بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد...
فيا أيها الفتى المسلم! هذه وصايا نافعة، ونصائح غالية، عسى أن تفهمها، وتعمل بها وتوليها عنايتك وأنت في هذه السن المبكرة؛ لتنشأ على حب الخير والصلاح، وتشب على الإيمان والهدى والفلاح..
اعلم يا بني: أن أركان الإيمان ستة هي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
وأركان الإسلام خمسة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
اعلم يا بني: أن التوحيد ثلاثة أنواع: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
اعلم يا بني: أن الله – تعالى – خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه، وأن العبادة لا تصح إلا لله – تعالى – فمن صرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله؛ فهو مشرك.
اعلم أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين اثنين:
الأول: الإخلاص لله تعالى، فمن لم يخلص لله؛ لم تصح عبادته.
الثاني: اتباع السنة فمن كانت عبادته على غير سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تقبل.
أيها الفتى المسلم: اعلم أن الله – عز وجل – قريب منك، مطلع عليك، عالم بسرك وعلانيتك، لا يخفى عليه خافية من أمرك، فلا تجعله – سبحانه – أهون الناظرين إليك، بل اجعل قربه منك رادعًا لك عن معصيته والسير في مساخطه داعيًا لك إلى طاعته والعمل على مرضاته.
أيها الفتى المسلم! اعلم أن ما عند الله – عز وجل – من الفضائل والجوائز والهبات والنعم لا ينال إلا بطاعة الله تعالى، ولا ينال سخطه وعقابه إلا بمعصيته، فاختر لنفسك ما شئت من الفضائل والنعم، أو من المساخط والنقم.(1/1)
أيها الفتى المسلم! أحبب الله – عز وجل – من كل قلبك؛ لأنه هو الذي خلقكم وأحياك وصورك في أحسن صورة، ورزقك ورزق أباك، وأنعم عليك بنعمه الكثيرة وآلائه الجسيمة، وهو سبحانه المدبر لكل شيء في هذا الكون.
أيها الفتى المسلم! اعلم أن عدوك الأول هو الشيطان الرجيم وقد أمرك ربك بمخالفته ومجاهدته وعدم طاعته، فاحذره أن يبطل عليك طاعتك، أو أن يوقعك في معصية ربك، فإنه لا يألو جهدًا في إضلالك وخديعتك والمكر بك. قال – تعالى -: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [فاطر: 6].
أيها الفتى المسلم! أحبب نبيك محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ، فهو الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وهو الذي أتعب نفسه في نصحنا وإصلاحنا ودعوتنا إلى الفضائل والمكرمات، فليس من خير إلا دلَّنا عليه، وليس من شر إلا حذرنا منه.
أيها الفتى المسلم! اعلم أن الله – تعالى – أمرنا باتباع نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال – سبحانه -: { أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ } [الأنفال: 20].
فينبغي علينا أن نتأسى به - صلى الله عليه وسلم - ونجعله قدوتنا في أقوالنا وأفعالنا وعباداتنا ومعاملاتنا وكل شيء من أمرنا. قال – تعالى -: { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ } [النور: 54].
أيها الفتى المسلم! أشرب قلبك محبة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهم نجوم الإسلام وبدور الهدى، وهم حملة الوحي ونقلة الأخبار، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى وصل الإسلام إلينا غضا أبيض ناصعًا كما جاء من عند الله، فاحفظ أسماء الصحابة وبخاصة كبارهم، وطالع شيئًا من أعمالهم وبطولاتهم وجهادهم.(1/2)
أيها الفتى المسلم! حافظ على أداء الصلوات الخمس في المساجد مع الجماعة، واهتم لذلك غاية الاهتمام، فإن الصلاة عمود الدين وأحد فرائض الملة، فعليك بمراعاة طهارتها، ومراقبة أوقاتها وإتمام قراءتها، وإكمال ركوعها وسجودها، واستدامة الخشوع فيها والإقبال عليها، فإن ذلك شعار المؤمنين، وسنن الصالحين، وسبيل المتقين.
قال – تعالى -: { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ } [البقرة: 238].
أيها الفتى المسلم! حافظ على السنن الراتبة مع الفرائض فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة»
[رواه مسلم].
ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء. ولا تنس أن توتر قبل أن تنام.
أيها الفتى المسلم! حافظ على صيام شهر رمضان، وجاهد نفسك على إكمال صومه على وجه التمام، واصبر على الجوع والعطش؛ لتكون قوى الإرادة صلب العزيمة. قال – تعالى -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].
وقال في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» [رواه مسلم].
أيها الفتى المسلم! وإذا وفقك الله لصيام شهر رمضان وكانت لك قدرة على ذلك؛ فلا تحرم نفسك من صيام بعض الأيام الفاضلة كيوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، ويوم عرفة لغير الحاج.
أيها الفتى المسلم! اجعل القرآن رفيقك في غالب وقتك، وعليك بالمثابرة على تلاوته، وحفظه، وتدبر آياته، والتفكر في معانيه، والامتثال لأوامره، والانتهاء عن نواهيه وزواجره.
- سارع إلى الانتظام في حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فكم لهذه الحلقات من آثار نافعة وثمار يانعة.(1/3)
- احفظ شيئًا من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - كالأربعين النووية، وعمدة الأحكام.
- احفظ بعض المتون العلمية المبسطة كمتن تحفة الأطفال في التجويد، ومتن سلم الوصول في العقيدة.
أيها الفتى المسلم! استمع إلى إذاعة القرآن الكريم وتابع بعض برامجها النافعة.
- استمع إلى بعض الأشرطة النافعة واستخرج ما فيها من فوائد ودون ذلك في دفتر خاص.
- سجل ما تقرأه من فوائد ومعلومات في دفتر خاص واطلع عليها بين فترة وأخرى فسوف تكون لديك حصيلة معرفية ثقافية عالية.
- أيها الفتى المسلم! طلب العلم فريضة على كل مسلم فلا تتوانَ في طلب العلم والمعرفة، قال الله تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11].
وقال - صلى الله عليه وسلم - : «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله به طريقًا إلى الجنة» [رواه مسلم].
- اغرس في نفسك حب القراءة والاطلاع.
- شارك في المجلات النافعة المختصة بالطفل.
- درب نفسك على كتابة الموضوعات التعبيرية المفيدة.
- أيها الفتى المسلم! اعلم أن الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان فإن حياة الإنسان ما هي إلا أيام وساعات ودقائق وثواني، فحافظ على وقتك ولا تضيعه فيما لا يفيد.
- املأ فراغك بما هو مفيد ومثمر من علم نافع أو عبادة، أو رحلة مفيدة، أو تعلم حرفة أو صنعة.
- اختر ألعابك بحيث تكون ذات فائدة لك سواء في بدنك أو في عقلك.
- مارس الرياضة النافعة؛ كالجري والسباحة وألعاب الدفاع عن النفس.
- إياك والسهر فإنه يضيع الأوقات ويضعف البدن، فاجتهد في النوم مبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا.
أيها الفتى المسلم! كن صادقًا كن صادقًا في حديثك بعيدًا عن الكذب محبًّا للصدق وأهله.
- إياك أن تغتاب أحدًا من زملائك أو من الناس، فإن الغيبة ذنب كبير، وهي ذكرك الناس بما يكرهون.
- إياك والنميمة، وهي نقل أخبار الناس بعضهم في بعض على سبيل الإفساد بينهم.(1/4)
- لا تكن ذا وجهين تكلم هذا بوجه وهذا بوجه، بل عبر عن رأيك بوضوح ودون خوف.
أيها الفتي المسلم! لا تحسد أحدًا على نعمة أعطاها الله إياه، والزم القناعة، واسأل الله أن يرزقك ويرزق والديك ما تتمنى.
- لا تكن مغرورًا في نفسك، ولا تشعر أنك أفضل من زملائك بسبب غنى والدك أو منصبه أو نسبك، فإن أكرم الناس عند الله تعالى أتقاهم.
- لا تكن متكبرًا، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، وعليك بالتواضع، فإن المتواضع قريب من الله، قريب من الناس.
أيها الفتى المسلم! صاحب الطيبين المعروفين بحسن الأخلاق، وجميل الصفات، واترك مصاحبة من عرفوا بالعنف، والسب، واللعن، وبذاءة اللسان، وإيذاء الآخرين.
- لا تسخر أو تستهزئ بأحدٍ من زملائك، فربما كان أفضل منك عند الله تعالى.
- كن صادق الوعد وفيًّا بالعهد فإن إخلاف الوعد من صفات المنافقين.
أيها الفتى المسلم! احرص على إعطاء كل ذي حق حقه، وإياك أن تأخذ ما ليس لك، فإن ذلك يعتبر سرقة، والسرقة حرام، والسارق مذموم عند الله مكروه عند الناس.
- تقبل النصح والتوجيه والإرشاد بصدر رحب، واشكر من أهدى إليك النصيحة، واعمل بالنصيحة إن كانت صوابًا.
- تعاون مع زملائك وإخوانك على ما فيه الخير والصلاح لك ولأسرتك ولمجتمعك ولأمتك قال – تعالى -: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة: 2].
أيها الفتى المسلم! لا تكن غاشًّا ولا مخادعًا، ولا تظلم أحدًا أو تتعدى على الآخرين بغير حق. قال الله - تعالى – في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا» [رواه مسلم].
- وقال - صلى الله عليه وسلم - : «من غشنا فليس منا» [رواه أبو داود، وصححه الألباني].
- اترك ما لا يعنيك من الأقوال والأفعال، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.(1/5)
- حاول أن تتعلم كل يوم شيئًا جديدًا، ولا تدع يومًا يمر دون فائدة.
أيها الفتى المسلم! كن داعيًا إلى الله، ناشرًا للخير، قدوة بين زملائك فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من دعا إلى هديً؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»
[رواه مسلم].
- عود نفسك الخطابة وإلقاء الكلمات النافعة بين زملائك وأساتذتك وإخوتك.
- تحدث باللغة العربية ما استطعت وأَجِد قواعدها، فإنها لغة القرآن، وهي مما يحفظ لهذه الأمة خصوصيتها.
أيها الفتى المسلم! أطع والديك، وكن بارًا بهما، وإياك وعقوقهما، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «لا يدخل الجنة قاطع» [متفق عليه].
- أكثر من الدعاء لوالديك بالمغفرة والرحمة قال – تعالى -: { وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء: 24].
- أدخل السرور على قلب والديك بأن تكون صالحًا في نفسك مصلحًا لغيرك، مؤديًا لعبادتك، متفوقًا في دراستك، محبوبًا لزملائك وأساتذتك.
أيها الفتى المسلم! احترم كبار السن، ووقِّر العلماء وأهل الفضل، ولا تتقدم بين أيديهم بقول أو فعل حتى تستأذن.
- تتبع أحوال المسلمين في كل مكان، وأشغل نفسك بقضاياهم وحوائجهم، فإن أمة الإسلام كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
- كن مبغضًا لأعداء الإسلام والمسلمين من الكفار والمنافقين والملاحدة والهندوس وغيرهم.
أيها الفتى المسلم! لا تتشبه بالكفار وأعداء الله – تعالى – في ملابسهم أو قصات شعرهم، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «من تشبه بقوم فهو منهم» [رواه أحمد، وأبو داود، وحسنه الألباني].
- لا تطل ثوبك تحت الكعبين، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار» [رواه البخاري].(1/6)
- كن محبًّا للنظافة في بدنك وملابسك وغرفتك وبيتك وحيِّك الذي تعيش فيه، ولا تقم بإلقاء أكياس القمامة في الشارع، بل ضعها في الصناديق المعدة لذلك.
- اهتم بقص أظفارك وشعرك ولا تتركهما حتى لا تتعرض للعقاب من قبل مدرستك.
أيها الفتى المسلم! أطع معلمك واحترمه، واعترف له بالفضل، ونفذ ما أمرك به من أعمال وواجبات.
- احترم مواعيد المدرسة، وحافظ على نظافة فصلك، ولا تقم بالكتابة على الجدران، ولا تعبث بشيء من أثاث المدرسة.
- شارك في الأنشطة الثقافية والدينية والرياضية والاجتماعية والترفيهية.
- احترم وجود معلمك أثناء الدرس، فلا تتكلم مع زملائك، ولا تعبث بدفاترك، بل انتبه جيدًا لشرح معلمك حتى تستفيد.
أيها الفتى المسلم! لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فإذا كنت غير قادر على إنجاز واجبات ويوم واحد؛ فكيف تقدر على إنجاز واجبات يومين اثنين؟!
- نظم أوقاتك وحدد أولوياتك وابدأ بالأهم فالأهم.
- كن جادًّا في غالب أمورك، ولا تحرم نفسك من إيجاد بعض الوقت للترفيه واللعب.
- كن عالي الهمة صبورًا على المعرفة، جادًّا في طلب العلم تواقًا إلى المعالي تاركًا للتسويف والكسل.
أيها الفتى المسلم! كن دالاًّ على الخير، باذلاً للمعروف، محبًّا للصدقة، آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، رفيقًا بكل مسلم.
- أمط الأذى عن طريق المسلمين، فإنها صدقة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها عن ظهر الطريق، كانت تؤذي الناس» [رواه مسلم].
- لا تؤذي حيوانًا بغير سبب فقد ورد: أن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ خُفَّه فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة» [رواه البخاري].
أيها الفتى المسلم! تخلق بالفضائل والأخلاق الحميدة، وابتعد عن الأخلاق السيئة، والأعمال الخبيثة.(1/7)
- انظر إلى من هو أعلى منك في أمور الدين، وحاول أن تصل إلى مرتبته، وانظر إلى من هو أسفل منك في أمور الدنيا، واحمد الله على نعمه.
- أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك، فإن خيانة الأمانة من صفات المنافقين، قال - صلى الله عليه وسلم - : «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» [متفق عليه].
أيها الفتى المسلم! اعرف حق أخيك المسلم عليك ولا تضيعه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - : «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس» [متفق عليه].
- كن وفيًّا لصاحبك، حسن الظن به، قابلاً معاذيره، ناشرًا محاسنه، داعيًا له بظهر الغيب.
-أكرم ضيوفك ورحب بهم، وإذا كنت أنت الضيف؛ فادع لمضيفك، فقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد بن عبادة لما أكل عنده، فقال: «أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلتْ عليكم الملائكة» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
أيها الفتى المسلم! إذا رأيت أناسًا يتحدثون فلا تستمع حديثهم دون إذن منهم، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صُبَّ في أذنيه الآنك يوم القيامة» [رواه البخاري].
- إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجي اثنان منكم دون صاحبهما فإن ذلك يُحزنه، وربما ظن أنكما تتحدثان عنه بسوء، قال - صلى الله عليه وسلم - : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه» [متفق عليه].
- إياك والتنابز بالألقاب، فإنه يوغر الصدور، ويسبب التباغض والفرقة والقطيعة بين الناس، قال – تعالى -: { وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ } [الحجرات: 11].(1/8)
أيها الفتى المسلم! إياك والتجشؤ بحضرة الآخرين فإنه من مظاهر الاستهانة بالمجلس، وقد تجشأ رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له: «كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا، أطولهم جوعًا يوم القيامة» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
- تعود الصمت وقلة الكلام، وسماع حديث الآخرين وعدم مقاطعتهم حتى ينتهوا من حديثهم.
- اخفض صوتك، ولا ترفعه إلا لحاجة، قال – تعالى -: { وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [لقمان: 19].
- لا تمزح إلا بحق، وإياك والنكات الفاحشة، والكلام البذيء لإضحاك الناس. قال - صلى الله عليه وسلم - : «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش البذيء» [رواه الترمذي، وصححه الألباني].
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب السلام
- ابدأ من لقيت بالسلام، فقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [متفق عليه].
- صفة السلام هي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذه أفضلها، ويليها: السلام عليكم ورحمة الله، ويليها: السلام عليكم.
- إذا سلم عليك أحد، فيجب عليك أن ترد عليه السلام.
- من السنة أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير.
- إذا دخلت بيتك فسلم على أمك وأبيك وإخوتك، وكذلك إذا دخلت مدرستك فسلم على زملائك ومعلميك.
- إذا دخلت المسجد، فصل ركعتين أولاً ثم سلم على من تريد السلام عليه بعد ذلك.
- لا تسلم على أحد وهو في بيت الخلاء يقضي حاجته.
- إذا أردت مفارقة المجلس فسلم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس، فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة» [رواه الترمذي وحسنه].
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب الاستئذان:
- الاستئذان يكون قبل الدخول.(1/9)
- قدم السلام على الاستئذان فقل: السلام عليكم أأدخل؟
- لا تقف مواجهًا للباب مباشرة حتى لا يقع بصرك على ما بداخل البيت، ولكن قف عن يمين الباب أو عن يساره عند استئذانك.
- استأذن ثلاث مرات فإن أذن لك بالدخول فادخل وإلا فارجع.
- لا تدق الباب بعنف.
- إذا قيل لك: من الباب، فاذكر اسمك، ولا تقل: أنا.
- لا تدخل دارًا ليس بها أحد.
- استأذن عند إرادة القيام والانصراف من المجلس، ولا تخرج دون إذن.
- استأذن عند دخولك على أمك وأختك ومن في حكمهما وبخاصة إذا كان الباب مغلقًا.
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب العطاس والتثاؤب:
- إذا عطست فقلت: الحمد لله. وإذا عطس أحد فقال: الحمد لله. فقل له: يرحمك الله.
- إذا حمدت الله بعد العطاس، وقال لك صاحبك: يرحمك الله، فقل له: يهديكم الله ويصلح بالكم.
- إذا عطس صاحبك فلم يحمد الله، فلا يستحق أن تقول له: يرحمك الله، ويمكن أن تذكره بالحمد، فإذا حمد الله فقل له: يرحمك الله.
- لا ترفع صوتك بالعطاس، بل حاول خفه ما استطعت.
- ضع يدك أو ثوبك على فيك عند العطاس.
- إذا تثاءبت فاكظم تثاؤبك ما استطعت، فإن التثاؤب من الشيطان.
- لا ترفع صوتك بالتثاؤب، ولا تقل: ها، حتى لا يضحك منك الشيطان. قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان» [رواه مسلم].
- ضع يدك على فيك عند التثاؤب.
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب دخول الخلاء:
- لا تقضِ حاجتك في طريق الناس أو تحت الأشجار والمنشآت فإن في ذلك إيذاء للمسلمين.
- لا تستقبل القبلة ولا تستدبرها عند قضاء حاجتك.
- لا تدخل مكان قضاء الحاجة بالمصحف أو بشيء فيه ذكر الله تعالى.
- لا تَبُلْ في الماء الراكد.
- عند دخول الخلاء قل: «باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث».
- عند الخروج من الخلاء قل: «غفرانك».(1/10)
- تستر عند قضاء حاجتك، ولا تكشف عورتك أمام أحد.
- لا تستخدم يدك اليمنى في قضاء حاجتك، واستخدم يدك اليسرى.
- لا تسرف في الماء عند قضاء الحاجة.
- تأكد من تطهير نفسك وتنظيف محل البول والغائط.
- لا ترد على أحد السلام وأنت تقضي حاجتك، ولكن رد عليه بعد أن تخرج.
- لا تتكلم أثناء قضاء الحاجة.
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب الطعام والشراب:
- لا تأكل متكئًا أو منبطحًا على وجهك.
- اغسل يديك قبل الطعام وبعده.
- سم الله في ابتداء الأكل والشرب.
- احمد الله بعد أن تفرغ من طعامك أو شرابك.
- استخدم يدك اليمنى في الطعام والشراب، ولا تأكل أو تشرب بيدك اليسرى.
- كُلْ من جانب الصحن الذي يليك، ولا تأكل من الوسط.
- كُلْ بثلاثة أصابع فقط، ولا تأكل بيدك كلها.
- إذا سقطت منك لقمة فارفعها، وامسح ما علق بها ثم كلها، ولا تدعها للشيطان.
- لا تعب طعامًا أو تحتقره.
- كُلْ واشرب بقدر حاجتك، ولا تكثر من الطعام والشراب.
- لا تتنفس في الإناء ولا تنفخ فيه أثناء الشرب.
- يستحب الكلام والاجتماع على الطعام.
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب حضور المساجد:
- امش إلى الصلاة بأدب ووقار وخشوع وسكينة، وإياك أن تختال أو تتكبر في مشيتك.
- لا تأت المسجد وقد أكلت ثومًا أو بصلاً أو كراثًا.
- بكر في إتيان المسجد، ولا تتأخر حتى لا تفوتك الصلاة.
- عند دخول المسجد قل: «باسم الله، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله محمد، اللهم افتح لي أبواب رحمتك».
- عند الخروج من المسجد قل: «بسم الله، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آل محمد، اللهم إني أسألك من فضلك».
- قدم رجلك اليمنى عند دخول المسجد، ورجلك اليسرى عند الخروج منه.
- إذا دخلت المسجد؛ فلا تجلس حتى تؤدي ركعتي تحية المسجد.
- لا تعبث بمحتويات المسجد من مصاحف أو فرش أو مكيفات أو مكبر الصوت، ونحو ذلك.
- لا تشوش على المصلين بالضحك، ورفع الصوت، والجري، والمضاربة، ونحو ذلك.(1/11)
- احرص على نظافة المسجد، وعدم تلويثه بطعام أو شراب، وغير ذلك.
- لا تخرج من المسجد بعد الأذان حتى تؤدي صلاة الفريضة إلا بعذر.
- شارك في أنشطة المسجد التعليمية والثقافية والاجتماعية.
- وجه أصدقاءك إلى احترام المسجد، وتعظيمه، والحفاظ عليه.
* * * *
أيها الفتى المسلم! تعلم آداب النوم:
- توضأ قبل النوم.
- انفض فراشك قبل الاضطجاع عليه.
- تأكد من إغلاق الأبواب، وإطفاء النار، والمصابيح قبل النوم.
- نم على جانبك الأيمن.
- اقرأ آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وانفث بهما على نفسك.
- اقرأ أدعية وأذكار النوم ومنها: «باسمك اللهم أموت وأحيا» وقل: «اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية».
- لا تتم على بطنك فإنها نومة يكرهها الله.
- إذا استيقظت فابدأ بذكر الله – تعالى – قائلاً: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».
* * * *
الفهرس المحتوى
المقدمة ... 5
تعلم آداب السلام ... 6
تعلم آداب الاستئذان: ... 6
تعلم آداب العطاس والتثاؤب: ... 6
تعلم آداب دخول الخلاء: ... 6
تعلم آداب الطعام والشراب: ... 6
تعلم آداب حضور المساجد: ... 6
تعلم آداب النوم: ... 6
الفهرس المحتوى ... 6
* * * *(1/12)