وأنا على عهدك فما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء ذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب لو قلتها مرة واحدة بعد الصبح موقناً بها ثم متّ من يومك هذا قبل غروب الشمس دخلت الجنة إخبار من حبيب الله ورسوله في الحديث الصحيح أنّه قال إذا متّ من يومك قبل الغروب دخلت الجنة وإذا قلتها بعد الغروب موقناً بها ومت من ليلتك دخلت الجنة دخلت الجنة يعني أسباب في غاية يعني عندك كلمات أنت لو قلت لا إله إلا الله وجده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة في اليوم وصار كأنّك أعتقت عشر رقاب لا تزيد عن عشر دقائق يعني تأخذ من وقتك عشر دقائق وصيغة سيد الاستغفار التي أنت تضمن لك الجنة إذا متّ من يومك ومتّ عليها أنت موقن بها تأخذ دقيقة العشر يعني العشرين دقيقة للمئة مرة لو قلتها مئة مرة والنبي كان يستغفر سيد الخلق المعصوم المحفوظ من الصغائر ولكبائر المحفوظ أفضل خلق الله قاطبة في قوله ? تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ ? البقرة (آية:253) ومنهم النبي محمد عليه السلام عليه الصلاة والسلام هذا العظيم صلوات الله سلامه عليه ما عصا الله قط ومع ذلك يقول على قلبي يعني صار عندي كسيل فأستغفر الله في اليوم سبعين مرة والصحابة يعدون له في الجلسة وهو يقول أستغفر الله الصحابة سبعين مرة للمعصوم من الخطأ والزلل والصغائر الكبائر ومعه ذلك فإذا قلت مئة مرة والنبي يقول من لزم الاستغفار يعني إذا أكثر الاستغفار من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل كرب وهم فرجاًَ ورزقه من حيث يحتسب وطبعاً هذا موجود أنا أذكر أن واحد شيخ من السلف جاءه واحد يشكي له قال أرضنا هذه السنة مجدبة يعني عندنا قحط قال أكثروا من الاستغفار وراح الرجل جاءه واحد يسأل والشيخ جالس وعنده اللي يسمع قال له زوجتي لا تحمل لا تلد قال له أكثر من الاستغفار وراح جاءه(2/231)
واحد قال له أن في مرض كذا قال له أكثر من الاستغفار فقال له هذا الجالس يا شيخ المرضى ثلاثة أنواع والعلاج وحد أنت عالجتهم كلهم بالاستغفار قال أما سمعت قول الله عزّ وجل ? فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) ? نوح وأنا أزيد عليه أنّه في سورة هود أولها قال ? وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ? هود (آية:32) وفي قصة هود ? وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ (52) ? هود (آية:52) يعني المريض إذا أكثر الاستغفار يتعالج المرهق إذا أكثر من العلاج له فأنت عندما تعمل هذه الأعمال السّهلة الخفيفة اللي ما تأخذ منك جلّ وقتك تأخذ منك أقلّ الوقت يعني إذا استغفرت الله استغفر الله أستغفر الله أن تأخذ منك خمس دقائق إذا كان لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير المئة تأخذ عشر دقائق الله إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك من ناصيتك ماض في حكمك عدل في رجاؤك تجد المئة ما تأخذ منك أكثر من عشرين دقيقة إذا كنت معتدل هذه كلها أوقات ينبغي أن تحرصوا عليها .
فضيلة الشيخ محمد حسان
ضيف الحلقة :
جدد إيمانك مع القرآن
موضوع المحاضرة
أولاً مصدرية القرآن دليل إعجازه:(2/232)
نعم القرآن الكريم كلام الله وهذا يكفي لنثبت به أن القرآن معجز وأوجه الإعجاز في القرآن لا حصر لها ولا عد فالقرآن هو النعمة الباقية والعصمة الواقية والحجة البالغة والدلالة الدامغة حبل الله المتين ونور الله المبين والصراط المستقيم مصدر النجاة والسعادة لهذه الأمة في الدنيا والآخرة ) طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ( فما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ليشقى به أو لتشقى به أمته أو لتشقى أمته بأوامره ومناهيه وتكاليفه وحدوده بل ما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم إلا ليقيم به الأمة وإلا ليقيم به دولة وإلا ليربي به القلوب والعقول والضمائر والنفوس والأخلاق ما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لتسعد به الأمة في الدنيا قبل الآخرة هذا القرآن الكريم الذي تحدى الله عز وجل به البشرية ولا زال التحدي في عصر العلم قائما تحدى به أرباب البلاغة وأساطين البيان وفرسان اللغة الذين زعموا أن القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم فطلب منهم أن يأتوا بقرآن مثله فعجزوا قال جل وعلا:
) قل لإن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ( فخفف التحدي فطلب منهم أن يأتوا بعشر سور مثله مفتريات فقال جل وعلا:
) أن يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ( فعجزوا فخفف التحدي إلى أقل درجة فطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة فقال تعالى ) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ( ،(2/233)
ولا زال التحدي قائماً في عصر العلم بل إلى أن يرث الله الأرض من عليها لقد صدع جلال القرآن عناد الكبر في قلوبهم هذا عتبة ابن ربيعة أبو الوليد يستأذن قومه يوماً أن يذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورحى الصراع على أشدها بين رسول الله والمشركين ذهب إليه وقال له يا ابن أخي تدبر هذا ولن أطيل النفس في هذا لأعرج على ما نحتاج إليه الآن يقول له أبو الوليد عتبة ابن ربيعة يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السقط في العشيرة والمكانة في النسب وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم سفهت به أحلامهم وعبت به من مضى من أبائهم وفرقت بينهم فاسمع مني أعرض عليك أموراً لعلك تقبل بعضها فقال النبي صلى الله عليه وسلم بأدب جم:
قل يا أبا الوليد اسمع نعم يا أخي اسمع الرأي الآخر فإن وجدت خيراً فاقبله وإن وجدت ما تكره فرد ما تكره رداً جميلا قل يا أبا الوليد اسمع فقال عتبة يا ابن أخي إن كنت تريد بهذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت تريد بهذا الأمر شرفاً زودناك علينا حتى لا نقضي أمراً دونك وإن كنت تريد بهذا الأمر ملكاً ملكناك علينا وإن كان الذي يأتيك رئياً من الجن بذلنا لك أموالنا حتى تبرئ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بأدب أوقد فرغت يا أبا الوليد قال نعم قال فاسمع مني والله ما زاد النبي صلى الله عليه وسلم قراءة آيات كريمة من صدر سورة فصلت :
) بسم الله الرحمن الرحيم حاميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون بشيراً ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعون إليه وفي أذاننا وقر ومن بينك وبيننا حجاب فاعمل إننا عاملون قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي إنما آلاهكم آله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين ( .(2/234)
واسترسل النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة إلى أن بلغ آية السجدة ) ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ( .
وخر النبي صلى الله عليه وسلم ساجداً لله جل وعلا ثم رفع رأسه وعتبة ينظر إليه وقال له أوقد سمعت يا أبا الوليد قال نعم قال فاصنع ما بدا لك فعاد عتبة ابن ربيعة فلما أقبل على قومه من المشركين قالوا جميعاً على لسان رجل واحد:
نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد تغير الوجه نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به إلى محمد صلى الله عليه وسلم ما وراءك يا أبا الوليد ماذا صنعت قال يا قوم أطيعوني واجعلوها بي والله لقد سمعت كلاماً ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لما سمعت أنفاً من محمد نبأ عظيم اتركوا الرجل وما هو فيه فإن تظهر عليه العرب فقد كفيتموه بغيركم وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم فردوا جميعاً على قلب رجل واحد وقالوا سحرك والله محمد يا أبا الوليد قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم لقد صدع جلال القرآن عماد الكبر في قلب عتبة لكنه الكفر إنهم كانوا إذا قيل لهم:(2/235)
لا آله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا ألهتنا لشاعر مجنون بل ستعجبون إذا علمتم أيها الأفاضل أنه في وقت اشتدت فيه الحرب واشتد الصراع بين المشركين واشتد الأذى منهم على رسول الله وأصحابه توعد أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيداً شديداً كما في صحيح مسلم وقال أيعفر محمد وجهه بين أظهركم يعني يتجرأ علينا محمد ويأتي ليصلي لألهه جل وعلا في البيت الحرام على مرأى ومسمع منا أيعفر محمد وجهه بين أظهركم ثم قال واللاتي والعزة لإن جاء محمد لأطئن عنقه زعم هذا المجرم أن يطأ عنق النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد بين يدي الله جل وعلا ومع ذلك ما تأخر النبي عن الصلاة فدخل بيت الله تبارك وتعالى ووقف بين يدي القوم وافتتح قراءته بسورة جليلة كريمة وبآيات تخفق لها القلوب افتتح صلاته بسورة النجم:(2/236)
) والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ( وظل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة حتى وصل في أخر السورة إلى آيات جليلة كريمة ) أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم ساندون فاسجدوا لله واعبدوا ( وخر النبي ساجداً لله جل وعلا انتبه فلم يتمالك أحد من المشركين نفسه وخر المشركون كلهم سجداً لله خلف رسول الله الحديث رواه الإمام البخاري في كتاب السجود في تفسير سورة النجم كذلك رواه مختصراً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بصورة النجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس لقد صدع جلال القرآن عناد الكبر في القلوب فلما رفعوا رؤوسهم أنكروا ما فعلوه لكنه جلال القرآن لكنه عطاء القرآن والحديث عن هذا حديث جليل طويل لكنني لا أريد أن أطيل النفس فيه فمصدرية القرآن دليل إعجازه مادام القرآن كلام الله تبارك وتعالى فهذا يكفي لإثبات إعجاز القرآن من كل وجه من أوجه الإعجاز انتبه معي أيها الحبيب اللبيب ففضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر الخلق أكررها فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على سائر الخلق قال حذيفة:
القلوب أربعة قلب اجرد تدبر فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن قلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب منكوس عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي وقلب تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما إذاً الإيمان له حقيقة الإيمان له حلاوة الإيمان له طعم الإيمان له نور يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قال تعالى ) هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ((2/237)
وفي مستدرك الحاكم بسند الحسن من حديث عبد الله بن عمر وفي معجم الطبراني الكبير بس الحسن من حديث عبد الله بن عمر كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب أي كما يبلى الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم هكذا أمرنا نبينا فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم إذاً الإيمان يقوى بالطاعة فأنت الآن في وقت يتجدد فيه إيمانك فإن خرجت وعرضت بصرك وسمعك وقلبك لمعصية ضعف إيمانك في قلبك وقل إيمانك في قلبك ومن أعظم الأسباب التي تجدد بها إيمانك بالله تبارك وتعالى أن ترجع إلى القرآن أنا أعجب من كثير من طلبة العلم ممن يشرقون ويغربون يبحثون عن كتاب من الكتب ليتعلموا من خلاله قضية الإيمان وبين أيديهم كتاب الإيمان الأول ألا وهو كتاب ربنا تبارك وتعالى أيها الأفاضل لا تعجب إن قلت لحضراتكم الآن إن القرآن الكريم من أوله إلى آخره في قضية الإيمان أكرر لا تعجب إن قلت لك:(2/238)
أن القرآن كله من سورة الفاتحة إلى سورة الناس في قضية الإيمان كيف ذلك القرآن كله إما حديث مباشر عن الله جل جلاله عن ذاته عن أسماءه عن صفاته عن أفعاله تبارك الله تعالى وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده لتحقيق الإيمان وإما حديث عن أهل الإيمان الذين حققوا الإيمان وعما أعده الله لهم في الدنيا والآخرة وإما حديث عمن اعرضوا عن الإيمان وكفروا بالله جل وعلا وما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة وإما حديث عن قصص السابقين من أهل الإيمان وممن اعرضوا عن طريق الإيمان هذا هو القرآن فالقرآن كله في قضية الإيمان حديث عن الإيمان بالله دعوة إلى الإيمان بالله تحذير من الشرك بالله حديث عن أهل الإيمان حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان فكتاب الإيمان الأول هو القرآن لماذا نشرق ونغرب وبين أيدينا كتاب ربنا جلّ جلاله وللقرآن الكريم أسلوبه الفذ في تحقيق الإيمان وتجديده وللقرآن الكريم أسلوبه الفذ في تحقيق الإيمان وتجديده أسلوب ينشئها القرآن إنشاءً لأنه كلام الحق تبارك وتعالى الذي خلق هو وحده الذي يعلم من خلق قال تعالى:(2/239)
) ألا يعلم ن خلق وهو اللطيف الخبير ( فالقرآن الكريم يخاطب الفطر السوية والعقول النقية وكذا القلوب التقية يخاطب الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ويخاطب عالم الفضاء وعالم الذرة وساكن الغابة والصحراء ويخاطب الرجل والمرأة على السواء ويخاطب الصغير والكبير يخاطب القرآن الكريم كل هؤلاء يخاطب البشر جميعاً على اختلاف مستوياتهم وعلى اختلاف عقولهم وتفكيرهم وكل واحد من هؤلاء يأخذ من القرآن ما يربطه بالكون وما يعرفه بربه تبارك وتعالى وما يحقق أو يجدد به الإيمان بالله عز وجل تارة بالحوار وثانية بالأمر وثالثة بالنهي ورابعة بالحد وخامسة بالخبر وسادسة بالمثل وسادسة بالقصص وثامنة بالترغيب وتاسعة بالترهيب وهكذا أسلوب القرآن الذي يخاطب كل البشر ينتقل بنا إلى أفاق السماء ثم إلى جنبات الأرض ثم إلى خلق الإنسان نفسه ليذكر البشر بالخالق سبحانه وتعالى .(2/240)
وليدعوهم بعد ذلك لإفراده بالإلوهية والعبادة تتدبر معي أسلوب القرآن الذي يحقق به الإيمان ويجدد به الإيمان ففي أفاق السماء تسمع وتقرأ قول الله تبارك وتعالى أنتم أشد خلقاً أم السماء بناها رفع سمكها فسواها و أغطش ليلها وأخرج ضحاها تدبر قول الله جل وعلا وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في الفلك يسبحون تدبر معي قول الله جلّ وعلا فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تتعلمون عظيم والله الذي لا إله غيره إن نظرة فاحصة مدققة لهذه القبة السماوية الزرقاء أقصد السماء إن نظرة فاحصة مدققة لهذه القبة السماوية الزرقاء التي رفعها الله بغير عمد ترونها إن هذه النظرة لتملئ القلب بالرهبة والجلال لصاحب العظمة والجلال والكمال لكن إلف العادة أنسانا جلال الكون وأنسانا عظمة الخالق تبارك وتعالى صرنا ننظر إلى السماء كل ليلة ولكن لم نتفكر لم نتدبر في هذا القسم وفي هذه الآيات يخرج علينا رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك الأسبق بهذه الكلمات الدقيقة يقول بعد بحث علمي مطول دقيق:(2/241)
علمنا ووقفنا على أن الأجرام السماوية ليست مصادفة عشواء إنما وضعت نتيجة عملية خلق رائعة فلو أن القمر ترك مداره إلى أعلى أو إلى أسفل لاختلت حد المد والجذر ولغرقت الأرض ومن فيها ولو أن الشمس تركت مدارها إلى أعلى أو إلى أسفل قليلاً لاحترق كل حي على سطح الأرض والشمسي والقمر بحسبان انظر تدبر تفكر تعرف على هذا الجمال المتجدد المتعدد الألوان لتتعرف على الله سبحانه لتفرده بالعبادة فليست القضية أن تقر ولو بتوحيد الربوبية جل جلاله وأنه الخالق الرازق المدبر إلى غير ذلك فحسب كلا بل تعرف عليه لتفرده تبارك وتعالى وحده بالعباد والطاعة هذا هو التوحيد الذي من أجله بعث الله الأنبياء والمرسلين وانزل من اجله الكتب ومن أجله يأمر العقول والقلوب أن تنظر في الكون من عرشه إلى فرشه ومن سمائه إلى أرضه لتتعرف على الحق تبارك وتعالى لتفرده وحده بالإلوهية والعبادة هذه الليلة المظلمة وهذا القمر المنير وهذا الصبح الباذخ وهذه الليلة المطيرة وهذه الليلة الصافية وهذه الليلة التي يخيم عليها الضباب وهذا الفلك الدوار وهذا النجم البازغ انظر إلى هذه النجمة الوحيدة الفريدة التي انفردت في أفق السماء وكأنها عين طفلة جميلة تلتمع بالبراءة والضياء والصفاء ثم انظر إلى هاتين النجمتين المنفردتين هنالك وكأن كل واحدة منهما تناجي الأخرى بعيداً عن الصخب والضوضاء ثم انظر إلى هذه المجموعات المتشابكة المتضامنة التي التفت حول بعضها وكأنها في عرس إيماني بهيج كل هذا خلق من كل هذا صنع من وكلمة الصنع إنها كلمة القرآن ليست من عندي كل هذا صنع من قال تعالى صنع الله الذي أتقن كل شيء كل هذا خلق من خلق الله الذي أتقن كل شيء هو واحده الذي يستحق أن يعبد إذاً وأن يوحد إذاً وأن يفرد بتوحيد الألوهية أي بتوحيد العبادة ? وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين(2/242)
فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قومي إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ?
لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك ولعل ما في النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك الكون مشحون بأسرار إذا حاولت تفسيراً لها أعياك قل للطبيب تخطفته يد الردى يا مداوي الأمراض من أرداك قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك قل للصحيح ما تلا من علة من يا صحيح بالمنايا دهاك بل سائل الأعمى خطا وسط الزحام بلا اصطدام من يا أعمى يقود خطاك بل سائل البصير كان يحذر حفرة فهوى بها من ذا الذي أهواك وسل الجنين يعيش معزولاً بلا راع ومرعى من ذا الذي يرعاك وسل الوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة ما الذي أبكاك وإذ ترى الثعبان ينفث سمه فسله من يا ثعبان بالسموم حشاك واسأله كيف تعيش يا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاك واسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهداً وقل للشهد من حلاك بل سائل اللبن المصفى من بين فرث ودم من ذا الذي صفاك وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله من يا نخل شق نواك وإذا رأيت البدر يسري ناشراً أنواره فاسأله من أسراك وإذ ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم السحاب فسله من أرساك وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار من أوراك لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك أإله مع الله أإله مع الله يستحق أن يعبد وأن يوحد انظر لتلك الشجرة ذات الغصون النضرة كيف نمت من حبة وكيف صارت شجرة ابحث وقل من ذا الذي يخرج منها الثمرة ذاك هو الله الذي أنعمه منهمرة ذو حكمة بالغة وقدرة مقتدرة سل الواحة الخضراء والماء جارياًُ وهذي الصحاري والجبال الرواسي سل الروض مزداناًَ سل الزهر والندى سل الليل والإصباح والطير شادياً سل هذه الأنسام والأرض والسما سل كل شيء(2/243)
تسمع التوحيد لله سارياً ولو جن هذا الليل وامتد سرمداً فمن غير ربي يرجع الصبح ثانياًُ أإله مع الله:
? ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن اللهُ فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ? ومن آفاق السماء يحرك القرآن قلوبنا وعقولنا إلى جنبات الأرض إلى هذه الدابة الذلول المسخرة التي تجلس عليها الآن دون أن تلقي بك دون أن تمزق أوصالك دون أن تشتت شملك مع أنها تجري لكنها ذلول سخرها الله لنا وأمدها بهذه الآيات:
? وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون انظر إلى الأرض أم من خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ?(2/244)
? أإله مع الله بعد توحيد الربوبية أذكّر بتوحيد الألوهية لأنه الغاية التي بعث الله لها كل الرسل وأنزل من أجلها كل الكتب ? وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ? صيحة كل رسول ? وإذ ناداهم أخوهم شعيب قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره وإلى ثمود أخاهم وصالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ? ما من نبي ولا رسول إلا وبعث لها ? وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إ له إلا أنا فاعبدون ? هذه هي الغاية فانظر إلى السماء وارتفاعها أخي وانظر إلى الأرض واتساعها أخي وانظر إلى الجبال وأثقالها وانظر إلى الأفلاك ودورانها وانظر إلى البحار وأمواجها وانظر إلى كل ما هو متحرك وانظر إلى كل ما هو ساكن وتدبر آيات القرآن الكريم لتتعرف على أن الكون كله يقر لله بالوحدانية ويقر لله بالإلوهية كل شيء في الكون يوحد الله ويعبد الله ويسجد لله إلا من كفر من الإنس والجن ولا حول ولا قوة إلا بالله هذا الحجر الذي تركل ظهرك تسند ظهرك إليه والله يوحد الله جل وعلا ويسجد له تدبر قول ربي ? تسبّح له السمات السبع والأرض ومن فيهم وإن من شيء إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ? قال جل وعلا ? إنا عرضنا الأمانة ? والأمانة هي الدين هذا أشمل تفسير لمعنى الأمانة كما قال الحسن الأمانة هي الدين منهم من فسرها بالقرآن منهم من فسرها بالفرائض منهم من فسرها بالصلاة لكن الدين لفظة شاملة تشتمل على كل هذا ? إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ? قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان لا ينبغي أن نستعمل المجاز في مثل هذه الآيات فلقد خلق الله للسموات والأرض والجبال إدراكاً أدركت به عظمة وجلال هذه الأمانة فأبت إباء إشفاق وخوف من الله تبارك وتعالى لا إباء إعراض وإلا فالله سبحانه وتعالى لما قضى السموات فقضاهن سبع(2/245)
سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها ثم بعد ذلك خاطب الله السماء والأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين فالإباء هنا للإشفاق من الأمانة للخوف من الله جل وعلا الذي حمل الأمانة خلق الله لهذه المخلوقات إدراكاً لا يعلم كنهه إلا الله أدركت به جلال الأمانة وجلال من عرض الأمانة تبارك وتعالى فالكون كله يوحد الله سبحانه إلا من كفر من الإنس والجن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريكة
ضيف الحلقة :
النصيحة : ضوابط ومحاذير
موضوع المحاضرة(2/246)
أحبتي في الله وموضوع هذه المحاضرة اليوم النصيحة في الضوابط وما ينبغي من الأمور الشرعية التي يجب مراعاتها على من أراد أن يسلك سبيل المؤمنين في القيام في هذا الواجب والحقيقة أن من المؤمنين من يضيق مفهوم النصيحة في ذهنه ليظن أن النصيحة إنما هي قاصرة على نصح أخ لأخيه أو جار لجاره أو قريب لقريبه أو صديق لصديقه ولا يظن أن النصيحة أوسع من ذلك لتعم الكبير والوزير والأمير والصغير والحاكم والمحكوم والكل محتاج الى هذا بل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال كلاماً من جوامع الكلم وكلامه وحيُ يوحى فلا ينطق عن الهوى قال الدين النصيحة وأعادها ثلاثة قال الصحابة رضوان الله عليهم لمن يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم بابي هو وأمي لله ولرسوله ولكتابه و لأئمة المسلمين وعامتهم قال العلماء هذا الحديث عليه مدار الإسلام إذا تبين هذا علمنا أن النصيحة ليست مقصورة على العامة دون الحاكم أو يقصد بها الحاكم دون العامة أو أن النصيحة في باب العقائد دون العبادات أو أنها في العبادات دون الأخلاق والنظم والحق أننا جميعاً بشر والبشر خطاء وكل بني آدم خطاءون وخير الخطاءين التوابون مادام الواحد بشراً سواءً كان من عامة الناس أو من طلبة العلم أو من أهل الحسبة أو من أهل الدعوة أو من أهل الولاية أو من أهل السلطة فلا شك أن تصرفاته لا تخلو من نقص ولا تخلو من خلل ولا يعصم إلا من عصمه الله عز وجل من أنبيائه ورسله وما دمنا بشراً فإن تصرفاتنا مظنة للخطأ ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنا فقط أرسل الله عز وجل الرسل والأنبياء لنصح أقوامهم أرسل الرسل لنصح أقوامهم فقال عن نوح عليه السلام أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله مالا تعلمون فيجب على الناصح أن يكون عالماً بما ينصح به وقال تعالى عن هود وأنا لكم ناصحُ أمين وقال تعالى عن صالح عليه السلام ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين فلا تجزع أيها الناصح إن وجدت أقوام(2/247)
أبغضوك لنصيحتك أو لا يحبون قولك من النصيحة فقد استهزأ برسل من قبلك و النصيحة هي الإخلاص وتخليص الشيء من الشوائب مع إفلاح العمل والنصيحة في الشرع كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وعملا هذا تعريف ابن الصلاح رحمه الله في أمر النصيحة والناصح محسن كما قال الله تعالى ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحو لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل إذا فالناصح محسن والمحسنون أجرهم عند الله عظيم ذكر صاحب كنز العمال أن أبا سفيان ابن حرب رضي الله عنه طرق الباب في ليلة مظلمة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك عشية تولى أبو بكر الخلافة رضي الله عنه وكان أبو سفيان حديث عهد بجاهلية فلما طرق الباب على علي بن أبي طالب فتح له فقال أبو سفيان يا علي كيف يتولى أبو بكر الصديق الخلافة وهو تيمي وأنت من بني هاشم إن شئت يا علي ملأت لك الدنيا خيلاً جردا وشباباً مردا فقال علي رضي الله عنه وأخذ بتلابيب أبي سفيان يا أبا سفيان يا أبا سفيان المؤمنون نصحه والمنافقون غششه والنصح من أعظم الخير وأجمل المعروف ولذا أوجبه الشارع الحكيم بل أنه سر السبق وسر القبول وسر الفضيلة وسر العطاء وسر الرضا وسر النفع وسر البركة إذا امتلئ قلب الإنسان نصحاً لإخوانه المسلمين سواءً كانوا من أقاربه أم من الأباعد سواءً كانوا ممن يختلفون معه أو يتفقون معه إذا امتلئ قلبك نصحاً لإخوانك وللقريب والبعيد والحاكم والمحكوم والصغير والكبير والموافق والمخالف فإنك تجد بإذن الله بركة في قيلك وقولك وسعيك وعملك وجهدك وما سعيت فيه بأذن الله تعالى قال الفضيل أبن عياظ رحمه الله ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصيام والصلاة وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة وقال أبو بكر الموزني ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما فاقهم بصوم ولا صلاة ولكن بشيء(2/248)
كان في قلبه قال ابن علية الذي كان في قلب أبي بكر رضي الله عنه الحب والنصيحة لخلق الله وقال الحسن قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن شئتم لأقسمن لكم بالله إن أحب عباد الله الى الله هم الذين يحببون الناس الى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة ولعظم مقام النصح وشرف منزلته وسمو مرتبته كان صلى الله عليه وسلم يجعل النصح شرطاً في البيعة إذا قدم عليه قوم يبايعونه على الإسلام وقد أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه عن زياد ابن علاقة أنه قال سمعت جرير بن عبد الله لما مات المغيرة ابن شعبة وكان المغيرة آن ذاك أميراً عليهم فقام جرير وحمد الله وأثنى عليه وقال عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له وعليكم بالوقار والسكينة حتى يأتيكم أمير لأنه كان يخبطهم وقت مات أميرهم ثم قال لأميركم يعني أسألوا له العافية من الله فإنه كان يحب العفو ثم قال أما بعد يقول جرير بن عبد الله البجلي فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه على الإسلام فشرط علي مع ما قلت والنصح لكل مسلم فبايعته على هذا ورب هذا المسجد إني لناصح ُ لكم ثم أستغفر الله ونزل قال ابن رجب رحمه الله ومن أنواع النصيحة للمسلمين دفع الأذى والمكروه عنهم وإيثار فقيرهم وتعليم جاهليهم ورد من زاغ منهم عن الحق في القول أو العمل بالتلطف والرفق بهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحبة إزالة فسادهم ولو بحصول ضرر ٍ للناصح في دنياه كما قال بعض السلف وددت أن الخلق أطاعوا الله وأن جسمي قرض بالمقار ير يعني الناصح مولع شغوف حريص في إصلاح الناس ولو دفع الثمن من عرضه بما يسيء الناس به من الظن أو من ماله بما يبذله في نصيحتهم أو ربما بلغه من الأذى وليس لأحد أن يكون ناصحا بشرط السلامة من أذى الناس والنصيحة أداة فعالة في الإصلاح الذي يريد الإصلاح على طريقة المؤمنين والذي يريد أن يكون ناصحاً ينفع الله به يجمع الناس بزمن الشتات ويؤلفهم في وقت الفرقة(2/249)
ويجمعهم في زمن الفتنة ويسعى أن يحيطهم بالمحبة والأخوة والرعاية وحسن الظن والتآلف لابد أن يعلم أن النصيحة بكل معناها الشامل هي الأداة الرئيسة في ذلك فمن أراد إصلاح الناس فليس التشهير وسيلة وليس السب وسيلة وليس الشتم وسيلة وليست الشماتة وسيلة وليس التحزب للأحزاب والجماعات والفرق وسيلة وليس كل أمر من الأمور التي خرجت عن هدي الكتاب والسنة ونهج السلف وسيلة إنما الحق في ما جاء من كتاب الله وسنة رسوله في اعتماد هذه النصيحة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجمع الدين فيها فقال الدين النصيحة الدين كل الدين في النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم النصيحة لله تعالى توحيده في ربوبيته واعتقاد بأنه المدبر المتصرف في الكون وما من أمر من أفعال الربوبية إلا والله متفرد بالتصرف والتدبير فيه وحده لا شريك والنصيحة لله في عبوديته أن كل عبادة دقت أو جلت صغرت أو كبرت قلت أو كثرت كلها لله عز وجل لا يستثنى من ذلك شيء والنصيحة لله في أسمائه وصفاته أن يوحد الله بأسمائه وأن يسمى بما سمى به نفسه وأن يوصف بما وصف به نفسه وأن يسمى بما سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يوصف بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون إذاً النصيحة لله في أسمائه وصفاته أن يسمى الله وأن يوصف بما رضيه لنفسه ورضيه رسوله صلى الله عليه وسلم وسماه به وما سوا ذلك فلا يجوز ولا تقفوا ما ليس لك به من علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسئولا وأما النصيحة لكتاب الله عز وجل فهي الإيمان بأنه كلام الله منزل غير مخلوق وتلاوته وتدبره وفهم معانيه والعمل بأحكامه والتحاكم إليه والذب عن هذا الكتاب من تأويل الغالين وتحريف المبطلين وتزييف الملحدين والإيمان بأن ما تضمنه من الأحكام هو مالا يستقيم أمر البشرية إلا به ألا يعلم من خلق وهو(2/250)
اللطيف الخبير والإيمان بأن البشرية ميّتة وميتة لا حياة لها إلا بالقرآن أو من كان ميتا ًفأحييناه وجعلنا له نور يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها والاعتقاد بأن الناس في ظلمات ولا سبيل الى النور إلا بالقرآن وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان وأما النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الإمام أحمد ابن حنبل إن من فرائض القلوب اعتقاد النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تكون بالإيمان بنبوته وبرسالته وانه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه يبلغ عن الله حقا وً صدقا ما افترا عن الله حرفا وما كتم عن الله علماً وهو الصادق المصدوق الرءوف الرحيم بالأمة لقد جاءكم رسول ُ من أنفسكم عزيز علي ما عهدتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تجريد المتابعة والتأسي والاقتداء والانقياد لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأن المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم هي باب الشقاق وباب الهلاك وباب البواري والدمار فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم لا يجوز لأحد أن يرى أنه قصّر النبي صلى الله عليه وسلم أو قصر النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغه والذين يصرون على الابتداع إما أنهم يقولون إن النبي نسي فذكرنا أو قصر فأكملنا أو زاد فاعتدلنا أو قلل فأكثرنا ومن تعدى أو زايد أو استدرك على النبوة فلا شك أنه قد جاء بشرع من عنده ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد كذلك الأسوة التامة والأسوة الحسنة في الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الإخلاص في محبته والذب عن سنته والسعي في نصر هذه السنة ومؤازرتها فإن أقام يستوي عندهم الأمران أن يكون سن سنة أو بدعا أن يكون موافقة أو مخالفة أن(2/251)
يكون زيادة أو نقص أن يكون اتفاق أو اختلاف والواجب على المسلم إذا كان ناصح لنبيه أن يجتهد في الطاعة والاقتداء والموافقة في الزمان والمكان والقدر والنوع والكم لا أن يتزيد بشيء على النبي صلى الله عليه وسلم هذا فيما تعلق بالعبادة وفيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ودعا الأمة الى الأخذ عنه باعتباره من أمور الدين ومناسك الملة والنصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر الإمام ألأجري نصيحة له في حياته ونصيحة له صلى الله عليه وسلم بعد مماته وأما النصح للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته فهو ما وجب على أصحابه من نصرته صلى الله عليه وسلم و الذب والذود عنه بالأنفس والمهج والأرواح، والنصح للنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته كما يقول ألأجري التزام إجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم مع شديد المحبة الكاملة والمثابرة على تعلم سنته والتفقه في شريعته ومحبة أهل بيته وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين ومجانبة من رغب عن سنته وانحرف عنها والمصيبة كما قال الأول ولو أني رميت بهاشمي خؤولته بنو عبد الميداني لهان علي ما ألقى ولكن رماني فانظروا بمن ابتلاني المصيبة أن أقواما يسبوننا ويسبون أهل السنة ومن كانوا على طريقة السلف ويقولون إنهم جفاة في مقام النبوة وأنهم لا يتأدبون مع النبي صلى الله عليه وسلم وأن أحدهم يفضل عصاه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وألفوا في ذلك الكتب ونشروا في ذلك الأكاذيب ورددوا في ذلك الافتراءات زورُ وبهتان على أهل السنة والحق أن أهل السنة هم أكثر الناس محبة وأكثر الناس تعلقاً وأكثر الناس ذبا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سنته وأكثر التزاما بهديه وطريقته إننا لا نريد أن نحدث شيئاً من أنفسنا ما سبقنا إليه من لا يزايد أحداً على محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر يأتي أقوام يتوسلون بالقبور و يستغيثون بالأضرحة ويصيحون عند مقامات الأولياء الفرج والغوث والمدد ويطلبون منهم(2/252)
أشياء لا ترجى إلا من الله عز وجل كما قال الصنعاني في داليته المشهورة وقد هتفوا عند الشدائد باسمه كما يهتف المضطر بالصمد بالفرد ونقول لأولئك الذين يلوموننا أننا ما استغثنا بقبر نبينا ونقول لأولئك الذين يلوموننا أننا لا نرى التوسل بقبر نبينا صلى الله عليه وسلم ويلوموننا أننا لا نرى أن نحدث في شأن النبوة والدين والملة والعقيدة أمرا لم يرضه ولم يقره رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول لهم هل تعلمون على وجه الأرض قبراً أعظم من قبر النبي صلى الله عليه وسلم نفسي الفداء لمن قد كان يسكنه فيه العفاف وفيه الطهر والحرم لا يوجد على وجه الأرض قبر أعظم فيما ضمنه من مقام النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لا يوجد على وجه الأرض أعظم من أبي بكر رضي الله عنه وعمر و عثمان وعلي أولما ارتدت العرب ومنعت الزكاة هل سمعتم أو قرأتم أو نقل لكم أن أبا بكر وقد كان شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم جاء عند القبر وأخذ يصيح وينوح ويقول يا رسول الله أدركنا فإن العرب قد منعت الزكاة وارتدت من الذي جاء بهذا الفقه الذي جهله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي هل سمعتم أن عمر بن الخطاب عام الرمادة والمجاعة جاء الى القبر وأخذ يتمسح أو يستغيث أو يصيح أو ينوح ويقول يا رسول الله أدركنا فإن أمتك في جوع ومثغبة هل علمتم أن عثمان بن عفان وقد حاصره أهل الفتنة جاء أو أرسل أحداً يستغيث عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله أدركني فإن الأمم تألبت من الأنصار علي ّ يريدون أن ينزعوني قميصاً ألبسني إياه الله عز وجل هل سمعتم أن علي ابن أبي طالب أو عائشة رضي الله عنها أو أحد من الصدر الأول ناحوا وصاحوا وبكوا وذبحوا ونحروا وطافوا و استعافوا وتعلقوا بالقبر و قالوا يا رسول الله فرج عنا الكربات وأغث اللهفات وأجب الدعوات لا والله إذا من أين جاءونا في أخر الزمان بأنواع هذه البلايا ولما خالفنا من خلفنا وقلنا(2/253)
ما كان هذا من رسول الله ولا يرضاه وما كان ذلك في دين الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ولم يوجهنا ربنا بالاستغاثة ببشر أبدا قالوا إنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إنهم لا يعظمون مقام النبوة وقالوا إنهم جفاة في حق النبي صلى الله عليه وسلم لا والله إنما هو التزام واقتداء واقتفاء و استدعاء لا نبرح فيه قيد أنمله عما رضيه صلى الله عليه وسلم لأمته في شأن إتباعه وفي شأن عبودية الأمة لربها عز وجل أما النصيحة لعلماء الإسلام فهم كراس النبوة علم وعبادة ودعوة وأخلاق والعلماء من أولي الأمر لأنهم يبشرون العامة ويتصلون بعامة الناس في قضاء حوائجهم في الفتية في القضاء في التعليم في الإرشاد في التوجيه في النصح في إصلاح ذات البين فحق للعلماء أن يكونوا من ولاة الأمر إذ هم الذين يبينون دين الله عز وجل والصنف الثاني من ولاة الأمر والنصيحة لله ورسوله وكتابه وأئمة المسلمين وعامتهم الأئمة صنفين أو شقان شق هم العلماء وشق هم الولاة والأمراء القائمون على تنفيذ الشريعة والحراسة على إقامتها بين العباد إذ أن أمر الشرع لا يقام إلا بالحاكم من الذي يقطع رقبة الجاني قصاصاً إذا اعتدى عمداً وعدوانً على من أزهق روحه من الذي يقطع يد السارق حدا من الذي يجلد الزاني بكرا أو يرجمه محصنا أو يجلده على الشرب حدا من الذي يقيم الحدود لا شك أنهم الولاة... من طريف ما أحفظه وحضرته وكنا مع سماحة الإمام العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز في الحج في إحدى السنوات و جاءه جمع من المسلمين الذين أسلموا إبان حرب الخليج الأولى قبل الأخيرة هذه قبل حالي ثلاث عشر سنة تقريبا ً أو اثنا عشر سنة فقالوا يا سماحة الشيخ و المترجم يترجم أسألتهم قالوا إن معنا أناس ممن أسلموا هنا فلما ذهبوا الى الولايات المتحدة ارتدوا فهل نقيم عليهم حد الردة يريدون أن ينفذوا الأحكام على أقوام من إخوانهم ومن جماعتهم ومن(2/254)
زملائهم فقال سماحته وأذني تسمع وعيني ترى لا لا الأحكام لا يقيمها إلا الإمام ناصحوهم علموهم ادعوهم بالرفق باللين قربوهم تألفوهم أم ما يتعلق بالأحكام فلا بد أن يقيمها الإمام إذ الولاة والأئمة هم حراس على تنفيذ أحكام الشريعة لولا الأئمة لم تؤمن لنا سبل وكان أضعفنا نهباً لأقوانا يجلب أن نعلم أن المسؤولية متكاملة والذي يريد صلاح الناس بدون إصلاح ولاتهم كالذي يخط في البحر والذي يريد إصلاح الولاة من دون إصلاح عامتهم كالذي يخط في البحر والرمل أيضا الذي يريد أن يبني بنيانا على أسس متينة فليعتني بالإصلاح بكل جوانبه وفي كل ميادينه وفي كل مجالاته يقول الشيخ ابن عثيمين في النصيحة للعلماء والنصح للعلماء يكون بمحبتهم ومعونتهم و مساعدتهم في بيان الحق والذب عن أعراضهم فلا يقر أحد على غيبتهم أو الطعن فيهم أو الوقوع في أعراضهم وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء شيء يستنكر فالواجب ما يلي
أولاً: التثبت من نسبة ما قيل إلى العالم فكم من أشياء نسبت إلى العلماء وهي كذب افتراء لا حقيقة لها ولا أصل
الثاني: أن تتأمل هل ما قاله الناس عن هذا العالم محل انتقاد أم لا لأنه قد يبدو للإنسان في أول وهلة أن القول منتقد وعند التأمل يرى أنه حق فلا بد أن يتأمل حتى ينظر هل هذا الكلام الذي انتقده من انتقده هل هو منتقد فعلا أم أنه منتقد عند فهم العوام وأم أذا بلغ الأمر استنباط العلماء فأنه وجه من وجوه الشرع وباب من أبواب الخلاف وقول من أقوال في الاجتهاد ولا يثرب على العلماء في مسائل الاجتهاد.(2/255)
المرحلة الثالثة: إذا تبين أن ما قاله العالم ليس بمنتقد فالواجب الذب عن هذا العالم ونشر هذا الذب بين الناس وأن يبين ما قاله العالم حق وصواب ولو خالف ما عليه الناس ليس شأن العالم أن يكون فنان يغني للجماهير حتى يطربها ويعزف لها حتى تتراقص على معزوفته العالم يحمل الناس على الشريعة وعلى الملة سواء رضوا بذلك أم أبو أما الذي يسعى إلى كسب رضا الجماهير فذلك هو الفنان أو الممثل الذي يريد أن يتراقص الناس طرباً لأقواله أو عزفه أو وتره أو غناه أما العالم فليس بالضرورة أن يكون كلامه مرضي للناس وكم من عالم وداعية إلى الله قد قال قولاً نفر منه كثير من الذين لا يعلمون وتكلموا في المجالس وأشاعوا عنه الأقاويل ثم استفاقوا منهم من كبر بعد صغر ومنهم من تعلم بعد جهل ومنهم من أفاق بعد سكرة ومنهم من عاد إلى الورع بعد إسراف في أعراض العلماء و الدعاة فرجع نادم عن ما كان يقوله وينشر أو من كان يفتري وينتقل والحق أن العالم يقول ما يعتقده مؤيد بالدليل من كلام الله ورسوله رضي العامة أم أبو ولله إني لا أنسى مواقف كثيرة قد سؤل فيها الشيخ أبن باز فقال فيها أقولاً قد لا ترضي كثيراً من الناس وشرقا الناس طولاً وعرضًا وشرقاً وغرباً ثم عادوا إلى ما قاله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.(2/256)
المرحلة الرابعة: في ما يقوله الشيخ ابن عثيمين إذا تبين لك أن ما نسب إلى العالم وصحة نسبته أليه تبين لك أن كلامه ليس بصواب فالواجب حين إذاً أن لا يقر العالم على خطئه وإنما يتصل به بأدب ووقار ويقال سمعنا كذا وكذا ونحب أن يبن أو تبين لنا وجه قولك في هذا فإذا بين لك هذا فلك حق الناقشة بأدب واحترام والتعظيم بحسب مكانته و ما يليق به الآن يكفي أن تقول أو أن يقول عن عالم أو داعية إلى الله يكفي أن يقول قولاً ولو كان له وجه يؤيده الدليل والاجتهاد والشرع إذا كان لا يوافق هوى بعض العامة فتراهم يشرقون ويغربون في سبه ونقده وشتبه وكأن رضى الناس هو الحكم الفيصل والقاطع والفرقان على الضلال والحق والصواب والباطل والأخطاء وضده لا ليس الناس في أكثريتهم بجهلهم أو بطيشهم أو بحماسهم عبرة فيما يحكمون به إنما العبرة بالحق ومن أراد أن يرضي الجماهير سيتعب لأن الناس لا سيما في هذه الآونة انقسمت فإن أرضيت هذه الطائفة سخطت الأخرى وأن أرضيت هؤلاء أسخطت هؤلاء وأن أرضيت من كان في هذا الطرف أسخطت من كان في الطرف الأخر لذا فعليك أن تتجرد للدليل ومن لم يرضه الدليل فلا رضي الله عنه ومن لم يرضى بالدليل فلا أرضاه الله ومن لم يكتفي أو يكفيه الدليل فلا كفاه الله وإذا تعلقت بأمر الدليل المعصوم فعلاً وتركاً وإقداما وإحجاما وبذلا ومنعا ما ضرك بأذن الله أحد وإن شانئك كان على حق سيعود راضياً مستغفرً مستبيحاً لك ما شاء إذًا فتتعلق بالله ضرب الله مثلاً رجل فيه شركاء متشاكسون ورجل سلم لرجل هل يستويان مثلا إذا كنت عبداً لله منقاد للدليل هل تستوي مع من كان عبد لفلان وفلان وفلان يتعبدهم في طلب واستجداء رضاهم والحرص على القبول أو أخذ ما يرضيهم عنه والحرص على موافقتهم هذا فيه شركاء متشاكسون سيسخط هذا ويرضي هذا ويقبل هذا ويدبر هذا فإذا أردت السلامة فكن عبداً لله وكن على نهج الدليل رضي من رضي وأبى من أبى يقول الشيخ أبن عثيمين(2/257)
إما ما يفعله بعض الجهلة الذين يأتون إلى العالم الذي رأى خلاف ما رأوه يأتون إليه بعنف وشدة وربما نقضوا أيدهم وربما نقضوا أيديهم في وجه العالم وقالوا له ما هذا القول الذي أحدثته ما هذا القول المنكر وربما رموه بالبدعة ونبذوه بالألقاب الشنيعة وبعد هذا التأمل ترى وتجد أن هذا العالم موافق للحديث والصواب وأن هؤلاء الذين نفضوا أيديهم في وجه وعنفوا عليه هم المخالفون يقول أبن عثيمين رحمه الله وغالب ما يؤتى هؤلاء من إعجابهم بأنفسهم وظنهم أنهم أهل السنة وأنهم على طريقة السلف أنا أذكر أن اجتماعا ضمني قبل أكثر من ثلاثة عسر سنة تقريباً وكان هناك حديث وحماس واجتماعات ولقاءات فاجتمعنا في مقام أو مكان فيه حضور وتكلم رجل كلامًا يأخذ للألباب وأراد أن يستنفذ الناس من حيث لا يشعرون إلى أن يأخذ بقلوبهم ميلا إلى القول بعدم اعتقاد الإمامة للإمام أو الحاكم فاستوقفته مستأذن وقلت أيا أبا فلان كلامك جميل ولكن نريد أن نؤسس الكلام والحوار على مسالة نحن ليس ضد ما تقول في وجوب النصيحة لسنا ضد ما تقول برفع المظالم نحن ليس ضد ما تقول في أهمية المناصحة والإلحاح في النصيحة والحرص على الإصلاح ولكن كلامك هذا ينبعث من اعتقادك أن الإمام مسلم منعقدة له البيعة واجبة له السمع والطاعة قال أرجوك لا تدخلنا في أشياء خارج الموضوع قلت يا حبيبي إن الماء الذي نشربه ونسقي به الزروع والثمار يمكن أن يسقي الغرسة حتى يثمر ويمكن أن نسلطه حتى يقتلع الثمار والأشجار فيجب إذا كنت ناصحاً أن يكون حديثك في النصية لولي الأمر متفرعا عن اعتقاد إسلامه واعتقاد إمامته واعتقاد البيعة والسمع والطاعة له ثم بعد ذلك يكون حديثك في مقامه ولسنا بهذا أبدا ندعو أن يفتن الناس واحداً واحداً أو أن يتهم الناس أو أن يشكك في الناس فيقال تعال يا فلان أنت تعتقد أن الحاكم مسلم أم لا تعتقد أن الإمام له بيعة ولا لا تعتقد واجب السمع والطاعة ولا لا لا هذا من فتنة(2/258)
الناس فلا ينبغي ولا يجوز بل هذا شبيهاً بالفتنة وإن كانت على المقلوب في عهد الإمام أحمد لما فتلة الناس زمن المأمون وفتنهم بن أبي دعاة بقول في خلق القرءان ليس من منهج السلف أن يفتن الناس وأن يسألوا هل ترون السع والطاعة أولا أو اعتقاد البيعة أو لا أو اعتقاد أسلام الحاكم أو لا أبداً لا مزايدة ولا مجال في هذا ولكن الذي يريد أن ينصح لحاكم فيجب أن تكون نصيحته له فرعاً لان النبي عليه الصلاة والسلام قال لكتابه ورسوله وأئمة المسلمين فكيف يكون أمام وكافر لا بد إن يكون مسلماً أذا قلنا بأنه أمام تجب نصيحته وتجب مناصحته روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه و لا تشركوا به شيء وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم وروى الإمام أحمد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثا لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين والنصيحة تكون باعتقاد إمامتهم وإمرتهم النصيحة لولاة الأمر هكذا تكون النظرة المتوازنة في مناصحة المسلمين وعلمائهم وولاة أمرهم.
الشيخ د . صالح بن عبد الله بن حميد
ضيف الحلقة :
مسئولية المستشار
موضوع المحاضرة(2/259)
فحينما نأتي إلى تعريف المسؤولية هي طبعاً مصدر أو كما يقولون مصدر صناعي لأن مأخوذة من الاسم المفعول مسئول فأضيف لها الياء والهاء فاكتسبت المصدرية الاسمية فصارت مسؤولية وهي في الجملة تطلق بإطلاقين لا بد أن نعرف ما هي المسؤولية الإطلاق الأول التزام الإنسان بما يصدر عنه قولاً أو الجانب الأول التزام الإنسان بما يصدر عنه قولاً وعملاً إن كان وعداً إن كان أي أنواع التزام بأي سبب من الأسباب فإن الإتيان بها هو مسؤولية إذا هذه المسؤولية تكون نتيجة صدر عنك قول أو عمل فتلتزم بما صدر أو بآثار ما صدر أيضا النوع الثاني هو قيامه بما أنيط به من تكليف وغالباً هذا هو الذي يريده الإخوان هو الذي غالباً ينصب إليه الحديث فيما عقدت عقد الحديث بمسؤوليتي عنه و هو المسؤولية التي يكلف بها الإنسان ما تناط به فيقوم بها ويتحمل آثارها ونتائجها إذا هذه مسؤولية نتيجة التكليف بالعمل في مسؤولية نتيجة عملك أنت كما لو أخطأت لو أخطأت مثلاً عملت حادث لا سمح الله أو أي صدر منك تصرف يترتب علي عمل يترتب عليه أثر يترتب عليه حق للآخر هذا أيضا نوع من المسؤولية فبمعنى أن تلتزم بتصحيح وإصلاح ما صدر منك من خطئ في حق غيرك طبعاً غالباً الذي يحكم بهذا هو القضاء يحكم أو إصلاح لجنة الإصلاح أو أحد المصلحين أو اصطلاح فيما بينكما تتفقون على شيء فتلتزم بآثار عملك هذا أيضا نوع من المسؤولية الذي يهمنا في هذا الصدد هو قيامك بما كلفت به هذا هو محل الحديث ويبدو لي هو الذي فعلاً عقدت له هذه اللقاءات في هذا المسجد المبارك وهي المسؤولية المعناة نتيجة وقوع الإنسان أو وجود الإنسان التزامه نتيجة تكليفه بأي جهة مكلفة إن كان ولي الأمر إمام المسلمين أو حتى كان مكلفاً بحكم الشرعي كما لو كان مثلاً الراعي مسئول عن رعيته في بيته والمرأة راعية في بيت زوجها إلى أخره فمصدر التكليف قد يكون ولي الأمر وقد يكون عموم الإسلام وقد يكون أي وقد يكون عمل خاص(2/260)
عمل عام فمصدر التكليف يترتب عليه هذه المسؤولية إذا ً المراد من المسؤولية هو قيام الإنسان بما أنيط به من تكليف وتحمل تبعته وآثاره بمعنى إن تأخرت فتتحمل المسؤولية إذا قصرت في مهمة تتحمل المسؤولية إذا قصرت في حق آخر أو غيره نتيجة أنك تحملت المسؤولية على كل حال لا نطيل كثيراً في هذا التعريف إذا هذا هو تعريف المسؤولية المسؤولية طبعاً لها كلمات أخرى تبين أو تزيد في تعريفها مثلاً الأمانة الكفاءة الأهلية التكليف كل هذه العبارات يقوم بعضها مقام بعض فالأمانة في قوله عز وجل (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) هذا نوع من المراد به المسؤولية عموم المسؤولية كذلك أيضاً في قول الله عز وجل (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) أيضاً هذا نوع من المسؤوليات وقد تكون مسؤوليات خاصة كذلك في قول الله عز وجل (يا أيها آمنوا أوفوا بالعقود وأوفوا بعهد الله) هذه كلها عموم المسؤوليات الكفاءة أيضاً تطلق وتفيد معنى المسؤولية وهي أن يكون المكلف كفئاً وأهل لتحمل ما كلف به وألط به كذلك الأهلية أيضاًً تفيد المسؤولية وهو أن يكون الإنسان مستجمع لشروط التحمل من العقل والبلوغ وقد تختلف أيضاًُ مجموع الشروط كما سنشير بعض الشروط مطلوبة في بعض المسؤوليات دون بعض إن كان مؤهلات علمية إن كان مؤهلات عملية إن كان خبرات إلى آخره على كل حال استجماع شروط الأهلية قد تختلف من عمل إلى عمل لكن أحياناً يطلق الأهلية ويراد بها أهلية تحمل المسؤولية كذلك كان التكليف أيضاً عبارة مكلف ومكلفين وكلف ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها لا تكلف نفس إلا وسعها لا يكلف الله إلا ما في التكليف بمعنى تحميل المسؤولية(2/261)
كذلك أيضاً جميع الوظائف مسؤوليات كل الوظائف كل الولايات كل أنواع الوظائف سواء في الوظائف العامة الوظائف الخاصة جميع الوظائف كلها مسؤوليات بدأ من الإمامة العظمة وهو ولي أمر المسلمين هو مسئول بل هو المسئول الأعظم هو الإمام الأعظم وهو راعي الرعية أو ما يسمى الإمارة الكبرى أو الإمامة العظمة وهي أعلى الوظائف أوأعلى وظائف الدولة ثم تأخذ المسؤوليات في التدرج في حسب الكبر والحجم بل يعني قد تكون الإنسان نفسه في هذه الحياة هو مسئول الإنسان أي إنسان الله عز وجل خلقنا في هذه الدنيا واستعمرنا فيها قال هذا منا عمرة فإذاً كل إنسان مسئول فيتدرج فيتدرج من الإمامة العظمة حتى يصبح كل إنسان مسئول وحتى إن لم يكن على وظيفة رسمية أو وظيفة خاصة فهو مسئول أمام الله عز وجل بما كلفه وبما أعطاه من أهلية التكليف من العقل والبلوغ وما جاءت له به الرسل وتنزلت به الكتب من مطلوبات شرعية تتنوع المسؤوليات لا نطيل في هذا كثيراً بكل ما تحمله معنى الأمانة والأمانات ومجموع الأمانات صغيرة كانت أم كبيرة ولا شك التفريط فيها يسمى خيانة ولهذا الإمام القرطبي رحمه الله يقول الأمانة تعم جميع وظائف الدين وفي الحديث لا إيمان لمن لا أمانة له يعني من يتحمل الأمانة أو عموم المسؤولية ففرج أمانة والأذن أمانة كما يقول القرطبي والعين أمانة واللسان أمانة والبطن أمانة واليد أمانة والرجل أمانة ثم في هناك نوع أخر نشير إليه في الأمانة أو في المسؤولية هو أنه أيضاً في نوع وهو الأمانة التي بمعنى الصدق وهي أيضاً نوع من الأمانة المسؤولية لكنه كما يعرفها العلماء خلق في النفس ثابت يعف به الإنسان عما ليس به حق ويدفعه إلى المبادرة أن عليه حق فإذا هو أمين ليست فقد الأمانة أن لا يكذب هي إنما بحيث يشعر يشعر في داخله أنه مسئول فما كان له أو ما كان مسئول عنه فإنه يؤديه وما كان ليس له فإنه يعف عنه فإذا بهذا المنظار تكون الأمانة خلق نفسي كما قال(2/262)
كايف دقيق الجميل يعف خلق في النفس ثابت يعف به الإنسان عما ليس به حق ويدفعه إلى المبادرة مما عليه به حق ولهذا كل نبي يقول لقومه إني لكم رسول أمين لعلنا لا نطيل في هذا الموضوع قد يكون لا على كل حال لا مانع أن ننتقل مباشرة إلى شروط تحمل المسؤولية أو تحمل الأمانة وأيضا سوف لا نطيل وإنما هذا ما قلت كلام تمهيدي منها تحقق الأهلية بمعنى أن يكون الإنسان أن يتحمل المسؤولية لا بد أن يكون أهلا من حيث العقل ومن حيث الخلوق ومن حيث مستجمع التكليف وأيضا أهلية خاصة للوظيفة أو للمسؤولية التي يقوم بها إن كانت تجارة إن كانت تعليم إن كانت أي موقع من المواقع لا بد أن يكون أيضاً عنده من الأهلية الخاصة التي تجعله يحسن هذا المكان أو هذا الموضوع الذي كلف به أو هذه الوظيفة حينما نقول وظيفة يا إخوان لا تظنوا أنو فقط وظيفة رسمية نقول وظيفة بمعنى العمل أي نوع من العمل يسمى وظيفة بمعنى الوظيفة سوى كانت خاصة أو عامة سواء كانت في دكان سواء كانت في مدرسة سواء كانت في مرفق حكومي سواء كانت في شركة في أي قطاع فهي تسمى وظائف بالمعنى العام بمعنى الشرط الأول أن يكون الإنسان أهلا يعني مستجمع للأهلية بحيث يكون قادر على أن يقوم بهذه المهمة هناك أيضا أشياء يعني ذكرها العلماء لكننا لا نقف عندها طويلاً وهي مثلاً الاختيار بما أن يكون غير مكره هذا غير مكره بمعنى حتى يترتب عليه أثر عمله حينما نقول مثلاً مسئول وقلنا في التعريف قبل قليل بحين يتحمل آثار نتيجة عمله فإذا كان مكره فمن المعلوم أن المكره مرفوع عنه ترفع عنه المسؤولية هذا تفسير طبعاً لم نتكلم عنه ذكره العلماء في الفقه وذكره في الأصول لن نتكلم لكن المقصود أنه لا بد حتى يتحمل الإنسان المسؤولية بكمالها وحتى لا تترتب عليه الآثار لا بد أن يكون مختارا وكذلك نوع آخر وهو القصد والنية وأيضا هذا كلام طويل لن نقف عنده طويلاً وهو أن يكون عمل الشيء بقصد أو بعمد وأن لا يكون عن(2/263)
خط الخطأ والسهو وان كان الخطأ والسهو له أيضا أثار بما يتعلق بحقوق الناس وحقوق الآدميين لكن على كل حال عموما القصد والخطأ أيضا هذه تؤثر في مدى تحمل المسؤولية كذلك أيضا نتحمل مسؤولية الاستطاعة وهي القدرة وهنا نختصرها في عنصرين وهي القوة و الأمانة وهذا عموم الوظائف وهو المدلول عليه بقول الله عز وجل في حكاية عن موسى عليه السلام مع الرجل الصالح وحين ما قالت ابنة الرجل الصالح لأبيها (إن خير من استأجرت القوي الأمين) فالقوة تعني الأهلية التأهيلية والأمين تعني الأمانة الخلقي النفسي الداخلي أحيانا قد يكون كفء وعنده خبرات وعنده شهادات لكنه ليس أميناً في داخله وأحيانا قد يكون أمين وجيد وصالح ومن الصالحين ومن الزهاد ولكنه ليس قوياً لا يقوم بالمسؤولية على أكمل وجه إذاً هذان العنصران من أهم مقومات المسؤولية ذكر الكاتبون والذين في هذه الأمور أن هناك مظهرين يدلان على فعلاً مدى جدارة الإنسان بتحمل المسؤولية الخاصة الأولى علو الهمة بمعنى إذا كان الإنسان عالي الهمة فغالب أن يتحمل المسؤولية طبعاً الكلام عن علو الهمة كلام جميل ويحتاج إلى لقاءات طويلة لكن من أجل أقرب لكم الموضوع أربطوا بين علو الهمة والطموح فالإنسان إذا كان له طموح طبعاً في حدود المشروع و حدود طلب الشرع فعلو الهمة يعني مأمور به شرعاً لا تظنوا علو الهمة يتعلق بماديات ولي يريد يكثر الأموال أو تظن هذا لا علو الهمة يعني ما في أعلى همة المسلم حينما يطلب الفردوس الأعلى وحينما يقول أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى علو الهمة فحينما نقول علينا بالهمة لا تظن أننا ماديون أو أننا لا نتكلم إلا عن جمع المال ولا نتلكم عن الواجهات و إلا المراكز الوظيفية لا وعلو الهمة لا عن كبر وما في يجتمع اجتماع كلياً علو الهمم عن التواضع إنما علو الهمة بمعنى أنك لا تقف عن حد يعني إذا كنت مثلاً تخطط تأخذ ثمانين في المائة(2/264)
ترتفع إلى ثلاث وثمانين وخمسة وثمانين تسعون تصل مئة في المائة هذا هو علو الهمة فغالباً إذا كان الإنسان عنده علو همة غالباً يقوم بالمسؤولية على وجه أكبر وينبغي ويجب فعلا أن نزرع في أبنائنا وفي شباب الإسلام أن يكونوا عالين الهمة ما في على الهمة الذي يبذل نفسه في سبيل الله عز وجل ويبلغ ومهجته هذه أعلى همة فحينما نقول علو الهمة بمعنى أننا لا تظن أن نتكلم عن ماديات وأن نتكلم كما قلت عن مناصب دنيوية وإن كان لا شك أهل الدنيا لهم هممهم وعلوها وقد أيضاً يصلون إلى ما يصلون ليه لكن نتكلم عن كل ذلك تكلم أن من كان عالي الهمة غالباً يؤدي مسؤوليته بنجاح المظهر الثاني من مظاهر المسؤولية قوة الإرادة قوة الإرادة وأيضا ً قوة الإرادة تحتاج إلى أن تعقد لها يا أخواني كما عقدوا المسؤولية أن يعقد لعلو الهمة فيقول علو الهمة مثلاً في الوظائف علو الهمة في مثلاً العبادة علو الهمة في طلب العلم وعلو الهمة أيضاً ترى هذا كبير كبير جداً يا أخواني وجميل كذلك قوة الإرادة يعني لا يحقق الإنسان المسؤولية إلا إذا كان قوي الإرادة ما معنى قوي الإرادة بمعنى أن يتحكم في نفسه يضبط نفسه لاحظوا الشباب خاصة في سن المراهقة وسن الخامسة عشر و السادس عشر أو العشرين ما يقارب ذلك غالب أمور كثيرة الطالب مثلاُ حينما مثلاُ الذي متفوق في دراسته غالباً قوي إرادة بحيث لا يستسلم للشلة ولا يستسلم للمغريات الجميلة مثل أن يلعب كرة وأن يسمع مع الرفاق أو يجلس الأصحاب يقطع كل هذه اللذائذ ويذهب ليصل إلى شيء هو خطط له هذه قوة الإرادة قوة الإرادة بمعنى أن لا تستسلم لرغباتك الشخصية والحقيقة الكلام عن قوة الإرادة يعني أيضاً يجذني إلى أن أتحدث لأن أحب الحديث فيه كثيراً لأني مع الأسف خاصة شبابنا أيضاً في السعودية عندهم ضعف همة كبير ضعف همة هممهم تتعلق بأشياء صغيرة صغيرة جداً ما عندهم علو همة كبير لكن على كل حال لعل هذا أيضاً الأخوان يعقدون له(2/265)
جلسات لأنه فعلاً إذا أحسنه شبابنا حسنت تربيتهم كثيراً وحسنت وتغيرت طموحاتهم بدل ما تكون سيارات ومسابقات وتشفيط إلى أخره سينتقلون شيء أكبر أكبر أعلى وأعلى بشيء كبير فقوة الإرادة إذا وفق العبد لها أيضاً يكون من خلالها يقوم بالمسؤولية على وجهها نرجع إلى الشورى في تعريفها وعناصر الحديث عنها لا ندخل في التعريف اللغوي للشورى على كل حال الأصل في الشورى من شرت الدابة إذا امتحنتها فعرفت هيئتها في سيرها ولهذا قال مشوار مشوار بمعنى تقتغض ومنه المشوار وشرت العسل إذا أخذته من مواضع النحل وعسل مشار على كل حال هذا أصلها اللغوي أما في الاصطلاح فلدينا نظرتان في تعريف الشورى الأولى شورى بمعنى استشارة والثانية الشورى بمعنى أهل الشورى الذي هو نظام الحكم كصورة أو كأداة من أداة الحكم إذا الشورى والاستشارة عندنا تعريفان للشورى تعريف الأول هو أن فضل فيه الشورى على أنه استشارة مطلق استشارة ولهذا نسميها نقول استطلاع الرأي من ذوي الخبرة لتوصل إلى أقرب الأمور للحق هذه الشورى بمعنى أنك تذهب إلى إنسان مختص وتذهب إلى خبير تذهب إلى عاقل تذهب إلى متخصص في المال ومتخصص في العلم ومتخصص بشيء أي شيء تسأله عنه أو متخصص في هذا الفن الفلاني وفي التجارة الفلانية وفي هذا النوع من التجارة في هذا النوع فتسأله إذاً هي استطلاع الرأي من ذي الخبرة للتوصل إلى أقرب الأمور المفيدة أو الحق النافع أو الخير إذا هذا مجرد الاستشارة شورى بمعنى استشارة وهذا معناها أن تذهب لمختص وتسأله أو لذي رأي فتسأله أو عاقل عالم ذي خبرة فتسأله أو تستشيره وتستطلع رأيه وتتشاور معه أو تتبادل معه الرأي بحيث تتوصلون إلى شيء نفيد فيما تبحثون فيه إذا هذه الشورى بمعناها كما قلنا الاستشارة أو معناها العلمي والفني أما النوع الثاني للشورى التي هي منهج خاص في الحكم أو سياسة الأمة هذا أيضاً استطلاع آخر للشورى فإذا نستطيع أن نقول استقلاع رأي الأمة أو من(2/266)
ينوب عنها في الأمور العامة المتعلقة بمصالح الأمة إذا ً هذا نوع آخر أو اسم آخر للشورى وكلها طبعاً كلها دل على الإشارة دل على الأمرين على الشورى بمعنى مطلق الاستشارة وهذه أمرنا بها ديننا وأمرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقال بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ما سوف نراه في أيش في أهل الشورى سوف نتكلم عن أهل الشورى وأنهم أصناف فإذا الشورى بمعنى الاستشارة هذه أمرنا بها ديننا فإن عموم قوله عز وجل في المؤمنين / وأمرهم شورى بينهم / أمرهم بمعنى شأنهم وليس خاص بالحكم وإنما في كل الأمور كل الأمور تحتاج إلى أخذ الرأي وليست من إنفراد الإنسان بنفسه فهي ينبغي للإنسان أن يسلك فيها مسلك الإسلام وهو الشورى ولهذا قال وأمرهم في صفات المؤمنين (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) وأيضاً هذه الآية مكية جاءت في صورة الشورى مكية بمعنى قبل أن تقوم الدولة الإسلامية وقبل أن يهاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ويقيم دولة الإسلام مما يدل على أن الشورى في أصل بناء الدين وفي أصل بناء الأمة بقطع قامت الدولة أم ما قامت فأصل كيان المسلم وتربيته وعقيدته ودينه وكما يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة أيضاً يأخذ بالشورى (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) يعني لا مانع نقف قليل لنرى أين وضعت الشورى طبعاً الآية وما أتيتم من شيء فمن متاع الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) فالأولى الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون توايا عقدية والذين استجابوا لربهم يعني الاستجابة يعني تمام الطاعة وتمام الاستسلام وتمام الانقياد وتمام الخضوع وكل ما جاء به الشرع وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء بالقرآن المسلم مستجيب إذا هي كل الدين(2/267)
استجابوا فقضية كبرى والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة لا شك أن إقامة الصلاة من الاستجابة إقامة الصلاة من الاستجابة وإيتاء الزكاة استجابة لكن بدء بالخاص بعد العام والصلاة لها شأن منزلة كبرى في الدين يعني دائماً تذكر مع مجمل الطاعات كثيراً ما تذكر أنها خصوصية الصلاة لها منزلة خاصة وكذلك الزكاة والصلاة والزكاة عماد أركان من أركان الدين يعني الاهتمام الإسلام بها عجيب وحتى الآيات المكية جاءت الصلاة وجاءت الزكاة مع أن قبل أن تشرع ولهذا لاحظوا في القرآن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع كل القضايا لأنها لها خصوصية فلاحظ استجابوا أقاموا الصلاة وقبل ومما رزقناهم ينفقون جاء وأمرهم شورى إذا هذا هو بناء المسلم وبناء الأمة طاعة وصلاة وشورى وإنفاق مما رزقناهم ينفقون طبعاً أوصلوا الزكاة إذا بناء الأمة مال وعبادة وعقيدة وإدارة وهي الشورى استجابوا أقاموا الصلاة شورى المال وعبادة وعقيدة وإدارة وإذا قال أمرهم شورى ما قال فقط حكمهم شورى ولا قال أما الأمر هو الشأن ولهذا قال عز وجل في غزوة أحد وشاورهم في الأمر بل ألف وألام لبس لها سابق إليه للجنس فكلما يسعي شورى فإنها وإن كان الساق في غزوة أحد الواقع أن الشورى مطلوبة في كثير من الأحوال حتى وهذه قضية يعني فعلاً بودي ونحن الآن في مراجعة الحقيقة يعني رب ضارة نافعة الآن سواء مع القناة الفضائية أو مع شبكات المعلومات أو مع المتغيرات والأحداث كما يقال يعني في مراجعة الخطاب الديني وفي مراجعة الأوضاع ومراجعة و و وهذا حق لا مانع أن نستفيد من أعداءنا ولا مانع أيضاً يعني أن نراجع أنفسنا الشورى حتى في الأمور البيتية يعني بين الزوج وزوجته لا بد من المشاورة وهذا لا يكاد المسلمون يعرفونه لا يكاد للأسف مع بعضهم يعني للأسف في بناء المسلمين في بيوتهم وأسرهم في فساد في خطأ في إدارة البيوت خطأ كبير كأن يجب أن تدار البيوت الإسلامية بطريقة صحيحة وهذا خطأ كبير من عشرات(2/268)
السنين ليس جديدا يعني من مئات السنين في خطأ في انحراف كبير في طريقة يعني لا يكاد يعني طبق الإسلام وإن كان الإسلام على خير والمسلمين الحمد لله ما شطوا بعيدا لكن أيضا عليهم أن يراجعوا أنفسهم الله عز وجل يقول في آية الزوجية (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاع وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوالد مثل ذلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما فإن أرادا فصالا) أن يفطموا الولد الفصال والفطام فإن أرادا فصالا يفطم الولد يتشاوروا هي قضية صغيرة فما هي هذه القضية الكبرى الشورى في حياة الفرد وشؤون الأمة والجماعة ذات أهمية كبيرة فأهميتها للفرد أنها تتيح الجو الملائم لتكوين شخصيته وتنمية قدراته ومواهبه عن طريق إيجاد المناخ الذي يسهم في دفع الفرد إلى إخراج طاقاته المبدعة يعني حقيقة إذا أردت أن تكون واسع المعارف واسع المدارك بل حتى يمكن تمرن نفسك أنت طريقك هي الشورى بمعنى المشاورة يعني أي شيء تريده أي شيء تريد أن تستطلع فيه أن تذهب إلى أبعاده العميقة استشهد كل واحد له رأي وهنا تتوسع مداركك وأنت أيضا عقلك إن صح التعبير تفعل عقلك تفعل عقلك بحيث تقلب الآراء وتسمع وجهة النظر وسوف تجد فعلا أناس غريب هذا يقول لك أي وهذا يقول نعم وهذا جيد وهذا يكون فعلا يعطيك إلى أبعد مدى يقول لا لا فتستغرب كيف عقول الناس بهذا أنت تفعل عقلك وتفعل رأيك ويعني كما يعني تنمي قدراتك ومواهبك وأيضا تفجر إن صح التعبير طاقاتك المبدعة كما أنه ييسر لك أن تستفيد من تجارب الآخرين بل توفر الكثير من الجهود فيوفر لك أو ييسر لك أن تستفيد من تجارب الآخرين وثمرات جهودهم وعملهم في مجالات المختلفة هذا على مستوى الأفراد أما على مستوى الجماعة طبعا حينما يحسن الناس وهذه سأقف عندها قليل وإن ستأخذ وقت ولكن ما في مانع على(2/269)
مستوى الجماعة يا إخواني حينما تسود الشورى وتبادل الآراء تأتلف القلوب وتطيب النفوس وتقدير للقبول واحترام الآراء سأقف قليل عند هذا الموضوع ولا سيما الآن منفتحين على الحوار والآن القنوات الفضائية لها ندواتها ونحن نرى منها مع الأسف أحيانا ما يضحك ومع الأسف أيضا كذلك في الشبكات المعلومات في أشياء فيها سفه وفي أمور ونحن مقبلون فعلا على سماع آراء الآخرين شئنا أم أبينا الآن فتحت النوافذ ودخلت الأهوية الفاسدة والصالحة وخرجت الذي عنده أهوية الفاسدة والطيبة لكن حقيقة يا إخواني حينما نعمل الشورى على وجهها ونحسن الحوار ونتبادل الآراء لأن الحوار وتبادل الآراء يعني شورى يعني من مفاهيم الشورى الحوار فتتآلف القلوب كيف أريد أن أقول إذا تعودنا على الحوار سوف يقودنا إلى أن تأتلف القلوب هذا قصدي تتآلف القلوب وتطيب النفوس وتقدير العقول واحترام الآراء فأهمية الشورى على مستوى الجماعة لأنها تقود إلى ائتلاف القلوب كيف كما قلت بمعنى أن أعطي الفرصة لأخي أن يتحدث حتى ولو قال كلام لا يعجبني ولو قال كلام يستفزني وهذا وارد أنت في بيتك مع زوجتك حد يقول كلام لا يعجبك ويستفزك أيضا أحيانا ولدك كلامه يستفزك فكله يستفز هذا دعه يتحدث أعطه فرصة إذا انتهى رد عليه فيجب أن نتعود يجب أن نتعود لأن لا شك أنك ترى نفسك على حق وهذا حق لك وأيضا عندك أجوبة رد أما عندما يقول هو ما تقدر ترد وما تستعجل في الرد هذا شيء آخر يعني عود نفسك يعني إنسان أحيانا يقول أنا أقوى منك إما أن تقول أمهلني وهذا حق لك وتراجع أو أنه تستسلم يا أخي إذا كان قوله حقا مو لازم أنت تنتصر إنما أنت طالب حق فأنت لا تنظر على الشخص على أنه فلان من الناس أنظر ما يقول هل هو يقول الحق وإما لا بس أما فلان من الناس لأنه له في ذهنك صورة معينة له هذا غلط ومع الأسف هذا هو الذي يحصل لأنه ما تعودنا إلى الآن النوافذ لها فتحة قريبة فنحتاج إلى أن نوطن أنفسنا أن نجادل(2/270)
بالتي هي أحسن ونحاور بالتي هي أحسن ونعطي فرصة إلى أن فعلا وسوف نصل بإذن الله سوف نصل إلى الطريق الوسط فالمقصود هنا أهمية الشورى على مستوى الجماعة أنها بها تأتلف القلوب حينما تكون الحوارات صحيحة وحينما تكون فعلاً القواعد والمبادئ صحيحة وحينما نكون أيضا نحسن أدب الحوار تأتلف القلوب وتطيب النفوس وتقدير للعقول واحترام للآراء و المشاورة الجماعية المنظمة بل المقننة إن صح التعبير تقود إلى وحدة الأمة ومن خلال عرض القضايا وتبادل الرأي مما يقود إلى تقارب المشاعر وتوحدها على كل حال نأتي إلى صفات المستشار من تشاور إذا أردت أن تشاور من تشاور ومن أين يأتي المستشير كذلك المستشار يقول عمر رضي الله عنه شاور في أمرك من يخاف الله عز وجل ويقول الأحنف بن القيس كانوا لا يشاورون الجائع حتى يشبع والعطشان حتى ينق يعني يرتوي والأسير حتى يطلق والمقل حتى يجد والمضل الذي ضيع شيئاً والمضل حتى يجد والراغب حتى يمنح فالإنسان إذا المتعلق بأشياء لا تسأله كالقاضي لا يقضي وهو غضبان ولا هو جوعان فأنت حاول الاستلزام وهو هادئ وهو رائق كما يقال في العامية فلا تسأل واحد جوعان وواحد عطشان ولا واحد فعلاً مقيد ولا تأخذ رأيه لا المشغول يدور على شيء مضل ولا إنسان يتطلع ليحصل على شيء حتى يكون على مستوى الهدوء وأيضا من اللطائف يقول استشر عدوك العاقل ولا تستشر صديقك الأحمق أين شوف الناس العقلاء لماذا فإن العاقل وإن كان عدوا يتقي على رأيه الزلل كما يتقي الورع على دينه الحرج العاقل عاقل ليه لأنه يخشى فعلا وهذا جميل جدا يا إخوان وكان يقال أشياء لطيفة جدا لا تدخل في رأيك بخيلا فيقصر فيقصر فعلك ولا جبانا فيخوفك ما لا يخاف ولا حريصا فيبعدك عن ما لا يخجل خلي الإنسان فعلا له بخيل وأيضا لا يكون مسرفا طبعا الكريم غير مسرف والبخيل يقابله المسرف وليس الكريم وكذلك أيضا الجبان وأيضا لا تنسى المتهور كذلك إنما تشوف إنسان يكون يعني أو(2/271)
تستشير هذا وهذا أنت تأخذ الرأي الوسط وعمرو بن العاص رضي الله عنه يقول ما نزلت بي قط عظيمة فأبرمتها يعني ما أبت فيها حتى أشاور عشرة من قريش فإن أصبت كان الحظ لي دونهم يعني كانت النتيجة لي وإن أخطات لم أرجع على نفسي لأني ما انفردت ولم أكن منفردا إنما أخذت عشرة كذلك أيضاً مما قيل في المستشار لا تشاور مسئولا وإن كان حازما ولا جائعا وإن كان فهيما ولا مذعورا وإن كان ناصحا ولا مهموما وإن كان فطنا فالهم يعقل العقل ولا تتولى منه رأي ولا تصدق منه رؤية وأيضا قيل لا تدخل في مشورتك بخيل فيقصر فعلك إلى أخره لا يزال الرجل يزداد في صحة رأيه ما نصح مستشيره لا هذه تتعلق بالمستشار برضوا لا يزال الرجل يزداد في صحة رأيه ما نصح مستشيره فإذا غش مستشيره سلبه الله صحة رأيه فهذا يتطلب من المستشار هي أن يكون أمينا وأيضا وأن يكون صادقا وناصحا وكذلك أيضا وهي قضية جميلة أيضاًًًً في المستشار يقال له خاف الله في موافقة المستشير فالتماس موافقته لؤم يعني بعض المستشارين يكون في عنده نوع من نفاق أو نوع من مجاملة فيقول له الحكماء خاف الله في أن توافق المستشيرين لا أعطيه النصيحة حتى وإن كان لا يعجبه خاف الله في موافقة المستشير فالتماس موافقته لؤم وفي عبارة أخرى لا تشيرن على معجب ولا متلون وخاف الله موافقة هوى المستشير يعني أيضا المستشار المستشير إذا كان معجب برأيه وإذا كان متلون أيضا حاول أن تنصحه بنصيحة صادقة لا تسير معه في تلونه وفي إعجابه وفي كبره والى أخره وخاف الله في الموافقة والمستشير وأيضا قبل لا تشيرن على عدوك أو صديقك إلا بالنصيحة فالصديق يقضي بذلك حقه والعدو يهابك إذا رأى صواب رأيك يكون صادق حتى مع العدو لأن العدو أيضا إذا عرف أنك صادق أيضا يهابك ويحترمك وأنت أيضا كما قلنا قبل قليل هذا حقك كما أن المتقي الورع التقي الحرج في الدين كذلك العدو العاقل يتقي الحرج أو الوقوع في العقل ذكرنا بعض أشياء قيلت(2/272)
في المستشار هذه أشياء في المستشير باعتبار إذا أردت أن تستشير قالوا الرجال ثلاثة رجل رجل ورجل نصف رجل ورجل لا رجل فالرجل الرجل ذو الرأي والمشروعات معنى الرجل الذي هو عنده رأي و يستشير الرجل الرجل هو الذي عاقل وصاحب رأي ومع هذا يستشير بمعنى أنه ضم إلى عقله عقول الرجال وأما الرجل الذي هو نصف رجل فالذي له رأي ولا يشير هذا نصف رجل أما الرجل الذي ليس برجل الذي ليس له رأي ولا يشير فلا شك أن ينبغي للإنسان أن يشير ينبغي الإنسان مهما كان ومهما صور الأمر ومهما أعجب برأيه ومهما أعجب بدراساته وبعلمه وبخبرته الاستشارة أبدا ً مفيدة مفيدة جدا وهناك عبارة أخرى للرجال ثلاثة قالوا رجل ذو عقل ورأي فهو يعمل عليه بمعنى أنه على العقل والرأي ورجل إذا أحزنه بمعنى اشتد عليه أو حزبه إذا أحزنه أمر أتى ذا رأي فاستشاره ورجل حائر بائر لا يأتي رشدا ولا يطيع مرشدا فإنسان له عقل ورأي يعني قد اكتفى ورجل إذا حذبه أمر أتى ذا رأي وعقل واستشاره هذا أيضا ً لا شك أنه مستفيد وناجح في حياته ورجل حائر بائر بائر يعني ذي الخسران وحائر يعني ليس له رأي الأمر عنده غير واضح وغير ظاهر حائر بائر لا يأتي رشدا يني لا يسلك مسلك رشد ولا يطيع مرشداً لاشك أن هذا فاشل لاحظوا العبارة القادمة الآن جميلة جميلة جدا ً الحقيقة يعني يقول:(2/273)
من طلب الرخصة من الإخوان عند المشاورة ومن الأطباء عند المرض ومن الفقهة عند الشبه فقد خدع نفسه كلمة جميلة جدا ً يا إخواني من طلب الرخص سواءً عند المستشارين أو عند الأطباء أو عند الفقهة عليك أن تطلب الرأي حتى ولو كان سهلا ً بعني بمعنى لا تحاصر وأنت لك مخارج عندك مستشارين لا تحاول أنه فعلا ً يشوفوك بالشبهة يعطوك عزائم الأمور من طلب الرخص عند الإخوان الذين يستشيرهم عند المشاورة ومن الأطباء عند المرض يعني الطبيب يقول لا تأكل لا أكل قله عنده سكر خذ ستة قال مو مشكلة أخذ عشرة لا تطلب الرخص عند الأطباء طبيبك لم يقصد بعزائم الأمور فلا تطلب رخص عند المستشار ولا عند الطبيب ولا عند الفقيه الفقه يقولون أحيانا والله من تتبع رخص زندق فإنما خذ بعزائم الأمور ولا شك أيضا ً هذا يا إخواني من علو الهمة أيضا ً من علو الهمة أنك فعلا ً لا تطلب رخص في كلمات معاصرة جيدة تتعلق بالمستشارين الموظفين يعني عندك موظف مستشار سواء ً كنت في شركة ولا في أس حكومية ولا في إدارة أو كذا عندك مستشارين فكان ينبغي إذا رحت مستشار أن يشعر أنه مهم لأن أحيانا ً مع الأسف إذا أردت أن تجنب واحد خلي المستشار هذا موجود يعني أحيانا ً يشيلهم من موقعه يخلي مستشار من باب التجنيب هذا طبعا ً ما يصير مستشار هذا يكون كما يقولون وظيفة تهميشية فلأجل فعلا ً أن تستفيد من المستشار لآبد أن تكون الثقة متبادلة بين المستشير والمستشار ويظهر هذا من جانبين تظهر الايجابية والعلاقة الطيبة والايجابية بين المستشار والمستشير أولا ً أن يقتنع المستشير بكفاءة المستشير وخبرته ما تجيب أي إنسان جيب إنسان أنت فعلا مقتنع فيه بعلمه وفضله وفهمه لهذه المهمة التي تطلب منه الرأي فيها كذلك أن يكون المستشير أيضا عنده صلاحياته بحيث أنه فعلا ً يستطيع أن ينفذ هذه الآراء وهذه الأشياء حين إذ تكون الثقة موجودة بين المستشير والمستشار .
…(2/274)
موضوع المحاضرة وصايا في تربية الأطفال
د.عبد الله بن صالح القبلان
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
أما بعد فإن من نعمة الله عز وجل على الإنسان أن رزقه بالولد الذي يأنس به إذا دخل المنزل وسمع صياح الأبناء وصراخهم ثم بعد ذلك إذا كبر هذا الولد واصطحبه أبوه إلى مجامع الكبار وأنس به ورآه قرة عين له يذهب ويأتي ويمشي إلى آخر ذلك من الأمور ثم هو بعد ذلك عدة لأبيه في الضراء وذخرا له وعونا له في السراء ثم إذا مات الإنسان وانقطع عمله من هذه الحياة أصبح الابن ولدا صالحا يدعو له كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن الإنسان إذا مات انقطع عمله من هذه الحياة إلا من ثلاث وذكر منها النبي صلى الله عليه وسلم ( ولد صالح يدعو له) ولو رأى الإنسان إلى من حرم هذه النعمة بأن لا يولد له أو أنه يكون عقيما فإذا دخل البيت لا يسمع صياح الأطفال ولا أصواتهم ولا غير ذلك ولا يأنس بهم في كبرهم لا شك أنه فقد لنعمة عظيمة ولذلك امتن الله عز وجل على عباده بقوله ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزوجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات ) فهي نعمة عظيمة ينبغي للإنسان أن يشكر الله عز وجل عليها ولذلك صور بعضهم هذا الأمر بقوله:
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض(2/275)
ونجد أن الشرع المطهر قد اعتنى عناية فائقة بهذا الأمر وهو موضوع تربية الأطفال والاهتمام بهم وأتى في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله ما يشهد بذلك وهو كثير ثم أن علماء المسلمين قد كتبوا في هذا الأمر كتابات كثيرة وكان من ألمع وأميز من كتب الإمام شمس الدين ابن القيم رحمه الله حيث صنف في أحكام المولود وكتب ما يجب تجاهه قبل ولادته ثم إذا أتى إلى هذه الدنيا وما يجب في حقه من تسمية وعقيقة والعدل في الأولاد بالهبات والعطايا إلى غير ذلك من الأمور وأصبح هذا المؤلف معينا يستقي منه العارفون مما يدل على صفاء النفس وعظيم الفقه وبركة اليراع فرحمه الله من إمام ولا يزال هذا الباب مفتوحا إلى كثير من الذين يهتمون بشؤون الأسرة والتربية إلى إلقاء الضوء على هذا الأمر المهم والاستفادة من خصائص مدرسة النبوة في الأشياء التربوية الصرفة وهي كثيرة وإن العقوق الذي نشاهده كثيرا هذه الأيام لو تتبع الإنسان أسبابه لوجد أن عامته أتى من قبل الآباء كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى وقد عاتب بعضهم ولدا له في العقوق قال يا أبت إنك قد أضعت فأجاب الولد يا أبت إنك قد أضعتني صغيرا فأضعتك شيخا كبيرا وعققتني صغيرا فععقتك كبيرا فيجب الاهتمام بهذه الشريحة حيث أنه إذا صلحت لا شك أن هذا سيؤثر في المستقبل عندما يكونوا بالغين وأعضاء صالحين في المجتمع وإليك أخي المشاهد جملة من الوصايا التي أسأل الله عز وجل أن ينفعك بها.(2/276)
أول هذه الوصايا هو حسن اختيار الزوجة فإن الإنسان ربما بحث عن جمال المرأة وحسن خلقتها وصفاتها وما إلى ذلك بل ربما سأل عن وظيفتها ومالها وما تدره من أرباح وما تأتي به من مال وما تحمل به من شؤون الأسرة وأهمل موضوع الدين وهو الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم قطب رحى الموضوع فقال في الحديث (تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) فإن الدين هو الصفة التي تجمع شتات الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة وقد أحسن بعضهم إلى أولاده بذلك وقال في ذلك:
وأول إحساني إليكم تخيري لماجدة الأعراق بادن عفافها
فإنه قد أحسن إلى أولاده باختيار الأم الصالحة لهم التي يتربون في حجرها وفي أحضانها ويسمعون منها الكلام الطيب والتربية الحسنة.
الصفة أو الوصية الثانية حسن التسمية فإنه يجب على الأب والأم أن يختارا للولد اسما حسنا يكون فخرا له في هذه الدنيا وبعد وفاته لا يلجأ إلى أسماء أعجمية مولدة قد كثرت في هذا الزمان وتفشت وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة عندما رأى أن لها معان منكرة مشينة حيث أن الاسم يؤثر في المسمى
وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
الوصية الثالثة القدوة الحسنة بأن يكون الأب والأم قدوتين حسنتين لأطفالهما فلا يقولان إلا صدقا ا يتكلمان بالكذب في حديثهما وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد ( من قال لصبيه تعالى هاك فلم يعطه فإنها كذبة ) وهذا يدل على أن هذا الأمر من الأهمية بمكان حيث أنه يرسخ في ذهن الطفل أن الكذب صفة طبيعية وليست منكرة وهذا غير صحيح أيضا فإن أقارب الإنسان الذين يكونون يعيشون معه يؤثرون فيه من أصدقاء وأقارب كما قيل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه
ومادان الفتى بحج ولكن يعوده التدين أقربوه(2/277)
فإن الأقربين لهم أثر كبير في صلاح الإنسان واستقامته وغير ذلك من الأمور ثم أن قلب الطفل كما قيل جوهرة فارغة ليس فيها نقش ولا صورة فإذا نقش فيها الخير وحب الصفات الكريمة والخلال الحميدة نشأ وترعرع على ذلك وإذا نقش فيه المعاني المرذولة المشينة لا شك أنه سيتأثر بذلك بل لو أنه أهمل إهمال البهائم لا شك أنه سينحرف عن الجادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
الوصية الرابعة الحنان والعطف وإغداقه على الأطفال فإن هذا الأمر من الأهمية بمكان حيث يوفر لهم الأمن النفسي والاستقرار العاطفي ولما أخل كثير من الناس بهذا الموضوع أصبحت تسمع عن اضطرابات نفسية سيكولوجية تؤثر في سريان الإنسان وعطائه وانخراطه في المجتمع بشكل طبيعي وانسيابي فبدأنا نسمع عن ظواهر التبول اللاإرادي عند الأطفال مثلا أو شذوذ الشهية وما ينتج عنه من التهام الحصى والصابون والطباشير والتراب وغيرها من الأمور وإهمال الغذاء النافع الذي يفيد الطفل وكذلك من الخوف الذي يصل في كثير من الأحيان إلى الخوف المرضي الذي يعتمل داخل النفس ومن آثاره فقدان التواصل البصري واللفظي من الطفل حيال من حوله وغير ذلك من الأمور مثل رهاب المدرسة والخوف منها وغير ذلك من الاضطرابات النفسية الكثيرة التي بدأت تفشو وتنتشر في المجتمع وقد كان من حال النبي صلى الله عليه وسلم الاهتمام بهذه الشريحة اهتماما كبيرا فقد كان يضع الطفل في حجره عليه الصلاة والسلام وربما بال في حجره فرشه إن كان ذكرا وغسله إن كان أنثى وكان يقبل الأطفال ويجلس معهم بل أن أعرابي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورآهم يقبلون أطفالهم فقال أوتقبلون أطفالكم إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحد منهم فقال عليه الصلاة والسلام (أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك) وقال في حديث آخر ( من لا يرحم لا يُرحم)(2/278)
الوصية الخامسة الاستقرار العاطفي مطلب فإن الاستقرار الأسري وانسجام الأب والأم في البيت لا شك أنه مؤثر في الطفل وما نسمع الآن من انتشار ظواهر جنوح الأحداث وانحرافهم وسقوطهم في حمأة الرذيلة والمخدرات إلا نتاج لمثل هذه التربية المشينة حيث يذهب الطفل إلى ملاذ آمن يظله ويقله
الوصية السادسة الجلوس مع الأولاد والاستماع إلى حديثهم وسرد القصص عليهم من قصص الأطفال والشجعان حتى يشبوا وهم متعشقين للبطولة وسير العلماء والصالحين وعدم إهمالهم فإننا نجد كثيرا من الآباء أهمل أولاده بالصفق في الأسواق أو بحرفة أو مهنة أو وظيفة أو زراعة أو غيرها أو يكون يخرج مع زملائه وأقرانه إلى المتنزهات والاستراحات ويهمل أمر أطفاله وكذلك الأم تهمل أمر أبنائها وأطفالها إلى مربية والخادمة التي لا يعلم من أين جاءت ولا إلى أين ستذهب وقد تكون كافرة وتغرس فيهم المعاني القبيحة المرذولة وعليه بعد ذلك أن يستمر في نصح الأبناء والأخذ بأيديهم ولا ينقطع فلربما استجاب الولد بعد حين وادكر بعد أمة وكذلك فإن عليه أن يزرع في أفئدتهم نشدان المعالي وتطلاب الكمال وغيرها من الصفات.
الوصية السابعة وهي أن يسدي إليهم الجراءة أو يعلمهم الجراءة الأدبية واحترام الشخصية بأن يسمع إلى حديثهم وأن ينيط بهم الأعمال فإذا حصل إصابة قومهم وشجعهم وإذا حصل غير ذلك فإنه يقومهم ويرشدهم بلا تجريح ولا تعنيف.
الأمر والوصية الأخيرة العدل بين الأولاد وهو مهم فبالعدل قامت السماوات والأرض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جار في عطيته قال: ( ألا تحب أن يكونوا لك في البر سواء اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)
هذه كلمات أيها الأحبة عجلى أردت بها إلقاء الضوء على هذا الموضوع الكبير وفيها إشارة ضمنية إلى جملة الباحثين والمهتمين إلى الاهتمام بهذا الأمر بمزيد من البحث والتأليف والعناية والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.(2/279)
موضوع المحاضرة من آداب السفر في الإسلام
الشيخ محمد بن سليمان المفدى
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فنقف في هذه اللحظات في هذا الموسم مع آداب وأحكام ينبغي أن يتعلمها من أراد أن يسافر يخرج من بلاده يسافر يتنزه يذهب يجيء وفي هذه الأيام تكثر الأسفار بخاصة بعد موسم الدراسة والامتحانات التي شغلت الطلاب والطالبات بل شغلت البيوت والآباء والأمهات وهي بحق مشغلة وهي بحق كابوس على رؤوس كثير من أبنائنا وبناتنا بل وبيوتنا عموما من الرجال والنساء من الآباء والأمهات من الطلاب والطالبات وبعدها يذهب كثير من الناس يتفسحون يذهب كثير من الناس يسافرون هذا السفر له آداب فإن ديننا ما ترك شيئا من الخير إلا دلنا عليه ولا ترك شيئا من الشر إلا حذرنا منه رحمة من الله سبحانه وتعالى فديننا الحنيف أرشدنا في كل حياتنا ماذا نأتي وماذا نذر ومن ذلك السفر ما الذي ينبغي أن نكون عليه في السفر حتى نكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأبعد عن معصية الله عز وجل.(2/280)
أول ذلك النية الحسنة أن ينوي العبد بسفره هذا نية حسنة إن كان سفر لعمرة أو زيارة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كانت هذه السفرة لزيارة قريب أو صديق صادقته في الله عز وجل أو كانت هذه السفرة للترويح والاستجمام عن أبنائنا وبناتنا وأهلينا بعد هذا العناء الطويل الشاق فكل ذلك من النية الحسنة بإذن الله وكل خطوة تخطوها وكل عمل تقوم به مع هذه النية الحسنة نرجو أن تكون مأجورا عليها بإذن الله سبحانه وتعالى فالمؤمن على خير إن أصابته سراء فإنه يشكر كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) هذا هو الأمر الأول الذي ينبغي أن نستصحبه وأن يسبق عزمنا على السفر أن تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني إذا استغلق علينا أمر أو شككنا فيه ينبغي أن نستخير ودعاء الاستخارة معروف ولا أطيل بذكره في هذه اللحظات القصيرة معروف في مضمونه.
الأمر الثالث إذا خرج أحدنا من بيته سواء لسفر أو لغيره ينبغي أن يقول الذكر المعروف المشهور ( باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) فإنك إذا قلت ذلك تنحى عنك الشيطان ويقول له شيطان آخر كيف لك برجل هدي ووقي وكفي لا سبيل للشيطان عليه أبدا بإذن الله ينبغي حين تعزم على السفر أن تودع أحبابك وأقاربك وأصحابك وأن تدعو لهم ويدعون لك كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل كان إذا ودع شخصا قال ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) وكان عليه الصلاة والسلام أيضا يقول ( أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ) كأنك وضعته في حرز يحميه الله عز وجل ولن يضيع هذا الحرز بإذن الله ولا ما فيه .(2/281)
إذا ركبت سيارتك فاذكر الله عز وجل وقل الذكر المعروف في هذا كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل حينما يركب دابته ويستوي على ظهرها أن تقول ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون ) ثم تدعو بدعاء السفر ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى) وانظروا أيها الإخوة والأخوات إلى هذا الدعاء الجامع هذا الدعاء اللطيف هذا الدعاء الجميل ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده ) خاصة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال في صحيح بخاري ( السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وراحته فإذا قضى أحدكم نهمته فليرجع إلى أهله ) (اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر ومن كآبة المنظر ومن سوء المنقلب ) إنه دعاء جامع دعاء جميل يحوي خير الدنيا والآخرة ويحمي المؤمن يإذن الله تعالى من النكبات والمصائب والعلل والآفات إذا أقبل الليل فقل ذلك الدعاء الخاشع الجميل الذي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقوله يقول ( يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيكي وشر ما خلق فيكي ومن شر ما دب على ظهرك ومن شر ما خرج منك أعوذ بالله من كل أسد وأسود ومن كل حية وعقرب ومن شر ساكن البلد ) إذا أقبل الرسول عليه الصلاة والسلام على قرية ماذا كان يقول يدخلها هكذا؟ لا كان يدعو بدعاء جميل ( اللهم إني أسألك خير هذه القرية وخير مافيها وخير أهلها وأعوذ بك اللهم من شرها وشر ما فيها وشر أهلها ) فماذا سيكون بعد ذلك هل سيصلك شر من هؤلاء أو يصلهم شر منك وهل ستحرم خيرا منهم بعد هذا الدعاء الجميل الخاشع.(2/282)
ماذا أيضا من آداب السفر ، من آدابه أنك وأنت تمشي وتسير إذا علوت مرتفعا فقل الله اكبر وإذا انحدرت في منحدر قل سبحان الله ولعل في هذا مناسبة عظيمة فإنك إذا صعدت مرتفعا فإن النفوس قد تنتشي وترتفع وترى نفسها أنها ارتقت فتتذكر بهذا أنك مهما ارتقيت ومهما صعدت ومهما كبرت وعظمت فالله أبر من كل شيء كذلك التسبيح إذا هبطت تتذكر تسبيح ذي النون عليه السلام ذي النون الذي كان في بطن الحوت في البحر في قعر البحر يقول ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) تتشبه به في هذا الذكر وأنت تنزل في مكان منخفض .
إذا نزلت في مكان فقل ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) لا يضرك شيء بإذن الله تعالى لا يضرك شيء من الهوام والسباع والدواب وغيرها حتى ترتحل من مكانك ذلك إذا أصبحت وإذا أمسيت تقول أيضا ثلاث مرات ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ولا يضرك شيء إن شاء الله تعالى في صباحك إذا قلتها في الصباح وفي ليلك إذا قلتها في المساء .
ينبغي لك يا أخي المسافر أن تحافظ بل يجب عليك أن تحافظ على الصلاة وصلاة المسافر رحمة من الله عز وجل خففها عليك فبإمكانك أن تقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين الظهر تصليه ركعتين ، العصر تصليه ركعتين ، العشاء تصليه ركعتين وبإمكانك أيضا إذا شق عليك أن تصلي الصلاة في وقتها أن تجمع بين الصلاتين ، تجمع بين الظهر والعصر ، تجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما رحمة من الله عز وجل ولطفا منه سبحانه وتعالى بنا فا لله الحمد على ذلك.
مما ينبغي أيضا أن تراعيه أخي المسافر أنك في سفرك قد تواجه رياحا وأعاصير فما موقفك تجاهها ، موقفك يا أخي أن لا تسبها لا تسب الريح كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( فإنها من روح الله ) وكما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم ( فإنها تأتي بالخير والشر ) ولكن اسأل الله من خيرها وتعوذ بالله من شرها.(2/283)
إذا رأيت مبتلا في نفسه أو في أهله أو في ماله( فقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا) فإن ذلك الشر بإذن الله لا يصيبك وذلك الأذى بإذن الله تعالى يتحول عنك ولا يصيبك ، إذا دخلت البلد ونويت الاستقرار فيها مدة طويلة فأتم الصلاة ، إذا دخلت بلدا سمعت الأذان ينبغي لك أن تتجه إلى المسجد وأن تصلي مع المسلمين في مساجدهم وأن لا تعتزل وحدك وتصلي وينبغي أن تصلي بصلاتهم فلا تقصر الصلاة وتكتفي بركعتين مثلا وهو يتمونها أربع ركعات .(2/284)
من الآداب أيضا التي ينبغي أن يحافظ عليها المسافر الآداب التي ربما يظن البعض أنها لا تشرع إلا في حال الحضر المحافظة على السنن المطلقة كركعتي الضحى كالتهجد كصلاة الوضوء كتحية المسجد مع أن سنن الرواتب قد خففت عنك أيها الأخ المسافر فلا تأت بها خففها الله عنك مادمت تقصر الصلاة الرباعية خفف الله عنك السنن الرواتب وأجرك مكتوب أجرك مكتوب كما قال عليه الصلاة والسلام في ما صح عنه ( إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما) اللهم لك الحمد إذا مرض العبد فعجز عن العبادة عجز عن السنن كتب الله مثل ما كان يعمل إذا كان يصلي قائما فمرض وصلى جالسا كتب الله له الأجر وكأنما صلى قائما إذا سافر وترك السنن الرواتب كتب الله له السنن الرواتب بفضله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه لأنه كان يحافظ عليها يوم أن كان مقيما ويوم أن كان صحيحا غير معتل ولا مريض لذلك قال بعض العلماء الذي لا يحافظ على السنن الرواتب في حال الصحة وفي حال الإقامة فإنه ينبغي أن يأتي بها في السفر لأنها لن تكتب له فتكتب لذلك الذي كان يحافظ عليها أما الذي يتركها فإنها لن تكتب له ولم يكن الرسول عليه الصلاة والسلام يحافظ في سفره على شيء من السنن الرواتب إلا على ركعتي الفجر وهي الركعتين وهما الركعتان اللتان يأتي بهما عليه الصلاة والسلام قبل صلاة الفجر وكذلك قيام الليل كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقوم الليل حتى في السفر .(2/285)
من آداب السفر أيضا وهو تخفيف من الله عز وجل وفتح لأبواب العبادة أن تتلفل على راحلتك تتلفل على السيارة تتلفل في الطائرة تتلفل في السفينة على أي وسيلة من وسائل النقل تؤدي السنة الراتبة تؤدي السنن المطلقة تصليها سواء كنت متجها إلى القبلة أو غير متجه إلى القبلة تستطيع الركوع و السجود أو لا تستطيع كل ذلك جائز وذلك فتحا لباب العبادة حتى لا يتعطل الناس ويتركوها وهذا من رحمة الله عز وجل وفضله ومنته وكرمه فله الحمد على ذلك .
آداب السفر كثيرة والله سبحانه وتعالى أرشدنا في حال سفرنا وفي حال حضرنا لما نفعل ورسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أرشدنا إلى ما نأتي ونذر في سفرنا وإقامتنا فينبغي لنا أن نتتبع ذلك وأن نأتي به أسأل الله عز وجل أن يجعل أسفارنا محمودة سعيدة وأن يجعل أوقاتنا كلها سعيدة نحن جميعا والأخوة المشاهدين والمشاهدات ونسأله تعالى أن يستعملنا جميعا في طاعته ويجنبنا معصيته وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
موضوع المحاضرة النفاق
الشيخ د. عثمان بن جمعة ضميرية
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد أيها الأخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قضت حكمة الله تبارك وتعالى وإرادته أن يبعث للناس رسلا مبشرين ومنذرين وختم رسالاتهم برسالة محمد عليه الصلاة والسلام فجعله آخر الرسل والأنبياء بعثه بدعوة الإسلام للناس كافة وأمره أن يهتف لهم بهذه الدعوة ليدخلوا في دين الله ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) ولو تتبعنا مواقف الناس من دعوة الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لوجدناهم أمام هذه الدعوة واحدا من أصناف ثلاثة أي هم ثلاثة أقسام ، قسم يرحب بهذه الدعوة ويؤمن بها ويناصرها ظاهرا وباطنا ويضحي في سبيلها ومن أجل مناصرتها بالنفس والنفيس أولائك هم المؤمنون الصادقون في إيمانهم .(2/286)
والصنف الثاني الذي يعادي هذه الدعوة ظاهرا وباطنا ويجاهر بعداوته لها مقابل الصنف الأول الذي يؤمن بهذه الدعوة ظاهرا وباطنا ولكن هؤلاء يجاهرون بعداوتهم لهذا الدين وبعداوتهم لهذه الدعوة ولا يكتمون هذه العداوة هم قد أعلنوا موقفهم وأعلنوا عداوتهم فأصبحنا نعرف أنهم أعداء لنا وأعداء لديننا فنحسب لهم عندئذ الحساب ونضعهم في خانة الأعداء هذان الصنفان متقابلان هذا واضح في إيمانه صريح وذاك واضح في عداوته وكفره صريح في ذلك كله.
وبين هذين الصنفين ظهر صنف آخر مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، هؤلاء هم الذين يعادون الدين باطنا وإن كانوا يظهرون أنهم من المؤمنين به ومن أتباعه أولائك هم المنافقون الخادعون المخدوعون إنهم ليسوا في الحقيقة بين المؤمنين حتى يكتسبوا صفات الإيمان المشرقة وليسوا في صفوف الكفار الظاهرين في كفرهم وعداوتهم بل هم متلونون مذبذبون إنهم داء خطير إذا تعرض أحد لعداوته كان أشد فتكا به من الطاعون مرض عضال ووباء يحملونه لا ينجو منه إلا من أدركته رحمة الله تعالى لخطورة هذا الصنف بين الله عز وجل صفاته ووسائل الصد التي يقوم بها أمام هذه الدعوة وتحدث عنهم حديثا مستفيضا في أول سورة البقرة حديث عن الأصناف الثلاثة(2/287)
بسم الله الرحمن الرحيم ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) لا ريب فيه هدى للمتقين ( الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولائك على هدى من ربهم وأولائك هم المفلحون) آيات قليلة في بيان صفات ومواصفات الصنف الأول ، الصنف الثاني ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) انتهت مواصفات الصنف الثاني ، ثم جاء التفصيل بعد ذلك والآيات المتتابعة الكثيرة التي تتحدث عن الصنف الثالث ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) إلى آخر الآيات الكريمة التي فضحت هذا الصنف من الناس وبينت أخلاقهم وبينت تآمرهم بل إن القرآن الكريم يحتوي على سورة كاملة باسم سورة المنافقين وفي سورة التوبة نجد آيات كثيرة تتحدث عن هذا الصنف بل إن العلماء سموا التوبة سورة الفاضحة لأنها فضحت المنافقين وأعمالهم ومواقفهم الكيدية من الإسلام ومن المسلمين ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم كذلك من هذا الصنف وحذر من اتباع هؤلاء القوم وحذر من كل ما يخرج الإنسان من هذا الدين ليدخله في دائرة العداوة له هذا الصنف أيها الأخوة المسلمون إذا هو صنف المنافقين هؤلاء هم المفسدون في الأرض هؤلاء المنافقون لم يكونوا معروفين ولا موجودين في العهد المكي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن الدعوة في مكة المكرمة لم يكن هناك نفاق ولم يكن هناك منافقون لأن المسلمين كانوا يعيشون حياة المحنة والشدة فلا داعي لأن ينافقهم أحد فلا يدخل عندئذ في الدين إلا مؤمن قوي الإيمان لأنه يعرف أنه يقدم على تضحية وعلى ابتلاء وعلى اختبار لا ينجح فيه إلا(2/288)
المؤمنون الصابرون الصادقون ولكن لما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقام للمسلمين دولة وأصبح المسلمون قوة يحسب لها الحساب عندئذ بدأت حركة النفاق تظهر في المدينة أولائك القوم أو الأشخاص والأفراد الذين وجدوا أن الإسلام قد قضى على مصالحهم وأنهم لا يستطيعوا الآن أن يواجهوا الإسلام والمسلمين مواجهة صريحة ولا أن يعادوهم عداء صريحا عندئذ لجؤوا إلى طريقة أخرى لجؤوا إلى باب خلفي يدخلون منه ليضربوا الإسلام والمسلمين وليكيدوا وليتآمروا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وعلى دينه وعندئذ بدأت حركة النفاق تظهر في المدينة لهذه الأسباب ولهذه الظروف كلها وإذا كان من الواجب أن نحذر صفات المنافقين وأن نحذر من المنافقين أنفسهم فإنه من المناسب أن نذكر أن النفاق على نوعين النوع الأول النفاق الذي يتصل بالاعتقاد ويخرج الإنسان عن الدين ويجعل صاحبه في الدركات السفلى من النار النفاق الاعتقادي وهو أن يظهر الإنسان بلسانه الإيمان وأن يبطن الكفر و هذا هو الذي كان عليه عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه من المنافقين في المدينة وهم الذين عناهم القرآن الكريم في الآيات القرآنية الكريمة السالفة في سور أخرى أيضا .(2/289)
أما النوع الثاني فهو النفاق العملي هو كبيرة من الكبائر هو صفة من صفات المنافقين صاحب هذا النفاق يحمل صفة من صفات المنافقين فيخالف قوله فعله قال عليه الصلاة والسلام ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر) وفي الحديث الآخر ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ( إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) هذه صفات للنفاق الاجتماعي أو للنفاق العملي وإن كانت لا تخرج صاحبها عن الدين ولا تخلده في النار فإنها كبيرة من كبائر الإثم كبيرة من كبائر الذنوب ينبغي أن يحذرها الإنسان على نفسه وإذا استسهل بها واعتاد عليها قد توصله في نهاية الطريق وفي نهاية الشوط إلى الخروج والعياذ بالله عن الإسلام هؤلاء المنافقون وقفت آيات الكتاب الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عندهم وقفة طويلة فتحدث القرآن وجاءت كذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان صفات هؤلاء المنافقين مواقفهم الكيدية في بيان تآمرهم على الإسلام والمسلمين في بيان أصل النشأة لعملية أو لحركة النفاق هذه التحذير للمسلمين من ذلك وحسبنا أن نعرف أنهم هم المفسدون في الأرض قال الله تبارك وتعالى عنهم ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) هؤلاء المفسدون هم مفسدون ولكنهم يتهمون غيرهم بالفساد أرأيتم إلى فرعون ماذا قال ماذا قال عن موسى نبي الله قال ( إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد ) وهي دعوى كل مفسد من المنافقين ومن غير المنافقين وهي كلمة أهل الباطل والنفاق والضلال عن كل من الدعاة المصلحين هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل فينبغي أن لا نخدع بهذه الكلمات ينبغي أن تستبين سبيل هؤلاء المجرمين حتى يحذر المسلم(2/290)
منهم وحتى يحذر كذلك من أن يسير في خطهم أو أن يتابعهم في ماهم عليه وقد حذر عليه الصلاة والسلام فقال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يارسول الله آليهود والنصارى قال فمن ) أي فمن القوم غير هؤلاء فهل عرفتم أيها الأخوة المؤمنون شيئا عن صفات المنافقين الخادعين هل عفتم شيئا عن فسادهم وإفسادهم فاحذروهم إنهم هم العدو قاتلهم الله أنى يؤفكون وأسأل الله تعالى أن يسلم لنا ديننا وإيماننا وأن يجنبنا مزالق الطريق وأن يهدينا سواء السبيل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوع المحاضرة إنه يحبهم
محمد بقنة الشهراني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.(2/291)
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله جل وعلا أن يجعل ما نقول في موازين حسناتنا يوم نلقاه اللهم آمين عنوان هذا اللقاء أيها الأخوة والأخوات هو ( إنه يحبهم ) إنه يحبهم من هو؟ عن من أتكلم؟ إني أتكلم عن الذي تعلقت القلوب به إنه الله جل وعلا لن أتكلم عن الذين يحبون الله عن الذين تعلقت قلوبهم بالله فهؤلاء لهم شأن ولكني أتكلم عن الذين يحبهم الله سبحانه وتعالى أتكلم عن الذين يحبهم الملك يحبهم المقتدر يحبهم القدوس يحبهم المؤمن المهيمن يحبهم الرحمن الرحيم اللهم اجعلني وإخواني وأخواتي ممن أحببت يارب العالمين، يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين يقول ليس العجب أنك تحب ، ليس العجب أنك تحب الكل يحب ليس العجب أنك تحب لكن العجب هو أنك تُحب أنك تُحب أنت العبد الفقير المسكين يحبك الله أنت الأمة الفقيرة المسكينة المتواضعة التي تسكن في مكان كذا وكذا في أرض كذا وكذا يحبها الله يا الله يا الله هنيئا له عندما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الجمع غدا أعطي الراية لرجل يحب الله ويُحبه الله يُحبه الله يقول عمر ما تمنيت الراية في مثل ذلك اليوم فعندما يأتي اليوم الثاني وإذ به يعطي الراية عليا رضي الله عن علي يا الله تخيل أن الله يحبك تخيلي أن الله يحبك ماهو شعورك نعم أنا أسألك الآن ماهو الشعور الذي تشعر به أن الملك العظيم جل في علاه الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء يحبك أنت أنت بعينك لا أحد سواك يا الله إذا هنا السؤال هل أنت ممن يحبهم الله هل أنت ممن يحبهم الله أسأل الله أن أكون وأنت ممن يحبهم الله جل وعلا أتعرف من الذين يحبهم الله ( إن الله يحب التوابين) أرأيت يحب التوابين ( ويحب المتطهرين ) يحب المتطهرين ( إن الله يحب المحسنين) الله ( والله يحب المتقين ) الله يا الله ما أجملها من آيات وهلم جرة من الآيات الكثيرة التي فيها أن الله يحب المتقين ويحب المحسنين يحب(2/292)
المقسطين ويحب ويحب ويحب إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه، إن الله إذا أحب فلانا نادى في السماء إن الله يحب فلانا فأحبه يا جبريل فيحبه جبريل فينادي جبريل في الملائكة إن الله يحب فلان فأحبوه فيطرح له القبول في الأرض هل أنت ممن يحبهم الله هل أنت من التوابين ، التوابين الذين يتوبون دائما ودائما ودائما يكررون التوبة يكررون التوبة الواحدة تلو الأخرى يا رب اجعلنا منهم يا رب الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( توبوا إلى الله واستغفروا فإني أتوب إلى الله وأستغفره في اليوم سبعين مرة ) وفي رواية في الصحيح ( في اليوم مائة مرة)(2/293)
يا الله أنا وأنت هل تبنا في هذا اليوم في هذا اليوم لو مرة لا لا أقصد تلك المرات التي نقولها بعد الصلاة دائما أستغفر الله أستغفر الله كأن وراءنا سباقا لا أنا أريد مرة واحدة أتكلم عن مرة واحدة يا أخوتي مرة نتوب فيها إلى الله توبة صادقة توبة تخرج من هذا القلب فتطير تطير تطير إلى أن تصل إلى عرش الرحمن فيكون القلب معلق بالعرش والنفس بين الناس الجسد بين الناس القلب معلق بالله التوابون الذين يحبهم الله جل وعلا المتطهرون الذين طهروا باطنهم عن الرياء والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وطهروا ظاهرهم فلا ترى فيهم إلا كل طاهر وجميل اللهم اجعلنا منهم إن الله يحب المحسنين الذين يراقبونه جل وعلا الذين لا يتجرؤون على معصيته ولذلك اسمع معي هذا الحديث الذي أختم به هذه المقالة يقول عليه الصلاة والسلام عن الله جل في علاه والحديث صحيح يقول ( ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) يا الله بالنوافل حتى أحبه طيب فإذا أحببت يارب قال ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) يا الله سمعه الذي يسمع به أي أن الله يحرص هذا السمع ويحافظ على سمع هذا المحب فلا يسمع هذا المحب إلا خيرا لا يسمع إلى المعاصي لا يستطيع أن يسمع غيبة ونميمة لا يستطيع أن يسمع كذبا لا يستطيع أن يسمع أغنية لا ، لا يسهر على ستار أكاديمي ولا يسهر ولا يتابع سوبر ستار لا أبدا لا يستطيع لماذا لا يستطيع لأن الله حرصه لأن الله يحبه يا أخوتي ويا أخواتي كنت سمعه بالله يا أخي يا حبيبي يا من تتابع هذه الأشياء أترى أن الله يحبك أن الله يحبك ويأذن لك بأن تتابع هذه الأشياء إن الله إذا أحب عبدا حرص سمعه فلا يسمع للحرام وبصره ( فكنت سمعه وبصره الذي يبصر به) تعرف يا أخي إن هذا الذي يحبه الله جل وعلا لو أعطي الملايين ملايين مملينة دولارات يورو ريالات جنيهات(2/294)
ما تشاء أعطاه ملايين وقيل له انظر إلى معصية الله دقيقة تعال تعال ننظر إلى البرنامج الفلاني الذي فيه تلك الممثلة أو تلك الغانية أو تلك الراقصة دقائق دقيقة، دقيقة واحدة إن هذا العبد الذي أحبه الله لا يستطيع ما يستطيع لماذا ؟ لأن الله يحبه ، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها لا إله إلا الله سعيد بن زيد تقطع رجله تقطع رجله فيأخذها ويقبلها ثم يقول والله ما مشيت بك إلى شر ما مشيت بك إلى معصية أنت لو أذن الله جل وعلا أن تصاب بمرض في رجلك أعاذني الله وإياكم أجمعين وأمر الأطباء بأن تبتر هذه الرجل أتراك تأخذها وتقبلها وتقول ما مشيت بك إلى معصية أم أنك ستقول كم مشيت بك إلى معصية يا رب تب علينا أجمعين ( ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) كم سألت الله ولم يجيبك كم دعوت ولم تجب وتقول لماذا؟ هل أنت من أحباب الله حتى يجيبك الله جل في علاه يجيبك على الإطلاق يجيبك مباشرة إن الذين يحبهم الله يجيبهم الله سبحانه وتعالى ( ولئن استعاذني ) يا الله كم استعذنا من الشيطان كم استعذنا من الدنيا كم استعذنا من الهوى كم استعذنا من أعدائنا كم استعذنا وكم وكم وكم ولكن قليل منا من أعيذ والكثير لم يعذ ولم؟ إنه يحبهم ، إنه يحبهم أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياكم ممن يُحب سبحانه وتعالى وممن يكرمهم جل وعلا بمحبته فيكونون ممن دخلوا تحت قوله جل وعلا ( يحبهم ويحبونه ) اللهم آمين برحمتك يا أرحم الراحمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موضوع المحاضرة الإسلام يدعو إلى الوحدة
الشيخ محمد بن عايش الكبيسي(2/295)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله على آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد فإن آيات القرآن الدالة على وجوب التوحد بين المسلمين أكثر من أن تحصى مثل قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وقوله تعالى أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني والإسلام حشد لهذا المبدأ العظيم نصوصاً كثيرة وأحكاماً كثيرة ومبادئ كثيرة جعل السلام لوحده يدل على الجنة وطريقاً للجنة لأنه يؤدي إلى التحابب والتوحد بين المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام والذي نفس محمد بيده لاتدخلون الجنة حتى تؤمنوا لن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم فصلاة الجماعة وصوم رمضان والحج والسلام والصدقة كلها لو تمعنت فيها أخي المسلم تجدها وسائل الإسلام من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل وهو وحدة المسلمين وإلا لماذا كانت صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبعة وعشرين مرة لماذا لا يصلي الإنسان في بيته بينه وبين خالقه إذا كانت الصلاة مجرد صلة بين الإنسان وخالقه لماذا يحج الناس مرة واحدة في يوم واحد ويقفون على صعيد واحد بلباس واحد و بشعار واحد لماذا يصومون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد لماذا لماذا كل هذا يجعل من الضرورة أن المسلم يجعل التوحد بين المسلمين هدفاً حقيقياً كبيراً يتطلب من المسلمين وعيا ً كاملاً بكل أبعاد هذا الهدف العظيم يشكر الآن أمام هذا الهدف حالات يتساءل عنها كثير من الناس بل صرنا نرمى من قبل بعض العلمانين أمثالهم بأن الإسلام هو سبب تفرق الناس هو سبب تفرق الأمة إلى مذاهب وإلى طوائف وإلى تيارات وإلى اتجاهات وما إلى ذلك ومن هنا نريد أن نلقي الضوء لكي نحل هذا اللغز كيف أن الإسلام الذي جعل التوحد واجباً شرعياً ومهد له بمئات المقدمات وشجعه بمئات الواجبات والنوافذ والمستحبات كيف أن الإسلام هو نفسه يكون سبب للتفرق أيها الإخوة الإسلام جاء(2/296)
نصوص قاطعة هذه النصوص القاطعة تعد القاسم المشترك بين أبناء هذه الأمة الواحدة جاء القرآن ليحدد من هو الخالق جاء القرآن ليحدد من هو الرسول جاء القرآن ليحدد ما هو الكتاب الذي نلتقي عليه جاء القرآن ليحدد ماذا قبل الخلق وإذا بعد الموت جاء الإسلام ليحدد ثوابت في الأخلاق وثوابت في العبادة وثوابت في التعاملات بين الناس إذا سلمت هذه الثوابت الواضحات التوحيد الإيمان بالرسول غليه الصلاة والسلام أمانته وصدقه الإيمان بأن القرآن هو الحق الإيمان بالموت الإيمان بالجنة والنار الإيمان بأمهات الأخلاق كالصدق وبر الوالدين والكرم والجود والشجاعة الصلاة الصيام الحج الزكاة حرمة الربا حرمة الغش حرمة الخمر هذه لا يتناقش فيها المسلمون وإنما هي مسلمات لدى جميعهم وأمثالها كثيرة أراد الإسلام بهذه الثوابت أن يجمع المسلمين على مصدر واحد ومنهج واحد ولتحقيق هدف موحد(2/297)
أيضا بعد ذلك يجب أن نعترف ونقر أن في الإسلام مساحات أخرى هي مجال النظر ومجال الاجتهاد ومجال العقل البشري الذي قال القرآن عنه أن في ذلك لآيات أولي الألباب أي لأصحاب العقول أن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون يأتي الفقهاء ويأتي العلماء ويأتي المستنبطون ليستنبطوا الفهم والحكم المناسب في المستجدات وفي الأمور التفصيلية وفي الطوارئ وفي الضرورات وهنا قد يختلف الناس ولكن هل هذا الاختلاف في الاجتهاد والفتوى مدعاة إلى التفرق المذموم أم هو من سمات هذا الإسلام العظيم إننا نعتقد إن الإسلام سبق الحضارة المعاصرة بفتحه لباب التعددية الاجتهادية من قديم فالإسلام الذي يتشدد أن صح التعبير مع الثوابت ويتمسك بها من أجل أن لا تضيع هوية الأمة هو بنفس الوقت يعطي المرونة الكافية والحصانة الحانية لكل مجتهد تمكن من وسائل الاجتهاد من أجل أن يخوض في غمار الحياة ويستنبط من الإسلام الحل الذي يناسب الزمن والمكان والحالة والظرف الذي يعيشها هذا الفقيه في أي مجتمع من المجتمعات ولذلك بقدر ما أنتج الإسلام توحداً في الثوابت أنتج أيضاً تعددية مرنة في الفروع في الفقه في حلول المشاكل في الاجتهادات الواسعة وجعل من هذه الاجتهادات المتنوعة ثروة هائلة الأمة تستسقي منها ما يصلح لها ويصلح حالها في كل زمان ومكان ولم تعرف الأمة من هذه التعددية الاجتهادية سبب للتنازع أو التناحر أو الاقتتال خذ مثلاً حينما تجد مذهباً يسمى بمذهب الإمام أبي حنيفة ما هو مذهب الإمام أبو حنيفة هو مذهب قائم أساساً على التعددية كان أبو حنيفة رضي الله عنه يجمع أتباعه وطلابه النبهاء كالإمام محمد ابن أبو يوسف كالإمام أبو يوسف ومحمد ابن الحسن الشيباني وزفر كان يجمعهم ويقول لهم ماذا تقولون في المستجدة الفلانية ماذا تقولون في الحادثة الفلانية فقد يتفقون وقد يختلفون وإن اتفقوا وإن اختلفوا لا يخرجون عن كونهم أبناء لمدرسة واحدة ثم يأتي الإمام الشافعي ويدرس عند(2/298)
الإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنهما وأرضاهما ومن قبل كان قد درس عند إمام عظيم أيضاً هو الإمام مالك إمام دار الهجرة رضي الله عنه ونرى الإمام الشافعي بالقدر الذي يثني فيه على الإمام مالك يتوجه بالثنايا على الإمام ابن حنيفة ولكنه بكل الأحوال لم يكن نسخة طبق الأصل من مذهب الإمام ابن مالك كما انه لم يكن نسخة طبق الأصل من مذهب الإمام أبي حنيفة كان الحب يجمعهم كان الاجتهاد يوسع مداركهم ثم جاء الإمام أحمد واقتبس من الجميع وحينما كان الإمام أحمد يدرس عند سفيان ابن عيينة وهو المحدث المعروف فسمع بالإمام الشافعي أنه يدرس الاجتهاد والأصول والفقه فبادر وترك مجلس سفيان واتجه إلى مجلس الإمام الشافعي يأخذ عنه فقال له أحد زملائه في درس سفيان يا أحمد كيف يطيب لك أن تترك مجلس شيخك سفيان وتأخذ العلم أو لتأخذ العلم عن فتى من أقرانك فقال الإمام أحمد كلمته المشهورة ما فاتني من صاعد سفيان أي في الرواية أجده في نازله وما فاتني من عقل هذا الفتى لا أجده عند غيره فلن يكن هؤلاء الأئمة يجتهدون ويورث هذا الاجتهاد نوع من العداوة أو الحسد أو البغضاء الإسلام سبق الحضارة الغربية بهذه التعددية البناءة التعددية التي أرادها الإسلام الآن المسلمون يشعرون بعقدة حينما يسمعون أن الفقيه الفلاني يخالف الفقيه الفلاني في فتوة معينة لا يا أخي المسلم هذا من سعة الإسلام لماذا الغرب حينما ينادي بالتعددية يفخر بتعدديته حينا لا يكون حزباً واحداً أو لا يكون توجه واحد أو لا يكون مدرسة واحدة يفخرون يقولون نحن أسسنا التعددية ونحن نحمي التعددية لماذا المسلمون حينما يجتهدون وتتعدد رؤاهم واجتهاداتهم يستحون ويخجلون من هذا التعدد إنما نرضى بالتعددية الاجتهادية لكن في باب الفروع في باب حل المشاكل الطارئة والمستجدة مع احتفاظنا بهويتنا التي هي سبب وحدتنا وتجمعنا انظر يا أخي المسلم محمد عليه الصلاة والسلام كيف يربي الأمة على هذا(2/299)
المبدأ الواضح حينما انتهت غزوة الأحزاب وانكفأ الأحزاب خائبين مدحورين رجع رسول الله عليه الصلاة والسلام لكي يؤدد اليهود الذين خانوه في تلك المعركة وهم قريب منه في المدينة فحث الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه وقال لهم لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريضة وانطلقت الجموع المؤمنة تلبي أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم في الطريق قبل أن يصلوا على بني قريضة أوشكت الشمس على المغيب أدركهم وقت العصر يكاد أن ينتهي وهم بعد لم يصلوا فهنا فكر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أيواصلوا المسير حتى تغرب الشمس وتفوت عليهم صلاة العصر أم يصلوا العصر فمنهم من صلى العصر في الطريق مع أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال لهم لا يصلين العصر أحدكم أو لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريضة ومنهم من أخذ بظاهر الحديث وتمسك به فلم يصلي العصر حتى غابت الشمس لكنه صلاها بعد مغيب الشمس في بني قريضة رسول الله عليه الصلاة والسلام سمع بذلك ووصل إليه الأمر فماذا فعل هل قال هؤلاء متمسكون بالسنة وهؤلاء ابتدعوا في الدين هل قاتل هؤلاء ظلام وهؤلاء مهتدون لا هذه القضايا التي تنبع من الاجتهاد الصافي من الاجتهاد المنبثق من النية الخالصة الاجتهاد المنبثق بعد توحد الثوابت وتوحد التوحيد والعقيدة هذا الاجتهاد لا يضر وإنما فيه مصلحة الأمة فمصلحة الأمة بقدر ما تكون بالحفاظ على هويتها العقائدية تكزون أيضاً بالمرونة في البحث والاستنتاج والاستنباط والاجتهاد والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
أسرار النجاح
الشيخ د.محمد عبد الرزاق الطبطبائي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.(2/300)
أما بعد فقد كثر الحديث عن أسرار النجاح وأسبابه ولا شك أن الإنسان يتمنى لنفسه أن يكون ناجحا في حياته وأن يكون قد حقق ما يرضي الخالق سبحانه وتعالى أولا ثم يحقق النجاح الذي يمكن أن نحدده بتعريفنا بقولنا بأنه أن يحقق أفضل ما يحققه أقرانه من الآخرين إن النجاح الذي يصبو إليه كثير من الناس ونأمل أن يكون في أنفسنا وفي أولادنا وفي مجتمعاتنا لا يتحقق إلا من خلال أسباب من نظر إليها ومن تتبعها يمكن أن يلخص هذه الأسباب إن أسباب النجاح وأسراره إن أسباب النجاح وأسراره التي قد بينها الشارع الكريم كثيرة ومتعددة وسوف نبين إن شاء الله في هذه الحلقة جزءا كبيرا من هذه الأسرار التي قد أوردها الله عز وجل أو قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم إن من أهم أسباب النجاح في الحياة أن يتوجه الإنسان إلى الخالق سبحانه وتعالى بالدعاء هل أنت أيها المشاهد الكريم هل أنت أيتها المشاهدة ممن يلتجئ إلى الخالق سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يكون ناجحا في العمل الذي يريد هل دعوت الله عز وجل بذلك أو أنت ممن يؤدي الصلاة ولا تشعر بهذه الصلاة أو أنت عندما تسجد للخالق سبحانه وتعالى لا تدعو الله وأنت في سجودك وأنت أقرب ماتكون لله تبارك وتعالى فعليك أن تغتنم مثل هذه الأمور التي تكون قريبا من عند من يجيب الدعاء وهو الله بأن تدعو أن يوفقك الله عز وجل بهذه الحياة وعملك الذي أنت فيه وبدراستك أيتها الفتاة وبدراستك أيها الشاب وأن لاتجعل هذه الأمور كأنها مادية فقط من غير دعاء الله عز وجل قد أمرنا بالدعاء وقد تعهد بالإجابة (ادعوني أستجب لكم ) فالذي قد أمر بالدعاء وبين أنه هو الذي يستجيب هذه الدعوة هو الخالق سبحانه وتعالى فلماذا أنت لا تدعوه سواء كان للطالب في دراسته أو لمن يعمل في عمله أو من يريد أن يفيد هذه الأمة فـ ليدعو الله عز وجل بل إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو الخالق سبحانه وتعالى بخير النجاح فإنه يسأله عن خير المسألة(2/301)
وخير الدعاء وخير النجاح فهل أنت ممن يدعو الخالق بخير النجاح أو أنت تترك هذه الأمور إن أول سر من أسرار النجاح في حياتك أن تلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى بأن تدعوه على أن يقويك على أداء هذا العمل وأن يوفقك في هذا العمل وألا تعتمد على نفسك دون أن تلتجئ إلى الخالق سبحانه وتعالى إذا أولا الدعاء ثم بعد الدعاء يأتي الإتقان لهذا العمل وأن تؤدي هذا العمل على أكمل وجه إن
المصطفى صلوات الله وسلامه عليه قد بين لنا الهدي الذي ينبغي أن نكون عليه في كل أمر من أمورنا في حياتنا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) بمعنى إذا كان الإنسان في أي عمل من الأعمال إذا كان الطالب هو في حقيقة الأمر يعمل عمل تحصيل لهذا العلم وبالنسبة إلى المعلم يعمل التعليم لهذا العلم وبالنسبة لمن كان في عمل وظيفة ونحو ذلك فإنه يعمل هذا العمل ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) أن يتقن هذا العمل فأن يكون أحدنا طالبا معلما أن يتقن هذا العمل فيكون الطالب من المتفوقين وأن يجتهد وأن يثابر فإذا أراد أن يكون ناجحا في حياته فعليه بالمثابرة وهذه المثابرة وهو الأمر الثالث تحتاج إلى عزيمة عالية العزيمة هي الإرادة الجازمة فإن ما يخطر على قلب الإنسان ستة أمور همه ولمه وخطره ونية وعزيمة وإرادة فهذه الأمور الستة التي تكون عند الإنسان لابد أن تتحقق لديه تلك العزيمة والعزيمة هي الإرادة الجازمة فالإرادة ثم العزيمة الإرادة الجازمة وهي العزيمة تكون موجودة عندنا أن يكون الإنسان ليست لديه عزيمة في تحقيق هذا العمل وفي تحقيق هاذا التفوق فإنه لن يتفوق في حياته إن العزيمة هي سبب من أسباب النجاح أن يكون الإنسان عندما تسأل هل أنت تشعر بأن لديك عزيمة لتحقيق هذا العمل فيقول لك بأنني لا اعلم تعلم بأن ذلك من الأسباب التي لا ينجح الإنسان فيها أما بالنسبة للسبب الرابع أن يترك الإنسان المعاصي يترك الإنسان(2/302)
المعاصي فإن المعاصي سبب لخذلان الإنسان في حياته وإن الإنسان ليكون مؤهل لأن يتبوأ أعلى الأماكن والمناصب ولكن يحرم من ذلك بسبب ذنب يصيبه وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام بأن الإنسان ليحرم الرزق بالذنب يصيبه يكون الله عز وجل قد كتب أنه يكون مهيأ لأن يكون له هذا الرزق ولكن بسبب ذنب يقع من هذا العبد فإنه يقع في البعد عن هذا الرزق وكل ذلك بأقدار الله سبحانه وتعالى ولكن الخالق سبحانه وتعالى قد جعل لكل مسبب سبب فمن أسباب النجاح أن تبتعد عن المعصية لا تغتر بمن حقق جانبا من النجاح وهو في معصية بل إن طاعة الخالق سبحانه وتعالى سبب للنجاح بل إن استغفار الله تبارك وتعالى سبب للنجاح وقول الحق سبحانه وتعالى على لسان أنبيائه ورسله (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) انظروا كيف أن ـــ قد أرشد قومه إلى الاستغفار هذا الاستغفار الذي يحقق للإنسان النجاح في حياته فالإنسان في بعده عن المعصية وفي طاعته للخالق سبحانه وتعالى فإنه يحقق بذلك سر من أسرار النجاح كذلك من أسباب النجاح أن الإنسان ينظر ويحاكي من نجح في هذا العمل فإنك تتبع أحوال من سبقك وتنظر إلى تلك الأحوال فإذا وجدت أحوال غيرك بأنهم قد التجئوا إلى طريق معين فعليك أن تسلك هذا الطريق حتى في قضية النجاح في العلاقة الزوجية كثير من الزوجات وكثير من الأزواج يسأل كيف ينجح في علاقته مع زوجته انظر إلى هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم انظر إلى هدي أصحابه انظر إلى هدي من تراه من حولك قد نجح في علاقته مع زوجته فعليك أن تتأسى بهذه العلاقة وأنت أيتها الأخت انظري إلى من حولك ومن نجحت في علاقتها مع زوجها فعليك أن تتأسي بها فالإنسان من خلال استقرائه ومن خلال تتبعه لأحوال الناجحين وأن يحاكي هذه الأحوال وأن يتابع هذه الأحوال فعليه أن يعلم بأن ذلك من الأسرار .(2/303)
كذلك هناك سبب وهناك سر من أسرار نجاح الإنسان في حياته وهو أن يكون صبورا في هذه الحياة إن الصبر من أهم أسباب النجاح في الحياة ولم يعطى أحد خير وأفضل من الصبر إن هذا الصبر الذي أمرنا الخالق سبحانه وتعالى أن نتواصى به في سورة قد أنزلها سبحانه وتعالى بقوله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:
( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) فالصبر سر من أسرار النجاح فأنت عندما تعمل وتريد أن تتقن هذا العمل فعليك أن تصبر حتى يخرج هذا العمل على أكمل وجه وكذلك أنت أيها الطالب في دراستك فعليك أن تصبر على مذاكرتك، نعم إن فيها من المشقة وفيها من التعب وفيها من الإرهاق لنفس الإنسان ولكن عليك أن تصبر وعليك أن تجمع نفسك وتجلس نفسك في موطن معين وأن تفتح هذا الكتاب وأن تذاكر وأن تعلم بأنك بعملك هذا تتقرب للخالق سبحانه وتعالى وأنك تؤجر عليه فإذا حققت هذه الأمور فاعلم أنك من خلال الصبر يمكن أن تحقق النجاح إذا ذلك من أسرار النجاح بالإضافة إلى سر يغيب عن كثير من الناس إن من أسرار النجاح في العمل وفي الدراسة أيضا وفي علاقة الإنسان مع الآخرين علاقة المرأة مع زوجها، علاقة الزوج مع زوجته، علاقة الجار مع جاره، علاقة المجتمع مع بعضه البعض، إن من أهم أسرار النجاح حسن الخلق إن الإنسان ليصل بحسن خلقه المراتب العليا وليس ذلك لكفاءة عالية فيه وإنما بسبب علو خلقه فإذا أنت أيتها الزوجة عليك أن تحسني الخلق مع الزوج وأنت أيها الزوج عليك أن تحسن الخلق مع الزوجة حتى الموظف في عمله عليه أن يحسن الخلق في تعامله مع من يرأسه في عمله وكذلك بالنسبة للرئيس في العمل مع من تحته إن هذه الأمور إذا اجتمعت بإذن الله سبحانه وتعالى سوف يتحقق هذا النجاح يتحقق هذا النجاح فإذا تحقق النجاح فلا تكله إلى نفسك وعليك أن تجعل سبب هذا النجاح هو الخالق سبحانه وتعالى فلا(2/304)
تغتر بأنك أنت السبب في هذا النجاح وأن تؤدي حق هذا النجاح وهو أن تشكر الخالق سبحانه وتعالى فإذا شكرت فإن الخالق قد تأذن بزيادة هذا الخير الذي أنت فيه وهذا النجاح طالما أنت من الشاكرين.
هذه هي أسرار النجاح أو من أسرار النجاح إذا أخذنا بها فإن الله عز وجل بإذنه وبما قد جعله من أسرار في كونه يحقق لنا النجاح نسأل الله عز وجل أن يحقق لنا هذا النجاح في جميع شؤوننا في حياتنا وفي أعمالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
منكرات في أفراحنا
الشيخ خالد بن محمد الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.(2/305)
أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد يقول الله تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري ومسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) ونحن الآن في الإجازة التي يكثر فيها الزواج وكل زوج وزوجة يتمنون الزواج ويسعون إلى إنجاحه ولكن هذا النجاح لا يكون إلا إذا سلك الزوج والزوجة رضا الله عز وجل إذا سلكوا الطريق الذي يرضي الله سبحانه وتعالى وابتعدوا عما يغضبه سبحانه وتعالى ولهذا سوف أذكر لكم بعض المنكرات التي تحدث قبل الزواج وأثناء الزواج أثناء ليلة الزواج فهناك منكرات عديدة سوف أنبه عليها فالمنكر الأول هو عدم اختيار الزوجة الصالحة من البداية عدم اختيار الزوجة الصالحة كأن يختار الإنسان زوجة جميلة ولكن بعيدة كل البعد عن الصلاح أو مثلا زوجة ذات مال مثلا لكنها بعيدة عن الصلاح وهذا له أثر سلبي على تربية الأولاد وعلى حياتك وعلى إسعادك ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( تنكح المرأة لأربع ثم قال فاظفر بذات الدين تربت يداك ) فإذا المنكر الأول من البداية أن تختار الزوجة الصالحة ولا مانع أن تبحث عن الجمال أو تبحث عن ذات المال أو ذات الحسب والنسب لا مانع لكن مثلا إذا وجدت هذه الصفة صفة مثلا الجمال أو الحسب انظر إلى دين المرأة فإن كانت صاحبة دين فاسلك معها وإن كانت جميلة ولكنها ليست صاحبة دين فاتركها.(2/306)
الأمر الثاني غلاء المهور وهذا من أكبر المشاكل التي تواجه الشباب فكثير من الشباب بلغ الثلاثين ولم يتزوج لماذا؟ بسبب غلاء المهور وكثير من الفتيات جلست في بيت أبيها لماذا؟ لسبب غلاء المهور لأن بعض الآباء هداهم الله يزوج ابنته بثمانين ألف ، بمائة ألف أو بما يقارب هذه المبالغ وهذا من المشاكل ومن المصائب التي حلت بالأمة الإسلامية النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول، يقول ( أعظم النساء بركة أيسرهن مهرا ) ولهذا يعني جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تزوج بمهر يسير وزوج بناته بمهر يسير وجاء أيضا عن السلف أنهم يزوجون بناتهم بمهور يسيرة فمنهم من زوج الرجل على ما معه من القرآن ومنهم من زوج على خاتم من حديد إلى غير ذلك من القصص المعروفة، إذا هذا هو المنكر الثاني.
المنكر الثالث أيضا هو اختيار أفخم القصور فالناس الآن يعني يتباهون ويتفاخرون بفخامة القصر الذي يكون إجاره أكثر من ثلاثين ألف فثلاثين ألف تصرف في ليلة واحدة لماذا؟ أو أكثر من ثلاثين ولأي سبب خاصة أنه يوجد قصور أخرى قد لا تقل عنه جمالا ورفاهية ولكن بسعر مقبول كأن يكون مثلا خمسة آلاف أو سبعة آلاف أو على أكثر تقدير نقول عشرة آلاف لكن أن يصل الأمر إلى ثلاثين ألف وأربع وثلاثين ألف فهذا قد يعاقب الزوجان بسبب هذا الإسراف الهائل قد يعاقب الزوجان ويفشل الزواج.(2/307)
كذلك أيها الأخوة من المنكرات المشهورة الإسراف في الطعام والشراب فكم يلقى من الطعام ليلة الزواج وكم يؤكل منه ما يؤكل منه إلا القليل القليل وثلاثة أرباع الطعام وثلاثة أرباع اللحوم كلها تلقى لمن؟ لصناديق الزبالة فهذا من أعظم ما قد يعاقبنا الله عز وجل عليه لأن الله عز وجل قال ( ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) لأنهم لم يقدروا هذه النعمة ولم يشكروها ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم وإن كفرتم إن عذابي لشديد ) فإذا الإسراف في الطعام والشراب لا بد أن ننتبه لهذا الأمر ونحاول أن نقلل من هذه الكمية التي نحن نعلم على يقين أنه سوف يلقى أكثر من نصفها ثم إذا بقي شيء من هذا الطعام نحاول أن نذهب به إلى المؤسسات الخيرية لتوزعه على الفقراء أو نذهب به إلى البيوت الفقيرة بأنفسنا ونسلمهم هذا الطعام.(2/308)
كذلك أيها الإخوة من المنكرات أيضا ما يحدث في أيضا ليلة الزواج وذلك من المنكرات هو اللباس العاري ، اللباس العاري فحدث عن هذه النقطة ولا حرج حدث عن الثياب الشفافة وعن الثياب الضيقة وعن الثياب المفتوحة وعن العباءات المطرزة وعن العباءات ما تسمى بالفرنسية أو مايسمى بالكاب كلها يعني محرمة من قبل الشرع فهذه المرأة التي تظهر عورتها تقول أظهرها عند النساء فحتى عند النساء هناك حدود لا يجب أن نتعداها يجب أن نقف عند هذا الحد يعني هل يجوز للرجل أن يظهر عورته عند الرجل الجواب لا كذلك المرأة لا يجوز أن تخرج عورتها عند النساء فمنكرات خاصة الثياب والملابس يعني أمرها يطول تقلد فيها المرأة الكافرات وتقلد الفاسقات فقد يغضب الله عليك أيتها المرأة وقد يغضب الله على هذين الزوجين فيفشل الزواج بسبب هذه المنكرات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صنفان من أهل النار لم أراهما ثم ذكر منهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) فإذا وعيد شديد وعيد شديد بسبب هذه المرأة العارية الأمر يتعلق بالجنة والنار يقول صنفان من أهل النار ثم قال لا يدخلن الجنة إذا الأمر خطير أيها الأخوة.
كذلك من المنكرات التي تحدث ليلة الزفاف الغناء وإحضار المغنيات وإحضار الفرق الموسيقية وكذلك رفع الصوت بالمكبرات وكذلك استخدام واستعمال أغاني المغنين والفنانين أغاني العشق والغرام والميوعة فكل هذا الأدلة واضحة على تحريمه فقد يقول قائل نحن نريد إعلان النكاح نعم إعلان النكاح مشروع أن يضرب بالدف ويغنى بعض الأغنيات الطاهرة العفيفة ويكون بالدف الذي مغلق من جهة واحدة لا يكون بالطبل الذي مغلق من الجانبين لكن الأمر الآن تعدى الطبل الأمر الآن وصل إلى الموسيقى ويؤتى بمغنيات وفرق ويصرف عليها من الأموال الطائلة وهذا أمر خطير.(2/309)
كذلك أيها الأخوة من المنكرات أيضا السهر إلى الفجر يعني نحن كنا نتضايق من الشباب الذين يسهرون إلى الفجر فالآن النساء تسهر إلى الفجر وعلى ماذا؟ على الغناء والرقص والموسيقى في الوقت الذي ينزل فيه ربنا عز وجل كما أخبر صلى الله عليه وسلم فيقول (من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له) وهؤلاء النسوة يغنين ويرقصن وبينهن العديد من المنكرات.
كذلك أيها الأخوة من المنكرات أيضا وهو من الأمور المهمة جدا التي يجب أن ننبه عليه وهو استعمال جوال الكاميرا تأتي المرأة وتدخل ومعها جوال الكاميرا وتدخل في هذا الزواج تستطيع أن تصور من تشاء بهذا الجوال تستطيع أن تصور من تشاء من النساء اللاتي في كامل زينتهن ثم تري هذه الصور للرجال وقد تخرج الصورة كأن مثلا تدخل في الانترنت أو غيرها ثم يحدث من ذلك الشيء أو الشر العظيم ولذلك مسألة جوال الكاميرا يجب أن يبحث وأن ينبه عليه في كل مكان حتى لا تحدث الفوضى ولا يحدث الفساد.(2/310)
كذلك من المنكرات قصات الشعر العديدة التي تقلد فيها المرأة الكافرات وتقلد فيها الفاسقات وتقلد فيها الحيوانات أو تقلد فيها الرجال يعني هناك قصات تقلد فيها المرأة الرجل فتنظر إلى المرأة وكأنها رجل ليس عندها شعر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ) فهذه القصات وهذه الأشياء يعني تستطيع المرأة أن تكون جميلة من غير هذه القصات المحرمة قص الشعر ليس فيه شيء إذا لم يكن إذا كان بالحدود المشروعة ولم تقلد فيه المرأة كافرة ولا فاسقة ولكن قص الشعر إذا كان بحدود فهذا كما أفتى فيه العلماء فإنه لا بأس به ، كذلك الذهاب إلى ما يسمى بالكوافيرة والجلوس عندها الساعات الطوال وكذلك إظهار العورة لهذه المرأة بحجة التجميل وبحجة إظهار المرأة بصورة حسنة كل هذه من المنكرات التي يجب أن ينتبه لها الزوج والزوجة ويبعدوها عن زواجهما ويسعى الزوج والزوجة إلى كل ما يرضي الله عز وجل من أجل أن ينجح هذا الزواج.
أسأل الله لي ولكم التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد
خطورة الظلم والمعصية في الخلوات
الشيخ عبد الله بن محمد العسكر
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(2/311)
أما بعد أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إن العمل الصالح الذي يعمله المسلم ليرجو عند الله عز وجل أن يرى نتيجته وثمرته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وكلنا مغادرون هذه الدنيا وغدا سنلقى أعمالنا فهنيئا لمن أتى يوم القيامة وقد وجد ذلك العمل الذي عمله في الدنيا وجده عند ربه عز وجل أضعافا مضاعفة هذا والله هو الرابح وهذا والله هو السعيد حقا وليست العبرة بكثرة العمل ولا بتنوعه ولا حتى بالمشقة التي ربما تصيب الواحد منا بسبب ذلك العمل إنما العبرة في حقيقة الأمر هي بقبول ذلك العمل عند رب العالمين وكما قال بعض السلف لو أعلم أن الله قبل مني حسنة واحدة لم أبالي بعد ذلك بما فعلت فسألوه عن ذلك قال لأن الله جل وعلا يقول ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ولا شك أن هناك عباد من عباد الله أسأل الله جل وعلا أن لا يجعلني وإياكم من هؤلاء عباد من عباد الله يعملون الصالحات ويعبدون الله عز وجل ولكنهم يأتون يوم القيامة فيفاجئون بأن النتيجة غير ما يتصورون (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ) إنها طامة الطوام ومصيبة المصائب ولاشك أن ذلك لايكون إلا بأن هناك أسبابا هي التي دعت إلى فساد ذلك العمل وإلى أن يرد ذلك العمل على صاحبه يوم القيامة لأن ربنا عز وجل اعدل العادلين وأحكم الحاكمين (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) فلعلنا أن نتحدث إخوتي وأخواتي في هذه الدقائق حول بعض ما يخشى أن يكون سببا في حبوط ذلك العمل حتى ننتبه منه ونحذر فلا يأتي العبد يوم القيامة فلا يجد عند ربه عز وجل كما قال سبحانه وتعالى ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا)(2/312)
مما يكون سببا في إحباط العمل وفساده الجرأة على الله بالمعاصي في الخلوات ، الجرأة على الله بالمعاصي في الخلوات ، الخلوة ماهي الخلوة أن تكون في مكان لا يراك فيه أحد من الناس فتعمل المعصية أو أن تكون في مكان لا يستنكر الناس منك فعل هذه المعصية فالذي يذهب مثلا إلى بلاد الإباحية والفجور ويفعل المعاصي يعد ممن خلا لأنه في مجتمع وفي بيئة لا تستنكر هذه المعصية فإذا إذا خلا المرء وفعل المعصية استخفافا وقلة تقدير لرؤية الله عز وجل له فإنه معرض أن يكون ممن حبط عمله ولا أعني أيها الأخوة والأخوات بأن كل من فعل فعلا في الخلوة ومعصية في الخلوة أن الله يحبط عمله لا إنما المقصود أن يكون هذا هو ديدنه وهذا هو هجيراه دائما يستمر كلما خلا فعل المعصية وكلما ابتعد عن أعين الناس وظن أن لا أحدا من الناس يراه بادر وسارع بفعل تلك المعصية هؤلاء معرضون لأن يحبط الله أعمالهم الصالحة نعم أيها الأخوة وعمدة ذلك حديث توبان رضي الله تعالى عنه وأرضاه الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث مخيف مروع حديث تقشعر له أبدان الصالحين والصالحات يقول عليه الصلاة والسلام ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا يجعلها الله هباء منثورا ) عند ذلك خاف الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون هذا أعمال أمثال جبال تهامة بيضا ثم ماذا؟ قال يجعلها الله هباء منثورا قالوا يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا لعلنا ألا نكون منهم نخاف ربما يكون الإنسان منهم وهو لا يدري ولعلنا أن لا نكون من هؤلاء قال صلى الله عليه وسلم إما إنهم من جلدتكم ويتكلمون بألسنتكم قال ويصلون كما تصلون ويأخذون من الليل أيضا لهم نصيب من صلاة الليل من قيام الليل، سبحان الله من أهل قيام الليل ويصبح العمل هباء منثورا إن هذا والله لعجب إذا ماهو السر قال (ولكنهم قوم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها هؤلاء(2/313)
أحبط الله أعمالهم الصالحة فلم يجدوا لها عند الله عز وجل رصيدا ولا ميزانا لأنهم ماذا؟ استخفوا برب العالمين ولهذا يقول وهيب بن الورد رحمه الله يقول اتق الله ، اتق الله ، اتق الله أن تجعل الله أهون الناظرين إليك ربما العاصي إذا أراد أن يفعل معصية غلق الباب ولو دخل عليه طفل صغير لاستحيى استحيى منه أن يراه على هذه المعصية أما رب السماوات العلا الذي يراه من فوق سبع سماوات والذي أمره بيده عز وجل لا يستحي منه
إذا ماخلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولاتحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفي عليه يغيب
لا تظن أنك حينما تكون في داخل غرفتك أو حتى ولو كنت في جوف البحار أو في كهف من الكهوف أو مغارة من المغارات لا تظن أن الله لا يراك لا والله ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (وأسروا قولكم ) تحدي من الله عز وجل تحدي لؤلائك العصاة قال عز وجل ( وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) الله عليم بما في نفسك بما في داخلك يعلم به فكيف بما تعمله من الأعمال الظاهرة فلتتق الله أخي المسلم ولتتقي الله أيتها الأخت المسلمة لنتق الله عز وجل ولنحذر ونربي أنفسنا على أن نراقب ربنا عز وجل في كل حال وهذه مرتبة الإحسان العظيمة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم ( أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) يقينا وجزما أنه عز وجل يراك لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.(2/314)
يحكى أن أحد الشباب ذهب إلى إحدى البلاد الإباحية ودخل وجلس في غرفته ينتظر بغيا من البغايا أجارنا الله وإياكم فلما جاءت إليه وأراد أن يمارس الفاحشة معها التفتت هذه البغي في الغرفة وكانت بوذية على ديانة بوذا فرأت على الطاولة صنما صغيرا لبوذا فقالت مهلا فقامت وأخذت غطاءا وغطت إلهها فتعجب هذا الشاب المسلم من هذه الفعلة قال لماذا فعلت هذا قالت إنني أستحي أن أفعل هذه الفعلة المشينة أمام إلهي، سبحان الله عند ذلك تحرك الإيمان في قلبه وانتفض وقال تفعلين هذا مع إله صنعتموه بأيديكم حجر لا يملك نفعا ولا ضرا وأنا لا أستحي من الله الذي بيده ملكوت السماوات والأرض
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
ورجع تائبا من هذه الفعلة حينما تذكر رقابة الله تبارك وتعالى له ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) فالله الله أيها الأخوة والأخوات في أن ننتبه ونحذر من أن نكون ممن يتجرأ على ربه عز وجل في الخلوات فيخجل من الناس ويستحي من الناس ولكنه لا يستحي من رب العالمين.(2/315)
وهناك أمر آخر أختم به حديثي في هذه الحلقة من المحبطات المفسدات للعمل الصالح والتي ربما بعض الناس يتهاون بها ولا يعلم أنه عند الله عظيمة إنه ظلم الناس والاعتداء عليهم قولا وفعلا نعم إن بعض الناس تجده كثير الخطأ على غيره سواء بلسانه أو بيده ربما يتحدث في أعراض المسلمين بالغيبة والنميمة أو ربما بالسب والشتم واللعن أو ربما يأكل أموالهم أو ربما يعتدي عليهم بالضرب والقتل ونحو ذلك وهذه حقوق للناس لا يمكن أن يتركها الله عز وجل يوم القيامة حتى يقتص من صاحبها ولهذا جاء في مسند الإمام أحمد يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدواوين ثلاثة يعني يوم القيامة الدواوين ثلاثة ديوان لا يغفره الله أبدا وهو الشرك بالله / إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة / وديوان لا يعبأ الله به أبدا وهو ظلم العبد لنفسه وديوان لا يتركه الله أبدا وهو ظلم العباد بعضهم لبعض) القصاص لا محالة إذا يا أخي الكريم ويا أختي الكريمة احذرا أن تكونا ممن يعتدي على الناس بأي شكل من أشكال الاعتداء لأن المرء محمل بالذنوب بنفسه وبمعاصيه التي لا يعلم بها إلا الله عز وجل أفيزيد عليه أعباء أخرى أفيزيد عليه من الذنوب شيئا آخر احذر يا أخي ويا أختي أن تكونا ممن أخطا على غيركما وإن كنتما قد فعلتما ولا أحد يسلم من هذا فالله الله في أن تتحلل منه ممن اعتديتم عليه اليوم لان النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ذلك كما جاء في الصحيح البخاري يقول صلى الله عليه وسلم ( من كانت له عند أخيه مظلمة فليتحلله منها اليوم قبل أن لا يكون درهم ولا دينار) يوم القيامة ليس هناك إلا الحسنات والسيئات العملة التي تروج يوم القيامة واحدة حسنة وسيئة ولهذا جاء في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم ( أتدرون من المفلس قالوا المفلس من ليس له درهم ولا متاع -هذا هو الذي يتبادر إلى الذهن- فقال صلى الله عليه وسلم إنما المفلس من أمتي يوم القيامة من يأتي بصلاة وحج(2/316)
وزكاة وصيام ولكن يأتي وقد شتم هذا وسب هذا وأكل مال هذا وقذف عرض هذا فيؤخذ من حسناته ) لاحظوا يا أيها الأخوة والأخوات لاحظوا كيف القصاص يوم القيامة يؤخذ من حسناته فتعطى لمن ظلمهم وتخيل معي أخي الكريم وأختي الكريمة أنه يأتي يوم القيامة العبد فرحا بصالح الأعمال فيقال له مكانك انظر عن يمينك فيرى فإذا هناك طابورا طويلا من الناس يريدون القصاص منه هذا يقول إنه ضربني وذاك يقول إنه شتمني وذاك يقول إنه أكل مالي وهكذا وقد يكون من بين أولائك من قد يكون من بينهم ناس هم من أقرب الناس إليك قد يكون من بينهم أبوك أو أخوك ولهذا ذكر القرطبي رحمه الله في تفسير قول الله عز وجل ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ) قال يفر منه لأنه يخشى أن يرى أباه أو يرى أخاه يوم القيامة فيتذكر أن له عليه حقوقا في الدنيا فيفر ويذهب يقف بين يدي الله عز وجل ليقتص منه بين يدي جبار لا يظلم عنه أحد هذا هو المفلس قال عليه الصلاة والسلام (فيؤخذ من حسناته فتعطى لمن ظلمهم) على قدر المظلمة يعني ربما يذهب إلى فلان عشرين صلاة وذاك ألف صلاة وذاك حجك الذي بذلت فيه جهدا وتعبت يكون بعد ذلك لغيرك (فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )(2/317)
نسأل الله عز وجل أن يجيرنا وإياكم من عذاب النار يا أيها الأخوة والأخوات ختاما هي وصية لنفسي وصية لإخواني وأخواتي أن نتقي الله عز وجل في ماقدمنا من أعمال ولنحافظ عليها فوالله لهي أغلى من الذهب والفضة إن الخسارة الكبرى أن يأتي المرء يوم القيامة فيجد أعماله قد ذهبت أدراج الرياح ولا يجد له عند الله عز وجل شيئا ...أسأل الله بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين وأن يغفر لنا زلاتنا وأخطائنا وأن يجمعنا بكم جميعا في مستقر رحمته ودار كرامته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين (وحسن أولائك رفيق) وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
قل آمنت بالله ثم استقم
الشيخ تركي بن عبد الله الغامدي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واهتدى بهديه إلى يوم الدين.(2/318)
أيها الأحبة أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أحبتي ها أنا معكم في هذه الحلقة تحت عنوان قل آمنت بالله ثم استقم ودعوني ابتداءا أسمعكم هذه القصة التي يرويها لي صاحبها وهذا معلم يدرس في المرحلة الابتدائية وعادة مايدرس المدرس في هذه المرحلة جميع التخصصات يقول هذا المعلم قال كنت أدرس جميع التخصصات إلا الدين دائما أرفض أن أدرس مواد التربية الإسلامية قال وفي أحد الفصول الدراسية طلبت الإدارة مني أن أدرس مادة الحديث للصف الخامس فأبيت ورفضت وقلت أدرس ما شئتم أطلبوا أي تخصص لكن أنا أدرس دين؟ مستحيل قال وبعد الإقناع وافقوا على أن يكون تدريسي لها لمدة وجيزة بعدها أعفى من هذا قال وأخذت تدريس هذه المادة على مضض إذ هيأتي وحالي لا ينم عن هذه المادة قال ودخلت على أبنائي الطلاب في الصف الخامس الابتدائي قال وكان أول حديث في المنهج الذي سأشرحه هو الحديث الشريف عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم أن رجلا قال يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال قل آمنت بالله ثم استقم قال فلما أردت أن أشرح هذا الحديث للطلبة وتأملت في نفسي وتأملت في حالي قال والله لكأنما أسمع هذا الحديث لأول مرة وكأنما النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم يخاطبني بهذا ويقول قل آمنت بالله ثم استقم قال فشعرت برهبة في نفسي وكانت نظرات الأبناء من الطلبة والاستفهامات التي ترتسم على وجوههم إذ كيف يا أستاذنا تدرسنا هذا الحديث قل آمنت بالله ثم استقم ولا نرى عليك أثر هذا الحديث من أثر الإيمان والاستقامة على العمل الصالح قال فانتهيت من الحصة الأولى وكان لزاما أن أعيد ذات الدرس في الفصل الآخر قال ودخلت وأنا أسير وفي رأسي قل آمنت بالله ثم استقم ، قل آمنت بالله ثم استقم وكأنما هاتف يهتف قال ودخلت الفصل الآخر ثم بدأت أشرح ومازال الأمر كذلك يدور في نفسي والحديث كأنما أنا الذي يخاطب به ونظرات الطلبة(2/319)
مازالت إلى الآن تؤثر في كالطعنات قال فخرجت وركبت سيارتي عائدا إلى بيتي في نهاية الدوام قال أردت أن أسمع الأغنية فتذكرت قل آمنت بالله ثم استقم قال فما استطعت عادة ربما كنت أنام عن صلاة العصر إذا رجعت من الدوام قال هذه المرة لم أستطع لماذا قال مازال في رأسي قل آمنت بالله ثم استقم قال ومن الغد عدت لأشرح لبقية الفصول حديث قل آمنت بالله ثم استقم قال والله لكأنما صار هذا الحديث طعامي وشرابي وهوائي يعيش معي.(2/320)
انظروا أحبتي إخوتي وأخواتي كيف أراد الله له هذا الخير وساقه إليه قال وبعد فترة وجيزة أتى موسم الحج قال فقلت لصحبة معي ألا تعينني على الخير لكن قلت أنا يا أخوة أنوي على الحج قالوا معك نحج معك قال وركبنا جميعا في سيارتي وذهبنا إلى الحج قال فلما لبست ثياب الإحرام أخرجت الدخان في يدي قال فتأملت فإذا بي ألبس لباسا عظيما أقدم به في وقوف عظيم بين يدي الملك جل جلاله وتقدست أسماؤه وتذكرت قل آمنت بالله ثم استقم قال كم هي الأيام ثلاثة أيام الثامن والتاسع والعشر ثم أتحلل من لباس الإحرام لن أدخل يقول أقول لزملائي حتى أدع هذا الإحرام قال وفي اليوم العاشر بالفعل لما حللت من إحرامي ولبست ثيابي أتو إلي أصحابي قالوا يا فلان خذ انتهت المهلة قال بقي من الحج هذا اليوم واليوم الذي يليه ثم في اليوم الثاني عشر أغادر فلعلي أن يكون حجي كله خاليا من هذه المعصية قال وبالفعل فلما كان اليوم الثاني عشر تعجلنا وذهبنا فلما خرجنا من مكة أرادوا أن يدخلوا مقهى لغرض الشيشة والدخان فقلت لهم والله لا أعود إلى هذا الدخان ولا إلى هذه الشيشة بعد اليوم أبدا قال ورجعت إلى بلدي الذي أدرس فيه وهذا الحديث في نفسي وتغيرت حالي فأصبح رجلا مباركا داعية إلى الله عز وجل حريصا على الطاعة أعرفه وأحسبه والله حسيبه وأصبح الذي كان بالأمس لا يريد أن يدرس مادة الدين أبدا أصبح الآن ممن يسابق لتدريس هذه المادة وممن يسابق لإقامة المناشط الطيبة المباركة في تلك المدرسة.(2/321)
ماالذي غير هذا الكيان إنه حديث (قل آمنت بالله ثم استقم ) أليست أحبتي من دلائل النبوة وبراهين الحق أن يكون هذا القول المختصر الوجيز أن يكون له هذا الأثر في تغيير هذا الإنسان بل والله الذي لا إله غيره لو أن كل مسلم تأمل آيات الله عز وجل وأحاديث الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله لتتغير أحوالنا كثيرا لكن أحبتي المشكلة أننا نسمع هذه النصوص ولكن لا نفكر لا نتدبر ألا تتأملون إلى ثمرة الاستقامة العظيمة لأن أيها الأحبة بعض الناس يعني يتحمس لفعل معين من أعمال الاستقامة لكن الحديث يقول ( قل آمنت بالله ثم استقم ) يعني تستقيم على هذه الطاعات والعبادات حتى تلقى رب الأرض والسماوات وهو راض عنك.(2/322)
أحد السلف أظنه سعيد بن مسيب رحمه الله ورضي الله عنه يقول إنه منذ أربعين سنة ما أذن المؤذن إلا وهو في المسجد انظروا يا أحبتي إلى الاستقامة على الطاعة أربعين سنة ما يؤذن المؤذن إلا وهو في المسجد وخمسين سنة يقول عنه ابنه خمسين سنة مافاته قيام الليل ليلة أبدا إنها الاستقامة على الطاعة لاغرو فإننا إذا تأملنا ثمرة الاستقامة الحقيقة يا أخوة أن كل نفس تتوق إلى هذه الاستقامة ألا تتأملون لهذه الآية في قول الله عز وجل (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) الله أكبر إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا بشرى لك يامن تريد الاستقامة م قد تواجه صعوبة قد تواجه ثقل قد تواجه بعض المغريات قد تواجه بعض الصوارف عن هذه الاستقامة لكن إذا تأملت الثمرة والله تهون عليك بل وتلذذ بالسير في طريق الاستقامة انظروا إلى أول الثمار إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم ماذا الملائكة إنهم ليسوا صحابة ولا علماء ولا صالحين بل هؤلاء الملائكة هم الذين يتنزلون على هذا المسلم متى في أحلك فترة وفي أحلك موقف يمر بالإنسان الموقف العصيب وهو خروج الروح ليس ثم موقف في هذه الحياة يا أحبتي أعظم واشد على الإنسان من هذا الموقف في هذا الموقف إن كنت من أهل الاستقامة البشرى لك تتنزل عليك الملائكة انظروا إلى تكريم الله أيها الأخوة والأخوات لهذا العبد المستقيم ولهذه الأمة المستقيمة الملائكة تتنزل تكريم من الله عز وجل لهذا المسلم بإيش تتنزل ألا تخافوا ولا تحزنوا لا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على ماوراءكم ثم البشرى العظيمة الجليلة أسأل ربي أن أكون وإياكم من يبشر بهذه البشرى ماهي وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ألستم كنتم تقرؤونها في كتاب الله وتسمعون بها في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هاهي البشرى لكم أنت يا فلان ابن فلان أنت يا فلانة بنت(2/323)
فلان أبشروا بالجنة بشرى الملائكة ثمرة ماذا هذا ثمرة الاستقامة وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) إن المستقيم يا أيها الأحبة الكرام الذي لزم الطاعة وحافظ عليها وجاهد نفسه من اجل البقاء عليها هذا وليه الله عز وجل في الدنيا والآخرة ماذا ترون إنسان رب العالمين جل جلاله وتقدست أسماؤه ولي له أي نجاح أي سداد أي إعانة أي نصر أي توفيق سيكون لهذا الإنسان لا شك أنه القمة في الدنيا وأيضا في الآخرة (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون) انظر ماذا تشتهي نفسك أيها الأخ الكريم ماذا تطلب ماذا تريد ماذا تتمنى رب العالمين سبحانه وتعالى يقول (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ) كل ما تشتهي النفس تجده و (ولكم فيها ما تدعون ) كل ما أردت أدعوا به يأتيك ثمرة ماذا ثمرة الاستقامة.(2/324)
أيها الأحبة الكرام أيها الأخوة الأجلاء أيها الفضلاء دعوة للاستقامة (قل آمنت بالله ثم استقم) إننا جميعا نؤمن بالتوحيد والصلاة والصوم والزكاة وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وفضل الذكر وغيرها من محاسن الأعمال وفضائل الخصال لكن من منا يا أحبتي يستقيم على هذا الأمر من منا يقول بحمد الله مافاتتني الصلاة في وقتها من منا يقول ما أغضبت والدي ولا والدتي من منا يقول ما غشوت مجالس الفسق والفجور والغيبة والنميمة لماذا لأنني لزمت الطاعة واستقمت عليها هكذا تصفو حياتنا وهكذا نشعر بهذه النعمة الجليلة وتذكروا إذا قرأتم نصا من كتاب الله عز وجل ومن هدي رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تذكروا أننا جميعا مخاطبون بهذا النص وهذا الذي أثر في هذا الشخص الذي ذكرت لكم قصته آنفا أقول يا أحبتي لما سمعت قصته وذكرها لي تذكرت سبحان الله ماكان على عهده صلى الله عليه وسلم نقرأ عن أناس يسمعون آية أو قول من أقواله صلى الله عليه وسلم وتتبدل حالهم ونتعجب وإذا بنا نرى هذا الأمر أمامنا وهو من عظمة هذا الدين اسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلني وإياكم أيها الإخوة والأخوات ممن استقام على هذا الدين حتى لقي رب العالمين اسأله جل وعلا أن يصلح لي ولكم النيات والذريات وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته إلى الملتقى أحبتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الشيخ تركي مسعود الدلبحي(2/325)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد ابن عبد الله وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً إلى يوم الدين أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حديثي إليكم هو عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلكم الشعيرة التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وبين سبحانه وتعالى أنها من صفات المؤمنين وحث الله سبحانه وتعالى عليها الأمة وبين أن خيرية هذه الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول جل وعلى كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فانظروا يا رعاكم الله بأي شيء نالت هذه الأمة هذه الخيرية هل بذكائها هل بقوة أبدانها هل بمالها هل بكثرتها لا والله وإنما ذاك بأنها خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر لهذا يقول جل وعلا ولتكم منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون الله أكبر فإن أردنا أن نكون من المفلحين إن أردنا أن نكون من الناجين من عذاب الله عز وجل فعلينا أن نتمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أنفسنا وفي أهلينا وفي امتنا على حسب استطاعتنا ولهذا قال الله سبحانه وتعالى يا أيها الذين أمنوا قو أنفسكم و أهليكم النارً وقودها الناس والحجارة الله أكبر فإذا تمسكنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قمنا به على الوجه الذي طلبه الله منا وعلى الوجه الذي شرعه لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أفلحنا وأنجانا الله سبحانه وتعالى من الفتن التي هي تتلاطم الآن بالأمم يمنة ويسرى ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا ً يقول الله جل وعلا عن صفة من صفات المؤمنين التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافرن لحدود الله وبشر المؤمنين الله اكبر ويقول سبحانه تعالى أيضا ً عن صفة عن أن الأمر(2/326)
بالمعروف والنهي عن المنكر صفة من صفات المؤمنين والمؤمنات كما قال جل وعلا في قوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولائك سيرحمهم الله أولائك سيرحمهم الله فإذا تمسكنا بهذه الشأيرة إذا تمسكنا بشأيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتصفنا بها والتزمنا بها أفلحنا في الدنيا و الآخرة ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بتغير المنكر على حسب استطاعتنا كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى منكم منكرا فلًيغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذاك أضعف الإيمان فإذا ً نحن أمرنا بتغيير المنكر على حسب الاستطاعة ننكر باليد إذا كنا في بيوتنا ينكر صاحب السلطان في بيته ينكر الأمير في إمارته ينكر المسئول في إدارته ينكر الولي في ولايته الإنكار باليد على حسب الاستطاعة في الأمة وفي المجتمع يعود إلى صاحب الصلاحية كرجال الهيئة ورجال الحسبة الذين خولهم ولي الأمر بالإنكار باليد
وكالشرط أيضا ً الذين خولهم ولي الأمر بالإنكار باليد والرجل في بيته والمرأة في بيتها ثم إذا عجزنا عن الإنكار باليد ننتقل إلى الإنكار باللسان بالنصيحة والتوجيه والإرشاد واللين يصلح الله سبحانه وتعالى الأحوال وتستقيم الأمور فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في فلاح للأمة في الدنيا والآخرة ولهذا وفيه نجاح أيضا ً ولهذا جاء بصحيح البخاري وفي السنن و المسانيد من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم(2/327)
أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أن خرقنا في نصيبنا خرقا ً ولم نؤذي من فوقنا فإن تركوه وما أراود هلكوا جميعاً هلكوا جميعا ً وإن أخذوا على أيديهم نجو ونجو جميعا ً هكذا الأمة إذا أخذت على أيدي السفهاء إذا أخذت على أيدي الجهلة ومنعتهم من ارتكاب المحرمات وفعل المعاصي والمنكرات نجت الأمة بإذن الله عز وجل فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سفينة النجاح من تمسك بها نجا ومن تخلف عنها هلك يقول الله سبحانه وتعالى في صفات المؤمنين الذين أن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر ولله عاقبة الأمور ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن بسند صحيح من حديث حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده والذي نفسي بيده لا تأمرن بالمعروف ولا تنهون عن المنكر أو لا يوشكن الله أن يبعث عليكم عقاب منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم الله أكبر ويقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه كما جاء عنه في السنن بسند صحيح أنه قال يأيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وإني سمعت إنكم تقرؤون هذه الآية يا أيها الذين أمنوا لا يضركم يا أيها الذين أمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشى بأن يأمهم الله بعقاب منه فالحزر أيها الأخوة من مغبة ترك العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والواجب علينا جميعاً أن نتكاتف وأن نتآمر بالمعروف وأن نتناها عن المنكر وأن نتعاون على البر والتقوى كما قال الله سبحانه وتعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان الله سبحانه وتعالى ينهى هن الفحشاء كما قال جل وعلا إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإتاء ذو القربة وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتذكرون ونبيه صلى الله(2/328)
عليه وسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر كما في قوله سبحانه وتعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونهم مكتوبا ً عندهم بالتوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم أصرهم الأغلال التي كانت عليهم فالذين أمنوا به وعذروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولائك هم المفلحون ويقول الله عز وجل وهو يخبرنا أن عبادته أن عبادة الله سبحانه وتعالى أيضا ً تنهى عن الفحشاء كما في قوله جل وعلا إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وعباده يأمرون أيضا ً بالمعروف وينهون عن المنكر كما في قوله تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة أولائك سيرحمهم الله ولهذا أيها الأخوة وأيتها الأخوات المشاهدات ينبغي علينا جميعا ً أن نتآمر بالمعروف وأن نتكاتف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكون بعضنا عونا ً لبعض على طاعة الله سبحانه وتعالى وأن ننتهي عما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى عن صفة من صفات بني إسرائيل الذين كانوا على الصلاح والخير كما في قوله جل وعلا ليسوا سواءَ من أهل الكتاب أمة ٌ قائمة ُ ويتلون آيات الله في الليل وهم يسجدون ويؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين وأن يجعلنا وإياكم من الأمرين بالمعروف الفاعلين له الناهين عن المنكر المجتنبين له وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يصلح أحوالنا جميعا ً وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأسأله سبحانه وتعالى على أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
وقولوا قولا سديداّ
فضيلة الشيخ تركي بن عبد الله الغامدي(2/329)
الحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على عبد ورسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن أقتفى أثره واهتدى بهداه اللهم ربنا ألف على الحق قلوبنا وأصلح ذات بيننا وأهدنا سبل السلام وجنبنا المعاصي والآثام واجعلنا من الراشدين أخوتي وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسمحوا لي ابتدءاً أحبتي أن أبدأ لكم بضرب هذا المثل لو أن معلماً في مدرسة من المدارس ضبط على وضع مخل ولنفترض أنه كان متعاطي للمخدرات أو الخمر وهي جريمة عظيمة جداً من كل مسلم فكيف إذا كانت من معلم ثم أتانا بعد ذلك من يقول إن كل المعلمين الذين أعدادهم بعشرات الألوف ومئات الألوف كلهم أهل سكر ومخدرات وأنه يجب أن تغلق المدارس ويجب أن نسحب أبناءنا من هذه المدارس أترون أيها الأخوة والأخوات الكرام أن هذا حكم عدل أترون أحبتي أن هذا القول قول سديدا أنا أثق تماماً أن الجميع وكل عاقل يرى أن هذا القول قول إجحاف وظلم ليس بعده ظلم إذ كيف يكون هذا العمل الشاذ النشاز الذي لا يمثل إلا من قام به ثم يسحب هذا الأمر على كل أحداً اتصف مع هذا الشخص بكونه معه في سلك التعليم أردت من هذا المثال أيها الأحبة أن أدخل إلى نقطة مهمة في ظل الأحداث التي تمر بها بلادنا العزيزة حرسها الله من ظهور هذا الفئة الباغية الضالة التي تسربلت في الدين وغلت وتنطعت فيه وعلى الرغم أن هذا الفئة قليلة مضمحلة وهي في اضمحلال إن شاء الله إلا أنك تعجب من بعض الناس حينما انساقوا خلف بعض الدعايات وجروا هذا الحكم على كل إنسان يظهر منه أثر الاستقامة ألم تسمعوا يوماً إنسان قال المتدينين إرهابيين أو متطرفين كل إنسان حريص على الصلاة حريص على تطبيق السنة لحيته أو ثوبه فهو إرهابي أليس هذا ظلماً ورجماً بالظلم والبهتان يا أخوان عبد الله بن سلول هذا المنافق ابنه من الصحابة نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم ما أخذ الابن بجريرة أبيه(2/330)
على العلاقة الوطيدة بينهما لكن هي قاعدة شرعية عظيمة ولا تزر وآزرتٌ ورز أخرى أليس من الظلم أن نأتي إلى أقدس شيء عندنا وهو هذا الدين الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نأتي لفعل بعض الذين أدعوا أنهم يحملون هم هذا الدين ويقومون بواجهة هذا الدين فعملوا هذه الأعمال ثم نرجره على سائر الناس الذي يظهر منهم الخير والصلاح ونقول هم على ذات الصفة مع أن مواقفهم وأرائهم وأقوالهم واضحة جلية بينة ما فيها أي لبس ولا غموض غاية في الشفافية والوضوح إن هذا الأعمال أعمال إجرامية بعيدة الدين وعن الاستقامة وعن منهج الحق وعن هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا القول يقال ليس رغبة أو رهبة وإنما لأنه دين يدين الإنسان به إلى الله عز وجل ثم يأتي من يحمل الناس الصالحين كل هذا الأمر(2/331)
خذوا على سبيل المثال يعني بعض الناس بدأ يتكلم قال المناهج الشرعية المراكز الصيفية حلقات تحفيظ القرآن الكريم الدورات المكثفة المخيمات الدعوية هذه التي تفرق الإرهاب هذا القول أصلاً باطل عقلاً قبل أن ننظر إليه في الواقع يعني الآن الذين ارتادوا هذه الأماكن في البلاد بالملايين أعدادهم على السنوات الماضية ولو كان هذا القول في نسبة واحدة بالمائة من الصواب لظهر هذا على مئات الألوف فكيف به وهو على أعداد نشاز بل جل هؤلاء كانوا يناصبون هذه المناشط العداء ويرون أنها ليست على منهجهم الذي يريدونه من التشدد و الغلو ثم يأتي من الظلم والإجحاف أن ترمي هذه البواطل الخيرة الطيبة المباركة التي هي نعمة أن ترميها بهذا الكلام يعني عجبت يعني مرة كنت في حفل تحفيظ القرآن الكريم في أحد المساجد فاخبرني أحد الأخوة أن أحد الإباء أتى وأخذ أبنائه من الحلقة وأخرجهم لماذا قال خايف على أبنائه من الإرهاب عجيب القرآن والمسجد إرهاب أخوان هذا ظلم وهذا جهل بالعكس أقوى طريقة لدحر الإرهاب وصد الإرهاب وصد التطرف هو القرآن والمسجد ومجالسة أهل العلم هذا هو الصحيح لأن الذي يصد ابنه أو نفسه عن الخير هو يمارس أصلاً إرهاب لكن بشكل أخر ويمارس نوع من التطرف ولكن بشكل أخر يعني بعض الناس يعني الأبناء في أسى وحزن يقول والدي يقول يا ابني أتعبد عن أهل التدين وأهل المخدرات وش معنى هذا القول أليس هذا ظلماً يا أخوان أهل المخدرات مثل أهل التدين لأن اثنين أو ثلاثة وعشرة وعشرين ارتكبوا جرماً وتلبسون باللباس الدين يا أخي خطأهم عليهم لكن لا نحرم أنفسنا وأولادنا الخير أيضاً ابن أخر يقول اجتمع والدي وأعمامي علي كلهم يحاولون إقناعي أن أحلق لحيتي وخلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما دخل هذا في مسألة التطرف والإرهاب الذي تركها إقتداءً بمحمد صلى الله عليه وسلم مو إقتداءً بالفئة الضالة الباغية بعض الذين يلمزون أهل الصلاح والخير ويبدأ يعني(2/332)
يحارب أبواب الخير ظناً منه أنه يصد الإرهاب والتطرف عنه نعم من حق الأب والأم وولي الأمر أن يسأل ابنه أين تذهب مع من تجلس من هؤلاء فإذا وثقة أنهم من أهل الخير والصلاح الواجب ليس أن آذن له فحسب لا بالعكس أشجعه أعينه أدعمه أرفع معنوياته هذا هو الصحيح وهذا هو العقل والمنطق يا أخوان في زمن الآن الفتن وكثرة المغريات والشهوات من هو الذي يتيسر له أن يكون ابنه أو بنته على الصلاح والتقى سبحان الله ما أنسا رجل كان ابنه على الصلاح والخير فما زال به انتبه أنت ابن تطرف وإرهاب يا بوي ما أدري تطرف ولا إرهاب تعال شوف الحلقة شوف دروس العلم والمشايخ نحن في بلد ولله الحمد والمنة يا أخوان أقولها بالفم المالئان نحن في بلد ينصر الخير ويعين على الطاعة يعني مدارس تحفيظ القرآن الكريم المراكز الصيفية المخيمات الدعوية في طول البلاد وعرضها وترعا من قبل ولاة الأمور يشجعونها يعينون عليها بالمال والقول والمواقف والدعم والتشجيع المسألة ليست في سراديب أو في مناطق مظلمة مناطق تحت الأضواء ومنافع ينتفع الناس جميعاً والخير ولله الحمد في المجتمع فأخذ هذا الابن يحاول يقنع والده يا والدي أنظر إذا كان في الأمر لبس عليك أنا أتركه إذا كان الأمر ولله الحمد واضح وجلي ولا في أي إشكال فدين الله عز وجل والدعوى له منذ محمد صلى الله عليه وسلم ما هي حديثه لكن الأب أبا على ابنه أن يترك أهل الخير والصلاح وبالفعل تركهم طبعاً شاب لم يتسنى له صحبة خيرة لن يجلس وحيداً أجتالته شياطين الأنس فكان مع أصحاب السوء فتردا حاله وتغير أمره وفرط في صلاته وأشتد عقوقه والديه بل ووقع في شرب الحرام وفعل الحرام حتى عاد الأب بعد فترة وهو يبحث عن أهل الخير يقول تكفون يا أهل الخير أرجوكم تعالوا خذوا ابني إلى الخير أرجعوه إلى أيامه السالفة سبحان الله من السبب الذي كان في وضعه في هذا الحال ألست أنت الذي حجرت عليه بالخير الواجب أن تعينه يا أخي وتشجعه(2/333)
وتدعمه ثم أقول يا أخوا كلمة تأملوها ألسنا إذا قلنا بهذا القول ألسنا نقدم نصراً لهذه الفئة الباغية لماذا لأن إذا قلنا بهذا القول يعني أن مئات الألوف والملايين من الناس هم امتداد لهذا الفكر والأمر ليس كذلك لا من قريب ولا من بعيد بل أهل الخير والصلاح والعلم الراسخ ضد هذا الفكر فلماذا نحمل الناس الصالحين أعمال فئة ضلت طريق الصواب ولهذا أنا أدعو الآباء والأمهات إلى أن نشجع أبنائنا وبناتنا على الاستفادة من هذه المناشط الطيبة المباركة الموجودة في البلاد ولله الحمد والله يا أخوان نعمة يعني قابلنا كثير من الأخوة من بلاد أخرى يقول نتمنى ما أنتم فيه من خير وفتح أبواب الطاعة وطلب العلم النافع واستغلال الوقت الصالح ولذلك أقول لكل أب وأم أحمد الله على صلاح ابنك وابنتك وكن مشجعاً له نعم انتبه لا يكن في طرق الضلالة والغواية ولكن شجعه على الخير قد يخطأ قد يقصر لكن لتكن أنت من يعينه على الخير ثم كما بدأت الكلام اختمه بأن نتذكر هذه الآية العظيمة التي أوصانا الله عز وجل فيها ونادانا فيها بندائه العظيم يا أيها الذين أمنوا يا أيها الذين أمنوا أتقوى الله وقولوا قولاً سديدا قولاً صحيحاً صواباً صادقاً عدلاً قولاً سديدا إن مما يخشى على بعض الناس إطلاق لسانه في الأخيار والصالحين وكل مرة نرى عالم أو داعية أو رجل عليه أثر الصلاح والخير بدأ يرمي التهم جزافاً وابدأ يعني يتكلم في عرضه وبدأ يعني يستحل الكلام فيه وبدأ يثبط الناس في الخير هذا يا أخوة ضلال عظيم وخلاف القول السديد يا أخي أقل الأحوال أمسك عليك لسانك أمسك عليك لسانك لا تذهب تخبط يميناً وشمالاً ونتذكر جميعاً يا أخوان أن ديننا وقرآننا وملتنا لا نقبل المساومة عليها ولو أتى من شوهها حتى من أبنائها فأنه ليس من العلاج الصحيح أن نأتي ولنفسد ما تبقى بل الواجب أن يوضع الخطأ في حجمه وعلى أهله ويبقى أهل الخير والصلاح والدعوة لله عز وجل على بصيرة والعلم(2/334)
النافع والعمل الصالح تظل هذه الراية شريفاً مرفوعة خفاقة تعان ويعان أهلها وتوضع لهم المكانة اللائقة بهم التي وضعها الله عز وجل لهؤلاء مرة أخرى أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإياكم أيها الأخوة والأخوات الكرام أن يرزقني وإياكم تقواه وأن يعينني وإياكم على القول السديد وأن يطهر هذه الألسن من قول الحرام والشهادة بالحرام إلى أن ألتقي بكم إن شاء الله أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
المحافظة على صلاة الفجر
الشيخ محمد بن علي الحفيتي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أوقاتكم بكل خير سعدنا بلقاء مبارك نتكلم فيه عن مكانة صلاة من الصلوات الخمس ربما ضعف قدرها وقل ميزانها عند بعض الناس هدانا الله وإياهم جميعا إنها صلاة الفجر الصلاة المباركة التي هي مقدمة اليوم والتي هي محظورة مشهودة من الملائكة عليهم الصلاة والسلام أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ..
تشهده الملائكة الكرام لذلك أقسم الله سبحانه وتعالى بهذا الوقت المبارك فقال ( والفجر) والله سبحانه وتعالى كثيرا ما يقسم بأشياء لها قدر ولها مكانة على غيرها من الأشياء لذلك هذا الوقت المبارك ينبغي أن نعتني به عناية فائقة ولنجعل له قدرا كبيرا في قلوبنا وفي مجتمعنا وفي تربيتنا وتوجيهنا هذا الوقت المبارك جاءت الأدلة القرآنية بفضله كما جاءت الأحاديث النبوية المباركة بمكانته لذلك فضل الله سبحانه وتعالى من حضره على من لم يحضره وجاءت الفضائل المباركة للذين يحضرونه ويوفقون لأدائه جماعة مع المسلمين يكفي من ذلك أن من أدى هذه الصلاة جماعة مع المسلمين كان بحفظ الله سبحانه وتعالى وهنيئا لمن كان بحفظ الله ونصرته وكلاءته.(2/335)
يروي لنا الإمام مسلم في صحيحه من حديث جندب رضي الله عنه قال قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى الصبح فهو في ذمة الله حتى يمسي ) وكذلك أيضا من أدى هذه الصلاة وأدى العشاء كذلك كان كمن أحيا الليل كله قياما وركوعا وسجودا...روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ) ولذلك أيضا من صلى هذه الصلاة فهو بإذن الله من أهل الإيمان لأن أهل النفاق ثقيلة عليهم تلك الصلاة وهي أيضا ثقيلة على من تشبه بهم، يروي لنا الشيخان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ) ولذلك من أدى هذه الصلاة جماعة مع المسلمين فإنه بإذن الله يحفظه سبحانه من عذابه وينجيه من النار ، يروي لنا الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي زهير عمارة قال قال عليه الصلاة والسلام ( لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) وهي أيضا سبب لدخول الجنة كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي موسى قال قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى البردين دخل الجنة ) وهي أيضا سبب لكرامة الله وأعظم نعيم في الجنة وهو النظر إلى وجه الله الكريم كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث جرير قال قال عليه الصلاة والسلام ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا ) ولذلك هذه الصلاة المباركة من حافظ عليها حفظه عز وجل ونجاه من العذاب المترتب على تركها والتخلف عنها.(2/336)
ثبت في صحيح البخاري من حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خبر رؤياه التي رآها في منامه هو وجبريل عليه السلام أنهما مرا على رجل قائم على رأسه ملك عظيم معه حجر يرض رأسه بالحجر فيتدهدهه ثم يأخذ الحجر ليرضه أخرى فما إن يرفع الحجر إلا ويعود الرأس كما كان فهو على هذه الحال رض وإعادة، رض وإعادة إلى يومنا هذا إلى أن تقوم الساعة عذاب في القبر عذاب في البرزخ فصورة بشعة صورة كريهة منظر عظيم فاستفسر عنه وعن فعله عليه الصلاة والسلام فقيل له ذلك رجل أخذ القرآن فرفضه ونام عن الصلاة المكتوبة جزاءا وفاقا لما تلذذ بالنوم المحرم على هذه الوسادة اللينة عوقب برض رأسه والعياذ بالله ، كذلك من حافظ على هذه الصلاة كان من الذين تشهد لهم الملائكة عند الله سبحانه وتعالى فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال قال عليه الصلاة والسلام ( يتعاقبون فيكم ملائكة في الليل وملائكة في النهار فيجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم سبحانه وهو أعلم كيف تركتك عبادي ؟ فيقولون أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ) يشهد لهؤلاء في أداء الصلاة والمحافظة عليها في وقتها ويشهد على الآخرين بتركها أو بالمعاصي أو بالمخالفات والعياذ بالله.(2/337)
كذلك أيضا الذي يحافظ على هذه الصلاة يكرمه الله تعالى بكرامته ولذلك ماظن الجميع بكرامة أكرم الأكرمين كرامة أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة قال قال عليه الصلاة والسلام ( من غدا إلى المسجد أو راح اعد الله له نزلا كلما غدا أو راح ) الغدو أول النهار والرواح آخر النهار فلنحافظ على هذه الصلاة ولنأمر بها من تحت أيدينا والخطاب موجه للجميع للأب في بيته وللأم في بيتها و للصغير حينما يؤمر بالصلاة وأدائها وكذلك أيضا لمن كان أمينا ومن كان راعيا لأسرته ولأهله فذلك خطاب للجميع ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر قال قال عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) لذلك الشريعة جاءت بتربية النشئ على هذه الصلاة المباركة كما ثبت في الترمذي من حديث عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال عليه الصلاة والسلام (أأمروا أبناءكم بسبع واضربوهم عليها لعشر ) نأمرهم بالصلاة ، نأمرهم بالصلوات كلها وكذلك بهذه الصلاة المباركة وأيضا البعض تجده يتخلف عن الصلاة بحجة النوم والنوم ليس حجة فهناك سبل وهناك طرق وهناك وسائل لهذه الصلاة ولأدائها جماعة مع المسلمين هناك النوم المبكر من أسباب أدائها ، هناك أيضا وضع المنبهات، وهناك أيضا أسباب أخرى كالنوم على طهارة والنوم على ذكر وكذلك أيضا نوجه نداءا لأخواتنا المسلمات بارك الله فيهن نقول هناك من يتساهل بالصلاة عموما وبالأخص صلاة الفجر يوجد من أخواتنا من تصلي مع طلوع الشمس وهناك من تصلي بعض الصلوات متأخرة والحجة في ذلك أنها ليست مربوطة بمسجد أو بغيره وهذا من الغلط لذلك يروي لنا الشيخان عن ابن مسعود قال قال عليه الصلاة والسلام حينما سئل أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة لوقتها وفي لفظ بأحب بأول وقتها فما المانع أن تصلي المرأة المسلمة في أول الوقت إذا دخل وقت الفجر ، إذا دخل وقت الظهر ، إذا دخل وقت العصر ، العشاء وهكذا وتؤديها على راحة وطمأنينة(2/338)
...
وكذلك أيضا يوجد من يتكاسل عن الصلاة ويتخلف عنها بحجة أنه نام أو بحجة أنه ما أوقظه أحد أو بحجة أنه مرهق أو أشياء لا تجدي بل ولا من عذاب الله تنجي فلنحافظ على الصلاة ولنأمر بها من تحت أيدينا ولنصبر ولنصابر على طاعة الله..
قال الله تعالى ( واأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) فالصلاة هي الصلة بين العبد وبين ربه ، الصلاة هي التي تقربنا من الله سبحانه وتعالى أقرب مايكون العبد من ربه وهو ساجد كما في حديث أبي هريرة عند مسلم هذا فضل عظيم هذه الصلاة طمأنينة للقلب ، انشراح، هدوء وكذلك حياة إيمانية إذا دخل الإنسان في هذه الصلاة وأقبل على ربه سبحانه وتعالى وبالأخص كما تقدم في هذه الصلاة المباركة صلاة الفجر فإن من تركها كما جاء في الأثر أنه يصبح نكدا في يومه ويصبح معذبا نفسيا كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن من لم يصلي يصبح خبيث النفس كسلان لماذا لأنه قد لابسه الشيطان كما جاء ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال عليه الصلاة والسلام ( إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنشق ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خياشيمه ) وجاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين ( يعقد على ناصيته ثلاث عقد ) بل ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود حينما سئل عليه الصلاة والسلام وأخبر عن رجل نام حتى أصبح قال( ذلك رجل بال الشيطان في أذنه أو قال أذنيه ) فمقاربة الشيطان وملابسة الشيطان جعلته خبيث النفس كسلان طيلة يومه فلنحذر من هذه الأخلاق ولنحذر من هذه الأفعال ولنحذر من التكاسل عن الصلاة ولنجتهد ولنجد في أدائها ونعبر بها من تحت أيدينا كما تقدم والخطاب للجميع.
أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قل هو من عند أنفسكم
الشيخ د.ابراهيم بن محمد قاسم(2/339)
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أيها الأخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته في هذه الحلقة المباركة ننطلق معا من آية كريمة وهي قول الله جل وعلا في سورة آل عمران (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) آية كريمة نزلت على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في حدث عظيم يعتبر هو حدث غير مجرى تاريخ المسلمين وقع فيه بالمسلمين من الهزيمة وما وقع برسول الله صلوات الله وسلامه عليه حينما وصل المشركون إليه وكسروا رباعيته وشجوا رأسه حتى قال صلوات الله وسلامه عليه كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم أو كما قال صلوات الله وسلامه عليه.(2/340)
هذا الحدث وقع بسبب مخالفة ومعصية من المسلمين وهي معروفة ومذكورة في كتب التاريخ والحديث حينما خالف الرماة أمر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فأمرهم أن يقفوا على جبل معين وأن لا يغادروا حتى ولو رأوا إخوانهم يقتسمون الغنائم وحتى لو رأوا في المقابل أن المشركين قد هزموهم فإنهم لا يغادروا هذا المكان ولكنهم خالفوا أمر رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فوقعت تلك الهزيمة درسا لهم ولمن بعدهم وقد بين الله تعالى في كتابه هذه القصة وبين أن سبب الهزيمة والفشل الذي وقع لهم إنما هو بسبب هذه المخالفة ولذلك قال ( قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) إن هذا الأمر يجب أن يفعل في حياة المسلمين ويجب أن يعلم المسلمون أن ما يصيبهم على مستوى الجماعات أو على مستوى الأفراد إنما هو من عند أنفسهم وبسببهم وهذه سنة الله تعالى في خلقه يقول الله سبحانه وتعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) وقال جل شأنه ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) فما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة وهذه الابتلاءات إنما هي عقوبات ونذر من الله جل وعلا وقد بين الله في كتابه أنه يرسل هذه المصائب تخويفا لعباده يقول الله جل شأنه ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمودا ناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) وقال جل شأنه في سورة الأعراف ( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون )(2/341)
فأيها الأخوة وأيتها الأخوات المصائب والكوارث والنوازل التي تحل بالإنسان سواء كان على مستوى الجماعة أو على مستوى الفرد ما يصيب الفرد من نوازل في نفسه، في أهله، في ماله، في من حوله إنما هي عقوبات وهي في نفس الوقت رفعة درجات لمن احدث توبة ورجعة إلى الله عز وجل ولكن القلب الحي هو الذي يدرك أنه إنما أوتي من قبل نفسه وبسبب ذنبه ولذلك سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم لما قلت ذنوبهم عرفوا من أين يؤتون فكان الرجل يحاسب نفسه فيعرف ماهو الذنب الذي وقع فيه حتى حصل له ما حصل ولذلك يقول بعض السلف إني لأعرف أثر المعصية في خلق دابتي وزوجي لأنه قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وهذا لاشك أنه مبدأ عظيم وهو مبدأ المحاسبة وقد علق الله جل وعلا الفوز والنجاة والفلاح في محاسبة هذه النفس وفي مخالفتها قال جل شأنه ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) وهذا بعد قوله ( ونفس وماسوَاها ) فإذا أردنا نجاتنا فلنحاسب أنفسنا وإذا صلحت أحوالنا على مستوى الأسر فستصلح بإذن الله تعالى على مستوى الجماعات أما حين تقسو القلوب فإنها لا تشعر بالعقوبة فيرسل الله عز وجل ألوانا من المصائب ولكن يبقى هذا القلب وأبعد الناس عن الله صاحب القلب القاسي وما ضرب عبد بعقوبة كما ورد في الحديث أعظم من قسوة القلب والعياذ بالله ومن مظاهر قسوة القلب أن الإنسان لا يشعر بهذه العقوبات فنحن في هذا العصر وفي غير هذا العصر نعاني من ألوان من المصائب تحل بنا وبمن حولنا فالواجب علينا أن ندرك أن كل ما أصابنا إنما هو بسبب أنفسنا وأن الله جل وعلا لا يظلم العباد شيئا ولذلك الله سبحانه وتعالى يملي للظالم لكنه إذا أخذه فإن أخذه أليم شديد كما قال جل شأنه ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) ففي البداية نذر وفي البداية آيات يرسلها الله عز وجل حتى يحصل التخويف وحتى يعود العباد إلى ربهم ولكن إذا استمروا فإن هذه غفلة وقسوة توجب(2/342)
العقوبة العامة كما ورد في هذه الآية التي أشرت إليها قبل قليل فعلينا إذا أردنا أن نعالج أوضاعنا أن نراجع أنفسنا وعلينا أن نتفقد أنفسنا خاصة في الجوانب التي ربما يستهين بها بعض الناس وقد ورد في الحديث أنها مهلكة وهي الذنوب في الخلوات فما أكثر أن نغفل عنها قد يحاسب المرء نفسه وقد يظهر بمظهر الاستقامة ويظهر أمام الناس على انه من أهل الخير ولكنه يستهين بجوانب ربما تكون مؤثرة في عقوبته وفي عقوبة من حوله ولذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث عظيم ينبغي أن نتذكره وينبغي أن نعايش على ضوئه واقعنا فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الآخر في الحديث منبها على وضع أقوام يقول هم منا ويأخذون من الليل كما نأخذ ويصلون كما نصلي ولكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنهم بعيدون عن رحمة الله وأنهم لا يدخلون الجنة فلما سؤل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن سبب ذلك قال ( إنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) هذه النقطة التي نغفل عنها كثيرا ونغفل عن محاسبة أنفسنا وتقصيرها في جوانب قد لا تظهر للناس مثل العجب والكبر والرياء وأمراض النفس الداخلية التي ربما تكون مؤثرة في حبوط العمل وربما تكون مؤثرة في العقوبات ومع ذلك نغفل عنها فعلينا أن نحاسب أنفسنا وأن نراجع أنفسنا وأن نعلم أن ما أصابنا ويصيبنا إنما هو بسبب منا فإذا كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه والذين معه هم صحابته هم خير جيل هم الذين اخذوا من العبادة ما أخذوا وهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم الذين ناصروه ومع ذلك عوقبوا بسبب مخالفة واحدة بسبب معصية واحدة وقعت الهزيمة ووقع الفشل ووقع ما وقع حتى وصل إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أعظم مصيبة في تاريخ المسلمين وذلك كله بسبب مخالفة واحدة فكيف نقول نحن الذين أسرفنا على أنفسنا وأغرقنا في الذنوب والمعاصي ولو تأمل الإنسان حياته(2/343)
لوجد كما هائلا وربما لا يستطيع إحصاءه من الذنوب والمعاصي هذا لا شك موجب لأن يكون الإنسان يعني دائما رجاعا إلى الله محاسبا لنفسه وليتذكر في الجانب الآخر أنه مهما أسرف فإن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء كتب على نفسه الرحمة غلبت رحمته غضبه أو سبقت رحمته غضبه كما ورد فعليه أن يتذكر هذا الجانب وعليه أن يلج الباب الواسع الذي لا يمكن أن يرد عنه أحد حتى ولو ارتكب ما ارتكب حتى لو ارتكب أكبر الكبائر وهو الشرك ألا وهو باب التوبة فباب التوبة مفتوح لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها كما أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكما هو ظاهر القرآن في قوله تعالى ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) فالتوبة باب عظيم يجب أن نلجه لأجل أن يزول ما بنا من مصائب من كوارث على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة.(2/344)
فأيها الأخوة وأيتها الأخوات هذه النفوس التي بين جنبينا لا شك أنها عدو لنا تأمرنا بكل شر تأمرنا بالمخالفة تأمرنا بالخروج عن الصراط المستقيم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم يستفتح خطبه بخطبة الحاجة وفيها ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ولما جاءه أبو بكر الصديق وهو الصديق رضي الله عنه وطلب منه أن يعلمه دعاء يدعو به فقال قل (اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم )فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلمنا كيف ننجو من شرور أنفسنا لأن هذه النفس كما اخبرنا الله تعالى أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فهي أمارة بالسوء ولذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن نستعيذ بالله من شرها والنجاة من شرها بما ذكر الله عز وجل بمحاسبتها ومخالفتها يقول الله عز وجل ( فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) تعلق دخول الجنة على مخالفة هوى النفوس لأن النفوس تأمر بما هو فحشاء وبما هو منكر وبما هو من معصية الله عز وجل هذا هو الأصل في النفوس ولذلك أمرنا الله عز وجل أن نستعيذ بالله من شرور هذه النفوس.(2/345)
فأيها الإخوة وأيتها الأخوات لا شك أن ما يحل بنا وما نعانيه من مجتمعنا بل وحتى ما يعانيه الإنسان من صعوبات في حياته إنما مرده إلى الذنوب والمعاصي وإنما مرده إلى المخالفات التي تقع منه كما أخبر الله جل وعلا عن جيل الصحابة فإذا علم السبب فإن الواجب علينا أن نعالج ذلك بالطريق الشرعي وهو التوبة إلى الله عز وجل والرجوع إليه سبحانه وتعالى فإذا علمنا أن ذلك هو السبب فعلينا أن ندرس واقعنا وأن نحاسب أنفسنا وأن نعلم ما وقعنا فيه وأن نعيد أنفسنا إلى جادة الصواب إن الله جل وعلا وعدنا ووعده لا يخلف ووعده الحق أننا إذا نصرنا الله عز وجل بالانتصار على شهواتنا بالانتصار على نفوسنا فإن الله عز وجل سوف يحقق وعده ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) فعودا عودا حميدا إلى الله عز وجل التزاما بالصراط المستقيم سيرا على منهج السلف الصالح فذلك هو النجاة وهو الفلاح ولنحذر كل الحذر من آفات النفس ومن هوائل النفس ولنحذر من الوقوع في الذنوب والمعاصي فإنها سبب كل شر وبلاء نعاني منه على مستوى أفرادنا وعلى مستوى مجتمعاتنا اللهم وفقنا للتوبة النصوح ، اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أثر الأخلاق على الصحة النفسية
الدكتور /عادل أحمد الزايد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، حقيقة أنا ودي أبتدأ هذه الحلقة معكم بأبيات كنت أرددها وأنا طفل صغير مع مجموعة من الأصدقاء وكذا وهي أبيات لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول في هذه الأبيات التي كنا ننشدها يقول:
وقف الهدهد يوما بباب سليمان بذلة
قال يامولاي قل لي عيشتي صارت مملة
مت من حبة بر أحدثت في الصدر غلة(2/346)
لا مياه النيل ترويه ولا أمواه دجلة
وقف السيد العالي وأشار لمن كان حوله
قال ما أرى الحبة إلا سرقت من بيت نملة
إن للظالم يوما يشتكي من غير علة
سبحان الله وأنا كنت أردد هذه الأبيات وأنا طفل صغير مع أصدقائي وأقراني ماكنت أظن أبدا بأن معاني هذه الأبيات في يوم من الأيام ستتحول إلى جزء رئيسي من حياتي اليومية في العمل لكن هذا واقع وهذه حقيقة إحسان الإنسان في خلقه مع الناس جزء أساسي من صحة الإنسان النفسية كيف لا يكون هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) الرسول صلى الله عليه وسلم يلخص دعوته النبوية ، الدعوة النبوية يلخصها بأنها بعثة حتى يتمم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق ، هذا الدين بما فيه من صلاة وصيام وزكاة وحج ووو...كل هذه الأمور إنما تدفع الإنسان حتى يحسن أخلاقه ومافي شك بأن حسن الخلق هو من الأشياء الرئيسية التي يحتاجها الإنسان حتى يتحقق عنده التوازن الداخلي الذي يحقق له السعادة والراحة النفسية يعني إذا نحنا رح نتكلم في حلقة اليوم لا بد يعني أنكم تنتبهون إلى قضية مهمة جدا وهي أني سأستخدم كلمة السعادة والصحة النفسية بتبادل مابينهم لأنهم الاثنين قد يعنون شيء واحد ، السعادة هي منشد كل إنسان فينا كل إنسان فينا يبحث عن هذه السعادة والسعادة هي التي تتحقق عندما يحدث ارتياح نفسي وتوازن نفسي وهذا التوازن النفسي لن يحدث إلا حدث عندنا توازن داخلي لكن طول ماهناك عدم وجود اتزان في هذه النفس من الداخل يستحيل أن تتحقق السعادة يستحيل..(2/347)
فإذا حتى تتحقق السعادة لابد أن يكون هناك توازن داخلي هدوء داخلي وهذا الهدوء لا يتحقق عند الإنسان وهو غير مستقيم في خلقه ، خلنا نشوف موقف تلك الصحابية الجليلة الغامدية وهي تذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول طهرني يا رسول الله فالرسول صلى الله عليه وسلم يعدها ويقول اذهبي حتى تلدي وتذهب ماشاء الله ما أن تذهب من أشهر ثم تعود للرسول صلى الله عليه وسلم وتحمل رضيعها في يدها فتقول للرسول صلى الله عليه وسلم طهرني يا رسول الله فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذهبي حتى تفطميه فتذهب سنتين وتعود للرسول صلى الله عليه وسلم ومعه قطعة من خبز فتقول للرسول صلى الله عليه وسلم مرة ثالثة طهرني يا رسول الله(2/348)
، عن ماذا تبحث الغامدية رضي الله عنها وأرضاها تبحث عن الاتزان الداخلي تبحث عن الهدوء الداخلي تبحث عن الاستقرار الداخلي لأنه تبحث عن السعادة تبحث عن كمال الصحة النفسية ، فالصحة النفسية المستقيمة لا تتحقق دون حدوث هذا التوازن الداخلي لكن هنا لابد أن أقول شيء مهم جدا بأن الصحة النفسية التي أتكلم عنها هنا هي صحة المشاعر النفسية لا أتكلم عن الأمراض النفسية فالأمراض النفسية هذه أمراض عضوية تتأثر بمؤثرات أخرى بعوامل الوراثة بعدم الاتزان في موصلات الإشارة العصبية داخل المخ وهكذا هذه الأمراض النفسية وتريد يعني علاجا عضويا حتى نستطيع أن نعالج هذه الأمراض النفسية ولكن ما نتكلم عنه هنا صحة المشاعر النفسية استقامة وتوازن الصحة النفسية من الداخل وليست الأمراض النفسية هذه الصحة النفسية تستدعي من الإنسان أن يكون في حياة مستقيمة متوازنة وهادئة خليني أقول لكم قصة هذا الشاب اللي أنا شاهد عليها لا أنقلها عن أحد وإنما أنا معايش لهذه القصة وهذا الشاب أتى لي في عيادتي في مستشفى الطب النفسي يشتكي من مرض خوف ركوب الأصنصيل كنت أعتقد أنه مرض من أمراض الخوف وبدأت أعالج هذا المرض معاه في جلسات نفسية وبعض الدواءات العلاجية ويعني قدر الله سبحانه وتعالى أن حالته تتحسن شيء فشيء ولكن كان يرجع لي ويقول لي دكتور أنا ثمان سنوات وأنا أعمل في نفس المكتب هذا في الطابق الخامس من نفس العمارة ثمان سنوات وأنا أركب يوميا بالأصنصيل إلى الطابق الخامس وأنزل يوميا من الطابق الخامس إلى الأرضي عشان أروح بيتنا بنفس الأصنصيل بنفس العمارة ثمان سنوات متتالية يعني هل يعقل أن أصاب بمرض خوف من الأماكن المغلقة هكذا فجأة بالفعل هو نبهني إلى قضية مهمة يعني المرض لا يحدث هكذا فجأة بين يوم وليلة فتنبهت للقضية هذه وقلت له يعني شو اللي يخليك تخاف بأنك أنت تركب الأصنصيل فقال حقيقة ما يرعبني ويخيفني إني أنا خايف أموت قلت له وليش أنت خايف(2/349)
تموت يعني مافي شك أن كل واحد فينا يعني هذا الأمر يحدث له نوع من ردة الفعل الداخلية ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) فقال أنا أخاف أن أموت لأني لا أريد أن ألقى الله سبحانه وتعالى على ما أنا عليه فسألته شنو أنت عليه فقال عندي علاقة لا أريدها أن تستمر على هذا الشكل فحقيقة هنا كنت يعني في حيرة من أمري هو ليس مصاب الآن بمرض حتى أستطيع أن أعالجه وإنما هو مصاب بعدم اتزان داخلي فقلت يا أخي الفاضل ليس لي وسيلة أخرى كي أساعدك بهذا إلا أن تساعد أنت نفسك بهذا الأمر أن تبتعد عن هذا الطريق وتتجاوز هذه الفترة التي حدثت في حياتك وانقطع عني تماما في العيادة ما عدنا نتشاوف واعتقدت بأن كلامي كان قاسي عليه ولذلك هو قرر أن يترك الزيارات وتمضي الأشهر عله مر تقريبا عام كامل لم أره فيه حتى كنت حقيقة ذهبت لأهنئ أحد الأصدقاء بزواج ابنه وأنا في العرس فإذا بشخص يضع يده على كتفي فأتنبه إلى هذا الشخص وإذا هو ذلك الرجل الذي كان يأتيني في العيادة أهلا فلان كيف حالك شلون أمورك قال اطمئن كل أموري بخير والحمد لله قلت له انتهى الموضوع قال انتهى كما بدأ فجأة فقلت له كيف حدث هذا قال أنهيت هذه العلاقة المحرمة فانتهت هذه الأمور كلها هذا الشاب كان عمره ثلاث وخمسين سنة ولكنه كان استطاع أن ينتج تجارة رابحة جدا جدا جدا واستطاع أن يعيش في بحبوحة من الوضع المالي وأصبح عنده يعني أسرتين هو متزوج من امرأتين ويعيش حياة بتفاصيلها المادية لا بد أن تكون حياة سعيدة لكن السعادة سرقت منه عندما انتهى التوازن الداخلي اللي داخل قلبه فإذا هذا يعيدنا إلى تلك الأبيات الجميلة لأمير الشعراء أحمد شوقي وهو يقول:
ما أرى الحبة إلا سرقت من بيت نملة، حبة صغيرة جدا سرقت من بيت نملة(2/350)
إن للظالم يوما يشتكي من غير علة والذنب حقيقة ظلم ولكنه ظلم للنفس ولذلك الإنسان سيشتكي من هذا الظلم سيشتكي من ظلمه لنفسه سيشتكي من ظلمه لعلاقته بالله سبحانه وتعالى فحتى تتحقق لنا الراحة النفسية والهدوء النفسي والاستقرار النفسي لابد أن نحسن أخلاقنا نحسن أخلاقنا في السر والعلانية نحسن "أخلاقنا مع أنفسنا كما نحسنها مع الناس من حولنا هذه قضية مهمة جدا إحنا في المثل الدارج في الكويت نقول لا تبوق لا تخاف يعني لا تسرق لا تخاف هذه حقيقة يعني لي بعض الزملاء يعملون في الجمارك يقولون يعني والله ما تحتاج القضية منا مشقة كبيرة مجرد أن نقف في صف نرى عيون الناس وهم داشين إلى المطار نعرف يعني من الذي أخبأ شيء في حقائبه مجرد النظر إلى أعينهم لأن الإنسان إذا كان فاعل شيء خطأ يعني بالضبط كالمثل العربي يكاد المريب أن يقول خذوني لا يستطيع أن يخبئ هذه اللخبطة الداخلية مهما كان محترف في هذا الأمر مهما كان مبدع في إحداثه لهذا الذنب مهما ظن أنه قد خبأ هذا الذنب عن الناس جميعا هو لا يستطيع أن يخبئ هذا الذنب عن نفسه لأنه يعلم بأنه اقترفه ولذلك هذا الأمر يجعله يشعر بهذا الضيق بهذا الاضطراب بهذه اللخبطة الداخلية وهذه اللخبطة الداخلية وعدم الاتزان هي التي تسرق من الإنسان سعادته وتسرق منه استقراره الصحي النفسي لكن ضروري جدا أن أؤكد مرة أخرى بأن استقرار الصحة النفسية شيء والأمراض النفسية شيء آخر الأمراض النفسية أمراض عضوية تحتاج إلى علاج عضوي لكن ما نتكلم عنه هنا الاستقرار النفسي الشعوري هذا أمر بعد فضل الله هو بيدك أنت تحقق هذا الشيء صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ماكان عندهم مال ولا جاه ولا شيء ولكن كانوا في قمة السعادة ألم يقل حسن البصري والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه من السعادة لجالدونا عليه بالسيوف ماذا كان يملك الحسن البصري ماكان يملك من مال الدنيا شيء ولكنه كان يملك مفاتيح السعادة(2/351)
الحقيقية وهي التوازن الداخلي توازن داخلي هدوء داخلي صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يشعرون أنهم ملكوا الدنيا والآخرة عندما فتحوا بلاد فارس وجاؤو لعمر بن الخطاب بالأرز لقوا أن أهل فارس عندهم هذا المنتج الأرز فأتوا به إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه فأطعم هذا الأرز للحيوانات أعزكم الله خمسة أيام حتى يتأكد بأن ليس فيه مضرة وليس فيه سم ولا كذا ولا كذا فهؤلاء الصحابة الذين يعني كانت حياتهم بسيطة جدا بل قد تميل إلى الفقر هذا الصحابي اللي كان يفتقدونه الصحابة يوم في المسجد ويوم لا يرونه يوم في المسجد ويوم لا يرونه فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم فقال والله لا أملك إلا ثوب واحد أنا وزوجتي يوم أنا ألبسه فأخرج ويوم هي تلبسه وتخرج ولكنهم حازوا الدنيا ومافيها وسعادة الدنيا والآخرة حازوها كاملة بهذا الاستقرار والهدوء النفسي ماكان عندهم ازدواجية في التعامل مع أنفسهم ولا التعامل مع الحياة من حولهم أخلاقهم حسنة مع أنفسهم ومع غيرهم وبهذا استقرت أمورهم في الحياة الدنيا والله سبحانه وتعالى رزقهم من الآخرة بأقصى درجاتها .(2/352)
فإذا حتى يتحقق لنا الاستقرار النفسي الداخلي وحتى يتحقق لي الهدوء وتتحقق لي السعادة اللي هي منشد كل واحد فينا ما يستطيع أحد الآن يقول والله أنا مايهمني أكون سعيد يعني يستحيل يستحيل أن يستطيع حتى الإنسان حتى أن يقنع نفسه كذبا أن يقول أنا ما أتمنى أن أكون سعيد يستحيل هذا الأمر كل إنسان فينا يتمنى أن يكون سعيد وكل إنسان ينشد هذه السعادة يعمل حتى يحصل على المال حتى يكون سعيد يتزوج حتى تستقر شؤونه الحياتية فيكون سعيد ينجب الأطفال فيراهم يكبرون أمامه حتى يكون سعيد وهكذا فإذا السعادة مطلبك ومطلبي كذلك كلنا نطلب هذه السعادة ولكن هذه السعادة إخواني وأخواتي لن تتحقق في أي شيء مادي لكن تتحقق حقيقة بتحقيقك لهذا التوازن الداخلي الذي يتحقق بحسن خلقك مع نفسك وحسن خلقك مع الناس فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن أخلاقنا مع أنفسنا ومع الناس حتى تتحقق لنا السعادة في الدنيا والآخرة واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وجزاكم الله خير.
توجيهات ونصائح للمسافرين
الشيخ عبد العزيز بن صالح الكنهل
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:(2/353)
أيها الأخوة لاغنى للإنسان عن الأسفار فقد يسافر الإنسان لأداء عبادة كالحج أو العمرة أو لطلب علم نافع أو للعلاج أو لغير ذلك المهم أن هناك ضوابط وتوجيهات للمسافرين لابد أن نتعرض لها فأقول ومن الله التوفيق ينبغي للمسافر أن ينظر أولا في سفره هل هو مباح من الناحية الشرعية أم لا فنحن أيها الأخوة متعبدون لله عز وجل في حضرنا وفي سفرنا وفي إقامتنا ولذلك ينبغي للإنسان أن يتقي الله عز وجل فإن التقوى أن تتقي الله عز وجل في حضرك في سفرك في سرك في علانيتك هذه هي التقوى أيها الإخوة أما أن يكون الإنسان في بلده متقيا لله عز وجل وفي سفره غير ذلك فإن هذا أمر خطير وينذر بالنفاق وأقول أيها الأخوة ينبغي للمسافر أيضا أن ينظر في سفره هل يتعرض في هذه السفرة للفتن هل هذا السفر لهذه البلاد فيه فتن إذا كان ذلك فينبغي له أن يجتنبه مهما كانت المغريات ومهما ألحت الزوجة والأولاد ثم أيها الأخوة إنه ينبغي لنا أن نتأمل في الواجبات السفر فيه واجبات من هذه الواجبات أن يحرص الإنسان على طاعة الله عز وجل يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها نحرص على اجتناب المعاصي فينبغي لنا أن نتأمل في ذلك وأن نأمر أيضا زوجاتنا وأولادنا وأبنائنا بذلك فتحرص على أمر زوجتك في التستر والاحتشام كذلك أيها الإخوة ينبغي لنا أن ننتبه إلى المكروهات التي في السفر بعض الناس لا ينتبه إلى هذه القضية هناك مكروهات في السفر من هذه المكروهات مثلا السهر الذي يؤدي على تفويت الواجبات كصلاة الفجر هذا الأمر بل هو ليس بمكروه بل هو محرم فإن الذي يؤدي إلى تفويت واجب فهو محرم على الإنسان ولذلك ينبغي لنا أن نتأمل في هذه الأمور(2/354)
أيضا كذلك الانشغال بالمتع واللهو والانشغال عن ذكر الله عز وجل الله سبحانه وتعالى يقول ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فينبغي لنا أن نشغل أنفسنا أيها الأخوة بذكر الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن الصلاة التسبيح التهليل لذلك نجد أيها الأخوة المسافر الآن سن له أن يذكر الله عز وجل إذا صعد يكبر وإذا نزل يسبح إذا مر إلى قرية يسأل الله عز وجل من خيرها وخير مافيها ويستعيذ بالله عز وجل من شرها ومن شر ما فيها كذلك هناك مستحبات أيها الأخوة في السفر منها التشاور بين الزوجة والأبناء والوالد ومنها حسن التهيؤ ومنها تحديد الجهة المباحة المناسبة وغير ذلك كذلك من المستحبات في السفر كثرة الدعاء لأن دعاء المسافر مستجاب بعض الناس يحرصون على دعاء السفر فقط أقول لا أيها الأخوة ينبغي لنا أيضا أن نحرص على الإكثار من الدعاء لأنكم تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر المسافر الأشعث الأغبر الذي يمد يديه للسماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له قال العلماء استفادة من هذا الحديث أن دعاء المسافر مستجاب ولكن هذا الرجل لم يستجاب دعاؤه بسبب خبث مطعمه ومشربه إذا عليك أيها الأخ المسافر وأنت في الطائرة وأنت في السيارة أن تكثر من الدعاء وأن تلح فيه لك ولوالديك وزوجتك وأبنائك وعموم إخوانك المسلمين.(2/355)
كذلك هناك أمور مهمة أيها الأخوة ماهي الأمور التي تعين على عدم الوقوع في السفر الذي تحصل بسببه بعض الأمور الغير جائزة شرعا هناك أمور كثيرة أهمها أيها الأخوة مراقبة الله عز وجل أن تتذكر بأن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم تتذكر وتؤمن بأن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير عندما تؤمن بذلك أيها الأخ الكريم وتتذكر لاشك أن هذا الإيمان وهذا التذكر يجعل في قلبك تعظيم لله سبحانه وتعالى تعظيم لحرماته سبحانه وتعالى بعدا عن معصيته عز وجل كذلك الإحساس بالأمانة فأنت مسئول عن زوجتك مسئول عن أبنائك فلا توقعهم في التهلكة لا توقعهم في أمور لا تحمد عقباها أمور تأثم بها كذلك مما يعين شكر النعم أنت أنعم الله عليك الآن بنعمة المال ونعمة الأمن ونعمة الصحة وغيرها من النعم ، نعمة الهداية لهذا الدين العظيم ينبغي أن تتذكر هذه النعم وأن تجتهد في شكرها ومن شكرها أن تصرفها في طاعة الله عز وجل وفي مايرضيه سبحانه وتعالى ومما يرضي الله عز وجل أن تسافر في أمور مباحة كعبادة كأداء العمرة وكطلب علم وغير ذلك أو السفر أيضا بالزوجة والأبناء للتنزه وهذا من الأسفار المباحة بل هي من الأسفار التي تؤجر عليها بنيتك الصالحة كذلك أيها الأخوة من الأمور التي تعين على عدم الوقوع في الأمور المحظورة أثناء السفر تذكر الموت وما بعده عندما نتذكر أيها الإخوة كلام الله عز وجل والله سبحانه وتعالى يقول ( إنك ميت وإنهم ميتون إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) أنت الآن وأنت على راحلتك وأنت في الطائرة لا تدري ها تعود إلى اهلك أم لا فينبغي لك أن تتذكر الموت تتذكر مابعد الموت تتذكر الحساب والجزاء وقوفك بين يدي الله عز وجل فإن هذا التذكر يجعلك تعظم الله سبحانه وتعالى تعظم حرماته تبتعد عن معصيته سبحانه وتعالى في السفر وفي غيره كذلك الاحتساب في ترك المخالفة(2/356)
أن تخالف الناس الناس بعض الناس قد يهوون أمور محرمة في السفر فأنت تترك مخالفتهم تقوى لله سبحانه وتعالى كذلك تقديم طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على طاعة غيرهما قد يكون أبناؤك قد تكون زوجتك يطلبون منك أمورا غير جائزة شرعا في السفر كالسفر لبلاد غير إسلامية ونحن نعلم جميعا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين ) فينبغي لك أن تتذكر هذا الحديث وأن تعمل به وأن تقدم طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على طاعة ما سواهما من الزوجة أو الأبناء ولذلك ينبغي لنا أيها الأخوة أن نعرف ماهو حكم السفر للدول التي لاتقيم شرع الله عز وجل أو الدول التي تكثر فيها المعاصي أول ومن الله التوفيق هذا السفر يجوز في حالات كحالة طلب علم لابد منه أو حالة علاج لابد منه أو حالة التجارة أو غيره من الأحوال الأخرى الجائزة لكن للبلاد التي لا تقيم شرع الله أو يسافر للبلاد التي يكثر فيها الفساد والسوء والفتن من أجل السياحة فقط فإن هذا لا يجوز تطبيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أنا بريء من مسلم يقيم بين أظهر المشركين ) وبالنسبة للدول التي تسمى إسلامية ولكن قد تكون فيها بعض الفساد فإنه لا ينبغي أيضا حتى لا نعرض أنفسنا لا نعرض زوجاتنا وأبنائنا للفتن لأننا مسئولون عنهم ونحن نتذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) فينبغي أن نتذكر هذا الحديث أيها الإخوة في هذه الأسفار وفي غيرها .(2/357)
وهناك أيها الأخوة أسباب للسفر للخارج من هذه الأسباب أيها الأخوة خاصة للدول التي لا تقيم الشريعة منها ضعف الإيمان وإلا فإن المؤمن قوي الإيمان قوي التعظيم لحرمات الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يتساهل بذلك أبدا وهو يعلم برقابة الله سبحانه وتعالى ويعلم بأن الله سبحانه وتعالى أمره بطاعته ونهاه عن معصيته لا يمكن أبدا أن يتساهل بمعصية الله عز وجل.
ولذلك المؤمن يعظم شعائر الله ويعظم حرمات الله سبحانه وتعالى ولذلك الله عز وجل يقول ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )فتعظيم حرمات الله تعظيم شعائر الله من قوة الإيمان من قوة المحبة لله سبحانه وتعالى وكذلك من يخالف أوامر الله سبحانه وتعالى فإن هذا من ضعف الإيمان وضعف الخوف من الله سبحانه وتعالى كذلك الإعلانات السياحية إعلانات شركات الطيران هذه أيضا لها أثر في جذب الناس للسياحة لهذا البلاد فأقول لإخواني أصحاب هذه الشركات السياحية اتقوا الله سبحانه وتعالى ولا تنشروا من الإعلانات إلا مافيه الخير للمسلمين فإنكم مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى كذلك حب التقليد للغير هذا موجود عند بعض أفراد المجتمع يؤثر على الناس فيذهبوا إلى هذه البلاد من باب التقليد للغير وأقول للأخوة الذين يقلدون ينبغي لكم أن تتقوا الله سبحانه وتعالى وأن تجتهدوا في تطبيق شرعه سبحانه وتعالى على تقليد الآخرين كذلك حب المباهاة وحب طلب المدح هذا أيضا مما يؤثر على الناس في سفرهم للخارج كذلك أيها الأخوة مما يلحظ كثرة سفر العوائل للخارج وأقول ينبغي أن نتنبه لهذا خاصة السفر إلى الدول التي لا تقيم شريعة الله ينبغي أن نتقي الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر وأن نتقي الله في زوجاتنا وفي أبنائنا وأن لا نوقعهم في التهلكة وقد أفتى العلماء وأفتى الشيخ ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين وابن جبريل واللجنة الدائمة بعدم جواز السفر للدول التي لاتقيم شرع الله وكذلك الدول التي يكثر فيها(2/358)
الفساد لما في ذلك من المفاسد والفتن أسأل الله الجميع التوفيق والسداد والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مفهوم السياحة في الإسلام
الشيخ محمد بن سليمان المفدى
بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعل آله وصحبه أجمعين.
أما بعد نحيي الأخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات ونسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما نقضيه من هذا الوقت اليسير معهم قربة إليه سبحانه وأن يجعله في موازين الحسنات...نتعرض اليوم لكلمة تتردد على الألسنة وفي الإعلام وغيره كلمة السياحة ترى هل هي كلمة قديمة أم أنها كلمة محدثة جاءت في هذا العصر.
إذا نظرنا إلى معاجم اللغة العربية وجدنا أن هذه الكلمة موجودة فيها مأخوذة من ساح -يسيح- يقال ساح الماء، ساح الوادي، ساح النهر، إذا سال وانتشر ماؤه إذا هذه الكلمة تعني الانتشار وتعني السيلان على وجه الأرض ولعل هذا المعنى هو الذي أخذ منه معنى السياحة في هذا العصر...السائح يذهب في الأرض ويجيء ويتردد فيها يذهب على وجهها هنا وهناك، كما أن هذه الكلمة عرفت قديما عند بني إسرائيل فبنوا إسرائيل كما هو معلوم على صنفين صنف أعطاهم الله عز وجل العلم ولكنهم لم يعملوا بهذا العلم بل عملوا بنقيضه وبخلافه...وصنف آخر لم يتتبعوا العلم ولكنهم يحبون العبادة فعبدوا الله عز وجل على جهل.
الصنف الأول ذمهم الله عز وجل ي آيات كثيرة من كتابه أنه سبحانه وتعالى حملهم التوراة أن الله سبحانه وتعالى أعطاهم العلم ولكنهم لم يعملوا به.(2/359)
الصنف الثاني ابتدعوا عبادات يظنون أنها تقرب إلى الله سبحانه وتعالى والواقع أنها تبعد عن الله ولا تقرب إلى الله عز وجل شعرة واحدة كما قال سبحانه: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) وهذا الصنف هو الذي ينطبق عليه أو يوجد أفراد منه يسمون بالسياح فما معنى السياحة عندهم...السياحة عندهم هي الذهاب في الأرض والانقطاع عن الناس والتعبد والتزهد والترهب في الصوامع، في رؤوس الجبال، في الكهوف، في الصحارى والبراري ينقطعون عن الناس لا يجالسونهم لا يكلمونهم لا يأكلون معهم يبقى الواحد وحده في هذه الصومعة، في هذا الجبل، في تلك الصحراء، في ذلك الكهف على غير ذلك هؤلاء هم الذين قال بعض السلف كما قال في ذلك بعض السلف وهو وهب ابن منبه رحمه الله تعالى كانت السياحة في بني إسرائيل أي أنها انتشرت فيهم وكثرت هذا هو معنى السياحة عندهم عند بني إسرائيل وهذا هو معناها في اللغة العربية ومعناها أيضا في القرآن جاء بأمرين.
الأمر الأول موافق لما في اللغة العربية وهو التردد في الأرض والذهاب والمجيء والإقبال والإدبار كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين) هؤلاء هم المشركون الذين لم يكن لهم عهد ولا ميثاق عند الرسول عليه الصلاة والسلام أمهلهم الله عز وجل ربعة أشهر يسيحون في الأرض يقبلون ويدبرون آمنين لا خوف عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد ذلك بعد الأربعة أشهر ينقطع عهدهم ويتوقف أمنهم.(2/360)
المعنى الثاني الذي ورد في القرآن جاء في قوله عز وجل ( عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا ) قال ابن عباس وغيره في سائحات أنهن الصائنات وكذلك قال الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين (التائبون العابدون الحامدون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) (التائبون العابدون الحامدون السائحون) ورجعا للرسول عليه الصلاة والسلام قال ابن كثير عنه بأنه مرسل جيد ورد عنه عليه الصلاة والسلام في تفسير كلمة السائحون بأنهم الصائمون ولعل هذا المعنى قد أخذ جزئيا مما كانت عليه بنو إسرائيل من العبادة والتزهد والانقطاع عن الدنيا ولكنه مفهوم شرعي مباح بل مشروع وقربة إلى الله سبحانه وتعالى إنه الصيام فهذا الصيام مفهوم في شرع الله عز وجل محبب ومرغب فيه فهذا هو إذا معنى السياحة أو معنى السائح في القرآن وفي السنة...وقد جاء رجل إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له يا رسول الله إأذن لي في السياحة ويقصد بهذا المعنى المعروف عند بني إسرائيل فرد عليه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله (سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل) وهذا معنى آخر للسياحة في الإسلام بأنها الذهاب والمجيء في جهاد الكفار المعتدين على بلاد المسلمين وحرماتهم.
السياحة في هذا العصر هل بقيت على هذا المعنى...الملحوظ الذي يلاحظه الأخوة والأخوات من المشاهدين أن هذا المعنى يكاد أن ينقلب رأسا على عقب وتتحول مفاهيم السياحة إلى النقيض كأنها الآن إذا قيل السياحة ارتبطت في الأذهان بالمجون والفساد والضياع والمعاصي والمنكرات والبعد عن الله سبحانه وتعالى وترك ما أوجب الله سبحانه وتعالى هذا هو المتبادر عند كثير من الناس وفي أذهانهم.(2/361)
ولكن الذي يجب أن نصححه أيها الأخوة والأخوات...يجب أن نصحح هذا المفهوم لدى الناس وأن نكون نحن معاشر المسلمين أن نكون قدوات لغيرنا وأن لا نكون إمعة نتابع الناس ونركض وراءهم ونلهث خلفهم يجب علينا أن نتميز كما تميزنا في ديننا وعقيدتنا أن نتميز في كل ما نطرحه للناس وأن نتميز في كل ما نأتي ونذر نحن رسل...رسل خير للناس نحن حملة عقيدة ومنهج ودين فيجب علينا أن نقدم الخير للناس أن نقدم المفهوم الصحيح للسياحة للناس كلهم.
السياحة في شرع الله سبحانه وتعالى ذكر معناها وهي واضحة ولكن معناها المتبادل في هذا العصر لا مانع منه شرعا ما لم يتلبس بمحرم بمعنى أن يذهب الإنسان ويجيء في أرض الله سبحانه وتعالى ويتفكر وينظر ويدخل البلدان ويتعرف على الناس وينظر في ملكوت الله عز وجل وفي بلاد الله هذا مما أمرنا الله عز وجل أن نفعله (قل سيروا في الأرض فانظروا) الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نتقل في الأرض ونعتبر...والإنسان إذا خرج من بيته لنزهة مباحة ويريد بذلك أن يتقرب إلى الله عز وجل بتقوية النفس وتقوية العقل وتقوية الروح واستجمام هذه الروح وإكسابها القوة لعمل قادم فإنه بهذا يكون مأجورا عند الله سبحانه وتعالى فهذا من العمل كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لحنظلة بن عامر رضي الله عنهما ولكن ساعة وساعة...ساعة للعبادة الشاقة وساعة أخرى تستجم بها النفس بأمر مباح وليس بأمر محرم كما يتبادر لأذهان بعض الناس أنها ساعة للمعصية وساعة للطاعة حاشى لله إنما هي ساعة للطاعة وساعة أخرى يستجم بها الإنسان، تستجم بها النفس لتعود إلى نشاطها مرة أخرى.
إذا الإنسان إذا قصد النية الصالحة وقصد العمل الحسن فإنه يؤجر على ذلك إذا قصد أن يأخذ أولاده وأهله في الأرض وينظر هنا وهناك ويشهدهم المشاهد الطيبة والمشاهد التي تجلو النفوس وتعين على النشاط فإنه بهذا مأجور ولكن يجب أن لا يتلبس ذلك بمعصية.(2/362)
بعض الناس يقول إننا في بلاد المسلمين يجب أن نوطن السياحة...بمعنى أن نزرع حولها المغريات التي تجلب السائحين إليها وأن نحافظ على أفراد أمتنا من أن يذهبوا إلى بلاد الشرق والغرب فيسيحوا فيها ويتعرضوا لما يتعرضوا له...قد تكون هذه النية حسنة ولكن التطبيق يكون خاطئا ينما نزرع المغريات المحرمة حول هذه السياحة ونقول نستجذب أولائك الناس الذين ذهبوا خارج البلاد يريدون الفساد ونقول تعالوا إلى بلاد المسلمين ونعطيكم الفساد ونهيئه لكم....هذا مفهوم خاطئ..هذا مفهوم خاطئ إن الله عز وجل ما أنزل داءا إلا أنزل له دواءا أنزل الله لكل داء شفاء ولن يجعل الله عز وجل شفاء أمته فيما حرم عليها فالواجب أن نعالج مثل هذه القضايا بشرع الله عز وجل الرسول عليه الصلاة والسلام حينما دعا المشركين إلى الله وإلى التوحيد وكانوا يعبدون الأصنام هل نقلهم من أصنام كبيرة إلى أصنام صغيرة...هل نقلهم من أصنام جميلة في نحتها وشكلها إلى أصنام قبيحة حتى يدعوا هذه الأصنام بالتدريج...لا إنما صدع بها واضحا عليه الصلاة والسلام وهذا الذي يجب أن يكون...أن نعرض أمور ديننا ما أراد الله سبحانه وتعالى.(2/363)
الأمر الثاني أن أولائك الذين يريدون الفساد في خارج بلاد المسلمين ويقصد بعض الناس أن يزرع حول سياحتهم المغريات المحرمة إنهم والله بحاجة إلى من يعيدهم إلى الله بحاجة إلى من يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى لا أن نجري وراءهم ونركض وراءهم وأن نلحقهم فيما يريدون من فساد...إن الذي ينبغي أن ندعوهم إلى الله وأن نذكرهم بهدف وجودهم في هذه الدنيا وفي قدومهم على الله سبحانه وتعالى أنهم سيحاسبون على كل ما عملوا وعلى كل ما قدموا فالواجب علينا إذا كما أننا متميزون في ديننا وكما نحن متميزون في شرعنا ومنهجنا أن نكون متميزين في ما نطرحه وفيما نعرضه وفيما نأتيه وفيما نذره أن نكون متميزين في هذا كله وأن نقدم ديننا للناس على طبق محفوفا بالورود وعلى طبق واضح نظيف ناصع.
أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل أعمالنا كلها في رضاه وأن يستعملنا في طاعته ويجنبنا معصيته وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
موقف المسلم من البلاء
الشيخ ناصر بن عبد الله العبيد
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أيها الأخوة المشاهدون والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء المبارك نتحدث أيها الأخوة عن سنة من سنن الله عز وجل قضى الله عز وجل لكل مؤمن أن تعود عليه بالخير إنها سنة الابتلاء.
الدنيا أيها الإخوة وهذه الحياة بمقتضى أمر الله عز وجل هي ليست حياة فارغة إنما هي حياة مزيج بين السعادة والتعاسة، الهناء والشقاء، الفرح والبكاء، تضحك وتبكي، تجمع وتشتت، رخاء وشدة، سراء وضراء، غرور لمن اغتر بها وعبرة لمن اعتبر بها.(2/364)
كم فيها من محن ورزايا وفتن وبلايا (ونبليكم بالخير والشر فتنة وإلينا ترجعون ) لكن يا رعاكم الله متى استحكمت الأزمات وترابطت الضوائق على هذا العبد فإنه لا منجأ له ولا مفزع له إلا بالله عز وجل والتوكل عليه..التوكل والصبر الذي يحمل في طياته حسن الظن بالله والأمل به....
آمنت بالله ما تبقى الحياة بنا وإن صفا عيشنا فيها على حال
مروا عليها ومثل العمر نطلبها ولم تزل بين إقبال وإدبار
من ذا الذي نال في دنياه غايته من ذا الذي عاش فيها نعم الحال
حن أيها الأخوة في هذه السنة التي لابد لكل إنسان أن يمر بها عاجلا أم آجلا لمن مقتضيات في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تتلخص كما قال ابن عباس...ما من فرحة إلا وتتبعها ترحة وكما قال ابن القيم لابد لكل نفس أن تتهيأ لأجل أن تستقبل هذا الابتلاء...
انظروا يا رعاكم الله إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يدل على أنها منة ن الله تلك القضايا التي تدور في عالم الابتلاء...يقول صلى الله عليه وسلم (إن العبد إذا سبقت له عند الله منزلة زلة في جنات النعيم لم يبلغها هذا العبد بعمله ابتلاه الله عز وجل في نفسه او ماله أو جسده ثم بفضل الله صبر عليها حتى يبلغ تلك المنزلة وإنما عظم الجزاء من عظم البلاء وإذا أراد الله بعبده خيرا أمسك عنه، عجل له العقوبة، عجل له العقوبة في هذه الدنيا وإذا أراد به شرا أمسك عنه حتى يوافيه بها يوم القيامة.(2/365)
المؤمن أيها الإخوة لا تبطره نعمة ولا تذله مصيبة ولا شدة ذلك لأن أمره كله له خير إن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد بقوله( ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ) كم أيها الأخوة في هذه المحن وهي محنة كم في طياتها من منح من الله عز وجل...انظروا إلى هذه الفضائل التي توافرت في هذه النعمة نعمة الابتلاء وقد سبقت في كثير من العبادات...يقول الله عز وجل : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عند قوله سبحانه وتعالى (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل شيئا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله...يا رسول الله كل شيء مجاز به ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به يا رسول الله كل شيء نجاز به؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب أبا بكر رضي الله عنه يرحمك الله يا أبا بكر ألست تغتم، ألست تهتم، ألست تصيبك المصيبة..قال بلى يا رسول الله ..قال ذاك مما تجزون به ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم (لا يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )
قال شريح أيها الأخوة يدلنا أن الإيمان إذا دخل في هذه القلوب وسلم لله الأمر كله من قبل ومن بعد لا يضره أي أمر كان يقول ما أصبت بمصيبة إلا حمدت الله عز وجل عليها...مما ذاك؟(2/366)
كان يقول لأن الله عز وجل يوفقني للصبر عليها وفي الأمر الآخر يقول أحمد الله عز وجل أن لم تكن تلك المصيبة أعظم مما قد أصابني...الله عز وجل سبحانه ...فإن المرء ربما يصاب بأولاده أو ربما يصاب في ماله أو ربما يصاب في جسده لكن إذا نظر إلى غيره وجد كثير من الناس ربما أصيب في المال والولد والجسد...ربما أصيب في أولاد وليس في ولد، ربما أصيب في مال وبلاء مع زيادة إصابته بالولد...الحاصل أنه كثير من الناس في غمومهم وهمومهم تكون تسلية لأولئك القوم حينما يصابون بأي مصاب ثم يقول شريح رضي الله عنه أحمد الله عز وجل عليها ألفا أن وفقني الله للاسترجاع فيها إنا لله وإنا إليه راجعون لأنال فضل الله عز وجل (أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
ثم أهم من ذلك كله ما اخبر عنه صلى الله عليه وسلم لما قال كما يقول شريح أقول أحمد الله عز وجل أن لم تكن تلك المصيبة في ديني لأن النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كان يقول....(اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)(2/367)
ثم انظر يا رعاك الله إلى قول ابن القيم رحمه الله في هذه الدنيا دنيا مشوبة بالكدر ما يغر فيها من سراب فإنما هو سراب وهل ينتظر من الرجل في الماء الغمر إلا أن يصاب بالبلل وهل ينتظر من أحد وقف بين الصفين إلا الخوف والجلل ثم يقول هل ينتظر من الصحيح إلا السقم ومن الصغير إلا الهرم ومن المولود إلا الموت والعدم والله لو لم تكن الدنيا دار ابتلاء لما ابتلى الله فيها صفوت الخلق والأنبياء وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم، نوح يكابد ما يكابد لما كان في حاله مع ابنه وفي قصته التي ذكرها الله عز وجل الشيء الكثير حتى بكى، بل آدم عليه السلام قد ابتلي في دار النعيم دار الجنة في قصته مع الشيطان، إبراهيم يكابد مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، ثم بعد ذلك موسى مع فرعون، وعيسى وهو يتنقل بين البراري...يقول شريح في بيت المقدس على صخرة المقدس قد قتل أكثر من سبعين من الأنبياء الكثر الصالحين والأخيار يعني هم وغيرهم...ثم يقول بعد ذلك ابن القيم كل هذا وقد كان الابتلاء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشد وأعظم عاش يتيما، أخرج من بلده أحب البلاد إليه مكة، يبيت الليالي الطوال ليس عنده قوت كما تقول عائشة يمر الشهر والشهرين لا يوقد في بيته صلى الله عليه وسلم طعام...
أسألكم بالله أليس في بيوتنا ليست ثلاجة واحدة بل ربما ثلاجة وفريزر ومواد غذائية متوفرة وألوان من الطعام قد كان النبي صلى الله عليه وسلم استغنى عنها...(2/368)
ثم لم يتوقف هذا الحد من الابتلاء على نبينا صلى الله عليه وسلم بل أنذر أنه صلى الله عليه وسلم في ماله، في ولده قد ابتلي، لما كان صلى الله عليه وسلم لا يجد الطعام وجلس في شعب أبي طالب ثلاث سنوات أكلوا الشجر ثم من بين أولاده كلهم بنات أكثرهم مات ومات من بين هؤلاء ابنه الوحيد ابراهيم عليه السلام وليس يتوقف الحد عند هذا بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كما أعرف أنا وأنت أعز شيء علينا بعد ديننا قضية الشرف قد ابتلي صلى الله عليه وسلم في شرفه في قصة عائشة حينما نزل القرآن من سبع سماوات وهو يطهرها في حادثة الإفك....
سيرة حميدة، سيرة عطرة ربما يفقد فيها المرء صفاء دنياه لكن لا يفقد فيها صفاء دينه وهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم صبر وكانت رسالة الله عز وجل له ولمن بعده (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) بل إن الله عز وجل يبين أن هؤلاء القوم صفوة الخلق الأنبياء رفعهم الله عز وجل متى؟ قال سبحانه وتعالى أنهم لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا...متى؟ لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون.(2/369)
أيها الأخوة يجب أن يعرف الإنسان أن القلم قد سبق بكل المقادير قال الله للقلم اكتب...قال وما أكتب قال اكتب مقادير كل شيء فكتب الله مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ومن هنا نعلم أن هذا القضاء قد نفد في أمر الله عز وجل...هنا يستدعينا الأمر ألا يكون هذا الحال يبطر الإنسان عن قضاء الله عز وجل...المؤمن لا تبطره نعمة ولا تجزعه مصيبة ولا شدة ما عسانا أن نفعل أيها الأخوة وأمر الله نافد فينا لا ينقصه إقدام ولا يزيده إحجام وهذا أيها الإخوة لا يعني أن يسلب المؤمن من أحاسيسه...لا وإنما يجب أن نعرف أن الفرحة التالية نشوة تخرج من الصواب والحزن الجافل ألم يولد في الإنسان الألم والحسرات وكل هذا يخالف المقتضى...رضاؤنا بقدر الله عز وجل ولن تثبت نفس المؤمن إلا إذا رضي بقضاء الله عز وجل من مقتضيات الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
يبقى المشهد الأخير في ذلك أن نعلم أن قضاء الله عز وجل ربما يحيي الإنسان لكي يعاود حساباته كم من عبد كان ساه غافل لاهي فلما أصابته المصيبة بدأ يقول يارب، بدأ يصلي ويتصدق...فكان الداء تحول إلى دواء.
أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما قلنا ووفقني وإياكم للعمل الصالح...أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعداؤنا الستة
الشيخ محمد بن بقنة الشهراني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله بأبي هو وأمي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله جل وعلا أن يجعل هذه الحلقة في موازين حسناتنا وإياكم يوم نلقاه سبحانه وتعالى وأن يجعل ما نقول حجة لنا لا علينا اللهم آمين برحمتك يا أرحم الراحمين.(2/370)
أيها الأحبة الكرام في هذه الدقائق المعدودة بإذن الله أتحدث وإياكم عن موضوع يهمنا جميعا، عن موضوع يتعلق بستة أشياء يالها من ستة لو أعاننا الله عليها...يالها من ستة إن استطعنا أن ننتصر عليها ن لو استطعنا أن نفوز عليها حقا...ستة أشياء ابتلانا الله بها واختبرنا بها لكي نحوز على رضاه إن نحن جاهدناها وانتصرنا عليها بإذنه جل في علاه...
ست بليت بها والمستعاذ بها من شرها من إليه الخلق يبتهل: نفسي وإبليس والدنيا التي أفنت من قبلنا والهوى والحرص والأمل...أرأيتم إن هذه هي الست، يالها من ست...
النفس وإبليس والدنيا والهوى والحرص والأمل...أحفظت، أحفظت يا أختي؟
إني أتكلم عن الست لن أتكلم عن كل واحدة بإسهاب إنما سأضع علامات وأضع تحت كل واحدة من هؤلاء الست خطا لعلنا أن ننتبه لها.(2/371)
النفس...النفس ابتلاء؟ نعم إنها ابتلاء النفس أي نفس...إنها النفس التي بين جوانحك، إنها النفس التي بين جوانحك أنت يا أختي هذه النفس الأصل فيها أنها أمارة بالسوء (وإن النفس لأمارة بالسوء ) قالها الله...قالها الله في محكم الكتاب (النفس أمارة بالسوء ) إلا من رحم الله....يارب اجعالسيئات،ني أجمعين ممن رحمت، اللهم اجعلنا ممن رحمت برحمتك يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام هذه النفس التي خلقت من تراب، هذه النفس التي خلقت من طين الأصل فيها أنها تأمرك بالسوء, أنها تأمرك دائما بالسوء فلابد عليك أن تجاهدها، لابد عليك أن تخالفها، لا تطعها دائما فيما تريد تصدق حتى في المباحات، حتى في بعض المتاحات كان سلفنا رحمهم الله لا يطيعون أنفسهم حتى في بعض المباحات ولم؟ لأنها قد تجرهم إلى السيئات، قد تجرهم إلى المعاصي والعياذ بالله...فـ لا إله إلا الله يرى عمر بن الخطاب جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام يمر جابر وفي يده لحمة اشترى لحم اللحم الذي نأكله أنا وأنت بفضل الله كل يوم اللهم لك الحمد والشكر يارب العالمين...يشتري جابر لحمة فيراه عمر فيقول له يا جابر ما هذا الذي في يديك...ما هذا، علم جابر أن عمر يسأله عن اللحمة فلم يقل هذه لحمة أتعرفون ماذا قال....قال يا أمير المؤمنين هذه لحمة اشتريتها بدرهم يعني أنا لم أبذر، أنا لم أسرف بدرهم...قال هذه لحمة اشتريتها بدرهم اشتهتها نفسي.(2/372)
فقال عمر واسمعوا إلى ماذا قال عمر...ماذا قال عمر، قال عمر: أوكلما اشتهت نفسك شيئا لبيتها إني أخشى أن نكون ممن قال الله (عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا) فيا الله أرأيتم...رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن هذه النفس اسمع إلى حديثك، إلى المصطفى، إلى خير من مشى على هذه البسيطة يقول بعد أن يحمد الله جل وعلا يقول (ونعوذ بك من شرور أنفسنا) نعوذ بك من شرور أنفسنا...يا الله، يا الله يا رسول الله أنت تستعيذ من شر نفسك؟ أنت أنت يا حبيبي يا رسول الله تستعيذ من شر نفسك نعم..لم لأن النفس أمارة بالسوء فاللهم أعذنا من شر أنفسنا...تأتي هذه النفس فيعينها الشيطان علينا يعينها الشيطان...الشيطان الذي قال ووعد أنه سوف يلبس علينا جميعا، الذي وعد أنه يوسوس لنا جميعا ويجرجرنا لكي ندخل معه النار والعياذ بالله هذا الشيطان الذي أمرنا الله جل وعلا أن نستعيذ به منه سبحانه وتعالى...أن نستعيذ بالله من هذا الشيطان الذي يوسوس لك يقول اسفك إن الله غفور رحيم، وينسيك أن الله شديد العذاب...قال الله (بشر عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) ثم ماذا (وأن عذابي هو العذاب الأليم ) أرأيت آية تلو أخرى أني غفور رحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم...
يقنطك الشيطان إذا عصيت...تعصي فيأتيك ويقول الله لا يغفر لك، الله لا يغفر لك ابق على معصيتك اترك الصلاة، لا تزكي، رابي، اسمع معاصي، قل معاصي، افعل معاصي، كن في وحل المعاصي والسيئات....لا إياك انتصر عليه، استغفر وتب وفي الأثر أرهقت ابن آدم بالمعاصي وأرهقني بالاستغفار أرهقت ابن آدم بالمعاصي وأرهقني بالاستغفار اللهم اغفر لي واغفر لإخواني أجمعين ولأخواتي ولكل من أمن على هذا الدعاء يا رب العالمين اللهم آمين.(2/373)
ثم تأتي هذه الدنيا...هذه الدنيا مادتها دنيا دنية تأتي لكي تعلقك بها... الرسول وأبو بكر اثنان لوحدهما لا أحد معهما وإذ برسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث سنده صحيح عند البيهقي إذ به يقول ويشير بيده إليك عني ..إليك عني هكذا فيقول أبو بكر ينظر يمنة، ينظر يسرة لا أحد فيقول يا رسول الله من تخاطب وليس هاهنا أحد؟
فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمع إلى قوله...يقول يا أبا بكر هذه الدنيا تزينت لي فقلت لها إليك عني، إليك عني فقالت إن نجوت مني لن ينجو مني من بعدك...
أرأيت، أرأيت يا أخي إلى هذه الدنيا أرأيت إلى قذارتها إنها تتوعدنا أجمعين ألا ننجو منها....
أتعرف متى قال أبو بكر هذا الحديث...قال هذا الحديث عندما قدم له إناء فيه عسل مشوب بماء فأتى ليشرب منه فتذكر هذا الحديث فبكى رضي الله عنه حتى أبكى من حوله فسكتوا ولم يسكت ثم بكوا وسكتوا ولم يسكت ثم بكوا وسكتوا وسكت فسألوه ما الأمر فأخبرهم بهذا، أخبرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن نجوت مني لن ينجو مني من بعدك)
ولذا كان الصحابة يستعيذون بالدنيا...علي رضي الله عن علي ، حيدرة الذي سمته أمه حيدرة البطل المغوار الشجاع يقول في كل شجاعة وفي كل صلابة وهو يحادث ويحدث هذه الدنيا يقول لها إيه لك يا دنيا تزينت وتزخرفت لي والله لقد طلقتك ثلاثا لا رجعة بعدها..الدنيا.(2/374)
أختصر لك أمر الدنيا هذه أتعرف يا أخي ما هذه الدنيا...رأى علي رضي الله عنه عمار بن ياسر في يوم من الأيام حزينا كئيبا واضع يده على خده هكذا فمر عليه علي فقال له يا عمار لا تحزن، يا عمار لا تحزن على الدنيا، لا تحزن...إن كان حزنك يا عمار من أجل آخرة فبها ونعمت وأما من أجل دنيا فلا تحزن...هذا معنى كلام علي يا عمار لا تحزن على الدنيا إنما الدنيا ستة أشياء...واسمع، اسمعوا أيها الأحبة إلى كلام علي بن أبي طالب في هذه الدنيا الذي أورده القرطبي في تفسيره في سورة الكهف يقول يا عمار إن للدنيا ستة أشاء مأكول ومشروب، ملبوس ومشموم، مركوب ومنكوح هذه هي الدنيا.
قال فأما مأكولها فأطيب مأكولها العسل وهو بصقة ذبابة...يا الله أرأيت ما أدنى هذه الدنيا..فأما أطيب مأكولها العسل وهو بصقة ذبابة.
وأما أطيب مشروبها الماء وفيه يتساوى الحيوان أي يتساوى الحيوان والإنسان كل يشرب ماء.
وأطيب ملبوسها الحرير وهو نسج دودة يا الله نسج دودة هو أطيب ملبوس هذه الدنيا...أرأيتم ما أدناها.
وأطيب مشمومها المسك وهو دم فأرة.
وأطيب مركوبها الخيل وعليه يقتل الرجال....فإن قيل أما اليوم فأطيب مركوبها السيارات والعربات والطائرات والباخرات قلت وفيها والله أبشع القتلى.
وأما منكوحها فمبال في مبال فلا إله إلا الله....
هذه الدنيا يا من تعلقت قلوبكم بالدنيا إنها عدو هنيئا والله لمن جعل الدنيا في يده ولم يجعلها في قلبه، هنيئا لمن جعل الدنيا في يده ولم يجعلها في قلبه.
أيها الأحبة نفسي وإبليس والدنيا التي أفنت من قبلنا....
والهوى، الهوى النفس تريد المعاصي، الهوى تريد المعاصي ولكن من خالفها (فإن له جنة المأوى ) الله أكبر هذه هي النفس والهوى يجب أن تخالفها ليس كل ما يأمرك هواك تقول سمعا وطاعة إنما كلا وحاشى الهوى.(2/375)
الحرص والسباق على الدنيا...يقول الحسن البصري رحمه الله إذا رأيت من يسابقك بالآخرة فسابقه ومن رأيته يسابقك في الدنيا فدعها له.
والأمل...تعرف ما معنى الأمل أختصر لك الموضوع كله الأمل معناه سوف، سوف أتوب، سوف أفعل، سوف أصلي، سوف أزكي، سوف أصوم، سوف..سوف ثم تتفاجئ بأن الموت قد أتى.
ولذلك أختم هذا الكلام كله بقولي يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل...والقبر صندوق العمل.
أسأل الله أن يعصمني وإياكم من هذه الست وأن يرحمنا جميعا وأن ينفع بهذا الكلام قائله وسامعه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
عظمة الله سبحانه وتعالى
الشيخ سامي المحيميد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه ومن سار على دربه واقتفى أثره واتبع هداه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.(2/376)
أما بعد وفقنا الله وإياكم سبيل الرشاد وحمانا الله وإياكم من دروب الضلال والعناد إن ربي بصير بالعباد سبحانه وتعالى...إخواني وأخواتي كلمة نسمعها ونقولها ونرددها ونكررها في كل يوم في صلاتنا وفي أذاننا وفي إقامتنا وفي أذكارنا حتى في منامنا من السنة أن تقول سبحان الله 33 والحمد لله 33 والله أكبر 34 هذه الكلمة الله أكبر يعني أحصينا السنن والآثار الواردة في اليوم والليلة يقول المسلم إذا يطبق جميع السنن أحصينا فوجدنا أن المسلم يرددها في اليوم 617 مرة يرددها دائما يرددها ويكررها ليش...إيش مراد الشارع من هذا...مراد الشارع تأتي عظمة الله في قلوبنا عظمة الله، كبرياء الله، أنه هو الكبير المتعال أنه هو وحده الكبير وغير الله صغير...غير الله محتاج إلى الله كل ذرة في العرش محتاجة إلى الله والله لا يحتاج لأي ذرة في العرش كل ذرة في الجنة محتاجة إلى الله والله لا يحتاج لأي ذرة في الجنة هكذا النار، هكذا الشمس، هكذا القمر، هكذا السماوات، هكذا الأرض، هكذا الجبال...فكل شيء محتاج إليه هذا يسمى عند علماء العقيدة...هذا يسمى توحيد الربوبية يعني كثير من الناس أو بعض الناس أصلحهم الله تركوا هذا التوحيد والكلام فيه والنظر فيه ويعني إطالة النفس فيه ظنوا أن هذا فقط هو توحيد المشركين توحيد أبو جهل وأبي لهب وأبي طالب ولا شك أن هذا نحن مطالبون به توحيد الربوبية مع توحيد الألوهية كل التوحيدين يعني توحيد الربوبية نعبد الله نوحد الله بأفعاله وتوحيد الألوهية نوحد الله بأفعالنا لا نعبد إلا إياه ولا نتوكل إلا عليه ولا نفوض أمورنا إلا إليه ولا نرجو إلا هو سبحانه وتعالى لكن قبل توحيد الألوهية توحيد الربوبية لا بد نعرفه حتى نحبه ونجله ونعظمه ونهابه من كان بالله أعرف كان منه أخوف لذلك في المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليس أحد أحب إليه المدح من الله من أجل(2/377)
ذلك مدح نفسه وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ماظهر منها وما بطن وليس أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب أو كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لذلك في مسند الإمام أحمد بسند إن شاء الله لا بأس به من حديث أبي ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرأينا شاتين تنتطحان يعني يتقابل بعضهما مع بعض فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر أتدري فيما ينتطحان قلت لا أدري ولكن الله ورسوله أعلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا لا أدري ولكن الله يدري وسيقضي بينهما يوم القيامة.
في ذلك ربط الواقع بالمدبر، ربط الكون بالمكون، ربط النعم بالمنعم، ربط الأحوال النازلة بالمنزل سبحانه وتعالى (كل يوم هو في شأن) يقول ابن عباس يحيي يعني يحيي ميتا في بطن أمه تم 120 يوم خلاص تنفخ فيه الروح...ويميت حيا، يقيل عثرة، يقبل دعوة، يغني فقيرا، يرد تائها، يهدي ضالا، يقصم جبارا...يعني 1600 في البحر و400 في البر انظر الزراف والقرود والنمور والأسود والإنس والجن والأسماك والتماسيح والضفادع والجراد والفراش والبعوض والذباب شي نراه وشي مانراه، شي نعرفه وشي لا نعرفه...كل ذلك يدبره الله يدبر أسماءهم يدبر أبصارهم ويدبر أرزاقهم ويدبر منامهم ويدبر حتى بيض البياض منهم كم بيض في العالم الآن الله يتولى يعني هذا الصفار يتولاه كيف يتكون الآن فرخ صغير له عين وأذن ومنقار قفص صدري وعمود فقري وكبد وطحال وكرش وأصابع وفخذين وساقين وركبتين وعصب وروح ودماء وغدد فـ لا إله إلا الله الكبير المتعال نقولها ترضيه وبها يوم القيامة نلاقيه وهي والله تملأ الكون وما فيه أستغفر الله أموري كلها إن لم يكن ربي لها فمن لها.(2/378)
إذا كم نحن بحاجة إلى أن نغذي هذا القلب الذي نسينا تغذيته غذينا بطوننا بما تعلمون من طعام وإيدام وإفطار وغداء وعشاء لكننا لم نغذي قلوبنا بذكره وشكره وتذكر نعمه وأنه هو الذي يدبر الكون...أنا ضال هو هداني، أنا عاري هو كساني، أنا وأنت كلنا ذاك الرجل أنا عاري هو كساني، أنا مظلم هو نورني، أنا بعيد هو قربني، أنا محتاج هو أعطاني، أنا مريض هو شفاني، أنا فقير هو أغناني، أنا أعذب هو زوجني، أنا محتاج هو أعطاني، أنا عاجز هو قدرني، أنا أعمى هو بصرني، أنا أصم هو سمعني، أنا أخرس هو أنطقني، أنا جاهل هو علمني، أنا جائع هو أطعمني، أنا عطشان هو سقاني....(وما بكم من نعمة فمن الله ألم ترو أن الله سخر لكم ..)بس لكم بس لكم أنتم أيها الثقلين إنس وجن غيركم لا غيركم يكون تراب يوم القيامة لذلك الكافر عافانا الله وإياكم من الكفر يتمنى أن يكون تراب يوم القيامة يعني يتمنى أن يكون جملا أو أن يكون قطا أو يكون حمارا نسأل الله العافية والسلامة فالحمد لله الذي هدانا لهذا...
لذلك أهل الجنة يوم يقبلون على أبواب الجنة وتفتح أبوابها ويشمون ريحها يقولون كلمة من أعظم الكلام (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) الحمد لله الذي هدانا، الحمد لله يا أخواني لسنا بكفار ولسنا حتى مجانين الآن ولسنا والحمد لله نجتمع على حرام..نجتمع على ذكر الله نعظم الله لذلك ورد في الأثر عنه صلى الله عليه وسلم قال (أناس من أمتي من قبائل شتى من بلدان شتى من نوازع شتى اجتمعوا على ذكر الله وتفرقوا على ذكر الله يغبطهم الأنبياء والشهداء...ليسوا أنبياء ولا شهداء ) الحديث أخرجه الطبراني.(2/379)
فالمراد يا أخواني ويا أخواتي المشاهدين أننا نستحضر هذه النعمة نستحضر أن الله هدانا، نستحضر أن الله عافانا، نستحضر أن من الله علينا، نستحضر نعم الله...وجوب هذا الإيمان به نعرفه حتى نصلي له مظبوط وحتى نصوم مظبوط وحتى نقرى نقرأ كلامه سبحانه وتعالى بتدبر، حتى نعبده بالخشية نتذكر بأننا فقراء وأنه هو غني...(يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد)
البارح من الذي نومكم ، البارح تعشيتم من الذي عشاكم ، اليوم تغديتم من الذي غداكم، الصبح أفطرتم من الذي فطركم، الطعام دخلتوه بطولكم من الذي يتولى تصريفه من يتولى تصريفه...يعطي العين نصيبها والأذن نصيبها والشعر نصيبه والعصب نصيبه ...هو الذي يتولى الأسماك هو الذي يتولى الأفلاك هو الذي يتولى نظام الرياح هو الذي يتولى نظام الأرزاق هو الذي يتولى نظام الليل والنهار...
كل شي بيده وإحنا عبيده سبحانه وتعالى كلنا صغارنا كبارنا تجارنا زراعنا صناعنا كلنا عباد الله محتاجين إلى الله، الله غني عنا وهو الذي يتولانا من كان مؤمنا فليبشر بالخير العظيم ومن كان غير ذلك فنسأل الله العافية وهو موعود بالعذاب الأليم والجحيم المستديم نسأل الله السلامة والعافية فالعاقل يأخذ من نفسه لنفسه، العاقل يرحم نفسه ويكبر ربه سبحانه وتعالى ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف...من كان بالله أعرف كان منه أخوف سبحانه وتعالى...(2/380)
لذلك كمكان النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده كما في صحيح مسلم يتأدب مع ربه يقول ( اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أظهرت وما أبطنت وما أنت أعلم به مني ) يعني هذا من جمال التعبد... ومما زادني فرحا وتيها وكنت بأخمصي اطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا...هذا يعني يقول شيخ الإسلام رحمه الله من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتاب العبودية...يعني أنا فرحان أن الله هداني أنا فرحان أن الله من علي بالإسلام وعافاني من الكفر أنا فرحان أن الله من علي بحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلا أقف موقف سلبي من أحدهم فالحمد لله أن الله جل وعلا جعلني حتى عربي أفهم كلامه سبحانه وتعالى أفهم خطاب ربي لي لست بأعجمي أحتاج إلى التفسير وأحتاج يعني إلى المعاجم ويعني قلب الكلام من عربية إلى لغة أخرى...
فنسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم شكر هذه النعمة فنستحضر هذا الخير ونسأل الله الثبات عليه والاستزادة منه ونسال الله أن يجعل لأبنائنا وبناتنا أوفر الحظ والنصيب كما نسأله جل وعلا إيمانا كاملا دائما ويقينا صادقا....اللهم ارزقنا تقواك واجعلنا نخشاك كأننا نراك واجعل لنا ياربنا ووالدينا ووالديهم من النار فكاك...
اللهم يا من رحمته أوسع من ذنوبنا وعفه أكبر من أخطائنا اللهم اغفر لنا ما مضى وكان ونسألك ببرك ولطفك وعظمتك وقيومتك زيادة الإيمان وتمام الإيمان يا ذا الجلال والإكرام سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نصائح لطالب العلم
الشيخ محمد الزحيلي(2/381)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الحمد لله الذي جعلنا مسلمين ومن أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاءنا بالدين القويم الذي تأتي الأيام لتؤكد وتثبت وتبرهن على عظمة هذا الدين وأنه من عند الله سبحانه وتعالى ومن هنا فإننا أيها الأخوة المشاهدون والأخوات المشاهدات نتحدث عن جانب قد يكون مطروحا ومعروفا بين الناس ولكن ننبه عليه فإن الدين النصيحة كم الرسول عليه الصلاة والسلام وربنا سبحانه وتعالى يقول: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) هذا الموضوع إنما هو النصائح التي أقدمها لطالب العلم وديننا دين العلم ولا يوجد تشريع في العالم ولا قانون ولا ديانة سماوية أو وضعية أو أرضية كرمت العلماء ودعت إلى العلم كما دعا إليه الإسلام وجعله مرتبطا بالعقيدة وقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) فمن هنا يأتي دور العلم ومكانة العلم في الأمم وإذا نظرنا إلى الواقع و الحياة فلماذا تقدم العالم اليوم ووصل إلى ما وصل إليه ليس ذلك إلا عن طريق العلم ومن هنا نتأنب أننا متأخرون علميا في عصرنا الحاضر بل أننا مسئولون أمام الله سبحانه وتعالى على هذا التأخر العلمي في جميع العلوم والفنون ومن هنا نقدم بعض النصائح لطالب العلم لعله يسترشد بها ويحرص عليها ليحصل على النتائج الطيبة ويفوز برضوان الله سبحانه وتعالى ويكون عمله جهادا في سبيل الله وأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم فأول نصيحة لطالب العلم هو أن يخلص العمل لله يخلص طلب العلم لله..أن يكون طلبه للعلم مرضاة لله واستجابة لدعاء ونداء الله سبحانه وتعالى فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا له ومن هنا كلما كان الإخلاص في العلم لله كلما كان ذلك أقرب إلى التقوى ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول: (واتقوا الله ويعلمكم الله) فالتقوى(2/382)
هي الوسيلة إلى العلم وزيادة العلم ولأن العلم واسع ولا حصر له ولذلك فإن فوق كل ذي علم عليم كما يقول ربنا سبحانه وتعالى ويعلمنا ربنا سبحانه وتعالى الدعاء (وقل ربي زدني علما فمن هنا تأتي النصيحة الثانية وهي المواظبة على طلب العلم والاستمرار في طلب العلم وعدم التوقف عند نقطة محددة أو التكاسل في طلب العلم وهذا نوجهه أيضا لطلاب المدارس سواء كان في الروضات أو المدرسة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية أو الجامعية فأن يبذلوا الجهد الكافي ولا يضيعوا شيئا من أوقاتهم فكما يقول المثل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) وإن العلم بحر لا ساحل له ولذاك قال الشاعر:
ما حوى العلم جميعا أحد لا ولو حصله ألف سنة
ومن هنا قال علماؤنا أيضا فضيلة أخرى أو حكمة أخرى:
العلم إذا أعطيته كلك أعطاك جزءه
لأن العلم واسع فمهما تبذل ومن هنا ننصح بالانكباب على طلب العلم والاستفادة من الوقت لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:(2/383)
(اغتنم خمسا قبل خمس) ومنها (فراغك قبل شغلك) أن يستفيد الإنسان من وقت الفراغ لطلب العلم لما يستفيد فيه من الدنيا والآخرة ولذلك كان سلفنا الصالح يحرصون على طلب العلم من الصغر إلى الكبر ومن المهد إلى اللحد وأنه يطلبون ويسألون ويستفتون حتى قالوا(السؤال مفتاح العلم) و(اثنان لا يتعلمان مستحم ومتكبر) فهذه دعوة للسؤال وربنا سبحانه وتعالى يقول: (واسألوا أهل الذكر) واسألوا فعل أمر..والأمر كما يقول علماء الأصول الأمر للوجوب فسؤال العلم واجب (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ومن هنا يجب على طالب العلم أن يبحث عن كل الوسائل التي يستفيد منها من أجل الزيادة في العلم وهذا العلم كما ذكرنا بحر لا ساحل له وكلما جمع الإنسان علما أكثر استفاد هو أولا واستطاع أن يفيد غيره ثانيا ويرتاح في حياته ثالثا أما إذا قصر وضيع جزءا من أوقاته فإنه سيندم في المستقبل ويحتاج إلى جهود أخرى كثيرة من أجل أن يحصل ما فاته سابقا ومن هنا النصيحة الأخرى وهي الجمع بين العلم والعمل لأن العلم وحده لا يكفي وقد يكون العلم وبالا على صاحبه وحجة عليه ولذلك الثمرة الأساسية للعلم والهدف الأساسي للعلم ليس من أجل المباهاة ولا من أجل المعرفة بحد ذاتها ولكن من أجل التعليم من جهة أولا وتطبيق هذا العلم ثانيا ولذلك القرآن الكريم جمع كثيرا من الآيات جمع دور الإيمان والعمل (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فطالب العلم كلما بحث ودرس وجمع العلم فيجب أن يطبق هذه الأحكام والأمور التي تعلمها على نفسه وخاصة الإكثار من العبادة والطاعة وذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء أن يفتح الله عليه وأن يعطيه علما نافعا في ذلك ثم يمارس أحكام العبادات ليكون على صلة يجمع بين خيري الدنيا والآخرة ويكون له ثواب في العلم الذي هو عبادة في حد ذاته ويعتبر العمل الذي يؤديه عبادة ومن هنا عندا نسأل كثيرا سواء في ليلة القدر-نسأل الله أن سبحانه وتعالى أن يرزقنا إياها في شهر(2/384)
رمضان وأن يبلغنا رمضان- أو قيام الليل الآن في أي مناسبة ليلة الجمعة، ليلة العيدين، في أي وقت (قم الليل إلا قليلا) ماهو قيام الليل ؟ قيام الليل هو عبادة بجميع أنواعها ومنها العلم فطلب العلم وممارسة العلم في الليل تعتبر من قيام الليل مع قراءة القرآن والدعاء والذكر والصلاة وغير ذلك ومن هنا نضيف نصيحة أخرى لطالب العلم وهو أن يقصد كبار العلماء والعلماء الأتقياء ليأخذ عن علمهم ويستفيد من سيرتهم وسلوكهم والتزامهم في الأحكام الشرعية وهذا يؤدي إلى نتيجة إلى أن نقول إلى أن يكثر من زيارته للعلماء الصالحين وربنا سبحانه وتعالى يقول: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)(2/385)
ويقولمعلمي.لمثل ويعرفه الناس جميعا أن (الصاحب ساحب) فكلما كان طالب العلم مع العلماء الأتقياء الصالحين العباد الزهاد كلما اكتسب من علمهم ومن سيرتهم ومن سلوكهم ولذلك يقول علماء التربية إن القدوة وحسن القدوة يعتبر من أهم وسائل العلم والحصول على العلم وكثيرا ما يتعلم الإنسان أشياء عملية ممن يراه وممن يصاحبه أكثر مما يتعلم بأذنه ويسمع بأذنه أو يرى ويقرأ بعينه ويضاف إلى ذلك عندما يكون لهاتين النصيحتين السابقتين باختيار العلماء الفضلاء ومصاحبة العلماء الصالحين والأخيار الصالحين من هنا يأتي واجب عليه آخر وهو احترام العلماء فطالب العلم أيها الأخوات المستمعات والأخوة المستمعون إن الطالب لا يستفيد من العالم إذا لم يكن يحبه ويحترمه وأن العالم في الأصل يحب طلابه ويحب أبناءه وبالتالي يحرص على تعليمهم وتربيتهم حتى قال علماء التربية لا يوجد إنسان في الدنيا يحب غيره أن يكون أحسن منه إلا اثنان الأب يحب ويتمنى ويسعى أن يكون ولده أفضل منه في الحياة ثم في المستقبل والمعلم حريص أن يكون طالبه مثله وأفضل منه في المستقبل لأنه يشعر أن ذلك امتداد له ومتابعة لعلمه وأن هذا العلم لا يضيع ولذلك المعلم يكون سعيدا بالطلاب النجباء والطلاب المتميزين ويسعد بهم ويشعر أنه أب روحي لهم ولذلك عندما سئل بعض الناس أنه أيهما أحب إليك والدك أو معلمك؟ فقال معلمي...لماذا؟ قال لأن أبي غذاني جسميا وماديا أما معلمي فقد غذاني نفسيا وروحيا وارتفع بي إلى المستقبل..
وإضافة إلى نقطة قد تشوك طالب العلم كثيرا ويفكر فيها وهي موضوع المستقبل وطلب الرزق وجمع المال..(2/386)
أيها الأخوة والأخوات أرجو أن تطمئنوا إلى ذلك وأن الرزق مقسوم للمسلم قبل أن يولد وهو جنين في بطن أمه وبالتالي فعليه أن يكون مخلصا للعلم وأن المال والرزق سيأتي إليه قطعا 100%100 وأن الله سيرزقه سواء كان مفتيا أو عالما أو قاضيا أو فقيها أو أستاذا أو صانعا أو مهندسا أو طبيبا أو صيدليا أو غبر ذلك فرزقه مقسوم له قبل الولادة ولذلك السيد الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) اطلبوا الرزق ولكن أجملوا الطلب فيه لأن الرزق مقسوم وما علينا إلا العمل والنتيجة إلى الله سبحانه وتعالى.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يرزقنا الطلاب الصالحين والأولاد البررة وأن يفيدنا على علمنا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب العالمين.
الشيخ حماد بن عبد الله الحماد ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
الإحسان وأهميته
موضوع الحلقة :(2/387)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في حلقة جديدة متجددة من حلقات يدعون إلى الخير أيها الأخوة الإسلام يدعو إلى ائتلاف المسلمين وتوحدهم واجتماعهم وعدم تفرقهم ولهذا أتى الإسلام بما يقرب بين الناس ويحبب بعضهم إلى بعض ونهى عن كل ما يؤدي إلى الفرقة ويؤدي إلى التنابذ ويزرع العداوة فيما بينهم وإن من الأخلاق الفاضلة التي شرعت في ديننا الحنيف خلق الإحسان ذلك الخلق العظيم الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة الأمة فيه فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس في الإحسان إلى الناس فقد بذل نفسه وما تحت يده عليه الصلاة والسلام في تبليغ دعوة ربه والإحسان إلى الناس قولا وفعلا والإحسان أيها الأخوة من أخلاق الإسلام العظيمة التي شرعت في ديننا الحنيف إن الله يأمر بالعدل والإحسان فالإحسان مشروع وخلق كريم دعا الإسلام عليه ووجه الأمة إليه وحديثي عن خلق الإحسان وفرق بين الإحسان إلى الخالق جل جلاله وتقدست أسماؤه والذي هو من الإيمان وفرق بين خلق الإحسان الذي هو إحسان إلى الخلق وحديثنا عن الإحسان إلى الخلق والمقصود بالإحسان إلى الخلق هو ضد الإساءة وبضدها تتبين الأشياء فإذا علم أن الإحسان هو ضد الإساءة نعلم أن كل قول وكل فعل وكل حركة فيها إحسان إلى الآخرين نعلم أنها تنتمي إلى هذا الخلق الكريم يذكر الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه الوسائل المفيدة للحياة السعيدة وقد ذكر فيه واحدا وعشرين وسيلة للحياة السعيدة ذكر في الوسيلة الثانية في كتابه الإحسان إلى الخلق ثم قال رحمه الله تعالى والإحسان إلى الخلق خلق كريم يزول به الهم والغم والقلق والإحسان يكون بالفعل وبالقول وبالجاه وبالمال إلى غير ذلك ثم استدل بقول الله جل وعلا (لا خير في كثير من نجواهم إلا(2/388)
من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما) فالشيخ رحمه الله تعالى استدل بهذه الآية العظيمة على فضل خلق الإحسان وأنه سبب في زوال الهم والقلق والغم إلى غير ذلك من الأعراض النفسية التي تعرض للإنسان ثم جل وعلا يدخر أفضل الجزاء عندما يلقاه المحسن ويلقى ربه ويجازيه على كل صغيرة وكبيرة ثم يجازيه عن إحسانه أفضل وأعظم ما يجازى به رجل أحسن للآخرين.
أيها الأخوة لو تأمل أو لو تأملنا في حال مجتمعنا وفي ما يمر حولنا لوجدنا أن في الناس غفلة عن هذا الخلق العظيم ألا وهو خلق الإحسان فنجد من الناس من يتضجر حين يطلب منه مساعدة أو شفاعة أو شيئا لا يضر به إلا أن يبذله وأن يتقرب إلى الله عز وجل به حتى أن بعض الناس إذا كان موظفا أو كان رئيسا أو كان وكيلا أو كان مديرا أو إذا كان مسئولا إذا سئل شيء وهذا الشيء بيده تضجر وكأنه سيقتطع شيئا من قلبه وهذا لم يحتسب الأجر عند الله ولو أنه علم وتيقن أن تفريجه لهم أخيه المسلم وإحسانه إليه هو من الأخلاق العظيمة التي أمر بها ديننا وأن خلق الإحسان هو سبب في زوال كثير من الأمراض النفسية التي يعانيها كثير من الناس لو علم هذا وأشكاله وإضرابه لسعى إلى تفريج كرب الناس ولسعى إلى تيسير أمورهم ولكن للأسف الشديد أن في الناس غفلة عظيمة عن هذا الخلق العظيم نرى مثلا من الأطباء من إذا أتاه مريض وهو في شدة مرض وفي حاجة إلى العلاج نراه يتضجر وتظهر منه عبارات لا تليق بمهنة الطب...
وكذلك نرى من الناس من إذا طلب منه شيء أو روجع في معاملة وكان موظفا يتضجر من هذا المراجع ويبدي عبارات لا تليق بالمسلم فضلا عن أن يكون موظفا في هذا القطاع أو طبيبا في هذا المستشفى...(2/389)
أيها الأخوة إن هذا مرض وينبغي علينا أن نعالج أنفسنا من هذا المرض وأن نطهر قلوبنا من هذا المرض وأن نستشعر أن خلق الإحسان هو مطلوب منا في كل أقوالنا وفي كل حركاتنا وفي كل سكناتنا.
إن من الآثار العظيمة التي جعلها الله تعالى لخلق الإحسان في هذه الحياة فضلا عن الدار الآخرة أن تنهج الألسن بالدعاء لمن أحسن يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الترمذي في جامعه وصححه الألباني (إن الله وملائكته وأهل السماوات وأهل الأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير) ليصلون على معلم الناس الخير قال العلماء لأن معلم الناس الخير الداعية والناصح والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والمربي لأولاده لأن هؤلاء يأمرون بالإحسان والله تعالى يحب الإحسان يأمرون بالإحسان في كل شيء والله تعالى يحب الإحسان حتى أن أثر هذا الإحسان يصل إلى النملة في جحرها ويصل إلى الحوت في البحر فانظروا إلى أثر الإحسان كيف جعل الله تعالى النملة في جحرها تستغفر وتدعو لمن أحسن وكذلك الحوت يستغفر ويدعو لمن أحسن.
وإن من آثار الإحسان العظيمة التمكين...التمكين في هذه الحياة اقرؤوا قصة يوسف عليه السلام (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين) فالله عز وجل لما يسر ليوسف عليه السلام خلق الإحسان هيأ له جل وعلا بذلك الخلق الكريم التمكين في الأرض...التمكين في الأرض فكانت له الولاية بعد العزيز وكان له المقصد من الناس عليه السلام.
ومن آثار الإحسان أيها الأخوة محبة الله جل وعلا (والله يحب المحسنين)
ومن آثار الإحسان معية الله جل جلاله وتقدست أسماؤه (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ومن يكون الله معه فمن يخذله؟(2/390)
وإن من آثار الإحسان أن يضع الله جل وعلا محبة المحسن في قلوب الخلق ولو أنهم لم يعرفوه ولو أنهم لم يروه ولو أنهم لم يصل إليهم شيء من ذلك الخلق الكريم من إحسانه ومن أفضاله يضع الله تعالى محبة ذلك المحسن في قلوب الناس فتراهم ينهجون بالدعاء له مع أنهم لم يروه ولا لحظة واحدة.
ومن آثار الإحسان ما أعده الله جل جلاله وتقدست أسماؤه للمحسن يوم القيامة من الأجر العظيم والثواب الجزيل (ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المحسنين وأن يجعلنا من المتخلقين بهذا الخلق الكريم وأن يعيذنا من ضده اللهم آمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ د.سامي بن محمد بدرانة ( إربد - الاردن )
ضيف الحلقة :
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين وعلى آل بيته وصحابته أجمعين.
أيها الأخوة المشاهدون والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) الله سبحانه وتعالى يمتدح عباد الرحمن بهذا الخلق الكريم ويميزهم عن غيرهم عندما قال ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) وهذا شأن الإسلام وهذا شأن الإيمان أن المؤمن لا يقتر ولا يبخل من جهة ومن جهة ثانية لا يسرف ولا يبذر فخير الأمور أوسطها وأمتنا الإسلامية هي أمة الاعتدال هي أمة الوسط هي الوسطية...قال الله عز وجل ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )(2/391)
لا إفراط ولا تفريط في قضايا الإنفاق أو ما يعبر عنه بلغة اليوم بالاستهلاك لا بخل ولا تقتير من جهة ولا إسراف ولا تبذير من جهة أخرى وهذا المعنى أيضا في قوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) وديننا الحنيف شامل لكل مناحي الحياة وينظم جميع شؤون الإنسان في هذه الحياة فهو كما يضبط الإنفاق أي الاستهلاك يضبط الإنتاج فالاستهلاك ليس كما يريد الإنسان أو كيفما يشاء وبأي وسيلة شاء إنما له ضوابط وله قيود شرعية (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) فقد ذم الله سبحانه وتعالى المسرفين والمبذرين وذم البخلاء والمقترين ولكن بداية لابد أن نفرق بين هذين الاصطلاحين بين معنى الإسراف وبين معنى التبذير.
الإسراف هو صرف مال في وجه مباح لكن زيادة عن الحاجة في مأكل أو مشرب مباح أو أثاث ونحو ذلك لكن زيادة عن الحاجة نقول أسرف.
أما التبذير فهو صرف المال في غير وجهه قد يكون صرفه في معصية والعياذ بالله كالقمار أو شرب الخمر والمخدرات والتدخين ونحو ذلك....(2/392)
لا سرف في خير ولا خير في سرف، السرف مذموم وأيضا التبذير مذموم قال الله سبحانه وتعالى ( ولا تبذر تبذيرا ) نهى عن التبذير ووصف المبذرين بأنهم إخوان للشياطين فقال ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) وأيضا إذا كان قد ذم التبذير فقد ذم الإسراف قال الله سبحانه وتعالى وكلوا يا بني آدم ( خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) قال ( إنه لا يحب المسرفين ) فعدم محبة المسرفين أي الإسراف دلالة على أنها معصية خلق لا يحبه الله ولا يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يرتضيه العقل السليم والمنطق الحكيم هذا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام يرى سعد رضي الله عنه من أصحابه يتوضأ فيراه وهو يتوضأ وقد بالغ في الوضوء وفي استخدام الماء فيقول عليه الصلاة والسلام ( لا تسرف يا سعد ) فيقول سعد رضي الله عنه أفي الوضوء إسراف يا رسول الله؟ يعني ماء كثيرا...فقال عليه الصلاة والسلام نعم ولو كنت على نهر جار.
انظروا حفظكم الله ورعاكم رجالا ونساءا انظروا إلى كيفية الاستهلاك، الماء يشكل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية أو أربعة أخماس كما تقول الإحصائيات في بعضها ومع ذلك لو كنت تتوضأ من نهر جاري يجب أن لا تسرف لأن عدم الإسراف ثابت من ثوابت الشريعة وأن التبذير محرم بأي وجه من الوجوه بعض الناس يفهم على أنه مادام الشيء قليل والإمكانيات قليلة إذا هو يقتصد ويعتدل في الإنفاق أما إذا كان الشيء كثيرا فهو يقول كثير وبالتالي فإنه لا ينضبط فيبالغ ويسرف...لا.
لو كنت على نهر جار يجب عليك أن تعتدل وأن تقتصد في الإنفاق ولو كانت الإمكانيات قليلة جدا جدا يجب عليك أن تعتدل وأن تقتصد لان هذا من ثوابت الإسلام لا يتغير بتغير أحوال الإمكانية.(2/393)
إن الإسراف حقيقة مضيعة للمال وأيضا هو شر مستطير يعود بالدمار الاقتصادي والهلاك على المجتمع ويعود بالعجز المالي من هنا رأينا أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الإسراء ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليهم القول فدمرناها تدميرا) يعني أمرنا مترفيها بالصلاح والإصلاح ولكنهم فسقوا....
وقال الله سبحانه وتعالى في سورة الشعراء ( ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون )
ضوائق مالية تصيب الفرد إذا أسرف وتصيب المجتمع والمؤسسة والدولة والمجتمعات بل المجتمع الإنساني إذا أسرف إذا لم يرى له ضوابط ويرشد استهلاكه ومن هنا نرى أن المال والمحافظة عليه من مقاصد الشريعة الإسلامية فينبغي أن يعتدل الإنسان فيه وأن يشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة.(2/394)
أريد أن أنبه إخواني حقيقة إلى بعض مظاهر الإسراف في حياتنا اليومية وهي يتعامل معها الرجال والنساء تلك الولائم العامة والخاصة وما يكون فيها الحقيقة من إسراف وزيادة في الطعام ثم في النهاية إتلاف المال وإلقاء له في الأماكن التي في الحقيقة يجب أن نراعي فيها حرمة الطعام وأين يوضع أليس الواجب والأجدر أن هذه الأطعمة الزائدة نعطيها للفقراء والمساكين نجعلها أمولا نصرفها للمجاهدين والجرحى يجب أن توضع النعمة في محلها الصحيح نحتاج إلى هذه المسألة حقيقة ندرسها بعناية وبدقة والمرأة لها دور كبير في هذه المسألة لأنها هي التي حقيقة يعني في مثل هذه المسألة دورها عظيم في مثل هذه الحفلات وصنع الطعام تدرس بعناية...أنا أقرأ عن أحوال الغربيين وليس فيهم هذه المبادئ والقيم ومع ذلك في الحقيقة يروى عنهم أنهم يقتصدون وأنهم يجعلون القدور والمقادير بدقة وعناية ومن مظاهر هذا الإسراف حقيقة تلك الولائم في الأعراس التي حقيقة يبالغ الناس فيها وفيها نوع من المباهاة والمفاخرة والمباهاة ألا ليتنا نطبق سنة نبينا عليه الصلاة والسلام فنجعل هذه الولائم في بيوتنا ونتخلق بخلق الرسول عليه الصلاة والسلام بالاعتدال والبعد عن الإسراف إنه القائل عليه الصلاة والسلام لمن ..لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة وعنه المال الكثير ومع ذلك عندما تزوج عبد الرحمن بن عوف قال له الرسول عليه الصلاة والسلام (أولم ولو بشاة) هذا منهج الرسول عليه الصلاة والسلام.
وأيضا من مظاهر الإسراف في حياة الأمة الإسلامية ما يكون في بعض البلاد الإسلامية من صنع الطعام على الميت يتصدقون به أو..هناك ما يسمى بالونيسة والأسبوعية والأربعينية.
والونيسة هي أن يصنعوا طعاما يأكلونه في أيام التعزية رجاء أن هذه ذبيحة تؤنس صاحبها في القبر أما علموا أن القبر لا أو أن صاحب القبر لا يؤنس إلا بعمله الصالح.(2/395)
وأن الأسبوعية بعد أسبوع من الوفاة يذبحون شاة تسمى أسبوعية.
والأربعينية بعد أربعين يوم وفيها إسراف حقيقة وهذه كلها بدع سيئة لم تكن في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام.
آن لنا أن نتخلص من كثير من هذه البدع التي تؤثر الحقيقة على اقتصادنا.
وهناك حقيقة مما ابتلي به كثير من الناس رجالا ونساء وأطفالا أنه التبذير ولا أقول إسراف التبذير في التدخين لأن السرف في أمر مباح زيادة عن الحاجة أما التبذير في أمر معصية والتدخين حرام عفا الله سبحانه وتعالى وهدى أولائك الذين يبذرون أموالهم. كما عرض في الجاهلية قبل الإسلام عنده شعار أنفق ما في الجيب يأتي ما في الغيب لكن الإسلام جاء وجعل المال له وظيفة معينة وجعل صفة الاعتدال ونهى عن التبذير وعن الإسراف فشعارنا ليكن لا تسرف وما أجمل المثل الذي يقوله بعض الناس في بعض البلاد العربية...والمعنى بذلك يجب أن نكون معتدلين.
المرأة أركز هنا كثيرا المرأة لها دور أخواتنا المؤمنات المسلمات لهن دور عظيم الحقيقة في مثل هذه القضايا وفي عدم تحميل الزوج أكثر من طاقته...بعض النساء ربما يثقلن على أزواجهن وربما يسرفن في الأثاث وبعد سنة لا بد من تجديده ليس هذا ...انظروا في أثاث بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثاث بيوت صحابه الكرام رضوان الله عليهم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا بعيوبنا وأن يفقهنا في ديننا وأن يجعلنا دائما في حدود الاعتدال والتوسط الشاكرين لنعم الله عز وجل المؤدين لحق الله تعالى في هذا المال..
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ : محمد علي مشعل- حمص - سوريا
ضيف الحلقة :
الشكر والصبر
موضوع الحلقة :(2/396)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على إمام النبيين وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخوة والأخوات المستمعون والمستمعات إن من أعظم الأمور في حياتنا الإسلامية الشكر والصبر فقد قال سيدنا عبد الله بن مسعود الإيمان نصفان نصف صبرٌ ونصف شكر إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور وأنا سأتلكم في هذا الموضوع عن الشكر فقط بينما الحديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصبته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له فعند ذلك عند ذلك نحن نلتفت إلى الشكر التفاتاً عميقاً ونتحدث به الشكر هو الاعتراف بنعمة الله سبحانه وتعالى وما بكم من نعمةً فمن الله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فإذا كنا نعتقد هذا تمام الاعتقاد ونعترف به ينبغي أن نتحدث به وأما بنعمة ربك فحدث لكن لا على سبيل الافتخار ولا يسري الرياء ولكن على سبيل الشكر والتحدث بنعمة الله تعالى شكراً لله سبحانه وتعالى وإظهاراً لنعمة الله وكرامة الله الشكر أيها الأحباب نصف الإيمان والشكر قرين العبادة(2/397)
قال الله تعالى واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون الشكر لله قرين العبادة الشكر لله قرين الرضى وإن تشكروا يرضه لكم يرضه الله سبحانه وتعالى فالشكر بوصيل يرضى الله سبحانه وتعالى أيضاً الشكر صفة الأنبياء وصفة أهل الجنة الشكر سر دوام النعم بالشكر تدوم النعم والشكر سببٌ لزيادة النعم وإذا تأذن ربكم لأن شكرتم لأزيدنكم فلذلك ينبغي أن نهتم أيها الأخوة والأخوات بفهم معنى الشكر والاتصاف به اتصافاً حقيقيا الشكر بالقلب هو الاعتراف بنعمة الله كما ذكرنا وما بكم من نعمة فمن الله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ثم بعد أذن التحدث بها هو أيضاً من الشكر وهو تعبيرٌ عما في القلب الشكر الثاني شكراٌ باللسان وهذا الشكر باللسان هو الحمد الله الحمد الله والشكر لله والثناء على الله بما أعطانا أعطانا في هذه الحياة الدنيا أعطانا الصحة والعافية أعطانا الزوجة أعطانا الأولاد أعطانا المال أعطانا الدار أعطانا المسكن أعطانا الثياب أعطانا أعطانا كل شيء فعلينا أن نعترف بهذه النعمة ثم بعد أذن علينا أن نحب المؤمن ومادام وما بكم من نعماً فمن الله فالذي ينعم عليه يحب المنعم والحب يقتضي الطاعة الحب يقتضي الطاعة هل من الحب أن يعصيا هل من الحب المعصية إن هذا لأمرٌ خطيرٌ جداً فإذا اعترفنا بأن ما بنا كله من نعم الله فهل يجوز أن نعصي الله بنعمته أو نخالف الله بنعمته إذاً من الشكر أن نستعمل نعمة الله بطاعته ونحصوها في هذا الطريق بطاعة الله وأما إذا استعملنا نعمة الله بمعصيته فهذا يكون شكرا الله أكبر الله أكبر الله أكبر إذا كان العبد يعصي الله بعينه فالعين نعمة من الله ونعمة البصر نعمةٌ عظيمةٌ جداً فهل يجوز بدل أن يشكر الله يعصي الله بنعمته هل يجوز أن يعصي الله بعينه هل يجوز أن يعصي الله بنعمة السمع هل يجوز أن يعصي الله بنعمة اللسان هل يجوز أن يعصي الله بنعمة اليد والرجل والأعضاء هل يجوز أن يعصي الله سبحانه وتعالى بالقلب فيملئه(2/398)
حقداً وحسداً وكبراً وريائاً وعجباً هل يجوز أن يعصي الله سبحانه وتعالى بالفرد هل يجوز أن يعصي الله بالطعام بالأكل والشراب فيأكل الحرام إن لله وإن إليه راجعون فتلك غفلةُ عظيمة أبعدتنا عن الشكر وأصبح بعض الناس يكفرون بنعمة الله دون أن يتكلموا ليس من الشكر أبداً أن تستعمل نعمة الله في معصيته هل يجوز لنا أن نشرب الخمر نعصي الله في الفم نعصي الله في المعدة فنجي ندخل عليها الحرام إن الذي يعصي الله سبحانه وتعالى بشرب الخمر بعيد كل البعد عن شكر نعمة الله بل هو كافر بنعمة الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالله سبحانه وتعالى وفقنا نعمة وفقنا لنعمة الأنف الشم فهل يجوز لنا أن نستعمل شيئاً من المذموم من المحرم أن نستعمله بالشم هل يجوز لنا أن نشرب الدخان هذا الدخان الذي جاء به أعداء الإسلام وأدخلوه على بلاد الإسلام ليضروا المسلمين وليؤذوا المسلمين وقد ثبت بالطب في هذا العصر من كل الجهات الأطباء في أمريكا وفي انكلترا في فرنسا وفي ألمانيا وفي البلاد العربية وفي كل مكان يقولون إن الدخان مضر لكل فرد وهو أشد من كل أنواع المخدرات وإن شارب الدخان ينتحر وهو لا يدري فهو مضر وأشد من كل أنواع المخدرات وشارب الدخان ينتحر وهو لا يدري ونحن ننظر إلى هذا الأمر وقضية الإفتاء يصعب علينا فنحن نقول إن ثبت ضرره لكل فرداً فعند ذلك نصرح بالتحريم وإن لم يثبت ضرره لكل فرد فإن نقول مكروه كراها شديدة ولكن الآن ينتظر أن يصدر فتوى من كل علماء العالم الإسلامي بتحريمه علماء المملكة من وقت ما جاء اجمعوا على التحريم فكلهم يقولون بأن شرب الدخان حرام وربما بعض السامعين يجد هذا الكلام صعباً عليه لا يا أخي لا يا أخا الإسلام يا أخا الإيمان يا أخا التقوى لا إني أتحدثك عن حباً لك وعن مودتاً لك وعن إرادة الخير لك الدخان ضعه تحت قدمك ولا تلتفت إليه أبدا عندي صديق يحبني كثيراً وهو يشرب الدخان وقد ذكرتوا له من النصائح كثيراً كثيرا(2/399)
ولكنه بقي يشرب الدخان حتى إذا زرنا مستشفى وهنالك أحد الأحباب لا يعرف أنه مدخن ولكن قال لي تعاد لأريك مراحل التي يمر بها الدخان وكيف ضرره يكون في الشخص وإذا به يشرح المراحل التي يسير بها الدخان في إضرار الإنسان فعند ذلك عندما خرجنا من المصح من المستشفى رأيت هذا أخي قد أخرج علبة السيجارة ووضعها تحت قدمه وعفسها ومنذ ذلك الوقت لم يضعها في فمه ولم يعد إليها أيها الأخوة والأخوات أخاطبكم مخاطبة الناصح الأمين مخاطبة المحب الذي يحب لكم الخير في الدنيا والآخرة ابتعدوا عن الدخان وابتعدوا عن التنباك فهذه وسائل ليست مريحة إنما هي مضرة وفيها ضرر بالغ غير الضرر المادي فيها ضرر بالغ جداً ضرر صحيٌ جداً والله أعلم أيها الأخوة والأخوات علينا دائماً أن نشكر نعمة الله وإن شكر نعمة الله تقتضي أن نستعمل نعمته بطاعته والذي يستعمل نعمة الله في معصيته ليس من الشاكرين أنت عندك زوجةٌ وأولاد فهل أنت وجهتهم التوجيه الصحيح وعلمت بأن هذه الزوجة نعمة فهل أنت حفظت على دينها وعلمتها الستر وعلمتها الحجاب وشرحت لها ثواب الحجاب وكرامة الحجاب هل أنت علمت أولادك الصغار من السابعة على الصلاة وأنشأتهم على عبادة الله لتشكر نعمة الله بالأولاد أنه يجب على الأب والأم أن يأمرا الطفل متى ما بلغ سبع سنوات بالصلاة ويديم عليه الأمر ويراقباه فإذا ترك وقتاً واحداً فإن الأب يحاسب والأم محاسبة أيها الأخوة أننا يجب علينا أن نقي وأنفسنا وأهلنا من النار وأن نحفظهم من غضب الجبار وأن نسير بهم إلى الجنة نسير بهم إلى مرضاه العزيز الغفار اللهم تب علينا يا تواب وألطف بينا يا لطيف ووفقنا لمرضاتك يا كريم وأعننا على سر يا عظيم يا ذا النعم وذا الفضل ويا ذا الإحسان.
سمو الأمير/ نايف بن ممدوح بن عبد العزيز
ضيف الحلقة :
الحث على الشفاعة وبيان أجرها
موضوع الحلقة :(2/400)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ويطيب لي أن أتحدث عن فضل الشفاعة في الخير وما يترتب عليها من أجر الشفاعة هي من أطيب الأعمال التي تكون مبذولة ومتعاطى بها بين المؤمنين في الدنيا وهي الشفاعة بالخير فيما يعود عليهم بالنفع في أمور دنياهم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ورغب وحث في أن يشفع الناس بعضهم لبعض في مصالحهم ومنافعهم فقال ( اشفعوا تؤجروا ) وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) رواه مسلم وفي رواية لمسلم أيضا ( فلينفعه) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم انظروا تأملوا هذا رجل جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إلى الله وأحب الأعمال إلى الله فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فقال السائل يقول يارسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس) الله اكبر أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله -أي ذاك المسلم- سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا ولأن أمشي النبي صلى الله عليه وسلم هنا يقول ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم و(لأن أمشي مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا) يعني الشفاعة في الخير والمشي مع أخوك المسلم في حاجته حتى تتهيأ له وتقضى أحب من أن تعتكف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاء ملأ الله قلبه(2/401)
رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام يعني يوم القيامة وهذه من ثمرات الأعمال الصالحة ي الدنيا والسعي في مصالح إخوانك المؤمنين (وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني رحمه الله
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل صنائع المعروف ( صنائع المعروف تقي مصانع السوء ) إلى أن قال ( وكل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) رواه الطبراني وحسنه الألباني وقال تعالى ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) قال ابن مبارك رحمه الله في تفسير حسن الخلق هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى ، حسن الخلق ليس أيها الأخوة والأخوات بالتصنع أو التكلف أو التحلي أو التمني أو التمثيل كلا إنه بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى ذكره الترمذي في سننه وفضل حسن الخلق وثوابه عند الله عظيم فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن من أحبكم - تأملوا - إن من أحبكم إلي -أي إلى النبي صلى الله عليه وسلم- إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم أخلاقا ) رواه الترمذي وحسنه والشفاعة أيها الأخوة والأخوات الكرام هي من جملة حسن الخلق حسن خلق المسلم وكمال إيمانه لقول النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه عنه أنس رضي الله عنه ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير) رواه النسائي فبالله ألا يحب أحدنا وهو في كرب وضنك إلى من يشفع له فيخفف عنه كربه وضنكه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة -تخيل كربة واحدة مابالك في من شأنه ينفس الكرب كثيرها وعظيمها فهذا باب عظيم للخير نتنافس فيه سعيا للآخرة الله تعالى يقول ( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فؤلائك كان سعيهم مشكورا ) يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من نفس عن مؤمن كربة من(2/402)
كرب الدنيا نفس عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما -انظروا واسمعوا يا من بعض الناس للأسف يسعى في هتك الأسرار والغيبة والنميمة فلنكن ممن شأنهم التنافس في عمل الخير والطاعة والبر - ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) رواه مسلم.
فيا من تريدون عون الله لكم هلا عاونتم إخوانكم في الدين والعقيدة ولو بشفاعاتكم ويامن تريدون النجاة يوم القيامة وتنفيس الكرب هلا نفستم عن المستضعفين من إخوانكم فكم من أسرة فقيرة وكم من مساكين اغتنوا وكم من مظلمة أزيلت ورفعت بفضل الله تعالى ثم الشفاعة الحسنة وكم من متخاصمين اصطلحا وكم من بيوت آيلة للسقوط بفضل الله ثم إصلاح ذات البين سلمت ونجت وكم من مراكز إسلامية أنشئت وكم من كتب طبعت ودعوة أقيمت بفضل الله تعالى ثم الشفاعة وكم من دول أغيثت وقضايا نصرت وكم من مجاعات أشبعت بفضل الله ثم الشفاعات وكم من طالب علم شفع فيه حتى وفد إلى الجامعات الإسلامية هنا وهناك فتخرج وعاد إلى بلاده ينشر الإسلام الصحيح والعقيدة السلفية النقية السليمة ويعلم الناس الخير ويدعوهم إليه ولم يكن لذلك أن يتحقق إلا بفضل الله ثم الشفاعات الحسنة وياله من أجر نحن عنه غافلون وينبغي أن يعلم أن الصدقة لا تكون بالمال فقط بل إن بعض القضايا حلها بالشفاعات قد يكون أولى وأجدى وأنفع من المال وذلك بحسب حال ووضع صاحب الشفاعة ونوع حاجته وشعور المؤمنين بعضهم ببعض وعيش كل منهم هم أخيه هو من صحيح الإيمان وكماله فعن النعمان بن البشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق عليه ومن فضل الله أن الشافع يثبت أجره بإذن الله لمجرد شفاعته وإن لم تقبل إذ أن الشافع لا يطالب بالنتائج من(2/403)
غيره إذا هو بذل الأسباب وبنحو ذلك ذكره الطبري في تفسيره عن الحسن البصري عن تفسير قوله تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها)
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال وأن يختم للجميع بخير إنه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ محمد علي مشعل ( حمص - سوريا )
ضيف الحلقة :
طريق السعادة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على إمام النبيين وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(2/404)
أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإسلام هو طريق السعادة الإسلام طريق سعادة الدنيا وسعادة الآخرة فلا سعادة في الدنيا ولا سعادة في الآخرة إلا بالإسلام وقد قال الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) خلق آدم وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته ثم أنزله إلى الأرض وجعل له الذرية ونحن ذرية آدم وسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام نبي ورسول كلفه الله سبحانه وتعالى بأن يبلغ الرسالة لذريته فهو رسول الله لذريته عليه الصلاة والسلام وإن الله سبحانه وتعالى جعل من نسل آدم 124 ألف نبي كلهم جاؤوا بالإسلام وكلهم يعلمون الإسلام منهم 313 رسل قد نص القرآن الكريم على 25 اسما فالمذكور أسماؤهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون وأما الرسل فعددهم 313 والأنبياء 124 ألف نبي فكل رسول كان له مساعدون من الأنبياء وكلهم جاؤوا بالإسلام الذي هو سعادة الدنيا وسعادة الآخرة وسميت اليهودية يهودية لأن بني إسرائيل قالوا ( ربنا إنا هدنا إليك) فسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نبي ورسول وقد أخذ الله عليه العهد إن أدرك محمد ليؤمنن به ولينصرنه كما أخذ على كل الأنبياء من أولهم لآخرهم إن أدركن محمد ليؤمنن به ولينصرنه وسيدنا موسى جاء بالإسلام وسمي الإسلام يهوديا لأن بني إسرائيل قالوا ( ربنا إنا هدنا إليك) فلم يجئ سيدنا موسى بغير الإسلام وكذلك سيدنا عيسى لم يجئ إلا بالإسلام فسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام نبي ورسول جاء بالإسلام وأخذ عليه العهد كما أخذ على النبيين والمرسلين قبله إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه وهو أخذ العهد على أمته إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه إذا أمة سيدنا موسى وأمة سيدنا عيسى مأخوذ عليهم العهد إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه لأنه جاء بالإسلام الذي جاء به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام والذي جاء به النبيون والمرسلون من عند الله سبحانه وتعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) ولذلك فإنا نوجه(2/405)
نداءنا إلى كل البشرية بأن طريق السعادة محصور بالإسلام سعادة الدنيا وسعادة الآخرة لن تكون إلا بالإسلام ومعنى لا تكون ما معناها لا تتم لا لا تكون أبدا إلا بالإسلام فهو طريق السعادة قال الله تعالى ( ومن يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) من يعمل صالحا وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فتكون حياته في هذه الدنيا حياة طيبة سعيدة كريمة وإنه يعيش في كل أوضاعه بسعادة مادام قد أخذ بدين السعادة وأخذ بدين الرحمة.(2/406)
أيها الأخوة إن هذا الأمر ينبغي أن يكون معروفا لدى الجميع وانظروا إلى قوله تعالى إن الذين استقاموا على الإسلام واستقاموا على دين الإسلام تتنزل عليهم رحمة الله سبحانه وتعالى دائما دائما ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) أيها الأخوة أيها العقلاء أيها الناس جميعا لا نريد منكم إلا أن ندلكم على طريق السعادة الذي تسعدون به في الدنيا والآخرة وهو الذي جاء به الأنبياء والمرسلون من عند الله سبحانه وتعالى من أولهم لآخرهم وإن خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام هو صفوة البشرية والذي فضله الله على العالمين أجمعين وأرسله رحمة للعالمين فقال له ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين رحمة للإنس ورحمة للجن فهو رسول الله إلى الجن وقد دخل الجن في الإسلام وسعدوا بالإسلام وهم كثيرون يسعدون بالإسلام ويعملون بالإسلام وإن البشرية الذين استجابوا لدعوة الله سبحانه وتعالى فإنهم إن شاء الله سعداء في الدنيا وسعداء في الآخرة ومهما أصابهم مما يظهر بأنه مصيبة أو أنه تعب أو نصب فهو في الحقيقة سعادة وهو في الحقيقة رحمة وهو في الحقيقة نعمة والمصائب عندنا في الإسلام كلها نعمة فعندما يقع الإنسان في بعض الهفوات ينزل الله عليه بعض المصائب البسيطة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ليغفر له الله سبحانه وتعالى تلك المعاصي الصغيرة إن الإنسان عندما يعلم تماما تماما بأن الله سبحانه وتعالى يغفر له إذا تاب ويغفر له الكبائر إذا تاب فإنه إذا طغاه الشيطان أو غوته الدنيا أو سارت به النفس الأمارة بالسوء إلى طريق غير طريق فإذا رجع وتاب فالله يتوب عليه والتوبة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون(2/407)
لعلكم تفلحون ) ألا وأن التوبة هي طريق الفلاح وطريق الوصول إلى الإسلام الذي فيه سعادة الدنيا وسعادة الآخرة ما معنى التوبة التوبة الندم على ما فرط في جنب الله الندم على تركه الفرائض والواجبات أو فعله المخالفات والمحرمات الندم على ما فرط في جنب الله وعلى ارتكابه بعض المخالفات والمحرمات ثم بعد إذن الإقلاع عن الذنب صغيره وكبيره الإقلاع عن الذنب بأنه يكره الذنب لأن الذنب يجره إلى غضب الله ويجره إلى لعنة الله فهو يتبرأ من الذنب ولا يسير مع الذنب فيقلع عن الذنب ثم بعد إذن يعزم على ألا يعود يعزم على ألا يعود فأركان التوبة أيها الأخوة ثلاثة أولا بالدرجة الأولى الندم على ما فرط في جنب الله وهذا يعتبر أكبر ركن للتوبة حتى قال عليه الصلاة والسلام ( الندم توبة) الندم توبة ثم بعدئذ إذا كان هذا الندم حقيقيا فإنه يقلع عن الذنب ولا يقع به ولا يسير إليه وإذا كان هناك عرف قبح الذنب وقبح نتيجته والعذاب الشديد فإنه يعزم على ألا يعود ألا يعود إلى الذنب وإذا كانت هناك حقوق للعباد فلابد من شرط رابع ينبغي أن يستحل ممن له حق عنده إما أن يرد الحق إليه أو يطلب مسامحته أو يطلب عفوه.(2/408)
أخي الكريم أختي الكريمة إذ عليكم بالتوبة فإن التوبة مفتاح الخير مفتاح البر مفتاح الرضا مفتاح السعادة أسرعوا وتوبوا فإن التوبة مقبولة ولا يغلق باب التوبة إلا إذا طلعت من مغربها ولا يغلق باب التوبة إلا إذا صارت الروح في الحلقوم في آخر لحظة من الحياة فعند ذلك يرون منازلهم في الجنة يرون ملك الموت وملك الموت يقول له هذا مقامك في الجنة أو هذا مقامك في النار فعند ذلك لاتوبة وأغلق باب التوبة فباب التوبة يغلق في حالتين الحالة الأولى عند طلوع الشمس من مغربها والحالة الثانية عند وصول الروح إلى الحلقوم ، اللهم وفقنا للتوبة الصالحة ويا رباه وفقنا للتوبة الصادقة واجعلنا من التائبين فالله يحب التائبين نسألك محبتك ومحبة كل خير ومحبة كل حسنة ومحبة كل صالح فوفقنا لما يرضيك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
أعيادنا في الإسلام
ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب - مصر .
موضوع الحلقة :(2/409)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله أحمده تعالى وأستعين به وأستغفره وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيب يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوز عظيماً أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وأن خير الهجي هجي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإن شر الأمور محدثاتها كل محدثة بدعة وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد فأخوتي في الله إني والله أحبكم في الله وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا في هذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله اللهم أجعل عملنا كله صالحاً وأجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد غيرك فيه شيء أحبتي في الله الأعياد لماذا عيد نعم إنه شرعت الأعياد ليفرح الناس وارتبط هذا المعنى بكلمة عيد وإن كان المعنى اللغوي أصلاً أنه يعود كل سنة يصبح عادة هو فصار عيد لكن ارتبطت كلمة عيد عند الناس بالفرحة ولذا كثرت الأعياد في زماننا لا يلبث شهر يمر إلا وتسمع عن عيد وأعياد عجيبة وهذا يوقفني معكم وأنا أحبكم في الله حريص عليكم لكم ناصح أمين هذا أصل فهذا الكلام كله من منبع حبي لك وحرصي عليك وخوفي على مصلحتك السؤال هل يصح أن نصنع أعياداً ببساطة عيد الميلاد وعيد(2/410)
الزواج هذه أشياء خاصة وعامة عيد الأم وعيد الحب أي عيد الحب ده كمان والله هذه أول مرة أسمع عن هذا العيد أو حقيقة صدقني بالله كأنني أول مرة أسمع هذا الموضوع عيد الحب وصرت أتساءل أي يا أبني موضوع عيد الحب هذا يعني أيه ده الحب يعملوا إيه في عيد الحب أصلوا إيه عيد الحب جاء من أين عيد الحب وظللت أتساءل و فوجئت أن المسألة تهريج بتهريج نعود للسؤال الجد هل يصح أن نبتكر أعياداً كما ذكرت أنه في زماننا لأن الناس يخيم عليهم الحزن والهم والنكد والضعف وصدق قول الله ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكه يعيش الناس الضنك في بعدهم عن الله ويبحثون عن السعادة أيضاً بعيداً عن الله فإذا صارت مصيبة مأساة لأن أن ما يسقط التفاح للذي يبحث عنه تحت الشجرة وتجد الناس يبحثون عن السعادة يبحثون عن التفاح بعيداً عن الشجرة يبحثون تحت أعمدة الكهرباء في الشوارع ولم تسقط عليهم أعمدة الكهرباء تفاحاً بالطبع فلذلك هم يبحثون عن السعادة بعيداً عن الله ولا يسعد القلب إلا الله(2/411)
القلب بيد الله الشاهد هل يصح أن نبتكر وأنا أحاول أن أجنبها ولكنها تلح عليَ خذها هل يصح أن نبتدع أعياداً في حياتنا تقول لي كلمة بدعة كبيرة أوي يا عمي الشيخ لأن هذا ليس في الدين نحن نبتدع في الحياة وهذا يجوز السيارة والطيارة والصاروخ أليست هذه أيضاً من المحدثات أقول لك لا الأعياد من الدين تقولي لي دليلك إيه دليلي حاضر قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أهل المدينة لهم يومين يلعبون فيهما فسأل ما هذا العيد فقالوا يومين كنا نفرح بهما في الجاهلية فقال لقد أبدلكم الله خير منهما الفطر والأضحى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا أهل الإسلام في أيام التشريق عيد الأضحى الثلاثة أيام اللي بعد العيد هذا عيدنا أهل الإسلام وان لكل قوم عيد في الاختصاص ولكلٍ وجهةٌ هو موليها لذا نحن مالنا ومال فلنتينو مش أسمه كده برضو ولا أنتم مش معي آه صح أنت عرفه آه صح الوردة الحمرة والقلب الأحمر القطيفة هذا من هذا ليس هذا بموضعنا ليس من أصولنا فلنتيونو رجل فرنسي صنع عيد الحب وأخي أنا أحبك في الله عندهم الحب بمعنى آخر غير الإسلام تماماً الحب عندهم العشق الحرام وقد يطلقون الحب على الزنا أيصح لنا كمسلمين أن نحتفل بمثل هذا إننا في زمان امتهنت فيه كلمة الحب لا تكاد تلتفت أحبها أحبها بحبك بحبك سيرة الحب وكلمة الحب ومسلسل عن الحب و فيلم عن الحب ومسرحية للحب وأغاني للحب إيه في إيه ما موضوع الحب قصد به الزنا العشق الحرام العلاقات المحرمة الإنترنيت أدخل أوعى تدخل أني أنصحك بأن لا تدخل لكن تجده كله كلام في هذه القضية المحرمة أخي الحب معنى أسمى معنى أعلى معنى أرق الحب أن تحب الله هذا هو الحب الحقيقي وإذا أحببت الله فأحبك وعشت كل أيامك عيد آه لو يحبك أسمع يقول ربي جل جلاله في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به(2/412)
ويده التين يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولأن سألني لأعطينه ولأن استعاذ بي لأعيذنه الله إني أسألك بالله أتظن أن الله يحبك تفتكر ربنا يحبك تقول لي نعم ربنا يحبني أنا لا أطلب منه شيء إلا يعطيني كذبت ليس هذا هو المقياس إنه يعطي الكفار أكثر مما يعطيك هل هذا معناه أنه يحبهم ليست القضية كذلك وإنما إذا أحسست وعرفت وتيقنت ورأيت أن الله جل جلاله يلفقك لما يحدبه هو ويرضاه وإن كان على خلاف هواك فهو يحبك إذا رأيت أنه يسد عنك أبواب المعاصي ويصرفها عنك ويبغضها إليك فهو يحبك وإذا رأيت أنه يفتح لك أبواب الطاعات ويحدبها إليك ويعينك عليها ويوفقك إليها يضع في طريقك من يسددك فيها فهو يحبك تقول لي طيب الزاي يحبني ربنا وهذا الموضوع كبير جداً وقالوا لي خلاص أقول أنا لك إيه بالوقت لكن لازم تحب ربنا لكي يحبك من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وجاءك الرد في الحديث لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل بعد إقامة الفرائض ما تقرب عبدي إلي بأحب مما افترضته عليه قد أقر أقم الفرائض وزد من النوافل يحبك ربك عيد الحي إيه حكمه قد سألتك هل أنت تحب الله إذا أنت تحب الله فليس يوم كل سنة بل تصح كل أيامك أعياد أما فلنتينو نحن مالنا ومال فلنتينو نحن أهل الإسلام ليس لنا عيد مطلقاً إلا يومين الفطر والأضحى بأيامه الأربعة وكأيام التشريق يعني أخوتي في الله أنا أحبك في الله إياكم والبدع أحبوا الله ليحبكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
عتقاء الله
ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ عبد الحميد البلالي / الكويت
موضوع الحلقة(2/413)
مشاهدي الأفاضل مشاهداتي الفاضلات مبروك عليكم شهر رمضان نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر الحمد لله اما بعد ما كليتوا وشبعتوا وترستوا الكروش نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الأكل عافية وخير إن شاء الله ورفعة وأجر عظيم إن شاء الله في هذا الشهر إخواني الأحبة أخواتي الأحبات يعتق الله تعالى عند كل فطر كثير من خلق الله سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيح إن الله تعالى عند كل فطر عتقاء وذلك عند كل فطر كل ليلة هؤلاء العتقاء عتقاء من النار والعياذ بالله النار التي نسمع بها فقط النار تعادل نار الدنيا ستين مرة تفضلها بتسعة وخمسين مرة تقل الناس عذاباً والعياذ بالله من ينتعل نعلين يغلي دماغه منهما أعوذ بالله هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة شهر الخير شهر العتق من النار كثير من الناس هدايا الله سبحانه وتعالى تساق لهم في هذا الشهر تكون أعظم هدية أن يعتقك الله سبحانه وتعالى من النار اسأل نفسك هل أنا أو هل أنت مرشح للعتق من النار نحن لا نعلم الغيب لا أحد منا يعلم الغيب أن يكون هو معتوق من النار أولا ولكن هناك علامات نستدل من خلالها على هذه البشارة العظيمة فالعتقاء لهم صفات من أهم وأبرز هذه الصفات التوبة لله سبحانه وتعالى إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول صنفان من أمتي لم أراهم بعد يعني هو يتحدث عن صنفين من الناس من أمته صلى الله عليه وسلم لو يراهما يعني إلى الآن لم يراهم في عهده الصنف الأول قال رجال يضربون الناس بأذناب البقر يعني يعذبون الناس بالسياط ليس لهم ذنب سوى قالوا ربنا الله سبحانه وتعالى إن فقط التزموا أو فقط ظلموا يضربون الناس بالسياط دون المراعاة لإنسانيته ودون المراعاة لحقوقهم ولحرياتهم ظلماً وعدواناً والصنف الثاني نساء كاسيات عاريات كأن على رؤوسهم كأسنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يشممن ريحها وأن ريحها ليبعد كذا مسيرة هذا(2/414)
الحديث أسوقه لبداية الحديث صنفان في الأمة لم أرى مثلهما بعد ولكن النبي صلى الله عليه وسلم هناك أصناف كثيرة لم يراها لم تكن في عهده من هذه الأصناف التي تعيش بيننا هذه الأيام صنف يصوم رمضان دون صلاة صنف عجيب جداً يصوم يجوع ولكن من غير صلاة وصنف يصوم ولا يصلي إلا في البيت وصنف لا يقرأ القرآن إلا في رمضان وصنف لا يصلي إلا صلاة الجمعة أصناف عجيبة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصنف من النساء تدخل المسجد وتتحجب وتضع الخمار وتضع كل شيء مجرد أن تخرج من المسجد تضع الماكياج وتتفسخ مرة ثانية أصناف عجيبة إذاً عندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم صنفان في أمتي لم أراهما بعد أي أصناف أخرى لم يراها أيضاً مما ابتلينا بهم في هذا الرمضان وفي أي رمضان أخر هل هؤلاء يكونوا عتقاء شهر رمضان لا عتقاء شهر رمضان كما قلنا لهم شهر معين إذا أردت أن تكون من عتقاء الشهر هذا وإذا أردت أختي العزيزة أن تكوني من عتقاء الشهر أنت الشايب اللي هناك وأنت الشاب اللي هناك وأنت يا الشابة الصغيرة مبروك عليكم كلكم هذا الصيام وعسى الله سبحانه وتعالى يشرق قلوبكم بنوره سبحانه وتعالى يرفع مقامكم في الدنيا والآخرة ولكن أما حدث أحدكم نفسه بهذا الحديث إن لله عتقاء كل ليلة في هذا الشهر أما حدثتي نفسك أما حدثت نفسك أن تكون من هؤلاء العتقاء إذاً لابد أن تكون فيك مواصفات كما قلنا أول هذه المواصفات التوبة النصوح فطبعاً بالإضافة إلى الشروط التي قلناها التي قلناها في الحديث أن يكون بالندم أول شيء الندم يعني تائب إذا ما في ندم ما يعتبر تائب أو شرط قال العلماء الندم الندم على ما فرطوا على العصر من معاصي كبيرة من ظلم وغيره من الأمور الثاني العزيمة على عدم معاودة المعصية مرة ثانية الثالث هو يعني قطع المعصية حالاً ترك المعصية الرابع إرجاع الحقوق إلى أهلها هناك شروط غير الشروط الأربعة لابد أن تتوافر فيمن يعتقهم الله تعالى في هذا الشهر من(2/415)
هذه الصفات أن يكون بعد توبته أفضل مما كان قبل توبته يعني إذا انتهى رمضان يحس أن هناك صار تغيير في حياته أما تعود حليمة إلى عادتها القديمة يعني ما فعل أي شيء نحن لا نريد أن نكون مجموعة أو نزيد من شريحة الذين هم عباد المواسم هذا صنف أخر من أصناف محمد صلى الله عليه وسلم عباد المواسم يصير متدين إذا جلس مع المتدينين ويصير إنسان فاسق تماماً إذا قعد مع المنحلين ويصير إنسان متكلم مع المتكلمين يتشكل كالحرباء على كل ماء يضرب ولكن يجب على الإنسان فعلاً أن يراعي الله سبحانه وتعالى(2/416)
في القضية هذه ويحس أنه بعد رمضان أو بعد التوبة يكون أفضل مما كان قبل التوبة الثاني أن يصاحبه دائماً كسرة في القلب ينكسر قلبه لله تعالى كل ما تذكر الذنوب الماضية كلما تذكر الذنوب الماضية تأتي له كسرة في القلب الأمر الخامس خوف يصاحبه دائماً خوف من الله سبحانه وتعالى ليس الخوف مزيف إنما الخوف حقيقي هناك خوف مزيف هناك خوف من البشر وهناك خوف على الرزق وهناك خوف من الموت وهناك خوف من مخلوق هذه كلها أنواع خوف مزيفة إذ أنه لا يضر ولا ينفع إلا الله سبحانه و تعالى يجب أن نستيقظ انه لا ضار ولا نافع إلا الله سبحانه وتعالى من أسمائه الضار والنافع فكيف للمخلوق أن يضر وأن ينفع لا يمكن أن يضر وينفع إلا الله سبحانه وتعالى هكذا يعلمها ويرضعها النبي صلى الله عليه وسلم لأبناء الصحابة يردف بن عباس وهو كان غلام يعني عمره بين تسعة وعشر سنوات يردف على بغلته ويقول له يا غلام وفي رواية يا غليم اعلم أن الأمة يعني كل الناس الأمة كل الناس يستحيل أن يجتمع الناس كلهم على أمر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يفترض أن الناس كلهم يجتمعون على أمر اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك ما نفعوك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك رفعت الأقلام وجفت الصحف إذا لم يكتب الله الضرر وإذا لم يكتب الله النفع فما في قوة في العالم تستطيع أن تنفعك أو تضرك إذاً لماذا تخاف المخلوق الأمر الثاني الخوف المزيف الخوف على الرزق لماذا تخاف على الرزق والرزق قد كتب لك وأنت جنين في بطن أمك كما أن الأجل قد كتب كما جاء في حديث ابن مسعود في الصحيح ثم يرسل إله الملك فيأمر فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيه أول ما كتب عليك الرزق والأجل ولا يستطيع أحد أن ينقص أو يزيد من الرزق أو يضني أو يعني يقصر ويبعد ويكثر من الأجل رفعت الأقلام وجفت الصحف إذاً هذا خوف مزيف لكن الحقيقي الذي يشعر به العتيق(2/417)
من شأن النار الذي تاب توبة نصوح هو الخوف من الله سبحانه وتعالى هو الخوف الحقيقي الذي يضر وينفع كل ما تذكر ذنوبه كلما تذكر جرائمه كلما تذكر تقصيره جاءت له كسرة في القلب كما قال ابن القيم رضي الله عنه وخاف يخاف يوم القيامة عندما يمتثل بين يدي الله سبحانه وتعالى عندما يمتثل بين يدي الله سبحانه وتعالى ويحاسبه الله سبحانه وتعالى مثقال ذرة خير يرى ومثقال ذرة شراً يرى ظل العلماء والمفسرون في كتب التفسير القديم كلهم يفسرون الذرة على أنها حبة الخردل التي ترى في حزمة شعاع من ثقب في باب أما العلم الحديث يقول لنا أمر أخر غير هذا الأمر يقول أن حبة الذرة التي لا ترى ولا تفتت ولا ترى إلا في المجاهر المكبرة يعني مئات بل ألاف المرات هذه التي لا تراها العين تسأل عنها يوم القيامة فكيف بكلمة أو عبارة أو خطوة أو لفظة أو لحظة كلها مدونة ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عديد كل كلمة تقولها إما لك وإما عليك ملك على اليمين يكتب وملك على الشمال يكتب باقين معك حاضر يكتبون كل شيء لا يضيع عند الله شيء ما يضيع شيء عند الله ويذكرك بكل ما قلت يوم القيامة إن خير فخير وأن شر فشر إذاً هذا الخوف الحقيقي الذي يتصف به العتيق من النار في شعر رمضان كسرة والخوف الحقيقي الخوف من سوء الخاتمة الخوف من عدم الإخلاص وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناهم هباءً منثوراً يخاف ويسابق الزمن ويسابق اللحظات واللفظات ويسابق الدقائق حتى يعبئ أكياس الأجر ويملئ صحائف الخير لأنه لا يعلم متى يأتي ملك الموت فتنتهي هذه الآلة التي تتحرك في جسده وإذا مات ابن آدم انقطع عمله فكن من الذين يريدون الجنة كن من الذين يعتقون من النار أنت صاحب القرار في ذلك قرر والله سبحانه وتعالى يعني ييسر الأمر بإذن الله تعالى ? وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ? الشمس(2/418)
أنت صاحب القرار أما تكون من أصحاب الجنة أو من أصحاب النار أنت صاحب القرار في أن تكون صالح وأن تكون سيئاً نسأل الله سبحانه وتعالى في أن نكون من أصحاب الجنة وأن نوفق لتوبة نصوح ويتقبل الله أعمالنا وصيامنا وقيامنا واعتكافنا نراكم على خير إن شاء الله مع السلامة.
أدومه وإن قل
ضيف الحلقة :
فضيلة االشيخ مازن بن عبد الله المحسن التويجري
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد أيها الإخوة المشاهدين سلام الله عليكم ورحمته وبركاته والله المسؤول أن يجعلنا من عباده المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أيها المشاهدون الأكارم الله جلّ جلاله خلق الخلق ليعبدوه واختصر تلك المهمة بقوله سبحانه وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) ( الذاريات)(2/419)
إنها العبودية العظيمة التي من أجلها خلق الله عز وجل هذا الخلق أنها العبودية التي جعل الله لها الأمد منذ كلف الإنسان إلى أن يتوفاه سبحانه وتعالى وقال وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ( الحجر)(آية:99) ثمة سؤالات عظيمة أيها الأفاضل تجوب في خاطر كل من يرجوا الله والدار الآخرة كيف استشعر العبادة كيف أعيش لذتها كيف أخشع في صلاتي كيف تعوض عليّ صداقتي طهراً وبراً وإيماناً على قلبي وجوارحي كيف أكون بعبادتي أقرب على خالقي سبحانه وتعالى كيف أتوصل إلى أن أكون محبوباً عند الله عزّ وجل سؤالات تجول في خاطر كل عبد يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم دعونا أيها الإخوة نقف اليوم مع قائدتين عظيمتين من فوائد هذا الدين العظيم إنها فوائد مستقاة من الكتاب والسنة نحاول أن تجيب على تلك التساؤلات المتحاورة التي تجوب خاطر كل عبد مؤمن وأمة مؤمنة أما القائدة الأولى والتي هي كفيلة بإسعاد العبد في عبوديته لخالقه واستشعاره لذة تلك العبودية فهي أن العبادات تعظم أيها الإخوة عند الرب سبحانه وتعالى و ترتفع فيها الدرجات لا بكثرتها ولا بكمها ولا بصورتها وإنما تعظم بما يقوم في قلب العبد قبل وأثناء وبعد أداء العبادة إنها القلوب التي إذا صلحت صلحت الأجساد والجوارح كما جاء في صحيح مسلم ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب إنه الصلاح الحقيقي لا صلاح المظاهر إن القلب أيها الإخوة إذا امتلئ إيماناً وبراً وصلاحاً على الجوارح مثل ذلك كما أنه إذا امتلئ بعداً عن الله عزّ وجل وفسقاً فاض على الجوارح جرماً ومعصية نعوذ بالله من ذلك ومثال ذلك ما جاء في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل لا ينفتل من صلاته ما كتب له إلا نصفها ربعها خمسها سدسها سبعها عشرها بل جاء في بعض الروايات أن بعضهم من تلف عليهم صلاته كالثوب الخلق ويضرب بها وجهه ويقول ضيئك الله كما(2/420)
ضيئتني وإن الرجلين ليقومان في الصف يكون بينهما في الأجر كما بين السماء والأرض كليهما توضأ وأتى إلى بيوت الله وصفوا خلف الإمام وقرؤوا ذات القراءة وتلوا ذات التلاوة وقالوا وركعوا وسجدوا مع المصلين ولكن هيهات هيهات بين عبد هام في أودية الدنيا وشعابها صاحب المال مع ماله وصاحب الأسفار في أسفاره صاحب التجارة في تجارته وذاك في مكتبه وأخر مع أولاده والأخر عاش مع الله واستشعر الكلمات والتلاوات وسجد فإذا به يشعر أنه أقرب خلق الله إلى الله سبحانه وتعالى فاضت منه العبرات وتقرب إلى رب الأرض والسماوات أحب الله فأحبه الله عزّ وجل إذاً شتان بين مشرق ومغرب والعبادات تفضل أيها الإخوة كما بما يقوم بقلب العبد من إجلال الله وتعظيمه وخشيته وحبه والرهبة من عذابه والرغبة فيما عنده سبحانه وتعالى أما القاعدة الثانية فهي أن العمل المحبوب إلى الله عز وجل هو ما كان دائماً من العبد ليس يعتريه صفة الانقطاع ولذلك فقد استفاضت السنة على مثل هذه القاعدة العظيمة كما في صحيح البخاري وسلم وسنن النسائي من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه قالت فلانة تذكر من صلاتها يعني أنها كثيرة الصلاة قال من زجرها عليكم بما تطيحون فو الله لا يمل الله حتى تملوا وإن أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه وجاء في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل عن أفضل العمل قال أدومه وإن قل وجاء في صحيح البخاري أن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها سألت عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان عمله دينه وجاء أنه إذا عمل عملاً أثبته وقد قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل فدخل بأبي وأمي المسجد يوماً فوجد حبلاً مربوطاً بين الساريتين فقال ما هذا قالوا لزينب فقالوا لزينب تصلي من الليل فإذا تعبت تعلقت(2/421)
عليه أي حتى تبقى
واقفة لا تجلس فقال حلوه ليصلي أحدكم جهده فإذا تعب فليقعد وجاء في صحيح البخاري أمره صلى الله عليه وسلم الذي يصلي من الليل وهي من أعظم القربات والنوافل إذا نعس أن يرقد ويترك الصلاة وقد قال لعبد الله بن عمر بن العاص رضي الله تعالى عنه وأرضاه والحديث معروف مشهور ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال بلا يا رسول الله قال:
فقم ونم وصم وأفطر ولم يزل به يدله على عمل قليل يداوم عليه ويقدر عليه حتى قال له صم يوماً وأفطر يوماً قال يا رسول الله إني أقوى أكثر من ذلك قال ذاك خير الصيام صيام داوود عليه الصيام يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما كبرت به السن وأرقت منه العظم وما استطاع أن يداوم على عمل الذي كان عليه يقول يا ليتني أخذت برخصة النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك إلا لفقهه رضي الله عنه وأنه يعلم عن ربه بلسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن أحب العمل وأقربه إلى ربه وخيره ما كان مستديم ومن وفق أيها الأفاضل إلى كثير دائم فهو الخير والبر لكن لا سبيل إلى العمل للكثير الدائم إلا على جسر العمل القليل الدائم وإلا فلا وهكذا أيها الإخوة ئؤخذ النفوس شيئاً فشيئاً ولابد أن علم يقين تصلح به قلوبنا أن العبد الذي يصلي شيئاً من الليل ولو ثلاث ركيعات بعد صلاة العشاء يوتر بها لكن لا يترك هذا طول عمره خير وأحب إلى الله عزّ وجل وأقرب من عبد يصلي ركعات كثيرة في رمضان أو بعد رمضان ثم يداوم على هذا شهر أو شهرين ثم يقطع هذه العبادة وفي هذا ملحظين اثنين أن العبد إذا كان مداوم على العبادة وإن كانت قليلة كان دليل قربه من خالقه عزّ وجل وارتباط هذا القلب بربه سبحانه وتعالى هو لا يفتأ يصلي لله عزّ وجل يذكره يصوم يتصدق يبر والديه يصل رحمه يحب الله سبحانه وتعالى يتقرب إليه عزّ وجل يذكره لا ينساه سبحانه وتعالى ولهذا كان دعاء العارفين اللهم اجعلني ممن إذا أذنب استغفر وإذا نسي ذكر أو إذا ذكر ذكر(2/422)
أيها الإخوة إننا بحاجة إلى أن نأخذ نفوسنا شيئاً فشيئاً وكما قيل النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم والأمر اليوم قد يكون عسيراً على النفس لكنه بالغد القريب قريب ميسور بإذن الله عز وجل وكلما كان العبد في عبادته أخشى واتقى لربه عز وجل يتعامل بقلبه مع خالقه عز وجل فذاك القريب منه سبحانه وتعالى وعليه فإن الواجب على العبد أن يلتزم طاعة الله سبحانه وتعالى ويقوم على عبادته عزّ وجل ويعرف ما يريد ربه سبحانه وتعالى منه بخطاب نبيه عليه الصلاة والسلام وأن ما كان دائماً فهو المحبوب على الله عزّ وجل لا كما تراه النقص والانقطاع ولهذا وبالمثال يتضح المقال فلو أن عبداً أحب أن يصوم شيئاً من النافلة فالواجب عليه أو الأفضل له في تزكيته لنفسه وتربيته لها أن يبدأ بصيام يوم في الشهر فإذا التزمت نفسه ذلك ذاد يومين ثم ثلاثة ثم حاول أن يصوم الأيام البيض ثم بعد ذلك يضيف إلى الأيام البيض يومي الاثنين والخميس ثم إن استطاع أن يصوم يوماً ويفطر أخر فذاك خير الصيام وهو البر و التقى والزلفة إلى ربه عزّ وجل وجماع الأمر أيها الإخوة أن العبد يحرص حرصاً شديداً أن يكون ذاك العمل سراً بينه وبين خالقه عزّ وجل يكون له خبيئة من العمل لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى يتقرب من خالقه عز وجل إن الواجب على العبد أن يحرص على إخفاء عمله إلا ما ترتبت فيه مصلحة ظاهرة كأن يكون عالماً يقتدى به أو داعية خير أو أب يراه أبناءه وما كان شبيه في ذلك كمعلمة في مدرستها أو أم مع أبناءها وبنياتها وهكذا أيها الإخوة يعيش العبد قريباً من خالقه عزّ وجل يحبه الله كما يحبه عبده جاء في مستدرك الإيمان الحاكم وصححه وافقه أبو الذهبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخذ بيد معاذ وقال يا معاذ والله إني لأحبك وأتمنى أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك اللهم أعنى على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك ربنا أتنا في(2/423)
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار حفظكم الله من كل سوء وأعاننا وإياكم على أنفسنا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
التوبة
ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ الدكتورعثمان بن جمعة ضميرية
موضوع الحلقة :
أيتها الأخوات المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد قضت حكمة الله تبارك وتعالى أن يخلق هذا الإنسان من قبضة من طين ونفخة من الروح الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهيب إذا كانت نفخة الروح ترتقي بهذا الإنسان وترتفع به إلى آفاق عالية مشرقة حتى إن الله تعالى ليباهي بهذا الإنسان ملائكته فإن قبضة الطين أو التراب قد تجعل هذا الإنسان يخلد إلى الأرض ويضعف إذ أنه يمتلك غرائز ودوافع تجذبه وتشده إلى قبضة الطين هذه قد تجعله يضعف أمام شهواته فيقع في الخطأ أو يقع في الذنب والتفريط في حق الله أو في حق إخوانه أو في حق أهله بل في حق نفسه كذلك وما أجدره عندئذ إذا شعر أنه وقع في هذا الخطأ أو في هذا الذنب ما أجدره أن يعود إلى الله تبارك وتعالى بالإنابة والاستغفار أن يرجع عن هذا الذنب الذي وقع فيه وعن هذا الخطأ الذي ارتكبه لكي تفتح له أبواب الجنة وأبواب التوبة فيلج من أي هذه الأبواب شاء فيصل إلى ساحة والرحمة والمغفرة يتطهر من ذنوبه ويغسل أدرانه ويهذب نفسه وسلوكه أيها الإخوة المشاهدون إن أحد منا معشر البشر لا يخلو من خطيئة أو ذنب صغير أو كبير فكل بني آدم خطاء وغير الخطاءين التوابون فلا يجوز أن تقبض الخطيئة لصاحبها عن التوبة ولا أن تكون حجاباً بينه وبين ربه تبارك وتعالى ولا أن توقعه في اليأس والقنوط من رحمة الله ومغفرته وإنما ينبغي دائماً المبادرة إلى الله عز وجل بالتوبة المبادرة والإسراع إلى هذه التوبة الصادقة النصوح يدفع إليها قلب خاشع مقبل وضمير يقظ حي حساس ونفس لوامة تدفع صاحبها إلى التطهر مما وقع فيه دون تسويف ودون تأجيل يقول الله(2/424)
تبارك وتعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18) ) النساء ومن رحمة الله تبارك وتعالى بعباده الخاطئين المذنبين أنه لا يغلق أبواب النوبة في وجههم ولا يطردهم عن ساحة الرحمة بل يفسح لهم الطريق ليتطهروا دائماً طالما أنهم يرغبون في ذلك وهم في فسحة من الوقت في فسحة من العمر لا ينتظرون حتى يأتيهم الموت فيموتون وهم كفار فأولئك لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تقبل منهم التوبة وإذا كان الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرر أو ما لم تطلع الشمس من مغربها كما في الحديث الصحيح فلا يعني ذلك أن يسوف الإنسان وأن يؤجل وأن يقول إن لي رباً يغفر الذنب ويقبل التوبة فدعني اليوم في لذاتي وشهواتي أتمتع ببقية عمري ثم إذا كبرت سني ورق عظمي فإني أعود عندئذ إلى الطاعة وإلى التوبة وإلى الاستغفار والتوبة تمحو عني ما قد سلف أيها الإخوة إن من يقول ذلك أو يفعله إنما يقع تحت وطأة شيطان يسول له ذلك الكلام ويديره على لسانه ليخدعه بذلك وليجعله في أمن من مكر الله وعقوبته واستدراجه فهل يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون أفأن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بواتاً وهم نائمون أوى أن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحاً وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج أيستدرجه الله تعالى بالنعم إذا عصاه ويمهله ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ثم ما(2/425)
الذي أخبر هذا الإنسان الذي قال ذلك الكلام ما الذي أخبره ومن الذي أعلمه بأنه سوف يعيش من العمر سنوات وسنوات قبل أن يفاجئه الموت فلا يستطيع توبة ولا يقدر على استدراك ما فات بطاعة أو عمل صالح ( أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80) ) مريم وإن المسلم له برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان عليه الصلاة والسلام وهو الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يعود دائماً إلى الله تبارك وتعالى ويلجأ إليه بالتوبة والإنابة والاستغفار ففي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام :(2/426)
والله إني لأستغفر الله في اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة ويقول عليه الصلاة والسلام يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في يومي مائة مرة ذلكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بنا نحن معشر المسلمين إن ذلك يدعونا إلى التوبة وإلى الإنابة وإلى المسارعة فيها إذا لن نبلغ ما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور (آية:31) ولذلك جعل الله تعالى التوبة عنواناً على محبة الله تعالى للعبد إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وما أشد فرحة الله عز وجل ما أشد فرح الله تعالى بتوبة عبده المؤمن حين يتوب أيها الإخوة إذا كانت الذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها إذا كانت حجاباً يحجب العبد ويصرفه عن ربه تبارك وتعالى فإن التوبة تعود بالتائب إلى صلته الواجبة بالله وحبه له تغسل له ذنوبه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له وعندئذ فلا ذنب أصلاً بعد التوبة واسمعوا إلى قول الله تبارك وتعالى في قبول توبة آدم عليه السلام ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة (آية:37) عندئذ يتحرر الإنسان من عقدة الذنب يتحرر من الشعور بالإثم الذي كان يطوقه ويقض مضجعه فيدفعه إلى الاعتقاد بخرافة الخطيئة أي التي يقول بها النصارى ثم الفداء ثم الصلب للخلاص من هذه الخطيئة الموروثة التي يزعمون أنها انتقلت إلى البشرية من آدم عليه السلام ليس الإنسان بحاجة إلى هذه الخرافة بعد أن عرف أنه يمكن أن يعود إلى الله عز وجل بالتوبة فيمسح ذلك الذنب وتلك الخطيئة فهي ليست موجودة أصلاً حتى تحتاج إلى كفارة أو تحتاج إلى صلب ثم بمناسبة هذه الكفارة والخطيئة والصلب التي يقول بها النصارى ما علاقة فلان إذا صلب حتى تكفر الخطيئة عن شخص أخر وأي عقل أليست(2/427)
المسؤولية فردية أليس كل إنسان يسأل عن عمله ولا يسأل عن عمل غيره فكيف يمكن أن يقدم القربان وهو فلان فيتفكر أو يكفر الذنب وتمسح الخطيئة عن شيء أخر ذلكم هو الضلال البعيد كذلك أيها الإخوة بالتوبة يتحرر الإنسان من القلق من الوساوس من الحيرة والاضطراب من الانحرافات العصبية كالهستيريا ونحوها ويمكن هنا أن نشير إلى حادثة أو اثنتين مما له دلالة في ذلك الحادثة الأولى قصة جندي يذكرها علماء الصحة النفسية في كتبهم جندي في الثالثة والعشرين من عمره قضى ما يزيد عن ثلاث سنوات يراجع عدداً من المشافي من أجل علاج الشلل الذي أصاب قبضة يده اليمنى ولكن العلاج لم ينته إلى نتيجة فبعد أن أجروا له الفحوصات وجدوه أنه من الناحية الفيزيولوجية أو من الناحية العضوية وجدوه سليماً ولكن الشلل أصاب قبضة يده فأصبحت هذه الأصابع مشلولة ولا يستطيع أن يحرك إلا السبابة والإبهام ولما بدؤوا بالبحث معه والسؤال تذكر حادثة وقعت له وهو في ساحة المعركة فقد قتل إلى جانبه أعز أصدقائه من الجنود وشعر حينئذ بالذنب الشديد وبالإثم من إهماله الذي سبب موت رفيقه فقد كان كما يعتقد هو في ذلك الوقت فقد كان بإمكانه أن يحذر رفيقه من دورية من دوريات الأعداء التي اقتربت منهم ولكنه لم يفعل وأهمل إلقاء القنبلة التي كان يحملها في يده إذ لو أنه ألقى القنبلة على الأعداء أو على هذه الدورية لكان منعها من التقدم ونجا زميله من الموت ولكنه لم يفعل ذلك فأدى هذا إلى أن يقتل الأعداء زميله فشعر هو بذلك الإثم أو بذلك الذنب ولما أن عرف هذا الأمر وشرح له ذلك وأنه لم يكن مقصراً عادت أصابعه بإذن الله تعالى إلى الحركة وهكذا تكون التوبة سبيلاً إلى الصحة النفسية والعقلية التي يتمتع بها المرء وتكون طريقاً إلى القوة والعزة والثقة بالله لأن صاحبها قد خلع رداء الذل الذي اكتسبه من تلك المعصية وإذا كانت الذنوب والمعاصي تزيل النعم وتنزع البركة مما بيد الإنسان فإن(2/428)
التوبة سبب للوفرة والرخاء والله تعالى يقول ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) ) نوح فأيها الإخوة الكرام فلنبادر جميعاً إلى الله تعالى بالتوبة ولنتبع السيئة الحسنة تمحوها ولتكن توبتنا خالصة مستجمعة لكل شروطها نقلع عن الذنب ونندم على ما فعلنا من هذه الذنوب ونعزم عزماً أكيداً على أن لا نعود إليها وإن كان الذنب يتعلق بحق من حقوق العباد فلنعد ذلك الحق إلى صاحبه أو نستسمح منه وعندئذ تكون هذه التوبة إن شاء الله تعالى مقبولة فللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم وأسعدنا بتقواك ولا تشقنا بمعصيتك يا رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غض البصر عبادة
ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ الدكتور:عبد الرحمن الخضوب
موضوع الحلقة :
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله ويسلّم وبارك على عبده ورسوله محمّد على آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد أيّها الأخوة أحييكم بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد ،(2/429)
الله عزّ وجل أنعم علينا بصنوف النعم التي نتقلّب فيها صباح مساء ولو تأمّلنا في ملكوت السّموات والأرض لوجدنا أنّنا في نعم عظيمة يجب علينا أن نقابل هذه النعم بشكر الجبار جل جلاله وبشكر المنعم سبحانه وتعالى من هذه النعم نعمة البصر الذي نبصر به كل محبوب ونغضّه عن كل مكروه إن نعمة البصر من أعظم النعم لذلك جعل الله جزاء من حرم بصره أن يدخله الله الجنة جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من أخذت حبيبتاه دخل الجنة لذلك البصر نعمة عظيمة فمن أطلق بصره في ما يشاء في هوى نفسه أورده موارد الهلكات وأورده موارد العطب يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية أو الآخرة وفي المسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :(2/430)
النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه النظر أيّها الأخوة هو أصل عامة الحوادث بل هو أصل كثير من البلايا والمصائب التي يقع فيها الناس إنّ النظر هو أصل لفشوّ الفساد ولفشوّ الرذيلة ولفشوّ التبرج ولفشوّ التعري والتحلل عن القيم والأخلاق النظر أصل كثير من المصائب التي يقع فيها كثير من الناس اليوم والصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر والعبد ما دام ذا عين يلّقبها في أعين الغيد موقوف على خطر يسر مقلته ما ضر مهجته لا مرحباً بسرور عاد بالخطر إن النظرة توقع في قلبي حسرة وتوقع في القلب حرقة إن النظرة ألمها شديد فلا يزال العبد يفكر في ما ينظر إليه كما ذكر ابن القيم رحمه الله إن النظر يولّد فكرة والفكرة تولد شهور والشهوة تولد إرادة والإرادة تولّد العظيمة ثم يقع المحظور وحينها يهلك الإنسان ويندم ولات ساعة مندم إن النظرة تورث حسرات وزفرات لذلك يقول الله عزّ وجل ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) النور (آية:30)(2/431)
بدأ الله عزّ وجل بغض البصر قبل حفظ الفرج لماذا يقول أهل العلم في هذه الآية إن فيها نكتة لطيفة أمر قال قل يغضوا من أبصارهم لأنه إذا غض بصره حفظ فرجه وإذا أطلق بصره فإن إطلاق البصر سبب لأن يسعى لإشباع شهوة البصر وشهوة البصر هي شهوة الفرج وفي حديث أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نظر أو قال نظر الرجل إلى إذا نظر الرجل إلى محاسن المرأة أو نظرة الرجل إلى محاسن المرأة سهم مسموم من سهام إبليس من تركه ابتغاء وجه الله أعطاه الله عبادة ولذة يجد طعمها لذلك يقول بعض العارفين إن لذّة غضّ البصر أعظم من لذة إطلاق البصر إذا غضّ المؤمن بصره يشعر بلذة أعظم من لذة إذا أطلق بصره يتتبع عورات الناس ويتتبع ما حرم الله عزّ وجل عليه كان عيسى عليه السلام يقول النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفا بها خطيئة وقال الحسن رحمه الله من أطلق طرفه كثر سفهه فربّ نظرة أورثت ذلاً وندامة إلى يوم القامة وكما قال صلى الله عليه وسلم كلّ عين باكية يوم القيامة إلا عين غضّت عن محارم الله وعين سهرت في سبيل الله وعين سهرت في سبيل الله عزّ جل إذاً العين إذا غضت عن محارم الله عزّ وجل فإنها يوم القيامة تكون من العين التي تأمن العين التي تسعد العين التي تسعد بلذة النظر إلى وجه الله الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وغض عن المحارم منك طرفاً طموحاً يفت الرحل اللبيب فخائنة العيون كأسد غاب إذا ما أهملت وثبت وثوباً ومن يفضض فضول الطرف عنها يجد في قلبه روحاً وطيباً أيّها الأخوة في الله إنما وقع فيه الناس اليوم من إطلاق البصر وعدم التورع عن النظر إلى محارم الله عزّ وجل أو النظر إلى المناظر التي حرّم الله عزّ وجل النظر إليها سواء كفاحاً بدون واسطة في الأسواق أو في المنتديات أو تتبع لعورات الناس أو النظر إلى بعض القنوات الفضائية التي تنشر الرذيلة وتدعو إلى سفاسف الأخلاق وتدعو إلى ما انحط منها إن هذا نذير خطر(2/432)
على هذه الأمة إن لم يتدارك أبناؤها أنفسهم فإنّ النظرة تورث الشّهوة وإنّ الشهوة تقع في القلب فلذلك نسمع ونسمع قصصاً عجباً إذا وقع كثير من الشباب اليوم في انحطاط الأخلاق في التقلّد بالغرب في تتبع شهوات أنفسهم حتى أصبح أبناء المسلمون اليوم أو كثير منهم مع الأسف عبد لشهوته عبد لشهوة فرجه عبد لشهوة بصره يقضي أوقاته في اتباع الشهوات وفي اتباع محارم الله عزّ وجل إنه إن لم نتدارك هذا الأمر وإلا فإنّه نذير خطر وفساد .
وانحطاط للأخلاق إنّه يجب على كل أب غيور يخاف الله عزّ وجل أن يمنع مثل هذه القنوات الفضائية المفسدة التي تدعو إلى كل رذيلة وتدعو إلى كل خلق سيء وتنشر العريّ وتنشر الفساد كفاحاً أمام الأغرار وأمام أصحاب الشهوات وأمام ضعيف الإيمان أو ضعيف الإرادة والعزيمة إن هذا من خيانة الأمانة وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يمت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ومأواه النار فوائد غض البصر كثيرة أول فوائده امتثال أمر الله عزّ وجل إن المؤمن إذا غض بصره يعلم أنه غض البصر امتثالاً لأمر الله عزّ وجل حينما قال سبحانه ? قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ? النور (آية:30) وقال سبحانه ? وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ?النور (آية:31)(2/433)
فالمرأة مأمورة كما الرجل بأن تغض بصرها فمن امتثل أمر الله شعر بلذة طاعة الله سبحانه أيضاً من فوائد غض البصر أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم الذي قد يكون سبباًَ لأن يهلك الإنسان أيضاً يورث القلب أنساً بالله عزّ وجل فإن إطلاق البصر يبدّد القلب شذر مذر تخيّل رجل يبصر من هنا ومن هنا فأصبح قلبه متعلق بشهوته متعلق بمنظر الرعاع لا يقدر عليه ولا يقدر على بعضه أيضاً غض البصر يُكسب القلب نوراً وثباتاً وشجاعة وفي الأثر الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله أيضاً غض البصر يسدّ على الشيطان مداخلة إلى القلب فإن الشيطان إذا أطلق الإنسان بصره يدخل إلى القلب فيزين المنظور في عين الناظر ويمنيه ويعده ويزينه حتى يكون العبد أسيراً لشهوته وللأسف كثير من الناس اليوم الذين أطلقوا أبصارهم إنما هو أسراء لشهواتهم فلا تعجب إذا قضى الوقت الطويل في السوق بل وإذا أنفق الموال العظيمة لماذا لشهوة البصر لأنه أبصر شيء فقد ينفق أموالاً عظيمة حتى يشبع هذه الشهوة فيكون عبداً للشهوة فلا أسر أشد من أسر الشهوات فما بال العبد يخلقه الله عزّ وجل طليقاً حراً فلا يرضى لنفسه إلا أن يكون مقيداً مأسوراً ذليلاً لهذه الشهوة ذليلاً لشهوة فرجة ذليلاً لشهوة بصره إذاً الهوى يسلب الإنسان حوله وقوته وعزه أيها الأخوة في الله لو نظرنا وتأملنا إلى حالنا ونظرنا إلى حال من سلبهم الله عزّ وجل سلبهم الله أبصارهم أيستطيعون أن ينظروا إلى ما حرم الله هل يستطيع الأعمى أن ينظر إلى ما حرم الله إنه لا يستطيع ذلك بلا شك إذاً أنت يا عبد الله لما أن أنعم الله عزّ وجل عليك بالبصر أفيليق بك أن تقابل نعمة الجبار جلّ جلاله نعمة المنعم بأن تكفرها بأن تصرف هذه النعمة فيما يغضبه إنّه من كفران النعمة أن يبصر الإنسان بهذا البصر الذي أنعم الله به عليك ما يغضب الله سبحانه وتعالى لذلك يقول الله سبحانه ? ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار(2/434)
البوار ? إبراهيم (آية:28) .
إنّ من كفران النعم أن يبصر العبد بهذا البصر ما يغضب الجبار جلّ جلاله والله تعالى مطّلع عليه والله سبحانه وتعالى يراه والله سبحانه وتعالى يعلم حركاته وسكناته إنّه من الحمق والخذلان أن يكون الإنسان عبداً لشهوته ينظر هذه وينظر هذه ومن تتبّع عورة مؤمن تتبع الله عورته حتى يفضحه في قعر بيته إنّ الواجب على كل مؤمنة أن تكون محتشمة وأن لا تكون عوناً للشيطان على ضعاف الإيمان حتى ينظروا إلى محاسنها ولا تكون وأن لا تكون متبرجة تبدي زينتها وتبدي محاسنها لضعيف الإيمان وضعيف الإرادة وضعيف الشكيمة وإنه واجب على كل مؤمن أن يتقي الله عزّ وجل وأن يعلم أن هذه النظرة إنّما هي سهم مسموم من سهام إبليس وأن لا يكون عبداً لشهوته وهواه فمن كان أسيراً للشّهوة والهوى قاده حتى يجعله يلقيه مُنكّساً في نار جهنم عياذاً بالله تعالى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عوراتنا وأن يؤمّن روعاتنا وأن يجعلنا جميعاً من عباده المتقين وحزبه المفلحين إنّه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فضيلة الشيخ محمد حسان
ضيف الحلقة :
خطورة شأن الصلاة
موضوع الحلقة :(2/435)
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهداه واستن بسنيته إلى يوم الدين أما بعد فحياكم لله جميعا أيها الإخوة والأخوات ونحن على موعد مع اللقاء المتمم للعشرين وما زلنا مع هذا الحديث الجليل الكريم المبارك ما زلنا نتحدث عن الركن الثاني من أركان الإسلام إلا وهو الصلاة وقلت إن الصلاة صلة بين العبد وبين سيده ومولاه والصلاة هي العاصمة للدماء والأموال ففي الصحيحين في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت إن اقتل الناس حتى يشهدوا إن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى بل لقد روا البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه أن علي رضي الله عنه قد أرسل بذهبية أي بقطعة من الذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أرسلها علي من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقسمها النبي بين أربعة فقال رجل لرسول الله عليه الصلاة والسلام أتقي الله يا رسول الله أتقي الله يعني يطلب من النبي صلى الله علبيه وسلم أن يعدل في القسمة أو في العطية فيقول له بهذا الأسلوب الغليظ اتقي الله فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ويلك أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله فول الرجل انصرف فقال خالد ابن الوليد رضي الله عنه وأرضاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إلا اضرب عنقه فقال له النبي عليه الصلاة والسلام الرحمة المهداة صاحب القلب الكبير قال لا لعله أن يكون يصلي فقال خالد ابن الوليد رضي الله عنه كم من رجل يقول بلسانه ما ليس في قلبه اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل كم من رجل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال(2/436)
النبي صلى الله عليه وسلم أني لم أمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم فالسرائر لله سبحانه وتعالى كما قال عمر رضي الله عنه اظهروا لنا أحسن إعمالكم والله سبحانه وتعالى اعلمن بالسرائر فيا أيها اللبيب تفكر ماليا في ما ذكرتك به الآن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هل تدبرت يوما حديث رسول الله صلى الله الذي رواه مسلم حديث في أعلى درجات الصحة هل تدبرت يوما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم وغيره من حديث لابن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(2/437)
بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة بل في الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داهود وابن ماجة وابن حبانة وغيرهم بسند صحيح من حديث بريده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ولأهل العلم في هذا أقوال منهم من يقول بأنها تركها جحودا وإنكارا فقد كفر كفرا اكبر يخرجه من الملة وهذا مالا خلاف عليه بين علماء المسلمين ومنهم من يقول من تركها تكاسلا وعصيانا فهو مسلم فاسق عاصي أما من تركها جحودا وإنكارا فقد كفروا منهم من يقول تركها تكاسلا وعصيانا فقد وقع أيضا في الكفر على خلاف معلوم بين أهل العلم لكن أخي ألا يكفيك وأنا أخ أطلبك بهذا النداء ألا يكفيك أن تسمع قول رسول الله صلى الله عبيه وسلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ليحترق قلبك ولتنطلق ولتتحرك لتخضع ولتسجد ولتركع بين يدي الله وأنت في غاية الحب لله والرضا عن الله أنا لا أريد أن أخوض معك في هذا الخلاف الفقهي بين أهل العلم بين من يقول بالتكفير وبين من يقول بالفسق والعصيان لا أخوض معك في هذا الآن إنما أنا أذكرك فقط بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وارجوا الله عز وجل أن تتدبره ملية ليعمل قول النبي في قلبك عملا بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فكفر أول شيء ستسال عنه أول شيء ستحاسب عليه بين يدي الله جل وعلا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة الصلاة فان فلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخسر وفي معجم الطبراني بسند صحيح من حديث انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فان صلحت صلح سائر مله وان فسدت فسد سائر عمله أيها الأفاضل أيها الأخ الكريم هل تدبرت هذا هل أعددت جوابا لهذا السؤال بينة يدي ملك الملوك جل جلاله تذكر وقوفك يوم العرض(2/438)
عريانا مستوحشا قلق الأحياء حيرانا والنار تلهب من غيظ على العصاة ورب العرش غضبانا اقرأ كتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كان فلما قرأته ولم تنكر قراءته أقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا مادا الجليل خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا المشركون غدا في النار يلتهب والمؤمنون بدار الخلد سكانا تذكر قول اله جل وعلا (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) تدبر قول الله جل وعلا (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) هيا أيها الكريم هيا أيتها الفاضلة لنقبل جميعا على هذا الركن على الركن العملي الأول من أركان الإسلام بعد النطق بالشهادتين اسمحوا لي أن نواصل السير سويا في هذا البستان الممتع أيضا في اللقاءات المقبلة والله اسأل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص والتوفيق انه ولي ذلك ومولاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ إبراهيم بن علي الحاكمي
ضيف الحلقة :
البيت السعيد ( البيت النبوي أنموذجاً )
موضوع الحلقة :(2/439)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الكريم المنان والصلاة والسلام على خير الأنام محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الكرام أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أسعد الله أقواتكم بالمسرات إن من أغلى الأمنيات لدى الكثير من الشباب والشابات هو إقامة ذلك البيت السعيد الذي يجدون فيه المأوى الكريم والراحة النفسية والحلم السعيد فيترعرع بين جنباته جيل صالح فريد فيستشعرون آية من آيات الله عزّ وجل ومن آياته ) أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( حتى إذا ما أطبقت تلك السعادة على البيت ورفرفت بجناحيه في ذلك المنزل المبارك كان من دعاء أولئك القوم والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وزرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما إن كثيرا من الشباب والشابات حينما يقدمون على الزواج فتكون تلك القدوة الغائبة لديهم في مسألة البيت السعيد ومن ثم فتجدوا تلك المرأة أن تنظر إلى زوجها وفارس أحلامها أنه يمتطي ذلك الفرس الأبيض المبارك الجميل ويملك عصا سحرية حتى إذا ما طلبت أمرا كان اقرب إليها من لمح البصر بين يديها وفي المقابل ينظر كذلك ذلك الشاب في نظره أن تتحقق سعادته أن تكون تلك المرأة أي تكون عبده لديه ومملوكة تحت يديه فيأمر فتطبق كل أمر إن رضيت أم لم ترضى قدرت أم لم تقدر ومن ثم كان لا بد أن نجد قدوة مباركة وبيتا مثاليا يبحث عنه الناس ليكون قدوة فكانت هذه الرسالة المباركة البيت السعيد بيت النبي صلى الله عليه وسلم أنموذجا لقد ترعرع هذا العريس أو العروس هو محمد صلى الله عليه وسلم في بيت فقير امتلئ باليتم فنشأ صلى الله عليه وسلم يتيما وقد مات أبوه ثم لحقت أمه فكفله جده ثم مات فكفله عمه وكان ذو عيال فأمتن الله عز وجل عليه ألم يجدك يتيما فأوى عمل صلى الله عليه وسلم أجيرا عند أغنياء قريش على قراريط يسيرا ثم ماذا تعاقبت الأيام حتى(2/440)
إذا ما عرف بأمانته بالصادق الأمين اشتغل وعمل لدى خديجة بنت خويلد ثم تزوجته رضي الله عنها وقد بلغت الأربعين وكان عمره يقرب من الخامسة والعشرين صلى الله عليه وسلم فكان بيتا سعيدا مثالية صلى الله عليه وسلم فأنجب منها القاسم وعبد الله ثم ما لبثا أن ماتا هذان من الأبناء وأما من البنات فأنجبت زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن أجمعين حتى إذا ما جاء اذر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرحيل إلى مدينته صلى الله عليه وسلم إلى الأرض المباركة وهنا تبدأ تطبيق نماذج من البيت السعيد بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصل صلى الله عليه وسلم بحفظ الله ورعايته وكلائته ومعيته سبحانه وتعالى لأوليائه ولأنبيائه وصل صلى الله عليه وسلم فاستبشر الناس بمقدمه غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إلى المدينة بلا بيت ولا متاع صلى الله عليه وسلم ثم أراد المسجد أو أراد شرائه فقال أصحابه لا نقبل ثمنها إلا من الله تبارك وتعالى ثم بنى صلى الله عليه وسلم منزله أي منزل كان يسكنه النبي صلى الله عليه وسلم لننقل هذا الحديث إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها لتحدثنا عن هذا المنزل المبارك والبيت السعيد تقول رضي الله عنها بنى النبي صلى الله عليه وسلم بجوار المسجد حجراته وكانت بها حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيا ترى ما عدد مجالس بيت النبي صلى الله عليه وسلم وما مساحات هذا البيت غرفة النوم تقول عائشة رضي الله عنها في صفة حجرتها التي كان يبيت معها النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي فأراد أن يسجد غمزني فسحبت رجلي أي بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يتسع لقائم يصلي ونائم ينام في ذلك البيت وهو من رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس المرقع وهو قائد امة جبت الكنوز وكسرت أغلالها صلى الله عليه وسلم هكذا عاش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عاشت زوجات النبي صلى الله(2/441)
عليه وسلم لم يكن له ذلك القصر المنيف ولم يكن صالات استقبال لزواره صلى الله عليه وسلم بل كان يستقبل وفوده في المسجد حتى إذا ما وفد عليه عدي ابن حاتم ملك طيء وقد علق صليب من ذهب في صدره رضي الله عنه وأرضاه وذلك قبل إسلامه فأراد أن يجلس لم يجد له النبي صلى الله عليه وسلم إلا بساط يجلسه عليه وجلس النبي صلى الله عليه وسلم على الأرض وأما حياتهم من طعام وشراب عليه الصلاة والسلام كيف كانت حالتهم تقول عائشة رضي الله عنها وأرضاها كنا نتراءى الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قيل فما طعامكم قالت الأسودان التمر والماء هذا في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجد النبي صلى الله عليه وسلم ولا زوجاته ما يأكلون من طعام وشراب بل جاء رجل فقال يا رسول الله :(2/442)
إني ضيفك اليوم فعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى تسع زوجات من زوجاته يمر عليهن بيتا بيتا هل عندكن طعاما لضيفي فماذا يجيب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ما عندنا طعام لذو كبير أي لشخص كبير من إنسان أو حيوان بل لا يكفي شيئا لم يجدوا حفنتا من أرز ولم يجدوا من قمح ولا من شعير ولا من تمر لم يجدوا شيئا في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولو رام الدنيا لأتته وهي راغمة عليه الصلاة والسلام فلما فتحت الفتوح وجاءت الخيرات إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد جعل له الخمس من مال بني النضير وخمس الخمس من خيبر والخمس من فدك كلها أراض مستعملات مزروعات فجاءت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يسألنه التوسعة في النفقة فقال صلى الله عليه وسلم وقد انزل عليه يا أيها النبي قل لأزواجك أن كنتن تريدن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أسرحكن وأمتعكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فان الله عد للمحسنات منكن أجرا عظيما فابتدأ صلى الله عليه وسلم إلى بيت عائشة وابتدأ بعائشة يخيرها وهي أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه فقال إني مخيرك بأمر لا تقولي فيه شيئا حتى تستأمري فيه أبويك فلما اخبرها بالخبر قالت يا رسول الله أفيك استأمر أبوي أفيك استأمر أبوي وكم كان عمرها لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها لا تجد طعاما في بيتها ولا خادمة تخدمها ولا مطبخا تطبخ فيه ولا شيء تقتنيه ومع ذلك تقول أفيك استأمر أبوي يا رسول الله ثم قالت رضي الله عنها كامرأة من النساء لا تخبر أي زوجات من زوجاتك بما اخترت لتبقى للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام أن الله لم يبعثني معنفا وإنما معلما مبشرا لا تسألني واحدة منهن عن ما أخترتيه إلا أخبرتها فاخترنا نساء النبي صلى الله عليه وسلم جميعا الله ورسوله والدار الآخرة ترى هل تحتمل امرأة من نساء هذا الجيل هذا العيش في بيت كهذا البيت وحال كحال هذا البيت من ضنك في العيش(2/443)
وضيق في المعيشة ومع ذلك يخترن الله ورسوله والدار الآخرة لقد عاش عيشة الكفاف صلى الله عليه وسلم حتى إذا ما فارق الدنيا فارقها في ثوبه الخشن وهو مدين بثلاثين صاعا من شعير طعما لأهله صلى الله عليه وسلم قال أنس رضي الله عنه وأرضاه ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رغيفا مرققا حتى لحق بالله تبارك وتعالى لا أريد أن اشحن هذه النفوس أسى وألماً على حياة النبي صلى الله عليه وسلم فهي في نظرنا حياة صعبة لكنهم كانوا يعيشونها حياة سعيدة إذ هي حياة الأنبياء وأتباعهم رضوان الله عليهم تقول عائشة وقد سألت عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الوجه المشرق الذي نريد وكل حياة النبي صلى الله عليه وسلم واله مشرقة أن نصل إليها سالت عن ماذا كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في بيته قالت كان بشر من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويقضي في بيته ويقوم بخدمة أهله حتى إذا ما حانت الصلاة خرج إلى صلاته كما في البخاري قد يقول قائل في ظل هذه الحياة كيف كانت ترفرف السعادة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم اضرب بذلك مثلين لأختم بهما هذا الحديث المثل الأول تخبر عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سابقها تقول سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته فلما كبر لحمي أي صرت كبيرة فسبقته ففي الأولى سبقني وفي الثانية سبقته فماذا صلى الله عليه وسلم قال هذه بتلك سابق زوجته فسبقها مرة وسبقته أخرى انظروا يرعاكم الله هذه العيشة الهنية وما فيها ومع ذلك يكون للنبي صلى الله عليه وسلم حض بإسعاد أهله وإدخال البهجة والآنسة والحبور عليهم بل تأتي الصورة الثانية لتخبر بمشهد مبارك من هذه المشاهد المباركة من البيت الأنموذج بيت النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة رضي الله عنها كما في النسائي وأبي يعلا قالت زارتنا زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فصنعت حريرةً أو خريزة كما قال الراوي أبو سلمه قال فقلت لها كلي وقد جلست وقد جلس(2/444)
النبي صلى الله عليه وسلم بيننا وإحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها فرسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فقالت عائشة رضي الله عنها كلي وإلا لطخت وجهك فأبت قال فلطخت وجهها وذلك أمام النبي صلى الله عليه وسلم فضحك النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفع رجله من حجرها حتى تستقيد مني فلطخت وجهي وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضحك وإذ بعمر رضي الله عنه ينادي يا عبد الله ابن عمر يا عبد الله ابن عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمر ولا أراه إلا داخل قوما فاغسلا وجهيكما يالله ما أعظم هذه المشاهد الحية التي نراها في بيت النبي صلى الله عليه وسلم من مزاح بين هاتين الزوجتين المباركتين من أمهات المؤمنين لترفرف السعادة في ذلك البيت المسلم فنسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنة أن يحيينا سعداء وأن يميتنا شهداء وأن يلحقنا بركب الأنبياء انه جواد كريم مجيب الدعوات اللهم اسعد أيامنا ولحظاتنا وأبنائنا بطاعتك يا ذا الجلال والإكرام والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبيينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
فضيلة الشيخ مساعد محمد المديفر
ضيف الحلقة :
أهمية الفرحة بالنجاح والناجحين .
موضوع الحلقة :(2/445)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعاه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا أما بعد معاشر الأخوة والأخوات أيها المشاهدون والمشاهدات إن السعادة مطلب لكل إنسان في هذه الحياة وهي أيضاً مطلب يوم القيامة لكننا عندما نعرف كيف نكون سعداء في هذه الحياة ونسعى إلى تحقيق هذه السعادة ونبحث عنها ثم نجدها ونفرح بها فإن أعمارنا سوف تكون مباركة وإن حياتنا سوف تكون حياة كلها بهجة وفرحة وسروراً وحبوراً أيضا لكن يا ترى كيف السعادة وما هو طريق الوصول إليها لن أتحدث عن السعادة ولكنني سوف أتحدث عن جزئية واحدة من الوسائل التي تحقق لنا السعادة ومن الوسائل التي أيضاً نستطيع إذا ركزنا عليها أن نكون سعداء ذلك أيها الأخوة والأخوات هو النجاح في مشاريعنا النجاح في حياتنا النجاح في كل أمر نخطط له ونرسم له الإنسان عندما يحقق انجازاً معيناً يشعر بنشوة ويشعر بفرحة ويشعر بسعادة يشعر بسعادة وقد لا يكون ملك مالاً وقد لا يكون استطاع أن يحصل على منزلاً ضخماً أو مزرعة كبيرةً أو سيارة فخمة لكنه في داخله يشعر بسعادة أرأيتم ذلك التلميذ الذي جاء إلى بيت أهله وهو يحمل شهادته وقد حصل على درجات عالية وجاء بشهادة تفوق وكان قبل ذلك خائفاً من الإخفاق خائفاً من الرسوب لكنه نجح وسعادته لا تعدلها سعادة أرأيتم تلك المرأة التي تحمل ولدها في أحشائها تحافظ عليه وترعاه وتخاف عليه من أي شيء قد يؤثر عليه منذ أن كان نطفه إلى أن اكتمل خلقه وأبدعه الله جل وعلا فعندما تدخل عليها في يوم ولادتها وتراها مع شدة آلامها وشدة الأوجاع التي تصيبها إلا أنها تبتسم ابتسامة قد يكون الوجه معها شاحباً لكنها ابتسامة جميلة أرأيتم ذلك الطالب الذي يواصل دراساته العليا أرأيتم ذلك المبدع الذي يريد أن يبتكر شيئاً هم في الغالب لم يمسكوا شيئاً من المال بأيديهم لكنهم سعداء بالنجاح هم فرحين بما حققوا من نجاح أرأيتم تلك(2/446)
المؤسسة تلك الشركة التي حققت إنجازاً بعد أن رسمت مشروعاً ثم حققت إنجازاتها كيف يفرح أفرادها وكيف يسعدون إذاً يا أحبتي السعادة في الحياة نستطيع أن نحققها أو نحقق جزءً منها عندما نرتب حياتنا على مشاريع وعلى أعمال نرى فيها نجاحاتنا وحياة بلا مشاريع وحياة ليس فيها تنظيم هي حياة ناقصة مهما حصل الإنسان على الأموال ومهما حصل على أمور الدنيا إلا أنه سوف يشبع منها لكن ذلك المفكر الكبير الذي استطاع خلال سنوات وقت تكون طويلة تلك السنوات لكنه استطاع أن يضيف إلى أمته شيئاً من إبداعاته ومن أفكاره ومن ابتكاراته سوف يشعر بسعادة تصاحبه طول حياته ونشوى وقد يطير من الأرض يشعر بأنه طائر من الأرض وهو عليها يدب لكنه عندما أنجز ما كان يصبو إليه شعر بسعادته وفرح بها ولذا يا أحبتي فإننا من الأخطاء أن نظلم أولئك الناجحين فلا نفرح بهم ولا نسعد بهم يجب علينا أن يكون من ثقافات مجتمعنا ومن ثقافتنا في حياة أمتنا أن نكرم المبدعين وان نرعى النابهين وأن نفرح أولئك الناجحين نقيم لهم الاحتفالات نسعد بهم نذكرهم بخير نطريهم حتى عندما تأتي الأزمات ويستطيع هداة الأمة وقادتها أن يخرجوا بالأمة من الأزمة بأقل الخسائر وانظروا إلى محمد صلى الله عليه وسلم في معركة مؤتة يقود الجيش زيد رضي الله عنه فيقتل وجعفر فيقتل وعبد الله ابن رواحة فيقتل ثم يتولى الراية خالد ابن الوليد وينسحب خالد بالجيش في معركة مؤتة ينسحب بالجيش ومع ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبجل ذلك التصرف من خالد حيث قلل خالد رضي الله عنه الخسائر وانسحب بالجيش وفتح الله على يديه وسماه النبي في تلك الموقعة سيف الله المسلول مع أن خالداً رضي الله عنه استطاع فقط أن يحافظ على الجيش المسلم ويقلل الخسائر مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر خالداً على المنبر وأطراه وأثنى عليه وانظروا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يسأل أحد الصحابة عن أعظم آية في كتاب(2/447)
الله فيخبره ثم يضرب النبي على صدره ويقول :
ليهنك العلم أبا المنذر يهنيه بالنجاح النبي صلى الله عليه وسلم بنجاح المعرفة إذاً يا أحبتي نفرح بالناجحين ونسعد بهم وسوف تسر الأمة كلها عندما نكرم دائماً المبدعين الذي يريدون أن ينقلوا الأمة من إخفاقاتها ومن هزائمها ويطوروها ويرفعوها حضارياً هؤلاء نفرح بهم ونطري إنجازاتهم ونرعاهم معنوياً ومادياً حتى تزداد النجاحات لدى الأمة وحتى تتطور الأمة وحتى تتقدم الأمة وتخرج من تيهها ومن تخلفها أما إذا تعاملنا مع الناجحين تعاملاً سلبياً ولم نرعهم ولم نرفع من قيمتهم المعنوية فإن الناجحين سوف يقلون وإن المبدعين سوف يتوارون ولن يوجد على سطح أرضنا وأمتنا إلا سراقها وإلا الذين يتغلبون على خيراتها ويفسدون فيها لكن عندما نسلك مسلك الإسلام بالعناية بأهل النجاح فإننا سوف نطور من أمتنا نرفع أمتنا نحافظ على أمتنا وهنا يا أحبتي يأتي دور المسلم الذي يعرف كيف يعيش في سبيل الله كثير من المسلمين يعرف الطريق إلى الموت في سبيل الله لكن عدداً كبيراً منهم لا يعرف كيف يعيش في سبيل الله لكن عندما نوظف هذه الحياة بكل ما أوتينا من معطيات وما منحنا في هذه الحياة نوظفها لأمتنا لحضارتنا لفكرنا لقيمنا فإننا سوف نسعد وسوف نفرح سوف هنا يكون نجاح للأمة بمجموعها وتسعد الأمة بمجموعها لكن عندما نتعامل مع الناجحين تعاملاً ضعيفاً وتعاملاً سلبياً فإنهم سوف يتوارون وهؤلاء الناجحون عندما نهتم بهم هم سبيل رفعة الأمة الأمة الصغيرة الأسرة والأمة الصغيرة المدينة والأمة الصغيرة الدولة والأمة الكبيرة أمة الإسلام كلها عندما نرعى الناجحين ونهتم بالناجحين فإننا بإذن الله جل وعلا فإننا نشارك ولو لم نستطع أن نفعل شيئاً كثيراً لكننا سوف نشارك في انتصارات الأمة سوف نشارك في نهضة الأمة أيها الأخوة والأخوات النجاح سر من أسرار السعادة ولذا فلن يسعد الإنسان في هذه الحياة وبد الممات إلا أن يكون لديه(2/448)
برنامج يسير عليه لينجح أياً كان ذلك البرنامج المهم أن يكون مباحاً ويتناسب مع قدرات الإنسان ومع إمكاناته التي وهبه الله إياها حرفة صناعة تعليماً ثقافة فكراً إعلاماً أياً كان المهم أن يكون مباحاً وأن يكون مناسباً لقدرات الإنسان ولذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا فتح لنا في باب أن نستمر فيه كما جاء في المسند إذا فتح لأحدكم في شيء فلا يدعه إلى غيره نستمر في هذا الباب حتى نحقق النجاح بإذن الله هنا سوف نسعد وأعظم نجاح هو ذلك النجاح الكبير عندما نلقى ربنا جل وعلا ونسعد بربنا سبحانه وتعالى وننظر إليه إن كنا من أهل الجنة هذا هو النجاح وذلك هو الفوز وتلك هي السعادة وفي هذه الدنيا نسعد كثيراً بصلاتنا بربنا جل وعلا ونفرح كثيراً بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الشيخ عصام بن عبد العزيز الشايع
ضيف الحلقة :
همومنا كلها خير
موضوع الحلقة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي أخرج من المكروه خيراً ومن العسر يسراً ثم الصلاة على النبي المبعوث للبشر تعرض للمكروهات فصبر وعلم أن النصر مع الصبر فظفر من تمسك بسنة هذا النبي فقد فاز ومن فوق الصراط قد جاز وبحظ وفير والله قد حاز كم تعجب من صبره صلى الله عليه وسلم على الكروبات ومن حلمه على السفاهات أمر بكل يسر ونهى عن كل عسر فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد ،
إخواني الناس تبشركم بالأفراح والأتراح وأنا اليوم جئت مبشراً بالهموم ولا عجب أن أبشركم بالهموم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من عند الله عندما انزل هذا الكلام على جبريل عليه السلام فأنزله جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(2/449)
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك إلا للمؤمن لم يقل ربعه خير ولم يقل نصفه خير ولم يقل خمسه خير وإنما قال كله خير إذاً همومنا كلها خير إخواني لعلي أعيش أنا وإياكم في قصص من قصص القرآن وقصص واقعية ونرى أيضاً كيف أن همومنا كلها خير القصة الأولى كنت أطوف حول الكعبة رأيت ذلك الأعمى الممسك بعصاه يا سبحان الله أتأمل ذلك الزحام وأتأمل ذلك الأعمى كيف يدور في ذلك الزحام ونظرت إلى ذلك الأعمى الذي يمسك بالأعمى الأخر وهما يخرجان من الحرم وتأملت على ذلك الأعمى الذي سقط على وجهه إلى انه لا يرى وتأملت إلى ذلك الأعمى الذي في مسجد إلى تحفيظ القرآن الكريم كان يريد الخروج ثم وصل إلى الباب وإذا بالأحذية أكرمكم الله متراكمة عند الباب الذي يرى يتعب في الحصول عليها فقلت كيف يحصل عليها هذا الرجل الأعمى اقترب قليلاً ثم بدأ يدخل قدمه في الحذاء الأول فقربت له الحذاء فقال:
لا فقربت له الحذاء الثاني هذا لك يا عم قال:
لا فقربت حذاء الثالث قال لا حتى وصل إلى حذائه ثم تأملت فيه فقلت قد أكون أنا المسكين وهو الفائز لماذا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي يقول الله تعالى :
) إذا أخذت كريمتي عبدي أي عيني ثم صبر واحتسب فلن أرضى له جزاء إلا الجنة ( فأقول :
لكم همومنا كلها خير دخل رجل أخر إلى مسجدنا في الحي وعندما اقترب المصلي تحية المسجد لصلاة العصر رفع يديه وإذا عند ارتفاع اليدين بدأت اليدان ترتجفان وبعد الارتجاف بدأ الصوت يرتفع ثم بدأت الأرجل ترتجف أيضاً حتى سقط على الأرض وزاد صراخه حمله المصلين إلى عند باب المسجد عند ذلك دخل الرجل فرآه وكان يعرفه فقال:(2/450)
إن هذا الرجل به صرع فاتركوه صلينا صلاة العصر وبعد أن انتهينا من الصلاة التفت إليه ونظرت إليه وتذكرت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال لعطاء يا عطاء ألا اريك امرأة من أهل الجنة قال عطاء امرأة من أهل الجنة تمشي على الأرض قال نعم إنها تلك المرأة السوداء قال وما قصتها قال إليك القصة أتت هذه المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أصرع فادعي لي بالشفاء إني اصرع وانكشف ادعوا لي بالشفاء فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم أتصبرين ولك الجنة قالت أصبر يا رسول الله فأصبحت بعد ذلك تصرع ولا تتكشف فيا سبحان الله مفتاح الجنة بصرع هذه المرأة فنظرت على ذلك الرجل الصريع الذي جاء يقترب بالصلاة لله سبحانه وتعالى فقلت لعل مفتاح الجنة بصرعه فأقول لكم همومنا كلها خير تعرفون إخواني وأخواتي تلك المرأة المغربية هذه المرأة المغربية أصيبت بالسرطان انتشر السرطان في جسدها في جسمها ذهبت إلى أوربا كشفت عند الأطباء وعندما كشفوا عليها وجدوا أن المرض قد انتشر في جسمها بشكل عظيم قالوا إن الشفاء منه مستحيل بعد ذلك ماذا تفعل انقطعت الحبال من هذه الدنيا ذهبت إلى الله ذهبت إلى الحرم دعت الله سبحانه وتعالى استعملت ماء زمزم وضعته على جسدها أيقنت بالشفاء تذكرت أن الوجود المضطر إذا دعاه ويكشف السوء بعد ذلك رأت نفسها تتحسن رويداً رويداً عادت إلى أوربا مرة أخرى ثم كشفت فقالوا :(2/451)
لا يعقل أن تكون هذه المرأة هي التي كشفت من قبل لقد تلاشى المرض نهائياً يا سبحان الله هم عظيم وهو مرض السرطان ماذا أحدث لقد رفع إيمان هذه المرأة بالله و اصطبحت داعية لله وأصبح لها كتاب يقرأه في كل كتاب في العالم إنه بهذا الهم وهو السرطان وأقول لكم همومنا كلها خير إخواني وأخواتي لعلكم الآن تتساءلون وتقولن وماذا عن الناس الذين أصيبوا بالسرطان ومع ذلك شربوا ماء زمزم ودعوا الله سبحانه وتعالى ومع ذلك فارقوا الحياة أقول لكم حتى هذا المرض السرطان الذي يقود إلى الموت هو خير اسمع على قول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(2/452)
لا يزال البلاء بالمؤمن في ماله وولده وجسده حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة فكأن هذا السرطان يهيئ الإنسان أن يتجهز لليوم الأخر فإذا مات وتجهز لله سبحانه وتعالى قال ذلك الإنسان الحمد لله الذي أصابني الله بهذا المرض حتى لقيتك يا رب وما علي خطيئة فأقول لكم همومنا كلها خير نتأمل إلى يوسف عليه السلام أخذه أخوته ليلقوه في البئر من حقد إخوته عليه ماذا فعل يمسك بثوب هذا ويستعطف هذا ولكن ما الذي حدث لقد تم القرار والقوه في البئر هم عظيم إخواني هم عظيم على المؤمن ولكن كل همومنا خير أتت تلك القافلة بعد يوم وأخذت يوسف عليه السلام وماذا فعلت به غربته من فلسطين إلى مصر ثم بعد ذلك حدث هم ثالث بأن بيع عبداً رقيقاً هذا هو الهم الثالث ثم حدث الهم الرابع أن كانت القص فراودته امرأة عزيزة عن نفسها ثم راودته النسوة عن أنفسهن هموم عظيمة ثم كانوا له النسوة فماذا حدث ألقي في السجن ثم بعد ذلك أصبح وزيراً للمالية يا سبحان الله هموم تلوا هموم ثم وزارة للمالية عجب جب فغربة فرق فمراودة فقصر فسجن فوزارة للمالية سبحان الله لماذا تلك الهموم ويتساءل سائل لما تلك الهموم ولماذا لم يجعله الله وزيراً للمالية مباشرة لما تلك الهموم من يأتي في البيت ولما القافلة ولماذا كذا حتى يكون وزيراً للمالية أقول لكم :
إن همومنا كلها خير فالبئر علم يوسف الصبر والقافلة علمت يوسف كيف يعيش من يتغرب عن بلده والرق علم يوسف كيف يعيش العبد الرقيق والقصر علم يوسف كيف يدير الأغنياء أموالهم والسجن علم يوسف كيف يكون في السجن من الظلم والجبروت ثم بعد ذلك خرجه الله وزيراً للمالية ولو لم تكن هذه الأمور لما نجح يوسف عليه السلام أن يكون وزيراً للمالية فأقول لكم :(2/453)
همومنا كلها خير نتأمل إخواني إلى المطر ينقطع المطر يجف كل شيء ماذا يحدث بعد ذلك ترتفع الأيدي والإيمان إلى الله سبحانه وتعالى ثم ينزل المطر فما أعظمه من هم رفع إيمان الناس وأنزل المطر فأقول لكم همومنا كلها خير أقول لكم شيئاً ولا تتعجبوا إخواني وأخواتي حتى نار جهنم هي خير لو لم تكن نار جهنم لما أحس المؤمن بطعم الجنة ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يعبرون من فوق الصراط إلى الجنة حتى يجدوا طعم الجنة وتأملوا أيضاً إلى الإنسان المؤمن في القبر يفتح له باب من أبواب النار فيقال له انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداًَ من الجنة فيجد اللذة برؤيته للنار فيا سبحان الله أصبحت النار خير للمؤمن بأن يجد طعم للجنة فأقول لكم :
همومنا كلها خير إخواني جاء رجل إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ويروي القصة طالب من طلاب العلم يقول كنت عند الشيخ فدخل ذلك الرجل فقال يا رسول الله إنني تزوجت وإلى الآن لم يرزقنا الله من أولاد فقال له الشيخ كلمة واحدة قال استغفر الله استغفر الله سبحانه وتعالى ثم جاء بعد عام كامل ثم دخل على الشيخ عبد العزيز وهذا طالب العلم هو الذي يروي القصة فيقول فرأيته يقول أبشرك يا شيخ زوجتي حامل وما تركت الاستغفار منذ أوصيتني فأقول كما قال الله تعالى :
) استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ( عقم يا سبحان الله ما الذي فعل هذا العقم وهذا الهم زاد من الاستغفار لهذا الرجل ثم حملت زوجته فأقول لكم همومنا كلها خير حتى الذين لم ينجبوا وماتوا وهم لم ينجبوا لو كان أتاهم الولد ليس خيراً لهم فهذه رحمة من الله لعلي أضرب مثالاً إخواني بهذه الهموم بالذباب الذباب هو الهم فلنتأمل إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :(2/454)
إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فماذا يفعل هل يخرجه لا فليغمسه كله ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وبالأخر دواء وكأنه الهم يأتي من الله ولا نبحث عنه ولكن المؤمن يصبر ويحتسب ويدخل هذا الذباب في الإناء إذا تأملنا إلى هذا الذباب اتكأ بجناحه الذي فيه الداء فأنزل الجراثيم في هذا الإناء ثم ماذا يحدث بعد ذلك غمسه المؤمن الصابر وقال وكأنه يقول همومنا كلها خير فإذا بذلك الجناح الذي فيه الدواء ينقي جميع الجراثيم الموجودة في الإناء ولكن يبقى هم صغير في أخر الإناء يا سبحان الله فليذهب هذه الجراثيم لا تذهب أبداً مهما غمست هذا الذباب ولكن ما الفائدة إخواني من هذه الجراثيم إنه إخواني إذا شربها الإنسان أصبحت له تطعيماً مستقبلاً فلا يصاب بالأمراض مستقبلاً بالذباب وهو لا يعلم فشرب الإناء لا يصيبه المرض فأقول لكم :
همومنا كلها خير أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن نكون خلف محمد صلى الله عليه وسلم وهو يطرق باب الجنة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فضيلة الدكتور عبد العظيم بدوي
ضيف الحلقة :
شمولية الإسلام
موضوع الحلقة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أيها المشاهد الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحباً بك مع آية من كتاب الله عز وجل يقول الله تعالى :) يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ( .(2/455)
أيها المشاهد الكريم إن الناظر في أحوال المسلمين اليوم يرى العجب العجاب من الانفصام بين الدين والحياة والانفصام بين العبادة والمعاملة فهذا مسلم يثني عليه الناس ويمدحونه لحسن خلقه إلا أنهم يستثنون في ثنائهم فيقولون :
غير أنه لا يصلي وهذا مسلم يصلي ويصوم ويحج إلا أن الناس يشكون منته سوء الخلق والغش في المعاملة وهذا الواقع إن دل على شيء فإنما يدل على جهل المسلمين بحقيقة دينهم وشموليته كما يدل على أن المسلمين وقعوا في ما وقع فيه أهل الكتاب من قبلهم من الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض كما قال الله تعالى :) أفلا تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض (
وفي هذه الآية الكريمة المباركة ينادي الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين بلقب الإيمان الذي يذكرهم بما يفرضه عليهم إيمانهم بالله عز وجل من السمع والطاعة والامتثال لأوامره سبحانه ) يا أيها الذين أمنوا يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً رسولا أدخلوا في السلم كافة (.
أي ادخلوا في الدين كله وخذوا الإسلام جملة عقيدة وعبادة ومعاملة وخلقاً سياسة واقتصاداً واجتماعاً وجهاداً وسلماً وأمنا ادخلوا في الدين كله ولا تفرقوا بين عقيدة وعمل ولا بين عبادة وخلق ولكن ادخلوا في الدين كافة فإن من خصائص هذا الدين أنه دين شامل يشمل العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة وأصل السلم الخضوع والانقياد لله تبارك وتعالى ومنه قوله سبحانه وتعالى حكاية عن الخليل إبراهيم ) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ((2/456)
ولذلك لما رأى في المنام أنه يذبح ابنه وحيده إسماعيل عليه السلام بادر بالإسلام لله والخضوع والانقياد لأمره إلا أنه أراد أن يشاركه ابنه في الأجر والثواب فعرض عليه الأمر فبادر هو الأخر إلى طاعة الله عز وجل قال ) يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ( فلما أسلم وتله الجبين أي لما انخضع وانقاد لله عز وجل عافاه الله سبحانه وتعالى من الذبح ) وفديناه بذبح عظيم ( فيا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة ادخلوا في الدين كله لا تأخذوا العقيدة وتتركوا العبادة فإن العقيدة لو صحت أثمرت العبادة الصالحة ولا بد كما قال تعالى ) آلم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (
فإذا صحت العقيدة فلا تثمر العمل الصالح ولذلك كثيراً ما يقرن الله تبارك وتعالى بين الإيمان والعمل الصالح في مثل قوله عز وجل في مواضع من كتابه ) إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات ( فالعمل الصالح هو عنوان صحة العقيدة وترك العمل بكلية يوجب علامات استفهام كثيرة حول ذلك الإيمان إذ لو صح الإيمان لأدى إلى العمل الصالح الذي يظهر على الجوارح ويصعد في السماء صباح مساء بإذن الله سبحانه وتعالى فخذوا العقيدة وخذوا معها العمل الصالح ولا تقبلوا العمل وتتركوا العقيدة وتهملوها وتنحوها عن حياتكم ولا تهتموا بما يدخل عليها من شوائب الشرك فإن العقيدة إذا فسدت لا ينفع معها العمل الصالح ولذلك قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين بل الله فعبد وكن من الشاكرين ( ولذلك قال الله تبارك وتعالى :(2/457)
) هل أتاك حديث الغاشية وجوه يوم إذ خاشعة عاملة ناصبه تصلى ناراً حامية ( قال أهل التفسير في تفسير قوله تعالى عاملة ناصبه كانت تعمل في الدنيا أعمالاً صالحة حتى مسها منها التعب والنصب ومع ذلك لم تسمن ولم تغني عنهم من الله شيئاً لماذا لأنهم كانوا أشركوا بالله سبحانه وتعالى فعلينا نحن المسلمين أن نهتم بالعقيدة وأن نجتهد معها في العمل الصالح ولا نغفل العقيدة على حساب العمل ولا نغفل العمل على حساب العقيدة ومما يؤسف له أيضاً أنك قد ترى رجلاً صاحب عقيدة سليمة مجتهداً في الأعمال الصالحة إلا أنه في حياته العملية بعيداً كل البعد عن دين الله عز وجل فإذا باع واشترى لم يبع ولم يشتري وفق الشريعة الإسلامية وإذا نكح وطلق لم ينكح ولم يطلق وفق الشريعة الإسلامية إنما وفق المصالح والأهواء فحيثما وجدت المصلحة فهو يدور معها بغض النظر عن الحل والحرمة ولا يلتفت إلى رضا الله تبارك وتعالى ولا يحرص عليه ولا يحذر عقابه ولا يخشى غضبه وهذا مخالف لما أمرنا الله تبارك وتعالى به في هذه الآية الكريمة المباركة ) ادخلوا في السلم كافة ( ثم يأتي التحذير ) ولا تتبعوا خطوات الشيطان (.(2/458)
فالشيطان لعنه الله عدو الإنسان إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير وهو الذي يحث الناس على الفسق أي الخروج عن طاعة الله تبارك وتعالى ) فاحذروه ولا تتبعوا خطواته إنه لكم عدو مبين فإن ذللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم ( فما أحوجنا نحن المسلمين إلى تدبر هذه الآية ومعرفة أن من خصائص ديننا الشمولية فنهم الدين كله عقيدة وعبادة ونلتزم في معاملاتنا اليومية كلها بأصول شريعتنا نأتي الحلال ونترك الحرام نرجو بذلك ثواب الله ونخشى عقابه وبذلك نفوز بخيري الدنيا والآخرة كما قال الله تبارك وتعالى ) إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ( وقال سبحانه وتعالى ) من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ( وفقنا الله تعالى لما يحبه ويرضاه هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فضيلة الدكتور عادل المطيرات .
ضيف الحلقة :
العبادات القلبية
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،(2/459)
المسلم في هذه الحياة الدنيا يعبد ربه عز وجل ويلتزم أمره ويبتعد عن نهيه مصداقاً لقول الله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون إذاً المسلم يعبد ربه عز وجل هناك عبادات ظاهرية في الظاهر وهناك عبادات باطنية في القلب العبادات الظاهرية في الظاهر لا يخفى علمها على كثير من الناس الصلاة والصيام وغير ذلك الذي يغفل عنه كثير من الناس اليوم عبادة الباطل العبادات القلبية هل تعلمون بأن هناك عبادات قلبية يعبد المسلم ربه عز وجل بقلبه وهذه العبادات هي من أعظم العبادات لله عز وجل ماذا يكون في القلب محبة لله عز وجل عبادة قلبية استعانة بالله عز وجل عبادة قلبية توكل على الله عز وجل عبادة قلبية صدق لجأ إلى الله عز وجل عبادة قلبية الخوف الرجاء الذل لله عز وجل كل ذلك من العبادات القلبية التي يتعبد بها المسلم ربه عز وجل إذا القلب مهم مهم جداً أن يعرف الإنسان ماذا في هذا القلب من الأمراض والعيوب حتى يزيلها عن هذا القلب ويصبح هذا القلب نقياً سليماً فيأتي يوم القيامة فينجو من عذاب الله عز وجل قال سبحانه وتعالى :(2/460)
( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) ما ينفع يوم القيامة الأموال والبنون ولا ينفع شيء إلا من يأتي ربه عز وجل بقلب سليم منقى من شوائب الشرك والبدعة والضلالة والمعصية وغير ذلك القلب أساس الأعمال قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور ألا إن في الجسد مضغة قطعة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب يقول أبو هريرة رضي الله عنه القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده هذا هو القلب كيف تصلح الجوارح وتصلح الأعمال دون أن يكون القلب صالحاً بعض الناس يدعي ويأتي ويقول الدين في القلب وهو لا يصلي الدين في القلب وهو لا يصوم الدين في القلب ويأكل الربا ويفعل الفواحش هذا كاذب في دعواه وإن قال الدين في القلب إن كان الدين في القلب صحيحاً سيظهر ذلك على جوارحك ولذلك الإيمان ما هو الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل لا يصدق من يقول الدين في القلب وهو لا يعمل هذا غير صادق في دعواه إذا صلح القلب صلحت الجوارح ولا بد إذاً نحن بحاجة إلى أن ننتبه إلى ما في قلوبنا ألا تعلم بأن الإنسان قد يعمل الصالحات من صلاة وصيام وصدقة وحج وجهاد فيأتي يوم القيامة فيجعلها الله هباء منثورا بسبب مرض في القلب أول من تسعر بهم النار ثلاثة أصناف من الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الأول مجاهد في سبيل الله مات يذكر بنعم الله عز وجل فيقال له ماذا فعلت يقول يا ربي قاتلت في سبيلك فيقول الله عز وجل وهو أعلم به كذبت وتقول الملائكة:(2/461)
كذبت إنما قاتلت ليقال جريء مجاهد وقد قيل نيتك فاسدة خذوه إلى النار الثاني معلم للقرآن يتعلم العلم يتعلم القرآن ويعلمه للناس ماذا فعلت علمته في سبيلك يا ربي يقول وهو أعلم به كذبت وتقول الملائكة كذبت إنما علمت وقلت ليقال عالم وقارئ وقد قيل ما أدرته في الدنيا حصل خذوه إلى النار الثالث منفق ينفق الأموال يبني المساجد يكفل الأيتام يحفر البار يفعل ويفعل ماذا فعلت أنفقت في سبيلك يا رب يقول وهو أعلم به بل أنفقت ليقال جواد وكريم وقد قيل خذوه إلى النار هؤلاء ثلاثة أصناف من الناس أولا من تسعر بهم النار وقد فعلوا عبادات في الظاهر جهاد يقتل في المعركة يعلم الناس القرآن والخير والأخر ينفق أمواله يدخل النار لماذا مرض القلب قد غفلوا عنه ألا وهو مرض الرياء هل القضية صلاة وصيام فقط دون النظر ماذا في هذا القلب قد تحبط الأعمال بسبب بعض أمراض القلوب لا بد أن ننتبه إلى هذه القضية الخطيرة قد يفعل الإنسان ويفعل ويظن أنه على خير وأنه قد وصل إلى الجنة ثم يأتي يوم القيامة ويبدي له الله عز وجل ما لم يكن يحتسب وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ويتحسر ويعض على أصابع الندم لماذا كنت مصلياً وصائماً لأنك لم تنتبه لما في قلبك أنت تفعل ذلك رياء للناس أو تعجب بنفسك يصلي ويصوم ويتحدث أنا فعلت وأنا فعلت فيحبط الله عمله قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ثلاث مهلكات شح مطاع وهواً متبع وإعجاب المرء بنفسه يعجب بنفسه ويتبع هواه فيحبط الله عمله ولا يبالي إذاً القضية قضية خطيرة ليست القضية فقط عمله وينتهي الإنسان لا لا بد أن ينظر ماذا في هذا القلب إذا أراد أن يأتي يوم القيامة بنجاة وفلاح وبعد عن النار وقرب من الله سبحانه وتعالى فلا بد أن يأتي بقلب سليم يحاول أن يكون هذا القلب السليم حاول أن تملأ قلبك بمحبة الله عز وجل بالخوف والرجاء خف من الله عز وجل ارجوا رحمته كما(2/462)
قال سبحانه في وصف المؤمنين : بأنهم يرجون الله عز وجل يدعونه رغباً ورهبا خوف ورجاء انظر في حق الله عليك حق عظيم وأنت مقصر في حق الله ولا بد تشعر في الخوف تخاف يكون في قلبك الخوف من الله عز وجل إذا نظرت في تقصيرك وفي معاصيك وفي حقك على الله وهو المغفرة والرحمة ترجو الله عز وجل فالنظر بحق الله عز وجل يورث الخوف والنظر في حقك على الله يورث الرجاء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيء خوف ورجاء استعانة توكل على الله إذا ألمت بك مشكلة أو نزلت بك نازلة فتوكل على الحي الذي لا يموت الجأ بصدق إلى الله عز وجل بقلبك وانظر ماذا يفعل الله عز وجل بك وإن كان السبب بسيطاً ويسيراً إبراهيم عليه السلام دعا قومه إلى التوحيد ونبذ الشرك وهدم أصنامهم فغضب عليه القوم وأضرموا له ناراً كما قيل سبعة أيام يشعلون هذه النار حتى يلقوا إبراهيم في هذه النار ومن شدة هذه النار ما استطاعوا أن يقربوا منها فأرادوا أن يرموا إبراهيم من بعيد فلما ألقوه جاءه جبريل عليه السلام فقال له :(2/463)
هل لك من حاجة محتاج وهو جبريل أعظم الملائكة بطرفة عين وبتوفيق الله عز وجل يذهب عنه هذا الأذى قال أما إليك فلا أما إلى الله فحسبي الله ونعم الوكيل صدق اعتماد توكل تام على الله عز وجل أمر قلبي الآن هذه عبادة قلبية ماذا فعل الله عز وجل به سقط في النار قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم انقلبت الحقائق قلب الله عز وجل وهو الخالق سبحانه وتعالى حر هذه النار إلى برد وسلام ولذلك يقول العلماء لو قال برد فقط ممكن يتجمد إبراهيم من البرد قال برداً وسلاماً لماذا اعتمد على الله سبحانه وتعالى وتوكل عليه حق التوكل وهو أمر قلبي يقول ابن رجب رحمه الله عندما يشرح حديث ابن عباس يا غلام احفظ الله يحفظك في نهاية الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
واعلم بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا يقول ابن رجب رحمه الله إن من عجائب اقتران النصر بالصبر والفرج بالكرب واليسر بالعسر أن الإنسان في حال الكرب والشدة والعسر ييأس من جميع المخلوقين ويلجأ إلى رب العالمين سبحانه وتعالى بكليته وصدقه يقول هذا الشعور الذي قد لا يتجاوز لحظات صدق اعتماد على الله عز وجل ويأس من المخلوقين أفضل من كثير من العبادات انظر إلى هذه العبادة القلبية لحظات ممكن ثواني يستشعر الإنسان بأنه قد يأس من جميع الناس ولجأ إلى رب الناس سبحانه وتعالى بصدق واعتماد حق يقول :(2/464)
هذا الشعور عبادة عظيمة جداً أفضل من كثير من العبادات إذاً قضية عبادة القلب ليست قضية سهلة قضية ثانوية لا بد عليك أيها المسلم وأنت تتعبد لربك عز وجل بصلاة وصيام وصدقة وحج ونحو ذلك ألا تهمل الأمر المهم القلب لما تعمل عمل انظر في قلبك هل هذا العمل خالصاً لوجه الله عز وجل أو لا إن كان رياء ليس لك من الأجر شيء لا تعجب لما عندك من النعم يفرح الإنسان بعمله ويرتاح هذا أمر لكن لا يعجب بمعنى أنه يظن أنه أفضل من غيره ويحتقر غيره ويتكبر عليهم ويظهر ذلك في أخلاقه وسلوكه هذا من مظاهر العجب بالنفس لا يفرح الإنسان ويرتاح لطاعته لكن لا تعجب لا تتكبر كبر يتكبر الإنسان على الناس لا تستعن استعانة حقيقية فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل إلا بالله سبحانه وتعالى التوكل أي صدق اعتماد القلب لا يكون إلا على الله سبحانه وتعالى ما يبدو من الأسباب وهو أمر معروف لكن صدق الاعتماد في القلب علق قلبك بالله سبحانه وتعالى إن المحبة لا بد أن تحب الله عز وجل بقلبك تحب رسوله صلى الله عليه وسلم تحب أهل الخير تحب الطاعة تبغض المعصية تبغض الشرك والبدع والضلال وغير ذلك لا بد أن تخاف دائماً من الله عز وجل خاف الله شديد العقاب العزيز الانتقام سبحانه وتعالى وحتى لا يسيطر عليك الخوف ارجوا الله عز وجل فعش بين الخوف والرجاء قال ابن القيم رحمه الله :(2/465)
المؤمن كالطائر رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء ما رأيكم وما ظنكم بطائر بلا رأس وطائر بلا جناح سيسقط هكذا المؤمن رأسه المحبة وجناحاه الخوف والرجاء وكلها عبادات قلبية خلاصة القول علينا أن نهتم بقلوبنا وان نستخرج من هذه القلوب الأمراض المهلكة رياء وعجب وكبر وحسد وغل وبغضاء نبعد هذه العيوب ونحاول أن نصلح هذه العيوب ونملأ القلب بالإيمان بالله عز وجل ومحبته سبحانه وتعالى والاستعانة به والخوف والرجاء من الله عز وجل تصلح قلوبنا فيكون القلب قلباً سليماً إن كان القلب قلب سليم ستكون الجوارح سليمة فنأتي بقلب سليم يوم القيامة فنكون من الناجين نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهر قلوبنا من كل شائبة من شرك وضلال وبدعة وأن يوفقنا لما نقول وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد .
الشيخ سعد بن سعيد الحجري / أبها السعودية .
ضيف الحلقة :
علامات التوبة النصوح
موضوع الحلقة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه تسليماً كثيراً وعلى آله وأصحابه ومن سار على طريقه إلى يوم القيامة أما بعد ،
أخوتي المشاهدون وأخواتي المشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن حاجة المسلم اليوم تكمن في حاجته إلى أن يعود إلى ربه عودة صادقة وأن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحة فإن الله تبارك وتعالى قد فتح باب التوبة على مصراعيه وجعله باباً واسعاً ولا يغلق هذا الباب إلا في موضعين :
1. الموضع الأول عند القيامة الصغرى للإنسان.
2. والموضع الثاني عند القيامة الكبرى للإنسان.(2/466)
أما القيامة الصغرى فإذا بلغت الروح الحلقوم عند الغرغرة وإما القيامة الكبرى فإذا طلعت الشمس من مغربها ولعلي أن أبين لكم وأسأل الله تعالى التسديد والتوفيق أبين لكم كيف تكون التوبة نصوحاً تكون التوبة نصوحاً بأمور كثيرة أذكر منها ثلاثة عشر أمراً :
* الأمر الأول الإنابة إلى الله تبارك وتعالى أي العودة إليه عز وجل والإقبال عليه فإن كل من تخافه من الناس تهرب منه أما الله تعالى فإنك إذا خفته هربت إليه والله تبارك وتعالى قد وعد التائبين بالتوبة وعدهم بمغفرة الذنب ووعدهم بتبديل سيئاتهم حسنات وأحبهم وفرح بتوبتهم ووعدهم بالجنة ولذلك يقول الله تبارك وتعالى وأنيبوا إلى ربكم وقد وسع الله تعالى باب التوبة إذ أن سعته مسيرة سبعين سنة كما يقول صلى الله عليه وسلم للتوبة باب في المغرب مسيرة سبعين سنة ولا يزال كذلك حتى تطلع الشمس من مغربها.(2/467)
* الأمر الثاني الاستسلام لله تبارك وتعالى وذلك بالانقياد له سماع أمره فيأتمر العبد وسماع نهيه فينتهي العبد وسماع خبره فيصدق العبد وسماع حكمه فيطبق العبد وإذا أراد العبد أن يعرف صدق توبته فلا بد أن ينقاد لما أراد الله تبارك وتعالى أين ما يقوله الكثير ممن يدعي التوبة ولم نجده منه استسلاماً ولا انقياداً وإنما لا تزال الجوارح عنده تواقع الذنوب والمعاصي لا بد أن يدلل على صدق توبته وعلى نصح توبته أن يدلل باستسلامه وانقياده لأمر ربه تبارك وتعالى فإن هذا أمر مطلوب ها هي المرأة الغامدية رضي الله عنها عندما واقعت الزنا جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسلمت نفسها من اجل أن يطهرها وأن يرجمها وقالت يا رسول الله طهرني لقد زنيت فأعرض عنها قالت أتريد أن تردني كما رددت ماعز ابن مالك فقال عودي حتى تضعي حملك فبقيت مدة الحمل وهي تعاني من ألم هذه المعصية ولربما كان اليوم عندها كشهر ولربما كان أكثر أو في تصورها أكثر من ذلك فلما وضعت جاءت بابنها وهو ملفوف في خرقة وقالت طهرني يا رسول الله قال عودي فأرضعيه فوجدت بعودتها وإرضاعه ألماً شديداً في طول المدة لأنها تريد التطهر وبعد سنتين جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده كسرة خبز وكأنما تقول أما الآن فقد قام الدليل وطهرني يا رسول الله فرجمها قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كيف ترجمها وتصلي عليها قال لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم فهاهو استسلام من هذه المرأة سلمت نفسها من أجل أن تتطهر من الذنب تائبة إلى الله عز وجل.(2/468)
* الأمر الثالث اتباع الكتاب والسنة فإن الخير كل الخير في الأخذ منهما وما إن تمسك العبد بهما إلا وسعد في الدنيا وسعد في الآخرة ولن يضل مادام تمسكه بهما يقول الله عز وجل عن هذه الثلاثة الأمور قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون .
* الأمر الرابع الإيمان والإيمان يقتضي منا أموراً نبينها في أنه يقتضي صلاح الظاهر وصلاح الباطن وفتح أبواب الطاعة وغلق أبواب المعصية والصدق مع الله تبارك وتعالى
* الأمر الخامس العمل الصالح إذا أراد العبد أن يكون تائباً فلا بد أن يقدم عملاً صالحاً يرضي به الله تبارك وتعالى ويهزم به النفس الأمارة بالسوء ويخالف به الشيطان ويسيطر به على الهوى ويخالف به الشهوة ليكون بذلك صادقاً فإن العبد لا بد أن يعمل ولكن يجب أن يكون العبد يعمل عملاً صالحاً ينجو به بين يدي الله تبارك وتعالى والله تعالى وظفنا في هذه الحياة الدنيا بوظيفة وهي العمل الصالح والعمل الصالح هو خير زاد وهو خير لباس وهو الميزان للعبد وهو الحياة الطيبة وهو الرفيق عند الضيق وهو السعادة في الدنيا والآخرة.
* الأمر السادس طلب الهداية بأسبابها فإننا نسأل الله تعالى في كل ركعة من ركعات الصلاة ونحن نقرأ سورة الفاتحة نقول اهدنا الصراط المستقيم فإذا سألنا الله عز وجل الهداية إلى الصراط المستقيم فلا بد أن تبذل الأسباب في طلب هذه الهداية يقول الله تبارك وتعالى وإني لغفار لمن تاب وأمن وعمل صالحاً ثم اهتدى .(2/469)
* الأمر السابع دوام التوبة لماذا نقول بدوام التوبة نقول بدوام التوبة لأن الذنوب كثيرة ولأننا نواقعها في الليل والنهار ولأن الغفلة قد سيطرت على الناس ولأن الإنسان محفوف بالمخاطر إذ يأتيه الشيطان من كل جانب ولكثرة قرناء السوء فلذلك لا بد من دوام التوبة لأن دوامها أمر مطلوب .
* الأمر الثامن استعجال التوبة لا يؤخر الإنسان التوبة بل يجب عليه أن يستعجلها لماذا لأن الأجل مجهول فلا ندري متى يكون الأجل لربما كان قريباً ولربما كان بعيدا وما دام الأمر مجهول فينبغي أن نستعجل التوبة ولأم الأعمال بالخواتيم فلا يدري العبد ما الذي يختم له هل يختم له بخير أم يختم له بشر وإن العبد يبعث من قبره على ما قبضه الله تبارك وتعالى عليه ونستعجل التوبة كذلك لأن المرض إذا ترك حتى يستفحل أصبح علاجه صعباً وأما إذا عولج من أول الأمر كان علاجه سهلاً فينبغي أن يستعجل الإنسان التوبة .
* الأمر التاسع إصلاح الماضي وذلك بالندم على فعل الذنب لأن الإنسان أذنب فيندم على فعله لذلك الذنب ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم الندم توبة وكان عتبة الغلام رحمه الله إذا مر بمكان من الأمكنة في اليوم الشاتي شديد البرودة الذي يتجمد فيه كل شيء حتى العرق فإنه كان إذا مر بهذا المكان الذي عصى الله فيه كان يتصبب العرق منه فيقول له الناس يا عتبة لماذا إذا مررت بهذا المكان في اليوم الشاتي يتصبب منك العرق قال لأنني عصيت الله في هذا المكان فإذا مررت به استحييت من نظر الله عز وجل إليّ ولذلك يندم الإنسان على فعله الذنب لأن هذا الندم مانع وحاجز له من الوقوع في الذنب مرة أخرى .(2/470)
* الأمر العاشر إصلاح الحاضر وذلك بالإقلاع عن الذنب ونجد أن الذي قتل مئة نفس لما ذهب إلى الراهب قال له لا أجد لك توبة فاستمر في عمله مع ذلك قال إذاً أكمل بك المئة فكمل به مئة نفس ثم سأل عالماً من العلماء فلم يقنطه من رحمة الله تبارك وتعالى وهو لم يقنط ولو قنط ما ذهب إلى العالم وما استشاره أو ما سأله فلما سأل العالم قال ومن يرد أو من يقفل باب التوبة دونك فما كان منه إلا أن أرشده إلى أن يذهب إلى بلد قد كثر فيه الصالحون قال ينبغي أن تسافر من أرض وقعت فيها في المعصية وتذهب إلى أناس يعينونك على طاعة الله تبارك وتعالى فذهب إلى تلك القرية فقبضت روحه قبل أن يصل إلى أهلها واختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب وكان أخر المطاف أن ملائكة الرحمة قبضت روحه فهذا يدل على وجوب الإقلاع عن الذنب في الحال والتعبير بالإقلاع بمعنى اقتلع الذنب ولا تبقي له أثرا.
* الأمر الحادي عشر إصلاح المستقبل وذلك بالعزم ألا يعود إلى الذنب مرة أخرى وهذا يستدعي منه أن يكون صادقاً في توبته .
* الأمر الثاني عشر الإخلاص لله رب العالمين فلا يريد بتوبته منصباً ولا جاهاً ولا مالاً ولا إرضاء أحد من الناس كائناً من كان وإنما يريد وجه الله تبارك وتعالى فإن العمل لا يقبل إلا إذا أريد به وجه الله .
* الأمر الثالث عشر رد المظالم إلى أهلها قبل أن لا يكون درهم ولا دينار وإنما يكون التعامل بالحسنات والسيئات أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح وان يتوب علينا وعليكم توبة صادقة نصوحاً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الدكتور عبد اللطيف بن سعيد الغامدي
ضيف الحلقة :
حقوق الوالدين
موضوع الحلقة :(2/471)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا اللهم علمنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما،
أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإن من أعظم الحقوق بعد حق الله سبحانه وتعالى حق الوالدين وقد ذكر الحق سبحانه وتعالى حقهما بعد التوحيد فقال جل من قائل :
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا وقرن شكره بشكرهما فقال سبحانه : إن اشكر لي ولوالديك ، ولا شك أن حق الوالدين بهذه الصورة في الإسلام يعطي لهم المنزلة فيجب طاعتهما وبرهما وعدم العصيان والطاعة تجب للوالدين في غير معصية الله لأن حقهما يكون بعد حق الله سبحانه وتعالى لكن مع ذلك حتى لو حدث منهم كما ذكر الحق سبحانه وتعالى أن جبران الابن على الكفر والشرك فلا يطيعهما في هذه الحالة ولكن يبقى هنا بالنسبة للبر فيقول الحق سبحانه وتعالى:
وإن جاهداك على أن تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا ، والرسول عليه الصلاة والسلام عندما قدمت أم أسماء إلى المدينة وهي كافرة وقالت يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفا أبرها فقال عليه الصلاة والسلام :(2/472)
نعم هذا يدل على عظمة هذا الدين في بر الوالدين ولبر الوالدين ثمرات كثيرة ومن تلك الثمرات أولاً أن يكون الإنسان مستجاب الدعوة وفي ذلك قصص كثيرة فقصة النفر الذين خرجوا فآواهما غار فسقطت عليهم صخرة وسدت هذا الغار فقالوا لا منجى لكم إلا أن يدعو كل واحد منكم بصالح عمله فكان من جملة هؤلاء رجل دعا ربه ببره لوالديه فاستجاب الله له ولصاحبيه ففرج ما كان بهم وخرجوا يمشون وقصة أويس القرني الذي ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام من أوصافه وأنه كان باراً بوالدته وذكر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
أن استطعت أن يدعو لك ففعل فعندما قدمت أنداد اليمن فقابلهم عمر رضي الله عنه وقال أنت أويس القرني من قرنة بن مراد فقال نعم وقال كان بك برص فشفيت إلا موضع أو مقدار درهم قال نعم قال لك أم بار بها قال نعم قال فادعوا لي هذا يدل على أن هذا الرجل ببره لوالدته أصبح مستجاب الدعوة وقد نعته الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد أتى بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فما كان من عمر رضي الله عنه إلا أن طلب منه الدعاء هذه واحدة الأمر الأخر من ثمرات بر الوالدين أن يصرف الله سبحانه وتعالى عن الشخص السوء ومصارع السوء وقد ورد في بعض الآثار أن الهدهد كان له أماً وكان باراً بهذه الأم يأتي لها بالطعام فصرف الله عنه القتل أو الذبح من عندما توعد سليمان عليه السلام قال :(2/473)
لأذبحنه وليأتيني بسلطان مبين فكان من نتيجة ذلك أنه صرف الله عنه السوء وهو طائر غير مكلف فما بالك في الإنسان المكلف الذي يجب عليه طاعة والديه وبرهما وعدم العصيان ثم يعقرهما فكيف تكون النتيجة أيضاً من الأمثال في ذلك في مسألة صرف السوء قصة هي جديرة وهي قصة الذبيح عليه السلام إسماعيل عندما رأى والده إبراهيم عليه السلام أنه يذبحه فما كان من نتيجة ذلك إلا أن أطاع والده في هذا واستسلم لأمر ربه فكان من نتيجة ذلك أن فدي بذبح عظيم وهذا يدل على كيف أن هذا الابن البار والابن المطيع قد كانت له هذه المنزلة بطاعته وبره بوالده حيث لم يعصي له أمرا الأمر الأخر من الثمرات من ثمرات بر الوالدين أن يرزقه الله سبحانه وتعالى بأبناء بررة بروا أبائكم تبركم أبنائكم كما قال عليه الصلاة والسلام .
ثم أنه بهذا يتسبب في سلسلة من البر فالإنسان عندما يكون باراً بوالديه يرزقه الله سبحانه وتعالى أبناء بررة فتكون هذه السلسلة بإذن الله مستمرة بحيث أنها تكون سلسلة بر وصلة وسلسلة تراحم فالإنسان عندما تكون هذه الأسرة بهذه الطريقة وبهذه الميزة ويكون الإنسان باراً بوالديه فهو من باب عندما يكون باراً بوالديه فهو بار بمجتمعه وأهله وإذا لم يكن كذلك فالعياذ بالله إذا كان عاق بوالديه فهو من باب أولى أن يكون عاقاً بأهله ومجتمعه فلا خير فيه لأنه قد أساء لمن يجب الإحسان إليهما فإذا أفلس في هذا المضمار فهو من باب أولى أن يفلس في بقية الأمور في البر والصلة ومن ثمرات بر الوالدين أن يوسع الله سبحانه وتعالى في الرزق من أراد أن أوسع له في رزقه ويوسع له في أجله فليبر والديه وليصل رحمه وحق الوالدين مقدم حتى في الجهاد مقدم على الجهاد عندما جاء رجل قال يا رسول الله إنني أشتهي الجهاد فقال :(2/474)
هل لك من والدين قال بل كلاهما قال ففيهما فجاهد كذلك يتعدى في مسألة البر الوالدين الأب والأم إلى الجد والجدة لأنهما أيضاً بمنزلة الوالدين فهذا يدل على كيف أن الإسلام وسع هذه الدائرة دائرة الأبوة وكذلك بالنسبة للبنوة في مسألة الفروع فأيضاً بر الجد والجدة أيضاً يكون تبعاً لبر الأم والأب بهذا نعرف كيف أن الإسلام كان من نتيجته أن وجد مجتمع متراحم متواد لأن هذا يكون من نتيجته أن يصبح هذا المجتمع المسلم المتواد المتراحم لا تجد فيه تفشي وعقوق أو تفشي في الجريمة بل أن الجميع كلهم جميعاً متراحمون متوادون تربطهم جميعاً رابطة البر ورابطة التقوى ورابطة الود التي يريدها الإسلام للمجتمع الإسلامي وهذا يدل دلالة واضحة على حق الوالدين وأنهما في منزلة كبرى قد جعلهم الله سبحانه وتعالى لأن الحق سبحانه وتعالى هو الموجد والوالدين هما سبب الإيجاد ونجد في مجتمعنا الإسلامي بفضل الله إذا كما نلاحظ على مر التاريخ من البر والصلة في المجتمع المسلم ما لا يوجد في المجتمعات الأخرى الذين يقولون أو يخترعون أشياء فكعيد الأم أو ما شاكل ذلك ونحن بفضل الله تجد أن كل الأيام هي عيد للأم لمن هداه الله سبحانه وتعالى ووفقه للطريق السوي في بر والديه ومن الأشياء التي يجب التذكير بها بأن العقوق هو من أكبر الكبائر عقوق الوالدين حتى أن الله سبحانه وتعالى ليعجل لعاق الوالدين العقوبة في الدنيا قبل الآخرة فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا هداة مهتدين وأن يجعلنا بارين وأن يجعلنا سلسلة في البر إنه على ما يشاء قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
فضيلة الدكتور سعد الخثلان
ضيف الحلقة :
الرحلة إلى الدار الآخرة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وابتع سنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا ،(2/475)
أيها الأخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتحدث معكم في هذا اللقاء أيها الأخوة عن رحلة الإنسان إلى الدار الآخرة ونبدأ أولاً بالحديث عن حال هذا الإنسان فما حاله قبل أن يخلق وما حاله بعد أن خلق ووجد وإلى أين مصيره أما حاله قبل أن يخلق فقد قال الله عز وجل :
هل أتى يعني قد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا وهو لم يكن شيئاً مذكورا عدم لم يكن شيئاً مذكورا ثم قال الله عز وجل إن خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا فخلق الله عز وجل آدم من تراب وخلق بنيه من سلالة من طين وخلق بنيه من نطفة من ماء مهيب خلق آدم من سلالة من طين وخلق بنيه من نطفة من ماء مهيب فوجد هذا الإنسان على هذه الأرض ولأجل تحقيق عبادة الله سبحانه كما قال عز وجل وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون هذه هي وظيفة الإنسان في هذه الحياة أن يعبد الله أن يحقق العبادة لله عز وجل وأرسل الله تعالى الرسل مبشرين ومنذرين وأقام الحجة على الخلق ودل الله تعالى الإنسان للطريق المستقيم طريق الخير كما قال سبحانه :(2/476)
إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ثم بعد ذلك هو يختار إما أن يختار طريق الخير والطريق المستقيم فتكون له السعادة في الدنيا والآخرة وإما أن يختار الطريق الأخر فيشقى الشقاوة في الدنيا وفي الآخرة يعيش الإنسان في هذه الحياة يكابد غمومها وهمومها ونصبها وشقائها ثم بعد ذلك تحين ساعة الاحتضار ساعة النقلة من الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة وهذه الساعة تأتي الإنسان فجأة تأتي الإنسان بغتة فلا يعلم أي إنسان متى يأتيه الموت كما قال سبحانه وما تدري نفس بأي أرض تموت وإذا كانت لا تدري بأي أرض تموت فكونها لا تدري بأي زمن تموت من باب أولى وعند ساعة الاحتضار يرى الإنسان هذه الحياة الدنيا على حقيقتها يرى هذه الدنيا على حقيقتها يرى أن هذه الدنيا لا تستحق من الإنسان كل هذا العناء وكل هذا النصب وكل هذا الشقاء وكل هذا التعب ويود لو أنه أمضى عمره في طاعة الله عز وجل تلك الساعة أيها الأخوة تسمى ساعة الندم لأنه ما من ميت يموت إلا ويندم حتى الصالح يندم لماذا لأنه يود أنه لو قد ازداد من الأعمال الصالحة فما من ميت يموت إلا وقد ندم إن كان محسناً ندم ألا يكون قد ازداد وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون قد استعتب وتاب وبعد ذلك ينتقل الإنسان من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة من دار العمل إلى دار الجزاء والحساب ويبقى في فترة البرزخ وهي ما بين موته إلى قيام الساعة إما في نعيم وإما في عذاب إن كان من أهل السعادة ومن أهل الجنة كان في نعيم ويقول ربي :(2/477)
أقم الساعة لأنه سوف يعلم أنه سوف ينقلب إلى نعيم أعظم منه وإن كان من أهل النار ومن أهل الشقاء ونسأل الله السلامة فإنه يقول ربي لا تقم الساعة رغم أن ما فيه هو عذاب وجحيم لكنه يعلم بأنه سوف ينتقل من هذا العذاب إلى عذاب هو أشد منه ثم بعد ذلك تقوم الساعة ويبعث الناس من قبورهم حفاة عراة عرناً يعني غير مختونين بهماً يعني ليس معهم شيء فتموج بهم الأرض وإذا كان الآن سكان الكرة الأرضية يقدر بأكثر من ستة ألاف مليون إنسان فكم عددهم منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة بشر وخلق كثير ومع ذلك معهم الجن وتحشر معهم الوحوش والبهائم كما قال سبحانه وإذا الوحوش حشرت وقال :
وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربي يحشرون فتحشر هذه الأمم جميعاً في ذلك المقام العظيم على عرصات يوم القيامة في ذلك الموقف في ذلك المقام يسمعهم الداعي ويلفظهم البصر لأن الأرض تمد فلا تكون كروية كما كانت عليه الحياة في الدنيا وإنما تمد مداً كما قال سبحانه وإذا الأرض مدت فتمد ويحشر هؤلاء الأمم تحشر عليها وفي يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينال الناس فيه من الغم والكرب مالا يطيقون معه ومالا يحتملون فيصيب الناس هم عظيم وكرب وشدة فيلهمهم الله عز وجل أن يذهبوا إلى أبيهم آدم فيذهبون إليه ويقولون له:
آدم ألا ترى إلى ما نحن نفيه ألا ترى إلى ما قد بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك في أي شيء في أن يفصل ويقضي بين عباده فيعتذر آدم ويقول :
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري فيذهبون إلى نوح عليه الصلاة والسلام فيعتذر ويقول :
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري فيذهبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيعتذر ويقول :
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري فيذهبون إلى موسى عليه الصلاة والسلام فيعتذر ويقول :
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري فيذهبون إلى عيسى عليه الصلاة والسلام فيعتذر ويقول :(2/478)
نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيذهبون إليه ويقولون له :
أنت أخر رسل الله في الأرض ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه فيقول عليه الصلاة والسلام :
أنا لها أنا لها وهو الحقيق وهو الجدير بها هو بآبائنا وأمهاتنا عليه الصلاة والسلام فيذهب ويسجد تحت العرش ويفتح الله عليه من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً عظيماً ثم يقال له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع كل الناس في ذلك المقام العظيم كل يقول نفسي نفسي بمن فيهم أولو العزم من الرسل ما عدا هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يرفع رأسه وهو يقول :
يا ربي أمتي يا ربي أمتي انظروا إلى كمال شفقته عليه الصلاة والسلام وإلى عظيم رحمته بأمته حتى في هذا المقام العظيم الذي كل الناس يقول نفسي نفسي لكن هذا النبي الكريم يملك قلباً رحيماً بأمته عليه الصلاة والسلام فيرفع رأسه ويقول يا ربي أمتي أمتي فيقول الله له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوئك بعد ذلك يفصل الله تعالى ويقضي بين عباده وتنصب الموازين وتنشر الدواوين تنصب الموازين توزن فيها أعمال الناس الحسنات في كفة والسيئات في كفة وقد أحصيت أعمال كل إنسان إحصاءً دقيقاً عجيباً حتى أن المجرمين يتعجبون منه كما قال الله عز وجل ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين من ما فيه ويقولون :(2/479)
يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا فتوضع أعمال الحسنات في كفة والسيئات في الكفة الأخرى فإن رجحت الحسنات كان من أهل السعادة وإن رجحت السيئات فكما قال الله عز وجل في محكم كتابه فإما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وإما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هي نار الهاوية فإذاً من رجحت حسناته يكون مصيره الجنة ثم بعد ذلك يتفاوت أهل الجنة فيما بينهم على حسب الأعمال يتفاوتون في الدرجات لأن في الجنة مئة درجة يتفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً على حسب أعمالهم في الدنيا وهناك قسم من الناس تستوي حسناتهم وسيئاتهم يعني لا ترجح الحسنات ولا ترجح السيئات وهؤلاء هم أصحاب الأعراف الذين ذكر الله عز وجل شأنهم في سورة الأعراف فيوقفون ويحبسون في مكان بين الجنة والنار ثم يكون مصيرهم ونهاية أمرهم يكون إلى الجنة كما ذكر الله عز وجل شأنهم في سورة الأعراف ثم بعد ذلك يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم ينجي الله تعالى من النار من كان من أهل التوحيد حتى لا يبقى فيها إلا من مات على الكفر والشرك ثم بعد ذلك يؤتى بالموت على صورة كبش أملح كما في الصحيحين ويقال :(2/480)
يا أهل الجنة أتعرفون هذا فيقولون نعم إنه الموت ويقال يا أهل النار أتعرفون هذا فيقولون نعم إنه الموت ثم يذبح في مكان بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت فتتقطع أنفس أهل النار حسرات إلى حسراتهم وتستقر الخليقة فريق في الجنة وفريق في السعير هذه أيها الأخوة هي رحلة الإنسان في هذه الحياة الدنيا نحن نسير في هذه الرحلة نحن نسير أيها الأخوة في هذه الرحلة وكل يوم يمضي نقطع به جزءً من هذه الرحلة كل يوم تغرب شمسه نقترب به من الدار الآخرة ونبتعد به عن الدنيا كل يوم تغرب شمسه نقترب به من الموت وما بعده ونبتعد به عن الدنيا كل يوم يمضي نقترب به من دار الجزاء ونبتعد به عن دار العمل فنحن أيها الأخوة نسير في هذه الرحلة ونقطع كل يوم بها مرحلة إلى الدار الآخرة ومن الناس من لم يتبقى له من عمره إلا القليل وهو لا يشعر فلنستعد أيها الأخوة لنستعد للموت وما بعده من هذه الأهوال العظام فإن العاقل يكون نظره بعيداً ينظر إلى عاقبة أمره ولا يكون نظره قصيراً يتمتع بمتع الدنيا فقط ولا يتأمل ولا ينظر في عاقبة أمره وماذا بعد الموت وما مصيره بعد الموت فلا بد أيها الأخوة من أن يقف الإنسان مع نفسه وقفات ويخلو بها ويحاسبها محاسبة صادقة ويتفكر في مصيره وفي مآله فإنه لا زال بإمكانه أن يتدارك ولا زال بإمكانه أن يعمل ما دامت الروح لم تصل إلى الحلقوم فإن باب التوبة مفتوح وباب العمل مفتوح وبإمكانه أن يتدارك وبإمكانه أن يعمل ويتزود بزاد التقوى فيسعد السعادة العظيمة في الدنيا والآخرة أسأل الله عز وجل أن يوفقني وإياكم لما فيه الخير والصلاح وأن يجعلني وإياكم من المسابقين للطاعات المبادرين للخيرات وأن يجعلنا جميعاً من أهل الجنة تلك الدار العظيمة التي أعدها الله عز وجل لأوليائه ولعباده الصالحين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(2/481)
.
الشيخ عكرمة صبري
ضيف الحلقة :
رسالة من بيت المقدس
موضوع الحلقة :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ،
أيها المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه وتعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير هذه الآية الأولى مفتتح سورة الإسراء والتي تعرف هذه السورة بسورة بني إسرائيل أيضاً وإن لفظ سبحان لم يرد هذا اللفظ في أوائل السور القرآنية إلا في سورة الإسراء فقط وسبحان للفت نظر الناس بأن الله منزه عن الضعف وأن الله عز وجل قادر على إحداث معجزة ألا وهي معجزة الإسراء والمعراج ،
وكما هو معلوم أيها الأخوة أن المعجزة هي جزء من العقيدة الإسلامية وينبغي على المسلم أن يؤمن بالمعجزات التي أشار إليها القرآن الكريم والقرآن نفسه هو المعجزة الكبرى للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والرسول عليه الصلاة والسلام قد منحه الله عز وجل عدة معجزات منها معجزة الإسراء والمعراج وقد ربط الله العلي القدير بيت المقدس بالبيت الحرام ربطاً إيمانيا لذا فإن ارتباط المسلمين بمدينة القدس والأقصى هو ارتباط عقيدة وإيمان وليس مجرد تاريخ وليس مجرد جغرافية إن كل مسلم منذ وقوع حادثة الإسراء والمعراج حتى يومنا هذا إلى يوم القيامة كل مسلم هو مرتبط بالقدس والأقصى ارتباط إيمان وعقيدة وإن معجزة الإسراء والمعراج أيضاً تخللتها عدة معجزات منها ركوب البراق وانتقال الرسول عليه الصلاة والسلام في لحظات من مكة المكرمة إلى بيت المقدس والبراق هو على شكل حيوان فكما تقول كتب السيرة النبوية :(2/482)
هو أصغر حجماً من الفرس وأكبر حجماً من الحمار وتقول أيضاً كتب السيرة النبوية بأن البراق هو ملك من الملائكة قد تجسد على شكل حيوان جميل ويجوز من الناحية الشرعية أن تتجسد الملائكة بصور البشر وصور الحيوانات الجميلة وحينما وصل عليه الصلاة والسلام ساحة المسجد الأقصى المبارك ربط البراق بالسور الغربي للمسجد فأطلق على السور بحائط البراق فحائط البراق هو جزء من السور الغربي وهو تابع للمسجد الأقصى المبارك وله دلالة تاريخية إيمانية ثم هناك معجزة أخرى أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل الأنبياء إلى باحة المسجد وصلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماما هذه معجزة في إحياء هؤلاء الأنبياء وقدومهم إلى المسجد الأقصى المبارك وأنه يدل ذلك على أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو إمام الأنبياء والمرسلين وهو أيضاً شفيعهم يوم القيامة ثم أيضاً من المعجزات عروج الرسول عليه الصلاة والسلام إلى السموات العلا عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذا يغشى السدرة من يخشى لذا قال علماء السيرة :(2/483)
بأن مدينة القدس هو بوابة الأرض إلى السماء ومن بركات معجزة الإسراء والمعراج أن فرضت الصلاة في سماء بيت المقدس الصلاة التي هي ركن من أركان الإسلام الصلاة التي هي عماد الدين وعامود الدين فرضت في سماء بيت المقدس مباشرة من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام دون وساطة دون ملاك دون وحي إذاً هناك معجزات قد حصلت ضمن معجزة الإسراء والمعراج لنقول للمسلمين تنبهوا إلى منزلة القدس في الإسلام وحينما نتحدث عن الأقصى نحن نتحدث عن القدس وحينما نتحدث عن القدس نتحدث عن الأقصى لأنه لا مجال لأن نسلخ القدس عن الأقصى ونسلخ القدس من الأقصى وعليه نحن حينما نتحدث عن القدس من باب أولى نحن نتحدث عن الأقصى وبالعكس ونؤكد على إسلامية هذه الديار بقرار من الله سبحانه وتعالى بقرار رباني والقرار الرباني لا يخضع لاستئناف ولا لمحكمة نقض ولا لمحكمة تمييز ولا لقرار هيئة أمم ولا قرار مجلس أمن ولا لمفاوضات فالأقصى أسمى من أن يخضع لأي اعتبار سياسي فهو محاط ومرتبط بقرار إلهي لا مجال للنقاش فيه إنما واجب المسلمين كل المسلمين هو الحفاظ على هذا القرار هو تنفيذ هذا القرار وبالتالي فإن جميع المسلمين في العالم مسئولون عن حماية المسجد الأقصى المبارك وأن المسلم في بيت المقدس ليس له بأكثر من أي مسلم في العالم في المسجد الأقصى فهذه أماكن عبادات الله سبحانه وتعالى ربطها لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى وفي رواية المسجد الأقصى ومسجدي هذا وكما هو معلوم أن هذا الربط هو ربط عبادة فلا يجوز شد الرحال والسفر بقصد العبادة إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة فقط أولاً شيء أخر كما هو معلوم أيضاً بأن الصلاة في المسجد الأقصى هي بخمس مئة صلاة من حيث الثواب وحينما نقول المسجد الأقصى لا نعني به المكان المغطى فقط المسجد(2/484)
الأقصى بجميع ساحاته ومرافقه ولواوينه ومساطبه بما في ذلك قبة الصخرة المشرفة القبة الذهبية الصفراء التي تشاهدونها بشكل مستمر عبر شاشات التلفاز نقول هذه ليست الأقصى هذه القبة هي قبة الصخرة المشرفة التي هي جزء من المسجد الأقصى مرفق من مرافق المسجد الأقصى المبارك فالأقصى مساحته العامة تزيد عن مئة وأربعة وأربعين دونماً أي مئة وأربعة وأربعين ألف متر مربع ويسع لحوالي نصف مليون مسلم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأتي اليوم الذي يتحرر فيه الأقصى وأن يتمكن المسلمون في أرجاء المعمورة من الصلاة فيه.(2/485)
فإنه يسعهم إن شاء الله إن الأقصى الآن هو حزين لأن المسلمين لم يتمكنوا من زيارته مدينة القدس محتلة منذ عام /1967/ وهي محاصرة حصاراً شديداً على مداخلها لوجود الحواجز العسكرية الإحتلالية الإسرائيلية بالإضافة إلى ما تحاول فيه السلطات الإسرائيلية المحتلة من إقامة الجدار الفاصل المعروف لديهم بالجدار الأمني وهو في حقيقته هو جدار غير أمني لأن هذا الجدار يخلق مشاكل يوجد مشاكل كثيرة وكثيرة لا يؤدي هذا الجدار إلى سلام ولا إلى استقرار وإلى أمن في المنطقة إننا نطالب ونناشد المسلمين جميعاً بأن يتحملوا مسؤولياتهم اتجاه المسجد الأقصى المبارك الذي هو جزء من عقيدتهم وإيمانهم وإن ما يتعرض إليه المسجد الأقصى من محاولات اقتحام وتحرشات من اليهود المتطرفين ينذر بالخطر ولكن المصلين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس يتصدون لهذه الاعتداءات ويحافظون على الأقصى بأرواحهم لأنهم يدافعون عن جزء من عقيدتهم ولكن هذا لا يعفي المسئولين ولا يعفي جميع المسلمين من المسؤولية اتجاه المسجد الأقصى المبارك فالأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال وعلينا أن نحافظ على هذه الأمانة هذا عرض موجز لمنزلة القدس في الإسلام نسأل الله عز وجل أن يأتي اليوم وقد تحررت مدينة القدس وألتم شمل المسلمين جميعاً ونسأله رب العالمين أن نلتقي وإياكم في رحاب المسجد الأقصى المبارك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم أيها المشاهدون الكرام ورحمة الله وبركاته
الشيخ إبراهيم بن مبارك بوبشيت
ضيف الحلقة :
كيف نربي أنفسنا على طاعة الله ؟
موضوع الحلقة :
حمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد ،(2/486)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأب أيتها الأم أيها الأخ لا تلتفت عني كثيراً لا تذهبون عني أريد أن أحدثكم بأمر أنا أحتاجه وأنتم تحتاجونه لذة السعادة في كل شيء هل أنت أيها الأب سعيد وأنت جالس مع أولادك وأنت أيتها الأم أنت أيتها الفتاة بل أنت أيتها المرأة أخي الكريم أيها الشاب وأنت جالس الآن هل أنت سعيد كلنا الآن نعيش الطمأنينة لذة السعادة من مطلوقها العام أنت قد تكون الآن قد صليت المغرب أو صليت العشاء أو صليت أي صلاة هل وجدت لذتها هل وجدت مشاعرها الجميلة في قلبك وروحك ربما تكون أنت الآن انتهيت من العمل ولكن هل لهذا العمل لذة في حياتك أم أنك جسم يذهب ويعمل ولا يحس بأي لذة من اللذات أنت ربما تكون إنسان وأنتِ ربما تكوني امرأة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :
كيف نجد نحن لذة السعادة فالعبادة والطاعة والتعامل مع الله التعامل مع الناس فقد تكون أنت خالطت الناس وقد تكوني خالطتي الناس لكن السعادة في هذه الخلطة وهذا التعامل هل نحن نجد رونقه الجميل في حياتنا وهل نجد لذة هذا الأمر في معترك الخطايا والطرقات والأبواب أم أن هذه السعادة ليست بسعيدة أنا الآن وأنا أتكلم معكم هل أنا الآن أحس بسعادة في قلبي وأنا أخاطبكم أو أني فقط مجرد أنني أتكلم لجهاز صامت أو كذا نحتاج إلى قضية المشاعر هذه المشاعر أنا أجزم إذا أوجدناها في حياتنا أوجدنا علاقات طيبة في المجتمع ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله لاحظ التعبير القرآني والذين أمنوا أشد حباً لله هذا تعبير رائع راقي جميل يعطينا رونق جميل أن أي إنسان في المجتمع سوف تراه يتعامل بهذه الشفافية الجميلة في حبه للناس بل تجده ربما يأتي لزوجته ويعطيها أحسن شيء ويذهب لأمه ويعطيها أحسن شيء ويذهب لوالده ويعطيه أحسن شيء يتعامل مع الناس كلهم بسعادة لأن الله تعالى قال:(2/487)
في أجمع آية حتى نوه لها القرطبي بتنويه رائع خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين الإعراض هذا ليس إعراض القلوب انتبه معي إنما هو إعراض الوجوه وإعراض الأجسام أما القلب فو الله إنه ليحب فلان ويحب الخير له ولذلك للألباني رحمة الله تعالى زيادة لطيفة جداً على حديث الإنسان وكما متفق عليه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه قال الشيخ الألباني بزيادة من الخير إذاً هذا الخير نحتاج أن نوجده فكيف أنا أتمنى أن تكون أنت سعيد إذاً لا أكدرك وكيف أتمنى أن تكوني أنتِ يا زوجتي سعيدة إذاً لا أكدركِ بل كما قال أبو الدرداء إذا غضبت فرضيني وإذا غضبتي رضيتك وإلا لم نصطحب الطالب والأستاذ المدير والموظف الذي عنده ينبغي أن نعيش كلنا السعادة لماذا يقع الحسد بين الناس ؟
عدم السعادة عند هذا الإنسان لا يحسد إنسان سعيد الإنسان السعيد ما يحسد لأنه يتمنى لكل الناس أن يكونون على خير بل إذا رأى الناس يبتسمون يفرح ما يقول هذا فاضي يضحك لأنه يعلم أن هذا ما ضحك إلا لأنه قلبه سعيد فكثير من الناس ربما يضحك مع زملائه ولكن تعال له في منامه فلم يكن على طاعة الله ولم يكن على مرضاة الله لذلك يقول الغزالي بمثال رائع جميل عن الذين يعصون الله سبحانه وتعالى يقول :
لو كل إنسان أخذ حجراً صغيراً فرماه في زاوية في المنزل تعال بعد شهر أو سنة لترى الحجارة الموجودة كم وصل عددها فحجارة لم يغض البصر وحجارة سب وشتم وحجارة حقر أخوه المسلم وحجارة سخر بأخوه المسلم وحجارة غضب في غير ذات الله وحجارة تكاسل عن صلاة الفجر وحجارة لم يصلي النوافل وحجارة فاته الوتر بالليل وحجارة لم يبر والده وحجارة لم يبر أمه وحجارة قطع أرحامه وحجارة لم يتصدق اليوم وحجارة كم سوف تقع لنا في اليوم الواحد من حجارة إذاً لن أكون أنا وأنت وأنتِ وكلنا سعداء السعادة أن نحس باللذة تخيلو معي سيرة حذيفة بن اليمن حذيفة يقول بعض أهل التربية :(2/488)
أن حذيفة التجأ إلى معرفة الشر وطبيعي أن الذي يعرف أمور الشر التقيت في بعض القنوات ببعض الإخباريين الذين ينقلون الأخبار فهذا يعني حاله مأساوي وهذا متضايق وهذا منكد وهذا جالساً يحبر حتى وقعت لهم أمور كثيرة يقول طيب لماذا لأنه يعيش الأخبار وأزمة عالمية حذيفة كان يعيش أزمة حذيفة كان يطلع على الأخبار حرب وضرب ونفاق وجدال وكفر وزندقة لكن كان سعيد حذيفة كان سعيد جداً لأنه انبرى لكي ينفي عن الأمة عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه
إن معرفة السوء وأهل المعاصي ليس دلالة أنها مطلوبة مني ولكن الإنسان إذا رأى من نفسه القدرة فقد لا يكون تعيساً في ذلك الأمر إنما يجد اللذة إنما عرفها عرف الشر لكي لا يقع فيه وينذر الأمة بكل ذلك ينذر الأمة إذاً الإنسان في جميع ميادينه يستطيع أن يكون سعيداً الطلاق هل هو تعاسة أم سعادة عجباً والله لحالات كثيرة ترد من حالات الطلاق والمشاكل الأسرية فلما أقول لبعضهم أقول يقول الله سبحانه وتعالى وإن يتفرقا يغني الله كلاً من سعته سبحان الله القرآن يقول يغني الله كل من سعته فقد يكون الطلاق خير هذا الطلاق في نظر كثير من الناس أنه تعاسة وضيق ونكد في حياة المرأة وحياة الرجل والله اتصل عليّ بعض الرجال والله هو الذي يبكي يقول أريدها هي ما تريدني والعكس تبكي بعض النساء قالت كيف سيكون منظري في المجتمع وكيف سوف تكون حياتي وسوف كيف تكون أموري أقول :(2/489)
معذرة يا أحبتي في الله أين الركن الأعظم من أركان الإيمان أن تؤمن بالقضاء والقدر إن الإيمان بالقضاء والقدر يعطي الإنسان سعادة واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطئك لم يكن ليصيبك لذلك لا يلتجأ الإنسان أنه يفسر الأمور أنها تعاسة بل سوف يفسر كل خير بإذن الله سبحانه وتعالى معذرة هل ما يقع في العالم الإسلامي الآن من تفجيرات وغيرها أن هذه تعاسة لا لا بد أن نتفاءل لا عدوى ولا طير ولا هامة ولا صفر يقول صلى الله عليه وسلم إذاً ولا طيرا ولا نتشاءم فقد يكون وراءها خير قد تقولون لي :
اثبت لنا ذلك بكتاب الله أقول اسمعوا ما يقول القرآن دليلاً على ذلك ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً نحن الآن إنسان طبقت عليه حد من حدود الله عز وجل وهو أنه قطع الله يقول ومن أحياها فكأنما أحيا الناس نحن أمتناها الآن نعم أمتنا شخصاً واحداً أو قتلنا شخصاً واحداً لكن أحيا الله عز وجل به أمة أحيا بها قلوبها أمنت على أنفسها أمنت على أرواحها واطمأنت على حياتها اطمأنت لكل شيء إذا أردت أن تكون سعيداً فلتطرح عندك باب اسمه باب التنافس في طاعة الله الناس يتنافسون في العقارات يتنافسون في الأسهم يتنافسون في كل ميدان بل أنا أتصور الآن وأنتم تشاهدون التلفاز ربما يقول بعض أفراد الأسرة لا بد أن نضع لنا شاشة كبيرة جداً ربما يقولون بعض أفراد الأسرة لوالدهم :(2/490)
لا بد أن نغير الكنب الموجود في المنزل والأم تقول لا بد أن نضع سيراميك وكثير من الصور لماذا لأن عقولنا ظنت أن هذه هي السعادة فقط لكن أنا أتصور لو الأم تنافست مع أولادها وزوجها في الإيقاظ لصلاة الفجر أو لقيام الليل أي صورة من التنافس سوف نجدها الآن أنا أجزم والله سوف يكونون سعداء كل البيت بإذن الله عز وجل الأب وهو جالس الآن هل أولاده كلهم صلوا في المسجد إن كانوا صلوا في المسجد فقد انطبق فينا آية عظيمة في كتاب الله أتمنى والله أن تتأملونها حتى نكون سعداء لأن من انطبقت فيه ودعا الله عز وجل بما في هذه الآية من أسرار وأنت تقول ( هب لنا من أزواجنا ) بدأ بالأزواج ( وزرياتنا ) الأولاد ( قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ) ما المراد بقرة الأعين هنا ماذا تتوقعون ما المراد قرة الأعين أن تكون عينك قريرة راضية بزوجتك وراضية بأولادك فلا تنظر للنساء في الأفلام لأن عينك قرت بزوجتك ولا تنظر للنساء في الأسواق لأن عينك قرت بزوجتك ولن ترى يوم من الأيام خواتك وتقول أجمل من زوجتي لأن عينك قرت بزوجتك ولن تجلس تنظر في أولاد محمد وأولاد خالد لأن عينك ولله الحمد وفقها الله وقرت بصلاح أولادك رضيت بما قسمه الله لك أو ما أرضى رضيت ما تعلموا تعليماً جيداً رضيت تفوقوا رضيت بكل الأحوال رضيت قرة أعين إذاً أنت سعيد أنت الآن مطمئن لأنك رضيت بينما تجد بعض الناس ربما مباشرة يرى إنسان تفوق على أولاده يحقرهم مباشرة يزدريهم مباشرة بل لو يحكي لأحد زملائه الآن قصة عن زوجته أنها تخدمه وتهتم به جاء إلى البيت وقال هذا النساء وبس مو أنت كيف نقول لهذا الإنسان أنت سعيد كيف نحول المحنة إلى منحة كيف نستطيع أن نكون سعداء ونحن نقرأ قول الله عز وجل :(2/491)
ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقذ ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرى اجعلها في عقلك اجعليها في عقلك إن الله عز وجل قال إنّ بنون التأكيد الثقيلة إنّ مع العسر يسرى لكن قال :
شرط إذا فرغت فانصب فإذا فرغت فانصب وباقي الشرط الأخير وإلى ربك فرغب هل نحن إلى الله راغبون أنتم الآن وأنتم تستمعون هل تشعرون معي أننا جالسون نحن الآن في حلقة ذكر تستشعرون معي نحن جالسون في حلقة ذكر حلقة إيمانية إذا مررت برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة يا رسول الله قال حلق الذكر هذه حلقة من حلقات الذكر سؤل شيخنا الشيخ بن باز رحمه الله أو يكون الإنسان بالسيارة في حلقة ذكر قال نعم ما يمنع أن يكون في حلقة ذكر وهو بالسيارة إذا انضبط بضوابطها وتقيد بأمورها حتى أوسي أن المصورين عنهم جالسين معنا لا يحتسبون أنهم جالسين يعملون موظفين ولا حتى الذين يتابعون البرنامج الآن في قناة المجد نقول لجميع هؤلاء :
استشعروا أنكم في حلقات ذكر حتى إذا ذهبتم إلى بيوتكم ما تقولون أتينا من قناة المجد لا أتينا من حلقات للذكر أتينا من حلقات إيمانية استفدنا حقيقة الاستفادة إذاً وإلى ربك فارغب وأنت ماضي إلى المسجد تريد أن تذهب إلى المسجد استشعر أنك ذاهب إلى الله ذاهب إلى وين إلى الله خذ زينتك طهر قلبك حصن نفسك ما ترفع قدم ولا تضع أخرى إلا رفع الله لك درجة وكفر لك بها خطأ تأتيهم سكينة ورحمة وآلفة ومحبة لكن كما قال ابن القيم :(2/492)
يصلي أحدهم بجوار أخيه المسلم بين صلاة هذا وصلاة هذا كبعد المشرقين والمغربين أجسامنا حضرت وقلوبنا ليست بحاضرة إذاً إلى ربك فارغب لتكن قلوبنا راغبة وأنت قادم إلى بيتك استشعر أنك راغب إلى ليسكن إليها سكن يكفك عن الحرام يحفظك عن الفجور يكفك عن الطرقات يكفك عن الشوارع يكفك عن الفساد و الإفساد في المجتمع هذا البيت سكن لك ولأولادك اجعل الأولاد والبنات الآن يستشعرون كل الناس الآن البنات في البيوت فضل عن الأولاد طفشن زهقنا لماذا اجتمعت عليهم اليأس من كل صوره كل جلس يتضايق المرأة تجلس في البيت وبيتها خير لها وهي تقول طلعنا ما تودينا ما تذهب بنا لماذا هل هذه سعيدة تتصورون أنا أتصور أنها ليست بسعيدة ليس أن الخروج من المنزل حرام لا ولا أن الجلوس في المنزل /24/ ساعة واجب لا ولكن أتمنى أن تكون عندنا سعادة داخلية سعادة لا يستشعرها أحد من الناس كل جلس بها صندوق أنا أشبهها كأنه عندك مليون ريال ما تريد أحد يعلم عنها ربما حتى زوجتك ما تطلعها عليه بعض الناس يمكن حتى زوجته ما تعلم عن رصيده أنا أقول:(2/493)
هذا رصيد السعادة في قلبك أنت لا تعطيها أي إنسان لماذا تجادل لماذا أنت تسب لماذا أنت تشتم لماذا أنت تحقر الناس ما الذي ضرك وأنت ترفع يديك تقول اللهم اغفر لي ولوالدي اللهم اغفر لمحمد وخالد وصالح من أحبابنا ما ضرك ما نقص منك ولا هللة واحدة إنما يقول الملك ولكم مثل ذلك تدرون الإنسان الذي يدعو للناس أنه هو السعيد لأنه يحب لهم ما يحب لنفسه إفشاء السلام إفشاء الابتسامة إفشاء المحبة والله رجل يحدثني بنفسه أن من أسباب هدايته هو رجل الآن عمره فوق الأربعين سنة والله يقول سلمت على رجل وقد ذكر لي من الدعاء خارج المملكة يقول سلمت عليه سلاما فضمني إلى صدره وحياني تحية والله أثرت في نفسي وكان سبباً لهدايتي الدين معاملة إذاً لتكن أنت سعيد وأنتِ سعيدة وكلنا سعداء في بيوتنا ومنازلنا حافظوا على كل ما يقربنا إلى الله تبارك وتعالى لو انطفأت أو انتهت علبة الغاز في المنزل أما أن سوف يتعطل المنزل عن طبخ الطعام فما بالكم تعطل الأب عن طاعة الله والأم عن طاعة الله لا شك أن الوقت قد انتهى ولكن السعادة لم تنته فلعلها تستمر وأسأل الله أن تستمر سعادتي وسعادتكم إلى الأبد وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
الدكتور عبد الحي يوسف - السودان
ضيف الحلقة :
الإستقامة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون الأخيار وصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد ما اختلف الليل والنهار وصلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى المهاجرين والأنصار ،(2/494)
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحديثي إليكم عن الاستقامة التي أمرنا الله عز وجل بها وحثنا عليها ورغبنا فيها والتي ندعو الله عز وجل في كل صلاة أن يرزقنا إياها فيقول أحدنا إذا صلى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول:
إذا دعا العبد بهذا الدعاء هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فما هي الاستقامة إخوتي وأخواتي وما هي الوسائل التي تعين عليها وما هي آثارها وما هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاه هذا الأمر العظيم أما الاستقامة فهي سلوك الصراط المستقيم وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرى ويكون ذلك بفعل الأوامر كلها واجتناب النواهي كلها كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله الاستقامة كناية عن التمسك بأمر الله عز وجل فعلاً وتركا الله جل جلاله يأمرنا وينهانا من التزم أوامر الله عز وجل في إقامة الصلاة وإتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء الأمانة والقيام بالحقوق وحسن الخلق والتزم أوامر الله عز وجل فيما بينه وبين ربه فيما بينه وبين الناس والتزم نواهي الله عز وجل فأعرض عن كل ما نهى الله عنه واجتنبه فهذا هو المستقيم وهذا الذي يستحق الثناء من الله عز وجل والجزاء فما هو جزاء الاستقامة جزاء الاستقامة عند الموت إذا نزلت بالعبد كربته وأحاطت به شدته وصار من حوله لا يملكون له نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا وهو يرى ما لا يرون ويسمع ما لا يسمعون في تلك الساعة كما قال ربنا سبحانه :(2/495)
فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حين إذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين إذا كان العبد في تلك الشدة فالملائكة تنزل عليه وهي بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة يبشرونه يقول الله عز وجل (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءً بما كانوا يعملون )) هذا جزاءهم عند الله وجزاءهم عند الله كذلك أن يرزقهم السداد في القول وفي العمل ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا وإذاً لأتيناهم من لدنا أجراً عظيماً ولهديناهم صراطاً مستقيما إخوتي وأخواتي الدعوة إلى الاستقامة هي مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأولى دعا إلى توحيد الله عز وجل والى عبادته وحده لا شريك له .
قال الله عز وجل وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم وقال سبحانه ولكل قوم هاد وقال سبحانه وبسم الله الرحمن الرحيم يا سين والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم وقال سبحانه أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير وهو خير الرازقين وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون .(2/496)
ما هي الوسائل التي تعين على الاستقامة من أجل أن يكون الواحد منا مستقيماً على دين الله عز وجل مستمسكاً به أمراً ونهيا هناك وسائل لا بد من سلوكها الوسيلة الأولى التي هي الدرجة الأولى في سلم الاستقامة الإيمان بالله عز وجل أن يستقيم القلب على توحيد الله ومعرفته ومهابته ورجاءه وخشيته جل جلاله فينتج عن ذلك استقامة الجوارح لما سأل سفيان ابن عبد الله الثقفي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله قلي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك قال عليه الصلاة والسلام :
قل أمنت بالله ثم استقم قل أمنت بالله ليسكن الإيمان قلبك ثم بعد ذلك تظهر أثاره على جوارحك ثم من وسائل الاستقامة المحافظة على الطهارة وعلى الصلاة الحديث رواه ابن حلبان وابن ماجة والدرامي عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن من حافظ على الوضوء فقد خطى خطوة في طريق الاستقامة من حافظ على الصلوات المكتوبات حيث نادى بهن وهو على طريق الاستقامة كذلك ومن وسائل الاستقامة أيها الأخوة والأخوات اجتناب الشرك بالله عز وجل بتطهير القلب من شركاً أكبر أو شركاً أصغر أو شركاً خفيا يجتنب العبد هذه الأنواع كلها كما في حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(2/497)
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه على توحيد الله عز وجل وطاعته ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه بأن يتكلم بما يرضي الرحمن جل جلاله ولا يتكلم بما يهواه الشيطان أن يطهر لسانه من كل دنس من الكذب من الغيبة من النميمة من الفحش من السب والشتم واللعن من القبائح والرذائل أن يطهر لسانه من القول على الله بغير علم أن يطهر لسانه من أن يكون صاداً عن سبيل الله وفي الوقت نفسه يكثر من ذكر الله يكثر من قراءة القرآن يدعو إلى الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يبشر بدين الله عز وجل يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيرا وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا ومن الوسائل التي تعين على الاستقامة أن يكثر العبد من الدعاء بأن يرزقه الله إياها وأن يعينه على سلوك سبيلها ثبت من حديث أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى صلاته بالليل يدعو بهذا الدعاء اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم نبينا عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله وأعظمهم خشية لله وأشدهم استقامة على دين الله ما كان يستغني عن هذا الدعاء إذا قام إلى صلاته بالليل فحري بنا أن نكثر منه أن نكثر من الدعاء بأن يهدينا ربنا صراطاً مستقيما وان يبصرنا بديننا إخوتي وأخواتي الله جل جلاله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستقامة فقال سبحانه :(2/498)
فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير فاستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم فالاستقامة لا تكون إلا على أمر الله من غير ابتداع ولا اختراع في دين الله والاستقامة لا تكون إلا بمخالفة الأهواء خاصة أهواء الذين كفروا هؤلاء الذين لا يرجون لله وقارا يحرص عبد الله المؤمن الذي يريد الاستقامة على مخالفة أهوائهم ومباينة سبلهم حتى يكون مستقيماً على أمر الله عز وجل نسأل الله سبحانه أن يهدينا صراطاً مستقيما وان يوفقنا لما يحب ويرضى والحمد لله أولاً وأخرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ إبراهيم عبد العزيز الجهني
ضيف الحلقة :
تأملات حول وصية الروح الأمين
موضوع الحلقة :
الحمد لله حمد كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد أن لا آله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد ،
أيها الأخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن من أعظم الوصاية وأحسن الوصاية حينما تكون الوصية من القلب إلى القلب تقع في أعماق القلوب ما بالك والموصي هو ملك والموصى إليه من أفضل الأنبياء والرسل الموصي جبريل عليه السلام والموصى إليه محمد صلى الله عليه وسلم لنأخذ وصية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في أجزاء ووقفات قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في وصية جامعة مانعة تحيي القلب بإذن الله سبحانه وتعالى وأنا أنقل هذه الوصية مني إليكم علها أن تخرج من القلب إلى القلب قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم :(2/499)
يا محمد عش ما شئت فإنك ميت أخي المشاهد عش ما شئت فإنك ميت والله أن عشت في أبهى حلى وأحسن مقام والله أن عشت وان عمرت ما عمر نوح عليه السلام لا بد يأتي يوم تحمل على الأكتاف وينتهي بك المقام وعد الله والله لا يخلف الميعاد كل نفس ذائقة الموت عش ما شئت أخي المشاهد وأختي المشاهدة فإنك ميت عش ما شئت في هذه الدنيا فإنها منتهية حكم الله كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ولا تدعو مع الله آلها أخر لا آله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون أخي المشاهد تأتي بعد ذلك الوصية الأخرى حينما تأخذ وعشت ما شاء الله سبحانه وتعالى ثم وضعت في قبرك وولى عنك أصحابك فهنا تأتي وصية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بقوله :
له وأحبب من شئت فإنك مفارقا سبحان الله أخي المشاهد وأختي المشاهدة هذه المفارقة تحصل من من ممن أحببت من الذي يبادر في إنهاء أمرك من هذه الدنيا هو ذلك الإنسان الذي أحببته ذلك الإنسان الذي طالما استقت إليه قال له وأحبب من شئت فإنك مفارقه أحبب الزوجة والأبناء أحبب الأم والأب أحبب الأخ والأخت ستفارقهم قطعاً يوماً ما ولكن هذه المحبة في الدنيا لها آثار في الآخرة فإن كان المحب من الصالحين ففي الآخرة تستمر هذه المحبة المتحابون في جلال على منابر من نور يهبطهم النبيون والشهداء أما إن كانت المحبة لشخص آخر ممن لا يعينك على الخير وممن يعينك على الشر الأخلاء يوم إذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين أسأل الله أن يجعلني وإياك منهم .(2/500)
أخي المشاهد وأختي المشاهدة وأحبب من شئت فإنك مفارقه لحظات الوداع لا بد منها لحظات الفراق لا بد منها لحظات الانتهاء لا بد منها وهل ينتهي المطاف عند ذلك هل المطاف ينتهي عند المفارقة بينك وبين الأخ والصاحب وبين الصاحبة والصاحبة الأخرى لا هناك أمر يترتب على هذه الأمور أمر عظيم ولو كانت الأمور تنتهي هكذا كما قال أحدهم لو أننا متنا وتركنا لكان الموت غاية لكل حي ولكننا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء جبريل عليه السلام أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله له :
واعمل ما شئت فإنك مجزي به النظرة الخطرة إذا أغلقت الأبواب وأحكمت النوافذ إذا خلوت إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما تخفيه عنه يغيب هذا كله يعلمه الله سبحانه وتعالى اعمل ما شئت أخي المشاهد وأختي المشاهدة فإنك مجزي به الذي تعمله في السر أو في العلن مجزي به الأغرب من هذا أو مما يجعل القلب يتحرك حركة عظيمة ويتقرب إلى الله قربة وزلفة عظيمة أن تعلم أن المراقب وأن المجازي هو الله سبحانه وتعالى وأي مجازاة من لا تخفى عليه خافية وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين لقمان عليه السلام أوصى ابنه مرة كما في سورة لقمان بقوله له يا بني إنها إن تكن مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات انظر يا أخي المشاهد مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير .(3/1)
ويقول الله عز وجل إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت أخي المشاهد اعمل ما شئت الآن اعمل فإنك مجزي به اليوم عمل وغداً حساب ولا عمل اعمل ما شئت فإنك مجزي به ضع هذه الكلمة في ذاكرتك إذا أغلقت الأبواب والنوافذ وإذا خلوت بينك وبين نفسك تذكر هذه الوصية اعمل ما شئت فإنك مجزي به يا من ظلمت الناس يا من أخذت حقوقهم يا من تجرأت على محارم الله اعمل ما شئت فإنك مجزي به ثم بعد ذلك تأتي :
الوصية الثالثة من جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وهذا عمل الجزاء عليه عظيم اعمل ما شئت فإنك مجزي به ومن أعظم العمل وأحسن العمل الذي تجازى عليه جزاءاً عظيما هو قيام الليل إذا أرخى الليل ستاره وهجع الناس وبدأت تسمع الأصوات الغريبة إنها ليست أصوات البشر أصوات الليل الخافت ثم نفخت فراشك وقمت وأغلقت بابك وصليت لله ركعتين وصليت لله ما شاء الله وإن صليت أحدى عشر ركعة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ثم عرضت دعواك على الله ثم عرضت أمرك على الله ثم التجأت إلى الله ماذا قال الله عنك أنت وأمثالك أسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص تتجافى ذنوبهم عن المضاجع يدعون بهم خوفا وطمعا خوفا من عذاب الله وطمعا في مغفرة الله ومما رزقناهم ينفقون ما هي النتيجة يا مولانا فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءاً بما كانوا يعملون هذا العمل العظيم قيام الليل عمل عظيم يا أيها الأحبة ينزل ربنا تبارك وتعالى في الثلث الأخير من الليل هل من داع فأستجيب له هل من سائل فأعطي له هل من سائل فأعطيه أين أنت يا صاحب الهم يا صاحب الغم يا من تشتكي ويلات في هذه الدنيا يا من تشتكي حسرات في هذه الدنيا هذه الساعة ساعة عظيمة وهذه الفرصة فرصة عظيمة أن تعرض الأمر على الله سبحانه وتعالى واعلم أن شرف المؤمن لأن قيام الليل ،(3/2)
أيها الأخوة المشاهدون قيام الليل نور في الوجه عظيمة في الصدر راحة وطمأنينة فهو شرف يرفعك الله به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ضع هذه الكلمة في ذاكرتك اكتبها في غرفة النوم التي تنام فيها واعلم أن شرف المؤمن قيامه في الليل ليس شرفه على الملاهي ليس شرف المؤمن بأن يسهر الليل في معصية الله سبحانه وتعالى ليس شرف المؤمن بأن يمضي عليه الليل سبهلله ليس ليله ونهاره واحد لا سيما وأننا الآن في فصل الشتاء وفصل الشتاء كما يقول بعض السلف قال الشتاء ربيع المؤمن طال ليله فقاب وقصر نهاره فصاب فلتستغل هذه الأيام خصوصا فصل الشتاء لأنه هناك إعانة على قيام الليل فتقوم الليل وتصلي لله سبحانه وتعالى وتخشع في صلاتك وتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى نادماً وتقف بين يدي الله شاكياً فإنه أعظم سبحانه وتعالى من يطلب وأرحم سبحانه وتعالى من يرجى فاعرض دعواك على الله بعد ذلك إذا عرضت هذه الدعوة على الله وإذا عرضت أمرك على الله تأتيك الوصية التي جاء بها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وعزه استغناءه عن الناس أسألك بالله أخي المشاهد وأختي المشاهدة من قام الليل ودعا الله سبحانه وتعالى والتجأ بين يدي الله سبحانه وتعالى هل هو في حاجة للناس من أطاع الله سبحانه وتعالى طاعة تامة من التجأ إلى الله سبحانه وتعالى التجاء صادقاً هل هو في حاجة للناس لا والله والله إنه أغنى الأغنياء عن الناس بالله رب العالمين هو الذي يعطي ويمنع وهو الذي يعز ويذل وهو الذي يرفع ويخضع وهو الذي بيده مقادر الأمور وأمره بين الكاف والنون لماذا للناس لماذا تلجأ إلى الناس وعزه استغناءه عن الناس الرفعة في هذه الدنيا بإذن الله سبحانه وتعالى أن تستغني عن هؤلاء الناس أن تبتعد بإذن الله سبحانه وتعالى والتجأ إلى الله واحداً أحد مقام التوكل مقام عظيم أيها الأحبة مقام التوكل مقام جليل أيها الأحبة تتوكل على الله وتستغني عمن سواه سبحانه جل في علاه فعلها(3/3)
النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرفعه الله وفعلها الصالحون من بعده فرفعهم الله سبحانه وتعالى أختم هذه الفقرة وأعز الله عن الناس بقول النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح أمناً بسربه معافاً ببدنه عنده قوة يومه كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها فهذه الأمور إذا توفرت ماذا تريد تستغني عن الناس لآن كل ما أتيت واحتجت إلى الناس كلما صغرت في عين الناس وكلما احتجت إلى الله تعالى كلما زادت رفعتك عند الله سبحانه وتعالى أيها الأخوة المشاهدون أعيد عليكم هذه الوصية أخي المشاهد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن شرفك وقيامه بالليل وعزه استغناءه عن الناس أسأل الله عز وجل أن يجمعني وإياكم في دار كرامته وأسأله جل وعلا أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد سعيد حوا
ضيف الحلقة :
النية
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،(3/4)
أيها الأخوة والأخوات كثيراً ما نسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات فجدير بنا أن نقف مع هذا الحديث ومع هذا الموضوع موضوع النية وأعتقد أن علماءنا يطرقون هذا الموضوع كثيراً ولكن لأهمية هذا الموضوع نحن بحاجة دائماً أن نتذكره النية عمل القلب وبالتالي هي التي يكون الحكم على أي عمل يقوم به الإنسان في ظاهره إنما يكون الحكم على العمل الظاهري هذا من خلال الحكم على عمل القلب فإذا كانت هذه النية صالحة خالصة لله سبحانه وتعالى حكم على هذا العمل الذي يكون ظاهرياً إذا كان منسجماً مع الشرع حكم عليه بالصح إذا كانت هذه النية فاسدة إذا لم تكن لله سبحانه وتعالى .
ولو كان العمل في الظاهر صالحاً ولو كان العمل في الظاهر منسجماً مع أمر الله سبحانه فإنه لا يحكم له بالصحة لأن النظر إنما يكون إلى عمل القلب والنية هي عمل القلب لذلك هذا الحديث إنما الأعمال بالنيات نجد الإمام الشافعي رضي الله عنه يقول أنه يدخل في سبعين باباً من أبواب الفقه ونجد أن العلماء قد تكلموا عن جملة من الأحاديث عليها مدار الدين ولكنهم أجمعوا على أن هذا الحديث إنما الأعمال بالنيات هو من الأحاديث التي عليها مدار الدين ولذلك نلاحظ أن كثيراً من أهل العلم يبتدئون تصنيفاتهم بهذا الحديث وممن بدء بهذا الحديث الإمام البخاري في الصحيح ليرشدنا إلى ضرورة استحضار النية الخالصة لله سبحانه وتعالى في كل شيء حتى في العبادة في العلم في كل شيء وهذا يدعونا أن نتساءل عن وظائف النية ما هي وظيفة النية أولاً النية هي طريقك للإخلاص لله سبحانه وتعالى في الأعمال والله تعالى قد قال :(3/5)
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فنحن مأمورون بأن يكون وأن تكون جميع أعمالنا خالصة له سبحانه وتعالى وكثيراً ما يسألنا الناس كيف أكون مخلصاً لله أنا أريد أن أكون مخلصاً كيف الواقع كيف هو من خلال النية ماذا تستحضر في قلبك كأنك تحدث نفسك حديثاُ داخلياً أنا هذا العمل الذي أقوم به سواء صلاة عبادة ذكر صدقة لماذا أقوم به فيكون هنالك حديث داخلي في القلب أقوم بهذا العمل ليرضى الله سبحانه وتعالى امتثالاً لأمر الله لوجهه جل جلاله لا أقصد من ذلك دنيا ولا شهرة ولا رياء ولا سمعة هذا الحديث القلبي الذي يستقر في النهاية على أنك تريد من هذا العمل وجه الله هو الذي يسمى النية فإذاً أول وظيفة من وظائف النية تحققك أيها الإنسان بإخلاص لله وما أعظم الإخلاص لله سبحانه .(3/6)
بل لا يقبل عمل من غير إخلاص هذه الوظيفة الأولى وظيفة أخرى للنية حتى ندرك عظم هذا الأمر ونهتم به وظيفة أخرى للنية أنها تميز العبادة عن العبادة تجد إنسانين كلاهما يصلي لكن أحدهما ينوي فريضة الظهر مثلاً والآخر ينوي سنة من السنن على سبيل المثال كلاهما يفعل الفعل ذاته ما الذي جعل هذا الفعل فريضة الظهر وجعل الفعل الآخر سنة من السنن مع أن هيئة الفعل واحدة والوقت الذي يفعلان فيه هذا الفعل واحد وفي مكان واحد الذي ميز هذه العبادة عن تلك العبادة هو النية التي تكون في هذا القلب كذلك مثلاً إنسانان يصومان أحدهما يصوم قضاءً والآخر يصوم نفلاً الفعل واحد ما الذي ميز العبادة عن العبادة النية التي تكون في القلب أيضاً من وظائف النية تمييز العبادة عن العادة كيف يكون ذلك إنسان معتاد مثلاً أن يغتسل في كل يوم لأنه يريد أن يتخلص من العرق ونحو ذلك وإنسان يغتسل أيضاً ويفعل نفس الفعل لكن ينوي في ذلك الإستعداد لصلاة الجمعة على سبيل المثال أو التطهر من جنابة أو نحو ذلك الفعل في الظاهر واحد لكن الأول الذي اعتاد أن يغتسل ليتخلص من العرق عادة له ولا يستحضر في ذلك نية على الإطلاق الآخر يفعل نفس الفعل ولكنه يستحضر عبادة وهي الامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أنك إذا قصدت صلاة الجمعة فاغتسل لذلك أو أنه يمتثل لأمر الله أنه إذا ما أصيب بحدث فيرفع هذا الحدث بالاغتسال فيكون في حالة عبادة هذا في حالة عبادة الأول في حالة عادة أداء عادة الفعل واحد ما الذي ميز العبادة عن العادة مع أن الفعل واحد النية أيضاً نلاحظ مثلاً اثنين أحدهما يمتنع عن الطعام والشراب لسبب صحي امتناعاً كاملاً لا يتناول شيئاً طيلة نهاره وربما من قبل الفجر إلى ما بعد الغروب والآخر يمتنع عن الطعام والشراب والمفطرات امتثالا لأمر الله إذ أمر بالصيام سواء فريضة أو نفلاً .(3/7)
فالأول الذي يمتنع بقصد سبب صحي أو لسبب ما إذ يعرض عن الطعام والشراب ولا يستحضر نية في ذلك فهذا الإنسان عادة من العادات يؤديها أو أمراً حياتياً يؤديه وهو لا يستحضر في ذلك نية لكن هذا الإنسان الذي يمتنع عن الطعام والشراب والمفطرات وهو يفعل نفس الفعل الذي يفعله الأول ولكنه مع ذلك يكون في عبادة كاملة ويؤجر عليها أعظم الأجر عند الله سبحانه وتعالى مما يدل على أن النية التي هي عمل القلب هي التي ميزت بين هذا الفعل وهذا الفعل الفعل في الظاهر واحد ولكن في الحقيقة وفي ميزان الله مختلف الأول لا يؤجر عليه لأنه لم ينوي شيئاً أو لم ينوي وجه الله سبحانه وتعالى أو ليس عبادة من العبادات .
الثاني يؤجر عليه لأنه قصد في ذلك وجه الله تعالى والامتثال لأمر من أوامره وهو الصوم فإذاً الذي يميز العبادة عن العادة هي النية أيضاً النية تكون سبباً في ازدياد الأجر وتعظيمه عند الله سبحانه وتعالى كما تكون سبباً في الوزر تكون أيضاً النية سبباً في العفو من الله سبحانه وتعالى أو تكون سبباً في تحميل الإنسان المسؤولية وفي ذلك أحاديث عدة من ذلك كما يقول عليه الصلاة والسلام الدنيا لأربع رجل أتاه الله مالاً وعلماً فهو يتقي الله فيه ويعلم أن لله فيه حق فهو يصل رحمه فهو بأعلى المنازل لماذا ؟
المال من جهة والعلم العلم الذي هو بصيرة القلب بأوامر الله سبحانه وتعالى وامتثال القلب عن علم وبصيرة لما أمر الله جل جلاله لذلك فإنه يتقي الله في هذا المال ويضعه في حقه ويأخذه من حقه ويصل رحمه به فهو في أعلى المنازل ورجل أتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول :(3/8)
لو أن لي مثل فلان لعملت مثل عمله فهما في الأجر سواء لاحظوا هذا الفضل العظيم الرباني الذي بني في الحقيقة على نية القلب الصادقة الخالصة والله أعلم بما في القلوب أن هذا الإنسان الذي أتاه الله بصيرة وأتاه علماً وأتاه حكمةً نظر إلى ذلك الغني المؤمن التقي الشاكر الذي يتقي الله في ماله فنوى في قلبه واستحضر في قلبه نيةً صادقة خالصة أنه لو أعطاه الله مالاً كما أعطى هذا الغني الشاكر لكان شاكراً مثله والله تعالى يعلم أحوال قلبه فجعلهما كما بين صلى الله عليه وسلم فهما في الأجر سواء إذاً هذا الإنسان الذي لم يتصدق في الواقع لكن بنية صادقة يعلمها الله منه أعطاه أجر المتصدقين أرأينا عظم هذه النية في المقابل ورجل أتاه الله مالاً ولم يؤته علماً في غفلة عن الله وأوامر الله مظلم قلبه رجل أتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو لا يتقي الله فيه ولا يعلم أن لله فيه حقاً ولا يصل رحمه كيف يصل رحمه وكيف يتقي الله وقلبه غافل عن الله سبحانه وتعالى جاهل بالله جل جلاله ابتلاه الله بهذا المال فلم يؤدي حق المال فهو في أسوء المنازل لكن المصيبة في النوع الرابع أيضاً ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول :(3/9)
لو أنني مثل فلان أي هذا الذي لا يتقي الله لو أن لي مثل فلان لعملت مثل عمله فهما في الوزر سواء أرأينا إذاً كيف أن النية تكون سبباً في ازدياد الأجر في تعظيم الأجر في وجود الأجر مع أنك لم تفعل الفعل وأيضاً قد تكون سبباً في وجود الوزر والإثم إذا استحضرت نية سيئة لعمل سيء مع أنك لم تفعل الفعل لذلك أيضاً في الحديث إن في المدينة لرجال ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر أناس حبسهم العذر وهو يستحضر في قلبه نية خالصة صادقة أي لو كان يستطيع الجهاد لجاهد لخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يعلم حقيقة قلبه فإذا كان كذلك فإن الله يجعل له أجر المجاهدين أجر الذين يخرجون في سبيله سبحانه وتعالى مع أنه مازال قاعداً في بيته لما علم من صدق نيته وأيضاً مما يؤكد هذا كله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سبق درهم ألف درهم إنسان تصدق بدرهم وإنسان آخر تصدق بألف درهم كيف يمكن أن يكون الدرهم هذا يسبق الألف طبعاً للعلماء أكثر من تفسير إنسان ما معه درهم واحد إنسان معه عشرة ألاف دراهم فا الذي معه درهم واحد تصدق به والذي معه عشرة ألاف تصدق بألف إذاً هذا تصدق بعشر ماله والذي معه درهم تصدق بكل ماله فسبق درهم ألف درهم وأيضاً من تفسيرات العلماء لذلك أن هذا الذي تصدق بدرهم فأخلص فيه لله سبحانه وتعالى قد يسبق بهذا العمل القليل عمل ذاك الذي تصدق بألف درهم ولم يرتقي في نيته وإخلاصه وصدقه إلى نية وصدق وإخلاص الذي تصدق بدرهم من واحد مما يدل فعلاً أن النية يمكن أن تكون سبباً في تعظيم الأجر عند الله سبحانه وتعالى وفي الحديث أيضاً إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال:(3/10)
إنه كان حريصاً على قتل صاحبه صحيح أن هذا المقتول قد مارس فعلاً يقصد به القتل لكن لم يحاسب فقط على ممارسته فعلاً يقصد به القتل بل حوسب على أنه قاتل فالقاتل والمقتول في النار سواء لماذا لأن في نيته أو في دافعيته الداخلية أنه يريد أن يقتل صاحبة لذلك حقيقة حري بنا نحن دائماً أن نعيش مع هذا الحديث إنما الأعمال بالنيات وأن الإنسان في كل يوم يخرج إلى هذه الحياة فلا بد أن تستحضر دائماً نيةً صحيحة في كل عمل من أعمالك تخرج من بيتك فتنوي مثلاً أنك تريد أن تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وأنك تريد بعملك طاعة الله سبحانه وتعالى واعفاف نفسك وأهلك وأنك تريد بعملك أن تكون سبباً في تقديم الخير للمجتمع كله وتنوي أنك إذا وجدت شراً تزيله وهكذا تجدد النيات في قلبك وتخلص فيها لله سبحانه وتعالى فنسأل الله أن نعيش دائماً مع النية الخالصة الصادقة لله سبحانه وتعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ وليد بن سلطان السلطان ( الرياض )
ضيف الحلقة :
" يا أيها الذين آمنوا "
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و أصلي و أسلم على خير خلق الله محمد بن عبد الله عليه من الله أفضل صلاة و أزكى تسليم أما بعد ،(3/11)
فمرحباً بكم أيها الأخوة المشاهدون وحيّا هلا بعباد جلسوا يتذاكرون الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بعباد الله الذين احتسبوا الأجر في مذاكرة العلم وفي تقبل النصيحة وفي التذكير فما جلس قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحثتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده فلعلنا في هذه اللحظات أن نكون في مجلس ذكر و أن تحثنا الملائكة و يذكرنا الله فيمن عنده أيها الأخ المشاهد أيتها الأخت المشاهدة مرحباً بكم ولعلي أن أتكلم عن عبادة عظيمة جليلة فاضلة امتن الله بها على هذه الأمة ألا وهي القرآن الكريم هذا الكتاب العظيم الذي هو أفضل كتاب أنزل على أفضل رسول لخير أمة أخرجت للناس هذا القرآن المربي المؤدب الموجه هذا القرآن المشرع الذي وضع الله فيه و أنزل فيه الأحكام و التشريعات و الآداب ولعلي أن أتكلم عن هذا الكتاب الجليل عن جانب مما ورد فيه ألا وهو الخطاب الذي يوجهه الله لعباده المسلم منهم والكافر فقال يا أيها الناس في كذا موقف وفي كذا آية من آيات كتابه الكريم يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرة ونساءً ( الآية ) ولعلي أن أنتقل من يا أيها الناس إلى ما اختص الله به وشرّف به أهل الإيمان فقال يا أيها الذين آمنوا في غير ما موضع من كتابه الكريم بل في مواضع كثيرة لا تعد و لا تحصى مخاطباً عباده ناصحاً لهم ومريداً لهم الخير فكأنه يقول:(3/12)
هلموا إلى رحمتي و إلى جنتي يا أيها الذين آمنوا نداء من الله عزّ وجل الذي هو غني عني وعنكَ وعنكِ يدعونا إلى عبادته و إلى طاعته لكي يجزي لنا الأجر يقول هلموا حتى تعملوا حتى أدخلكم الجنة برحمتي فنقبل على الله عز وجل ونبتعد عن ما حرم الله وعن ما يغضب الله لعلي أن أختار من الآيات التي صدرت بيا أيها الذين أمنوا بعض الآيات فلعلنا نتقلب بين واحات يا أيها الذين أمنوا فمما قاله الله يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتون إلا وأنتم مسلمون ما أجمل التقوى ما أجمل أن نتقي الله عز وجل ما أجمل أن نخلص العمل لله فالله عز وجل لا يريد من عباده كثرة العمل بقدر ما يريد إخلاص العمل فقط سبق أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليس بكثير صيام ولا صلاة ولكن بشيء وقر في القلب وصدقته الأعمال وسبق العبد الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :(3/13)
يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فعندما قصده عبد الله ابن عمر ابن العاص ونام عنده ليالي ليرى ما العمل الذي أدخله بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجد زيادة على ما يعمله هو والصحابة فقال له :ذلك الرجل غير أني لا أبيت وفي قلبي غل على مسلم إن من التقوى أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية إن من التقوى أن يسلم صدرك ولسانك من خلق الله والتقوى بابها كثير ولعلي أنتقل إلى واحة أخرى قال الله فيها يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون يقول الله يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله ورسوله فهل نحن نطيع الله عز وجل كما أمر فكم من مدعي لحب الله وكم مدعي لحب رسول الله وهو بعيد في عمله عن هذا الحب تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع أتحب أعداء الحبيب وتدعي حباً له ما ذاك في إمكاني شرط المحبة أن توافق من تحب على محبته بلا عصيان فإذا أدعيت له المحبة مع خلافك ما يحب فأنت فاهتل وبهتان واحة أخرى يا أيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيروا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراَ منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بأس أسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولائك هم الظالمون أخي المسلم هل امتثلنا نهي الله لنا عن السخرية والهمز واللمز والنبذ بالألقاب هل حفظنا أعراض أخواننا من ألسنتنا فكثير أو أقول بعض من الناس يسخر ببعض الخلق إما لفقره أو لخلقته أو لضعفه وفقره أو لأي أمر فيه أو لحركة من حركاته أو لنقص في ذلك الرجل أو تلك المرأة والله يقول عسى أن يكونوا خيراَ منهم فربما من تسخر منه أخي المسلم قد يكون عند الله أفضل منك بمراحل فاتهم نفسك لأن الأصل فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى وانظر لغيرك على أنه أفضل عند الله منك لأن الأصل براءة ذمة المسلم والأصل إحسان الظن بالمسلمين يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا(3/14)
كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم نعم أيها الأخوة إن الظن يجب أن يكون لدينا فيه جانب الإحسان فيه لأن إذا أحسنا الظن فإنا قد خذلنا الشيطان وكسبنا سلامة الصدر لأنفسنا وإخواننا أما من أساء الظن فإنه قد يتولد لديه شعور غريب بل ربما يصل إلى الحسد والحقد المبني على سوء الظن الذي نهانا الله عنه ولا تجسسوا فنهى الله عن التجسس بشتى صوره وأشكاله فمن تجسس على مسلم يريد الضرر به أو حتى لا يريد الضرر به فإن التجسس على المسلم من الأمور التي نهى الله عنها فاتق الله أخي المسلم وابتعد عن التجسس وعن البحث عن أسرار الناس ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه أما الغيبة فأمرها عظيم وشأنها خطير هي من كبائر الذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال الغيبة ذكرك أخاك بما يكره فقال أحد الصحابة :(3/15)
أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم أو قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فسمع رجلان يتكلمان في أخ لهما فسكت فلما مر بجيفة حمار دعى بهما فقال كلا من هذه الجيفة فعجبا فقال في ما معنى كلامه أن أكلكما من لحم صاحبكم أشد وأعظم خطراً من جيفة هذا الحمار وأختم بالآية بقوله يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحة عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير فلنبادر بالتوبة امتثالاً لأمر الله عز وجل إن الله يحب التوابين نسأل الله عز وجل أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعلنا من التوابين الأوابين الأواهين المستغفرين المنيبين وأودعكم على أمل أن نتوب ونلتقي والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الشيخ سعد بن سعيد الحجري(أبها - السعودية)
ضيف الحلقة :
فضل ليلة القدر
موضوع الحلقة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده رسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وعلى آله وأصحابه ومن سار على منهاجه إلى يوم القيامة أما بعد(3/16)
أيها الإخوة المشاهدون والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المعلوم بأن الله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء ويختار خلق الساعة اليومية واختار منها ساعة الليل وهي ساعة جوف الليل الأخر وخلق الساعات الأسبوعية واختار منها ساعة الجمعة وهي أخر ساعة بعد العصر وخلق الأيام واختار منها يوم الجمعة وخلق الليالي واختار منها ليلة القدر وخلق الأشهر واختار منها شهر رمضان ولعلنا أن نتحدث عن ليلة القدر وهذه الليلة ليلة لها قدر عظيم في دين الله تبارك وتعالى ويجب أن نعلم بأن هذه الليلة ليلة فاضلة وهذه الليلة ليلة باقية في هذه الأمة إلى قيام الساعة فليست منقطعة في زمن دون زمن وإنما هي ليلة باقية وهذه الليلة ليلة في رمضان وليست في غير رمضان لأن الله تبارك وتعالى يقول إنا أنزلناه في ليلة القدر ويقول تبارك وتعالى إنا أنزلناه في ليلة مباركة ويقول تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفي الحديث الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة في ست ليالي خلونّ من رمضان وأنزلت الإنجيل في ثلاثة عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور في ثمان عشر خلت من رمضان وأنزل القرآن في أربع وعشرين خلت من شهر رمضان فهذه الليلة في رمضان وهي في العشر الأواخر وهي في أوتار العشر الأواخر أكد و لذلك يقول صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر ولذا كانت العشر الأواخر من رمضان هي أفضل العشر باعتبار الليالي ولم تكن لها الفضيلة إلا لوجود ليلة القدر فيها وقال التمسوها في الأوتار وقد تكون هذه الليلة في الوتر وقد تكون في الشفع ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام التمسوها في الأوتار والأوتار هي ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين وقد تأتي في الإشفاع لأنه قال صلى الله عليه وسلم:(3/17)
التمسوها في تاسعة تبقى لو كان الشهر ثلاثين يوماً لكانت التاسعة التي تبقى هي ليلة اثنتي وعشرين لأننا لو قلنا اثنين وعشرين وثلاثة وعشرين وأربعة وعشرين وخمسة وعشرين وستة وعشرين وسبعة وعشرين وثمان وعشرين وتسعة وعشرين وثلاثين فتكون التاسعة التي تبقى هي الليلة الثانية والعشرين ويجب على المسلم أن يعلم بان هذه الليلة لها قدر كبير عند الله عزّ وجل و قد وردت تسميتها في القرآن بأنها ليلة مباركة قال الله تبارك وتعالى إنّ أنزلناه في ليلة مباركة وقد نزل فيها القرآن وهذا شرف لها عظيم أن ينزل القرآن فيها لأنه القرآن المهيمن على جميع الكتب(3/18)
و هو القرآن العظيم وقد نزل في هذه الليلة أول ما نزل وسميت كذلك ليلة القدر لأن لها عند الله تبارك وتعالى قدر إذ أن لها مكانة عند الله عز وجل ليس لغيرها من الليالي الأمر الأخر بان للعامل فيها قدر إذ العامل الذي يعمل فيها له قدر عند الله تبارك وتعالى يقوم هذه الليلة إذا قام هذه الليلة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وهذا فضل عظيم خصوصاً وأن الإنسان يقترف الكثير من الذنوب والمعاصي ذنوبنا كثيرة ذنوبنا دائمة ذنوبنا متنوعة ذنوبنا خطيرة وقد جعل الله تعالى أسباب مغفرة ومن أسباب المغفرة قيام ليلة القدر ولذلك قال من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً واشترط في القيام أن يكون إيمان وأن يكون احتساب إيمان بمعنى انه يؤمن بما ورد فيها من الفضل واحتساب أن يرجوا الثواب من الله تبارك وتعالى وليعلم بأن للعمل فيها قدر إذ العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر وخير من العمل في ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر وهذا من بركات هذه الأمة وإن كانت هذه الليلة لهذه الأمة ولغيرها على قول بعض أهل العلم وعندما يقوم الإنسان هذه الليلة كأنما يمد في عمره ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر وهذا من فضل الله تعالى وكرمه ولم يقل العمل فيها يساوي العمل في ثلاث وثمانين سنة أو العمل في ألف شهر وإنما قال خير من ألف شهر أي أنها تفضل غيرها والعمل فيها يفضل العمل في غيرها وما ذاك إلا لشرفها ومكانتها عند الله تبارك وتعالى وينبغي أن يعلم كذلك بان هذه الليلة من مميزات هذه الليلة أن الله تعالى سمى بها سورة في القرآن اسمها سورة القدر ومما يجب أن يعلم في فضل هذه الليلة بأن العظمها إذ قال إنّ أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر وهذا التعظيم إذ أن هذا الاستفهام يدل على التعظيم ومن تعظيم الله تبارك وتعالى انه قال ليلة القدر خير من ألف شهر وبين أن الملائكة تنزل فيها حتى قيل بأن الملائكة في هذه الليلة أكثر من عدد(3/19)
الحصى بل وقيل بأن معنى قدر أي أن الأرض تضيق من كثرة ما ينزل فيها من الملائكة وهذا قول لبعض أهل العلم ونزول الملائكة لا تنزل إلا بالرحمة فهانحن نرى بأنهم ينزلون على مجالس الذكر ويأتون من السماء ليحفوا مجالس الذكر ويجلسوا مع أهل الذكر ويسيحون في الأرض يتتبعون مجالس الذكر فنزولهم من عند الله تبارك وتعالى رحمة فهم يتنزلون في هذه الليلة لكثرة الرحمات فيها ومن مميزات هذه الليلة أن الروح ينزل فيها وهو جبريل عليه السلام وكأن نزوله يذكرنا بالنزول الأول عندما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء يتحنس ويتعبد الليالي ذوات العدد شهر كامل ينقطع عن أهله في غار حراء فنزل عليه جبريل وقال له:(3/20)
يا محمد اقرأ وكتم أنفاسه وقال له اقرأ وكتم أنفاسه مما يدل على أن نزول الروح يذكرنا بذاك النزول الأول عندما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الليلة كما قال الله تعالى سلام من الآفات سلام من المهالك سلام من الغواية سلام من الضلال فهي سلام وقد بين وقتها بأنه حتى يطلع الفجر وينبغي للمسلم أن يغتنم هذه الليلة بالقيام لأنه قال من قام ليلة القدر وحتى يعلم المسلم بإدراكه إلى هذه الليلة فإن لها علامات ومن علامات هذه الليلة أن الشمس في صبيحتها تطلع وليس لها شعاع كأنما هي القمر ليلة البدر وربما تكون صفراء وهذه علامة مميزة وعلامة واضحة من علامات هذه الليلة أنها ليلة طلقة بمعنى لا باردة ولا حارة ففي المناطق الباردة تكون دافئة وفي المناطق الحارة تكون معتدلة وهذه علامة بارزة لهذه الليلة ومن علامات هذه الليلة كذلك أنها ليلة بلجة بمعنى ليلة مضيئة وهذه الليلة بلجة وهي في العشر الأواخر نعلم بأنها من الليالي المظلمة لأن ليس فيها البدر وليس فيها الإضاءة لكنها تتميز بالإضاءة كأنما هي ليلة النصف أو ليلة ليالي الإبدار للنور الذي فيها فهي ليلة بلجة وقد بين ذلك صلى الله عليه وسلم وقد قيل بأن من علاماتها انه لا يرمى فيها بنجم وذكر علامات كثيرة أوصلها بن حجر إلا حوالي عشرين أو قريباً من ذلك لكن هذه هي العلامات الواردة والتي ثبتت بالحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشروع للمؤمن إذا رأى ليلة القدر أن يقول اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني فإن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت:(3/21)
يا رسول الله لو أني أدركت ليلة القدر فماذا أقول قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان كان يدخل معتكفه وكان يدخل المسجد قبل أن تغرب شمس اليوم الواحد والعشرين ويخرج من المعتكف إذا أعلن للعيد وهذا لعل فيه انقطاع للعبادة وطلب هذه الليلة أمر مطلوب وينبغي أن يشغل المسلم العشر الأواخر كلها طلب لهذه الليلة لما فيها من الفضائل ولما فيها من إجابة الدعاء ولما فيها من بركة العمل ولما فيها من بركة العمر ولما فيها من التقرب على الله تبارك وتعالى ولما فيها من رفعة الدرجات ولما فيها من السلامة والمسلم دائماً يسعى إلى الخير المسلم دائماً يطلب رضوان الله تبارك وتعالى ويبادر إلى الأعمال الصالحة ويكفي في ذلك بأن الله عزّ وجل قد أورد فيها سورة تتلى إلى يوم القيامة إذ يقول الله تبارك وتعالى إنّا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر فيحييها المسلم بالقيام ويحييها بالقراءة ويحييها بالدعاء ويحييها بالتقرب إلى الله تبارك وتعالى ويحييها بالذكر ويطلبها في جميع ليالي العشر سواءً كانت الأوتار أو كانت الإشفاع ومن العلماء من يقول بأنها ليلة السبع والعشرين لكن الصحيح بأنها في العشر جميعاً سواء في أوتارها أو سواء كانت في أشفاعها ويستدلون على إنها ليلة السبع والعشرين يقولون لأن كلمة هي هي كلمة سبع وعشرين في السورة وقالوا بأن ليلة القدر مكونة من تسعة أحرف وبأنها وردت في السورة ثلاث مرات وتضرب ثلاثة في تسعة فتكون سبعة وعشرين لكن هذا ليس عليه دليل وإنما هو من اجتهاد من اجتهد في ذلك نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيمان واحتساباً وممن يدركوها وممن يعفى عنه فيها وممن ترتفع درجته فيها إنه على كل شيء قدير والله أعلم و صلى الله(3/22)
وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ سعد بن سعيد الحجري(أبها - السعودية)
ضيف الحلقة :
أضرار القطيعة ومخاطرها
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد،
أيها الأحبة المشاهدون والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي من المعلوم أن ديننا عمل على تأليف المجتمع وعمل على رابطة قوية بين الناس ولكن داء الأمم المرض المستشري في المجتمع له أضرار كثيرة لا تخفى على كل ذي لب ولعلّي أن أبين بعض أضرار القطيعة منه بل إيضاحها للناس ومن باب تجنبها لعل الله عز وجل أن ينفع بذلك إن من أضرار القطيعة أولاً معصية الله تعالى في أمره إذ قال عز وجل :
واعتصموا بحبل الله جميعاً فأمرنا بالاجتماع ونهانا عن التفرق الضرر الثاني معصية الله تبارك وتعالى في نهيه إذ قال عز وجل ولا تفرقوا والمسلم يجب عليه أن يقول سمعت لأمر الله عز وجل ويجب عليه أن يقول انتهيت عن نهي الله تبارك وتعالى الضرر الثالث معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره إذ قال عليه الصلاة والسلام :(3/23)
وكونوا عباد الله إخوانا فالجميع عباد لله عز وجل الجميع يجتمعون في العبادة ويجتمعون في المعبود ويجتمعون في القدوة ويجتمعون في الاحتكام ويجتمعون كذلك في المنهج ويجتمعون في الطريق ويجتمعون في الدين ويجب أن يجتمعوا ولذلك قال وكونوا عباد الله إخواناً الضرر الرابع معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهيه إذ يقول لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وإذا قال لا يحل معنى ذلك بأنه محرم ولا يجوز للمسلم أن يقع في المحرم لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت وقد أمرنا الله تعالى أن نقتدي برسولنا صلى الله عليه وسلم وأن نسير على أثره وإن من تحقيق شهادة أن محمد رسول الله أن نطيعه في أمر وأن نجتنب ما عنه نهى وزجر وألا نعبد الله عز وجل إلا بما شرع الضرر الخامس أذية المؤمنين والمؤمنات وليس لإنسان أن يؤذي المؤمنين والمؤمنات لأن الله تعالى حرم ذلك يقول الله عز وجل :(3/24)
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً وقد قال صلى الله عليه وسلم يا معشر من أمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف داره الضرر السادس في القطيعة أنها داء خطير لجميع الأمم والأمم جميعاً مرض بهذا الداء الخطير وينبغي أن يتعالج منه المسلم وأن يعمل على التحصن منه كما يعمل على التحصن من أمراض الأبدان الضرر السابع أن هذا الداء انه خطير على الدين إذ أنه يحلق الدين وقد سماه صلى الله عليه وسلم الحالقة التي تحلق الدين وإذا حلق الدين بقي الإنسان بلا دين وإذا لم يكن له دين لم يبقى له من الإنسانية شيء قال صلى الله عليه وسلم دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر إن الضرر الثامن هو حرمان المسلم من حقوقه ،
فقد أحق الله تعالى للمسلم على المسلم حقوقاً ومن هذه الحقوق السلام عليه وإذا حصلت القطيعة لم يسلم المسلم على المسلم فحرم من هذا الحق العظيم وإذا مرض لم يعده وإذا مات لم يتبع جنازته وإذا دعاه لم يجبه وإذا استنصره لم ينصره وإذا أقسم عليه لم يدر قسمه وإذا عطس فحمد الله لم يشمته فيضيع حقوق المسلمين فيبقى أهل الإسلام أوزاع وأشلاء موزعة ويفقدون قوتهم ويفقدون أخوتهم الضرر التاسع من هذه الأضرار أن فيه تشبه بأهل النار ولا يجوز للمسلم أن يتشبه بأهل النار نهينا أن ننام على وجوهنا لأنها ضجعة أهل النار والمسلم لا يتشبه بأهل النار وإنما يتعوذ بالله تعالى من النار في كل صلاة من الصلوات وأهل النار بين الله تبارك وتعالى صفاتهم إذ أن من صفاتهم أنها كلما دخلت أمة لعنت أختها وبين بأنهم يتخاصمون في النار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار قال صلى الله عليه وسلم :(3/25)
وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنّ كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيب من النار يقول صلى الله عليه وسلم لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات وهو في النار وهذا وعيد شديد يجب على المسلم أن ينظر إليه بعين التفكر وبعين العناية وبعين الامتثال إن الضرر العاشر هو أن قطيعة المسلم كسفك دمه هجره كسفك دمه الدم حرام والهجران حرام والمال حرام والعرض حرام وكل المسلم على المسلم حرام ولو أن إنسان هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه سنة كاملة قال صلى الله عليه وسلم من هجر أخاه سنة فهو كسمك دمه وهذا شيء ينبغي للمسلم أن يعيه وأن يعلم وأن الهجر عظيم كما أن الدم عظيم إن الضرر الحادي عشر هو الحرمان من الخير والمسلم خيرٌ ويسعى إلى الخير ويطلب الخير ويسعى في طريقه ويسأل الله تبارك وتعالى إياه ولا أدل على هذا الضرر من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في العشر الأوائل من رمضان ليلة من الليالي من أجل أن يعلم أصحابه متى ليلة القدر فلما وصل إليهم تلاحى فلان وفلان أيختصم فلان وفلان مع أن الخصومة بين الصحابة سرعان ما تزول لسلامة صدورهم ورغبتهم فيما عند ربهم وعدم حملهم الحقد والحسد على بعضهم لأنهم أخوّة أو لأنهم أخوة وبينهم أخوّة عجيبة فما تلاحى فلان وفلان رفع علم ليلة القدر إلى الأبد فلم تعلم متى تكون وتركت مجهولة لا يعلم بها متى يكون مع أنه خرج صلى الله عليه وسلم من أجل أن يعلم الصحابة متى هذه الليلة الضرر الثاني عشر من أضرار القطيعة عدم قبول عمل القاطع وعدم عرض عمله على الله تبارك وتعالى وأعمال العباد تعرض على الله عز وجل في كل يوم اثنين وفي كل يوم خميس إلا أعمال المتهاجرين فإنها لا تعرض يقول الله عز وجل:(3/26)
أنظروهم حتى يصطلحوا وإذا كان العبد يصلي ألا يحب أن يعرض عمله على ربه عز وجل بلا وإذا كان يصوم ألا يحب أن يعرض عمله على ربه عز وجل بلا وإذا كان يحج وإذا كان يزكي وإذا كان يقرأ القرآن وإذا كان يذكر الله وإذا كان يعمل الصالحات ألا يحب أن يعرض عمله على الله عز وجل يجب عليه أن يحرص على قبول عمله وأن يحرص على عرض عمله على الله تبارك وتعالى ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم تعرض الأعمال وفي رواية تفتح أبواب الجنة كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله تعالى لكل عبد لا يشرك به شيئاً إلا المتهاجرين يقول الله تبارك وتعالى أنظروهما حتى يصطلحا فإن اصطلحا عرضت أعمالهم على الله عز وجل وإن لم يصطلحوا أوقفت أعمالهم ولم تعرض على الله تبارك وتعالى وكم يحصل من المفاسد والمخاطر بسبب قطيعة الرحم كم حقيقة يعني يعاني المجتمع من الويلات التي تكون من وراءها هذه القطيعة ولو أن المسلم فكر لعلم بأن القطيعة تكون من اثنين الأول الشيطان إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم بالعداوة البغضاء والثاني هم المنافقون اللذين أرادوا الوقيعة بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين في غزوة بني المصطلح ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام عالج الموقف فإنني أهيب بكل مسلم ومسلمة على علاج هذا الداء الخطير الذي فتك بالأمة وفرق أفرادها وأن يعودوا إلى الرشد وأن يعودوا إلى الصواب وأن يرجوا ثواب الله عز وجل أسال الله عز وجل أن يزيل ما في صدور المسلمين على بعضهم وأن يوحد صفوفهم وأن يعيدهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من الشيطان الرجيم وأن يعيذهم من جميع المنافقين وأن يسلك بهم طريق الهدى والرشاد وأن يحبب بعضهم إلى بعض ليتمسكوا بأوثق عضا الإسلام إنه على كل شيء قدير والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي - الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
ضيف الحلقة :
مكانة المسجد الأقصى
موضوع الحلقة :(3/27)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد،
فإن الحديث عن المسجد الأقصى يستدعي التركيز على أمور في غاية الأهمية من أبرزها مكانة هذا المسجد في التاريخ البشري كله وبالتاريخ الإسلامي على وجه الخصوص أما في التاريخ الإنساني فهو ثاني مسجد بني على وجه الأرض لعبادة الله سبحانه وتعالى فقد اخرج الإمام مسلم رحمه الله حديث أبي ذر رضي الله عنه :
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض فقال عليه الصلاة والسلام المسجد الحرام قال ثم أي مسجد بعده قال المسجد الأقصى قال كم بينهما قال أربعون سنة فإذا هو ثاني مسجد وضع وبني على وجه البسيطة لعبادة الله سبحانه وتعالى هذا يشير إلى قول الله سبحانه وتعالى إن أول بيت وضع للناس الذي في مكة وهو المسجد الحرام وقد استشكل بعض العلماء ما ورد أن سليمان عليه السلام ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سليمان عليه السلام هو الذي بني المسجد وأجاب عدد من العلماء على هذا الإشكال أو جمع عدد منهم بين النصين بأن المراد أن إبراهيم عليه السلام وان سليمان عليه السلام جدد بناء إبراهيم جدد بناء المسجد الحرام وسليمان عليه السلام جدد بناء المسجد الأقصى ويشيد إلى هذا في ما يتعلق بالمسجد الحرام قول الله سبحانه وتعالى:(3/28)
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل على أساس أن إسماعيل عليه السلام رفع هذه القواعد لكن كانت القواعد قديمة وقد ذكر المفسرون أنها كانت مندرسة ولكن الله سبحانه وتعالى كشف لإبراهيم وبين مكان هذه القواعد فرفعها وقد اختلفوا من بنا المسجد الحرام أولاً هل هو ادم عليه السلام أم ملائكة لكن إبراهيم رفع هذه القواعد وجددها وبنا هذه البيت وكذلك فيما يتعلق في بناء سليمان عليه السلام المسجد الأقصى المراد بتجديد البناء لأنه كان بين إبراهيم وسليمان سنوات طويلة الأمر الثاني في ما يتعلق بالتاريخ الإسلامي التاريخ الإسلامي ينظر إلى هذا المسجد نظرة خاصة فالأرض مقدسة والمسجد مقدس كان هو أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين فقد ثبت في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة استقبل في صلاته والمسلمون معه إلى بيت المقدس ستة عشر شهر أو سبعة عشر شهر كذلك أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا المسجد وعرج به إلى السماوات من المسجد الأقصى كما في قول الله سبحانه وتعالى :(3/29)
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إذاً له مكانه متميزة هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المكان الذي عرج به عليه الصلاة والسلام منه وله ميزة دينية كما ثبت في الحديث الصحيح لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا المسجد الأقصى والمقصود لا تشد للعبادة إذاً هناك مزية سبحانه وتعالى في هذا المسجد وبمجرد أن فتح المسلمون ودخلوا بيت المقدس بحضور عمر الخليفة الراشد نظف هذا المكان وهذا المسجد وكان المسلمون يعمرون هذا المسجد باستمرار ولا يزال تحت أيديهم ولا يعني هذا أن القدس وأن المنطقة مغلقة نعم المسجد الأقصى هو للمسلمين وليست الجهة المعنية به هي مثلاً الأمة العربية أو الفلسطينيين على وجه الخصوص نعم الفلسطينيين أولى باعتبار سلطتهم ومكانهم لكن هو للمسلمين أجمع والأمة الإسلامية للعالم أجمع أنها أمة إنسانية وليست محصورة بالعرب في عرق معين ومحدد ولذلك تعايش المسلمون مع مختلف الديانات بعد الفتح الإسلامي كانت الديانات مختلفة وكانت الطوائف مختلفة وكان الاتفاق والعهدة العمرية واضحة في أن لا إكراه في الدين ولا يتعرض إلى أصحاب الديانات الأخرى وعاش المسلمون فترة طويلة لهم السلطة ولهم السيادة على هذه المنطقة وعلى هذه المدينة المقدسة المباركة لأن الله سبحانه وتعالى نص على بركة المسجد الأقصى وما حوله من الأرض الذي باركنا حوله وكذلك في قول الله سبحانه وتعالى ونجيناه ولوطاً الأرض التي باركنا فيها للعالمين فالأرض مباركة من هنا ينبغي على المسلمين أن ينظروا إلى هذا المسجد وإلى القدس بنظرة دينية في الدرجة الأولى أن يكون هناك تعاون مع مختلف الدول والمنظمات و الهيئات في هذه النظرة نعم هو كما قلت الأمة الإسلامية معنية به ولا يحق لأي إنسان ولا لأي جهة من الجهات أن تتصرف فيه تصرف يتعارض مع الجانب الإسلامي لكن الإنسان دين الله العالمين أجمع ورسالة الرسول(3/30)
صلى الله عليه وسلم رسالة مفتوحة للعالم أجمع ينبغي أن يفهم العالم بأن هذا المكان مكان إسلامي وأن العرب من خلال تمسكهم بهذا الدين كانت لهم السلطة والسيادة عليه ولا علاقة لهذا بحرية العبادة أو الإكراه في الدين أساس الإسلام لا إكراه في الدين ولا يكره الآخرين أن يدخلوا في هذا الدين فهناك أحكام يتعامل من خلالها المسلمون مع غيرهم المسجد الأقصى له مكانة مقدسة له مكانة سامية لدى الأمة الإسلامية بل أن الله سبحانه وتعالى وعد من في القدس وفي أكناف القدس وعدهم بالنصر على أعدائهم لذلك كما في الحديث الذي أخرجه الإمام احمد رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من ناوأهم ولا من أصابهم لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتي أمر الله قالوا يا رسول الله وأين هؤلاء قال هم في بيت المقدس وفي أكنافه بيت المقدس إذاً هذا وعد من الله سبحانه وتعالى أن ينصر من فيه من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.(3/31)
ولكن هذا النصر له أسبابه وله شروطه إن تنصروا الله ينصركم لابد أن يكون الناس متقيدين بأحكام الإسلام متابعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي يتعاملون مع الآخرين بعدل ويحرصون على السلام يحرصون على التفاهم مع الآخرين يحرصون على إخراج قيم الإسلام التي حملها المسلمون السابقون سواء في فتح بيت المقدس سبقاً أو حتى لو حكموا طوال الفترات التاريخية التي مضت هذه الديار وهذه الأماكن المقدسة وتعاملوا مع مختلف الطوائف وأتباع الديانات الأخرى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المسلمين لما يحب ويرضاه وأن يجعل هذا المسجد وهذا المكان المقدس الذي له منزلة خاصة لدى الأمة الإسلامية ولدى البشرية أجمع نسأل الله أن يجعل المسلمين مهتمين بهذا الموضوع وواعين على هذه القضية وألا تحصر القضية في فئة معينة لا في العرب ولا في الفلسطينيين بل قضية إسلامية وهي قضية إنسانية ونحن حينما نؤكد على هذا الأمر إنما ندعو للسلام العالمي لن تتعايش الشعوب والأمم في سلام وإطمأنان وقد كان هذا في التاريخ الإسلامي لكن أن يتحول المسجد الأقصى وبيت المقدس والأرض المباركة إلى صراع عالمي هذا خلاف ما يريده الإسلام للمنطقة وللعالم اجمع ولذلك ندعو الجميع لكي يؤكدوا أهمية هذا المكان وأن يكثروا من الأبحاث والدراسات التي تبرز حقيقة الإسلام وحقيقة تعامل المسلمين مع الناس من خلال وجودهم في هذه المنطقة وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ حماد الحماد( الرياض - السعودية)
ضيف الحلقة :
عاقبة الظلم
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3/32)
أيها الإخوة حديثي إليكم عن موضوع أرق قلوب العارفين واسهر قلوب الواعين وأذل اليتامى والمساكين وعانى منه الضعفاء والبائسين وتعاظم به الظلمة والمتجبرون أيها الإخوة هو موضوع نزل الكتاب من الله جلّ وعلا أو نزلت الكتب لبيان فحش وقبح هذا الأمر وأنزل الله الكتب ليقوم الناس بالقسط وينهى عن ضده أيها الإخوة هو أمر انتشر في الصغير والكبير واشتغل به من أغوتهم الشياطين حرمه الله تعالى عن نفسه وجعله بين عباده محرم يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا والحديث في صحيح مسلم موضوعنا هو عن الظلم أنواعه وعواقبه وأثاره أيها الإخوة إن من تأمل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد أن هذا الأمر ممن أشد الأمور التي جاء فيها الوعيد الشديد التحذير الأكيد من الله جل وعلا ومن نبيه صلى الله عليه وسلم ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواه ويقول الله جلّ وعلا إنّا اعتدنا للظالمين ناراّ أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بأس الشراب وساءت مرتفقا آيات تخلع القلوب وتذكر الغافل المعرض السادد في ظلمه ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الظلم اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات والحديث في صحيح مسلم وفي رواية البخاري الظلم ظلمات يوم القيامة ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه وأرضاه حينما بعثه لليمن واتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب والحديث في الصحيحين الظلم أيها الإخوة هو وضع الشيء في غير موضعه إما بتجاوز أو تفريط والظلم أنواع ظلم النفس بالشرك ثم بالبدع والكبائر والصغائر وسائر السيئات ونوع أخر وهو ظلم الغير ظلم الغير ويكون على شقين وأمرين ظلم عام ويقصد به ظلم يقع على الأمة كلها كمن يقع منه ظلم وتفريط في(3/33)
وظيفة من وظائف الأمة أو تفريط في أمانة من الأمانات تتورط بها الأمة جمعاء فهذا تفريط وظلم عام ثم ظلم خاص على أفراد بأعيانهم على أفراد بأعيانهم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيد الظلم له دواوين ثلاثة دواوين ثلاثة ديوان لا يغفر الله منه شيء ديوان لا يغفر الله منه شيء إن الله لا يغفر أن يشرك به يغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهو ديوان الشرك بالله جلّ وعلا وهذا لا يغفر الله منه شيء وهو ديوان لا يتجاوز عنه جلّ وعلا وديوان الديوان الثاني لا يترك الله منه شيء وهو ظلم الظلم الواقع على الغير وهذا ظلم لا يترك الله منه شيء بل يقتص ممن ظلم يوم القيامة وظلم
ثالث ديوان ثالث لا يعبئ الله به وهو ظلم الإنسان لنفسه ظلم الإنسان لنفسه بالمعصية وسائر السيئات فهذا يتجاوز الله تعالى عنه بالتوبة والإقبال على الله جلّ وعلا وبما يصيب الإنسان في حياته من أمراض وغير ذلك تكفر ما وقع فيه من الذنوب والسيئات والمخالفات أيها الإخوة ومن ما ينبغي أن نعرضه لكم في هذا اللقاء أثار الظلم وأثار الظلم هي أمور من تأملها وتدبرها أيقظت القلوب و قربته من الحي العلام الغيوب وأحيت فيه خلق الرحمة وخلق الرأفة وعدم التجني على الغير بأي ظلم أياً كان نوعه صغر أو كبر.(3/34)
أيها الإخوة وإن من الآثار العظيمة للظلم الإفلاس من الحسنات يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه يقول لصحابته رضي الله عنهم وأرضاهم من المفلس قال المفلس فينا من لا متاع له ولا دينار قال المفلس من يأتي بالصلاة وزكاة وصيام ويأتي يوم القيامة وقد ظلم هذا وأخذ مال هذا وسفك دم هذا إلى ما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيؤخذ من حسناته لهذا ولهذا حتى إذا لم يبقى من حسناته شيء أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم قذف في النار يقدم الظالم على الله عز وجل بصلاة وصيام ثم تكون هباءً منثوراً ويقتص يوم القيامة من حسناته ومن صيامه ومن قيامه ومن دعائه ومن سائر عبادته يقتص منه يوم القيامة ممن ظلمهم وأخذ أموالهم وانتهك أعراضهم وتعدا بالظلم عليهم ومن أثار الظلم الإملاء وأملي لهم إن كيدي متين يتعاظم الظالم في ظلمه ويحسب أن الله غفل عنه لكن الله تعالى لم يغفل عنه وإنما يؤخره ليوم تشخص فيه الأبصار ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفتله ثم قرأ قول الله جلّ وعلا وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ومن أثار الظلم الأخذ على بغتة فيؤخذ الظالم في وقت لا يظن أن يؤخذ فيه وقد غفل عن حساب الله جلّ وعلا وتعاظم في ظلمه وطغى ثم يأتيه قدر الله جلّ وعلا ليأخذ وليقتص لظلم المظلومين والمضطهدين أياً كان ذلك الظلم وأيا كان ذلك الجرم ثم يوم القيامة يلقى العذاب الأليم والجزاء المهين نسأل الله السلامة والعافية أيها الإخوة ذكر الذهبي رحمه الله تعالى في كتاب الكبائر أن خالد بن يحيى البرمكي وكان وزير لهارون الرشيد وكان مقرباً عنده وكان في يده الأمر والنهي وكان مقرباً أشد التقريب من الخليفة هارون الرشيد فحصل ما حصل أن الخليفة أودعه السجن وسلب منه منصبه وسلب منه جاهه وأمواله فكان ابنه هو وإياه في السجن يسأله أبن خالد(3/35)
يسأله يا أبتاه بعد العز سرنا إلى السجن والقيد قال يا بني إنها دعوة مظلوم سرت بليل إنها دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها وجاء في السير أن رجلاً تجبر وطغى وأخذ مال أحد الناس فلقيه في الطريق فذكره وخوفه وخوفه بسهام الليل فما كان من ذلك الظالم إلا أن قال أنا أعطيك سهام النهار فضربه حتى قتله فلم يمضي على ذلك الظالم ثلاثة أيام حتى سلبت منه أمواله وأودع السجن فلما أتى من يكنس غرفة السجن فقام فإذا تحت الفرشة التي هو عليها ورقة مكتوب عليها سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمد وللأمد انقضائه حتى رفعت هذه الورقة للوالي فطلب ذلك السجين فأخبره بالخبر فتعجب لهذه القصة وكيف وضعت هذه الورقة تذكير لهذا الظلم للظالم وتذكيراً لمن سلك مسلكه أيها الإخوة الظلم منتشر يصغر ويكبر الظلم قد يكون من الأب فهو يفضل أبناءه بعض أبناءه على بعض أو يفضل الأولاد على البنات الظلم قد يكون من المدير في إدارته فيفضل بعض الموظفين على بعض الظلم يقع من الرئيس الظلم يقع من الشرطي الظلم يقع من الطبيب الظلم يقع من كل من تولى أمر من أمور المسلمين الظلم يقع على النفس كأن يقع الإنسان في الشرك والبدع والمخالفات الظلم باب واسع يجب أن نجاهد أنفسنا في تطهير أنفسنا من الظلم اسأل الله جلّ وعلا أن يجعلني وإياكم ممن طهر نفسه من الظلم ويجعلنا وإياكم ممن أقام نفسه على العدل والإحسان والخير اللهم أمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فضيلة الشيخ إبراهيم عبد العزيز الجهني ( الرياض - السعودية ) .
ضيف الحلقة :
نظر أهل الجنة إلى ربهم
موضوع الحلقة :
الحمد لله مجزي العطايا الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى إله وصحبه.(3/36)
أما بعد فيا أخي المشاهد وأختي المشاهدة بادئ ببدء سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أما حديثنا هذا اليوم عن الجنة فيختلف تماماً عن أي حديث أخر وعن أي حدث سبق فالحديث عن الجنة هذا اليوم بموعد عظيم من الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة واستقروا في جنان الخلد أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم أخي المشاهد أختي المشاهدة واستقرت بهم العطايا في الجنة نادى منادٍ وهم في الجنة ينادي هذا المنادي يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيي على زيارته فيقولون:
سمعاً وطاعة لربنا سبحانه وتعالى وبحمده وينهضون إلى الزيارة مبادرين مسرعين إلى هذه الزيارة العظمى لينظروا إلى هذه الموقف العظيم الذي سيوقفونه أسأل الله أن أقف أنا وأنت َ وأنتِ أختي المشاهدة وأخي المشاهد حتى إذا انتهوا على الوادي الأفيح إذا لهم هناك موعداً عظيماً واجتمعوا هناك فلم يغادر الداعي منهم أحد أمر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هنالك ثم نصبت هناك المنابر منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومن زبرجد ومنابر من ذهب ومن فضة وجلس أدناهم أدنا أهل الجنة وما فيهم دني وحاشاهم أن يكون فيهم دنيء جلس أدناهم على كثبان المسك ما يرون أن أهل المنابر الأخرى أعلى منهم في الأعطيات ثم ينادي منادٍ بعد أن يجلسوا على هذه المنابر وفي هذا الوادي العظيم ينادي مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن يجزاكم فيقولون:(3/37)
ما هو ألم يبيض وجوهنا ألم يدخلنا الجنة ويزحزحنا من النار عن النار ويثقل موازيننا لكنهم إن كانوا في ذلك الوقت نسوا قول الله سبحانه وتعالى لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد وقول الله سبحانه وتعالى وجوه يوم إذن ناظرة إلى ربها ناظرة فالرب جلّ جلاله لا يخلف الميعاد وعدهم بهذا اللقاء وينجز لهم هذا اللقاء فبينما هم كذلك إذ سطع نور لهم أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جلّ جلاله وتقدست أسمائه قد أشرف عليهم من فوقهم فقال يا أهل الجنة سلام عليكم فلا ترد التحية فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم اللهم أنت السلام ومن السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام فيتجلى لهم الرب جلّ جلاله فيقول:
يا أهل الجنة فيكون أول ما يسمعون من الرب جلّ جلاله وجلّ في علاه أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولا يروني أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني فهذا يوم المزيد فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة قد رضينا ربنا فأرضى عنا فيقول لو لم أرضى عنكم لما أسكنتكم جنتي لو لم أرضى عنكم لما أسكنتكم جنتي فيقولون بكلمة واحدة أرنا وجهك ننظر إليه يا الله أسأل الله أن يجعلني وإياك أخي المشاهد وأنت أختي المشاهدة ممن يحضرون هذا الموقف العظيم فيقولون أرنا وجهك يا الله فيكشف جلّ جلاله الحجاب لولا أن الله جلّ وعلا كتب عليهم ألا يحترقوا لاحترقوا فيغشاهم ذلك النور العظيم ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله سبحانه وتعالى محاضرة بينه وبينهم مشافهة موقف عظيم أخي المشاهد وأختي المشاهدة نعيم ليس بعده نعيم نعيم ليس بعده نعيم النظر إلى وجه الله جلّ في علاه أما النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى فقد ثبت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بل بلغ حد التواتر في أحاديث عظيمة كحديث أبي صهيب وغيره وحديث أبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(3/38)
لا تضامون في رؤيته لا تضامون في رؤيته لا تضارون في رؤيته جل ّ في علاه سبحانه وبحمده أما الفريق الأخر أسأل الله عز وجل ألا يجعلني وإياكم منهم أخي وأختي المشاهدة فحالهم حال عجيب قال الله سبحانه وتعالى عنهم كلا إنهم عن ربهم يوم إذن لمحجوبون ثم إنهم لصال الجحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله لا يذوقون هذا النعيم لا يدخلون الجنة فضل عن أن يذوقوا هذا النعيم فنعيم أهل الجنة على حلاوته وعلى طراوته وعلى حسنه أحسن ما في نعيم أهل الجنة النظر إلى وجه الله جلّ في علاه النظر إلى وجه الله جلّ في علاه نعيم ليس بعده نعيم نعيم لا يعدله نعيم وإن من نعيم أهل الجنة الذي يرتبط بالنظر إلى وجه الله جل في علاه حينما يسمع أهل الجنة حينما يسمع أهل الجنة ذلك النداء من الرب جلّ في علاه بعد أن ينظروا إلى الله سبحانه وبحمده وبعد ذلك اليوم أعني يوم المزيد يقول يا أهل الجنة إن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا فإن لكم أن تنعموا فلا تبؤسوا أبدا وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا يا لذة الأسماع بتلك المحاضرة يا لذة الأسماع بتلك المحاضرة يا لذة الأسماع بتلك المحاضرة حينما تجتمع أخي وأختي في الجنة مع أهلها مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع الصحابة رضي الله عنهم في ذلك اليوم في ذلك النعيم في أحلى نعيم في الجنة فتنظر إلى وجه الله جلّ في علاه .(3/39)
ومع من مع من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسبنا أولائك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفا بالله عليماً ولكن أخي المشاهد أختي المشاهدة إن هذا النعيم أياً كان في الجنة يتطلب منا الحرص التام للعمل الجاد لكي تدخل هذه الجنة ولكي تحرص على هذا النعيم ولكي يعطيك الله جلّ وعلا هذه المنزلة ولكي تصل إلى هذه الرتبة ولكي تصل إلى هذه المكانة فليست بالتمني ولا بالتحلي ليست بالأقوال المجردة وإنما هو بالعمل الجازم لتصل إلى هذه المنزلة العظيمة الجليلة ذات المكانة العظيمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لأهل الجنة إن نعيم أهل الجنة لا يوصف بوصف إن نعيم أهل الجنة لا يقال في لقاء عابر نعيمهم مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب البشر ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قول الله جلّ في علاه فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون نعيم عظيم فهذا النعيم يتطلب منا العمل يتطلب منا الإخلاص لله سبحانه وتعالى يتطلب منا المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم يتطلب منا الاقتراب إلى ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم والابتعاد عن ما نهى عنه أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا واسمه الأعظم الذي إذا سؤل به أجاب وإن استعطي به أعطى وإذا استخير به أخار وإذا أستجير به أجار أسأل الله جل وعلا أن يجعلني وإياك أخي المشاهد وأنت أختي المشاهدة ممن وجوههم يوم القيامة ناضرة إلى ربها ناظرة وأعوز بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم أن أكون أنا أو أنت أخي المشاهد أو أنت أختي المشاهدة ممن هم عن ربهم يوم القيامة لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم فتلك والله الخيبة وتلك والله الحسرة وتلك والله الندامة التي لا تعقبها ندامة اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام أسكنا فسيح الجنان وزحزحنا عن النيران إنك على كل شيء قدير والله أعلم و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .(3/40)
عبد الله بن بلقاسم بن عبد الله النماص - السعودية .
ضيف الحلقة :
الشباب والسيارة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوز بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد فإن هذه الدقائق رسالة موجهة إلى إخوتي الشباب وفي موضوع خاص يتعاملون معه أكثر من تعامل غيرهم ألا وهو السيارة وهذه المركوب نعمة من نعم الله جل وعلا علينا وقد امتن الله جل وعلا على الناس ما يسر لهم من المراكب وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستو على ظهوركم ثم تذكرون نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كمنا له مقرنين فما دام أن هذه نعمة من نعم الله جلّ وعلا فغن المسلم يقف عندها وقفات وينظر فيما يجب عليه تجاه هذه النعمة العظيمة التي من الله بها على عباده وسهل لهم بها وحملهم على ظهرها وقطعوا بها الفيافي والقيسار ووصلوا بها إلى ما يريدون من حاجاتهم وما يرغبون من رغباتهم أول هذه الوقفات ان يشعر المسلم بهذه النعمة يستشعرها بقلبه ويحمد الله جل وعلا عليها الشعور بهذه النعمة أولاً وليعلم كل مسلم أن هذه السيارة ما ركبها هارون الرشيد الذي ملك الدنيا في زمانه بل كان يركب على بعير كان يصيبه هجير الصحراء وكان يصيبه لفح السنون وكان يتهدهد على ظهر هذا البعير من العراق إلى مكة في حجه وهو يملك الدنيا لأنه ليس له وسيلة يحمل عليها إلا هذا البعير أو هذه الدابة التي تسير على الأرض مع ما أعطاه الله من الملك والسلطان وأنت الآن حين تركب هذه السيارة تركبها منعماً تركبها فتكون باردتاً في شدة الحر وتركبها(3/41)
تستمع إلى ما تحب من القرآن أو من المحاضرات أو من العلم الشرعي وتركبها وأنت تهنئ على مقعد وفير وعلى مكان في ظل ولا تصيبك الشمس ولا يصيبك الحر ولا يصيبك القر بل يوجد في بعض السيارات ما يوضع فيه الأطعمة فيشرب الماء بارداً ويستطيع أن يتمتع من الدنيا بالطعام والشراب والحديث بما لا يمكن لأوائل الناس في هذه الأمة أن يتصوروه أو يتخيلوه وفضلاً عن أن يروه وهذه النعمة العظيمة تستوجب الإنسان شكراً باللسان يقول الحمد لله الذي أنعم علي بهذه السيارة فإنها من نعم الله جلّ وعلا الله يعلم سبحانه كم من الجهود وكم من العقول وكمم من الأموال وكم من الأجيال وكم من القرون اجتهدوا في هذا العمل وهذه المركبة حتى أصبحت بهذه الصورة ومكنك الله جلّ وعلا منها وحملك على ظهرها ثم بعد الشكر بالجنان والشكر باللسان يكون هناك شكر بالجوارح والأركان وهو استعمال هذه السيارة في طاعة الله جلّ وعلا أو في الأمور المباحة استعملها في الذهاب إلى دروس العلم وغلى مجالس الخير استعملها في الذهاب لبر الوالدين وقضاء حوائجهم استعملها في صلة الأرحام ويستعملها في تنفيس كرب المكروبين وإنجاد الملهوفين وإعانة المعسرين وما يكون فيه حاجة للناس كل ذلك من الأمور الطيبة يحمل عليها غيره .(3/42)
يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كان عنده فضل ظهر فليجد به على من لا ظهر له فمن رأى عجوزاً كبيراً في حر القيظ حمله معه واحتسب في ذلك الأجر والثواب عند الله جلّ وعلا كذلك من الأمور أو الحقوق التواضع فإن هذه نعمة من الله عز وجل ليست بقوتك ولا بقدرتك وإنما هي محض فضلٍ من الله سبحانه وتعالى فتواضع لعباد الله حتى وإن كانت سيارتك فارهة وغالية بل هذا يوجب عليك أن تكون متواضعاً أكثر لأن نعمة الله عليك أكثر ولذلك أعظم ما يكون أعظم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم متواضعاً في أعظم الأحوال التي أنعم الله بها عليه سبحانه وتعالى وذلك حينما دخل مكة فما زال يطأطئ رأسه صلى الله عليه وسلم ذلة لله وتواضعاً له .(3/43)
فأصحاب السيارات الغالية وأصحاب السيارات الفارهة هم أجدر الناس بالتواضع لله عز وجل من تواضع لله رفعه وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يمشي في حلة أعجبته حلته فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل بها إلى يوم القيامة حين يشعر الإنسان بهذا الكبر يصيبه الداء العضال يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر كذلك الرفق بالناس وأنت تسير في هذا الطريق فإنك لا تسير وحدك وإنما يسر معك خلق كثير بعضهم يحسن القيادة وبعضهم لا يحسنها بعضهم قد يكون مهموماً مشغولاً فربما غفل عن سيارته أو سها عنها وبعضهم يكون كبير في السن وبعضهم يكون خارجاً من أمر داهمه وأهمه وعلى كل حال فأنت تسير في طريق المسلمين ولهذه الطريق حق فترفق بالناس وتسير على الوجه الذي لا يكون فيه أذية لهم وهذه النقطة التي بعدها والحق الذي بعده و وهو الحذر من أذية المؤمنين والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً فأن تستعمل هذه السيارة فيما ليس فيه أذى للمؤمنين أما أن تؤخذ هذه النعمة فتكون وسيلة لأذية هذا بأن يصيبه بسيارته أو بصت ما يكون من هذه السيارة من غنى أو نحو ذلك أو منبه.(3/44)
وربما مر بجوار المستشفيات أو مر بقوم نائمين وهم في ليلهم وقد هنئوا بنومهم ثم يزعجهم بهذا الأمر فيدعون عليه والله تعالى يقول والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مبين وقال اتقوا اللاعنين الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم فدل على أن هذا الطريق لا يكون فيه أذية للمؤمنين فل يتقي العبد ربه جل ّ وعلا ولا يتسبب في أذية أحد سواءً في سياراتهم أو كانوا من المشاة إذا وقفت سيارتك أمام رجل من المشاة كان من الإحسان ان تخفض سرعة السيارة وتسمح له بأن يعبر الطريق في أمن وفي دعا ويكون هذا من أخلاق المؤمنين كذلك مما ينبغي التنبيه عليه التنبيه على أذكار الركوب هو أن تقول عند ركوبك بسم الله والحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فتعترف بعجزك وأنك لم تكن لتقترن ولم تكن مقرناً لهذه النعمة وأخذاً لها إلا بنعمة الله جلّ وعلا ثم تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر وهذا كسر لكبرياء النفس وأن الله أكبر سبحانه وتعالى وأنه يستحق أن يتذلل العبد له وتقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله سبحانك اللهم لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي فإذا قلت ذلك فإن الله جلّ وعلا يضحك كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في فضل حديث الركوب وإن كنت في سفر قلت هذا الذكر وقلت معه أيضاً دعاء السفر اللهم إن نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا وطوي عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنّا نعوذ بك من عذاب السفر وكآبة المنظر والسوء المنقلب في المال والأهل فهذه الأذكار يقولها الإنسان ويقول عند خروجه إلى السيارة يقول بسم الله توكلت على الله عند خروجه من المنزل فيكون بذلك قد حفظ بإذن الله عز وجل وقام بنعمة هذه المركوب الذي يسره الله جلّ وعلا عليه كذلك من الحقوق حق السلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(3/45)
يسلم الراكب على الماشي لأنه لما ارتفع حساً كان من الواجب أن ينخفض معنا وأن يتواضع لأخيه لأنه بركوبه كان في الحس في مكان أعلى من الماشي ولذلك كان من الناسب وكان من العدل أن يبدأ هو بالسلام حتى يكسر داعي الغرور في قلبه فيقول السلام عليكم فإن كان الناس بعيداً عنه فإنه لا يسلم بالإشارة بل يسلم بلسانه وإشارته إن كان احتاج إلى ذلك وإما إن لم يحتج وسمعه من خارج السيارة من دون إشارة فإنه يسلم من دون إشارة لأن السلام بالإشارة هو تحية النصارى والسلمون لا يسلمون بالإشارة بل يقولون السلام عليكم وإن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان ذلك أكمل لأجله والنقطة الرئيسة التي أختم بها هذا الحديث وهي أهم ما في الحديث أن يتقي السائق الله جلّ وعلا في السرعة وأن يتذكر قول الله جلّ وعلا وعباد الرحمن الذين يمشون في الأرض هوناً فالمشي هوناً هو حال عباد الله الصالحين وأما السرعة وأما العجلة ليست من حال الإخوة حال المؤمنين ولا من حال الصالحين فعباد الرحمن يمشون على الأرض يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والله أكبر والله يعلم سبحانه وتعالى كم تسببت السرعة فيه من المآسي وكم تسببت فيه من الأحزان وكم هدمت من البيوت وكم أورثت من الحرق في الأكباد وكم سببت من تيتم الأطفال وترمل الزوجات وحصول المآسي العظيمة بسبب السرعة وبسبب ما يحدث من التهور وعدم مراعاة أنظمة الطريق التي هي واجبة التطبيق كما أفتى بذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز لأنها من طاعة الإيمان في طاعة الله جلّ وعلا وفي المعروف هذه الوصايا أرجوا من الله عز وجل أن أكون أول المنتفعين بها وأن ينتفع بها الإخوة المستمعون واشكر الله جلّ وعلا على تيسيره واشكر لكم حسن إنصاتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ سعد بن سعيد الحجري ( ابها - السعودية)
ضيف الحلقة :
أسباب القطيعة وعلاجها.
موضوع الحلقة :(3/46)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد أيها الأحبة المشاهدون والمشاهدات أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل وأن يتجاوز عنا وعنكم سيء العمل ديننا هو دين التآلف والتعارف بنى أخوتنا على الإيمان وجعل المؤمنين إخوة قال الله عز وجل إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ولكن داءً خطيراً ينتشر في أوساط المسلمين ذاك الداء هو داء القطيعة فيا ترى ما هي أسباب القطيعة للقطيعة أسباب كثيرة منها أولاً ضعف الإيمان ضعف الإيمان حتى أصبح المسلم بقطيعته لا يستطيع أن يقاوم هذا المرض العضال ونحن مطالبون بأن نعمل على تقوية إيماننا وعلى أن نكون صادقين في إيماننا فإن الله لا يقبل من الإيمان إلا ما كان قوياً وما كان صادقاً إذ قال عز وجل إنما المؤمنون الذين أمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولائك هم الصادقون ويقول تبارك وتعالى قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإذا قوي الإيمان عند المؤمنين استطاعوا أن يقاوموا هذا الداء العضال الذي فتك بالكثير من الأسر وفتك بالكثير من المجتمعات السبب الثاني تصديق الوشاة الذين يوشون بين الأحبة الذين يفسدون بين الأحبة ويفرقون بين الأحبة وهم النمامون الذين لم أجد لهم مثلاً إلا كالذباب الذي ينقل المرض من مريض إلى مريض والواجب على المسلم اتجاه هؤلاء الوشاة الواجب عليه أولاً ألا يصدقهم لأن الله تبارك وتعالى وصفهم بالفسق إذ قال عز وجل:(3/47)
يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ويجب علينا أن ننكر عليهم هذا المنكر فإن في الحديث من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه فذالك أضعف الإيمان ويجب علينا أن نبغضهم لأنهم أهل معصية والحب في الله والبغض في الله تعالى ويجب أن نعلم أن من نم إليك نم عنك ومن نقل إليك نقل عنك ولا نتجسس على إخواننا ولا نسيء بهم الظن ولا ننقل النميمة فنكون أحد النمامين إن من أسباب القطيعة كذلك حب الدنيا والدنيا ذمها الله تعالى ولم يمدحها إذ وصفها بأنها دنيا وليس عليا بل ووصفها بأنها لهو وبأنها لعب ووصفها بأنه رخيصة لا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة وهي هينة مرّ صلى الله عليه وسلم بميتة قد انتفخت ورفعت أرجلها إلى السماء قال أترون هذه الميتة هانت على أهلها قالوا نعم ومن هوانها على أهلها أنهم ألقوا بها في المزبلة قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لدنيا أهون على الله تعالى من هذه الميتة على أهلها وقد ورد في الحديث لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء ويقول صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا فتحت عليكم كنوز فارس والروم قال عبد الرحمن بن عوف نكون كما قال ربنا نكون نحمده ونشكره قال صلى الله عليه وسلم : تتباغضون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ومن أسباب القطيعة كذلك فساد الألسن وفساد القلوب وفساد الأخلاق وفساد التعامل فساد القلوب بالحقد وبالحسد وبالغل وبالغش وبالخيانة وبالكبرياء وبالعجب وبالخيلاء وبالبغضاء وبالشحناء وبالتهاجر وبالتقاطع فساد الألسن بالزور والكذب والغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية وما شابه ذلك فساد كذلك الأخلاق بسوء التعامل مع أنه يجب على المسلم أن يتعامل مع إخوانه تعاملاً حسناً السبب الخامس من أسباب القطيعة الكبر فيحمل الكبر أهله على أن يقطع من كان قريب لهم أو يقطع إخوانهم وهذا(3/48)
الكبر إما لمال وإما لولد وإما لنسب وإما لمنصب وإما لأي عرض من أعراض الدنيا الفانية وليعلم المتكبرون أن الله تعالى لا يحبهم وليعلم المتكبرون أن جهنم مسواً لهم وليعلم المتكبرون أنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر وليعلم المتكبرون أنهم تحت الأقدام في الحياة الدنيا بينما رجلٌ يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل رأسه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وليعلم المتكبرون بأنهم تحت الأقدام في الآخرة إذ يحشر المتكبرون يوم القيامة على صور الدر يطأهم الناس من الصغار والذل وأسباب كثيرة .(3/49)
ولكن يا ترى إذا انتشر هذا الوباء وهذا الداء الخطير كيف يمكن للمسلم أن يعالجه يجب علينا أن نسعى جاهدين إلى علاج هذا الداء والوباء الخطير الذي انتشر في أوساط الناس إن من أسباب علاجه أولاً السلام فإنه دليل المحبة وقد قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم الذي يبدأ بالسلام قال عبد الله بن العمر بن العاص يا رسول الله أي الإسلام خير قال أن تطعم الطعام وأن تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف وقال عبد الله ابن سلام رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم أيها الناس أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام تعالج القطيعة كذلك بمحاربة الشيطان الذي هو سببها إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فلا يطاع بل ينبغي أن يحارب ولو كان ذلك بالتعوذ والتحصن بالأذكار والأوراد والتعوذات وقراءة القرآن وسلامة القلب من مفسداته والصبر واليقين وغير ذلك مما تعالج به القطيعة الدفع بالتي هي أحسن يقابل الإنسان إساءة هؤلاء بإحسانهم فإن الله مدح أولائك إذ قال الله عز وجل:(3/50)
ادفع وهذا أمر من الله فيجب علينا أن نمتثل ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إذا ذو حظ عظيم قال رجل يا رسول الله لي أقرباء أصلهم ويقطعونني أحسن إليهم ويسيئون إلي أحلم عليهم ويجهلون علي قال صلى الله عليه وسلم لأن كنت كما قلت فإنما تسفهم الملا ولا يزال عليك من الله ظهير مادمت على ذلك يجب على المسلم أن يقابل إساءة هؤلاء بإحسان لأن هذا يدل على نفاثة معدنه ولأن المسلم هذا يتعامل مع الآخرين لكن من يتصف بهذه الصفة وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم مما تعالج به القطيعة كذلك سعة الصدر سعة البال كظم الغيظ وقد أمرنا الله تعالى بكظم الغيظ بل والذين يكظمون غيظهم لهم درجة عند الله وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض وعدت المتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين من الغيظ والعافين عن الناس يعالج كذلك بالإصلاح بين الناس فإن درجة الإصلاح بين الناس أعظم من درجة الصلاة والصيام والصدقة النفل ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة بالإضافة إلى التآلف والتعارف والتعاون ومحاربة الشيطان ومحاربة أهل النفاق الذين يسعون بين الناس بالقطيعة وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له المسلم ليبقى على ود مع إخوانه وليبقى عمله سليماً يعرض على ربه عز وجل فهل يتنبه المسلمون لهذا المرض العضال وهل يعمل على علاجه أرجوا وعسى ولعل اسأل الله تعالى أن ينقي المجتمع من هذا المرض العضال إنه على كل شيء قدير والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
الشيخ عبد العزيز بن صالح الكنهل ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
وجعلني مبارك أينما كنت
موضوع الحلقة :(3/51)
الحمد لله عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته أحمده سبحانه حمد الشاكرين وأصلي واسلم على النبي الآمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته أيها الإخوة والأخوات كثير هم الذين يأتون إلى هذه الدنيا فيرحلون عنها وقليل من الناس يبكيهم العباد والبلاد يبكون أثارهم يبكون أعمالهم يبكون أعمالهم يبكون سيرتهم الحسنة يبكون صالح العمل الذي كانوا يفعلونه يبكون ذلك الجود الذي كانوا يجدون به على الناس ورحم الله ابن أدهم حينما يقول إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد سلمت من الإسلام سلماً ومت الحاكم العدل المولى بحكم الأرض منقصة ونقمة وموت فتى كثير الجود محل فإن بقاءه خصب ونعمة وموت العابد القوام ليلاً يناجي ربه في كل ظلمة وموت الفارس الضرغام هدمٌ فكم شهدت له بالنصر عزماً فحسبك خمسة يبكى عليهم وباقي الناس تخفيف ورحمة وباقي الخلق همج طعاع وفي إيجادهم لله حكمة حينما يموت أولائك يبكيهم الناس وإن لم يعرفونهم فيسمعون بسيرهم فيقولون الله اغفر لهم وارحمهم وعافهم وأعفو عنهم وأكرم نزولهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وفي المقابل كثير من الناس يموتون فلا يبكيهم العباد ولا البلاد بل يرتاحون منهم وأعظم من ذلك أن السماء والأرض لا تبكيهم كما قال الله عز وجل مخبراً عن إهلاكه لقول فرعون وإغراقهم فما بكت عليهم السماء والأرض نعم لا تبكيهم السماء والأرض قال ابن جرير رحمه الله معللاً لذلك السبب الذي لم تبكي عليهم السماء والأرض قال لأنه لم يكن له عمل ٌ صالح يرفع إلى الله فتبكيهم السماء ولم يكن لهم مسجد في الأرض يعبدون الله فيه فتبكيهم الأرض وروى سعيد ابن جرير كما جاء عند ابن جرير بسنده رحمه الله تعالى قال أتى أتى ابن عباس رجل فقال:(3/52)
يا أبى عباس أرأيت قول الله عز وجل فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين هل تبكي السماء والأرض على أحد قال نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه يصعد عمله ومنه ينزل رزقه فإن كان عبداً مؤمناً فمات بكى عليه مصعده من السماء وبابه من السماء وبكى عليه مصلاه في الأرض إن كان خلاف ذلك لم تبكيه السماء ولا الأرض كما كان من قوم فرعون كثير من الناس تزاد بهم الأصفار في أعداد المسلمين غير أن نبحث عن الرجل المبارك كما قال الله عز وجل عن المسيح عليه السلام واجعلني مباركاً أينما كنت .
قال ابن عاشور المبارك من تقارن البركة جميع أحواله ويكون مباركاً أينما كان وعند الاسماعيلي وأبي نعيم في الحلية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت قول عيسى عليه السلام وجعلني مباركاً أينما كنت أي نفعاً للناس أينما اتجهت وفي رسالة لابن القيم وهي النقطة التي تلي ذلك ترى ما هي أوصاف المبارك أوصاف المبارك أيها الإخوة والأخوات كما قال ابن القيم رحمه الله في رسالته فإن من بركة الرجل نفعه أينما حل كما قال الله عز وجل عن المسيح وجعلني مباركاً أينما كنت أي معلماً للخير داعياً إلى الله مرغباً في طاعته فمن كانت فيه هذه الصفات كان مباركاً ومن خلا منها خلى من البركة بل محقت بركة لقائه والاجتماع به بل كذلك أيضاً يكون صاحبه قد خلى من البركة التي في جميع أموره أيها الإخوة والأخوات كيف أكون أنا وأنت مباركين أينما كنا لكي نحقق هذه البركة لابد من أمور ثلاثة اول هذه الأمور لكي نكون مباركين أينما كنا أن نتقرب إلى الله عز وجل بصالح الأعمال فإن البركة تكون أيها الإخوة والأخوات تكون في أمور ثلاثة بركة في النفس وبركة في الزمان وبركة في المكان وحديثنا عن بركة النفس فأول ما يحقق بركة النفس أينما كان ذالك العبد أن يكون متقربا ً إلى الله تعالى بصالح الأعمال .(3/53)
وقد قال سبحانه قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها الأمر الثاني بتزكية هذه النفس وأن تكون مباركتاً أينما كانت يتحقق بذلك بأمر جلي وهو بالعلم النافع قال ابن مسعود رحمه الله ورضي عنه من كان بالله أعرف كان منه أخوف فإذا تعلم العلم الذي يقربه إلى الله عز وجل كان مباركاً أينما كان فلا يدعوا إلا على بصيرة ولا يعمل إلا على بصيرة فحينئذ يتحقق له بالعلم اقتران العمل الأمر الثالث من بركة النفس حسن التعامل مع الخلق فلا بارك الله عز وجل في من يحضر الجمعة والجماعات حتى إذا ما انتهت الصلوات خرج فضرب هذا وأخذ مال هذا وسفك دم هذا من أحوال المباركين إن قضية البركة وبركة النفس ليست قضية معاصرة نبحث عنها في حياتنا بل هو منهج أنبياء الله عز وجل كما قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً إذ قال لأبيه يا أبتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً يا أبتي أني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً يا أبتي إني أخاف أن يمسك عذاب من الشيطان يا أبتي إني أخاف أن يمسك عذاب من الشيطان وأذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صدّيقاً نبياً إذ فال لأبيه يا أبتي لما تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً يا أبتي إني قد جاءني من العلم ما لا يأتيك فاتبعني أهدك صراطاً سويا يا أبتي لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً يا أبتي إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً ولم يكن ذالك النهج والبركة مقصورة على إبراهيم عليه السلام بل هذا ابنه إسماعيل كما يخبر الله تعالى عنه واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبياً وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً .(3/54)
ثم هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم فبركته ليست مقصورة على نفسه صلى الله عليه وسلم بل كان مدرسة جامعة في الخير ويكفي اقتصاره هذا الوصف العظيم بما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما خلقت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن وكفا بهذا الخلق العظيم بركة ثم إذا تأملت في هذه البركة لم تكن مقصورة كذلك على أنبياء الله تبارك وتعالى بل هذا الصديق رضي الله عنه كان بركة ومدرسة في المباركين أينما كانوا في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم من أصبح منكم اليوم صائماً قال أبو بكر أنا يا رسول الله قال فمن تصدق منكم اليوم بصدقة قال أبو بكر أنا يا رسول الله قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أن يا رسول الله قال فمن عاد منكم اليوم مريضاً قال أبو بكر:(3/55)
أنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم ما اجتمعنا في امرئ إلا دخل الجنة تأملوا أيها الإخوة والأخوات في يوم لم تشرق شمسه بعد عاد مريضاً وأصبح صائماً وتصدق بصدقة ثم تبع جنازة كل ذلك في يوم لم تشرق شمسه بعد إن هذه المدرسة المباركة وهذه الأوصاف المباركة لم تكن مقصورة كذلك على أبي بكر بل على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جاء بعدهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أخرج أبو نعيم في الحلية أن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما كان يفرق في المسجد الواحد ثلاثين ألفاً ثم يجلس شهراً لا يجد نزعة لحم رحمه الله ورضي عنه وعند الطبراني أن رجل شتم ابن عباس رضي الله عنه قال أتشتمني وفي ثلاث خصال كنت لا أعلم أية في كتاب الله إلا تمنيت أن الناس يعلمون منها ما أعلم ولا علمت بقاض ٍ عادل إلا فرحت ودعوت له وليس عندي وليس عنده لي قضية ولا سمعت بغيث ينزل في بلد إلا حمدت الله عز وجل وليس لي فيها ناقة ولا شاة هكذا كان ابن عباس رضي الله عنه وكذا من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال الحسن رحمه الله إن كان الرجل لا يخلف الرجل في أهله وماله أربعين سنة إن هذه الأمثال من أخبار المباركين أينما كانوا لا تدعونا جميعاً إلى أن نتشبه بأمثالهم ولم يكن الأمر قاصراً على ذلك أي في جانب الإنفاق والجود فإن المباركين أينما كانوا يتعلمون من علم الله عز وجل وعلم الشريعة الإسلامية فينطبق ذلك على سلوكهم ولعل أروع الأمثلة من البركة لهذا العلم وأثر الإيمان في الأخلاق ما جاء في السير أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وأرضاه كانت له مزرعة وبستان في مكة وكان بجواره مزرعة لمعاوية رضي الله عنه وأرضاه فدخل بعض عمال معاوية إلى مزرعة عبد الله ابن الزبير فغضب عبد الله رضي الله عنه وكتب كتاباً لمعاوية في الشام قال فيها من عبد الله ابن الزبير ابن ذات النطاقين وابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى معاوية ابن هند أكلة الأكباد(3/56)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فإن عمالك يدخلون إلى مزرعتي وبستاني فإن لم تكفهم ليكونن من الأمر ما يكون والسلام فلما وصل الخطاب على معاوية رضي الله عنه قلبها وكتب عليه من معاوية ابن هند أكلة الأكباد أي كما تريد وكما سميتني إلى عبد الله ابن الزبير ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن ذات النطاقين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فو الله يا أخي لو كانت لي الدنيا ثم سألتني إياها لأعطيتك إياها هي فإن جاءك خطابي هذا فضم مزرعتي إلى مزرعتك وعمالي إلى عمالك فهي لك والسلام فلما بلغ الخطاب إلى عبد الله ابن الزبير بله بدموعه ثم ركب من مكة إلى الشام فذهب عبد الله إلى معاوية رضي الله عنه فقبل رأسه وقال :
الحمد لله الذي أنزلك بعقلك هذه المنزلة أيها الإخوة والأخوات إن قضية البركة في النفس ليست قضية تاريخية انتهت بموت النبي صلى الله عليه وسلم بل إن من الزمان وإن من الناس ما زالوا يتتابعون ويتوالدون من بطون أمهاتهم تلحقهم هذه البركة فيتتبعون أحوال الناس ويتتبعون الفقراء والمساكين ويعطونهم من مال الله الذي أتاهم ويفرجون كربهم وينفسون همومهم ويرفعون شعار إن ما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوم عبوساً قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرور وجزآهم بما صبروا جنة وحريرا اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الشيخ عبد العزيز بن صالح الكنهل ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
أسس نجاح الداعية
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العلمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.(3/57)
و بعد تعلمون أيها الإخوة أن الدعوة إلى الله عز و جل لها منزلة عظيمة عنده سبحانه و تعالى بل هي من أعظم القربات إلى الله عز و جل و يدل على ذلك قوله سبحانه و تعالى و من أحسن قولاً ممن ادعى إلى الله و عمل صالحاً و قال إنني من المسلمين أي لا أحد أحسن قولاً منه و لأن الداعي إلى الله سبحانه و تعالى يكسب أجراً عظيماً بهداية الآخرين و لذلك فالقاعدة الشرعية أن العمل الصالح الذي نفعه متعدي للآخرين أعظم أجراً عند الله سبحانه و تعالى من العمل الصالح الذي نفعه قاصر على الشخص مثلاً صيام التطوع عمل صالح له أجر و ثواب عظيم عند الله سبحانه و تعالى.
ولكن طلب العلم و تعليم العلم للآخرين أعظم من صيام التطوع لأن نفعه متعدي للآخرين أذا علمنا ذلك أيها الأخوة فينبغي لنا جميعاً أن نجتهد في تعلم العلم النافع و أن نجتهد في الدعوة إل الله سبحانه و تعالى ثم أيها الإخوة إن كل مسلم و كل مسلمة مطالبون بالدعوة إلى الله عز و جل كل بحسبه فهل تعجز أيها الأخ المبارك أيتها الأخت المباركة هل تعجزون عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة إلى الله في بيوتكم لا أحد يعجز عن ذلك في بيته و لذلك أقول ينبغي لنا أن نجتهد في القيام بهذا الواجب العظيم فنحن مسئولون عن أبنائنا و عن من نستطيع أن ندعوهم إلى الخير.(3/58)
ثم أيها الأخوة هنالك أسس عظيمة لنجاح الداعية ينبغي لكل داعية أن يتحدى بها سواء كان هذا الداعية من الدعاة الذين اشتهروا بالدعوة أو كان حتى الأم في بيتها و الأب في بيته يدعو أبناءه ينبغي لهم جميعاً أن يتحلوا بهذه الأسس من هذه الأسس العظيمة أيها الأخوة قوة العقيدة قوة التوحيد في القلوب لا بد أن تعمر قلوبنا بقوة التعظيم لله سبحانه و تعالى لا بد أن نؤمن بأركان الإيمان الستة إيماناً قوياً تعلمون أنه لما جاء الملك جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم سأله عن عدة أمور و كان مما سأله عنها قال فأخبرني عن الإيمان فقال له النبي صلى الله عليه و سلم الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره لا بد أن نجتهد في تحقيق الإيمان بهذه الأركان الستة فإنها هي أركان الإيمان التي لا يكون المؤمن مؤمناً إلا بالإيمان بها جميعاً كذلك ينبغي للداعي و الداعية و عموم المسلمين(3/59)
أن يحققوا الإيمان بأنواعه الثلاثة إي توحيد الربوبية توحيد الإلوهية توحيد الأسماء و الصفات ينبغي لهم أن يجتهدوا في ذلك فعندما تحقق الإيمان بربوبية الله سبحانه و تعالى فإن الله سبحانه و تعالى هو المالك هو الخارق هو الرازق كما قال سبحانه و تعالى تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير له ملك السموات و الأرض له مقاليد السموات و الأرض عندما تحقق ذلك تجد في قلبك عزة و كرامة و إيماناً و توكلاً على الله الخالق الرازق المعطي المانع سبحانه و تعالى فلا تذل نفسك للخلق مهما كان الأمر كذلك ينبغي لنا جميعاً أن نجتهد في تحقيق توحيد الإلوهية أي إخلاص العبادة لله سبحانه و تعالى كذلك ينبغي لنا أن نجتهد في تحقيق توحيد الأسماء و الصفات أي الإيمان بأن الله سبحانه و تعالى متصف بجميع صفات الكمال و منزه عن جميع صفات النقص نؤمن إيماناً قوياً بأن الله سبحانه و تعالى ليس كمثل شيء و هو السميع البصير نؤمن بذلك و نحقق ذلك واقعاً عملياً أقول لكم أيها الأخوة إن الداعي و الداعية إذا حققوا هذا الإيمان عمرت قلوبهم بتقوى الله سبحانه و تعالى بمحبة الله سبحانه و تعالى بالبعد عن معصيته سبحانه و تعالى ثم أحبهم الله عز و جل أحبتهم الملائكة أحبهم الخلق و قبل الناس دعوتهم .(3/60)
و لذلك هنا نعرف معنى و تأثير تحقيق العقيدة و قوة الإيمان في القلوب و أثرها في قبول المدعوين لدعوتنا كذلك أيها الأخوة ينبغي لنا جميعاً أن ننتبه إلى الأساس المهم من أسس نجاح الداعية و هو العلم و الفقه في الدين ينبغي للداعية أن يعلم بما يدعو يعني لا تدعو لشيء تجهله و من المشكلة أيها الأخوة أن بعض الناس يعرفون بغض الآيات يحفظونها و بعض الأحاديث لكنهم لا يعرفون ما فيها من الفقه ما فيها من الحلال و الحرام و هذا مزلق خطير وقع فيه بعض الناس فينبغي لك أيها الداعي إذا دعوت لشيء أن تعرف ما فيه من الحلال ما فيه من الحرام ما فيه من الأحكام من أقوال العلماء حتى تكون دعوتك على بصيرة تأمل في قوله سبحانه و تعالى قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أي على علم و لذلك ينبغي للداعية أن يكون حريصاً جداً على طلب العلم و على الاستزادة منه و أن لا يقف عند حد فيقرأ كثيراً و يقرأ في كتب التفسير و في الأحاديث في الفقه يعرف أقوال العلماء حتى تكون دعوته واضحة و ليس عليها غبش و الناس أيضاً يتقبلونها و يستفيدون من علمه كذلك تأمل في قوله سبحانه و تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذنبك طوب الإمام البخاري رحمه الله على هذه الآية باب العلم قبل القول و العمل أي أنه ينبغي لك أن تعلم أولاً ثم تدعو إلى ما علمته لا أن تدعو و أنت على جهالة فإن هذا يضر كثيراً كذلك أيها الأخوة الذي يدعو على جهالة يضر أكثر مما ينفع و قد يوقع الناس في التهلكة و في المهالك و في البدع و في الخرافات و أيضاً أيها الأخوة من الأسس المهمة للداعية الإكثار من العبادات ينبغي للداعي و الداعية و لكل مسلم أن يكثر من العبادات .(3/61)
و أنتم تعلمون جميعاً ما ورد في الحديث القدسي و قول الله سبحانه و تعالى و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لأن سألني لأعطينه و لأن استعاذتي لأعيذنه إذاً ينبغي لك أيها الأخ الداعية أن تحرص على الإكثار من العبادات فإن العبادات لها أثر على القلب و لها نور في القلب و نور في الوجه و الناس يتقبلون منك و لذلك ينبغي للإنسان أن يكثر من العبادات إطاعة لله سبحانه و تعالى و رغبة في الأجر و الثواب العظيم من الله سبحانه و تعالى كذلك من الأسس العظيمة و المهمة الإخلاص أخلص في دعوتك أخلص في جميع أقوالك و أفعالك حتى يتقبل الناس منك تأمل في قوله سبحانه و تعالى إنما يتقبل الله من المتقين كان كثير من السلف إذا قرؤوا هذه الآية يبكون يقول أحدهم هل أنا من المتقين الذين يتقبل الله منهم هذا على ما هم عليه من كثرة العبادة و العلم و الورع و التقوى و مع ذلك كانوا يخشون ألا يكونوا من المخلصين الذين يتقبل الله منهم و لذلك أقول أيها الأخوة الدعاة ينبغي لكم جميعاً أن تستحضروا الإخلاص إذا أردت أن تلقي كلمة أو محاضرة أو درساً فينبغي لك أن تتذكر الإخلاص أن تخلص لله سبحانه و تعالى أن تكون نيتك خالصة لوجه الله عز و جل لا تريد أمراً غير الثواب من الله سبحانه و تعالى و غير هداية الناس و دلالتهم على الخير فإن هذا له شأن عظيم و يتقبل الناس و يقبلون من هذا الشخص كذلك أيها الإخوة من الأسس المهمة و العظيمة سلامة القلب من الأمراض ينبغي للداعية و للمسلم عموماً أن يحرص على تطهير قلبه من الأمراض من الغل من الحقد من الحسد من الشحناء من البغضاء من الرياء من حب السمعة و المحمدة و غيرها من الأمراض .(3/62)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه تأملوا في كلامه رحمه الله يقول كثير من الناس يحاسبون أنفسهم على ذنوب الجوارح و لكن القليل من الناس من يحاسب أنفسهم على ذنوب و معاصي القلوب مثل المحبة و الرجاء و الخوف و النية أنظر يا أخي الكريم على سبيل المثال في النية النية عمل قلبي و قبول الأعمال مناط بصلاح النية لذلك النبي صلى الله عليه و سلم ماذا قال قال إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى إذاً هذا تعظيم لشأن النية و لذلك ينبغي لك أن تخلص في نياتك سواءً فيما تقوم به من الدعوة لله عز وجل أو ما تقوم به من العبادات ينبغي أن تخلص فيها لله سبحانه و تعالى كذلك من الأسس المهمة لنجاح الداعية المحاسبة حاسب نفسك استغفر حاسب نفسك على ذنوبك على معاصيك على الرياء و على غيرها كذلك من الأسس الاعتماد على الله و عدم الاعتماد على غيره و كثرة سؤال الله سبحانه و تعالى على التوفيق كذلك من الأسس المهمة الأخلاق الفاضلة ينبغي لك أن تتحلى بالأخلاق الفاضلة تأمل في قوله سبحانه و تعالى وإنك لعلى خلق عظيم تجد أن الله عز و جل امتن على النبي صلى الله عليه و سلم بهدايته للأخلاق الفاضلة و صاحب الأخلاق الفاضلة يتقبل الله يتقبل الناس يتقبل الناس منه و القلوب يعني سبحان الله تهفو إليه و تقبل منه و ترتاح إليه كذلك من الأسس المهمة الحكمة و الدعوة إلى الله بحكمة و موعظة حسنة كذلك الإقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم أسأل الله الجميع التوفيق و السداد و أن يثبتنا على طاعته و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد
لشيخ إبراهيم بن محمد الزبيدي ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
حلاوة الإيمان
موضوع الحلقة :(3/63)
اللهم لك الحمد اللهم لك الشكر اللهم لك الثناء عز جاهك وجلّ ثناؤك وتقدست أسمائك ولا إله إلا أنت سبحانك في السماء عرشك وفي الأرض سلطانك وفي البحر عظمتك وفي الجنة رحمتك وفي النار سطوتك وفي كل شيء حكمتك وآيتك لك الحمد ما حثت لمجد ركائبي وما هملجت كالصافنات مراكبي لك الحمد ما غنى الحمام ورجعت على ثمن غصن لحون نوادب لك الحمد ما مد الضياء شراعه وما بزغت شمس على كل سارب لأنك محمود على كل حالة ً لكرب ترجى أو لنيل الرغائب فأنت الذي يستاهل الحمد كله بلهجة شادٍ أو بطاعة كاتب وأنت الذي لو جمع المدح كله لما كان إلا الجزء من كل واجب وتا الله لو سطرت بالدمع مدحتي وخطت على خدي حروف المناقب وأسعفت حباً من دمي في مدادها لقصرت في مدح وكلت مواهبي فلك الحمد عدد نجوم السماء وقطرات الندى وحبات الثرى لك الحمد ماتحركت شفاه وسجدت جباه وسبح تقاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد أيها الإخوة المستمعون عنواننا هذه الليلة طعم الإيمان أو حلاوة الإيمان الإيمان له حلاوة له مذاق جميل قال فيه صلى الله عليه وسلم كما روى مسلم في صحيحه ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً نعم إن للإيمان مذاق خاص هذا الإيمان العجيب الذي قال الله تبارك للإنسان أوى من كان ميتاً فأحييناه كان ميتاً في بعده عن الله في ظلاله في فساده في انحرافه في كفره لكنه أصبح حياً بالإيمان كان ميتاً بالظلال والبعد والكفر والجهالة وأصبح حياً لما أنار الله بصيرته بالإيمان ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً هذه يسميها العلماء الأصول الثلاثة هذه أول ثلاثة أسئلة أول ثلاثة أسئلة يحاسب يسأل عنها العبد في قبره يسأل من ربك وما دينك ومن نبيك فيذوق طعم الإيمان الذي يرضى بربه وبدينه وبنبيه عليه الصلاة والسلام(3/64)
.وإذا أمن الإنسان إيماناً صادقاً حقيقياً يرزقه الله تبارك وتعالى حلاوة الإيمان قيل لبلال ابن رباح رضي الله عنه وأرضاه كيف صبرت على ذلك التعذيب الشديد الذي كان يلقاه من كفار قريش كانوا يظهرونه في حرارة الشمس في حرارة مكة ويضعون الحجارة المحماة على ظهره ويضعون صدره على الرمضاء وهو لا يردد إلا أحد احد قالوا كيف صبرت على هذا العذاب قال رضي الله عنه وأرضاه مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب فما أحسست بعذاب وذاك خبيب ابن عدي رضي الله عنه الذي تربى على سمع محمد عليه الصلاة والسلام
وبصره خبيب ابن عدي أخذه المشركون وعذبوه وأذوه وأخذه بني الحارث ليقتلوه بأبيهم لأن خبيب قتل أباهم في بدر ثم أرادوا أن يخرجوا به إلى الحل ليقتلوه فستأذن منهم قبل أن يرفعوه على المشنقة يستأذن أن يصلي لله لأنه لا يأنس إلا بقربه من الله لا يأنس إلا حينما يضع جبهته ساجداً للعلي الأعلى جل في علاه فصلى ركعتين وقل لولا إني خشيت أن تقولوا أطال في الصلاة جزعاً من الموت لأطلتهما ثم وقف رضي الله عنه وأرضاه وهو ينظر إلى هذه الحشود الحاشدة كل من حوله من المشركين ينظر إليهم كلهم من الأعداء حتى اخذ يقول لقد جمع الأعداء حولي وألبوا قبائلهم واستجمعوا كل مجمعي وكلهم مبدي العداوة جاهداً علي لأني في وثاق بمطبعي وقد جمعوا أبنائهم ونسائهم وقربت من جزع طويل ممنع إلى الله أشكوا غربتي ثم كربتي وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي فدا العرش صبرني على ما يراد بي فقد بضعوا لحمي ويأس مطمعي ولست أبالي حين يقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي وذالك في ذات إله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوا منزع حلاوة الإيمان قال فيها صلى الله عليه وسلم ثلاث منكن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ما هي أخوتي المستمعون ما هي أخوتي المشاهدون:(3/65)
هذه الثلاث أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء ما يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار أما خبيب رضي الله عنه وأرضاه فذاق طعم الإيمان وحلاوة الإيمان وسعادة الإيمان فلم يبالي بها هؤلاء الأعداء نظر إليهم وإذا كلهم من الأعداء لسان حاله كما قال الأول أطاعن خيلاً من فوارسها الدهر وحيداً وما قولي كذا ومعي الصبر وأشجع مني كل يوم من سلامتي وما ثبتت إلا وما في نفسها أمر وكم من جبال جبت تشهد أنني الجبال وبحر شاهد أنني بحر فأقدمت إقدام الأتي كأنني سوى المهجة أو كان لي عندها وتر هذا خبيب رضي الله عنه فوضعوه على المشنقة فأخذ يقول اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبقي منهم أحدا اللهم بلغ رسولك عليه الصلاة والسلام سلامي فيسألونه وهو على خشبة المشنقة أترجوا وترضى أن يكون محمد مكاناً قال لا والله لا أرضى أن يصاب عليه الصلاة والسلام بشوكة وأنني معزز مكرم في أهلي هذا هو الإيمان أيها الإخوة المؤمنون(3/66)
ثم لما قتل جاء خبره إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل اثنين من أصحابه فلما أنزلا خبيب عن خشبته وإذا جرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك يقول الزبير ابن العوام رضي الله عنه فلما أنزلناه وإذا جسمه يتطوى وجرحه يثعب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك وهو وكأنه مات الآن وله منذ مات أربعين يوماً لا إله إلا الله علوا في الحياة وفي الممات بحق تلك إحدى المكرومات فرد ثياب الموت حمراً ثم أتى لها الليل إلا وهي من سندس خضر فتى كلما فاضت عيون قبيلة دماً ضحكت الأحاديث والذكر هكذا الإيمان يصنع الأعاجيب يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وكان يقول رحمه إن كان أهل الجنة فيما أنا فيه من نعيم إنهم لفي نعيم يحبس ويؤذى ويعذب يقول ماذا يصنع أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري أما سرت فهي معي أما قتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة وحبسي خلوة يخلوا بالله تبارك وتعالى فكان يخرج أحياناً من البلدة ويقول وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خالية وإني لأستخشي مابي خشوه لعل خيال منك يلقى خياليا إنها حلاوة الإيمان أيها الإخوة المؤمنون عندما يجدها المؤمن يقو الجنيد رحمه الله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجلدونا عليها بالسيوف أي سعادة لا يملكون من الدنيا شيئاً لا يملكون من الدنيا مناصب ولا أموال وإنما يملكون إيماناً يجدون حلاوته في قلوبهم جاء إعرابي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قال:(3/67)
إلى ما تدعوا قال إلى لا إله إلا الله وأني رسول الله فشهد على ذلك قال مالي إذا مت على ذلك مالي إذا مت على ذلك قال عليه الصلاة والسلام لك الجنة جنة عرضها السماوات والأرض فدخل الإيمان في قلبه من أوسع أبوابه فدخل يجاهد في سبيل الله فلا انتهت المعركة أراد أن يعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً من الغنائم قال لا أريد هذا أريد أن أقتل في سبيل الله أريد أن يأتيني سهم من هنا ويخرج من هنا أشار إلى نحره ثم قال له صلى الله عليه وسلم إن تصدق الله يصدقك فقاتل فجاء سهم فوقع في نحره فمات شهيداً في سبيل الله فوجده عليه الصلاة والسلام وأخذ يرفعه بين كفيه ويقول صدق الله فصدقه الله صدق الله فصدقه الله أرواحنا يا ربي فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنماً وجواراً فوزاً بجناة النعيم فإنها نعم المقر لحامل الإيمان فيها الهناء ولا ترى أبدا بها شيئاً من التكدير والنقصان لكن لماذا لا نشعر أيها الإخوة بطعم الإيمان أولاً لكثرة الذنوب والمعاصي يقول ابن المبارك رحمه الله رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها لا نشعر بلذة الإيمان لأننا قصرنا في طاعة الله ومنها أيضاً أيها الإخوة عدم استشعارنا وتفكيرنا في العبادة الله تبارك وتعالى يقول إنما أعدكم بواحدة أنت تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا قال العلماء المعنى أنه يعظ قومه بموعظة واحدة أن يقوموا بعبادة الله حق القيام ثم يتفكروا أخي المسلم إذا قمت بالصلاة إذا أديت الصلاة تفكر بعدها هل أديتها كما أمر الله هل أذدت إيمانا ً ونوراً و هداية هل نهتك هذه الصلاة عن الفحشاء والمنكر كما أمر الله أم لا راجع نفسك وحاسب نفسك عامر ابن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنه وأرضاه رحمه الله يقول كان يكثر من الدعاء بعد صلاة العشاء وليلة ما أكثر من الدعاء قالوا فذهب إلى بيته بعد العشاء فتذكر الدعاء قبل أن يطرق باب أهله فرفع يديه وجعل يدعوا(3/68)
الله فما أفاق إلا وهو يؤذن لصلاة الفجر هكذا إخوتي المؤمنون يجدون السعادة والنور والهدايا أسأل الله أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وإلى لقاء أخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لشيخ الدكتور ابراهيم بن ناصر الحمود( أستاذ مشارك بالمعهد العالي للقضاء - الرياض)
ضيف الحلقة :
حقيقة التقوى وثمراتها
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد أيها المشاهدون والمشاهدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أوصيكم نفسي بتقوى الله عز وجل فتقوى الله سبحانه وتعالى فيها خيري الدنيا والآخرة والتقوى لكمة جامعة نافعة وحقيقة التقوى كما فسرها بعض السلف هي أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر فمن أطاع الله سبحانه وتعالى على نور من الله يرجو ثواب الله وترك معاصي الله على نور من الله يخشى عذاب الله فهو إن شاء الله من المتقين وقد ورد ذكر التقوى في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم تصل إلى أكثر من مائتين وثلاثين موضعاً من كتاب الله الكريم والتقوى هي زاد المتقين ولهذا أهتم بها القرآن الكريم في أوامره والسنة المطهرة النبي صلى الله عليه وسلم حث على التقوى في أكثر من موضع فالقرآن الكريم يقول جلّ وعلا في كتابه العزيز أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا أيها الذين أمنوا أتقوى الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون ويقول جلّ شأنه يا أيها الذين أمنوا أتقوى الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ويقول جلّ وعلا يا أيها الذين أمنوا أتقوى الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ويقول جل شأنه وأتقوى يوماً ترجعون فيه إلى الله .(3/69)
وتقوى الله حق تقاته كما فسرها أحد السلف هي الإيمان بالتنزيل والقناعة بالقليل والخوف من الجليل والاستعداد ليوم الرحيل ومهما قيل في معنى التقوى فإنها كلمة جامعة نافعة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول أتقي الله حيث ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن فإذا كانت هذه التقوى بهذه المنزلة وبهذه المكانة فما هي علاماته التي تدل عليها ومتى يعرف المسلم بأنه من المتقين هذا من الأمور المهمة التي يجب أن يتعرف إليها كل مسلم فمن علاماتها ذكر الله سبحانه وتعالى فإذا رأيت المسلم دائماً يذكر الله تعالى ويراقب الله في السر والعلن فأعلم أنه إن شاء الله من المتقين لأن هذا يدل على خوفه من الله والتقوى تدل على الخوف والرجاء ولا سيما وأن كثرة ذكر الله عز وجل فيها حياة للقلوب والتقوى محلها القلب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب فذكر الله تحيى به القلوب كما قال جل شأنه إلا بذكر الله تطمئن القلوب وأيضاً التقوى لها ثمرات عديدة تعود على الفرد وعلى المجتمع وتعود على الأمة بكاملها فمن هذه الثمرات أن التقوى سببٌ لدخول الجنة وهل هناك مطلب أعظم من هذا المطلب لكل مسلم الذي يرجو الفوز بجنة عرضها السموات والأرض والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز إن للمتقين مفازة حدائق وأعنابا ويقول جل شأنه إن للمتقين عند ربهم جنات نعيم ويقول سبحانه وتعالى إن المتقين في جنات ونهر فآيات كثيرة تدل على ان التقوى سببٌ من أسباب دخول الجنة كذلك التقوى من ثمراتها أنها سبب من أسباب النجاة من النار والعياذ بالله .(3/70)
يقول الله جل وعلا في كتابه العزيز وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم سوء ولا هم يحزنون ويقول جلّ شأنه ثم ننجي الذين اتقوا ونضل الظالمين فيها جثيا فإذا كانت التقوى سبب لدخول الجنة وسببٌ للجناة من النار فلما يتأخر المسلم ويتردد في طلبها لأنها فوز في الدنيا وفوز في الآخرة من ثمراتها أيضاً أيها الأخوة أنها سبب لحصول العلم النافع فالله سبحانه وتعالى يقول فاتقوا الله ويعلمكم الله التقوى سببٌ لحصول الرزق وتفريج الهم والغم والكرب.
يقول جل وعلا في كتابه العزيز ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب أيضاً أيها الأخوة التقوى سببٌ لتكفير السيئات والخطايا والله سبحانه وتعالى يقول ومن يتقي الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ويقول جلّ شأنه في كتابه العزيز يا أيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم والآيات في هذا المقام كثيرة أيضاً من ثمرات التقوى أنها تجلب محبة الله سبحانه وتعالى وهي سببٌ لينال العبد لسببها رحمة الله سبحانه وتعالى فالله يحب المتقين والله سبحانه وتعالى يقول ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون فهذا مما يدل على أنها تجلب محبة الله وتجلب رحمته من ثمراتها أيها الأخوة أن التقوى دليل على فوز العبد يوم القيامة وأنها دليل على ميزان التفاضل بين العباد يوم القيامة كما قال جل شأنه إن أكرمكم عند الله أتقاكم ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى فهي سبب للتفاضل والتمايز بين العباد يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.(3/71)
هذه التقوى أيها الأخوة هي أيضاً سببٌ لقبول الأعمال ولو تتبعنا كتاب الله عز وجل لوجدنا الدليل على ذلك واضحاً كما قال جل شأنه في كتابه العزيز إنما يتقبل الله من المتقين فالمتقون الذين يتقون الله في السر والعلن تقبل أعمالهم عند الله وترفع درجاتهم من ثمرات التقوى أيها الأخوة أنها سببٌ للنصر على الأعداء ولهذا جاء في قول الله عز وجل إن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا فمن اتقى الله سبحانه وتعالى ولجئ إليه وتوكل عليه فبإذن الله يكتب الله النصر له ومن وصايا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يوصي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأمراء الأجناد يوصيهم بتقوى الله سبحانه وتعالى فيقول عليكم بتقوى الله فإنها خير نكاية للعدو يعني أنها من خير العدة في الحرب فهي سببٌ للنصر والله سبحانه وتعالى يقول إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ونصر الله سبحانه وتعالى إنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وهذه هي غاية التقوى فثمرات التقوى كثيرة ينبغي على المسلم ان يحرص على طلبها وتحصيلها وأعلم أن هناك أمور تدل على أو تعين على التقوى في تحصيلها كما يعلم المسلم أنه كلما تتبع كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبييه محمد صلى الله عليه وسلم علم يقيناً أن هذه التقوى هي زاد المتقين فتقوى الله سبحانه وتعالى خير زاد ليوم المعاد فتقوى الله سبحانه وتعالى خير زاد ليوم المعاد ولهذا يعلم المسلم أن الزهد والورع واتقاء الشبهات والإخلاص لله سبحانه وتعالى كل ذلك من الأسباب المعينة على تقوى الله سبحانه وتعالى فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول أتقي الله حيث ما كنت يقول صلى الله عليه وسلم من أتقى الشبهات فقد ستبرئ لدينه وعرضه من اتقى الشبهات فقد ستبرئ لدينه وعرضه والإخلاص لله سبحانه وتعالى كما قال جل شأنه وعبد الله المخلصين له الدين فيعمل المسلم على تقوى الله ويخلص العبادة لله سبحانه وتعالى فالله لا يقبل العمل إلا ما كان خالصاً وأبتغ(3/72)
به وجه الله هناك أيها الأخوة معوقات التقوى منها الركون إلى الدنيا الفانية بملذاتها وشهواتها فالنفس جبرت على الشهوات والملذات ومنها إتباع الهوى والله سبحانه وتعالى يقول ولا تتبعوا الهوى فيظلك عن سبيل الله فيجب على المسلم أن يحرص على تقوى الله سبحانه وتعالى وأن يجعلها خيرٍ زاد له في الدنيا والآخرة ويكون من المتقين ويفوز بجنات النعيم نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من عباده المتقين ومن أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد 0
الدكتور فيصل بن سعود الحليبي ( الإحساء - السعودية )
ضيف الحلقة :
كن مع نفسك صريحا
موضوع الحلقة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فأحييكم أيها الأحبة بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3/73)
أحبتي الكرام إن من الخطأ حقا أن يعتقد بعض من منّ الله عليهم بالهداية والاستقامة حتى هدوا في طريق الدعاة أو طلبة العلم أو حتى من عامة الناس الذين استلكوا طريق الإيمان وارتضوه من الخطأ أن يعتقدوا أنهم قد بلغوا درجة من الكمال كبيرة هذا الاعتقاد الذي يوهمهم بشعور شيطاني خفي ليسقطهم في شباك غاية في التعقيد حتى تبدو عليهم مظاهر قد لا يتبين لهم ولكنها غاية في الظهور أمام الناس وإليك بعض هذه المظاهر التي أطلب من نفسي أولا وألتمس منك أيها الصادق مع نفسك أن تبحث عنها في نفسك وبين أهلك حتى نقوم على علاجها فأول هذه المظاهر أن يشعر أحدنا بأنه فوق النصيحة وأنه هدى ناصحا و لا يقبل أن يكون منصوحا فإن من المفاجأة له أن يتجرأ أحد من الناس بنصيحته وقد يبدي شيئا من قبولها لكنها تكون على نفسه أثقل من الجبال وهنا يتثاقل عن العمل بها وربما يبدأ بفتح صفحة جديدة للكره أو البغض على الأقل تجنبه زيارة هذا الناصح الأمين أو يستثقل مجالسته فأين هذا المنصوح من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ) قلنا لمن قال ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم فهل يحب من يأبى النصيحة أن يبقى على ذلله من دون أن ينبهه أحد على ذلك فيكون بذلك عرضة للاستمرار في هذا الخطأ والوقوع في عواقبه، المظهر الثاني البحث عن الفتاوى الشرعية التي توافق هواه أو تحقق له مصلحة شخصية حتى لو أدى هذا الأمر إلى تغيير وجهة نظر كانت راسخة في ذهنه أو عليها عمله فترة طويلة وإن أشبه شيء لهذا التصرف هو ما يطلق عليه بعض العلماء تتبع الرخص تشهيا ولعبا بالدين وأحكامه يقول الإمام الشاطبي رحمه الله ( إذا صار المكلف في كل مسألة عنت له يتبع رخص المذاهب وكل قول وافق فيها هواه فقد خلع ربقة التقوى وتمادى في متابعة الهوى ونقض ما أبرمه الشارع وأخر ما قدمه ) .(3/74)
المظهر الثالث من هذه المظاهر الخفية التقليل من عمل الآخرين والتحقير من جهودهم ففي الوقت الذي يتفانى عدد من المخلصين في خدمة الدين ورفعته والدعوة إليه نجد لا يعرف إلا النهش في نواياهم والقدح في مقاصدهم ويحاول جاهدا في صرف ألوان الإكبار عنهم وقد يصل الأمر إلى السخرية بهم أحيانا وتكمل فرحته إذا ظهر خطأ أحدهم ومطية ذلك كله سوء الظن وعدم صفاء القلب والنفس و و الله لا أجد ترهيبا بمثل هذا المظهر أكثر من قول الله سبحانه ( الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ) ،
الرابع من هذه المظاهر الانشغال بالجزئيات والتفريط في الأمانات وياله من مظهر لا يتفق أبدا مع مظهر الالتزام والصدق مع الله عز وجل فهل من الدين يا أحبتي الكرام أن ينشغل المرء ببعض المندوبات حتى يؤثر هذا على أداء العمل والأمانة التي يجب القيام بها عليه هل من الالتزام أن يتظاهر بالمرض أو بالتعب حتى يتخلف عن حضور الدوام الرسمي وهل من التمسك بالإسلام أن يفرق في رعايته لأسرته وتربية أولاده حتى يصيبهم الانحراف بحجة نشر الدين والدعوة إليه وهل من الاستقامة أن يتخذ المرء الكذب مطية لدفع تهمة التقصير في المسئولية الملقاة على كاهله يقول الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) .
الخامس من هذه المظاهر حب الظهور والقيادة ولو على شيء يسير بل ربما يجاهد ويكافح من أجل هذا الأمر وما علم أن تحمل المسئولية والأمانة حمل ثقيل على الأتقياء و الأخفياء والمخلصين فعن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله وقال الآخر مثل ذلك فقال ( إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه ) رواه مسلم .(3/75)
المظهر السادس من هذه المظاهر جلافة الخلق والترفع على عامة الناس وضعفائهم فإن الله سبحانه وتعالى قال لنبيه ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) فإن الرفق أيها الموفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ومن تواضع لله رفعه .
المظهر السابع من هذه المظاهر الافتخار بقوة الجدل وطول النفس في المراء ولو بالحق أو في أمور العلم ومسائله فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها ) رواه الترمذي وقال حديث حسن .
الثامن من هذه المظاهر ضعفه أمام الفتن فإن في الشدائد تتميز الهمم العالية وتثبت القلوب الصافية ويأبى صاحب البناء المهلهل إلا أن ينهار ويسقط خائبا وإن هذا الانهيار المحسوس ليدل على انهيار داخلي في قلب الإنسان وإيمانه ولقد حكى الله سبحانه وتعالى هذا المشهد في أروع بيان فقال سبحانه ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين ) .(3/76)
المظهر التاسع النظرة السوداء للحال الذي يعيشه المسلمون اليوم وتصوير الواقع بأنه مظلم لا بصيص فيه للأمل وإكثار الكلام عن وجود أنواع الفساد وكثرتها من دون أن يكون للمبشرات في حديثنا نصيب ولا لأخبار النصر في مجالسنا وجود الأمر الذي يزيد من هزيمتنا النفسية ويصيب الأنفس المترددة بالتخاذل وكأننا أيها الأحبة ما نقرأ في كتاب الله عز وجل ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) فلنملأ قلوبنا بالتفاؤل ونحاول بدلا من سوداوية النظرة أن نبحث عن الأخطاء فنصلحها في أنفسنا وفي أهلينا وفي مجتمعنا ونراجع الأعمال وننقحها و لا ننشغل بالحزن على الرزايا ولنعلم أن الحكم بالهلاك لا يأتي إلا بالهلاك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكُهم ) رواه مسلم ولنعلم أيضا أن النصر لا يأتي إلا بالنصر ولن يأتي أبدا بالأحزان ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) .
المظهر العاشر سرعة الحكم على ما يحدث من أحداث ولقد أتبعنا هذه العجلة أيها الأخوة بتعميم الأحكام على الفرق والأشخاص وقد افتقد هذا وذاك عوامل الحكم الصحيح من الأهلية بذلك والدراسة الوافية والتثبت في الأمر وإنعام النظر وطول التأمل فأي نتيجة سوف نحصدها من زرع لم يسق بالماء الصالح ولم يشتم الهواء الصحي ولم ترعه الأيدي المحترفة أيننا من قول الله سبحانه وتعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعو به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا )
أخي الحبيب فلنترك الكلام لأهل العلم يقولون فيه ما يفتح الله سبحانه وتعالى عليهم ولنمسك عن الخوض في ما لا نعلم فإنه قارب النجاة للمجتمع وحزام الأمان للأمة ( و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولائك كان عنه مسئولا )(3/77)
أخي الحبيب إننا بحاجة ماسة أن نراجع أنفسنا في كل ما ذكرته من مظاهر ونتحسس هذه الأشياء في أنفسنا وفي أهلينا وبين أصدقائنا فأجمل شيء أن يكون المرء مرآة لأخيه المسلم حتى لا يدعه يقع في المصائب والأخطاء والمعاصي وغير ذلك إذا تحسسنا ذلك في أنفسنا وبين أهلينا وفي مجتمعنا صلحت هذه الأمة ومضت سفينتها على بحر آمن حتى تصل إلى ساحل آمن وهو الإيمان بالله عز وجل والسعادة الهانئة الطيبة في الدنيا والآخرة أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الهداية والإخلاص والتوفيق وأن يرزقنا الجنة وأن يعيذنا من النار نحن ووالدينا وأحبابنا إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الشيخ إبراهيم بن محمد الزبيدي ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
مصيبة الموت
موضوع الحلقة :
الحمد لله، الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.(3/78)
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون مصيبة الموت، الموت حق لا شك فيه ونهاية لكل مخلوق وصدق أصدق القائلين ( كل نفس ذائقة الموت ) الموت يصل إلى كل مخلوق ولو صعد سفوح الجبال أو نزل أعماق البحار أو سكن كهوف الأرض ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) الموت سماه الله مصيبة وذكره في كتابه في مائة وأربعة وستين موضعا ليوقظ الغفلان وينشط الكسلان هو الموت لا منجى من الموت والذي أحاذر منه الموت أدهى وأفظع الموت يقسم الظهور ويخرجهم من الدور لا يستأذن و لا يعرف أحدا هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب نؤمل أعمالا ونرجو نتاجها وعل الردى مما نرجيه أقرب ونبيني القصور مشمخ الرأس في الهوى وفي علمنا أنا نموت و تخرب ، الموت يخلع الألباب ويكسر الأصلاب ويفجع الأحباب ويشتت الأصحاب الموت لا والدا يبقي ولا ولدا هو السبيل لألا ترى أحدا مات النبي فلم يخلد لامته لو خلد الله حيا بعده خلدا للموت فينا سهام غير مخطئة من فاته اليوم سهم لم يفته غدا ، الموت يهدم اللذات ويفرق الجماعات وييتم البنين والبنات ، كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول ، الموت ليس له زمان محدود و لا مكان معلوم ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) فقد يدركك الموت وأنت على فراشك وقد يدركك وأنت في سيارتك وقد يدركك وأنت في الجو في الطائرة وقد يدركك وأنت على المشنقة وقد يدركك وأنت في أرض المعركة ، من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد ، الموت هجم على الأنبياء وأفزع الأولياء كسر الأكاسرة وقصر القياصرة يهجم على الشيخ الكبير والشاب القوي ويخترم الطفل الصغير من أحضان أمه قال الحسن رحمه الله لقد فضح الموت الدنيا فلم يدع لذي لب فرحا وقال يونس بن عبيد ما ترك ذكر الموت لنا قرة عين في أهل و لا مال وقال العلماء من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث تعجيل التوبة وقناعة القلب ونشاط العبادة ومن نسي ذكر(3/79)
الموت ابتلي بثلاث تسويف التوبة وترك الرضا والتكاسل بالعبادة الموت شديد على الأرواح صعب على النفوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لمعاينة ملك الموت أشد من ضرب بالسيف ) وقال عليه الصلاة والسلام ( إن العبد ليعالج كرب الموت وسكراته وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض تقول عليك السلام أفارقك وتفارقني إلى يوم القيامة ) قيل لإبراهيم عليه الصلاة والسلام يا خليل الرحمن كيف وجدت الموت قال وجدته والله شديدا وجدته والله شديدا إنه أشد من الطبخ في القدور والقطع بالمناشير أقبل ملك الموت نحوي بكلوب من الحديد فأدخله في كل عضو مني حتى جعله في القلب ثم طعن في القلب طعنة بحربته المسمومة باسم الموت فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة لكان أهون علي قال أما إنا قد هونا عليك يا خليل الرحمن
وقيل لموسى عليه الصلاة والسلام يا كليم الرحمن كيف وجدت الموت قال وجدت نفسي كالعصفور الحي الذي يوضع على المقلاة لا ينجو فيطير و لا يموت فيستريح وروي أنه قال وجدت نفسي كشاة تسلخ بيد القصاب وهي حية وهذا محمد عليه الصلاة والسلام اشتد عليه الكرب وكان يوعك وعكا شديدا ويضع يده في الماء يبل خميصة ويضع على جبينه وكان يقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات لا إله إلا الله اللهم هون علي سكرات الموت اللهم اغفر لي وارحمني حتى تقول عائشة ما أغبط أحد بهون موت بعد الذي رأيت من رسول الله عليه الصلاة والسلام وكان أبو بكر عند موته يقول يا ليتني ما عرفت الحياة يا ليتني ما عرفت الحياة يا ليتني كنت شجرة تعول .(3/80)
وكان عمر رضي الله عنه يقول يا ليتني ما عرفت الحياة ضعوا خدي على الأرض فلعل الله أن ينظر إلي فيرحمني لعل الله أن ينظر إلي فيرحمني هؤلاء وهم الأخيار الأبرار الأتقياء الصادقون المخبتون المقبلون على رب العالمين عمر بن العاص رحمه الله ورضي عنه لما أدركته الوفاة جمع من حوله من جنوده وقال هل تغنون عني من الله شيئا قالوا لا قال اذهبوا فتفرقوا عني فأتاه ابنه عبد الله قال يا بني أحسن لي الوضوء فتوضأ ودخل المسجد ثم توجه إلى القبلة قال ابنه عبد الله كيف تجد الموت يا أبتاه قال يا بني أجد نفسي كأن السماوات السبع انطبقت على الأرض وأنا بينهما وكأن جبل رضوه على صدري وكأن شوك السعدان ينزع من قدمي وكأنني أتنفس من ثقب إبرة ، هذا هو الموت الصعب الشديد فيا أخوتي الكرام إذا كانت مصيبة الموت أصابت الأنبياء والمرسلين والأولياء والمتقين فما لنا عن ذكره مشغولون وما لنا عن الاستعداد له متخلفون ( قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ) فيا أيها الأخوة الأبرار اسعوا في فكاك رقابكم فو الله ما بينكم وبين الندم والعلم أنها قد زلت بكم القدم إلا أن يحوم عقاب المنية عليكم ويفوق سهامها إليكم فإذا الندم لا ينفع وإذا العبر لا يصنع وإذا الشفيع لا يشفع وإذا الذي ذهب لا يسترجع فما بال الشاب لا ينتهي عن الصبوة و ما بال الشيخ الكبير لا يشمر ويلحق بالصفوة وما بال المرأة المسلمة لا تدع الغفلة وتستعد للموت مادامت في زمن المهلة ، ألا أيها المغرور والموت نحوه خلقت له تحدو إليه الركائب غرك حلم الله أم لست موقنا أنك مبعوث غدا ومحاسب بأيسر من مثقال حبة خردل وأنك مجزي بما أنت كاسب فيا أيها المستمعون والمستمعات تأملوا وفكروا وبادروا فأنتم اليوم .(3/81)
أنتم اليوم بالشامبو والصابون تغسلون وغدا بالماء والسدر تغسلون أنتم اليوم بالطائرة والسيارة تركبون وغدا على لوح من الخشب تحملون انتم اليوم على السرير الوسيع تنامون وغدا في لحد ضيق توضعون انتم اليوم مع الأهل والأولاد تضحكون وغدا في ظلمة القبور تحاسبون أنتم اليوم على ظهر الأرض تمشون وغدا تحت التراب تحاسبون فالبدار البدار البدار البدار البدار بالتوبة الصادقة والإقبال على الله ولنستعد لهادم اللذات ومفرق الجماعات ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا وأعقبه يوم عليك شهيد فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة فثن بإحسان وأنت حميد و لا ترجي فعل الخير منك إلى غد لعل غدا يأتي وأنت فقيد فاستغل حياتك قبل مماتك استغل ما أنت فيه من صحة يا أخي المؤمن واقبل على ربك سبحانه وتأمل في آياته واخبت له جل وعلا وقل حنانيك فاغفر ذلتي وخطائي وجد لي بإحسان وفضل عطاء تجاوز عن الذنب الذي قد علمته وأحسن جزائي قبل يوم لقائي ، أسأل الله أن يردنا جميعا إليه ردا جميلا وأن يأخذ بأيدينا وأيديكم إلى كل خير وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يدلنا وإياكم إلى الهدى والتقى ويجنبنا الضلال والزيغ والغواية إنه على كل شيء قدير والله أعلم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الشيخ محمد عبد الرزاق الطبطبائي ( عميد كلية الشريعة بالكويت )
ضيف الحلقة :
الإسراف
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.(3/82)
أما بعد فإن الله تبارك وتعالى قد بين لنا جميع شؤون الحياة وأرشدنا إلى الخير دائما فإن الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل قد بين لنا الطريق والسبيل والمنهج الذي نسير عليه في حياتنا في علاقتنا بأموالنا وفي علاقتنا بأنفسنا فحرمت الشريعة الإسلامية الإسراف الإسراف كلمة عامة تشمل الإنفاق في المال في غير مصلحة وتشمل أشياء كثيرة سوف نتكلم عنها إن شاء الله في هذه الحلقة فالإسراف ليس كما يتبادر إلى ذهن كثير من الناس من أنه خاص في المال فالإسراف في المال هو التبذير الذي نهى الله عز وجل عنه ولكن الإسراف يأتي في أمور كثيرة وإذا أردنا أن نتكلم أولا عن الإسراف في المال فإن الشريعة الإسلامية قد نهت عنه بل إن الله تبارك وتعالى قد بين حرمت ذلك في القرآن إن علاقة الإنسان بماله هي علاقة أمانة بحيث أنه لا ينفق هذا المال إلا حيث قد أمره الله عز وجل أو أباح له أن ينفق ماله فيه يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل ( و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ):(3/83)
أي أن الإنسان عليه أن يكون متوسطا وهكذا الشريعة الإسلامية هي منهج التوسط في كل شيء في إنفاق المال في القول في العمل في كل هذه الأمور تجد بأن الشريعة الإسلامية هي شريعة الوسطية إذا الإنسان يكون متوسطا في إنفاقه بالنسبة للمال لا، لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك كما بين الله عز وجل لا تبسطها كل البسط الذي يجعل يده مغلولة إلى عنقه هو الذي يبخل على نفسه وعلى عياله بل هذا ما يسميه كثير من العلماء بالشح فإن الشح عند بعض العلماء يختلف عن البخل فالشح أن يكون الإنسان مقلا على نفسه وعلى الآخرين والبخل كما يراه كثير من العلماء هو الإنسان يكون أحيانا كريما على نفسه ولكنه بالنسبة لعياله وبالنسبة للآخرين يكون بخيلا بالنسبة لهم فهذا يسمى بخيل عند كثير من العلماء فهناك فرق بين البخل والشح الشريعة الإسلامية وسط بين أن الإنسان يجعل يده منبسطة بحيث أنه ينفق ما في يده و لا يدخر شيئا لنفسه و لا لأولاده وبين المقتر على نفسه والمقتر على أولاده هذه الوسطية التي أتت بها الشريعة الإسلامية ثم بين الله عز وجل عقوبة من يقع في ذلك أي الإسراف في المال فقال ( فتقعد ملوما محسورا ) ملوما من نفسك ملوما من الآخرين تلوم نفسك لماذا
قد أنفقتك مالك في ما لا نفع فيه وتلام من الآخرين كثير من الرجال كثير من النساء كثير من أولادنا ينفق الأموال في ما لا مصلحة فيه تجد بأن هذه الأموال التي هي أمانة وهي خير من عند الله سبحانه وتعالى قد أنفقت في غير محلها هذا الأب الذي أنفق أموالا على رفاهيته وأنفق أموالا كان يمكن أن لا ينفقها وكذلك بالنسبة للأم ففي ذهابها إلى السوق وشرائها لأمور هي ليست بحاجة إليها أو أنها تشتريها وهي لا تعرف لماذا.(3/84)
قد ارتفع ثمن هذه الأشياء رغم ان هناك من الأشياء ما هو في جودته مثلها أي في مثل هذه الجودة ولكن مع ذلك تتركها إلى شيء آخر غالي الثمن تقع في الإسراف كذلك بالنسبة للبنات والبنين يتنافسون في ما بينهم فيقع كل منهم في الإسراف وهو لا يشعر إلى في منافسته للآخرين فذلك من الأمر الذي قد نهت عنه الشريعة الإسلامية بل إن الله عز وجل قد وصف هؤلاء المبذرين أي المسرفين في المال بقوله ( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) عند هذه الآية الكريمة اختلف المفسرون في بيان سبب أن الله عز وجل جعل المبذرين كأنهم إخوة للشياطين فقالوا أي قال المفسرون القصد من ذلك أن الشيطان هو قد عصا الله عز وجل والذي يبذر ماله قد وافق الشيطان في كونه قد عصا الخالق سبحانه وتعالى فهذا يعتبر أخا للشيطان من هذه الناحية فهو قد شابه الشيطان لكونه قد ابتعد عن تعاليم الله سبحانه وتعالى إذا فبين الله عز وجل ذلك الجزاء بقوله ( فتقعد ملوما محسورا ).(3/85)
شبه الله عز وجل الذي ينفق ماله ثم بعد ذلك لا يجد مالا بالبعير الحسير والبعير إذا أصيب بمرض فإنه ينحسر و لا يستطيع الحراك فكذلك الإنسان الذي أنفق ماله ثم بعد ذلك لا يجد مالا يتحرك به هذا المسكين الذي قد سكن في الأرض و لا يستطيع أن يتحرك لأن حتى التحرك يحتاج إلى مال لا يستطيع أن ينتقل يحتاج مالا في انتقاله فهذا يكون كالبعير الحسير الذي قد انزوى ولذلك حذرت الشريعة الإسلامية من كون الإنسان يقع في التبذير في المال كذلك هناك أنواع أخرى من التبذير ومن هذه الأنواع أن الإنسان يقع في التبذير أو ما يسمى بالإسراف كما ذكرنا فإن الإسراف كلمة عامة تشمل التبذير وتشمل غيره فهناك إسراف يقع من كثير من الناس في الكلام النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الإسراف بالكلام فلذلك قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) فلا يكثر الإنسان من حديث في ما لا فائدة فيه إن كان ذكرا إن كان قراءة للقرآن إن كان تعليما للعلم فلا مانع من ذلك بل يؤجر عليه فليزدد من هذا العمل أما إذا كان في ما لا نفع فيه وهذا كما يقول كثير من العلماء قد دونوا هذا في كتبهم وعالجوا هذه الظواهر في مجتمعاتهم وقال ابن الجوزي قال مما ابتلي فيه الناس اليوم أي في زماني وذلك قبل نحو ألف سنة أنهم يكثرون الحديث في مجالسهم في ما لا نفع فيه لو كان الإنسان انصرف إلى ما فيه نفع في حياته أو في أخراه لكان ذلك خيرا فكون الإنسان يقع في الإسراف في القول الإسراف في الحديث الإسراف في ما لا نفع فيه فذلك يعتبر من الإسراف الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية كذلك هناك الإسراف حتى في العبادة نهت عنه الشريعة الإسلامية.(3/86)
والشريعة الإسلامية كما ذكرنا في مقدمة هذا الحديث بأنها وسط من غير غلو ومن غير تفريط فغنها تكون الشريعة الوسط ما نراه من غلو هذا يختلف عن طبيعة الشريعة وهو من الإسراف في هذا الدين، انظر إلى هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في قصة الثلاثة الذين أتوا إلى بيته وسألوا عن حاله وسألوا عن عبادته فكأنهم تقالوها أي وجدوها قليلة وقد برروا ذلك بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأين هم من النبي عليه الصلاة والسلام فقال احدهم بأنه سوف يقوم الليل ولا يفتر وقال الآخر بأنه سوف يصوم النهار ولا يفطر وقال الثالث بأنه لن يتزوج النساء فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الثلاثة لم يؤيدهم على ما قالوا واعتبر ذلك إسرافا فالواجب على المسلم أن يكون وسطا وأن لا يسرف في أي أمر من الأمور حتى في الوضوء فإنه يتوضأ العدد الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام و لا يجوز له أن يزيد فلا يجوز له أن يزيد على غسل يده ثلاث مرات أما إذا زاد فغنه قد وقع في الإسراف الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية إذا هناك إسراف في المال هناك إسراف في القول هناك إسراف في حتى العبادات هناك كذلك إسراف في ما نراه اليوم من المظاهر التي اهتم بها كثير من الناس وهي في حقيقة الأمر من الأمور التي كذلك تدخل في المنهيات إن ما نراه من هذه البيوت التي خرجت عن الاعتدال إلى الإسراف فكثير من الناس قد اتجه إلى منافسة الآخرين ويقع في الإسراف وهو لا يستطيع أن ينفق على هذه الأمور التي تكلفها فيقع في الدين ويطالبه الناس و لا يستطيع الوفاء ما هو السبب في هذا الإسراف الذي هو في بنائه وفي أثاثه الذي يجلس فيه كل ذلك بسبب حرصه على الدنيا وبسبب عدم معرفته بالحكم الذي بينه الله عز وجل الذي نهى فيه عن أن يكون الإنسان مسرفا بل أن يكون وسطا بين التقتير على نفسه وعلى عياله وبين أن يكون باسط اليد بحيث أنه لا يستطيع أن يتحمل التكاليف(3/87)
التي تأتي إليه بعد ذلك فيوقع نفسه ويوقع أسرته في الحرج ، إن هذا الأدب العظيم الذي بينه الله عز وجل هو لأهميته جعله في القرآن إلى قيام الساعة وهو النهي عن الإسراف في كل شيء حتى في الأكل والشرب فالله عز وجل قد نهى عن ذلك بقول الحق سبحانه وتعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا و لا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) أي يأكل ويشرب و لا يسرف فقد بينت الأبحاث الحديثة كيف أن الإسراف يتسبب في كثير من الأمراض.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للخير دائما وأن لا يجعلنا من المسرفين سواء كان ذلك في المال أو في القول أو في أي أمر من الأمور حتى في الطعام من أكل وشراب هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
الشيخ تركي بن عبد الله الغامدي ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
من يحمل هم هذا الدين؟
موضوع الحلقة :
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين وأرحم الراحمين رب صلي وسلم وزد وبارك على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.(3/88)
إخوتنا وأخواتنا السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته أحبتي من منا لا يذكر حادثة الهجرة النبوية الشريفة كيف لا وهي مفصل من مفاصل هذا التاريخ المجيد حتى أن الأمة أصبحت تؤرخ أحداثها بحادثة الهجرة وحادثة الهجرة هذه كان هناك أناس كثر وقفوا خلف نجاحها بعد توفيق الله جل وعلا أنا فقط هنا لن أشير إلى ما عمل صلى الله عليه وسلم أو إلى ما عمل أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه غنما سأشير إلى أناس كان لهم أثر عظيم في نجاح هذه الهجرة وقد خدموا هذا الدين وحملوا هم هذا الدين رغم الوضع الذي كانوا عليه خذوا على سبيل المثال أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وأرضاها تدرون أيها الأخوة والأخوات ماذا قدمت لدين اله عز وجل ماذا قدمت إنه بنطاقها شقت النطاق وخدمت الدين به أما لماذا فلأنها رضي الله عنها تحمل هم هذا الدين بل يا أيها الأحبة الراعي الراعي الذي كان يرعى عند أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ماهو دوره كان يأتي بغنمه بعد ذهاب عبد الله بن أبي بكر بعد ذهاب عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه بعد ذهابه من الرسول صلى الله عليه وسلم فيأتي به حتى لا يبقى أثر يأتي بالغنم من هذا المكان حتى لا يبقى أثر خدم الدين وهو راعي أما لماذا مرة أخرى أقول لأنه حمل هم هذا الدين تأملوا إخوتي وأخواتي أعداد المسلمين الآن في طول الأرض وعرضها وفي شرقها وغربها مئات الملايين أعداد عظيمة جدا لكن من يحمل هم هذا الدين صدقوني يا أخوة لو أن نصف المسلمين حمل هم هذا الدين لكان حال الأمة الآن غير هذه الحال لا تعجبوا أيها الأحبة أكثر من مليار مسلم ومع ذلك مازال المسلمون في أقطاب الأرض وأنحائها يسامون سوء العذاب لماذا لأن الهم الأول عند كثير من المسلمين لم يكن الدين الدنيا النفس حظوظ الهوى الأصدقاء لكن أن يكون هذا الدين الهم رقم واحد قليل ما يكون مع أن الله جل وعلا قد أعلى منزلة أولئك الذين اهتموا بالدعوة إلى الله عز وجل وبنصرة هذا(3/89)
الدين يا أخوة يعني هذه الآية التي طالما سمعناها أريدها أن تطرق قلوبنا قول الله عز وجل ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) ومن أحسن قولا يعني لا احد أحسن قول ممن؟ ممن دعا إلى الله يا أخي الكريم يكفيك أنك تدعو إلى رب الأرض والسماوات سبحانه وتعالى داعيا إلى الله جل وعلا يا أخوان هذا هدي محمد صلى الله عليه وسلم هذا سبيله هذه طريقته رب العالمين يقول سبحانه وتعالى ( قل هذه سبيلي ) ماهي سبيله صلى الله عليه وسلم ( أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ).(3/90)
فإذا أردت أن تقتدي بالحبيب صلى الله عليه وسلم فعليك أن تسلك طريق الدعوة إلى الله جل وعلا ويجب أن لا يكون هذا الأمر ثانويا أو هامشيا أو له الزائد من الوقت أو الجهد أو المال لا هو في صلب الأمور ألم تر إلى القدوة الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف عاش ثلاث وعشرون سنة كلها من أجل هذا الدين ليله ونهاره ذهابه وإيابه ضحكه وبكاؤه جهاده ودعوته صدقته وإحسانه كلها من أجل خدمة هذا الدين يؤلف قلب هذا وينصح هذا وينكر على هذا ويدعو لهذا لكن همه الأول الدعوة إلى الله عز وجل بل يقدمه يا إخوان على نفسه صلى الله عليه وسلم ألستم تذكرون ذلك الحديث اللطيف لما كان صلى الله عليه وسلم نائما تحت شجرة وقد علق سيفه فلما استيقظ فإذا برجل قد أسلط هذا السيف ويقول يا محمد من يمنعك مني؟ فبكل رباطة جأش وثقة بالله جل وعلا يقول الله فارتجف الرجل وسقط السيف من يده ثم أخذ صلى الله عليه وعلى آله وسلم السيف ثم قال للرجل أنت من يمنعك مني؟ الرجل مشرك قال لا أحد في هذه اللحظة لنفرض يا أخوة أنا أو أنت في هذا الموقف في الغالب إلا أن يشاء الله سيكون همنا سوف ننتصر لأنفسنا لرجل هدد حياتنا وكاد يقتلنا لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال فاشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال لا ولكني أعاهدك ألا أحاربك و لا أظاهر عليك أحدا ففي هذه الحالة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم كان مهدد فيها بالقتل كان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله جل وعلا في مواقف أخرى أحيانا يكون فيها استفزاز ومع ذلك صلى الله عليه وسلم تظل الدعوة إلى الله الهم الأساسي الشاب الذي يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إأذن لي في الزنا أمر عظيم جرأة عظيمة .(3/91)
ولقائل أن يقول نعم من منا لا ينكر من منا ينكر الدعوة إلى الله عز وجل ووجوب هذا الأمر إنما هذا خاص بطلاب العلم والمتمرسين في الدعوة وأصحاب الخبرة في هذا المجال أقول هذا ليس بصحيح على هذا الوجه نعم نقول لا يجوز الدعوة بجهل لكن الحقيقة الآن كل مسلم عنده مقدار من العلم يستطيع أن يدعو إلى الله عز وجل على ضوئه فقط إذا حمل هم هذا الدين ، دعوني أضرب لكم هذا المثال شاب قابلته قبل سنة من الآن تقريبا كان هناك دورة مكثفة لتحفيظ القرآن الكريم حضر هذا الشاب وكان حليقا مدخنا وكثير من الناس من يظهر من عدم الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم يظن أنه ليس مخاطب بواجب الدعوة إلى الله عز وجل و لا نصرة هذا الدين و لا رفع الهمة لهذا الأمر وهذا ليس بالصحيح يا أخوان كل من ينطق لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا من قلبه ويقيم الصلاة يجب أن يدعو لهذا الدين ويقدم لهذا الدين فجلس هذا الشاب وقال هل ممكن أن أخدم هذا الدين قلت نعم قال وأنا على هذه الحال قلت وما المانع ألست مسلما تحب الله ورسوله قال بلى قلت إذا فاعمل قال سأعمل على دعوة غير المسلمين للإسلام المسألة هذه ليست بالسهلة لكنني ما أحببت يعني أن يعني أجرح شعوره أو أن أثبطه فقلت أسأل الله أن يقويك مضت الأيام بعد مضي شهر أو شهرين أتاني قال مع اثنين الآن دخلوا في الإسلام من الجنسية الفلبينية أريدك أن تنطقهم الشهادة لقنهم الشهادة قلت من كان السبب في إسلامهم قال بحمد الله أنا .(3/92)
ألسنا اتفقنا أن أدعو إلى الله قلت بلى قال ذهبت إليهم فدعوتهم إلى الله قلت عندك لغة انكليزية قال لا قلت كيف دعوتهم كيف دعوتهم قال ذهبت إليهم في مقر عملهم مطعم كلنا ندخل هذه المطاعم لكن من منا من يحمل هم هذا الدين بل من يحمل هم الوجبة فصاحبنا بعد أن أخذ وجبته أعطاه كتيب باللغة الفلبينية تدعوه للإسلام ومعها رقم الهاتف ثم مرة مرتين ثلاث فأسلم الرجل ذهب به إلى مكتب الدعوة وأسلم مضى أقل من شهر يتصل بي قال أبشرك أسلم أيضا اثنين معقولة يا ناس سبحان الله العظيم والرجل على هذه الحال ثم أتى رمضان فأسلم ثلاثة غير الأربعة صاروا تسعة الآن حتى كأني به الآن يتصل بي فجر احد الأيام في رمضان وأنا أهم بالدخول إلى المسجد قال انتظر معي اثنين أريدك أن تلقنهم الشهادة طيب الآن وقت الإقامة أصلي ثم بعد ذلك قال سبحان الله تريدهم أن تفوتهم هذه الفريضة وهم على غير الدين ألا تريد أن يؤدوا صلاة الفجر وهم على الإسلام فو الله إني صغرت همتي أمام هذا الشخص العظيم قلت إذا فأتني بهم قال سأدخلهم عليك من هذا الباب أما أنا فسأذهب إلى الباب المعاكس ولا تخبر أحد بأني الذي أتيت بهم بعد الصلاة بعد ما ينطقون الشهادة ويأتون الناس ويسلمون عليهم أخرجهم إلي من باب آخر حتى لا يراني أحد انظر لحرص الرجل أحسب الله حسيبه على الإخلاص وبالفعل أسلموا بعدها التحق بدورة عسكرية وغالبا طبعا يبقى في مكانه في هذه الدورة ما يخرج اتصل في يوم من الأيام خرج خميس وجمعة.(3/93)
قال بشر طلعت اليوم بس الخميس أسلم واحد يحمل هم هذا الدين مجرد ما خرج ذهب للمكان دعاه لله عز وجل جعل الله على يده خيرا كثيرا يعني حتى اللحظة أنا قابلته قبل أيام في خلال أشهر حوالي إحدى عشر شخصا دخلوا في دين الله عز وجل على يد هذا الشاب إحدى عشر شخصا ونحن نعلم يا أحبتي ويا أخوتي ويا أخواتي أنه لو أسلم على يدك رجل أو امرأة كان خيرا لك من حمر النعم كم هي العمالة الموجودة عندنا يا إخوان في البلد في البلاد المسلمة الآن وهم غير مسلمين من منا دعاهم أو حاول دعوتهم أيها الأخت المسلمة أحيانا يكون عندك في عملك زميلة غير مسلمة أحيانا يكون عندك في بعض البيوت وهذا للأسف خادمة أو عاملة غير مسلمة هلا دعوناهم إلى الإسلام هؤلاء الذين الآن في البلاد أعدادهم أحيانا بالملايين والله يا أخوان يعني لا يتطلب الأمر أحيانا أكثر من كتيب يعني بنفس لغة هذا الإنسان تدعو إلى الله عز وجل بها وبحمد الله الآن انتشار مكاتب توعية الجاليات والدعوة إلى الله عز وجل في البلاد يجعل هذا الأمر متيسر على كل أحد أدعو إلى الله عز وجل فإن دخل في الدين اذهب به إلى مكتب الدعوة هل يا أخوتي ويا أخواتي يعجز أحدنا أن يأخذ مجموعة من الأذكار والأوراد الشرعية ويوزعها على الناس تحتاج هذه إلى تخصص وإلى داعية وإلى شهادة شرعية وإلى وإلى لا هل يعجز أحدنا أن يقول لجاره يا فلان صلي الله يعطيك خير هل تعجز الأخت المسلمة أن تقول لصاحبتها في الكلية أو في المدرسة أو في أي مكان يا فلانة بارك الله فيك لبسك لهذا اللبس الذي تلبسينه على غير الوجه الشرعي بارك الله فيك وهداك للخير اسمعي لهذا الشريط اقرأي هذه الفتوة يا إخوان الناس فيهم خير الناس يستقبلون الدعوة إلى الله عز وجل لكن أين نحن من حمل هم هذا الدين كل واحد منا يا أحبتي لا لا بد أن أكون إنسانا ملتحيا ولابد أن أرتدي بشتا لا ليس ذلك يا أخوة دعوة إلى الدعوة ، دعوة إلى الدعوة إلى الله عز وجل(3/94)
لنكن جميعا جنود في هذه الساحة الشريفة المباركة التي كان قبلنا فيها الأنبياء والرسل والصالحين أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يدعو إليه على بصيرة وعلى علم وأن يهديني وإياكم إلى سبيل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ محمد علي مشعل ( حمص - سوريا )
ضيف الحلقة :
داء الغفلة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على إمام النبيين وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخوة والأخوات المستمعون والمستمعات إن الغفلة عن الله سبحانه وتعالى والغفلة عن الدار الآخرة والغفلة عن الخيرات والالتفات إلى الشرور والآفات هو داء عضال داء عضال مفسد للقلوب مضيع للقلوب مفرح للشيطان مغضب للرحمن وقد وصف الله سبحانه وتعالى أهل الغفلة ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل وأولئك هم الغافلون ) إن الذين لم يستجيبوا للحق ولم يستجيبوا لطريق الهدى ولم يستجيبوا لطريق الخير وإلى ما فيه راحتهم في الدنيا والآخرة إن هؤلاء في غفلة وهذه الغفلة تعتبر من أكبر المصائب ومن اكبر الأمراض فالذي لا يذكر الله بقلبه والذي لا يذكر الله بلسانه والذي لا يذكر الله بعمله ماذا يكون منه هذا الذي لا يذكر الله بقلبه لا يعلم بأن له ربا قد خلقه وكونه إن ذكر الله بالقلب هو أن يراقب الله تعالى في كل أوقاته ويتيقن تماما بان الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه لحظة عين واعلموا أن الله معكم حيثما كنتم فالله سبحانه وتعالى معنا بعلمه حيثما كنا لا نغيب عنه طرفة عين.(3/95)
فإذا علم العبد هذا وآمن هذا الإيمان فإنه بعون الله تعالى يقف وقفة المتأمل والمتفكر وهنالك ينطلق بلسانه ذاكرا لله وينطلق بعمله ذاكرا لله فذكر الله بالقلب هو هذه المراقبة الشعور بأن الله يراه والشعور بأنه لا يغيب عن الله طرفة عين وبان الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وهذا يحجزه عن كل المعاصي والمخالفات ويحجزه عن كل المنكرات ويبتعد عنها كل الابتعاد لأن الله عليه رقيب وإذا علم مع ذلك بأن هناك ملائكة رقيب عتيد على اليمين ، رقيب عتيد على الشمال يكتبان الحسنات والسيئات وهنالك ملائكة حفظة يكونون معه في الليل (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار) فالملائكة معه وإذا علم بان المكان الذي يجلس فيه سيشهد عليه أمام الله فكل عمل وكل قول يصدر منه فالمكان سيشهد عليه المكان سيشهد قال الله تعالى ( إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها ) قالوا وما أخبارها يا رسول الله قال تشهد على كل عامل بما عمل على ظهرها إن خيرا فخير وإن شرا فشر والزمان يشهد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وهو ينادي ويقول يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة) هذا الذي يؤمن هذا الإيمان كيف يقدم على الشر هذا الذي آمن بأن هناك رقيب عتيد وبأن هنالك ملائكة حفظة وبأن الزمان يشهد والمكان يشهد وحتى أعضاءه تشهد(3/96)
فأعضاؤه ستشهد عليه يروى بأن واحدا في الحساب ينكر يقول يا ربي أنا ما فعلت هذا أنا ماقلت هذا أنا ما فعلت هذا ما عملت هذا فالله تعالى يأمر أن يختم على فيه ويقال لأعضائه انطقي فتقول العين أنا للحرام نظرت وتقول الأذن أنا للموسيقى وللغناء المحرم سمعت ويقول اللسان أنا للفحش نطقت أنا للسوء نطقت وتقول اليد أنا للحرام تناولت وتقول الرجل أنا للحرام مشيت ويقول كل عضو من الأعضاء حتى القلب يقول أنا كنت ملآن بالحقد ملآن بالحسد ملآن بالكدر ملآن بالرياء ملآن بالسوء وهكذا ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) فهذا الذي آمن بهذا ولكن هذا الإيمان لم يمنعه عن سوء لم يمنعه عن الشر فالله سبحانه وتعالى شهيد يعلم ما تخفي الصدور ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) والملائكة شهداء عشرة والأيدي والأرجل تشهد والزمان يشهد والمكان يشهد فكيف تكون هذه الغفلة إن هذه الغفلة لمرض قبيح مرض قتال مرض فتاك ولذلك يجب أن نبتعد عنها حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ولا تكن من الغافلين ) حتى جاء في القرآن هذا النص ( ولا تكن مع الغافلين ) وهؤلاء الذين يغفلون ( و لاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فلا يجوز الجلوس مع الغافلين و لايجوز طاعة الغافلين لا يجوز طاعة الغافلين و لا الجلوس مع الغافلين بل ينبغي أن نجلس مجالس الذكر التي سماها الله تعالى رياض الجنة ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ) قالوا وماهي رياض الجنة قال مجالس الذكر مجالس الحلال والحرام مجالس العلماء عندما يتكلمون بالدين ويشرحون لنا الإسلام ويبينون لنا أركان الإسلام ويذكرون لنا ما فيه الخير في الإسلام.(3/97)
أيها الإخوة والأخوات ينبغي أن ننتبه وأن نبتعد عن داء الغفلة فإن داء الغفلة ينسينا أنفسنا قال الله تعالى ( و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) إن الغفلة عن الله تعالى وعدم ذكر الله سبحانه وتعالى فإن هذا يوصل إلى أن ينسى الإنسان نفسه ينسى نفسه ( و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) فأنساهم أنفسهم فهم لا يستعدون للخير و لا يقومون بخير و لا يسعون للخير لا يسعون بما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة و لا يسيرون إلى طريق الهدى وإنهم أبدا يبقون دائما غافلين ضائعين إن هؤلاء على خطر عظيم على خطر عظيم إن هذه الغفلة أيها الأخوة والأخوات داء عظيم يجب أن نحاربه وإن مجالس الذكر قد تساعد على إلغائه وعلى إبعاده فعلينا بالجلوس في مجالس العلم مجالس الحلال مجالس الحرام المجالس التي يبين فيها العلماء الدين ويشرحون فيها الإسلام حتى نعيش بإسلامنا وحتى نحيا بقرآننا وحتى نكون وراء نبينا عليه الصلاة والسلام إن الغفلة داء كبير جدا والذين ينسون الله الله ينسيهم أنفسهم كما ذكرنا فلذلك لا يستعدون للموت فالموت قريب وعند الموت عندما تصير الروح بالحلقوم يأتي ملك الموت يأتي ملك الموت إذا كان هذا الإنسان إذا كان من أهل الطاعة ومن أهل العبادة ومن أهل التقوى ومن أهل الإيمان والإحسان فإن الله سبحانه وتعالى يجعل ملك الموت يأتي بصورة حسنة جدا يبتسم ويقترب منه ويقول له هذا مقامك في النار أبدلك الله عنه مقامك في الجنة ثم يقول له هذا مقامك في الجنة انظر مقامك في الجنة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر هذا لك ، وأما إن كان في غير هذا الطريق فإنه يأتيه بصورة مرعبة رأسه في السماء ورجلاه في تخوم الأرض ويتكلم كالرعد القاصف وتخرج النار من أعينه وفمه وأنفه ويقول له هذا مقامك في النار هذا مقامك في الجنة قد أبدلك الله به مقامك في النار وهذا مقامك في النار(3/98)
لا يستطيع التوبة و لا يستطيع الرجوع إلى الدنيا هذا مقامك في النار هذا غفل عن هذا الموقف نسي هذا الموقف هذا الغافل نسي هذا الموقف وإنه ينسى أيضا الموقف الثاني في القبر وهناك منكر ونكير عندما يأتيان إلى الإنسان عندما يقبر في القبر فإن كان مؤمنا صالحا جاءه بصورة مبشر وبشير ويجلسون معه يسألونه فيجيب فيمدون له القبر ستين ذراعا ويفرش له بطاقات الحرير وهنالك يفتحون له عينه هذا مقامك في الجنة ينظر إلى الجنة غدوة وعشيا يحسن أن ينظر على مقامه في الجنة غدوة وعشيا وأما إذا كان والعياذ بالله على غير ذلك عند ذلك منكر ونكير يقولان له هذا مقامك في النار ويضربانه بالمزربات حتى يغيص في الأرض ستين ذراعا فيخرجونه ويتابعان عليه الضرب.
اللهم يا رب نجنا من عذاب القبر ونجنا من الآفات والبليات وألهم إخواننا جميعا ذكر الله حتى يعودوا ذاكري لله بقلوبهم وبألسنتهم وبأعمالهم اللهم تقبل منا يا كريم والحمد لله رب العالمين.
الدكتور / عادل أحمد الزايد ( استشاري الطب النفسي )
ضيف الحلقة :
المراهق طاقة وإبداع
موضوع الحلقة :(3/99)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله كثير من الأسر تنتظر اليوم الذي سيكبر فيه أبناءهم ويصلون إلى مرحلة المراهقة وينتظرون هذا الوقت بالخوف والترقب والتربص شي اللي رح يحدث ماذا سيحدث عندما يصبح ابني أو بنتي في مرحلة المراهقة هل سأستطيع أن أتعامل مع يعني هذه المشكلة التي ستحدث في حياة الأسرة في سن المراهقة أنا أحب أن أطمئن الآباء وأطمئن الأبناء بأن المراهقة عمرها ما كانت مشكلة بل إن المراهقة فترة للاستمتاع للشاب نفسه لأنه في قمة طاقته وعطائه وللأسرة لأنها من أفضل الأوقات للاتصال مع أبنائنا والتفاهم معاهم لأنهم الآن وصلوا إلى مرحلة من النضج والتفكير والقدرة على العطاء والإنجاز ويعني تفجير طاقات داخل الأسرة حقيقة فترة المراهقة هي فترة لابد أن ننظر لها بمتعة وليس بالخوف والترقب ننتظر عندما يصبح أبنائنا وبناتنا على مشارف يعني الأبناء على مشارف الرجولة والبنات على مراحل الأنوثة الحقيقية مرحلة ممتعة جدا ولكن حتى تصبح هذه المرحلة ممتعة لابد أن نحنا نعرف كيف كيف كآباء وأمهات وكأبناء نمر في مرحلة المراهقة كيف نتعامل مع بعضنا البعض في هذا الوقت وحدة من أهم المشاكل التي دائما تمر علينا ونسمعها خاصة في العمل يعني مع الشباب والعمل مع الأسر اللي عندهم مراهقين هي قضية تأخر الأبناء مثلا في العودة إلى المنزل في الليل فالأب يأتي ويقول حق ولده الساعة تسع أنت تكون في المنزل فالولد يقول له يا يبى كيف أرجع الساعة تسع يقول أنا تسع أبيك في المنزل ما تتأخر ولا دقيقة فالولد يطلع بره يجي الساعة تسع ما يرجع البيت بل أحيانا أحيانا كثيرة قد يتعمد عدم العودة إلى البيت ما أشجعهم على هذا خطأ ولكن هذا الذي يحدث بل قد ينتظر أمام المنزل عشر دقايق زيادة ولا ربع ساعة زيادة و نص ساعة زيادة فقط عشان ما يدخل المنزل الساعة تسع كما أمر بهذا السبب في هذا بسيط لأن هذا جزء من شخصية المراهق انه يحب العناد يحب(3/100)
أن يكسر القيود الموجودة والمفروضة عليه سواء من العائلة أو من المجتمع ويعتقد بأنه لما يتأخر هذه النصف ساعة هو قد حقق يعني كلمته ويعني مبتغاه في أن أنا رجل لي حريتي في اختيار المواعيد اللي أعود فيها وأنا لي كلمتي ما أجبر على العودة في هذه المواعيد في نفس الوقت الأب يرى أن هذا فيه يعني جرح لكرامته ومكانته كأب ويعني كسر لكلمته فيبدأ الخلاف وهني إذا أنتم كآباء تريدون أن تتعاملوا بهذه الصورة فترقبوا أن الحياة مع المراهق سوف تكون صعبة جدا وكذلك المراهق الذي يريد أن يتعامل بهذا الأسلوب مع والده فليعلم بأن فترة المراهقة مارح تكون مريحة بالنسبة له عكس ماهو الواقع ولابد أن يصير أن الشاب المراهق فترة المراهقة فترة العطاء وبالنسبة للأب فترة المراهقة فترة التمتع بشخصية هذا المراهق الذي أمامه .
حقيقة لابد أن نتعلم مو فرض الرأي وإنما لابد أن نتعلم ونحن نتعامل مع المراهقين كيف نتفاوض مع الابن المراهقين فبدل لا أقوله انك أنت رح ترجع الساعة تسع وهو طالع أقوله عفوا ممكن أسال الساعة كم رح ترجع البيت فهو يقول والله رح يعني يمكن تسع ونص عشر أقوله ما تعتقد أن عشر شوية متأخر صراحة أنا انشغل عليك إذا رجعت الساعة عشر وتدري وراك مثلا باكر مدرسة أو يعني انك لما ترجع عشر وتنام تجد يالله تنام بالحادية عشر فيكون الأمر صعب انك تصحى لصلاة الفجر وكذا فإش رأيك إن نحنا نغير الموعد شوية يعني لو حبيت تجي أبكر من هذا الموعد على أساس نتعشى سوا ونقعد نسولف وكذا فأتمنى لو أنك أنت تقدر تغير الموعد ماشي الساعة كم رح ترجع زين خلي يكون بينا اتفاق على شان نحنا ننتظرك على العشاء وكذا يعني تسع ونص مناسب يعني إذا أنت كان الموعد اللي تبي يرجع فيه تسع وهو قال تسع ونص فيعني يمشي الحال ما هي مشكلة قضية كبيرة يعني.(3/101)
صدقوني إخواني وأخواتي أمهات وآباء وكذلك الأبناء لو تعاونا بهذه الطريقة صدقوني بأن هذا الشاب المراهق اللي خرج من البيت وهو يشعر يعني بأنه هو صاحب القرار في الساعة كم رح يعود هو ما كسر كلمتك كاب بل على العكس تماما ستجده قبل تسع ونص يرجع للبيت لأن ما عنده شيء رح يتحقق من وراء كسر العودة بعد الساعة تسع ونص خلص أنا اتفقت تسع ونص وأنا رجل مسئول يعني يهمني جدا أني أنا أكون عند كلمتي اللي قطعتها على نفسي رح أرجع الساعة تسع ونص وأحيانا قبل التسع ونص عشان أنا أبين يومها كنت ما عندي شيء فأرجع البيت أبكر من تسع ونص فبالتالي نحنا حققنا ما نريد واتفقنا على وقت في العودة واتفقنا على هذا الوقت بالتعاون ما بينا وتحقق وقت العودة في الوقت اللي حنا نبيه دون أي مشاكل فإذا من الصور اللي حقيقة تحدث المتعة في العلاقة ما بين الآباء والأبناء هي قضية التفاوض حتى من جهة الأبناء قد يأتي الابن إلى الأب فيقول له يبى أنا أبي كذا فالأب بردة فعل سريعة لمن يأتي الأمر بصيغة طلب طلب بصيغة أمر يبى اشتري لي كذا يبى سويلي كذا يبى خليلي كذا فقد تكون ردة الفعل السريعة لأ ماني مسوي فإذا أنت كإبن بحاجة أنك تطلب من الوالد شيء أو من الوالدة شيء لا تأتي بهذه الصيغة المباشرة ولكن اجعلها بصورة مفاوضة تعال إلى الوالدين ومقدم أشهر طويلة من الحب والرحمة مو عشان تطلب هذا الشيء ولكن في علاقتك المباشرة معاهم فتأتي فتفاوض على هذا الأمر ولابد أن تعلم وأنا أتكلم الآن كصيغة أب يعني عنده أبناء في المراهقة وفي يوم ليس بعيد من هذا الوقت كنت في يوم أيضا أعيش مرحلة مراهقة وما زلت أذكرها مع والديني أحب أقلك بان كأب أنا كل ما أتمناه هو أن أدخل السعادة على قلبك كإبن هذه حقيقة ما فيها خلاف كل الآباء يتمنى أن يدخل السعادة على قلب ابنه ولكن لابد أنك تعلم بان الأب أحيانا قد يرفض شيء و لايقبل حدوث هذا الشيء لأنه يعلم أنه على المدى البعيد هذا(3/102)
ليس في صالحك يعني أنا طلبت يوم من الأيام من والدي أن يشتري لي دراجة نارية فالوالد رفض هذا وكنت أعتقد أنه سلبني حق من حقوقي وقد سلب السعادة مني اليوم .
وأنا كأب جاءني ابني وطلب مني نفس الطلب سبحان الله أنا اللي كنت أشعر أن رفض الدراجة النارية هو سلب لحقوقي وأنه أخذ مني سعادتي أنا نفس الشخص اللي اليوم رفضت أن أشتري الدراجة النارية يبقى هنا شيء مهم أنا كإبن لابد أن أتفهم هذا الرفض لأنه هو لمصلحتي لان الوالد لا يريد لي إلا السعادة هذه حقيقة لابد أن تكون راسخة في ذهني أنا كإبن وأنا كأب عندما ارفض دعني أرفض وأقدم مبررات الرفض مع هذا الرفض أقول له ليش أنا رافض لا أقوله لا وخلاص لان أنا الأب و لازم ينسمع كلامي هذا إنسان وبشر وله متطلبات وله حقوق وله رغبات وله رأيه فعندما أنت رفضت هذا الرأي اذكر له ليش إنت قاعد ترفض هذا الرأي اذكر له ليش لا أتكلم على خصوص الدراجة النارية مو هذه القضية ولكن هذا المثل الذي كنت أريد أن أوضح من خلاله القضية رفضت شيء معين بين له ليش قاعد ترفض هذا الشيء قد يقنعك هو برأي آخر تماما مختلف فتلعم منه أن والله ممكن أن هذا الشيء يكون شيء جيد فإذا من الأبناء لابد أن نعلم ونحن نطلب نطلب برفق مو بأمر كثير من الأبناء يبي بصيغة الأمر ما رح يحدث الشيء بصيغة الأمر إحنا عندنا في الكويت نقول إذا راسك أنت قوي راسي أنا أقوى فإذا كان إنت جاي تفرض أنا رح أرفض فأنت تعال أطلب بصيغة لطيفة فيها تودد للوالدين بين أن مازال الأمر عندهم وأنت جاي تستشرهم في هذا الأمر هذه قضية مهمة وعندما يأتيك الرفض من الأب صحيح من حقك أن تسمع الأسباب ولكن حتى دون سماع الأسباب لابد أن تعلم أن هذا الرفض إنما جاء لمصلحتك أنت وحبا لوالدك لك ومن جهة الآباء لابد أن نبين ليش نحنا قاعدين نرفض هذه القضية أبين له الأسباب أضع له واحد اثنين ثلاثة أربعة أن أعلم بان هذه قضايا إيجابية من هذا الأمر واحد اثنين(3/103)
ثلاثة أربعة ولكن يا ولدي تعال شوف الأشياء السلبية واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة ولهذه الأسباب الستة مقابل الأربعة الإيجابية أنا أرفض اشتري لك الشيء هذا أو نفعل الشي هذا ن النقطة الثالثة المهمة في التعامل مع الشاب المراهق هي قضية إشراكه في الحياة الأسرية .
دعه يشعر بأنه جزء رئيسي من كيان هذه الأسرة شوف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يترك الصحابة شوف يعني كان ماشي مع صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته ويرى الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من الشباب واقفين يتبارون برمي النبال فالرسول صلى الله عليه وسلم يترك الصحابة القيادة يتركهم ويذهب إلى هؤلاء الشباب يذهب إليهم ماذا يشعر هذا الشاب بماذا يشعر الآن يشعر بأنه كيان أساسي في هذا المجتمع بأنه لبنة أساسية في هذا المجتمع يشعر بمكانته وأهميته في هذا الواقع وفي هذا المجتمع عندما يشعر بهذه الأهمية يشعر بالقوة عندما ترك الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة وذهب إلى هؤلاء الصحابة من المراهقين الشباب الصغار ماذا يقول لهم يقول (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا) يشجعهم على ماهم فيه فقط ولكن هذا التشجيع وهذا الانتماء أشعرهم بأنهم جزء من هذا المجتمع فلابد أيضا أن تشعر ابنك المراهق بأنه جزء أساسي من كيان هذه الأسرة حتى يحب الأسرة ويتمسك بقيود هذه الأسرة ويعمل معك على أن ترتقي هذه الأسرة إلى الأعلى ، أسال الله سبحانه وتعالى أن يملئ قلوبنا حبا لآبائنا ويملئ قلوب آبائنا حبا لنا وأن تسير قافلة الأسرة إلى بناء المجتمع الإسلامي الصالح وجزاكم الله خير.
سمو الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز
ضيف الحلقة :
من ثمرات الشفاعة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(3/104)
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يطيب لي أن أذكر في هذا اللقاء الطيب المبارك بإذن الله ثمرات الشفاعة في الخير لا شك أيها الأخ المبارك الكريم وأيتها الأخت المباركة الكريمة أن هناك من الأعمال ما يثيب الله تعالى عليه العبد في الآخرة ثوابا حسنا وفي الدنيا كذلك ألا وهي الأعمال الصالحة فلكل عمل صالح ثمرة قد تتعدد الثمرات وقد تكون محددة بنص معين والشفاعة في الخير احتوت على ثمرات عديدة ومتنوعة في الدنيا والآخرة ومن ذلك أولا حب الله تعالى للعبد وذلك إن كان الشافع مؤمنا شافعا في خير لأخيه المؤمن عن إخلاص فإنه يشمله بإذن الله ورحمته قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله تعالى انفعهم للناس ) والثانية إذا هو في الأول الفقرة هذه رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن أحب الناس لله تعالى أنفعهم للناس والشفاعة يدخل فيها النفع المتعدي للآخرين الثانية ترجى له الرحمة والمغفرة يرجى لهذا الشافع الذي عمل صالحا الرحمة والمغفرة فعن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وحسنه ، إذا الشفاعة هي من جملة الأعمال التي تبرز فيها ملامح الرحمة والتراحم بين المؤمنين وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة (وأهل الجنة ثلاثة ذو صنفان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ) رواه مسلم ، الثالثة من هذه الثمرات انه يلتمس فيها النصر والرزق فعن مصعب بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) رواه البخاري ، ومنها أنها من جملة أعمال البر التي تلتمس فيها زيادة العمر وذلك أن الشفاعة الحسنة في وجوه الخير هي من جملة أعمال البر التي تطيل العمر وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا(3/105)
يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر ) رواه الترمذي ومعنى زيادة العمر قيل أنه يزاد حقيقة وقيل أنه إذا بر لا يضيع عمره فكأنه زاد وقيل إنه سبحانه قدر أعمال البر وجعلها سببا لطول العمر كما قدر الدعاء وجعله سببا لرد البلاء فالدعاء للوالدين وبقية الأرحام يزيد في العمر ومن ذلك أنه يبارك له في عمره فييسر له في الزمن القليل من الأعمال الصالحة الكثيرة ما لا يتيسر لغيره من العمل الكثير ذكره في تحفة الأحوذي ومنها أنها خصلة من خصال التواضع الذي يدخل الجنة الشفاعة لإخوانك المؤمنين والشفاعة لأخواتك المؤمنات هو من أعمال البر وأعمال التواضع التي تدخل الجنة برحمة الله وقد أثبت سبحانه حبه لعباده المؤمنين المتواضعين وجعل من صفتهم أنهم ووصفهم أنهم يحبونه فأحبهم وأنهم أذلة على المؤمنين فأعزهم قال تعالى ( يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين )(3/106)
ومعنى أذلة على المؤمنين أي متذللين لهم عاطفين عليهم وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم والشفاعة من صفات المتواضعين إذ المتكبر يأنف من أن يكون شافعا ومنها أنه يتحقق فيها الأخوة الإيمانية وذلك في أحاديث عديدة منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد ) ومنها حب الناس للعبد ودعاؤهم له عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه أبو يعلى والبزار وحسنه رياض بن حجر رحمه الله ، ومعلوم أن الناس إذا أحبوا أخا لهم في الله دعوا له في حياته وبعد مماته و لا يذكرونه إلا بخير وتلك عاجل بشرى المؤمن وما قصة الجنازتين عنا ببعيد فعن أنس رضي الله عنه قال مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( وجبت ) ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال ( وجبت ) فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ماوجبت ؟ قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض ) متفق عليه وهذه أخي المؤمن الكريم أختي المؤمنة الكريمة من ثمار الصلاح والتي منها الشفاعة في الخير قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس(3/107)
وانظروا رحمكم الله إلى ما وفق الله إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في محبة الناس له وإجماعهم على ذلك الموافق منهم له والمخالف ممن لا يحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى ترى هل كان هذا لعلمه وزهده فقط لا شك أنه فضل من الله يؤتيه من يشاء ومن فضل الله عليه أن جعله أبا للجميع يرحم ويعطف ويعين ويشفع للجميع خاصة من تكون الشفاعة في حقه قربة عند الله وعبادة يتقرب بها إليه فأحبه الجميع لأنه لم يكن لنفسه قط بل كان للجميع لا يعيش لنفسه ويومه بل يعيش لهم ومعهم ولأجلهم يفرح لأفراحهم ويحزن لأحزانهم فاتحا بابه وصدره وأذنه لهم يسمع شكواهم ويخفف من مصابهم قدر استطاعته وإن لم يتمكن من معاونتهم بماله شفع لهم بكتابة للمسئولين والميسورين فتقبل شفاعته وتسهل لهم أمرهم فلا تكاد ترى مشروعا إسلاميا أو دعويا أو إغاثيا إلا وقد كان له رحمه الله سهم في الشفاعة فيه فأنعم به من عمل وأكرم به من عامل فكما كان رحمه الله يسلم على من عرف وعلى من لم يعرف فكذلك كان يشفع لمن يعرف ولمن لم يعرف شريطة أن يكون ممن شهد له بالخير وزكي لدى سماحته فرحمه الله من شيخ قل أن ترى أمثاله نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا وما أجمل ما ينقل عن الإمام الشافعي رحمه الله في ذلك مما ينطبق على الشيخ ويليق به رحمه الله وأمثاله من أهل العلم والفضل إذ قال رحمه الله :
الناس بالناس مادام الحياة بهم والسعد لا شك تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعن يد المعروف عن أحد مادمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إن جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم و عاش قوم وهم في الناس أموات
وقد كان من كرمه وجوده رحمه الله أنه يجود على غيره بما في يده ويؤثره على نفسه ويصدق فيه قول الشاعر:
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله(3/108)
كريم كريم الأمهات مهذب تحلب كفاه الندى وأنامله
هو البحر من أي النواحي أتيته فلجته المعروف والجهد ساحر
جواد إذا ما جئت العرف طالبا حباك بما تحوي عليه أنامله
ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا من المتسابقين في الخيرات المتنافسين في الطاعات وأن يديم على الجميع نعمة الترابط الأخوي والمحبة في الله عز وجل والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الشيخ مساعد بن محمد المديفر ( بريدة - السعودية )
ضيف الحلقة :
أهمية الفرحة بالنجاح والناجحين
موضوع الحلقة :(3/109)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد معاشر الأخوة والأخوات أيها المشاهدون والمشاهدات إن السعادة مطلب لكل إنسان في هذه الحياة وهي أيضا مطلب يوم القيامة لكننا عندما نعرف كيف نكون سعداء في هذه الحياة ونسعى إلى تحقيق هذه السعادة ونبحث عنها ثم نجدها ونفرح بها فإن أعمارنا سوف تكون مباركة وإن حياتنا سوف تكون حياة كلها بهجة وفرحة وسرورا وحبورا أيضا لكن يا ترى كيف السعادة وماهو طريق الوصول إليها لن أتحدث عن السعادة ولكنني سوف أتحدث عن جزئية واحدة من الوسائل التي تحقق لنا السعادة ومن الوسائل التي أيضا نستطيع إذا ركزنا عليها أن نكون سعداء ذلك أيها الأخوة والأخوات هو النجاح في مشاريعنا النجاح في حياتنا النجاح في كل أمر نخطط له ونرسم له الإنسان عندما يحقق إنجازا معينا يشعر بنشوة ويشعر بفرحة ويشعر بسعادة يشعر بسعادة وقد لا يكون ملك مالا وقد لا يكون استطاع أن يحصل على منزل ضخم أو مزرعة كبيرة أو سيارة فخمة لكنه في داخله يشعر بسعادة أرأيتم ذلك التلميذ الذي جاء إلى بيت أهله وهو يحمل شهادته وقد أخذ وقد حصل على درجات عالية وجاء بشهادة تفوق وكان قبل ذلك خائفا خائفا من الإخفاق خائفا من الرسوب لكنه نجح فسعادته لا تعدلها سعادة أرأيتم تلك المرأة التي تحمل ولدها في أحشائها تحافظ عليه وترعاه وتخاف عليه من أي شيء قد يؤثر عليه منذ أن كان نطفة إلى أن اكتمل خلقه وأبدعه الله جل وعلا فعندما تدخل عليها في يوم ولادتها وتراها مع شدة آلامها وشدة الأوجاع التي تصيبها إلا أنها تبتسم ابتسامة قد يكون معها الوجه شاحبا لكنها ابتسامة جميلة أرأيتم ذلك الطالب الذي يواصل دراساته العليا أرأيتم ذلك المبدع الذي يريد أن يبتكر شيئا هم في الغالب لم يمسكوا شيئا من المال بأيديهم لكنهم سعداء بالنجاح هم فرحين بما حققوا من نجاح أرأيتم تلك المؤسسة تلك(3/110)
الشركة التي حققت إنجازا بعد أن رسمت مشروعا ثم حققت إنجازاتها كيف يفرح أفرادها وكيف يسعدون إذا يا أحبتي السعادة في الحياة نستطيع أن نحققها أو نحقق جزءا منها عندما نرتب حياتنا على مشاريع وعلى أعمال نرى فيها نجاحاتنا وحياة بلا مشاريع وحياة ليس فيها تنظيم هي حياة ناقصة مهما حصل الإنسان على الأموال ومهما حصل على أمور الدنيا إلا أنه سوف يشبع منها لكن ذلك المفكر الكبير الذي استطاع خلال سنوات وقد تكون طويلة تلك السنوات لكنه استطاع أن(3/111)
يضيف إلى أمته شيئا من إبداعاته ومن أفكاره ومن ابتكاراته سوف يشعر بسعادة تصاحبه طول حياته ونشوة وقد يطير من الأرض يشعر بأنه طائر من الأرض وهو عليها يدب لكنه عندما أنجز ما كان يصبو إليه شعر بسعادته وفرح بها ولذا يا أحبتي فإننا من الأخطاء أن نظلم أولئك الناجحين فلا نفرح بهم و لا نسعد بهم يجب علينا أن يكون من ثقافات مجتمعنا ومن ثقافتنا في حياة أمتنا أن نكرم المبدعين وأن نرعى النابهين وأن نفرح أولئك الناجحين نقيم لهم الاحتفالات نسعد بهم نذكرهم بخير نطريهم حتى عندما تأتي الأزمات ويستطيع هداة الأمة وقادتها أن يخرجوا بالأمة من الأزمة بأقل بأقل الخسائر وانظروا إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في معركة مؤته يقود الجيش زيد رضي الله عنه فيقتل وجعفر فيقتل وعبد الله بن رواحة فيقتل ثم يتولى الراية خالد بن الوليد وينسحب خالد بالجيش في معركة مؤته ينسحب بالجيش ومع ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبجل ذلك التصرف من خالد حيث قلل خالد رضي الله عنه الخسائر وانسحب بالجيش وفتح الله على يديه وسماه النبي في تلك الموقعة سيف الله المسلول مع أن خالد رضي الله عنه استطاع فقط أن يحافظ على الجيش المسلم ويقلل الخسائر مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر خالدا على المنبر وأطراه وأثنى عليه وانظروا إلى النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم عندما يسأل أحد الصحابة عن أعظم آية في كتاب الله فيخبره ثم يضرب النبي على صدره ويقول ( ليهنك العلم أبا المنذر ) يهنيه بالنجاح النبي صلى الله عليه وسلم بنجاح المعرفة.(3/112)
إذا يا أحبتي نفرح بالناجحين ونسعد بهم وسوف تسر الأمة كلها عندما نكرم دائما المبدعين الذين يريدون أن ينقلوا الأمة من إخفاقاتها ومن هزائمها ويطوروها ويرفعوها حضاريا هؤلاء نفرح بهم ونطري إنجازاتهم ونرعاهم معنويا وماديا حتى تزداد النجاحات لدى الأمة وحتى تتطور الأمة وحتى تتقدم الأمة وتخرج من تيهها ومن تخلفها أما إذا تعاملنا مع الناجحين تعاملا سلبيا ولم نرعاهم ولم نرفع من قيمتهم المعنوية فإن الناجحين سوف يقلون وإن المبدعين سوف يتوارون ولن يوجد على سطح أرضنا وأمتنا إلا سراقها وإلا الذين يتغلبون على خيراتها ويفسدون فيها لكن عندما نسلك مسلك الإسلام بالعناية بأهل النجاح فإننا سوف نطور من أمتنا نرفع أمتنا نحافظ على أمتنا وهنا يا أحبتي يأتي دور المسلم الذي يعرف كيف يعيش في سبيل الله كثير من المسلمين يعرف الطريقة إلى الموت في سبيل الله لكن عددا كبيرا منهم لا يعرف كيف يعيش في سبيل الله لكن عندما نوظف هذه الحياة بكل يعني ما أوتينا من معطيات وما منحنا في هذه الحياة نوظفها لأمتنا لحضارتنا لفكرنا لقيمنا فإننا سوف نسعد وسوف نفرح سوف هنا يكون نجاح للأمة بمجموعها وتسعد الأمة بمجموعها لكن عندما نتعامل مع الناجحين تعاملا ضعيفا وتعاملا سلبيا فإنهم سوف يتوارون وهؤلاء الناجحون عندما نهتم بهم هم سبيل رفعت الأمة ، الأمة الصغيرة الأسرة والأمة الصغيرة المدينة والأمة الصغيرة الدولة والأمة الكبيرة أمة الإسلام كلها عندما نرعى الناجحين ونهتم بالناجحين فإننا بإذن الله جل وعلا فإننا نشارك وإن لم نفعل شيئا كثيرا لكننا سوف نشارك في انتصارات الأمة سوف نشارك في نهضة الأمة.(3/113)
أيها الأخوة والأخوات النجاح سر من أسرار السعادة ولذا فلن يسعد الإنسان في هذه الحياة وبعد الممات إلا أن يكون لديه أن يكون لديه برنامج يسير عليه لينجح أيا كان ذلك البرنامج المهم أن يكون مباحا ويتناسب مع قدرات الإنسان ومع إمكاناته التي وهبها الله إياها حرفة صناعة تعليما ثقافة فكرا إعلاما أيا كان المهم أن يكون مباحا وأن يكون مناسبا مناسبا لقدرات الإنسان ولذا أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا فتح لنا في باب أن نستمر فيه كما جاء في المسند ( إذا فتح لأحدكم في شي فلا يدعه إلى غيره ) لا يدعه إلى غيره نستمر في هذا الباب حتى نحقق النجاح بإذن الله حتى نحقق النجاح بإذن الله هنا سوف نسعد وأعظم نجاح هو ذلك النجاح الكبير عندما نلقى ربنا جل وعلا ونسعد بربنا سبحانه وتعالى وننظر إليه إن كنا من أهل الجنة هذا هو النجاح وذلك هو الفوز وتلك هي السعادة وفي هذه الدنيا نسعد كثيرا بصلتنا بربنا جل وعلا ونفرح كثيرا باتباع محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الشيخ محمد بن حسن الدريعي ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
تكريم الإسلام للمرأة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(3/114)
أيها الأخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم إلى هذا اللقاء الذي سأتحدث فيه بإذن الله تبارك وتعالى عن موضوع يهم كل مسلم ومسلمة بل يجعل أمة الإسلام وهي تعرف ذلك الأمر تعرف ذلك يجعلها أمة صامدة ثابتة على الحق مستقيمة عليه لاتتغير و لا تتبدل لأن هذا الأسلوب الذي يتبعه الإسلام في مثل هذا المجال يعتبر بحق هو الذي يشهد بتكريم الله للإنسان كما قال الله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) موضوعنا هو عن تكريم الإسلام للمرأة وأريد من هذا الموضوع الذي يعتبر في الحقيقة أمرا ضروريا أن نتحدث عنه في هذا الوقت أقول إن لنا فيه مقصدين المقصد الأول تذكير المرأة بالنعمة التي أنعم بها ربها عليها بصفة خاصة الشيء الثاني تنبيهها إلى ما يراد منها من شر حين تدعى للتمرد على الإسلام والتمرد على تعاليم الدين القويم الذي يدعوها إلى معرفة مكانتها بحق في هذا الدين القويم ذلكم لأننا في هذه الأيام نسمع صرخات مدوية تنادي المرأة لأن تتمرد على ربها لا بل وتتمرد على نفسها وتتمرد على أمتها وتتمرد على إنسانيتها كل ذلك في وقت كانت تستغفل فيه بعض النساء في هذا الوقت تستغفل فيه حتى إذا ما قيل لها مثل كلمات طنانة ومزوقة بتلك الكلمات غنها تحرر وتنادى للتحرر من القيود وما إلى ذلك تسمع أن بعض النساء تقول نعم وتصغي بأذنها وتتعقل أو قل وتفكر فيما يثار حولها وإليها إذا فهل تكريم المرأة تكريم المرأة هل يكون من خالقها ورازقها وربها العظيم أم يكون تكريمها من عدوها اللدود الذي يريد أن يقتلها قتلا معنويا بعد أن قتلت المرأة في الجاهلية قتلا حسيا كما قال الله تعالى ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) هل تكريم الإسلام للمرأة نظري تكريم نظري أم أنه تكريم نظري وتطبيقي في آن واحد وهل تكريم المرأة في الإسلام حصل فعلا لو استجابة من المرأة(3/115)
الأولى التي كانت عاشت الجاهلية بأمراضها وآهاتها وإجرامياتها في حق المرأة أم لم تستقبله المرأة الأولى الاستقبال العظيم المتكامل الراضي المطمئن عند هذا ألتفت إلى ماجاءت به النصوص وأذكر لكم أيها الأخوة الكرام تكريم الإسلام للمرأة في ثلاثة محاور حسب ما يتفق مع وقت هذه الحلقة.
المحور الأول المرأة في الجاهلية وكيف كانت مهانة ومذلة والمحور الثاني كيف تم للمرأة فعلا التخليص التام من كل تلك الشرور والآثام والآلام والمحور الثالث ماذا عسى أن تقوله المرأة المسلمة اليوم إزاء ما تنادى إليه من التمرد على ربها حتى تعود لها الحالة الجاهلية الأولى والعياذ بالله.(3/116)
أبدأ أولا بذكر ما كان للمرأة في الجاهلية لا من قصة تاريخية ولا من ثقافة بشرية خالصة وفكر خالص للبشر لا نحن نريد أن نأخذ هذا الكلام عن المرأة من وحي السماء من وحي الله عز وجل إلى عبده الأمين ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حدثنا القرآن الكريم عن المرأة في الجاهلية بأنها كانت مكروهة منبوذة كما قال الله تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه بالتراب ألا ساء ما يحكمون ) إذا كره المرأة طبعا كرهها في الجاهلية شيء عندهم متأصل والعياذ بالله إذا بشر أحدهم ولم يقل إذا بشر بعضهم حتى يقول قائل هذا نشاز في الجاهلية وقليل لا بل قال الله تعالى ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) هذا أمر لا يستطيع عاقل لا يستطيع مؤرخ لا يستطيع مثقف في العالم كله أن يقول لا إلا كافر ملحد ينكر الحق فذاك لا شأن لنا معه نحن نريد أن نقولها للذين عندهم نزعة إيمان وعندهم شيء من بصيص الدين ودعوى الدين نقول لهم أليس كذلك كما قال الله في القرآن يقول بلى ، خذ مثالا آخر قال الله تبارك وتعالى ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) من هي الموءودة المرأة البنت يأخذها أبوها في الجاهلية ويحفر لها حفرة ويدفنها حية حتى أنه يؤثر أن عمر بن الخطاب في وقت الجاهلية رضي الله عنه كان يأخذ بنته ويحفر لها وإذا طار الغبار إلى لحيته نفضته عنها انظروا ومع هذا كله ما كانت للرحمة مكان في ذلك الوقت لأن القلب خال من الرحمة والعياذ بالله ولذلك يدفنها وهي حية و لا يبالي ، ثالثا يقول الله تبارك وتعالى ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ) كانت الجاهلية تكره الفتيات يعني الرقيقات على الزنا حتى تكون مكسبا يكسبون بها المال والعياذ بالله لا يبالون في ما ينشأ عن الزنا وانتشاره وأمراض الزنا وشروره لا يبالون المهم أن المال يرد إلى جيوبهم وكفى ، رابعا(3/117)
ذكر الله تبارك وتعالى أن المرأة لا كرامة لها في نفسها و لا حق لها بالتملك و لا حق لها في أي أمر من شؤونها قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا بعض ما أتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) هكذا يتحدث القرآن عن المرأة في الجاهلية وكيف كانت تتعرض هدم لحياتها هدم لكيانها النفسي إلغاء لشخصيتها إلغاء لحريتها من نفسها حرمانه من المال لا تملك وكل ذلك جرى فعلا في الجاهلية فلما جاء الإسلام وهنا المحور الثاني جاء الإسلام كرم المرأة كيف كرم المرأة كيف سوى بينها وبين الرجل في عشرة أمور هي صمام أمان حياة الإنسان ذكر أو أنثى عشرة أمور مسو بين المرأة وبين الرجل قال الله تعالى ( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) الذي يقرأ هذه الآية من سورة الأحزاب ويرى أن هذه الأمور العشرة التي ارتكزت على بناء العقيدة وبناء العبادة وبناء الأخلاق والحرية الاقتصادية والمحافظة على الشرف والعفاف بل والمداومة على ذكر الله واستحضار عظمته في القلب هل يجد في نفسه في يوم من الأيام ضيق صدر أو حرمان لا والله إذا فلننتقل إلى تكريم الإسلام للمرأة في شيء آخر النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها حق الإذن في الزواج ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر و لاتنكح البكر حتى تستأذن ) ولو أبوها؟ نعم ولو أبوها، أعطاها حق التملك (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) إذا المرأة تملك لا بل وحق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ) إذا هذه(3/118)
أمور عظيمة هل هي تكريم أم إهانة هي التكريم كله وأما أعداء الإسلام فإنهم لا يريدون لها تكريما هم يريدون أن يجعلوها سكرتيرة وشرط أن تكون بكرا وأن تكون جميلة وأن تكون ذات مواصفات رائقة لمن تكون له سكرتيرة وهكذا يريدونها لنفسها ولذلك أعجبني عنوان الموضوع كتبه أحد الكتاب وهو الأستاذ عبد العزيز الرفاعي في مجلة البلاغ الكويتية يقول دعاة تحرير المرأة هل يريدون حرية المرأة أم حرية الوصول إلى المرأة نعم إنهم يريدون حرية الوصول إلى المرأة ولذلك أقول إن تكريم المرأة ليس إلا في الإسلام وأن دعوتها إلى التمرد على الله إنما يعني إهانتها وإذلالها وتحطيمها وجعلها أداة تخريب وتدمير لكل شيء لا تنجب الأولاد الصالحين و لا تؤدي حقوق الزوجية كما يجب ولا تؤدي حق المجتمع كما يجب بل ولا تؤدي حق نفسها كما يجب فهل أطاعت المرأة اليوم كما أطاعت المرأة بالأمس أرجو ذلك والله يهدينا وإياكم جمعيا سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ د. محمد بن عبد الله الخضير ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الفتن
موضوع الحلقة :
الحمد لله على نعمائه وأصلي وأسلم على أشرف أنبيائه الذي أدى الرسالة ونصح للأمة وجعلها على المحاجة ليلها كنهارها فقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين خطيبا فأخبرهم بما كان وما يكون إلى قيام الساعة وإن المتتبع لواقعنا والناظر في أمرنا ومحاولا أن يربط ذلك بهدي نبينا يجد أن زماننا زمان فتن فما الفتنة وما مجالاتها وما أيضا سماتها وما المخرج منها.(3/119)
أخي المبارك أختي المباركة الفتنة هي الابتلاء والامتحان تبتلى وتمتحن في دينك ودنياك الابتلاء والامتحان وأما مجالاتها فقد تكون في الخير كالمال والولد وهذا قليل ولكن الأصل والأكثر أنها تكون في الشر وأما المتصور أين تكون فإنها تعم جوانب الحياة كلها دنيا وأخرى فإن الدين سيتأثر والعرض سيتأثر والنفس ستتأثر والعقل والمال كلها بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تتأثر تأثرا قويا وأما ما صفات وسمات هذه الفتنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا أن لها ثلاث سمات أولها اختلاط الحق بالباطل بحيث يصعب تمييز الصواب من الخطأ كما في سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمر وحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فبعزتي وجلالي لأدخلن عليهم فتنة تدع الحليم منهم حيران ) لم احتار لأنه لم يستطع أن يميز الحق من الصواب لأنه اختلط فيه الحق بالباطل وإذا علمت ذلك فلا تستغرب أن يكون من هو أقدر منك فهما للكتاب والسنة وأرجح منك عقلا وأقرب إلى هدي النبي وأقربهم له زمانا ومكانا هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت الفتنة انقسموا إلى ثلاثة أقسام عصمني الله وإياكم منها إذا فيها التباس ، الأمر الثاني أنها عامة كما في صحيح البخاري من حديث عوف بن مالك فاتنة لا تدع بيتا من بيوت العرب إلا دخلته ومع ذلك هي مزلزلة وقوية ومؤثرة كما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ( بادلوا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم )يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل بل إن الإنسان إذا لم يدخل في الفتنة فإنه سيعاني منها عناء شديدا لأجل أن يبقى على دينه كما في الترمذي من حديث أبي هريرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن ( القابض على دينه كالقابض على جمر ) وأغرب منهما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة انه يقول ( لاتقوم الساعة حتى يمر الرجل على القبر يقول ليتني مكانه ) وفي(3/120)
رواية مسلم يتمرغ على القبر يقول ليتني مكانه مما يرى من الفتن
واعلم أخي المبارك أن النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر بهذه الفتن فإنه بين لنا طرقا ومراحل لتعدي هذه الفتن والخلوص منها أول هذه المراحل سؤال الله واللجوء إليه والتعوذ به والاستعانة به ألا توجد فتنة وهذا الذي نفعله صباح مساء كما في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أعوذ بالله من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) فنحن نسأل الله ألا يرينا فتنة لأجل ألا نختبر ثم بعد وقوعها فإن للنبي هديا عجيبا من تمسك به نجا أسأل الله أن يوفقك للتمسك به في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وعمت وطمت حتى عمت جميع مراحل الحياة فيما يتصل بعلاقة الرجل بأبيه وأمه في علاقته بزوجته في علاقته بولده في علاقته بالناس في علاقته بربه في أموره كلها حتى فيما يتصل بنفسه كلها وجد فيها فتن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إخبارا دقيقا عنها حتى كأنه بين أظهرنا ويتكلم عن واقعنا إذا وقعت الفتنة فأول ما يفعله المسلم والذي يجب عليه ألا يدخل فيها وليعتصم وليبتعد لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذم الداخلين في الفتن وقال إن القاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي ولذلك الرسول أمر الإنسان أن يثبت ثبوت جبل أحد وهذه مرحلة هذه المرحلة يجب البقاء والثبات عليها ولا يخرج منها إلا بيقين فإن الأصل عدم الدخول في الفتنة ولك أن تقول كيف أعرف اليقين ذلك أقول تعرفه إذا وصلت إلى الحق بدليله وصولا يقينيا لا شبهة فيه ولا امتراء لك أن تقول كيف أعرف الحق بدليله أقول النبي صلى الله عليه وسلم وهي المرحلة التي تليها بين لنا المعصم الذي إذا اعتصم به الإنسان فإنه ينجو يقول ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) فكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هي العاصم من الفتن ما ظهر منها وما بطن لكن نحن في زمن ضعف عند(3/121)
كثير من الناس تعلقهم بكتاب الله فإنه يجب علينا لكتاب الله خمسة أمور قراءته ثم حفظه ثم تدبره ثم العمل به ثم الاستشفاء به فإذا كان الإنسان ضعيف مع كتاب الله فما بالك بسنة رسول الله التي أشد لأنها تشاركه بأن فيها العام والخاص والمطلق والمقيد والظاهر والنص وأيضا فيها الناسخ والمنسوخ يضم على ذلك أن فيها الضعيف والقوي ويضم إلى ذلك أن فيها المطبوع والمفقود بينما كتاب الله محفوظ متواتر بين دفتين إذا عليك أن تطلب من يعرف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب الحق عند من يعرف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهم العلماء فإن العلماء هم ورثة الأنبياء والعلماء من أخذ بهم فإنه ينجو بإذن الله لأنهم هم الذين هضموا كتاب الله وسنة رسول الله واعلموا أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا مازالت فيها بقية باقية من علماء عاملين أهل لأن يؤخذ بقولهم وأهل لأن يجعلوا حجة فيما بينك وبين الله لكننا في زمن كثر الكلام في التقول على الله وعلى رسوله بلا علم ولذلك ينبغي أن يكون العالم الذي يرجع إليه يتميز بأربع نقاط وأربع صفات أولها أن يكون لديه عقيدة صحيحة منجية بين يدي الله ثانيهما أن يكون لديه علم راسخ بالكتاب والسنة عارف بهما وأيضا مستطيع تطبيقهما على الواقع تطبيقا دقيقا فهناك من يعرف كتاب الله ولكن لا يعرف الواقع وهناك من يعرف الواقع ولكن لا يعرف ما المراد الله ورسوله من هذه الفتن وثالثهما أن يكون ذا عبادة قوية وصلة بالله تدل على قوة صلته بالله سبحانه وتعالى ورابعهما أن يكون لديه تاريخ مشرق في نصرة هذا الدين وحرقة عليه وأيضا أمر ونهي يدل على كمال حبه لهذا الدين ونصحه له فإذا وجد فألزمه واجعله حجة فإن أصبت فلك أجران وإن أخطأت فأنت فعلت السبب والله سبحانه وتعالى جاعل لك مخرجا وأيضا رافع لدرجاتك وحاط سيئاتك لأن فعلت السبب ثم ماذا بعد عليك بجماعة المسلمين وإمامهم فإن(3/122)
جماعة المسلمين وإمامهم معصم إياك أن تخرج عن جماعة المسلمين والجماعة هي من اتصفت بالحق لكن السواد الأعظم خاصة إذا انضم إليهم العلماء العاملين دل على أنهم جماعة ونحمد الله أننا في زمن فيه جماعة المسلمين على الهدي الصحيح إن شاء الله وإن كانوا عندهم نوع من التجاوزات إلا أن أمة محمد لازال فيها الخير وكذلك إمام المسلمين في بعض بلاد المسلمين مازال موجودا وولايته شرعية وإن كان عنده نوع من الخطأ إلا أنه يجب أن يكون موقفنا من الخطأ ألا نلغيه بحيث لا نقول لا خطأ ولا نلغي الولاية لوجود ذلك الخطأ وإنما علينا أن نؤمن بالإطار العام وهو البيعة الصحيحة لمن ثبت وفق الكتاب والسنة وعلينا أن نصحح الأخطاء إما بأنفسنا بطريقة موافقة للكتاب والسنة أو إيصالها إلى من يصل إلى ولي الأمر من العلماء وبعض المسئولين وعلينا أن نعلم أننا متى مافعلنا في وسعنا إما بإيصالها أو إيصال من يوصلها فقد برئت ذمتنا وعلينا أن لا نكون حجر عثرة عن تطبيق الأحكام بتجاوزاتنا التي هي يراد منها أحيانا نصرة الإسلام لكن بطريقة غير شرعية وذلك أن الحماس وحده لا يكفي بل لا بد من حماس يوافقه عقل وحكمة من العلماء ثم إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان ستتشتت الأمة وتكون أفرادا عندئذ على الإنسان أن يلزم بيته ويبتعد عن الناس ويعتزل الفتن كلها وعليه أن يعبد ربه وليكثر من العبادات فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإكثار العبادات في الفتن وقال كما في صحيح مسلم ( العبادة في وقت الهرج كهجرة إلي ) وأمر أن الإنسان ينبغي ألا يدخل في أمر لا يحسن عاقبته والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يكون خير الناس من ابتعد عن الناس وكان في شعب من الشعاب مع غنم له ارتاح الناس منه وارتاح هو من الناس ولم ينشغل بهذه الفتن وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يلزم الإنسان بيته ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين حتى(3/123)
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه إذا جاءك أحد يريد قتلك فقال ( كن خير ابني آدم ) كن ابن آدم المقتول و لاتكن ابن آدم القاتل حتى أنه يبوء بدمك وتسلم منه وإن كان يجوز شرعا للإنسان أن يدافع عن نفسه فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ) إلا أنه أراد لك خير الأمرين فهنيئا لك بالثبات على الدين وأسأل الله أن يثبتني وإياك على هذا الدين وأن يجيرني وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الشيخ محمد بن عياش الكبيسي ( ممثل هيئة علماء المسلمين في العراق )
ضيف الحلقة :
الطائفة المنصورة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.(3/124)
أما بعد فحقيقة هناك الكثير من المصطلحات الشرعية التي يساء فهمها فأدت إلى نتائج عكسية من هذه المصطلحات مثلا مصطلح الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة من هي هذه الطائفة ومن هي هذه الفرقة هنالك من أخذ هذه النصوص وهي نصوص شرعية حقيقية أخذها من أجل أن يلبسها لمذهب اجتهادي معين والإسلام بطبيعته أوسع من أن يحدد في مذهب أو في شخص أو في لافتة أو في تيار معين الإسلام الذي جاء لكي يحقق الرحمة للعالمين ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) لا يمكن بعد ذلك أن يأتي بمنهج يقسم فيه العالمين بل يقسم فيه المسلمين أيضا إلى طوائف ومذاهب كلها ضالة منحرفة مصيرها إلى النار إلا طائفة واحدة ثم إذا أتينا إلى هذه الطائفة فكل طائفة تدعي أنها هي الطائفة الناجية أو أنها هي الطائفة المنصورة ماذا أراد الإسلام بهذه المصطلحات تعالوا لنقف أيها الأخوة مع محاولة لفهم صحيح ودقيق يعيننا على أن نسير إلى الهدف المنشود من هذه النصوص الشريفة حينما يتكلم الرسول عليه الصلاة والسلام عن الطائفة المنصورة لو رأينا كل الروايات التي جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه يتحدث عن مجموعة من المؤمنين تقوم بواجبها في الدفاع عن الأمة والجهاد في سبيل الله ولذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك) ثم تأتي روايات شارحة لهذا فيقول عليه الصلاة والسلام في بعض رواياته (لعدوهم قاهرين) ويقول في روايات أخرى( لعدوهم يقاتلون ) وفي رواية أخرى يقول ( يقاتلون في سبيل الله ) كل هذا يبعد النص تماما عن أن يكون ثوبا تلبسه مدرسة اجتهادية معينة من مدارس الفقه أو مدارس الرأي وما إلى ذلك إذا هنالك مجموعة من المسلمين تكفل الله بنصرتها وتأييدها هذه المجموعة هي التي تقوم بهذا الواجب وهذا هو مصداق قوله تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وليس في(3/125)
هذا النص معنى أن هنالك مسلمون أو أن هنالك مسلمين يجتهدون اجتهادات وهؤلاء كلهم في النار وهؤلاء الذين يجتهدون اجتهادا معينا
هم في الجنة وإنما النص أو النص واضح جدا فيما يتعلق بهذه الروايات مجتمعة أما الطائفة الناجية وقد تفسر على أنها الطائفة المنصورة والطائفة الناجية في تقديري هي أعم من الطائفة المنصورة ، الطائفة المنصورة هي الطائفة التي تجاهد في سبيل الله أما الطائفة الناجية فهي التي ورد ذكرها صراحة أي حينما تسألني يا أخي كيف أنجو وما النجاة فأقول لقد لقد قال القرآن صراحة ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) فكل مؤمن لم يرتكب ردة عن الإيمان لم يرتكب خللا صريحا وواضحا في معنى الإيمان يجمع إلى هذا الإيمان التقوى وهي الخوف من الله تبارك وتعالى فهذا المؤمن هو في الطائفة الناجية سواء كان شافعيا أو حنفيا سواء كان من مدرسة الظاهر أو من مدرسة الاجتهاد بالرأي سواء كان يرى في المسالة الفلانية كذا أو يرى في المسألة الفلانية كذا هذا لا علاقة له بمعنى الإيمان ومعنى التقوى إلا إذا اعتقد اعتقادا يناقض الإيمان أو ارتكب عملا ينقض أصل التقوى مع وجود الإيمان والتقوى فلا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون(3/126)
لو أردنا أن نستقرأ التاريخ الإسلامي الطويل لنجد أن الله تبارك وتعالى أوفى بعهده ونصر المؤمنين على اختلاف اجتهاداتهم ورؤاهم ومدارسهم فالصحابة رضي الله عنهم نصرهم الله سبحانه وتعالى مع أنهم لم يكونوا سواء في كل الاجتهادات كما تعلمون حينما تقرؤون كتب التفسير تجدون أن الآية الواحدة ربما تفسر بأكثر من تفسير من قبل أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم وأرضاهم وحينما تقرؤون الفقه والفتاوى تجدون أن فقهاء الصحابة كانوا يختلفون في الفقه ويختلفون في الفتاوى ومع هذا كانوا ينصرون على أعدائهم فمعنى هذا أن النصر إذا لم يكن مرتبطا باجتهاد معين أو برؤيا معينة أو بتيار معين حينما نستقرأ التاريخ أيضا بعض الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم نتغنى كلنا ويتغنى خطباؤنا بالمعتصم تلك المرأة التي نادت وقالت وامعتصماه فالمعتصم قائد من قادة المسلمين لبى النداء وجمع الجيوش وسار لفك أسر هذه المرأة نصره الله لكن المسلمين لم يسألوا ماذا كان مذهب المعتصم في العقيدة ماذا كان مذهب المعتصم في الفقه أكان معتزليا أم حنبليا أم شافعيا أم مالكيا هذه قضية لا تخطر على بال لأن المعتصم كان مؤمنا بالله وكان خليفة للمسلمين وجمع من حوله المسلمين وساروا لهدف إسلامي واضح فتنزل نصر الله على جيش المعتصم مع أن جيش المعتصم ربما لم يكن موحدا من حيث الكثير من الفروع والاجتهادات التفصيلية ويأتي الصليبيون ويحتلوا بيت المقدس ويذهب المسلمون لقتالهم ويقوم نور الدين محمود زنكي ومن بعده الناصر الكبير صلاح الدين الأيوبي ويتحقق النصر على المسلمين لكن المسلمين لم يسألوا هل كان صلاح الدين على نفس مذهب وطريقة المعتصم في التفكير والفقه والاجتهاد لا الإمام صلاح الدين كان ينتسب إلى مدرسة أخرى غير مدرسة المعتصم ثم يأتي محمد الفاتح من آل عثمان وما أدراك ما آل عثمان ويجهز الجيوش ليفتح القسطنطينية التي وعد بها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام(3/127)
بقوله ( لتفتحن القسطنطينية فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها ) ويتحقق هذا الوعد المحمدي على يد الرجل العملاق في الجهاد والفتوحات محمد الفاتح ويدخل محمد الفاتح وسط القسطنطينية التي تسمى اليوم اسطنبول ، سؤالنا أيضا هل كان محمد الفاتح ينتمي إلى نفس مذهب صلاح الدين الأيوبي أو نفس مذهب المعتصم إنا أقول ربما كان ينتسب إلى مدرسة اجتهادية ثالثة نقول هذا أيها الأخوة لندفع عن أنفسنا اليأس فهنالك من المسلمين من يظن أن الأمة هذه لن ينصرها الله إلا إذا كانت على طريقة واحدة ونسخ متشابهة في التفكير وفي طقوس الصلاة وشعائرها وهيئاتها وعلى طريقة واحدة في التفكير وفي الأكل والشرب والنوم وسبيل الحياة والزواج والتعليم وما إلى ذلك لا أيها الأخوة التعددية فطرة بشرية عامة إذا حفظت لنا عقيدتنا إذا حفظ لنا التوحيد إذا كان إيماننا بالقرآن واحدا إذا كان توجهنا إلى كعبة واحدة إذا كان حبنا لمحمد عليه الصلاة والسلام موحدا إذا كنا نعتقد بالجنة والنار وأنهما ينتظران الإنسان أي إنسان منا ونسعى للفوز والنجاة بعد ذلك حينما تتوزع اجتهاداتنا فهذا لا يعني أن اجتهادا منا ينتمي إلى الطائفة الناجية والمنصورة وأن بقية الاجتهادات تنتمي إلى الهلاك والخسران هذا لم يكن أيام الصحابة رضي الله عنهم ولا في أي يوم من أيام الإسلام العظيم فلنبشر أيها الأخوة ولنعمل بجد ولنحفظ هويتنا من خلال الثوابت الإسلامية العظيمة ولنمد يدنا من أجل أن نصحح أخطاءنا التفصيلية ونلتقي على هدف واحد وكبير والنصر لهذه الأمة بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ د. عكرمة سعيد صبري
ضيف الحلقة :
إنما المؤمنون إخوة
موضوع الحلقة:(3/128)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أيها المشاهدون الكرام ( إنما المؤمنون إخوة ) هذه آية كريمة وهي تمثل قاعدة إيمانية عملية ليس مجرد شعار كسائر الشعارات الزائفة إن ديننا الإسلامي العظيم هو دين عملي جاء لإسعاد البشرية بتطبيق أحكام ليس الإسلام كما في قرارات مجلس أمن أو هيئة أمم عبارة عن حبر على ورق أما أحكام الإسلام فهي أحكام تطبيقية عملية وقد طبق هذا الشعار الإيماني في حادثة الهجرة النبوية في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ليس هذا فحسب بل كانت المؤاخاة أولا بين الأوس والخزرج الذين مثلوا الأنصار ثم بين الأنصار والمهاجرين الذين أتوا من مكة المكرمة وهناك قواعد لهذه الأخوة فالله سبحانه وتعالى يقول ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فالتقوى هي المحور الذي توزن فيه الأمور ليست ليس التكريم بالحسب والنسب إنما بالتقوى والرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فالذي يعتمد على النسب والحسب ويرتكب الخطايا والآثام والمعاصي فإن الله سبحانه وتعالى لن يقبل ولن يعتبر الحسب والنسب ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) فإن الحسب والنسب لا يشفع للشخص الذي يخطئ أو يخرج عن جادة الصواب فالأصل أن نلتقي جميعا على الأخوة الإيمانية على تقوى الله على الاستقامة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول حول الإيمان والاستقامة ( قل آمنت بالله ثم استقم ) هنا الربط بين الإيمان والاستقامة ( قل آمنت بالله ثم استقم ) استقامة تمثل التصرفات والأعمال وهناك الأحاديث النبوية الشريفة الزاخرة في التركيز على الأخوة الإيمانية ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) أي أن الرسول عليه الصلاة والسلام وصف الأمة كالبنيان إن كان المؤمن يقف مع أخيه المؤمن فإن البنيان يقوم يشد بعضه بعضه كيف أن الحجارة تتماسك مع بعضها بعضا في(3/129)
البنيان في البناء فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان، أيضا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام( المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ) هم يد يعني يمثلون يد واحدة على غيرهم إن كان غيرهم يحاول أن يعتدي على المسلمين فإن المسلمين يجب أن يكونوا يدا واحدة المؤمنون أو المسلمون حسب الروايات تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم،
وأيضا الرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( ترى المؤمنين ) وفي رواية ( مثل المؤمنين ) ( ترى المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ما أروع هذا التشبيه ما أروع هذا التشبيه أيها الأخوة الكرام أن المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتحابهم مع بعضهم بعضا يمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو من الجسد ترى الجسد كله قد تألم واشتكى حتى جزء بسيط من الجسم لو قلنا الأذن أو العين أو السن فيه ألم فإن الجسم كاملا يتألم كذلك المفروض إذا تعرض مؤمن إلى خطر وإلى وضع حرج على جميع المسلمين أن يهبوا هبة رجل واحد وهذا ما نسميه بالتكافل الاجتماعي لأن المسلمين يتكافلون أي يتضامنون ويتعاونون فيما بينهم لذا انتصر المسلمون بوحدتهم بتكاتفهم لكونهم بنيان كونهم يمثلون بنيانا واحدا وعكس ذلك التفرق وعكس ذلك التفرق والمعروف أن الهدم أسهل من البناء فيسهل على الذي يريد أن يفسد أو يشق الصف يسهل عليه أن يحقق مآربه إذا غفل المسلمون عن ذكر الله إذا غفل المسلمون عن الخط المستقيم ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) تعدد السبل هي تفرق المسلمين لكن تحقق الأخوة وتجميع المسلمين لبعضهم بعضا يؤدي إلى القوة وإلى المنعة وإلى إرهاب العدو أي إخافة العدو ويحسن في هذا المقام إلى أن أشير إلى مفهوم الإرهاب من وجهة نظر إسلامية وإلى مفهوم الإرهاب من وجهة نظر غربية ، الإسلام يرى بأن الإرهاب هو إخافة العدو أي(3/130)
نخيف العدو لماذا؟ حتى لا يعتدي علينا حتى لا يتجرأ على ديار الإسلام والمسلمين فالإرهاب بالمفهوم الإسلامي هو وقائي لمنع الاعتداء ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي لإخافته حتى لا يعتدي علينا إذا نحن نعتبر أن إخافة العدو هو أمر وقائي فالإرهاب في الإسلام هو لمنع العدوان أما بالمفهوم الغربي هو أن يعتدي أن يقع العدوان من شخص على شخص أو من دولة على دولة بدون وجه حق وهذا بالمفهوم الغربي لا ينطبق على ديننا وعلى إسلامنا ونرفض هذه التهمة وأن إسلامنا لا يخضع لمقاييس الغرب كما أن الإسلام أسمى من أن يوضع في قفص اتهام بأنه عدواني وأنه يعتدي على الآخرين بدون وجه حق فلابد نحن أن نضع النقاط على الحروف وأن نوضح معنى الإرهاب في مدلولنا نحن كمسلمين وفي مدلول الإرهاب في وجهة نظر الغرب في نفس الوقت أن ديننا هو الذي يدعو إلى الوحدة ويدعو إلى التآخي ويدعو إلى المحبة والتسامح لكن لا يقبل أن يتهم اتهامات باطلة لا يقبل أن يُعتدى عليه أيضا لأن المسلم هو عزيز( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) وعليه فمن يحاول أن يلصق تهمة الإرهاب بهذا الدين العظيم الإسلام هو الإرهابي بمفهومهم هم أما نحن مفهومنا واضح ونحن نقول بأن الأخوة يجب أن تتحقق فيما بين المسلمين والإسلام لا يعترف بالحدود الإقليمية ولا بتعدد الجنسيات بل كما هو معروف أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة وأن الإسلام يتجاوز عن العرق والدم واللغة والجنس فديننا هو دين عظيم هو دين إنساني هو دين عالمي يدعو إلى الأخوة الإيمانية فينبغي على المسلمين أن يلتفوا حول دينهم العظيم ليتوحدوا وحتى لا يتنازعوا لأن التنازع هو فشل وتذهب ريحكم نحن في وقت أحوج ما نكون فيه إلى الأخوة الإيمانية ليتحد المسلمون وليلتم شملهم ولتتوحد راياتهم إن شاء الله وليس ذلك على الله بعزيز إن كرم الله واسع إذا توجهنا إليه ففروا إلى الله أيها المسلمون وصلى(3/131)
الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم أيها المشاهدون الكرام ورحمة الله وبركاته.
الشيخ حسين بن سالم باشموس ( الظهران - السعودية )
ضيف الحلقة :
حول شهر رجب
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد أيها المشاهدون والمشاهدات في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته حديثي إليكم عن شهر حرام جاء ذكره في الكتاب والسنة حديثي إليكم عن شهر رجب قال عز وجل في محكم تنزيله ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ) وعن هذه الأربعة والتي فسرها الحبيب صلى الله عليه وسلم وذكر منها كما ثبت في الصحيحين ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان إذا نحن نتحدث عن شهر حرام قد نهانا المولى تبارك وتعالى فيه عن ظلم النفس فقال ( منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) وخذوا في هذه العجالة ثلاثة مواطن قد يقع فيها الإنسان في ظلم نفسه أولا : عندما تكون الغفلة عن أيام الله عز وجل فلا اعتبار بسرعة انقضاء الأيام التي تمر علينا جميعا تمر سريعا على المسلم والكافر على حد سواء ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا عشية أو ضحاها ) والسعيد من وعظ بغيره السعيد من استزاد من الصالحات ومن الباقيات والحسنات الماحيات في هذه الدنيا السعيد من استفاد من تجدد مواسم العبادات في أشهر السنة السعيد من جدد التوبة وترك المعاصي
خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع تماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى(3/132)
السعيد من استفاد من كتاب الله وعض بالنواجد على سنة الحبيب صلى اله عليه وسلم فعاش في كنف الكتاب والسنة كأحسن ما يكون الكلم
بالله لفظك هذا سال من عسل أم قد صببت على أفواهنا العسلا
أم المعاني اللواتي قد أتيت بها أرى بها الدر والياقوت متصلا
لو ذاقها مزلف قامت حشاشته ولو رآها غريب داره لسلا
ثانيا: هناك أيضا غفلة غفلة عن سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الشهر شهر رجب من حقه التعظيم فهو شهر حرام القتال فيه حرام حتى في الجاهلية لذلك عندما حدده المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكره في حديث الصحيحين قال ( ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) لماذا هذا التفصيل لماذا هذه الدقة كان ذلك تأكيدا وإنكارا لفعل المشركين في أيامه صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يتلاعبون بالأشهر الحرم كانوا يؤخرونها ويقدمونها على حسب رغباتهم وأهوائهم لذلك قال الله عز وجل عنهم ( إنما النسيء زيادة في الكفر) وفي الجانب الآخر كانت قبيلة مضر كانوا يعظمون رجب لذلك قال صلى الله عليه وسلم ( ورجب مضر ) لأنهم كانوا أشد تعظيما له من غيرهم من القبائل ، أيضا العمل الصالح في رجب عظيم وعظيم جدا لأنه من الأشهر الحرم وكذلك المعصية فإنها تعظم في الزمان وفي المكان إذا كان الزمان شريف وكان الزمان عظيم وكان المكان أيضا شريف فعندها قد تعظم المعصية وتكبر ويجدر بالإنسان أن يسعى جاهدا لمحاسبة نفسه في جميع أوقات السنة سيما في الأماكن والأزمنة الفاضلة فأين أنت يا عبد الله من الصلاة هل أديتها مع جماعة المسلمين حيث ينادى لها مساجد المسلمين تئن وتشتكي من قلة المصلين أين نحن من صلاة العصر أين نحن من صلاة الفجر ذلك الضرير يأتي إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم ويستأذنه في أن يصلي في بيته فيأذن له صلى الله عليه وسلم فيأذن له صلى الله عليه وسلم وعندما هم بالانصراف ناداه أتسمع النداء قال نعم قال فأجب لا أجد لك رخصة ، انظروا أيها الأحبة إلى ذلك الرجل(3/133)
الضرير الذي ليس له قائد يقوده ولم يأذن له المصطفى صلى الله عليه وسلم بالصلاة في منزله أين أنت يا عبد الله من الزكاة والحج والصيام أين أنت من تحقيق معنى الشهادتين وأين أنت يا أمة الجبار أين أنت من أركان الإسلام أين أنت من الحجاب والستر والعفاف أين أنت من السنة والبدعة أين أنت من القدوة أين أنت عن الهاتف وآفات اللسان أين أنت من ذلك كله الحس عند السلف الحس عند الخلف كان مرهف الحس عند الخلف كان مرهف أقول الخلف وليس السلف ، انظروا إلى تلك البنية التي كانت تستغفر الله عز وجل في جوف الليل وتقول ( أستغفر الله لذنبي كله ) فاستمع لها الإمام الأصمعي فقال لها يا صغيرة أو تستغفرين الله وما جرى عليك قلم في السماء قالت يا إمام اسمع الباقي ( أستغفر الله لذنبي كله قتلت إنسانا بغير حله كغزال نعيم في جله انتصف الليل ولم أصل له ) ثم ذكرت له أنها اغتابت صغيرة زميلة لها فقال لها الإمام الأصمعي ما أفصحك يا صغيرة قالت وأي فصاحة تلك إن لكتاب الله عز وجل في آية واحدة اجتمع فيها خبران وبشارتان وأمران ونهيان فقال لها الأصمعي يا صغيرة إني جاهل أتعلم منك اليوم فذكرت له ماكان من قصة أم موسى عندما قال المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله ( وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)(3/134)
أيها المشاهدون والمشاهدات في كل مكان وبعد الحديث عن الغفلة عن أيام الله والغفلة عن سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في شهر رجب نختم بالحديث عن بعض التجاوزات البدعية والتي يقع فيها بعض الناس هدانا الله وإياهم إلى السنة العبادات في شهر رجب وغيره مشروعة فلا يخص رجب بعبادة معينة لا بصلاة ولا بزكاة ولا عمرة ولا احتفال ومع الأسف هناك من يصلي صلاة الرغائب في شهر رجب هذه الصلاة يصلونها بكيفية معينة في أول ليلة جمعة من شهر رجب حديثها باطل لا يصح وهي بدعة عند جمهور العلماء أيضا هناك من يتخذ رجبا عيدا فيذبحون فيه العتيرة ويجتمعون في شهر رجب ويأكلون الحلوى وكل ذلك لم ينزل المولى تبارك وتعالى فيه من سلطان ويسمون ذلك بالرجبية أيضا هناك الصيام ليس هناك صيام مخصوص لشهر رجب لا مانع من الصيام المعتاد كالاثنين والخميس والأيام البيض ونحوها أما التخصيص فلا وهناك أيضا العمرة فهي مسنونة في كل وقت من أيام السنة لكن أن نتكلف العمرة في شهر رجب ظنا منا أنها سنة أو أنها مباركة في هذا الشهر عن غيره من الشهور فلم يثبت في ذلك دليل ومع الأسف الشديد نجد أن الحرم يكتظ بالمعتمرين في مثل هذه الأيام في شهر رجب يأتون من أماكن بعيدة وهم بقصد أنها مباركة وأن فيها سنة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أو أنها مأمور بها فهؤلاء لم يحالفهم الصواب وقد وقعوا في قضية لم يأذن الله عز وجل بها لذلك كله ينبغي الحذر من هذه المبتدعات وأيضا هناك بعض الناس يحتفلون بذكرى الإسراء والمعراج ذكرى الإسراء والمعراج لا شك أنها قضية عظيمة ويهتم لها الكثير بل كل الناس يهتمون لهذه القضية العظيمة التي كانت تمس حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يثبت دليل على شهر أو ليلة الإسراء والمعراج كما يقرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية تلك الاحتفالات فيها من البدع المصاحبة ما الله عز وجل به عليم فيها اختلاط وفيها إطراء واستغاثة وفيها عقيدة تحتاج إلى تصحيح(3/135)
وقد تنشر هذه البدعة في كثير من الفضائيات تلك الفضائيات التي لاتعنى بالتأصيل والعلم الشرعي وقد يحضرها من ظاهرهم العلم مع الأسف الشديد قد يحضر تلك الاحتفالات من ظاهرهم العلم ولكنهم لا يؤثرون على ذوي البصائر فالحق أبلج والباطل لجلج هؤلاء النفر الذين يحتفلون بمثل هذه المناسبات أتراهم يعتبرون بما جاء في الإسراء والمعراج من عبر أتراهم يحافظون على الصلوات الخمس وليس الخمسين أتراهم يعتبرون بمن رضخت رؤوسهم للتثاقل عن الصلاة المكتوبة أتراهم يعتبرون بالسابح في نهر الدم لأنه قد أكل الربا أتراهم يعتبرون لما حصل للزناة ومن منع الزكاة أتراهم يتألمون لإخوانهم في فلسطين أتراهم يتأثرون لما يحدث ويكاد لأقصاهم هذه الأيام أهل الكتابين ومن سار على نهجهم لم يبق لهم من دينهم إلا الاحتفالات فلماذا نشابههم والمصطفى صلى الله عليه وسلم قد حذر وأخبر بهذه القضية وقال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقدة شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قالوا من يا رسول الله أليهود والنصارى ( قال فمن ) يعني أنهم اليهود والنصارى.(3/136)
أيها المشاهدون الكرام إن قصدا في سنة خير من اجتهاد في بدعة وما قامت سنة وما قامت بدعة إلا وأميتت سنة فهل نرضى بانطماس السنن البدعة في الدين خطرها عظيم فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وفي حديث ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) الإمام مالك يقول من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة لأن الله يقول ( اليوم أكملت لكم دينكم ) انتهى كلامه رحمة الله عليه وكذلك الشافعي رحمة الله عليه كان يقول من استحسن أي بدعة فقد شرع والكلام هنا عن البدعة في الدين وفي الصحيحين (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) فالله الله في السنة ، الله الله في السنة عباد الله اللهم فقهنا في الدين وعلمنا سنة سيد المرسلين اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه برحمتك يا أرحم الراحمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
الشيخ محمد بن صالح المنجد ( الخبر - السعودية )
ضيف الحلقة :
نصائح حول الاختبارات
موضوع الحلقة :(3/137)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الأخوة والأخوات ، أيها الطلاب والطالبات والفتيان والفتيات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومع إطلالة هذه الاختبارات في نهاية هذا الفصل الدراسي نحتاج إلى شيء من الوقفات مع هذا الموسم إن امتحان الدنيا بالنسبة للآخرة يسيرا جدا ولذلك فإن علينا أن نتذكر القضية الكبرى في امتحان الآخرة وامتحان البرزخ يوم يسأل الإنسان في قبره من ربك ؟ من نبيك؟ ما دينك؟ ماهذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ أن يكون لديه الإيمان ليثبت في الإجابة وعندما يسأل في الآخرة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا أجبتم المرسلين ويسأل عن السمع والبصر والفؤاد ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) عندما يسأل عن أمانات العبادة هل قام بها وعن معاملاته للخلق كيف كانت لا بد أن نستعد للإجابة بسيرة طيبة في هذه الحياة الدنيا قبل أن يقوم الأشهاد أما اختبارات الدنيا فإنها تتعلق بالأمانة وقد قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) وقال ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ) أمانة العبد مع ربه واحدة وأمانة العبد مع الناس الثانية وأمانة الإنسان مع نفسه الثالثة ، أمانة العبد مع الناس برد الودائع لأربابها وعدم الغش وحفظ السر وما يجب للأهل والأقربين وعامة الناس وأمانة الإنسان مع نفسه ألا يختار لها إلا الأصلح والأنفع في الدين والدنيا وأن لا يقدم بها على عمل يضرها وأن يتوقى أسباب أمراض البدن والقلب ، النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بأداء الأمانة وقال (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) فحتى لو خان أنت لا تخون والحديث رواه الترمذي وهو صحيح.(3/138)
ما أظلم الإنسان وما أجهله لما عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فامتنعن عن حملها وحملها الإنسان كلف بذلك ولا بد أن يقوم بها ليس لنا مناص هذه الأمانة جانب من الجوانب المتعلقة بالاختبارات والولاية جانب آخر ( إن خير من استأجرت القوي الأمين ) فإن المدرس والمدير والمراقب أهل ولايات في هذه الاختبارات ومن تولى شيئا وجب أن يؤدي أمانته والذي يضع الأسئلة أمانة والذي يحافظ على الأسئلة الموضوعة أمانة والذي يصورها لتوزيعها أمانة والذي يصحح الأوراق أمانة والطالب الذي يجيب يجيب بأمانة ومن جوانب الاختبارات قضية الإتقان بالنسبة للطالب ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ) فأين الإتقان في الدراسة وأين الإتقان في الإجابة أين الإتقان في المذاكرة والمراجعة وأين الإتقان في الكتابة.(3/139)
إن خيانة الأمانة من صفات المنافقين (إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) ولا إيمان لمن لا أمانة له وفي آخر الزمان ترفع الأمانة هذه الأمانة التي ستكون في آخر الزمان مفقودة أو شبه مفقودة حتى يقال إن في بني فلان رجلا أمينا وكذلك فإن مما يتعلق بهذا أن الذين وكلت إليهم المسئوليات سيوقفون لو ولي أمر عشرة سيؤتى به مغلولة يداه إلى عنقه فكه عدله أو أوبقه إثمه فلا بد إذا من العدل في التصحيح وتوزيع الدرجات ولابد من الأمانة في الاختبارات وعدم السماح بتسرب الأسئلة فضلا عن بيعها أو تغشيش الطلاب أو محاباة بعض الطلاب بالدرجات فذلك من التطفيف وقد قال الله ( ويل للمطففين ) ومن عدم المساواة بين الطلاب والله أمر بالعدل ( إن الله يأمركم بالعدل وقد قال عليه الصلاة والسلام ( من غش فليس منا ) وقد قال العلماء المعاصرون أن الغش في الامتحانات داخل في الحديث وإن تمكين الطالب من الغش خيانة للمجتمع كله وإن الغش في الامتحان تزوير ممقوت وخلق مذموم وخيانة للأمانة وجريمة في حق ، وما الفائدة أن نخرج طلابا بزور وشهادات مزيفة وسمعة مزورة ويوكل الأمر إلى غير أهله فتشيع الخيانة وينتشر الضعف عندما يتبوأ المناصب والأماكن غشاشون مزورون فماذا سيكون حالها ونحتاج إلى تذكر ربنا سبحانه وتعالى ( واذكر ربك إذا نسيت ) وأن نهتم بموضوع الامتحان والمذاكرة قبله بوقت كاف وأن لا نرهق النفوس في النوم وهذه فيما يلي نصائح للطلاب نختم بها هذا الكلام:
أولا: لابد من الأخذ بالأسباب الشرعية لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز )
ثانيا: الالتجاء إلى الله بالدعاء بأي صيغة مشروعة كأن يقول (ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري)
ثالثا: أن يستعد بالنوم المبكر والذهاب إلى الامتحان في الوقت المحدد
رابعا: معرفة مكان وزمان ومادة الاختبار بشكل جيد فقد حدثت مفاجآت للبعض .(3/140)
خامسا: إحضار جميع الأدوات المطلوبة والمسموح بها كالأقلام وأدوات الهندسة والحاسبات لأن حسن الاستعداد يعين على الإجابة.
سادسا: تذكر دعاء الخروج من البيت ( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أٌزل أو أن أظلم أو أٌظلم أو أجهل أو يٌجهل علي ) ولا تنسى التماس رضى والديك فدعوتهما مستجابة.
سابعا: أن تسمي بالله قبل البدء لأن التسمية مشروعة في ابتداء كل عمل مباح وفيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق.
ثامنا: اتقي الله في زملائك فلا تثر لديهم القلق ولا الفزع قبيل الاختبار فالقلق مرض معد بل أدخل عليهم التفاؤل بالعبارات الطيبة المشروعة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه سهيل المشرك قال ( سهل لكم من أمركم وكان يجب إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشد يا نجيح) لأن الرشد والنجاح مما يتفاؤل به في هذه الأسماء.
تاسعا: ذكر الله يطرد القلق والتوتر وإذا استغلقت عليك مسألة فادعو الله أن يهونها عليك وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول (يا معلم إبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني)
تاسعا: اختر مكانا جيدا للجلوس أثناء الاختبار وحافظ على استقامة ظهرك وأن تجلس على الكرسي جلسة صحية.
عاشرا: تصفح الامتحان أولا والأبحاث توصي بتخصيص 10 % من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة بدقة وعمق وتحديد الكلمات المهمة وتوزيع الوقت على الأسئلة.
الحادي عشر: خطط لحل الأسئلة السهلة أولا والصعبة لاحقا وأثناء قراءة الأسئلة اكتب ملاحظات وأفكار لتستخدمها في الإجابة.
الثاني عشر: أجب على الأسئلة حسب الأهمية
الثالث عشر: ابتدأ بحل الأسئلة التي تعرفها ثم اشرع في حل الأسئلة ذات العلامات الأعلى وأخر الأسئلة التي لا يحضرك جوابها أو ترى أنها ستأخذ وقتا للتوصل فيها إلى نتيجة أو التي خصص لها درجات أقل.(3/141)
الرابع عشر: تأنى في الإجابة فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( التأني من الله والعجلة من الشيطان) حديث حسن
الخامس عشر: فكر جيدا في أسئلة اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة وتعامل معها وفق التالي إذا كنت متأكدا من الاختيار الصحيح فإياك والوسوسة وإذا لم تكن متأكدا فابدأ بحذف الاحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثم اختر الجواب الصحيح بناء على غلبة الظن من الاحتمالات الباقية وإذا خمنت جوابا صحيحا فلا تغيره إلا إذا تأكدت أو غلب على ظنك أنه خاطئ وقد دلت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالبا ما يكون هو ما يقع في نفس الطالب أولا.
السادس عشر: في الامتحانات الكتابية اجمع ذهنك قبل أن تبدأ الإجابة واكتب الخطوط العريضة لإجابتك ببضع كلمات تشير إلى الأفكار التي تريد مناقشتها ثم رتب الأفكار حسب التسلسل الذي تريد عرضه.(3/142)
السابع عشر: اكتب النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأن هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كانت العبارات والسطور متداخلة وكان في عجلة ، خصص 10 % من الوقت لمراجعة إجاباتك وتأنى في المراجعة وخصوصا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام فإن خطوة واحدة في هذه القوانين والمعادلات خاطئة تؤدي إلى نتيجة خاطئة ، إذا اكتشفت أنك أخطأت في بعض الإجابات خذ درسا في أهمية الاستعانة والاستعداد مستقبلا وعدم الاستعجال ولو عرفت بعد الاختبار أشياء خاطئة فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل واعلم بأن الغش محرم سواء في مادة اللغة الانكليزية أو في غيرها ( من غش فليس منا ) وإذا كانت عين المراقب لا تراك فإن عين الله تراك ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) والغش ظلم وطريقة محرمة للحصول على ما ليس بحق واعتداء على حقوق الآخرين وكيف ستعمل بشهادة قد غششت في امتحاناتها ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه وعليك بإنكار المنكر في قاعة الامتحان بالأسلوب الصحيح والطريقة المناسبة وانصح من يقوم ببيع الأسئلة أو شرائها أو نشرها عبر شبكة الانترنت وامتنع وامنع الذين يقومون بإعداد أوراق الغش وأخبرهم أن تصويرها بهذه الطرق وتصغيرها من المكاسب المحرمة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا في الآخرة من الفائزين وفي الدنيا من السعداء الناجحين أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ محمد بن علي الشنقيطي ( الرياض - السعودية )
ضيف الحلقة :
مفهوم الإيمان بالرسل
موضوع الحلقة :(3/143)
الحمد لله رب العالمين يخلق ما يشاء ويختار ويفعل ما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد مشاهدي الكرام مشاهداتي الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نتحدث عن ركن من أركان الإيمان ألا وهو الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله عز وجل وهذا الإيمان ركن ركين من أركان الإيمان لابد منه ولا يكتمل إيمان المؤمن حتى يؤمن به ومن كفر ببعض الرسل فقد كفر بهم جميعا ومن كذب رسولا واحدا فقد كذب الرسل جميعا لهذا قال الله عز وجل في شأن تكذيب قوم نوح لنوح ( كذبت قوم نوح المرسلين ) وقال أيضا في شأن عاد ( كذبت عاد المرسلين ) وقال ( كذبت ثمود المرسلين ) وقال ( قوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ) وغير ذلك مع أن قوم نوح لم يرسل لهم إلا قوم نوح ولكن من كذب رسولا واحدا فقد كذب الرسل كلهم أجمعون لهذا قال سبحانه وتعالى ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) وقال سبحانه وتعالى ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا ) فمن فرق بين موسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم أو فرق بين أي نبي من أنبياء الله بين المرسلين فإنه يكون بذلك مارقا من الدين مخالفا شريعة رب العالمين وكافرا بالله سواء عمل أم لم يعمل لأن الله لا يتقبل ممن كذب رسولا واحدا من المرسلين د بين الله سبحانه وتعالى أن له رسلا من الملائكة وأن له رسلا من الناس فقال في شأن الملائكة ( جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع ) وقال ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) وقد بين الله سبحانه وتعالى أن رسل الملائكة الذين يبعثهم الله عز وجل على رأسهم جبريل فهو أمين(3/144)
وحي السماء وهو الذي يبعثه الله عز وجل بالرسالات إلى الأنبياء وهو الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن فقال سبحانه وتعالى ( نزل به الروح الأمين على قلبك ) وهذا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين وهو إمامهم وأفضلهم وهو الذي ذكر الله عز وجل فضله في الكتب المنزلة وبشر به في كل كتاب وعلى لسان كل رسول إن الإيمان بالرسل إيمان عظيم إذا حصل في قلب المؤمن اطمأن وعلم أنه فرد من أمة عظيمة بدايتها من بداية تاريخ البشرية ونهايتها إلى نهاية البشر فوق الأرض ن آدم عليه الصلاة والسلام كان فردا من أمة الإسلام وإن نوحا كان من المسلمين وإن إبراهيم وإسماعيل كانا مسلمين(3/145)
كما أثبت الله جل وعلا ذلك في كتابه في قوله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم رببنا واجعلنا مسلمين لك ) وكذلك بين الله سبحانه وتعالى عن بقية الأنبياء فما من نبي بعثه الله إلا وبعثه بملة الإسلام فكل نبي يدعو إلى الإسلام لهذا جعل الله الدين هو دين الإسلام فقط فقال سبحانه وتعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) ولهذا لا يختلف الأنبياء والمرسلون فيه كل نبي إنما بعث به وإذا كذب نبي من الأنبياء أو رسول من الرسل فإنما يكذب ما قاله بقية الرسل وقد بين الله ذلك في الآيات التي خلت من تكذيب قوم نوح له ومن تكذيب قوم هود له ومن تكذيب قوم صالح له وأن ذلك التكذيب لا ينفرد بصالح ولا نوح ولا هود بل هو تكذيب للمرسلين كلهم أجمعون لهذا فإننا نقول إن هذا الإيمان إيمان لابد منه وهذا الإيمان يقوم على تصديق هؤلاء المرسلين وعلى أنهم معصومون بإذن الله من الكذب ومعصومون من كبائر الذنوب وإذا حصل وحدث من أحدهم شيئا من الصغائر فإنه لا يقر عليه وقد تحصل الصغيرة من الأنبياء كما حدث من آدم عليه الصلاة والسلام أكل من الشجرة وكما حدث من إبراهيم عليه الصلاة والسلام كلمات ذكرها عن نفسه وليست من الكذب وإن كان ادعى وإن كان ظنها كذبا لكنه متأول في شأنها ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم في سر اعتذار الأنبياء يوم القيامة عن الشفاعة الكبرى أنهم اعتذروا بذنوب احتسبوها ذنوبا لكن الله غفرها إن الأمم والبشر عندما يتوجهون إلى نوح عليه الصلاة والسلام يقول إني استعجلت على قومي فدعوت عليهم مع أن الله قد بين لنوح أن قومه لن يؤمن منهم إلا من قد آمن وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلم يدعو إلا بعدما وصله الخبر أن الإيمان قد توقفت زيادته في قلوبهم وأنه لا طريق إلى قلوبهم ولن تصلهم دعوته ولن تصل إلى قلوبهم وذكر الله عز وجل ذلك على لسانه في قوله ( كلما دعوتهم(3/146)
لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) كذلك بين الله عز وجل صدق إبراهيم وأنه خليل الرحمن مع أن إبراهيم اعتذر بثلاث كذبات قال إني سقيم وقال عن سارة إنها أختي وقال أيضا بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون وذكر أيضا عن موسى أنه ذكر مسألة قتله للقبطي فقال وقتلت نفسا فتلك النفس التي قتلها قبل النبوة تلك النفس التي قتلها وخاف من قومه أن يقتلوه وهرب منهم بقيت في نفسه واعتذر بها للناس يوم القيامة لأنه أذنب ذلك الذنب مع أنه حصل قبل النبوة ومع أنه لم يقصد القتل بل وكزه وكزة خفيفة والأصل في الوكزة الخفيفة ألا تميت فمات الرجل منها فقال الله عز وجل ( فوكزه موسى فقضى عليه ) أما عيسى عليه الصلاة والسلام فلم يذكر ذنب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا فإن الرسل الكرام معصومون من الذنوب والخطايا بإذن الله وإذا حصل من أحدهم شيئا فإنه قد غفر له مسبقا وإذا حصل من أحدهم شيئا فإنه لا يقر عليه قدم الله عز وجل العفو لنبيه قبل الإذن فقال تعالى ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) وكذلك لما ذكر تعبيس الوجه من النبي صلى الله عليه وسلم في شأن دخول الأعمى عليه وقت مجيء المشركين إليه بعدما عاهدهم وواعدهم فقال تعالى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى ) إن الإيمان برسل الله عز وجل إيمان يحتاج من المؤمنين أن يعلموا أن هؤلاء هم خلاصة البشر وهم خيرة البشر وأن الله فضل بعضهم على بعض كما قال تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ) وأفضل الرسل على الإطلاق هم أولو العزم من الرسل وهم خمسة نوح عليه الصلاة والسلام وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وأفضل أولو العزم على الإطلاق محمد صلى الله عليه وسلم ويليه في الفضل إبراهيم عليه الصلاة والسلام وذلك لأن كل واحد منهما خليل للرحمن أما إبراهيم فقد(3/147)
بين الله خلته في القرآن فقال تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) وأما محمد صلى الله عليه وسلم فقد بين تلك الخلة في السنة فقال صلى الله عليه وسلم ( لو كنت متخذ من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا لكن صاحبكم خليل الله ) فمحمد صلى الله عليه وسلم أفضل من إبراهيم وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه الله مقاما محمودا وجعله الله في مقام أعلى من مقام إبراهيم فالنبي هو أفضل خلق الله على الإطلاق ويليه إبراهيم ويلي ذلك موسى عليه الصلاة والسلام لما كلمه الله به ولما خصه به من الفضل واختلف العلماء بعد ذلك في نوح وعيسى أيهما أفضل على قولين فقائل يقول عيسى أفضل وآخر يقول موسى وآخر يقول أن نوحا أفضل ولكن الفضل في ذلك لم يترجح فيه شيء فنقول هؤلاء الخمسة ذكرهم الله عز وجل ووصفهم بالصبر فقال ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) أما آدم عليه الصلاة والسلام فقد نفى عنه العزم فقال ( ولم نجد له عزما ) وآدم ليس من الرسل لكنه نبيا والفرق بين النبي والرسول أن النبي هو الذي ينبئ ويُخبر والرسول هو الذي ينبئ ويُخبر ويُرسل ولهذا نبئ النبي صلى الله عليه وسلم ب (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) لما نزلت عليه وبعدها أرسل بقوله تعالى ( يا أيها المدكر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ) ولما نزلت عليه هذه الآيات التفت إلى زوجه خديجة رضي الله عنها وقال ( ذهب عهد النوم يا خديجة ) ذهب عهد النوم يا خديجة لقد ذكر الله عز وجل الاصطفاء لرسله فقال سبحانه وتعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) والله عز وجل لا يسأل عما يفعل وعندما قالت قريش لولا أرسل أحد القريتين عظيم تقصد مكة أو الطائف لولا أرسل رجل من أحد القريتين عظيم يكون أعظم شأنا من محمد صلى الله عليه وسلم رد الله عز وجل عليهم بأنه يخلق ما يشاء ويختار ما يشاء ويفعل ما يشاء(3/148)
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يقر الإيمان في قلبي وقلوبكم وأن يرزقنا الإيمان برسله والإيمان بكتبه والإيمان به قبل ذلك والإيمان بملائكته والإيمان بقدره خيره وشره والإيمان بيوم الآخرة حتى نعمل مخلصين له الدين حنفاء ولو كره المشركون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبد الإله العروان ( جدة - السعودية )
ضيف الحلقة :
كيف نجعل حياتنا عبادة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مبلغ الوحي الأمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.(3/149)
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأخوة والأخوات كل منا لديه مشاغل في هذه الحياة كل منا لديه آمال وطموحات في أمور دينه ودنياه كل منا يتمنى وقتا إضافيا ليستثمره فيما ينفع ويعود عليه بالنفع والربح في دينه ودنياه ولكن الآمال كبيرة والأوقات قصيرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن أعمار أمته عليه الصلاة والسلام مابين الستين والسبعين وقد أمرنا بإعمار الأرض ولكننا أيضا أخبرنا بأن المولى عز وجل ما خلق الإنس والجن إلا ليعبدوه تعالى فما السبيل إلى أن نحقق هذه العبودية الحقة لله تعالى ونعمر الأرض ونعيش في هذه الدنيا كأننا نعيش أبدا ونعيش لآخرتنا كأننا نومت غدا لن أحدثكم عن أعمال فاضلة تكون صغيرة في جهدها ووقتها كبيرة في الأجر عند الله عز وجل لأن هذا باب مستقل بذاته يسمى بباب فضائل الأعمال وإنما سأحدثكم باستثمار عاداتنا وأعمالنا اليومية الطبيعية لطاعة الله ومرضاته أما من أراد أن يستزيد فإن فضل الله واسع يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه الفاروق رضي الله تعالى عنه ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) أي إنما الأعمال صلاحها وقبولها وبطلانها بالنيات بحسب النية فإن كانت النية صالحة قبل العمل وإن كانت بخلاف ذلك رد كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي يقول تعالى ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه إنما الأعمال بالنيات أي قبولها كما ذكرنا وإنما لكل امرئ ما نوى لك أخي المشاهد ولك أختي المشاهدة ما تنوون أي لك من الأجر والمثوبة والجزاء أو العقاب لا قدر الله بحسب هذه النية وهذا هو مدار حديثنا الآن كيف نجعل عاداتنا عبادات ، إن الهمم في الطاعة تكون في أحيان كثيرة ضعيفة قد ترتفع وقد تنزل لكن إن هيأت نفسي لأن أكون عبدا لله عز وجل مطيعا لأوامره مجتنبا لنواهيه وأستثمر كل عمل أقوم به لمرضاته هذا هو(3/150)
حديثنا وقبل ذلك ما معنى النية الصالحة ؟
إن النية الصالحة هي أن تجعل غرضك من هذا العمل أو هذا القول مرضاة المولى عز وجل أن تريد بذلك أن يرضى المولى عز وجل عنك وأن تكون متبعا للنبي صلى الله عليه وسلم وسأذكر أمثلة موجزة من حياتنا أريد منها فقط الإشارة والإيماء إلى ماهو أعلى منها فنقول من أمثلة ذلك الرجل حينما يأتي بالطعام إلى أهله يشتريه لهم ويأكلون إنما يؤدي واجبا عليه ويفعل ما يمليه عليه ضميره ومحبته لهذه الأسرة ولكن إن نوى بذلك طاعة المولى عز وجل في أنه راع لهذه الأسرة ( وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) وأداء هذا الواجب العظيم عليه حصل له أجر بعمل كان سيقوم به ولو بدون هذه النية ، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن في اللقمة تضعها في فيّ زوجتك أجر ، الموظف من ذكور أو إناث إن ذهب إلى هذه الوظيفة وهو ينوي أنه إنما يقوم بهذا العمل ليستغني به عن الحاجة إلى الناس والحاجة إلى غير الله عز وجل كان له بذلك أجر بإذن الله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) وإن نوى أنه يريد بذلك أن ينفع الأمة وينفع المسلمين كان له أجر وإن نوى أنه إنما يقوم بهذا العمل بإتقان ليؤدي ماوجب عليه ولكي يستلم أجرته في آخر الوقت المحدد وقد أدى ما عليه من الواجب كان له أجر ، الطالب حينما يذهب إلى مدرسته أو الطالبة إلى مدرستها أو كليته أو كليتها وينوي بذلك رفع الجهل عن نفسه وتعلم ما ينفعه في دينه فيطبقه في حياته وتعلم ما ينفعه في دنياه فيستفيد منه ويرتفع به في أمر الدنيا ثم الآخرة وينوي بذلك أن يخدم أمته في مافيه خدمة لنفسه كان له بذلك أجر ، من عقد النكاح وهو يريد أن يعقد النكاح كأي ذكر أو أنثى لإشباع حاجة غريزية ولكنه نوى مع ذلك إعفاف نفسه بالحلال كان له أجر فإن نوى أنه يبني أسرة مسلمة على أسس سليمة كان له أجر قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وفي بضع أحدكم صدقة ) قالوا يا رسول الله أيأتي(3/151)
أحدنا شهوته ويكون له بها أجر؟ قال ( أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إن وضعها في حلال كان له أجر ) وقس على ذلك كل من ترك حرام بحلال آخر يستغني به عن الحرام من سعى إلى استثمار ماله في تجارة مباحة كراهية الربا كان له أجر ومن شرب شرابا مباحا استغنى به عن خمر وهو يقصد بذلك مرضاة الله سبحانه وتعالى كان له بذلك أجر وكل أمر استغنيت بحلاله عن حرامه وأنت تطلب مرضاة المولى عز وجل لعل لك فيه أجر ، المرأة حينما تطهو الطعام أو تقوم بالأعمال المنزلية المتعددة غنما تؤدي أمرا هي فاعلته قطعا ولكن إن نوت به مرضاة المولى عز وجل بالإحسان إلى زوجها وإلى أهل بيتها ورعايتهم كان لها أجر ففي كل ثانية قضتها في هذا العمل وكل جهد شعرت به وكل قطرة عرق نزلت من جبينها كان لها فيها أجر ، الرجل حينما ينام مبكرا أو المرأة ويضع في ذهنه أن يريد أن يستيقظ لصلاة الفجر في وقتها كان له أجر ، من يتسحر ليصبر به على الصيام وينوي بذلك التقوي على طاعة كان له به أجر وهو يريد أن يأكل .ولنأتي إلى نوع آخر التروك من لم يقطع إشارة أو يخالف نظاما هو تاركه قطعا هذه المخالفة أقصد يترك هذه المخالفة لن يفعلها ولكنه يستحضر عند تركه لها قول المولى عز وجل ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) يكون له بذلك أجر ، من أخذ السواك بيده فاستاك به فطهر فاه به أليس له بذلك أجر متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، المرأة حينما تقوم بتطبيب أولادها ورعايتهم وتلبيسهم وتأكيلهم وتنوي بذلك أداء الواجب الذي عليها وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) أليس لها في ذلك أجر ، الرجل حينما يسعى بابنه مريضا ويطببه ويأتي له بحاجاته ويقصد بذلك مرضاة المولى عز وجل وهو فاعل ذلك الأمر لامحالة أليس له بذلك أجر ، حينما تؤدي المرأة ما عليها وتراعي زوجها وتبتسم في وجهه أو رجل يذهب بامرأته إلى طبيب ويريد بذلك ( خيركم(3/152)
خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) أليس له بذلك أجر ، حينما تتعامل مع الناس فتبتسم وتستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ابتسامتك في وجه أخيك صدقة ) أليس لك بذلك أجر ، في بيعك وشرائك وتعاملك وأنت ترجو في ذلك أن تكون داعية إلى الإسلام ومظهرا لحسن التعامل بين الناس وتستحضر أن من أثقل الأعمال في الميزان حسن الخلق ألا يكون لك بذلك أجر.
إن أبواب الأجر واسعة ولكن هل نشمر عن سواعد الجد والحزم والعزم إنما نحتاج إلى نية صادقة وصالحة ولنقصد دائما بكل أعمالنا وأفعالنا وتروكنا وجه المولى عز وجل ،أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقني وإياكم جميعا إلى مرضاته وأصلي وأسلم على نبينا ورسولنا محمد وآله وصحبه وأزواجه الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ محمد علي مشعل ( حمص - سوريا )
ضيف الحلقة :
طريق السعادة
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على إمام النبيين وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(3/153)
أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإسلام هو طريق السعادة الإسلام طريق سعادة الدنيا وسعادة الآخرة فلا سعادة في الدنيا ولا سعادة في الآخرة إلا بالإسلام وقد قال الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) خلق آدم وأسكنه جنته وأسجد له ملائكته ثم أنزله إلى الأرض وجعل له الذرية ونحن ذرية آدم وسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام نبي ورسول كلفه الله سبحانه وتعالى بأن يبلغ الرسالة لذريته فهو رسول الله لذريته عليه الصلاة والسلام وإن الله سبحانه وتعالى جعل من نسل آدم 124 ألف نبي كلهم جاؤوا بالإسلام وكلهم يعلمون الإسلام منهم 313 رسل قد نص القرآن الكريم على 25 اسما فالمذكور أسماؤهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون وأما الرسل فعددهم 313 والأنبياء 124 ألف نبي فكل رسول كان له مساعدون من الأنبياء وكلهم جاؤوا بالإسلام الذي هو سعادة الدنيا وسعادة الآخرة وسميت اليهودية يهودية لأن بني إسرائيل قالوا ( ربنا إنا هدنا إليك) فسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نبي ورسول وقد أخذ الله عليه العهد إن أدرك محمد ليؤمنن به ولينصرنه كما أخذ على كل الأنبياء من أولهم لآخرهم إن أدركن محمد ليؤمنن به ولينصرنه وسيدنا موسى جاء بالإسلام وسمي الإسلام يهوديا لأن بني إسرائيل قالوا ( ربنا إنا هدنا إليك) فلم يجئ سيدنا موسى بغير الإسلام وكذلك سيدنا عيسى لم يجئ إلا بالإسلام فسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام نبي ورسول جاء بالإسلام وأخذ عليه العهد كما أخذ على النبيين والمرسلين قبله إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه وهو أخذ العهد على أمته إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه إذا أمة سيدنا موسى وأمة سيدنا عيسى مأخوذ عليهم العهد إن أدركوا محمد ليؤمنن به ولينصرنه لأنه جاء بالإسلام الذي جاء به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام والذي جاء به النبيون والمرسلون من عند الله سبحانه وتعالى ( إن الدين عند الله الإسلام) ولذلك فإنا نوجه(3/154)
نداءنا إلى كل البشرية بأن طريق السعادة محصور بالإسلام سعادة الدنيا وسعادة الآخرة لن تكون إلا بالإسلام ومعنى لا تكون ما معناها لا تتم لا لا تكون أبدا إلا بالإسلام فهو طريق السعادة قال الله تعالى ( ومن يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) من يعمل صالحا وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فتكون حياته في هذه الدنيا حياة طيبة سعيدة كريمة وإنه يعيش في كل أوضاعه بسعادة مادام قد أخذ بدين السعادة وأخذ بدين الرحمة.(3/155)
أيها الأخوة إن هذا الأمر ينبغي أن يكون معروفا لدى الجميع وانظروا إلى قوله تعالى إن الذين استقاموا على الإسلام واستقاموا على دين الإسلام تتنزل عليهم رحمة الله سبحانه وتعالى دائما دائما ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) أيها الأخوة أيها العقلاء أيها الناس جميعا لا نريد منكم إلا أن ندلكم على طريق السعادة الذي تسعدون به في الدنيا والآخرة وهو الذي جاء به الأنبياء والمرسلون من عند الله سبحانه وتعالى من أولهم لآخرهم وإن خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام هو صفوة البشرية والذي فضله الله على العالمين أجمعين وأرسله رحمة للعالمين فقال له ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين رحمة للإنس ورحمة للجن فهو رسول الله إلى الجن وقد دخل الجن في الإسلام وسعدوا بالإسلام وهم كثيرون يسعدون بالإسلام ويعملون بالإسلام وإن البشرية الذين استجابوا لدعوة الله سبحانه وتعالى فإنهم إن شاء الله سعداء في الدنيا وسعداء في الآخرة ومهما أصابهم مما يظهر بأنه مصيبة أو أنه تعب أو نصب فهو في الحقيقة سعادة وهو في الحقيقة رحمة وهو في الحقيقة نعمة والمصائب عندنا في الإسلام كلها نعمة فعندما يقع الإنسان في بعض الهفوات ينزل الله عليه بعض المصائب البسيطة (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ليغفر له الله سبحانه وتعالى تلك المعاصي الصغيرة إن الإنسان عندما يعلم تماما تماما بأن الله سبحانه وتعالى يغفر له إذا تاب ويغفر له الكبائر إذا تاب فإنه إذا طغاه الشيطان أو غوته الدنيا أو سارت به النفس الأمارة بالسوء إلى طريق غير طريق فإذا رجع وتاب فالله يتوب عليه والتوبة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون(3/156)
لعلكم تفلحون ) ألا وأن التوبة هي طريق الفلاح وطريق الوصول إلى الإسلام الذي فيه سعادة الدنيا وسعادة الآخرة ما معنى التوبة التوبة الندم على ما فرط في جنب الله الندم على تركه الفرائض والواجبات أو فعله المخالفات والمحرمات الندم على ما فرط في جنب الله وعلى ارتكابه بعض المخالفات والمحرمات ثم بعد إذن الإقلاع عن الذنب صغيره وكبيره الإقلاع عن الذنب بأنه يكره الذنب لأن الذنب يجره إلى غضب الله ويجره إلى لعنة الله فهو يتبرأ من الذنب ولا يسير مع الذنب فيقلع عن الذنب ثم بعد إذن يعزم على ألا يعود يعزم على ألا يعود فأركان التوبة أيها الأخوة ثلاثة أولا بالدرجة الأولى الندم على ما فرط في جنب الله وهذا يعتبر أكبر ركن للتوبة حتى قال عليه الصلاة والسلام ( الندم توبة) الندم توبة ثم بعدئذ إذا كان هذا الندم حقيقيا فإنه يقلع عن الذنب ولا يقع به ولا يسير إليه وإذا كان هناك عرف قبح الذنب وقبح نتيجته والعذاب الشديد فإنه يعزم على ألا يعود ألا يعود إلى الذنب وإذا كانت هناك حقوق للعباد فلابد من شرط رابع ينبغي أن يستحل ممن له حق عنده إما أن يرد الحق إليه أو يطلب مسامحته أو يطلب عفوه.(3/157)
أخي الكريم أختي الكريمة إذ عليكم بالتوبة فإن التوبة مفتاح الخير مفتاح البر مفتاح الرضا مفتاح السعادة أسرعوا وتوبوا فإن التوبة مقبولة ولا يغلق باب التوبة إلا إذا طلعت من مغربها ولا يغلق باب التوبة إلا إذا صارت الروح في الحلقوم في آخر لحظة من الحياة فعند ذلك يرون منازلهم في الجنة يرون ملك الموت وملك الموت يقول له هذا مقامك في الجنة أو هذا مقامك في النار فعند ذلك لاتوبة وأغلق باب التوبة فباب التوبة يغلق في حالتين الحالة الأولى عند طلوع الشمس من مغربها والحالة الثانية عند وصول الروح إلى الحلقوم ، اللهم وفقنا للتوبة الصالحة ويا رباه وفقنا للتوبة الصادقة واجعلنا من التائبين فالله يحب التائبين نسألك محبتك ومحبة كل خير ومحبة كل حسنة ومحبة كل صالح فوفقنا لما يرضيك يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
الصحابي سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،(3/158)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذه الليلة الميمونة المباركة وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى إنه ولي ذلك والقادر عليه تعالوا يا جماعة نبدأ حلقة الليلة دي بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم الحقيقة يا جماعة نحن دي الوقت بقى لنا خمسة وعشرين حلقة من حلقات سير الصحابة أو قصص الصحابة رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم نفسنا زي ما كنا نسأل كل مرة عايزين نشوف إيه اللي تغير فينا يا جماعة الحقيقة نحن عايزين إن شاء الله من خلال الحلقات القادمة إن يبقى في تواصل بيننا وبين الجماهير في كل أنحاء العالم يبعثوا لنا يقولوا لنا يا ترى في حد ربنا أكرمه كدا وتاب حينما سمع سيرة صحابي من الصحابة أو أخت لبست حجاب لمجرد إنها سمعت سيرة واحد من الصحابة يعني نفسنا نعرف هل فعلاً فيه تواصل بيننا وبين جيل الصحابة إحساس بكل اللي عملوه تقدير لهذا الجيل الفريد يعني نسأل الله عز وجل كما حرمنا من رؤيتهم في الدنيا أن يجمعنا بهم مع النبي في الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه ونحن يا جماعة لما نتكلم يعني عايزين دائماً نحس يعني إني أنا بقول للي قدامي وبقول للمشاهدين مش عايزين نحس إن فيه داعية قاعد يكلمنا عن سيرة صحابي لا دنا أخ لكم وابن لكم عايزين نحس إننا نحن كلنا أسرة واحدة نحس إن كلنا يعني نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا يوم القيامة في ظل عرشه على الحب في الله سبحانه وتعالى تعالوا نبدأ موضوع الليلة دي وموضوع الليلة دي الحقيقة أو قصة هذا الصحابي الجليل هو من العشرة المبشرين بالجنة بس قبل ما نبدأ سيرة الصحابي عايزين نقول لفتة صغيرة :(3/159)
إن كثير جداً يا جماعة من الناس عايشين النهار دا قلوبهم غافلة أو نائمة عن الحكمة أو أصل القضية التي خلقوا من أجلها وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون كثير من الناس يا جماعة غافلة عن أصل القضية عايش على مراده من الله ومش عايش على مراد الله منه مراد الله منك إن أنت تكون عبد لله ومرادك أنت من الله إنك أنت عايز تعيش تتنعم بزخارف الدنيا وزينة الدنيا وزهرتها الفانية خدت بالك فمش عايز يتعب جسمه إلا في الشهوات مش عايز يتعب فكره إلا في الملذات مش عايز يدفع ماله إلا فيما يعود عليه بالنفع يعني في أمور الدنيا ومتاع الدنيا الزائل كثير من الناس يا جماعة غفلان عن أمر الآخرة وعما في جنة الرحمن اللي ربنا سبحانه وتعالى قال عنها أعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عين رأت ولا آذن سمعت ولا خطر على قلب بشر صاحب القلب الحي يا جماعة عارف إنه ما تخلقش في الدنيا دي عشان ينعم وبس لأن الدنيا كلها لأن الدنيا كلها لذاتها مقدرة ما فيش ولا لذة كاملة في الدنيا وأتحدى أن واحد يقول لك إنه في لذة كاملة في الدنيا اللذة كلها الكاملة فين يا جماعة في الجنة ربنا يرزقنا وإياكم الجنة وبعدين الحاجة الثانية الأخيرة قبل ما نبدأ في الدرس الليلة دي يا جماعة سبحان الله ربنا خلق القلب دا يعني كل إنسان ربنا خلق له القلب دا من أجل أن يعبد الله به وأن يحب الله به خود بالك فإنسان لما شغل قلبه بالشهوات والملذات وحب المال والنساء والمناصب والدنيا والصيت والغنى والشهرة أفسد القلب خود بالك من حاجة ندي مثل بسيط لو أن واحد جاب شوربة مثل بسيط كدا واخد الشوربة وهي سخنه وراح صاببها في أذنه إيه اللي يحصل خلاص يعني أذنه تفسد صح ولا لا تضيع ليه لأن الأذن ما خلقتش من أجل إيه الطعام ولا الشراب صح ولا لا طيب فالقلب دا ربنا إدهولك عشان تعبده وتحبه به لما تملأ القلب دا حاجة ما تخلقش من أجلها ليل ونهار عمال تحشيه صور ومحاب من دون الله حب النساء(3/160)
وحب المنصب والجاه والثروة والمال والكلام دا كله فالقلب يفسد خدت بالك فالقلب دا خلق لمحبة الله ولعبادة الله سبحانه وتعالى عشان كدا لقائنا الليلة دي مع واحد جعل قلبه كله من أجل محبة الله ومن أجل عبادة الله عاش في جنة الدنيا قبل جنة الآخرة فكان من الذين قال عنهم الله عز وجل رضي الله عنهم ورضوا عنه سبحانه وتعالى والحديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الإيمان الإيمان له طعم جميل جداً يا جماعة بسفي القلب واخد بالك ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم لقائنا الليلة دي يا جماعة مع الصحابي الجليل سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه ودا من العشرة الذين بشروا بالجنة وجميل قوي لما تسمع إن في واحد مبشر بالجنة وهو ما زال حياً على الأرض في دنيانا سبحان الله يعني فالمهم تعالوا نبدأ بداية سيدنا سعد ابن أبي وقاص سيدنا سعد يا جماعة كان من أكرم فتيان مكة ومن أشرف فتيان مكة من ناحية النسب لكن كان كواحد من أصحاب الفطر النقية كان يتمنى إن ربنا يكرم الكون دا في ظل طبعاً الجاهلية الغريبة اللي كان شايفها في أرض الجزيرة ناس عمالة تعبد الأصنام وتأكل الميتة وتئد البنات ويعني كان أشياء رهيبة جداً كانت تدور والنبي عليه الصلاة والسلام وضح ذلك يعني كما في الحديث الذي رواه مسلم فقال :(3/161)
وإن الله قد اطلع على أهل الأرض عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فمقتهم جميعاً إلا بقايا من أهل الكتاب لأن الأرض يا جماعة كانت مليانة فساد رهيب جداً قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا سعد كان يدعو الله عز وجل دائماً أن ربنا يرزق البشرية بيد حانية تخرج الناس من ظلمات الكفر والشرك إلى أنوار التوحيد والإيمان فكانت الاجابة بفضل الله سبحانه وتعالى أن ربنا سبحانه وتعالى يسر للكون كله بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان الكلام دا يا جماعة كان سعتها سعد ابن أبي وقاص كان عنده كم سنة تخيل يعني على رجاحة العقل وقوة الفكر والبصيرة العالية دي كان عنده سبعة عشر سنة تخيل يعني لما تسمع اسم سيدنا سعد ابن أبي وقاص تتخيل أن سنه مثلاً ثلاثين أربعين خمسين سنة لا كان عنده سبعة عشر سنة ورغم ذلك شوف عنده ما شاء الله همة عالية زي نفسنا يكون الكون دا كله في طاعة ربنا سبحانه وتعالى وبالفعل بعث النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثة النبي يا جماعة كان سيدنا سعد ابن أبي وقاص كان شاغل حياته كلها في إيه في لعب ولا لهو أبداً حياته كلها كانت في بري السهام وإصلاح القصي وتعلم الرماية كأنه يعد نفسه لأمر جليل جداً يخبئه الله عز وجل له فيما بعد يعني سبحانه وتعالى المهم يعني الدرس اللي نحن سنأخذه من الجزئية دي يا جماعة إن سعد ابن أبي وقاص حتى في الجاهلية كان لا يسيب نفسه كدا بلا شغل أبداً شاغل نفسه في بري السهام وإصلاح القصي وتعلم الرماية دا درس لنا يا شباب إن ما حدش ينفع يقعد من غير أي عمل لازم تشتغل لازم يكون عندك حاجة قضية تشغلك في أمر يعود عليك بالنفع إما في أمر الدين أو الدنيا ما ينفعش تقعد كدا عطلان أبداً لازم يكون لك هم لك قضية لك هدف والهدف دا تسعى له بكل قوة زي اللي داخل زي ما قلنا دائماً زي اللي داخل سباق مائة متر مائة متر دا مش فاضي يبص يمين ولا شمال أنا محدد هذا الهدف وأنطلق إليه كالسهم إنت(3/162)
في النهاية طالب إيه أنا طالب رضا الله سبحانه وتعالى أنا عايش في الدنيا دي عشان أفوز بأعظم نعمة إن ربنا يرضى عني وإنه يدخلني جنته سبحانه وتعالى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور طيب يا ترى أسلم سيدنا سعد ابن أبي وقاص الزاي يا جماعة الحقيقة هو نفسه يحكي القصة وكانت القصة غريبة شوية إيه هي بيقول لنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه إن هو في يوم من الأيام رأى في المنام ودا قبل أن يسلم بثلاثة أيام شاف رؤية غريبة جداً شاف كأنه في ظلمة عجيبة جداً لا يبصر فيها شيئاً وفجأة أضاء قمر أمامه فمشى في ضوء هذا القمر فرأى ثلاثة ماشين قدامه مين الثلاثة دول يا جماعة زيد ابن حارثة وأبو بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب فأول ما شافهم فقال متى انتهيتم إلى هنا أنتم وصلت لحد القمر دا إمتى قالوا له يعني الساعة وصلنا قبلك بحاجة بسيطة جداً سبحان الله قال :
فاستيقظت من النوم وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام سراً فذهبت إليه وقلت له إلام تدعو بتدعو لإيه قال أن تشهد أن لا آله إلا الله وأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد سعد ابن أبي وقاص وقال أشهد أن لا آله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما تقدمني إلى الإسلام إلا الثلاثة اللي هما زيد ابن حارثة وأبو بكر الصديق علي ابن أبي طالب فكان عشان كدا سيدنا سعد كان يقول يعني مر علي أيام وأنا ثلث الإسلام طبعاً يعني يقصد أنه كان من السابقين إلى الإسلام رضي الله عنه وأرضاه لكن يا جماعة سبحان الله دائماً أي إنسان في الدنيا يلتزم أو يسلم إن لم يكن مسلم لا بد أن يتعرض لابتلاء أنت في أمور الدنيا والله المثل الأعلى لما تروح تتعين في شركة عشان تأخذ مرتب مائتين ثلاثمائة جنيه لا بد إن إيه بيسموه أنتر فيو بيعملوا انتر فيو واخد بالك واختبارات شخصية ومعاك شهادة إيه يا ترى معك كورس إنكليزي وكمبيوتر وكدا يعني(3/163)
فالجنة مش حتخشها ببلاش ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هي الجنة فسبحان الله سيدنا سعد ابن أبي وقاص في الوقت دا يا جماعة يعني موضوع إن هو يسلم ما مرش عليه بسهولة في الحديث رواه مسلم إن أم سعد ابن أبي وقاص أول ما عرفت بأن ابنها أسلم فقالت له يا سعد وكان سيدنا سعد سبحان الله ودا أمر عجيب جداً في الجاهلية كانت في أمور بردوا كانت جميلة زي إيه زي بر الوالدين سعد ابن أبي وقاص يا جماعة كان من أبر الناس بأمه فلما أسلم أمه قالت له أتزعم يا سعد أن دينك يأمرك ببر الوالدين قال أجل قالت إذاً فأنا أمك خلاص مش أنت تقول كدا أنا أمك بقى فأنا أمرك أن تترك دين محمد صلى الله عليه وسلم طبعاً هي ما فكرتش كويس لأنه هو يقول لها إيه يقول لها آه ديني يأمرني ببر الوالدين طيب لما سيب ديني يبقى ما فيش بر الوالدين بقى صح ولا لا فقالت له فإني أمرك أن تترك دين محمد صلى الله عليه وسلم وإلا سأمتنع عن الطعام والشراب حتى أموت فتعيرك العرب بأنك قاتل أمك إيه رأيك بقى طول ما أنت ماشي يقولوا هو دا اللي قتل أمه ويفضلوا يشاوروا عليك فقال لها يا أماه والله إني لعلى شدة حبي لك لأشد حباً لله هي دي المسألة ما فيش حد عندنا أغلى من ربنا يا جماعة وقال لها إني لعلى شدة حبي لك لأشد حباً لله فو الله لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً بعد نفس ما تركت دين محمد طرفة عين صلى الله عليه وسلم فكلي أو دعي أم سيدنا سعد ابن أبي وقاص نفذت اللي إيه اللي قالت له التهديد عملته راحت قعدت يومين من غير أكل ولا شرب حتى أغشي عليها أغمي عليها مش قادرة خلاص بقى فأغشي عليها فقام ابن لها اسمه عمارة فقام يسقيها ويطعمها فقامت تدعو على سعد ابن أبي وقاص فنزل قول الله عز وجل:(3/164)
? وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا ? لقمان (آية:15) لكن بالمقابل بقى ? وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ? لقمان (آية:15) يا سلام نأخذ درسين حلوين قوي من الجزئية دي بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم الدرس الأولاني يا جماعة إن أنت لازم تكو ن بار بأمك وأبيك لكن في طاعة الله في غير معصية الله أوعى تطيع الأم أو الأب في معصية الله لكن في أمكر الطاعة في أمور الدنيا لازم تطيع الأم والأب وربنا اللي أمرنا بكدا شوف واخد بالك:
? أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ? لقمان (آية:14) دي حاجة لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الحديث اللي رواه البخاري ومسلم وأحمد قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى الدرس الثاني إن أنت تؤثر الله عز وجل في كل مقامة أوعى تفضل أي حد في الدنيا على رضا الله سبحانه وتعالى وعلى محبة الله وعلى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم شوف ربنا يقول إيه :(3/165)
? قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ ? التوبة (آية:24) الثمانية دول حلال ولا حرام حلال لكن لو كانوا ? أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ? التوبة (آية:24) سبحانه وتعالى طيب تعالوا نشوف يا جماعة باقة عطرة من مناقب سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه بس بعد بردوا ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم الحقيقة من أجمل المناقب حديث رواه الحاكم بسند صحيح إن سيدنا سعد ابن أبي وقاص كان النبي قاعد في وسط الصحابة وفجأة سيدنا سعد قادم من بعيد فالنبي راح قائم وماسك يداه وقال هذا سعد خالي أو هذا خالي فليرني امرؤ خاله يعني النبي عليه الصلاة والسلام يتباهى بأن سيدنا سعد ابن أبي وقاص خاله طيب هو سعد ابن أبي وقاص كان أخو أم النبي عليه الصلاة والسلام يعني كان خاله من الناحية دي كدا لا أمال كان خاله الزاي سيدنا سعد ابن أبي وقاص كان من بني زهرة واخد بالك وأم النبي عليه الصلاة والسلام كانت أيضاً من بني زهرة فكان في قرابة من بعيد وقريب الأم يعتبر خال للابن خدت بالك حتى لو كان قرابة من بعيد فعشان كدا يسمى خال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقبة الثانية الجميلة حديث رواه مسلم أن سيدك النبي عليه الصلاة والسلام كان في يوم من الأيام كان فوق جبل حراء ودي غير الحادثة الثانية لما كان فوق جبل أحد وقال أثبت أحد لا دي حاجة ثانية كان فوق جبل حراء فقال له بعد ما تحرك الجبل قال أثبت حراء فإن ما عليك نبي أو صديق أو شهيد خدت بالك فكان على الجبل سيدك النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص(3/166)
فكانت دي شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه بل كان سعد ابن أبي وقاص من الذين أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يطردهم من مجلسه بل أن يقربهم إليه صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام كانوا ستة وكان الحديث رواه مسلم طبعاً كانوا ستة يا جماعة قاعدين مع النبي عليه الصلاة والسلام فالنبي كان يدعو المشركين إلى دين الله سبحانه وتعالى عمال إيه يسمعهم القرآن والسنة عشان ربنا يكرمه بهم إن هم يسلموا ويوحدوا الخالق سبحانه وتعالى فقال المشركون لما لاقوا الصحابة بقى فقراء جداً جالسين جنب النبي قالوا أطرد هؤلاء فلا يشترئون علينا أنت تقعد معنا دول قال سعد ابن أبي وقاص فنزل قول الله عز وجل ? وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ? الأنعام (آية:52) يا سلام أوعى تطرد دول دا هما دول اللي حيشيلوا أمنة الإسلام يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كمان فوق دا كله يا جماعة من المناقب لسيدنا سعد ابن أبي وقاص دا أول من رمى بسهم في سبيل الله ودي معلومة جميلة قوي كان النبي عليه الصلاة والسلام بعث سرية لمكان يدعى رابخ فانقض المسلمون على المشركين فحماهم سعد ابن أبي وقاص برمي السهام رضي الله عنه وأرضاه فكان أول من رمى بسهم في سبيل الله طيب تعالوا نشوف صفحة من محبة سيدنا سعد ابن أبي وقاص لسيدك النبي صلى الله عليه وسلم طبعاً صور محبة الصحابة للنبي صور لا تنتهي يعني أنت لو قعدت تتكلم عن محبة الصحابة للنبي يعني ستقول أنت محتاج مش درس واحد أنت محتاج مائتين درس ثلاثمائة درس عشان تتكلم عن صور محبة الصحابة لسيدك النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام والحديث في البخاري ومسلم سيدك النبي عليه الصلاة والسلام جاء ينام فحصل له كدا شوية قلق مين اللي تحكي الحديث أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت أرق رسول الله صلى الله عليه(3/167)
وسلم ذات ليلة فقال ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ليت رجلاً إيه صالحاً فدي شهادة إن اللي سيأتي دي الوقت دا رجل صالح من أصحابي قالت فسمعنا صوت السلاح سمعنا صوت السلاح صوت السيف كدا واخد بالك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا فقال سعد ابن أبي وقاص يا رسول الله صلى الله عليه وسلم جئت لأحرسك الليلة صلى الله عليه وسلم قالت فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه صلى الله عليه وسلم تعرف تحب النبي كدا يعني شوف تخيل لمجرد أن النبي تمنى أن واحد من الصحابة يأتي يحرسه في نفس اللحظة يتبادر إلى ذهن وقلب سعد إني أنا لازم أروح الليلة دي أحرس النبي عليه الصلاة والسلام ودا دليل إن سعد ما كانش يحرسه قبل كدا هو خطرت على باله فجأة إنه يروح يحرس النبي صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة بردوا سبحان الله كان النبي كان يبادره نفس الحب في يوم من الأيام كان الكلام دا كان في مكة لسى ما هاجروش بقى من مكة للمدينة كان النبي عليه الصلاة والسلام عرف أن سيدنا سعد ابن أبي وقاص كان مريض جداً حديث في البخاري ومسلم أيضاً فيقول سعد عن نفسه قال تشكيت يوماً بمكة من مرض شديد فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني يعني يزورني فلما دخل النبي عليّ كان سيدنا سعد كان عنده كدا يعني طلب أو فتوى كان عايز يستفتي فيها النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله إني سأترك مالاً يعني هو ممكن يموت قريب فخائف أحسن أسيب الفلوس دي فتضيع فقال إني سأترك مالاً وليس عندي إلا ابنة واحدة أفؤصي بالثلثين وأترك لها الثلث يعني أوصي بالثلثين يتوزعوا بأعمال الخير وأسيب لبنتي الثلث قال لا فقال أوصي بالنصف وأترك لها النصف قال بردوا لا قال أوصي بالثلث وأترك لها الثلثين قال أجل الثلث والثلث إيه كثير يعني كفاية يعني الثلث دا كثير قوي كمان يعني خدت بالك ثم وضع النبي يده دا شاهد بقى ثم وضع النبي يده على جبهة سيدنا سعد ابن(3/168)
أبي وقاص خود بالك ثم أمر يده صلى الله عليه وسلم شوف يدين النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أنس بيوصفها بقى حديث رواه مسلم قال ما مسست ديباجة ولا حريراً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم أمر النبي يده على وجهي وعلى صدري وعلى بطني وقال اللهم اشفي سعداً خود بالك اللهم اشفي سعداً وأتمم له هجرته يقول سعد فو الله سيدنا سعد يحدث بالحديث دا بعد فترة كبيرة يقول والله فما زلت أجد برد يد النبي صلى الله عليه وسلم على جسدي كأني لسه حاسس ببرد يد النبي عليه الصلاة والسلام وإيه وهي تمر على جسمه وهذا درس جميل يا جماعة بس بعد ما تصلوا على حبيبك صلى الله عليه وسلم أن أنت تتعلم زيارة المرضى فكر أخر مرة زرت فيها مريض دا زيارة المريض يعني لها اجر عظيم جداً الحديث عند الترمذي يا جماعة بسند الصحيح أن سيدك النبي على شان بس تشوف قد أيه اجر زيارة المريض على شان ما تزهق في الأعمال الجليلة هذه قال صلى الله عليه وسلم:(3/169)
ما من مسلم يعود مسلم غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسك كم ملك يا جماعة مش ملك واحد أنت النهار هذا تروح لأحد من الدعاة تقول له بالله عليك تدعي لي يعني تطلب دعوة رجل ممكن يكون له يعني معاصي وذنوب وإنما هذا ملك يعني سبحان الله هؤلاء مطهرون لا يعصون الله عز وجل ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ما يمكن أبداَ ما في معصية أبداَ تصدر من ملك ورغم ذلك بقى مش ملك واحد يدعي لك سبعين ألف ملك وإن عاده أي زاره عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خليف في جنة الرحمن سبحانه وتعالى لما تزور مريض في آداب كثيرة لازم تتعلمها لما تزور مريض تحاول تسكب عنده الأمل يعني ما تروح المريض أول ما تدخل أيه هذا وجهك مصفر كدا ليه نعم في ناس كدا والله يا جماعة في ناس أول ما يدخل لو حتى أنت عندك شوي انفلونذا ولى برد بسيط يا حصره الآن سينفخ في الصور سبحان الله وأذكر قصتين كمان من هذا النوع بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان في واحد رجل راح يزور واحد مريض فأول ما دخل عليه قال ما تشتكي يا أخي قال له أبداَ وجع في الكلية قال له سبحان الله هو نفس المرض الذي أبوي مات فيه ألحق نفسك وأكتب الوصية قال حاضر أكتب الوصية راح منادي على ابنه قال له تعال يا ابني أكتب الوصية أن لا يدخل عليا هذا الرجل مرة أخرى يعني مش عايز يأتي هنا خالص برضوا واحد برضوا من الناس معقد خالص برضوا راح يزور واحد مريض فالرجل هذا كان أعمى البصر فأول ما دخل عليه فحب يعزيه فقال له كلمتين أنت عارف حب يعزيه فراح رمي فقال له يا أخي لا تغتم ربنا يبارك فيك أنت لو تعلم الأجر والثواب الذي ستأخذه من وراء العمل الذي أنت شفته هذا يعني لتمنيت الله أن يقطع الله يديك وجليك وأذنيك يعني قفل له خالص قال له يا أخي ربنا يبارك فيك أسأل ربنا عز وجل أن يفعل بك ذلك وأن يبذل لك العطاء أنت أولى مني نحن أخوة يعني صلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان(3/170)
سيدنا سعد ابن وقاص كمان يا جماعة كان في حقيقة ربنا أكرمه بها أن هو كان مستجاب الدعاء وهذا بفضل دعاء النبي له صلى الله عليه وسلم النبي دعا له شوف لما يدعي له النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه الترمذي والحاكم بسند صحيح قال اللهم أستجب لسعد إذا دعاك مجرد بس سيدنا سعد يرفع يدها يا رب استجب دعائه ولذلك سبحان الله كان في حادثة غريبة جداَ من سعد ابن أبي وقاص بعد مرور أيام طويلة كدا كان سيدنا عملا ابن الخطاب ولعها على بلاد الكوفة فاشتكوا له قالوا سعد ابن أبي وقاص ما يعرف يصلي تخيل من سعد ابن أبي وقاص من العشرة المبشرين بالجنة ما يعرف يصلي فالمهم فقال سعد ابن أبي وقاص والله لأني أول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وليس لنا طعام إلا ورق الشجر حتى كان أحدنا لا يضع حتى يضع البعير وإن والله كنت أفعل كذا وكذا وقعد يعني يعدد بعض المناقب يعني هم يظلموه في حقه فقال ثم أصبحت بنو أسد تعذرني عن الإسلام لقد خبت وضل عملي الحديث رواه مسلم وراية ثانية عند البخاري أن لما أهل الكوفة يعني شكوا سيدنا سعد لسيدنا عمر ابن الخطاب قالوا له هذا ما يعرف يصلي وهكذا فسيدنا عمر ابن الخطاب سأل سيدنا سعد ابن أبي وقاص قال يا أبا إسحق أبا إسحق هذه كنية سعد ابن أبي وقاص قال لقد قالوا أنك لا تحسن تصلي قال أما أنا فوالله كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا كنت أصلي بهم مثل النبي كان يصلي بنا فقال ذلك العهد بك يا أبا إسحق أنا عارف أن أنت لا يمكن تعمل غير هذا فالمهم فسيدنا عمر على شان بس يعرف ما هو سبب الكلام فبعت بعض الناس مع سيدنا سعد وذهبوا إلى الكوفة وكل مسجد يدخلوا فيه يسألوا ما هو رأيك في سعد ابن أبي وقاص قالوا :(3/171)
من خير الناس جزاه الله عنا وعن الإسلام خير جزاء وقعدوا كلهم يثنوا عليه إلا واحد بس في مسجد في بني عبس الرجل هذا أسامة ابن قتادة ويكنى أبا سعد قالوا له ماذا تقول في سعد ابن أبي وقاص قال إما أن شهدتنا طالما حلفت علينا وعايز نقول الحق فإن سعداَ كان لا يسير بالسرية عمره ما خرج معنا في أي سرية وكان لا يقسم بالسوية ما يعدل أبداَ وكان لا يعدل في القضية ثلاث تهم يعني سيدنا سعد بريء منها فسيدنا سعد عمل أيه قال أما أني سأدعو ثلاث دعوات طالما هم ثلاث تهم نحط أمامهم ثلاث دعوات اللهم إن كان عبدك كاذباً قام رياء وسمعة فأطل عمره واطل فقره وعرضه للفتن يطول العمر بالرجل هذا ويتعرض للبنات في الشوارع ويعقد يعاكسهم ويغمزهم وهو سنه كبير وحواجبه سقطت على عنينه فكان إذا سأل يقول شيخ مفتون أصابتني دعوة سعد ابن أبي وقاص يا سلام شوف قد أيه دعوة المظلوم يرفعها الله عز وجل فوق الغمام ويقول وعزتي وجلالي لنصرنك ولو بعد حين كان بعض الناس أو كثير من الناس كانوا يخافوا جداَ أن سعد ابن أبي وقاص يدعو عليهم وكان في قصص كثيرة لا داعي للإطالة لكن فعلاَ كانوا يخافوا أن هو يدعي عليهم سبحان الله ودائماَ الناس تخاف من أي أحد مظلوم يدعو عليها ولذلك موقف طريف من النوادر التي تذكر عن جحا أنه في يوم من الأيام كان يصلي في مسجد وهذا من النوادر والطرائف التي تذكر يعني فيصلي في مسجد وهو خارج لاقى الحذاء تبعه سرق يعمل أيه سخر وسط الناس قال والله لأن لم تأتوني بحذائي لأفعلن مثل ما فعل أبي قالوا بس يدعو علينا دعوة ويخلص علينا وهذا رجل مظلوم ومأخوذ الحذاء تبعه قالوا وماذا فعل أبوك قال أتاني بالحذاء أولاَ وأنا أخبركم ماذا صنع أبي ووعد يصرخ ثاني والله لأن لم تأتوني بالحذاء لأفعلن مثل ما فعل أبي فجابوا له حذاء جديد قالوا تفضل ماذا فعل أبوك قال عمل أيه راح البيت حافي قال لأفعلن مثل ما فعل أبي :(3/172)
قالوا يدعو دعوة يعني قال لهم راح البيت حافي صلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم صفحة جميلة أيضاَ برضوا في جهاد سيدنا سعد ابن أبي وقاص في سبيل الله ولكن نرجى هذه أو هذا العنصر إلى ما بعد الفاصل فأسأل الله عز وجل أن يكرمنا وإياكم يجمعنا وإياكم مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة ثانية يا جماعة نرجع لقصة سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه الحقيقة سيدنا سعد شهد كل المشاهد والغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي غزوة بدر أبلا بلاء حسن كان كالأسد رضي الله عنه وأرضاه كان في موقف جميل جداَ لأخيه الصغير الذي هو عمير ابن أبي وقاص كان لسا سنه صغير ونفسه يجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وداخل والنبي طبعاَ صلى الله عليه وسلم كان يحط يعني يخلي الجنود واقفين ويطمأن عليهم وهم مرصوصين أمامه ففجأة عمير ابن أبي وقاص عايز النبي صلى الله عليه وسلم ما يأخذ باله منه فراح واقف وراء أخوه سعد ابن أبي وقاص فالمهم سيدك النبي صلى الله عليه وسلم الثوب تبع سيدنا سعد يتحرك يمين وشمال فرأى ورائه فلاقى عمير فقال أرجع فقال يا رسول الله لا تحرمني الشهادة كان عنده كم سنة يا جماعة كان عنده أثني عشر سنة يعني النهار هذه يبقى في سادس ابتدائي فالمهم قال يا رسول الله لا تحرمني الشهادة فضحك سعد ابن أبي وقاص وقال يا رسول الله دعه لعل الله عز وجل أن يرزقه الشهادة فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم كان سيدنا عمير ابن أبي وقاص قصير جداَ وكان سيف ما شاء الله طويل بالنسبة له فكان سعد ابن أبي وقاص يعقد له حمائل السيف على شان يقدر يشيله فدخل فقتل في سبيل الله سبحانه وتعالى هذا كان من المواقف الجميلة التي كان في غزوة بدر تمر الأيام يا جماعة وتأتي غزوة أحد والمشركون عايزين ينتقموا أو يثأروا من المسلمين في اليوم هذا يا جماعة استطاع المشركون بسبب يعني غلطة(3/173)
واحدة وقع فيها الرماة لما نزل على الجبل أربعين واحد فعصوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم يعني اجتهاداَ منهم ما يقصدوا طبعاَ معصية النبي صلى الله عليه وسلم لكن سبحان الله هم ظنوا أن الغزوة انتهت خلاص فنزلوا فخالد ابن الوليد هو وأبو سفيان شافوا المنظر فلفوا من وراء الجبل وانقض هو وأصحاب كان لسا ساعتها من المشركين قتلوا سبعين من خيرة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وبعد كدا دبروا المؤامرة أن هم يقتلوا من يقتلوا سيدك النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم راح منادي على الصحابة اجتمع له تسعة كان سبع من الأنصار واثنين من المهاجرين كان الاثنين من هم يا جماعة طلحة ابن عبيد الله وسعد ابن أبي وقاص رضي الله عنهم جميعاَ سعد ابن أبي وقاص مثل ما قلت لك كان يعني في غاية المهارة في رمي السهام فسيدك النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه السهام ويرمي بها ويقول له أيه كما عند مسلم أرمي سعد فداك أبي وأمي صلى الله عليه وسلم لدرجة كان يشوف أي واحد معدي ومعه الجعبة تبع السهام كان يقول له أعطيها لسعد فكان ينصرها لسعد ابن أبي وقاص ويرمي بها سعد رضي الله عنه وأرضاه وكان يقول ضمن المشاهد الجميلة حديث رواه مسلم أيضاَ أن كان في واحد من المشركين قعد يضرب في المسلمين ضرب شديداَ حتى أحرق بالمسلمين يعني عقد يضرب فيهم ضرب شديد جداَ فالنبي صلى الله عليه وسلم راح يعطيه السهام لسعد وأمره أن يرمي فرمى الرجل رمية بالسهم فوقع الرجل على ظهره فانكشفت عورته فضحك النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحُد في منقبة جميلة جداَ في حق سيدنا سعد والحديث رواه البخاري ومسلم أن هو شاف سيدنا جبرائيل وميكائيل وهذه منقبة عظيمةَ جداَ لأي صحابي سيدنا سعد يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحُد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض ما رأيتهم قبل ولا بعد يعلق على ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري ويقول هما جبرائيل(3/174)
وميكائيل عليهما السلام سيدنا سعد مثل ما قلت لك شهد كل الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يتأخر أبداَ إلى جاء الوقت مثل ما قلنا ونقول دائما تمر الأيام الحلوة بسرعة ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو راضي عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه طبعاًَ خلفاء النبي والصحابة كلهم كانوا عارفين قبل سيدنا سعد كان سيدنا أبو بكر يجل سيدنا سعد وكان يحترمه ويأخذ رأيه في مواقف كثيرة جداَ كان سيدنا عمر ابن الخطاب كان له برضوا موقف جميل جداَ حديث رواه البخاري في يوم من الأيام سيدنا عبد الله ابن عمر ابن الخطاب سمع حديث من سعد ابن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين حب يتأكد فقط من حديث فراح سأل من سيدنا عمر فقال له عمر ابن الخطاب لو أخبرك سعد بشيئاَ عن النبي فلا تسأل عنه أحداَ بعده رضي الله عنهم جميعاَ وأرضاهم تمر الأيام يا جماعة وتأتي الفتوحات الإسلامية وهذه كان يعني أجمل وأنصع صفحة من صفحات سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه الفتوحات الإسلامية كان الصحابة عايزين يفتحوا كل البلاد من أجل أن هم يعبدوا الناس لرب الناس سبحانه وتعالى يعني لا من أجل و لا من أجل ثروة مثل ما يقولوا لا أبداَ يعني هو كان يروح الهدف الأسمى أن هم يعبدوا الكون كله لله سبحانه وتعالى المهم لما بدأ الفتوحات الإسلامية سيدنا عمر ابن الخطاب عرف أن الفرس تتجهز أصلاَ لقتال العرب فقال والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب ثم كتب إلى عماله وإلى الوزراء كلهم وقال لهم لا تدعوا لا تدعوا أحداَ له سلاح أو فرس أو نجدة إلا انتخبتموه ثم وجهتموه إليا والعجل العجل بسرعة بسرعة الذي معه سلاح الذي معه القدرة أنه يحارب يقاتل في سبيل الله أبعث لي كلهم على شان سننفذ جيش كبير جداَ لمواجهة الفرس أنتم عارفين كانت أكبر دولتين في الوقت هذا هم الفرس والروم أكبرى قوتين كانت موجودة في العالم وقت هذا فسيدنا سعد وسيدنا عمر(3/175)
ابن الخطاب عايز يغزوا بقى الفرس قبل أن يغزوهم في بلاد المسلمين عزم سيدنا عمر في الوقت هذا يا جماعة أن هو يخرج بنفسه ويقاتل في سبيل الله وأن هو يكون قائد الجيوش هذه فاستشار الصحابة بعد أن خرج إلى ظهر المدينة المنورة فقالوا خلاص أنت تخرج وتجاهد وتكون أنت رئيس الجيش من الذي اعترض عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه وأرضاه قال لا يا أمير المؤمنين قال له إن أنت انكسرت يعني أن قتلت أخشى أن تضعف شوكة المسلمين وكان فعلاَ رأيه ثاقب جداَ سيدنا عمر كان له وزنه وكان له سيعني ما شاء اله كلمته الكل يعمل لها حساب قال له أنا خايف على المسلمين فأنت خليك هنا وأبتع واحد مكانك قال له خلاص نبعث مع فابتسم عبد الرحمن ابن عوف قال ألا تعرفه يا أمير المؤمنين هو الأسد في براثنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الفارس المغوار سعد ابن مالك الذي هو سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه فابتسم عمر ووافق عبد الرحمن ابن عوف على هذا الرأي فأرسل لسعد ابن أبي وقاص ليأمره على الجيش الذي يذهب به إلى بلاد العراق لمقاتلة الفرس خذ بالك من حاجة أول ما شافه وصاه وصية جميلة جداَ مش قال أنت القائد الهمام وخذ بالك من حاجة وإن شاء الله لما تأتي بقى نشيل الرتب لا كل الذي قاله له قال له يا سعد لا يغرنك أن قيل خال رسول صلى الله عليه وسلم فإنه ليس بيننا وبين الله نسب إلا بالتقوى فإن تساوينا مع أعدائنا في معصية الله فإنهم يفوقوننا للعدة والسلاح والعتاد أهم حاجة أيه تقوى الله سبحانه وتعالى فأوصاه في نفسه وأوصاه في جنوده بأن يتقوا الله عز وجل تأتي أول معركة يا جماعة كانت بين المسلمين وبين الفرس في الوقت هذا كانت معركة القادسية وحقيقة كانت من أعظم المعارك التي سجلت على صفحات من نور على جبين تاريخ الإسلام بفضل الله سبحانه وتعالى المهم سيدنا سعد ابن أبي وقاص أول ما ذهب إلى هناك كان يخلي على عشرة من الرجال عريف يعني واحد قائد لهؤلاء(3/176)
يعني أيه يأخذ باله منهم وبعدين لم ينسى القضايا الإدارية عين مسؤول عن القضاء وعين مسؤول عن الوعظ والإرشاد وعين مسؤول مترجم للغة الفارسية وعين كتاب يعني كل حاجة الجماعة الصحابة ما كانوا دراويش كانوا عارفين كل حاجة وتدبرين كل حاجة ومضبوطين كل حاجة المهم وصل الجيش إلى هناك فسيدنا سعد ابن أبي وقاص أرسل العيون تبعه على شان يعرف عدد جيش الفرس قد أيه وأرسل بعد كدا الوفود إلى كسرى على شان يعرفه إذا كنتم خلاص تستجيبوا لنا وتسلموا لله نحن مش بحاجة نحاربكم فعرض عليهم إما الإسلام وإما الجزية وإما الحرب هو هذا الإسلام مش معناه داخلين نخبط ونموت وخلاص على شان الناس تقول الإسلام ما جاء إلا لسفك الدماء طبعاَ الكلام هذا فكرة خاطئة عن دين الله سبحانه وتعالى الإسلام كله دين رحمة ودين محبة فلما أرسلهم جميعاَ كان أخر واحد من الوفود تبع سيدنا سعد ابن أبي وقاص الذين راحوا إلى كسرى كان من يا جماعة الذي قاد جيش الفرسان من كان ربعي ابن عامر لو تتذكر لما دخل على رستم وقال له رستم من أنتم وما الذي جاء بكم إلى هنا لاقى رجل بسيط جداَ أعرابي بسيط جداَ وادخل وعنده عزة ما شاء الله وشموخ ما شاء الله رجل عبد لله سبحانه وتعالى له ما هو عايز منصب ولا دنيا ولا أي حاجة فقال له من أنتم وما الذي جاء بكم إلى هنا قال نحن قوم ابتعثنا الله خذ بالك لخص قضيتك كمسلم في سطرين قال نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعد الدنيا والآخرة المهم هم رفضوا إلا أن يقاتلوا خلاص لا عايزين الإسلام ولا الجزية ما في غير القتال فأمهلوهم أربعة أيام وبدؤوا بعد كدا بالقتال تهيأ الجيشان أو الفريقان للقتال وبدأ سيدنا سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه بدأ يرسل إلى الجيوش والناس الأكفاء في جيش المسلمين وبدأ يتلوا عليهم صورة الأنفال سورة الجهاد على شان(3/177)
يحرضوهم وعلى شان يبقى في رفع للروح المعنوية عند الجنود وبفضل الله سبحانه وتعالى في هذا الوقت بفضل الله سبحانه وتعالى كانت معنويات الجيش عالية جداَ ودائماَ المعنويات يا جماعة لا تعلوا إلا مع طاعة الله سبحانه وتعالى ما تعلوا مع أكل ولا شرب ولا متعة لا تعلوا إلا بطاعة الله ? أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب ? الرعد (آية:28) في اللحظة هذه يا جماعة كثرت الأمراض على سيدنا سعد ابن أبي وقاص فأصيب بعرق النساء وظهرت الدمامل في أجزاء كثيرة جداَ من جسمه لدرجة ما كان قادر يعقد ولا حتى يوقف فاضطر أن هو يقعد على تبة عالية وينام على بطنه ويشرف على القتال وهو فوق يا جماعة وخلا تحته على طول يعني هو على التبة وتحته على طول واحد اسمه خالد ابن عرفطة رضي الله عنه وأرضاه فكان يكتب الأوامر تبع سيدنا سعد ابن أبي وقاص يكتب الأوامر ويرمي له من فوق وهو يأخذه ويقرأها على الجنود ثم خطب سعد ابن أبي وقاص في الجيش وقال إن الله هو الحق لا شريك له له الملك سبحانه وتعالى فلقد قال جل وعل:(3/178)
ا ? وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ? الأنبياء (آية:105) وقعد يذكرهم بالآخرة والجنة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى ثم بعد ذلك قال وإني قد استخلفت عليكم خالد ابن عرفطة وإنه لا يأمرك إلا بأمري وإن بادي لكم أنا ظاهر لكم ما تخافوا أي حاجة يأمر بها هذا أمر مني اكتب أنا أكتب وهو يأمركم بفضل الله سبحانه وتعالى كان سعد بن أبي وقاص قبل هذه اللحظة كان في موقف جميل جداً سنقوله بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان سيدنا سعد يا جماعة في الليلة التي كان صابح فيها القتال والجهاد في سبيل الله كان يعمل إيه كان يعدي على الخيام بتاعة المجاهدين في الليل في الثلث الأخير فلما يسمع خيمة الناس فيها ما شاء الله واقفين يصلوا ويقرؤوا صيام الليل ويبكون كان يبتسم ويقول من هنا يأتي النصر لما يمر على الخيمة التي جنبها ويجدهم نائمين لا يعملون حاجة لا يتفرجون على دش ولا على تلفاز ولا قاعدين يتسامروا ولا يلعبوا كوتشينة ولا أي حاجة نايمين بس على شان يستعينوا بالنوم على أنهم يقوموا يصلوا ويجاهدوا بعد ذلك في سبيل الله كان يقول ومن هنا تأتي الهزيمة الهزيمة تأتي من غفلة الناس عن طاعة الله سبحانه وتعالى فسبحان الله نأخذ من هذا درس جميل جداً النصرة لا تأتي إلا إذا عادت الأمة إلى طاعة الله وإلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك أذكر قصة كانت بعد سيدنا موسى عليه السّلام لما طلب من بني إسرائيل أنهم يدخلون ويقاتلوا معه على شان يفتحوا بيت المقدس فرفضوا واخد بالك وقالوا :(3/179)
اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون المهم بعد موت سيدنا موسى عليه السلام أتى بعده على طول على بني إسرائيل نبي خلفية اللي هو من يوشع بن نون هذا الفتى اللي كان ماشي مع سيدنا موسى في رحلته إلى الخبر عليه السلام لو تفتكر فيوشع ابن نون راح مجمع الجيل الجديد من بني إسرائيل وذهب بهم إلى بليت المقدس على شان يفتح بيت المقدس كان الكلام هذا متى يا جماعة كان يوم الجمعة يوم الجمعة بنو إسرائيل لا يعملون أي شيء في يوم السبت خذ بالك فلو جاء عليهم السبت لن يقاتلوا أو يعملوا أي حاجة ويوم الجمعة يقاتلوا خلاص الشمس أوشكت على الغروب وهم مش عارفين يفتحوا بيت المقدس يعمل إيه يوشع بن نون عارف أن الكون هذا كله يا جماعة يسبح بحمد الله فنظز إلى الشمس شوف بقا اليقين هو هذا اليقين والتوكل اللي نحن محتاجينه في هذه الأيام فنظر إلى الشمس وقال أيّتها الشمس إنك مأمورة وأنا مأمور ثم توجه إلى الله عزّ وجل وقال اللّهم احبس علي الشمس فحبست الشمس فلم تغرب يومين كاملين حتى فتح الله له بيت المقدس خذ بالك يقول في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه أحمد بسند صحيح قال ما حُبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار لفتح صبيت المقدس هي هذه مسألة يا جماعة أننا لو عايزين النصرة تأتي لأمة النبي علبه الصلاة والسلام لازم الأمة كلها تضرع إلى الله سبحانه وتعالى ولو أن أهل الكرة آمنوا واتقوا لنزلنا عليهم بركات من السماء والأرض ربنا يكرمنا ويكرمكم ويرزقنا نصرة المسلمين في كل مكان المهم سيدنا سعد قبل ما يبدأ القتال يا جماعة قال للجيش الزموا مواقفكم ولا تحركوا شيئاً حتى تصلوا الظهر يا سلام حتى في هذا المكان في هذا الوقت نعم نعطي الرسالة الهدية هذه من سيدنا سعد بن أبي وقاص اللي بيقول لجنوده في أرض القتال وفي معكرة شديدة جداً يقول لهم أوعوا تنسوا تصلوا الظهر نهدي هذه الرسالة إلى كل أحد اليوم لسة لم يسجد لله سجدة(3/180)
واحدة نهدي هذه الرسالة إلى الأخت التي حتى الآن مصرة أنها أناه تفضل تبقى متبرجة وتلقى الله على ذلك سبحان الله سعد بن أبي وقاص في أرض الجهاد في ارض المعركة في مكان يعني تطيش فيه القلوب رغم ذلك يقول لهم أوعوا تنسوا صلاة الظهر رضي الله عنه وأرضاه ثم قال لهم فإني مكبر تكبيرة فإذا كبرت التكبيرة الأولى فشدو واستعدوا ثم قال :
فإذا كبرت الثانية فكبروا وتهيؤوا فإذا كبرت الثالثة فكبروا ولينشط فرسانكم ثم قال فإذا كبرت الرابعة فشدوا النواجز على الأضراس واحملوا وازحفوا جميعاً حتى تخالطوا عدوكم وأنتم تقولون لا حول ولا قوة إلا الله العليّ العظيم قعدوا يقاتلوا الفرس كم يوم يا جماعة أربعة أيام لك أن تتخيل قتال يستمر لمدة أربعة أيام يعني الفرس كانت هذه أكبر معركة أو أشد معركة كانت بينهم وبين المسلمين والفرس سبحان الله في هذه المعركة بالذات كانوا يعني قدروا أنهم يثبتوا ثبات غريب غير معهود أصلاً على الفرس لدرجة أن أصحاب النبي عليه الصّلاة والسّلام فقد منهم خمسة وعشرين في المئة من الجيش اللي دخل القادسية قتلوا جميعاً يعني شهداء في سبيل الله سبحانه وتعالى في هذه اللحظة كتب الله النصر بعد أربعة أيام بالضبط سقط جنود الفرس يعني أغلب جنود الفرس سقطوا جميعاً موتى بفضل الله سبحانه وتعالى وكانت النصرة لجند الله الموحدين سبحانه وتعالى وسيدنا سعد بن أبي وقاص كاتب التقرير بقا لسيدنا عمر بن الخطاب بالنصر كتب إيه ما قال له أنا انتصرت وعملت وخلصناهم ومش عارف إيه لا شوف التواضع قال له أما بعد سلم عليه طبعاً أول وقال أما بعد فإن الله نصرنا يبقى من اللي بينصر الله وإن النصر من عند الله دائماً كدة لما ربنا يكرمك بأي حاجة بأي شيء تنجز فيه بنجاح معين بنصر لابد أن تجعل الأمر لله سبحانه وتعالى أي خير لا يأتينا إلا من عند الله سبحانه وتعالى قال إن الله قد نصرنا على أهل فارس ومنحهم سنن من كان قبلهم من أهلا دينهم بعد(3/181)
قتال طويل وزلزال شديد بعد كدة سيدنا سعد بن أبي وقاص فضل موجود في القادسية قد إيه يا جماعة فضل قاعد في القادسية لمدة شهرين كاملين مستني أي أوامر ثانية من سيدنا عمر بن الخطاب يروح فين فأمره عمر بن الخطاب أن يسير إلى المدائن ليفتح المدائن بفضل الله عزّ وجل لأنه ورد فيها حديث جميل جداً رواه أحمد ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
عصبة من أمتي يفتحون البيت الأبيض بيت كسرى الحديث الثاني أيضاً رواه مسلم لتفتحن عصابة من أمتي كنز آل كسرى فالمهم فاتجه سيدنا عمر بن الخطاب إلى المدائن إلى أن وصل فضل يتحرك الجيش المنتصر من نصر إلى نصر إلى أن أصبحت المدائن في الضفة الثانية يعني بينه وبين المدائن إيه نهر دجلة خلاص طيب عايز يعدي يعمل إيه سيدنا سعد وجد أن الفرس عملوا إيه راحوا مجمعين السفن بتاعتهم ودخلوها جوا خالص في مكان بعيد عن متناول الصحابة طيب يعمل إيه هو يريد أن يعدي وكان من الممكن أن يرجع وهو معذور لكن لا لازم يعدي يشاء المولى عزّ وجل أنه في هذا اليوم أو في الليلة هذه سيدنا سعد قايم يصلي قيام الليل فبعد ما يرتاح شوية كدة فرأى رؤية في المنام خلاصة الرؤية هذه أن خيول المسلمين اقتحمت مياه دجلة وعبرت إلى الشاطئ الآخر فقام ونادى على الجيش جميعاً وقال لهم إنّي عزمت على أمر قالوا على أي شيء عزمت عزم الله لك على الرشد قال عزمت على أن أعبر نهر دجلة بالخيول تخيل بقا شوف يا أخي اليقين خيول سوف تعدي بها على النهر نعم سأعدي بالخيول على النهر طبعاً لو هذا كان في زماننا كانوا قالوا إن شاء الله ما تنساش بقا الماسيجات وتطمنا عليك يعني واخد بالك لا سبحان الله شوف اليقين عنده وعندهم برضو فقال عزم الله على الرشد ونحن منعك إن شاء الله سبحان الله سيدنا سعد أيضاً يتصرف أيضاً تصرف رجل قائد فقال فمن يؤمن لنا الفراد يعني الجسر ما هم سيعدون ففي جسر هم هناتك ممكن الفرس يستنوهم على الجسر وهم طالعين من(3/182)
البحر يقتلوهم فقال من يؤمن لنا الفراد الجسر نفسه فانتدب عاصم بن عمر التميمي ومعه ست مئة واحد عبروا وعبر بعدهم سعد بن أبي وقاص بجيش المسلمين بفضل الله عزّ وجل فقال لهم سعد وهم يخوضون الماء ليصلوا إلى الشاطئ الآخر قال قولوا :
نستعين بالله ونتوكل على الله حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم إنسان ينخلع من حوله وقوّته إلى حول الله وقوته يا جماعة الإنسان لا قوة له ولا حول له إلا بمالك الملك وملك الملوك سبحانه وتعالى يزدا جرد اللي هو ملك الفرس أول ما شاف منظر المسلمين وهم يعدوا بالخيل على النهر تخيل المنظر آلاف من البشر كلوا معدي بالخيل على وش النهر فأول ما شافوهم قالوا والله ما تقاتلون الإنس والله ما تقاتلون إلى أن قالوا لا هؤلاء بشر هؤلاء أكيد جن يعني فاهمك الزاي فألقى الله الرعب في قلوبهم ويزدا جرد لما شاف المنظر طبعاً راح أحب يهرب لم يعرف كيف يهرب راحوا معبيينوا يعني إيه أخذ طريقه وهرب من القصر بتاعه سبحان الله فدخل بعد ذلك سعد بن أبي وقاص إلى المدائن وتلى قول الله عزّ جل:(3/183)
? كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُون ( 25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) ? الدخان وبفضل الله سبحانه وتعالى كان كل الفتوحات التي كانت في العراق وبلاد فارس وأذربيجان والجزيرة وبعض أرمينية كانت كلّها بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه تمرّ الأيام يا جماعة ويقتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وعن جميع الصحابة أجمعين ثم يوصي قبل أن يموت سيدنا عمر بن الخطاب يوصي وجعل الأمر شورى في ستة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال كلمة جميلة قال فإن أصابت سعداً وإلا فليستعن به الخليفة من بعدي فإني لم أنزعه عن الكوفة من ضعف ولا خيانة بيقول يعني الستة الذين اخترتهم على شان تختاروا أنتم منهم واحد يكون بعدي خليفة على المسلمين أو أمير على المؤمنين لو أصابت سعد يا ريت يكون سعد بن أبي وقاص أخذت بالك أما لو لم تصب سعد لو لم أختره يا ريت الخليفة اللي من بعدي أو الأمير اللي من بعدي يستعين بسعد بن أبي وقاص فأنا والله لمّا عزلته عن الكوفة أنا لم أعزله عن خيانة ولا عن ضعف ولا عن تهمة أبداً أنا عزلته على شان بس لا تبقى في فتن في الكوفة لأن الناس تكلموا وقالوا لا يحسن يصلي والحاجات هذه كلها وهذا من الأفضل طبعاً أنك أنت طالما حصل خلاف لأي أمير في أي مكان أنكم أنت تعزله أو توديه مكان ثاني أخذت بالك سبحان الله فلما جاء بعد عمر بن الخطاب استخلف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه عزل على الكوفة المغيرة رضي الله عنه وأرضاه وأمّر عليها مرة أخرى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه لما قامت الفتنة بقا بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله علي وأرضاه فقامت الفتنة بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة أجمعين ما الذي حصل سيدنا سعد بن أبي وقاص اعتزل هذه الفتنة عمل إيه قال كلمة جميلة جداً قال لا(3/184)
أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان يقول هذا مسلم وهذا كافر في هذه اللحظة أنا مستعد أن أقاتل أما غير ذلك أنا لا يمكن أني أنا أخلي سيفي يقطر عليه قطرة دم من واحد مسلمك أبداً لا يمكن وسبحان الله اعتزاله للفتنة يعني كمان سبب في منقبة جميلة جداً يرويها أحد الصحابة كما عند الحاكم والرجال الثقاة عن حسين بن خارجة الأشجعي أنه قال لما قتل عثمان بن عفان أشكلت عليّ الفتنة فقلت اللّهم أرني أمراً أو أرني من الحق أمراً أتمسك به قال فرأيت في النوم الدنيا والآخرة خذ بالك الدنيا والآخرة وبينهما حائط فنزلت من على هذا الحائط فإذا بنفر قالوا من أنتم قالوا نحن الملائكة قلت فأين الشهداء قال اصعد في الدرجات قال فصعدت درجة بعد درجة حتى رأيت النبيّ محمداً صلى الله عليه وسلم ورأيت إبراهيم عليه السلام قال فوجدت محمداً يعني وجدت النبي علبه الصلاة والسلام يقول لإبراهيم عليه السلام استغفر لأمتي خد بالك استغفر لأمتي فقال إبراهيم عليه السلام أنك لا تدري منا أحدثوا بعدك إنهم أراقوا دماءهم وقتلوا إمامهم ألا فعلوا كما فعل خليلي سعد أخذت بالك من الكلام هذا سيدنا إبراهيم يقول هذا في الرؤية قال ألا فعلوا كما فعل خليلي سعد فلما رأى هذه الرؤية حسين بن خارجة الأشجعي ذهب إلى سعد بن أبي وقاص يبشره بهذه الرؤية فبكى سعد فرحاً وقال لقد خاب من لم لكن إبراهيم عليه السلام خليله ثم قال له الحسين قال مع أي الطائفتين أنت ستكون يا سعد قال لا مع هذا ولا مع ذاك قال فما تأمرني قال ألك غنم قلت لا قال فاشتري غنماً واعتزل كل هؤلاء جميعاً حتى تنجلي تلك الفتنة يا سلام أخذت بالك ففاز بتلك المنقبة العظيمة قال الإمام الذهبي في حقه قال اعتزل سعد الفتنة فلا حضر معركة الجمل ولا معركة صفين ولا التحكيم ولقد كان أهلاً للإمامة كبير الشأن رضي الله عنه وأرضاه همّ كدة الصحابة يا جماعة ما كان أحد فيهم طمعان لا بدنيا ولا في متاع ولا منصب ولا جاه(3/185)
ولا فلوس كل الذي يريدونه أن يفوزوا برضوان الله وبجنة الرحمن سبحانه وتعالى وحتى في الفتنة التي دارت بين عليّ ومعاوية الكلّ يا جماعة ما كان يريد إلا وجه الله على شان ما أحد يسيء الظن بأحد من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم في يوم من الأيام بقا لما جاءت الإمارة يعني الكل أو بعض الناس يتنافسون على الإمارة أو منهم من يزكي نفسه للإمارة والحديث رواه مسلم عن عامر بن سيعد بن أبي وقاص فوجد سيدنا سعد كان جالس كدة في وسط الغنم بتاعته فقال يا أبتاه أنت ها هنا بين غنمك والناس يتقاسمون الإمارة فقال له يا بني اسكت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله عزّ وجل يحب العبد التقي النقي الخفي أوعى تحسب أن هذه الدنيا محتاجة حاجة الدنيا مش مستاهلة أصلاً حاجة سبحان الله في يوم من الأيام على شان تشوفوا قد إيه سيدنا سعد كان يحب الخير لأخوانه في يوم من الأيام كان معدي والحديث رواه الحاكم بسند صحيح فود الناس مجتمعين حول واحد فارس وراكب على فرس واقف عمال يسب في سيدنا عليّ بن أبي طالب فقام سعد بن أبي وقاص فوسعوا له جميعاً فقال ماذا تصنع يا ابن أخي قال أسبّ عليّ بن أبي طالب قال سبحان الله تشتم عليّ أبي طالب ألم يكن عليّ بن أبي طالب أول من اسلم من الصبية ألم يكن أول من صلى مع رسول الله ألم يكن أزهد الناس ألم يكن أعلم الناس ألم يكمن ختن رسول الله على ابنته صلى الله عليه وسلم ألم يكن صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ثم استقبل سعد بن أبي وقاص القبلة وقال:(3/186)
اللهم إن هذا الرجل يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك قال سعد بن أبي وقاص فوالله ما تفرّقنا حتى ساخت به دابته فرمته عل هامته على الأشجار فانفلقت دماؤه فمات أمام الناس قال سعد في هذه اللحظة فلا أدعو على أحد بعد اليوم أبداً سبحان الله تعرف تدافع عن أخوانك زي ما سيدنا سعد بن أبي وقاص دافع عن أخوانه أخذت بالك تقدر تدافع عن الدعاء والعلماء الذين يتعرضون اليوم لحملات شرسة من الدعايات والنكايات والكلام الذي لا يرضي الله سبحانه وتعالى سيدك النبي عليه الصلاة والسلام صلى الله عليه وسلم يقول كما عند أحمد والترمذي بسند صحيح يقول من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة تعالوا نشوف آخر صفحة يا جماعة على شان نختم هذا اللقاء شوف بعد مرور أيام طويلة جداً وسنوات طويلة سيدنا سعد بن أبي وقاص كان عاش خارج مكة سنوات طويلة في آخر عمره رجع إلى مكة وكان قد عمي بصره أنتم تعرفون سيدنا عمر بن وقاص من مستجابي الدعاء النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم استجب لسعد إذا دعاك فالمهم فلما عاد إلى مكة فكان الناس كل واحد عنده مشكلة فكان سيدخل ادع لي يا سعد مثلاً ربنا يكرمني وزوجتي تنجب فيدعو الله وتنب زوجته ادع الله أن يشفي ابنتي في شفي ابنته فقال له عبد الله بن السائب وهو لسة صغير قال يا عم ألا تدعو الله لنفسك أن يفكّ الله عزّ وجل عنك هذا العمى وأن تبصر مرة أخرى فقال له يا بني قضاء الله عندي أحسن من بصري شوف الرضا يا سلام وبعد حياة طويلة يا جماعة مليئة بالبذل والزهد والتضحية والجهاد نام سيعد بن أبي وقاص على فراش الموت ليسلم روحه إلى باريها وليلحق بحوض النبي صلى الله عليه وسلم في جنة الرحمن فهو من العشرة المبشرين بالجنة فكان نايم على حجر ابنه مصعب بن سعد فبكى مصعب بن سعد فقال سعد بن أبي وقاص ما يبكيك يا بني قال لمكانك وما أرى بك قال لا تبك فوالله إن الله لا يعذبني إني لمن أهل(3/187)
الجنة يقول الإمام الذهبي صدق والله فهنيئاً له الجنة بفضل الله عزّ وجل سعد بن أبي وقاص لما احتضر يا جماعة دعا بجبة من صوف وقال كفنوني فيها فإني لقيت المشركين بها يوم بدر وإنّما خبأتها لذلك اليوم ومات في قصره بالعقيق على بعد عشرة أميال من المدينة وصلّى عليه مروان بن الحكم ثم صلى عليه أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع رضي الله عنه وأرضاه وما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغم وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،(3/188)
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم مرة أخرى مع صفحة جديدة من صفحات أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحقيقة يا جماعة قصة الليلة أو لقاء الليلة يعني يحدونا الأمل أن يتجدد في قلب كل مسلم فاته من عمره الكثير يقدر يعوض بفضل الله ويستدرك كل لحظة مرت في حياته الحقيقة يا جماعة في ناس كثيرة جداً ياما عاشت أعمار طويلة جداً لكنهم لم يقدموا شيئاً لدين الله وياما ناس عاشت أعمار يسيرة جداً لكن قدموا أشياء لا تنسى أبداً بل تسطر على جبين التاريخ بسطور من النور كان من بينهم الصحابي الجليل الذي سنلتقي به الليلة إن شاء الله جل وعلا :
يا جماعة الإنسان اللي بيعيش لنفسه ممكن يعيش مستريح وممكن يكون سعيد لكن حيعيش صغير جداً ويموت صغير جداً والإنسان اللي بيتعب من أجل دينه الإنسان دا ممكن يتعب شوية ممكن يجد بعض العناء لكن حيعيش كبير ويموت كبير بفضل الله عز وجل حيعيش سعيد ويموت سعيد إن شاء الله جل وعلا الحقيقة لقائنا الليلة مع الصحابي الجليل سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه اللي أسلم قبل موت النبي عليه الصلاة والسلام بأربع سنوات فقط يا جماعة سيدنا أبو هريرة صاحب التاريخ الكبير دوت وصاحب السيرة العطرة دي كلها صاحب هذا الكم الكبير من الأحاديث اللي إحنا بنسمعها دائماً يعني هذا الصحابي الجليل حصل كل هذا في أربع سنوات فقط بفضل الله عز وجل تعالوا نبدأ قصته بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم .(3/189)
تبدأ قصة سيدنا أبو هريرة يا جماعة من موقف جميل جداً لواحد اسمه طفيل ابن عمر الدوسي الطفيل ابن عمر الدوسي كان سيداً من سادات دوس دوس دي القبيلة اللي نشأ فيها أصلاً سيدنا أبو هريرة فجاء في يوم من الأيام كان رايح يحج الكلام دا كان الرجل لسى ما أسلمش فكان كفار قريش كانوا بيستقبلوا الحجيج وهما جايين ويحزروهم أوعى حد فيكم يسمع لمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه يفرق بين الرجل وزوجه وبين رجل وأخيه وبين المرء وأبيه أوعى حد يسمعوا فكان من بين اللي يستقبلوهم مين الطفيلي ابن عمر الدوسي قالوا له :
يا طفيل أنت سيد من سادات دوس أوعى تسمع لقول محمد صلى الله عليه وسلم الرجل استمع لكلامهم قال لهم خلاص مش حسمع له فالمهم حط قطن في أذنه ويمشي يطوف حوالي الكعبة لكن خود بالك لما ربنا يريد شيء يا جماعة يعني إنما إذا أراد شيئاً إيه إنما قوله إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون فطالما ربنا عايز الطفيلي يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم يبقى لازم حيسمعه وهو بيطوف حوالي الكعبة بيقول فسمعت شيئاً من قوله كان النبي واقف بيصلي وبيقرأ القرآن وتخيل بقى لما تسمع القرآن من فم من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم فالطفيلي قال في نفسه كدا وقفت وقفة مع نفسه قال يا طفيلي أنت رجل عاقل نبيل وأنت شاعر تعلم الحلو من غيره إيه رأيك ما تسمعه وتشوف لعل وعسى فشال القطن وراح للنبي عليه الصلاة والسلام وقال :(3/190)
سمعت أنك تزعم أنك نبي فأسمعني شيئاً مما أنزل عليك فبدأ النبي عليه الصلاة والسلام يتلو عليه شيئاً من القرآن زي ما قلت لك تخيل نفسك وإنت بتسمع القرآن من فم من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم المهم ما فيش لحظات يا جماعة وأسلم الطفيلي ابن عمر الدوسي أصحاب الفطر النقية لما يسمعوا القرآن لا بد ان يستجيبوا في التو واللحظة فأسلم الطفيلي أول ما أسلم يا جماعة قال إيه خلاص الحمد لله أنا أسلمت بقى أروح ونام وأرتاح أبداً فاكر قصة سعد ابن معاذ سعد ابن معاذ أول ما أسلم راح على طول ساعتها إيه دعا قومه اللي هما بني عبد الأشهل نفس الحكاية عملها الطفيلي ابن عمر الدوسي في ساعتها على طول راح دعا قومه اللي هما قبيلة دوس لكن الطفيلي كان ساعتها يا جماعة كان لسى يعني إيه الحماسة واخده والحمية واخده فداعهم لكن بشدة شوية فلم يستجب واحد منهم أما أنت يا جعفر جعفر ابن أبي طالب فأشبه خلقك خلقي بتعرفوا سيدنا جعفر كان من الخمسة اللي كانوا شبه النبي تك الأصل في خمسة كانوا شبه النبي والنبي كان شبه مين يا جماعة شبه سيدنا إبراهيم عليه السلام واخد بالك فقال فأما أنت يا جعفر فأشبه خلقك خلقي وأشبه خُلقي خُلقك يعني أخلاقك تتشبه بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأنت مني وشجرتي خدت بالك شفت بقى المقامة العظيمة وأما أنت يا علي فختني وأبو ولدي اللي هما الحسن والحسين وأنا منك وأنت مني وأما أنت يا زيد اللي هو زيد ابن حارثة فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إليّ رضي الله عنهم أجمعين شوف المقامة العظيمة النبي صلى الله عليه وسلم ذكى سيدنا جعفر ابن أبي طالب تذكية عظيمة جداً بل قال أبو هريرة:
كما عند الترمذي أيضاً بسند صحيح قال:(3/191)
والله ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر ابن أبي طالب يعني يقصد في الجود والكرم وإلا طبعاً أفضل واحد بعد النبي مين يا جماعة سيدنا أبو بكر معروفة واخد بالك إنما يقصد في الجود والكرم سيدنا جعفر ابن أبي طالب وإن كان سيدنا أبو بكر طبعاً كان أكرم لكن يقصد أن
وزي ما منقول يا جماعة دائماً اللين بيجيب إيه بيجيب نتيجة وإن لم يثمر نتيجة فعلى الأقل ما بجيبش أي حاجة ثانية فالمهم فرجع الطفيلي ابن عمر الدوسي للنبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله إن دوساً قد عصت وآبت والحديث رواه البخاري إن دوساً آبت وعصت ما حدش منهم عايز يستجيب فادعوا الله على دوس يا رسول الله يا الله ادعو إيه ربنا يخلصنا منهم فالنبي عليه الصلاة والسلام إيه رفع يديه مين كان قاعد حوالين النبي أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قالوا بس حطوا إيديهم على رأسهم وقالوا إيه هلكت دوس طالما النبي حيدعوا على حد خلاص ضاعوا فقام النبي والنبي ما يدعيش على حد أبداً يا جماعة صلى الله عليه وسلم فقام النبي وقال :(3/192)
اللهم اهدي دوساً وأتي بهم يا سلام دعوة خرجت من فم الصادق صلى الله عليه وسلم وفتحت لها أبواب السماء الطفيلي ابن عمر الدوسي رجع لهم ودعاهم بلين ورحمة والنبي أمره بالرفق والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند مسلم ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع الرفق من شيء إلا شانه دعاهم الطفيلي برفق فأسلموا بفضل الله عز وجل وجاء بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في عام فتح خيبر كم من بين اللي أسلموا على يد الطفيلي ابن عمر الدوسي وهما في ميزات حسناته سيدنا أبو هريرة ضيف هذه الحلقة بفضل الله عز وجل سيدنا أبو هريرة كان اسمه إيه أصلاً يا جماعة كان اسمه عبد شمس فسماه النبي عبد الله أو عبد الرحمن على اختلاف الروايات وكناه أبا هر لذلك سيدنا أبو هريرة كان لما الصحابة يقولوا له يا أبا هريرة يقول :(3/193)
لا تكنوني بأبي هريرة ولكن كنوني بأبي هر فلقد كناني النبي بأبي هر والذكر خير من الأنثى طيب يا جماعة إيه بقى سبب تسمية سيدنا أبو هريرة أصلاً باسم أبو هريرة حديث رواه الترمذي بإسناد حسن إن هو بيقول كنت أرعى الغنم لأهلي فكان عنده هريرة صغيرة فكانوا يكنونه بأبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه ودا يعني سبحان الله شوف سيدنا أبو هريرة يكنى بنفس العمل الطيب اللي عمله رحمته بالحيوان سبحان الله وطبعاً يعني كل شيء في الدنيا يا جماعة له نصيب من الرحمة التي أرسل الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين النبي كان رحمة بالإنس والجن والمؤمن والكافر حتى بالدواب صلى الله عليه وسلم يعني كان يأمر الناس بالرحمة بالدواب الحديث رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت امرأة النار في هرة في قطة عملت إيه معاها يا جماعة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض في المقابل بقى حديث في البخاري ومسلم إن النبي عليه الصلاة والسلام يخبر أن امرأة بغي يعني تتاجر بعرضها سبحان الله سقت كلباً فغفر الله لها وأدخلها الجنة لما نقرأ الحديث كله سطر يا جماعة امرأة بغي بتتاجر بعرضها سقت كلباً فغفر الله لها وأدخلها الجنة تقرأ ما بين الكلمات وما بين السطور تجد العجب العجاب الإمام ابن القيم بيوضح السبب في هذا يعني لما واحد يسأل يقول:(3/194)
معقول امرأة تتاجر بعرضها مجرد سقيت كلب تغفر وتمسح كل الماضي دا سبحان الله المرأة دي واضح من سياق الحديث يا جماعة إن هي ماشية في صحراء مش شايفة حد وإلا لو شايفة حد كانت ممكن تقول لأي حد لو سمحت يعني شوية ماء عايزة أروي الكلب صح ولا لا دي نقطة طيب النقطة الثانية المرأة البغي في الغالب بتكون في كامل زينتها وأحسن لبس وأحسن مكياج وأحسن عطور فطبعاً هي حتنزل البئر عشان تجيب له ماء نزولها للبئر يعرضها لحاجة من اثنين إما إنها تموت وإما إنها اللبس بتاعها يتقطع أو الماكياج بتاعها يبوظ خدت بالك طيب هي عملت كدا ليه يا جماعة هل فيه كان واحد صحفي حيوقف يصور صورة وينزل بقى جمعية الرفق بالحيوان ومنشيت كدا وإلا كان فيه فضائيات بتصور أبداً هي عملت العمل دا ابتغاء مرضاة الله يقول الإمام ابن القيم فلما فاضت أنوار التوحيد من قلبها طغت على ظلمة المعصية فغفر الله لها وأدخلها الجنة ما تصلوا على حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم خدت بالك لكن في نفس الوقت يا جماعة رغم أن الإسلام دين يدعوا إلى الرحمة بالدواب والحيوانات إلا إنه في ذلك بردوا لها ضوابط ما ينفعش إني أنا عزك الله إيه كلب وحطوا في البيت ونيموا على السرير ويبقى واحد من العيلة وحممه بالشامبو واخد بالك وركبوا معاي العربية وخليه يبص من الشباك ويطلع لسانه للناس الواقفة يعني على محطة الأتوبيس ما ينفعش الكلام دا لكن لو أنا جبت الكلب أعزك الله وحطيته من أجل الحراسة لشركة أو لبيت أو لفيلة ماشي أعملوا مكان مخصوص بعيد عن المكان اللي أنا بصلي فيه أو المكان اللي أنا عايش فيه واخد بالك أعمل له ضلول عشان الشمس أحط له أكله وشربه أعمل له بيت عشان بردوا المطر واخد بالك وأنا بحط له الأكل ما ألمسوش ولا ألعب معاه وفي نفس الوقت أحفظ له على حياته لأن دا حقه وفي نفس الوقت ما يبقاش جوى البيت دي المسألة ليه لأن أنا لو خليت الكلب أعزك الله لغير حراسة أو صيد أو ماشية(3/195)
ينقص الله من أجري قيراط أو قيراطين كل يوم من الحسنات حديث رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من اقتنى كلباً ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم قيراطين حسنات كل يوم ينقصوا من أجر الإنسان يعني سبحان الله طيب الوقفة الجميلة اللي عايزين نوقفها سيدنا أبو هريرة يا جماعة لما النبي غير اسمه من عبد شمس إلى عبد الله أو عبد الرحمن طيب هل سيدنا أبو هريرة اعترض أبداً ما اعترضش على أي حاجة ليه لأنه يزعن لأمر النبي صلى الله عليه وسلم طيب يا ترى أنت لما تسمع أمر النبي يا ترى بتطيع أمر النبي ولا ما بتطعش أمر النبي صلى الله عليه وسلم هي دي المسألة يا جماعة وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيارات من أمرهم نرجع لقصة أبو هريرة بدأت صحبة أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد عام خيبر سيدنا أبو هريرة جاء مع الطفيلي ابن عمر الدوسي ومع قبيلة دوس بعد عام خيبر ووافوا النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر واسهم لهم النبي صلى الله عليه وسلم من فتح خيبر صلوات ربي وسلامه عليه سيدنا أبو هريرة .(3/196)
يا جماعة كان من أهل الصفوة وأهل الصفوة دول كانوا فقراء كانوا أضياف الإسلام كانوا لا يملكون مالاً ولا جاهاً ولا أي حاجة كانوا عايشين في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وكان النبي لما تأتيه صدقة انتو عارفين النبي كان لا يأكل الصدقة كان لما تأتيه الصدقة كان يبعثها لمين لأهل الصفوة ولما تأتيه هدية كان يأكل ويشركهم معه صلى الله عليه وسلم طبعاً أبو هريرة عايز يعوض العمر اللي فات أبو هريرة أسلم في عام /7/ هجرية يعني فاتوا كم سنة يا جماعة /13/ سنة في مكة وسبع سنين هما يبقى كم عشرين سنة يا جماعة عدت من عمر سيدنا أبو هريرة ما لحقش فيها النبي عليه الصلاة والسلام يعمل إيه عايز يعوض العمر اللي فات فكان عاش في مسجد النبي وكان يصحب النبي صلى الله عليه وسلم على شبع البطن فقط ودي عبرة جميلة جداً سيدنا أبو هريرة يا جماعة روى عن النبي ثلاث ألاف وخمسمائة وأربعة وسبعين حديث في أربع سنوات وزي ما قلت لك ليست العبرة بالسبق وإنما العبرة بإخلاص النية لله سبحانه وتعالى حدث عن سيدنا أبو هريرة ثمانمائة واحد من الصحابة ومن التابعين كل دا في أربع سنوات فقط بفضل الله عز وجل ولذلك كان يقول أبو هريرة كما في الحديث الذي رواه البخاري كان يقول :(3/197)
ما كان أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثاً مني إلا ما كان من شأن عبد الله ابن عمر فإنه كان يكتب ولا أكتب سبحان الله يعني الحصيلة اللي تعلمها دي كلها يا جماعة في أربع سنوات أنا بقى عايز أسأل كل أخ قاعد قدامي وكل أخ من المشاهدين أو كل أخت يا ترى إنت ملتزم بقى لك كم سنة عشر سنوات ولا عشرين ولا ثلاثين بالله عليك أوقف وقفة مع نفسك الليلة دي قول لي الحصيلة اللي أنت قدمتها لنفسك قد إيه والحصيلة اللي قدمتها لدين الله قد إيه يا جماعة أحياناً بتمر أعمار حنندم عليها المال بيتعوض الزوجة بتتعوض الأولاد بتتعوض المنصب بيتعوض العمر هو الحاجة الوحيدة اللي ما بتتعوضش حصيلتك بالله عليك لو ملتزم بقى لك عشر سنوات إيه عذرك إن أنت تلقى الله عز وجل دي الوقت ويسألك ما حفظتش القرآن ليه في عشر سنوات إيه العذر ما تعلمتش سنة النبي في العشر سنوات ليه إيه العذر اللي ممكن تقوله والنبي عليه الصلاة والسلام أخبر وقال كما في الصحيحين ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه جل وعلا ليس بينه وبينه ترجمان فينظر العبد أياً منهم فلا يرى إلا ما قدم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ينظر العبد تلقاء وجهي فلا يجد إلا النار فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة سيدنا أبو هريرة كان ليه مواقف طيبة جداً كان يعني انتو عارفين زي ما قلت لكم كان مفرط حياته كلها لطلب العلم على شبع البطن أحياناً يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم بعض كسرات الخبز أو بعض التمرات يأكلها ويكتفي بذلك ويطلب العلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحياناً يبقى جوعان عايز يأكل يعمل إيه كان يوم متعرض لبعض الصحابة وكان حيي جداً فكان يسأل الصحابة السؤال يقولوا والله لأنا أعلم بإجابة السؤال وأعلم بذلك أكثر منه مئة مرة لكن كنت أسألوا ربما يقول لي :(3/198)
طب يا أبو هريرة عقبال ما نجاوب على السؤال طب تعال نأكل لقمة ونشرب كبايتين شاي وندردش شوية مع بعض سبحان الله لكنه كان حيياً فالمهم في يوم من الأيام قابل سيدنا عمر ابن الخطاب فقعد يكلمه ويحدثه ويكلمه ويحدثه وسيدنا عمر واقف عمال يسمعه مش عايز يقول له خلص يعني لحد لما في الأخر خالص أبو هريرة لقى ما فيش فائدة قال خلاص نخلص ونمشي بقى فمشي ثاني يوم سيدنا عمر راح مقبله قالوا يا أبا هريرة أما إني علمت ما تريد ولكن والله ما كان في البيت لقمة خبز فلو كان عندنا طعام لأطعمناك وطبعاً سيدنا عمر كان عنده فراسة وكان عنده فهم رضي الله عنه وأرضاه لدرجة إن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند أحمد بسند صحيح لو كان نبي بعدي لكان عمر ابن الخطاب وقال أيضاً كما عند أحمد أيضاً بسند صحيح إن الله أجرى الحكمة على قلب ولسان عمر رضي الله عنه وأرضاه لذلك سيدنا أبو هريرة من ضمن العفة العجيبة اللي كانت عنده رضي الله عنه وأرضاه كان يقول :
إن كان إنسان يعطيني هدية فكنت أقبلها أما أنا فلا أسأل الناس شيئاً أبداً لا يمكن حتى لو بموت من الجوع لا يمكن أسأل الناس شيء طيب واحد يسأل بقى سؤال ودي شبهة بردوا يمكن تثار يقول يعني معنى كلامك بقى إن الإسلام بقى دروشة بقى إن سيدنا أبو هريرة كان قاعد مفرغ نفسه بقى لطلب العلم على شبع البطن لا بيشتغل ولا بيتاجر ولا بيزرع يبقى معنى كدا إن أنا أجي في المسجد بقى وأبني خيمة خضراء وألبس لبس مقطع وأقعد بقى وخلاص بقى إيه وأدروش وما اشتغلش أبداً يا جماعة كل الصحابة كانوا بيشتغلوا إما في الزراعة أو في الصناعة أو في التجارة لكن أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه كان حاجة استثنائية الرجل حس إن عشرين سنة راحت من عمره نفسه يعوضها قال:(3/199)
أعمل إيه قال خلاص أفرغ حياتي كلها على شبع البطن مع النبي عليه الصلاة والسلام أبقى تلميذ للنبي عليه الصلاة والسلام هو دا اللي عمله سيدنا أبو هريرة أما الإسلام عمره ما كان إسلام دين دروشة وخود بالك من حاجة نظرة الصحابة للدنيا كانت نظرة متوازنة نظرة جميلة جداً النبي علمهم كدا يا جماعة صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة كانوا ناظرين للدنيا كالآتي الدنيا يعني وإن كانت دار ابتلاء ودار في نفس الوقت دار إعمار الدنيا مزرعة للآخرة اللي حتزرع هنا حتجنيه هناك فالصحابة ما كانوش يعطوا الدنيا أي اهتمام ولا أي قدر ولا أي قيمة لكن في نفس الوقت ما فيش مانع طالما ربنا أمرني إني أنا أعمر الدنيا أعمرها لا بد من الاعمار يبقى لا بد من الاعمار اشتغل واكسب وأتاجر واجمع ويبقى معاي فلوس وكان بين الصحابة أغنياء زي سيدنا عثمان ابن عفان زي سيدنا عبد الرحمن ابن عوف زي سيدنا سعد ابن ربيع كان معاهم فلوس فاهم الزاي لكن الفلوس دي في إيدهم ولا في قلبهم لا في إيدهم مش في قلبهم يوم ما ينطلب منه إنو يضحي بالدنيا كلها يضحي زي سيدنا أبو طلحة الأنصاري لما يأتيه واحد ويطلب منه ثلاثمائة ألف درهم سلف عمل إيه إداهم له ليه الدنيا مش في قلبه الدنيا فين في إيديه سبحان الله سيدنا عبد الرحمن ابن عوف لما تأتيه تجاره من اليمن والشام يا جماعة تسعمائة ناقة بكل البضائع اللي عليها يتصدق بها في يوم واحد فاهم الزاي يبقى الدنيا في يدي مش فين مش في قلبي وبعدين الدنيا يا جماعة دار ابتلاء وامتحان جمال الدنيا آه الدنيا مزانة زين للناس حب الشهوات إلى أخر الآية الدنيا مزينة لكن في نفس الوقت أوعى تلهيك زينة الدنيا عن امتحان الدنيا حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول والحديث رواه مسلم يقول:(3/200)
إن الدنيا حلوة خضراء جميلة حلوة جداً ومزينة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر ماذا تصنعون طيب نعمل إيه فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت إيه كانت في النساء خود بالك إنت عارف عامل زي إيه عامل زي الطالب يا جماعة اللي بيخش امتحان فجابوا له ورقة الأسئلة قام بص في ورقة الأسئلة الله جميلة قوي دا فيه ألوان خضراء وحمراء وصفراء وزرقاء وقعد يتفرج فانشغل بالألوان ونسي الامتحان عد الوقت قالوا له :
هات ورقة الأسئلة والإجابة ما في إجابة ما جاوب يا جماعة لسا ما بلشت أنت انشغلت بألوان الورقة عن الإجابة بأوعى تنشغل بجمال الدنيا عن أنها أصلاَ دار امتحان لا بد أنت تقدم العمل وتغرس هنا على شان تجني هناك ورغم ذلك ورغم أن الدنيا دار ابتلاء ودار امتحان والنبي يقول ألا أن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها يقول لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء ويقول الدنيا سجن المؤمن جنة الكافر ومع ذلك النبي نفسه صلى الله عليه وسلم لم يعتزل الدنيا لم يعتزل الدنيا لبل النبي صلى الله عليه وسلم تزوج وأنجب وعمل وتاجر كل هذا وفي نفس الوقت كان النبي ينهى الصحابة عن الكسل وعن أن الواحد يجلس من دون عمل يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه البخاري لأن يأخذ أحدهم حبله ثم يذهب إلى الجبل فيحتطب فيبيع ويشتري ويتصدق خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه واليد العليا خير من اليد السفلة في يوم من الأيام موقف جميل جداَ دار بين سيدنا أبو هريرة وبين أحد الصحابة والحديث رواه البخاري يقول أبو هريرة والله لقد رأيتني وأني لأخر ما بين بيت عائشة وبين المنبر كان قاعد في المسجد فكان يخر مغشي عليه من شدة الجوع فيظن الرجل أن مصروع فيقوم على صدره ويقرأ عليه يعقد يقرأ عليه يظن أن هو مصروع فيقول أبو هريرة :(3/201)
ليس الذي ترى إنما هو الجوع يعني سندوتش كفتا يحل المشكلة كلها سبحان الله ولذلك الإمام الذهبي يعلق يقول كان الرجل يظن أنه مصروع فكان يقرأ عليه وإنما الجوع هو جائع ومن شدة الجوع كان يصرع رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام يا جماعة حصل موقف جميل بين أبو هريرة وبين النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه البخاري سيدنا أبو هريرة يقول في يوم من الأيام بلغ به الجهد مبلغَاَ كان جائع جداَ فعقد في المسجد فسأل سيدنا أبو بكر سؤال كدا سيدنا أبو بكر راح جاوبه ومشي فسيدنا قال ما في أحد قام سأل سيدنا عمر حديث في البخاري فسيدنا عمر جاوب فلاقى حبيبك صلى الله عليه وسلم فراح سأل النبي فالنبي قال له :(3/202)
اتبعني يا أبا هر أنا عارف إجابة سؤالك صلى الله عليه وسلم وأخذه للبيت أول ما راح للبيت يا جماعة فلاقى أمنا عائشة تقول له في واحدة من الأنصار باعته لك قليل من البن كدا النبي صلى الله عليه وسلم أول ما شاف اللبن قال أبو هريرة لقد جاءنا لبن أبو هريرة قال الحمد الله بس خلاص الحمد الله فرجت نشرب قليل اللبن وننبسط ونشبع الحمد الله لاقى النبي صلى الله عليه وسلم فاجئه في مفاجئة ما كانت عامل حسابها قال له أبو هريرة أدعو لي أهل الصفة أهل الصفة يا نهار أبيض هؤلاء سبعين واحد يبقى الموضوع خرج من أيدينا سبعين واحد يأتون يشربون من الإناء اللبن طيب أبو هريرة يطلع نصيبه أبه يا دوب ما يكمل شفطة فقال له أدعو لي أهل الصفة قال شوف بقى الحتة الجميلة قال أيه وما كان لي من طاعة رسول الله بد حتة جميلة جداَ هو قال لي أدعو أهل الصفة وحاتهم لي بس أنا ما أقدر أعصم أمر النبي يا سلام عايزين نوقف معها يا جماعة صلاة الفجر متعبة قليل وصعبة بالنسبة لبعض الناس مش قادر يقوم بالبرد ويتوضأ ويروح لكن خذ بالكم ما كان لك من طاعة رسول الله بد لازم تروح تصلي الحجاب يبقى صعب في الصيف والدنيا حر وأنا مش قادرة ولكن ما كان لكي من طاعة رسول الله بد الصلاة الخمس أنا مش فاضي وعندي شغل لكن خذ بالك لا بد أن تطيع أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلة الأرحام أصلهم ناس مش كويسين وأنا مش قادر أوصلتهم لا توصلهم برضوا طاعة لله وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيب سيب الدخان ما أقدر أصله يمشي في دمي والله لو تحب ربنا تلاقي الصلاة هي التي تجري في دمك بعض الناس الذين يشربوا المخدرات نسأل الله أن يتوب على جميع أوساط المسلمين يقول لك :(3/203)
وقت ما يأتي موعد الجرعة ما أقدر أجن لازم أنا أجري على شان أشوف الجرعة سبحان الله أنسى الموضوع هذا تخيل لو أن الصلاة هي التي تجري في دمك وقت لما تسمع وقت أذان الظهر أتى وقت الجرعة الإيمانية عايز تحلق تروح تأخذ الجرعة الإيمانية وإلا ما تعرف تعيش لما تلاقي القلب يا جماعة لما القلب يمتلأ محبة لله ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يطلب منك أمر ربنا أمرك به أو النبي أمرك به تلاقي القلب يضخ مع الدم يضخ محبة الله فالمحبة تجري في عروقك يدك هذه تعمل كل حاجة يحبها ربنا عنييك ما تنظر إلا للحاجة التي يحبها وأذنك ما تسمع إلا الحاجة التي ربنا يحبها رجليك ما تمشي إلا للحاجة التي يحبها ربنا فالمهم نرجع لقصة أبو هريرة فراح أبو هريرة راح ونادي دعا السبعين واحد من أهل الصفة وضع النبي يده على الإناء وسم وبارك خلاص بقا حلت بركة النبي صلى الله عليه وسلم في الإناء وراح النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبو هريرة قال له :
أسقي القوم يا أبا هريرة هذه المشكلة الثانية التي هي سقي القوم أخره شربا يعني مش بس السبعين سيشربون لا أنا سيشرب أخر واحد وأبو هريرة يا عيني قلبه يتقطع يقوم للأول وأشرب بسم الله فالمهم الأول شرب وبص أبو هريرة لقاء الإناء مثل ما هو الثاني شرب الإناء مثل ما هو سبحان الله ولحد السبعين لما شربوا والله وظل الإناء كما هو يا سبحان الله فالمهم قال النبي لأبي هريرة أهل الصفة الين كانوا يشربون يمشوا خلاص فنظر النبي لأبي هريرة قال يا أبا هريرة ما بقي إلا أنا وأنت قال صدقت يا رسول الله قال أشرب فشربت اشرب أبا هريرة قال فشربت ثلاث مرة أشرب أبا هريرة قال :(3/204)
والذي بعثك بالحق لا أجد له مسلكاَ أنا خلاص يعني اللبن وصل إلى هنا فشرب النبي صلى الله عليه وسلم يا سلام أشرب يا أبا هريرة لكن ما ينفع تشرب من غير ما إخوانك يشربوا ما ينفع أن النبي يشرب وينسى أصحابه صلى الله عليه وسلم يا ترى أنت لما تأكل تفكر بإخوانك في فلسطين الذين مش لاقين يأكلون يا ترى لما تأكل وتشرب تفكر في إخوانك في العراق يا ترى تفكر في إخوانك المشردين في جميع بقاع الأرض يا جماعة نحن محتاجين نفتكر الصحابة ونفتكر إخوان الذين حرموا من القمة ومن الشربة يعني سبحان الله هذه من باب يعني نحن نتعاطف مع هؤلاء نحن على اليتامى على الفقراء على الأرامل يا جماعة الناس هؤلاء لهم دولة يوم القيامة بإذن الله جل وعلا يعني سبحان الله تمر الأيام والنبي يشهد لأبي هريرة بأنه من أشد الناس حرصا على طلب العلم حديث جميل رواه البخاري أن أبو هريرة سأل النبي سؤال جميل جداًَ قال يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله فالنبي رد عليه رد جميل جداَ قال :(3/205)
يا أبو هريرة ما ظننت أن أحد يسألني هذا السؤال غيرك لما رأيته من حرصك على الحديث أنا فعلاَ كنت حاسس أن ما أحد يسألني السؤال هذا غيرك أنت يا أبو هريرة أسعد الناس بشفاعتي يا أبا هريرة من قال لا إله إلا الله خالصاَ من قلبه يا سلام شوف نعمة التوحيد يا جماعة أصل الأصول شوف ربنا يقول كما في الحديث القدسي رواه الترمذي بإسناد حسن يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك وعلى ما كان منك ولا أبالي المسألة المهمة يا ابن أدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لاقيتني لا تشرك بي شيئاَ لأتيتك بقرابها مغفرة هذه نعمة التوحيد يا جماعة يعني إذ إن شاء الله نكمل حديثنا مع أبو هريرة بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر اله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة ثانية نرجع لقصة أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه حقيقة يا جماعة السؤال ما زال قائما أيه سبب أن سيدنا أبو هريرة كان من أكثر الصحابة رواية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه لم يصحب النبي إلا أربع سنوات حقيقة يا جماعة كان في سببين السبب الأول أنه كان متفرغ تماماَ لطلب العلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم الحاجة الثانية أن المسألة فيها معجزة للنبي نفسه صلى الله عليه وسلم حديث جميل جداَ رواه البخاري أن سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه يقول قلت يا رسول الله أسمع منك حديثاَ كثيراَ فأنساه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له أبسط ردائك فبسط أبو هريرة ردائه فحدثه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له أجمع ردائك فجمعه قال فما نسيت حرفاَ بعد اليوم يا سلام في رواية ثانية جميلة جداَ يا جماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل أبو هريرة فيقول له :(3/206)
يا أبا هريرة ألا تسألني من تلك الغنائم التي يسألني أصحابك أصحابك يسألون أحياناَ من الغنائم أنت ما تسألني ليه فقال قلت يا رسول الله أسألك أن تعلمني من ما علمك الله جل وعلا أنا مش عايز غير هذا فأخذ النبي نمرة كانت على أبي هريرة ووضعها بينه وبين أبي هريرة ثم تلكم حتى استوعب أبو هريرة كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له أجمع ردائك فجمعه قال فما سقط مني حرفاَ بعد اليوم رواية ثالثة جميلة جداَ أن سيدنا أبو هريرة دعا دعاء جميل جداَ والنبي أمن على تلك الدعوة ونتمنى أن النبي يأمن لنا على الدعاء هذا سيدنا أبو هريرة قال اللهم أني أسألك علماَ لا ينسى فقال النبي أمين فأمن النبي على دعاء سيدنا أبو هريرة فهذه كانت معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم حفظ أبو هريرة كانت معجزة أصل النبي صلى الله عليه وسلم على شان ما يأتي مستشرق النهار هذا أن سيدنا أبو هريرة يحدث حديث يعني كثيرة أتى بها من أين إذا شكك مستشرق في أبي هريرة فإنما يشكك في النبي نفسه صلى الله عليه وسلم تعالوا نشوف صفحة جميلة جداَ من صفحات بر سيدنا أبو هريرة بأمه رضي الله عنه وأرضاه حديث رواه مسلم يقول أبو هريرة كانت أمه ما أسلمت قال كنت أدعوا أمي إلى لإسلام فتأبى عليا فقال فدعوتها يوماَ للإسلام فأسمعتني في البني ما أكره قالت كلمة وحشة في حق النبي سيدنا أبو هريرة مش متحمل لأن طبعاَ غلاوة النبي عند أبو هريرة أغلى عنده من أمه ومن الناس كلهم صلى الله عليه وسلم فأبو هريرة أتى للنبي صلى الله عليه وسلم وراح يبكي بين أيدي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بك يا أبو هريرة قال :(3/207)
شر يا رسول الله كنت أدعوا أمي للإسلام فتأبى عليا فدعوتها اليوم إلى الإسلام فأسمعتني فيك ما أكره يا رسول الله ثم قال أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله إن مبارك ومجاب الدعوة ألا تدعو الله أن يهدي أم أبي هريرة شوف حرصه على أيه هداية أمه قال اللهم أهدي أمي أبي هريرة أخذها سيدنا أبو هريرة واتى لأمه مستبشر طبعاَ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال فإذا وصلت إلى البيت فإذا الباب مجاف الباب الآن مغلق قال فسمعت خضخضة الماء سمعت صوت أمي وهي تتوضأ كدا في أي حاجة قال فجعلت بدرعها بخمارها ثم فتحت الباب وهي تبتسم وقالت يا أبا هريرة فقلت أجل أي أماه كانت شديدة فقالت يا أبا هريرة قلت أجل يا أماه قالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة بكى من شدة الفرح ورجع أتى للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له أبشر يا رسول الله فلقد استجاب الله دعاءك فقال النبي خيراَ أبو هريرة لما شاف المسألة ماشية قال نطلب حاجة بقى فقال يا رسول الله ألا تدعوا الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين وأن يحبب المؤمنين إلينا يا سلام شوف قد أيه الصلة والرابطة بين المؤمنين فقام النبي وقال :(3/208)
اللهم حبب عبيدك هذا الذي هو أبو هريرة وأمه إلى المؤمنين وحبب المؤمنين إليهم يقول أبو هريرة فوالله لا يسمع بي مؤمن ولا مؤمنة إلا وقد أحبني أنا وأمي ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ثانية جميلة جداَ أن سيدنا أبو هريرة كان قاعد مرة مع النبي صلى الله عله وسلم فأتى للنبي صحن تمر فالنبي أعطى كل صاحبي تمرتين فأبو هريرة أخذ التمرتين وحطهم في جيبه من الذي لمحه حبيبك صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبو هريرة ما الذي فعلك تعمل كدا قال يا رسول الله يعني ادخرتها لأمي فقال له لا خذ التمرتين كلهم وهاتين لأمك يعني شوف حبه لأمه رضي الله عنه وأرضاه وكان لما بعد ذلك تولى الإمارة على إحدى البلدان المجاورة كان دائماَ كل يوم وهو خارج الصبح يعدي على أمه ويقول السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول له:
وعليك السلام يا بنياه ورحمة الله وبركاته فيدعوا له ويقول رحمك الله كما ربيتني صغيراَ تقول له ورحمك الله كما بررتني كبيراَ شوف الكلام الذي يدور يعني أحوالنا أيه يا جماعة مع بر الوالدين يعني ربنا يرزقنا وإياكم بر الوالدين المهم تمر الأيام الجميلة مثل ما نقول في كل درس تمر الأيام الجميلة ويموت النبي صلى الله عليه وسلم ويحزن عليه أبو هريرة حزناَ شديداَ لدرجة يا جماعة كان سيدنا أبو هريرة كان كل ما يحدث بعد ذلك عن النبي كان يبكي كان يقول حدثني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ويبكي حدثني أبو القاسم ويبكي وأحياناًَ أبو هريرة من شدة حبه للنبي كان ما يقدر يكمل حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يأتون لأبي هريرة كان يحدثهم بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة كان هم برضهم كانوا مستغربين من كثرة الأحاديث التي كان يروها أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه والحديث في البخاري ومسلم يقول أبو هريرة عن نفسه يقول :(3/209)
يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث وما بال الأنصار والمهاجرين لا يحدثون مثل ما يحدث أبو هريرة فقال لهم أبو هريرة إن إخواني من الأنصار يعني كان يشغلهم عمل أموالهم وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق كان يشغلهم التجارة وأما أنا فكنت امرأ مسكين كنت أصحب النبي على شبع بطني فكنت أحضر حين يغيبون وأسمع ما لا يسمعون أنا كنت قاعد مع النبي على طول فكنت أسمع منه كل حاجة صلى الله عليه وسلم وأمنا عائشة نفسها سألت أبو هريرة قالت :
يا أبا هريرة أكثرت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها يا أماه لقد كان يشغلك المش والمرآة أما أنا ما كان يشغلني شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لعله يمكن يكون هذا هو السبب الذي خلاك تحدث كل هذه الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كان سيدنا أبو هريرة يبتكر أساليب جميلة جداَ يا جماعة في الدعوة وهذا درس جميل جداَ أن نحن نقدر يا ريت نبتكر أساليب جديدة وجميلة كيف نحن ندعو الناس إلى دين الله عز وجل وإلى أن يلزموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو هريرة في يوم من الأيام معدي على الأسواق فلاقى التجار مشغولين جداَ بالبيع والشراء والدرهم والدينار فقال سبحان الله ما أعجزكم يا أهل المدينة ما الذي خليكم قاعدين مشغولين بالأكل والشرب والتجارة والبيع والشراء وتتركون ميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم الآن في المسجد معقول ميراث النبي يتقسم قال لهم :(3/210)
والله يتقسم في المسجد وفي الوقت روحوا خذوا نصيبكم المهم كلهم ساب الدكاكين تبعهم واجزوا على مسجد النبي عليه الصلاة والسلام دخلوا المسجد ما لاقوا حاجة كل الذين لاقوا ناس قاعدين حلقة كدا وواحد يعلمهم سنة النبي كدا عليه الصلاة والسلام فرجعوا وقالوا أبو هريرة عمل ففينا مقلب بقى وضحك علينا ورجعوا قالوا يا أبا هريرة يعني تسخر منا قال لهم ما الذي حصل قالوا له تقول لنا الميراث يتوزع ورحنا وما لقينا حاجة قال لهم طيب ماذا وجدتم قالوا وجدنا رجل جلس في حلقة يعلم الناس سنة النبي قال لهم ما هذا هو ميراث النبي هو مش النبي صلى الله عليه وسلم قال :
وإن الأنبياء لم يورثوا لا درهم ولا دينار وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر هو هذا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم فكان سيدنا أبو هريرة يبتكر أشياء جميلة جداَ صفحة جميلة ثانية يا جماعة من عبادة سيدنا أبو هريرة واحد اسمه أبو عثمان النهدي يقول تضيفت أبو هريرة أسبوعاَ كاملا َ عندي كان أبو هريرة وزوجته والخادم تبعه كانوا الثلاثة نازلين عند أبو عثمان النهدي فيقول أبو عثمان النهدي :(3/211)
لاحظت حاجة غريبة جداَ يعملوها هم الثلاثة يقسمون الليل ثلاثة أقسام واحد يقوم يصلي ثلث الليل قيام الليل وبعدين يصحي الاثنين الثانيين وواحد ثاني يقوم يصحي الثلث الثاني وبعدين يصحي الثالث يصلي الثلث الثالث وبعدين يقوموا هم الثلاثة يصلوا صلاة الفجر يا سلام أبو هريرة يا جماعة كان يسبح كل يوم وهو يقول كنت أسبح كل يوم اثنا عشر ألف تسبيحة ويقول هذه بقدر ديتي كأنني أنا أريد أن افدي نفسي فهذه الفدية بتاعتي اثنا عشر ألف تسبيحة كل يوم سبحان الله كل يوم يا جماعة بيوتنا محتاجين أنها تكون مثل بيت سيدنا أبو هريرة معقولة يعني أنت لما تقوم أنت وزوجتك وأولادك تصلوا قيام الليل معقولة الصبحية ممكن تتخانق أنت وزوجتك على شان البيت ليس فيه سكر أو ليس فيه زيت ولا سمنة طبعاً لا يمكن دة أنت عمال طول الليل تصلي قيام الليل عمال تتذكر الجنة والنار والآخرة والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى جرب مرة واحدة وصحي زوجتك وصحي أولادك وصلي بهم قيام الليل ستفوز بدعاء النبي أولاً وستحل البركة في البيت والله النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أبو داوود بسند صحيح قال :(3/212)
رحم الله رجلاً يدعي لك بالرحمة قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فإن أبت مش عايزة تقوم مش قادرة تقوم نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء فإن قاما الزوج والزوجة وصليا كتب عند الله ليلة إذ من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات يا سلام البيوت يا جماعة لما خرجت منها الطاعة لما خرج منها قيام الليل لمنا خرج منها القرآن لما خرجت منها السنة حل مكانها عياذاً بالله المعاصي والذنوب والبلاء اللي نحن عايشين فيه هذا نسأل الله العفو والعافية فأصبح في كراهية شديدة جداً بين الزوج والزوجة أصبح في فجوة على شان يرجع الحب مرة ثانية على بيوت المسلمين يجب أن ترجع مرة ثانية سنة النبي وترجع طاعة الله ويرجع قيام الليل والقرآن ترجع الطاعة وتحصل البركة في بيوت المسلمين يا جماعة أكبر سبب اللي بيفرق الزوج عن الزوجة المعاصي حبيبك صلى الله عليه وسلم يقول والحديث عن البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(3/213)
ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما لو تفرق بين زوج وزوجة أكيد واحد فيهم عصا ربنا أو أكيد الاثنين عصوا ربنا يا جماعة يا جماعة على شان ترجع المحبة ثانية بين الأزواج يجب أننا نعيش على طاعة الله وعلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالوا نشوف صورة جميلة ثانية برضو من حلم سيدنا أبو هريرة كان عنده جارية زنجية في يوم من الأيام عملت حاجة كدة زعلته وزعلت زوجة سيدنا أبو هريرة فسيدنا أبو هريرة أخذ السوط ولسة حيضربها فتذكر القصاص يوم القيامة قال لها والله لولا القصاص لآذيتك لكن عموماً أنا سوف أعمل حاجة يعني ربنا يعطيني بها حقي يوم القيامة إن شاء الله لقد أعتقتك لوجه الله يالله يعني سبحان الله بدل ما يضربها راح عاتقها وهذا يفكرنا بسيدنا الحسين بن علي يعني مثلما قلنا في درس قبل ذلك لما كان عنده جارية وكان عنده طفل صغير رضيع فالجارية جايبة له حاجة ساخنة على شان ضيف كان عنده فانكفأت فدلقت المية السخنة على الطفل الصغير فمات الطفل طيب ماذا يعمل تخيل بقا ومحبة الإنسان للطفل الصغير بتبقى عالية جداً أكثر من محبته كمان لأولاده الكبار فماذا يصنع الحسن فنظر إليها يعني ومتضايق فقالت والكاظمين الغيظ قال ها خلاص كظمت غيظي قالت والعافين عن الناس قال :(3/214)
عفوت عنك قالت والله يحب المحسنين قال أنت حرة لوجه الله يعني خلاص بقا المسألة يعني طالما عملت كدة يبقى نكملها بقا المهم يا جماعة بعد حياة جميلة جداً وحياة مليئة بالطاعة يعني نام سيدنا أبو هريرة على فراش الموت وهو الحقيقة كان حاسس بقرب أجله في النهاية حتى أنه كان إذا رأى جنازة كان يقول اغدو فإنا راحون أو فإنا رائحون وروحوا فإنا غادون وفي يوم من الأيام يبكي أبو هريرة وهو على فراش الموت ويسألوه لماذا تبكي يا أبا هريرة فقال لهم والله ما أبكي على دنياكم أبداً أنا لا أبكي على شان فاتني دنيا ولا منصب ولا جاه ولا فلوس ولا صيت ولا متعة أبداً والله منا أبكي على دنياكم ولكني أبكي على بعد سفري وعلى قلة زادي وأني أصبحت في ممر المهبط منه إما إلى الجنة وإما إلى النار ولا أدري أيؤمر بي إلى الجنة أم على النار أخذت بالك أبو هريرة ماذا يقول أيه يقول أبكي على بعد سفري وقلة زادي أبو هريرة اللي كان يقسم الليل ثلاثاً هو وزوجته والجارية بتاعته أو الخادم بتاعه يقول لك:(3/215)
أبكي على قلة زادي أبو هريرة اللي بيسبح في اليوم اثنا عشر ألف تسبيحة يقول لك أبكي على قلة زادي أبو هريرة اللي حدث كل هذه الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام يقول أبكي على قلة زادي يا جماعة محتاجين أننا نفوق ونرجع ونحس قد إيه بقيمة هذا الدين ونحس قد إيه نحن كدة مدة سنرحل عن الدنيا وأننا سنقف بين يدي الله عز وجل ويسألنا عن مكل صغيرة وكبيرة الحقيقة نريد أن نخرج من قصة سيدنا أبو هريرة بدروس جميلة جدتً يا جماعة أول حاجة ليست العبرة بالسبق لو التزمت وهذا اليوم أوعى تيأسي من نفسك انس العمر اللي فات هذا كله وعوض بقا اجتهد قل إن شاء الله من هذا اليوم أنا عابد لله أنا طالب علم أنا داعية إلى الله أوعى أوعى انك أنت تقول ياه العمر اللي عدا خلاص عدا وأنا متى سوف أعوضه لا خلاص طالما العمر عدة يبقى نخلي العمر اللي جاي يعني إيه يعدي سبحان الله لما لقي الفضيل بن عياض رجلاً غافلاً عن طاعة الله فقال له يا أيها الرجل كم عمرك قال له ستون سنة قال له سبحان الله فأنت منذ ستين سنة وأنت تسير على الله يوشك أن تلقه فالرجل فاق فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له الفضيل:(3/216)
هل تعلم معنى تلك الكلمة قال أجل أعلم أني ملك لله وأني إليه راجع فقال له الفضيل يا هذا من علم أنه ملك لله وأنه إليه راجع فليعلم أنه بين يديه موقوف ومن علم أنه بين يديه موقوف فليعلم أنه بين يديه مسؤول ومن علم أنه بين يديه مسؤول فليعد للسؤال جواباً فهل أعددت للسؤال جواباً فقال له ما الحيلة يرحمك الله أعملا إيه العمر اللي عدا هذا ستين سنة غفلة وبعد عن طاعة الله أعمل إيه قال له الحيلة يسيرة هو هذا العالم يا جماعة العالم لا ييئس أحداً من رحمة الله ولا يجرؤ أحداً على معصية الله قال له الحيلة يسيرة قال له ما هي قال له أن تتق الله في ما بقي يغفر الله لك ما قد بقى وما قد بقى أما سمعت قول الله جل وعلا إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله لهم سيئاتهم حسنات ربنا سيبدل لك سيئاتك أيه حسنات أخذت بالك فنحن محتاجين يا جماعة أننا نجتهد في العمر اللي جاي فليست العبرة بالسبق التزمت اليوم لبست حجابك اليوم يعني صليت اليوم إن شاء الله لا تندم على اللي فات بس ابدأ إيه استدرك كل ما فات وعوض كل لحظة في حياتك في طاعة الله ثاني حاجة أننا نحرص على هداية آبائنا وأمهاتنا مثلما كان سيدنا أبو هريرة حريص جداً على هداية أمه ثالث حاجة مثلما كان أبوة هريرة ملازم للنبي يا جماعة نحن أيضاً يجب أن نكون ملازمين لسنة النبي أوعه تعدي يوم في حياتك من غير ما تتعلم حاجة من القرآن أوعى تعدي لحظة من حياتك من غير ما تتعلم حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن تجتهد في طاعة الله سيدنا أبو هريرة يا جماعة في آخر رمق من حياته كان يقول :(3/217)
اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي ومن أحجب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه يا جماعة أكثر حاجة شغلتنا عن ربنا وشغلتنا عن سنة نبينا هي الدنيا هي المشكلة أكثر حاجة تشغل الناس عن ربنا هي الدنيا فالدنيا هذه مثلما قلت لك ضعها في حجمها الطبيعي النبي صلى الله عليه وسلم يقول والحديث رواه مسلم ما الدنيا كل الدنيا ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بماذا يرجع ولا حاجة ولذلك صدق من قال النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب بانيها أين الملوك التي كانت مسلطنة حتى سقاها بكأس الموت ساقيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها وديارنا لخراب الدهر نبنيها كم من مدائن في الآفاق قد بنيت أمسيت خراباً وأفنى الموت أهليها إن المكارم أخلاق مطهرة الدين أولها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل ساديها والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها لا تركنن إلى الدنيا وزينتها فالموت لاشك يفنينا ويفنيها واعمل لدار غد رضوان خازنها والجار أحمد والرحمن ناشيها قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيش نابت فيها أنهارها لبن مصفى ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها والطير تجري على الأغصان عاكفة تسبح الله جهراً في مغانيها فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحييها يا جماعة قصة سيدنا أبو هريرة الحقيقة تبعث الأمل في قلب أي إنسان في الدنيا والله العظيم لو بدأت في هذه الليلة قل إن شاء الله أبدأ صفحة جديدة منذ هذه الليلة أنا لم أكن أصلي سوف أصلي لو ما كنتش محجب زوجتي أحجبها بنتي سأحجبها أولادي سوف أأمرهم بالصلاة منذ هذه الليلة سأطلب العلم إن(3/218)
شاء الله ولو كل يوم حديثة ولو كل يوم آية وإن شاء الله أبدأ في الدعوة إلى الله مثلما قلنا قبل كدة يا جماعة في قصة الرجل بسيط بتاع كلمتان خفيفتان على اللسان قصة بسيطة جداً يا جماعة رجل أمي لا يحسن الكتابة ولا القراءة لكن حمل هم هذه الدعوة وحمل هم هذا الدين قال :
إن شاء الله من هذه الليلة أدعو بهذا الحديث كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان على الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم خرج يدعو على الله عز وجل يخش على البقال يقول له يخش على الجزار يقول هل يخش على كل واحد يقول له لحد لما الرجل جاء له مرض شديد جداً فيعني احتاج إلى عملية جراحية الدكتور اللي عمله العملية يا جماعة كان لم يسجد لله سجدة في حياته سبحان الله فأجرى له العملية ومديلو البنج مثلما قلنا القصة قبل ذلك وهو مديلو البنج الرجل فاق في عز البنج بعد لما عمل له العملية وقال له يا دكتور فقال له في إيه قال له :(3/219)
كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان على الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم يا سلام وبعد لما قال له الحديث أو الكلمتان هذه مات فالطبيب استغرب قال سبحان الله يعني قال لي هاتان الكلمتان ومات والله ما يعني إلا إياي فتاب الطبيب إلى الله وعاد على الله وبدأ يطلب العلم يا جماعة وأصبح الآن من مشاهير الدعاة إلى الله وكمل هذا في ميزان حسنات الرجل البسيط بتاع كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان قد إيه أبو هريرة كان يا دوب عايش على بعض التمرات بعض كسيرات الخبز يا جماعة ورغم ذلك لم يفرط أبداًَ فضل ثابت على سنة النبي فضل يطلب العلم فضل يتعلم سلفنا الصالح يا جماعة كثير منهم كان فقير جداً لكن كان لا يفرط أبداً كان عايش حياته كلها لطلب العلم وللدعوة إلى الله أذكر أن واحد من السلف يا جماعة كان يقعد بالثلاث أيام والله بلا طعام ولا أي شيء ورغم ذلك كان لا يفتر أبدالً عن طلب العلم وطلب حديث النبي عليه الصلاة والسلام وكان يبلغ الدعوة في الآفاق يا جماعة محتاجين أننا نحمل هم هذه الدعوة الإمام ابن تيمية رحمه اتلله رحمة واسعة في يوم من الأيام يا جماعة دخل السجن فوجد الناس المساجين كلهم بعاد عن طاعة ربنا قاعدين اللي بيلعب سيجا واللي بيلعب مش عارف إيه فقال لهم بتعملوا إيه قالوا له :(3/220)
نقضي الوقت من أجل أن نخلص وعايزين ننسى السنين اللي نحن إيه مقضيينها فقال لهم ولكنكم عباد لله أوعوا تنسوا جوا السجن برا السجن في بيتك في بلدك في أي مكان أنت عبد لله وبدأ الإمام رحمه الله رحمة واسعة يدعوهم إلى طاعة الله سبحانه وتعالى حتى استقام له السجن كله في يومين وبدؤوا يصلوا الصلوات الخمس تخيل سبحان الله بدأ يعمل لهم حلقات لطلب العلم يا جماعة بعد صلاة الصبح درس التجويد بعد صلاة الظهر درس التفسير بعد صلاة العصر الفقه بعد المغرب وهكذا بعد كل صلاة درس وهكذا لحد لما سبحان الله خرج أكبر الأئمة وأكبر العلماء من حلقة الإمام جوا السجن لدرجة أن بعض الناس المدة بتاعة السجن بتاعتهم كانت خلاص انتهت المفروض أن يخرج فكان يأتي السجان أين فلان ابن فلان يقول:
له إفراج يقول له مش خارج تخيل ليه حاسس أنه قاعد في جنة قاعد مع رجل عالم جليل بتعلم على أيديه العلم الشرعي يا جماعة فيا جماعة عايزين نحمل هم هذا الدين مثلما سيدنا أبو هريرة في أربع سنوات بس قدر يحمل كل الخير هذا وكل اللي يحدث حديث من الأحاديث التي رواها أبو هريرة كل هذا في ميزان حسنات أبو هريرة ليه ما تكونش أنت أبو هريرة ليه ما تكونش أنت أو أنت أو أنتِ أو كل واحد شايفنا الآن ليه ما نكونش زي سيدنا أبو هريرة وتتعلم العلم وتدعو إلى الله وسبحان الله النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
بلغوا عني ولو آية والحديث رواه البخاري بلغوا عني ولو آية محتاجين يا جماعة أننا نحمل هم هذا الدين مثلما حمله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة يعني لا نريد أن نطيل أكثر من ذلك لكن نقول ما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع صحابي جليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3/221)
الصحابي طلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغم وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم مرة أخرى مع صفحة جديدة من صفحات أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
الحقيقة يا جماعة قصة الليلة هي قصة التضحية والفداء قصة واحد من الصحابة كان عنده استعداد إنه يضحي بكل حاجة بحياته عشان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك أنا عايز أبدأ الدرس دا بسؤال صغير لو عرض عليك إن أنت تضحي بحياتك عشان النبي يا ترى ممكن تعمل كدا أكيد طبعاً أكيد كل واحد يقول أيوا طبعاً أضحي بحياتي وأضحي بكل حاجة عشان خاطر النبي عليه الصلاة والسلام طيب منقول له :(3/222)
طيب أنت مطالب الآن بأشياء أبسط من ذلك بكثير مطالب بس أنت تتبع سنة النبي مطالب أنت تصلي تحجب زوجتك تحجب بناتك إن أنت تحسن إلى جيرانك إن أنت تبر والديك أن أنت تعمل الأشياء الطيبة دي ودي أشياء أبسط بكثير من أن أنت تضحي بدمائك من اجل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي الجليل لك ان تتخيل انه وقف في يوم من الأيام يا جماعة قابل جيش كامل عشان يدافع عن النبي انضرب تسعة وثلاثين ضربة بالسيف وما زال يدافع عن النبي اتشلت يديه ورغم ذلك كان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم لقائنا مع الشهيد الحي مع طلحة ابن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:(3/223)
من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض فلينظر إلى طلحة ابن عبيد الله ، طلحة ابن عبيد الله يا جماعة من العشرة اللي النبي بشرهم بالجنة العشرة المبشرين بالجنة كثير من المسلمين بكل أسف ما يعرفوش أسماء العشرة المبشرين بالجنة لكن يعرفوا أسماء الفريق القومي والاحتياطي والبدل واللايم مان صح ولا لا كثير جداً من المسلمين يعرفوا أسماء الفريق القومي وأسماء الفرق اللي بيحبها بل أسماء الفنانين وتاريخ حياتهم ويحب يأكل إيه ويشرب إيه ويتفسح فين وسبحان الله لكن أصحاب النبي كثير مننا ما يعرفش عنهم حاجة مع أننا يا جماعة والله محتاجين إن نحن نحس إن الصحابة دول أغلى عندنا من الأزواج ومن الأولاد بل ومن الآباء والأمهات الصحابة أغلى ناس عندنا يا جماعة هم دول أجدادنا اللي إحنا بنفتخر فيهم هم دول أفضل جيل طلعت عليه الشمس أو غربت بعد الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليهم تخيل سيدنا طلحة ابن عبيد الله من العشرة المبشرين بالجنة والعشرة الذين بشروا بالجنة يا جماعة منهم ستة فقط أسلموا على يد سيدنا أبي بكر الصديق سيدنا أبو بكر أسلم على يده أكثر من ثلاثين واحد يا جماعة كان من ضمنهم الستة الذين بشروا من بعده بالجنة وكان من بينهم ضيفنا الليلة وهو طلحة ابن عبيد الله تعالوا نعيش القصة من أولها بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا طلحة يا جماعة نشأ في مكة كان بين أبوين يعني أبوه كان عبيد الله من أشراف مكة ومن أثرياء مكة أبوه كان غني جداً وكان صاحب منصب وجاه وله مكانة بين أهل وكان أمه الصعبة بنت عبد الله كان جدها لأمها وأبو عبد الله صاحب العطاء والكرم كان رجل مشهور جداً بالعطاء والكرم كان يغدق بالأموال على كل القبائل اللي حواليه فهذا طلحة ابن عبيد الله كان يعني بالبلدي كدا من عيلة ثرية جداً كان من علية القوم وكان عائش بين أمه وأبيه وكان بيتعلم منهم الجود والكرم والوفاء والأخلاق الطيبة(3/224)
وكانوا ناس أفاضل يعني سبحان الله فتعلم منهم كل مكرمة رضي الله عنه وأرضاه فالمهم لما كبر سيدنا طلحة ابن عبيد الله تزوج حنة بنت جحش اللي هي أخت زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا طلحة كان له هوايات وهو صغير كان يحبها جداً كان يحب يتعلم رمي السهام ورمي الرماح وكان يحب الرماية جداً لكن لما كبر شوية ساب الرماية وساب الحجات دي كلها واشتغل في التجارة فعرفته أسواق الشام واليمن بأنه هو التاجر الأمين كان مشهور جداً بالأمانة والصدق كان تاجر سخي جداً وكان تاجر يعني سمح في البيع والشراء كان كل الناس بتحبه وكان أشهر اثنين من التجار اللي هما كانوا معروفين بالسماحة وإن هما عندهم صدق وأمانة شديدة جداً في الوقت دا كان سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا طلحة ابن عبيد الله حقيقة سبحان الله زي ما قلت لكم سيرة الإنسان بتنفعه في دعوته إلى الله عز وجل لما تكون سيرتك طيبة بفضل الله عز وجل تجد الناس كلها تحبك حتى الإنسان لما يموت يا جماعة يقولوا الإنسان لو إنسان كويس لما بيموت حتى وسيرته بتبقى فضلة فالسيرة دي عمر ثاني للإنسان يا جماعة يقول لك :(3/225)
فلان الفلاني مات الله يرحمه دا كان رجل فاضل أهو ما شاء الله شوف أولاده أولاد أفاضل يعني سبحان الله سيرة الإنسان بتنفعه ولما يجي يدعو إلى الله عز وجل يكون داعية ويكون سيرته طيبة بفضل الله الناس بتستجيب له بسرعة لأنه إنسان فاضل فاهم الزاي فسيرة الإنسان بتسبقه لذلك سيدنا يوسف لما كان في السجن عليه السلام لما الاثنين طلبوا منه أو يؤول رؤية قال لهم إيه قالوا له نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين سمت الإحسان واضح على وجهه فطبعاً دا كان سبب إن هو بفضل الله قبل ما يؤول لهم الرؤية دعاهم إلى الله عز وجل وعلمهم التوحيد قبل أي شيء إذاً سيرة الإنسان بتنفعه في حياته وفي دعوته كان سيدنا طلحة شايف الجاهلية بقى اللي الناس عايشين فيها شايف بقى يعني وئد البنات وشرب الخمور والزنا والقمار والميسر وكل الأشياء القبيحة اللي كانت منتشرة في هذا المجتمع كان يتمنى إنه زي ما هو إنسان فاضل كان يتمنى الدنيا كلها تكون بخير ويكونوا الناس أفاضل ويكونوا على أخلاق طيبة كان يتمنى أن جو الرحمة واللين والإحسان والأخلاق الطيبة تكون منتشرة في أرض الجزيرة بل وفي الكون كله وشاء المولى عز وجل إن الأمنية دي ما طلش عليها الانتظار فلقد بعث الله حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم عشان ينشر الخير كله على الكون بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم طبعاً أول من أسلم يا جماعة كان سيدنا أبي بكر الصديق وزي ما قلت لك سيدنا أبي بكر الصديق كان تاجر مشهور جداً بالأمانة والجود والوفاء كان مين بردوا اللي كان مشهور بنفس المسألة دي كان بردوا طلحة ابن عبيد الله فأول ما طلحة ابن عبيد الله عرف أن سيدنا أبو بكر أسلم قال طبعاً أكيد طالما هو أسلم لا يمكن أن يجتمع محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر على باطل أبداً النبي كان معروفاً بالجاهلية أنه الصادق الأمين كان أبو جهل نفسه لما يسألوه ماذا تقولون على محمد صلى الله عليه وسلم وماذا تقولون فيه يقول :(3/226)
إنه الصادق الأمين آه هو من ناحية الصدق والأمانة فهو الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم فطلحة ابن عبيد الله لما لقي أبو بكر دخل في الإسلام ودخل مع مين مع النبي عليه الصلاة والسلام آه فهو عارف أخلاق النبي وعارف أخلاق سيدنا أبو بكر فبفضل دا كان دا حادي له أن يسارع ويدخل في الإسلام وفي ساعتها يا جماعة سرعة استجابة طالما عرفت أن الأمر فيه خير أوعى تتأخر اللي تقدر تعمله النهار دا أوعى تؤجله لبكرا فهو لما عرف إنهم على الحق فهو بساعتها أسرع وصافح النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بين يدي الحبيب صلى الله عليه وسلم لدرجة يا جماعة شوف من كثر المسابقة والمسارعة طلحة ابن عبيد الله كان رقم ثمانية من الذين أسلموا ولذلك هو نفسه يقول عن نفسه يقول والله لقد مرّ عليّ يوم وأنا ثمن الإسلام أنا ثامن واحد في الإسلام شوف قد إيه دا الدرس الجميل جداً نبدأ فيه إن الإنسان ياريت يكون مسابق يعني يا حبذا يا سلام لما تكون أنت أول واحد يلتزم في المكان اللي أنت عايش فيه يا سلام لما تكون أنت أول واحد يحط كوردير ماء في الشارع عشان الناس تشرب منه يا سلام لما تكوني أنت أول واحدة تلبس حجابها في المنطقة اللي عايشه فيها يا سلام لما تكون أنت أول واحد يتوب من المعصية في وسط صحابك يا سلام لما تكون أنت أول واحد يطلب العلم يا سلام لما تكو ن أول من يدعو إلى الله المسابقة يا جماعة وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا في سباق دائم لا ينقطعوا عنه أبداً بالنسبة لطاعة الله سبحانه وتعالى ندي مثالين بساط كدا بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم حديث رواه مسلم يا جماعة إن النبي في يوم من الأيام جالس وسط الصحابة فكان النبي ما كانش يقول لهم بقى مين فيكم اللي بنى العمارة بتاعته مين فيكم اللي بنى الدور الثاني مين اللي جاب المرسيدي النبي صلى الله عليه وسلم ما يسألهمش عن(3/227)
دنيا صلى الله عليه وسلم النبي كان لا يسألهم إلا عن طاعة تقربهم من الله قال :
من أصبح اليوم منكم صائما مين اللي رد قال أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا يعني من زار منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا قال من تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا قال من تصدق اليوم على مسكين قال أبو بكر أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة شوف قد إيه حديث ثاني جميل جداً رواه أحمد والنسائي بإسناد حسن أن النبي عليه الصلاة والسلام في يوم من الأيام مرّ هو وسيدنا أبو بكر وعمر على دار عبد الله ابن مسعود عدى من قدام بيت عبد الله ابن مسعود الكلام دا كان في الثلث الأخير من الليل يا جماعة يا ترى عبد الله ابن مسعود كان بيعمل إيه يا ترى كان سهران على إيه كان سهران بيصلي قيام الليل يوم ما كانت بيوت المسلمين عمرانه بذكر الله وبطاعة الله وبقيام الليل وقراءة القرآن يا سلام كانت البيوت مليانة خير يا جماعة كانوا عايشين على الحصير أي نعم وكان ما عندهمش غير طبق وإناء وكوب وحاجات بسيطة جداً لكن السعادة كانت مالية البيت كله إحنا النهار دا ما شاء الله مكيفات ودي فريزر وثلاجة /12/ قدم نوفرستو وما شاء الله والموكيت والسجاد العجمي والانتيلهات وكل دا ورغم ذلك لا تشعر بأي شيء من السعادة عربية مكيفة تحت رجليك ورغم ذلك مش حاسس إن أنت مبسوط حاسس إن الدنيا كلها كأنك بتنظر من ثقب إبرة هما كانوا حاسين إن هم ملكوا الدنيا كلها بحتة الحصير اللي قاعدين عليها دي ليه لإن الحصيرة دي كانت دائماً تبتل بدموعهم من خشية الله كانت الأرض دي كانت تشهد لهم أنهم يطيعوا ربنا كانت الأرض أو الأوضة اللي عايشين فيها البسيطة دي يا جماعة كانت بتشهد إن هم طالما ملؤها سجوداً لله وركوعاً وخشوعاً لله سبحانه وتعالى سيدك النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسجد وهو في غرفة أمنا عائشة ودا مين سيد ولد آدم الذي عرضت عليه(3/228)
جبال مكة أن تصير له ذهباً فقال :
بل أجوع يوماً فأصبر وأشبع يوماً فأشكر النبي صلى الله عليه وسلم اللي لو طلب يملك الكون دا كله حيملكه صلى الله عليه وسلم ورغم ذلك كان لما يحب يسجد ما فيش مكان في الغرفة يسجد فيه فكان يلمس أمنا عائشة برجليها تلم رجليها فيسجد النبي ما فيش مكان الأوضة ضيقة ولما يقوم صلى الله عليه وسلم من سجوده كان يلمسها عشان ترجع رجلها ثاني وتعرف تنام يا سلام بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فالنبي عليه الصلاة والسلام هو وأبكر بكر وعمر مروا على دار عبد الله ابن مسعود ولقوه واقف بيصلي قيام الليل وكان يصلي بسورة النساء وعمال يبكي فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لأبي بكر وعمر :
من سره أن يسمع القرآن غضاً طرياً كما أنزل فليسمع إلى قراءة إلى ابن أم عبد اللي هو عبد الله ابن مسعود تخيل فلما انتهى ابن مسعود جلس يدعو خود بالك الكلام دا كله سيدنا ابن مسعود ما يعرفش أن النبي برى والنبي بيكلم أبو بكر وعمر وهو ابن مسعود ما يعرفش إن هم برى فالنبي عليه الصلاة والسلام قال إيه سل تعطى سيدنا الرسول رفع يديه وحيدعوا فالنبي بيقول إيه:
سل تعطى بوحي من الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أي دعاء ستدعوا به الآن فأبواب السماء مفتحة سيدنا ابن مسعود طلب إيه يا جماعة هل طلب قصر هل طلب فيلا هل قال يا رب بقى وسعها علينا يا رب نفسنا كدا في شقة على النيل وحتة شبح كدا يعني حاجة من الكلام دا أبداً سيدنا ابن مسعود طلب ثلاث حاجات بالله عليك احفظها قال إيه ابن مسعود رضي الله عنه قال :(3/229)
اللهم إني أسألك إيماناً لا يرتد ونعيماً لا ينفذ دا فين يا جماعة في الجنة ربنا يجمعنا في الجنة يا رب ونعيماً لا ينفذ والثالثة ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعالي جنان الخلد اللي حصل عارف إيه اللي حصل فقال النبي أمين يا الله النبي أمن له على ثلاث دعوات إيمان لا يرتد يبقى سيدنا ابن مسعود حيفضل على إسلامه لحد ما يموت ونعيماً لا ينفذ يبقى حيخش الجنة والثالثة ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعالي جنان الخلد قال أمين يبقى ابن مسعود حيبقى مع النبي في أعالي جنان الخلد يا سلام فسيدنا عمر الشاهد دا من الحديث سيدنا عمر قال بس اليوم أسبق أبا بكر إن كنت سبقته يوماً أنا مش عارف اسبقه في أي خير فنفسي أسبقه مرة النهار دا بقى أروح أبشر عبد الله ابن مسعود أن النبي أمن على دعاءه بس خلاص فسيدنا عمر أول ما انتهى الناس من صلاة الصبح جرى على دار عبد الله ابن مسعود فقال :(3/230)
فوجدت أبا بكر خارجاً من عنده قد بشره بتأمين النبي على دعاءه فقلت والله لا أسبقك إلى خير أبداً يا أبا بكر خلاص إتعرفت المرتبة الأولى بعد النبي هي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه المهم يا جماعة نرجع لقصة سيدنا طلحة ابن عبيد الله سيدنا طلحة تعذب عذاب شديد جداً رغم زي ما قلت لك كان من علية القوم وكان لهم مكانة اجتماعية عالية جداً ورغم ذلك لم يفلت من عذاب المشركين رضي الله عنه وأرضاه واستحمل وثبت ودا درس جميل جداً يا جماعة كثير من الشباب مع أول بلاء يبقى ملتزم وأول ما يلتزم مع أول ابتلاء يتعرض له خلاص يحلق لحيته ويسيب الصلاة ويقعد على القهاوي ويبعد عن طاعة ربنا وكثير من البنات مع أول ابتلاء بسيط جداً أهلها في البيت مضايقنها قال ليه عشان لبست الحجاب زوجها مش عايزها تلبس الحجاب على طول تسعى لإرضاء الخلق وتنسى رضى الخالق سبحانه وتعالى تقوم خالعة الحجاب عشان ترضي أبوها وأمها تخلع الحجاب عشان ترضي زوجها نسأل الله العفو والعافية شوف طلحة ابن عبيد الله تعذب أتعذب إيه المشكلة ما هو عذاب شوية بسيط أهون مليون مرة من غمسه وحدة في النار يا جماعة الإنسان اللي ممكن يتعذب في الدنيا ويستحمل عشان خاطر يثبت على دينه حينسى كل دا مع أول غمسه في الجنة فما ظنك بقى اللي هو عايش مع النبي في الجنة ومع أصحاب النبي في الجنة شوف قد إيه واللي مش حيثبت على دينه ممكن حيرتاح ماشي لكن في النهاية حينسى كل الراحة دي مع أول غمسه في النار ربنا يعافينا ويعافيكم دينك دينك لحمك دمك أغلى حاجة عندك إن أنت تلقى الله على التوحيد وعلى نعمة هذا الدين العظيم اللي بيخلي الإنسان يثبت على دينه إيه يا جماعة صدق انتماءه لهذا الدين عنده صدق انتماء إيه اللي بيخلي الصحابي ينفق صدق انتماء إيه اللي بيخليه يهاجر ويسيب أولاده ويسيب حياته وبيته صدق انتماء إيه اللي بيخليه يضحي بكل حياته إيه اللي بيخليه يضحي بدمه في حاجة أغلى من الدم(3/231)
واحد داخل حيتقطع حتت في سبيل الله إيه اللي بيخليه يعمل كدا وهو مرتاح ومبسوط لدرجة أن حرام ابن ملحام كما عند البخاري في حديث البئر معونة يا جماعة دخل الرمح من ظهره عايزك تتأمل معاي المشهد دا دخل الرمح من ظهره طلع من صدره الرمح وهو طالع الرمح من صدره يا جماعة الدم بتاعه فار زي النافورة راح ماسك الدم بيديه الاثنين ومسحه على وجهه وابتسم وقال فزت ورب الكعبة فاز فاز بإيه يا جماعة دا الرجل اتقتل الرجل اتقتل مات أيوا فزت أنا شوية دم طلعوا مني تمام مع أول دفقه دم اتغفر لي كل ذنوبي وشفت مقعدي من الجنة وبقيت شهيد وحكون مع النبي في الجنة عايز إيه أكثر من كدا فعشان كدا قال :
فزت ورب الكعبة المهم يا جماعة زي ما قلنا وزي ما منقول في كل درس يشتد إزاء المشركين وأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم صاحب القلب الرحيم أذن لأصحابه هاجروا على المدينة المنورة هاجروا إلى المدينة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وكان طبعاً من ضمن اللي هاجروا سيدنا طلحة ابن عبيد الله عاش في رحاب الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم يجي يوم يا جماعة سيدك النبي عليه الصلاة والسلام يبشر سيدنا طلحة بأنه هو حيموت شهيد يا سلام تخيل بقى لما النبي يجي يقول لك :(3/232)
يا فلان أنت حتموت شهيد وجابها له بشكل جميل قوي حديث جميل جداً رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه سلم كان في يوم من الأيام نطلع على جبل حراء فأول ما طلع على جبل حراء الجبل تحرك فرحان بالذي فوقه مين الذي فوقه تعرف في الوقت هذا ففرحان فاهتز فقال النبي صلى الله عليه وسلم أثبت حراء في حديث ثاني سنقوله في الوقت هذا أثبت حراء والحديث رواه مسلم أثبت حراء فإنما عليك نبيٌ أو صديق أو شهيد واحد من ثلاثة نبي الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم أو صديق الذي هو من أبو بكر أو شهيد الذين سأقول عنهم في الوقت هذا الذين هم بقا كان على الجبل من يا جماعة النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص يبقى النبي حكم بالشهادة لمن والكلام هذا مش من عند النبي الكلام هذا وحي من الله إلى رسول الله إلا هو وحي من وحى يبقى النبي صلى الله عليه وسلم
والصديق هو أبو بكر والشهداء هم بقا عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد ابن أبي وقاص فشهد له النبي أن هو سيموت شهيد الكلام هذا يفكرنا بمن يا جماعة بحديث ثاني جميل جداَ كان وراه بخاري ومسلم أن النبي في يوم من الأيام طلع فوق جبل أحد كان هو من ساعته هذا هو الحديث المنشود بين الناس حديث في البخاري ومسلم الحديث هو طلع النبي وأبو بكر وعمر وعثمان بس فقط طلع فوق الجبل فالجبل فرحان من الذي فوقه هذا النبي صلى الله عليه وسلم ومن الثاني أبو بكر وعمر وعثمان يا فرحتي فاهتز بس طبعاَ فرحته شروع بالقتل فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له :(3/233)
أثبت أحد فإنما عليك نبي و\صديق وشهيدان الذين هم عمر وعثمان ومثل ما العرش اهتز أيضاَ يا جماعة لموت سعد ابن معاذ الذي هو تلميذ النبي صلى الله عليه وسلم عرش مالك الملك ومالك الملك الحديث في بخاري ومسلم اهتز فرحاَ بقدوم روح سعد ابن معاذ رضي الله عنه وأرضاه ومثل الحصا والطعام كانوا يسبحوا في يد النبي حديث رواه مسلم عن عبد الله ابن مسعود قال كنا نسمع صوت تسبيح الحصا في يد النبي الحصا أول ما ينحط في يد النبي أن في يد من يد النبي فيسحب الطعام ينحط في يد النبي حديث رواه البخاري لأنه الطعام انحط في يد النبي كان يسبح وكان يسمعوا صوت تسبيح الطعام مثل ما شايفين أحاديث كلها صحيحة بفضل الله عز وجل طبعاَ سيدنا طلحة كان سعيد جداَ سعادة ما أقدر أوصفها بأن النبي بشره بأن هو سيموت شهيد لأن في حديث جميل جداَ حديث رواه أحمد والترمذي بسند صحيح أن البني صلى الله عليه وسلم :
أن الشهيد له سبع خصال يتميز بها عن سائر الخلق الحديث يقول أيه صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم للشهيد عند ربه سبع خصال يغفر له مع أول دفعة من دمه أول نقطة تنزل من دمه الصحيفة تبعه ترجع بيضاء ما فيها ولا ذنب واحد وبعدين ويرى أن قاعده من الجنة قبل ما يموت ولذلك تراه يبتسم يرى مقعده من الجنة يشوف مكانه وين في الجنة ويرى مقعده من الجنة وبعدين ويحل حلة الإيمان ربح حاجة ويزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور عين يا سلام اثنين وسبعين زوجة شوف النهار هذا الواحد لما يكون بقى في الدنيا متزوج أثنين يبقى ماشي في الشارع يتكلم نفسه وواحد يقول له أنت تسبح لا أن أحاسب يقول :(3/234)
حسبنا الله ونعم الوكيل لا في الجنة تتزوج اثنين وسبعين زوجة من حور العين لو أن بعض بنانها جزء بد ظهر لطمس ضوئه نور الشمس والقمر ولا أن خصلة من شعرها بدأت لتظهر حورها ما بين المشرق والمغرب يا سلام ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها يا سلام وتنظر إلى مخ سوقها من وراء سبعين حلة من الحسن والجمال يا سلام ما هذا الجمال كله وتنظر في مرآة خدها أربعين سنة لا تملها ولا تملك وتغني لك نحن الناعمات لا تبأس نحن المقيمات فلا نظعن أبداَ نحن الخيرات الحسان أزواج قو كرام طوبى لمن كنا له وكان لنا شوف بقى النعيم والخير كل المشاكل تحل في الجنة يعني سبحان الله إن أنشأنهن إنشاء فجعلناهن أبكاراَ عرباً أطراباَ عرباً دي تحل مشكلة الرجال أطراب تحل مشكلة النساء عرباَ العروب المرأة التي تتفنن في كلام العشق والغرام لزوجها في الحلال تأتي أنت زوجتك الأخت الفاضلة المنتقبة يعني ما عندها ما تعرف تقول كلام الغرام لزوجها فلو زوجها قال لها احبك يا فلانة فتقول له :
جزاك الله خيراً إنما في الجنة بقى تلاقي الكلام العشق والغرام في الحلال زوجتك تقوله لك إطرابا هذه يعني في سن واحدة كل يبقى في الجنة سنة واحدة ثلاثة وثلاثين سنة الذي هو سن الذي رفع فيه سيدنا عيسى ابن مريم حياَ إلى السماء يبقى ثلاثة وثلاثين سنة الكل في سن واحد تعرف مشكلة النساء في الدنيا عمرها عشرين سنة فأتيت بعد عشرين سنة قلت لها تقول لك ماشية في الواحد وعشرين سنة ليه مش عايزة تكبر في الجنة المشكلة تنتهي عند النساء كلهم في سن واحدة ثلاثة وثلاثين سنة نرجع لموضوعنا
للشهيد سبع خصال :
* أول حاجة يغفر له مع أول دفعة من دمه
* ثاني حاجة يرى مقعده من الجنة
* يحله حلة الإيمان
* ويزوج باثنين وسبعين زوجة من حور العين
* ويجار من عذاب القبر
* ويأمن من الفزع الأكبر
* ويلبس تاج الوقار الياقوتة الواحدة فيه خير من الدنيا وما فيها(3/235)
* وأخر حاجة ويشفع في سبعين إنساناَ من أهل بيته يكون قد وجبت لهم النار فيدخلهم الجنة .
سيدنا طلحة ابن عبد الله أول ما عرف أن هو سيموت شهيد قعد يبحث عن الشهادة في كل مكان أي غزوة يغزوها النبي صلى الله عليه وسلم كان يغزوها معه فحضر كل الغزوات ما عدا غزوة واحدة ليه التي هي أول غزوة غزوة بدر ما حضرها ليه يا جماعة أول سبب يعني سبب من اثنين على اختلاف يعني الروايات بعضهم قال لأنه هو كان مسافر في تجارة في الشام وبعضهم قال :(3/236)
لا ما كان مسافر ولا حاجة بس النبي لما كان يتتبع العير تبع قريش التي على رأسها أبو سفيان فأرسل طلحة ابن عبيد الله وسعيد ابن عمر ابن نفيل قال لهم روحوا شوفوا القافلة ترجع متى على شان نستطيع أن نحن نهجم عليهم فهم راحوا في مكان وصلوا في مكان اسمه حوار كان أبو سفيان عرف أن هم يتتبعوه فمشي من طريق ثاني فلما رجعوا بعد كدا لاقوا غزوة بدر خلاص انتهت فهم خرجوا غصب عنهم كانوا يبحثوا عن القافلة المهم يا جماعة تمر الأيام وتأتي غزوة أحد وطلحة ابن عبيد الله لما يذكر غزوة أحد يبقى هو يوم طلحة ابن عبيد الله على طول كدا لذلك سيدنا أبو بكر الصديق كان إذا ذكر أمامه غزوة أحد يقول كان هذا اليوم كله لطلحة ابن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه في بداية الغزوة يا جماعة حبيب صلى الله عليه وسلم أمر خمسين من الرماة طلعهم فوق الجبل خليكم فوق الجبل دا أي أحد من المشركين يقرب أرموا بالسهام على شان ما أحد يهجم علينا من ظهرنا وهم كانوا حامين ظهرهم في جبل أحد والمهم قال للخمسين هؤلاء وكان على رأسهم الذي هو عبد الله ابن جبير الذي هو صحابي النبي صلى الله عليه وسلم لو رأيتمنا تخطفنا الطير فلا تبرحوا أماكنكم أوعى أحد يسيب مكانوا لقونا انتصرنا خليكم على الجبل ما أحد يتحرك خالص فالمهم كانت النصرة في بداية الأمر يا جماعة لنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه بالفعل كانت النصرة لصالح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فالمهم سبحان الله الرماة لما لاقوا أن الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم قد انتصروا في بداية الأمر كان يجمعوا الغنائم قالوا خلاص نجمع الغنائم معهم فقال لهم عبد الله ابن جبير أما سمعتم قول النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أمركم لا تحركوا أماكنكم لو رأيتهم تخطفهم الطير قالوا خلاص الغزوة انتهت فنزلل أربعين وبقي عشرة فقط كان على رأسهم عبد الله ابن جبير فلما نزل أربعين حصلت مأساة في تلك اللحظة أيه هي المأساة التي حصلت(3/237)
إن شاء الله نرجع بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجع مرة ثانية لقصة سيدنا طلحة ابن عبيد الله فيا جماعة سبحان الله لما نزل أربعين صحابي من على جبل الرماة وتركوا الجبل وظل فعشرة فقط كان في اللحظة هذه كان ما زال خالد ابن الوليد ما زال مشركاَ كان أسلم في عام الفتح رضي الله عنه وأرضاه فخالد ابن الوليد أول ما شاف المنظر كان المشركين قد انسحبوا فأول لمح نزول الأربعين هؤلاء عن الجبل استدار ولف حول الجبل وطلع والناس الذين معه ممن المشركين قتلوا العشرة من الرماة الذين كانوا موجودين منهم عبيد الله ابن جبير ومن معه قضوا على سنتين آخرين اقتلوا سبعين من خيرة أصحاب النبي صلى الله ليهم وسلم وكان موقف في غاية الصعوبة على النبي صلى الله عليه وسلم قتل عدد من أصحابه وكان من بينهم حبيبهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة ابن عبد المطلب أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبس كدا كان النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنجرح النبي صلى الله عليه وسلم انكسرت برباعية النبي وهشمت البيضة الخوذة التي فوق رأس النبي صلى الله عليه وسلم وسائل دماء النبي صلى الله عليه وسلم لحد لما أتت فاطمة بنت النبي شوف المشهد لمؤثر فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم جاءت على شان تمسح الدماء من على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت حلقة المغفر أتى واحد اسم ابن قمئة عليه من الله ما يستحق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفر دخلت حلقات الحديد في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الرجل سحب المغفر في حلقات بقيت ثابتة في ووجه النبي من الذي يأتي على شان يشيل الحاجات هذه من وجه النبي أبو عبيد ابن الجراح صحابي النبي صلى الله عليه وسلم وهو من العشرة المبشرين بالجنة عايز يطلع الحلقات هذه من وجه النبي صلى الله عليه وسلم يطلعها بيديه حاسس أنها عيب يطلعها بيده قال :(3/238)
أطلعها بأسناني على شان أقدر أطلعها مرة واحد أتى يطلعها بأسنانه كل أسنانه سقطت يا جماعة وأصبح أبو عبيدة ابن الجراح اهتم سبحان الله ورغم انه أصبح أهتم يقول الصحابة فما رأينا هتماَ أجمل من هتم أبي عبيدة ابن الجراح لأن أسنانه سقطت دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وطلعت الحلقات من وجه النبي صلى الله عليه وسلم ويأتي صحابي أخر فيمتص الدماء الدماء التي كانت مطرح الحلقتين هاتين ويقول له النبي مج الدم يعني أخرج الدم من فمك فابتع دم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي:(3/239)
من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل لأن لا يمك جسد يعذب في النار وداخله دم النبي صلى الله عليه وسلم طبعاَ صحابي ذكي رضي الله عنه وأرضاه سبحان الله تمر اللحظات الصعبة يا جماعة ويأتي ابن قمئة مرة ثانية ويضرب النبي بالسيف ضربة على عاتقه اشتكى منها النبي صلى الله عليه وسلم شهر كامل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم شفت قد أيه حصل مع النبي النبي نصبوا له شراك حفرة وقع فيها يا جماعة ونضرب بالسيف ونضرب صلى الله عليه وسلم على الخوذة وانكسرت باعيته كل هذا والتعب الذي شافه النبي صلى الله عليه وسلم على شان نحن نطلع مسلمين بعد هذا كله نفرط في دين الله بعد هذا كله نفرط في الصلاة بعد هذا كله مسلمة تفرط في حاجبها بعد هذا كله ما تسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم النبي يحصل له كل هذا على شان أن أنت تطلع موحد لله على شان أنت تدخل الجنة على شان أنت تشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم وكل هذا وبالنهاية نضحي في دين الله ويبقى الدين أخر حاجة نفكر فيها في حياتنا اليومية سبحان الله المهم يا جماعة في ظل المآسي هذه وفي ظل الأحداث المتتابعة السريعة شاع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد سبحان الله فلما شاع خبر مقتل النبي صلى الله عليه وسلم إذا بالصحابة يتركون الأسلحة ويجلسون جانبا يمر عليهم أنس ابن النضر الذي هو عم انس ابن مالك والحديث في البخاري ومسلم يقول لهم :(3/240)
ماذا تصنعون قالوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم طيب الكلام يناقض الفعل طالما أن النبي قد قتل فما تصنعون بالحياة من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله ثم شهر سيفه وتقدم أنس ابن النضر وقال اللهم أني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني الصاحبة وأبرءوا أليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فقاتل فقتل وفي رواية أخرى أنه لقيه سعد ابن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن فقال له أنس ابن النضير يا سعد آه لريح الجنة والله يا سعد أني لأجد ريح الجنة دون أحد سبحان الله الناس كلها طالعة تجري من أرض الجهاد وأنس ابن النضير الذي داخل يجري على داخل على مصدر الريح تبع الجنة الذي هو شاممها لأن هو كان على لقاء وعلى موعد مع الشهادة في سبيل الله سبحانه وتعالى تمر الأحداث وتمر الأوقات يا جماعة وأرادوا المشركون أن يقتلوا النبي بعد ما تأكدوا أن النبي ما زال حياَ وإذا بالحبيب صلى الله عليه وسلم ينادي على أصحابي هلما أليا أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي كم واحد جنب النبي يا جماعة تسعة سبعة من الأنصار واثنين منم المهاجرين الاثنين من المهاجرين هم سعد ابن أبي وقاص وطلحة ابن عبيد الله رضي الله عن الجميع وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم أول ما اجتمع تسعة حوله والجيش كامل أتين يقتلوا النبي وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول من للقوم وهو رفقي في الجنة من الذي يدافع عني ومش سيبقى في الجنة وبس يا جماعة :(3/241)
يبقى مع النبي في الجنة فالسبعة من الأنصار واحد وراء الثاني يدخل لوحده يقاتل الجيش يقتل الثاني يخش يقتل قتل السبعة من الأنصار وإذا بالنبي ينظر إلى طلحة ابن عبيد الله وينظر إلى سعد ابن وقاص ويقول ما أنصفنا أصحابنا سبحان الله كان أخر واحد من السبعة كان مشهد مؤثر جداَ مشهد مبكي كان من اسمه عمارة ابن يزيد ابن السكن عارفين لما قتل عمل أيه فضل يزحف على يديه ورجليه لحد ما وصل إلى النبي وحط خده على رجل النبي ومات كأنه يقول له يا رسول الله أنا معك وسأفضل معك حتى أخر قطرة في دمي يا سلام فقال النبي لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا يا ترى لو كنت معهم كان ممكن تدافع عن النبي كنت ممكن فعلاَ تبذل روحك على شان النبي يا رجل أنت لحد الآن مش قادر تخلص من الدخان لحد الآن مش قادر تحافظ على الصلوات الخمسة لحد الآن مش قادر تحافظ على حجابك لحد الآن مش قادر تبر والديك وتقول لي سأدافع عن النبي طيب دافع عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة قام النبي صلى الله عليه وسلم ونفل الكنانة لكنانة التي فيها السهام وأعطاها لسعد ابن أبي وقاص وقال له :
يا سعد أرمي سعد فداك أبي وأمي ثم تقدم اثني عشر آخرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في رواية أخرى عن الحاكم بإسناد حسن وكان من بينهم أيضاَ طلحة ابن عبيد الله فالنبي قال من للقوم فقال طلحة ابن عبيد الله أنا فالنبي صلى الله عليه وسلم قال :
مكانك انتظر فدخلوا واحد فقتل مكانه واحد وراء الثاني لحد ما الأثني عشر قتلوا في رواية عند الحاكم بإسناد حسن اثني عشر دخلوا وقتلوا ما بقي إلا طلحة ابن عبيد الله هو بقى اليوم كله لطلحة ابن عبيد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم من للقوم فقال طلحة ابن عبيد الله:(3/242)
أنا يا رسول فتقدم طلحة ابن عبيد الله تخيل يا أخي العزيز وتخيلك أيتها الأخت الفاضلة أن واحد ادخل يقاتل جيش كامل على شان يدافع النبي من أن هذا الصحابي الجليل لو مشي لو مشي وساب النبي معذور لأنه أمام جيش يا جماعة من يقدر يقف أمام جيش رغم ذلك أثر أن يقاتل وأن يدافع عن النبي حتى أخر لحظة في حياته تقدم طلحة ابن عبيد الله ومع أول دخول واشتباك بينه وبين المشركين ضربوه بالسيف قطعوا أصابعه الأربعة بالسيف فقال حس ممن شدة الألم فقال له النبي محفظاَ له لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة إلى السماء الدنيا والناس ينظرون إليك يا سلام وفي رواية قال له :(3/243)
لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة حتى تلج بك في جو السماء وفي رواية ثلاثة قال لو قلت بسم الله لرأيت يبنى لك بيت في الجنة وأنت حي في الدنيا يا سلام طلحة ابن عبيد الله كان لنبي صلى الله عليه وسلم من شدة التعب ولإعياء من السيف الذي إنضربه النبي صلى الله عليه وسلم وانكسار الرباعية تبع النبي صلى الله عليه وسلم ونزيف الدم الشريف على وجه النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي بلغ مبلغَ مما قادر يقف طلحة ابن عبيد الله يشيل النبي على يديه ويرجع بظهره وأول ما يقرب المشركين يحط النبي ويقوم يقاتل ويرجع ثاني يشيله لحد لما بلغ به الإعياء مبلغاَ شديداَ وصل لصخر لا يستطيع يشيل النبي يعمل إيه أفاق النبي عند ذلك شوف المشهد مؤثر الزاي أفاق النبي عند ذلك ثم صعد على الصخرة وقال كلمته الشهيرة قال أوجب طلحة اللهم أوجب لطلحة الجنة فكان طلحة من العشرة الذين بشروا بالجنة في اللحظات هذه يا جماعة في الحتة هذه مجرد أن سيدنا طلحة وهو قاعد عمال يدافع عن النبي لحد لما وصل إلى هذه الصخرة انضرب تسعة وثلاثين ضربة بالسيف يداه شلت سبحان الله بقا يد سيدنا طلحة بن عبيد الله تشل دفاعاً عن النبي عليه السلام وأنت لا تستطيع أن تحجب يديك عن أكل الحرام وأنت لا تستطيع أن تحجب يديك عن ظلم العباد وأنت لا تستطيع أن تحجب يديك عن كل ما يغضب الله وأنت لا تستطيع أن تحجب رجليك عن كل معصية تمشي فيها معصية لله سبحانه وتعالى طلحة بن عبيد الله قدم حياته كلها للنبي صلى الله عليه وسلم حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي بإسناد حسن قال من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه على شان كدة نعرف ما هو السبب اللي خلا سيدنا أبو بكر لما يُسأل عن غزوة كان يقول كان هذا اليوم كله لطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه لدرجة بعد انتهاء الغزوة يا جماعة حصل مشهد جميل جداً كما رواه(3/244)
الترمذي بإسناد حسن رجل أعرابي دخل مسجد النبي عليه الصلاة والسلام فسأل النبي سؤال قال له :
يا رسول الله من الذين يعنيهم الله عز وجل بتلك الآية من الذين ربنا قصدهم بالآية هذه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً فسكت النبي ولم يرد شويتين يا جماعة طلحة بن عبيد الله داخل من باب المسجد وقف على باب المسجد فقام النبي وقال من السائل عن تلك الآية فقال الأعرابي أنا يا رسول اله قال هذا من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه يا سلام وفي رواية هذا ممن قضى نحبه لكن يا جماعة إن كان الذين صدقوا مع الله كانوا في عهد النبي فالباب لم يقفل والحمد لله ربنا قال فمنهم من قضى نحبه ومنتهم من ينتظر أنتم ممن ينتظر فنحن لو فعلاً صدقنا مع الله يعني كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :(3/245)
إن تصدق الله يصدقك أنت لو ستصدق مع الله ربنا سوف يكرمك إن شاء الله ولذلك يا جماعة والله بعد هذا المشهد الجميل عيب جداً أنه يبقى قدوتنا في غير النبي وأصحابه عيب جداً أن يبقى قدوتنا في اللّعيبة والفنانين والناس يعني ربنا يهدي الناس رب العالمين عيب جداً تكون لنا قدوة غير النبي صلى الله عليه وسلم وغير أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شفت طلحة عمل إيه شفت طلحة بذل حياته كلها على شان خاطر النبي طب بالله عليك أسألك سؤال عمرك مرة فكّر كدة وارجع في الذاكرة في حياتك كلها هذه عمرك مرة تعبت لله عمرك مرة رجليك تقطعت وأنت ماشي في أي خدمة لدين الله عمرك مرة رجليك تعبت وأنت رايح تخدم أخ مسلم لك أو تعين إنسان ملهوف أو تساعد أرملة أو يتيم عمرك حسيت بحاجة مثل هذه عمرك مشيت مرة في الدعوة إلى الله عمارك بذلت جهد في طلب العلم والله ثم والله لو عملت هذا ولو مرة وجئت لتنام في الليل وأنت تعبان سوف تنام أجمل ليلة في حياتك لماذا التعب هذا رد من أكلك ولذلك كان أحد يعني السلف كان يعملوا إيه كان لما يريد أن يقيس مدى خدمة الرجل لدين الله كان أعزك الله كان ينظر إلى حذائه فلو وجد الحذاء دايب يقول الحذاء هذا صاحبه ياما مشي في الدعوة إلى الله وفي طلب العلم ولو وجد الحذاء جديد يقول له :(3/246)
أكيد لم تتعب ولم تذهب يمين ولا شمل المهم يا جماعة قد إيه الصحابة تعبوا قد إيه بذلوا كل حاجة من أجل نصرة دين الله عز وجل كان في منقبة جميلة جداً لطلحة بن عبيد الله لما كان يشيل النبي عليه الصلاة والسلام وكان يسنده لكي يطلع على الصخرة في يوم أحد كانت رجليه من شدة الضرب بالسيوف جالها عرج عرج في رجليه فلما حب أن يشيل النبي أحب أن يخفف الآلام عن النبي ولا يحسسه أنه هو تعبان على شان خاطره فحب أنه يتكلف أنه ليس أعرج أنه هو يمشي عادي فلما تكلف من أجل إرضاء النبي وإذا بالحق جل وعلا يشفي رجليه فيشفى من العرج يعني تكرمة له بأدبه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا جماعة يعني كان سيدنا طلحة بن عبيد الله لم يكن يدافع عن النبي بس صلى الله عليه وسلم لا كان يدافع عن كل مؤمن يا جماعة في يوم من الأيام والحديث رواه الترمذي بإسناد حسن واحد من الناس أحب أن يتهم سيدنا أوب هريرة يلمح كدة تلميحة مش كويسة عنه يقول يعني أننا نسمع من أبي هريرة أحاديث لم نسمعها منكم فمن أين يأتي بهذا الكلام فطلحة بن عبيد الله يحسن الظن بكل المسلمين قال له هل إنسان فيه خير يكذب على رسول الله أنا أحدثك ما الذي كان يحدث إنا كنا أهل بيوت نحن كنا أصحاب بيوت فكنا لا نروح إلى النبي عليه الصلاة والسلام إلا الصبح وفي الليل أما أبو هريرة فكان يصحب النبي صلى الله عليه وسلم دائماً فلا شك أبداً في أنه كان يسمع من النبي ما لم نكن نسمع وهو هذا يا جماعة اللي نحن نريد أن نعمله أن يكون عندنا حسن ظن ببعض وبخاصة بدعاة وعلماء الأمة نحسن الظن بهم لأنهم على ثغر من ثغور الإسلام هؤلاء يمثلون الجهاز المناعي للأمة يا جماعة هؤلاء الذين يحمون الأمة من وقوع البدع والشرك في الأمة ومن وقوع الآفات في الأمة هم هؤلاء الذين يدافعون عن حصن الإسلام فربنا يحفظ جميع دعاة الأمة تعالوا نشوف يا جماعة صورة جميلة جداً من صور إنفاق وكرم سيدنا طلحة بن عبيد(3/247)
الله في ليلة من الليالي والحقيقة يعني الموقف هذا موقف يجعل الجسم يقشعر سيدنا طلحة بن عبيد الله في ليلة من الليالي أتى له سبع مئة ألف درهم فنام يتململ طول الليل كان متزوج ساعتها من أم كلثوم بنت الصديق يا سلام بيت كرم فكان متزوج من أم كلثوم بنت الصديق فبات يتململ طول الليل فتقول له مالك فقال لها مال قد جاءني وقد كثر مالي فكيف ألقى الله عز وجل وفي بيتي مثل هذا المال زعلان يا جماعة مش اليوم اللي يريد أن يؤمن مستقبله ومستقبل عياله وأحفاده وأعز الولد ولد الولد ونفسه يمتلك الكرة الأرضية كلها ومش كفاية أخذت بالك فقال لها :
كيف ألقى الله وفي بيتي كل هذا المال فالزوجة الصالحة شوف الزوجة الصالحة الفاضلة قالت له لا عليك هون عليك ما الذي يضايقك إذا أصبح الصباح فقسم مالك بين إخوانك قال لها والله إنك لموفقة أنت إنسانة فاضلة شوف الزوجة لما تعينه يعني سبحان الله فالمهم أتى الصباح فأتى بالغلام وقسّم ماله كله بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنه وعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله يا جماعة فضل في صحبة النبي عليه الصلاة والسلام فترة كبيرة جداً إلى أن جاء اليوم كما نقول في كل درس :
إلى أن جاء اليوم الذي أظلمت فيه سماء المدينة ومات النبي صلى الله عليه وسلم ثم تولى الخلافة سيدنا أبو بكر ثم مات ثم جاء من بعده سيدنا عمر بن الخطاب ثم جاء من بعده عثمان ثم علي في خلافة علي بن أي طالب كان في موقف يعني لسيدنا طلحة بن عبيد الله في موقعة الجمل لما حدثت الفتنة بين سيدنا علي وبين سيدنا معاوية ومثلما نقول دائماً ونكرر موقفنا من ذلك أننا نقول:(3/248)
أن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كلهم عدول وأنهم تأولوا الأمر حدث ما بينهم خلاف نعمن منهم من أصاب ومنهم من أخطأ لكنهم جميعاً ما أرادوا الدنيا ولا أرادوا جاهاً ولا أرادوا سمعة ولا مالاً رضي الله عنهم أجمعين فيعني نحن سبيلنا في ذلك الكفّ عن الخوض في سير الصحابة وأن نستغفر الله عز وجل لهم وأن ندعوا لهم وأن نترضى عليهم رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم المهم كان سيدنا طلحة بن عبيد الله في صف سيدنا معاوية ضد سيدنا علي خرج سيدنا طلحة بن عبيد الله مع الزبير بن العوام ومع عائشة رضي الله عنهم جميعاً يطالبون بالثأر أو يطالبون بدم سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه لأنهم كانوا يطلبون الثأر ليه لأن الذين قتلوا سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه المهم لكن اللي حصل أنهم بمجرد ما وصلوا اعتزل طلحة والزبير طبعاً أمنا عائشة لن تحارب طلحة والزبير اعتزلوا الحرب ليه أول ما وصلوا يا جماعة وجدوا في صف سيدنا علي من وجدوا سيدنا عمار بن ياسر وطبعاً سيدنا عمار النبي قال عنه إيه قال له يا عمار تقتلك الفئة الباغية فعرفوا أن جيش سيدنا معاوية سيقاتل سيدنا عمار لا لا ينفع نعتزل هذه الفتنة فاعتزل طلحة والزبير لما رأوا سيدنا عمار في صف سيدنا علي المهم طلحة والزبير كمان اللي شجعهم أكثر أنهم يعتزلوا أن سيدنا علي بن أبي طالب راح كلم سيدنا الزبير فكره في حتة حلوة جداً جميلة جملة كان قالها النبي عليه الصلاة والسلام قال له أسألك بالله أو أنشدك الله يا زبير هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك يكلمه في وجهه يقول له :(3/249)
هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك تقاتله وأنت له ظالم فقال له الزبير أي نعم تذكرت فاهم الزاي فاعتزل الزبير وطلحة بن عبيد الله هذا القتال وابتعدوا هم الاثنين ومشيوا وهم ماشيين وهم منسحبين يا جماعة قتلوا هما الاثنين الزبير بن العوام قتله رجل اسمه عمر بن جلموذ وأما طلحة بن عبيد الله قالوا أنه أتى له السهم من مكان لا أحد يعرف من الذي ضربه وبعضهم قال بل قتله رجل اسمه مروان بن الحكم ولذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله رحمة واسعة قاتل طلحة بن عبيد الله في الوزر بمنزلة قاتل علي بن أبي طالب حتى قال علي بن أبي طالب :
بشّروا قاتل طلحة بالنار أخذت بالك فقُتل طلحة بن عبيد الله ضرب بالسهم فضل السهم ينزف منه دماء شديدة جداً لحد لما مات طلحة بن عبيد الله لكن شوف المشهد المؤثر هذا مشهد عجيب جداً طلحة بن عبيد الله يا جماعة كان مع من كان مع سيدنا معاوية ضد من ضد سيدنا علي لما طلحة بن عبيد الله قُتل من الذي ذهب له سيدنا علي بن أبي طالب راح وراح حامل سيدنا طلحة وماسح التراب من على وجهه لأنه لما قتل نزل على الأرض فالتراب جاء على وجهه فمسح التراب من على وجه طلحة بن عبيد الله أخذت بالك وهو يترحم عليه ويقول الله يرحمك ثم قال ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة مع أنه مثلما قلت لك طلحة كان مع من مع سيدنا معاوية ضد سيدنا علي يا سبحان الله بل وفي رواية أخرى عن أبي حبيبة مولى طلحة قال دخلت على علي بن أبي طالب مع عمران بن طلحة ابن سيدنا طلحة بن عبيد الله طلحة بن عبيد الله له ابن اسمه عمران دخل على علي بن أبي طالب فرحب به علي وأدناه منه وقال :(3/250)
والله إني لأرجو الله عز وجل أن يجعلني وأباك ممن قال الله عز مجل فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخواناًُ على سرر متقابلين هكذا مات الشهيد الذي بذل عمره كله لخدمة دين الله وللدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات طلحة الجود طلحة الخير مات طلحة الفياض مات طلحة الذي بذل نفسه دفاعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجزاءً له سبحان الله يحفظ الله عز وجل جسده بعد موته في يوم من الأيام ابنته عائشة شافت في المنام أن أباها طلحة والكلام هذا كان بعد تسعة وثلاثين سنة من دفنه رضي الله عنه وأرضاه شافت في المنام أن أباها طلحة بن عبيد الله جاءها في المنام وقال :(3/251)
يا عائشة إن النز قد آذاني الرطوبة التي في القرب آذتني فانقليني من القبر إلى قبر غيره سبحان الله فجمعت رجال القبيلة بتاعتها وراحوا نصبوا خيمة وحفروا القبر ونبشوه فأخرجوا طلحة بن عبيد الله بعد تسعة وثلاثين سنة وجدوه كما هو كأنه قد دفن منذ ساعة واحدة يا سلام احفظ الله يحفظك فمن حفظ الله حفظه الله عز وجل يا جماعة نخرج من درس سيدنا طلحة بن عبيد الله أو من قصص سيدنا طلحة بن عبيد الله بدروس عظيمة جداً كان من أولها التسابق إلى كل طاعة طلحة بن عبيد الله كان رقم ثمانية في الإسلام يا ترى أنت سوف تكون رقم كم في الالتزام يا ترى أنتِ ستكونين رقم كم في اللي يلبسون الحجاب في المكان الذي أنتِ عايشة فيه أول حاجة التسابق إلى كل طاعة ثاني حاجة الصبر على الابتلاء هو تأذى وتعذب لكن الدين غالي دينك دينك لحمك دمك ثالث حاجة محبة النبي شوفوا سيدنا طلحة رضي الله عنه وأرضاه دافع عن النبي وعمل إيه على شان خاطر النبي وأنتم كمان تدافعوا عن سنة النبي وتحافظوا على كل حاجة بفضل الله سبحانه وتعالى وتتمسكوا بسنة النبي إلى آخر لحظة حتى تلقوا النبي على الحوض صلى الله عليه وسلم رابع حاجة يا جماعة حسن الظن بالمسلمين وخصوصاً بدعاة الأمة مثلما سيدنا طلحة بن عبيد الله دافع عن سيدنا أبو هريرة رقم خمسة الجود والإنفاق سيدنا طلحة بن عبيد الله أنفق سبع مئة ألف درهم في يوم واحد الجود والإنفاق وما أنفقتهم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين والنبي يقسم على ذلك ثلاث أقسم عليهنّ أول حاجة ما نقص مال من صدقة رقم ستة يا جماعة الوقوف عند الحق فإن سيدنا طلحة بن عبيد الله أول ما وجد سيدنا عمار في الجيش الثاني وعرف أن النبي قال تقتلك الفئة الباغية خلاص رجع سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه يا جماعة نحتاج أن نتذكر أنه في يوم والله سنقف فيه بين يدي ربنا ويسألنا عن كل صغيرة وكبيرة ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه(3/252)
ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً وصدق من قال تذكر وقوفك يوم العرض عرياناً مستوحشاً قلق الأحشاء حيراناً والنار تلهب من غيظ ومن حنق على العصاة ورب العرش غضباناً اقرأ كتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفاً غير ما كان فلما قرأت ولم تنكر قراءته وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفاناً نادى الجليل خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشاناً المشركون غداً في النار يلتهبوا والموحدون بدار الخلد سكاناً يعني الحقيقة يعني محتاجين يا جماعة فعلاً من يذكرنا بكل لحظة سنلقى فيها الله عز وجل.
يا جماعة الواحد لما يقعد يتخيل مشهد الصحابة وهم يضحون بحياتهم ويضحون بكل حاجة وأموالهم يا جماعة الدين اللي هم كانوا يدينون به نحن ندين به الإله الذي عبدوه نحن نعبده النبي الذي اتبعوه سنته بين أيدينا القرآن الذي قرؤوه بين أيدينا سنة النبي بين أيدينا كل حاجة بين أيدينا ما هو الذي يجعلنا لا نقلد الصحابة نحتاج أننا نخرج من دروس الصحابة أننا نجد في هذا الجيل من هو على شاكلة طلحة بن عبيد الله وعمر بن الخطاب وأبو بكر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والمقداد محتاجين نشوف الصحابة مرة ثانية ما بيننا الآن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا وإياكم مع النبي في الجنة وأن يجعلنا ممن يشربون من حوض النبي وممن يصحبون النبي في الجنة اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اشف مرضى المسلمين وارحم موتى المسلمين وأعز الإسلام والمسلمين واجمعنا مع سيد الأولين والآخرين في جنات النعيم وارزقنا جميعاً لذة النظر إلى وجهك الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(3/253)
الصحابي جابر بن عبد الله وأبيه رضي الله عنهما
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد"
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذا اللقاء المبارك وأسأل الله جلّ وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه ،(3/254)
الحقيقة يا جماعة ما زلنا في صفحة مفتوحة مع قصص أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الليلة هذه سنلتقي مع صحابي ومع أبيه في وقت واحد الحقيقة الاثنين كانوا من أجلاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين الحقيقة لقائنا الليلة مع جابر ابن عبد الله ومع أبيه عبد الله ابن عمر ابن حرام رضي الله عنهم أجمعين الحقيقة كان والد سيدنا جابر ونبدأ القصة من والد سيدنا جابر والد سيدنا جابر هو عبد الله ابن عمر ابن حرام كان يعيش في المدينة وكان يشغل وقته كله مع صديق عمره وحبيبه اللي هو عمر ابن الجموح وكانوا الاثنين بيعبدوا الأصنام ودائماً تجد أن الإنسان يحب الذي يشترك معاه في نفس الهواية لو تلاقي إنسان يحب يتكلم عن أنواع العربيات فتلاقيه بيحب واحد زيه بيتكلم برضوا عن أنواع العربيات أو بيفهم فيها واحد بيجمع طوابع فبيحب اللي بيجمع طوابع بيصطاد سمك بيحب اللي بيصطاد سمك وهكذا دائماً إيه المرء على دين خليله والرجل على دين خليله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم والد جابر زوجته ماتت وتركت له جابر وتركت له تسع بنات في وقت واحد فكانت مسؤولية ضخمة عليه الحقيقة يعني كانت مسؤولية صعبة جداً بالنسبة له شاء المولى عزّ وجل إن النبي عليه الصلاة والسلام في عز بقى المضايقات اللي حصلت من قريش كان النبي يخرج في مواسم الحج يعني ليدعو الناس إلى دين الله عز وجل في يوم من الأيام في سنة /11/ للبعثة بالتحديد في موسم الحج وجد النبي صلى الله عليه وسلم ست نسمات ست شباب من شباب الخزرج من المدينة فدعاهم إلى الله عزّ وجل فاستجابوا بفضل الله عز وجل وأسلموا لله رجعوا الستة دول يا جماعة إلى المدينة المنورة وبدؤوا بفضل الله سبحانه وتعالى يشتغلوا في الدعوة إلى الله عشان يكسبوا ناس جديدة تدخل في دين الله عزّ وجل بدؤوا يعرضوا الدعوة على كل الناس منهم من استجاب ومنهم من آبى كان ساعتها والد جابر ابن عبد الله اللي هو عبد الله ابن عمر ابن حرام(3/255)
لما سمع عن الإسلام ما اهتمش لأن زي ما قلت لك الإنسان ما بينشغل إلا بالحاجة اللي بيحبها يعني لو واحد مثلاً بيحب مطرب معين تلاقيه دائماً يبحث في المجلات والجرائد والتلفاز عن أخباره أيه أخر أخباره أخر أغنية له أخر لحن عمله السفريات اللي سافرها تزوج ما تزوجش اللي بيحب لعيب كرة بيتابع أخباره واللي بيحب النبي عليه الصلاة والسلام أولاً يصلي عليه ثم يتابع أخباره صلى الله عليه وسلم فكان والد جابر ابن عبد الله كان المسألة بالنسبة له ما تشغلوش فعشان كدا ما اهتمش شاء المولى عزّ وجل الستة اللي أسلموا دول جي بعد كدا أسلم على إيديهم سبعة بقوا كم بقوا ثلاثة عشر واحد منهم قعد واثني عشر راحوا في السنة اللي بعدها يبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى بعد ما بايعوا النبي بيعة العقبة الأولى شاء المولى عزّ وجل النبي عليه الصلاة والسلام بفطنته وذكاءه صلى الله عليه وسلم قال لك نطرق على الحديد وهو ساخن فأرسل معهم مين مصعب ابن عمير ومصعب ابن عمير دا سفير الدعوة الأول إلى المدينة المنورة أول من دعا إلى الله عزّ وجل في المدينة المنورة طبعاً اتعلم الرحمة واللين زي ما منقول دائماً وخود بالك دائماً من حاجة دائماً منطلقنا في مكة أبو بكر وفي المدينة مصعب فمصعب ابن عمير سافر إلى المدينة وبقى يدعو إلى الله عزّ وجل باللين والرحمة بفضل الله عزّ وجل أسلم على يده عدد كبير بفضل الله سبحانه وتعالى كان من بين الذين أسلموا على يدي مصعب ابن عمير جابر ابن عبد الله اللي هو ابن مين عبد الله ابن عمر ابن حرام عبد الله ابن عمر ابن حرام لحد وقتنا هذا لسى إيه ما أسلمش مين اللي أسلم ابنه جابر ابن عبد الله لكن أبوه ما يعرفش فالمهم شاء المولى عزّ وجل تمر الأيام ويجوا في السنة اللي بعدها رايحين يبايعوا النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الثانية كانوا اثنين وسبعين رجل وامرأتان وهما رايحين يا جماعة كانوا رايحين(3/256)
في موسم من مواسم الحج فهما ماشيين طبعاً سيدنا كعب ابن مالك بيحكي بقى القصة بيقول كنا في موسم من مواسم الحج ورايحين نبايع النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الثانية وكان معاهم مين عبد الله ابن عمر ابن حرام وكان معاهم جابر ابن عبد الله عبد الله ابن عمر ابن حرام مش رايح يبايع عبد الله ابن عمر ابن حرام رايح يحج وهما كانوا بيحجوا في الجاهلية أي نعم كانوا بيحجوا كانوا بيحجوا في الجاهلية وكانوا يلبون تلبية فيها يعني أعوذ بالله ألفاظ من الشرك كانوا يقولون:(3/257)
يقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك خدت بالك فكانوا يجعلون بينهم وما بين الله واسطة سبحانه وتعالى فالمهم سافر معهم عبد الله ابن عمر ابن حرام وهو مش ناوي لا يبايع ولا حاجة ولا يعرف حاجة عن الموضوع دا بل إن اللي كانوا خارجين أصلاً ورايحين يبايعوا النبي كانوا مخبيين خبر إسلامهم عن كل القبيلة طالعين كدا عادي مش عايزين يقولوا لحد منهم إيه إنهم أسلموا ولا إنهم رايحين يبايعوا النبي عليه الصلاة والسلام وهما في الطريق راحوا واخدين عبد الله ابن عمر ابن حرام على جنب وكان سيداً من سادات القوم فكلموه يعني أنت رجل سيد من سادتنا وشريف من أشرافنا وإنا لننأى بك أن تكون يوم القيامة من حطب جهنم وبدؤوا يعرضوا عليه الإسلام بكل رحمة وبأسلوب طيب ولين وعذب المهم انفتح قلبه بفضل الله عزّ وجل وهو رايح يحج حج الجاهلية شاء المولى عزّ وجل ينفتح قلبه للإسلام ويسلم لله جلّ وعلا ويروح ويكون من الاثنين وسبعين واحد اللي بايعوا النبي بيعة العقبة الثانية يا سلام خود بالك من حاجة دا درس جميل قوي أحياناً إنت تكون رايح مكان ومش في نيتك إن أنت تعمل أي حاجة معينة وربنا يقدر لك خير معين في المكان دا يعني أحياناً مثلاً على سبيل المثال كان فيه اثنين من الشباب كانوا مسافرين إلى بانجوه أعوذ بالله لممارسة الفاحشة فشاء المولى عزّ وجل إن يقابلهم شيخ رجل فاضل من أهل العلم في المطار رايحين فين يا أولاد قالوا له رايحين بانجوه رايحين تعملوا إيه فانكسفوا قال لهم طبعاً رايحين هناك تعصوا ربنا فقالوا له :(3/258)
آه طيب بالله عليكم لو الطائرة عطلت ومتم في هذه الحالة بالله عليكم تقدروا تلقوا الله عزّ وجل على هذه المعصية فقالوا له لا قال لهم خلاص إيه رأيكم نغير بقى الرحلة بدل ما نروح بانكوك نروح إلى عمرة ونعتمر ونتقرب إلى الله عزّ وجل قالوا له طيب إحنا نعمل إيه نحن ما نقدرش نكذب على أهالينا قال لهم طيب إنتو بتتقربوا إلى الله عزّ وجل بهذه العمرة بفضل الله عزّ وجل المهم طيب نعمل إيه قال لهم معاكم تلميذي إن شاء الله يرتب لكم الأحوال وياخذكم بالعربية وتروحوا إن شاء الله إلى هذه العمرة بفضل الله عزّ وجل ربنا يقدر في هذه اللحظة إن هما أحرموا من الميقات وهما مسافرين بيلبوا بدل ما كانوا رايحين عياذاً بالله يمارسوا الفاحشة وهما خارجين بيلبوا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك يشاء المولى عزّ وجل إن ملك الموت في انتظارهم في منتصف الطريق انقلبت العربية وماتوا الثلاثة ورحلوا إلى الله عزّ وجل وهم يلبون ومن مات على شيء بعث عليه يبعثون يوم القيامة وهم يلبون بين يدي الحق جلّ وعلا يا جماعة النبي عليه الصلاة والسلام بيقول :(3/259)
والحديث رواه البخاري ومسلم يعني إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة حتى إذا ما اقترب أجله سبق عليه الكتاب فعمل بعمل أهل النار فدخل النار والعكس بقى صحيح وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار حتى إذا ما اقترب أجله سبق عليه الكتاب فعمل بعمل أهل الجنة فدخل الجنة زاد الإمام البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنما الأعمال بالخواتيم أهم حاجة حسن الخاتمة ربنا يرزقنا وإياكم وكل المشاهدين حسنة الخاتمة إن شاء الله جلّ وعلا فالشاهد من وراء دا كله يا جماعة إن عبد الله ابن عمر ابن حرام كان رايح يحج وكان رايح يعني يحج حج المشركين زي ما بيقولوا يعني لسى ما دخلش الإسلام وربنا يقدر له إنه يكون على موعد مع سعادة الدنيا والآخرة أنه يسلم بين يدي الحق جلّ وعلا ويبايع النبي بيعة العقبة الثانية أعظم بيعة في تاريخ الإنسانية كلها ومش كدا وبس بل إن النبي طلب منهم إن هم يختاروا اثني عشر نقيب يمثلوا أهل المدينة فكان من بين الاثني عشر دول كان عبد الله ابن عمر ابن حرام كان نقيباً من نقباء الخزرج رضي الله عنه وأرضاه الدروس والعبر هنا نأخذ درسين جمال قوي يا جماعة من المقطوعة الصغيرة دي أول حاجة إن عبد الله ابن عمر ابن حرام رغم إن هو كان لسى ما دخلش الإسلام إلا أنه كان حاسس بشيء يعني من التدين وإن كانت ديانة الجاهلية أي نعم دا كان لسى ما أسلمش كان واخد ابنه جابر وهو ما يعرفش إن ابنه جابر كان أسلم كان واخدوا عشان إيه عشان يحج فأنت سبحان الله من باب أولى إنت رجل مسلم وموحد بدل ما تأخذ ابنك للسينمات والمسارح والمصايف والأماكن اللي فيها معصية خد ابنك مرة لصلة الرحم خدوا لصلاة الجماعة خدوا لدروس العلم خدوا للحج والعمرة عرفوا أماكن الخير وكل دا في ميزان حسناتك والنبي صلى الله عليه وسلم قال:(3/260)
كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيتها أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون الدرس الثاني يا جماعة إن عبد الله ابن عمر ابن حرام زوجته ماتت سايبه له كم واحد يا جماعة سايبة له جابر وسايبة له تسع بنات ورغم ذلك يا جماعة رايح يبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ويكون واحد من النقباء خود بالك من حاجة لو واحد غير عبد الله ابن عمر ابن حرام كان يقول إيه يا جماعة سيبوني أربي عيالي هو أنا فاضي للكلام دا أنا فاضي أبقى نقيب ولا أبايع ولا الكلام دا كله أنا ورائي حمل ثقيل صح ولا لا يا جماعة مش هنا السهولة كدا يقول لك :(3/261)
أنا عندي ثلاث بنات يا دوب إني أنا ربيهم والحمد لله رضا فاهم الزاي لا أنت لازم تعيش لدينك خود بالك من حاجة لو انشغلت بدين الله عز وجل وقدمت خدمة لدين الله والله ربنا حيعينك على تربية أولادك حيهدهم لك حيبارك لك في وقتك في صحتك في عافيتك في أولادك حيحنن قلوب الخلق عليهم خدت بالك حيضع لك القبول ولأولادك في الأرض زي ما صنع الله عزّ وجل بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة رجع سيدنا جابر ابن عبد الله وأبوه عبد الله ابن عمر ابن حرام بعد بيعة العقبة الثانية وكانوا في منتهى السعادة وطبعاً لما رجعوا يعني بمجرد بس ما وصلوا إلى المدينة المنورة اشتاقت قلوبهم لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام تمنوا طبعاً إن النبي بقى يجي ويعيش في وسطهم صلى الله عليه وسلم ولم يطل انتظارهم فبفضل الله عزّ وجل قدر الله عزّ وجل إن طبعاً إن النبي عليه الصلاة والسلام يأذن لأصحابه لما اشتد إزاء المشركين بأصحابه أذن لهم بالهجرة ثم هاجر النبي بعد ذلك صلى الله عليه وسلم تمر الأيام يا جماعة ويشرع الجهاد للمسلمين وتأتي غزوة بدر طبعاً جابر ابن عبد الله في الوقت دا يا جماعة كان لسى صغير كان يعني سنه حوالي ثلاثة عشر سنة فالنبي عليه الصلاة والسلام كان لا يجيز في الجهاد إلا واحد يكون عنده سن خمسة عشر سنة فكان يصف الصفوف كدا ويشوف ويستعرض الجيش ويشوفهم لو واحد سنه صغير كان يرده النبي صلى الله عليه وسلم رحمة ورأفة بهم صلى الله عليه وآله وسلم فرد النبي:(3/262)
جابر ابن عبد الله ودخل عبد الله ابن عمر ابن حرام اللي هو أبوه دخل يعمل إيه يجاهد أي نعم طيب دا وراءه تسع بنات وابنه يعني وراءه عشرة ورايح يجاهد أي نعم للدرجة دي الدين غالي أي نعم كان قضيتهم الأولى هي الإسلام ما كانش في حاجة في الدنيا دي تشغلهم عن الله ولا تشغلهم عن البذل لخدمة دين الله سبحانه وتعالى فوالد جابر داخل يجاهد في سبيل الله في غزوة بدر أي نعم وسايب ابنه جابر وسايب تسع بنات أي نعم سايبهم واخد بالك سبحان الله وفي نفس الوقت جابر ابن عبد الله برضوا كان يساعد أبوه في تربية إخوته كان بيساعده في الشغل وكان بيشتغل وكان بيطلب العلم وكان يدعو إلى الله عزّ وجل سيدنا جابر روى عن النبي عليه الصلاة والسلام كم حديث يا جماعة ألف وخمسمائة وأربعين حديث رواهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في حين إنه بيشتغل وبيطلب العلم وبيدعو إلى الله وبيصرف على إخوته التسعة بفضل الله عزّ وجل المهم ذهب عبد الله ابن عمر ابن حرام وجاهد في سبيل الله وعاد عبد الله ابن عمر ابن حرام بعدما انتصر المسلمون وكتب الله لهم النصرة في غزوة بدر وتمر الأيام تمر سنة كاملة وقريش عايزين يثأروا لأنفسهم مرة أخرى بعدما انهزموا أمام النبي وأصحابه إيه اللي يحصل يجي يوم غزوة أحد ليلة غزوة أحد يا جماعة حصل حوار بين سيدنا جابر ابن عبد الله وبين أبيه عبد الله ابن عمر ابن حرام إيه اللي حصل يا جماعة اللي حصل إن والد جابر اللي هو عبد الله ابن عمر ابن حرام طبعاً عنده تسع بنات وعنده ابن يبقوا عشرة فكان يعني اقترض مبلغ كبير جداً من بعض الصحابة عايز يعمل إيه عايز يسد الدين طيب وخايف للدرجة دي آه طبعاً لإن دي مظالم والظالم بيلقى الله عزّ وجل فيها فلا بد إن هو يسد الدين طيب يعمل إيه مين فيه في الدنيا دي اللي يسد له دينه ابنه حبيبه طبعاً لا يمكن يطلب من البنات إن هم يسدوا له دينه فطلب من ابنه جابر فقال له يا بني والله إني لا أرى أو ما(3/263)
أراني إلا أول مقتول غداً في يوم أحد يعني كأن قلبه حاسس إن أنا حكون أول واحد حيتقتل بكرى وإن علي دين فأريد منك أن تقضي الدين عني يا سلام حريص جداً للدرجة دي آه طبعة لأنها مظالم زي ما قلنا يا جماعة دا النبي متصلي عليه صلى الله عليه وسلم يقول والحديث رواه مسلم يقول :
أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج أعمال طيبة صح ولا لا ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأكل مال هذا وقتل هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته خلاص يا جماعة الحسنات بتاعتي انتهت ما فيش مشكلة في عندهم هما بقى سيئات أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار فوالد جابر حريص جداً إنه يؤدي الدين لأنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام بيقول يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين تخيل الشهيد يتغفر له كل ذنب إلا الدين أي نعم بس من رحمة ربنا أن الله جلّ جلاله يتولى سداد الدين عن الشهيد بنفسه سبحانه وتعالى يعطي لهذا الرجل الذين يدين الشهيد قصراً في الجنة انظروا لهذا القصر لمن هذا يا رب لملك مقرب أم لنبي مرسل بل لمن يملك الثمن ومن يملك الثمن أنت بعفوك عن أخيك قد عففت خلاص ويأخذ القصر فيتولى الله سداد الدين عن الشهيد لكن في النهاية الدين هو الدين المهم حديث رواه البخاري أن عبد الله ابن عمر ابن حرام قال لولده جابر لما حضرت أحد قال جابر ابن عبد الله دعاني أبي من الليل ليلة أحد فقال يا بني ما أراني إلا أول مقتول غداً فإني ما تركت بعدي أحداً أحب إليّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى كلامه إيه يا جماعة معناه بيقول له والله يا ابني أنا ما سبتش حد في الدنيا دي أغلى عندي منك إلا النبي بس هو الوحيد الأغلى عندي منك ومن كل الناس يا ترى النبي غالي عندنا يا جماعة يا ترى إنت فعلاً بتحب النبي أكثر من زوجتك وأولادك وأمك وأبيك النبي(3/264)
قال كدا يا جماعة قال كما في الصحيحين والذين نفسي بيدهم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده ومن الناس أجمعين قل إن كان أبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ويعمل ليه كدا )والله لا يهدي القوم الفاسقين(.
يا سلام فأوصاه عبد الله ابن عمر ابن حرام بحاجتين أنه يؤدي الدين عنه رقم واحد رقم اثنين وصاه بأخواته خيراَ أوصيك بأخواتك خيراً يا سلام سبحان الله وشاء المولى عزً وجل أن فعلاَ أن عبد الله ابن عمر ابن حرام دخل في غزوة أحد وقاتل وسايب بناته التسعة شفت قد أيه الدين غالي شقت قد أيه يلي تفرط في الصلوات الخمس سيدنا عبد الله ابن عمر ابن حرام سايب بناته التسعة وساببت أبنه على شان يروح يقدم دمه لله سبحانه وتعالى وأنت لما تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح تقول الشغل أولى وأنت التي لسا ما لبست حجاب سيدنا عبد الله ابن عمر ابن حرام يقدم دمائه ولحمه لدين الله عزّ وجل ولخدمة دين الله عز وجل وأنت لما يقال لك بس غطي نفسك على شان تحجبي فتنتك عن شباب المسلمين تقولين الدين حر ما أقدر سبحان الله يعني شوف الفرق الذي بيننا وبينهم على شان كدا طلبنا النصرة لازم نعمل مثل ما هم عملوا ولازم نضحي مثل ما هم ضحوا رضي الله عنهم وأرضاهم المهم تعالوا نشوف بعض الكرامات التي حدثت لوالد جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه سبحان الله من ضمن الكرامات العجيبة يا جماعة التي حصلت لسيدنا عبد الله ابن عمر ابن حرام والحديث رواه مسلم أنه لما قتل عبد الله ابن عمر ابن حرام ومثل به يعني قطعوا جسمه حتت سبحان الله شاء المولى عز وجل أن سيدنا جابر ابن عبد الله حاول يكشف وجه أبيه على شان يشوفه فمنعوا فحاول مرة ثانية فمنعوه فجاء النبي فكشف عن وجهه فسمع صوتاَ نائحة وحدة صاحت أطلقت صوت فقال :(3/265)
صوت من هذه فقالوا صوت ابنته أو صوت زوجته فقال تبكيه أو لا تبكيه أنت تبكي عليه ليه تبكيه أو لا تبكيه فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعته إلى السماء الدنيا يا سلام تخيل بقى الإمام النووي يعلق على هذا الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مثل هذا لا يبكى عليه لا بالعكس مثل هؤلاء يفرح له الذي مثل هؤلاء الملائكة أظلته بأجنحتها إلى السماء الدنيا تعال شوف الكرامة الثانية حدثت له بعد ستة وأربعين سنة من موته الذي هو عبد الله ابن عمر ابن حرام لما مات دفن هو وعمر ابن الجموح خذ بالك من حاجة هو أسلم وعمر ابن الجموح أسلم والاثنين كانوا في الجاهلية يعلموا أيه يعبدوا الأصنام مع بعض وربنا قدر أن هم الاثنين يسلموا بفضل الله عزّ وجل ولما قتل هم الاثنين في غزوة أحُد النبي أمر أن الاثنين يدفنوا مع بعض ليه قال :(3/266)
لأنهما متآخين يحبوا بعض فمثل ما كانوا يحبوا بعض في الدنيا يدفنوا ويكونوا مع بعض سبحان الله في قبر واحد وشاء المولى عزّ وجل أن يأتي السيل في عهد سيدنا معاوية فجرف القبور فانكشفت جثة عمر ابن الجموح و عبد الله ابن عمر ابن حرام ابنه جابر هو الذي يحكي هذه القصة والقصة عند ابن سعد وصحح إسنادها الحافظ ابن حجر في الفتح شاء المولى عزّ وجل فانكشفت الأجساد وظهرت يعلموا أيه ينظروا لاقوا عبد الله ابن عمر ابن حرام كان أنجرح جرح في وجهه فحاط يده عليه وهو ميت سبحان الله فشالوا يديه فلاقوا الدم نازل بعد ستة وأربعين سنة فحط يديه على نفس المكان فالدم أنمسك مرة ثانية سبحان الله وكأنه دفن الليلة وكان بينه وبين هذه الكرامة ستة وأربعين سنة يا جماعة لكن أعظم كرامة بقى حصلت لعبد الله ابن عمر ابن حرام وهذه كانت أعجب كرامة حصلت لواحد من أصحاب النبي بس بعد ما تصلي عليه صلى الله عليه وسلم يا جماعة أعجب كرامة حصلت لعبد الله ابن عمر ابن حرام والحديث رواه الترمذي بسند صحيح خذ بالك من حاجة وكان لها حكمة جليلة جداَ سيدنا جابر لما قتل أبوه كان عمرهم يا جماعة أربعة عشر سنة لسا برضوا شب صغير سايب له كم واحدة يا جماعة سايب له تسعة من أخواته هو المسؤول عنهم خذ بالك من الحتة القادمة هذه فالنبي عليه الصلاة والسلام صاحب القلب الرحيم والذوقيات العالية حب أنه هو يعني يعزي سيدنا جابر ويقول له كلمتان يصبره بهم طيب يصبره فناداه فقال:(3/267)
يا جابر فقال نعم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ألا تعلم ما صنع الله بأبيك أنت تعرف ربنا عمل أيه ما أبيك مين مالك الملك ومالك الملك نعم قال الله ورسوله أعلم أنا ما أعرف قال يا جابر إن الله لم يكلم أحداَ إلا من وراء حجاب إلا أباك فإن الله قد كلمه كفاحاَ يعني أيه كفاحاَ يعني بغير حجاب الكلام هذا ينفع بعد الموت قبل الموت لا ماشي فإن الله قد كلمه كفاحاَ فقال له عبدي تمنى عليا أطلب الذي أنت تريده فترى والد جابر طلب أيه يا جماعة أنت لو مكانه تعلم أيه بالله عليك تطلب أيه أنت سابي أبنك جابر وسايب تسع بنات تطلب أيه أظن لو واحد من الآباء الأيام هذه أظن في الغالب يقول أيه يا رب أن أنت تطمني على بناتي تطمني على أبني توسع عليه يبقى غني ويتستر ويتزوج ويخلف ويعيش ويخلف ماشي وبناتي يا ربي تطمني عليهم واحدة منهم كدا تكرمها وتتزوج دكتور والثانية تتزوج مهندس والثالثة تتزوج ضابط شرطة المهم طمني يا ربي على أولادي نفسي أطمأن عليهم والد جابر يا جماعة يفكر في حاجة ثانية خالص يفكر نحن في وادي وهو في وادي فماذا قال قال أتمنى أن أرد إلى الدنيا ليه عايز فلوس عايز منصب عايز أيه قال أتمنى أن أرد إلى الدنيا مرة أخرى فأقتل فيك ثانية أنا نفسي أرجع الدنيا مرة ثاني على شان أقتل من أجلك يا رب ودمائي هذه تنزل ولحمي يتقطع على شانك يا رب فقال جلّ وعلا أنه قد سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون ما أحد يرجع فقال يا ربي فأخبر من ورائي حتى لا ينكلوا عن الجهاد في سبيل الله فنزل قول الله عزّ وجل )ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاَ بل أحياء عند ربهم يرزقون( .(3/268)
يا سلام قد أيه يا جماعة الناس هذه كان فعلا الدين غالي عندهم يعني بشكل لا يخطر على عقل ولا قلب بشر يعني في الحقيقة محتاجين نحن نقف على المواقف هذه لكن إن شاء الله نكمل مسيرتنا مع جابر ابن عبد الله ومع أبيه بعد الفاصل إن شاء الله فأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجع مرة ثانية يا جماعة لقصة سيدنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه حقيقة طبعاَ بعد موت والده عبد الله ابن عمر ابن حرام رضي الله عنه وأرضاه سيدنا جابر طبعاَ بدأ ينفذ الوصية الجميلة التي أوصها بها وهي وصيتين الوصية الأولى أن هو يؤدي الدين عنه والوصية الثانية أن هو يأخذ باله من أخواته التسع فسيدنا جابر ابن عبد الله بدأ بأهم وصية التي هي أداء الدين عن أبيه لأن أنت تعرف الإنسان يعذب بسبب الدين فجابر ابن عبد الله الحقيقة ما كان يعرف يعمل أيه كان المشكلة أن عنده كمية نخيل بسيطة جداَ وكان أخرجت ثمر الثمر هذا لو هو أحب يبيعه على شان يقدر يؤدي الدين عن أبيه مش يقدر حتى لو في عشر سنوات يعمل أيه فراح يشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله عايز أدي الدين عن أبي والثمر الذي عنده مش يكفي فقال له :(3/269)
أنا عايز تدعو لي يعني أصحاب الدين وأدخل معك البيدر البيدر الذي فيه الأماكن التي يخزن بها الثمر وأنا أتي معك ونخلص الموضوع فدخل معه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الناس الذين هم مدينين والد جابر ابن عبد الله أن هم يأتون وبدأ النبي يأمر سيدنا جابر أن هو يكيل لهم يعني يكيل لكل واحد فيهم الذي هو عايزه سبحان الله فأدى الدين لكل من أراد أن يأخذ دينه وفضل الثمر مثل ما هو قال جابر ابن عبد الله فلما دخلت البيدر ما وجدت تمرة واحدة أو ثمرة واحدة قد نقصت وكل ذلك ببركة النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة يا جماعة بدأ سيدنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه بدأ ينفذ الوصية الثانية التي هي يأخذ باله من أخواته بدأ طبعاَ يعاملهم أحسن معاملة بدأ يسعى لهم وعنده أربعة عشر سنة يا جماعة شوف قد أي على شان ما يأتي بعض الشباب يقول :(3/270)
طيب كيف أنا أشتغل وأطلب العلم وأعمل سبحان الله جابر ابن عبد الله أربعة عشر سنة النهار هذا في عرفنا يعني قد أيه في المرحلة المتوسطة التي هي الثالثة الإعدادي مثلاً أو ثاني إعدادي سبحان الله وكان ينفق على تسع بنات ويطلب العلم ويدعو إلى الله وحياته كلها ما بين صيام وقيام قراءة القرآن وطلب علم كل هذا يا جماعة ببركة طاعة الله سبحانه وتعالى وإتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا جابر ابن عبد الله تحمل مسؤولية تسع بنات يا جماعة ومع ذلك كانت حياته كلها طاعة لله وطلب علم ودعوة إلى الله سبحانه وتعالى حب يتزوج على شان يعف نفسه يتزوج من يتزوج بنت صغيرة على شان يستمتع بها ويضيع أخواته التسع طبعاَ مش ينفع لو تزوج بنت صغيرة وأخواته كلهم صغار سيجيب واحدة عندها كم سنة هو عنده أربعة عشر سنة يتزوج واحدة عندها كم سنة يعني عشر سنين ويلعبوا مع بعض مساكه مش ينفع فتزوج واحدة كبيرة على شان تأخذ بالها من أخواته وكدا يكون أنصف أخواته وهذه بالنسبة لهم تعتبر أم لهم فضحى بكل حاجة أو برغبته أن يتزوج بواحدة بكر فتزوج واحدة سايبة لى شان تأخذ بالها من أخواته وهذا يعلمنا درس عظيم جداَ في أن الإنسان مش لازم يعيش لنفسه ممكن تعيش لنفسك ستعيش سعيد لكن ستعيش صغير وتموت صغير لكنا لما تعيش لغيرك بفضل الله عزّ وجل وتعيش لدينك بفضل الله تعيش كبير وتموت كبير وتسعى الدنيا والآخرة بفضل الله عزّ وجل والمهم حصل حوار بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم في نقطة هذه سيأتي سيدنا جابر ابن عبد الله مع كل هذا يا جماعة ينفق على تسع بنات يطلب العلم يدعو إلى الله يعبد ربنا يقيم الليل ويقرأ القرآن يدعو إلى الله يعمل كل هذا ومع ذلك حرج في كل الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم لم يتأخر جابر ابن عبد الله عن أي غزوة غزاه النبي صلى الله عليه وسلم وكان له موقف من أجمل وأبهى المواقف في حياة سيدنا جابر ابن عبد الله موقفه في غزوة الخندق(3/271)
غزوة الخندق التي هي الأحزاب اجتمع عشرة آلاف كافر على شان يقضوا على الإسلام والمسلمين كانوا عايزين يقضوا على الصحابة وعلى النبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا سلمان الفارسي أشار على النبي بحفر الخندق حول المدينة فشاء المولى عزّ وجل طبعاَ الخندق كان طوله حوالي ثلاثة كيلو متر والعمق تبعه اثنين متر وعرضه أربعة متر والنبي بنفسه صلى الله عليه وسلم نزل معهم يا جماعة على شان يشارك في حفر الخندق النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه كان نبي الأمة وكان زعيم الأمة ورغم ذلك ما قال :(3/272)
ما كان أنت أعمل كذا وأنت أعمل كذا لا النبي من تواضعه صلى الله عليه وسلم كان ينزل ويحفر معهم بأبيه وأمه صلى الله عليه وسلم طبعاَ سيدنا جابر ابن عبد الله وكل الصحابة كان بقى لهم يا جماعة ثلاثة أيام يحفروا في الخندق ومش لاقين لقمة يأكلوها كانوا كلهم جائعين يعملوا أيه جابر ابن عبد الله شاف أثر الجوع على وجه النبي يصبر أبداَ يعني إنسان يحب النبي لا يمكن أن يصبر على هذا المنظر رغم أن جابر أصلاَ جائعاَ كمان لكن أنا ممكن أصبر على جوعي إنما النبي صلى الله عليه وسلم ما أقدر أشوفه بالمنظر هذا فرجع جابر ابن عبد الله وراح لزوجته فقال لها عندك طعام فقالت له عندي طعام الصبية ما عندي يا دوب حاجة بسيطة على معزة صغيرة كدا أو أنف الماعز وشوية شعير قال لها خلاص جهزي الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له خلاص ورح للنبي ويقول له يأتينا وإذا أحب يأتي معه سيدنا أبو بكر أو عمر بالكثير يادوب ثلاثة لأن الأكل مش يكفي حد ثاني ولا تفضحني برسول الله أوعى تفضحني أمامه ما تأتي بأحد كثير المهم يعني واحد أو أثنين بالكثير فراح سيدنا جابر وشوف المشهد الجميل مشهد يعني في منتهى الروعة والبهاء فراح سيدنا جابر يكلم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أعددنا لك طعاماَ يكلم النبي فين في أذنه لقد أعددنا لك طعاماَ (فحي أهلاَ) فسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال له :(3/273)
أعددت طعاماَ يا جابر قال أعددت طعاماً وإن أحببت أن يأتي عمر أو أبو بكر بالكثير هو يعني ما في أكثر من كدا وإذا النبي صلى الله عليه وسلم سمع كلمتين وقال يا أهل الخندق فكلهم سمعوا ماذا يا رسول الله قال إن جابر يدعوكم إلى الطعام حط نفسك أنت بقى مكان سيدنا جابر تعمل أيه سيدنا جابر طبعاَ تخض يعمل أيه فعاد جابر ودخل على زوجته وزوجته واقفة منتظرته فجأة لاقت النبي أتي يا مرحبا بالنبي صلى الله عليه وسلم تنظر ورائه لاقت الدنيا الشمس اختفت في أيه قال لها هذا الجيش أتي يأكل يعني طب أنت مش قلت للنبي عليه السلام قال لها قلت والله مثل ما قلت لي وقلت له في أذنه فهو نادى على أهل الخندق يا أهل الخندق إن جابر قد أعد لكم فقال بك وبك وظلت تؤنب جابر ابن عبد الله فقالت له هو يعرف عندنا أيه قال عارف قالت خلاص لا عليك هو أدرى بما يفعل صلى الله عليه وسلم سيدك النبي عليه السلام بقى قال لهم أيه قال لهم لا تعدوا طعاماَ ولا تفعلوا شيئا حتى أتي إليكم فدخل النبي أتوا باللحم وجابوا له بالشعير فبصق وبارك صلى الله عليه وسلم وأمر امرأة جابر أن هي يعني تجهز الأكل بقى وشاء المولى عزّ وجل الجيش كم باقي له ما أكل يا جماعة ومن المحتمل ما يأكلوا كمان ثلاثة أيام أمام تخيل كل واحد يبقى يأكل أيه يعني ربنا يستر على العيال نفسهم فشاء المولى عزّ وجل أن النبي عليه السلام خلاص الأكل عمل يبدأ الجيش يدخل الجيش عدده كان أيه ألف واحد يخشوا عشرة عشرة لو كان في عهدنا وبقي ثلاثة أيام ما شافوا الأكل يعني أيه هجوم كانت المسألة تبقى صعبة جداَ يعني فشوف النظام بين الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم عشرة عشرة يدخلوا يأكلوا جابر ابن عبد الله يبص على الأكل يقول لك:(3/274)
كأن الطعام يمد من السماء الناس تأكل يا جماعة وتشبع والكل مثل ما هو عشرة خرجوا ودخل عشرة غيرهم لحد لما الألف كلهم أكلوا وفضل الأكل مثل ما هو فأمر النبي جابر ابن عبد الله أن يأكل هو وزوجته وأولاده ثم قال له أهدي ما تبقى لجيرانك يا سلام ما تصلي على حبيبك صلى الله على النبي محمد يا جماعة شوفوا مواقف الإثارة الجميلة طيب أنا عايز أسأل سؤال صغير طيب ليه المعجزة هذه التي حصلت ما حصلت في مكان الخندق نفسه لسبب أن جابر ابن عبد الله حب يقدم ويؤثر الناس على نفسه فكان من المناسب أن تحصل المعجزة هذه في بيت سيدنا جابر إكراماً لهذا الرجل لأنه هو قدم المعنى الجميل هذا على شان يستقر المعنى هذا في أذهان الناس وتحكى المعجزة أنها حصلت في بيت مين في بيت جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه تمر الأيام يا جماعة وسيدنا جابر ابن عبد الله يبايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان بيعة الرضوان التي قال عنهم جلّ وعلا لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة سيدنا جابر يقول لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية :(3/275)
أنتم اليوم خير أهل الأرض وكنا ألف وأربعة مئة الألف وأربعة مئة هؤلاء رضي الله عنهم وأرضاهم وكل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتمر الأيام أيضاً يا جماعة ويخرج سيدنا جابر ابن عبد الله مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع طيب ليه سموها ذات الرقاع سموها ذات الرقاع ليه يا جماعة لأن كانت المسافة طويلة جداَ وكانوا ماشين على الأقدام لحد لما أعزك الله النعال نفسها تقطعت من تحت وبدأت رجليهم تبقى ماشيين على الأرض بقوا يعملوا إيه بقوا يقطعوا من لبسهم ويربطوا رجليهم على شان يعرفوا يمشوا شفت قد إيه كل هذا على شان يرضوا ربنا سبحانه وتعالى وعلى شان يقدموا أي خدمة لدين الله سبحانه وتعالى اليوم مثلما قلت لك نفسي مرة تفتكر أنك أنت في مرة من المرات تعبت يعني من أجل أنك تقدم أي خدمة لمسلم تقدم أي خدمة لدين الله سبحانه وتعالى تعمل أي حاجة ليتيم لأرملة لمسكين لفقير تقدم أي خدمة تنصر بها دين الله سبحانه وتعالى في يوم من الأيام حصل قصة جميلة جداً أيضاً بين جابر بن عبد الله وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحديث في البخاري ومسلم كان جابر بن عبد الله خارج في غزوة مع النبي عليه الصلاة والسلام وهو راجع كان الجمل بتاع سيدنا جابر كان يعني جمل تعبان ومسكين وكدة فكان بطيء جداً فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام يسأله ما لك يا جابر قلت يا رسول الله أبطأ علي جملي تعبني ومش عايز يمشي فالنبي عليه الصلاة والسلام أخذ حتة عصاية صغيرة كدة وراح ضارب الجمل ضربة إيه بسيطة قال جابر :(3/276)
فأسرع الجمل حتى كنت أكفه عن جمل رسول الله يعني ما شاء الله بقا ديزل يعني بقا السحب بتاعه أوتوماتك فبقا الجمل سريع جداً لدرجة أنه إيه بقا يكفه عن الناقة بتاعة النبي على شان ما تسبقه أدباً مع النبي صلى الله عليه وسلم في النهاية النبي يريد إيه فوسط الجيش هذا كله هذا يا جماعة اللي يقدر بأكثر من ألف واحد النبي أحب أنه يطيب من خاطر سيدنا جابر بن عبد الله شوف ذوقيات النبي رحمة النبي نادى لجابر تعال يا جابر هل تزوجت أخبارك إيه يا رسول الله أنت مسؤول عن الأمة كلها أنت مسؤول عن هداية البشرية والإنس والجن كمان يعني خلاص فاضي لدرجة أنك تسأل سيدنا جابر النبي لا ينسى أحد أبداً يا جماعة دة النبي كان يقعد في المسجد يصلي ويستدير فإذا رأى صحابي واحد مش موجود أين فلان ابن فلان أين ثابت بن قيس أين فلان أين فلان النبي لا ينسى أحد أبداً يا جماعة وهذا من باب الوفاء الذي نتعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا جابر هل تزوجت قال قلت أجل يا رسول الله قال بكراً أم ثيباًَ يسأله قال :(3/277)
تزوجت ثيباً فالنبي يضحك ويقول له هلاّ بكراً تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك فقلت له يا رسول الله إن أبي قد ترك لي تسعة من النسوة يعني تسع بنات صغيرين فحبيت أجيب لهم واحدة سيب تقوم بشأنهم لأنني خفت أجيب لهم واحدة صغيرة يعني يقعدوا يلعبوا مساكة واستغماية في البيت فقلت أجيب لهم واحدة إيه تكون عاقلة يعني وتأخذ بالها من البيت وكدة فيعني النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد رشدت يا جابر فالمهم أحب النبي يساعده طبعاً عرف إيه أنه متزوج ومسؤول عن إيه تسعة شوف ذوق النبي علتيه الصلاة والسلام شوف لما يحب أن يساعد أحد بدل ما يقول له إيه طب خذ دول بقا على شانك على شان إيه ربنا يكرمك وتقدر تصرف على البنات النبي ماذا يقول له أتبيع جملك يا جابر حتى لو كان سيدنا جابر لا يريد أن يبيعه لا سوف يبيعه على شان خاطر النبي عليه الصلاة والسلام فقال أبيع يا رسول الله قال بكم يا جابر بكم أنا أقول لا يمكن فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول بوقية يضحك معه يعني بوقية قال له خلاق بأوقية يا رسول الله فشوف قد إيه النبي اشترى كدة وسيدفع له الثمن لما يصل فين المدينة ورغم ذلك ترك الجمل لجابر من أجل يمشي عليه لحد لما يصل هناك شوف ذوقيات النبي عليه الصلاة والسلام فأول ما وصل هناك جابر بن عبد الله وصل إلى المسجد ودخل على النبي عليه الصلاة والسلام فقال وصلت الآن يا جابر قال:(3/278)
قلت أجل يا رسول الله قال دع الجمل واذهب إلى بلال حتى يعطيك إيه ثمن الجمل فراح وازن له وقية وراح مزود له زيادة وقام يعطيه الجمل بتاع الجمل فذهب ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدخل وقال خذ هذا هو الجمل وثمن الجملة يعني الاثنين مع بعض هدية يا سيدي واخد بالك الجمل وثمن الجمل كأن النبي يريد أن يساعده بس إيه بطريقة كلها ذوق بدل ما يجرح مشاعره ويقول له هذه مساعدة لا أخذها معك كدة بالأسلوب الجميل اللي أنمت شفته كدة من النبي صلى الله عليه وسلم وشفت قد إيه يا جماعة كان سيدنا جابر أيضاً كان في غابة الأدب مع النبي كان ممكن واحد غير سيدنا جابر بعد لما وصل بالجمل وساب الجمل للنبي عليه الصلاة والسلام وكان لسة لم يستلم الفلوس كان طبعاً سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بعث له سيدنا بلال على شان يعطيه النقدية بتاعة ثمن الجمل كان ممكن أن يقول له يا رسول الله يعني طبعاً ساب الجمل ومشي إيه رأي حضرتك في الجمل يعني أظن جمل تمام يعني دة والله أنا اتعرض علي فيه مئة وقية وأنا رفضت أنني أبيعه يعني وبعدين فوق هذا كله هذا جمل ما شاء الله يعني هذا مرفوع بقاله ثمان سنين مثلما يعملوا في العربيات يقول:(3/279)
لك عربية مرفوعة من ثمان سنين واخد بالك وبعدين فوق هذا كله ما شاء الله يعني لا أبداً لم يعمل هذا ترك الجمل ومشي والنبي عليه الصلاة والسلام من يبعث له يبعث له سيدنا بلال طيب ليه سيدنا بلال طيب لماذا لم يبعث له عبد الرحمن بن عوف لمَ لم يبعث له عثمان بن عفان عارف ليه لأن سيدنا بلال فقير مثل سيدنا جابر فمن أجل أن لا يحرجه ويبعث له واحد غني بعث له واحد فقير مثله من أجل لما يعطيه المساعدة لا ينجرح قدام هذا الصحابي الجليل شوف الذوقيات الجميلة التي نتعلمها على شان لا يأتون اليوم ويقولون نحن نتعلم الذوق من الشرق ولا من الغرب والله خلّوا الشرق والغرب والدينا كملها تأتي تتعلم الذوق من النبي صلى الله عليه وسلم ومثلما قلنا ونقول دائماً:(3/280)
وتمر الأيام الحلوة بسرعة ويموت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجابر بن عبد الله طبعاً كان ملازم للنبي عليه الصلاة والسلام يعني طول الوقت هذا لحد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فضل سيدنا جابر بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام يعني مصدر ومرجع للصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم بالنسبة لحديث النبي عليه الصلاة والسلام لكثرة روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان مفتي المدينة في زمانه كان سيدنا جابر بن عبد الله مفتي المدينة في زمانه المهم عاش خلافة سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي وفي يوم من الأيام سبحان الله يحصل مشهد جميل جداً وجليل جداً يوضح لنا قد إيه الناس هؤلاء كان الدين عندهم غالي أنت في بيتك ممكن تجد اليوم على الرف عندك صحيح البخاري وعليه كوم من التراب لا أحد يفتحه ولا يقرؤه ممكن تجد صحيح مسلم ممكن تجد سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ولا أحد قرأها ولا فتحها بل ممكن تجد القرآن نفسه ولا أحد يفتحه يا دوب حاطينه في علبة قطيفة ويزينون به الصالون فقط فاهم الزاي سيدنا جابر بن عبد الله يا جماعة يرحل مسيرة شهر كامل إلى بلاد الشام من أجل أن يطلب حديث واحد من واحد من الصحابة اللي هو عبد الله بن أنيس يا سلام شاء المولى عز وجل أنه يسمع أن هناك حديث لم يصله الحديث هذا مع من مع صحابي الصحابي هذا موجود فين حالياً موجود في الشام من هو عبد الله بن أنيس يقوم سيدنا جابر بن عبد الله يشتري راحلة مخصوص ويسافر لمدة شهر يا جماعة ويصل على بلاد الشام ويسأل على عبد الله بن أنيس ويسأله عن الحديث فقال له أجل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(3/281)
يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً غير مختونين أخذت بالك سمع سيدنا جابر بن عبد اللهف الحديث وركب الدابة بتاعته ورجع مرة ثانية بعد لما سمع حديث واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شوف اليوم مثلما قلت لك مكمن يكون المسجد جنب بيتك وأنت لا تريد أن تنزل نسمع درس علم مكمن يبقى التسجيل معك وعندك شرايط بتاعة علمائنا ودعاتنا الأفاضل ربنا يحفظ الجميع ويثبتهم جميعاً وأنت مش هاين عليك حتى تسمع الشريط عندك وفي بيتك وأنت لا تريد أن تسمع مكمن تجد نفسك قدام قناة مقل قناة المجد وقدامك علماء ليل نهار يعلموك الدين مش هاين عليك تحول عليها وتسمع وتشوف الناس اللي بيعرفوك سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعالوا نشوف آخر موقف جميل من مواقف سيدنا جابر بن عبد الله من ضمن المواقف الجميلة أنه كان في يوم من الأيام كان في غزاة لبلاد الروم وكان معه يعني كان قائد الجيش مالك بن عبد الله الخفعمي فمالك بن عبد الله الخفعمي كان معدي يطمئن على الجنود فوجد جابر بن عبد الله سايب الدابة بتاعته وماشي على الأرض فيقول له ما حملك على ذلك يا جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار يا سلام فأعجبته الكلمة فراح مالك بن عبد الله الخفعمي راح رجع في آخر الجيش وسيدنا جابر بن عبد الله فين في أول الجيش وراح منادي عليه من بعيد قال له يا جابر قال ماذا تريد يا مالك قال ما الذي حملك على أن تمشي على رجليك إيه اللي خلاك تمشي على رجليك والدابة معك فقال سمعت رسول الله بيسمّع الجيش كله بقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(3/282)
من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله عز وجل جسده على النار يقول الراوي فنزل الجيش جميعاً من على الدواب ومشوا جميعاً على أرجلهم فما رؤي جيش يمشي على رجليه مثل هذا الجيش يا سلام سبحان الله وبعد حياة طويلة يا جماعة يعني سبحان الله ينام جابر بن عبد الله وكان ساعتها بلغ من السن التسعين سنة عايش وثابت على طاعة الله سبحانه وتعالى جابر بن عبد الله يا جماعة أسلم وعنده كم سنة ثلاثة عشر سنة فضل لحد تسعين سنة ربنا مثبته على الطاعة على قيام الليل على طلب العلم على الدعوة إلى الله واخد باله من بناته واخد باله من أخواته واخد باله من زوجته واخد باله من دينه يبذل كل ما يستطيع لخدمة دين الله يرحل في طلب حديث واحد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه يا جماعة عمي بصر جابر بن عبد الله لكنه لطالما كان سبباً في فتح مئات البصائر من البشر يعني علّمهم دين الله وعلّمهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورحل جابر بن عبد الله عن دنيا الناس ليلحق بأبيه في جنة الرحمن وليلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم في جنة عرضها السموات والأرض يا جماعة الحقيقة لما نقعد نذكر قصص الصحابة نقول نحن فين من الجيل هذا جيل يا جماعة فعلاً يعني تحس أنه كان شايف الجنة والنار قدام عينيه سيدنا حنظلة الحديث رواه مسلم كان يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يكلمنا عن الجنة والنار فكأن رأي عين شوف قد إيه فإذا ما خرجنا من عنده وعافسنا الأزواج والأولاد والدعاة ذهب ما نجد هذه هي المشكلة المشكلة في حتة انشغال الإنسان بالدنيا تجد نفسك لما تحضر درس علم تلاقي نفسك ما شاء الله شُحنت شحنة إيمانية بقيت ما شاء الله تقول :(3/283)
لا أنا اليوم إن شاء الله قيام ليل ومن بكرا صيام وأبداً من بكرة الصبح إن شاء الله في حفظ القرآن وفي طلب العلم وفجأة تجد نفسك حصل لك فتور طيب ما هو الذي يعينك على أن الفتور هذا ما يذهب صحبة الخير شوف والد جابر قبل ما يسلم من كان صاحبه عمر بن الجموح الاثنين كانوا يعبدون الأصنام لكن لما أسلموا الاثنين ما شاء الله بذلوا نفسهم في سبيل الله والاثنين يقتلوا في وقت واحدة في غزوة أحد والاثنين يندفنون في قبر واحد وبعد ستة وأربعين سنة يُكشف عنهم والاثنين لم يتغيروا مثلما هم كأنهم هم لسة إيه مدفونين الآن يا جماعة الأشياء هذه يجب أن تحرك قلب الإنسان قلبك هذا سبحان الله يعني الإمام ابن القيم حينما يتكلم عن قلب المؤمن يتكلم عن أن في قلوب يا جماعة ما زالت أجنة لحد يومنا هذا لسة لم تولد حتة ميلاد القلب محتاج أن قلبك يولد أنت عارف الجنين في بطن أمه الغذاء الذي يأتي له يأتي من أين من الحبل السري أكله وشربه ونفسه كل حاجة تأتي له من أين من الحبل السري في قلب يا جماعة كأنه جنين في بطن الشهوات الغذاء بتاعه كله إيه شهوات ومعاصي متى يولد هذا القلب لما صاحبه يصدق مع الله لو صدقت مع الله عز وجل تجد أن قلبك هذا وُلد وخرج في قلب محتاج حضانة على شان يقدر يتولد وفي قلب محتاج بس يا دوب كلمة بسيطة يا جماعة في ناس كثيرة جداً واقفة على كلمة والله عامل أنت عارف زي إيه عامل :(3/284)
مثل مصنع جميل جداً ومليان خير بس يا دوب في فيوز بربع جنيه ضرب لو شلت الفيوز اللي ضرب هذا وحطيت فيوز ثاني بربع جنيه المصنع هذا كله سوف يعمل في ناس قلوبها عاملة مثل المصنع اللي مليان خير بس واقف على فيوز إيه الفيوز هذا كلمة طيبة تخرج من داعية صادق تلمس القلب توصل الفيوز القلب يشتغل ما شاء الله أومن من كان ميتا ً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ناس كثيرة جداً يا جماعة من أجل أن تخرج من الظلمات إلى النور محتاجة الفيوز هذا بس إيه هو أنك تصدق مع الله وأنك تعرض نفسك لنفحات ورحمات الله عز وجل من خلال ملازمة أهل العلم من خلال ملازمة الدروس والعظات والعبر من خلال قراءة القرآن دراسة سنة النبي صلى الله عليم وآله وسلم محتاجين يا جماعة أننا نحس قد إيه الدين غالي والله ما في أغلى من الدين أعظم نعمة تلقى بها الله عز وجل نعمة التوحيد نعمة الدين بالله عليك تخيل نفسك الآن لو أنك أنت سوف تنزل قبرك الليلة بلاش هذا كله لو انك أنت ملكت الدنيا وعشت ملكاً في الدنيا هذه كلها ستة وأربعين سنة خمسين سنة مئة سنة مالك الكرة الأرضية كلها وتمتعت متعة لا أحد تمتعها حتى ولا قارون نفسه وبعد كدة مت ما هو في النهاية وأن إلى ربك المنتهى خلاص يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه في النهاية يجب أن تلاقي الله بالله عليك قل لي المئة سنة متعة وملك يساووا إيه مع أول ليلة في قبرك في أول ليلة في القبر يا سلام فإذاً محتاجين أننا يا جماعة أن نتجرد من كل حظوظ الدنيا ونقبل على الله عز وجل وكفاية بقا معاصي وذنوب عايزين نقبل على الله وصدق من قال :(3/285)
أيا عبد كم يراك الله عاصياً أيا عبد كم يراك الله عاصياً حريصاً على الدنيا وللموت ناسياً أنسيت لقاء الله واللحد والثرى ويوماً عبوساً تشيب فيه النواصيَ لو أن المرء لم يلبس ثياباً من التّقى تجرد عرياناً ولو كان كاسياً ولو أن الدنيا تدوم لأهلها لكن رسول الله حياً وباقياً لكنها تفنى ويفنى نعيمها وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي لكنها تفنى ويفنى نعيمها وتبقى الذنوب والمعاصي كما هي بالله عليكم محتاجين نفوق يا جماعة كلكم راع كلكم مسؤول عن رعيته درّس لأولادك سيرة حياة الصحابة ومثلما قلنا المرجع الأساسي لنا في كل الدروس هذه كتاب أصحاب الرسول كتاب مجلدين في قصة حياة مئة وخمسين صحابي اقرأ وشوف حياة الصحابة شوف قد إيه الناس هؤلاء بذلوا كل حاجة من أجل أنهم فعلاً يصلوا إلى الجنة وقبل هذا كله لمرضاة رب الجنة سبحانه وتعالى ولصحبة النبي في الجنة الحقيقة لا أريد أن أطيل أكثر من ذلك فما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع صحابي جليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصحابي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،(3/286)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم مرة أخرى مع قصص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والحقيقة إحنا الليلة دي حنلتقي مع قصة تمثل رمز عظيم جداً للعز الذي عاشه المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم ما كانوا يا جماعة بيستمدوا العزة من طاعتهم لله وإتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم موعدنا الليلة الحقيقة مع أسد لكن مش زي أي أسد دا أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
موعدنا الليلة مع عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة ابن عبد المطلب يا سلام لما تسمع اسم حمزة فعلاً تذكر زمن العزة رضي الله عن أصحاب النبي جميعاً صلى الله عليه وسلم الحقيقة كان النبي في يوم من الأيام بيخبر عن أجر أي شهيد في هذه الأمة فيقول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والترمذي بسند صحيح :
للشهيد عند ربه سبع خصال يغفر له مع أول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويجار من عذاب القبر ويؤمن من الفزع الأكبر ويلبس تاج الوقار الياقوتة الواحدة فيه خير من الدنيا وما فيها وفوق دا كله يا جماعة ويشفع في سبعين إنساناً من أهل بيتي يكون قد وجبت لهم النار فيدخلهم الجنة بإذن الله جل وعلا إن كانت المقامة دي يا جماعة في واحد من آحاد الشهداء في هذه الأمة فكيف بسيد الشهداء يوم القيامة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حمزة رضي الله عنه وأرضاه زي ما قلنا في كل حلقة يا جماعة محتاجين نقرب من سيرة الصحابة محتاجين نتأسى بالنبي وأصحابه صلى الله عليه وسلم إن كنا يا جماعة مش حنقدر نعمل الأعمال اللي عملها أصحاب النبي فلا أقل من أن نحبهم فقد قال صلى الله عليه وسلم :(3/287)
لما جاءه رجل وقال له يا رسول الله الحديث للبخاري ومسلم عن أنس قال له يا رسول الله متى الساعة فصرفه النبي من المهم إلى الأهم مش مهم الساعة إمتى المهم إنت جاهز ولا لا للقاء الله فقال وماذا أعددت لها قال ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله فقال له صلى الله عليه وسلم :
فأنت مع من أحببت يقول أنا فو الله ما فرحنا بعد الإسلام بشيء مثل فرحنا بهذا الحديث لماذا يا أنس رضي الله عنه قال فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر وأرجوا أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم وإحنا ورب الكعبة كلنا كدا وكل المشاهدين نحب رسول الله ونحب كل أصحاب النبي بل وكل الصالحين في كل مكان وزمان ونرجوا أن نحشر معهم وإن لم نعمل بمثل أعمالهم تعالوا نبدأ القصة من أولها بس بعد ما نصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة يا جماعة كان عايش في إحدى البيوتات اللي محيطة بالكعبة وكان سيدنا حمزة رضي الله عنه وأرضاه كان ما شاء الله قوي البنية سريع الحركة كان نشيط جداً وكان ماهر جداً في رمي السهام وكان يعني ما شاء الله كان قناص سبحان الله فكان عنده مهارة الرمي فكان عشان كدا بيحب هواية الصيد كان دائماً يخرج للجبال والوديان الفسيحة ويصطاد يفضل يصطاد لحد قرب غروب الشمس ويرجع في الليل يقضي السهر والسمر مع شباب وفتيان مكة سبحان الله كان سيدنا حمزة دا ما كانش عارف إن في وقت قريب جداً حيسيب حياة اللهو واللعب والصيد والكلام دا كله وحيستعمل كل حياته في طاعة الله وفي نصرة دين الله سبحانه وتعالى عايزين نوقف في الحتة دي وقفتين يا جماعة أول حاجة سيدنا حمزة زي ما قلنا كان قوي البنية سريع الحركة ما شاء الله كان عنده مهارة في رمي السهام كان صياد ماهر جداً حيسيب الهواية دي لا مش حيسيبها حيستعمل نفس الهواية ونفس الموهبة الجميلة دي بس في نصرة دين الله سبحانه وتعالىز(3/288)
الوقفة الأولى إنت كمان دور في نفسك على موهبة إنت ما شاء الله تتقنها أكيد يا جماعة كل واحد فينا عنده موهبة عنده مهارة في حاجة معينة استعملها ووظفها لخدمة دين الله سبحانه وتعالى واحد ما شاء الله شاطر جداً في شغل الكمبيوتر طيب دخل برامج دينية على الكمبيوتر ووصل سيديهات لكلا شباب المسلمين لعل وعسى ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم واحد يقول لا أنا عندي قدرة ما شاء الله على إيه على تحفيظ القرآن طيب ماشي اجمع شباب الحي حفظهم شوف قد إيه خيركم من تعلم القرآن وعلمه أي نعم دا كلام النبي صلى الله عليه وسلم والأخت بردوا تشوف ما شاء الله عندها قدرة على تحفيظ القرآن تجمع البنات الصغيرين تحفظهم والله العظيم حاجات بسيطة جداً لكن لها أجر عظيم جداً عند ربنا شوف تخيل لما تجي تجمع حواليك يعني حتى ولو عشر أولاد صغيرين كل ولد يقرأ آية من كتاب الله بيتكتب في ميزانه وميزانك شوف قد إيه بيحفظ ويكرر ويعلم كل دا في ميزانك إلى يوم القيامة بفضل الله عز وجل .
الدرس الثاني يا جماعة إنو ممكن أي إنسان فينا يكون في وقت من الأوقات عايش على هامش الحياة ما لوش أي قيمة في الدنيا ولا له قدر ولا ليه أي حاجة بيعملها وفجأة ربنا بيستعملك في أمر معين لنصرة دين الله فجهز نفسك أوعى تحتقر نفسك إنت شأنك عند الله كبير بس بإيه بطاعتك لله وبإتباعك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاكرين سيدنا ربيعة ابن كعب ابن مالك حديث رواه مسلم لما كان بيجهز كل يوم لاقى لنفسه وظيفة حلوة كل يوم بيجهز ماء الوضوء للنبي عليه الصلاة والسلام عشان يتوضىء بها فالنبي أحب أن يكافئه فقال سلني شيئاً يا ربيعة قال يا رسول الله كان ممكن ربيعة ابن كعب ابن مالك يقول إيه كان ممكن يقول :(3/289)
إيه يعني أنا مين دنا فقير جداً كان عنده حوالي سبعة عشر سنة يا شباب يعني يقول أنا فقير جداً وبعدين دنا من أهل الصفة ومش لاقي أكل وفقير جداً وبعدين سبحان الله أنا أطلب الجنة فضلاً عن أنني أطلب صحبة النبي في الجنة لكن لا ما احتقرش نفسه قال أسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله فقال له النبي:
أو غير ذلك مش عايز حاجة ثانية أنا شايفك بردوا محتاج تتزوج محتاج تعيش حياتك يعني فقال هو ذاك يا رسول الله النبي ما سبوش على كدا يا جماعة قال فأعني على نفسك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة لله إلا رفعك الله بها درجة في الجنة نرجع تاني لسيدنا حمزة رضي الله عنه وأرضاه في الوقت دا يا جماعة نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعث النبي صلى الله عليه وسلم فجأة سيدنا حمزة طبعاً سيدنا حمزة عم النبي عليه الصلاة والسلام سيدنا حمزة لقي فجأة كفار قريش بيناصبوا النبي صلى الله عليه وسلم العداء عادوا النبي وآذوا النبي وشتموا النبي واتهموه بالسحر والشعر والكهانة إيه دا معقولة مع إن سيدنا حمزة أقرب واحد للنبي وعارف أخلاقه عارف أخلاق النبي وعارف رحمته وصدقه وأمانته عارف وفاءه وعارف كل حاجة معقولة النبي اللي كان بالأمس القريب الصادق الأمين في عين حتى المشركين والكفار النهار دا بقى يتهم بالسحر والشعر والكهانة والجنون معقولة فسيدنا حمزة الحقيقة كان مستغرب ودا درس بردوا جميل يا جماعة إن سنة البلاء أو الابتلاء سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير كل ما هي تزداد الطاعة لله كلما يزداد عليك البلاء مش كره من ربنا ليك يا أخي إفهم المسألة صح لكن ربنا لما يحب إنسان يبتليه ولله المثل الأعلى لما تجي تروح تتعين في وظيفة بيعملوا لك إيه بيعملوا لك اختبار ( انتر فيوز ) زي ما بيقولوا فاهم الزاي يعملوا لك اختبار كدا عشان إيه يعرف هل أنت مؤهل إن أنت تخش الشركة دي ولا ما تنفعش فما ظنك بمن سيدخل جنة الرحمن التي فيها ما لا(3/290)
عين رأت ولا آذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لازم يتعمل لك اختبار صغير كدا مش عشان ربنا يعرف إذا كنت أنت صادق ولا لا ما هو ربنا عارف عشان يلقى عليك أنت الحجة عشان ما تجيش يوم القيامة يبقى ليك أي عذر أمام الله أنت أظهرت ما بداخلك واخد بالك والنبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في الصحيح أشد الناس بلاء مين يا جماعة مش أنا ولا أنت الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه على قد ديانتك على قد طاعتك لله على قد إتباعك لرسول الله لا بد أن تبتلى هو دا طريق الأنبياء يا جماعة سبحان الله وليه لذلك هنا أنا عايز أدي نصيحة لأي داعية على وجه الأرض أخ في حبه لله أي داعية أوعى تشغل نفسك بالدفاع عن نفسك أبداً وانت في مجال الدعوة حتجد ربنا يعافينا ويعافيكم من أصحاب النفوس الضعيفة حتجد من يحقد عليك ومن يحسدك ومن يدبر لك المؤامرات تلو المؤامرات وكل الدعاة في العالم كله عانوا من هذا نسأل الله العفو والعافية إوعى تشغل نفسك بقى إن أنت ترد على فلان أو تدافع عن نفسك إوعى إشغل نفسك بدعوتك أقعد حضر دروس تنفع بها المسلمين والوقت اللي أنت حتشغل نفسك به بالدفاع عن نفسك دع ربك عز وجل يدافع عنك فلقد وعدنا الله جميعاً وقال :(3/291)
) إن الله يدافع عن الذين أمنوا ( وقتك غالي أيها الأخ الحبيب إشغل نفسك بطاعة الله سبحانه وتعالى تعالوا نشوف يا جماعة كيف أسلم حمزة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم زي ما قلنا يا جماعة في بداية الحلقة سيدنا حمزة كان دائماً يخرج كل يوم عشان يصطاد كان ما شاء الله قوة في الجسم سرعة في الجري عنده مهارة في الرمي فكان يروح يصطاد ويرجع في يوم من الأيام حصل أمر لم يكن في الحسبان إيه اللي حصل يا جماعة حصل إن سيدك النبي عليه الصلاة والسلام وهو معدي على أبو جهل أبو جهل راح قايم وراح عمل كدا مشكلة مع النبي عليه الصلاة والسلام وقعد يسب في النبي صلى الله عليه وسلم وآذى النبي صلى الله عليه وسلم النبي عمل إيه يا جماعة هل رد عليه أبداً والله ساب أبو جهل لحد لما قعد يسب فيه صلى الله عليه وسلم ويشتم النبي عليه الصلاة والسلام والنبي في النهاية رجع روح بيته سبحان الله وهو دا كان أخلاق النبي يا جماعة النبي كان لا يغضب لنفسه قط أبداً عمر ما النبي غضب لنفسه ولا انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل يا ريت حد فينا يا جماعة يقدر يمسك نفسه ليس الشديد بالسرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ولما واحد طلب من النبي أن يوصيه قال أوصيني يا رسول الله قال:(3/292)
لا تغضب ثلاث مرات يا جماعة لا تغضب لا تغضب إوعى إياك والغضب إلا أن تنتهك حرمات الله عز وجل في اللحظة دي يا جماعة النبي ساعة لما كان أبو جهل عمال يسب النبي عليه الصلاة والسلام كان في مولاة وحدة ست مولاة لواحد اسمه عبد الله ابن جدعان كانت شايفة الموقف كله وشايفة الزاي إن أبو جهل أذى النبي صلى الله عليه وسلم وشتم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة كان راجع بقى إيه من رحلة الصيد اليومية راجع بقى وبإيده القوس بتاعو كدا وحاطو على ظهره وماشي وراجع فالمهم أول ما وصل هناك شاء المولى عز وجل كان من عادة سيدنا حمزة إن هو لما يرجع من رحلة الصيد دي ما كانش يرجع البيت على طول يا جماعة كان لازم يروح عند الكعبة ويطوف حوالين الكعبة ثم يمر على الناس الذين اجتمعوا حول الكعبة ويسلم عليهم واحد واحد وبعد كدا يروح بيته ليه يا جماعة الكلام دا كان بيعمله لأنه كان يعظم البيت حتى في الجاهلية كانوا يعظمون البيت أخبرك إنت بقى إيه مع تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى أخبر شباب المسلمين النهار دا مع الصلاة الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين أخبار أخواتنا إيه مع الحجاب ربنا يحفظهم ويبارك فيهم يا رب العالمين أخبارنا إيه مع بر الوالدين مع الإحسان إلى الجيران المهم كانوا يعظمون شعائر الله سبحانه وتعالى فالمهم وهو معدي سيدنا حمزة على المولاة بتاعة عبد الله ابن جدعان راحت منادية عليه قالت له يا حمزة قال ماذا تريدين قالت له أنت عرفت إيه اللي حصل لابن أخيك محمد صلى الله عليه وسلم فقال لها :(3/293)
ما الذي حدث قالت له دا أبا الحكم اللي هو أبو جهل يعني كانوا بيقولوا له أبو الحكم فالمهم فقالت له دا أبا الحكم قعد يشتمه ويؤذيه وهكذا وهكذا لحد ما هو ذهب إلى بيته ولم يرد عليه فسيدنا حمزة أخذته الحمية هو ما كانش عايز يصدم ولا حاجة لكن شوف أقدار ربنا فخدته الحمية الزاي يشتم ابن أخوي فراح سيدنا حمزة ومارق على مين على أبا جهل لقاه قاعد مع بعض الناس كدا حوالين الكعبة راح داخل ومن غير بقى كدا يعني إيه يعني سبحان الله بلا مقدمات مس القوس بتاعه خشب غليظ ما شاء الله وراح رزخها على دماغ أبا جهل فدماغه انفلقت نصين فدماغه لما انفلقت نصين الدماء فين سلت على فين على وجه أبا جهل فبعض الناس من بني مخزوم قاموا بقى عشان يقاتلوا مين سيدنا حمزة دفاعاً عن أبو جهل فأبو جهل سبحان الله في اللحظة دي قال لهم:(3/294)
إيه دعوا أبا عمارة اللي هو مين حمزة ابن عبد المطلب قال دعوا أبا عمارة فو الله لقد سببت ابن أخيه سباً منكراً يعني هو ليه حق في اللي عمله معاي سبحان الله في اللحظة دي يا جماعة سيدنا حمزة راح ردها له قال له إيه أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول يعني هي طلعت منه كدا ربنا سبحانه وتعالى هو الذي أنطقه بهذه الكلمة قال له إنت بتشتم محمد عليه الصلاة والسلام وأنا على دين محمد أقول مثلما يقول فعرفوا كلهم أن إيه أن سيدنا حمزة قد أسلم من تلك اللحظة نخرج من النقطة دي يا جماعة بدرسين جمال جداً بس تصلي على حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم أول درس أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً واخد بالك بس تنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً إمتى لما تعرف إنه إنسان محترم وإنسان ما شاء الله متدين مش بقى زي ما الناس بيقولوا أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ما شاء الله كلكم حافظينها لا مش بالمنظر دا يا جماعة نحن ننصر لما يكون فيه مسألة يعني فيها إيه فيها مسألة شرعية سبحان الله المهم انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً الحديث في البخاري فقالوا:(3/295)
ننصره مظلوماً طب دي معروفة إنما أنصره ظالماً الزاي يا رسول الله قال بأن تمنع من الظلم فذاك نصرك إياه لما تلاقي أخوك أو حبيبك أو صديقك بيظلم حد لما تكفه عن الظلام يبقى إنت كدا نصرت أخاك الحاجة الثانية يا جماعة أو الدرس الثاني إن أنت ما تعرفش كيف تأتيك الهداية ولا متى تأتيك ممكن تكون رايح مشوار والله ما تقصد قضاء أي حاجة وربنا يقدر إن المشوار دا يكون سبب هدايتك سبحان الله أذكر أن ممثلة من الممثلات ربنا يبارك فيها ويثبتها رب العالمين كانت وصلت يا جماعة وهي بنت صغيرة لسى وصلت لقمة المجد بتاعها سبحان الله وفي عز المجد اللي هي فيه قدر ربنا سبحانه وتعالى زميلة لها من خارج الوسط الفني دي من أعز صديقاتها ماتت فهي راحت عشان تحضر الجنازة يشاء المولى عز وجل شوف قد إيه بقى ربنا يقدر للإنسان خير لازم يوصلوا فالمهم راحت عشان تحضر دفن زميلتها أول ما وصلت هناك لاقتها متكفنة وملفوفة بالكفن وبينزلوها في القبر فنظرت في الحفرة أول ما نظرت قالت يا نهار أبيض معقولة أنا في يوم من الأيام حنزل الحفرة دي ويتقفل عليّ بالمنظر دا خلاص أنا من اللحظة دي تبت إلى الله عز وجل ورجعت على طول في نفس اليوم بعتت إشترت حجابها ولم تخرج بعد ذلك إلا بالنقاب بفضل الله عز وجل واعتزلت الفن كله اعتزلت التمثيل واعتزلت حياة اللهو واللعب وأصبحت الآن داعية إلى الله سبحانه وتعالى بردوا درس ثاني جميل جداً يا جماعة كان في واحد حرامي مرة دخل يسرق أحد التابعين اللي هو الفضيل ابن عياض رحمه الله رحمة واسعة فدخل عنده فالفضيل ابن عياض رجل فقير جداً يعني ما عندوش حاجة فقعد يبص يمين وشمال مش لاقي حاجة فالفضيل ابن عياض كان قايم ساعتها يصلي قيام الليل فبص لاقى الحرامي واقف فقال :(3/296)
سبحان الله يا مسكين أما وجدت شيئاً عندنا ما فيش حاجة موجودة في البيت خالص فالحرامي راح ضحك كدا فقال له الفضيل والله لا أريد أن تخرج بلا شيء أنا ما يرضينيش إن أنت تخرج كدا من غير ما تأخذ حاجة قال له نعمل إيه قال له تعال شايف المياه دي قال له إتوضى فراح متوضي قالوا تعال صلي معاي ركعتين قيام الليل فراح صلى معاه وبعد ما صلى معاه سمعوا آذان إيه آذان الفجر فأخذه بيده وهو طالع فتلاميذ الفضيلي ابن عياض شايفين الفضيلي طالع ومعاه في إيده واحد غريب فقالوا من هذا يا فضيل قال رجل جاء ليسرقنا فسرقناه يعني هو جاي يسرق اللي في البيت ما لقاش حاجة قلنا نسرقه إحنا وندخله الجنة ربنا يحفظنا ويحفظكم سبحان الله يا جماعة فزي ما منقول أحياناً بيحصل للإنسان أشياء يكون رايح لمكان ما يكونش أصلاً ناوي في أي حال ربنا يقدر له فيه الخير بفضل الله عز وجل المهم يا جماعة لما طبعاً حمزة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسلم عرفت قريش أن النبي قد عز وامتنع خلاص ما حدش يقدر يقرب له في اللحظة دي لإن حمزة أسلم في اللحظة دي يا جماعة لما حمزة أسلم أسلم بعديه مين يا جماعة بعده بأربعة أيام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وإن كانت القصة فيها بعض الضعف لكن عمر ابن الخطاب لمات راح دار الأرقم وطرق فدخل وجلس مع النبي ومع الحمزة ومع أصحاب النبي فالمهم بعض الصحابة قالوا يا رسول الله نريد أن نخرج بقى لنجهر بالدعوة بقى فخلاص بقى فاهم الزاي فخرجوا صفين يا جماعة صف على رأسه حمزة ابن عبد المطلب والصف الثاني على رأسه عمر ابن الخطاب الاثنين طالعين والكل يقول أشهد أن لا آله إلا الله وأن محمداً رسول الله طبعاً ما حدش قادر من المشركين يتكلم كله قاعد يعني كدا مكبوت يعني اللي حيتكلم مين دا حمزة هو وعمر وفي الوجه الاثنين سبحان الله فالمهم يشاء المولى عز وجل يا جماعة إنهم فضل سيدنا حمزة رضي الله عنه وأرضاه ملازماً للنبي(3/297)
صلى الله عليه وسلم من هذه اللحظة في يوم من الأيام حبيبك صلى الله عليه وسلم والكلام دا كان في شهر رمضان سنة واحد هجرية أرسل حمزة في أول سرية حربية أمر عليها حمزة ابن عبد المطلب شان يعترضوا عيراَ لقريش كانت قادمة وعلى رأسها أبو جهل عليه من الله ما يستحقه سيدنا حمزة كان راح معها كم واحد يا جماعة ثلاثين واحد من المهاجرين راح يقاتل كم واحد ثلاثة مئة واحد من المشركين مثل ما أقول دائماَ في الدروس كلها أن يا جماعة ما كان في أي تكافئ لا في العدد ولا العدة ولا القوة بين الموحدين وبين المشركين سبحان الله أول ما وصلوا هناك واصطف الفرقان خلاص هذا يقاتل هذا ثلاثين واحد أمام ثلاثة مئة شان المولى عز وجل في واحد اسمه مجدي ابن عمر الجهلي كان حليف لهؤلاء وحليف لهؤلاء راح يعني يحاول المسألة تعدي وكدا وقالوا يا جماعة راض الجميع ومشوا دون قاتل وعادوا مرة أخرى بفضل الله عز وجل نلاحظ يا جماعة مثل ما قلنا أن دائماَ معارك المسلمين ضد المشركين كلها معركة عقيدة ما فيها أي تكافئ بين عدد وعدة تمر الأيام يا جماعة وتأتي غزوة بدر سبحان الله سيدنا حمزة ابن عبد المطلب كان له موقفين في منتهى العظمة في غزوة بدر أول موقف يا جماعة أن بداية الغزوة بدأت بمشهد عجيب جداَ كان في رجل من المشركين كان شرس جداَ كان اسمه الأسود ابن عبد الأسد المخزومي الرجل هذا كان شرس جداََ وكان سيئ الخلق وما كان أحد يقدر يقرب منه لأنه كان يعني مجرم حرب المهم نزل ووقف في وسط المسلمين وقالوا لهم أعاهد الله أن أشرب من هذا الحوض تعرف المسلمين اجتمعوا حول حوض كدا مليء ماء على شان يقدروا يشربوا منه فهو قال أنا أعاهد الله هذا الأسود أن أشرب الحوض هذا أو أهدمه أو أموت دونه يا أما أشرب يا أما أهدمه يا أما أموت بقى قال :(3/298)
خلاص ونزل بقى وفارد نفسه أمام المسلمين من الذي ينزل له يا جماعة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم سيدنا الحمزة هي ضربة واحدة كان كلها شفاء بمحمد الله رب العالمين فراح ماسكه ضربه واحدة بالسيف وراح مطير نصف رجليه فالرجل نزل على الأرض وبدأ يزحف هو عايز يبر بيمينه أنا قلت لازم أشرب أعاهد الله يا أما أشرب يا أما أهدمه أول ما وصل لحد الحوض فضل يزحف يزحف لحد ما وصل الحوض وراح داخل ودخل راح سيدنا الحمزة راح ضربه السيف الثاني على شان يشرب بقى فراح قتله سبحان الله كان هذا أول موقف له وهذه هي مواقف البطولة يا جماعة التي نحن عازين نعرف أولادنا المواقف المشرفة النهار هذا البطولة في كل الأفلام والمسرحيات وشافين البطل هذا لازم يكون يشرب خمر ويمشي مع بنات ويغني ورقص ما في بطل يخطب جمعة ما شفنا بطل واقف على المنبر خالص لا هذه هي البطولة أن الإنسان يكون قلبه موصول بالله ومتبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الموقف الثاني لسيدنا الحمزة أن هو بعد ما قتل أسود ابن عبد أسد المخزومي طلع ثلاثة من صناديد قريش الذين هم عتبة ابن ربيعه وشيبه ابن ربيعه والوليد ابن عتبة الثلاثة فقالوا أخرجوا إلى ثلاث من المسلمين عايزين نقاتل أحد عارفين دائماَ الغزوات كانت تبدأ مبارزة على شان إظهار القوة بقى وكان لها تأثير عالي جداَ على الروح المعنوية للفريقين فالمهم فقالوا طلعوا ثلاث فطلع ثلاث من الأنصار قالوا أنتم من قالوا نحن ثلاث من الأنصار قالوا لا مع السلامة نحن مش عايزين أنتم نحن عايزين قومنا فقالوا :(3/299)
يا محمد أخرج إلينا نحن عايزين المهاجرين الذي كانوا معنا في مكة فأخرج البين صلى الله عليه وسلم إليهم ثلاثة قال قم يا عبيدة ابن الحارث فقام عبيدة ابن الحارث وقال قم يا علي لعلي ابن أبي طالب فقام علي وقال قم يا حمزة ابن عبد المطلب فقام حمزة رضي الله عنه وأرضاه المهم الثلاثة وقفوا فكل واحد منهم قابل الثاني سيدنا عبيد ابن الحارث قابل عتبة ابن ربيعه وسيدنا علي ابن أبي طالب قابل الوليد ابن عتبة وسيدنا حمزة قابل شيبة ابن ربيعه سيدنا حمزة في ثواني ضربة ثانية راح مخلص على شيبة مش محتاجة سيدنا علي برضوا ضربة والثانية وخلص على مين على الوليد ابن عتبة سيدنا عبيدة ابن الحارث بقى هو الذي حصل ما بينه وبين عتبة ابن ربيعه هو ضربه ضربة خلص عليه والثاني ضرب ضربة خلص عليه فسيدنا حمزة وعلي راحوا ركضوا على ربيعه وخلصوا عليه وراحوا ساحبين عبيدة ابن الحارث خارج المعركة ثم مات بعد ذلك رضي الله عنه وأرضاه المهم يا جماعة سبحان الله شاء المولى عز وجل أن هو يكتب النصرة لجند الموحدين في غزوة بدر بفضل الله عز ووجل وهذه كانت صورة مضيئة للعزة لما كان عايشها المسلمين لما كانوا يستمدوا لعزة هذه من طاعتهم لله وإتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان زمن العزة يعني رحم الله زمان العزة فنحن عايشين في ذل لا يعلمه إلا الله يعني أزل الله عز وجل أمة الإسلام لأزل أمم أرض من أبناء القردة والخنازير بسبب بعدنا عن طاعة الله بسبب بعدنا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني بكل طفل في أرض فلسطين والعراق يقول قريباَ كان لي وطناَ وأهل وكنت أعيش في أحضان أمي فمزقت اليهود جدار بيتي وهان على بني الإسلام همي قريباًَ كان لي وطن وأهل وكنت أعيش في أحضان أمي فمزقت اليهود جدار بيتي وهان على بني الإسلام همي بل كأني والله بكل شاب وكل أم وكل أب في أرض فلسطين وفي العراق يقولون لنا وصدق من قال:(3/300)
في هذه الكلمات الجميلة المباركة نناديكم نناديكم وقد كثرة النحيب نناديكم ولكن من يجيب نناديكم وأهات الثكالة تحدثكم بما فعل اللهيب فلسطين تقول لكم ثيابي ممزقة وجدراني ثقوب محاريبي تأن وقد تهاوى على جدران القصف الرهيب وأوردتي تقطع لا لأني جنيت ولا لأني لا أتوب ولكني رفت شعار ديناَ يضيق بصدق مبدأه الكذوب لنا في أرضنا نضر وماء وروض في مرابعنا خصوب لنا في أرضنا نهر وماء وروض في مرابعنا خصيب لنا بيت وأطفال ولكن محت أثار منزلنا الخطوب بنات المسلمين هنا سبايا بنات المسلمين هنا سبايا وشمس المكرومات هنا تتغيب يموت الطفل في أحضان أماَ تهدده وقد جف الحليب يموت الطفل في أحضان أم تهدده وقد جف الحليب بكت حزناَ عليه بغير دمع وأين الدمع والظمأ النصيب هذه الجراح أما تحرك ساكناَ فيكم أما للغافلين عقول أنا بينكم أصلى بنار قذائفهم وتصاغ قصة حصرتي وتقولوا :
أنا بينكم شعب يذبح شعرة والشمس في كبده السماء تجول شعب يغذى بالأسى أطفاله ويشردون وللنساء عول أو آه أبصرتم الطفل الذي أمسى وهيكل عظمه مشلول أو آه لو بصرتم للأمة التي ذبحت ولا كفن ولا تغسيل أين الأحبة أين الأحبة يا صقور تحدثي هل من أخ يمحوا الأسى ويزيل يا إخوة الإسلام هذا ثوبنا بدموعنا ودمائنا مبلول عذراَ أخ الإسلام إن أمة ما زال يقلب رأسها التطبيل نناديكم وقد كثر النحيب نناديكم ولكن من يجيب ناديكم وأهات الثكالة تحدثكم بما فعل اللهيب تعلوا نشوف صفحة جميلة جداَ من جهاد سيدنا حمزة في غزوة أحُد وإن شاء الله نقول هذا فاستغفر الله العظيم لي ولكم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية نرجع إلى سيرة أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سيرة سيد الشهداء يوم القيامة سيدنا حمزة ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم.(3/301)
حقيقة يا جماعة بعد لما هزم المشركون في غزوة بدر طبعاَ ما نسوا هذا الكلام ولأصحابه قدوا ويجهزوا العدة لمدة سنة كاملة على شان يقاتلوا النبي وأصحابه فمرت الأيام وجاءت غزوة أحد غزوة أحد يا جماعة يعني جمعوا فيها ثلاثة ألاف واحد مشرك وجهزوا من العدة والعتاد والعدد ما لا يعلمه إلا الله على شان يقاتلوا النبي ويقضوا على دعوة الإسلام والمسلمين سبحان الله شاء المولى عز وجل أن لما أحد ينظر للأحوال والتجهيزات التي كانت قبل معركة أحد يعرف أن كان المقصود من الغزوة هذه في المقام الأول اثنين من هم يا جماعة النبي صلى الله عليه وسلم وعمه الحمزة ابن عبد المطلب يعرف من خلال كلامهم وجلساتهم مع بعض واجتماعاتهم كانوا مقصودهم الأول يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك كان كثير منهم مركز على سيدنا الحمزة على أساس أن هو ربنا جعله سبب عظيم جداََ في منعة النبي وفي حماية النبي غير هذا كله أن سيدنا حمزة كان قتل عدد كبير جدا من المشركين في بدر وكان عايزين ينتقموا منه وجهزوا فعلاَ وأعدوا رجل معين ومخصوص على شان يقتل سيدنا حمزة الذي هو وحشي الوحشي كان عبداََ لرجل اسمه جبير ابن مطعم جبير ابن مطعم هذا كانت مشكلته أن عمه الذي هو طعم ابن علي كان قتل في غزوة بدر حب ينتقم من الذي قتله فقال لوحشي قال له :(3/302)
أنت الوقت هذا عبدي عندي لو قتلت حمزة أنا سأعتقك خلاص تبقى حر وأنتم عارفين مسألة العبودية يا جماعة أو الإنسان يبقى عبد عند أحد يبقى مسالة ففي منتهى المنشقة والعذاب يعني تخيل بقى ما يقدر يتزوج إلا بأمر سيده يقدر يعمل حاجة في حياته إلا بأمر سيده ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله يقول عن الولد لو أحب يكرم والده أو أن هو يكافئ والده قال صلى الله عليه وسلم لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوك فيشتريه فيعتقه سبحان الله هذه هي الحالة الوحيدة التي تقدر تقول فيها لأبيك أنا ند لك في الذي عملته معاي في كله سبحان الله لأن تخلي لو واحد مسلم وكان عبداَ عند رجل أخر تخيل أن هو هرب من سيده لا يقبل الله منه لا صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج إلا أن يرجع مرة أخرى إلى سيده فمسألة العبودية مسألة صعبة جداَ فلما أتى وحشي يقول له جبيل ابن مطعم :(3/303)
أنت لو قتلت حمزة تبقى حر طبعاَ هذه كانت كنز بالنسبة له فوق هذا كله يا جماعة أن كان في واحدة اسمه هند أبنت عتبه هي زوجة أبو سفيان كان ساعتها ما أسلموا طبعاَ فكان في غزوة بدر قتل أبوه وعمها وأخوها وابنها فقالوا لها أثنين منهم حمزة قتلوا واثنين منهم أجهز عليهم كانوا خلاص بالسكرات وهو الذي خلص عليهم فقالت بس خلاص فقالت للوحشي قالته له جبير ابن مطعم لو أنت قتل حمزة تبقى أنت حر فوق هذا كله الذهب الذي أنا لابسته كله كانت غنية جداَ الذهب الذي أنا لبساه في أيدي وصدري وكل هذا هذا ملك لك أنت لو أنت قتلت حمزة وجئتني بكبد حمزة يبقى المؤامرة على النبي عليه السلام وعلى حمزة شاء المولى عز وجل سبحان الله بدأت المعركة يا جماعة وبدأ القتال بين المسلمين ويب المشركين وبفضل الله كانت النصرة في بداية الأمر لجند الموحدين أصحاب سيد المرسلين سيدنا حمزة يا جماعة بغزوة أحد كان يقاتل بسيفين عمرك شفت منظر مثل هذا كان ماسك سيفين في يديه والحديث عند ابن سعد والحكم بسند صحيح كان ماسك سيفين يقاتل بالاثنين ويقول:(3/304)
أنا أسد الله وأنا أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ربنا قدر أن الرماة الذين النبي أمرهم أن هم يفضلوا على الجبل كانوا خمسين رامي على رأسهم عبيد ابن جبير رضي الله عنه وأرضاه قال لهم لا تبرحوا الجبل النبي عليه السلام يقول له تبرحوا الجبل ولو رأيتمونا تخطفنا الطير أوعى أحد منكم ينزل الجبل خليكم قاعدين مكانكوا يدافعوا عن النبي عليه السلام بالسهام من فوق الجبل فكانوا المشركين يبعدوا عن النبي وعن الصحابة وشاء المولى عز وجل لما شافوا المسلمين لما انتصروا راحوا نازلين نزل أربعين واحد وانشغلوا بجمع الغنائم فضل عشرة فوق من الذي لمح المنظر هذا في عجالة وكان ساعتها مشرك خالد ابن الوليد لف من وراء الجبل وطلع قتلوا العشرة ونزل وانقض على أصحاب النبي فاقتلوا سبعين من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا حمزة لما شاف المنظر هذا يا جماعة بدأ يضاعف من قوته وجهاده رضي الله عنه وأرضاه قعد يبقى يقاتل يمين وشمال أنا أسد الله وأنا أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن جاءت للحظة التي قتل فيها سيدنا الحمزة رضي الله عنه وأرضاه يا ترى قتل كيف سيدنا الحمزة يسيب المكان لوحشي على شان يحكي لنا كيف قتل سيدنا حمزة طبعاَ وحشي بعد ذلك أسلم يا جماعة أسلم بعد ذلك وأصبح صحابي جليل رضي الله عنه وأرضاه وحشي يقول أيه قال أنا كنت عبد عند جبير ابن مطعم وكان نفسي أن أنا أعتق فهو قال لي :(3/305)
لو قتلت حمزة تبقى عتيق خلاص أنا عتقت كدا وفوق هذا كله وعدته هند أبنت عتبة مثل ما قلت لكم بالجواهر والحلي والمجوهرات قال فلما خرجت نظرت في أرض الجهاد فودت حمزة ابن عبد المطلب كالجمل الأورق يهد الناس هداَ لا يقوم له أحد أحد يقدر يقف في وجه سيدنا حمزة أبداَ يعني يمسك السيف ويدخل أنا أسد الله خلاص وخلص على كل أمامه يقول فوضعت حربتي وكان سيدنا وحشي كان ماهر جداَ عارفين كل الحبشة عندهم مهارة في رمي الحراب قال كان ماهر جداَ يعني قل ما خطأ لي هدف لا يمكن فنزل قال واختبأت لحمزة فضل متخبي كدا وراء عشب لد ما سيدنا حمزة قرب منه قال :(3/306)
حتى إذا رضيت موضعي منه يعني خلاص قربت منه كدا وفي مكان أنا متمكن فيه راح ضربها فين في ثنته وخرجت من بين رجليه حاول سيدنا حمزة بعد ما رمي على الأرض يا جماعة حاول أن هو يزحف على شان يروح يقتل وحشي فغلبته الجراح فنام وحشي راح بعد يا جماعة وقف بعيد لحد لما أطمأن أن سيدنا حمزة قتل ثم خرج إليه ونزع منه الحربة ورجع إلى معسكره مرة أخرى قال وما كان لي من عرض إلا قتل حمزة أنا مش عايز حاجة خلاص من الدنيا ولا أريد حاجة من غزوة أحد إلا قتل حمزة من أجل أن أُعتق قال فرجعت إلى مكة فعاد إلى مكة الوحشي فأُعتق أعتقه الجبير بن وطعم بعد ما أعتقه قال فلما مرت الأيام فضل عايش في مكة لحد لما مرت الأيام وفتح النبي مكة صلى الله عليه وسلم فالوحشي يعمل إيه لا يستطيع أن يجلس في هذا المكان هذا فهرب من مكة إلى الطائف بعد ذلك وفد الطائف ذهبوا ليسلموا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يعمل إيه بقا الوحشي قال بس خلاص ما فيش حل إلا أني أهرب إلى الشام أو اليمن أو أي بلد ثانية لسة هو في هذه الحيرة التي هو فيها كلها فجأة أتى له واحد من أصدقائه قال له أنت رايح فين ليه تهاجر إلى الشام ولا اليمن ولا كدة دة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتل أحداً أسلم معه فاذهب له وأسلم بين يديه وهو يعني رجل عفو ورحيم جداً ولا يمكن أن يؤذيك فذهب الوحشي والحديث رواه البخاري فذهب وحشي ودخل على النبي صلى الله عليه وسلم قال فلم يرعه إلا وأنا واقف عند رأسه النبي فجأة وجد من يقف عند رأسه الوحشي وإذا بالوحشي يقول :(3/307)
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم شوف المشهد المؤثر قال أوحشي أنت أنت وحشي قال أجل يا رسول الله قال اجلس فحدثني كيف قتلت حمزة النبي كان حزين جداً على حمزة يا جماعة إلى درجة لا يمكن أن تتخيلها حب النبي لسيدنا حمزة وحزنه عليه لا يوصف أبدا ً قال أنت الذي قتلت حمزة قال أجل يا رسول الله قال اقعد فاحك لي أو اقصص عليّ كيف قتلت حمزة فجلس وحشي وبدأ يصف شوف بقا المشهد المؤثر بدأ يصف للنبي كيف قتل هو سيدنا حمزة سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام تأثر جداً فقال غيب وجهك عني فلا أراك بعد اليوم نعم أنت أسلمت أنا قبلت إسلامك لكن أنا غصب عني أنا أحاسيسي وحزني على حمزة اللي هو عم النبي عليه الصلاة والسلام حزني عليه لا أستطيع أن أنساه غيب وجهك عني فلا أراك بعد اليوم شوف بقا سيدنا الوحشي رغم أنه أسلم وأصبح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن رغم ذلك النبي لا يريد أن يراه وهو ماذا يفعل قال كنت أتنكر للنبي صلى الله عليه وسلم على شان ما يراني فيحزن شوف حبه للنبي يقول :(3/308)
هو لما يراني سوف يتذكر قتل عمه فكنت أحاول قدر الإمكان أني أريحه من هذه الحاجة وأحاول أن لا يراني على شان ما يتذكر قتل حمزة رضي الله عنه وأرضاه قال فظللت على ذلك حتى توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا جماعة هذا حال واحد قتل عزم النبي عليه الصلاة والسلام شوف النبي عمل معه إيه فما ظنك بمن ينكر سنة النبي ولا يتبع النبي ومن المعلوم أن سنة النبي وشرع الله عز وجل أغلى عند النبي من حمزة ومن مئة حمزة رضي الله عنه وأرضا ه شرع الله أغلى عند النبي من أي حاجة في الدنيا شوف قد إيه سبحان الله المهم يكمل الوحشي فيقول الكلام فلما خرج المسلمون لقتل مسيلمة الكذاب قال كنت في مكن خرج معهم لقتال مسيلمة وقال إيه قال وخرجت بنفس الحربة التي قتلت بها حمزة وأتبع السيئة الحسنة إيه يمحها سبحان الله فخرج بنفس الحربة التي قتل بها سيدنا حمزة قال فلما وصلنا هناك لم أكن أعرف مسيلمة حتى دلني عليه رجل من الأنصار وبدأ فجأة هذا الرجل الأنصاري بدأ ينقض على مسيلمة بالسيف ومن الناحية الثانية من دخل عليه وحشي بالحربة قال :(3/309)
فضربت الحربة في مسيلمة ودخل عليه الأنصاري فضربه بالسيف فالله أعلم أيّنا فقتله أنا لا أعرف أنا قتلته ولا الأنصاري وإن كنت أنا الذي قتلت مسيلمة فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله وهو حمزة وقتلت شر الناس بعد رسول الله اللي هو مسيلمة الكذاب سبحان الله يا جماعة بعد لما مات سيدنا الحمزة شاء المولى عز وجل ربنا سبحانه وتعالى يكرمه ويُحشر من أجواف طير الخضر من قال كدة الحبيب صلى الله عليه وسلم والحديث رواه أحمد وأبو داوود بسند صحيح يقول صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم في أحد اللي قتلوا في غزوة أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمار الجنة وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في عرش الرحمن سبحانه وتعالى قال فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا حتى لا ينكلوا عن الجهاد ولا يتأخروا فقال جل وعلا أنا أبلغهم عنكم فنزل قول الله عز وجل : ) ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء ولكن لا تشعرون ((3/310)
شاء المولى عز وجل يا جماعة شوف الحقد اللي مالئ قلوب المشركين لم يكتفوا أنهم هم يقتلوا سيدنا الحمزة بس لا قعدوا يمثلوا في جسد سيدنا الحمزة قطعوا أنفه وأذنه وفتحوا بطنه وطلعوا كبد سيدنا الحمزة وذهبوا به إلى هند بنت عتبة التي أسلمت بعد ذلك رضي الله عنها وأرضاها في حديث رواه أحمد بإسناد حسن النبي من شدة حزنه وقف أمام جسد حمزة عمه وحبيبه وصديقه وحميمه وأخوه في الرضاعة سبحان الله وقف أمامه صلى الله عليه وسلم وهو حزين جداً على موت سيدنا حمزة وقال والله لولا أن صفية التي هي عمة النبي التي هي ألأخت حمزة لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته يعني تركته هكذا من غير أن يدفن حتى يحشره الله عز وجل من بطون السباع والطير يا سلام سبحان الله وكفن سيدنا الحمزة عم النبي عليه الصلاة والسلام فكانوا يضعون الكفن على رأسه تظهر قدماه يحطوه على رجليه تظهر رأسه يا سبحان الله وكان النبي يجمع الثلاثة في القبر ويجمع الاثنين في القبر ويقول أيهما أكثر أخذاً لكتاب الله عز وجل من فيهم حافظ القرآن أكثر من الثاني يقولوا هذا يا رسول الله يقدموا هو الأول طب من الثاني اللي يحفظ بعد هذا يقدم الثاني وهكذا يا ترى نحن حالنا غيه مع كتاب الله حالنا إيه مع القرآن كثير من الأمة اليوم يا جماعة هجروا كتاب الله وهجروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي النهاية نقول متى نصر الله طيب الزاي النصر يا جماعة سوف يأتي إذا كان كثير من المسلمين اليوم هجروا كتاب الله وهجروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لحظة من اللحظات كما عند أحمد بإسناد حسن دخل نساء بني عبد الأشهل ويبكون على الذين قتلوا في غزوة أحد فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم وسمعهنّ وهم يبكون فقال :(3/311)
لكن حمزة لا بواكي له حمزة بالذات لا أحد يبكي عليه هذا أسد الله وأسد رسول الله هذا سيد الشهداء يوم القيامة رضي الله عنه وأرضاه والنبي عليه الصلاة والسلام يا جماعة يعني يخبرنا بالخبر الجميل هذا أن سيدنا حمزة تخيلوا من الذي غسل سيدنا حمزة الملائكة الملائكة هي التي غسلت سيجدنا حمزة والحديث رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن قال صلى الله عليه وسلم : رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب يا سلام فاكر حنظلة اللي يعني سبحان الله خرج ليجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى والحديث عند الحاكم بإسناد حسن كان يعني لسة متزوج وعريس جديد وكان قد أتى زوجته فأصبح جنباً فسمع نداء الجهاد يا خيل الله اركبي يا خيل الله اربطي مخير بين أمرين أن يغتسل ويلحق الجيش وأن يذهب بسرعة أحسن أن لا يلحق الجيش سبحان الله فآثر رضا الله ورضا رسول الله وخرج يجاهد في سبيل الله وهو جنب لشاء المولى عز وجل ليقتل في غزوة أحد أيضاً بفضل الله عز وجل والصحابة يجدون جسمه كله مبلول مية وحواليه مثل بركة مية قالوا يا رسول الله لا نجد قطرة ماء لنشربها وحنظلة حوله ماء كثير فقال أجل والله إني رأيته بين السماء والأرض تغسله ملائكة من الجنة بطست من الجنة وماء من الجنة يا سلام فلما عرفوا أنه هو خرج جنب قال صلى الله عليه وسلم :(3/312)
لذلك غسلته الملائكة يقوم الصحابة كثير من الصحابة قعدوا يعني يعزون النبي عليه الصلاة والسلام وكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه له قصيدة صغيرة جداً في رثاء سيدنا الحمزة كان يقول فيها بكت عيني وحُق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل على أسد الإله غداة قال أحمزة ذاكم الرجل القتيل أصيب به المسلمون جميعاً أصيب المسلمون به جميعاً هناك وقد أصيب به الرسول أبا يعلى لك الأركان هُدّت وأنت الماجد البَرّ الوَصول يعني الحقيقة كان الصحابة يا جماعة كانوا في غاية الحزن على موت سيدنا حمزة رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام سيدنا عبد الرحمن بن عوف والحديث رواه البخاري في يوم من الأيام كان صائم صيام نافلة يا جماعة وأتوا له بالأكل فنظر إلى الأكل وقال قتل أخي مصعب وهو خير مني فكانوا يكفنوه ويضعوا عليه نمرة لو وضعوها على رأسه بدت رجلاه ولو وضعوها على رجليه بدا رأسه ثم قال وقتل الحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو خير مني كانوا إذا وضعوا النمرة على رأسه بدت رجلاه وإذا وضعوها على رجليه بدت رأسه ثم ترك الطعام وذهب وهوة يبكي رضي الله عنه وأرضاه حصلت كرامة ثابتة لسيدنا الحمزة يا جماعة بعد موته بسنوات طويلة جداً في عهد خلافة سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه سبحان الله أحب سيدنا معاوية يجري عين ماء في منطقة هناك فكانوا لا يستطيعون أن يعملوا عين الماء هذه إلا إذا نبشوا القبور بتاعة شهداء أحد فقال:(3/313)
انبشوها فقال الراوي والله كانوا يخرجون الرجال ويحملونهم على أكتافهم وكأنهم نيام على أكتافهم كأنهم لسة نايمين الآن ليسوا ميتين قال فكان حمزة قد وضع يده على جرحه قال فنزعنا يده فنزف الدم فرددنا يده فأمسك الدم مرة أخرى وهذه كرامة ثابتة لسيدنا حمزة بعد موته بسنوات طويلة جداً في عهد سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه لكن السؤال الذي يخطر على بالنا يا جماعة بعد موت أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول وماذا بعد حمزة ؟ نريد يا جماعة كل واحد فينا يكون أسد أريدك أن تكون أسد في الطاعة أريدك أن تكون أسد في الصلاة في قيام الليل في صيام النوافل في قيام الليل في بر الوالدين في الإحسان إلى الجيران وفي الإحسان إلى اليتامى في طلب العلم وفي الدعوة إلى الله ونريد أختنا المسلمة أيضاً ربنا يحفظها هي أيضاً تكون أسداية أيضاً في طلب العلم وفي إعانة الزوج وفي الدعوة إلى الله وفي بر الوالدين نريد أن نرى نماذج يا جماعة مثل سيدنا حمزة ومثل سيدنا عمر ومثل سيدنا خالد وأسماء وعائشة عايزين نشوف نماذج لهذا الجيل الكريم نحن لا ندرس حياة الصحابة من أجل أن نقول :(3/314)
كان ياما كان أو نحكي قصص مصل القصص التي الناس تحكيها نحن نريد أن نطلع بالدروس والعبر نريد أن نحن ونشتاق إلى هذا الجيل نريد أن يجمعنا ربنا بهم يا جماعة يوم القيامة على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ثم ندخل معهم جنة الرحمن ونعيش في رحاب أصحاب النبي وفي رحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة أنا يعني بمناسبة الكلام عن سيدنا حمزة الحقيقة لا أستطيع أن أنهي الدرس إلا لما أتكلم عن بشريات النصر والتّمكين التي ساقها الله عز وجل في كتابه وساقها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم يعني نحكي بعض البشريات الجميلة للنصرة إن شاء الله لأن الأمة هذه إن شاء الله إن شاء الله سيعود لها العز مرة أخرى نحن إذا كنا نتكلم عن سيرة سيدنا حمزة فنتكلم عن سيرة العز هذا العز سوف يعود ثانية بس بشرط أن الأمة ترجع مرة ثانية إلى طاعة الله وغلى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جل وعلا : ) كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي ( وقال جلّ وعلا: ) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضّراء وزُلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ( وقال جلّ وعلا: ) وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً ( بشرط واحد ) يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متمُّ نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (.(3/315)
ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم الحديث رواه البخاري يا جماعة لما جاء الخباب بن الأرط رضي الله عنه وأرضاه وكان عذب عذاباً شديداً سبحان الله فجاء وقال للنبي يا رسول الله ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا فغضب النبي وقال : إنه قد كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيحفر له الحفرة في الأرض ثم يوضع فيها ويوضع المنشار عند مفرق رأسه فيشق نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه إلى عظمه ما يصده ذلك عن ديني والذي نفسي بيده لا يتمنّ الله هذا الأمر لهذا الدين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون الحديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : إن الله زوا لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُوي لي منها يعني الأمة سيبلغ سلطانها الأرض كلها يا جماعة بفضل الله عزّ وجل و حديث رواه أحمد بإسناد صحيح أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :(3/316)
ليبلغن هذا الأمر يعني هذا الدين ما بلغ الليل والنهار نص الكرة تبقى ليل يا جماعة ونص الكرة تبقى نهار يعني هذا الدين سيبلغ كل الأرض يفضل الله عز وجل ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولن يترك الله بيت مدر ولا بيت وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز به الله الإسلام وأهله وذلاً يذل به الكفر وأهله وقال صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون فيجري اليهودي فيختبئ وراء الشجر والحجر فيُنطق الله الشجر والحجر يقول يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود على شان كدة اليهود مصدقين النبي عليه الصلاة والسلام وماليين أرض فلسطين بشجر غرقد ولا حول ولا قوة إلا بالله آخر حديث يا جماعة حديث رواه مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : هل سمعتم يقول للصحابة هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر قالوا أجل يا رسول الله فقال:(3/317)
والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق يعني النصارى الذين في الغرب الذين يسلمون بين يدي الله هم من يفتحون هذه البلاد بفضل الله وتدين البلاد كلها لدين الله سبحانه وتعالى قال فلا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاًُ من بني إسحاق فإذا ما وصلوا بالقرب منها لم يضربوا بسهم ولا برمح ولا بسيف أمال السلاح سيكون ماذا يا جماعة قال فسلاحهم التهليل والتكبير ذكر الله عزّ وجل فإذا ما قالوا في المرة الأولى لا إله إلا الله والله أكبر سقط شقها الذي في البحر فإذا ما قالوا في المرة الثانية لا إله إلا الله والله أكبر سقط شقها الذي في البر فإذا ما قالوا في المرة الثالثة لا إله إلا الله والله أكبر فُتحت أبواب المدينة فدخلها المسلمون فيغنمون ويظفرون بفضل الله عز وجل يا جماعة المبشرات كثيرة جداً الصحوة الآن بين الشباب والبنات هذه من أعظم المبشرات عودة النساء مرة أخرى إلى الحجاب وإلى الحياء وإلى دين الله عزّ وجل من أعظم المبشرات فالمرأة هي نصف المجتمع وتلد لنا النصف الآخر بفضل الله عزّ وجل إفلاس كل المبادئ الأرضية التي هي موجودة الآن هذا دليل على نصرة دين الله عزّ وجل وكلما يظن الناس أن دين الله عزّ وجل سينتهي بسبب كثرة الضربات التي توجه إليه كلما عاد هذا المارد مرة أخرى أقوى مما كان بفضل الله عزّ جل ومثلما يقولون كلما تضيق على الصحوة عاملة مثل مسيرة المياه الكبيرة لما تضيق عليها يزداد اندفاع المياه منها بفضل الله عزّ وجل فيكثر عدد الملتزمين بفضل الله عز وجل .(3/318)
يا جماعة النبي في عام الحزن ولما كانت الوثيقة الظالمة معمولة وكانوا محبوس ين في شعب أبي طالب بعدها عام الحزن بعدها على طول الهجرة والتمكين فالنبي لما مات وارتدت الربي بعدها في فتح فارس والروم التتار لما دمروا بغداد أتى بعدها فتز الصليبيون لما احتلوا المسجد الأقصى واحد وتسعين سنة جاء بعدها صلاح الدين فالدين دين الله والله ناصر دينه لا محالة هذه كانت صفحة بسيطة جداً من صفحات العز من تاريخ أصحاب النبي صلى الله عليه ويلم وما زالت الصفحة مفتوحة إن شاء الله لنلتقي مرة أخرى مع صحابي جليل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الصحابي عبد الله ابن رواحه (رضي الله عنه)
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،(3/319)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذه الليلة الميمونة المباركة وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه الحقيقة يا جماعة عايزين نفتح صفحة جديدة إن شاء الله من قصص أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الحقيقة نفسنا بردوا قبل ما نبدأ عايزين نقول:
يا ترى استفدنا من الحلقات اللي سمعناها قبل كدا في قصص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا لسى ما تأثرناش بصحابي من أصحاب النبي عشان نتأثر بالنبي وأصحابه صلى الله عليه وسلم يعني نحن منقول دا كله يا جماعة مش مجرد سرد قصص وخلاص لا نحن عايزين نقول الكلام دا كله عشان نعرف فين القدوة فين الأسوة المفروض نتأسى بمين المفروض نعرف مين هم قدوتنا اللي لازم يعني نتأسى بهم عشان إن شاء الله يوم القيامة هم دول اللي حنقابلهم على حوض النبي صلى الله عليه وسلم وهم دول اللي حنكون معهم في جنة الرحمن إن قدر الله لنا ذلك نسأل الله عز وجل أن يجمعنا جميعاً والمشاهدين في جنة الرحمن إنه ولي ذلك والقادر عليه الحقيقة إحنا الليلة دي على موعد مع شاعر من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول كان له كم شاعر يا جماعة ثلاثة عبد الله ابن رواحة وكعب ابن مالك وحسان ابن ثابت الليلة دي طبعاً إحنا التقينا بحلقتين كاملين مع كعب ابن مالك الليلة دي إن شاء الله نلتقي مع عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه وأرضاه الحقيقة كان هؤلاء الشعراء كانوا بيستعملوا الكلمات اللي هم بيقولوها:(3/320)
في نصرة دين الله وفي الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهدي هذه الكلمات لكل الصحافيين والكتاب إن أنت الكلمة اللي بين يديك دي أمانة الكلمة اللي بتكتبها بقلمك دي أمانة ستسأل عنها يوم القيامة بين يدي الحق جل وعلا فاتقي الله في قلمك ولا تكتب إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى وإلا ما يقربك من جنة الرحمن سبحانه وتعالى فتعالوا نبدأ قصة سيدنا عبد الله ابن رواحة بس بعد ما تصلي صلى الله عليه وسلم سيدنا عبد الله ابن رواحة كان نشأ في أسرة غنية جداً وأسرة كريمة وكان هو من الناس المعدودين على الأصابع اللي كان بيحسن الكتابة والقراءة والكتابة والقراءة كانت في عهد العرب في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وقبل البعثة كانت نادرة جداً موجودة في بعض أناس قليلين جداً جداً يعدوا على الأصابع فوق دا كله كان بالإضافة إنه بيحسن القراءة والكتابة كان شاعر لا يشق له غبار رضي الله عنه وأرضاه.
وفوق دا كله أيضاً كان فارس كان يستعين به قومه الخزرج في عدائهم وحربهم ضد الأوس فكان شاعر وكان فارس وكان ما شاء الله رجل يعني رقيق الحس رضي الله عنه وأرضاه يريد الله عز وجل لهذا الكون بالخير لأن طبعاً كانوا عايشين في جاهلية لا يعلمها إلا الله والنبي وضح ذلك في حديث جميل جداً رواه مسلم قال صلى الله عليه وسلم إن الله نظر إلى أهل الأرض يعني قبل بعثة النبي فمقتهم والمقت أشد أنواع الكره فمقتهم وعرضهم وعجنهم إلا بقايا من أهل الكتاب يشاء المولى عز وجل ربنا يريد لهذا الكون مرة أخرى بفضل الله سبحانه وتعالى بعد غياب طويل جداً ما بين سيدنا عيسى بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد فترة مظلمة طويلة جداً من الجاهلية أراد الله الخير لهذا الكون ببعثة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل.(3/321)
وآمن به من آمن وكفر به من كفر يشاء المولى عز وجل بعد ما النبي حس أن بذرة أو أرض مكة لا تقبل بذرة التوحيد في هذا الوقت زي ما قلنا كان بيخرج بمواسم الحج عشان يدعو الناس وكان يخرج إلى الطائف والى غيرها فالمهم استنى الموسم الحج زي ما قلنا في الحلقة اللي فاتت النبي التقى مع ست نسمات من يثرب يعني من المدينة وكانوا من الخزرج كلهم فدعاهم إلى الله فأسلموا في التو واللحظة طبعاً حط نفسك مكان هؤلاء وهم يسمعوا قرآن ينسر من بين ثنايا من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم أسلموا الستة يا جماعة ورجعوا المدينة المنورة ما قعدوش ما شاء الله حملوا هم الدين وراحوا يدعو زي ما قلت لك دائماً أمن على عبادتك ربنا أكرمك والتزمت ادعو واحد ثاني عشان لما يلتزم حيكون في ميزان حسناتك فبفضل الله كدا تبقى إيه أمنت على عبادتك وهو دا التأمين الحلال فالمهم الستة رجعوا ودعوا الناس في المدينة فأسلم على يديهم كم سبعة .(3/322)
السبعة دول جاؤوا السنة اللي بعدها مع هؤلاء الستة بس واحد من الستة تأخر قعد في المدينة فبقى خمسة مع سبعة بقوا كم بقوا اثني عشر وراحوا للنبي صلى الله عليه وسلم وبايعوه بيعة العقبة الأولى رضي الله عنهم وأرضاهم حبيبك صلى الله عليه وسلم لقي إن من الفطنة ومن الحكمة أن يطرق على الحديد وهو ساخن فأرسل معهم مصعب ابن عمير زي ما إحنا قلنا بدرس مصعب أرسل معهم مصعب ابن عمير عشان يدعوهم إلى الله ويعلمهم الكتاب ويعلمهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويفقه الناس ويدعوهم إلى الإسلام فأرسل معهم مصعب فبفضل الله مصعب ربنا جعله سبب لفتحة خير كبيرة جداً على المدينة وكان أول سفير للدعوة في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم راح هناك دعا ناس كثيرة جداً أسلمت على يديه كان من بين الذين أسلموا ضيفنا الليلة دي عبد الله ابن رواحة شوق بقى لما تحكي قصة عبد الله ابن رواحة وتعرف أنها في ميزان حسنات مين مصعب ابن عمير سعد ابن معاذ في ميزان حسنات مصعب أسيد ابن حبيل وغيرهم كثير وكثير رضي الله عن مصعب وعن كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبقى أسلم عبد الله ابن رواحة على يدي مصعب ابن عمير في العام اللي بعده بقى كانوا رايحين يبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية فمين كان معهم عبد الله ابن رواحة كان من بين اثنين وسبعين رجل وامرأتان راحوا يبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية.
فوق دا كله بعد ما شاف النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه ووضع يديه في يد النبي صلى الله عليه وسلم النبي طلب منهم يطلعوا له اثني عشر واحد يكونوا نقباء يمثلوا هؤلاء الناس بعد ذلك إذا أراد النبي أن يرجع إليهم في أي أمر فكان عبد الله ابن رواحه من الاثني عشر نقيب الذين اختيروا في هذا الوقت رضي الله عنه وأرضاه.(3/323)
وعاد عبد الله ابن رواحة إلى المدينة وبه من السعادة ما لا يعلمه إلا الله السعادة بقى تخيل واحد بيروح يبايع النبي وأسلم قبل ذلك وفوق دا كله كمان يكون من النقباء الذين يمثلون هؤلاء الناس أمام النبي طبعاً مرتبة وشرف عظيم جداً ربنا يرزقنا وإياكم صحبة النبي في الجنة صلى الله عليه وسلم المهم سيدنا عبد الله ابن رواحة ما رجعش ارتاح زي ما قلنا بردوا كلهم يا جماعة كانوا حاسين بهم هذا الدين وكانوا شايلين هم هذا الدين وحاسين بمسؤولية تجاه هذا الدين فما كنش حد فيهم أبداً يسلم وينام لا يسلم ويبتدي يشتغل أنا أسلمت النهار دا يبقى خلاص بدأ الجهد بقى بدأ الشغل بدأت الدعوة أنا النهار دا التزمت بدأ الجهد أنا حملت أمانة هذا الدين إذا حبيت إن أنت تكون في أعلى درجات الجنة لازم تكون في أعلى درجاتك في العبادة في طلب العلم في الدعوة إلى الله الإمام ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة بيقول لك من أراد المنزلة العليا في جنة الرحمن فلا بد أن يكون في المنزلة العليا في الدعوة إلى الله عز وجل.(3/324)
دي قدام دي يا جماعة خدت بالك والجزاء من جنس العمل راح سيدنا عبد الله ابن رواحة وبدأ في الدعوة إلى الله عز وجل في المدينة رضي الله عنه وأرضاه المهم يشاء المولى عز وجل إن عبد الله ابن رواحة يعني سبحان الله كان مشتاق جداً للقاء النبي وما شافه مرة ونفسه يشوفه ثاني صلى الله عليه وسلم ويقدر ربنا سبحانه وتعالى أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ويستقبله عبد الله ابن رواحة ويسعد سعادة ما نقدرش نوصفها ولو قلنا كل كلمات اللغة لا تتخيل مدى سعادة الإنسان بلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان سبحان الله كان في صداقة تربطه مع أبي الدرداء كان في الجاهلية كانوا الاثنين أصدقاء جداً دائماً الإنسان اللي فيه خير لما ربنا يكرمه بحاجة كويسة ما ينساش أبداً أصحابه ولا أحبابه ولا قرايبه فهو كان صديق حميم جداً لأبي الدرداء طيب هو أسلم خلاص يسيب أبو الدرداء أبداً والله راح وكان سبب في إسلامه بفضل الله عز وجل في يوم من الأيام أبو الدرداء كان رايح المتجر بتاعه الدكانة بتاعته عشان يبيع ويشتري وبعدين راح دخل بيته في غيابه مين دخل بيته في غيابه عبد الله ابن رواحه ومحمد ابن مسلمة كان عبد الله ابن رواحة وهم داخلين كان فين إن أبو الدرداء كان عنده صنم في البيت بيعبده من دون الله سبحانه وتعالى عملوا إيه يا جماعة دخلوا كسروا الصنم ومشوا السلام عليكم وخلاص انتهت المهمة جاء أبو الدرداء راجع من الدكان أول ما دخل دخل بيستبشر أولا ما يخش على مين على الإله بتاعه فلسى داخل لاقى لا آله إلا الله إيه متكسر الله إيه دا آله تايواني ولا إيه فإيه اللي حصل قال هل اقتنعت يعني أنت آله وأنا أعبدك وأسجد لك وبعدين ما تقدرش تدافع عن نفسك فزوجته بقى اللي هي أم الدرداء قالت له:(3/325)
لو كان يملك أن يدافع عن غيره لدافع عن نفسه فبقى دا حتة حجر فعمل إيه في ساعتها شوف الفطرة المقرية على طول قلبه ينشرح وينفتح للإسلام وقال أعدي لي ماءً في المغتسل واغتسل ولبس ثوب جديد وراح على فين على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو رايح يا جماعة سيدنا عبد الله ابن رواحة أول ما شافه جاي قال بس يا رسول الله إنما جاء أبو الدرداء في طلبنا جاي ورايد مشكلة فقال له النبي أبداً إنما جاء ليسلم لقد وعدني ربي بأبي الدرداء أن يسلم ودا يفكرنا بموقف جميل جداً يا جماعة وإن كنت لم أخذ على صحة هذه الرواية للأمانة العلمية لكن في موقف ثاني جميل جداً عند النسائي وأحمد بسند صحيح إن سيدنا أبو طلحة الأنصاري اللي تفتكروا لما راح عشان يتزوج أم سليم أم أنس ابن مالك فقال لها طبعاً هو كان غني وجميل جداً وصاحب جاه وأبها ومنظر ما شاء الله تتمناه أي امرأة كان هو لسى ساعتها كافر وأم سليم كانت مسلمة فراح فطلب منها أن يتزوجها بعد موت أبو أنس ابن مالك بفترة كبيرة فعرض عليها مهر لنفترض مثلاً عشرين ألف دينار مثلاً يعني عرض عليها مهر كبير وكان غني جداً فقالت له:(3/326)
والله يا أبا طلحة والله مثلك لا يرد اللي زيك أنت ما فيش واحدة ترفضه أبداً ولكنك امرء مشرك وأنا امرأة مسلمة فإن أسلمت فذاك مهري ولا أريد شيئاً سواه هو ظن في الأول أنها بتضحك عليه فعمل إيه جاء لها ثاني يوم بضعف المهر مثلاً دفع عشرين لا خدي أربعين فقالت له والله ما أردت هذا والله أنا مش عايزة كدا أنت فهمتني غلط ولكنك امرء مشرك وأنا امرأة مسلمة فإن أسلمت فذاك والله مهري ولا أريد شيئاً سواه بالله عليكم واحدة زي دي ممكن واحد يسيبها طبعاً لا فاهم الزاي دا الواحد لو لقي أربعة يكمل بهم كتيبة واحدة فالمهم سبحان الله راح رايح قال لها ومن لي بالإسلام قالت له اذهب إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام واسلم بين يديه فراح أبو طلحة داخل على مسجد النبي وهو واقف على الباب يا جماعة فجأة الصحابة شافوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا أبو طلحة جاءكم غرة الإسلام في الجبين عرف الزاي النبي عليه الصلاة والسلام إن هو إلا وحي يوحى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فدخل أبو الدرداء وأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وكان ما ينساش أبداً الفضل دا لهذا الصحابي الجليل اللي هو عبد الله ابن رواحة ليه كان صديقه في الجاهلية ولما أسلم ما سابوش أخذه من الجاهلية دي لحد ما ربنا أكرمه وكان سبب في إسلامه فكان يقول أبو الدرداء:(3/327)
أعوذ بالله أن يأتي عليّ يوم لا أذكر فيه عبد الله ابن رواحه يا سلام أجمل حته نطلع بها من هنا أجمل درس نأخذه من الحتة دي الوفاء يا جماعة ما أجمل الوفاء أجمل شيء في الدنيا إن أنت تكون إنسان وفي تكون وفي مع الله تكون وفي مع الناس تكون وفي مع أقرب الناس إليك فاهم الزاي سبحان الله يعني لو ربنا زي ما قلت لك لو ربنا هداك أوعى تنسى أصحابك أوعى تنسى حبايبك فاهم الزاي شوف أصحابك اللي أنت كنت مصاحبهم في أيام الجاهلية وأنت التزمت خلاص روح بقى إيه بس بعد ما ربنا يكرمك بالعلم وتثبت وتبقى راسخ كدا وتبقى واثق من نفسك وتروح تدعوهم إنما لو لسى في بداية التزامك ممكن هم يفتنوك ويرجعوك للأيام الثانية نسأل الله العفو والعافية بس طبعاً ممكن يطلع شاب النهار دا يقول والله الوفاء حلو قوي أنا بقى كنت ماشي مع واحدة في الثانوية العامة كنت بقى أدوها إلى الله لكن كان فين الوفاء دا في الحتة دي بالذات مش عايزين الوفاء من النوع دا إنما تدعو لدين الله عز وجل إن الرجل هو الذي يدعو الرجل وأن المرأة هي التي تدعو المرأة دا الكلام هو الكلام المضبوط أما دعوة النساء في المساجد ماشي أبقى أنا قاعد في المسجد وقدامي الرجال والنساء قاعدين في صف منبرة الأخوات بعيد عن رؤية الرجال آه الكلام دا ما فيش مشكلة فاهم الزاي إنما مني لامرأة مباشرة هذا الكلام لا يجوز في شرع الله سبحانه وتعالى وعمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه يقول:(3/328)
ما يخلون أحدكم بامرأة ولو كان يحفظها القرآن لأن ممكن أنت تفتتن بها هي تقتتن بك ما بقاش دين بقى فاهم الزاي لأن النهار دا طبعاً الموضات نسأل الله العفو والعافية بنات وشباب بيبقوا قاعدين في النوادي ويقعدوا يتكلموا في التين مش في الدين واخد بالك ربنا يبارك فيكم يا رب يبقى أول حاجة أخذها من الدرس دا من الجزئية دي الوفاء شوف حبيبك سيد الأوفياء ما تصلي عليه صلى الله عليه وسلم حديث رواه مسلم إن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي حتى تتورم قدماه وكان يسجد صلى الله عليه وسلم حتى يظن أنه قد قبض يظن أنه قد مات من كثرة سجوده صلى الله عليه وسلم أمنا عائشة بتقول له كلكمة جميلة قوي بتقول له يا رسول الله :
أنت تفعل بنفسك هكذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وهو النبي عمل إيه يا جماعة ولا حاجة صلى الله عليه وسلم دا المعصوم ورغم ذلك بتقول له ربنا غفر لك ما تقدم وما تأخر وبتعمل في نفسك كدا فيقول لها شوفوا الوفاء يقول لها :
يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا طيب هو غفر لي ما تقدم وما تأخر ما أشكروش سبحان الله هل جزاء الإحسان إلا الإحسان شوف وفاء النبي عليه الصلاة والسلام لسيدنا أبي بكر حديث في البخاري ومسلم أبو بكر طبعاً ضحى بماله وبنفسه وبأسرته كلها وجعلها في خدمة دين الله عز وجل لدرجة إنه لما النبي ندبهم للصدقة أبو بكر راح بفلوسه كلها يا جماعة مين يقدر يعمل كدا تقدر تطلع فلوسك كلها وتحطها في حجر النبي الكلام حلو لكن نحن يعني إيه بنتكلم عن حقائق يعني فأبو بكر راح حط فلوسه كلها في حجر النبي النبي يسأله سؤال جميل قوي يا أبا بكر ماذا تركت لأهلك وأولاك قال له كلمة واحدة شوف اليقين والتوكل والثقة بالله قال له :(3/329)
تركت لهم الله ورسوله بس خلصت فالنبي عليه الصلاة والسلام بيقول بقى وبيوضح فضل أبي بكر فبيقول إيه كما في الصحيحين إن أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام يا سلام شوف وفاء النبي لعمه أبي طالب عمه مات مشركاً ورغم ذلك النبي من وفائه لعمه بردوا ما سابوش والحديث في البخاري ومسلم أيضاً إن عم النبي لما كان على فراش الموت والنبي يدعوه إلى الله فأبا قال يا عم قول لا آله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند ربي فكان يقول هو على دين عبد المطلب وفي أخر لحظة في حياة عمه أبو طالب فقال له والله يا ابن أخي بيكلم النبي عليه الصلاة والسلام بيقول له :
والله يا ابن أخي لولا أن تعيرني قريش لأقررت بها عينك لولا خائف يعيروني بعد ما موت يقولوا دا أسلم لكنت أسلمت يا سبحان الله ومات مشركاً جاء العباس عم النبي فقال يا رسول الله لقد نفعك عمك أبو طالب كثيراً ودفع عنك أذى المشركين فبما نفعته شفاعتك معقولة حتسيبه كدا قال لقد سألت ربي أن ينقله من النار من قعر النار إلى ضحضاح من النار اللي هو جمر النار اللي قوي خالص فهو أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة يقف على جمرتين يغلي منهما دمائه أبد الآبدين نسأل الله العفو والعافية شوف وفاء النبي صفحة من وفاء النبي لأمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها الحديث رواه مسلم أمنا عائشة تقول :(3/330)
كلمة جميلة قوي تقول إيه ما غرت على نساء النبي مثلما غرت على خديجة وإني لم أدركها ما شفتشهاش لكن كنت باحترمها جداً وما بغرش من الزوجات الثانيين الثمانية غيري ورغم ذلك ما كنتش بغير غير من اللي ماتت رضي الله عنها وأرضاه قالت وكان النبي إذا ذبح الشاة يقسم من اللحم ويأخذ نصيباً يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة في يوم من الأيام أمنا عائشة تضايقت فقالت خديجة خديجة يعني ربنا ما خلق غير خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة مؤثرة جداً قال:
إني قد رزقت حبها فاعتبر حبه لخديجة رزق ربنا ساقه إليه صلى الله عليه وسلم على شان كده لما الواحد يرزق بحبيبته مش حرام يا جماعة بالعكس دا من مطالبة تكرار المسلم أنك تكلم زوجتك أجمل كلمات تقول لها حبيبتي وتدلعها فسبحان الله آه تلاعبها وتهزر معها والنبي صلى الله عليه وسلم كان سابق أمنا عائشة وأنتم عارفين حديث ثاني رواه أحمد بإسناد الحسن إن أمنا عائشة تقول :
كان النبي إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء فقالت فغرت يوماً فقلت ما أكثر من تذكر من حمراء الشتقين يعني أيه حمراء الشتقين يعني وحدة وقعت سنانها واللثة بتاعتها حمراء يعني عجزت فقالت ما أكثر ما تذكر من حمراء الشتقين قد أبدلك الله خيراً منها بابنة بكر وجميلة ومش عارف أيه فالق النبي أبدلني الله خير منها لا والله لا أبداً قد أمنت بي إذ كفر بي الناس وواستني بمالها إذ حرمني الناس ورزقني الله أولادها وحرمني أولاد الناس شوف الوفاء يا جماعة منظر ثاني جميل جداً والحديث رواه أحمد بسند الحسن في يوم من الأيام جاءت امرأة عجوز ودخلت على بيت النبي صلى الله عليه وسلم النبي راح فارش لها فراش كده وقعدت عليه وراح يسألها عن أخبارها كيف حالك ومش عارف أيه وقعد يطمن عليها فلما مشت أمنا عائشة بتقول له يا رسول :(3/331)
الله لقد يعني اهتمت قوي بالمرأة هذه ما الحكاية قال لقد كانت تأتينا على عهد خديجة وإن حسن العهد من الإيمان وفي يوم من الأيام سمع صوت حد ينادي من برا مين التي تنادي يا جماعة هالة بنت خويلد التي هي أخت خديجة بنت خويلد النبي من لهفته أن أي أحد يذكره بخديجة فقال :
اللهم هالة على شان يسمع أي أخبار أو يعرف يطمأن على حد من أقارب خديجة رضي الله عنها وأرضاها وقصص جميلة جداً من قصص الوفاء يعني لا أستطيع أن أعدي هذا المقام إلا أذكرها كان أحد الملوك يا جماعة كان سبحان الله كان أصدر حكم بالإعدام على رجل يعني من الرعية وهذا الرجل كان لي قرايب وله أهل على بعد مسافات بعيدة جداً مسافة حوالي يوم ونصف راح ويوم ونصف راجع لبلد ثاني فاستأذن هذا الملك أن يروح ويشوف أهله ويطمأن عليهم ثم يرجع مرة أخرى حتى يعني ينفذ به حكم الإعدام قال له خلاص تجيب واحد يضمنك بحيث لو أنت ما أجيت هو يعدم مكانك فبص كده على الحاشية بتاعة الملك فرأى واحد رجل سمت طيب كده اسمه شريك قال له:(3/332)
يا شريك تخليك مكاني على شان أروح أطمأن عن أهلي وأرجع قال له طيب بس لا تتأخر يعني ثلاث أيام وجاي على طول قال له طيب سابوا يوم واثنين وثلاثة وراح يطمن على أهله وجاء اليوم الثالث فجمع الملك الحاشية وجمع الناس الذي هم الشعب نفسه على شان يحكم بالإعدام على شريك مكان الرجل الذي راح يزور أهله الناس صعب عليهم الموقف طيب ليه هذا يتأخد بذنب هذا مع انه لم يفعل حاجة والرجل بكل وفاءه وبكل أمانة خلاص دخل وقدم نفسه للمشنقة وخلاص سيشنق وفجأة قبل ما ينفذوا الحكم بدقيقة فجأة وجدوا واحد أتي من بعيد قالوا ننتظر أيها الملك لعل الرجل هو الذي كان سيشنق فعلاً انتظروا ففعلاً طلع هو نفس الرجل ورجع في المعاد المحدد وقدم نفسه لحبل المشنقة فسأله الملك لماذا صنعت ذلك ما الذي خلاك تأتي رغم أنك ستشنق لألا يقال ذهب الوفاء من قلوب الناس فراح ساءل شريك الذي هو كان مقدم نفسه مكان الرجل وقال له:
وأنت لما فعلت ذلك تقدم نفسك مكانه واحد ثاني قال لألا يقال ذهبت المروءة من قلوب الناس قال الملك فأنا عفوت عنكما لألا يقال ذهب العفو من قلوب الناس صلى الله عليه وسلم تعالوا نشوف صفحة جميلة جداً من عبادة سيدنا عبد الله بن رواحه كان الحقيقة و الحديث في البخاري ومسلم كان له موقف جميل جداً سيدنا أبو الدرداء يقول كنا نخرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سفر في يوم حر شديد وما فينا احد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحه كان عنده اجتهاد في العبادة في شيء يفوق الخيال لدرجة أنه بعد موته بفترة يا جماعة كان في واحد يا جماعة راح يتزوج زوجة عبد الله بن رواحه ليه قالت له لما تزوجتني قال :(3/333)
ما تزوجتك إلا لأعلم ما الذي يصنعه عبد الله بن رواحه في عبادته لله عز وجل قالت له أكثر حاجة يواظب عليها أنه كان لما يخرج من البيت يصلي ركعتين قبل ما يخرج ولما يرجع يصلي ركعتين قبل ما يدخل البيت عبادة بسيطة يا جماعة لكن أحياناً تكون عبادة يسيرة جداً وتكون سبب دخولك الجنة دائماً يقول لك في مفتاح معين وفي موهبة معينة ربنا وضعها في كل عبد يخش بها الجنة واحد ما شاء الله تلاقي عنده قدرة على قيام الليل يجتهد واحد تاني عنده قدرة على صيام النوافل الثالث أنا ما لي قدرة في الصيام ولا في القيام أنا لي في الإنفاق واحد رابع يقول لك:
أنا عندي قدرة على خدمة الناس أمشي في مصالح الناس واحد رابع واحد خامس ما شاء الله كل واحد فيهم موهبة في الحديث الذي رواه البخاري لما النبي سأل سيدنا بلال هو النبي أيه الذي حصل لما دخل الجنة سمع خشخشة نعل بلال أمامه في جنة الرحمن فسأل بلال رضي الله عنه وأرضاه قال يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف عليك أي صوت تحريك عليك أمامي في جنة الرحمن فقال بلال لا شيء يا رسول الله سوى أني لا أتطهر طهور في ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما قدر لي بس توضيت صليت ركعتين حاجة بسيطة جداً فلذلك سيدك النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند مسلم لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ورب الكعبة يا جماعة يعني سبحان الله البسمة البسيطة التي تترسم على وجه المسلم هذه لها مفعول السحر أنك أنت تستقطب قلوب الناس إلى دين الله سبحانه وتعالى يا جماعة في ناس يا جماعة حياتها واقفة على بسمة يشوفها من إنسان محترم من إنسان متدين وتبقى في ميزان حسناتك بفضل الله سبحانه وتعالى يعني اذكر أن شاب مرة يقول سبب التزامه أنه في يوم من الأيام خارج من بيته متضايق وحزين و زعلان فجأة وجد أخ فاضل خارج فمبتسم فدخل فسلم عليه وطبطب على صدره وقال له :(3/334)
اسأل الله أن يجمعني وإياك مع النبي في الجنة ما قال أكثر من كده سلم عليه وقال له كلمتين ومشي بفضل الله الشاب هذا التزم بسبب هذا الفعل بفضل الله سبحانه وتعالى يعني لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للصالحين أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل في يوم من الأيام نزل قول الله عز وجل ) والشعراء يتبعهم الغاوون ( زعل أوي عبد الله بن رواحه وقال أنا منهم يعني أنا ممكن أكون من الشعراء الغاوون فنزل قول الله عز وجل ) إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات ( عايزين نشوف صفحة جميلة جداً يا جماعة من صفات وأخلاق سيدنا عبد الله بن رواحه الحقيقة عبد الله بن رواحه كان رحيم جداً جداً وكان بيكفل عنده زيد بن أرقم كان يتيم فرباه في حجره وكان يعطف عليه وكان يغدق عليه من الخير الكثير والكثير بعد ما سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا وكافل اليتم في الجنة لما تحب تكون مع النبي في الجنة اكفل يتيم ولو حتى بعشرة جنيه في كل شهر ادفعهم في أي جمعية في الجمعيات الخيرية ولذلك سبحان الله شوف الإنسان أعماله الخيرية تؤهله للشهادة وتؤهله لنيل الدرجات العلا في الجنة الإمام البخاري الإمام الذهبي لما ترجم لسيدنا عبد الله بن رواحه قال الأمير السعيد السهيد رجل شاعر وفارس وعابد وداعية ورحيم بالفقراء واليتامى ومتبع برسول الله صلى الله عليه وسلم كال هذه المؤهلات أهلته الشهادة رضي الله عنه وأرضاه تعالوا نشوف موقف جميل جداً لابن رواحه بس بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.(3/335)
مرة ثانية نرجع لقصة سيدنا عبد الله بن رواحه رضي الله عنه وأرضاه الحقيقة كان له موقف جميل جداً يعني في نصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام والحديث هذا رواه البخاري ومسلم كان سيدك عليه الصلاة والسلام كان الكلام هذا بعد الهجرة وقبل غزوة بدر مباشرة كان سمع أن سعد بن عبادة مريض فراح يزوره والنبي عليه الصلاة والسلام وكان راكب حمار أعزكم الله وكان وراه سيدنا أسامة بن زيد وهما معدين عدوا على مجلس كان في أخلاط كبيرة جداً من المسلمين والمشركين ومن اليهود وكان من بين المسلمين عبد الله بن رواحه كان جالس كان من بين هؤلاء الذين جالسين كان رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وهذا كان من أكبر الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالنبي لما عدا أعزكم الله الدابة ماشية في التراب فبتعمل عفرة فالعفرة جاءت على المسجد هذا فما قصد النبي عليه السلام فقال عبد الله بن أبي راح مخمر كدا انفه وقال :(3/336)
لا تغبروا علينا فالمهم نزل النبي وراح مسلم على الناس وبدء يدعوهم للإيمان بالله ويذكرهم ويتلوا عليهم من كتاب الله عز وجل فقال لهم عبد الله بن أبي ابن سلول الذي هو رأس المنافقين قال ما أحسن ما تقول ولكن اجلس في رحلك فمن أراد أن يسمع فليأتي معنى أن لا تأتي إلى هنا ثاني فإنا لا نحب ذلك فقال عبد الله بن رواحه لما لاقى عبد الله بن أبي بين سلول يقول هذا الكلام للنبي عليه السلام قال لا والله يا رسول الله بل أغشنا فيما جلسنا تعال لنا في أي وقت فإن نحب أن نسمع ذلك ما الذي حصل حصلت مشدة بين المسلمين والمشركين واليهود وقاموا كانوا سيقتلوا بعضهم بعض فقال النبي صلى الله عليه سلم الذي ما أرسله الله إلا رحمة للعالمين بدأ يخفض من الناس ويهديهم ويصلح ما بينهم لحد لما هديوا كلهم الحمد لله ومشي النبي عليه السلام وهو أسامة بن زيد وراح دخل على سعد بن عبادة فلما دخل على سعد بن عبادة قال هلا علمت ما فعل عبد الله بن أبي بن سلول قال ما فعل يا رسول الله راحوا حاكيين له القصة التي حصلت فقال له:(3/337)
سعد بن عبادة يعني معنى الكلام اعذره يا رسول الله لأن أنت قبل ما ربنا يكرمك بالبعثة هذه كان عبد الله بن أبي بن سلول كان أهل المدينة كانوا خلاص سيتوجونه ليبقى ملك على المدينة كلها فلما أكرمنا الله بك يا رسول الله كل هذا طبعاً انسحب البساط من تحت عبد الله بن أبي بن سلول والكل بقى مع مين مع سيدك الرسول صلى الله عليه وسم المهم يا جماعة تمر الأيام وتجي غزوة بدر وبفضل الله يشارك فيها عبد الله بن رواحه وينتصر المؤمنين وتمر الأيام وقريش تعد العدة لقتال المسلمين ويلتقوا في غزوة أحد وبعدها ذي ما انتم عارفين كانت النصرة في بداية الغزوة لصالح النبي وأصحابه ولما نزل الرماة من على جبل الرماة فانقض المسلمين على المشركين فقتلوا سبعين من أخيرة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كان من ضمن الذين انتقلوا يا جماعة عم النبي من أحب الناس إلى قلب النبي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من باب المحبة والمشاركة الوجدانية من عبد الله بن رواحه للنبي صلى الله عليه وسلم أنه عمل قصيدة يرثي بها حمزة بن عبد المطلب فقال فيها عبد الله بن رواحه :(3/338)
بكت عيني وحق لها بكاها وما يمدي البكاء ولا العويل على أسد الإله بكى تقالوا حمزة ذالكم الرجل القتيل أصيب المسلمون به جميعاً هناك وقد أصيب به الرسول أبا يعلا لك الأركان مدت أبا يعلا لك الأركان هدت وأنت الماجد البر الوصول شوف قد أيه سيدنا عبد الله بن رواحه كان يعني ملازم النبي صلى الله عليه وسلم ويواسي الرسول صلى الله عليه وسلم في موت عمه وحبيبه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه وكان سيدنا عبد الله بن رواحه كان يشارك النبي لكل الغزوات هذه بالنسبة لسيدنا عبد الله بن رواحه بعد فتح خيبر لو تفتكروا يا جماعة في غزوة خيبر بالذات ربنا سبحانه وتعالى امتن على النبي بأكثر غنائم غنمها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته كانت غنائم كثيرة جداً جداً وكان يهود خيبر كانوا طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يفضلوا في الأرض بتاعتهم يزرعوها ويكون للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه نصف ثمر خيبر فكان النبي يبعث لهم واحد بعد ما كان لما يطلع الزرع ويجنوه على شان يعملوا الحساب بتاعهم والحساب بتاع النبي وأصحابه كان مين الرجل هذا كان عبد الله بن رواحه رضي الله عنه وأرضاه فراحوا مجهزين له بعض الذهب كده والحلي بتاع نسائهم وقالوا له هذا هدية لك على أن تخفف عنا يعني بدل ما تقول لنا هذا النصف وهذا النصف لا خزوا انتم الثلث ونحن الثلثين وهذه هدية ليك يعني حبوا يعطوه رشوة فقال لهم عبد الله بن رواحه والله يا معشر يهود إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذاك بحاملي على أن أف عليكم رغم أنني أكرهكم لكن هذا مش رح يخليني أصدمكم أبداً أنا مش رح أصدمكم أنتم ستأخذون النصف بالعدد ونحن سنأخذ النصف بالعدد ثم قال لهم :(3/339)
والرشوة سحت فقال اليهود بهذا قامت السموات والأرض هي فعلاً الأمانة الصدق والوفاء الذي عندكم هذا هو السبب في هذا الخير الذي نحن شفناه منكم سبحان الله وفي يوم من الأيام يا جماعة حبيبك صلى الله عليه وسلم كان رايح مع الصحابة في عمرة القضاء وذي ما قلت لكم كان عبد الله بن رواحه ما كان يقاتل يعني بالسنين والسيف فقط فقد كان يقاتل بشعره يدافع وينافح عن الإسلام ويدافع أيضاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل في عمرة القضاء والحديث رواه الترمذي بإسناد الحسن لما دخل في عمرة القضاء كان يقول هذه الكلمات كان يقول :
خلو بني الكفار عن سبيلي اليوم نضربكم على تنزيل ضرباً يزيل الهام عن مقيلي وينزل الخليل عن خليل فقال عمر بن الخطاب يا بن رواحه أفي حرم الله وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول الشعر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خليه يا عمر سيبه يقول فاهم الزاي فو الذي نفسي بيده لكلامه عليهم اشد من وقع النبل عارف الكلام الذي يقوله هذا أشد على المشركين من ضرب السهام في صدورهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام سيدنا عبد الله بن رواحه قاعد مع النبي عليه السلام فسمعه وهو يقول حديث جميل جداً قلناه أكثر من مرة في حلقات كثيرة جداً يا جماعة حديث رواه أحمد والترمذي بسند الصحيح النبي قاعد في وسط الصحابة فيعني يبيهيئ نفسيتهم ومعنوياتهم ويقول لهم أيه يعني يجاهدوا في سبيل الله ويبذلوا الغالي والرخيص في سبيل أنهم ينالوا شرف الشهادة في سبيل الله فقال النبي:(3/340)
للشهيد عن ربه سبع خصال يغفر له مع أول دفعة من دمه مع أول نقطة دم يرجع الصفحة بتاعوا ما فيها ولا ذنب وفوق هذا كله ويرى مقعده من الجنة ويحلى حلة الإيمان ويزوج من اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ويلبس تاج الوقار الياقوتة الواحدة فيه خير من الدنيا وما فيها ثم بعد ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ويشفع في سبعين إنساناً من أهل بيته يكون قد وجبت عليهم النار فيدخلهم الجنة سيدنا عبد الله بن رواح لما سمع الكلام هذا قلبه اشتاق أن ينال شرف الشهادة في سبيل الله والحقيقة ما طال انتظاره فقد جاءت يوم سرية مؤتة أو غزوة مؤتة اليوم الذي حصل فيه أن مات عبد الله بن رواحه شهيداً في تلك الغزوة يا ترى ما حكاية سرية مؤتة نقول :(3/341)
بعد ما نصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان سبب الغزوة هذه أو السرية كان سببها إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الحارث بن عمير الأسدي برسالة إلى ملك الروم فتعرض له واحد اسمه شرحبيل بن عمر الغساني أخذه وراح مكتفه وراح إيه قتله طبعاً كان إرسال الرسل والسفر يا جماعة كان قتلهم يعتبر يعني أشد من حالة إعلان الحرب والطوارئ لأنه أصلاً لم يكن في عهد هؤلاء الناس لم يكن في أحد من الرسل أبداً أو السفراء لو أتى لك واحد كافر سفير لا يمكن لابد أن تحسن إليه إنما أن تقتله هذه حاجة كانت جريمة عندهم كانت لا تغتفر فالمهم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم بناء على ذلك بناء على قتل واحد فقط من المسلمين جهز ثلاثة آلاف موحد من أجل أن يخرجوا ويقاتلوا هؤلاء الناس وهذا درس كبير جداً على شان مسلم واحد فقط قتل يا جماعة النبي بعث ثلاثة آلاف موحد على شان يقاتلوا في سبيل الله سبحانه وتعالى و نحن اليوم بخلانين حتى بالدعاء الدعاء بس يا جماعة لأخواننا في فلسطين والعراق وفي كل مكان فلا أقل من ذلك أن نحن ندعي لهم أن ربنا ينصرهم ويفرج كربهم إن شاء الله أخذت بالك المهم النبي لما أرسل هذه السرية كان فيها ثلاثة آلاف واحد المهم يشاء المولى عز وجل النبي راح مأمر على السرية هذه بالذات ثلاثة مع أن كان من عادة النبي كان لا يأمر إلا رجلاً واحد فقط لكن لماذا قال لأهمية هذه السرية كانت مهمة جداً وفي نفس الوقت أنت تعرف أن وجود الراية مرفوعة دائماً كان يكون سبب في رفع الروح المعنوية عند الجنود فلو سقطت الراية الثاني يشيلها الثاني الثالث يشيلها وهكذا فأمر عليهم النبي ثلاثة صلى الله عليه وسلم الحديث رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤت ة زيد بن حارثة ثم قال:(3/342)
إن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قام الناس يا جماعة على شان يودعوا الصحابة المجتمع كله فرحان جداً بالجيش اللي طالع رايحين يودعوهم كل الناس خرجوا من بيوتهم على شان يودعوا ثلاثة آلاف موحد رايحين يقدموا روحهم في سبيل الله سبحانه وتعالى فبعد لما ودعوا كل الناس وودعوا الأمراء جاء عبد الله بن رواحة وهو الناس يودعوه راح بكى فقالوا له لماذا البكاء يا عبد الله قال والله ما أبكي شوقاً على الدنيا ما أبكي شوقاً للدنيا ولا حزناً عليها ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار وقال ) وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً { فقال :(3/343)
فهذا فقد اخبر النبي بورود النار فكيف لي بالصدور بعد الورود فأنتا مش عارف إذا كنت أنجو ولا أبقى فيها سبحان الله يعني طبعاً الورود مش المقصود به الخروج من النار المقصود به الصعود على الصراط اللي هو معمولة على متن جهنم نسأل الله أن يعفو عنا وعنكم جميعاً يا رب العالمين طبعاً الصراط يا جماعة قبل ما نكمل غزوة مؤتة الصراط هذا مسألة يعني لو الواحد يفتكرها يعني فعلاًُ حاجة لا تنسى يا جماعة لو قلت لك أن واحد يريد أن يعدي الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها مشياً على رجليه من غير لا زاد ولا طعام ولا أكل ولا شرب ولا حتى مواصلات نقدر نقول عن الإنسان هذا عاقل يعدي الكرة الأرضية كلها مشي ينفع طيب لو واحد قال لك أن سأعبر المحيط الأطلنطي سباحة من غير لا أكل ولا شرب ولا حتى مركب تكون ماشية جنبي ولا أريد حتى عوامة هذا أيضاً يسمى عاقل أمال اللي عايز يعدي الصراط يا جماعة من غير عمل صالح من غير بر والدين من غير صلاة من غير أي حاجة يعملها لخدمة دين الله يعدي الزاي دة الصراط أنا سأقول لك حاجتين بس ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم تعرف قد إيه هو الصراط لا يوصف يعني لا أستطيع أن أصف لك حجم الصراط إنما أقربلك المسألة النبي عليه الصلاة والسلام يقول الحديث رواه مسلم يقول:(3/344)
ينادي الحق جل وعلا يوم القيامة على آدم فيقول يا آدم أخرج من ذريتك بعث النار يعني نصيب المنار فيقول رب وما بعث النار عددهم قد إيه فيقول من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة طبعاً وضح النبي في آخر هذه الرواية أن ألف سيكونون من يأجوج ومأجوج وواحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يعني أغلب اللي سوف يدخل من يأجوج ومأجوج طيب حديث ثاني رواه مسلم والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضرس الكافر يوم القيامة في النار يعني مثل أحد قد جبل أحد وسمك جلده ثخن الجلد أربعة وأربعون ذراعاً وفي رواية سبعون ذراعاً ولا تعارض بين الروايات فكل على قدر كفره عياذا بالله اش معنى سمك الجلد امش معنى مش العظم ولا اللحم الأطباء يقولون :
أن مراكز الإحساس كلها في الجلد مش في اللحم ولا العظم ولذا قال جل وعلا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب فذوق العذاب من أين من الجلد ومجلسه من جهنم وفي رواية وما بين منكبيه كما بين مكة والمدينة يبقى حجم الكافر في النار قد إيه أربع مئة وخمسين كيلو تقريباً هذا حجه فاهم الزاي وفي فمه اثنين وثلاثين سنة ودرس كل درس وكل سنة قد جبل أحد تخيل فوق هؤلاء من كل ألف وتسع مئة وتسعين وتسعين تبدأ عليهم النار ثم تبدأ بعد ذلك الشفاعات أخذت بالك فوق كل هذا منصوب الصراط أحد يقدر يتخيل حجم الصراط لا يمكن وهو أدق من الشعرة وأحد من السيف وتحقيق نار أوقد عليه ألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى احمرت وألف عام حتى اسودت سبحان الله ويقول عنها صلى الله عليه وسلم ناركم هذه التي توقدون عليها هي جزء من سبعين جزءاً من نار الآخرة فقالوا يا رسول الله وإن كانت نار الدنيا كافية دة كفاية قوي فقال :(3/345)
ولكنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاًُ كلهن مثل حرهن فالزاي الإنسان يأمن على نفسه أن يعيش من غير صلاة من غير عمل صالح من غير أن يحجب زوجته وبناته من غير ما يعلمهم طاعة الله ومحبة الله ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يأمن على نفسه وهو يمر من على الصراط أخذت بالك ولذلك ربنا سبحانه وتعالى شوف يقول إيه في الآية يقول ) يوم ترى المؤمنين والمؤمنات { دة في الصراط بقى ) يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم { مين اللي يقول هم كدة الملائكة ) جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم { شوف المشهد الثاني ) يوم يقول المنافقون والمنفقات للذين آمنوا انظرونا { النور بتاع المنافقين انطفأ خلاص والنور بتاع المؤمنين ما شاء الله كالشمس وكالجبل حاجة منا أو الله فاهم الزاي ) يقولون انظرونا نقتبس من نوركم قبل ارجعوا وراءكم { فين في الدنيا أخذتم هذا النور من أين من العمل الصالح ) قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا النور فضرب بسينهم بين المؤمنين والمنافقين بسور له باب باطنه فيه الرحمة { من ناحية المؤمنين ) وظاهره من قبله العذاب { من ناحية المنافقين ولم ينقطع النداء ) ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم ورتبتم وغرتكم الأناني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير { يغلق الستار على المشهدين ينادي الحق جل وعلا عليكم ويقول :(3/346)
) ألم يأذن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله { بعد ما شفتم هؤلاء المشهدين ألم يئن الأوان للقلوب هذه أنها تخشع لذكر الله أنها تسجد لله أن اللي واقع على معصية يسيب المعصية أن اللي قلبه متعلق بواحدة يسيبها واللي قلبها متعلق بواحد تسيبه واللي لم تلبس حجاب تلبسه واللي يعقون أمهم وأبوهم يبروهم يا سلام شفتوا قد إيه آيات القرآن والتوافق الجميل هذا المهم قام المسلمون فودعوا هؤلاء الذين خرجوا للجهاد في سبيل الله في سرية مؤتة فقالوا لهم كلمة جميلة جداً يا جماعة ماذا قالوا لهم قالوا لهم المسلمون وهم يودعون المودعين المجاهدين صحبكم الله ودفع عنكم وردكم إلينا صالحين كان المفروض ماذا يقولون وردكم إلينا سالمين لم يقولوا :
سالمين مش المهم أن أنت ترجع ويديك مقطوعة أو رجليك مقطوعة المهم أنك ترجع وقلبك موصول بالله يا سلام نهدي هذا الكلام لأمهاتنا في فلسطين مش مهم أن ابنك رجليه تقطع أو يده تقطع أو أنه حتى يموت المهم أن يكون قلبه موصول بالله المهم أن يكون ربنا راضي عنه هذه أهم عندك من رجليه وإيديه ووعينه أي حتة في جسمه نهدي هذا الكلام لكلا أم لنا في فلسطين ونسأل الله عز وجل أن يفرج كربهم جميعاً فالهمم فلما قالوا للصحابة وردكم إلينا صالحين قال لهم ابن رواحة لكنني أنا بقى لا أريد أن أرجع ولا أريد أن أرى الدنيا لكنني أسأل الرحمن مغفرة اسمع هذا الكلام الحلو بقا بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم قال لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا يعني إيه ذات فرغة يعني طعنة وساعة عايز الضربة جامدة جداًَ أو طعنة بيدي حران مجهزة يعني سريعة القتل بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا:(3/347)
إذا مروا على جذفي يعني على قبري أرشده الله من غاز وقد رشدا يا سلام المهم شاء المولى عز وجل أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وأمر الصحابة أن يخرجوا إلى يعني أطراف المدينة ثم يصلوا الجمعة ويلحق بهم صلى الله عليه وسلم يستنوه على شان يقول لهم الوصايا الغالية بتاعة النبي صلى الله عليه وسلم فأحب عبد الله بن رواحة أن يصيب الحصنين قال لك بس أروح أصلي الجمعة مع النبي وأروح ألحق الجيش بعدة كدة فلما تأخر بعد ذلك النبي صلى وذهب إلى الجيش فوجد عبد الله بن رواحة قادم بعده قال لماذا تأخرت يا ابن رواحة قال أردت أن أصليب معك الجمعة يا رسول الله ثم ألحق بالجيش فقال له النبي معلماً على شان تعرف أن أوامر النبي يجب أن تنفذ مثلما هي صلى الله عليه وسلم قال لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت غدوتهم الشوية التي هم سبقوك بها هذه أفضل لو أنت أنفقت ما في الأرض لن تصل غلى اللي هم عملوه الآن لأنهم سمعوا كلامي وخرجوا إلى أطراف المدينة صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة بدأ الجيش يتحرك ويروح إلى الأرض أرض الجهاد عند المكان الذي التقوا فيه في غزوة مؤتة قبل أن يصلوا إلى هذا المكان بعثوا واحد على شان يعرف عدد جيش الكفار قد إيه كانت مفاجأة كبيرة جداً ومذهلة وصعبة جداً عدد المسلمين كم يا جماعة ثلاثة آلاف وجدوا أن عدد الكفار قد إيه مئتين ألف تخيل المنظر هذا تعمل إيه لو كنت مكانهم مئتين ألف قدام ثلاثة آلاف يعني ليس هناك أسي نسبة ولا تناسب فاهم الزاي فالناس قالوا:(3/348)
خلاص نحن قدامنا الآن ثلاث حلول الحل الأول أننا نرجع نحن معذورين الحل الثاني أننا ندخل ونتوكل على الله والحل الثالث نطلب من النبي أنه يرسل إلينا مدداً من الجيش راح عبد الله بن رواحة وهذا أجمل مشهد وأجمل موقف لعبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه فقام عبد الله بن رواحة وقال لهم أيها الناس إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون أنتم ماذا تريدون مش عايزين تموتوا شهداء وإننا والله لا نقاتل عدونا بعدد ولا عتاد ولا قوة ولا منعة وإنما نقاتلهم بهذا الدين دة حرب عقيدة فاهم الزاي وإنها والله لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة فسيروا على بركة الله جل وعلا فبفضل الله شجعهم عبد الله بن رواحة ودخلوا ليقاتلوا ويجاهدوا في سبيل الله سبحانه وتعالى بدأت المعركة يا جماعة ثلاثة آلاف موحد يسجدون لله سبحانه وتعالى ومئتين ألف كافر يكفرون بالله جل وعلا شوف النصرة بقا تكون الزاي يشاء المولى عز وجل أخذ الراية زيد بن حارثة فضل يقاتل ويقاتل لحد لما شاط في رماح القوم قطعوا جسمه حتت في سبيل الله سبحانه وتعالى من الذي أخذ الراية جعفر بن أبي طالب جعفر بن أبي طالب أخذ الراية وبدأ يقاتل يقاتل لحد لما تعب نزل وراح دابح الفرس بتاعته على شان ما يسيبش أبداً من أرى الجهاد وبدأ يقاتل قطعوا يده اليمين أخذ الراية بيده الشمال قطعوا يده الشمال حط الراية بين عضديه فأتى له واحد رومي فقسمه نصفين فأبدله الله بدلاً من ذلك بجناحين يطير بهام في جنة الرحمن ولذلك كان يسمى بجعفر الطيار أو جعفر ذي الجناحين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كان لسة وهو يقتل :(3/349)
يا جماعة كان سيدنا جعفر يقول: كلمة جميلة جداً كان يقول يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها عليّ إن لاقيتها درابها فدخل فقتل رضي الله عنه وأرضاه ولما قتل جعفر بن أبي طالب أخذ الراية عبد الله بن رواحة وتقدم على شان يقاتل وهو داخل يا جماعة فجأة تردد حصل له تردد لمدة ثواني فهو يتردد فجأة أخش ولا ما أخشش أحس كدة بحاجة سبحان الله وكثير جداً منا يا جماعة مترددين حتى الآن كثير حتى الآن متردد أصلي ولا لا أتحجب ولا لا أعمل الخير ولا لا نقطة واحدة أو لحظة واحدة تتردد فيها عن فعل الخير ممكن تفوتك الجنة بما فيها أخذت بالك فسبحان الله فجأة بفضل الله سبحانه وتعالى استطاع أن يقاوم نفسه ويخش ويجاهد ثم قال لنفسه أقسمت يا نفس لتنزلن طائعة أو لتكرهن ما لي أراك تكرهين الجنة أنت كارهة الجنة ليه في أحد يكره الجنة ما لي أراك يكلم نفسه ما لي أراك تكرهين الجنة إن أجلب الناس وشدوا الرنة لطالما قد كنت مطمئنة فهل أنت إلا نطفة في شنة ثم قال لنفسه مرة أخرى:(3/350)
يا نفس إلا تقتلي تموتي ما أنت لو لم تمت شهيداً الآن أنت كدة كدة ستموت وستترك الدنيا عايز إيه من الدنيا يا نفس إلا تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت ومات تمنيت فقد لقيت مش كنت تتمكنين الشهادة هذه هي قدامك وما تمنيت فقد لقيت إن تفعلي فعلهما اللي هو زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب إن تفعلي فعلهما هديت ثم دخل ليقاتل فلقيه ابن عم له وجاءه بعظمة فيها شيء من اللحم قال له تقوى بها حتى تستطيع أن تجاهد في سبيل الله أخذها وأخذ حتة صغيرة ثم نظر إلى نفسه وقال وأنت في الدنيا حتى الآن أنت لحد الآن لسة عايشة ثم دخل فقاتل فقتل رضي الله عنه وأرضاه ثم أخذ الراية بعد ذلك ثابت بن أرقم وأعطاها لخالد بن الوليد وخالد بنن الوليد مثلما تعرفون عمل خطة جميلة جداً للانسحاب ذكرناها قبل ذلك ونجا بهذا الجيش بفضل الله عز وجل في هذه اللحظة يا جماعة حبيبك صلى الله عليه وسلم لا ينسى أصحابه وأحبابه أبداً أبداً الحديث رواه البخاري عن أنس بن مالك أن النبي في المدينة وهم بينهم وبينه مئات الأميال ويشاء المولى عز وجل ينعي لهم القواد الثلاثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب يعني قتل ثم أخذها عبد الله بن رواحة وعيناه تذرفان الدموع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عز وجل عليه هكذا مات الأمير الشهيد السعيد مات عبد الله بن رواحة مات بعد أن تزود للقاء الله فهل تزودنا نحن للقاء الله أختم الدرس هذا بقصيدة جميلة جداً وصدق من قال :(3/351)
تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من عروس زينوها لزوجها وقد أُخذت أرواحهم ليلة القدر وكم من صغار يرجى طول عمرهم وقد أُدخلت أرواحهم ظلمة القبر وكم من سليم مات من غير علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر ومن كم فتى يمسي ويصبح لاهياً وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري وكم من ساكن عند الصباح بقصره وعند المسا قد كان من ساكني القبر فكن مخلصاًَ واعمل الخير دائماً لعلك تحظى بالمثوبة والأجر وداوم على تقوى الإله فإنها أمان من الأهوال في موقف الحشر تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر هذه كانت قصة سيدنا عبد الله بن رواحة يا جماعة لا نريد أن نطيل أكثر من ذلك ولكن ما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع صحابي جليل من أصحاب النبي فأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عبد الله ابن جحش رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،(3/352)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذه الليلة الميمونة المباركة وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى إنه ولي ذلك والقادر عليه الحقيقة يا جماعة يعني يتجدد اللقاء مرة ثانية مع واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة قصة الليلة دي هي قصة رجل يعني جعل حياته كلها وقفاً لله سبحانه وتعالى بلغت محبة ربنا في قلب هذا الإنسان الصحابي الجليل درجة لا يمكن أن توصف لدرجة أنه تمنى أن جسمه كله يتقطع حتت من أجل أن يرضي الله سبحانه وتعالى ومن أجل أن ربنا يرضى عنه وأن ربنا يحبه سبحانه وتعالى تعالوا نبدأ قصة هذا الصحابي الجليل بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم هذا الصحابي الجليل هو عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه عبد الله ابن جحش نشأ في مكة قريباً من بيت الله الحرام فضل هناك في هذه المنطقة أو في هذا المكان فترة كبيرة جداً من الزمان إلى أن جهد أشياء وأحداث حصلت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان من بين تلك الأحداث التي شهدها عبد الله ابن جحش يعني المشهد حينما بدأت قريش تعيد بناء الكعبة مرة ثانية واختلفت القبائل كلها يا جماعة كما تعلمون من يحط الحجر الأسود في مكانه فعبد الله ابن جحش يشاهد هذه الأحداث وكان صغير في السن لسى سبحان الله وإذا بكفار قريش جميعاً يعني يجتمعون على رأي واحد إن أول من يدخل علينا الآن هو الذي يحكم بيننا في هذه القضية الكبيرة لأنه كادوا يتقاتلون جميعاً سبحان الله مين اللي دخل يا جماعة حبيبك ما تصلي عليه صلى الله عليه وسلم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأول ما شافوه قالوا إيه قالوا كلمة جميلة قوي قالوا هذا هو الصادق الأمين وجميل جداً(3/353)
إن تبقى سيرة العبد المسلم سيرة طيبة على ألسنة الناس كلهم ودا ينفعك في دعوتك لفضل الله لما تكون مشهور بين الناس إن أنت الصادق الآمين الوفي يعني صاحب الخلق الرفيع العالي سبحان الله لما تجي تدعوهم إلى الله بفضل الله الاستجابة تكون عالية جداً دخل حبيبك صلى الله عليه وسلم وطلب من كفار قريش أن يأتوا برداء كبير فوضعوه ووضع الحجر في وسطه وأمر كل واحد من رؤساء القبائل إن هو يحمل من طرف الثوب فحملوه حتى وصلوا إلى موضع الحجر ووضع النبي بيده الشريفة الحجر الأسود في مكانه صلى الله عليه وسلم وانتهى النزاع بين القبائل بفضل الله وحقنت دماء هؤلاء الناس في تلك اللحظة زادت محبة النبي في قلب عبد الله ابن جحش من ساعة ما شاف هذا المشهد الجليل الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله وازدادت المحبة أكثر إن سيدنا عبد الله ابن جحش عرف إن هو رضع من نفس الفتاة أو نفس المرأة التي أرضعت النبي في أول ولادته اللي هي مين اللي هي سويدة مولاة أبي لهب سبحان الله كانت أول من أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي أول من أرضعت عبد الله ابن جحش وهي أول من أرضعت حمزة ابن عبد المطلب رضي الله عنه وأرضاه سبحان الله تربط عبد الله ابن جحش قرابة أيضاً هو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم اللي هي أميمه بنت عبد المطلب هو ابنها يا جماعة عبد الله ابن جحش فوق دا كله يا جماعة شوف المناصب العظيمة دي كلها وشوف مدى القرب من النبي صلى الله عليه وسلم يعني سبحان الله عبد الله ابن جحش أيضاً حيكون بعد كدا صهر النبي ليه لأن بعد مرور سنوات طويلة إن شاء الله النبي صلى الله عليه وسلم سيتزوج من زينب بنت جحش اللي هي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم اللي هي أخت عبد الله ابن جحش وطبعاً لما النبي حب يتزوج زينب بنت جحش معليش حنستبق الأحداث بس الجزء دا في الجزئية دي ونرجع مرة ثانية النبي صلى الله عليه وسلم حب إن هو يحطم الفوارق الطبقية في(3/354)
المجتمع ما فيش حاجة بقى اسمها غني وفقير وزير وغفير في حاجة اسمها إن أكرمكم عند الله أتقاكم هو دا المقياس يا جماعة فالنبي صلى الله عليه وسلم حب يزوج زينب بنت جحش من مولى من الموالي اللي هو مين زيد ابن حارثة زيد ابن حارثة مولى من الموالي زينب بنت جحش ما شاء الله الحسيبة النسيبة الجميلة الوضيئة القريشية اللي يتمناها كل حسيب وغني ونسيب من أهل قريش فلما عرض عليها النبي الأمر رفضت قالت له يا رسول الله أتزوج أنا وأنا النسيبة الحسيبة أتزوج من مولاً من الموالي فلما رفضت نزل قول الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيارة من أمرهم خلاص هم دائماً يا جماعة كل أصحاب النبي كدا وقافين عند الحق أول ما نزلت الآية قالت له خلاص يا رسول الله أترضاه لي زوجاً قال أجل قالت إذاً فقد رضيت لنفسي بما رضيه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج زيد ابن حارثة بالفعل يا جماعة وكان فيما بينهم خلافات معينة قعدوا لمدة سنة كاملة يا جماعة متزوجين وبعد كدا طلقها زيد ابن حارثة رضي الله عنه وأرضاه لكن هي اللي أطاعت أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولم ترفض أبداً أي أمر من أوامر النبي عليه الصلاة والسلام فأراد الحق جل وعلا أن يكافئ هذه الفتاة المؤمنة فنزل قول الله عز وجل فلما قضى زيد منها وتراً زوجناكها أي زوجناكها يا محمد صلى الله عليه وسلم فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت زينب بنت جحش تتفاخر على أزواج النبي والحديث رواه البخاري كانت تجلس مع أزواج النبي وتقول لهم إيه زوجكن أهاليكن أما أنا فلقد زوجني الله جل وعلا من فوق سبع سموات يا سلام أدي المقامة العظيمة يا جماعة زينب بنت جحش بقى اللي ربنا أمر بزواجها من فوق سبع سموات هي أخت عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه المهم نرجع بقى لقصة عبد الله من أولها لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم يشاء المولى عز وجل إن سيدنا عبد الله(3/355)
ابن جحش ينفتح قلبه للإسلام بفضل الله عز وجل فكان من الذين دخلوا مبكراً في دار الأرقم ابن أبي الأرقم مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع الكلمات التي تنساب من بين ثنايا النبي صلى الله عليه وسلم تخيل نفسك كدا حط نفسك مكان عبد الله ابن جحش يا جماعة إحنا بنتكلم بالسير الجميلة دي وإحنا يمكن بتمر علينا كدا مرور الكرام أنا عايزك تتأمل نفسك الآن قاعد مع النبي النبي بيقرأ القرآن أنت تسمع القرآن من فم من أنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم تسمع السنة من فم النبي صلى الله عليه وسلم تخيل وأنا بحكي لك حديث من أحاديث النبي ربما تتأثر ربما تبكي ربما لما أقرأ لك آية من كتاب الله عز وجل ربما تتأثر تخيل بقى لما تسمعها من النبي نفسه صلى الله عليه وسلم فالمهم سيدنا عبد الله ابن جحش طبعاً لما سمع آيات القرآن تنساب من بين ثنايا النبي صلى الله عليه وسلم وسمع الأحاديث انفتح قلبه للدعوة إلى الله عز وجل وما شاء الله خرج أول حاجة طبعاً وأنذر عشيرتك الأقربين كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته أول حاجة عملها عبد الله ابن جحش إنه رجع لأخواته الاثنين وأخواته البنات كان عنده أخين وأختين دعاهم إلى الله عز وجل فأسلموا جميعاً بفضل الله عز وجل وهو دا يا جماعة حب الخير للأسرة إن عرض الشب لما يلتزم أو الأخت لما ربنا يكرمها وتلتزم لا بد أول حد أو أول من يفكروا بالالتزام هم الأسرة الأب والأم والأخ والأخت والزوج والزوجة والولد والبنت لازم الأسرة وبعدين سبحان الله ما نرجعش للأب والأم وبقى إن نحن بقى بنتعالى ونعرفهم بقى إيه الالتزام وإيه بقى السنة لا طبعاً نحن نحاول قدر الإمكان يا جماعة الدعوة تكون رحيمة ودائماً نكرر دائماً وأبداً نرفع شعار إيه يا جماعة بيحفظ البسمة والرحمة إن أنت تكون ما شاء الله مبتسم وتكون رحيم في دعوتك وأنت تعرض الدعوة ما بتعرضها من برج عالي أنا بعرضها وأنا محتاج لكم والله أنا لو ربنا قدر إن(3/356)
واحد من القاعدين قدامي ربنا يجعل سبب هدايته الآن أو ربنا قدر هدايته الآن فأنا اللي محتاج إن يكون هدايته على يدي عشان يكون في ميزاني صح ولا لا يبقى أنا اللي محتاج لك مش أنت اللي محتاج لي فنرفع شعار البسمة والرحمة وترجع لأسرتك تعرض عليهم الإسلام إذا كانوا مش مسلمين أو الالتزام إذا كانوا مسلمين لكن بعيدين عن طاعة الله فتعرض عليهم من خلال إن أنت تنقل لهم الأحاسيس الجميلة اللي أنت حاسسها دخلت على أمك وأبوك مثلاً لقيتهم قاعدين أمام التلفزيون ويتفرجوا على أفلاح أو مسلسلات بدل ما تقول لهم دا فسق ودا كفر ودا كذا يعني اللي بيحصل دا لا لا أنت قول لهم يعني أنا عايز أدردش معاك يا أبي شوي وأنت يا أمي والله بحبكم جداً بس أستأذنكم بس لو نقفل دا عشان بس أسمعكم وتسمعوني فقط خمس دقائق عشر دقائق ويقعد يتكلم معهم والله يا أمي لو تحسي بالأحاسيس الجميلة اللي أنا بحسها وأنا بصلي ركعتين كاملتين وأنا واقف بين يدي ربنا سبحانه وتعالى لو تحس بنشوة آيات القرآن وأنا بقرءها وعمال بتذكر الجنة والنار لو تحس بجمال قراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بتخيل إني قاعد أنا مع النبي دي الوقت في الجنة أو واقف معه على الحوض شوف الأحاسيس الجميلة دي تلاقي الأمة بفضل الله قلبها ينفتح الأب قلبه ينفتح أفضل من أنك أنت تغلظ عليهم سبحان الله طيب لو ما التزموش خلاص إن عليك إلا البلاغ هو أنت أحسن من النبي ما تصلوا عليه صلى الله عليه وسلم فبلفعل يا جماعة عبد الله ابن جحش رجع ودعا إخوانه الاثنين وأخواته بفضل الله العيلة كلها أسلمت فضلت الدعوة السرية يا جماعة لمدة ثلاث سنوات ليه طبعاً المشركين كانوا كل همهم إنهم يقضوا على الدعوة الإسلامية ويقضوا في المقام الأول على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والحديث رواه بخاري ومسلم لما نزل قول الله عز وجل وأنزل عشيرتك الأقربين(3/357)
حبيبك صلى الله عليه وسلم قام طلع فوق جبل الصفا ونادى على بطون قريش يا بني فهر يا بني عبد مناف يا بني عبد شمس يا بني عبد المطلب يا بني هاشم فلما اجتمعت القبائل كلها قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم أرأيتم لو أني أخبرتكم أن خيلاً خلف هذا الوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا أجل ما جربنا عليك كذباً قط ما هو كان اسمه كدا الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم فقال فإني نذير لكم بين يدي عذاب أليم مين اللي قال في اللحظة دي يا جماعة أقرب الأقربين إلى النبي عمه أبو لهب فتخيل لما يكون واحد يعني واحد قريب من النبي عليه الصلاة والسلام عم النبي أبو لهب قام وقال ألهذا جمعتنا تباً لك سائر اليوم فنزل قول الله عز وجل ? تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب ? إلى أخر الآية طبعاً انفض الملأ من قريش ما بين مكذب وما بين مصدق لكن عبد الله ابن جحش كان من الناس اللي امتلئ قلبهم بفضل الله بحب الدعوة إلى الله خرج يدعو كل من يلقاه إلى طاعة الله والى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعاً كالعادة أهل الشر لا يريدون خيراً أبداً للمسلمين والموحدين كفار قريش يا جماعة أذاقوا أصحاب النبي من العذاب ألواناً سلطوا أشد أنواع العذاب يا جماعة شوف سيدنا بلال لما كان يجر على رمضاء مكة ويصرخ ويقول أحد أحد شوف لما خباب ابن الأرط رضي الله عنه وأرضاه يتحط على الجمر فما يطفئ الجمر إلا وتكوا شحم ظهره الشحم بتاع ظهره يسيح فيطفأ الجمر عياذاً بالله شوف قد إيه العذاب شوف بقى أصحاب النبي منهم من عمي من شدة العذاب ومنهم من مات ومنهم من هاجر يعني عذاب شديد جداً ورغم ذلك ثبتوا كان من ضمن الناس اللي تعذبوا يا جماعة ضيفنا الليلة دي عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه طبعاً حبيبك صلى الله عليه وسلم حزين جداً لا يملك أي شيء لأصحابه ماذا يصنع النبي صلى الله عليه وسلم منعه الله بعمه يعني حماه الله بعمه اللي هو أبو طالب(3/358)
وسيدنا أبو بكر حماه الله بقومه لكن سائر المستضعفين دول يا جماعة اتبهدلوا اتعذبوا عذاب شديد جداً عشان تعرف قد إيه الدين غالي أنت النهار دا مش مطلوب منك إنك تتعذب ومش مطلوب منك إن أنت تتحمل كل العذاب دا مطلوب منك تسجد لله تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغم كل ذلك لسى ناس كثيرة لحد النهار دا مش عايزين يسجدوا لله لسى لحد النهار دا في بنات أنا مش متخيل مش عايزين يلبسوا الحجاب مع أن دا أمر يعني فريضة من عند الله سبحانه وتعالى لو لبست الحجاب ربما تكوني في يوم من الأيام مع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة التي فيها مالا عين رأت ولا آذن سمعت ولا خطر على قلب بشر حبيبك صلى الله عليه وسلم حزن على الصحابة يعمل إيه فقعد يبحث لهم عن مخرج فوجد أن بأرض الحبشة ملك عادل جداً ورغم أنه كان نصراني ما كانش مسلم لسى رغم ذلك هو عارف النبي عليه الصلاة والسلام أن هذا الرجل كان عادلاً فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال لأصحابه لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد أبداً صلى الله عليه وسلم وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً وبالفعل يا جماعة كانت أول هجرة إلى بلاد الحبشة عبد الله ابن جحش ما هجرش الهجرة الأولى فضل قاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم المهم في يوم من الأيام حصلت مفاجئة أغرب من الخيال بس بعد ما تصلي على سيد الرجال صلى الله عليه وسلم حديث رواه البخاري وكان من أعجب الأحاديث اللي تسمعها في حياتك النبي عليه الصلاة والسلام واقف قدام الكعبة يصلي وخلفه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم فجأة يا جماعة النبي يقرأ في سورة النجم مين اللي واقفين يتفرجوا على النبي المشركين قاعدين يتفرجوا على النبي والصحابة وهم يصلون فجأة قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم ووصل إلى قوله جل وعلا ? أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا ?(3/359)
يقول الإمام البخاري فسجد النبي وسجد أصحاب النبي وسجد المشركون خلف النبي وأصحابه شوف بقى قد إيه يا جماعة أدي عظمة القرآن أدي جلال القرآن وروعة القرآن إحنا تكلمنا في الحلقة اللي فاتت عن رجل كان كل قضيته الأولى هي القرآن سيدنا عبد الله ابن مسعود قضيته الأولى يا جماعة هي القرآن القرآن اللي يسمعه ما يتأثرش يبكي على موت قلبه الإنسان لازم يتأثر تحس بآيات القرآن وهي تنساب من بين ثنايا النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتأثر الإنسان شيء غريب جداً فالمشركين وصل بهم الأمر إن هم لما سمعوا القرآن من فم النبي فسجدوا خلف النبي وأصحابه لما الناس شافوا المشهد دا يا جماعة ظنوا أن المشركين قد أسلموا وقد أعلنوا التوحيد لله فوصل الخبر على سبيل الخطأ إلى مين إلى المهاجرين اللي فين يا جماعة اللي في الحبشة قال لهم دا كفار قريش خلاص أسلموا وبقوا زي الفل أبو جهل وأبو لهب بقوا إخوة في الله فارجعوا يعني والحمد لله فرجت يعني فطبعاً رجعوا وهم راجعين وهم لسى على مشارف مكة عرفوا الحقيقة لا أبو جهل بقى أخ ولا حتى أخت فسبحان الله فأول ما شافوا كدا انقسمت المسألة إلى إيه إلى ثلاث أقسام منهم من دخل أتهرب كدا ودخل مكة خفية ومنهم من دخل في جوار رجل من المشركين ومنهم قال لك لا أنا ما أقدرش فرجع مرة ثانية للحبشة اللي دخلوا اتعذبوا عذاب في مكة نسأل الله العفو والعافية وبعدين طبعاً كفار قريش في اللحظة دي ازداد بقى وطئتهم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بشكل غير عادي فزودوا وضاعفوا أنواع العذاب على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في اللحظة دي أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة مرة ثانية إلى بلاد الحبشة في اللحظة دي بقى في الهجرة الثانية مين اللي هاجر عبد الله ابن جحش ومعه أخوه عبيد الله ابن جحش وكان معه زوجته رملة بنت أبي سفيان اللي هي أم حبيبة اللي حتبقى بعد كدا زوجة النبي عليه الصلاة والسلام والذي سيعقد لها(3/360)
النجاشي رضي الله عنه وأرضاه لأنه حيسلم بعد كدا رضي الله عنه وأرضاه المهم يا جماعة طبعاً لما هاجروا إلى الحبشة قريش بقت متضايقة الزاي بعد ما وصلوا إن هم راحوا الحبشة ثاني وبقوا في دار أمان وخلاص راحوا باعثين ورائهم اثنين اللي هما مين كانوا لسى ما أسلموش عمر ابن العاص وعبد الله ابن ربيعة سبحان الله طبعاً لما وصلوا هناك أخذوا مجموعة هداية كبيرة جداً عشان يعطوا بقى للبطارقة والناس اللي هما الحاشية بتوع النجاشي ويدوا هداية كثيرة جداً للنجاشي لسبب بسيط جداً كانوا عايزين يدوا المهاجرين مرة أخرى إلى بلاد مكة عشان يعذبوهم مرة ثانية ويفتنوهم في دينهم طبعاً لما نرجع إحنا طبعاً عشان ما نطولش في الموضوع لما نرجع لقصة جعفر ابن أبي طالب نشوف قديه إن جعفر ابن أبي طالب كان المتحدث الرسمي باسم الوفد الإسلامي وقام وتكلم مع النجاشي ووضح له الحق من الباطل وبفضل الله النجاشي رفض إن هو يرد المهاجرين مرة أخرى إلى مكة وقال والله لا أسلمهم لكم أبدا بل يعيش في ارضي في امن وأمان وبفضل الله عز وجل وعاشوا مع النجاشي رضي الله عنه لحد ما رجعوا بعد كده في خيبر لكن سيدنا عبد الله ابن جحش الحقيقة لم يكن يستحمل أن يجلس هذه الفترة كلها كان نفسه يرجع بدري بشان المولى عز وجل في اللحظة دي يا جماعة لما فشلت محاولات كفار قريش أن همّ يردوا المهاجرين مرة ثانية إلى مكة فانزعجوا جدا فعملوا إيه فزادوا العذاب مرة على أصحاب النبي عليه الصلاة لكن من المحن تأتي المنح لكن يا جماعة الدنيا لما تسود سواد الليل هي اقرب ساعة لبزوغ نور الفجر بفضل الله عز وجل في اللحظات دي يا جماعة ربنا يقدر أن اثنين من أقوى الأقوياء ربنا يكرمهم ويسلموا بفضل الله عز وجل عشن تزيد قوة المسلمين في مكة مين الذي اسلم يا جماعة اسلم حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعديه بحوالي ثلاث أيام أو أربع أيام اسلم عمر بن الخطاب يا(3/361)
سلام شوف بقى تخيل ويدخلوا هما الاثنين درا الأرقم ويشوفوا النبي عليه الصلاة والسلام ويقولوا يا رسول الله ما استطاع احد أن يجهر بالإسلام قبل اليوم هيا نخرج مع بعض وخرجوا صفين يا جماعة رأس الصف الأول حمزة بن عبد المطلب وعلى رأس الصف الثاني عمر ابن الخطاب والكل يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله وكفار قريش شايفين المشهد هذا ما حد قادر يقوم يتكلم أبدا عرفوا أن شوكة المسلمين قد قوية منذ تلك اللحظة بفضل الله عز وجل تمر الأيام ويرجع عبد الله ابن جحش ما قدر يستنا العمر هذا كله بعيد عن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم فعاد عبد الله ابن جحش من بلاد الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفضل جالس معاه وحضر بقى الماسي التي مر بها المسلمون في مكة خصوصا في الثلاث سنوات بتاع القطعة لما دخلوا شعب أبي طالب وانقطع عنهم الطعام والشراب إلى أن آكلو ورق الشجر لا حول ولا قوة إلا بالله أتخيل بقى عشان تعرف أد إيه النبي ضحى عشانك أد إيه الصحابة عشان نبقى نحن مسلمين أنت عمرك مرة أكلت ورق الشجر عمرك جعت يومين أو ثلاثة عمرك مرة وصل بك الحال أن أنت يبقى بطنك يبقى حجر من الجوع النبي والصحابة عملوا كده عشان إحنا يوصلنا الإسلام ونحن في عافية بفضل الله عز وجل أن يدم علينا نعمة العافية فحضر سيدنا عبد الله ابن جحش مع النبي الحصار أو المقاطعة لما في شعب أبي طالب ثلاث سنوات ولما خرجوا من الشعب تحصل المأساة الثانية بموت خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي هي كانت السكن الروحاني السكن النفسي للنبي صلى الله عليه وسلم ويمت في نفس العام عمه أبو طالب وبكل أسف مات على الشرك وحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ولكن بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يعني خلاص الحماية بتاع البشر قد انقطعت خلاص ليه لأنهم كلهم كانوا بفضل الله عز وجل كانوا بيخافوا قربوا من النبي عليه الصلاة والسلام تحسبا لغضب أبي طالب المهم مات أبي طالب و(3/362)
ماتت زوجة النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم في شدة من شدة العذاب الذي يسلطه المشركون على أصحابه وعلى تدبير مؤامرات كثيرة جدا لقتل النبي دبروا مؤامرات كثيرة جدا يا جماعة عشان يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم في اللحظة دي يا جماعة النبي صلى الله عليه وسلم كان بيشوف مخرج خلاص ارض مكة لا تقبل التوحيد في اللحظة دي يعمل إيه النبي عليه السلام لازم يبحث عن مكان ثاني ما ينفع يبقى كده جالس ودي النصيحة لأي إنسان داعية ملاقى الدعوة التي ملكه فيها ثمرة في المكان الجالس فيه خلاص غير مكانك ربما لا يقبل المكان ده دعوتك إيه ابحث في مكان أخر واجتهد في الدعوة لعل الله عزنا يفتح بك القلوب بفضل الله عز وجل حبيبك صلى الله عليه وسلم كان يخرج في مواسم الحج ويغتنم وجود القبائل في الناس الذين أتوا من القبائل من اليمين والشمال واليمن والشام ومن كل مكان ويدعوهم إلى الله عز وجل بفضل الله عز وجل في يوم من الأيام في سنة احد عشر للبعثة في موسم الحج النبي عليه الصلاة والسلام التقى مع ست نسمات من شباب الخزرج من المدينة التي هي يثرب في ذلك الوقت فالمهم النبي إلى الإسلام واسمعهم القران وسبحان الله أصحاب الفطر النقية والقلوب الطرية لم يتأخروا أبدا عن أي خير يدعوا إليه في ساعتها مجرد يا جماعة الستة هؤلاء سمعوا بس كم آية من النبي فقط سبحان الله في سعتها اسلموا مش اسلموا بس لا رجعوا إلى المدينة بقى دعاء لله سبحانه وتعالى رجعوا دعوا الناس إلى الله سبحانه وتعالى السنة التي بعدها كان اسلم على أيديهم سبعة أتوا خمسة من الستة الأولانيين معهم السبعة التانيين بقوا كم بقوا اثنا عشر جم النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الأولى بعد ذلك راح النبي قللك إيه اضرب على الحديد وهو ساخن طالما الناس ما شاء الله قلوبهم انفتحت على الإسلام يبقى نعت لهم داعية رحيم ما شاء الله عشان يدعوهم(3/363)
إلى الله ويعلمهم الكتاب والسنة فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معهم مصعب ابن عمير رضي الله عنه وأرضاه مصعب بان عمير زي ما قلت لك كده الدعوة لما تكون رحيمة تلاقي الثمرة بفضل الله عارف الدعوة الرحيمة حتى لو ما جابت ثمرة على الأقل مش حتسبب أي مشاكل فالمهم مصعب ابن عمير راح وبكل رحمة وحنان وتحنان دعا الناس إلى الله وزي ما انتم عارفين في قصة سعد ابن معاذ اسلم على يد مصعب وسيد ابن الخبير و كان سبب الإسلام القبيلة بتاع بني عبد الاشل بفضل الله عز وجل كان سبب انتصار الإسلام في المدينة رضي الله عنهم جميعهم وأرضاهم بعد كده يا جماعة بفضل الله عز وجل إذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة بعد بيعة العقبة الثانية مصعب ابن عمير رجع واتى اثنان وسبعين صحابي وبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية خلاص بايعوه للنبي عليه الصلاة والسلام بايعوه معد في مشكلة صيب يبقى النبي سيهاجر إلى المدينة أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلى المدينة المنورة كان ممن سبقه إلى الهجرة عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه لما عبد الله ابن جحش هاجر إلى المدينة المنورة حصل أمر عجيب جدا أبو سفيان كان لسه مشرك ما كنش اسلم أنتم عارفين انه اسلم في عام الفتح فأيه اللي حصل أول ما عرف أن عبد الله ابن جحش خرج هو وأخويه وأخواته البنات هجروا إلى المدينة راح استلوا على الدار تبعتهم وراح بايعها سيدنا عبد الله ابن جحش لما عرف الخبر راح قال للنبي يا رسول الله ده أبو سفيان عمل كذا وكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا ترضى يا عبد الله أن يبدلك الله بها دارا في الجنة فيه رأيك ربنا يعطيك بدل الدار دي دار في الجنة قالت رضيت يا رسول الله فلما كان في عام الفتح أبو احمد الذي هو اخو عبد الله ابن جحش لكم الرسول عليه الصلاة والسلام أن أبي سفيان اخذ منا الدار يعني مش حترجع(3/364)
لنا الدار يعني نحن بقينا في فتح مكة اهو فقال الناس يا أبا احمد أن رسول الله يكره أن ترجعوا في شيء من أموالكم أصيب في سبيل الله فامسك أبو احمد عن كلام النبي صلى الله عليه وسلم خلاص أنا رضيت أن نحن نأخذ بها إيه دار في الجنة ثم قال انسب شعرا فقال لأبي سفيان ابلغ أبا سفيان عن أمر عواقبه ندامة دار ابن عمك بعتها تقضي بها عنك الغرامة وحديثكم بالله رب الناس مجتهد قسام اذهب بها اذهب بها طوقتها طوق الحمامة وعاش عبد الله ابن جحش في رحاب الأنصار عاش أجمل أيام حياته يا جماعة عاش في رحاب هؤلاء الذين زكاهم الله عز وجل وقال والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة في من ما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم قصاصا لما نزل عبد الله ابن جحش إلى المدينة المنورة نزل في ضيافة عاصم ابن ثابت رضي الله عنه وأرضاه وفضل هناك عايش اسعد أيام حياته وحصلت بعد كده مفاجئة نعرفها إنشاء الله بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيمة لي ولكم السام عليكم ورحمة الله وبركاته مرة ثانية نرجع يا جماعة لقصة سيدنا عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وعن أصحاب النبي أجمعين فالحقيقة لما هاجر النبي وأصحابه إلى المدينة المنورة واستقروا هناك بفضل الله عز وجل يعني قريش لم يهدأ بالها خلاص حبت تعمل أي محاولة لان هم يعني يضيقوا النبي والصحابة فبدؤوا يتحرشوا ببعض أهل المدينة فاستطاعوا في وقت من الأوقات أن يقبضوا على سعد ابن عبادة الخزرجى وكان سيدا طبعا في قومه وحاولوا أن هم يعني يفتكوا به لولا أن منعهم بعض سادة قريش اللي كان بينهم وبين سعد ابن عبادة جوار فالنبي حس أنه مكمن خطر ممكن في أي وقت يتحرشوا بخد من المدينة ويحاولوا يقتلوه الخلاص نبعت بعض السرايا عشان يعرفوا أن المسلمين أصبحوا في أمان وفي قوة وان وهم قادوا يواجهوا أي خطر يحاول أن يداهم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أول(3/365)
سريا يبعثها النبي عليه الصلاة والسلام سنة اثنان هجرية في شهر رجب يعني قبل غزوة بدر بشهرين تقريبا سبحان الله فكان على رأس هذه السرية عبد الله ابن جحش ضيفنا في هذه الليلة أرسل النبي عليه الصلاة والسلام مع عبد الله ابن جحش ثمانية كلهم من المهاجرين ويبدأ عبد الله ابن جحش يعني ورق مكتوب وقال له لا تفتح هذا الورق امشي في الطريق لمدة يومين ولا تفتح هذا الورق إلا بعد يومين ونفذ الأوامر المكتوبة في هذا الورق مشي عبد الله ابن جحش لمدة يومين ثم فتح الكتاب وإذا بالنبي يأمره أن هو يتوجه إلى مكان اسمه نخلة بين مكة والطائف وان هو يترصد بعض العين التي آتية إلى المشركين ويشوف أخبارها إيه وينقلها إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال لعبد الله ابن جحش أن أنت ما تحول أن أنت تكره أي حد من أصحابك اللي هم يروحوا معاك اللي عايز يجي يجي واللي عايز يرجع يرجع براحته فعبد الله ابن جحش لما قرأ هذه الرسالة قال سمعا وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا ريت نحن كمان نرفع الشعار الجميل هذا ثم أمر أصحابه وقال أن النبي أمرنا أن نتوجه إلى نخلة اللي عايز يجي يجي واللي عايز يرجع يرجع يعني لم يكره أحدا على الخروج فخرجوا جميعا مع عبد الله ابن جحش ولم يتأخر احدوهم في الطريق يا جماعة اللي في بعير كانت لسعد ابن أبي وقاص وعتبة ابن غزوان البعير دي فقدوها فراح سعد ابن أبي وقاص وعتبة ابن غزوان دوروا على العير فتخلفوا عن هؤلاء الصحابة لكن طبعا كان غصبا عنهم ما كنش قصدهم حاجة المهم شافوا القافلة ابتاعت قريش جايي كان فيها كمية كبيرة جدا من الزبيب الجلد وكان على رأس هذه القافلة عمر ابن الحضرمي أتوا أصحاب النبي عليهم السلام هم والصحابة الذين معاه لما المشركين شافوهم فخافوا منهم في بداية الأمر لكن لما خرج إليه عكاشا ابن محسن وكان حالق رأسه كلها فأول ما شافوهم اطمأنوا المشركين اطمأنوا قالوا إيه قالوا دول عمار جايين إلى العمرة(3/366)
فاطمأنوا ليهم كان هذا الكلام في أخر يوم من شهر رجب وانتم عارفين شهر رجب من الأشهر الحرم التي ممنوع فيها القتال أصلا فهم كانوا في حيرة أنوا نقتلهم الآن فنحن ارتكبنا محرم لان نحن قتلنا الناس دول في الأشهر الحرم وإما نحن ننتظر لحتى نحن نستطيع أن نقتلهم يكونوا دخلوا الحرام وتحصنوا وإلا نحن نعمل إيه وفضلوا هم يتشاورون في ما بينهم وبين بعض وفي النهاية نسي أن هم إيه يقتلوهم فدخل واحد اسمه معقل ابن عبد الله التميمي وضرب عمر ابن الحضرمي بسهم فقتله وبعدين أسروا اثنين من المشركين اللي هم عثمان ابن عبد الله والحكم ابن كيسان والباقي هربوا فاخذوا القافلة والأسيرين ورجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لاقوا النبي زعلان فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أمرتكم بقتال بالأشهر الحرم إيه اللي خلاكم تعملوا كده أنا ما أمرتكم بذلك ترك الأسيرين ولم يقبل من ذلك شيء وبدا المسلمون يعنفوا سيدنا أبي عبد الله ابن جحش والصحابة الذين وكانوا معاه حتى ضاقت عليهم الدنيا خلاص يعني حسوا أن هم عملوا جريمة جدا أغلى أن نزل قول الله عز وجل وجاء الفرج من عند الله سبحانه وتعالى فنزل قول الحق من عند الله سبحانه وتعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر فيه والمسجد الحرام وإخراج أهله منه اكبر عند الله يعني أن كنتم انتم غلطتم وقتلتم بعض المشركين في أخر يوم من أشهر الحرم لكن في نفس الوقت هم عملوا الذي اكبر من كده أخرجوكم من المسجد الحرام وانتم أهل المسجد الحرام وقتلوا خياركم ثم بعد ذلك فتنوا كثيرا منكم وأرادوا أن يجعلوهم أن يكفروا بالله مرة أخرى بعد أن شرح الله صدره للإسلام فالذي عملتموه ما يجيش حاجة أد اللي عملوه المشركون قبل ذلك فخفف ذلك من وطأت الموقف عند عبد الله ابن جحش وعلى سائر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم طبعا كفار قريش كانوا عايزين(3/367)
يبعثوا الفلوس عشان يفدوا الأسيرين اللي هم عثمان ابن عبد الله والحكم ابن كيسان لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن هو يقبل الفدية لحد لن هو يرجع سيدنا سعد ابن وقاص وعتبة ابن غزوان نحن ما نضمن أن يمكن نديكم الأسيرين بتعكم وانتن تقتلوا الاثنين بتعنا فرفض إلى أن عاد سعد ابن أبي وقاص وعتبة ابن غزوان فقبل النبي الفداء من قريش وفدا الحكم ابن كيسان وعثمان ابن عبد الله والحكم ابن كيسان رجع بعد كده واسلم وحسن إسلامه رضي الله عنه وأرضاه تم عثمان ابن عبد الله فعاد مكة مرة أخرى ومات كافرا هناك ولا حول ولا قوة إلا بالله طبعا لمال تجلى الموقف الصعب ده عن عبد الله ابن جحش وعن الصحابة طلعوا بقى أن ربنا يكرمهم وان إيه يفوزوا بغزوة عشان ينالوا اجر الشهداء فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها جار المجاهدين فنزل قول رب العالمين أن الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ودي كانت أو لغنيمة يا جماعة يغنمها المسلمون بحب الله عزك وجل أن هم بها من سرية عبد الله ابن جحش وكان أول واحد يدعى بأمير المؤمنين كان عبد الله ابن جحش رضي الله عنه وأرضاه وكان عمر ابن الحضرمي أول واحد قتله المسلمون بفضل الله عز وجل تمر الأيام يا جماعة في شهر رمضان في السنة اثنا للهجري تجي غزوة بدر طبعا كانت غزوة بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خارج مع الصحابة من اجل أن يحصلوا على العير قدر ربنا سبحانه وتعالى أن المسالة تنقلب إلى جهاد في سبيل الله وكان في اللحظة دي زي ما انتم جميعا أن ايه أن كان عدد المسلمين يعني قليل جدا لكن كان عدد الأنصار اكبر من عدد المهاجرين فربنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس كما تعلمون جميعا ما كان من أمر سعد ابن معاذ رضي الله عنه وأرضاه لما النبي حب أن هو يعرف رأي الأنصار بان النبي اخذ بيعة العقبة الثانية أن الأنصار(3/368)
يحموا النبي فين يا جماعة داخل أسوار المدينة لكن غزوة بدر خارج أسوار المدينة طبعا لو النبي أمر الأنصار يخش ويقاتلوا ما حدش سيعترض لكن النبي أراد أن يحتسبوا صلى الله عليه وسلم فالنبي قال أشيروا علي أيها الناس فتقدم أبو بكر وعمر والمقداد فتكلم كل واحد منهم وأحسن لكن الثلاثة من المهاجرين وأنا عايز اطمئن على حال الأنصار فقال أشيروا علي أيها الناس فتقدم سعد ابن معاذ اللي هو صديق الأنصار رضي الله عنه وأرضاه وقال يا رسول الله لكأنك ترينا نحن يا رسول الله فقال اجل شوف بقى الكلام الجميل قال لقد أمنا بك فصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق من عند الله عز وجل وأعطيناك على ذلك عهودنا على السمع والطاعة فامضي يا رسول الله بما أراك الله فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً أنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء ولعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله يا رسول الله في رواية ثانية قال له يا رسول الله لأكنك ترى أن الأنصار ترى حقاً عليها أن لا تنصرك إلى في المدينة فأنا أجيب عن الأنصار وأتكلم عن الأنصار فاظعن حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت وما أخذت كان أحب إلينا مما أعطيتنا فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد ولو سرت بنا حتى تبلغ البرك من غمدان لجادلنا معك من دونه حتى تبلغه يا رسول الله فسر بنا على بركة الله يا رسول الله فسرّ النبي واستنار وجهه وقال سيروا وأبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى مصارع القوم من مكاني هذا هنا يقتل أبو جهل هنا يقتل فلان يقتل فلان فما أشار النبي إلى مكان إلا ومات فيه الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة يا جماعة سيدنا عبد الله بن جحش بفضل الله(3/369)
قاتل قتالاً شديداًَ واستطاع أن يأسر الوليد بن الوليد بن الوليد بن المغيرة استطاع أنه يأسر الوليد بن الوليد بن المغيرة سبحان الله فاكر لما في لما النبي عليه الصلاة والسلام لما خرج الرسول لدعوة أهل الطائف الحديث في البخاري ومسلم لما أتى له جبريل طبعاً هم ضربوا النبي بالحجارة ونزلت الدماء الشريفة من رجل النبي عليه الصلاة والسلام جاء له سيدنا جبريل ومعه ملك الجبال فملك الجبال سلم على سيد الرجال صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله إن ربك قد سمع قول قومك لك وما ردوا به عليك وقد أمرني أن أطيعك فيما شئت فلئن شئت يا رسول الله لأطبقنّ عليهم الأخشبين سيدك ماذا قال صلى الله عليه وسلم قال لا إني لأرجو الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشكر به شيئاً وبالفعل يا جماعة خرج من ظهر الوليد ابن المغيرة خرج من ظهره من الوليد بن الوليد بن المغيرة وخالد بن الوليد وخرج من ظهر أبي جهل عكرمة بن أبي جهل وهكذا فاهم الزاي فالوليد بن الوليد بن المغيرة من أسره؟ عبد الله بن جحش فأسلم الوليد بن الوليد من حسن أخلاق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شفت قد إيه الدعوة الرحيمة الجميلة حسن الخلق المعاملة الطيبة البسمة الحانية الهدية كل هذه الأشياء يا جماعة تأسر القلوب بفضل الله عز وجل تمر الأيام طبعاً كفار قريش لن يسكتوا تمر اِلأيام وكفار قريش عمالين يجهزوا العدة من كان يتولى هذا الموضوع أبو سفيان بن حرب جهز ثلاثة آلاف مشرك بعدة وعدد بقا وأشياء عجيبة سبحان الله وخرجوا لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم عند جبل أحد وسيدك النبي عليه الصلاة والسلام خرج بجيش يعني كلهم من الموحدين رضي الله عنهم وأرضاهم لكن رجع عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين بثلث الجيش لما رجع عبد الله بن أبي بن سلول بقي الجيش ما يكملش حتى ثلث عدد جيش المشركين لكن مثلما قلنا يا جماعة دائماً أن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وكل المسلمين(3/370)
عمر ما كان في كافر بينهم في العدد والعدة مع المشركين أبداً سبحان الله في غزوة مؤتة كم كان عدد الموحدين يا جماعة ثلاثة آلاف عدد الكفار قد إيه يا جماعة مئتين ألف ورغم ذلك تكون النصرة لمن؟ لمن وحد الله جلب ونعلا نعم المسألة مهمة يا جماعة هذه مسألة عقيدة لذلك الجيش لما كانوا رايحين في مؤتاة كانوا خائفين الله نحن عددنا ثلاثة آلاف والكفار عددهم مئتين ألف طيب نكتب بقا نحن قدام ثلاث حلول إما أننا نرجع وإما أننا النبي يبعث لنا مدد من الجيش وإما أننا ندخل نقاتل ونحن كدة كدة عايزين الشهادة فقام عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه أرجع بقا إلى قصة عبد اله بنت رواحة قال يا قوم إن الذي تخافون للذي خرجتم له تطلبون ووالله إننا لا نقاتل عدونا بعدد ولا عتاد ولا قوة ولا منعة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به وإنها والله لإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة فسيروا على بركة الله فكانت النصرة من حظ ونصيب جند المسلمين الموحدين الذين امتلأت قلوبهم حباً لرب العالمين سبحانه وتعالى فالمهم يشاء المولى عز وجل ستبدأ الغزوة الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الرماة أنهم هم يكونوا كانوا خمسين رامي وعلى رأسهم عبد الله بن جبير رضي الله عنه وأرضاه قال لهم خليكم على الجبل ولو رأيتمونا تخطفنا الطير لا تبرحوا أماكنكم أوعى تسيبوا الجبل سبحان الله في البداية كانت النصرة لصالح النبي وأصحابه وبدأ يأخذوا الغنائم الناس اللي فوق الجبل ماذا قالوا قالوا بس خلاص انتهت المعركة ننزل نجمع الغنائم عبد الله بن جبير قال لهم لا لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم لو رأيتمونا نغنم فلا تشاركونا ولو رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا أماكنكم أنا عن نفسي سوف أجلس مكاني فضل عبد الله بن جبير ومعاه عشرة تسعة يعني بقوا عشرة ونزل أربعين واحد من على الجبل من الذي شاف المنظر هذا يا جماعة خالد بن الوليد كان ساعتها لم يزل مشركاً لف(3/371)
من وراء الجبل هو وأبو سفيان ومن معهم انقضوا على الصحابة قتلوا سبعين واحد من خيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانت المأساة كانوا يريدون أن يقتلوا النبي كمان وتحرشوا بالنبي في أكثر من مكان سبحان الله ودبر الله النجاة للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظة يا جماعة حصل أمر أغرب من الخيال قبل ما تبدأ الغزوة مباشرة سيدنا عبد الله بن جحش وهذه اللحظة التي مات فيها عبد الله بن جحش رضي الله عنه وأرضاه وقف مع سعد بن أبي وقاص قال له كلمة جميلة جداُ قال يا سعد لقد حضر ما ترى يعني خلاص نحن الآن قدام إيه قدام الأسهم والرماح والسيوف سوف نموت إن شاء الله شهداء ونحتسب إن شاء الله بس يعني ما إيه رأيك ما تتمنى أمنية وأنا أتمنى أمنية يمكن ربنا يعني بحسن ظني بالله ربنا يحقق لنا المنية هذه فقال سعد بن أبي وقاص اللهم إني أسألك اليوم أن تلقني رجلاًُ شديداً حرضه شديداً بأسه واحد يكون يعني قوته بسبعة رجال أقاتله فيك فأقتله ثم آخذ سلبه ثم تلقني رجلاً ثانياً وثالثاً ورابعاً شديداً حرضه شديداً بأسه شديداًَ حرضه أقاتله فيك فأقتله ثم تقابلني رجلاً شديداً حرضه شديداً بأسه أقاتله فيك فيقتلني يعني أنا مش عايز أموت الأول كدة أنا أريد أن أقتل اثنين ثلاثة أربعة ولا يجتمع كافر وقاتله في النار وبعد لما أقتل ثلاثة أربعة أموت أنا ما فيش مشكلة وأبقا شهيد إن شاء الله ثم نظر سعد بن أبي وقاص لعبد الله بن جحش وشوف الكلمات الجميلة أنا صدّرت هذا الدرس ليه دة رجل محب لله تمنى أن جسمه هذا يقطعه حتت ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى فعبد الله بن جحش ماذا قال وشوف الكلمات الجميلة قال أما أنا فاللّهم إني أسألك أن تلقني اليوم رجلاً شديداً حرضه شديداً بأسه أقاتله فيك وما أقدرش أصبر والله أنا مشتاق للقائك ما هو النبي قال كدة صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه(3/372)
أنا مش حأصبر أنا مش حأقدر أستنى لحد لما أقتل واحد واثنين وثلاثة أنا مستعجل مشتاق للقائك يا رب قال اللّهم إني أسألك أن تلقني اليوم رجلاً شديداً حرضه شديداً بأسه أقاتله فيك فيقتلني ثم لا يكتفي بذلك بل يجدع أنفي ويقطع أذني ويبقر بطني ويفقأ عيني حتى إذا لقيتك يوم القيامة قلت لي فيما كان ذلك يا عبد الله أقول من أجلك فتقول صدقت يا سلام وتمر الغزوة وتمر أحداث غزوة أحد وبعد الغزوة مباشرة سعد بن أبي وقاص عمال يدور على من حبيبه اللي كانوا متفقين مع بعض كل واحد يتمنى أمنية فنظر فوجد عبد الله بن جحش على نفس الهيئة التي تمناها قد قُتل وقد جُدع أنفه وقُطعت أذنه وبُقر بطنته وفُقأت عينه فقال سعد بن أبي وقاص وهو يبكي صدق الله فصدقه الله يا سلام هذا الصدق مع الله تخيل لما واحد يتمنى أنه يتقطع حتت على شان مرضاة الله سبحانه وتعالى ولسة في شباب حتى اليوم رافضين أنهم يسجدون لله سبحانه وتعالى تخيلي يا أخت ربنا يحفظك لما يكون عبد الله بن جحش يتمنى أنه يتقطع حتت من اجل الله سبحانه وتعالى وأنت حتى الآن يعني تشمتي فينا أعداء الله نفسك حتى اليوم تلبسي الحجاب تخيل لما يكون واحد نفسه يتقطع حتت وأنت رافض حتى أنك تصل الرحم أو تزور المرضى أو تحسن إلى اليتامى أو الأرامل أو تعمل أي خير ربنا دعاك إليه أو دعاك إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر المعركة يا جماعة وتشوف المشهد الجميل هذا وسعد بن أبي وقاص واقف يبكي على موت صاحبه وحبيبه عبد الله بن جحش والحقيقة عبد الله بن جحش يفكرني بموقف جميل جداً بواحد صحابي في نفس الغزوة اللي هو عبد الله بن عمر بن حرام اللي هو والد جابر بن عبد الله عبد الله بن عمر بن حرام عمل إيه يا جماعة في غزوة أحد كسر السيف بتاعه نصين وقال اللهم خذ من دمي اليوم حتى ترضى شوف الكلمة عاملة الزاي يقول يا رب خذ من دمي اليوم خليهم يقطعوني لحد لما أنت تبقى راضي عني يشاء المولى عز وجل بعد انتهاء(3/373)
هذه الغزوة مباشرة سيدك رسول الله يروح إلى جابر بن عبد الله اللي هو ابن عبد الله بن عمر بن حرام وقال له يا جابر أتدري ما صنع الله بأبيك والحديث رواه الترمذي بسند صحيح قلت الله ورسوله أعلم فقال يا جابر ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب إلا أباك فإن الله قد كلمه كفاحاً يعني بغير حجاب وقال عبدي تمنّى علي فقال ربي أتمنّى أن أُرد إلى الدنيا مرة أخرى فأقتل فيك ثانية يا سلام مش متمنى أنه يرجع مثلاًُ على شان يكون عنده قصر ولا متمنى يرجع على شان ويكون له مركز أو يرجع على شان يتمتع أبداً يتمنى أنه يرجع على شان يموت شهيد مرة ثانية ابتغاء مرضاة الله قال أتمنى أن أرد إلى الدنيا مرة أخرى فأقتل فيك ثانية فقال جل وعلا إنه قد صدق القول مني أنهم إليها لا يرجعون قال ربي فأخبر من ورائي حتى لا ينكلوا عن الجهاد في سبيل الله فنزل قول الله جل وعلا ? ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ? الموقف هذا أيضاً بيفكرني بعمار بن ياسر وهو رايح يوم صفين وهو يقول اللهم لو أعلم أنه أرضى لك عني أن أرضي بنفسي من فوق جبل فأموت لفعلت اللهم إني لو أعلم أمنه أرضى لك معني أن أغرق نفسي في الماء لفعلت كل هذا ليه يا جماعة الناس هذه يا جماعة كان كل ما يشغلهم الآخرة ورضوان من له الأولى والآخرة سبحانه وتعالى المهم يا جماعة بعدما انتهت الغزوة حبيبك صلى الله عليه وسلم جمع الشهداء وكانوا سبعين شهيد في تلك الغزوة رضي الله عنهم وأرضاهم وبدأ النبي عليه الصلاة والسلام يدفن كل حبيب مع حبيبه النبي عليه الصلاة والسلام عرف أن عمه اللي هو حمزة أيضاً تقطع حتت في غزوة أحد رضي الله عنه وأرضاه كان ماسك سيفين يا جماعة في غزوة أحد ويقول أنا أسد الله وأنا أسد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضل يقاتل إلى أن قتله وحشي كما تعلمون في قصة حمزة رضي الله عنه وأرضاه فلما مُثّل بجسد حمزة ومُثّل بجسد عبد الله بن جحش(3/374)
وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بعد أن صلى على الشهداء يأمر بعبد الله بن جحش أن يطفن بجوار حبيبه حمزة بن عبد المطلب دوة راضع من سويدة ودوة راضع من سويدة إخوة في الرضاعة وإخوة في الله قبل أي شيء فيدفن حمزة بن عبد المطلب مع عبد الله بن جحش رضي الله عنهما ويرجع النبي عليه الصلاة والسلام من غزوة أحد ويروح لحملة بنت جحش التي هي زوجة مصعب بن عمير ومصعب بن عمير أيضاً نال الشهادة في غزوة أحد رضي الله عنه وأرضاه كان هو اللي ماسك الراية فقطعوا ذراعه اليمين فأخذ الراية بشماله قطعوا شماله أخذها بين عضديه ثم قتلوه بعد ذلك وهو يقول وما محمد إلا رسول صلى الله عليه وسلم قد خلت من قبله رسل وهو ينطق الشهادتين رضي الله عنه وأرضاه سيدنا مصعب بن عمير اللي هو زوج حمالة بنت جحش التي هي أخت عبد الله بن جحش حبيبك صلى الله عليه وسلم ينعي إليها أقاربها اللي ماتوا فقال لها يا حملة يعني احتسبي قالت من يا رسول الله يعني من الذي قُتل قال خالك حمزة فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون غفر الله له ورحمه هنيئاً له الشهادة ثم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى يا حملة احتسبي قالت من يا رسول الله قال أخوك عبد الله بن جحش رضي الله عنه وأرضاه فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون غفر الله له ورحمه هنيئاً له الجنة في المرة الثالثة قال يا حملة احتسبي قالت من يا رسول الله قال زوجك مصعب بن عمير فصاحت وولولت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن زوج المرأة منها لبمكان زوج المرأة أغلى واحد عندنا خصوصاً إذا كان زوجها هذا مصعب بن عمير رضي الله عنها وأرضاه وهكذا دُفن عبد الله بن جحش رضي الله عنه وأضراه ليلتقي مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وكان ممن قال الله عز وجل فيهم ? من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما(3/375)
بدلوا تبديلاً ? شفت الآية ماذا تقول فمنهم من قضى نحبه لكن الحمد لله الباب يا جماعة لسة مفتوح ومنهم من ينتظر أنك أنت يجب أن تصدق مع الله سبحانه وتعالى لعل وعسى يكون ربنا يستعملك في أي خير لهذا الدين العظيم سبحان الله كثير من الناس يا جماعة لا يعرفون قيمتهم لا يعرفون قدرهم عند الله سبحانه وتعالى أوعى تحتقر نفسك أوعى سيدك النبي عليه الصلاة والسلام لما قال لسيدنا ربيعة بن كعب بن مالك لما قال له سلني شيئاً يا ربيعة وربيعة هذا من أهل الصفوة شاب فقير وعنده سبعة عشر سنة لو قال في نفسه كدة دة أنا يعني شاب فقير ماذا سأطلب من النبي الجنة أنا لا أستطيع أن أطلب هذا لا قال أسألك مرافقتك في الجنة لو احتقر نفسه يا جماعة ما كانش طلبها أبداً فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أوَغير ذلك قال هو ذاك يا رسول الله قال فأعني على نفسك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة لله إلا رفعك الله بها درجة في الجنة يا ريت يا جماعة نتزود قبل أن نلقى الله عز وجل ونحن يعني الرصيد بتاعنا عند الله صفر أو تحت الصفر محتاجين الرصيد يعلى على شان نحن كمان يبقى لنا وزن مثلما قلنا في الدرس اللي فات عبد الله بن مسعود سيقانه في ميزان الآخرة بفضل الله عز وجل أثقل من جبل أحد وصدق من قال : تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من عروس زينوها لزوجها وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر ومن كم صغار يُرجى طول عمرهم وقد أُدخلت أرواحهم ظلمة القبر وكم من سليم مات لا من علة وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر وكم من فتى يمسي ويصبح لاهياً وقد نُسجت أكفانه وهو لا يدري وكم من ساكن عند الصباح بقصره وعند المسا قد كان من ساكني القبر فكن مخلصاً واعمل الخير دائماً لعلك تحظى بالمثوبة والأجر وداوم على تقوى الإله فإنها أمان من الأهوال في موقف الحشر تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من عروس زينوها لزوجها(3/376)
وقد أُخذت أرواحهم ليلة القدر وكم من صغار يُرجى طول عمرهم وقد أُدخلت أرواحهم ظلمة القبر فيا ريت نتزود يا ريت نعرف قدر هذا الدين يا ريت نعرف قد إيه مسيرة الصحابة هذه لابد أن تكون حادياً لنا أننا نعمل مثلما عملوا على شان ربنا يجمعنا معهم في جنة الرحمن الحقيقة ما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصحابي صهيب الرومي رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ،(3/377)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذه الليلة الميمونة المباركة وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى إنه ولي ذلك والقادر عليه دائماً يا جماعة نذكر دائماً أن المرجع الرئيسي أو الأساسي لهذه الحلقات إن شاء الله هو كتاب أصحاب الرسول وببداية الحلقة دي الحقيقة أحب أعتذر لكل إخواني وأخواتي وآبائي وأمهاتي على الجهد والإعياء اللي كان باين عليّ معليش في الأربع حلقات اللي فاتوا لأنه كنت مريض مرض شديد جداً لكن الحمد لله ما بحبش أعتذر عن أي درس مسجدي أو أي درس حتى سيتصور في قناة المجد التي أسأل الله عز وجل أن يجزي القائمين عليها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء قولوا أمين أمين يا رب العالمين طيب عايزين نبدأ حلقة الليلة دي يا جماعة بسؤال نفسي أسأله لكل واحد من القاعدين ومن اللي شايفينا إن شاء الله بقينا النهار دا بفضل الله الحلقة ثلاثة وعشرين من حياة قصص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.(3/378)
أكيد يا جماعة يعني كل واحد فينا استفاد من كل صحابي من الصحابة لأن دول تربوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم أكيد يا جماعة كل واحد فينا نفسه يقلد واحد من الصحابة إذا ما كان نفسه يقلد كل الصحابة صح ولا لا يا ترى في حد فينا هنا أمنيته بقيت عالية لدرجة إنه حط في دماغه إن شاء الله أنا من الليلة دي سأقلد الصحابي الفلاني سأعمل زي ما فلان عمل يا ريت يا جماعة لأنه سبحان الله إحنا سمعنا في الحلقات اللي فاتت على سبيل المثال وليس الحصر يعني إن سعد ابن معاذ رضي الله عنه وأرضاه اهتز لموته عرش الرحمن سبحانه وتعالى ليه ما تكون أنت وليه ما تكوني أنت صح ولا لا هو بعيد يعني هو سعد ابن معاذ دا عبد من عباد الله سبحانه وتعالى وأنت أيضاً عبد من عباد الله زي ما اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ واهتز له العرش زي ما أنتم عارفين هو اهتزاز العرش فرحاً بقدوم روح سعد من كثر الخدمات الجليلة التي قدمها لخدمة دين الله سبحانه وتعالى زي ما عرش الرحمن اهتز لسعد ابن معاذ ليه ما يهتزش ليك الفرق يا جماعة أنه لو واحد فينا يعني في هذه الأيام اهتز لموته عرش الرحمن نحن مش سنعرف لأن الوحي قد انقطع من السماء صح ولا لا لكن في عهد النبي لما سعد ابن معاذ اهتز لموته عرش الرحمن سبحانه وتعالى الصحابة عرفوا ليه لأن النبي أخبرهم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ دل رقم واحد حاجة ثانية سمعنا على سبيل المثال إن الجنة اشتاقت لكم واحد يا جماعة لأربعة بالجمع بين روايتين اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علي وعمار وبلال وإن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان يبقى الجنة اشتاقت لكم أربعة علي وعمار وبلال وسلمان طيب ليه الجنة ما تشتاق لك أنت ما هم عباد لله وأنت عبد الله يبقى لازم عندنا علو همة بلاش دا كله سيدنا عبد الله ابن مسعود سيدك النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن سيقانه حتبقى يوم القيامة في ميزان(3/379)
الله يوم القيامة حيبقى أثقل من جبل أحد ليه ما تكون أنت بردوا لك وزن عند ربنا ليه ما يكنش ليك قدر عظيم عند ربنا سبحانه وتعالى خدت بالك من المسألة الزاي عشان كدا النبي عليه الصلاة والسلام كان دائماً يعلمنا علو الهمة ندي على سبيل المثال بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم يعني أنا عايزك أوعى تحتقر نفسك أبداً تقول أنا فين وهم فين أي نعم طبعاً دول أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ما حدش فينا سيصل لهم لكن في نفس الوقت يا ريت نقرب نحن مش عايزين يعني نبقى بعيدين بالدرجة دي عايزين نقرب حتى شوية شوف سبحان الله الحديث رواه مسلم لما سيدك النبي عليه الصلاة والسلام كان في واحد اسمه ربيعة ابن كعب ابن مالك كان دائماً يجهز الماء للنبي اللي يتوضأ بها صلى الله عليه وسلم النبي طبعاً عمره ما كان يسيب أحد يعمل له أي معروف إلا ما لازم يكافئه ففي يوم من الأيام قال له سلني شيئاً يا ربيعة طيب ربيعة دا كان عنده سبعة عشر سنة وكان فقير جداً وكان من أهل الصفة وكان مش لاقي يتجوز ولا لاقي أي حاجة خالص في حياته كان ممكن يعمل إيه طيب أطلب أنا إيه يعني دنا إنسان مسكين أطلب أتزوج أطلب أكل عيش أي حاجة بيت أي حاجة قال له أسألك مرافقتك في الجنة يا رسول الله طيب والله لو كان احتقر نفسه سيدنا ربيعة لو كان احتقر نفسه كان ممكن يطلب الطلب دا من النبي أبداً يا جماعة بلاش دا كله ندي مثال ثاني حديث البخاري ومسلم لما سيدك النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أنه فيه سبعين ألف يوم القيامة يا جماعة سيخشوا الجنة من غير حساب ولا عذاب فسيدنا عكاشة ابن محسن قال له إيه قال ادعوا الله أن يجعلني منهم يا رسول الله لو كان احتقر نفسه كان قال أنا فين وهم فين معقول أنا أكون من السبعين ألف دول لا دنا بعيد عنهم خالص قال له ادعوا الله أن يجعلني منهم النبي قال له إيه قال له أنت منهم الكلام دا كله بوحي من الله إلى رسول الله صلى الله عليه(3/380)
وسلم عشان سيدك النبي كان يعلمك علو الهمة يقول إيه النبي عليه الصلاة والسلام حديث رواه الطبراني بالكبير بسند صحيح قال إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها لما تطلب اطلب حاجة غالية لما يكون عندك همة يبقى عندك همة لحاجة عالية ما تبقاش همتك في الحياة إنك تأمل وتشرب وتتزوج وتخلف وتشوف عيالك وأحفادك دي مش همة يا جماعة دي همة يستوفاها الإنسان وغير الإنسان إنما همتك إيه أنا همتي إني أنا عايش لديني أنا نفسي أخش الجنة مش الجنة وبس لا أعلى درجات الجنة سيدك النبي هو اللي علمنا كدا ما تصلي عليه صلى الله عليه وسلم حديث رواه البخاري لما النبي عليه الصلاة والسلام يقول إن في الجنة مئة درجة أعدها الله عز وجل للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام فإذا سألتم الله الجنة نعمل إيه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك فاسألوه الفردوس الأعلى ليه لأربع حاجات خدت بالك فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تتفجر أنهار الجنة الثلاثة دول ما يهموناش أهم حاجة الرابعة وسقفه عرش الرحمن جل وعلا تخيل لما تشوف إيه سقف بيتك عرش ملك الملك وملك الملوك سبحانه وتعالى طيب تعالوا نبدأ لقاء الليلة دي مع هذا الصحابي الجليل بس بعد بردوا ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم ضيفنا الليلة دي يا جماعة هو الصحابي الجليل صهيب الرومية تعالوا نشوف نشأ الزاي عاش الزاي بدأ حياته الزاي ودخل الإسلام الزاي أول حاجة سيدنا صهيب كان من بيئة مترفة جداً كان من علية القوم كان أبوه يا جماعة كان حاكم بلد اسمها الأبولة دي مدينة في العراق وكان مين اللي معينه كسرى كان تحت أمرة كسرى وكان طبعاً كانوا عايشين عندهم قصر يطل على نهر الفرات وكان سيدنا صهيب كان عايش مع أبوه عيشة طبعاً بالبلدي كدا زي ما منقول بلغة العصر ابن باشا يعني فكان عايش عيشة الباشاوات عنده قصر ويطل على نهر الفرات وكان أبوه من بني نمير وأمه من بني تميم طيب ليه(3/381)
إيه اللي سماه صهيب الرومي ستعرف دي الوقت أن سيدنا صهيب سيعيش فترة كبيرة جداً في بلاد الروم فعشان كدا سموه صهيب الرومي رضي الله عنه وأرضاه طيب إيه اللي حصل اللي حصل إن سيدنا صهيب وهو لسى صغير شوية كان خارج مع أمه في نزهة كدا لبلد اسمها أو قرية اسمها الثني وهم ماشين غارت قبائل من الروم على تلك القرية عملوا إيه قتلوا الحرس وأخذوا الأموال وسبوا الذريات خدوا إيه كل الأولاد الموجودين كان من ضمنهم مين سيدنا صهيب رضي الله عنه وأرضاه ذهبوا به إلى أين يا جماعة إلى بلاد الروم أول ما وصلوا هناك سيدنا صهيب لسى سنه صغير فكان طبعاً ليل ونهار يحلم بالرجوع مرة ثانية إلى أمه وأبيه والى عيلته وأهل بلاده وأنت عارف طبعاً لما الإنسان يتغرب حتى مش هو مأسور ولا هو حتى مباع دا حتى وهو رايح يشتغل في عقد عمل في أي دولة من الدول العربية أو غير ذلك يبقى دائماً كدا أول ما يوصل هناك تلاقي الدموع على خده ويفتكر الأم والأب وإخوانه وحبايبه وأصدقائه وأهل حتته فحصل عنده حنين نفسه أن يرجع بس قعد فكر أرجع فين مرة ثانية أرجع للأبولة طيب ما هي تحت وطأة الفرس والفرس عمرها ما كانت أحسن من الروم ما الاثنين أوحش من بعض أمال أروح فين قال خلاص يبقى أروح مكة طيب إيش معنى مكة قال لك لأنه سمع من كاهن من كهنة النصارى إنه في نبي أخر الزمان سيبعث في هذا الوقت فين في مكة فجاء حنينه إنه يرجع لفين يرجع لمكة طيب يعمل إيه عشان يرجع مكة يا جماعة لازم يحدد خطة عشان يقدر يهرب من بلاد الروم إلى مكة وبالفعل حدد الخطة وحدد الوقت وحدد الساعة وبالفعل نفذ اللي هو عايزه رضي الله عنه وأرضاه وهرب من بلاد الروم إلى مكة رضي الله عنه وأرضاه أول ما وصل هناك الحقيقة كان شكله زي شكل أجنبي يعني بالإضافة إنه هو من كثرة ما عاش سنوات طويلة جداً في بلاد الروم أصبحت اللغة العربية عنده ضعيفة شوية فأصبح في عنده لكنة أجنبية شوية فسموه على طول صهيب إيه(3/382)
صهيب الرومي ودخل هناك وحالف واحد من الكرام كان لسى طبعاً ساعتها يعني ما فيش إسلام ولا أي حاجة لسى حالف واحد من الكرماء اسمه عبد الله ابن جدعان فضل معه ودخل معه في تجارة لحد ما مرت الأيام ومات عبد الله ابن جدعان المهم صهيب الرومي في الوقت دا يا جماعة كان مشهور جداً في مكة إ، هو ما شاء الله الفتى النشيط عنده الحركة بتاعته ما شاء الله سريعة جداً نشيط جداً صادق جداً إنسان ما شاء الله مخلص في عمله
وكان عنده ميزتين يتميز بهم عن كثير من الشباب إيه هم يا جماعة كان عنده قدرة عالية جداً ومهارة عالية جداً في رمي السهام زي ما كان الحبشة مشهورين في رمي الحراب كان صهيب كان مشهور جداً برمي السهام يرمي السهم لازم يجيب السهم في المكان اللي محدده خدت بالك الناحية الثانية كان فارس ما شاء الله كان يركب الفرس كأحسن من يركب الفرس فكان مشهور في الحاجتين دول فكان فارس لا يشق له غبار رضي الله عنه وأرضاه طبعاً في الوقت دا يا جماعة كانت الحياة في مكة حياة روتينية جداً حياة عادية جداً كل اللي عايشينه عايشينه من أجل إنهم يأكلوا ويشربوا وينهلوا من الشهوات والملذات في الحرام لأنه ما كانش فيه خلاص لا ديانة ولا في بقى لا آخرة ولا جنة ولا نار ولا حد يفتكر أي حاجة خالص سبحان الله فضلوا على الوضع دا يا جماعة فترة كبيرة جداً طبعاً وكان أهم ما يشغلهم عبادة الأصنام لدرجة يا جماعة في الوقت دا لك أن تتخيل كان حوالي الكعبة حد عارف كم صنم ثلاثمائة وستين صنم تخيل كانوا محطوطين حوالين الكعبة دا غير بقى الأصنام الثانية كل واحد واخد له صنم كدا ملاكي حاططه في البيت عنده وقاعد يعني يعبده ويتقرب إليه ويسجد له من دون الله سبحان الله فكان حوالين الكعبة ثلاثمائة وستين صنم يشاء المولى عز وجل كان طبعاً صهيب في الوقت دا يعني انشغل في التجارة والبيع والشراء لحد ما أصبح عنده ثروة كبيرة جداً مع أنه كان إيه كان بالأول عبد رقيق في(3/383)
بلاد الروم ما شاء الله دي الوقت أصبح عنده ثروة بقى من أغنياء مكة المهم في الوقت دا يا جماعة فضل سيدنا صهيب بقى يترقب البشرى اللي كان سمعها من الكاهن اللي هو النصراني إن نبي أخر الزمان سيبعث في هذا الوقت خلاص قربت المسألة فازداد حنين صهيب إلى إيه إلى ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وإلى ظهور الإسلام في هذا الوقت بفضل الله سبحانه وتعالى الحقيقة ما طالش الوقت وإذا به رضي الله عنه وأرضاه يسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث في مكة وبدأت سيرة النبي عليه الصلاة والسلام تزداد على الألسنة الله دا محمد ابن عبد الله يزعم أنه نبي وأنه بعث من قبل الله عز وجل وأنه يدعو إلى عبادة آله واحد وأنه يدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى وإلى فبدأ يسمع يسمع كل شوية يسمع يخش هنا يسمع يروح هنا يسمع فبدأ إيه يقرر من جواه إنني أنا عايز أعرف هو يدعو لإيه بالضبط بداً يسأل أكثر وأكثر لحد ما جمع قدر عالي جداً من المعلومات عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرر يا جماعة في لحظة صدق مع نفسه دي مسألة مهمة جداً إن أنت لما تعرف حاجة كويسة نفسك تعملها طالما عرفت وتيقنت من صدق هذه المعلومة خلاص خذ موقف وخذ قرار جريء وروح على طول نفذ في إيه في التو واللحظة دا اللي عمله سيدنا صهيب رضي الله عنه وأرضاه راح واخد قرار جريء جداً وراح رايح على طول متى سيروح يا جماعة طيب دي مكة يعني المشركين يعني مستنين بس يسمعوا بس إن في واحد حتى بيجيب سيرة النبي عشان يضربوه مجرد سيرته بس طيب يعمل إيه فترقب الوقت اللي هما يعني بتبقى فيه الرجل خفيفة في مكة ما حدش يخرج كثير متى الصبح بدري يعمل إيه راح خارج الصبح بدري قبل أن تدب الحياة في أرض مكة وراح طالع على دار الأرقم ابن أبي الأرقم لأنه كان اجتماع النبي مع الصحابة كان يبقى في دار الأرقم ابن أبي الأرقم وصل هناك يا جماعة وبدأ يتسلل هناك لحد ما وصل لدار الأرقم أول ما وصل هناك لاقى مفاجأة إيه(3/384)
المفاجأة يا جماعة لقي واحد واقف جنب دار الأرقم وعمال بردوا إيه يبص يمين وشمال وهو خايف بردوا فبص لاقى مين عمار ابن ياسر رضي الله عنه وأرضاه فيعني يسأله يقول له ماذا تريد يا عمار قال له بل ماذا تريد أنت يا صهيب كل واحد فيهم إيه يعني خايف من الثاني قال له ماذا تريد أنت يا صهيب قال له أريد أن أدخل على هذا الرجل فأسمع الذي يقول أنا بس يعني عايز أشوف هو يقول إيه يعني قال له أنا والله أريد ما أردت قال له خلاص إيه رأيك طالما أنت عايز اللي أنا عايزه ما نخش إحنا الاثنين مع بعض فدخلوا على بركة الله عز وجل ودخلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشافوا النبي يا سلام يا بختهم شوف بقى لما تكون داخل تقابل النبي لأول مرة في حياتك صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة دخلوا وسمعوا القرآن ينساب من بين ثنايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم سمعوا كلام النبي سمعوا إلى ما يدعو إليه النبي عليه الصلاة والسلام سمعوا عن الأخلاقيات التي يدعو إليها والمكارم والأشياء الجميلة التي يدعو إليها النبي عليه الصلاة والسلام ما فيش يا جماعة أي تردد أصحاب الفطر النقية ما يترددوش أبداً أنت النهار دا لما تسمع أن الإنسان المسلم واجب عليه أن يصلي على طول بتروح وتتوضأ وتسلم وجهك لله سبحانه وتعالى وتخش وتخر ساجداً لله سبحانه وتعالى وتعفر جبهتك لله لما الأخت المسلمة تسمع أن الحجاب دا واجب دا فرض فرض زي الصلاة والزكاة وزي الصيام على طول تروح تلبس حجابها بفضل الله سبحانه وتعالى وتسلم أمرها لله سبحانه وتعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي كل حياتي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين شعار المسلم دائماً يا جماعة وعجلت إليك ربي لترضى سبحانه وتعالى المهم عمار ابن ياسر مد يده وبايع النبي عليه الصلاة والسلام واسلم بين يديه وصهيب الرومي عمل نفس الحكاية يا جماعة وأسلم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي النهاية(3/385)
فضلوا قاعدين اليوم كله مع النبي عليه الصلاة والسلام يتعلموا بقى من النبي عليه الصلاة والسلام ويأنسوا بوجود النبي عليه الصلاة والسلام ثم خرجوا بعد ذلك بعد أن هدأت الحركة وأمنوا إن هم يخرجوا من المكان بدون أن يراهم أحد رضي الله عنهم وأرضاهم والحقيقة يا جماعة دا كان يوم ميلاد صهيب الرومي يا جماعة يوم ميلاد الإنسان هو يوم ميلاده من الكفر إلى الإيمان ومن المعصية إلى الطاعة مش يوم ميلادك هو اليوم اللي تولدت فيه ما اليوم اللي تولدت فيه دا يشترك فيه المسلم والكافر تشترك فيه كل الدواب إنه اتولد يوم كذا إنما اليوم الحقيقي لميلادك هو اليوم اللي أنت تولدت فيه من المعصية إلى طاعة الله سبحانه وتعالى ولذلك لما سألوا ممثلة تيبة قالوا لها متى ولدت قالت ولدت يوم أن تبت إلى الله هو دا يوم الميلاد الحقيقي وأذكر مرة كنا قاعدين في مسجد فدخل رجل كدا ما شاء الله رجل طيب لحيته بيضاء كدا وشكله كبير يعني فدخل فجلس بعد ما خلصنا صلاة وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحب أن أعرفكم بنفسي أخوكم بالله فلان الفلاني أبلغ من العمر ثماني سنوات فطبعاً الناس يعني إيه قعدوا يضحكوا كدا الزاي ثمانين سنة ويقول أنا عندي ثمان سنوات قال لهم ما تضحكوش ولا تستغربوش أنا التزمت بالضبط من ثماني سنوات وبدأت أدعو إلى الله عز وجل من نفس اللحظة فالتزمت النهار دا بعد أسبوع بدأت ادعوا إلى الله سبحانه وتعالى فأنا من ساعة ما التزمت وبدأت أدعوا إلى الله بعتبر هي دي بداية عمري أما العمر اللي قبل كدا دا عمر أنا لا أتشرف به أبداً عمري ثمان سنوات خدت بالك يبقى هو دا بداية العمر وهو دا الميلاد الحقيقي يا جماعة المهم تمر الأيام يا جماعة ويعلم المشركون إن كثير من المستضعفين من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قد أسلموا لله جل وعلا بدأت رحلة العذاب زي ما منقول في كل حلقة تسلط على أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من ضمن الذين(3/386)
عذبوا يا جماعة صهيب الرومي اللي هو ضيفنا الليلة دي رضي الله عنه وأرضاه يقول ابن مسعود في الحديث الجميل الذي رواه الحاكم بسند صحيح قال أول من اظهر إسلامه سبعة في فرق بين أول من اسلم وفرق بين أول من أظهر إسلامه يعني أول من أسلمت من النساء مين خديجة لكن أول من أظهرت إسلامها سمية أم عمار فقال أول من اظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبعدين عمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد السبع هؤلاء فأما رسول الله فنعه الله بعمه يعني حماه الله بعمه وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فقد ألبسوهم أدرع حديد وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد أتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله جلا وعلا وظل يعذب وهو يقول أحدٌ أحد أحدٌ أحد رضي الله عنه وعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المهم سيد صهيب الحقيقة كان يعني صابر وراضي جداَ ومحتسب وتحمل الأذى وكان ثابتاَ على دينه على شان تعرفوا قد أيه يا جماعة الدين غالي ودائماتَ نكرر المعلومة هذه يا جماعة مرة واثنين وثلاثة وعشرة على شان يعني ماذا أيه نحن مسلمين نحن الحمد الله ربنا أكرمنا طلعنا لاقينا أنفسنا مسلمين لاقينا في بطاقة مكتوب فلان الفلاني محمد أحمد محمود عبد الله مسلم لكن أنت قدمت أيه لدينك خدمتك دينك بأيه عملت أيه على شان تقول أنا مسلم فعلاَ يعني لما تلقى الله عز وجل بوقته ويسأل قدمت أيه لديني ستقول له أيه ستكسف صح أو لا نحن ما قدمنا حاجة يا جماعة طبعاَ نذر قليلاًَ منا نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم إن شاء الله جلا وعلا المهم بدؤوا بعد كدا إضافة إلى هذا العذاب كله بدؤوا يهددوا سيدنا صهيب أن هم يفسدوا عليه تجارة تعرف أبو جهل كان هو يترصد بالموضوع هذا يلف على كل الناس لو كان واحد من أغنياء القوم يقول له أتترك دين الأبناء والأجداد ودينهم خير من أيه من دين محمد صلى الله عليه وسلم وكان يعني يوبخه بالكلام(3/387)
ولو لاقى واحد فقير كان يعذبه ولو لاقى واحد تاجر كان يوصي كل التجار ما يتعاملوا معه فبدؤوا أن هم يفسدوا تجارة سيدنا صهيب رضي الله عنه وأرضاه ولكن كان ثابت بفضل الله سبحانه وتعالى في اللحظات هذه يا جماعة كان النبي عليه السلام كان يصبر أصحابه صلى الله عليه وسلم يحاول أن يذكرهم بأن نصر الله قريب سبحانه وتعالى ومثل ما أنتم عارفين في حديث سيدنا ( خباب بن الاواطر ) حديث في البخاري لما جاء للنبي عليه السلام بعد ما عذب عذاب شديد قال له يا رسول الله ألا تسستنصر لنا ألا تدعو الله لنا النبي عليه الصلاة والسلام قال له أيه قال أنه كان يؤتى بالرجل ممن كان قبلكم فيحفر له حفرة في الأرض فيوضع فيها ويوضع المنشار عند مفرق رأسه فيشط مشطين ويمشط بأمشاط حديد بقى دون لحمه إلى عظمه مما يصدوه ذلك عن دينه والذي نفسي بيده لن يتمن الله هذا الأمر يعني هذا الدين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا الله والذب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون يبقى النبي عليه السلام كان يثبته أيه من خلال حاجات كثيرة جدا يعني أسباب الثبات كثيرة مش موضوعنا ولكن كان دائماَ يذكرهم بأن نصر الله قريب ويذكرهم بجنة عرضها السموات الأرض الجنة في انتظاركم يا جماعة فلان الجنة اشتاقت له فلان النبي يبشره بالجنة وهكذا كان يثبتهم النبي صلى الله عليه وسلم تمر الأيام سيدك النبي عليه الصلاة والسلام بدأ يبحث عن تربة أخرى يعني يضع فيها بذرة التوحيد أرض مكة أصبحت صلبة في الوقت هذا النبي عليه الصلاة والسلام بدأ يخرج في مواسم الحج في سنة إحدى عشر للبعثة النبي التقى مع ست نسمات كانوا من أهل المدينة من أهل يثرب كان كلهم من الخزرج مجرد النبي عليه الصلاة والسلام ذكره بس بكلمتين أسلموا لله عز وجل في التو واللحظة رجعوا يا جماعة ما قالوا بقى ننام نستريح الحمد الله أسلمنا أبداَ رجعوا دعاة إلى الله أسلم على أيدهم كم يا جماعة سبعة السبع هؤلاء أتوا(3/388)
في السنة بعدها ومعهم خمسة من الستة الذين أسلوا في الأول يبقى كم اثني عشر وجاءوا بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى النبي صلى الله عليه وسلم أخذ يدق على الحديد وهو ساخن راح بعت معهم من مصعب ابن عمير فبدأ يدعو إلى الله عز وجل حتى أسلم عدد كبير جداَ من أهل المدينة يعني يكاد نقول يا جماعة في الوقت هذا ما في بيت من بيوت المدينة إلا ودخله الإسلام بفضل الله سبحانه وتعالى المهم أتوا بعد كدا السنة التي بعدها اثنين وسبعين أتوا يبايعون النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الثانية أصبحت أرض المدينة يا جماعة مهيأة لاستقبال الإسلام خلاص أصبح في وطن يقدروا أن هم يؤموا إليه يروحوا إليه أن هم يروحوا له بفضل الله سبحانه وتعالى في الوقت هذا يعني في الوقت المقابل اشتد إزاء المشركين أكثر وأكثر على من على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة صلى الله عليه وسلم المشركين يا جماعة لما لاقوا الوضع هذا حاولوا يبقى يمنعوا من الذي يقدر يمنعوهم أن هو يهاجر قدروا على من على المستضعفين الناس الذين ما لهم ظهر يعني ما لهم شوكة في أرض مكة المهم بعد ذلك هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه وكان بعدها على طول مباشرة هاجر علي ابن أبي طالب من بقي في مكة عدد كبير جداًَ من المستضعفين وكان على رأسهم صهيب الرومي رضي الله عنه وأرضاه فضل في مكة يعمل أيه صعبان عليه نفسه كيف أنا أبقى كدا في مجتمع يكره الدين ويكره المسلمين بل ويحارب الإسلام طيب أنا أعمل أيه فبدأ يبحث عن حيلة أن هو يهرب منها من أين من مكة إلى المدينة حتى يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم طيب يعمل أيه المشركين حاطين عيون وجواسيس على شان يراقبوا الصحابة من يطلع من مكة ويروح المدينة فلاقا عدد كبير جداَ واقف ومستنيه وحاط عينه عليه فعمل نفسه في حلية كدا(3/389)
جميلة جداَ عمل نفسه أعزك الله أنه محتاج يدخل للخلاء الحمام أكثر من مرة وأن عنده تعب في بطنه فبدأ يخرج يروح مكان قضاء الحاجة ويرجع ثاني يروح يرجع فالمشكلة فقالوا أيه لقد شغلنا أو شغل صاحبنا ببطنه الواضح أن أتى له مغص أو تعب كدا فسيبوه خلاص هو مش رايح أي محل وراحوا نايمين وكانت ليلتها برد جداً فكلهم راحوا ناموا وتركوه ما لاقهم ناموا قال بس أنسحب وأخرج على المدينة ألحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج فعلَاَ مشي مسافة كبيرة جداَ لكن سبحان الله ما هي إلا دقائق معدودات حتى فطنوا أنه هو هرب راحوا جروا وراه وراحوا وقفين عند المكان الذي يخرجوا منه من مكة على المدينة بس وقفوا له وقالوا له يا صهيب جئتنا صعلوك لا مال كل واليوم بعد أن اغتنيت وأصبحت ذا ثروة تريد أن تذهب بهذا المال شوف يا أخي سبحان الله شوف الحقد والحسد يعني هم ما زعلانين أن هو هاجر للنبي يقعد معه هم زعلانين أن هو جاء إلى مكة وهو فقير جداَ وراح غني ومعه فلوس سبحان الله وهذا يفكرني بوقفين بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم أن شيء كثير جداَ يا جماعة كل ما يشغلهم في حياتهم الحقد والحسد بس لدرجة أذكر طرفة جميلة أن كان في قرية من القرى كان فيها رجل مشهور جداَ بالحسد عنيه ما شاء الله حاجة يعني كما يسمونها عين سوبر يعني عين استريوا فالمهم سبحان الله فكان الناس يجروه على شان يحسد أي حد يعني أنا أضايق من واحداَ عموماَ أجره أدفع مئة جنيه وأقلو له أحسدي لي يقوم ما شاء الله عنينه ما تخيب يعني وكل هذا طبعاَ بقدر الله سبحانه وتعالى فالمهم واحد متضايق من واحد فراح مستأجر الرجل الحسود هذا قال له عايز تحسد لي رجل معين كدا أشاور لك وهو أتي قال ماشي أول ما يوصل أنت بس تشاور لي وربنا ييسر يعني أبشر يعني قال له خلاص فجاء الرجل من بعيد جداَ يعني جاء من مكان بعيد قد كدا فجاء فقال له جاء هذا هو أحسد لي قال له فين مش شايفه قال له هذا(3/390)
هو مثل عين الشمس قال والله ما شايفه قال يا رجل هذا هو قال ما شاء الله وشايفه من هنا راح حسد الذي استأجره قصة ثانية بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم كان في اثنين يا جماعة الاثنين هؤلاء حكم عليهم بالإعدام واحد فيهم كان رجل طيب جداَ والثاني بعيداَ عنك ربنا لا يريك كان كوكتيل نكد يعني كان تعرف واحد يتمنى الشر للناس حتى لو مش يوصل له خير المهم هو عايز يؤذي أي أحد وخلاص فالمهم يقوم قبل ما يعدموا الاثنين الناس الذي قاعدين بقى الحكمة قالوا نشوف كل واحد يتمنى أيه قبل ما يموت على شان برضوا نحقق أمنيته فقالوا للأول الذي هو رجل طيب هذا قالوا له تتمنى أيه قبل ما تموت قالوا لهم يعني طالما المسألة خلاص سأموت أتمنى أن أنا أشوف أمي فسألوا الثاني الذي هو كوكتيل النكد فقالوا له أنت تتمنى أيه قال أتمنى ما أشوف أمي في ناس مثل كدا المهم يا جماعة تعالوا نكمل قصة صهيب وهجرته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بس بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية يا جماعة نرجع لسيرة سيدنا صهيب الرومي رضي الله عنه وأرضاه حقيقة لما كان رايح يهرب من مكة إلى المدينة فالمشركين قالوا له أجئتنا صعلوك يا صهيب واليوم بعد أن اغتنيت تريد أن تذهب بهذا المال ويعني قال لهم كلمة واحدة جميلة جداَ قال لهم والله أنكم لا تعلمون أني من أرماكم رجلاَ أنت عارفين أن أنا عندي مهارة عالية في رمي السهام فبكل سهم أقتل رجلاَ منكم وما تبقى منكم أقتله بالسيف ولكن الطيب أحسن ماذا رأيك إذا دللتكم على مالي تذهبون إليه وتأخذوه وتتركوني أذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا خلاص ماشي فقال مالي في المكان الفلاني وانتهت المشكلة شفت ساب كل ثروته التي جمعها في سنوات طويلة جداَ مقابل أن هو يذهب ليقابل النبي ويعيش مع(3/391)
النبي عليه السلام أحد منا يا جماعة يقدر يعمل هذا أظن يعني مش سهلة صح ولى لا ولكن الإنسان الذي عنده يقين في الآخرة وعنده محبة عالية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم أظن يضحي بكل حاجة على شان يفوز بالمنقبة العظيمة هذه صهيب الرومي كل الذي أخذه معه يا جماعة حتة عينة بسيطة عمل أكلة بسيطة على شان يقدر يتقوى بها وهو مسافر من مكة إلى المدينة ثلاثة أيام سفر يا جماعة سبحان الله لحد ما وصل إلى هناك كان قد سبقه جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بخبر صهيب والذي ضحى به والذي عمل به والذي عمله رضي الله عنه وأرضاه وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قاعد في قباء وكان معه أبو بكر وعمر قام قائم وهش وبش في وجه صهيب وقال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى والحديث رواه الحاكم بسند صحيح يا سلام سبحان الله ونزل قول الله عز وجل ? ومن الناس من يشري ? يعني أيه يبيع ? ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ? شوف لما سيدنا صهيب ضحى مرة بثروته ربنا سطر التضحية في كتابه إلى يوم القيامة وأرسل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بخبر صهيب رضي الله عنه وأرضاه المهم لما وصل صهيب إلى المدينة كان كل السكة تعبان جداَ كان في جوع شديد ويعني أصابه الرمد إحدى عينيه أصابها رمد تعب شديد فأول ما وصل لاقى النبي قاعد ومعه أبو بكر وعمر كان أمامهم كمية ما شاء الله من الرطب نزل ما شاء الله على الرطب ما خلا فقعد يأكل ويأكل مش أخذ باله من حاجة سيدنا عمر لاحظ الموضوع فقال يا رسول الله أرأيت إلى صهيب يأكل الرطب وبه رمد في عينيه مش حاجة غريبة فالنبي صلى الله عليه وسلم راح يضحك معه مع سيدنا صهيب قال يا صهيب أتأكل الرطب وبك مرض في عينيك قال أجل يا رسول الله أني أكلها على الشق الأخر وهذا يا جماعة درس جميل جداَ والله العظيم يعني لأي إنسان يعتقد أن المسلم هذا لازم كشري(3/392)
وضرب المائة وإحدى عشر ومقعد الدنيا ولازم يقوم يقفلها مش كدا يا جماعة عمر ما كان المسلم كدا وعمر ما كان الإسلام أصلا كدا لدرجة يا جماعة أن الفكرة هذه نفسها يعني دبت في قلب واحد من الصحابة أنه فهم أن الإسلام لا بد أن يكون لليل ونهار في تسبيح وتهليل وعبادة وصلاة وما في أي جانب للترويح النبي صلى الله عليه وسلم صحح له المعلومة الحديث رواه مسلم سيدنا حنظله لاما قابل سيدنا أبو بكر قال لا سمح الله قال له وما ذاك ما الذي حصل قال له نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكلمنا عن الجنة والنار فكأن رأي عيني كأن شافين الجنة والنار أمام أعيننا فإذا ما خرجنا من عند رسول الله وعسسنا الأزواج والأولاد الضيعات ذهب ما نجد قال أو أنك لا تجد ذلك قال نعم قال وأنا كمان راحوا الاثنين إلى سيدك النبي صلى الله عليه وسلم أول ما وصلوا سيدنا حنظله عاد عليه نفس الكلام قال يا رسول الله ما سمح الله قال وما ذاك قال نكون عندك يا رسول الله فتكلمنا عن الجنة والنار فكأن رأي عين فإذا ما خرجنا من عندك وعسسنا الأزواج والأولاد والضيعات ذهب ما نجد سيدكم النبي كان يقول له هو هذا النفاق لا طبعاَ سيدك النبي بالمؤمنين رءوف رحيم صلى الله عليه وسلم قال يا حنظله لو أنكم تدومون على الحالة التي تكونون بها عندي لصافحتكم الملائكة على فروشكم وفي الطرقات ولكن يا حنظله ساعة وساعة ساعة وساعة ساعة وساعة يعني أي في ناس فاهمة المؤمن لازم يقطع مثل بيك بن لا مش كدا يعني يقول لك المثل الذي يقول عند الناس ساعة لك وساعة لربك لا حرام هذا ساعتك كلها وحياتك كلها لمن لله سبحانه وتعالى حياتك كلها لله ولكن ساعة وساعة معناه أيه المعنى الأول ساعة يترفع بها الإيمان جداَ يا جماعة بسبب الأعمال الصالحة وساعة ينخفض فيها الإيمان سبب الغفلة عن طاعة سبحانه وتعالى هذا معنى والمعنى الثني ساعة يبقى عبادة كاملة لله سبحانه وتعالى والساعة الثانية يبقى فيها(3/393)
شيء من الترويح بنية أن أنت تقبل على العبادة مرة ثاية بروح جديدة أخذت بالك لا بد يكون ترويح في حياة المسلم يا جماعة أنك حياتك كلها كانت جامدة جداَ بالمنظر هذا مش تقدر تكمل في الجوانب الثانية خذ بالك من النقطة هذه يعني أنت أحياناَ لما تكون شغال وتعبان طول السنة وبعدين تروح يوم مثلاَ حديقة من الحدائق وما فيها أي معصية وما فيها حاجة وتقعد تشم شوي هواء وكدا ما شاء الله وقاعد تمضي اليوم في وسط أولادك فاهم كيف ترجع مرة ثانية الشغل بنشاط صح ولى لا وهذا يحصل هي تجديد النشاط مرة ثانية سبحان الله شوف سيدنا سليمان نبي كريم عليه السلام قال جل وعلا ? وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ? النمل17 خذ بالك حتى إذا أتوا على وادي نمل قال نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فما الذي حصل فتبسم ضاحكاَ من قولها شوف فبتسم ضاحكاَ من قولها وهم العلماء يقولوا أيه السياق من المقيدات يعني في الحديث البخاري ومسلم لما سيدنا كعب ابن مالك لو تفتكر لما تخلف عن غزوة تبوك لما دخل على النبي لما رجع من تبوك قل أيه قال فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم تبسم بس تبسم تسم المغضب يبقى هنا تبسم ضاحكاَ تبسم تبسم هي تبسم المغضب يبقى أيه في فرق بين هذه البسمة وهذه البسمة ما الذي وضحها سياق الموضوع نفسه مثل مثلا على سبيل المثال يقول ليه البكر أذنها صمتها صح ولى لا البكر لما يأتيها عريس تبقى فأبوها يقول لها موافقة يا ابنتي فتبتسم وتحط وجهها في الأرض خجلانة وإن كان الوضع الآن اختلف تأتي به لحد البيت يعني إلا من رحم الله لكن أقصد أيه الأصل في المسألة البنت تبقى مكسوفة طيب إذنها صمتها طيب لما سيدنا عليه السلام شاع خبر أن هو طلق أزواجه التسع والنبي ما طلقهم بس إشاعة طلعت سيدنا عمر حب يتأكد راح يستأذن على النبي أنه واقف على باب النبي(3/394)
عليه السلام دخل على شان يستأذن له فخرج قال يا عمر يعني استأذنت لك فلم يرد صمت النبي صلى الله عليه وسلم طيب الصمت هنا علامة موافقة ولى رفض علامة رفض يبقى إذاً السياق إيه من المقيدات فالشاهد من هذا كله النبي كريم مثل سيدنا سليمان تبسم يا جماعة فهل الشاب اللي مكشر ومقطب جبينه وضارب الألف مئة وأحد عشر وتعبان من الدنيا هذه كلها هل هذا عنده ورع أكثر من سيدنا سليمان طبعاً لا هذه نقطة النقطة الثانية يا جماعة أن المطلوب منا الرحمة في أسلوب الدعوة ومطلوب من حياتنا أن يكون الأسلوب نفسه يعني خصوصاً الأسلوب البسيط والطرفة المحترمة والتروح والبسمة على شان تؤلف قلوب الناس يعني على سبيل المثال مثلاً نحن لما نأتي نتكلم عن الآخرة صعب جداً أن تأتي تتكلم عن الآخرة تقول إيه النار وبس لا في جنة وفي نار أخذت بالك لما نأتي نتكلم عن القبر بلاش نتكلم عن عذاب القبر وبس القبر ليس فيه عذاب بس القبر فيه عذاب وفيه نعيم فيه الاثنين ويا ريت من باب الاستبشار ومن باب أنك أنت تؤلف قلوب الناس كلمهم عن النعيم ثم العذاب لكن لا تنكر حاجة من الاثنين يعني لا تنكر أن في نعيم وما فيش عذاب يا جماعة اطمئنوا خلاص يا جماعة ولذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول ? قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ? نعم في إثبات للفرح الإنسان يفرح ويسعد ولذلك كل وضع يا جماعة أو كل مناسبة لنا لله علينا فيها عبودية خاصة عند الموت في عبودية خاصة عند الفرح في عبودية خاصة عند الحزن عند الفرح كل حاجة لها عبوديّة خاصة يجب أن نتوجه بها لله سبحانه وتعالى طيب واحد قال لك بس نتوجه إلى الله إن الله لا يحب الفرحين أقول لك نعم الفرح الذي يحمل الإنسان على البطر والأشر والعجب نعم هذا ممنوع عنه وهذا حصل مع من مع قارون طيب نسأل سؤال صغير هل في آداب للمزاح يعني لما نريد أن نمزح ونضحك ونبتسم هل في آداب طبعاً في آداب من من الآداب يا جماعة أن الإنسان لا يكذب بمعنى(3/395)
إيه مش على شان أنا عايز أضحك وأبتسم وأهزّر مع الناس وأؤلف قلوبهم أقعد أكذب النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال سيدنا أبو هريرة الحديث رواه الترمذي بسند صحيح يقول يا رسول الله إنّك تداعبنا قال أجل ولكني لا أقول إلا حقاً نعم صح أنا أداعب أصحابي صلى الله عليه وسلم ولكن لا أقول إلا حقاً حديث ثاني جميل عند أبي داوود بإسناد حسن النبي عليه الصلاة والسلام يقول أنا زعيم يعني أنا ضامن ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وهذا يعني إهداء هدية للجماعة الذين يطلعون شريط نكت شريط ساعة كاملة عمال يكذب فيه مرة واحد ومش عارف إيه وهو يضحك وهو الذي يضحك يعني ما أحد عامل حاجة فاهم الزاي يعني سبحان الله بقا يعني والنبي عليه الصلاة والسلام حذرنا أنه يضحك الآخرين ولو بالكذب حديث رواه أحمد بإسناد حسن يقول صلى الله عليه وسلم ويل للذي يحدّث الناس فيكذب ليُضحك هو القوم ويل له ثم ويل له ثم ويل له يبقى أول أدب أننا لا نكذب نريد أن نضحك نضحك بس من غير كذب هذه أول حاجة ثاني حاجة أننا لا نجرّح أحد من الناس لا أقعد أضحك أو أبتسم أو أؤلف قلوب الناس على سبيل أنني أتريق على واحد لا يا جماعة هذا الكلام لا يجوز أصلاً لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا أخذت بالك لا يسخر أحد من أحد هذه الحاجة الثانية الحاجة الثالثة يا جماعة أنه يكون المزاح بقصد التسلية والترفيه عن النفس ولذلك كان الإمام ابن سليم كان إذا ارتفعت الشمس كان يذهب إلى الأسواق ويكلّم الناس ويداعبهم ويمازحهم ويوزع البسمات على شان كدة كان إمام محبوب جداً ودائماً للناس تحب الداعية المبتسم البشوش لا تحب بقا يعني اللي قافلها شوية أخذت بالك وإن كان المسألة هذه لها وقت لكن تكون بحساب زي الملح حينما يوضع على الطعام طيب السؤال الثاني اللي هو إيه هل في إنسان على وجه الأرض أتقى لله وأخشى لله من رسول الله صلى الله عليه وسلم طبعاً ولا ورغم ذلك لما تشوف أحوال(3/396)
النبي تجد أن النبي في محرابه في بيته أخذت بالك كان يصلي ويبكي ويخشع ويذلّ نفسه لله سبحانه وتعالى ولما يخرج إلى الصحابة كان يمازحهم يضحكهم صلى الله عليه سيلم ويبتسم ويهش ويبتسم في وجوههم صلى الله عليه وسلم هي هذه حياة النبي يا جماعة حياة النبي نموذج متكامل جميل جداً لأعظم إنسان وجد على وش الأرض صلّى الله عليه وآله وسلّم ولذلك نعطي أمثلة جميلة جداً بس بعد ما تصلي على حبيبك صلّى الله عليه وسلّم حديث في البخاري ومسلم النبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان البيت بتاعه كان يطلّ على المسجد فكان الأحباش اللي جايين من الحبشة كانوا يلعبون بالحراب وعائشة زوجة النبيّ عليه السلام كانت لسة صغيرة في السنّ فنفسها تتفرج عليهم وهم يلعبون بالحراب راح النبي واقف على الباب كدة وهي حاطة ذقنها عند كتف النبيّ عليه السّلام وتتفرج لا أحد يراها طبعاً بس هي تتفرج من وراء النبي عليه الصلاة والسلام فوهي تتفرج النبي عليه السلام يقول لها هل شبعت يا عائشة طيب كفاية كدة لسة يا رسول الله هي تقول أنا شبعت خلاص بس أريد أن أرى قدري ومحبة النبي لي أنا أريد أن أرى مكانتي عند النبي عليه السلام والسلام تخيل بقا لو واحد من العالم اللي هم مقفلينها بقا لو امرأته أرادت أن تتفرج على حاجة مثل هذه علم الله سبحانه وتعالى كان أعطاها بكس ووقعها على الأرض وجابها كتاف سبحان الله نعطي مثال ثاني جميل جداً حديث أيضاً رواه النسائي بإسناد حسن النبي عليه السلام في يوم من الأيام كان عند أمنا عائشة فزارتهم أمّنا سوداء زوجة النبي أيضاً عليه الصلاة والسلام دخلوا الاثنين فالنبي عليه السلام متكئ وواضع رجله في حجر أمنا سوداء ورجله الثانية في حجر أمنا عائشة طبعاً أنتم الآن تقولون يا بخته صلى الله عليه وسلم فالمهم أمّنا عائشة راحت عاملة لهم أكل اسمه إيه الخزيرة الخزيرة حاجة معجونة فالمهم تقول لأمنا سوداء كلي قالت لها مش حآكل قالت لها لتأكلين أو(3/397)
لألطخنّ وجهك ستأكيلن ولا أرميها في وشك بالضحك طبعاً كدة يعني فقالت لها مش حآكل راحت مكومة لها كومة كدة وراحت راميها في مين في وش أمنا سوداء من الذي قاعد يا جماعة سيدك النبي عليه الصلاة والسلام برضو لو واحد من الجماعة إياهم ما أحد عامل لي احترام كان قام كسر الدنيا صح ولا لا فالمهم سيدك النبي عليه الصلاة والسلام عمل إيه راح شايل رجليه شوف الحركة شال رجليه من حجر من أمنا سوداء معناها إيه يقول لها خذي حقك وراحت هي ما شاء الله أمنا سوداء كانت ضخمة رضي الله عنها وأرضاها فراحت ماسكة كومة يعني أمنا عائشة مسكت كومة قد كدة الثانية كومة قد كدة راحت ماسكاها وما شاء الله وراحت لاقفاها في وش أمنا عائشة والنبي عليه الصلاة والسلام قاعد بيضحك عادي جداً يا جماعة أن يكون في مرح في البيت وفي دعابة محترمة وما في مشكلة أيضاً في حديث أيضاً رواه الترمذي بإسناد حسن امرأة عجوز جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل الجنة ممكن الذي مثلي أن يدخل الجنة قال لا إنه لا يدخل الجنة عجوز المرأة راحت إيه معيّطة يعني طالما أنا عجزت مش حأدخل الجنة زعلانة طبعاً تخيّل بقا فوهي ماشية النبي عليه السلام راح مناديها قال لها لا لا تدخلينها وأنت عجوز أما سمعت إنا إلى قول الله عزّ وجل ? إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا ? سترجعين إن شاء الله تبقي مثل القمر وأنت داخلة الجنة وتبقي شابة صغيرة يبقى عندك ثلاثة وثلاثين سنة هكذا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم حديث ثالث أيضاً رواه الترمذي بإسناد حسن كان في صحابي جليل كان دميم الخلقة فكان واقف في السوق يبيع أقمشة فعمّال واقف ماسك الثوب بتاعه ماذا يقول من يشتري هذا الثوب من يشتري هذا الثوب فجأة وهو يبيع فجأة وجد يدين أتت مسكته من وراء حط إيديه على عينيه وقال(3/398)
ومن يشتري هذا العبد من يشتري هذا العبد من عمل مدة يا جماعة متصلوا عليه صلى الله عليه وسلم النبي اللي عمل كدة فالصحابي لم يعرف في الأول أنه النبي لأنه مخضوض أحد جاي يمسكه مرة واحدة من وراء لكن لما قعد كدة وفكر الله هذه الأيدي بتاعة النبي إيش عرف سيدنا زاهر أن هذه يدين النبي لأن سيدنا أنس قال هكذا الحديث رواه مسلم قال ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف النبي عليه الصلاة والسلام ألين كف في الدنيا كلها هي كف النبي عليه الصلاة والسلام فحس كدة بدفء كف النبي فعرف أنه النبي فشال إيدين النبي وتدور وقال يا رسول اله إذاً تجدني كاسداً أنت تقول من يشتري هذا العبد دة أنا اللي زيي لو اتباع لا يأتي بفلوس فقال النبي صلى الهل عليه وسيلم غير أنك عند الله لست بكاسد وفي رواية غير أنك غال عند الله أنت اللي زيك يا زاهر غالي عند ربنا سبحانه وتعالى ولذلك في حديث جميل رواه الترمذي أيضاً بإسناد حسن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً لم يقل النبي عليه الصّلاة والسّلام إيه لو تعلمن ما أعلم لما ضحكتم أبداً اثبت صفة الضحك صلى الله عليه وسلم لكن إيه ضحك يكون بحساب يا جماعة طيب نرجع إلى قصة سيدنا صهيب مرة ثانية بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم سيدنا صهيب طبعاً لما نزل المدينة وأكل مع النبيّ عليه السّلام وأكل مع أبو بكر وعمر نزل بعد كدة على سعد بن خيثمة فكان سعد بن خيثمة بن الحارث لو ترجع معي للقصة التي حكيناها أكثر من مرة لما سعد بن خيثمة بن الحارث في غزوة بدر النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ندب المسلمين للخروج في يوم بدر ولم يوجب عليهم الخروج سعد بن خيثمة خيثمة اللي أبوه بقا خيثمة بن الحارث قال له يا سعد تعلم أن النساء ليس معهن أحد فأريد منك أن تذهب إلى النساء كي أذهب وأجاهد في سبيل الله يقول له يا ابني أنت تعرف أن أمك وأخواتك البنات ليس معهن يعني رجل(3/399)
فأنت تقعد وأنا أخرج أجاهد في سبيل الله ابنه قال له كلمة جميلة جداًَ يا جماعة ويا ريت نحفظها قال له يا أبتاه والله لو كانت الدنيا بأسرها لآثرتك بها لو كانت الدنيا الله أعطيها لك عن طيب خاطر ولكنها الجنة أنا أريد أخش على شان إيه أموت شهيد وأدخل الجنة سبحان الله قال ولكنها الجنة والله لا أؤثر بها أحداً اليوم وبالفعل دخل سعد بن خيثمة بن الحارث فجاهد في سبيل الله فقتل شهيداً فجاء أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على شان يبشّروا خيثمة بن الحارث باستشهاد ولده سعد فبكى وقال أواه أواه والله لقد فاز بها دوني والله لقد كان أعقل مني والله لقد رأيته البارحة في المنام يسرح في أنهار الجنة ويأكل من ثمارها ويصرخ ويقول أبتاه الحق بنا فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً يا سلام قبل ما يموت سعد بن خيثمة يا جماعة كان سيدنا صهيب الرومي نزل عليه ضيف رضي الله عنه وأرضاه وقعد عنده والنبي عليه الصلاة والسلام كما تعرفون كان آخى بين المهاجرين وبين الأنصار فآخى بين صهيب الرومي وبين رجل اسمه الحارث بن الصمة رضي الله عنهم وأرضاهم المهم تمر الأيام وتأتي غزوة بدر يا جماعة ويدخل صهيب الرومي ويجاهد مع النبي صلى الله عليه وسيلم ويبذل نفسه وروحه فداء لنصرة دين الله سبحانه وتعالى وتمر الأيام أيضاً وتأتي غزوة أحد ويدخل مع النبي غزوة أحد ويدخل معه غزوة الخندق وفي يوم حنين يعني في يوم غزوة حنين دخل سيدنا يعني صهيب الرومية رضي الله عنه وأرضاه وكان شديد القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان نفسه أنه يفدي النبي بحياته صلى الله عليه وسلم تعالوا نشوف جوده وكرمه رضي الله عنه وأرضاه الحقيقة صهيب الرومية كان كريم النفس جداً وكان سخياً جداً وهذا أمر مش عجيب عليه يا جماعة لأنه كان أصلاً هو كان ابن أمير أنتم عارفين مثلما قلنا في أول الدرس كان أبوه كان حاكم الأبلة فرجل ابن حاكم بن أمير ابن وزير مثلما يقولون أو ابن بشوات(3/400)
مثلما نقول في لغة العصر يعني فكان رجل كريم جداً بالإضافة أنه هو لما نزل مكة كان عايش مع واحد اللي هو عبد الله بن جدعان وهذا كان من الأجواد الكرماء المعروفين في أرض مكة المهم تمر الأيام يا جماعة ومثلما نقول دائماً في كل خلقة تمر الأيام الحلوة بسرعة ويأتي اليوم الذي أظلمت فيه سماء المدينة وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو راض عن صهيب رضي الله عنه وأرضاه وأبو بكر الصّديق يتولى الخلافة يصبح خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحترم سيدنا صهيب جداً ويحبّه جداً وكان يجلّه ويحترمه خصوصاً أنه كان في موقف حصل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام والحديث رواه مسلم سيدنا أبو بكر مش قادر ينسى الموقف هذا أبداً هذا الموقف باختصار شديد أنه في يوم من الأيام والكلام هذا كان في زمن هدنة الحديبية كان أبو سفيان وكان ساعتها لسة كافر لم يكن أسلم كان معدي من قدام سيدنا صهيب وبلال وسلمان فوهو معدّي من قدامهم قالوا يعني الثلاثة في وقت واحد يعني قالوا والله ما أخذت سيوف الله من عنق الله مأخذها يعني إيه يعني يا سلام لو كان السيف وصل إلى رقبة أبو سفيان كنا خلّصنا عليه وارتحنا مين اللي معدي في هذه اللحظة يا جماعة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه فقال أتقولون هذا لشيخ قريش وسيّدهم يكلّم من صهيب وبلال وسلمان ثم ذهب بعد ذالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا رسول الله حصل كذا وأبو سفيان كان معدي وهو قالوا كذا وأنا قلت لهم كذا فغضب النبي وقال يا أبا بكر لعلك تكون أغضبتهم أوعى تكون زعلتهم الثلاثة هؤلاء مع أنهم من الفقراء والمستضعفين لئن كنت أغضبتهم يا أبا بكر فلقد أغضبت ربّك عزّ وجل ياه لهذه الدرجة سيدنا صهيب كان غالي عند ربنا طبعاً طول ما أنت في طاعة ربنا ستكون غالي عند ربنا طول ما أنتِ لابسة حجابك ستكونين غالية عند ربنا طول ما أنت تسجد وتصلي لله وتصل الرحم وتبر أمك وأبوك ستبقى غالي عند ربنا(3/401)
سبحانه وتعالى فالمهم رجع أبو بكر بساعتها على طول خايف أحسن يكون ربنا غضب عليه فقال هل أغضبتكم يا أخوتاه قالوا لا لا يا أخي يغفر الله لنا ولك فأبو بكر مش قادر ينسى الموقف هذا أبداً فكان يحترم ويجلّ سيدنا صهيب رضي الله عنه وأرضاه ويموت سيدنا أبوة بكر ويتولّى عمر بن الخطاب ويصبح أميراً على المؤمنين وكان سيدنا صهيب كان من الناس المستشارين المقربين جداً من سيدنا عمر بن الخطاب كان أحياناً يرسله بدلاً منه كرسول لسيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه وتمر الأيام ويُطعن سيدنا عمر ويُقتل رضي الله عنه وأرضاه فلما قتل طلب من صهيب أن يصلي بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام للمسلمين وهذا كان من عظم مكانة سيدنا صهيب عند سيدنا عمر وعند المسلمين رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم والحقيقة بلغ من مكانة صهيب أنه لما مات سيدنا عمر نزل هو يعني سيدنا صهيب نزل مع عثمان بن عفان وسعيد بن زيد وابن عمر نزلوا الثلاثة إلى قبر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وفضل سيدنا صهيب يعني يحتل مكانة عظيمة جداً لحدّ خلافة سيدنا عثمان بن عفان لحد لمّا وصل سيدنا صهيب أنه عدا سن السبعين ثم بعد ذلك لما حصلت الفتنة بين سيدنا معاوية وسيدنا عليّ رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين كان سيدنا صهيب ممن اعتزل هذه الفتنة وفضل عايش على طاعة الله وعلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدّ لما أتت سنة ثمانية وثمانين ومات صهيب الرومي ونام على فراش الموت ودُفن بالبقيع في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة يا جماعة هذه كانت باختصار قصة رجل ترك كل حطام الدنيا ليشهد له النبي صلى الله عليه وسلم أنه ربح دنياه وآخرته فقال له ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى يا ترى مين فينا هذه الليلة ناوي أنه يتوب على شان لما يقابل النبي يوم القيامة على الحوض النبي يقو لله ربح البيع يا فلان أو ربح البيع يا فلانة لو لبست حجابك هذه الليلة يمكن(3/402)
تقابلي النبي على الحوض يقول لك ربح البيع يا فلانة لو بدأت تصلي اليوم ياللي لسة لا تصلي يمكن تقابل النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة على الحوض ويقول لك ربح البيع يا فلان يعني يا جماعة سبحان الله يعني وصدق من قال : يا نفس توبي فإنّ الموت قد حان واعصِ الهوى فالهوى ما زال فتاناً أما ترين المنايا كيف تلقطنا لقطاً وتلحق أخرانا بأولانا في كل يوم لنا ميت نشيعه نرى بمصرعه آثار موتانا يا نفس ما لي وللأموال أتركها خلفي وأخرج من دنياي عرياناً أبعد خمسين قد قضيتها لعباً قد آن أن تقصري قد آن قد آن ما بالنا نتعامى عن مصائرنا ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا نزداد حرصاً وهذا الدّهر يزجرنا كأنّ زاجرنا بالحرص أغرانا أين الملوك وأبناء الملوك ومن كانت تخرّ له الأذقان إذعاناً صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا مستبدلين من الأوطان أوطاناً خلّوا مدائن كان العزّ مفرشها واستفرشوا حفراً غبراً وقيعاناً يا راقداً في ميادين الهوى مرحاً ورافلاً في ثياب الغيّ نشواناً مضى الزمان وولّى العمر في لعب يكفيك ما قد مضى قد كان ما كان يا نفس توبي فإنّ الموت قد حان واعصِ الهوى فالهوى ما زال فتاناً وما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى إن شاء الله الأسبوع القادم مع صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار(3/403)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،(3/404)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم في هذه الليلة الميمونة المباركة وأسأل الله جل وعلا الذي جمعنا في الدنيا على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى إنه ولي ذلك والقادر عليه ما زالت الصفحة مفتوحة مع صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقة يا جماعة كلما نتعايش مع قصص الصحابة يعني تلقى الحب علينا مرة بعد مرة نعرف الناس دي الزاي تربوا على يد النبي عليه الصلاة والسلام الزاي فعلاً فهموا الإسلام صح الزاي قدروا يطبقوا كل حاجة في الإسلام الزاي قدروا يفتحوا الرسائل من القرآن والسنة فتحوا الرسائل قرؤوا ما فيها عملوا بما فيها رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم سؤال نبدأ فيه حلقة الليلة دي عايز أسأل سؤال حد فيكم نفسه يشوف النبي صلى الله عليه وسلم نسأل الله عز وجل أن يجمعنا به في الجنة صلى الله عليه وسلم طيب إيه رأيك لو أن ربنا سبحانه وتعالى يسر لك إن أنت تشوف النبي لمدة ساعة تبقى فرحان طبعاً صح ولا لا لو يسرها لك أن تراه لمدة يوم كامل أنت لوحدك قاعد معه طيب تخيل بقى لو كنت قاعد مع النبي لمدة عشر سنوات إحساسك سيكون إيه أنا عايزك تتخيل المعنى دا ضيفنا الليلة دي يا جماعة كان في صحبة النبي وكان أقرب الناس للنبي لمدة عشر سنوات كان خادماً للنبي صلى الله عليه وسلم فضيفنا الليلة دي يا جماعة هو سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه تعالوا نبدأ القصة من أولها بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم طبعاً زي ما أنتم عارفين أهل الجزيرة كانوا عايشين في جاهلية جداً فلما ظهرت تباشير الإسلام وبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان من المسارعات إلى الإسلام أم سليم اللي هي أم أنس ابن مالك فأسلمت مبكراً رضي الله عنها وأرضاها وكان(3/405)
زوجها اللي هو مالك ابن النضر كان في سفر إلى بلاد الشام فلما رجع وعرف أن زوجته أسلمت غضب غضباً شديداً وطلب منها أن ترتد عن دين النبي صلى الله عليه وسلم وتترك دين الإسلام وترجع مرة أخرى إلى الجاهلية فأبت ودا درس جميل جداً نبدأ به درس الليلة دي درس الليلة يا جماعة أو الدرس الأولاني اللي نحن نأخذه شوف قد إيه امرأة ضعيفة في كنف رجل يعني إنسان لسى ما أسلمش ورغم ذلك سبحان الله شوف عندها الثبات على دينها قد إيه الأصل أن المرأة مطالبة بأنها هي تطيع زوجها لأن النبي قال كدا صلى الله عليه وسلم حديث رواه ابن حبان بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شئت أبواب الجنة الثمانية لها تخيل لكن في المقابل يا جماعة كما في الصحيحين لا طاعة لمخلوق دا كلام النبي عليه الصلاة والسلام لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ما ينفعش يعني أي إنسان في الدنيا طاعته يا جماعة مقيدة بحاجتين أول حاجة إنه يكون الأمر بالمعروف ثاني حاجة يكون في استطاعة الإنسان لو أي حد في الدنيا دي كلها أمر بشيء ليس بها طاعة لله ولا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لو واحد أمرك بأمر مش في استطاعتك فلا طاعة أيضاً واحد قال لك أنا عايزك تنقل لي الجبل من هنا إلى هنا ما قدرش خدت بالك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاعة النبي طاعة مطلقة لأن النبي لا يأمرك إلا بالمعروف ولا يكلفك فوق طاقتك لأنه موصول بالسماء صلى الله عليه وسلم المهم فالدرس الجميل إن أم سليم رغم كل دا كانت ثابتة زوجها قال لها اتركي الدين لا مش حترك الدين الواحد يحزن في المقابل لما يسمع عن أخت النهار دا ما شاء الله لابسة حجابها ومجرد ما زوجها قال لها اقلعي الحجاب راحت قلعاه طاعة لزوجها لا نقول للأخت دي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه(3/406)
وتعالى ابن أبوه يقول له:
أنا عايز ك النهار دا تترك الصلاة في المسجد وتصلي في بيتك لا لا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بس تنفيذ الأوامر دي تكون بأدب مع الوالدين يا جماعة أوعى تنسى أن الوالد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الوالد أوسط أبواب الجنة يعني أحسن أبواب الجنة فإن أردت أن تحتفظ في ذلك الباب فلا بد من طاعة الوالدين في شيء يكون فيه طاعة لله سبحانه وتعالى المهم سبحان الله يشاء المولى عز وجل إن أم سليم بدأت بقى وسيدنا أنس كان لسى طفل صغير بدأت تلقنه كلمة التوحيد يا أنس قل لا آله إلا الله قل أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم مين اللي سمع بقى الكلام دا أبوه اللي هو مالك ابن النضر فيوم ما سمع قال لا تفسدي عليّ ابني هي إيه عايزه يطلع موحد واخد بالك سبحان الله بدأ يقول لها لا تفسدي عليّ ابني هي تقول له أنا لا أفسد ابنك عليك أنا لا أعمل حاجة غلط دا أنا بلقنه كلمة التوحيد العمل زي إيه يا جماعة مثل بسيط بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم عمل زي واحد جاء يقول لزوجته وأولاده في يوم من الأيام قال لهم يا جماعة نقعد نتفق من دي الوقت أنا من هنا ورايح مش عايز قلة أدب في البيت الكلام دا وحش الكلام كويس صح ولا لا الرجل عايز يحافظ على بيته مش عايز قلة أدب في البيت جاء ثاني يوم وقادم من برى من الشغل فلقى زوجته وأولاده يصلون فقال لهم إيه هو أنا مش قلت لكم أنا مش عايز قلة أدب يبقى من القليل الأدب هو انتم اللذين قلتم مش أنا واخد بالك فسبحان الله فهو عمل كدا قال لها أنا مش عايز تلقنيه كلمة التوحيد إيه أنا مش عايز إنك تفسديه فهو يعتبر إن كون سيدنا أنس ابن مالك يقول كلمة التوحيد دا إفساد له ودا شأن كبير جداً من الأداء يا جماعة يبقى خائف إلى أولاده إن هو يخش بيوت ربنا ومش خائف على أولاده لو سهروا في صالة ديسكو أو قعدوا في خمارة أو سهروا في سهرة مع أصدقاء السوء نسأل الله العفو(3/407)
والعافية خدت بالك طيب سبحان الله أبو أنس كان يعتبر أنه من الإفساد لأنس ابن مالك إن هو يتعلم كلمة التوحيد المهم في يوم من الأيام أبو أنس لما لاقى أم سليم مصرة إنها هي تعلم ابنها التوحيد أنس قل لا آله إلا الله قل أشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو غاضب ومتضايق جداً فلقيه عدو له فقتله فلما علمت أم سليم بمقتل زوجها احتسبت وقالت الحمد لله إن لله وإن إليه لراجعون وبدأت بقى خلاص في دورها في تربية أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه وقالت خلاص إذاً لا أفطم أنساً كان لسى طفل صغير لا أفطم أنساً حتى يدع الثدي ولا أتزوج حتى يأمرني أنس رضي الله عنه وأرضاه المهم سبحان الله كانت أم سليم فوق دا كله كمان كانت تربي وتغرس في قلب أنس ابن مالك محبة الله وتغرس في قلبه محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ترى أبائنا النهار دا وأمهاتنا يعملوا إيه النهار دا مع أولادهم النهار دا كثير من الآباء سبحان الله يعني كثير حتى إسأل كثير من الأمهات قل لها يا حجة حضرتك يعني تتمني ابنك يطلع إيه أتمنى ابني يا سلام يطلع بش مهندس كبير يطلع دكتور يطلع مش عارف مدرس جغرافية يطلع ضابط عشان يبقى لنا يعني أي حاجة واخد بالك طيب لو الابن أصيب بأي بلاء عياذاً بالله يعني وفقد بصره خلاص أمرنا لله يطلع شيخ واخد بالك كإن يعني المشايخ هم اللي واقعين يعني سبحان الله طيب يا ستي وهو مفتح ليه ما يطلعش داعية لله عز وجل ولا لازم يعني يفقد البصر عشان يبقى داعية فإذاً يا جماعة الآباء والأمهات النهار دا محتاجين إن هم يغرسوا الكلام الجميل دا في قلوب أولادهم علم أولادك أو علمي أولادك التوحيد علميهم محبة الله علميهم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الابن والله العظيم يا جماعة الابن لما يطلع ويعرف قدر الله قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف قدر الوالدين عمره ما يطلع عاق أبداً لا يمكن لأن الأم والأب لا يضيعوا في حق الله(3/408)
ولا حق رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما لما الأب والأم النهار دا همهم كله يشتغلوا كوزارة تموين أكل وشرب وتعليم ولبس والكلام دا كله وفي النهاية يشوفوا العقوق من أولادهم ويأتوا يشتكوا بعد ما الولد يبلغ من السن عشرين سنة خمسة وعشرين سنة يقول لك ابني يعقني طيب أنت يا حج ربنا يبارك فيك ربيت ابنك على طاعة الله أبداً ولا عمره حتى فكر يقول له:
إيه يعني تصلي أو تسجد لله سبحانه وتعالى فدا درس كبير جداً يا جماعة إن الإنسان يعلم أولاده يعني يعلمهم التوحيد يعلمهم محبة الله محبة رسول الله يحفظهم القرآن يا جماعة دا يوم القيامة الوالدان يأتيان يلبسان تاج الكرامة الياقوتة الواحدة فيه خير من الدنيا وما فيها كل دا بسبب إيه بسبب تعليم الولد للقرآن بفضل الله عز وجل المهم قعدت أم سليم تكلم أنس ابن مالك عن محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأت تكلمه كثيراً عن النبي لدرجة أن أنس وهو صغير مشتاق جداً لرؤية النبي عليه الصلاة والسلام في الوقت دا كان النبي في مكة وكان اشتد الإيذاء كما تعلمون على النبي عليه الصلاة والسلام فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة طبعاً كان أهل المدينة من الأنصار كانوا في غاية السعادة مش عارف أوصف لك شوف بقى الواحد لما يقابل النبي عليه الصلاة والسلام كانوا في غاية السعادة للقيا النبي صلى الله عليه وسلم بدؤوا يطلعوا كل يوم يستنوا النبي إنه يجي يخش المدينة يوم واثنين وثلاثة والنبي لسى ما دخلش أخر يوم لما عرفوا أن النبي عليه الصلاة والسلام وصل كانوا في سعادة أنا ما قدرش أوصفها خدت بالك وكان من أسعد هؤلاء أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه لما عرف بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أنس طبعاً كل واحد لما دخل النبي عليه الصلاة والسلام المدينة كان بعض الأنصار كانوا يحبون أن يتحفوا النبي عليه الصلاة والسلام ببعض(3/409)
الهدايا والنبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ودي كانت من ضمن العادات الجميلة اللي أعطاها الرجل سيدنا سلمان الفارسي لو نرجع بقى لقصة سيدنا سمان الفارسي فأم سليم نفسها تتحف النبي بهدية طيب هي ما معهاش دي الوقت تعمل إيه فجاءت بأنس ابن مالك كان عنده في الوقت دا يا جماعة عشر سنوات عملت إيه راحت داخلة على النبي والحديث رواه مسلم قالت يا رسول الله ما من رجل من الأنصار إلا وقد أتحفك بهدية فإني قد أتيتك بابني أنس ليكون خادماً لك يا سلام فادعوا الله لأنس أنا عايزاك بس تدعي له دعوة مباركة كدا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(3/410)
اللهم أكثر ماله وولده يقول أنس ابن مالك فو الله إن مالي اليوم لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو مائة اليوم لا في بقى حسنين ومحمدين ولا تحديد نفس ولا شدوا الحزام واخد بالك ولا بقى يجيبوا لك صورة واحدة شايلة عيل فوق دماغها واثنين فوق كتفها وثلاثة على أذرعها ويقولوا لها يا أم مالك يا شلبية وتروح الوحدة الصحية واخد بالك فسبحان الله بقى ما شاء الله كان عندهم نسل كان حاجة جميلة قوي وأنت لما يكون عندك ثلاثين أربعين كدا واخد بالك وأنت قاعد في المسجد حتى بتدي درس لو الناس مشت أولادك قاعدين حتى تضمن أحد يسمعك يعني المهم فسبحان الله فكان من ضمن الأشياء اللي عملتها أم سليم إن هي أخذت سيدنا أنس ابن مالك عشان يخدم النبي عليه الصلاة والسلام يقول أنس في الحديث الثاني الذي رواه مسلم قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنوات ومات وأنا ابن عشرين سنة وكن أمهاتي يحثثني على طاعة رسول الله أمهاته اللي هم من اللي هي أمه وخالاته لأن الخالة بمنزلة الأم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فضل سيدنا أنس يا جماعة يعني في سعادة لا يعلمها إلا الله طبعاً ملازم النبي عليه الصلاة والسلام ليه لأنه كان بقى خادم للنبي خادم النبي يحضر له ماء الوضوء بتاعه ويجهز له حاجته يروح يقضي حاجته يعني قاعد ملازم للنبي عليه الصلاة والسلام في حله وترحاله صلى الله عليه وسلم فكان في سعادة غامرة لا يعلمها إلا الله وأحب النبي حباً ملك عليه لبه وفؤاده خدت بالك بقى سيدنا أنس قاعد ملازم للنبي طبعاً لازم يحبه دا الذي يشوف النبي بس بصة واحدة بس كدا يعلم يعني شوف سيدنا عبد الله ابن سلام والحديث رواه مسلم قال لما دخل النبي المدينة جفل الناس وأسرعوا إليه قال فكنت فيمن انجفل إليه كنت فيمن أسرع للقاء النبي قال فلما نظرت إلى وجهه دا من أول نظرة يا جماعة قال فلما نظرت إلى وجهه علمت أن هذا الوجه ليس بوجه كذاب لا(3/411)
يمكن تحس بالمصداقية والحب والحنان والوفاء كل هذا يفيض على وجه النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أنس يصف النبي وصف جميل جداً حديث رواه البخاري يقول:
والله ما مسست ديباجة ولا حريراً ألين من كف النبي واخد بالك لذلك لو ترجع معي للحديث رواه الترمذي بسند صحيح لما كان في واحد صحابي جليل اسمه زاهر زاهر دا سبحان الله كان واقف في السوق يبيع قماش وهو يقول من يشتري هذا الثوب فجاء النبي من وراءه كدا ويهزر معه النبي كان يمزح يا جماعة النبي ما كانش بعض الناس فهمين إن الواحد لما يلتزم لازم يبقى مكلكع وضارب المائة وأحدى عشر حتى بعضهم يعتبر المائة وإحدى عشر دي تسيب يقول لك لا لازم أحد عشر ألف وأحد عشر سبحان الله فكان النبي عليه الصلاة والسلام يهزر ويمزح وكان لا يقول إلا حقاً صلى الله عليه وسلم فجاء من وراءه النبي عليه الصلاة والسلام وراح إيه مغمي عينه وقال من يشتري هذا العبد فبالتالي اتخض طبعاً واحد جاي يمسكه من الوراء فتخض لكن أول ما حس اليد يد مين يد النبي ألين كف في الدنيا كلها صلى الله عليه وسلم فاستدار وقال إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله دنا اللي زيي ما يسواش حاجة قال غير أنك عند الله لست بكاسد وفي رواية غير أنك عند الله غانم يا سلام فسيدنا أنس يقول إيه ما مسست ديباجة ولا حريراً ألين من كف النبي وما شممت مسكه ولا عنبراً أطيب من ريح النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام يا جماعة كان رائحة العرق بتاعته أجمل من ريح المسك صلى الله عليه وسلم قعد سيدنا أنس ملازم للنبي صلى الله عليه وسلم يتعلم أخلاق النبي يتعلم هدي النبي يتعلم سلوكيات النبي ومعاملة النبي عليه الصلاة والسلام واستفاد استفادة عظيمة جداً فاهم الزاي تجد شخصية سيدنا أنس تجد شخصية رحيمة جداً وشخصية ودودة ليه لأنه كان ملازم للنبي عليه الصلاة والسلام لدرجة أن سيدنا أنس كان من كثر ملازمته للنبي كان أكثر واحد يصف أخلاق النبي(3/412)
عليه الصلاة والسلام شوف أنا في اعتقادي يا جماعة أنه ما فيش حد في الدنيا يقدر يوصف أخلاق النبي كما وصفها الله سبحانه وتعالى صح ولا لا سألت أمنا عائشة والحديث في الصحيح قيل لها يا أمنا كيف كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت للسائل قالت له هل قرأت القرآن قال :
ما بين دفتيه من الجلدة للجلدة قال كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم ولذلك سبحان الله شوف ربنا زكاه في كل حاجة زكاه في عقله فقال ما ضل صاحبكم وما غوى زكاه في بصره فقال ما زاغ البصر وما طغى زكاه في فؤاده فقال ما كذب الفؤاد ما رأى زكاه في صدره فقال آلم نشرح لك صدرك زكاه في علمه فقال علمه شديد القوى زكاه في حلمه فقال بالمؤمنين رؤوف رحيم زكاه في خلقه فقال وإنك لعلى خلق عظيم صلى الله عليه وسلم لذلك بعض العلماء يا جماعة يعتبروا الآية دي من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام الزاي أنك لو أنت في يوم من الأيام كدا وأنت قاعد في بيتك وجاء واحد وقال لك أنت ما فتحت التلفزيون دا النهار دا الوزير الفلاني أو الرئيس الفلاني كان يسمع لك في التلفزيون يا خبر أبيض معقول واحد يعني يأتيه حاجة من كثر الفرحة فتخيل ولله المثل الأعلى تخيل لما يقال لك دا ربنا أثنى عليك بين ملائكة السماوات السبع تخيل حاجة زي كدا فلما نزلت الآية دي وإنك لعلى خلق عظيم دا مين يثني لمين الله يثني على النبي صلى الله عليه وسلم أنه كون النبي عليه الصلاة والسلام يتحمل هذا الثناء العظيم من الله سبحانه وتعالى فدي معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا أنس يقول إيه عن أخلاق النبي يا جماعة بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم حديث في البخاري ومسلم يقول أنس ابن مالك:(3/413)
كان رسول الله أحسن الناس خلقاً صح طبعاً أحسن الناس خلقاً صلى الله عليه وسلم قال أنس وكان لي أخ يقال له أبو عمير أبو عمير دا لسى طفل صغير بس كان من السنة إن أنت تكني ابنك حتى لو كان صغير ومن السنة إنك تكني أي رجل حتى ولو لم يكن متزوجاً خود بالك تقول له يا أبو فلان واخد بالك فكان له أخ يقال له أبو عمير كان النبي عليه الصلاة والسلام لما يدخل يلاقي الطفل الصغير بقى اللي هو ابن أم سليم أخو أنس ابن مالك كان يقول له يا أبا عمير ما في النغير النغير دا طائر جميل جداً كان هو يلعب به ما فعل النغير واخد بالك يقول أنس فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا صلى الله عليه وسلم فيأمر بالبساط أو بالبساط الذي تحته فيكنس ويوضع ثم يقوم فيصلي ونقوم فنصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم شوف يا أخي التواضع حاجة غريبة جداً صلى الله عليه وسلم حديث ثاني رواه مسلم يقول أنس ابن مالك والله لقد خدمت رسول الله عشر سنين وفي رواية تسعة سنين فما قال لي لشيء فعلته لما فعلت هذا ولا قال لشيء لم أفعله لما لم تفعل هذا يا سلام حتى كلمة أنت ما عملت هذا ليه أو عملت هذا ليه فما قال لي أف قط في راوية ثانية فما قال لي أف قط كلمة أف يعني مجرد أن النبي يتدجر بس من أي فعل فعله أنس سبحان الله أحد فينا يا جماعة ممكن يكون خادم يمر عليه يوم حتى من غير ما يعبس في وجهه أو يعترض أو يقول له أنت ما عملت هذه ليه أو تأخرت ليه صح ولى لا عشر سنين يا جماعة النبي ما قال له كلمة أف ما تدجر ما عمل أي حاجة صلى الله عليه وسلم حديث ثالث جميل جداَ رواه مسلم مختصر الحديث أن النبي بعت سيدنا أنس على شان يشتري له بعض الحاجات سيدنا أنس لسا صغير يا جماعة عشر سنين فخرج فلاقى الصبيان يعملوا أيه يلعبوا رح يلعب معهم من حس أن أنس تأخر النبي عليه الصلاة والسلام فراح خرج يدور عليه خرج لاقه يلعب مع الصبية فأمسكه من قفاه وراح مسكه كدا بالراحة طبعاَ أنت لو مكان سيدنا(3/414)
أنس والنبي عليه الصلاة والسلام وتتأخر عليه فلما يمسك المسكة هذه طيب معناه أي أن أنا أتعاقب أبداَ كل الذي عمله النبي عليه الصلاة والسلام أبتسم في وجه أنس وقال له مش قال له يا أنس قال:
يا أنيس هل ذهبت لقضاء حاجتي أو هل ذهبت حيث أمرتك فقال له أنس نعم أنا أذهب يا رسول الله خذ بالك الصحابة ما يكذبوا أبدا يا جماعة ما قال له أنا رحت بس لاقيت المحل قافل فقال نعم أنا أذهب أروح في الوقت حالياَ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ثاني جميل جداَ جدا حديث رواه أبو داود بإسناد حسن يقول أنس كان النبي خذ أبلك من الحتة هذه وهذه من الأخلاقيات الجميلة جداَ التي عازين نتعلمها من النبي كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله رجل فصافحه لا ينزع يده من يد الرجل حتى ينزل الرجل يده من يد النبي عليه الصلاة والسلام دخل سلم على واحد يبقى حاط يده في يد الرجل لحد ما الرجل يسحب يده خذ بالك ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو يصرف وجهه يعني يسلم عليه ما يأتي يسلم عليه كدا لا يسلم عليه كدا في ولم يسيب يديه النبي يسيب يديه ولا يصرف وجهه عن الرجل حتى يصرف الرجل وجهه وينصرف ولم يرى مقدماَ ركبتيه بين يدي جليس له صلى الله عليه وسلم هذا أعجب من هذا كله بقى حديث بس لما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم حيث البخاري يقول أنس ابن مالك كانت الأمة من أماء المدينة لأتخذ بيد رسول الله فتنطلق به حيث شاءت أمة من أماء المدينة عايز تقول للنبي موضوع أو تحكي مشكلة تأخذ بيد النبي عليه الصلاة والسلام يعني مش تصافحه لا يعني فتأخذ بيد النبي عليه الصلاة والسلام حيث شاءت تمشي مع النبي مثل ما هي عايزة على شان تحكي له مشكلتها والنبي مسؤول عن الأمة كلها ورغم ذلك كان يفرغ نفسه لكل فرد من الأمة صلى الله عليه وسلم السؤال هنا يا جماعة أش معنى سيدنا أنس ابن مالك بالذات كان يحدثنا عن أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام ليه ما كان أبو بكر(3/415)
أو عمر أو عثمان أو علي رضي الله عنهم جميعاَ لأن أنس كان مرافق للنبي يا جماعة وأعلم الناس بخلق الرجل من زوجته وخادمه يعني لما تأتي تسأل واحد عن واحد مثلاَ من أكثر واحد عرفه حتى هو لو ظهر بأنه شيخ الإسلام أمام الناس من الذي يعرفه ويكشفه زوجته ولذلك سيدنا عبد الله ابن عمر ابن العاص لما تزوج والحديث رواه مسلم عمل أيه يا جماعة في لليلة الدخلة أحد فاكر قام بزوجته وصلى به قيام الليل بستة عشر جزء سبحان الله فلما جاء عمر ابن العاص الصبح يسأل بقى زوجة أبنه عن ابنه فكيف حال عبد الله ابن عمر قالت نعم العبد لربه لم يفتش لنا عن كنف أما هو رجل عبد ما شاء الله نعم العبد لربه لو سألنا زوجتك تقول أيه نعم العبد لربه ولى تقول حاجة ثانية شوف بقى من الذي يعرف سرك زوجتك والخادم تبعك فسيدنا أنس خادم النبي عليه الصلاة والسلام وملاصق للنبي على شان كدا يحكي أخلاقيات النبي صلى الله عليه وسلم شوف النبي عليه الصلاة والسلام كان مش الأخلاقيات وبس شوف سيدنا أنس يعني لمس أو حس يعني بأشياء عجيبة جداَ من النبي عليه الصلاة والسلام وتعلم أشياء جميلة على يدي النبي شاف كرم النبي عليه الصلاة والسلام خذ بالك من حاجة حديث رواه مسلم يقول أنس ابن مالك:(3/416)
ما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام إلا أعطاه أي شيء أحد يطلبه منه النبي عليه الصلاة والسلام لا يتأخر أبداَ قال فجاءه رجل فسأله الرجل هذا ما كان أسلم فسأله فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنماَ بين جبلين وتخيل هذا جبل وهذا جبل وفي غنم بين الجبلين قد أيه عدد الغنم هذه احد يقدر يعدهم ورغم ذلك الرجل هذا يقول له أعطني مما أعطاك الله قال خذ هذه الغنم التي بين الجبلين الرجل أخذ الغنم ومشي وراح القبيلة تبعه شوف سبحان الله فقال يا قوم أسلموا فإن محمد صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدا هذا النبي عليه الصلاة والسلام ما يخشى الفقر أبداَ أعطاني غنم بين جبلين فأسلمت القبيلة كلها بسبب شوي غنم يا سلام صلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم وسيدنا أنس شاف شجاعة النبي النبي عليه الصلاة والسلام ما كان كريم وبس ولى على خلق لا النبي عليه الصلاة والسلام اكتملت فيه كل صفات الكامل صلى الله عليه وآله وسلم كان سيدنا أنس يقول لك والحديث رواه البخاري ومسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاَ وكان أجود الناس وكان أشجع الناس في يوم من الأيام سمع أهل المدينة صوت فانخضوا فخرجوا وأول ما خرجوا يجروا نحو الصوت وجودا النبي صلى الله عليه وسلم عائداَ من عند الصوت وقال لم تراعوا لم تراعوا يعني ما تخافوا قال فإن وجدناه بحراَ صلى الله عليه وسلم ما يخاف من حاجة أبداَ صلى الله عليه وسلم ولذلك سيدنا أنس لما شاف الأخلاقيات الجميلة هذه كلها والأشياء الجميلة التي اتصف بها النبي عليه الصلاة والسلام وطبعاَ هو صاحب النبي في الدنيا فتمنى أو أشته أن يصحب النبي في الجنة صلى الله عليه وسلم يعني حديث جميل جداَ جداَ وهذا من أجمل الأحاديث التي نحب نسمعها دائما ونكررها على طول حديث رواه البخاري مسلم أن واحد من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله متى الساعة هي القيامة(3/417)
متى فالنبي عليه الصلاة والسلام دائماَ يصرف الناس من المهم إلى الأهم هو مش المهم الساعة متى المهم يعني أنت قدمت أيه واستعديت وأحضرت أيه قال فماذا أعددت لها قال يا رسول الله والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام غير أني أحب الله ورسوله أنا أؤدي الفرائض بس لكن أحب ربنا وأحبك يا رسول الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فأنت مع من أحببت يقول أنس ابن مالك فوالله ما فرحنا بعد الإسلام بشيء مثل فرحنا بهذا الحديث ليه يا سيدنا أنس قال فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر وأرجو أن أحشر معهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم ونحن والله وكل المشاهدين كمان نحب النبي عليه الصلاة والسلام ونحب الصحابة ونحب كل الصالحين ونرجو أن نحشر معهم وإن لم نعمل بمثل أعمالهم فيعني إن شاء الله نكمل قصة سيدنا أنس ابن مالك بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجع مرة ثانية يا جماعة لقصة سيدنا أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه حقيقة وصف سيدنا أنس لأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام هذا نأخذ درس جميل جداَ أن الدين يا جماعة دين الأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام قال أيه يا جماعة قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وفي رواية صالح الأخلاق صلى الله عليه وسلم حديث ثاني جميل جداَ أنت لو عايز تعرف مد كمال الإيمان في قلب انظر لأخلاقه من الذي قال كدا حبيبك صلى الله عليه وسلم حديث رواه الترمذي بسند صحيح يقول صلى الله عليه وسلم:(3/418)
أكمل المؤمنين إيماناًَ أحسنهم خلقاَ خذ بالك وبعدين سبحان الله لو عايز تدرك يوم القيامة لدرجة الصائم القائم عليك بحسن الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما عند أبي داود بسند صحيح إن المؤمنين ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم سبحان الله لو عايز تضمن بيت في الجنة عليك مش في الجنة في أعلى الجنة كمان عليك بحسن الخلق حديث رواه أبو داود بإسناد حسن يقول صلى الله عليه وسلم أنا زعيم يعني أنا ضمان ببيت في أعلى الجنة لمن أحسن خلقه بلاش هذا كله بقى عايز تقرب من النبي في الجنة يعني عايز تكون جنبه قريب منه جداَ عليك بحسن الخلق يقول صلى الله عليه وسلم والحديث رواه الترمذي بإسناد حسن ألا إن من أحبكم إليا وأقربكم مني مجلساَ يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاَ يا سلام شفت قد أيه فحسن الخلق يا جماعة أثقل شيء يوضع في ميزان العبد يوم القيامة هو حسن الخلق وحسن الخلق أنواع كثيرة جداَ حسن الخلق مع الله أن أنت تمتثل أوامر الله حسن الخلق مع رسول الله أن أنت تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الخلق مع الناس الذي هو بقى البسمة الحانية والمعاملة الطيبة واحتمال الأذى كل هذا من حسن الخلق يا جماعة تعال نشوف عائلة سيدنا أنس ابن مالك في عجالة سريعة عائلة كريمة جداَ يا جماعة أم أنس ابن مالك التي هي الغميصاء التي هي أم سليم هذه كانت امرأة من أهل الجنة عمرك تخيلت مرة أن ممكن تكون أمك أنت من أهل الجنة تخيل وأنت عايش مع أمك في البيت وهي امرأة من أهل الجنة وشهد النبي لها بذلك صلى الله عليه وسلم تخيل إحساسك يكون أيه سبحان الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه مسلم قال دخلت الجنة سمعت خفشة فقلت ما هذا أو من هذا قالوا هذه الغميصاء بنت منحان أم أنس ابن مالك يعني حتى معروفة في السماء بأنها أم أنس ابن مالك رضي الله عنه وأرضاه كانت أم سليم بعد لما مات أبو أنس الذي هو مالك الذي هو مالك ابن النضر كان بعد لما مات(3/419)
قالت:
مش أتزوج إلا إذا أمرني أنس ابن مالك سبحان الله فتقدم لها بعد ذلك بزمن طويل أبو طلحة الأنصاري كان ساعتها يا جماعة كان لسا ما أسلم كان لسا كافر فتقدم لأم سليم الحديث رواه النسائي بسند صحيح فالمهم فكان غني جداَ وكان ما شاء الله طول وعرض جمال ما شاء الله فقدم لها مهراَ يعني نفترض طبعاَ ما ورد في الرواية نفترض مثلاَ عشرين ألف دينار مثلاَ فقالت له يا أبا طلحة مثلك لا يرد مثلك عريس لقطة ما أحد يتركه لكن يعني أنت امرئ مشرك وأنا امرأة مسلمة فإن أسلمت فذلك مهري ولا أريد شيئاَ سواه أنت لو أسلمت اعتبر إسلامك هذا هو المهر تبعي فهو ظن في بداية الأمر أن تضحك عليه فجاء لها ثاني يوم بضعف المهر مثلاَ عشرين لا أربعين ألف ماشي فتبسمت تبسمت الواثقة في وعد ربها وقالت والله يا أبا طلحة مثلك يا يرد وما أردت مثل هذا ولكنك امرئ مشرك وأنا امرأة مسلمة فإن أسلمت فذاك مهري ولا أريد شيئاَ سواه حس أن هو أمام امرأة عظيمة لا يمكن الواحد يفرط فيها فقال لها ومن لي في الإسلام يعني أسلم كيف قالت له تذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتعلن إسلامك فلما وصل أبو طلحة الأنصاري إلى مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ولسا واقف على الباب يا جماعة هو واقف على الباب النبي كان قاعد وسط الصحابة في حلقة فقال:(3/420)
هذا أبو طلحة جاءكم غرة الإسلام في جبينه صلى الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعني شوف الفراسة التي كانت عند النبي عليه الصلاة والسلام فأسلم أبو طلحة الأنصاري وكان مهر أم سليم فيقول راوي الحديث فمل أعملت امرأة كانت أعظم مهراَ من أم سليم كان مهرها الإسلام سبحان الله البيت لما ينشأ على الطاعة ويبدأ في الطاعة البيت يمتلأ مودة ورحمة وحب وحنان ورأفة وكل السعادة تكون ملأ البيت سبحان الله بعكس بقى لما يكون البيت يعني أنشأ أصلاَ على معصية الله في يوم الفرح لما نجيب مش عارف فمن ونبقى أغاني ونجيب راقصة ونعمل في الفندق الفلاني ونكلف وتبدأ الحياة بمعصية الله عياذاَ بالله تلاقي البيت نزعت منه البركة نسأل الله العفو والعافية هذا يفكرني في واحد كان تعبان في امرأته كدا بس ما كان يقول فهو يموت يقول وصيتي لما أموت تتزوجي جارنا قال وش معنى جارك هذا قال لها هو ضحك عليا فأنا نفسي أنتقم منه يفكرني برضوا في واحد برضوا كانت زوجته تعباه جداَ يعني فقاعد يشتكي للناس فقالوا تشتكي منها طيب كلها طالما أنت تعبان منها قال لهم أنا أضحي على شانكم أنا لو طلقتها واحد فيكم سيبتلى بها فأنا أفضل ماسكة ففضل مع الدعاء وقيام الليل ومش عارف أيه وكلام هذا كله ربنا يسر له وماتت هو حريص على زوجته فلما ماتت راح يعني الناس على شأن يدفنوها فلما راح ودفنوها وسوا التراب وقف على القبر قال أشهد الله إنها طالق أشهد الله أنها طالق ثلاث مرات فالناس استغربوا قالوا له في أحد يطلق زوجته بعد ما ماتت قال :(3/421)
ما أنا خايف ربنا يجمعني بها في الجنة يبقى هناك دنيا وآخرة صلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم أم سليم كان لها حاجة جميلة جداَ التي هي أم أنس ابن مالك كان لها حاجة جميلة جداَ كانت من أروع الأشياء التي ذكرت في سيرتها حديث رواه مسلم سيدك النبي عليه الصلاة والسلام كان أحياناَ يذهب وينام عند أم سليم كان يروح عندها وهي مش في البيت ويدخل البيت وينام عندها صلى الله عليه وسلم أم سليم أول ما تعرف أن النبي نام عندها كانت تروح وتخرج زجاجة عطر عندها كانت من أغلى أنواع العطر وكانت الزجاجة مليئة لحد منصفها وكان تسحب والنبي صلى الله عليه وسلم لما كان ينام يا جماعة كان جبينه يعرق عرق شديد جداَ وكان عرق النبي مثل ما قلت لك أطيب من ريح المسك صلى الله عليه وسلم كانت أم سليم تسحب من جبين النبي كدا العرق هذا وتحطه فين في القارورة الزجاجة تيعها التي فيها العطر مرة من المرات النبي راح استيقظ فقال ماذا تصنعين يا أم سليم قالت يا رسول الله هذا طيبنا يعني العطر تبعنا نعطره بعرقك يا رسول الله وهو من أطيب الطيب قال أحسنت يا أم سليم الحقيقة العلماء اختلفوا يا جماعة في هذه المسألة أولاَ يجوز طبعا التبرج بآثار النبي يجوز هذا تمام هذا في عقيدة أهل السنة والجماعة أن يجوز التبرج بآثار النبي صلى الله عليه وسلم النقطة الثانية بقى التي اختلف فيها العلماء النقطة التي اختلفوا فيها النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل أم سليم ويقيم عندها ما الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم عند أم سليم هل يجوز هذا فالإمام النووي حقيقة ذهب لرأي معين قال لك أم سليم وأختها التي هي حرام كانتا خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين إما من الرضاعة وإما النسب والحقيقة يعني لما بحثت في الأدلة ما وجدت شيئاَ يدل على ذلك رأي ثاني قالوا بعض العلماء قالوا النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتبر بمثابة محرم لجميع نساء الأمة برضوا هذا لا يدل بل(3/422)
هناك ما يناقده من السنة قول أمنا عائشة كما في الصحيح لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة لا تحل له طيب ما الرأي الراجح الرأي الراجح عندي هو ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بعد تحقيق جميل جداِ وطويل قال:
أن هذا كان من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي لو دخل على أي امرأة من نساء الأمة أصلاَ هذا أمر هذا كان خاص بالنبي يعني ما أحد يعمل هذا إلا النبي صلى الله عليه وسلم خذ بالك نرجع ثاني لأسرة سيدنا أنس ابن مالك يعني أمه أم سليم وزوج أمه الذي هو أبو طلحة الأنصاري كان من خيرة الناس رضي الله عنه وأرضاه وكان من الناس الذين يدافعوا عن النبي في غزوة أحد ويقول له يا رسول الله نحري دون نحرك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثاني من أقارب أنس ابن مالك عمه يا جماعة الذي هو أخو أبوه الذي هو انس ابن النضر أنس ابن النضر كان له قصة جميلة جداَ لعلكم كلهم تذكرون يعني حديث رواه البخاري ومسلم أن سيدنا أنس ابن النضر هذا تغيب عن غزوة بدر لمرض شديد نزل بجسده فقال والله لأن أشهدني الله مشهد أخر يعني غزوة ثانية ليرن الله مني ما أصنع فأعطى وعد لله سبحانه وتعالى يا رب خلني أشوف غزوة ثانية وتشوف أنا أعمل أيه وبالفعل لما جاءت غزوة أحد يا جماعة دخل أنس بن مضر فقاتل قتالاً شديداً فبحثوا عنه بعد الغزو فلم يعرفوه وما عرفته إلا أخته ببعض ملامحه علامة صغيرة كانت في بعض أصابعه عرفته منها كانت طيب لماذا لم تعرفه من وجه ولا من أي حاجة قال لك:(3/423)
لأنهم وجدوا به بضع وثمانون ضربة ما بين ضربة بسيف وما بين طعنة برمح وما بين رمية بسهم فنزل جبريل جبريل عليه السّلامّ يشق السبع الطباق بقرآنه إلى يوم القيامة ? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ? الأحزاب (آية:23) الرواية الثانية جميلة جداً أن سيدنا أنس بن النضر لما شاع مقتل النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد مرّ وبعدين وجد الصحابة قاعدين ورموا السلاح على جنب فقال ما تصنعون قالوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الله دة الكلام بتاعكم يناقض الأحوال ما دام النبي قتل أنتم لماذا تريدون أن تعيشوا بعد النبي عليه الصلاة والسلام مش تحبونه خلاص قال قوموا فموتوا على مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ سيفه وسار أمامه وقال اللّهم إني أبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ثم تقدم فلقيه سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن بموته فقال له أنس بن مضر يا سعد واه لريح الجنة والله يا سعد إني لأجد ريح الجنة دون أحد يا سلام أريدك أن تتخيل معي هذا المنظر الجميل أن الناس كلها خارجة تجري من أرض المعركة وأنس بن النضر هو الذي داخل يجري على أرض المعركة ليه يجري وراء رائحة الجنة شامم رائحة الجنة فدخل فقاتل فقتل فنزل قول الله عز وجل ? مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ ? الأحزاب (آية:23) إلى آخر الآية هذا من هذا عم أنس بن مالك سبحان الله طيب خاله حرام بن منحان حرام بن منحان في حادثة بئر معونة لما قتلا فيها سبعين من خيرة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كان من ضمكن من قتلوا كان حرام بن منحان كيف قتل يا جماعة كان واحد أتى له بحربة من ظهره وضربه بالحربة الحربة دخلت من ظهره وخرجت من صدره فصار الدم من صدر حرام بن حرام فأخذ الدم على كفيه ونضحه على وجهه وقال فزت(3/424)
ورب الكعبة فزت وربّ الكعبة والحديث رواه البخاري هذا من هذا عم أنس بن مالك خالته التي هي حرام بنت منحان وهذه يعني شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم شهادة عظيمة سبحان الله فهذه كانت أسرة أنس بن مالك في يوم من الأيام يا جماعة سيدنا أنس بن مالك النبي بعثه في مشوار فكان يحافظ على سر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم عن ثابت عن أنس بن مالك أنّه قال :
أتى عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فقال فسلم علينا ثم بعثني إلى حاجة بعث سيدنا أنس على شان يقضي حاجة معينة للنبي صلى الله عليه وسلم قال فأبطأت على أمي تأخرت على أمي التي هي أم سليم قال فلما جئت قالت ما حبسك ما الذي أخرك قال قلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة قالت وما حاجته هو النبي كان باعثك لماذا قال إنه سر لا أستطيع أن أقول لك على هذا السر قالت أجل لا تحدثنّ أحداً بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا درس ثاني أخبارنا إيه مع حفظ الأسرار يا جماعة محتاجين أنّنا نحافظ على أسرار بعض طالما واحد ائتمنك على سر فهذه أمانة ومن خيانة الأمانة أنك تبوح بهذا السّر ونصيحتي لأي إنسان مسلم لا تخرج السر السر لما يخرج من فمك خلاص لم يعد سراً لأن اليوم قلما يحفظ السر ولا حول ولا قوة إلا بالله حديث جميل جداًُ رواه البخاري لما سيدنا عمر بن الخطاب كان بنت حفصة تأيمت فعرضها على أبو بكر الصديق وعرضها على عثمان بن عفان فلما عرضها على أبي بكر الصديق أبو بكر الصديق سكت ولكم يتكلم لم يقل حاجة خالص لا قال أنا موافق ولا قال أنا رفض أخذت بالك ثم عرضها على عثمان بن عفان فعثمان بن عفان عرّض بالكلام جداًَ وقال كلام بسيط جداً وقال له:(3/425)
إني أرى ألا أتزوج في يومي هذا يعني أنا شايف أني لا أريد أن أتزوج اليوم فقال عمر بن الخطاب فكنت أوجد على أبي بكر كنت زعلان منه جداً ليه على شان أنا أعرض عليه ابنتي فلم يرد علي قال فلقيت أبا بكر بعد ذلك فقال لي بعدما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم حفصة يعني مرّت الأيام وسيدنا النبي عليه الصّلاة والسلام تقدم على حفصة وتزوجها فلقي أبر بكر عمر بن الخطاب فقال له يا عمر لعلك وجدت علي في نفسك يوم أن عرضت علي حفصة فلم أجبك بشيء قال أجل وجدت عليك في نفسي شوف الصراحة يا أخي مش نقول لا دة أنت حبيبي سبحان الله يا أخي هذه عشرة عمر ويبقى قلبه إيه والعياذ بالله لا هؤلاء الصحابة قال نعم وجدت عليك في نفسي قال أم إني سمعت رسول الله يذكرها وما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها النبي لتزوجتها ِأنا فزال ما في صدر عمر بن الخطاب يقول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم يقول إن من أشرّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرّها لازم يا جماعة نحافظ على أسرار الناس خصوصاًَ الأسرار الزوجية التي بين الزوج والزوجة مطالبين أننا نحافظ عليها دعاء جميل جداًُ فاز به سيدنا أنس بن مالك يا جماعة من النبي عليه الصلاة والسلام يقول والحديث رواه البخاري يقول أنس بن مالك :(3/426)
دخل النبي على أم سليم فأخرجت له التمر والسمن على طول يا جماعة ناس أهل كرم مش بقا تشرب شاي ولا مش عارف إيه سبحان الله أناس أهل كرم لما دخل النبي عليه الصلاة والسلام قدمت له السمن والتمر فقال ضعي السمن في مكانه وضعي التمر في مكانه فإني صائم ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بنا صلى الله عليه وسلم فصلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا النبي لأم سليم بكل خير ودعا لأهل بيت أم سليم فقالت له يا رسول الله إني لي عندك أمر طيب كدة يعني نفسي في حاجة خاصة بي قال ما هي قالت يعني خادمك أنس أريدك أن تدعو له دعوة جميلة قال أنس بن مالك فوالله ما ترك النبي خيراً من أمر الدنيا ولا الآخرة إلا ودعا لي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك بالغ النبي في الدعاء وقال اللهم ارزقه مالاً وولداً وبارك له فيه فيقول أنس فوالله إني لمن أكثر الأنصار مالاً بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام ويقول وحدّثتني أمينة ابنتي ابنة أنس بن مالك أنه دفن من صلبي حتى مقدم الحجاج إلى البصرة تسعة وعشرون ومئة مئة وتسعة وعشرين ولد دفنوا من صلب سيدنا أنس لحد ما قدم الحجاج غير اللي عايشين يعني إذا كانوا مئة وتسعة عشرين اللي عايشين قد إيه خمس مئة يعني مش عارف إيه سبحان الله هذا من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه تمر الأيام الجميلة مثلما نقول دائماً تمر الأيام الجميلة بسرعة وتأتي اللحظة التي مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أنت شفت النبي مرة وعرفت أنه مات يعني أنا أعتقد يمكن تموت من الحزن فتخيل لما تكون أنت في صحبة النبي عشر سنوات في حلّه وترحاله صلى الله عليه وسلم تعمل إيه تخيل سيدنا أنس يصف الموقف الصعب هذا يا جماعة الحديث رواه البخاري قال:(3/427)
لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه فقالت فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام وا كرب أبتاه فقال ليس على أبيك كرب بعد اليوم بعد اليوم ليس هناك كرب أنا نعم أذوني وضربوني ودبروا المؤامرات لقتلي أما بعد اليوم فأنا ذاهب إلى حبيبي إلى ربي سبحانه وتعالى خلاص ليس هناك كرب بعد اليوم أبداً سبحان الله فلما مات النبي قالت فاطمة يا أبتاه أجاب رباً دعاه يا أبتاه من جنّة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل منعاه قال ثم قالت فاطمة يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله فقال أنس بلسان الحال والله ما طابت ولن تطيب ولكنّه امتثال لأمر الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول أنس والحديث رواه الترمذي بسند صحيح يقول لمّا دخل لمّا كان اليوم الذي دخل فيه النبي المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله أظلم منها كل شيء والله ما نفضنا أيدينا عن التراب أي عن التراب الذي وضعناه على النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا يا سلام قد إيه حسوا بظلمة أحسوا بغربة شديدة جداً عند موت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحافظ بن رجب لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمين فمنهم من دُهش خلاص لم يبق عارف يقول إيه ومنهم من أقعد وقع على الأرض فلم يطق القيام لم يستطيع الوقوف على رجليه يومين ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام ومنهم من أنكر موت النبي صلى الله عليه وسلم لاشك يا جماعة أن موت النبي عليه الصلاة والسلام من أعظم المصائب لأن بموت النبي انقطع الوحي من السماء وبدأت تظهر عياذاً بالله بدأت تظهر بوادر الشر بارتداد عدد كبير جداً من القبائل العرب وانقطعت النبوات بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال الحبيب المصطفى والحديث رواه البيهقي بسند صحيح إذا أصاب أحدكم مصيبة لو أحد فيكم أحد غالي مات له لو أحد فيكم أصابته أي مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب وصدق من قال فاصبر(3/428)
لكلّ مصيبة وتجلّد واعلم بأم المرء غير مخلد واصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تُكشف في غد أوما ترى أنّ المصائب جنة وترى المنية للعذاب بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست عنه بأوحد فإذا ذكرت مصيبة ومصابها فاذكر مصابك بالنبي محمد فإذا ذكرت مصيبة ومصابها فاذكر مصابك بالنبي محمد رغم أن النبي مات يا جماعة لكن ترك لنا سنّته صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن تبر أبداً لا يمكن تشقى أبداً لا في دنيا ولا في آخرة وأنت تتبع النبي ولا يمكن تسعد أبدلاً في دنيا وآخرة وأنت بعيد عن النبي يقول النبي صلى الله عليه وسلم والحديث رواه الحاكم بسند صحيح:(3/429)
تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعده أبداً كتاب الله وسنتي وإنّهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض حديث ثاني جميل رواه الترمذي بسند صحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان اللي نحن عايشين فيه يا جماعة الصابر فيهم على دينه كالقابض على القمر يا سلام سيدنا أنس يا جماعة عاش عمر طويل جداً بفضل دعاء النبي عليه الصلاة والسلام والنبي دعا له بطول العمر وبسعة الرزق والمال والولد سبحان الله أنس بن مالك عاش بعد موت النبي ثمانين سنة تخيل ثمانين سنة يعني عاش كم سنة مئة سنة أخذت بالك لأن النبي مات وهو عنده عشرين سنة وهو عاش بعد النبي ثمانين سنة يعني عاش مئة سنة رضي الله عنه وأرضاه ومثلما يقال العمر لا يقاس بالأيام التي عشتها وإنما يقاس بالأعمال التي قدمتها يقول صلى الله عليه وسلم كما عند أحمد والترمذي بسند صحيح خير الناس ن طال عمره وحسن عمله وشر الناس من طال عمره وساء عمله سيدنا أنس في خلال الثمانين سنة كان ينشر حديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعتبر مرجعاً للصحابة والتابعين حتى آخر لحظة في حياة سيدنا أنس بن مالك تعالوا نشوف صفحة جميلة من عبادة سيدنا أنس بن مالك يقول أبو هريرة والله ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله من ابن أم سليم اللي هو أنس بن مالك يقول أنس بن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر وفي السفر وعن ثمانة قال كان أنس يصلي حتى تتفطر قدماه دماً لحد لما قدماه تخر دم رضي الله عنه وأرضاه كان في كرامة جميلة جداً ثابتة لسيدنا أنس بن مالك في يوم من الأيام يا جماعة جاء الرجل اللي يشرف على الأرض الزراعية بتاعة أنس بن مالك فقال يا أنس:(3/430)
لقد عظشت أرضك الأرض بتاعتك نشفت ليس فيها نقطة مياه ومحتاجين مياه ماذا نعمل فقام أنس وخرج إلى البرية ثم صلى ثم دعا فسارت سحابة عظيمة فأمطرت المطر كله في أرض أنس بن مالك في الصهريج بتاعه في الخزان بتاعه يقول أنس بن مالك فأرسلت الرجل حتى ينظر أين نزل الماء فقال وإذا بالماء نزل في أرض أنس ولم تتخطَّ قطرة واحدة عند غيره يقول الإمام الذهبي معلقاً على تلك الكرامة فقلت هذه كرامة بيّنة ثبتت بإسنادين يبقى كرامة ثابتة لأنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه الحقيقة يا جماعة أنس بن مالك بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام كان له كرامة ثانية أجمل من كل هذا عارفين ما هي سبحان الله الحديث رواه ابن سعد ورجال ثقاة كان أنس بن مالك يقول قلّ يوم أو ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يبكي أنس بن مالك يا سلام تخيل لو أنك أنت شفت النبي مرة واحدة في المنام كيف تتحدث عن سعادتك يا جماعة أنا شفت النبي في المنام يا جماعة أنا أتى لي النبي في المنام هذه الليلة لا أنس بن مالكم كان كل ليلة يا جماعة يشوف النبي في المنام صلى الله عليه وسلم تمر الأيام وينام أنسي بن مالك على فراش الموت وتفيض روح خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم اللي عاش في صحبة النبي عشر سنوات يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلّم من هدي النبي ومن أخلاق النبي ومن يعني سلوكيات النبي عليه الصلاة والسلام مات أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه ورغم أنه مات يا جماعة لكن لم تمت سيرته أبداً مثلما كان أنس بن مالك خادم النبي لماذا لا تكون أنت وأنت وأنت وأنا وأنتِ لماذا لا نكون خدم لسنة النبي محتاجين يا جماعة أننا نتبع النبي وأننا ندعوا الناس إلى سنة النبي وإلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول جلّ وعلا ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ? يوسف (آية:108) بالله عليك أنت مش(3/431)
أتباع النبيّ كلنا أتباع النبي يا جماعة فلابدّ أن ندعو إلى ما دع إليه النبي عليه الصلاة والسلام تدعو إلى ماذا طيب ليس عندك علم ليس عندك علم ما فيش مشكلة بمالك اشتري كتيّبات وأشرطة ووزعها ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما عند البخاري يعني بلّغوا عني ولو آية واحدة آية واحدة تعلمها وتعلم أسباب نزول الآية وفقه الآية وتفسير الآية وعلّم الناس هذه الآية فأنت بذلك داعية إلى الله ادعوا إلى الله بأخلاقك بمعاملاتك بيعني بأمانتك بصدقك يعني ببسمتك بسمتك لوحدها دعوة يا جماعة يعني الإنسان لما يكون ماشي في الشارع كدة ووجد أخ ملتحي ما شاء الله مبتسم في وشوش الناس والله العظيم هذه أجمل دعوة أجمل من مئة محاضرة أجمل من مئة خطبة وأجمل من مئة كتاب تعمله أنك أنت تمشي تؤلف قلوب الناس أنك تمشي تُظهر أخلاق المسلمين للناس على شان الناس تقول ما شاء الله سبحان الله هي هذه أخلاق المسلمين هي هذه الأخلاق التي تعلموها من النبي صلى الله عليه وسلم النبي عليه الصلاة والسلام كان بسّام المحيا أخذت بالك أنت لن تستطيع أن تؤلف قلوب الناس كلهم بفلوسك لكن تستطيعه أن تؤلف قلوب الناس جميعاً بأخلاقك وهي هذه كانت أخلاق النبي يا جماعة كلها رحمة كلها حنان كلها ودّ كلها صفاء كلها رقة هي هذه أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام في النهاية يا جماعة في نهاية سيرة سيدنا أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسعنا إلا أن نقول ما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع صحابي وتلميذ من تلاميذ النبي صلى الله عليه وسلم .
فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الصحابي سعد بن الربيع رضي الله عنه
الشيخ محمود المصري / أبو عمار(3/432)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة فكشف الله به الغمّ وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد،(3/433)
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد فمرحباً بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي مرحباً بكم مرة أخرى مع قصص أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الحقيقةً درس الليلة دي يا جماعة درس في منتهى الأهمية يعني طبعاً الحلقة دي رقم ستة وعشرين وزي ما منقول دائماً المرجع الأساسي لهذه الحلقات هو كتاب أصحاب الرسول الحقيقة في بداية الدرس نفسي أسأل سؤال حد فيكم يا جماعة نفسه يبقى يوم القيامة في ظل عرش الرحمن في طبعاً كل الناس نسأل الله عز وجل أن يجمعنا جميعاً في ظل عرشه سبحانه وتعالى في يوم يعني لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم الحقيقة لو فهمت درس الليلة وعملت بما فيه إن شاء الله نرجو لك إن شاء الله أن تكون في ظل عرش الرحمن سبحانه وتعالى درس الليلة يعني لو سميناه اسم نسميه درس الحب في الله درس الإخوة الصادقة خدت بالك سبحان الله لو عايز الإيمان يكتمل في قلبك لازم تحب إخوانك في الله حب صادق ولو عايز الإيمان يكتمل في قلبك لازم تحبي أخواتك حب صادق اسمع لكلام النبي بعد ما تصلي عليه صلى الله عليه وسلم حديث رواه أبو داوود بسند صحيح يقول صلى الله عليه وسلم من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان لو عايز ربنا يحبك دي طبعاً أعظم منقبة في هذا الكون إن ربنا يحبك لازم تحب إخوانك في الله يقول جل وعلا في الحديث القدسي الذي رواه أحمد والحاكم بسند صحيح حقت محبتي للمتحابين فيّ وحقت محبتي للمتواصلين فيّ وحقت محبتي للمتناصحين فيّ وحقت محبتي للمتزاورين فيّ وحقت محبتي للمتباذلين فيّ المتحابون فيّ على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء شوف قد إيه ما تصلي على سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم وشوف بقى لو ربنا حبك شوف بقى الثمرات بقى يقول جل وعلا يعني حينما(3/434)
إذا أحب عبد ينادي على جبريل والحديث في الصحيحين يا جبريل إني أحب فلان ويسميك باسمك إني أحب فلان فأحبه فيحبك جبريل عليه السلام ثم ينادي في ملائكة السماوات السبع يا ملائكة السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فتحبك ملائكة السماء ثم يوضع لك القبول في الأرض وفوق دا كله كمان حديث قدسي رواه البخاري يقول جلا وعلا فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس مؤمن ليه يا ربي قال يكره الموت وأنا أكره مساءته سبحانه وتعالى لو عايز إخوانك يشفعوا لك يوم القيامة ما فيش شفاعة للمؤمنين إحنا تكلمنا قبل كدا قلنا فيه ثمان شفاعات للنبي عليه الصلاة والسلام وفي شفاعة للأنبياء وفي شفاعة للملائكة وفي شفاعة للمؤمنين ثم يعني تختم تلك الشفاعات بأعظم شفاعة وهي شفاعة رب العالمين سبحانه وتعالى حينما يقبض قبضة من أهل النار ويأخذهم ويقول بقي أو شفعت النبيون وشفعت الملائكة وشفعت المؤمنون وبقيت شفاعة أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار أي من أهل النار فيلقيهم في نهر الحياة فيدخلون وقد امتحشوا يعني صاروا فحماً ثم يخرجون كاللؤلؤ المنضود فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة هؤلاء عتقاء الرحمن من النار دخلوا الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قد موه فأنت عايز إخوانك يوم القيامة يشفعوا لك لا بد أن تكون محباً لهم في الله يقول جل في علاه الأخلاء يوم إذٍ بعضهم لبعض عدو إلا صنف واحد إلا مين إلا المتقين خدت بالك ولذلك سيدك النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين وأيضاً بيرصد لنا شفاعة المسلمين لبعض أو المؤمنين لبعض يقول لأنتم أشد مناشدة في إخوانكم فيقولون يا ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا شوف قد إيه اللهم شفعنا فيهم فيأذن لهم الله عز وجل فيقول لهم اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان(3/435)
فأخرجوه من النار إلى الجنة يا سلام ويرجعوا مرة ثانية وثالثة ورابعة لحد لما في الأخر يقول لهم جل وعلا اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خردل من إيمان فأدخلوه الجنة يا سلام شوف قد إيه الرحمة يعني إذا لما نكون في حب ما بيننا ولذلك سبحان الله يعني يا ريت أي أخ أنت تحبه في الله ويحبك في الله اتفقوا من دي الوقت هي دي الغنيمة هو دا الكنز الذي أنت تكتنزه من دي الوقت قل له يا أخي أنا أتوسل فيك الخير ولا أذكيك على الله إيه رأيك لو ربنا أذن لك بالشفاعة تشفع لي ولو ربنا أذن لي بالشفاعة أشفع لك طيب ما تيجوا نتفق من دي الوقت يا جماعة هاه ماشي إيه ولا الصفقة خسرانا ربنا يكرمنا ويكرمكم ويشفعنا ببعض يوم القيامة إن شاء الله سبحان الله لو عايز تبقى في ظل عرش الرحمن لازم تحب إخوانك في الله يقول صلى الله عليه وسلم حديث في البخاري ومسلم سبعة سبع أصناف يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ما فيش ظل هناك خلاص بقى شمس تدموا فوق الرؤوس حتى تكون كمقدار ميل والوضع هناك صعب جداً خمسين ألف سنة يا جماعة ربنا ينجينا وينجيكم يا رب سبحان الله في الوقت دا سبع أصناف كرام على الله سبحانه وتعالى يزلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله من بين هؤلاء ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه نفسك تخش الجنة بقى تختم الخير دا كله بالجنة بردوا لازم تحب إخوانك في الله حديث جميل قوي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن رجلاً زار أخاً له في الله خود بالك فأرصد الله له على مدرجة تلك القرية ملكاً كريماً فقال له أين تريد أنت رايح فين قال أزور أخاً لي في الله قال هل لحاجة لك عنده قال لا قال لقرابة بينك وبينه قال لا قال فبنعمة لك عنده قال لا قال فبما أمال رايح تزوره ليه خود بالك لأن منطق كثير من الناس النهار دا قدم السبت عشان تلاقي الأحد كلهم كذلك الحمد لله فسبحان الله لكن لا مش المؤمن يعمل كدا المؤمن يزور إخوانه(3/436)
لله سبحانه وتعالى لا شيء سوى إيه سوى أني أحبه في الله أنا مش جاي هنا إلا عشان بحبه في الله قال فإني ملك من عند الله جل وعلا قد أرسلني إليك لأخبرك أن الله يحبك لحبك إياه وقد أوجب الله لك الجنة ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم ولذلك يقول الإمام الشافعي رحمه الله رحمة واسعة إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس إبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في خل يجيء تكلفا ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عليه شرطاً تقادم عهده ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا يا جماعة أنا قدمت مقدمة للحاجة الطويلة دي عن الحب في الله عشان نعرف قيمة الحب في الله في زمن أصبحت فيه القلوب قاسية جداً يعني كثير من الناس أصبحت قلوبهم قاسية لدرجة إنه مش عارف قيمة الحب في الله كلمة الأخوة في الله قيمة إني أنا أحبك وتحبني لله مش لمصلحة لا للدنيا ولا أي حاجة أنا عايز منك حاجة قال له أحبك في الله عشان اجتمعت معك على أصل من أصول الإيمان اجتمعت معك على التوحيد اجتمعت معك على محبة الله على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفنا الليلة دي يا جماعة هو الصحابي الجليل سعد ابن الربيع الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه تعالوا نبدأ قصة سيدنا سعد بس بعد بردوا ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم الحقيقة يا جماعة كانت يثرب هي سميت بما بعد بالمدينة المنورة يثرب كانت قبل البعثة النبوية يعني كانت مسرحاً للنزاع بين العرب وبين اليهود وبين العرب نفسهم ببعض وكان سبب النزاع اللي بين العرب كانت فتنة أثارها اليهود بين الأوس والخزرج على شان يطلعوهم من المدينة لأنهم حسوا إن هم وجودهم في المدينة كأنه يعني كأنهم زاحموهم في المكان(3/437)
اللي هم يعتبروه حق لهم إن هم يعيشوا في المكان دا لوحدهم عملوا إيه قدروا إن هم فعلاً يدسوا الفتن بين الأوس والخزرج ودارت حروب طاحنة على مدى أربعين سنة بين الأوس والخزرج كان أخر تلك الحروب يوم يسمى يوم بعاذ وكان يعني كانت مجزرة بين الأوس والخزرج ولا حول ولا قوة إلا بالله وكان اليهود يا جماعة كانوا أهل كتاب وعندهم علم عكس بقى إيه الأوس والخزرج كانوا أغلبهم ناس لا يعرفون القراءة ولا الكتابة كانوا ناس أميين لا يعرفون أي شيء خالص وكانوا عباد أصنام كمان فكان اليهود دائماً يعيروهم إن هم جهلة وبالفعل يعيروهم من ناحية ثانية إن هم يعبدوا الأصنام وإن اليهود أهل كتاب واخد بالك فأصبح المسألة وصلت لمرحلة كمان مش المعايرة وبس لا والتهديد كمان قالوا لهم إن الله سيبعث نبياً في أخر الزمان في الزمن دا بالذات فنتبعه ونقتلكم معه قتل عادٍ وإرم نحن سنتبع النبي الذي سيبعث في أخر الزمان وسنقتلكم معه قتل عادٍ وإرم شوف قد إيه في اللحظة دي كثير من الناس العقلاء اللي في الأوس والخزرج فطنوا لتلك التهديدات التي صدرت من اليهود في ذلك الوقت قالوا إيه قالوا نحن بقى لو بعث هذا النبي نسبقهم إليه ونؤمن معه حتى نقتلهم نحن إيه قتل عادٍ وإرم وكثير منهم طبعاً لما لاقوا اليهود يعيروهم إن هم يعبدوا الأصنام قالوا لا طيب ما نحن بردوا نحاول نفكر مرة ثانية في مسألة الأصنام طبعاً العقلاء دول كانوا يعني عدد قليل جداً اللي كانوا يفكروا إن فعلاً يا جماعة الزاي نعبد صنم لا يملك ضراً ولا نفعاً دول طبعاً يعني كانوا عدد قليل جداً من هؤلاء الذين كانوا يفكرون في تلك الأمور المهم نشأ سيدنا سعد ابن ربيع في البيئة المتناقضة دي كان فيها يعني صراع ومنافسات وأشياء عجيبة جداً فنشأ في هذه البيئة رضي الله عنه وأرضاه طبعاً نشأ في أسرة عريقة جداً كان أبوه الربيع ابن عمر(3/438)
كان من سادات بني الحارث كان رجل سيد في قومه كان رجل غني جداً وكان رجل له سلطة وله يعني جاه ومنصب المهم وكانت أمه اللي هي أم سعد ابن ربيع اسمها هزيلة بنت عنبة كانت من نفس القبيلة لما كانوا اليهود زي ما قلنا يعيروا العرب دائماً إن هم أمة أمية لا يعرفون الكتابة ولا القراءة يعني بالبلدي كانوا يقلوا لهم أنتم ناس جهلة اللي حصل أبو سعد ابن ربيع اللي هو الربيع ابن عمر قال أبعث ابني سعد يتعلم القراءة والكتابة على شان يبقوا أولادنا طالعين ما شاء الله متعلمين ودا درس جميل إن أنت تحرص أن أولادك يتعلموا يتعلموا الدين ويتعلموا علوم الدنيا أيضاً والتي تنفع المسلمين أيضاً خدت بالك ليه لأن نحن محتاجين المسلم الطبيب نقول إيه المسلم إن الأصل فيك هو الإسلام محتاجين المسلم الطبيب المسلم المهندس لذلك الواحد يزعل ويحزن لما يلاقي أخ ملتزم وما شاء الله في كلية الطب يقول لك أنا سأترك الطب ليه يقول لك عشان أتفرغ لعلم الدين طيب وإيه يمنع ما تجمع بين علم الدين والدنيا ما تطلع طبيب وتبقى داعية إيه المشكلة في حاجة تمنع الكلام دا ما تطلع مهندس وفي نفس الوقت مسلم رجل داعية وأنت لما تشوف النهار دا أغلب الدعاء لربنا ربنا رزقهم القبول على الساحة كلهم تقريباً اللي مهندس واللي دكتور واللي مدرس واللي يعني ما شاء الله يعني ما حدش فيهم حتى يعني مش شرط إنه يكون خريج كلية دين يعني ما شاء الله فربنا يرزقنا وإياكم الإخلاص المهم فأرسل الربيع ابنه سعد ليتعلم القراءة والكتابة أصبح سيدنا سعد ابن الربيع سيداً أيضاً في بني الحارث وكان ما شاء الله كان يتحلى يعني بصفات جميلة جداً خليت الناس يحبوه كلهم لأنه كان عنده ما شاء الله عقل ناضج ومتفتح وكان يكره الحروب والعداوة والقتال والكلام دا كله فكان ما شاء الله كان الناس كلها يعني اجتمعت على حب سعد ابن الربيع رضي الله عنه وأرضاه في يوم من الأيام زي ما نقول دائماً في كل درس في(3/439)
يوم من الأيام سيدك النبي صلى الله عليه وسلم لما لاقى أرض مكة لا تقبل بذرة التوحيد بدأ يبحث عن تربة أخرى يغرس بها بذرة التوحيد فكان يخرج عليه الصلاة والسلام بالحج يا جماعة ويدعو الناس اللي جايين من برى عشان يعرفهم يعني إيه الإسلام فالتقى مع ست نسمات من الخزرج اللي هما من إيه من نفس المكان اللي كان عايش فيه سعد ابن الربيع المهم عرض عليهم الإسلام وبفضل الله أصحاب القلوب النقية ما ترفضش أبداً الخير فأسلموا جميعاً بفضل الله عز وجل المهم إن سبحان الله قبل ما يمشوا قعدوا يتكلموا مع بعض قالوا يعني إيه قالوا يا قوم اعلموا والله إنه لنبي الذي توعدكم به اليهود مش اليهود قالوا لكم في نبي سيبعث في أخر الزمان ونحن سنتبعه ونقتلكم معه قتل عادٍ وإرم هو دا النبي فإوعى حد يسبقكم إليه إحنا نسبق إحنا وأسلموا الستة فعلاً ووعدوا النبي صلى الله عليه وسلم إن هم يرجعوا المدينة ويدعو الناس إلى دين الإسلام لعل الله عز وجل أن يفتح بهم القلوب وقالوا له يا رسول الله إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم فإيه رأيك فعسى الله عز وجل أن يجمعهم بك فتقدم علينا فندعوهم إلى أمرك فإن يجمعهم الله عز وجل عليك فلا رجل أعز عليهم منك لو ربنا جمع بين الأوس والخزرج بسببك أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمش ممكن يكون في حد في الدنيا أعز علينا منك أنت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالفعل يا جماعة حملوا أمانة الدين ودا درس كبير جداً دا درس كبير إن أنت مش مجرد إن أنت التزمت خلاص يبقى نفسي ومن بعدها الطوفان لا شوف بقى بعد ما ربنا أكرمك بالالتزام قول يا ربي وأمي أمك لو مش ملتزمة يا رب اهديها لو أبوي يا رب وأبوي بردوا وإخواني وجيراني وقرايبي وزوجتي وأولادك تحب الخير للكون دا كله نفسك إن الدنيا دي كلها تذوق طعم الإيمان الذي أنت ذقته ولذلك نحن قلنا لما ترجع وتدعو الناس ما تدعوهمس على أساس إن أنت برج(3/440)
عالي واخد بالك وهم كلهم عصاة لا ادعوهم يعني من منطلق إن أنت تحسسهم بطعم وحلاوة الإيمان اللي أنت ذقتها وتقول لهم يا جماعة دا أنا من يوم ما التزمت بقيت كذا وكذا وحسيت بكذا وإحساسي كذا وبقيت أسعد إنسان في الدنيا لما يشوفوا عليك السعادة والسرور دي كلها بفضل الله سيكون دا سبب لانفتاح قلوبهم لطاعة الله سبحانه وتعالى وبالفعل يا جماعة الستة دول راحوا ودعوا الناس إلى دين الله عز وجل أسلم على يديهم سبعة السبعة دول جاؤوا السنة اللي بعدها ومعهم خمسة من الستة يبقوا كام يبقوا اثني عشر وراحوا بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى سيدك النبي عليه الصلاة والسلام لقي إنه هو لا بد أن يطرق على الحديد وهو ساخن راح باعث معهم مين مصعب ابن عمير اللي سبقت قصته رضي الله عنه وأرضاه راح سيدنا مصعب بالأسلوب الجميل طبعاًَ اللي تعلمه على يد النبي ما تصلوا عليه صلى الله عليه وسلم بدأ يدعوهم يا جماعة بكل لين وبرحمة وما شاء الله أنت عارف قصته بقى طبعاً مع سيدنا سعد ابن معاذ ومع أسيد ابن حبيل أسلم على يد مصعب ابن عمير عدد كبير جداً من الصحابة كان من بينهم ضيفنا الليلة دي سعد ابن الربيع رضي الله عنه وأرضاه أول ما أسلم سعد ابن الربيع اشتاق إن هو ربنا يكرمه ويشوف النبي عليه الصلاة والسلام أنا أسلمت آه بس بردوا أمنيتي إني أنا أشوف النبي عليه الصلاة والسلام جاءت اللحظة التاريخية دي بعد سنة بالضبط يا جماعة لأن هم اتفقوا بعد سنة يروحوا يبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية كانوا ثلاثة وسبعين رجل وامرأتان طيب ليه امرأتان عشان تعرف أن المرأة لها دور عظيم جداً في نصرة دين الله سبحانه وتعالى المهم خرجوا يا جماعة الثلاثة وسبعين وامرأتان عشان يبايعوا النبي بيعة العقبة الثانية وكان من بين الذين خرجو سعد ابن الربيع رضي الله عنه وأرضاه سيدك النبي صلى الله عليه وسلم التقى معهم وبدا يقول لهم بنود بيعة العقبة الثانية(3/441)
ما هي البنود يا جماعة سنبايعك على أيه يا رسول الله لابد تكون الأمور واضحة كلها على شان نبقى متفقين من الاول صح ام لا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم تبايعوني علبى السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر خد بالك وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إن قدمت إليكم فتمنعوني كما تمنع أبنائكم وأزواجكم طيب الثمن ولكم الجنة يعني النبي أخذ منهم كل حاجة وأعطاهم الجنة صلى الله عليه وسلم يا جماعة البيعة هذه يا جماعة في عنق كل مسلم ومسلمة إلى الآن أنت لازم تابع النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن تباع الرسول صلى الله عليه وسلم تباع على أيه تباع على السمع والطاعة أي أمر يأتي يا أيها الذين امنوا سمعنا وأطعنا يا رب كما قال ابن مسعود إذا سمعت هذا النداء يا أيها الذين أمنوا لما تقرأ في القرآن فأصغي له سمعك فإنما خير ستؤمر به أو شر ستنهى عنه يبقى السمعة والطاعة لأمر الله ولأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمر أن يكون لهم الخيرة من أمرهم مجرد ما تسمع الأمر هذا أتى من أين من اله خلاص ما في مناقشة ما في يبقى أصل الظروف أصل الزمن ما ينفع الكلام المسلم يعني أيه المسلم يعني مستسلم لله يعني مزعم لله مطيع لله سبحانه وتعالى ما ينقي في أحكم الله ربنا أمرني بكذا وكذا ما تنقي نفذ وقل سمعنا وأطعنا قل إن صلاتي ونسكي ومحياي كل حياتي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول مسلمين يبقى أيه السمع والطاعة ثاني حاجة وعلى النفقة في العسر واليسر معك كم معك مئة ألف جنيه طلع يا أخي الذي تقدر تطلعه طيب معك كم معي اثنين جنيه طلع جنيه في العسر واليسر يبقى يعني سبحان الله معك أدفع والنبي عليه الصلاة والسلام ماذا يقول حديث رواه النسائي بسند حسن يقول صلى الله عليه وسلم سبق درهم مئة(3/442)
ألف درهم قالوا كيف ذلك يا رسول الله درهم يسبق مئة ألف درهم قال أجل رجل كان معه مال كثير يعني تصدق بمائة ألف يعني معه مثلاَ خمسين مليون راح مطلع مائة ألف مائة ألف مبلغ كبير طبعاَ وواحد ثاني لم يكن معه إلا درهمان فتصدق بدرهم فأصبح أيه تصدق بنصف ثروته فأصبح بذلك سبق درهم مئة ألف درهم والنبي عليه الصلاة والسلام يقول لك كما عند مسلم لا تحقرن من المعروف شيئاَ أي حاجة تقدر تعملها أعلمها هو النبي عليه الصلاة والسلام والحديث عن بخاري ومسلم قال أتقوا النار ولو بشق تمرة وحتة تمرة أو نصف تمرة يمكن ربنا يجعل سبب لنجاتك من نار جهنم نسأل الله عز وجل أن ينجينا وإياكم وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأمر بالمعروف ونهى المنكر لكن تأمر بالمعروف بكل معروف برحمة بحنان وترفع شعار البسمة والرحمة وتعامل الناس معاملة طيبة ولما تدل الناس على شيء تدل الناس على شيء أنت تعلمه وفي نفس الوقت لما تدل الناس على شيء تدل الناس على الشيء مش من باب الأمر وإنما من باب العرض بكل رحمة النبي عليه الصلاة والسلام لما كان يطلب من أحد يعمل حاجة كان يعرضها عليه بكل ذوق برحمة بكل حنان على شان القلب ينفتح يا جماعة وعلى النهي عن المنكر لما تنهى عن المنكر برضوا تنهى عن المنكر بغير منكر الأول تحبب الإنسان فيك وبعد كدا تدله على المنكر الذي يعلمه وبعد كدا بفضل الله مع الرحمة والمعاملة الطيبة والتواضع والأسلوب الحسن ستلاقيه بفضل الله تغير المنكر وبل يكون داعية إلى الله سبحانه وتعالى وعلى أن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم لما يعرض عليك تقول كلمة حق قولها وما تخاف لا تخشى إلا الله سبحانه وتعالى وعلى أن تنصروني كما تنصرون أبنائكم وأزواجكم ولكم الجنة طيب ما تنصر سنة النبي عليه الصلاة والسلام طيب أنت النهار هذا أقول لك عندك استعداد تنصر النبي نعم عندي استعداد أنا لو كنت في عايش في أيام النبي أنا كنت عملت وعملت طيب(3/443)
ما نحن فيه وسنة النبي معنا ما تنصر النبي ما أنت لو أنت بفضل الله سبحانه وتعالى طبقت سنة ودليت الناس على السنة النبي وهذه تبقى نصرة أيضاَ لسنة النبي عليه الصلاة والسلام أنت لما تعامل الناس معاملة حسنة وتحببهم في سنة النبي هذه نصرة هي النصرة أيه يا جماعة هي النصرة برضوا بالسيف وخلاص لا النصرة يا جماعة أن أنت تأخذ قلوب الناس هذه وتخليها كلها بلا استثناء كلها عابدة لله أن تعبد الكون كله لله وهذه أكبر نصرة يا جماعة لأن النبي ربنا سبحانه وتعالى ما أرسله إلا رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم المهم يا جماعة أن الثلاثة والسبعين صحابي وامرأتان بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم وتقدم سعد ابن الربيع في تلك اللحظة الخالدة التي لا ينساها أبداَ وقام وصافح يد النبي صلى الله عليه وسلم وبايع النبي بيعة العقبة الثانية رضي الله عنه وأرضاه ثم طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا له أثني عشر نقيب يكونوا يعني هم مسؤولين عن هؤلاء الناس جميعاَ الذين بايعوه بيعة العقبة الثانية كان من بين النقباء كان سعد ابن الربيع كان عن بني الحارث التي هي قبيلة تبعه وهو كان سيد على قبيلته رضي الله عنه وأرضاه ثم عاد سعد ابن الربيع بعد ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية عاد مرة أخرى إلى المدينة وهو يتمنى أن يبرى النبي صلى الله عليه وسلم في أقرب وقت المهم بفضل الله ما انتظر كثير سعد ابن الربيع ربنا حقق له الأمنية ولما اشتد إزاء المشركين على المسلمين النبي عليه الصلاة والسلام أذن للصحابة بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وسعد به سعد ابن الربيع سعادة يعني حقيقة يعجز الإنسان عن وصفها رضي الله عنه وأرضاها النبي أولا ما نزل إلى المدينة عمل أيه عمل حاجتين الحاجة منهم تربط قلوب العباد برب العباد والحاجة الثانية ربط قلوب العباد بعضهم ببعض الحاجة الأولى بناء المسجد على شان قلوب(3/444)
تربط برب العباد سبحانه وتعالى أن أنت تعرف مكان الذي ستصلي فيه وتتعلم فيه العلم على أيدي النبي عليه الصلاة والسلام وتجتمع في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام على شان تشوف إخوانك وتحبهم في الله ويحبونك في الله فبنا المسجد أول حاجة ثاني حاجة يا جماعة النبي عمل مؤاخاة بين المهاجرين وبين الأنصار يا فلان أنت أخو فلان خلاص ويا فلان أنت أخو فلان فكان بين المؤاخاة أن سعد ابن الربيع أخا النبي صلى الله عليه وسلم هذه كانت أشهر مؤاخاة بقى كانت مولودة في سيرة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم كان المؤاخاة بين سعد ابن الربيع وبين عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنهم جميعاَ حقيقة كان موقف جميل جداً موقف حقيقة لما الواحد يقعد يقرأه يعني يحس نحن في عالم الخيال الدنيا ثانية خالص سيدنا سعد ابن الربيع كان غني جداَ مثل ما قلت لك كان سيد بني الحارث وكان رجل غني جداَ ومعه فلوس فلما النبي أخا بينه وبين عبد الرحمن ابن عوف طيب عبد الرحمن ابن عوف أيضاَ كان غني بس خذ بالك لما هاجر من مكة إلى المدينة ترك فلوسه وساب داره وساب كل حاجة وراح هناك لا يملك أي شيء سوا درهمين أو ثلاث ما كان يملك حاجة خالص تخيل بقى تقدر أنت تطلع من دنيتك على شان خاطر أن أنت تبقى موحد شوفت قد أي الدين كان عندهم غالي يا جماعة يا ريت الدين يبقى غالي قلوبنا مثل ما هو غالي عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا سعد ابن الربيع قال له كلمة جميلة جداَ قال يا عبد الرحمن إني لأمن أكثر الأنصار مالاَ ما قال له بقى من أين حالة يعني والسوق نايم لا ما قال له كدا قال لأني من أكثر الأنصار مالاَ خذ بالك سيعمل معه أيه يقول له هذه مئة دينار على ما تفرج أو مثلاً يعني ما عمل كدا يا جماعة قال له أيه فخذ نصف مالي أيه دا يعني واحد مليونير وأنت نازل من مكان إلى مكان وهو يقول لك أنا مليونير خذ مالي هذه تبعك أنت وخذ بالك مثلاَ دارين خذ دار وأنا دار وبعدين فوق(3/445)
هذا كله بقى وهذه حاجة غريبة جداَ في العرب كان العرب عندهم غيرة شديدة جداَ على النساء ورغم ذلك يقول له أيه وعندي زوجتان فأنظر إليهما فأي منهم تعجبك أطلقها فإن مرت عدتها تزوجتها أنت أي من يعمل كدا يا جماعة يعني أنت تخيل كدا سبحان الله إثار غريب جداَ مش قال له خذ الزوجة هذه لا قال له اختار مش مثلاًَ واحد متزوج واحدة مثلاَ مورياه الهنا والثانية مورياه النجوم في نصف الظهر فيأتي بالتي مورياه النجوم في عز الظهر والله يا أخي هذه هدية والله والله ما هي راجعة يعني لا ما قال له كدا قال له أنت اختار التي أنت عايزها خذها وسيب الثانية سبحان الله شوف بقى في المقابل شوف العفة سبحان الله شيء غريب قال له عبد الرحمن ابن عوف بارك الله لك في أهلك ومالك ولكن دلني على السوق أنا ما أخذ حاجة أبداَ دلني على السوق دله على السوق راح باع واشترى وتاجر ما شاء الله لحد ما كون ثروة بسيطة كدا وراح لرجل من الأنصار وطلب منه يتزوج ابنته زوجه على أي على نوات من ذهب أو مثقال من ذهب فتزوج ولابس ثوب جديد فقابله النبي عليه الصلاة والسلام قال ما الذي حصل قال تزوجت يا ابن عوف قال تزوجت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة واطعم إخوانك يا سلام شوف مواقف إثارة عجيبة جداَ نكمل موضوع الإثار بس بعد الفاصل فأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية نرجع لقصة سيدنا سعد ابن الربيع الحقيقة الموقف الذي عمله مع سيدنا عبد الرحمن ابن عوف موقف عالي جداَ وصورة عالية جداَ من الإثار يعني لا يمكن أن يصدر إلا عن إنسان فعلاَ عنده يقين فما عند الله سبحانه وتعالى كل إنسان يتصدق أو يطلع نصف ثروته قال له خذ نصف ثروتي وفوق هذا كله أيه قال له عندي زوجتان فخذ واحدة منهم هذه حاجة ما تصدر إلا من(3/446)
إنسان يعني فعلاً عنده إيمان عالي جداَ بالله أو إنسان زهقان من زوجاته مثل ما يقولوا يعني سبحان الله تحضرني قصة لواحد مرة راح لصديقه الدكتور قال يا دكتور ألحقني قال خير قال له زوجتي تجنني قال له ليه قال يا سيدي مصرة أنها تربي الخروف في غرفة النوم يا إما أطلقها قال له وأيه المشكلة قال مشكلة كيف ما الخروف أنت عارف يعني ريحة قال له ما يهمك أفتح الشبابيك يا أخي قال له ما أنا إذا فتحت الشبابيك الحمام الذي أنا أربيه سيطير فشوف سبحان الله أخ مرة يحكي لي يقول ما ينفع كدا الواحد في الزمان هذا يلاقي واحد مثل سعد ابن الربيع يقول لي هذه نصف ثروتي لو عندي زوجتان قلت له أيوا لما يكون عندك أنت عفة سيدنا عبد الرحمن ابن عوف ستلاقي واحد عند إثار مثل سعد ابن الربيع صح ولى لا وهذا يفكرنا بقصة الرجل شحات دخل على هارون الرشيد رحمه الله رحمة واسعة فالشحات يطلب فيقول أعطني مما أعطاك الله فقال له هارون الرشيد أسأل الله عز وجل أن يرزقك يعني ربنا يسهل لك فغضب الشحات ووجه أحمر قال أين الذين كانوا يأثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة قال ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحاحا فالصنف هذا قرأت في بعض الكتب عن نوادر الشحاتين سبحان الله يقول لك شحات رايح يسأل واحد فيقول له أعطني لله فأني غلبان ومسكين وأعمى قال ما الذي يدرني أنك أعمى قال له أقول لك شايف شجرة تلك قال له نعم قال له أنا ما أشوفها صلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم نرجع مرة ثانية لموضوع الإثارة يا جماعة الموقف الذي عمله سيدنا سعد ابن الربيع يا جماعة ما كان موقف فردي أوعى تفتكر أن سعد ابن الربيع بس هو عمل كدا مع عبد الرحمن ابن عوف لا كل الأنصار كلهم عملوا كل خير مع المهاجرين رضي الله عنهم وأرضاهم ولذلك ربنا مدح الأنصار وقال :(3/447)
? وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ? الحشر (آية:9) هم هؤلاء الأنصار رضي الله عنهم وأرضاه وكذلك كان في موقف جميل وراه البخاري أن جاء ضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي بحث في بيوته التسع فلم يجد حتى تمرة فقال من يضيف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل من الأنصار وقال أنا يا رسول الله أضيفه راح الرجل وأخذ ضيف الرسول صلى الله عليه وسلم وراح لزوجته قال له هل عندك من طعام قالت ما عندي إلا قوت الصبيا ما عندي شوي أكل بسيط كدا يكفي الأولاد الصغار قال نيمي صغارك وأوقدي السراج حضري الطعام للضيف ونحن أول ما يأتي الضيف يأكل يعني حوالي تعملي نفسك تصلحي السراج وأطفئيه ونوهم الضيف أن نحن نأكل على شان ما يكسف وسيأكل ويظن أن نحن نأكل معه فعملت كدا راحت حطت الأكل للضيف والضيف قعد يأكل طيب تفضلوا نأكل فعملت نفسها تصلح السراج فأنطفئ فالرجل مش شايف يأكل براحته ما في مشكلة مش محرج يعني وهو يعلموا فمهم كأنهم يأكلوا على شام هو ما يحرج فلما أصبح الصباح ذهب الرجل الأنصاري يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي ضحك الله من فعلكما فأنزل الله عز وجل قوله:
? وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ? الحشر (آية:9)(3/448)
ضحك الله من فعلكما خذ بالك من كلمة ضحك الله فالله يضحك أي نعم يضحك لكن ليس كضحك المخلوقين يعني نثبت لله صفة الضحك ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى ورد في حديث وراه أحمد بسند صحيح في أخر الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول أيه فإذا ضحك الله لعبد في موطن من المواطن فلا حساب عليه يوم القيامة يعني الإنسان لو ربنا ضحك له في موطن من المواطن فالإنسان يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب بفضل الله عز وجل سبحان الله كان الصحابة يا جماعة ما هو السر أن الجماعة ما شاء الله كانوا في غاية الكرم والإنفاق والسخاء والإثار ما الذي خلاهم يعملوا كدا لسببين يا جماعة عندهم يقين بأن ربنا يخلف كل هذا ? وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ? سبأ (آية:39)(3/449)
يا ابن آدم انفق أنفق عليك على طول كدا والنبي عليه الصلاة والسلام يقول كما عند الترمذي بسند صحيح ثلاثة أقسم عليهن من بينها ما نقص وهذه أولها كمان ما نقص مال عبد من صدقة معك مئة جنيه أو مئة ريال تصدقت بعشرة يبقى كم تسعين لا البركة تحل في المال هذا يصبح تسعة مئة تسعة آلاف تسعين ألف هذه بركة من عند الله سبحانه وتعالى هذه حاجة أول حاجة أن هو ينفق وعارف وعنده يقين أن ربنا يخلف عليه الحاجة الثاني أن عنده يقين في أن الدنيا أصلاَ لا تساوي عند مالك الملك والمالك الملوك جناح بعوضة وأن النعيم كله والخير كله وكل حاجة موجودة في الجنة التي فيها ما عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لكن كثير من الناس في زماننا هذا لما أصبحوا في غيبوبة أقول غيبوبة عن ذكر الآخرة وعن ذكر الجنة أصبح البخل يعني شيء عجيب جداَ بقى صفة أو سمة من سمات أكثر أهل زماننا ولا حول ولا قوة إلا بالله نوادر نشوفها وهذه حقيقة في حياتنا تلاقي واحد عندهم عمارة ما شاء الله فخمة مكلفة اثنين مليون جنيه تأتي تقول له في مسجد يبنى هنا فعايزين أي حاجة ربنا يكرمك يقوم بقى الذي باني عمارة اثنين مليون يكون باعت خمس أكياس أسمنت يقول لهم كل هذا للمسجد يا الله يا سلام ما هذا كله سبحان الله شوف البخل يعني الواحد مثل كدا باني عمارة باثنين مليون تصور أن هو يبني مسجد كامل مش أربع أكياس أسمنت ولى خمسة أكياس يا جماعة في ناس النهار هذا في زماننا هذا تبخل حتى في الواجبات حتى في الواجبات يعني ممكن تلاقيه ما يطلع زكاة ماله أصلاَ خلاص ولا يفكر في الموضوع ولا حتى ينفق على زوجته وأولاده يعني أنا أذكر لكم معليش في وسط الحديث أربع صور من نوادر البخلاء يعني أخذتها من بعض الكتب سبحان الله القصة الأولى أن في واحد رجل اشترى كيلو لحم وسواه وأكله وفضل منه حتة عظمة فالرجل هذا بخيل جداَِ فعمل أيه وسبحان الله وهذا درس كبير جداَ يا جماعة كثير من الناس في(3/450)
حياتنا نشوفهم تلاقي الواحد منهم مثلاَ خرج راح الشغل وهو برا بيته ما شاء الله لو جاع يدخل محل ويأكل كباب وكفتة ولما يروح على البيت يدخل على زوجته وأولاده أخبار الفول النابت أيه هذا مفيد جداَ هذا مريح للمعدة مع أنه هو أكل برا كباب هذا من شر الناس يا جماعة أنت لازم تطعم زوجتك وأولادك مما تأكل مش تأكل أنت برا كباب وتأتي زوجتك وتقول لها لا بد تعيش عيشة الزهد التقشف طيب ما تعيشها أنت مسألة مهمة جداَ فالرجل المهم أتى بكيلو لحمة وأكله وخلا العظمة فعنده ثلاثة أولاد فعايز يشوف فهذا رجل بخيل ما شاء الله بخل ما يوصف فعايز يعرف من أحق الأولاد في العظمة هذه بقى أيه عظمة هذه الجائزة الكبرى كلها عظيمة يعني من سيربح العظمة أخذ بالك فالمهم راح جايبهم قال تعالوا تقدر تعلم إيه يا حبيبي في هذه العظمة فالأول قال له إيه أمشمشها وأمصمصها حتى لا أدع فيها للذر مقيلاً عارف الذر اللي هو النمل الصغير يقول أقعد أمصمص في العظمة هذه حتى لحد أسيبها يأتي النمل ليأكل حاجة يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ما يجد حاجة خالص في العظمة قال لا لست بصاحبها أنت مسرف قال له ما تنفعش لا أنت لا تحافظ عليها أشوف الثاني أتى له الثاني قال له أنت ماذا سوف تعتمل قال ألوكها أودرها قفي فمي كدة وألحسها حتى لا يبرى ألعام هي أم لعامين أقعد آكل فيعها في العظمة لحد لما أتركها واحد يأتي يقول لك هي لها مرمية سنة ولا سنتين قال له لا لست بصاحبها لا أنت مفرط فراج جايب الثالث الثالث هذا ما شاء الله ابن أبيه فقال له ماذا تصنع فيها قال أمصمصها ثم أدقّها ثم أسفّها قال بورك فيك ابن أبيك هي لك زادك الله حرصاًَ ومعرفة وحفظاً هذه هي الشباب التي تحافظ على النعمة شوفوا مثل عجيب جداً للبخلاء المثل الثاني أنه كان في رجل بخيل جداً فواحد معدي عليه فقال له السلام عليكم قال له وعليكم السلام فالمهم يعني البخيل اتكسف منه راح داعيه للطعام والثاني بسم الله(3/451)
ما شاء الله عامل إيه محراث ما شاء الله فالمهم الرجل البخيل أحب أن يشغله على أن لا يأكل قال إيه أقعد أسأله في أي حاجة اسأل خمسين ستين سؤال على بان ما الأكل يخلص وبعدين يقوم فالمهم قال كيف حال ابن عمير واحد بالك معه أن الرجل هذا من قبيلته يعني قال بخير حال قال فما حال أم عمير قال صالحة أيضاً قال فما حال الدار بتاعتنا قال عامرة بأهلها قال وكلبنا إيقاع كلبه اسمه إيقاع قال قد ملأ الأرض نباحاً يا سيدي قال فما حال جملي زريق قال بخير حال قال هل عندك من أخبار بعد قال لا قال يا جارية شيلي الطعام المصلحة انتهت فالرجل الضيف اتغاظ منه كيف يقومني عن الأكل وأنا لم آكل طيب والله سأحرق قلبه على الأكل هذا قال يا سيدي نسيت أن أقول لك أن كلبك إيقاع قد مات قال أوقد مات كلبي إيقاع قال اجل قال فمم مات إيه اللي خلاه مات قال مات لأنه اختنق بعظمة من عظام جملك زريق معناه أن الجمل نفسه مات خلاص قال أومات جملي زريق قال أجل قال وما الذي أماته قال مات من كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير قال أوماتت أم عمير قال أجل والله قال ومم ماتت قال فماتت من كثرة بكائها على عمير قال أومات عمير قال أجل مات عمير قال ومم مات عمير قال سقط عليه سقف البيت يعني خلصها كلها واخد بالك فأخذ العصا وجرى ورائه يعني سبحان الله البخيل بخيل القصة الثالثة الغريبة كان في واحد اسمه أبو الأسود البخيل مر عليه واحد أعرابي وهو يأكل الأعرابي هذا من ناحية إيه من ناحية أيضاً قومه فيريد أن يأكل وجد أبو الأسود حاط قدامه أكل جميل جداً فأراد أن يأكل فقال السلام عليك يا سيدي قال عليك السلام وهو يأكل مش عايز يسأل في الضيف قال مررت على أهلك في طريقي خد بالك الرجل هذا هادي وراسي ويعني عاقل جداًُ قال مررت على أهلك في طريقي قال ذاك طريقك وعمال يأكل قال امرأتك حبلى قال ذلك عادي يعني هي على طول حامل فقال له لقد ولدت قال ما دامت حبلى فلا بد أن تلد هو أنت(3/452)
تريد أن خد بالك قال ولدت غلامين يريد أن يفرحه بقا على شان يقول له اقعد وكل حلاوة الغلامين قال ولدت غلامين قال كذلك فعلت أمها قال مات أحدهما قال ما كانت لتقوى على إرضاع الاثنين خير قال ثم مات الآخر قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه الحمد لله قال وماتت زوجتك قال حزناً على ولديها خلاص فهذا يريد أن يفهمه أنه يريد أنت يفهمه أنه يريد أن يأكل يعني فقال ما أطيب طعامك فقال ذلك أكلنه وحدي يا لئيم سوف تلعب على من آخر حاجة بقا الرابعة أنه كان إعلان جميل جداً نزل في أحد الجرائد يقول لك نشرت إحدى الجرائد هذا الإعلان الهام مزارع في الخامسة والعشرين من عمره واحد يريد أن يتزوج شاب يريد أن يتزوج ربنا يزوج شبابنا إن شاء الله مزارع في الخامسة والعشرين من عمره يرغب في الزواج من ريفية تبلغ العشرين من عمرها بس بشرط أن تمتلك جراراً زراعياً قال فإذا تمت الموافقة فالرجاء إرسال صورة الجرار ملوش دعوة بالعروسة يريد الجرار يعني نرجع إلى موضوع سيدنا سعد بن معاذ ونشوف صفحة جميلة من جهاده في سبيل الله سبحانه وتعالى لما بدأت بقا الغزوات وبدأت يعني الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى كان سيدنا سعد بن ربيع كان يتمنى الشهادة التي يتمناها كل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاءت غزوة بدر وسعد بن ربيع تدخل وأبلى فيها بلاء حسناً رضي الله عنه وأرضاه وقدم نفسه وروحه فداء لله سبحانه وتعالى وشهد كل المشاهد والسرايا التي تمت بين بدر وبين أحد وجاء اليوم الذي رحل فيه سعد بن الربيع في يعني غزوة أحد رضي الله عنه وأرضاه في يوم احد يا جماعة سعد بن الربيع قاتل قتال شديد جداً وكان مثلما قلنا كان يبحث عن الشهادة نفسه يبيع نفسه لله سبحانه وتعالى انتهت الغزوة سيدك النبي عليه الصلاة والسلام وهذا دأبه دائماً يا جماعة عمره ما ينسى الصحابة أبداً دة كان النبي يصلي وبعد لما يصلي يستدير كدة في المسجد أين ثابت بن قيس أين فلان بن فلان عمر ما(3/453)
النبي ما كان ينسى أحد رغم عدد كبير جداً قاعدين قدامه لكن النبي عمره ما ينسى أحد صلى الله عليه وسلم فنادى النبي على زيد بن ثابت والحديث رواه الحاكم بسند صحيح قال يا زيد التمس لي سعد بن ربيع دوّر لي على سعد بن ربيع رغم أن الذي قتل كم واحد يا جماعة سبعين واحد في غزوة أحد النبي يسأل على سعد بن ربيع قال التمس لي سعد بن ربيع فإذا وجدته فأقرئه مني السلام قل له يقول لك الرسول كيف تجدكم يعني كيف حالك يقول زيد بن ثابت فأدركت سعد بن الربيع في الرمق الأخير من عمره كان به سبعون ضربة ما بين ضربة بسيف وما بين طعنة برمح وما بين رمية بسهم تخيل شوف قد إيه إنسان مخلص في جهاده في سبيل الله سبحانه وتعالى قال فقلت يا سعد حط نفسك مكان سعد النبي باعتلك السلام صلى الله عليه وسلم فقال له يا سعد رسول الله يقرئك السلام ويقول كيف تجدك قال وعلى رسول الله السلام قل له يا رسول الله إني والله لأجد ريح الجنة يا سلام شامم رائحة الجنة الآن وقل لقومي الأنصار شوف الحب بقا لا ينسى النبي أبداً حتى في آخر لحظة في حياته قال وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم عند ربكم إن خلص إلى رسول الله مكروه وفيكم عينٌ تطرف يا سلام تستطيع تحب النبي في هذا المنظر تقدر تصل إلى مرحلة أنه أنت في آخر رمق في حياتك مش قادر تنسى النبي مش قادر تنسى أنه أنت يجب أن تفدي النبي بحياتك وكل الناس توصيه أنهم يفدون النبي بحياتهم صلى الله عليه وسلم يا جماعة في أناس حتى اليوم وأنا دائماً أركز سامحوني على الصلاة وعلى الحجاب لأن هذه أهم حاجة لو بناتنا وشبابنا يصلون بناتنا يتحجبون ويعزلوا أو يرحموا شبابنا من الفتن التي تموج كموج البحر في هذا الزمان نسأل الله عزّ جل أن يعف جميع شباب المسلمين ونساء المسلمين فشوف درجة عالية جداً من الحب لا يستطيع الإنسان أن يصفها أبداً يعني هذا يذكرني بموقف أيضاً جميل جداً كان عند البخاري أن سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه(3/454)
وأرضاه لما أخذه المشركون على شان يقتلوه في أرض التنعيم خذ بالك فلما وضعوه على المشنقة قال له أبو سفيان وكان ساعتها أبو سفيان لسة مشرك لم يكن اسلم قال له يا خبيب أتود أن تكون في أهلك ومالك الآن ومحمد مكانك يشنق إيه رأيك تحب تروح بيتك وتقعد في وسط زوجتك وأولادك ونأتي بالنبي عليه الصلاة والسلام يشنق مكانكم فقال خبيب شوف المحبة بقا قال لا والله ما أودّ أن أكون في أهلي ومالي ورسول الله تصيبه شوكة شوكة واحدة يا سلام على الحب سبحان الله يشاء المولى عزّ وجل في آخر لحظة وهذا الجزء خارج البخاري أنه حينما أراد أن يشنقوه قال اللّهم أنت السلام ومنك السلام وإني لا أجد من يبلغ رسولك مني السلام فبلغه مني السلام سيدنا خبيب كان في مكة سيدك النبي كان في المدينة فاستدار النبي وهو بين أصحابه تجاه مكة وقال وعليك السلام يا خبيب الآن قتل خبيب يا سلام يا جماعة ونحن كلنا عارفين موقف سيدنا طلحة بن عبيد الله في غزوة أحد لما فدى النبي عليه الصلاة والسلام وضُرب في هذا اليوم يا جماعة تسعة وثلاثين ضربة بالسيف على شان يفدي النبي صلى الله عليه وسلم لدرجة أن يديه شلت لدرجة أنه كان لما يذكر يوم أحد لسيدنا أبو بكر الصديق كان يقول كان هذا اليوم كله لطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وأرضاه وكان سيدنا النبي يقول من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله المهم بعد غزوة أحد ما انتهت أقبل المسلمون على موتاهم في ميدان أحد وجيء بالشهداء في مقدم هؤلاء كان حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وسعد بن ربيع وصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أن يدفنوا بدمائهم وجراحهم وأمرهم أن يقدّموا أكثرهم أخذاً للقرآن هو هذا قدر القرآن صاحب القرآن يا جماعة يعني ربنا يعلي قدره في الدنيا والآخرة تخيل حتى عند الدفن كانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في قبر واحد يا جماعة لأن الصحابة كانوا(3/455)
منهكين ومتعبين جداً مش قادرين يحفروا لكل واحد قبر فكانوا يحفرون القبر ويوسعوه ويدفنوا اثنين وثلاثة مع بعض وكانوا يقدمون خاتم القرآن أو أكثر الناس حفظاً في الأول واللي بعديه الثاني واللي بعديه الثالث وهكذا صاحب القرآن يا جماعة مقدم عند الله في الدنيا والآخرة ربنا يجعلنا وإياكم من أهل القرآن أصلاً سيرك في الجنة يوم القيامة سوف يكون بالقرآن سيدك النبي عليه الصلاة والسلام يقول كما عند الترمذي بسند صحيح يُقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الحياة الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها المهم يا جماعة دُفن هؤلاء جميعاً فدفن سعد بن الربيع مع خارجة بن زيد أخوه لأمه دفنوا الاثنين في قبر واحد يا سلام ليه كانوا متحابين وكانوا متصافيين في الدنيا فدفنوا جميعاً ويقول النبي صلى الله عليه وسلم واصفاً شهداء أحد كما عند أحمد وآبي داوود بسند صحيح شوف بقا الكلام الجميل الغالي بس بعد ما تصلي على حبيبك صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لما أصيب أخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خدر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة في ظلّ عرش الرحمن قناديل من ذهب فلمّا وجدوا طيب مأكلهن ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون بما صنع الله بنا لألاّ يوهنوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال جل وعلا أنا أبلغهم عنكم فقال جل في علاه :(3/456)
? وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ? آل عمران (آية:169) يا سلام شوف قد إيه قدر الشهيد دة كان النبي عليه الصلاة ولسلام يصف شهداء أحد والشهداء عامة فيقول كما عند أحمد والطبراني بإسناد حسن يقول الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً يرزقون هناك بكرة وعشياً يخرج لهم الرزق بتاعهم من جنة الرحمن سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام عمره ما نسي أبداً شهداء أحد حتى في آخر لحظة في حياته الحديث في البخاري أن النبي بعد ثمان سنوات يا جماعة خرج فصلى على قتلى أحد كالمودع للأحياء والأموات وهذا درس غالي جداً في الوفاء أنك أنت لا تنسى أحبابك الذين ماتوا أوعى تنساهم أمك وأبوك الذين ماتوا ودفنوا روح زورهم روح جبلهم اعمل لهم صدقة جارية حج عنهم بعد ما تحج عن نفسك قدم لهم الخير استغفر لهم ادع لهم أوعى تنساهم أوعى تنسى أحبابك واللي ستعمله ستجده بفضل الله النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة فيقول أنّى هذا فيقال باستغفار ولدك لك الذي ستقدمه لأبيك وأمك ستجده من أولادك بفضل الله فالبرّ لا يبلى أبداً ولا يُنسى بفضل الله سبحانه وتعالى أصحاب النبي حتى نفسهم لم ينسوا أبداً شهداء أحد لم ينسوا الصحابة الذين ماتوا رضي الله عنهم وأرضاهم في يوم من الأيام دخلت بنت سعد بن الربيع على سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه فألقى لهم ثوباً فجلست عليه فدخل عليه عمر بن الخطاب فقال يا أبا بكر من هذه قال هذه ابنة رجل قتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبوأ مقعده من الجنة وبقيت أنا وأنت يا عمر يا سلام شوف الجمال سبحان الله وربنا يحفظ ذرية سيدنا سعد بن ربيع بعد موته الحديث جميل جداً رواه أحمد والترمذي بإسناد حسن أن زوجة سعد بن ربيع جاءت ببناته الاثنين إلى النبي صلى(3/457)
الله عليه وسلم قالت له يا رسول الله عم هؤلاء الأبناء اللي هو أخو سعد بن ربيع أخذ مالهما كله أخذ الفلوس كلها ولم يبق لهما شيئاً فقال يقضي الله عزّ وجل بينهم فأنزل الله عزّ وجل آية المواريث فنادى النبيّ صلى الله عليه وسلم على عمّ الأولاد فقال أعط ابنتي سعد الثلثين وأعط أمهما الثمن وما بقي فهو لك وهكذا يحفظ الله عزّ وجل ذرية العبد المؤمن كما جاء ذلك في سورة الكهف في قول الله جل وعل:
ا ? وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً ? الكهف (آية:82)
شوف بقا النتيجة ? فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ? الكهف (آية:82)
سبحانه وتعالى وسعيد بن مسيب رحمه الله رحمة واسعة كان يقول لابنه محمد والله يا بني إني لأزيد في صلاتي في كل يوم وليلة رجاء أن يحفظني الله فيك يا جماعة هذه كانت سيرة سيدنا سعد بن الربيع رضي الله عنه وأرضاه سيرة كلها إيثار كلها حلم كلها جهاد كلها زهد كلها تضحية وبذل وعطاء السؤال اللي نحن نسأله دائماً ونفسنا نكرره على طول ونحن ماذا قدمنا ؟ تعلمنا إيه من هؤلاء الناس هذا الدرس تعلمنا منه الإيثار يا ترى هل ممكن تؤثر أحد على نفسك يا ترى ممكن تفضل أحد على نفسك يا ترى ممكن تقدم إيه لخدمة دين الله سبحانه وتعالى بس خذ بالك من حاجة هي في النهاية دنيا يعني أنت مهما عشت ومهما طال بك العمر في النهاية هي دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لو تنعّمت فيها لوحدك وحُرم الناس جميعاً من تلك الدنيا فلا يعد ذلك إكرام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا إنّ الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالماً أو متعلّماً وقال صلى الله عليه وسلم :(3/458)
لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء فيا جماعة في النهاية يجب أن يكون لك موقف لازم يكون لك هدف يكون لغاية أنا عايش لله أنا حياتي كلها لله ? قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) ? الأنعام
أنا أقرأ هذه الآية وأنت تقرؤها والمشاهد يقرؤها وأنا أول المسلمين في سباق يا جماعة نحن نتسابق من أجل الجنة يعني أنا أختم القصة هذه بقصة خيثمة بن الحارث لما النبي صلى الله عليه وسلم ندب الصحابة للخروج في غزوة بدر فخيثمة بن الحارث يقول لابنه سعد يقول له يا سعد تعلم أن النساء ليس معهن أحد فأريد منك أن تبقى مع النساء كي أذهب وأجاهد في سبيل الله شوف خيثمة ماذا قال له شوف سعد قال له إيه قال يا أبتاه شوف الكلام بقا والله لو كانت الدنيا بأسرها لآثرتك بها ولكنها الجنة والله لا أوثر بها أحداً أبداً فدخل سعد بن خيثمة فقاتل فقتل شهيداً بإذن الله فجاء الصحابة يهنؤون خيثمة بن الحارث باستشهاد ولده فبكى وقال أواه أواه والله لقد فاز بها دوني والله لقد كان أعقل مني والله لقد رأيته البارحة في المنام يسرح في أنهار الجنة ويأكل من ثمارها ويقول أبتاه الحق بنا فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً يا جماعة نريد أن نعبد رنا وكأننا شايفين الجنة والنّار وحتى من غير ما نكون شايفين الجنة والنار نحن لنا رغبة ولنا هدف يعني أسمى من كل شيء هو أنّنا نفوز برضوان العزيز الغفّار ربنا يرزقنا وإياكم صحبة النبيّ في الجنة ما زالت الصفحة مفتوحة لنلتقي مرة أخرى مع واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
…
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني(3/459)
مقدم البرنامج :
الرجوع إلى الله (1)
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله ولي الصالحين والعاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين و أشهد أن سيدنا و نبينا محمد عبده و رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين صلى الله على نبينا محمد كلما صدح الحمام و قوظت من منا الخيام وعلى آله و الأصحاب ما لمع سراب وهمع سحاب و قرأ كتاب أما بعد أيها الأخوة و الأخوات سلام الله عليكم و رحمته وبركاته و أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم ممن إذا أوعطي شكر و إذا ابتلي صبر و إذا أذنب استغفر فإن هذه الثلاث عنوان السعادة و مفتاحها أسأل الله عز و جل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل السعادة و أن يجعل الإيمان ممتلئا في قلوبنا و أن يسعد أرواحنا و أرواحكم و أرواح جميع المسلمين بطاعته عز و جل و أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا و نور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا انه عز وجل جواد كريم أيها الإخوة والأخوات لعل من أعظم الأشياء التي نذكرها دائما من أقوال العابد الزاهد إبراهيم ابن أدهم رحمه الله هذا الأمام كان له مواقف جميلة مواقف تشرق لها القلوب وتسعد لها الأرواح والأفئدة مواقف رجل عاش في الأيمان واستظل بطاعة الكريم الرحمن عز وجل حياته كلها ذكر لله صمته فكر ورجاء فيما عند الله عز وجل فسبحان الله تجدون بعض العلماء من كثرة ما يداومون على قراءة القرآن ومن كثرة ما يطيعون الواحد الديان عز وجل تجد أن الله سبحانه وتعالى يشرح صدورهم وينير قلوبهم فينطقون بكلمات الصدق والإحسان ويظهرون معنى قول الله عز وجل (لا يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا) نحن كبشر كلنا مذنبون وعصاه ومقصرون لا يوجد رجل على وجه الأرض يدعي الكمال فإذا ادعى رجل أنه كامل فهذا دليل(3/460)
على النقص لأن الكمال لله سبحانه وتعالى وما دام أن الإنسان في هذه الحياة فلا بد أن يقع منه المعصية وأن يقع منه الزلل وأن يقع منه الخطأ وأن يقع منه السهو ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم( كل ابن أدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) وفي الحديث الأخر( كلنا ذو خطأ) إذاً نحن الأساس والأصل في ابن ادم أنه يخطئ وأنه يذنب وأنه يحتاج إلى أن يرجع إلى الله سبحانه وتعالى هذه القواعد لا بد أن تتقرر في أذهاننا جميعا بعض الناس تأتيهم تقول لها قد أسرف على نفسه بالذنوب وأكثر من المعاصي وفرط في جنب الله عز وجل فتقول يا أخي هلم إلى الطاعة أ قبل إلى الاستقامة أقبل على سعادة القلب أقبل على راحة الفؤاد أقبل على ما يسعد ك في الدنيا والآخرة اقبل على السعادة الحقة التي يشرق بها قلبك وتسعد بها فؤادك ماذا يقول يقول يا أخي أنا أخطأت كلنا نخطأ وكلنا نذنب ولهذا لما نزل قول الله عز وجل(( فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيرا يرى )) رأيتم الخطورة مثقال ذرة ليست ذنوب ومعاصي كبيرة(( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يرى )) يعني الإنسان قد يقع يفعل معصية صغيرة فيجدها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم نحن الأن نستمع إلى هذه الآية نمر عليها مرور الكرام ولا نبالي ولا يتأثر البعض لكن هذه الآية لما نزلت على قلوب الصحابة رضي الله عنهم عرفوا أ ن هذه الدار دار ماذا دار عمل ليست دار مقر وأن الأخرة عند الله عز وجل يوم يجتمع الخلائق عند ذلك يحاسب الله سبحانه وتعالى ابن أدم الصحابة كانوا يخافون من ذلك اليوم وكانوا يعدون له العدة ففزعت قلوبهم وارتجفت أفئدتهم وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبوا إلى معلم الإنسانية ذهبوا إلى هادي البرية ذهبوا إلى الذي شرح الله به الصدور و أنار به الفلوب وقالوا يا رسول الله وأينا لا يعمل شراً من ذاالرجل الذي لا يخطئ من منا لا يقصر من منا لا يقع في السهو ولا(3/461)
في الخطأ فماذا قال صلى الله عليه وسلم أراد أن يهون على تلك القلوب الخائفة أراد أن يسعد تلك القلوب التي خافت من الله وما خافت من أحد إلا من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم وهو يبين هذا الأمر قال عليه الصلاة والسلام إن الرجل ما يصيبه فإنه يعتبر كفارة له حينما أتى إليه أبو بكر قال يا رسول الله أينا لا يخطئ قال يا أبا بكر ألست تنصب ألست تحزن ألست تصيبك ألأواه يعني المصائب قال بلى قال فذلك ما تجزون به هذه تكفر هذه ففرح أبو بكر رضي لببه عنه بهذه البشارة العظيمة
إذاً نحن بحاجة إلى أن يستقرفي أذهاننا تماما أننا سنخطئ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم قال لولا لم تذنبوا تأملوا في رحمة ربكم تأملوا في رحمة مولاكم تأملوا في رحمة خالقكم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولأتى بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم لولا هذه الأحاديث التي تبعث في قلب الإنسان الرجاء لخشي الإنسان والله من هول يوم القيامة نحن أصحاب ذنوب وأصحاب معاصي لكن بإذن الله رحمة الله عز وجل تدركنا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله )) بعملك لا تظن انك ستدخل(3/462)
الجنة ولهذا لما أتى ذاك الرجل من بني إسرائيل عمل أربعين سنة طاعة وعبادة لا معصية لا فجور أربعين سنة وهو مطيع لله سبحانه وتعالى فأتى فقال الله عز وجل اسألوا عبدي حينما مات يدخل الجنة بعمله أم برحمتي فالرجل فكر أربعين سنة ما عصيت الله أربعين سنة ما أذنبت إذاً ادخل الجنة بعملي فقال الله في قيسوا ما بين عمله وما بين نعمة واحدة وهي نعمة البصر فقاسوها فلم يجدوها تساوي شيئا فقال يا رب أدخل الجنة برحمتك إذاً نحن والحمد لله نحتاج لكن نحتاج أيضا الإنسان ما يغلف جانب الرجاء ويهمل جانب الخوف نبه عبادي إني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم فيحتاج الإنسان أن يعيش حياة التوازن حتى يصل إلى ما يريد قال صلى الله عليه وسلم(( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)) الصحابة قالوا إذا كان أحد سيدخل الجنة بعمله( من تتوقعون شخص مُعين سيدخل الجنة بعمله) قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم, قال (إن أخشاكم لله وأتقاكم لله أنا) محمد صلى الله عليه وسلم خير الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين الشافع المشفع يوم القيامة أول من يفتح أبواب الجنة وأول من يسجد تحت ظل عرش الرحمن عز وجل يأتي صلى الله عليه وسلم قالوا ولا أنت يا رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم كان يا أخوة من كثرة عبادته و من كثرة خشوعه و خضوعه هو الذي علمنا العبادة كان يقوم في الليل حتى تتفطر قدامه تتشق تقول عائشة يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر معنى كلامها إن هذه عبادة رجل عصى الله عبادة إنسان يريد أن يكفر عن ذنوب ومعاصي أنت ليست لك ذنوب و لا معاصي قال صلى الله عليه وسلم قال(انظر إلى المنزلة العظيمة) يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا ) بعض الناس تقول يا أخي اتقي الله يقول يا أخي نحن متقين لله لا نحن نريدك أن تصل إلى مرتبة أعلى وأعظم انظر النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز مرتبة أنه يكفر انتقل إلى مرتبة أنه يشكر(3/463)
الله سبحانه وتعالى على نعمه بأنه يعبد الله عزوجل نعود إلى الحديث مرة أخرى قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته فأسأل الله أن يتغمدنا برحمته إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم بكثرة عبادته وخشوعه وخضوعه لن يدخل الجنة بعمله وإنما يدخلها برحمته فأسأل الله أن تدركنا رحمة الله عز وجل.أتى رجل إلى الإمام إبراهيم ابن ادهم هذا الرجل كثير الذنوب وكثير المعاصي كلما قرر أن يتوب وأن يعود إلى الله عز وجل وإذا بالشيطان يقوده مرة أخرى وإذا بنفسه الأمارة بالسوء تقوده مرة أخرى وإذا بقرناء السوء يقدونه مرة أخرى رأيتم أعداء الإنسان لذلك يأتون في رمضان يقولون أن النبي في رمضان يقول تسلسل الشياطين وتصفد ومع ذلك يفعل الإنسان المعصية قال العلماء الإنسان لا يوسوس له الشيطان فقط الشيطان يدعوه إلى المعصية أليس كذلك النفس الأمارة بالسوء تدعوه إلى المعصية الشئ الثالث قرناء السوء تجد الإنسان مثلا يترك التدخين ويعترف ويقول هذا حرام ومضر بالصحة فيترك التدخين فيجلس مع أصحابه فيقولون له تفضل خليك راجل فيعود مرة أخرى ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من قرناء السوء فنحن ألان إمام ثلاثة أعداء لا بد أن يحذر منها الإنسان الرجل كلما أراد أن يتوب دعته نفسه إلى المعصية فذهب إلى إبراهيم ابن ادهم اسمعوا إلى العالم يعني سبحان الله ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا العالم الذين اهتدو والذين اهتدوا زادهم هدىً واتاهم تقواهم حينما تتعلم العلم الشرعي وحينما تجعل مع هذا العلم كثرة عبادة وخشوع وخضوع كلما يزداد علمك سبحان الله وكلما تزداد نورا وبصيرة على العلم الذي أعطاك الله عز وجل قال يا إمام إنني رجل كثير الذنوب والمعاصي أريد أن أتوب إلى الله أريد أن أقلع عن الذنوب أريد أن أتوب إلى علام الغيوب أسعفني بشيء انجدني بشي أتوب به إلى الله عز وجل قال له هذا العالم سأصف لك خمسة أشياء احفظوها إذا(3/464)
استطعت أن تنفذها فعلم أن معصيتك لله لا تضر ك تريد أن تعصي الله وتكون مطمئن الضمير قال نعم قال سأدلك على خمسة أشياء افعلها ولن يحاسبك الله عز وجل قال إلي بهم قال الأولى إذا أردت أن تعصي الله عز و جل فلا تأكل من رزق الله ماذا يعمل إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه الأكل الذي تأكله الشراب الذي تشربه من الذي ساقه إليك الله من الذي أنعم به عليك إنه الله سبحانه وتعالى إذاً إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه وإلا فيكف الآن الإنسان هل الإنسان يدخل الآن إلى بيت ملك من الملوك أو زعيم من الزعماء يأكل من أكله و يشرب من شرابه ومع ذلك يعصيه يستطيع؟ لا يستطيع ولله عز وجل المثل الأعلى تأكل من رزق الله و تشرب مما أعطاك الله ومع ذلك تعصي الله قال يا إمام و كيف لا آكل من رزق الله قال الإمام تريد أن تأكل من رزق الله و تعصي الله عز و جل قال الأخرى قال إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في شيء من بلاده هذه الأرض من الذي منَّ الله عز وجل بها علينا الله سبحانه و تعالى قال تريد أن تعصي الله فلا تعصي الله في هذا المكان قال وأين أذهب قال تسكن بلاده وتريد أن تعصيه قال الثالثة إذا أردت أن تعصي الله عز وجل وهي الأهم فاذهب إلى مكان لا يراك الله عز وجل فيه أين يذهب مهما اختفى الإنسان الله سبحانه وتعالى يرى دبيب النملة السوداء على الصفات الصماء في الليلة الظلماء لا يخفى عليه شيء خافية في الأرض ولا في السماء إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوته ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ما مضى ولا أنما ما يخفى عليه يغيب لهون لعمر الله حتى تتابعت علينا ذنوب بعدهن ذنوب فيا ليت أن الله يغفر ما مضى ويأذن في توبتنا فنتوب إذاً الله سبحانه وتعالى يطلع على الإنسان بعض الناس إذا أراد أن يعصي الله عز وجل يتحين الليل وفي الظلام ثم بعد ذلك يغلق الأبواب ويرخي الستور يريد أن يعصي علام الغيوب الله عز وجل في هذه اللحظة إذا(3/465)
أراد أن يفعل فليتذكر أن الله يرى وليتذكر أن الله مطلع عليه فإذا استحى من الناس فليستحي من رب الناس الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ليس كمثله شئ وهو السميع البصير قال يا إمام أنت تقول إذا أردت أن تعصي الله فاعصي الله في مكان لا يراك الله فيه أين اذهب قال تريد أن تعصي الله وهو يراك قال الرابعة إذا أتاك ملك الموت فقل له انتظر قليلا أريد أن أتوب ثم بعد ذلك اقبض روحي قال أنى لي ذلك قال لا اتزكر ولان كل نفس ذائقة الموت إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون إذا حل أجلك لابد أن تموت إذا أتت منيتك لا بد أن تذهب فلذلك قال يا إمام وأنى لي ذلك قال أنت لا تعلم متى تموت ولا تعلم في أي ساعة تموت ألم يمت شباب كانوا بيننا يجلسون كان شباب في صحته و عافيته و مع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى فإن ملك الموت يستل روحه لاعب كرة قدم رأيناه قبل أشهر يلعب في الملعب و يذهب و يأتي في لحظة حل به الموت فسقط على الأرض لا يعلم الإنسان متى يموت و إلا فإن المسلم لو يعلم أن موته مثلاً الساعة العاشرة مساءً أين تجده العاشرة مساءً تجده ساجد لله تجده خاضع لله لأنه يعلم أن الله عز و جل لا يبعث ابن أدم على ما مات عليه إذا كان الإنسان يريد أن يقابل الله فسيقابله و هو ساجد لأنه أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد إذاً الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت وهو ساجد قد يموت و هو خاضع قد يموت و هو خاشع قد يموت و هو يغني قد يموت و هو في ارتكاب فاحشة الزنا قد يموت و هو يشرب الخمر قد يموت في بأشياء كثيرة إذاً فليتخيل كل واحد منا الموتة التي يريد أن يقابل بها الله عز وجل والله عيب يا أخوة أن يقابل أحدنا ربه عز وجل و هو يغني أو يقابل الله سبحانه وتعلى و هو يشرب الخمر أو يقابل الله عز وجل وهو يأكل الربا أو يقابل الله سبحانه و تعالى و هو يفعل الفاحشة إذا كان الإنسان يستحي من الناس فلا يستحي من رب الناس عز و جل(3/466)
قال الخامسة إذا قبضت الملائكة موتك و أتت و الزبانية يأخذوك إلى النار فقل لهم لن أذهب معكم ولكن سأذهب إلى الجنة قال يا إمام لا أستطيع على هذا قال سبحان الله أنظر إلى رحمة العالِم يعني الدعاة و العلماء لا بد أن تكون في قلوبهم رحمة حتى يهتدي الناس قال سبحان الله تأكل من رزقه و تسكن أرضه و هو يطلع عليك ولا تستطيع أن ترد ملك الموت ولا تستطيع أن تمنع الزبانية و تريد أن تعصي الله عز وجل قال يا إمام جزآك الله خير والله أنني أعلنها توبةً إلى الله عز و جل و أعلنها رجوعاً إلى الله سبحانه و تعالى رأيتم هذا العالم ما أتى قال لا لا بد أن تترك المعصية أخذ معه و أعطى وبين له عظمة المولى سبحانه و تعالى فكفت نفسه عن المعصية و انزجر قلبه عن معصية الله سبحانه و تعالى فإذا به أحد التائبين الذين يقبلون على الله سبحانه و تعالى و يتوبون إلى الله سبحانه و تعالى و يعودون إلى الله عز وجل يا أخوة نحن نتعامل مع الكريم نتعامل مع الرحيم نتعامل مع المولى سبحانه و تعالى مهما أذنب الإنسان ومهما قصر فليعلم أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء الله عز وجل حينما نادى عباده بالتوبة و ماذا قال( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) يعني تأمل يعني لم يعصوا بل أسرفوا على أنفسهم عصوا وعصوا حتى تتابعت عليهم الذنوب هو لا يخاطب العصاةة فقط الذين يتوبون و إنما الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعصية انظر إلى الخِطاب قل يا عبادي ما أحلاه من خِطاب أجمل شيء في هذه الحياة وأحسن مرتبة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله ومما زادني شرفاً و تيهة وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك ياعبادي و أن صيرت أحمد لي نبيا ولهذا بقول الله عز وجل يخاطب نبيه صلى الله عليه و سلم يقول (الحمد لله الذي أنزل على عبده )الكتاب و في الحديث( أفلا أكون عبداً شكورا) أعظم منزلة ينالها المسلم أن يكون عبداً لله عز وجل و مع هذا يأتي الله سبحانه و تعالى يخاطب المقصرين(3/467)
و الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذنوب فيقول سبحانه و تعالى( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) عصيت الله فاعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ولهذا يقول صلى الله عليه و سلم( إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) و في الحديث الأخر يقول صلى الله عليه و سلم( إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر) ما لم تصل الروح إلى الحلقوم فإن الله يقبل التوبة و الإنسان في مهلة وفي ساعة من أمره يستطيع أن يقبل و أن ينوب و يتوب إلى الله سبحانه و تعالى يا أخوة تأملوا هذا الحديث بعض الناس يتوب إلى الله عز وجل ثم بعد ذلك يقع في المعصية مرة أخرى يريد أن يتوب يقول يا أخي كل شوي أتوب و أعصي و أستمر في المعصية من الذي يزين له هذا الشيطان استمعوا إلى هذا الحديث حديث من معلم الإنسانية حديث من هادي البرية حديث من نبي التوبة ألا تعلمون أن من أسماء النبي أنا أحمد و الماحي و الحاشر و نبي الرحمة و نبي التوبة ونبي الملحمة فمن أسمائه صلى الله عليه وسلم أن نبي التوبة يقول صلى الله عليه و سلم في حديث عقبة ابن عامر( أتى إليه رجل فقال يا رسول الله أرأيت أحدنا يذنب واحد منا يقع في المعصية فقال النبي صلى الله عليه وسلم تكتب عليه قال أرأيت إن تاب قال يستغفر الله قال أرأيت إن وقع في المعصية مرة ثانية قال يكتب عليه قال أريت إن تاب قال يغفر الله له أرأيت إن وقع في المعصية ثالثة قال يكتب عليه أرأيت إن تاب قال الله يغفر له إن الله لا يمل حتى تملون) ما الذي يمنعنا أن نقبل على الله ما الذي يمنعنا أن نتوب إلى الله سبحانه و تعالى نحن ما مدى عظمة الله عز وجل في قلوبنا ما مدى محبتنا لخالقنا سبحانه و تعالى كل إنسان يقول شيء لا يوصف و شيء لا نستطيع أن نصفه أعظم محبة في قلوبنا هي لمن هي لله(3/468)
سبحانه و تعالى طيب تأملوا في هذا الحديث يقول صلى الله عليه و سلم ( لـ الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم) الله سبحانه وتعالى أفرح بتوبة عبده من أحدكم ما صفات هذا الرجل رجل معه راحلته عليها متاعه وعليها زاده يسير تعب من السير فأوى تحت ظل شجرة فنام فلما استيقظ وجد أن الراحلة قد ذهبت كيف تتوقعون شعور هذا الرجل إحباط يأس هم غم ينتظر الموت و هو في الصحراء لا يرى شيئاً ولا يجد أحداً ومع هذا ذهب يبحث عن راحلته فلما عيا و تعب استظل تحت شجرة فلما فتح بصره و إذا بالراحلة عليها متاعه وعليها طعامه عند رأسه فقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي و أنا ربك أخطأ من شدة الفرح كيف تتخيلون فرحة هذا الرجل فرحة غريق أنقذ من الموت فرحة إنسان في الصحراء لا يرى أحداً و فجأة و إذا بالحياة تقف أمامه مرة أخرى و مع هذا فإن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من هذا براحلته الله عز و جل يا أخوة غني عنا الله سبحانه و تعالى لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائع لكن هذا لأنه غفور رحيم يقول النبي صلى الله عليه و سلم لله عز وجل مئة رحمة مئة رحمة لله سبحانه و تعالى أمسك تسعة و تسعين رحمة ونشر بين الخلائق رحمة واحدة هذه الرحمة هي التي ترحم بها الأم أبنائها و هذه الرحمة هي التي ترحم بها رجل إذا رأيته ميتا هذه الرحمة ترحم بها رجلً إذا رأيته فقيرا هذه الرحمة التي في قلوبنا جميعا هي رحمة واحدة و أمسك الله عز وجل تسعة و تسعين رحمة أفلا يدعونا هذا إلى التوبة ألا يدعونا هذا إلى الإنابة ألا يدعونا هذا إلى أن نترك الماضي و نقبل إلى الله سبحانه وتعالى ألا يدعونا هذا إلى أن نجدد حياتنا إلى أن تقبل إلى طاعة ربنا عز وجل كم بقا هنا في هذه الحياة سنة سنتين ثلاث عشر ستين ثم ماذا بعد ذلك أعمار أمتي مابين الستين و السبعين وقليل منهم من بتجاوز ذلك فالنقبل على الله لنتوب إلى الله لنجدد علاقتنا بالله مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما قد(3/469)
مضى قد كان ما كان فالنقبل على الله و لنسعد أرواحنا بطاعة الله ولنسعد قلوبنا بما يحبه الله و يرضاه فإن هذا من علامة محبة الله سبحانه و تعالى لعبده فلنفرح بالتوبة و لنسعد بها و لنرجع و لنتوب إلى الله سبحانه و تعالى فإن الله عز وجل لا يقبل توبة عبده ما لم يغرغر وما لم تبلغ الحلقوم و لنتذكر دائماً شعار كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون أسأل الله عز وجل بمنه و كرمه أن يجعلنا و إياكم من أهل التوبة اسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يسعد أرواحنا و صدورنا و قلوبنا بطاعته وأن يديم ألسنتنا بذكره وأن يجعل قلوبنا عامرة بحبه و بحب رسوله صلى الله عليه و سلم أسأل الله سبحانه و تعالى بمنه و كرمه أن يرزقنا قلوب تقية وأنسلًد نقية و أسأله عز وجل أن يرزقنا علماً نافعاً و عمل صالحاً ودعاء مستجاب ورزقاً طيباً متقبلا اللهم إنا نسألك قلوب خاشعة و السن ذاكرة و أعين دامعة نسألك عيش السعداء نسألك ردة الأتقياء نسألك ميتة الشهداء نسألك يا ربنا النصر على الأعداء سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين إلى لقاء قادم إنشاء الله والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته...
الشيخ / راشد بن عثمان الزهراني
مقدم البرنامج :
الرجوع إلى الله (2)
موضوع الحلقة :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه وخيرته من خلقه ومجتباه صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه نجوم الهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم ممن يجتمع في هذه الحياة على طاعة الله ورسوله ويجتمع يوم القيامة في مستقر رحمته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم نسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع.(3/470)
أيها الأخوة من الأحاديث العظيمة التي ترد دائماً على مسامعنا ونسمعها من وقت لآخر حديث يملئ القلب بالسعادة ويملئ القلب بالإيمان ويبين لك مدى سعة الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى يعني هذا الحديث يقول لك يا ابن أدم يا ابن آدم مهما عملت ومهما قصرت ومهما أذنبت فاعلم أنك تتعامل مع الكريم الرحيم عز وجل الذي هو أرحم بعباده سبحانه وتعالى هذا الحديث حديث الرجل الذي قتل تسعة و تسعين نفساً قتل تسعة وتسعين نفساً ثم أراد أن يرجع إلى الله تعرفون ما معنى أن يقتل الإنسان نفساً واحدة يقول الله عز وجل ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاب أليم) هذا عقوبة من قتل أيش نفس واحدة جزاؤه جهنم يكون خالداً مخلداً فيها يناله غضب الله تناله لعنة الله عز وجل وأن يعد الله سبحانه وتعالى له عذاباً عظيم فما رأيكم بالذي قتل نفسين وثلاثة وأربعة وخمسة هذا الرجل أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي حتى وصل إلى أنه قام بقتل تسعة وتسعين نفسا تعرفون سبحان الله الإنسان أول ما يرتكب الجرم ماذا يكون لا يستطيع أن ينام الليل ويؤنبه ضميره تجد مثلاً إنسان والعياذ بالله إذا وقع في فاحشة الزنا أول ما يقع في الفاحشة عذاب وألم وحياة كئيبة لا يستطيع أن ينام هناك تأنيب داخلي هناك شعور داخلي بأنه ارتكب أمر خطئا لكن إذا فعلها مرة ثانية وثالثة ورابعة فإن من عقوبة الله عز وجل لهذا الرجل أن يكون هذا الأمر عنده هين أن يكون ارتكاب الزنا عنده مثل أن يشرب الماء شيء عادي بسيط يقول ما المشكلة ويأتي ويقننها لك ويقول العلاقات الجنسية كل هذه الأمور بسبب أن الإنسان يعني يقول النبي صلى الله عليه وسلم من علامة قبول الحسنة يعني السلف يقول من علامة قبول الحسنة أيش إتباع الحسنة بعدها طيب من علامة قبول السيئة إتباع السيئة بعدها يعني دليل على أنك مكتوب عند الله عاصياً أنك تتبع السيئة بعد السيئة وتفعل المعصية بعد(3/471)
المعصية هذا الرجل الآن بعض الناس يقول يا أخي أنا إذا رأيت الدم أخاف هذا الرجل قد يكون بنفس الحالة لكنه قتل مرة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة حتى قتل تسعة وتسعين نفسا لكن الله أراد هدايته يعني هذا من الأمور المهمة لا تقل فلان لن يهديه الله عز وجل فلان فلان عاصي فلان مرتكب للكبائر فلان يجاهر بالمعصية لكن لا تقول أن الله لا يغفر له ولا تقول أن الله لا يرحمه يقول أبو هريرة رضي الله عنه أتى رجل فقال فلان والله لن يغفر الله له فلان عاصي ارتكب الذنوب والمعاصي فماذا قال صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من ذا الذي يتعالى عليا يعني من ذا الذي يقسم عليه قد غفرت له وأحبط عليك غفر الله لذلك العاصي لأنه تاب وأحبط الله عز وجل عمل هذا الرجل لأنه أقسم على الله سبحانه وتعالى أقسم على الله بشيء لا يملكه لأن الرحمة دخول الجنة يعني بعض الناس الآن إذا أراد أن يتحدث في الدين وفي الدعوة وأراد أن يتحدث مع الناس وأن يتحدث معهم بقوة وعنف وكأن مفاتيح الجنة والنار بيده يعني كأنه يدخل من يشاء ويمنع من يشاء إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤذى ويعذب ويضام يهضم حقه ويؤذى ويضرب ثم يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون(3/472)
فكيف بنا نحن فهذا الرجل ارتكب هذه المعصية معصية كبيرة من كبائر الذنوب أراد أن يتوب الهداية الإنسان لا يدري متى الله يهديه أراد ان يتوب فذهب فسأل عن رجل عالم فدله على يعني أعلم الموجودين يدل على راهب تعرف الراهب ليس عنده كثير علم لكنه كثير أيش العبادة كثير الخضوع تجد خوفه من الله شديد لكنه لا يستطيع أن يتحكم بهذا الخوف لأنه ليس لديه علم أتى هذا الرجل قال يا شيخ قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة قال قتلت تسعة وتسعين نفساً ليس لك توبة قال ليس لي توبة قال نعم فأكمل به المائة قال يعني بعض الناس يصل إلى مرحلة يقول خلاص الأمر منتهي وخلاص خلاص لماذا يعيش هذا فأكمل به المائة لكن داعي التوبة سبحان الله يعني الإنسان مهما ابتعد مهما أعرض مهما فعل المعاصي تجد هناك نداء نداء من أعماقه يدعوه إلى التوبة يدعوه إلى الاستقرار يدعوه إلى الراحة يعني الآن حينما نتحدث عن إنسان يريد أن يصنع مجداً لنفسه وأن يبني عزاً يعني بعض الناس يقول كنت أقرأ قبل أيام لقاء مع امرأة راقصة فتقول أنا أريد أن أصنع العز بهذا الأمر تريد أن تبني حياتها بهذا الأمر قد تصل إلى هذا الأمر قد يصل الإنسان إلى الفن إلى الغناء إلى إلى لكن هل في راحة بأعماقه هذا هو السؤال ولذلك نرى ولله الحمد والمنة قوافل التائبين والعائدين من الوسط الفني ومن غيرهم لأنهم شعروا أن اللذة الحقيقة و الطاعة والسعادة أين في طاعة الله في التوبة إلى الله في الإنابة إلى الله عز وجل هذه هي السعادة وهذه هي الراحة إذاً هناك داع من أعماق هذا الرجل يقول لك أنت تصنع مجد وستكسب شهرة وستأتي بالمال لكن هل قلبك مرتاح هذا الرجل بدأ نداء الفطرة يدعوه فسأل عن رجل عالم يخاف الله يحب الله عز وجل لكن لديه ميزة لديه أيش لديه علم ويعلم أن الانسان مهما وقع في الذنوب والمعاصي أعظم معصية يقع فيها الانسان ما هي الشرك بالله فإذا تاب من الشرك قبل الله عز وجل توبته وهو(3/473)
الشرك بالله سبحانه تعالى ذهب إلى هذا الرجل فقال إنني قتلت تسعة وتسعين نفسا ً فذهبت الى راهب فقال لي ليس لي من توبة فأكملت به المئة فهل لي من توبة فانظر الى العلم قال ومن يحول بينك وبين التوبة ومن يحول بينك وبين الله تب الى الله مالذي يمنعك لكن دله على أمر ماذا قال له قال إنك بأرض قوم يعصون الله عز وجل فاذهب الى الأرض الفلانية فإن بها قوما ً يطيعون الله ويعبدون الله فاعبد الله معهم رأيتم أثر البيئة البيئة قد تؤثر في الإنسان الذي يعيش في مجتمع صالح يظل رجل صالح الذي يظهر في مجتمع سيء إذا لم تدركه رحمة الله فقد يكون سيءً ولهذا يقول العلماء إن من علامة قبول التوبة واستمراريتها مع الانسان ماذا يفعل أن يبدل قرنائه أن يغير أصدقائه أن يغير الوسط الذي يعيش فيه أن والله أعيش في وسط بعيد عن الله مخدرات خمور فواحش منكرات أذهب الى وسط تقوى عبادة طاعة قراءة للقرآن حضور مجالس الذكر الإنصات الى ما يحبه الله ويرضاه أن يعيش الانسان حياته في كنف الإيمان وأن يسعد بطاعة الكريم الرحمن تغير حياتك تبدل قرنائك الذين كانوا يدعونك الى المعصية لا أتظن أنهم في يوم من الأيام سيدعونك الى الطاعة لا تظن من ذلك الرجل الذي كان يتعاطى المخدرات ويفعل الفواحش والمنكرات إذا أنت تبت وأقبلت الى الله إذا ذهبت إليه قل والله يا أخي أنت ما شاء الله عليك أنت رجل صالح احرص على الصلاة واحرص على العبادة لن تجد منه هذا ستجد منه السخرية والاستهزاء والحديث في المجالس حتى يعيدك الى الشر الذي هو فيه لأن صاحب الشر يريد أن يكون الناس كلهم بهذه الصفة الآن اللص الذي يسرق يريد من كل الناس أن يكونون مثله الذي يشرب الخمر وهناك تأنيب داخلي يريد والله من كل الناس أن يشربون الخمر حتى يرتاح نفسيا ً كذلك من يفعل الزنا يريد أن كل الناس يفعلون هذا الأمر فلذلك الانسان يحتاج الى أن يغير مجتمعه يحتاج الى ان يغير بلده يحتاج الى أن يغير أصدقاؤه(3/474)
وقرنائه حتى يعود الى الله عز وجل ولذلك الحمد لله نحن الآن في البلاد الاسلامية حتى في البلاد الغربية لا يحتاج الانسان أحيانا ان يذهب الى بلد آخر يحتاج فقط أن يغير الرفقة الذين يعيش معهم وينتقل الى رفقة أخرى قد يقول والله هذا الأمر صعب وقد يقول هذا الأمر فيه صعوبة على النفس كيف أقول هذا هو الابتلاء هذا هو الاختبار ألف لام ميم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون أنت تحب ذلك الرجل السيئ قد يكون هناك محبة طبيعية له لكنك تتركه حتى لا يدلك على معصية الله عز وجل الرجل سار الآن هو متوجه الى الله أليس كذلك مقبل على التوبة مقبل على التوبة فأدركته المنية وهو في طريقه فقبض ملك الموت روحه رأيتم الموت لا يستأذن أحدا ً ولا يطرق الأبواب وإنما يأتي بغتة ولكن من رحمة الله بهذا الرجل أنه كان يريد أن يتوب الى الله عز وجل في الطريق أتت ملائكة الرحمة وأتت ملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة إنه أتى تائبا ً ومقبلا ً وراجعا ً الى الله نحن نريد أن نقبضه قالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خير قط فأنزل الله عز وجل ملكا ً يحكم بينهما قال قيسوا الى أي الأرضين كان أقرب فإن كان أقرب الى أرض الخير تقبضه ملائكة الرحمة وإذا كان أقرب الى أرض الشر تقبضه ملائكة العذاب رأيتم القرب في البلد القرب المكاني أدى إلى أن هذا الرجل الآن سيدخل الجنة أم يدخل الى النار فكيف بقرب الأجساد أن يقترب الانسان من قرناء السوء أو من قرناء الخير فقال الله عز وجل لهذه الأرض انظر رحمة الله عز وجل بعباده نسأل الله عز وجل أن يرحمنا ً برحمته قال الله لأرض الشر أن تباعدي ولأرض الخير أن تقاربي فقاسوه فوجدوه أقرب الى أرض الخير بشبر رحمة الله عز وجل رأيتم فعل معاصي وقتل أنفس ومع ذلك نالته رحمة الله عز وجل فلماذا يأتي البعض الآن ويقول أنا ليس لي من توبة أنا لم يبقى معصية إلا اجترحتها ولا كبيرة إلا وفعلتها نقول ومن يحول بيتك وبين(3/475)
التوبة إن باب الله واسع وفضل الله عظيم والله سبحانه وتعالى خزائنه ملئى ما دام الإنسان يقبل على الله فأن الله سبحانه وتعالى يحب توبة عبده إذا تاب وأناب وأقبل على الله عز وجل تأملتم حياة هذا الرجل قتل مئة نفس ومن يبن هذه الأنفس رجل عابد خاضع خاشع لله كان يعمر الأرض بطاعة الله فأراق دمه ولا شك أن قتله كقتل غيره مع أن المسلمين تتكافأ دمائهم ولهذا قبل الله قبل توبة هذا الرجل لأنه هناك كان الصدق كان هناك عزيمة على أن يتوب وأن يعود وأن يتوب إلى ربه سبحانه وتعالى يا أخوة من مشاكل الذنوب والمعاصي لماذا الإنسان يقول له لا بد أن يرجع إلى الله تذكرون حين ما تحدثنا أن هناك نداء داخلي يدعوا الإنسان إلى أن يتوب إلى الله يدعوا الإنسان أن يتوب إلى أن يترك المعصية وهناك نداء آخر يؤنب الإنسان إذا وقع في المعصية بعض الناس يسيء إليهم لكن آخرين يقعون في المعصية فتحرق المعصية قلوبهم وتبدأ أنفسهم على أن وقعوا في معصية الله عز وجل فرق بين إنسان يشرب الخمر ثم بعد ذلك يستمريها وآخر يشربها مرة ثم بعد ذلك يعاني من ألمها يعاني من حسرتها يعاني أن من شرب الخمر في الدنيا فلن يشربها في الآخرة يعان أن من شرب الخمر في الدنيا فقد ارتكب كبيرة سيحاسبه الله عز وجل عليها ولهذا تجد سبحان الله أن كل إنسان مسلم يقول رضيت بالله ربا ً وبالإسلام دينا ً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ً الجميع لدينا نداء للتوبة الجميع لدينا إذا وقعت المعصية يجد أن هناك شيء يدعوه الى أن يترك هذه المعصية وأن يقبل على الله لكن كما ذكرنا القرناء النفس الأمارة بالسوء الشيطان يمنعه من أن يتوب إلى الله عز وجل سأذكر لكم قصتان لرجل وامرأة من الصحابة الكرام وقعوا في كبيرة من الكبائر العظيمة وهي كبيرة الزنا أجارنا الله وإياكم منها أتى رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يقال له ماعز ابن مالك الأسلمي وقع في فاحشة الزنا فما استطاع أن ينام بليل ولا أن(3/476)
يهنئ بنهار و لا أن يهنئ بطعام ولا أن يهنئ بشراب كل ما جلس تذكر معصيته لله كلما أراد أن يأكل تذكر أنه عصى الله كلما أراد أن يشرب تذكر أنه عصى الله أحرقت المعصية قلبه وقرحت فؤاده كل ما يتذكر عصيت من عصيت الله عصيت العظيم عصيت الحليم عصيت الجبار عصيت المتكبر عصيت المنتقم سبحانه وتعالى عصيت من قال إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلت أخذت هذه الأمور في قلبه بعدا ًعظيما ً فقرر أن يطهر نفسه من هذه المعصية فذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله طهرني فانصرف عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله طهرني وهو يعلم أنه سيقذف بالحجارة حتى يموت فأعرض عنه النبي قال يا رسول الله طهرني قال مما قال يا رسول الله قد زنيت ارتكبت الفاحشة العظمى قال صلى الله عليه وسلم هل بك جنون قال لا يا رسول الله قال هل شربت خمرا قال لا يا رسول الله فتأكد الصحابة من ذلك فأخذ الصحابة الرجل و رضخوه بالحجارة حتى مات لماذا القذف بالحجارة لمن يفعل هذه الفاحشة وهو محصن لأن جميع بدن الانسان ذاق اللذة فلابد أن يذوق العذاب في الدنيا قبل أن يذوقها في الآخرة لما مات الرجل اختلف الناس فناس يقولون لقد تاب توبة عظيمة وآخرون يقولون لو ستر نفسه ستر الله عليه فقال صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة لو وزعت على هذه الأمة لكفتها هو ماذا ارتكب فاحشة الزنا ومع ذلك لما تاب ماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد تاب توبة لو وزعت على هذه الأمة لكفتهم وتأتي امرأة أخرى قد ارتكبت هذه الفاحشة وحملت بسوئها وبشرها في بطنها فأتت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي تقول يا رسول الله طهرني يا رسول الله ارتكبت فاحشة الزنا فطهرني قال صلى الله عليه وسلم اذهبي فذهبت فأتت فقالت يا رسول الله لقد حملت بهذه الفاحشة فقال اذهبي حتى تضعيه النبي صلى الله عليه وسلم يردها أن لا تعود يريد أن يدفع الانسان إذا تاب حتى يتوب(3/477)