من أجل إنتاجية أفضل أهمية رسم الأهداف
يعيش العالم المتقدم أزمة حضارة بسبب افتقاده الوجهة أو الهدف الأكبر الذي يجذب إليه جميع مناشط الحياة، ويمنحها المنطقية والانسجام. أما المسلمون فأزمتهم الأساسية، هي أزمة حركة في العالم، وأزمة شهود على العصر؛ فهم في أكثر الأحيان يتأثرون، ولا يؤثرون، ويأخذون من الحياة أكثر مما يعطونها؛ وذلك بسبب انخفاض إنتاجيتهم، وضعف إدارتهم لإمكاناتهم الشخصية والعامة.
نقرأ آيات الاستخلاف وشروط التمكين في الأرض، وأدبيات النجاح والفلاح، لكنَّ قليلين منا الذين يسألون أنفسهم عن وظيفتهم الشخصية في تحقيق كل ذلك!
إن الأماني الوردية حول قيادة أمتنا للعالم تداعب أخيلة الكثيرين منا، وتدغدغ مشاعرهم، لكن لا أحد يسأل عن آليات تحقيق ذلك، ولا عن الإمكانات المطلوبة للسير في طريقه!
إني أعتقد أن هناك حقيقة أساسية غائبة عن أذهان الكثيرين منا، هي أننا لا نستطيع أن نوجد مجتمعًا أقوى من مجموع أفراده؛ ولذا فإن النهوض بالأمة يقتضي على نحوٍ ما أن ينهض كل واحد منا على صعيده الشخصي، وما لم نفعل ذلك، فإن الغد لن يكون أفضل من اليوم.
إن رسم الأهداف نوع من مدِّ النظر في جوف المستقبل، وإن الله ــ جل وعلا ــ يحثنا على أن نتفكر في الآتي، ونعمل له : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون {الحشر: 18}.
إن المسلم الحق لا يكون إلا مستقبليًا، ولكننا بحاجة إلى أن نعمم روح الالتزام نحو الآخرة على مسلكنا العام تجاه كل ما يعنينا من شؤون وأحوال.
أهمية وجود هدف:
من الأدوات الأساسية في تحسين وضعية الفرد أن يكون له هدف يسعى إلى تحقيقه. ونرى أن حيوية وجود هدف واضح في حياتنا تنبع من اعتبارات عديدة، أهمها:(1/1)
1 - إن كل ما حولنا في تغير دائم، والمعطيات التي تشكل المحيط الحيوي لوجودنا لا تكاد تستقر على حال، وهذا يجعل كل نجاح نحققه معرضًا للزوال؛ ووجود هدف أو أهداف في حياتنا، هو الذي يجعلنا نعرف على وجه التقريب ما العمل الذي سنعمله غدًا، كما أنه يساعد على أن نتحسس باستمرار الظروف والأوضاع المحيطة؛ مما يجعلنا في حالة دائمة من اليقظة، وفي حالة من الاقتدار على التكيف المطلوب.
وقد جرت عادة الكثيرين منا أن يسترخوا حين ينجزون عملاً متميزًا؛ مما يضعهم على بداية الطريق إلى أزمة تنتظرهم. ولذا فإن الرجل الناجح، هو الذي يسأل نفسه في فورة نجاحه عن الأعمال التي ينبغي أن يخطط لها، ويقوم بإنجازها؛ فالتخطيط هو الذي يجعل أهمية المرء تأتي قبل الحَدَث. أما معظم الناس فإنهم لا يفكرون إلا عند وجود أزمة، ولا يتحركون إلا حين تحيط بهم المشكلات من كل جانب، أي يستيقظون بعد وقوع الحدث، وبعد فوات الأوان!
2 - إن وعي كثيرين منا بـ (الزمن) ضعيف، ولذا فإن استخدامنا له في حل مشكلاتنا محدود. وحين يجتمع الناس برجل متفوق فإنهم يضعون بين يديه كل مشكلاتهم، ويطلبون لها حلولاً عاجلة متجاهلين عنصر (الزمن) في تكوينها وتراكمها، وطريقة الخلاص منها. ووجود هدف في حياة الواحد منا يجعل وعيه بالزمن أعظم، ويجعله يستخدمه في تغيير أوضاعه. إذا سأل كل واحد منا نفسه: ماذا بإمكانه أن يفعل تجاه جهله بعلم من العلوم - مثلاً - أو قضية من القضايا؟ فإنه يجد أنه في الوقت الحاضر لا يستطيع أن يفعل أي شيء يذكر تجاه ذلك. أما إذا سأل نفسه: ماذا يمكن أن يفعل تجاهه خلال خمس سنين؟ فإنه سيجد أنه يستطيع أن يفعل الكثير؛ وذلك بسبب وجود خطة، واستهداف للمعالجة، وهما دائمًا يقومان على عنصر الزمن. إني أعتقد أن كثيرًا من الخلل المنهجي في تصور أحوالنا، وحل أزماتنا، يعود إلى ضيق مساحة الرؤية، ومساحة الفعل معًا، وذلك كله بسبب فقد النظر البعيد المدى.(1/2)
3 - إن كثيرًا من الناس يظهرون ارتباكًا عظيمًا في التعامل مع (اللحظة الحاضرة) وذلك بسبب أنهم لم يفكروا فيها قبل حضورها، فتتحول فرص الإنجاز والعطاء إلى فراغ قاتل ومفسد؛ وهذا يجعلنا نقول: إننا لا نستطيع أن نسيطر على الحاضر، ونضبط إيقاعه، ونستغل إمكاناته، إلا من خلال مجموعة من الآمال والأهداف والطموحات، وبهذا تكون وظيفة الهدف في حياتنا هي استثمار اللحظة الماثلة على أفضل وجه ممكن.
إني أتجرأ وأقول: إن ملامح خلاص جيلنا، والجيل القادم ــ على الأقل ــ من وهن التخلف والانكسار قد تبلورت في أمرين: المزيد من الالتزام بالمنهج الرباني، والمزيد من التفوق، ولا نستطيع أن نجعل هذين الأمرين حقيقة واقعة في حياتنا من غير تحديد أهداف واضحة.
سمات مطلوبة في الهدف:
1 - المشروعية:(1/3)
إن مجمل أهداف المرء في الحياة، يعادل على نحو تام (استراتيجية) العمل لديه، ولذا فإن الذين لا يأبهون لشرعية الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها يحيون حياة مضطربة ممزقة، تختلط فيها عوامل البناء مع عوامل الهدم، وينسخ بعضُها بعضَها الآخر. إن الهدف غير المشروع، قد يساعد على تحقيق بعض النمو في جانب من جوانب الحياة، لكنه يحطّ من التوازن العام للشخصية، ويفجّر في داخلها صراعات مبهمة وعنيفة. وليس المقصود بشرعية الهدف أن يكون معدودًا في (المباحات) فحسب، وإنما المقصود أن يكون مندمجًا على نحو ما في الهدف الأسمى والأكبر الذي يحيا المسلم من أجله على هذه الأرض، ألا وهو الفوز برضوان الله - تبارك وتعالى - وهذا يعني أن الأهداف المرحلية والجزئية للواحد منا يجب ألا تتنافر معه في وضعيتها أو مفرزاتها أو نتائج تفاعلها. ولعل من علامات الانسجام بينها وبين الهدف الأكبر ــ شعور المرء أنه يحيا (حياة طيبة) وهي لا تولد من رحم الرخاء المادي، ولا من رحم التمتع بالجاه أو الاستحواذ على أكبر كمية من الأشياء، وإنما تولد من ماهية التوازن والانسجام بين المطالب الروحية والمادية للفرد، ومن التأنق الذي يشعر به من يؤدي واجباته.
الهدف المشروع عامل كبير في إيجاد التطابق بين رموزنا وخبراتنا، وهو إلى ذلك مولِّد لما نحتاجه من حماسة للمضي في الطريق إلى نهايته.
2 - الملاءمة:
لكل منا طاقاته وموارده المحدودة، وله ظروفه الخاصة، وله إلى جانب ذلك تطلعات وتشوُّفات؛ ومن الواضح اليوم أن الحضارة الحديثة أوجدت لدى الناس طموحات فوق ما هو متوفر من إمكانات لتلبيتها، وهذا يؤدي بكثير من الناس إلى أن يسلكوا طرقًا غير مشروعة لتلبيتها، أو يؤدي بهم إلى الشعور بالعجز والانحسار.(1/4)
والهدف الملائم، هو ذلك الهدف الذي يتحدى ولا يعجز. ومعنى التحدي دائمًا: طلب تفجير طاقات كامنة أو استخدام موارد مهملة، لكنها جميعًا ممكنة. حين يكون الهدف سهلاً فإنه لا يؤدي إلى حشد إمكاناتنا الذاتية، ولا إلى تشغيل أجهزتنا النفسية والعقلية، كما لو أننا طلبنا من شخص أن يقرأ في كل يوم ربع ساعة، أو يستغفر عشر مرات.
في المقابل فإن الهدف الكبير جدًا يصد صاحبه عن العمل له، وفي هذا السياق نرى كثيرًا من أهل الخير، يشعرون بالإحباط، ويشكون دائمًا من سوء الأحوال، وتدهور الأوضاع، وهذا نابع من وجود هدف كبير لديهم هو (الصلاح العام) لكن ليس لديهم أهداف صغيرة، أو مرحلية تصب فيه. إن كل هدف صغير يقتطع جزءًا من الهدف الكبير، ويؤدي إلى قطع خطوة في الطريق الطويل؛ وعدم وجود أهداف صغيرة، يجعل الهدف النهائي يبدو دائمًا كبيرًا وبعيدًا، وهذا يسبب آلامًا نفسية مبرحة، ويجعل المرء يظهر دائمًا بمظهر الحائر العاجز. إنه لا يأتي بالأمل إلا العمل، وقليل دائم خير من كثير منقطع.
3 - المرونة:(1/5)
إن أنشطة جميع البشر، تخضع لعدد من النظم المفتوحة، ومن ثم فإن النتائج التي نتطلع إلى الحصول عليها، تظل في دائرة التوقع والتخمين. حين يرسم الإنسان هدفًا، فإنه يرسمه على أساس من التقييم للعوامل الموجودة خارج طبيعة عمله، وخارج إرادته، وهذه العوامل كثيرًا ما يتم تقييمها على نحو خاطئ، كما أنها عرضة للتغير، بالإضافة إلى أن إمكاناتنا التي سوف نستخدمها في ذلك هي الأخرى متغيرة؛ ولهذا كله فإن الهدف يجب أن يكون (مرنًا)، أي: له حدود دنيا، وله حدود عليا؛ وذلك كأن يخطط أحدنا لأن يقرأ في اليوم ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، أو يزور ثلاثة من الإخوة إلى خمسة وهكذا.. هذه المرونة تخفف من ضغط الأهداف علينا؛ فالناس يشعرون حيال كثير من أهدافهم أنها التزامات أكثر منها واجبات، والالتزام بحاجة دائمًا إلى درجة من الحرية، وسيكون من الضار بنا تحوُّل الأهداف إلى قيود صارمة، وحواجز منيعة في وجه تلبية رغبات شخصية كثيرة.
4 - الوضوح:
هذه السمة من السمات المهمة للهدف الجيد، حيث لا تكاد تخلو حياة أي إنسان من الرغبة في تحقيق بعض الأمور، لكن الملاحظ أن قلة قليلة من الناس، تملك أهدافًا واضحة ومحددة، ولذا فمن السهل أن يتهم الإنسان نفسه أو غيره بأنه لم يتقدم باتجاه أهدافه خطوة واحدة خلال عشرين سنة، مع أنك لا تراه خلال تلك المدة إلا منهمكًا ومتابعًا بما يعتقد أنه هدف يستحق العناء!(1/6)
إنه يمكن القول بسهولة: إن كل هدف ليس معه معيار لقياسه وللكشف عما أنجز منه، وما بقي؛ ليس بهدف. ولذا فإن من يملك أهدافًا واضحة يحدثك دائمًا عن إنجازاته، وعن العقبات التي تواجهه. أما من لا يملك أهدافًا واضحة، فتجده مضطربًا، فتارة يحدثك أنه حقق الكثير الكثير، وتارة يحدثك عن خيبته وإخفاقه؛ إنه كمن يضرب في بيداء، تعتسفه السبل، وتشتته مفارق الطرق! نجد هذا بصورة أوضح لدى الجماعات؛ فالجماعة التي لا تملك أهدافًا واضحة محددة، تظل مشتتة الرأي في حجم ما أنجزته، ولا يكاد خمسة من أبنائها يتفقون في تقويمهم لذلك! لا يكفي أن يكون الهدف واضحًا، بل لا بد من تحديد توقيت لإنجازه، فالزمان ليس ملكًا لنا إلى ما لا نهاية، وطاقاتنا قابلة للنفاد. ثم إن القيمة الحقيقية للأهداف، لا تتبلور إلا من خلال الوقت الذي يستغرقه الوصول إليها، والجهد والتكاليف التي نحتاجها. ولهذا كله فالبديل عن وضوح الهدف، ووضوح تكاليفه المتنوعة، ليس سوى العبث والهدر والاستسلام للأماني الخادعة!
إن من أسباب ضبابية أهدافنا أننا لا نبذل جهدًا كافيًا في رسمها وتحديدها، وهذا لا يؤدي إلى انعدام إمكانية قياسها فحسب، وإنما يؤدي أيضًا إلى إدراكها بطريقة مبتذلة أو رتيبة، مما يُفقدها القدرة على توليد الطاقة المطلوبة لإنجازها.
سنعمل الكثير من أجل أهدافنا إذا أدركنا أنه عن طريقها تتم الصياغة النهائية لوجودنا.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
بقلم : د. عبد الكريم بكار
المصدر / مجلة البيان(1/7)
ما هو معنى الإيجابية في الحياة؟
الإيجابية طريق النجاح
أسال نفسك ... لماذا أكون إيجابي؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
الناجحون يثقون دائماً بقدرتهم على النجاح10- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
أين تكون الإيجابية؟
1- في علاقة مع الله عزوجل.
2- في عقلك؟
3- في جسمك؟
4- في علاقتك مع المجتمع.
5- في وضعك المالي.
6- في أعمالك اليومية.
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
فكر إيجابياً وكن متفائلاً 8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
كيف تكون إيجابيتك مع الله عزوجل؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
10- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
النجاح الحقيقي هو نجاح الانسان من اختبار الله
كيف تكون إيجابيتك مع عقلك ؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .(1/1)
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
لا تقارن نفسك بالآخرين وإذا كان من ذلك فلا تقارن نفسك بالفاشلين
كيف تكون إيجابيتك مع جسمك؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
10- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
بقدر ما تركز في الموضوع تحقق النجاح المطلوب فيه
كيف تكون إيجابيتك مع مجتمعك؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
10- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
تجاهل الناس الذين يرددون مستحيل
كيف تكون إيجابيتك مع وضعك المالي؟
1- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
2- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
3- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
4- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
5- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
6- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
7- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
8- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
9- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
10- ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .(1/2)
الناجحون يثقون دائماً بقدرتهم على النجاح
الأسرار الحقيقية عند الشخصية الإيجابية
رؤيتك الإيجابية لنفسك سبب نجاحك في الحياة
عوائق الإيجابية
تحطيم هذه الحواجز هو النجاح والايجابية
استخرج معاني الكلمات في كل مستطيلثانية – د قيقة – ساعة ... أنا أنا+هو أنا +هو = عليهم
غدر ... هو هو +ع .م عليهم
سكر - حلاة - مكر - دهاء ... 60=1
؟
كبير ... يبكي يشتكي
صغير
يعوم ... يضرب يسبق
سقط ... 24 ساعة
طير ... (واحد)
فوق
في الختام
أنت بطلاً
أنت ناجح
أنت متميز
أنت مبدع
أنت أنت أنت
إذا طبقت هذه الدورة(1/3)
وظائف الإدارة الخمسة
مبادئ الإدارة
المراجع:
? ... Management 010: The Five Function
ترجمة: خالد الحر
مدخل:
قد تسمع هذه الأسئلة، أو قد يتبادر بعضها إلى ذهنك، وهي "ما هي الإدارة؟ من هو المدير؟" أو قد تقول لنفسك "أنا موظف فقط، فما حاجتي لمعرفة العملية الإدارية!؟ أليس هذا هو عمل الرؤساء والمدراء!؟".
في الواقع، كلنا مدراء. فمهما يكن موقعك أو وظيفتك يتلزّم عليك أحيانا إدارة بعض الأمور. وحتى يمكنك إدارتها بشكل جيد، عليك أن تعي العملية الإدارية وعناصرها الرئيسية ومبادئها العامة.
لذا.. سنحاول هنا تبسيط هذه العملية، وشرحها بشكل موجز، يكفي لأن تتكون لدى الفرد منا صورة عامة عن هذه العملية الهامة.
ما هي الإدارة؟
من المنظور التنظيمي الإدارة هي إنجاز أهداف تنظيمية من خلال الأفراد وموارد أخرى. وبتعريف أكثر تفصيلا للإدارة يتضح أنها أيضا إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة).
ما الهدف من تعلّم الإدارة؟
إن الهدف الشخصي من تعلم الإدارة ينقسم إلى شقين هما:
زيادة مهاراتك.
تعزيز قيمة التطوير الذاتي لديك.
من المؤكد أنك ستطبق أصول الإدارة في عملك وفي حياتك الخاصة أيضا. لكن تطبيقها يعتمد على ما تقوم بعمله. فعندما تعمل مع موارد محددة ومعروفة يمكنك استخدام الوظائف الخمسة للإدارة. أما في حالات أخرى فقد تستخدم وظيفتين أو ثلاثة فقط.
سنقوم الآن بشرح كل وظيفة من هذه الوظائف الخمسة بشكل مبسط، فهذا يساعد على فهم ما هي الإدارة وكيف يمكنك تطبيقها في حياتك أو مهنتك.
الوظائف الخمسة:
التخطيط: هذه الوظيفة الإدارية تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية.
التنظيم: يعرف التنظيم على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات.(1/1)
التوظيف: يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.
التوجيه: إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف المنظمة.
الرقابة: الوظيفة الإدارية الأخيرة هي مراقبة أداء المنظمة وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا.
أصول ((فايول)) للإدارة
هنري فايول (1841 – 1925) مؤلف كتاب "النظرية الكلاسيكية للإدارة"، عرّف الوظائف الأساسية الخمسة للإدارة (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة). وطوّر الأصول الأساسية الأربعة عشر للإدارة والتي تتضمن كل المهام الإدارية.
كمشرف أو مدير، سيكون عملك عبارة عن مباشرة تنفيذ الوظائف الإدارية. أشعر أنه من المناسب تماما مراجعة الأصول الأربعة عشر للإدارة الآن. استخدام هذه الأصول الإدارية (الإشرافية) سيساعدك لتكون مشرفا أكثر فعالية وكفاءة. هذه الأصول تعرف بـ "أصول الإدارة" وهي ملائمة للتطبيق على مستويات الإدارة الدنيا والوسطى والعليا على حد سواء.
الأصول العامة للإدارة عند هينري فايول:
تقسيم العمل: التخصص يتيح للعاملين والمدراء كسب البراعة والضبط والدقة والتي ستزيد من جودة المخرجات. وبالتالي نحصل على فعالية أكثر في العمل بنفس الجهد المبذول.
السلطة: إن إعطاء الأوامر والصلاحيات للمنطقة الصحيحة هي جوهر السلطة. والسلطة متأصلة في الأشخاص والمناصب فلا يمكن تصورها كجزء من المسؤولية.
الفهم: تشمل الطاعة والتطبيق والقاعة والسلوك والعلامات الخارجية ذات الصلة بين صاحب العمل والموظفين. هذا العنصر مهم جدا في أي عمل، من غيره لا يمكن لأي مشروع أن ينجح، وهذا هو دور القادة.
وحدة مصدر الأوامر: يجب أن يتلقى الموظفين أوامرهم من مشرف واحد فقط. بشكل عام يعتبر وجود مشرف واحد أفضل من الازدواجية في الأوامر.
يد واحدة وخطة عمل واحدة: مشرف واحد بمجموعة من الأهداف يجب أن يدير مجموعة من الفعاليات لها نفس الأهداف.(1/2)
إخضاع الاهتمامات الفردية للاهتمامات العامة: إن اهتمام فرد أو مجموعة في العمل يجب أن لا يطغى على اهتمامات المنظمة.
مكافآت الموظفين: قيمة المكافآت المدفوعة يجب أن تكون مرضية لكل من الموظفين وصاحب العمل. ومستوى الدفع يعتمد على قيمة الموظفين بالنسبة للمنظمة. وتحلل هذه القيمة لعدة عوامل مثل: تكاليف الحياة، توفر الموظفين، والظروف العامة للعمل.
الموازنة بين تقليل وزيادة الاهتمامات الفدرية: هنالك إجراءات من شأنها تقليل الاهتمامات الفردية. بينما تقوم إجراءات أخرى بزيادتها. في كل الحالات يجب الموازنة بين هذين الأمرين.
قنوات الاتصال: السلسلة الرسمية للمدراء من المستوى الأعلى للأدنى "تسمى الخطوط الرسمية للأوامر". والمدراء هم حلقات الوصل في هذه السلسلة. فعليهم الاتصال من خلال القنوات الموجودة فيها. وبالإمكان تجاوز هذه القنوات فقط عندما توجد حاجة حقيقة للمشرفين لتجاوزها وتتم الموافقة بينهم على ذلك.
الأوامر: الهدف من الأوامر هو تفادي الهدر والخسائر.
العدالة: المراعاة والإنصاف يجب أن يمارسوا من قبل جميع الأشخاص في السلطة.
استقرار الموظفين: يقصد بالاستقرار بقاء الموظف في عمله وعدم نقله من عمل لآخر. ينتج عن تقليل نقل الموظفين من وظيفة لأخرى فعالية أكثر ونفقات أقل.
روح المبادرة: يجب أن يسمح للموظفين بالتعبير بحرية عن مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم على كافة المستويات. فالمدير القادر على إتاحة هذه الفرصة لموظفيه أفضل بكثر من المدير الغير قادر على ذلك.
إضفاء روح المرح للمجموعة: في الوحدات التي بها شدة: على المدراء تعزيز روح الألفة والترابط بين الموظفين ومنع أي أمر يعيق هذا التآلف.
الوظيفة الأولى: التخطيط(1/3)
غالبا ما يعدّ التخطيط الوظيفة الأولى من وظائف الإدارة، فهي القاعدة التي تقوم عليها الوظائف الإدارية الأخرى. والتخطيط عملية مستمرة تتضمن تحديد طريقة سير الأمور للإجابة عن الأسئلة مثل ماذا يجب أن نفعل، ومن يقوم به، وأين، ومتى، وكيف. بواسطة التخطيط سيمكنك إلى حد كبير كمدير من تحديد الأنشطة التنظيمية اللازمة لتحقيق الأهداف. مفهوم التخطيط العام يجيب على أربعة أسئلة هي:
ماذا نريد أن نفعل؟
أين نحن من ذلك الهدف الآن؟
ما هي العوامل التي ستساعدنا أو ستعيقنا عن تحقيق الهدف؟
ما هي البدائل المتاحة لدينا لتحقيق الهدف؟ وما هو البديل الأفضل؟
من خلال التخطيط ستحدد طرق سير الأمور التي سيقوم بها الأفراد، والإدارات، والمنظمة ككل لمدة أيام، وشهور، وحتى سنوات قادمة. التخطيط يحقق هذه النتائج من خلال:
تحديد الموارد المطلوبة.
تحديد عدد ونوع الموظفين (فنيين، مشرفين، مدراء) المطلوبين.
تطوير قاعدة البيئة التنظيمية حسب الأعمال التي يجب أن تنجز (الهيكل التنظيمي).
تحديد المستويات القياسية في كل مرحلة وبالتالي يمكن قياس مدى تحقيقنا للأهداف مما يمكننا من إجراء التعديلات اللازمة في الوقت المناسب.
يمكن تصنيف التخطيط حسب الهدف منه أو اتساعه إلى ثلاث فئات مختلفة تسمى:
التخطيط الاستراتيجي: يحدد فيه الأهداف العامة للمنظمة.
التخطيط التكتيكي: يهتم بالدرجة الأولى بتنفيذ الخطط الاستراتيجية على مستوى الإدارة الوسطى.
التخطيط التنفيذي: يركز على تخطيط الاحتياجات لإنجاز المسؤوليات المحددة للمدراء أو الأقسام أو الإدارات.
أنواع التخطيط الثلاثة:
التخطيط الاستراتيجي:
يتهم التخطيط الاستراتيجي بالشؤون العامة للمنظمة ككل. ويبدأ التخطيط الستراتيجي ويوجّه من قبل المستوى الإداري الأعلى ولكن جميع المستويات الإدارة يجب أن تشارك فيها لكي تعمل. وغاية التخطيط الاستراتيجي هي:(1/4)
إيجاد خطة عامة طويلة المدى تبين المهام والمسؤوليات للمنظمة ككل.
إيجاد مشاركة متعددة المستويات في العملية التخطيطية.
تطوير المنظمة من حيث تآلف خطط الوحدات الفرعية مع بعضها البعض.
التخطيط التكتيكي:
يركز التخطيط التكتيكي على تنفيذ الأنشطة المحددة في الخطط الاستراتيجية. هذه الخطط تهتم بما يجب أن تقوم به كل وحدة من المستوى الأدنى، وكيفية القيام به، ومن سيكون مسؤولاً عن إنجازه. التخطيط التكتيكي ضروري جدا لتحقيق التخطيط الاستراتيجي. المدى الزمني لهذه الخطط أقصر من مدى الخطط الاستراتيجية، كما أنها تركز على الأنشطة القريبة التي يجب إنجازها لتحقيق الاستراتيجيات العامة للمنظمة.
التخطيط التنفيذي:
يستخدم المدير التخطيط التنفيذي لإنجاز مهام ومسؤوليات عمله. ويمكن أن تستخدم مرة واحدة أو عدة مرات. الخطط ذات الاستخدام الواحد تطبق على الأنشطة التي تتكرر. كمثال على الخطط ذات الاستخدام الواحد خطة الموازنة. أما أمثلة الخطط مستمرة الاستخدام فهي خطط السياسات والإجراءات.
خطوات إعداد الخطط التنفيذية:
الخطوة الأولى: وضع الأهداف: تحديد الأهداف المستقبلية.
الخطوة الثانية: تحليل وتقييم البيئة: تحليل الوضع الحالي والموارد المتوفرة لتحقيق الأهداف.
الخطوة الثالثة: تحديد البدائل: بناء قائمة من الاحتمالات لسير الأنشطة التي ستقودك تجاه أهدافك.
الخطوة الرابعة: تقييم البدائل: عمل قائمة بناءً على المزايا والعيوب لكل احتمال من احتمالات سير الأنشطة.
الخطوة الخامسة: اختيار الحل الأمثل: اختيار الاحتمال صاحب أعلى مزايا وأقل عيوب فعلية.
الخطوة السادسة: تنفيذ الخطة: تحديد من سيتكفل بالتنفيذ، وما هي الموارد المعطاة له، وكيف ستقيم الخطة، وتعليمات إعداد التقارير.
الخطوة السابعة: مراقبة وتقييم النتائج: التأكد من أن الخطة تسير مثل ما هو متوقع لها وإجراء التعديلات اللازمة لها.
الوظيفة الثانية: التنظيم(1/5)
التنظيم يبين العلاقات بين الأنشطة والسلطات. "وارين بلنكت" و "ريموند اتنر" في كتابهم "مقدمة الإدارة" عرّفا وظيفة التنظيم على أنها عملية دمج الموارد البشرية والمادية من خلال هيكل رسمي يبين المهام والسلطات.
هنالك أربعة أنشطة بارزة في التنظيم:
تحديد أنشطة العمل التي يجب أن تنجز لتحقيق الأهداف التنظيمية.
تصنيف أنواع العمل المطلوبة ومجموعات العمل إلى وحدات عمل إدارية.
تفويض العمل إلى أشخاص آخرين مع إعطائهم قدر مناسب من السلطة.
تصميم مستويات اتخاذ القرارات.
المحصلة النهائية من عملية التنظيم في المنظمة: كل الوحدات التي يتألف منها (النظام) تعمل بتآلف لتنفيذ المهام لتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
ماذا يعمل التنظيم؟
العملية التنظيمية ستجعل تحقيق غاية المنظمة المحددة سابقا في عملية التخطيط أمرا ممكنا. بالإضافة إلى ذلك، فهي تضيف مزايا أخرى.
توضيح بيئة العمل: كل شخص يجب أن يعلم ماذا يفعل. فالمهام والمسؤوليات المكلف بها كل فرد، وإدارة، والتقسيم التنظيمي العام يجب أن يكون واضحا. ونوعية وحدود السلطات يجب أن تكون محددة.
تنسيق بيئة العمل: الفوضى يجب أن تكون في أدنى مستوياتها كما يجب العمل على إزالة العقبات. والروابط بين وحدات العمل المختلفة يجب أن تنمى وتطور. كما أن التوجيهات بخصوص التفاعل بين الموظفين يجب أن تعرّف.
الهيكل الرسمي لاتخاذ القرارات: العلاقات الرسمية بين الرئيس والمرؤوس يجب أن تطور من خلال الهيكل التنظيمي. هذا سيتيح انتقال الأوامر بشكل مرتب عبر مستويات اتخاذ القرارات.
"بلنكت" و "اتنر" يستمران فيقولان أنه بتطبيق العملية التنظيمية ستتمكن الإدارة من تحسين إمكانية إنجاز وظائف العمل.
الخطوات الخمسة في عملية التنظيم:
الخطوة الأولى: احترام الخطط والأهداف:(1/6)
الخطط تملي على المنظمة الغاية والأنشطة التي يجب أن تسعى لإنجازها. من الممكن إنشاء إدارات جديدة، أو إعطاء مسؤوليات جديدة لبعض الإدارات القديمة، كما الممكن إلغاء بعض الإدارات. أيضا قد تنشأ علاقات جديدة بين مستويات اتخاذ القرارات. فالتنظيم سينشئ الهيكل الجديد للعلاقات ويقيّد العلاقات المعمول بها الآن.
الخطوة الثانية: تحديد الأنشطة الضرورية لإنجاز الأهداف:
ما هي الأنشطة الضرورية لتحقيق الأهداف التنظيمية المحددة؟ يجب إعداد قائمة بالمهام الواجب إنجازها ابتداء بالأعمال المستمرة (التي تتكرر عدة مرات) وانتهاء بالمهام التي تنجز لمرة واحدة.
الخطوة الثالثة: تصنيف الأنشطة:
المدراء مطالبون بإنجاز ثلاث عمليات:
فحص كل نشاط تم تحديده لمعرفة طبيعته (تسويق، إنتاج، ... الخ).
وضع الأنشطة في مجموعات بناء على هذه العلاقات.
البدء بتصميم الأجزاء الأساسية من الهيكل التنظيمي.
الخطوة الرابعة: تفويض العمل والسلطات:
إن مفهوم الحصص كقاعدة لهذه الخطوة هو أصل العمل التنظيمي. في بدء الإدارات، الطبيعة، الغاية، المهام، وأداء الإدارة يجب أن يحدد أولا كأساس للسلطة. هذه الخطوة مهمة في بداية وأثناء العملية التنظيمية.
الخطوة الخامسة: تصميم مستويات العلاقات:
هذه الخطوة تحدد العلاقات الرأسية والعرضية (الأفقية) في المنظمة ككل. الهيكل الأفقي يبين من هو المسؤول عن كل مهمة. أما الهيكل الرأسي فيقوم بالتالي:
يعرف علاقات العمل بين الإدارات العاملة.
يجعل القرار النهائي تحت السيطرة (فعدد المرؤوسين تحت كل مدير واضح).
الوظيفة الثالثة: التوظيف(1/7)
الناس المنتمين لشركتك هم المورد الأكثر أهمية من جميع الموارد الأخرى. هذه الموارد البشرية حصلت عليها المنظمة من خلال التوظيف. المنظمة مطالبة بتحديد وجذب والمحافظة على الموظفين المؤهلين لملئ المواقع الشاغرة فيها من خلال التوظيف. التوظيف يبدأ بتخطيط الموارد البشرية واختيار الموظفين ويستمر طوال وجودهم بالمنظمة.
يمكن تبيين التوظيف على أنها عملية مكونة من ثمان مهام صممت لتزويد المنظمة بالأشخاص المناسبين في المناصب المناسبة. هذه الخطوات الثمانية تتضمن: تخطيط الموارد البشرية، توفير الموظفين، الاختيار، التعريف بالمنظمة، التدريب والتطوير، تقييم الأداء، المكافآت والترقيات (وخفض الدرجات) والنقل، وإنهاء الخدمة.
والآن سنتعرف على كل واحدة من هذه المهام الثماني عن قرب.
مهام التوظيف الثمانية:
أولا: تخطيط الموارد البشرية: الغاية من تخطيط الموارد البشرية هي التأكد من تغطية احتياجات المنظمة من الموظفين. ويتم عمل ذلك بتحليل خطط المنظمة لتحديد المهارات المطلوب توافرها في الموظفين. ولعملية تخطيط الموارد البشرية ثلاث عناصر هي
التنبؤ باحتياجات المنظمة من الموظفين.
مقارنة احتياجات المنظمة بموظفي المنظمة المرشحين لسد هذه الاحتياجات.
تطوير خطط واضحة تبين عدد الأشخاص الذين سيتم تعيينهم (من خارج المنظمة) ومن هم الأشخاص الذين سيتم تدريبهم (من داخل المنظمة) لسد هذه الاحتياجات.(1/8)
ثانيا: توفير الموظفين: في هذه العملية يجب على الإدارة جذب المرشحين لسد الاحتياجات من الوظائف الشاغرة. وستستخدم الإدارة أداتين في هذه الحالة هما مواصفات الوظيفة ومتطلباتها. وقد تلجأ الإدارة للعديد من الوسائل للبحث عمن يغطي هذه الاحتياجات، مثل: الجرائد العادية والجرائد المختصة بالإعلانات، ووكالات العمل، أو الاتصال بالمعاهد والكليات التجارية، ومصادر (داخلية و/أو خارجية) أخرى. وحاليا بدأت الإعلانات عن الوظائف والاحتياجات تدار عن طريق الإنترنت حيث أنشأت العديد من المواقع لهذا الغرض.
ثالثا: الاختيار: بعد عملية التوفير، يتم تقييم هؤلاء المرشحين الذين تقدموا لشغل المواقع المعلن عنها، ويتم اختيار من تتطابق عليه الاحتياجات. خطوات عملية الاختيار قد تتضمن ملئ بعض الاستمارات، ومقابلات، واختبارات تحريرية أو مادية، والرجوع لأشخاص أو مصادر ذات علاقة بالشخص المتقدم للوظيفة.
رابعا: التعريف بالمنظمة: بمجرد اختيار الموظف يجب أن يتم دمجه بالمنظمة. عملية التعريف بالمنظمة تتضمن تعريف مجموعات العمل بالموظف الجديد وإطلاعه على سياسات وأنظمة المنظمة.
خامسا: التدريب والتطوير: من خلال التدريب والتطوير تحاول المنظمة زيادة قدرة الموظفين على المشاركة في تحسين كفاءة المنظمة.
التدريب: يهتم بزيادة مهارات الموظفين.
التطوير: يهتم بإعداد الموظفين لإعطائهم مسؤوليات جديدة لإنجازها.
سادسا: تقييم الأداء: يتم تصميم هذا النظام للتأكد من أن الأداء الفعلي للعمل يوافق معايير الأداء المحددة.
سابعا: قرارات التوظيف: قرارات التوظيف كالمتعلقة بالمكافآت التشجيعية، النقل، الترقيات، وإنزال الموظف درجة كلها يجب أن تعتمد على نتائج تقييم الأداء.
ثامنا: إنهاء الخدمة: الاستقالة الاختيارية، والتقاعد، والإيقاف المؤقت، والفصل يجب أن تكون من اهتمامات الإدارة أيضا.
الوظيفة الرابعة: التوجيه(1/9)
بمجرد الانتهاء من صياغة خطط المنظمة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها، تكون الخطوة التالية في العملية الإدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق الأهداف التنظيمية. في هذه الوظيفة الإدارية يكون من واجب المدير تحقيق أهداف المنظمة من خلال إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم.
وظيفة التوجيه يشار إليها أحيانا على أنها التحفيز، أو القيادة، أو الإرشاد، أو العلاقات الإنسانية. لهذه الأسباب يعتبر التوجيه الوظيفة الأكثر أهمية في المستوى الإداري الأدنى لأنه ببساطة مكان تركز معظم العاملين في المنظمة. وبالعودة لتعريفنا للقيادة "إنجاز الأعمال من خلال الآخرين"، إذا أراد أي شخص أن يكون مشرفا أو مديرا فعالا عليه أن يكون قياديا فعالا، فحسن مقدرته على توجيه الناس تبرهن مدى فعاليته.
متغيرات التوجيه:
أساس توجيهاتك لمرؤوسيك سيتركز حول نمطك في القيادة (دكتاتوري، ديموقراطي، عدم التقييد) وطريقة في اتخاذ القرارات. هنالك العديد من المتغيرات التي ستتدخل في قرارك بكيفية توجيه مرؤوسيك مثل: مدى خطورة الحالة، نمطك القيادي، تحفيز المرؤوسين، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، بكونك قائد موجه للآخرين عليك:
معرفة جميع الحقائق عن الحالة.
التفكير في الأثر الناجم عن قرارك على المهمة.
الأخذ بعين الاعتبار العنصر البشري عند اتخاذك للقرار.
تأكد من أن القرار الذي تم اتخاذه هو القرار السليم الذي كان عليك اتخاذه.
بصفتك شخص يوجه أنشطة الآخرين فعليك أيضا
تفويض المهام الأولية لجميع العاملين.
جعل الأوامر واضحة ومختصرة.
متابعة كل شخص تم تفويضه، وإعطاء أوامر محددة سواء كانت كتابية أو شفوية.
سنتعرف الآن على المزيد من المعلومات حول العملية التوجيهية.
إرشادات حول عملية التوجيه:
المقترحات التالية مقتبسة من "ما الذي يجب أن يعرفه كل مشرف" للكاتبان ليستار بيتل و جون نيستروم.(1/10)
لا تجعلها نزاع من أجل السلطة. حاول أن تركز اهتمامك –واهتمام الموظفين- على الأهداف الواجب تحقيقها. الفكرة هي أن تتخيل أن هذا هو الواضع التي تقتضيه الأوامر، فهو ليس مبنيا على هوى المدير.
تجنب الأساليب الخشنة. إذا أردت أن يأخذ موظفيك التعليمات بجدية فعليك بهذه الطريقة.
انتبه لكلماتك. الكلمات قد تصبح موصل غير موثوق فيه لأفكارك! كما عليك أيضا مراقبة نبرة صوتك. معظم الناس يتقبلون حقيقة أن عمل المشرف هو إصدار الأوامر والتعليمات. ومعارضتهم لهذه الأوامر مبنية على الطريقة التي أصدرت فيها هذه الأوامر.
لا تفترض أن الموظفين فهموا كل شيء. أعط الموظفين فرصة لطرح الأسئلة ومناقشة الأهداف. دعم يأكدون فهمهم بجعلهم يكررون ما قلته.
تأكد من حصولك على "التغذية الراجعة" بالطريقة الصحيحة. أعط الموظفين الذين يريدون الاعتراض على المهام الفرصة لعمل ذلك في الوقت الذي تفوض فيه المهام لهم. إن معرفة والسيطرة على المعارضة وسوء الفهم قبل بدء العمل أفضل من الانتظار لما بعد.
لا تعطي الكثير من الأوامر. المعلومات الزائدة عن الحد تعتبر مثبطة للعاملين. اجعل تعليماتك مختصرة ومباشرة. انتظر حتى ينتهي العاملون من العمل الأول قبل أن تطلب منهم البدء في عمل ثاني.
أعطهم التفاصيل المهمة فقط. بالنسبة للمساعدين القدماء، لا يوجد ما يضجرهم أكثر من استماعهم لتفاصيل معروفة.
انتبه للتعليمات المتضاربة. تأكد من أنك لا تقول لموظفيك أمرا ما بينما المشرفين في الإدارات المجاورة يقولون لموظفيهم ما يعارض ذلك.
لا تختار العامل المستعد للعمل فقط. تأكد من أنك لا تحمل الشخص المستعد اكثر من طاقته. وتأكد أيضا من إعطاء الأشخاص الصعب قيادتهم نصيبهم من العمل الصعب أيضا.
حاول عدم تمييز أي شخص. من غير اللائق معاقبة الشخص بتكليفه بمهمة كريهة. حاول التقليل من هذا الأمر قدر المستطاع.(1/11)
الأهم من جميع ذلك، لا تلعب "التسديدة الكبرى". المشرفين الجدد يخطئون أحيانا بالتباهي بسلطاتهم. أما المشرفين الأكثر نضجا فغالبا ما يكونون أكثر قربا من موظفيهم.
الوظيفة الخامسة: الرقابة
التّخطيط، والتنظيم، والتّوظيف، والتوجيه يجب أن يتابعوا للحفاظ على كفاءتهم وفاعليتهم . لذلك فالرقابة آخر الوظائف الخمسة للإدارة، وهي المعنيّة بالفعل بمتابعة كلّ من هذه الوظائف لتقييم أداء المنظّمة تجاه تحقيق أهدافها.
في الوظيفة الرقابية للإدارة، سوف تنشئ معايير الأداء التي سوف تستخدم لقياس التقدّم نحو الأهداف. مقاييس الأداء هذه صمّمت لتحديد ما إذا كان الناس والأجزاء المتنوّعة في المنظّمة على المسار الصحيح في طريقهم نحو الأهداف المخطط تحقيقها.
خطوات العملية الرقابية الأربعة:
وظيفة الرقابة مرتبطة بشكل كبير بالتّخطيط . في الحقيقة، الغرض الأساسيّ من الرقابة هو تحديد مدى نجاح وظيفة التخطيط. هذه العمليّة يمكن أن تحصر في أربعة خطوات أساسيّة تطبّق على أيّ شخص أو بند أو عملية يراد التحكم بها ومراقبتها.
هذه الخطوات الأساسية الأربعة هي:
إعداد معايير الأداء: المعيار أداة قياس، كمّيّة أو نوعيّة، صمّمت لمساعدة مراقب أداء الناس والسّلع أو العمليّات. المعايير تستخدم لتحديد التقدّم، أو التأخر عن الأهداف. طبيعة المعيار المستخدم يعتمد على الأمر المراد متابعته. أيّا كانت المعايير، يمكن تصنيفهم جميعا إلى إحدى هاتين المجموعتين: المعايير الإداريّة أو المعايير التّقنيّة. فيما يلي وصف لكلّ نوع.
أ - المعايير الإداريّة: تتضمّن عدة أشياء كالتقارير واللوائح وتقييمات الأداء. ينبغي أن تركّز جميعها على المساحات الأساسيّة ونوع الأداء المطلوب لبلوغ الأهداف المحددة. تعبّر المقاييس الإداريّة عن من، متى، ولماذا العمل.
مثال: يطالب مدير المبيعات بتقرير شهريّ من كلّ الباعة يبين ما تم عمله خلال الشهر.(1/12)
ب - المعايير التّقنيّة: يحدّد ماهية وكيفية العمل. وهي تطبق على طرق الإنتاج، والعمليّات، والموادّ، والآلات، ومعدّات السلامة، والموردين. يمكن أن تأتي المعايير التّقنيّة من مصادر داخليّة وخارجيّة.
مثال: معايير السلامة أمليت من خلال لوائح الحكومة أو مواصفات المصنّعين لمعدّاتهم.
متابعة الأداء الفعليّ: هذه الخطوة تعتبر مقياس وقائيّ.
قياس الأداء: في هذه الخطوة، يقيس المديرين الأداء ويحدّدون إن كان يتناسب مع المعايير المحدّدة. إذا كانت نتائج المقارنة أو القياسات مقبولة -خلال الحدود المفترضة- فلا حاجة لاتخاذ أي إجراء. إما إن كانت النتائج بعيدة عن ما هو متوقع أو غير مقبولة فيجب اتخاذ الإجراء اللازم.
تصحيح الانحرافات عن المعايير: تحديد الإجراء الصحيح الواجب اتخاذه يعتمد على ثلاثة أشياء: المعيار، دقّة القياسات التي بيّنت وجود الانحراف، وتحليل أداء الشخص أو الآلة لمعرفة سبب الانحراف. ضع في الاعتبار تلك المعايير قد تكون مرخيّة جدًّا أو صارمة جدًّا. القياسات قد تكون غير دقيقة بسبب رداءة استخدام آلات القياس أو بسبب وجود عيوب في الآلات نفسها. وأخيرًا، من الممكن أن تصدر عن الناس أحكاما رديئة عند تحديد الإجراءات التّقويميّة الواجب اتخاذها.(1/13)
يحكى أن أبا مسلم الخراساني الذي اسقط دولة بني أمية وقوم دولة بني العباس كانت له همة عالية يرى من خلالها الفتوحات العظيمة فقد جاء في التاريخ أنه عندما كان صغيراً كانت أمه تراه يتقلب في السرير فتقول له : أي بني ما بك ، فيقول : همة يا أماه تنطح الجبال .
كيف نضع الرؤية وكيف نخطط بطريقة صحيحة .
مرحباً بكم مرة أخرى ، سنصحبكم في جولة هي من أهم الجولات في حياتكم لقد قرأت الجزء الأول وحددت رسالتك الحالية في الحياة ثم ربما غيرت فيها بعض الشيء وربما تكون قد وضعت رسالتك المعدلة والجديدة أو على وشك فعل ذلك قريباً إن شاء الله.
الآن سوف تتعلم كيف تخطط على المدى البعيد والقريب ، هناك مقولة في الإدارة تقول :
{ if you fell to plan you plan to fell }
يعني إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل .
في دراسة أمريكية تبين أن فقط 3% من الأمريكان يخططون ،هذا في الشعب الأمريكي فكيف بشعوبنا التي هي أقل وعياً من هذه الناحية ، هناك دراسات كشفت أن الذين يخططون فقط هم الذين يجنون النتائج الحقيقية
في كتابه وحي القلم يقول الرافعي ( إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا ) نعم ، إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كلفت الدنيا الهواء والماء والغذاء .(1/1)
إذا كنت لا تعرف ما تريد فلن تصل إلى ما تريد لأنك لا تعرف أصلاً ما تريد ، باختصار لن تحقق شيئاً بالصدفة ، ينبغي لك أن تخطط وأن تخطط بدقة للوصول إلى ما تريد ذلك طبعاً بعد أن تحدد وبالضبط ما تريد ، إذا كنت تخطط لتكون غنيا مثلا وأنت موظف في الحكومة فأنت تضحك على نفسك ، ليس هناك مليونير ولا ملياردير واحد في العالم يعمل في وظيفة حكومة ، إذا كنت أن تود أن تكون عابدا زاهدا تقيا ذاكرا طوال الوقت وأنت تعمل في بنك ربوي ، أو كنت تريد أن تكون أبا أو زوجا مثاليا وأنت تقضي اكثر من 14 ساعة في العمل ، أو كنت تود أن تكون صاحب مهارة متقن أو متميز مثل الرسم أو السباحة والبرمجة على الكمبيوتر وأنت لا تقضي حتى 3 ساعات تدريب يوميا ولا تقرأ كتابا جديد كل أسبوع ولا تحضر ندوة أو دورة أو مؤتمر كل شهرين .
إذا كنت تود شيئا من ذلك ثم أنت جالس على السرير تتمنى ، فسوف يطول بك التمني ، وما نيل المطالب بالتمني ولا تأخذ الدنيا غلابا .
اسمع من جد وجد وزرع حصد ومن سار على الدرب وصل ، واحد فقط الذي يحقق النجاحات العارف المصر تعلم الطريقة ثم كن مصرا على بلوغ هدفك أو أهدافك كنفوشس كان يقول : (الناس بالفطرة متشابهون بالتطبيق مختلفون ) وما كنت ذكرت المال فسوف اذكر جزءا من إحصائية عالمية في المجتمعات الغنية عن الناس والمال في سن التقاعد أوضاعهم المالية كالتالي :
- 56% عاله على أولادهم أو التأمينات الاجتماعية أو راتب التقاعد.
- 13 % مفلسون أو مدينون أو فقراء .
- 26 % سيموتون .
- 4 % سيكونون في وضع مالي جيد .
- 1 % أغنياء فقط .
لماذا ؟ لان الغالبية لا تخطط أو لا تخطط صح ، بل الكثير منهم لا يريد أن يكون غنيا يود أن يعيش حياته ويتكفف ما في أيدي الناس والحكومات .(1/2)
لماذا يجنى الأمريكان أكثر مليارديرات العالم ومن ثم أوروبا ، دعني أعطيك الإحصائية الأخيرة من بين 200 شخصية رجال أعمال على مستوى ملياردير حسب ما ورد في مجلة Forbes للمال والأعمال وردت 70 شخصية أمريكية ومن ثم أوروبا إذ سجلت 52 مليارديراً ومن ثم آسيا 44 مليارديراً وسجل العالم العربي 7 مليارديرات فقط اثنان منهم فقط الذين صنعوا ثروتهم بأنفسهم ، إذ بدؤوا من لاشيء ورد في القائمة 9 نساء على مستوى ملياردير ولا واحدة عربية أو مسلمة ، 5 من التسعة أمريكيات هذا على مستوى الملياردير أي الذي بلغت ثروته فوق الألف مليون دولار ولا ندري على المليونيرات والتي تكون لهم فرصة اكثر في تلك البلدان ، الذي نريد أن نقوله أن هناك خللاً في العقلية العربية الحالية تجاه الغنى والتعامل بالأموال أولها أن هناك قناعات بأن الغني سيء وهذه القناعة من أخيب القناععات ويسلكها الفاشلون دائماً ولا هي من ديننا ولا من تراثنا ولا من تقاليدنا ، في الحديث الصحيح " إن الله يحب التقي الغني الخفي " وفي الحديث الآخر " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف " والله سبحانه وتعالى يقول { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة } والمال قوة الخلل الثاني أن أغلب الأغنياء في بلداننا بخلاء فهم يعيشون لأنفسهم ويموتون على أنفسهم ، لا تستفيد منهم الأمة إلا كما تستفيد الإبرة من ماء البحر .(1/3)
بيل جيتس صاحب الثروة المالية العظمى في الأرض اليوم يملك 90 مليار دولار يعني 90 ألف مليون دولار ويرأس شركة مايكروسوفت لبرامج الكمبيوتر اكبر شركة عالمية يخلفه الملياردير بول آلن الرابع على مستوي العالم بقرابة 30 مليار دولار ومن نفس الشركة ، هل تصدق أن بيل جتس أعطى من أموال شركته لبول آلن 30 مليارا ويتبعهما ستيفن بالمر السادس عشر على مستوى العالم بثروة مقدارها قرابة 13 مليار دولار أي أخذ من شركة بيل جيتس ما يزيد من 13 مليار دولار هذا غير المليونيرات والأغنياء الأصغر الذين استغنوا من وراء جتس ، هذا الرجل مثال جيد للغنى ، ينبغي أن نكون نحن العرب والمسلمين بالذات هكذا ينبغي على كل ملياردير عربي أن يخلف ورائه مجموعة من المليارديرات والمليونيرات العرب .
المهم دعنا نعود لموضوعنا .....
التخطيط نقطة حاسمة في الحياة ، ملايين من الناس تذهب حياتهم سدى بسبب انهم لم يخططوا . خذ قرار من الآن بأن تخطط لتصل إلى ما تريد ، إذا كنت لا تخطط لمصيرك فسوف يخططه لك آخرون ، أنت من القليلين الذين قرروا أن يفعلوا شيئا في حياتهم وقرأ هذه المادة وبدأت الانطلاقة إذا كنت لا تعرف ما الذي تريده فحدد أولا الذي تريده , هناك طريقتان:(1/4)
الطريقة الأولى : أن تنظر في رسالتك ثم تضع أهدافا تحققها لو كانت رسالتك أن تعلم و أتعلم مثلا فربما يكون هدفك أن تكون أستاذا في الجامعة أو مدير للتعليم العالي أو وزيراً للثقافة أو رئيساً لمنظمة اليونسكو ، إذا كانت رسالتك دعوة الناس إلى الإسلام فربما يكون هدفك أن تكون داعية متفرغاً أو رئيس للجنة دعوية أو وزيراً للشؤون الإسلامية أو رئيس لمنظمة الدعوة الإسلامية العالمية لو كانت رسالتك نصرة الحق وإقامة العدل فربما يكون هدفك أن تكون محامياً أو قاضياً أو وزيراً للعدل أو رئيس للجنة حقوق الإنسان أو مندوباً دائماً في الأمم المتحدة إذا كانت رسالتك في خدمة البشرية والناس فربما يكون هدفك أن تكون مستشاراً أسرياً أو مصلحاً دينياً أو وزيراً للشؤون الاجتماعية أو رئيساً لجمعية الهلال الأحمر أو رئيس للجنة خيرية ، أنظر إلى رسالتك التي استخرجتها في الجزء الأول من هذا البرنامج ثم ضع تصوراً واضحاً لمكانة أو وظيفة تستطيع من خلالها أن تحقق رسالتك تلك .
الطريقة الثانية : لتحديد ما لذي تريده أولاً أن تجد أنموذجاً جيداً من إنسان يسعدك أن تكون مثله ، أنظر في تاريخ الرجال أو تاريخ النساء إذا كنت امرأة ، الإمام شمس الدين الذهبي ترجم لأكثر من 6000 آلاف شخصية في مجلدات سير أعلام النبلاء كلهم عظماء في 22 مجلدا، الإمام ابن الجوزي كتب مجلدين في صفوة الصفوة وترجم لألف وواحد وثلاثين من الشخصيات الإسلامية البارزة من النساء والرجال هناك تراجم لكثيرين معاصرين واسهل طريقة أن تنظر حولك فتجد رجلاً ناجحاً أو امرأة ناجحة برأيك ثم تنظر في أهدافه فتنقلها لك طبعاً يمكنك دائماً أن تغير أو تزيد فيما بعد ...جيد...(1/5)
الآن يمكنك أن تعرف ما لذي تريد وحدد هذه المسألة أولاً والتي سوف نستعرضها خطوة خطوة ، عليك أن تعرف أن الرؤية التي نقصدها هي أهدافك الإستراتيجية أي أهدافك بعيدة المدى ، الشيء الذي تخطط له لتعمله غداً أو هذا الأسبوع نسميه هدف قصير المدى ، الشيء الذي تخطط له الشهر القادم أو السنة القادمة هذا نسميه متوسط المدى ، الشيء الذي تخطط له بعد خمس سنوات أو عشر سنوات فهذا نسميه بعيد المدى أو هدف إستراتيجي ، الأهداف بعيدة المدى هي الرؤية ، أود أن أذكر لك هنا حقيقة أكتشفها علماء التخطيط والإدارة اكتشفوا أن الذي يخطط على المدى القصير عادة ما يحقق أقل مما خطط بينما الذي يخطط على المدى البعيد عادة ما يحقق أكثر مما خطط ، يعني إذا كنت تضع خطة لأسبوع أو شهر ولديك متابعة جيدة فأنت عادة ما تحقق 70% إلى 80 % بينما إذا كنت تضع خطة لعشر سنوات ولديك متابعة جيدة فعادة ما تحقق 120% إلى 150% ، سؤال أيهما أفضل أن تضع خطة قصيرة المدى أم خطة بعيدة المدى ؟ ممتاز ، طبعاً بعيدة المدى .
سوف تتعلم كيف تضع رؤية وخططاً استراتيجية وخططاً متوسطة المدى وخططاً قصيرة المدى ، كل جزء من هذا التخطيط مهم .
فقط معلومة أخيرة أود أن أذكرها لك قبل الدخول في البرنامج العملي للتخطيط ، ستيفن كوفي في كتابه " الأولى أولاً "
( first thing first )
ذكر موضوعاً مهماً جداً في التخطيط
طارئ ... غير طارئ
مهم ... 1 ... 2
غير مهم ... 3 ... 4
ضروري أن تفهم هذه المعادلة ، الناس تعمل وفق هذه المربعات من أمثلة المربع الأول المهم الطارئ ولد مريض أو قريب محتاج لمساعدة الآن هذا مهم وطارئ ، من أمثلة المربع الثاني المهم غير الطارئ التخطيط وترتيب الاجتماع من أمثلة المربع الثالث غير المهم الطارئ الاتصالات الهاتفية غير المهمة والدعوات من قبل الغير هي طارئة وآنية لكنها قد تكون غير مهمة بالنسبة لك .
من أمثلة المربع الرابع غير المهم غير الطارئ التحدث في(1/6)
الـchat في الإنترنت أو مشاهدة مسلسل تلفزيوني ، أكثر المجذبات عند الطارئ ، أهم مربع هو مربع المهم الطارئ وأغلب الناس يعيشون فيه ، الناجحون يركزون على المربع الثاني المهم غير الطارئ هذا مربع التخطيط والترتيب ورسم الاستراتيجيات ، ركز على المهم الطارئ وركز على المهم غير الطارئ بالذات ، هذا المربع الذي يحدد مصيرك ، هناك من الناس من نسي هذا المربع تماماً ، هذا مربع التعلم والتفقه والاستعداد والتخطيط ورسم الاستراتيجيات وترتيب المستقبل وتقييم الماضي والحاضر ، إذاً الذي ينبغي أن تركز عليه هو مربع رقم 2 المهم غير الطارئ هذا المربع هو الذي يحمل رؤيتك ، قلنا أن أغلب الناس في المربع رقم واحد المهم الطارئ وأن أغلب حياتهم إدارة كوارث [ crisis management ] ينتظرون متى تبدأ كارثة أو مشكلة ثم يسعون في حلها ، المربع اثنان هو الذي يحقق لك السعادة والنجاح على المدى البعيد مادمت تعمل في مربع واحد فسوف تستمر في قلق وتوتر حتى وإن حققت النجاح ، قد تنجح ولكنك لا تسعد انتبه من المربع رقم ثلاثة مربع الطارئ غير المهم .
أنا عندما عدت من الولايات المتحدة بعد أن أكملت دراستي وصرت أتحدث في الندوات والمؤتمرات والمحاضرات وأقيم الدورات وفجأة تحولت حياتي كلها دروس وندوات ، أذكر أني كنت آخذ مواعيد لمحاضرة بعد 3 أو 4 شهور ليس من باب التخطيط السليم بحيث أني سأركز على أمر خلال هذه الفترة بل لأني كنت مشغولا ومحجوزاً خلال ثلاث أو الأربع شهور القادمة , كانت الأجندة مشغولة بالكامل خلال أيام الأسبوع وكانت أوقاتي تذهب بالساعات في تقديم الاستشارات ، معظم هذه الأعمال كانت مجانية لذلك تفاجئك بالديون وانخفاض المستوى المعيشي وتشتت الأحلام وبعد الأهداف الاستراتيجية والمرجوة ، هذا نموذج من العمل في مربع رقم 3 كثيرون في هذا المربع بالذات من العاملين للدين أو البشرية أو الوطن ، أنا تعلمت بعدها
((1/7)
quality not quantity ) العطاء بالنوعية لا بالكمية أن أجتهد في حل مشكلة شخص تأخذ مني ساعات وربما أيام وأفعل ذلك مع عشرات ومئات وفعلاً أصل إلى نتيجة لكن على حساب وقتي وأهلي وصحتي وميزانيتي ولاشك أن هذا عمل عظيم لكن أعظم منه ذلك الذي أخرج في ببرنامج على القناة الفضائية أو أسجل إصداراً فتصل المعلومات والفوائد إلى مئات الألوف بجهد أقل بالمقارنة مع متابعة شخص واحد ، أسوأ من هذا وذاك أن تعيش في مربع أربعة هؤلاء هم البطالون فلا هم نفعوا الناس ولا هم نفعوا أنفسهم انتبه لذلك !
قد شيدوك لأمر لو فطنت له
فاربأ بنفسك أن تكون مع الهمل
الغالب أن تكون الأشياء المهمة هي المتعلقة في النفس أو الأهل والأشياء الطارئة هي التي تكون متعلقة بالناس والآخرين وإن كانت تمتزج أحيانا لكن المربع أربعة لا النفس ولا الناس لا طارئ ولا مهم انتبه من هذا المربع ، العمل في المربع 2 له فوائد جليلة وأكيدة ركز عليه ولا مانع أن تعطي بعض الوقت للمربع واحد المهم المهم يعني المهم أن تعمل في المهم سواء المهم غير الطارئ أو المهم الطارئ ، لكن ركز على المهم غير الطارئ من هاتين النظريتين سوف نضع خطتنا وفقاً أولاً لخطة المدى البعيد وثانياً وفقاً للمربع 2 المهم غير الطارئ ، أنا في دورات الـ NLP المتقدمة أضع مع المتدربين خطة لـ 500 سنة قد تقول ومن سيعيش 500 سنة ، الجواب لا أحد لكن خطته تعيش ، الصح أن تخطط بهذه الطريقة أذكر أول مرة وضعت فيها خطتي لـ 500 سنة وكيف شعرت بالاتصال الروحاني والشعور البشري الواحد ، على أية حال نحن سنتعدى هذه المرحلة للمرحلة التي تليها أريد منك أن تحضر كشكولاً أو دفتراً وتكتب عليه في الخارج أو في أول صفحة وبالخط الكبير والجميل الرسالة والرؤية ثم تكتب تحت ذلك اسمك بالكامل في الصفحة التي تليها أكتب رسالتك التي ارتضيتها ثم في الصفحة التي تليها اكتب أعلى الصفحة في الوسط الأهداف الروحانية
((1/8)
أكتب الآن ) في الصفحة التالية اكتب الأهداف الذاتية في الصفحة التالية الأهداف الاجتماعية في الصفحة التالية اكتب جانباً آخر يهمك مثل الأهداف المالية \ الوظيفية وهكذا ضع على الأقل 5 جوانب رئيسية في حياتك " في خطتي الشخصية المكونة من 38 صفحة من القطع الكبيرة المجلدة والملونة والمخططة وفيها أجمل الرسومات وضعت 8 جوانب أسميتها مستويات : المستوى الإيماني والسياسي والدعوي والاجتماعي والمادي والخيري والثقافي والمستوي الشخصي ، " قم الآن بكتابة الجوانب المهمة بالنسبة لك ، دعني أنبهك بأن رؤيتك يجب أن تتوافق مع رسالتك إذا كانت رسالتك اجتماعية فالجانب الاجتماعي هو الأهم بالنسبة لك إذا كانت رسالتك دعوية فيجب أن تضع الجانب الدعوي كأحد الجوانب الرئيسية بالنسبة لك وهكذا ، التنبيه الثاني ألا تنسى نفسك في الأهداف وأهم ما أقصد
[(1/9)
التطوير الذاتي ] هذا الجانب في غاية الأهمية إن هذا العصر عصر المعلومة والذي لا يتطور كل يوم تفوته سنة والذي لا يتطور لمدة سنة يعيش في عصر سابق ويتعداه الزمن ، لا يمكن أن تكون سعيداًُ وناجحاً في زمن يتطور بالدقيقة وأنت تعيش في معلومات الثمانينات والتسعينات وتقتات المعلومة من المجلة والجريدة إن العلم في مثل هذه البرامج وأمثالها وفي الكتب والدورات التدريبية وما شابه ، ينبغي أن تجعل من أهدافك الرئيسية التطور الذاتي التنبيه الثالث : أن لا تنسى أهلك فأنت لا تعيش وحدك ورسالتك ينبغي أن تكون من ضمن بيئة وجماعة من الناس محيطة فيك أهلك جزء منك فاحملهم معك ، التنبيه الرابع : أن لا تنسى الجانب الروحاني الإيماني فنحن هنا كما يقول الله تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } هنا واجب حتمي اجعل هذا الجانب أهم الجوانب .(1/10)
الآن نأخذ بحدود عشرة أوراق وتعنونها بالرؤية ثم تكتب في الصفحة الأولى كما قلنا الأهداف الروحانية ، ثم بقية الجوانب في الصفحات التالية ، سوف تكتب في هذه الورقة الأشياء التي تود أن تحققها في نهاية حياتك على هذه الأرض ، هناك مجموعة طرق يمكنك أن تنفذها للحصول على هذه النتيجة ، الطريقة الأولي : أن تتخيل وأنك بعد دفنك قد وقف شخص بمقربة من قبرك ثم صار يتحدث عنك وعن مناقبك والأشياء التي حققتها في حياتك الطريقة الثانية أن تتخيل بعد مماتك صفحة في الجريدة أو المجلة تتحدث عن مناقبك ونجاحاتك التي حققتها في حياتك الصورة الثالثة إذا كانت فكرة الموت تزعجك أن تتخيل أن عمرك في الثمانينات وتجلس في مكتبك الخاص أو صالة الاستقبال وصحفي يلتقي معك ليدون ذكرياتك أو تتخيل أن تجلس في الشتاء بقرب المدفئة وأحفادك يجلسون حولك وبأيديهم أقلام وأوراق يكتبون تجاربك وأنت تعدد عليهم نجاحاتك أو أن تتخيل أنك تجلس في مكان تكتب فيه ذكرياتك حتى تنشرها على الملأ أو تعطيها لأحد بعدك يستفيد منها أو تتخيل كتاب فيه مذكرات نجاحاتك التي حققتها في حياتك إختر ما شئت .(1/11)
المهم أن تخط كل ما تتمناه أن تحققه في هذه الدنيا هناك ملاحظة واحدة عند فعل هذا التمرين ، أطلق لعقلك العنان لا تحده لا تضيق غليه فقط أطلق له العنان دع عقلك يكتب كل شئ يتمناه كل شئ دون قيود ، سوف نأتي للواقعية والعقلانية لاحقاً ، الآن فقط أكتب كل ما تتمناه دون أي شد أو تفكير فيما إذا كان ممكن تحقيق ذلك أو لا فقط اكتب ربما تحتاج ساعة أو يوماً أو أكثر خذ كامل وقتك المهم أن لا تكمل حتى تقوم بعمل هذا التمرين لأن بقية المادة التخطيطية تعتمد عليه ، دعني فقط أنبه عليك بأن تشمل في طموحاتك وأحلامك مرة أخرى جوانب وهي الجانب الروحاني المتعلق بربك ودينك وقيمك والجانب النفسي المتعلق بنفسك وتطورها وثقافتها وتعليمها وعملها والجانب الاجتماعي المتعلق بأهلك وأسرتك وأولادك وأصدقائك والجانب الجسدي المتعلق ببدنك وصحتك ، مالذي تريد تحقيقه في الجانب الروحاني مالذي تريد تحقيقه في الجانب النفسي مالذي تريد تحقيقه في الجانب الاجتماعي مالذي تربد تحقيقه في الجانب البدني ، إنتبه من أنك تكتب الخطة الاستراتيجية أي التي هي منتهى ما تتمناه في كل جانب بمعنى لا تكتب مثلاً شراء سيارة ، ليست هذه أمنية إستراتيجية أكتب مناقبك ، يمكن أن تكتب في الجانب العلمي مثلاً الحصول على درجة الدكتوراه في علم الهندسة ولا داعي لذكر الحصول على درجة الماجستير في علم الهندسة لأن هذا تلقائي إلا إذا كنت تقصد الماجستير في اختصاص ثاني ، على أية حال دون منتهى أحلامك وطموحاتك في كل جانب من هذه الجوانب المهمة ثم عاود كن خيالياً احلم كطفل ...جيد ...(1/12)
لقد كتبت مجموعة من منتهى الأمنيات التي تود أن تحققها في حياتك وقبل مماتك وفي جوانب مختلفة مهمة بالنسبة لك الآن سوف نتعلم الأولوية قم بتحديد الأولوية لهذه الأعمال مر على كل صفحة من الصفحات التي تمثل جوانب مهمة في حياتك ثم ضف كل عمل وفق التقسيم الأولي التالي : A B C بحيث يكون A مهم جداً ولا بد من تحقيقه وB مهم و C جيد وأتمنى تحقيقه قم بوضع هذه الحروف أمام كل هدف من هذه الأهداف ، افعل ذلك الآن فقط ضف كل هدف ABو C جيد ، الآن أصبح لديك أمنيات ومحددة بأولويات في صفحة أخرى جديدة أكتب فقط الأمنيات التي صنفتها A وأهمل الباقي أكتب في صفحة مستقلة ، خطة استراتيجية ثم ضع الجوانب وتحت كل جانب تلك الأمنيات المصنفة A ، مرة أخرى أكتب A فقط وأهمل الباقي ، التركيز أخي القارئ سر من أسرار النجاح والسعادة , الإنسان الذي يريد أن يحقق كل شئ لا يحقق شيئاً ، الإنسان الذي يركز تنحاز له الحياة ، الحياة تحب الشخص الذي يركز أما المشتت فالحياة لا تلقي له بالاً ، ركز على الأهداف ذات الأولوية القصوى والتي صنفتها A فقط ، لا تبالي بـB وC فعادة ما تحقق تلقائياً ، أكتبها في ورقة مستقلة وتأكد من أنها تشتمل على الجوانب الرئيسية الأربع التي ذكرناها وتشمل الوضع المالي والوظيفي إن شئت أكتبها تأكد من شموليتها ، هذه الأهداف هي التي ستعمل عليها للسنوات الخمس والعشر القادمة على الأقل الآن أكتب في خطتك الاستراتيجية في صفحة مستقلة فقط الأهداف التي صنفتها بـ A ثم عاود ، جيد ، شكراً لاهتمامك بطموحاتك وأمنياتك الآن نريد إضافة نقطة مهمة هي التي تحرك الإرادة القوية وتشحذ العزيمة قم بالإجابة على لماذا لكل هدف استراتيجي ، ضع قناعات قوية مثل للحصول على رضاء الله ، لنيل الفردوس الأعلى لأترك أسرتي في وضع مشرف لأساعد في رفعة أمتي ..... إلخ ..(1/13)
ضع السبب الذي يجعل هذا الهدف فعلاً ذا أولوية وأهمية أو أجب على سؤال مالذي أحصل عليه لو حققت هذه الخطة بشكل عام ثم كل هدف على حدة بشكل خاص أكتب الأسباب ثم عاود ، الآن صارت لديك أهداف محددة ومهمة وتستحق العيش من أجلها نريد قبل أن نتحدث عن خطة التنفيذ ( Action Plan ) أن أذكر شيئاً في إدارة الأمنيات بعد أن كتبناها كلها ثم صنفناها واصطفينا منها المهم فقط وهو كتابة ملخص عن حياتك المستقبلية ، أنا مرة أخرى وضعت خطتي على شكل كشكول جميل وملون بدأتها في عنوان عريض ثم اسمي ثم هدف استراتيجي دنيوي بعيد المدى وآخر أخروي ثم كتبت لكل جانب أهميته بسبب أولويته مثل في الجانب الروحاني كتبت الله والجنة والدافعية ونيل شرف الآخرة وغير ذلك وفي الجانب الشخصي التمتع والسعادة والنجاح وغير ذلك قم بتجميل هذا المؤلف بقدر ما تستطيع استعن بالرسومات والألوان الأمر يستحق فهذه حياتك أنت الآن تكتب تفاصيلها .
قرأت لأحد الكتاب الأستراليين ينصح بكتابة سيناريو الحياة فظيعه الفكرة هو يسميها ( Life Script ) ممكن أن تكون مختصراً لمستقبل حياتك أكتب كم صفحة من صفحتين إلى مائة ستعجب إذا قرأت هذا الكلام بعد عشر سنوات كيف يتحقق منه الكثير كيف لا والسبب أن الله تعالى يقول
{ أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء }(1/14)
أغلب الناس أصلاً كتب مستقبله المرير والتعيس والفاشل سله عن الدنيا والمجتمع والناس واسمع سيناريو حياته أنت مختلف ، إذاً جمل هذا الكتيب ، الآن نريد أن نكتب الخطة كل الذي فعلته حتى الآن أنك كتبت رؤيتك أي آخر أمنياتك والتي ستتركها عند ذهابك للدار الأفضل ، نريد الآن أن نكتب كيف تحقق هذا الكلام ، في الكراسة ستجد ورقة مكتوب عليها خطة عمل في الجدول الموجود فيها ستجد خمس خانات الأولى للرقم التسلسلي الثانية للإجراء المرحلي الذي ستعمله لتحقيق الهدف الإستراتيجي الثالثة لتاريخ البدء في العمل والرابعة لتاريخ الانتهاء وإنجاز العمل المطلوب والخامسة خالية لأي ملاحظات تود أن تضيفها لنفسك ، الآن مطلوب منك أن تضع خطة لمدة سنة واحدة أو سنتين فقط يعني متوسطة المدى يجب أن يكون كل إجراء في الخطة يوصل إلى الهدف أولاً ضع السنة في أعلى الصفحة تحت عنوان خطة عمل ولنأخذ مثلاً أن من أهدافك الروحانية الاستراتيجية حفظ القرآن الكريم كاملاً حدد كم جزءاً سوف تحفظ هذه السنة لنفرض أنك قررت حفظ جزأين هذه السنة ستكتب في الإجراء حفظ جزئي 26 و 27 من القرآن الكريم في تاريخ البدء ستكتب مثلاً 10/يناير وفي تاريخ الانتهاء ستكتب 30/نوفمبر هذا سيكون الإجراء رقم واحد ، ثم تكمل ما يخدم الأهداف الاستراتيجية الأخرى للجانب الروحاني ثم تبدأ في إجراءات الجوانب الأخرى لنفرض مثلاً أن الجانب الثاني عندك الجانب العلمي وأن من أهدافك الاستراتيجية فيها الحصول على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع وأنت حالياً لديك الثانوية فهدف هذه السنة سيكون التسجيل في إحدى الجامعات المحلية أو البعثة للخارج لإكمال دراستك أو الانتساب إلى إحدى الجامعات البعيدة بحسب ما يناسبك ، من كانت له غاية فلن يعدم الوسيلة ، لو كنت تحمل ليسانس آداب مثلاً فسوف يكون هدفك التسجيل في برنامج الماجستير وهكذا قد توزعها إلى إجراءين مثلاً ، مثل أن تقول ولنفرض أنه إجراء 10 يعني(1/15)
كتبت عشرة إجراءات في الجانب الروحاني أو تسع إجراءات والآن تكتب إجراء 10 مراسلة الجامعات للحصول على قبول في درجة كذا تاريخ البدء
1/ فبراير تاريخ الإنجاز 30/ إبريل في الملاحظات ستضع
( مصر/ لبنان/ الأردن/....)
مثلاً الإجراء الثاني البدء في الدراسة تاريخ البدء 15/ سبتمبر
( حيث غالب بدء الدراسة في العالم ) وأما تاريخ الانتهاء سيكون طبعاً حتى نهاية السنة وسيستمر بعدها
يعني ستضع 31/ ديسمبر
وهكذا تكمل بقية الإجراءات ضع لكل هدف استراتيجي على الأقل إجراء واحد ولا تفوت هدفاً ولو عمل شئ بسيط ، رسم هذه الخطة السنوية قد يحتاج وقتاً وربما يحتاج مساعدة ، احصل على كتيب تفصيلي في التخطيط أو احصل على النموذج في مركز الراشد بقيمة رمزية يوجد مخطط الخطة ورسالة متكاملة يمكنك الحصول عليها عن طريق الحضور أو البريد أو من الإنترنت .
إذاً حتى هذا الحد نكون ختمنا الخطة التنفيذية افعل بداية كل سنة مثل هذه الخطة ، افعل الخطة ولو كنت لا تنفذ أكثرها ، الذي يخطط ولا ينفذ خير من الذي لا يخطط بتاتاً ، الأفضل منهما طبعاً الذي يخطط وينفذ هذا أنا وأنت إن شاء الله .
المسألة الأخيرة في التخطيط ، التخطيط قصير المدى
" براين تريسي" أحد أكبر المختصين في التخطيط التسويقي والإنتاجي وأحد ملاك شركة " نايتن جيل إن كونانت " يقول إن مجرد كتابة القائمة الأسبوعية لتنفيذ بعض الأشياء يزيد من الإنجاز إلى حد 30% تصور فقط قائمة تأخذ منك فقط 15 دقيقة تزيد 30% من إنجازاتك ، الذي أقترحه أن تقوم مساء كل جمعة بكتابة مهمات لهذا الأسبوع وتستقي مجموعة المهمات من خطتك السنوية
يعني لنفرض في إجراء واحد والذي قلنا أن فيه حفظ جزئي 26و27 من القرآن الكريم وفي إجراء 10 الذي قلنا أن فيه مراسلة الجامعات للحصول على قبول سوف تكتب في المهمات في كتيب أو مذكرة جيب مثلاً
1- حفظ 10 آيات من سورة الجاثيات لأنها في الجزء 26
.......................................(1/16)
..... ثم مهمات أخرى .. ثم مثلاً ....
7- الاتصال بملحقيات الثقافة في سفارات الأردن ومصر ولبنان للحصول على أسماء الجامعات التي تقدم برنامج ليسانس أو ماجستير في علم الاجتماع .
8- سؤال مكاتب الدراسة في الخارج عن إمكانية التسجيل عن طريقهم ومدى التكاليف .
9- النظر في الإنترنت لمواقع هذه الجامعات والخدمات التي تقدمها
... وهكذا ...
وتقوم بشطب كل مهمة بعد أن تحققها تفعل ذلك كل مساء جمعة أو بداية صباحية السبت وأنا أميل بقوة إلى مسائية الجمعة ، " تريسي " يرى أن تضع قائمة أعمال يومية كل ليلة لليوم التالي كلا الطريقتين جيدتان اختر ما شئت لكن أرى أن تفعلها قبل النوم حتى تستفيد من برمجة عقلك الباطن خلال الليل ، إذاً دعني أذكرك فيما فعلناه وذلك للتخطيط لحياتك
وباختصار هذه هي :
الطرق السبع للتخطيط لحياتك دونها في الكراسة العملية :
أولاً : أكتب جميع أمنياتك الإستراتيجية في كل جانب مهم من جوانب حياتك .
ثانياً : حدد الأولى فقط من كل هدف استراتيجي من هذه الأهداف .
ثالثاً : أكتب القيم المرتبطة لكل هدف من هذه الأهداف يعني الأسباب والفوائد .
رابعاً : أكتب في ورقة مستقلة الأهداف الإستراتيجية الأولوية في حياتك .
خامساً : ارسم خطة تنفيذ سنوية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية .
سادساً : داوم على كتابة قائمة يومية أو أسبوعية للمهمات المطلوبة لتحقيق إجراءات الخطة السنوية .
سابعاً : توكل على الله وقم بصلاة الحاجة ركعتين تقرأ في الأولى سورة الكافرون وفي الثانية سورة الإخلاص ثم تقول في سجودك دعاء الحاجة المعروف والله يوفقك إن شاء الله .
قبل أن أختم دعني أعينك
بعشر مقترحات في تحقيق رؤيتك
((1/17)
1) اقرأ خطتك الإستراتيجية من وقت إلى آخر كل شهر مرة مثلاً جيد ، يجوز لك أن تغير وتضيف وتعدل فيها لكن لا تصاب بداء التغيير المستمر ، علم نفسك أن تستمر حتى تنجز البعض يهرب من حمل الإحباط برسم خطة جديدة كل فترة بدلاً من خطة جديدة نفذ الخطة القديمة ، سعادتك بالإنجاز خير من سعادتك بالتخطيط .
...
(2) اقرأ خطتك السنوية باستمرار كل يوم أو كل أسبوع وفق ما تختاره من المداومة على القائمة الرئيسية .
(3) تحمس لشطب المهمات يعني للإنجاز افعل شيئاً دائماً للتقرب من هدفك .
(4) حافظ على جلسات خيال في تحقيق خطتك visualization استعن بتمرين الفلم الذهني .
(5) ادفع أمنياتك بتمرينات التوكيد مثل تمرين 21x14 الموجود في برنامج السعادة في 3 شهور .
(6) تصرف وكأن الهدف تحقق يعني مثل وكن فعلاً مستيقناً .
(7) استعن بقاعدة العشرة سنتيمتر يعني بداية الألف ميل تبدأ بخطوة بسيطة كل يوم إنجاز شئ يعني 365 إنجاز في السنة يعني 3650 إنجاز في العشر سنوات يعني 164000 مهمة في 40 سنة .
(8) تحمل المسؤولية وكن على قدر من ذلك لا تماطل ، تحمل مسؤولياتك في الحياة فأنت كما ذكرنا عن الرافعي : تزيد على الدنيا أو تصبح رقماً زائداً على الحياة .
(9) تقبل التغيير وكن ليناً في المحاولات الجادة للحصول على النتائج ليكن التطور ديدنك وهدفك.
(10) استعن بالله ولا تعجز ما خاب من رجا ربه فهو الذي لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل.
أخي .. أختي .. الآن وقد تعلمت الطرق الصحيحة لرسم الرسالة ووضع الرؤية ابدأ بتنفيذها الآن .(1/18)
نحو منهجية تربوية ثلاث قيم لسمو التراث ...
من مجلة الواحة ... العدد 3
حبيب محمد ...
الحديث عن التراث حديث قديم جديد، يتصل برؤىً متناسقة في بعض الاحيان ومشتتة في احيان اخرى، الا ان هذه الرؤى تتمحور دائماً في اطرها المنهجية الخاصة، ويجمعها قاسم مشترك واحد الا وهو الثوابت الرصينة للتراث ـ مقدساً كان ام مدنسا ـ وقد طرحت عدة مناهج لاستقراء التراث، وفك طلاسمه، والتعامل معه واهم ما طرح في هذا المجال قول الدكتور محمد عابد الجابري في "تكوين العقل البشري": على المنهج المستخدم ان يحقق قراءة علمية للتراث.
وهذا الرأي قد يتعارض مع القدسية المناطة من قبل اللاحق للسابق، فهناك فارق كبير بين تقدير التراث واعظامه، اجتهاداً لاباء، ومآثرهم وما بين التعامل معه على اساسٍ جوهريٍ حالي ـ مرحلة ما ـ فالاولى هي محاولات الاكتفاء بالنقل التراثي عما جاء من السابقين، وما على اللاحقين الا تثبيت نفس الرؤى القديمة والاذعان لها، وهذا ما يشكل فارقاً كبيراً بينها وبين الثانية التي تدعم كسر القيود ـ المتعينة ـ وطرد الخوف وإدثار التحاور المقنع واتخاد سبل ـ مرحلية ـ معاصرة تتعامل مع التراث. واخراجه ـ أي التراث ـ من دائرة الملكية الخاصة، واحالة واقعها ـ الدائرة ـ الى ميزات قابلة للطرح والنقاش.
وقد طرحت مسائل عديدة حول ما اذا كان التراث بمجمله يحقق دفعاً تربوياً بنيوياً يحد به من سطوة السابق، فجاء الجواب ـ الاستنتاج ـ ان المنهجية المتعاملة مع التراث اذا حققت تكريس الثابت وثبات النص، وتوظيف القراءة الى شكلانية جديدة تتعامل مع تحاورٍ ناهض، كان ذلك التراث فاعلاً، ناهضاً، غير تقليدي.
فالقضية هنا ـ تحديداً ـ الاستعانة بالعلمية وانتهاز الوجود المعرفي للتراث، ومحاولة اجراء التثاقف مابين الخطابين للوصول الى ضفة جديدة يستطيع الباحث ان يمتلكه الاخص من خلالها ومن خلال رؤى العام.(1/1)
وفي ضوء هذا الفهم للتراث، وافاق العلاقة التي يحددها منهج ارتقائه نجد من الاحرى ان نحدد القيم التربوية التي يسمو التراث من خلالها فتسمو به هي، وفقاً لنظرية الأثر والتأثير. وهذه القيم هي:
1 ـ الوعي، فالنشاط الانساني لا يمكن ان يصل ـ وصلالى قيمة الوعي عبر هوة من السحاقة ما بين الماضي والحاضر لخلق الان، ومما لا شك فيه، ان الوعي جاء عبر تفهم التراث ـ بطريقة ما ـ واحداث التغيير وفق منهجية ارتاها الباحث ووصل، وبدا فان الوعي جاء عبر مداخل التراث ورؤاه.
2 ـ المعرفة، واذا استعرضنا ما يقوله الامام جعفر الصادق "ع": "ان اساس الدين صحة العقل" فان التعامل المعرفي والارتقاء الانساني في هذا المجال انما يتأتى عبر تحقيق النقطة الاولى ـ الوعي ـ ثم اعتماد التراث والتحاكي معه وفق كل الميزات بغية الوصول نحو المعرفة وايجاد اتفاقٍ معرفي ما بين السبل الاساسية واحداث بعد ذلك صحة يقينية لن تكون هشة اذا ما قورنت مع اولياتها، اذا اعتمدت ـ الاوليات الخطأ ـ عبر وجهات النظر والتغير والمسايرة.
3 ـ الاستباق: أو التوسم، وهذا ما يخص استمخاض التراث ومحاولة تثقيفه عبر المرحلة والسمو به نحو القادم، لتشخيص العوارض البدائية ـ الاحتمالية ـ لذلك القادم، وهذه القيمة هي الاساس التي يستقيها الباحث بالتراث، والتأريخ فمن الاول الكنه ومن الاخر العبرة.
واخيراً فان التراث يمثل البنية القائمة التي يمكن ان تكون في آن ومكان وفق معايير التعامل المنهجي المحدد، وهذه الجدلية ليست من التعقيد الى درجة نبذ التراث والاكتفاء بقشوره بل هي ملزمة للارتكاز حول قطب الرحى ـ المفهوم ـ وايجاد مصاديق تتوافق مع القيم الثلاث سالفة الذكر.(1/2)
القائد الساحر ...
ما هي الصفات الفريدة التي يتمتع بها القائد وتميزه عن غيره وتجعله معبودا لتابعيه سواء كان ذلك القائد سياسيا أو عسكريا أو دينيا أو في ميدان العمل الذي نحن فيه. كيف يكمن لمدير تنفيذي على سبيل المثال أن يضع أثره وبصماته الدائمة على طرق الأداء وجميع الأعمال التي تنجز في مؤسسته؟ وكيف يتجه بجميع العاملين نحو هدف واحد؟ هل هناك سر في أسلوب حديثه للآخرين أم أنه داهية حاذق في تصرفاته أم أنه شخصية مثيرة بشكل مستمر؟ ربما تكون هذه الصفات مجتمعة هي التي تخلق هذا القائد الذي أتحدث عنه، وهذه الصفات تمكنه من التأثير الفاعل على الآخرين وذلك بالاندماج الكامل معهم سواء كان ذلك بوجوده الفعلي أو الوجداني أو العقلاني بينهم؟ إنه من الضروري جدا في عالم العمل أن يكون القائد موجودا دائما بين تابعيه على إحدى الصفات التي ذكرتها حتى يتمكن من دفعهم نحو تحقيق الهدف الذي يريد ويتطلع لإتمامه. إن الفهم الحقيقي للصفات المطلوبة لهذا القائد السحري تجعل منه وبلا شك شخصا تنفيذيا رائعا قادرا على قيادة تابعيه. وهنا لابد أن نقول أن هذه الصفات لا تولد مع المرء بل إنه يصنعها بنفسه ثم يتحلى بها بشكل دائم ومستمر، ومن أهم هذه الصفات:
أولا: طريقة التصرف، وهذه تتضمن الإشارات التي يرسلها القائد للآخرين دون أن يتحدث إليهم. فإذا ما نظر مباشرة إلى عيونهم أو إلى أي مكان آخر أو إذا وقف أو بقي جالسا أو إذا هو ابتسم أو لم يبتسم أو صافح تابعيه بحرارة أم لا، كل هذه الأمور تساعد في تشكل نظرة تابعيه له وتؤثر على قيادتهم.
ثانيا: المقدرة على إقناع الآخرين، لا بد هنا أن نقول أن جميع الأفكار تكون بلا فائدة إذا لم يتم إقناع الناس بها وتم وضعها على محك العمل. ومثل هؤلاء القادة يستطيعون تبسيط الأفكار المعقدة وإيصالها لتابعيهم بسهولة ويسر حتى تصبح مفهومة إلى أبسط أفراد المؤسسة.(1/1)
ثالثا: المقدرة على التحدث بشكل فاعل، ربما يكون لدى القائد أفكار متعددة وكثيرة، لكنه يستطيع ترتيب هذه الأفكار وتقديمها لمن يستمعون إليه بشكل سهل متميز.
رابعا: المقدرة على الاستماع، بالرغم من أهمية التحدث الفاعل إلا أن الاستماع الجيد يبعث رسالة واضحة إلى المتحدث باحترام السامع له.
خامسا: طريقة استعمال المكان والوقت، على الرغم من إهمال هذا العنصر المهم في معظم الأوقات إلا أن استعمال المكان وكذلك الوقت المناسب لتوجيه الناس له أهمية كبيرة في إيصال الأفكار وتقوية العلاقات بين القائد والتابعين.
سادسا: المقدرة على استيعاب الآخرين، المقدرة على فهم الآخرين وما يتعلق بشخصياتهم وطموحاتهم تمكن القائد من حسن التعامل معهم وسهولة توجيههم نحو أهدافه التي يرغب الوصول إليها. إن المديرين الذي يستطيعون تنمية مقدرتهم حسب النقاط المذكورة أعلاه يستطيعون وبدون شك أن يكونوا ناجحين في معظم نواحي حياتهم، والسبب في ذلك أنهم يكونوا دوما على اتصال افضل بتابعيهم. ...(1/2)
الصورة الذهنية تعكس الحقائق أحيانا ...
تتكون لدى الفرد منا صور في ذهنه عن أشخاص وأمور معينة، وعادة ما تؤدي هذه الصور إلى إصدار أحكام قد تجانب الصواب، لأنها مبنية على هذه الصور الذهنية وليست على الواقع! سأضرب لكم مثالا، وهو تجربة عايشتها، لَعِبَتْ فيها الصورة الذهنية دورا كبيرا. لكن قبل سرد القصة، سأضع مقارنة بين:
القائد والمدير، مقتبسة من مقالة للكاتب: إبراهيم عبد ربه. ... ...
المدير ... القائد ...
-يترأس بعض الموظفين ... -يكسب اتباعاً ...
-يتفاعل مع التغيير ... -يعمل التغيير بنفسه ...
-لديه أفكار جيدة ... -يطبق الأفكار ...
-يحكم المجموعات ... -يقنع أتباعه ...
-يحاول أن يكون بطلا ... -يصنع الأبطال ...
-يبقي على الأوضاع على ما هي عليه ... ... -يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية ...(1/1)
نرى من هذه المقارنة الفرق الكبير بين تصرفات المدير والقائد. لكن في التجربة التي سأرويها تحوّل "المدير" إلى "قائد" ليس بتصرفاته، إنما بسبب الصورة الذهنية في عقول من معه! بطل حكايتنا شاب يشارك في أحد المراكز الشبابية. ومن عادة دولتنا الحبيبة، إقامة مسابقة ثقافية بين الأندية والمراكز الشبابية. يتكون كل فريق من اثنا عشر لاعبا، يشارك خمسة منهم فقط في كل مباراة. ويشترط أن لا يقل عمر المتسابق عن خمسة عشر سنة وألا يزيد عن خمسة وعشرين سنة. وصاحبنا هذا بدأ بالمشاركة مذ كان عمره ستة عشر سنة، وكان أصغر لاعب في الفريق، لذا غالبا ما كان يتواجد على مقاعد الاحتياط. وتمر الأيام، ولا يحقق الفريق أي إنجازات تذكر، ويكبر اللاعبون، ويتجاوز أعمار بعضهم الخامسة والعشرون، فيتم استبدالهم بشباب جدد، وشيئا فشيئا بدأ يدخل صاحبنا في التشكيلة الأساسية للفريق. وبعد خمس سنوات، لم يبقى أي متسابق من الجيل القديم، وتكون فريق جديد شاب بقيادة بطل قصتنا. في آخر سنتين استطاع الفريق تحقيق المركزين الثالث، ثم الثاني. أي أن على هذا الفريق الشاب إما المحافظة على المركز الثاني أو تحقيق مركز أعلى! وهذا التحدي الذي كان أمامه. ولم يكن أحد متفائل بما يمكن تحقيقه هذه السنة بهذا الفريق الشاب. والآن.. وصلنا لما أريد تبيانه.. وهو: الصورة الذهنية. كان أعضاء الفريق ينظرون لصاحبنا على أنه: مثقف وصاحب خبرة، وأنه "قائد ناجح". أما هو فيعلم أنه ليس كذلك. كان أعضاء الفريق يحرصون كل الحرص على تواجده في كل مباراة، وكانت ظروف عمله الذي ينتهي قبل بدء المباريات بوقت قصير، لا تمكنه من الحضور إلا متأخرا، مما يجعل فريقه في لحظات ترقب إلى حين وصوله، ومن ثم تتهلل وجوههم فرحا، أما هو فلا يرى مبررا لهذا الفرح، فثقافته ليست أفضل من ثقافة بقية اللاعبين بكثير وأي منهم بإمكانه سد مكانه. الأهم من كل ذلك..(1/2)
أن صاحبنا كان يقوم بما يقوم به المدير في المقارنة أعلاه (يترأس بعض الموظفين، يتفاعل مع التغيير، يحكم المجموعات، يبقي على الأوضاع على ما هي عليه) بينما يراه من معه بأنه يقوم بمهام القائد الناجح (يكسب اتباعاً، يعمل التغيير بنفسه، يطبق الأفكار، يقنع أتباعه، يرقى بالمؤسسة إلى آفاق عالية). إن هذه الصورة الذهنية هي التي جعلت بطلنا قائدا وليست تصرفاته. إن تحول صاحبنا إلى قائد –في أذهان أتباعه فقط- ساعد فريقه على الظهور بحجم هذا التحدي، وإحراز المركز الأول بفضل من الله تعالى. ثم ماذا؟! كان أول سؤال يسأله أعضاء الفريق لقائدهم: كم عمرك؟ فأجابهم: واحد وعشرون. فظهرت علامات الرضى والسرور على وجوههم وقالوا: إذن ستبقى معنا أربع سنوات أخرى إن شاء الله. وظل أعضاء الفريق يرددون أنه لولا فضل الله ثم قيادته الرائعة لهم لما حققوا النصر. وهو يعلم علم اليقين أنه لم يكن قائدا ناجحا، وإنما كان مديرا روتينيا، إلا أن "الصورة الذهنية" لديهم هي سبب هذا الاعتقاد. أخيرا.. الصورة الذهنية في مثالنا هذا أدت إلى نتائج إيجابية، إلا إنها ليست هكذا دائما، فكثيرا ما يصدر الإنسان أحكاما خاطئة، نتيجة تأثير الصورة الذهنية عليه حينما أصدر الحكم، ولم ينظر لحقائق الأمور. لذا علينا محاولة التخفيف من الاعتماد على الصورة الذهنية لإصدار الأحكام، والاستعاضة عنها بالنظر لحقائق الأمور. ... ...(1/3)
الخطوط العامة للنظريات التربوية
1. النظرية السلوكية · يتعلم الإنسان عن طريق الممارسة وملاحظة الآخرين
· التعزيز عملية أساسية لحدوث التعلم
· التدرب مع وجود تغذية راجعة يحسن التعلم وييشاعد على بقاء المعلومة
· المذاكرة بين فترة وأخرى أساس لحفظ المعلومات
· التعلم عن طريق "المكافأة" أفضل من التعلم تحت أثر العقاب
· يسير التعلم من السلوك البسيط إلى المعقد (المركب) ومن الجزئي إلى الكليّ
· يجب أن يتقدم التعلم في وحدات صغيرة وسهلة ومرتبة على شكل خطوات.
· التعلم يتم بشكل هرمي، ويقوم على الاستعداد التتابعي (المتتالي)
· يجب تحديد السلوك المرغوب إحداثه (أو نتيجة التعلم) مقدما على شكل أهداف
· التعلم هو ما يشاهد أو يمكن قياسه.
2. النظرية المعرفية التطورية · مراحل التطور المعرفي مرتبطة بالعمر · التطور المعرفي تتابعي (متتالي) وقائم على النمو · طاقة التلاميذ مهمة، والطلاب الأذكياء أكثر واسرع قدرة على التعلم من الطلاب الآخرين · يمكن تعديل التعلم نتيجة للتفاعل بين الفرد والبيئة · التعلم عبارة عن مزج الخبرات الجديد ة مع الخبرات السابقة · أفضل طريقة للتعليم هي التفاعل النشط مع البيئة، ويستطيع المعلم تحسين البيئة لتكون دافعة للتعلم. · هناك مكونات وأنماط متعددة للذكاء، فليس هناك مؤشر واحد أو نواع واحد من السلوك يوحي بالسلوك الذكي. · يتعلم الطلاب أفضل عن طريق "التعميم" وهو الانتقال من الأعم للأخص. (الاستنتاج) · الطلاب الذين يتعلمون كيف يتعلمون سوف يتعلمون في المدرسة أكثر من الطلاب الذين يعتمدون على المعلمين. · يزداد انتقال التعلم عندما يجد الطلاب الفرصة لممارسة أسلوب حل المشكلات. 3. النظرية الإنسانية · يهتم المعلمون بعالم الطلاب وليس فقط بعالم الكبار
· ينظر إلى المتعلمين على أنهم أفراد ذوو حاجات وقدرات ومهارات مختلفة ومتنوعة
· مفهوم الذات واحترامها لدى المتعلم عاملان أساسيان في التعلم(1/1)
· التعلم عملية شاملة، فليس معرفيا فقط، بل يشمل العواطف والأحاسيس والمهارات المعتمدة على الحركة
· يقوم التعلم على تفاعل المعلم والطالب القائم على الود والصداقة واحترام الرأي، وتقلل الإجراءات العقابية والرادعة.
· لا تقل نوعية التعلم (أو عملية التعلم ذاتها) أهمية (وفي بعض الأحيان تفوق) عن كمية التعلم (أو نتاجه)، فالمعلمون يرعون وينمون المتعلمين.
· يتشارك الطلاب في الآفكار ويعملون جماعيا ويعلم ويساعد بعضهم بعضا، ويقلل من تقسيم الطلاب إلى مجموعات متجانسة أو تقسيمهم بحسب التوجهات الأكاديميه، وكذلك يقلل من البرامج والاختبارات التنافسية.
· يخطط المعلم والطلاب جميعا نشاطات وخبرات المنهج.
· يعطى الطلاب خيارات مع بعض التقييدات وكذلك يعطون الحرية مع تحمل المسئولية، ويرتبط مدى الخيارات والحريات مع مستوى نضج الطالب وعمره.
· يقوم التعلم على الخبرة والاستكشاف والتجريب.
المرجع:
Orstein, Alan and Hunkins, Fracis, (1998) Curriculum: Foundation, Principle, and Issues. p. 133(1/2)
ملاحظات منهجية لاستكشاف آفات التفكير
mortada@annabaa.org ... مرتضى معاش
يتميز الكائن الإنساني عن باقي المخلوقات بأنه كائن يهدف إلى تحصيل المعرفة من أجل إشباع حاجاته المادية و الروحية ، و هو للوصول إلى المعرفة يستخدم عقله مفكراً عبر مراحل استدلالية مختلفة و متعددة عبر مقدمات متسلسلة يستنبطها حدسه العقلي حتى يبلغ مأربه و يشبع ظمأه، لذلك اخترع المتقدمون من الحضارات القديمة قواعد و ضوابط عقلية أسموها بالمنطق حتى تصبح ثوابت عامة في المعرفة الإنسانية. ذلك أن الإنسان قد لا يصل غالباً إلى المعرفة التي تكشف عن الواقع او قد يضع لنفسه معرفة تطابق هواه و رغباته ومصالحه لذلك يخطئ كثيراً في تحصيل المعرفة او استخدامها بالصورة الصحيحة.
و اذا كان الإنسان كائن مستدل عقلاني فأن نمط حياته العام يتشكل حسب نوعية الحركة المعرفية التي يتخذها و حسب أساليبه الاستدلالية، و قد تتخذ أمة كاملة منهجاً استدلالياً و معرفياً خاطئاً يقودها إلى اتجاه معاكس و لا يوصلها إلى أهدافها.
أن تغيير كثير من الأخطاء التي نعيشها و تغيير واقعنا إلى واقع جديد سليم يعتمد بشكل كبير على كشف الأسلوب الذي نفكر به ، فإذا كان واقعنا سيئا ومريرا فهذا يعني أننا نفكر بأسلوب خاطئ ولابد من أن نغير أساليبنا الفكرية و الاستدلالية لتغيير هذا الواقع المتخلف.(1/1)
إن الكثير من الأشياء في هذه الحياة تبدو لنا في ظاهرها سليمة و خالية من العيوب لذلك نعمل وفق هذه الرؤية و نشكل حياتنا وما يتبعها على ضوءها، و لكن قد تكون هذه الأفكار ليست إلا أخطاء تعودنا عليها عبر الزمن حتى يسيطر الركود و الجمود و التخلف علينا ، ذلك أن الاستمرار على الخطأ يؤدي إلى خلق تراكمات متتالية لمجموعات من الأخطاء المعقدة، و هذه هي إشكالية في المنهجية التي يفكر فيها الفرد او الجماعة او المجتمع أو الأمة. إن العبرة التي نستخلصها هي إن المنهج الفكري هو الذي يحدد مسيرة فرد او أمة و حياة الأمة و حيويتها مرتبطة بنوعية التفكير الذي تسير وفقه ، فكم من أمة اندثرت و ماتت عندما غرقت في المستنقعات الراكدة لأفكارها الجامدة. و كم من أمة نهضت بنهوض أفكارها التي غذتها بالحياة و الروح عندما اعتمدت منهجاً سليماً في نظامها الفكري.
استكشاف آفات الفكر الإنساني(1/2)
ما الذي يجعل التفكير ينقاد إلى الاستدلال العقيم او السقيم؟ هذا السؤال هو الذي يفرض علينا نفسه لمعرفة الأخطاء الفكرية التي يقع فيها الفرد عبر مراحله المختلفة.و اذا كان القدماء قد وضعوا المنطق المعروف بمنطق أرسطو فأن هذا المنطق لا يستطيع ان يستدرك هذه الأخطاء بكاملها لأنه يعتمد على آلية ميكانيكية لا تنظر إلى مختلف المراحل و الظروف الفكرية التي يمر بها الإنسان، إذ ان العقل الإنساني ليس مجرد آلة تصنع الأفكار بل انه خاضع في كثير من الاحيان الى مجموعة من الرغبات و الميول النفسية و الحوافر الاجتماعية و الدوافع الذاتية والضغوط الخارجية. لذلك لابد من دراسة منهج التفكير الإنساني و أسلوبه من خلال الآفات التي تصب الفكر و تعطل حركته او تجعله مريضاً لا يفكر بالطريق الاستدلالية السليمة. ان استكشاف آفات التفكير يعطينا القدرة على استدراك الأخطاء التي نقع بها، و عندما نخضع لمنطق امكان الخطأ في اساليب التفكير و نعترف بذلك فأننا نستطيع أن نغير الكثير من اساليبنا في الحياة عبر تغيير اساليب التفكير.قال تعالى في كتابه الحكيم: ليدبروا آياته وليتذكر اولوا الالباب.
اليقين المطلق(1/3)
وظيفة المعرفة هي الانتقال من المعلوم للوصول إلى المجهول عبر مجموعة من المقدمات التي يربط الفكر بينها و يستدل منها لأشباع نهمه في قطف الحقائق، لذلك عندما تتكامل هذه المقدمات يحصل على نتيجة تعطيه اليقين الذاتي. هذا اليقين قد يكون حقيقة عندما يتطابق مع الواقع لأن المستدل أتخذ الطرق العقلية السليمة في الاستدلال و هنا يكون يقينه سليماً معترفاً به لدى العقل و عرف العقلاء. و بعبارة أخرى اليقين السليم هو اليقين الذي يكون موضوعياً لا تتحكم فيه الظروف و المصالح العوامل الذاتية أي أنه يرتكز على أدلة منطقية مقنعة لأي عقل بحد ذاته. و قد يكون يقينه و هما لا يتطابق مع الواقع لأنه استدل بمقدمات غير صحيحة أو توهم أنها صحيحة أو رغب لا شعورياً أن تكون صحيحة لذلك يصل إلى نتيجة هي يقين وهمي يتمسك به على أنه يقين مطلق. هذا اليقين الوهمي هو منشأ للكثير من الأسقام الفكرية و النفسية و الأمراض الأخلاقية و المشاكل السياسية و الاجتماعية مثل التعصب و الاستبداد و الغرور و النزاعات و الانشقاقات ...
ان الإنسان ليس له آلة مجبرة تنتج الأفكار المطلقة، بل هو إنسان يمتلك مجموعة من الصفات المتضادة و الرغبات النفسية المتنازعة و المشاكل الروحية المقلقة، لذلك فأن هذا الإنسان قد يكون مصنعاً لإنتاج الأخطاء، و التاريخ الإنساني شاهد على ذلك. و على هذا فان اليقين الواقعي هو من أصعب النتائج الفكرية التي يمكن يصل اليها الإنسان.(1/4)
أن اليقين الذاتي هو شعور داخلي لدى الفرد بأنه متأكد من هذا الشيء و هذا اليقين كثيراً ما يكون مضللاً، اذا أن شعورنا الداخلي قد لا يكون على أي أساس سوى ميولنا و اتجاهاتنا الذاتية، و هذا الأمر يزداد كلما ازداد الإنسان جهلاً او سيطرت عليه الرغبات النفسية بشكل اكبر فنلاحظ ان اكثر الناس يقيناً هم عادة اكثر الناس جهلاً، فالشخص الذي هو محدود الثقافة موقن بصحة الخبر الذي يقرؤه في الجريدة و قطعية صحة الاشاعة التي سمعها من الآخرين و بيقينية هذا الحلم الذي رآه في منامه ويرتب عليه اثارا في الخارج. لكن كلما ازداد المرء علماً تضاءل يقينه بالنسبة للكثير من الأمور و ازداد استخدامه لالفاظ مثل من المحتمل و من المرجع و أغلب الظن..، بل أن بعض العلماء قد لا تجد شيء يقيني يجزم به في كلامه و كتاباته لأنهم من خلال خبراتهم في الحياة يدركون أنهم مهما وصلوا إلى الحقيقة فأنه مجرد قطرة صغيرة من ذلك البحر المتلاطم المجهول، قال تعالى عزوجل: (وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون). العنكبوت 43
أن أحد أسباب ديمومة الفكر الشيعي و تطوره هو اسلوب تعامله مه اليقينييات، فليس كل ما وصل اليه الفقيه في استنباطه هو يقين او حكم واقعي مطابق للواقع بل قد يكون هذا الحكم خاطئاً لذلك يطلقون عليه اسم الحكم الظاهري أي أنه في ظاهر الحال حكم مستدل عليه وقد لا يتطابق مع الواقع وهوقابل للنقاش و التأمل. لذلك يسمى هذا أتباع هذا المنهج بالمخطئة أي أنهم يخطئون الفقيه و لا يعطون لفتواه و رأيه القدسية المطلقة. و ذلك هو عكس ما اتخذه أهل السنة من منهج أطلق عليه المصوبة الذين يرون كل ما رأه الفقيه واستبطه هو حكم واقعي يقيني ليس فيه خطأ.(1/5)
أن ما يصنع حياتنا و يشكل ما هو ذلك النوع من التفكير العام في حياتنا اليومية، فكم من صدام و شقاق حصل لأن الأطراف تحاول ان تحتكر اليقين لنفسها و تجعله مقدساً لا يمكن النقاش فيه، و كم من شخص حاول أن يمنع الآخرين من التعبير عن آرائهم و استبد بالامر لوحده عندما ظن أنه هو صاحب اليقين المطلق و المقدس الذي أن تعرض لانتقاد يحكم على المتجرئين بانهم مارقين مرتدين.
أن أصحاب هذا المنهج العليل في تقديس يقينيياتهم بأسلوبهم هذا في مواجهة معارضيهم عرضوا كل الحقائق لتجريح و الهدم، فعندما يسيطر المستبد على الأمة و يفرض رأيه عليها يتكون رد فعل عكسي من الجماهير التي ترتد عن كل الحقائق و تضع خطوطاً حمراء على كل اليقينيات حتى الصحيحة منها و هذا التعميم الجماهيري في فهم الحقائق لا شك انه آفة فكرية أخرى.
أن الالتزام بمدرسة الحكم الظاهري في حياتنا اليومية أيضاً يمكن أن يحل الكثير من المشاكل المعقدة التي نواجهها. فليس كل ما نعرفه و نمتلكه من معلومات هو يقين و ليس كل يقين هو أمر يطابق الواقع، فاذا فكّرنا بهذا الاسلوب فاننا يمكن أن نكتشف الكثير من الحقائق و نصحح ما هو خطأ، بل ان استخدام النقد في اساليب الاستدلال يمكن ان يعطي اثباتاً إضافياً لقوة الشيء الذي نريد اثبات انه يقيني. و لا داعي للخوف من الدراسة النقدية و الفكرية لبعض المفاهيم و القيم لأن العقل السليم عبر استخدامه للمنهج السليم في الاستدلال لا شك سيقترب إلى النتيجة الواقعية. نعم قد يكون هناك من يستخدم الشك كأسلوب مغالطة مريض لهدم الاراء الاخرى بدون اتخاذه للاستدلال السليم و المنهجي المنظم و ذلك لكسب الشهرة و أثارة الفتن. و لكن النقد المنهجي الذي يستخدم الموضوعية هو تقوية لايماننا بمفاهيمنا و عقائدنا لانها لا شك تنسجم مع استدلال العقل السليم.
التفكير الارتغابي(1/6)
هو نوع الذي توجهه الرغبات لا الوقائع و هو نقيض التفكير، الواقعي الذي يبذل جهداً في معرفة الوقائع ثم يقصر نشاطه العقلي عليها. و هذا النوع من التفكير من المشكلات الاساسية التي تعرقل حيوية الأمة و تقدمها بل أنه يقودها للتراجع و التخلف، لأنه:
التفكير الارتغابي: يرسم أفكار كل فرد أو جماعة و حسب مصالحه و أهدافه و بالتالي. فأن سلوكه الاجتماعي العام سوف يتشكل حسب هذا المنطلق لذلك تتعمق الانشقاقات و اللامبالاة و عدم تحمل المسؤولية و الأنانية.
التفكير الارتغابي: يرسم للإنسان واقعاً وهمياً يحلم به فيجعله يحلق من غير أجنحة حتى أن تيقظ سقط سقوطاً مريعاً، هذه الأفكار التي توجها الرغبات النفسية تحول الفرد إلى حالم بعيد عن الوقائع يعيش في اوهام تبعده عن مسؤولياته و تبرر له عزلته و انقطاعه، فعندما لا يستطيع الإنسان أو الأمة أن يواجه أزماته ينخرط في موجات التصوف و الرومانسية التي تجعله منسلخاً عن واقعه.
التفكير الارتغابي: لانه لا يتقيد بالواقع فأنه يشوه الرؤية و يجعلنا ننظر للخارج كما نريد لا كما هو في الواقع لذلك تبقى الكثير من المشكلات على حالها.
الاستسلام و الخضوع
هو سيطرة فكر او أفكار على الجو الاجتماعي بحيث يتم استلاب العقل و تحول ذلك الفكر المسيطر إلى سلطة مطلقة غير قابلة للنقد و النقاش. و آفة الفكر هنا ليس في وجود هذه السلطة بل في الاستسلام المطلق لها، و المثال على ذلك تاريخيا هو سيطرة شخصية ارسطو على وسائل المعرفة بحيث كان مصدر السلطة الفكرية و العلمية لقرون عديدة و في بعض العصور فأن الخارج على هذه السلطة كان يتهم بالارتداد. و مثال آخر على ذلك هي المعركة التي جرت في القرون الوسطى حول كروية الأرض و مركزيتها بحيث تحولت إلى محرقة لكل من ينكر هذه النظرية.(1/7)
القرآن الكريم انتقد الاستسلام و المستسلمين للسلطة الفكرية بقوله تعالى: (و اذا قيل أتبعوا ما أنزل قالوا بل نتبع ما الفينا عليه آباؤنا او لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون) البقرة 170.
لقد أثبت التاريخ أن الكثير من الأفكار كانت خاطئة و كان يمكن تصحيحها لو كان هناك من لم يستسلم و يخضع لذلك المنطق ، و لكن الاستسلام هو أسلوب مريح في حل المشكلات و يعبر عن العجز و الافتقار إلى الروح الخلاقة.فالإنسان بطبيعته خاصة اذا سيطر الجهل عليه يضع هالة مقدسة على كل شيء توارثته الأجيال بحيث يدل ذلك عنده على صحته و واقعيته.
ان الفكر الإنساني تكون من خلال تراكم الخبرات لذلك فان انكار القديم هو خطأ ايضاً بل لابد من الاستفادة من الخبرات الماضية و لكن ليس بمنطق الاستسلام بل بمنطق النقد و الفكر و التخطئة.(1/8)
بعض الأفكار تسيطر لأنها مشهورة و منتشرة و هذا الأمر عند البعض يعتبر حقيقة و واقعا، كما يحدث ذلك للجماهير الغالبة التي تبحث عادة عن الأسهل و المريح و هي تتجمع سوياً حول الرأي الواحد بسهولة و الفرد يميل نحو الكثرة و يستظل بظلها لذلك ينجر وراء رأي الأكثرية. و هناك القليل من يمتلك الجرأة و الوعي ليواجه برأيه و فكره الرأي الذي اتخذته الفكرة الغالبة، لذلك يسيطر منطق الاستسلام في هذه الحالة على الضعفاء فكرياً و نفسياً و روحياً. وقد كان البعض يستغل هذا الامر في تعبئة الجماهير لأغراض فئوية او انتخابية او سياسية عبر نشر أفكار معينة بشكل واسع و تضليل اعلامي كبير بحيث يسهل التحكم بهذه الجماهير و ضرب المعارضين لهم . و منطق الاستسلام للرأي المنتشر بين الكثرة هو منشأ للكثير من مشاكلنا الحديثة و خصوصاً سيطرة الانظمة الاستبدادية والانقلابية بتهييج الرأي العام الشعبي لصالحها واحكام سلطتها عبر ذلك. لقد تحول الاستسلام، إلى عادة مترسخة في ثقافتنا و سلوكنا بحيث تعلمنا ان لا نفكر و ان لا نناقش و ان لا ننتقد بل اننا نخاف أن نفكر.
يقول الله تعالى عزوجل: (افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). الحج 46
التعصب(1/9)
هو محاولة لاحتكار الحقيقة و الرأي و اتهام الآخرين بالخطأ دائماً اذ ان التعصب تحمس زائد للرأي الذي يعتقده الشخص و موقف معاد للرأي الآخر، فلا يكتفي المتعصب ان يحتكر الرأي لنفسه و ينطوي على ذاته و ينسب اليها كل الفضائل و القدسية بل و يهاجم الآخرين و يسلبهم الفضائل و ينكرها و تأكيد ذاته من خلال هدم آراء الآخرين. و عندما يصبح لرأي الفرد او الجماعة التي ينتمي اليها الفرد تلك القدسية بحيث يتحول الرأي الآخر إلى ارتداد فان العقل سوف يعطل و يفتقد المرونة اللازمة لصراع الأفكار في داخله، لأن الاستدلال السليم لا يتم الا عبر تقييم و تمييز متعدد لمجموعة أفكار متضادة متنوعة حتى يصل لأختيار منطقي لفكرة ما. أما في حالة التعصب فأن هناك منطقة محرمة تمنع دخول الأفكار الأخرى فلا يرى الفرد أو الجماعة الاّ فكرة واحدة، و حينئذ يكون تفكير المتعصب و استدلاله دائماً خاطئ بل و يكون هشاً ضعيفا لا يستطيع مقاومة المنطق الاستدلالي للأفكار الأخرى، و هنا يلجأ لاستخدام العنف بكافة اشكاله لفرض أفكاره و معتقداته على الآخرين.
و من منا ليس في داخله شيء من التعصب السلبي لذاته يحجب عنا نور الحقيقة و يعطل الاستدلال السليم في عقولنا أننا نتحول إلى أناس عنيفين في حوارنا مع الرأي الآخر عندما نجد أن استدلالنا ضعيف و ان فكرتنا خاطئة فنتمسك بها و نجادل فيها. و التعصب يحاول أن يضع حداً لتلك المعركة القلقة التي تنشب في نفسه حين يستخدم عقله بطريقة نقدية فيحاول ان يستعيد التوازن النفسي عبر تخدير العقل، و ان كان ذلك على حساب الفكر و الاستدلال السليم.(1/10)
و اعظم الاخطار الفكرية التي يفرزها، التعصب أنه يجعل الحقيقة ذاتية و متعددة و متناقضة و هو يتعارض مع كون الحقيقة واحدة في الأمر الواقع. فكل متعصب يصنع حقيقة خاصة لنفسه و يؤكد خطأ الآخرين و المتعصب الآخر لذلك حتى تضيع الحقائق و تندمس الرؤى، و لو كان الأمر هكذا بأن يخلق كل جماعة حقيقة خاصة بهم تنسجم مع مصالحهم و رغباتهم وترفض الحوار مع الاخر والتأمل بأراءها لتعطل دور العقل في التفكير و الاستدلال و لما كان له الحكم في الفصل بين القضايا و كشف التناقض.
الجمود و الركود الفكري
أحد ملامح موت الأفراد و الأمم هو الجمود و الركود الذي يسيطر على الفكر و العقل بحيث تسيطر مظاهر الثبات على مختلف الفعاليات العقلية و هذا الأمر يرجع على عدة أسباب:
1- افتقاد الوعي اللازم لمعايشة الحياة و مواكبتها.
2- عدم تحمل المسؤولية و اللامبالاة لان التفكير و التجدد يفرضان على الإنسان مسؤوليات متعددة خصوصاً عند ما يواجه مجتمعاً سيطرت عليه الكثير من الأفكار الجامدة.
3- الخوف من الجديد و ما يأتي من تطورات، فالقديم يستأنس به الإنسان و يعرف حدوده و معانيه، أما الجديد فانه يتطلب طاقات فكرية و اجتهاد و سعي و هذه كلها أمور يتعب منها العقل الذي تعود على الرخاء و الكسل و الأفكار الجاهزة.
4- الترف الفكري و هو يحدث عندما يعجز الفرد عن حل المشكلات التي يواجهه عن طريق الفكر أو يخاف لظروف سياسية او اجتماعية او اقتصادية أن يواجهها، لذلك يلجأ إلى الترف الفكري الذي يحوي الكثير من الضبابية و الهروب من الواقع إلى عالم لا مسؤوليات فيه.
ان الجمود يصنع مجموعة مظاهر سلبية تعطل الاستدلال الفكري الحيوي و توقف العقل عن ممارسة دورهُ الطبيعي منها:(1/11)
1 ـ الاهتمام بالقشور و الهوامش و ترك الاولويات فيغوص الفكر في أمور لا طائل لها، و تنحصر المناقشات في قضايا هامشية تُنسي القضايا الأساسية كالجدال البيزنطي الذي جرى بين علماء النصارى في مدينة البيزنطية حول ناسوت عيسى(ع) او لاهوته في نفس الوقت الذي كانت جيوش العثمانيين تدق حصونهم لتستولي على مدينتهم.
2 ـ التقليد الأعمى هو أحد مظاهر الجمود، و هذه الحالة تنشيء عند ما يوجب المجتمع على أفراده أتباع فكرة معينة دون نقاش أو نقد و يحرم عليه عبور الخطوط الحمراء التي وضعها فيقضي على الابداع و التطور و يطمس ملكة التفكير و الابتكار، و الأسوء من ذلك أنه يكوّن قاعدة عقائدية ضعيفة الأسس و المرتكزات تنهار بسرعة عندما تواجهها أفكار أخرى في معترك الصراع العقائدي، لذلك تموت الجماعات التي تفرض على أفرادها التقليد الأعمى بسرعة و تندثر، و بعض هذه الجماعات الهشة يحرم على أفرادها خوض مناقشات عقائدية او فكرية. أن القوة العقائدية و الفكر المتين ينبع من القدرة على النقد و التحليل و فهم الحقائق بأسبابها و مسبباتها، لذلك نرى ان الفكر الشيعي يوجب على أتباعه أن يعتقدوا بأصول الدين عقلاً و تفكيراً و استدلالاً و لا يجوز التقليد فيها عند علماء الشيعة.(1/12)
3 ـ التفكير السحطي و الآني: هو أحد آفات الفكر التي تحجم الاستدلال، فالإنسان الذي يغرق في مشاكل حياته اليومية يصبح عاجزاً عن التفكير المنهجي و المنظم، و حين تسيطر عليه الجزئيات يصبح تفكيره مجرد رد فعل ي أنه يفكر كالطفل حسب الاستجابات التي تطرأ عليه خارجاً، فهو حينئذ مجبر على التفكير في قضايا جزئية معينة و يعجز عن خلق أفكار و ابداع أشياء جديدة و هذا هو الذي خلق الإنسان الآني الذي يعيش في يومه فقط و لا يفكر في الغد و المستقبل. لذلك تصدر أغلب الافعال بدون تفكير و حين نقع في الاخطاء فاننا حينئذ نحاول أن نفكر بذلك و نخلق أفكاراً لتبرير سلوكنا و الدفاع عن اخطائنا و هذا هو منطق التفكير العاطفي وهو عكس التفكير المنطقي لانه يستهدف الدفاع لا البرهان، فالذين يفكرون قبل ان يعملوا هم قليلون والذين يعملون دون ان يفكروا هو ولاشك كثيرون في مجتمع تعلم وتربى على ان يكون محدودا لايفكر. و عندما يحاول ان يبرر الإنسان سلوكه الخاطئ و يعمل دون تفكير منهجي منظم مسبق يستمر في الوقوع في الاخطاء حتى يتأقلم معها و تصبح من الملفات المؤجلة و العادات المتجذرة، فتصبح تدريجياً حالة طبيعية متأصلة في سلوكنا بدون ان نشعر بذلك.
ان التفكير السطحي السريع ينعكس فقط في فهم الظواهر فهماً شكلياً متعجلاً معتمداً على الخبرة الشخصية الذاتية المحملة بانطباعات و تصورات ذاتية مغرورة دون أن يخترق الاعماق ليفهم الواقع فهماً تحليلياً للوصول إلى الاسباب و العلل. و التحليل الفكري العميق يعطي الكثير من النتائج المذهلة للفكر الإنساني حيث يخلق مجموعات متوالية من الولادات الفكرية المبدعة و المفيدة.
التعقيد اللغوي(1/13)
ان اللغة هي سبب كبير في تطور الفكر و تشجع الإنسان على التفكير و الابداع لانها تخلق الكثير من المعاني التي تعبر بمفردات جميلة عن خواطر الإنسان و أفكاره. و لكن في بعض الأحيان تتحول اللغة إلى عائق كبير في تطور الفكر و العلم عندما يحبس أرباب العلم علومهم باصطلاحات و رموز تجعل من الالفاظ الغازاً يصعب فهمها على من يقرأها، فبدل من أن يحاول القارئ استيعاب الفكرة يستغرق وقته في حل رموز الالفاظ و الضمائر و ما تدل عليه من معاني. و اذا طالعت بعض الكتب العلمية من الطب او علم النفس او الاصول و الفلسفة فأن محتواها من المصطلحات اكبر من المعاني التي بها، فالمؤلف يحاول أن يرفع من شأن كتابه عبر تقزيم الأفكار لصالح تعظيم المصطلحات.
ان التفكير الاستدلالي يصبح غير مفيد عندما يقع في مجادلات لفظية عقيمة تهدف إلى مجرد الجدال لأثبات الذات و ليس للوصول إلى الفكرة السليمة، و اذا تعود الفكر على المغالطة الجدلية متجاوزاً الأذعان للحقيقة عندما يصل اليها، فانه يكون حينئذ من السهل خلط الحقائق و تذويبها في متاهة المغالطات و المجادلات، و عندها يتحول الجدل و المغالطة إلى حالة منهجية مسيطرة على التفكير و تعوقه عن الاستدلال السليم.(1/14)
ان منهج استكشاف افات التفكير يهدف الى التأمل في الكثير من العادات التي اصبحت روتينا ثابتا في حياتنا اليومية بحيث ان كل ما يجد علينا يكون غريبا وغير مفهوم لدينا، ولذلك يجابه الجديد والمتجدد بموجة من الاستنكار فينهار امام الضغوط ويستسلم لها كما فعل ذلك غاليليه في القرون الوسطى عندما اعلن عن عدم مركزية الارض للكون فجوبه بالاعدام حرقا فاضطر للتخلي عن فكرته، لذلك كانت العصور الوسطى من اسوء العصور في التاريخ الانساني.وقد يكون عصرنا الحالي ليس بأقل سوءا عندما يصبح التخلف الحضاري الذي نعيشه امرا طبيعيا قد تعودنا عليه بحيث اصبح جزءا لاينفك عن حياتنا، ويكون البحث عن التغيير هو المحرمات التي لايجوز المساس بها.
ان الله عزوجل قال في كتابه الكريم: (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، فاذا اردنا ان ننتشل الامة من الواقع المأساوي الذي تعيش فيه لابد من تغيير انفسنا، وتغيير النفس لايتم الا عندما نغير من اسلوب تفكيرنا واستدلالنا لان الفكر هو الذي يصنع سلوك الانسان ويشكل ثقافته. وما كانت عظمة الانيباء والمصلحين الا لعظمة افكارهم التي انارت للانسانية سبل الهداية والحضارة.(1/15)
هل ابنك واثق من نفسه؟
الثقة بالنفس أو عصا الثقة:
إن الفرد يُعتبر مجموعة نجاحات متتابعة, فكل فرصة ينجح فيها الفرد في أداء سلوك ما, تعتبر نقطة إيجابية تضاف لرصيده في الثقة بالنفس, و قد يكون قلة رصيد الفرد في الثقة بالنفس سبب في إخفاقه في إنجاز أي مهمة, أو سبب في إيجاد بعض الصعوبات النفسية التي قد يتعرض لها في مستقبل حياته عندما تزداد ضغوط الحياة عليه.
إنّ مقدار الثقة يتأثر بأسلوب التربية في الصغر، فالشدة والقسوة الفعلية أو اللفظية لها أثر سلبي.
إنّ كل فرد يريد القيام بعمل ما، يحتاج لأمر يعتمد عليه بعد الله تعالى, وذلكم الأمر هو الثقة بأنه قادر على القيام بما يريده, وعلى هذا فيمكننا أن نسمي هذا الأمر بالعصا التي يتكئ عليها ليستجمع طاقته وجهده للنهوض بالعمل المطلوب, سواء كان ذلك العمل صغيراً أو كبيراً.
إنّ تلك العصا قد يكون لها جذوة تضيء له طريق العمل الناجح الذي يختاره بنفسه، قال تعالى: ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) سورة طه:17- 18.
إنّ عصا الثقة وسيلة قوية للنجاح في أي سلوك أدائي. فهل يحمل ابنك تلك العصا؟ أم أنّها قد كُسِرَتْ، أو فُقِدَتْ ؟
ماذا نعني بالثقة بالنفس؟
إنّ الثقة بالنفس معناها: أن يكون لدى الفرد شعور كافٍٍ بأنه قادر على النجاح في هذا الأمر الذي يرغب القيام به(1/1)
إنّ الحاجة للثقة بالنفس تتبين عند التفكير في القيام بسلوك ما, و عند البدء في تنفيذه, حيث أن هناك لحظة حاسمة في الإقدام على السلوك أو الإحجام عنه, وهي عندما يقترب وقت البدء لتنفيذ السلوك المعين، فعندها يظهر أثر ومقدار الثقة الذي يتمتع به الفرد, فإن كانت الثقة كافية فإنّ الفرد سيقدم على تنفيذ السلوك المراد، وإن كانت ناقصة ارتبك وتردد، وأحجم عن التنفيذ, فهو بهذا كأنه يحول الثقة الذاتية إلى عكاز يعتمد عليه في القيام بالسلوك.
قد يكون الذي مع ابنك هو ثقة العصا وليس عصا الثقة، أي قد تتحول عصاه التي يحملها إلى عصا وقتية توجد مع الإكراه على الفعل، مما قد يفقده ميزة اعتماده الاختياري على عصا الثقة التي هي من أسباب النجاح في الحياة.
إنّ الفرق بين الأولى و الثانية، أنّ الحالة الأولى مع الإكراه والقسر والشدة التي قد تمارس مع الصغير - حال توجيهه للفعل المطلوب منه – قد تُفقده عصا الثقة وتوجد لديه ثقة مهزوزة غير حقيقية، يمكننا أن نسميها ثقة العصا, أمّا في الحالة الثانية، فهي الوضع الطبيعي للفرد الذي يتمتع بثقة عالية.
كيف تُُوجد عصا الثقة لدى ابنك ؟
يتم إيجاد عصا الثقة من خلال:
1- تعامل الفرد مع نفسه.
2- تعامله مع الآخرين.
3- تعامل الآخرين معه.
إنّ الفرد يميل إلى تصنيف الآخرين إلى عدة أصناف هي:
1/ المهم جداً: الوالدين المحبوبين، غير العدوانيين بدرجة كبيرة, والمعلمين المحبوبين، بعض الأقارب المحبوبين بعض الأخوة المحبوبين وغير المنافسين له.
2/ المهم: الأقران غير المنافسين له بدرجة كبيرة, و المعارف الذين يتكرر تعامله معهم, بعض الغرباء.
3/ غير المهم: الأخوة المنافسون, و الأقران غير المحبوبين والمنافسين له, والغرباء.
أولاً: أفعال يمارسها الفرد ذاته مع نفسه:(1/2)
إنّ الفرد يولد ومعه النظرة الإيجابية العالية للذات. وتمثل السنتان الأوليان من عمر الفرد المرحلة الأولى في إدراك الفرد لقوة الشخصية, لذا يبذل جهوداً للتعرف على معاني مفردات ( أنا ) و ( لي ) لأنهما تضيفان له شعوراً بالهوية الذاتية كفرد متميز مستقل عن الآخرين.
إنّ الفرد ينتبه ويعي بنفسه وبالعالم من حوله، ويكون أول ما يعيه أهمية نفسه وذاته الإيجابية.
إنّ لدى الفرد قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه - لكن كثرة المواقف التي يتم فيها النفخ على جذوة الثقة تؤدي إلى خفوتها في نفس الفرد, لذا فكثر التوبيخ و التقريع تكسر عصا الثقة في يده وهو ينظر – لذا فعليك أن تعلمه، لا أن تعنفه، فالتعليم و التوجيه للصواب يقوي عصا الثقة، وأمّا التعنيف والتخويف فإنّه يكسرها, فإن كان لابد من التقريع و الضرب فلابد من محاورته وإقناعه بأنه مُخطئ يستحق العقاب أو اللوم.
إنّ الأفراد الذين يمتلكون مشاعر إيجابية عن أنفسهم هم أكثر قدرة على تحديد اتجاهاتهم وأهدافهم، وتوضيح نقاط قوتهم والتكيف مع النكسات والعقبات التي تواجههم، كما أنهم يتقبلون عواقب أفعالهم بسهولة, وهم أقوى شخصية من سواهم, لذا فالتوجيه في حقهم خير من التوبيخ.
يميل الفرد إلى النظر للذات على أنها قادرة على القيام بأي فعل مهما صعب التغلب على تحديات الحياة و أنها تستحق النجاح والسعادة - يظهر ذلك جليا لدى الأطفال - لذلك نجد الفرد يميل دائماً إلى ما يشعره بالقوة والقدرة و ينفر مما يخالف ذلك, وهو تصوّر ينمو لدى الشاب ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييم الفرد لنفسه، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسه بأهميته وجدارته، ويتم ذلك في نواح ست هي:-
المواهب الموروثة مثل الذكاء، والمظهر والقدرات.
الفضائل الأخلاقية و الاستقامة.
الإنجازات أو النجاحات في الحياة مثل المهارات, والممتلكات.
الشعور بالأهلية، والاستحقاق لأن يكون محبوباً.(1/3)
الشعور بالخصوصية والأهمية والجدارة بالاحترام .
الشعور بالسيطرة على حياته .
تعاملاته مع جسمه و نفسه:
السعي لإفادة الجسم بالغذاء...
و صيانته بالنظافة...
و تزيينه بالملبس...
و تقويته بالنوم...
و إبراز نفسه بالفعل الباهر والفائق والممدوح...
و تطهير جسده من الدنس و نفسه من القبائح...
و تعطير جسده بالطيبِ...
وتزكية جسده بالتخلص من الفضلات...
و إبعاد نفسه عن الخطر والألم...
و مكافأة نفسه بإيجادها في مواطن السرور والأنس...
- فرحه بالتكليف بالأعمال المختلفة.
- سعادته بالمدح و الثناء لما يتصف به من صفات, أو ما يقوم به عمل ناجح.
- اغتباطه بمشاركته الكبار في الأعمال المهمة.
- زهوه بمحبة الآخرين له - المهمين له وغير المهمين -
- افتخاره بقدراته و مواهبه و إمكانياته و إنجازاته.
- حرصه على ممتلكاته و ميله لتمنيتها.
كل ذلك لبناتٌ تبني و تُنشئ ذاتاً موثوقاً بها، مُعتزاً بها - وغير ذلك الكثير من الأفعال التي يقوم بها الفرد من أعمال أو مهام - شريطة القدر المناسب و السلامة من التأثير السلبي للكبار عليها، وهي في نفس الوقت أفعال يومية للفرد تؤدي أدواراً طبيعيةً يوميةً مطلوبةً للفرد.
ثانياً: أفعال يمارسها الآخرون معه:
الأطفال يربطون شعورهم بالأهمية بمقدار الانتباه الذي يحصلون عليه من الآخرين و ذلك بشكل منتظم.
لقد اتفق الباحثون والمختصون في تقدير الذات على أنه تعزيز جميع أوجه الحياة وذلك من خلال تمكين الفرد من زيادة إنتاجيته الشخصية والوفاء بمتطلبات علاقاته البين شخصية.
من خلال دراسة لـ (1730) أسرة ثبت أن هناك ثلاثة طرق منزلية تسهم في تكوين تقدير الذات هي:-
- الحب والعاطفة غير المشروطين.
- وجود قوانين محددة بشكل جيد يتم تطبيقها باتساق.
- إظهار قدر واضح من الاحترام للطفل.(1/4)
لقد وُجِدَ أنّ استقبال أفعال الأطفال من قبل المحيطين بهم - في وقت مبكر - من التعامل معهم مثل ( بداية الكلام, بداية المشي، استخدام الحمام ) بردود فعل إيجابية وبتشجيع، يجعلهم يكوِّنونَ ثقة جيدة بأنفسهم.
إنّ الخوف على الطفل أو حمايته الزائدة من الخطر عند بداية تعلم الكلام أو المشي يعطيه مزيداً من الشعور بفقد الثقة بنفسه، كما أن جعل الطفل يمارس سلوكه المُشَاهَد والظاهري في مكان بعيد عن أعين الكبار ( الذين يقّيِمون ويشجعّون سلوكه ) يجعله يكتسب شعوراً بأنه غير مرغوب فيه أو أنه أقل أهمية من غيره, ومن هنا فلا ينبغي أن نطالبه بأن يذهب ليلعب بعيداً عنا لأننا نريد أن نرتاح من إزعاجه أو بحجة أننا نريد مزيداً من الهدوء.
إنّ الطفل الذي يغيب عنه أحد أبوية أو كلاهما بسبب العمل أو الانشغال بأمور الدنيا مع عدم محاولة تعويضه بأوقات أخرى للجلوس معه، قد يؤدي ذلك إلى تكوُّنِ شعورٍ ناقصٍ بالهوية الذاتية، و قد يجد الطفل صعوبات في المعرفة الدقيقة بجوانب قوته أو قصوره، وقد يصعب عليه أن يشعر أنه فرد مهمٌ أو جديرٌ بالاحترام والسعادة.
تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يفتقرون للانتباه والتغذية الراجعة من الوالدين لديهم مفهوم للذات أكثرُ تدنياً من غيرهم من الذين يتلقون استجابات كتغذية راجعة سواء كانت إيجابية أو سلبية.
أهم جوانب التعامل المطلوبة لتنمية الثقة بالذات:
1- فتح الطريق المُيسر للأفعال الذاتية السابقة الذكر في ( أولاً )
2- أن يكون أول رد فعل لك عندما تلقاه الابتسامة مهما كان حاله و سلوكه, وأن تحرص على أن يبتسم هو لك عندما تلتقيان دائماً.
3- بذل العطايا في الحاجيات غير الأساسية ( هدايا - أجهزة - أدوات مدرسية - ألعاب )
4- حسن التعامل مع طلبات الفرد التي لا تلبي له، وذلك بأن يبين له العذر في عدم إمكانية التلبية.(1/5)
5- السكوت عن أخطائه والتغاضي عن هفواته، مع تحيُن الفرص المناسبة لتوجيهه وإعلامه بما يعينه على عدم تكرار تلك الأخطاء.
6- حمايته من تعديات الآخرين، والوقوف بجانبه إذا تعرض لشي من ذلك, ومن المهم أن يطلب منه التسامح في مقابلة أخطاء الآخرين، مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على ما يكره، وتعليمه أن لكل فرد نصيب من الأمور التي يكرهها، ولابد له أن يصبر عليها.
7- منحه الحب قولاً: بأن يسمع كلمات الحب منك، وفعلاً: بأن يُمازح ويُضم ويُقبل ليشعر بأنه محبوب ومقبول ومُقدر بقيمة عالية لديك، ولدى الكبار غيرك.
8- أن يُمْدَحَ حال فعلة لما يحسن، أو عند تجنبه مالا يحسن، فإن إمساكه عن الشر منقبة له، يجب أن يمدح عليها، و يُمْدَحَ كذلك عندما تسير أمور حياته الدراسية، أو علاقاته المنزلية، أو الاجتماعية في الحي بصورة طبيعية، أو جيده، فإن هذا يُعَدُّ إنجازاً يجب أن يُمْدَحَ عليه.
9- أن تبحث عن الأمور التي تتوقع أنه يستطيع إنجازها بنجاح، فتعمل على تكليفة بها، ثم تمدحه عليها.
10- أن تُسمع الزوار والأقرباء الثناء عليه بحضوره، مع الحذر من توبيخه أو لومه أمامهم.
أن تتعامل معه بصورة فردية ولا تربطه بأخواته ، أي أجعل لكل أبن تعامل مستقل عن أخوته وذلك في جميع تعاملك معه فيما سبق، ولا تربط تعاملك مع أبناءك بإجراء موحد إلا عندما يتطلب الموقف ذلك، وليكن غالب التعامل معهم هو التعامل الفردي لأهمية ذلك في بناء الثقة الذاتية لكل منهم.
11- تعويده على الفأل الحسن والتفاؤل في جميع أموره يفيد في المحافظة على ذاته قوية وإيجابية .
الحياء له مساس بالتقدير للذات فصاحب التقييم العالي لذاته أميل للحياء من غيره فشجعه عليه .
الصدق له أثر على تقوية الثقة بالذات فهو يزيد فرص الفرد في إثبات ذاته و قوتها واستقامتها, و الكذب عكس ذلك.
12- تعويده الإحسان للناس، لأن ذلك يترك في نفسه أثراً طيباً عن ذاته.(1/6)
13- تجنب الإيذاء البدني والنفسي أو النيل منه بما يسؤه إما بسبب غير مقنع, أو بدون سبب ( وهو الأسوأ ).
إنّ بناء النفس البشرية أمر في غاية التعقيد، فهو يحتاج إلي علم، وإلى صبر ومثابرة، ويحتاج قبل ذلك إلى توفيقٍ من المولى عز وجل، فابذل و صابر و اسأل الله العون و السداد.
وصلى الله على نبنا محمد وآله وسلم(1/7)