دروس الاستذكار
في معاني بعض الأذكار
أبو أحمد
آخر تعديل رمضان 1424هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد .. فأصل هذه الوريقات درس مختصر لبعض معاني الأدعية والأذكار والتي يكثر ورودها في أدعية قنوت رمضان ، ومع الأيام تجمعت المعاني والأفكار وتم جمع بعض التلخيصات .. وكان القصد من الدرس عرض بعض المعاني لهذه الأذكار وذكر بعض الأحاديث التي وردت فيها ..
ولما لمست حاجة بعض الإخوة لهذه المعاني قدمت على إخراجه على ما فيه من نقوصات في التخريج والجمع والعرض وحسبنا أن ننفع بهذا الجمع بعض الإخوة ، سائلا الله أن يغفر لنا تقصيرنا وأن يثيب الأخوة الذين أعانوا على إخراج هذا الدرس من جمعٍ أو مراجعة أو تشجيع ..
وهناك مشكلة في عرض المراجع لكل فقرة من فقرات البحث لعلنا نصلحها في فرصة قريبة .
ولأن هذه الوريقات كانت جمع شتات من الكتب والورق فندعو من لاحظ أمراً أو رأى نقصاً أن ينبهنا إليه مشكوراً ..
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم أبو أحمد
Rayam40@yahoo.com
www.dawahmemo.com
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه
عَنِ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلاةً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا ثَلاثًا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ *رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم 701
الاستعاذة
الالتجاء والاعتصام بالله تعالى من الشر
همزه
أي الجنون لأن الشيطان قد يدخل في ابن آدم كما هو معروف فيتلبس به و الموُتة بضم الواو وهي الصرع التي تأتي ابن آدم.(1/1)
نفخه
الكبر ولذلك ينفخ الشيطان في نفس الرجل حتى يعظمه فيتخيل نفسه وكأنه كبيرا مع أنه صغير ..والمتكبر يجمع نفْسه ونفَسه فيحتاج إلى أن ينفخ .
نفثه
الشعر والمقصود به الشعر السيئ كشعر الغزل والغناء الذي يهيج العواطف ويثير الغرائز . كذلك الهجاء الذي يسب الناس ويعيرهم، وكذا شعر المديح لمن لا يستحق فيرفع المخلوق منزلة الخالق كقول الشاعر الباطني للحاكم :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمدا وكأنما أنصارك الأنصار
وهذا كله من الشعر الذي يستعاذ منه ... فلما ابتلي بما يسوؤه قال :
لست الملام أنا الملام بأنني علقت آمالي بغير الخالق
يتعوذ من جهد البلاء ودَرَك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ قَالَ سُفْيَانُ الْحَدِيثُ ثَلاثٌ زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً لا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ *البخاري
جهد البلاء
الشدة والمشقة
درك الشقاء
الدرك بفتح الراء الثخن أي الإثخان في الشقاء والتعب وقيل الوقوع في المهلكات
سوء القضاء
في الدنيا في النفس والمال وفي الآخرة في سوء الخاتمة
شماتة الأعداء
شماتتهم ظفرهم به وفرحتهم بما يلحقه من ضرر _ما سبق شرح مسلم للأبّي/السنوسي_
أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ودعاء نزول المنزل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك..(1/2)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ قَالَ أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ . رواه مسلم
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ *البخاري
كلمات الله
كلمات الله كاملة تامة لا نقص فيها بأي وجه من الوجوه كما يدخل كلام البشر سواء كانت الكلمات الكونية التي يخلق بها وهي كن فيكون. أو كلماته الشرعية وهو ما أنزله من الوحي على رسله و أنبياءه. وكما قال الله عز وجل :{قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}
وقيل النافعة الشافية وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن والله أعلم .. _شرح مسلم للنووي/ الأبي_
الهامة
واحدة الهوام وهي كل ما يهيم ويدب على وجه الأرض من العقارب والحيات وغيرها من الدواب التي يخشى على الإنسان منها.
عين لامّة
العين وهي ما يصيب الإنسان من نظرة حاسد فتؤثر في المحسود ولامّة أي إنها تلم بالإنسان وتصيبه أو تقع عليه .
لم يضره شيء
من هامة أو سارق أو غير ذلك
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك -وبمعافاتك- من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك(1/3)
عَنْ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَتْ كُنْتُ نَائِمَةً إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَفَقَدْتُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَسْتُهُ بِيَدِي فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى قَدَمَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ *مسلم
الرضا
ضد السخط
العفو
ضد العقوبة
أي يارب أدخلني في رضوانك فلا تسخط علي
وأدخلني في عفوك فلا تعاقبني بذنبي وتأخذني بجريمتي
وبك منك
فالله تعالى لا ند له فيظهر العبد العجز والانقطاع ..فيفزع من الله تعالى إليه ويستعيذ بالله يستجير بفضل الله تعالى من عدله وهذا دليل على أن الضر والنفع والمنع والعطاء بيد الله عز وجل ومصدرهم من قبله تبارك وتعالى ...
لا أحصي ثناء عليك
أي لا آتي عليه ولا أطيقه .. قال مالك رحمه الله : معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وان اجتهدت في الثناء عليك ..
أنت كما أثنيت على نفسك
اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء وانه لا يقدر على بلوغه فرد ذلك إلى الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا .. وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية للثناء عليه ..
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة 1وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ *البخاري
الدعوة التامة(1/4)
المقصود الأذان وهو دعوة تامة مشتملة على معاني الإيمان والتوحيد من وحدانية الله والإيمان برسوله محمد صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى إتيان الصلاة وهي أكبر شعيرة عملية في الإسلام والإيماء إلى البعث
الصلاة القائمة
هي صلاة قائمة فهي صلاة سوف تقوم الآن وسوف تقوم إلى أن يشاء الله تعالى فلا يزال هناك أشخاص يوحدون الله عز وجل ويعبدونه .
الوسيلة
هي ما يتقرب به إلى الكبير..وتطلق على المنزلة العلية..وهي منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى ويرجو أن يكون صلى الله عليه وسلم هو ..كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في مسلم -
الفضيلة
من الفضل وهو الزيادة نقول هذا شيء فاضل أي زائد ، وفضل الماء أي الزائد منه والباقي منه .. ومعنى الحديث أي : أعط نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الفضل والعلو في كل شيء والعلو في الدرجات فهو علو في الدنيا وعلو في الآخرة.
علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات
قال ابن حجر : الفضيلة المرتبة الزائدة على سائر الخلائق..
المقام المحمود
مقام يحمد القائم فيه وقيل هو كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات والأكثر على أنه مقام الشفاعة ..قاله ابن حجر
اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا وعظّم لي نورا(1/5)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى حَاجَتَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ نَامَ ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ فَصَلَّى فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَتَّقِيهِ فَتَوَضَّأْتُ فَقَامَ يُصَلِّي فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَتَتَامَّتْ صَلاتُهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ فَآذَنَهُ بِلالٌ بِالصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا *البخاري
جعل النور في جميع الأعضاء والجهات الست المراد به بيان الحق والهداية حتى لا يزيغ شيء منها عنه وقيل جعل النور في الأعضاء يحتمل أن يريد به قوتها بأكل الحلال لأن بأكلها له يصلح وينشرح الصدر وينصقل الفهم وبأكل الحرام بعكس ذلك ..-شرح مسلم للأبي-
في قلبي نورا
ضياء الحق وبيانه
دعاء الاستفتاح (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ *رواه الترمذي (نقل الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في جامع الأصول 4/188 : قال عنه ابن حجر في تخريج الأذكار : حديث حسن)
سبحانك(1/6)
مأخوذ من قولك سبح والمعنى نزهت الله تنزيهاً وبرأته تبرأة من كل ما لا يليق به من النقص والعيب والعجز والظلم ومن جميع النقائص أما الله فله الجلال والكمال والجمال.
وبحمدك
أي بحمدك نبدأ ، وبحمدك سبحتُ الله عز وجل ... أي ما كان مني من خير فليس بحولي وقوتي فهي بمعونتك لي كان هذا التنزيه مني لك ... ولو أن الله عز وجل لم يوفقك إلى ذلك ولم يلهمك لوقعت فيما وقع فيه غيرك ممن نسب إلى الله عز وجل الصاحبة أو الولد أو الشريك وما أشبه ذلك ... فأنت سبحت الله لجميع آلائه ونعمه وتسبيحك لله عز وجل هو من الله عز وجل.
تبارك اسمك
البركة هي الخير الكثير الطيب الذي لا يزول {تبارك الذي بيده الملك } فالبركة من الله عز وجل واليه فلا يجوز أن تقول عن شخص تبارك لأن المخلوق هو المبارك .{الذي باركنا حوله }
أي أن اسم الله فيه الخير الكثير الطيب الدائم وحيثما ذكر الله تعالى كانت البركة ولذلك يشرع للعبد أن يذكر الله عند العمل:
(خمروا الآنية واذكروا اسم الله ... وكذا بالسرج والسقاء ..
وقيل :ثبت الخير عنده وأقام وقيل تعاليت وتعاظمت _الجامع_
الجد
هو الغنى والنصيب والحظ
تعالى جدك
علا جلال الله وعظمته وغناه وفضله ..
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين .إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ..الحديث إلى أن قال: لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك .. لبيك اللهم لبيك .. اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي خشع سمعي وبصري ولحمي ودمي ومخي وعصبي لله رب العالمين(1/7)
عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ قَالَ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأ رْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَإِذَا رَكَعَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي وَإِذَا رَفَعَ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ وَإِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ(1/8)
الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ *مسلم
وجهت وجهي
أي قصدت بعبادتي _شرح مسلم للأبي_
فطر الـ ..
مبدعهما ومخترعهما وابتدأ خلقاهما _شرح مسلم للأبي_
حنيفا
المخلص في عبادته _الجامع_ مائلا عن كل الأديان إلى الدين الحق _شرح مسلم للأبي_
نسكي
العبادة وأصله من النسيكة وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط والنسيكة أيضا ما يتقرب إلى الله تعالى _شرح مسلم للأبي_
محياي ومماتي
حياتي وموتي _وماسبق شرح مسلم للأبي_
لبيك وسعديك
تعظيم لإجابة الداعي .. وهو لفظ يجاب به الداعي وسعديك من الألفاظ المقرونة بلبيك وهي إسعاد بعد إسعاد ومساعدة بعد مساعدة _الجامع_
والخير كله في يديك
فيه من الأدب مع الله فيضاف إلى الله محاسن الأمور _شرح مسلم للأبي/والسنوسي_
والشر ليس إليك
وهو من الأدب مع الله أيضا فلا يضاف إليك .. ومعناه لا يتقرب إليك به وقيل لا يصعد إليك الشر وقيل الشر بالنسبة للمخلوقين ليس شرا بالنسبة إليك فانك خلقته لحكمة _شرح مسلم للأبي/والسنوسي_ وقيل أنه لا يوجد شر محض فكل شر يأتي تأتي معه جوانب خير ..
أنا منك واليك
معدود من جملتك ومنتم إليك _الجامع_
أسلمت
انقاد وأذعن وأطاع
خشع
الخشوع الخضوع والذل
أسرفت
مجاوزة الحد في الأمور
آمين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا قَالَ الإمَامُ ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) فَقُولُوا آمِينَ فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ * البخاري
آمين
اللهم استجب
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ * رواه مسلم
سبوح
من التسبيح ( راجع سبحانك )(1/9)
قال النووي : سبوح المبرأ من النقائص والشريك وكل مالا يليق بالإلهية
قدوس
مأخوذة من القدس وهو الطهارة (بيت المقدس: أي مطهر) ومعناها الطاهر المنزه عن كل نقص ... وقيل البركة
قال النووي : القدوس المطهر مما لا يليق بالخالق
قال الهروي : القدوس المبارك
الروح
ملك عظيم وقيل أنه جبريل عليه السلام
سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
عَنْ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَلَمَّا رَكَعَ مَكَثَ قَدْرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ *النسائي (وصححه الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في جامع الاصول 4/198)
الجبروت
من الجبر
الملكوت
من الملك _الجامع_
الكبرياء
العظمة والجلال الذي لا يوصف به إلا الله تعالى دون غيره
سمع الله لمن حمده
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا وَقَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَكَانَ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ*البخاري
سمع الله
سماع إجابة وقبول .. أي استجاب الله
لمن حمده
لمن أثنى عليه وشكره
أي قد استجاب الله لكل عبد حمده وأثنى عليه وشكره فإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده (فكأنه يقول للمأمومين: احمدوا الله عز وجل فتقول ربنا ولك الحمد فتستجيب مباشرة لذلك وكأنها تهييج وحث على حمد الله تعالى وشكره.
أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَد.(1/10)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ *مسلم
الثناء
المدح والوصف الجميل
المجد
العظمة ونهاية الشرف
ذا الجد منك الجد
أي ذو الجد ذو الغنى والنصيب والحظ لا ينفعه جده وغناه ونصيبه بل لا ينفعه إلا عمله الصالح ... ولا ذا الجاه منك الجاه ...- راجع ابن حجر باب الذكر بعد الصلاة-
قال النووي :الصحيح المشهور الجد بالفتح وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان أي لا ينجيه حظه منك وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح كقوله تعالى {المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا} والله تعالى اعلم ..
التحيات لله والصلوات والطيبات السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ... اللهم صلِّ على محمد صلى الله عليه وسلم - السلام على النبي صلى الله عليه وسلم(1/11)
عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ :كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : السَّلامُ عَلَى اللَّهِ السَّلامُ عَلَى فُلانٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ *مسلم وفي موطأ مالك: اللَّهِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ .. الحديث
عَنْ عَبْدَالرَّحْمَنِ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ رضي الله عنه فَقَالَ أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ بَلَى فَأَهْدِهَا لِي فَقَالَ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ *البخاري
التحيات(1/12)
جمع تحية وهي السلام وقيل البقاء وقيل العظمة والملك وقيل السلامة من الآفات والنقص -ابن حجر والنووي-
والمباركات والزاكيات
من حديث ابن عمر رضي الله عنه بمعنى واحد والبركة كثرة الخير وقيل النماء -النووي-
الصلوات
المراد الصلوات الخمس وقيل المفروضات والنوافل وقيل العبادة كلها وقيل الدعوات والتضرع وقيل : الرحمة -النووي وابن حجر-
الطيبات
أي ما طاب من الكلام و حسن أن يثنى به على الله وقيل الطيبات ذكر الله وقيل ذكر الله وقيل الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء -ابن حجر-
اللهم
يا الله
صلِّ
1. من العبد لله العبادة
2. من الله للعبد أنها الرحمة وقيل أنها المغفرة (وقيل أيضا أن صلاة الله على نبيه فسرت بثناءه عليه عند الملائكة وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى-ابن حجر)
3. صلاة الملائكة ما ذكر من طلب الثناء عليه وتعظيمه من الله وقيل الدعاء له.
4. من العبد للعبد معناها الدعاء والتبريك فهي الدعاء بالبركة كما في حديث (اللهم صل على آل أبي أوفى) متفق عليه ومن العبد للنبي صلى الله عليه وسلم طلب الثناء عليه وتعظيمه من الله ... فقولنا اللهم صل على محمد (عظم محمدا)
آل
الآل الأهل وهم أزواجه وذريته وقيل الأقارب والأتباع وقيل هم الأتقياء من أمته.. (اللهم صل على آل أبي أوفى) - {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
إبراهيم
اسم يقال أن معناه بالسرياني أب رحيم.
السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ...
معناه : السلام الذي هو اسم الله عليك .. ومعناه سلمت من المكاره والآفات ولا خلوت من الخيرات والبركات .. وقيل السلام بمعنى السلامة أي ليكن قضاء الله عليك السلامة أي سلمت من الملام والنقائص .
فإذا قلت اللهم سلم على محمد فكأنك تقول : اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من النقص ، فتزداد دعوته على مر الأيام علوا ، وأمته تكاثرا وذكره ارتفاعا ...(1/13)
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم (وقد استعاذ من غلبة الدَّين)
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ *البخاري باب الدعاء قبل السلام
فتنة
الفتنة الامتحان وتطلق أيضا على القتل والإحراق والنميمة وغيرها -ابن حجر-
المسيح
يطلق على الدجال وعلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام لكن إذا أطلق على الدجال قيد به -ابن حجر- .. أطلق عليه هذا اللقب لأن عينه ممسوحة فلا عين ولا حاجب أما عيسى عليه السلام لأنه كان يمسح المريض فيبرأ بإذن الله تعالى .._الجامع_
الدجال
الكذاب_الجامع_
فتنة المحيا وفتنة الممات
ما يعرض للإنسان مدة حياة من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت . وفتنة الممات يجوز المراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها وتكون فتنة المحيا ما قبل ذلك ..ويجوز أن يراد بها فتنة القبر لحديث (إنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال) -ابن حجر-
المغرم أو غلبة الدين
ما يستدان فيعجز عن أدائه
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة(1/14)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُمَّ ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) * البخاري
قال النووي
وأظهر الأقوال في تفسير الحسنة في الدنيا أنها العبادة والعافية وفي الآخرة الجنة والمغفرة وقيل الحسنة تعم الدنيا والآخرة..
اللهم اغفر لنا في ليلتنا هذه أجمعين وهب المسيئين منا للمحسنين ...
وهب المسيئين منا للمحسنين
أي يا رب ادخل المسيئين منا الخطائين منا في شفاعة المحسنين الصالحين منا وتقبل دعاءهم فيهم . وهذا وارد لأن الله قد ينزل الرحمة على قوم لبركة واحد منهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)
وكأنك تقول يا رب أنا من المسيئين المذنبين فأدخلني يا الله في دعاء هؤلاء المحسنين من عبادك ..وفي الحديث (إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل ادفعوا باسم الله) وهو صحيح -ابن ماجة- وهذا في الانكسار والتذلل لله عز وجل ..
ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ماأحييتنا واجعله الوارث منا
حديث ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ لاصْحَابِهِ اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ... الحديث *الترمذي وقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ (قال الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط في جامع الاصول : وهو كما قال 4/280)(1/15)
أي يارب إذا ضعفت قواي لمرض أو كبر أو غيره فاجعل بصري وسمعي هي أخر ما يفقد منه ومتعني بها حتى أموت .
وتعني أيضاً : اجعلها في أعقابنا وذرياتنا بعدنا
اللهم إني أسلمت وجهي إليك...أسلمت نفسي إليك
عَنْ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنِ وَقُلِ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ..الحديث *البخاري
أسلمت
النووي : أي استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك .. قال العلماء : الوجه والنفس بمعنى واحد.
ألجأت ظهري إليك
أي توكلت عليك واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده.
رغبة ورهبة
أي طمعا في ثوابك وخوفا من عذابك.
لك مماتها ومحياها
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ أَمَرَ رَجلا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ فَقَالَ مِنْ خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم *مسلم
لك مماتها ومحياها
أي حياتها وموتها وجميع أمورها لك وبقدرتك وفي سلطانك
خير من زكاها - ونفس لا تشبع(1/16)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْحَارِثِ قَالَ كَانَ إِذَا قِيلَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لا أُحَدِّثُكُمْ إِلا مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَنَا بِهِ وَيَأْمُرُنَا أَنْ نَقُولَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ وَدَعْوَةٍ لا تُسْتَجَابُ *-النسائي
خير من زكاها
زكاها أي طهرها .. وخير ليست للتفضيل بل معناها لا مزكي لها إلا أنت كما قال أنت وليها ومولاها
ونفس لا تشبع
استعاذ من الحرص والطمع والشره وتعلق النفس بالآمال البعيدة
مداد كلماته .. وغيرها(1/17)
عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِيَ جَالِسَةٌ فَقَالَ مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَتْ مَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ صَلَّى صَلاةَ الْغَدَاةِ أَوْ بَعْدَ مَا صَلَّى الْغَدَاةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ *-مسلم
مداد كلماته
بكسر الميم قيل معناه : مثلها في العدد وقيل مثلها في أنها لا تنفد .. وقيل في الثواب والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثرت به الشيء قال العلماء : والمراد المبالغة به في الكثرة ..
اللهم أغفر لي ذنبي كله دقه وجله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ *مسلم
دقه وجله
صغيره وكبيره -النهاية-
ومن أذكار الصباح والمساء اللهم فاطر السموات .. ومن شر الشيطان وشِرْكِهِ للترمذي في جامع الأصول وروي بفتح الشين والراء (شَرَكِه)(1/18)
عَن أَبَي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أنَّه قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ *الترمذي و قَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
شِرْكِه
شِرك الشيطان ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى
شَرَكِه
حبائله ومصائده
أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي ... دعاء سيد الاستغفار ..
عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ *البخاري
أبوء
أعترف بها وأقر بها وكذلك أعترف بذنوبي فهو اعتراف بالتقصير وبحق النعمة مع الشكر _الجامع_
إذا أصبح أحدكم فليقل : اللهم بك أصبحنا وبك ... واليك المصير ... واليك النشور(1/19)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وَإِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ وَإِلَيْكَ النُّشُورُ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ *الترمذي
المصير
المرجع الذي يصار إليه
النشور
إحياء الموتى يوم القيامة
يرحمكم الله ويصلح بالكم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ *البخاري
بالكم
البال القلب والحال
ودعاء المطر كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وان كان في صلاة خفف ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من شرها فان مُطر قال : اللهم صيبا هنيئا
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ وَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا فَإِنْ مُطِرَ قَالَ اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا *ابوداود
ناشئا .. صيبا
السحاب المرتفع .. الصيب المطر المدرار _الجامع_
اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا اله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان ، يابديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار ..... وحديث :يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث(1/20)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه ٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا يَعْنِي وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ وَتَشَهَّدَ دَعَا فَقَالَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ تَدْرُونَ بِمَا دَعَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى *النسائي ورواه أيضا أبوداود وأحمد والبخاري في الأدب المفرد
المنان
وهي صيغة مبالغة (على وزن فعال) وهو المنعم المعطي من المنِّ أي العطاء لا من المنّة وهي أيضا من الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه _النهاية لابن الأثير_
بديع
من المبدع الخالق المخترع على غير مثال سابق _جامع الأصول_
ذا الجلال
الجلال العظمة -النهاية-
أنت نور السموات والأرض ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض .. أنت الحق .. اللهم لك أسلمت .. واليك أنبت .. فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت .. أنت المقدم وأنت المؤخر(1/21)
عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنه ٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ...وفي رواية مَكَانَ قَيَّامُ قَيِّمُ وَقَالَ وَمَا أَسْرَرْتُ *مسلم
وللبخاري : فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ(وزاد في رواية) وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ *البخاري
نور السموات والأرض
قيل النور هو الذي يبصر بنوره ذو العماية ويرشد بهداه ذو الغوايه .. أضيف النور للسموات والأرض دلالة على سعة إشراقه وفشو إضاءته _شرح مسلم للأبي/السنوسي_
قيام
قيوم
قيّم
قيوم وقيم وقائم كلها من أسمائه تعالى .. الباقي فلا يزول (وهي صيغة مبالغة) قال ابن عباس القيوم الذي لا يزول ويرجع إلى البقاء وقيل القائم بكل شيء أي يدبر أمر الخلق وقيل : القيوم القائم بنفسه مطلقا لا بغيره ويقوم به كل موجود .. _شرح مسلم للأبي/السنوسي_ وقيل حافظ السموات والأرض _الجامع_
أنت الحق
من أسماءه تعالى ومعناه المحقق وجوده ومنه الحاقة أي الكائنة بلا شك وقيل خبرك حق _شرح مسلم للأبي_
لك أسلمت(1/22)
أي لأمرك استسلمت وأنقدت وقيل أسلم الرجل : إذا انقاد وأذعن وأطاع _شرح مسلم للأبي/السنوسي والجامع_
إليك أنبت
أي إلى عبادتك رجعت والإنابة الرجوع إلى الله بالتوبة_شرح مسلم للأبّي
فاغفر لي ما قدمت وأخرت
ما مضى من ذنوبي .. وبحسب المقامات يرى مقامه بالأمس دون ما ارتقى إليه اليوم فيستغفر من مقامه بالأمس.. _شرح مسلم للأبي_
أنت المقدم وأنت المؤخر
يقدم من شاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه _راجع صفحة معاني أسماء الله الحسنى_
الحول
قيل هي الحيلة في الوصول إلى الشيء
وقيل الحول هو التحول وهو الانتقال من حال إلى حال
قال ابن حجر : لا حول أي لا تحويل للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بتوفيق الله ..
قال النووي : هي كلمة استسلام وتفويض وأن العبد لا يملك من أمره شيئا وليس له حيلة في دفع شر و لا قوة في جلب خير إلا بإرادة الله تعالى
القوة
القدرة على الشيء
أي لاتحول من حالة فقر إلى غنى ومن انحراف إلى هدى ومن حالة مرض إلى صحة وعافية ومن حالة ذل إلى قوة وعزة لا تحول من حالة تكرهها إلى حالة تحبها ولا قوة على ذلك إلا بالله عز وجل أي بالاستعانة بالله تعالى وبتأييده وبعونه . ولو وكل العبد إلى قوته لهلك .
قال ابن مسعود: لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله تعالى ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ... قال الخطابي وهذا أحسن ما قيل .
كنز من كنوز الجنة
لا حول ولا قوة إلا بالله:كنز من كنوز الجنة
قال النووي : إن قولها يحصل ثوابا نفيسا يدخر لصاحبه في الجنة
إليك نسعى ونحفد
نحفد
أي نخدم .. ومعنى الجملة إليك نسعى ونحفد أي نسرع في العمل والخدمة _النهاية_
سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صَاحِبْنَا وأفضل علينا عائذا بالله من النار.(1/23)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَانَ فِي سَفَرٍ وَأَسْحَرَ يَقُولُ سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا رَبَّنَا صَاحِبْنَا وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذًا بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ *مسلم
سمع سامع
ليسمع السامع وليشهد الشاهد
حسن البلاء
النعمة والبلاء الاختبار والامتحان فالاختبار بالخير ليتبين الشكر والابتلاء بالشر ليظهر الصبر
عائذا بالله
عائذا بالله من النار ومتعوذ بالله _الجامع_
دعاء الخلاء (أعوذ بالله من الخبُث والخبائث) والخروج منه (غفرانك)
عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالُ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ *البخاري
الخبث والخبائث
بضم الباء وهي جمع خبيث والمراد بهم شياطين الجن والإنس ذكرانهم وإناثهم _الجامع_
غفرانك
اطلب الغفران وفيه قولان : التوبة من تقصيره في شكر هذه النعمة التي أنعم بها عليه من إطعامه وهضمه وتسهيل مخرجه فرأى أن شكره قاصر عن بلوغ حق هذه النعمة ففزع إلى الاستغفار.
والثاني:أنه استغفر من تركه ذكر الله مدة لبثه على الخلاء فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يترك ذكر الله إلا عند قضاء الحاجة فكأنه رأى ذلك تقصيرا فتداركه بالاستغفار .. _الجامع_
وكان يقول صلى الله عليه وسلم في دعاءه :رب أعني ولا تعن علي ... رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكر لك راهبا لك مطواعا لك مخبتا إليك أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني واهد قلبي واسلل سخيمة صدري(1/24)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو يَقُولُ رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا لَكَ ذَكَّارًا لَكَ رَهَّابًا لَكَ مِطْوَاعًا لَكَ مُخْبِتًا إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاهْدِ قَلْبِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي *الترمذي و قَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
راهبا
الرهبة الخوف والفزع
مخبتا
المخبت : الخاشع المخلص في خشوعه
منيبا
الإنابة الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإخلاص
أواها
الأواه : المتأوه المتضرع وقيل البكاء وقيل هو الكثير الدعاء
حوبتي
الحوبة والحوب الإثم والذنب
ثبت حجتي
الحجة البينة والدليل في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة
سخيمة صدري
الغضب والغل
ومن أدعية السفر : .. آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون البخاري ومسلم .. ورواه الترمذي سائحون بدلا من ساجدون وفي بعض الروايات ومن الحور بعد الكور وفي مسلم الحور بعد الكون
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأهْلِ وَالْمَالِ *مسلم(1/25)
عَنْ ابْنَ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ ( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ *مسلم وفي رواية للترمذي آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَائِحُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ
مقرنين
مقتدرين عليه.
وعثاء السفر
تعبه ومشقته وشدته.
كآبة المنظر وسوء المنقلب
الكآبة الحزن والمنقلب المرجع .. فسيتعاذ من العودة من السفر حزيناً كئيباً أو يصادف ما يحزنه في أهله وماله وحالة.
الحور بعد الكور
أو الكون
الحور بعد الكون أي النقصان والتغيير بعد الثبات والاستقرار
والحور بعد الكور أي الرجوع بعد الزيادة والاستكمال ( فالكور الزيادة) _الجامع_ ومن الطاعة للمعصية
آيبون
من آب إذا رجع.
سائحون
الصائمون.
قال تعالى : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } وللتعرف على بعض أسماء الله تعالى:
الله
الإله المألوه أي المعبود.
الرب
المالك السيد فالخلق والإيجاد والتدبير والفعل من صفة الربوبية.
المؤمن
الذي يصدق وعده وعباده ويؤمنهم يوم القيامة فهو من الأمان ضد الخوف.
المهيمن
الشهيد الرقيب الحافظ الأمين وهو من أمن غيره من الخوف.
العزيز(1/26)
الغالب القاهر وكل عزة حصلت لخلقه فهي منه سبحانه العزة هي المنعة والغلبة.
الباريء
الذي خلق الخلق لا عن مثال (ومختصة بالحيوان) فيقال برأ النسمة وخلق السموات.
اللطيف
الذي يوصل إليك أربك في رفق وقيل هو الذي لطف عن أن يدرك بالكيفية الرفيق بعباده.
المجيد
واسع الكرم والمجد المروءة.
الواجد
الغني الذي لا يفتقر وهو من الجِدَة وهو الغنى.
الصمد
هو السيد الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم أي : يقصدونه.
المقدم
الذي يقدم الأشياء إلى أماكنها فمن استحق التقديم قدمه.
المؤخر
الذي يؤخرها إلى أماكنها فمن استحق التأخير أخره.
الظاهر
الذي ظهر فوق كل شيء وعلاه.
الباطن
المحتجب عن أبصار الخلائق.
البَرُّ
العطوف على عباده ببره ولطفه.
المقسط
العادل في حكمه.
المراجع
1. الفتح لابن حجر
2. (والإتحاف للعدوي)
3. شرح مسلم للنووي
4. شرح مسلم للأبي
5. فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للعباد
6. جلاء الأفهام لابن القيم
7. تفسير ابن كثير
8. جامع الأصول لابن الأثير تحقيق عبد القادر الأرناؤوط
9. صحيح أبي داود تحقيق الألباني
10. الدعاء للعوايشة
11. النهاية في غريب الحديث والأثر
12. صفات الله الواردة في الكتاب والسنة للسقاف
13. برنامج الكتب التسعة - برنامج صخر
بعض الأشرطة والمحاضرات (كشريط الشيخ العودة .. )
1 (الدرجة العالية الرفيعة لا يصح)
??
??
??
??(1/27)