بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى نصارى مصر
جمع
loransarab@hotmail.com
قام بعمل الكتاب
وليد المسلم
walid9almoslm@yahoo.com(1/1)
مقدمة
أخي القارئ العزيز لا أريد أن يفوتك شئ من حلاوة بحث أريد أن أحبره لك تحبيرا أريد أن تشترط علي توثيق ما أحدثك به أريد منك أن تشترط علي توثيق أن البشارة بخاتم النبيين محمد مذكورة بالتوراة والإنجيل وأن تفسير كلمة يسوع هي المخلص الناجي أو الله خلاص ونجاء أي أن الله مخلصه ومنجيه وأن الذي صلب ليس المسيح بل يهوذا أو أحد الحواريين أريد أيضا أن أدلك على الفترة التي تعرف بالثماني عشرة سنه الصامتة أو المجهولة في حياة المسيح والتي تمتد منذ أن بلغ الثانية عشره إلى أن صار عمره ثلاثون عاما إلى آخر ما دبجته لك فيما سوف يلي وأنا لا أرضى لك أن تقفز على التفاصيل سريعا إلى نتيجة تشبع لديك فضولا ربما استثاره عنوان بحثي أي إلى معرفة مجمله غير مبال بالاشتقاق والتأصيل وكأن هذا أو ذاك لا يعنيك إن فعلت فسوف يفوتك الكثير لأن هذه التفاصيل لا تخلو من أسرار أريد أن أدلك عليها
ليس هذا بحثا في علم مقارنة الأديان ولكنه يعد واحدا من بين الأبحاث التي تشرفت بالكتابة عن السيد المسيح سبقه الآلاف والآلاف ولسوف يتبعه ما شاء الله من آلاف وأن الدين الإسلامي وخاصة القران معجز بذاته وكل مقارنة بينه وبين الكتب التي سبقته ظلم ظلوم وجهل مبين .
والمسلم عربيا وغير عربي يسلم بإعجاز القران تصديقا لقوله تعالى {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء وليس القران معجز بلغته فقط وإن كان في قمة الإعجاز اللغوي لأهل العربية في كل العصور مسلمهم وغير مسلمهم على السواء ولكنه معجز للناطقين بكل اللغات لأنه معجز بموضوعه معجز بمعانيه معجز بهيمنته على ما سبقه من الكتب وكلها غير عربي يصدقها فتصدق ويخالفها فيصدق هو .
(1/2)
والقران معجز بقائله أي بصدوره مباشرة عن الله تعالى فهو سبحانه في كل القران القائل المخاطب المحدث الراوي وليس لهذا نظير في الكتب التي سبقت فيها من قول الله وفيها من قول غير الله وأكثرها حديث الرواة عن النبي أو الرسول يستبين لك هذا مباشرة من مجرد القراءة في تلك الكتب غير محتاج في إثباته إلى دليل من خارجها بل إن أصحاب تلك الكتب لا يجادلونك في هذا وانما يسلمونه : التوراة كتابة الربانيين والأحبار بعد قرون من وفاة موسى عليه السلام والأناجيل منسوبة إلى الحواريين والآخذين عنهم بعد رفع المسيح عليه السلام وهم يسلمونه أيضا لأنه بين من عبارة الكاتب الذي يقول لك في التوراة (كتاب موسى) : وقال الله لموسى وذهب موسى , ومات موسى إلخ .. كما يقول لك في الإنجيل (كتاب عيسى ) : وتهلل يسوع بالروح .. وانطلق يسوع.. بل وأذهل من ذلك (حينما أرسل إليك ارتيماس او تيخيكس بادر أن تأتي إلي إلى نيكوبوليس لأني عزمت أن أشتي هناك تيطس 3-12 فهل الله يوحى بهذا الكلام !!! إنها لا تعدو أن تكون رسالة شخصيه يقول فيها بولس لصديقه إنه سيشتي في مكان كذا وفي عدد آخر يطلب بولس من صديقه أن يحضر له الجاكت ) الخ وهذا أشبه بالسيرة النبوية وكتب الحديث وهذه لا تسلم إلا بعد التمحيص والتدقيق وأنت لا تجد في القران عبارات مثل جاء محمد .. ذهب محمد.. تجد هذا في السيرة النبويه ولا تجده في القران ولكن أصحاب الكتب السابقة يؤمنون بأن كتبة التوراة والإنجيل كتبوا ما كتبوه بالهام من الله وبوحى من الروح القدس وأنت قد تسلم بالوحى للنبى ولكنك لا تسلمه قط للرواه فهم لم يدعوه بل أنت تقرأ فى إنجيل لوقا أن الكاتب يقول لك إنه لم يكتب ما كتب إلا بعد جمع وتمحيص وتدقيق وها هو كاتب إنجيل لوقا يفتتح إنجيله بهذا العدد (إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ(1/3)
قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به لوقا 1-1)
والذي ينبغي التنبيه إليه فيما يلي من أبواب هذا البحث أننا حين يلجئنا موضوع البحث إلى النقد فهو النقد الرصين نريد به وجه الحق تبارك وتعالى فنختصم المقولة ولا نشجب القائل فالهدى هدى الله عز وجل ولو شاء لهدى الناس أجمعين { قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (17) سورة الحجرات ومن فرائد العجائب في دين المسلمين أن الذي يسلم فهو يفوز بالإسلام وأيضا لم يخسر المسيح فهو دين قائم على قول الله عز وجل { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } (285) سورة البقرة ولا تستقيم لغير المسلم مع المسلم حجه إلا بالخوض في نبوة خاتم المرسلين.
والحقيقة إننا لا نطلب من النصارى ترك شئ من دينهم الذي جاء به الأنبياء إنما نطلب منهم ترك ما شرعه لهم القساوسة والملوك في العصر الروماني ومجامع صناعة الالهه (مثل مجمع نيقيه ) وأن يؤمنوا بكل الرسل والرسالات وما عدا ذلك فديننا ودينهم واحد هو دين الأنبياء جميعا .
ولماذا هم يرون أن رسالات الله ختمت بنبيهم فأين النص على مثل هذا في كتبهم كما تجده في القران على من ختمت به النبوة والرسالة {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (40) سورة الأحزاب أم اكتفوا بكلمة الله على رسولهم فلم تعد بهم حاجه إلى من يليه وأيهما أبين في الإعجاز وأيهما أنبل وأشرف أن يولد ابن الإنسان بشرا من عذراء أم يتأنس الإله ويتأله الإنسان
(1/4)
ولكن الذي يتوقف عنده الكثيرون وربما قل من يفطنون إليه هو أن اللغة العربية في عصر بدء نزول القران في مطلع القرن السابع للميلاد على قلة الناطقين بها يومذاك كانت هي دون منازع أرقى لغات العالم القديم ليس فحسب أرقاها بلاغة فصاحة وجمالا وانما أيضا بالمقياس اللغوي البحت أرقاها دقة وكمالا إنها لغة الإيجاز البليغ لغة اجتمعت لها كل الحروف وصحت المخارج : لا تندغم في الحلق ولا تتآكل على أطراف اللسان ولا تتحور في ذبذبات اللهاة فيها ما يقرع السمع عنيفا وفيها الدمث اللين وما بين بين لا تعرف اللواصق من رواكب وروادف تنحت الألفاظ والأوزان للمعنى وضده والمعنى وقريبه والمعنى والمشتق منه والمعنى والمتداخل معه ما أن يقع بصرك على اللفظ حتى يستعلن لك بكل معناه ودلالاته لغة تفننت في أوزانها ونوعت في تراكيبها طرائق شتى تمد بالإعراب أواخر الكلم تهمز وتسهل وتصل وتقف وتنون وترخم فما استعصى عليها نغم فاستحقت اللغة العربية يوم أن نزل القران أن تظفر هي بلغته والتقريع على أذان السامعين ببيانه
(1/5)
ونحن ننكر على البشر أن يعبدوا العباد ويتركوا عبادة رب العباد.. وننكر عليهم مغالاتهم في المسيح وقولهم أنه الله أو أنه بن الله , ومن هنا كان لزاماً علينا أن نوضح لهؤلاء الناس ما وقعوا فيه من تلبيس إبليس وما ذهبوا إليه من الضلال , فالله لا يولد أبداً في مذود للبهائم كما يقول كتابهم . فولدت ( أي مريم ) ابنها البكر ( أي المسيح ) وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل (لوقا2:7) والله سبحانه لا يولد من فرج امرأة ولا يبقي في رحم امرأة تسعة أشهر بين الدم والبول , والله لا يرضع أبداً من ثدي امرأة ولا يصبح طفلا صغيرا يبول ويغوط ويأكل ويشرب ويجوع ويعطش ويحتاج لمن يحميه , والله سبحانه وتعالي لا يمكن أن يضربه اليهود ويبصقوا في وجهه ويصفعوه علي وجهه , ثم يصلبوه ليصبح ملعون لأن كتاب النصارى يقول المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علّق على خشبة. (غلاطيه 3:7) وبعد الصلب يموت .. حاشا لله أن يتصف الله بهذه الصفات . فهذه مسبة لله والله ما سبه بها أحد من العالمين غير هؤلاء القوم وهذا افتراء على الله لا يقبله عاقل .
ومن أجل ذلك قمنا بجمع هذا البحث عسى الله أن يجعله سبباً لهداية النصارى وغيرهم من ضل عن سبيل الله .
(1/6)
وهذه دعوة مني لكل صاحب عقل راجح وضمير حي و من يصله هذا الكتاب أن يقرأه بكل إنصاف وليحكم عقله وضميره فيما يقرأه في ذلك الكتاب متخلياً عن كل عواطف ومشاعر قد تبعده عن الحق والصواب , وأن يتذكر يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . داعياً الله ربي بالهداية لكل من يقرأ كتابي هذا وأن يوفقه الله لما يحبه ويرضاه و لما فيه الخير والصلاح . ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه العلى وصفاته الحسنى أن يوفقنا للخير حيث كان ثم يرضينا به (فكم من مرة يظهر الحق للإنسان ولكنه يعاند ويستكبر أو يكون له أتباع فيشق عليه ترك ما هو عليه فإتباع الحق أصعب بكثير من معرفة الحق لذا فنحن نسأل الله أن نتجرد من حظوظ الدنيا في بحثنا عن الحق فإنها إما أن تكون جنة أبدا أو نار أبدا ) يقول الله في كتابه الكريم :إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)ويقول أيضاً :ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين(1/7)
إهداء
سيدي المسيح
لقد اختلفوا فيك وفرقوا دينهم وكانوا شيعا فبعد أن جئتهم بالتوحيد الخالص دينا قيما دين الحق إذا به يتعرض لغواشي من التعدد والتثليث
سيدي المسيح
لقد اشتقت المسيحية من اليهودية واليهودية صارمة في عقيدة التوحيد فإن الطريق الذي صار من أورشليم (مجمع تلاميذ المسيحية الأوائل) إلى نيقيه حيث أقرت عقيدة التثليث كان من النادر القول بأنه كان طريقا مستقيما
سيدي المسيح
على الرغم مما كان وهو كثير وخطير فلقد بدأ يظهر في الآفاق ما ينبئ بحتمية العودة إلى تعاليمك الأولى التي قلت فيها للقوم { اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ } (117) سورة المائدة أو بنص الإنجيل الرب إلهنا رب واحد (إنجيل متى 12-29)
يا سيدي لك مني الكثير والكثير من التعظيم والطيب من التحيات والتبجيل ولك مني هذا الإهداء وإلى لقاء يرتجى في ظل من وسعت رحمته كل شئ لقاء عسى أن يكون قريبا(1/8)
تمهيد
الحمد لله المتفرد بوحدانية الألوهية، المتعزز بعظمة الربوبية، القائم على نفوس العالم بآجالها، والعالم بتقلبها وأحوالها، المانّ عليهم بتواتر آلائه، المتفضل عليهم بسوابغ نعمائه، الذي أنشأ الخلق حين أراد بلا معين ولا مشير، وخلق البشر كما أراد بلا شبيه ولا نظير، فمضت فيهم بقدرته مشيئته، ونفذت فيهم بعزته إرادته. وأشهد أن لا إله إلا الله فاطر السماوات العلا، ومنشئ الأرضين والثرى، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ} [الأنبياء:23]. وأشهد أن محمداً عبده المجتبى ورسوله المرتضى، بعثه بالنور المضيء والأمر المرضي، على حين فترة من الرسل، ودُروس من السبل، فدمغ به الطغيان، وأكمل به الإيمان، وأظهره على كل الأديان، وقمع به أهل الأوثان، فصلى الله عليه وسلم ما دار في السماء فلك، وما سبح في الملكوت ملك، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثم أما بعد:
فهذا مجموع ميسر بحمد الله ونعمته جمعت فيه ما تيسر من مقالات وأبحاث لكبار أهل العلم وبعض المتخصصين في النصارى تسهيلا للقارئ ونصرة للباحث وعونا للداعية ولا أدعي فيه أني جئت بالجديد بل هي بحوث موجودة متفرقة بين الكتب ولكني نقبت عنها ورتبتها وزدت ما نقص منه وعزوت أغلب نصوص العهدين القديم والجديد أسأل الله العلي القدير أن يتقبل مني إنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين(1/9)
الفهرس
الباب الأول :نبذة تاريخية عن الديانة المسيحية
الباب الثاني:هل المسيح هو الله
الباب الثالث :الصلب والفداء
الباب الرابع: الثالوث
الباب الخامس : الكتاب المقدس
الباب السادس : البشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب المقدس(1/10)
نبذة تاريخية عن الديانة المسيحية
المقدمات التمهيدية لدراسة العقائد المسيحية :
نشأت الديانة المسيحية تقريبا قبل ألفي سنة ، وكانت فلسطين هي مهد هذه الديانة ، حيث ولد يسوع الناصري ( عيسى) في بلدة الناصرة في بيت لحم حدثت معجزات أثناء ولادة المسيح منها قصة المجوس والنجمة ، وقبل ذلك ولادته العجيبة من غير أب .
كانت فلسطين ذلك الوقت تحت سيطرة الرومان وكان حاكم فلسطين في عهد المسيح الحاكم ( هيردوس ).
مكث المسيح فيها فكانت طفولته في فلسطين ولأسباب غامضة هرب وأمه ورجل آخر كما يزعم المسيحيون وهو يوسف النجار خطيب مريم - هربوا إلى مصر .
وبعد عدة سنين عادوا إلى فلسطين ، ظهرت علامات النجابة على سيدنا عيسى ، وظهرت مقدرته الخارقة في الإقناع والخطابة ، وكان يجلس كثيرا في الهيكل - هيكل يزعم اليهود أنه لسيدنا سليمان عليه السلام - وهم ما يبحثون عنه اليوم وكان يلفت أنظار الأحبار اليهود .( اكتشاف وثائق البحر الميت عام 1947 بدأ يلقي الضوء على تلك السنوات الصامتة من حياة المسيح لقد بدأ يتضح للعلماء أن يسوع خلال تلك السنوات المفقودة كان تلميذا في المدرسة الأسينية ووجدوا مماثلة مفزعة بين تعاليمه وألفاظه وبين نظيرتها التي قالها الأسينيون ).
وكان وقت المسيح يوجد طوائف من اليهود وهم :طائفة الفريسيين (الربانيين ). طائفة الصدوقيين . طائفة السامريين
وكانت طائفة الفريسيين من أشد الطوائف تعصبا وبغضا للمسيح ، وكان لهم مجلس أعلى يقرر الأمور الدينية ويعرف باسم ( السهندريم ).
(1/11)
ولما بلغ المسيح سن الثلاثين بدأ يجهر بدعوته ، ويظهر الله على يديه المعجزات الخارقة للعادة . ولما ضاق اليهود به ذرعا ، شكوه إلى الحاكم الروماني ، والذي حقق معه فلم يجد المسيح مذنبا فهم بإطلاق سراحه ، ولكن اليهود رفضوا وأصروا على إعدام المسيح ، ولفقوا له تهمة الخيانة العظمى ، والإدعاء بأنه ملك اليهود . وبعد محاولات من اليهود ، رضخ الحاكم الروماني لمطلب اليهود وخيرهم بين إطلاق سراح أحد اليهوديان : ( يسوع أو برباس ) ولكن اليهود طلبوا إطلاق سراح السارق بارباس وإعدام المسيح .وفعلا نفذ الحكم على المسيح وقتل صلبا على خشبة الصلب وصار السيد المسيح مستحقا للعن لأنه قيل في الناموس (التوراة) : كل من يصلب على خشبة يكون ملعونا .هذه نظرة يسيرة لتاريخ المسيح كما يراها المسيحيون ، وإلا فإن المسلمون يخالفونهم فيما يذكرونه من صلب وقتل وما إلى ذلك .
ثانيا:مقدمة تعريفية في عقائد وممارسات المسيحيين لدينا في هذه النقطة عدة وقفات وأهمها :
1- مؤسس هذا الدين :
ينسب المسيحيين أنفسهم إلى المسيح ، والتسمية كما هي واضحة مشتقة من اسم السيد المسيح ، ومعنى كلمة ( المسيح ) أي الجسد المبارك الممسوح بالزيت المقدس !
(1/12)
فما هي يا ترى أسماء عيسى كما يذكرها الكتاب المقدس عند المسيحيين ؟أشهر اسم له هو المسيح ، والمقصود به هو من يمسح الناس بالزيت المقدس ، وقد وردت هذه التسمية في الإنجيل (لوقا / 26:2) .ومن اسماءه الشائعة (يسوع الناصري ) ، وكلمة الناصري نسبة الى بلدته التي ولد فيها وهي الناصرة في بيت لحم .وأما كلمة (يسوع ) فهي تعني : المخلص أو معين الله . ومن اسماءه (عمانوئيل ) وتعني : الله معنا وقد ورد ذكر هذا الإسم في إنجيل متى (32:1) .ومن اسماءه أيضا (كلمة الله ) ويقصد بها المسيحيون الكلمة الحقيقية والتي هي صفة الله ولا يقصدون بها الكلمة التكوينية إنجيل يوحنا (1:1). هذا فيما يخص أسماء المسيح ، ولكن المدقق والمتابع لتطور المسيحية يقطع بأن المؤسس الحقيقي للمسيحية ليس هو المسيح ، بل هناك شخص آخر كان أكثر فعالية ونشر وتبني وإضافة وحذف لهذه الملة وهو اليهودي (بولس) وهذا اليهودي الماكر كان قبل اعتناقه للمسيحية يدعى (شاول) وكان كما يقول عن نفسه وكما يقول عنه تلميذه لوقا في سفره (أعمال الرسل) من أشد أعداء المسيح وكان ينكل بالمسيحيين ويضطهدهم ويقتلهم وكان كما يزعم من طائفة الفريسيين المتعصبين ومما يثير الدهشة أن هذا المدعو لم يقابل أو يشاهد المسيح لما كان على الأرض ، بل اخترع قصة من عند نفسه وهي كما يلي يقول عن نفسه أنه كان من أشد أعداء المسيحية ، وأنه كان قد كلف من مجمع (السنهدريم) بإلقاء القبض على بعض المسيحيين بدمشق ، وأثناء طريقه من القدس الى دمشق ظهر له المسيح الرب من فوق السماء يقول له : شاول لما تطهدوني ؟؟ فقال له : من أنت يا سيدي !!! والى آخر هذه القصة المفبركة ! وبعد هذه القصة يقول بولس : أن المسيح عينه رسولا له وكلفه بتبليغ المسيحية . ولا يخفى مال لليهود من مكر ودهاء في تحريف الأديان . وبمجرد دخول بولس للمسيحية أدخل فيها معه معتقدات الوثنيين ومنها على سبيل المثال : القول بأن المسيح هو(1/13)
المصلوب ، وأنه صلب ولعن ليكفر خطايانا . إلغاء العمل بشريعة موسى مع أن المسيح قال : ( ما جئت لأنقض الناموس بل جئت لأكمل ). إلغاء الختان . عمم المسيحية على الوثنيين ، بعد أن جعلها المسيح خاصة باليهود ، وقد قال المسيح : إنما أرسلت لخراف بيت إسرائيل الضالة بل وكان المسيح ينهى عن الدخول على معابد الوثنيين وقد يعترض معترض الآن ويقول أن الديانة المسيحية كانت فعلا خاصة باليهود قبل أن يقوم المسيح من الأموات ولكنه بعد أن قام قال : اذهبوا وتلمذوا جميع العالم وقد ذهب بعض المحققين إلى أن هذه العبارة إلحاقية بإنجيل متى وأنها لم تذكر في بقية الأناجيل مع أن جميع الأناجيل قد ذكرت قصة دخول المسيح إلى أورشليم والتي قال فيها هذه الجملة ثم يقال لم اختص متى بالسماع دون غيره ؟ لقد اتفقت الأناجيل الثلاثة على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش . فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر هذا النص ولهذا الحديث بقية في ثنايا هذا البحث.
2-الكتاب المقدس عند المسيحيين .
النصارى اليوم يؤمنون بكتاب يطلقون عليه اسم ( الكتاب المقدس ) وهذا الكتاب ينقسم الى قسمين :العهد القديم . والعهد الجديد .
نبذة عن العهد القديم :يتكون العهد القديم من مجموعة ضخمة من الأسفار منها :
1-أسفار موسى الخمسة وهي : ( التكوين - الخروج - العدد - التثنية - اللاويون)
2-الأسفار التاريخية أو أسفار الأنبياء مثل : ( يشوع - القضاة - راعوث ....وغيرها ) وهي تسعة أسفار.
3-أسفار السبي وهي : ( عزرا - نحميا - أستير ).
4-الأسفار الشعرية وهي : ( أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد) .
5-الكتب النبوية أو التنبوآت وهي : ( اشعياء - ارميا - مراثي ارميا - حزقيال - دانيال ) .
7-الأنبياء الصغار ومنها : ( هوشع - عاموس - زكريا - حبقوق - يونان ) وهي إثنا عشر سفرا.
* موقف طوائف اليهود والنصارى من عدد أسفار الكتاب المقدس:
(1/14)
يؤمن الكاثوليك ب (47) سفرا وهي هذه الأسفار زائد ما يعرف بالأسفار القانونية أو ما يطلق عليها ( الأبوكريفا ) .
أما البروتستانت فلا يؤمنون بالأبوكريفا بل يؤمنون ب (39) سفرا فقط وهي ما تقدم ذكره .
أما اليهود السامريين فلا يؤمنون إلا بالأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام زائد سفر يشوع فقط .
نبذة عن العهد الجديد :أما العهد الجديد فهو ينقسم إلى :
1-الأناجيل الأربعة وهي :
إنجيل متى ( يزعمون أن كاتبه هو متى الحواري ، الذي كان يعمل جابيا للضرائب ) .
إنجيل مرقس ( وهو لكاتب مجهول وقيل هو لمرقس تلميذ بطرس الحواري المعروف باسم سمعان الصياد ) .
إنجيل لوقا ( هو أحد تلاميذ بولس اليهودي وكان عمله طبيبا ) .
إنجيل يوحنا ( وينسب هذا الإنجيل للحواري يوحنا لكن المحققون ينفون ذلك لأن أسلوب الإنجيل أسلوب فلسفي صعب يستحيل أن يكتبه أحد الحواريين البسطاء ، ويرجح المحققون إلى أن كاتبه هو يوحنا الأنطاكي أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية الفلسفية ) .
2-سفر أعمال الرسل لكاتبه لوقا .
3-رسائل بولس اليهودي ( وهي أربعة عشر رسالة ).
4-الرسائل الجامعة ( وهي سبعة رسائل )
5-سفر الرؤيا .
يعتقد النصارى أن هذا الكتاب المقدس كلمة الله ، وأنه حق وأنه لم يصب بتحريف ولا تبديل .
3-شعائر وعبادات المسيحيين .
وهذه نبذة مختصرة عن شعائر وعبادات المسيحيين :
1-ألوهية المسيح والثالوث الأقدس :وتعد هذه العقيدة هي ركن عقائد المسيحيين ، وهي اعتقادهم أن المسيح هوالله وهو ابن الله ، وأنهم ثلاثة شركاء منسجمين ومتحابين وهم : الآب . الابن. الروح القدس . وأنهم ثلاثة أقانيم ، والأقنوم كلمة يونانية تعني : ( المتميز - المتشخص )
(1/15)
2-الدينونة :وهي اعتقاد المسيحيين بأن الحساب في الآخرة سيكون للمسيح ، فهو قسيم الثواب والعقاب !ولا يعتقد المسيحيون بوجود جنة ولا نار ، بل يؤمنون بأن المؤمنين بالمسيح سيكونون في الآخرة مثل الملائكة وسيتحولون الى أرواح تجلس مع الله المسيح ، وأما الكفار فإنهم سيهوون في قعر الهاوية ، وهي الموت الأبدي.
وعلى كثرت فرق المسيحيين - ويهمنا الأساسية - فإنهم لا يؤمنون بنعيم ولا بعث جسدي حسي. فهم لا يؤمنون بجنة حسية، ولا بنار حسية، بل نعيمهم روحي، فالجنة عندهم عودة الروح إلى جوار المخلص الفادي يسوع المسيح، والنار عندهم هي الموت الأبدي والتردي في الهاوية. ومع ذلك كتابهم يذكر وجود الخمر في ملكوت الآخره ولكنهم غارقون في بحر التأويلات والرموز وما إلى ذلك من اجل الهروب من صريح النصوص انظر مثلا إلى المسيح وهو يعدهم بشرب الخمر في الملكوت( واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي إنجيل متى 26-29). ولذلك أنا دائما أنظر إلى المسيحية على أنها ديانة الرموز ( يحاولون دائما الهروب من صريح النص بحجة أن هذا يرمز لكذا مع أن كثير من تفسيرات الآباء الأولين تنكر التفسير بالرمز لأن الله لا يتعبد الناس بمعضلات رمزيه ) وأيضا ديانتهم هي ديانة الأحلام (فكثيرا ما يرددون أنهم يرون قديسين في مناماتهم وما إلى ذلك وكأن الله عاجز عن إظهار حجته من خلال كلماته فيضطر أن يظهر في المنام لهم وهذا من مكر الشيطان به وتجنيده لهم ولعبه بأدمغتهم في مناماتهم فالحق له نور إلى يوم القيامة ولن يضل طالبه طالما اجتهد وبحث وقرأ وتحرر من قيود التبعيه العمياء والخرافات البلهاء والله نسأل أن يشرح صدرونا للحق ).
أما بالنسبة لليهود، فهم طوائف، لكنهم في باب الجزاء العقاب والثواب طائفتان:
(1/16)
طائفة تنكر البعث بعد الموت أصلا !وطائفة ترى أن الجنة هي على أرضنا هذه وتؤمن بالجزاء والحساب وهو ما يمكن تسميته بالرجعة .
ملحوظة مهمة:الكتاب المقدس عند اليهود ( العهد القديم ) لا يذكر أي شيء عن اليوم الآخر!
3-الصلب :يقدس المسيحيون الصليب ، لأنه وبواسطة صلب المسيح كفرت خطايا البشر، والصليب عند المسيحيين شعار يذكر بالخلاص والكفارة من الخطية ومحبة الله !
4-الصيام :وهو الامتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيء من الحيوانات والدهون والاكتفاء بأكل البقوليات .
وطريقة أداء الصيام تختلف من فرقة الى فرقة ..فهناك فرقة جعلت الصيام أربعين يوما ومنهم من جعلتها مرة في الحياة ومنهم من جعلتها سبعة أيام .
5-الصلاة :ليس فيها لا ركوع ولا سجود ، بل هي عبارة عن أدعية وتسابيح وترانيم وأناشيد.. وتختلف عدد هذه الصلوات من طائفة الى أخرى .
6-التعميد :وهو تغطيس المسيحي الجديد أو المولود في ماء الكنيسة أو أي ماء ورشة بماء باسم الآب والإبن والروح القدس .
وهذه كناية عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب ، وتسمى عندهم بالولادة الثانية أو الولادة عن طريق الروح القدس بالحق والنار .
(1/17)
7-الاعتراف :وهو الإفضاء الى رجل الدين بكل ما يقترفه الإنسان من ذنوب وخطايا وهذا الإعتراف يسقط عن المعترف العقوبة بل يطهره من الذنوب .وكانوا قد ابتدعوا فكرة صكوك الغفران وكانت فكرة ابتداعها لها الكثير من الأسباب وبموجب دفع مبلغ على حجم الخطيئة يتم غفران الذنب ومسألة شراء صكوك الغفران وطمع الكنيسة في أموال الناس كانت مشكلة تؤرق كل نصراني لان هذا يشكك في عقيدته ومصداقية كنيسته وصدق كوليس حين أمتدح المال قائلا: (من يمتلك المال يستطيع نقل الأرواح إلى الجنة ) ومسألة صك الغفران أصلا مسألة حديثة تم تأسيسها للرد على التناقض القائل بأن المسيحي لازال يرتكب الخطيئة بعد الخلاص والفداء ولا زالت الآم الحياة موجودة كما هي ( لأنهم يعتقدون أن كل ألم يعانيه الإنسان كان سببه خطيئة آدم المتوارثه فأرسل الله إبنه الوحيد ليخلص الناس من هذه الخطيئة ولكنهم سقطوا في تناقض شديد فالمشاكل هي المشاكل والآلام هي الآلام فما قيمة الخلاص والفداء إذن فقالوا نجعل خطيئة أصليه وهي التي تم محوها بالصلب وخطيئة فرعيه وهي التي يرتكبها الإنسان وتسبب له الآلام ويحتاج إلى من يخلصه منها !!!!!!!! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .
(1/18)
8-العشاء الرباني :وهو عبارة عن خبز بلا خميرة ، و شراب خمر ، يقيم له النصارى قداسا معينا ثم يأكلونه ، لأن عندهم من أكل هذا الخبز فكأنما أكل لحم المسيح ، ومن شرب الخمر فكأنما شرب دمه ، وعلى ذلك يكون المسيح مختلطا فيه . وهو ما يسمونه بالقربان ولكن التساؤل هنا ألم يحرّم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أكل الدم فكيف به يسمح بأكل لحوم بشرية، ناهيك عن لحم ودم الإله ذاته ؟!وبما أنّ أكل الدم محرّم في العهدين القديم والجديد (تكوين 3:9؛ لاويين 10:17؛ أعمال 20:15). فالإدعاء ذاته بتحويل الخمر إلى دم الربّ فعلياً وتناوله يعتبر جريمة شنعاء في حقّ الربّ وتعاليمه السمحة ثم إن كتابهم المقدس يقول أن الرب لا يتغير(الرب لا يتغير ملاخى 3-6) وهم نقدوا أنفسهم وقالوا بتجسد الكلمة (والكلمه صار جسدا إنجيل يوحنا 1-14 ثم قالوا أن الخمر يتحول الى دم الرب والخبز إلى لحمه فما أعظمه من تناقد ) وما قدروا الله حق قدره ولهذا قال البروتستانت عن عقيدة الافخاريستا انها عقيدة كفار حيث يسجد الأرثوذكس للأيكونات ويقدسون هذا القربان ويقول الإمام رحمه الله : (( ان قولهم بأن القربان ذبيحة غير دموية يجعل قولهم بأن الخمر تحول الى دمه باطلاً ، وإن كان الدم موجودا – أي ان الخمر تحول إلى دمه – يكون قولهم ان الذبيحة غير دموية باطلاً) وأي فائدة من نزول الاله إلى الجوف النجس الذي ينطرد كل شىء منه أخيراً إلى المخرج ؟ بل كيف يمكن أكل الإله وهم يقولون أن الإله روح والحق أن هذا التعليم يؤدي إلى رفض الوحي والدين والحق، لأنه يلزِم العقل البشري بقبول التعليم بلا برهان، بل لمجرد سلطان الكنيسة وباسم الديانة ولابد أن تلعب الرموز هنا أيضا دورها حتى يهربوا من قوانين العقل والمنطق وحتى يصدقوا ما هم فيه من الباطل .
4-بعض المصطلحات الفرعية .
هذه نبذة عن بعض المصطلحات والتي سوف تتكرر لمن سيقرأ عن المسيحية ... وهي :
(1/19)
كلمة (التوراة ) كلمة عبرية تعني : التعاليم .
كلمة (الإنجيل) كلمة يونانية تعني : البشارة السارة أو الخبر المفرح .
كلمة (أورشليم ) وهي مدينة القدس حاليا وهي كلمة عبرية تعني : مدينة الله أو مدينة داود.
فرق المسيحيين :
الكاثوليك وهي كلمة رومانية تعني ( الدين العام ) وهم امتداد لطائفة الملكانية القديمة وهي طائفة الملك قسطنطين .
الأرثوذكس وهي كلمة تعني ( الدين الخاص ) وهم امتداد لطائفة اليعاقبة اتباع الراهب يعقوب البراذعي .( ومعظم نصارى مصر من الأرثوذكس )
البروتستانت وهي تعني ( حركة الاحتجاج ) وهو دين اصلاحي انتشر على يد المصلح الألماني مارتن لوثر وكالفن
الأمانة الكبرى:
(1/20)
إن أصول العقيدة النصرانية تتخلص فيما يسمونه بالأمانة الكبيرة وهذا نصها: { نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل مالك كل شيء مانع ما يرى وما لا يرى وبالرب الواحد يسوع بن الله الواحد بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت وصار إنسانا وحبل به وولد من مريم البتول وصلب أيام ( بيلاطس الملك ) ودفن وقام في اليوم الثالث ( من هذا المنطلق لهذه العقيدة عندهم عيد يسمى بعيد القيامة أي قيام المسيح بعد صلبه وللأسف الشديد أصبح المسلمون يوالون أعداء الله وعقيدتهم تفرض عليهم معاداتهم فالمولاة والمعاداة والحب في الله والبغض في الله هو الركن الركين في العقيدة الإسلامية ومن هدى المسلم أن يخالفهم ولا يعيد عليهم ولا يهنئهم ولا يشاركهم عيدهم بأي حال من الأحوال فالمسلم مطالب أن يظهر لهم البغض حتى يعلموا أنهم على الباطل لأن تهنئتهم تعطيهم الذريعة أنهم أهل حق فيتمادون في كفرهم وغيهم وعلى المؤمن أيضا أن يسأل الله لهم الهداية ويبطن الشفقة عليهم لأن الإسلام وإتباع الدين الحق هو نعمة من الله عز وجل وليس منة من الإنسان بل هو نعمة من الله ) وبعد ان قام كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأحياء والأموات . ونؤمن بروح القدس المحيي المنبثق من أبيه الذي بموقع الأب والابن يسجد له ويمجد الناطق بالأنبياء وبكنيسة واحدة مقدسة رسولية وبمعبودية واحدة لمغفرة الخطايا وتترجى قيامة الموتى والحياة والدهر العتيد آمين } .
- لقد قرر هذه العقيدة {318} أسقفا اجتمعوا في عهد قسطنطين عام 325م وفي عام 381م زادوا فيها ما يلي: { والأب والابن وروح القدس هي ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاثة خواص توحيد في تثليث في توحيد كيان واحد بثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة }
(1/21)
ويجب أخي القارئ معرفة أن هذه المجامع التي أنشئت بعد ثلاثمائة سنة من حياة المسيح ما هي إلا مصنعا لإنتاج الآلهة وتحريف الدين ليرضى أهل الغنى والضلال من الملوك الوثنيين الذين فرضوا الوثنية على الديانة المسيحية ووصمها بهذه الوثنية الإلحادية الكافرة (وسنبين في باب الفداء والصلب مصدر هذه العقيدة وهو أهم الأبواب التي أطالبك بإتقانها جيدا ) ويجب معرفة أن المسيحية الحقة لم تستمر إلا ثلاثمائة سنة بعد رفع نبيهم على عقيدة التوحيد الخالص والحنفية السمحة ثم بعد هذه الفترة عقدوا المجمع الأول وألهوا المسيح عليه السلام وفي المجمع الثاني عشر منحوا الكنيسة حق الغفران ( حق الغفران يذكرنا بصكوك الغفران في القرون الوسطى التي ظهرت في عهد مارتن لوثر أثناء عصور الظلام والفساد والطغيان الذي كان يصدر عن الكنيسة مما أدى إلى تكوين مناخ جيد لميلاد العلمانية اللادينية وانفصال الدولة عن الكنيسة ) والحرمان ولها أن تمنح ذلك لمن تشاء من رجال الكهنوت والقساوسة وفي المجمع العشرون قرروا عصمة البابا . . . . . . . . . . الخ.
حول الأمانة الكبرى وقفة مع العقل :
لقد جاء في الأمانة الكبرى التي هي الركن الركين في العقيدة النصرانية : أن الاب يعني الله صانع الكل لما يرى وما لا يرى وجاء فيها أن الابن يعني عيسى خالق كل شيء فإذا كان الله صانع كل شيء فما الذي خلقه عيسى ؟ وإذا كان عيسى خالق كل شيء فما الذي خلقه الله ؟ انه التناقض العجيب الذي تذهل منه العقول وكيف يكون عيسى قديم لا أولية لوجوده مع انه عندهم هو ابن الله والابن لابد من أن يكون أبوه أقدم منه ؟ وهل يوجد الابن مع الاب وكيف ؟!! وإذا كان المسيح هو الله بعينه فكيف يكون ابن وفي نفس الوقت هو آب ؟ وإذا كان المسيح غير الله فلماذا يحتمل خطيئة لم يفعلها هو ؟ ألا يعتبر هذا ظلم من الخالق ؟ ثم ألم يكن من العدل أن يحيي الله آدم ثم يجعله يصلب ليتحمل عقوبة خطيئته ؟
(1/22)
ثم أما كان الله قادرا على مغفرة ذنب أدم دون الحاجة إلى تلك الخرافات المضحكة , ثم ما ذنب البشرية الذين دخلوا في سجن إبليس قبل صلب المسيح في شيء لم يفعلوه ؟ ثم إذا كان الذي صلب ( الله ) صلب عن طيب خاطر كما يقولون فلماذا كان يصيح ويستغيث ؟ وهل يكون إلها من يصيح ويستغيث ولا يستطيع تخليص نفسه من أعدائه ومخالفيه ؟.
ثم لماذا يستحق الصليب هذا التعظيم والعبادة ولا يستحق الإهانة لأنه كان الأداة في صلب إلهكم كما تزعمون ( علما أن السيد المسيح عند رجوعه قبل قيام الساعة كما اخبر القران والحديث أول ما يفعله هو تكسير الصليب والدعوة إلى الإسلام ) فان قلتم لأنه لامس جسد المسيح , قلنا لكم صليب واحد لمس جسد المسيح ؟ وهل ملايين الصلبان الحديدية التي تصنعونها اليوم لمست جسد المسيح ؟ وإذا كانت الأمانة التي هي جوهر عقيدتكم تنص على أن الإله مات ثلاثة أيام فمن الذي أحياه بعد ذلك ؟ وإذا كان المسيح بيده أرزاق العالم فمن تولى شؤون العالم خلال مدة موته ؟ انه يوجد لدينا العديد من الأسئلة لا يجاب عنها إلا بالفرار منها وإلغاء العقل نهائيا ولنا سؤال أخير هل اليهود صلبوا الرب برضاه أم بغير رضاه ؟ فان كان برضاه فيجب أن تشكروهم لأنهم فعلوا ما يرضي الرب , وان كان صلبوه بغير رضاه فاعبدوهم لأنهم غلبوا الرب وصاروا أقوى منه لان القوي أحق بالعبادة من الضعيف , كما قال الشاعر :عجبا لليهود والنصارى والى الله ولدا نسبوه أسلموه لليهود و قالوا أنهم من بعد قتله صلبوه
فلئن كان ما يقولون حقا فسلوهم أين كان أبوه فإذا كان راضيا بأذاهم فاشكروهم لأجل ما صنعوه
وإذا كان ساخطا غير راضي فاعبدوهم لأنهم غلبوه
(1/23)
فهل بعد الحق إلا الضلال , فهل يعقل لنا أن ننادي كما ينادون اليوم بوحدة الأديان وإن كل الأديان على حق وان يتخير الإنسان فيما بينها ؟ وقد وضح الله طريق المؤمنين ومنهاج السالكين فقال : (( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) . وقال عليه الصلاة والسلام بعد أن خط خطا مستقيما وعلى جنبيه خطوط عن يساره ويمينه وقال إن هذا الخط المستقيم هو طريق الحق والسبل التي على جنبيه هي سبل الباطل وعلى راس كل طريق منها شيطان يدعوا المسلم ليحرفه عن طريقه المستقيم أو كما قال . فعليك أخي المسلم أن تعرف طريق الحق وتترك السبل التي تفرق بك عن سبيل الله إلى طريق الباطل والغي , بعد أن عرفت أن دينك هو الدين الحق وان ما سواه هو الباطل .
عقيدة الخلاص ولماذا يؤمنون ويقنعون بها :
إن القاعدة التي تنطلق في الكنيسة لعامة الناس أنه لا تسأل فتطرد أو تعترض فتهلك فهم عليهم أن يطبقوا ما يلقنهم به قساوستهم وإن خالف العقل حتى أن بعض القساوسة يرددون دون فهم فكيف يستطيع إقناع النصراني بهذه العقيدة وهو نفسه لم يستطع إقناع نفسه وهذا نص عقيدة الخلاص التي يسلموا بها فعليك أن تناقشها بعقلك وروحك هل هذه عقيدة؟!!! .
أن من يؤمن بهذه العقيدة يتخلص من الآثام التي ارتكبها وأن من لا يؤمن بها فهو هالك لا محالة .
ويقولون أن آدم بعد أن أكل من الشجرة صار كل من يموت من ذريته يذهب إلى سجن إبليس في الجحيم وذلك حتى عهد موسى ثم إن الله عز وجل لما أراد رحمة البشرية وتخلصها من العذاب إحتال على إبليس فنزل عن كرسي عظمته والتحم ببطن مريم ثم ولدته مريم حتى كبر وصار رجلا يقصد (عيسى) فمكن أعداءه اليهود من نفسه حتى صلبوه وتوجوا رأسه بالشوك وسمرو يديه ورجليه على الصليب وهو يتألم ويستغيث إلى أن مات ثلاثة أيام ثم قام من قبره وارتفع إلى السماء وبهذا يكون قد تحمل خطيئة آدم إلا من أنكر حادثة الصلب أو شك فيها .
(1/24)
فهل يعقل لأحد أن يصدق هذه الخرافات فإنهم الضالين كما وصفهم القرآن الكريم في محكم آياته .
لماذا قررت المجامع ألوهية عيسى؟
إن المجامع النصرانية التي ظهرت بعد ثلاثمائة سنة من رفع المسيح ما كانت إلا هيئة ومصنع لإصدار الأوامر وإفساد المسيحية وتأليه عيسى وأمه وعصمة البابا ورجال الكنيسة كما تقدم ولقد وضعوا أسبابا بها يبررون ألوهية عيسى وسنرد عليها إن شاء الله في حينه وهي:
1- ورود نصوص في أناجيلهم المحرفة التي نقلها بولس اليهودي .2- إحياءه الموتى .3- ولادته من غير أب .
ويجب ملاحظة أن إنجيل يوحنا لم يكتب إلا بعد حوالي ستين عاما من رفع المسيح فمثل هذا كيف يحفظ ما قاله المسيح مع العلم بأنهم قد أخذوا أغلب ما في إنجيل يوحنا من رسائل بولس اليهودي فكيف تقبل رسائل مثل هذا الرجل الذي كفره البابا ( إنجيل برنابا أصدر البابا أمرا بعدم تداوله (قبل ظهور الإسلام) بين النصارى لاحتوائه على التوحيد والكثير من الأشياء التي تتفق مع الإسلام والبشارة الحقيقة بمحمد عليه السلام وقد اكتشف هذا الإنجيل وطبع وهو أقرب الأناجيل للحقيقة ) في مقدمة إنجيله ولقد جاء في دائرة المعارف الفرنسية التي كتبها غير مسلمين أن إنجيل يوحنا ومرقص من وضع بولس اليهودي وجاء في دائرة المعارف الكبرى التي اشترك في تأليفها أكثر من 500 باحث من غير المسلمين أنهم أكدوا وقوع التحريف والتزوير في الأناجيل واعتبروا قصة الصلب وما فيها من تعارض وتناقض أكبر دليل على ذلك كما أكدوا أن كاتبي هذه الأناجيل قد تأثروا بعقائد البوذية والوثنية القديمة (كما سيأتي تفصيله فيما بعد) .
ولقد كانت الأدلة الواهية التي بها ألهوا عيسى ناتجة عن قصور إدراكهم والفهم الخاطئ في تأويل النصوص.
(1/25)
فلقد أخطأوا في فهم فقرات من الكتاب المقدس مثل ما جاء في سفر إرمياء النبي وهو يتحدث عن ولادة المسيح ( في ذلك الزمان يقوم لداود ابن هو ضوء النور . . . إلى قوله ويسمى الإله ) .فإنهم يفهمون من ذلك أن هذا النبي اقر بألوهية المسيح ومثل هذا النص إن صح عن نبي من الأنبياء إنما يقصد بذلك أن يحكي عن شيء سوف يقع في المستقبل ( من الغيبيات ) ولا يقصد انه يقر ذلك , ومعنى النص انه سيقوم ولد من نسل داود يدعو الناس إلى الدين ويؤيده الله بالمعجزات ( كإحياء الموتى وإبراء الأعمى والأبرص بإذن الله ) فيطلق عليه اسم الإله !!. فهذا مجرد تنبؤ بشيء سيحدث في المستقبل , ولقد حدث فعلا فارسل الله هذا الولد من نسل داود وايده بالمعجزات ولقد سمي بالإله بعد ذلك مما يدل على تحقق النبوة , وليس دليلا على ألوهيته , ومما يؤيد ذلك ما جاء في مزمور داود أن الله عز وجل قال لداود عليه السلام انه ( سيولد لك ولد ادعى له أب ويدعى لي ابن , اللهم ابعث جاعل السنة ( اي محمد صلى الله عليه وسلم ) كي يعلم الناس انه بشر ) . فإنهم يستدلون بذلك على أن الكتب المقدسة أشارت إلى أن المسيح ابن الله , وإنما المراد منها الإخبار عما سيقع في المستقبل , وفعلا بعث الله هذا الولد من نسل داود وادعى الناس انه ابن الله ثم أرسل الله صاحب السنة وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين لهم انه بشر وأقام الحجة عليهم وبهذا تحققت النبوة بضلال هؤلاء الناس الذين الهوا المسيح وجعلوه ابنا لله بغيا وعدوانا وبعد ذلك كله أرسل الله خاتم النبيين الذي وضح لهم أن الباطل ما كانوا يفعلون وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .جعلوا الثلاثة واحدا ولو اهتدوا لم يجعلوا العدد الكبير قليلا(1/26)
هل المسيح هو الله
وهنا سنرد على جميع استدلالات النصارى بأن المسيح هو الله ولا تنسى أن عقيدة النصارى فى المسيح أنه إله كامل وإنسان كامل ولاهوته (أى الجزء الإلهى الذي فيه )لم يفارق ناسوته (أى الجزء الإنساني الذي فيه) لحظة .
والان هذه أدلة النصارى التي بها يقولون أن المسيح هو الله :-
1- ولادة المسيح بغير أب:
إن وجود المسيح من غير أب لا يمكن مطلقاً أن يكون دليلاً على لاهوته ، إذ أن جميع الحيوانات والطيور والحشرات بل إن جميع الجراثيم والفطريات أوجدها الله في الأصل من غير أب ولا أم بل الأقرب إلي ذلك آدم عليه السلام فقد وجد بلا أب ولا أم ! فهل نتخذ من أعجوبة خلق آدم بلا أب ولا أم برهاناً على ألوهيته ؟!
لقد خرج المسيح في بني إسرائيل في مرحلة تاريخية اتسمت بمنتهى العتو والجبروت والتكبر لليهود وأنت تكاد تحس من ثنايا أسفار العهد القديم أنهم جعلوا الله إلها قوميا لبنى إسرائيل يقول كاتب سفر الملوك الثاني [ 5 : 15 ] : ((قد عرفت انه ليس اله في كل الأرض إلا في إسرائيل.) فكان أن أرسل الله إليهم أخر إنذار قبل أن تنتقل الرسالة من بنى إسرائيل إلى العرب فكان أن جاء المسيح في هذه الفترة التاريخية آية لهم عن طريق الميلاد العذري المعجز حتى لا تكون لهم حجه في عدم إتباعه. لقد شاءت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تشهد الإنسانية هذه الولادة العجيبة للمسيح عليه السلام كي تتلفت من خلالها إلى قدرة الله ، إن عز عليها أن تتلفت إلى العجيبة الأولى - خلق آدم - التي لم يشهدها إنسان ، وثمة حكمة ثانية ، وهي إعادة التوازن الروحي لبني إسرائيل الذي غرقوا في المادية ، فكانت ولادة المسيح الخارقة إعلاناً لعالم الروح
(1/27)
والله سبحانه وتعالى خلق آدم من تراب ، ثم قال له كن فيكون ، لما نفخ فيه من روحه ، فكذلك المسيح نفخ فيه من روحه وقال له كن فيكون ، ولم يكن آدم بما نفخ الله فيه من روحه لاهوتاً وناسوتاً بل كله ناسوت فكذلك المسيح كله ناسوت
وصدق الله إذ يقول في سورة الزخرف : (( إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ )) ويقول جل جلاله في سورة المؤمنون الآية : 50 : (( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
يقول العلامة أحمد ديدات في إحدى مناظراته :
لو تخيل أحدنا انه كان يعين مريم عليها السلام أثناء الوضع قبل 2000 عام في مذود للبقر كما يحكي الإنجيل ، أكان يتخيل للحظة أن ذلك المولود الصغير الملطخ بالأقذار النازل من فرجها هو رب العالمين ؟!!إن العقل البشري ينفر من هذه الفكرة !علماً بأن هذا المولود الصغير الذي هو صورة الله حسبما يؤمن المسيحيون قد نجس أمه 40 يوماً بعد الولادة كأي مولود طبقاً لما جاء في انجيل لوقا [ 2 : 22 ] فهو يقول :(( ثم لما تمت الايام لتطهيرها ( أي مريم ) حسب شريعة موسى ، صعدا به ( أي المولود ) إلي أورشليم ليقدماه إلي الرب ))فهل هذا المولود الذي نجس أمه 40 يوماً هو صورة الله
ولقد ذكر بولس في رسالته للعبرانيين [ 7 : 3 ] من هو أولى بالألوهية من المسيح إذا اعتبرنا عدم دخول الأب في تكوين الجنين دليلاً على الألوهية ، فملكى صادق وهو الكاهن الذي كان معاصراً لإبراهيم عليه السلام يقول عنه بولس انه : (( بلا أب بلا أم بلا نسب بلا بداءة أيام له ولا نهاية حياة ))ان هذا يفوق المسيح في كونه بلا أم ولا أب وبلا بداية !هل نعتبر ملكي صادق إلها لمجرد أنه بلا أب ولا أم ولا بداية أيام له ولا نهاية أيام ؟؟؟
2-المسيح روح الله : وهذه هي الحجة الثانية التي بها يتعلقون لإثبات ألوهية السيد المسيح.
(1/28)
هل المسيح هو الوحيد الملقب بروح الله ؟؟؟؟
وقد ورد في سفر التكوين [ 41 : 38 ] في حق يوسف عليه السلام : (( هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ؟ ))وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [ 4 : 1 ] قوله : (( أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح ، بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله ؟ ))إن قول يوحنا : (( لا تصدقوا كل روح )) يفيد أن الروح شخص .ويوضح المعنى بجلاء ما ورد برسالة يوحنا الأولى [ 4 : 4 ، 6 ] قوله :(( نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ، ومن ليس من الله لا يسمع لنا ))فالشاهد فيه قوله :(( انتم من الله )) و (( نحن من الله )) ومعناه أننا وإياكم أرواح هادية علوية خيرية .وقوله : (( هم من العالم )) و (( من ليس من الله )) ومعناه أنهم أرواح ضالة مضلة أرضية شيطانية شريرة .
معنى إضافة الروح إلي الله :
( أ ) إن إضافة الشيء إلي الله في الأسفار الكتابية هي إضافة تشريف ، وليس هذا أسلوبا مستحدثاً ولا من مبتكرات اللغة العربية وحدها ، بل هو قديم جداً طبقاً للآتي :1 – ورد بسفر التكوين [ 23 : 6 ] عن بني حث وقولهم لإبراهيم :(( أنت رئيس من الله )) أي رئيس عظيم
2 – ورد في المزمور [ 36 : 6 ] :(( عدلك مثل جبال الله ))إن إضافة الروح إلي الله إضافة احتراز عما يقوله اليهود في المسيح ، إذ أن أعداء المسيح من اليهود كانوا غير مصدقين أن به روح خيري قدسي ، بل كانوا يعتقدون أنه بالذات روح شيطاني نجس وإليك الادلة :
( 1 ) كتب مرقص في [ 3 : 22 ] عن المسيح :(( وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا : إن معه بعلزبول ، وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين ))( 2 ) كما كتب مرقص في [ 3 : 30 ] عن المسيح :(( لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً ))
فرد عليهم القرآن الكريم بأنه روح من الله فإضافة الشيء إلى الله لا تزيد على أن تكون إضافة تشريف ورد قوله تعالى : (( ناقة الله )) في سورة الشمس : الآية 13
3- المسيح كلمة الله:
(1/29)
فالمسيح الذي يتحرك ويتنقل من مكان إلى مكان كيف يكون هو كلام الله الذي هو صفة من صفاته قائمة به سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وكذلك ما يقال أنه حل في المسيح أو تدرع به من اللاهوت فإن ذلك اللاهوت إن كان هو كلام الله القائم به امتنع أن ينتقل عنه ويحل بغيره وإن كان اللاهوت هو المتكلم بالكلام وهو الجوهر الجامع للأقانيم فذلك هو رب العالمين الذي تسميه النصارى الأب فيكون المسيح هو الأب والنصارى مجمعون على أن المسيح ليس هو الأب ومجمعون على أنه إله يخلق ويرزق وهذان قولان متناقضان يظهر تناقضهما للعاقل من الصبيان فإن الذي تدرع المسيح إن كان هو المتكلم فهو الأب وإن كان هو الكلمة فالكلمة صفة لا تفارق الموصوف وتحل بغيره وإن كان كما قالوا أن نور الله ظهر عليه كشعاع الشمس على الأرض قلنا لا فرق إذن بينه وبين الأنبياء غيره فكلهم نالوا هذه المنزلة أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ (22) سورة المجادلة ثم إن الشمس نفسها لم تحل في الأرض ولا النور الذي قام بها فارقها وانتقل إلى الأرض ولكن إذا قابلتها الأجسام انعكس عليها شعاعها فالشعاع الحاصل على الأرض ليس هو عين ما قام بالشمس بل حدث بسبب المقابلة فنور الشمس صفة لا تقوم في غيرها والشمس ذاتها عين قائمة بنفسها والضوء الحاصل على الحيطان عرض من الأعراض وليس قائم بذاته وبذلك يبطل قولهم بألوهية المسيح
يستدل المسيحيون على لاهوت المسيح المزعوم بما ورد في افتتاحية إنجيل يوحنا حيث يقول النص : (( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله ..))وهم يقولون أن الكلمة هنا هي المسيح
وللرد على هذا الاستدلال نقول :بالتأمل في هذا النص سنجد أن فيه إبطال لعقيدة التثليث ، لأنه يتحدث عن الله والكلمة فقط ولا يوجد أثر للأقنوم الثالث المزعوم وهو الروح القدس
(1/30)
ثانيا : ان قول يوحنا : (( وكان الكلمة الله )) يؤدي إلى القول أن الجسد هو الله لأن يوحنا يقول : (( والكلمة صار جسداً )) في نفس الإصحاح وهنا أصبح للكلمة كيان مستقل إلهي !! وهذا تصور شيطاني لا عقلاني لا يقبله إلا وثني .
ثم إذا كانت الكلمة هي الله والكلمة صارت جسداً فهذا يعني صيرورة الله جسدا وهذا تغيير في الله وكتابهم يقول أن الله لا يتغير [ ملاخي 3 : 6 ]
ثم أن هذه العبارة تستلزم لوازم باطلة في حق الله سبحانه وتعالى لأنه إذا كانت الكلمة هي الله والكلمة صارت جسداً كما هو ظاهر النص فهذا يعني أن كل ما وقع لهذا الجسد من قبل اليهود من ضرب وجلد هو واقع على الكلمة لأن الكلمة صارت جسدا ، وهذا من أبطل الباطل في حق الله الكامل المنزه عن كل نقص !
ثالثاً : لا يوجد في الأناجيل الأربعة وما ألحقوه بها من رسائل دليل واحد على ان المسيح أشار إلى نفسه بأنه الكلمة .
في البدء كان الله، و كان الله عند الله ! و كان الله هو الله، الله كان في البدء عند الله !! ]
ولاشك أن هذا المنطوق يجعل افتتاحية يوحنا نصاً مختل المبنى غير مستقيم المعنى، بل لا معنى له و لا يصح .
و من البديهي أن الشيء لا يكون عند نفسه، فلا يصح أن نقول كان زيد عند زيد!!
أما على التفسير الذي ذكرناه، فإذا صار الإله المُنَكَّر بمعنى الكائن الروحي العظيم الذي هو غير الله، صح أن نعتبره كان عند الله.
خامساً : ولكي نتأكد من صحة التفسير الذي ذكرناه لنسأل يوحنا عن ما هي العلاقة عنده بين المسيح عليه السلام والله سبحانه من خلال ما سطره في إنجيله :يوحنا [ 13 : 16] : (( الحق الحق أقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله . ))
(1/31)
الكاتب هنا واضح جدا ، الله اعظم من من يرسله أو الراسل أعظم من المرسل ، فإذا كان الرسول ليس بأعظم من مرسله كما يقول المسيح ، وان هناك فرق بين الراسل والمرسل ، فالنثبت من كلام يوحنا أن الابن قد وقع عليه الإرسال وانه مرسل من الله :
قال يوحنا في رسالته الأولى : (( ان الله قد أرسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]ويقول : (( الآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي )) [ يوحنا 5 : 37 ]و هل من يريد ان يقنعنا ان المسيح و الله واحد يكتب مثل هذا ؟؟
يوحنا [ 14 : 28 ] (( سمعتم اني قلت لكم أنا اذهب ثم آتي إليكم .لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لاني قلت امضي إلى الآب .لان أبى اعظم مني .))هل يستطيع أي شخص أن يذهب الى نفسه و تكون نفسه اعظم منه لاحظ نحن ننقل كلام يوحنا !
يوحنا [ 17 : 1 ] (( تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحو السماء وقال أيها الآب قد أتت الساعة .مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا ))
و هذه معناها على مذهبهم انه يخاطب نفسه قائلا مجدت نفسي حتى امجد نفسي !!!!و الخلاصة هنا ان هذا العدد فى بداية انجيل يوحنا لا ينسجم حتى مع بقية الإنجيل يوحنا نفسه
هذا وان جميع المفسرين من السلف ذكروا أن معنى تسمية المسيح بكلمة الله ، أي أن الله سبحانه وتعالى _ قد خلقه بالكلمة وهي (كن ) ، وأن الكلمة نفسها ليست ذات المسيح ، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة .
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران : (( قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )) (آل عمران : 47)وورد في سفر اشعيا [ 2 : 3 ] قوله : (( لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب ))
يكون إنما سمي المسيح بالكلمة على معنى أنه الكلمة السابق بها الوعد ، والبشارة من الله لأنبياء الشريعة
(1/32)
لقد انفرد يوحنا بذكر هذه العبارة في صدر إنجيله وهي عبارة في غاية التهافت والركة فهو يقول : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله )) وهذا كما ترى عزيزي القارئ كلام مضطرب من جهة لفظه فإن ذلك بمنزلة قول القائل : الكلام عند المتكلم والمتكلم هو الكلام ، والعلم عند العالم والعالم هو العلم ، والدينار عند الصيرفي والصيرفي هو الدينار ، وذلك هو الجنون .
يقول الأستاذ أحمد السيد موسى في معرض رد على هذه العبارة :
مما يؤكد تناقض الإنجيل وتحريفه ، أنه قد جاء في أول يوحنا كلام غريب لا يقبله إلا من فقد عقله ، حيث يقول العدد : (( في البدء كان الكلمة . والكلمة كان عند الله . وكان الكلمة الله )) يعني أن عيسى كان في بدايته كلمة ، وهل الكلمة هي التي تنطق بنفسها أم ينطق بها غيرها ؟
لا شك أن الكلمة تأتي من نطق الغير بها ، إذاً من الذي نطق بكلمة كن عيسى فكان ؟ أليس هو الله ؟ ومعنى أن الكلمة كانت عند الله ، أي نطق الله بها وهي كلمة كن عيسى فكان . .أما أن تتحول الكلمة التي نطق الله بها فتكون هي الله نفسه في الوقت فهذا جنون ، هل رأيت إنساناً نطق بكلمة ، ثم تحولت هذه الكلمة في الحال لتصبح هي نفس الإنسان الذي نطبق بها ؟!
هل تتحول القصيدة التي ألقاها شاعر إلى أن تكون هي نفس الشاعر ؟! أم ان الشاعر هو ناطق ، والقصيدة منطوقة بفمه فيكون هو ناطقها أي موجدها وصانعها ، والقصيدة مصنوعة مصوغة بإرادته ؟ إن أدركت هذا ، فافهم الفرق بين الله تعالى الخالق وبين عيسى المخلوق بكلمة الله وقدرته
(1/33)
وإن قلت أن الكلمة هي صفه لله قلنا وهل الصفة تنفصل عن الموصوف ثم كيف يتم تسمية الصفة باسم الذات فأنتم سميتم المسيح بأنه الله وهذا يدخلنا في مبحث أخر وهو مبحث التجزيء والتبعيض الذي لا يجوز على الله لأنكم تقولون أن المسيح أقنوم من ثلاثة أقانيم وكل هذه الخزعبلات السابقة لا تجوز على الله بحال !!!!!! وإن قلتم أن الله قادر على كل شئ قلنا وهل الله قادر أن يجعلني أنا كاتب هذه العبارات إله عظيم وهو عبد عندي ؟؟؟ هل الله قادر أن يخلق حجر لا يستطيع رفعه فأنت إن أثبت قدرته على خلق هذا الحجر ستثبت عجزه عن رفعه فأنت مثبت عجزه لا محالة إذن لا يوجد للخروج من هذا المأزق العقلاني إلا الحل الإسلامي الذي يقول بأنه هناك أشياء لا تجوز على الله ومن هذه الأشياء التي لا تجوز على الله عظيم السماوات والأرض أن يتجسد في جسد إنسان لماذا؟؟؟ لأن الله ليس إنسان كما في سفر العدد (23-19) فالإنسان رمه أيوب 25 : 8 فكيف تجيزون على الله مثل ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ووالله لا يقل مثل ذلك إلا إنسان يسب الله عز وجل ويشتمه {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر وإذا أردت أن تعرف لماذا النصارى يسبون الله ويشتمونه بمجرد قولهم بتجسده في شخص المسيح فانظر صفات الرب عندهم
الرب خلق مريم إلا أنها ولدته لأن بطنها احتوته!!!(( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا )) متى 1 : 18
الرب له أخوة وأخوات !!!(( ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ، أليس هذا ابن النجار ، أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا ؟ )) متى 13 : 54-55
الرب مُرسل من غيره !!!(( أنا هو الشاهد لنفسي ويشهد لى الآب الذي أرسلني )) يوحنا 8 : 18
(1/34)
الإله صار رمَّة ودوده !!!يدعي النصارى ان رب العالمين صار إنسانا وعاش على الأرض والكتاب المقدس يقول (( فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود )) أيوب 25 : 8 ويدعون أن الله نزل وعاش على الأرض والكتاب المقدس يرد عليهم قائلاً : (( هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك )) ملوك الأول 8 : 28 ويقول الكتاب : (( فاسمع أنت من السماء مكان سكناك )) ملوك الأول 8 : 39
الرب يهرب من اليهود !!!(( وكان يسوع يتردد بعد هذا فى الجليل ، لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه )) يوحنا 7: 1 (( فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه فلم يكن يسوع يمشى بين اليهود علانية )) يوحنا 11: 53-54
الرب صار لعبة في يد الشيطان يحركها كيفما يشاء وصار الشيطان يجربه !!! ولا تنسى أن الرب لا يجرب (ان الله غير مجرّب رسالة يعقوب 1-13)
(( ثمَ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً.)) متى 4 : 1 _ 11
الإله حمامة !!!(( فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ )) متى 3 : 16-17
الإله خروف !!!(( وهؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه ربُّ الأرباب وملك الملوك )) رؤيا يوحنا 14 : 17
(1/35)
الرب يجهل وقت الحصاد !!!(( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ )) مرقس 11: 12-13
الاله مخرب !!!(( وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون)) مرقس 11 : 12-14
الرب تعبان !!!(( فإذا كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر )) يوحنا 4 : 6
الرب ضعيف !!!(( وظهر له ملاك من السماء يقويه )) لوقا 22 : 43
الرب يحاكم !!!يحكي الإنجيل انه : تمت محاكمة يسوع أمام رئيس الكهنة وأمام الوالي بيلاطس وأمام هيرودس بينما نفاجئ بأن الرب يقول في سفر إرميا : (( لأنه من مثلى؟ ومن يحاكمنى؟ ومن هو الراعي الذي يقف أمامي؟ )) إرمياء 49 : 19
الإله ملعون !!!لأنه مكتوب : ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة سفر التثنية [ 21 : 23 ]
الإله قاسي القلب عديم الرحمة !!!(( إن كان الله معنا فمن علينا، الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين )) رومية 8: 31-33
ونحن نسأل :هل الذي قال عنه الكتاب :(( العلي المتسلط على مملكة الناس )) دانيال 4 : 17 يوضع في قبر ؟
هل الذي قال عنه الكتاب :(( لا مثيل لك يارب ، عظيم أنت ، عظيم اسمك ، في الجبروت )) إرمياء 10 : 6 يوضع في قبر ؟
(1/36)
وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا أن الله سبحانه وتعالى هو إله المسيح رسالته إلى أفسس 1 : 16 _ 17 : (( لاَ أَنْقَطِعُ عَنْ شُكْرِ اللهِ لأَجْلِكُمْ وَعَنْ ذِكْرِكُمْ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى يَهَبَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ حِكْمَةٍ وَإِلْهَامٍ: لِتَعْرِفُوهُ مَعْرِفَةً كَامِلَةً ))
فهذا بيان صريح في أن الله أبو المجد هو إله يسوع ، وبالتالي يسوع عبده ، وهذا ينفي نفي قاطع لإلهية المسيح لأن الإله لا يكون له إله. إن الله سبحانه وتعالى مذكور مراراً على انه رب المسيح و إلهه ، وان الله سبحانه وتعالى موصوف بـ : (( الله أبو ربنا يسوع المسيح )) [ رسالة بطرس الأولى 1 : 3 ]وكيف يكون المسيح هو الله وبولس يخبرنا أن المسيح ما هو إلا وسيط بين الله والناس ؟ رسالته الأولى الى تيموثاوس 2 : 5
وصدق الله العظيم إذ يقول :{ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ( الحج:74 ) هل علمت الآن كيف شتم النصارى الله بمجرد إثبات تجسده يروي البخاري في صحيحه : ( شتمني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، وكذبني ابن آدم، وما ينبغي له ذلك، أما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن لي كفواً أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته.)
4-المسيح وإحياء الموتى :
أخر ما يحاول النصارى التمسك به من حجج لإثبات ألوهية السيد المسيح عليه السلام يقولون أنه أحيا موتى ولا يحيي الموتى إلا الله وحده ونحن نقول لهم الله وحده يحيي الموتى ولكنه يعطي بإذنه أيضا إحياء الموتى لبعض أنبيائه ويذكر الكتاب المقدس كثير من الأنبياء جرى على أيديهم إحياء للموتى ومنها:-
(1/37)
1-حزقيال أحيا جيش (وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما فتنبأت كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا سفر حزقيال 37-10)
2-إيليا أحيا طفل (فاخذ ايليا الولد ونزل به من العلية الى البيت ودفعه لامه.وقال ايليا انظري.ابنك حيّ. سفر الملوك الأول 17-23)
3-أليشع أحيا ميتا (وفيما كانوا يدفنون رجلا إذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر اليشع فلما نزل الرجل ومس عظام اليشع عاش وقام على رجليه سفر الملوك الثاني 13-21)فهل كل هؤلاء الهه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و نقلت الأناجيل الأربعة عن المسيح تصريحات متكررة يعلن فيها بكل وضوح أنه كان لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا ، و لا يفعل إلا ما أقدره الله تعالى عليه و أمره به ، و أن ما لديه من سلطان و ما أوتيه من قوة، هو مما منحه الله تعالى و دفعه إليه. و في كل هذا نفي صريح لإلهية المسيح و تأكيد واضح لعبوديته لله عز و جل و افتقاره إليه. و فيما يلي بعض النصوص في هذا المجال :(1) جاء في إنجيل يوحنا : [ 5: 19 ](( فأجاب يسوع و قال لهم: الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل )) .
(1/38)
إننا نقول للمبشرين إذا كان المسيح إلهاً لقيامه بالمعجزات فكان الواجب أن ينسبها لنفسه ، أما وقد ذكرت أناجيلكم أن عيسى كان ينسبها إلى الله فهذا يبطل زعمكم بألوهيته فقد كان المسيح قبل أن يقوم بالمعجزه يتوجه ببصره نحو السماء ويطلب الله ويشكره طبقاً لما جاء في إنجيل يوحنا عندما أحيا ليعازر [ 11 : 41 ] وإليك النص : (( وَرَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي )) انه عندما أحيا المسيح العازر وصنع هذه المعجزة أمام الجموع نجد أن غاية ما طلبه المسيح من هذه الجموع بعد قيامه بالمعجزة هي أن يشهدوا له بالرسالة فقط أي أنه رسول من عند الله كباقي الرسل.
5- رفع المسيح إلى السماء :-
ومن حججهم أيضا المضحكة في محاولة مستميتة لإثبات ألوهية السيد المسيح عليه السلام أنه رفع إلى السماء حيا أليس في كتابكم المقدس أخنوخ (إدريس عليه السلام) أيضا رفع إلى السماء حيا (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) وسار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله أخذه سفر التكوين 5-24 وإيليا أيضا رفعه الله إلى السماء كما يحكي لنا سفر الملوك الثاني 2-11 فصعد ايليا في العاصفة الى السماء.
إثبات إنسانية المسيح
(1/39)
هنالك الكثير من الادله التي يعرضها الإنجيل حول الطبيعة البشرية للمسيح ، حين يذكر بأنه منهمك ، وكان عليه أن يجلس لكي يشرب من البئر [ إنجيل يوحنا 4 : 6 ] ونجده يبكي بموت لعازر [إنجيل يوحنا 11 : 35 ]. وفوق كل هذا هنالك الوصف لمعاناته في النهاية ، وهذا يجب أن يكون دليلا على إنسانيته : (( الآن نفسي قد اضطربت )) ونجده يشكر ويصلي للرب لكي ينقذه من حتمية الموت [إنجيل يوحنا 12 : 27 ] : (( وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت )) [إنجيل متى 39:26] . وهذا يشير إلى أن ( آراء ) المسيح وتطلعاته لم تكن مثلما هو عند الرب .ونجد ان إرادته كانت مخضوعه لله فهو يقول : (( أنا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا. كما اسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي أرسلني )) [إنجيل يوحنا 30:5].
إن الاختلاف بين إرادة المسيح وارادة الرب ، هو دليل على ان يسوع لم يكن إله.
ونجد أيضا أن يسوع لم تكن له معرفة كاملة عن الرب منذ ولادته (( واما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس )) [إنجيل لوقا 2 : 52]. (( وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح )) [إنجيل لوقا 2 : 40 ] ان كلا الفقرتين تصفان نمو المسيح الجسدي بموازاة مع نموه الروحاني. وإذا كان (( الابن هو الله )) كما يعتقد اثنازيوس والتيار الذي يتزعمه بالنسبة للثالوث فإن هذا الاعتقاد غير ممكن . وحتى في آخر حياته ، اعترف يسوع بأنه لا يعرف موعد رجوعه الثاني ، على الرغم من أن أبيه قد عرف ذلك [ إنجيل مرقس 13 : 32 ].
وان حقيقة توسل المسيح من الرب لكي يخلصه من الموت تتعارض مع الفكرة بأنه إله بذاته.
(( إذ قدم بصراخ شديدة ودموع طلبات وتضرعات للقادر ان يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه )) [الرسالة الى العبرانيين 5 : 7 ].
(1/40)
هذا وان الكثير من المزامير هي بمثابة نبوءات عن يسوع. وبما ان العهد الجديد يقتبس عدد من فقرات المزامير عن المسيح فقد جاءت في هذه المزامير الكثير من المناسبات التي تؤكد على حاجة المسيح لان يخلصه الرب:-
- مزامير [ 91 : 11 ، 12 ] نراها مقتبسة في إنجيل متى [ 6:4 ] في الحديث عن يسوع. وفي المزامير [ 91 : 16 ] تكمن النبوءة عن تخليص يسوع: (( من طول الأيام [ أي حياة أبدية ] أشبعه واريه خلاصي )).
- مزامير [ 69 : 1 ، 18 ، 21 ، 29 ] : (( خلصني يا الله... اقترب الى نفسي بسبب أعدائي أفدني ...يجعلون في طعامي علقماً ، وفي عطشي يسقونني خلاً . . . خلاصك يا الله فليرفعني ))
- مزامير 89 هي تأويل لوعود الرب لداوود عن المسيح. وفي مزامير 89 : 26 يتنبأ عن المسيح : (( هو يدعوني [الرب] ابي أنت. الهي وصخرة خلاصي )) .لقد سمع الرب صلوات المسيح وأنجاه من الصلب وذلك من اجل روحانيته وليس لموضعه في الثالوث المكذوب . . . لقد انجا الله يسوع ومجده واعترف يسوع بهذا حين طلب من الرب أن يمجده :[إنجيل يوحنا 17 : 5 ] ، [ 13 : 32 ] ، [ 8 : 54 ].
والحقيقة أن الله رفع من شأن المسيح ، وهذا يدل على تفوق الله عليه ، وعلى الفارق بين الله وبين يسوع. ولا يمكن للمسيح أن يكون بأي شكل من الأشكال (( الله في الصميم. وخالد [مع] طبيعتين إلهية وبشرية )) وهذا ما يظهر في البند الأول من 39 بندا التي أقرتها الكنيسة الاتجليكانية. ومن تفسير كلمة كيان يمكن أن تكون طبيعة واحدة فقط. وتقول الكنيسة الدليل على ذلك بان المسيح كان من طبيعتنا البشرية.
وصدق الله العظيم إذ يقول :(( فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) سورة مريم الآية : 37
أخطاء يسوع الإنجيلي
(1/41)
أهم شرط من شروط المسيح ألا يخطئ خطيئة واحده لانه كما يدعون أتى لتخليص العالم من الخطيئة بالصلب فلو أخطأ فسينتفي عنه صلاحية أن يكون ذبيحة وهذا لا خلاف عليه بينهم والان إليكم بعض أخطاء يسوع في الكتاب المقدس
يدعي النصارى بأن المسيح امتاز عن سائر الناس بوصفه بلا خطية . . . ويستدولون بقوله : (( من منكم يبكتني على خطيئة ))
الرد على هذا الادعاء :
لقد ورد نظير هذا الوصف في حق أشخاص كثيرين غير المسيح مما يفيد عدم وجود ميزة له على غيره طبقاً للآتي :
1 _ يقول نبي الله أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 31 : 4، 5 ، 6 ] : (( أليس هو ينظر طُرُقِي وَيُحْصِي كُلَّ خَطَوَاتِي؟ إِنْ سَلَكْتُ فِي ضَلاَلٍ وَأَسْرَعَتْ قَدَمِي لاِرْتِكَابِ الْغِشِّ، فَلأُوزَنْ فِي قِسْطَاسِ الْعَدْلِ، وَلْيَعْرِفِ اللهُ كَمَالِي. ))
2 _ يقول أيوب عن نفسه في سفر أيوب [ 27 : 3 ] : (( وَلَكِنْ مَادَامَتْ نَسَمَتِي فِيَّ، وَنَفْخَةُ اللهِ فِي أَنْفِي، فَإِنَّ شَفَتَيَّ لَنْ تَنْطِقَا بِالسُّوءِ، وَلِسَانِي لَنْ يَتَلَفَّظَ بِالْغِشِّ. ))
3 _ ويقول الكتاب المقدس عن بني إسرائيل في سفر صفنيا [ 3 : 13 ] : (( بقية إسرائيل لا يفعلون إثماً ، ولا يتكلمون بالكذب ، ولا يوجد في أفواههم لسان غش ))
(1/42)
4 _ وعن يعقوب جاء في سفر العدد [ 23 : 21 ] قول بلعام : (( لَمْ يَشْهَدْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ، وَلَمْ يَرَ مَشَقَّةً فِي إِسْرَائِيلَ. الرَّبُّ إِلَهُهُمْ مَعَهُمْ، وَهُتَافٌ لِلْمَلِكِفِيهِمْ.))فلا ميزة للمسيح على غيره من المؤمنين به ما دام قد ثبت في المسيح بإيمانه فهو لا يخطئ ، كذلك الحال من ولد من الله فهو لا يخطئ ._ يقول شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه في كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح :(( وإذا قالوا ان المسيح لم يعمل خطية ، فيحيى بن زكريا لم يعمل خطية ، ومن عمل خطية وتاب منها فقد يصير بالتوبة أفضل مما كان قبل الخطيئة وأفضل ممن لم يعمل تلك الخطيئة )) .
_ أن الخطية بحسب تعاليم الدين المسيحي تكون بالقول أو بالفعل أو بالفكر . . .
والخطية بالقول تكون عندما يستعمل الإنسان لسانه بالشتائم والألفاظ البذيئة واللعن الموجه للغير . . .
والخطية بالفعل تكون عندما يقوم الإنسان بالتعدي على الآخرين . . .
وإذا كان الأمر كذلك هيا بنا لنثبت من النصوص الإنجيلية الخطايا القولية ليسوع المسيح :
_ قام بشتم معلموا الشريعة قائلاً لهم : (( يا أولاد الأفاعي )) متى [ 3 : 7 ] وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم : (( أيها الجهال العميان )) متى [ 23 : 17 ] وقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين : (( يا شيطان )) متى [ 16 : 23 ] وشتم آخرين منهم بقوله : (( أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان ! )) [ لوقا 24 : 25 ]مع انه هو نفسه الذي قال لهم قد أعطى لكم أن تفهموا أسرار ملكوت الله !! [ لوقا 8 : 10 ]
(1/43)
_ بل ان المسيح شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده ، شتمه في بيته : (( سأله فريسي أن يتغذى عنده . فدخل يسوع واتكأ . وأما الفريسي فلما رأى ذلك تعجب أنه لم يغتسل أولاً قبل الغداء فقال له الرب : أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس وأما باطنكم فمملوء اختطافاً وخبثاً يا أغبياء ! . . ويل لكم أيها الفريسيون ! . . . فأجاب واحد من النامسيين وقال له : يا معلم ، حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً . فقال : وويل لكم أنتم أيها الناموسيون ! )) إنجيل لوقا [ 11 : 39 ]ان أي إنسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة (( يا أغبياء )) التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، إنما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قال للمسيح : يا معلم ،حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضاً ! [ لوقا 11 : 45 ]
_ وقال ليهيرودس : (( قولوا لهذا الثعلب )) لوقا [ 13 : 32 ] ومن أخلاقه تجاه أمه نجد أنه قام بإهانتها وسط الحضور بقوله لها : (( مالي ولك يا امرأة ! )) يوحنا [ 2 : 4 ] ومن أخلاقه أنه يطلب من تلاميذه عدم إفشاء السلام في الطريق . لوقا [ 10 : 4 ] ومن أخلاق المسيح مع الناس ما جاء عنه في متى [ 7 : 6 ] : (( لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير ))
وفي يوحنا [ 10 : 7 ] نسب يوحنا إلى المسيح شتمه للأنبياء بقوله : (( أنا باب الخراف وجميع الذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص ! ))
ونحن لا نصدق مطلقاً أن المسيح كان يقول إن (( جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ))أليست هذه خطايا قولية ؟
_ ومن الخطايا الفعلية التي تتمثل بالتعدي على الآخرين والتي ارتكبها المسيح :
نجد ان المسيح يدخل الهيكل وبيده سوطاً من الحبال ويقوم يطرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه ويكب و يبعثر دراهمهم ويقلب موائدهم !
وهذا طبقاً لما جاء في يوحنا [ 2 : 13 ، 14 ] :
(1/44)
(( وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ، فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ )) . كل هذه الأخطاء ليسوع الإنجيلي تجعله لا يصلح لتحمل خطيئة البشر إذا كان أصلا قد أتى لهذه المهمة لأن النصارى يبنون كثير من النظريات ثم يقومون هم أنفسهم بهدمها.
شهادة الأناجيل على نفى ألوهية المسيح
1) جاء في إنجيل يوحنا [ 17 : 3 ] أن المسيح عليه السلام توجه ببصره نحو السماء قائلاً لله : (( وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته . ))فإذا كان النصارى يقولون أن الله قد تجسد في جسد المسيح يسوع ، فمن هو الإله الذي كان يخاطبه يسوع ؟ومن ناحية أخرى ألم يلاحظ النصارى تلك الكلمات : (( ويسوع المسيح الذي أرسلته )) ، ألا تدل تلك الكلمات على أن يسوع المسيح هو رسول تم إرساله من قبل الله ؟ولاشك أن المرسل غير الراسل ، وإذا أمعن النصارى التفكير إلا يجدون أن هذا الكلام يتفق مع كلام الذي أسموه (( الهرطوقي أريوس )) الذي كان يقول بأن المسيح ما هو إلا وسيط بين الله والبشر ؟ ! .
لقد شهد المسيح أن الحياة الأبدية هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن يسوع رسول الله وهو عين ما يؤمن به المسلمون جميعاً. وحيث أن الحياة الأبدية حسب قول المسيح هي التوحيد الحقيقي فيكون التثليث الحقيقي هو الموت الأبدي والضلال .
وبعد هذا نجد :ان النص السابق من إنجيل يوحنا يبرهن لنا الآتي :
أولاً : أنه يوجد إله حقيقي واحد وأن يسوع لا يعرف شيئاً عن التثليث أو الاقانيم بقوله : ( أنت الإله الحقيقي وحدك ) .
(1/45)
ثانياً : وأن يسوع المسيح لم يدع الألوهية لأنه أشار إلى الإله الحقيقي بقوله : ( أنت الإله الحقيقي ) لا إلى ذاته .
ثالثاً : لقد شهد يسوع المسيح بأنه رسول الله فحسب بقوله : ( ويسوع المسيح الذي أرسلته ) .
إن المسيح لم يقل : (( إن الحياة الأبدية أن يعرفوكم أنكم ثلاثة أقانيم وأنكم جميعاً واحد ))
وإن المسيح لم يقل : (( إن الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله المكون من ثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس ))بل لقد شهد المسيح أن الحياة الأبدية هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن يسوع رسول الله .ولا تنسى أن معنى الحياة الأبدية عند النصارى يعنى ميراث الملكوت
(2) كتب لوقا في [4 : 18 ] : ما نصه (( وَعَادَ يَسُوعُ إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ بِقُدْرَةِ الرُّوحِ؛ وَذَاعَ صِيتُهُ فِي الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ كُلِّهَا. وَكَانَ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِ إلي أن قال ، وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ. فَقُدِّمَ إِلَيْهِ كِتَابُ النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ، فَلَمَّا فَتَحَهُ وَجَدَ الْمَكَانَ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ: رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْفُقَرَاءَ؛ أَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ . . . ))
(1/46)
فإذا كانت هذه النبوءة التي جاءت على لسان النبي إشعياء هي نبوءة عن المسيح فإنها تقول (( روح الرب علي )) أي وحي الله وأنه لم يقل روح الرب هي ذاتي أو أقنومي أو جزئي أو نفسي وقد وورد في الكتاب المقدس أن روح الرب حلت على ألداد وميداد كما في سفر العدد [ 11: 26 ] وعلى صموئيل كما في الإصحاح العاشر الفقرة السادسة من سفر صموئيل . وقد قالها النبي حزقيال عن نفسه في سفره كما في الإصحاح الحادي عشر الفقرة الخامسة يقول حزقيال (( وحل عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ )) .ثم ان قوله : (( أرسلني لأنادي للمأسورين بالإطلاق . . . )) هو دليل على انه نبي مرسل وليس هو الرب النازل إلي البشر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
ثم ان ما جاء في إنجيل لوقا [ 4: 34 ] من قول المسيح : (( لا بد لي أن أبشر المدن الأخرى بملكوت الله لأني لهذا أرسلت )) لهو نص واضح آخر على ان المسيح رسول مرسل من الله ليس إلا وأن الله لم يأت بنفسه جل جلاله !!
(3) جاء في إنجيل لوقا [ 7 : 16 ] ان المسيح بعدما أحيا الميت الذي هو ابن وحيد لإمرأة أرملة حدث ان جميع الناس الحاضرين مجدوا الله قائلين : (( قد قام فينا نبي عظيم ، وتفقد الله شعبه وذاع هذا الخبر في منطقة اليهودية وفي جميع النواحي المجاورة . ))
أيها القارىء الكريم أن هذا لدليل صريح على بشرية المسيح وأنه عبد رسول ليس إلا ، فإنه بعد أن أحيا هذا الميت استطاع جميع الحاضرين أن يفرقوا بين الله وبين المسيح فمجدوا الله وشهدوا للمسيح بالنبوة وشكروا الله إذ أرسل في بني إسرائيل نبياً ، ويسمون أنفسهم شعب الله إذ أن الله ( تفقده ) أي اهتم به ، وأرسل فيهم نبياً جديداً وتأمل عزيزي القارىء لقول الإنجيل : (( قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه )) وتأمل كيف أن المسيح أقرهم على هذا القول ولم ينكره عليهم وتأمل كيف ذاع ذلك في كل مكان .
(1/47)
(4) وإذا قرأنا رواية لوقا [ 7 : 39 ] نجده يذكر أن الفريسي بعدما رأى المرأة تبكي وتمسح قدمي المسيح بشعرها قال في نفسه : (( لو كان هذا نبياً ، لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه .))
فإن قول الفريسي هذا يدل على أنه داخله الشك في نبوة المسيح ، وهذه الرواية تثبت بالبداهة أن المسيح عليه السلام كان معروفاً بالنبوة ومشتهراً بها ، ويدعيها لنفسه ، لأن الفريسي داخله الشك فيما هو معروف له والمشهور بادعائه ، وإلا لكان قال : لو كان هذا هو الله لعرف من هي هذه المرأة التي تلمسه . وهذا أمر ظاهر عند كل من لديه مسحة عقل من المسيحيين .
وهنا أود أن أسرد إليك أيها القارىء الكريم الأدلة الدامغة من الأناجيل التي تثبت أن المسيح عليه السلام لم يكن معروفاً إلا بالنبوة ، وسيتضح من هذه الادلة أن المسيح والمؤمنين به وأعدائه اتفقت كلمتهم على صفة النبوة إثباتاً له من نفسه والمؤمنين به أو إنكاراً له من جانب أعدائه .
أولاً : ورد بإنجيل لوقا [ 24 : 19 ] : أن تلميذين من تلاميذ المسيح وصفوه بالنبوة وهو يخاطبهم ولم ينكر عليهم هذا الوصف فكانا يقولان : (( يسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب )) .
ثانياً : ورد بإنجيل يوحنا [ 9 : 17 ] قول الرجل الأعمى : (( قالوا أيضاً للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك فقال إنه نبي )) .
ثالثا : وفي رسالة أعمال الرسل [ 3 : 22 ] حمل بطرس قول موسى عليه السلام الوارد في العهد القديم عن المسيح قوله (( إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم . )) فموسى عليه السلام صرح بأن الله سبحانه وتعالى سيقيم لهم نبياً ولم يقل سينزل لهم الرب .
(1/48)
رابعا : ورد بإنجيل متى [ 21 : 10 ، 11 ] ان المسيح لما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها وسألت من هذا ؟ فكانت الإجابة من الجموع الغفيرة من المؤمنين والتلاميذ الذين دخلوا مع المسيح مدينة القدس هي : (( هذا يسوع النبي من ناصرة الجليل!! )) كل الجموع تسأل ، وكل المؤمنين يجيبون وعلى رأسهم تلاميذ المسيح قائلين ( هذا يسوع النبي ) فهل هناك أعظم من هذه الشهادة التي شهد بها كل المؤمنين وسمع بها الجموع الغفيرة في أورشليم ؟! وتفرق الجمع بعد ذلك على معرفة هذه الحقيقة وهي أن المسيح نبي كريم وليس إلهاً .
خامساً : ورد بإنجيل يوحنا [ 6 : 14 ] ان الناس الذين رأوا معجزة تكثير الطعام التي صنعها المسيح فآمنوا بها قالوا : (( إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم )) فأقرهم المسيح ولم ينكر عليهم وصفهم له بالنبوة وكانوا جمع كثير بنحو 5 آلاف رجل فدل هذا على أن المسيح لم يدع الألوهية ولم يكن يعرف عن ألوهيته المزعومة شيئاً .
سادساً : جاء في إنجيل متى [ 13 : 57 ] ان المسيح لما رأى أهل الناصرة يحاربونه وينكرون معجزاته رد عليهم قائلاً : (( ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته )) فالمسيح لم يقل لهم أني إله وانما قال لهم فقط إنني نبي ولا كرامة لنبي في بلده ، فالألوهية لم تكن تخطر ببال المسيح عليه السلام مطلقاً .
سابعا : وفي إنجيل لوقا [ 13 : 33 ] يتكلم المسيح وهو يعرض نفسه قائلا : (( لا يمكن أن يهلك نبي خارجاً عن أورشليم ))
فهذا إقرار من المسيح عليه السلام بأنه نبي من جملة الأنبياء وليس للأنبياء كلهم إلا طبيعة واحدة وهي الطبيعة الآدمية فتأمل .
ثامناً : ونستنتج من كلام أعداء المسيح النافي لنبوة المسيح الوارد في لوقا [ 7 : 25 ] أن المسيح كان مشتهراً بالنبوة ولم يدع الألوهية لذلك فهم ينفون نبوته قائلين : (( إنه لم يقم نبي من الجليل ))
(1/49)
وخلاصة ما تقدم من أدلة :إنه إذا كان المؤمنون بالمسيح وأعدائه والمسيح نفسه كلامهم لا يتعدى نبوة المسيح إثباتاً ونفياً فهل يجوز لأحد بعد ذلك أن يرفض تلك الأقوال جميعها في صراحتها ويذهب إلى القول بأنه إله؟ ونجد أنه حتى أمه مريم كانت تخاف عليه ولو كانت تعلم لاهوته لما خافت لوقا 2 : 48 : (( وقالت له أمه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا .هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين .))
{ ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ( مريم :35 )
(5) جاء في إنجيل متى في الإصحاح الخامس قول المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ، بَلْ لأُكَمِّلَ.))
ان هذا لهو نص واضح لكل ذي عينين بأن المسيح رسول قد مضت من قبله الرسل وأنه واحد ممن سبقوه ، وليس رباً أو إلهاً ، وانه ما جاء إلا ليعمل بالشريعة التي سبقته وهي شريعة موسى ويكمل ما بناه الأنبياء قبله ولو كان المسيح هو رب العالمين حسبما يؤمن المسيحيون ما كان ليصح بتاتاً أن يقول لهم : (( ما جئت لأنقض بل لأكمل )) فلا شك أن المسيح حلقة في سلسلة الأنبياء والمرسلين وليس هو رب العالمين كما يعتقد المسيحيون .
وقد جاءت نصوص واضحة الدلالة على أن المسيح عليه السلام عندما كان يدعو تلاميذه، ويعلمهم لم يكن يدعوهم إلا على أنه رسول من الله سبحانه وتعالى وانه كان يدعوهم إلى توحيد الله، وعبادته ، انظر إلى قوله في يوحنا في [12 : 49 ] : (( لم أتكلم من نفسي ، لكن الأب الذي أرسلني ، هو أعطاني وصية ماذا أقول ، وبماذا أتكلم ))
(1/50)
ونجده يقول للتلاميذ في متى [ 5 : 16 ] : (( هكذا فليضيء نوركم أمام الناس ليروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات )) . ويقول لهم في إنجيل متى [ 7 : 11 ] : (( أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه )) ويقول في الفقرة 21 من نفس الإصحاح : (( ما كل من يقول لي : يا رب ! يدخل في ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات )) . وغيرها من النصوص.
(6) ذكر لوقا في [ 22 : 43 ] أن المسيح بعدما وصل وتلامذته الي جبل الزيتون واشتد عليه الحزن والضيق حتى أن عرقه صار يتصبب كقطرات دم نازلة (( ظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يقويه ! ))
ونحن نسأل :
كيف يحتاج ابن الله المتحد مع الله إلى ملاك من السماء ليقويه ؟
ألستم تزعمون ان للمسيح طبيعة لاهوتية ؟
فهل هذا الملك أقوى من الله ؟!!
ومن المعلوم أن الملاك مخلوق وانتم تدعون أن المسيح خالق فكيف يقوي المخلوق خالقه ؟
أين كان لاهوت المسيح ؟!
أما كان الأولى به أن يظهر طبيعته اللاهوتية المزعومة بدلاً من أن يكتئب ويحزن ويشتد عليه الضيق والخوف ويظهر بمظهر الجبناء ؟!!
أم أن الأمر ليس ألوهية ولا أقنومية وأن المسيح هو رسول من رسل الله يحتاج إلى المعونة والمدد من الله ؟
(7) يحدثنا متى في [ 14 : 15 ] عن معجزة إشباع الآلاف من الجياع بخمسة أرغفة وسمكتين فيقول : (( وَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَجْلِسُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ الأَرْغِفَةَ، وَأَعْطَاهَا لِلتَّلاَمِيذِ، فَوَزَّعُوهَا عَلَى الْجُمُوعِ.فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا.))لقد قام المسيح برفع نظره نحو السماء قبل أن يقوم بالمعجزة وقبل أن يبارك ، ويحق لنا أن نتسائل :
(1/51)
لماذا رفع المسيح نظره إلى السماء ؟ ولمن يتجه ويطلب إذا كان الآب متحداً به ؟! أم أن المسألة واضحة وهي أنه كان يدعو خالق السموات والأرض ليمنحه القوة على تحقيق المعجزة ؟
وقد تكرر منه هذا الفعل حينما أحيا لعازر ، فإنه ورد بإنجيل يوحنا [ 11 : 41 ] عنه الأتي : (( وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ دَوْماً تَسْمَعُ لِي. وَلكِنِّي قُلْتُ هَذَا لأَجْلِ الْجَمْعِ الْوَاقِفِ حَوْلِي لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي )).
ان قيام المسيح بأن رفع نظره نحو السماء هو فعل منافي للألوهية لأن هذا الفعل يأتيه الإنسان عادة عندما يطلب الإمداد السماوي من الله وهذا لا يتفق مع كون المسيح صورة الله وان الاب حال فيه كما يزعم المسيحيون .
تأمل أيها القارىء الكريم إلي قول المسيح : (( لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أرسلتني ))
فالهدف من عمل هذه المعجزة هي أن يعلم الجميع أن المسيح رسول الله وقد كانت الجموع حوله تنتظر هذه المعجزة وأن كل ما طلبه المسيح هو أن يشهدوا له بالرسالة فقط .
(8) جاء في مرقس [ 13 : 32 ] أن المسيح بعدما سئل عن موعد الساعة قال : (( وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ، إِلاَّ الآبُ.))
ونحن نسأل :إذا كان الابن هو الاقنوم الثاني من الثالوث حسبما يعتقد المسيحيون فكيف ينفي الابن عن نفسه العلم بموعد الساعة ويثبته للأب فقط ؟! ولا يصح أن يقال ان هذا من جهة ناسوته لأن النفي جاء عن الابن مطلقاً واثبت العلم بالموعد للأب فقط . وان تخصيص العلم بموعد الساعة للأب فقط هو دليل على بطلان ألوهية الروح القدس . وأن لا مساواة بين الاقانيم المزعومة .
(1/52)
(9) قال المسيح في يوحنا [ 1 : 51 ] : (( الحق أقول لكم من آلان سترون السماء مفتوحة وملائكة الله صاعدين نازلين على ابن الإنسان ))
ونحن نسأل :إذا كان المسيح يصرح بأن ملائكة الله سوف تنزل عليه من السماء بالأوامر الإلهية ولتأييده فأين هو إذن الاله خالق الملائكة الذي حل بالمسيح والمتحد معه ؟!!
(10) كتب لوقا في [ 3 : 23 ] ما نصه : (( ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ))
أيها القارىء الكريم :إن المسيح كما يذكر لوقا لما بدأ دعوته كان عمره ثلاثين سنة والسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه إذا كان المسيح هو رب العالمين المتجسد فماذا كان يفعل الإله رب العالمين قبل تلك الفترة وطوال الثلاثين سنة ؟! هل كان يتمشى في شوارع القدس ؟!
(11) كتب متى في [ 3 : 13 ] ما نصه :(( حينئذ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا ليعتمد منه، و لكن يوحنا منعه قائلاً: أنا محتاج أن أعتمد منك و أنت تأتي إلي؟ فأجاب يسوع و قال له اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برٍّ، حينئذ سمح له. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، و إذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلا مثل حمامة و آتيا عليه و صوت من السماوات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت )).
(1/53)
من البديهي أنه لو كان المسيح هو الله نفسه الذي تجسد و نزل لعالم الدنيا ـ كما يدعون ـ لكانت رسالته مبتدئة منذ ولادته، و لكان روح القدس ملازما له باعتباره جزء اللاهوت الذي لا يتجزأ ـ كما يدعون ـ، و لما احتاج إلى من ينزل عليه بالوحي أو الرسالة، ولم يكن هناك أي معنى أصلا لابتداء بعثته بهبوط روح القدس عليه و ابتداء هبوط الملائكة صاعدين نازلين بالوحي و الرسائل عندما بلغ الثلاثين من العمر واعتمد على يد يوحنا النبي! فهذا النص و النصوص الأخرى التي تبين كيفية بدء البعثة النبوية للمسيح، لأكبر و أوضح دليل ـ عند ذوي التجرد و الإنصاف ـ على بشرية المسيح المحضة و عدم ألوهيته و أنه ليس الله المتجسد بل عبدٌ رسولٌ و نبيٌّ مبعوثٌ برسالة من الله كسائر الأنبياء و الرسل و حسب.
ولنقرأ ما كتبه لوقا في [ 3 : 21 ] عن بدء بعثة المسيح بنزول روح القدس عليه :
(( و لما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا و إذ كان يصلي انفتحت السماء و نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة و كان صوت من السماء قائلا: أنت ابني الحبيب بك سررت. و كان يسوع عند بدء رسالته في نحو الثلاثين من عمره... و رجع يسوع من الأردن وهو ممتلئ من الروح القدس ))
و نحن نسأل أصحاب التثليث : أليس هذا النص أوضح دليل على نفي ألوهية المسيح ونفي التثليث ؟
فأولاً : لو كان المسيح إلها متجسدا لما احتاج لروح القدس ليهبط عليه !
ثانياً : لو كان التثليث حقا لكان المسيح متحدا دائما و أزلا مع روح القدس، لأن الثلاثة واحد فما احتاج أن يهبط عليه كحمامة!
وكيف ينادي الله عند اعتماد المسيح و ابتداء بعثته قائلاً : ( هذا ابني الحبيب )، مع انه من المفروض أن اللاهوت متحد به من البداية و لأن الله لا يمكن أن تنفصل عنه إحدى صفاته .
(1/54)
ثالثاً : أليس ما كتبه متى ولوقا يبطل زعمكم أن الثلاثة واحد فالروح القدس منفصل عن الذات وهو نازل بين السماء والأرض والابن صاعد من الماء !أليس هذا دليلأ على أن الوحده المزعومة بين الاقانيم لا وجود لها ؟! .
وبعد هذا نسأل :هل المسيح وحده الذي أمتلأ من الروح القدس كما كتب لوقا أم شاركه آخرون مما تنقض معه الخصوصية ؟
الجواب : هناك آخرون امتلأوا من الروح القدس وهم كثيرون طبقاً للآتي :
ورد بسفر أعمال الرسل [ 6 : 5 ] عن استفانوس ما نصه : (( فاختاروا استفانوس رجلاً مملوءاً من الإيمان والروح القدس ))
وورد في إنجيل لوقا [ 1 : 15 ] عن يوحنا المعمدان ما نصه : (( ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس )) .
وكذلك امتلأ زكريا والد يوحنا المعمدان من الروح القدس طبقاً لما ذكره لوقا في الإصحاح الثامن وغيرهم مما لا يسع المقام لذكرهم .
(12) جاء في إنجيل متى [ 4 : 6 ] أن الشيطان بعدما أخذ المسيح إلي المدينة المقدسة وأوقفه على حافة سطح الهيكل قال له : (( ان كنت ابن الله فاطرح نفسك إلي أسفل لأنه قد كتب : يُوْصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَيَحْمِلُونَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ قَدَمَكَ بِحَجَرٍ!))
في هذا النص إقرار من المسيح للشيطان بأنه قد كتب عنه في العهد القديم أن الله يوصي ملائكته به ليحملونه ويحفظونه ونجد ان هذا ثابت بالمزمور الواحد والتسعين . والسؤال الآن هو :إذا كان المسيح هو رب العالمين وأن الأب متحد معه وحال فيه فكيف يوصي الله ملائكته به لكي يحفظونه .
فهل رب العالمين الذي ظهر في الجسد بحاجة إلي ملائكة تكون حفظاً وحماية له ؟!!
أليس هذا دليل من الادلة الدالة على فساد معتقد المسيحيين في ألوهية المسيح ابن مريم عليه السلام ؟
(13) جاء في إنجيل مرقس [ 1 : 12 ] : أن المسيح تم أربعين يوماً يجرب من الشيطان يقول النص :
(1/55)
(( وَفِي الْحَالِ اقْتَادَ الرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَقَضَى فِيهَا أَرْبَعِينَ يَوْماً وَالشَّيْطَانُ يُجَرِّبُهُ. وَكَانَ بَيْنَ الْوُحُوشِ وَمَلاَئِكَةٌ تَخْدُمُهُ. ))
ونحن نقول :إذا كان المسيح هو رب العالمين حسبما يعتقد المسيحيون فهل يعقل أو يتصور أن الشيطان الرجيم تسلط على رب العالمين طوال أربعين يوماً ؟!!وقد يقول المسيحيون حسبما يعتقدون في لاهوت وناسوت المسيح بأن الشيطان جربه كإنسان ولم يجربه كإله .
فنقول ان النص الوارد في متى [ 4 : 3 ] يثبت حسب اعتقادكم أن الشيطان جربه كإله ، يقول النص : (( فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ، فَقُلْ لِهَذِهِ الْحِجَارَةِ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى خُبْزٍ! )) ولم يقل له ان كنت ابن الإنسان !
ونقول أيضاً لو إن إبليس كان يقصد ناسوت المسيح فقط لخاطب نصفه ولم يخاطبه كله كما جاء في رواية متى .
وقد كتب متى في [ 4 : 8 ] : ان إبليس أخذ المسيح إلي قمة جبل عال جداً ، وأراه جميع ممالك العالم ، وقال له : (( أعطيك هذه كلها إن جثوت وسجدت لي ! ))
ونحن نسأل :
كيف يطمع إبليس في أن يسجد له وأن يخضع له من فيه روح اللاهوت . . . ؟ !
ومن العجب أن الشيطان لا يبقى ويثبت مع وجود الملك ، فكيف يطمع ويثبت فيمن يعتقد ربوبيته و أنه صورة الله ؟
ألا يستحي المسيحيون وهم يقرأون هذا الكلام!! ألا يستحون وهم يعتقدون ان من فيه اللاهوت والربوبية قد صحبه إبليس، وعرض عليه السجود له مقابل أن يملكه الدنيا !
(1/56)
(14) وقد كتب متى في الإصحاح الأول ابتداء من الفقرة الأولى حول تجربة إبليس للمسيح أن إبليس كان يقود المسيح إلي حيث شاء فينقاد له . فتارة يقوده إلي المدينة المقدسة و يوقفه على جناح الهيكل وتارة يأخذه إلي جبل عال جداً . . . ونحن نسأل كيف يمكن لعاقل بعد هذا الكلام أن يقول أن رب العالمين كان في جسد المسيح وكان هذا الجسد بهذه حاله مع إبليس .؟!!
لقد حكمتم يا نصارى بإيمانكم هذا بأن الإله الخالق الحال في الجسد قد سحبه الشيطان ، وردده وجرت عليه أحكامه !
(15) كتب متى في [ 12 : 14 ] ومرقس في [ 3 : 6 ] أن الفريسيين تشاوروا على المسيح لكي يقتلوه ، فلما علم يسوع انصرف من مكانه . . . وكتب يوحنا في[ 11 : 53 ] : أن اليهود لما قرروا قتل المسيح فمن ذلك اليوم لم يعد المسيح يتجول بينهم جهاراً ، بل ذهب إلى مدينة اسمها أفرايم
ولا يخفى عليك أيها القارىء الكريم من خلال هذين النصين أن انصراف المسيح كان هرباً من اليهود ، وأن رب العالمين حسب اعتقاد المسيحيين كان في جسد المسيح ، فكيف يتصور ويعقل أن رب العالمين كان في جسد وكان هذا الجسد يتجنب اليهود من مدينة إلى مدينة هرباً منهم !!
كيف يمكن لعاقل أن يصور رب العالمين بهذه الصورة ويعبد إلهاُ كانت هذه أحواله مه هذا الجسد ؟!
هل يليق بخالق السموات والأرض و من له الكمال المطلق أن تكون هذه حاله ؟ !سبحانك ربنا لا إله إلا أنت نستغفرك، ونتوب إليك، ونعتذر لك عن كل ما لا يليق بك . . .
(17) جاء في إنجيل متى [ 7 : 11 ] قول المسيح: (( أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه ))
ويقول المسيح في الفقرة الحادية والعشرين من نفس الإصحاح : (( ما كل من يقول لي : يا رب ! يدخل في ملكوت السموات ، بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات ))ويقول أيضاً في [ 12 : 5 ] من إنجيل متى : (( من يعمل بمشيئة أبي الذي في السموات هو أخي وأختي وأمي ))
(1/57)
وقد صرح المسيح مراراً وتكراراً من خلال النصوص السابقة بأن الأب موجود في السموات ، والسؤال الذي نوجهه للمسيحين هو :
كيف يصرح المسيح بأن الأب موجود في السماء مع أنكم تدعون أن الأب متجسد فيه ومتحد معه ؟
فلو كان الأب متحد معه وهو صورة هذا الآب لأمتنع أن يشير إليه في السماء !
وبمعنى آخر لو كان المسيح هو الإله ، لامتنع أن يشير إلى إله آخر في السموات .
وإذا قلتم أن اقنوم الابن يشير إلى اقنوم الأب ، نقول لكم ان هذا يمنع الوحدة ما بين الاقانيم المزعومة ويؤكد انفصالها واستقلالها . .
(18) كتب يوحنا في [ 20 : 17 ] أن المسيح قال لمريم المجدلية : (( قولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ))
ونحن نسأل :إذا كان المسيح هو صورة الله على الأرض وأن الآب متجسد فيه ، فمن هو يا ترى هذا الإله الذي سوف يصعد إليه المسيح ؟!
إذا قلتم أن اقنوم الإبن سوف يصعد إلى أقنوم الأب فثبت إمتناع الوحدة بين هذه الأقانيم المزعومة وثبت الإنفصال بينها وأنه إله على الأرض وإله في السماء وهذا هو الشرك بأم عينه .
وقد قال المسيح في إنجيل يوحنا [ 14 : 28 ] : (( أبي أعظم مني ))
وإننا تعجب كيف يكون الأب أعظم من الإبن وهما شيء واحد وجوهر واحد لذات واحدة وقدرة واحدة حسب ما يؤمن به المسيحيون ؟!
فلو كان الابن هو جوهر واحد مع الاب لما فرق الابن بينه وبين الآب .
(19) كتب بولس في الرسالة الأولى لكورنثوس [ 15 : 28 ] ما نصه :
(( وَعِنْدَمَا يَتِمُّ إِخْضَاعُ كُلُّ شَيْءٍ لِلابْنِ، فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ اللهُ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ! ))
أيها القارىء الكريم :
(1/58)
لقد بين بولس أن المسيح سيخضع في النهاية لله، و هذا بحد ذاته من أوضح الأدلة على عدم ألوهية المسيح لأن الإله لا يخضع لأحد، كما أن في قوله : (( فَإِنَّ الابْنَ نَفْسَهُ سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ )) دلالة أخرى على عدم ألوهية المسيح لأن مفاد هذا النص أن الله تعالى هو الذي كان قد أخضع للمسيح كل شيء، مما يعني أن المسيح لم يكن يستطع، بذاته و مستقلا عن الله، أن يسخر و يخضع الأشياء. فهل مثل هذا يكون إلها ؟!!
ومن جهة أخرى :
نقول لأصحاب التثليث لا شك أن الخاضع هو غير المخضوع له ، فأين الوحدة والمساواة بين الاقانيم عندما يخضع الابن للأب ؟!
ثم كيف يخضع الابن للأب مع انكم تدعون أن الاب والابن إله واحد لجوهر واحد وقدرة واحده وان الاب هو عين الابن والابن هو عين الاب وهما شيء واحد أم انكم تؤمنون بتعدد الآلهة وان لله شريكاً في الملك سيخضع له في النهاية ؟
(20) جاء في إنجيل متى [23 : 9 ] ان المسيح قال لأتباعه :
(( ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السموات ، ولا تدعوا معلمين ، لأن معلمكم واحد المسيح ))
من المعروف أنه في لغة الإنجيل، كثيرا ما يعبر عن الله بالآب، و هنا كذلك ، فقول عيسى لأتباعه : (( لا تدعوا لكم أبا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات )) يعنى ليس لكم إله إلا الله وحده الذي في السماوات، و هذا صريح في نفي ألوهية كل أحد ممن هو على الأرض، و يدخل في هذا النفي المسيح كذلك لكونه على الأرض .لقد سمى المسيح نفسه معلماً في الأرض لهم ، وشهد أن إلههم في السماء واحد .
فهل يفقه المسيحيون هذه النصوص أم على قلوب أقفالها ؟!
(21) كتب متى في [21 : 18 ـ 19] و مرقس [ 11 : 11 ـ 4] ما نصه :
(1/59)
(( فدخل يسوع أورشليم... و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع. فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا. لأنه لم يكن وقت التين. فأجاب يسوع و قال لها : لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد!.))
ان هذا النص يبين أن المسيح لما رأى الشجرة من بعد، لم يدر و لم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها و لعنها!.
و في هذه القصة سنجد عدة دلائل واضحة على نفي لاهوت يسوع المسيح :
فأولاً : عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السماء.
وثانياً : كونه جاع تأكيد آخر على أنه بشر محض يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته.
فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له و حاضرة لا تنفك عنه!!
وثالثاً : أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها و بقي جائعا! و لو كان إلها لكان عوضا عن أن يلعنها و يبقى جائعا، يأمرها أمرا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور، لأن الله لا يعجزه شيء بل يقول للشيء كن فيكون، فكيف يُصْرَفون عن هذه الدلائل الواضحات و الآيات البينات! و هل بعد الحق إلا الضلال؟
(22) كتب يوحنا في [ 10 : 23 ] ما نصه : (( كَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي قَاعَةِ سُلَيْمَانَ. فَتَجَمَّعَ حَوْلَهُ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: حَتَّى مَتَى تُبْقِينَا حَائِرِينَ بِشَأْنِكَ؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ حَقّاً، فَقُلْ لَنَا صَرَاحَةً. فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «قُلْتُ لَكُمْ، وَلكِنَّكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ. وَالأَعْمَالُ الَّتِي أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي، هِيَ تَشْهَدُ لِي.))
(1/60)
تأمل إلي قول اليهود للمسيح : (( إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ حَقّاً، فَقُلْ لَنَا صَرَاحَةً )) فانهم لم يقولوا له : إن كنت الله أو أبن الله ، لأنهم لم يعلموا من دعواه ذلك ، ولا اختلاف عند اليهود أن الذي انتظروه هو إنسان نبي مرسل ، ليس بإنسان إله كما يزعمون . فتأمل !
(23) وإذا تأملنا في سؤال يوحنا المعمدان للمسيح عندما أرسل للمسيح من يسأله : (( أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر )) متى [ 11 : 2 ] سنجد أن هذا السؤال من يوحنا المعمدان يدل على ان المسيح نبي مرسل وهو المسيح الذي بشرت به التوراة ، ولا يوجد نص واحد في التوراة يقول أن الله سيأتي بنفسه إلي الأرض . فتأمل .
(24) لقد جاء في إنجيل يوحنا [ 10 : 31] نصاً واضحاً يسقط تماماً إدعاء المسيحيين من أن رب العالمين حل في جسد المسيح وذلك عندما قال المسيح لليهود في الفقرة الثلاثين من الإصحاح العاشر (( أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ!)) أنكر عليه اليهود هذا القول وسارعوا لرجمه بالحجارة ، فعرفهم المسيح وجه خطأهم في الفهم بأن هذه العبارة لا تقتضي ألوهيته وبين لهم أن استعمال اللفظ على سبيل المجاز وليس على حقيقته وإلا لزم منهم أن يكونوا كلهم آلهه !تأمل معي أيها القارىء الكريم في نص المحاورة بين المسيح واليهود بعد أن قال لهم (( أنا والآب واحد )) :
(1/61)
(( فتناول الْيَهُودُ، أيضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَرَيْتُكُمْ أَعْمَالاً صَالِحَةً كَثِيرَةً مِنْ عِنْدِ أَبِي، فَبِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» فأجابه اليهود قائلين : ليس من أجل الأعمال الحسنة نرجمك ولكن لأجل التجديف ، وإذ أنت إنسان تجعل نفسك إلهاً فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي شَرِيعَتِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ ؟ فَإِذَا كَانَتِ الشَّرِيعَةُ تَدْعُو أُولئِكَ الَّذِينَ نَزَلَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ آلِهَةً وَالْكِتَابُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ فَهَلْ تَقُولُونَ لِمَنْ قَدَّسَهُ الآبُ وَبَعَثَهُ إِلَى الْعَالَمِ: أَنْتَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: أَنَا ابْنُ اللهِ ؟ ))
لا شك عزيزي القارئ أن معنى هذه المحاورة أن اليهود فهموا خطأ من قول المسيح : (( أنا والآب واحد )) إنه يدعي الألوهية فأرادوا لذلك أن ينتقموا منه ، ويرجموه ، فرد عليهم المسيح خطأهم ، وسوء فهمهم بأن هذه العبارة لا تستدعي ألوهيته ، لآن ( آساف ) قديماً أطلق على القضاة أنهم آلهه ، بقوله الثابت في المزمور الثاني والثمانين الفقرة السادسة [82 : 6 ] : (( أنا قلت : إنكم آلهه ، وبنو العلي كلكم )) .
ولم يفهم أحد من هذه العبارة تأليه هؤلاء القضاة ، ولكن المعنى المسوغ لإطلاق لفظ آلهه عليهم أنهم أعطوا سلطاناً أن يأمروا ويتحكموا ويقضوا باسم الله .وبموجب هذا المنطق السهل الذي شرحه المسيح لليهود ، ساغ للمسيح أن يعبر عن نفسه بمثل ما عبر به آساف عن أولئك القضاة الذين صارت إليهم كلمة الله .ولا يقتضي كل من التعبيرين أن في المسيح ، أو أن في القضاة لاهوتاً حسبما فهمه اليهود خطأ .
(1/62)
هذا ولو لم يكن ما ضربه المسيح لهم من التمثيل جواباً قاطعاً لما تخيلوه من إرادة ظاهر اللفظ ، لكان ذلك مغالطة منه وغشاً في المعتقدات المفضي الجهل بها إلي سخط الله ، وهذا لا يليق بالأنبياء المرسلين الهادين إلي الحق .
فإن كان المسيح هو رب العالمين الذي يجب أن يعبد ، وقد صرفهم عن اعتقاد ذلك بضربه لهم المثل ، فيكون قد أمرهم بعبادة غيره ، وصرفهم عن عبادته ، والتقدير أنه هو الاله الذي يعبد ، فيكون ذلك غشاً وضلالة من المسيح لهم وهذا لا يليق بالأنبياء والمرسلين فضلاً ممن يدعى فيه الألوهية .
هذا وقد أطلق الكتاب المقدس لفظ الله على كثيرين ولم يقل أحد أن فيهم طبيعة لاهوتية طبقاً للآتي :
1 _ ورد في سفر الخروج [ 22 : 8 ] إطلاق لفظ الله على القاضي : يقول النص : (( وإن لم يوجد السارق يقدم صاحب البيت إلى الله ليحكم ، هل يمد يده إلى ملك صاحبه ))فقوله : إلى الله ، أي : إلى القاضي
2 _ وكذلك أيضاً جاء في سفر الخروج [22 : 9] إطلاق لفظ الله على القاضي : يقول النص (( في كل دعوى جنائية من جهة ثور أو حمار أوشاة أو ثوب أو مفقود ما ، يقال : إن هذا هو ، تقدم إلى الله دعواها ، فالذي يحكم الله بذنبه يعوض صاحبه باثنين ))فقوله إلى الله ، أي : إلى القاضي نائب الله .
3 _ كما أطلق الكتاب المقدس لفظ إله على القاضي فقد ورد في المزمور [ 82 : 1 ] : (( الله قائم في مجمع الله ، في وسط الآلهة يقضي ))
4 _ وأطلق الكتاب المقدس لفظ الآلهة على الأشراف فقد ورد في المزمور [ 138 : 1 ] قول داود عليه السلام : (( أحمدك من كل قلبي ، قدام الآلهة أعزف لك ))
5_ وأطلقه على الأنبياء كموسى في سفر الخروج [7 : 1 ] :يقول النص : (( قال الرب لموسى : انظر أنا جعلتك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك ))أولئك الأشراف فيهم صفة المجد والقوة اللتين يوصف بهما الله ، أطلق عليهم لفظ الله مجازاً .
(1/63)
وبعد كل ما قد ذكرناه نقول ان الواجب فهمه من قول المسيح : (( أنا و الآب واحد )) إنما يريد أن قبولكم لأمري هو قبولكم لأمر الله ، كما يقول رسول الرجل : أنا ومن أرسلني واحد ، ويقول الوكيل : أنا ومن وكلني واحد ، لأنه يقوم فيما يؤديه مقامه ، ويؤدي عنه ما أرسله به ويتكلم بحجته، ويطالب له بحقوقه وكذلك قول المسيح : (( من رآني فقد رأى الآب )) يريد بذلك أن من رأى هذه الأفعال التي أظهرها فقد رأى أفعال أبي وهذا ما يقتضيه السياق الذي جاءت به هذه الفقرات لأن أسفار العهد الجديد اتفقت على عدم إمكان رؤية الله طبقاً للآتي :
_ ورد في إنجيل يوحنا [ 1 : 18 ] :(( الله لم يره أحد قط ))_ ما ورد في إنجيل يوحنا [ 5 : 37 ] : (( والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته ))_ ما ورد في رسالة يوحنا الأولى [ 4 : 12 ] :(( الله لم ينظره أحد قط ))
و بمراجعة بسيطة للأناجيل نجد أن مثل هذا التعبير جاء مرات عديدة ، دون أن يقصد به قطعا أي تطابق و عينية حقيقية بين المفعولين .
مثلاً في إنجيل لوقا [10/16] يقول المسيح لتلاميذه السبعين الذين أرسلهم اثنين اثنين إلى البلاد للتبشير:
(( الذي يسمع منكم يسمعني و الذي يرذلكم يرذلني و الذي يرذلني يرذل الذي أرسلني ))
و لا يوجد حتى أحمق فضلا عن عاقل يستدل بقوله : (( من يسمعكم يسمعني )) على أن المسيح حالٌّ بالتلاميذ أو أنهم المسيح ذاته !
(1/64)
وإذا عدنا للعبارة وللنص الذي جاءت فيه ، سنرى أن الكلام كان عن المكان الذي سيذهب إليه المسيح و أنه ذاهب إلى ربه، ثم سؤال توما عن الطريق إلى الله، فأجابه المسيح أنه هو الطريق، أي أن حياته و أفعاله و أقواله و تعاليمه هي طريق السير و الوصول إلى الله ، وهذا لا شك فيه فكل قوم يكون نبيهم ورسولهم طريقا لهم لله ، ثم يطلب فيليبس من المسيح أن يريه الله، فيقول له متعجبا: كل هذه المدة أنا معكم و ما زلت تريد رؤية الله، و معلوم أن الله تعالى ليس جسما حتى يرى ، فمن رأى المسيح و معجزاته و أخلاقه و تعاليمه التي تجلى فيها الله تبارك و تعالى أعظم تجل، فكأنه رأى الله فالرؤيا رؤيا معنوية .
و جاء نحو هذا المجاز أيضا ، في القرآن الكريم ، كثيراً كقوله تعالى : (( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى )) الأنفال : 17 أو قوله سبحانه : (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ )) الفتح : 10 أو قوله : (( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ )) النساء : 80 .
قال سبحانه: { قَالوا اتّخَذَ اللهُ وَلَدَاً سُبْحَانَه هُوَ الغَنيّ لهُ مَا فِي السَماواتِ وَمَا فِي الأرض إنْ عِنْدَكُم مِن سُلطان بِهَذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ(68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ(69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ(70) } (سورة يونس).
(1/65)
وقال تعالى: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا(88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا(90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا(91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا(92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا(93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94) وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) }. (سورة مريم).(1/66)
الفداء والصلب
يعتقد النصارى أن المسيح صلب ليكفر الخطيئة الأزلية وهي التي ارتكبها آدم تحت تأثير زوجته بإغواء من الحية حينما أكل من الشجرة ، وانتقلت بطريق الوراثة إلى جميع نسله ، وكانت ستظل عالقة بهم إلى يوم القيامة ، لولا أن افتداهم المسيح بدمه كفارة عن خطاياهم( وهنا استطراد بسيط أليس من الأولى أن يتجسد الله في جسد إمرأه بدلا عن المسيح لان مرتكب الخطيئة الأصليه وصاحب الإغواء هي حواء ). وأساس هذا الموضوع عند المسيحيين أن من صفات الله العدل والرحمة ، وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي ارتكبها أبوهم وطرد بها من الجنة واستحق هو وأبناؤه البعد عن الله بسببها ، وبمقتضى صفة الرحمة كان على الله أن يغفر سيئات البشر ، ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمة إلا بتوسط ابن الله الوحيد ليموت على الصليب كفارة ونيابة عنهم ، وبهذا العمل يكون الله قد جمع بين عدله ورحمته مع الإنسان وأخذ العدل حقه ، وظهرت رحمة الله (وهناك استطراد آخر طالما أننا طردنا من الجنه بسبب خطيئة أبينا آدم وطالما أن المسيح أتى وخلصنا من هذه اللعنه لماذا نحن لازلنا على الأرض بعد الخلاص بالصلب أليس من الأولى أن نكون في الجنه بمجرد الخلاص . نقطه ثانيه ماذا تفعل يا مسيحي إذا كنت موجود أمام الرب الآن وهو يصلب هل كنت ستنقذه أم أن إنقاذك للرب سيحرمك من الخلاص !!!!!!!!!والله نسأل الله أن يهديكم من هذا الضلال العجيب والذي لا يقوله إلا زائغ القلب والبصر )!! .
أريد أن أ ضرب هنا مثالاً بسيطاً لكل من عنده قليل من العقل والتفكير:-
(1/67)
كان هناك ملك طيب جداً وعنده مجموعة من العبيد المتمردين وكان هذا الملك يحب هؤلاء العبيد حباً شديداً جداً , ولكن هؤلاء العبيد تمردوا على الملك وعصوه وسبوه وقذفوه ولم يتركوا أمراً أمرهم به الملك إلا وعصوه ولم يفعلوه , ولم يتركوا شئ يكرهه الملك إلا وفعلوه , فتركهم الملك فترة كبيرة جدا ً , ولأن هذا الملك يحب هؤلاء العبيد جداً جاء لأحفاد هؤلاء العبيد بعد آلاف السنين وأنجب ابنا !!!! ثم قال لهؤلاء العبيد هذا هو ابني كأنه أنا بالضبط فخذوه وأهينوه وعذبوه واضربوه اقتلوه شر قتلة على الصليب !!! نعم اصلبوه واقتلوه حتى أسامحكم وأغفر لكم الذنوب والخطايا التي فعلها أجدادكم !!!!
أريد أن أعرف ما رأيكم في هذا الملك ؟؟ هل هذا الملك عاقل ؟؟ هل يستحق أن يتولى الحكم ؟؟ هل هذا الملك عادل ؟؟
أريد أن أعرف كيف يفكر هؤلاء الناس في ربهم وكيف يقبلون أن يقال هذا الكلام عن الله عز وجل ؟؟ كيف تصفون الله بأنه ضعيف إلى هذه الدرجة حتى أنه لم يستطع أن يغفر لنا الذنوب والخطايا التي لم نفعلها أساساً إلا بأن يرسل ابنه أو يرسل نفسه ... لا أدري من منهم ... حتى يموت على الصليب ويصبح لعنه من أجل أن يغفر للناس خطاياهم ؟؟ ألم يكن ذلك الإله الضعيف بقادر أن يقول لهؤلاء الناس اذهبوا فقد غفرت لكم فيغفر لهم ؟؟؟ ألم يكن ذلك الإله قادراً أن يحافظ على قليل من الكرامة حينما يعريه اليهود ويضربوه ويبصقوا في وجهه ويجعلونه لعنه بأن يصلب على الصليب ؟؟؟أيها الناس .... والله ما هذا الإله بإلهنا ... والله ما ذلك الرب برب يعبد أو يسجد له الناس .. ذلك الإله الذي تصفونه بأنه تورط حينما أخطأ آدم فاضطر حتى يسامح آدم وأولاد آدم أن يصلب نفسه أو يقتل نفسه ... هل هذا إله ؟؟
(1/68)
يا أعزائي اعقلوا وفكروا وتدبروا كل أمر ... إن الله لغني عن العالمين .. ووالله لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضه ما سقى فيها كافر شربة ماء ... فكيف به ينزل من عليائه ويتصاغر ويتضاءل ويصبح نطفة في رحم امرأة تسعة أشهر بين البول والدم وال....... , ثم يولد من فرج امرأة ؟؟ وأين ولد ؟؟ في مزود للبهائم ( زريبة ) هل هذا إله؟؟ثم لماذا كل هذا ؟؟؟؟؟ ليحمل عنا الخطيئة ويغفر لنا ذنوبنا ؟؟؟ هل تصدق ذلك ؟ أقصد هل تعقله ؟؟والله ما قال الناس ذلك إلا للهروب من حساب الله وثوابه وجزائه وعقابه ... وما سبوا الله بهذه المسبة العظيمة إلا لأنهم يريدوا أن يسقطوا حدود الله عنهم وتكليف الله لهم ..
فكيف يعقل أن يستوي المجرم والسارق واللص والزاني مع الصالح والعابد والمطيع والمحسن وبار والديه فقط لأن الله صلب على الصليب ؟؟
والله إنها لعقيدة فاسدة لا يقبلها عاقل أبداً ولم ينزل الله بها من سلطان .. فكيف بكم والله يحاسبكم على هذا ؟؟؟
صفات المصلوب:( أما أنا فدودة لا إنسان.عار عند البشر ومحتقر الشعب سفر الأمثال 22-6)
لا شك أن ما يدعيه المسيحيون ليس مخالفاً للحق والعدل فحسب ، بل ولنصوص كتابهم المقدس أيضاً وقبل أن نذكر هذه النصوص نقول :
1) من الواضح والمعلوم أن المخطأ هو آدم وزوجته ، وليس الأولاد ، ومن العجيب أن المسيحيون يصفون الله بالعدل ، ثم يدعون : إن خطيئة آدم تتعداه إلى نسله ، لأنهم ورثة لطبيعته الساقطة !! فأي عدل في هذا ؟!
2) أي عدل وأي رحمة في تعذيب وصلب إنسان غير مذنب ؟ ان معاقبة وتعذيب شخص بريىء لم يقترف آثاماً من أجل خطايا الآخرين إنما هو ذروة الظلم .
3) من الذي قيد الله وجعل عليه أن يلزم العدل وأن يلزم الرحمة وأن يسعى للتوفيق بينهما ؟
4) أين كان عدل الله ورحمته منذ خطيئة آدم وحتى قصة الصلب ؟
(1/69)
5) إذا كان الله سبحانه عادل وفي نفس الوقت محب ورحيم فأين كانت رحمته وابنه الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
أين عدل الله ورحمته في إنسان (( قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاه )) [ عبرانيين 5 : 7 ] وهنا أعجب كلمه فقد سمع الله له لأنه تقي !!!!!!! إذن ما هي النتيجة؟؟؟؟ طبعا أن الله ينجيه مما هو فيه من الكرب إذن المسيح نجى ولم يصلب !!!!!!!!! وسنذكر الأدلة بعد قليل ولكن أنا أجد أن هذه العبارة تكفي أن يتدبرها كل ذو عقل (وسمع له من أجل تقواه !!!!!!!!!)
6) إذا كان الله عادل وفي كل الشرائع أن العقوبة تناسب الذنب ، فهل تم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو ، وبين الخطية التي ارتكبها آدم ؟
7) لماذا ترك إله العدل والمحبة الإنسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية وان يعم الفساد وينتشر ؟!!
8) أين عدل الله في رجل يحمل خطايا الناس ظلمه قتله فجره وهو قد تعذب وقتل ، واخرين يسكرون ويرقصون مستمتعين بحياتهم .. أين العدل ؟!
هذا ويحاول المسيحيون أن يدافعوا عن هذا المبدأ قائلين أن يسوع المسيح قدم نفسه طوعاً ، وباختياره قاسى عذاب الموت على الصليب ليدفع الثمن من أجل خطايا الناس .
ونحن نجيب على هذا بالآتي :
(1/70)
أولا : إن الأمر ليس صحيح تاريخياً أن نقول أن يسوع المسيح قد جاء ليموت طوعاً واختياراً عن قصد من أجل خطايا الناس . فنحن نقرأ في الأناجيل أنه لم تكن إرادته أن يموت على الصليب : (( ثُمَّ ذَهَبَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى بُسْتَانٍ يُدْعَى جَثْسَيْمَانِي، وَقَالَ لَهُمْ : اجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأُصَلِّي. وَقَدْ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبَدِي وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ. فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! ابْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي! وَابْتَعَدَ عَنْهُمْ قَلِيلاً وَارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي، قَائِلاً: يا أبي ، إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ، لاَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) متى 26 : 39
وعندما أيقن أن أعداءه قد تآمروا على قتله وإزهاق حياته قال لهم يسوع في يوحنا 8 : 40 : (( لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَعَمِلْتُمْ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَ اللهِ. ))
وقد أعلن يسوع لتلاميذه قائلاً : (( نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. اِبْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا. ثُمَّ ابْتَعَدَ قَلِيلاً، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ كَانَ مُمْكِناً. وَقَالَ أَبَّا، يَاأَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) مرقس 14 : 34
(1/71)
إنه يطلب من تلاميذه أن يسهروا على سلامته وحمايته من أعدائه مع جسارته هذه وإيمانه الوطيد بالله حافظه ومنجيه مع هذا احتاط لنفسه لمواجهة سافرة مع أعدائه فقال لتلاميذه : (( من له كيس فليأخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا . )) [ لوقا 22 : 36 – 38 ]
ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي قائلا: (( يَاأَبِي ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) لقد وكل المسيح أمره إلي الله بقوله : (( لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) [ مرقس 14 : 36 ] . فأي عاقل بعد هذا يدعي ان المسيح جاء ليقدم نفسه ويقاسي العذاب طوعاً واختياراً ؟
وتحت عنوان : ويستجيب الله لدعاء يسوع ، يقول السيد أحمد ديدات :
يؤكد القديس بولس ، أن دعاء المسيح وتضرعاته لم تقع على آذان صماء ، فهو يقول في رسالته إلي العبرانيين [ 5 : 7 ] : (( الذي في أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت، وسمع له من أجل تقواه ))
ماذا يعني قول بولس : (( وسمع له )) ? أليس المعنى أن الله قد قبل دعاءه ؟أيمكن بعد ذلك أن نقول ان المسيح جاء ليصلب باختياره ؟!!
ومن جهة أخرى فإن النص السابق يذكر بأن المسيح قدم صراخ شديد ودموع للقادر !!
فمن هو القادر ومن هو المقدور له وإذا كان المسيح ليست له القدرة ويطلبها من الله فلماذا يعبده النصارى ؟!
إن ما يعتقده المسيحيين من أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة هو اعتقاد مخالف للقواعد والنصوص الأساسية التي اشتمل عليها كتابهم المقدس والتي تثبت أن كل إنسان يتحمل نتيجة فعله وإليك بعض من هذه النصوص :
(1/72)
ففي سفر التثنية [ 24 : 16 ] : (( لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ ))
وفي حزقيال [ 18 : 20 ] : (( الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. ))
وقد قال موسى وهارون للرب : (( اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ ؟ )) [ العدد 16 : 22]
إن إدعاء النصارى بأن عدالة الله تقتضي دفع الثمن لكل خطيئة هي دعوى باطلة بلا شك :
ألم يذكر كاتب سفر الخروج 40 : 12 أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمر بجعله وذريته كهنة على بني إسرائيل وقد جاء في سفر أخبار الأيام الثاني [ 7 : 14 ] : (( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.))
أليس يسوع هو الذي علمكم أن تصلوا إلى الله قائلين : (( وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! )) [ متى 6 : 12 ]
ويقول أيضاً : (( فإن غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ زَلاَّتِكُمْ. )) [ متى 6 : 14 ، 15 ] .
(1/73)
إن الغفران الذي يتم للخاطئ بالقصاص من إنسان نيابة عنه ليس بالغفران على الإطلاق . إن الله يقدر ويقضي بالمغفرة لأولئك الذين يبدو صلاحهم حقاً وأولئك الذين تنحوا كليةً عن خطاياهم وأصلحوا أنفسهم دون قصاص منهم أو من إنسان نيابة عنهم إن الله يقدر ويقضي بغفران جميع سقطاتهم وذنوبهم . وهذا القضاء وتلك القدرة ليس ضد العدالة . وفي الواقع هذا هو الغفران الحقيقي وحده .
ومن ثم نقرأ في القرآن الكريم قوله سبحانه :
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )) (الزمر آيتي 53 ، 54 .)
وقوله سبحانه :(( وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً )) ( النساء آيتي 110 ، 111 ) .
إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه ما تكون بطبيب يحطم رأسه ليشفي صداع المرضى لديه .
إن مبدأ الكفارة أو التضحية تجعل الأقنوم الأول في الثالوث المقدس المكذوب متعطشاً لسفك الدم من أجل إظهار التضحية بالذات محبةً للأقنوم الثاني . وللنقد النزيه فإن تضحية الأقنوم الثاني تظهر في غير موضعها وبلا معنى كطلب الأقنوم الأول الظالم والمتلذذ بالقسوة .
آرثر ويجال يضع هذا التعقيب ذا المغزى على مبدأ الكفارة فيقول :
(1/74)
نحن لا نقدر أن نقبل المبدأ اللاهوتي الذي من أجل بعض البواعث الغامضة أوجب تضحية استرضائية . إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكلي القدرة وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة . إن الدكتور كرودن الشهير يعتقد أنه من أجل مآرب لهذه التضحية فإن يسوع المسيح قاسى أشد العذاب أوقعها الله قصاصاً عليه . وهذا بالطبع وجهة نظر يتقزز منها العقل العصري والتي قد تكون شرط لعقيدة بشعة ليست منفصلة عن ميول التلذذ بالقسوة للطبيعة البشرية البدائية . وفي الواقع أن هذه العقيدة دخيلة من مصدر وثني وهي حقا من آثار الوثنية . في الإيمان .
إن المنهج المسيحي للخلاص ليس فقط لا أخلاقياً ولا منطقياً ومعتلًا . بل أيضا لا سند له في كلمات يسوع المسيح . ربما قال يسوع أنه يتعذب من أجل خطايا الناس ، بمعنى أنه من أجل أن يخرجهم من الظلمات إلى النور تجشم النقمة الإلهية على فاعلي الشر وكانوا سبب تعذيبه ولكن لا يعني هذا أن موته كان تضحية من أجل خطايا الآخرين ، وأن أولئك الذين يؤمنون فقط بدمه المسفوك عنهم ينالون غفران الخطايا .
لقد جاء يسوع المسيح لينقذ الناس من خطاياهم بتعاليمه وحياته المثالية في تقوى الله وليس بالموت عمداً من أجلهم على الصليب ومنحهم دمه كفارة لخطاياهم . وعندما جاء شاب إليه يسأله :
(( أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ وَلكِنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: لِمَاذَا تَدْعُونِي الصَّالِحَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللهُ . أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا: لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ لاَ تَظْلِمْ؛ أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ! )) [ مرقس 10 : 17 ]
إن المسيح لم يذكر للسائل شيئاً عن تضحيته كفارة وقوة فداءه بسفك دمه ، وكان جواب يسوع هو نفس جواب كل نبي قبله :
(1/75)
(( قَالَ لَهُ : لِمَاذَا تَدْعُونِي الصَّالِحَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ، وَهُوَ اللهُ )) [ مرقس 10 : 18 ] .وهذا إثبات عجيب لنفي لاهوت المسيح فهو ينفي عن نفسه الصلاح لأن الصلاح مختص بالإله ولا تنسى ما قلناه سابقا بأن من عقيدة النصارى أن اللاهوت لم يفارق الناسوت لحظة.
( فاحفظ الوصايا ) إنها وفقا لكلام يسوع المسيح هي الطريق إلى الحياة الأبدية . إن الخلاص يمكن الحصول عليه بالإيمان بالله ، والتنحي عن الشر وفعل الخير وليس بقبول يسوع المسيح ملعوناً على الخشبة والإيمان بدمه المسفوك كفارة لخطايا الجنس البشري .
إن عقيدة الكفارة مختلة للأسباب كثيرة :1-أن الإنسان لم يولد بالخطيئة . 2-إن الله لم يطلب ثمناً ليغفر للخطاة .3-إن فكرة الاستعاضة أو الذبيحة العوضية ظالمة وقاسية
إن خطيئة الإنسان لا تؤذي الله بل تؤذي الإنسان ذاته وفي الحديث القدسي يقول الرب تبارك وتعالى :
( يا عبادي : إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي : إنكم لم تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا .))
إن وصمة الخطيئة في أنفسنا يمكن محوها ليس بعذاب أو بموت أي إنسان آخر سواء كان الأخير راضيا أو غير راض ، ولكن بتوبتنا الشخصية والابتعاد كلية عن فعل الشر ، والمثابرة على فعل الخير .
(1/76)
وهكذا ، عندما عصى آدم ربه ، ندم وتاب وأذعن ذاته كلية لله ، فإن خطيئته قد غفرت ، فلا توريث لخطيئة آدم لأولاده ، ولا تتطلب عذاب الموت ليسوع المسيح للمغفرة ، والحقيقة أن يسوع المسيح لم يمت على الصليب على الإطلاق إن عقيدة الكفارة – الفداء – إنما هي انتهاك لعدالة الله ورحمته .إن الإسلام يرفض هذه العقيدة ويدحضها . فهو يعلن أن مغفرة الخطايا لا يمكن الحصول عليها بعذاب وتضحية لأي إنسان آخر . بشرياً كان أم إلهياً ، ولكن المغفرة تتم بنعمة الله وإخلاصنا نحن ومثابرتنا ومساعينا لمقاومة الشر ولعمل الخير والإحسان . وفي هذا يقول الله سبحانه :
(( ألا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى )) ( النجم 38-41 )
يقول سبحانه :(( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )) ( الإسراء آية 15 ) .إن الإسلام وعد بالخلاص لجميع الذين يؤمنون بالله ويعملون أعمالا صالحة .
يقول الله سبحانه وتعالى :(( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )) ( البقرة آية 112 ) .
الجذور التاريخية لعقيدة الفداء والصلب
وأنا أعتبر ان هذا المبحث هو أهم مباحث الكتاب لأنه أولا بعض النصارى يقولون أن المسيح هو الله المتجسد والبعض الآخر يقولون أنه ابن إله لكن جميع النصارى يتفقون على مسألة الفداء والصلب وسيكتشف القارئ من خلال ثنايا هذا المبحث من أين أتى النصارى بهذه الفكرة وسيتم التعقيب على هذا المبحث لبيان سبب اقتباس النصارى الأوائل لهذه الفكرة
(1/77)
إن عقيدة صلب المسيح مقرونة بفكرة الفداء والخطيئة الأولى وهي عقيدة وثنية محضة تمتد جذورها إلي مئات السنين قبل ميلاد المسيح عليه السلام .
ويذكر ( الفرد لوازي ) بأن المسيحية تأثرت وتفاعلت بالديانات الوثنية السرية المنتشرة آن ذاك في الإمبراطورية الرومانية ، وبلدان الشرق الأدنى ، لا سيما في مصر وسوريا وبلاد فارس ، حيث كانت طقوس العبادة تمثل على المسرح موت الآلهة ، وبعثهم تشجيعاً للراغبين في الانتساب إلي تلك الديانات ، والطامعين في البقاء والخلود .
ويؤكد ذلك المؤرخ المسيحي ( ول ديورانت ) حيث يذكر أن الامميين في بلاد اليونان الذين آمنوا بالمسيح ، ولم يروه ، قد آمنوا به كما آمنوا بآلهتهم المنقذة ، التي ماتت لتفتدي بموتها بني الإنسان ، حيث كانت هذه العقيدة منتشرة منذ زمن بعيد في مصر وآسية الصغرى وبلاد اليونان .
وقد أسهب جميع علماء مقارنة الأديان والمهتمين بالتاريخ القديم ، في الحديث عن عقيدة الصلب والفداء ، وعن أصولها ، وكانوا جميعاً متقاربي الآراء في بيان جذور هذه العقيدة ، وكيفية وصولها للديانة المسيحية المحرفة ، ومن هؤلاء صاحب كتاب العقائد الوثنية في الديانة المسيحية الذي كان عبارة عن خلاصة إطلاعه على ما يقرب من أربعين كتاباً أجنبياً في مقارنة الأديان وفي التاريخ القديم . حيث جمع الشيء الكثير مما يشترك فيه المسيحيين مع الوثنيين المختلفي النحل ، والأمكنة في العقائد .
وإليك أيها القارىء الكريم جانباً بسيطاًً من الاعتقاد الوثني في المسيحية
ما يقوله الهنود عن إلههم : ما يقوله النصارى عن المسيح :
ولد كرشنة من العذراء ديفاكي التي اختاراها الله والدة لابنه كذا بسب طهارتها.
كتاب خرافات التوراة والإنجيل وما يماثلها من الديانات الأخرى ,للعلامة دوان 278 ولد يسوع من العذراء مريم التي اختارها الله والدة لابنه بسبب طهارتها وعفتها.
(1/78)
قد مجد الملائكة ديفاكي والدة كرشنة بن الله وقالوا : يحق للكون ان يفاخر بابن هذه الطاهرة.كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329 فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيها المنعم عليها الرب معك.
(لوقا الإصحاح الثالث الفقرة 28 و29.)
عرف الناس ولادة كرشنة من نجمه الذي ظهر في السماء .(تاريخ الهند , المجلد الثاني, ص317و236) لما ولد يسوع ظهر نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمة عرف الناس محل ولادته. (متى الإصحاح الثاني , العدد 3)
لما ولد كرشنة سبحت الأرض وأنارها القمر بنوره وترنمت الأرواح وهامت ملائكة السماء فرحا وطربا ورتل السحاب بأنغام مطربة. كتاب فشنوا بوراناص502 (وهو كتاب الهنود الوثنيين) المقدس) لما ولد يسوع المسيح رتل الملائكة فرحا وسوروا وظهر من السحاب أنغام مطربة.
(لوقا الإصحاح الثاني العدد 13)
كان كرشنة من سلالة ملوكانية ولكنه ولد في غار بحال الذل والفقر.
(كتاب دوان السابق ص379) كان يسوع المسيح من سلالة ملوكانية ويدعونه ملك اليهود ولكنه ولد في حالة الذل والفقر بغار.(كتاب دوان ص279)
وعرفت البقرة أن كرشنة إله وسجدت له .
(دوان ص 279) وعرف الرعاة يسوع وسجدوا له.
(إنجيل لوقا الإصحاح الثاني من عدد 8 إلى 10)
وآمن الناس بكرشنة واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب.
(الديانات الشرقية ص500, وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص353) وآمن الناس بيسوع المسيح وقالوا بلاهوته وأعطوه هدايا من طيب ومر.
(متى الإصحاح الثاني العدد 2)
وسمع نبي الهنود نارد بمولد الطفل الإلهي كرشنة فذهب وزراه في كوكول وفحص النجوم فتبين له من فحصها أنه مولود إلهي يعبد.(تاريخ الهند , المجلد الثاني, ص317) ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذ المجوس من المشرق قد جاؤوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود. (متى الإصحاح الثاني عدد 1و2)
(1/79)
لما ولد كرشنة كان ناندا خطيب أمه ديفاكي غائبا عن البيت حيث أتى إلى المدينة كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.
(كتاب فشنو بورانا, الفصل الثاني,من الكتاب الخامس) ولما ولد يسوع كان خطيب أمه غائبا عن البيت وأتى كي يدفع ما عليه من الخراج للملك.(لوقا الإصحاح الثاني من عدد 1 إلى 17)
ولد كرشنة بحال الذل والفقر مع أنه من عائلة ملوكانية.(التنقيبات الآسيوية , المجلد الأول ص 259, وكتاب تاريخ الهند , المجلد الثاني , ص310) ولد يسوع بحالة الذل والفقر من أنه من سلالة ملوكانية. (انظر تعداد نسبه في إنجيل متى ولوقا وبأي حال ولد)
وسمع ناندا خطيب ديفاكي والدة كرشنه نداء من السماء يقول له قم وخذ الصبي وأمه فهربهما إلى كاكول واقطع نهر جمنة لأن الملك طالب إهلاكه. (كتاب فشنو بورانا, الفصل الثالث) وأنذر يوسف النجار خطيب مريم يسوع بحلم كي يأخذ الصبي وأمه ويفر بهما إلى مصر لأن الملك طالب إهلاكه.
(متى الإصحاح الثاني, عدد 13)
وسمع حاكم البلاد بولادة كرشنة الطفل الإلهي وطلب قتل الولد وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها كرشنة.
(دوان ص280) وسمع حاكم البلاد بولادة يسوع الطفل الإلهي وطلب قتله وكي يتوصل إلى أمنيته أمر بقتل كافة الأولاد الذكور الذين ولدوا في الليلة التي ولد فيها يسوع المسيح.
(متى الإصحاح الثاني)
واسم المدينة التي ولد فيها كرشنة , مطرا, وفيها عمل الآيات العجيبة.
(تاريخ الهند, المجلد الثاني, ص318, والتنقيبات الآسيوية , المجلد الأول ص 259) واسم المدينة التي هاجر إليها يسوع المسيح في مصر لما ترك اليهودية هي , المطرية, ويقال أنه عمل فيها آيات وقوات عديدة. (المقدمة على إنجيل الطفولية , تأليف هيجين, وكذلك الرحلات المصرية لسفاري, ص136)
(1/80)
وأتى إلى كرشنة بامرأة فقيرة مقعدة ومعها إناء فيه طيب وزيت وصندل وزعفران وذباج وغير ذلك من أنواع الطيب فدهنت منه جبين كرشنة بعلامة خصوصية وسكبت الباقي على رأسه.(تاريخ الهند , ج2, ص320) وفيما كان يسوع في بيت عتيا في بيت سمعان الأبرص تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن فسكبته على رأسه وهو متكئ.(متى الإصحاح 26,عدد 6و7)
كرشنة صلب ومات على الصليب.
(ذكره دوان في كتابه وأيضا كوينيو في كتاب الديانات القديمة) يسوع صلب ومات على صليب.
(هذا أحد مرتكزات النصرانية المحرفة)
لما مات كرشنة حدثت مصائب وعلامات شر عظيم وأحيط بالقمر هالة سوداء وأظلمت الشمس في وسط النهار وأمطرت السماء نارا ورمادا وتأججت نار حامية وصار الشياطين يفسدون في الأرض وشاهد الناس ألوفا من الأرواح في جو السماء يتحاربون صباحا ومساء وكان ظهورها في كل مكان.(كتاب ترقي التصورات الدينية,ج1,ص71) لما مات يسوع حدثت مصائب متنوعة وانشق حجاب الهيكل من فوق إلى تحت وأظلمت الشمس من الساعة السادسة إلى التاسعة وفتحت القبور وقام كثيرون من القديسين وخرجوا من قبورهم.
(متى الصحاح 22 , ولوقا أيضا)
وثقب جنب كرشنة بحربة .
(دوان, ص282) وثقب جنب يسوع بحربة.
(أيضا من كتاب دوان السابق,ص282)
وقال كرشنة للصياد الذي رماه بالنبلة وهو مصلوب اذهب أيها الصياد محفوفا برحمتي إلى السماء مسكن الآلهة.(كتاب فشنو برونا ص612) وقال يسوع لأحد اللصين الذين صلبا معه : الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس.(لوقا , الإصحاح 23,عدد43)
ومات كرشنة ثم قام بين الأموات.
(كتاب العلامة دوان ,ص282) ومات يسوع ثم قام من بين الأموات.
(إنجيل متى , الإصحاح 28)
ونزل كرشنة إلى الجحيم.
(دوان ص282) ونزل يسوع إلى الجحيم.
(دوان 282, وكذلك كتاب إيمان المسيحيين وغيره)
(1/81)
وصعد كرشنة بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.(دوان ص282) وصعد يسوع بجسده إلى السماء وكثيرون شاهدوا الصعود.(متى الإصحاح 24)
ولسوف يأتي كرشنة إلى الأرض في اليوم الأخير ويكون ظهوره كفارس مدجج بالسلاح وراكب على جواد أشهب والقمر وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.(دوان ,ص282) ولسوف يأتي يسوع إلى الأرض في اليوم الأخير كفارس مدجج بالسلاح وراكب جواد أشهب وعند مجيئه تظلم الشمس والقمر أيضا وتزلزل الأرض وتهتز وتتساقط النجوم من السماء.(متى الإصحاح 24)
وهو (أي كرشنة) يدين الأموات في اليوم الأخير.(دوان 283) ويدين يسوع الأموات في اليوم الأخير.(متى الإصحاح 24, العدد 31, ورسالة الرومانيين, الإصحاح 14, العدد 10)
ويقولون عن كرشنة أنه الخالق لكل شيء ولولاه لما كان شئ مما كان فهو الصانع الأبدي.(دوان 282) ويقولون عن يسوع المسيح أنه الخالق لكل شيء ولولاه لما كان شيء مما كان فهو الصانع الأبدي.(يوحنا الإصحاح الأول من عدد 1 إلى 3 ورسالة كورنوس الأولى الإصحاح الثامن العدد 6 ورسالة أفسس الإصحاح الثالث , العدد 9)
كرشنة الألف والياء وهو الأول والوسط وآخر كل شئ.(لم يذكر الباحث المرجع, وأعتقد أنه موجود في كتاب دوان) يسوع الألف والياء والوسط وآخر كل شئ.(سفر الرؤيا الإصحاح الأول العدد 8 والإصحاح 23 العدد 13 والإصحاح 31 العدد 6)
(1/82)
لما كان كرشنة على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير مبال بالأخطار التي كانت تكتنفه, ونشر تعاليمه بعمل العجائب والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأعمى وإعادة المخلوع كما كان أولا ونصرة الضعيف على القوي والمظلوم على ظالمه, وكان إذا ذاك يعبدونه ويزدحمون عليه ويعدونه إلها.(دوان ,ص283) لما كان يسوع على الأرض حارب الأرواح الشريرة غير مبال في الأخطار التي كانت تكتنفه, وكان ينشر تعاليمه بعمل العجائب والآيات كإحياء الميت وشفاء الأبرص والأصم والأخرس والأعمى والمريض وينصر الضعيف على القوي والمظلوم على ظالمه, وكان الناس يزدحمون عليه ويعدونه إلها.(انظر الأناجيل والرسائل ترى أكثر من هذا الذي ذكرناه)
كان كرشنة يحب تلميذه أرجونا أكثر من بقية التلاميذ.(كتاب بها كافات كيتا) كان يسوع يحب تلميذه يوحنا أكثر من بقية التلاميذ.(يوحنا الإصحاح 13 العدد 23)
وفي حضور أرجونا بدلت هيئة كرشنة وأضاء وجهه كالشمس ومجد العلي اجتمع في كرشنة إله الآلهة فأحنى أرجونا رأسه تذللا ومهابة تواضعا وقال باحترام الآن رايت حقيقتك كما أنت وإني أرجو رحمتك يا رب الأرباب فعد واظهر علي في ناسوتك ثانية أنت المحيط بالملكوت.
(كتاب دين الهنود, لمؤلفه مورس ولميس, ص215) وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالثلج وفيما هو يتكلم إذا سحابة ظللتهم وصوت من السحابة قائل هذا هو ابني الحبيب الذي سررت له اسمعوا ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدا.(متى الإصحاح 17 من عدد 1 إلى 9)
(1/83)
وكان كرشنة خير الناس خلقا وعلم بإخلاص ونصح وهو الطاهر العفيف مثال الإنسانية وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل أرجل البرهميين وهو الكاهن العظيم برهما وهو العزيز القادرظهر لنا بالناسوت.(دين الهنود لمؤلفه مورس ولميس , ص144) كان يسوع خير الناس خلقا وعلم بإخلاص وغيره وهو الطاهر العفيف مكمل الإنسانية ومثالها وقد تنازل رحمة ووداعة وغسل أرجل التلاميذ وهو الكاهن العظيم القادر ظهر لنا بالناسوت.(يوحنا الإصحاح 13)
كرشنة هو برهما العظيم القدوس وظهوره بالناسوت سر من أسراره العجيبة.
(كتاب فشنو بورانا, ص492, عند شرح حاشية عدد3) يسوع هو يهوه العظيم القدوس وظهوره في الناسوت سر من أسراره العظيمة الإلهية.(رسالة تيموثاوس الأولى الإصحاح الثالث)
كرشنة الأقنوم الثاني من الثالوث عند الهنود الوثنيين القائلين بألوهيته.(موريس ولميس في كتابه المدعو العقائد الهندية الوثنية, ص10) يسوع المسيح الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عند النصارى.(انظر كافة كتبهم الدينية وكذلك الأناجيل والرسائل, فهذه العقيدة الوثنية أحدى ركائز النصرانية اليوم)
وأمر كرشنة كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يترك أملاكه وكافة ما يشتهيه ويحبه من مجد هذا العالم ويذهب إلى مكان خال من الناس ويجعل تصوره في الله فقط.
(ديانة الهنود الوثنية ص211) وأمر يسوع كل من يطلب الإيمان بإخلاص أن يفعل كما يأتي : وأما أنت فمتى صلبت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية.
(متى الإصحاح 6 العدد 6)
وقال كرشنة لتلميذه الحبيب أرجونا إنه مهما عملت ومهما أعطيت الفقير ومهما فعلت من الفعال المقدسة الصالحة فليكن جميعه بإخلاص لي أنا الحكيم والعليم ليس لي ابتداء وأنا الحاكم المسيطر والحافظ.
(موريس ولميس في كتابه ديانة الهنود الوثنيين ص212) فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد الله.
(1/84)
(رسالة كورنثوس الأولى الإصحاح العاشر عدد31)
قال كرشنة أنا علة وجود الكائنات في كانت وفي تحل وعلي جميع ما في الكون يتكل وفي يتعلق كالؤلؤ المنظوم في خيط.
(موريس ولميس , ديانة الهنود الوثنيين, ص212) من يسوع في يسوع وليسوع كل شيء ن كل شيء كان به و غيره لم يكن شيء مما كان.(يوحنا الإصحاح الأول من عدد 1 إلى 3)
وقال كرشنة أنا النور الكائن في الشمس والقمر وأنا النور الكائن في اللهب وأنا نور كل ما يضيء ونور الأنوار ليس في ظلمة.
(موريس ولميس في ديانة الهنود الوثنيين, ص213) ثم كلمهم يسوع قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة.
(يوحنا الإصحاح 8, العدد 12)
قال كرشنة أنا الحافظ للعالم وربه وملجئه وطريقه.(دوان, ص 283) قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي الأب الأبي.
(يوحنا الإصحاح 14 العدد6)
وقال كرشنة أنا صلاح الصالح وأنا الابتداء والوسط والأخير والبدي وخالق كل شئ وأنا فناؤه ومهلكه.(موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيي, ص213) وقال يسوع أنا هو الأول والآخر ولي مفاتيح الهاوية والموت.(رؤيا يوحنا الإصحاح الأول من عدد 17 إلى 18)
وقال كرشنة لتلميذه الحبيب لا تحزن يا أرجونا من كثرة ذنوبك أنا أخلصك منها فقط ثق بي وتوكل علي واعبدني واسجد لي ولا تتصور أحدا سواي لأنك هكذا تأتي إلي إلى المسكن العظيم الذي لا حاجة فيه لضوء الشمس والقمر الذين نورهما مني.
(موريس ولميس وكتابه ديانة الهنود الوثنيين,ص213) وقال يسوع للمفلوج ثق يا بني مغفورة لك خطاياك , يا بني اعطني قلبك والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى قمر ليضيئا فيهما الخروف سراجهما.(متى الإصحاح 9 عدد 2 وسفر الأمثال الإصحاح 23 عدد 26 وسفر الرؤيا الإصحاح 12 العدد23)
(1/85)
وبعد هذه الحجج والبراهين, لا يؤمنوا ويصروا على طغيانهم , وإلا فبماذا يفسروا لنا هذا التطابق العجيب بين وثنية الهنود القدامى وبين ما قالوه وافتروه على المسيح عليه السلام كذبا وزورا . و من أوزريس إلى أبلو إلى بوذا ألى المسيح نرى هذه السلسة المظلمة من الألهة البشرية تعبد من دون الله العظيم
أسباب اقتباس فكرة الفداء والصلب من الديانة الوثنيه القديمة
أكبر حسره أحس بها منتظري المسيح عندما رأوه مصلوبا لانهم كانوا يظنون انه المخلص له والذي سيعيد أمجادهم السابقة ولذا كفر به اليهود لان المسيح المبشر به في كتبهم سيعطيهم عز الدنيا وشرف الآخرة أما هذا فمات مصلوبا أمامهم فاضطروا لاصطناع حادثة الفداء والصلب حتى يعللوا إيمانهم به ولكن اليهود قالوا أن المسيح المبشر به غير يسوع وطبعا كل نبي عند اليهود يسمى مسيحا كما كانوا يسمون كورش وطالوت وغيرهم بأنهم مسحاء فعقيدة الفداء بالصلب أخذها النصارى ممن حولهم من العقائد الفاسدة ليعطوا تشريفها لنبيهم الذي اكتشفوا انه مات وصلب يقول العلامة مورى : يحترم المصريون ( أدسيريس ) ويعدونه أعظم مثال لتقديم النفس ذبيحة لينال الناس الحياة .
فلم يكن يسوع الذي اعتقد المسيحيون بأنه ابن الإله الذي تجسد وقدم نفسه للموت على الصليب، افتداء الخطايا البشرية، لم يكن المسيح وحده هو الابن الوحيد اللإله الذي جاد بحياته من أجل البشر، بل هناك كثيرون أمثاله ممن ظهر في التاريخ، وفي مختلف الأمم والشعوب،مثل كريشنا واوزوريس وكع وبوذا ومثرا حيث يوجد العديد ممن ألحقت بهم فكرة أنهم أبناء الإله تجسدوا وماتوا لأجل البشر
الأدلة على عدم صلب المسيح
(1/86)
مكتبة نجع حمادي الأثري التي تم اكتشافها بها كتابات تم تدوينها فى أوائل العصر المسيحي ومن بينها إنجيل توماس يختلف هذا الإنجيل عن الأناجيل الأخرى المعروفة في أنه لا يحتوى على قصة أو رواية للأحداث، وإنما يتكون من 114 قولا منسوبة إلى يسوع المسيح. كما أنه من الصعب اعتبار هذا الإنجيل هرطوقيا إذ أنه يحتوى على عدد كبير من أقوال المسيح التي ظهرت في أناجيل العهد الجديد، إلى جانب أقوال لم تظهر بها كما أن أقوال يسوع هنا موجودة بشكل أولى ولا تدخل في سرد قصصي، مما يوحى بأنها أقدم من أي من الأناجيل الأخرى و كما ورد في كتاب " سيت الأكبر " على لسان المسيح قوله" كان شخص آخر هو الذي شرب المرارة والخل، لم أكن أنا كان آخر الذي حمل الصليب فوق كتفيه، كان أخر هو الذي وضعوا تاج الشوك على رأسه. وكنت أنا مبتهجا في العلا أضحك لجهلهم وجاء في كتاب "أعمال يوحنا" الذي عثر عليه بنجع حمادي أيضا، على لسان المسيح قوله" لم يحدث لي أي شئ مما يقولون عنى". وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) سورة النساء
كل عاقل مفكر ، يفترض أن يعلن صاحب أي دعوة أو رسالة ، من أول أيام دعوته عن أطر رسالته وأهدافها ومقاصدها ، فهذا هو ما يجرى حقاً على صعيد الواقع من حولنا، وأن يكون في إعلانه صريحاً و واضحاً أيضا، خصوصا إذا كان هذا الداعية نبياً ورسولاً من رب الكائنات.
(1/87)
فإن صح ما زعمه أصحاب الأناجيل من أن المسيح أتى إلى هذا العالم ليموت فداء خطية آدم وحواء ومن ثم يقوم من بين الأموات ، فقد كان متوجباً عليه أن يعلن ذلك للناس ولتلاميذه بالذات من أول أيام دعوته ، فلو فعل ذلك لتوجب أن ينتظر جميع هؤلاء التلاميذ تحقق هذه المعجزة وبفارغ صبرهم أيضا.
وقد دققت ما نقلته لنا الأناجيل من أخبار ، فلم ألحظ معالم لهذه الظاهرة الطبيعية ، على صعيد الأقوال ، فتناولت قضية أخبار وضع جثة المسيح في قبرة الذي وضعه يوسف الرامي فيه لعلي ألحظ تجمع تلاميذ المسيح حول القبر ساعة وضع الجثة فيه ، فلم ألحظ إلا تواجد امرأتين هناك، فإنجيل متى روى : (( وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر )) [ متى 27 : 61 ] ، فأين بقية تلاميذ المسيح الناصري ؟!
وقلت في نفسي لعلهم اتفقوا فيما بينهم أن يأتوا إلى قبرة صباح يوم الأحد يستطلعون قيامته ، فدققت في الأناجيل الأربعة ، وأدهشني أن غير هاتين الامرأتين لم تسارعا إلى القبر فجر يوم الأحد ، ثم إنهن ما سارعتا للقاء المسيح بعد قيامته ، بل على حسب ما روى مرقس سارعتا لتدهنان جسد الميت بالطيب ، فقد ورد : (( وبعدها مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه ، وباكراً جداً في أول الأسبوع – أي فجر يوم الأحد – أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس، وكن يقلن فيما بينهن : من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر ؟ فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً )) [ مرقس 16 : 1 ]
فالنسوة ، ومريم المجدلية من بينهن ، أسرعن إلى القبر صباح الأحد ، ليس لينظرن إلى قيامة المسيح الناصري من بين الأموات، بل ( ليأتين ويدهنه ) من هذا ندرك كباحثين مدققين، أن تلاميذ المسيح ما كانوا ينتظرون موته وقيامته ليصبح كفارة عن ذنوبهم.
(1/88)
وهذه القرينة يثبت منها عكس ما زعمه رواة الأناجيل واجمعوا عليه من أن المسيح الناصري مات على الصليب، وقام من بين الأموات، ليصبح كفارة عن خطيئة آدم وحواء.
قد يرد على هذه القرينة قائل يقول : لقد كان سبق للمسيح الناصري أن اتفق مع تلاميذه أن يجتمع بهم بعد قيامته من الأموات على جبل الجليل ، ويستدل بقول متى : (( هاهو يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه )) وقول مرقس : (( إنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم )) ولذلك كانوا ينتظرون لقاءه على جبل الجليل وليس فجر يوم الأحد على القبر.
أقول : هذه مزاعم لا يصدقها واقع ما جرى ، فإن نحن عدنا إلى إنجيل متى نلاحظه قد قال : (( وأما الأحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل ، إلى الجبل حيث أمرهم يسوع ، ولما رأوه ، سجدوا له ، ولكن بعضهم شكوا ، فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً : دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس )) [ متى 28 : 16 ] هذا ما رواه متى .
لكننا إذا رجعنا إلى إنجيل مرقس نلاحظه قد قال : (( أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ، ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام ، وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ، من آمن واعتمد خلص ، ومن لم يؤمن يدن ، وهذه الآيات تتبع المؤمنين : يخرجون الشياطين باسمي ، ويتكلمون بألسنة جديدة ، ويمسكون بأيديهم الحيات ، وإن شربوا شيئا مميتاً لا يضرهم ، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرؤون )) [ مرقس 16 : 14 ] فهذا الكلام يتضارب مع ما أورده إنجيل متى في نواحي كثيرة يدركها كل قارئ للنصين ، ولا يثبت منها أن تلاميذ المسيح كانوا ينتظرونه من أنفسهم على جبل الجليل ، بل على حسب ما روى متى : (( ولكن بعضهم شكوا )) وعلى حسب ما رواه مرقس : (( ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام )) .
(1/89)
وإن نحن رجعنا إلى إنجيل لوقا، فلا نجد أثراً للقاء المسيح الناصري بتلاميذه على جبل الجليل ، بل في أورشليم ، فقد ورد : (( فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم ، وهم يقولون إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان ، وأما هما ، فكانا يخبران بما حدث في الطريق وكيف عرفاه عند كسر الخبز، وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم ، وقال لهم : سلام لكم فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً ، فقال لهم : ما بالكم مضطربين ، ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم ؟ انظروا يدي ورجلي إني أنا هو ، جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي ، وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه )) [ لوقا 24 : 33 ] .
وأما إنجيل يوحنا فلم يتطرق إلى جميع ما أوردته الأناجيل الأخرى، بل روى أموراً لا تمت إلى اجتماع المسيح بتلاميذه في الجليل ولا شيئاً من ذلك. بل روى اجتماعات في طبرية وسواها مما لا حاجة بنا إلى إيراده في هذا المقام.
وأنا أرجو من القارئ أن يتدبر جميع هذه النصوص التي نقلتها له، وينظر، هل يثبت ولو من واحدة منها ما يشكل قرينة تؤكد إيمان تلاميذ المسيح بقيامته من الأموات وانتظارهم لها ؟
من الذي مات على الصليب الإنسان أم الإله
يعتقد المسيحيون أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة لخطاياهم . ونحن نسأل :
من الذي مات على الصليب فداءاً للبشرية الإنسان ( الناسوت ) أم الإله ( اللاهوت ) ؟!
لو كان الذي مات على الصليب هو الإله فهذا باطل بالضرورة لأن الإله لا يموت بداهةً وهذا ما أكده بولس في رسالته الأولى إلي تيموثاوس [ 6 : 16 ] إذ يقول عن الله : (( الذي وحده له عدم الموت )) وأيضاً ما جاء في سفر التثنية [ 32 : 40 ] من قول الرب : (( حي أنا إلى الأبد )) .
وإن كان الذي مات على الصليب وحمل خطايا البشر هو المسيح كإنسان فقط وليس الإله ، فهذا أيضاً باطل للأسباب التالية :
(1/90)
أولاً : لأن فكرة الفداء والتكفير تقضى أن الله نزل وتجسد ليصلب وانه ليس سوى الله قادراً على حمل خطايا البشر على الصليب . ولأن الإنسان لا يمكنه أن يحمل على كتفه خطايا البشر كله فلو كان المسيح مات على الصليب كإنسان فقط لصارت المسيحية ديانة جوفاء .
ثانياً : أن القول بأن الذي مات على الصليب وحمل خطايا البشر هو إنسان فقط هو قول مرفوض ومردود لأن هذا الإنسان الذي علق على الخشبة ملعون لأنه مكتوب في الشريعة : (( كل من علق على خشبة ملعون )) [ سفر التثنية ] واللعنة نقص وطرد من رحمة الله فكيف يكون هذا الإنسان الذي أصابته اللعنة والنقص كفئاً لحمل خطايا البشر ؟
ثالثًا : إن القول بأن الذي مات على الصليب هو إنسان فقط هو مناقض لنص قانون الإيمان الذي يؤمن به النصارى والذي جاء فيه : أن المسيح إله حق من إله حق . . . نزل وتجسد من روح القدس ، وتأنس وصلب .
فبناء على نص قانون الإيمان يكون الإله الحق المساو للأب صلب وقتل أي أن اللاهوت هو الذي صلب وقتل ، وهذا هو مقتضى نص القانون وهذا يبطل العقيدة من أساسها لأن الله لا يموت .
رابعا : أن القول بأن المسيح مات كفارة كإنسان هو قول باطل لأن الكتاب يعلمنا أن الإنسان لا يحمل خطيئة أي إنسان بل كل إنسان بخطيئته يقتل : (( لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.)) سفر التثنية [ 24 : 16 ] فلو كان المسيح مات كإنسان فان الإنسان لا يحمل خطيئة آخر !
والخلاصة أن المسيحيون على أي جهة يذهبون فمذهبهم باطل فإن كان الذي مات على الصليب هو الله فهذا باطل وان كان الذي مات على الصليب هو الإنسان فهذا أيضاً باطل . وما بني على باطل فهو باطل
(1/91)
النص الذي يقضي على عقيدة النصارى إنجيل متى 12-39 (حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلّم نريد أن نرى منك آية. فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي.لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال) ومعلوم طبعا أن يونان النبي لم يمت وانما كان حيا والكل يظنه ميت سفر يونان 2-2 2 (دعوت من ضيقي الرب فاستجابني.صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي).وفى المقابل يقول النصارى ان يسوع مات على الصليب وقام حيا من بين الأموات إذن الذي مات على الصليب لم يكن يسوع . ثم إن يسوع دخل القبر يوم و ليلتين فقط لأنه كما يدعون صلب يوم الجمعه عصرا وقام من قبره يوم الأحد صباحا أما يونان كان ثلاثة أيام وثلاث ليالي (متى 12-39) ولذلك نقول أن المسيح كما يدعي كتبة الأناجيل فشل حتى في إثبات أنه نبي إذن الذي داخل القبر لم يكن المسيح وانما شخص غيره لان المسيح لم يصلب بل هذا ظن خاطئ وهو نجا من الصلب
عجائب رافقت موت المصلوب
يرفض العقل ما حكاه متى من عجائب حصلت عند موت المسيح يقول: " وأسلم الروح ، وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين ، وخرجوا من القبور بعد قيامته ، ودخلوا المدينة المقدسة ، وظهروا لكثيرين " ( متى 27/51 - 54 ) .
والقصة من الغلط بل والكذب ، إذ لم يعهد مثل هذه العودة للقديسين والراقدين ، ولم يعهد أن عاد هؤلاء أو غيرهم من الموت .
(1/92)
ثم ماذا بعد العودة هل تزوجوا ؟ وهل عادوا لبيوتهم ؟ أم ماتوا بعدها ؟ أم .... ، ثم ماذا كانت ردة فعل اليهود وبيلاطس والتلاميذ أمام هذا الحدث العظيم ؟الإجابة : لا شيء . إذ لم يذكر شيء عند متى ولا عند غيره ممن لم يذكر هذه العجائب ، ولو كانت حقاً لسارت في خبرها الركبان ، ولآمن الناس بالمسيح حينذاك ، يقول الأب كننغسر : يجب الامتناع عن الهزء (أي بمثل هذه الأخبار ) ، لأن نية متى كانت محترمة جداً ، إنه يدمج المعطيات القديمة للرواية الشفهية مع مؤلَفه ، ولكن يبقى إخراجه لائقاً بعيسى ، المسيح النجم .
وقال نورتن الملقب بحامي الإنجيل :" هذه الحكاية كاذبة ، والغالب أن أمثال هذه الحكايات كانت رائجة عند اليهود بعد ما صارت أورشليم خراباً ، فلعل أحداً كتب في حاشية النسخة العبرانية لإنجيل متى ، وأدخلها الكاتب في المتن ، وهذا المتن وقع في يد المترجم، فترجمها على حسبه".
ويعلق العلامة أبو زهرة " لعل كثيراً مما في المتن أصله في الحاشية ثم نقل خطأ في المتن " .
ومما يدل على كذب خبر متى في قيام الراقدين من الموت أن بولس وغيره يصرح بأن المسيح هو أول القائمين ، وأنه باكورة الراقدين " إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات " (أعمال 26/23) ، ومثله قوله: " لكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (كورنثوس (1) 15/20)، وقوله: " الذي هو البداءة بكر من الأموات لكي يكون هو متقدماً في كل شيء. " (كولوسي 1/18 ).
و هو ما يثبته أيضاً سفر الرؤيا " يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات " (1/5).
(1/93)
كيف اختفت هذه الأغلاط وغيرها عن أعين النصارى وهكذا بقيت هذه الأغلاط وغيرها حبيسة دفتي الكتاب المقدس قروناً طويلة بقي خلالها الكتاب المقدس حكراً على رجالات الكنيسة بعيداً عن أيدي العامة .ولما ظهرت الطباعة وانتشرت نسخ الكتاب المقدس في القرن السادس عشر أكد آباء الكنيسة أن شرح الأناجيل وفهم ما فيها هو من اختصاص البابا الذي يعينه في ذلك روح القدس.
بيد أن مارتن لوثر وأتباعه رفضوا هذه الخصوصية للكنيسة ، وطالبوا بأن يكون حق قراءة وفهم الكتاب المقدس لكل أحد ، فانعقد مجمع تريدنت نوتردام في 1542 - 1563م للرد على دعوة لوثر. وهل تعلم عزيزي القارىء أن لمارتن لوثر الحق في دعواه هذه لأنك بمجرد مطالعتك لكتب التفاسير الخاصة بالكتاب المقدس تجد نفسك أمام تناقض عجيب فمثلا يقول الكتاب المقدس أن الأهلي حصل على الدوري والكأس بعد فوزه على الزمالك تجد التفسير يقول أن المقصود هو أن الزمالك هو الذي فاز بالدوري والكأس بعد فوزه على الأهلي وهذه طريقة يائسة في المراوغة والهروب من صريح النصوص ويتناسى هؤلاء المساكين أن الله عندما ينزل كتبه السماوات فهو يتعبد بها البسطاء من الناس لا المفسرون ولا الفلاسفة وكما قال الإمام أحمد عن تفسير القرآن( أن تفسير القرآن هو ما وقع في أذن العامي وهذا شأنه شأن باقي الكتب السماوية ) .
ويبدو في قرار المجمع هروب من اكتشاف العامة لأغلاط الكتاب المقدس وما فيه من المفاسد، ويؤكد بعض المحققين أن الإلحاد شاع في أوربا بعد انتشار نسخ الكتاب المقدس وإطلاع العامة على ما فيه .(1/94)
التثليث عند النصارى
يقول الله عز وجل ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ) النساء 171.
يقول الرازي – عند تفسيره لقوله تعالى : ( وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ ) (النساء: من الآية171) :
المعنى : ولا تقولوا – والخطاب للنصارى – إن الله سبحانه واحد بالجوهر ثلاثة بالاقانيم ، أو لا تقولوا آلهتنا ثلاثة . . .
واعلم أن مذهب النصارى مجهول جدا ، والذي يتحصل منه أنهم أثبتوا ذاتا موصوفة بصفات ثلاثة ، إلا أنهم , وإن سموها صفات فهي في الحقيقة ذوات ، وبدليل أنهم يجوزون عليها الحلول في عيسى وفي مريم بأنفسها ، وإلا لما جوزوا أن تحل في الغير ، وأن تفارق ذلك الغير مرة أخرى ، فهم وإن كانوا يسمونها بالصفات إلا أنهم في الحقيقة يثبتون ذوات متعددة ، قائمة بأنفسها ، وذلك محض الكفر . فلهذا قال تعالى :( وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ ) (النساء: من الآية171)ثم أكد التوحيد بقوله : ( إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) (النساء: من الآية171). ثم نزه نفسه عن الولد بقوله ( سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَد ) أي سبحانه ما يكون له ولد .ثم قال تعالى : ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) .
(1/95)
واعلم أنه سبحانه في كل موضع نزه نفسه عن الولد ، فذكر سبحانه أنه ملكا ومالكا لما في السماوات والأرض ، فقال في سورة مريم : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً ) (مريم:93)
والمعنى : من كان مالكاً لكل السماوات والأرض ، ولكل ما فيهما كان مالكا لعيسى ولمريم – عليهما السلام – لأنهما كانا في السماوات والأرض ، وما كانا أعظم من غيرهما في الذات والصفات . وإذا كان مالكا لما هو أعظم منهما فيكون مالكا لهما من باب أولى . . . ثم قال ( وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) (النساء: من الآية171) . والمعنى أن الله سبحانه كاف في تدبير المخلوقات ، وفي حفظ المحدثات ، فلا حاجة معه إلى القول بإثبات إله آخر وهو إشارة إلى ما يذكره المتكلمون من أنه سبحانه لما كان عالما بجميع المعلومات ، قادرا على كل المقدورات ، كان كافيا في الإلهية ، ولو فرضانا إلها آخر معه لكان معطلا لا فائدة منه ، وذلك نقص ، والناقص لا يكون إلها .وبالجملة فلا نرى مذهبا في الدنيا أشد ركالة وبعداً عن العقل من مذهب النصارى .
وقال تعالى أيضا في إبطال عقيدة التثليث : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (المائدة:73)( ثالث ثلاثة ) ، أي أحد ثلاثة آلهة ، أو واحد من ثلاثة آلهة ، والنصارى يقصدون الأب : الذات ، والابن : الكلمة ، والروح : الحياة وأثبتوا الذات والكلمة والحياة ، وقالوا : إن الكلمة التي هي كلام الله اختلطت بجسد عيسى اختلاط الماء بالخمر ، واختلاط الماء باللبن وزعموا : أن الأب إله ، والابن إله ، والروح إله ، والكل إله واحد .
(1/96)
وأعلم أن هذا معلوم البطلان ببديهة العقل ، فإن الثلاثة لا تكون واحداً ، والواحد لا يكون ثلاثة ، ولا يرى في الدنيا مقالة أشد فساداً ، وأظهر بطلانا من مقالة النصارى .ويقول القرطبي : قوله : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ) أي أحد ثلاثة . وهذا قول فرق النصارى من الملكية والنسطورية واليعقوبية ، لأنهم يقولون : أب وابن وروح القدس ، إله واحد ، ولا يقولون ثلاثة آلهة وهو معنى مذهبهم ، وإنما يمتنعون من العبارة وهي لازمة لهم . وما كان هكذا صح أن يحكى بالعبارة اللازمة ، وذلك أنهم يقولون : أن الابن إله ، والأب إله ، وروح القدس إله ، فأكفرهم الله بقولهم هذا ، وقوله : ( وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِد ٌ) أي أن الإله لا يتعدد . وقوله تعالى : ( وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ ) أي يكفوا عن القول بالتثليث ليمسنهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة .
من العجيب أن المسيحيين مع إيمانهم بهذه العقيدة – رغم بطلانها – يقرون بأنها فوق طاقة العقل البشري ، وفوق إدراكه ، وأنه من الصعب عليهم أن يحاولوا فهم هذا الأمر بعقولهم القاصرة ، وأن كل ما يمكنهم إيضاحه حول كيفية وجود ذات الله في ثلاثة أقانيم وأن كلا منهم ممتاز عن الآخر في الاقنومية لا في الجوهر ، فهم جوهر واحد ، وطبيعة واحدة ، وإله واحد ، ولكل واحد منها صفات اللاهوت ...
وقد حاول علماؤهم وفلاسفتهم مراراً وتكراراً إيضاح ثالوث الوحدانية هذا فلم يفلحوا ، لأن ذلك فوق طاقة عقولهم ، وصرحوا بأنه سر من الأسرار الإلهية يستحيل فهمه وإدراكه ، ولا يجوز لهم أن يتفلسفوا في تفكيك هذا السر أو تحليله ، أو يلصقوا به أفكار من عندياتهم ، وكل من يحاول إدراك هذا السر الثالوثي فهو كمن يحاول أن يضع مياه المحيطات كلها في كفة . يقول الدكتور دونالد يماري :
(1/97)
" لو واجهنا الحقائق بأنصاف لتحتم علينا القول بأن عقيدة التثليث لا يمكن تفسيرها بل يجب قبولها كحقيقة لاهوتية " .
وإنا لنعجب إذا كان هذا هو حال علمائهم ورجال الدين منهم فما هو يا ترى حال بسطائهم وعامتهم ، إذا ما حاولوا أن يفهموا عقائدهم .
وأنا كنت دائما عندما أتحاور مع النصارى في مسألة التثليث أقول لهم من يستطيع أن يجعلني أستوعب ثلاثة الهه الأب إله والابن إله والروح القدس إله وهؤلاء الثلاثة ليسوا ثلاثة آلهه بل إله واحد فسوف أعطيه ثلاث جنيهات جنيه وجنيه وجنيه ولكن ليس ثلاث جنيهات بل جنيه واحد .
وكفى فساداً بعقيدة يؤدي اعتقادها إلى المحال باعتراف أصحابها .والواقع أن هناك فرقا بين ما يحكم العقل باستحالته كالتثليث ، وبين مالا يستطيع العقل إدراكه ، وعقيدة التثليث مما أثبت العقل تناقضها مع الحس والمنطق ، هذا التناقض الذي يبدوا فيما يأتي :
أولا : يبدوا تناقضهم واضحاً بين ما أثبتوه في أمانتهم ، وبين ما يعتقدونه ، حيث اتفقوا على أن الأب والابن وروح القدس إله واحد ، أي أن الباري جوهر واحد ثلاثة أقانيم . بينما الأمانة التي اتفقوا عليها أوضحوا فيها أن ذات الابن غير ذات الأب وهما معا غير الروح القدس . وبذلك خالفوا ما يعتقدونه من أنهم إله واحد في ثلاثة أقانيم ، وتناقضوا ، حيث جعلوا جوهر البدن شيئا معبودا وليس من الثلاثة ، فأثبتوا بذلك تربيعا لا تثليثا . وفي ذلك يقول أبو عبيدة الخزرجي مخاطبا النصارى :
(1/98)
" قد اتفقتم على أن أقانيم : الأب والابن والروح القدس غير مختلفة ، بل هي واحد ، فإذا كان هذا فالأب هو الابن وهما مع الروح القدس شئ واحد . وقلتم : وهذا توحيد . فلم خصصتم المسيح بالابن ولم تقولوا هو الأب ، وقد قلتم : أن الأب والابن والروح القدس شئ واحد ؟ ثم جعلتم جوهر البدن شيئا معبودا وليس من الثلاثة ، فهؤلاء إذن أربعة ، وقد بطل التثليث وصار تربيعا ، فإن أبيتم إلا ثلاثة فقد جعلتم نفي العدد وإثباته سواء ، وكابرتم العقول " .
وبنفس الرأي يورد ابن كمونة – على لسان مخالفي النصارى – بطلانا عقليا على التثليث فيقول : لمخالفي النصارى أن يقولوا : إن هذه الأقانيم التي ذكرتموها : إن كان مرادكم بها ذوات ثلاثة قائمة بأنفسها فبرهان الوحدانية يبطله ، وهو أيضا على خلاف معتقدكم في التوحيد ، وإن كان مقصودكم أنها صفات ، أو أحدهما ذات والباقيتان صفتان ، فهلا جعلتم صفة القدرة أقنوما رابعا ؟
وكذا سائر ما يوصف به سائر الله تعالى اقانيم ؟ فإن قالوا : قدرته هي علمه ، قلنا : وحياته أيضا هي علمه ، فلم أفردتموها أقنوما ؟
…ولو كان المراد بقولكم : إن الباري سبحانه جوهر واحد ثلاثة أقانيم : أنه ذات عالمة حية ، أو ذات عاقلة لنفسها ، وذات معقولة لها ، فما قلتموه في أمانتكم التي اتفقتم عليها ينافي ذلك ، فإن فيها تحقيقا أن الابن ذات غير ذات الأب ، وأن ذات الابن هي التي نزلت وصعدت دون الأب ، فجميع مذاهبكم باطلة .
ثانيا : يتناقض النصارى في عقيدة التثليث ، إذ يقصرون الصفات الإلهية على اثنين ( الحياة والنطق ) ، وأن الباري تعالى ذات حية ناطقة ، وأن الحياة والنطق وإن كانا غيره في الشخصية فهما هو في الجوهرية . فنقول لهم :
(1/99)
" إذا كان الحيي له حياة ونطق ، فأخبرونا عنه ، أتقولون : أنه قادر عزيز ، أم عاجز ذليل ؟ فإن قلتم : لا ، بل هو قادر علزيز ، قلنا : فأثبتوا له قدرة وعزة ، كما أثبتم له حياة وحكمة .فإن قلتم : لا يلزمنا ذلك : لأنه قادر بنفسه ، عزيز بنفسه . قلنا لكم : وكذلك فقولوا : إنه حي بنفسه ، وناطق بنفسه ، ولابد لكم مع ذلك من إبطال التثليث ، أو إثبات التخميس ، وإلا فما الفرق ، وهيهات من فرق .
أنا إذا حاولت استيعاب عقيدة التثليث والله أحس بتشويش شديد في ذهني ولا أكاد أستوعبها أبدا وفى رسالة كورنثوس الأولى إصحاح أربعة عشر ان الله ليس اله تشويش إذن الهكم ليس اله أصلا لانه يشوش ويسبب ارتباك وفوضويه ذهنية ولا يستطيع العقلاء استيعابه بأقانيمه
ينقل شيخ الإسلام عن النصارى ما يبررون به الثالوث تبريرا عقليا ثم يبطله .
(1/100)
" الابن القديم الأزلي الموجود من جوهر أبيه ، الذي هو مولود غير مخلوق ، الذي تجسد ونزل هل هو جوهر قائم بنفسه أم هو عرض قائم بغيره ؟فإن قلتم : هو جوهر ، فقد صرحتم بإثبات جوهرين ، الأب جوهر والابن جوهر ، ويكون حينئذ أقنوم الحياة جوهراً ثالثاً ، فهذا تصريح بإثبات ثلاثة جواهر قائمة بأنفسهما . وحينئذ يبطل قولهم : إنه إله واحد ، وإنه إحدى الذات ، ثلاثي الصفات . وإنه واحد بالجوهر ، ثلاثة بالأقنوم.وإن قلتم : بل الابن القديم الأزلي ، الذي هو الكلمة التي هي العلم والحكمة ، عرض قائم بجوهر الأب ، ليس جوهرا ثانيا . فقد صرحتم بأن الرب جوهر تقوم به الأعراض ، وقد أنكرتم هذا في كلامكم . قلتم : هو جوهر لا تقوم به الأعراض ، وقلتم : إن من المخلوقات جواهر لا تقوم بها الأعراض ، فالخالق أولى . وهذا تناقض بين وسبب ذلك : أنهم ركبوا لهم اعتقاداً ، بعضه من نصوص الأنبياء المحكمة كقولهم : الإله الواحد ، وبعضه من متشابه كلامهم ، كلفظ الابن وروح القدس ، وبعضه من كلام الفلاسفة المشركين المعطلين كقولهم : جوهر لا تقوم به الصفات وبعضه من عقيدة البوذية الذى قال انه نزل من الفردوس لتخليص الناس وانه أتى كذبيحة لخلاص البشر . فجاءت عقيدتهم ملفقة
عقيدة النصارى الرب قتل الرب ليرضي الرب فإذا قلتم ان الرب لم يمت على الصليب وانما الناسوت قلنا وهل الناسوت يحمل خطيئة البشر أم اللاهوت إذن هذه ليست ذبيحة مقبولة وان قلتم ان الرب مات على الصليب قلنا لكم الرب ميت تحت وهو قائم حي بذاته فوق والمتناقضان لا يجتمعان إذن أثبتم الهان وليس اله واحد
إن هذه الأقانيم التي ذكرتموها : إن كان مرادكم بها ذوات ثلاثة قائمة بأنفسها فبرهان الوحدانية يبطله ، وهو أيضا على خلاف معتقدكم في التوحيد ، وإن كان مقصودكم أنها صفات ، أو أحدهما ذات والباقيتان صفتان ، فهلا جعلتم صفة القدرة أقنوما رابعا
(1/101)
يتضح لنا بطلان عقيدة التثليث عقلا بما تستلزمه من المحالات والنقائض ، كما اتضح بطلانها نقلا بفساد الأدلة التي استند إليها أصحابها فيها وكان على أصحاب هذه العقيدة ألا يلغوا عقولهم أمام دعوى الإيمان والتسليم فالعقيدة التي لا تكون عن اقتناع وفهم لا تكون لها قيمتها الدينية ، ولا يكون لها تأثيرها في حياة صاحبها
أما تسمية حياة الله ( بالروح القدس ) ، فهو أمر لم ينطق به شئ من كتب الله المنزلة ، فإطلاق روح القدس على حياة الله إنما هو من تبديلهم وتحريفهم ...
اعلم أيها القارئ الكريم أن النصارى يؤمنون بالثالوث ، إلا انهم يدعون التوحيد وأن هذا الثالوث هو إلهاً واحداً ، إلا ان دعواهم للتوحيد هي دعوى باطلة وانهم متناقضون في ذلك تناقضاً واضحاً فهم في الحقيقية مثلثون لا موحدون .
ذلك ان تعليم الدين المسيحي الذي تقدمه الكنائس ويقوله المسيحيون هو :1 _ الآب إله 2 _ الابن إله 3 _ الروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة بل إله واحد !!ويقولون :1_ الآب كلي القدرة2_ الابن كلي القدرة3_ الروح القدس كلي القدرة ولكنهم ليسوا ثلاثة كليين القدرة بل إله واحد كلي القدرة !!ويقولون :1_ الآب له دور2_ الابن له دور3_ الروح القدس له دور إلا انهم ليسوا ثلاثة بل إله واحد !
ونحن نسأل المسيحيين أي لغة هي التي تخاطبون بها البشر ؟!
وإذا كان أقنوم الأب متصف بالألوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيء فما فائدة أقنوم الابن ؟
وإذا كان أقنوم الابن متصف بالألوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيء فما فائدة أقنوم الأب ؟
وإذا كان أقنوم الروح القدس متصف بالألوهية والكمال المطلق والقدرة على كل شيء فما فائدة أقنوم الأب والابن ؟
وإذا كان أقنوم الأب إله خالق _ وأقنوم الابن إله خالق _ وأقنوم الروح القدس إله خالق _ فهل خلقوا العالم مجتمعين واجتماع مؤثرين على أثر واحد باطل فكيف إذا كانوا ثلاثة ؟ !
(1/102)
عندما يقول المسيحيون باسم الآب والابن والروح القدس نقول لهم :
أنها ثلاث صور ذهنية متمايزة ، فعندما يقول شخص ما : آب فإنه بالطبع لا يعني الابن ، وعندما يقول : ابن فإنه بالطبع لا يعني آب . . .
إن قولكم الله الآب والله الابن والله الروح القدس هو أمر واضح بأن هذه ثلاثة آلهه وواضح فيها التعدد و لا يحتاج الأمر إلى القول بأنها إله واحد ، وإن أبسط قواعد اللغة العربية وأعتقد أن كل لغات العالم على نمط أن الواو التي للعطف تقتضي المغايرة وأن التغاير والتوحيد نقيضان لا يجتمعان ولكن المسيحيين عندما يجمعون بين النقيضين يقولون إن هذا هو منتهى كمال الإله !؟ فأي كمال يجمع بين النقيضين ؟!
ان الجمع (1+1+1=3) لا يؤيد أن الثالوث واحد ، لذا قد يلجأ المسيحيين لتبرير ذلك، بضرب كل إله بالآخر حيث أن (1×1×1=1) ، وهذا فاسد وباطل من وجهين :الأول : لأن الثالوث يقضي بتمايز واستقلال الأقانيم ، فليس أقنوم كل إله هو الآخر. كما ان لكل اقنوم دور خاص به وجميع الطوائف المسيحية تعتقد بأن كل اقنوم من الاقانيم الثلاثة متميز عن الاقنومين الآخرين وبالتالي عملية ضرب كل إله بنفسه فاسدة.
(1/103)
الثاني : انه لا يمكن الاستشهاد على وحدانية الثالوث عن طريق ضرب الرقم بنفسه ثلاث مرات ( 1 × 1 × 1 ) لأنك إذا ضربت واحد في نفسه 30 مرة يكون الناتج أيضاً واحد وإذا ضربت واحد في نفسه 1000 مرة يكون الناتج واحد وبالتالي لا يصح للنصارى أن يبرهنوا على ثالوثهم بهذه الطريقة لأنها طريقة تشهد لكل الأعداد وليس لثالوثهم المزعوم ، وبالتالي لو أراد شخص ان يثبت ان الله واحد في خمسة وخمسة في واحد ما عليه إلا ان يقول ( 1 × 1 × 1 × 1 × 1 = 1 ) !! والضلال يسوق إلى ضلال، فكما جعلوا الله أقانيم ووجوهاً، كذلك أقنموا ودمجوا المسيح [هل هو ناسوت أم لاهوت، أم دمج الاثنين أو فصلهما] . فمنهم من جعلوه اثنين ( طبيعتين: ناسوتاً ولاهوتاً ) ، ومنهم من رأى أن تثنية المسيح ( طبيعتين ) تقسيم وفصل له ، فقالوا المسيح واحد ( طبيعة واحدة ) ومنهم من استأصل المشكلة فجعل المسيح ناسوتاً فحسب ورفض ألوهيته لأنه ولد من بطن مريم وهي بشر مخلوق ، والمخلوق لا يلد خالقه . .
-بعض النصارى يحاولون إثبات قضية الثالوث من نص ورد في رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 : (( فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.)) ولا يكاد يوجد نص في الكتاب المقدس كله يقول بالتثليث إلا هذا النص .
وهذا النص كثيراً ما يستشهد به المسيحيون دون أن يدققوا النظر في مصداقيته وقانونيته .
فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النص دخيل وغير موجود في الأصول المعول عليها ، كما قرر ذلك الكثير من العلماء اللاهوتيين القائمين على وضع التراجم الغربية والعربية للكتاب المقدس ، وقد قام بحذف هذا النص كل من :
1 - الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية ( منشورات دار المشرق - بيروت )
2 - وحذفته الترجمة العربية المشتركة .
(1/104)
3 - ووضعته الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - ( كتاب الحياة ) - بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وهذا معناه أنه كشرح وليس من النص الأصلي كما نوهت بذلك في المقدمة .فهم اضطروا لإدخال هذا النص في كتابهم المقدس لأنهم وجدوا أنفسهم أمام مأزق شديد حيث أن أصل عقيدتهم لا يوجد عليه دليل حيث لا توجد نسخة من الكتاب المقدس تذكر هذا النص قبل القرن السابع عشر الميلادي بل لا يوجد إنجيل باللغة الألمانيه حتى الآن يذكر هذا النص إطلاقا !!!!!!!!!!!!!!!! حتى حجتهم صارت حجة عليهم نسأل الله أن يهديهم وينير بصائرهم لنور الحق الذي طالما ناداهم وطالما أحسوا بريبة شديدة من دينهم وقطعهم ما ليس في موضع القطع ونسأل الله أن يعجل بهدايتهم قبل أن يأتي يوم لا تنفعهم فيه توبة(1/105)
الكتاب المقدس
تحريف الكتاب المقدس
إن مسألة تحريف الكتاب المقدس قد انتهى الجدل فيها بين الثقاة من العلماء والباحثين ، ولم يعد بينهم خلاف يذكر حول تحريف الكتاب المقدس ، والتفاوت بينهم ، إنما هو من حيث الكم والكيف فيما يقدمونه من أدلة ، ونحن فيما نقدمه هنا من أدلة . ليس إلا إضافة أو تذكير بما أقاموه من أدلة تضخم التوراة بفعل اليهود :
وسنعتمد في هذا على التوراة نفسها ، فالتوراة التي بين أيدينا الآن . لا يمكن أن تكون كلماتها بنفس الكم الذي نزلت به ، فنحن نرى أسفارها الخمسة تملأ 379 صفحة بالحروف الصغيرة ، بينما التوراة نفسها تحدد لنا الصورة التي نزلت بها ، بشكل لا وجه فيه للمقارنة بين حجمها الحالي وحجمها الذي نزلت به ، حيث يذكر سفر الخروج [ 24 : 12 ] ، أن موسى تلقي التوراة مكتوبة على لوحين من حجر :
(( وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى : اصْعَدْ إِلَى الْجَبَلِ وَامْكُثْ هُنَاكَ لأُعْطِيَكَ الْوَصَايَا وَالشَّرَائِعَ الَّتِي كَتَبْتُهَا عَلَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ لِتُلَقِّنَهَا لَهُمْ. )) .
ويذكر سفر الخروج أيضاً في [ 32 : 15 ] :(( ثُمَّ نَزَلَ مُوسَى وَانْحَدَرَ مِنَ الجَبَلِ حَامِلاً فِي يَدِهِ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ ، وَقَدْ نُقِشَتْ كِتَابَةٌ عَلَى وَجْهَيْ كُلٍّ مِنْهُمَا، وَكَانَ اللهُ قَدْ صَنَعَ اللَّوْحَيْنِ وَنَقَشَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهِمَا.))وقد يتبادر إلى الذهن ، أنه لا مانع عقلاً من أن يكون اللوحان من العظم والاتساع ، بحيث يملأ المسطر عليها 379 صفحة من الورق كما نراها الآن .ولكن التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال حين تحدد حجم اللوحين بالتابوت الذي أمر الله موسى أن يصنعه ويحفظ فيه التوراة :فقد جاء في سفر الخروج [ 25 : 10 ، 16 ] :(( تابوتاً من خشب طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وارتفاعه ذراع ونصف ، وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك ))
(1/106)
وقد يرد على الذهن احتمال أن ما كتب على اللوحين ، بلغت حروفه حداً من الصغر ، بحيث إذا نقلت كلماته على الورق ، ملأت صفحات عديدة ، ونحن نرى الآن القرآن الكريم يكتب في صفحة واحدة لا تزيد كثيراً عن ذراع في ذراع.ومرة أخرى نجد التوراة نفسها تدفع هذا الاحتمال ، حين تحدد لنا الزمن الذي يستغرقه كتابتها وقراءتها ، بحيث لا يبقى لدينا أدنى شك في تقدير حجمها ، وأنها لا تزيد عن كلمات لا تملأ أكثر من بضع ورقات فيقول كاتب سفر التثنية [ 31 : 9 ](( وَكَتَبَ مُوسَى كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ وَسَلَّمَهَا لِلْكَهَنَةِ بَنِي لاَوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَإِلَى سَائِرِ شُيُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَأَمَرَهُمْ مُوسَى قَائِلاً: «فِي خِتَامِ السَّبْعِ السَّنَوَاتِ، فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ مِنَ الدُّيُونِ، فِي عِيدِ الْمَظَالِّ عِنْدَمَا يَجْتَمِعُ جَمِيعُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِلْعِبَادَةِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، تَتْلُونَ نُصُوصَ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي مَسَامِعِهِمْ ))
(1/107)
ويحدد لنا سفر يشوع [ 8 :32 ] الزمن بدقة أكثر ، حين يذكر أن يشوع نقش نسخة من التوراة على الحجر وتلاها على الشعب في جلسة واحدة :(( وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى . وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة ، البركة واللعنة ، حسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل )) .ولكن قد يرد احتمال أخير :أليس من الجائز أن يكون موسى عليه السلام قد تلقى مع اللوحين نصوص أخرى ، وأن المجموع هو ما يطلق عليه التوراة .ولكن هذا الاحتمال الأخير نجد ما يرده من سفر الملوك الأول [ 8 : 9 ] حيث يذكر بوضوح أن سليمان حين نقل التابوت إلى المعبد الذي بناه ، لم يكن فيه سوى اللوحين :(( وَلَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ سِوَى لَوْحَيِ الْحَجَرِ اللَّذَيْنِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ أَبْنَاءَ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ.))
الإثبات المنطقي لتحريف أسفار الكتاب المقدس
لا يملك اليهود ولا النصارى أي دليل – ولو كان ضعيفاً - يثبت صحة نسبة الأسفار المقدسة إلى أصحابها، بل إن الأدلة تثبت عكس ذلك، وهذا يتضح من خلال عرض النصوص والشهادات التي تبطل نسبة أسفار العهد القديم إلى الأنبياء عليهم السلام، ومن ذلك:
أولاً : سفر يشوع
القراءة المتأنية لهذا السفر تكشف عن تأخر تاريخ كتابته عن يشوع بسنين طويلة فقد جاء فيه خبر موت يشوع : (( مات يشوع بن نون عبد الرب ابن مائة وعشر سنين فدفنوه في تخم ملكه )) يشوع 29:24 - 30 .ويذكر السفر أحداثاً بعد موته كتعظيم بني إسرائيل له بعد موته انظر يشوع 31:24 والسفر برمته يتحدث عن يشوع بضمير الغائب انظر 35:8 ، 27:6 .
ثانياً : سفر القضاة
ويتحدث السفر عن الفترة التي تلت يشوع والتي سبقت الملكية ، وهي فترة مبكرة من تاريخ بني إسرائيل .
(1/108)
ولكن السفر يحوى ما يدل على أنه كتب في عهد الملوك فقد جاء فيه : (( في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل )) ( قضاة 25:21 ) (( وفي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل )) ( قضاة 6:17 )
ويقول الأب لوفيفر : إن سفر القضاة أعيدت كتابته وعدلت مرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية ، وأن أحداثه التاريخية تعوزها الدقة. ويعترف النصارى بأنه لا يعلم كاتب السفر وعلى الأرجح أنه صموئيل .
ثالثاً : سفرا صموئيل ( الأول والثاني )
وينسب السفران للنبي صموئيل لكن الجزء الأول أو السفر الأول يذكر وفاة صموئيل ودفنه : (( فمات صموئيل فاجتمع إسرائيل ، وندبوه ، ودفنوه )) ( صموئيل (1) 1:25 )فمن الذي أكمل السفر وكتب الثاني ؟
ويقول منقحو الكتاب المقدس الذي راجعه القسيس فانت السكرتير العام لجمعية الكتاب المقدس بنيويورك : بأن مؤلف السفرين " مجهول ، ويحتمل أن يكون عزرا هو الذي كتبه وراجعه ".
رابعاً : سفر أيوب
وقد جاء في وسط السفر ما يدل على أن ثمة كاتباً آخر غير أيوب قد تدخل في السفر ففي نهاية الأصحاح 31 : (( تمت أقوال أيوب )) ( أيوب 40 : 31 ) لكن لم ينته السفر حينذاك بل استمر بعده أحد عشر إصحاحاً تحدثت عن أيوب.
وفي نهاية السفر : (( وعاش أيوب بعد هذا مائة وأربعين سنة ورأى بنيه ، وبني بنيه إلى أربعة أجيال ، ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام )) ( أيوب 16 : 42 - 17 ) .
تناقضات من أعجب ما يكون في كتابهم المقدس
(1/109)
انك حين ترى الاختلافات والتناقضات ما بين إصحاحات كتاب النصارى المقدس لا يمكنك أن تظن مجرد ظن بأن هذا فكر الله ووحي الله سبحانه وتعالى لأن الروح القدس لا يوحي بأخبار وأفكار ومعلومات متناقضة ، ولا يوحي لكاتب الإصحاح أو كاتب السفر عكس الخبر أو المعنى الذي يوحيه لكاتب آخر ، أن كلمة الله يستحيل عليها أن تكون متناقضة تهدم بعضها بعضاً . وإليك عزيزي القارىء بعض من تناقضات كتاب النصارى المقدس كدليل على كلامنا : وليحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة :
كم كان عدد الموكلين على الإشراف على خدمة العمال المسخرين لتنفيذ أعمال سليمان ؟
في سفر الملوك الأول أنهم كانوا : 150 / مائة وخمسون [ 9 : 23 ]
في سفر أخبار الأيام الثاني أنهم كانوا : 250 / مئتين وخمسين [ 8 : 10 ]فهل هذا التضارب من عند الله ؟
كم وزنة من الذهب جلبها عبيد حيرام وعبيد سليمان من أوفير؟
في الملوك الأول : أنهم جلبوا معهم : 420 / أربع مائة وعشرين وزنة من الذهب [ 9 : 28 ]
في أخبار الأيام الثاني : انهم جلبوا معهم : 450 / أربع مائة وخمسين وزنة من ذهب [ 8 : 18 ]فهل هذا التضارب من عند الله ؟
كم كان عدد المغنين والمغنيات الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا كروب وأدون وإمير؟
في سفر عزرا نجد انهم كانوا 200 / مئتين [ عزرا 2 : 64 ]
في سفر نحميا نجد انهم كانوا 245 / مئتين وخمسةً وأربعين [ نحميا 7 : 66 ]فهل هذا التضارب من عند الله ؟
هل الروح القدس أوحى الى عزرا أنهم 200 ثم ناقض نفسه وأوحى الى نحميا انهم 245 ؟!!
كم كان عدد ( بنو عادين ) العائدين من السبي ؟
في سفر عزرا انهم كانوا : 454 / أربع مائة وأربعة وخمسون [ 2 : 15 ]
في سفر نحميا انهم كانوا : 655 / ست مائة وخمسة وخمسون [ 7 : 20 ]هل هذا التضارب الجزئي كما يسميه البعض هو من عند الله ؟؟؟
كم كان عدد أهل بيت لحم ونطوفة الذين رجعوا من السبي ؟
(1/110)
في سفر عزرا انهم كانوا : 176/ مائة وستة وسبعين [ 2 : 21 ، 22 ] بالجمع يكونوا 176 .
في سفر نحميا انهم كانوا : 188 / مائة وثمانية وثمانون [ 7 : 26 ]فهل هذا التضارب من عند الله ؟؟؟
كم كان عدد بنو آرح العائدن من السبي ؟
في سفر عزرا أنهم كانوا : 775 / سبع مائة وخمسة وسبعون [ 2 : 5 ]
في سفر نحميا أنهم كانوا : 652 / ست مائة واثنان وخمسون [ 7 : 10 ]فهل هذا التضارب من عند الله
كم كان عدد بنو زتوالعائدين من السبي ؟
في سفر عزرا أنهم كانوا : 945 / تسع مائة وخمسة وأربعون [ 2 : 8 ]في سفر عزرا أنهم كانوا : 845 / ثمان مئة وخمسة وأربعون [ 7 : 13 ]
كم كان عدد بنو باني العائدين من السبي؟
في سفر عزرا أنهم كانوا : 642 / ست مائة واثنان وأربعون [ 2 : 10 ]في سفر نحميا أنهم كانوا : 648 / ست مئة وثمانية وأربعون [ 7 : 15 ]
كم كان عدد بنو بيصاي العائدين من السبي؟
في سفر عزرا انهم كانوا : 223 / مائتان وثلاثة وعشرون [ 2 : 28 ]في سفر نحميا انهم كانوا : 123 / مائة وثلاثة وعشرون [ 7 : 32 ]
كم كان عدد الذين صعدوا من تل ملح وتل حرشا ، كروب ولم يستطيعوا أن يبينوا بيوت آبائهم هل هم من إسرائيل والذين هم من بنو دلايا ، وبنو طوبيا وبنو نقودا ؟
في سفر عزرا انهم كانوا : 652 / ست مائة واثنان وخمسون [ 2 : 59 ، 60 ]في سفر نحميا انهم كانوا : 642 / ست مئة واثنان وأربعون [ 7 : 61 ، 62 ]
كم كان عدد الاقمصة الذي تبرع به رؤساء العائلات للكهنة لدى وصولهم إلي أورشليم لبناء بيت الرب ؟
في سفر عزرا : 100/ مئة قميص / [ 2 : 69 ]في سفر نحميا : 530 / خمس مائة وثلاثين قميصاً [ 7 : 70 ]
تناقض في ( شاقل القدس ) :
جاء في سفر العدد [ 18 : 16 ] : (( وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس. هو عشرون جيرة ))
(1/111)
الواقع ان عبارة شاقل القدس الواردة في النص هي من الزلات الفاضحة التي ينبغي للأتقياء إزالتها من النص حيث تكشف عن التلفيق وإقحام القصة بعد عهد موسى بزمن بعيد ، فمن المؤكد أن ( شاقل القدس ) لم يكن مستخدماً في مصر أو في القفر أو في أي مكان آخر في زمن موسى لأنه لم يكن قد قام ملك القدس بعد ولم يكن قد جرى صك ( شاقل القدس ) ومع ذلك جعل المؤلفون الذين كتبوا سفر الخروج أن الرب يقول لموسى : (( إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدّهم . لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدّهم . هذا ما يعطيه كل من اجتاز الى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس . الشاقل هو عشرون جيرة ))
وبين النصين الأول والثاني تناقض فاضح ففي النص الأول الفداء بخمسة شواقل وفي الثاني الفداء بنصف الشاقل ، كما أن الفداء إذا لم يرافقه دفع النقود فسيصيب الوباء بني إسرائيل ، ونريد أن نعرف : ما الذي سيفعله الرب بهذه النقود ؟
تناقض في مكان ( شور ) :ان ( شور ) نراها في المنطقة الشمالية المتاخمة للمتوسط من شبه جزيرة سيناء برية شور ، ومرة أخرى الكتاب المقدس يجعلها بلدة قرب حدود مصر ، [ تكوين 16 : 7 ] ، [ تكوين 25 : 18 ] ، [ صموئيل الأول 15 : 7 ]
وظلت شور باستمرار أمام مصر وفي مقابل مصر غير أننا نفاجأ في سفر الخروج وقد صارت داخل مصر : (( ثم ارتحل موسى بإسرائيل من بحر سوف وخرجوا إلي برية شور ولم يجدوا ماءً )) [ خروج 15 : 22 ]
هل عرف إبراهيم يهوه أم لم يعرفه ؟يذكر سفر التكوين ان إبراهيم عرف ( يهوه ) باسمه ودعا الموقع الذي أوشك أن يمارس عنده عادة ذبح الابن تقدمة للإله باسم ( يهوه يراه ) [ تكوين 22 : 14 ]
(1/112)
لكن ذلك لسوء الحظ تناقض تناقضاً صريحاً مع ما ورد في سفر الخروج ومبرراً للتشكيك في أمانة الرواية ومصداقية الحكي كله ، فقد جاء في سفر الخروج [ 6 : 3 ] أن يهوه قال لموسى في أول لقاء لهما قرب خيام مدين أن إبراهيم وإسحاق ويعقوب لم يعرفوه باسم ( يهوه ) !
تناقض سفر العدد عن رحلات بني إسرائيل :
هناك تناقض في سفر العدد عن رحلات بني إسرائيل وموت هارون سفر التثنية 10 : 6 _ 7 وهذا يناقض الرواية التي في سفر العدد : 33 : 30
تناقض في ذكر أنساب الإسرائيليين:
في الإصحاح السادس والأربعين من سفر التكوين ذكر الكاتب نسباً تاريخياً للإسرائيليين ثم ذكر أيضاً هذا النسب في الإصحاح السادس من سفر الخروج ، ثم ذكره أيضاً في الإصحاح السادس والعشرين من سفر العدد ، وجاء أيضاً ذكر هذا النسب في سفر الأخبار الأول في الإصحاح الأول والثاني .
وقد كان موسى معاصراً ليشوع . فإما اسقط الكاتب لكتاب موسى : آباء من عمرام إلى موسى ، وإما زاد كاتب سفر أخبار الأيام الأول آباء لا مقابل لها في آباء موسى عليه السلام .
وقد حسب (( بولس )) ان جميع ما سكن بنو إسرائيل وآباؤهم وأجدادهم من إبراهيم إلى موسى : أربعمائة وثلاثين سنة على سلسة النسب من إبراهيم إلى موسى _ لأن الآباء فيها قليلون _ وهي صحيحة إذا كذبنا رواية سفر الأخبار . وهي كاذبة إذا صدقناها . لأن الآباء كثيرون فيها .
عزيزي القارىء :
ان التناقضات والاخطاء الموجودة في الكتاب المقدس أكثر من ان تحصى وأكبر من أن تعد ولكن المجال لا يتسع إلا لذكر أمثله بسيطة منها ولكن فيها الغنيه لكل باحث عن الحق في أن يتيقن أن هذا الكتاب الذي يدعونه مقدسا يستحيل عليه أن يكون كلام الله
(1/113)
- ومن التناقضات الغريبة حقاً هو وجود الكثير من التعليمات التي تملأ التوراة بشأن الذبح والمحرقة ( على الأخص في سفر اللاوبين ) بينما يصرح سفر إرمياء [ 7 : 22 ] أن الله لم يأمر قط بتقديم ذبائح أو محارق ! (( هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من جهة محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً : اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في الطريق الذي أوصيتكم به ليحسن إليكم )) .
- تبعاً لسفري العدد والتثنية يكون هارون قد توفي مرتين في مكانين مختلفين أحدهما على جبل حور ( العدد 20 : 28 وأيضاً 33 : 38 ) والآخر في موسير ( التثنية 10 : 6 ) .
- وتبعاً للرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (15 : 5) فقد ظهر يسوع للإثنى عشر [ بعد نشوره ] على الرغم من أنه لم يكن آنذاك هناك إثنى عشر [ حيث انتحر أحد الإثنى عشر قبل صلب يسوع ] ( ولا نخمن أن بولس كان قد اعتبر نفسه أحدهم ) [ وهو بذلك يعتبر أيضاً أن نهايات الأناجيل من الصلب والفداء والقيامة والظهور من اختراعات بولس ] . وعلى أية حال فإن هيئة الحواريين قد اكتمل عددها بعد ذلك ، ولم يعد هناك مجال لدخول حواري ثاني عشر آخر يُدعى بولس .
- من التناقضات المختلفة لسفر أعمال الرسل مقارنة بالأسفار الأخرى التي يحتويها العهد الجديد - ونذكر فقط المعترف به وقبله العلم منذ زمن - أنه تبعاً لسفر أعمال الرسل ( 9 ) تقابل بولس مع الحواريين الآخرين بعد قليل من اعتناقه لديانة يسوع أثناء رحلته إلى دمشق ، وكان ذلك في أورشليم ، بينما لم يسافر إلى أورشليم تبعاً لسفر غلاطية ( 1 : 18 ) إلا بعد ذلك بثلاث سنوات .
(1/114)
وهذان التقريران السابقان ( أعمال الرسل ( 9 ) وغلاطية 1 : 18 وما بعدها ) كما يرى البروفسور كونتسلمان في كتابه " أعمال الرسل " طبعة توبنجيه لعام 1963 " لا يمكن عمل مقارنة بينهما " .
ويضيف أيضاً قائلاً : [ إن الأشنع من ذلك هو التناقض بين أعمال الرسل (8:9) وما بعدها [ فكان يدخل معهم ويخرج معهم في أورشليم ويجاهر باسم الرب يسوع ، وكان يخاطب ويباحث اليونانيين فحاولوا أن يقتلوه ] وبين غلاطية ( 1 : 22 ) [ ولكنني كنت غير معروف بالوجه عند كنائس اليهودية التي في المسيح . غير أنهم كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه .فكانوا يسجدون لله في ] (ص60).
كذلك توجد أيضاً تناقضات بين قصتي تحول بولس إلى ديانة يسوع ( أعمال الرسل 1:22-16 ،9:26-18 ) راجع أيضاً المراجع السابقة لـ كونتسلمان .
شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف
إليك أيها القارئ الشهادة بتحريف الكتاب المقدس من الكتاب المقدس نفسه :
أولاً : ان كاتب المزمور ( 56 : 4 ) ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه :
(( ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل أفكارهم بالشر. ))
ثانياً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا ( 23 : 13 ، 15 ، 16 ) بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً :
(( فِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ شَهِدْتُ أُمُوراً كَرِيهَةً، إِذْ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ الْبَعْلِ، وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَوْسَاطِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ أُمُوراً مَهُولَةً: يَرْتَكِبُونَ الْفِسْقَ، وَيَسْلُكُونَ فِي الأَكَاذِيبِ، يُشَدِّدُونَ أَيْدِي فَاعِلِي الإِثْمِ لِئَلاَّ يَتُوبَ أَحَدٌ عَنْ شَرِّهِ. . . لأَنَّهُ مِنْ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ شَاعَ الْكُفْرُ فِي كُلِّ أَرْجَاءِ الأَرْضِ. ))
(1/115)
ثالثاً : لقد اعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في ( 23 : 36 ) توبيخ النبي إرميا لليهود :
(( أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا .))
رابعاً : ونجد أيضاً ان كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحربف كلمة الرب :
(( كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا ؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب . ))
خامسا : وكاتب سفر إشعيا ( 29 : 15 ، 16 ) ينسب لإشعيا تبكيته لليهود :
(( ويل للذين يتعمقون ليكتموا رأيهم عن الرب فتصير أعمالهم في الظلمة ويقولون من يبصرنا ومن يعرفنا : يالتحريفكم . ))
فإذا جاء مسيحي وزعم بأن تحريف اليهود لكلمة الرب هو قول غير مقبول نقول له أقرأ شهادة التحريف من كتابك .
ويتساءل بعض المسيحيون الذين يتجاهلون الشواهد والأدلة الدالة على تحريف كتابهم المقدس قائلين : عندما يعطى الله الإنسان كتابا من عنده فهل تظن أنة لا يستطيع المحافظة علية من عبث البشر ؟
نقول لهؤلاء الذين يتجاهلون الأدلة والشواهد الدالة على تحريف كتابهم المقدس :
نعم إن الله قادر على أن يحفظ كلمته ولكنه سبحانه وتعالى اختار أن يوكل حفظ كلمته إلى علماء وأحبار اليهود ولم يتكفل هو بحفظها فقد ترك حفظ كلمته بيدهم فكان حفظ الكتاب أمراً تكليفياً وحيث انه أمراً تكليفياً فهو قابل للطاعة والعصيان من قبل المكلفين فالرب استحفظهم على كتابه ولم يتكفل هو بحفظه وإليكم الأدلة من كتابكم المقدس على هذا :
جاء في سفر التثنية [ 4 : 2 ] قول الرب :
(1/116)
(( وَالآنَ أَصْغُوا يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ الَّتِي أُعَلِّمُهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا، فَتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا لاِمْتِلاَكِ الأَرْضِ الَّتِي يُوَرِّثُهَا لَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لاَ تزيدوا عَلَى الكلام الذي أنا أوصيكم به ، وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْه ُ، لتحفظوا وصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها .))
جمل ناقصة من الكتاب المقدس !!!!!!!!
هل تصدق أنه يوجد في الكتاب المقدس جمل ناقصة ويوجد مكانها نقط أو مكان فارغ والنصارى يقولون أن هذا من أمانة النساخ أنهم نقلوها لنا هكذا لكن التساؤل المهم جدا الآن كيف يسقط كلام الله بهذه السهولة ولماذا تعاندون عندما نقرأ لكم قول الله عز وجل {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (75) سورة البقرة ولكن المدهش في الأمر أن المسيح يقول في متى 5-18 فاني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. ويقول أيضا في لوقا 16-17ولكن زوال السماء والأرض ايسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس.
إذن كيف تسقط كلمه واحده من الناموس والان إليكم الكلمات الساقطة والناقصة من كتابهم المقدس والموجود مكانها نقط وفراغات
1) من سفر أخبار الأيام الأول ( 4 : 17 ) : (( وبنو عزرة يثر ومرد وعافر ويالون.......وحبلت بمريم وشماي ويشبح ابي اشتموع ))
2) من سفر حزقيال ( 23 : 34 ) : (( فقلت عن البالية في الزنى الآن يزنون زنى معها وهي ....... ))
3) من سفر الخروج ( 19 : 25 ) : (( فانحدر موسى الى الشعب وقال لهم ....... ))
(1/117)
4) من سفر صموئيل الثاني ( 5 : 8 ) : (( وقال داود في ذلك اليوم ان الذي يضرب اليبوسيين ويبلغ الى القناة والعرج والعمي المبغضين من نفس داود ........ لذلك يقولون لا يدخل البيت أعمى او اعرج. ))
5) من سفر المزامير ( 135 : 5 ) : (( ان نسيتك يا اورشليم تنسى يميني ...... ))
6) من سفر صموئيل الأول ( 12: 14-15 ) : (( ان اتقيتم الرب وعبدتموه وسمعتم صوته ولم تعصوا قول الرب وكنتم انتم والملك أيضا الذي يملك عليكم وراء الرب إلهكم ......... ))
أخطاء علمية
الأرنب ليس من المجترات الأرنب له معدة واحدة وهو لا يجتر الأكل كالجمل مثلاً , وهذا خطأ علمي فادح اعترفوا هم أنفسهم به ولا ينكروه ولكن ليس عندهم تفسير له وأقصي ما قيل في ذلك هو ( ربنا قادر علي كل حاجه ) !!!!!! سفر اللاويين 11-6 والأرنب.لأنه يجترّ لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم
الشمس تشرق وتغرب:يقول كاتب سفر الجامعة [ 1 : 5 ] : (( الشمس تشرق ثم تغرب ، مسرعة إلي موضعها الذي منه طلعت ))فاعلم أنهم حكموا علي العالم جاليليو بالزندقة وعذبوه وحاولوا قتله لأنه قال أن الشمس ثابتة وأن الأرض هي التي تلف حول الشمس بسبب هذا النص ...
الماء وبدء الخليقة:سفر التكوين 1لإصحاح 1 : 1 -2 (( في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض خربة .. يرف على وجه المياه )) ثبت علميا أن السماوات والأرض كانتا كتلة غازية تفككت بأمر الله سبحانه وتعالى على مدى بلايين السنين وهو ما يدعى بالانفجار الكبير ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية. ووجود الماء في تلك المرحلة مرفوض علمياً .
طيور بأربعة أرجل سفر اللاويين 11-20 وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم.
(1/118)
خطأ علمي آخر فادح لا يستطيعون الرد عليه أو تفسيره أن هناك طيور بأربعة أرجل !!!! وللأمانة فأقصي ما ردوا به هو أن هذه الطيور المقصودة هو الجراد !!!!! ولكن نسى النصراني أن الجراد ليس له أربع أرجل بل أكثر وعموما فإن النص التالي فرق بين دواب الأرض والطيور كالعصفور وغيره فكيف يقولون أنه يقصد الحشرات أو الجراد مع العلم أنه وفي نفس الإصحاح قد ذكر الجراد وحلله؟؟؟؟ أيوب 2
إن قال أنه يقصد الحشرات فهذا خطأ لأن الجراد حلال عندهم سفر اللاويين هذا منه تأكلون.الجراد على أجناسه سفر اللاويين 11-22
الغنم المخطط : فتوحّمت الغنم عند القضبان وولدت الغنم مخطّطات ورقطا وبلقا سفر التكوين 30-39
من أعجب الأمور أن الغنم يتوحم فيلد غنما مخططه حسبما توحم وهذا لن أعقب عليه ولكن أقول :
( ذو العقل يشقي في النعيم بعقله أخو الجهالة في الشقاوة ينعم ) . حاجه عجيبة يعقوب جعل الغنم تتوحم !!!!!!!!!
هل الحية تأكل تراب؟ فقال الرب الاله للحيّة لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك سفر التكوين 3-14
أين بقية الأناجيل ؟
كتب لوقا في [ 1 : 1 ] ( إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن اكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به)
يتبين لنا من مقدمة الخطاب الموجه من لوقا إلى صاحب السمو ثاوفيلس أن كثيرين هم الذين كتبوا مثل ما كتبه لوقا في بيان حال المسيح . فأين هذه الأناجيل ؟ فمن الواضح جداً أنه كانت هناك كثرة في كتابة الأناجيل في ذلك الزمن . . فأين هي ؟ ثم أليس من الممكن أن تكون هذه الأناجيل قد نقلت واحتوت على بعض من أقوال وبشارات المسيح بالنبي الخاتم ؟
(1/119)
وتعدد دائرة المعارف الأمريكية أشهر الأناجيل الغير معترف بها والتي منها:إنجيل توما _ إنجيل بطرس _ إنجيل باسيليوس _ إنجيل فيلب _ إنجيل ماتياس _ إنجيل برثولماوس _ إنجيل أندراوس _ إنجيل الانكراتيين _ إنجيل ثداوس _ إنجيل غمالائيل _ إنجيل أبللس _ رؤيا إستفانوس . . . وغيرها من الأناجيل .
وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التي يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هي الأناجيل الوحيدة التي كانت قد دُوِّنت في القرون الأولى بعد الميلاد ، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذي دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التي اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله : (( إذ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بتأليف قِصَّةٍ فِي الأمور الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا كَمَا سَلَّمَهَا إلينا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ رَأَيْتُ أَنَا أيضا إذ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأول بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ. )) لوقا 1: 1-4
ومن المعلوم أن المجامع الأولى قد حرمت قراءة الكتب التي تخالف الكتب الأربعة والرسائل التي اعتمدتها الكنيسة فصار أتباعها يحرقون تلك الكتب ويتلفونها ، فنحن لا ثقة لنا باختيار المجامع البشرية لما اختارته فنجعله حجة ونعد ما عداه كالعدم . وها هو مجمع (ترنت) الذي عقد في القرن الخامس عشر والذي صادق على قرارات مجمع قرطاج سنة 397 بشأن الأسفار السبعة وحكم بقانونيتها ، فجاءت الكنيسة البروتستنانية بعد ذلك في أوائل القرن السادس عشر ورفضت قرارات هذين المجمعين بمجمع آخر !
يقول القس السابق عبد الأحد داود :
(1/120)
(( إن هذه السبعة والعشرين سفراً أو الرسالة الموضوعة من قبل ثمانية كتاب لم تدخل في عداد الكتب المقدسة باعتبار مجموعة هيئتها بصورة رسمية إلا في القرن الرابع بإقرار مجمع نيقية سنة 325 م . لذلك لم تكن أي من هذه الرسائل مصدقة لدى الكنيسة . . . وهناك أي في مجمع نيقية تم انتخاب الأناجيل الأربعة من بين أكثر من أربعين أو خمسين إنجيلاً ، وتم انتخاب الرسائل الإحدى والعشرين من رسائل العهد الجديد من بين رسائل لا تعد ولا تحصى ، وصودق عليها ، وكانت الهيئة التي اختارت العهد الجديد هي تلك الهيئة التي قالت بألوهية المسيح ، وكان اختيار كتب العهد الجديد على أساس رفض الكتب المسيحية المشتملة على تعاليم غير موافقة لعقيدة نيقية وإحراقها كلها )) [ الإنجيل والصليب صفحة 14 ]
ويقول المؤرخ ( ديورانت ) في كتابة قصة الحضارة المجلد الثالث :
(( وصدر مرسوم إمبراطوري يأمر بإحراق كتب آريوس جميعها ، ويجعل إخفاء أي كتاب منها جريمة يعاقب عليها بالإعدام ))
ويقول الكاتب المسيحي حبيب سعيد :
(( وبذلك فض المؤتمر النزاع القائم ، وقرر إبعاد آريوس وأتباعه وحرق الكتاب الذي أودعه آراءه الملحدة ))
وقد أعلن “آدم كلارك” في المجلد السادس من تفسيره: (( إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة في القرون الأولى للمسيحية ، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها في ثلاث مجلدات )).
كما أعلن فاستوس الذي كان من أعظم علماء فرقة ماني في القرن الرابع الميلادي: (( إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته ، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس )).
(1/121)
وقد كتب في مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخي النصرانية ، فيقول العالم الألماني “دى يونس” في كتابه (الإسلام): “إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد ، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها”. [ راجع المدخل إلى العهد الجديد ]
الغريب أن الكنيسة هي التي حددت الكتب الصحيحة التي يجب أن تُداوَل وألغت الباقي واعتبرها كتب غير قانونية ، ومنها كتب ورسائل للمسيح نفسه ، وكتاب لمريم العذراء ، وأناجيل أخرى كثيرة للحواريين تلاميذه.فبأي سلطان عملت الكنيسة هذا ؟لا يستطيع أي إنسان مسيحي عاقل ومنصف أن يقول إن الكنيسة لا تخطيء.فقد خرج علينا بابا الفاتيكان هذه الأيام باعتذارات رسمية عما قامت به الكنيسة في سالف العهد من اضطهاد لمخالفيها في العقيدة أو الرأي ؛ إذن البابا والكنيسة تخطيء.كما علمنا من الاعتداءات الجنسية التي وقعت في سالف العهد أو التي نسمع هنا هذه الأيام وسيدفع الفاتيكان تعويضات مالية باهظة للمتضررين ، كما قامت بفصل بعض الأساقفة والقساوسة الذين ثبتت عليهم تهمة الاعتداءات الجنسية على الأطفال الذكور والبنات القصَّر والسيدات والراهبات. إذن فكل من البابا والكنيسة يخطئ.
قرر المجمع المسكونى الخامس للكنيسة أن المرأة خالية من الروح الناجية التي تنجيها من جهنم!
(1/122)
وقرر مجمع آخر أن المرأة حيوان نجس ، يجب الابتعاد عنه ، وأنه لا روح لها ولا خلود ، ولا تُلقَّن مبادئ الدين لأنها لا تُقبَل عبادتها ، ولا تدخل الجنة ، ولا الملكوت ، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة ، وأن يكمم فمها كالبعير أو كالكلب العقور ، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان.وفى عام 1500 تشكل مجلس اجتماعي في بريطانيا لتعذيب النساء ، وابتدع وسائل جديدة لتعذيبهن ، وقد أحرق الآلاف منهن وهنَّ أحياء ، وكانوا يصبون الزيت المغلي على أجسامهن فقط لمجرد التسلية. وحتى لا يختلف عليك الأمر فقد كان القضاة هم رجال الكنيسة. إذن البابا والكنيسة تخطيء.البابا إسكندر السادس اتخذ له عشيقة اسمها جيلبا فارنيس موفورة الجمال ، صغيرة السن ، اغتصبها من خطيبها ، واحتفظ بها بعد ارتقائه كرسي البابوية. إذن البابا والكنيسة تخطيء.البابا يوحنا الثاني كان خليعاً ماجناً اتُّهِمَ من قِبَل 40 أسقفا و17 كاردينالاً بأنه فسق بعدة نساء. وأنه قلَّدَ مطرانية (طودى) لغلام كان سنه 10 سنين ، ثم قُتِلَ وهو متلبس بجريمة الزنا مع امرأة ، وكان القاتل له زوجها. إذن البابا والكنيسة تخطيء.
والبابا اينوسنت الرابع كان متهماً بالرشوة والفساد. إذن البابا والكنيسة تخطيء.والبابا اكليمنضوس الخامس عشر كان يجول فيينا وليون لجمع المال مع عشيقته. إذن البابا والكنيسة تخطيء.والبابا يوحنا الثالث والعشرين متهم بأنه سمَّم سلفه ، وأنه باع الوظائف الكنسية ، وأنه كان كافر لوطياً. إذن البابا والكنيسة تخطيء.
(1/123)
يقول الراهب جروم في كشفه عن منابع الفساد في مراكز الديانة النصرانية: (إن عيش القسوس ، ونعيمهم ، كان يزرى بترف الأغنياء والأمراء - ولقد انحطت أخلاق الباباوات انحطاطاً عظيماً ، واستحوذ عليهم الجشع ، وحب المال ، وعدوا أطوارهم حتى كانوا يبيعون المناصب والوظائف في المزاد العلني ، ويؤجرون الجنة بالصكوك ، ويأذنون بنقض القوانين ويمنحون شهادات النجاة وإجازة حل المحرمات والمحظورات ، ولا يتورعن عن التعامل بالربا والرشوة. إذن البابا والكنيسة تخطيء.وكيف لا تُخطيء الكنيسة أو أعلى سلطة بها وهو البابا ، وكتابهم المقدس يعُج بقصص زنا الأنبياء وفجورهم وعبادتهم الأوثان؟ أأصدق أن نبي الله إبراهيم باع عرضه (تكوين 12: 11-16) أو نبي الله داوود زنى بامرأة جاره (صموئيل الثاني 11: 2-5)، أو نبي الله سليمان عبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5) ، ثم أقول بعصمة البابا ورجاله؟
أما عن الكتاب نفسه التي رشحت الكنيسة محتواه ليكون مقدساً من عند الله دون غيره ، يقول الأب (بولس إلياس) في كتابه “يسوع المسيح” صفحة 18: " إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس ، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية ، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا في سنة 63 ميلادية ”.
(1/124)
ويقول " جورج كيرد " : إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان الذي قدمه أرازموس عام 1516 م ، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش ، وأن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافا كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد أن أيَّا منها قد نجا من الخطأ ، ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت من نسخته الأصلية ، وأن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذي لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.”
وقد اكتشف ديلتسش ، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية ، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.
ويقول القس شورر: إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادئ الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذي تؤكده لنا الاختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحلة (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس
تجاوزات الكتاب المقدس
تجاوزات الكتاب المقدس
1-ألفاظ جنسيه فاضحة لا تحتمل صفة الطهارة والقداسة في الكتاب المقدس
وقد ترددت مرارا قبل أن أكتب هذا الفصل حتى لا أجرح مشاعر أخي القارئ أو أختي القارئة لكن إظهار الحق وإبطال الباطل أحب إلينا . فليتسع صدر القارئ العزيز معنا ولن نكثر في الاطاله من النقل من الكتاب المقدس ولكن سنذكر مثال على الفحش الجنسي فى الكتاب المقدس ثم نقوم بالاحاله في باقي الامثله على اسم السفر ورقم الإصحاح دون ذكر النص .
(1/125)
سفر نشيد الإنشاد هو أحد أسفار الكتاب المقدس ويدعي المسيحيون أن رب العالمين أوحاه إلى نبيه سليمان عليه السلام وهذا نصه
نشيد الإنشاد [ 7 : 1 _ 9 ] :(( مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحَلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ. 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ. 3ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ. 4عُنُقُكِ كَبُرْجٍ مِنْ عَاجٍ. عَيْنَاكِ كَالْبِرَكِ فِي حَشْبُونَ عِنْدَ بَابِ بَثِّ رَبِّيمَ. أَنْفُكِ كَبُرْجِ لُبْنَانَ النَّاظِرِ تُجَاهَ دِمَشْقَ. 5رَأْسُكِ عَلَيْكِ مِثْلُ الْكَرْمَلِ وَشَعْرُ رَأْسِكِ كَأُرْجُوَانٍ. مَلِكٌ قَدْ أُسِرَ بِالْخُصَلِ. 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ! 7قَامَتُكِ هَذِهِ شَبِيهَةٌ بِالنَّخْلَةِ وَثَدْيَاكِ بِالْعَنَاقِيدِ. 8قُلْتُ: «إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى النَّخْلَةِ وَأُمْسِكُ بِعُذُوقِهَا». وَتَكُونُ ثَدْيَاكِ كَعَنَاقِيدِ الْكَرْمِ وَرَائِحَةُ أَنْفِكِ كَالتُّفَّاحِ وَحَنَكُكِ كَأَجْوَدِ الْخَمْرِ. لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ ))
. . . قد يأتي مغالط مكابر من عشاق التفسير بالرمز أو ( الشفرة ) ليقول لنا ما لا يفهم ولا يتصور في هذا الكلام الجنسي الفاضح . . . وليت شعري ماذا يقصد الله جل جلاله بفخذي المرأة المستديرين و بسرتها وبطنها وثدياها . . . ؟! ( تعالى الله عما يصفون )
(1/126)
أليس من المخجل أن ندعي بأن الله تبارك وتعالى قد أوحى بمثل هذه الكلمات الفاضحة ولو كانت بشكل رمزي ؟! ألم يجد كاتب سفر نشيد الإنشاد ألفاظاً أخرى يستعيض بها عن هذه الألفاظ الذي لا يختلف اثنان على مبلغ وقاحتها ؟ ان هذا الإصحاح من الكتاب المقدس لم يترك شيئاً للأجيال اللاحقة التي تهوي الغزل الجنسي المفضوح ، فهو لاشك مصدر إلهام لمن يسلك طريق الغزل الجنسي الفاضح .
وأخيراً : هل يجرأ الآباء بقراءة هذا الكلام في القداس أمام الرجال والنساء ؟!
الفراش المعطر !!في سفر الأمثال 7 : 16 ، زانية متزوجة تقول لرجل : (( بالديباج فرشت سريري بموشّى كتان من مصر. عطرت فراشي بمرّ وعود وقرفة. هلم نرتو ودّا الى الصباح. نتلذذ بالحب. لان الرجل ليس في البيت ))
والنصوص في هذا الباب كثيره جدا وهى تتزاحم أمامي الآن لكن حفظا لماء الوجه واحتجابا عن خدش حياء القارئ العزيز سنذكر الآن أسماء الأسفار وأرقام الإصحاحات التي بها كلام مشابه لهذا الكلام الجنسي الفاضح سفر الأمثال [ 5 : 18 ]نشيد الإنشاد [ 8 : 8 ]سفر حزقيال [ 23 : 19 ]سفر حزقيال [ 16 : 35 ]يقول كاتب سفر القضاة [ 16 : 1 ]يقول كاتب سفر راعوث [ 3 : 4 ]
(1/127)
سفر الملوك الأول [ 1 : 1 ، 3 ] وهذا النص خاص بداوود النبي تعالى الله عن إفك النصارى ونستغفر الله مما طال أنبياء الله عز وجل من الافتراء والرمى بالزنا باسم كلام الرب . سفر صموئيل الأول [ 18 : 25 ] وهذا نص من أقذع ما يتصور أيضا في حق نبي الله داوود والمهر العجيب بمائة غلفه !!!!!!!!سفر التكوين 19 : 30 وهذا النص الخاص بزنا لوط عليه السلام مع بناته وشربه الخمر نسأل الله أن يعامل كل كاذب بما يستحقه. صموئيل الثاني [ 11 : 1 ] نبي الله داوود يزنى مرة أخرى ولكن هذه المره مع زوجة جاره حسبنا الله ونعم الوكيل .صموئيل الثاني [ 13 : 1 ] وهذا نص زنا ابن داوود مع أخته والألفاظ الخادشة للحياء في ذكر قصص الزنا تجعل أي مربى يستحي أن يقرأ هذا الكلام أمام تلاميذه. سفر التكوين [ 38 : 13 ] وهذا النص خاص بزنا ثامار وهى على فكره من جدات المسيح لذلك هو نص هام جدا لان كتابهم المقدس يروى قصص زنا ثامار وداوود ويهوذا وراحاب وكلهم أجداد المسيح حيث ذكر صاحب إنجيل متى نسب المسيح كاملا حتى آدم عليه السلام في الإصحاح الأول فيهوذا زنا وثامار زنت وراحاب زنت وداوود زنا انظر سفر التكوين إصحاح ثمانيه وثلاثين وكلهم أجداد المسيح والكتاب المقدس يقول في سفر التثنيه 23-2 لا يدخل مخصيّ بالرضّ او مجبوب في جماعة الرب لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب فكيف يدخل المسيح إذن في جماعة الرب هو لا يصلح أصلا أن يكون في جماعة الرب بسبب هذه السلسلة الذهبية من الزناة فما بالك بأنهم جعلوه ربا تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .حزقيال [ 23 : 1 ] وهذه قصة جنسية رمزية ( العاهرتين : أهولا وأهوليبا ) يقول الأستاذ احمد ديدات :ان السلطات في كثير من دول العالم تحظر طبع ونشر بعض الكتب لورود الكلام الفاحش والخارج عن الذوق العام فيها وهو أقل فحشاً من مثل هذا الكلام المطبوع المنشور على صفحات(1/128)
الكتاب المقدس والعجب أنهم يدعون ان هذا الكلام الاباحي الطافح بالنزوة والشهوة قد ورد في الكتاب المقدس للعضة !
ونحن نقول :إن الناس أغنى عن مثل هذا الفحش والاثارة الجنسية في هذه العظات ، وهل من المعقول أن يقرأ مثل هذا الكلام الاباحي المثبت في الكتاب المقدس فتيان وفتيات مراهقون ومراهقات ؟! أليس من الأوفق إبعاد مثل هذا الكتاب المقدس عن أيدي البنين والبنات ؟
أية عظة تلك التي تحصل عليها المرأة المسيحية عندما تقرأ أن المسيح قد دافع عن امرأة زانية قال له اليهود : (( موسى في الناموس أوصانا أن هذه ترجم )) [ يوحنا 8 : 5 ] . (( ولما استمروا يسألونه انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر )) [ يوحنا 8 : 7 ]
أليست هذه تأشيرة دخول أو مرور أعطاهما المسيح لك أيتها المسيحية كي تدخلي عالم أو دنيا الزانيات ؟!!فكل الناس خطاة آثمون وليس الزانيات وحدهن هن اللائي يقترفن الآثام والمعاصي والموبقات.ياله من دفاع عن الزانيات لا أساس له من الصحة في مثل هذه الروايات التي يصل التلفيق فيها إلي حد إسناد الدفاع عن الزانيات إلي المسيح عليه السلام ، وما أغنى البشرية عن مثل هذه العظات !
2- بعض صفات الله في كتابهم المقدس تعالى الله عن إفكهم علوا كبيرا
هل سمعت عن كتاب يقول عن الله سبحانه وتعالى انه مثل الحشرة وكالدب وكلبوة ؟ انه كتاب المسيحيين المقدس !
إليكم الأدلة :
الله كالدب :ونجد هذا الوصف في سفر مراثي إرميا [ 3 : 10 ] فيصف النبي إرميا الرب فيقول : (( هُوَ لِي كَدُبٍّ مُتَرَبِّصٍ ))
الله كالحشرة :ونجد هذا الوصف في سفر هوشع [ 5 : 12 ] يقول الرب : (( فأنا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس )) والعث هي حشرة تتغذي على الثياب وتتلفها [ معجم الكلمات الصعبة للكتاب المقدس ]
الله كلبوة :ونجد هذا الوصف في سفر [هوشع 13: 4-8] : يقول الرب (( افترسهم هناك كلبوة ))
(1/129)
الله كالدودة :ونجد هذا الوصف في سفر هوشع [ 5 : 12 ] يقول الرب : (( فأنا لافرايم كالعث ولبيت يهوذا كالسوس الناخر )) والسُّوْس دودٌ يقع في الصوف والثياب والطعام والشجر .
الله كبنات آوي :ونجد هذا الوصف في سفر ميخا [ 1 : 8 ] يقول الرب عن نفسه : (( لِهَذَا أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ وَأَمْشِي حَافِياً عُرْيَاناً، وَأُعْوِلُ كَبَنَاتِ آوَى، وَأَنْتَحِبُ كَالنَّعَامِ ))ومعنى آوي : حيوان من فصيلة الكلاب أكبر من الثعلب حجماً وأصغر من الذئب (معجم الكلمات الصعبة للعهد القديم)
ويقول بعض النصارى ان الموصوف بهذا الكلب هو نبي الله ميخا وليس الله !!!!!هليلويا .... هليلويا ......
الرب يخسر المصارعة مع أمام يعقوب: سفر التكوين 32-24 فبقي يعقوب وحده.وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر.فقال لا أطلقك ان لم تباركني
الرب ضعيف : إنجيل مرقس 6-5 ولم يقدر ان يصنع هناك ولا قوة واحدة غير انه وضع يديه على مرضى قليلين فشفاهم. سفر القضاة 1-19 وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل ولكن لم يطرد سكان الوادي لان لهم مركبات حديد.
الرب سكران مزمور 78- 65فاستيقظ الرب كنائم كجبار معّيط من الخمر. زكريا 2-13اسكتوا يا كل البشر قدام الرب لانه قد استيقظ من مسكن قدسه
الرب جاهل رسالة كورنثوس الأولى 1-25 لان جهالة الله احكم من الناس.وضعف الله أقوى من الناس
الرب خداع أرميا 4- 10فقلت آه يا سيد الرب حقا انك خداعا خادعت هذا الشعب وأورشليم قائلا يكون لكم سلام وقد بلغ السيف النفس
الرب خروف سفر الرؤيا 5-6ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة الى كل الأرض. الرؤيا 17-14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون
(1/130)
وبعد كل هذا يقول كتابهم:انجيل متى 12-12 فالانسان كم هو افضل من الخروف.اذا يحل فعل الخير في السبوت
الرب يصفر ويحلق سفر اشعيا 7-18 ويكون في ذلك اليوم ان الرب يصفر للذباب الذي في اقصى ترع مصر وللنحل الذي في ارض اشور
الرب يحتاج علامة سفر التكوين 9-16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض
وسائل تنقل الرب سفر اشعيا 19-1 وحي من جهة مصر.هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر
رب ينتقم بالزنا سفر صموئيل الثانى 12-11 11 هكذا قال الرب هانذا اقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك امام عينيك واعطيهنّ لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس.
الرب يحزن ويتأسف سفر التكوين 6-6 فحزن الرب انه عمل الانسان في الارض.وتأسف في قلبه
هذه بعض النقولات الهامه جدا من كتابهم المقدس والتي تثبت بطلان ما هم عليه من الاعتقاد
ديانة المسيح أم ديانة بولس ؟
عندما يبحث المرء عن أصول المسيحية لا بد له أن يبدأ أو ينتهي بدارسة عن بولس رائدها الأول ، لأن بولس الذي لم يكن من الحواريين الإثني عشر ، ولم يكن من صحابة المسيح عليه السلام ولم يكن شاهداً على أحداث بعثته ، تمكن بمفرده من تأسيس المسيحية ، وهو السبب الأول الذي من أجله يطلق على الديانة المسيحية اليوم اسم مسيحية بولس ،نسبةً إلى مؤسسها الفعلي ، برغم الانطباع السائد بين العامة أن المسيح عليه السلام هو المؤسس ، ذلك أنهم احتفظوا بالمسيح رمزاً لعقيدة بولس ، وقد يكون من المفيد التأمل فيما كانت ستكون عليه المسيحية _ أو النصرانية _ اليوم لو لم تنفجر ظاهرة بولس على مسرح التاريخ بعد رفع المسيح
التحول المفاجئ !! :
(1/131)
تجمع المراجع الموثوق بها على أن لبولس الطرطوسي دوراً خطيراً في تحريف وتبديل المسيحية الأصلية ويدل على ذلك التحول المفاجئ والغريب من الاضطهاد الشديد للمسيحيين إلى كونه رسول من عند الله ومصدراً للوحي والشرع !!!!!!
لقد كانت هذه حقيقة بالفعل ، ولكنها حقيقة تدعو إلى العجب ، فكيف بشخص شرير ومضطهد للأبرياء ينتقل إلى رسول وديع، ينزل عليه الوحي ويكلم الله ؟!!! هكذا بدون أي مقدمات، وبدون دليل عقلي أو نقلي كنص في كتاب سماوي يدل أو يشير إليه أو يصفه، لأن رسائله شهادة منه لنفسه فهي غير مقبولة، وكذلك ما كتب بتأثير منه، كل ذلك لا يعتبر دليلاً نقلياً أو عقلياً على كونه رسولاً يوحى إليه أو كاتب وحي ملهم .
ولنفرض جدلاً أن بولس هذا كان كأي منحرف أو مشرك كافر، ثم هداه الله فآمن حتى مع تذكر سوابقه المشينة، فإن ذلك يعقل إذا كان دوره - فيما بعد - لا يعدو أن يكون مؤمناً متبعاً أو مجتهداً، أما أن ينتقل من عدو لدود وظالم، إلى رسول ملهم ومشرع ويكلم الله، فإن هذا ما يرفضه العقل السليم ، والفطرة المتيقظة ، وما أشبه بولس هذا بالمتنبئين الكذبة ...
بولس يقول أراءه الشخصية والنصارى يدعون أن كلامه هو من عند الله !!!
قال بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 25 ] :(( وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً.))
(1/132)
ويقول في رسالته إلى أهل رومية [ 16 : 1 ] : (( أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً.))فما علاقة هذه التحيات والسلامات الشخصية بكلمة الله ؟!من الواضح جداً أن كتابات بولس ما هي إلا رسائل شخصية أرسلها لأناس مختلفة ، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المسيحيون يقدسونها ويعتبرونها وحي من عند رب العالمين زوراً وبهتاناً .
يقول بولس في رسالته الثانية إلي صديقه تيموثاوس [ 4 : 9 ] :
(( وَعِنْدَمَا تَجِيءُ، أَحْضِرْ مَعَكَ رِدَائِي الَّذِي تَرَكْتُهُ عِنْدَ كَارْبُسَ فِي تَرُوَاسَ، وَكَذلِكَ كُتُبِي، وَبِخَاصَّةٍ الرُّقُوقَ الْمَخْطُوطَةَ.!! ))
ونحن نسأل :أي عاقل يقول : إن هذا الكلام الذي هو رسالة شخصية محضة ، تتعلق بطلب بولس من صديقه الحضور سريعاً وتتعلق برداءه الشخصي ... أي عاقل يقول أنها وحي من عند رب العالمين ؟!
ما علاقة هذا الكلام بوحي السماء حتى يوضع في كتاب ينسب إلي الرب تبارك وتعالى ؟ !
(1/133)
قال بولس لصديقه تيطس [ تي 3 : 12 ] : (( حالَمَا أُرْسِلُ إِلَيْكَ أَرْتِمَاسَ أَوْ تِيخِيكُسَ، اجْتَهِدْ أَنْ تَأْتِيَنِي إِلَى مَدِينَةِ نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي قَرَّرْتُ أَنْ أشتي هُنَاكَ. !! ))هل يمكن أن يكون هذا كلام موحى من عند الله ؟! هل أصبح قول بولس لصديقه( تيطس ) أنه قرر أن يشتي في المكان الفلاني وحي من عند رب العالمين ؟!!
وأمثال هذه النصوص كثيرة جداً وإذا تتبعناها يطول بنا الكلام إلي أبعد مدى . والله المستعان
هذا هو بولس الذي لعب بالكل ليربح الكل !!!هذا هو بولس الذي لعب بالكل ليربح الكل وليكون شريكاً في الإنجيل فهو القائل : ((19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.)) [ كورنثوس الأولى 9: 20-23 ]
وهو نفس حال المبشرين اليوم : الكذب والنفاق ليربحوا الكل !!وقد كشف بولس عن نفاقه وكذبه ونظرته العنصرية عندما تحدث عن بني إسرائيل ، بني جلدته قائلاً : (( أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد حرة )) غلاطية [ 4 : 31 ]وذلك في إشارة واضحة منه إلى أبناء ( الجارية ) هاجر أم العرب والمسلمين و ( الحرة ) سارة أم إسحاق ابن يعقوب ( إسرائيل ) وجد بني إسرائيل واليهود من بعد .
(1/134)
ونظرة بولس هذه هي _ للأسف _ نفس النظرة العنصرية الاستعلائية والاستكبارية التي ينظرها صهاينة اليهود والصليبيون إلى المسلمين والعرب
بولس يلغي تقديس يوم السبت :لقد ألغى بولس تقديس يوم السبت مع ان تقديس السبت هو الوصية الرابعة من الوصايا العشر: (( فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ.)) [ خروج 31: 14]
وأمر الرب أن يُحفَظ السبت أبدياً (( فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْداً أَبَدِيّاً) بل أمر بقتل من دنسه واعتدى عليه: (( مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.)) [خروج 31: 14]
بولس هو أول من أسس الرهبانية في المسيحية :وهذا ثابت في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 7 : 1 _ 40 ]
بولس هو أول من وضع الرتب الكنسية من الأسقفية وغيرها :وهذا طبقاً لما جاء في رسالته الأولى إلى تيموثاوس [ 3 : 1 _ 8 ]
بولس هو أول من صرح ودعا إلى شرب الخمر :وهذا طبقاً لما جاء في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 11 : 21 _ 22 ]
ورسالته الأولى إلى تيموثاوس [ 3 : 8 ]وهو القائل : (( لا تكن فيما بعد شراب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة ))
(1/135)
[ رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 5 : 23 ]
وكما تعلم أيها القارىء الكريم فإن كل إنسان لديه معدة . وما أكثر أسقام البشر . ولو شرب كل ذي معدة خمراً مدعياً اعتلالها ، ولو شرب كل من يعاني سقماً خمراً ، أينجو أحد من الخمر ؟ وماذا عساها أن تكون الخمر في حقيقة أمرها ؟
هناك آلاف من القساوسة المسيحيين غرر بهم وتدرجوا للوصول إلى الإدمان الكامل عن طريق رشف ما يسمى بقليل من الخمر في التقليد الكنسي بإقامة العشاء الرباني . . .
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالظلم والجور !!لقد ادعى بولس في إحدى رسائله أن الله سبحانه وتعالى يرسل للناس عمل الضلال ليصدقوا الكذب ثم يعاقبهم عليه !فهو القائل : (( سَيُرْسِلُ اللهُ إِلَيْهِمْ طَاقَةَ الضَّلاَلِ حَتَّى يُصَدِّقُوا مَا هُوَ دَجْلٌ، 12فَتَقَعَ الدَّيْنُونَةُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالْحَقِّ )) [ الرسالة الثانية إلي أهل تسالونيكي 2 : 11 ] وهذا فيه الرد على هذا الجاهل الذي يتعجب من معنى كلمة مكر الله فمكر الله عندنا كمسلمين لا يحيق إلا بالقوم الظالمين أما بولس فلا يفرق فالله يضل الجميع بل وفي سفر حزقيال أشد من ذلك في سفر حزقيال [ 14 : 9 ] : (( فإذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب قد أضللت ذلك النبي ))
بولس يتهم الله سبحانه وتعالى بالحماقة بكلام لا ذوق فيه !يقول بولس في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 1 : 25 ] بدون روية أو تفكير : (( إن حماقة الله أعقل من الناس وضعف الله أشد قوة من الناس ))
ونحن نسأل :هل تصح هذه المقارنة ؟!وهل هذا التعبير فيه ذوق مع الله ؟وهل هذا كلام يصح أن يكون من عند الله ؟
بولس يعترف انه كذاب !!فهو القائل : (( وَلكِنْ، إِنْ كَانَ كَذِبِي يَجْعَلُ صِدْقَ اللهِ يَزْدَادُ لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ بِاعْتِبَارِي خَاطِئاً؟ ))[ رومية 3 : 7 ]انه ينشر دين الله بالكذب والطرق الملتوية وهذا هو حال المبشرين اليوم
(1/136)
بولس يزعم انه سيدين ملائكة الله !!فهو القائل في رسالته الأولى إلى كورنثوس [ 6 : 3 _ 4 ] :)) أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ الْمَلاَئِكَةَ؟ أَفَلَيْسَ أَوْلَى بِنَا أَنْ نَحْكُمَ فِي قَضَايَا هَذِهِ الْحَيَاةِ؟ ))
الله محبة
(1/137)
يدعي بعض البسطاء من النصارى أن الإسلام دين عنف وشده وما إلى ذلك ولو قرأ هذا المسكين كتابه المقدس فسيكتشف أن الإسلام أتى كشريعة معتدلة تتوافق مع متطلبات الروح والجسد فمثلا عندنا العين بالعين والسن بالسن وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ (45) سورة المائدة ولكن يوجد أيضا وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (237) سورة البقرة فقد إشتمل الإسلام كشريعة خاتمه وناسخه لجميع الشرائع من قبله على الأمرين معا حتى تستقيم حياة الناس لإن الإسلام أتى كمنهج حياه وليس طقوس دينيه جامدة والان سنذكر بعض النصوص من كتابهم المقدس حتى يعلموا شرف الإسلام و أن الدين الذي ندافع عنه نحن حاليا هو نفسه الدين الذي أنزله الله على خير خلقه صلى الله عليه وسلم لكن نجد في المقابل أن النصارى الآن يسيرون وراء دعاوى الحرية الزائفة وحقوق الإنسان وما إلى ذلك فاضطروا أن يبطلوا نصوص ما في كتبهم وينسبوها إلى العهد القديم وكأن إله العهد القديم غير إله العهد الجديد أو أن طبائع الناس قد هذبت مع أن الواقع يشهد خلاف ذلك تماما فموجة الإلحاد والكفر العالمي لا تزال تتصاعد هنا وهناك بين الحين والآخر وكان لعصر الطباعة وانتشار الكتاب المقدس الدور الرئيسي في هذه الموجه الإلحادية عندما بدأ المفكرون والفلاسفة يقرئون الكتاب المقدس ويدهشون مما فيه ومن معتقد أصحابه فظهرت موجات الردة في مطلع عصر الطباعة لتجتاح العالم النصراني والان مع بعض النصوص من كتابهم المقدس والتي تثبت أن إلههم إله محبة من الطراز الأول !!!!!!!!!!!!!!!!!
(1/138)
الكتاب الوحيد في العالم الذي يأمر بقتل الأطفال .. حتى كتب النازية لم تأمر بقتل الأطفال الرضع أو شق بطون الأمهات وإخراج ما فيها من أجنة وقتلهم .. العجب أن النصارى يتهموننا بالإرهاب ولم يكلفوا أنفسهم حتى النظر لتلك النصوص المنافية لأبسط مبادئ الرحمة ... لم يسلم حتى الأطفال والشيوخ والنساء والحمير والغنم والبقر من القتل والذبح !!! ما ذنب الحيوانات في خطيئة ارتكبها البشر ؟؟؟ ما ذنب الأطفال الرضع والأجنة في بطون أمهاتهم ؟؟؟ أيها الناس ألا تعقلون ؟ هل الله يأمر بذلك هل الله الرحيم الحليم يأمر بهذه الأمور من قتل ؟ ستطالع في هذه النصوص أن الله يأمرهم بالقتل والإبادة الشاملة .. نعم يقول لهم اقتلوا للهلاك .. اقتلوا للهلاك ... فلا عجب حينما نرى أن الصليبين قتلوا أكثر من 80 ألف مسلم حين دخولهم إلى القدس وأنهم قتلوا أكثر من 100 ألف مسلم عند دخولهم معرة النعمان في بلاد الشام ... وراجعوا كتب التاريخ لتجدوا أن جُل المذابح التي ارتكبت ضد بني البشر كان مرتكبوها نصارى وهذه حقيقة واضحة للعيان .. نعم هم أبادوا للهلاك وقتلوا فقط للهلاك كما يأمرهم كتابهم سفر حزقيال 9-6الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت.سفر يشوع 6-21 وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف. سفر صموئيل الأول 15- 3فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة.طفلا ورضيعا.بقرا وغنما.جملا وحمارا.سفر صموئيل الأول 15-11 وكان كلام الرب الى صموئيل قائلا ندمت على اني جعلت شاول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي.فاغتاظ صموئيل وصرخ الى الرب الليل كله. من فرط قسوة الرب ندم وغضب على شاول لأنه عفى عن أجاج وبعض الحيوانات
(1/139)
المسيح قال:إنجيل لوقا 19- 27اما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي
نسب كاتب سفر حزقيال [ 9 : 5 ] للرب قوله :
(( اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ خَلْفَهُ وَاقْتُلُوا. لاَ تَتَرََّأفْ عُيُونُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. أَهْلِكُوا الشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. وَلَكِنْ لاَ تَقْرَبُوا مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ َقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا يُهْلِكُونَ الرِّجَالَ وَالشُّيُوخَ الْمَوْجُودِينَ أَمَامَ الْهَيْكَلِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْهَيْكَلَ وَامْلَأُوا سَاحَاتِهِ بِالْقَتْلَى، ثُمَّ اخْرُجُوا». فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَرَعُوا يَقْتُلُون
إله الكتاب المقدس يأمر بحرب إبادية كاملة !!
جاء في سفر التثنية [ 20 : 1 ] :
(أما مُدُنُ الشُّعُوبِ الَّتِي يَهَبُهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ مِيرَاثاً فَلاَ تَسْتَبْقُوا فِيهَا نَسَمَةً حَيَّةً، بَلْ دَمِّرُوهَا عَنْ بِكْرَةِ أَبِيهَا، كَمُدُنِ الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ
يا كل أعداء الرب من الأطفال والبقر والغنم والجمال والحمير..سنقتلكم !!!!!
(1/140)
وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «أَنَا الَّذِي أَرْسَلَنِي الرَّبُّ لأُنَصِّبَكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَاسْمَعِ الآنَ كَلاَمَ الرَّبِّ. هَذَا مَا يَقُولُهُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي مُزْمِعٌ أَنْ أُعَاقِبَ عَمَالِيقَ جَزَاءَ مَا ارْتَكَبَهُ فِي حَقِّ الإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ تَصَدَّى لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ. فأذهب الآنَ وَهَاجِمْ عَمَالِيقَ وَاقْضِ عَلَى كُلِّ مَالَهُ. لاَ تَعْفُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بَلِ اقْتُلْهُمْ جَمِيعاً رِجَالاً وَنِسَاءً، وَأَطْفَالاً وَرُضَّعاً، بَقَراً وَغَنَماً، جِمَالاً وَحَمِيراً.))
اسرق المصريين سفر الخروج 3-21فيكون حينما تمضون انكم لا تمضون فارغين بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا وتضعونها على بنيكم وبناتكم.فتسلبون المصريين.
حد الردة !!!!!!!!!!!!!
وهنا وقفه فلابد أن تعلم أن كل شريعة أنزلها الله على عبادة كانت مشتملة على هذا الأمر لأنه به تنطفئ إشعالات الفتن التي يسببها المرتد الذي يترك جماعته ودينه ويلجأ إلى دين أخر ولكن أيضا النصارى أبطلوا النصوص الواردة في هذا الأمر في العهد القديم مع أن المسيح قال في متى 5-17 لا تظنوا أنى جئت لانقض الناموس أو الأنبياء.ما جئت لانقض بل لاكمّل.
حكم من يترك دينه بشهادة كتابهم المقدس(حد الردة):
(1/141)
سفر التثنية 13- 6 وإذا أغواك سرا أخوك ابن أمك أو ابنك أو ابنتك أو امرأة حضنك أو صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفها أنت ولا آباؤك من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الأرض إلى أقصاها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترقّ له ولا تستره بل قتلا تقتله.يدك تكون عليه اولا لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيرا.سفر التثنية 13-13 قد خرج أناس بنو لئيم من وسطك وطوّحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد آلهة أخرى لم تعرفوها وفحصت وفتشت وسألت جيدا وإذا الأمر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف تجمع كل أمتعتها إلى وسط ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل أمتعتها كاملة للرب إلهك فتكون تلا إلى الأبد لا تبنى بعد. سفر هوشع 13-16تجازى السامرة لأنها قد تمردت على إلهها.بالسيف يسقطون.تحطم أطفالهم والحوامل تشقّ
النساء
إن الدين الإسلامي أكرم المرأة أكثر من أي دين أخر ولكن لا نزال مع إبطال النصارى لتعاليم دينهم تماشيا مع الغرب الفاجر ومناداة بحرية المرأة والمساواة وهذا ظلم للمرأة عندما تتساوى مع الرجل في الأعباء والأعمال ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل.
والان لننظر ماذا يقول الكتاب المقدس عن المرأة وبم يصفها لنعرف عظيم حفظ الإسلام لقدر المرأة ووصية النبي صلى الله عليه وسلم المستمرة بإكرامها وقوله رفقا بالقوارير وقوله إياكم والضعيفين اليتيم والمرأة
النساء تخرس وتخضع:رسالة كورنثوس الأولى 14-34 لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهنّ أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس أيضا.تيموثاوس الأولى 2-11لتتعلّم المرأة بسكوت في كل خضوع.إفسس 5-22أيها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب لان الرجل هو راس المرأة
(1/142)
الحجاب أيضا في كتابكم المقدس مأمور به!!!!! هل صدقتم أن ملكوت الله قد نزع منكم وأتى لامه تعمل أثماره كما قال يسوع فنحن هذه الامه أمة العفة والطهر:كورنثوس الأولى 11-5وأما كل امرأة تصلّي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه إذ المرأة أن كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط. كورنثوس الأولى 11-13احكموا في أنفسكم.هل يليق بالمرأة أن تصلّي إلى الله وهي غير مغطاة.
النقاب:النشيد 4-1ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد.
الرجل أفضل من المرأة: كورنثوس الأولى 11-7 فان الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده.وأما المرأة فهي مجد الرجل لان الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل. ولان الرجل لم يخلق من اجل المرأة بل المرأة من اجل الرجل.
الميراث للذكور فقط !!! والذكر البكر له ضعف نصيب باقي الذكور (تثنية 21:15-7) والأنثى ترث عند فقد الذكر فقط كما في (العدد27:1) وفي كتابك المقدس عقوبات خاصة بالنساء فقط دون الرجال كما في ( التثنية 25:11-12) وفي (لاويين 11) وربك يسوع يهين أمه كما في ( يوحنا2:1-4) والمرأة هي سبب الخطية وكارثة صلب الإله كما في( تيماثاوس12:2-14) والمرأة خلقت من أجل آدم , يعني مخلوق درجة ثانية كما في ( كرونثوس11:3-9)
أهديك هذه الآيات من القرآن الكريم لتعلم مدى مكانة المرأة عندنا في الميراث وفي كل الحقوق واقرأ لتتعلم كيف نعطى المرأة حقها.
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)
(1/143)
قد تتساءل لماذا تأخذ المرأة نصف ميراث الرجل في الإسلام ؟ وأجيبك أنا وأقول أن المرأة لا تأخذ نصف ميراث الرجل في كل الحالات ولكن لو فرضنا هذا جدلاً , فعليك أن تعلم أن الرجل هو المسئول عن الإنفاق عن المرأة بعد وفاة أبيهما وأن المرأة لو خرجت من بيت أبيها بعد وفاته للزواج تخرج من تحت مسؤولية أخيها في الإنفاق إلي مسؤولية رجل آخر ينفق عليها أيضا وهو زوجها وهي غير مطالبة بالإنفاق سواء في بيت أبيها بعد أن ترث أو في بيت زوجها بعد أن تتزوج وتأخذ ميراثها في أبيها ولكن الرجل دائما هو المسئول عن الإنفاق عليها سواء أخيها الذي ورث ضعفها أو زوجها . أفلا ترى أن ذلك عين العدل ؟؟؟؟
هذا ما عندنا .... هذه بضاعتنا ... نعرضها ولا نخشى البوار ... فماذا عن شريعتكم .. وكيف ترث المرأة عندكم ؟؟؟؟
تعدد الزوجات فى الكتاب المقدس وإبطال النصارى لتشريعات كتابهم:
إن من أشد ما يحمله النصارى علي الإسلام وجل كلامهم والطعن ليس في عقيدة المسلمين ولا التوحيد ولا أي شئ بمقدار ما يطعنون في أشرف المرسلين وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهم يشنون الحرب علي سيرة رسول الله ويطعنون في تعدد زوجاته ويظهرون العجب والاستنكار أن الرسول صلوات الله عليه كان متزوجاً بأكثر من زوجة ويقولون كيف يحل للرجل في الإسلام أن يتزوج بأربع ويتزوج الرسول بأكثر من أربعة نساء؟أقول جهل القوم عقيدتهم وكتابهم ويحتجوا علينا بما هو موجود عندهم ونسوا أو تناسوا أن العهد القديم عندهم يذكر أن أكثر أنبياء الله كان عندهم أكثر من زوجة بل إن سليمان نبي الله كان عنده أكثر من 700 زوجة وأكثر من 300 سرية علي حسب قول الكتاب المقدس نفسه سفر الملوك الأول 11-3وكانت له سبع مائة من النساء السيدات وثلاث مائة من السراري فأمالت نساؤه قلبه
(1/144)
بل وليس سليمان وحده فالكتاب يذكر الكثير من الأنبياء والمرسلين يعقوب وداود وإبراهيم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والكثير الكثير من عامة الناس الصالحين منهم والطالحين ولم يستنكر ذلك ولم يستنكروا علي كل هؤلاء الناس وجاءوا يستنكروا علي الرسول أن له أكثر من زوجة.
وعن زواج الرسول بأكثر من أربع ولباقي المسلمين أربع فالآيات 52 , 53 من سورة الأحزاب ترد علي هؤلاء الجهلاء الذين لا يسلمون تفكيرهم للعقل أبدا فيا أيها النصارى ألا تعملون عقولكم ألا تفكرون ولو لطرفة عين ؟؟ أين عقولكم يا قوم ؟ لا تتركوا أنفسكم لمن يضللكم ويملأ عقولكم بكلام لا يقبله عاقل ولا يقتنع به كل لبيب . ألم تفكروا يوما لماذا يملئون عقولكم بمثل هذا الكلام التافه ؟؟ فقط ليبعدوكم عن الحق , حتى ينشغل عقلك فلا تفكر إلا في هذا و تترك دينك ولا تفكر فيما في كتابك فتحاول جاهدا أن تنظر علي ما أقنعوك أنه عيوب في الناس ولا تنظر لعيبك أنت.
إن كنت تعتبرها في الناس عيوب فالأولى أن تداري عيبك أو علي الأقل تفكر هل ما تراه هو عيبا أساسا ؟؟؟ أنظر إلي كتابك اقرأه ستجد أن عقيدتك هي العقيدة الوحيدة الشاذة عن كل العقائد التي وردت في كتابك وكتابنا... كل الأنبياء والرسول يقولون بتعدد الزوجات وعندهم حلال وهم فعلوا ذلك .. أما كتابك أقصد كتاب بولص ويوحنا ومرقص ومتي لا تجد عندهم فقرة واحدة صريحة وقطعية بتحريم تعدد الزوجات !! هل تصدق ذلك ؟؟ الكتاب أمامك راجعه أو اسئل من شئت من علمائكم . وسنفرض جدلا أن بولص قال لك لا تتزوج بأكثر من زوجة هل تتبع بولص وتترك كل أنبياء الله الذين هم أعظم من بولص كإبراهيم ويعقوب وداود وغيرهم الكثير ؟؟؟
(1/145)
فقط ما أتمناه أن يقرأ النصارى كتبهم قبل أن يقولوا هذا القول حتى يكون لهم قليل من العقل وأن يحتجوا علينا بشيء لم يرد في كتابهم وأعرض عليكم هذه النصوص العديدة والتي تروي تعدد النساء عند أنبياء الله وعند غيرهم في كتاب النصارى
أنت حينما تطعن في الرسول لتعدد زوجاته أو في الإسلام لتعدد الزوجات في الإسلام فأنت تطعن بالتأكيد في كتابك وفي دينك وعليك أن تراجع ما هو موجود عندك أولا من تعدد الزوجات عند كل الانبياء والرسل في كتابك ..سفر التثنية 21-15 إذا كان لرجل امرأتان احداهما محبوبة والأخرى مكروهة فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة.ويعقوب تزوج بلهه وراحيل سفر التكوين 30-3 وكان لجدعون نساء كثيرات أنجب منهن سبعون ولدا سفر القضاة 8-30 داوود عليه السلام أيضا له نساء كثيرات وسرارى سفر صموئيل الثاني 5-13 أبيا له أربع عشرة زوجه كورنثوس الثانية 13-21
(1/146)
الطمث:وهنا الكتاب المقدس يصف نجاسة المرأة في فترة طمسها وأنها تنجس كل شئ تلمسه أو تجلس عليه حتى وصف بعضهم نجاستها بأنها أشد من نجاسة الكلب :سفر اللاويين 15-19وإذا كانت امرأة لها سيل وكان سيلها دما في لحمها فسبعة أيام تكون في طمثها وكل من مسّها يكون نجسا إلى المساء وكل ما تضطجع عليه في طمثها يكون نجسا وكل ما تجلس عليه يكون نجسا. وكل من مسّ فراشها يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وكل من مسّ متاعا تجلس عليه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وان كان على الفراش أو على المتاع الذي هي جالسة عليه عندما يمسّه يكون نجسا إلى المساء. وان اضطجع معها رجل فكان طمثها عليه يكون نجسا سبعة أيام.وكل فراش يضطجع عليه يكون نجسا كل فراش تضطجع عليه كل أيام سيلها يكون لها كفراش طمثها.وكل الأمتعة التي تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها. وكل من مسّهنّ يكون نجسا فيغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وإذا طهرت من سيلها تحسب لنفسها سبعة أيام ثم تطهر .
نفس أحكام طمث النساء للرجل:سفر اللاويين 15-وكلم الرب موسى وهارون قائلا كلما بني إسرائيل وقولا لهم.كل رجل يكون له سيل من لحمه فسيله نجس وهذه تكون نجاسته بسيله.أن كان لحمه يبصق سيله أو يحتبس لحمه عن سيله فذلك نجاسته. كل فراش يضطجع عليه الذي له السيل يكون نجسا وكل متاع يجلس عليه يكون نجسا. ومن مسّ فراشه يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء ومن جلس على المتاع الذي يجلس عليه ذو السيل يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. ومن مسّ لحم ذي السيل يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وان بصق ذو السيل على طاهر يغسل ثيابه ويستحم بماء ويكون نجسا إلى المساء. وإناء الخزف الذي يمسّه ذو السيل يكسر.وكل إناء خشب يغسل بماء.شريعة عجيبة أليس كذلك !!!!!!!!!!! نحمد الله الذي شرفنا بالإسلام .
(1/147)
تحريم الزواج بمطلقة إنجيل متى 19-9وأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزني.والذي يتزوج بمطلّقة يزني.
ملكات اليمين والسرارى
اعجب العجب حين يتم رمى الإسلام بشبهه ويكون رامى هذه الشبهة متلبسا بها لا محالة فالنصارى يقولون أن في الإسلام ملكات يمين وماذا إذا فتحوا كتابهم المقدس وقرءوا هذه الأعداد منه وهذا نص يأمر فيه الرب المحاربين بالتمتع بالنساء اللاتي أخذن ضمن الغنائم في الحرب :
(1/148)
(( وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ، وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ أَسْلاَبٍ، فَاغْنَمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ، وَتَمَتَّعُوا بِغَنَائِمِ أَعْدَائِكُمُ الَّتِي وَهَبَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ لَكُمْ )) [ تثنية 20 : 14 ]وهذا نبي الله داود عليه السلام يقول عنه الكتاب : (( واخذ داود أيضا سراري ونساء من اورشليم بعد مجيئه من حبرون فولد أيضا لداود بنون وبنات. )) [ صموئيل الثاني 5: 13 ]بل ان معنى السرية أصلا في اللغة من التسري أي يتسرى بها الرجل أي يجامعها تسريا بها عن زوجته ثم ألم يجامع سليمان الثلاثمائة جاريه في دينهم فيقول النصراني الحائر إن سليمان اخطأ وهو عذر اقبح من ذنب إذ كيف يعلم الله انه اخطأ وهذا نبي ثم لم ينكر عليه الله في جميع صفحات الكتاب المقدس اتخاذ السرارى هل الله يرضى ويقر على باطل أم لابد أن يبين لعباده دينهم الذي ارتضى لهم.لكن لماذا أصلا قالت جميع الأديان باتخاذ ملكات اليمين هذا بمنتهى البساطة لان ملكات اليمين لو تركن فسوف يذهبن إلى جيش العدو ويكونون قوة اكبر بل الأهم من ذلك أنهن أصلا يتم اتخاذهن فكاكا للأسرى حين يتم تبادل الأسرى بين الجيوش ثم إن في تركهن فرادى ظلم لهن إذ من المسئول عنهن وعن الإنفاق عليهن خاصة في المجتمعات البسيطة التي تمتهن مهن لا يقوى عليها إلا الرجال إذن يوافق العقل المنطق والدليل ولا يبقى إلا أن يبكى النصارى على ضلالهم وتحريفهم لمعاني كتابهم المكدس ( تحريف السريرة بمعنى الخادمة) وتعطيلهم للنصوص الواضحة كالشمس بجواز اتخاذ ملكات اليمين.وهذه مجموعه من الادله على أن الكتاب المقدس يجيز جماع السرارى وملكات اليمين
(1/149)
سفر الخروج 20-17لا تشته بيت قريبك.لا تشته امرأة قريبك ولا عبده ولا أمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك.كورزنثوس 11-21وأحب رحبعام معكة بنت ابشالوم أكثر من جميع نسائه وسراريه لأنه اتخذ ثمانية عشر امرأة وستين سرية وولد ثمانية وعشرين ابنا وستين ابنة
استير 2-14في المساء دخلت وفي الصباح رجعت إلى بيت النساء الثاني إلى يد شعشغاز خصي الملك حارس السراري.لم تعد تدخل إلى الملك إلا إذا سرّ بها الملك ودعيت باسمها .دانيال 5-3حينئذ احضروا آنية الذهب التي أخرجت من هيكل بيت الله الذي في أورشليم وشرب بها الملك وعظماؤه وزوجاته وسراريه.القضاة 19- 2فزنت عليه!!!!!! سريته وذهبت من عنده إلى بيت أبيها في بيت لحم يهوذا وكانت هناك أياما أربعة اشهر.التكوين 36- 12وكانت تمناع سرية لاليفاز بن عيسو فولدت لاليفاز عماليق.هؤلاء بنو عدا امرأة عيسو.سفر التثنية 21-10إذا خرجت لمحاربة أعدائك ودفعهم الرب إلهك إلى يدك وسبيت منهم سبيا.
والان وبعد أن علمنا أن النصارى لم يكتفوا بتحريف لفظ الانجيل بل أيضا قاموا بتحريف معناه حتى يسايروا المدنية والعصريه على حساب كتابهم المكدس وعلى حساب عقيدتهم المهم هو إقناع الناس بما يعتقدون وليذهب كتابهم المكدس إلى الجحيم ونسأل الله أن يهدى كل باحث عن الحق إلى الطريق المستقيم وأن يهلك كل دعي وكل أفاك وكل مفتر على الإسلام بلا علم ولا دليل
الجنة والنار في الكتاب المقدس:
(1/150)
يستنكر النصارى المتاع الحسي في الجنة ويقولون بالمتاع الروحي فقط وإليك تكذيب ذلك من كتبهم انجيل متى 25-34ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لإبليس وملائكته.بل والخمر أيضا يعدهم بها المسيح فى الملكوت انجيل متى 26-29واقول لكم اني من الآن لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي. والأكل في الملكوت لوقا 22-30لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر
وكما وجدت عزيزي القارىء فكتابهم يكمم أفواههم عن إطلاق شبهه على المسلمين فنبينا صلى الله عليه وسلم ليس بدعا من الرسل بل رسالته تكملة لرسالة من سبقه من الانبياء وعلى هذا تتقارب تعاليمهم فمثلا إذا أنكر نصراني تعظيم المسلمين للحجر الأسود نجد أنه كيف كان أنبياء العهد القديم يقدسون ويبخرون تابوت العهد وكيف أن نبي الله يعقوب كان يأتي لزيارته سفر التكوين [ 28 : 10 ]والتكوين (31-45) والقضاة (11) والقضاة (20) وصموئيل الأول (7) .وحكمة الله عز وجل عظيمة في تشريعاته لا يعيها إلا ذو عقل حصيف ومنها ما روى البيهقي في صحيح الجامع ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( لولا ما مس الحجر من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي وما على الأرض شيء من الجنة غيره )) وبالتالي نستطيع أن نعرف سبب القدسية والاهتمام الذي يحظى به الحجر الأسود وعلى هذا كل حكم شرعي ولكن ما جدوى الحوار مع انطماس البصائر وعمى الأذهان نسأل الله أن يصلحنا للحق ويوفقنا إليه .(1/151)
هل بشر الكتاب المقدس بالنبي صلى الله عليه وسلم
طرق إثبات نبوته صلى الله عليه وسلم كثيرة ومتنوعة، ومن أهم هذه الطرق: البشارات التي صدرت عن الأنبياء السابقين، وهي تبشر بمقدم نبي خاتم يؤسس دين الله الذي ارتضاه إلى قيام الساعة ديناً.وتأتي أهمية هذا الطريق - الذي حرص المسلمون على الاهتمام به - في كونه يقيم الحجة على أهل الكتاب بما يعتقدونه من الكتب التي أشارت إلى مبعث هذا النبي قبل قرون متفاوتة في البعد.وأهل الكتاب من يهود ونصارى مقرون بوجود هذه البشارات، ومقرون بدلالتها على النبي الخاتم أو النبي العظيم القادم، لكنهم يصرون على أنه رجل من بني إسرائيل، يزعم النصارى أنه عيسى ابن مريم، بينما ما زال اليهود ينتظرونه، ونهدف هنا إلى إثبات أن هذا النبي المنتظر هو محمد صلى الله عليه وسلم، وليس غيره من الأنبياء الكرام.
أما إذا جاء في هذه الكتب ما تشهد له آيات القرآن ونصوص السنة، فهذه شهادة بأن ذا قد سلم من التحريف أو كثير منه ( ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ( (الأعراف: 43).
وقد حوى الكتاب المقدس - رغم ما تعرض له من العبث والتحريف - الكثير من النبوءات المبشرة بالنبي الخاتم، والتي لم تتحقق، متى ستتحقق، وقد مرّ على مقدم المسيح زهاء ألفي سنة من غير أن تتحقق هذه النبوءات؟ إن دعوى عدم تحقق هذه النبوءات مع تطاول الأيام يزري بالكتاب المقدس عند قارئيه.لذا فإننا نوجه دعوة صادقة للتمعن في نبوءات الكتاب وقراءتها قراءة جديدة في ضوء ظهور الإسلام ونبيه، ونحن على ثقة بأن ذلك سيفضي إلى كشف الحقيقة والإيمان بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
(1/152)
ولا نقول ذلك رجماً بالغيب، بل هي الحقيقة التاريخية التي أعلن عنها كل من تبصر في أمر هذا النبي وأحواله، وهو ما اعترف به هرقل حين جاءه كتاب النبي فأرسل إلى روما يسأل عن خبر النبي الخاتم، فلما جاءه الرد قال لقومه: "يا معشر الروم: إني قد جمعتكم لخير، إنه قد أتاني كتاب من هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره، ونحن نجده في كتبنا، فهلموا نتبعه ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا".
وأكد سطوع هذه الحقيقة إسلام العشرات المعتبرين من أهل الكتاب كالحسن بن أيوب والترجمان وزيادة النصب الراسي وعبد الأحد داود، وإبراهيم خليل، وموريس بوكاي .....إن جميع المراجع التي بين أيدينا متفقة في وصف محمد في شبابه بأنه كان محتشماً في سلوكه طاهراً في آدابه النادرة بين أهل عصره كان شخصا طاهرا عفيف النفس شكله ينبئك بأن أتى لدور عظيم لم يعرف لمخالطة الشباب فى مجونهم طريقا بل كان دائما وقورا عزيز النفس هادىء الفعال لقد استطاع فعلا أن يغير مسار الحياة على وجه الأرض أنا نفسي أرى اليوم ألف مليون شخص أتباع دعوته لا يشربون المسكرات ألف مليون شخص لا يرتكبون فاحشة الزنا ألف مليون شخص يتسمون بالعفة والطهر والنقاوة بفضل تعاليمه .
لأهل الكتاب عادة في ترجمة الأسماء إلى معانيها، فيوردون في الترجمة المعنى دون الاسم، وقد يزيدون تفسيراً للعبارة، ويقحمونه في النص.
ولكم ضاع بسبب هذا الصنيع من دلالات واضحات، منها نبوءة المسيح عن البارقليط، والذي تسميه التراجم الحديثة: المعزي، ومنها بشارة النبي حجي بمقدم (محماد) التي ترجمها المترجمون بمشتهى، فضاعت الكثير من دلالاتها "ويأتي مشتهى كل الأمم" (حجي 2/7).
(1/153)
ونحوه ما جاء في المزامير (84/6) عندما ذكرت المزامير اسم مدينة النبي القادم (بكة)، فترجمها المترجمون إلى العربية إلى وادي البكاء ، لتضيع دلالتها على كل عربي يعرف أن بكة هي بلد محمد صلى الله عليه وسلم( إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدًى للعالمين ( (آل عمران: 96) (عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا أيضا ببركات يغطون مورة 84-6 المزامير) وتجدها في النسخة الأصليه والإنجليزيه وادي بكه.وضرب رحمة الله الهندي في كتابه الماتع "إظهار الحق" لهذا الصنيع من المترجمين ثلاثة عشر مثالاً قارن فيها بين طبعات مختلفة للكتاب المقدس، ليقف منها على أثر هذا الصنيع في ضياع دلالات النصوص، منها: أنه جاء في الطبعة العربية (1811م) " سمى إبراهيم اسم الموضع: مكان يرحم الله زائره " (انظر التكوين 22/14) فاسم المكان العبراني أبدله المترجم بمعناه، وفي طبعة (1844م) العربية قال: " دعا اسم ذلك الموضع:" الرب يرى"، وبذلك ضاع الاسم الصحيح، واختلفت المعاني، ومثله كثير....ثم يقول رحمة الله الهندي: " فهؤلاء المترجمون لو بدلوا في البشارات المحمدية لفظ رسول الله بلفظ آخر، فلا استبعاد منهم ".ونقل العلامة رحمة الله الهندي عن حيدر القرشي صاحب كتاب " خلاصة سيف المسلمين " قوله: " إن القسيس أوسكان الأرمني ترجم كتاب إشعياء باللسان الأرمني في سنة ألف وستمائة وست وستين، وطبعت هذه الترجمة في سنة ألف وسبعمائة وثلاث وثلاثين في مطبعة أنتوني بورتولي، ويوجد في هذه الترجمة في الباب الثاني والأربعين هذه الفقرة: " سبحوا الله تسبيحاً جديداً، وأثر سلطنته على ظهره، واسمه أحمد " (إشعيا 42/10 – 11).ومعلوم أن سفر إشعياء من أكثر أسفار الكتاب المقدس نبوءة عن نبينا صلى الله عليه وسلم .
واللهَ نسأل أن يشرح صدورنا لمعرفة هذا النبي، وأن يرزقنا الإيمان به، وأن يحشرنا يوم القيامة في لوائه، إنه ولي ذلك والقادر عليه ...
(1/154)
موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله :
وينزل موسى عن جبل الطور بعد ما كلمه ربه فيقول مخاطباً بني إسرائيل: " قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.
وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب، بل بطغيان تكلم به النبي، فلا تخف منه " (التثنية 18 / 17 - 22).
والنص كما هو واضح يتحدث عن نبي عظيم يأتي بعد موسى عليه السلام، ويذكر صفات هذا النبي، والتي نستطيع من خلالها معرفة من يكون.
ويزعم النصارى أن هذا النبي قد جاء، وهو عيسى عليه السلام، فقد قال بطرس في سياق حديثه عن المسيح " فإن موسى قال للآباء: إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب، وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام " (أعمال 3/22 - 26) فبطرس يرى نبوءة موسى متحققة في شخص المسيح.لكن النص دال على نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ لا دليل عند النصارى على تخصيصه بالمسيح، بينما يظهر في النص عند تحليله أدلة كثر تشهد بأن المقصود به هو نبينا صلى الله عليه وسلم. إذ يذكر النص التوراتي أوصاف هذا المبعوث المبشر به:
(1/155)
1) أنه نبي " أقيم لهم نبياً "، والنصارى يدعون للمسيح الإلهية، بل يدعي الأرثوذكس أنه الله نفسه، فكيف يقول لهم: أقيم نبياً، ولا يقول: أقيم نفسي.2) أنه من غير بني إسرائيل، بل هو من بين إخوتهم أي أبناء عمومتهم "من وسط إخوتهم"، وعمومة بني إسرائيل هم بنو عيسو بن إسحاق، وبنو إسماعيل بن إبراهيم.ومن المعهود في التوراة إطلاق لفظ " الأخ " على ابن العم، ومن ذلك قول موسى لبني إسرائيل: " أنتم مارون بتخم إخوتكم بنو عيسو " (التثنية 2/4) وبنو عيسو بن إسحاق – كما سلف - هم أبناء عمومة لبني إسرائيل، وجاء نحوه في وصف أدوم، وهو من ذرية عيسو "وأرسل موسى رسلاً من قادش إلى ملك أدوم، هكذا يقول أخوك إسرائيل: قد عرفت كل المشقة التي أصابتنا (العدد20/14)، فسماه أخاً، وأراد أنه من أبناء عمومة إسرائيل.وعليه فهذا النبي يحتمل أن يكون من العرب تحقيقاً للبركة الموعودة في نسل إسماعيل، وقد يكون من بني عيسو بكر إسحاق. لكن أحداً من بني عيسو لم يدع أنه النبي المنتظر.إذن لابد وأنه خارج في العرب بل وأعظم من ذلك ما ورد في سفر التكوين 16-12 عن إسماعيل أنه أمام جميع إخوته يسكن.
3) هذا النبي من خصائصه أنه مثل لموسى الذي لم يقم في بني إسرائيل نبي مثله "ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه" (التثنية: 34/10)، وفي التوراة السامرية ما يمنع صراحة قيام مثل هذا النبي فقد جاء فيها: " ولا يقوم أيضاً نبي في بني إسرائيل كموسى الذي ناجاه الله" (التثنية 34/10).
(1/156)
وهذه الخصلة، أي المثلية لموسى متحققة في نبينا صلى الله عليه وسلم، ممتنعة في المسيح، حيث نرى الكثير من أمثلة التشابه بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، والتي لا نجدها في المسيح، من ذلك ميلادهما الطبيعي، وزواجهما، وكونهما صاحبا شريعة، وكل منهما بعث بالسيف على عدوه، وكلاهما قاد أمته، وملك عليها، وكلاهما بشر، بينما تزعم النصارى بأن المسيح إله، وهذا ينقض كل مثل لو كان.
وقد وصف المسيحُ النبي القادم بمثلية موسى، صارفاً إياه عن نفسه فقال: " لا تظنوا إني أشكوكم إلى الآب، يوجد الذي يشكوكم، وهو موسى الذي عليه رجاؤكم، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك فكيف تصدقون كلامي" (يوحنا 5/45-47)، فسماه موسى المرجو أو المنتظر، لمشابهته له.
وعن هذا الذي يشكو بني إسرائيل يقول المسيح: " أجاب يسوع: أنا ليس بي شيطان، لكني أكرم أبي وأنتم تهينونني، أنا لست أطلب مجدي، يوجد من يطلب ويدين" (يوحنا 8/49-50).
4) من صفات هذا النبي أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، والوحي الذي يأتيه وحي شفاهي، يغاير ما جاء الأنبياء قبله من صحف مكتوبة " وأجعل كلامي في فمه "، وقد كان المسيح عليه السلام قارئاً (انظر لوقا 4/16-18).
5) أنه يتمكن من بلاغ كامل دينه، فهو " يكلمهم بكل ما أوصيه به ". وهو وصف منطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان من أواخر ما نزل من القرآن عليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } (المائدة: 3).
وقد وصفه المسيح في نبوءة البارقليط، التي يأتي شرحها، فقال: " وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يوحنا 14/26).
(1/157)
ولا يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو ذلك النبي الذي يبلغ كل ما يوصيه به ربه، فقد رفع المسيح عليه السلام، ولديه الكثير مما يود أن يبلغه إلى تلاميذه، لكنه لم يتمكن من بلاغه، لكنه بشرهم بالقادم الذي سيخبرهم بكل الحق، لأنه النبي الذي تكمل رسالته، ولا يحول دون بلاغها قتله أو إيذاء قومه، يقول عليه السلام: " إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به" (يوحنا 16/12-13).
6) أن الذي لا يسمع لكلام هذا النبي فإن الله يعاقبه، " ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي، أنا أطالبه فهو نبي واجب السمع والطاعة على كل أحد. ومن لم يسمع له تعرض لعقوبة الله، وهو ما حاق بجميع أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث انتقم الله من كل من كذبه من مشركي العرب والعجم، وقد قال المسيح عنه في نبوءة الكرامين - ويأتي شرحها-: "ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه " (متى 21/44)، فهو الحجر الصلب الذي يفني أعداءه العصاة، والذي بشر بمقدمه النبي دانيال "وفي أيام هؤلاء يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً، ومَلِكها لا يُترك لشعب آخر، وتسحق وتفنى كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الأبد، لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب" (دانيال 2/21 - 45).
وأما المسيح عليه السلام فلم يكن له هذه القوة وتلك المنعة، ولم يتوعد حتى قاتليه، فكيف بأولئك الذين لم يسمعوا كلامه، فقد قال لوقا في سياق قصة الصلب " فقال يسوع: يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23/34)، فأين هو من خبر ذاك " الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه".
(1/158)
7) من صفات هذا النبي أنه لا يقتل، بل يعصم الله دمه عن أن يتسلط عليه السفهاء بالقتل، فالنبي الكذاب عاقبته "يموت ذلك النبي"، أي يقتل، فالقتل نوع منه، ولأن كل أحد يموت، وهنا يزعم النصارى بأن المسيح قتل، فلا يمكن أن يكون هو النبي الموعود.
وبالرجوع إلى التراجم القديمة للنص نرى أن ثمة تحريفاً وقع في الترجمة ، فقد جاء في طبعة 1844م " فليقتل ذلك النبي "، ولا يخفى سبب هذا التحريف.
8) يتحدث عن الغيوب ويصدق كلامه، وهذا النوع من المعجزات يكثر في القرآن والسنة –مما يطول المقام بذكره-، ويكفي هنا أن أورد نبوءة واحدة مما تنبأ به صلى الله عليه وسلم ، فكان كما أخبر.
ففي عام 617 م كادت دولة الفرس أن تزيل الإمبراطورية الرومانية من على خارطة الدنيا، فقد وصلت جيوش كسرى أبرويز الثاني إلى وادي النيل، ودانت له أجزاء عظيمة من مملكة الرومان، ففي سنوات معدودة تمكن جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعض مصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً، مما يؤذن بنهاية وشيكة للإمبراطورية الرومانية، وأراد هرقل أن يهرب من القسطنطينية، لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلب الصلح الذليل من الفرس.
(1/159)
ووسط هذه الأحداث ، وخلافاً لكل التوقعات أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي فيما لا يزيد عن تسع سنين، فقد نزل عليه قوله: { غلبت الروم ? في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله } (الروم: 2-5)وكان كما تنبأ ، ففي عام 623، 624، 625م استطاع هرقل أن يشن ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس من بلاد الرومان، وفي عام 627م واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية، واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان، وأعادوا لهم الصليب المقدس الذي كان قد وقع بأيديهم، فمن ذا الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه النبوءة العظيمة؟ إنه النبي الذي تنبأ عنه موسى عليه السلام.
يقول المؤرخ إدوار جِبن: "في ذلك الوقت، حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة، لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعاً، لأن السنين الاثنتي عشر الأولى من حكومة هرقل كانت تؤذن بانتهاء الإمبراطورية الرومانية".
روى الترمذي في سننه (3193) عن ابن عباس في قول الله تعالى: { غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين } قال: كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم، لأنهم وإياهم أهل الأوثان، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب، فذكروه لأبي بكر، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما إنهم سيغلبون، فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا، فجعل أجلاً خمس سنين، فلم يظهروا، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا جعلته إلى دون العشر.قال أبو سعيد: والبضع ما دون العشر.
قال: ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله تعالى: { غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين }.
(1/160)
وهكذا ظهر لكل ناظر منصف أن النبي الذي تنبأ عنه موسى لم تتحقق أوصافه في المسيح العظيم عليه الصلاة والسلام، وتحققت في أخيه محمد صلى الله عليهما وسلم تسليماً كثيراً.ومما يؤكد ذلك أنه كما لم تتوافر هذه الصفات مجتمعة في غيره، فإن اليهود لا يقولون بمجيء هذا المسيح فيما سبق، بل مازالوا ينتظرونه.إذ لما بعث يحيى عليه السلام ظنه اليهود النبي الموعود وأقبلوا عليه يسألونه " النبي أنت؟ فأجابهم: لا " (يوحنا 1/21) أي لست النبي الذي تنتظره اليهود.ثم أراد تلاميذ المسيح أن تتحقق النبوءة في المسيح، فذات مرة لما رأوا معجزاته " قالوا: إن هذا بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم.
وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكاً، انصرف أيضاً إلى الجبل وحده " (يوحنا 6/14 - 15)، فقد أراد تلاميذ المسيح تنصيبه ملكاً ليحققوا النبوءة الموجودة لديهم عن النبي المنتظر الذي يملك ويحقق النصر لشعبه، فلما علم المسيح عليه السلام أنه ليس النبي الموعود هرب من بين أيديهم.ويرى النصارى أن ثمة إشكالاً في النص التوراتي (التثنية 18/17-22) يمنع قول المسلمين، فقد جاء في مقدمة سياق النص أن الله لما كلم موسى قال: " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلي.... قد أحسنوا في ما تكلموا: أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك " (التثنية 18/15 - 18) فقد وصفت النبي بأنه "من وسطك" أي من بني إسرائيل، ولذا ينبغي حمل المقطع الثاني من النص على ما جاء في المقطع الأول، فالنبي " من وسطك " أو كما جاء في بعض التراجم "من بينك " أي أنه إسرائيلي.
لكن التحقيق يرد هذه الزيادة التي يراها المحققون تحريفاً، بدليل أن موسى لم يذكرها، وهو يعيد خبر النبي على مسامع بني إسرائيل، فقال: " قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك " (التثنية 18/17-18)، ولو كانت من كلام الله لما صح أن يهملها.
(1/161)
كما أن هذه الزيادة لم ترد في اقتباس بطرس واستيفانوس للنص كما جاء في أعمال الرسل قال بطرس: "فإن موسى قال للآباء: إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به" (أعمال 3/22)، وقال استفانوس: "هذا هو موسى الذي قال لبني إسرائيل: نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون" (أعمال 7/37)، فلم يذكرا تلك الزيادة، ولو كانت أصلية لذكرت في سائر المواضع.بل لقد قال الرب لموسى في سفر الخروج 9-14 لكي تعرف ان ليس مثلي في كل الأرض . وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقا.
المسيح يبشر بالبارقليط :
أما أعظم بشارات العهد الجديد بالنبي الخاتم هي نبوءات المسيح عن البارقليط.
وينفرد يوحنا في إنجيله بذكر هذه البشارات المتوالية من المسيح بهذا النبي المنتظر، حيث يقول المسيح موصياً تلاميذه: " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر، ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم... إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً.
الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي، والكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني، بهذا كلمتكم وأنا عندكم، وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم …. قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون، لا أتكلم أيضاً معكم كثيراً، لأن رئيس هذا العالم يأتي، وليس له فيّ شيء " (يوحنا 14/15 – 30).
وفي الإصحاح الذي يليه يعظ المسيح تلاميذه طالباً منهم حفظ وصاياه، ثم يقول: " متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معي في الابتداء.
(1/162)
قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا، سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله.... قد ملأ الحزن قلوبكم، لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.
ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة، أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي، وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً، وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين.
إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يوحنا 15/26 - 16/14).
وفي هذه النصوص يتحدث المسيح عن صفات الآتي بعده فمن هو هذا الآتي؟
البارقليط عند النصارى :
يجيب النصارى بأن الآتي هو روح القدس الذي نزل على التلاميذ يوم الخمسين ليعزيهم في فقدهم للسيد المسيح، وهناك " صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين، وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار، واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " (أعمال 2/1 - 4).
ولا تذكر أسفار العهد الجديد شيئاً - سوى ما سبق - عن هذا الذي حصل يوم الخمسين من قيامة المسيح.
البارقليط عند المسلمين :ويعتقد المسلمون أن ما جاء في يوحنا عن المعزي، إنما هو بشارة المسيح بنبينا صلى الله عليه وسلم وذلك يظهر من أمور:
منها لفظة " المعزي " لفظة حديثة استبدلتها التراجم الجديدة للعهد الجديد، فيما كانت التراجم العربية القديمة (1820م، 1831م، 1844م) تضع الكلمة اليونانية (البارقليط) كما هي، وهو ما تصنعه كثير من التراجم العالمية.
(1/163)
وفي تفسير كلمة " بارقليط " اليوناني نقول: إن هذا اللفظ اليوناني الأصل، لا يخلو من أحد حالين، الأول أنه "باراكلي توس". فيكون بمعنى: المعزي والمعين والوكيل.والثاني أنه " بيروكلوتوس "، فيكون قريباً من معنى: محمد وأحمد.
ويقول أسقف بني سويف الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا " إن لفظ بارقليط إذا حرف نطقه قليلاً يصير "بيركليت"، ومعناه: الحمد أو الشكر، وهو قريب من لفظ أحمد "ويسأل عبد الوهاب النجار الدكتور كارلو نيلنو – الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة- عن معنى كلمة " بيركلوتس " فيقول: " الذي له حمد كثير ".ومما يؤكد خطأ الترجمة أن اللفظة اليونانية (بيركلوتس ) اسم لا صفة، فقد كان من عادة اليونان زيادة السين في آخر الأسماء، وهو ما لا يصنعونه في الصفات.إذن الترجمة الصحيحة هي الاسم احمد وليس الصفة المعزي.
ويرى عبد الأحد داود أن تفسير الكنيسة للبارقليط بأنه " شخص يدعى للمساعدة أو شفيع أو محام أو وسيط " غير صحيح، فإن كلمة بارقليط اليونانية لا تفيد أياً من هذه المعاني، فالمعزي في اليونانية يدعى (باركالوف أو باريجوريس)، والمحامي تعريب للفظة (سانجرس)، وأما الوسيط أو الشفيع فتستعمل له لفظة " ميديتيا "، وعليه فعزوف الكنيسة عن معنى الحمد إلى أي من هذه المعاني إنما هو نوع من التحريف. يقول الدكتور سميسون كما في كتاب "الروح القدس أو قوة في الأعالي": "الاسم المعزي ليس ترجمة دقيقة جداً".
ومما سبق يتضح أن ثمة خلافاً بين المسلمين والنصارى في الأصل اليوناني لكلمة " بارقليط " حيث يعتقد المسلمون أن أصلها " بيركلوتوس " وأن ثمة تحريفاً قام به النصارى لإخفاء دلالة الكلمة على اسم النبي أحمد: الذي له حمد كثير.
(1/164)
ولجلاء التحريف في هذه الفقرة فإن أدوين جونس في كتابه " نشأة الديانة المسيحية " يعترف بأن معنى البارقليط: محمد، لكنه يطمس اعترافه بكذبة لا تنطلي على أهل العلم والتحقيق، فيقول بأن المسيحيين أدخلوا هذا الاسم في إنجيل يوحنا جهلاً منهم بعد ظهور الإسلام وتأثرهم بالثقافة الدينية للمسلمين.
البارقليط بشر نبي، وليس روح القدس:
وأياً كان المعنى للبارقليط: أحمد أو المعزي فإن الأوصاف والمقدمات التي ذكرها المسيح للبارقليط تمنع أن يكون المقصود به روح القدس، وتؤكد أنه كائن بشري يعطيه الله النبوة. وذلك واضح من خلال التأمل في نصوص يوحنا عن البارقليط.
- فإن يوحنا استعمل في حديثه عن البارقليط أفعالاً حسية (الكلام، والسمع، والتوبيخ) في قوله: " كل ما يسمع يتكلم به " وهذه الصفات لا تنطبق على الألسنة النارية التي هبت على التلاميذ يوم الخمسين، إذ لم ينقل أن الألسنة تكلمت يومذاك بشيء، والروح غاية ما يصنعه الإلهام القلبي، وأما الكلام فهو صفة بشرية، لا روحية.
كما اجتمعا سوياً يوم تعميد المسيح، حين " نزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (لوقا 3/22) فالروح القدس موجود مع المسيح وقبله، وأما المعزي " إن لم أنطلق لا يأتيكم " فهو ليس الروح القدس.
(1/165)
ومما يدل على بشرية الروح القدس أنه من نفس نوع المسيح، والمسيح كان بشراً، وهو يقول عنه: "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر" وإذا قلنا إن المقصود من ذلك رسول آخر أصبح كلامنا معقولاً، ونفتقد هذه المعقولية إذا قلنا: إن المقصود هو روح القدس الآخر، لأن روح القدس واحد وغير متعدد.ثم إن الآتي عرضة للتكذيب من قبل اليهود والتلاميذ، لذا فإن المسيح يكثر من الوصية بالإيمان به وأتباعه، فيقول لهم: " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي "، ويقول: " قلت لكم قبل أن يكون، حتى إذا كان تؤمنوا " ويؤكد على صدقه فيقول: " لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به".فكل هذه الوصاة لا معنى لها إن كان الآتي هو الروح القدس، حيث نزل على شكل ألسنة نارية، فكان أثرها في نفوسهم معرفتهم للغات مختلفة، فمثل هذا لا يحتاج إلى وصية للإيمان به والتأكيد على صدقه.كما أن الروح القدس أحد أطراف الثالوث، وينبغي وفق عقيدة النصارى أن يكون التلاميذ مؤمنين به، فلم أوصاهم بالإيمان به؟ وروح القدس وفق كلام النصارى إله مساو للآب في ألوهيته، وعليه فهو يقدر أن يتكلم من عند نفسه، وروح الحق الآتي " لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به".
ودل نص يوحنا على تأخر زمن إتيان البارقليط، فقد قال المسيح لهم: " إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق "، فثمة أمور يخبر بها هذا النبي لا يستطيع التلاميذ إدراكها، لأن البشرية لم تصل لحالة الرشد في فهم هذا الدين الكامل الذي يشمل مناحي الحياة المختلفة، ومن غير المعقول أن تكون إدراكات التلاميذ قد اختلفت خلال عشرة أيام من صعود المسيح إلى السماء، وليس في النصوص ما يدل على مثل هذا التغيير.
(1/166)
بل إن النصارى ينقلون عنهم أنهم بعد نزول الروح عليهم قد أسقطوا كثيراً من أحكام الشريعة وأحلوا المحرمات، فسقوط الأحكام عندهم أهون من زيادةٍ ما كان يحتملونها ويطيقونها زمن المسيح. فالبارقليط يأتي بشريعة ذات أحكام تثقل على المكلفين الضعفاء، كما قال الله: { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } (المزمل: 5) كما أن المسيح أخبر أنه قبل أن يأتي البارقليط " سيخرجونكم من المجامع، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله"، وهذا الأمر إنما حصل بعد الخمسين، واستمر الاضطهاد بأتباع المسيح حتى ندر الموحدون قبيل ظهور الإسلام.
- وذكر يوحنا أن المسيح خبّر تلاميذه بأوصاف البارقليط، والتي لم تتمثل بالروح القدس الحال على التلاميذ يوم الخمسين، فهو شاهد تنضاف شهادته إلى شهادة التلاميذ في المسيح " فهو يشهد لي، وتشهدون أنتم أيضاً " فأين شهد الروح القدس للمسيح؟ وبم شهد؟
بينا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد للمسيح بالبراءة من الكفر وادعاء الألوهية والبنوة لله، كما شهد ببراءة أمه مما رماها به اليهود الله { وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً } (النساء: 156).
- وأخبر المسيح عن تمجيد الآتي له، فقال: "ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" ولم يمجد المسيح أحد ظهر بعده كما مجده نبي الإسلام ، فقد أثنى عليه وبين فضله على سائر العالمين.
هذا ولم ينقل لنا أي من أسفار العهد الجديد أن روح القدس أثنى على المسيح أو مجده يوم الخمسين، حين نزل على شكل ألسنة نارية.
- وأخبر المسيح أن البارقليط يمكث إلى الأبد، أي دينه وشريعته، بينا نجد أن ما أعطيه التلاميذ من قدرات يوم الخمسين - إن صح - اختفت بوفاتهم، ولم ينقل مثله عن رجالات الكنيسة بعدهم. وأما رسولنا صلى الله عليه وسلم فيمكث إلى الأبد بهديه ورسالته، وإذ لا نبي بعده ولا رسالة.
(1/167)
- كما أن البارقليط " يذكركم بكل ما قلته لكم " وليس من حاجة بعد رفعه بعشرة أيام إلى مثل هذا التذكير، ولم ينقل العهد الجديد أن روح القدس ذكرهم بشيء، بل إنا نجد كتاباتهم ورسائلهم فيها ما يدل على تقادم الزمن ونسيان الكاتب لبعض التفاصيل التي يذكرها غيره، بينما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما غفلت عنه البشرية من أوامر الله التي أنزلها على أنبيائه ومنهم المسيح عليه السلام.
- والبارقليط له مهمات لم يقم بها الروح القدس يوم الخمسين فهو " متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، وعلى بر، وعلى دينونة " ولم يوبخ الروح القدس أحداً يوم الخمسين، بل هذا هو صنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع البشرية الكافرة.
ويرى عبد الأحد داود أن التوبيخ على البر قد فسره المسيح بقوله بعده: " وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني " ومعناه أنه سيوبخ القائلين بصلبه المنكرين لنجاته من كيد أعدائه، وقد أخبرهم أنه سيطلبونه ولن يجدوه، لأنه سيصعد إلى السماء، " يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعد، ستطلبونني، وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، أقول لكم أنتم الآن....." (يوحنا 13/32).
كما سيوبخ النبي الآتي الشيطان ويدينه بما يبثه من هدي ووحي "وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين".
(1/168)
وصفة التوبيخ لا تناسب من سمي بالمعزي، وقيل بأنه جاء إلى التلاميذ يعزيهم بفقد سيدهم ونبيهم. فالعزاء إنما يكون في المصائب، والمسيح كان يبشرهم بذهابه ومجيء الآتي بعده.ثم إن العزاء إنما يكون حين المصيبة وبعدها بقليل، وليس بعد عشرة أيام (موعد نزول الروح القدس على التلاميذ) ثم لماذا لم يقدم المعزي القادم العزاء لأم المسيح، فقد كانت أولى به.ثم لا يجوز للنصارى أن يعتبروا قتل المسيح على الصليب مصيبة، إذ هو برأيهم سبب الخلاص والسعادة الأبدية للبشرية، فوقوعه فرحة ما بعدها فرحة، وإصرار النصارى على أن التلاميذ احتاجوا لعزاء الروح القدس يبطل عقيدة الفداء والخلاص.
ومن استعراض ما سبق ثبت بأن روح القدس ليس هو البارقليط، فكل صفات البارقليط صفات لنبي يأتي بعد عيسى، وهو النبي الذي بشر به موسى عليه السلام، فالبارقليط " لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به " وكذا الذي بشر به موسى " أجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به "، وهو وصف النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله { وما ينطق عن الهوى ? إن هو إلا وحي يوحى ? علمه شديد القوى } (النجم: 3 - 5).بل كل ما ذكر عن البارقليط له شواهد في القرآن والسنة تقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو صاحب هذه النبوءة، إذ هو الشاهد للمسيح، وهو المخبر بالغيوب، الذي لا نبي بعده، وقد ارتضى الله دينه إلى قيام الساعة ديناً..ولا ننسى اتخاذ أحد زعماء تلك المواهب التى اتصفت بالهرطقة مثل الغنوصيون لنفسه اسم " البراقليوس " وأدعى أنه النبي ( أل أحمد ) الذي تنبأ به المسيح وصار له أتباع عديدون.
اعتراضات القس فندر وردود العلامة الهندي عليها :
ويثير القس فندر في وجه المسلمين أسئلة يراها تمنع من صرف البارقليط إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
(1/169)
أولها: أنه ورد في البارقليط أنه روح الحق ثلاث مرات، وفي مرة رابعة ورد أنه روح القدس( ) وهي كما يقول القس فندر ألفاظ مترادفة تدل على الروح القدس.والعلامة رحمة الله الهندي في كتابه العظيم "إظهار الحق" يسلم بترادف هذه الألفاظ ، ويؤكد أن لفظة روح الله دالة على الأنبياء أيضاً، كما جاء في رسالة يوحنا الأولى: "فلا تؤمنوا أيها الأحباء بكل روح من الأرواح، بل امتحنوا الأرواح حتى تعلموا هل هي من عند الله أم لا ؟ " ( يوحنا(1) 4/1-2 )، فالأنبياء الصادقون هم روح الله، والأنبياء الكذبة هم روح الشيطان. ورسولنا هو روح الحق بدليل قول يوحنا، لأنه يعترف بالمسيح أنه رسول من عند الله، وأنه جسد، وأنه من الله كما سائر الناس هم من الله أي الله خلقهم. وبولس هو روح الضلال الذي يعتبر المسيح إلهاً، وهو الموجود في العالم حينذاك.والنص الوحيد الذي فيه كلمة الروح القدس هو حجة عليهم لانه بالكشف الإشعاعي على أقدم مخطوطة وجد الخط بقلم مختلف الذي كتب كلمة الروح القدس وأن أقدم مخطوطة لم تكن موجود فيها كلمة القدس لكن بالتفسير اللغوي للكلمة عرفنا أن كلمة روح تعنى نبي أيضا وأن الكلمة لها معنى آخر هو نبي قدسي .
ثانيها: أن الخطاب في إنجيل يوحنا توجه للحواريين كما في قوله " يعلمكم " و " أرسله إليكم".... وعليه فينبغي أن يوجد البارقليط في زمنهم.
ويمنع رحمة الله الهندي هذا الفهم، بل المراد: النصارى بعدهم. وأقامهم المسيح مقام التلاميذ، وهو أمر معهود في أسفار العهد الجديد، فقد جاء في متى في خطاب رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع " أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء" (متى 26/64)، وقد مات المخاطبون وفنوا، ولم يروه آتياً على سحاب السماء.ومثله قول المسيح: "وقال له: الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يوحنا 1/51).
(1/170)
ثالثها: أن البارقليط لا يراه العالم ولا يعرفه، فقد جاء "لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم، ويكون فيكم" بينما محمد قد عرفه الناس ورأوه.ويرد العلامة رحمة الله الهندي بأن هذا ليس بشيء، لأن روح القدس عندهم هو الله أو روح الله، والعالم يعرف ربه أكثر من معرفته بمحمد، فهي لا تصدق على تأويلهم بحال.ويرى رحمة الله الهندي أن المقصود بالنص هو أن العالم لا يعرفون هذا النبي المعرفة الحقيقية (أي نبوته) أما أنتم واليهود فتعرفونه، لإخبار المسيح والأنبياء لكم عنه.
وأما سائر الناس فهم كما قال المسيح: " لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون " (متى 13/13).
وليس المقصود بقوله: " لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم" الرؤية البصرية والمعرفة الحسية، بل المعرفة الإيمانية. ومثله ما جاء في يوحنا "أجاب يسوع: لستم تعرفونني أنا، ولا أبي، لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضاً" (يوحنا 8/19) ومثله في الأناجيل كثير. يقول متى هنري في تفسيره لإنجيل يوحنا: إن كلمة يرى في النص اليوناني لا تفيد رؤية العين، بل رؤية البصيرة.
ولربما كان عدم معرفتهم بالمنتظر القادم أنه غريب وليس من اليهود " وأما المسيح فمتى جاء لا يعرف أحد من أين هو" (يوحنا 7/27).
(1/171)
وقد فهم أوائل النصارى قول يوحنا بأنه بشارة بكائن بشري وهنا يجب الالتفات إلى أن بعض التواريخ المسيحية استخدمت قبل الإسلام بين علماء ومفسري الإنجيل تشير إلى أن " الفارقليط " هو الرسول الموعود، ومما يدل على أن لفظ بيرقليط : يعنى نبيا آتيا من بعد عيسى عليه السلام - أن مونتانوس ادعى النبوة فى القرن الثانى للميلاد، وزعم أنه البيرقليط الذى وعد بمجئه عيسى، وكذلك مانى الفارسى فى القرن الثالث. وهذا يدل على أن هذه اللفظة تعنى شخصا بشريا، وإلا ما جرؤ هذان على هذا القول ولو كان فهمهم للبارقليط أنه الأقنوم الثالث .أعظم دليل على أن المبشر به هو النبى الخاتم وليس الروح القدس هو أن من صفات الآتي أنه يجيء بعد ذهاب المسيح من الدنيا، فالمسيح وذلك الرسول المعزي لا يجتمعان في الدنيا، وهذا ما يؤكد مرة أخرى أن المعزى لا يمكن أن يكون الروح القدس الذي أيد المسيح طيلة حياته، بينما المعزي لا يأتي الدنيا والمسيح فيها " إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي.".وروح القدس سابق في الوجود على المسيح، وموجود في التلاميذ من قبل ذهاب المسيح، فقد كان شاهداً عند خلق السماوات والأرض (انظر التكوين 1/2) كما كان له دور في ولادة عيسى حيث أن أمه " وجدت حبلى من الروح القدس " (متى 1/18).
وبذلك فإننا نرى في البارقليط النبوءة التي ذكرها القرآن الكريم { وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف: 6)
المزامير تبشر بصفات نبي آخر الزمان :
(1/172)
وها هي المزامير تبشر بالنبي الخاتم، ويصفه أحد مزاميرها فيقول مخاطباً إياه باسم الملك: " فاض قلبي بكلام صالح، متكلم أنا بإنشائي للملك، لساني قلم كاتب ماهر: أنت أبرع جمالاً من بني البشر، انسكبت النعمة على شفتيك، لذلك باركك الله إلى الأبد.تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك، وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف، نُبُلُك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوبٌ تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم.من أجل ذلك مسحك إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك.... بنات ملوك بين حظياتك، جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير.اسمعي يا بنت وانظري، وأميلي أذنك، انسي شعبك وبيت أبيك، فيشتهي الملك حسنك، لأنه هو سيدك فاسجدي له... عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض، أذكر اسمك في كل دور فدور. من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " (المزمور 45/1 - 17).
ويسلم النصارى بأن النص كان نبوءة بالنبي الآتي، ويزعمونه عيسى عليه السلام، فيما يرى المسلمون أن الصفات التي رمزت في النص إنما تعود إليه صلى الله عليه وسلم، وتمنع أن يكون المعني عيسى أو غيره من الأنبياء الكرام، ففي النص تسع أوصاف لهذا النبي، وهي:
1) كونه صاحب حسن لا يعدل في البشر " بهي في الحسن أفضل من بني البشر " ولا يجوز للنصارى القول بأنه المسيح وهم الذين يقولون:
تحققت في المسيح نبوة إشعيا، وفيها أن المتنبئ به "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه " (إشعيا 52/2)، وهذا المعنى الذي لا نوافقهم عليه أكده علماؤهم، فقال كليمندوس الإسكندراني: " إن جماله كان في روحه وفي أعماله، وأما منظره فكان حقيراً " وقال ترتليان: " أما شكله فكان عديم الحسن الجسماني، وبالحري كان بعيداً عن أي مجد جسدي " ومثله قال مارتير وأوريجانوس وغيرهما.
(1/173)
فمن كان هذا قوله بالمسيح لا يحق له أن يقول بأنه أيضاً:" أبرع جمالاً من بني البشر ".
وقد جاءت الآثار تتحدث عن حسن نبينا وفيض جماله بعد أن كساه الله بلباس النبوة، فلم ير أجمل منه. ففي صحيح البخاري (3549) يقول البراء بن مالك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنه خَلْقاً، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير).
2) أن النبوة وكلامها يخرج من شفتيه "انسكبت النعمة على شفتيك"، فقد كان أمياً، ووحيه غير مكتوب، فيما كانت لإبراهيم وموسى صحفاً، كما كان عيسى قارئاً (انظر لوقا 4/16).وقد جاءت نصوص كتابية عدة تؤكد أمية النبي القادم منها ما سبق في سفر التثنية " أجعل كلامي في فمه " (التثنية 18/18) وما جاء في إشعيا " أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة، فيقال له:اقرأ، فيقول: لا أعرف الكتابة " (إشعيا 29/12).
وفي غير الترجمة العربية المتداولة " لا أعرف القراءة " وهي تماثل – كما سبق - قول النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء: (( ما أنا بقارئ )).
3) كونه مبارك إلى الأبد، صاحب رسالة خالدة " باركك الله إلى الأبد.... كرسيك يا الله إلى دهر الدهور ".
4) كونه صاحب سيف يقهر به أعداءه لإقامة الحق والعدل " تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار... بجلالك اقتحم. من أجل الحق والدعة والبر، فتريك يمينك مخاوف. نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك، شعوب تحتك يسقطون ".
والمسيح عليه السلام لم يحمل سيفاً ولا أسقط أعداءه، ولا صوب نبله في قلوب أعدائه لنشر دعوة الحق، كما لم يكن ملكاً في قومه.
5) وهذا النبي محب للخير، مبغض للإثم كحال جميع الأنبياء، لكن الله فضله عليهم " مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك " .
(1/174)
6) يؤتى لهذا النبي بالهدايا لعزه، وبنات الملوك يكن في خدمته أو في نسائه " بنات ملوك بين حظياتك.. بنت صور أغنى الشعوب تترضى وجهك بهدية... ".وقد تزوج النبي بصفية بنت حيي بن أخطب سيد قومه، كما أهديت إليه مارية القبطية، وكانت شهربانو بنت يزدجر ملك فارس تحت ابنه الحسين رضي الله عنه .
7) تدين له الأمم بالخضوع وتدخل الأمم في دينه بفرح وابتهاج " بملابس مطرزة وتحضر إلى الملك، في إثرها عذارى صاحباتها، مقدمات إليك، يحضرن بفرح وابتهاج يدخلن إلى قصر الملك".
8) يستبدل قومه بالعز بعد الذل " عوضاً عن آبائك يكون بنوك، تقيمهم رؤساء في كل الأرض ".
9) يكتب له الذكر الحميد سائر الدهر " أذكر اسمك دور فدور، من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد " فهو أحمد ومحمد صلى الله عليه وسلم.
داود يبشر بنبي من غير ذريته :
ويتحدث داود عن النبي القادم فيقول: " قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبك، فتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة.. أقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. الرب عن يمينك، يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها..." (المزمور 110/1-6).
ويرى النصارى في النص نبوءة بالمسيح القادم من اليهود الذي يرون واليهود أنه سيكون من ذرية داود.
(1/175)
وقد أبطل المسيح لليهود قولهم، وأفهمهم أن القادم لن يكون من ذرية داود، ففي متى " كان الفريسيون مجتمعين، سألهم يسوع: ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟ قالو له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع موطئاً لقدميك، فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيب بكلمة " (متى 22/41 – 46) وفي مرقس " فداود نفسه يدعوه رباً. فمن أين هو ابنه " (مرقس 12/37) و(انظر لوقا 20/41 – 44). وكلمة المسيح لا تفيد عيسى عليه السلام وحده بل تأتي أصلا لتفيد المخلص فهذا المصطلح الذي درج اليهود على استعماله، للدلالة على هذا النبي الموعود. وقد سمي كورش ملك فارس مسيحاً " يقول الرب لمسيحه لكورش " (إشعيا 1/45).وكذا طالوت وداود كانا مسيحين "والصانع رحمة لمسيحه لداود" (المزمور 18/50) (وانظر صموئيل (1) 9/16، 10/1).فهذا اللقب الشريف ليس خاصاً بالمسيح عيسى ابن مريم عليه صلوات الله وسلامه، بل هو لقب يستحقه النبي القادم لما يؤتيه الله من الملك والظفر والبركة التي فاقت بركة الممسوحين بالزيت.
فلقب "المسيح المنتظر" يتعلق بمسيح يملك ويسحق أعداءه، وهو ما رأينا إنكار المسيح عليه السلام له في مواطن عديدة، منها أنه قال لبيلاطس: " مملكتي ليست في هذا العالم " (يوحنا 18/36) أي أنها مملكة روحية، وهي غير المملكة التي يبشر بها داود في مزاميره، حيث قال: "أضع أعداءك موطئاً لقدميك، يرسل الرب قضيب عزك من صهيون، تسلط في وسط أعدائك شعبَك... يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم، ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها...."وهو الذي قال عنه يعقوب: " له خضوع شعوب " (التكوين 49/10).
وينقل القس الدكتور فهيم عزيز عميد كلية اللاهوت للبروتستانت في مصر عن علماء الغرب إنكارهم " أن يسوع كان يتصرف ويتكلم كمسيح لليهود أو المسيا الذي كان ينتظره العهد القديم".
(1/176)
وقد تنبأ وبشر سليمان أيضاً في المزامير بالنبي الملك، صلى الله عليه وسلم، فقال: " ويملك من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض، أمامه تجثو أهل البرية، وأعداؤه يلحسون التراب، ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة، ملوك شبا وسبأ يقدمون هدية، ويسجد له كل الملوك، كل الأمم تتعبد له، لأنه ينجي الفقير المستغيث والمسكين إذ لا معين له، يشفق على المسكين والبائس ويخلص أنفس الفقراء، من الظلم والخطف يفدي أنفسهم ويكرم دمهم في عينيه، ويعيش ويعطيه من ذهب شبا، ويصلّي لأجله دائماً، اليوم كله يباركه، تكون حفنة بر في الأرض في رؤوس الجبال، تتمايل مثل لبنان ثمرتها ويزهرون من المدينة مثل عشب الأرض، يكون اسمه إلى الدهر، قدام الشمس يمتد اسمه، ويتباركون به، كل أمم الأرض يطوّبونه، مبارك الرب الله إله إسرائيل الصانع العجائب وحده، ومبارك اسم مجده إلى الدهر ولتمتلئ الأرض كلها من مجده، آمين ثم آمين " (المزمور 72/8-19)، فمن هو الذي سجدت وأذعنت وذلت له الملوك، ومجده الله في كل الدهور؟ لا ريب أنه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي دانت لسلطانه أعظم ممالك عصره ، الروم والفرس.
لقد صرح بعض هذه البشارات باسم محمد - عليه السلام - وقد اطلع بعض العلماء المسلمين على هذه النصوص , ولكن التحريف المستمر لهذا الكتاب أتى على هذه النصوص , فمن ذلك ما ورد في سفر أشعيا : ( إني جعلت أمرك محمدا , يا محمد يا قدوس الرب , اسمك موجود من الأبد ) , وقوله إن اسم محمد موجود من الأبد موافق لقول الرسول - عليه السلام - : ( كنت نبيا وإن آدم لمنجدل في طينته ) .
وفي التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق : ( وامتلأت الأرض من تحميد أحمد , ملك بيمينه رقاب الأمم ) .
(1/177)
وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848 , والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884 , والنسخ القديمة تجد في سفر حبقوق النص في غاية الصراحة والوضوح : ( لقد أضاءت السماء من بهاء محمد , وامتلأت الأرض من حمده , ... زجرك في الأنهار , واحتدام صوتك في البحار , يا محمد أدن , لقد رأتك الجبال فارتاعت ).
في بعض الأحيان يذكر مكان مبعث النبي - عليه السلام - , ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون : ( أقبل الرب من سيناء , وأشرق لهم من سعير , وتجلى من جبل فاران ) , وسيناء هي الموضع الذي كلم الله فيه موسى , وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى , وفاران هي جبال مكة , حيث أوحى الله لمحمد - عليه السلام - , وكون جبال فاران هي مكة , دلت عليه نصوص من التوراة . وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله : ( والتين والزيتون وطور سينين , وهذا البلد الأمين )وذكرت التوراة مكان الوحي إليه ففي سفر أشعيا الإصحاح الواحد والعشرون : وحي من جهة بلاد العرب في الوعر ) وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء.وفي هذا الموضع من التوراة حديث عن هجرة الرسول - عليه السلام - وإشارة إلى الجهة التي هاجر إليها : ( هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزة , فإنهم من أمام السيوف قد هربوا , من أمام السيف المسلول , ومن أمام القوس المشدودة , ومن أمام شدة الحرب ) , وتيماء من أعمال المدينة المنورة , وإذا نظرت في النص ظهر لك بوضوح أنه يتحدث عن هجرة الرسول عليه السلام
(1/178)
وتكملة النص السابق يقول : ( فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار , وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل , لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم ) , وهذا النص يتحدث عن معركة بدر , فإنه بعد سنة كسنة الأجير من الهجرة كانت وقعة بدر , وفني مجد قيدار , وقيدار من أولاد إسماعيل , وأبناؤه أهل مكة , وقد قلت قسي أبناء قيدار بعد غزوة بدر
وفي سفر التكوين 12-3 يقول الله لإبراهيم و ابارك مباركيك و لاعنك العنه و تتبارك فيك جميع قبائل الأرض!سؤال صغير جدا:من هى الأمة التى تبارك على إبراهيم خمس مرات(على الأقل) يوميا؟ومن هي الأمة التي تقول أن إبراهيم سقط في الخطية وزل عن الإيمان ؟
(1/179)
بل تلحظ أن الرب كان دائما يخبر اليهود أن الرسالة والشرف سوف ينتقل منهم ويأتي لأمة أخرى ومعلوم طبعا أن جميع الأنبياء كانوا من نسل اليهود إلا نبينا صلى الله عليه وسلم فقد أتى في أمة رعاة أغنام لا توجد بلد أو دولة تجمعهم كما كل البلاد بل قبائل متفرقه وانظر الآن إلى وعيد الرب لليهود بعد أن قتلوا الأنبياء وعبدوا العجل وغلظت قلوبهم (يقول الرب في سفر التثنية 32-21 هم أغاروني بما ليس إلها أغاظوني بأباطيلهم فأنا أغيرهم بما ليس شعبا بأمة غبية أغيظهم) .(( ويقول القس عبد المسيح بسيط أن الأمة الغبية المشار إليها هنا هي أمة اليونان التي أرسل إليها بولس وبقية رسل المسيح. ولكن أمة اليونان لم تكن غبية بل كانت أهل علم وصناعة )) فإن الله قد أراد أن يكسر غرور اليهود ويغيظهم كما أغاظوه، والله يعرف كيف تكون إغاظتهم مؤلمة فلم يكن من السهل على بني إسرائيل أن يملك عليهم ملك أجنبي ومن هنا كان ترتيب الله لإغاظتهم، بأن يجعل عليهم أمة محتقرة في نظرهم، ونبي ليس منهم يملك عليهم ومعروف عن بني إسرائيل أنهم كانوا يميّزون اليهود عن غيرهم تمييزًا كبيرًا فكانوا يحتقرون كل الأمم غير اليهودية، وحيث أن أمة العرب هي من تلك الأمم التي يحتقرها بني إسرائيل، إضافة إلي جهل العرب وأميتهم تجعلهم هم المعنيّين بقوله أمة غبية. قال الشيخ رحمة الله الهندي " المراد بالشعب الجاهل هم العرب لأنّهم كانوا غاية الجهل والظلم ولم يكن عندهم علم من العلوم وما كانوا يعرفون إلا عبادة الأوثان وكانوا محتقرين في نظر اليهود لكونهم من أولاد هاجر فالمقصود من الآية أن بنى إسرائيل أغاروني بعبادة المعبودات الباطلة فلذلك أغيرهم باصطفائي لقوم محتقرين وجاهلين عندهم ولقد أوفي الله بما وعد وبعث من العرب النبي صلى الله عليه وسلم فهداهم ويقول د. السقا " لا يوجد في الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام أية إشارة إلى أمة غبية محددة البلاد والأوصاف(1/180)
يمكن أن يعرف أنها المراد بهذه النبوّة ولا يمكن أن يشتبه إلا في أمة إسماعيل ولا يمكن أن تكون الأمة الغبية أمة اليونان كما أن بشارة المسيح كانت محصورة في اليهود فقط بدليل قول الإنجيل: " هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ " (متّي10/5و6)ويقول القس عبد المسيح بسيط أن دعوة المسيح في جوهرها هي للعالم أجمع والخليقة كلها. ولكن من خلال اليهود" لأَنَّ الْخلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ " (يوحنا4/22).ونحن نقول للقس إذن فأين إغاظة اليهود إذا كانت المسيحية امتداد لليهودية بل ولا يحمل اليهود عداء لأحد كما يحملون للعرب فعاقبهم الله بنقل النبوة وشرفها ونقل الاستخلاف في الأرض لأمة نبينا صلى الله عليه وسلم .
وأشارت بعض نصوص التوراة إلى مكان هجرة الرسول - عليه السلام - , ففي سفر أشعيا الإصحاح الثاني والأربعون : ( لترفع البرية ومدنها صوتها , الديار التي سكنها قيدار , لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا ليعطوا الرب مجدا ... ـ ) , وقيدار أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر . وسالع جبل سلع في المدينة المنورة . والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع .والحمد لله رب العالمين(1/181)
المراجع
1- موقع الحقيقة على شبكة الإنترنت
www.alhakekah.com
2-موقع الجامع الإسلامي على شبكة الإنترنت
www.aljame3.com
3- كتابي البيان والمجموع فى تفنيد عقيدة النصارى وهما على هذا الرابط
http://www.truthway.com/christianask.htm
4-كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي
5-كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله
6-كتاب هداية الحيارى لشيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله
7-مناظرات الشيخ أحمد ديدات
8-الجوانب الخفية من حياة المسيح (ناصر المنشاوي)
9-تفاسير الآباء الأولين
10-كتابات اللاهوت الدفاعي للقس عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
11-كتابات وأبحاث الأنبا شنوده
12-منطق الثالوث للأب هنرى بولاد اليسوعي
الخاتمة
ما تبقى من النصرانية :ديانة مليئة بالتناقضات
ركبّها بولس…وفرض شركياتها قسطنطين …..ورقعها وحرَّفها القسيسون والرهبان
هم كما ترى حيارى تائهون ضالون مضلون لا يثبت لهم قدم ، ولا يستقر لهم قول في إلههم ، بل كل منهم قد اتخذ إلهه هواه ، وصرّح بالكفر والتبري ممن اتبع سواه ،قد تفرقت بهم في نبيهم وإلههم الأقاويل ، وهم كما قال الله تعالى : (( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل ))
هذا البحث يتناول أفسد مقالة في تاريخ الدنيا كلها ولا توجد مقالة أشد فسادا وأظهر بطلانا من مقالة النصارى التي جعلت الثلاثة واحدا والواحد ثلاثة واعلم أن هذا معلوم البطلان ببداهة العقل فلا يوجد عاقل في الدنيا كلها يسمي الصفات والأقانيم باسم الذات والجوهر فمن يسمي مثلا حرارة الشمس بأنها شمس فهذا محض سفه وحمق فهؤلاء يسمون المسيح وهو كما يدعون أحد الأقانيم الثلاثة يعتبرونه اله كامل ويعتبرون الروح القدس إله كامل ويعتبرون الله الذي في السماء إله كامل وهؤلاء الثلاثة ليسوا ثلاثة آلهه بل إله واحد
(1/182)
ويتناول البحث عقيدة النصارى المذهلة التي مقتضاها أن الرب قتل الرب ليرضي الرب
ويتناول أيضا عقيدة الفداء والصلب التي كانت سببا في إلحاد من ألحد من نصارى الغرب لأن عقيدة الفداء والصلب وان المسيح صلب نفسه من أجلنا مثل التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه ما تكون بطبيب يحطم رأسه ليشفي صداع المرضى لديه هل هذا طبيب عاقل أليس بمقدوره أن يشفي هؤلاء الناس دون اللجوء الى هذه الطريقة المضحكة ويتناول البحث مصدر هذه الخرافات بالدليل والبرهان وكيف اكتمل التصور العام عن المسيح والمسيحية بانعقاد مجمع صناعة الالهه مجمع نيقيه الذي تم فيه تأليه السيد المسيح عليه الصلاة والسلام ثم مجمع آخر لتأليه الروح القدس
ويتناول البحث شبهات النصارى حول الإسلام وكيف أنهم عندما أحسوا بالإفلاس والعجز اضطروا إلى الاعتماد على الأحاديث الضعيفة واجتهادات العلماء والمفسرين وكأن اجتهاد العالم حجه على دين الله وذلك أن النصارى عندما وجدوا أنه ما من نبي في كتابهم المقدس إلا ارتكب عظائم الأمور مثل ارتكاب فاحشة الزنا (داوود ولوط وغيرهم ) وعبادة الأوثان (مثل سليمان وهارون عندما سجد للعجل) فشق عليهم أن يكون نبينا منزها عن هذه الفواحش فذهبوا يائسين لإلتقاط ما يمكن التقاطه ولكن الحمد لله الذي رد كيدهم في نحرهم وفضح خبثهم ومكرهم. وذكرنا كيف أنهم قاموا بتعطيل نصوص كتابهم المقدس تمشيا مع التقدم والتطور فكل مأخذ لهم على الإسلام تجده هو هو في الكتاب المقدس
ويتناول البحث بعض أخطاء يسوع الإنجيلي وتجاوزات الكتاب المقدس واتهامه لله عز وجل بأبشع الصفات (اتهموا الله بأنه لبوه وأنه خروف وأنه حشرة وانه دب ) وفي النهاية يصفوه بأنه إنسان عاش بيننا وأننا صلبناه وما قدروا الله حق قدره .
(1/183)
ويتناول البحث بعض الجمل الناقصة من كتابهم المقدس ويوجد مكانها نقط أو أماكن فارغه ويختم البحث فصوله بالبشارات العجاب في صحف أهل الكتاب بقدوم نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم.
ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمِْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)سورة مريم.
للتواصل عبر الإنترنت :
Hotmail messenger: loransarab@hotmail.com
Yahoo messenger: loransarab@yahoo.com
ساعد على نشر هذه الرسالة في المنتديات ومن خلال الماسنجر أو قم بطبعها وتوزيعها عسى الله أن يهدي على يديك طالب حق(1/184)
رسالة إلى نصارى مصر
جمع
loransarab@hotmail.com
قام بعمل الكتاب
وليد المسلم
walid9almoslm@yahoo.com(1/185)