لم تحمل الأرض ، حملا فاسدا ومفسدا ، في تاريخها الطويل ، كهذا الحمل ، الذي حملته في المائة سنة الأخيرة . فقد حوت في رحمها ، جميع خطايا ومعاصي الأمم السابقة ، التي كانت فيما مضى ، تُهلك لمجرد خطيئة أو معصية واحدة تُصرّ عليها ، كعبادة الأصنام ، أو إتيان الفواحش ، أو تطفيف الكيل ، وذلك بالرغم من وجود ، تعاليم موسى وعيسى ومحمد ، عليهم الصلاة والسلام ، حية مسطورة بين دفات الكتب . فالأرض حبلى بالفساد ، ولا بد لهذا الحمل ، الذي عظم شأنه وكبر حجمه ، من جراحة قيصرية مؤلمة جدا ، لإنقاذ رحم الأرض ، قبل أن تتسرّب لبقيته العفونة ، فلا يُسمح له بحمل آخر .
قال تعالى ( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ ، فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ ، مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ ، حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ، أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ، فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا ، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ، كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24 يونس )
هذه الآية تحمل في ثناياها سنة إلهية ، جاءت على شكل شرط وجواب للشرط ، والشرط ، ( أَخَذَتْ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ ، وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ) ، هو أن تأخذ الأرض أبهى صورها ، وأن يُصبح أهلها منشغلون بمظاهرها ، مفتونون بجمالها ، يبذلون قصارى جهدهم في تحصيل متاعها ، غافلين عن شكر خالقها وبارئها ، ظانين أنهم قادرين ، وبلا منازع ، على تصريف شؤونها ، وشؤون من على ظهرها من المخلوقات ، منتقصين قدر وقدرة ، خالقهم وخالقها .(2/238)
أما جواب الشرط ، فهو مجيء أمر الله ، ( أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا ) ، وماهية أمر الله تتبين من النتيجة ، في تعقيبه سبحانه وتعالى ، (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا ، كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ) ، وهي خراب الأرض ، بزوال زينتها وزخرفها ، التي أشغلت الناس عن عبادة الله ، وهي تشمل كل ما تراه من حولك ، من مفاتن الحياة ، التي اغتر بها الناس ، إلا من رحم ربي وهم قليل ، وذلك يعني هلاك الكثير من الناس . وإن لم تستخدم الأسلحة النووية ، في جعل الأرض صحراء قاحلة ، أينما وقع من أهلها ، ما أخبرت عنه الآيات ، فما الذي سيجعلها كذلك ، مع حتمية زوال هذه الأسلحة ، كما كنا قد أوضحنا في فصول سابقة .
وهذه السنة الإلهية ، ستمضي في عصرنا ، وقريبا جدا ، كما مضت مرارا وتكرارا في الأقوام ، كلما ابتعد الناس عن الغاية الإلهية ، من جعل الإنسان خليفة في الأرض ، ويُعقّب سبحانه ، أنه فصّل الآيات ، وأن هذا الأمر المفصّل في الآية ، مطروح للتفكّر فيه ، بمعنى أنك متى عاينت ما أخبرت عنه الآيات ، متمثّلا على أرض الواقع ، فتوقع أمر الله في أي لحظة ، هذا إن كنت ممن يتفكّرون .
الأمة الإسلامية فسقت عن أمر ربها وموعودة بالعقاب أيضا :
قال تعالى ( قُلْ إِنْ كَانَ ءَابَاؤُكُمْ ، وَأَبْنَاؤُكُمْ ، وَإِخْوَانُكُمْ ، وَأَزْوَاجُكُمْ ، وَعَشِيرَتُكُمْ ، وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا ، وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ، وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا ، أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ، فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24 التوبة ) .(2/239)
وهنا شرط آخر خاص بأمة الإسلام ، فإن تحقّق منها ما تُخبر عنه الآيات ، وقد تحقّق هذه الأيام ، بل حالنا أسوأ من ذلك بكثير ، إذ لمن نكتفي بحب الحياة الدنيا ومفرداتها ، فقد بدأنا مؤخرا ، نمارس الفساد والظلم والعصيان ، والتعدي على حدود الله في وضح النهار ، وفي الأماكن العامة ، في الشارع ، في الجامعة ، في التلفاز ، في الصحف ، في الكتب ، ولكن الرحمن الرحيم ، لم يُنزل بنا غضبه حتى هذه اللحظة ، ولا شكّ أنه على وشك … !
أمر الله سيحيق بنا قريبا ، وأقلّه شيء من الخوف والجوع ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، وأكثره الهلاك العاجل في الدنيا ، ونار جهنم في الآخرة ، هذا لمن فسق عن أمر ربه ، من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، أما من ضرب بمظاهر الحياة الدنيا عرض الحائط ، وتاجر بما عند ربه ، فآمن وصبر وعمل صالحا ، فأولئك لهم البشرى من ربهم ، في الدنيا والآخرة .
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ، وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8 يونس )
صراع بين مذهبين :
مرت البشرية بعدة محطات ، بدأت بهبوط آدم عليه السلام ، بمذهب إلهيّ يدعو إلى الصلاح والإصلاح ، وهبوط إبليس بمذهب شيطاني يدعو إلى الفساد والإفساد . ومنذ ذلك اليوم بدأ الصراع الحقيقي بين مذهبين ، بين مذهب إبليس ومذهب رب العزة ، وكل له جنده ، وتُركت للبشر حرية الاختيار ، في تجنيد أنفسهم لنصرة أحد المذهبين ، وكل من الفريقين سيتحمّل تبعة اختياره .(2/240)
حين بدأت الحياة البشرية على الأرض ، كان مقام آدم عليه السلام ، في أرض الجزيرة العربية ، حيث كانت جنة الله في الأرض ، فقام ببناء أول بيت وضع لعبادة الله ، في مكة المكرمة . وتناسل فيها وكثر أولاده وأحفاده . ومع مرور الزمن ، بدأ المذهب الشيطاني ينتشر في نسله ، والمذهب الإلهي يضمحل شيئا فشيئا . وبعد وفاة آدم عليه السلام ، استفحل المذهب الشيطاني ، حتى عمّ أرجاء المعمورة ، التي لم تتجاوز حدود الجزيرة العربية آنذاك .
في هذه الأجواء ، بُعث سبحانه نوح عليه السلام ، لدعوة قومه ، فلم يستجب له ، إلا قلة من المستضعفين ، ولما واجهوه بإصرارهم على الكفر ، واستمرارهم بالإفساد في الأرض ، ولما انقطع رجاءه في هدايتهم . هنالك دعا ربه ليقطع دابر الكافرين ، فأُمر بصناعة الفلك . وبدأ بإقامته وسط اليابسة ، حيث أقرب بحر يبعد آلاف الأميال ، وإقامة الفلك في ذلك المكان هو الجنون بعينه ، فما كان من قومه إلا أن سخروا منه وممن معه ، وهم لا يعلمون ، وعن عاقبتهم غافلون . وفجأة … انقلب كل شيء رأسا على عقب ، كان الطوفان الذي رافقه انقلاب كوني هائل ، في جغرافية الأرض ، جعلت من الجزيرة العربية صحراء قاحلة .
ورست سفينته على جبل الجودي ، في الموصل شمالي العراق ، فنزل الذين انتصروا للمذهب الإلهي ، واستوطنوا العراق في بادئ الأمر ، ومع مرور الزمن ، ومن هناك بدءوا بالانتشار ، شيئا فشيئا ، في شتى بقاع الأرض . وعادت الأمور بعد الطوفان ، كما كانت في بداية عهد آدم عليه السلام ، وبدأ الناس في التناسل والتكاثر .(2/241)
وبعد نوح عليه السلام ، ومع مرور الزمن ، بدأ المذهب الشيطاني دورته الثانية ، أخذ سبحانه يبعث الرسل تباعا ، إلى تلك الأقوام التي كانت محصورة ، في هذه منطقة الهلال الخصيب والجزيرة العربية ، حيث أن المناطق الأبعد ، لم تكن مأهولة آنذاك ، وأُخذت معظم أقوام الرسل السابقين بالعذاب ، ومن ثم بدأ الناس منذ تلك اللحظة ، في الانتشار إلى البلدان الأبعد شيئا فشيئا - حتى عمروا الأرض كلها في عصرنا الحالي – ومع ذلك بقيت الكثافة السكانية آنذاك ، متمركزة في هذه المنطقة ، ولذلك اختصت بالرسالات السماوية دون غيرها . ومن ثم بُعث إبراهيم عليه السلام ، إلى قومه في بلدة أور جنوب العراق ، فلم يؤمنوا له ، فتركهم وهاجر إلى الأرض المقدّسة ، ليُسلم الراية إلى نسله من بعده .
وبعد مرور الزمن ، وبعد ضلال بني إسرائيل ، أثناء تواجدهم في مصر ، عن شريعة آبائهم إبراهيم واسحق ويعقوب عليه السلام ، بُعث فيهم موسى عليه السلام ، فلم يؤمنوا له ولا لمن بعده إلا قليلا . وبعد سنين طويلة ، من انتصار بني إسرائيل للمذهب الشيطاني ، بُعث فيهم عيسى عليه السلام رسولا مجدّدا ، فلم يؤمنوا له ، بل حاولوا قتله ، فتوفاه الله ورفعه إلى السماء ، ليعود آخر الزمان ، وينهي آخر حلقات مسلسل الطوفان الأخير ، والذي ستبدأ حلقاته بالتتابع ، بعد شهور قليلة ، والناس لاهية قلوبهم ، وهم عنه غافلون .(2/242)
ويكمل المذهب الشيطاني مشواره ، ومع مرور الزمن ، وفجأة يتعطل هذا المذهب ، في هذه البقعة من العالم ، لفترة دامت ما يقارب (1350) عام ، بِبعث نبي الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام ، بخاتمة الرسالات السماوية ، ومن ثم يتوفاه الله ، ليترك لنا هذا القرآن العظيم ، حبلا متينا ممدودا ما بين السماء والأرض ، لمن ابتغى الهداية ، ووجد في نفسه العزم والقوة . فدُحر ذلك المذهب اللعين وولى هاربا . وفي السنوات الأخيرة ، عادت أمة الإسلام لتحذوا حذو سابقيها من الأمم ، وتحتضن ذلك المذهب ، لينبُت في هذه البقعة من العالم ، وينموا ويزدهر مشمولا بالعناية والرعاية ، بحجّة التقدم والحضارة ، فعاد ذلك المذهب وشمل كافة أرجاء الدنيا ، بما فيها مهد الرسالات السماوية ، بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب ، فأصبح العالم أجمع ، أسوأ مما كان عليه قبل طوفان نوح عليه السلام .
وفي نهاية الطوفان ، يُبعث عيسى بن مريم عليه السلام ، ليعيد الأمور إلى نصابها ، وتستعيد الأرض بركتها ، ويمضي المهدي ، ويمضي عيسى عليه السلام ، بعد أن يبلغ سن الكهولة ، وتبقى القلة المؤمنة ، فيبدأ المذهب الشيطاني من جديد ، انتشار النار في الهشيم في نسل تلك القلة ، وتخطف ريح لينة أرواح البقية المؤمنة ، وتبقى الأغلبية الكافرة ، وتجري الأزمنة مسرعة إلى حيث الساعة .
مراحل الطوفان القادم
هذا الطوفان الذي نتحدث عنه ، هو ما سيُعيد البشرية إلى ما كانت عليه ، بعد الطوفان الأول زمن نوح عليه السلام ، ليعيد التاريخ نفسه مرة أخرى . وهو يختلف بعض الشيء عن سابقه ، حيث ستكون بدايته من صنع البشر ، وسيأتي على عدة مراحل : -
المرحلة الأولى : أكبر وأبشع مذبحة ، في تاريخ الشعب اليهودي ، على يد العراقيين في فلسطين .
المرحلة الثانية : تحالف العرب مع الروس ، في حرب عالمية نووية ثالثة ، تنتهي فناء الحضارة الغربية ومظاهرها .(2/243)
المرحلة الثالثة : احتمالية عودة أجواء داحس والغبراء ، في المنطقة العربية ، فيما بعد الحرب .
المرحلة الرابعة : خروج المهدي من مكة ، وحروبه لضم الجزيرة العربية ، وإيران وتركيا ، والملحمة الكبرى مع الروس .
المرحلة الخامسة : سقوط عبدة المادة وظاهر الحياة الدنيا بين براثن الدجّال ، في حرب الجوع والعطش .
المرحلة السادسة : نزول عيسى عليه السلام ، والذبح النهائي للدجال وأتباعه من اليهود ، على مشارف القدس .
المرحلة السابعة : فناء من بقي من الشعوب الشرقية ، في حرب يأجوج ومأجوج ، وحصر الصفوة من عباد الله ، مع عيسى عليه السلام ، في جبال فلسطين .
المرحلة الثامنة : فناء يأجوج ومأجوج ، وتغيّر في جغرافية الأرض ، وعودة مناخها الفردوسي ( جنة آخر الزمان ) ، كما كانت على عهد آدم عليه السلام .
المرحلة التاسعة : عصر الأمن والسلام ، تحت حكم عيسى عليه السلام ، مكملا سنين عمره ، حتى يبلغ سن الكهولة .
* ملاحظة : المراحل تحمل ترتيبا زمنيا ، وقد يكون هناك اندماج بين المراحل ، أو تقديم أو تأخير ، والله أعلم .
إذا بقي البصر حيث موطئ القدم … فلن ترَ النجوم في بطن السماء … ولا القمر في ليل تمامه … ولا الشمس في عزّ الظهيرة … فمنذ هذه اللحظة …
ابدأ هدانا وهداك الله بصناعة الفُلك
وابذل قصارى جهدك في إتقان صنعته .. فلعلك تنجو من الغرق .. كلفته ليست باهظة جدا .. أو لا تُقدّر بثمن .. أو لا تُشترى بمال .. وحتى لو كانت كذلك .. فالنجاة أغلى وأثمن … هذا الفلك … خشبه صفحات من ذهب .. محصورة بين دفتي كتاب .. يقبع في إحدى زوايا المنزل .. ومساميره كلمات من نور .. إذا عرفت ما هو .. ستجد فيه رسالة أُنزلت من أجلك .. واجتهد كثير من الناس .. في حملها وبيانها … على مدى أربعة قرنا من الزمان .. لإيصالها إليك .. فلا تُذهب جهدهم أدراج الرياح ..(2/244)
قال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا ، أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ، وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ، وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ ، فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ ، فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16 الحديد )
وقال ( قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53 الزمر )
وقال ( فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) … وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155 البقرة )
أخي القارئ … تابع موقعنا على شبكة الإنترنت … وساهم معنا في نشر هذا الكتاب … بتوزيع نسخة على قرص مرن … أو مطبوعة على الورق … أو بإرسال دعوة لزيارة الموقع عبر البريد الإلكتروني
قال تعالى
( وَمَنْ أَظْلَمُ ، مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )
(140 البقرة )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
[ نهاية الكتاب ](2/245)