم والتعليم
التقويم
تكتب هنا الأهداف .
لماذا أُعلم ؟
يكتب هنا المحتوى من الكتاب مركزاً معنوناً منقطاً ما أمكن .
ماذا أُعلم ؟
يكتب هنا اسم الطريقة وإجراءات تنفيذها . والوسائل التعليمية .
كيف أُعلم ؟
يكتب هنا التقويم البنائي والنهائي .
هل تم التعلم ؟
الغلق : ......( دفاتر التحضير في المكتبات لا تضع هذا العنوان ! ولأهميته ضعيه واكتبي غلقك للدرس )
التعيينات المنزلية : ......................
المراجع :..................( دوني مراجعك الحقيقية ) .
كلما ازدادت مرات التحضير التي تمارسينها اختصرت الخطوات الطويلة
حتى يصبح التحضير مهارة من المهارات التي تجيدينها.
مهارات التنفيذ
يتم تنفيذ الدرس بعد تحضيره في زمن الحصة الدراسية داخل الصف ، وليس بالضرورة أن يكون التنفيذ موفقاً فعّالاً لمجرد أن التحضير كان ناجحاً محكماً ، فتخطيط الدرس وإجادة تحضيره مهارات مساعدة في تحقيق التعليم الفعّال ولكنها لا تغني عن مهارات التنفيذ التي ينبغي للمعلمة إتقان الحد الأدنى منها على الأقل لتقدم درساً ناجحاً. وتتلخص هذه المهارات في المجموعات التالية :
أولا : مهارات عرض الدرس :
من المعروف أن خطوات تنفيذ الدرس وعرضه في الحصة الدراسية أربعة هي :
التهيئة ، العرض ، التقويم ، الغلق . ولكل خطوة مهارات خاصة إذا تدربت المعلمة عليها فإنها تسير قدماً نحو التميز والأداء الفاعل .وفيما يلي بيان هذه الخطوات وما ينبغي على المعلمة مراعاته فيها :
…التهيئة الحافزة : هي وسيلة للاستحواذ على انتباه التلميذات وإثارة اهتمامهن بالدرس الجديد . وتكون :(1/70)
أ . في بداية الدرس بعد مقدمة يسيرة تتمثل في دخول المعلمة باشّة للصف وإلقائها السلام على التلميذات ( إذا كانت المعلمة جديدة تدخل عليهن للمرة الأولى ينبغي أن تعرف باسمها وبدورها معهن فيما لايزيد عن 3 دقائق ) ، وتسمى هذه التهيئة عادة بالتمهيد . ولكي يكون للتمهيد دوره في تهيئة عقول التلميذات للدرس وجذب انتباههن ينبغي أن : ينبع من طبيعة الدرس ، ويتصل بواقع التلميذات ما أمكن ، كما يراعى فيه عنصر التشويق .
ويمكن أن يكون على شكل أسئلة عن معارف سابقة أو مقالة من جريدة ، أو مقطع من فيلم ، أو قصة أو آية أو حديث على أن يكون له صلة وثيقة بموضوع الدرس . ونؤكد هنا أن التمهيد لا ينبغي أن يأخذ أكثر من 7 دقائق بما فيه من مراجعة للدرس السابق .
ويحترز في التمهيد الناجح من أخطاء درجت بين المعلمات كإهماله ، أو التعسف فيه ، أو الاتجاه به نحو لفظ الموضوع لاجوهره ، أو السؤال في صلب مادة الدرس على أنها تمهيد له37.
ب. أثناء الدرس وتسمى التهيئة الانتقالية كما تسمى التقويم البنائي إن تمت في صورة أسئلة وفيها تجذب المعلمة انتباه الطالبات وتوجهه من نقطة لنقطة حتى تضمن سلاسة التتابع بين المعلومات والخبرات في الدرس الواحد ، أو بين الدرسين المزمع إعطائهما معاً في حصة واحدة حسب توزيع المنهج .
العرض : ويأخذ الجزء الأكبر من زمن الحصة 30 دقيقة تقريباً وفيه تتم أنشطة التعلم والتعليم بالطرائق التدريسية التي اختارتها المعلمة مسبقاً وحددتها حسب الأهداف السلوكية المراد تحقيقها في الحصة . ولكي يكون العرض ممتعاً للتلميذات ويحقق أهداف التربية والتعليم يجب أن يتم بسلاسة ونشاط لا توقف فيه أبداً . كما ينبغي أن ينطلق من طبيعة الدرس والفرع الذي يدرس لأن طبيعة كل درس تختلف باختلافه ، فطبيعة درس التوحيد غير طبيعة درس التلاوة والفقه غيرهما وهكذا . كما ينبغي للمعلمة أن تراعي مهارات عدة من أهمها :(1/71)
1 . مهارة وضوح الشرح والتفسير : وهي مهارة تتعلق بأسلوب العرض ولغة المعلمة فالعبارات المألوفة والتعبيرات الصحيحة ، والشواهد المناسبة والأسلوب السلس أمور تجعل الطالبات ينصتن باهتمام ويتابعن بشغف ، ومن هنا نستطيع القول إن إتقان هذه المهارة يتطلب :
…أ / صحة العبارة التي تعرض بها المعلمة أمثلتها وأسئلتها وشواهدها .
…ب/ حسن تنسيق الأسلوب فلا تستعمل كلمات مهجورة أو أساليب غامضة وإنما تعبر بمفردات واضحة وأسلوب مباشر وأفكار متسلسلة .
2. مهارة توظيف اللغة : وهي مهارة تعتمد على استخدام اللغة العربية الفصحى بأساليبها البيانية وحسن استخدام الشواهد القرآنية والحديثية وأدب العرب ، وتوظيف ذلك في الوقت المناسب للإبراز محاسن فضيلة ما والتحبيب فيها ، أو إظهار قبح رذيلة ما والتنفير منها ، بلغة فصيحة وشاهد مناسب وبيان قوي ، فاللغة وعاء المعنى فإذا كانت صحيحة سليمة كانت المعاني كذلك .
3. مهارات الأسئلة : فالأسئلة تحتل جزءاً كبيراً من زمن الحصة الدراسية وتدخل ضمن جميع خطوات الدرس من التمهيد إلى الغلق ، وتصنف عند التربويين من مهارات عرض الدرس وتنفيذه لكونها جزءاً مهماً في كل طرائق عرض الدرس ، كما تصنف من مهارات التقويم لأن التقويم غالباً يتم من خلال الأسئلة بمستوياتها المختلفة ، ومن هنا كانت مهاراتها الثلاثة في غاية الأهمية للمعلمة . وبيان هذه المهارات مايلي :
…أ . مهارة صياغة الأسئلة : وتتعلق بنص السؤال من حيث سلامة اللغة ومن حيث ما يحققه من هدف وما يخدمه من مستوى . وإن إتقان المعلمة لمهارة صياغة الأسئلة يسهل لها الاستحواذ على انتباه الطالبات لأن الأسئلة الجيدة تراعي ملكات التلميذات المختلفة من تذكر وتفكير فتجعلها في تيقظ دائم ونشاط عقلي متصل .(1/72)
…ومن المؤسف أن هذه المهارة لا تتقنها كثير من المعلمات حيث لا تخرج الأسئلة في الحصص الدراسية غالباً عن نمط واحد هو إما أسئلة الكتاب التي في نهاية كل درس وإما أسئلة مشتقة تسير على نفس منوالها ومستواها . وكثيراً ما تنحصر تلك الأسئلة في مستوى التذكر إضافة إلى ما يغلب عليها من ركاكة الصياغة .
فالسؤال الجيد يحتاج إلى جهد ومهارة وإلمام بتفاصيل المعلومات وعلاقاتها ببعضها لتبتكر المعلمة صوراً جديدة وأسئلة متنوعة تثير اهتمام الطالبات وتفكيرهن . ومن المهم لإجادة هذه المهارة مراعاة ما يأتي :
* أن تكون الصياغة واضحة المعنى لا تحتمل مفاهيم متعددة (إلا إذا قصدت المعلمة هذا ).
* أن تكون الأسئلة قصيرة وتحتوي على مطلوب واحد .
* أن تتناول مستويات التعلم المختلفة .
* أن تمثل تدريباً للطالبات على أنماط تقويمهم النهائي في آخر العام .
* ألا تكون غامضة أو موحية بالإجابة أو إجابتها تنحصر في نعم أو لا .
…ب: مهارة طرح الأسئلة : وهي مهارة مكملة لمهارة الصياغة حيث لا تتوقف كفاءة المعلمة في الأسئلة على حسن صياغتها فقط وإنما تعتمد على كيفية توجيهها للأسئلة ومن التوجيهات النافعة في هذا المجال :
* لا تجعلي الأسئلة طوال الحصة فكثرة الأسئلة تفقدها كثير من أهميتها .
* أشركي أكبر عدد من الطالبات معك .
* راعي توجيه الأسئلة السهلة إلى ذوات القدرات الضعيفة .
* لا تنهجي طريقة واحدة في الطرح حددي طالبة ووجهي إليها السؤال ، أو اطرحيه واختاري واحدة للإجابة .(1/73)
…ج . مهارة تلقي إجابات التلميذات : وعلى هذه المهارة يعتمد استمرار تفاعل الطالبات مع المعلمة في أنشطة الحصة أو عزوفهن عنها ، ومن المهم أن تعلم المعلمة أن الإجابات تتنوع إلى أنواع خمسة : إجابة خاطئة وهذه تتطلب تصحيحاً ، وإجابة صحيحة وهذه تتطلب تعزيزاً ، وإجابة ناقصة وهذه تتطلب سؤالاً مكملاً ، وإجابة غامضة وهذه تتطلب طلب توضيح ، وأخيراً إجابة صحيحة ولكن المعلمة لاتريدها وهذه توجد عندما تكون الصياغة غير صحيحة للسؤال وتتطلب تعاملا خاصاً من المعلمة فتعزز التلميذة وتوجه وتطرح السؤال ثانية بعد تصحيحه . والرسم التالي يبين مسار الأسئلة في الحصة الدراسية وطريقة المعلمة النابهة في التعامل مع التلميذات وتلقي إجاباتهن38 :
التقويم : وهو عملية مستمرة طيلة زمن الحصة فتصاحب التمهيد أحياناً فيكون تهيئة تقويمية ، ويكون من مراحل عرض الدرس كتقويم بنائي ، ويختم به الدرس فيكون تقويماً نهائياً وقد يكون غلق الدرس .
والغرض من التقويم الاطمئنان إلى مسيرة التعلم والتثبت من مدى تحقق الأهداف السلوكية . وينبغي للمعلمة الانتباه إلى نتائج التقويم البنائي انتباهاً خاصاً فقد تغير بناءاً عليه شيئاً في أنشطتها وخطتها المعدة مسبقاً إذا اتضح لها أن التلميذات لم يصلن من خلال الأنشطة إلى نتيجة التعلم المرادة .
ويأخذ التقويم أنماطاً متعددة فيمكن أن يكون أسئلة موجهة من المعلمة للتلميذات أو من التلميذات للمعلمة أو من بعضهن لبعض ، كما يمكن أن يكون تمثيلا أو تلخيصاً أوفي صورة أوراق عمل معدة سابقاً .(1/74)
الغلق : وهو خاتمة الدرس ونهاية الحصة الدراسية وله من الأهمية ماللتمهيد سواءاً بسواء فالدقائق الأخيرة تبقى في الذاكرة كما تبقى اللحظات الأولى ، لذا ينبغي أن توليه المعلمة عنايتها فتنهي الدرس بتلخيص أهم نقاطه أو طرح أسئلة تقويمية تخدم مستويات التفكير العليا أو تقدم وصية تدعو فيها الطالبات للتحلي بالآداب الواردة في الدرس وترغبهن في ذلك أو تعطي نبذة عن الدرس القادم وما فيه من فوائد لتشويق الطالبات له . فالغلق مهارة يصبح الدرس بدونها مبتوراً لذا ينبغي للمعلمة أن توليها عنايتها وتفكر دائماً في غلق نافع وتدونه في دفتر تحضيرها .
ثانياً : مهارات إدارة الصف :
يتم تنفيذ الدرس في مواقف تعليمية داخل حجرة الصف خلال فترة زمنية محددة ( 45 دقيقة غالباً ) ولكي تتحقق الأهداف الإجرائية الخاصة بالدرس وتسهم بدورها في تحقيق أهداف المقرر عموماً وأهداف المرحلة التعليمية ومن ثم الأهداف العامة للتربية الإسلامية ؛ لابد أن تُوظَف خصائص المتعلمات في اختيار أنشطة مناسبة لأعمارهن وميولهن تسعى بها المعلمة إلى إشباع حاجاتهن واستثارة دافعياتهن لتحقيق تعلم فاعل تظهر فيه التلميذات مواهبهن المختلفة ، وتصقل فيه ملكاتهن العقلية المتنوعة في جو تعليمي اجتماعي تربوي دافئ ، ولكي تحقق المعلمة هذا الجو ينبغي التنبه لهذه المهارات التي بيانها ما يلي :
أ . مهارة ضبط الصف :
وتعني هذه المهارة إيجاد جواً اجتماعياً تفاعلياً يتم فيه الاتصال الفعال بين المعلمة والتلميذة والمحتوى العلمي في ضوء أهداف الموقف التعليمي المحددة .(1/75)
وهذا الجو لا يوجد بشكل تلقائي دائماً بمجرد دخول المعلمة وتنفيذها لإجراءات الطرق المستخدمة في عرضها للدرس ، فالصفوف التي تدار بطريقة جيدة ويكون فيها الاتصال مستمراً بين المعلمة وجميع التلميذات فينشغل التلميذات جميعاً بأداء ما تتطلبه منهن الأنشطة التعليمية المتنوعة ؛ تنشأ لأن معلماتها يمتلكن صورة واضحة عن خصائص التلميذات ويتميزن بكفاءة علمية وقدرة اتصالية جيدة ومن هنا يمكننا القول إن :
الخلفية العلمية الواسعة والصحيحة + مراعاة خصائص المتعلمات = ضبط صف طبيعي
حيث أن التلميذات إذا شعرن بسعة علم المعلمة وتفهمها لهن ينجذبن للدرس وينضبطن في الصف بشكل تلقائي ، بينما يسري الملل وتنصرف بعض التلميذات ذهنياً إذا كان الأمر على العكس من ذلك . ومن المعروف أن التلميذات مختلفات في الطبائع وفي الخلفية البيئية التربوية ، وكذا المعلمات متفاوتات في الاستعدادات الشخصية ومهارات الاتصال والتعامل مع الناس بالإضافة إلى تفاوتهن في العلم والمهارات التدريسية ؛ ولهذا أصبحت مهارة ضبط الصف تحتاج إلى عناية خاصة وإجراءات متنوعة لتحقيق الجو المناسب للتعليم في حجرة الصف .
وتعرّف هذه المهارة بتعريفات عدة اخترنا منها التعريف التالي :
…هي مجموعة من الإجراءات تستخدمها المعلمة داخل الصف لتنمية أنماط سلوكية جيدة لدى التلميذات وحذف أخرى سيئة ، وتنمية العلاقات الإنسانية الجيدة وخلق جو اجتماعي فعال منتج داخل الصف والمحافظة على استمراريته39 .(1/76)
ويتضح من هذا التعريف خطأ مفهوم ضبط الصف عند كثير من المعلمات الذي قوامه السيطرة على التلميذات وعدم السماح لهن بالحركة أو الكلام ، فالضبط الصفي التسلطي لا يخلق جواً اجتماعياً منتجاً كما أن كثيراً من الأنماط السلوكية الجيدة لا تجد فيه فرصة للنماء مثل : الجرأة الأدبية ، والتعبير عن الذات وغيرها . بينما بعضاً من الأنماط السيئة قد توجد مع القسوة والتسلط وأظهرها العناد ومحاولات الشغب أو الاتجاهات السلبية نحو التعلم ، فالضبط التربوي من قِبل المعلمة ينتج انضباطاً حيوياً لدى التلميذات يحفظ لهن كراماتهن40.
إجراءات مقترحة لضبط الصف41 :
* ادخلي إلى صفك مباشرة مع بداية الحصة واحذري التأخير .
* تجولي بنظرك في أرجاء الصف مركزة النظر على المنشغلات عنك .
* احرصي على جذب انتباه التلميذات حتى لو اضطررت إلى أن تقفي صامتة برهة ولا تبدئي قبل أن يسود النظام في الصف .
* ألقي السلام باشّة واثبتي في مكان يراك فيه الجميع .
* قدمي لدرسك بشئ من الحماس .
* انظري إلى التلميذات أثناء حديثك .
* اشركي أكبر عدد من التلميذات معك مراعية الفروق الفردية بينهن .
* نوعي في استخدام المثيرات ، فالعقل المجهد لايستطيع التركيز .
* تحركي حركة هادئة هادفة .
* تحققي أن جميع التلميذات يسمعنك .
* لا توجهي اهتماماً خاصاً لأي تلميذة في الصف .
* لا تعطِ انطباعاً بأنك عصبية ، متذمرة دائماً ،أو غير مكترثة بما يدور .
* لا تتهكمي بالفصل ككل ، ولا بطالبة على وجه الخصوص .
* نوّعي في طريقة كلامك ولا تتحدثي على وتيرة واحدة .
* لا تنصرفي إلى كتابة الملخص السبوري بكليتك تاركة فرصة بلا عمل للتلميذات
* لا تظهري بصورة غير منظمة ولو كنت كذلك بالفعل !
* لا تركزي اهتمامك على الممتازات فقط أو المتطوعات للإجابة دائماً .
* لا تعامليهن كصديقات:فأنت تحبينهن ولكنك مربيتهن وهذا يتطلب تعاملاً خاصاً(1/77)
ومن هذه النصائح والإجراءات يتضح أن مهارة ضبط الصف وفن إدارته لها علاقة وثيقة بكل المهارات التدريسية التخطيطية والتنفيذية والتقويمية وعلى نجاح المعلمة فيها يعتمد نجاح التدريس ككل وهذا ما أكدته كثير من البحوث النفسية والتربوية التي أجريت على فاعلية التدريس فأثبتت وجود علاقات موجبة بين أساليب المعلمة في إدارة الصف وبين نتائج سلوكية مرغوب فيها لدى التلميذات بما في ذلك تحصيلهن واتجاهاتهن الدراسية42.
ب. مهارة الاستحواذ على انتباه التلميذات :
…يُعد إتقان المعلمة لهذه المهارة من العوامل المهمة لنجاح الحصة الدراسية فبدونها تظهر المشكلات الصفية بأنواعها ويسود الفصل كثير من الفوضى وبالتالي يصعب تحقيق الأهداف التعليمية الخاصة والأهداف التربوية العامة . ونقترح على المعلمة لضمان انجذاب انتباه التلميذات نحوها مايلي :
* الاهتمام بالتخطيط للتمهيد في أول الحصة لأن تشويق التلميذات في البداية يسهل استمرارية انتباههن طيلة الحصة .
* الاهتمام بإعداد أنشطة تعليمية مناسبة لخصائص النمو العقلي للتلميذات وحاجاتهن.
* الاهتمام بأمثلة الربط بالواقع .
* تجنب الانقطاع لأي أمر ولو من أجل كتابة الملخص السبوري .
* إعطاء تنبيهات للتلميذة غير المنتبهة أحياناً باسمها أو بتنبيه عام.
* توزيع النظر على جميع التلميذات في الفصل .
* الاهتمام بدرجات الصوت واستخدام الصمت بمهارة .
* الاهتمام بالوسائل التعليمية والمعينات البصرية .
* الانتقال بين الصفوف أحياناً والاقتراب من الصفوف الخلفية .
* طلب بعض التلميذات بأسمائهن للإجابة على سؤال ما.
* مناقشة إجابات التلميذات بموضوعية ورحابة صدر .
* إشعار التلميذات بالحرص عليهن والرغبة في منفعتهن .
* إغلاق الدرس بتشويق لموضوعات المقرر الأخرى في حصص قادمة .(1/78)
ومن المهم أن تنتبه المعلمة الراغبة في الاستحواذ على انتباه التلميذات إلى أن زمن ومدى الانتباه عند التلميذات يزيد كلما ازداد العمر ، فتستطيع معلمة المرحلة الثانوية أن تقدم إلقاءاً إيمانياً شائقاً حول موضوع هام فترة نصف الساعة متصلة أو أكثر ، بينما يفضل لمعلمة المرحلة المتوسطة ألا تتجاوز ربع الساعة ، والحد الأقصى لمعلمة المرحلة الابتدائية هو سبع دقائق فقط .
كما ينبغي أن تنتبه المعلمة لطبيعة منحنى الانتباه الذي يمكن تمثيله بالرسم الآتي43 :
فتسعى لإيجاد المزيد من قمم الانتباه بتنويعها للمثيرات ، فيكون المنحنى عند التلميذات في حصتها هكذا :
:) :)
ج. مهارة تنويع المثيرات : ويقصد بها أن تغير المعلمة من أفعالها وحركاتها وطرائق تدريسها، وذلك بهدف تنشيط التلميذات وضمان اندماجهن في الأنشطة كما أن ذلك يعطي فرصاً لمراعاة الفروق الفردية في الميول والقدرات بين التلميذات . والمثيرات في الحصة الدراسية كثيرة وقد تكون المعلمة نفسها مصدراً مثيراً لذا ينبغي أن تنتبه لحركتها فتكون حركة هادئة هادفة ، كما تراعي الحركات التعبيرية المختلفة على الوجه واليدين وتراعي التنويع في طبقات الصوت ونبراته بما يتناسب مع المعاني ، بل أن الصمت برهة قد يشكل مثيراً مهماً لجذب الانتباه . وكذا تنوع التفاعل فتارة يكون بينها وبين الطالبات وتارة مع إحداهن وتارة بين الطالبات بعضهن البعض . كما أن التنويع في استخدام الحواس يعتبر من المثيرات الجيدة لذا تستخدم المعلمة النابهة معينات بصرية ووسائل سمعية متنوعة .
د . مهارة حل المشكلات الصفية :(1/79)
المشكلة الصفية تعني حدوث انقطاع في الاتصال بين المعلمة والتلميذة والمحتوى التعليمي ، وغالباً ما تكون سلوكاً يصدر من التلميذة يتعارض مع أهداف المعلمة التعليمية ويؤدي إلى تعطيل تعلم التلميذة أو التلميذات جميعاً أو تشتيت انتباههن44 . ومن هنا فإن حدوث مشكلة صفية يعني خللاً في ضبط الصف ينبغي على المعلمة المسارعة بحلها لتحافظ على انضباط صفها ، وتنمي مهارتها في الإدارة الصفية ، ولتتحقق الأهداف التعليمية والتربوية. وهذا المعنى للمشكلة الصفية ( الانقطاع ) هو المراد هنا في مهارة حل المشكلات فأي تصرف لا يؤدي إلى الانقطاع من قبل التلميذات لا يمثل مشكلة ينبغي حلها فمثلاً : قيام تلميذة من مكانها لتأخذ قلماً من زميلتها دون استئذان لا يمثل مشكلة . وكلام طالبتين مع بعضهما تعليقاً على مثال ذكرته المعلمة (كلاماً محدوداً ) لا يمثل مشكلة مادام سريعاً ومؤقتاً ، فلا ينبغي على المعلمة أن تتوقع أن يسود الصمت المطبق على قاعة الصف لأن ذلك يعني خمود النشاط أو توتر النفسيات أو الخوف من المعلمة .
وعلى هذا فقد يكون الفصل هادئاً والتلميذات في أماكنهن ويكون الفصل غير منضبط بالمعنى العلمي لضبط الصف وتكون هناك مشكلات صفية بالمعنى العلمي للمشكلة الصفية، بينما قد يكون في الفصل ضوضاء ناتجة عن تشاور التلميذات في حل سؤال أو مناقشة جماعية مع المعلمة حول محور من محاور المحتوى التعليمي ولا يقدح هذا في كون الفصل منضبطاً والمعلمة ذات فن في إدارتها للصف .
والخلاصة أن نوع النشاط السائد في الفصل ونوع الطريقة التدريسية المستخدمة في فترة زمنية معينة هو الذي يحدد مستوى الضوضاء المسموح به على أن يكون ذلك بتخطيط المعلمة وموافقتها لا أن تكون مغلوبة على أمرها تصرخ أحياناً وتتوعد وتهدد وتسكت على مضض عندما لا يستجبن لها!(1/80)
أسباب المشكلات الصفية : تحدث المشكلات الصفية لأسباب بعضها من المعلمة وبعضها من التلميذات ؛ فالمعلمة ضعيفة القدرات ، منخفضة الصوت ؛ سهلة الاستثارة . وكذا القاسية المتجبرة والعصبية المزاجية تتسبب في حدوث مشكلات متعددة بين تلميذات الصف . كما أن التلميذة العنيدة أو المظلومة أو المحبطة أوسريعة الملل تلجأ إلى أنماط سلوكية غير سوية تؤدي إلى حدوث مشكلات صفية متنوعة .
وتنقسم المشكلات الصفية إلى : مشكلات فردية ومشكلات جماعية ، على المعلمة التفريق بينها لتستطيع تفهمها وحلها ، وقد تتداخل فيما بينها أحياناً . وفيما يلي بيانها :
المشكلات الفردية :
كلما كانت المعلمة قوية في مادتها العلمية تلبي حاجات التلميذات بطرائقها المختلفة كانت الحصة الدراسية خالية من المشكلات ، بل تتحول عملية التعليم إلى متعة تشعر بها التلميذات والمعلمة على حد سواء .إلا أنه قد يوجد بعض التلميذات ذوات الاحتياجات الخاصة كالراغبات في جذب الأنظار أو المحبطات أو السلبيات مما ينتج مشكلات صفية فردية قد تتطور إلى مشكلات جماعية إذا لم تنل عناية المعلمة ، ويمكن أن تصنف الأنماط السلوكية التي تحدث في الحصة إلى الأشكال التالية التي يطلق عليها بعض التربويين " الأهداف الأربعة للسلوك غير المقبول " :
1. أنماط سلوكية لجذب الانتباه . حيث تلجأ بعض التلميذات إلى اختيار سلوك غير مقبول لتحظى بمزيد من الاهتمام فهي تريد أن تكون مركزاً لاهتمام المعلمة أو زميلاتها طيلة الوقت . وقد يظهر هذا النمط في كثرة حركة أو في سلبية متعمدة . ومن أمثلته : تشاغل التلميذة بشعرها أو تصفيفه ، أو اللعب بشعر زميلتها في المقعد الأمامي ، أو شيء من التعليقات كلامياً أو بتمرير قصاصات بينها وبين زميلاتها ، أو الدخول متأخرة للحصة والمشي مع ذلك بتباطؤ ، أو إصدار أصوات منغمة كما في طلب الإجابة ( أنا يا أبلة أبلا بلا بلااااا ) .(1/81)
2. أنماط سلوكية لغرض إثبات القوة . حيث تلجأ بعض التلميذات إلى اختيار السلوك غير المقبول سعياً وراء القوة فهي تريد أن تثبت للمعلمة أو الزميلات قدرتها على التصرف كما تريد هي لا كما تريد المعلمة أو الصف أو المدرسة بأكملها ، وقد يظهر هذا النمط في شكل تمرد التلميذة إزاء ما تطلبه المعلمة ، إظهار عدم المبالاة والخمول ، العناد وعدم التجاوب ، المجادلة بما قد يضيع وقت الحصة .
3 . أنماط سلوكية تهدف إلى الانتقام . ويظهر في سلوك بعض التلميذات انتقاماً لأذى تعرضن له سواء كان ذلك حقيقياً أم متوهماً . ومن السلوكيات الدالة على هذا النمط : الاستهزاء بالزميلات أو بعضهن أو بالمعلمة . إتلاف بعض دفاتر الزميلات أو ممتلكات المدرسة ، إثارة شغب مقصود أمام المشرفة التربوية . إثارة غضب المعلمة بأساليب شتى ، محاولة التمحك في الأسئلة وطلب التوضيح لتعجيز المعلمة .
4 . أنماط سلوكية لغرض إظهار عدم الكفاءة . وغالباً تصدر السلوكيات الدالة على هذا النمط من تلميذة محبطة تعودت على الإخفاق كثيراً ، كما تعودت على كثرة التوبيخ واللوم فلم تعد تبالي به مع شعورها الداخلي بالعجز والفشل فهي تقصد إظهار عدم الكفاءة حتى ولو كانت قادرة أحياناً ؛ رغبة في الانسحاب من ساحة التوجيهات التربوية والتعليقات فتتركها المعلمة وشأنها ولا تشركها ومن ثم تضمن عدم تعرضها لمواقف فشل مرة أخرى فلا توبخ ولا تلام . وسلوك التلميذة التي تهدف لهذا واضح في الحصص الدراسية مثل : العزوف عن المشاركة في الأنشطة ، والوقوف بسلبية ولو كان السؤال بدهياً ، تعمد تقديم إجابات بعيدة ، التعلل بالنعاس أو الصداع أو المرض والإطراق على المكتب أكثر زمن الحصة45 .(1/82)
…ولا يعني هذا التصنيف أن هذه الأهداف الأربعة هي فقط وراء كل سلوك غير مقبول من التلميذات ، ولكنه يساعد المعلمة في تفهم كثير من الأنماط السلوكية في الحصة والذي ينبغي للمعلمة أن تتبين المشكلة الصفية التي تواجهها وتحاول فهم نفسية التلميذة وإشباع حاجاتها بحكمة لإنجاح العملية التعليمية فالتصرف مع طالبة سلوكها يهدف لجذب الانتباه غير التصرف مع من تريد إظهار القوة 46.
المشكلات الجماعية :
…قد تنشأ المشكلات الجماعية من مشكلة فردية كملل طالبة وانصرافها الذهني عن الدرس ، أو سلوك متحدٍ من طالبة تهدف إلى إظهار القوة ، ثم تصبح مشكلة جماعية عندما تحاول التلميذة محادثة التلميذات بجانبها أو إثارة نكتة ونحو هذا ، أو عندما لا تحسن المعلمة التعامل مع المشكلة الفردية وحلها .
ومن أمثلة المشكلات الجماعية النفور من المعلمة الجديدة ،أو الاستجابة السريعة بشكل جماعي للمثيرات الخارجية أو المشتتات ، أو تحزب التلميذات في الفصل لمجموعات متنافرة.
أساليب حل المشكلات الصفية :(1/83)
…إذا كان تخطيط المعلمة لدرسها وأنشطتها التعليمية تخطيطاً جيداً يناسب خصائص المتعلمات ، وكانت متبعة لإجراءات ضبط الصف المقترحة فإنها غالباً ما تكون قد اتخذت تدابير وقائية لمنع حدوث مشكلات صفية في حصتها ، كما أن ملاحظة المعلمة لطالباتها أثناء الدرس وحرصها على الاتصال العيني ( البصري ) معهن يعينها على اكتشاف المشكلة - إن وجدت - في بداية حدوثها ومن ثم تصنيفها والتصرف التربوي الهادئ حيالها . أما المعلمة ذات الملاحظة الضعيفة التي قد ينحصر تركيزها في الحصة على المعلومات التي تحاول استحضارها ، والأمثلة التي تريد ضربها ولا تنتبه أو تنتبه ولا تظهر اهتماماً بتلميذة دخلت متأخرة ، وأخرى مطرقة على مكتبها ، وثالثة تسرح في خيالاتها ، وأخريات متشاغلات بقصاصة يتبادلنها ، مثل هذه المعلمة لا يتوقع منها أن تقدم حلولا ناجحة فيما بعد لأنها ستكون قد غضبت غضباً شديداً من تفاقم المشكلة لدى التلميذات وعدم تقديرهن لها ومن ثم ستصرخ فجأة موبخة صارخة ، أو ترمي بـ ( طبشورتها ) على إحداهن وتنطلق خارج الصف وهي تردد : " لن أشرح هذا الدرس ثانية وأنتن مطالبات به في الاختبار " !
ويصنف بعض التربويين أساليب حل المشكلات إلى ثلاثة ، بيانها ما يلي :
أولا : الطريقة العقابية التهديدية : وهي طريقة تستخدم العقاب كوسيلة لردع التلميذة ورجوعها عن سلوكها غير المقبول ، وتأخذ هذه الطريقة صوراً مختلفة منها : زجر التلميذة وتوبيخها على عملها . إيقافها بطريقة محددة زمناً معيناً ، إجبارها على الاعتذار أما الزميلات ، تكليفها بكتابة الدرس أو عبارة عدد من المرات ، طردها خارج الصف .(1/84)
ثانياً : طريقة التجاهل والتوزيع : وهي طريقة تعمد فيها المعلمة إلى تجاهل السلوك غير المقبول أو توزيع جهد التلميذة المشاغبة أو اهتمامها إلى شيء آخر ، ومن هذا : التغاضي عن بعض التصرفات السيئة . تجاهل التلميذات المشاغبات وعدم إشراكهن في الأنشطة التي يتوقع أنهن يفرحن بالمشاركة فيها ، تفريق التلميذات المعنيات وتوزيعهن في أنحاء الصف ، شغل التلميذات المعنيات بما يجذب انتباههن ويشغلهن عما كن فيه .
ثالثاً : طريقة الضغط والسيطرة : وهي طريقة تتسم بضغط المعلمة على التلميذات المشاغبات عن طريق سلطتها أو سلطة تخافها التلميذات مثل : إنقاص درجات التلميذة ، استدعاء أم التلميذة أو إرسال خطاب لها ، إرسالها إلى المديرة وإجبارها على كتابة تعهد بعدم العودة لسلوكها .
…ومن الملاحظ أن هذه الأساليب الثلاثة قد تكون نافعة أحياناً في بعض صورها ، وقد تكون متعارضة مع المبادئ التربوية الحديثة والصحيحة التي تهتم باتجاهات التلميذات نحو التعلم وتدعو إلى الجمع بين الانضباط والكرامة والاحترام الذي ينتج الجو الاجتماعي الفعال المنتج داخل الصف ويحافظ على دفء العلاقات الإنسانية فيه بين التلميذات وبينهن وبين المعلمة . ولهذا فعلى المعلمة قبل أن تلجأ إلى الأساليب العقابية والضغط أن تأخذ بالأسباب الوقائية ؛ فكثير من هذه الأساليب قد يكون له نتائج وقتية ولكنه لايقدم حلولا تربوية لأصل المشكلة ؛ فقد ينتج خضوع ظاهري من التلميذات مع مزيد من الإحباط والحقد الكامن وكراهية التعلم . كما ينبغي للمعلمة أن تقف عند حدوث المشكلة وقفة تربوية حازمة عادلة لهذا يوصي بعض المربين بوصايا عامة لعلاج المشكلات قد لا تدخل تحت أحد هذه الأساليب الثلاثة ومن هذه الوصايا :
* اسألي نفسك هل سبب المشكلة طريقتي التدريسية أو تحضيري الضعيف .
* لا ترفعي صوتك أو تظهري غضباً لذاتك عند لوم التلميذة أو توبيخها .(1/85)
* لا تنظري إلى سلوك التلميذة على أنه إهانة موجهة لشخصك .
* تأكدي قبل أن تعاقبي التلميذة من أنها مذنبة بالفعل .
* لا تلجئي إلى معاقبة الصف بأكمله أبداً .
* لا يكن العقاب عدم شرح الدرس وخروجك من الحصة فهو دليل ضعف .
* كوني حازمة ومنصفة في تعاملك مع التلميذات في المشكلة .
* ذكري التلميذات بالقوانين والقواعد التي اتفقت معهن عليها مسبقاً .
* اجعلي العقوبة بنّاءة ترمي إلى الإصلاح لا إلى خلق توتر نفسي لدى التلميذات .
* تذكري أن الثناء أكثر فائدة من التوبيخ .
* أخبري تلميذاتك عن توقعاتك الإيجابية منهن فهي تربية إيحائية ووقائية جيدة .
* اجعلي العقوبة مناسبة للسلوك الذي قامت به التلميذة مع مراعاة الظروف التي حملتها عليه 47.
تذكري ...
تكثر المشكلات الصفية إذا أحست التلميذات أن الدروس عديمة الجدوى
ثالثاً : مهارة استخدام 48الوسائل التعليمية :
وهي المهارة الثالثة من مهارات التنفيذ ، وهي مهارة لازمة للمعلمة لضمان تحقيق أهداف الدرس ، حيث أن التعلم يتم باستخدام المتعلم لنوافذ المعرفة (حواسه المتنوعة ) وكلما اشتركت أكثر من حاسة كان التعلم أوقع وأثره أثبت ، فتعلم التلميذة عن طريق كلمات تسمعها بأذنها فقط أثره أضعف من تعلم يشترك فيه القلب في السماع مع الأذن، وإذا اشتركت العين كان أكثر نفعاً وثباتاً وهكذا . ويمكننا أن نعرف الوسيلة التعليمية بأنها: كل ما تستعين به المعلمة في تبسيطها لمعارف الدرس وإيصالها للقيم والاتجاهات للتلميذات أو إكسابهن للمهارات المختلفة . والفرق بين الوسيلة والطريقة هنا في حقل طرق التدريس أن الوسيلة هي أداة مساعدة يمكن أن تستخدم مع أي طريقة من الطرق التدريسية المعروفة .
أهمية الوسائل التعليمية :
…يمكن تلخيص أهم الفوائد من استخدام الوسائل التعليمية فيما يلي :
1. تجذب انتباه التلميذات وتشوقهن للدرس .
2. تساعد في تثبيت المعلومات .(1/86)
3. تساعد على استثارة فاعلية التلميذات في الحصة .
4. تعمل على تخطي حدود الزمان والمكان .
5. تضع التلميذة في خبرة واقعية حسية .
6. تقلل الجهد على المعلمة . وتوضح المعلومة للطالبة .
7. توفر كثير من زمن الحصة .
8. تساعد في التعامل مع الفروق الفردية .
9. تسهم في إيصال اتجاهات وقيم مرغوبة عبر ما يصاحبها من تعلم غير مباشر .
أنواع الوسائل التعليمية المستخدمة في حصص التربية الإسلامية :
للوسائل التعليمية أنواع عديدة المستخدم منها فعلياً في حصص التربية الإسلامية : السبورة ، اللوحة الفلينية ، الكتب ، الخبرة الحسية ، الصور ، المسجل الصوتي. وأحياناً نادرة تستخدم بعض المعلمات جهاز عرض الشفافيات أو الشرائح أو الفيديو أو الكمبيوتر نظراً لعدم توفر هذه الأجهزة في أغلب المدارس ، وضعف الإمكانيات المادية الأخرى حيث الفصول الضيقة والأعداد الكبيرة وعدم توفر شاشة مناسبة وغيرها ، وعلى كل حال فالوسائل التعليمية التي تستخدم غالباً فيها كفاية لو أجادت المعلمة استخدامها . وفيما يلي عرض لأبرز الأخطاء التي تقع فيها المعلمات فينقصن من فاعلية الوسيلة التعليمية:
* عدم الاهتمام بنظافتها وترتيبها ، فتكون مكتظة بالمعلومات بطريقة تتداخل فيها الأسطر وتختلط الكلمات ، فتشوش تعلم التلميذات ، كما تعلمهن الفوضى وعدم التنظيم بطريقة غير مباشرة .
* وجود أخطاء إملائية أو نحوية ، أو أخطاء في الصياغة . تركز في أذهان التلميذات ودفاترهن ويتعلمنها بطريقة عملية .
ويقع في هذا كثير من المعلمات عند استخدام السبورة . واللوحة الفلينية .
* اهتمام المعلمة كلياً بالوسيلة والتوجه إليها مما يعطل اتصالها العيني بالتلميذات أو يوجد فرص انقطاع لتسلسل الأنشطة التعليمية مما يتيح الفرصة لحدوث مشكلات صفية .
* عدم استخدامها في الوقت المناسب .
* عدم وجود هدف واضح لاستخدام الوسيلة .(1/87)
* أن تكون الوسائل المستخدمة في الحصة كثيرة تربك المعلمة وتشتت انتباه التلميذات
* ضعف الإعداد المسبق للوسيلة كأن يهمل ضبط الشريط على الآية المراد إسماعها للتلميذات . أو ضبط الفيلم على اللقطة المرادة . أو عدم إحضار مساحة وقلم مناسبين للسبورة .
أسس الاستخدام الجيد للوسائل :
سنعرض فيما يلي أهم القواعد المهمة لكل نوع على حدة من أنواع الوسائل التعليمية المستخدمة غالباً في الحصص الدراسية :
أولا : قواعد عامة لاستخدام السبورة :
1. تقسيم السبورة إلى ثلاثة أقسام أو قسمين على حسب حجمها .
2. تنظف جيداً من كل ما ليس له علاقة بالدرس .
3. تكتب البسملة في وسط السبورة ، تحتها المادة والموضوع ، ويكتب التاريخ والحصة في الجانب الأيمن .
4. يخصص الجزء الأيسر من السبورة للرسم التوضيحي .
5. يراعى في الكتابة الخط المقروء الواضح الخالي من الأخطاء النحوية والإملائية .
6. تكتب المعلومات مختصرة ، مركزة ، واضحة ، ملونة ؛ حتى لا تصبح السبورة مكتظة بالمعلومات مشوشة ، فالملخص السبوري وسيلة لإيضاح المعلومات ، ووسيلة كذلك لتعليم التلميذات على مهارات الاختصار والتلخيص وحسن الخط والترتيب .
7. الملخص السبوري يستخلص من التلميذات ، ويدون مصاحباً لعرض الدرس .
8. لا تقف المعلمة أمام السبورة لتتمكن التلميذات من المتابعة والكتابة ، كما لا تنهمك في الكتابة بكليتها تاركة الفرصة للتلميذات لإثارة الفوضى .
9. ركن التوضيح في السبورة ينبغي أن يكون نظيفاً وأن يكون ما يكتب فيه أو يرسم محققاً لهدف التوضيح ، فيمثل معينات بصرية لا مجرد "شخاميط" أو رسوم سيئة أوخطوط وأرقام وأسماء لا معنى لها .
10. تجنب المسح باليد أو الإصبع لما له من آثار سيئة فمن ناحية صحية قد يسبب حساسية كما أنه دلالة على عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والترتيب
11. قراءة الملخص بعد كتابته للتأكد من صحة العبارات وسلامة الإملاء واللغة .(1/88)
ثانياً : قواعد عامة لاستخدام اللوحة الفلينية :
تستخدم اللوحة الفلينية عادة إما لكتابة النصوص القرآنية والحديثية توفيراً للوقت وتوحيداً لمكان نظر التلميذات ، أو لرسم تخطيطي توضيحي لخطوات عبادة معينة كما في الحج مثلا ومناسكه ،كما تستخدم للتطبيق عليها أحياناً وتقويم تعلم التلميذات فتكون لوحة فارغة تعلق عليها بواسطة "دبابيس الكبس" أوراق أو صور ويطلب من التلميذات الترتيب أو التصنيف أو التعليق أو الإجابة حسب التقويم المعد . وهي مفيدة جداً في هذا الباب مثيرة للحماس بين التلميذات في المراحل المختلفة . ومن أهم قواعد استخدامها :
* جمال اللوحة وترتيبها .
* حسن الخط ومناسبته من حيث الحجم بحيث يكون مقروءًا للتلميذات .
* وضعها في مكان متوسط تراه جميع التلميذات .
* تحقيقها للهدف وعدم تشويشها على التلميذات فاللوحة التي تكتب المعلمة على وجهها وظهرها وتظل منشغلة بها تقلبها أمام التلميذات تسيء لتعلم التلميذات أكثر مما تخدمه .
ثالثاً : قواعد عامة لاستخدام الكتب :
…تستخدم المعلمة النابهة الكتب في تعليمها للتلميذات ؛ إما لغرض التبسيط والتوضيح فتلخص وتنقط للتلميذات كما في استخدامها للكتاب المدرسي ،أو لغرض التشجيع على الاطلاع وتوسيع المدارك وربط التلميذة بكتب التراث بالذات مع طالبات المرحلة الثانوية . ولكي يكون هذا الاستخدام مفيداً يراعى فيه :
* تخصيص زمن محدد له إذا كان المحتوى يتطلب ذلك ( وجود كلمات تحتاج لشرح وتوضيح ، معلومة تحتاج تصحيح ، طبيعة المحتوى مدرج يحتاج لتصنيف وتنقيط ، ...) ويكون ذلك في آخر الحصة غالباً حتى لاينشغل التلميذات به بدافع الفضول.
* إشراك التلميذات في القراءة ومطالبتهن برفع الصوت أو قراءة المعلمة بصوت عال.
* عدم الانشغال عنهن بأمر آخر كأن تطلب المعلمة قراءة طالبة وتنصرف هي لإكمال الملخص السبوري .(1/89)
* التنبيه على التلميذات بالمتابعة بالنظر إن كان الكتاب في أيديهن جميعاً أو حسن الاستماع إن لم يكن .
* ممارسة الأنشطة المحققة للهدف الذي من أجله استعمل الكتاب كلفت النظر إلى جملة ، أو السؤال عن معنى كلمة ، أو ضرب مثال على فكرة أو تلخيص مقطع على شكل نقاط .
* التأكد من إغلاق الكتاب والانصراف للأنشطة المتبقية في زمن الحصة ؛ سواء كانت الغلق أو التقويم أو كتابة الملخص من قبل التلميذات أو تحديد التعيينات المنزلية .
رابعاً: قواعد عامة لاستخدام الخبرات الحسية :
…ويقصد بالخبرة الحسية تلك الوسيلة التي تعايشها التلميذة فتمارسها عملياً كقيامها بتغسيل دمية أو تكفينها ، أو أدائها للصلاة مأمومة مسبوقة لتعيش الخبرة وتؤديها فعلياً ، أو تلمسها بيدها وتتحسسها وتشمها ،كأن تحضر المعلمة معها الكافور أو الزعفران عند شرحها لدرس ذكرا فيه . وهي الوسيلة المستخدمة دائماً مع طريقة البيان العملي . ومن قواعد استخدامها بنجاح :
* أن تكون الخبرة مشوّقة للتلميذات مناسبة لأعمارهن فمن غير المناسب إحضار ماء اختلط به زعفران فغير لونه ليراه التلميذات ويتذوقنه كخبرة حسية في درس أقسام الماء في المرحلة الثانوية بينما يكون وسيلة مناسبة لطالبات الابتدائية .
* إعداد الأدوات المستخدمة والتأكد من إحضارها كلها ( مثلاً لبيان الطريقة الصحيحة للوضوء بما تتضمنه من التأكيد على غسل الأعقاب ، والتدرب على عدم الإسراف في الماء تحتاج المعلمة إبريق ممتلئ بالماء ، "طست" مناسب للماء الزائد بعد الوضوء ، منشفة ) .
* إتقان المعلمة للمهارة إن كانت هي التي ستطبقها ، وملاحظتها الدقيقة للأداء إن كانت التلميذة هي التي ستقوم بالأداء لضمان الإجادة والخلو من الخطأ .
* مراعاة تنفيذها في موقع تراه جميع التلميذات .
* عدم الاندماج كلياً من قبل المعلمة في التنفيذ أو الإشراف والغفلة عن متابعة باقي التلميذات ، فقد يتيح هذا فرصاً لحدوث مشكلات صفية .(1/90)
خامساً : قواعد عامة لاستخدام الصور :
قد تستخدم معلمة التربية الإسلامية الصور لتقريب بعيد ، أوتنمية اتجاهات أوتأكيد معلومات ، أو تدليل على واقع ، مثل استخدام صور للمشاعر المقدسة ، أو صور لنباتات مخدرة ، أو ويلات حرب ، أو آثار رذيلة ونحو هذا ، ولكي يكون استخدامها فاعلا صحيحاً يراعى الآتي :
* أن تستخدم في الوقت المناسب وترفع من أيدي التلميذات بعد ذلك .
* أن تكون مكبرة يراها الجميع أو تكون بعدد يكفي للتداول بين التلميذات صورة لكل أربعة طالبات مثلا حتى لا يضيع الزمن في تداولها بينهن أو حرمان البعض من رؤيتها بدعوى ضيق الوقت .
* أن يكون محتواها خادماً للهدف خالياً مما قد يجذب التلميذات ويصرفهن عن المراد .
* أن لا يكون فيها ما يمنع النظر إليه شرعاً .
سادساً : قواعد عامة لاستخدام الشريط الصوتي :
تستخدم معلمات التربية الإسلامية الشريط في التمهيد لبعض الدروس بغرض التشويق وجذب الانتباه ، أو للتدليل على جزئية خلال العرض . وتستخدمه بكثرة معلمات القرآن الكريم في حصص التلاوة والتجويد والحفظ . ومن المهم تنبيه معلمة القرآن الكريم إلى أن إتقانها لتلاوة الكتاب العزيز وإجادتها لتجويده وإعطائها حروفه حقها ومستحقها مهم جداً لتعليم التلميذات وتدريبهن على ذلك فالقرآن كما يتلقى بالسماع يتلقى بالنظر إلى حركة الشفاه ، وتصل تربيته للقلوب مع مهارات التعبير في نبرة الصوت وحركة الوجه ومن هنا كان التعويل على الشريط الصوتي معطلاً لكثير من الفوائد ولا تنصح به معلمة القرآن إلا إذا كانت غير مجيدة فستخدمه ريثما تجيد أو كان استخدامه في زمن يسير في الحصة من قبيل تنويع المثيرات . وحتى يحقق الشريط الصوتي أهدافه التعليمية يراعى عند استخدامه الآتي:
* اختيار القراءة المجودة الصحيحة في حالة كون مادة الشريط قرآنية حيث توجد تسجيلات كثيرة قد تكون مؤثرة ولكنها لا تراعي الأحكام التجويدية .(1/91)
* ألا تكون القراءة متقطعة ببكاء من القارئ في الشريط لأن ذلك -بالتجربة- قد يثير استغراب التلميذات أو ضحك بعضهن لكون الاستماع دقائق لم يندمجن خلالها وجدانياً بحيث يستشعرن المعاني ويخشعن معها .
* الإعداد المسبق للمسجل ويفضل أن يجهز ببطاريات جديدة حتى لا يعرقل السلك طالبة أو يكون مصدر الكهرباء غير متناسب مع التيار المطلوب أو يكون بعيداً عن المعلمة ، كما يعد الشريط ويضبط على المقطع المراد .
* التأكد من وضوح الصوت بما يفهم منه المراد فالشريط المشوش أو المسجل في أماكن تكثر فيها الضوضاء لا يحقق هدفه ولو كان أصل مادته مناسباً .
رابعاً : مهارات التحفيز :
التحفيز أمر تحتاجه كل الفئات في العملية التعليمية فالمعلمة المحفزة تنتج أكثر وتبدع وتبتكر ، والتلميذة - من باب أولى- أكثر حاجة له لتقبل على الدرس بنفسية تحمل حب العلم والرغبة في التنافس والفاعلية والنشاط مما يضمن انتباهها واندماجها في الأنشطة التعليمية ومن ثم تعلمها وتحقيق الأهداف التربوية . ومن واقع التحفيز في المواقف التعليمية يمكننا أن نخرج بهذه المعادلات :
أنشطة تعليمية + تحفيز = نجاح وفاعلية
أنشطة تعليمية - تحفيز = أوأو
من دروس القرآن الكريم في التحفيز:
قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون( ( النحل : 97 )
من عمل صالحاً طلب أنشطة ( عبادة )
فلنحيينه تحفيز على العمل
ولنجزينهم وعد بالثواب
والمهارات التحفيزية متنوعة أهمها في حصص التربية الإسلامية ما يلي :
1 . مهارة التعزيز ( الثواب والعقاب ) :(1/92)
……هو أحد المهارات المنشطة للتعلم بصفة عامة والتعلم الصفي بصفة خاصة ، والتعزيز يشمل جانبين أحدهما إيجابي وهو الثواب والآخر سلبي وهو العقاب . فالتعزيز الإيجابي هو كل ما شأنه أن يزيد احتمالية تكرار حدوث الأنماط السلوكية المرغوب فيها موضوع التعزيز . والتعزيز السلبي كل مايؤدي إلى إضعاف أو كف بعض الأنماط السلوكية غير المرغوب فيها49 . وقد أثبتت دراسات علم النفس التعليمي أن التعزيز الموجب يزيد من احتمال تكرار السلوك المعزز وكلما كان التعزيز فورياً عقب حدوث السلوك مباشرة زاد احتمال السلوك المعزز وتكراره لأنه يجلب المتعة والسرور للتلميذة . كما أن علماء النفس الاجتماعي يضيفون إلى ذلك أن هذا التأثير لا يقف عند سلوك التلميذة المعززة وحدها وإنما يتعدى ذلك إلى التأثير في سلوك رفيقاتها أيضاً50.
أهمية التعزيز :
* يؤدي التعزيز إلى تثبيت التعلم وزيادته .
* هو وسيلة فاعلة لزيادة مشاركة التلميذات في الصف .
* التعزيز وسيلة ضبط ممتازة داخل الصف وخارجه .
* يسهم التعزيز في بناء تقدير الذات لدى التلميذات .
شروط التعزيز :
1. أن يكون صادقاً ؛فالتعزيز المصطنع لا يحقق أهداف التعزيز بل يؤدي إلى آثار عكسية.
2. التنويع فيه ؛ فالتعزيز الرتيب يفقد جدواه ، وتمله التلميذات ، ويشعرن أنه روتيناً يجب على المعلمة تنفيذه .
3. أن يتنوع على قدر الأعمال ؛ فالتعزيز المبالغ فيه على سؤال بديهي سهل يجعل التلميذة تحدث نفسها :( المعلمة تعتقد إذا أنني غبية جداً فلم تتوقع مني هذه الإجابة)
أنواع المعززات :
معززات لفظية معززات غير لفظية معززات مجمعة
أ . المعززات اللفظية :(1/93)
…هي الأكثر انتشاراً في واقع الحصص الدراسية ، وقد تؤدي هذه المعززات إلى ماذكر في أهمية التعزيز إن توفرت فيها شروط التعزيز الناجح ، ولكن واقع مدارسنا وفصولنا الدراسية حيث المعلمات غير سعيدات بتدريسهن ، والتلميذات محبطات ؛ يؤكد أن هناك ضعفاً في مهارات التحفيز عموماً وفي الاستخدام الفاعل للتعزيز الناجح بوجه خاص حيث يكثر التعزيز السلبي ( التوبيخ ، العقاب ) وكذلك التعزيز الرتيب البارد ! وسيكون الحديث هنا منصب على التعزيز الإيجابي لكونه الأجدى والأنفع غالباً لو أتقنت المعلمات استخدامه،
والمعززات اللفظية منها مايكون كلمة ثناء نحو : ممتاز ، رائع ، حسن ، جميل ، جيد ، (في التعزيز السلبي تقل الكلمات : خطأ ، غير صحيح ) .
ومنها عبارات دعائية نحو : جزاك الله خيراً ، بوركت يابُنية ، فتح الله عليك ، لا فُض فوك، اللهم وفقها. ومنها ما يحدد العمل المثنى عليه نحو : إجابة صحيحة ، فكرة موفقة، اقتراح جيد ، محاولة ممتازة ، استنتاج رائع . ومنها مايكون جملة أكثر تفصيلا نحو : إجابة تدل على تفكير جيد ، فكرة تنبئ عن عقلية منظمة ، تعبير يدل على موهبة أدبية . وينصح باستخدام هذه الأخيرة بالذات عندما يكون هناك ملاحظة أخرى على الإجابة مثل : إجابة تدل على تفكير جيد هلا أعدتها بعبارات أكثر دقة .
ب . المعززات غير اللفظية :(1/94)
… وهي التي تشعر التلميذة بقيمة سلوكها وحسنه أو سوء تصرفها وخطأ إجابتها بدون كلمات مسموعة ، ومن أمثلة هذه المعززات : السرور الصادق الذي تبديه المعلمة بعد إجابة ممتازة أو سلوك جيد ، الابتسامة ، النظرة الموحية بالتفكير والتأمل التي توجهها المعلمة لتلميذتها التي تقترح فكرة جديدة أو تقدم استنتاجاً موفقاً ، حركة الرأس موافقة أو رفضاً ، الاقتراب من المجيبة ، وغير هذا . ويلاحظ أن المعززات غير اللفظية قد تكون أفضل كثيراً كمعززات سلبية تجاه الإجابات الخاطئة والسلوك غير المقبول ، كما يُلجأ إليها غالباً عند الرغبة في عدم مقاطعة المتحدثة مع الرغبة في التعزيز .
ج . الأنماط المجمعة :
…ويقصد بها أنواع من المعززات اللفظية وأخرى غير لفظية يجمع بينها لهدف زيادة التعزيز مثل الإيماء بالرأس مع كلمة ثناء ، ابتسامة صادقة مع وصف للإجابة .
كما يمكن أن يكون التعزيز غير مباشر فيكون في صورة أنشطة ؛ فتوجيه أسئلة سهلة إلى تلميذات محبطات أو خجولات سيكون بمثابة تعزيز جيد لهن ، لأنه سيشعرهن بالفاعلية والنجاح إذا ما أجبن إجابات موفقة . كما أن تفتيت السؤال التفكيري الاستنباطي إلى أجزاء صغيرة تقود التلميذات لإجابة ممتازة يُعد وسيلة تعزيزية موفقة . كذلك استخدام إسهامات التلميذات يمكّن المعلمة من تعزيز أكثر من طالبة في آن واحد مثل : أجابت زميلتكن بكذا من يوافقها . أو من يضيف إلى هذا 51.
الرسول ( يعزز أصحابه :
عن أبيّ بن كعب ( قال : قال رسول الله ( : أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ( ( آية الكرسي ) فضرب في صدري وقال : ليهنك العلم أبالمنذر .
أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ سؤال مثير للتفكير
قلت : ( الله لا إله إلا هو ( إجابة صحيحة
فضرب على صدري معزز غير لفظي
ليهنك العلم معزز لفظي
أبالمنذر نمط مجمع من سرور صادق ونداء بالكنية بالإضافة إلى ما قبله من المعززات .(1/95)
2 . مهارة تقديم التغذية الراجعة :
…يعني التربويون بمصطلح التغذية الراجعة مهارة خاصة تسهم في تحفيز الطلاب وزيادة فاعليتهم وتعلمهم ، وهي نوع خاص من التعزيز وتعرّف بأنها : معلومات تقدم للطالبة تعرّفها بالنتائج لما تقوم به من نشاط وتؤدي لاستمرارية إنتاجها . فليست كل جملة تعزيز إيجابية أو سلبية تغذية راجعة فالتغذية الراجعة ترتبط بعمل تقّدم عليه معلومات فتكون المعلومات تغذية راجعة له . مثال : طلبت المعلمة من التلميذات تكفين دمية أمامهن بعد أن شرحت كيفية ذلك وأوصت بعدد من التعليمات . أخبرتهم المعلمة أن سرعتهم في الأداء ممتازة (هذه تغذية راجعة ) فأسرعت التلميذات أكثر في الخطوات التالية (تأثير ) . فالتغذية الراجعة في المثال قدمت على عمل خاص في سلوك التلميذة وهو السرعة في الأداء فأثرت ثباتاً فيه أو زيادة كلما أمكن .
أنواع التغذية الراجعة :
أ . التغذية الراجعة المؤكدة : وهي تلك التصرفات من المعلمة التي تعزز عملاً أو عادة فتؤكدها وتزيد من تكرارها مثل : إيماء بالقبول من المعلمة للطالبة التي تبادر بالإجابة بدون أن ترفع يدها ويؤذن لها . يؤدي إلى زيادة عدد المجيبات بلا إذن ويقلل فرص رفع التلميذات لأيديهن طلباً للإذن .فالإيماءة هنا كانت مؤكدة لاستمرار العمل الخاطئ ، ومؤكدة للتقليل من العمل الصحيح .
ب. التغذية الراجعة التصحيحية : وهي التصرفات التي تستخدمها المعلمة لتعديل أو تصحيح عمل مثل : تقدم المعلمة سؤالاً تفكيرياً للتلميذات فيسارعن برفع أيديهن قبل إتمامها للسؤال . تخبرهن المعلمة أنه من الجميل أن يتحمسن للمشاركة والأجمل أن ينتظرن ثوان بعد السؤال للتفكير وتقديم إجابات مميزة . فهي هنا تقدم لهن تغذية تصحيحية تجعلهن مستقبلاً يعطين أنفسهن فرصة أكبر للتفكير52.(1/96)
سؤال. كيف نستخدم التعزيز السلبي ، أو التغذية الراجعة بحيث تخبر المعلمة التلميذة أن أداءها غير صحيح أو إجابتها خاطئة بدون أن يؤدي هذا إلى إشعار التلميذة بأنها ضعيفة أو يقلل تقديرها لذاتها ؟
جواب. لن تشعر التلميذة بذلك إذا ما حافظت المعلمة على حياد في تعابير وجهها ونبرة صوتها فتقدم بهذا رسالة للطالبة مفادها أن المعرفة هي الخاطئة والسلوك هو الذي لم يقبل وليس الذات والمشاعر .
3 . مهارة استثارة الدافعية :
…تنادي النظريات التربوية الحديثة بضرورة إشراك التلميذات في الدرس وتؤكد على أهمية استثارة دافعياتهن ليكن مشاركات فاعلات يجبن على الأسئلة ويستنتجن ويطرحن بدورهن أسئلة ويقترحن أفكاراً .
ومهارة استثارة الدافعية تعني قدرة المعلمة على إيجاد هذا الجو الفاعل في قاعة الدرس ، فتجعل التلميذات يقبلن على التعلم بحماس لأنه يلبي حاجة ويشبع( دافعاً) في نفوسهن فيجدن سروراً وبهجة . وليس لهذه المهارة إجراءات محددة وإنما تبتكر المعلمة ما تراه مناسباً للتلميذات وميولهن وقدراتهن . ومن الإجراءات المقترحة التي نفذتها بعض المعلمات وأثمرت تنشيطاً للتعلم الصفي في مدارسهن ما يلي53 :
* استثيري كامن حب العلم في نفوسهن فالحب أصل كل حركة .
* أبرزي ما يمكن أن يسهم فيه الدرس من إشباع لحاجاتهن المختلفة ( النجاح ، الإنجاز، الاطلاع ، المعرفة ..) .
* أشعري التلميذات أنه لابأس أن يخطئن وأنهن بذلك يتعلمن فهذا يزيد من تجاوبهن ومحاولاتهن .
* وجهي سؤالا تفكيرياً واطلبي من جميع التلميذات أن يكتبن الإجابة مع متابعتك .
* اجعلي هناك تنافساً بين مجموعات ثنائية .
* اطلبي تلخيص بعض جزئيات الدرس في شكل رسوم سهمية ( إن كان المحتوى مناسب لهذا ) إما بشكل فردي أو مجموعات .
* وزعي ورقة في بداية الدرس واطلبي تعبئتها في ختام الدرس تكتب فيها التلميذة أبرز فوائد درس اليوم لها فهذا يجعلها حريصة على الانتباه .
تعلمت اليوم .......(1/97)
سأطبق -بإذن الله-.....
* عندما تكون معلومات الدرس جديدة وفيها شئ من الصعوبة أظهري للتلميذات أنه ليس مطلوباً منهن أن يفهمن كل شئ من البداية وأن الدرس بحاجة إلى مناقشة وتفاعل لتثبت معلوماته وتُفهم .
* استخدمي عبارات منشطة موحية نحو " أنتن قادرات على التفكير ...على استنتاج حكم .." وعبارات سرور بما يبدينه من تفاعل نحو " أقدر لك مشاركتك ، شكراً لمحاولاتك"
* اجعلي التقويم النهائي أكثر إثارة بأن توزعي بطاقات تحتوي أسئلة تفكيرية محكمة الصياغة على مجموعات التلميذات للتعاون على حلها . كما يمكن أن تقسمي التلميذات إلى مجموعتين وتطلبي من كل مجموعة توجيه سؤال للمجموعة الأخرى أو لك ، بشرط أن تتابعي صياغاتهن وتوجهينهن للتعبير المحكم الدقيق .
تذكري ....
أنك إن دخلت الصف برغبة ونشاط ؛ تنتقل حيويتك
ونشاطك للتلميذات ويقبلن على الدرس برغبة
طرق التدريس الخاصة
بفروع التربية الإسلامية
أولا : طريقة تدريس القرآن الكريم ( التلاوة والحفظ ).
ثانياً : طريقة تدريس التجويد .
ثالثاً : طريقة تدريس التفسير .
رابعاً : طريقة تدريس الحديث ودروس مصطلح الحديث.
خامساً : طريقة تدريس السِّير والتراجم .
سادساً : طريقة تدريس التوحيد .
سابعاً : طريقة تدريس الفقه .
ثامناً : طريقة تدريس الثقافة الإسلامية .
أولا : طريقة تدريس القرآن الكريم :
…يدرس القرآن الكريم في مدارس البنات في كافة سني الدراسة بين مقرر للتلاوة وآخر للحفظ ، ويزداد النص المقرر للتلاوة والحفظ في الحصة الواحدة حجماً كلما ازداد العمر ويزداد المطلوب من المعلمة تجاه ذلك من التدريب وبيان غزارة المعاني وجمال الأساليب . وتتلخص أهداف تدريس القرآن فيما يلي :
1. غرس محبة القرآن الكريم في نفوس التلميذات .
2. إطلاع التلميذات على المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي .
3. تدريب التلميذات على التلاوة الصحيحة لكتاب الله .(1/98)
4. إتاحة الفرصة للطالبة للفوز بحفظ شيء من القرآن بحسب مايقرر عليها .
5. تدريب التلميذة على التدبر واستخراج الفوائد والعبر .
6.لفت نظر التلميذة إلى جمال الأسلوب القرآني وبلاغة بيانه .
7.تكوين روح العمل بأحكام القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه وآدابه .
ومن تأمل الأهداف تظهر أهمية تنفيذ حصة القرآن بما يخدم هذه الأهداف فيربط التلميذة بكتاب الله ويلفت انتباهها لتدبره وتذوقه وتطبيقه .
خطوات سير حصة القرآن :
التهيئة الحافزة : وتكون إما بربط الآيات بالآيات السابقة ، أو بحكاية موجزة لقصة من القصص القرآني وردت ضمن الآيات المقررة لتلك الحصة ، أو بكلمة عن عظمة كتاب الله وحلاوة كلماته ، أو دعوة للتدبر والتطبيق وغيرها مما يضفي جواً إيمانياً على حجرة الصف.
عرض الدرس :
* القراءة النموذجية التعبيرية من المعلمة لمقطع من الآيات أو للآيات كلها حسب عدد الآيات المقررة .
* القراءة الفردية الأولى : حيث تطلب القراءة من التلميذات ( يُكتفى بـ4-7 تلميذات) مع طلب توضيح الصوت وتطبيق الأحكام وتتابع القراءة وتصحح من قبل المعلمة لا التلميذات .
* القراءة الجماعية ( جميع طالبات الصف ) أو الزمرية ( يقسم التلميذات إلى مجموعات) وتنتبه فيها المعلمة جيداً استماعاً ونظراً لحركة الشفاه لتقويم الأخطاء.
* القراءة الصامتة بهدف تأمل الآيات ( ويمكن الاكتفاء بالقراءة الجهرية الفردية منها والجماعية ) واستخراج الكلمات وبيان معانيها مع استخراج أهم الفوائد والعظات من الآيات .
* القراءة الفردية مرة أخرى بحسب ما يتسع زمن الحصة مع المتابعة والتصحيح .
غلق الدرس : بتوجيه عام أو وصية أو دعوة بعد كتابة التلميذات للملخص السبوري ، ثم إعطاء التعيينات المنزلية 54.
إرشادات مهمة لنجاح درس التلاوة والحفظ :
* انتباه المعلمة لضرورة متابعة التلميذات للآيات في المصحف .(1/99)
* شرح الخطأ الذي يبدو راسخاً عند التلميذة على السبورة والتدريب على صحة النطق بعد البيان .
* لاينبغي بحجة التقويم المستمر أن تفقد حصة القرآن قداستها وجوِّها الإيماني لتصبح مجرد درجات × درجات .
* يجب أن لا تقبل قراءة إلا بصوت عال حيث تكون القراءة الخافتة عامل إملال لباقي التلميذات .
* استعمال الأدب النبوي أثناء القراءة ( تعبيرات الوجه ، الخشوع ، الاستعاذة عند آيات العذاب ، طلب الرحمة عند آيات الرحمة .....) مهم جداً ويمثل دروس إيمانية لاتؤثر على زمن الحصة المخصص أكثره للتدرب على التلاوة الصحيحة أو التسميع.
* ابتكار أساليب طلبية مشوقة ومذكِّرة بمعاني إيمانية فبدلا من أن يكون الطلب فقط على نحو : من تقرأ، من تكمل . يمكن أن تقولي : من تشوقنا إلى ربنا55 ، من تمتعنا بماتبقى من الآيات ، من تسعدنا بسماع كلام ربنا ، من تكسب فينا أجراً فتسمعنا آية من كتاب الله ، من تريد أجر قارئ القرآن ...
* يمكن استعمال التسجيل الصوتي إذا كانت التلميذات قد أجدن التلاوة أو للتجديد في الحصة بالشروط المذكورة في الوسائل التعليمية .
* يمكن وضع شعار لليوم على طرف السبورة الأيسر من الأعلى :( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له .... ( ( ورتل القرآن ترتيلا ( وغيرها من نصوص الكتاب والسنة حول آداب القرآن أو ثواب قارئه أو مستمعه أو ضرورة تدبر معانيه .
* ينتبه في حصص الحفظ التأكد من قراءة النص المحدد قراءة صحيحة من المعلمة ومن التلميذات عدداً كافياً من المرات حتى لا يحفظن على خطأ .
* تربط معاني الآيات ، أو آخر كل آية مع بداية الآية التي تليها تسهيلاً على التلميذة في الحفظ . ……
تذكري ...
أن تعليم القرآن لابد فيه من الرحمة والحنان وتأملي : (الرحمن علم القرآن (
همسة :
إذا كانت حصة القرآن في صفك عبارة عن درجات × درجات فهي حصة فاشلة
ثانياً : طريقة تدريس التجويد .(1/100)
…التجويد يدرس في كافة سني الدراسة في التعليم العام من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي عن طريق التجويد العملي ( التلقين ) في حصص التلاوة والحفظ أما باعتباره مقرراً دراسياً نظرياً فيدرس في الصفين الرابع والخامس الابتدائي وقد تحدد بعض الأحكام من قبل الموجهات أو المعلمات للإعادة والتأكيد في المرحلة المتوسطة فتشكل جزءاً يسيراً من حصة التلاوة . ونحن هنا نتحدث عن التجويد باعتباره جزءاً من الحصة56 ، فيدخل إذن ضمن درس التلاوة في الوقت المخصص للعرض بعد القراءة النموذجية من المعلمة فتسأل عن الحكم في موطن معين - إذ تعتبر من المعلومات السابقة بالنسبة للتلميذات- ولاينبغي أن تفترض الإجابة الكاملة بل يكفي تحديد الخلفية التي تبني عليها ومن ثم تشرح الحكم سريعاً بتعريفه لغة واصطلاحاً ثم التركيز على طريقة أدائه ولفت انتباه التلميذات إليه طيلة القراءة الفردية والجماعية بعد ذلك في الحصة .
وننبه المعلمات الفاضلات إلى أهمية تحبيب التلميذة في التجويد وبيان فضله ، وعدم توبيخ المتتعتعة بل تدريبها بكل الحب ، وتوجيهها للتدرب في المنزل ومتابعتها في دروس تقوية خاصة في مسجد المدرسة في الصباح الباكر أو وقت الفسحة أو آخر الدوام أو في حصص الاحتياط ، كما يمكن الاستفادة من التلميذات المجيدات للتدريس في هذه الأوقات فلذلك فائدة عظيمة مع المتابعة الدائمة والتوجيهات .
كيفية الإفادة من القرآن الكريم في كل فروع التربية الإسلامية الأخرى :(1/101)
إن تقسيم مناهج التربية الإسلامية إلى مقررات مختلفة كالتلاوة والتفسير والتجويد والحديث والفقه وغيرها لايعني انفصال هذه الفروع بعضها عن بعض لأنها بطبيعتها مترابطة متداخلة متعاونة وإنما كان التقسيم لتسهيل الدراسة النظرية وتركيز المعلمة على تحقيق أهداف خاصة بكل مقرر تتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف التربية الإسلامية ومن ثم صياغة شخصية الفتيات لتحقيق الغاية العظمى ( تحقيق العبودية لله رب العلمين ) . والقرآن الكريم الذي هو المصدر الأول للتشريع والاعتقاد ينبغي لمعلمة التربية الإسلامية أن توليه عناية خاصة ، وتربط كافة الفروع به ؛ فكلماته من لدن حكيم خبير ، وهي سهلة الفهم غزيرة المعاني وآياته تعرض المعاني الذهنية في صور حية ومشاهد متحركة فتصبح القصص كأنها حاضرة شاخصة 57.
ومن هنا كان على المعلمة الحصيفة أن تلجأ أول ما تلجأ في تفسير القرآن إلى آيات القرآن فتفسر القرآن بالقرآن ، الذي هو أقوى وأفضل أنواع التفسير . وتعمد في شرح حديث رسول الله إلى مايفسره من القرآن أولا . وفي دروس الفقه تستنبط منه الأحكام والحكم . وفي دروس التوحيد تعيش في ظلاله ومع وعده ووعيده . وفي دروس القرآن تبين للتلميذات كيف أنه المصدر الأول فتشير إلى معانيه ، وتطلب استنباط أحكام منه، وتبرز دروسه وعبره ، وتشير إلى أنواع من إعجازه في اللغة والأدب والعلم . وبهذا فقط تكون قد نجحت في تحقيق أهداف تدريس القرآن الكريم وربط التلميذات به .
قال رسول الله ( :
(إن الله وملائكته وأهل سماواته وأهل أرضه حتى النملة في جحرها والحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ) متفق عليه
ثالثاً : طريقة تدريس التفسير .(1/102)
تفسير القرآن الكريم يعني بيان معانيه والكشف عن إعجازه واستخراج أحكامه وحِكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان ، وأصول الفقه ، والقراءات والناسخ والمنسوخ . وهو مقرر من أهم المقررات لكونه يربط التلميذة بمصدر التشريع الأول ( كتاب الله ) ويبين لها مراد الله سبحانه وتعالى. ويبدأ تدريسه للتلميذات من الصف السادس الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الإعدادية . وتتلخص أهداف مقرر التفسير فيما يلي :
* إثارة انتباه التلميذات نحو هدف القراءة الرئيس الذي هو التدبر.
* تكوين القدرة على استخلاص واستنباط المعاني والأحكام .
* ربط التلميذة بكتاب الله وتعزيز شعورها بحبه .
* إظهار الإعجاز البياني والعلمي الذي تشتمل عليه الآيات .
* التأكيد على وجود المنهج القويم في آياته لحل مشكلات البشرية في كل عصر وإقامة واقعها الحضاري .
خطوات سير الدرس :
التهيئة الحافزة :
كسائر الدروس يبدأ درس التفسير بتهيئة حافزة تجذب انتباه التلميذات ، وتضبطهن، وتشوقهن للتلقي ؛ ويمكن أن تكون تهيئة التفسير سبب النزول أو صلة الآيات السابقة بالآيات الجديدة أو تكون قصة واقعية ذات علاقة بمعنى الآيات كما يمكن أن يبدأ مباشرة بقراءة الآيات بعد كلمة عن الإنصات والتدبر ، على أن يراعى في التهيئة شرطها عامة فلا تزيد عن خمس دقائق من زمن الحصة .
عرض الدرس :
* قراءة الآيات قراءة تعبيرية مجودة من قبل المعلمة ويمكن طلب القراءة من طالبة أو طالبتين إذا كان النص المحدد قصيراً ، ويراعى فيه المتابعة والتصويب .
* استنباط معاني المفردات ، ويمكن أن يكون ذلك بسؤال التلميذات عن الكلمات المشكلة عليهن وتختار الكلمات التي يمكن استنباط معانيها من خلال ورودها في مواضع أخرى في القرآن أو نصوص الحديث أو من خلال أمثلة من فصيح لغة العرب . ( ولا تزيد مدة هذه الخطوة عن 7 دقائق ).(1/103)
* الشرح الإجمالي ؛ وفيه تقدم المعلمة فكرة سريعة عن الآيات وتسلسل الموضوعات التي تتحدث عنها بإلقاء إيماني شائق ( 3 دقائق ).
* الشرح التفصيلي التحليلي ؛ ويكون بالمناقشة والاستجواب وتدريب التلميذات على الاستنتاج للمعاني والأحكام ، ويتخلل ذلك الشواهد القوية القرآنية والحديثية بما يبين معاني المفردات ويبرز العبر والمواعظ . (15 دقيقة ) .
* استنباط الفوائد والعبر من الآيات ، وهي خطوة تصاحب الشرح التفصيلي عادة وقد تخصص بوقت خاص إذا كان النص المخصص للدرس قصيراً .
الغلق :
وفيه تؤكد المعلمة على أهمية التدبر ، أو تشيد بنواحي عظمة الآيات وارتباطها بواقع الحياة ، أو تسأل أسئلة تقويمية هادفة تختبر بها فهم التلميذات وتدربهن على التدبر الصحيح ، أو توصي بوصايا أو تطلب تلخيصاً بما يعزز أهم الجوانب التي ترشد إليها الآيات ( 5 دقائق ) .
إرشادات مهمة لنجاح درس التفسير :
* على المعلمة أن تضع قلبها في خطابها فتشعر التلميذات بمدى حاجتهن لتدبر معاني الآيات .
* الربط بواقع التلميذة وواقع الأمة هو جزء مهم في درس التفسير على أن لا يأخذ وقت الأجزاء المهمة الأخرى .
* ضرورة إعداد الشواهد القرآنية والحديثية التي تفسر الآيات .
* الإعداد الجيد للأمثلة التي يراد من التلميذة أن تستنبط منها معاني المفردات .
* ضرورة الانتباه لطبقات الصوت وتعابير الوجه في تناسبها مع المعاني .
* الحرص على تفعيل مشاركة التلميذات وتحفيزهن على المشاركة مع المحافظة على الطابع الإيماني للحصة .
* أهمية الاستعانة بوسيلة تعليمية مكتوب عليها الآيات بخط مقروء جميل خال من الأخطاء مضبوط بالشكل ( لوحة فلينية ، سبورة ، شفافيات ) لتتابع التلميذات الشرح عليها .
* في مرحلة الشرح التفصيلي تشرح المعلمة كل آية على حدة أو تتناول الآيات ذات الموضوع المشترك وتربط بينها بتهيئة انتقالية مناسبة ( يفيد في هذا الربط الاستعانة بالتفسير المنير للزحيلي ) .(1/104)
* ينبغي خلال الشرح والتفسير مراعاة جانب الإقناع واستثارة التفكير .
قال أحد الفضلاء من الحكماء :
ثلاث لاأستطيع أن أكافئهم ما حييت ، وذكر منهم:
رجل مكنني من نفسه فزرعت فيه خيراً .
والتلميذات لنا معشر المعلمات من صنف هذا الرجل
رابعاً : طريقة تدريس الحديث ودروس مصطلح الحديث.
درس الحديث :
…درس الحديث يعنى ببيان سنة المصطفى ( القولية والفعلية ، ببيان ماأُثر عنه ( وشرحه وإبراز أهدافه والتأدب بأدبه ، فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي وفيها بيان المنهج التفصيلي للعبادات والأحكام والآداب . ومقرر الحديث يبدأ تدريسه في مدارس البنات من الصف الخامس الابتدائي ويستمر مع التلميذة حتى نهاية التعليم الثانوي بمحتوى يتناسب مع فهمها كماً وكيفاً .
أهداف تدريس الحديث :
1. تهذيب نفوس التلميذات وتأديبهن بأدب النبوة .
2. تعزيز مكانة الرسول ( ومحبته في قلوبهن تحقيقاً للإيمان .
3. إغناء الجابب الفكري والثقافي للتلميذات من خلال فهم نصوص المصدر الثاني للتشريع .
4. إبراز مواطن القدوة في سير الرواة بهدف تنمية العواطف الدينية والاتجاهات المسلكية الصحيحة .
5. الارتفاع بمستوى التلميذات اللغوي والبياني بلفت انتباههن للبلاغة النبوية ، وتزويدهن بالعدة الأصلية للدعوة .
6. إظهار عظمة هذا الدين بالتأكيد على اشتمال السنة ودعوتها لكل خير وتحذيرها من كل شر .
خطوات تدريس الحديث :
التهيئة الحافزة :
…تتنوع التهيئة في درس الحديث حسب موضوع الحديث فقد تكون سبب ورود الحديث أو تكون قصة ذات علاقة بمضمونه ، وقد تكون بياناً لأهمية الحديث وأدب العلماء في درسه كما في صنيع الأمام مالك من التزين والتطيب وحسن الفهم والاستنباط، كما يمكن أن يكون أسئلة محددة يكون في الحديث المقرر الإجابة عليها ونحو ذلك مما تهيئ أذهان التلميذات ويشوقهن للسماع والتأدب .
عرض الدرس :(1/105)
* قراءة الحديث قراءة تعبيرية صحيحة الألفاظ من قبل المعلمة أولا ثم يستمع لقراءة إحدى التلميذات مع التصويب .
* التعريف براوي الحديث ؛ عن طريق استجواب التلميذات بأسئلة محددة الإجابة نحو: ما اسم راوي الحديث ؟ بم يكنى ؟ بم اشتهر ؟ متى أسلم ؟ تتأكد المعلمة بهذه الأسئلة عن مدى معرفة التلميذات بالراوي ، وتسترجع معلوماتهن عنه إن كان قد سبق لهن دراسته ، وتتبع هذا بكلمة ( إلقاء مختصر ) تظهر فيها مناقبه ومواطن القدوة في سيرته .
* استنباط معاني المفردات ؛ حيث تختار الكلمات التي تتميز بالجدة فيمثل لها بأمثلة من كلام العرب لتتعرف التلميذة على مرادف لها .
* الشرح التفصيلي ؛ ببيان معاني ألفاظ الحديث في السياق وتعضيد ذلك بالشواهد القرآنية والحديثية الأخرى مع الربط بواقع التلميذة .
* استخراج الفوائد والآداب ؛ إما من خلال الشرح أو من خلال أسئلة متنوعة . ولهذه الجزئية من عرض الدرس أهمية خاصة في تحفيز التلميذة على الاقتداء والاتباع والعمل بمقتضى الأمر والنهي .
الغلق :
…ويكون بكلمة إيمانية أو تقويم شامل ونحوه .
تنبيه :
…إذا كانت الحصة تتضمن حديثين فيستعاض عن غلق الحديث الأول بتهيئة انتقالية تربط بين الحديثين بوجه من وجوه الربط ، ثم تتوالى الخطوات في شرح الحديث الثاني كما في الحديث الأول وتختم الحصة بغلق تربوي شامل .
درس مصطلح الحديث :(1/106)
مقرر مصطلح الحديث أو علوم الحديث لا يدرس كمقرر منفصل ضمن فروع التربية الإسلامية ومقرراتها إلا في مدارس تحفيظ القرآن ، بينما يُدرّس في التعليم العام الثانوي مقترناً بمقرر الحديث ولا يتجاوز المعلومات الأساسية الخاصة بأنواع الحديث باعتبار سنده ومعلومات أخرى يسيره . وتأخيره للمرحلة الثانوية مبني على خصائص عمر طالبات المرحلة حيث ينمو الجانب المعرفي ويتكامل مع الرغبة في الاطلاع ، كما أن التلميذة تكون على بوابة حياة جديدة تعامل فيها معاملة الراشدات مما يحتم تحصينها ضد الشبهات التي قد تتعرض لها مما يُروّج له ضد سنة المصطفى (.
أهداف تدريس مصطلح الحديث :
1. لفت انتباه التلميذة للجهود العلمية لسلف الأمة في حفظ سنة المصطفى ( .
2. تعزيز ثقة التلميذة بالمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي .
3. دحض الشبهات في حجية السنة الشريفة . وبيان منزلتها من الدين .
4. تمكين التلميذة من التمييز بين أنواع الحديث المقبول والمردود .
5. تحبيب التلميذات في حفظ الحديث وقراءة تراجم الرواة للمساهمة في حفظ السنة .
خطوات سير الدرس :
التهيئة الحافزة :
…تمهد بها للتلميذات للدخول في الدرس ويمكن أن تكون مراجعة للدرس السابق أو تكون قصة عن سلف الأمة تتناول التثبت في الرواية أو عرضاً موجزاً لشروط دقيقة في القبول للأحاديث عند أئمة الحديث أو نبذة عن كتاب من أمهات الكتب الحديثية بحسب ما يتناسب مع المحتوى المخصص للحصة .
عرض الدرس :
…يمكن أن يتم العرض بواسطة الطريقة الاستقرائية ، مثلا لشرح الحديث الصحيح تتم قراءة عدد من الأحاديث الصحيحة المعدة مسبقاً من المعلمة على لوحة فلينية أو مطبوعة في أوراق مناسبة ثم توجه المعلمة أسئلة تستخلص من أجوبتها التعريف المراد . أو بالطريقة القياسية بحيث تعرض أمام التلميذات نص التعريف وتستنتج معهن قيوده وتمثل على ذلك .
الغلق :(1/107)
وفيه تختبر المعلمة فهم التلميذات بأسئلة مناسبة أو تؤكد في نفوسهن عظمة السنة ودقة منهج حفظها لدى الأئمة بإلقاء شائق .
…
إرشادات مهمة لنجاح درس الحديث ودرس مصطلح الحديث :
* توظيف اللغة في التحبيب في الامتثال بمايدعو إليه الحديث ويرشد من آداب .
* تعويد التلميذة على الصلاة على النبي كلما ذكر وتحبيبها في ذلك .
* الانتباه إلى الترضي عن الصحابة رضوان الله عليهم والإشارة إلى شيء من سيرتهم كلما سنحت لذلك فرصة خلال شرح الحديث أو بيان سلسلة الإسناد .
* في درس مصطلح الحديث ينبغي أن يستخدم ركن التوضيح في السبورة بصورة مستمرة لرسم سلاسل الإسناد وبيان الفرق بين سند كل نوع من الأنواع التي هي محل الدراسة .
* ينبغي للمعلمة في تدريس المصطلح أن تحرص على تحقيق الأهداف الوجدانية التي تبرزها أهداف تدريس المقرر السابقة الذكر حتى لا تتحول الحصة إلى معارف جامدة . كما إن للتمهيد والغلق دورهما البارز في تحقيق هذه الأهداف .
* التطبيق وإعطاء الأمثلة والتكليف بالتعيينات المنزلية جزئيات مهمة في تدريس مصطلح الحديث للتحقق من فهم التلميذات وتوظيف هذه المعرفة عملياً .
خامساً : طريقة تدريس السِّير والتراجم .
…لا يوجد مقرر خاص يدرس تراجم العلماء أو سيرة المصطفى ( في فروع التربية الإسلامية في مدارس البنات إلا أنها لأهميتها تدخل ضمن الموضوعات المقررة في بعض الفروع ففي الحديث تدرس تراجم الرواة كجزء مهم من المحتوى وتدرس بعض جوانب سيرة المصطفى ( من خلال نصوص بعض الأحاديث وبعض دروس الثقافة الإسلامية ، وتدرس سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب ضمن دروس الفقه ، ولما كان للسير والتراجم طرائق عرض خاصة وأهداف عامة أفردناها هنا بالبيان :
أهداف تدريس التراجم والسير :
* إبراز جوانب القدوة في الشخصية محل الدراسة .
* التعرف على منهج الحياة العملي الذي عاشه هؤلاء الأفذاذ .(1/108)
* دحض الشبهات والتصورات الخاطئة عن إمكانية تطبيق هذا الدين في واقع الحياة
* ربط التلميذة بتاريخ أمتها وقدواتها على امتداد الزمان .
عرض الدرس :
…إذا كانت السيرة درساً كاملاً يستغرق زمن الحصة الدراسية فإنه سيشتمل كسائر الدروس على تهيئة حافزة وعرض تفصيلي كما يغلق بما يعزز أهم الاتجاهات والقيم . وهذا قليل في واقع المقررات الدراسية إذ يكاد ينحصر في سيرة الإمام المجدد في مقرر التوحيد وفي جوانب من سيرة الرسول في مقرر الثقافة .
…أما إذا كان جزئية ضمن درس الحديث ، وهو الغالب كما في تراجم رواة الأحاديث فيكون مخصص بزمن لا يتجاوز الدقائق الخمس موزعة على بيان ما يعرّف به من حيث اسمه وكنيته وسنة وفاته وبين أبرز سمات شخصيته وقصة من واقع سيرته تبرز جانباً مهماً تقتدي به التلميذة في حياتها .
إرشادات مهمة :
* ينتبه لأهمية تحليل المحتوى وتصنيف جوانب الدرس إن لم يكن ذلك بارزاً في المحتوى ( الاسم ، النشأة ، المؤلفات ....) ليسهل على التلميذة التعلم والتذكر .
* لابد من مخاطبة الوجدان والدعوة المباشرة واللامباشرة للاقتداء والاتباع .
أختي المعلمة .....
اقرئي كثيراً في السير وتراجم الأئمة من سلف الأمة على اختلاف العصور ففيها تنشيط لهمتك وإثراء لمعلوماتك وتعزيزاً لعواطفك الدينية .
سادساً: طريقة تدريس التوحيد .(1/109)
مقرر التوحيد من أهم فروع التربية الإسلامية لما يحققه من ثمرات في نفوس التلميذات تتلخص في : ثمرات فكرية ؛ تتمثل في فكر ديني صحيح ، ثابت ، أصيل يرفض التبعية إلا للمنهج الحق المستمد من الكتاب والسنة . وثمرات وجدانية ؛ تتمثل في حب عميق للمعبود الحق ( ولرسوله ( ، مع اعتزاز عميق بالانتماء لهذا الدين . وثمرات سلوكية ؛ تتمثل في تحرٍ للمنهج القويم في كل حركة وسكنة وكل قول وفعل . ومن هنا كان لهذا المقرر منهج خاص في جميع مراحل الدراسة في التعليم العام بل والجامعي كذلك بمحتويات تختلف باختلاف خصائص العمر والنضج .
أهداف تدريس التوحيد :
* تحبيب التلميذات في التوحيد ببيان مكانته من الدين وأهميته في التعريف بالمعبود الحق ( .
* تحصين التلميذات بعقيدة قوية تساعدهن على تجنب مزالق التيارات الفكرية المخالفة للدين .
* تكوين المقدرة لدى التلميذات للدفاع عن العقيدة الصحيحة بالحجج الدامغة والبراهين القوية .
* تربية التلميذات على حب الله والولاء والبراء فيه ( .
* تكوين الاعتزاز بالدين في نفوس التلميذات .
* توضيح أركان الإيمان جميعها .
* تحذير التلميذات من المخالفات العقدية وتنفيرها من البدع بكل صورها .
* إبراز بشاعة صورة الكفر والشرك والنفاق و الجاهلية بكل صورها .
خطوات سير الدرس :
…يسير درس التوحيد كسائر الدروس بالخطوات الثلاثة العامة ( التهيئة الحافزة وعرض الدرس والغلق ) وتختلف إجراءات عرض الدرس حسب المحتوى ؛ ففي المرحلة المتوسطة نستطيع التفريق بين نوعين من المحتوى : الأول من كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب . والثاني عبارة عن دروس تمثل مدخلاً لدراسة العقيدة الإسلامية .
ويكون المحتوى في النوع الأول مصنفاً في نقاط رئيسة هي : الأدلة ثم المناسبة ثم الشاهد ويختم كل باب بمسائل . وهذا النوع يعرض في الحصة بالإجراءات التالية :
* قراءة النص ( الآية ، الحديث ) قراءة تعبيرية واضحة .(1/110)
* شرح النص شرحاً عاماً بشيء من التفصيل للمفردات الجديدة على أن يكون محور الشرح يحقق هدف إيراد النص في كتاب التوحيد وفي الباب الخاص به . ويتم ذلك بإلقاء واستجواب للتلميذات .
* استنباط المناسبة من خلال بيان علاقة النص بالتوحيد وأثره فيه .
* تحديد موطن الشاهد من النص والدال على المناسبة .
أما النوع الثاني ( الدروس ذات المحتوى غير المصنف كما في الموضوعات الأخيرة في مقررات المرحلة المتوسطة والموضوعات الأولى في مقررات المرحلة الثانوية ) فيتم عرضها بعد تصنيفها في موضوعات جزئية صغيرة يربط بينها ، وتفصل جزئياتها مع مراعاة الإرشادات التالية في ذلك :
* تحليل المحتوى بدقة ، والتركيز على المعارف الجديدة في الدرس وتوضيحها وتبسيطها مع الاهتمام بالوجدانيات للعمل على تحبيب التلميذات في العقيدة الصحيحة .
* استخدام لغة العقيدة أثناء الشرح فالإنسان نعبر عنه في دروس التوحيد بـ "العبد" بينما نعبر عنه في دروس الفقه بـ " المكلف " وهكذا .
* الاهتمام بالوسائل التعليمية كالمصورات والرسوم التوضيحية والبيانية .
* الانتقال من التجريد إلى التجسيد ما أمكن فالولاء والبراء مثلا معاني مجردة يمكن تجسيدها بعرض نماذج من الملابس والأقلام وغيرها المكتوب عليها مايتنافى مع هذه العقيدة .
* بيان البدع والصور المخالفة للمنهج الصحيح في كل حكم أو تشريع ، مع التنفير منها .
* ربط التوحيد بحياة التلميذات وواقعهن واحتياجاتهن النفسية والروحية والمادية .
* توضيح المصطلحات العقدية وتجلية معناها ومدلولها ومقتضاها .
* الاستشهاد بنصوص الكتاب والسنة حسب الموضوعات للتأكيد على التوقيف في مصادر العقيدة مع ترتيل النصوص القرآنية في معرض الاستدلال بها مع القراءة التصويرية لها .
* الاهتمام بتأصيل القواعد السلفية في العقيدة بذكر القاعدة المرتبطة بكل درس أثناء شرحه للتلميذات .
* ربط دروس التوحيد بعضها ببعض لتسهيل دراستها للطالبة.(1/111)
* استخدام الطريقتين الاستنتاجية والاستنباطية والتعامل مع الملكات العقلية العليا من التحليل والتركيب حتى يتم تعليم التوحيد بالإقناع العقلي القلبي والتحليل الصحيح.
* الإكثار من أسئلة التطبيق حتى ترسخ المعلومات في ذهن التلميذة سواء في الحصة أو في التعيينات المنزلية .
* تذليل صعوبات الكتاب المدرسي بقراءته وتوضيح عباراته كلما دعت الحاجة لذلك
* ضرورة غلق الدرس بخاتمة مناسبة تلخص أهم الحقائق ، أوتستثير لدى التلميذات الرغبة في التطبيق والالتزام بالأمر والانتهاء عن النهي.
* الاهتمام بأسئلة الواجب وأسئلة التقويم النهائي بحيث تخدم مستويات عليا من التعلم وتختبر فهم التلميذة.
* مراعاة الدقة في الكلام حيث أن تغييرات بسيطة في الألفاظ قد توقع في مزالق عقدية خطيرة .
تنبيه : مقررات التوحيد في المرحلة الثانوية سمتها أنها غير مصنفة وبالذات الدروس الأولى من الصف الأول الثانوي ويصبح أكثر ترتيباً في الصفين الثاني والثالث . ومن ثم فإن خطوات عرض الدرس تسير في مثل هذه الدروس حسب ترتيب الموضوع مع مراعاة الإرشادات السابقة سواء أكان التصنيف والترتيب في أصل محتوى الكتاب المدرسي أم كان التصنيف بعد تحليل المعلمة ومهاراتها التحضيرية للدرس .
سادساً : طريقة تدريس الفقه .
…مقرر الفقه يُعنى بالجانب العملي التطبيقي ، والممارسة الواقعية للأحكام والتوجيهات الدينية أمراً ونهياً ، وهو مقرر تبدأ التلميذة - في مدارس البنات بالمملكة- بدراسة أول موضوعاته حيث تتعلم فيه ما يختص بطهارتها وصلاتها منذ الصف الأول الابتدائي ثم تتدرج الموضوعات وتشمل موضوعات في العبادات وأخرى في المعاملات إلى أن تختم في الصف الثالث الثانوي بفقه الأسرة وأحكام الزواج والطلاق ومتعلقات ذلك .
أهداف تدريس الفقه :
1. تعريف التلميذات بالأحكام التكليفية التي تحتاجها لتعبد الله على بصيرة .
2. تنبيه التلميذات لكثير من الغايات والحكم في التشريع الإسلامي .(1/112)
3. ترغيب التلميذات في أنواع العبادات والقرب ليحققن بذلك معنى العبودية .
خطوات سير الدرس :
التهيئة الحافزة :
…يتوصل عادة من خلال التهيئة إلى عنوان الدرس بأمثلة من واقع التلميذة أو عرض مشكلة تحدث أو طرح سؤال حتى يتحقق غرض التمهيد والتشويق .
عرض الدرس :
…المحتوى في مقررات الفقه بعضه مصنف تصنيفاً جيداً وكثير منه ليس كذلك ويحتاج إلى مهارات تحليلية كبيرة من المعلمة وعلى حسب التصنيف يسير عرض الدرس مع مراعاة إرشادات تدريس الفقه العامة ، وفي أغلب الدروس تكون الخطوات كما يلي :
* المصطلح الفقهي : وهو غالباً ما يكون عنوان الدرس ( الربا ، الوديعة ، السنن الرواتب، صلاة العيدين ...) ويتم عرضه بتوضيح المعنى اللغوي بالأمثلة ثم يستنبط المعنى الاصطلاحي . أو يكتب المعنى الاصطلاحي مباشرة على السبورة وتستنتج قيوده من الطالبات بالشرح .
* الحكم الشرعي : وفيه تعرض المعلمة الأدلة الموضحة للحكم من القرآن والسنة والإجماع مع سؤال التلميذات عن وجه الدلالة وتدريبهن على استنباط الحكم من الدليل .
* حكمة المشروعية أو التحريم : وهي مجال خصب للمناقشة والاستخلاص ، كما أنها مجال مهم للعرض الإيماني الذي يبرز عظمة الدين وضرورته للبشرية ومناسبته لكل زمان ومكان .
* المسائل المتعلقة : وفيه تعرض المسائل المتعلقة بالحكم والموجودة في محتوى الدرس بالشواهد والأمثلة التطبيقية التي تعزز فهم التلميذات وتنمي لديهن ملكات الربط والتفريع .
الغلق :
…وغالباً ما يكون في دروس الفقه تطبيقات متنوعة وأسئلة تقويمية محكمة تختبر الفهم وتثبت المعلومات لدى التلميذات ، ويمكن أن يكون وصية بتبيق ما يدعو إليه الدرس في الحياة مع تقوى الله عز وجل .
إرشادات هامة في تدريس الفقه :
* توزيع المنهج حسب المناسبات ما أمكن فالحج والأضحية دروس يجب أن تتزامن مع شهر الحج أو تسبقه قليلا ، وكذا في الصيام وغيره .(1/113)
* تحليل المحتوى بدقة ، والتركيز على المعارف الجديدة في الدرس وتوضيحها وتبسيطها مع الاهتمام بالوجدانيات للعمل على تحبيب التلميذات في العبادة .
* ربط الجوانب الفقهية ومايتعلق بها بالعقيدة ومقتضياتها ، والتأكيد على أهمية تحقيق العبودية من خلال امتثال الأمر واجتناب النهي المتمثل في الأحكام الفقهية .
* تحبيب التلميذات في العبادة وتحفيزهن إلى اغتنام العمر في الطاعة .
* الاهتمام بالربط بالواقع وبيان الصحيح من الخطأ فيما اعتاد عليه الناس في المسألة المشروحة .
* التزام الرأي الفقهي الوارد في المحتوى مع الإشارة للآراء المخالفة لطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية مع التنبيه على احترام العلماء والدعوة إلى التزام الرأي الراجح في كل مسألة .
* استخدام لغة الفقه أثناء الشرح فالإنسان - بشروط معينة- نعبر عنه في لغة الفقه بـ"المكلف " وهكذا .
* الاهتمام بالوسائل التعليمية كالبيان العملي والمصورات والرسوم التوضيحية والبيانية لبيان الطريقة الصحيحة للعبادة .
* الانتقال من التجريد إلى التجسيد ما أمكن مع مراعاة فرع الفقه الذي يُدرّس (عبادات ، معاملات ، ..) فالصلاة مثلا يفضل بيانها بأسلوب النموذج والممارسة كما ينفع في تدريس المعاملات أحد أساليب ثلاثة : أسلوب المواقف المجسدة ، وأسلوب المشكلة والحل ، أو أسلوب الحوار والمناقشة والأنفع مع فقه الأسرة الحوار والمناقشة والاستنباط .
* بيان البدع والصور المخالفة للمنهج الصحيح في كل حكم أو تشريع ، مع التنفير منها .
* ربط الفقه بمستجدات الحياة والعصر للتأكيد على مبدأ صلاحية الدين بكل أحكامه لكل زمان ومكان .
* توضيح المصطلحات الفقهية وبيان الأسماء الجديدة التي توافقه في الصورة أو العلة وتختلف عنه في الاسم أوفي بعض الصور فقط لكن الأصل واحد .
* الاستشهاد بنصوص الكتاب والسنة حسب الموضوعات لإعطاء الأحكام صبغتها التشريعية الإلهية .(1/114)
* الاهتمام بذكر القاعدة التي بني عليها الحكم لتطبق التلميذة عليها الصور المماثلة .
* ربط دروس الفقه بعضها ببعض لتسهيل دراستها للطالبة وللتأكيد على مبدأ وحدة التشريع الإلهي .
* استخدام الطريقتين الاستنتاجية والاستنباطية والتعامل مع الملكات العقلية العليا من التحليل والتركيب حتى يتم تعليم الفقه بالإقناع العقلي القلبي والتحليل الصحيح .
* الإكثار من أسئلة التطبيق حتى ترسخ المعلومات في ذهن التلميذة سواء في الحصة أو في التعيينات المنزلية .
* بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصفة عبادته بما يتناسب وموضوع الدرس .
* تذليل صعوبات الكتاب المدرسي بقراءته وتوضيح عباراته ، وتصنيفه إن كان مدرجاً على المعروف في درس الفقه ( المصطلح ، الحكم ، الحكمة ....) كلما دعت الحاجة لذلك .
* ضرورة غلق الدرس بخاتمة مناسبة تلخص أهم الحقائق ، أوتستثير لدى التلميذات الرغبة في التطبيق والالتزام بالأمر والابتعاد عن النهي.
* الاهتمام بأسئلة الواجب وأسئلة التقويم النهائي بحيث تخدم مستويات عليا من التعلم وتختبر فهم التلميذة.
تنبيه :
…يلحق بكل درس في مقرر الصف الثالث الثانوي فتاوى متعلقة بالدرس هي من صميم المحتوى ينبغي للمعلمة الانتباه لها ، وقراءتها مع التلميذات مع ربطها بالدرس والدعوة للتطبيق والعمل بماجاء فيها .
سابعاً : طريقة تدريس الثقافة الإسلامية .
…توجد دروس الثقافة الإسلامية في مقرر واحد ملحق بمقرر الحديث ، وهو مخصص للفصل الدراسي الثاني من الصف الثاني الثانوي ، ويشمل موضوعات متنوعة بعضها اجتماعي في حق الجار وحقوق الوالدين وغيره ، وبعضها أخلاقي كالحجاب والسفور ومضار التدخين والمخدرات ومفاسدهما على المجتمع ، وبعضها فكري عقدي كالغزو الفكري وبعضها يأخذ الصبغة التاريخية كما في نماذج من حياة الرسول ( ، والحملات الصليبية .
أهداف تدريس الثقافة الإسلامية :
1. تكوين فكر ديني صحيح لدى التلميذات .(1/115)
2. بناء قاعدة للثقافة الإسلامية لدى التلميذات تساعدهن على فهم واقع الحياة حولهن
3. تدريب التلميذات على المناقشة والحوار البناء .
4. حث التلميذات على القراءة والاطلاع .
5. ربط الثقافة بمصدرها الأصيل المتمثل في الكتاب والسنة .
خطوات سير الدرس :
…تسير حصة درس الثقافة الإسلامية كما هو في سائر الدروس بتمهيد وعرض وغلق، ويكون العرض بحسب المحتوى المحدد للحصة وعلى تصنيفه إن كان مصنفاً أو على تصنيف المعلمة بعد تحليلها له تحليلاً دقيقاً . إلا أن ما يميز درس الثقافة إمكانية استخدام الطريقة الحوارية في تنفيذه حيث تشارك التلميذات مشاركة إيجابية في الشرح والتحليل واستخلاص النتائج ومن هنا كان من الجيد توجيه الطلب للتلميذات قبل الحصة بالقراءة حول موضوع الدرس وإحضار المراجع والمجلات التي تناولت جزئياته ليكون التفاعل نشطاً هادفاً يحقق أهداف تدريس الثقافة الإسلامية .
إرشادات مهمة في تدريس الثقافة الإسلامية :
* ضرورة الانتباه للزمن و التحكم الجيد في إدارة الحوار حتى لا ينتهي الوقت قبل إتمام الموضوع .
* ينبغي عرض الدرس بطريقة ثقافية واسعة وإن كان محتواه في الكتاب المدرسي أقرب للفقه في بعض الدروس وللعقيدة أو المذاهب المعاصرة في بعض آخر.
* ينبغي دلالة التلميذة على المراجع وربطها بالكتب واغتنام حب الاستطلاع لديها .
* يمكن طلب تحضير الدرس من قِبل الطالبات سابقاً من مراجع مقترحة أو باستطلاعات رأي أو مجلات متنوعة ليكون الحوار أعمق .
* للملخص السبوري في درس الثقافة أهمية خاصة تدرب التلميذة على مهارة التلخيص والاستنتاج والتركيب وغيرها .
أختي المعلمة ....
المعلمة الكفء لا تستغني عن وجود
مكتبة في بيتها
الأنشطة غير الصفية في التربية الإسلامية
مفهوم النشاط غير الصفي :(1/116)
…النشاط غير الصفي هو ألوان الفعاليات التي تمارسها التلميذات خارج زمن الحصص الدراسية ، والتي تسعى إلى مساندة المقررات الدراسية وأنشطتها الصفية لتحقيق أهداف التربية الإسلامية . وقد كان يسمى " النشاط اللامنهجي" إلا أن التربويين تداركوا هذا ورفضوا هذه التسمية التي تجعل النشاط الحر خارج المنهج مما جعله مهملا عند قطاع كبير من المعلمين والمعلمات . ومن المعلوم أن مفهوم المنهج لا ينحصر في المقرر الدراسي وإنما يتسع ليشمل كل ما له أثر في تربية التلميذات داخل المؤسسة التعليمية . وحديثاً برزت تسميته بـ "النشاط الحر" تمييزاً له عن النشاط المقيد بمحتوى الكتاب وحجرة الصف .
الفرق بين النشاط الصفي والنشاط غير الصفي :
…يتبين بعد تحديد مفهوم النشاط غير الصفي أنه لا يختلف عن النشاط الصفي من حيث مكان التنفيذ في الصف أو خارجه إنما يختلف عنه بعدة أمور جوهرية يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
* النشاط غير الصفي ينفذ في داخل حجرة الصف أو خارجها ولكنه لا يخدم مقرراً بعينه وإن كان يساند المقررات المختلفة في تحقيق أهدافها .
* النشاط غير الصفي ينبع من التلميذات تخطيطاً وتنفيذاً بإشراف المعلمة .
* الحرية والتلقائية سمة من سمات النشاط غير الصفي .
* تفاعل التلميذات مع النشاط غير الصفي أكثر من تفاعلهن في الأنشطة الصفية .
أهمية الأنشطة غير الصفية في تحقيق أهداف التربية الإسلامية :(1/117)
…يتبين مما سبق أن النشاط غير الصفي لا يتقيد بكتاب ومقرر وإنما ينبع من رغبات التلميذات وواقعهن ويظهرن به قدراتهن ومواهبهن مما يسهم إسهاماً قوياً في التعرف على حاجاتهن ومن ثم توجيه النشاط بمهارة لصقلها وتنميتها ، ولهذا نادى بعض التربويون حديثاً بأن يقوم التعليم كله على منهج النشاط وتأسست على ذلك بالفعل مدراس في الغرب . وعلى كل حال فالأنشطة غير الصفية تخدم الأهداف العامة كثيراً وتلبي حاجات المراهقات في تحقيق الذات والظهور والحرية وغيرها حيث يتم التعليم فيها بطريق غير مباشر بعيد عن قوانين حجرة الصف . ونلخص أهميتها فيما يلي :
1. تشغل أوقات فراغ التلميذات والمعلمات بما يصقل خبرات الجميع .
2. تكشف عن قدرات واستعدادات التلميذات مما يساعد المعلمة على توظيفها لخدمة الأهداف التربوية داخل الصف وخارجه .
3. تمتص الفائض من حيوية التلميذات وطاقاتهن وتوجهها التوجيه النافع .
4. تساند في تحقيق أهداف الكتب المقررة حيث يمكن أن يخدم بعض الموضوعات المقررة التي لا يتسع وقت الحصة الدراسية لتحقيق أهدافها _كما في دروس الثقافة الإسلامية - حيث يمكن إثارة موضوعاتها للنقاش ودعوة التلميذات لتجسيد بعض المفاهيم بالتمثيل أو الملصقات أو جمع البيانات وإجراء الاستبانات ونحو ذلك.
5. تُكسب التلميذات خبرات اجتماعية في التعامل مع الآخرين بما تتيحه من مواقف شبيهة بما ستواجهه التلميذة في حياتها عموماً سواء في التعامل الفردي والجماعي.
6. تدرب التلميذات على تحمل المسؤولية وتكسبهن الثقة والجرأة .
7. تكسب التلميذات صفات خلقية عملية كثيرة كالتعاون والتضحية والبذل والإيثار والنظام والطاعة والألفة وتقدير الآخرين من خلال جو العمل الجماعي التعاوني الذي هو سمة الأنشطة غير الصفية .
أنواع النشاط غير الصفي في التربية الإسلامية :(1/118)
…الأنشطة غير الصفية عند معلمة التربية الإسلامية فرصة ذهبية تتيح لها زمناً إضافياً لتحقيق أهدافها العظيمة وتمكنها من الدعوة لدين الله وتربية التلميذات على منهج الدين القويم . كما تتيح للمعلمة فرصة التعرف عن قرب - بعيد عن نظام الحصة الدراسية -على واقع التلميذات وميولهن وقدراتهن فتستثمر ذلك في إثراء أنشطتها الصفية وتوجيه الأنشطة غير الصفية لتحقيق الأهداف التربوية العليا . ولما كان دور المعلمة في الأنشطة غير الصفية هو التوجيه والإشراف فإنها تندمج مع التلميذات لتوجه الاهتمام نحو ما يكون نافعاً ومفيداً بطريقة تلقائية حتى لا يضيع زمن النشاط دون تحقيق للأهداف .
ومن أنواع الأنشطة المعروفة :
1. الأناشيد والتمثيليات والمسرحيات : وفي هذا النوع من الأنشطة تكتشف المعلمة صاحبات المواهب الصوتية والتمثيلية الفنية وتساعدهن على إبراز مواهبهن وعلى اختيار المناسب من الأفكار كمادة للأناشيد والتمثيليات مع مراعاة ما يجوز تمثيله أو تجسيده من الناحية الشرعية .
2. الملصقات والمطويات : وفي هذه الأنواع تظهر قدرات التلميذة الفنية والتلخيصية فتبرز صاحبة القلم السيال ، وصاحبة الريشة المبدعة ، كما تظهر صاحبة القدرات التلخيصية والتصنيفية الجيدة .
3. المعارض : يتميز المعرض بأنه يجمع أنواع كثيرة من النشاط ويتطلب عملاً جماعياً ، ويُوجد جواً اجتماعياً تبرز فيه الشخصيات ، وتُكتشف فيه السلبيات ،كما يتيح فرصاً كثيرة للتربية الأخلاقية والاجتماعية ؛حيث تبرز سلوكيات التلميذات بتلقائية وتعالجها المعلمة بطريقة عفوية مما يجعل قبول التلميذات واستجاباتهن أكثر .
4. الإلقاء : سواء كانت مادته شعرية أم نثرية ، وسواء كانت من إعداد التلميذة أم من انتقائها واختيارها فإن من ميزاته تدريب التلميذات على مواجهة المجموعات الكبيرة وتعلم فنون التأثير عبر المعاني والتعابير والنبرات .(1/119)
…ولا تنحصر أنواع النشاط في هذه الأنواع بل يتسع المجال للابتكار والإبداع من قِبل المعلمات والتلميذات .
أوقات النشاط غير الصفي في اليوم الدراسي :
…يمتد وقت النشاط غير الصفي ( الحر ) في زمن اليوم الدراسي طيلة أيام الأسبوع إلا أننا نستطيع أن نميز بين نوعين من الأوقات :
الأولى : أوقات مخصصة للنشاط وتتمثل في حصتين في الأسبوع ، وفي ربع ساعة للإذاعة المدرسية صباح كل يوم .
الثانية : أوقات غير مخصصة يبنغي الاستفادة منها في أنشطة لاصفية مناسبة وتتمثل في :
أ .حصص الاحتياط : وهي الحصص الدراسية التي تغيبت معلمتها عن الحضور فتشغلها معلمة أخرى . وهي فرصة لممارسة أنشطة لا صفية مع طالبات الصف بدلا من ضياع الوقت فيما لاينفع ومن المقترحات فتح موضوع للحوار حول أمر يهم التلميذات ، تنفيذ مسابقات حركية وثقافية ، إثارة تفكير التلميذات نحو مشكلة تهمهن والمشاركة في تحليلها وتقديم مقترحات للحل ، قراءة موضوع هام من مجلة أو قصيدة موضوعها هادف مع تدريب التلميذات على مهارات الإلقاء والتعبير .
ب . أوقات انتهاء مجموعة من الفصول قبل الأخرى فيغتنم الوقت مع المجموعة الفارغة كما لو انتهى فصول العلمي قبل الأدبي مثلا فبدلا من أن يتركن ليحدثن ضجة تعرقل تعلم الأخريات يستفاد من هذا الزمن في المسابقات الحركية والثقافية وأنواع الأنشطة الأخرى .
ج. أوقات الفسحة ويمكن تفعيلها لصالح أنشطة مصلى المدرسة بحلقات تحفيظ أو خواطر إيمانية أو قصص تربوية هادفة من السيرة ونحو هذا .
واقع النشاط غير الصفي في مدارس البنات :(1/120)
…كانت " الجمعيات" والإذاعة المدرسية هي مجال النشاط غير الصفي الوحيد في المدارس وعلى مدى أعوام طويلة لم تحقق الجمعيات أهداف النشاط غير الصفي لأسباب عديدة منها أنها لاتنبع من رغبات التلميذات لأن الخيارات محددة سابقاً وقد لا تناسب جميع الرغبات . ولأن كثير من المعلمات يعتبرنها عبئاً إضافياً مما يجعلهن سلبيات في تفعيلها واستثمارها . ومنذ عامين استبدلت الجمعيات الأسبوعية بما يسمى النشاط الحر الذي ينبع من التلميذات بتوجيه المعلمة وما زال إلى الآن غير واضح المعالم لعدم تحمس المعلمات له ومن ثم عدم تفعيله بين التلميذات وإثارة تفاعلهن معه . كما أن الإذاعة المدرسية لم تلبِ إلى الآن - في معظم المدارس - حاجات التلميذات أوتثير اهتمامهن ، ومازالت تشكل نشاطاً آلياً روتينياً بارداً . وهكذا تعتبر الأوقات غير الحصص الدراسية ثروة مهدرة ليت المعلمات يدركن قيمتها ويبتدرنها بالاستثمار .
مواصفات النشاط غير الصفي في التربية الإسلامية :
…حتى ينجح النشاط غير الصفي في حقل التربية الإسلامية ينبغي إحياء الشعور بأهميته في نفوس المعلمات وإعطائهن خططاً مقترحة لتنفيذه من قِبل وحدة التربية الإسلامية في مكتب الإشراف التربوي وشعبة النشاط ، كما لا ينبغي أن تشعر المعلمات بأن النشاط هو مسؤولية المعلمة التي هي رائدة النشاط أو مندوبة وحدة التربية الإسلامية ؛ وإنما هو مسؤولية الجميع لتحقيق أهداف العملية التعليمية والتربوية وتضطلع المندوبة فيه بدور إداري يتمثل في جمع التقارير ورفع المقترحات ونحوه . ومن هنا كان من أهم مواصفات نجاح النشاط غير الصفي حماس المعلمة ورغبتها في مشاركة التلميذات واكتشاف قدراتهن وتدريبها . كذلك لابد في النشاط الناجح من :
* الاجتماع بالتلميذات ومناقشتهن للوصول إلى برامج محددة يرغبن في تنفيذها والعمل فيها .
* تحديد أهداف النشاط مع التلميذات .(1/121)
* وضع خطة محددة المعالم وتوزيع الأدوار بحسب الميول والقدرات .
* شمول الخطة المقترحة لنواحي متعددة تسهم في تحقيق فوائد متنوعة وتراعي الفروق الفردية بين التلميذات .
* دوام التشجيع والمتابعة والتوجيه والتعزيز من المعلمة .
* إبراز العمل وتوثيقه ليحقق للتلميذات ناحية مهمة في شعورهن بالنجاح والاهتمام.
* ظهور روح الفريق لدى التلميذات والمعلمة المشرفة على النشاط مما يدفع للإنجاز والابتكار .
أختي المعلمة ....
اعط النشاط غير الصفي عناية خاصة فهو يساعدك على تحيق أهدافك العليا .
ابرزي مواهبك الخلاقة في ابتكار أنشطة متميزة بمساعدة التلميذات .
استمتعي بالأنشطة غير الصفية فهي بحق فرصة لصقل قدراتك المختلفة .
بعض المشكلات المتصلة بتدريس التربية الإسلامية
أولا : ضعف المعلمات المتدربات في الأداء التدريسي في التربية العملية :
مظاهره :
* تذمر المدارس المتعاونة وعدم رغبتها في تطبيق برنامج التربية العملية لديها .
* تدني مستوى أداء التلميذات في امتحانات الدروس التي قامت المعلمات المتدربات بتنفيذها .
* عدم انضباط التلميذات في كثير من الصفوف أثناء تدريس المعلمات المتدربات .
* لجوء المعلمات المتدربات إلى اقتراح توفير مواد عينية نافعة للمدارس المتعاونة لقاء درجات الأنشطة غير الصفية من مديرة المدرسة !؟
أسبابه :
* ضعف الإعداد التربوي أحياناً في بعض الجوانب .
* اقتصار الإعداد التربوي الفني على الجانب النظري دون إتاحة فرص للتطبيقات والتفاعل نظراً لتزايد الأعداد عاماً بعد عام .
* عدم وعي المعلمات المتدربات بأهمية التربية العملية في صقل مهاراتهن المهنية المختلفة.
* ضعف الإشراف التربوي على برنامج التربية العملية نظراً لتزايد الأعداد والاستعانة ببعض المشرفات ممن قد يفتقرن إلى التأهيل التربوي أو الخبرة الإشرافية .
* ضعف همم المعلمات المتدربات وعدم بذلهن للجهود التي تصل بهن إلى الإبداع .(1/122)
* الفصل بين النظرية والتطبيق حيث تنفذ التلميذات الدروس حسب ما يرين في واقع التدريس وليس وفقاً لما ينبغي أن يكون عليه التنفيذ في ضوء أحدث النظريات التربوية وطرائق التدريس .
مقترحات :
* تقسيم الطالبات إلى شعب لا يزيد عدد الطالبات فيها عن الخمسين أثناء دراسة طرائق التدريس بل وجميع المقررات لإتاحة فرص حوارية ومناقشات تبني شخصية التلميذة العلمية والمهنية .
* تجهيز قاعة خاصة مزودة بأجهزة تعليمية مناسبة لتفعيل الاستفادة من المواد العملية كطرائق التدريس الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعليم الطالبات طرائق مبتكرة في عرض الدرس وإعداد الوسائل التعليمية .
* عقد حلقة تنشيطية للمعلمات المتدربات قبل التطبيق الميداني " التربية العملية " تلخص أهم الواجبات وتذكر بالأهداف العليا وتستثير الهمم .
* الاهتمام بالإشراف المتعاون بعقد الدورات التأهيلية واختيار الكفاءات المتميزة .
ثانياً : ضعف التلميذات في بعض مقررات التربية الإسلامية :
مظاهره :…
ظاهرة ضعف التلميذات في بعض مقررات التربية الإسلامية ظاهرة واضحة وملموسة ، فالتربية الإسلامية ليست مجرد معارف نظرية تقاس باختبارات معرفية ؛ وإنما هي منهج حياة تنتهجه التلميذات في حياتهن كلها ، وتخلف ظهور هذه النتيجة في واقع كثير من التلميذات حيث التفريط في الصلاة والحجاب الشرعي وإهمال كثير من الآداب الإسلامية الشخصية والاجتماعية وغير ذلك ؛ يدل دلالة واضحة على انصراف كثير من التلميذات عن التعلم الفاعل لمقررات التربية الإسلامية . ويمكن تلخيص هذه المظاهر في نقطتين:
الأولى : متعلقة بالمعارف : فالاختبارات الكتابية المعرفية تظهر مستوى دون المطلوب في فهم النص وحسن التعبير والصياغة وتحديد المطلوب ناهيك عن الأخطاء الإملائية والنحوية الكثيرة .(1/123)
الثانية : متعلقة بالتطبيق والأداء : فالمقررات ذات الطابع الأدائي كمقرر التلاوة والتجويد والحفظ يعتبر مستوى التلميذات فيه دون المستوى المطلوب ؛ فالأخطاء التي تقع فيها التلميذات كثيرة جداً حتى في قراءة الكلمة ذاتها ناهيك عن ضبطها وتجويدها . وكذا التطبيق العملي لكافة المقررات فعلى الرغم من دراسة الوضوء وصفته وشروطه مازال كثير من التلميذات لا يتممن وضوءهن ويتركن الأعقاب دون عناية ، وعلى الرغم من دراسة أحكام لباس المرأة وزينتها فمازالت المخالفات الشرعية في لباسهن ظاهرة ، وهكذا في كثير من الأحكام والآداب .
أسبابه :
قام بعض التربويين بإجراء دراسة لمعرفة أسباب هذه المشكلة ،نلخصها هنا في هذه الأسباب:
سبب متعلق بالتلميذات : ضعف همة التلميذات عموماً في جميع المقررات عن الجد والاجتهاد .
وسبب متعلق بالإدارة : إلزام المعلمة بإعطاء درجة النجاح لطالبات يفتقدن أسبابه وذلك بإلزامها بطريقة تصحيح وتقويم تنجح من خلالها حتى التلميذات الضعيفات جداً .
وأسباب متعلقة بالمعلمات :
1. ضعف التأهيل العلمي والتربوي لكثير من المعلمات .
2. عدم التزام بعض المعلمات في التربية الإسلامية وغيرها بتعاليم الدين وتطبيق أوامره
3. تقليدية الطرق المستخدمة في عرض الدرس وخلوها من الإثارة .
4. جفاف المعاملة بين بعض المعلمات والتلميذات .
5. بعض معلمات التربية الإسلامية لا يعنون بمظهرهن .
وأسباب خارجية :
1. عدم تعاون المؤسسات التعليمية والتربوية الأخرى في تحقيق الأهداف بل مضادتها أحياناً لأهداف التربية الإسلامية .
2. تأثر التلميذات بالواقع المعاصر المنفتح على زينة الحياة الدنيا وبهرجها .
3. اهتمام المجتمع عموماً بالمواد العلمية والتقنية أكثر من اهتمامه بالعلوم الإنسانية .
4. انتشار الأفكار الهدامة .
مقترحات :
لعلاج مثل هذه المشكلة المعقدة يبنغي تحليلها وتفتيتها لمشاكل جرئية محددة فمثلا: مشكلة ضعف التلميذات في التلاوة :(1/124)
تعالج الأسباب التي تتعلق بالمعلمة فتزيد من إتقانها للتلاوة ومهارتها في القراءة التعبيرية ، وتتدرب على المهارات التدريسية المختلفة .
وبالنسبة للتلميذات يعتنى بإعطائهن فرص تدريبية كافية ولو بالاستفادة من حصص الاحتياط ومصلى المدرسة في وقت الفسحة مع الاستعانة بالتلميذات المجيدات (تعليم الأتراب ) . وكذا إعطاء التعيينات المنزلية وتوفير الأشرطة السمعية ونحو هذا .
أما مشكلة عدم تطبيق الآداب مثلا فعلى المعلمة الراغبة في حل المشكلة أن :
* تحاسب نفسها وتتذكر أنه إن زل العالِم زل بزلته عالَم ، وتدرب نفسها على التشبه بالصالحين تربية لنفسها وتدرّجاً في مراتب الكمال .
* تتواصي بهذا مع زميلاتها المعلمات ليمثلن قدوة للتلميذات ويسعدن في الدنيا والآخرة
* تراجع مهاراتها الإلقائية والإقناعية لتكون في الدرس أكثر إنتاجية .
* تخطط لأنشطة لاصفية تساند المقررات في تحقيق الآداب وإبراز محاسنها وثمارها .
* تبتكر ملصقات ملونة تسهم في دوام استحضار هذه الآداب للمجتمع المدرسي كله
همسة بصوت مرتفع ....
على كل معلمة أن تدرك أن المهنة التي اختارت الانضواء تحت لوائها والانضمام لركبها الذين يصلي عليهم الله وملائكته وأهل سماواته حتى النملة في جحرها والحوت في البحر هي رسالة سامية تتطلب جهوداً متصلة ونفساً تستلذ التعب من أجل الغاية العظمى " تعبيد التلميذات لرب العالمين وإعانتهن على أن يكن صالحات في أنفسهن نافعات لمجتمعهن " . وأنا على ثقة بأنه على يد نخبة من هؤلاء المعلمات ذوات النفوس الطموحة والهمم العالية سيتغير - بإذن الله - واقع البنات في مجتمعنا إلى أفضل حال فتبرز حفيدات عائشة وخديجة رافعات شعار لا للتبعية ونعم للتميز بشخصية المسلمة السوية .
وياسعدك إن كنت منهن .....فشمري لتكوني ...
اقتراحات تثري درسك(1/125)
* ادخلي الفصل بنفسية تحمل محبة العلم ومحبة التلميذات ، وابتسمي ، واتركي خارج الفصل كل همومك ومتاعبك ، وتذكري أن كسب قلوب الطالبات مهارة توظفينها لتحقيق أهداف التربية الإسلامية السامية .
* طبقي خطتك التي أعددتها ، مع مراعاة إشراك أكبر عدد من التلميذات منتبهة للفروق الفردية بينهن .
* أكثري من الشواهد القرآنية والحديثية كلما كان في الزمن فرصة وكلما ظهر لك احتياج التلميذة لذلك .
* عند سردك لأي قصة أو موقف أو حدث قفي عند موطن الشاهد لتحققي الهدف الذي من أجله ذكرتها .
* احرصي على طرح أسئلة تثير التفكير وتصقل ملكات الطالبات في التفكير والتحليل وافترضي أن الطالبات سيجبن أو لايجبن ، فإن أجبن عززي وأكدي ولخصي وإن لم يجبن أعيدي صياغة السؤال أو اضربي مثالا ووضحي .
* لا تفاجئي إن ظهر لك خلاف ما توقعت كأن تسألي عن معلومة ظننت أنها خبرة سابقة عندهن وظهر خلاف ذلك ، أو أردت ذكر معلومة ظننتها معلومة جديدة شيقة فظهرت خلاف ذلك ، وتعاملي بمرونة وغيري الطريقة حسب ماظهر لك .
* عند استنتاج أو استنباط معاني المفردات استخدمي الأمثلة القرآنية أو الحديثية ثم تلك الشائعة في الاستعمال العربي الفصيح والتي توضح المعنى جلياً للطالبة .
* "أنت معلمة إذا أنت مربية" فلا تنسي أن تربي التلميذات على أدب الاستماع وأدب الحوار وكل آداب طالب العلم كلما سنحت فرصة لذلك .
* تلقي إجابات التلميذات تعتبر مهارة تدربين التلميذة من خلالها على مهارات التفكير والتعبير الصحيح فلاتغفليها.
* وضحي المعاني وجسدي الأفكار باستخدام المهارات التعبيرية ؛ مثل : رفع الصوت وخفضه ، والمهارات الحركية ؛ مثل: إشارات اليد أو المشي وتجنبي الحركة الزائدة والهدوء الزائد ، ولتكن حركتك هادئة هادفة .(1/126)
* اربطي الدروس بواقع الطالبات ووظفي اللغة في تصوير هذا الواقع بحسناته وسيئاته مع التنفير مما فيه من خطأ والتحبيب فيما يرتقي به نحو الأفضل ، واحذري من عرض الواقع السيئ ممثلة ذلك بطالبة معينة أو بنفسك لأن هذا يتعارض مع التنفير منه .
* لتكن وسائلك التعليمية المختلفة مبتكرة منوعة ليتحقق الهدف من استخدامها .
* رتبي ملخصك السبوري واجعليه فرصة عملية لتربية الطالبات على الكتابة الواضحة المرتبة .
* احرصي على خاتمة جيدة كما تحرصين على تمهيد شائق ، فالكلمات الأخيرة لها وقع خاص .
الخاتمة
بعد هذه الجولة في أهم المهارات العامة والطرائق التدريسية الخاصة بفروع التربية الإسلامية نصل إلى ختام هذا الكتاب الذي أُلف كدليل يلبي حاجة معلمات التربية الإسلامية ويأخذ بأيديهن في طريق تحقيق الأهداف السامية للتربية والتعليم . وأحب أن أؤكد أنه ما كان ليظهر بهذا الشكل لولا فضل الله تعالى وتيسيره ثم جهود التربويين في كتب طرائق التدريس العامة والخاصة ، وقد كانت فكرته حلماً مشتركاً بين المؤلفة وكثير من المعلمات والمشرفات التربويات طالما فكرن فيه معاً طيلة أعوام عدة خلال دورات تنمية كفاءة معلمات التربية الإسلامية لمقررات الفقه والتوحيد كما كان حلماً مشتركاً بين المؤلفة وأستاذات طرائق تدريس التربية الإسلامية في كلية التربية للبنات بجدة طالما تواصين بضرورة إخراجه أثناء تدريس المادة وخلال فترات التطبيق العملي في المدارس ، وقد صدرت مذكرات متنوعة خلال هذه الأعوام تحوي أجزاء متفرقة من مادة هذا الكتاب واليوم أقدمه كاملا راجية المولى القدير أن يجعل فيه خيراً ويحقق به نفعاً ويعظم به أجراً .(1/127)
…هذا وقد قمت بتدريس هذا الكتاب في مقرر طرائق التدريس بكلية التربية باستخدام عروض الحاسب الآلي ( بور بوينت ) مما أضفى على المادة حيوية وتفاعلاً كبيراً من قبل الطالبات ، ويسرني أن أقدمها عبر البريد الإلكتروني amm@gulfsabir.com لأخواتي الأستاذات كمعينات بصرية ووسائل تعليمية مساندة في تدريس هذا المقرر المهم.
وفي الختام أكرر شكري وتقديري لكل من أسهم في إثراء هذا الكتاب وتقديمه للساحة التربوية بجهد أو فكرة أو دعوة أو اقتراح أو نقد بناء سائلة المولى القدير أن ينفع به الجميع .
ملاحق
بسم الله الرحمن الرحيم
تقويم ذاتي
هل أنا معلمة ناجحة
…نحتاج جميعا إلى مرآة صادقة نرى أنفسنا فيها ، ونحتاج إلى لحظات مصارحة وصدق مع النفس لنرى عيوبنا ونكتشف نقائصنا فنسارع إلى التصحيح ونبادر إلى التقويم مادام في العمر فسحة .
…هذا التقويم هو محاولة لتلبية احتياجنا للتبصر بكمالات النفس ونقائصها في المهنة التي اختارنا الله لها لعلنا برحمة الله أن نصبح أهلا لهذه المكرمة العظيمة .
ولكن ..مهلا ..لا تتعجلي فكري بعمق ، وحاسبي نفسك بدقة قبل أن تضعي إشارات قلمك ..
النتيجة يجب أن تكون أكثر من 25 نقطة " نعم " لتكوني معلمة جيدة ، والأجود من ذلك أن تكتشفي نقاط النقص وتعزمي على تداركها .
ثقافتي العامة : نعم لا
طالعت مقررات التخصص في كافة المراحل الدراسية .
راجعت طرائق تدريس التربية الإسلامية .
قرأت كتاباً عن خصائص عمر طالبات المرحلة .
قرأت كتاباً في مهارات التدريس الفعال .
أتابع مجلة مهنية متخصصة تناقش مشكلات التعليم .
تخطيطي للحصة :
أحلل محتوى الدرس بدقة .
أعد تمهيداً مبتكراً يثير حماس التلميذات للدرس .
أضع أهدافا مناسبة ، شاملة للمعارف والوجدانيات الرئيسية .
أعد أسئلة الواجب بما يساعد على تحقيق أهداف الدرس .
أحضر وسائل تعليمية مناسبة للدرس بالتعاون مع الزميلات .
تنفيذي للحصة : نعم لا(1/128)
أبدأ حصتي بحماس ومحبة لمادتي وللتلميذات.
أتابع منحنى انتباه التلميذات بالتنويع في طرق العرض .
أربط الدرس بالدروس الماضية وأشير إلى التالية .
أختم درسي بخاتمة قوية تعزز الاتجاهات الدينية لدى التلميذات .
أوزع الوقت على كافة عناصر الدرس .
علاقتي بالتلميذات :
أشارك الجميع .
أتابع مستوى الضعيفات باهتمام .
أستخدم أنواعاً مختلفة لتعزيز سلوكياتهن .
أستمع باهتمام لأسئلتهن .
جهدي المبذول لجعل العملية التعليمية أسهل :
أستعمل أنماطاً مختلفة من الأسئلة .
أتدرج مع التلميذات نحو مستويات التعلم العليا .
أستعمل الأمثلة للتوضيح .
أستخدم وسائل بصرية وسمعية ذات قيمة علمية عالية وواضحة .
أغير طبقات صوتي .
أستعمل تعبيرات وجه مناسبة للمعاني .
أنشطتي التعليمية :
أختارها بعناية بمايحقق أهداف الدرس .
أغيرها حسب مايظهر لي من حال التلميذات واستعداداتهن .
أبتكر أنشطة تستحوذ على انتباه التلميذات .
أكرر عندما يحتاج الأمر لذلك فقط .
تتوافق أنشطة كل هدف معه في المستوى التعليمي .
أستخدم أسئلة تقويمية للتأكد من تحقق الأهداف .
فهرس المحتويات
المقدمة…………………………2
أهمية التربية والتعليم في الدين الإسلامي……………7
ماهية التربية الإسلامية……………………10
ميزات التربية الإسلامية …………………12
غاية التربية الإسلامية……………………13
معوقات التربية الإسلامية…………………14
أهداف التربية الإسلامية…………………15
أهداف المراحل الدراسية…………………17
مقررات التربية الإسلامية في التعليم العام بمدارس البنات ………20
معلمة التربية الإسلامية وأهمية إعدادها………………22
صفات معلمة التربية الإسلامية الناجحة……………23
طريقة التدريس وأهميتها…………………27
أهم طرائق التدريس العامة …………………29
إعداد الدروس في التربية الإسلامية………………40
مهارات التخطيط……………………41
مهارة تحليل خصائص المتعلمات………………42
تأملات في أساليب الرسول في التعليم………………51
مهارة تحليل المحتوى ……………………56(1/129)
مهارة صياغة الأهداف الإجرائية………………60
مهارة التحضير………………………75
كيفية الكتابة في دفتر التحضير…………………77
مهارات التنفيذ………………………80
مهارات عرض الدرس……………………80
مهارة وضوح الشرح والتفسير…………………81
مهارة توظيف اللغة ……………………81
مهارات الأسئلة……………………82
مهارات إدارة الصف……………………84
مهارة الاستحواذ على انتباه الطالبات ………………87
مهارة تنويع المثيرات ……………………88
مهارة حل المشكلات الصفية…………………89
مهارة استخدام الوسائل التعليمية………………95
أنواع الوسائل المستخدمة في دروس التربية الإسلامية…………96
مهارات التحفيز……………………102
مهارة التعزيز………………………102
مهارة التغذية الراجعة……………………106
مهارة استثارة الدافعية……………………107
الطرق الخاصة بفروع التربية الإسلامية………………109
طريقة تدريس القرآن الكريم …………………110
طريقة تدريس التجويد …………………112
طريقة تدريس التفسير ……………………114
طريقة تدريس الحديث وعلومه…………………118
طريقة تدريس التراجم والسير…………………121
طريقة تدريس التوحيد……………………122
طريقة تدريس الفقه……………………126
طريقة تدريس الثقافة الإسلامية…………………130
الأنشطة غير الصفية في التربية الإسلامية……………132
بعض المشكلات المتصلة بتدريس التربية الإسلامية…………173
اقتراحات تثري درسك……………………141
الخاتمة…………………………143
ملاحق…………………………144…
تقويم ذاتي
من ذاكرة معلمات رائدات
بين نموذجين……………………
فهرس المحتويات
قائمة بأهم المراجع………
أهم المراجع
1. أساليب وطرق التدريس………عبد الرحمن الفرج
2. أساليب تدريس التربية الإسلامية……تيسير طه وآخرون
3. التربية الإسلامية وطرق تدريسها……إبراهيم الشافعي
4. التربية الإسلامية وفن التدريس……عبد الوهاب طويلة
5. طرق تدريس التربية الإسلامية……عابد الهاشمي
6. طرق تدريس موادالتربية الإسلامية……عدنان باحارث
7. تعليم الدين الإسلامي ………حسن شحاته
8. فن تدريس التربية الإسلامية ……محمد سمك(1/130)
9. مهارات التدريس …………جابر عبد الحميد جابر وآخرون
10. كيف تواجه الطلبة في فصولهم……ترجمة :مصباح عيسى
11. علم النفس الدعوي………عبد العزيز النغيمشي
12. أصول التربية الإسلامية وأساليبها ……النحلاوي
13. المعلم الأول …………فؤاد الشلهوب
14. الرسول المعلم وأساليبه في التعليم ……عبد الفتاح أبو غدة
15. كيف تكون مدرساً ناجحاً……أحمد الشميمري
16. الإلقاء الناجح …………ترجمة : جمالات هاشم
17. استراتيجيات لتنشيط التعلم الصفي …ترجمة مدارس الظهران
18. الإدارة الصفية لمعلمي المرحلة الثانوية…ترجمة مدارس الظهران
19. أهداف التربية الإسلامية وغاياتها ……رياض جنزرلي
20. أساليب تدريس التربية الإسلامية ……يوسف الحمادي
21. التربية العملية الميدانية ………محمد زياد حمدان
22. أساسيات طرق التدريس العامة……محب الدين أبو صالح
23. دليل المعلم …………محمد السيد مرزوق
24. المرشد النفيس …………محمد صالح جان
25. وسائل الاتصال وأسسها النفسية……عبد الحافظ سلامة
26. الأهداف التربوية ………محمود سلطان
27. علم نفس النمو…………حامد زهران
28. التغذية الراجعة…………ترجمة مدارس الظهران
29. دستور المعلمين…………عثمان رسلان
30. الانضباط مع الكرامة………ترجمة مدارس الظهران
31. الانضباط التعاوني…………ترجمة مدارس الظهران.
32. أدوات ملاحظة التدريس ………محمد زياد حمدان
33. زاد المعلم …………علي لبن
34. المعلم والمناهج وطرق التدريس ……محمد مرسي
35. تربية المراهق في رحاب الإسلام ……محمد الناصر وخولة درويش
بالإضافة إلى عدد من المحاضرات التي أعددتها وكتبتها وألقيتها في دورات رفع كفاءة معلمات التربية الإسلامية والتي توجد ضمن مذكرات يقدمها مشكوراً قسم التربية الإسلامية بمكتب الإشراف التربوي للمعلمات .وكذا عدد من المذكرات منها :
* مذكرة طرق التدريس………وفاء الحمدان وسميرة صقر
* مذكرة طرق التدريس………فوز كردي
* مذكرة نحو أداء أفضل ……مشرفات اللغة العربية بجدة(1/131)
* مذكرة طرق تدريس اللغة العربية…فوزية أبالخيل
* مذكرة كفايات التدريس الفعال …مشرفات الصفوف الأولية بجدة
1 . هذه التسمية علم على مقرر يدرس في كليات التربية ويستعاض عنها أحياناً باسم " طرق التدريس الخاصة " والمقصود الخاصة بكل قسم وتخصص على حدة ومن ذلك قسم التربية الإسلامية. وتوجد مراجعها الأساسية تحت العناوين التالية : طرق تدريس الدين . طرق تعليم الدين . طرق تدريس التربية الإسلامية . أساليب تدريس التربية الإسلامية .
2 . انظر لسان العرب لابن منظور : مادة طرق ، درس ، ربّ ، أسلم .
3. الخطوات التدريسية مثل : التهيئة ثم القراءة النموذجية فاستنباط معاني المفردات فالتقويم فالغلق . وسيأتي تفصيلها وبيانها لاحقاً .
4 . لعل الأصح أن تستبدل كلمة تدريس بتعليم لأن معناها أشمل وأنسب في اللغة ولهذا حدد المعنى الاصطلاحي الشامل لمعنى التعليم لا مجرد التدريس بمعناه اللغوي .
1. انظري أساسيات في طرق التدريس العامة لمحب الدين أبو صالح ص15 .
2. انظري أصول التربية الإسلامية وأساليبها للنحلاوي ص 13 .
7 . راجعي معاني هذه النصوص في كتب التفسير لتدركي عظم مكانة العلم في الدين الإسلامي .
8 . ليكن لك- أختي المعلمة- مع هذه النصوص وقفة تأملية في كتب شروح السنة .
1 . هذا المبحث مستفاد من مذكرة طرق التدريس ، إعداد د . وفاء الحمدان ، ود . سميرة صقر. التي كانت تدرس بكلية التربية بجدة لقسم الدراسات الإسلامية عام إلى ما قبل عام 1415 هـ .
10 . راجعي أختي المعلمة أساليب القرآن والسنة النبوية في التربية والتعليم فأساليبهما هي أصل طرائق وأساليب التربية الإسلامية ، يفيدك في هذا كتاب المعلم الأول لفؤاد الشلهوب وكتاب الرسول المعلم وأساليبه في التعليم لعبد الفتاح أبو غدة .(1/132)
2. يستعان بالآيات القرآنية والحديثية لتوضيح هذه النقاط أثناء برامج إعداد المعلمات لإحياء الشعور بعظمة الدين في نفس الطالبة المعلمة وإشعارها بأهمية التربية الإسلامية .
1. انظري تعليم الدين الإسلامي بين النظرية والتطبيق للدكتور حسن شحاته ص 15 - 17 .
2 . انظري المرجع السابق ص 25 .
14 .راجعي أهداف مقررات أي مقرر ستلاحظين بوضوح أنها مهما اختلف التخصص وأهدافه القريبة إلا أنها كلها ترمي لتحقيق غاية واحدة
15 . انظري تعليم الدين الإسلامي ص 26 .
16 . هذا بالنسبة للتلميذات اللاتي يرغبن في التخصص المهني في معاهد الخياطة والتمريض ونحوها .
17 . بتصرف يسير عن ورقة أهداف التربية الإسلامية للمراحل الدراسية الموجودة لدى المشرفات بمكتب الإشراف التربوي .
2. سيأتي بيان أهداف كل مقرر مع طريقة تدريسه ، كما سيأتي تفصيل الأهداف الإجرائية وكيفية صياغتها في مستهل الحديث عن طريقة التحضير .
3 . انظري مذكرة طرق تدريس اللغة العربية للدكتورة فوزية أبا الخيل .
20 . انظري في بيان ماهية التدريس وكونه علماً وفناً كتاب أدوات ملاحظة التدريس لمحمد حمدان ص24 .
21 . انظري للاستزادة في هذا زاد المعلم لعلي لبن ص3-9 . ودستور المعلمين لعثمان رسلان ص54 وما بعدها ، وكتاب المرشد النفيس في أسلمة طرق التدريس لمحمد جان .
22 . انظري كتاب المعلم والمناهج وطرق التدريس لمحمد مرسي 180 .
23 . وتستخدم كذلك للمعارف الجديدة ولكنها تسبق بإلقاء أو أمثلة ، أو تتدرج من معروف للتوصل لمجهول وعندئذ تسمى الاستنباطية . وسيأتي بيانها .
24 . يقصد بالأسئلة المتسلسلة أن يكون جواب السؤال الأول مرتبطاً بالسؤال الثاني وهكذا حتى يكون جواب السؤال الأخير هو المعلومة المراد التوصل إليها .
25 . انظري للاستزادة في أنواع الطرق ووصفها كتاب المعلم والمناهج وطرق التدريس لمحمد مرسي ص183 وما بعدها .(1/133)
26 . الرسم مستفاد من كتاب مهارات التدريس لجابر عبد الحميد جابر .
27 . على المعلمة التي تدرس المرحلة الابتدائية أو ما قبلها الانتباه لأهمية تحليل خصائص الطالبات بدراسة حاجاتهن النفسية وطبيعة أعمارهن لتحقق النجاح في تدريسهن .
28 . انظري للتفصيل هذا كتاب تربية المراهق في الإسلام لخولة درويش ومحمد الناصر ص 83 .
29 . هذه القواعد وكيفية التعامل مع فئات التلميذات والرسم السهمي الذي يبن العلاقة بين طريقة التعامل وحال التلميذة ، والتأملات في الأساليب النبوية مستفاد نصاً مع قليل من التصرف حذفاً وإضافة من مذكرة الحلقة التنشيطية لمعلمات اللغة العربية عام 1422هـ ( نحو أداء أفضل ) من إعداد المشرفات التربويات الفاضلات بقسم اللغة العربية بمكتب الإشراف التربوي بجدة .
30 . الشناق : الحبل يعلق به الشيء .
2. وفي رواية " خرجت في عشرة فتيان .. " .
1. كهرني : أي نهرة وقهرة واستقبله بوجه عابس.
32 . من هذه المراجع :
* المعلم الأول ? لفؤاد الشلهوب .
* الرسول المعلم وأساليبه في التعليم لعبد الفتاح أبو غدة .
* من أساليب الرسول ? في التربية د. نجيب خالد العامر.
* منهج النبي ? في التعامل مع الناشئة , د . فهد منصور الدوسري .
* الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس ، محمد صالح المنجِّد .
* الإنصات الانعكاسي ( خمس وعشرون طريقة للتأثير في نفس الطفل وعقله ) ، د . محمد ديماس .
33 . راجعي مذكرة كفايات التدريس الفعال من إعداد مشرفات الصفوف الأولية بمكتب الإشراف التربوي بجدة .
34 . انظري كتاب أهداف التربية الإسلامية وغاياتها لرياض جنزرلي .
35 . استفدت في بيان مجالات الأهداف ومستوياتها كثيراً من مذكرة الدكتورة فوزية أبالخيل في طرق تدريس اللغة العربية ، ومن كتاب دليل المعلم لمحمد مرزوق .(1/134)
36 . لاحظي أن بعض الأفعال في هذا المجال لايمكن قياسها مثل تحب ، تعظم لهذا عند استعمالها في الهدف لابد أن تتبع بشرط تنفيذ يجعل الهدف قابلاً للقياس أو يطلب إظهار الحب بطريقة تقاس، مثل : أن تظهر التلميذة حبها للنبي من خلال كلمة تلقيها أمام زميلاتها .
37 . انظري أساليب تدريس التربية الإسلامبة ليوسف الحمادي ص175 .
38 . هذا الرسم مأخوذ ببعض التصرف عن كتاب التربية العملية الميدانية لمحمد حمدان .
39 . اختار هذا التعريف مؤلفو كتاب مهارات التدريس ، انظري ص306 .
40 . راجعي كتاب الانضباط مع الكرامة من ترجمة مدارس الظهران .
41 . لمزيد من الإجراءات المقترحة اقرئي كتاب " كيف تواجه الطلبة في فصولهم ؟ " ترجمة إياد ملحم .
42 . انظري مهارات التدريس ص306 .
1 . راجعي للفائدة كتاب الإلقاء الناجح ترجمة جمالات هاشم . وكتاب التربية العملية الميدانية لمحمد حمدان الفصل العاشر .
44 . انظري الانضباط التعاوني ص19 .
45 . انظري الانضباط التعاوني ص19 - 20 .
46 . راجعي فئات التلميذات وكيفية التعامل معهن التي سبق ذكرها في مهارة تحليل خصائص المتعلمات ، وسيأتي عند الحديث عن أساليب حل المشكلات مزيد تفصيل . كما أوصيك بكتاب مهارات التدريس لجابر عبد الحميد جابر ص356 وما بعدها . وستجدين متعة وفائدة في كتاب الانضباط التعاوني الذي يزخر بأمثلة واقعية وخبرات تربوية لتعاملات صحيحة مع هذه الأنماط المختلفة تساعدك على فهم دوافع التلميذات وتحليل المشكلات .
47 . راجعي مهارات التدريس ص367 ، ودليل المعلم ص121 ، تربية المراهق في الإسلام لخولة درويش ومحمد الناصرص71.
1 . تفصيل الحديث عن مهارة إعداد الوسائل التعليمية وأنواع الوسائل التعليمية مجاله الكتب المؤلفة في الوسائل التعليمية التي تشرح الأسس النظرية لاختيار الوسائل وطرائق إعدادها وكيقية تشغيل الأجهزة المختلفة والذي نورده هنا مهارة الاستخدام لها في حجرة الصف فقط .(1/135)
49 . انظري وسائل الاتصال وأسسها النفسية والتربوية لعبد الحافظ سلامة ص120 .
2. انظري مهارات التدريس ص244 .
51 . انظري دستور المعلمين ص377 .
52 . انظري كتاب التغذية الراجعة ففيه تفصيل هذه المهارة وتدريب على اكتسابها .
53 . للاستزادة راجعي دستور المعلمين ص431 ، وكتاب استراتيجيات لتنشيط التعلم الصفي .
54 . أساسيات طرق التدريس الخاصة بفروع التربية الإسلامية استفدتها من كتب الأساتذة الفضلاء في طرق التدريس مثل كتاب : تعليم الدين الإسلامي لحسن شحاته ، وفن تدريس التربية الإسلامية لمحد سمك ، طرق تدريس التربية الإسلامية للهاشمي ، وأساليب تدريس التربية الإسلامية لتيسير طه وآخرين ، والتربية الإسلامية وطرق تدريسها لإبراهيم الشافعي .والتربية الإسلامية وفن التدريس لعبد الوهاب طويلة ، وأساليب وطرق تدريس مواد التربية الإسلامية لعبد الرحمن الفرج ، ، وطرق تدريس مواد التربية الإسلامية لعدنان باحارث .
55 . كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى الأشعري : شوقنا إلى ربنا يا أبا موسى .
56 . هذا ما يقابله معلمات كلية التربية المتدربات في المدارس المتوسطة والثانوية ، فمن أجلهن كانت هذه المذكرة .
57 . انظري أساليب تدريس التربية الإسلامية
??
??
??
??
16
نسخة أولية من كتاب طرائق تدريس التربية الإسلامية في مدارس البنات تأليف فوز كردي حقوق الطبع محفوظة(1/136)