الله عليه لكن هناك أناس يغلبهم الإيمان والخوف من الله فيريد أن يطهر في الدنيا حتى يضمن أن لا يعاقب في الآخرة فلما وضعت بابنها أتت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اذهبي به حتى ترضعيه رأيتم رحمة الرسول عليه الصلاة والسلام فذهبت به بعد عامين عادت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يد هذا الرضيع كسرة خبز علامة على أنه قد فطم فطهرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لقد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم ما أعظم الإيمان ما أعظم التوبة هي كانت تريد هذه التوبة كانت تريد هذه الإنابة كانت تريد أن يرضى عنها الله سبحانه وتعالى من وقع في شيء من هذه الفواحش نحن ندعوه إلى أن يتوب إلى الله وأن يصلح ما بينه وبين الله وأن يستر على نفسه لا أن يذهب لكن لا بد أن يكثر من التوبة لا بد أن يكثر من العزيمة لا بد أن يكثر من طاعة رب الأرباب ومسبب الأسباب سبحانه وتعالى لا بد أن يعلم أن الله عز وجل يغفر لعبده وأن الله سبحانه وتعالى يرحم عبده وأن الله عز وجل أرحم بعباده يقول النبي صلى الله عليه وسلم امرأة يا أخوة كانت في بعد الغزوة تبحث عن وليدها عن فلذة كبدها تدور في ارض المعركة كلما رأت جثتاً نظرت إليه تظنها وليدها فتتركه حتى رأت إلى ابنها فلما رأته أخذته فضمته إلى صدرها وأرضعته من حنانها الآن الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى هذا المشهد العظيم بالمناسبة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن دعوته ولا تعليمه للناس من خلال محاضرة يلقيها الداعي لله عز وجل ليس شرطاً أن يكون محاضراً الداعي إلى الله قد يدعوا بقوله قد يدعوا بفعله قد يتحيل الفرص قد يسأل كما كان النبي صلى الله عليه وسلم أي شجرة تشبه المؤمن فهذه الأشياء كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم من جميعها النبي نظر إلى الصحابة وإلى تعاطفهم مع هذه المرأة وإلى دهشتهم مما يجري فقال عليه الصلاة والسلام هل تظنون هذه المرأة(3/478)
ستلقي بابنها في النار أنتم تتوقعون يا أخوة أتأتي هذه المرأة بعد هذا الجهد وبعد هذا العناء وبعد هذا التعب أن تأخذ ابنها فتلقه في نار جهنم لن يكون ولا يعقل هذا قالوا لا يا رسول الله قال والله أرحم بعباده من هذه بولدها الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من هذه بولدها إذا نحن نريد أن يتوب الإنسان إلى الله وأن يقبل على خالقه ومولاه سبحانه وتعالى لأن أنفاسنا معدودة وآجالنا محدودة فلنتب إلى الله قبل أن تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت من.. سأذكر لكم توبة رجل كان يملك الأموال يملك الأراضي يملك العقار لكن رحمة الله تداركته قبل أن يموت هي المشكلة المصيبة أن يموت الإنسان وهو على المعصية أن يموت الإنسان وهو يريد أن يتوب إلى الله عز وجل يعني بعض الناس يعني هو الآن يعمل في مكان يتعاطى فيه مال حرام ماذا يقول يقول أنا سأجمع فقط سنتين ثلاث أربع أو بعد عشر سنوات ثم أتوقف وآخذ نصف الأموال هذه أبني بها مسجد والنصف الأخر أنفقه على نفسي فإذا به بعد ساعة من كلامه وإذا به يلفظ أنفاسه الأخيرة فسبحان الله يعني سبحان من جعل الموت بيده لا يعلم متى يموت الإنسان إلا رب العالمين سبحانه وتعالى ولو كانت الدنيا تدوم لنا من كان أولى الناس بالبقاء محمد صلى الله عليه و سلم ولو كانت الدنيا تدوم لواحد لكان رسول الله حياً وباقيا وما جعلنا لبشرً من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت كلنا سنموت وكلنا سنفنى ولكن ولو أن الموت نهاية كل حياً لكان الموت مطلبنا جميعا وكان المشكلة ماذا بعد الموت ونسأل بعده عن كل شيء هذا رجل ملك من ملوك البصرة كان لديه أموال فبنى قصراً منيفاً وقصراً عظيماً فجعل يأتي بالنساء ويأتي بأصحابه ويشربون الخمر ويعصون الله ليلا ونهارا وسراً و جهارا فلما صرح قصره ونظر إليه واستظل بظله وارتاح له قال لأصحابه أقبلوا علي غداً أريد أن أبني لكل واحد من أولادي مثل هذا القصر(3/479)
قالوا نعم في اليوم التالي أصحابه يجلسون معه والنساء يضربون عليهم ومع ذلك وإذا بهم يسمعون هاتفاً يسمعون شخصاً يتحدث ولا يرونه وإذا به يقول يا أيها الباني يعني باني القصر يا أيها الباني والناسي منيته لا تأملن فإن الموت مكتوب على الخلائق إن سروا وان فرحوا فالموت حتفًٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌُ لذي الآمال منصوب فأخذوا ينظرون فلا يجدون أحدا قال هل تسمعون ما أسمع قالوا نسمع يذكره بالموت مهما بنيت ومهما عمرت فسينالك الموت فقال هل تسمعون ما اسمع قالوا لا قالوا نعم قال هل تحسون بما أحس قالوا بماذا تحس قال أحس بألم الموت فأمر بهذه الخمر فأريقت ثم أمر أصحابه أن يتوبوا إلى الله وان يعلنوا التوبة لله ثم قال اللهم أني أشهدك ومن حضرني من عبادك أني تائب إليك من جميع ذنوبي نادم على ما فرط في أيام مهلتي وإياك أسأل ياذا الجلال والإكرام أن تنعم علي بالانابة إلى طاعتك وإن أنت قبضتني إليك أن تغفر لي ذنوبي تفضلاً منك ياذا الجلال والإكرام ثم قبض ملك الموت روحه فكان العلماء يظنون انه بهذا قد تاب إلى الله وأناب إلى الله سبحانه وتعالى هذا هو الذي نريده جميعاً أن نتوب إلى الله وان نقبل على الله أن نتوب إلى رب البريات وخالق الأرض والسماوات ما دمنا في دار المهلة والله عز وجل يغفر لعبده مالم تغرغر الروح نعم يا أخي المداخل بالنسبة للتوبة تأذن لي سعادتك بسؤال إنسان فعل ذنوب عديدة وتاب توبة نصوحة والنية يعلمها الله سبحانه وتعالى كيف يعلم الإنسان ده أن ربنا تاب عليه وقبل توبته هل هناك مؤشر.(3/480)
الشيخ نسال الله ان يتقبل منا جميعاً أول هذه المؤشرات ان الإنسان يتوب إلى الله عز و جل الأمر الثاني هو ان يكثر من طاعة الله إذا رأى الإنسان نفسه أنه أكثر من طاعة الله عز و جل وأكثر من محبة الله وأكثر من محبة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وان ترك قرناء السوء واقبل على قرناء الخير فإن هذا علامة من الله عز و جل على ان الله سبحانه وتعالى قبل توبته لأن من علامة قبول الحسنة ان تتبع الحسنة بعدها فإذا أردت ان تعرف ان صلاتك قد قبلت فانظر إلى نفسك بعد الصلاة هل أنت على طاعة أم على معصيةٍ الأمر الثاني إذا أكثر الإنسان من هذا الأمر وأكثر من التوبة ومن الإنابة ومن الإقبال على الله عز و جل يحس براحة في صدره وبلذةٍ في فؤاده دليل على قبول الله عز وجل له اسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لنا ولكم وان يتوب علينا وعليكم وان يجعلنا ممن يستمعون إلى القول فيتبعون أحسنه إلى لقاء قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
الرجوع الى الله 3
موضوع الحلقة :
المقدم :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبده و رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين صلى الله على نبينا محمد كلما صدح الحمام و قوظت من منا الخيام وعلى آله و الأصحاب مالمع سراب وهمع سحاب و قرأ كتاب أما بعد ،(3/481)
أيها الأخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته وبركاته و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم ممن إذا أوعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فإن هذه الثلاث عنوان السعادة و مفتاحها أسأل الله عز و جل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل السعادة و أن يجعل الإيمان ممتلئ في قلوبنا و أن يسعد أرواحنا و أرواحكم و أرواح جميع المسلمين بطاعته عز و جل و أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا و نور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وهمومنا انه عز وجل جواد كريم أيها الإخوة والأخوات لعل من أعظم الأشياء التي نذكرها دائما من أقوال العابد الزاهد إبراهيم ابن أدهم رحمه الله هذا الأمام كان له مواقف جميلة مواقف تشرق لها القلوب وتسعد لها ألأرواح والأفئدة مواقف رجل عاش في الأيمان واستظل بطاعة الكريم الرحمن عز وجل حياته كلها ذكر لله صمته فكر ورجاء فيما عند الله عز وجل فسبحان الله تجدون بعض العلماء من كثرة ما يداومون على قراءة القران ومن كثرة ما يطيعون الواحد الديان عز وجل تجد أن الله سبحانه وتعالى يشرح صدورهم وينير قلوبهم فينطقون بكلمات الصدق والإحسان ويظهرون معنى قول الله عز وجل لا يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا .(3/482)
نحن كبشر كلنا مذنبون وعصاه ومقصرون لا يوجد رجل على وجه الأرض يدعي الكمال فإذا ادعى رجل أنه كامل فهذا دليل على النقص لأن الكمال لله سبحانه وتعالى وما دام أن الإنسان في هذه الحياة فلا بد أن يقع منه المعصية وأن يقع منه الزلل وأن يقع منه الخطأ وأن يقع منه السهو ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم كل ابن أدم خطاء وخير الخطاءين التوابون وفي الحديث الأخر كلنا ذو خطأ إذاً نحن الأساس والأصل في ابن ادم أنه يخطئ وأنه يذنب وأنه يحتاج إلى أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى هذه القواعد لا بد أن تتقرر في أذهاننا جميعا بعض الناس تأتيهم تقول لها قد أسرف على نفسه بالذنوب وأكثر من المعاصي وفرط في جنب الله عز وجل فتقول يا أخي هلم إلى الطاعة أ قبل إلى الاستقامة أقبل على سعادة القلب أقبل على راحة الفؤاد أقبل على ما يسعد ك في الدنيا والآخرة اقبل على السعادة الحقة التي يشرق بها قلبك وتسعد بها فؤاده ماذا يقول يقول يا أخي أنا أخطأت كلنا نخطأ وكلنا نذنب ولهذا لما نزل قول الله عز وجل(( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يرى )) رأيتم الخطورة مثقال ذرة ليست ذنوب ومعاصي كبيرة(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يرى )) يعني الإنسان قد يقع يفعل معصية صغيرة فيجدها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم نحن الأن نستمع إلى هذه الآية نمر عليها مرور الكرام ولا نبالي ولا يتأثر البعض لكن هذه الآية لما نزلت على قلوب الصحابة رضي الله عنهم عرفوا أ ن هذه الدار دار ماذا دار عمل ليست دار مقر وأن الأخرة عند الله عز وجل يوم يجتمع الخلائق عند ذلك يحاسب الله سبحانه وتعالى ابن أدم.(3/483)
الصحابة كانوا يخافون من ذلك اليوم وكانوا يعدون له العدة ففزعت قلوبهم وارتجفت أفئدتهم وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا إلى معلم الإنسانية ذهبوا إلى هادي البرية ذهبوا إلى الذي شرح الله به الصدور و أنار به الفلوب وقالوا يا رسول الله وأينا لا يعمل شراً من ذاالرجل الذي لا يخطئ من منا لا يقصر من منا لا يقع في السهو ولا في الخطأ فماذا قال صلى الله عليه وسلم أراد أن يهون على تلك القلوب الخائفة أراد أن يسعد تلك القلوب التي خافت من الله وما خافت من أحد إلا من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم وهو يبين هذا الأمر قال عليه الصلاة والسلام إن الرجل ما يصيبه فإنه يعتبر كفارة له حينما أتى إليه أبو بكر قال يا رسول الله أينا لا يخطئ قال يا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك ألأواه يعني المصائب قال بلى قال فذلك ما تجزون به هذه تكفر هذه ففرح أبو بكر رضي لببه عنه بهذه البشارة العظيمة إذاً نحن بحاجة إلى أن يستقرفي أذهاننا تماما أننا سنخطئ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم قال لولا لم تذنبوا تأملوا في رحمة ربكم تأملوا في رحمة مولاكم تأملوا في رحمة خالقكم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم لولا هذه الأحاديث التي تبعث في الإنسان الرجاء لخشي الإنسان والله من هول يوم القيامة نحن أصحاب ذنوب وأصحاب معاصي لكن بإذن الله رحمة الله عز وجل تدركنا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم قال :(3/484)
لن يدخل احد منكم الجنة بعمله ، بعملك لا تظن انك ستدخل الجنة ولهذا لما أتى ذاك الرجل من بني إسرائيل عمل أربعين سنة طاعة وعبادة لا معصية لا فجور أربعين سنة وهو مطيع لله سبحانه وتعالى فأتى فقال الله عز وجل اسألوا عبدي حينما مات يدخل الجنة بعمله أم برحمتي فالرجل فكر أربعين سنة ما عصيت الله أربعين سنة ما أذنبت إذاً ادخل الجنة بعملي فقال الله في قيسوا ما بين عمله وما بين نعمة واحدة وهي نعمة البصر فقاسوها فلم يجدوها تساوي شيئا فقال يا رب أدخل الجنة برحمتك إذاً نحن والحمد لله نحتاج نحتاج أيضا الإنسان ما يغلف جانب الرجاء ويهمل جانب الخوف نبه عبادي إني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم فيحتاج الإنسان أن يعيش حياة التوازن حتى يصل إلى ما يريد قال صلى الله عليه وسلم(( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)) الصحابة قالوا:(3/485)
إذا كان أحد سيدخل الجنة بعمله( من تتوقعون شخص مُعين سيدخل الجنة بعمله) قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم,قال (إن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا) محمد صلى الله عليه وسلم خير الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين الشافع المشفع يوم القيامة أول من يفتح أبواب الجنة وأول من يسجد تحت ظل عرش الرحمن عز وجل يأتي صلى الله عليه وسلم قالوا ولا أنت يا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم كان يا أخوة من كثرة عبادته و من كثرة خشوعه و خضوعه هو الذي علمنا العبادة كان يقوم في الليل حتى تتفطر قدامه تتشق تقول عائشة يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر معنى كلامها إن هذه عبادة رجل عصى الله عبادة إنسان يريد أن يكفر عن ذنوب ومعاصي أنت ليست لك ذنوب و لا معاصي قال صلى الله عليه وسلم قال(انظر إلى المنزلة العظيمة) يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا ) بعض الناس تقول يا أخي اتقي الله يقول يا أخي نحن متقين لله لا نحن نريدك أن تصل إلى مرتبة أعلى وأعظم انظر النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز مرتبة أنه يكفر انتقل إلى مرتبة أنه يشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه بأنه يعبد الله عزوجل نعود إلى الحديث مرة أخرى قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته فأسأل الله أن يتغمدنا برحمته إذا كان نبينا بكثرة عبادته وخشوعه وخضوعه لن يدخل الجنة بعمله وإنما يدخلها برحمته فأسأل الله أن تدركنا رحمة الله عز وجل أتى رجل إلى الإمام إبراهيم ابن ادهم هذا الرجل كثير الذنوب وكثير المعاصي كلما قرر أن يتوب وأن يعود إلى الله عز وجل وإذا بالشيطان يقوده مرة أخرى وإذا بنفسه الأمارة بالسوء تقوده مرة أخرى وإذا بقرناء السوء يقدونه مرة أخرى رأيتم أعداء الإنسان لذلك يأتون في رمضان يقولون أن النبي في رمضان يقول تسلسل الشياطين وتصفف ومع ذلك يفعل الإنسان المعصية قال العلماء الإنسان لا يوسوس له الشيطان فقط(3/486)
الشيطان يدعوه إلى المعصية أليس كذلك النفس الأمارة بالسوء تدعوه إلى المعصية الشئ الثالث قرناء السوء تجد الإنسان مثلا يترك التدخين ويعترف ويقول هذا حرام ومضر بالصحة فبترك التدخين فيجلس مع أصحابه فيقولون له تفضل فيأخذها كرجل فيعود مرة أخرى ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قرناء السوء فنحن ألان إمام ثلاثة أعداء لا بد أن يحذر منها الإنسان الرجل كلما أراد أن يتوب دعته نفسه إلى المعصية فذهب إلى إبراهيم ابن ادهم اسمعوا إلى العالم يعني سبحان الله ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا العالم الذين اهتدو وا لذيناهتدوا زادهم هدىً واتاهم تقواهم حينما تتعلم العلم الشرعي وحينما تجعل مع هذا العلم كثرة عبادة وخشوع وخضوع كلما يزداد علمك سبحان الله وكلما تزداد نورا وبصيرة على العلم الذي أعطاك الله عز وجل قال يا إمام إنني رجل كثير الذنوب والمعاصي أريد أن أتوب إلى الله أريد أن أقلع عن الذنوب أريد أن أتوب إلى علام الغيوب أسعفني بشي انجدني بشي أتوب به إلى الله عز وجل قال له العالم سأصف لك خمسة أشياء احفظوها إذا استطعت أن تنفذها فعلم أن معصيتك لله لا تضر ك تريد أن تعصي الله وتكون مطمئن الضمير قال نعم قال :(3/487)
سأدلك على خمسة أشياء افعلها ولن يحاسبك الله عز وجل قال إلي بهم قال الأولى إذا أردت أن تعصي الله عز و جل فلا تأكل من رزق الله ماذا يعمل إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه الأكل الذي تأكله الشراب الذي تشربه من الذي ساقه إليك الله من الذي أنعم به عليك إنه الله سبحانه وتعالى إذاً إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه وإلا فيكف الآن الإنسان هل الإنسان يدخل الآن إلى بيت ملك من الملوك أو زعيم من الزعماء يأكل من أكله و يشرب من شرابه ومع ذلك يعصيه يستطيع لا يستطيع ولله عز وجل المثل الأعلى تأكل من رزق الله و تشرب مما أعطاك الله ومع ذلك تعصي الله قال يا إمام و كيف لا أكل من رزق الله قال الإمام تريد أن تأكل من رزق الله و تعصي الله عز و جل قال الأخرى قال إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في شيء من بلاده هذه الأرض من الذي منَّ الله بها علينا الله سبحانه و تعالى قال تريد أن تعصي الله فلا تعصي الله في هذا المكان قال وأين أذهب قال تسكن بلاده وتريد أن تعصيه قال الثالثة إذا أردت أن تعصي الله عز وجل وهي الأهم فاذهب إلى مكان لا يراك الله عز وجل فيه أين يذهب مهما اختفى الإنسان الله سبحانه وتعالى يرى دبيب النملة السوداء على الصفات الصماء في الليلة الظلماء لا يخفى عليه شئ خافية في الأرض ولا في السماء إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوته ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ما مضى ولا إنما ما يخفى عليه يغيب لهون لعمر الله حتى تتابعت علينا ذنوب بعدهن ذنوب فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توبتنا فنتوب إذاً الله سبحانه وتعالى يطلع على الإنسان بعض الناس إذا أراد أن يعصي الله عز وجل يتحين الليل وفي الظلام ثم بعد ذلك يغلق الأبواب ويرخي الستور يريد أن يعصي علام الغيوب الله عز وجل في هذه اللحظة إذا أراد أن يفعل فليتذكر إن الله يرى وليتذكر إن الله مطلع عليه فإذا استحى من الناس فليستحي من رب الناس(3/488)
الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ليس كمثله شئ وهو السميع البصير قال يا إمام أنت تقول إذا أردت أن تعصي الله فاعصي الله في مكان لا يراك الله فيه أين اذهب قال تريد إن تعصي الله وهو يراك قال الرابعة إذا أتاك ملك الموت فقل له انتظر قليلا أريد أن أتوب ثم بعد ذلك اقبض روحي قال أنى لي ذلك قال لا اتزكر ولان كل نفس ذائقة الموت إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون إذا حل أجلك لابد أن تموت إذا أتت منيتك لا بد أن تذهب فلذلك قال:(3/489)
يا إمام وأنى لي ذلك قال أنت لا تعلم متا تموت ولا تعلم في أي ساعة تموت ألم يمت شباب كانوا بيننا يجلسون كان شباب في صحته و عافيته و مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى فإن ملك الموت يستل روحه لاعب كرة قدم رأيناه قبل أشهر يلعب في الملعب و يذهب و يأتي في لحظة حل به الموت فسقط على الأرض لا يعلم الإنسان متى يموت و إلا فإن المسلم لو يعلم أن موته مثلاً الساعة العاشرة مساءً أين تجده العاشرة مساءً تجده ساجد لله تجده خاضع لله لأنه يعلم أن الله عز و جل لا يبعث ابن أدم على ما مات عليه إذا كان لإنسان يريد أن يقابل الله فسيقابله و هو ساجد لأنه أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد إذاً الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت وهو ساجد قد يموت و هو خاضع قد يموت و هو خاشع قد يموت و هو يغني قد يموت و هو في ارتكاب فاحشة الزنا قد يموت و هو يشرب الخمر قد يموت في بأشياء كثيرة إذاً فليتخيل كل واحد منا الموت التي يريد أن يقابل بها الله عز وجل والله عيب يا أخوة أن يقابل أحدنا ربه عز وجل و هو يغني أو يقابل الله سبحانه وتعلى و هو يشرب الخمر أو يقابل الله عز وجل وهو يأكل الربا أو يقابل الله سبحانه و تعالى و هو يفعل الفاحشة إذا كان الإنسان يستحي من الناس فلا يستحي من رب الناس عز و جل قال الخامسة إذا قبضت الملائكة موتك و أتت و الزبانية يأخذوك إلى النار فقل لهم لن أذهب معكم ولكن سأذهب إلى الجنة قال يا إمام لا أستطيع على هذا قال سبحان الله أنظر إلى رحمة العالِم يعني الدعاء و العلى لا بد أن تكون في قلوبهم رحمة حتى يهتدي الناس قال سبحان الله تأكل من رزقه و تسكن أرضه و هو يطلع عليك ولا تستطيع أن ترد ملك الموت ولا تستطيع أن تمنع الزبانية و تريد أن تعصي الله عز وجل قال يا إمام جزآك الله خير والله أنني أعلنها توبةً إلى الله عز و جل و أعلنها رجوعاً إلى الله سبحانه و تعالى رأيتم هذا العالم ما أتى قال لا لا بد أن تترك المعصية(3/490)
أخذ معه و أعطى وبين له عظمة المولى سبحانه و تعالى فكفت نفسه عن المعصية و أنزجر قلبه عن معصية الله سبحانه و تعالى فإذا به أحد التائبين الذين يقبلون على الله سبحانه و تعالى و يتوبون إلى الله سبحانه و تعالى و يعودون إلى الله عز وجل.
يا أخوة نحن نتعامل مع الكريم نتعامل مع الرحيم نتعامل مع المولى سبحانه و تعالى مهما أذنب الإنسان ومهما قصر فليعلم أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء الله عز وجل حينما نادى عباده بالتوبة و ماذا قال قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم يعني تأمل يعني لم يعصوا بل أسرفوا على أنفسهم عصوا وعصوا حتى تتابعت عليهم الذنوب هو لا يخاطب العصاةة فقط الذين يتوبون و إنما الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعصية انظر إلى الخِطاب قل يا عبادي ما أحلاه من خِطاب أجمل شيء في هذه الحياة وأحسن مرتبة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله ومما زادني شرفاً و تيهة وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك ياعبادي و إن صيرت أحمد لي نبيا ولهذا بقول الله عز وجل يخاطب نبيه صلى الله عليه و سلم يقول الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و في الحديث أفلا أكون عبداً شكورا أعظم منزلة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله عز وجل و مع هذا يأتي الله سبحانه و تعالى يخاطب المقصرين و الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذنوب فيقول سبحانه و تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله عصيت الله فاعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ولهذا يقول صلى الله عليه و سلم إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها و في الحديث الأخر يقول صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر ما لم تصل الروح إلى الحلقوم فإن الله يقبل التوبة و الإنسان في مهلة وفي ساعة من أمره يستطيع أن يقبل و أن ينوب و يثوب إلى(3/491)
الله سبحانه و تعالى يا أخوة تأملوا هذا الحديث بعض الناس يتوب إلى الله عز وجل ثم بعد ذلك يقع في المعصية مرة أخرى يريد أن يتوب يقول يا أخي كل شوي أتوب و أعصي و أستمر في المعصية من الذي يزين له هذا الشيطان استمعوا إلى هذا الحديث حديث من معلم الإنسانية حديث من هادي البرية حديث من نبي التوبة ألا تعلمون أن من أسماء النبي أنا أحمد و الماحي و الحاشر و نبي الرحمة و نبي التوبة ونبي الملحمة فمن أسمائه صلى الله عليه وسلم أن نبي التوبة يقول صلى الله عليه و سلم في حديث عقبة ابن عامر أتى إليه رجل فقال يا رسول الله أرأيت أحدنا يذنب واحد منا يقع في المعصية فقال النبي صلى الله عليه وسلم تكتب عليه قال أرأيت إن تاب قال يستغفر الله قال أرأيت إن وقع في المعصية مرة ثانية قال يكتب عليه قال أريت إن تاب قال يغفر الله له أرأيت إن وقع في المعصية ثالثة قال يكتب عليه أرأيت إن تاب قال الله يغفر له إن الله لا يمل حتى تملون ما الذي يمنعنا أن نقبل على الله ما الذي يمنعنا أن نتوب على الله سبحانه و تعالى نحن ما مدى عظمة الله عز وجل في قلوبنا ما مدى محبتنا لخالقنا سبحانه و تعالى كل إنسان يقول شيء لا يوصف و شيء لا نستطيع أن نصفه أعظم محبة في قلوبنا هي لمن هي لله سبحانه و تعالى طيب تأملوا في هذا الحديث يقول صلى الله عليه و سلم :(3/492)
لا الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم الله سبحانه وتعالى أفرح بتوبة عبده من أحدكم ما صفات هذا الرجل رجل معه راحلته عليها متاعه وعليها زاده يسير تعب من السير فأوى تحت ظل شجرة فنام فلما استيقظ وجد أن الراحلة قد ذهبت كيف تتوقعون شعور هذا الرجل إحباط يأس هم غم ينتظر الموت و هو في الصحراء لا يرى شيئاً ولا يجد أحداً ومع هذا ذهب يبحث عن راحلته فلما عيا و تعب استظل تحت شجرة فلما فتح بصره و إذا بالراحلة عليها متاعه وعليها طعامه عند رأسه فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي و أنا ربك أخطأ من شدة الفرح كيف تتخيلون فرحة هذا الرجل فرحة غريق أنقذ من الموت فرحة إنسان في الصحراء لا يرى أحداً و فجأة و إذا بالحياة تقف أمامه مرة أخرى و مع هذا فإن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته الله عز و جل يا أخوة غني عنا الله سبحانه و تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائع لكن هذا لأنه غفور رحيم يقول النبي صلى الله عليه و سلم لله عز وجل مئة رحمة مئة رحمة لله سبحانه و تعالى أمسك تسعة و تسعين رحمة ونشر بين الخلائق رحمة واحدة هذه الرحمة هي التي ترحم بها الأم أبنائها و هذه الرحمة هي التي ترحم بها رجل إذا رأيته ميتا هذه الرحمة ترحم بها رجلً إذا رأيته فقيرا هذه الرحمة التي في قلوبنا جميعا هي رحمة واحدة و أمسك الله عز وجل تسعة و تسعين رحمة أفلا يدعونا هذا إلى التوبة ألا يدعونا هذا إلى الإنابة ألا يدعونا هذا إلى أن نترك الماضي و نقبل إلى الله سبحانه وتعالى ألا يدعونا هذا إلى أن نجدد حياتنا إلى أن تقبل إلى طاعة ربنا عز وجل كم بقا هنا في هذه الحياة سنة سنتين ثلاث عشر ستين ثم ماذا بعد ذلك أعمار أمتي مابين الستين و السبعين وقليل منهم من بتجاوز ذلك فالنقبل على الله لنتوب إلى الله لنجدد علاقتنا بالله مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما قد مضى قد كان ما كان فالنقبل على الله و لنسعد أرواحنا بطاعة الله ولنسعد(3/493)
قلوبنا بما يحبه الله و يرضاه فإن هذا من علامة محبة الله سبحانه و تعالى لعبده فلنفرح بالتوبة و لنسعد بها و لنرجع و لنتوب إلى الله سبحانه و تعالى فإن الله عز وجل لا يقبل توبة عبده ما لم يغرغر وما لم تبلغ الحلقوم و لنتذكر دائماً شعار كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون أسأل الله عز وجل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل التوبة اسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يسعد أرواحنا و صدورنا و قلوبنا بطاعته وأن يديم ألسنتنا بذكره وأن يجعل قلوبنا عامرة بحبه و بحب رسوله صلى الله عليه و سلم أسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يرزقنا قلوب تقية وأنسلًد نقية و أسأله عز وجل أن يرزقنا علماً نافعاً و عمل صالحاً ودعاء مستجاب ورزقاً طيباً متقبلا اللهم إنا نسألك قلوب خاشعة و السن ذاكرة و أعين دامعة نسألك عيش السعداء نسألك ردة الأتقياء نسألك ميتة الشهداء نسألك يا ربنا النصر على الأعداء سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين إلى لقاء قادم إنشاء الله و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
الرجوع إلى الله (4)
موضوع الحلقة :(3/494)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف و الغنى ونسألك ياربنا من العمل ما ترضى نسألك اللهم عيش السعداء وميتة الشهداء ونسألك يا ربنا النصر على الأعداء اللهم إنا نسألك قلوب تقية وألسنا نقية وعقول ذكية يا ذا الجلال والإكرام اللهم يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض والأكوان اللهم تب علينا توبة نصوحة وارزقنا يا ربنا عند لقائك الشهادة يا ذا الجلال والإكرام وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومجتباه صلى الله على نبينا محمد كل ما ترعرع ورد وأزهر وكلما لمع بارق وأمطر صلى الله على نبينا محمد كلما هطل الغمام وصدح الحمام وقوضت من منى الخيام وعلى اله والأصحاب ما لمع سراب وهمع سحاب وقرأ كتاب أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يعمر قلوبنا بالإيمان وأن يرزقنا وإياكم حبه وطاعته إنه عز وجل جواد كريم أيها الإخوة لا زلنا نتحدث عن التوبة إلى الله ولا زلنا نؤكد على أننا جميعا لا بد أن نتوب إلى الله وأن نقبل على الله سبحانه وتعالى في الحلقة الماضية كنا قد طرحنا سؤال في بداية اللقاء وهو أن الله عز وجل ولم نجب عليه وهو أن الله سبحانه وتعالى قال وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون فتحدثنا أن الدوائر ثلاثة هناك الدائرة التي تسعنا جميعا وهي دائرة الإسلام ويليها دائرة الإيمان ويليها دائرة الإحسان وهي الدائرة الضيقة الذي نريد أن نؤكده هنا أن الله عز وجل وجه النداء والخطاب في هذه الآية لمن؟ للمؤمنين مع أنهم أعلى وأرفع من المسلمين فلماذا وجه الله سبحانه وتعالى النداء إلى المؤمنين ولم يقل وتوبوا إلى الله جميعا أيها المسلمين لعلكم تفلحون السبب يقول العلماء أن التوبة إلى الله على قسمين التوبة إلى الله(3/495)
على قسمين هناك توبة من ذنب اقترفه الإنسان ومعصية اشترحها ابن آدم إنسان وقع في ذنب ترك الصلاة يتوب إلى الله من ترك الصلاة فعل المعاصي يتوب إلى الله من فعل المعاصي فهذه توبة واجبة قال وهناك توبة مستحبة وهي توبة أهل الإيمان ما هي كيف توبة أهل الإيمان هو أن يتوبوا إلى الله من ذنب لم يقترفوه ولكن لأنهم يعلمون أن ما سمي إنسان لأنه ناسي فقد يقع الإنسان في الخطأ وهو لا يشعر ولهذا يأتي نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن يضع رأسه على وسادته وقبل أن ينام وإذا به يقول اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيء وأنا أعلمه وأستغفرك لما لا اعلم استغفر من أمرين أن أشرك بك شيء وأنا أعلمه أن أقع في الخطأ و أنا اعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه يقول اللهم أعذني أن أقع في الشرك هذه واحدة والثانية قال اللهم إني أستغفرك من شيء أو ذنب فعلته وأنا لم أفعله الإنسان أحيانا وهو يتكلم يخطأ في الكلام الإنسان أحيانا وهو يفعل يتحرك يخطأ في الفعل الإنسان أحيانا وهو يسمع يخطأ في السمع فهذه قد يخطأ وهو لا يشعر فيأتي آخر الليل ليختم أعماله بالطاعة ويختمها بالعبادة ويختمها في الإنابة والاستغفار فيقول وأستغفرك لما لا أعلم هذا الذي يجب أن يكون جميعا يعني نهتم به ونعتني به وذلك تأملوا في توبة الفضيلي بن عياض تعرفون الفضيلي بن عياض تسمعون به ماذا تعرفون عن الفضيلي بن عياض يلقب بعابد بعابد الحرمين الفضيلي بن عياض عابد الحرمين وكان إماما للحرمين كيف تتوقعون بداية حياته يعني بعض الناس يتوقع أنه إنسان كان وصفه العلماء ووصفوا المؤرخون بأنه عابد الحرمين الشريفين هذا دليل على ماذا نشأ منذ نعومة أظفاره على الطاعة عابد الحرمين هذا الذي من الله عز وجل عليه بهذا اللقب العظيم وأقبل على الله كان في بداية حياته ايش لصا كان قاطع طريق كان يسرق الناس ويخص الحجاج بالذات فيسرق الحجاج يقول الفضيلي بن عياض كنت أسير يوما فوجدت أناس فرصدت لهم فسمعتهم(3/496)
يقولون اعدلوا بنا إلى هذا الطريق حتى لا نلتقي بعدو الله الفضيلي بن عياض يقول هذه الكلمة آلمتني الآن حجاج بيت الله عز وجل سيقصدون مكة ويستعيذون بالله مني ويصفونني بأنني عدو لله يعني بعض الناس تتحدث عليه الكلمة لا تؤثر فيه
وبعضهم لا سبحان الله الله عز وجل أراد هدايته الله عز وجل أراد له الخير أراد له الصلاح أراد له الإصلاح أراد أن يخرج هذا الرجل من الظلمات إلى النور يقول الفضيلي بن عياض يقول فأتيت إليهم فقلت أنا الفضيلي بن عياض والذي تستعيذون بالله مني وأنتم آمنون يقول فقمت على خدمة هؤلاء القوم فذهبت لأحضر لهم ما يأكلون فأثناء ما أتيت لهم بالطعام وإذا بقارئ منهم يقرأ القرآن فإذا به يقرأ قول الله عز وجل (ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) يقول حينما سمعت هذه الآيات يقول أحسست أن هذه الآية نزلت الآن وأحسست أن الله عز وجل يخاطبني أنا بهذه الآية فقلت بلى قد آن بلى قد آن فتركت الذنوب وتركت المعاصي أقبلت على الطاعة وإذا بي كل حياتي مع القرآن وكل حياتي مع الطاعة في ليلي أقوم لله في نهاري أصوم لله تأمل الآن تغيرت حياته سبحان الله هذا الرجل الذي كان يقطع الطرق ذاك الرجل الذي كان يقطع الطرق ويأخذ أموال الناس أصبح الآن عابدا من العباد حتى كان يقرأ كان إذا قرأ القران يتأثر تأثرا كبيرا فكان يقرأ قول الله عز وجل (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )يقول حينما قرأت هذه الآية ونبلوا أخباركم قلت أن بلوت أخبارنا هتكتنا إن بلوت أخبارنا فضحتنا إن بلوت أخبارنا دخلنا إلى النار لكنه كان يتعامل مع رحمة الله العزيز الغفار هذا الرجل الذي تاب إلى الله عرف طريق الشر وعرف طريق الخير بدا يربي أبناءه وأسرته على طاعة الله عز وجل فكانت هذه الأسرة أعظم شيء يخافونه من؟ يخافون(3/497)
الله سبحانه وتعالى كان يقرا القران فإذا قرأ القران في الحرم فلا يستطيع أن يتمالك نفسه فكان ابنه علي ابن الفضيلي بن عياض كان رجلا لا يتمالك نفسه إذا قرأ القران فتفقد والده يوما فوجد أن ابنه ليس خلفه فصلى فقرا قول الله عز وجل (وقالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين) يقول فسمعت جلبة فلما فرغت من الصلاة وإذا بابني علي قد خر مغشيا عليه فاتت أمه فرشت وجهه بالماء فأفاق وقالت للفضيل والله ستقتل ابنك هذا الله اكبر الآن كم مرة نقرا القران هل تحركت قلوبنا مرة ونحن في الحرم مثلا الإمام يقرأ هل تحركت قلوبنا ونحن نقرا القرآن هل فكرنا يوما إن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا هل فكرنا يوما ونحن نقرا القرآن نحن نقرا نعيم الجنة نحن ممكن ما ننال هذا النعيم ونقرا عذاب النار وأننا إذا عصينا الله سننال هذا العذاب بعض الناس يقرا القرآن ويتمعن وينظر وبعضهم يقرا ولا يبالي وكأن شيء لا يعنيه فسبحان الله فسبحان مصرف القلوب وسبحان من ميز بين عباده وسبحان من جعل محبته في قلوب البعض وأهملها في قلوب آخرين يقول الفضيل فقرأت يوما من الأيام فكنت أنا أصلي واقرأ في الصلاة حتى بلغت قول الله عز وجل (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) يقول ففرغت من الصلاة وإذا بابني علي ممدد قد فاضت روحه إلى الله من شدة خوفه من الله يعني نحن الآن كم مرة قرأنا (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) كم مرة نقرا (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا) كم مرة نقرا (وسيق الذين اتقوا إلى الجنة زمرا) ما يتحسر الإنسان انه ممكن ما يدخل هذه الجنة إذا نحن بحاجة إلى أن نعيد حساباتنا ونعيد علاقتنا بربنا أن نتوب إلى الله أن نكثر من الطاعة أن نكثر من العبادة ونحن في دار المهلة وأن نكون أقوياء في توبتنا إلى الله سبحانه وتعالى تعرفون كعب ابن زهير شاعر الإسلام الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه كان يهجوا النبي صلى الله عليه وسلم بشعره ويهجوا نساء(3/498)
المسلمين فأهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمه فكتب له أخوه بجير ابن زهير يقول لكعب إن النبي صلى الله عليه وسلم أهدر دمك وإن أناس من الشعراء قد أتوا إلى رسول الله فتابوا فتاب الله عليهم فإما أن تلحق برسول الله وتتوب وإما أن تفر فأتى بعد صلاة الصبح وهو متلثم فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال يا رسول الله قول وخلاص أنا أريد أن أغير حياتي أريد أن أقبل على طاعة جديدة أريد أن اقبل على حياة جديدة لذلك نحن نقول الآن للذين يستمعون إلى هذا الكلام قل يا أخي كثرت حياة جديدة نقول طيب انتم الآن جربتم حياة الإعراض عن الله نحن نقول حياة الطاعة فيها حياة جديدة جربوها جربوا حياة الطاعة جربوا حياة السعادة جربوا حياة القرب من الله سبحانه وتعالى حتى تنالوا الرضوان وتنالوا الرحمة وتنالوا المغفرة تنالوا المحبة من الله سبحانه وتعالى جربوا وماذا يضر الإنسان أن يجرب ليجعلها تجربة في حياته وسيجد بإذن الله عز وجل ما تقر به عينه بإذن الله عز وجل سبحانه وتعالى يأتي كعب ابن زهير بعد الصلاة فيقول يا رسول الله ابسط يدك لأبايعك بسط النبي صلى الله عليه وسلم يده ليبايعه فقال أشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله قال من فأزاح اللثام فقال أنا كعب ابن زهير فتجهم الصحابة لأن الرجل كان يسب النبي في شعره وكان يسب نساء الصحابة ونساء المسلمين في شعره ففرح النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه وتوبته وإنابته النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي معنا في قصص كثيرة كيف كان يفرح بتوبة الصحابة وكيف كان يسر يعني يأتي إليه عكرمة ابن أبي جهل وستأتيننا قصته فيفرح به فرح عظيما مع أن عكرمة ابن من ابن أبي جهل ابن ألد أعداء الإسلام ومع ذلك فرح النبي صلى الله عليه وسلم بتوبته لأنه كما قال الله عز وجل عنه (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عانتم حريص عيكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) هذا المعنى الجميل وهذا المعنى الرائع يجب(3/499)
أن نجذره في نفوسنا وان نوصله في قلوبنا بان الله عز وجل يقبل توبة العبد ويقبل إنابته مهما كان والله عز وجل يفرح بتوبة عبده إذا تاب وأناب إليه كعب ابن زهير كان يسخر شعره في غير طاعة الله في سب الإسلام وسب المسلمين لما أسلم هل قال له النبي اترك الشعر قال لا أصبح هذا الشعر سيفاً من سيوف الله عز وجل فكتب قصيدته المعروفة التي مطلعها بانت سعاد فقلبي اليوم متبولوا متيم أثرها لم يفدي مكبول إلى أن قال وقال كل خليل كنت آمله لا ألهينك أني عنك مشغول فقلت خلو سبيلي لا أبى لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوم على آلة الحدباء محمول يقول أتركوني أريد أن أقبل على الله أريد أن أتقرب إلى الرحمن لأنني سأموت غداً وكل إنسان ومهما طال عمره ومهما كثر ماله سيأتي يوم من الأيام على آلة حدباء خشب يحمل على الأكتاف ويذهب به إلى حفرته كل إنسان مقدر له هذا الأمر فلذلك أقبل وتاب وأناب إلى الله سبحانه وتعالى ولهذا يا أخوة نقول باب التوبة مفتوح ورحمة الله عز وجل عظيمة وجود الله سبحانه وتعالى واسع أنا سأذكر لكم أدلة على أن الله سبحانه وتعالى يعني يقبل توبة عبده أولاً الله عز وجل أمر بالتوبة أتى الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل قول الله عز وجل ( فمن يعمل مثقال ذرة خير يرى ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرى) يعني الآن هذه الآية وقعت على نفوس الصحابة وقعت موقعاً عظيماً قالوا يعني لو نعمل معصية صغيرة جداً سوف نرى شرها ذهبوا إلى رسول الله يبكون قالوا يا رسول الله أينا لا يعمل يعني جرما ً صغيراً قال صلى الله عليه وسلم وكان الذي يتحدث ويبكي أبو بكر أعظم هذه الأمة إيماناً قال يا أبا بكر ألست تحزن فقال بلا ألست تنصب قال بلا ألست تصيبك الأوبة يعني المصائب والأحزان قال بلا قال ذاك ما تجزون به هذه خلاص هذه تكفر هذه الله سبحانه وتعالى هنا أمر بالتوبة فقال ( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل(3/500)
أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) وفي الآية من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون إذاً الله سبحانه وتعالى يحث عباده على أن يتوبوا إلى الله وأن يقبلوا إلى الله قد يقول إنسان نعم الإنسان لا بد أن يقع منه الذنب لا بد أن يقع منه المعاصي من الذي قال هذا أنا لا أستمع لكلام خير من كلامي ومنطقٍ أروع من منطقي أنه منطق خير البرية وصاحب الأنفاس الذكية محمد بن عبد الله عليه خير البرية عليه الصلاة والسلام يقول لو لم تذنبوا (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون ثم يستغفرون الله فيغفر الله عز وجل لهم وكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) إذاً هنا الآن الله سبحانه وتعالى يحث عباده على التوبة وعلى الإنابة وعلى الإقبال على الله سبحانه وتعالى الأمر الثاني أن الله عز وجل وعد بقبول التوبة مهما عظمت الذنوب ذنوبك عظيمة الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم أيش ولن تجد لهم نصيرا إلا من تاب وإلا الذين تابوا وأصلحوا إذا حتى المنافقين الذين توعدهم رب العالمين بالدرك الأسفل من النار إذا تابوا وأصلحوا فإن الله عز وجل يتوب عليهم الأمر الثالث أن الله عز وجل حذرنا من القنوط يعني هناك أمران هناك الخوف وهناك الرجاء أحياناً يغلب الخوف من الله سبحانه وتعالى فييئس الإنسان من أيش من رحمة الله يقول الله لن يغفر ذنبي وهذا من الأمور العظيمة التي تنافي كمال التوحيد ولهذا لما أتى ذاك الرجل قال والله لا يغفر الله لفلان قال الله من ذا الذي يتئلا علي من ذا الذي يقسم علي من ذا الذي يتئلا علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأيش وأحبطت عملك قد غفرت له وأحبطت عملك إذا الإنسان أن يكون لا تغلب جانب الخوف ولا تغلب جانب الرجاء ولكن ليكونوا بمثابة الجناحان للطائر إذا مال أحدهما مال الطائر فلذلك يكون الإنسان(4/1)
بهذا الأمر والله سبحانه وتعالى يقول ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) هل أذنبوا قال لا قال أسرفوا على أنفسهم قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم يعني لم يعصوا فقط بل زادوا في المعصية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ثم تأمل أن الله سبحانه وتعالى يعني يرغبك في التوبة الله عز وجل يا أخوة يعني لفرحه بتوبة عبده يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فما أعظم من هذا بالله عليكم بعد هذا كله هل لدى الإنسان حجة يحتج بها أن يترك طاعة الله هل للإنسان حجة يحتج بها من أجل أن يترك ما أحبه الله هل للإنسان حجة وعذرٌ يعتذر به عن أن يقبل على طاعة الله والله إن المغبون حق المغبون الذي يرى طريق الطاعة ويهمله والذي يرى طريق الاستقامة ويتركه والذي يرى طريق الغواية ويسلكه لأن الله سبحانه وتعالى بين لنا أنا هديناهم النجدين هذا طريق الخير وهذا شر وبين نسير على كل طريق أيضاً من الأشياء العظيمة التي ترغبك في التوبة لله سبحانه وتعالى أن تتأمل في سير التائبين الكلمة الحسنة صدقة أليس كذلك الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود مر يوماً وقد رأى أن شباب قد اجتمعوا في منزل أحد الشباب وإذا به يسمع صوت أيش صوت الغناء أتى بن مسعود شخص تعلم أين في أي مدرسة في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم كيف يدعوا إلى الله فقرع الباب لأنه أزعجوه ففتح الباب الغلام قال منزل من هذا قال منزل زادان الكندي وكان زادان الكندي مغنياً فقال ابن مسعود رضي الله عنه أخبره وقل له ما أحسن هذا الصوت لو كان بكلام الله عز وجل ما جاء وأخذ العود وكسره على رأسه ولى قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بكلام الله عز وجل الآن عندما تأتي مغني وصوته سيء وتريد أن تدعوه لله تقول يا أخي صوتك قبيح يعني تب إلى الله يعني ما في(4/2)
فائدة ما يقبل ها أنظر لابن مسعود رضي الله عنه قرع الباب بلطف خرج قال ما أحسن هذا الصوت لو كان بكلام الله فقال زادان الكندي لغلامه من الذي طرق الباب قال رجل اسمه عبد الله بن مسعود يقول قل لصاحب هذه الدار ما أحسن هذا الصوت لو كان بكلام الله فذهب فتبعه فوجده أحد صحابة النبي صلى الله عليه سلم فذهب إليه فترك الغناء وأقبل على حلق القرآن وأصبح يحفظ القرآن وحفظ القرآن وأصبح من تلاميذ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه رأيتم التحول العجيب أصبح ذاك الصوت الذي كان يطرب الناس بالغناء أصبح يسعد الأرواح بكلام الله عز وجل ويسعد النفوس بأعظم كلام يقوله الناس وهو كلام الله عز وجل أيضاً مما يرغبك في التوبة الثواب العظيم الذي رتبه الله سبحانه وتعالى للتائبين أول هذا الثواب أول هذا الثواب أن التوبة سبب للفلاح ألا تريد الفلاح تريد السعادة والراحة هذه السعادة قالها الله عز وجل في كتابه قال( فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) إذاً التوبة سبب للفلاح أيضاً التوبة تكفر السيئات يقول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحة عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) أيضاً وهذا من الأمور العظيمة التي يفرح بها المسلمين أن الإنسان إذا تاب إلى الله فإن الله يبدل سيئاته حسنات الله عز وجل يبدل سيئاتك حسنات كما قال الله عز وجل إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فؤلائك يبدل الله سيئاتهم حسنات والله غفورا رحيما يقول ابن القيم وهذا من أعظم البشارة للتائبين إذا اقترن بتوبتهم إيمان وعمل صالح هذه بالله ليست بشارة أليس خير أليس سعادة يفرح بها الإنسان أنه إذا تاب إلى الله عز وجل وأناب وأقبل إلى الله سبحانه وتعالى فإن الله عز وجل يبدل سيئاته حسنات رابعاً أن التوبة سبب للمتاع وأن استغفروا ربكم سبب للمتاع الحسن والنعمة والراحة (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم(4/3)
متاعا حسناً إلى أجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله) خامساً من فضائل التوبة أيضاً أنها سبب لنزول الأمطار وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين والله عز وجل يقول في كتابه (ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء مدرارا ويمددكم بأموال وبنين) وكما قال ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين الآن يأتي أحد السلف يقول أحد التابعين أتاني رجل فقال يا شيخ أنا لم يبق سبب من أسباب العلاج إلا وأتيت بها وأنا رجل عقيم لا أرزق بالأولاد فأخبرني عن علاج لهذا الأمر فقال هذا العالم الجليل أكثر من الاستغفار أكثر من التوبة يقول فعاد إليه بعد سنة فقال أبشرك إن الله قد رزقني بغلام بكثرة الاستغفار لله عز وجل (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) كما في الآية الأخرى أيضاً من فضائل التوبة أن الله عز وجل يحب التوابين ومن فضائلها أن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده أيضاً من فضائلها الذل والانكسار الذي يحصل في قلب العبد يحصل في قلب العبد ذل وانكسار وخضوع وخشوع لله سبحانه وتعالى وهذا الذي نريده منا جميعا أن نحرص عليه يا أخوة لنتب إلى الله لنقبل على الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل يحب من عبده التوبة والاستغفار إذا أذنبت وتبت فتب ثالثة وأعلم كما ورد في الحديث يقل يا رسول الله العبد يفعل المعصية قال تكتب عليه قال أرأيت إن تاب قال يتاب عليه قال أرأيت إن فعل المعصية قال تكتب عليه قال أرأيت إن تاب قال يتوب الله عليه فإن الله لا يمل حتى تملوا أسأل الله أن يتوب علينا وأن يشملنا برحمته وأن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل إنه عز وجل جواد كريم وصلى الله وسلم على رسول الله وإلى لقاء قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
عنوان ومفاتيح السعادة
موضوع الحلقة :(4/4)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا سيدنا محمد عبده ورسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بحسان وقت فأثرهم وأنهج نهجهم وسار على ملتهم إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات أحيكم بتحية الإسلام الخالدة تحية أهل الجنة تحيتهم يوم يدخلونها سلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل اله العظيم رب العرش الكريم أن يشرح صدورنا بالإسلام وأن ينير قلوبنا بالإيمان وأن يجعلنا من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يملئ قلوبنا بطاعته وأن يملئ أرواحنا بمحبته وأن يجعل أجسادنا وقلوبنا وعقولنا متبعة لما يحبه الله عز وجل ويرضاه أنه عز وجل جواد كريم أسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم جميعاً مفاتيح السعادة وهي إذا أعطينا شكرنا وإذا أبتلينا صبرنا وإذا أذنبنا استغفرنا فهذه الثلاثة عنوان السعادة إذا أرت أن تعرف نفسك أنك سعيد في هذه الدنيا إذا أرت أن تختبر مدى سعادتك مدى قربك من الله عز وجل فاختبر نفسك في هذه الأشياء الثلاثة تأمل في النعم التي منا الله سبحانه وتعالى بها عليك أنعم عليك بالسمع أنعم عليك بالبصر أنعم عليك بالمشي أنعم عليك بتحريك اليد أنعم عليك بأشياء كثيرة أنعم عليك بالصحة أنعم عليك بالعافية أنعم عليك بالمال أنعم عليك بالزاد أنعم عليك بالمركوب أنعم عليك بنعم كثيرة وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فواجبنا اتجاه هذه النعم التي أعطانا الله عز وجل إياها ماذا أن نشكر الله وأن نحمده عليها لكن لو سأليكم الآن أعظم نعمة منا الله عز وجل بها علينا ما هي هي نعمة الإسلام والله يا أخوة لو بذلنا مهما بذلنا من أجل أن نشكر نعمة الإسلام لما استطعنا يعني تأمل الناس الآن تأمل هذا من(4/5)
الديانة الفلانية وهذا من الديانة الفلانية هذا يعبد البقر وهذا يعبد الشجر وهذا يعبد الحجر وأنت تعبد الواحد الأكبر سبحانه وتعالى نعمة عظيمة أن الله هداك للإسلام ومنا عليك بالإيمان وجعلك من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام نعمة لا يعدلها نعمة منة لا يعدلها منة نسأل الله عز وجل أن يعيننا على شكرها لكن كيف يعيننا على شكرها أن نسخر هذه الجوارح وأن نسخر حياتنا في طاعة ربنا سبحانه وتعالى طيب الثانية الإنسان يبتلى بالمصائب يبتلى قد يكون(4/6)
راسب في الامتحان قد يكون الله سبحانه وتعالى بلاه بأبوين ظالمين قد يكون الأبناء الآباء الله سبحانه وتعالى بلاهم بعقوق أبنائهم قد يكون الإنسان أبتليا بمرض قد يكون الإنسان أبتليا بالظلم أنواع الابتلاءات كثيرة كيف تأخذ باب من أبواب السعادة ومفتاح من هذه المفاتيح هي أن تجعل هذه البلايا وأن يكون دورك فيها أن تصبر على قضاء الله وقدره الذين إذا أصابتهم مصيبة تجزعون يسخطون ماذا يقولون قالوا إن لله وإن إليه راجعون أولائك عليهم صلاة من ربهم ورحمة وآلائك هم المهتدون الثالث لأن الإنسان يخطي أليس كذلك وكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون لو لم تذنبوا لأذهب الله بكم ولا أتى بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله عز وجل لهم إذاً الخطأ من طبيعة البشر ولا بد أن يقع الخطأ لأن الإنسان إن لم يخطأ فيتهم نفسه يعني إذا قال لأنفسه أنا لا أخطأ هذا الكلام غير صحيح لا بد أن يقع الإنسان في الخطأ وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم وخير الخطاءين التوابون إذا قال وإذا أذنب ماذا يفعل بعد الذنب يستغفر الله سبحانه وتعالى تعامل مع الرحيم العظيم عز وجل إذا ً هذه الأشياء الثلاثة إذا أخذتها واحدة واحدة وأتيت بكل شيئاً بما يقابلها فإنك قد أتيت مفتاح السعادة تدخل به بأذن الله عز وجل إلى جنات عدن ونهر في مقعد صدقٍ عند ملك مقتدر نحن تحدثنا في الحلقات الأربع الماضية في حلقتين عن آثار الذنوب والمعاصي ثم تحدثنا في أربع حلقات عن الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وعن الإقبال على الله عز وجل ونحن الآن لا زلنا نتحدث عن هذا الأمر الذي يفرح الصدر ويثلج القلب إنني بالمس أتابع بعض أتابع البريد الذي وصلنا من الأخوة الذين يتابعوننا فوجدنا ولله الحمد استجابة كبيرة يعني أحدهم والله أخذت أتأمل كثيراً في الرسالة التي وجهها يعني رسالة تقطر ألم ً وحرقا يعني شاب يقول بعثها من السويد يقول كل المعاصي ارتكبتها يقول أنا عمري عشرين سنة لم(4/7)
أصلي في حياتي لم أعبد الله سبحانه وتعالى لم لكن يقول هناك شيء في قلبي نداء داخلي فطرة أن ما أقوم به هو الخطأ وأنني لا بد أن أقبل على الله يقول والله منذ بدأت أصلي منذ أن بدأت أصوم منذ أن بدأت أتقرب من الله عز وجل وإذا بحياتي تتغير أصبحت أحس بمعنى للحياة أصبحت أحس بطعم للحياة أصبحت أحس أن هذه الحياة لها معنى أخر لها قيمة لها مذاق فقلت صدق النبي صلى الله عليه وسلم يوم أن قال ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً والإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا الآن هذا الرجل عشرين سنة وهو في مرحلة الشباب وزهرة حياته يعني قضائها في معصية الله سبحانه وتعالى شرب الخمر صاحب المؤمسات فعل الفواحش والمنكرات أقترف المعاصي والفجور يعني جرب هذه الحياة التي من لم يجربها البعض يقول أتمنى والله لو أني فعلت هذا الشيء لكن هذا الرجل هو هو يوم أن جرب الحياة في ظلال الإيمان أصبح يقول أحسست بأن وجودي في الحياة له قيمة وجودي في الحياة له معنى أصبحت أسعى إلى هدف أصبحت أعمل وأنا أريد أن أرضي الله أصبحت يعني مع أهلي مع والدي مع أمي أريد أن أرضي الله سبحانه وتعالى في عملي يقول حددت إطار كامل للحياة وهو أن أسير في هذه الحياة وأن أتفوق أن أقدم كل ما أستطيع من أجل أن أصلح هذه الأمة ومن أجل رضي الله سبحانه وتعالى عني حتى أدخل إلى جنات نعيم إذاً الحمد الله هناك بوادر وخير في هذه الأمة رجالها ونسائها لكن هذه البوادر وهذا الخير فقط يحتاج إلى أذن يعني نريد فقط من أخواننا أن يستمعوا إلينا أن وكما قلت في حلقة ماضية قلت حتى الذين يقولون يعني خلاص التوبة التوبة نقول طيب جربوا أنتم جربتم حياة غير حياة الإيمان والطاعة جربوا حياة الإيمان والطاعة جربوا حياة القرب من الله جربوا حياة القرآن جربوا أن الواحد منكم يستيقظ لصلاة الفجر يصلي صلاة الفجر يخرج في هدئه الليل يصلي ركعتين يجلس بعد الركعتين يذكر الله سبحانه وتعالى هذه(4/8)
يعني في هذا الوقت وهذا الذكر يعني بالدنيا وما فيها ولهذا بن القيم رحمه الله يقول حينما كنت مع شيخ الإسلام بن تيمية في المعتقل في سجن القلعة بدمشق يقول كنت أدخل إليه بعد صلاة الفجر وهو يذكر الله فقلت يا إمام أريد أن أسألك قال لي يا شمس الدين أنني الآن في قربي من الله سبحانه وتعالى أو قال هذه غدوتي هذا غدائي فألم أتغدا انهارت قواي دعني أذكر الله سبحانه وتعالى يعني تخيل الآن الرجل أصبح الذكر عنده ليس فقط يعني يريد منه الأجر من الله أصبح مع هذا أيضاً أن الذكر هو المادة التي يحيا بها وذكره لله وقربه من الله هو الروح الذي يسري في كيانه وفي حياته حتى يقترب من الله عز وجل هذا الذي نريده لإخواننا هذا الذي نريده لشبابنا هذا الذي نريده لفتياتنا نريد الجميع يقترب إلى الله نريد الجميع يقبل على طاعة الله سبحانه وتعالى حتى نسعد جميعاً فيما يحبه الله عز وجل ويرضاه هذه معاني جميلة والرسائل التي وردتنا ولله الحمد تبشر بالخير العظيم في هذه الأمة ولو عندنا متسع من الوقت لقرأنا تلك الرسائل الجميلة التي فيها من يعلن توبته إلى الله التي فيها من نساء قد ارتدينا الحجاب وهذا فضل من الله عز وجل يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى وأن نعلم أن هذه الأمة برجالها بنسائها بشبابها بشيبها لا يزالون يحبون الإسلام ولا يزالون مستعدين أن يضحوا بالغالي والنفس والنفيس من أجل أن يخدموا هذه القضية وأن يخدموا هذا الدين وأن يرضوا ربهم عز وجل ولكن يحتاجون إلى الكلمة الطيبة يحتاجون إلى الابتسامة يحتاجون من يعطيهم هذا الدين كما أمر به الله سبحانه وتعالى يحتاجونه إلى صدق في التعامل يحتاجون إلى إخلاص يحتاجون كما قال الله عز وجل قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن أتبعني وسبحان الله ما أنا من المشركين تعرفون الأمام أبو حنيفة رحمه الله الأمام أبو حنيفة كان في منزله وكان بجانبه جار له هذا الجار إذا أتى الثلث الأخير من(4/9)
الليل الإمام أبو حنيفة أين يذهب يذهب إلى صلاته ليناجي رب البريات وخالق الأرض والسموات يقوم في هدئت الليل من أجل أن ينال الرحمة من الله عز وجل كما تعرفون في الثلث الأخير من الليل ينزل رب العالمين إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفرٍ فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه هل من سائل فأعطيه فنظروا إلى من عصى الله كم فرط من خير وكم ترك من أجر وكم ترك من غنيمة لأنه ابتعد عن الله في هذا الثلث الأخير من الليل يقوم الإمام أبو حنيفة ليناجي ربه عز وجل في المقابل سبحانه الله انظروا يعني عقول الناس وقلوبهم في المقابل لديه جار إذا أتى الثلث الأخير من الليل يأخذ الخمر فيشربها حتى يسكر فإذا سكر يأخذ يردد يقول أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهتاً وسدادة يبدأ يتحدث وفي يوم من الأيام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ذهب يصلي فلما فرغ من صلاته ما سمع أحد ضائع ولا فسأل عن جاره فقالوا قبضوا عليه في الشرط فذهب إلى الوالي فدخل على الوالي فأكرمه الوالي وأنزله المنزلة الأقة هذا عالم إمام لا يعيش لنفسه ما يقول والله روح أن أفضح نفسي من هذا راعي خمر وصاحب خمر لا ذهب بنفسه إلى الوالي فأكرمه الوالي وقال أريدك أن تطلق سراح هذا الرجل فذهب أبو حنيفة فأخذ هذا الرجل وأركبه معه على حماره ففطريق قال له الإمام رحمه الله تعالى يا فلان هل أضعناك قال لا والله لقد بررت وكنت نعم الجار وإني أشهد الله وأشهدك وأعلنها من هذا المكان أنني تائب إلى الله سبحانه وتعالى من كل الذنوب والمعاصي مقبل على الله عز وجل بقلبي والله لا أعصي الله أبداً فتاب إلى الله عز وجل بسبب هذه المعاملة الحسنة وأيضاً لعل من الأشياء العظيمة التي وجدتها أن بعض الناس يقول أن أقبلت على الله سبحانه وتعالى لما رأيت ما يحل بالمسلمين يعني رأيت المحيان أي المحن تكون أيش تكون منحة والرزايا تكون عطايا فربى خير من شر وربى نفع من ضر والأيام حباله يلدن في كل يوم كل جديد هذا(4/10)
الشاب يقول والله العظيم الذي دعاني إلى الاهتداء والاستقامة هو ما أرى من أوضاع المسلمين في فلسطين وفي العراق وفي كل مكان يقول فأقبلت على الله سبحانه وتعالى وأنبت إلى الله عز وجل وهكذا يعني الله سبحانه وتعالى أراد هدايته أن تكون بهذه الطريقة هذا الخبر ذكرني بخبر أبي محجن الثقفي رضي الله عنه وأرضاه هذا الرجل كان لا يزال يجلد كان يشرب الخمر فكان لا يزال يجلد في شرب الخمر ففي الأخير أوثقوا رباطه ومنعوه من معركة القادسية شوف العقاب لأنك تشرب الخمر لن تقاتل في سبيل الله هذا العقاب الذي أنزلوه عليه فلما كان يوم القادسية خرج سعد رضي الله عنه وأرضاه مع جيشه وبقي أبو محجن الثقفي في هذا المكان مقيد فإذا به يسمع أن المسلمين بدئوا يصابون فأستدعى زوجة سعد فقال لها أن خليت سبيلي وحملتيني على هذا الفرس ودفعتي أليا سلاحاً والله لأذهبنا وأقاتل في سبيل الله عز وجل والله لأكواننا أول راجعاً إلا أن أقتل يقول أطلقي سراحي وأنا أضمن لك أنا أذهب وأقاتل في سبيل الله لن أذهب وأشرب الخمر سأذهب لأقاتل في سبيل الله كيف أرى الإسلام والمسلمين بهذه الطريقة وأقف لا أتحرك فذهب وهو يقاتل ويقول كفا حزناً أن نلتقي الخيل بالقنا وات أن تتلقى الخيل بالقنا وأترك مشدود عليا وثاقيا إذا قمت عنان الحديد وغلقت مصاريع من دوني تصم المنايا فخلت عنه قيده واخذ يقاتل في سبيل الله قتال الأبطال الآن المقاتلين يرون هذا الرجل الملثم ويفعل الأفاعيل في الأعداء فلما انتهت المعركة عاد دفع إليها بالفرس ووضع الوثاق في يده وبقي في مكانه فأتى سعد إلى زوجته وقال لها يا أم فلان والله لو رأيت فارسا ملثم يقاتل قتال الأبطال والله لو لم اعلم أن أبي مججن في هذا القيد لقلت إنه أبو محجن يقول هو أبو محجم لكن أبو محجم مقيد فقالت أن الأمر كيت وكيت وكيت أخبرته بالقضية فذهب إلى أبي محجم وفك قيده فقال ذهبت اشرب الخمر فاذهب قال له أيها القائد والله ما(4/11)
اشربها حيا ما دمت على قيد الحياة والله إنني أعلنها توبة إلى الله سبحانه و تعالى فأصبح من فرسان المسلمين بعد أن كان ينبذ بشرب هذا الخمر الذي حرمه الله رب العالمين إذا ليس هناك شيء مستحيل الإنسان قد تأتيه الهدايا في لحظة قد تأتيه في ساعة قد تأتيه في ثانية الإنسان قد تظن أن الله لا يهديه فيصبح من الدعاة إلى دين الله عز و جل إذا الهدايا بيد الله سبحتنه وتعالى والله يهدي من يشاء إلى الصراط المستقيم لعل الحديث عن التائبين وعن قصصهم مما ترتاح له النفوس وتسعد به القلوب تعالوا نتحدث عن احد الصحابة الكرام الذين تابوا إلى الواحد العلام عز و جل تعرفون أعدى أعداء الإسلام من يخطر في بالكم أعدى أعداء الإسلام أبو جهل أبو جهل كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما خرج إلى الطائف وآذاه المشركون وأتى إليه ملك الجبال وقال يا محمد إن شأت أن أطبق عليهم جبلي مكة فعلت الآن فقال صلى الله عليه وسلم بلا لا ولكن اسأل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا فاخرج الله من صلب أبي جهل من عكرمة ابن أبي جهل يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي فأتى عكرمة ابن أبي جهل حينما دانت الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم حينما دانت مكة للنبي صلى الله عليه وسلم أتى عكرمة ابن أبي جهل ففر فركب سفينة يريد الهرب فاتت زوجته أم حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أنا أم حكيم زوجة عكرمة أرأيت إن أتى عكرمة تائبا منيب هل تقبل توبته ففرح النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم أقبل توبته النبي رحمة بالأمة لا يريد عذاب لها يعني ترى بالمناسبة يا أخوة ليس في صالح المسلمين ولا في صالح الدعاة وفي صالح الدعوة أن الناس يوم القيامة يدخلون نار جهنم إن من واجب الدعاة على الله أن يحرصوا على هداية الناس على استقامتهم على إرشادهم على الخير وتذكروا دائما كلام أحمد ابن حنبل يقول والله لوددت أن جسمي قرض بالمقاريض وأن الناس(4/12)
لا يعصون الله عز وجل الخير للدعاة والأصلح لهم أن الله سبحانه وتعالى يدخل هذه الأمة إلى جنات النعيم بمنه وكرمه سبحانه وتعالى عكرمة ابن أبي جهل قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم أقبل توبته فذهبت أم حكيم تبحث عن زوجها حتى وجدته لم وجدت زوجها كان عكرمة في البحر اقتربت السفينة فقال ملاح السفينة وقائدها قل لا إله أخلص أخلص قال كيف أخلص قال قل لا إله إلا الله قال أنا ما فررت إلا من لا إله إلا الله أنا كل الذي أقوم به من أجل أنني لا أريد الدخول في الإسلام ولا أريد الإذعان والانقياد إلى محمد أنا أعبد اللات والعزة كيف أقول لا إله إلا الله فلما رجعت السفينة وإذا بأم حكيم هناك فذهبت إلى زوجها وقالت يا عكرمة لقد ذهبت إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأخذت لك منه أمانا قال أهو أمنك قالت نعم الآن كيف تتخيلون النبي صلى الله عليه وسلم الآن ينتظر عكرمة ابن أبي جهل النبي جالس مع صحابته فجأة دخل عكرمة ابن أبي جهل الصحابة نظروا ينظرون ما ينظرون إلى وجه عكرمة ينظرون إلى من إلى أبي جهل ينظرون إلى وجه أبي جهل هذا عدو الله هذا الذي فعل و هذا الذي فعل وهذا الذي آذى النبي وهذا الذي عذب النبي وأخذوا يرددون هذه الأشياء الكثيرة لما دخل قام النبي صلى الله عليه وسلم من مكانه وذهب إليه وأحتضنه وقال له يا عكرمة أما آن لك أن تسلم أما آن لك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قال بلى آن أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله شوف كيف تغيرت حياته الآن الآن عكرمة سيضرب مثل للتائبين إلى الله الآن أنت أقبلت على حياة جديدة أقبلت على حياة الاستقامة أقبلت على حياة الطاعة إذا حياتك لا بد أن تتغير نشاطك لا بد أن يزداد حرصك على الخير لا بد أن يكثر قال يا رسول الله لي طلب قال وما هو قال أن تستغفر لي كل عداوة عاديتك إياها وكل ظلم ظلمتك إياه وكل أمر فعلته بك فاخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر(4/13)
لعكرمة اللهم اغفر لعكرمة اللهم اغفر لعكرمة انتم تخيلوا وقع هذه الكلمات كيف تتوقعونها على قلب عكرمة عكرمة ما يتوقع أن يكون هذا الأمر ومع من يتحدث مع محمد عليه الصلاة والسلام هو الذي يدعو له فلما فرغ قال عكرمة يا رسول الله والله لم انفق مالا للصد عن سبيل الله إلا أنفقت مثله في سبيل الله ولم أقاتل لأصد الناس عن سبيل الله إلا وقفت مثله لأدعو الناس إلى دين الله ثم أخذ يقاتل حتى رزقه الله عز وجل بالشهادة إذا هذه المعاني الجميلة وهذه الصور المشرقة لهؤلاء التائبين ترغبنا في الدين يا إخوة ترغبنا في أن نقترب إلى الله ترغبنا في أن نجرب حياة الطاعة والاستقامة أن نسعى إلى ما يحبه الله ويرضاه لعل هذه الكلمات أن تصل إلى أذان واعية والى قلوب خاشعة فنغير شيء من حياتنا إذا كنتم قد عزمتم على التوبة وعزمتم على الاستقامة وكما قلنا التوبة ليست فقط من الذنوب إنما يتوب الإنسان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم كم قال الله وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله ويستغفره وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر في اليوم والليلة مائة مرة إذا أردتم الأشياء التي تعينكم على التوبة إلى الله فخذوها أول هذه الأشياء الإخلاص لله عز وجل أن تكون توبتنا خالصة إلى الله سبحانه وتعالى يقول شيخ الإسلام القلب إذا ذاق طعم العبادة والإخلاص لم يجد لذة في غيره حينما يكون الإنسان مخلصا في صلاته مخلصا في زكاته مخلصا حتى في ابتسامته يعني فرق بين من يتصنع الابتسامة حتى يقال والله فلان ما شاء الله يهش ويبش في وجوه الناس وبينما يفعلها ديانة لله عز و جل حينما تقوم إلى الصلاة وأنت خاشع وخاضع وراكع لله عز وجل لهذا يذكر من الطرائف ما يذكره ابن الجوزي في أخبار الحمقى والمغفلين أن رجلا كان مقبلاً على صلاته وهو يصلي وحوله أناس يقولون ما شاء الله انظروا إلى هذه الصلاة(4/14)
انظر إلى هذه العبادة والرجل يخشع ويخضع ويقطب جبينه فلما تحدث في هذا الكلام هو فعل عبادة ة وهم لم يشعروا بها فالتفت إليهم قال أنا مع هذه الصلاة الخاشعة أنا أيضا صائم لله سبحانه وتعالى فالآن قضية إن الإنسان يتعود وتستمري قضية الرياء والمراءاة هذه لا شك أنها ستكون وبال عليه الله سبحانه وتعالى صرف الفاحشة عن يوسف عليه السلام لأنه من العباد المخلصين كان كما قال الله لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين أيضا مما يعينك على التوبة أن تسال نفسك هذا السؤال أنا من أحب أنا مثلا إنسان يفعل يعني يشرب الخمر إنسان يترك الصلاة يقول أنا من أحب أحب شهوات نفسي أو أحب الله عز وجل عند ذلك إذا سال نفسه هذا السؤال سيجد الإجابة أنا أحب الله عز وجل اكبر وأكثر من كل شيء إذا حتى تستعين على التوبة إلى الله لا بد أن يمتلئ قلبك من محبة الله كيف يمتلئ قلبك من محبة الله حاول إن تعرف أسماء الله وصفاته حاول أن تتأمل في هذا الكون حاول أن تتأمل في النعم التي من الله عز وجل بها عليك عند ذلك سيمتلئ قلبك بإذن الله من محبة الله سبحانه وتعالى أيضا الأمر الثالث مجاهدة النفس نحتاج إلى مجاهدة للنفس يعني لا تحسب المجد تمرا أنت أكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر الذي يريد معالي الأمور الذي يريد الكرم الذي يريد الجنة الذي يريد النعيم لا بد أن يصبر في هذه الحياة يقول النبي صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات تجد الطريق الذي يوصل إلى النار سهل معبد لكن في النهاية يهوي الإنسان على وجهه شهوات منكرات خمور معاصي فواحش في النهاية هذه نهايتها لكن الذي يريد أن يرتقي إلى الجنة يجد الشوك ويجد الحصى ويجد الحجارة والتعب والألم لكن في النهاية يرتاح في جنات النعيم لذلك احد السلف يقول لن أرتاح حتى أضع رجلي لا حتى أضع كلتا رجلاي في جنات النعيم فالإنسان ما دام انه في هذه الحياة فكما قال الله خلق الإنسان في(4/15)
كبد في نصب في تعب في اختبار في امتحان ولا راحة للإنسان حتى يضع كلتا رجليه في جنات النعيم إذا نحتاج إنسان أن يجاهد نفسه طيب الإنسان إذا جاهد نفسه حتى سيجد من الله الإعانة سيجد من الله التوفيق سيجد من الله السداد والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين أيضا مما يرغبك في عمل أو في التوبة إلى الله سبحانه وتعالى هو أن تتأمل إلى قصر الدنيا كم سنعيش في هذه الدنيا أيها الإخوة عشر سنوات عشرين سنة ستين سنة سبعين سنة وبعدها كل ابن أنثى وان طالت سلامته يوم على آلة حدباء محمول كل الناس نهايتهم في حفرة ضيقة لا مكيف ولا هواء ولا ماء ولا لباس ولا عطور ولا أطياب وإنما في هذه الحفرة الصغيرة حتى يبلى ويكون شيء كان شيء لم يكن شيء مذكورا إذا الإنسان يتأمل الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كون في الدنيا إيش كأنك غريب أو عابر سبيل الغريب إذا جاء في بلد تجد انه دائما مستعد يأخذ حقه يبقى مستعد للسفر مرة أخرى فدائما الإنسان إذا كان في هذا المنطق وفي هذا المعنى فانه بإذن الله عز وجل ستقصر في عينه الدنيا وسيقبل على الله سبحانه وتعالى وكما قال عليه الصلاة والسلام إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح إذا أصبحت فلا تنتظر المساء أيضا من الأشياء المهمة أن يكثر الإنسان من دعاء الله سبحانه وتعالى أن يكثر من دعاء الله اللهم أهدنا في من هديت اللهم عافينا في من عافيت اللهم ارزقني التوبة اللهم ارزقني الإنابة وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخلين يا أخي إذا دعوت أن الله سبحانه وتعالى يرزقك مال ادعوا الله أن يرزقك الهدايا معه إذا دعوت أن الله يرزقك الولد ادعوا الله أن يرزقك الهدايا معه إذا دعوت الله سبحانه وتعالى أن تصل إلى أعلى المراتب في الدنيا فاطلب معها أن يوصلك في الآخرة إلى أعلى المراتب فإنها الحياة الحياة الدنيا دار عمل والآخرة دار مقر فلنتب إلى الله فلنخلص العبادة(4/16)
إلى الله لنلجأ إلى الله لنذوق طعم السعادة لنذوق طعم الإيمان لنذوق طعم الكرامة لنذوق طعم القرب من الله سبحانه وتعالى فهذا هو الخير لنا ولمجتمعاتنا حتى نسعد في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم اللهم أنا نسألك الهدى ونسألك يا ربنا التقى ونسألك يا خالقنا العفاف والغنى نسألك اللهم عيش السعداء اللهم أن نسألك برد الأتقياء اللهم إن نسألك نعيم الشهداء يا ذا الجلال والإكرام اللهم أن نسألك حياة الشهداء ونسألك يا ربنا النصر على الأعداء اللهم اسعد صدورنا بالإيمان واسعد قلوبنا بالقران واسعد أرواحنا بمتابعة محمد صلى الله عليه وسلم اللهم أملا قلوبنا بطاعتك يا ذا الجلال والإكرام اللهم أصلح شباب المسلمين اللهم أصلح نساء المؤمنين اللهم أصلح شباب المسلمين اللهم أصلح نساء المؤمنين إلى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم ورحمة الله .
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
من ترك شيء لله عوضه خيرا منه
موضوع الحلقة :(4/17)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله النبي الأمين وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في حلقة من حلقات برنامج نسائم الإيمان والتي نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نسماتها ترفرف على قلوبنا وتسعد أرواحنا وتمدها بالغذاء الحقيقي والغذاء والروح وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي به الحياة الحقيقة لكل إنسان ولكل مسلمٍ يعيش على هذه الأرض أيها الأخوة الحديث عن التوبة إلى الله سبحانه وتعالى أيضاً حديث ذو شجون تسعد به أرواحنا جميعاً حينما نتحدث عنه لعلنا نتحدث في بداية هذا الحلقة التي عنونا لها بمن ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه نحن كنا نتحدث عن الأشياء التي تعيننا على التوبة وعلى الإنابة وعلى الإقبال على الله سبحانه وتعالى فأول هذه الأشياء الإخلاص لله عز وجل كذلك امتلاء القلب من محبة الله سبحانه وتعالى أيضاً مجاهدة النفس لا بد أن الإنسان يجاهد نفسه إذا أراد أن يقوم إلى الصلاة في البداية سيجد نفسه يعني لا ترغبه في أن يقوم للصلاة لكن في النهاية سيجد بأذن الله سبحانه وتعالى من الله العون والتوفيق والسداد حتى تكون هذه الصلاة هي روحه وحياته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نابته الأمور وأحزنه الكروب قال أرحنا بالصلاة يا أيش أرحنا في الصلاة يا بلال كذلك قصر الأمل وتذكر الموت والأمر الخامس دعاء الله سبحانه وتعالى أن يكثر الإنسان الدعاء الله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى يهديه للصراط المستقيم الأمر السادس الذي يعيننا على التوبة إلى الله العلم الشرعي العلم الشرعي أنت حينما تتعلم علم الشريعة علم الكتاب والسنة(4/18)
التوحيد العقيدة الفقه أنت تتعلم فيها تتعرف على نبيك صلى الله عليه وسلم من خلالها وأيضاً قبل ذلك تتعرف على ربك عز وجل حينما تعلم عظمة الله حينما تعلم قوة الله حينما تعلم جبروته حينما تعلم أسمائه حينما تعلم صفاته حينما تعلم عظمة حلقه فكيف بعظمته عز وجل كل هذه الأشياء يعني تجعل الإنسان يحب الله عز وجل وأيضاً يخاف من عقاب الله سبحانه وتعالى الأمر السابع الذي يعيننا على التوبة أن يشتغل الإنسان بما ينفع أنا الآن أريد أن أفعل عمل لا بد أن أنظر هل هذا العمل ينفعني أو لا ينفعني في الدنيا وينفعني في الآخرة أم أنه لا ينفعني لا في الدنيا ولا في الآخرة أيضاً من الأشياء المهمة وهو الأمر الثامن أن يبتعد الإنسان عن المثيرات إنسان مثلاً كان يشرب الدخان أعطى شرب الدخان أو المخدرات أو غيرها إذا أراد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتعد عن المثيرات ما يأتي يضع يعني الخمر أو المخدرات أمامه ويقول والله أريد أن أتوب إلى الله وينظر فيها بحسرة لا بد أن يبتعد عن كل ما يثيره إلى هذا المنكر وهذه المعصية أيضاً الأمر التاسع أن يصاحب الإنسان الأخيار إذا ما صاحبت قوماً فصاح أيش فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردا فتردا مع الردي الصاحب ساحب الطبع سراق المرء على دين خليله فلينظر أحدكم فلينظر أحدكم من يخالف أيضاً مما يعين الإنسان على التوبة إلى الله أن يهجر العوائد العوائد هي السكون إلى الراحة والدعى وعدم العمل وعدم البذل وعدم الجهد يستريح الإنسان ويبقى لا يتحرك لا حراك لا بد أن يهجر الإنسان هذه العوائد وأخيراً أيضاً لا بد أن يهجر العوائق التي تعوقه عن طريق الاستقامة ويهجر العلائق التي تعلق قلبه بغير الله سبحانه وتعالى فهذه الأشياء إذا أتى بها الإنسان فأنه بأذن الله ستعينه على التوبة إلى الله عز وجل لكن أيضاً من الأمور المهمة جداً والتي تعينك على التوبة إلى الله أن تعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله أيش(4/19)
عوضه الله سبحانه وتعالى ما هو خيرٌ منه هذه حقيقة لا بد أن تستقر في أذهاننا وفي عقولنا وفي قلوبنا أنا أترك هذا الأمر أترك الغنى أترك المعاصي أترك المنكرات أترك المال الحرام مال حرام كثير لكنني أتركه لمن لله عز وجل فأعلم علم اليقين أن الله سيعوضني سيعوضني سبحانه وتعالى ما هو خيرٌ منه
تعرفون قصة سليمان عليه السلام الله عز وجل يقول في كتابه ووهبنا لداود سليمان نعما العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال أني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها عليا فطفق مسحاً بالسوق والأعناق من يعرف قصة سليمان هذه من يعرف كيف أن الله عز وجل سليمان قام من خلال هذه الآية بأمرٍ عوضه الله عز وجل بسببه ما هو خيرٌ منه من يعرفها خذوا الحكاية سليمان عليه السلام كان محباً للخيل وكان دائماً يهيئها للجهاد في سبيل الله عز وجل وكان معه خيول كما ذكر المفسرون كانت ذات أجنحة تطير فكان يوماً من هذه الأيام يستعرض الخيول وعددها عشرين ألف كان متعلق بهذه الخيول وأيضاً تعلقه لأنه يسخرها في سبيل الله عز وجل فبينما هو يقوم بعرضها وتنظيمها فاتته صلاة العصر فاستدعى هذه الخيول التي هي قريبه من قلبه ومحبٌ لها فأخذ كما قال الله سبحانه وتعالى ضرباً بالسوق والأعناق يقطع عراقيبها ويقطع رقابها لأنها ألهت عن طاعة الله عز وجل فكان بسبب هذا الأمر ولأنه فعل هذا الأمر لله سبحانه وتعالى عوضه الله عز وجل بما هو خيراً منه عوضه الريح التي تجري بأمره رخائاً حيث أصاب أصبحت هذه الريح أذهبي يميناً تذهب يميناً أذهبي شمالاً تذهب شمال عوضه الله عز وجل ما هو خير ٌمنه هو تركها لمن هو تركها لله عز وجل يعني الآن بعض الناس مثلاً يعمل في مكان تباع فيه يعني أشياء محرمة فتقول له يا أخي لو تترك هذا العمل يعني مثلاً يعمل في بنك ربوي تقول له تترك هذا العمل لعل الله سبحانه وتعالى يعوضه خيرٌ منه يقول طيب جيب لي وظيفة الناصح(4/20)
ليس مسئولاً عن هذا الناصح مسئول أن يبين لك أن المال الذي تتقاضاه مال حرام لا يباركه الله عز وجل و لحم نبت على السحت فالنار أولى به ومن مات وهو غاش لرعيته إلا حزم الله عليه الجنة تعطيه هذه النصوص وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا الأمر أنه حرام لكن يقول لأخيه أريد أن أعيش هنا نقول له النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه لكن متى يعوضك الله قد يعوضك في الدنيا قد يعوضك في الآخرة قد يعوضك الآن قد يعوضك بعد الآن لتنجح بعد آن غذاً القضية ليست قضية أنا فعلت كده وش لي القضية ما هي قضية محاسبة دنيوية يعني المسلم حينما يدعوا الله عز وجل بدعاء ولم يستجب الله عز وجل له دعائه هل نقول خلاص راح نقول لا المسلم إذا دعا فإما أن يستجيب الله دعائه وإما أن يصرف الله عز وجل عنه من الشر مثلها وإما أن يدخرها الله عزل وجل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم في يوم يتمنى الإنسان أن يعود إلى الدنيا ليقول سبحان الله فقط هذه الكلمة في يوم يتمنى الإنسان أن يعود في الدنيا ليذكر الله في يوم يتمنى الإنسان أن يعود في الدنيا ليوحد الله عز وجل إذاً الإنسان في كلى الحالات هو على خيرٍ عظيم سيجد بركة هذه الأمور التي يريدها إذاً لا بد يعني نستشعر هذه الأمور وهي أنه من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه قبل أن انتقل إلى نقطة أخرى إذا كان هناك سؤال
مداخل :
الولد شغال في الخمور بس يصلي ومراعى ربنا يعني ولا هو يشرب ولا يشرب سجائر ولا يشرب حاجة تضر ربنا بس يصلي ويراعي ربنا بس الخمور مفروضة عليه أنه حاملها في الشغل خصب عنه يعني
الشيخ :(4/21)
طيب هو نحن نتفق على شيء أن الخمر أيش محرم نتفق على شيء أخر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما لعن شارب الخمر لم يلعنه لوحده لعن الله الخمر وشاربها وحاملها وعاصرها معتصرها إذاً الجميع كل من ومثل لعن الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده فالذي يعني يفعل الحرام فأنه سوف يجاز على هذا الحرام وسيعاقب عليه وأيضاً لن يكون العقاب يعني خاصةً به بل كل من أعانه لأن وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان إذاً هذا أمر طيب السؤال هذا يذكرنا بحديث أن بعض الناس حين تقول له يا أخي من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه أنا أقولها وأقسم بالله عليها أن المسلم إذا ترك أمراً من الأمور لله عز وجل والله العظيم ليعوضنه الله ما هو خيراً منه لكن يستشعر الإخلاص ويستشعر أن الله سبحانه وتعالى يعني ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديث هذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن هو محي يوحى نقول الحمد الله يعني كون الإنسان يحافظ على صلاته ويراعي ربه عز وجل فيها وهو أيضاً لا يشرب وإنما يفعل هذا الأمر نقول أكمل دينك بهذا الأمر ودينك أهم من دنياك ولذلك يترك الإنسان هذا الأمر سيعوضه الله سبحانه وتعالى ما هو خيراً منها بأذن الله عز وجل طيب في سؤال أخر نعم تفضل يا أخي
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم إذا تاب العبد إلى الله فأن الله بأذن الله يقبل منه التوبة فكيف حال الذنوب التي ارتكبها في الماضي فهل لا بد أن يتوب منها وأن يتذكرها أم أن الله يتوب عليه بأذن الله
الشيخ :(4/22)
هو يفتح الإنسان صفحة جديدة بعض الذنوب التي تتعلق بالخلق لا بد الإنسان أن يعطيها يعني سرق مالاً لا بد أن يعيده ظلم إنساناً لا بد أن يحلل منه فهذه الأشياء لا بد أن يعني يقوم بها أما ما يتعلق فيما بينه وبين الله عز وجل فليفتح صفحة جديدة وليتب مما مضى ويا علم أن الله سبحانه وتعالى سيقبل عبده وسيتوب عليه إذا أقبل العبد إلى ربه عز وجل أيضاً ليستشعر أن الله سبحانه وتعالى يبدل سيئات عبده بحسنات إذا تاب وأناب ولأقبل إلى الله سبحانه وتعالى طيب الآن لعلنا نعود أيضاً في حديثنا من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه الآن من ترك مسائلة الناس يعني أنا سأذكر لكم أشياء من تركها لله يعوضه الله خيراً منها من ترك مسائلة الناس ورجائهم وإراقة ماء الوجه فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه ما هو خيراً منه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ومن يستعفف يعفه الله عز وجل أيضاً من ترك الاعتراض على قدر الله فسلم الأمر لله عز وجل فإن الله يريه عقب حاسنة الأمور من ترك الذهاب إلى العرافين والسحرة لله عز وجل فإن الله يرزقه البصيرة والصدق ويحقق توحديه ويرزقه من حيث لا يحتسب من ترك التكالب على الدنيا فأن الله سبحانه وتعالى يجمع له أمره ويعطيه من الدنيا ما أراد الله عز وجل من ترك الكذب ولزم الصدق فإن الله سبحانه وتعالى يعوضه ما هو خيراً منه تذكرون قصة كعب بن مالك لم يكذب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فرزقه الله عز وجل أن الله أنزل يعني توبته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة يعني كان كعب بن مالك يستطيع أن يعتذر بأي عذر وتنتهي قضية كعب بن مالك لكنه أراد كعب بن مالك رضي الله عنه أن يلزم الصدق لأن الصدق أيش لأن الصدق منجاة والصدق يهدي إلى البر ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فصدق فأنزل الله عز وجل توبته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة من ترك البخل وأثر الكرم والسخاء أحبه الله وأحبه الناس وكما قال الله سبحانه(4/23)
وتعالى وما يوقى شح نفسه فأوليائك هو المفلحون سأذكر الآن مجموعة من الأمثلة لأقوام تركوا أشياء لله فعوضهم الله عز وجل ما هو خيراً منه ورد في الحديث الصحيح أن في صحيح مسلم والبخاري أن رجلاً كان يداين الناس بالدين يعني يعطي فلان يقول هذا دين حتى يقول أريد منك دين خذ هذا الدين لمدة عشرة أيام فبعد عشرة أيام يرسل غلامه إلى الذي اقترض منه
فيقول اذهب إليه فإذا وجدته معسراً تتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلقي الله فتجاوز عنه هو فعلها لمن لله سبحانه وتعالى يعني انظر الآن بعض الناس إذا كان له حق عندك لا تنام ليلاً ولا نهارً ولا تستطيع أن تأخذ راحتك من كثرة كلامه يعني انظر إلى هذا الرجل يقول لغلامه اذهب إليه فإذا وجدته معسراً فتجاوز عنه يعني آخره إلى اجل أخر لعل الله إن يجاوز هنا قال فتجاوز الله سبحانه وتعالى عنه و في الحديث الآخر في صحيح البخاري ومسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة تلقت روح رجل كان قبلكم فقالوا له هل عملت خيراً قط قال والله ما عملت خيراً قط قالوا تأمل قال والله ما عملت خيراً قط فتذكر فقال إني كنت أداين الناس فكنت أأمر فتاي فتياني أن ينظروا الموسر ويتجاوزوا عن المعسر قالوا إن الله قد تجاوز عنك كما تجاوزت عن المعسر هذا أمر يعني هذا شيء من الله سبحانه وتعالى للبشرية إذا قاموا به فان الله سبحانه وتعالى سيعوضهم ما هو خير منه تأملوا في يوسف عليه السلام يوسف عليه السلام تعرض عليه الفاحشة فلما عرضت عليه الفاحشة من من من زوجة العزيز بحسنها بجمالها بتهيئتي لنفسها بطلبها وهو غريب عن أهله ومع ذلك كله امتنع وقال إني أخاف الله رب العالمين شاب ومع ذلك راقب الله سبحانه وتعالى قال هيأت لك قال ما عاز الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون فلما ترك هذا الأمر لله عز وجل جعله الله سبحانه وتعالى على خزائن الأرض من الله سبحانه وتعالى اترك(4/24)
هذا الأمر لله يعوضك الله سبحانه وتعالى ما هو خير منه تعرفون أم سلمى رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما مات زوجها أبو سلمى يعني تأملوا هذه يعني هذه القصة تجسد المعنى الحقيقي لمن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه ونقولها أيضا لأخواتنا نقول إن المرأة حينما ترتدي الحجاب لله سبحانه وتعالى سيعوضها الله عز وجل يعني بعض الأخوات من خلال الرسائل تقول والله أنا أريد أن ارتدي الحجاب لكن بخليه بعد الزواج بعد الزواج لعل الخطاب يروني كذا نقول لها افعلي هذا الأمر لله واعلمي انك إذا قمت به لله عز وجل فان الله سيعوضك بما هو خير منه ما دليله أم سلمى رضي الله عنها كانت تعيش مع زوجها أبو سلمى هاجر أبو سلمى وأم سلمى في مكة فبعد مرور عام جمع الله عز وجل هذا الشمل فاجتمع أبو سلمى مع زوجته و مع ابنه فعاشوا حياة النقاء حياة أسست على الطاعة حياة بنيت على التقوى بيت كل أركانه يذكر الله سبحانه وتعالى لما غزا في احد الغزوات وأصيب إصابة عظيمة فنقل إلى منزله فقال أبو سلمى يا أم سلمى إذا قدر الله عز وجل علي فقولي إن لله وان إليه راجعون واصبري واحتسبي فمات أبو سلمى فأخذت يعني حزنت على زوجها فأرادت أن تقول فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون فاتاها من يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ابتلي في مصيبة فقال اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها إلا آجره الله في مصيبته واخلفه الله عز وجل ما هو خير منها فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون أرادت أن تقول اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها قالت من خير من أبي سلمى من سيرعاني كابي سلمى من سيحبني كابي سلمى من سيحمينني أخذت تردد هذه العبارات لكنها قالت اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها لما انتهت عدتها أتى محمد صلى الله عليه وسلم خير البشرية وصاحب الأنفاس الزكية لخطبها لنفسه فإذا بها تكون أماً للمؤمنين و زوجة لمحمد عليه الصلاة والسلام الآن أم سلمى تقول(4/25)
من خير من أبي سلمى محمد عليه الصلاة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم خير من أبي سلمى فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام أرأيتم عوضها الله عز وجل ما هو خير زوجها الأول بل جعلها الله سبحانه وتعالى زوجة لمحمد عليه الصلاة والسلام في الدنيا وفي الآخرة هذا هو يعني الأشياء لا بد أن نستشعرها وان تكون في أذهاننا وان تكون في قلوبنا وعقولنا لعل الله سبحانه وتعالى أن يعوضنا عن أشياء كنا نحبها لكن تركناها لله يعوضنا الله سبحانه وتعالى ما هو خير منها رجل يترك الحسد ويترك البغي ويترك ظلم العباد فيعوضه الله عز وجل بجنات النعيم كيف ذلك من أعظم الأشياء التي يتمناها الناس إلا لو تبحثون في سيرة المشاهير تجدوا يقول إني أتمنى شيء أن أضع راسي وأنام لا استطيع دائما أفكر في الدنيا أو هموم هذا الرجل كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً بين أصحابه فقال عليه الصلاة والسلام يخرج الآن رجل من هذا الباب هو من أهل الجنة هل انتم كيف تتوقعون الصحابة كل الصحابة الآن شخصت أبصارهم في الجانب الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد يريد أن يرى رجل من أهل الجنة يمشي على الأرض فالصحابة ينتظرون ما خرج احد خرج رجل أعرابي لحيته تتقاطر ماءاً وقد وضع حذائه بين إبطيه ويخرج وانصرف اليوم الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج رجل من أهل الجنة من هذا الباب فخرج نفس الأعرابي اليوم الثالث نفس الأعرابي الصحابة ينتظرون أبو بكر عمر عثمان يعني الصحابة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه واله وسلم بالجنة يقول احد الصحابة الكرام وهو عبد الله ابن عمر رضي الله عنه يقول أخذت على نفسي لا بد أن اعرف هذا الرجل كيف سيدخل الجنة ما العمل الذي عمله حتى ينال به هذه الكرامة يقول رضي الله عنه وأرضاه فذهبت إلى الرجل فقرعت عليه الباب فقلت يا عبد الله حصلت بيني وبين أبي ملاحة فأريد أن أنام معك قال نعم فأضافه ثلاثة أيام يقول لو ما أجد عنده كثير(4/26)
عبادة يصوم مثل ما يصوم الناس يصلي مثلما يصلي الناس ليس هناك زيادة فلما انتهت الأيام الثلاثة قلت يا عبد الله أسألك بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا يخرج من أهل الجنة فخرجت أنت فما العمل الذي عملته أنت حتى عوضك الله به جنات النعيم قال والله ما ادري ما عندي عمل يعني أرجو به يعني هذا الأمر فأراد الصحابي الجليل أن ينصرف قال على رسلك قال نعم قال أنا لدي خصلة أرجو بها الجنة قال ما هي قال والله ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن الآن مثلا بعض الناس ما يخطط للجرائم ولا يخطط إلى إذا جاء وضع رأسه على وسادته يقول والله ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن فماذا عوضه الله عوضه الله عز وجل بأنه أصبح من أهل الجنة الذين نسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل جنات النعيم إذا كان في سؤال قبل أن ننتقل أتفضل يا أخي
المداخل :
لقد تحدثت فضيلتكم عن التوبة وفضائلها وثمراتها فهل هناك مقدمات وشروط يجب مراعاتها قبل التوبة
الشيخ:
يعني نحن تحدثنا عنها في حلقات ماضية وقلنا حتى تكون التوبة صحيحة ومقبولة لا بد أن تستوفي شروطاً تستوفي الإخلاص لله سبحانه وتعالى العزم على أن لا يعود الإنسان للذنب إن يندم على الذنب إن يقلع عن المعاصي فهذه شروط يأتي بها الإنسان وقد تحدثنا عنها بتفصيل كامل حول هذه الأمور طيب أتفضل
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان حد يعمل ذنب يعني والآذان نداً عليه و برضوا لم يقلع عن الذنب فهل له من توبة
الشيخ:(4/27)
يا أخي باب التوبة مفتوح والله سبحانه وتعالى مهما عمل الإنسان مهما أذنب مهما فرط فالله سبحانه وتعالى سيقبل توبته نحن نتعامل مع الرحمن الرحيم نتعامل مع الذي هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها نتعامل مع من قال قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم نتعامل مع من رحمته وسعت كل شيء نتعامل مع الكريم نتعامل مع الحليم نتعامل مع الرحيم نتعامل مع العظيم نتعامل مع رب العالمين سبحانه وتعالى الذي قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم فمهما عمل الإنسان فليعلم إن باب التوبة مفتوح وليعلم إن فضل الله عز وجل عظيم يعني ذكرت في سؤال آخر أتفضل
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم هي مشكلة منتشرة في مصر عامة يعني وأنا كنت برضوا المشكلة هذه مريت بها شخصياً وهي إن زوجتي كان معمول له عمل وسحر عن طريق القرآن يعني بآيات كثير وسور كثيرة لم تشفى ولكن يعني لما حضر إنسان ليه في التحضير استطاع هو أن يطلع الحاجة اللي كانت معمولة فهل هذا يعتبر ذنب أتوب إلى الله بسببه ولا بس هي شفيت بهذا وبقت كويس فهذا يعتبر هذا ذنب ولا إيه بالضبط
الشيخ :(4/28)
هو لا شك أن يعني نحن تحدثنا من ترك السحرة والعرافين فان الله سبحانه وتعالى يعوضه الإتيان إلى السحرة والكفرة يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم إن قسم يعني قال من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بمنزلة على محمد هذا إذا كان يسال الإنسان ويصدق إذا أتى يسال لمجرد السؤال بدون تصديق قال من سال كاهناً أو عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً يعني هو لا بد أن يصلي ولا بد إن يتوضأ بصلاته ويقوم بهذه الصلاة لكن الله سبحانه وتعالى لا يثيبه عليها الحمد لله المرأة شفيت فالواجب إن يتوب إنسان من هذا الذنب والحمد لله باب التوبة واسع وجود الله سبحانه وتعالى عظيم فيتوب إنسان ومن تاب تاب الله سبحانه وتعالى عليه ونسال الله عز وجل أن يبدل السيئات حسنات فيبدأ الإنسان صفحة جديدة من حياة جديدة ويترك هذه المعاصي وهذه الأشياء لعل الله سبحانه وتعالى أنتم تعلمون أن يغفر لنا جميعاً أنتم تعلمون يعني أحيانا الصحابة كانوا يتركون أموالهم من اجل أن يفروا بدينهم اعز شيء على الإنسان اعز يعني من بدنه واعز من حياته هو هذا الدين الذي يجب علينا جميعاً أن نتشبث به صهيب الرومي رضي الله عنه وأرضاه لما أراد إن يهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية كان صهيب مشهور بكثرة المال فقال أهل مكة الآن أتيتنا فقيراً و الآن حينما أصبحت غنياًَ تريد أن تفر قال هذه كنانتي وتعلمون إني رجل إذا رميت أصبت ولكن اتركوني واخذوا جميع مالي فتركوه واخذوا جميع المال فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع يا أبا يحيى ربح البيع فنزل قول الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ختاماً أيها الإخوة نعلم الأسئلة كثيرة لكن الوقت كما يخبرني المخرج انتهى ختاماً نقول الهي لا تعذبني فاني مقر بالذي قد كان مني ومالي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني فكم من ذلة لي في البراية وأنت علي ذو فضل ومني(4/29)
إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني يظن الناس في خير واني لشر الناس أن لم تعفو عني نسال الله أن يعفو عنا وعنكم وان يمن علينا وعليكم بالتوبة والاستقامة اللهم توب علينا اللهم توب علينا اللهم توب علينا اللهم ارحمنا اللهم ارحمنا اللهم ارحمنا يا ذا الجلال والإكرام اللهم لا تدع لنا ذنب إلا غفرته ولا هماًُ إلا فرجته ولا دين إلا قضيته ولا عسير إلا يسرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا مبتلاً إلا عافيته والى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء (1)
موضوع الحلقة :(4/30)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي منا علينا بالإسلام وجعلنا من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومشتباه صلى الله على نبينا محمد كلما ترعرع وردٌ وأزهر وكلما لعم بارقٌ وأمطر وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته واسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم جميعاً مما يستمع القول فيتبع أحسنه وأن يملئ قلوبنا بالإيمان وأن يزيدنا هدى وأن يجعلنا سبحانه وتعالى بمنه وكرمه من الصادقين في أقوالهم وأفعالهم أنه عز وجل جواد كريم أيها الأخوة إن المتأمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجدها حياة متكاملة في جميع جوانب حياته عليه الصلاة والسلام يعني الإنسان إذا أراد أي جانب من جوانب الحياة أن ينظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن هذا الهدي قد تجسد في خلقه قولاً وفعلاً عليه الصلاة والسلام وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بنا أن أرسل إلينا محمد عليه الصلاة والسلام من أجل أن يرشدنا وأن يعلمنا وأن يهدينا وأن يبين لنا الحق ويحثنا على أتباعه ويبين لنا الباطل وينهانا عن أتباعه عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول الله عز وجل قد جاءكم من الله نور وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من أتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور يعني نحن إذا أردنا أتباع الصراط المستقيم إذا أردنا أتباع السلام إذا أردنا أتباع النهج السوي إذا أردنا أتباع الصراط المستقيم فما علينا إلا أن نتبع أمرين الأمر الأول كتاب الله عز وجل والأمر الثاني النور وهي سنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم سنة وسيرة ومسيرة خالدة يجد فيها المسلم بغيته ويجد فيها الضال ما يريد ويجد فيها الحيران ما يرشده فالحمد الله الذي جعلنا(4/31)
من أهل الإسلام ومنا علينا بأتباع سنة محمد عليه الصلاة والسلام من الأمور العظيمة التي يبنها النبي صلى الله عليه وسلم هو المنهج في التعامل مع الناس المسلم لا يعيش لنفسه وإنما يعيش وحوله الناس فيأتي الإسلام فيبين لك ويرسم لك الهدي الصحيح في التعامل مع الآخرين من هم الآخرين قد يكون مسلم قد يكون كافر قد يكون يهودي قد يكون نصراني قد يكون وثني المقابل لك قد تكون وإياه متفقين على سنة قد يكونون مختلفين المقابل لك قد تتفقون على أشياء وتختلفون في أشياء كثيرة فيأتي لك النبي صلى الله عليه وسلم بالمنهج النبوي الصحيح في التعامل مع الآخرين وهذا مما يميز ديننا مما يميز ديننا يعني تأتي للمسلم لتعامل مع أخوانه ما يعيش الإنسان لنفسه وإنما يعيش أيضاً مع الآخرين لأن(4/32)
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أيش ما يحب لنفسه يعني تأمل هذا المنطق العجيب أنت لا تعيش لنفسك تعيش مع آخرين ولأنك مسلم ولأنك تريد أن ترتقي بالإيمان وتزيد في الطاعة وتزيد في الإقبال إلى الله سبحانه وتعالى قال لك لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هناك صفات عامة للمسلم هذه الصفات تجعله يتعامل مع الأخر تعامل جيد وتعامل مثمر وتعامل وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم أولاً لنعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلينا في هذه الحياة الابتلاء سنة ألاهية من رب العالمين عز وجل الإنسان قد يمرض ابتلاء الإنسان قد يسرق ماله ابتلاء قد يفصل من عمله ابتلاء قد يظلم ابتلاء قد يمرض ابتلاء قد يموت ابتلاء لأهله ألف لام ميم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون أحسب أهل الدين أحسب أهل الصلاح أحسب المتمسكون بكتاب الله وبسنة رسول الله أنهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ولا يعلمنا الكاذبين الابتلاء سنة إلهية من الله سبحانه وتعالى إلا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير الله الذي خلقنا والله سبحانه وتعالى الذي رزقنا وهو الذي يحينا ويميتنا وهو العالم بأحوال عباده سبحانه وتعالى ولذلك قال ولقد فتلنا الذين من قبلهم فليعلنا الله الذين صدقوا وليعلمنا الكاذبين وهذا الابتلاء لينظر الإنسان إلى الخير منه لا يظن الإنسان+ أن هذا الابتلاء يعني بعض الناس يقول مثلاً الدولة الفلانية فيها فتن ومشاكل لأن الله يكرهها الناس شخص معين يبتلى كثيراً لأن الله لا يحبه ولو كان الله يحب فلاناً ما ابتلى لو كان الله يحب فلان ما صدم بسيارته لو كان الله يحب فلاناً ما ضرب نقول هذا مفهوم خاطئ تماماً بل على العكس وعلى النقيض تماماً قد يبتلى الله عز وجل عبداً من عباده لأن الله يحبه لأن الله يريد أن يرفع درجته لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يرفعه في أعلى العليين لأن الله سبحانه(4/33)
وتعالى يريد أن يكرمه بجنات نعيم ولهذا قال الله عز وجل قل أننتم أعلم أم الله من اعلم الله سبحانه وتعالى قل أننتم أعلم أم الله بعض الناس يقوا يا أخي كيف لماذا الله سبحانه وتعالى يبتلى على فلان والله فلان ما يستحق فلان دائم الصلاة دائم العبادة قل أننتم أعلم أم الله إن خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجاً أيش نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا ولهذا كلنا جميعاً لا نخرج عن دائرة العبودية حتى لو الإنسان يبتلى حتى ولو الإنسان يمرض يجب عليه أن لا يخرج من دائرة العبودية لله عز وجل وما خلقنا الجن والإنس إلا أيش خلقتهم اللعب للعبث قال لا وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعم يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد هل يزيد ذلك في ملك الله شيء قال لا يزيد ذلك في ملكي شيء يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ فسألوني فأعطيتوا كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكه شيء إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل أيش إذا أدخل البحر هل ينقص شيء من البحر لا ينقص شيء فكذلك رزق رحمة الله سبحانه وتعالى وسعة خزائنه عز وجل ومن الابتلاء الابتلاء تعرفون أنواع وأشكال لكن نريد أن نقرر في النهاية فيما يتعلق بالابتلاء تقرير مهم إذا أصيب أحد بابتلاء فليس هذا علامة على أن الله لا يحبه بل قد يكون علامة على قربه من الله يأتي الصحابة الكرام إلى محمد عليه الصلاة والسلام يقولون يا رسول الله أنقذنا عذبنا المشركون آذانا المنافقون يا رسول الله إلا ترد عنا هؤلاء القوم فيقول صلى الله عليه وسلم وقد غضب على أصحابه لقد كان من كان قبلكم يؤتى بالرجل فيوضع المنشار في مفرق رأسه ثم يشق إلى شقين ويقسم إلى قسمين ما يصده ذلك عن دين الله ولكنكم قوم تستعجلون والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على(4/34)
غنمه تأملتم في أخر الحديث الآن الرسول يتحدث عن ابتلاء وفي أخر الحديث يتحدث عن أيش عن نصر يعني الأمة قد تبتلى الأمة قد تمتحن قد يتسلط عليها الأعداء قد يسرقون خيراتها قد يغتصبون مقدراتها قد يأتونها في أرضها لكن هذا دليل إن شاء الله الأمة ستعود وستنتصر وسيتحقق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم والله ليتمن الله هذا الأمر حتى لا يبقى بيت وبر ولا مدر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بأيش بذل ذليل عزٌ يعز به الله الإسلام وأهله وذل يذل الله به الشرك وأهله فاستبشروا خير وأعلموا أن هذه الأمة منصورة بأذن الله عز وجل من الابتلاء ابتلاء الخلق بعضهم ببعض يعني الإنسان قد يكون جاره يؤذيه ابتلاء من الله قد يسر الإنسان في الطريق فيأتي إليه شخص فيسمعه ما لا يحب ابتلاء من الله ولهذا قال الله عز وجل وجعلنا بعضكم لبعض أيش فتنة وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون بل قد يكون الابتلاء وفتنة بعض الخلق ببعض من اقرب الناس إليك وهم أبنائكم وأهلكم قال الله عز وجل واعلموا إنما أموالكم و أولادكم فتنة واعلموا إنما أموالكم و أولادكم فتنة فلنعلم هذا أيها الإخوة ولنتعامل مع هذه الفتنة ونتعامل مع هؤلاء الناس بالمنهج النبوي الذي أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم لا بد أن يضع الإنسان في باله وفي ذهنه قاعدة وقضية هامة جداً وهي كيف يتعامل مع الناس أنت قد تجد إنسان تكره قد تجد إنسان تحبه كيف تتعامل مع هذا الذي تكره وكيف تتعامل مع الآخر الذي تحب هذه قضية ومنهج نبوي بينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم وحتى تعرفون في هذه القضية فقط في حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لكن الحديث ضعيف لكن المعنى صحيح إذا أحببت حبيبك يوماً ما فأحببه ايش هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما يقول إذا أحببت إنسان فأحبه لكن بالهون لأنك قد تعطيه إسرارك وتعطيه أمورك وفجأة يحدث بينك وبينه خصومة فيكون بغيضاً لك فيكشف كل إسرارك أنا أرى البعض(4/35)
هز برأسه كأنه مرت عليه حالة وإذا أبغضت بغيضك يوماً ما فلا تسرف في البغض وإذا أبغضت بغيضك يوماً ما فأبغضه هونً ما عسى آن يكون حبيبك يوماً ما والدنيا دول فلذلك اللي يتعامل مع الإنسان مع الناس وفق المنهج نحن امة نتميز بالأخلاق نتميز بكريم الفعال النبي صلى الله عليه وسلم نبينا وسيدنا وحبيبنا كان يتعامل مع الناس بالرفق وباللين ولذلك يقول عنه احد الصحابة لم يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم طعانا ولا لعانا ولا فاحشا ولا بذي أبدا ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم شتم ما سمعنا أن النبي صلى الله عليه وسلم طعن ما سمعنا إن النبي صلى الله عليه وسلم آذى أحد من عباده وحينما يظن الآخر انه أوذي وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول اقتص مني في الدنيا قبل أن تقتص مني يوم القيامة إذا فلنتعلم هذا الخلق وهذه الشريعة العظيمة التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا تقول عائشة رضي الله عنها حتى تعرفون المنهج النبوي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأخطاء تقول عائشة دخل جماعة من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا السام عليكم يعني ايش السام يعني الموت فعائشة غضبت قالت وعليكم السام واللعنة النبي صلى الله عليه وسلم الآن الجميع يتوقع إن النبي سيتحدث مع اليهود ولكن يتحدث مع عقول خربة وقلوب ميتة تحدث مع عائشة قال له يا عائشة لقد أفحشت ولكن قولي وعليكم قالت يا رسول الله هم يقولون السام الموت عليكم قال قولي وعليكم وتكتفي بهذا فهذا من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس الناس للناس من بدو وحاضرة بعض لبعض وان لم يشعروا خدم الآن سنتحدث معكم تعرف الناس تحدث منهم الأخطاء فكيف نصحح أخطاء الناس كيف هذا هو المنهج النبوي الذي نريد أن نقرره في هذا اللقاء أول قضية يجب أن تعيها وان تكون في ذهنك انك إذا(4/36)
رأيت رجلاً قد اخطأ في قضية من قضايا الشرع فأول الأمور التي يجب عليك أن تراعيها هو أن تكون مخلصاً لله عز وجل في هذا الإنكار و في تصحيح هذا الخطأ البعض يأتي يصحح الأخطاء يريد والله رياء يريد سمعة يريد والله أن يقول فلان خطأ الناس وفلان استدل على خطأ الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يأتي المنهج النبوي ويقول لك لا إذا لم يكن قصدك بإنكار المنكر إخلاصه لله عز وجل فلا تنكر هذا المنكر لأنه سوف يكون وبالاً عليك يوم القيامة العبادة أي عبادة من العبادات يشترط لها شرطين ما هما يا شباب أن يكون العمل لله والثاني أن يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أي عبادة أي عبادة من العبادات إذا أردت أن تعلم أن الله تقبلها أو لم يتقبلها فانظر إلى أمرين انظر إلى أن هذا العمل عبادة لله أو لغير الله هل أنا افعل هذا الأمر لأنني أريد أن أتقرب به إلى الله أم أريد السمعة والجاه والمنصب والشهرة والأمر الثاني أن يكون على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لا بد أن نعي هذا الأمر ولهذا تعرفون قصة أبو هريرة رضي الله عنه أبو هريرة رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه فأتى إليه رجل وقال أنشدتك الله إن تسمعني حديثاًَ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا لا أريد بينك وبين الرسول واسطة أريد حديث سمعته من الرسول مباشرة فقال رضي الله عنه نعم ثم شهق شهقة و أغمي عليه قام أصحابه غسلوا وجهه قال قال صلى الله عليه وسلم وشهق وشهقة وأغمي عليه فغسلوا وجهه وقام ثم الثالثة فخر على وجهه الآن يدلك على إن الحديث ايش صعب وعظيم حديث خطير وحديث يجعل المسلم يخشى وينتبه ويحذر لكل أمر ورد في هذا الحديث قال أبو هريرة رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً سمعته أذناي ووعاه قلبي قال صلى الله عليه وسلم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة من(4/37)
هم تتوقعون أو من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة قارئ لكتاب الله وعالم وصاحب مال فإما القارئ فيؤتى به يوم القيامة فيقول له الله عز وجل لم قرأت القرآن فيقول يا ربي قرأت القرآن لأتعلمه وأعلمه فيقول الله سبحانه وتعالى كذبت الله الجبار المتكبر المنتقم يقول كذبت وتقول الملائكة كذبت بل قرأت ليقال هو قارئ فقد قيل ثم بعد ذلك فيؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم ثم يؤتى بالآخر وهو العالم فيقول الله عز وجل فيما تعلمت قال تعلمت العلم فيك وعلمته فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت بل تعلمت ليقال عالم فقد قيل قيل في الدنيا فلان عالم ثم يؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم ثم يؤتى بالثالث صاحب المال فيسأل عن المال فيقول يا رب أنفقته آناء الليل وأطراف النهار فيقول الله كذبت وتقول الملائكة كذبت بل أنفقت ليقال هو جواد فقد قيل ثم يؤمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم ولذلك المسألة خطيرة إنما الأعمال في النيات وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيم واحد كل واحد مننا يسأل نفسه إذا صلى فهل يريد في هذه الصلاة وجه الله أم يريد أن يقول والله فلان ما شاء الله عليه يشهد الصلاة ويصلي مع الناس وفي الروضة وفي الصف الأول ثم إذا أنفقت مالاً وتصدقت بصدقة فرق بين إنسان يتصدق بصدقة ثم يستدعي وكالات الأعلام وآخر يتصدق بصدقة لا تعلم شماله ما تنفقه يمينه أيضا يجب علينا أن نحذر في كل عبادة نتعبد الله سبحانه وتعالى فيها أن تكون خالصة لوجه الله عز وجل ومن هذه العبادات الدعوة إلى الله ومنها تصحيح الأخطاء أنا حينما آتي إلى فلان أريد أن أصحح خطأ لديه يجب يكون تصحيح هذا الخطأ وفق ما يحبه الله ويرضاه وان يريد به وجهي الله سبحانه وتعالى وإذا كان الإنسان بهذا الصدق وبهذا القبول فان كلامه يسري إلى قلوب الناس حديث الروح إلى الأرواح ايش يسري حديث الروح إلى الأرواح يسري(4/38)
وتدركه القلوب بلا عناء الأمر الثاني فيما يتعلق بالمنهج النبوي هذه مقدمات في المنهج النبوي في تعليم في تبيين الخطأ أن يبين الإنسان الخطأ بعلم تأتي إلى عند الإنسان تقول له لا تشرب الدخان يقول لك ليش لا اشرب الدخان تقول كده بس لا تشرب الدخان طيب ما الدليل قول لا أدري ها هل لديه علم هذا تأتي إلى الأركيلة أو الشيشة والمعسل أو أي أنواع من هذه الأشياء تقول له يا أخي حرام يقول لك ما الدليل تقول له لا أدري فلا بد أن يكون تبيينك للخطأ بعلم فان لم يكن لديك علم فلا تبين هذا الخطأ لأنك لا تدري تخشى أن تقول انه خطأ وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم اضرب لكم مثالاً جابر ابن عبد الله رضي الله عنه كان يصلي وكان معه رداءين فألقى احدهما وأخذ الآخر وربطه من قفاه فنظر إليه أحد الصحابة وقال تفعل هذا وأنت من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إن النبي نهى أن يصلي الرجل في إزار واحد فقال يا جاهل إنما افعل ذلك من اجل أن تتعلم أنت وغيرك هذا الآن ذهب لينكر خطأ وهو موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنت إذا أردت أن تبين خطأ للناس لا بد أن تكون مقتنع بهذا الخطأ ليس فقط في الشريعة يعني ليس فقط في الأحكام الشرعية وإنما في جميع حتى الإنسان في مجال الطب مثلاً إذا أردت أن تقول مثلا لا والله هذه الوصفة الطبية خطأ ما الدليل يقول لك واحد اثنين ثلاثة أربعة فإذا تحتاج إلى علم من اجل إن تصحح به هذه الأخطاء الأمر الثالث كلما كان الخطأ أعظم كانت العناية بتصحيحه اشد فالخطأ في العقيدة والاعتقاد ليس كالخطأ في غيره ولهذا لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله أول ما دعا إليه ايش التوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى هو أول أمر دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ليس النبي فحسب بل دعوة جميع الأنبياء إلى أقوامهم إلى توحيد الله عز وجل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن(4/39)
الله وإلى عادٍ أن أخاهم هود أن يعبدوا الله ما لكم من اله غيره تأملوا بسورة الأعراف تأملوا بسورة الشورى تجدون إن الله سبحانه وتعالى ما أرسل رسول إلا وهو يقول لقومه اعبدوا الله مالكم من اله غيره لماذا لان قضية التوحيد هي القضية الكبرى التي أتى بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا أتى الإنسان بأخلاق عالية وبقيم وإنسان مهذب لكنه لا يعبد الله عز وجل يعبد أصناما يعبد أوثانا لا يدين بدين الإسلام هو على خطأ تأتي عائشة رضي الله عنها فتقول يا رسول الله المطعم ابن عدي رجل كان يطعم الطعام ويسقي الحجاج وكان صاحب خلق ويكرم ويفعل وقامت تعد مناقبه وإحسانه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لا يا عائشة تقول يا رسول الله هل تنفعه هذه الأعمال قال لا يا عائشة انه ما قال قط ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين لو كان احد تنفعه أخطاء أو ينفعه حتى خدمته للإسلام وهو غير مسلم لنفع من لنفع أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي بذل ماله وبذل جهده وبذل حياته ليدافع عن الإسلام وليحمي محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لأن قلبه لم يؤمن بالله ولم يذعن لله ولم ينقاد إلى محمد عليه الصلاة والسلام فان هذا كله لم ينفعه يقول الصحابة علي ابن أبي طالب يقول يا رسول الله والدي أبو طالب خدم الإسلام وفعل وفعل فهل أنت ستغني عنه شيء هل ستغني عنه شيء ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الآن موقف محرج اللي عليه الواسطة لو كانت تنفع لنفعت هنا لكن القضية قضية دين لذلك قال صلى الله عليه وسلم لا ولكنني بشفاعتي له فان الله سبحان وتعالى جعله في ضحضاح من النار يعني ليس في الدرك الأسفل من النار وإنما جعله في ضحضاح من النار تحت رجليه جمرتان يغلي منها دماغه وبالمناسبة ترى هذا اقل أهل النار عذاباً هذا اقل أهل النار عذاباً فكيف بمن كان في الدرك الأسفل من النار كيف بمن كان طعامه الزقوم كيف بمن كان شرابه الحميم وسوقوا ماء فتقطعوا(4/40)
أمعائه كيف بمن كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلود غيرها هذا أهون أهل النار عذاباً ولذلك أهم قضية يجب علينا أن نعتني بتصحيحها هي قضية ايش قضية التوحيد وقضية إفراد الله عز وجل في العبادة وقضية إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى لان القضية أما نار أو جنة يعني الله سبحانه وتعالى قال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء كل معصية تكون تحت رحمة الله إن شاء الله عفا عنك وان شاء عذبك لكن الأمر الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى هو الشرك بالله عز وجل إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء تأملوا في هذا الحديث العجيب وفي هذا المنطق الرائع العظيم من معلم الإنسانية وهادي البرية وهادم كيان الوثنية ممن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى عليه الصلاة والسلام يوم إن قال من لقي الله تأملوا يا إخوة في هذا الحديث استمعوا له انصتوه أنصتوا له احضروا قلوبكم معه واعلموا خطورة الأمر من لقي الله لا يشرك به شيء دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيء دخل النار حتى لو كانت ذبابة حتى لو كانت ذبابة يقول صلى الله عليه وسلم دخل النار رجل في ذبابة ذبابة شيء بسيط جداً ودخل الجنة رجل في ذبابة القضية ليست في الذبابة إنما القضية في أصل القصة مر رجلان على قوم لهما صنم لا يتجاوز احد هذا الصنم إلا ويقرب له شيء فقالوا لأحدهما قرب قال ما عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابة فقرب ذبابة فجعلوه يمر فدخل النار وقالوا للآخر قرب قال والله ما كنت لأقرب شيء لأحد دون الله عز وجل فقتلوه فدخل الجنة ولهذا وان المساجد لله مع الله احد أرئيتم احد نكرة اعني أي احد أي شخص فلا تدعو مع الله أحد إذا كلما كان الأمر وكلما كان الخطأ أعظم كانت العناية في تصحيحه اشد يعني إذا سمعت إنسان يخطأ يعني يقول والنبي أو يخطأ في أشياء مثل هذه حتى لو لم يكن قاصد الخطأ فيجب عليك أن تصحح الخطأ وفي الحلقة القادمة سنبين شيء من هذه الأمور اسأل الله عز(4/41)
وجل بمنه وكرمه أن يبارك لنا ولكم في الأعمار والأعمال وان يجعلنا وإياكم من من يقتدون بهدي محمد صلى الله عليه وسلم إلى لقاء قادم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
االشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
االمنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 2 )
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي أشرقت قلوب أوليائه بطاعته وأنست قلوب أحبابه بمعرفته أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله وأستغفره اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول لك الحمد أن هديتنا ولك الحمد أن رزقتنا ولك الحمد أن جعلتنا من خير أمة أخرجت للناس وهديتنا على معالم دينك الذي ليس به التباس وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه و مشتباه نبينا محمد ابن عبد الله الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف عنها الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى من سلك سبيلهم أو سار أو استنار بهدي محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر وأن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول واتبعوا أحسنه نسأله عز وجل أن يملأ قلوبنا بالإيمان وأن يسعد أرواحنا بذكر الله الواحد الديان وأن يجعلنا وإياكم ممن يجتمعون في هذه الأرض على طاعته وعلى ذكره وعلى محبته كي ما نجتمع يوم القيامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أسأل الله أن يستجيب دعائنا وان يجعلنا وإياكم من المتحابين في جلال الله أيها الإخوة حديثنا كان في اللقاء السابق عن تصحيح الأخطاء والمنهج النبوي الذي أخذناه من نبينا صلى الله عليه وسلم في تصحيح هذه الأخطاء نحن يا(4/42)
إخوة أمة عظيمة أمة عظيمة في أخلاقها أمة عظيمة في عقائدها أمة عظيمة في تعاملها ولهذا ورد في الحديث أن الدين المعاملة أمة تجد الرجل فيها فيذكرك بالله سبحانه و تعالى كما كان بعض السلف كان بعض السلف يسير فينظر إليه أصحابه فيذكرون الله عز وجل تخيل يعني بعض الناس إذا رأيته تتذكر المعصية وتتذكر المجون وتتذكر ما حرم الله عز وجل وآخرين إذا رأيتهم تذكرت الله تذكرت الواحد الديان تذكرت عظمة الملك سبحانه وتعالى فإذا رأيته أحببت الدين وأحببت كتاب رب العالمين وأحببت سنة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام لماذا بسبب الأخلاق التي كان يتعلمها ويعمل بها ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما سألت عائشة ما هو خلق النبي صلى الله عليه وسلم يعني يا عائشة ارسمي لنا أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام يا عائشة ارسمي لنا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وفي تعامله فتقول رضي الله عنها كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن يسمع الأمر فيعي فيسمع النهي فيرعوي ويدل الناس على ما فيه قربهم من الله الواحد العلي هذا الأمر يجب أن نكون مستعدين له يجب أن نكون مهيئين له يا إخوان ديننا لم ينتشر فقط بسيفنا ولم ينتشر فقط بأرواح شهدائنا وإنما انتشر أيضا بأخلاق أبنائنا وأخلاق سلفنا يوم أن كانت أخلاقهم جميلة يعني من يتصور أن التاجر يذهب من أجل تجارة ويبيع ويشتري فيهدي الله عز وجل على يديه إئام كثيرة من الناس إنها الأخلاق الناس بطبيعتهم يحبون الأخلاق أحسن إلى الناس ماذا يقول لك قال أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسانه(4/43)
لعلنا نستمر في الحديث عن المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء كنا قد تحدثنا عن أن من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء أن الخطأ كل ما كان أعظم كانت العناية بتصحيحه أشد وذلك الخطأ في العقيدة ليس كالخطأ في غيره لكن الخطأ في العقيدة يوقع الإنسان في التهلكة ويذهب به إلى الهلاك ولهذا نتأمل الآن في منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأخطاء التي تكون في العقيدة حديث المغيرة ابن شعبة النبي صلى الله عليه وسلم كم كان له من الأبناء من يعرف من أبناء النبي الذكور من عبد الله والقاسم وإبراهيم لما مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم في نفس يوم الوفاة انكسفت الشمس فالناس ربطوا الإيش ربطوا موت ابن النبي صلى الله عليه وسلم بالكسوف إنكساف الشمس فالنبي صلى الله عليه وسلم خشي أن يظن الناس أن هذا الأمر حدث بسبب موت إبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام فقام عليه الصلاة والسلام في الناس خطيبة ليبين لهم أن الحوادث الأرضية ليس لها علاقة بالأشياء التي تحدث في السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته فإذا رأيتم هذا فهرعوا على الصلاة واذكروا الله حتى ينجلي الأمر ليش حتى لا تتعلق قلوب الناس بهذا المخلوق حتى لا تتعلق قلوب الناس بابن النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا المنهج النبوي أنه يرسم لك أن هناك حتى أعظم البشر من هو أعظم إنسان مر على وجه الأرض من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تجد أن الله عز وجل في القرآن يميز بين حق رسوله صلى الله عليه وسلم وبين حقه فيقول الله عز وجل ومن يطع الله ورسوله ما حكم طاعة الرسول واجبة وطاعة الله واجبة إذاً ومن يطع الله ورسوله فلما أتى في أمر أخر فيه عبادة قال ويخشى الله ويتقي ما قال ويخشى النبي صلى الله عليه وسلم لأن الخشي أيش عبادة والتقوى عبادة لا يجوز أن تكون لغير الله(4/44)
سبحانه وتعالى ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص على أن يصحح هذا المفهوم الخاطئ لدى الناس وهو تعلقهم بغير الله عز وجل نأتي إلى مثال أخر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي واقد الليثي يقول كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين غزوة حنين كان مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المؤلفة قلوبهم يعني وبعض الذين دخلوا في الإسلام من جديد أسلموا فدخلوا في جيش النبي صلى الله عليه وسلم لقتال المشركين فبينما هم يسيرون تعرف بقي رواسب رواسب الجاهلية وبقي تعلقهم بالأصنام تعلقهم بالأوثان تعلقهم بغير الله سبحانه وتعالى بقيت هذه الأمور قائمة ورواسبها لا زالت في أذهانهم فمروا فإذا بالمشركين عندهم شجرة يعلقون عليها يعلقون عليها سيوفهم من أجل ماذا ويقولون نحن إذا علقنا السيف في هذه الشجرة لا يسرق إذا علقنا السيف في هذه الشجرة تأتيه بركة ويكون أصبح أكثر قوة فرآهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط الشجرة الذين يعلقون بها اسمها ذات أنواط قالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فغضب النبي صلى الله عليه وسلم القضية قضية تتعلق بأيش بالعقيدة القضية تتعلق بالتوحيد قال صلى الله عليه وسلم لقد كان من كان قبلكم لقال صلى الله عليه وسلم والله الذي لا إله غيره لقد قلتم كما قال بني إسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم ألهه اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا الأمر مثال ثالث هذا المثال يرويه لنا الصحابي الجليل زيد ابن خالد يقول رضي الله عنه صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر السماء كان هناك سماء ومطر فبقي أثر هذا المطر على ثقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفي الأرض فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلى صحابته وقال له اسمعوا ماذا قال الآن النبي صلى الله عليه وسلم سيقرر(4/45)
مبدأ وسيخبرهم بخبر تناقشوه بالأمس من الذي أخبره الله من الذي علمه الله من الذي أرشده الوحي الذي أتى من رب العالمين عز وجل فلما فرغ النبي من صلاته التفت إلى صحابته وقال لهم إن الله عز وجل قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر قضية خطيرة أصبح كل واحد الآن خاف على نفسه القضية قضية إيمان وقضية كفر أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذاك مؤمن بي كافر بأيش بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب يعني ألي يقول إن سبب تجمع السحب هو أن النجم الفلاني اجتمع مع النجم الفلاني وأنه هو السبب فهذا كفر بالله عز وجل هذا ليس كلامي إنما هو كلام من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي المقابل لكن قد يكون إن الله سبحانه وتعالى أجرا عادتاً أنه هذا يختلف أنك ترجع الأمر إلى الله سبحانه وتعالى وذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً ما يحث أصحابه على هذا الأمر بل وكان ينهى أن يرفع صلى الله عليه وسلم فوق منزلته التي أنزله الله عز وجل لما أتى ذاك الرجل قال يا خيرنا وابن خيرنا ويا سيدنا وابن سيدنا وقام يثني على النبي صلى الله عليه وسلم بتواضعه قال أيها الناس على رسلكم أربعوا على أنفسكم إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله الآن بعض الناس تأتي تمدح وتثني عليه يقول تراك قصرت المدح المفروض تزيد المدح والثناء والنبي صلى الله عليه وسلم هو خيرنا وابن خيرنا وهو سيدنا وابن سيدنا ومع ذلك هو سيدنا عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يأتي عليه الصلاة والسلام ويقول أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستهوينكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ولما ركب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وحلف ولما أتى رجل وقال يا رسول الله ما شاء الله وشئت قارن مشيئة النبي بمن بمشيئة الله أشرك مشيئة النبي بمشيئة الله فقال صلى الله عليه وسلم لا ولكن قل ما شاء الله وحده فإن لو تفتح عمل(4/46)
الشيطان في حديث أخر في حديث ابن عمر أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كان يحلف بأبيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحلف بآبائكم ولا تحلفوا بأمهاتكم ولكن احلفوا بالله عز وجل من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت طيب وضع الناس الآن وضع الآن الناس وضع مخيف هناك أخطاء عقدية قاتلة يعني أنتم عندكم هنا دارج والنبي هذا تشريك وقسم بغير الله عز وجل ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان حالفاً فليحلف بمن بالله أو ليصمت إذا قالها الإنسان يعني سهواً ما الواجب عليه يستغفر الله ويعود الإنسان نفسه ألا يقع في مثل هذا الخطأ وألا يقع في مثل هذه الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى أيضاً في بعض البلاد يأتون فيستغيثون بالجن خذوا وافعلوا به وكذا كل هذه الأشياء من الأمور التي حرمها الإسلام من الأخطاء أيضاً العقدية التي يجب على الناس أن يصححوها الطواف بالقبور والطواف بالأضرحة والطواف بالأولياء الأولياء أليس لهم مكانة لهم مكانا ولهم جاه ولهم منزلة عند الله عز وجل ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون لكن هذا لا يسوغ لنا أن طوف بقبورهم أو كما نطوف بالكعبة أو إنا نستغيث بهم كما نستغيث بالله عز وجل بل علينا أن نخلص العبادة لله سبحانه وتعالى وندعو لهم بالرحمة وأن الله عز وجل يجعلهم من أهل جنات النعيم إذاً هذه قضية مهمة وهي قضية العقيدة أول أمر يجب علينا أن نعتني به وأن نصححه للناس هو مبدأ العقيدة ومبدأ التوحيد ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يا إخوة مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة ثلاث سنوات دعوة ايش سرية وعشر سنوات دعوة جهرية وكل هذه الثلاث عشرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم جعلها دعوة للناس من أجل أن يصححوا عقائدهم وأن يقبلوا على ربهم سبحانه وتعالى أيضاً من المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء أن الإنسان لا يعذر بنيته لا يعذر في نيته بتصحيح الخطأ أما يعذر في نيته عند الله عز(4/47)
وجل فأمره إلى الله سبحانه وتعالى يعني أضرب لكم مثال لو أتينا عند رجل وقال أريد أن أصلي صلاة الظهر خمس ركعات أريد أن أتقرب إلى الله حتى تكثر عبادتي نقول فعلك هذا خطأ أم صحيح خطأ لماذا لأن الفرض خمس ركعات لأن الفرض أربع ركعات فهو أتى بالخامسة فهو خالف منهج الإسلام فلو قال والله أنا نيتي حسنة نقول نيتك لك والعبادة يجب أن تؤديها كما أمر الله عز وجل ابن مسعود رضي الله عنه أتى إليه أحد الصحابة هذا الصحابي مر بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووجد الناس يأخذون الحصى ويعدون سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر ويضعون الحصى حتى زادت فذهب إلى ابن مسعود رضي الله عنه فأخبره بالخبر قال ماذا قلت لهم قال لم أقل لهم شيء قال لماذا قال أنتظر رأيك أنت أعلم مني وأنت الذي تفتي الناس قال أخبرهم هم الآن يذكرون الله صح يريدون خير قال أخبرهم أن يعدوا عليهم سيئاتهم وأنا أضمن أن لا يضيع منها شيء سبحان الله همك يريدون الخير فانقلب الأمر عليهم ذهب ابن مسعود رضي الله عنه إليهم وأخبرهم أن هذا خطأ وأن الواجب عليهم أن يذكروا الله ليس بهذا الشكل وإنما وفق ما شرعه محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا يا ابن مسعود والله ما أردنا إلا الخير والله ما أردنا إلا الخير فقال ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لم يبلغ كم من مريد للخير لم يبلغه كلنا نسعى إلى الخير لكن أحدنا يوفق لسلوكه والآخر يوفق لاجتنابه أو يضل بسبب اجتنابه فلذلك يجب علينا أن نحرص على هذا الأمر وأن نعلم أن المنهج الصحيح والمنهج السوي هو أن النية ليس لها أثر في تصحيح الخطأ يجب أن نصحح الخطأ للناس وفق ما أراده الله عز وجل أيضا من المنهج في تصحيح الأخطاء أن الإنسان قد يرى خطا أنت قد ترى خطأ وتترك تصحيح هذا الخطأ لماذا أحيانا ترى خطأ وتترك تصحيحه لأنه يؤدي إلى ايش إلى خطأ أعظم منه أضرب لكم مثال النبي صلى الله عليه وسلم أنتم تعرفون الكعبة الآن(4/48)
عبارة عن هذا المبنى وبجواره حجر حجر إسماعيل عليه السلام يسمى حجر إسماعيل وإلا فليس هناك دليل لا في كتاب الله ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم على تسميته بهذا الاسم وخاصة ً أنه في عهد إسماعيل لم يكن هناك شيء أسمه حجر إسماعيل إبراهيم عليه السلام حينما بنا الكعبة كانت الكعبة داخله مربعة وكان الحجر ضمن الكعبة فالناس سموه بحجر إسماعيل وليس هناك دليل على هذه التسمية النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان عمره خمسة وثلاثون سنة جدد أهل مكة بناء الكعبة واشترطوا أن لا يدخل في بناء الكعبة إلا المال الحلال فقد قصرت عليهم النفقة فبنوى الكعبة والخارج وضعوا له جدار يوحي بأنه داخل الكعبة يعني يوحي بأن هذا القسم من ضمن الكعبة لما أعز الله عز وجل الإسلام وأهله كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع عائشة ويقول لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بكفر أو بجاهلية لهدمت الكعبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم يريد هدم الكعبة ولا أدخلت هذا الحجر في الكعبة ولجعلت للكعبة بابين باب شرقي وباب غربي يدخل الناس من باب ويخرجون من باب آخر لكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد هذا الأمر أليس كذلك لكن هل من المنطق الآن أن يأتي الإنسان يهدم الكعبة ويفعل هذا الأمر لماذا لأن قلوب الناس ستضطرب كيف تهدم الكعبة كيف يهدم بيت الله ولذلك أبقاها العلماء وأبقاها الصحابة وأبقاها الخلفاء وحدث يعني وقد بينا ذلك في حلقات مضت حينما تحدثنا عن بناء البيت كيف أنه حدث أن هدمت وبنيت ثم أعيدت على ما هي عليه الآن فأحياناً الإنسان يترك تصحيح الخطأ لأنه يؤدي إلى خطأ أعظم منه شيخ الإسلام ابن تيمية لما دخل التتار إلى بلاد المسلمين كان بعض رجال التتار يشربون الخمر فيأتي بعض الناس وينكر عليهم قال شيخ الإسلام دعوهم دعوهم يشربون الخمر فإنهم إذا أفاقوا من شرب الخمر عدوا على نساء المسلمين وعدوا علي المسلمين فأراقوا دمائهم خلوهم خلوهم سكارى وفي(4/49)
غيهم وفي ضلالهم فتركهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لأن تصحيح ذلك الخطأ سيؤدي إلى خطأ أعظم منه أيضاً من المنهج النبوي في تصحي الخطأ أن يعرف الإنسان من هو الرجل الذي يصحح معه الخطأ من الشخص الذي تصحح له الخطأ تعرفون أحد الصحابة صحابي جليل أسمه يعيش ابن طهفة الغفاري رضي الله عنه وأرضاه هذا الصحابي الجليل كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان من المساكين هو فكان يوم من الأيام نائماً على الأرض وواضع بطنه على الأرض فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فركضه برجله فركضه برجله وقال أن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل هذا التصحيح خطأ أليس كذلك تصحيح خطأ طيب لو أتينا الآن واحد منكم الآن جالس على الأرض ونائم وقاعد يكتب وبطنه على الأرض وأتى أحد منا فركضه برجله كيف تتوقعون سيركض أيضاً الراكض برجليه المركوض لا يتقبل إذا هنا الآن من الذي ركض النبي صلى الله عليه وسلم وهي مقبولة من النبي لكن أن يأتي أحاد الناس إلى أحاد الناس ويفعل هذا الأمر فإنه لا يتقبل منه ويكون يريد أن يصحح الخطأ فيقع في مشكلة أعظم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يتعامل بهذه الطريقة مثلا مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وسيأتي كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني كيف كان يتعامل مع أبي بكر وكيف كان يتعامل مع الصحابة الآخرين رضي الله عن الجميع و أرضاهم إذاً نحن نحتاج أنم الذي يصحح الخطأ أن يعتبر حال المخطأ هل سيتقبل منه أم لا يتقبل كيف يصحح خطأه كيف يرفع عن هذا الخطأ هذه أمور يجب أن نحرص عليها وإلا لكان كل إنسان وجد إنسان يفعل خطأ يركضه برجله ويمشي ولكن هو منهج نبوي من الرسول صلى الله عليه وسلم النبي فعلها مع يعيش ابن طهفة الغفاري لكن ما فعلها مع الصديق سنأتي سيأتي معنا إن شاء الله في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع أخطاء الصديق كيف كان يتعامل مع أخطاء عمر كيف كان يتعامل مع(4/50)
أخطاء كبار الصحابة وكان صلى الله عليه وسلم ينزل كل صحابي المنزلة التي تليق به والمقام الذي يستحقه أيضا من الأشياء التي ينبغي أن نعتني في تصحيح الأخطاء التفريق أو قبل ذلك الرحمة أن يكون في قلب الذي يصحح الخطأ رحمة أنا حينما أتي إلى إنسان لا يصلي خطأ أليس كذلك ما أقول يلّ صلي يلّ أقبل على الصلاة بعنجهية وبكبر وكأنه إذا صلى سيرضي غروري لا يا أخي أنا أريد أن يصلي من أجل أن يرضى عنه الله سبحانه وتعالى هذا هو منهج الإسلام وهذا هو هدي محمد عليه الصلاة والسلام أريده أن يصلي أن يقبل إلى الله من أجل أن يعبد الله عز وجل وإلا لو كان أحد يريد أن ينتقم من أحد لفعلها النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إليه جبريل قال يا محمد هذا ملك الجبال قال محمد يقول ملك الجبال قال يا رسول الله إن شئت أن أطبق عليهم جبلي مكة فعلت قال لا ولكن أسأل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيء نريد أن يكون في قلوب العباد رحمة إذا أرادوا أن يصححوا الخطأ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم ايش بالمؤمنين رءوف رحيم لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم هذا هو هدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لا بد أن تكون هناك رحمة في قلب الذي يصحح الخطأ وأعظم الرحمة سكبت في قلب من في قلب النبي عليه الصلاة والسلام الآن تخيلوا هذا المشهد النبي عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي في مسجده عليه الصلاة والسلام وفي آخر المسجد الصحابة يجلسون وإذا بهم ينظرون إلى أعرابي يقضي حاجته في آخر المسجد أنت الآن يعني بصدق يعني أسأل نفسك الآن دخلت المسجد ووجدت إنسان يقضي حاجته في المسجد ماذا تفعل لا لن تصل إلى القتل إن شاء الله يعني ستجد أنك لا تتحمل هذا الأمر في بيت الله عز و جل يفعل هذا الأمر الصحابة قاموا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال على رسلكم دعوه دعوه فتركه الصحابة حتى قضى حاجته(4/51)
لما فرغ ذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام يا عبد الله إن هذه إن بيوت الله سبحانه وتعالى لا يصلح فيها شيء من هذا ثم أمر بذنوب وبدلو من الماء فأريق على هذا البول الذي حدث في المسجد أنتم الآن تخيلوا أن الأمر شد على الرجل تخيلوا وهو يقضي حاجته الصحابة يهجمون عليه سيزيد انتشار النجاسة في المسجد هذه واحدة الآمر الثاني الرجل لما فرغ قال اللهم أرحمني ومحمد ولا ترحم أحد معنا أحس بالألم من الصحابة حينما قاموا وهاجوا عليه وأحس برحمة النبي صلى الله عليه وسلم وبعطفه وبشفقته وبحنانه قال اللهم أرحمني ومحمد ولا ترحم معنا أحداً إذاً نحتاج أن تكون هذه الرحمة في قلب من يصحح الخطأ بعض الناس إذا أراد أن يصحح الخطأ كأنه ينتقم لنفسه لا يا أخي أجعل لقبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان فانظر بعين الحكم وأحملهم على أوامر الله عز وجل وانظر بعين العطف وأحملهم على رحمته سبحانه وتعالى إذا هما نظران دائما إذا أردت أن تصحح خطأ إنسان فانظر أمرين احمد الله عز وجل أنك لم تقع في هذا الخطأ يعني إذا أردت أن تدعو إنسان ما يصلي مثلاً أحمد الله عز وجل أنك تصلي ولست مثله الأمر الثاني ارحم هذا الرجل أرحم وأعلم أن الله أرحم ضعفه أرحم أعراضه عن الله ارحم ما سيأتيه يوم القيامة لو مات على تركه للصلاة قال لو شاء ربك لكنت أيضاً مثلهم يعني أحمد الله أن الله ما جعلك مثل هذا الرجل فلذلك أنظر إلى معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأعرابي ماذا أثمرت وماذا أينعت أينعت أن هذا الرجل أصبح أكثر قابلية في دين الله سبحانه وتعالى يعني امرأة الآن ستذهب إلى امرأة قد تكون مقصرة قد تكون مخطئة قد تكون معرضة قد تكون مثلاً غير محافظة على حجابها لا تذهب إليها وتعسف الأمر وتشد عليها بل تأتي إليها باللين وبالتي هي أحسن أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم حتى في المجادلة ليس في الدعوة يعني الدعوة(4/52)
في الموعظة الحسنة طيب أمامك شخص لا أنا أرى أن هذا ليس فيه شيء قال وجادلهم بالتي هي أحسن فلذلك يجب علينا أن نحرص على هذا الأمر وأن نعلم أن أعظم منهج نتخذه في تعاملنا مع أخطاء الناس وأخطاء الآخرين هو منهج من منهج محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم لاشك يعني لدينا الكثير من الأشياء التي نريد أن نتحدث عنها في تصحيح الأخطاء لكن لعلنا إن شاء الله في حلقات قادمة نكمل مسيرتنا في منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الأخطاء أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من الهادين المهتدين وأن يسلك بنا وبكم الصراط المستقيم أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول فاتبعوا أحسنه اللهم إنا نسألك الإيمان ونسألك العفو عما سلف وكان من الذنوب والعصيان يا ذا الجلال والإكرام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله إلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 3 )
موضوع الحلقة :(4/53)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أحمده وأشكره وأثني عليه الخير كله واستغفره اللهم لك الحمد كالذي نقول خيراً مما نقول لك الحمد إن رزقتنا وأرشدتنا وهديتنا وعلمتنا سبحانك لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الملك التواب سبحان العزيز الوهاب سبحان مسبب الأسباب سبحان خالق خلقه من تراب سبحان الذي خضعت لعظمته الرقاب وذلت لجبروته الصعاب سبحانه ما أعظمه سبحانه ما أكرمه سبحانه ما أحلمه سبحانه ما أعظم شأنه وأعز جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان من لو سجدنا في الجباه على حرارة الجمر والمحمي من ألإبري لم نبلغ العشرة من معشار نعمته ولا العشري وعشر من العشري وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه ومشتباه صلى الله على نبينا محمد ما هطل الغمام وصدح الحمام وقويضت من القيام وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مزيداً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله أيامنا وأيامكم بالخير وملئ قلبنا وقلوبكم بالإيمان وجعلنا وإياكم مما يستمع القول فيتبعون أحسنه نسأله عز وجل أنه كما جمعنا في هذه الدار على طاعته أن يجمعنا في مستقر رحمته يوم القرار في يوم لا ينفع فيه لا مال ولا بنون إلا بمن أتى الله بقلب سليم لا زلنا نتحدث عن منهج نبيينا وسيدنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء يعني أنتم لو لاحظتم في الحلقات الماضية يعني لو تتأملون في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأخطاء لم يكن تعامله مع الأخطاء بطريقة واحدة لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل يعني المخطئ كما يعامل العامل لم يكن صلى الله عليه وسلم يعامل من يقوم بصغيرة كما يعامل من يقوم بالكبيرة لم يكن النبي(4/54)
صلى الله عليه وسلم يعامل علية القوم كما يعامل الناس فكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي مشاعر الناس يراعي أحوال الناس يراعي قلوب الناس وهذا بسبب الرحمة العظيمة التي أسكنها رب العالمين في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر في غاية الأهمية يعني تعرفون قصة الإعرابي التي ذكرناها في الحلقة الماضية هذه رحمة لا بد يا أخوة لا بد من الدعاء من المصلحين من المربين من الآباء من الأمهات أن تكون في قلوبهم رحمة يتعاملون بها مع خلق الله عز وجل يتعاملون بها مع المسلم و مع الكافر يتعاملون بها مع الصديق ومع العدو يتعاملون بها مع من يحبون ومن لا يحبون ولا يجريمنكم شنأن قوم على أيش على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى تأمل الآن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي سهيل ابن عمر سهيل ابن عمر أحد سادة المشركين وهو الرجل الذي وقع صلح الحديبية في طرف المشركين لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح فتح مكة قام عليه الصلاة والسلام في الناس قال أيها الناس ما تظنوني فاعل بكم أنا محمد الذي آذيتموني أنا الذي ظلمتوني أنا الذي فعلتم ما فعلتم بي ما تظنون إني فاعل بكم قاولا أخاً كريم وابن أخ كريم قال أذهبوا فأنتم الطلقاء يعني أنظر إلى الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم الآن أليست فرصة لينتقم منهم الآن هو المسيطر على الوضع الآن هو الرئيس الآن الصحابة من حوله يميناً وشمالاً كلهم يفدي روحه من أجل النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال أذهبوا فأنتم الطلقاء لم يكن هذا في الحسب بل كلن النبي صلى الله عليه وسلم يراعي خواطر آؤلاء القوم ويراعي مشاعرهم رحمة عظيمة في قلبه بالمؤمنين رءوف رحيم يقول النبي يأتي عبد الله ابن سهيل ابن عمر قال يا رسول الله أن أبي سهيل ابن عمر يريد أن يقدم عليك هل تقبله قال نعم فأتى سهيل ابن عمر النبي الآن يسمع مع صحابته الكرام قال لهم سيأتي سهيل ابن عمر فإذا دخل لا يشداً أحدكم(4/55)
النظر إليه لماذا تخيلوا رجل الآن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوجس خائف فتخيلوا أنه الآن يدخل على النبي وأول ما يدخل كل واحد من الصحابة ينظر إليه هذه النظرات ستذكره بماضيه هذه النظرات ستذكره بأن هؤلاء القوم يريدون أن ينتقموا منه هذه النظرات ستذكره بما حدث منه عند صلح الحديبية وبما حدث منه وبما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم لكنه قال صلى الله عليه وسلم إذا أتى سهيل ابن عمر فلا يشداً أحدكم النظر إليه لما دخل سهيل ابن عمر طأطأ الصحابة برؤؤسهم الآن الرجل متهيئ أن يستمع من النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع من رسول الله وأنصت إلى محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ثم قال يا رسول الله أشهد أن لا آله إلا الله وأنك رسول الله رأى رحمتاً رأى أنه لا يدعوا وإنما يدعوا لدين الله سبحانه وتعالى لا يريد جاه لا يريد منصب لا يريد مال لا يريد إلا أن يتقرب إلى(4/56)
رب الأرباب سبحانه وتعالى وهذا الذي كان يرجوه عليه الصلاة والسلام ثم تتأمل أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعالج الخطأ لا يعالج الخطأ فيخرج وقلب الذي يعني صاحب الخطأ يكرهه يأتي شيبة ابن عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول شيبة يقول حينما خرج النبي إلى حنين يقول عزمت أن أقتل النبي وأكون أنا الذي قتلت محمد أفوز بشرف العرب يقول لما كانت عزوة حنين والنبي صلى الله عليه وسلم محاط يقول لما تفرق أصحابه عنه يقول أخذت خنجري وهو مسموم بالسم فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت إلي تخيل النبي يلتفت إليه تلك الابتسامة المشرقة بذلك الوجه الوضاء بذلك النور والبهاء فقال صلى الله عليه وسلم لشيبة ابن عثمان يا شيبة بماذا تفكر الله عز وجل أخبر نبييه صلى الله عليه وسلم قال بماذا تفكر يقول قلت لا شيء أنا استغفر الله قال يا شيبة فقال أدنوا مني يا شيبة فدنا منه فوضع صلى النبي صلى الله عليه وسلم يده الكريمة يده الطاهرة يده البرة يده الرحيمة على صدر شيبة ابن عثمان وقال اللهم طهر قلبه اللهم طهر قلبه يقول والله ما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده عني وما على وجه الأرض وجهٌ أحب أليا من وجهه هذه الرحمة العظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ما أتت إلا من إيمان ومن إتباعاً لكلام الله الواحد سبحانه وتعالى يعني تخيل النبي الآن يتعامل مع المشرك ويقول له يا شيبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف معه بالعبارة ثم يدنوا منه ويقرب وقرب العالم من الناس له أثر عظيم ثم بعد ذلك يدعوا له يقول الرجل يقول والله ما كان على وجه يا رسول الله والله ما كان على وجه الأرض وجهٌ أبغض أليا من وجهك وإنك الآن من أحب الوجوه إلي أشهد أن لا آله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله هكذا كان عليه الصلاة والسلام هكذا كان يحرص على أن يبين لأصحابه هذا الأمر بالرحمة التي ملئها الله عز وجل في قلبه ثم لنعلم شيء أخر حينما نريد أن(4/57)
نصحح الخطأ ليس المراد فقط أن نصحح الخطأ وإنما المراد ان نعلم الناس أن هذا خطأ وسيأتي معنا عدة نمازج في هذا الأمر من الأمر المهم وهذا على عاتق العلماء والخطباء والدعاة والموجهين والمرشدين والأساتذة هذا واجب غلينا جميعاً أن نعلم الناس قبل أن يقعوا في الخطأ يعني أضرب لكم مثالاً الحج عبادة عظيمة الآن لو تريد أن تنظر إلى الكتب التي أولفت بالحج أنا أجزم أنها تتعدى مائتين مؤلف لو أردنا أن ننظر إلى حجة النبي صلى الله عليه وسلم التي وصفها لنا جابر ابن عبد الله في صحيح البخاري هل تعرفون كم صفحة ليست كم مجلد حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها جابر ابن عبد الله في صفحتين لكن كما قال علي ابن أبي طالب يقول العلم نقطة من كثرها يقول العلم نقطة كثرها الجهال لو تعلم الناس حج النبي صلى الله عليه وسلم وقاموا بسنته وفعلوا ما قاله حجوا كما رأيتموني أحج وصلوا كما رأيتموني أصلي لكان العلم أبسط مما يتصوره الناس لكن شدد الناس على أنفسهم فشدد الله عز وجل عليهم من المنهج النبوي في تعليم الخطأ التفريق بين المخطئ الجاهل والمخطئ المتعمد تأملوا الآن في هذا الحديث الصحابي الجليل معاوية ابن الحكم السلمي اسلم وأمن بالله عز وجل فأتى من الأعراب أتى من البادية رجل أعرابي أتى من البادية يقول دخلت في المسجد فوجدت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والصحابة من خلفه يقول أنا أصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام فوطأت برأسي فجأة عطس أحد الصحابة فلما عطس قلت يرحمك الله وهو يصلي يقول فرماني القوم بأبصارهم يقول أحسست أن الناس كلهم ينظرون إلي فقلت واه يعين زودها قال واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي هو الآن يصلي واه ثكلى أميا ما شأنكم تنظرون إلي الآن أخطأ أولاً يوم قال يرحمكم الله فلما رآهم قال واه ثكلى أميا فقام الصحابة يضربون على أفخاذهم يقول فسكت الرجل يقول لما نصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة لما فرغ من صلاته(4/58)
يقول ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا فلان يقول انظر يقول والله رسول الله ما نهرني ولا كهرني ولا قال لي شيء وإنما قال لي يا معاوية إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله وقراءة القرآن يقول والله ما رأيت معلماً قط أفضل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انظر الآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف تعامل مع هذا الرجل الذي أخطأ في فريضة من فرائض الله وأخطأ في عبادة عظيمة كالصلاة كيف تعامل معها يقول ما نهرني ولا كهرني وإنما قال لي إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي لذكر الله ولقراءة القرآن هذا الرجل الآن جاهل لكن تعالوا ننظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان أيضاً يعلم الإنسان إذا أخطأ متعمداً جاء في مستند الإمام احمد عن المغيرة ابن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مغيرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل الطعام وكنا نتناول الطعام معه وحان وقت الصلاة قام الصحابة يصلون وقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاته يقول المغيرة ابن شعبة فأتيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقدمت له الوضوء فانتهرني يقول قدمت له ماء من أجل أن يتوضأ يقول فانتهرني وقال ورائك اذهب يقول فساءني الأمر ما الذي ساءك يقول أنا الذي ساءني أنني خفت أن النبي صلى الله عليه وسلم غاضب مني خفت أن الله عز وجل قد سخط عليّ خفت من عذاب الله خفت من عقاب الله يا أخي انظر الآن يا إخوان انظر الآن يعني ما الذي أزعجه وأقلق حياته أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهره وقال وراءك يقول فذهبت إلى عمر ابن الخطاب يقول أريد واسطة أريد أعرف ما المشكلة فذهب عمر ابن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا نبي الله إن المغيرة قد شق عليه انتهارك وخشي أن يكون في نفسك عليه شيء ترى هذا أدب عظيم إذا أخطأ عليك أخوك وهو لا يعرف أنه أخطأ عليك فاذهب إليه قول ترى أنا أجد في نفسي عليك(4/59)
أنا في نفسي عليك شيء أريدك أن تصحح هذا الخطأ سمعت أنك تقول عني كذا وكذا حتى لا يأتي الشيطان ويفرق بين الأصحاب ولهذا قال يا رسول الله عن المغيرة ابن شعبة قد ساءه أن نهرته وإنه يخشى من عذاب الله قال صلى الله عليه وسلم ليس عليه في نفسي شيء ولكنني لو توضأت لظن الناس أن الطعام ينقض الوضوء ولقام الناس كلهم يتوضئون فهذا الذي جعلني أقول له ورائك فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كيف استطاع أن يوصل المعلومة الصحيحة إلى قلب هذا الصحابي الجليل وأن يرفع أيضاً من معنوياته وأيضاً كيف أنه قال ليس في نفسي عليه شيء وإنما هي القضية قضية أنني أردت أن أعلمه كيف أن أكل الطعام لا ينقض الوضوء أيضاً من التفريق بين المخطأ والمتعمد النبي صلى الله عليه وسلم تعرفون في الحديث إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله كم أجر أجر واحد وإذا اجتهد فأصاب فله أجران أحد الصحابة كانوا يعني في خارج المدينة يقول جاء في حديث رواه جابر ابن عبد الله في سننه يقول خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا شجه في رأسه جرح عميق في رأسه فأتى إلى أحد الصحابة وقال إني أريد أن أتوضأ والماء موجود فهل يسمح لي أن أتيمم الصحابي قال فلم تجدوا ماء فتيمموا وأنت لديك الماء لا نجد لك عذر قال أنا احتلمت أريد الغسل قال لا نجد لك عذر فاغتسل فمات الرجل شوف بعض الفتاوى تكون قاتلة لذلك العالم يجب عليه أن يتحرى زلة العالم زلة لمن للعالم زلة العالم زلة للعالم ذلك المفتي علي أن يتقي الله وأن يراقب الله سبحانه وتعالى فيما يقول وأن ينظر إلى المصالح وأن ينظر إلى المفاسد قد تقول كلمة يثق بك إنسان فيفعل أمر فإثمه عليك إذا لم تكن متحرياً فلا تفتي حتى تتأكد أن هذا لهذه الفتوى صحيحة وذلك من قالت القرآن برأيه يعني أصاب أو أخطأ فعليه إثم يعني لو قلت والله أظن أن تفسير الآية معناها كذا وطلع تفسيرها صحيح فإنك تأثم لأنك قلت على الله بلا علم فلذلك يجب على الإنسان أن يتحرى الله عز(4/60)
وجل في هذه الأمور الصحابة رضي الله عنهم ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذهبوا ليخبروه بالأمر وليبينوا له ما الذي حدث فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً وقال قتلوه قتلهم الله قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإن شفاء العي السؤال وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لهم ولمن بعدهم ممن يفتي بغير علم بعض الناس يجلس شبعان متكئ على أريكته يفتي ويضلل عباد الله سبحانه وتعالى إما بإنترنيت أو عن طريق فضائيات أو عن طريق منشورات أو عن طريق كتب وما علم انه يوم القيامة سيحاسبه الله عز وجل على تمزيق وحدة المسلمين وعلى تمزيق أمة لا إله إلا الله وعلى بث الرعب والشقاق والنفاق بين أمة قد أتحدت على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إذا الواحد منا إذا لم يعلم لا يفتي لا يجتهد إذا لم تكن عندك أدوات الاجتهاد وإنما أوكل الأمر إلى العالم وأوكل الأمر إلى من يعرف والله عز وجل قال فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فتأملوا هذا الحديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال أيضاً من الأشياء التي ينتبه لها الإنسان في تصحيح الخطأ اعتبار الشخص الذي تريد أن تصحح له الخطأ أنا أذكر شخص ذهبنا إليه وكان يقرأ القرآن ويقول لي يقول أنا كنت أحفظ القرآن كامل لكن لم يبقى معي الآن إلا سورتين ما هي قال سورة الفاتحة وسورة الله أحد فقلت كيف لم يبقى معك إلا سورتين قال هذه التي تبقت معي الفاتحة والله أحد وهؤلاء الناس أساتذة جامعة وأطباء وأناس مثقفين ومتعلمين يقول يريدون أن يخطئوني فيما أقول الآن الرجل عمره الآن تسعين سنة فهو ينظر إلى أن هؤلاء لا يقبل منهم شيء يعني صغار يقول تواً بدئوا يتعلمون ألف باء تاء ثاء وهم أساتذة في الجامعة يعني الواحد منهم قد حصل على شهادة الدكتورة فقلت ما الخطأ الذي عندك قال أنا ليس عندي خطأ قلت طيب أسمعنا القرآن فيسمعنا القرآن آيات ليست في(4/61)
كتاب الله ولا في سنة رسول الله وليست في التوراة ولا في الإنجيل يقول الله أحد الله الصمد راعي الصمد يطرد راعي العمد دوروا في الكفل ما لقوا أحد يقرأ القرآن بهذا المنطق وبهذا وينكر عليهم فقلت أما أنت فإذا قرأت الفاتحة فاركع ولا شيء عليك لماذا أنا ذكرت هذا المثال أنا ذكرت أن هناك أناس قد يكونون يعني الواحد منهم كبير في السن تريد أن تعلمه بعض أحكام الصلاة وسنة النبي ما يتقبل منك فأوكل الأمر إلى إنسان يكون مثله في السن أو بين له بطريقة لبقة وطريقة ميسرة لا يعني أذكر أحدهم أتى إليه قال هذا نعلمه كتاب الله وسنة رسوله ويعرض عن كتاب الله وسنة رسوله قلت هذا غير صحيح هو لا يعرض عن كتاب الله ولا عن سنة رسوله ولو كان يعرض عن كتاب الله وسنة رسوله لم يؤدي الصلاة أبداً فلذلك لا بد أن نحرص على هذا الأمر أنا دائماً أذكر لكم أذكر للجميع دائماً في هذا المقام قصة عمر ابن الجموح رجل سيد من سادات قومه عمره ستين سنة يعبد الأصنام والأوثان أبنائه الواحد منهم عمره ثمانية عشر سنة سبعة عشر سنة يعني لا يقبل منهم شيء أبداً فأرادوا أن يدعوه إلى الإسلام فماذا فعلوا أرادوا أن يقنعوه بالفعل قبل أن يقتنع بقولهم كانوا يأخذون الصنم ويلقون به في مكان مجمع القمامة ويلقون الصنم فيه يأتي عمر ابن الجموح يقول أيش هذا الرب أيش هذا الإله ملقى بين القمامة فيأخذه ويطهره ويطيبه ويقول والله لو أعلم من فعل بك هذا ل أقطعن عنقه اليوم الثاني الأبناء يأخذون الصنم ويلقونه في القمامة فيأتي فيطهره ويطيبه ويعلق السيف في عنقه ويقول إن كنت صادقاً إن كنت إله فدافع عن نفسك أنت الآن لا تستطيع أن تدافع عن نفسك كيف أدعوك وكيف أرجوك وكيف أريد منك الغوث والعون اليوم الثالث لم يجد الصنم مكانه طبعاً لن يسأل عنها أحد لأنه سيعرف أين مكانه فذهب إلى القمامة مباشرة فوجد الصنم ملقياً على وجهه ومربوط بكلب ميت هذا إله قال والله لو كنت إله لم تكن أنت(4/62)
وكلب وسط بئر في قرن أف لملتقاك إله مستدداً الآن فتشناك عن سوء الغبن ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن الوحدانية لله عز وجل فأنت حتى الإنسان قد يكون كبير في السن قد يكون عنده يعني معلومات خاطئة تستطيع بطريقة لبقة ومهذبة وبتعامل جيد أن تصحح هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الرجل تعرفون قصة الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شاب أهل الجنة رأوا رجل يتوضأ فكان يتوضأ بطريقة خاطئة الرجل كبير في السن لو ذهبوا إليه هل سيقبل منهم يقول أنتم الآن لا تعرفون الصلاة فضلاً على أن تعلموني أحكام الوضوء فذهبوا إلى هذا الرجل فقال أحدهما أنا وأخي اختلفنا في الوضوء فنريدك أن تعلمنا الطريقة الصحيحة للوضوء قال توضئوا فتوضأ الاثنان بطريقة واحدة فعلم أنهما يريدان تصحيح الخطأ الذي عنده عند ذلك صحح خطأه وعرف كيف الوضوء الشرعي الذي ورد عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم أيضاً فيما يتعلق في تصحيح الأخطاء لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ يعني قاعدة إن الله يذع بالسلطان مالا يذع بالقرآن صحيحة لكن ليست في كل وقت لا بد أن نقنع الناس أن هذا خطأ وأن نقنع الناس أن هذا صواب وإذا سألوا ما دليلكم على أن هذا خطأ ليس الدليل والله أن السلطان معنا الدليل أن كتاب الله وسنة رسوله معنا تعرفون قصة الشاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم النبي جالس مع أصحابه فقال يا رسول الله أتيتك من أجل مسألة قال ما هي قال أريدك أن تأذن لي في الزنا الآن يتحدث مع من مع النبي صلى الله عليه وسلم ويتحدث في قضية يعني محسومة أنها حرام محسومة عقلاً وشرعاً وعرفاً لا أحد يعني على وجه الأرض يقول الزنا حلال وهو كبيرة من كبائر الذنوب الصحابة غضبوا أرادوا أن يقوموا عليه قال النبي دعوه الآن النبي يريد أن يقنعه بأن هذا الأمر خطأ ودائماً لداعية يحتاج إلى أن يكون عنده الدليل الشرعي والدليل العقلي حتى يقتنع الناس بقوله فقال هذا النبي صلى الله عليه وسلم يا(4/63)
فلان هل ترضاه لأمك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأمهاتهم هل ترضاه لأختك قال لا قال كل الناس لا يرضونه لأخواتهم هل ترضاه لعمتك قال لا قال والناس لا يرضونه لعماتهم هل ترضاه لخالتك قال لا يا رسول الله والناس لا يرضونه لخالاتهم عند ذلك وضع النبي يده على صدره هذه وصفة سحرية هذه معجزة وكرامة من كرامات الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وضع يده على صدره وقال اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه الآن هذا الشاب ماذا وجد من النبي صلى الله عليه وسلم هل قال خلص لا أنا رسول الله وقلت لك الشيء هذا انتهى الأمر مع أنه يعني النبي إذا أمر بشيء يجب علينا أن ننفذه النبي صلى الله عليه وسلم عالم الأمة وقائد الأمة المفتي الإمام الذي حمل هذه الأمة على عاتقه ومع ذلك وجد لديه فراغ أن يتحدث إلى هذا الشاب وأن يقنعه بأن أمره خطأ بعض الناس يقول والله يا أخي ماني فاضي أقعد أناقش شاب في مسألة طويلة عريضة خلاص القضية حرام يقول لك لا النبي صلى الله عليه وسلم جل معه وأخذ يعطي ويحاور معه والنبي صلى الله عليه وسلم برحمته ويعني بلطف منه عليه الصلاة والسلام كان يفعل هذا الأمر ثم وضع النبي يده على صدره فيه قرب من هذا الشاب أنا أريد هدايتك أنا أريد إرشادك أنا أريدك أن تهتدي أريد أن أنقذك من النار أريد أن أدخلك الجنة اللهم كفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه أنت الآن لو تجد إنسان في الشارع ويصافحك بيده وتقول أسأل الله أن يوفقك وأن يغفر لك ويرحمك كيف يكون أثرها في صدره تشرح صدره ويحس أنك قريب منه فالنبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا ولذلك ماذا قال هذا الشاب قال والله ما رفعه يده عن صدري وفي قلبي ميل إلى شهوة ستطهر قلبه تطهر فؤاده بسبب قربه من محمد عليه الصلاة والسلام وهذا الذي نريده أن يكون في الدعاء وأن يكون في المصلحين وأن يكون في العلماء و أن يكون في الأخيار و أن يكون في المربين و أن يكون في المعلمين و أن يكون في(4/64)
الآباء والأمهات أن يكون هذا الأسلوب النبوي في تعاملهم مع الأخطاء وفي علاجهم لأخطاء الشباب وأخطاء المراهقين وأخطاء كل من وقع في خطأ أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل وأن يجعلنا وإياكم عز وجل بمنه و كرمه ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه إلى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
المنهج النبوي في التعامل مع الأخطاء ( 4 )
موضوع الحلقة :(4/65)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ومصطفاه نبينا محمد نبيه الآمين وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام لك الحمد كله وبيدك الأمر كله وإليك يرجع الأمر كله أوله وأخره على نيته وسره لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد من كالجد اللهم لك الحمد بالإسلام و لك الحمد بالقرآن و لك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم ممن استمعوا القول فيتبعوا أحسنه وأساله عز وجل أن يجعلنا وإياكم ممن امتلأت قلوبهم بالإيمان وسعدت أرواحهم بذكر الله الواحد الديان أسأله عز وجل بمنه وكرمه أن يغفر لنا وأن يرحمنا جميعاً أسأله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه كما جمعنا وإياكم في هذه الأرض أن يجمعنا يوم العرض في مستقر رحمته في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم لازلنا نتحدث عن المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء ولا شك أن مثل هذه الحلقات وإقامة مثل هذه الدروس تعطي انطباعا عن كيفية تعامل المسلمين مع غيرهم سواءً تعامل المسلم مع غيره سواءً كان مسلم أو يهودياً أو نصرانياً أو وثنياً أو مخالفاً له في عقائده ونحو ذلك فهذه المحاضرات وهذه الدروس لاشك أنها تعطي شيئاً عن سماحة الإسلام وتعطي شيئاً من مكانة هذا الدين وأنه صالح لكل زمان وكل مكان وتعطيك أيضاً نبذة عن أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم وعن تعامله مع الناس على اختلاف مستوياتهم ونحلهم ومللهم يعني لعلنا الآن نكمل هذه المسيرة بتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم لأخطاء الآخرين لعل من الأشياء العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم(4/66)
يتعامل فيها في تصحيح الخطأ هو عنصر هام جداً وهذا العنصر هو محاورة النبي صلى الله عليه وسلم للآخرين أنت لديك عقيدة صحيحة مقتنع بها اعلم أن الآخرين لديهم عقيدة هم مقتنعون بها لكن كيف تستطيع أن تتحاور مع الناس البعض دائماً ينظر إلى الناس نظرة استعلاء ونظرة غرور ونظرة تأمل الآن في سويد ابن الصامت رجل شاعر لبيب عاقل يعني له مكانته بين قومه ولديه من الفصاحة والبلاغة الشيء الكبير أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم النبي دائماً يدعو إلى الإسلام فأراد أن يعرض عليه الإسلام والقرآن ولاشك أن هداية مثل الشعراء والخطبا كان هناك هم أصحاب الوسائل الإعلام يعني شاعر مثل الآن بعض وسائل الإعلام ترفع دولة وتهوي بأخرى فكذلك الشاعر في ذلك الوقت كان الناس يخافونه كانوا يخافون من ألسنة الشعراء فالآن الناس يخافون من ألسنة الإعلاميين والصحفيين لأنهم هم الذين يملكون الأداة التي توثر في الرأي العام أتى سويد ابن الصامت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه النبي الإسلام وبين له شريعة القرآن فقال له سويد ابن الصامت يا محمد لعل الذي معك مثل الذي معي هل قال له النبي كيف تقول الذي معك أفضل من القرآن قال وما الذي معك قال معي حكمة لقمان قال اسمعني إياها فاسمعه حكمة لقمان النبي صلى الله عليه وسلم خلال سماعه خلال تلاوة الرجل حكمة لقمان النبي ينصت ويستمع لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ سويد ابن الصامت قال له النبي لكن الذي معي خير منه الآن النبي سيقرأ ماذا تتوقعون من الرجل أن ينصت ويستمع لأن النبي بادله نفس الأمر وقرأ النبي القرآن وتلا عليه شيئاً من آيات الله الكريم الرحمن فما فرغ النبي من تلاوته إلا وهو يقول والله إن الذي معك خير من الذي معي هذا هو قضية كيف تتعامل مع الناس عن أردت أن يصغي لك الناس فأصغي إليهم عن أردت أن ينصت لك الناس فأنصت إليهم وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الرجل بل(4/67)
أكبر من ذلك حينما أتى عتبة ابن ربيعة الآن عتبة ابن ربيعة النبي يريد أن يصحح خطأ لدى عتبة ابن ربيعة هو أيش عبادته لغير الله عز وجل الرجل كبير في السن ومقدر ومحترم عند قومه لابد أن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقدره وأن يفعل له هذا الأمر قال يا محمد والله ما رأينا رجلاً أشأم على قومه منك سفهت أحلامنا وعبت ديننا يا محمد من خير أنت أم أبوك عبد الله سكت البني من خير أنت أم هاشم سكت النبي من خير أنت أم عبد المطلب فسكت النبي قال يا محمد إن كنت تزعم أنك خير من هؤلاء فأسمعنا وإن كنت ترى أنهم خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبتها يا محمد إن كنت تريد المال أعطيناك المال حتى تكون أغنانا وإن كنت تريد النساء فأنظر إلى أي امرأة نزوجك إياها وعشرة مثلها وإن كان إنما جعلك تدعوا هو الملك نجعلك ملك علينا ماذا تريد قال له النبي أفرغت شوف الأدب أفرغت قال نعم(4/68)
قال والله ما أتيت لأطلب مالاً ولا ملكاً ولا جاهاً ولكن الله ابتعثني لتبليغ دينه فإن قبلتم فهذا الأمر إليكم وإن رددتموه فالأمر إلى الله يحكم بيني وبينكم وهو خير الحاكمين استمع إلى قول الله عز وجل فقرأ عليه سورة فصلت حتى بلغ قول الله عز وجل فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقتاً مثل صاعقة عادل وثمول قال فأخذ يده ووضعها على فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال نشدتك الله والرحم أن تكف عنا لأنهم كانوا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال شيء لابد أن يقع فانظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنصت للرجل فأنصت له الرجل وعند ذلك يجد قبول فوجد قبولاً لم يسلم ولكنه ذهب إلى قومه وقال يا قوم دعوا هذا الرجل يبلغ دين الله عزه عزكم وشرفه شرفكم وإن مات فقد قتل بغير أيديكم لكنهم لم يستمعوا ولم ينصتوا لهذا الأمر أيضاً مما ينبغي لنا أن نعتني به من تصحيح الأخطاء ألا نتسرع في تصحيح الخطأ نحن ذكرنا أن تصحيح الخطأ لابد أن يكون بعبء لكن يجب علينا أن لا نتسرع في تصحيح الخطأ إلا إن اقتنعنا جازمين أن هذا خطأ تعلمون إن القرآن نزل على سبعة أحرف كان أحد الصحابة وهو هشام ابن حكيم يقرأ القرآن فجلس مع عمر ابن الخطاب فقرأ سورة الفرقان فغضب عليه عمر وقال ما هكذا أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ هشام ابن حكيم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن هذا الرجل يقرأ بغير القرآن الذي نزل قال اقرأ يا هشام فقرأ هشام اقرأ يا عمر فقرأ عمر قال كلاكما محق نزل القرآن على سبعة أحرف فحينما نريد أن نصحح خطأ لابد أن نتأكد أنه خطأ لابد قد يكون للرجل تأويل قد يكون له دليل فلابد أن نتعامل بهذه الطريقة أيضاً حينما نريد أن نصحح الخطأ لابد أن نقدم البديل ديننا ولله الحمد غني يعني حينما حرم الله الربا أحل ماذا أحل البيوع الآن المعاملات البنكية تجد أنواع كثيرة كلها محرمة وهناك معاملات أضعاف مضاعفة وتدر مالاً وربحاً عظيماً(4/69)
لم تستغل ولم تستفاد طيب يا إخوان الله أحل الله البيع وحرم الربا الصحابة كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم قبل أن يسلموا من الصلاة يقولون السلام على الله السلام على الله فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله لا تقولوا السلام على الله لأن الله هو السلام ولكن قولوا الآن البديل ما هو البديل قال ولكن قولوا التحيات لله في الصلوات والطيبات الذي هو دعاء التحية فهذا النبي صلى الله عليه وسلم قدم لنا بديل في هذا الأمر وكذلك الدعاء وكذلك المصلحين والمرشدين والآباء إذا منعوا الناس من شيء لا بد أن يقدموا لهم بديلاً نافعاً يستفيدون منه وفي يعني ما أحله الله سبحانه وتعالى غنية ما حرم الله كذلك عند تصحيح الخطأ لنحذر من التسمية قد يكون الأمر عام وقد يكون الأمر شائع فليس من المناسب أن يأتي الإنسان على منبر يحضره آلاف مؤلفة ويقول فلان ابن فلان الفلاني أخطأ في المسألة الفلانية لكن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني انظر إلى الفرق الآن فلان الفلاني فعل كذا النبي ماذا كان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا أنا لا يهمني من وقع في الخطأ أنا يهمني تصحيح هذا الخطأ ويحدث هذا الأمر بطريقة النبوية التي فعلها النبي عليه الصلاة والسلام أيضاً من الأساليب في تصحيح الخطأ أن لا يطغى الشيطان علينا أثناء تصحيح الخطأ أتى رجل سكران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الصحابة يقذفونه ويرمونه ويضربونه فلما فرغوا قال أحدهم لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه ولا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم فهذا أيضاً من المنهج النبوي الذي رسمه لنا نبينا صلى الله عليه وسلم من المنهج النبوي العظيم تبين الحق ومخاطبة أيضاً كما أننا نخاطب أيضاً بالعلم والكتاب والسنة لا بد أن نخاطب أيضاً العواطف سأذكر لكم مثالاً عظيماً مثال يسطر بمداد من ذهب مثال تقشعر(4/70)
له الأبدان مثال أبكى الصحابة الكرام مثال يدلك على الرحمة التي في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ويدلك على الإيمان العظيم الذي كان في قلوب الصحابة رضي الله عنهم مثال ما أعظمه مثال يدلك على تلك النفوس الأبية وتلك القلوب التقية وتلك الأرواح الزكية التي تربت في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم فما أعظم النبي صلى الله عليه وسلم وما أعظم صحابته الكرام يقول الله عز وجل من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من أيامه الخالدة في يوم رفع الله عز وجل فيه راية الإسلام وأهوى براية المشركين في يوم انتصر فيه الإيمان وانتصر فيه القرآن وانتصرت فيه سنة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا بتلك الغنائم العظيمة وبتلك الأموال الكبيرة بعد غزوة حنين فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يوزع الغنائم يوزع أموال هائلة فيأتي أحد الصحابة وهو معاوية ابن أبي سفيان فقال يا رسول الله أعطني فأعطاه مئة من الإبل قال وابني يزيد فأعطاه مئة قال وانبي معاوية فأعطاه مئة ثم أتى الناس النبي صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر هل سمعتم برجل كريم مثل النبي علبيه الصلاة والسلام هل مر بكم كرم مثل كرم محمد عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر حتى كان صلى الله عليه وسلم حتى أتى إليه الأعرابي يمدون أيديهم وقال يا قوم على رسلكم على مهلكم فكل هذه الأموال والله ليس لي فيها إلا الخبز وهو مردود عليكم حتى النبي أعطى المهاجرين وأعطى الأنصار أعطى المهاجرين جميعاً أعطى المؤلف قلوبهم بقي فئة لم يعطها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً تعلمون من هم الأنصار أعطى المهاجرين أعطى من دخلوا في الإسلام قريباً لم يبقى إلا الأنصار وهم أحق الناس بهذه الأموال يعني حينما تنظر أنت هؤلاء القوم حموا الرسول الله حموا رسول الله وحموا نبي الله صلى الله عليه وسلم(4/71)
ضحوا بأرواحهم ضحوا بأموالهم ضحوا بأهلهم ضحوا بكل ما يملكون من أجل دين الله عز وجل فوجدوا في أنفسهم لكنهم لم يسكتوا لم يكتموا هذا الأمر في أنفسهم وإنما أرسلوا الصحابي الجليل سعد أرسلوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إن أهل هذا الحي من الأنصار قد وجودا عليك في أنفسهم قال ولما قال يا رسول الله أعطيت المهاجرين وأعطيت القريب وأعطيت البعيد ولم تعطهم شيئاً قال وأين أنت يا سعد قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من قومي رأيتم قوة الإيمان لم ينافق وقال لا والله هذا رأي أصحابي أما أنا الذي تراه يا رسول الله قال يا رسول الله ما أنا إلا واحد من أصحابي قال يا سعد اجمع لي أصحابك فجمع أصحابه وأدخل النبي بعض المهاجرين الآن النبي صلى الله عليه وسلم يقف في الناس خطيبا الأنصار يريدون أن يستمعوا لكل كلمة من المعلم الأول ومن المربي ومن القائد ومن العظيم ومن الحليم عليه الصلاة والسلام قام عليه الصلاة والسلام فحمد الله وأثنى على الله عز وجل قال يا معشر الأنصار ما مقالة بلغتني عنكم وموجدة وجتموها عليّا في نفوسكم يا معشر الأنصار أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام ووكلتكم إلى إسلامكم اللعاعة هي القطرات التي تتبقى في الإناء كل هذه الأموال التي أنفقها يراها النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لعاعة كأنها قطرات ماء أوجدتم عليّا في لعاعة من الدنيا دفعت بها إلى أقوام أتألفهم على الإسلام وأنتم أهل الإسلام وأهل الإيمان وكلتكم إلى إسلامكم فطأطأة الصحابة برؤوسهم وهم يستمعون إلى هذا المنطق الرائع العجيب يا معشر الأنصار قولوا قالوا يا رسول الله وماذا عسانا أن نقول قال أما إنكم لو قلتم أتيتنا فقيراً فواسيناك وطريداً فآويناك وفقيراً فأغنيناك لصدقتم وصدقتم قالوا الفضل والمن لله ولرسوله قال يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله(4/72)
دعوا الناس يذهبون بالأموال يذهبون بالشاة يذهبون بالبعير لكن أنتم تذهبون بمحمد أنتم تذهبون بخير الإنسانية أنتم تذهبون بأطهر من مشا على الأرض ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون أنتم برسول الله فطأطأة الصحابة برؤوسهم ويبكون بكاءً عظيماً حتى تقاطرت دموعهم على لحاهم وأراهم يقولون الفضل والمن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام اللهم أرحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار الناس دثار والأنصار شعار اللهم ارحم الأنصار هكذا كان صلى الله عليه وسلم يعالج الأخطاء وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع صحابته الكرام أرئيتم هذا الموقف العظيم بالله عليكم كيف تتوقعون قلوب الصحابة بعد هذا الأمر كيف تتوقعون نفوس الصحابة بعد تصحيح هذا الخطأ تاقت نفوسهم إلى الآخرة تعلقت قلوبهم بربهم أحبوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهم وأرضاهم أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ كيف نصحح الخطأ مع أهل الفضل وأهل العلم نحن تحدثنا عن قصة يعيش ابن طهفت الغفاري وكيف أن النبي وجده نائماً على بطنه فركضه وقال هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله لكن قلنا هذا الأمر لا يصلح مع الجميع ولا تقبل من أي شخص يتقبل من النبي لكن لا يتقبل من أحد الناس تعالوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصحح أحد الأخطاء من الصحابي الجليل أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه يأتي تقول عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام في سفر عمرة أو حج وهم محرمون كان النبي مع صحابته وهم محرمون وكان أبو بكر رضي الله عنه معه غلامه فلما أتى اليوم التالي قال أبي بكر لغلامه أين الناقة قال لقد ظلت فأخذ أبو بكر رضي الله عنه يعاتب هذا الغلام ويعنفه والنبي وهو محرم فالنبي صلى الله عليه وسلم يتبسم هذا خطأ فالنبي يتبسم ويقول انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع انظروا إلى هذا المحرم ماذا يصنع(4/73)
هذا الأمر ينفع مع أبي بكر أبو بكر تأثر من هذه الكلمة وهو النبي يتبسم ويقول انظروا إلى ما يصنع هذا المحرم فاعتقه أبو بكر رضي الله عنه وهكذا ينبغي أن نعرف كيف نصحح الأخطاء مع أهل الفضل ومع أهل العلم ومع غيرهم أيضاً من مبادئ تصحيح الخطأ أن نصحح الأفكار وأن نصحح المفاهيم بعض الناس يفعلون عبادة يتقربون بها إلى الله لكن هذا المفهوم خاطئ وهذه العبادة غير صحيحة أتى ثلاثة رهط من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيوت أزواج النبي عليه الصلاة والسلام يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعوا عبادة النبي كأنهم تقالوا العبادة لكن قالوا هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ما تقدم وما تأخر أما نحن لا بد أن نكثر من العبادة ونكثر من الصلاة والصيام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال أحد هؤلاء الثلاثة أما أنا فأقوم الليل ولا أنام يقول أنا دائماً أصلي صلاة الليل قال الآخر وأما أنا فأصوم النهار ولا أفطر دائماً يصوم ولا يفطر قال الآخر الثالث وأما أنا فلا أتزوج النساء أنا راحل متبتل منقطع لعبادة الله عز وجل لما علم النبي صلى الله عليه وسلم استدعى هؤلاء الثلاثة قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله من قال أنا رسول الله أتقى الناس لله وأخشى الناس لله وأعبد الناس لله عز وجل قال أما أن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا ولكنني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني الآن لنبي صلى الله عليه وسلم كيف صحح التصور هو عندهم تصور أن أنهم لا بد أن يكونوا أكثر عبادة من النبي لماذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم رجل غفر الله له ما تقدم من ذنب وما تأخر فقال لا أنا أنام وأقوم وأصوم وأفطر وأتزوج النساء ومع ذلك أنا أتقاكم لله وأنا أكثر عبادة منكم فالعبادة ليست في كثرة الركعات وإنما في قرب الإنسان من رب البريات وخالق الأرض والسماوات سبحانه وتعالى فهذا مثل عظيم يعطيك في تصحيح التصور(4/74)
وتصحيح الأخطاء لعل أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحح أفكار الناس في نظرتهم للآخرين النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه تعرف الآن للأسف نظرة الناس مادية بحتة مادية يعني لا ينظر الإنسان إلى دينه وخلقه يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتاكم من ترضون دينه وترضون خلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير إذا المعيار هو الدين والخلق الناس الآن لا المعيار ماذا كم عندك في البنك كم عنده سيارة كم عنده من بيت وكم عنده من خدم وكم يملك من أرصدة طبعاً في البنوك الأجنبية ونحو ذلك النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه فمر رجل غني فقال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا رجل حري أن خطب أن يوافق عليه وإن شفع أن يشفع فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأتى رجل آخر مسكين فقير لا يملك شيء قال ما رأيكم في هذا قالوا يا رسول الله هذا حري إن شفع لا يشفع ترد شفاعته وإن تزوج لا يوافق عليه قال صلى الله عليه وسلم ماذا قال قال هذا خير عند الله سبحانه وتعالى من ملئ الأرض من هذا هذا أقرب إلى الله هذا أتقى لله هذا أعبد لله عز وجل هذا خير من ملئ الأرض من مثل هذا إذا أين تصحيح التصور أن الناس لا يقاسون بأموالهم ولا بمناصبهم وإنما يقاسون بدينهم وبأخلاقهم وبأعمالهم التي يتقربون بها إلى الله عز وجل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب أشعث أغبى ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع إن شفع لا يشفع أو رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب إن شفع لا يشفع لو أقسم على الله لأبره الله عز وجل ذلك ترى ورد في السير أن بعض هؤلاء العباد يأتي يقول أقسم عليك يا رب إلا أنزلت كذا فيكون ما أراد لذلك أحد العلماء رأى أحد السلف الصالح وهو يشير بسبابته قال قوموا كانوا في معركة قوموا ادعوا الله استغيثوا بالله استعينوا بالله فسأل القائد عن أحد العلماء أين هو فقالوا وجدناه رافعاً سبابته إلى السماء قال(4/75)
أبشروا لقد نصرنا الله لو أقسم على الله لأبره الله سبحانه وتعالى أيضاً من أساليب تصحيح الخطأ التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام أن يعالج الخطأ بالموعظة يخوف الإنسان بالله سبحانه وتعالى أتى أسامة ابن زيد رضي الله عنه تعرفون حينما قتل رجلاً حينما أراد أن يقتله قال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فقتله أسامة ابن زيد فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً شديداً وقال يا أسامة ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا أتت يوم القيامة ماذا تقول قال يا رسول الله والله ما قالها إلا حينما رأى السيف هو لا يريد الإسلام لكن حينما رأى السيف قال أشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله فقال النبي يا أسامة أشققت عن صدره أشققت عن صدره حتى تعلم أنه قالها خوف من السيف أو خوف من الله وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم الآن يعالج الخطأ بالخوف من الله أنت إذا أردت أن تغتاب إنسان أو تقول فلان يفعل كذا لأنه يقصد كذا ولأنه يرون كذا هو قال الكلمة الفلاني في الشريط الفلاني أو في الكتاب الفلاني أو العالم الفلاني قال كذا لأنه يريد كذا فنقول له مثل ما قال النبي لأسامة أشققت عن صدره فإذاً نحتاج أن أيضا تكون بالموعظة والتذكير بالله سبحانه وتعالى ومن هذا أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابن مسعود رضي الله عنه يضرب غلاماً له بالسوط فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إذا تذكرت قدرتك عليه فتذكر قدرة الله عليك فأعتقه لوجه الله عز وجل ختام أقول إن تصحيح الأخطاء هو من حقوق المسلم على أخيه إذا رأيت مسلم قد أخطأت يجب عليك أن تصحح خطأه وأن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه حينما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي وبين أبي الدرداء آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم على أن يتناصحا في الله عز وجل فلما ذهب سلمان الفارسي إلى منزل أبي(4/76)
الدرداء ووجد زوجته عليها ملابس رثة قبل أن ينزل الوحي قال لها سلمان ما هذا الذي أراه قالت أخوك أبو الدرداء لا ينام اللي ويصوم النهار وليس له رغبة فينا فذهب إليه وقال لا بد أن تفطر فأفطر وقال له لا بد أنم تأتي أهلك ولا بد أن تنام من الليل فلما ذهب أبو الدرداء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الدرداء فقال يا رسول الله إن سلمان يقول إن لزوجك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق ولربك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه قال صلى الله عليه وسلم صدق سلمان إن لربك عليك حق ولأهلك عليك حق ولبدنك عليك حق فأعطي كل ذي حق حقه فلنتعامل بهذا المنهج النبوي في تصحيح الأخطاء لعلنا أن نكون متبعين في هذا الأمر لمحمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وإلى لقاء قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
التوبة الى الله
موضوع الحلقة :(4/77)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الحمد الله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله النبي الأمين وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في حلقة من حلقات برنامج نسائم الإيمان والتي نسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون نسماتها ترفرف على قلوبنا وتسعد أرواحنا وتمدها بالغذاء الحقيقي والغذاء والروح وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي به الحياة الحقيقة لكل إنسان ولكل مسلمٍ يعيش على هذه الأرض أيها الأخوة الحديث عن التوبة إلى الله سبحانه وتعالى أيضاً حديث ذو شجون تسعد به أرواحنا جميعاً حينما نتحدث عنه لعلنا نتحدث في بداية هذا الحلقة التي عنونا لها بمن ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه نحن كنا نتحدث عن الأشياء التي تعيننا على التوبة وعلى الإنابة وعلى الإقبال على الله سبحانه وتعالى فأول هذه الأشياء الإخلاص لله عز وجل كذلك امتلاء القلب من محبة الله سبحانه وتعالى أيضاً مجاهدة النفس لا بد أن الإنسان يجاهد نفسه إذا أراد أن يقوم إلى الصلاة في البداية سيجد نفسه يعني لا ترغبه في أن يقوم للصلاة لكن في النهاية سيجد بأذن الله سبحانه وتعالى من الله العون والتوفيق والسداد حتى تكون هذه الصلاة هي روحه وحياته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نابته الأمور وأحزنه الكروب قال أرحنا بالصلاة يا أيش أرحنا في الصلاة يا بلال كذلك قصر الأمل وتذكر الموت والأمر الخامس دعاء الله سبحانه وتعالى أن يكثر الإنسان الدعاء الله عز وجل أن الله سبحانه وتعالى يهديه للصراط المستقيم الأمر السادس الذي يعيننا على التوبة إلى الله العلم الشرعي العلم الشرعي أنت حينما تتعلم علم الشريعة علم الكتاب والسنة(4/78)
التوحيد العقيدة الفقه أنت تتعلم فيها تتعرف على نبيك صلى الله عليه وسلم من خلالها وأيضاً قبل ذلك تتعرف على ربك عز وجل حينما تعلم عظمة الله حينما تعلم قوة الله حينما تعلم جبروته حينما تعلم أسمائه حينما تعلم صفاته حينما تعلم عظمة حلقه فكيف بعظمته عز وجل كل هذه الأشياء يعني تجعل الإنسان يحب الله عز وجل وأيضاً يخاف من عقاب الله سبحانه وتعالى الأمر السابع الذي يعيننا على التوبة أن يشتغل الإنسان بما ينفع أنا الآن أريد أن أفعل عمل لا بد أن أنظر هل هذا العمل ينفعني أو لا ينفعني في الدنيا وينفعني في الآخرة أم أنه لا ينفعني لا في الدنيا ولا في الآخرة أيضاً من الأشياء المهمة وهو الأمر الثامن أن يبتعد الإنسان عن المثيرات إنسان مثلاً كان يشرب الدخان أعطى شرب الدخان أو المخدرات أو غيرها إذا أراد أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتعد عن المثيرات ما يأتي يضع يعني الخمر أو المخدرات أمامه ويقول والله أريد أن أتوب إلى الله وينظر فيها بحسرة لا بد أن يبتعد عن كل ما يثيره إلى هذا المنكر وهذه المعصية أيضاً الأمر التاسع أن يصاحب الإنسان الأخيار إذا ما صاحبت قوماً فصاح أيش فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردا فتردا مع الردي الصاحب ساحب الطبع سراق المرء على دين خليله فلينظر أحدكم فلينظر أحدكم من يخالف أيضاً مما يعين الإنسان على التوبة إلى الله أن يهجر العوائد العوائد هي السكون إلى الراحة والدعى وعدم العمل وعدم البذل وعدم الجهد يستريح الإنسان ويبقى لا يتحرك لا حراك لا بد أن يهجر الإنسان هذه العوائد وأخيراً أيضاً لا بد أن يهجر العوائق التي تعوقه عن طريق الاستقامة ويهجر العلائق التي تعلق قلبه بغير الله سبحانه وتعالى فهذه الأشياء إذا أتى بها الإنسان فأنه بأذن الله ستعينه على التوبة إلى الله عز وجل لكن أيضاً من الأمور المهمة جداً والتي تعينك على التوبة إلى الله أن تعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله أيش(4/79)
عوضه الله سبحانه وتعالى ما هو خيرٌ منه هذه حقيقة لا بد أن تستقر في أذهاننا وفي عقولنا وفي قلوبنا أنا أترك هذا الأمر أترك الغنى أترك المعاصي أترك المنكرات أترك المال الحرام مال حرام كثير لكنني أتركه لمن لله عز وجل فأعلم علم اليقين أن الله سيعوضني سيعوضني سبحانه وتعالى ما هو خيرٌ منه تعرفون قصة سليمان عليه السلام الله عز وجل يقول في كتابه ووهبنا لداود سليمان نعما العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال أني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها عليا فطفق مسحاً بالسوق والأعناق من يعرف قصة سليمان هذه من يعرف كيف أن الله عز وجل سليمان قام من خلال هذه الآية بأمرٍ عوضه الله عز وجل بسببه ما هو خيرٌ منه من يعرفها خذوا الحكاية سليمان عليه السلام(4/80)
كان محباً للخيل وكان دائماً يهيئها للجهاد في سبيل الله عز وجل وكان معه خيول كما ذكر المفسرون كانت ذات أجنحة تطير فكان يوماً من هذه الأيام يستعرض الخيول وعددها عشرين ألف كان متعلق بهذه الخيول وأيضاً تعلقه لأنه يسخرها في سبيل الله عز وجل فبينما هو يقوم بعرضها وتنظيمها فاتته صلاة العصر فاستدعى هذه الخيول التي هي قريبه من قلبه ومحبٌ لها فأخذ كما قال الله سبحانه وتعالى ضرباً بالسوق والأعناق يقطع عراقيبها ويقطع رقابها لأنها ألهت عن طاعة الله عز وجل فكان بسبب هذا الأمر ولأنه فعل هذا الأمر لله سبحانه وتعالى عوضه الله عز وجل بما هو خيراً منه عوضه الريح التي تجري بأمره رخائاً حيث أصاب أصبحت هذه الريح أذهبي يميناً تذهب يميناً أذهبي شمالاً تذهب شمال عوضه الله عز وجل ما هو خير ٌمنه هو تركها لمن هو تركها لله عز وجل يعني الآن بعض الناس مثلاً يعمل في مكان تباع فيه يعني أشياء محرمة فتقول له يا أخي لو تترك هذا العمل يعني مثلاً يعمل في بنك ربوي تقول له تترك هذا العمل لعل الله سبحانه وتعالى يعوضه خيرٌ منه يقول طيب جيب لي وظيفة الناصح ليس مسئولاً عن هذا الناصح مسئول أن يبين لك أن المال الذي تتقاضاه مال حرام لا يباركه الله عز وجل و لحم نبت على السحت فالنار أولى به ومن مات وهو غاش لرعيته إلا حزم الله عليه الجنة تعطيه هذه النصوص وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا الأمر أنه حرام لكن يقول لأخيه أريد أن أعيش هنا نقول له النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه لكن متى يعوضك الله قد يعوضك في الدنيا قد يعوضك في الآخرة قد يعوضك الآن قد يعوضك بعد الآن لتنجح بعد آن غذاً القضية ليست قضية أنا فعلت كده وش لي القضية ما هي قضية محاسبة دنيوية يعني المسلم حينما يدعوا الله عز وجل بدعاء ولم يستجب الله عز وجل له دعائه هل نقول خلاص راح نقول لا المسلم إذا دعا فإما أن يستجيب الله(4/81)
دعائه وإما أن يصرف الله عز وجل عنه من الشر مثلها وإما أن يدخرها الله عزل وجل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم في يوم يتمنى الإنسان أن يعود إلى الدنيا ليقول سبحان الله فقط هذه الكلمة في يوم يتمنى الإنسان أن يعود في الدنيا ليذكر الله في يوم يتمنى الإنسان أن يعود في الدنيا ليوحد الله عز وجل إذاً الإنسان في كلى الحالات هو على خيرٍ عظيم سيجد بركة هذه الأمور التي يريدها إذاً لا بد يعني نستشعر هذه الأمور وهي أنه من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل ما هو خيراً منه قبل أن انتقل إلى نقطة أخرى إذا كان هناك سؤال
مداخل :
الولد شغال في الخمور بس يصلي ومراعى ربنا يعني ولا هو يشرب ولا يشرب سجائر ولا يشرب حاجة تضر ربنا بس يصلي ويراعي ربنا بس الخمور مفروضة عليه أنه حاملها في الشغل خصب عنه يعني
الشيخ :(4/82)
طيب هو نحن نتفق على شيء أن الخمر أيش محرم نتفق على شيء أخر أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما لعن شارب الخمر لم يلعنه لوحده لعن الله الخمر وشاربها وحاملها وعاصرها معتصرها إذاً الجميع كل من ومثل لعن الله أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده فالذي يعني يفعل الحرام فأنه سوف يجاز على هذا الحرام وسيعاقب عليه وأيضاً لن يكون العقاب يعني خاصةً به بل كل من أعانه لأن وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان إذاً هذا أمر طيب السؤال هذا يذكرنا بحديث أن بعض الناس حين تقول له يا أخي من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه أنا أقولها وأقسم بالله عليها أن المسلم إذا ترك أمراً من الأمور لله عز وجل والله العظيم ليعوضنه الله ما هو خيراً منه لكن يستشعر الإخلاص ويستشعر أن الله سبحانه وتعالى يعني ومن أصدق من الله قيلا ومن أصدق من الله حديث هذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أن هو محي يوحى نقول الحمد الله يعني كون الإنسان يحافظ على صلاته ويراعي ربه عز وجل فيها وهو أيضاً لا يشرب وإنما يفعل هذا الأمر نقول أكمل دينك بهذا الأمر ودينك أهم من دنياك ولذلك يترك الإنسان هذا الأمر سيعوضه الله سبحانه وتعالى ما هو خيراً منها بأذن الله عز وجل طيب في سؤال أخر نعم تفضل يا أخي
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم إذا تاب العبد إلى الله فأن الله بأذن الله يقبل منه التوبة فكيف حال الذنوب التي ارتكبها في الماضي فهل لا بد أن يتوب منها وأن يتذكرها أم أن الله يتوب عليه بأذن الله
الشيخ :(4/83)
هو يفتح الإنسان صفحة جديدة بعض الذنوب التي تتعلق بالخلق لا بد الإنسان أن يعطيها يعني سرق مالاً لا بد أن يعيده ظلم إنساناً لا بد أن يحلل منه فهذه الأشياء لا بد أن يعني يقوم بها أما ما يتعلق فيما بينه وبين الله عز وجل فليفتح صفحة جديدة وليتب مما مضى ويا علم أن الله سبحانه وتعالى سيقبل عبده وسيتوب عليه إذا أقبل العبد إلى ربه عز وجل أيضاً ليستشعر أن الله سبحانه وتعالى يبدل سيئات عبده بحسنات إذا تاب وأناب ولأقبل إلى الله سبحانه وتعالى طيب الآن لعلنا نعود أيضاً في حديثنا من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه الآن من ترك مسائلة الناس يعني أنا سأذكر لكم أشياء من تركها لله يعوضه الله خيراً منها من ترك مسائلة الناس ورجائهم وإراقة ماء الوجه فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه ما هو خيراً منه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ومن يستعفف يعفه الله عز وجل أيضاً من ترك الاعتراض على قدر الله فسلم الأمر لله عز وجل فإن الله يريه عقب حاسنة الأمور من ترك الذهاب إلى العرافين والسحرة لله عز وجل فإن الله يرزقه البصيرة والصدق ويحقق توحديه ويرزقه من حيث لا يحتسب من ترك التكالب على الدنيا فأن الله سبحانه وتعالى يجمع له أمره ويعطيه من الدنيا ما أراد الله عز وجل من ترك الكذب ولزم الصدق فإن الله سبحانه وتعالى يعوضه ما هو خيراً منه تذكرون قصة كعب بن مالك لم يكذب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فرزقه الله عز وجل أن الله أنزل يعني توبته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة يعني كان كعب بن مالك يستطيع أن يعتذر بأي عذر وتنتهي قضية كعب بن مالك لكنه أراد كعب بن مالك رضي الله عنه أن يلزم الصدق لأن الصدق أيش لأن الصدق منجاة والصدق يهدي إلى البر ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فصدق فأنزل الله عز وجل توبته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة من ترك البخل وأثر الكرم والسخاء أحبه الله وأحبه الناس وكما قال الله سبحانه(4/84)
وتعالى وما يوقى شح نفسه فأوليائك هو المفلحون سأذكر الآن مجموعة من الأمثلة لأقوام تركوا أشياء لله فعوضهم الله عز وجل ما هو خيراً منه ورد في الحديث الصحيح أن في صحيح مسلم والبخاري أن رجلاً كان يداين الناس بالدين يعني يعطي فلان يقول هذا دين حتى يقول أريد منك دين خذ هذا الدين لمدة عشرة أيام فبعد عشرة أيام يرسل غلامه إلى الذي اقترض منه فيقول:
اذهب إليه فإذا وجدته معسراً تتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلقي الله فتجاوز عنه هو فعلها لمن لله سبحانه وتعالى يعني انظر الآن بعض الناس إذا كان له حق عندك لا تنام ليلاً ولا نهارً ولا تستطيع أن تأخذ راحتك من كثرة كلامه يعني انظر إلى هذا الرجل يقول لغلامه اذهب إليه فإذا وجدته معسراً فتجاوز عنه يعني آخره إلى اجل أخر لعل الله إن يجاوز هنا قال فتجاوز الله سبحانه وتعالى عنه و في الحديث الآخر في صحيح البخاري ومسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة تلقت روح رجل كان قبلكم فقالوا له هل عملت خيراً قط قال والله ما عملت خيراً قط قالوا تأمل قال والله ما عملت خيراً قط فتذكر فقال إني كنت أداين الناس فكنت أأمر فتاي فتياني أن ينظروا الموسر ويتجاوزوا عن المعسر قالوا إن الله قد تجاوز عنك كما تجاوزت عن المعسر هذا أمر يعني هذا شيء من الله سبحانه وتعالى للبشرية إذا قاموا به فان الله سبحانه وتعالى سيعوضهم ما هو خير منه تأملوا في يوسف عليه السلام يوسف عليه السلام تعرض عليه الفاحشة فلما عرضت عليه الفاحشة من من من زوجة العزيز بحسنها بجمالها بتهيئتي لنفسها بطلبها وهو غريب عن أهله ومع ذلك كله امتنع وقال إني أخاف الله رب العالمين شاب ومع ذلك راقب الله سبحانه وتعالى قال هيأت لك قال ما عاز الله انه ربي أحسن مثواي انه لا يفلح الظالمون فلما ترك هذا الأمر لله عز وجل جعله الله سبحانه وتعالى على خزائن الأرض من الله سبحانه وتعالى اترك(4/85)
هذا الأمر لله يعوضك الله سبحانه وتعالى ما هو خير منه تعرفون أم سلمى رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لما مات زوجها أبو سلمى يعني تأملوا هذه يعني هذه القصة تجسد المعنى الحقيقي لمن ترك شيئاً لله عوضه الله خير منه ونقولها أيضا لأخواتنا نقول إن المرأة حينما ترتدي الحجاب لله سبحانه وتعالى سيعوضها الله عز وجل يعني بعض الأخوات من خلال الرسائل تقول والله أنا أريد أن ارتدي الحجاب لكن بخليه بعد الزواج بعد الزواج لعل الخطاب يروني كذا نقول لها افعلي هذا الأمر لله واعلمي انك إذا قمت به لله عز وجل فان الله سيعوضك بما هو خير منه ما دليله أم سلمى رضي الله عنها كانت تعيش مع زوجها أبو سلمى هاجر أبو سلمى وأم سلمى في مكة فبعد مرور عام جمع الله عز وجل هذا الشمل فاجتمع أبو سلمى مع زوجته و مع ابنه فعاشوا حياة النقاء حياة أسست على الطاعة حياة بنيت على التقوى بيت كل أركانه يذكر الله سبحانه وتعالى لما غزا في احد الغزوات وأصيب إصابة عظيمة فنقل إلى منزله فقال أبو سلمى يا أم سلمى إذا قدر الله عز وجل علي فقولي إن لله وان إليه راجعون واصبري واحتسبي فمات أبو سلمى فأخذت يعني حزنت على زوجها فأرادت أن تقول فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون فاتاها من يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من ابتلي في مصيبة فقال اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها إلا آجره الله في مصيبته واخلفه الله عز وجل ما هو خير منها فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون أرادت أن تقول اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها قالت من خير من أبي سلمى من سيرعاني كابي سلمى من سيحبني كابي سلمى من سيحمينني أخذت تردد هذه العبارات لكنها قالت اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خير منها لما انتهت عدتها أتى محمد صلى الله عليه وسلم خير البشرية وصاحب الأنفاس الزكية لخطبها لنفسه فإذا بها تكون أماً للمؤمنين و زوجة لمحمد عليه الصلاة والسلام الآن أم سلمى تقول(4/86)
من خير من أبي سلمى محمد عليه الصلاة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم خير من أبي سلمى فتزوجها النبي عليه الصلاة والسلام أرأيتم عوضها الله عز وجل ما هو خير زوجها الأول بل جعلها الله سبحانه وتعالى زوجة لمحمد عليه الصلاة والسلام في الدنيا وفي الآخرة هذا هو يعني الأشياء لا بد أن نستشعرها وان تكون في أذهاننا وان تكون في قلوبنا وعقولنا لعل الله سبحانه وتعالى أن يعوضنا عن أشياء كنا نحبها لكن تركناها لله يعوضنا الله سبحانه وتعالى ما هو خير منها رجل يترك الحسد ويترك البغي ويترك ظلم العباد فيعوضه الله عز وجل بجنات النعيم كيف ذلك من أعظم الأشياء التي يتمناها الناس إلا لو تبحثون في سيرة المشاهير تجدوا يقول إني أتمنى شيء أن أضع راسي وأنام لا استطيع دائما أفكر في الدنيا أو هموم هذا الرجل كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً بين أصحابه فقال عليه الصلاة والسلام يخرج الآن رجل من هذا الباب هو من أهل الجنة هل انتم كيف تتوقعون الصحابة كل الصحابة الآن شخصت أبصارهم في الجانب الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد يريد أن يرى رجل من أهل الجنة يمشي على الأرض فالصحابة ينتظرون ما خرج احد خرج رجل أعرابي لحيته تتقاطر ماءاً وقد وضع حذائه بين إبطيه ويخرج وانصرف اليوم الثاني قال النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج رجل من أهل الجنة من هذا الباب فخرج نفس الأعرابي اليوم الثالث نفس الأعرابي الصحابة ينتظرون أبو بكر عمر عثمان يعني الصحابة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه واله وسلم بالجنة يقول احد الصحابة الكرام وهو عبد الله ابن عمر رضي الله عنه يقول أخذت على نفسي لا بد أن اعرف هذا الرجل كيف سيدخل الجنة ما العمل الذي عمله حتى ينال به هذه الكرامة يقول رضي الله عنه وأرضاه فذهبت إلى الرجل فقرعت عليه الباب فقلت يا عبد الله حصلت بيني وبين أبي ملاحة فأريد أن أنام معك قال نعم فأضافه ثلاثة أيام يقول لو ما أجد عنده كثير(4/87)
عبادة يصوم مثل ما يصوم الناس يصلي مثلما يصلي الناس ليس هناك زيادة فلما انتهت الأيام الثلاثة قلت يا عبد الله أسألك بالله قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا يخرج من أهل الجنة فخرجت أنت فما العمل الذي عملته أنت حتى عوضك الله به جنات النعيم قال والله ما ادري ما عندي عمل يعني أرجو به يعني هذا الأمر فأراد الصحابي الجليل أن ينصرف قال على رسلك قال نعم قال أنا لدي خصلة أرجو بها الجنة قال ما هي قال والله ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن الآن مثلا بعض الناس ما يخطط للجرائم ولا يخطط إلى إذا جاء وضع رأسه على وسادته يقول والله ما وضعت راسي على وسادتي وفي قلبي غل لمؤمن فماذا عوضه الله عوضه الله عز وجل بأنه أصبح من أهل الجنة الذين نسال الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل جنات النعيم إذا كان في سؤال قبل أن ننتقل أتفضل يا أخي
المداخل :
لقد تحدثت فضيلتكم عن التوبة وفضائلها وثمراتها فهل هناك مقدمات وشروط يجب مراعاتها قبل التوبة
الشيخ:
يعني نحن تحدثنا عنها في حلقات ماضية وقلنا حتى تكون التوبة صحيحة ومقبولة لا بد أن تستوفي شروطاً تستوفي الإخلاص لله سبحانه وتعالى العزم على أن لا يعود الإنسان للذنب إن يندم على الذنب إن يقلع عن المعاصي فهذه شروط يأتي بها الإنسان وقد تحدثنا عنها بتفصيل كامل حول هذه الأمور طيب أتفضل
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان حد يعمل ذنب يعني والآذان نداً عليه و برضوا لم يقلع عن الذنب فهل له من توبة
الشيخ:(4/88)
يا أخي باب التوبة مفتوح والله سبحانه وتعالى مهما عمل الإنسان مهما أذنب مهما فرط فالله سبحانه وتعالى سيقبل توبته نحن نتعامل مع الرحمن الرحيم نتعامل مع الذي هو ارحم بعباده من الوالدة بولدها نتعامل مع من قال قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم نتعامل مع من رحمته وسعت كل شيء نتعامل مع الكريم نتعامل مع الحليم نتعامل مع الرحيم نتعامل مع العظيم نتعامل مع رب العالمين سبحانه وتعالى الذي قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم فمهما عمل الإنسان فليعلم إن باب التوبة مفتوح وليعلم إن فضل الله عز وجل عظيم يعني ذكرت في سؤال آخر أتفضل
المداخل :
بسم الله الرحمن الرحيم هي مشكلة منتشرة في مصر عامة يعني وأنا كنت برضوا المشكلة هذه مريت بها شخصياً وهي إن زوجتي كان معمول له عمل وسحر عن طريق القرآن يعني بآيات كثير وسور كثيرة لم تشفى ولكن يعني لما حضر إنسان ليه في التحضير استطاع هو أن يطلع الحاجة اللي كانت معمولة فهل هذا يعتبر ذنب أتوب إلى الله بسببه ولا بس هي شفيت بهذا وبقت كويس فهذا يعتبر هذا ذنب ولا إيه بالضبط
الشيخ :(4/89)
هو لا شك أن يعني نحن تحدثنا من ترك السحرة والعرافين فان الله سبحانه وتعالى يعوضه الإتيان إلى السحرة والكفرة يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم إن قسم يعني قال من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بمنزلة على محمد هذا إذا كان يسال الإنسان ويصدق إذا أتى يسال لمجرد السؤال بدون تصديق قال من سال كاهناً أو عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً يعني هو لا بد أن يصلي ولا بد إن يتوضأ بصلاته ويقوم بهذه الصلاة لكن الله سبحانه وتعالى لا يثيبه عليها الحمد لله المرأة شفيت فالواجب إن يتوب إنسان من هذا الذنب والحمد لله باب التوبة واسع وجود الله سبحانه وتعالى عظيم فيتوب إنسان ومن تاب تاب الله سبحانه وتعالى عليه ونسال الله عز وجل أن يبدل السيئات حسنات فيبدأ الإنسان صفحة جديدة من حياة جديدة ويترك هذه المعاصي وهذه الأشياء لعل الله سبحانه وتعالى أنتم تعلمون أن يغفر لنا جميعاً أنتم تعلمون يعني أحيانا الصحابة كانوا يتركون أموالهم من اجل أن يفروا بدينهم اعز شيء على الإنسان اعز يعني من بدنه واعز من حياته هو هذا الدين الذي يجب علينا جميعاً أن نتشبث به صهيب الرومي رضي الله عنه وأرضاه لما أراد إن يهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة النبوية كان صهيب مشهور بكثرة المال فقال أهل مكة الآن أتيتنا فقيراً و الآن حينما أصبحت غنياًَ تريد أن تفر قال هذه كنانتي وتعلمون إني رجل إذا رميت أصبت ولكن اتركوني واخذوا جميع مالي فتركوه واخذوا جميع المال فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع يا أبا يحيى ربح البيع فنزل قول الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ختاماً أيها الإخوة نعلم الأسئلة كثيرة لكن الوقت كما يخبرني المخرج انتهى ختاماً نقول الهي لا تعذبني فاني مقر بالذي قد كان مني ومالي حيلة إلا رجائي وعفوك إن عفوت وحسن ظني فكم من ذلة لي في البراية وأنت علي ذو فضل ومني(4/90)
إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملي وقرعت سني يظن الناس في خير واني لشر الناس أن لم تعفو عني نسال الله أن يعفو عنا وعنكم وان يمن علينا وعليكم بالتوبة والاستقامة اللهم توب علينا اللهم توب علينا اللهم توب علينا اللهم ارحمنا اللهم ارحمنا اللهم ارحمنا يا ذا الجلال والإكرام اللهم لا تدع لنا ذنب إلا غفرته ولا هماًُ إلا فرجته ولا دين إلا قضيته ولا عسير إلا يسرته ولا مريضاً إلا شفيته ولا مبتلاً إلا عافيته والى لقاء قادم إن شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
??
??
??
??
7(4/91)