فضيلة الشيخ/ المشكلة أني ما جربت عليه الكذب، وكنت أتفحص كلامه، وأحفظ المحادثات، لعلي ألقى عليه كذبه! فما لقيت.
الأمر الآخر، كلامه محترم وما يطلع عن أطر الأدب والأخلاق، يلتزم بمواعيد الصلاة بمجرد ما يؤذن يقطع الاتصال، والده داعية معروفا، والولد مشهود له في الدين والتربية الصالحة، ويقول لي: أنه يعمل حلقات حفظ للقرآن في المسجد القريب من بيتهم! فجئت مرة، وقلت له: أني خلاص أريد أن أنسحب، لأني أكره الماسنجر، لكنه تشبث بي تشبث الأطفال! لا أدري لماذا؟ يقول لي: لا تتركي أخوكي! ومن هذا الكلام!! لكن طريقته غريبة.
تصرفاته أحيانا طفولية وما لها تفسير، على أنه رجل عمره 25 سنة، أحياناً أحسه رجلا عاقلا موزونا، وأحيان أحسه مراهقا.
أهم شيء عنده أن يلعب بالمشاعر، وأحيانا أحسه طفلا يريد أن يتكلم عن همومه بأمان! دائماً يقول لي: أنت غريبة من بين البنات! لماذا تبتعدين عن الشباب! وحتى لو سألتي فأسلوبك صارم وقاسي .. وليش وليش؟
كنت مضيفة على إيميل ثان شباب وبنات فقط، أستفيد منهم، وبعدها أغلق الإيميل، لكنه صار يلح علي! إلى أن الغيت الأيميل، وكل مرة يقول لي: أخوك يغار! وأنا بصراحة لست واثقة فيه! ليش؟ لا أدري! على أن الكل يمدحون في أخلاقه على الموقع.
أنا احترت وأريد حلا يريحني، لأني أشعر أني ارتكبت ذنبا، وأخطأت بحق نفسي وربي، وأريد أن أصحح أخطائي.
أنا سألت عن فتوى واضحة بخصوص الماسنجر، فما لقيت لذلك حلا، لذلك لجأت إليك، وأرجو من الله أن يكون الحل عندك.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.(114/6)
فحق للفتاة المسلمة العاقلة أن تخاف ممن لا يخافون الله، فالمرأة حمل وديع، وطبع الحمل أن يخشى الذئاب، وما أكثر الذئاب في هذه الشبكة العنكبوتية.
وأرجو أن تعلمي أنهم متخصصون ويلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا صالحة كلموها عن القرآن والمسجد والصلاة، وإن وجدوا غافلة كلموها عن المسلسلات والألبومات والفاسقين والفاسقات، وربما كانت البدايات صالحة، بل ربما كان هدف بعضهم الدعوة إلى الله ولكن الشيطان هو الثالث، وله للنفوس حيل ومداخل، وأحسن من قال:
لا تأمنن على النساء ولو أخاً **** ما في الرجال على النساء أمين
وقد قال سعيد بن المسبب رحمة الله عليه: (لو ائتمونني على بيت مال المسلمين لكنت أميناً ولو استأمنوني على جارية سوداء لخشيت على نفسي).
وليست العبرة بصلاح والده ولكن العبرة بخوفه هو من الله، وبحرصه على كل ما يرضي الله، ومن حقنا أن نتهم من يضع نفسه في مواضع التهم، ونحن نحشى من أن يتطور الأمر فيصعب عليك الخروج من المأزق، خاصة إذا علمنا أن المرأة تتأثر بالكلام (والغواني يغرهن الثناء) وتميل إلى من يحميها، وهذا أمر قد فهمه أولئك الشباب، فربما ظهر أحدهم بمظهر الشهم الحامي للعرض فتنخدع الفتاة، ويصدق عليها عند ذلك ما قاله الشاعر الحكيم:
المستجير بعمروٍ عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار
ولا تنخدعي إذا قال لك سوف أعطيك رقم أختي فقد يعطيك رقم امرأة أخرى من المخدوعات الغافلات، ويطلب منها أن تقول لك أنها فعلاً أخته.
ونحن نتمنى أن تعودي إلى رشدك وصوابك وتقطعي الصلة بهذا الشاب، وإن كان عنده رغبة وفيه خير، فليأت البيوت من أبوابها حتى يستطيع محارمك أن يعرفوا دينه وخلقه، وأن يدركوا أحواله وقدرته على تحمل المسؤولية، ومدى تقيده بالأحكام الشرعية.
وأرجو أن تتوبي إلى الله، وتكتمي ما حصل حتى لا تتزعزع ثقة أهلك فيك، ويشكو في تصرفاتك.
واعلمي أن السعيدة من وعظت بغيرها، وليس في الصالحات قلة حتى ترتبطي بالرجال مهما كانوا، فأشغلي نفسك بالمفيد واحرصي على تلاوة وتدبر كتاب الله(114/7)
المجيد، وتعوذي بالله من الشيطان فإنه عدو عنيد، واعلمي أن حياتنا تتحول بالطاعة لله إلى عيد.
ولا شك أن تصويب الأخطاء يبدأ بالتوبة والإنابة لرب الأرض والسماء، واحذري من توبة الكذابين وهي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب مرتبطا بأهل المعصية متشوقا للعودة إليها، محتفظا بذكرياتها وأرقامها، واعلمي أن الجبار سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه يمد لعبده، فإذا لبس للخطيئة لبوسها هتك الله ستره وفضحه وخذله.
وأرجو أن تجدي في المواقع النسائية ما يكفيك ويغنيك، مع ضرورة التعامل أيضاً بحذر، فقد تكون الأسماء مستعارة، وقد تخرج العلاقات عن أطرها فتتحول إلى عشق ثم إلى شرك، والمسلمة تحاسب نفسها قبل العمل لتتأكد من صلاح نيتها وصدق دوافعها، وتحاسب نفسها أثناء العمل لتتأكد من موافقته للكتاب والسنة، ولتطمئن على استمرار النية الصالحة، وتحاسب نفسها بعد العمل لتخلص نفسها من العجب والغرور، ومن الضروري بعد ذلك من أن تستغفر ربها الغفور، وتحدث نفسها بكل عمل صالح مبرور.
فاتقي الله في نفسك، وأكثري من ذكره وشكره واللجوء إليه، فإنه يجيب من دعاه، ونحن نشكر لك هذا الوعي الذي دفعك للسؤال، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
: ... أدرس مع فتيات وأخاف من الحرام فماذا أصنع
تاريخ الإستشارة : ... 2006-04-06 13:19:30
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... فيصل
السؤال
ماذا أستطيع أن أفعل لأتجنب السقوط في الفواحش والمعاصي؟ في ظل متابعة الدراسة مع فتيات لا يخجلن.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/8)
فإن أعظم وصية تعين على تجنب الحرام والوقوع في الفواحش هي الوصية بتقوى الله، كما قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن تقوا الله} فهذه وصية للأولين والآخرين، وهي نفسها وصية النبي الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه، حيث يقول: (اتق الله حيثما كنت) أخرجه أبو داود في السنن.
فالعمل بتقوى الله هو النجاة من كل بلاء، وهو النجاة لك من كل إثم ومعصية، فإن الإنسان متى ما كان عاملاً بتقوى الله كان الله معه، وكان نصر الله وحفظه معه، كما قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
فأخبر تعالى أنه بنفسه مع عباده المتقين، ومن كان الله معه فهل يمكن أن يضيع؟! وهل يمكن أن يكون خاسراً؟!
كلا، فإن من ينصره الله فلا غالب له، كما قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
إذا ثبت هذا فإن (التقوى) تحتاج إلى شرح لمعناها، وشرح لأسباب الحصول عليها والحفاظ عليها كذلك، فأما معنى التقوى فهو العمل بطاعة الله بحيث لا تترك واجباً تقدر عليه إلا فعلته، ولا تترك محرماً تقدر على تركه إلا تركته، فهذه هي التقوى: العمل بأمر الله واجتناب ما حرمه الله تعالى.
ومن أسباب تحصيلها والحفاظ عليها:
1- الاستعانة بالله تعالى وسؤاله هذه النعمة (نعمة التقوى) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان من دعائه: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا كثير في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، بل وفي دعاء غيره من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، كما حكى الله جل وعلا من دعاء سليمان قوله : {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} وقال يوسف عليه الصلاة والسلام: {فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}.
2- البعد عن أسباب الحرام، وتجنب الأماكن التي يكثر فيها الفساد والفتن بقدر الاستطاعة، فإن من أسباب حفظ الدين وحفظ النفس من الفواحش أن تجتنب الأماكن التي تعرضك للحرام، فإذا كنت قادراً أن تكون في مجال يقل فيه الفساد فهذا هو المطلوب، بحيث تجتنب الحرام وتجتنب الوسيلة المؤدية إليه، ويدخل في هذه المعنى البعد عن الاختلاط، بل إن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم هو من المحرمات كما لا يخفى عليك، ويدخل في هذا المعنى أيضاًَ وجوب غض البصر(114/9)
وحفظه عن النظر الحرام، الذي هو الوسيلة الأولى للوقوع في الفواحش والعظائم، عياذاًَ بالله من ذلك.
3- اختيار الصحبة الصالحة، والرفقة التي تعينك على طاعة الله، فحاول أن يكون لك إخوة في الله تخالطهم وتتعاون معهم على السير في طاعة الله، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه) ويدخل في هذا المعنى اجتناب رفقة السوء وصحبة الشر، فإنها من أعظم ما يفسد الدين، بل والدنيا أيضاً، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً) أخرجه أبو داود في السنن، وثبت عنه أيضاًَ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) أخرجه أبو داود أيضاًَ في السنن.
فعليك بالعناية بهذا الأمر عناية بالغة، ولا تترد في قطع علاقتك مع كل من ترى أن صحبته تضرك في دينك، وقد قال تعالى:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
4- الاشتغال بالأمور النافعة، ويدخل في هذا السعي في طلب العلم الشرعي النافع وسماع المحاضرات والدروس، والعمل على نشر الدعوة إلى الله بالأساليب الممكنة، بل ويدخل في هذا أيضاً الاشتغال بكل ما ينفعك في الدين والدينا، فحاول أن تشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، وحاول أن يكون وقتك عامراً بذكر الله وخالياً من الغفلة عنه.
5- مواصلة استشارة أهل العلم والتواصل معهم سواء باللقاء أو الكتابة للمواقع الإسلامية النافعة، والشبكة الإسلامية يسرها جداً مواصلتك معها لتعينك وتقدم لك ما تحتاجه من النصح والمشورة.
6- العمل الحثيث الجاد على توفير احتياجات الزواج، فلا بد من السعي في تحصين نفسك بالزواج، لأنه من أعظم ما يحصنك من الحرام، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ونسأل الله تعالى أن يعينك على حفظ دينك وأن يثبتك على طاعته.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
============
: ... تعرفت على شاب عن طريق النت فأراد أن يتزوجني، فماذا أعمل
تاريخ الإستشارة : ... 2006-04-06 12:52:34
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب(114/10)
السائل : ... فاطمة الزهراء
السؤال
تعرفت على شاب عن طريق الشات، وتعلقت به، وتعلق بي، وهو من بلد آخر، ويريد أن يأتي ليتزوج بي، ولكن أنا سألت في الموضوع هذا، ووجدت أن هذه العلاقة محرمة، وقلت له إن أي شيء يبدأ بالحرام سيكون فيه خلل، ولكنه قال لي: الله يأخذ لي بحقي، فأنا لا أعرف ماذا أفعل، وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يعيذك من شرك نفسك، ويبعد عنك أهل الفساد.
فلا شك أن العلاقة كانت محرمة، لكن تصحيحها يكون بالتوبة النصوح، وصدق الرغبة في الحلال والوضوح، وإتيان البيوت من أبوابها، ورد النفوس إلى شرع ربها.
ونحن ننصحك بالمسارعة في قطع هذه العلاقة بعد التوبة إلى الله، ولا داعي للانزعاج، واعلمي أنه الله سبحانه {لا يهدى كيد الخائنين} فإذا تاب هذا الشاب توبة نصوحاً، وجاء إلى داركم من بابها، وتأكد أهلك من صلاحه ومن جدوى الارتباط به، بعد أن تتوبي أنت أيضاً، فلا حرج في ذلك، مع أننا نفضل فتح صفحة جديدة في حياتك تكون عامرة بالصلاة والصلاح، لأننا نخاف أن يطاردكما الشيطان الذي جمع بينكما على تلك الاتصالات، فإن عدونا يغير خططه ويبدل طرائقه في الغواية والشر.
وأرجو أن لا تهتمي بكلام هذا الشاب، ولا تضعفي أمام تهديده وكلامه، واقتربي من والدتك وعبري لها عن كل ما يضايقك، وابحثي عن جليسات الصدق والخير، وابحثي عن مراكز العلم الشرعي، وأكثري من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وتخلصي من كل آثار وذكريات تلك الأيام والسوداء، وعوضي عن التقصير بالحسنات الماحية واعلمي {أن الحسنات يذهبن السيئات}.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي(114/11)
=============
أعاني من أسرتي المنحرفة ولم أجد مع من أتكلم فاتصلت بشخص غريب
تاريخ الإستشارة : ... 2006-03-20 13:02:02
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... أبرار
السؤال
أنا فتاة عمري 23 سنة، ملتزمة ولله الحمد وعلى قدر كبير من الوعي، أعيش في أسرة تكثر فيها المشاكل، أكثر أفرادها منحرفين بحثت فيهم عن ناضج أو قدوة؛ للأسف لم أجد ولم أجد فيهم حتى من يسمعني لذلك تحدثت عبر الهاتف مع شخص غريب من خارج أسرتي، ولكنه إنسان خلوق ومتدين عمره 30 سنه متزوج، الحديث بيني وبينه احترام ليس به كلام حب وغرام، بل دائما أطلب منه النصيحة والمشورة، في حل مشاكلي وهو دائما يذكرني بديني ويوصيني بالتمسك بأخلاقي، يبعث لي الكتب المفيدة لإقرائها ولم يخطي معي أبدا، أنا أنظر إليه على أنه أخ في الله أحبه حب أخوي، وأرى فيه مثلي الأعلى في هذه الحياة وأحترمه كثيرا، وهو كذلك ولا نتحدث دائما فقط عند الضرورة لا أحد يفهمني ويوجهني نحو الأصح إلا هو.
هل ما أفعله يعتبر خطأ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظكِ ويسددك، وأن يقر عينك بهداية أسرتك، وعودتهم إلى دينهم.
فقد أسعدني وجود فتاة ملتزمة في أسرة مفككة منحرفة، وسبحان من يخرج الحي من الميت، وتبارك من يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ونسأل الله لك السداد والثبات.
واحمدي الله الذي أوقعك في رجل فيه خير، واشكري الله على حفظه لك، ونتمنى أن تجدي من الصالحات الناجحات من تغنيك عن مكالمة الرجال، فإن العواقب لا تؤمن، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاقطعي حبال الاتصال مع ذلك الرجل، وأكثري من الدعاء له، واذهبي إلى مراكز القرآن والعلوم الشرعية، والزمي طريق الحق الذي ظهرت لك معالمه، وأرجو أن يعاونك هذا الشخص الذي – نحسبه على خير – في التواصل مع بعض الصالحات ممن يعرف.(114/12)
كما أرجو أن يكون ارتباطك بالمراكز العلمية الشرعية كمؤسسات وليس كأشخاص، فإذا اتصلت بأي أحد من العلماء الموثوقين، فسوف تجدي عنده الخير والنصح، حتى لا يحصل تعلق وارتباط بشخص واحد، فإن ذلك فيه خطورة.
ولست أدري هل هذا الرجل جار، أم من منطقة أخرى ؟ وكيف كان الوصول إليه؟ ولماذا هذا الرجل بالذات؟
ونحن نتمنى أن يظل هذا الرجل مستمراً في إرسال الكتب النافعة والأشرطة المفيدة، ولكننا نتمنى أن تتوقف الاتصالات، إلا في الضرورة القصوى، وأن يكون ذلك وفق ضوابط الشريعة، التي تريد للمرأة إذا خاطبت الرجال، أن تتجنب الخضوع في القول، وأن يكون كلامها بالمعروف وفي المعروف، وأن يكون بقدر الحاجة، فإذا كانت الكلمة الواحدة تكفي، فلا داعي للثانية والثالثة، وذلك لأن الله يقول: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً}.
واحرصي على البحث عن الصالحات، فهن ولله الحمد موجودات، لأن الاستمرار في مخاطبة الرجل قد تؤثر عليك، وتعكس صورة سالبة عن الملتزمات، ويفقدك ثقة أهلك رغم انحرافهم وضعفهم، فإنهم إذا وثقوا بك ساروا معك على درب الهداية.
فاتقي الله في نفسك، واعلمي أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس، وقد قال البني صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يربيك).
ولا تتوقفي عن دعوة أهلك، وأرجو أن يكون ذلك بحكمة وحنكة، ولتكن البداية بالأقرب إلى الخير والهدى، ليكون عوناً لك على الآخرين.
ونسأل الله لك السداد والثبات.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================
... ... أخشى على ديني ونفسي من الفتن وأرغب بإنشاء بيت مسلم ... 248788 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 25 سنة، لقد منّ الله عليّ بالهداية وله الحمد والشكر؛ لكنني أخشى على ديني وعلى نفسي من الفتن التي تحاصرني في كلّ جانب، فالخمر والمجون أصبحا على قارعة الطريق، والخلاعة والتعري صارا من الأمور العادية، وأنواع عديدة من الفتن التي لاتحصر.(114/13)
أرغب بالفرار بنفسي وديني إلى حيث يمكنني إنشاء بيت مسلم في بيئة صالحة، فبأيّ وجهة تنصحني؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من أفضل ما يهتم به العبد المؤمن في هذا الزمان هو كيفية وأسباب الثبات على هذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى، به فلا بد لكل مؤمن وكل مؤمنة أن يعتني اعتناءً بالغاً عظمياً بأمرين اثنين:
الأول: أن يحصل الإيمان والعمل الصالح الذي يقربه من ربه تبارك وتعالى.
والثاني: أن يعمل ويجد في تحصيل الأسباب التي تعينه على الثبات والمحافظة على هذا الدين القويم.
وهذا هو معنى الاستقامة، فالاستقامة هي الثبات والمحافظة على دين الله تعالى في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن وفي جميع الأحوال، كما قال تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} وقال صلى الله عليه وسلم لسفيان -رضي الله عنه – لما سأله فقال: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد غيرك، فقال له صلى الله عليه وسلم :(قل آمنت بالله ثم استقم) أخرجه مسلم في صحيحه.
وهذا الحديث من أعظم العلوم التي تنفع المؤمن، لا سيما في زمن الفتن والبلاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن الإيمان بالله هو عصمة المؤمن ونجاته في الدنيا والآخرة، وأن الاستقامة والمحافظة على هذا الإيمان هو السبيل الوحيد للاستمرار عليه حتى يلقى ربه جلا وعلا.
وهذا المعنى مأخوذ من قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}
وهذا هو نفس المعني الذي بينه صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) أخرجه الترمذي في السنن.
وأما عن الأمور التي يتبعها المسلم للحفاظ على دينه:(114/14)
فأولها: الاستعانة بالله والتوجه إليه في طلب الهداية والثبات عليها، فإن طلب الهداية من أعظم القربات التي يحبها الله ويرضاها، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول في دعاء القنوت من الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت) وثبت عنه أيضا في سنن أبي داود أنه كان يدعو فيقول: (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي) وهذا كثير في الدعاء الثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه، حتى أنه يكاد يفوق الحصر، ويكفي من ذلك أن الله جعل هذا الدعاء يكرر في كل ركعة من الصلاة، (اهدنا الصراط المستقيم).
فلا بد من اللجوء وصدق الاضطرار إلى الله في طلب الهداية، والعصمة من الضلال والانحراف.
والأمر الثاني: المحافظة على أداء الواجبات لا سيما الصلوات المفروضات، التي جعلها الله تعالى ناهية على الوقوع في المنكر، كما قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وكذلك المحافظة على تجنب الحرام، ويدخل في هذا المعنى، البعد عن كل مكان يكون فيه شيء من المحرمات الظاهرة، فإن أمكن ذلك فهذا هو المطلوب، وإن لم يكن، فحاول أن تختار، وأن تبحث عن الأماكن التي يقل فيها الحرام، ويكثر فيها الخير والصلاح، فإذا بذلت وسعك في ذلك، فتأكد وثق أن الله سوف ويوفقك ويهديك، كما قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين} وقال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
الأمر الثالث: اختيار الصحبة الطيبة التي تعينك على طاعة الله، والتي تكون مذكرة لك إذا نسيت، منبهة لك إذا غفلت، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ففي أي مكان تكون فيه حاول أن يكون لك رفقة مؤمنة صالحة، تدلك على الخير وتنهاك عن الشر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى قوله: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي) والحديثان صحيحان ثابتان عنه صلوات الله وسلامه عليه.
الأمر الرابع: تحصين نفسك بالزواج من المرأة الصالحة، فإن الزواج من أعظم ما يحصن الفرج ويطهر القلب، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحضن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
الأمر الخامس: الاهتمام بتحصيل العلم الشرعي النافع الذي يعرفك بواجباتك ويفقهك في دينك، بحيث تكون على بصيرة في دينك وعلى نور في إيمانك، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ).(114/15)
الأمر السادس: تحصيل المال الحلال والرزق الطيب الذي يعينك على تحصيل ما تحتاجه من أمور ديناك، بل ودينك أيضاً، فلا بد أن تعمل على العناية بطلب الرزق الحلال، في أي مكان يمكنك ذلك فيه ولو بالسفر لطلب الرزق، فقد قال تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}
ولا بد أن تراعي في عملك الذي تقوم به، أن يكون بعيداً أيضاَ عن الفتن والمحرمات قدر استطاعتك، والأمر كله يدور حول قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
الأمر السابع: نوصيك بدوام التواصل بينك وبين إخوانك المسلمين، سواء في بلدك أو في سائر بلاد المسلمين، وذلك بالكتابة إلى المواقع الإسلامية الطيبة، لتستشيرهم في أمور دينك ودنياك، والشبكة الإسلامية ترحب بكل كتابة إليها منك، لتقدم لك ما تحتاجه إن شاء الله تعالى من الأمور التي تهمك وتفيدك.
وختاماً، فإننا نسأل الله تعالى لك التوفيق الهدى والسداد، وأن يشرح صدرك وأن يرزقك التقوى أينما نزلت أو حللت.
والله الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
=============
... أريد ترك التحدث إلى شاب تعرفت عليه من خلال الشات فأعينوني ... 248057 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً: أحب أن أشكركم على هذا الموقع، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا طالبة أدرس في مرحلة الماجستير، عمري 22 سنة، ترددت كثيراً في إرسال هذه الرسالة لكم، لكني لم أستطع أن أركز في دراستي وأنتم تعرفون أن مرحلة الماجستير صعبة، ولهذا أريدكم أن تقفوا بجانبي وتفيدوني بسرعة .
الموضوع باختصار: كانت عندي مشكلة في بيتنا، وكانت الظروف صعبة، وفي يوم دخلت النت أبحث عن موضوعٍ في الدراسة ولكن الشيطان أوقعني في الشات، وهذه أول مرة أتكلم مع شاب؛ وذلك لأني كنت في هذه الفترة محتاجة أكلم أي أحد، المهم تكلمت مع هذا الشاب، وتعرفت عليه، ووجدت به مزايا كنت أحلم بها طول حياتي،(114/16)
وكنت أكلمه في الدين وكان سعيداً؛ وبحكم طبيعتي كنت من وقتٍ لآخر أبتعد عنه؛ لأني كنت خائفة من شراك الحب، وكنت أخاف من الله، لكن كنت أشتاق إليه وأكلمه مرةً أخرى، وأجده يبحث عني، وهو يريد الارتباط بي، وأنا أيضاً، ولكني أخاف من أن تنتهي كرامتي إذا عرفوا أهلي وأهله، ولكن كان يقول بأنه لن يقول لأهله، وأني على رأسه كما كان يقول، ولكن المشكلة أنه الآن في بلدٍ غير مصر لكنه مصري، وسوف يرجع بعد شهرين، وكان يقول أن أول حاجة سيعملها إذا رجع زيارته لنا، ولكني منذ فترة قطعت كلامي معه؛ لأني خائفة جداً من الله، وأشعر أني أعمل شيئاً خاطئاً، وأني لا أستاهل ثقة أهلي في، وكان هذا الشاب يثق في، ويرى أن هذا الأمر عادي ما دام أني لا أكلم غيره، لكني رفضت وبشدة، وبقيت فترةً لا أكلمه، وبعد مدة قررت أن أبين له بأن هذا حرام، ووجدت أنه يحلف لي بأنه لا يكلم أي فتاةٍ غيري، وأنه محتاجٌ لي خاصةً وأنه في الغربة، وأناً حالياً منقطعة عنه، ودائماً يأتيني إحساس أكلمه، ولكن الحمد لله أمسك نفسي ولا أكلمه، وأنا خائفة من أن يأتي يوم وأكلمه.
أرجو نصحي وإرشادي، ماذا أفعل؟ فأنا لا أريد الوقوع في الحرام، وأريد أن تبقى كرامتي عالية وثقة أهلي في كذلك.
أرجو عدم إهمال رسالتي، فأنا أريد أن أنجح في دراستي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله لكِ النجاح والفلاح والهدى والتقى والصلاح.
فقد أحسنت بتوقفك عن مكالمة ذلك الشاب، فليس أغلى عند الفتاة بعد إيمانها من حياتها وكرامتها وثقة أهلها فيها، وإن كان في الشاب خير فليأت البيوت من أبوابها، ويطلب يدك دون أن يعلم أحد بالذي كان، مع ضرورة أن تستغفري الكريم المنان، وأبشروا فإنه سبحانه يغفر الذنب ويرزق الأمان والإيمان.
وليتنا نتذكر أن الصحابة كانوا إذا حز بهم أمر فزعوا إلى الصلاة، يتأولون قول الله: { واستعينوا بالصبر والصلاة} فهي طاعة الله، وذكره آمان للخائفين وتنبيه للغافلين ومرضاة لرب العالمين، ولكن ضعف الإيمان وفساد الخلان يدفعان إلى الشرور والخذلان.
ولا أظن أن هناك مانعا أن يتقدم لطلب يدك عند عودته، وليس من الضروري أن يخبر أحدا بالطريقة التي عرفك بها، وليس هناك صعوبة من ترتيب هذا الأمر،(114/17)
فالجميع يعلم أن مسألة الزواج قسمة ونصيب، وإذا استطعت إغلاق باب المراسلات والمكالمات فسوف يتبين لكِ صدق ذلك الشاب من كذبه، فإنه إذا كان صادقاً في مودته ورغبته، فسوف يسلك كل طريق للوصول إلى أهلك، ويمكن أن يخبرهم أنه رآك في الجامعة ورغب في الارتباط بك بعد أن سأل بعض صديقاتك.
وإذا حصل هذا، فأرجو أن تطلبي فرصة للتعرف على أسرته وأخلاقه، وأرجو أن يعاونك في ذلك أرحامك وإخوانك، وإذا تحققت الرؤية الشرعية وتعرفتم عليه وعلى أسرته، فإن هذا هو بداية الطريق الصحيح الذي يحفظ لك دينك ويعينك -بعد توفيق الله – على صيانة سمعتك ومكانة أسرتك.
فاتقي الله في نفسك، ولا تضعفي أمام الأزمات، وتوكلي على رب الأرض والسموات، واعلمي أن الله مع الذين اتقوا، وأنه تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================
... تعرفت على شاب لا يصلي عبر النت ويريد الزواج مني ... 248031 ...
السؤال
تعرفت على شابٍ عن طريق النت وأنا فتاة ملتزمة بالحجاب الكامل، وهذا الشاب غير ملتزم بالصلاة، ولقد عرض علي الزواج ولكني رفضت بشدة، وحاولت إقناعه بأنه فقط أخ، وحاولت أن أدعوه إلى الهداية، وذلك بأن قلت له: كيف أتزوجه وهو على هذه الحال؟ فأخبرني بأنه إذا تم شيء بيننا فسوف يستقيم، ولكني لا أعلم بماذا أرد عليه، هل أوافق أم أرفض طلبه، مع العلم بأنه يطلب مني طلبات أعتبرها غير لائقة بفتاةٍ مثلي، مثل طلبه أن نتقابل بالخارج.
أنا حائرة في أمره، مع العلم بأني لا أؤمن بعلاقات الإنترنت، ولكن هذا الشاب شدني إليه ولسبب لا أعلمه.
شكراً لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:(114/18)
فنسأل الله أن يحفظك ويسددك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شرور النفس، ومن مضلات الفتن.
فإن الاستقامة هي أول خطوات الطريق الصحيح، وينبغي أن تقطعي علاقتك به حتى يعود إلى صلاته وصوابه، واحذري من الاستجابة لطلباته، وابتعدي عن الذئاب، واعلمي أن الصلاة هي الميزان لدين المسلم في الدنيا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ولا خير في رجل لا يسجد لله، والصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وأن فسدت فسد سائر العمل.
ولا يفوتني هنا، أن أحذر فتياتنا الصالحات من مخاطر الإنترنت، وما أكثر الضحايا، والسعيدة من تتعظ بغيرها، وما أحوج صاحبة الحجاب إلى مراقبة الله والتمسك بآداب السنة وتوجيهات الكتاب.
وأرجو أن تحرصي على عفافك واتق الله في نفسك وأهلك، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه، وربما كانت البداية بالدعوة والنصيحة، ولكن النهاية هي العار والفضيحة، ولست مكلفة بهداية الشباب ونصحهم، فإن هذا طريق تحفه المخاطر، لأنك تتعاملين مع شباب يتقلب كالحرباء، ويلبس لكل حالة لبوسها فإن وجدوا صالحة، مثل لها ورع معروف الكرخي، وحدثوها عن عفة يوسف، وطهر يحيى عليه السلام، وإن وجدوا غافلة مغنية متبرجة حدثوها بآخر الموضات، وبأحسن الألبومات من الأغاني الماجنات، فإذا وصلوا إلى غرضهم السيئ وعبثوا بالأعراض، رموها في القمامة كالعلكة، وبحثوا عن ضحية أخرى.
فكوني يا فتاة الإسلام على حذر، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين الذي يأتي من الأبواب ويلتزم بالسنة والكتاب ويخاف من غضب الجبار يوم الحساب، وإياك وإياك من التوسع معه أو مع غيره في الكلام، فإنه قد يسجل الكلام ثم يهددك بالفضيحة بين الأهل والأعمام حتى يجركٍٍٍٍٍ إلى هاوية الآثام، ويجعلك ألعوبة في أيدي اللئام.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... هل أستمر على علاقتي بأناس طيبين على النت ... 248028 ...
السؤال
السلام عليكم.(114/19)
أنا بصراحة محتارة لشيء واحد، والذي هو أنه صار لي علاقة على الإنترنت تقريبا 3 أشهر، وأصبح لي صداقات مختلفة، ولكني أحاول جاهدة على عدم الإدمان على غرف الدردشة.
مع العلم أن هناك الكثير من الشبان يحاولون أن يقنعوني بالزواج وبمواضيع من هذا النوع لكنني أعتقد أن لكل منا عقل ووعي يفكر به ويستطيع التمييز بين كل ما هو صحيح وما هو خاطئ، ولكن في نفس الوقت أنا أعرف الكثير من الناس المحترمة، وما أحب أني أقطع صداقتي معهم، لكن يمكن في مرات تمر أشهر ما أحكي معهم لئلا أحكم على نفسي بالإدمان، لهذا أنا غير عارفة هل أضل على اتصال بهم أم لا! مع أن هذا الشيء صعب قليلا، لكن أريد مشورتكم، مع خالص الاحترام لجهودكم.
وعندي مشكلة أخرى:
أنا فتاة من الله عليها بالنقاب من فترة وجيزة، ولكن كنت في السابق غير ملتزمة، أعني أغاني وكليبات ومن هذا الكلام، لكن المشكلة أو مرات أحس الشيطان أذكى مني وأحن لهذه الأشياء! لماذا!؟ لا أعرف! لهذا فأنا غير عارفة كيف أعمل بحالي وخصوصا أن هذا الشيء غير مناسب لبنت مثلي؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس من مصلحتك الاستمرار في هذا الاتصالات، حتى ولو كانت مع طيبين، لأن الشيطان يستدرج ضحاياه خطوة خطوة، ولست أدري كيف حكمت عليهم بهذه السرعة بأنهم طيبين! وهل من منهج الطيبين الكلام مع النساء من وراء ظهر أسرهن.
وسواء أكان الكلام كثيرا يصل إلى درجة الإدمان أم لم يصل، فإن خطورته لا تخفى، وأرجو أن تبحثي عن نساء صالحات لتكوني معهن، واشغلي نفسك بطاعة الله، وأسسي علاقتك معهن على حب الله وطاعته، وليس المظاهر الخداعة أو العبارات الرنانة أو الأشكال الجذابة.
ورغم صعوبة الانقطاع، إلا أنه الطريق الوحيد للنجاة والفلاح، وعلاج الداء في بدايته سهل، لكن المرض إذا تمكن أعجز الأطباء وحير العقلاء، والسعيدة من وعظت بغيرها من النادمات والأشقياء.(114/20)
فاحتاطي لدينك وتمسكي بحيائك، واحفظي ثقة أهلك فيك، ولا تدمري مستقبلك وسمعة أسرتك.
وهنيئاً لك بالالتزام، ونسأل الله أن يحفظك على الدوام، وأرجو أن تجعلي قدوتك أمهات المؤمنين وصحابة النبي الكرام.
واجتهدي في التخلص من صحبة اللئام، واعلمي أن الغناء مزمار الشيطان، واحذري من توبة الكذابين، فإنها تكون بمجرد اللسان، وتخلصي من آلات ووسائل وأشرطة الأغاني والعصيان، وأكثري من الأعمال الصالحات، فإنها تغسل الذنوب وتذهب الأدران.
فاتقي الله في نفسك، وتجنبي وساوس الشيطان، واعلمي أنه يبتعد عن الذي يذكر الرحمن ويتلو القرآن.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... تعلقت بشاب صالح ولا أستطيع تركه..فما الحل ... 247865 ...
السؤال
السلام عليكم.
أريد المساعدة، أنا محتارة، كنت فتاة طائشة وغير محافظة على صلاتي، وكنت على علاقات بالشباب لكن بالنت، ويمكن تصل للتليفون لكن ليس بتليفوني ولا برقمي، يعني كنت أتسلى، المهم في يوم تعرف على شاب بالصدفة هو شخص متدين وخائف ربه ومحافظ على صلاته، ومع الأيام تعلق بي، وأنا ما كنت أهتم.
ومع الأيام ومع نصائحه لي تركت بالبداية الشباب، لكن علاقتي معه مستمرة، محافظة على صلاتي، ولا أفوت ولا فرضا، وإن شاء الله خلال أيام قليلة سأختم القرآن لأول مرة بحياتي، أحببت هذا الشخص بجنون لكن ابتعدت عنه وأنهيت علاقتي، وكنت مستعدة أنساه وأستمر بحياتي.
ويوم ما عرفت أنه صار له حادث، ومن هذا الحادث انشل شللا نصفيا (ضغط في النخاع الشوكي)، رجعت له، وقفت معه ولا تركته، المهم تعلق بي هو أكثر، ونذر إن مشى مرة ثانية أنه يخطبني، لكن مشكلتي الحين أني أكلمه بالتليفون، أحاول أني أتركه ولا أقدر، وهو بعد يحاول ألا يكلمني ويخاف علي لكن لا يقدر، وأنا أتكلم(114/21)
بدون ما أهلي يدرون، وهذا الشيء يضايقني وحاسة بالذنب لأني أخون ثقة أهلي، فأرجو منكم النصيحة.
وجزاكم الله ألف خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يلهمك الرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فاحمدي الله الذي ردك إلى الصواب، ونجاك من الذئاب، وفتح لك إلى التوبة أبواب، ويسّر لك قراءة الكتاب، فاجتهدي في طاعته، وأبشري فإن للجنة أبواب أعدها الله للمتقين وذلك كرم من الوهاب.
وشكراًَ لك على ذلك الوفاء لمن تسبب في هدايتك، وأرجو أن تكون العلاقة بينكما وفق ضوابط الشريعة، فلا داعي للاتصال، واجتهدي في التوجه لمن بيده الشفاء وصلاح الأحوال، واعلمي أن ثقة الأهل غالية وأغلى منها طاعة الكبير المتعال.
ونحن ننصحك بأن تعمّري قلبك بمحبة الرحمن، وأن تُشغلي وقتك بطاعته لتفوزي برضاه سبحانه، وسوف يصرف إليك قلوب العباد، وتلك سنة الكريم الجواد القائل في محكم الكتاب: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}.
ونحن نتمنى أن يرد الله لذلك الشاب عافيته، وأن يعينكم على جعل تلك العلاقة شرعية، وحتى يحدث ذلك أرجو إيقاف هذه الاتصالات في أسرع وقت؛ لأنها مخالفة لأمر الله {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}، وأرجو أن يشتغل هذا الشاب بشكر الله الذي أبقاه على هذه الدنيا، وليعمر وقته بذكر الله وتلاوة كتابه، كما نتمنى أن تعمري أوقاتك بتلاوة القرآن، واتخذي لنفسك صديقات صالحات، وراقبي رب الأرض والسماوات، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم في الحسرات.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================(114/22)
... أعاني من فتنة النظر إلى النساء ... 247579 ...
السؤال
أنا شاب أعاني من النظر إلى البنات ومصاحبتهن، فأرجو منكم حل مشكلتي هذه، ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسْأل الله العظيم أن يُلهمك السداد والصواب، وأن يجنبنا جميعاً الخسارة والعذاب.
فإن النظرات تُورث الندامة والحسرات، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك أتعبتك المناظر
والنظر سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، والسهم المسموم يتلف الجسد، والنظرة المحرمة تتلف القلب.
وكل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر.
وأرجو أن تعلم أن كل الذين هلكوا في هذا الميدان كانت بدايتهم نظرة، بل كان فيهم من يقول: (إنها مجرد نظرة) وينسى هؤلاء أن الله سبحانه العليم بخلقه يقول في كلامه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... }.
ولا يفوتني أن أشكرك على صراحتك وتواصلك مع إخوانك وآبائك في موقعك، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يعمل بما علم، وأحذرك من التمادي في العصيان فإن الله يمهل ولا يهمل، وأرجو أن تخاف على أخواتك ومحارمك فإن الجزاء من جنس العمل، ولا ينال الإنسان من وراء المعاصي إلا الكآبة والأحزان وغضب الملك الديان.
وقد حرمت هذه الشريعة العظيمة كل ما يُوصل إلى الفاحشة والشرور، واتخذت تدابير عظيمة في ذلك، فحرمت النظرة والخلوة، وباعدت بين أنفاس الرجال(114/23)
والنساء، وفرقت بين السفاح والنكاح، ولا يخفى عليك أن الزنا من أكبر الكبائر، ولعلك تلاحظ أن هناك ربط بين الشرك والقتل والزنا لأنها أعظم الجرائم، وهذا الطريق الذي تمشي فيه مليء بالشرور وسوء العاقبة، فاتق الله في نفسك وفي أعراض الناس، واجتهد في طلب العفاف والحلال، فإذا لم يتيسر فأكثر من الصوم، وابتعد عن مواطن النساء قبل أن تفقد قلبك وتهلك نفسك، ولن ينفعك عند ذلك ندمك.
وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته بالباطل والشر، وأرجو أن تتذكر بأنك لن تستطيع أن تتزوج كل النساء، وأن استمرارك في هذه المعصية يُصيبك بالعجز الجنسي مستقبلاً، ويكون خصماً على سعادتك الزوجية.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... كيف أتخلص من عادة الحديث مع النساء ... 247464 ...
السؤال
أعلم أن التحدث مع النساء حرام، ولكني أعشقهن ولم أستطيع الزواج، وجربت جميع الحلول فلا أجد حلا، أرجوكم أنقذوني!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يُعينك على غض بصرك وتحصين فرجك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فيصدق عليك قول الشاعر:
كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
وهذا كنايةٌ عن الإبل التي تكاد أن تموت من العطش والماء فوق ظهورها.(114/24)
فأنت تبحث عن حلٍ مشكلتك خارج إطار نفسك؛ لأنك لا تريد أن تكلفها أو تأمرها بغض بصرها، ولذلك تبحث عن الحلول شرقاً وغرباً، في حين أن مشكلتك في يديك أنت وليس في يد غيرك مهما كان، فإذا لم يكن لديك استعداد ابني المهندس أبو عبد الله لترك هذه المعصية، أو عزيمة صادقة وإرادة قوية، فاسمح لي أن أقول لك: إنك تبحث عن سرابٍ أو شيءٍ مستحيل؛ لأن قرار إطلاق النظر والحديث مع النساء هو قرارك أنت وحدك، وكذلك التوقف عن ذلك كله هو أيضاً قراراك وحدك، ومن حقك أن تقول بأنك جربت جميع الحلول فلم تنجح، وأنا قطعاً يا ولدي أصدقك في ذلك، إلا أنك مع الأسف الشديد تبحث عن العلاج بطريقةٍ غير الطريقة الطبيعية، والتي أعطاك الله القدرة عليها، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس )؟! أي: اترك الحرام كله تكن أعظم الناس عبادةً لله، أما سمعت قوله (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)؟! أما سمعت قول الحق جل وعلا: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}؟ هل يمكن أن يدرس أو يذاكر أحدُ مكانك أو يمتحن مكانك ولدي أبو عبد الله؟ قطعاً ستقول لا، أقول لك: إن موضوعك وكلامك مع النساء هو نفس الشيء، فلا تجعل أحداً يأخذ قراراً يخصك نيابة عنك يا ولدي؛ لأن هذا خلاف العقل والمنطق، فخذ قرارك بنفسك، واعلم أنك قادرٌ على ذلك، وإلا لما كلفك الله به، وفي ذلك يقول سبحانه: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
فاستعن بالله، وخذ قرارك القوي والجريء من الآن، واعلم أنك قادر على ذلك كما ذكرت لك، وقاوم رغبة نفسك، وقل لها لن أبحث عن الحل بعيداً عنك، فأنت صاحبة القرار، ولا بد أن تتحملي، لأن هذا هو عملك السيئ الذي لن أخضع له أبداً، ثم ضع هؤلاء النساء مكان أمك أو أختك أو زوجتك، أترضى أن يكلمهم أحد؟!!
إذاً خذ القرار، وتوكل على الله، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===============
... هل أستمر بعلاقتي الأخوية مع شاب تعرفت إليه عبر النت ... 247403 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القصة هي أنني تعرفت بشاب متدين وذو خلق رفيع، ويخاف الله عز وجل عن طريق شبكة الإنترنت، ونتعامل على أساس الأخوة وخاصة أنني أخاف الله عز وجل، ودامت هذه الأخوة لمدة ثمانية شهور.(114/25)
وفي بعض الأحيان كان يكلمني بالهاتف، وبعد هذه الفترة أحسست أنني لا بد أن أقول هذا الأمر لأخي المسافر وخاصة أنني الفتاة الوحيدة في العائلة وعلى علاقة جيدة جدا مع أخي الكبير، وأخبرت الشاب بهذا الأمر فقدر موقفي وأخبرني بأنه مستعد أن يكلم أخي إذا حدثت أي مشاكل بسبب هذا الموضوع لأن أسرتي محافظة جداً، وانقطعت علاقتي بهذا الشاب مدة شهر تقريباً.
وعندما جاء أخي فجأة من السفر أخبرته بكل القصة وعن علاقتي الأخوية بهذا الشاب، فقال أخي بأنه يمنحني الثقة الكاملة ويعطيني كامل الحرية في كيفية التعامل مع الموضوع؛ لأنه يثق بأخلاقي وبتديني.
وأنا بكل صراحة تعلقت بهذا الشاب لما يتمتع به من خلق رفيع ومثل قيمة، ولكن تعلقي به على أساس الأخوة فقط ربما لأنه يفهمني ويضحي بكل ما لديه ليحافظ على مشاعري.
و أنا الآن في حيرة من أمري وقلق مستمر وكوابيس لا تفارقني!! هل أستمر في حديثي مع هذا الشاب؟ وهو الأمر الذي يريحني وخصوصاً بعد معرفة أخي الكبير لقصتي، أو أحاول نسيانه وهو الأمر الذي يصعب علي؟ فأنا أخاف الله عز وجل، وأخشى أن يكون هذا الأمر معصية لله تعالى، والحيرة لا تفارقني وخصوصاً بعد أن سمعت أخي يقول لي (أنا واثق بك) أخشى أن لا أكون كفئاً لهذه الثقة! أرجو الرد السريع لمشكلتي فهذا الأمر بدأ يؤثر على دراستي واجتهادي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويوفقك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فقد أعجبني حرصك على إخبار شقيقك الأكبر، وأزعجني عدم حرصه على تصحيح الوضع وجعل تلك العلاقة رسمية وشرعية، فإن العواقب غير مأمونة والشيطان هو الثالث، والقلوب أشد تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً، والشيطان لا يطلب من الأخيار الوقوع في معصية الواحد القهار لكنه يأخذهم خطوة خطوة، ومن هنا كان التوجيه القرآني للمؤمنين بعدم اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ... } ولا يخفى عليك أن كثيراً من الذين سقطوا(114/26)
كانت بداياتهم طيبة، بل وجد فيهم من كان مدخله الدعوة والإصلاح والنصح والإرشاد، وكانت النهاية هي الندامة والفساد.
وليس من حق أحد أن يسيء الظن بك أو بذلك الشاب، ولكن من حق كل مؤمن غيور أن يخاف على الشباب من السقوط، وأن يحذر الناس من عواقب المخالفة: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}.
ولا شك أن خوفك من المعصية دليلٌ على ما في نفسك من الخير، فلا تفسدي هذه النية بالاستمرار في المخالفة، فإن الله يمهل ولا يهمل.
وأرجو أن تجدي في أهلك ومحارمك من يحسن الاستماع إليك، ولماذا لا تعرضي همومك على شقيقك الأكبر الذي نتمنى أن يمنحك مع الثقة العاطفة والحب الأخوي، وعليك بمجالس الخيرات وصحبة الصالحات، ونتمنى أن يحرص ذلك الشاب على الارتباط الشرعي بك، فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وإذ لم يحصل ذلك فعليك بالمسارعة بقطع تلك العلاقة قبل أن يصل تأثيرها إلى عبادتك بعد ضررها على دراستك، وثقي بأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وإذا قطعت العلاقة فسوف يتبين لك حقيقة مشاعر الرجل، فإن كان حريصاًَ على الارتباط الشرعي فسوف ترتفع منزلتك في قلبه، وسوف يبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى أهلك وطلب يديك رسمياً، وإن كانت الأخرى فاحمدي الله الذي خلصك ونجاك وحفظك ورعاك.
وأرجو أن تشغلي نفسك بتقوى الله، واجتهدي في ذكره وشكره، وعمري وقتك بالمفيد، وانتبهي لدراستك، واحرصي على حب الله ثم حب رسوله، وابحثي عن دورك في الحياة، واجعلي الإيمان والخوف من الرحمن هو المنطلق، وأكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى المختار.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... الشباب ودور المواقع الإسلامية ... 247310 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(114/27)
أريد أن أستشيركم في أمر محير بالنسبة لي فأنا مشرف على موقع إسلامي يعتني بقضايا الشباب المسلم من إدمان وزواج عرفي وتقصير في العبادات ...إلى آخر هذه المشاكل، وأريد أن أضع في موقعي علم يهتم بالجنس، بمعنى أن يفهم الشاب البالغ معنى البلوغ وكذلك الفتاة، وأن يفهم المتزوج كيف يمكنه أن يتعامل مع زوجته في إطار الشريعة وأيضاً في إطار علمي، فمثلا أضع معلومات عن غشاء البكارة وكيفية المعاشرة الزوجية، ووضع بعض المشاكل الجنسية مع حلولٍ لها، وستكون المصادر التي سأعتمدها هي موقعكم أو موقع الإسلام أون لاين، فهل وضع معلومات كهذه للشباب بمختلف فئاتهم العمرية وعلى اختلاف أحوالهم صحيح؟ أم هل من الأفضل أن أدع ذلك الأمر تماماً،آ أم أجعله في حدود عمرية معينة أي الشاب الذي من سن كذا إلى كذا يقرأ كذا والشاب المتزوج كذا ، أم ماذا أفعل؟
بما أنكم أهل اختصاص فأشيروا علي بما أفعل؟ فمثلاً أنا أريد مناقشة قضية الشذوذ وأسبابها، وكيف آخذ بأيدي الشباب لأن يتم علاجهم من هذه الأمور لا سيما السحاق، وكذلك الاستمناء، وبالفعل كتبت عنه مقالة بينت فيها حكمه الشرعي، وكذلك تناولته من الناحية العلمية مع توضيح لكيفية الاستغناء عنه تماماً .
الذي أريده باختصار استشارة فيما يجب علي فعله في هذا الصدد والسلام عليكم .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فخير الناس أنفعهم للناس، وبشرى لمن كان للخير مفتاحاً وللشر مغلاقاً، وحق لنا أن نفخر بشاب يريد أن يأخذ بأيدي إخوانه، فثبتك الله، ووفقك لكل خير.
لقد سألت يا بني عن أمرٍ عظيم يترتب على الخطأ في معالجته الشر الوبيل، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ولن يخيب من يستشير إخوانه وآبائه .
ولا يخفى على أمثالك أن الله سبحانه وضع هذه الغريزة في الإنسان لغاياتٍ عظيمة، ورسم لها في شريعته طريقاً مستقيماً يضمن صفائها ويجنب المجتمعات أضرارها، فهي صدقة وحسنة إذا وضعت في مكانها الصحيح، وهي عذابٌ ودمار إذا سار صاحبها على خطى الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء ويزين للناس المنكر .(114/28)
ولا شك أن طرح هذا الموضوع في وقته المناسب هو المنهج السليم حتى لا نوقظ عقارب الشهوات من سباتها، ولعل هذا لأمر انتبه له من وضعوا المناهج في بعض البلاد، فجعلوا تدريس موجبات الغسل وفقه الحيض في الصف الرابع أو الخامس تقريباً، ونحن نفضل أن يكون التوجيه للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات بضرورة الحرص على حسن العرض لهذا الموضوع من خلال مادتي التربية الإسلامية التي يتعلم فيها الصبي والفتاة أحكام الطهارة، ومادة العلوم التي يتعرف فيها الأطفال على أعضائهم التناسلية ووظائفها.
كما أن الإسلام دينٌ يحرص على العفة عند الطرح، هذا هو أسلوب القرآن الذي تجد فيه قوله تعالى: {من قبل أن يتماسا}، وقول تعالى: {أو لامستم النساء}، وقوله تعالى: {يسألونك عن المحيض ...}، وقوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطراً}، وقوله تعالى: {أو جاء أحد منكم من الغائط} فعلينا أن نكتفي بالتلويح الذي يغني عن التصريح، ونكتفي بالإشارة إذا أدت وظيفة العبارة .
ولا يخفى على أمثالكم ما وصلت إليه الحضارة الغربية من انحلال نتيجة للعرض المكشوف لمسائل الجنس، وأصبحت هذه القضية مزعجة لأبعد الحدود، وباتت تهدد دور العلم والمعرفة فضلاًَ عن غيرها، حتى صرخ بعض الكبراء عندهم قائلاً: (لا حل أمامكم إلا أن تأتوا بمدرسين من المسلمين ليدرسوا أطفالنا لأن دينهم يحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ).
ولا أظن أن هناك مانعٌ من عرض المسائل العامة وتوجيه الشباب للحفاظ على عفته وطهارته، وبيان خطورة مسايرة تيار الشهوات .
أما بالنسبة لكيفية المعاشرة الجنسية، فذلك ما لا ينبغي طرحه إلا في البريد الخاص ولمن يطلب المساعدة، مع تأكيدنا على أن من علم الطفل كيف يهتدي إلى ثدي أمه وعلم العصفور كيف يطلب رزقه ووضح للبهيمة العجماء كيف تحمي نفسه، فطر النفوس على معرفة كيفية التعامل والتعاطي لهذا الأمر، كما أن الأفضل للزوجين أن يهتديا بأنفسهم إلى الطريقة التي تناسبهم، مع بيان عظمة هذا الدين الذي لم يحدد الكيفية لكنه حدد الخطوط الحمراء، فحرم جماع الحائض في فرجها، وحرم إتيان المرأة في دبرها، وحرم الشذوذ الجنسي لواطاً كان أو سحاقاً، فإذاً على المسلم تجنب هذه الأشياء وتجنب التشبه بالأعداء وتعمير قلبه بالغيرة التي لم يحرم منها الكريم حتى العجماء، فقد فقدها في زماننا طوائف من الكفار والدهماء، وأولئك أضل من الأنعام وأسوأ من أقلت الغبراء وأظلت السماء .
وأرجو أن تعلم أن الإسلام حرص على استخدام القصص في علاج كثير من الأشياء المحرجة، فالإنسان قد يصعب عليه أن يكلم الأبرياء عن بعض الأشياء المحرجة، لكنه يستطيع أن يعرض قصة قوم لوط ويبين عاقبة هذه الفاحشة المدمرة، والتي تعتبر السبب الأول في كارثة الإيدز، ويمكن أن نربي معاني الغيرة من خلال عرض(114/29)
قصة الشاب الذي جاء يستأذن في الزنا، ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية معاني الغيرة في نفسه من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: (أترضاه لأمك ...).
أما بالنسبة للمشاكل الخاصة جداً فليس من المصلحة عرضها للجمهور، ولا مانع من عرضها على صاحب المشكلة في بريده الخاص حتى نحصر الانحرافات في إطارها ومكانها، ولعل هذا هو النظام المتبع في هذا الموقع الذي نشكرك على اختياره، ونزف لك البشرى بفوزه وتميزه على المواقع المشابهة على الشبكة العنكبوتية .
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==================
... تعرفت عليه من موقع زواج وتقدم لزواجي فهل أتزوجه ... 246847 ...
السؤال
أعمل بالسعودية مدرسة كمبيوتر منذ عام ونصف، وأنا منقبة عمري 25 سنة، رغبت في الزواج فسجلت نفسي بموقع زواج، تعرفت منه على شاب 29 سنة يعمل في الجامعة في قسم الحاسب مصري، طلب أن يتعرف علي من خلال موقع الزواج تعارفنا وتقابلنا عند صديق أخوه وهو أخ كريم، استأذنت من أخي أن أقابله وطلب مني أيضا أن أستأذن من والدي فأذن لي والدي، وأخي ووالدي يعلمان أنني تعرفت عليه من ناس عرفونا ببعض فقط، رآني هو رؤية شرعية فرغب بالزواج بي فورا واتصل بأبي وأخي، هو ليس وسيما ولكن فقط يعتبرني أني سأكون ملكه في حياته، وهذا ما دفعني فعليا في الزواج منه، ولكن يأتي سؤالي الآن: هل سينجح زواجي من رجل تعارفنا على بعض عن طريق موقع زواج على النت؟ وهل أوافق فعليا على إتمام هذا الأمر؟ أم أني اخترت طريقة لزوجي خاطئة؟ وقد تعود علي بالضرر في المستقبل؟ وتجرحني هذه الطريقة؟
آسفة للإطالة وأرجو الرد علي أفادكم الله وجزاكم خيراً عني... شكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ haya حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعًا على ذكره وشركه وحسن عبادته.(114/30)
قد سرني إخبارك لشقيقك بالأمر وكذلك والدك، وكم كنت أتمنى أن يذهب معك أخوك في يوم الرؤية الشرعية، فإنك لن تعدمي نصحه ولن تخسري بوجوده، والرجال يحترمون الفتاة التي يقدرها أهلها ويغاروا عليها.
ولا مانع من الناحية الشرعية من تصويب خطأ التعارف عن طريق الإنترنت، وذلك بوضع الأمر في حدود الشريعة، وأرجو أن تحافظي على حجابك وحيائك، واطلبي من أهلك أن يعرفوا عن الرجل الكثير والكثير، واستخيري ربك القدير، واستشيري كل عاقلة من زميلاتك وكل عاقل من أرحامك، فنعم الرأي ما صدر عن المجرب الخبير.
وليس من الضروري أن يكون الرجل وسيمًا ولكن من المهم أن يكون صاحب دين، وأن يكون جماله في أخلاقه، فإن جمال الأجساد عمره محدود ولكن جمال الدين والأخلاق لا يعرف الحدود، وقلَّ أن يجتمع جمال الظاهر والباطن، وكم من مغرور بجمال مظهره والله وحده العليم بما في قلبه ومخبره، وأحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس **** كقنديل على قبر المجوس
فهل تفيد الزينات الموضوعة على القبر إذا كان صاحب القبر من عبدة النيران، ولذلك فإن المرأة العاقلة تركز على صاحب الدين، والأولياء الأمناء يختارون في الخطيب دينه وأمانته وليس ماله ومظهره.
كما أرجو أن تتأكدوا من قدرته على تحمل المسئوليات؛ فإن معظم الشباب الذين يهربون من الحياة إلى عالم الإنترنت غير جادين في رغبتهم في الزواج، ولكنهم يرغبون في قضاء بعض الوقت، وربما خدعوا فتاة بعد أُخرى؛ ولذلك ولعل من المهم والمفيد جدًّا معرفة أحوال أسرته والاهتمام بجانب الترابط والتوافق بين والديه وأرحامه؛ لأن ذلك مؤشر على طريقته المتوقعة في حياته مع زوجته، ومعظم الأزواج الناجحين خرجوا من بيوت مستقرة، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجات.
وقد أعجبني حرصك على عدم إخبار أهلك بأنك تعرفت عليه من خلال الإنترنت ومن خلال مواقع الزواج، وإذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق فلا مانع من القبول به، وأرجو أن تقدمي لذلك بصلاة الاستخارة ومشاورة الصالحات والأخيار من أرحامك، وهذا الأمر بيدك وحدك؛ فاحرصي على ما يرضي الله، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج؛ فاجعلي علاقتك به تحت سمع وبصر أسرتك، واعلمي أن خير البر عاجله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============(114/31)
... كيف نحمي الشباب من خطر الإنترنت؟ ... 246457 ...
السؤال
كيف نحمي الشباب من خطر النت؟ وما هو دوركم من هذا الموضوع المهم جداً والخطير؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمود حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبداية نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء، وأن يثيبك خير الثواب على هذا الاهتمام الطيب الحسن في المحافظة على شباب المسلمين، فإن المسلم أخو المسلم، يحرص على مصلحته، ويحرص على نفعه ونصيحته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم في صحيحه.
وأيضاً فإن هذا السعي المحمود هو داخل ومندرج في الإصلاح في الأرض، وقد أخبر جل وعلا أنه يثيب المصلحين الذين يصلحون ما أفسد الناس كما قال تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}.
ومن هنا نبدأ معك الكلام في أمر حماية المسلمين عموماً من خطر وضرر شبكة المعلومات العالمية، فإن الآية التي ذكرناها، والتي بينت أجر المصلحين وعظم قدرهم، هي نفسها التي تبين أساس الحل وأصوله بأوجز عبارة، وأبلغ إشارة مع الوضوح وعدم التعقيد، فأساس الحل هو التمسك بكتاب الله تعالى، وهذا هو الذي بدأت به الآية: {والذين يمسكون بالكتاب}، فبهذا التمسك، وبهذه الاستقامة على منهج الله يكون حماية الأمة الإسلامية، ليس من خطر الإعلام فقط بل ومن كل خطر، ومن كل بلاء ومحنة، وإيضاح ذلك أن التمسك بكتاب الله يعني إقامة شريعة الله، في جميع جوانب الحياة التي تشمل العقائد والعبادات، والمعاملات والعقوبات والآداب، فمتى ما أقيم شرع الله، وحكم كتاب الله، فإن الحماية الأصيلة، والوقاية القوية، ستكون هي الحاصلة والموجودة، وهذا يعني ضرورة أن يكون هنالك خطوات تتخذ على مستوى الأفراد والجماعات.
فمن ذلك أنه لابد من توعية الأمة عموماً بجميع طبقاتها، من الخطر الإعلامي الذي يقصد إفساد عقائد المسلمين بل وإفساد جميع شؤون حياتهم الدينية والدنيوية معاً، ولابد في هذا من استخدام الوسائل الممكنة ونشرها بين الناس في مدارسهم(114/32)
وجامعاتهم وفي مراكز عملهم، سواء كان ذلك بإقامة المحاضرات والندوات أو عن طريق الشريط الإسلامي أو الكتيبات، ونحو ذلك من الوسائل التي تبين خطر الضرر الإعلامي المنحرف الذي يعمل على هدم كل فضيلة ونشر كل رذيلة، مع التنبيه على وجود مراكز إعلامية هي بحمد الله على النقيض من الإعلام الفاسد، فليس المقصود أن جميع المراكز الإعلامية تقوم بنشر الفساد، بل إن منها ما هو عامل من العوامل القوية على نشر الفساد والرذيلة ومنها ما هو عامل على نشر الإصلاح والفضيلة كما هو معلوم وواقع.
الأمر الثاني: أنه لابد لكل فرد من أفراد الأمة ممن يحملون هم هذا الدين وممن بصرهم الله تعالى بكيد الكافرين والمفسدين في الأرض، لابد لهؤلاء وأمثالهم أن لا يبخلوا بجهودهم الفردية في توضيح هذه الأمور للناس سواء بالمشاركة في الأداء الإعلامي مباشرة أو بالدعوة الفردية بين الأهل والأقارب والمحيط الاجتماعي بحيث يكون الفرد مكملاً لعمل الجماعة، وليس هذا الأمر بالأمر النظري بل هو أمر فعال وإيجابي للغاية، فإن الكلمة الصادقة النافعة في محلها تثمر جهداً عظيماً مكملاً لها في الجهود ومتمماً لسائر العمل.
الأمر الثالث: إيجاد البديل الصالح، وإيجاد الموقع الإسلامي النظيف والعمل على إنشاء مثل هذه المراكز والمشاركة فيها ودعمها بكل جهد ممكن، فإن الناس متى ما وجدوا البديل الشرعي والبديل السليم، فإن كثيراً منهم بحمد الله ينصرف إليه، أو على الأقل فإنه يقلل من ضرر مشاركته في مواقع منحرفة ومضللة تضر الدين والدنيا.
الأمر الرابع: لابد من العناية الكاملة في تحصيل العلوم الشرعية بحيث إن دعوة الناس إلى الهدى وتبصيرهم بطرق الضلال ليتجنبوها، تكون على بصيرة ونور وعلم، لا على مجرد وهم أو خيال، بل الواجب هو تحصيل القدر الذي تؤدى به الدعوة إلى الله في هذا الباب أو ذاك، وهذا يختلف بحسب أحوال الناس وقدراتهم وطبيعة الناس المدعوين، وهذا الأصل قد قرره الله تعالى غاية التقرير بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وهذا هو عينه طريق النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه الذي سار عليه صلوات الله وسلامه عليه.
الأمر الخامس: لابد من التحذير من المواقع المضللة والتي تبث الشبهات وتعمل على التشكيك في دين الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك التي تعمل على نشر الرذيلة والفساد في الأرض، بحيث تعمل على بيان وفضح أهدافهم ولمقاصدهم للناس كما قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}، فلابد إذن من تعريف الناس بالحق وأهله، وتعرفيهم كذلك بالباطل وأهله، وبذلك تتم هداية الخلق.
الأمر السادس: الاعتناء البالغ بتوعية القائمين على تربية الشباب والأطفال وهذا يشمل الآباء والأمهات والمعلمين في المدارس والجامعات ونحوهم فإن الأمانة(114/33)
الواجب حفظها تشمل كل هؤلاء، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرر هذا المعنى غاية التقرير بقوله ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) والحديث مخرج في الصحيح.
الأمر السابع: المثابرة والجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة والقدرة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقبله وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة تفوق الحصر، وإنما المقصود هو الإشارة إلى هذه المعاني عموماً، ولا ريب أن هذا الموضوع هو موضوع جدير بالبحث، وجدير بالطرح المستمر والجاد، وقد أشرنا إلى قواعد عامة، وخطوات ممكنة بحسب ما تحتمله هذه السطور، ونسأله جل وعلا أن يثيبك خيراً على هذا السؤال الكريم، وعلى هذا المقصد النبيل.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
==============
... هل زواج الإنترنت زواج ناجح ... 246311 ...
السؤال
الموضوع يخصني لكنه يبدأ من عند صديقتي.
تطلقت صديقتي ولجأت لي كي أبحث لها عن زوج عن طريق الإنترنت لأنها لم تكن تريد العودة إلى زوجها، بحثت في الإنترنت عن مواقع الزواج فوجدت واحدا وسجلت فيه، قالت لي صديقتي أنها ستعود إلى زوجها ولا داعي للمضي في الموضوع، فنسيت الموضوع كله ولم أعد أفتح الموقع ثانية مع أنني لم أكن مقتنعة تماما بهذه الطريقة في الزواج لكني جاريتها فيما تريد حيث إنه ليس لديها إنترنت.
بعد شهور وجدت رسالة في بريدي من شخص من موقع الزواج ذلك شارحا فيه كل شيء عن نفسه ورغبته في التعرف إلي بغرض الزواج؛ لأنني كنت قد نسيت ذلك الموقع، فسألته من يكون بالتحديد؟ فلم يجب على السؤال وإنما استرسل في الشرح عن نفسه وعائلته، وطلب مني أن أوضح له كل شيء عني فقلت في نفسي ولم لا!؟ قد تكون فاتحة خير.(114/34)
أرسلت له رسالة بها كل شيء عني وعن متطلباتي في زوج المستقبل؛ فأعجب بما كتبت كثيرا وطلب رقمي فأعطيته، وتكلم معي لمدة دقيقتين سألني عن اسمي وعن عملي ثم أقفل الخط على موعد بالتحدث ثانية.
بعد ذلك اختفى فلم يتصل ولم يرسل، وانتظرت أياما ربما يتصل لكنه اختفى؛ فاعتقدت أنه غير رأيه أو لم يعجبه شيء مما قلت فصرفت النظر تماما عن الموضوع وقلت أن زواج الإنترنت لا ينفع.
بعد ذلك بشهرين وأسبوعين وجدت منه رسالة يهنئني فيها بعيد رمضان ويخبرني أنه كان في رحلة عمل في الخارج استغرقت كل هذا الوقت، أرسلت له رسالة أبدي فيها غضبي وأخبره بأنه كان يجب أن يخبرني بسفره لأنني اعتقدت أنه غير رأيه، فقال أنه لم يغير رأيه، وأنه يأسف لما حدث ولن يكرره أبدا، وطلب مني استئناف المعرفة وصولا للزواج فوافقت.
طلب مني صورة، فقلت إنني لا أرسل صوري لا في النت ولا غيره، فقال إنه يحترم رأيي ذلك وطلب مني تحديد موعد مع أبي ليخطبني، فطلبت مهلة أسبوعين كي أرتب الموضوع مع أبي، وسألته ماذا يريدني أن أقول لوالدي؟ فقال قولي له الحقيقة، أي أقول له أننا تعارفنا عن طريق النت فوافقت.
الآن أريد أن أعرف هل زواج الإنترنت ناجح؟ مع العلم أنه لم يتم بيننا أي تبادل رسائل غرامية ولا محادثات تلفونية غير محادثة واحدة فقط، وكل معرفتي به لا تتعدى الأسابيع، وسرعان ما طلب تحديد موعد للخطبة، هل ما أفعله صحيح؟ وهل هذا الموضوع محفوف بالمخاطر؟ وهل عواقبه وخيمة؟ أريد إجابات وافية لأنه عازم على الزواج وأنا خائفة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ ورود حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبداية نستطيع القول بأن كل ما حدث لك هو بحمد الله قد حصل بتقدير من الله ودون أي قصد منك، فإنك لم تكوني قاصدةً البحث عن زوج لنفسك بل تقصدين بذلك مساعدة صديقتك المطلقة، ولا ريب أنك بإذن الله مأجورة على إعانتها، فإن هذا العمل من جنس التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به، كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.(114/35)
وأيضاً فإنك بحمد الله لم تقعي في الخطأ الذي تقع فيه كثير من الفتيات، حيث يقمن بإرسال صورهن إلى رجال مجهولين، لا يعرفن حقيقة مقاصدهم، ولا يعرفن أيضاً ماذا يمكن أن يحدث نتيجة حصول هؤلاء الرجال على الصور والعناوين والأسماء، فالحمد لله الذي وفقك إلى هذا الموقف الطيب السليم، مضموماً إلى أنك قد طلبت من هذا الشاب أن يأتي الأمر من بابه المعروف، وهو خطبتك من والدك على الطريقة الشرعية المتعارف عليها، فكل هذه الأمور تعين بإذن الله تعالى على حصول المقصود وتجنب أي ضرر أو مشكلة قد تقع في مثل هذه الاتصالات.
والمقصود أن محاولتك الحصول على زوج صاحب دين وخلق هي محاولة شريفة وقد تمت بحمد الله بأسلوب غير محرم، بل قد حصل المقصود من تعريف هذا الرجل بمنزل أهلك ليتقدم لخطبتك على الوجه الشرعي السليم فالذي يناسب حالك ووضعك هو أن تقومي بإخبار والدك بحقيقة كل ما حصل وعن رغبة هذا الرجل في التقدم لخطبتك، وبعد ذلك يقوم والدك بمكالمة هذا الشاب ليرتب معه موعد اللقاء للتعارف ولرؤية كل منكما الآخر في منزلكم على الوجه المتعارف عليه.
غير أننا نود لفت نظرك إلى مجموعة أمور:-
الأول: أن موافقتك أنت وأهلك على استقبال هذا الرجل لا تعني أبداً أنها هي الموافقة النهائية، بل المعنى أن هذا لقاء للتعارف بين أهلك وبين هذا الشاب ليتعرفوا عليه ثم بعد ذلك ليسألوا عنه وعن دينه وخلقه وطبيعة عمله وكل ما يتعلق بأمور الزواج المعتبرة.
الثاني: لا بد من التمهل في اللقاء بينك وبين هذا الشاب بحيث إن اللقاء بينك وبينه قد يتم تأجيله إلى حين سؤالكم عن حال هذا الخاطب، وبعد اطمئنانكم إلى كونه صالحاً صاحب خلق يتم اللقاء بينكما.
3- لا بد من الانتباه إلى أنك بحاجة إلى مراعاة التوسط في صفة الخاطب الذي يتقدم إليك، فحاولي أن تكوني متوسطة في المعيار الذي تطلبينه في زوج المستقبل، بحيث يكون الأٍساس الذي لا يمكن التنازل عنه هو الخلق الحسن، والاستقامة في الدين، وما سوى ذلك من الشروط فإنها قابلة للتنازل عنها أو على الأقل التساهل في بعضها، فإنه لا يخفى عليك أنك بحاجة إلى الزوج الصالح وأن سنك لا تتيح لك كثيراً من الفرص، فعليك باغتنام الفرصة المناسبة متى ما توفرت، ولكن أيضاً مع الحذر والتمهل وعدم العجلة في إتمام العقد دون تثبت من حال هذا الخاطب.
4- لابد أيضاً من الانتباه إلى أن المقصود قد حصل من معرفة هذا الخاطب بعنوان أهلك، فالذي ينبغي فعله هو ترك المجال لوالدك لإتمام الأمر، وذلك بالكلام الواضح والصريح والدعوة إلى اللقاء دون غموض أو تعقيد، فلابد من الحذر الكامل في التعامل مع الرجال، فإن كثيراً من الناس ممن قل دينهم، وفسدت نواياهم يستخدمون(114/36)
مثل هذه الأساليب ليصطادوا بها الفتيات الغافلات ويوقعونهن في شباكهم، فالواجب هو الحذر وأخذ جانب السلامة وذلك بترك التعامل مع هذا الشاب وإحالة الأمر إلى الوالد أو من تثقين به من أهلك ليتم الأمر على أحسن الأحوال وأسلم النتائج.
5- عليك بكتمان هذا الأمر الذي تم عن جميع من تعرفين من الأخوات والصديقات، إلا من كان هنالك ضرورة لإخباره كالوالد مثلاً، فإن هذا أفضل من أن يشاع عنك أنك ممن تسعين للزواج من خلال مواقع الإنترنت، سواء تم زواجك من هذا الرجل أولم يتم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
6- عليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى ربك الذي يعلم سرك ويعلم بنيتك في طلب الحلال والسعي في الحصول على الزوج الصالح، فإن الدعاء هو سلاح المؤمن، وإن ربك قريب لطيف كريم يجيب دعوة الداع قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ).
ونسأل الله تعالى لك التوفيق الفلاح وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك ويقر عينك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
==============
... أتعرف على أناس عن طريق النت فكيف أعرف صدقهم ... 245512 ...
السؤال
أتعرف على عدة أناس في النت، كيف يمكن لي أن أتعرف على مدى صدقهم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن (( النت )) ليس طريقاً مشروعاً للتعارف خاصة مع كثرة الذئاب البشرية، فلا تلهثي وراء السراب ولا تنخدعي بحيل الشباب، واعلمي أن الصادق هو الذي يحترم(114/37)
نفسه ويأتي البيوت من الأبواب، ويصون عرضه، ويخاف من العقاب فإن الله بحكمته ينتقم ممن يتلصص على الأعراض، وليس للفتاة أن تتخذ الأصدقاء والأخدان من الشباب.
وقد أدمن بعض الشباب واستمرأ خديعة الغافلات بمعسول الكلمات، وقد ساعدهم على ذلك خلو البيوت من العواطف والاهتمامات، وانشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم والبنات.
ونحن ننصحك بسرعة التوقف عن محادثة الشباب مع الحرص على صاحب الدين والأخلاق إذا قصد العفاف وطرق الأبواب، وخير ما يختبر به صدقهم هو أن نطلب منهم المجيء إلى بيوتنا واتخاذ خطوات عملية تدل على صدق العزيمة وكمال الرغبة في الارتباط، وعند ذلك سوف يتبين لنا من هو الصادق من الشباب، وسوف يهرب أكثرهم لأنهم عابثون وذئاب، يلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا صالحة كلموها عن الصلاة والصلاح، وإن وجدوا غافلة أسمهوها الأغاني وحدثوها عن الفنانين والفاسقات واستدرجوها إلى طرق الغواية والضياع.
ولا داعي للعجلة وسوف يأتيك ما قدره لك الكريم الوهاب، ولا خير في زواج يبدأ بمخالفة رب الأرض والسموات، ومتى كان الأخيار رواداً لسوق الشيطان وهل يرضى شاب فيه خير أن يكلم امرأة أجنبية وراء ظهر آبائها والأمهات؟ فاتق الله في نفسك واشغلي نفسك بالخير والذكر والقرآن واعتبري بما حدث لكثير من الفتيات عندما سلكن هذا الطريق فحصدن الندامة والخسران.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... أعاني من ضعف شديد أمام شهوتي القوية فهل من دواء لإضعافها ... 244931 ...
السؤال
السلام عليكم.
أحب زوجتي كثيرا، وهي إنسانة مثالية، مشكلتي أن في قلبي ضعفا تجاه النساء عامة وأسعى لإقامة علاقات جديدة دائما لفترة بسيطة ثم أترك تلك العلاقة، وأغلبها علاقات تليفونية أو عن طرق النت فقط.(114/38)
أجد ضعفا شديدا في نفسي ولا أستطيع التوقف وأحاول جاهدا التوقف بلا فائدة، علما بأنني أعتبر شبه مثالي في باقي مناحي الحياة اجتماعيا ودينيا، هل من دواء للشهوة الزائدة غير المبررة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي ساهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا وقبل أن نبدأ الكلام في هذه المشكلة التي أنت واقع فيها، نود أن نسألك وبدون مقدمات: هل تحب أن تكون زوجتك التي تحبها صاحبة علاقات برجال آخرين غيرك؟؟ هل تحب ذلك؟! هل ترضى أن تكون زوجتك امرأة خائنة تخونك في الخفاء، وتقيم العلاقات المحرمة سواء بالهاتف أم بالمقابلات الشخصية، ثم هي بعد ذلك تتظاهر أمامك بالأمانة والوفاء والصدق والتفاني في احترام الحياة الزوجية؟! إنها إذن صورة عجيبة! أن ترفض هذا التصرف، وأن تأبى هذا الفعل من غيرك، ثم ترضاه أنت لنفسك!
ونقول لك أيضا – يا أخي – ألا تخشى أن ينتقم الله منك فيسلط الله عليك من يغوي زوجتك، أو يفسد أعراض بناتك أو أخواتك أو بعضاً من أهلك؟؟ ألا تخشى من أن يجازيك الله بنفس الفعل الذي تفعله مع غيرك؟؟ مع أنك تعلم أن الجزاء من جنس العمل، وقديماً قالوا ((كما تدين تدان)).
وأيضاً فأين تقوى الله؟! وأين الحياء من الله؟! وأنت العبد المسلم الذي يقف بين يدي الله متذللاً خاشعاً، ثم بعد ذلك يجلس الأوقات تلو الأوقات في مكلمات وهمسات لا ترضي الله تعالى بل هي مخالفة لأمره جل جلاله، فانتبه إذن – حفظك الله تعالى – انتبه لئلا تكون ممن قال الله فيهم: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}، ويقول الله تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}، فهل تحب يا أخي أن تكون ممن لا يستحيون من الله، وممن يستهينون بمراقبة الله وبصره بهم؟!! إذن فعليك أن تبادر إلى تدارك نفسك.
وأيضاًَ فتخيل لو أن الله رفع ستره عنك وفضحك فاكتشفت زوجتك هذه الأعمال التي تفعلها، كيف سيكون موفقك أمامها؟! وكيف ستكون نظرتها لك بعد ذلك؟! وأيضا فتصور لو انتشر هذا الخبر بين الناس الذين يحترمونك ويقدرونك! كيف سيكون لك عين تواجههم بها بعد ذلك؟ فاتق الله إذن في نفسك، واتق الله في زوجتك وأهلك وذريتك واتق الله في بنات الناس وأعراضهم، فهذا هو الدواء لمرضك، وهذا هو(114/39)
الشفاء في متناول يديك، إن شفاءك هو التوبة الصادقة الخالصة التي سماها الله تعالى بالتوبة النصوح، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم}، وأيضاً فعليك بالمبادرة إلى التوبة وعدم تأخيرها، فقد بين الله تعالى أن الإصرار على المعصية هو من الظلم البين، ومن الذنب العظيم كما قال تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
والمقصود أن غض بصرك عن الحرام هو أول مراتب الشفاء من مرض الشهوة المحرمة، فإنك إذا ما حافظت على غض البصر حصل لك الاعتدال المطلوب في الشهوة، مضموماً إلى رضا الله وإلى حلاوة الإيمان ولذة الطاعة التي يجدها المسلم بغض البصر عمل حرم الله، وعلى افتراض أن تقع لك نظرة عابرة تؤدي إلى تحرك النفس فعلاج ذلك هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه) الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى أن الإنسان إذا وقعت عيناه على امرأة لا تحل له، فتحركت شهوته لأجل ذلك، فعليه أن يصرف بصره، وأن يأتي زوجته فيعاشرها ليدفع الشر عن نفسه، وليضع شهوته في المحل اللائق بها.
فعليك إذن بالاستعانة بالله على ترك هذه المعاصي، وأن تتقي الله في سرك وفي علانيتك، فإن تقوى الله هي مفتاح الخير والفرج، وهي اللذة الحقيقية للمؤمن الذي يوقن بلقاء ربه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
==============
... أعاني من فراغ عاطفي يتبدد عندما أتحدث مع أناس في الإنترنت ... 244918 ...
السؤال
أعاني من الوحدة رغم أني أحب عملي وإتقانه إلا أنني أعاني من الوحدة، وخاصة الوحدة العاطفية، وأشعر أني تعيسة وحزينة، وفي وسط ذلك يظهر الإنترنت بكل مغرياته ومعلوماته، وأيضا التحدث أو الفضفضة، وكأني عند طبيب نفسي، أتحدث مع أشخاص لا يعرفونني، قد أختار أشخاصا على قدر من الخلق والأدب وأشعر أني شخصية أخرى مرحة ومتفائلة كأن ظلامي يتحول إلى نور، أشعر أن هناك من يسأل عني ويهتم بي ويترك لي رسائل، السؤال هنا هل هذا لا يعتر عيبا أو حرام؟ لكن ما هو الحل البديل؟
الجواب(114/40)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الشيطان لا يدعو إلى الشر مرة واحدة، ولكنه يتدرج مع الإنسان خطوة فخطوة، ويزين له الشر ويخدعه بالبدايات المقبولة ثم ينقله إلى النهايات المرذولة.
ولا يخفى عليك أن معظم ضحايا "شيطان نت" كما يحلو لبعضهم أن يسميه دخلوا بنية طيبة وببراءة واضحة، ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم في الهاوية، وذلك لأن الذئاب البشرية تلبس لكل حال لبوسها، فإن وجدوا فتاة متدينة نصحوها وكانوا لها من الواعظين حتى يسقطوها في شراكهم، وإن وجدوا فتاة تحب الغناء دخلوا عليها من هذا الباب.
ونحن ننصحك بضرورة الاستفادة من أوقات الفراغ وتجنب الوحدة والبحث عن رفيقات صالحات، وحبذا لو كان سبب الترابط هو تعلم كتاب الله وحضور مجالس العلم والخير وسوف تجدين هناك من الصالحات من تكون لك أماً في الحنان وأختاً في المودة وبنتاً في الاحترام.
ولا تظني أن ما تشعرين به من سعادة في الإنترنت سوف تدوم؟ وكم من فتاة انقلب فرحها إلى ترح وسعادتها إلى شقاء مستمر، ومتى كانت المعصية وسيلة للسعادة؟ ((ولاشك أن الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج)) فقد تخسر الفتاة عفتها وسمعتها وربما أدمنت الشر فكان ذلك سبباً في شقائها، فكوني حذرة فإن الشباب يخدعون الفتاة حتى يأخذوا منها أحوالها وعنوانها وصورها ثم تبدأ مرحلة التهديد بالفضيحة إذا لم تستجب لنزواتهم وشهواتهم وعندها تجد المسكينة نفسها أمام خيارين أحلاهما مر.
فاتقي الله في نفسك وحافظي على سمعتك وشرف أسرتك، وتوقفي فوراً عن الكلام مع الرجال الأجانب وتذكري أن الشيطان هو الثالث.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... ما هي العادة السرية(114/41)
... 243233
السؤال
من بعد مشاهدتي لأحد البرامج، وقد كان يناقش هذه الظاهرة الغريبة، بالنسبة لي لم أجد أحدا يجيب على سؤالي خصوصا وأنه محرج، فأرجو منكم الإفادة، فقد قيل إنه يوجد عادة سرية للبنات والصبيان.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعل لك من اسمك نصيبا وأن يزيدك حياء وعفة، وأن يحفظك من وساوس النفس والشيطان.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي تسألين عنه أمر محرج حقاً خاصة بالنسبة للفتيات ورغم ذلك سوف أبينه لك - إن شاء الله- واثقاً من أنك ستكونين عفة عفيفة ولن يضحك عليك الشيطان ويوقعك في الحرام.
العادة السرية سميت بهذا الاسم لأنها تتم في السر بعيداً عن أعين الأهل حيث يحرص من يفعلها ألا يراه أحد من الناس وذلك لأنها معصية قذرة محرمة تدمر صحة الإنسان وعقله، ومع الإكثار منها قد يصاب بالجنون أو غير ذلك ويزهد في الحياة الزوجية الطبيعية ويتحول إلى شاذ من الشواذ، فهي عملية سرية يقوم به الشخص ذكراً كان أو أثنى بقصد إشباع الشهوة والرغبة الجنسية لديه، وذلك باستخدام يده أو بعض الأدوات الأخرى التي تثيره جنسياً.
وهي أخطر على الفتاة منها على الشاب نظراً لإمكانية فقد غشاء البكارة ويصبح عندها موقف الفتاة في غاية الإحراج حيث ستفقد عذريتها وقد لا يصدقها أحد بأن هذا كان نتيجة هذه العادة المحرمة، وإنما قد يتهمونها بأن لها علاقات محرمة مع الرجال وأنها لا تصلح زوجة لأنها غير عفيفة، ولعلك لو اطلعت على رسائل بعض الفتيات عندنا بالموقع لوجدت أن بعضهن رفضن العشرات من الأزواج خوف الفضيحة وظهور الأمر الذي قد يدمر شرف الأسرة ويمرخ كرامتها في التراب.(114/42)
فهي فعل يزينه الشيطان ويحببه للإنسان حتى يتدمر تماماً أو يصاب ببعض الأمراض أو لا يفكر في الزواج مطلقاً لأنه أصبح مدمناً لهذا الفعل المحرم، ومن هنا فإن الشرع حرمها حرمة شديدة وجعلها من المعاصي التي تحتاج إلى توبة وإقلاع، والطب أيضاً أثبت ضررها وخطرها على جسم الإنسان، ولذلك نجد التحذيرات منها قوية في المجتمعات المتدينة.
وبعد هذا ابنتي عفة، الواجب عليك أن تحذِّري من يتكلم معك من الفتيات من خطرها الصحي وأنها حرام شرعاً وأن الله جعل للرجال والنساء طريقاً واحداً للإشباع الجنسي ألا وهو الزواج الشرعي المبارك، وما سوى ذلك فلا يجوز للإنسان مطلقاً أن يعبث بأعضائه الجنسية بقصد المتعة؛ لأن ذلك مما لا يجوز شرعاً ويدمر البدن.
حفظك الله وحماك وسائر المسلمين.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============== ...
... أحببت شابا ويريد أن يتواصل معي لكن نخشى الله ... 242978 ...
السؤال
كنت على علاقة حب شريفة جدا مع شخص من نفس سني، وفيه كل الصفات الجميلة من التدين والتخلق منذ عامين ونصف، ثم افترقنا منذ نصف سنة بحجة صغر السن وعدم الوقوع في الحرام، لكن طباعه تغيرت إلى الأسوء، ولكنه استدرك نفسه مؤخرا وصار متدينا من جديد.
وهو متردد الآن في إعادة العلاقة، ولكنه لم يتجرأ على مصارحتي، ما زلت أحبه وأتمناه زوجا ولكن عدة أسباب تمنعني:
1- عزة نفسي.
2- دخول الشك بيننا.
3- أنا على وشك أن أكمل دراستي وهو لا.
4- اضطراب شخصيته.
5- والأهم لا أريد أن أغضب الله.
لقد استخرت الله سبحانه وتعالى قبل بدء العلاقة، والآن كذلك، ودائما أدعوه للهداية، أنا محتارة فيما أفعل؟
الجواب(114/43)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يثبتك على الحق.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنني أحمد الله حمداً كثيراً أن أكرمك بنعمة الالتزام والحرص على طاعته ورضاه، فهذه نعمة من أجل النعم وهي من علامات محبة الله لك؛ لأن الله إذا أحب عبدا صانه من الوقوع في المعاصي وحال بينه وبين المعصية، فاحمدي الله على هذه النعمة وحافظي عليها.
واعلمي أن العبرة بالخواتيم، فاحرصي على أن تظلي دائماً على طاعته وكوني حذرة من الشيطان وكيده وتزيينه، وأي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين عن بعض لابد وأن يعتريها بعض التجاوزات والمخالفات مع الزمن، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل حتى وإن استمرت العلاقة نقية طاهرة لسنوات.
ونظراً للأسباب التي ذكرتها فإنني أرى إيقاف هذه العلاقة نهائياً حتى تنتهي من دراستك وتصبحي مهيأة لاستقبال الزوج المناسب وعندها ستجدين الكثير سواء كان منهم هذا الشاب أم لا، فتفرغي الآن لما أنت فيه ولا تشغلي بالك بغير ذلك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================
... كيف يتم عد الحيوانات المنوية ... 242963 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
إني كنت أمارس العادة السرية، وقد ابتليت بها من 5 سنين، وكنت أمارسها بشراهة ثم عوفيت منها بفضل الله تعالى، ولكن هل يمكن أن تتسبب هذه العادة في حدوث عقم مثلا؟ وهل يمكن إذا ظللت تاركا لها لعدد من السنين أن يعود الجسم لحالته الأصلية؟
أما السؤال الثاني فهو عن التقنية التي عن طريقها يتم عد الحيوانات المنوية.
وجزاكم الله خيرا.(114/44)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية نُقدر فيك شجاعتك وقوة عزيمتك على التخلص من هذه العادة السيئة، ونطمئنك بأنه عند التوقف عن العادة السرية ومع مرور الوقت تعود الأمور إلى طبيعتها بإذن الله، ويسترد الإنسان صحته وعافيته البدنية والذهنية ، ويشعر بالراحة النفسية، ويتخلص من القلق والاكتئاب، لذلك عليك بالاطمئنان والسكينة، والإصرار على عدم الرجوع إلى هذه العادة.
بالنسبة لعدد الحيوانات المنوية يتم عد الحيوانات المنوية تحت المجهر، وعدد الحيوانات المنوية الطبيعي يجب أن لا يقل عن 40- 60 مليون لكل سم مكعب من السائل المنوي، وهناك صفات أخرى يجب أن تتوفر في السائل المنوي السليم ، مثل اللزوجة، والحموضة، والحركة، والأجسام المضادة، كل ذلك يجب معرفته للتأكد من سلامة السائل المنوي.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أسعد المصري
=============
... أحب الجنس وأخاف من الاقتراب منه ... 242915 ...
السؤال
أنا طالب جامعة، ومحافظ نوعا ما، أحب الجنس وأخاف من الاقتراب منه، فماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا..وبعد،،،(114/45)
فإن مُتعة النكاح من النعم العظيمة على الإنسان وقد حُبب لرسولنا صلى الله عليه وسلم الطيب والنساء، وجعلت قرة عينه في الصلاة، ولذة الجماع من النعم التي أعدها الله لأهل الجنة، وقد أعد الله لأهل الجنة ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وصدق الله: { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} لكن الجنة بحورها وحبورها ونعيمها وظلالها لا تكون إلا لمن اجتهد في عبادة ربه وحرص على ما يرضيه، وكان من الذين مدحهم الله فقال في مدحهم { قد أفلح المؤمنون ....} ثم ذكر أوصافهم فقال: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين .....} إلى أن يقول سبحانه: {أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.
ونحن ننصحك بعدم الاقتراب من الجنس إلا بالحلال، فإن الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وخيرٌ لك أن تخاف، فإن من خاف سلم، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة، ولكن ينبغي أن يكون الخوف من الله لا من الفضيحة ولا من المرض ولا من الناس، واجعل مراقبتك لمن يعلم السر وأخفى، وخوفك ممن أعد للظالمين ناراً تلظى، واجتهد في الابتعاد عن الحرام، وابتعد عن مواطن النساء، واشغل نفسك بطاعة الله، فهي خير عونٍ لك على النجاح والفلاح، ولا تعوّد نفسك إطلاق البصر، فإنه كما قال الشاعر الحكيم:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها ** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
واعلم أن الله قال في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون} ولاحظ كيف ربطت الآية بين غض البصر وحفظ الفرج وطهارة النفس، فإن غض البصر وسيلة إلى حفظ الفرج، وهما وسيلة إلى طهارة النفس، فإن الوقوع في الفواحش لا يوصل إلى الإشباع لكنه يتسبب في السعار ويشعل الأزمات النفسية، ويجعل عرض الإنسان عرضة للمعتدين، فإن الجزاء من جنس العمل، فإذا كنت لا تحب الشر والعار لأختك وأمك وكل قربياتك فاجتهد في صيانة أعراض الآخرين.
وتجنب الكلام مع البنات والخلوة بالأجنبية، فإن الشيطان هو الثالث، وحافظ على دينك وحياءك، واجتهد في إعداد نفسك للزواج، فإن الله شرعه وحرم السفاح، وأكثر من اللجوء إلى الله، واحرص على تقواه، فإنه يتولى الصالحين، ويدافع عن المؤمنين ويكون في معية المتقين.
والله ولي الهداية والتوفيق,,,(114/46)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... وقعت في أوحال الأنترنت فكيف الخروج منها ... 242799 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
إنني شاب أحب الالتزام، وأسأل الله أن يرزقنيه، سافرت إلى أوروبا من أجل الدراسة ولكن هناك تحولت حياتي إلى كابوس، اضطررت أو فضلت السكن وحدي وكانت المصيبة، في البيت جهاز تلفاز، صرت أشاهد الأفلام الإباحية، بقيت على ذلك الحال فترة من الزمن لا أدري ماذا أفعل حتى تمكنت يوما من الأيام من تكسير التلفاز؛ فاستبشرت بذلك خيرا إلا أن نفسي قد شابها شيء من ذلك الخبث، فكنت أمارس العادة السرية مرة كل أسبوعين تقريبا، وظل الحال على ذلك لفترة من الزمن مع أني وللأسف أحسب على الشباب الملتزم وأنا لست كذلك.
وبيوم من الأيام أجبرتني الظروف الدراسية على اقتناء جهاز حاسوب والاشتراك في الأنترنت، وكفى بالأنترنت شر جليس لمغترب يسكن منفردا فقد أرداني في وحل، ففكرت في حل جذري للمشكلة وهو الزواج، فتعرفت على فتاة أعجبت بها أيما إعجاب، ولكن أفرادا من عائلتي عارضوا الفكرة لتخوفهم من بقائي في أوروبا لصعوبة إقناع الفتاة بالذهاب إلى بلدي الأم، ومن يومها لست أدري ماذا أفعل للتخلص من ذلك الداء العضال خاصة وأني قد اقتنعت بعدم جدوائية الزواج لأني أجده زواجا فاشلا، فأرشدوني جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...وبعد،،،
فإن الوحدة شر، والشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا خير في جليس السوء، فإن صداقة الأشرار تُعدي كما يُعدي الصحيح الأجرب، ولا حل أمام المؤمن في غربته إلا أن يكون مع رفقة صالحة؛ تذكره بالله إذا نسي، وتعينه على طاعة الله إن ذكر، كما أرجو أن تكون على صلةٍ بالمراكز الإسلامية موطن الأخيار وقبلة المحتار.(114/47)
وأنت الآن في شهر الصيام الذي يترك فيه الناس طعامهم والشراب، وإذا كنت بالأمس قد تخلصت من التلفاز فذلك دليلٌ على أن فيك إرادةٌ قوية سوف يزيدها الصيام قوة، ويضيف إليها روح المراقبة لله الذي تركت الطعام والشراب لأنك تشعر أنه ناظرٌ إليك مطلع عليك لا تخفى عليه خافية، فكيف تعصيه وهو يراك؟! ولماذا تتخفى من الناس ومعك من لا يفارقك؟! فاجعل خوفك ممن يعلم السر وأخفى، واجعل حياؤك ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكانٍ لا يراك فيه، واخرج عن أرضه، ولا تأكل من رزقه، ولا يستطيع إنسانٌ أن يفعل ذلك، ولذلك فمن واجبنا أن نتقي الله عز وجل حيثما كنا، وإذا أحسن الناس بك الظن وعدوك من الشباب الملتزم فاجتهد لتكون عند حسن ظنهم، واصعد في سلم التقوى والطاعة لله، واعلم أن الناس يعلمون ظاهرك والله لا تخفى عليه خافية.
ولا شك أن الإنترنت هو مصيبة المصائب إذا أساء الإنسان استخدامه، ولا بد للمسلم أن يبتعد عن مواقع الشر، ويراقب الله تعالى .
أما الزواج فهو الحل النهائي لمشكلة الشهوات، وخاصةً بالنسبة لمن يكتفي بالحلال ويطيع ذو العظمة والجلال، ويحسن الاختيار، ويجعل الدين والأخلاق هي الميزان.
أما تخوف الأهل من زواجك من الأجنبية وخشيتهم من بقاءك هناك في بلاد الشهوات، فهذا هو عين الحق الذي يتضح لكل من عرف أحوال تلك المجتمعات، وراجع معظم الزيجات التي تمت بهذه الصورة، ووقف على المشاكل والخلافات التي ترتبت على تلك العلاقات والآثار المدمرة التي كان ضحيتها البنين والبنات، فكم من رجلٍ حاول الهروب بأولاده إلى دياره فعجز! وكم من شابٍ شاهد أبناءنا ينحرفوا ويتنصروا وهو لا يستطيع أن يحرك ساكناً!
ونحن ننصحك بالزواج من فتاةٍ مسلمة صاحبة دين وأخلاق لتكون عوناً لك على طاعة الله، ويفضل أن تختارها من بلدك وبيئتك؛ فذلك أدعى للوفاق، وعون لك على طاعة الوالدين بعد طاعة الكريم الوهاب.
وليس من المصلحة تأخير الزواج، وليس من مصلحتك البقاء طويلاً بين أظهر المشركين، فاطلب لنفسك بيئة الخير ورفقة الخير، واغتنم مواسم الخير، واعلم أن الله يمهل ولكنه لا يهمل، فاتق الله في نفسك، وجدد توبتك وعزمك، وتوكل على الحي الذي لا يموت، واحرص على كثرة الدعاء، والزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي المختار.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.(114/48)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
... أعاني من شهوة جنسية شديدة تبعدني عن طريق الله ... 242425
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجوكم ساعدوني:
شهوتي الجنسية شديدة جدا، وهي تبعدني يوما بعد يوم عن العبادة والطريق المستقيم؛ لذا فأنا أستنجد بكم وأنتم أملي الأخير بعد الله عز وجل، وإليكم بعض الأفعال التي أفعلها وأستحي من ذكرها إلا أنني مضطر إلى ذلك:
* مشاهدة الأفلام الإباحية.
* أمسك فتاة ذات العشر سنوات وأجعل أجهزتنا التناسلية متلاصقة.
* التحدث مع الفتيات عبر الماسنجر خلوة.
* الصلاة المتقطعة.
* الكذب على الناس وعلى الأهل.
* ...
لا أظن أن هذا السؤال سيلقى، لا أعرف إن كان السؤال سيلقى منكم استجابة أو إهمالا، لكن أملي فيكم وفي الله كبير.
أرجوكم ساعدوني فأنا في أزمة نفسية خطيرة بالنسبة إلي.
والسلام عيكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ملحوظة: أرجو أن تبعثوا إلي بوصلة الجواب وليس الجواب لأن كمبيوتري لا يدعم العربية.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسددك، وأن يقيك من شر سمعك وبصرك ولسانك ومنيك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإن الإنسان إذا صبَّ الوقود على النار ازداد اشتعالاً، وكذلك الشهوة الجنسية تشتعل وتتحول إلى سعار إذا شاهد الفتى الأفلام الخليعة واقتنى المجلات الوضيعة، وتحدث(114/49)
مع الفتيات، وأطلق بصره في الغاديات والرائحات، وخالف بذلك رب الأرض والسماوات {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}[النور:63] وهذه بعض النصائح المهمة:
1- عليك بمراقبة الله والخوف منه، وتذكر أن نظره إليك أسرع من نظرك إلى النساء، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل.
2- غض بصرك وما أحسن ما قاله الحكيم:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عادٍ بالضرر
وقد قال سبحانه في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون} [النور:30].
3- تجنب الخلوة بالأجنبية؛ لأن الشيطان هو الثالث، فإن الله سبحانه لم يقل لا تزنوا، وإنما قال سبحانه: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً}[الإسراء:32] وقال: {ولا تقربوا الفواحش} [الأنعام:151]؛ لأنه سبحانه أراد أن يسد الطرق الموصلة إلى هذه الكبائر التي هي أعظم الذنوب بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله.
4- الخوف من انتقام الله ممن يعبث بأعراض الآخرين؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وقد أحسن الشافعي في قوله:
يا هاتكاً حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة لست غير مكرم
لو كنت حرّاً من سلالة ماجد *** ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
إن الزنا دَيْنٌ فإن أقرضته *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزن في بيت امرئ بألفي درهم *** في بيته يُزنى بغير الدرهم
من يزنِ يزن به ولو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
فاتق الله في نفسك ولا تُفسد بنات الناس؛ فإن صاحبة العشرة أعوام قد تكون بالغة، وهي على كل حال عاقلة مميزة تعرف ما تفعله بها وتتأثر به وتتضرر منه، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه والعياذ بالله.
فتُب إلى الله الذي يمهل ولا يهمل، واعلم أن الجبار يعفو لكن إذا لبس العبد للمعصية لبوسها فإنه يغضب عليه وينتقم منه.(114/50)
5- ترك الكذب فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، والمؤمن لا يكون كذاباً، وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم عن رجل كذبة تغيَّر عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة.
أما تركك للصلاة فهي مصيبة المصائب؛ لأنك مريض ترفض تناول الدواء، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فواظب على صلاتك وتُب إلى ربك، واعلم أنه يعلم السر وأخفى.
ونحن لا نهمل أسئلة أبنائنا الشباب، لكننا نطمع في الاستجابة وسرعة الإنابة؛ لأننا نخاف على أبنائنا وأنفسنا من غضب الله.
وأنت الآن في شهر الصيام الذي يترك فيه الناس طعامهم وشرابهم لله حتى يتدربوا على تقوى الله التي تعلمهم ترك الذنوب الصغيرة والكبيرة، ولا بد من المسارعة بما يلي:
1- التوبة النصوح.
2- البعد عن رفاق المعصية.
3- تجنب الأفلام الخليعة.
4- ترك الخلوة بالأجنبية مهما كانت صغيرة.
5- المواظبة على الصلاة ومجالسة الصالحين.
6- وضع أجهزة الاتصال في مكان عام وصالة مفتوحة.
7- ممارسة الرياضة، وتجنب الوحدة، وشغل النفس بالمفيد.
8- غض البصر، والامتناع عن مقدمات الزنا والفواحش.
نسأل الله لك الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================ ...
... ما سبب بزوغ رغبة جنسية شديدة عند الإنسان ... 242189 ...(114/51)
السؤال
السلام عليكم.
لدي سؤال، لماذا يجتاح الإنسان شعور جنسي قوي؟ أي أنه يريد أن يمارس الجنس؟؟
شكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
سؤال لطيف جوابه طويل، ومشتبكٌ بعوامل عديدة، نبسطه ما استطعنا من خلال الابتعاد عن المصطلحات والمسميات العلمية وباستخدام الأمثلة.
لو أن الله سبحانه وتعالى ترك أمر التكاثر للإنسان المتكبر دون أن يخلق عنده هذا الشعور الجارف القوي، لأعرض الإنسان بكبريائه عن الزواج، ولانقرض الإنسان، ولكن حكمة الله تعالى أودعت في الإنسان من المشاعر ومسبباتها كالتعلق بالجنس الآخر، وحب الأبوة، وحب الأمومة، وحب الأطفال، ما يكفي لجر الإنسان من كبريائه لاستمرار النسل شاء أم أبى.
وإن الإنسان له حواس هي التي تعطيه الانطباع والشعور والإحساس والنزعة لاتخاذ القرار، فمثلاً لو نظرت إلى من يمص الليمون الحامض ولعابه يسيل (أو حتى تخيلت ذلك بإخلاص) لسال لعابك، فما الذي حرك عندك هذه الإفرازات غير النظر أو التجربة السابقة من أكل ليمونة حامضة أثارت غددك، وكذلك المناظر الأخرى، فلو كنت جائعاً جداً ثم عُرضت أمامك مناظر مقرفة من جيفة أو رائحتها أو أي شيء يُثير اشمئزاز الإنسان العاقل لفقدت الشعور بالجوع على الرغم من جوعك، ولو أنك رأيت من يأكل أكلة تحبها لثارت شهوتك لأكلها، ولو كنت تحب لعب الكرة ورأيت من يلعبها أمامك لفار الدم في عروقك متحمساً لا يهدأ إلا بتسديد الركلات وتحقيق الأهداف.
إذن الحواس تُثير المشاعر وتُثير الذكريات التي تحض على الممارسة، وهذا ينطبق على الجنس أيضاً، فهناك مشاعر تُثير، وهناك مشاعر تهدئ، والعاقل من تجنب كل ما يُثير بالحرام ليمارس ذلك في وقته المناسب ومع الشخص المناسب الذي يُثاب على ممارسته ولذته معه، وهو (الزوجة).(114/52)
إن من الهرمونات (الجنسية) ما يحدد الملامح ويحدد الشخصية، ومن ذلك إعطاء الهرمونات المذكرة لأنثى يصيبها بالاسترجال وهكذا، وإن الأطفال لم يكتمل عندهم إفراز الهرمونات الجنسية لذلك تراهم لا يثاروا جنسياً ولو جلسوا بأحضان الجنس الآخر من البالغين.
إن النظر واللمس، والسماع والقراءة، والتفكير والتذكر فيما يُثير، كل ذلك يُسهم في تغيير في الهرمونات، مما يؤدي إلى الإثارة التي تعود إلى طبيعتها عند انتهاء العمل (وهذا أيضاً من نعم الله على الإنسان إذ لو تخيلنا أن الإنسان يثار ولا يهدأ!!) .
من المؤثرات المهدئة تقوى الله، والبدائل الإيمانية لغير المتزوجين (ولنتذكر الرجل الذي جلس ممن راودها عن نفسها جلسة الرجل من زوجته فقالت له اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فتركها، فأصبح مستجاب الدعوة) أي أن قوة المؤثر الرادع في قلب واعٍ غلب الشهوة وعدل الهرمونات دون تفريغ ولا إتمام .
ولا ننس ما للبصر من أثر في الإثارة، وبالمقابل ما لغض البصر من أثر في الوقاية من الإثارة (وكطرفة أكررها: مجنون ليلى الذي ذكره التاريخ وسُمي مجنوناً لأنه هيمان بليلى، يا ترى هل هام بها قبل أن يراها؟ وهل أحبها دون أن يفكر بها؟ وهل كانت حياته ضاعت لو أنه غض النظر عنها ولم يراها ؟
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد حازم تقي الدين
===============
... كيف أقاوم شهوتي والشيطان في بلاد الكفر ... 241929 ...
السؤال
يلعب الشيطان في نفسي، وأنا في بلد كفر لا أستطيع الزواج الآن، وأحيانا يأخدني التفكير بعيدا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ gudstjener حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل(114/53)
وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تشكو منه يعتبر شيئاً طبيعياً في مثل ظروفك وسنك وبيئتك؛ حيث أنك في مرحلة المراهقة، وهذه مرحلة عمرية تكثر فيها لحظات التفكير في مثل هذه الأمور خاصةً الجنسية منها، وكونك تقيم في بلادٍ لا تعرف الضوابط الشرعية ولا تعبأ بها، فهذه أيضاً من عوامل الإثارة، والتي يحرص الشيطان على استغلالها بقوة حتى يفسد عليك دينك وخلقك، والحمد لله أن وفقك لطلب المساعدة؛ لأن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك شابٌ مسلم صالح حريصٌ على أن تحافظ على دينك ومرضاة ربك، لذا أنصحك ولدي العزيز بالآتي:
1- اجتهد في البحث عن صحبةٍ صالحة تقضي معها أوقات فراغك، وتُعينك على طاعة الله، وتؤسس معها لبنة صالحة تعمل للإسلام.
2- اربط نفسك بجماعة المسجد، واجتهد في المحافظة على الصلاة في جماعة.
3- اجعل لنفسك ورداً من القرآن الكريم تحافظ عليه يومياً.
4- التزم بأذكار الصباح والمساء، وكُن دائم الذكر، خاصةً في أوقات الفراغ، مع الإكثار من الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
5- تجنب الخلوة بالفتيات والنساء قدر استطاعتك.
6- احرص على غض بصرك واجتهد في ذلك، حتى يرزقك الله حلاوة الإيمان التي تكون لك خير عون على مقاومة كيد الشيطان وتزيينه.
7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
8- اجعل لنفسك برنامجاً علمياً ولو بسيطاً تتزود من خلاله بالعلم الشرعي الذي يصلك بالله ويقوي خشيته في قلبك، مع توظيفه في الدعوة إليه سبحانه بين المسلمين وغيرهم.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والاستقامة على دينه.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================(114/54)
... هناك شاب يطادرني في الشات فبدأت أنشغل به ... 241800 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رافضة موضوع الشات داخل النت؛ لأني عندي إحساس أنه حرام، لأنه يعرف البنات على الأولاد، ويقولون كلاما خارجا عن الدين.
في أول مرة أتعلم الشات تعرفت على شاب عمره 22 سنة، كذاب بطريقة غير طبيعية، ويحلف بالله بالكذب، كل ما يحاول أن يفتح علي الإيميل أقفل الأيميل ومرة نصحته أن ذا حرام، ويلهي عن ذكر الله ويعرض الشباب للشهوات، وحلف لي أنه معجب بي ويريد يتزوجني لأنه يقول أني مختلفة عن بنات الشات، وأنا متأكدة أنه كذاب.
جاءني إحساس أنه يريد أن يعرف أي معلومات عني بالطلب ذا، فرفضت أعطيه أي معلومات لأني شاكة في أمره، قمت باختباره ووجدت أنه يكلم بنات كثيرات غيري ويقول لهن نفس الكلام.
السؤال: أنا انشغلت به، لا أعرف لماذا وما السبب؟ هل هو شيطان يزين لي سوء عمله؟ وأنا نفسي يهتدي بجد، نفسي ربنا يهديه ويصلح من حاله، غير عارفة ماذا أعمل ليتوب، وأنا بطلت أكلمه على النت نهائيا خوفا على كرامتي وديني، هل انشغلي به وارتياحي له نوع من النصيب، أم أن هذا وهم؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويحفظ شباب المسلمين، وأن يردنا إليه ردّاً جميلاً، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإنك لست مسؤولة عن هداية الشباب، وليس الشات من طرق الهداية، فابتعدي عن مواطن الريبة وحافظي على دينك أولاً ثم على سمعة أسرتك، فإن هؤلاء الشباب أكثرهم ذئاب: (وطبع الحمل أن يخشى الذئاب).
وإذا كنتِ قد قلت أنه كذاب ويحلف بالكذب فكيف تصدقي ما قال؟! وهل المعجب الصادق يمارس هذا الأسلوب أم يأتي البيوت من أبوابها؟!(114/55)
واعلمي أن هؤلاء الشباب متخصصون في صيد الغافلات؛ لأنهم يجيدون كل لغة، ويعرفون الحيل الماكرة، فإذا وجدوا فتاةً متدينة حريصةً على شرفها ودينها ساروا معها على نفس الدرب حتى يوقعوها ويسجلوا كلامها ويعرفوا مكانها، ثم يكون التهديد والوعيد إذا لم تُلبي طلباتهم الخبيثة، وإن وجدوا فتاةً تحب الغناء والمجون شاركوها في طريق الشيطان حتى ينالوا ما يريدون، فاحذري يا فتاة الإسلام من هذا الشاب ومن غيره ممن يُطل من خلال الشات أو الهاتف ليخرب البيوت، وتذكري أن الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية دفعةً واحدة، ولكنه يتدرج معه خطوةً خطوة، ويزين له القبيح حتى يوقعه في الذنوب، ثم يسد عليه طريق التوبة ويملأ قلبه بالقنوط من رحمة الله والعياذ بالله.
فسارعي بالتوبة، وأكثري من الاستغفار، ثم اجتهدي في الدعاء لكل ضال، واشغلي نفسك بطاعة الله وذكره، واجعلي توبتك خوفاً من الله لا خوفاً من سمعتك أو من الأهل، واعلمي أن للتوبة النصوح شروطاً وعلامات، منها ما يلي:
1- الإقلاع عن الذنب في الحال.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على عدم العودة للذنب.
4- الاجتهاد في الحسنات الماحية.
5- هجران بيئة المعصية وأهل المعصية.
6- التخلص من آلات وذكريات الماضي المظلم، ويمكن وضع الكمبيوتر والهاتف في صالات مفتوحة حتى تسهل المراقبة والمتابعة.
ولست أدري عن أي نصيب تتكلمين؟ وهل تقبلي بشاب كذاب يمارس الغواية والخديعة مع الفتيات، ولا تعرفي عن أهله ووضعه شيئاً؟!! وكيف تستقيم حياتك مع شاب لا يأمنك ولا تطمئني إليه؟!
وشكراً لك على السؤال، وأرجو أن تستمري على رفض الشات، خاصةً وقد عرفت ما فيه، واحمدي الله الذي سلمك وستر عليك.
نسأل الله الهداية لشبابنا وفتياتنا.(114/56)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... أسباب توجه الشباب إلى العادة السرية ... 241184 ...
السؤال
ما أسباب توجه الشباب إلى العادة السرية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما نسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،
فشكراً لك على هذا السؤال، وزادك الله حرصاً وتوفيقاً، وقد أحسنت، فنحن في زمان ينبغي أن نسأل فيه عن الشر مخافة أن نقع فيه، فإن الشرور تنتشر عندما يجهل الناس أسبابها، ويغفل الناس عن آثارها، وإنما يُهدم الإسلام من لا يعرف الشرور والجاهلية.
ولا شك أن حرب الشهوات تعتبر من أخطر ما يواجه أمتنا؛ لأن هذه الحرب تستهدف الشباب الذي هو عماد كل نهضة وتقدم وفلاح، وتدمير الشباب وشغله بالشهوات يهدد مستقبل الأمة؛ لأن الشباب هم نصف الحاضر لكنهم كل المستقبل.
وتُعتبر العادة السرية من أخطر الأمراض؛ لما لها من آثار مدمرة تجعل الشاب يميل إلى الانطواء ويشعر بالخسة والدونية والحقارة، فتجد الشاب منهك القوى مصفر الوجه، كما أن لهذه العادة آثاراً صحية خطيرة، فلا يوجد جزء من الجسم إلا وهو يتأثر بهذه العادة المخالفة للفطرة، وهي مع ذلك لا توصل إلى الإشباع ولكنها تجر إلى الإدمان، مما يجعل الشاب يفقد القدرة على القيام بوظائفه كرجل على فراش الزوجية مستقبلاً، وليت الشباب يعرف تلك الأضرار حتى يتعظ.
ومن المهم جدّاً أن يقف الإنسان على أسباب هذه الظاهرة، وقد وُفقت في السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، وهذا بيان مختصر لأهم أسباب هذه العادة السيئة والحرب الصامتة:
1- انتشار العري والتبرج، وكثرة المجلات التي تحمل صور النساء.(114/57)
2- القنوات الفضائحية التي تروِّج للأجساد العارية والممارسات الشاذة.
3- تأخير الزواج، وتضييق سُبل الحلال؛ وذلك بالمبالغة في المهور والتكاليف.
4- أصدقاء السوء.
5- قلة الوعي بأضرار وأخطار هذه العادة.
6- غياب روح المراقبة لله.
7- تقصير الآباء والأمهات في توجيه الأبناء والبنات.
8- انتشار وسائل التنعم والراحة.
9- الإكثار من الطعام والمبالغة في إجادته باستعمال التوابل والبهارات والمحسنات.
10- وجود الشباب في غرف منفصلة عن أهليهم ومحكمة الأقفال، والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
11- وجود الهاتف والإنترنت وسوء الاستعمال لهذه الأجهزة.
12- عدم وجود أعمال صعبة تستهلك الطاقات، وذلك لوجود الآلات والسيارات التي قربت البعيد وسهلت الصعب.
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============
... أتساهل في أداء الصلاة وأنظر للصور العارية ... 241142 ...
السؤال
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأرجو لكم المزيد من التوفيق.
أرجو نصيحتي وإفادتي .
لماذا لا أصلي؟ هذه هي المشكلة الأولى .(114/58)
المشكلة الثانية : أنا أحب مشاهدة البنات العاريات على التلفزيون، وعندما أكون جالساً أمام الحاسوب أخاف أن يأتي فرد من العائلة ويأخذ مكاني، فأضطر إلى عدم أداء الصلاة، وأعتبرها مضيعة للوقت! فهل من حل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإن الصلاة هي عنوان الفلاح، وهي الصلة بين العبد وربه، وبالمواظبة عليها ينال الإنسان الخير في الدنيا والآخرة، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبها يوزن العبد عند الناس، ولذلك كان السلف يسمونها الميزان، وكانوا إذا أرادوا أن ينظروا في حال إنسان نظروا في صلاته، وكما قال عمر رضي الله عنه: (فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع)، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.
فلا تحرم نفسك يا بني من أداء هذه العبادة العظيمة، واعلم أن تأخير الصلاة لا يجوز فكيف بتركها بالكلية؟! ولما قال بلال بن سعد بن أبي وقاص لأبيه سعد: (يا أبتاه: قَوْلُ الله تعالى: {فويلٌ للمصلين} أي الذين لا يصلون؟ قال: يا بني لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها).
وقال تبارك وتعالى مهدداً من يترك هذه الفريضة أو يؤخرها: {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًّا * إلا من تاب}.
وأرجو أن تجتهد في أداء الصلاة فقد بلغت مبلغ الرجال، وسوف تُحاسب على كل تقصير، فاجعل صلاتك شكراً لله الذي وفقك وهداك، واعلم بأنه (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي ابن خلف) وإذا كان تارك الصلاة يُحشر مع أئمة الكفر والضلال فإنه على دربهم والعياذ بالله.
أما لماذا لا تصلي؟(114/59)
فهذا لا يعرف إجابته إلا أنت، ولكن أقول لك: ربما لأنك لم تُعوَّد على الصلاة في صغرك، وقد يكون السبب هو جهلك بقيمة الصلاة، وقد يكون السبب هو قرناء السوء، وربما كان السبب هو الغفلة والذنوب، فإن الذنوب تقيد الإنسان وتمنعه من فعل الخيرات، ونحن ننصحك بأن تصلي قبل أن يُصلَّى عليك، وقبل أن تفقد العافية والنشاط والشباب فتندم ولا ينفع عند ذلك الندم.
أما بالنسبة للمشكلة الثانية، فإن حلها يبدأ بالمحافظة على الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأرجو أن تعرف أن النظر للعاريات في التلفاز لا يقل عن النظر إلى العاريات في الشواطئ والأسواق، وقد يستحي الإنسان عند النظر إلى النساء ولكن بالنسبة للتلفاز وشتى وسائل الاتصال فإن المعصية سهلة -والعياذ بالله- ولست أدري كيف ترضى أن تكون هذه القنوات العاهرة في بيتك؟! ألا تخاف على إخوانك وأهل البيت؟!
وأرجو أن تعرف أن إطلاق البصر سببٌ للشقاء والأمراض النفسية؛ فإن الإنسان يرى ما لا يصبر عليه ولا يقدر عليه كذلك، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أمرت بغض البصر وحفظ الفرج، ورتبت على ذلك طهارة النفوس وصفاء القلوب، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون}[النور:30]، وقال تعالى في شأن أكرم نساء وأطهر جيل -جيل الصحابة الأبرار-: {وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ}[الأحزاب:53].
واعلم أن إدمان النظر سوف يجلب لك المصائب، وسوف يحطم مستقبلك العلمي، وقد يوصلك إلى عشق الصور الذي يوصل إلى الشرك بالله، كما أن إدمان النظر يُفقد البصر، وقد يجعل الرجل عاجزاً عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
والصلاة والقرآن والذكر هي أنفع الأدوية بعد الإيمان بالله، وكيف يطيب المريض إذا حرم نفسه من الدواء؟ فانتبه لنفسك، وتب إلى ربك قبل أن تندم ولات ساعة مندم.
ولا شك أن سؤالك دليلٌ على بذرة الخير في نفسك، فاحرص على تنميتها بالمسارعة في الطاعات.
ونسأل الله أن يحفظك ويلهمك السداد والرشاد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
... وقعت في مشاهدة القنوات الإباحية والآن تبت إلى الله فأرجو النصيحة ... 241045(114/60)
السؤال
السلام عليكم.
أنا شابٌ وقعت في المحرمات، وبالتحديد القنوات الإباحية، وقد وضعت هذه القنوات صورة العلم السعودي والإيراني على الشاشة، أقصد بذلك أن اسم الله تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم مبينان على هذه القنوات الإباحية.
وللأسف زللت ووقعت في هذه القنوات، ولكني أضيف أنه عند مشاهدتي لهذه القنوات لم أكن مرتاح العقل والقلب؛ لما تضمنته من سب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن غلبت علي الشهوة، وعاودت مشاهدة هذه القنوات مراتٍ عديدة غير مرتاح.
والآن تبت إلى الله وأستغفر الله من تلك الأفعال، وأقسمت ووعدت الله تعالى على أن لا أعاود هذه الفاحشة أبداً.
عقلي وضميري وقلبي ما زالوا يؤنبونني على هذه الفعلة الخبيثة، وأقول في نفسي إني كفرت أو أشركت بالله -والعياذ بالله-؛ لأني اخترت الشهوة والمحرمات على الله تعالى.
والله إني أخاف أن أكون من الخاسرين في الدنيا وفي الآخرة يوم لا ينفع شيء إلا من أتى الله بقلب سليم.
أرجو النصيحة ، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين.
وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،(114/61)
فهنيئًا لك التوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تعلم أن الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد سمى نفسه (تواب) ليتوب علينا، وسمى نفسه (غفور) ليغفر لنا {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} [الشورى:25].
وأرجو أن تكون توبتك خالصةً لله، وأن تكون صادقًا في توبتك، واعزم على عدم العود، واندم على ما مضى، وجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار كلما ذكَّرك الشيطان بذنوبك؛ فإن هذا العدو حزينٌ لتوبتك ورجوعك إلى الله، وأرجو أن تُكثر من الحسنات الماحية؛ لأن الله يقول: {إن الحسنات يذهبن السيئات}[هود:114]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) واحرص على أن يكون يومك دائماً أفضل من أمسك، وابتعد عن رفاق المعصية، وتخلص من أدواتها وقنواتها ومواقعها، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك بالعمل المفيد وبذكر الله المجيد.
أما تأنيب النفس والعقل لك فهو دليلٌ على أن الله أعطاك نفساً لوامة، وأرجو أن تستفيد من ذلك فتكرر التوبة وتكثر من الاستغفار، فإن التذكر الإيجابي للذنب مُفيد، وهو ما يدفع الإنسان إلى الاستغفار والاجتهاد في الطاعات.
أما هذه الوساوس التي تدور في نفسك فلا صحة لها، وهي من الشيطان الذي يريد أن يوصلك إلى شواطئ اليأس من رحمة الله -والعياذ بالله-، وهمّ هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
واعلم أن ذنوبك مهما كثرت فإن مغفرة الله أوسع، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى لعباده: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
وقد تاب ربنا الرحيم على رجل قتل مائة نفس وقصته معروفة، واعلم أن الوقوع في المعاصي لا يوصل إلى الكفر إلا مع الزعم بأنها حلال؛ لأن في ذلك مخالفة للنصوص الواردة عن الله ورسوله، وفرق بين من يقع في المعصية غافلاً أو جاهلاً ثم يتوب ويرجع إلى الله، وبين من يفعل المعاصي ويزعم أنها حلال، وأنتَ ولله الحمد تائب نادم، والله تبارك وتعالى يقول: {وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} [طه:82].
وإذا أخلصت في توبتك، وصدقت في رجوعك إلى الله، فإن الله يقول: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}[الفرقان:70].(114/62)
ولن تكون بإذن الله من الخاسرين، وأرجو أن تحسن فيما بقي من عمرك ليغفر الله لك ما مضى من ذنبك، واجتهد في إيجاد بيئةٍ نظيفة، واحرص على طلب الحلال، وعف نفسك بالزواج، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============ ...
... ما رأيكم في الزواج عن طريق مواقع الزواج في الإنترنت ... 240878 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام العاملون بالموقع، أطرح عليكم مشكلتي، وأرجو أن تعطوني الجواب السليم والقاطع؛ لأني أنا أراها متكررة ولكن ربما بزوايا أخرى، ولقد حاولت من قبل في مواقع أخرى ولكنهم لم يردوا علي بالرد القاطع لمشكلتي، وأعطوني حلاً لمشكلتي من خلال مشاكل مشابهة لمشكلتي، ولكنهم لم يردوا علي حول مسألتي الخاصة، وهي تتلخص في شقين:
الشق الأول: تكمن في أنني لم أتزوج حتى الآن، وقد تقدم لي أكثر من شخص وكانوا غير مؤهلين لئن أرتبط بهم ، وتم رفضهم، وضاق بي الأمر، خصوصاً عندما تقدم لي شاب ورفضته، وشعرت بالذنب لرفضي له بأني أضعت على نفسي فرصة في الزواج، ولكن لي حجة في رفض ذاك الشاب، خصوصاً وأنه أخفى علي شيء يتعلق به، وهو أنه لديه نوع من أنواع الإعاقة، ولم يصارح أهلي بذلك عندما تقدم لخطبتي، وعندما تم السؤال عنه من قبل الأهل علمنا بأمره، وأنا من يومها أشعر بالذنب لرفضي له.
فهل أنا حقاً اقترفت خطئاً برفضي لذاك الشاب ، لكون لديه نوع من الإعاقة؟
الشق الثاني: اشتركت في إحدى مواقع الزواج بالنت، وقد تعرفت على شاب من بلدي، وتمت المراسلة بيننا، والحديث عبر الماسنجر، ولكنه لم يراني عبر النت، وأنا بصراحة في خوف شديد وفي تردد؛ لسببين، الأول : أن أهلي لا يعلمون بدلك، وكنت أنوي أن أعلمهم في حالة ما إذا تقدم لخطبتي، والسبب الثاني: أنه طلب أن يراني أولاً ويتقدم لي فقط إن أعجبته .(114/63)
فما مدى حكم الشريعة في مواقع الزواج عبر النت، هل تجوز شرعاً؟ هل الاشتراك فيها يعد إثماً ، وكذلك التعامل معها في اختيار شريك الحياة المناسب ؟ وهل أستمر في مسألة التعارف وأقابله هذا الشاب؟
وفي حالة أني غيرت رأيي عن الاتصال به أخشى أن يؤذيني أو يهددني.
ولكم مني جزيل الشكر .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
شكراً على هذا السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، ومرحباً بك في موقعك ومع أخوةٍ لن يبخلوا عليك بخالص النصح وصادق التوجيه.
بالنسبة للنقطة الأولى: لا حرج في هذا الذي قمت به، ومن حق الفتاة أن ترفض من أرادت؛ لأنها سوف تعيش مع الشخص حياةً طويلة بأفراحها وأتراحها، ولن تسعد إلا مع شخص ترتاح إليه وتجد في نفسها قبولاً له من كافة الجوانب، والأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، لكن المرفوض هو التجريح والإساءة والتنقيص من شأن الرجل المتقدم، والتكلم عن عيوبه وفضحه أمام الناس، ولذلك لا بد أن يكون الرفض بأدبٍ واحترام لمشاعر الناس، وليست الإعاقة عيباً لأنها من الله، ولكن لم يكن من حقه أن يخفي مثل هذه الأشياء، ومن واجبنا أن نحسن التعامل، وليس من الضروري أن نقول له نحن رفضناك لأنك معاق، ولكن الصواب أن نحسن الاعتذار، ونتلطف في الرد، وللفتاة أن ترفض من غير أن تذكر السبب، فهذا أمرٌ يخصها، وقد ضمنته لها الشريعة، فالبكر تستأذن وإذنها صماتها، والثيب أحق بنفسها لأنه خَبِرت الرجال وعرفتهم.
وعليه، فإنني أقول لك: من حقك أن ترفضي بسبب وبغير سبب إذا لم ترتاحي للمتقدم لخطبتك، ولكن ليس من حقك إظهار عيوبه والحديث بها بين الناس، وإذا سألك إنسان فيكفي أن تقولي: ما صار نصيب؛ أو نحو ذلك من الكلمات المختصرة، ولا تجعلي رفضك بسبب الإعاقة، واعلمي أن العبرة بصلاح الدين، ومن المصلحة أن تُبنى الحياة الزوجية على الوضوح والصدق.(114/64)
أما بالنسبة لموضوع الزواج عبر الإنترنت، فنحن نحذر إخواننا من الوقوع في شباك العابثين الذين يعبثون بمشاعر البنات، وينتقلوا من ضحيةٍ إلى أخرى بعد أن ينالوا بغيتهم ويصلوا إلى أهدافهم السيئة.
ولا بد من تصحيح هذا الوضع، والاستغفار من الأخطاء التي حدثت، ولا توافقي على مقابلته إلا عن طريق أهلك وبوجود محارمك؛ فإن العواقب لا تؤمن، وإن كان صادقاً فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وعند ذلك يستطيع أن يراك كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم من خطب امرأة أن ينظر إليها.
والصواب أن تطلبي منه المجيء إلى داركم مثله مثل أي رجل يرغب في الزواج، وبيني له أنك لا تستطيعين مقابلته إلا وفق الضوابط الشرعية، وأن أهلك كذلك لا يقبلوا إلا بهذه الطريقة، واعلمي أن الكلمات الطيبة والألفاظ الحلوة يجيدها كل الذئاب، وما أكثر الضحايا من البريئات، فخذي حذرك واتقي الله.
والزواج عبر الإنترنت فيه عدد من المخالفات، وفيه خطورة على الفتيات، وهؤلاء الشباب إذا وجدوا فتاة متدينة أظهروا لها التدين والورع، وإن وجدوا غافلة كلموها عن الغناء والمجون، فهم يتلونون حسب مزاج الضحايا، فلا تفكري في مقابلته، ولا تخافي من تهديده، ولا تستجيبي لوعيده، واطلبي مساعدة أهلك عند الضرورة، واعلمي أنهم جبناء، ولا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فتوكلي على الله وتوجهي إليه فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله ... 240330 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أعينوني على تثبيت نفسي على طاعة الله، فأنا مند 8 سنوات أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله، مع العلم أني محافظ على الصلاة والقرآن، وألتزم مع جماعتي بالذكر اليومي، مع مسئوليتي الكبيرة في مسجدنا، فأنا مسئول المكتبة، فلا تنسونا بدعائكم.
الجواب(114/65)
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ماطر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، وأن ينفع بالشباب البلاد والعباد.
فهنيئاً لمن واظب على الصلاة وحفظ القرآن، ورغب في الثبات على الدين والفرار من العصيان، فلقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا وأبا ذرٍ بقوله: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها...) والمسلم العاقل يعلم أن الناس يعلمون ظاهره فقط، وإذا أثنى الناس على ظاهرك فلا يغرنك ذلك، واعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليك، فتذكر أن الله لا تخفى عليه خافية، والسر عنده علانية، فاتق الله إذا كنت مع الناس أو كنت وحدك، وراقب الله في ليلك ونهارك، واحذر من ذنوب الخلوات؛ فإن من شِرار الناس الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها.
وأرجو أن تعجّل بتوبةٍ صادقة إلى الله، وأبشر فإن التوبة تمحو ما قبلها، وإذا أخلص الإنسان في توبته لله {فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:70].
ومما يعينك -بعد توفيق الله- على التخلص من هذه العادة ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- احفظ بصرك عن النظر إلى النساء في الشواطئ والمجلات والصحف وفي كل مكان.
3- سارع إلى طلب الحلال، فإن عجزت فعليك بالصوم فإنه لك وجاء.
4- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.
5- لا تأتِ للفراش إلا عندما تحتاج إلى النوم، وسارع بالنهوض بعد الاستيقاظ، ويعينك على ذلك المحافظة على أذكار النوم والاستيقاظ منه.
6- معرفة أضرار هذه العادة على الدين والبدن والعقل والدور الاجتماعي، فإن ممارسة هذه العادة مخالفةٌ لأحكام الدين {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[النور:63] وهي مضرة بالصحة، وتؤثر على كل خلايا الجسم، ولها آثار نفسية، من شعورٍ بالمهانة وتأنيبٍ للضمير، وتورث صاحبها(114/66)
الانطواء والانعزال، وتترك آثاراً على وجه صاحبها، فإن للمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الرزق، وبغض في قلوب الخلق.
7- معرفة الآثار الخطيرة على صحة الإنسان، وتأثيرها البالغ على الجهاز العصبي والأداء الجنسي مستقبلاً، فقد يفشل من يسرف في ممارسة هذه العادة عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
8- التقليل من الأكلات الدسمة، وممارسة الرياضة، وشغل النفس بالمفيد.
9- اختيار الجلساء الصالحين، والحرص على ذكر الله بصورةٍ فردية، وحضور مجالس العلم.
10- استشعار مراقبة الله في السر والعلن، وكيف تعصي الله وهو يراك؟!!.
وفقك الله لما يحب ويرضا.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... أرغب في الزواج بالشخص الذي أثق فيه فكيف أتزوج بدون أن أغضب الله ... 237354
السؤال
أنا فتاة مغربية الأصل ومقيمة في السعودية، تعرفت على إنسان عن طريق الإنترنت وهو صاحب دين وأخلاق، ولكن للأسف أهلي يرفضون فكره الزواج عن طريق الإنترنت ويريدوني أن أتزوج من شخص من المغرب، ولكن عكس الذي أعرفه تماما فهو لا يصلي، وأنا أرغب بالزواج من الشخص الذي أثق فيه، فكيف أتزوج بدون أن أغضب رب العالمين علي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!(114/67)
فحق لكل عاقل غيور أن يخاف من شرور الإنترنت، وأن لا يتعامل معه إلا بحذر شديد ولاشك أن كثرة ضحايا الإنترنت تغني عن كثير من الكلام حوله.
وإذا تأكد لك صلاح هذا الفتى فاطلبي منه أن يتقدم رسمياً، ويأتي البيوت من أبوابها، وأرجو أن تستغفروا الله وتتوبوا إليه وتجتهدوا في إصلاح الوضع أو التوقف عن المراسلات والمكالمات؛ لأن العواطف غير مأمونة والشيطان هو الثالث.
وعلينا أن نتذكر أن كثيرا من الشباب يظهر التدين إذا وجد فتاة تحب الدين حتى إذا وصل إلى خديعتها كشر عن أنيابه، وربما تنصل عن الضحية الأولى ليبدأ مشوار الخديعة مع غافلة أخرى.
ومن هنا كان حرص الشريعة على بناء الأسر على الرضا التام والرؤية الشرعية مع مراعاة الدين والأمانة والأخلاق والقدرة على تحمل المسئوليات، وأعطى أولياء المرأة حق المشاركة في اختيار شريك حياة الفتاة، وأهل الفتاة من الرجال هم أعرف الناس بالرجال، وأحرص الناس على مصلحة بناتهم، لكن رغبة الأهل ودورهم مرتبط بصلاح دينهم وحرصهم على القبول بالمصلين.
فإنه لا خير في عبد لا يركع لله مهما كانت قرابته ومكانته، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وليس من مصلحتك مجاملة أحد من الناس إذا كان الأمر يغضب الله.
والصواب أن يسارع ذلك الفتى بطرق الباب وليس من المصلحة إظهار علاقاته السابقة لأهلك، ولا تقبلي به إلا بعد التأكد من صلاحه وصدقه، ولا تردي صاحب الدين إذا رغب في الارتباط بك، فإن كل نقص يمكن أن يصلحه الدين، ولكن الخلل في الدين لا يمكن تلافيه.
ولا داعي للاستعجال فإن رزقك سوف يأتيك فاشغلي نفسك بما خلقت له من العبادة والطاعة، واعلمي أن الله لا يضيع عباده المؤمنين، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى الله فإن يجيب المضطر إذا دعاه.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============= ...
... هل أستمر على علاقتي بشاب معاق عبر المسنجر ... 235938 ...
السؤال(114/68)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً : إني أرسل إليكم لأنني أثق فيكم، وفي إرشاداتكم.
منذ أربع سنوات وأنا أتكلم عبر الماسنجر مع عائلة من فلسطين، وفي البداية كنت أتحدث مع شاب من هذه العائلة لمعرفة أحوال الشعب الفلسطيني وأحوال معيشتهم، لمدة ثلاث سنوات، وفي السنة الرابعة أصبحت علاقتي عائلية ليس من خلال هذا الشاب فقط، وإنما مع أمه وأخواته وزوجته بالصوت والصورة، أي أنني أراهم ولكن هم لا يروني.
من خلال معرفة أحوال معيشتهم الصعبة قمت أنا وزميلتي بإرسال مبلغ بسيط لهم، وتكرر ذلك عدة مرات، وبحكم دراستي في مجال الطب، ولأن هذا الشاب به إعاقة برجليه، حاولت عدة مرات مساعدته وتقديم المعلومات التي تُفيده في علاجه.
الآن أود أن أعرف هل هذا الطريق الذي أسلكه عبر الماسنجر، وتحدثي مع هذا الشاب طريق صحيح أم غير ذلك؟
مع العلم بأني في آخر الأيام كانت تراودني أحلام، أرى من خلالها بأن جهازي اللاب توب يقع من بين يدي ويتحطم، كما أنني رأيت في منامي القبر وهو ضيق، ولا أستطيع الدخول إليه.
أتمنى أن ترشدونني إلى الصواب، لأني بعد هذه العلاقة الطويلة وتوطيدها أرى من الصعوبة التخلي عنهم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فشكراً لك على اهتمامك بإخواننا في فلسطين الذين يدافعون عن الأقصى الشريف ويواجهون أشرس الأعداء في زمان تخلى فيه عن نصرتهم الأشقاء، ومن واجبنا جميعاً أن ننصر إخواننا بكل ما نستطيع، ونحن نستغفر الله على تقصيرنا، ولو أن كل(114/69)
مسلم قدم ما يستطيع من عون ومال ودعاء خالص لتحقق النصر ولأعذرنا إلى الله، ونسأل الله أن يعجل بنصره وتأييده.
وأرجو عدم قطع هذه العلاقة والمناصرة، ولكن أرجو أن تكون عن طريق الاتصال بأخواته وزوجته، فليس الضروري أن تكون المكالمات والمراسلات مع رجل مع وجود نساء، لأن الحديث مع الرجال لا تؤمن عواقبه والشيطان يأخذ الإنسان خطوة بعد أخرى، وكثير من الناس يبدأ بنية طيبة ويحدث بعد ذلك ما فيه ضرر وشر.
وأرجو أن تكثري من الأعمال الصالحة وواظبي على ذكر الله وعليك بالدعاء فإنه جماع الخير، وقد يصعب على الإنسان تحقيق كل ما يريد، ولكن المسلم يسدد ويقارب، ونسأل الله أن يشغلنا جميعاً بطاعته، وأن يحسن ختامناً وإخلاصنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================
... كيف أتقي الله في السر والعلن وأبتعد عن الصور الخليعة ... 235850 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني لا أستطيع أن أحفظ نفسي في الخلوات وسرعان ما أتصفح الإنترنت لأبحث فيه عن الصور، مع العلم أنني متزوج، إلا أنه يأتيني يوم كل شهر أو شهرين أختلي فيه بنفسي ويحدث ما يحدث، فهل أنا مسحور أم ماذا؟ علما أن هذا لا يحدث إلا في البيت!! مع أني أحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن يوميا، فأرجوكم ساعدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!(114/70)
فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وهمّ الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وأن يدفعهم للمعاصي، وكيد هذا العدو ضعيف ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
وعار على المسلم أن يعصي الله في خلواته، وعند بعده عن الناس، وشر الناس من إذا اختلى بمحارم الله انتهكها؛ لأنه كما قال ابن عباس: (يا صاحب الذنب، إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب، إن خوفك من الريح إذا حركت سترك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب)، فكيف يخاف الإنسان من الناس ولا يخاف من رب الناس، فكن على حذر وتجنب ما يغضب الله، واعلم أن الموت يأتي للإنسان على غير ميعاد فاحذر أن ينتهي أجلك وأنت على غفلة وعصيان.
وإذا رزق الله الإنسان زوجة تعفه، وأسبغ عليه نعمة العافية فعليه أن يتقي الله ويؤدي شكر هذه النعم، ومن تمام شكرها العمل بطاعة الله قال تعالى: {اعملوا آل داود شكراً وقليل ومن عبادي الشكور}.
واعلم أن التمادي على المعصية قد يورث الإنسان سوء الخاتمة، وقد يأتي للإنسان الأجل وهو عاكف على المعصية، وقد يسلب نعمة العافية بسبب المعصية، وقد تسبب المعصية في خراب بيته وتعاسته والعياذ بالله، فإن للمعصية ضيقا في الصدر وظلمة في الوجه وحرمانا للرزق وبغضا (كراهية) في قلوب الخلق.
ومما يعينك على التخلص من هذه الآفة ما يلي: -
1- تجنب الوحدة.
2- وضع جهاز الكمبيوتر في الصالة (في مكان مفتوح) بحيث يراه أهل البيت.
3- المواظبة على ذكر الله ومراقبته.
4- التوجه إلى الله بصدق فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
5- تذكر خطورة آثار المعاصي والذنوب على الأفراد والأمم والشعوب.
6- الإكثار من الصوم وقيام الليل والصدقة وسائر الأعمال التي تنمي شجرة الإخلاص والمراقبة لله.
7- مجالسة الأخيار والقراءة عن السلف الأبرار.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
================
... تعرفت إلى شاب ولم أستطع نسيانه ... 18503 ...
السؤال(114/71)
السلام عليكم.
أنا شابة في بداية ال20، تعرفت على شاب قبل 3 سنوات كزميل وأخ وكنت أشكو له كل همومي ومشاكلي، ولكني لاحظت بأن علاقتنا ليست كإخوة بل أكثر؛ فقررت أن أبتعد عنه، وتبت، ولكني لم أستطع نسيانه، وعندما أتذكره أتصل به برقم مخفي دون أن يعرف.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بالتوبة، وشكراً لك على قرار الابتعاد عندما شعرت بخطورة تلك العلاقة، وهكذا المسلمة سريعة الأوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تتوجهي لله الذي أعانك على الخير أن يثبتك على طريق الخير، وأن يصرف عنك خواطر الشر فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وتذكري أن الشيطان يحزن لتوبتنا ورجوعنا إلى الله ولذلك فهو يكرر المحاولات ويأخذ الإنسان خطوة بعد خطوة ويزين العمل القبيح ليخدع به الإنسان، ولذا أرجو أن توقفي الاتصالات فوراً، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، واشغلي نفسك بالطاعات فإن الذي لا يشغل نفسه بالخير والطاعة تشغله نفسه بالمعاصي.
والذي يظهر من حال الشاب أنه لا يبادلك المشاعر وإلا فلماذ لم يسأل عنك؟ ولم يبحث عن أهلك ليجعل تلك العلاقة تحت سمع الناس وبصرهم كما أرادت هذه الشريعة العظيمة التي تصون الأعراض وتنظم العلاقات بين الذكور والبنات؟ والإنسان لا ينتفع من ودٍ يجيء تكلفاً ومجاملة، وأرجو أن تجدي من أرحامك أو والدتك وأخواتك من يخفف عليك من صعوبات الحياة، مع ضرورة أن نوقن أن هموم الدنيا لا تنتهي، وسعادة الإنسان أن يكون همه لله وعندها سوف يكفيه الله بقدرته شر ما أهمه ويغفر له ذنبه، فاشغلي نفسك بذكر الله والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والزمي الاستغفار وعليك بتلاوة القرآن ومجالسة الصالحات.(114/72)
واعلمي أن المؤمن يراقب الله في سره وجهره، وقد يخفي الرقم على الشاب وعلى الناس ولكن الله لا تخفى عليه خافية، ولذلك فهو أحق أن نخاف منه ونحرص على طاعته.
وأرجو أن تحفظي نفسك، وتغضي بصرك فإن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان وتوسع في العلاقات مع الجنس الآخر فسوف يعيش في حسرات وندامة.
كل الحوداث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا تر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
ونحن دائماً ندفع ثمن مخالفتنا لأمر الله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } وسوف يعينك الله على نسيان تلك الذكريات إذا علم منك صدق التوبة والرجوع إليه سبحانه.
وأسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... كيف أتخلص من الفتاة التي تلاحقني باتصالاتها ... 18114 ...
السؤال
أنا شاب في العشرين من عمري، تعرفت على فتاة كانت معي في الجامعة، والآن أنا تركت الجامعة وهي خطبت لابن خالتها غصباً، وهي تلاحقني منذ ذلك الحين، أي منذ 6 أشهر، وأنا أشعر بالذنب كلما حادثتني على الهاتف، فما الحل برأيكم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فأرجو أن تحسن التخلص من هذه الفتاة المخطوبة، وأرجو أن تشجعها على إتمام مراسيم زواجها من ابن خالتها، فإنه لا يجوز للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه،(114/73)
ولابد أن تعلم أن العلاقة السابقة بالفتاة كانت مخالفة لآداب هذه الشريعة التي ترغبنا في إتيان البيوت من أبوابها.
وإذا كان أهل الفتاة قد أرغموها على رجل معين دون أن تكون راغبة فيه، فتلك مخالفة لأحكام هذه الشريعة، ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، فلا تستجب لهذه الفتاة ولا تظهر في الواجهة حتى يكمل ذلك الرجل مراسم زواجه أو ينفصل عنها ويفشل مشروع الخطوبة دون أن يكون لك دور في ذلك الفشل.
وإذا تركها ذلك الشاب، فأرجو أن تتقدم لأهلها رسمياً إن كانت عندك رغبة، واجعل علاقتك بها عند ذلك أمام سمع أهلها وبصرهم، فإن الإنسان لا يرضى هذا الأسلوب لأخواته، فكيف يرضاه لبنات الناس.
وربما كان السبب في مطاردتها لك بالهاتف هو وعودك التي أعطيتها لها سابقاً أو طريقتك في مكالمتها، فبعض الشباب يستخدم العواطف في استمالة النساء الأجنبيات وهذا لا يرضي الله فهي لا تزال أجنبية عنك.
ونحن بكل أسف ندفع في كل يوم ثمن مخالفتنا لأوامر الله، ولن تزول هذه المشاكل إلا إذا باعدنا بين الرجال والنساء في قاعات الدراسة وأماكن العمل، وقد أدرك الغربيون خطورة وجود المرأة مع الرجل بعد أن ذاقوا الثمار المرة ودفعوا ثمنا باهظاً لهذا الأمر، أما نحن معشر المسلمين فديننا يحرم ذلك ولست أدري متى نعود إلى صوابنا!؟
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... كيف أقلع عن شرب المخدرات والسكس ... 18098 ...
السؤال
أنا أصلي وأصوم ولن أقدر أن أترك الصلاة، لكن المشكلة أني أعصي الله بأني أشرب المخدرات لا الخمور؛ لأن الله حرمها، ولا النساء لأن الله قد حرمهن، أتمنى أن أترك هذه المعاصي والسكس.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت آدم حفظه الله.(114/74)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فأرجو أن تحافظ على صلاتك، وتخشع لله فيها وتتجنب الأمور التي تغضب الله، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها المدمرة، وخاصة المخدرات التي تعتبر من أكبر وأخطر المعاصي، فإذا كانت الخمر هي أم الخبائث وأم الكبائر، فإن المخدرات من أسوأ أنواع المسكرات وكل مسكر خمر وكل خمر حرام، وشريعتنا نهت عن كل مخدر، وقديماً قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن المخدرات أنها أشد خطراً من الخمور، والمخدرات تجرد صاحبها من الغيرة على عرضه ونفسه وأهله.
وقد أكرمنا الله بشريعة مباركة حفظت للإنسان دينه وعقله وعرضه وماله ونسله، والمخدرات تهدد كل هذه الأشياء، فلا يبقى لصاحبها دين، ويكون عرضة لأن يقتل، وتفسد هذه المخدرات العقل، وهو أغلى الجواهر التي لأجلها كرم الله الإنسان، وبالمخدرات تضيع الأعراض وتختلط الأنساب، وتضيع الأموال وتخرب البيوت، ومما يساعدك على الخروج من هذا المأزق ما يلي:-
1- اللجوء إلى الله بصدق وتحري لحظات إجابة الدعاء.
2- تغيير رفقة الشر وطلب المساعدة من أهل الخير والصلاح.
3- معرفة خطورة هذا الطريق وسوء العواقب في حالة عدم التوبة والرجوع إلى الله.
4- تذكر أن الشريعة التي حرمت كل المعاصي هي التي حرمت المخدرات، وقد جاء تحريهما بأشد الألفاظ {فاجتنبوه}، وهذا يدل على ضرورة الابتعاد عن فلكها فلا يشترك في تجارة أو حمل أو ترويج أو جلوس في مجلسها.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============
... كيف أرضي الله في غرف الإنترنت ... 17958 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا صاحبة الاستشارة رقم 234890 بعنوان (أحببت شخصا عبر الشات فهل أتركه) أود أن أشكرك ـ يا سيدي وشيخي الجليل ـ على ردك وعونك لي في هذه المسألة وأشكرك على إطرائك على مجهودي مع أنني لا أستحقه!(114/75)
أبعث إليك الآن لأخبرك أنني بعد علمي بوجوب تركي لهذا الشخص نفذت أمر الله وقلت في قلبي سمعنا وأطعنا، وتعذرت له بعد مقدرتي على المجيء لفترة لانشغالي وطلبت منه عدم الإرسال لي مرة أخرى، وأعتقد أنه فهم قصدي، ثم قطعت صلتي به.
الله وحده يعلم كم تأثرت ذلك اليوم وبكيت كثيرا جدا وتألمت من كل قلبي! تارة أشعر بالذنب والخجل من الله لسوء تصرفي كداعية، وتارة أشعر بشوق شديد جدا إليه وإلى الحديث معه، مع أنني أعلم يقينا أنه لا يجوز لي الحديث معه.
ثم إنني ـ يا شيخي أو اسمح لي أن أقول لك أبي العزيز ـ لم أكن أذهب إلى الشات للحديث مع الشباب بل إن معظم وقتي كان مع الفتيات سواءا في مواضيع إسلامية أو اجتماعية، كما تتحدث أي بنت مع صديقاتها وتحتاج إليهن، أريد أن أسأل عن الطريقة المناسبة التي أذهب بها إلى تلك الغرف؟ فمثلا هذا الشيخ يعطي محاضرات يومية، فهل يجوز لي أن أستمع إن شعرت بفائدة من ذلك دون الحديث معه بالطبع؟ كما أن معظم الراغبين في تعلم الدين يأتون في وقت محاضراته أو بعدها بقليل، فهل أذهب للمشاركة مع الفتيات، وفقط عن طريق المحادثة العامة دون السماح لأحد بإرسال رسائل خاصة إلي، حيث إنني وبطبيعة الحال أغلقت المجال لأي شخص للحديث معي لمن هم خارج قائمة المسنجر؟ ما هي أفضل طريقة أرضي بها الله في هذا المكان؟ وما هي الحدود والمحظورات?
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن دائماً في انتظارك، وأسعد لحظاتنا تلك التي نقدّم فيها خدمةً أو مشورة أو نصيحة لكل من يشرفنا بزيارة موقعنا، ونسأله جل وعلا أن يزيدك هدىً وتقىً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، ومن خاصة عبادة وصفوة أوليائه.
وبخصوص ما ورد برساتك، فأكرر سعادتي وإخواني بالموقع بهذا القرار المبارك الذي اتخذتيه وقهرت به الشيطان الرجيم، وأثبت للناس جميعاً أن المسلمة قادرة على مواجهة أعتى وأقوى التحديات، فاحمدي الله أن وفقك لقطع علاقتك بهذا الداعية -جزاه الله خيراً-، وكم أتمنى أن تحولي واقعك الآن إلى واقع ملموس وفاعل مؤثر،(114/76)
فالأمة خاصة النساء والفتيات في أمس الحاجة إليك وإلى أمثالك ممن فتح الله عليهن بالدعوة وحب العلم الشرعي، والقدرة على مخاطبة النساء، فقومي وشمّري عن ساعد الجد، فالساحة فارغة، وتحتاج إلى جهدك وجهادك وعطاءك، واعلمي أن الدعوة إلى الله من أعظم الوظائف وأشرف الأعمال، وخصصي خطابك فقط لإخواتك، ولا مانع من استقبال رسائل الأخوات الخاصة، والإجابة عليها على قدر استطاعتك، ولا مانع من إحالتها على أي موقع من المواقع الإسلامية المتميزة، أو الكتابة إلينا ونحن نساعدك في ذلك، واعتذري لكل من يرغب في الحديث معك من الرجال، وحاولي لفت نظرهم إلى أن هناك أمة تنتظر عطاءهم، وفي أمس الحاجة إلى هذا الوقت الثمين، وحاولي الدخول بنفسك إلى المواقع الدعوية، والاستفادة منها، وهي كثيرةٌ جداً، وفيها الغنى عن الاستماع إلى محاضرات هذا الشيخ؛ لأن النفس البشرية تميل بطبيعتها إلى كل ممنوع عليها، واستماعك له قد يضعف عزيمتك، ويفسد توبتك، وأعتقد أنه يمكنك الاستغناء عن محاضراته بشيء من المجهود والدخول إلى المواقع الأخرى، والتزود بالعلم الشرعي الخالي من الشبهة وحظ النفس، وأنا واثقٌ من قدرتك على ذلك، خاصةً بعد هذا القرار المبارك الذي أكرمك الله به وحررك من التعلق إلا به وحده؛ فتوكلي على الله، ولا تُشغلي عن دراستك حتى لا يتهم الإسلام بسببك؛ لأن المسلم متفوق دائماً وفي الصدارة كما أراد له الله.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===============
... تعرفت إلى شخص في غرف البالتوك وطلب مني صورتي ... 17957 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
مشكلتي أنني بعد أن التزمت أحببت من دافع الرغبة في تعلم أمور الدين أن أدخل بعض الغرف الإسلامية على البالتوك، وكنت أعتقد أن هذه الغرف مكان أمين وليس كباقي الغرف التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي والوقوع في المحرمات.
وبدأت أتعرف على أشخاص من هذه الغرف منهم الرجال والنساء لكن لم أكن أتحدث معهم أي أحاديث خاصة، وكنت أرسل لهم فقط بعض المقالات الدعوية، ولا أقبل الحديث معهم إلا إن كان في مجال الدعوة، وكنت أحب أن أستمع إلى المحاضرات الصوتية التي يلقيها بعض من كنت أرسل لهم من الرجال؛ لأنني كنت أحب أن أتعلم أمور الدين والحديث عن الدعوة إلى الله.(114/77)
وأحدهم شاب عمره 27 عاماً كان يتكلم ويلقي المحاضرات، وكان أكثر من يشجعني على الدعوة والاستمرار فيها، ولأنه الوحيد الذي يشجعني على الدعوة، ولأنني عرفت منه أنه مدير لأحد مكاتب الدعوة في نفس المدينة التي أسكن فيها، ولم أسمع عنه إلا كل خير، وحتى بعض العلماء المعروفين في هذا البلد وغيره يعرفونه ويثنون عليه، فأعجبني وكنت أشعر أن في داخلي شيئا يجذبني إليه، لم أكن أحبه لكن كنت أشعر أنه يختلف عن غيره عندي، وكنت أنتظر دخوله إلى البالتوك، كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لتعلم أمور الدين، وربما لأني أيضا أحبه ولم أكن أظن أنه من الشباب المستهترين.
وقد عرفته منذ سنتين واستمعت إلى المواعظ التي كان يقولها ولكن كانت علاقتي به سطحية جدا وحديثي معه لم يكن يتجاوز تشجيعه لي على الدعوة وتعليمه لبعض أمور الدين، ولكن منذ ثلاثة أسابيع فقط تحدثت معه مرة فطلب أن يعرف اسمي كاملاً ليتأكد فقط أنني لست رجلاً يدخل بأسماء نساء؛ فرفضت طلبه، ثم بعد ذلك طلب أن يتصل بي ويسمع صوتي، وقال أنه سيسلم فقط وأنا أرد عليه السلام، ووعدني أنه لن يتصل بي مرة أخرى، فوافقت على طلبه واتصل ولم يتحدث معي أي حديث سوى ما قاله، ورددت عليه السلام فقط، ولم يسمع مني كلمة أكثر من ذلك.
وخشيت أن يتصل بعد ذلك لكنه وفى بوعده، ولم يتصل، وبعدها شعرت أنني أحبه ولا أستطيع أن أبتعد عنه، فاتصلت به، ثم توالت المكالمات بيننا ثلاثة أيام فقط حتى شعرت بالذنب الشديد مما نفعله فقلت له أنني لا أقبل أن تكون علاقتنا غير شرعية، فاقترح أن نفترق حتى يستطيع أن يتقدم لي ويخطبني من أهلي؛ لأن ظروفه الآن لا تسمح بالزواج، ووافقت على اقتراحه وسعدت كثيرا بذلك؛ لأن في ذلك إرضاءا لله تعالى، وتركته ولم أكلمه بعد ذلك حتى اتصل هو بعد ذلك بأيام وقال أنه لم يستطع أن يفارقني ولا يبتعد عني، وعدت أتكلم معه حتى طلب أن يرى صورتي؛ فرفضت ذلك بشدة وأصر على طلبه وهددني إن لم يرَ صورتي أنه سيتركني ولا يكلمني بعد ذلك، ورفضت ولم أكلمه منذ ذلك الوقت.
أشعر بالذنب الشديد؛ لأنني كلمته، كما أشعر أنني لا أستطيع أن أبتعد عنه، وأفكر أحياناً أن أكلمه وأوافق على طلبه لكنني لم أفعل ذلك وطردت عن تفكيري هذا الأمر مرات، لكنني أعود إلى ذلك كلما تذكرته، وخاصة لأنني متعلقة به وأحبه ولا زلت أتمنى أن أتزوجه، وأدعو الله دائماً أن ييسر لنا الزواج.
أرجوكم أفيدوني ما الذي يجب عليّ أن أفعله الآن؟ هل أتركه وأترك الغرف الإسلامية التي عرفته فيها؟ أم أستمر في علاقتي به كما كانت قبل أن أتكلم معه هاتفياً أم ماذا أفعل؟
أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.(114/78)
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يسترك بستره، وأن يحفظك بحفظه، وأن يشرح صدرك للحق، وأن يوفقك في دعوتك إليه، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يُعينك على الطاعة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث معك إنما هو نوعٌ من استدراج الشيطان، حيث لا ينقض على فريسته مرةً واحدة، وإنما يتبع سياسة الخطوة خطوة، حتى يخرج الإنسان من الملة والعياذ بالله، فمن كان يتصور أن تتحول الحوارات الدعوية إلى علاقات غرامية؟! وأعتقد أنه لم يخطر ببالك أبداً أن تكوّني علاقة مع أي شاب من الشباب عندما دخلت بنية الدعوة إلى الله، وها هو الشيطان قد أوقعك في حبائله، وشغل قلبك بعلاقة غير مشروعة، ثم ها هو الأخ الفاضل يطلب طلباً لا يحل له ولا يقبل أن تفعله أخته أو أي فتاة قريبة له، ونسي أنه داعية وأنه معروف لديك ولدى غيرك، وأن وظيفته الإصلاح وليس الإفساد وتدني القيم والأخلاق، كل ذلك من كيد الشيطان الرجيم، ثم ها أنت الآن متعلقة به قلبياً وتحبينه، وأصبحت مشغولة به، ولولا رحمة الله لاستجبت لطلبه، وأعطيته الصورة، بل وأكثر من ذلك، ولكن نظراً لما فيك من خيرٍ تماسكت إلى الآن، والله أعلم هل استجبت له أم لا، والذي أنصحك به ابنتي العزيزة أن تقطعي علاقتك به تماماً، وأن تقاومي هذا الميل القلبي، وأفضل أن تتوقفي ولو لفترةٍ محددة عن الدخول إلى هذه الغرف، حتى تمر هذه العاصفة، وإياك أن تُعطيه صورتك؛ لأنه كما سمح لنفسه بذلك فما الذي يضمن لك أنه لا يستغلك ويبتزك بهذه الصورة ويمارس الضغط عليك حتى تقابلينه، وينال منك أكثر من ذلك، إذاً رجاء التوقف نهائياً عن الاتصال به أو دخول هذه الغرف، وعدم التحدث معه أو الاستماع لحديثه؛ حتى لا تفتتني به وتضعفي أمام طلباته، وانتبهي لدراستك، خاصة ونحن على أبواب نهاية العام.
وأكثري من الدعاء أن يغفر الله لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وفي الإجازة لا مانع من العودة بشرط التعامل مع النساء فقط .
وبالله التوفيق والسداد.(114/79)
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=================
... أعاني من وحدة رهيبة ووقعت في معاصي ... 17908 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب كنت في مراهقتي شابا عاديا أحب الرياضة ولم يكن لدي هاجس الأفلام والصور الإباحية، ولكن منذ سنتين تقريبا وقعت في هذه المشكلة،
وبصراحة بدأت أعاني جدا منها وبشكل غير معقول! صحيح أنني لا أشاهد أفلاما كاملة، أي أقصد أنني أقوم بهذا فقط عبر الأنترنت.
والمشكلة لدي لها فرعان:
1- أنا أعاني من وحدة رهيبة حيث إنني بلا أصدقاء بالرغم من أن هذه الحالة بدأت منذ كان لدي صداقات ولكنها استشرت بعد ذهاب معظمهم للسفر من أجل العمل، ومررت ببعض المشاكل أيضا.
2- أنا أعاني أيضا من ممارسة العادة السرية، المشكلة أنني أتوب لفترات ولكن أعود للحالة، وعندما أتوب أكون غارقا في شعور رهيب ( بعد المشاهدة )، وأحيانا أشعر برغبة في البكاء.
جامعتي ليس فيها دوام، لدي حب مطالعة ولكن أشعر أحيانا بطاقة زائدة فلا أستطيع البقاء والقراءة ( على فكرة أحب نوعا معينا من القراءة وهو التاريخي والسياسي، ولكن أقرأ أيضا في معظم المجالات )، أحيانا أشعر بالإحباط من الأوضاع العامة مما يزيد اكتئابي، أتألم لشعوري أنها معصية ولكنني أفقد الإرادة!
أنا أحب الفرع الذي أدرس فيه وناجح فيه، والمضحك المبكي في الموضوع أنني عندما كنت في جو الدوام في المعهد ( أنا درست معهدا لا علاقة له بالفرع الذي أدرسه في الجامعة، ومرت فترة درستهما سويا ) وبالرغم من الضغط كنت أنجح في كل المواد في الجامعة وبمعدلات جيدة ولم أرسب ولا سنة في المعهد، ولكن وبعد تخرجي من المعهد وفقدان أصدقائي الذين هم من المعهد أيضا بدأت بالرسوب في بعض المواد وبدأت هذه المواد تكثر شيئا فشيئا رغم المحافظة على المعدلات الجيدة في المواد التي أنجح فيها!
أضف إلى ذلك أنني شاب عاطفي جدا ( ربما لأنني وحيد لأهلي )، أحيانا أدخل إلى الأنترنت فقط بحثا عن ملئ للفراغ العاطفي ( أتمنى أن لا تفهمني بشكل خاطئ لأنني أبحث عن فتاة لأتحدث معها فقط ولأقول لها أفكاري والدليل أنني لا أميل إلا لفتاة(114/80)
تساويني بالعمر أو أصغر بسنة وأتمناها مثقفة نسبيا ومتفهمة ولا أغراض لها من محادثتي ).
المفارقة الغريبة أنني أصلي وأسعى للتقدم في الدين، حسنا هذا كل ما لدي وبصراحة هذه أول مرة أتكلم بكل أريحية عن مشاكلي، وأسأل الله أن أكون صادقا في كل كلمة كتبتها؛ لأنني فعلا أحاول الوصول لحل.
شكرا جدا لسماعي وتحملي.
وآسف على الإطالة وكثرة الاستطراد.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق والخير والصلاح والاستقامة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن الوحدة التي تُعاني منها الآن لها أكبر الأثر في هذه السلوكيات الغير مرغوبة، والمخالفة لشرع الله جل وعلا، إضافةً إلى عوامل ضعف الإرادة لديك، مع كونك عاطفي، وتُعاني من فراغ، فحاول استغلاله بأي صورة من الصور، وهذه كلها عوامل ليس من المستحيل علاجها، بل إنها أخي طريف أهون من غيرها بكثير، ولا تحتاج إلى أكثر من قرار جاد وصادق من حضرتك في ضرورة تغيير هذا الواقع المؤلم، ويخرجك من هذه الدوامة كلها، وأعتقد أنك تشخص واقعك بصورةٍ واضحة وسليمة، وتعرف نقاط الضعف لديك، وهذا في حد ذاته سيساهم كثيراً في حل المشكلة؛ لأن التشخيص نصف الحل، فأنت قد ذكرت الأمراض والعيوب، وذكرت الأسباب المؤدية إلى وجود المشكلة وتفاقمها، فما عليك الآن إلا أن تتخذ أولاً القرار الشجاع بضرورة التخلص من هذه السلبيات كلها، وأن تكون لديك الثقة في قدرتك على ذلك، خاصةً وأنك حسن العلاقة بالله، وحريصٌ على الصلاة، وتنمية دينك وعلومك الشرعية، وهذه كلها عوامل نجاح وقوة، فقف مع نفسك وقفةً جادّة وصادقة، وقل لها: إلى متى هذا الضياع وهذه المعاصي وهذا العبث اللا محمود؟
قف هذه الوقفة مع نفسك، وحاسبها بدقة، وهذه هي البداية، ثم نأتي إلى النقطة الثانية وهي بدء الحرب على هذه المعاصي ، وابدأ بالآتي:(114/81)
1- خذ قراراً بمقاطعة المشاهد المحرمة والمثيرة، ولا تؤجله أبداً، وإنما مجرد قراءتك لهذا الجواب قرر مع نفسك وبصوتٍ مرتفع لن أدخل على المواقع الإباحية بعد الآن مطلقاً بإذن الله، ولمساعدتك في ذلك لا تدخل على الإنترنت وحدك، أو في وقت متأخر من الليل، والأفضل أن تجعل الجهاز في مكانٍ بارز في المنزل، واجتهد في ذلك، فهذا من الحل.
2- ابحث لك عن صحبةٍ صالحة، واربط نفسك بهم، واجتهد وحاول، وستجد، ولكن تخيّر من يذكرك بالله، ويُعينك على طاعته، والأفضل أن تبحث عنهم في بيوت الله، وحلقات الدروس والمحاضرات الشرعية والندوات، وغير ذلك .
3- اربط نفسك ببعض الأنشطة الدعوية والاجتماعية أو العلمية والثقافية.
4- مارس بعض التمارين الرياضية بانتظام، ولا مانع من المشاركة في نادي من النوادي المحترمة تقضي فيه بعض أوقات فراغك.
5- حاول أن تتعلم تلاوة وحفظ القرآن الكريم، والأفضل على يد شيخ متقن، فإن ذلك من أفضل القربات، وأعظم الطاعات التي تضيع فيها الأوقات.
6- احرص على المواظبة على صلاة الجماعة والسنن الرواتب، وشيئاً من قيام الليل.
7- إذا كانت ظروفك المادية تسمح، فلماذا لا تبحث عن زوجةٍ صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ويزيد بها رزقك، وتغض بها بصرك، وتحصن بها فرجك، وترزق منها الذرية الصالحة المباركة؟
8- أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مع سائر الأذكار، خاصةً أذكار الصباح والمساء.
وختاماً: أنا واثقٌ من قدرتك على تنفيذ هذا البرنامج، فتوكل على الله، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لا أستطيع، فأنت إنسانٌ عظيم، وحباك الله بقدرات هائلة، فاستعن بالله .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... أوقعتها في حبي فكيف أتخلص من ذنبي ... 17809 ...
sara(114/82)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
مشكلتي أنني تعرفت عن طريق الصدفة على شات ذي طابع إسلامي، وأحببت من دافع حب الدعوة وتعلم الثقافات أن أشترك فيه لاعتقادي أن الشات الإسلامي هو مكان أمين وليس كباقي الغرف المملة التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي وحديث الشباب.
بدأت أتعرف إلى أخوات لي بعضهن مسلمات وأخريات نصرانيات، وكونت معهن صداقات وكلي أمل أن يكون لي دور في تعليمهن، حيث أن لي ـ ولله الحمد ـ خلفية إسلامية جيدة، عرفت من إحدى الأخوات أن رجلا بمقام شيخ يلقي محاضرات صوتية في إحدى الغرف التي كنت أذهب إليها، وبدأت أستمع إليه؛ لأنني دائما ما يجذبني الحديث عن الدعوة.
ربما يكون الموضوع جميلا إلى الآن، ولكن كان ذلك الشيخ هو الشخص الوحيد الذي قبلت أن أضيفه في قائمة المسنجر التي لدي حيث إني قلت لنفسي هو شيخ في الأربعين، ولن يكون الحديث معه كالحديث مع أي شاب مستهتر، تعودت الحديث معه وفوجئت أنه يطلب يدي للزواج! حيث إنه لم يتوقع أن يجد فتاة بمواصفاتي من دين والتزام شديد في غرفة من غرف الشات، وحيث إنه يعيش في أمريكا حيث الحرية المطلقة حاولت أن أتهرب من طلبه.
ولا أخفي عنكم أنني شعرت بمشاعر نحوه، لا أدري من أي نوع هي! ربما لأني للمرة الأولى أجد شخصا يهتم بي لهذه الدرجة, ولكنني كنت جدا منضبطة في كلامي معه ولا أقبل حتى المزاح الذي يقبله هو، حيث إن مزاحه كان خارجا عن الحد مرات عديدة، وليس معي فقط بل مع الأشخاص الذين كان يلقي عليهم المحاضرة، وربما لأنهم من الأجانب حيث نادرا ما تجد عربيا هناك سواي والشيخ والقليل القليل فقط.
كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لديني، وربما لأني أيضا أحبه! الكثير والكثير من الأفراد أسلموا على يده في الشات، وكنت شاهدة على تلاوتهم للشهادة، وكنت أيضا أعلم بعض الأخوات العربية والقرآن، ولكن ليس بالغالب لانشغالي بدراستي، حتى إن إحدى الأخوات أسلمت على يدي ولا زالت محبة للإسلام، والحمد لله.
لا أدري ماذا أقول! أشعر بالذنب الشديد، كما أشعر بأني لا أستطيع تركه، وهل علي تركه أصلا!؟ ولماذا؟ أعني الشيخ أو الشات أو المكان بأسره،(114/83)
كثيرا ما رأيت أفرادا يطعنون بسمعة الشيخ ويقولون هو فعل كذا وكذا، ولكني أرفض التصديق!
حاولت البحث عن فتاوى تتعلق بالشات وفهمت أن الحديث مع الرجال ليس بالمحرم طالما كان في ما يرضي الله، ولكن لا تنصدموا حين أسألكم ما هو الذي يرضي الله في هذه القضية؟ أنا حقا لا أدري! هل أستمر في الحديث مع الأخوات، أم أستمر معه ولكن بحدود، أم ماذا؟ مع العلم أنني فعلا أشعر بعدم قدرتي على تركه، ربما لأنه دائما يحب مساعدتي بالذات!
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا.
السلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الدعاة الصادقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن دواعي سرور المسلم أن يجد أخته المسلمة معه تحمل هم الإسلام وتشارك في الدعوة إليه، وهذا هو الأصل الذي قام عليه الإسلام، حيث شاركت المرأة المسلمة أخاها المسلم هم الدعوة وتحمل أعبائها، بل ومن دواعي فخر كل فتاة أو امرأة مسلمة أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة، وهي سمية بنت الخياط أم عمار رضي الله عنهما، بل إن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
فممارسة الدعوة اليوم من قِبل الفتاة والمرأة المسلمة لهي عودة إلى الأصل، وحرمانها أو تعطيلها أو تهميشها إنما هو بُعدٌ عن الفهم الحقيقي لروح الإسلام وقيمه ومبادئه، فأحمد الله أن أوجد في الفتيات المسلمات مثلك، ممن يحملن هم الدعوة مع إخوانهن من الرجال.
ونظراً لأن الدعوة عبادةٌ تأتي على رأس العبادات، حيث أنها وظيفة الأنبياء والرسل، فلا بد لها من ضوابط يجب مراعاتها، وأحكام يجب التزامها والتقيد بها، خاصةً فيما يتعلق بدعوة الرجال للنساء والعكس، حيث أن الفطرة البشرية تقتضي ميل كل جنس(114/84)
للآخر، ومن هنا وضع الإسلام قيوداً مشددة على هذه العلاقة، فحرم المصافحة وحرم الخلوة، بل وحرم النظرة الثانية...وهكذا حتى وصل إلى الفاحشة، كل ذلك صيانةً للأعراض وحمايةً للإنسان، ومما تحدث عنه علماء الإسلام تلك العلاقة عبر الشات، فالذي أعرفه أن الإنسان لو شعر بنوعٍ من الضعف عليه أن يتوقف حتى لا تخرج العلاقة عن الإطار الشرعي، خاصةً إذا حدث هناك نوع من الميل والاستلطاف في إبداء كلمات الإعجاب، فكل ذلك وأمثاله يخرج عن هذه العلاقة من كونها مشروعة إلى علاقة محرمة، لما قد يترتب عليها من محاذير نحن في غنىً عنها، وهناك من حرّم مجرد الكلام العادي حتى لو كان في الدعوة والعلم الشرعي.
وكم كنت أتمنى أن ينحصر دورك في دعوة النساء والفتيات فقط، فهذا هو مجالك الطبيعي، والذي نعاني من نقص شديد فيه، وأتمنى فعلاً أن تحصري نشاطك في ذلك؛ لأن الرجال والشباب سيجدون من يحدثهم ويتحدث إليهم، أو سيجدون بديلاً آخر وما أكثر البدائل، أما الفتيات والنساء فهم في أمس الحاجة إلى جهود أخت مثلك، فاجتهدي في ذلك، وحددي نشاطك، واحصريه في هذا الإطار الحيوي، واتركي عنك الحديث مع الرجال ودعوتهم، حتى ولو كانوا من الدعاة الصالحين، فهذا أمرٌ غالباً لا تحمد عقباه، ولا أدل على ذلك من تعلقك بهذا الشيخ الداعية، وعرضه عليك الزواج، رغم فارق السن الكبير، وعدم معرفتكما لبعض معرفةً كاملة يمكنها أن تؤسس أسرة أو تقيم مجتمع متماسك، وما هي إلا نوع من الإعجاب بالطرح والعرض، وهذا يمكن أن تقع فيه أي فتاة مهما كان حرصها، وأنت دليلٌ على ذلك، ولعل من أهم أسباب تعلقك بهذا الداعية أنه أعطاك بعض ما تفتقدينه من العطف والاهتمام والمتابعة، خاصة وأنك لست مرتبطة عاطفياً بأحد، فصادف قلباً خالياً فتمكنا، ولا أعتقد أن مثل هذه العلاقة سيكتب لها النجاح؛ لعدم وجود عوامل الاستقرار الطبيعية، فلقد شاهدت واستمعت لعدة ندوات ولقاءات كلها لا تؤيد فكرة الزواج عبر الشات؛ لافتقاره لأبسط الضوابط والمطالب الشرعية، لذا أرى أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل، وأن تعتذري له عن عدم قبولك لعرضه، وتوقفي عن الاتصال به، وركزي جهودك على دعوة الفتيات فقط، وهو مجالٌ رحب وفي أمس الحاجة إلى أمثالك، فتوقفي عن الاتصال بحدود أو بغير حدود؛ لأنك ستعرضين لنوبات الضعف بين الحين والآخر، وستشعرين بصعوبة التخلص من التعلق به، وأنا واثقٌ من قدرتك على اتخاذ هذا القرار، فلا تضيعي هذه الفرصة، وحاولي استغلالها استغلالاً جيداً حتى تتخلصي من نقطة الضعف التي تهدد حياتك ودينك واستقرارك، فاتخذي هذا القرار الآن، فهو الخيار الأفضل والأمثل، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
ومسألة الزواج مسألة قضاء وقدر لا يمكن لأحد أن يتحكم فيها، وهي في نفس الوقت مسألة وقت، وأنت ما زلت صغيرة، وأمامك فرصة لاختيار الشخص المناسب والمتوافق مع سنك وظروفك، والإقامة في بلاد الإسلام مهما كان سوئها أفضل بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، فتشجعي وخذي القرار المناسب وبدون تأجيل، واصبري على آثاره؛ لأنها فترة(114/85)
وسوف تزول إن شاء الله، واحصري نشاطك الدعوي في مجال أخواتك وبنات جنسك، وواصلي طلب العلم الشرعي الذي هو خير زاد للداعية، وأكثري من الدعاء أن يتقبل الله منك عملك، وأن يعافيك من هذه العلاقة، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... أعاني من اختلاطي بالنساء معاناة قاسية ... 17706 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، وبعد:
فسلام الله على القائمين على هذه الشبكة الإسلامية المميزة، وهأنذا أكتب إليكم والدموع تسَّاقط من عيني ـ والله شهيد على قولي ـ .
بداية لا أدري بأي الكلمات أبدأ، ولا بأيها أنتهي، فقد تفاقم أمري مع إلهي، وما أظنه يغفر لي لأني أسرفت على نفسي بالمعاصي والآثام العظام، كلما قرأت الآيات التي تتوعد المجرمين ظننت ألا أحدا سواي بها مخاطب! فقرعت أصابع الندم خجلا وحياءا من ربي المنعم المتفضل!
يتلخص إخوتي في الله شأني في أني طالب كلما تقربت من الله يوما زدت في الابتعاد أميالا كثيرة! وكأن لحظات الاقتراب من إلهي لحظات مستعارة أردها نسيئة، فأنا أحاول أن أغض بصري لكن شهوتي واندفاعاتي تحرماني من الأجر، لكم أن تتخيلوا كم مدى معاناتي مع اختلاطي بالنساء والفتيات! مع أني أحاول جاهدا أن أضغط على نفسي الأمارة بالسوء كي تبتعد عن ما يغضب ربي لكني أعود وأنظر وأرى ما يسرني لحظة ثم تتبعها ندامة يومي كاملا إن لم يستمر الندم أياما عديدة!
لكم حاولت أن أتزوج لكن ظروفي المادية لا تسمح بالزواج، وأنا ممن يجب الزواج في حقه، أرجو أن تفيدوني مأجورين.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/86)
فإنك ولله الحمد عارفٌ بما يترتب من آثار على الدين والدنيا، نتيجةً لارتكاب المحرمات التي تغضب الرب جل جلاله، وهذا واضحٌ وبيّن من كلماتك التي صُغت بها سؤلك.
وأيضاً، فأنت قد ذكرت في السؤال أنك نتيجةً للظروف والأوضاع التي تمر بك فإن الزواج واجب عليك، إلا أنك غير قادر عليه في الوقت الحالي.
وهذا أمرٌ طيب ومفيد، يجعلك تبذل جهدك في المستقبل لكي تحصن نفسك بالزواج الذي هو الدواء الشافي بإذن الله في مثل هذه الحال، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
ولا بد أن تعلم حفظك الله أن من بذل جهده في العفاف، وأراد الزواج لهذا المعنى، فلا بد أن يجعل الله له مخرجاً وفرجاً، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة حقٌ على الله أن يُعينهم -وذكر منهم- الناكح يريد العفاف).
فهذه وقفة لا بد منها، وأمل في الله لا بد أن يكون حاضراً في نفسك؛ لئلاً يتطرق اليأس والقنوط إلى قلبك {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب * ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
وأيضاً، فلا بد من الصبر، ولا بد من أن تخاطب نفسك بهذا السؤال: إلى متى أظل مُقيماً على معصية الله؟ إلى متى ...؟ فأين هو صبر المسلم في أيام الفتن والمحن؟ وأين هو الشاب الذي إذا دعته أسباب الحرام إلى الحرام، قال: { إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } ؟!
إن شعورك بأنك كلما عصيت ربك ابتعدت عنه، هو شعور سليمٌ وصادق، وهو يدل بحمد الله على حياةٍ في القلب، ولكن أين الدواء والعلاج اللذان ينتهي بهما هذا البُعد عن الله ...خاصةً مع الإصرار على الذنب.
تأمل قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
إنه لا بد لك -أخي الكريم- من أن تقف أمام هذه الآية طويلاً لترى موضعك منها، ألا تحب أن تكون ممن وصفهم الله بأنهم لا يصرون على فعل ما يغضبه ويسخطه؟!! هل تحب أن يكون وضعك على النقيض من ذلك؟! إذن فلا بد أن تكون الوقفة هذه المرة وقفة جادة وقوية {خُذوا ما آتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}.
ولا بد أن تنظر إلى العواقب، عاقبة الندامة، وعاقبة البعد عن الله.(114/87)
إنما هي لحظة لذة عابثة عاجلة، تعقبها آلام متتالية، وجراح تخدش الدين والمروءة، إذن فالدواء والشفاء هو العزم الصادق، وهو كما قال العلماء: (عزيمة حر يغار على نفسه أن تتبع الهوى المذموم).
وأيضاًَ، فلا بد من الرفقة التي تُعين على طاعة الله، فإن المسلم قوي بإخوانه، فحاول أن تجد لك من إخوانك من يعينك على طاعة الله، فيذكرك إذا نسيت، وينبهك إذا غفلت، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله بتثبيت القلب، كما ثبت أنه صلوات الله وسلامه عليه، كان يدعو: (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) وثبت من دعاءه صلى الله عليه وسلم: ( يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك).
وأيضاً، فلا بد من أن تشغل نفسك بالحق قدر الاستطاعة، وأن لا تترك للشيطان سبيلاً عليك بسبب الفراغ وقلة المعين على طاعة الله، بل حاول أن تُمارس شيئاً من الأنشطة المفيدة التعليمية أو الدعوية، أو حتى الرياضية المباحة.
ولو أنك حاولت شغل وقت فراغك مثلاً بما هو نافع لك من حفظ القرآن الكريم، أو سماع بعض المحاضرات المفيدة، وجعلت هذا طريقاً مُتبعاً تداوم عليه، فإن هذا مما يضعف كيد الشيطان، ويقوي ويزيد في الإيمان والصلاح والثبات.
والله الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
=============
... أحببت شخصا عبر الشات فهل أتركه ... 234890 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
مشكلتي أنني تعرفت عن طريق الصدفة على شات ذي طابع إسلامي، وأحببت من دافع حب الدعوة وتعلم الثقافات أن أشترك فيه لاعتقادي أن الشات الإسلامي هو مكان أمين وليس كباقي الغرف المملة التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي وحديث الشباب.
بدأت أتعرف إلى أخوات لي بعضهن مسلمات وأخريات نصرانيات، وكونت معهن صداقات وكلي أمل أن يكون لي دور في تعليمهن، حيث أن لي ـ ولله الحمد ـ خلفية إسلامية جيدة، عرفت من إحدى الأخوات أن رجلا بمقام شيخ يلقي محاضرات صوتية في إحدى الغرف التي كنت أذهب إليها، وبدأت أستمع إليه؛ لأنني دائما ما يجذبني الحديث عن الدعوة.(114/88)
ربما يكون الموضوع جميلا إلى الآن، ولكن كان ذلك الشيخ هو الشخص الوحيد الذي قبلت أن أضيفه في قائمة المسنجر التي لدي حيث إني قلت لنفسي هو شيخ في الأربعين، ولن يكون الحديث معه كالحديث مع أي شاب مستهتر، تعودت الحديث معه وفوجئت أنه يطلب يدي للزواج! حيث إنه لم يتوقع أن يجد فتاة بمواصفاتي من دين والتزام شديد في غرفة من غرف الشات، وحيث إنه يعيش في أمريكا حيث الحرية المطلقة حاولت أن أتهرب من طلبه.
ولا أخفي عنكم أنني شعرت بمشاعر نحوه، لا أدري من أي نوع هي! ربما لأني للمرة الأولى أجد شخصا يهتم بي لهذه الدرجة, ولكنني كنت جدا منضبطة في كلامي معه ولا أقبل حتى المزاح الذي يقبله هو، حيث إن مزاحه كان خارجا عن الحد مرات عديدة، وليس معي فقط بل مع الأشخاص الذين كان يلقي عليهم المحاضرة، وربما لأنهم من الأجانب حيث نادرا ما تجد عربيا هناك سواي والشيخ والقليل القليل فقط.
كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لديني، وربما لأني أيضا أحبه! الكثير والكثير من الأفراد أسلموا على يده في الشات، وكنت شاهدة على تلاوتهم للشهادة، وكنت أيضا أعلم بعض الأخوات العربية والقرآن، ولكن ليس بالغالب لانشغالي بدراستي، حتى إن إحدى الأخوات أسلمت على يدي ولا زالت محبة للإسلام، والحمد لله.
لا أدري ماذا أقول! أشعر بالذنب الشديد، كما أشعر بأني لا أستطيع تركه، وهل علي تركه أصلا!؟ ولماذا؟ أعني الشيخ أو الشات أو المكان بأسره،
كثيرا ما رأيت أفرادا يطعنون بسمعة الشيخ ويقولون هو فعل كذا وكذا، ولكني أرفض التصديق!
حاولت البحث عن فتاوى تتعلق بالشات وفهمت أن الحديث مع الرجال ليس بالمحرم طالما كان في ما يرضي الله، ولكن لا تنصدموا حين أسألكم ما هو الذي يرضي الله في هذه القضية؟ أنا حقا لا أدري! هل أستمر في الحديث مع الأخوات، أم أستمر معه ولكن بحدود، أم ماذا؟ مع العلم أنني فعلا أشعر بعدم قدرتي على تركه، ربما لأنه دائما يحب مساعدتي بالذات!
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا.
السلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(114/89)
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الدعاة الصادقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن دواعي سرور المسلم أن يجد أخته المسلمة معه تحمل هم الإسلام وتشارك في الدعوة إليه، وهذا هو الأصل الذي قام عليه الإسلام، حيث شاركت المرأة المسلمة أخاها المسلم هم الدعوة وتحمل أعبائها، بل ومن دواعي فخر كل فتاة أو امرأة مسلمة أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة، وهي سمية بنت الخياط أم عمار رضي الله عنهما، بل إن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
فممارسة الدعوة اليوم من قِبل الفتاة والمرأة المسلمة لهي عودة إلى الأصل، وحرمانها أو تعطيلها أو تهميشها إنما هو بُعدٌ عن الفهم الحقيقي لروح الإسلام وقيمه ومبادئه، فأحمد الله أن أوجد في الفتيات المسلمات مثلك، ممن يحملن هم الدعوة مع إخوانهن من الرجال.
ونظراً لأن الدعوة عبادةٌ تأتي على رأس العبادات، حيث أنها وظيفة الأنبياء والرسل، فلا بد لها من ضوابط يجب مراعاتها، وأحكام يجب التزامها والتقيد بها، خاصةً فيما يتعلق بدعوة الرجال للنساء والعكس، حيث أن الفطرة البشرية تقتضي ميل كل جنس للآخر، ومن هنا وضع الإسلام قيوداً مشددة على هذه العلاقة، فحرم المصافحة وحرم الخلوة، بل وحرم النظرة الثانية...وهكذا حتى وصل إلى الفاحشة، كل ذلك صيانةً للأعراض وحمايةً للإنسان، ومما تحدث عنه علماء الإسلام تلك العلاقة عبر الشات، فالذي أعرفه أن الإنسان لو شعر بنوعٍ من الضعف عليه أن يتوقف حتى لا تخرج العلاقة عن الإطار الشرعي، خاصةً إذا حدث هناك نوع من الميل والاستلطاف في إبداء كلمات الإعجاب، فكل ذلك وأمثاله يخرج عن هذه العلاقة من كونها مشروعة إلى علاقة محرمة، لما قد يترتب عليها من محاذير نحن في غنىً عنها، وهناك من حرّم مجرد الكلام العادي حتى لو كان في الدعوة والعلم الشرعي.
وكم كنت أتمنى أن ينحصر دورك في دعوة النساء والفتيات فقط، فهذا هو مجالك الطبيعي، والذي نعاني من نقص شديد فيه، وأتمنى فعلاً أن تحصري نشاطك في ذلك؛ لأن الرجال والشباب سيجدون من يحدثهم ويتحدث إليهم، أو سيجدون بديلاً آخر وما أكثر البدائل، أما الفتيات والنساء فهم في أمس الحاجة إلى جهود أخت مثلك، فاجتهدي في ذلك، وحددي نشاطك، واحصريه في هذا الإطار الحيوي، واتركي عنك(114/90)
الحديث مع الرجال ودعوتهم، حتى ولو كانوا من الدعاة الصالحين، فهذا أمرٌ غالباً لا تحمد عقباه، ولا أدل على ذلك من تعلقك بهذا الشيخ الداعية، وعرضه عليك الزواج، رغم فارق السن الكبير، وعدم معرفتكما لبعض معرفةً كاملة يمكنها أن تؤسس أسرة أو تقيم مجتمع متماسك، وما هي إلا نوع من الإعجاب بالطرح والعرض، وهذا يمكن أن تقع فيه أي فتاة مهما كان حرصها، وأنت دليلٌ على ذلك، ولعل من أهم أسباب تعلقك بهذا الداعية أنه أعطاك بعض ما تفتقدينه من العطف والاهتمام والمتابعة، خاصة وأنك لست مرتبطة عاطفياً بأحد، فصادف قلباً خالياً فتمكنا، ولا أعتقد أن مثل هذه العلاقة سيكتب لها النجاح؛ لعدم وجود عوامل الاستقرار الطبيعية، فلقد شاهدت واستمعت لعدة ندوات ولقاءات كلها لا تؤيد فكرة الزواج عبر الشات؛ لافتقاره لأبسط الضوابط والمطالب الشرعية، لذا أرى أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل، وأن تعتذري له عن عدم قبولك لعرضه، وتوقفي عن الاتصال به، وركزي جهودك على دعوة الفتيات فقط، وهو مجالٌ رحب وفي أمس الحاجة إلى أمثالك، فتوقفي عن الاتصال بحدود أو بغير حدود؛ لأنك ستعرضين لنوبات الضعف بين الحين والآخر، وستشعرين بصعوبة التخلص من التعلق به، وأنا واثقٌ من قدرتك على اتخاذ هذا القرار، فلا تضيعي هذه الفرصة، وحاولي استغلالها استغلالاً جيداً حتى تتخلصي من نقطة الضعف التي تهدد حياتك ودينك واستقرارك، فاتخذي هذا القرار الآن، فهو الخيار الأفضل والأمثل، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
ومسألة الزواج مسألة قضاء وقدر لا يمكن لأحد أن يتحكم فيها، وهي في نفس الوقت مسألة وقت، وأنت ما زلت صغيرة، وأمامك فرصة لاختيار الشخص المناسب والمتوافق مع سنك وظروفك، والإقامة في بلاد الإسلام مهما كان سوئها أفضل بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، فتشجعي وخذي القرار المناسب وبدون تأجيل، واصبري على آثاره؛ لأنها فترة وسوف تزول إن شاء الله، واحصري نشاطك الدعوي في مجال أخواتك وبنات جنسك، وواصلي طلب العلم الشرعي الذي هو خير زاد للداعية، وأكثري من الدعاء أن يتقبل الله منك عملك، وأن يعافيك من هذه العلاقة، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... الخوف من النار استحوذ على تفكيري ... 17580 ...
السؤال
السلام عليكم.
لقد مرت علي فترة عصيبة استحوذ فيها خوفي من النار وعدم توفيق الله عز وجل لي يوم الحساب على كل تفكيري لدرجة أنني أهملت دراستي بشكل ملحوظ، وعندما(114/91)
هممت لأطرد هذه الهواجس من دماغي أصبحت أشعر أن إيماني تراجع بشكل كبير لدرجة أني بت أخاف من النفاق والكفر! مع العلم أنني أسعى إلى نور الله بعزم، وأسأل الله أن يكون بصدق، فأود أن أعرف رأي السادة الأفاضل في حالتي!
وعندي سؤال آخر:
عندما أستعمل الأنترنت تظهر بين الفينة والأخرى صور لعاريات ـ أسأل الله أن يهديهنا ـ إلا أني مباشرة أغلقها، فأطلب منكم أن ترشدوني إلى طريقة أتخلص منها من هذه الفتنة التي أسأل الله عز وجل أن يجيرني منها.
والله أكبر.
والعزة للإسلام.
وبارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك تتمتع بقوةٍ إيمانية، وصلة حسنة بالله، وأنك ولله الحمد من الحريصين على طاعة الله ورضاه ، ومن الذين يعظمون شرعه ويخافون عقابه ، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وهذه أمور كلها بحد ذاتها من المبشرات، وما خوفك الشديد من النار إلا ثمرة من ثمار هذه الإيمانيات التي أكرمك الله بها، ولكن يبدو -رغم ذلك- أن حظك من العلم الشرعي قليل، ولا أدل على ذلك من هذا الخوف الشديد الذي يؤدي بك إلى تعطيل حياتك والفشل في دراستك.
مما لا شك فيه أن الخوف درجة عالية من درجات الإيمان، ولكن ليس هذا الخوف، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا من أعظم الناس خوفاً من الله، ورغم ذلك فتحوا الدنيا، وأقاموا الحضارات التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا جميعاً: (واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً).(114/92)
فالاعتدال والوسطية هو المنهج الذي ينبغي أن تكون عليه، فلا إفراط ولا تفريط، ودين الله وسط بين الجافي والغالي، وخير الأمور أوسطها.
فأوصيك أخي علي بضرورة طلب العلم الشرعي، وربط نفسك بأهل العلم الثقات الذين يتسمون بالعدل والتوازن والإنصاف في فهم النصوص وتطبيقها، واعلم أن الخوف الحق هو الذي يحجز العبد عن محارم الله، ويؤدي به إلى الاستقامة على شرعه، وهذا هو الخوف المطلوب، أما الخوف الذي تذكره فليس هو المطلوب؛ لما فيه من مخالفة نصوص الشرع، وفوق ذلك أنه لم يؤدِ بك إلى الإقلاع نهائياً عن بعض المعاصي، ولا أدل على ذلك من إمكانية وقوعك في مشاهدة بعض الصور العارية، لذا أنصحك بالنسبة للإنترنت ألا تدخل عليه وحدك، وأن تنقل جهازك إلى مكان بارز بالمنزل، وألا تدخل عليه ليلاً قدر الاستطاعة، وأن تبحث عن وسيلة فنية تحول دون ظهور هذه الصور في جهازك، وهذا أمرٌ ممكن حسب علمي، وعليك بالاهتمام بدراستك، لأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وهذا ميدان الجهاد الحقيقي الآن ؛ لأننا في عصر العلم، ولا عز ولا نصر لنا إلا بالعلم، فجد واجتهد، وتوكل على الله، وأكثر من الدعاء أن يجعلك من أهل الجنة، وأن ينجيك من النار.
والله والموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===========
... أعمل في مكان مختلط فما العمل ... 233969
السؤال
أعمل مع أجنبيات، وعملي يجعلني أتعامل مع نساء فاسقات ـ والله أعلم ـ، وأنا أصلي، وليس لدي عمل آخر، وأعول أسرة، والنفس أمارة بالسوء، وأنا لا أريد أن أغضب الله، فماذا أفعل؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد قال الله تعالى:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} وهذه الآية الكريمة هي الجواب الكامل، والدواء النافع للمشكلة التي تُعاني منها في هذا الحين.(114/93)
فقد ذكرت أنك تعمل في مجال مختلط مع نساء، وصفتهن بأنهن فاسقات، مع شدة حاجتك لهذا العمل الذي ليس لك غيره، إذن، فالجواب أن تتقي الله قدر استطاعتك، وأن يكون تعاملك مع هؤلاء النساء على قدر الحاجة والضرورة، بحيث لا يتعدى ذلك إلى الأحاديث الجانبية التي لا صلة لها بالعمل، مع الأخذ -قدر الاستطاعة- بواجب غض البصر، والبعد عن كل ما يؤثر عليك من جهة هؤلاء النساء، فهذا هو الحل المؤقت الحالي.
أما الحل الحقيقي، فهو أن تبذل أقصى ما لديك من جهد للبحث عن عمل آخر يكون خالياً من دواعي الفتنة أو الوقوع في الحرام، أو على الأقل يكون أقل ضرراً من هذا العمل الذي أنت فيه.
ومن المعلوم أن من بذل جهده في البعد عن أسباب الحرام، والوقوع فيما يغضب الملك الجبار جل جلاله، فإن الله يجعل له مخرجاً قريباً، وييسر له الأرزاق من حيث لا يدري، كما أشارت إليه الآية الكريمة التي بدأنا بذكرها: {من يتق الله يجعل له مخرجاً ..}.
وأيضاً، فإنه لا بد من النظر في الفرص المتاحة للعمل النظيف الخالي من أسباب الفتنة والحرام، فإذا كان جانب الوظائف الرسمية والخاصة صعباً غير متيسراً، أو كانت الوظيفة متيسرة لكن تعرضك للفتنة، فلماذا لا تحاول القيام ببعض الأعمال التي تكون خاصة بك، ولو كانت البداية صغيرة الحجم، إلا أنه لا مانع من المحاولة، هذا إذا كان وضعك يسمح بذلك.
وأيضاً، فإنك إن استطعت أن تحصن نفسك بالزواج فإن هذا من أقوى ما يدفع عنك أسباب الوقوع في الحرام، بل إن هذا عند القدرة واجب وفرض عليك، فلو أنك حاولت أن تجد فتاة تناسبك في المستوى المادي، بحيث أنها تناسبك في وضعك الذي أنت فيه، مع كونها صاحبة دين وخلق، فإنك بهذا العمل تكون قد حافظت على نفسك، بل وقطعت على الشيطان وحيله الطريق إلى إيقاعك فيما يغضب الرب جل جلاله.
ونوصيك بالإلحاح على الله بالدعاء، وبكثرة الاستعانة به، وقد قال تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسراً }.
والله الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
============== ...
... كيف أتجنب الوقوع في الفاحشة ... 233534(114/94)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد:
فإني شاب في مقتبل العمر، حيث تكثر اللذات والشهوات، ولا يستطيع الإنسان أن يتمالك نفسه, وأنا أحاول جاهدا الابتعاد عن طريق الزنا قدر المستطاع، مع أني أعيش في بلاد تكثر فيها المحرمات، ولا أستطيع الزواج لغياب البعد المادي، فأريد أن أسمع جوابكم عما قريب.
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الطريق إلى الفواحش والمنكرات هو طريق المغضوب عليهم والضالين من الناس، وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم السابقين، وأحسن من قال:-
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الخزي والعار
وقد وجه رسولنا ـ عليه صلاة الله وسلامه ـ معشر الشباب بالإكثار من الصيام إذا لم يتيسر لهم أمر الزواج؛ لأن فيه كسر لحدة الشهوة، ودعانا القرآن إلى سلوك طريق العفة والطهر فقال سبحانه: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله}.
وإليك بعض الأشياء التي تعينك ـ بإذن الله ـ على البعد عن الزنا والفواحش:-
1- الخوف من الله ومراقبته.
2- المعرفة التامة بخطورة فاحشة الزنا، فهي من أكبر الجرائم بعد الشرك بالله والقتل.
3- انتقام الله ممن يعبثون بالأعراض، وكما تدين تدان، والزنا دين.(114/95)
4- العلم بأن الزنا يورث الفقر ويقصر العمر ويكسو الوجوه بالظلمة ويقتل في النفوس معاني الغيرة والرجولة، ويورثهم بدلاً عنها ألقاب الديوث والفاسق.
5- غض البصر.
فكل الحوادث مبدأها من النظر***ومعظم النار من مستصغر الشرر
6- البعد عن الاختلاط والخلوة بالأجنبيات.
7- إدراك خطورة الأمراض التي تنتشر بين الزناة وأهل الفواحش.
8- الابتعاد عن الأكل الدسم، وصلاة ركعات قبل النوم، والابتعاد عن المجلات الفاضحة والقنوات الفاجرة.
9- التعوذ بالله من شر العين والسمع والبصر والمني.
10- الابتعاد عن رفاق السوء، وأماكن الفسوق والعرى.
11- المواظبة على صلاة الجماعة، والانشغال بطلب العلم وممارسة الرياضة والمهام الشاقة.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============ ...
... أنا دائم التفكير في مديرتي من الناحية الجنسية ... 233130 ...
السؤال
أريد منك ـ جزاكم الله خيراً ـ سرعة الرد علي؛ لأنني في حيرة شديدة! إنني دائم التفكير في مديرتي من الناحية الجنسية، وكنت أقوم بمكالمتها في هذه النواحي، وأنا متزوج، للأسف! وذهبت للدكتور، وسألت الشيوخ، وقالوا لي عليك بالاستغفار، وأنا مداوم على ذلك، والحمد لله! مداوم على الصلاة، وأيضاً تأتيني وساوس في الصلاة بعض الأحيان.
أفيدوني، أفادكم الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(114/96)
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً، فإنك قد ذكرت في سؤالك أنك بحمد الله تعالى محافظ على الصلاة، ومداوم على استغفار الله تبارك وتعالى، وهذا بحمد الله دليلٌ ظاهرٌ إن شاء الله على صدق توبتك مما كان يقع منك مع المديرة التي أشرت إليها.
ومن المعلوم أن من تاب، تاب الله عليه، بل إن الله جل وعلا يبدل سيئاته حسنات، كما قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} وقد قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، التائب من الذنب حبيب الرحمن) والمقصود أنك بحمد الله تعالى، قد أحسنت صنعاً بسؤالك الشيوخ، وكذلك بمداومتك على الاستغفار والتوبة.
وأما موضوع التفكير في مديرتك، فلا شك أن هذا من وسوسة الشيطان، الذي يحاول أن يوقعك في الحيرة والقلق والحزن، بل ويعمل على أن تعود إلى ما كنت عليه من الخطأ مع تلك المديرة.
وهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان يندفع شرها بالاستعانة بالله تعالى على دفعها والتخلص منها، والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، كما قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
وقد بين الله تعالى أن أعظم ما يدفع وسوسة الشيطان هو الاستعاذة بالله العظيم منه، كما قال تعالى: { قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس} فكلما شعرت بشيءٍ من هذه الخواطر التي لا تجوز، فعليك أن تكثر من الاستعاذة بالله من شر الشيطان الرجيم، فإنك إن فعلت ذلك وداومت عليه، فسوف تتخلص من هذا التفكير الذي قد أشرت إليه.
وكذلك هو الحال في الوساوس التي تأتيك أثناء الصلاة، فلو أحسست بشيءٍ من ذلك فإنه يجوز لك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو كنت داخل الصلاة، كما ثبت ذلك عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً فإنك قد ذكرت أن المديرة التي تعمل معها كانت تبادلك المكالمات التي أشرت إليها، وهذا يدل على أن اقترابك منها أثناء العمل قد يؤثر عليك، خاصةً وقد كانت(114/97)
موافقة لك في الكلام، فإن أمكن أن تكون مثلاً في قسم آخر بعيداً عنها، أو تجد عملاً آخر يُبعدك عن المحيط الذي هي فيه، فهذا هو المطلوب، وسوف ترى حينئذٍ إن شاء الله تعالى أن هذا التفكير الذي يأتيك سوف ينتهي إلى غير رجعة.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
============
... مشكلتي في ديني أنني لا أستطيع الثبات ... 232271 ...
السؤال
السلام عليكم ـ إخوة الإيمان ـ! وبارك الله فيكم وفي موقعكم المبارك الذي أسأل الله أن يكون عنوانا لكل محتاج! وبعد: فإني أكتب لكم قصتي في نضالي من أجل الإيمان ضد الشيطان، والتي استمرت قرابة ثلاثة أشهر، فأرجو من حضراتكم القراءة والإجابة في أسرع وقت؛ لأن كل ثانية في ضلال الحيرة والتيه أعوام! فأرجو منكم ألا يضيق صدركم من رسالتي! وأن تسرعوا بالإغاثة! فهذا ـ والله ـ رجائي فيكم!
أنا شاب قد غمس حياته في الشهوات والملذات، لدرجة أنني في عطلة الصيف كنت أستمني وأشاهد الأفلام والمقاطع الهابطة مرة أو أكثر في اليوم بالمعدل! إلا أنني قررت التوبة إلى الله التوبة النصوح، فعاهدت الله أن لا أعود إلى تلك الخطيئة! وأقسمت بذلك! ومنذ ذاك اليوم والشيطان ـ لعنه الله وأخزاه وحفظنا منه ـ يغير علي بأفكار وهواجس مسمومة! إلا أني ـ والحمد لله ـ نجحت في صدها! وقد صرت من رواد المسجد في الصلوات باستثناء صلاة الفجر، لا تقصيرا مني، ولكن لأن والدي لا يريد ذلك! وهذا الأمر يزعجني للغاية! فإني أحسه حاجزا يفصلني عن تمام الإيمان! خصوصا وأن لي أصدقاء مقربين يدعونني إلى صلاة الفجر، فلا أجد ما أجيبهم به!
وفي يوم مشؤوم زللت وأخطات! فنكثت عهدي مع الله، ولم أستطع المقاومة؛ فدخلت الغرفة، وغلقت الأبواب والنوافذ، وجلت جولة ملعونة في مواقع الشبكة السافلة، وأتبعت ذلك باستمناء! إلا أني وبعد فعلتي اللعينة عدت إلى توبتي وإيماني! إلا أن أحساسا قاهرا انتابني بأني قد فقدت شيئا عزيزا أخشى ما أخشاه أن يكون الإيمان! لم أقنط من رحمة الله؛ فعدت وواظبت على الدعاء والإكثار من السجود طلبا للرحمة والمغفرة! سائلا الله أن يتوب علي، فهو التواب الرحيم!
وفعلا أعادني الله إلى دائرة جهاد النفس، فعدت إلى خوض الحروب ضد الشيطان ملحقا به الهزائم المتتابعة، معاهدا الله من جديد على الثبات والإيمان! ولكن مرة(114/98)
أخرى - وهذه المرة بعد أقل من نصف شهر، على عكس المرة السابقة التي استمر جهادي ضد نفسي فيها زهاء الشهرين ونصف - عدت إلى الذنب والخطيئة؛ فشاهدت مقطعا هابطا، وأتبعته بمقطع آخر، ثم مارست العادة السرية حتى انقطعت رغبتي بالمتابعة! إلا أنه بعد أقل من خمس دقائق عدت إلى المقاطع اللعينة المنتشرة بكثرة في صفحات الشيطان ـ لعنه الله ـ، ومارست العادة التي أتمنى من الله أن ينسينيها مرة أخرى! ومع خروج السائل المنوي أحسست بأن شيئا آخر قد خرج - الله أسأل ألا يكون الإيمان - ولم أدر ما أفعل!
لقد كان ذلك بعد صلاة العشاء التي قضيتها في المسجد، وقد عزمت هناك أن أجتنب فعل هذا المنكر! إلا أنه في كل خطوة خطوتها في اتجاه البيت قلّت ثقتي بنفسي أني سأنتصر! وازداد شعوري وتعاظم إحساسي بالخسارة الأكيدة! إلا أن صوتا دائما في صدري دعاني للثبات، وقد اشتد هذا الصوت لحظة جلوسي على الكرسي، ولكنه سرعان ما انقطع لحظة دخولي الموقع السافل - حاربته جيوش الله -!
والآن هأنا أكتب لكم رسالتي هذه، سائلا منكم النصح والإرشاد والدعاء! طالبا منكم أن توجهوني إلى ما أفعل! خصوصا وأن أبي لا يخشى علي من الشبكة بقدر خشيته علي من المساجد! وأسألكم أيقبل الله مني توبة جديدة؟ أو يعيدني الله إلى طريقه المستقيم!؟ خصوصا وأني قد نكثت عهدي معه مرتين! أم أن مصيري انتهى إلى النفاق وإلى النار؟ فإني قد سمعت أنه من خان عهده مع الله فقد بات من المنافقين! وأنه من بات من المنافقين فقد هلك والعياذ بالله!
أرجو منكم الإسراع في الإجابة؛ فإن الفرق بين الجنة والنار قد يكون ردكم، حفظكم الله!! وأرجو منكم الدعاء! فوالله لا يرد الله دعاء أهل خير أمثالكم!أرجو الله أن يحيل حالي من الخيانة إلى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله سبحانه سمى نفسه غفارا ليغفر ذنوبنا، وتوابا ليتوب علينا، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد ورد الحديث في قصة الذي أذنب ثم تاب ثم رجع ثم تاب ما نصه: " علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت(114/99)
له"، ولذلك أرجو أن تكثر من الاستغفار، ولا تستسلم لهذا العدو الخبيث الذي يغيظه السجود للجبار واستغفار الغفار! فأكثر من السجود والتضرع لله! ولازم الاستغفار والتوبة، ولن يخيب عبد يعرف الطريق إلى ربه! ولكني أنصحك بما يلي:
1- تجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الجماعة أبعد.
2- ابتعد عن المواقع المشبوهة، واحرص على متابعة المواقع الفاضلة مثل الشبكة الإسلامية!
3- ضع هذا الجهاز في مكان مكشوف، وفي ذلك حفظ الله لك ولأسرتك!
4- تجنب المطعومات الدسمة التي تهيج كوامن الشهوات!
5- لا تعد للبيت والفراش إلا عند الحاجة، وبعد الشعور بالتعب والحاجة للراحة!
6- اشغل نفسك بالأشياء المفيدة، مثل: طلب العلم، وتلاوة القرآن!
7- ابحث عن رفقة صالحة، وكن على اتصال بهم؛ حتى يذكروك بالله إذا نسيت ويعينوك على طاعته إن ذكرت!
8- اجتهد في تأهيل نفسك للعفاف بالزواج، وحتى يحصل ذلك، فعليك بالصوم؛ فإنه لك وجاء! ومما يعينك على ترك هذه المعصية معرفتك لآثارها الخطيرة، وهي كما يلي:
1-الآثار النفسية:
أ - تأنيب الضمير والإحساس بالذنب.
ب - الانطواء.
ج - ضعف الثقة في النفس، والانهزامية في مواقف الحياة.
2- الآثار الصحية:
1- خطورة ممارسة هذه العادة على أعضاء التناسل وسائر أعضاء الجسد.
2- الضعف والهزال، والاصفرار، وضعف المقاومة للأمراض.
3- العجز الجنسي مستقبلا.
4- إلحاق الأضرار البالغة بالأجهزة الهضمية، والعصبية.
3- الآثار الاجتماعية:
أ - الفشل في بناء أسرة مستقرة.(114/100)
ب - الهروب من أماكن التجمعات.
وهي قبل كل ما سبق تجلب غضب الله {فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
ولا شك أن هذا الحرص والسؤال دليل على بذرة الخير التي تحتاج إلى صيانتها من الذنوب، وخاصة الجلوس في مواطن الريبة.
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
... أقوم بتصرفات مخالفة للإسلام مع أني متحجبة ... 232128 ...
السؤال
أحس باضطراب في شخصيتي؛ فأنا محتجبة، ومن أسرة محافظة، غير أني أحس أني بعيدة عن الدين والأهل! أقوم في بعض الأحيان بتصرفات مخالفة للإسلام: كالتحدت في الهاتف النقال، أو الإنترنت مع أحد الشباب لتعويض الحرمان الذي أحس به! وأنا أعرف أني أقوم بعمل خاطئ! إلا أن كلامي لا يتجاوز آداب الكلام، فكيف أتصرف!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفضلى/ بشرى حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الفتاة المسلمة كالثوب الأبيض، والبياض سريع الحمل للدنس، وخطوات الشيطان تبدأ بأمور صغيرة، والإنسان العاقل يوقف هذه الخطوات في بدايتها، فاحرصي أولاً على طرد هذه الهواجس! ودافعي هذا الإحساس بالحرمان بذكر الله وطاعتك للرحمن! واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل! وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد! واتخذي لنفسك صديقات صالحات من أسر طيبة محافظة مثل أسرتك الكريمة، فإن عدمت الصادقات ـ ولا أظن ـ فاجعلي كتاب الله صديقا وجليساً؛ فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش! وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.(114/101)
واحمدي الله على حجابك وسترك! واعلمي أن الحجاب ينبغي أن يصحبه حياء! وهو أغلى ما تملكه الفتاة، وهو للفتاة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطاءها، كانت مرتعاً للجراثيم والذباب، وعندها يترفع عنها ويتجنبها أصحاب الفضل والألباب.
وحاولي الاقتراب من والدتك، وأشعريها بحاجتك إليها! وكذلك الوالد، وامنحي عواطفك لأخواتك الصغار وصديقاتك الصالحات! وتبادلي معهن المشاعر الطيبة شريطة أن تحرصن على بناء صداقتكن على الإيمان والخوف من الرحمن، لا على جمال الشكل، أو حسن الملبس، أو طريقة الكلام، أو أسلوب الحياة كما تفعل بعض الغافلات!
واعلمي ـ يا عزيزتي ـ أن الحديث مع الشباب يعتبر من أخطر ينابيع الشر وطرق الضياع، وذلك لكثرة الذئاب (وطبع الحمل أن يخشى الذئاب)، واعلمي أن أولئك الشباب يلبسون لكل حال لبوسها: فإن وجدوا صالحة محافظة، حدثوها عن الصلاة والصيام حتى يوقعوها في المصيدة، ويطالبون بإحضار صورها أو إرسالها، فإن رفضت، هددوها بالمكالمات المسجلة التي سوف ترسل لأسرتها، فإن استجابت ووضعت صورها في أيديهم الخبيثة، طلبوا منها اللقاء! فإن تمنعت، هددوها بنشر صورها بعد عمل الدبلجة، وفضحها عند أهلها والناس، فإذا استجابت لرغباتهم المحرمة، فقدت عفتها، ورميت بعد ذلك في مزبلة العار، وتنصلوا عنها؛ لأنهم لا يرضون أن تكون في بيوتهم عاهرة خانت أهلها وفرطت في شرفها، وخانت قبل ذلك الأمانة، وخالفت أمر ربها، والعياذ بالله!
وهذا العمل خاطئ حتى ولو كنت تتكلمين معهم عن القرآن وطاعة الرحمن؛ لأنك لم تؤمري بالكلام مع الرجال حتى ولو بكلام محترم، فقد يفتتن الشباب بنبرات صوتك، والأذن تعشق قبل العين أحياناً، فحافظي على أسرارك، وحيائك وعلى حجابك.
وإذا كنت تعلمين أنك تقومين بعمل خاطئ، فأرجو أن تعرفي أن العواقب وخيمة! وقد يكون ثمن هذا التهاون هو خسارة الدنيا والآخرة، والعياذ بالله! ولا أستطيع أن أطيل المقام، ولكن العاقل من وعظ بغيره، والشقي الجاهل هو الذي يكون عبرة لغيره، وما أكثر الضائعات ممن سرن على هذا الدرب!
واعلمي أننا ندفع الثمن باهظاً عن كل مخالفة لأوامر هذه الشريعة التي أرادت للفتاة أن تكون درة مصانة، ألا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. وإذا أحسست بضعف أو فتور، فاستغفري الغفور، وتذكري أن قوة الشخصية وثباتها وطمأنينتها لا تنال إلا بذكر الله، وطاعته! قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فاحفظي الله، يحفظك،(114/102)
واحرصي على التوقف عن مهاتفة الشباب أو مراسلتهم! واعلمي أن العلاج في البداية سهل!
ولك منا عاطر البشرى على هذا العقل والوعي الذي دفعك للاستفسار والسؤال، وهذا دليل على بذرة الخير في نفسك، فحافظي على هذا النور، ولا تطفئيه بظلمة المعاصي! واعلمي أن شفاء العي السؤال!
ونسأل الله أن يوفقك، ويسدد خطاك!
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... ما البروتين الذي ينقص مع ممارسة العادة السرية ... 230754 ...
السؤال
ما نوع البروتين الذي ينقص مع ممارسة العادة السرية مسببا ارتخاء المفاصل؟ وما هي الأطعمة التي بها يمكن تعويض هذا البروتين الناقص؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مما لا شك فيه أن العادة السرية لها الكثير من الأضرار والمضاعفات المستقبلية على صحة الإنسان، وعملية الاستمناء تؤدي إلى فقد الكثير من البروتين (الزلال) والأحماض الأمينية، والفيتامينات، والمعادن، مثل الحديد والزنك، والمغنيزيوم والفوسفور، والبوتاسيوم والكالسيوم، والفيتامين Eو B، التي تعتبر مهمة لحفظ الصحة عموماً، مما يؤدي إلى الضعف والهزال، وقلة التركيز، والإعياء.
أفضل طريقة لتجنب ذلك وحفظ الصحة وسلامة البدن هو الإقلاع عن هذه العادة السيئة، ومن الأطعمة التي تساعد على استعادة النشاط والحيوية اللحوم والأسماك، والمأكولات البحرية، والخضار، والمكسرات.
وبالله التوفيق.(114/103)
المجيب : ... د. أسعد المصري
===============
... أقلعت عن العادة السرية وأتمنى أن أعوض ما خسرته ... 230466 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! أما بعد:
فأنا شاب أبلغ 20 سنة، وكنت أمارس العادة السرية بكثرة، والحمدلله استطعت أن أتوب إلى الله وأقلع عن هذه العادة! لكن ألاحظ أثناء عملية البراز وخروج البول خروج ـ مع البول ـ مادة لزجة، وأشك أنها ( مني )، وأود أن أعرف ماذا يجب أن أفعل؟
وإني أقلعت عن العادة السرية، وأتمنى أن أعوض ما خسرته! وأن أعالج الأضرار النفسية التي لحقت بي!
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة، وأسأل الله أن تكون هذه التوبة توبةً نصوحا.
خروج مادة لزجة مع البول أو بعده أمرٌ طبيعي ، ولا داعي للقلق، ولتعويض ما خسرته، عليك بكثرة الاستغفار وأعمال البر، وكثرة قراءة القرآن، فهذه أمور تُبعدك عن التفكير فيما يثير الشهوة، وأنصحك كذلك بمرافقة الصالحين، والرياضة.
أما تعويض الجسم ما فاته فيكون بالطعام الصحي المتوازن، ولا تكثر من السكريات، فهي تزيد الطاقة والشهوة، وعليك بالإقدام على الزواج إن استطعت ، كما نصح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ....).
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. مفتاح السلطني
===========(114/104)
... أصبحت ضائع بلا هدف؛ فهل من نصيحة؟ ... 229329 ...
السؤال
السلام عليكم
أنا شابٌ، عمري21 عاماً، أدرس بإحدى الكليات، لا أشعر بأي مسئولية، فنجاحي ليس مسئوليتي، وفقر أمتنا لست أنا السبب فيه، ورغم هذا فأنا لا أعرف من السبب، ولكنني أدرك أنه شخص آخر غيري.
ووسط هذا، فلدي شعور بأنني بإمكاني عمل أية مهمة مهما كانت صعبة، ولست أدري ما هي!
منذ بداية الثانوية العامة انخرطت في الانترنيت، ولأنني لا أدري عن أي شيء في هذا العالم الجديد، فأول ما كنت أبحث عنه هو SEX للأسف، ولا داعي لذكر التفاصيل.
بدأت أهمل دروسي، وانحدر مستواي الدراسي، رغم أنني كنت من المتفوقين في المدرسة الابتدائية والإعدادية، وكان أبواي يتمنيان أن أكون دكتوراً، لكنها كالصاعقة كانت على أبواي بعد ظهور النتيجة .
والآن، بعد أن دخلت كلية متدنية، فقد فقدت الأمل في أن أصبح متفوقاً، والآن أبحث عن الإنترنت كي أفوز بفتاةٍ تمكنني من الزواج بها ولأقضي شهوتي معها.
ربما يؤنبني ضميري بعد المعصية، فأستمع لخطبة أحد المشايخ، فيخشع القلب وأتوب إلى الله، لكن ما هي إلا ساعات قليلة وأعود لما كنت عليه.
آسف على الإطالة ، ولكنها مأساتي، وربما مأساة غيري من الشباب.
فهل من نصيحة؟ وشكر الله لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع،(114/105)
ونسأله جل وعلا أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبصرك بالحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يغفر لك ويتوب عليك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا حزينٌ فعلاً لضياعك للفرص المتاحة لك، حتى انحدرت من قائمة المتفوقين إلى قائمة العالة الخاملين، الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وانحرف بهم عن جادة الطريق إلى طرق الضياع والغواية، لقد كانت أسرتك وأمتك في أحوج ما تكون إلى تفوقك واجتهادك، بل أنت كنت في أمس الحاجة إلى التفوق؛ لأننا في عصرٍ لا يعترف إلا بالأقوياء، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن القوي خير ٌوأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ... ) فحتى وإن سامحت نفسك فلم ولن تسامحك أمتك التي كانت في أمس الحاجة إلى المتفوقين من أمثالك، لقد أضعت فرصة عظيمة في خدمة أمتك، وضحك عليك الشيطان، حتى أصحبت عالةً على نفسك وأسرتك وأمتك.
أخي محمد، أعتقد أنه لا يخفى عليك حرمه الدخول إلى تلك المواقع المحرمة، وما أدراك؟! فلعل دخولك إلى هذه المواقع المحرمة ومعصيتك لله تعالى هي من أعظم أسباب هذا الإخفاق الذي تعاني منه الآن، ورغم ذلك فأنا واثق من قدرتك على تغيير هذا الواقع، فالأمر يحتاج منك فقط إلى قرار جريء وشجاع في الخروج من هذا الواقع المحزن الذي أنت فيه.
اعلم أخي محمد أنك قادرٌ على ذلك، ولكن المهم البدء، فتوكل على الله، وخذ قراراً بمقاطعة هذه المواقع المحرمة، وخذ قراراً أيضاً بالجد والاجتهاد في دراستك، وبدأ مرحلة جديدة في دراستك، حتى وإن كانت الكلية متدنية، فإن بمقدورك أن تكون متميزاً فيها، ومن ثم يمكنك أن تعوض تفوقك السابق بأن تكون مُعيداً بنفس الكلية، ثم أستاذاً كبيراً، وبذلك تُعيد البسمة والسعادة إلى قلب والديك، وتغير حياتك تغيراً كلياً، ويصبح بمقدورك خدمة دينك وأمتك، وتتبوأ أعلى المناصب، وأوصيك من الآن بالبحث عن صحبةٍ صالحة متميزة تقوي من عزمك، وتشد من أزرك، وتقضي معها أوقات فراغك التي كانت تضيع في المواقع المحرمة، وعُد إلى الله، وحافظ على صلاة الجماعة، وعليك بالدعاء، فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... هل أتركه وأسلم أمره إلى الله ... 228165
السؤال
السلام عليكم!(114/106)
حضرة الشيخ، فتاة كانت في معصية ( علاقة حب من طريق الشات )، لكنها لم تفعل شيئا من الكبائر، وهي الآن تود التوبة منها، والعودة إلى الله؛ لأنها رأت أن الزواج الصحيح يجب أن يكون بالطرق الصحيحة، وليس من خلال التعرف على الشات، مع أنها سألت وتأكدت من صلاح هذا الشاب؛ لذا تريد تركه؛ لعل الله يهيء لها الزواج الذي لا يكون فيه أي شائبة!
لكن توبتها هذه ستسبب أذى كبيرا للشخص الآخر، وربما يصاب بانهيار إثر الصدمة، وهي تخشى هذا! وتخشى أنه إن قبل الله توبتها، وغفر لها، أن يعاقبها بسبب الأذى الذي قد يحصل لهذا الشخص! وتخشى أن يحرمها الله الزواج، أو يبلوها بزوج يعذبها جزاء جعل هذا الشاب يحبها، ثم التخلي عنه!
وهي خائفة جدا! وربما تعود إلى هذه المعصية ( أي محادثته بالشات )، وتترك أمر تتميم الزواج، أو عدمه إلى لله؛ بسبب خوفها من عقاب الله! وخوفها أن يحصل مكروه لهذا الشاب! فأفيدوها بما يهدئ روعها!
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة / بثينة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله لك الهداية والثبات حتى الممات! ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بهذه التوبة التي نرجو أن تكون بإذن الله صادقة نصوحاً! وشكر الله كل هذا الحرص على الخير! نسأل الله أن يرد ذلك الشاب إلى رشده وصوابه! ولا بد أن نعلم أننا ندفع ثمناً باهظاً لكل مخالفة لأوامر هذه الشريعة { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }.
وليت شبابنا يتعظ من الموافق العصيبة التي حدثت لكثير من المخدوعين والمخدوعات بمسألة الحب المزيف عبر الشات، والسعيد من وعظ بغيره! ومن الذي دخل إلى هذا النفق المظلم وخرج سالماً؟ ولا عجب في ذلك؛ لأن البدايات الخاطئة لا يمكن أن توصل إلى نتائج صحيحة، والغاية لا تبرر الوسيلة، بل لابد أن تكون الغاية شريفة والوسيلة الموصلة مشروعة، وإذا تأكد لك صلاح هذا الشاب وتيقنت من صدق توبته هو أيضاً، وخفت من استمرار التعلق به، فلا بأس بالقبول به شريكاً،(114/107)
شريطة أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم لطلب يدك، ويتيح لأهلك فرصة للسؤال عنه والتعرف على أسرته والتأكد من استعداده لتحمل مسئوليات تكوين أسرة.
وإذا علم الله منكما الصدق في التوبة، فإن الله هو الغفور الرحيم، الذي يقبل التوبة عن عباده، وإذا تحقق الإخلاص في الرجوع إليه والإنابة فلكما من الله بشرى نجدها في قوله تعالى { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.
وأرجو أن تتوقف الاتصالات عبر هذا الجهاز! واحذري من التمادي في مخالفة أمر الله! واعلمي أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل قلبه متشوقاً للمعصية يعيش مع رفاقها ويأنس بتذكر أيامها! والعياذ بالله!
أما إذا شعرت أن هذا الشاب ليس جاداً في طلب يدك رسمياً وليس حريصاً على التوبة والرجوع إلى الله، فاختاري السير في الطريق الذي يرضي الله، ولا تجاملي في أمرٍ يغضب الجبار سبحانه! واختاري رضا الله على رضا ذلك الشاب! والله تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، ومن حفظ الله بطاعته، حفظه الله وسدد خطاه، وجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ولست مسئولة عن الأشياء التي يمكن أن تترتب على هذا القرار.
ونسأل الله أن ييسر الهدى للجميع! وأن يحفظ شبابنا! وأن يلهمهم الرشاد والسداد!.
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============== ...
... ما هي الطرق لاسترجاع الذاكرة ... 17390 ...
السؤال
السلام عليكم!
قرأت بأن من يكثر العادة السرية يكون عنده ضعف في الذاكرة! وبالفعل أعرف شابا له نفس المشكلة، فإذا توقف عنها، فهل ذاكرته يمكن أن تعود إلى طبيعتها؟
له نفس عمري ـ أي 23 سنة ـ وما هي الطرق لاسترجاعها من فضلكم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/108)
اعلم أن كل شيء يخرج عن إطار فطرة الإنسان سينقلب عليه بالسلب، والحفظ والتذكر لا يمكن أن يأتي من وراء الانشغال بالعادة السرية وما شابهها؛ لأن الذهن يكون مشغولاً بأمورٍ غير سليمة تُشغله عن كسب المعلومات وعن حفظ ما هو مُفيد للإنسان، وشغله الشاغل كيف يقضي شهوته، وهذا بالطبع يؤثر على خلايا الذاكرة في الدماغ.
وأنا أنصح أخانا الكريم أن يبتعد عن هذه العادة، وأن يحاول صرف نفسه عنها، وشغل وقته وفراغه بما يفيده، وإذا كانت له القدرة على الزواج فليتزوج أفضل له.
وتظل بعض الأمور البديهية والبسيطة التي يستطيع أن يطبقها في حياته، مثل: كيف تقوي من ذاكرتك؟ وبالتالي التحسين من الشخصية، والاستفادة من الوقت:
1- ذكر اله عز وجل: لا يشك اثنان في أن العلاقة الدائمة بين الإنسان وخالقه لها أكبر الأثر في حياة الإنسان اليومية، قال تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت).
2- تجنب المعاصي والمنكرات من الأسباب المهمة لتقوية الذاكرة.
3- الفهم يُساعد على الحفظ والتخزين.
4- خلق الاهتمام، الفرح، حب الاستطلاع، التمعن، التركيز الفكري، هذه كلها تساعد على التذكر والحفظ.
5- الغذاء : تناول الغذاء الصحي الذي تتوفر فيه أحماض أوميغا 3 ، له دورٌ أساسي في تقوية الذاكرة، وتتوفر هذه الأحماض في: أسماك السلمون، والجوز، والبيض.
6- صحة الجسم، وما ينطبق على الغذاء ينطبق على المحافظة على صحة الجسم وراحته، وخاصة النوم، فالجسم يحتاج لفترةٍ لا تقل عن 8 ساعات من النوم والراحة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
=============
... اريد حلا لبعض صفاتي السيئة ... 227789 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.(114/109)
أنا شاب تزوجت قبل سنة، ورزقت - والحمد لله - بمولود منذ شهر! وأنا سعيد جدا مع زوجتي والحمد لله! فأنا ملتزم بالصلاة منذ سنة تقريبا، ولكن مشكلتي تكمن في النظرة المحرمة إلى النساء، فأنا إذا كنت أمشي في الشارع، أو في العمل، أو في أي مكان، ورأيت فتاة، فإني أنظر إليها، وحتى أحيانا دون إرادتي أجد نفسي وإذا بي أنظر إليها، وطبعا نظرات محرمة.
أحاول كثيرا أن أتجاهل، ولا أنظر، ولكن لا أستطيع! أكره هذه العادة! وأتمنى أن أتخلص منها؛ لأني أعرف أن العين تزني! وأعرف أنها نظرة حرام! ولكن إلى الآن لم أجد حلا لأتخلص من هذه المشكلة! فهل من نصيحة أجدها، أو طريقة لمساعدتي؟
وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} فمعنى هذه الآية الكريمة أن من بذل وسعه في طاعة الله، فإن الله سيهديه لطريقه ويقوده لمرضاته، ونحن نرجو أن تكون من هؤلاء النفر –أخي الكريم-.
فقد أخبرت عن نفسك أنك –ولله الحمد - قد بدأت تلتزم بالصلاة منذ سنة تقريباً، فهنيئاً لك بتوبة الله عليك، وهنيئاً لك بهذه الركعات، وتلكم السجدات التي خضعت بها لربك، وعدت بها إلى رحاب طاعته، فالحمد لله على هدايته.
ونحن نبشرك بأنك –بإذن الله– سوف تنتصر على هذه النظرات المحرمة، لتصبح نظراتك مضبوطة بطاعة الله، مقيدة برضوانه.
نعم، نبشرك بذلك، فإن الله تعالى يقول: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون} وسوف تنهاك صلاتك –بإذن الله– عن هذه النظرات التي لا ترضي ربك وخالقك .. بل إننا نستطيع أن نقول أنك قد بدأت في ضبط هذه النظرات بحمد الله، وما هذا الألم الذي تجده وهذا القلق الذي يصبيك بسبب ذلك إلا من أثر هذه الصلاة، ومن أثر الوقوف بين يدي الله.(114/110)
إذن فقد عُرف الجواب ..إن عليك أن تزيد من قربك من ربك، وأن تبذل جهدك في المحافظة على الصلاة المكتوبة، فبقدر عنايتك بصلاتك ومحافظتك عليها بقدر ما يكون تخلصك من كل معصية لا ترضي ربك وخالقك – جل وعلا-.
فابذل وسعك في المحافظة على الصلاة، خاصة إن استطعت أن تجعلها في المسجد مع الجماعة، فإن ذلك مما يعينك على طاعة الله، والاستقرار عليها..
وأما طريق التخلص من النظر الحرام، فإننا نرسمها لك بخطوات سهلة ميسورة، فاعمل بها تظفر بالفلاح -إن شاء الله تعالى-:
أول خطوة: صلاة ركعتين، وبعد السلام تسأل الله صادقاً أن يغض بصرك، وأن يحفظ فرجك.
الخطوة الثانية: تأمل ... من الذي أمرك بغض البصر؟ إنه الله .. ومن الذي يأمر بالنظرة الحرام؟ .. إنه إبليس .. فمن هو الأحق بالطاعة؟! ومن هو الذي يجب أن يُعصى ويخالف؟!! أترضى بأن تستبدل طاعة الله بطاعة الشيطان!! إن عليك أن تحزم أمرك إذن، وأن لا تترد في كف بصرك.
وتأمل أيضاً .. ماذا تستفيد من هذه النظرة المحرمة القبيحة؟ إنها لا تُشفي عليلاً ، و لا تروي غليلاً، بل هي داء على داء ، ونغصٌ على نغصٍ ، ولن تخرج منها إلا بمعصية الله وطاعة عدو الله.
هل ترضى بأن يكون وصفك أنك خائن؟! إن النظرة الحرام خيانة .. هي خيانة لله، وخيانة للنفس، وخيانة للزوجة التي تأتمنك على عرضها وشرفها، وخيانة لولدك الرضيع ، وهي أيضاً خيانة لمن نظرت إليها ولو رضيَت هي بذلك.
قال تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور* والله يقضي بالحق .. }.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( هو الرجل تمر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غفلوا لحظ إليها – يعني نظر إليها– فإذا فطنوا غض .. ) فهل تريد أن يكون وصف عينك عند ربك أنها من أعين الخيانة والفجور؟
وتأمل وأنت تنظر إلى الحرام.. أليس نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى هذه أو تلك؟ فأين الحياء من الله .. وقد قال نبيك ورسولك – صلى الله عليه وسلم-: (استحيوا من الله حق الحياء) وقال صلوات الله وسلامه عليه: (فالله أحق أن يُستحيا منه).
وأيضاً، هل تحب أن ينظر الناس إلى زوجتك النظرة الحرام.(114/111)
إن الجزاء من جنس العمل، فلربما يسلط الله عليك من ينظر إلى زوجتك، كما تنظر إلى نساء الناس، فاحذر وكن على بينةٍ من أمرك.
وأخيراً: هل تحب أن يفاجئك الموت، وآخر أعمالك النظر الحرام؟!! فكن على حذر، واستعن بالله ولا تعجز.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله ولي التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
==============
... ليتني وجدت الأذن الصاغية التي تصغي إلي وإلى همومي ... 227427
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
أرجو منكم كل العون؛ فيكاد اليأس والحزن أن يتسلل إلى قلبي! وذلك لأني أعاني معاناة شديدة لا يعلمها إلا الله! كلي أمل في أن أجد هنا الأذن الصاغية، والنصيحة الطيبة التي أنا في أمس الحاجة إليها! كما وأرجو المعذرة؛ لأني سأطيل في رسالتي هذه التي أكتبها، وذلك لأن معاناتي استمرت لسنتين!
أنا فتاة في ربيع عمري، بدأت معاناتي النفسية منذ سنتين، واشتدت إلى أن وصلت إلى أوجها في آخر السنة الثانية، ولا زلت أجهل كيفية التعامل مع هذه الأزمة! مشكلتي تبدأ بأني في الجامعة في أول سنة دراسية أحسست بالغربة بين طلبة لا أعرفهم! فانطويت على نفسي، وأصبحت كثيرة الدخول إلى الشات؛ مما تسبب في إدماني عليه، والهروب من بعض المحاضرات؛ للتكلم في أمور تافهة!
تعلقت بشاب وهمي هناك إلى درجة أني ظننت أني أحبه! وكنا نتبادل الكلمات العاطفية، وكانت النهاية في ممارسة الجنس الإلكتروني! ولم تستمر العلاقة كثيرا، وقطعتها؛ لأني أحسست أن علاقتنا لا فائدة منها! لا أجد نفسي أحس بالألم لأول تجربة عاطفية.
وسرعان ما دخلت بتجربة عاطفية أخرى مع شخص آخر، وللأسف كانت هذه التجربة أشد وأقسى إلى درجة أنني أهملت الدراسة! ولم أعد أنام، أو أستطيع أن أقوم بواجباتي الحياتية! ويئست من كل شيء! وطوال الوقت أبكي، وأذرف الدموع شوقا وحرقة إلى ذلك الشاب المجهول الذي لم أر سوى صورة واحدة له!(114/112)
بقيت هذه العلاقة سنة تقريبا، وكان المنعطف بهذه العلاقة إلى ممارسة الجنس الإلكتروني أيضا؛ مما كان يشعرني بالتعب النفسي الشديد! كنت أحس أنني أفعل شيئا خاطئا، ولكن للأسف كنت لا أرى شيئا سوى ذلك الحب الوهمي!
في آخر السنة الدراسية أحسست أنني بحاجة إلى أن أعيد النظر بعلاقتي مع ذلك الشاب، ورأيت أنني يجب أن أقطعها حالا، وكان ذلك، وكان العذاب النفسي أكبر وأشد إيلاما! فكنت أعود إليه لفترة قصيرة، ثم أقطع علاقتي معه! وهكذا انتهت السنة الدراسية الأولى، والتي لولا ستر الله، لكنت من الساقطين بدراستي!
ولكن - بحمد الله وفضله - نجحت بعد أن بذلت مجهودا كبيرا في تحسين العلامات بعد أن قطعت علاقتي بهذا الشاب، ولكن بعد أن أنهيت الامتحانات، عدت إليه بسرعة، وبقيت هكذا : أقطع العلاقة، وأعيدها! إلى أن بدأت السنة الدراسية الثانية، دخلت بعزم لأحاول جاهدة في أن أنجح بالدراسة، وأبذل مجهودا كبيرا، ولئلا أعود إلى ذلك الشاب نهائيا! ولكن للأسف كنت أعود إليه!
قررت السفر إلى أوروبا ببعثة طلابية، حيث إنني كنت متفوقة بدراستي والحمد لله! ولكن للأسف! البرد القارس بأوروبا أحسسني بالبرد الذي أعاني منه بداخلي، وزاد ألمي، ونزفت جراحي! وللأسف الشديد دخلت بدوامة الأفلام الإباحية، ولكن بعد العودة من هناك عزمت على نسيان ما فات، وتبت إلى الله! ولكني عدت لأكلم ذلك الشاب!
خلال تلك الفترة دخل شخص آخر حياتي، شخص أخلاقه عالية، وبدا لي محترما! قصصت له حكايتي مع هذا الشاب، وكان يقول لي أنه لا يوجد شاب يحب فتاة بصدق، ويكلمها كما يكلم زوجته، فهذا لا يجوز! بدا لي كلامه منطقيا، وكنت أجده أنيسا لي عندما أجلس على النت، وساعدني وأقنعني بالابتعاد عن ذلك الشاب!
وأخيرا تمكنت بعد معاناة طويلة مع ذلك الشاب بقطع علاقتي معه نهائيا، بل والندم لأني كنت على علاقة معه، ولأني صدقته! بعد ذلك تكرر الكلام مع الشاب الجديد، وأعجبت بشخصيته ومظهره أيضا، والاحترام الذي يكنه لي! وصارحني بحبه لي، وأنه مستعد لأن يأتي لخطبتي، مع أنه ليس من بلدي.
إلا أنني ترددت مرارا معه، وعانيت مرارا! أقع في الحب للمرة الثالثة، ولا أعرف كيف أتصرف! أحببته لأني أحسست بصدقه معي! وأعطاني الثقة بنفسي من جديد، وجدت به شابا مثاليا! ولكن كنت أعرف أن أهلي لن يوافقوا؛ لأسباب عديدة، وأهمها هو أنه ليس من بلدي؛ فرفضته! ولم ييأس، وكان يحاول مرارا إقناعي! إلى أن اعترفت له بحبي، ولكن طلبت منه أن يقطع كل صلة بي، ولم يرفض!(114/113)
ولكني تعلقت به كثيرا، فقد كان بالنسبة لي حياتي كلها، فهو يعرف عن ذلك الشاب، وسامحني، ولم يكلمني كلاما جارحا أبدا! فكنت بصراع مع نفسي! أكلمه، وأقطع العلاقة معه، ثم أعود، وأكلمه، ثم أندم!
إلى أن قررت أن أضع حدا لكل هذه العلاقة، ونسيان الماضي! فقررت أن أوافق على خطبة أحد الشباب الذين يتقدمون لخطبتي، وفعلا تمت خطبتي لشاب محترم جدا، ويحبني كثيرا! ولكن قلبي قد تمزق، وتحطم بعد كل ذلك الماضي الأليم! لم أكن أتصور أبدا أن تصبح حالتي هكذا؛ فعدت لأكلم الشاب الثالث، وأقول له قبل خطبتي أن أحدهم سيخطبني، ولكنه ظن أنها حيلة من حيلي؛ لأبعده عني؛ فلم يصدق!
ولكن تمت خطبتي فعلا، وكلمته بعدها، وما إن عرف أنني لم أكن أكذب حتى جن جنونه! وأنا احترقت أكثر وأكثر وأكثر! الكل ينام بالليل، وأنا أسهر مع دموعي، وأحزاني التي أكتمها طول النهار! لقد عقدنا القران أنا وخطيبي، ولكنه لا يعرف عن الماضي شيئا، والماضي يحرقني كل يوم وكل لحظة!
لقد تسلل اليأس والإحباط إلى قلبي! وذلك لأني لم أتمكن من أن أحب خطيبي وأبادله شعوره! فلجأت إلى الشاب الثالث لأكلمه سرا بصفتنا أصدقاء ليس أكثر! ولكني لم أحتمل ذلك، فما زلت أحبه، لأول مرة في حياتي أحس أنني خائنة، وقطعت علاقتي بهذا الشخص نهائيا، حتى لا أكون كذلك! ولكن بقيت أفكر فيه دائما، وأشتاق إليه! والعذاب بداخلي يكبر ويكبر!
وبدأت أدخل المواقع الإباحية، لا أعرف لماذا!؟ أحيانا أمارس العادة السرية، وأبكي بعدها بحرقة وألم! والألم ازداد بداخلي، حاولت التوبة مرارا وتكرارا، ولكن كل مرة أعود إلى تلك المعاصي! لم أعد منذ زمن لممارسة العادة السرية ولا لمشاهدة المواقع الإباحية؛ وذلك لأنني كنت أفعل تلك الأشياء كهروب من وضعي، ومحاولة لأن أشغل نفسي، وأنسى! ولكن للأسف لا أجد سوى أنني حملت العذاب والألم لقلبي!
ويا ليتني كنت قد استمعت إلى قوله تعالى بسورة النساء "ولا متخذات أخدان" ليتني وجدت الأذن الصاغية التي تصغي إلي وإلى همومي ومشاكلي لما كنت قد هربت إلى الشات، ولكن الآن أصبحت محطمة، يائسة، ومكتئبة، عصبية! وأحمل قلبا جريحا ينزف ألما! ولا أعرف ماذا أفعل؟ كل الأبواب أغلقت أمامي، ولم يعد لي باب غير باب الرحمن، فهل أنا خائنة؟ يا لها من كلمة مرة، ومؤلمة!
لا أستطيع أن أحب خطيبي، ولا أستطيع الكف عن التفكير بذلك الشخص الذي أحببته آخر مرة! ماذا أفعل!؟ إني أعاني كثيرا! وأريد حلا يشفي قلبي العليل! أرجوكم، ساعدوني ولا تتركوني أتجرع الألم والندم!(114/114)
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن هذه التقلبات التي مرَّت بكِ كل هذه المدة، لا ريب أنها تركت بصمتها على حياتك، وأدت إلى هذا الشعور المرير بالإحباط والتعاسة.
إن المتأمل في هذه السطور التي سطَّرتِها – أختي الكريمة – يستطيع أن يدرك مدى الضياع والشتات النفسي الذي تمرين به قديماً وحديثاً.
وكذلك من تأمل بين ثنايا هذه السطور، وجد أن صاحبتها تعيش صراعاً مع نفسها، نعم، هو صراع حقيقي، بين نفسٍ عاشت ماضياً أليماً بكل ما فيه من ألمٍ وتعب ومشقة، وبين نفسٍ تتطلَّع إلى مستقبل خالٍ من كلِّ ما مضى ومن كل ما جرى، وهذا هو محطَّ كلامِنا معكِ – أختي حفظك الله تعالى – .
إنك وإن ذكرتِ عن نفسكِ ما ذكرتِ في هذه المدة العصيبة، إلا أن الضمير الذي في داخلك يؤنِّبك ويلومك ويجعلك تتوقفين تارةً وتتقدمين تارةً أخرى.
أختي الكريمة، إنك قد مررت في هذه المدة بمحنة وفتنة واختبار، ولولا ستر الله ولطفه بكِ لكنتِ في عداد الهالكات –والعياذ بالله– ولا نجد هاهنا إلا أن نقول كما قال ذو العزة والجلال: {الله لطيفٌ بعباده} فالحمد لله حمداً كثيراً على ستره الذي ستر، وعلى حلمه عنَّا ونحن نقترف هذه الآثام، وهذه الموبقات وهو يسترنا، فنبيتُ بفضله مستورين، قد شملنا بحلمه وكرمه.
إنك -أختي الكريمة- في هذه المرحلة في أحسن وضع يهيئُكِ لإصلاح نفسك، إنك بعد توفيق الله تعالى قادرة أن تنتشلي نفسك مما غرقت فيه، قادرة أن تأخذي بيدك وتقودي وجدانك وقلبك إلى الراحة والطمأنينة الحقة، إلى المتعة الحقيقية، إلى متعة الطاعة للرب الكريم الحليم اللطيف العليم.
أختي الكريمة، لقد وقع في كلامك أنكِ قد وصفتِ نفسكِ بالخيانة؛ لأنك – فيما ذكرتِ- تحبين شاباً غير الذي تقدم لخطبتك، ولأنك لا تستطيعين أن تحبي هذا الخاطب الذي تقدم إليك!! ونحن نقول لك أختي الكريمة: إن خيانة الإنسان ليست محصورة في هذا النوع فقط، ولا هي مختصة به، كما يتوهم أكثر الناس، كلا، إن(114/115)
كلَّ من عصى الله فقد خان الأمانة، كل من أذنب وارتكب ذنباً فقد خان، نعم المراتبُ تختلف وتتفاوت، ولكن كل هذا من جنس الخيانة.
قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً} [الأحزاب:72] والأمانة هي شريعة الله وطاعته، فمن فرّط في شيءٍ منها قلَّ أو كثر فقد فرط في الأمانة وقد خانها.
ونحن –أختي- عندما نعصي ربنا لا نخون الله فقط، بل ونخون أنفسنا؛ لأننا مأمورون بحفظها ورعايتها، فلم نفعل، فصار الأمر خيانة النفس بالنفس، كما قال تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} [البقرة:187].. ومعنى (تختانون) أي: تخونون أنفسكم.
ومرادنا – أختي – أن نعلم أننا وإن وقعنا فيما وقعنا فيه فلا ينبغي منا – بل ولا يستقيم أبداً – أن نيأس من رحمة الله وأن نقنط من فرَجه.
إن حلَّ هذه المشكلة التي تعيشينها هو بيدك، نعم بيدك إن شاء الله، إن هذا الإحباط النفسي الذي تعيشينه هو ليس بسبب الذنوب والآثام فقط، بل ولا بسبب هذه العلاقة مع ذلك الشاب؛ إن هذا الذي تعيشينه هو الوضع المترتب عن البعد عن الله.
نعم – أختي الكريمة – اسمحي لي أن أقول: إن بعدك عن ربك هو السبب في كل ما وقعتِ فيه، والذي لا زلت تعيشين آثاره إلى هذه اللحظة.
إن هذا الإقبال على هذه التجارب التي ربما يسميها البعض حبّاً وغراماً، ما هي إلا أوهام وتعلقات قلبية نتيجة البعد عن الله.
كيف نفسر –أختي الكريمة- مثل هذه العلاقات التي لا تعدو كونها مضيعة للوقت وتضييعاً للدين. من علاقة إلى علاقة مع ما يخالط ذلك من أمور تغضب الربَّ العظيم، وتخدش العفاف والطهر!!
إننا بحاجة إلى أن نُعيد النظر في مثل هذه التصورات، التي تصور الحبَّ عبارة عن علاقة مبدأها ومنتهاها عصيان في عصيان وآثام في آثام.
إن العلاقة الصادقة لا تكون إلا عن عِفَّة وطهر، ولن يكون ذلك إلا بما أحله الله من الزواج المشروع.(114/116)
إن الألم الذي ربما يقطع القلب، ويسهر الليل، ويمنع العين أن تنام من هذه العلاقات المحرمة، هو العذاب العاجل من آثار هذه المعصية، بينما لو نظرنا إلى العلاقة الطاهرة النقية لوجدناها ما تحمل إلا على السعادة والفرح.
أختي الكريمة، إن فرصة الحياة الحقيقية، الحياة التي تعلوها السعادة، ويغمرها الفرح، وتنزل فيها الطمأنينة والسكينة أمامك.
إن الطمأنينة التي فقدتيها طوال هذه المدة لَهِيَ بمتناول يدك وتحت ناظريك، إنها التوبة الصادقة، التوبة النصوح، الإقبال على خالقك الذي يحلم عنك وهو قادرٌ عليك، ويفتح باب الرحمة لك ولا يغلقه ما أقبلت عليه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
إنه النداء الذي إن أجبته وإن امتثلته فقد فزتِ ونجوت في الدنيا والآخرة.
إن عليك –أختي الكريمة– استبدال هذه الجلسات التي تغضب الله بمجالس أخرى، مجالس التقرب من الله والتضرع إليه، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، كم تحمل هذه الجلسات المحرمة على تضييع الصلاة! بل وربما ترك الصلاة أصلاً، فأقبلي على الصلاة وحافظي عليها في أوقاتها {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت:45].
أقبلي على تلاوة القرآن، القرآن الذي هجرناه واستبدلنا به هذه الجلسات المحرمة.
أقبلي على خطيبك الجديد بنفسٍ منشرحة، نفسٍ قد رمت الماضي العفن وراء ظهرها، واستقبلت حياة نظيفة طاهرة عفيفة.
واعلمي –وفقك الله– أنه لا يلزمك، بل لا ينبغي لك أن تخبري أحداً بماضيك وما كنتِ قد وقعتِ فيه من تلكم العلاقات، بل ينبغي ستر نفسك؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ابُتلي بشيءٍ من هذه القاذورات فستره الله فليستتر) فاستري نفسك، وإياك إياك أن يُوسوس لك الشيطان بأنكِ خائنة ولا بد من مصارحة الخاطب الجديد بذلك الماضي، فإنك بذلك تقعين في مصيدة الشيطان، وتفضحي نفسك وأهلك، بل عليك بستر الله، وإن من أدل علامات توبتك الصادقة أن تقطعي تلك العلاقة الرديئة السيئة مع هذا الشاب الأخير، بل ولا تلتفتي لأيِّ خطاب له، ونوصيك بأن لا تتصلي به لقطع العلاقة، بل أهملي أمره واتركيه وراء ظهرك، وهذه فرصتك فلا تضيعيها، واحذري أختي فإن الله كما ستر قادرٌ على أن يفضح، وكما أنه يحلم فهو قادرٌ على الأخذ بالعقوبة.
وفقك الله وسدد خطاك ويسر لك الخير حيث كان.(114/117)
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
============== ...
... أحببته عن طريق الهاتف، ولا أستطيع تركه ... 227305 ...
السؤال
لقد تعرفت إلى شاب عن طريق الهاتف، وأحببته حبا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه! أحببته حبا لا يمكن أن يوصف! لقد قال لي أنه تعرف إلي بنية الارتباط فقط لا غير، وأنه يرفض أن يقيم معي علاقة غير شرعية!
والمشكلة أنني أصدقه، ولكن في كل مرة يخلق لي عذرا أنه لا يستطيع الارتباط بي خاصة، لا أعرف ماذا أفعل! أحاول أن أنساه، ولكن لا أستطيع إلا التفكير فيه!
أصبحت أتخيل أنه زوجي، وأنني لن أرتبط بأحد آخر غيره، والمشكلة أنه يتحدث معي في اليوم أكثر من مرة، ونجلس بالساعات ونحن نتحدث! لا أعرف ماذا أفعل!؟ كيف لي أن أتأكد من أن مشاعره صادقة، وأنه يحبني ويريد الارتباط بي!؟
لقد صارحني بماضيه، وأن له علاقات مع فتيات، ولكنني لم أهتم؛ لأنه أقسم لي أنه منذ أن عرفني أقلع عن تلك العادات! ودائما يخبرني أنه يحبني، وأن حياته بدوني لا تساوي شيئا! والمشكلة أنني أشعر بأنه صادق!
لقد طلبت منه أن أراه، ووافق، ولكنه لم يأت! وتحجج أنه لم يستطع، وعاد إلى عادته في التحدث معي لساعات طويلة، لا أعرف ماذا أفعل!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن النساء خُلقن للرجال، ولهنّ خلق الرجال، وليس للمتحابين مثل النكاح، ولكننا لا بد أن ننبه بأن الهاتف غير كافٍ لتحقيق المعرفة؛ لأن الشاب كثير الخداع، ويلبس(114/118)
للفتاة الثياب التي ترضيها، ويُظهر لها الأخلاق التي تحبها، (ويتمسكن حتى يتمكن) ثم يظهر على حقيقته وتكون الكارثة.
ومن هنا لا بد أن نؤكد للفتيات بأن صديق الهاتف لا يصلح للزواج؛ لأن طالب الزواج يأتي البيوت من أبوابها، ويُشغل نفسه بالاستعداد، واعلمي أن العلاقة بالهاتف غير شرعية، ولها مخاطر عظيمة؛ لأن هذا الشاب ربما يسجل هذه المكالمات ثم يهدد الفتاة بالفضيحة إذا لم تستجب لرغباته المحرمة، فتجد البنت نفسها أمام خيارين كلاهما مرٌّ، والعاقلة لا تتصل بالشباب من وراء ظهر أهلها، وتُعرض مشاعرها ومشاكلها على أمها حتى تعينها على إيجاد الحلول المناسبة.
وأرجو أن توقفي هذه الاتصالات فوراً، وإذا كان لهذا الشاب رغبة في الزواج فعليه أن يتقدم إلى أهلك ويطلب يدك بصورةٍ رسمية، وأرجو أن تحكمي عقلك، واتركي العواطف جانباً، ولا أدري كيف أحببتِ هذا الشاب دون رؤيته ومعرفة أحواله؟ فعليكما أن تستغفرا الله، وتحرصا على تصحيح هذه الممارسة لتكون موافقة لضوابط الشريعة، وأرجو أن يكون أهلك معك حتى يتم هذا الأمر بعون الله وتوفيقه، شريطة أن يكون هذا الشاب صالحاً وتائباً من ممارساته الماضية، وحُق للإنسان أن يخاف من مثل هذه العلاقات، فكم خدع هذا الشاب من فتيات، والعاقل من يتعظ بغيره!!.
ولا تصدقي كلامه حتى يُقدم البرهان على صدقه، عن طريق طرق الباب وطلب يدك بالحلال، وهاهو ذا يتهرب من موعده الذي رتبته معه، وأحذرك من مثل هذه الخطوة لما لها من الخطورة، واحرصي على أن لا يراك إلا في بيت أهلك وحضورهم، وهذا هو الاختبار الحقيقي لصدقه.
ولا توافقي على الحديث معه بالهاتف؛ لأن هذا لا يرضاه الله، وقد يكون هذا الشاب ممن يسجل هذه الأحاديث ويهددك بها، وإذا لم يتوقف فأرجو إخبار والدتك بالأمر والانتفاع برأيها، واحرصي على طاعة الله واللجوء إليه، واجعلي قلبك عامراً بحب الله ورسوله ، وحب من يطيع الله ويلتزم بأحكام هذا الدين العظيم.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
... لقد ابتليت بمصيبة مشاهدة الصور والأفلام الخليعة ... 227227 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!(114/119)
أما بعد:
فقد ابتليت بمصيبة، وهي مع أنني أقرأ القرآن، وأصلي، وأدعو الله أن يعصمني من الذنوب والمعاصي، وأن يثبث قلبي على دينه، إلا أن نفسي الأمارة بالسوء لا تتركني بخير حتى أرى صور وأفلام الخلاعة، ولكن مع الغواية، وأثناء المشاهدة أستغفر الله، وأسأل الله أن يجعل لي مخرجا! فما هو الحل- مع أنني أصارع نفسي، ولكنها تصرعني من حين إلى آخر - حتى لا أتصف بالنفاق، وخاصة أنني أنصح الناس بعدم متابعة المحرمات؟
كذلك أشك بأن سبب ذلك هو تلبس جني أو شيطان بي؛ فكيف أعالج نفسي من هذا البلاء؟ أرجو منكم الإجابة في أقرب وقت! وأسألكم الدعاء منكم، ومن العلماء الأجلاء!
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن أعظم المصائب هي المصيبة في الدين، فإن العبد وإن كانت دنياه موفورة، إلا أنه إن اختل نظام دينه فقد وقع في أعظم بلية، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) فإن المصيبة في الدنيا – وإن عظمت – فلا وجه للمقارنة بينها وبين التي في الدين، وقد أحسن من قال:
لكل شيء إذا ضيعته عوضٌ
وما من الدين إن ضيعته عوض
وأما ما أشرت إليه – أخي الكريم – من أنك تقترف مشاهدة الأفلام الساقطة الإباحية، فلا ريب أن هذه بلية عظيمة – والله – ونحن يا أخي نشير عليك بما يعينك على ترك هذا الأمر العظيم – أعاذنا الله وإياك منه:
أولاً: عندما تشاهد هذا الفجور وهذه الخلاعة وتنظر إليها بعينك، ويهتز لها وجدناك، فنسألك أخي: أين الله؟ أين الله؟
أين أنت من الله وهو يبصرك بعينه وأنت تطالع ما يغضبه؟ تنظر إلى غضب الله بعينيك، وعينُ الله تبصرك، وملائكته الذين عن يمينك وشمالك، وقد ضبطوا عليك(114/120)
كل حركة، وكل فعلة {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}.
أخي، أين حياؤك من الله وأنت ترى هذا الذي يستحي الإنسان من ذكره؟ استمع إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (استحيوا من الله حق الحياء).
أخي الكريم: إن مما يعينك على نبذ هذا البلاء، وحفظ نفسك من هذا الوباء، أن تسأل نفسك: هل تحبين أن يطلع عليك أحد وأنت تقترفين هذا الأمر؟ فالجواب (لا) فالسؤال بعد ذلك: فكيف جعلت الله أهون الناظرين إليك، حتى أنك تمتنعين من هذا أمام الناس، وتفعلينه أمام رب الناس؟! قال تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}.
فهذا هو دوائك العلمي -أخي الحبيب- وقد آثرنا أن نخاطبك به مواجهة؛ لعل الله أن ينفعنا وإياك به.
وأما ما يجب عليك اتخاذه، فهو جملة أمور:
آكدها هو الإقلاع فوراً وبدون مهلة وتريث عن هذا الأمر الفظيع، فإن التوبة من الذنب واجبة إجماعاً، وتأخيرها هو ذنبٌ آخر، كما هو معلوم عند أهل العلم، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وأيضاً ، فإن الواجب عليك قطع صلتك بكل ما يعين على ارتكاب هذا الأمر، سواءً عن طريق مشاهدة الأفلام أو عن طريق التلفاز، أو شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت)، أو عن طريق مخالطة رفقاء السوء الذين يعينون على معاصي الله -جل وعلا-.
وكذلك أخي الكريم البعد عن مواطن الإثارة، من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والنظر إليهن، ونحو ذلك.
واعلم -حفظك الله تعالى- أن أعظم دواء لك بعد التضرع إلى ربك وسؤاله، هو الزواج المبكر.
بل إن حكم الزواج في حقك –عند القدرة من ذلك– هو الوجوب، وقد أجمع الفقهاء رحمة الله عليهم على أن الزواج يتعين على الإنسان ويجب عليه إذا كان يخشى الوقوع في الحرام، فكيف بمن وقع فيه ..؟ وهذا موضح مبسوط في محله.
فإن لم تستطع فحاول أن تشارك في بعض الأنشطة المفيدة، لا سيما حفظ القرآن، ومتابعة المحاضرات الدينية ونحو ذلك، وإن استطعت أن تصوم بعض أيام الأسبوع(114/121)
فهذا مما يُطلب ويُراد، كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحيحين- (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه وله وجاء).
وقال الإمام القرطبي : (المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه) أ هـ بلفظه .
ومما يعينك أخي الكريم في هذا الموطن أن تتذكر أنك بين أمرين، إما أن تكون مكتوباً عند الله من أهل العفة والصيانة، وإما -والعياذ بالله- أن تكون في ديوان الفجرة والسفلة، فاختر لنفسك، فإنها أمانة بين يديك.
وأما سؤالك أنك تشك في تلبس جني بك ونحو ذلك، فإن هذا مما لا يمكن الحكم عليه من خلال نحو هذا السؤال، والظن أخي الحبيب أن هذه حيلة من حيل الشيطان؛ ليوهمك أنك إنما تقوم بهذه الأعمال بالإكراه دون اختيار منك، ليزيدك غياً ويلبي أمرك، بل إن هذا إنما هو إحدى النتائج التي يوقع فيها حضورك مثل هذا الأفلام، فلا ريب أن الإنسان إذا اقترف ما أشرنا إليه من هذه الأفعال، لا ريب أن جلسائه هم أعوان إبليس وجنوده، وأما ملائكة الرحمن فمواطنهم مواطن الطاعات والخيرات.
نسأل الله تعالى أن يعينك على نبذ هذه الأفعال وطرحها وراء ظهرك، وأن يغض بصرك ويحصنك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله تم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
والله الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
===============
... كيف أستطيع أن أساعدها في معالجة نفسها صحيا؟ ... 17280 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
لقد مارست زميلة لي العادة السيئة منذ أن كانت صغيرة حتى سن الخامسة عشرة، والسبب في ذللك هو مشاهدة الأفلام غير الجيدة، وأيضا بسبب استثارة أخيها لها وهي صغيرة، وجهلها لهذا الأمر!(114/122)
وهي الآن تعاني من أضرار هذه العادة: من نحافة وغيرها، ولقد امتنعت عنها - والحمد لله - حيث إنها كانت لا تعرف لماذا كانت تمارس هذة العادة، ولم تكن تعرف ما اسمها!
فالسؤال هو أنني أريد أن أسأل ما الحكم في ذلك؟ وكيف أستطيع أن أساعدها في معالجة نفسها صحيا؟ وأرجو منكم أن ترشدوني إلى طبيب أو طبيبة لمعالجتها؟
وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shaine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إقلاع صديقتك عن العادة السرية شيءٌ جيد، وكفيلٌ بإصلاح كل شيء إن شاء الله، ولكن لم تذكري المشكلة التي تعاني منها الآن!!
العادة السرية لها أضرارٌ كثيرة، وقد تؤدي إلى التهابات تناسلية وبولية، وبرودة جنسية بعد الزواج، أو فقد غشاء البكارة، والإحساس بالنقص، وانعدام الثقة بالنفس، والانطواء، والخجل، والخوف من الزواج بسبب مخاوف فقدان العذرية.
إذا كانت هناك التهابات بولية أو مهبلية فهذا من السهل علاجه، بواسطة المضادات الحيوية، وإذا كانت تخاف من فقدان عذريتها فعليها عرض نفسها على طبيب مسلم ثقة للتشخيص وزيادة الاطمئنان.
أما الحالة النفسية السيئة فعلاجها يتم بالصلاة والصيام والدعاء، وصحبة أهل الخير والصلاح، وقبل ذلك كله الإسراع بالزواج إن وجدت صاحب الخلق والدين.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أسعد المصري
=============
... ما سبب أني لا أحتلم وأنا نائم؟ ... 227041 ...
السؤال(114/123)
أنا شاب أبلغ من العمر 19، ولم أحتلم منذ بلوغي إلا مرة واحدة، ولكني أستمني باليد كل يومين تقريبا، وهي الطريقة التي حاولت التخلص منها لكن لم أستطع!.
1- فما سبب أني لا أحتلم وأنا نائم؟
2- وكيف أتخلص من الاستمناء باليد؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
السبب في عدم الاحتلام هو تفريغ شهوتك عن طريق العادة السرية، والإفراط فيها.
الطريق للتخلص من العادة السرية:
- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله، واجتناب سخطه.
- دفع ذلك بالصلاح الجذري، وهو الزواج.
- دفع الخواطر والوساوس، وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك؛ لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل، ثم تستحكم؛ فتصير عادة؛ فيصعب الخلاص منه!.
- غض البصر؛ لأن النظر إلى الأشخاص، والصور الفاتنة، وإطلاق البصر يجر إلى الحرام، وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة!.
- الانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية.
- الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة، مثل: ضعف البصر والأعصاب، وضعف عضو التناسل، والآم الظهر، وغيرها من الأضرار.
- إزالة القناعات الخاطئة؛ لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا، مع أنه قد لا يكون قريبا من الفاحشة أبدا!(114/124)
- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة، وألا يستسلم الشخص للشيطان، وتجنب الوحدة كالمبيت وحيدا!.
- الأخذ بالعلاج النبوي الفعال، وهو الصوم؛ لأنه يكسر من حدة الشهوة، ويهذب الغريزة!
- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم، مثل: قراءة الأذكار الواردة، والنوم على الشق الأيمن، وتجنب النوم على البطن؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك!
- التحلي بالصبر والعفة.
-القيام بالأعمال الرياضية صباحا ومساء.
- وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية، فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات، مع عدم اليأس والقنوط!
- وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله، والتضرع له بالدعاء، وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج؛ لأنه - سبحانه - يجيب دعوة الداعي إذا دعاه!
والله أعلم، وبه التوفيق!.
المجيب : ... د. أسعد المصري
=============
... أحس بأنني مصاب بمرض نفسي ... 226994 ...
السؤال
أنا شاب تعلمت العادة السرية عن طريق أحد الأصدقاء من صغري، وأصبحت أمارسها بصورة كبيرة جدا! حاولت تركها، ولكنني لم أستطع!
وبحمد الله تركتها قريبا، ولكنني تعبت كثيرا، وساءت حالتي النفسية، وعمري الآن 29، ولكنني لست بصحة جيدة، ودائما أمرض، ولكن بعد الفحص يتبين أنني لا أعاني من أمراض عضوية، حيث إنني أحس بأنني بعيد عن صحتي القديمة، ودائما أتضايق وأغضب على أتفه الأمور! وأحس بأنني مصاب بمرض نفسي، والشيء الآخر أن حواسي يدي ورجلي لا أحس بهما من شدة الألم، حيث بدأت تظهر عليهما الضعف الشديد، وحتى أعلى الرقبة، ولا أدري ماذا أفعل، أو إلى أين أتوجه!؟(114/125)
ساعدوني، يرحمكم الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذا يُعرف بـ المراء المرضي، وهو أن يرى الشخص دائماً نفسه مريضاً وضعيفاً دون وجود أسانيد طبية قاطعة تؤكد أنه مريض فعلاً، وأنا لا أحب أن أستعمل كلمة التوهم المرضي، إلا أن البعض يستعملها، وهذه الحالات كثيراً ما تكون ثانوية لاكتئاب نفسي مقنع أو قلق نفسي من هذا القبيل.
أخي، أرجو أن لا تتنقل بين الأطباء، وأرجو أن تذهب إلى طبيب باطني، وتعمل فحص شامل، وأنا على يقين أنك ستجد أن كل النتائج جيدة إن شاء الله، بعدها أرجو إما أن تذهب إلى طبيب نفسي أو تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ومنها العقار الذي يُعرف باسم إيفكسر efexor، وجرعة البداية هي 37.5 مليجرام لمدة أسبوعين، ترفع هذا الجرعة إلى 75 مليجرام لمدة ستة أشهر، بعدها تخفضها إلى 37.5 مليجرام لمدة شهر، ثم توقفها .
والدواء الآخر الذي أرجو أن تتناوله مع الدواء الأول هو دوجماتيل dogmatil، وجرعته هي 50 مليجرام صباح ومساء طوال فترة العلاج، والتي يجب أن لا تقل عن ستة أشهر .
أرجو يا أخي أن تلجأ إلى التمارين الرياضية التدريجية، بمعنى أن تبدأ بالتمارين الخفيفة كالمشي البسيط مثلاً، ثم تزيد من النشاط الرياضي بالتدريج، حتى تصل مرحلة متقدمة من بذل الطاقة الجسدية، وهذا بإذن الله سوف يعود لك بنتائج إيجابية طيبة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليمد
===========
... زوجتي لا تهتم بي ... 226785 ...
السؤال(114/126)
أنا متزوج منذ تسع سنوات (سني 33 عام) ولدي طفلان أحبهما جدا.
المشكلة أن زوجتى عصبية جدا وتنهر أولادي على أتفه الأسباب، وتسبب لي حرجا أمام الناس بهذه العصبية، حتى صوتها عالي في الكلام، والمنزل دائما مزعج وضجة، وأستطيع أن أقول أنها أهملتني تماما، فأنا أرجع من العمل متعبا جدا، فتكون هي كما تركتها في الصباح (غير مستعدة لاستقبالي على الإطلاق)
وأنا - والله أعلم - أعاملها معاملة ممتازة، ولا أبخل عليها بشيء بالمرة، ولكنها غير مقدرة ذلك أو لنقل لا تعرف كيف تقدره! فأنا أترك المنزل في الصباح متوجها إلى العمل، وتكون هي نائمة، فبدلا من أن تعمل حاجة أشربها، لا تكلف نفسها حتى بقول صباح الخير.
المهم أني بطبيعة عملي كثير الاتصال بالشركات، وتبادلت الحديث مع إحدى الموظفات في شركة أخرى في التليفون، وهرجنا، ويومها قالت لي أنها متضايقة جدا، فلقيت نفسي أكلمها بالليل من أجل أن أطمئن عليها، وأصبحنا نتكلم في تفاصيل حياتنا، وأصبحت مهتما بها جدا وهي كذلك مهتمة بي جدا جدا، وأحببتها وهي كذلك.
واستمرينا على ذلك حوالي شهر، وبعد ذلك قررنا أن نضع حدا لهذه العلاقة التي لا مستقبل لها، وأن نقطع العلاقة تماما، ولكننا لم نستطع! فأنا أحبها جدا وهي كذلك، وأنا معترف أنها علاقة غير صحيحة، وهي كذلك، ولكن نحن غير قادرين على فعل شيء.
المهم اتفقنا أن نكون أصدقاء، ونحن الآن نتكلم مع بعض، ولكن ليس كالشهر الماضي، وأيضا مشتاقان لبعض، ولا أعرف ماذا أفعل!؟ أنا أعرف أن ذلك غير صحيح، و لكن يجوز أن هذا حدث بسبب عدم اهتمام زوجتي بي، وعدم توفير الجو الهادئ في المنزل، وماذا أفعل!؟
أرجو التكرم بإفادتي!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.(114/127)
فإن الزوجة الناجحة تهتم بزوجها وتقدره، وهو كذلك يبادلها الاحترام والمشاعر الطيبة، وكما قالت المرأة الحكيمة في وصيتها: كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكون لك عبداً، والإسلام دعا إلى حسن المعاشرة من جانب الرجل والمرأة، وهي تشتمل على كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة.
وقيل أن نبحث عن الأسباب، أرجو أن أذكرك بضرورة النظر إلى الجوانب الإيجابية، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وقد ذكرت في سؤالك الجوانب السلبية، ولا شك أن هناك جوانب إيجابية أرجو الالتفات إليها واتخاذها منطلقاً للإصلاح، فالصواب أن تقول لها: أنت مهتمة بنظافة البيت وحريصة على صلاتك، وهذا مما أشكرك عليه، ولكني أنبهك إلى ضرورة الاهتمام بالزوج الذي هو أساس البيت، وهذا لو خفقت من هذه العصيبة لأنها تؤثر على نفسيات الأطفال مستقبلاً.
وأرجو أن تجتهد في تولي أمور الأطفال، وإبعاد الأم عن أسباب الاحتكاك مع أطفالها بقدر الإمكان، وذلك بمساعدتها في تربيتهم، والأطفال يحتاجوا إلى عناية وملاطفة، ولا بد من البحث عن مدخل حسن إلى نفس هذه الزوجة، فإذا كانت شخصيتها بصرية بمعنى أنها تهتم بالثناء على مجهوداتها، والاهتمام بمشاعرها، ومن ذلك الابتعاد عن المقارنات، وتجنب الحديث عن نساء أخريات في وجودها، ووجه الأطفال بضرورة الهدوء واحترام الأم، وذكرهم بحقها عليهم من الناحية الشرعية.
أما علاقتك مع تلك الموظفة، فلا بد من قطعها في أسرع وقت؛ لأن الشريعة لا تعترف بالصداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، وإذا لم تتوقف فسوف تتعرض لمشاكل وأزمات؛ لأن الشيطان حاضر وهو الذي يزين لكم هذه المخالفة {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} فاتقِ الله في نفسك، وتذكر أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وحتى عندما تتصل بالشركات اجعل علاقتك في حدود العمل مع الحرص على التعامل مع الرجال، وتجنب الخلوة بأي امرأة، واعلم أن كل امرأة تُظهر للرجال أحسن ما عندها من صفات، ولكن العيوب لا تظهر إلا إذا أصبحت العلاقة رسمية، ومن هنا كان من الظلم أن يقارن الإنسان بين زوجته صاحبة العيال والمسئوليات بفتيات لا هم لهن إلا المبالغة في إظهار الزينة لخديعة الرجال، واستخدام الكلمات الناعمة، والظهور بمظهر الفتاة الأنيقة اللطيفة التي تستخدم كل ما تتحصل عليه بتحسين صورتها أمام الناس.
قل لها: تخيلي منظرك وأنت ترفعين صوتك وتتوترين أمام الناس، والفزع يظهر على الأطفال الذين ينتظرون منك العطف والحنان، وتأملي ما يمكن أن يقوله عنك كل من يراك على تلك الهيئة.(114/128)
أما إذا كانت شخصيتها من النوع السمعي، وهو الذي يهتم بكلام الناس، فذكرها بأن للحيطان آذان، وأن هذا الكلام ينتشر بين الناس، ويؤثر على هؤلاء الأطفال الذين سوف يخجلون أمام زملائهم في الشارع والمدرسة.
ولا شك أنها تقدر معاملتك لها، ولكن كثير من النساء لا تحسن التعبير عن مشاعرها، كما أن رعاية الأطفال مرهقة وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل، وإذا كانت هذه العصبية حديثة العهد، فقد تكون لها أسباب أخرى، مثل المضايقات من بعض الجارات أو ظروف مرضية لا قدر الله، ولا شك أن المرأة تتأثر جداً في ظروف الحمل وفي أيام الدورة الشهرية، وقد راعت الشريعة هذه الجوانب، فوضعت عنها الصلاة وشطر الصيام، وهذه دعوة للرجال لأخذ هذه الظروف في الاعتبار، ولا مانع أيضاً من تنبيه هذه الزوجة إلى ضرورة الاجتهاد في تغيير طريقتها والتوفيق بين حقوق الزوج ورعاية أطفالها، وذكرها بأن الرجل يحتاج إلى اهتمام زوجته به عند خروجه ودخوله، والابتسامة عند طعامه والهدوء عند منامه، وأن الزوجة العاقلة تقدر معاناة زوجها في العمل، وتحسن الاعتذار إذا كان هناك مانع يمنعها من القيام بواجبهاتها على الوجه الأكمل، وأرجو أن تهتم بالتزين حتى تُلفت نظرها إليك.
وأرجو أن لا تتمادى في هذه المخالفة؛ لأنها تؤثر على سمعتك وأسرتك وتؤثر على أطفالك، وسوف تزداد الأحوال سوءاً إذا شعرت زوجتك بعلاقات مع موظفات، والإسلام دينٌ لا يعترف بالعواطف المعروضة والمكاتب والشواطئ، واعلم أن الاستمرار في هذا الطريق فيه خطورة بالغة، وقد يؤدي بالإنسان إلى سوء الخاتمة، فالرجاء الاكتفاء بما وهبك الله من المتعة الحلال مع الزوجة الشرعية التي يربطك بها ميثاق غليظ .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... كلما رأيت فتاة لا أنساها ... 17047 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 15عاما، وأنا مراهق الآن. ومشكلتي أنه مرت علي فترة، كلما أرى فتاة جميلة، لا أنساها، وأبقى أفكر فيها، وأعجبتني فتاة،
فأصبحت أحب النوم، والعزلة، وعدم التكلم.(114/129)
فكيف أعمل، حتى لا أواجه هذه المشاكل العاطفية بعد اليوم، وأنسى كل شيء، ولا أزهق من الدنيا، ولا أحب الفتيات التي أراهن؟
وشكرا لكم!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر اعتذارا شديدا عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك بأن تكون أحسن في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله جل وعلى أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينك على غض بصرك!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي ذكرته كله عبارة عن بعض مظاهر وأعراض وآثار المراهقة، وهي فترة عابرة، ثم تنتهي مع الأيام ما دمت حريصا على طاعة الله، وعدم الوقوع في الحرام، وتخشاه في السر والعلانية.
ولا تعطي لنفسك أو لعينك العنان في أن تنظر إلى كل من تمر بك! لأن هذا من شأنه أن يتعبك جدا، ويصيبك بالقلق والأرق والإرهاق، ويضيع عليك فوائد كثيرة أهمها لذة الطاعة، والأنس بالله، خاصة الصلاة، وكذلك يحرمك من التركيز، والاهتمام بدراستك، ويضيع عليك التفوق العلمي، ويقضي على راحتك واستقرارك!
والذي تتصور أنه حب هو في الواقع ليس كذلك، بدليل أنك لو وجدت أجمل من هذه الفتاة لشعرت نحوها بنفس الشعور، بل أشد وهذه كلها - كما ذكرت لك -أعراض، ومظاهر للمراهقة سوف تنتهي مع الأيام إن شاء الله.
والذي أنصحك به :(114/130)
أولا - هو غض البصر، وعدم إطلاق العنان لعينك! لأنك بذلك ستعصي ربك، وتتعب نفسك، كما هو حالك الآن، فأغلق هذه البوابة إغلاقا محكما، ولا تسمح لها بالنظر، وجاهدها، وقاوم! وستنتصر بإذن الله!.
ثانيا - ما هو شعورك إذا رأيت شابا ينظر إلى أختك كما تنظر أنت الآن؟ أترضى ذلك لأختك أو أمك أو إنسانة عزيزة عليك!؟ قطعا ستقول لا؛ إذا ما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه لغيرك!
ثالثا - كلما جاءك التفكير في هذه الأشياء، غير وضعك الذي أنت عليه، فإن كنت نائما، فقم من الفراش، وأترك الغرفة، ولو لدقائق! وهكذا، وأحرص ألا تكون وحدك، خاصة إذا كنت مستيقظا!.
رابعا - أكثرمن الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك من آفة النظر وتوابعه!
خامسا - اربط نفسك مع مجموعة من الشباب الصالح، واقض معهم معظم أوقات فراغك، وتعاون معهم على قراءة بعض الكتب المفيدة، أو ممارسة بعض الرياضات الهادفة!
سادسا - واظب على الصلاة في الجماعة، ولا تتخلف عنها، خاصة صلاة الفجر والعصر!
سابعا - ضع لمذاكرتك جدولا زمنيا محدودا؛ حتى لا يضيع وقتك وأنت لا تدرس!
ثامنا - ابتعد عن الأماكن التي يوجد بها الفتيات قدر الاستطاعة!
هذه اقتراحات نجاحها متوقف على عزيمتك وتصميمك، وأنا أعلم أنك قادر على فعلها بسهولة، وأن لديك الاستعداد لتكون من عظماء الإسلام الذين يرفعون الهوان عن المسلمين!.
فتوكل على الله، وكلك ثقة في الله، ثم في نفسك!.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... أخذ صورتي ثم تهرب مني ... 16810 ...
السؤال(114/131)
أنا فتاة متدينة والحمد لله، لم أرتبط بأي علاقة مع أي شاب طيلة حياتي؛ لأني كنت دائما أعتبر هذا النوع من العلاقات حراما، وأن الإطار الشرعي لأي علاقة بين رجل وامرأة هو الزواج، لكن للأسف في إحدى المرات دخلت ما يسمى بغرف الدردشة؛ فكلمني شاب، وأحسست أنه جاد، فقبلت الحديث معه؛ لأنه يبحث عن زوجة، ومن هذا المنطلق أعطيته رقم هاتفي، اتصل بي وأخبرني أنه يريدني للزواج، لا أدري ماذا حصل لي ساعتها، فأخبرته أن الزواج قسمة ونصيب، وأني سأخبر أهلي بالأمر.
أخبرت والدتي، فقالت: "يأتي أولا، ويفعل الله ما يشاء" المهم استمرت اتصالاته، واستخرت الله أكثر من مرة، وكنت مع كل اتصال أزداد تعلقا به؛ مع أني قبلاً عاهدت الله وعاهدت نفسي أني لن أكون لأحد، ولو حتى مزاحا، وأني سأكون فقط لزوجي قلبا و قالبا.
بعد ذلك طلب مني أن يرى صورتي؛ لأننا في حكم المخطوبين، وأن هذا حقه، ترددت في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك قبلت، فبعتث له بصورتي عبر البريد، لا أدري ماذا حصل بعد ذلك! فلقد انقطعت عني أخباره نهائيا، ولم يعد يتصل كالسابق، كل ما فعله أنه بعث بايميل، يقول فيه أنه يحبني، وأنه مريض، وأشياء من هذا القبيل، اتصلت به أكثر من مرة، و كنت أحس أنه يتهرب مني.
المشكلة أني أعتبر نفسي مخطئة، وأني لا أستطيع مسامحة نفسي؛ فأنا غضبى من نفسي أكثر من غضبي عليه، وكنت كل ما كتبت له، لا ألومه، و لا أعاتبه بقدر ما ألوم نفسي، وأعتبرها المسؤولة الوحيدة على ما أنا فيه، المشكلة أن صورتي لديه، عنواني أيضا لديه. لقد كنت صادقة جدا معه، و لا أدري لماذا خذلني بهذا الشكل!؟ أمر آخر حدث لي: فأنا لا أستطيع بعد الذي كان، أن أقبل أي شخص آخر.
بالمناسبة، الشخص المعني لم ألتق به إطلاقا فهو من بلد آخر، ولم يسئ الأدب معي مطلقا عندما كان يتصل، ومع ذلك أشعر أني أخطأت عندما أخلفت وعدي لربي ولنفسي، لكن أحيانا أقول لنفسي أن الأعمال بالنيات، وأنا لم يكن في نيتي مطلقا أن أقيم معه علاقة، أو شيئا ما، وإنما كنت أريده زوجا، لكن هيهات! وأرجو أن يسامحني ربي، ويغفر لي!
شكرا لكم!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/132)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعفو عنك، وأن يعوضك خيراً عما فقدتيه، وأن يبدلك خيراً منه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك تعرضت لهذا العقاب نتيجة مخالفة أوامر الله تعالى، وما هروب هذا الشاب منك إلا أثراً من آثار هذه المعصية التي حدثت، خاصة وأنك كنت تعرفين أن مثل هذه العلاقات لا تجوز شرعاً، فاحمدي الله أن صرف عنك هذا الشاب وعاقبك في الدنيا بحرمانك مما تعلقت به، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا) فاحمدي الله على أن العقاب لم يتجاوز هذا الحد، وأنك لم تفقدي أشياء كثيرة كان من الممكن أن تدمر نفسك وتؤثر على حياتك، فعليك بالإكثار من التوبة والاستغفار والدعاء بأن يرزقك الله خيراً منه ويعوضك خيراً في الدنيا والآخرة .
وأما عن تراجعه وهروبه منك فهناك احتمال أنه لما رأى الصورة وجدها على خلاف ما كان يتمنى أو يتخيل، وهذا أمرٌ وارد جداً، ومن أجل هذا أجاز الإسلام النظر إلى المخطوبة قبل الزواج والارتباط، وهذا أمرٌ كان المفروض أن تضعيه في اعتبارك، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وعموماً فإن ما حدث هو قدر الله تعالى، وما قدره الله لا بد وأن يكون، ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن الزواج من أقدار الله، فإذا كان هذا الشاب من نصيبك فلا بد أن يكون لك، وإذا لم يكن من نصيبك فلا يمكن أن يكون لك ولا أن تكوني له، فعليك بالرضا بقضاء الله وقدره، وسؤال الله أن يرزقك خيراً منه، وأن يغفر لك ويتوب عليك، وأكثري من الطاعة والعبادة، خاصةً الذكر والاستغفار وقراءة القرآن وقيام الليل.
وأما عن الصورة التي أرسلتها له فيمكنك طلبها منه بالوسائل المناسبة، أو يتعهد لك بأن يقوم بتقطيعها، ولا تكثري من الاتصال به أكثر من هذا الحد (أي مجرد طلب الصورة فقط ) ، إما إذا كنت بعثت الصورة عن طريق البريد الإلكتروني ، فلا تتكلمي معه بهذا الشأن لأنه فائدة منه ، واسألي الله تعالى الستر والعافية في الدنيا والآخرة .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وسعادة الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============
... أخشى أن أكون سببا في عذابه ... 16800 ...
السؤال(114/133)
السلام عليكم.
أود أن أطرح مشكلتي وأنا خجلة مما سأقوله.
شخي الفاضل، أنا أستخدم الإنترنت منذ أكثر من سنة، ويعلم أني منذ أول لحظة جلست على النت كانت نيتي خدمة الإسلام، ومحاولة هداية ولو شخصا واحدا، فيتحقق لي قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) وفي البداية كنت أتحدث مع الشباب والبنات، ولكن رأيت أني أُعجب بأخلاق بعض الشباب، وحرصاً على نفسي من التعلق بأحدهم توقفت عن محادثة الشباب، وبقيت أكلم الفتيات فقط عن الدين، إلا شاباً واحداً من هؤلاء بقيت أكلمه؛ وذلك لإصراره، وكلما أخبره أني أريد التوقف عن الكلام معه يرجوني ويقول أن هناك شيئاً يريد قوله لي، لكن يحتاج لبعض الوقت، وبعد فترة أخبرني عن إعجابه بديني وأخلاقي، وأني الزوجة التي يتمناها، لكني رفضت، وأمام ترجيه وكلامه عن حزنه وهمه لرفضي ضعفت، وقلت له أن يخبرني عن نفسه لعلي أجد ما يجعلني أقبل الزواج به، والشهادة لله أن ما رأيته من حسن دينه وخلقه رائع، لكن بعد أن أرسل لي صورته نفرت نفسي منه، علماً بأنه ليس سيء المنظر لكن نفسي لم تتقبله، ولكن حرصاً على أن لا أجرح مشاعره أخبرته أنها أعجبتني، وبقينا نتحدث بشكل يومي تقريباً، وكنت كل مرة أنتظر إنهاء الموضوع، وأقول له أني أخبرت أهلي ورفضوا، لكن كنت كل مرة أخشى عليه من الصدمة، وأنا أعلم شدة حبه لي، لكن أخيراً فضلت رضى الله على كل شيء، وأنهيت الموضوع، ولكني الآن أشعر بذنبٍ كبير، وأحس أني سبب عذابه، ويعلم الله أني لم أكن أنوي الإساءة إليه، بل كل ما حدث كان حرصاً مني على مشاعره، وأخاف من عقاب الله لي على ما حدث، وحتى لا يحرمني الله من الزواج عقاباً لي .
أرجو منك يا فضيلة الشيخ أن ترشدني لما أفعل؟ والله إني أتمنى له كل الخير، وأدعو الله أن يرزقه بفتاةٍ أفضل مني، وماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يغفر لك ويتوب عليك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعوض هذا الشاب خيراً منك، وأن يرزقه خيراً.(114/134)
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن ما ذكرتيه هو نتيجة طبيعية لمخالفة أوامر الله ورسوله، وكم كنت أتمنى أن تكتفي فعلاً بالحديث إلى الفتيات وهن أحوج ما يكونّ إلى الدعوة والنصيحة والتذكير، وأما دعوة الرجال فيتولاها الرجال وهم كثير، ولكن عموماً قدر الله وما شاء فعل، وأتمنى فعلاً أن تغلقي هذا الباب تماماً، وأن تقصري كلامك ودعوتك على أخواتك وهن كثيرات وفي أمس الحاجة، ويتعرضن لحملات شرسة من قبل أعداء الإسلام في الداخل والخارج.
وأما عن الأخ فلا تُشغلي بالك به، وسيجعل الله له مخرجاً، ورضى الله أولى وأحق من إرضاء أي أحد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه و أرضى عنه الناس، فاتركي هذا الموضوع، ولا تشغلي بالك به، وأكثري من التوبة والاستغفار، واقصري نشاطك كما ذكرت على دعوتك أخواتك من المسلمات، وحاولي التفقه في دينك، واطلعي على بعض الكتب الدعوية حتى تكونين أكثر توفيقاً في دعوتك، وإياك أن يستدرجك الشيطان في مخاطبة أي شاب مهما كانت الظروف، عسى الله أن يحشرك في زمرة إمام الدعاة وسيد الهداة محمد صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... ما الذي أفعله؛ حتى يغفر الله لي ذنوبي ... 16647 ...
السؤال
أنا فتاة -يعلم الله أني كنت ملتزمة، وأكره محادثة الشباب-، قد تخرجت من الجامعة، وتعرفت إلى موقع للزواج؛ رغبةً مني في إكمال ديني -ويشهد الله على ذلك-، وكان الكثير يرسل إلي، ويطلبون محادثتي، وكنت أرفض وبشدة؛ مخافةً من الله.
وبعد فترة، توظفت في بنك -وهو ليس إسلامياً-، في البداية أحسست بتأنيب الضمير، وأني أفعل حراماً، وكم تمنيت ألاّ أُقبل في الوظيفة، وكم استغربت عندما قُبلت.
وفي كل يوم تزداد رغبتي في الزواج، وفي تكوين أسرة؛ فقد أصبح عمري 26 سنة، ولم أُخطب؛ مع أني أتمتع بقدر من الجمال، والكل يشهد لأهلي بكرم الأخلاق، فاضطررت لقبول عرض أحدهم في موقع للزواج، وأن أحادثه بالهاتف؛ من أجل التفاهم، وأعطيته رقم موبايلي، ومرت مدة واختلفنا، ثم بحثت عن غيره، وهكذا، حتى إنني قد حادثت -تقريباً- عشرة أشخاص، ومعظمهم -والله- متدينون، وأحدهم يشتغل في الأوقاف، ولكنه متزوج.(114/135)
وأنا إلى الآن لم أتزوج، وما يؤنب ضميري: هو أني قد تعرفت إلى آخرهم -وهو مطلق-، وقد قال لي أنه بمجرد سماع صوتي يحس بشهوة غريبة نحوي، لم يحسها مع مطلقته -ويعلم الله أنه عندما يقول أي شيء يستثيره، أكفه عن ذلك-، إلى أن اندمجت معه في الحديث، وضعفت، ولكن -والله- لم ينل من شرفي شيئاً، لكن بالهاتف فقط.
وقد كرهت نفسي، وطلبت منه تركي، مع أنه قد حدث عمّه عني من أجل الزواج، وقد اعترف لي أنه قبل حوالي 4 سنوات -عندما طلق زوجته- قد شرب الخمر؛ لنسيان ما كان فيه.
وأنا الآن قد تركته، وأريد المغفرة من الله والتوبة، فأرجوك -أخي الكريم- لا تؤنب ضميري أكثر! وقل لي ما الذي أفعله؛ حتى يغفر الله لي ذنوبي! وهل تنصحني بتغيير رقم هاتفي؟ مع أن من كنت أحادثهم، لا يتصلون بي. فماذا أفعل -أخي- ؟ فإني قد خنت الله، وأهلي الذين وثقوا بي!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله - جل وعلا - أن يغفر لك! وأن يتوب عليك! وأن يرزقك زوجا صالحا مباركا يكون عونا لك على طاعة الله، وتنعمين معه بنعمة الأمن والأمان والسعادة الأسرية، والاستقرار النفسي!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث لك، حدث لكثير من الأخوات الطيبات أمثالك اللاتي ينقصهن العلم الشرعي، الذي به ينضبط سلوكهن، ويقل خطؤهن، فكم أتمنى أن يمن الله عليك، وعلى أخواتك المسلمات بحب طلب العلم الشرعي، وزيادة الرغبة في العلم والاطلاع، والحرص على السؤال عن كل ما أشكل صغيرا كان أو كبيرا! لأن هذا هو العصمة فعلا، والصون من الوقوع في مثل هذه التجارب المريرة!.(114/136)
والحمد لله! لقد مرت تجربتك بقليل من الخسائر، وما زال أمامك فرصة عظيمة وثمينة لاستغلال بعض وقتك في طلب العلم الشرعي، الذي يصلك بالله، ويقوي لديك الخشية منه، والحرص على مرضاته، وفي نفس الوقت يوفر لك الحماية من نفسك، ومن الذئاب البشرية التي تحرص على هتك عرض المسلمات العفيفات اللواتي لا يدركن خطورة ما يقدمن عليه، حتى يقعن في الشباك!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى - فعلا - أن تغيري رقم هاتفك، وأن تتوقفي تماما عن الدخول إلى تلك المواقع، وأن تفتحي صفحة جديدة مع الله، وأن تضعي لنفسك برنامجا لطلب العلم الشرعي، وأن تربطي نفسك ببعض البرامج الدعوية، وأن تبحثي لك عن أخوات صالحات تقضين معهن أوقات فراغك، وعن طريقهن قد ييسر الله لك الزوج الصالح الذي تنشدينه.
وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يمن الله عليك بالزوج الصالح! وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بنية أن يغفر الله لك! وأن يقضي حاجتك! واعلمي أن الله يفرح بتوبة العبد الراجع إليه؛ فابشري بخير! وأقبلي على مولاك الذي يحبك، ويفرح بعودتك إليه!.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة والزوج الصالح!
وبالله التوفيق!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===============
... أخاف على نفسي أن أقع في الزنا ... 16631 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
لا أعرف كيف أبدء كلامي؛ فإني خجول من الله على ما أنا فيه. أنا شاب مغترب في دولة أوربية منذ عامين تقريبا، هذه البلد تتفنن وتُقنن جميع أنواع الكفر الجهري، فمن ذلك نساء عاريات تماما في الشوارع وفي التلفاز، حتى إنه يمكن أي شخص أن يزني في الشارع، فالمصيبة الكبرى أن الدولة تسهل الدعارة للكفار أنفسهم بشكل ملفت للنظر، لن أطيل عليكم، كما ذكرت فأنا هنا في هذه البلد أعمل؛ لأن الحياة الاقتصادية في بلدي صعبة للغاية؛ مشكلتي بدأت هنا حيث إني بدون أوراق إقامة، وغير مستقر في عمل واحد، وليس لي أصدقاء عرب، كلهم من أبناء ذلك البلد، ولقد يسر لي الله الكريم أن أتعرف إلى رجل وامرأته، ليسا كبيرين في السن(في العقد(114/137)
الخامس)؛ عرضا علي أن أجلس معهم؛ لأن الإجارات تقارب نصف مرتبي، الآن لي معهم ما يقارب الشهرين؛ مما يجعلني أراهما أمامي في كل مكان.
أرهقت نفسياً، وأخاف على نفسي أن أقع في الزنا؛ فكل شيء هنا له ثمن إلا النساء، فهن يعرضن أنفسهن عليك بلا ثمن، اتجهت إلى الصلاة، وكثرة الاستغفار، لكن ذلك من الأمور غير الميسرة حالياً؛ لأني أمارس العادة القذرة تقريبا يومياً، وفي إحدى المرات رأتني السيدة، ولم تندهش، وقالت لي: "يمكنك أن تمارس ذالك معي"، وزوجها يعرف ذلك، ولكن هذا شيء عادي، بل على العكس: يمكن أن يطلب ذلك مني.
وأنا في حيرة من أمري، أتعلمون أن عمري 28 عاماً الآن، أرجو فهم ما أنا فيه، وأرجو الرد سريعاً!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد المحترم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله - جل وعلا - أن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن! وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن! وأن يعينك على غض بصرك، وتحصين فرجك! وأن يوسع رزقاك!.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فبداية أقول لك كان الله في عونك! وأعانك على الثبات على دينه! وجنبك الحرام بجميع صوره! وبلا شك فإن الإقامة في مثل هذا الجو الموبوء تكاد أن تكون نوعا من العقوبة، حيث يعيش الإنسان وسط هذا الحيوانية الدنيئة، بعيدا عن الله، وعن بيوته، محروما من النصح والتذكير، والتزكية، والصديق الصدوق، وحنان الوالدين، والأهل والأحبة، حقا إنها الجحيم بعينه! وجهنم ذاتها! اذ كيف يكون الإنسان بلا دين، ولا قيم، ولا غيرة، ولا مروءة، ولا رجولة، ولا شيء!؟ مالذي سنحصل عليه مقابل ذلك كله!؟ دراهم معدودة لا تسمن، ولا تغني من جوع!(114/138)
إنها تضحية - أخي محمد - بلا مقابل! ومهما كانت ظروف الحياة في بلدك، فهي أفضل بكثير مما أنت فيه، وأتصور أنك بعت الغالي بالرخيص، وأن مسلسل الخسارة لن يتوقف بالنسبة لك، فيوما بعد يوم سوف تخسر، وتخسر، حتى تصبح بغير دين، ولا غيره، ولا شيء! وتخرج من الدنيا بأوزار كالجبال، وأعمال أوهى من خيوط العنكبوت؛ لذا أنصحك بالإسراع باتخاذ قرار العودة في أقرب فرصة! ولتعش مع أهلك كما يعيشون؛ فذلك أفضل مما أنت فيه بملايين المرات، خاصة وأن العلماء نصوا على عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر، إلا لضرورة طبية، أو شرعية، أو علمية.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين، وخالطت ناره نارهم ))، أو كما قال؛ لذا أنصحك - أخي محمد - باتخاذ قرار العودة فورا! واعلم أخي أن الدين أهم من المال، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، وأجلها، وأن رزقك لم ولن يزيد ببقائك في هذه البلاد المنحلة، ولن يقل بوجودك في بلادك الأصلية؛ لأن الطاعات هي التي تزيد في الرزق وتبارك فيه! أما المعاصي، فتمحق البركة من كل شيء.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==========
... هل أبتعد عنها وأتركها لرغبة أهلها ... 16592 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود منكم إفادتي في هذه المشكلة، وأرجو عدم الإهمال.
أنا شاب مؤمن، -وأحمد الله على هذه النعمة العظيمة، نعمة الايمان- وأعرف الله حقا، وأصلي، وأقرأ بعضا من القرآن، وجميع الناس يحبونني، وأحب الخير للجميع، ولا أكره أحدا؛ ولكن مشكلتي الوحيدة، وذنبي الوحيد -والله أعلم- أني أحببت فتاةً زميلةً لي في العمل حباً شديداً؛ إلى أن أصبحَتْ أعز وأغلى إنسان عندي، وهي أيضا كانت فتاة متدينة جدا، حتى ما كادت تفارق المصحف، ولا ذكر الله، وكان هذا أجمل شيء جذبني إليها، ألا وهو حبها لله، واحترامها لنفسها؛ فقررت أن أتقرب منها، وأخطبها، وأوصيت صديقة لي -ولها أيضا- في العمل بالتقريب بيننا، وتمت مقابلة بيني وبينها، وتحدثت معها عن ظروفي المادية الحالية، وأنني -بعون الله- سوف أفعل كذا وكذا إلى أن يشاء الله تعالى وأتقدم إليها، وقلت لها: "إذا رغبتِِ في ذلك، فلا مانع، وإن لم(114/139)
يعجبك كلامي، فلك ما تشائين"، فقالت لي: "أنا معك، وأوافقك، وأنا بجوارك بإذن الله".
وبعد ذلك مرت الأيام، وصرت أكلمها عبر الهاتف، و كلما مضت الأيام، ازداد حبها في قلبي، وهي أيضا أحبتني حبا شديدا؛ حتى ما كنا نستطيع أن نفترق، ولو لساعة.
ومرت الأيام، وكنت أتحدث معها في كل شيء؛ فانفتحت بيننا كل الحواجز، وزالت كل الموانع؛ حتى كنا في بعض الأوقات نتحدث في أشياء محرمة، واستمر حبنا هذا مدةً ليست بطويلة، فلقد ظل ما يقرب من ثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر فقط.
وفجأة! أصبحتُ فوجدتها ضاعت مني؛ فأهلها أكرهوها على تزويجها من شاب لا تحبه ولا تقبله، وفعَلَتْ كل شيء معهم؛ لكي لا تتزوجه، ولكن أهلها أشد منها، واستسلمت الفتاة لأهلها، وأنتم تعلمون -والله أعلم- أن من شروط الزواج الصحيح: الإيجاب والقبول، فهىلم تقبله، فسؤالي هو: إن تزوجته لكي ترضي أهلها ولا تخسرهم، هل يكون زواجا باطلا، وثانيا- أني بعد أن خُطبتْ لهذا الشاب، مازلت أكلمها، بل زاد تمسكي بها وحبي لها أكثر من قبل؛ لأنني لا أستطيع أن أتصور أن تكون لغيري، وهي كذلك تتحدث معي، ولا تستطيع أن تبعد عني، ولكني أسأل نفسي كل يوم: هل هذا الذي أفعله حرام؟ ولكن لا أستطيع أن أبتعد عنها، ولا هي كذلك، ولا أستطيع أن أتركها في تلك الظروف، وأنا أشاهدها كل يوم تموت أمامي؛ بما يحدث بينها وبين أهلها.
فأرجو منكم أن تفيدوني في مشكلتي هذه، فأنا أريد أن أعلم عدة أشياء:
1-كنت أود أن تكون لي زوجة؛ حتى أكفر عما كان بيني وبينها، وما كان بيننا إلاكلامي معها عبر الهاتف.
2- زاوجها بالإكراه، هل هو حلال أم حرام، وهي لا تريد هذا الشخص أبدا.
3- هل أبتعد عنها وأتركها لرغبة أهلها فيما يريدون، وأمنع نفسي عنها؟ وكيف أقف بجوارها، وأساعدها فيما هي فيه؟ ولقد فكرت بأن أتزوجها من وراء أهلها، فهل أفعل هذا أم لا؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/140)
نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياك السداد والرشاد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
فإن المؤمن يعلم أن كل شيء بقضاءٍ وقدر، والسعيد من رُزق الرضى بقضاء الله وقدره، وامتلأ قلبه بحب الله، واشتغل بطاعته، فإن القلب إذا خلا من الإيمان والحب لله تاه في أودية الغواية والشقاء.
ولا شك أن التوسع في العلاقات العاطفية مع زميلة العمل أمرٌ لا يقبله هذا الدين، ولا تُقره هذه الشريعة التي تُباعد بين أنفاس الرجال والنساء، فقد يتعلق الإنسان بشيءٍ لا يدركه فيهلك نفسه، وهكذا كل معصية لله لها آثارها الخطيرة وثمارها المرة، التي منها حرمان التوفيق، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.
وإذا رغب الإنسان في الارتباط بفتاة، فالصواب أن يأتي البيوت من أبوابها، فيطلب يد الفتاة من أهلها، فإنه لا نكاح إلا بولي -وهذا الأمر لم يحدث- وترتب على هذا الخطأ مجيء رجل آخر للارتباط بتلك الفتاة، ورغم أن الفتاة كما ذكرت غير راضية، إلا أن هذا الرجل جاء من المدخل الصحيح، فطلب يد الفتاة من أوليائها.
ولا يجوز لأحد أن يُكره البنت على رجلٍ لا تريده، ولكن الفتاة أيضاً لا تسعد مع زوجٍ لا يرضاه أهلها، وربما كانت هذه الفتاة مجاملةً لك، وعلينا أن نعلم أن البيوت لا تبنى على الحب وحده، ولكن هناك أشياء لا بد من مراعاتها من قيمٍ دينية وعادات صحيحة، فإذا كنت أنت السابق إلى قلب هذه الفتاة فإن ذلك الرجل هو السابق إلى تأسيس علاقة شرعية معلنة ورسمية، تُلغي ما سواها من علاقات عاطفية خارجة عن ضوابط هذا الدين.
وعليه فالمطلوب منك هو الخروج من حياة هذه الفتاة، واعلم أن النساء غيرها كثير، ونوصيك بتقوى الله وطاعته، وإذا تماديت في الاتصال بهذه المرأة فإنه يُخشى عليك أن تُبتلى وتعاقب بالمثل، فيسلط الله عليك من يهاتف أهلك ويفسدهم من وراء ظهرك، فالجزاء بالمثل وكما تدين تدان، ولا يجوز للإنسان أن يخبب زوجة رجل آخر مهما كانت المبررات.
فاترك العواطف جانباً، وحكّم عقلك ودينك، وردد في يقين قدر الله وما شاء فعل، فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان، واجتهد في نسيان الماضي، وافتح صفحة جديدة، واحرص على الالتزام بآداب الإسلام وأحكامه، وتجنب المخالفات الشرعية، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذاب أليم}.
والإنسان يكفّر عن ذنوبه بالتوبة والاستغفار، واستتر بستر الله عليك، واجتهد في عمل الحسنات الماحية للذنوب {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.(114/141)
وما حدث من أهل الفتاة لا يرضاه الإسلام، ولكن ليس الحل في تدخلك وتحريضك للفتاة على عصيان أوامر أبويها، ومخالفة رغبات الأسرة، ولتعلم هذه الفتاة أن حرصها على البر بوالديها أمرٌ تثاب عليه، خاصة إذا لم تكن في ذلك الرجل عيوب شرعية وعاهات خلقية .
وإذا كانت لا تريد هذا الرجل ولم تجد في أسرتها من يؤيدها وينصرها، فيمكنها أن تلجأ للمؤسسات القضائية الشرعية للحفاظ على حقها، ويمكنها أن تطلب الفراق من زوجها أو تفتدي منه.
ولعل أفضل مساعدة تقدمها لهذه الفتاة هي الابتعاد عن طريقها، والدعاء لها بظهر الغيب بأن يوفقها الله للخير.
أما فكرة الزواج بها من وراء أهلها فتلك -والعياذ بالله - خطيئةٌ كبرى وجريمةٌ عظمى، وقد تدفع هذه الفتاة حياتها ثمناً لمثل هذا العمل، وسوف تجدون أنفسكم أمام مشاكل وأزمات لا أول لها ولا آخر، وهل يمكنك أن ترضى مثل هذا العمل مع أختك أو عمتك؟
فاتق الله واترك هذه المرأة، ولا تعمل على خراب بيتها وإفساد قلبها، وأنت ولله الحمد لله ممن يؤمن بالله ويخاف عقابه، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً فهو حسيبك.
نسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والرشاد.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=================
... هل آثم على استمراري بمحادثة ذلك الشاب؟ ... 26473 ...
السؤال
أنا فتاةٌ متدينة، لم أسمح لنفسي بإقامة أي علاقة غرامية مع أي شاب ولو بمجرد النظر، من مبدأ ديني أولاً ، وثانياً لأني أريد أن يكون زوجي هو الإنسان الأول في حياتي، أنا لا أدخل الشات ولا أقوم بمحادثة الشباب ، ولكني منذ4 أشهر تعرفت على شخص بالشات، وهو غير متدين ، أردت مساعدته فقط ، ويعلم الله أني فعلت ذلك لوجه الله ، ولكني لم أسمح له برؤية صورتي أو سماع صوتي، تعلقت به كثيراً، عرض علي الزواج ولم أقبل لأنني متدينة وهو لا يصلي ، ولا أعتقد أننا سنتفاهم ، تقدم لي شخص يمتلك كل المواصفات التي أريدها ، والآن أنا مخطوبة له ، وأحبه ،(114/142)
ولكن المشكلة أني لا أستطيع أن أترك الأول، حاولت كثيراً، ودعوت الله لكني لم أستطع.
أحس أنني أرتكب حراماً، مع أني لم أسمح له بقول أي عبارات غرامية، فكل ما في الأمر أنني أطمئن على أخباره وأنصحه، وهو كذلك، وبالطبع لا أستطيع إخبار خطيبي بذلك لأنه لن يستوعب شكل العلاقة، فأنا متعلقة به كثيراً، لا أعلم لماذا!!! وسؤالي : هل آثم على استمراري بمحادثة ذلك الشاب؟ وماذا أفعل؟ لأن حالتي النفسية سيئة ، فأنا أشعر بأن الله أكرمني بخطيبي ، ولا أريد أن أفعل شيء يغضب الله .
أرجو المساعدة، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته .
فأرجو أن تتوقفي عن محادثة ذلك الشاب في أسرع وقت، واجعلي هذا الموضوع سراً لا يطلع عليه أحد من الناس، واستغفري لما مضى، واعلمي أن الشات من حبائل الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر ويزين القبيح من العمل، وربما خدع الإنسان فأدخله في المعصية عن طريق بعض أبواب الخير، وأحذرك من إعطاء هذا الشاب أي تفاصيل عن حياتك الخاصة أو عنوانك أو صورتك؛ حتى لا يستخدم هذه المعلومات في إلحاق الضرر بك، وقد يهددك بالفضيحة، وعِرض الفتاة كالثوب الأبيض لا يحتمل الدنس والأوساخ، وكما قيل (إن البياض قليل الحمل للدنس).
والصواب أن تحافظي على أدبك والتزامك، وقد أعجبتني رغبتك في أن يكون زوجك هو الإنسان الأول في حياتك، وهذا وصف كمال في المرأة، وبه وصفت نساء أهل الجنة، فقال تعالى: ((قاصرات الطرف)) أي تقصر بصرها على زوجها ، فهو الأول والأخير في حياتها، واعلمي أن كل علاقة خارج الإطار الشرعي تكون مصدر شؤم وشكوك في المستقبل ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)).
أما شدة التعلق بذلك الشاب فالسبب في ذلك هو وجود الشيطان وحرصه على استمرار هذه العلاقات المشبوهة، والشيطان يأخذ الإنسان إلى التهلكة خطوةً خطوة، ولذلك كان التعبير القرآني: ((ولا تتبعوا خطوات الشيطان)) وهذا العدو حريصٌ على(114/143)
تزيين القبائح من الأعمال، قال تعالى: ((وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم)) فانتبهي يا فتاة الإسلام، ولا تخبري الزوج مستقبلاً حتى لو طلب منك الحديث عن الماضي؛ حتى لا يفقد الثقة فيك، ولستِ ملزمة من الناحية الشرعية بنصح الشباب والسؤال عن أحوالهم، ففي الدعاة من الرجال كفاية، وحاجة الطالبات والزميلات إلى النصح والتوجيه أكثر، فاجتهدي في الدعوة إلى الله، وكرري اللجوء إلى الله، وابتعدي عن (مواقع الشيطان نت) كما يسميه بعضهم، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وحتى ينصرف الشيطان وتسعدي بالطمأنينة التي لا توجد إلا في رحاب الذكر والطاعة ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)).
واعلمي أنه لا خير في رجل لا يصلي، ولا تنخدعي بعباراته، فكم خدع السفهاء من النساء (والغواني يغرهن الثناء) وهؤلاء الشباب ممثلين بارعين، فإذا وجدوا فتاة متدينة تأدبوا معها حتى يصلوا إلى غايتهم الخبيثة، وإن صادفوا سفيهة ركبوا معها موجة الفسق والفساد، واحمدي الله على الخطيب الذي طرق بابكم وطلب يدك من أهلك، فاصرفي قلبك للخير والحلال، وتجنبي مواقع التهم والفساد، وشكر نعم الله إنما يكون بطاعته وحسن عبادته.
أسأل الله لك السداد والرشاد، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... بعض الاستفسارات عن الاسترخاء والتخيل ... 16380 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ د. محمد عبد العليم
الأخت الكريمة/ أ. إيمان الشيباني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين، وأرجو الله أن يجعل هذه الأعمال في موازين حسناتكم، اللهم آمين.
لقد أرسلت استشارة برقم (225836)، وتفضلتم بالإجابة عليها مشكورين, ولكن لدى قراءتي لبعض الاستشارات خطر ببالي بعض الأسئلة, وأرجو أن تتكرموا بالإجابة عليها:
1- أرجو أن تدلوني على بعض تمارين الاسترخاء، وما هو تأثيرها؟ وما الذي يحدث للدماغ عندما تمارس؟
2- ما هو موضوع اليد اليمنى (قبضها وبسطها بسرعة)؟ وبم تفيد؟ وكيف تؤثر؟(114/144)
3- بالنسبة للتخيل فهل يحس الشخص بتغيرات ما في البداية؟ فأنا لم أحس بشيء, وأخشى أن أكون أمارسه بشكل خاطئ.
4- ما هو تأثير العادة السرية (أسأل الله-تعالى- أن يخلصنا منها) على الرهاب؟
أعتذر للإطالة ولكنها أسئلة تشغل بالي.
وشكراً جزيلاً مجدداً, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على رسالتك وثقتك في الشبكة الإسلامية.
استفسارك الأول:
لقد وجد أن ممارسة تمارين الاسترخاء تؤثر على الأطراف العصبية التي تقوم بشد العضلات، وأصل هذا التأثير يتأثر من إفراز بعض المواد الكيميائية الموجودة في الفص الأمامي والفص الصدغي بالمخ؛ فإذن التأثير هو تأثير بايولوجي البتة.
استفسارك الثاني:
هذا يقوم على نظرية نفسية سلوكية قائمة على التعلم وفيها يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي حيث أن القيام بفصل جديد يؤدي إلى رد فعل مخالف.
استفسارك الثالث:
هذا النوع من العلاجات يعتمد على القوة الإيجابية التي يضع فيها الشخص نفسه، فبعض الناس لديهم قدرة التأثير الإيجابي على ذاتهم ومن الظاهر أنك لست منهم.
استفسارك الأخير:
العادة السرية منقصة للدين ومفسدة للجسد والنفس، ولا شك أن الرهاب في أصله ربما يتعلق بقلة في الكفاءة النفسية والعادة السرية تقلل أيضاً من هذه الكفاءة النفسية وعليه سوف تكون العادة السرية فعاليةٍ مزدوجة لازدياد الرهاب.
والله الموفق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم(114/145)
==============
... لقد ضاقت حياتي مع زوجي وأفكر بالانفصال ... 16362
السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات وأقيم مع زوجي في سويسرا، مشكلتي هي أنني لم أجد في زوجي المواصفات التي أبحث عنها ، وهذا سبب لي فقدان الاحترام له ، وبالتالي استحالة العيش معه، فهو رغم تدينه لا يتوانى عن دخول المواقع المحرمة والحديث مع الغانيات، وقد نصحته أكثر من مرة، وكل مرة يعود إلى هذه الممارسات، إضافةً إلى سوء خلقه مع الناس وبطالته وضعف ممارسته الجنسية، مما حال دون إنجابنا إلى يومنا هذا، لقد ضاقت حياتي معه ، وأحس أنني لم أوفق في هذا الزواج، رغم أنها كانت عن حب ، وبعد طول فراق، ولكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة، وأفكر في طلب الطلاق، لكنني مترددة نظراً لإقامتي بعيداً عن أهلي ، وخوفي من الضياع وسط زحام الغربة، فهل من نصيحة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ safia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يُصلح لك زوجك، وأن يرزقك الصبر والثبات، وأن يوفقك لاتخاذ أنسب القرارات.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أنه قلما نجد إنسانا خالياً من العيوب، وتلك طبيعة البشر، فلا توجد امرأة بلا عيوب، ولا يوجد رجل كذلك بلا عيوب، وعلينا جميعاً أن نقبل بعضنا بعضا على ما نحن عليه، ما دامت الأمور لم تصل إلى حد الكراهية والنفور، وأن نجتهد معاً في تغيير أنفسنا، ومساعدة الطرف الآخر كذلك على تغيير نفسه، وهذا هو أسلم الحلول وأكثرها مناسبةً لواقع التغير، فلا بد من مراعاة ذلك مع كل من نتعامل معهم؛ لأنه يصعب أن يغير الناس سلوكهم وعاداتهم لإرضاء غيرهم، بل هم أيضاً يرغبون في أن يوافقهم الناس فيما هم عليه، ولذلك أقول لك إذا كانت هذه التصرفات الواردة برسالتك يستحيل تغيرها فأرى أن تفكري في الانفصال، عسى الله أن يرزقك زوجاً صالحاً مناسباً يعوضك عما فقدتيه طيلة هذه الفترة، وإن كنت أنا شخصياً أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل في تغيير أنماط السلوك إذا صدقت النوايا، وأرى أن تحاولي مرات ومرات، ولا تتخذي قرار الانفصال إلا إذا وصلتِ إلى طريق مسدود، وأكثري من الدعاء بالهداية والصلاح.(114/146)
وأما موضوع الضعف الجنسي ، فهذا أمرٌ يسهل علاجه، فإذا كان ذلك غير ممكن فلا تضيعي وقتك، وعليك بالتفكير بالعودة إلى بلدك الأصلي حرصاً على دينك وعقيدتك، حيث لا تجوز الإقامة في بلاد الكفر دون ضرورة شرعية، وأسأل الله أن يرزقك زوجاً آخر يعينك على أمر دينك ودنياك، وعليك بالإكثار من الدعاء والإلحاح على الله، وعلى قدر نيتك وإخلاصك سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والثبات على الحق.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية
السؤال
كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقسم لك من خشيته ما يحول به بينك وبين معاصيه!
وكم نحن سعداء -حقاً- باتصالك بنا، وطلبك المساعدة في التخلص من تلك المعاصي، وهذا إن دل، فإنما يدل على أنك على خيرٍ عظيمٍ، وحبٍ لله ورسوله، وحرصٍ على طاعته، وعدم مخالفة أمره، وهذا كله مما يشجع ويشعر بعدم اليأس من العلاج إن شاء الله.
واعلم -ولدي المبارك سعيد- أن الإنسان أعطاه الله قدرةً على تنفيذ أي شيء، وعلى إلغاء أي شيء من الأمور التي جرت بها قدرة الله ، وهذا بطبيعة الحال بعد مشيئته سبحانه وتعالى ، وأنت الذي دخلت هذه المواقع برغبتك وإرادتك، ولا أتصور أن أحداً أجبرك على ذلك، وفي نفس الوقت أنت الوحيد القادر على التخلص منها، وعدم(114/147)
الدخول عليها، وأنا واثق من قدرتك على ذلك؛ لأنك لست أقل من غيرك أبداً، فهناك العشرات، بل والمئات من الشباب أمثالك عاشوا سنواتٍ مع هذا الشيطان، ثم تركوه حياءً من الله، وتوبةً صادقةً، وأنت لست أقل منهم -ولدي الحبيب سعيد-.
ثم أمَا فكرت يوماً من احتمال أن يزورك ملك الموت، وأنت على هذه الحالة، فتموت على معصية الله، ويختم لك بسوء خاتمةٍ، وتأتي يوم القيامة كذلك أمام الناس جميعاً، أما فكرت في معصيتك لله، وهو مطلع عليك، وأنت لم تستح منه، مع علمك برؤيته لك وقدرته على عقابك! ولو سألتك سؤالاً: هل هذه الأوقات التي تضعيها في هذه المواقع، ستأتي في ميزان حسناتك وربحك، أم في ميزان سيئاتك وخسارتك؟ فماذا ستجيب؟ قطعاً ستقول في ميزان السيئات والخسارة، فلماذا إذن -يا ولدي- تصر على الخسارة، وأنت بمقدورك أن تربح في هذا الوقت ربحاً عظيماً هائلاً وكثيرا،ً وسأقدم لك وصفةً؛ عسى الله أن يساعدك بها في التخلص من هذه المعاصي:
1- أهم شيء اتخاذ القرار، ووجود الرغبة الصادقة، وعدم التردد، فخذ القرار.
2- أخرج هذا الجهاز من غرفتك الخاصة، إن كان موجوداً بها ولا تتردد.
3- لا تستعمل الجهاز ليلاً، أو وأنت وحدك، وإنما احرص على استعماله نهاراً، وفي وجود أي طرفٍ آخر؛ حتى لا تضعف أمام هذه الإغراءات، وهذه مسألة في غاية الأهمية؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) أي التي تمشي وحدها بعيدةً عن القطيع، فكذلك الإنسان يستحوذ عليه الشيطان، ويفترسه، إذا كان وحده؛ فاحرص ألا تفتح الجهاز إلا ومعك أي شخص آخر، أياً كان، حتى ولو كان طفلاً.
4- حدد هدفك من الجهاز قبل فتحه، فإن كان الهدف مشروعاً، فتوكل على الله، وإن لم يكن لديك هدف، فاعلم أنك ستدخل إلى هذه المواقع؛ فلا تفتح الجهاز للتسلية أو اللعب؛ لأن ذلك هو مدخل الشيطان الأول.
5- حدد عدد الساعات التي تريد أن تقضيها أمام الجهاز قبل فتحه، وألزم نفسك بهذا التوقيت مهما كانت الضرورة والأسباب.
6- حاول تقليل ساعات الاستعمال مع الأيام تدريجياً، حتى تتقدم، أو تصبح في أضعف الحدود.
7- أوّل وأهمّ شيءٍ هو الدعاء، فلا تبخل على نفسك بالدعاء، ولأنك المحتاج، والله سبحانه ليس في حاجةٍ إليك.(114/148)
8- احرص على الصلوات في الجماعة، وحاول قضاء أطول فترةٍ ممكنةٍ خارج المنزل، أو بعيداً عن الجهاز.
9- أشغل نفسك بأي شيء نافع ومفيد، ولو كان رياضةً من الرياضات، أو قراءةً حرةً، أو حفظ بضع آياتٍ من القرآن، أو الاطلاع على بعض كتب أهل العلم، أو كتابة بعض الخواطر أو المذكرات اليومية.
10- اشترك في أي نشاط جماعيٍ هادفٍ حولكم، حيث ستُفيد وتستفيد، وبذلك أعتقد أنك ستُوفق في التخلص من ذلك عاجلاً إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة النصوح والهداية والصراط المستقيم!.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... إذا أقلعت عن العادة السرية هل ستزول آثارها ... 226026
السؤال
هل الذي يقلع عن فعل العادة السرية تزول عنه آثارها السلبية، علماً بأنني كنت مدمناً لها 13سنة تقريباً؟ مارستها تارة بوحشية وأخرى بمشاهدة أفلام الفاحشة ( وأستغفر الله ) طوال هذه السنين, في البداية كانت مجرد اكتشاف، وكنت جاهلاً تماماً بالسائل المنوي الذي يخرج من قضيبي عندما أفعلها، كنت خائفاً كثيراً في الشهور الأولى حتى سمعت من أحد أصدقائي أن هذا السائل هو المني وهو من علامات البلوغ، عندئذ فرحت كثيراً وأصبحت أمارس الاستمناء بكثرة ولكن كان ضميري يؤنبني, حتى أصبحت مدمناً بها إلى أن تدهورت حالتي النفسية والدراسية, بعد ذلك بحثت في الكتب الدينية والصحية ووجدت أنها محرمة شرعاً وغير صحية, وعزمت عدة مرات من أجل الإقلاع عنها ولكن دون جدوى، فوضعت في يميني مرضاة الله والحفاظ على صحتي وفي يساري الشيطان والعياذ بالله، فقررت مرضاة الله، وإلى الآن لم أمارسها -والحمد لله- منذ 3 أشهر، والآن أود أن أتزوج ولكن خلفت العادة السرية آثاراً كثيرة من ضعف في الذاكرة ، وحساسية قضيبي ، حيث أجد كل صباح المذي في اللباس الداخلي ، ودائماً تخرج ريح كريهة من الشرج ، حتى أصبحت أشمئز من نفسي، وكذلك أفقد التركيز النسبي عندما أرى أي بنت وأطمع أن تكون زوجتي فيخفق قلبي كثيراً وتتدهور حالتي النفسية.
فهل حالتي هذه ممكن أن أتغلب عليها مستقبلاً وأصبح إنساناً عادياً؟ وهل الإسراع في الزواج يشفي من هذه الآثار؟ وهل أنا مريض وعلي العلاج عند طبيب مختص؟
أرجو منكم أن تهتموا بهذه المشكلة، وتنصحوني بالدواء الشافي جزاكم الله خيراً .
أسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين .(114/149)
وعذراً على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن تولد هذه القناعة هي أول خطوة في طريق العلاج ، وستكون باقي الخطوات سهلة ميسرة إن شاء الله متى ما صدقت النية وتوفر الجهاد والصبر من أجل الانتصار في هذه المعركة الشرسة، نعم هي معركة شرسة ولا يُتوقع أنها مجرد عادة سيئة انغمس فيها الممارس للتسلية ومتى ما أراد الفكاك منها والإقلاع عنها تحقق له ذلك بمنتهى السهولة.
أخي الكريم: كل الأمور التي ذكرتها يمكن التغلب عليها بإذن الله، وستعود لك صحتك كما كانت إن شاء الله ، وما عليك إلا إجراء تحليل للبول لمعرفة ما إذا كانت هناك التهابات، وهي التي تسبب الإفرازات مع الرائحة الكريهة ، والعلاج بسيط ويكون بالمضادات الحيوية، ومع الزواج ستزول كل هذه الآثار تدريجياً.
عليك زيارة الطبيب لزيادة الاطمئنان، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أسعد المصري
============= ...
... كيف أكّفر عن خطيئتي ؟ ... 225784 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله .
مشكلتي تتلخص في أنني مع بداية سن المراهقة لم أجد أحداً يوجه سلوكي في هذه الفترة من حياتي التوجيه السليم، عرفت العادة السرية دون أن أتعلمها من أحد، وكنت أمارسها بشراهة دون أن أجد من ينصحني ، وفي هذه الفترة حدث أمر يؤرقني ويحدث لي الإحباط كلما أردت التوبة فأعود إلى المعاصي بسرعة، بدأ هذا الأمر عندما سمعت أبي يتحدث مع أمي عن جارة لنا لا ترتدي ملابس مناسبة عندما تخرج للبلكون كي تقوم بتنشير الغسيل، بل ورأيت أبي أكثر من مرة ينظر من خلف الشباك ليراها بهذه الحال، كما أن أناس كثيرون في شارعنا كانوا يتحدثون عن هذه المرأة وعن حالها الغريب، المهم أنني بعد أن رأيت أبي وهو يتابعها وأنا في بداية المراهقة قررت أن أنظر إليها من خلف الشباك، وفعلاً قمت بهذا، وفعلاً كان صحيحا ما قيل عنها، وبسرعة تحول الأمر إلى داء تمكن مني، وبعدها لم يقتصر الأمر على هذه(114/150)
المرأة، بل كان هناك نساء من الجيران حولنا يخرجن بملابس غير مناسبة تكشف الذراع والرقبة وربما غير ذلك، وبعضهن كن يغنين بصوت مرتفع أثناء التنشير، بعدها بقليل بدأت تلك النساء تلاحظني أثناء تطلعي لهن من خلف الشباك، وبسرعة افتضح أمري وأصبحت معروف في المنطقة بما أفعل، وأصبح أناس كثيرون يعرفون أمري غير أن أحد لم يحدثني أو يحدث أبي في هذا الأمر، لكنهم كانوا يكتفون بأن ينظروا إلي باحتقار أو يبصقوا على الأرض عندما يروني، وحالياً تركنا منزلنا وسكنا في مكانٍ جديد، ولكن كل ما يتعبني أني عندما أريد التوبة أتذكر أني آذيت النساء اللاتي كن جيراننا في الماضي ولا أعلم كيف أستسمحهن، كما أن موقفي سيكون حرجاً للغاية إذا ذهبت لمنازلهم لأعتذر لهن، وقد علمت أنه إذا أردت التوبة فلا بد من رد المظالم إلى أهلها ، فماذا أفعل كي أكفر عن خطيئتي ويقبل الله توبتي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن ا المبارك/ محمود علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك في موضوع العادة السرية وكيفية التخلص منها، فأنصحك بالرجوع إلى الاستشارات السابقة، والاستفادة من الإجابات الواردة، وهي كثيرة، وستساعدك إن شاء الله؛ إلا أنني أحب أن ألفت نظرك لأمرٍ هام جداً، وهو أن الأمر يتوقف على قرارك أنت شخصياً، ومهما قدمتُ لك من النصائح فلم ولن تستفيد منها إلا إذا قررت فعلاً أن تتخلص من هذه العادة القبيحة، وأنت قادرٌ على ذلك بإذن الله تبارك وتعالى؛ لأن الله هيأك لهذا، وأعطاك القدرة عليه، فأعزم وتوكل على الله، وسوف تتخلص من جميع الذنوب والمعاصي بسهولة ما دمت قد قررت ذلك، وعليك مع ذلك وقبله بالدعاء والإلحاح على الله أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك، وأن يثبتك على تلك التوبة.
وأما عن موضوع توبتك من النظر للنساء من جاراتك القدامى، فاحمدِ الله حمداً كثيراً ومن أعماق قلبك أن منّ عليك بتغيير البيئة ومكان السكن، وهذه يا ولدي من رحمة الله بك، وكل الذي عليك الآن أن تتوقف عن هذه العادة السيئة المحرمة، وأن تأخذ القرار الجريء على ذلك، وهذا هو أهم شروط التوبة، ثم تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة ، ولا تكشف سرك لأي أحد، واجعل الأمر بينك وبين الله، وإن صدقت توبتك سوف يتوب الله عليك ويغفر لك؛ لأنه سبحانه يحب التائبين، فاحرص(114/151)
أن تكون منهم، ولا تذهب إلى هذه الأسر أو إلى غيرهم، واستر على نفسك، وواصل التوبة والاستغفار، واجعل لك ورداً يومياً من القرآن الكريم ، وحافظ على صلاة الجماعة، وحضور مجالس العلم، والتعرف على الشباب الصالح الملتزم المعتدل، وإن شاء الله سوف تكون في أحسن حال.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... أريد أن أتوب إلى الله توبة نصوحا ... 15854 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا شابٌ أبلغ من العمر 23 عاماً, وللأسف الشديد فقد ابتليت منذ فترة ليست بالقصيرة بممارسة العادة السرية ( الاستمناء باليد) مع علمي بأنها حرام.
ولعلك تسأل: كيف توقن بأن هذا الفعل حرام وسوف يحاسبك الله عليه حساباً عسيراً ثم تقدم على فعله؟
والجواب يا سيدي هو لأنني فشلت في مجاهدة نفسي ومقاومة شهوتي، فقد سلكت في ذلك كل السبل ولم أنجح, فقد صمت عملاً بقول النبي صلي الله عليه و سلم: (....فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) دون فائدة, حتى أنني كنت أصوم معظم أيام الأسبوع في فصل الصيف، ولكن في النهاية تغلبني شهوتي، ولا أستطيع مقاومة نفسي، وأقدم على هذا الفعل.
و لا تظن يا سيدي أن هذه المجاهدة كانت أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين, ولكني على هذه الحال أربع سنوات وربما أكثر .
وعندما حل شهر رمضان كنت قد استقبلت الشهر بأني نويت لله توبةً نصوحاً ، وكنت أدعو الله أن أغتنم هذا الشهر ولكني للأسف الشديد وقعت في نفس المعصية, فشعرت بإحباطٍ شديد، وشعرت أن خير هذا الشهر قد ضاع مني ، وأنه لم ينبني من صيامي إلا الجوع والعطش .
سيدى أكتب إليك بعدما ضاقت بي السبل ولم أجد مخرجاً من هذه المصيبة .
إنني أحاول أن أسلك طريق الالتزام وأجاهد نفسي على طاعة الله ولكن وقوعي في هذه المعصية يصيبني بإحباطٍ شديد, إذ أن صلاتي لا تنهاني عن الفحشاء ، فليس لي منها إلا الطلوع والنزول.
إنني يا سيدي أعلم تماماً شؤم المعصية ومضارها ، ولكن كما قلت أفشل في مقاومة نفسي .
نسيت أن أقول لك أنني طبعاً لا أستطيع الباءة ( الزواج ) حيث أنني حديث التخرج من الجامعة ولم أحصل بعد على فرصة عمل.(114/152)
إنني أريد أن أتوب إلى الله توبةً نصوح ، ولقد دعوت وتضرعت إلى الله أن يرزقنيها ، ولكني ما زلت على حالي , إنني أتألم ولا أعرف إلى متى سأظل هكذا, فالموت يأتي بغتة ، وإني أخشى على نفسي.
أرجو ألا تبخلوا علي بنصحكم وتوجيهكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم / Amkm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها، وأن يبدلك من بعد معصيتك طاعةً ورضواناً، ومن بعد قنوطك ويأسك أملاً وانفراجاً، ورجاءً وثباتاً وطهارةً وعفافاً وقربى من الله تعالى.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أبشرك بأن حرصك على التوبة ومحاولتك التخلص من هذه المعصية، وتألمك لاستمرارها، كلها علامات خير ومبشرة بقرب التخلص منها إن شاء الله تعالى، وهذه من علامات الإيمان أن ترى صاحب المعصية يتململ كالمريض ولا يهنأ له بال ولا يقر له قرار إلا بالإقلاع عن المعصية والتخلص منها، وما دامت عندك النية الصادقة والرغبة الأكيدة فتأكد من أنك، وعما قريب سوف تتخلص منها بإذن الله تعالى.
المهم أن تواصل كل أعمال البر التي تمارسها من صلاةٍ وصيام ودعاء، واعلم أن هذه العبادات لولاها لكنت الآن في معاصٍ أعظم وأكبر وأخطر، فواصل يا ولدي أعمال البر ولا تتوقف، وزد منها على قدر استطاعتك، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك، وأن يغفر لك ويقر عينك بقبول توبتك، وأكثر كذلك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحاول ألا تمكث وحدك كثيراً، ولا تطل الجلوس بدورة المياه، واجعل باب غرفتك مفتوحاً إن أمكن، ولا تدخل إلى سريرك إلا عند غلبة النوم، وأكثر من الذكر والاستغفار حتى تنام، وأشغل نفس بالنهار في أعمال مفيدة حتى ولو كانت مجهده عضلياً، فذلك أفضل، وإلا فمارس بعض الرياضات التي تستهلك مزيداً من طاقتك البدنية، ويمكنك أن تضع عند فراشك مسجل به بعض الأشرطة المفيدة، وعليك بالحرص على حضور بعض الفعاليات الدينية من محاضرات وندوات، وحفظ للقرآن الكريم ولو بمعدل عدة آيات يومياً، ويمكنك أن(114/153)
تضع لنفسك برنامجاً للحفظ اليومي، وابحث عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك ، وصلاة الجماعة لا تفوتك.
وإن شاء الله سوف يمن الله عليك بقبول توبتك، فاستعن بالله ولا تعجز، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... شهوات النساء تلاحقني ... 225565
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أصلي كل الفروض وبدأت المحافظة على الصلاة في المسجد، وأذكر الله، ولكن شهوات النساء تلاحقني ، فما يمر يوم إلا وأفكر في هذا ولم أجد حلاً.
انتظر النصيحة بفارغ الصبر.
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي محمد حفظك الله ورعاك: اعلم أن الدوافع والغرائز فطرية في الإنسان، والإسلام والحمد لله يعترف بها ويحترمها ولا يحاول كبتها وتدميرها، بل أنه يعمل على تنمية الضوابط الفطرية ويربطها بالإيمان بالله حتى يجعل انطلاق الدوافع الفطرية نظيفاً بما ينبغي للإنسان الذي كرمه الله تعالى.
وأنت أخي محمد الآن في مرحلة المراهقة، وهي ما بين 12 سنة و20 سنة، وهنا أنت مكلف بأن تتسامى عن هذا الميول، وتوجه رغباتك في إطار المبادئ الإسلامية، وهذا الأمر يحتاج إلى الخطوات التالية للتخلص من هذه الظاهرة :
1- علاجٌ من عندك أولاً؛ بحيث تكون لديك إرادة قوية في التغلب على هذه الغرائز وتضبطها حتى وإن لم تفكر في الأمور الجنسية.
2- تهذيب نفسك وتسليحها بالإيمان القوي والعقيدة السليمة وهي زاد المؤمن.
3- أحياناً يكون الفراغ هو الذي يولد الأفكار فأشغل نفسك بما هو مفيد لك.(114/154)
4- اجعل لنفسك برنامجاً ومنهاجاً فردياً توزعه على فترات طيلة الأسبوع، يكون فيه: المطالعة للكتب النافعة والهادفة ، أو سماع محاضرة قيمة، أو فسحة وذلك من أجل تغيير البيئة.
5- عليك بالصحبة الصالحة التي تذكرك بالله وتعينك على الحق وعلى الطاعة، ولا تبقى لوحدك، فاختر الشباب الطيبين؛ لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية المنعزلة.
6- اجعل من نفسك شخصاً إيجابياً وابتعد عن التفكير الذي يقودك إلى المعصية.
7- ابتعد عن مشاهدة الأفلام الهابطة والتي تعيقك عن ذكر الله تعالى وتقسي قلبك؛ لأنك مهما أديت الصلوات ولم تنهك عن الفحشاء والمنكر فلا فائدة.
7- اجعل لسانك دائماً رطباً بذكر الله تعالى، واطلب العون والسداد والتوفيق من الله تعالى بأن يثبتك على الدين ويبعد عنك وساوس شياطين الإنس والجن، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
============ ...
... أريد أن أتوب ولكن !! ... 15551 ...
السؤال
أنا فتاة، عمري 24 عاماً، تعرفت على شاب عن طريق النت، وطلب مني الزواج وهو من بلدٍ عربيٍ بعيد، ولقد أخبرت أخي عنه فقال لي أن أستشيركم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته تعالى ، وتؤسسين معه أُسرة مسلمة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن مما لا شك فيه أن الإنترنت قد وسع مجالات التعاون بين الناس، وساهم في نشوء علاقات كثيرة بينهم، ووفر كمّاً هائلاً من(114/155)
المعلومات المفيدة وغيره المفيدة لمن يتعامل معه، ومن هذه العلاقات التي ازدهرت وانتشرت العلاقات الغير مشروعة، خاصة بين فتاةٍ وشاب يتبادلا أطراف الحديث لساعات طوال، دون أن يعرف أحدهما أي شيء عن الآخر إلا ما يوفره هذا الآخر من معلومات، وقطعاً يصعب الحكم على هذه المعلومات بالصدق نظراً لصعوبة أو استحالة التأكد من ذلك، ونظراً للفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب والفتيات، فيجدون في الإنترنت فرصة لقضاء هذا الفراغ في كلام لا ضوابط له ولا رقابة عليه، والغالبية منهم يقوم فقط على قتل الوقت والتسلية، خاصةً أول الأمر ، ثم قد تتطور العلاقة وتتحول إلى قصة حب عنيف غير مشروع، مجهول الهوية، وتصبح الفتاة –خاصة- أسيرة كلام هذا الإنسان الذي لا تعرف عنه إلا ما يوفره هو من معلومات عن نفسه، والتي غالباً ما تكون من نسج خياله هو، ولقد تمت فعلاً عمليات زواج عبر الإنترنت ، إلا أنه مما يؤسف له أن نسبة فشلها بلغت 90% حسب آخر إحصائيات بعض المجلات العربية، وفوق ذلك ما ذهب إليه العلماء من حرمة وعدم جواز هذه العلاقة، وأنها محرمة شرعاً، لذا أنصح الأخت بضرورة الإقلاع والتوقف نهائياً عن هذه العلاقة؛ لأنها أولاً لا تجوز شرعاً، وثانياً أن هذا الشخص ليس في بلدك حتى يمكنك التأكد من صدقه وصحة كلامه، وخيرٌ لك أن يكون لك زوجاً من بلدك تعرفين أصله وفصله ودينه وخلقه وحسبه ونسبه، فاتركي عنك هذا، وسلِ الله أن يرزقك زوجاً صالحاً من بلدك، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... الزواج عن طريق الشات ... 15524 ...
السؤال
أنا فتاة، عمري 24 عاماً، تعرفت على شاب عن طريق النت، وطلب مني الزواج وهو من بلدٍ عربيٍ بعيد، ولقد أخبرت أخي عنه فقال لي أن أستشيركم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته تعالى ، وتؤسسين معه أُسرة مسلمة مباركة.(114/156)
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن مما لا شك فيه أن الإنترنت قد وسع مجالات التعاون بين الناس، وساهم في نشوء علاقات كثيرة بينهم، ووفر كمّاً هائلاً من المعلومات المفيدة وغيره المفيدة لمن يتعامل معه، ومن هذه العلاقات التي ازدهرت وانتشرت العلاقات الغير مشروعة، خاصة بين فتاةٍ وشاب يتبادلا أطراف الحديث لساعات طوال، دون أن يعرف أحدهما أي شيء عن الآخر إلا ما يوفره هذا الآخر من معلومات، وقطعاً يصعب الحكم على هذه المعلومات بالصدق نظراً لصعوبة أو استحالة التأكد من ذلك، ونظراً للفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب والفتيات، فيجدون في الإنترنت فرصة لقضاء هذا الفراغ في كلام لا ضوابط له ولا رقابة عليه، والغالبية منهم يقوم فقط على قتل الوقت والتسلية، خاصةً أول الأمر ، ثم قد تتطور العلاقة وتتحول إلى قصة حب عنيف غير مشروع، مجهول الهوية، وتصبح الفتاة –خاصة- أسيرة كلام هذا الإنسان الذي لا تعرف عنه إلا ما يوفره هو من معلومات عن نفسه، والتي غالباً ما تكون من نسج خياله هو، ولقد تمت فعلاً عمليات زواج عبر الإنترنت ، إلا أنه مما يؤسف له أن نسبة فشلها بلغت 90% حسب آخر إحصائيات بعض المجلات العربية، وفوق ذلك ما ذهب إليه العلماء من حرمة وعدم جواز هذه العلاقة، وأنها محرمة شرعاً، لذا أنصح الأخت بضرورة الإقلاع والتوقف نهائياً عن هذه العلاقة؛ لأنها أولاً لا تجوز شرعاً، وثانياً أن هذا الشخص ليس في بلدك حتى يمكنك التأكد من صدقه وصحة كلامه، وخيرٌ لك أن يكون لك زوجاً من بلدك تعرفين أصله وفصله ودينه وخلقه وحسبه ونسبه، فاتركي عنك هذا، وسلِ الله أن يرزقك زوجاً صالحاً من بلدك، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... الأخوة بين الجنسين ... 15408
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لثقتي برأيكم وقدرتكم على توجيهي إلى الطريق الصحيح سأعرض عليكم ما يشغلني آملة منكم مساعدتي .
في البداية أنا ملتزمة دينياً ، أعيش في وسط بعيد عن التدين سواءً في المنزل أو العمل وأحاول جاهدة الثبات ومساعدة من حولي، لأني أشعر بأن هذا واجبي رغم فترات عدم الثبات التي أشعر بها . المشكلة أني أعمل في شركة وعملي كله على الإنترنت ومعظم وقتي في العمل لا يكون لدي واجبات تذكر فيكون لدي وقت فراغ كبير على النت ومنه بدأت أستعمل الشات أحياناً ، ومن خلال الشات تعرفت على شخص من بلد آخر، وكانت علاقتي به رسمية جداً ، لا نتحدث إلا في المواضيع السياسية والدينية وأستفيد من آراءه السياسية كثيراً ؛ نظراً لأنه يعيش في فلسطين(114/157)
وأنا أعيش في بلد عربي آخر وأحب فلسطين جداً، وأنا أحاول أن أساعده دينياً، وأعتقد أني من خلال نقاشي معه لتشجيعه على التدين أستعيد في أحيان كثيرة إيماني، فكل ما بيننا هو تبادل أفكار وآراء، وأشعر بأني أستفيد من معلوماته وأفكاره نظراً لأنه يكبرني بكثير وهو يخاطبني بصيغة ابنتي.
المشكلة أن الشعور بالذنب بدأ يغزوني وخصوصاً عندما أحاول أن أساعد الفتيات في التقرب إلى الله، فبدأت أشعر بأني لست أهلاً للنصيحة، وأخاف أن أكون أفعل حراماً ، فقررت أن أنهي الشات معه تماماً ، ولكني بعد أن أخبرته بأني لن أحدثه على الشات قال لي بما معناه أني كابنته ولا داعي لقطع الشات، ومع هذا أنا قطعت الحديث معه ولكن بعدها أحسست أني مخطئه في قراري ليس لشيء إلا لأني لا أحمل له أي مشاعر سوى الاحترام وأني بهذا فقدت مصدراً للمعلومات وشخص كان يساعدني في تجاوز بعض العقبات في حياتي دون داعي، فاستشرت صديقة لي فقالت لي: إنه إذا كنت متأكدة أنك لا تحملي له أي مشاعر قلا داعي لقطع الاتصال به نهائياً وإن كان من الجيد أنك قطعت الشات معه ، ويمكنك أن ترسلي له رسالة عبر البريد إذا أردت سؤاله عن شيء أو إخباره بشيء مهم دينياً، وخصوصاً أني كنت قد أخبرتها سابقاً أني شجعته على حفظ سور من القران الكريم وأني أتابع حفظه له.
أنا آسفة لأني أطلت عليكم وشغلتكم بهذا التفصيل ولكني أردت أن أعرف هل أتبع نصيحة صديقتي لأني لا زلت أشعر بالذنب لقطعي الاتصال به نهائياً رغم مساعدته الدائمة لي وعلمي بأني أساعده أيضاً، أم أكمل طريقي ولا أعود للاتصال به نهائياً وأحاول التخلص من شعوري بالذنب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بخير الدنيا والآخرة .
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى فعلاً أن الله وفقك للصواب، وأن قرار قطع الاتصال هو عين الحق، وأن التوفيق كان حليفك في هذا القرار، وأحيي فيك قوة(114/158)
الإرادة وعدم الخضوع لهوى النفس، وأسأل الله أن يزيدك ثباتاً وقوة، لأن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين لا بد وأن يشوبها اتباع الهوى ونزعات الشيطان بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالمرأة طالبة ومطلوبة، لأن سنة التكامل تقتضي ميل كل جنس للجنس الآخر، وإلا ما بحث الرجل عن زوجة تشاركه حياته، وكذلك المرأة، فاحمدي الله أن عافاك من هذه العلاقة التي حتى وإن لم يقع فيها ما يندرج تحت قائمة المحرمات الكبرى إلا أنها طريق إلى ذلك ولا بد، والتفتي إلى أخواتك المسلمات اللواتي هن في أمس الحاجة إلى إنسانة فاضلة مثلك تمد لهن يد العون والنصيحة والدعوة والإرشاد، حيث أن الأمة تعاني من نقص شديد في الأخوات الداعيات ولو بأقل مستوى، اتصال كله أجر ومثوبة وعلاقة كلها محبة وإخاء، ومسؤولية تحملينها تجاه أخواتك في الإسلام وهن في أمس الحاجة إليك وإلى جهودك الطيبة، ولو كان مستواك العلمي ليس متميزاً، المهم أن الجود من الموجود، وإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فشمري عن ساعد الجد ووجهي كل طاقاتك للأخوات، وأوصيك بالصبر الجميل لأن قناعة المرأة بدعوة أختها لها ما زالت دون المستوى، فتحتاجين إلى مزيدٍ من الصبر والاطلاع والتعرف على فنون الدعوة حتى تتمكنين من نفع أخواتك بطريقة صحيحة ومؤثر ومفيدة، ولا يضحك عليك الشيطان بحجة أن مثلك لا يصلح للدعوة، بل على العكس أنت أحق بها وأهلها، فتوكلي على الله وأكثري من الدعاء أن يعينك الله وأن يتقبل منك، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... نفسي الأمارة بالسوء ... 225312 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شب أعزب، مشكلتي أنني متقلب الطباع والسلوك، فبالرغم من أني أحافظ على صلاتي مع الجماعة في المسجد وأقرأ حزبي كل يوم إلا أنني كل مرة أشتهي مشاهدة الأفلام الإباحية-الجنسية- في التلفاز أو على الإنترنت، مما يؤدي ذلك إلى ممارسة الاستمناء والعادة السرية، ثم أندم بعد ذلك وأتوب إلى الله حيث أصلي ركعتي التوبة وأسلك الطريق السوي في العبادة، لكن لا تمر أسابيع قليلة إلا وأعود لنفس الحالة السيئة السابقة وأنا على هذه الحالة سنوات عديدة، رغم علمي أن كل ما أفعله حرام ومنافٍ لسلوك المسلم، وأقوم بعدة محاولات لكني لم أوفق إلى الآن في الابتعاد من هذا السلوك واتباع الطريق السوي وإيجاد استقرار نفسي، فكل ما أتمناه أن أبعد نفسي من هذه الشهوات وأن أسلك الطريق الصحيح لسلوك المؤمن، فساعدوني جزاكم الله خيراً في مشكلتي.
((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)).
والسلام عليكم.
الجواب(114/159)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على التوبة، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن ييسر لك مخرجاً مما أنت فيه، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
وبخصوص ما ورد برسالتك فكل الذي أوصيك به بدايةً ألا تتوقف عما تقوم به من طاعة وعبادة، وأن تواصل أعمال البر والخير التي أكرمك الله بها؛ لأن ما أنت عليه الآن يقلل كثيراً من وقوعك في الذنوب والمعاصي، و يحول بينك وبين الانهيار التام؛ لأن تلك الطاعات لها دورها في تقويتك وتثبيتك رغم ما تقع فيه.
فنصيحتي إليك في البداية ألا يضحك عليك الشيطان ويصرفك عما تقوم به من طاعات بحجة أنك عاصٍ وأنك لا تستحي من الله وأنك منافق، إلى غير ذلك من الحيل التي يطرحها عليك لا حباً فيك ولا صدقاً معك وإنما لصرفك عن هذه العبادات؛ ليتسنى له إيقاعك فيما هو أعظم وأخطر مما أنت فيه والعياذ بالله، فتمسك بما تقوم به، واحرص عليه حرصك على حياتك؛ لأن هذا هو بداية الخير وطوق النجاة الذي به ومن خلاله سوف تتخلص من تلك الذنوب كلها .
ثانياً: أوصيك بالبحث عن عبادات أخرى يمكنك القيام بها إضافة لما تقوم به، مثل الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة التوبة والاستغفار، وملء فراغك كله بذلك، مع الإكثار من ذكر المولى تبارك وتعالى .
ثالثاً: أنت -أخي الأستاذ فارس- في سن لا بد لك فيه من زوجة؛ حتى تتمكن من تصريف تلك الطاقة التي أودعها الله فيك، وكل الحلول التي أشرت إليها ونصحتك بها سابقاً ما هي إلا مسكنات ومهدءات، والعلاج الحقيقي في النكاح الشرعي الحلال المبارك؛ لأنه ضرورة فطرية فطرك الله عليها، فابدأ وفي أقرب وقت في البحث عن زوجة تعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وبالزواج سوف تنتهي هذه المشاكل تماماً إن شاء الله، خاصة وأنك في الأصل رجل مستقيم حريصٌ على طاعة الله والتزام سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو علاجك الفعال والمؤثر ولعله الوحيد، فتوكل على الله وابحث عن زوجة صالحة مناسبة تُعان بها على طاعة الله وتقواه .(114/160)
رابعاً: عليك ومن الآن قطع علاقتك بكل الأجهزة المثيرة للشهوة والمحركة للغريزة، أو على الأقل الحد منها إلى أدنى درجة، وعدم النظر إلى ما يفسد عليك دينك ويفسد عليك توبتك، وإن كنت أنصح بعدم فتح تلك الأجهزة، بل ولعل إخراجها من بيتك وحياتك خيرٌ لك ألف مرة ومرة ما دامت هي التي تفسد عليك توبتك؛ وذلك مخافة أن يأتي عليك يوم تتوقف فيه عن التوبة وتألف المعصية فيقسو قلبك ويموت فيه الإيمان فتصبح صاحب قلب ميت والعياذ بالله لا تنفع فيه الأدوية، وقد توافيك المنية وأنت على ذلك فتلقى الله على سوء خاتمة والعياذ بالله، فتكون قد خسرت دينك ودنياك معاً -لا قدر الله-، فاتخذ قراراً شجاعاً وجريئاً بعدم التعامل مع هذه الأجهزة، وابحث عن زوجة مناسبة، وابدأ حياتك بالطريقة الصحيحة حتى تتمكن من أداء رسالتك في الحياة وخدمة دينك كما أراد الله، فابدأ العلاج فوراً ولا تنشد المثالية الزائدة في زوجة المستقبل ورفيقه الدرب، المهم الدين في المقام الأول، وأنا على يقين من أنك سوف تتجاوز هذه المحنة وتخرج منها نقياً قوياً إن شاء الله ما دمت تحب الله ورسوله وتحرص على الالتزام بالشرع، وتتألم للوقوع في الحرام.
مع تمنياتنا لك بعرس مبارك وتوبة نصوح، وشهادة في سبيل الله، وعيش السعداء، ومرافقة سيد الأتقياء في الفردوس الأعلى ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... متخوفة من قبولي للزواج ... 15094
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على شاب من خلال النت، وبصراحة أعجبت بأفكاره وأسلوبه المهذب، وقد كان دائماً ينصحني بالمحافظة على الصلوات وقراءة القران، وكان يشجعني على حفظ أجزاء من القران ولم نتكلم فيما هو حرام، ولقد عرض علي هذا الشاب بأن يتزوجني وأنه مستعد أن يأتي البيت ويراني في وجود أهلي، ولكن أنا لا أعرف ماذا علي أن أفعل ، فأنا أحب هذا الشاب ولو لم يكن على خلق لما عرض علي أن يراني في حضرة أهلي، ولكني متخوفة من قبولي للموضوع، فعالم الشات مليءٌ بالافتراضات والخيال بعيدة عن الواقع، فهو قد يرسم لي صورة في مخيلته بعيدة تمام البعد سواءً من حيث الشكل أو الأفكار، وقد يحدث معي نفس الشيء، ماذا أفعل؟ الرجاء مساعدتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضل/ منال حفظها الله .(114/161)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته، وأن يجعل بينكما مودة ورحمة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فمما لا شك فيه أن الإنترنت فتح على الناس أبواباً لم تكن معروفة من قبل، وجاء على الناس بخيره وشره ، ومن أراد الخير وجده، وكذلك من أراد الشر وجده وإذا لم يكن هناك وازع من ضمير حر وتربية فاضلة ورقابة أسرية واعية لأصبح من أخطر التحديات التي تواجه المسلمين جماعات وأفراداً، ومما يؤسَف له أن الغالبية العظمى ممن تستخدم هذا الجهاز قد تستخدمه بدافع الفضول وحب التعرف وقتل الوقت كما يقولون دون أن يعرفوا الحكم الشرعي لذلك كله، وأعتقد أنك واحدة من هؤلاء الأخوات اللواتي دخلن هذا العالم بهدف من الأهداف السابقة، وشاء الله أن يستر عليك وأن تقعي في يد شاب على خلق ودين كما ذكرت، فاحمدي الله على ذلك، وأوصيك بضرورة الحرص الشديد عند استعمال هذا الجهاز، وأن تجعلي هدفك مخاطبة أخواتك من البنات فقط، ولا يخدعك الشيطان بالتحدث إلى الشباب؛ لأن هذه مخاطرة غير مأمونة العاقبة، وما أكثر ما أدت به إلى نهايات مأساوية.
وأما عن الأخ الذي تعرفت عليه ويرغب صادقاً رؤيتك أمام أهلك فلا أرى سبباً لخوفك من هذه الخطوة؛ لأنها هي الخطوة الطبيعة المشروعة لمثل هذا اللقاء، والرؤية في جميع الأحوال لا بد أن تحدث، فكونها تقع في إطار الأسرة حمايةً لك ومرضاة لربك وصيانةً لعرضك وشرفك ورفعاً لشأنك بدلاً من المقابلات المحرمة بعيداً عن الأسرة، والتي قد تؤدي بك إلى الهاوية والضياع -لا قدر الله- والنتيجة -ابنتي الغالية- لا تخرج عن واحدة من اثنتين:
الأولى: إما أن يعجب بك وينشرح صدره لك من حيث الظاهر؛ لأنه بلا شك يعرف أخلاقك لعله أكثر من أهلك بحكم الحديث المفتوح معه، فداخلك بالنسبة له غالباً ليس لغزاً وإنما كالكتاب المفتوح وبقيت الرؤية الخارجية ، وإذا كان من نصيبك وأنت من نصيبه ورزقه الذي قدره الله له فسيشرح الله صدره لك وتعجبينه، وتتم مراسم الزواج.
والثانية: عدم القبول وفي تلك الحالة ليس أمامك إلا الرضا بقضاء الله وقدره، وقطع العلاقة به نهائياً، والتوبة والاستغفار لتلك اللحظات التي مرت في الحديث معه وضاعت من عمرك، وعليك أن تتعلمي من تلك التجربة عدم فتح أي حوار مع أي شاب كائناً من كان، وإذا كان لا بد لك من التعامل مع الإنترنت فاجعلي حوارك كله(114/162)
مع بنات جنسك؛ حتى لا تقعي مرةً أخرى في تجربة جديدة قد لا يكتب لها التوفيق أو تنتهي بنهاية غير مشرفة أو مشروعة، فاقبلي هذا العرض يا ابنتي، وتوجهي إلى الله بالدعاء وسليه الخير حيثما كان، وواجهي الموقف بشجاعة وإيمان وثقة بالله وحده، ودعي النتائج لله الذي يعلم ما يصلح لك وما لا يصلح، حيث قال جل شأنه: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) سبحانه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وتأكدي من أن هذا الشاب ليس من النوع المتهور أو الشكاك الذي قد يسيء الظن بك مستقبلاً ويتهمك بأنك كنت مدمنة للإنترنت، وأنك تعرفت على شباب سواه، تأكدي من هذا جيداً حتى لا تزعجي نفسك مستقبلاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================ ...
... أشعر بالخوف الشديد والحيرة ... 15093
السؤال
السلام عليكم
تعرفت على شاب من خلال الإنترنت، وبصراحة ارتحت له كثيراً ، فمن خلال حديثي معه يتضح لي أنه على خلق، فكلامه كان محترم وغير منافي للأخلاق، وحتى الآن لم أتكلم معه إلا بالكتابة فقط، وقد طلب مني الارتباط به وأنا لا أنكر أني أحبه، ولكن أشعر بالخوف الشديد والحيرة كلما فكرت في الموضوع، فأنا غير مرتاحة للطريقة التي تعرفنا بها، وقد قرأت فتاوى بعض الشيوخ التي تحرم الكلام بين الشاب والفتاة في الماسنجر، فهل هذه الطريقة قد تجعل حياتنا الزوجية في المستقبل مستقرة لما لها دور في إثارة الشكوك؟ ولخوفي من ربي وأن هذه الطريقة قد تغضبه سبحانه كتبت له بأنه من الأفضل أن لا نتحدث مع بعض ولكن رده كان بأن الطريقة لا تهم إذا كان كل منا يحب الآخر.
وقد طلب مني أن يراني قبل أن يأتي إلى البيت، وقد عرض علي أن نتبادل صورنا ولكني رفضت ذلك، وقد احترم موقفي إذا لم أكن أريد ذلك، وأنه لا يمانع إرسال صورته لي إذا رغبت أنا بذلك، ولا أعرف ماذا علي أن أفعل الآن ، أرجو المساعدة والرد بسرعة.
أكرمكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ منى(114/163)
أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، وأن يرزقك الزوج الصالح ، وأن يباعد بينك وبين الأشرار كما باعد بين الشرق والغرب.
وبعد،،
احذري يا ابنتي من شرور الإنترنت ، ولا تنخدعي بمجرد الكلام المعسول ، واعلمي أن الشاب إذا وجد فتاة محترمة حرص على أن يكون من البداية أكثر منها احتراماً واتزاناً، وكذلك الفتاة ، لأن العلاقات العاطفية تقوم على النفاق والمجاملة وإظهار المثاليات والاتزان، وأرجو أن تتوقفي حتى من الكتابة واطلبي منه إذا كان فيه خيراً أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم للرؤية الشرعية في حضرة الأهل ووفق الضوابط الشرعية ، وأحذرك من إرسال الصور له، فبعض هؤلاء الشباب إذا وصلته الصور بدأ يهدد الفتاة بإخبار أهلها وبالفضيحة فتخضع المسكينة للمجرم ويكون الثمن والعياذ بالله هو عرضها وسمعتها وشرف أهلها.
وحق لك يا ابنتي أن تخافي، فنحن في زمان صعب، واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، واعلمي أن للمعصية شؤمها وآثارها ومن ثمارها الخوف والحيرة والاضطراب.
وكونك غير مرتاحة للطريقة التي تعرفت بها عليه فهذا دليل خير وعفة فيك ولله الحمد، وقد أحسن المشايخ في فتواهم، وتأكدي أن الحياة الزوجية التي تبنى على هذه الطريقة مصيرها الفشل لأنها تبدأ بالشكوك والخوف وسوء الظن، لأن كل طرف يشك في الآخر قد يستخدم هذه الوسيلة حتى بعد الزوج. فما الذي يمنع من أدمن على محادثة الفتيات من الاستمرار في هذا الطريق الوعر، وكيف يثق الرجل في فتاة خانت أهلها وكلمت الشباب في ظلمة الليل وغفلة الأهل، ونسيت رقابة الله سبحانه؟؟
زادك الله خوفاً منه وحرصاً على طاعته، وأرجو أن لا يراك إلا في بيتك في حضرة محارمك ، وقوله لك الطريقة لا تهم كلام غير صحيح فالغاية لا تبرر الوسيلة ، ولا بد للمسلم أن يحرص على أن تكون الوسيلة مشروعة والغاية كذلك مشروعة، والله سبحانه أكرمنا بشريعة عظيمة رفعت الحرج ، فلا مانع من إعلان رغبته لأهلك وعندها سوف يتمكن من رؤيتك وفق الضوابط الشرعية ، والصواب أن يبدأ الحب الحقيقي بعد الرباط الشرعي ، وليس في فترة الخطوبة التي هي وعد بالزواج فقط.
وبالله التوقيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============== ...
... مأساة فتاة
... 24817 ...
السؤال(114/164)
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أعرض عليكم حالة أسرة مسلمة تعاني منذ عدة سنوات من تصرفات ابنتها الكبرى التي تبلغ من العمر 51 عاماً غير متزوجة وعاملة .
منذ ما يفوق عن 5 سنوات تقضي هذه المرأة لياليها في مكالمات هاتفية مع رجل لا تعرف الأسرة عنه شيئاً رغم كل المحاولات التي بذلتها هذه الأسرة لمعرفة الحقيقة ولإقناع ابنتها على العدول عن هذا التصرف، لم تغير هذه المرأة شيئاً من سلوكها، كانت هذه المرأة من الأوائل اللواتي ارتدين الحجاب في هذه الأسرة يعود ذلك إلى أكثر من 13 سنة، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم تتوقف هذه المرأة عن التردد على المساجد لصلاة الجمعة وصلاة التراويح، كما أنها لم تفوت الفرصة يوماً ما لحضور الحلقات التي تقام هنالك، تصوم صيام التطوع، تقرأ القرآن والكتب الدينية، تستمع إلى الأشرطة حتى تلك التي تتطرق إلى مواضيع المعاصي والزنا، كانت تقيم الليل وتصلي صلاة الفجر في وقتها ، لكن منذ أكثر من خمس سنوات أصبحت تقيم ليلها في المكالمات الهاتفية إلى أن يؤذن أذان الفجر لتدخل إلى البيت وتنام، وكل هذا يجري على شرفة البيت وليس بداخله ، كيف لامرأةٍ كانت تتصف بهذه الصفات أن تنقلب هذا التقلب؟ تشاجرت مع أفراد كل أسرتها ولا تكاد تكلم أحداً، ترد على كل من يقول لها شيئاً: "اتركوني وشأني، لا يوجد شيء مما تظنون ، لا تتدخلوا ، ليس لديكم الحق في الحكم علي ، لستم أنتم الإله" تارةً تستعمل معهم أسلوب التوعد والتهديد من نوع: "سوف ترون ، لم يبق الكثير" اكتشفت الأسرة أن ابنتها هذه تعطي ثلثي مرتبها إلى هذا الرجل ، وأصبحت تسرق من أموال أمها وإخوتها لاقتناء ما تحتاج إليه، هل من حلٍ لهذا الأمر العجيب والغريب؟ لا يوجد أي مؤشر يوحي بأن هذه المرأة ستتوقف يوماً ما عن اتباع هواها .
أرجو منكم مديد المساعدة إلى هذه الأسرة المسلمة التي أصيبت في كيانها جراء ما حدث لابنتها .
و جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية عبد القادر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد هذه الأخت إلى رشدها وصوابها، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يتوب عليها.(114/165)
وبخصوص ما ورد برسالتك: فهذا أمرٌ محير حقاً، ويدعوا إلى العجب والغرابة، وإن دل فإنما يدل على أن هذه الأخت غير طبيعية، ولا أجد لتصرفاتها تبريراً أو تفسيراً إلا ما يلي:
1- إما أنها مسلوبة الإرادة وواقعة تحت تأثير عوامل خارجية من سحر أو غيره.
2- وإما أنها مختلة عقلياً أو بها بعض الضعف أو قلة التركيز وضعف الإدراك لتصرفاتها أو الآثار المترتبة عليها.
3- وإما أنها صاحبة قلب مريض يظهر الطاعة والعبادة ويخفي الفسوق والعصيان.
4- أو أنها لم تفهم الإسلام الفهم الصحيح الذي يحول بينها وبين هذه التصرفات، لأنه يتصور أن يقع الإنسان في المعصية مرة أو مرات أما أن يجمع الإنسان بين هذه التناقضات طيلة هذه الفترة مع الحرص في نفس الوقت على هذه الطاعات العظيمة، فهذا أمرٌ يدعوا إلى العجب حقاً.
5- وإما أن الرجل وعدها وعوداً كبيرة جعلتها تقع فريسة له، وأصبح من الصعب عليها التخلص منها.
6- وإما أنها تعاني حرماناً عاطفياً أو تقديراً واحتراماً أسرياً، ووجدت في هذا الرجل العوض عن هذا كله مما دفعها أن تضحي بمالها ووقتها، بل وبطاعتها لربها وسمعتها وسمعة أهلها.
لذا أرى محاولة النظر في هذه الافتراضات ودراستها واحدة واحدة، خاصة الفرضية الأخيرة أو التي قبلها، ولا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ أو الدعاة الذين لهم مكانة لديها أو في المجتمع على الأقل في محاولة صرفها عن هذا الطريقة ، أو أن تكلموا هذا الشخص الذي يتكلم معها وتنصحوه وتذكروه بالله وبحرمة هذه التصرفات لعل وعسى أن تتوقف هذه العلاقة.
اعتبروا هذه الأخت مريضة وحاولوا مساعدتها في التخلص من هذه المشكلة، وبدلاً من أن تقاطعوها أو تعنفوها حاولوا التلطف معها وإشعارها بأنكم معها وأنكم تريدون لها الخير، وأنكم مشفقين عليها في تضيع وقتها ومالها، وحاولوا تذكيرها بالله وبضرورة الالتزام بشرعه، وأكثروا لها من الدعاء أن يصلحها الله ويردها إلى رشدها وصوابها، وأوصيكم بالصبر عليها، وأن تكثر أمها لها من الدعاء، ونحن بدرونا بالموقع سنشاطركم الدعاء لها آملين في الله أن يهديها ويصلح بالها، إنه جوادٌ كريم، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب(114/166)
=============
... الزواج بشاب تعرفت عليه من النت ... 24725 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة غير متزوجة، وبالصدفة تعرفت على شابٍ عن طريق النت، كانت العلاقة في البداية عادية جداً، ثم تطورت شيئاً فشيئاً حتى أصبح يحبني وأنا أيضاً أحبه، ولكن حتى الآن لم أتحدث معه هاتفياً ولم أخرج معه، وهو حتى الآن لا يعرف اسمي كاملاً ولا يعرف عائلتي، وعلاقتي به كانت عن طريق الكتابة فقط، وقد قال لي من قبل أنه يريد أن يتزوجني، ولكن ظروفنا الآن لا تسمح لنا بالزواج، وأعلم أن علاقتي به لا تجوز شرعاً، ولذلك قررت أن أترك هذه العلاقة المحرمة وأتركه حتى نتزوج، ولكن سؤالي هو: كيف سيستطيع هو أن يخطبني من أهلي إذا كان لا يعرف عائلتي ولا يعرف عني شيئاً؟ فهل أعطيه الآن رقم هاتف والدي أو أخي حتى يخطبني منهم فيما بعد عندما تسمح ظروفنا بذلك، أم ماذا يمكنني أن أفعل حتى نتزوج؟ علماً بأنني قررت أن أقطع علاقتي به الآن أياً كانت ظروفنا؛ لأني أعلم أن ذلك يغضب الله عز وجل، وأريد أن أتزوجه في أقرب وقت.
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ر . ج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي العزيزة: حفظك الله من الشرور والأشرار، وأسأله تبارك وتعالى أن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يوفقنا للخير والسداد والهدى والرشاد.
أرجو أن تقبلي نصيحة أبٍ مشفق، وأخوة أمناء، واعلمي يا ابنتي أننا في زمان كثرت فيه وسائل الفساد، وتسلل فيه الأشرار إلى بيوت الأبرار، فكم من فتاة خدعوها، وكم من شريفة فضحوها، وكم من رؤوس عالية نكسوها.
وهكذا دائماً تبدأ العلاقة عادية أو بريئة كما يقولون كذباً وإفكاً، ولكنها حبائل الشيطان الذي يأخذ الإنسان خطوة خطوة، ولذلك من دقة التعبير القرآني: ((ولا تتبعوا خطوات الشيطان)) فهو يزين القبيح من الأقوال والأعمال حتى ينخدع الإنسان ((وزين لهم الشيطان أعمالهم)).
وأرجو أن تحرصي على قطع هذه العلاقة فوراً، واستغفري الله وتوبي إليه، وابتعدي عن التعامل مع مواقع الشر في هذا الجهاز، وأحذرك من وضع رقم الهاتف الخاص(114/167)
بأسرتك عند هذا الذئب المجرم، فسوف يجعل ذلك وسيلة ضغط يرغمك بها على تلبية رغباته، فكم من فتاةٍ تمادت في إرسال الرسائل، وأكثرت من المكالمات المحرمة، وفوجئت في آخر المطاف برفيق الشر، وقد سجل تلك المكالمات واحتفظ بتلك الرسائل، ثم جعلها وسيلة تهديد بالفضيحة إذا حاولت أن تتوب أو ترجع عن الشر، فتجد الفتاة نفسها أمام خيارين كما قيل "أحلاهما مرٌ".
واعلمي يا ابنتي أن هذا الطريق لا يوصل إلى حياة زوجية مستقرة؛ لأنها علاقات أسست على المعاصي ومصيرها الفشل والشكوك، وكيف يثق الرجل في فتاةٍ كلمته وشاركته الآثام لتكون غداً أمينةًَ على بيته وأماً لعياله، وكيف تطمئن المرأة إلى رجل لا يخاف الله ولا يراقبه، وهو الذي دخل إلى بيتها دونما استئذان في جنح الظلام أو عند غفلة الأنام، وما الذي يمنعه من ممارسة هذا الإفساد حتى بعد الزواج.
فالصواب إذاً هو ما توصلت إليه من ضرورة التوجه إلى الله تبارك وتعالى، واستري على نفسك، وتجنبي الحديث عن أيام الغفلة، واحمدي الله كثيراً لأنه لا يعرف اسمك ولا مكانك ولا أهلك، فليس شرف للإنسان أن يتعرف على الأشرار، واسأل الله أن يحفظك، وأن يقدرك لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
==============
... لا أبالي بالمعاصي
... 24613
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في الله ، أنا شابٌ من الله علي بتعلم بعض علوم دينه ، وحفظ معظم آيات القران منذ الصغر، والحمد لله فأنا شابٌ أزهري ولكنني نشأت بين قوم يستسهلون صغائر الذنوب فعودوني عليها، كسماع الأغاني والتلفاز، فغواني الشيطان وأنساني ما كنت عليه من التدين الذي اكتسبته من تعلم الدين، وعند مرحلة الشباب تحولت نفسي إلي شيء أكرهه، فأنا لم أعد أمنع نفسي عن المعاصي ، بل أصبحت أدافع عنها، وأشد فتنة علي هي النساء، فإن منعت نفسي عن الزنا فأنا لا أمنعها عن مشاهدة الأفلام الجنسية، وممارسة العادة السرية، وأتحجج أن ذلك لعدم قدرتي المادية علي الزواج وخوفي من الزنا الذي أصبح من أسهل ما يكون، وأقول أن ذلك يساعدني علي تفريغ الشحنة العاطفية ، ولكن لا يزال قلبي ينبض بما شربه من نهل القران، وكلما حاولت الرجوع إلى الله أضلوني؛ حتى أنني فكرت أن أترك أهلي وأمضي وحيداً ، فما الحل؟(114/168)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز المهندس/ علاء السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهر بدنك وقلبك من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينك وبين خطاياك كما باعد يبن المشرق والمغرب، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدل سيئاتك حسنات، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أكتب إليك تلك السطور وقلبي يعتصره الحزن والألم لما ألم بك وحدث لك ومعك، تصور كم خسرت الأمة الإسلامية بفقدك وعدم قيامك بدورك في خدمة أمتك؟ وبدلاً من ذلك استخدمك الشيطان في خدمته، وجعلك عبداً له وآلة إفساد وهتك لأعراض المسلمين الغافلين، ولا أدري ولدي المهندس علاء ماذا ستقول لربك يوم القيامة عن هذه الأوقات التي تضيع في معصيته ومخالفة أمره، ماذا ستقول لله عن هذه المعاصي التي لم تستحِ من الله فيها؟ ماذا ستقول لله عن هذا القرآن الذي هجرته واتخذته ظهرياً؟ كم أود وأتمنى من ولدي العزيز المهندس علاء أن يقف وقفة متأنية مع نفسه ليسألها هذا السؤال: إلى متى يا نفس هذا العصيان للرحمن؟ إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذه المعاصي؟ إلى متى هذا البعد عن الله؟ إلى متى هذا التسويف في التوبة والاغترار بطول الأمل؟
كرر هذه الأسئلة مرات ومرات، واعقد العزم من أعماق قلبك على ضرورة تغيير هذا الواقع المؤلم؛ لأنه لن يخرجك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينقذك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينتشلك من هذا الوحل إلا أنت، واعلم أن الحق جل جلاله أخبرنا قائلاً: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ولا تنس ولدي المبارك أن الله من عليك بعقل راجح استطعت به أن تكون مهندساً فلا يليق بمثلك أن يتعذر بأي عذرٍ من أعذار الجهلة وضعاف الأنفس، فجاهد نفسك في الله يا ولدي، وقف معها وقفةً صادقة، وحدد لها موعداً قريباً للتوبة والتوقف عن هذا الانحدار، حاول وستنجح، حاول وستحقق ما تتمنى، لقد طوعتها لرغبتك عندما أردت أن تدرس الهندسة فلم تتأفف أو تتمرد أو تعترض على طول السهر وكثرة المذاكرة، والصبر على الدراسة الشاقة، وكانت النتيجة أن أصبحت مهندساً يا ولدي.
فلماذا لا تقف معها وقفة أخرى من أجل الله والدار الآخرة؟(114/169)
هل الدراسة أعز عليك من الله يا ولدي؟ هل الدنيا أحب إليك من الجنة؟ قطعاً ستقول لا وألف لا؟ فلماذا لا تلزمها الطاعة وتترك المعاصي كما ألزمتها مذاكرة الهندسة وسهر الليالي؟ حاول يا ولدي وبصدق، وستنجح إن شاء الله بشرط أن تكون صادقاً في توبتك ورغبتك في ترك تلك المحرمات، والعودة إلى حظيرة الإيمان وأولياء الرحمن، وهناك عوامل مساعدة يمكنك بها أن تتقوى على تحقيق ما تريد، منها :
1- ابحث عن صحبةٍ صالحة ، واربط نفسك بها، ونفذ معها مشروع: اجلس نؤمن ساعة ، فابحث عن بعض الأخيار، وتآخى معهم، فإن مجالسة الصالحين رحمة والبعد عنهم سخط الرحمن.
2- اربط نفسك بمشروع دعوي أو خيري أو اجتماعي تستهلك فيه الوقت الزائد عن نمط حياتك وطبيعة عملك؛ لأن الفراغ من أهم عوامل الإفساد .
3- أخرج هذه الأجهزة من غرفتك الخاصة، واجعلها في مكانٍ عام بالمنزل؛ حتى لا تضعف إذا كنت وحدك.
4- ضع لنفسك برنامجاً يومياً لإعادة حفظ القرآن وإكمال ما تبقى منه، وألزم نفسك بهذا الجدول مهما كانت الشواغل التي عندك.
5- ضع لنفسك برنامجاً علمياً تدرس من خلاله بعض الكتب الشرعية، خاصةً ما يتعلق بزيادة الإيمان.
6- احرص على صلاة الجماعة، وألزم نفسك بذلك خاصةً صلاة الفجر .
7- عليك بقيام شيء من الليل؛ فإنه شرف المؤمن ودأب الصالحين من قبلنا.
8- أوقات فراغك التي تكون بين الأعمال اجعلها في ذكر الله ولو كانت دقيقة واحدة؛ لأن مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت .
9- عليك بسلاح المؤمن الفتاك وهو الدعاء، فألح على الله، وأكثر من رجائه وطلب عونه وعفوه وغفرانه، ولا تنسى الصلاة على طبيب القلوب ودوائها صلى الله عليه وسلم .
وأخيراً: لك دعواتنا بالتوفيق، ونأمل أن تبشرنا بأخبارك الطيبة مستقبلاً، ونتركك في عناية الله ورعايته، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...(114/170)
... ساعدونى انى أشعر أنى أنفرط حبة حبة ... 24611 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عمري 17 عاماً ، طالبٌ في الجامعة، والحمد لله منّ الله علي بالهداية منذ سنتين ، وبدأت أطلب العلم على يد طالب علم مجتهد منذ الصيف الماضي، ولكنّى لم أكمل حفظ القرءان بعد ، كنت في الماضي كما يقولون أعيش بالطول وبالعرض، أذهب إلى الملاهي وأتعرف على الفتيات وأفعل وأفعل، وأحمد الله على الهداية، ولكني ما زلت مستمراً على ذنب حقير يشعرني أني أحقر إنسان على وجه الأرض، فإني عندما أفعله أود لو أبصق على نفسي ، ألا وهو العادة السرّية، هذه المعصية الحقيرة التي كانت بسبب وجودي في مجتمع كريه ، وإني لأحمل الكراهية والبغضاء تجاهه، فهو سبب تعاستي ، وهو مجتمع أصبحت النساء فيه عاريات حتى أني أركب المواصلات، وفي وقت الزحام أحك في هذه وهذه تميل علي ، وهذه رجلها ملتصقة بفخذي، وهذه وهذه، وليست المواصلات مشكلتي ، ولكن هذا نموذج من معاناتي، فأعود وقد امتلأ صدري بالشهوة التي كادت أن تحرق صدري، وأريد أن أبكي لأنه شعور لا يكاد يوصف، فتسوّد الدنيا في وجهي وتسيطر الكآبة علي حتى ألجأ إلى هذه المعصية الحقيرة فأشعر باللذة في جزء من الثانية، وتقابلها ذنوب على آثارهنّ ذنوب.
إني فعلاً أريد أن أتزوج, إني فعلاً أشتاق إلى النساء، أشتاق إلى من أكلمها وتكلمني، وأداعبها وتداعبني، وأسكن إليها ، حتى أني أصبحت مفتوناً بالنساء المتديّنات، فأنظر إليهن وأرجو أن تكون إحداهن زوجتي، حتى أصابني مرض آخر ألا وهو أني أعمل على أن أُعجب النساء، أعمل على أن تنظر إلي وتعجب بي ، لا أعلم لماذا، ولا أتخيل أني سوف أمكث في هذا العذاب مدة أربع سنوات حتى أتزوج .. لا أتخيل !!! و فكرة زواجي الآن مرفوضة طبعاً بالنسبة لأهلي ولمجتمعي الظالم، إذاً أنا واقع في مشكلتين:
1- العادة السرية مع الظروف التي سردتها.
2- مرض أن أجعل النساء تعجب بي.
من فضلكم ساعدوني ، فإني أتوب وأرجع، وأتوب وأرجع ، أشعر أني منافق، وأخاف أن أحرم العلم بمعصيتي، آهٍ آه يا ويلي ، أخاف أن لا يغفر لي ربي.
(هل تظنون أن الخطبة مثلاً تعتبر حلاً ؟ علماً بأني لن أتزوج إلا بعد أن أتخرج ؛ مع صعوبة الخطوبة أيضاً) والله المستعان، وجزاكم الله خيراً ، وآسف على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد سراج حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/171)
ابني العزيز: الحمد لله الذي هدانا وهداك، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ومن تمام التوبة وكمالها الاجتهاد في ترك الذنوب الخفية والظاهرة، وهذه النفس إذا لم نشغلها بالخير شغلتنا بالباطل، فعمر وقتك بالطاعة وطلب العلم، وابحث عن الرفقة الصالحة، وتجنب الوحدة فإن الوحدة شر، واعلم أن كل الحوادث مبدؤها من النظر، وتذكر أن هذا المجتمع فيه أخيار عصمهم الله من هذه الممارسة الخاطئة المدمرة للنفس والبدن، وما من جهاز في حد الإنسان إلا ويتضرر من هذه العادة السيئة التي لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها مخالفة للطريق الطبيعي الشرعي لتصريف هذه الشهوة، فغض بصرك وابتعد عن أماكن وجود النساء حتى في المواصلات والزحام، ابتعد عن مواطن الفتنة ، واشغل نفسه بالاستغفار، وادع الله والجأ إليه، وأخلص في توجهك، وإذا علم الله منك الصدق والإخلاص عصمك بحوله وقوته ، قال تعالى: ((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)) [يوسف:24].
ومما يعينك بإذن الله على التخلص من هذه الممارسة الخاطئة معرفتك أولاً بأنها لا ترضي الله، ثم الوقوف على آثارها الخطيرة صحياً ونفسياً، وأثرها على التحصيل العلمي، وأنا أقول وما خفي أعظم، فقد يفشل من يكثر من هذه المعصية في ممارسة حياة زوجية سعيدة، لأنه سوف تكون لذته في الحرام فقط، ولها علاقة وثيقة بالسرطان والأمراض العصبية الخطيرة والعياذ بالله.
واحرص على تجنب الملابس الضيقة والأكلات الدسمة والمنبهات، ولا تذهب للفراش إلا وأنت متعب وجاهز للنوم، وأرجو أن لا يكون الفراش ناعماً، واحرص على الوضوء، ويفضل أن يكون بماءٍ بارد، وخاصةً الأعضاء الداخلية، واحرص على فراغ المثانة من البول، وتخلص من الصور العارية، واحرص على ذكر الله وتلاوة القرآن أو الاستماع إليه قبل النوم، واستيقظ على ذكر الله ولا تمكث في الفراش بعد أن تستيقظ، بل انهض مباشرة ، وسارع إلى الطاعات، ولا شك أن العلاج الناجح هو الزواج، وحتى يتيسر لك فعليك بالصوم فإنه وجاء، واعلم أن المسلم صاحب إرادة وعزيمة جعلته يترك الطعام والشراب لله، فكيف ترضى أن تكون أسير هذه الشهوة التافهة؟ ولا تيأس من المغفرة، ولكن اعلم أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه وقلبه معلق بالمعصية لا يتخلى عن أسبابها ولا عن رفاقها؛ فحاول أن تغير من طريقة حياتك والجأ إلى الله .
وأرجو أن يكون اهتمامك بمظهرك مناسباً؛ حتى لا يكون على حساب طلبك للعلم فتضيع منك الساعات وأنت تتجمل وتتعرض للنساء لتعجب بك، فلا فائدة في ذلك؛ لأنك حتى بعد زواجك ستكون لك زوجة واحدة وليس كل النساء، واعلم أن المرأة لا(114/172)
تفضل الرجل الجميل ولكنها تريد رجلاً تسعد بكمال رجولته وتسكن في حمايته، وتفخر بقوته، أما أن يكون الشاب أكثر نعومة من أخواته، وأشد اهتماماً بهندامه من عماته وخالاته، فهذا مخالفٌ للصواب والفطرة ومرفوضٌ عقلاً وشرعاً، وهذا من الثمار المرة لاختلاط النساء بالرجال، فتخرج المرأة متعطرة متجملة لتنال إعجاب الرجال بكل أسف ، ويخرج الشاب في أبهى صورة لينال إعجاب كل من تقابله من النساء، وهذا له علاقة بكل مظاهر الشذوذ والانحرافات، وهي سبب ضياع العلم في قاعات الدراسة، وتدني مستوى الأداء في أماكن العمل.
ويجب أن يعلم الشاب أن الفتيات يرغبن في الشاب المؤدب الذي تظهر عليه علامات الرجولة، وكذلك الرجال لا يرغبون في المرأة المتبرجة، وقد يقضي معها لحظات في المعصية لكنه لا يرضاها سيدة في بيته ولا أماً لأطفاله في المستقبل .
والذي ننصح به هو الاهتمام بطلب العلم والحرص على الطاعة، واشغل نفسك بالأمور النافعة، ولا نشجع على الخطبة مع وقف التنفيذ ، خاصةً في هذا الزمان الذي توسع فيه الناس في هذا الأمر ، والخطبة في حقيقتها ليست إلا مجرد وعد بالزواج لا تبيح الخلوة بالمرأة فضلاً عن السفر معها أو اصطحابها للحدائق والأماكن الأخرى ، والشيطان حاضر ليوقع في الشر ويأمر بالفحشاء ، ولكن عليك بغض البصر، والبعد عن مواطن النساء، والصوم فإنه لك وجاء، واعمل على صيانة أعراض الناس ليحفظ الله لك دينك وعرضك، واعلم أن الله لا يهدي كيد الخائنين .
أسأل الله لك الحفظ والهداية، والثبات والرعاية، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=============
... أحبه ولكن
... 24604
السؤال
قبل سنة و3 أشهر التقيت بشاب وأحببته جداً، وبدأت علاقتنا لكن كانت علاقة طاهرة تخلو من المحرمات الكبيرة، كانت علاقتنا فقط الرؤية من بعيد، وكنت أتكلم معه عن طريق الهاتف.
حدثت مشاكل وابتعدت عنه لفترة 5 أشهر، وهي فترة قد تم فيها خطبتي، لكن لم أستطع نسيانه، ولم نتفق أنا وخطيبي ففسخت الخطبة، وعدت له ولكن كنت أتكلم معه كل شهرين مرة، وكنت نادراً ما أراه، قال لي أنه يحبني، بل أكد لي ذلك، وتكلم مع أهله في موضوعنا على أنه يحبني، وتحدثت مع أمه وعرفتني .
إني أحبه ولا أستطيع الاستغناء عنه، وهو يحبني، والمانع في ارتباطنا الآن هو أنه صغير ، فعمره 19 سنة، لكنه شاب جيد جداً ، وليس من الشباب التافهين أو الذين يتسلون .(114/173)
أريد أن أعرف هل هو يحبني؟ الرجاء مساعدتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق، وأن يقدر لك الخير حيثما كان.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أن سن 19 سنة ليس سناً صغيرة إذا كان الشاب يتمتع برجولة وقدرة على توفير نفقات المعيشة، وإذا كانت عاداتكم تسمح بذلك، فهذا يا ابنتي خيرٌ لك ألف مرة ومرة من العلاقة الغير مشروعة، فإذا كان لديه استعداد للتقدم إليك ولو أن يعقد عليك فقط هذا العام ، ويمكنكم الانتظار بعد ذلك لعامٍ آخر يكون قد أصبح جاهزاً للحياة الزوجية ومسؤولياتها فيتم العرس والدخول، وهذا أمرٌ ليس بالغريب ولا بالمنكر، ومثله يتزوج في هذه السن بل وأصغر من ذلك ما ودامت لديه القدرة المالية والعقلية والبدنية على تأسيس أٍسرة والقيام بمسؤولياتها .
أما إذا كان غير جاهز وليس لديه استعداد للتقدم إليك الآن بالطرق الشرعية الرسمية فأرى أن تتريثي ولا تتعجلي، وتوقفي اتصالك به حتى يكون جاهزاً، وعندها يمكنه التقدم إليك كما ذكرت، أما هذه العلاقة الآن فهي ليست طبيعية ولا مشروعة؛ لأنها خلاف الدين، وأنت التي ستخسرين فيها أشياء كثيرة، أما هو فلم ولن يتضرر من ذلك، بل هو المستفيد من هذه العلاقة الآن أكثر منك.
فأنصحك بالمحافظة على نفسك، والاعتزاز بكرامتك وعدم إهدارها، فتوقفي عن هذه العلاقة إذا لم يكن لديه القدرة على تصرفٍ إيجابي ، وانتظري حتى يتأهل، وعندها ترحبين به من أعماق قلبك وعقلك وروحك؛ لأن هذا سيكون حقه شرعاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة الدائمة ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============ ...
... خطيبي على الانترنت
... 24519
السؤال(114/174)
خطبني أحد أقاربي منذ فترة، وهو شاب مستقيم وذو عاطفة دينية أيضاً، ولم يتم عقد القران بسبب ظروف وفاة أحد الأقارب، المشكلة أننا نتحدث عبر الإنترنت كتابةً، ويتطور بنا الحديث إلى نوع من الغزل، أشعر بالذنب كثيراً ولا أعرف هل ما نفعله صحيح أم لا ، أفيدوني من فضلكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إصرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي الفضلى: أسأل الله أن يبلغ المقاصد فيما يرضه، وأن يجعل التوفيق حليفك، وأن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد.
إن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ولا تتيح للخاطب والمخطوب التوسع في العلاقات والمراسلات، فقد لا يتم الزواج وتنفضح الأسرار، وتحصل الندامة والعياذ بالله، ولا شك أن الممارسات التي يفعلها شبابنا اليوم لا ترضي الله، وكثيراً ما ندفع ثمناً باهظاً لمخالفاتنا لأوامر هذا الإسلام ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم)) [النور:63]
وأقل هذه الأضرار أن تبدأ الحياة الزوجية بالبرود في العواطف والشكوك والظنون السيئة؛ لأن الشيطان يقول للرجل إنها كلمتك وراسلتك فما المانع أن تفعل ذلك مع آخرين؟
ويقول للزوجة كذلك إنه كذب عليك وقد يكذب على أخريات، فيدخل الشك إلى نفسها في كل تصرف أو مكالمة هاتفية أو لمجرد السفر أو التأخر خارج المنزل ، والصواب أن نسرع لإكمال عقد النكاح، وحتى يحدث هذا أرجو قطع الاتصالات وتجنب التوسع في العواطف والمجاملات، وهذا إذا حدث فسوف يدفع هذا الشاب إلى تأخير الزواج وربما الهروب، وتأكدي يا عزيزتي بأن الحب الحقيقي يبدأ بالزواج، أما ما يحدث الآن فهو عبارة عن مجاملات وإظهار لخلاف الحقيقة، ورحلة الحياة طويلة وشاقة وهي مليئة بالأفراح، وفي طريقها كذلك الأشواك والأتراح ، وخير ما نبدأ به حياتنا الأسرية الجديدة هو طاعة الله تبارك وتعالى، والتوجه إليه سبحانه .
فانتبهي واحذري من مخاطر المراسلات، فقد تخرج هذه الأسرار وتكون قنابل موقوتة في طريق حياتك الأسرية -لا قدر الله -، وأرجو أن تتم مراسيم الزواج، فلا علاقة لها بوفاة أحدٍ من الناس، وهل سيتوقف الموت؟(114/175)
ولا يوجد غزل حلال وسحر مباح إلا ما كان بين الرجل وزوجته بعد عقد صحيح وبعيد عن الآذان والأعين.
أسأل الله أن يكتب لكما التوفيق وأن يسدد خطاكم، وأن يقدر لكما الخير، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============== ...
... أخي يطالع صفحات إباحية ، ماذا أفعل؟ ... 24518 ...
السؤال
شيوخنا الفضلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرض عليكم المشكلة باختصار وصدق وأمانة، وأرجو الله أن أجد حلي عندكم.
أنا فتاة من عائلة ملتزمة ولله الحمد، لدي أخ يكبرني بسنتين وعمره 18 ونصف ، وكلنا (العائلة والمحيط والمنطقة) يعلم مدى التزامه وهو شيخ رفاقه (رفاقه كلهم ملتزمون ) ، ولقد فوجئت بأمرٍ منذ أيام كان علي كالصاعقة ، حيث أني اكتشفت أنه يفتح مواقع إباحية على الإنترنت، وهذا ما علمته بعد أن طالعت الذاكرة لدى الحاسوب بعد جلوسه إليه.
ماذا أفعل؟ ما الخطوات التي يجب أن أتخذها؟هل أخبر أهلي؟ هو الآن بعيد عن البيت، في الجامعة، لا يأتي إلينا إلا يوم في الأسبوع، إن أقفلنا الإنترنت في البيت ففي بيروت الملايين منها، ماذا أفعل؟ أرجوكم أرشدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة المباركة/ الغيورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك -ابنتي الفاضلة- في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك، وكم يسعدنا ويشرح صدورنا أن نرحب بك وأن نستقبل اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا دائماً ولا تترددي، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد بسؤالك، فأرى أن تستعملي الحيل مع أخيك، وذلك كالتالي:(114/176)
عندما يرجع إليكم في نهاية الأسبوع قولي له عندي سؤال تسأله إحدى الأخوات: أخت ملتزمة وأخوها من الصالحين وكبار الملتزمين ومحل ثقة الجميع، والكل يشهد له بالفضل والتقوى والخوف من الله، إلا أن فيه عيباً واحداً، انزعجَتْ منه هذه الفتاة وطلبت أن أسألك ماذا تفعل مع أخيها، وأن أعرض عليك المشكلة؛ لأنها تعلم أنك من الصالحين والعاملين لخدمة الإسلام، وأنك تحب الله ورسوله على حد زعمها.
قطعًا سيقول لك ما هو السؤال؟ وهنا سوف تخبرينه بالأمر كما رأيتهِ أنت، واطلبي منه رأيه في ذلك، وقطعاً هو سيفهم أنك تقصدينه، وقد يفتح الموضوع معك، وهنا ستكون فرصتك ذهبية في تذكيره وتخويفه من الله وخوفك عليه من أن يكون من الذين لا يعملون بعلمهم، إلى آخر ما لديك من كلام في هذا الموضوع.
وبيِّني له أنك لم تخبري بهذا الأمر أحداً بشرط أن يترك هذه المعصية، وأن يتوب إلى الله منها، فإن نفعت هذه الحيلة وترك هذه المعصية فهذا ما نتمناه، وعندها تقولين: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا لم تجدِ نفعاً ولم يترك فكرري عليه، فإن لم يستجب تَعَين عليك أن تخبري والدتك بالأمر؛ لاحتمال أن تساعد الأم في التخلص، وإلا فالأب ، ولا تنسيه من الدعاء، مع تمنياتنا لك بالتوفيق في هذا المشروع الدعوي الهام، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... كيف السبيل لإصلاح النفس ... 24452 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب في كليه الطب، مشكلتي بدأت منذ أن كنت صغيراً ، لقد كان أبي يقسو علينا، وبخاصة إخوتي الكبار، رغم أنه لم يكن يبخل علينا، ولكن كنت أخاف منه، ولا زلت إلى الآن أخاف من أن أتحدث إليه في أي أمر ، مع العلم بأن عمري 20 عاماً، وإن أردت شراء أي شيء أقول لأمي كي تخبره، وأمي طيبة جداً ، وهو يتشاجر معها يومياً بسبب مرتبها وبسبب أشياء أخرى، وهي لا تستطيع أن ترد عليه ولو كانت محقة، وأنا لا أستطيع أن أجلس معه أكثر من 15 دقيقة في الشقة ، وبطبيعة عمله لا نراه إلا ساعة واحدة يومياً ، هذه المشكلة جعلتني شخص غير متحمل المسئولية ، شديد التردد لا تتصوروا مدى التردد داخل شخصيتي ، فقد كنت في الثانوية العامة لا أذاكر ولكن إخواني هم الذين يضغطون علي ، قد تعتقدون أن المشكلة بسيطة ، ولكنها عندي تسبب لي آلاماً أكاد أموت منها ، ومن هذا الوقت وإلى الآن وأنا دائماً أرغب في السير في الطريق الديني، وأقول هو الذي سيصلح شأني وشخصيتي، ولكن كنت أمشي فيه قليلاً ثم أعود ، فنتج عن هذه الشخصية انحراف رهيب تجاه الشهوة، ولأني كنت مربى بهذه الطريقة لم أكن أستطيع أن أتحدث أو أنظر إلي أي فتاة سواءً زميلة في الثانوية العامة أو الجامعة ، بل إن(114/177)
حدثتني فتاة زميلة أو سألتني في السكشن أرتبك بشدة وأمقت من يتحدث إلى أي فتاة، ولكن سرعان ما أهرب إلى المنزل وأصطحب معي بعض المجلات التي تحتوي على صور العاريات فأتملق فيها وأقوم بالعادة السرية، ولقد فعلتها آلاف المرات، ثم ما إن أكمل فعلها حتى أقطع هذه الصور وأمقتها ، وكلما أردت التخلص من هذه الشهوة رجعت إلي ، وكلما رأيت فلماً في التلفاز ورأيت راقصة أو عارية تعود لي الشهوة مرة أخرى، لقد كنت متفوقاً في دراستي من قبل، وأعلم أنني لو ذاكرت لحصلت على أعلى الدرجات، ولكن أحياناً لا أستطيع ولا أعرف كيف أذاكر ، وأتردد في كل شيء.
ففي أثناء السنوات الأربع بالكلية أصبحت أنجح "بالعافية".
مشكلة أخرى هي إذا جلست بنت بجانبي في سيارات النقل مثلاً أحس أن هناك خلل ما في نفسي وجسدي، لست أدري كيف أجعل نفسي تتصرف بصورةٍ طبيعية ، مع العلم أن زملائي يعلمون أني المؤدب المحترم .
ثم المشكلة الأخرى هي أني لا أستطيع التعامل مع أبي الذي يشكل المشكلة الكبرى التي هي سبب فشلي وعدم ثقتي بنفسي تماماً، فأعتبر نفسي إنسان فاشل في التعامل مع الآخرين، وأحياناً أفعل حماقات في الرد على بعض الناس في التليفون مثلاً ، فأنا فاشل في التعليم فاشل في تعلم الطب، وأحس أنني أجهل ما أكون، فاشل في الدين، وهذه مشكلة أخري كبرى، فقد بدأت بالشهوة ثم العادة السرية ثم الجرائد والمجلات وأخيراً الكمبيوتر والمواقع الإباحية، ثم الطامة الكبرى وهى الوساوس والظنون، وقد قرأت لها رد في هذا الموقع وأتمني أن أسير عليه وأنا لا أكاد أصلي أو أقرأ القرآن، وأنا غير واثق من احترام الناس لي، فقد كنت منذ 7 سنوات لاعب كاراتيه، ولكني الآن فاق وزني 100 كيلو ، وأصبحت سيئ المظهر..
يا سيدي أنا أحرج من إلقاء السلام على الآخرين ، وإن ألقيته ألقيه بصوت منخفض، ثم أحس أن هؤلاء الناس قد غضبوا مني، يا سيدي إنني بعد أن أنهي كتابة هذه المشكلة وأحصل على الرد يمكن أن أعمل به ولمدة ساعة ثم لا ألبث أن أعود مرةً أخرى، لست أدري كيف أستمر على الطريق الصحيح ، فأنا أتقلب بسرعة من حال إلى حال، فعلى سبيل المثال كنت أصلي آخر أيام رمضان في أحد الجوامع ، ثم سرعان ما كان آخر يوم في رمضان زرت هذه المواقع الإباحية وأفسدت كل شيء.
من مشكلاتي أيضاً الخجل، أخجل أن أسأل الدكتور في الجامعة عن أي سؤال، وبتكرار ذلك أصبحت آخذ المعلومات أخذ المردد لها، لا أريد فهمها لأني إن فهمتها تظهر لي أسئلة أخجل من توجيهها.
من مشكلاتي أيضاً إنني كنت أحب فتاة في مثل سني في الثانوية العامة، وكانت قريبتي ولكني لم أكلمها كلمة واحدة، فقد كنت أحبها حباً شديداً ولا زلت، بل كنت لا أنظر إليها حتى لا أجرحها بهذه النظرة، كانت متميزة في الفصل الدراسي ، وكانت(114/178)
تأخذ معي بعض الدروس، ولكن كل هذا الحب كان في كتمان شديد، ولم أخبر إلا صديق واحد باسمها، ولكن سرعان ما تغير الحال وتفرق كلانا أنا وهي.
أحياناً أفكر فيها وأتذكرها .
مشكله أخيرة: حين أدخل علي بعض المواقع "مواقع عربية مشهورة" وأجد أناساً يطعنون في الإسلام أتأثر بشده كيف يتطاولون علي الإسلام وأخشى أن أصدقهم في ذلك.
أجيروني أجاركم الله، كيف السبيل لإصلاح النفس؟ أرجو الإسراع في الرد لضيق الوقت.
والمعذرة إن كنت أطلت ، وجزاكم الله كل الخير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الدكتور/ أحمد حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، كما يسعدنا أن نسمع عنك أخباراً طيبة، وأن تكون طبيباً ماهراً يضرب به المثل في العلم والخبرة والخلق والدين، وما هذا على الله بعزيز، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يربط على قلبك، وأن يرزقك الثقة فيه ثم في نفسك، وأن يجعلك من عباده الصالحين الفائزين المتفوقين، وأن يحقق آمالك الدنيوية والأخروية، وأن يتوب عليك.
وباطلاعي على رسالتك وجدت أن فيك خيراً كثيراً، وأن مثلك سيكون له مستقبلاً باهراً إن شاء الله، وأنه لا ينقصك شيء سوى تريب بعض الأمور فقط، وهذا كله ليس بالمستحيل، وإنما بشيءٍ من الصبر والتحمل والأناة والثقة بالنفس ستكون إنساناً عظيماً إن شاء الله، وإليك إشارات متواضعة للمساعدة في الخروج من هذه الحالة:
1- موضوع التردد الشديد الذي تعاني منه مع كونك غير قادر لتحمل المسئولية، وأنك شديد الخجل حتى من السؤال عن الأشياء المهمة لك في الدراسة وغيرها، وحتى من إلقاء السلام، فهذه المظاهر كلها -ولدي العزيز الدكتور أحمد- إنما هي ثمرة طبيعية لهذه التربية الغير سوية، والتي تقوم على عدم التفاهم والخوف ، ولست وحدك تعاني من هذه المشكلة، فهناك مثلك الكثير الذي يعاني من نفس معاناتك بل أشد، وما ذلك إلا بسبب هذه التربية القاسية، وقد تظل هذه الأعراض والمظاهر معك إذا لم تحاول الثورة عليها ومحاولة التخلص منها، وأنا واثق من أنك قادر على ذلك بإذن الله، فعليك أن تعلم أن هذه الأشياء ليست فيك أصلاً، وإنما أنت اكتسبتها من(114/179)
خلال الأسرة والتربية القاسية، وما دام الأمر كذلك فإنه بمقدورك أن تتخلص منها لو صدقت في ذلك وكانت لديك الرغبة الصادقة والقوية في ذلك، وأنصحك بزيارة بعض المكتبات وشراء بعض الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس، وكيف تكون قادراً على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ وكيف تقاوم التردد؟ وكيف تتخلص من الخجل؟ وهذه الكتب متوفرة بكثرة في المكتبات بمصر بشرط أن تكون علمية وليست إنشائية أو ألفها غير المتخصصين، ومن هذه الكتب كتاب من الحجم الصغير من كتب الموسوعة النفسية عنوانه: " تغلب على الخجل، سيطر على نفسك، عرض وتلخيص عبد اللطيف شرارة، مكتبة دار إحياء العلوم ، بيروت" وكتيب: "كيف تنمي ثقتك بنفسك؟ كتاب المعارف الطبي تأليف رياض حبيب يوسف"
وكتاب: "كيف تزرع الثقة بنفسك ومن حولك؟" إلى غير ذلك من الكتب النفسية المتخصصة التي تعالج مثل هذه الأمور، حاول اقتنائها والاطلاع عليها والاستفادة منها، فهي مفيدةٌ جداً، وسوف يجعلها الله سبب في اكتسابك للصفات الناقصة عندك، وتخلصك من تلك الصفات التي تشكو منها، وسوف تصبح إنساناً سوياً ومتفوقاً ومتميزاً، بل وستكون من السعداء الذين يوزعون السعادة على غيرهم، وسوف تستقر أمورك تماماً؛ بشرط أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، وتصبر على القراءة والاطلاع، وتطبق ما تقرأ أولاً بأول.
2- موضوع الإفراط في العادة السرية وعنف الشهوة عندك هو غالب ما يكون عبارة عن رد فعل للكبت والحرمان الذي تعاني منه، إذ تحاول نفسك أن تعوضك نقصها بهذه التصرفات المدمرة، وأنصحك بالاطلاع على الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية والدخول إلى الموقع الإباحية، فإنك سوف تستفيد منها إن شاء الله، والتخلص من هذه العادة أيضاً يتوقف عليك شخصياً، بمقدورك وبسهولة أن تتخذ قراراً قوياً بعدم الإقدام عليها، وسوف تتخلص منها نهائياً ، فالتخلص من العادة السرية أو الدخول إلى المواقع الإباحية ليس مستحيلاً، وإنما يحتاج فقط إلى عزيمة وقوة إرادة، وأنت سوف تكتسب ذلك من الكتب المذكورة.
3- مسألة التدين وترددك في ذلك، وعدم مواظبتك على الصلاة رغم غيرتك على الإسلام وحبك الشديد له يدل على ضعف إيمانك ونقص دينك، والتخلص من هذا الضعف والتردد وعدم الاستقامة أيضاً متوقف على قرار جريء منك أولاً، ثم محاولة الاطلاع على بعض المواد الدعوية المعتدلة التي توفر لك الزاد المطلوب، ومن هذه المواد الدعوية الكتيب الذي يتحدث عن الإيمان بأسلوب عصري مبسط وصغير الحجم؛ حتى يمكنك قراءته بسرعة مثل كتيب صغير جداً عنوانه: ظاهرة ضعف الإيمان للشيخ محمد المنجد وله شريط بنفس العنوان، وقد يكون لغيره أفضل منه، وبسماعك لهذه الأشرطة التي تتحدث عن الإيمان واطلاعك على بعض هذه المراجع سوف يقوى إيمانك وتصبح من المستقيمين على الدين، وتشعر فعلاً بحلاوة الإيمان.(114/180)
4- عليك بالبحث عن صحبة صالحة تعينك وتأخذ بيدك ولا تنتقصك أو تقلل من شأنك، وتعطيك رسائل إيجابية تقوي بها عزيمتك.
5- احرص على حضور بعض الندوات والمحاضرات الدينية المتوفرة حولك.
6- اجعل لك ورداً من القرآن ولو كان صفحة واحدة يومياً.
7- حافظ على أذكار الصباح والمساء مهما كانت ظروفك النفسية والصحية.
8- اطلب من والدتك الطيبة أن تدعو لك؛ لأن دعائها مستجاب إن شاء الله.
9- أكثر من الدعاء بكل شيء تحبه ، خاصةً التخلص من تلك الأشياء المدمرة، واكتساب الثبات على الدين والثقة بالنفس ، وحب الله ورسوله.
10- اعلم أنك قادرٌ على ذلك كله وأكثر منه، فلا تضيع فرصتك، ولا تجعل الشيطان يضحك عليك ويوهمك بعدم قدرتك على تغيير نفسك، بل على العكس أنت قادرٌ ما دمت تؤمن بالله ورسوله وتحب دينك، ونرجو أن نسمع عنك خيراً في القريب العاجل، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================
... عندي سبع عشرة مشكلة ... 24449
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني القائمين على هذه الاستشارات ، أرجو أن ألقى الجواب عندكم على هذه الأسئلة ، ويفضل أن تشرحوا لي الموضوع بأسلوبكم و أن تدلوني على الروابط المشابهة و جزاكم الله خيراً.
إخواني الأكارم سأكتب لكم مشاكلي التي أصابتني والتي كانت منذ الصغر وزادت في سن البلوغ .
المشكلة بالتفصيل الممل وأرجو منكم أن تكتبوا لي الرد بالتفصيل الممل وأكثر من الممل، أي رد بكل طرق العلاج وكل احتمالات الطرق الأساسية والفرعية، وطرق الوقاية في المستقبل من هذه المشاكل (دون الحاجة لدواء أو التوجه لعيادة نفسية).
أنا حالياً عمري قريب 17 سنة و 9 أشهر تقريباً ، وبعد أشهر قليلة سأبلغ سن البلوغ، أبي جيد الحال وعنده محل ومصنعين.(114/181)
الجامعة بعد ما يقارب تسعة شهور ، و يجب أن أتعلم قيادة السيارة ....... و........و........... و .
مشاكلتي:
1- مشكلتي الأولي حالياً هي عدم حفظي للطرقات في بلدي، أي لا أعرف سوى الذهاب في المناطق المحيطة بمنزلي فقط، وأذهب مع أهلي لكثير من الأماكن البعيدة ولكن أن أذهب لوحدي فلا أستطيع ؛ لعدم حفظي الطريق والخوف من الذهاب بعيداً ، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج، مثل إذا يوماً ما دعيت للذهاب لمنزل صديق قريب فلا أعرف الذهاب، أو إذا اضطررت بعد أشهر قليلة للذهاب للعمل مع والدي لا أعرف كيف أذهب، ومشكلتي أيضاً عدم الحفظ لطرق السيارات ونسيانها أي طرق السيارات والمشتركة بين السيارات والمشاة أنساها فما الحل؟
2- المشكلة الثانية أني أنسى كثيراً في كل المجالات، سواءً على صعيد الدراسة أو غيره، مثلاً جيراني في الحي أنسى أسمائهم .
3- مشكلتي الأخرى هي في الصلاة، فأنا لم أصل منذ أنت كنت صغيراً ، وأسرتي متدينة بشكل عادي ولكني لا أستمع لها، ولم أتعرض للضرب عليها ، فكبرت لا أعرف الصلاة ولا صلاة الجمعة ولا الوضوء أو الطهور، لذلك لا أعرف ما هو الحل لمشكلتي.
أخاف من الذهاب لصلاة الجمعة؛ خوفاً من ألا أعرف كيف أؤديها فتركتها بالمرة، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة في المنزل، فالمشكلة هي أني لا أعرف كيف أؤديها في المرة الأولى؟!!
4- مشكلتي الأخرى في قيادة السيارة، فأنا لم أتعلمها أبداً ، ومحاولاتي كلها فشلت, فما الحل لأتمكن من تعلمها ، وعلى فرض أني تعلمت سأرجع للمشكلة التي سبقت وهي عدم معرفتي بالطرقات وخوفي من الذهاب بعيداً عن المنزل لأني أخاف الضياع، وبالفعل لا أحفظ الطرقات!!!
5- مشكلتي أني حتى الآن في شراء ملابسي وأغراضي الذي يقوم بشراء ذلك أبي وأمي ، وأنا أذهب معهم للسوق لشراء ملابسي، وهذا يسبب لي الإحراج ، فأنا لا أعرف الذهاب للسوق بمفردي ولا أجيد الشراء والمفاصلة والتعامل بالنقود!!! وحتى أتفه الأمور كقلم وممحاة هم يجلبونها لي بعد طلبي لهم مع أنه من الممكن أن أجلبها أنا بنفسي ولكني أخاف..
6- أعاني من حالة من الخمول الدائم بحيث أني دائماً لا أرغب في الخروج من المنزل بمفردي، وحتى مع الأهل لا يكون لي رغبة في الخروج من المنزل، وكذلك كل النشاطات الاجتماعية مع الأهل والأقارب والأصدقاء شبه معدومة .(114/182)
7- مشكلة أخرى وهي سوء التصرف في كل شيء، فمثلاً في الوقت القادم يجب أن أسجل في الجامعة بإذن الله، فكيف التسجيل وكيف يتم هذا؟ لا أعرف! وحتى لو سألت ودللت لا أعرف التطبيق ، وعند ذهابي لمكان جديد كهذا أجد نفسي كالضائع , ولا أعرف كيف أتصرف، ولا أعرف كيف أتعامل مع الكبار في السن أي أكبر مني ، ولا أعرف كيفية التكلم، وأعاني من عدم فهم المزاح من الأصدقاء، وعدم معرفة الرد عليه، وأحياناً أفهمه وأعرف كيفية الرد، ولكن لا أعرف كيف أعبر!!!
8- مشكلتي أني أشعر أن شخصيتي ضعيفة ، حلمي الحصول على الشخصية المثالية التي كل الناس يتمناها ، وأتمنى أن أكون مهتدي ومؤمن صالح ومدير ناجح، ولكن لا أطبق شيء من هذا، كيف أنمي شخصيتي بحيث تكون الشخصية الإدارية المحبوبة والاجتماعية الناجحة المؤمنة التي يعتمد الغير عليها، والتي تكون مستعدة لمواجهة كل المواقف .
9- مشكلتي مع العادة السرية، أمارسها منذ أن كنت صغيراً، ولا أعرف كيفية التخلص منها، فهل من طريق للتخلص منها؟ وأيضاً ما هو العلاج للتغلب على النفس والامتناع عن زيارة المواقع الجنسية؟ وما الطرق التي تنصحوني بها لتقوية الإرادة؟
10- لدي مشكلة أخرى وهي الخجل الشديد، ويزداد عند وجودي في مكان غريب ، وكذلك عند وجود الأهل يزيد خجلي ، وإذا سئلت من قبل أي شخص أرتبك ولا أتكلم ، وعلى الهاتف لا أكلم أصدقائي بوجود الأهل فما الحل؟
11- لقد قلت أني أجلس دائماً في المنزل، ولا أخرج إلا إلى المدرسة فقط، وإذا حللتم بإذن الله مشاكلي السابقة فكيف أعود لحياتي الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء وأكون فرد اجتماعي ومميز جداً جداً في المجتمع؟
12- مشكلة أيضاً كما قلت لكم في البداية أنني بعد فترة سأعمل مع أبي ثم أدرس في الجامعة، ولكن منذ فترة صممت قرص برامج وبعض البرامج من برمجتي، ومع أن هذا العمل كان لي بالكامل أو أغلبه من برمجتي إلا أني أشركت صديق معي لمساعدتي، وهو لم يعمل شيء تقريباً ، وكان ذلك من خوفي من كيفية التسويق المنتج ولم أُعلم به أحد من الأهل، ومن ثم لم أقوم بتوزيعه خوفاً من الفشل ولعدم معرفتي لكيفية ذلك، مع أني أحب الشهرة، إلا أني خفت منها فما الحل لتلافي مشكلة كهذه في المستقبل؟
13- مشكلة أخرى أيضاً هي عدم معرفتي لكيفية عمل المعاملات الحكومية، مثلاً إخراج جواز سفر ، وهكذا ، لا أعرف كيف أعملها بمفردي دون مساعدة الأهل،(114/183)
وحتى لو سألت فلا أعرف هل سأتمكن من ذلك أم لا، لأني بصراحة في الأماكن الجديدة أجد نفسي مثل الضائع فما الحل؟
14- طوال الوقت أجلس أفكر بنفسي على أني بطل من الأبطال، أو رجل محارب، أو أنني أمارس الجنس أو أعذب امرأة، أو أعذب نفسي ، أو أتعرض للعذاب، فما الحل لهذه المشاكل والتخلص من هذه الأفكار؟
15- أفتقد الكثير من المهارات الجماعية التي يقوم بها أكثر من شخص وحتى المهارات الفردية التي تكون بديهية وسهلة لكثير من الناس، مثل ركوب الباص، والذهاب لحفل زواج ، وشراء الأشياء، وحضور جنازة ، والتعزية عليها، فما الحل لهذه المشكلة؟
16- شكل أصابع قدمي بشع، فأخجل منه، لذلك دائماً أحاول إخفاء شكلهم عن الناس والتخفي بهم، وكذلك لا أرضى بشكلي الخارجي مع أنه عادي فما الحل؟ وأهم شيء أريد الشعور بالرضا بالنفس الذي أفتقر إليه .
17- عيوني تحمر لأقل موقف غريب أو محرج أو مقابلة شخص غريب، أو الدخول على مكان جديد أو غريب علي ، فتحمر عيناني وكأني سأبكي.
هذه هي مشاكلي وضعتها بين أيديكم أرجو الإجابة عليها بالتفصيل ، وأن تفردوا لي إجابة مفصلة جدا جدا، وأن تكون الإجابات علمية وقادرة بالفعل على حل كل المشاكل، وكما قلت في البداية دون الدواء أو الذهاب لطبيب نفسي؛ لأني لم ألجأ إليكم إلا لسبب هذا .
أخوكم التائب
إني أطمع بإنهاء المشكلة عن طريق موقعكم فقط دون اللجوء لأي معالج آخر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taebtaeb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: استعن بالله تعالى دائماً في جميع أمورك، واطلب منه العون والمساعدة، واعلم أن هذه الأمور التي ذكرتها حلها بيديك أنت، فحاول أن تكون لديك إرادة وعزيمة قوية حتى تغير من شخصيتك، وأما بالنسبة لمشاكلك فحلها كالآتي:(114/184)
1- بالنسبة لعدم معرفتك الطرقات: حاول أن تخرج مع أحد أقاربك أو زملائك، وتتعلم الطرقات شيئاً فشيئاً حتى يرسخ في ذهنك رسم الطرقات.
2- بالنسبة لعلاج النسيان: حاول أن تجعل لك مذكرة صغيرة خاصة بمواعدك وأعمالك، وتدون فيها كل شيء تحتاجه، إلى أن تعود نفسك على التذكر.
3- أما فيما يخص ترك الصلاة: فهذا شيءٌ عظيم وخطير، ولا يمكن للإنسان العاقل أن يتهاون بها، فهي عمود الدين وأساسه، واعلم أن المحافظة على الصلاة هي التي تنظم لك حياتك وترتب لك شؤونك، وحاول أن تبدأها، وتعاهد مع نفسك على ألا تتركها أبداً.
4- فيما يخص تعلم السيارة: حاول أن تنخرط في إحدى مدارس السواقة؛ حتى تحسن السواقة وتتعلم شروطها.
5- أما شراء الأغراض والملابس: فهذا يأتي بالتعود، وأنت ما دمت جالساً في البيت فكيف ستتعلم شراء الأغراض، فاخرج إلى الناس، ففي الوهلة الأولى يمكن أن تخطئ ثم تتعلم بعد ذلك، ولا يمكن لك أن تتعلم الشيء دون أن تخطئ .
6- ابتعد عن الخمول والكسل، وحاول أن تعشق العمل وتستمتع به مهما كان شاقاً ، وحاول أن تتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم.
7- لا تترك لنفسك العنان في التصرف، حاول أن تكبحها وتضع حدوداً لها، وحاول أن تستشير غيرك في أعمالك إذا لم تعرف شيئاً، ولا تتصرف من هواك فالشورى مبدأٌ رفيع.
8- حاول أن تقدر ذاتك، فمعرفتك لذاتك هي منبع الثقة، ولا تقلل من شخصيتك، وكن متوازناً، وتجنب الشخصية الانهزامية، وسيطر على انفعالاتك، وتفاءل بالخير تجده إن شاء الله تعالى.
9- ابتعد عن العادة السرية، فهي تؤدي بك إلى أمراض لا يعلمها إلا الله تعالى، واعلم أن الله يراقبك في السر والعلانية فاستحي منه، وحاول أن تسرع بالزواج؛ حتى تزول عنك هذه العادة السيئة، ولا تترك لنفسك الفراغ فاشغلها بالطاعة حتى لا تشغلك بالمعصية.(114/185)
10- جلوسك في المنزل يسمى بالانطوائية، اخرج إلى الناس وخالطهم واسمع منهم وتكلم معهم، وعود نفسك الخروج إلى المسجد لتؤدي الصلوات في جماعة، وحاول أن تنخرط في إحدى النوادي الرياضية المفيدة إذا كانت لك هواية.
11- أما عملية تسويق البضاعة فهي تؤخذ بالتجربة، فحاول أن تخرج مع والدك وتتعلم منه كيف يسوق البضاعة، ويمكن أن تزور بعض مكاتب التسويق وتتمرس منه الطرق الجيدة.
12- أما الخجل فتستطيع أن تتخلص منه بأن تقدر ذاتك، وتستخدم قدراتك ومهاراتك وذكائك، وحاول أن تندمج مع الآخرين وتكون شخصاً فعالاً سواءً في مكان العمل أو مع الزملاء.
13- اترك عنك التفكير، وحاول أن تشغل نفسك بالمطالعة والرياضة، وابتعد عن التفكير السلبي، واجعل لنفسك برنامجاً تسير عليه، ولا تجلس لوحدك بل انخرط في المجتمع.
14- أما بالنسبة للمعاملات الحكومية، فهذا أيضاً يأتي بالتعلم والتعود، وحاول أن تأخذ بنفسك المعاملات وتسأل دون أي حرج أو خوف.
15- حاول أن تعمل على تكوين علاقات دافئة، والقدرة على الإيجابية والتعاون، وتقديم العون، والقدرة على اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة .
16- بالنسبة لأصابعك فهذا أمرٌ طبيعي وهذا خلق الله تعالى، ولا تبالي بكلام الناس.
17- بالنسبة لعيونك سببها الخجل، وتستطيع أن تتغلب عليه بمواجهة الناس والاحتكاك بهم، وغير من أسلوبك وسلوكك، فأنت شابٌ في مقتبل العمر فكن إيجابيٌ في حياتك.
وفقك الله لكل خير، وبالله التوفيق.
د/ العربي
===================
وقد أجاب المستشار النفسي (الدكتور محمد عبدالعليم) بالآتي:
جزاك الله خيراً بالنسبة لطلبك بأن تكون الإجابة تفصيلية فهذا شيء مشروع ولا بأس به لكن يقال خير الكلام ما قل ودل.(114/186)
حيث أن كل الأشياء التي ذكرنها يمكن أن نلخصها في أنك شخص صاحب مقدرات كثيرة ولكنك تقلل من قيمة ذاتك ولا تعطي نفسك التقييم الصحيح مما نتج عنه اهتزاز الثقة بالنفس، وضعف التواصل والمهارات الاجتماعية.
ومن الأشياء التي ذكرتها ربما أنك تعاني أيضا من نوع من القلق الداخلي جعلك لا تحسن التركيز في الأمور.
أما فيما يخض الصلاة وأنك لا تصلي فهذا لا عذر لك فيه أبداً لأن الصلاة هي عماد الدين ومن تركها فقد كفر.
وأرجو أن تبدأها من هذه اللحظة وأن لا تجد لنفسك المبررات الواهية التي تجعلك لا تحافظ على صلواتك.
أنت محتاج لأن ترفع من مهاراتك الذاتية ومهاراتك الاجتماعية، وبما أن عمرك 17 عام وقلت أن لديك 17 مشكلة أرجو أن تتفحص في نفسك جيداً وستجد أن هنالك على الأقل 34 شيئاً إيجابياً في شخصيتك وفي نفسك ولكنك لم تعطيه الاهتمام أو الاعتبار المطلوب.
أرجو أن تكتب في ورقة أي شيء إيجابي قمت به مهما كان بسيطاً ونحاول أن تستبدل الأفكار السلبية التي لديك بما اكتشفته من إيجابيات عن نفسك.
فعلى سبيل المثال ذكرت أنك لا تحفظ الطرقات أنظر خارطة العالم، أنا واثق أنك تعرف الكثير من البلدان والمدن، فبنفس القدر يمكنك أن تنظر إلى خارطة بلدتك ( إن وجدت ) وتتعلم الطرق التي بها.
وأن لا تحاسب نفسك إذا لم تعرف كل شيء لأن الناس تتفاوت في مهاراتها وفي مقدراتها.
عليك أيضا أن تحاول الانضمام لجمعيات الشباب الفاعلة في منطقتك وأن تحاول أن تقدم أي مقترحات لتطوير العمل في أي جمعية تنظم لها ويمكن أن تكون هذه المصطلحات بسيطة ولكنها هامة.
أرجو أن لا تستصغر الإيجابيات مهما كانت صغيرة لأن استصغار الإيجابيات يؤدي إلى تضخيم السليبات.
يمكن أن تطور مهاراتك أيضا بأنك حين تقابل أي شخص يجب أن تنظر إلى وجهه وأن لا تتجنب النظر في وجه الشخص الذي تخاطبه وأن لا تستعمل أياديك في التخاطب.(114/187)
أرجو أيضا أن تمارس الرياضة الجماعية.
أنت مطالب أيضا بتنظيم وقتك وتخصيص القدر المعقول منه للقراء والإطلاع والتواصل الجماعي .
أما فيما يخص العادة السرية فهي مرفوضة شرعاً وطبا، وقد وجد أنها تؤدى إلى المزيد من الإنطوائية وإضعاف التلاحم الاجتماعي .
أخيراً : أود أن أذكرك بالإيجابيات الكثيرة في حياتك .
ونسأل الله لك التوفيق
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
================= ...
... مدمنة إنترنت
... 24363
السؤال
السلام عليكم.
أنا كما يقولون "مدمنة" إنترنت ، كنت من قبل على الشات والرسائل والحديث مع الأصدقاء، أما الآن وبفضل الله سبحانه لا أفتح الشات أبداً و الماسنجر لم يعد فيه أي شاب والحمد لله، إلا أني ومع ذلك ما زلت مدمنة للإنترنت، خاصة أني الآن قد بدأت أدرس وكل دراستي على الكمبيوتر والإنترنت خاصة.
فلا أرتاح نفسياً إلا عندما أفتحه والحمد لله لا أفتح إلا على المواقع الدينية والمنتديات فقط (والشكر لله أولاً وآخراً) وأكثر الأوقات التي أفتح فيها النت هو وقت متأخر من الليل.
المشكلة هي أني الآن في العشر الأواخر من رمضان، ودائما أقول لنفسي أني سوف أصلى وأقرأ وأسبح - أي عندما ينام الجميع و يهدأ الجو- فعادةً أكون قبلها فاتحة الإنترنت ، فعندما أنتهي منه أكون مرهقة جداً ، أحاول أن أصلي ركعتين أو مع قليل من القران ، مع العلم أني أستطيع أن أصلي أكثر من ذلك إن لم أكن مرهقة .
سؤالي: هل سيحاسبني الله على تلك الأوقات ، مع العلم أني لا أدخل إلا إلى المواقع الدينية؟ فهل سوف يحاسبني عل الوقت الذي ضيعته أو على كسلي؟ وهل أنا بعملي هذا أفضل الدنيا على الآخرة؟ وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / فداء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/188)
ابنتي العزيزة: أسأل الله العظيم أن يحفظك وأن يحفظ شباب المسلمين من أخطار الإنترنت، وأن يستخدمنا وإياكم في طاعته، وأن يلهمنا السداد والرشاد.
الاعتدال مطلوب في استخدامنا لهذه الوسائل، فليس صوابًا أن نجلس الساعات الطويلة أمام الإنترنت؛ لأن ذلك يؤثر على واجباتنا الشرعية، ويؤثر على الصحة، ويقطع روابطنا الاجتماعية، كما أرجو أن تتجنبي المواقع المشبوهة، واختاري الأفضل من المواقع الإسلامية، واجعلي آخر الليل للاستغفار والعبادة والتوجه إلى الله، واعلمي أن طاعة الله ليست في رمضان وحده، ولكننا في رمضان نضاعف المجهود والفلاح أن نستمر بعد رمضان على ما تعودناه في أيام رمضان، ونحن خلقنا للعبادة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[الذريات:56]، ولا خير في علم أو عمل أو بيع أو شراء يحول بين الإنسان وبين عبادته وطاعته لله، ولن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ، وفيها: (عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه).
وهو سؤال يتكرر عن العمر ، ويركز على السؤال عن أيام الشباب والعطاء، فحافظي على أوقاتك، واجعلي الوقت المهم للعبادة والطاعة، والشيطان حريص على أن يحول بيننا وبين الطاعة، فهو عدو وقد أُمرنا بمخالفته.
والصواب أن نوازن بين الغاية التي خلقنا لأجلها وبين ممارستنا لحياتنا العلمية التي أرجو أن تكون أيضًا في طاعة الله، ونقصد بها وجه الله والنفع للإسلام والمسلمين، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============= ...
... من أضرار العادة السرية
... 24312 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني في الله جزاكم الله خيراً .
أنا شابٌ أبلغ من العمر 24 سنة، ابتليت بالعادة السرية منذ الصغر عند سن البلوغ، والآن نادم على كل ما حصل لي، وأقسم بالله أني مريض نفسياً وجسدياً وفكرياً ، خرجت من المدرسة وطردت بسبب الإهمال والتفكير وضعف الذاكرة، أريد منكم أن تعطوني علاجاً من القرآن أو من السنة يبعدني عن هذه العادة الخبيثة، في بعض الأوقات أتمنى أن الله ما كان خلقني رجلاً، وفي بعض الأحيان أتمنى أن يعطل الله عضلات القضيب ، ولقد سألت بعض الإخوان وبعض المشايخ عن الكافور فبعضهم(114/189)
نصحني والآخر منعني، وبعضهم قال لي مثل بعض الأطباء استخدمه ولكن بصورةٍ خفيفة ، أريد أن تساعدوني وجزاكم الله خيراً ، أخوكم المعذب النادم ياسر .
أعينوني أعانكم الله ووفقكم دنيا وآخرة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ابن الحرمين الشريفين/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع؛ ونسأله جلَّ وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعينك على ترك تلك العادة المحرمة، وأن يربط على قلبك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى فعلاً أنك أسرفت على نفسك ووضعتها في حال لا تحسد عليه بإسرافك في هذه المعصية المدمرة، حتى وصلت إلى الحال الذي أنت عليه، وربما يزداد الأمر سوءً إذا واصلت هذا الفعل المحرم؛ فلقد أحصى العلماء ما لا يقل عن عشرين مرضًا مزمنًا يمكن أن يترتب على هذا الفعل المحرم.
لذا أنصحك فوراً بضرورة عقد العزم على التوقف نهائياً عن هذه العادة، وأعط لنفسك الثقة أنك قادر على ذلك، وردد بينك وبين نفسك وأنت وحدك وبصوت مسموع لك: أنا قادر بعون الله على التخلص من تلك العادة الذميمة المحرمة، كرر عبارة "أنا أكره الحرام، أنا أكره العادة السرية"ـ كرر هذه العبارات عدة مرات، ولو عشرين مرة في اليوم، خاصة قبل النوم لمدة قرابة الشهر، وسوف تجد لديك تجاوبًا داخليًّا مع هذه الصرخات الصادقة التي تنبعث منك معبرة عن كراهيتك لهذا الفعل المدمر، وأكثر مع ذلك من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
ولمعرفة البرنامج كاملاً أنصحك إضافةً إلى ما سبق بالرجوع إلى إجابات سابقة على استشارات متعلقة بهذا الموضوع؛ وسوف يذكر لك الأخوة أرقامها، فيمكنك الرجوع إليها والاستفادة منها، مع العلم أن أهم شيء هو استعدادك الشخصي ورغبتك الصادقة في التخلص، وأكثر من الدعاء، وسوف يعافيك الله عاجلاً غير آجل إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والإعانة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===============
... زوال آثار العادة السرية(114/190)
... 24284 ...
السؤال
هل الذي يقلع عن فعل العاده السرية تزول عنه آثارها السلبية ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالتأكيد سيتخلص من آثارها السيئة ، وسيشعر بالفرق، وعندها سيبدله الله خيراً منها وأجمل وأمتع.
إن كل مرة تفعل فيها العادة السرية في الصغر يترتب عليها نقص مقدار من القدرات الجنسية والاستمتاع الحقيقي في المستقبل .
إن القدرة على الإقلاع عنها في سن مبكرة من ممارستها يكون أسهل بكثير من المضيّ شهوراً وسنوات على ممارستها، لذلك يجب إيقافها مبكراً وعدم الاستهانة بالأمر واعتقاد أنه يمكن إيقافها في الوقت الذي يريد الممارس، فهذه هي مشكلة من هو غارق فيها لسنوات وسنوات يتمنى الخلاص منها ولا يستطيع.
لمدمن العادة السرية نقول: إن الألف ميل تبدأ بخطوة، ابدأ بالتدرج واستعن بالله ولا تعجز، ولن تجد صعوبة إن شاء الله متى ما توفرت لديك العزيمة الصادقة لحماية وإنقاذ نفسك من هذا العذاب، والله الموفق.
المجيب : ... د. أسعد المصري
==============
... صداقة عبر الأنترنت
... 24248
السؤال
مشكلتي أني دخلت إلى أحد مواقع الدردشة وتعرفت على رجل متزوج ولديه أولاد.فرحت لذلك حتى تكون صداقة طيبة وبريئة. وكنا كذلك فعلا, نشكو همومنا لبعض ونراسل بعضنا كثيرا لكننا لم نتحدث ولم نتقابل ولا مرة والحمد لله. علمت منه بأنه لا يصلي وفكرت أنه قد يكون مشروعي أن أحاول حثه على الصلاة وفعلا بدأ بالقليل وهكذا. ثم حصل واختلفنا لأنني نصحته بالأبتعاد عن فتاة تحاول خداعه وجره إلى ما سيهدم أسرته فلم يتحمل مني ذلك وطلب مني أن لا أراسله أبدا. أنا(114/191)
فقدت صديقا كنت أشكو له همومي مع العلم أني بدون أخوة أو أخوات وكنت أعتبره أخا أحاول وأدعو له بالصلاح. أنا حزينة لما حدث أتخبط دون أن أعرف ماذا فعلت؟ وماذا يجب أن أفعل؟ هل حرام محاولتي أن أدفعه للصلاة لأنه رجل وأنا فتاة؟ هل هذا النوع من الصداقة حرام أصلا؟ أرجوكم ساعدوني فأن نفسي ضاقت علي ولا أعرف كيف أتصرف. جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا يا ابنتي ولا تترددي، فنحن جميعاً هنا في انتظارك، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
وبخصوص ما ورد برسالتك وهذا الهجر الذي حدث من هذا الرجل، كل ذلك شيءٌ طبيعي جداً يا ابنتي؛ لأن ما بني على الباطل يكون باطلاً، واحمدي الله أن عجل بقطع هذا العلاقة المحرمة؛ لأنه لا توجد صداقة في الإسلام بين رجل وفتاة أجنبية عنه، يا ابنتي بمقدورك أن تتخذي لك صديقة من جنسك عبر الإنترنت أو غيره، وهذا لا مانع منه، وقد يكون أحياناً ضروريا ومهما لأن البعض تعود على أن يفضي بما في نفسه إلى غيره، وأنه في حاجة إلى إنسان يسمعه ويعيره اهتماماً به وبمشاكله، هذا صحيح وموجود بكثرة، ولكن نقول: ليكن هذا مع فتاة مثلك، أما الرجل فلا؛ لأن هذا حرام شرعاً، فاحمدي الله أن عافاك من هذه العلاقة، خاصة وأن الرجل تركك بسبب نصيحتك له بالصلاة، وإذا كان فيه خير كان سيفرح بنصائحك ولكن نظراً لأنه كان يتسلى معك، ومثل هذا النوع يصعب أو يندر أن يكون لديه شيء من الالتزام، ومن هنا تركك وبحث عن غيرك؛ لأنه يريد السوالف والدردشة حتى وإن لم تكن في كلام محرم، فقد يكون هو الآخر في حاجة إلى من يهتم به ويسمع منه ، ووجدك ضالته المنشودة، فلما تعرضت لأشياء لا يريدها ضحى بك من أجل معصيته وهذا شيءٌ طبيعي يا ابنتي ، فلا تحزني؛ لأن مثل هذا لا يستحق ذلك، وسلي الله أن يرزقك أختاً صالحة تعينك على طاعة الله وتفضين إليها بما في نفسك حتى يأتيك الزوج الصالح الذي يعوضك عن ذلك كله، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============ ...
... أنا ملتزم ولكن
... 55272(114/192)
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا أخوكم في الله من مصر ، أطرح عليكم مشكلتي ولا أشكو همي إلا لله، وهو أعلم بما تسر الصدور؟
أنا شابٌ في الـ23 من العمر ملتزم ، ولكني أشتكي من شيء واحد ألا وهو أني في بعض الأوقات يسول لي الشيطان المعصية، أي أن لدي عادة من أيام الجاهلية ألا وهى أحب أن أكلم البنات في التليفون، ولا أستطيع أن أجمح زمام نفسي ، وأنا لست بقادر على الزواج، وأصوم خميس واثنين ولا أدرى ما هذا ، أهو غضب من الله علي أم هو مرض نفسي ، أم ماذا؟ أنا حيران لست أعرف ، ماذا أفعل؟ أنا معجبٌ بأخت ملتزمة وأصر في داخلي أنه عندما تتوافر الماديات سأتقدم لخطبتها أو بالمعنى الصحيح لست أدرى كيف أخبر والدي أني أريدها ، أفيدوني في هذا أثابكم الله ، والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعض، ولا تنسوني من صالح دعائكم . ولكم جزيل الشكر والامتنان .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعة الله.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن كل هذه الأمور متوقفة عليك أنت شخصياً، فبعزيمتك القوية وإرادتك الجادة يمكنك أن تتوقف عن تلك المعاصي نهائياً، فالتردد هذا دليلٌ على عدم استخدامك لطاقاتك الإيمانية التي أعطاك الله إياها، والشيطان لما وجد عندك عدم الجدية أو الصدق واصل إغرائه لك وإغوائه وتزيينه هذه المعاصي المحرمة، وحال بينك وبين التوبة كلما أردتها، فأريدك أخي مؤمن يا صاحب الاسم العظيم أن تقف مع نفسك وقفةً صادقة لتحاسبها على تلك التصرفات قائلاً:
1- هل أرضى أن يكلم أحد أختي في الهاتف ويعاكسها ويفسد عليها دينها؟
2- هل كل الناس مثلي يفعلون هذه المعصية؟(114/193)
3- هل استفدت شيئاً ملموساً من المكالمات السابقة؟
4- هل الكلام الذي أقوله للبنات سيأتي في صحيفة حسناتي يوم القيامة؟
إذن لماذا أصر على هذه التجارة الخاسرة وأستجيب للشيطان والنفس في هذه الأمور الحقيرة الوضيعة؟
لا بد أن آخذ قرار قوي وصادق بالإقلاع والتوقف مهما كانت الإغراءات، والله معي ينصرني ويقويني ويؤيدني، وسأواصل الدعاء والإلحاح على الله مع عدم الإخلال بهذا القرار ما دام أنه في مقدور غيري فهو كذلك في مقدوري، فأنا لست أقل من أي شخص آخر وقع في معصية ثم تاب منها وأقلع عنها وقبل الله توبته، وقبل النوم تكرر عدة مرات هذه العبارة: (أنا قادر على ترك مخاطبة البنات بالتليفون، أنا قوي بالله، أنا أستحي من الله) لعدة أيام ، وسوف تجد نفسك مع الدعاء قد حقق الله لك أملك وصرف عنك كيد الشيطان ، وعافاك من هذه المعصية.
أما الأخت التي أعجبت بها فأرى أن تسخير الله عليها، ثم تفاتح والدك عسى الله أن يجعلها من نصيبك، وهذا أمرٌ طبيعي يحتاج منك إلى شيء من قوة الإرادة، فاستعن بالله وتوكل على الله، وأخبر والدك، وستسمع خيراً إن شاء الله، مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد والتوبة الصادقة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... مشاهدة المحرمات على الإنترنت
السؤال
السلام عليكم،
أنا رجل ملتزم بأداء واجبات الدين الإسلامي والحمد لله، ومتزوج وعندي طفل، لكن المشكلة التي ظهرت معي منذ حوالي سنتين هي أنني أدمنت على مشاهدة المواقع الجنسية على الإنترنت، علماً أنني والحمد لله لا أقرب الزنا وليست لدي أي علاقة محرمة، وكل فترة أحاول التخلص من هذا الموضوع ولكن بعد فترة أعود لمتابعة هذه المواقع. أفيدوني بالنصيحة جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/194)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق ، وأن يذهب ضعف نفسك وكيد شيطانك وهواك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك تعاني من ضعف في الهمة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا أمرٌ شخصي لا بد لك من التغلب عليه، وتمرين نفسك في هذا الموضوع وغيره، على أن تعودها الالتزام بالقرارات مهما كانت، وهذه مهارة يمكن تنميتها وتدريب النفس عليها، لأن هذا خلل تربوي يحتاج منك إلى معالجة ومجاهدة، فالتردد وعدم الثبات والتحلل من الالتزامات الشرعية أو غيرها هو أثر من آثار التربية الغير سوية التي قدر يتعرض لها الإنسان في صغره، فحاول أن تجاهد نفسك، وأن تقف معها وقفة حازمة وجادة.
فما دمت لست من أهل المعاصي المتعلقة بالجنس، إلا أنك تضعف وتدخل المواقع الإباحية رغم علمك بحرمتها؛ معناه ضعفك عن إلزام نفسك بالقرار الذي تتخذه، ولم ولن يحل هذه المشكلة سواك، فعليك بما ذكرته لك سابقاً من ضرورة التدريب والمجاهد.
وأمر آخر لا بد منه وهو عدم الخلوة بهذا الجهاز مطلقاً، وإنما أخرجه إلى مكان بارز في المنزل، وادع زوجتك لتشاهد معك ما تدخل إليه حتى تستطيع أن تقاوم هذا الشيطان وذلك الهوى، ولا تفتح الجهاز وحدك قدر الاستطاعة إذا أردت حل المشكلة فعلاً، وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك بقبول التوبة والثبات عليها، واحذر التسويف لأن من شرار الخلق عند الله عباد إذا خلو بمحارم الله انتهكوها، فاحذر أن تكون منهم ، سائلاً الله لك التوفيق والسداد والثبات، ويمكنك مراجعة الاستشارات المتعلقة بموضوعك، وبالله التوفيق.
ملاحظة: يمكنك قراءة الاستشارات التالية (3731) و (1978) وذلك لأنها تتحدث في نفس الموضوع.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================
... ذنوبى أمامى دائما ...
55187 ...
السؤال(114/195)
أنا شابٌ أبلغ من العمر 25 سنة، أعمل كموظف استقبال في فندق بشرم الشيخ, دائماً أرى ذنوبي أمام عيني، فأتوب وأرجع إلى الله كل يومي، أو عندما أجلس بمفردي أصلي وأبكي على ذنوبي ، ولكن بحكم وظيفتي التي غالباً أحس فيها بضيق في نفسي أجد نفسي أمام الذنوب وتنصب علي . هل أترك وظيفتي أم ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المبارك / أيمن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، وكم نحن سعداء حقاً بهذه الشخصية التائبة المتمردة على الباطل، التي تأبى أن تعيش في مستنقع الفساد والنتن حتى وإن ضعفت أحياناً، إلا أنها ما زالت تحمل الخير الكثير الذي يفتح أمامها أبواب التوبة على مصراعيها، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدلك خيرةً عن هذا العمل وهذا المكان الموجود، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً.
واعلم أخي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن الله سبحانه جل وعلا لا يضيع أهله، وأن رجلاً مثلك رغم حاجته الماسة لمثل هذا العمل إذا تركه لله ومن أجل الله لم ولن يتخلى عنه الحق تبارك وتعالى ، فاستعن بالله واترك هذا العمل فوراً، وعد إلى بلدك أو ابحث عن عمل آخر ليس فيه معصية لله، واعلم أن الله لم ولن يبارك في هذه الأموال التي تأتي من مثل هذا العمل، وكفى شؤماً والعياذ بالله أن يصبح العبد في معصية ويحس بها كذلك، فانح بنفسك ولا تتردد في ترك العمل في هذا المكان أو في هذه الوظيفة، وابشر بخير الدنيا والآخرة، وأكرر من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك برزقٍ طيب حال، بعيد عن هذه الوظيفة المشؤومة وتلك الأموال المحرمة، ونحن هنا بالموقع نضرع إلى الله أن يعوضك خيراً، وأن يبدلك خيراً ، وأن يمن عليك برزقٍ طيب حال، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============
... هل أبتعد عنها بعدما قدمت لي ... 55181 ...
السؤال(114/196)
أنا شاب في مقتبل العمر، تعرفت على صديقة لي على النت، وبعد ذلك تمت العلاقة بيننا إلى درجة الحب، وبصراحة لقد ارتحت لها، وهي نفس الشعور، لدرجة أن اليوم الذي لا نسمع فيه صوت بعضنا نحس بضيقة، والحمد لله أحببنا بعضنا في الله ، وسبحان الله صدقوني أن لها فضل بعد هداية الله لي في صلاتي، أي أنها تتصل علي وتنصحني بالصلاة، وتقولي لي عن أي شيء يستوجب الحرمة أو الكراهة هذا حرام أو مكروه ، والحمد لله حبنا هذا ليس من نوع حب هذا الجيل، ولقد اتفقنا أنا وهي على الطريقة المشروعة الزواج ، وكل يوم ندعي ربنا أن يسهل لنا هذا الأمر ، ومع الأيام هداني ربي والتزمت وعرفت الطريق الصحيح، وسبحان الله كل شيء قدرت عليه وتركته من المعاصي إلا هذا الأمر ، هذا مع أننا صلينا لربنا صلاه استخاره ، وأحسسنا براحة، وشعرنا باشتياق بعضنا لبعض، وأنا في الحقيقة لا أدري ماذا أفعل ، أفيدوني جزاكم الله خيراً، إما أن أستمر معها على هذا الطريق في الخير كما كنا ، أو أن أبتعد عنها، مع أني والله حاولت لكن دون جدوى؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز / أبو جواد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: أسأل الله أن يوفقك ويسددك، وأرجو أن يحفظ الله شبابنا من كل سوءٍ ومكروه .
أنصحك بالمسارعة إلى تصحيح الوضع، وذلك بالتوبة والاستغفار وإتيان البيوت من أبوابها، فإن هذه الفتاة لا تزال أجنبية بالنسبة لك، والغاية لا تبرر الوسيلة، فمهما كانت الغايات سامية ونبيلة لا يجوز لنا أن نسلك لها سبيل غير مشروع، بل ينبغي أن تكون الغاية نبيلة والوسيلة الموصلة مشروعة.
ويسعدنا أن تشاركك هذه الفتاة، وتساعدك على اتخاذ الطريق الصحيح لإتمام الزواج والعقد الشرعي الذي يتيح لكما تنمية عناصر الخير، وتكوين أسرة مطيعة لله سبحانه، فالعلاج في التمسك بهذا الإسلام الذي ما ترك خيراً إلا ودلنا عليه ولا شراً إلا وحذرنا منه.
وأحذرك من هذا (النت) الذي تظن أنه ساقك إلى الخير، لأنه غداً سوف يقودك إلى شر محض والعياذ بالله، والشيطان قد يصدق وإنه لكذوب، ومعظم العلاقات التي تبنى بهذه الطريقة مصيرها الفشل؛ لأن الشيطان يوسوس للطرفين، فيقول للرجل: إنها تكلم الرجال وتبيع العواطف، ويقول للفتاة: إنه تعرف عليك وربما تعرف على كثيرات فهو ثعلب يتغذى بهذه ويتعشى بالأخرى، وعندها تبدأ المشاكل التي تنتهي بما لا يحمد عقباه، كما أن المشاعر الشفوية قبل الزواج معظمها من باب المجاملات،(114/197)
فالفتى يساير الفتاة وكذلك العكس، فربما أظهر التدين لأن الطرف الثاني يفضل هذا الجانب ، وربما ربما !!! ويظل كل طرف يظهر خلاف ما يبطن، ويخدع الجميع بالجري وراء السراب.
ولذا كان من عظمة منهج الإسلام أنه يبني مشاعر الود الحقيقية بعد الارتباط الشرعي، وينعكس على حياة الطرفين صبراً على البلاء، ومشاركة في الأفراح، وصبراً على الأذى، وإحسان للعشرة، فالحياة الزوجية مليئة بالعسل والأشواك (ولا بد دون الشهد من إبر النحل) وليس الأمر كما يفهمه شبابنا المخالف لآداب الإسلام.
وأنصحك بمتابعة مواقع الخير في الإنترنت، وأرجو أن تتردد على المساجد وتشغل نفسك بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، وعندما تتهيأ للزواج عليك بذات الدين، واحرص على أن تستخير الله في كل أمورك، أسأل الله لكما التوفيق والسداد والحفظ والهداية، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===========
... مشكلة العادة السيئة
... 55116
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي عدة مشاكل وأريد حلاً لها ، وهي:
أعاني من مشكله التفكير الزائد، لكن الحمد لله في الفترة الأخيرة كان التفكير خفيفاً ، فقد كنت من قبل ذلك لا أستطيع النوم منه هذا التفكير ولو لأتفه الأسباب.
مشكله العادة السيئة، فأنا أعاني منها منذ أن كنت في الأول الإعدادي، وهاأنا قد أنهيت دراستي الثانوية قبل سنتين، وأحاول أن أبتعد عنها وأتركها ، ومع أنني أقرأ القرآن وأحافظ على صلواتي لكن لا أستطيع تركها ، وسبب معرفتي لهذه العادة هو من خلال طلاب هدانا الله وإياهم ، فقد أخبروني بأنه من يريد منكم أن يرتاح أن يفعل كذا وكذا، ومنذ أن بدأت أمارس هذه العادة وأنا لا أستطيع التوقف عنها .
أرجوكم أعطوني الحل ، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/198)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، وأسأل الله العظيم أن يستخدمنا في طاعته، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أخي الكريم: اعلم أن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل، فعليك بالإكثار من ذكر الله والرضا بقضاء الله وقدره، ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره ولا يحزن على ما فات، وتأكد أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وقد ذكرت أن التفكير أصبح خفيف وسوف ينتهي بإذن الله، والمؤمن يفكر في ملكوت الله فيزداد إيماناً على إيمانه، وقد مدح الله الأخيار فقال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:191]، والتفكير بهذا المعنى عبادة عظيمة لله رب الله العالمين.
العلاقة وثيقة بين العادة السيئة والتفكير، بل هو نتيجة من نتائج هذه العادة المخالفة، فهي تجعل الإنسان شارد الذهن، كثير التفكير ، انطوائي لا يحب الجلوس مع الناس؛ لأنه يشعر بالذنب ويسيطر عليه الخجل، فيؤثر الوحدة فيكون الشيطان هو الجليس، فيدفعه لفعل هذه المخالفة، ويشغله بالأفكار السيئة.
ومما يساعد على العلاج الخوف من الله والحرص على طاعته بتلاوة كتابه ، والمداومة على صلاة الجماعة ، وتجنب رفقة الشر، وغض البصر، وبذل الجهد في المذاكرة والأعمال، وتقليل الدسم في الطعام، وعدم الركون إلى الفراش إلا بعد أن يسيطر عليك النعاس، والحرص على أذكار النوم، وأذكار اليقظة من النوم، والإسراع بمفارقة الفراش بعد الفراغ من النوم، وإن كنت ميسور الحال فأرجو أن تحرص على الزواج ولو بشيءٍ يسير من المال، وتجنب رفقة الشر، والنظر إلى صور العاريات وقراءة المجلات.
واعلم أن هذه العادة لها آثار مدمرة على صحة الإنسان، وتعرضه للإصابة بأمراضٍ خطيرة، وقد يعجز عن ممارسة حياته الزوجية بعد الزواج، وهي عادة سيئة يزداد صاحبها جوعاً وشوقاً إلى ممارستها، ولا يصل إلى الإشباع لأنه مصرف سيئ، وغير طبيعي لهذه الشهوة.
وردد دائماً قول الله تعالى في مدح المفلحين: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5- 7]، وقل أعوذ بالله من شر سمعي وبصري ، أسأل الله العظيم أن يغفر ذنبك، وأن يحصن فرجك، والله الموفق.(114/199)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
=========== ...
... أريد حلا لحبي
... 55108
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبتدي بسؤالي لكن وبإختصار شديد إني قد تعرفت على فتاة بالإنترنت وأحببتها من كل قلبي وهي كذلك وما كان يدور بيننا كان بالهاتف فقط ولا نتجاوز الحد المعقول من الحديث، وهي تخضع لي بالقول وهي من أسرة محافظة، وأنا أعرف أن أخوتها لايفوتهم فرض إلا وهم في المسجد وإنني فعلا أحببتها لأنها كانت توقضني لصلاة الفجر وأنها كانت تزعل مني زعل شديد إذا فاتتني الصلاة في المسجد...
المهم يا حضرة الشيخ ماذا أفعل قد تعلق قلبي بها ولا أستطيع نسيانها وللعلم إني تقدمت لخطبتها أكثر من مرة وأنا لا أزال في رغبة شديدة بالإرتباط بها، إلا أن أمها (الله يهديها) بها شك بأننا على علاقة ببعض ولكن ليس عندها دليل فما العمل يا حضرة الشيخ (أسالك الدعاء لنا لأننا بحاجة إليه) وجزاك الله عني وعنها خير الجزاء ..
أرجوك يا شيخ عجل عليّ بالإجابة فأنا ولله الحمد موظف ومبتعث للخارج للدراسة وأنا والحمد لله من المحافظين على صلاتي.
وأنا أواجه صعوبات في المعيشة هنا وأريد أن أستقر نفسياً وبالحلال لأن دراستي إحتمال أنها تطول وأنا شاب في كامل قوتي وشبابي وأريد العفاف.
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله ص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يوفقك في بعثتك الدراسية، وأن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعته، وأن يحقق رجاءك فيه بأن يجعل هذه الفتاة الطيبة من نصيبك، إنه جوادٌ كريم.(114/200)
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا فعلاً مقدر ظروفك، ومن كل قلبي أدعو الله لك بالتوفيق في مشروع الزواج هذا، وأن يوفقك كذلك في بعثتك الدراسية، واعلم أخي محمد أن هذه الفتاة لو كانت من نصيبك وأن الله قدرها لك فسوف تصل إليها حتى وإن طال الزمن، فما عليك إلا أن تكثر من الدعاء أن ييسر لك أمر زواجك منها، وأن يشرح صدر أهلها للموافقة مع الأخذ بالأسباب الممكنة، فحاول مرةً أخرى، وإذا لم توفق بنفسك أو بأهلك فلا مانع من الاستعانة ببعض الفضلاء ذوي المكانة عند أقاربها مع عدم التوقف عن الدعاء، وكذلك الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن فعلت ذلك كله، وكانت مقدرة لك فتأكد من أن الله سيشرح صدر أهلها لقبولك وتكون من نصيبك إن شاء الله.
وإذا لم تكن مقدرة لك في علم الله فمهما حاولت لن تصل إليها بحال، لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وفي هذه الحالة لن يكون أمامك إلا الرضا بقضاء الله والتسليم لإرادته ومشيئته سبحانه؛ لأنه لا يقدر إلا الخير ويعلم ما يصلح عبده وما يفسده، وحينئذٍ فابحث عن غيرها لعل سعادتك أن تكون معها وأنت لا تدري.
فاجتهد وحاول وخذ بالأسباب، وأكثر من الدعاء ، ولا توقف حياتك لأجلها إذا رفضك أهلها وأصروا على ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والقبول، وأن يدخل السعادة والسرور عليك بتحقيق رغبتك، إنه جوادٌ كريم وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============ ...
... أقول نعم أم لا
... 55104
... السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين المختار ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع نهجه إلى يوم الدين.
إخواني وأخواتي في الله بعد الشكر والثناء على هذه الخدمة أضع بين أيديكم مشكلتي التي لم أجد لها حل ، وضاقت بي الأرض ، ولم أجد من متنفس ، فقلت لن يفيدني إلا أهل العلم والتقوى وسآخذ بما ستحكمون وتقولون ، لكن طلبي أن تستعجلوا بالرد؛ لأن الأمر يجب أن يحسم في أيام قلائل ، وإن كان هناك محادثه هاتفية فلا مانع ، فأنا أتعذب كل دقيقه، ولا أجد حائط أستند إليه .
إليكم مشكلتي واعذروني إن كانت مفصلة لأني أريد أن تنظروا إليها من جميع النواحي:(114/201)
أنا فتاه مغتربة بأمريكا ، وأدرس الماجستير ، وقدر الله أن أدخل غرف الدردشة، وكنت أقضي بعض الوقت فيها لأن كثيراً من واجباتي المدرسية تحكم علي الطباعة والبحث في الجهاز، كنت أقضي وقت الدردشة في غرف إسلامية دعوية ، والحمد لله كانت هناك نتائج جيدة، وكنت أحلم وأخطط بالمزيد، لكن شاءت الأقدار ما لا يخطر بالبال ، فقد تعرفت على شاب وكان حديثنا في قضايا إسلامية وفكرية وسياسية واجتماعيه، ثم بدأنا ننتقل لمواضيع ومعلومات خاصة بنا، لكني كنت حذرة كالعادة واستمر الاتصال الإلكتروني معه لأشهر طويلة ولساعات ، وصارحني بعد فترة قصيرة جداً أنه يريد الزواج مني، وشرح لي أن أهله بأمريكا بولاية مجاورة لنا ، ورغم عدم اقتناعي بوسيلة الشات للزواج ، لكن إصراره وطريقته وإلحاحه وإعجابي به أيضاً جعلني أتقبل الأمر على شرط أن يأتي وأقابله عند أهلي، ويسألوا أهلي عنه ، ولم أعطهِ موافقة ، ولقد وافقني الرأي ، ووعدني أن يأتي، فقد كان بمشرق الأرض وأنا بمغربها ، ثم حدثت أحداث العراق ، وتشتت الأمور قليلاً لحضوره ، وقال أنه ينوي أن ينزل مع المتطوعين ، وطلب مني رقم الهاتف فأعطيته ؛ لأن أمر الزواج واللقاء بدأ يذهب من مخيلتي لقراره، وبعد أن هدأت الأوضاع رجعنا كما كنا، وفاجأني أنه في أمريكا ، لكن أخبرني أن هناك أمور معوقة لحضوره لخطبتي، وبعد أيام وصلت الفاجعة والخبر الغريب، فقد أخبرني قريبه وكان يعرف علاقتنا أنه إنسان متزوج ولديه 3 أطفال، كاد عقلي أن يذهب، وكانت صدمة قوية هدت كل أحلامي ، وجعلتني أتصور الإنسان الملتزم الذي أحببته أنه كاذب ومخادع ، وعزمت أن أقطع كل علاقة به ، وفعلت وأصبحت لا أدخل النت ومحيت كل ذكرى له ، وما إن مرت أيام حتى فاجأني باتصاله الهاتفي وإخباري أنه في أمريكا وعازم أن يأتي ويخطبني ، وأخبرته بقراري، لكنه لم ييئس وبدأ يشرح لي عن عدم سعادته الزوجية، وكيف أنه تزوج وهو صغير زواج أسري ولا توجد نقاط اتفاق مع زوجته، لكنه لا يستطيع تركها ولديه أطفال ووووو...، استمررنا بالمحادثة الهاتفية وعرفني على زوجة أخيه ، وكنت أتعلق به وأحبه كثيراً كلما تقربت منه، فاتفقنا أن يأتي وسيحكم الله بيننا ، وقد حضر أخوه الأكبر مع زوجته ، وتحدثوا مع أهلي واتصل هو بأخي الأكبر مراراً كي يبني جسر علاقة ، ثم تحدث مع والدي، وأعجب والدي به، وأخبره والدي أن زواجه الأول ليس عائق عنده والأمر يعود لي ، وناقشه بأمور جديه ، وشرط عليه سكن شرعي، وقد أخبره الشخص أني سأسكن بولايته، ولي مسكن شرعي، وسينزل في العطلة عند أولاده كما كان من قبل، وإن حدث أن عدنا لبلادنا فسأسكن بمدينةٍ أخرى...الخ
المشكلة الآن أن الأمر عاد إلي، وكأن العالم كله ينهد فوق رأسي، تعب عقلي من التفكير ، وأصبحت لا أنام ولا آكل ، وعقلي شارد ، وتعبت كثيراً ، ولاحظ الجميع ذلك ، وظنوا أنه بسبب شغلي ودراستي، وفي اليوم الذي حضروا فيه لطلبي ، شعرت بتنفير وصد أهلي للأمر فكدت أموت من الهم طول الليل، وفي اليوم التالي أغمي علي وأخذتني الإسعافات...آآآآآآآآه ..لا أدري ماذا أقول لكم ، وكيف أشرح ؟ وعن ماذا أفصح؟ وعن ماذا أسكت...؟ الذي أريد أن أقوله أني أحبه جداً ، ولا(114/202)
أرى حياتي وسعادتي إلا معه ، رغم عدم قبولي وخوفي من أنه متزوج ، لكن المشكلة هي أن أهلي رافضين جميعهم ، ولا يوجد أحد يفهمني ويساندني حتى والدي الذي قال لهم أنه لا يوجد لديه مانع ، أهلي انقلبوا عليه، وحاولوا إقناعه أنه سيكون زواج فاشل، وقد جرت حوارات كثيرة معي ، وكلهم يتوعدني أني إذا وافقت فسيقلبوا الدنيا علي....وقد أفصحت عن حبي وعلاقتي به لأختي الكبرى والصغرى وقريبتنا، وزدتهم هماً وغما...أنا أفكر بالموضوع من جميع النواحي، وأريد أن لا أبني ردي على عواطفي فحسب ، فعندما أنظر للتكافؤ الزوجي أجد هناك بعض المعوقات :
1- مثلاً أنا أدرس الماجستير ، وهو لم يتمم دراسته رغم سعت فكره وذكائه وثقافته، وناقشت هذا الأمر معه ، وهو لا يمانع من تكميل تعليمه، وقد كان منتسباً في تخصص الشريعة ببلاده.
2- نحن من نفس البلاد لكننا من قريتين مختلفتين، وعائلته تدعي نفسها بأنها قبائل ، وعائلتي ينظرون إليهم بدونية ولا يحسبوهم من القبائل، وهذا عائقٌ كبير في الزواج ، لكنه هو لا يمانع لأنه ينظر لها بمنظور إسلامي ، رغم أن أهله قد يحاربوه لذلك.
3- هو متربي تربية القرية ، وأنا من المدينة، وهناك بعض الأمور المختلفة فكرياً ، خاصة عن المرأة، لكن وجدت منه تقبل للنقاش ، ونظر للأمور جميعها من منظار ديني.
4- زواجه مني قد يسبب له مشاكل كبيرة مع أهله وأقاربه ، وخاصةً زوجته ، رغم أنه يقول أنه سيدبر أموره لكني أخاف أن أكون سبباً لتفكك أسري وتعاسة أي أحد ، وهذا يسوقني لتخوف آخر أني قد أكون لست مرغوبة عند بعض أهله وأقاربه .
5- الشيء الأخير والذي هو أهم العوائق وبيت القصيد أنه متزوج ، وأهلي لا يوافقوا على الأمر ، ولا أدري ماذا أفعل ، كما أن مجتمعي المحيط كله ينظر للتعدد على أنه خيانة زوجية ، وبنظر للزوجة الثانية كلصة، وحاولت أن أوصل المفهوم إليهم لكن دون جدوى .
الآن أضع سؤالي بعد أن سردت لكم القصة باختصار وهو:
ماذا أقول لوالدي فهو ينتظر رأيي خلال يومين؟
هل أغامر وأتحدى الجميع وأوافق رغم أنه متزوج لأني مقتنعة به فكرياً وعاطفياً على أنه هو الإنسان المناسب ، أم أرفضه لضغوط من يحيطني ، وحتى لا أجلب له الهموم والصعاب؟ الشيء الذي أخجل أن أبوح به لأي شخص أني أحبه حب يهز كياني، ولنا سنة كاملة نعرف بعض، ولم يجذبني إليه شيء دنيوي، رغم أن شكله حسن ولديه سعة مال وأسره عريقة وخصال جيده، لكن ما جذبني إليه دينه وحماسه لرفعة الدين ، وفكرنا المتحد بذلك رغم اختلاف أهلنا معنا، وكنا نسعى أن نذهب للأندلس أول زواجنا لنرى كيف كان الإسلام ، وأن يكون الجهاد من أولويات همومنا ومخططنا ، وكنا نعين بعضنا بالعبادات ، ونبتكر أفكار للعبادات الجماعية والتعلم الديني، وهو أيضاً أتى ليخطبني وهو لا يعرف حتى شكلي ولا أهلي وووو ...لكنه كان متيقن ومتأكد بأكثر من طريقة أني متدينة، ويعرف أفكاري وأهدافي، وحبه لي قد يفوق حبي له.(114/203)
عذرا لإطالتي ، وجزاكم الله خيراً لصبركم على هذه التفاصيل، لكني والله أفكاري متزاحمة ولا أجد من متنفس حتى إخواني خائفين أن أنهار وأتعب من جديد، وهذا ما يجعلهم يتراجعون من هجومهم.
أخيراً أذكركم بسرعة الرد، ولحق الملهوف بجواب وافي، وطمأنينة المفزوع لعل الله يطمئنكم يوم الحساب، ولا تنسوا أختكم أمة الله بصالح دعائكم ، فأنا بأمس الحاجة إليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المربية الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته والقيام بمهام شريعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن تعلقك بهذا الأخ أمرٌ طبيعي جداً وليس بمستغرب، وهذه للأسف آثار هذا الإنترنت اللعين الذي بدأ يفسد على الناس فطرتهم، ويتحكم في اختياراتهم وعواطفهم، فإنسانة مثلك تعطي للدردشة وقتاً كافياً وتبوح بأسرارها لشخص ما ، وهو كذلك وليس هنالك شاغل آخر، ومع كثرة الاتصالات واللقاءات لا بد وأن تنشأ مثل هذه العلاقة، ولست وحدك ضحية هذه الدردشة، وإنما أنتِ واحدة من العشرات التي تتصل بهذا الموقع بصفة شبه يومية.
فراغ وعدم مراعاة ضوابط الشرع في الحديث المطول مع شخص حتى وإن كان ملتزماً، ماذا ستكون النتيجة؟
حتماً ستكون تعلق كل واحد بصاحبه خاصة وأنه لا رقيب ولا حسيب، والكل يقول ما يشاء بحرية حيث لا يراه الطرف الآخر، وقد يؤدي الأمر إلى نتائج وخيمة وعواقب غير محمودة، وأنتِ واحدة من هؤلاء ، تأثر قلبك بهذه الدردشة، حتى أصبحت أسيرة لهذه العلاقة، ولديك استعداد أن تقفي أمام أهلك بل والدنيا كلها لتتزوجي برجل عرض عليك كلاماً اختاره هو، والحقيقة ستظل مجهولة حتى يحدث اللقاء المباشر، وما أسهل أن يقول الإنسان ما يشاء من كلا الطرفين.
أتاني هوى قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا(114/204)
بل إن هناك عشرات النسوة والرجال من أدمنوا الدردشة وأصبحت عوضاً لهم عن الحياة الشرعية التي شرعها الله، فالمرأة تفضي للرجل بأدق أسرارها وتقدمه على زوجها، وتعطيه ما لا تعطيه لزوجها الشرعي، وتتوطد العلاقة إلى صورة لا يمكن تصورها، ويصبح هذا الرجل زوجاً بديلاً، بل ومقدماً على الزوج الشرعي بحجة أنها ارتاحت معه، وأنه متفاهم ومتفق معها، وأن روحها وقلبها تعلقا به، والرجال كذلك ، حتى تأثرت عشرات البيوت الإسلامية، ولا أدري واسمحي لي هل يا ترى ستواصلين الدردشة بعد ذلك أم لا ؟ وهل أنتِ متأكدة من أنك قد لا تجدين شخصاً آخر يحمل مواصفات أفضل من هذا الأخ فيؤثر في قلبك ويفسد ما بينك وبين زوجك؟
معذرة في الإطالة وحدة الكلام، ولكنها الغيرة عليك وعلى أمثالك من ضحايا هذه الشبكة؛ حيث عدم معرفتك بحكم الاسترسال في الكلام مع شخص أجنبي لا تربطك به أدنى صلة ولا معرفة، ليصل الأمر من شدة التعلق بهذا السراب المزعوم إلى أنه لا مانع من معارضة الأهل وعقوق الوالدين وقطع الرحم!
من قال لك أو لغيرك بأن هذه الدردشة حلال حتى وإن أدت إلى الزواج؟! من قال لك بأن الوقت الذي تم تضييعه في هذه الدردشة سيكون في صحيفة حسناتك؟! أعود لأقول لك معذرة أمة الله ، ما هكذا تكون الأمور ولا تكون الأسر الإسلامية الراقية؟
وبناءً على ذلك أقول لك: حاولي إقناع أهلك مرةً أخرى فإن أصروا على عدم الموافقة فلك أن تستعيني بمن يؤثر عليهم، فإن لم يوافقوا فاعتذري للأخ، وتوجهي إلى الله أن يمن عليك بنسيانه والالتفات لدراستك، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح بطريقة مشروعة ولائقة، وعواطفك أنتِ التي أفسدتيها وأرهقتيها بهذه الدردشة ، فعليك بتحمل ظروف المعالجة والنسيان، ومن استعان بالله كفاه، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يخرجك من هذا المنعطف، وأن تعودي إلى حياتك الطبيعية، وأن تواصلي المسيرة الحقيقية لخدمة الإسلام بالصورة المرضية، وأن يعينك على تربية الجيل المسلم تربيةً جهادية، وإيمانية راقية، وأكثري من الاستغفار؛ لأن من واظب عليه جعل الله له من كل ضيقٍ فرجاً ومن كل هم مخرجاً، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... الحائرة في أمر هذا الصديق ... 54992 ...
السؤال
السلام عليكم .
لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي ، ولكني سأحاول أن أصف قدر الإمكان، ولا أعرف إذا كان المكان سيكفي، كما أرجو أن تحظى رسالتي اهتماماً من قبل القراء الأعزاء.(114/205)
تعرفت منذ سنتين ونصف على شاب من خلال الإنترنت ، وتعاهدنا على الصداقة الحقيقية النقية الطاهرة الخالية من أي ادعاء ، وعلى أن لا نتخلى عن هذه الصداقة إلا بسبب الموت لا قدر الله أو في حالة ارتباط أحدنا، المهم أن صداقتنا كانت أروع ما يكون ، واعتبرته أكثر من صديق وأكثر من أخ ، والشهادة لله أنه لم يقل يوماً أدبه علي ، بل كان في غاية الاحترام والأدب ، وفي أغلب لقاءاتنا على الإنترنت تكون نقاشات هادفة وأغلبها دينية ، ولا أنكر أنني استفدت منه الكثير والكثير، وكان هناك تفاهم واهتمام كبير متبادل بيننا، حتى أنني أصبحت مدمنة على لقائه ، وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه.
ولكن مؤخراً ومنذ شهر تقريباً أرسل رسالة غريبة لم أستطع فهمها إلى الآن، كان يودعني فيها ويطلب مني أن لا أحاول سؤاله عن السبب ... قال فقط " إنه نداء من السماء والحمد لله الذي قدر التحرك والسكون بإذنه" .
قد لا تتصوروا إخواني وقع هذه الرسالة علي، لقد شعرت وكأنه طعنني غدراً ... و ممن؟ من أعز صديق ... !!!!! أهذه هي الصداقة الحقيقية؟ أهذه هي الأخوة؟!
بالرغم من ذلك إخواني، راسلته راجية فقط أن يعطيني تفسيراً لتصرفه هذا ، وقلت له إنني على يقين بأنه سيأتي يوم ونفترق فيه وكل واحد منا سيذهب إلى جهة ، لكن على الأقل أستحق تفسيراً لهذا الابتعاد بحق هذه الصداقة وهذه الأخوة التي جمعتنا طيلة السنتين والنصف.
لكن من دون جدوى فهو لم يعطني أي سبب شافي ، اكتفى فقط بالقول أن لديه مشاكل خاصة لا يستطيع البوح بها لي ، مع العلم أنه كان من قبل يحكي لي كل كبيرة وصغيرة .
سألته إن كنت أخطأت في حقه بشيء فأنا أستسمحه ، لكن أقسم بالله أن لا علاقة لي بقراره .
قلت له : هل الموضوع له علاقة بزواجه؟ إن كان كذلك فأنا سأحترم حياته الجديدة ولن أزعجه بعد اليوم ، لأنه في إحدى النقاشات نصحني بعدم مصادقة رجل مرتبط ، لكن كان رده أن الموضوع لا علاقة له بكل ما يدور في رأسي .
إذاً بالله عليكم إخواني ما الذي تغير الآن؟
لماذا تعمد أن يتركني أعيش في هذه الحيرة وهذا الألم الشديد؟
لا أخفي عليكم إخواني أنني تألمت كثيراً وبكيت، واتجهت إلى الله سبحانه في صلواتي ودعوته، ولا أخفيكم سراً أني حاولت أن أبعده عن تفكيري لكن لم أستطع ، فكل شيء يذكرني به .(114/206)
انقطع التواصل بيننا ولم أعرف ما هي جريمتي التي ارتكبتها وبقي عندي التساؤل " لماذا "؟
وأنا التي كنت له الصديقة الوفية والمخلصة .
أرجو أن تجد قصتي هذه الاهتمام لديكم ، وأن لا تبخلوا علي بحلولكم، فأنا أشرب من كأس المر الذي طالما سمعت عنه لكن السماع ليس كالتذوق.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبصرك بالحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا حقيقة لا أدري ولا أعرف معنى الصداقة عندكم، وهل لها معنى آخر غير الذي يعرفه الشرع أو نعرفه نحن هنا في بلادنا؟ فالشرع أختي سليمة لا يقر ولا يؤيد أي علاقة بين رجل وامرأة ليس بينهما رباط شرعي، أو نسب أو قرابة أو مصاهرة، فالعلاقة بالصورة التي وردت برسالتك لم تكن علاقة مشروعة ، ولا يجوز لمثلك أن يمارسها ، نعم يمكن أن تكون الصداقة بين فتاة وفتاة، وبين امرأة وامرأة ، وبين رجلٍ ورجل، أما أن تكون بين فتاة وشاب أو امرأة ورجل، فهذا أمر منكر شرعاً، حتى وإن كانت العلاقة لا تتعدى مجرد الكلام أو الكتابة فقط، فكل ذلك مما لا يقره الشرع والقيم والأخلاق والعادات العربية الأصيلة، لذا أقول لك احمدي الله أن انتهت هذه العلاقة، وعليك بالتوبة والاستغفار والندم على ما فات.
وما حدث من هذا لشاب فهو تصرف طبيعي جداً ؛ لأن الفراق كان لا بد أن يقع نظراً؛ لأن العلاقة لم تقم على أساس من الدين أو العرف السليم، ولذ أنصحك أختي سليمة بنسيان هذا الموضوع تماماً، واحمدي الله أن أطال في عمرك، وأعطاك فرصة للتوبة والاستغفار، وبدلاً من هذه العلاقة سلي الله وتوجهي إليه بالدعاء أن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته وعوضاً مباركاً عن هذا الصديق الذي فقدتيه، فأكثري من الدعاء ، وإن شاء الله سوف يمن عليك بنسيان هذا الأمر ويكرمك بالزواج الصالح الذي يستحق منك هذا الوفاء والبر والصدق والإخلاص، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============(114/207)
... علاقه حب ..!!!
... 54912
السؤال
السلام عليكم .
أنا شابٌ من أسرةٍ محافظة ، مواظبٌ على صلاتي ومتمسك بديني، تعرفت على فتاة من خلال الإنترنت ، ودامت بيننا علاقة تجاوزت الثلاث سنوات، أحب كلٌ منا الآخر ، ويعرف كلٌ منا الآخر وأصبحت بيننا اتصالات، ولقد تقابلنا، أردتها زوجةً لي فقاربت بين أسرتي وأسرتها من خلال تعارف نسائي فقط ، وتعرفت بعدها على أخوتها ، وصارحت أخاها على الزواج دون أن يعلم أن أساس العلاقة هي تعارف من خلال الإنترنت، وبعد أن سأل عني بطريقته اقتنع بي ، خصوصاً وأني صاحب سيرة حسنة بين الناس، ولا أمدح نفسي ، ولكن هذا ما توصل إليه أخوها ، والحمد لله لقد فرحت كثيراً ، بل فرحنا كثيراً ، وكانت علاقة حبٍ صادقه الهدف منها هو إكمال نصف ديني، بما أنه تخللها بعض الأمور التي لا تجوز شرعاً ولا عرفاً ، وهي علاقة الهاتف والمقابلة ، ولكن هذه زادتني حرصاً للزواج بها ، وذلك لاقتناعي بها، ولكن مع مرور الوقت تغيرت نظرة إخوانها لي ، ولم يقنعوا أباهم بي ، لا أعلم لماذا ، وقبل كل هذا استخرنا الله سبحانه وتعالى أنا في أمرنا هذا، واستخرت أنا مراراً وتكراراً، ويعلم الله أني لا أريد من النساء زوجةً لي غيرها، إني أكن لها حباً كبيراً ، وهي أيضاً كذلك ، ولكن هناك بعض الأمور والعوائق كاختلاف الجنسيات مثلاً ، وكانت هناك مشكلة عند أسرتي بالنسبة لي وقد تغلبت عليها وأقنعتهم عن غير رضىً كامل منهم جميعاً، ومع عدم ردهم على أسرتي أفرحهم هذا التصرف ، وعدم رضاهم أو ردهم زادهم حرصاً على زواجي بأسرع وقت من أحد قريباتي ؛ لكي لا أرجع لهذه الأسرة مرةً أخرى.
سؤالي: هل الزواج في مثل هذه العلاقة يقابله النجاح بعد الزواج؟
وهل أستمر بالمحاولات لأتزوجها خصوصاً وأننا صبرنا كثيراً لكي نكون أسرة واحدة، وتواعدنا على ذلك؟
هل ما حصل من نتائج هو من محاسن الاستخارة ، وأننا لا نصلح أن نكون كزوجين ؟
أريد رداً شافياً فأنا في أمس الحاجة إليه بكامل تفاصيله .
عذراً على الإطالة فيعلم الله أني وجدتكما متنفساً ومكان أفضفض إليه هماً حل بي، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/208)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن في خدمتك وخدمة جميع المتصلين بموقعنا، فلا تتردد في الاتصال، ونعتذر إليك عن تأخر الرد، ونعدك بعدم تكرار ذلك مستقبلاً إن شاء الله، ونسأله جلَّ وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يَمُنَّ عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعة الله ورسوله.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فلا أريد بدايةً أن أعكر صفوك ببيان حرمة إنشاء علاقات مع النساء الأجنبيات عبر الإنترنت أو الهاتف، فأنت أعلم بذلك، ولكني أقول لك: أنت تعلم -أخي المحترم وليد- أن الأمور كلها بيد الله، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أرد الله، فإذا كانت هذه الأخت من نصيبك فسوف تصل إليها لا محالة رغم أنف أهل الأرض جميعاً، وإذا لم تكن من نصيبك فلو كنت ملَكاً من الملائكة أو سلطان الجن الأحمر -كما يقولون- لا يمكنك الزواج بها؛ لأن الله لا يغلبه غالب، ولا يغير قضاءه مخلوق مهما كانت عظمته وقوته، كل الذي علينا أن نأخذ بالأسباب، وأن نكثر الدعاء، ثم ندع النتائج بعد ذلك لله تعالى؛ فأنت أخذت بالأسباب الممكنة التي يبذلها كل شخص عادي، فإذا كنت ترى أنه بمقدورك أن تؤثر في قرار أهلك أو أهلها وتحاول إقناعهم بالمعروف والحكمة فلا مانع من استمرار المحاولات، شريطة أن تتوقف عن مقابلتها أو الاتصال بها، حتى تتضح الرؤية، فإن وافقوا على ذلك فارتبط بها، ثم حدثها الليل والنهار، وقابلها كيفما شئت؛ فلن ينكر عليك أحد؛ لأنها أصبحت زوجة لك، وإن لم يوافقوا تكون قد أعذرت إلى الله، وفي نفس الوقت لم ترتكب محرماً، وتكون تلك إرادة الله.
واعلم أنه لا عبرة شرعاً بالوعود التي بينك وبينها؛ لأنه لا يحل لكما ذلك شرعاً، ولذلك لا تشغل بالك بذلك، وتُبْ إلى الله منه.
وإذا لم يوافق أهلك بعد محاولاتك في إقناعهم، أرى أن تعتذر إليها، وألاَّ تغضب أهلك بسببها؛ لأن حقّ أهلك عليك أعظم من حقوق أهل الأرض جميعاً، ولا يليق برجل مسلم ملتزم مثلك أن يَعُقَّ أهله لإرضاء أي أحدٍ كائناً من كان، حتى ولو وافق أهلها ولم يوافق أهلك، فلا تضحي بهم أبداً مهما كانت درجة تعلقك بها؛ لأنك بذلك تكون قد كتبت على نفسك الشقاء والحرمان ومحق البركة، وغضب المولى عليك حيّا وميتاً.
ومن أدراك، لعلَّ هذه المعوقات من بركات الاستخارة، وأنها فعلاً لا تصلح لك، وإنما تصلح لغيرك وقد خلقها الله له، كما لا تصلح أنت لها وقد خلقك الله لغيرها.(114/209)
فحاول مرةً أخرى، فإن وفقت فهذا ما نرجوه، وإلاَّ فتوكل على الله، وارض أهلك، وابحث معهم حق زوجة أخرى.
سائلاً الله تعالى لك التوفيق والسداد، وسعادة الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... هل ما أفعله حرام
... 54874
السؤال
أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني أعمل بالبحرين والسعودية وعندما كنت بالبحرين تعرفت على فتاة شيعية وهي تعمل محاسبة معي في نفس الشركة وصارت بيننا صداقة، وعندما أتيت إلى السعودية لم تنقطع الاتصالات بيننا حتى صرت لا أقدر على فراقها، وقد اعترفت لها أني أحبها مع أني أعرف أن هذا الحب لم يكن حقيقي، لأنني أعرف بعض المعتقدات عنهم غير معتقدات أهل السنة، وكانت تنصحني دئماً على أن هذا لم يكن حب ولكن تعود، فهل يجب علي أن أقطع اتصلاتي بها؟ وإذا رجعت إلى البحرين لا أكلمها أم ماذا؟
فنحن بيننا بعض المشاكل بسبب هذا الموضوع وكنت أنا المخطيء فهل أعتذر أم أفضل علي ما أنا عليه؟ وهل عندما أعود إلى البحرين أتكلم معها كما كنا أم ماذا أفعل؟
آسف أني طولت عليكم ولكني في حيرة من أمري فهي إنسانة مخلصة لي، ودائماً كانت تقدم لي النصح وتحمل عني بعض هموم العمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع .(114/210)
أخي الكريم: أوصيك بتقوى الله وطاعته، وأذكرك بضرورة الحرص على تجنب العلاقات العاطفية الخارجة عن الضوابط الشرعية، وهذه وصيتي لشبابنا الكرام، وتلك علاقات يزينها الشيطان وخلوات يحضرها وشرور يوسوس بها ، وهي في الحقيقة لا تفيد لكنها تضر، فكل طرف يظهر للآخر ما ليس عنده، وليس فيه من الصفات الكريمة ولو على سبيل المجاملة لاستمالة الطرف الآخر، وهذه العلاقات التي تبدأ بالمخالفة لأسس هذا الدين غالباً ما تكون قصيرة العمر كثيرة المشاكل والحسرات، هذا إن تم أصلاً الزواج؛ لأن الشيطان يوسوس للطرفين ويزرع الشكوك، ويقول للفتى وما يدريك لعلها صاحبة علاقات مع آخرين، ويقول للفتاة لست الأولى ولن تكوني الأخيرة، فنجد أنفسنا في حرج وضيق (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ..) [طه:124].
وعليه أرجو أن تجتهد في قطع هذه العلاقة ، وتحاول نسيان تلك الأيام، وأشغل نفسك بالاستغفار والطاعة الله، لأن الاتصالات وتذكر الماضي يشغل العواطف ويوقد الشهوات، والأفضل البحث عن عمل ليس فيه نساء، والمرأة تقبل وتدبر في صورة شيطان ، واحرص يا أخي الشاب على تحصين نفسك بزواج شرعي وميثاق غليظ، فابحث عن امرأةٍ صالحة توافقك في المقصد والعادات، وتشاركك العيش من نفس البيئة التي ألفتها ، وهذه كلها عوامل تساعد على الاستقرار الأسري مستقبلاً بإذن الله .
وقد ظهر لي من كلامكما أن تلك العواطف والمشاعر لم تكن إلا مجرد تسليه ولعب شباب، وهذا والعياذ بالله يخالف شريعتنا التي تصون الأعراض وتأمر بغض البصر وحفظ الفرج .
وتذكر أن الحب الحقيقي يبدأ بالزواج الشرعي الذي يبحث فيه الشاب الموفق عن المرأة الصالحة، ولا يرضى غيور أن تكون أم أبنائه مستقبلاً ممن يضاحكن الأجانب ، ويتوسعن معهم والعياذ بالله في الكلام والتعامل، والله مدح نساء الجنة بأنهن (( قاصرات الطرف)) وهذه صفة كمال في المرأة أن تقصر طرفها (( بصرها )) على زوجها فقط، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها .
وفقك الله للخير وسدد خطاك، ونسأله تبارك وتعالى أن يحفظ أعراضنا وأن يحفظ شبابنا ، والحمد لله رب العالمين، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============= ...
... إنى أحتقر نفسى
... 54653
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(114/211)
أعلم أن المواقع الإباحية حرام شرعاً ولكني كل ما أعزم على عدم العودة إلى هذه المواقع أرجع مرة أخرى مع العلم أني أستعين عليها بالصيام وقراءة القرآن فما الحل؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم : أسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وأحذرك يا أخي من توبة الكذابين وهي أن يتوب الإنسان بلسانه فقط مع تعلق القلب بالمعصية، فنجده والعياذ بالله يذكرها ويفتخر بها، ويعشق الجلوس إلى رفاقها، يتمتع بالنظر في آثارها وأطلالها، وأرجو أن تتذكر أن الإنسان لا يدري متى تنخرم به لحظات العمر وكم من صحيح خرجت روحه فلته، والتوبة المقبولة عند الله هي التي ورد ذكرها في كتابه قال تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17) .
وطالما أن لحظة الموت مجهولة فحق للإنسان أن يخاف من التسويف وتأخير التوبة والإنابة
ومما يعينك يا أخي على التخلص من هذه الخطيئة ما يلي :
1-الصدق في التوبة والإخلاص فيها لله بمعنى أن لا يكون الدافع إليها غرض آخر .
2- الابتعاد عن رفاق المعصية.
3- شغل النفس بالمفيد، فمن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل .
4-البحث عن مواقع إسلامية بديلة.
5-إعفاف نفسك بالزواج إذا لم تكن متزوجا .
6- تذكرك خطورة هذه الممارسات التي لا تخدم إلا أعدائنا وهم الذين يدفعون شبابنا للانحراف.
7-اللجوء إلى الله والتضرع إليه.
8- الإكثار من الطاعات، خاصة الصيام، وزيارة المرضى والمقابر ومعالجة أجساد الأموات .
9- مجالسة الأخيار.
10- البحث عن أعمال تستغرق الأوقات، والرياضة والحركة لتفريغ الطاقات
والإسلام يدربنا على ترك الطعام والشراب طاعة لله، فكيف يصبح المسلم صاحب الإرادة رهين معصية أو سجارة، فاتق الله يا أخي وتذكر أن كثرة الخطايا قد تؤدي(114/212)
إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله، وشكراً لك على هذه المشاعر فلا زالت نفسك تلومك على هذه المخالفات، وهذا دليل خير أرجو أن تنميه وتتمسك به.
وأسأل الله لك السداد والثبات .
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
============== ...
... أشعر بالخوف وأفكر بالانتحار ... 54500 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه عندي 15 سنه، أعيش مع أمي، وأبي وأخي يعملان في الخارج، وأختي متزوجه في الخارج، أشعر بوحده فظيعه، وشعور بالخنقه، وأشعر دائماً بالخوف من الحياه والناس، وأنا والحمدلله محجبه من 4 سنوات، وقد لبست الخمار قريباً، ومنذ ارتدائي الخمار ازداد خوفي وخنقتي، وأصبحت أكره النزول، ولا أريد الذهاب إلى المدرسة، ولا أريد أن أتعامل مع الناس أو أرى أحدا من أقاربي، وفكرت في خلع الخمار والاستمرار بالحجاب العادي، ولكني أخشى الله وأخافه، وأصبحت لا أفعل شيء الآن إلا الإنفراد بنفسي والبكاء والدعاء إلى الله أنه يصبرني، ولكن هذه الأيام وأنا أبكي يأتي بعقلي التفكير في الموت والانتحار، ولكني أتذكر الله واتذكر أن ذلك حرام، ولا أعرف ماذا أفعل، والانسان الوحيد الذي يشجعني على الالتزام هي أختي، وهي لا تعيش معي، وأمي غير محبذة للخمار، ولكن يوجد قريب لي يحبني وأتحدث معه على الانترنت، ومتفق معي على أنه يأتي ويخطبني السنة القادمة، وهو من أسرة متدينة، ولكنه فى سن المراهقه 18 سنة، ويرفض بعد أساليب عائلته في التدين ويقول أنها تعقيد، ولكنه يريد الإلتزام أيضاً، ولكنه لا يعرف الطريق، وأنا أخاف أن يكون حديثي معه على الانترنت غلط، مع العلم أن أهلي يعلموا بكل شيء، وعندما أفكر في الموت وأتذكر الله ثم هو و أختي أتراجع فماذا أفعل؟ وهل أستمر في حديثي معه، وكيف أتعامل مع الناس، وأتخلص من الشعور بالخنقه وكره الناس ونفسى والشعور بأنني أنتظر الموت لكي أرتاح.
أرجوا الإجابة ولكم جزيل الشكر.
الجواب
الأخت /Sm الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من ذكر الله تعالى، ولا تلتفتي إلى هذه الأفكار السيئة، فالانتحار أكبر جريمة يمكن أن يفعلها الإنسان في حق نفسه، وعندها يحرم على نفسه الجنة، ولا عجب فالمنتحر معترض على قضاء الله وقدره، مسيء(114/213)
للأدب مع الله، والعياذ بالله، والشيطان همه أن يموت الإنسان على المعصية، ويحشد حيله وجنوده من أجل أن يخرجنا من الدنيا إلى النار والعياذ بالله.
فواحرصي على الالتزام والتمسك بالإسلام، ولا تتأثري بقول الناس ولا تلتفتي لوساوس الشيطان الذي يريد أن يربط بين ظروفك النفسية السيئة وبين التمسك بالحجاب، ويصور لك أن الخمار يزيد من خوفك وعزلتك، وهذا هو عمل العدو اللدود.
وكوني على اتصال بأختك ، وأحمد الله الذي منَّ عليك بشقيقة تشجعك على الإلتزام، وأرجو أن تبري والدتك ولا تطيعي أحداً في معصية الله.
والمسلم يطرد الخوف والحزن والاكتئاب بذكر الله، قال تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28)
وعجب لمن اغتم ولم يفزع إلى قوله تعالى :(لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87). فأني وجدت الله بعدها يقول : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88)
ننجي المؤمنين من الغم إذا ذكروا الله وتضرعوا إليه، فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين كذلك، فاحرصي على هذا الذكر ، وعجب لمن خاف ولم يفزع إلى قوله تعالى : (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(آل عمران: من الآية173) فأني وحدت الله في الآية التي تتلوها بقول (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ..) (آل عمران:174) .
أما بالنسبة لموضوع قريبك المتدين فأرجو أن يتقدم رسمياً لطلب يدك، والإسلام لا يريد مثل هذه العلاقات والاتصالات التي يكون الشيطان فيها حاضراً وهي غير محمودة العواقب، ولذا أرجو أن تشجعيه على اتخاذ خطوات عملية على الطريق الصحيح حتى تخرجي من الحرج من ناحية شرعية، وكل مخالفة لأمر الله لها شؤمها وأثرها على الإنسان.
واعلمي أن في الناس أخيار فضلاء، فابحثي عن صديقات ملتزمات لتكوني معهن، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن الكريم، والاستماع للمحاضرات، ولا تتركي نفسك منعزلة فإن الوحدة شر، والشيطان قريب من الواحد، وإذا جاءتك الخواطر السيئة، فتعوذي بالله من الشيطان استغفري وقولي آمنت بالله والحمد لله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، والإنسان مغفور له ما لم يترجم هذه الوساوس إلى عمل وممارسة .
أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
===============
... أغيثوني ... أغاثكم الله
... 54489
السؤال(114/214)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنا شاب أنهيت دراستي الجامعية وأبحث عن عمل، نشأت في بيئة محافظة ولله الحمد، ولكن للأسف البيئة الخارجية أكسبتني بعض الصفات والأخلاق الذميمة، وكنت أمر بحالات ضعف وأحيانا قوة إيمانية ولكن وحتى في فترات الهداية (إن جاز التعبير) لم أكن أتخلص من كل الصفات السيئة.
قبل شهرين تقريباً ذهبت للعمرة، علماً بأنني ومنذ أربع سنوات أذهب كل سنة لأداء العمرة، ولكن هذه المرة كان لهذه العمرة الأثر الإيجابي الكبير علي والحمدالله، ومنذ مدة إلتزمت بالصلاة في المسجد في كل الأوقات وأصبحت محافظاً على وردي القرآني، وأصوم كل اثنين وخميس، والتزمت بغص البصر وحفظ اللسان قدر الإمكان، وخففت علاقاتي مع الأشخاص الذين كانوا أحد الأسباب في تجاوزاتي وذنوبي.
إنني ومنذ بلوغي كنت أعاني الكثير أمام الأمور الجنسية، وللأسف كنت أمارس العادة السرية، علماً أنني على علم بمضارها وأعلم بحرمتها، وحتى أنني كنت أنهى أقراني عن ممارستها وهذا الذي ما أزال أعانيه إذ أنني أبتعد عن كل ما يمكن أن يثيرني وأحاول دائماً إشغال نفسي ولكن لا يدوم هذا الأمر أكثر من أسبوعين أو ثلاثة، وينتابني شعور أعجز عن وصفه من ضيق وقلق وتوتر وعصبية، وعندها لا يجدي اشتغالي بأي شيء فعندما أنهي صلاتي أو قراءة القرآن أعود للتوتر ولا يجدي معي سوى ممارسة هذه العادة القذرة، وفور انتهائي أعود لطبيعتي وأغتسل وبالطبع أشعر بالذنب وأستغفر ربي والذي دائماً أدعوه أن يعينني على الطهارة والعفاف وأن ييسر لي مصدر رزق أستطيع به الزواج، ولقد ضقت بنفسي ذرعاً إلى درجة أنني أصبحت أقول لنفسي مالك دواء سوى عذاب جهنم عندها ستتوبين وترجعين.
آسف على الإطالة ولكن حسبي الله ونعم الوكيل.
وأعينوني أعانكم الله.
الجواب
الابن العزيز/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برد رسالتك فهذه مشكلة غالب الشباب الذين يعانون من الفراغ وقلة العمل، ولكن الذي يشجع في علاجك ويساعد عليه أنك من الصالحين المجاهدين(114/215)
لأنفسهم الذين يحبون الله ورسوله، ومسألة ضعفك أمام هذه العادة معناه أنك ما زلت في حاجة إلى مزيد من التقوى والإكثار من أعمال البر والخير وشغل نفسك ببعض الأمور التي تساعد في تقليل وقت الفراغ عندك.
ولذا أنصح بالآتي:
1- مواصلة كل أعمال البر والتي تقوم بها حالياً فهي من أهم عوامل النجاة.
2- زيادة جرعة هذه الأعمال خاصة الصيام وقراءة القرآن.
3- مصاحبة الصالحين وقضاء معظم الأوقات معهم حتى يقوى إيمانك.
4- حضور مجالس الذكر وحلق العلم حتى يزيد العلم الشرعي لديك.
5- ضع لنفسك أو بمساعدة بعض الدعاة منهجاً علمياً معقولاً تقضي معه أوقات فراغك ويزداد به علمك وترضي به ربك خاصة علم التزكية.
6- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالثبات على دينه وأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة.
7- أكثر من الاستغفار قدر استطاعتك مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
8- حاول قراءة الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية فإنها ستفيدك في العلاج بإذن الله.
9- قاوم قدر استطاعتك ولا تستسلم وسينصرك الله ويغفر لك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... مشكلة النظر إلى الحرام
... 4102
السؤال
مشكلتي باختصار
أنا شاب متزوج والحمد لله، وقد رزقني الله بطفل سميته عبدالله، والطفل الثاني في الطريق، ملتزم والحمد لله، والزوجة ملتزمة والحمد لله، ولكني أحب النظر إلى الحرام، عاقبت نفسي أكثر من مرة ولكن لم تنته عن هذه الخصلة التي تغضب الله، رأيت أحد الاستشارات التي تتحدث عن هذا الموضوع، فتذكرت أنى تعرضت للاغتصاب وأنا صغير ، فقلت في نفسي: هل هناك علاقة بين الموضوعين؟ ربما يكون كبتا ، ربما يكون عجزا مني أمام زوجتي أثناء الجماع، ربما ربما ربما ربما، ولكني أخشى شيئا واحد وهو الخوف من عقاب الله الذي أعطاني نعمة البصر ونعمة الزوجة ونعمة الولد، نعم كثيراً أخشى أن تسلب مني وأنا مصر على هذه المعصية ، أرجو الإفادة ، أفادكم الله.
الجواب
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله(114/216)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك لك في أهلك، وأن يبارك لأهلك فيك وأن يجعلكم أسرة مسلمة صالحة وأن يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يثبتك على الحق إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فاعلم أخي الفاضل أن الحق تبارك وتعالى قال : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11) فإذا لم تقرر أنت أن تتخلص من تلك المعصية وتتخذ قراراً قوياً وحاسماً لم ولن تتمكن من التخلص من ذلك، فعليك أولاً أن تقرر التوقف الفوري عن هذه المعصية مهماً كانت الأسباب والدوافع .
ثانياً: عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعيينك على التخلص منها
ثالثاً : تذكر عقوبة المعاصي والآجلة واعلم أن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة والعياذة بالله .
رابعاً : إن هذه المعصية قد تحبس عنك الأرزاق وتحرمك من التوفيق وتنقص عليك حياتك وتبدلك بدل النعمة نقمة والمحبة عداوة .
خامسا: لا علاقة بين حادثة الاغتصاب وهذه المعصية لا من قريب و لا من بعيد.
سادساً : تذكر أن نظر الله أسرع إليك من نظرك إلى الحرام فاستحي من الله .
سابعاً : أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية الإعانة على التخلص من هذه المعصية واعلم أن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، وأنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم وأن الأعمال بالنيات وأن الله يعطيك على قدر صدقك وهمتك فأر الله من نفسك خيراً وسل الله السلامة والعافية.
وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... أنقذوني من شيطاني
... 4091
السؤال
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
الاخوة الأعزاء في استشارات الشبكة
(أريد حلا لنفسي )
حيث أنني شاب أبلغ من العمر 23عاما، ألتزم في جميع الصلوات الخمس، وأكاد لا أترك المسجد بتاتاً، وأحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم، وأجيد قراءته بالأحكام العليا، وجميع أصدقائي من الشباب الملتزمين في المساجد، ومعظمهم متدينين، وأنا(114/217)
مسرور جداً لذلك، والأدهى من ذلك أني معروف لدى الجميع بأني إنسان متدين ولا يخطئ.
ولكن ما إن يدخل الليل وعتمته أنسى كل ذلك، وإن قلت كل ذلك نعم، فهو كل ذلك فارتكب المعاصي بكل أشكالها، من تلفاز داعر، وبرامج ساخرة، وخيالات حقيرة و أفعال مخزية (كالاستمناء) .
حاولت الكثير أن اصلح نفسي، ولكن شيطاني لا يتركني، فلن تعدي ليلتي إلا وأرتكب عملاً شيطانياً حقيراً.
ثم يأتي الصباح فأصلي الفجر في وقته، وأكون في حالة ندم شديد، وأتهم نفسي بالنفاق تارة وأخرى بالفسق، وأخرى بالكفر والعياذ بالله، ثم أتوب إلى الله تعالى وأرجوه أن يغفر لي، ومن ثم أعيش نهاري ملاكاً يمشى على الأرض، ومن ثم يأتي الليل وعتمته، وأكون مصمماً على أن لا أعيد الكرة، ولكن أنسى نفسي، كيف ذلك حدث لا أعلم ؟
أرشدوني بالله عليكم كيف أنقذ نفسي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ / سالم الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلى أن يثبتك على الحق وأن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية والليل والنهار، وأن يجعلك من عباده المحسنين الذين يعبدون الله كأنه يراهم فان لم تكن تراه فانه يراك .
وبخصوص ما ورد برسالتك فهذه بلاشك ظاهرة تدل على ضعف الإيمان، ويخشى عليك منها سوء الخاتمة، لأنه من شرار الخلق عند الله بل ومن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من إذا خلو بمحارم الله انتهكوها والعياذ بالله، فيجب عليك أن تقف وقفة صادقة مع نفسك وأن تعلم خطورة ما تقوم به، وسأقدم إليك بعض النصائح لعلها تساعدك في الإقلاع عن تلك المخالفات:
1- حاول أن تخرج هذه الأجهزة من غرفتك وألا تتركها عندك مطلقاً .
2- إذا كان بالإمكان ألا تنام في غرفة وحدك، فذلك أفضل لئلا تضعف أمام نفسك ويستحوذ عليك الشيطان ولو بصفة مؤقتة .
3- اترك باب غرفتك مفتوحاً إذا لم ينم معك أحد قدر الاستطاعة .
4- لا تدخل إلى غرفتك إلا عندما تشعر بحاجتك الشديدة إلى النوم .
5- أحرص أن تنام على وضوء دائماً، وعليك بأذكار النوم بصفة يومية .
6- استمر في ذكر الله تعالى عند النوم، ولا تتوقف حتى تفقد وعيك .(114/218)
7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التخلص من تلك المحرمات .
8- راجع الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية ( 1784 ) .
9- اقرأ في كتب (سير السلف والصالحين)، لتقارن حالك بحالهم وتتأثر بهم .
10- اجعل لك برنامج ولو شهرياً لزيارة المقابر وعيادة المرضى، لترى فضل الله عليك .
11- واصل العبادات التي تؤديها الآن ولا تتوقف مطلقاً لأنها من وسائل النجاة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
========== ...
... كيف أنساه
... 4029
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله،
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموثع الذي يتيح لي أن اقول مافي قلبي .
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، تعرفت على شاب يكبرني بعام تقريباً عن طريق الانترنت ومضت تقريبا سنة وأنا معه، وتقدم لخطبتي وأهلي رفضوه، ولكن المشكلة هي أني قد عرفت أن الذي كنت أفعله غلط كبير، وهو التكلم معه وما إلى ذلك، والآن أنا نادمة جدا ورجعت إلى الله وتبت إليه ولكن المشكلة هي أني لا أستطيع أن أنسى هذا الشاب، لأني أحببته وأنا في مراهقتي وصعب علي أن أنساه، وهو بالتأكيد نساني لأنه لو كان يحبني فعلا لما تقدم لخطبتي وهو لا يعمل و ليس لديه شهادة دراسية، فأنا الآن أتعذب أريد أن أنساه وأبدأ حياة جديدة، ولكن لا استطيع لأنني أحببته من كل قلبي، فهل هناك من وسيلة للتخلص من الالم والماضي المرير؟
شكراً لكم وآسفة على الإطالة .
الجواب
الأخت / فاطمة الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحب بك في موقعك، وكم يسعدنا إتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا ونسأله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك وظن جميع المتصلين، كما نسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يتقبل توبتك وأن يحقق أمنيتك، وأن يمن عليك بزوج صالح يعينك على طاعته جل جلاله.(114/219)
وبخصوص ما ورد، فالحمد لله أن من عليك بمعرفة الحكم الشرعي لهذا الاتصال، وهذه نعمة عظمى تشكرين الله عليها، وأما بخصوص هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك ورفضه أهلك رغم حبك له، قطعاً هم لا يرضون بذلك حتى ولو عرفوا، فإن غالب الأسر مازالت ترى التعارف عن طريق الإنترنت غير مشروع لمخالفته لما تعارف عليه الناس من الطرق الطبيعية المعروفة، وكونك متأكدة من أنه قد نسيك لكونه تقدم دون استعداد فلا أعتقد أن حكمك هذا صحيح أو صائب ، وما وقع منه لا يدل قطعاً على عدم حبه لك فهذا من الغيب الذي لا يعلمه الا الله ، لذلك أقول لك مادمت قد تبت إلى الله من الإتصال به أو بغيره، فلا تفكري في معاودة الإتصال به أو بغيره، حتى لاتقعي في معصية الله، وإذا كان لك نصيب فيه وهو أيضا يصلح لك زوجاً فتأكدي من أن الله سوف يجعله من نصيبك إن شاء الله حتى وإن طال الزمان، وإذا لم يقدره الله لك فلا يمكن أن يصل إليك أبداً لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنصحك بأن تسألي الله أن يعينك على نسيانه، فأكثري من الدعاء أن يمن الله عليك بنسيانه وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وحاولي أن تشغلي نفسك بشيء نافع ومفيد مثل الإطلاع والقراءة ووضع برنامج مبسط لحفظ القران الكريم، وحضور دروس ومحاضرات دينية ، والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية النسائية، وتعلم فن الطهي والطبخ أو الخياطة وغيرها من الهوايات النافعة والمفيدة، وأهم شيء الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم ) فإن كان لك فيه نصيب فسوف يأتيك وأنت أقوى إيماناً وأكثر صلاحاً واستقامة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فسوف يرزقك الله بزوج أفضل منه يكون عوناً لك على طاعته ويعوضك عن هذا الشاب، ويكون سبباً في دخولك إلى جنات الله ورضوانه، ويجمعك الله به في الدنيا والاخرة .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... أضرار التدخين والعادة السرية
... 3858 ...
السؤال
أرجو إفادتى فى مضار العادة السرية، وهل مضارها مرتبط بالتكرار أم أنه موجود بغض النظر عن التكرار، كما أرجو الإفادة أيضاً فى مضار تدخين الشيشة حيث إنني قد تعودت عليها من فترة طويلة بشكل يومى.
يؤكد الكثير من الأصدقاء أن التدخين لا يضر إلا بالإكثار منه أما إن كان التدخين كعادة بشكل يومي حجر أو اثنين فلا مضار فى ذلك؟
أرجو الإفادة من صحة المعلومة.
الجواب(114/220)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
مضار صحية ناتجة عنة الإدمان على العادة السرية:
هناك مضاعفات خطيرة تنشأ من التمادي في ممارستها، مثل احتقان وتضخم البرستات، وزيادة حساسية قناة مجرى البول، مما يؤدي إلى سرعة القذف عند مباشرة العملية الجنسية الطبيعية، وقد يصاب بإلتهابات مزمنة في البروستات وحرقان عند التبول، ونزول بعض الإفرازات المخاطية صباحاً، كما قد تسبب الإنهاك والآلام والضعف والشتات الذهني، وضعف الذاكرة والعجز الجنسي, وسرعة القذف، وضعف الانتصاب، وفقدان الشهوة.
يخطئ من يظن أنه بعد الزواج سيتمكن من الإقلاع عن هذه العادة بسهولة, فالواقع ومصارحة المعانين أنفسهم أثبتت أنه متى ما أدمن الممارس عليها فلن يستطيع تركها والخلاص منها إلا بالمعاناة حتى بعد الزواج، بل إن البعض قد صرّح بأنه لا يجد المتعة في سواها حيث يشعر كل من الزوجين بنقص معين ولا يتمكنا من تحقيق الإشباع الكامل، مما يؤدى إلى نفور بين الأزواج ومشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق، أو قد يتكيف كل منهما على ممارسة العادة السرية بعلم أو بدون علم الطرف الآخر حتى يكمل كل منهما الجزء الناقص في حياته الزوجية، فالعادة السرية تعود الألياف العصبية على الهياج اليدوي مما يصعب إرواءها بالهياج العادي خلال عملية الجماع بين الرجل والمرأة.
أما الوقاية من هذه العادة فإليك ما يلي:
1- معاشرة الرفقاء الأتقياء الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء.
2- الابتعاد عن كل المثيرات الجنسية من صور وأفلام وقصص وأشعار وغير ذلك.
3- عدم التعري والجلوس وحيداً.
4- الزواج المبكر.
أما علاج هذه العادة فإليك ما يلي:
أولاً : يجب أن نعلم أن الممارس لها يعتاد عليها بل يدمن عليها، ويصعب عليه الخلاص منها، فالتخلص منها ليس بالأمر السهل، و لكنه ليس مستحيلاً، بل يحتاج إلى عزم و إرادة و تصميم.
لا بأس أن نتذكر مدمني التدخين، عندما يريد مدمن التدخين الإقلاع عن هذه العادة يعاني من ذلك فترة زمنية إلى أن يتمكن من الخلاص، كما نلاحظ أنه قد يترك الدخان يوماً كاملاً ثم يرجع إليه، ولكن في المحاولة الثانية للتخلص من الدخان قد(114/221)
يصبر ثلاثة أيام ويرجع، وفي المحاولة الثالثة للتخلص قد يصبر أسبوعاً كاملاً، وهكذا إلى أن ينجح.
إذن على مدمن العادة السرية أن لا يصاب بالإحباط و اليأس، بل يحاول الصبر أكبر مدة يستطيع عليها، فإذا غلبه الشيطان وأوقعه مرةً أخرى فعليه أن يجدد العزم والتوبة من جديد ويطلب من الله تعالى التوفيق ويحاول مرةً أخرى ، وسيرى نفسه قد صبر فترةً أكبر ، ولو أوقعه الشيطان في المعصية مرة ثالثة فعليه أن لا ييأس ويعاود الكرة إلى أن ينجح النجاح التام.
جميل أن نتعلم من الأطفال عدم اليأس ، ألا ترى الطفل كيف يحاول الوقوف فيقع على رأسه ويبكي، لكنه يعيد المحاولة ويقع ويتألم ويبكي، ومع ذلك يحاول مرةً أخرى وأخرى إلى أن ينجح ، فهل عزيمة الأطفال وإرادتهم وصبرهم أكبر من عزيمتك وإرادتك وصبرك ؟؟!!
ثانياً : الزواج ، فلا تفكر في المعصية ، وابحث عن الطريق الحلال ، وإذا تيسر لك الزواج فالحمد لله رب العالمين ، وإذا لم يتيسر لك فعليك بالحل الثالث :
ثالثاً : الإكثار من الصوم .
رابعاً: معاشرة الرفقاء الأتقياء الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء .
خامساً: الابتعاد عن كل المثيرات الجنسية من صور وأفلام وقصص وأشعار وغير ذلك.
سادساً: لا تلجأ إلى الفراش إلا وأنت متعب مرهق.
سابعاً : تجنب التعري و الوحدة .
ثامناً : تجنب الحمامات الساخنة وحاول الاستحمام وأنت على عجل ، مثلاً: قبل الذهاب إلى العمل.
تاسعاً : القضاء على وقت الفراغ بالأعمال المفيدة.
عاشراً: عدم الإكثار من الطعام الذي يزيد في القوة الجنسية.
الحادي عشر: كن على وضوء في كل الأوقات.
الثاني عشر: الابتعاد عن أماكن التجمعات المختلطة كالأسواق وغيرها إلا عند الحاجة ، فإذا أردت الذهاب فاختر الأوقات التي يقل فيها تواجد الزحام والاختلاط ، واختر الأسواق الأكثر حشمة.
الثالث عشر: عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) والنوم عاريا أو شبه عارياً أو بملابس يسهل تعريّها .
الرابع عشر : تجنب احتضان الأشياء كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم وغير ذلك.
الخامس عشر : تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية ، فكل ذلك قد يحرك الشهوة عند الاحتكاك.
أضرار التدخين:(114/222)
إن التبغ يحتوي على 4000 مركب كيماوي ، وكلها ضارة ، منها 500 مركب ضار جداً، و43 مركب يسبب السرطان ، كما أن التدخين يؤدي إلى كثير من الأمراض :
1- 75% وفاة بدون سبب .
2- 78% من الإصابة بجلطات القلب.
3- 70% من الإصابة بالذبحة الصدرية.
4- 68% من سرطان الرئة.
5- 14% من سرطان الحنجرة .
16- 12% من سرطان الفم .
17- 5% من سرطان المثانة .
18- 1% من السرطانات الأخرى .
مزايا التخلي عن التدخين:
1- حياة أطول.
2- زيادة اللياقة الجسمانية.
3- جلد أحلى، وتجعدات وكرمشة أقل.
4- مظهر أفضل ( انعدام بقع النيكوتين ).
5- تصير رائحتك أفضل للآخرين.
6- تتذوق طعامك بطريقة أفضل.
7- نقود أكثر ، و فلوس زيادة ، وغيرها.
الأمور المعينة على ترك التدخين:
1- الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه .
2- الرغبة الصادقة والعزيمة الأكيدة والإرادة القوية في الإقلاع عنه.
3- خطط لطريقة تقلع فيها عن التدخين كأن يكون تدريجياً أو فورياً.
4- أخبر أصدقائك ومن حولك أنك ستقلع أو أقلعت عن التدخين .
6- لا تتردد على الأماكن التي يكثر فيها التدخين .
7- استعمل السواك أو اللبان " العلك " إذا وجدت حنيناً للتدخين .
8- أكثر من شرب الماء والعصير لتخفيف تركيز النيكوتين بالدم .
9- حاول زيارة طبيب مختص تستشيره .
10- غاز ثاني أكسيد الكربون سينخفض من جسمك بعد يومين من الإقلاع عن التدخين .
11- تذكر أنك الآن أقلعت عن التدخين وأضراره وانظر لنفسك أنك شخص غير مدخن.
والله الموفق .
المجيب : ... د. أسعد المصري
==============
... المناظر الإباحية على الإنترنت(114/223)
... 3731
السؤال
لا أستطيع أن أبعد نفسي عن رؤية المناظر الخليعة بالإنترنت ، ولقد حاولت أكثر من مرة وأفشل في ذلك، ماذا أفعل حتى أبتعد عن ذلك؟ خاصةً أني أصوم كثيراً ولا أستطيع الزواج بسبب تعنت والدي وتدخله في اختياري للزوجة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا تواصلك معنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يتوب عليك، وأن يغفر لك، وأن ييسر لك أمر الزواج، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك أخي العزيز محمد:فإن قلبي ليعتصر ألماً وحسرة لما أنت فيه من معصية لجبار السموات والأرض وتضييع لوقتك وعمرك فيما لا فائدة فيه، ولا يؤدي إلا إلى قسوة القلب وظلمته، وسواد الوجه وسوء العاقبة والحرمان من توفيق الله تعالى، وإثارة لشهواتك الجنسية دون وسيلة مشروعة لتصريفها، فاتق الله أخي محمد في نفسك، واعلم أن هذه المعاصي وأمثالها تسقطك من عين الجليل جل جلاله، وتجعل حياتك كلها بؤسا وشقاء وعدم توفيق؛ لأن ما عند الله لا ينال بمعصيته جل وعلا، وأنه لا يحب من يعصيه ويخالف أمره، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم من شرار الخلق عند الله من إذا خلا بمحارم الله انتهكها والعياذ بالله، ومساعدةً في التخلص من هذه المعاصي إليك ما يلي:
1- واصل الصيام كما تفعل ولا تتوقف عن ذلك.
2- حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة مع الإكثار من صلاة النوافل.
3- ضع لنفسك برنامجاً ولو قليلاً لقيام الليل والوقوف بين يدي مولاك في الخلوة
4- أكثر من التوبة والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
5- ابدأ مشروع حفظ القرآن الكريم حتى ولو آية واحدة يومياً .(114/224)
6- أخرج الجهاز من غرفتك، واجعله في مكان عام بالمنزل كالصالة مثلاً.
7- اجعل استعمالك للجهاز نهاراً أو ليلاً في وجود آخرين معك.
8- اجتهد قدر الاستطاعة ألا تستعمل الجهاز وحدك خاصة بالليل.
9- مارس أي نشاط بدني كالرياضة مثلاً ولو المشي على الأقل.
10- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التوبة والتخلص من هذه المعصية.
11- حاول بشتى الوسائل إقناع والدك بزواجك، وسيوفقك الله فلا تيئس، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... الدردشات عبر الانترنت
... 3695
السؤال
السلام اود معرفة حكم الدردشة بالانترنت مع مراعاة الاخلاق في التحدث والدعوة الى الهداية الى الطريق المستقيم لعل وعسى ان يهدي الله بها أحد الشخاص
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة/ السلسبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يوفقك للحق الذي يرضيه إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص وما ورد بسؤالك: فقلد سبق لنا أن أجبنا عليه عدة مرات، وقلنا فيه أقوال أهل العلم والتي خلاصتها عدم جواز ذلك بين البنات والشباب، لأن ذلك فيه مخاطر عظيمة، ولدينا كثيرً من القصص المؤلمة التي حدثت بسبب ذلك، لذا ننصحك أختنا(114/225)
المباركة -حفظك الله- بأن تخصصي كلامك لأخواتك النساء، وهذا مجالٌ واسع يحتاج إلى جهود العشرات بل والمئات من الأخوات، فحاولي تخصيص نشاطك في مجال دعوة أخواتك من البنات عبر الشات أو غيره، وتوقفي تماماً عن التخاطب مع الشباب، وإياك أن يضحك عليك الشيطان ويزين لك التحدث مع الشباب أو يضيع وقتك في هذه المحادثات مما يؤثر على أمورك الأخرى؛ لأن هذه الدردشة أصبحت بلاءً يشتكي منه الكثير من الناس، حتى الدعاة أنفسهم، فننصحك بتحديد وقت محدد لذلك لا تزيدي عنه، كما ننصحك بجعل الجهاز في مكان واضح بالمنزل حتى لا يستغل الشيطان وحدتك ويضعف عزيمتك ويزين لك الكلام مع الشباب، وأنصحك أيضاً بالرجوع إلى الاستشارات التالية:
2777 ، و3082 ، و3165 ففيها تفصيل أكثر.
واعلمي أختاه أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فمخاطبة النساء للرجال محفوفة بضوابط شرعية كبيرة لا بد من مراعاتها ما دمت تقصدين خدمة الإسلام ابتغاء مرضاه الله، ومساهمةً في نشر الخير، والله نسأل أن يوفقك إلى كل خير، وأن يتقبل أعمالك خالصةً لوجهة الكريم، وأن يعينك على نفع أخواتك المسلمات، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============== ...
... اكتئاب وتوتر شديد منذ عشر سنوات
... 3184 ...
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة ، متزوج ولدي طفلتين ، والثالث في الطريق ، وأنا متزوج منذ عشر سنوات ، مشكلتي في الآتي :
1- التوتر الشديد والقلق من أقل موقف أو تصرف ، مثال: عند قراءة جريدتي المفضلة أتوتر خصوصاً في العمل ، أحس أنه لدي أعمال يجب إنهائها في البداية ، مع أن عملي لا يستحق ذلك القلق ، ويمكن إنهاءه في ساعة واحدة ، وأحس أني ملاحق ، وأني يجب إنهاء قراءة الجريدة بسرعة، أو عند البحث عن معاملة معينة ، أو عند الذهاب لمراجعة أحد المصالح الحكومية ، أو عند الذهاب لشراء حاجياتي من السوق ، أو عند مناقشة البائع عن سلعة معينة عن مواصفاتها وميزاتها إلى آخر تلك المواقف ، ويصاحب ذلك بعض الأعراض التي تزعجني كثيراً ، مثال : صداع ، ثقل في الأطراف ، ضيق في الصدر ، تشتت في التفكير ، وضعف في التركيز ، انخفاض في حدة الصوت ، إحساس بالضعف والإحباط ، الضعف العام في الجسم ، بطيء في الفهم ، بطيء في التحدث .
2- بعض الوساوس القهرية مثل : إذا أكلت أكلة ثقيلة وأحسست بالانتفاخ لمت نفسي ، ليتني ما أكلت ، وتظهر عند ذلك الأعراض التي ذكرتها سابقاً ، أو مثلاً عند تجاوز مخرج بالسيارة أو طريق أقرب من الطريق الآخر لمت نفسي لماذا وليتني سلكت(114/226)
الطريق الصحيح ، وتظهر كذلك الأعراض السابقة من صداع وكآبة ، كذلك عند القيام صباحاً من النوم أو بعد الظهر بعد العودة من العمل أشعر بضيق شديد ، وكآبة شديدة ، مع صداع ثقيل جداً في الرأس يمنعني أحياناً من الاستيقاظ ، وضعف جنسي منذ أول ليلة في زواجي ، وحتى الآن مع وجود انتصاب ولكن ضعيف ، وعندما إتمام الجماع أحس بتعب شديد بعد الإنزال ، ويصعب علي العودة مرةً أخرى للجماع ، إلا بعد فترة طويلة ، مع وجود سرعة في الإنزال ، كذلك عندما أتوتر أحس برغبة في الصراخ أو الغناء بصوت مرتفع جداً ( أعمل ذلك إذا كنت لوحدي) وصرت أتاثر بسرعة ، وتدمع عيني بسرعة عند سماع القرآن أو مشاهدة منظر محزن ، مع أن ذلك لم يكن لدي سابقاً، وعندما أسمع خبر يفرحني أفرح بشكل شديد جداً (هستيري) وقد يطير عني النوم حتى لو كنت متعب ومحتاج للراحة ، ويزيد عندي التفكير بشكل كبير جداً مع القلق والتوتر الواضح ، مع العلم أني أراجع دكتور نفساني مشهور عندنا في الرياض منذ 6 سنوات ، ووصف لي في البداية دواء (سيروكسات) 20 جرام ، واستخدمته لمد أكثر من سنتين بجرعات متدرجة إلى أن وصلت إلى حبة ونصف في اليوم ، واستمررت عليه لمدة سنتين ، في البداية أحسست بتحسن ، ولكن بعد سنة من العلاج بدأت ترجع بعض الأعراض السابقة ، مع زيادة الضعف الجنسي ، راجعت الدكتور وطلبت منه تغيير العلاج لعدم استفادتي منه ، وغير الدواء بدواء آخر (efexor 37.5) ثم طلب مني بعد أسبوع من العلاج تغيير الجرعة من نفس العلاج إلى 75 جرام بمقدار حبتين في اليوم ، واستخدمته لمدة أسبوعين ، ولكن سبب لي ضعف جنسي فضيع ، حدثت الدكتور عن الجانب السلبي من العلاج ، فأخبرني أنه محتار ولا يدري ماذا يفعل معي ، وأشار علي بالآتي :
1- إما استخدام أحد الأدوية السابق ذكرها ، وأضاف لها دواء aurorix 150) لمدة غير محددة قد تتجاوز العشر سنوات ، مع الصبر على سلبياتها.
2- أو ترك الأدوية والاستمرار مع الأخصائي النفسي ، ومحاولة مقاومة الاكتئاب والتوتر بالرياضة وقراءة القرآن والانشغال عنه .
وقد استمررت مع الأخصائي النفسي لعدة جلسات ، ولكن كان يركز فقط على عملية الاسترخاء التي لم أشعر فيها بفائدة كبيرة.
حاولت التخلص من الأدوية وعدم استخدامها ، والاعتماد بعد الله على نفسي ، ولكن لا جدوى ، حيث أن حالات الاكتئاب تأتيني بدون مقدمات ، حتى ولو كنت لا أفكر أو أسرح ، وأتوتر من أقل عمل يتعبني في العمل ، ولا أعد أستطيع أن أنتج ، وأسرح كثيراً في الصلاة وفي كل مكان ، وإن كان عندي عمل يجب عمله أفكر فيه كثيراً ويشغل بالي حتى لو كان تافهاً مثل غسيل السيارة مثلاً ، وصرت أحس بالتعب والإرهاق من أقل مجهود ، وبردت علاقتي بزوجتي وبناتي ، وظهرت علي وجهي علامات الأسى والكآبة ، مع أني إنسان محافظ على الصلوات وأقرأ القرآن بشكل يومي تقريباً.
رجعت لعلاج efexor 37.5 ولا زلت أستخدمه حتى الآن ، وأحسست أول أسبوع من استعماله بنشاط جنسي نوعاً ما وحب للجنس ، ولكن مع الاستمرار في تناوله بجرعة حبة ونصف صباحا وحبة ونصف مساء حسب رأي الدكتور رجع لي الضعف(114/227)
الجنسي ، بل حتى ضعف الانتصاب ، مع شعور بالاكتئاب وإن كان أقل من أول ، وتوتر وقلق وإن كان أقل من أول أيضاً.
أيضاً لدي هذه الأعراض :
1- إذا طلب مني مديري تغيير عملي في المكتب الحالي (سكرتير) إلى مثلاً كاتب صادر ووارد ، أخاف وينتابني شعور بالضعف ؛ لأني سوف أمسك عمل أقل من مستواي ، مع العلم أن هناك موظفين معي أرفع مني مرتبة ويعملون بالصادر والوارد.
2- عندي تضارب وتردد وصراع نفسي رهيب في التفكير حول مديري ، حول منحي عمل إضافي ، فساعات أقول سأدخل عليه وأكلمه بصراحة ، وأحاول أن أستعمل الشدة في الحديث معه ليضعني مع ضمن المكلفين ضمن العمل الإضافي ، وأحيانا أقول لا تستعجل واستخدم معه أسلوب اللين والرفق ، مع أن هناك أيضاً بعض زملائي في المكتب لم يضافوا إلى العمل الإضافي ، ودائماً تراودني تلك الفكرة وتسبب لي قلق في التفكير ، مع أن تلك الحالات لم تكن أول مرة ، بل صادفتني في عملي السابق ، ولكن بأسلوب مختلف وحالات مختلفة.
يقول الدكتور مرضك ناتج عن اضطراب في الشخصية ، ناتج من التربية في الصغر ، مع أني إنسان اجتماعي وأحب لقاء الأصدقاء وأفرح بهم ، بل أنا الذي أحاول طرح فكرة الخروج مع أصدقائي ، وأحب المناسبات وحضورها بشكل عام ، وجريء الحديث مع الناس ، والتحدث أمام الناس حتى لو كانوا بالمئات ، وليس عندي مشكلة في الصلاة بالجماعة ، ولا ينتابني خوف من ذلك ، وحياتي في السابق كما أذكرها في مرحة المتوسطة والثانوية كالتالي :
1- أخاف من طرح سؤال علي من قبل الأستاذ ، وأخاف من الإجابة.
2- أحاول ألا أرفع يدي في الفصل خوفاً من المشاركة حتى لو كنت أعرف الإجابة.
3- قليل الاختلاط بزملائي في الفصل في الثانوية ، بل أني دائماً أكون بمفردي في ساعات الفراغ.
4- حياتي السابقة خصوصاً أيام الدراسة دائماً في البيت ، ولا أخرج إلا نادراً .
5- كنت مدمن على الأفلام الإباحية واستعمال العادة السرية ، ولا زلت مدمن عليها ، ولكن العادة السرية الآن والحمد لله لا أفعلها .
6- صارت لي حادثة أتعبت تفكيري ودمرت حياتي ، حيث عندما كنت في عمر 25 سنة تزوج أخي الذي يصغرني ب 5 سنوات ، وكان أقل مني في المستوى الفكري والدراسي والمالي ، وغرت منه غيرة شديدة ، وأحسست بالضعف والهوان كيف أن أخي الصغير يتزوج قبلي ، وأن ذلك راجع إلى ضعفي ، وبدأت أحس أني إذا ذهبت لمناسبة أن أقربائي والناس الحاضرين ينظرون إلي بعين الأسى ؛ لأن أخي تزوج قبلي ، وساءت حالتي النفسية ، واضطررت للقراءة عند المشايخ ، بل زاد عدائي لأخي الصغير الذي تزوج قبلي ، وصرت أرمي عليه بالماء إذا مر وأهشم زجاج سيارته ، مما دعاني إلى أن أطلب من أهلي أن يسرعوا بزواجي ، مع أني كنت غير راغب في الزواج ، وليس لدي دافع جنسي أو نفسي له ، وليس لدي مقدرة مادية ، ولكن كنت أريد الزواج بأي طريقة ، حتى أثبت لنفسي وللناس أني غير ضعيف(114/228)
وقادر على الزواج ، وتزوجت بعد سنة من زواج أخي من امرأة لا أحبها ، بل تزوجتها إرضاءً لنفسي المريضة ، وحدثت مشاكل بيني وبين زوجتي بعد الزواج لا يعلمها إلا الله ، حيث كنت لا أحبها ، بل حتى لما أخبرتني أنها حامل بعد خمسة شهور تقريباً من زواجي أصابني الخوف والهلع ، وتمنيت أنها لم تحمل ، وأحست هي بذلك وأشعرتني به ، مع أن زوجتي لن أجد مثلها في حياتي ، حيث وفقني الله في زوجة صالحة راجحة العقل ، جميلة ، حسنة التصرف ، أستعين بها كثيراً في حل مشاكلي ، وتسدي لي النصيحة، وأعترف بمقدرتها على حل المصاعب ، وعلى رجاحة عقلها ، وعلى تفوقها في تربية بناتي ، بل أكثر من ذلك هي صبورة جدا ، وصبرت على فقري وضعفي الجنسي وعلي ضعف تفكيري ، وعلي مقارنتي لها دائماً بجميلات التلفزيون ، وتحاول ألا تبين ذلك لأهلها أو لأي أحد ، وأن تظهرني عند أهلها وعند الناس بأني من أفضل الرجال، ولكن الحمد لله بعد عشر سنوات من زواجي بها تغير الحال معها ، وصرت الآن أعاملها بشكل جيد ، وأعترف أن لها الفضل الكبير في تقدم حالتي النفسية ، وفي تغيير بعض الأفكار السلبية التي كانت لدي.
سؤالي بعد هذه المقدمة الطويلة :
هل الكآبة والضيقة ناتجة عن القلق والتوتر المفرط ، أو أن القلق ناتجٌ عن الكآبة ؟ وهل ممكن علاج القلق والتوتر بدون استخدام أدوية ؟ وإن كان يجب استخدام أدوية ما هي الأدوية المناسبة في رأيكم بمثل حالتي ؟ وما رأيكم في العلاج بالإبر الصينية في مثل حالتي أو الجلسات الكهربائية ؟ مع العلم أنه ليس لدي مشاكل عائلية مع أسرتي أو في العمل ، والعمل مريح ، وحالتي المادية مستورة والحمد لله ، ولكن التوتر والكآبة شلت تفكيري ، ودمرت حياتي ودمرت قدرتي على العمل ، ولا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل اعتيادي مثل القراءة أو الكتابة أو ممارسة الرياضة مع أني أتمني ذلك ، حيث أني أحس بأن الوقت ضيق جداً ويجري بسرعة ، ولا أستطيع عمل شيء فيه ، مع أنه ليس لدي مشاغل أو أعمال أخرى غير عملي الحكومي ، ولا أنسى أن أقول أني شخص مثقف وجامعي ، وليس لدي مشاغل تستدعي التفكير ، ومع ذلك القلق والكآبة تدمرني كل يوم ، وتذهب بسعادتي ، وتجعلني لا استمتع بحياتي ولا بوقتي ، وأشعر ذلك بعدم الرغبة في التحدث ، وإذا تحدثت بشكل قصير جداً ، مع انخفاض حدة الصوت ، مع العلم أن رسالتي إليكم كنت أفكر فيها ، وأريد أن أكتبها منذ أكثر من شهرين ، ولكن أحس أن الوقت يمضي بسرعة وليس عندي وقت للكتابة ، كذلك أنا مقدم على دراسة الماجستير في القانون في خارج بلدي في (أمريكا أو أوروبا) وعندما أفكر في الموضوع ينتابني صراع نفسي رهيب ، كيف سأعيش هناك مع أسرتي ؟ وكيف سيكون وضعي هناك وأنا على هذه الحال ؟ وأخشى أن تؤثر حالتي على دراستي ، خصوصاً أن الدراسة تحتاج لذهنٍ صافٍ وتركيز.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في علاج حالتي المستعصية ، والله لا يحرمكم الآجر والثواب ، حيث أني تعبت جداً طوال 10 سنوات من العلاج ، فهل مرضي هذا مزمن ، وهل يمكن علاجه ؟(114/229)
مع خالص تحياتي وتقديري ،
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، اللهم آمين .
غالباً الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية قد تعرضوا إلى تحرش جنسي في الصغر من أي نوع ولو لمرة واحدة ، والبيئة مليئة بالأسباب التي تدعوا لمثل هذه التحرشات.
المهم أن من يمارس العادة السرية عادةً يعاني من القلق والاهتمام بنظرات الناس ، والتوتر عند نظرة الناس له ، ويهاب مواقف الاتصال بشكل عام، وشيء طبيعي أن يكون الممارس للعادة السرية محباً للأفلام الإباحية ومدمناً عليها .
وبالتالي شيء طبيعي أن لا يستلذ بالجنس الأخر إلا في الخيال ، وتبدأ مشاكل الانتصاب وسرعة القذف والضعف الجنسي في الظهور ، وبالتالي تعب أكثر ، وضيف في الصدر ، وإنزال هذا الغضب بالزوجة .
وأشكرك على تقديرك لزوجتك التي صبرت كثيراً عليك ، وكانت زوجة وفية محبة لك، وبهذا فالعلاج لحالتك هو ثلاثة أشياء:
أولاً : عليك بالجلوس على كرسي مريح في مكان هادئ لن يزعجك فيه أحد لمدة ساعة.
والآن سل نفسك هذه الأسئلة وأجب عليها في ورقة :
ما هي مشكلتي ؟
لماذا لدي هذه المشكلة ؟
كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟(114/230)
كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين ما أرغب في تحقيقه ؟
ما السبب في وجود هذه المشكلة لدي؟
ما هو أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة؟
انظر إلى ساعتك وخذ نفساً عميقاً وهز رأسك ، ثم انظر إلى الأعلى ، والآن أجب على هذه الأسئلة في ورقةٍ أخرى ولا تنتقل إلى السؤال الذي يليه قبل الإجابة على السابق .
1- ماذا أريد ؟
2- أين أريد تحقيق ذلك ، ومتى أريد تحقيق هذه النتيجة ؟ ومن سيساعدني لتحقيق هذه النتيجة ؟
3- بعد الحصول على ما أريده، ما الذي سيتحسن في حياتي؟ وكيف سأصبح سعيداً بمجرد الحصول على ما أريد الحصول عليه؟
4- عندما أحقق ما أريد كيف سأعمل على الحفاظ عليه وعدم إضاعته مني ؟
5- هل هناك ما سأفقده إذا أردت تحقيق هذه النتيجة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم ولا تريد أن تفقد هذه الشيء فسل نفسك ؟
6- هل توجد طريقة أخرى توصلني إلى نفس الأحاسيس والمشاعر؟
7- ما الذي يمنعني من تحقيق ما أريد ؟
8- ما هي مواردي وإمكانياتي المتاحة لتحقيق ما أرغب فيه ؟
9- ما القيم والمعتقدات التي لو اعتنقتها ستساعدني لتحقيق ما أرغب فيه ؟
10- ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أفعلها الآن ؟
العلاج بخط ا لزمن والشكليات الثانوية :
عليك أن تجلس باسترخاء على كرسيٍ مريح ، وتأخذ نفس عميق ، وتخرجه ببطء ، ثم تسأل نفسك ما هي أول مشكلة سببت لك التعب والقلق والتوتر في أول مرة وشعرت أنك لست على ما يرام ؟ هل كان في الابتدائي أم قبل المدرسة أم في الإعدادي أم الثانوي أم في الجامعة؟
تذكر أول مشكلة فقط ، والآن ما هي الموارد التي لو كانت لديك لما تعرضت لهذه المشكلة ؟ ما هي الإمكانيات والمهارات التي لو كنت تتمتع بها لما تعرضت لهذه المشكلة؟(114/231)
اكتب كل الإمكانيات والقدرات والمساعدات الخارجية التي لو كانت متوفرة لديك في تلك الفترة لتغيرت مجريات الأحداث في حياتك .
والآن تخيل أنك على بساط سندباد ، اذهب لتك التجربة من حياتك ، وانظر إلى نفسك من الأعلى ، وجعل ذلك الشاب منك يحصل على كل المارد والمهارات والقدرات التي كان يحتاج إليها ، واجعله يمر بنفس التجربة ، ويغير من ملامحها بالمعطيات الجديدة التي لديه ، ويغير مجريات الأحداث في تلك الفترة .
والآن بعدما ارتاحت نفسه اتصل به واحتضنه ، وأشعره بالأمان ، وقل له : لا تبتئس بعد الآن ، أنت بخير ، واتركه إلى البساط ، وعد إلى الحاضر ، وهز رأسك ، وتنفس بعمق ، وانظر إلى الأعلى.
افعل نفس الخطوات لكل المشاكل التي تعرضت لها في الماضي ، وخاصة في المدرسة عندما كنت تخاف من طرح سؤال ، وعندما كنت تخاف الاختلاط بالزملاء في المدرسة ، وعدم خروجك من المنزل ، وعندما كنت ترى الأفلام ، وعندما كنت تمارس العادة السرية عند كل تلك الأمور ، غير كل تلك الأمور لأفضل ما يمكن أن تجد نفسك ، وغير تلك الفترة الحرجة بينك وبين أخيك ، غير كل ملاحمها بالشكل المثالي الذي كان يجب أن تكون عليه حتى تشعر بالأمان والاستقرار ، وأنه لا مشاكل لديك في الماضي .
الخطوة الثالثة في العلاج : استراتيجية دزني ، هذه الاستراتيجية مهمة جداً لمن أراد تحقيق مشروع ما يرد له النجاح .
احضر أربعة أوراق ، اكتب في الأولى الحالم ، وهو الجزء الذي يرسم لك المشاريع ويرى أحلامك بصورة خيالية ، ثم اكتب في الثانية الواقعي ، وهو الجزء الذي يرسم لك الخطة المناسبة لتحقيق حلم الحالم وأمانيه ، ويساعده على تبني استراتيجيات محكمة لنيل وتحقيق أهدافه ، ثم اكتب في الثالث المقيم أو المنتقد ، وهو الجزء الذي يحاول إيجاد تناسق بين أهداف الحالم منك وبين خطط واستراتيجيات الواقعي منك لحصول التكافؤ وتحقيق التوازن بينهما .
ثم اكتب في الرابعة : المراقب ، وهو الجزء الذي يحاول أن يساعدك للخروج من كل حالة حينما تتعب أو تحتاج مساعدة من الخارج .
والآن فكر في هدف تريد تحقيقه وأنت في موقع المراقب ، ثم انتقل إلى موقع الحالم وعش هذا الهدف وكأنه حصل فعلاً ، وكبر الصورة واجعلها بنوراميه ( بدون إطار ) ولونها بألوانك المفضلة ، وأضف إليها كل ما تحب من وسائل سمعية وحسية ، لتزيد من تأثيرها على نفسك ، ولكن تأكد من أنك منفصل عن الصورة ، أي انظر(114/232)
لنفسك ووجهك وأنت هناك في الصورة ، بمعنى أنك هنا وتنظر لنفسك وهي تقوم بأعمال هناك في الصورة .
ثم اخرج من الحالم إلى موقع المراقب وهز رأسك وتنفس بعمق .
والآن فكر في موقف كنت تتخذ فيه قراراً مهماً لحياتك ، ثم ادخل في موقع الواقعي وفكر بالخطة والاستراتيجيات التي على الحالم اتخاذها إن أراد تحقيق هذا الحلم ، وأكتب كل ما يمليه عليك هذا الواقعي من خطط وأفكار ، وليسأل الحالم ماذا عليك أن تفعل وكيف تفعله ، ثم في الوقت المناسب انتقل إلى موقع المراقب واكسر الحالة .
ثم انتقل إلى المقيم والمنتقد ، وقيم الحالم والواقعي بسؤالهم ماذا تريد من هذا الحلم ؟ وكيف تريد تحقيقه ؟ وماذا تقصد من هذه الخطة ؟ وكيف ستكون ناجحة ؟ ويمكنك التنقل في الوقت المناسب إلى أي موقع للإجابة على الأسئلة ، حتى تصل إلى تراضي جميع الأطراف .
قد يستغرق ساعة أو أكثر أو يوم أو عدة أيام ، المهم عليك أن تكون راغبا في إحداث تغير في حياتك نحو الأفضل .
أما الإجابة عن تساؤلاتك التي وردت في استشارتك فإليك ما يلي:
1- ما تعاني منه هو قلق تسبب في اكتئاب بسيط يمكن علاجه ، وتسبب لك أيضاً في وسوسة قهرية ولكنها بسيطة يمكن السيطرة عليها بالتقنيات المتقدمة .
وبالطبع يمكن لكل أنواع القلق بأن يعالج بدون دواء ما دام لم يتعدَ إلى مرض عضوي ذهني ، والسبب الذي يجعل الأطباء يصفون الدواء هو لحقيقة مفادها أن هناك خلل في هرموني الأدرينالين ونورادرينالين ، وهذه الأدوية تؤثر على هذين الهرمونين مما يعدل مزاج المريض.
وأؤكد أن ارتفاع وانخفاض هذين الهرمونين ناتج عن طريقة تفكير الإنسان السلبية ، والتي بموجبها يؤثر على جهاز الأعصاب والمشاعر ، فتتغير ويتغير السلوك ، فيلاحظ تبدل في المزاج والسلوك ، فإذا استطعنا أن نعدل تفكير الإنسان أو مشاعره أو سلوكه يمكننا من تغير حالته الصحية ، ولا يحتاج إلى دواء ، لأن تعديل مزاجه يعني اتزان هذه الهرمونات تلقائياً ، وكذلك مع استخدامك للتقنيات السابقة ستجد نفسك مرتاحاً مقبلاً على الحياة ومتزن عاطفياً ونفسياً .
لأنها تتعاملا مباشرة مع عقلك اللاوعي وتسبب له كل الراحة والاتزان .(114/233)
أخي محمد سعيد : ماذا تريد لكي تكون سعيداً إن لم يكن هذا كله كافياً ؟
ماذا تنتظر لتشعر بالسعادة والفرح ؟
أحب أن أخبرك أن هناك 99% من الناس ينتظرون حصول شيء ما ليشعروا بالراحة والسعادة .
فبعض الناس يقول : إذا كبر أبنائي سأرتاح ، والبعض : إذا تزوجت سأكون سعيداً ، والبعض : إذا غيرت عملي سأشعر بالسعادة ، ودائماًَ يؤجلون الطمأنينة والسعادة إلى أمر آخر غير السعادة .
وقد طلب أحد المدربين من أتعس الناس أن يشعروا بالفرح عندما يستمعوا إلى صوت القطار ، وفعلوا وبدأ الجميع بعد خمس محاولات يضحكون ويمزحون حقيقة لا خيال , فقال : مادام يمكنكم الضحك متى ما أردتم فلماذا تؤجلون ذلك ؟!!
أخي يمكنك متابعتنا فنحن نهتم بك ، ونتهم أن تصل إلى أعلى مستوى من السعادة والراحة ، أقدر رسالتك ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إجابتك ، ويمكنك أيضاً اللجوء بعد الله تعالى إلى المعالجين بالبرمجة اللغوية العصبية ، والله الموفق .
أ/ إيمان الشيباني
======================
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاك الله خيراً على رسالتك التفصيلية ، والتي أستطيع أن أستخلص منها أن شخصيتك تحمل سمات ما يعرف بالشخصية (أ) وهي شخصية مثابرة وتواقة ومنتجة ، ولكنها قلقة تعمل في سباق مع الزمن مع وجود بعض الجوانب الوسواسية ، وسرعة الشعور بالإحباط حين لا تصل إلى مراميها ، ولا شك أن تجربتك العلاجية حافلة ، ومهما كانت الإخفاقات التي ذكرتها فيجب أن لا يكون ذلك سبباً في إحباطك ، فكم رأينا من الناس ظلوا تحت الحصار النفسي الذي نتج عن الاكتئاب والقلق والتوتر والوساوس ، ثم بعد ذلك تحسنت أحوالهم ، وحدث لهم نوع من التكيف النفسي ، وارتفعت كفاءتهم الذاتية ، واختفى القلق والاكتئاب .(114/234)
أنت يا أخي بفضل الله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك ، خاصةً أن الله قد رزقك الزوجة الصالحة المعينة وإن لم تكن هي من اختيارك ، كما أنك سلكت الآن الطريق القويم بعد الهفوات والزلات التي عشتها سابقاً .
ولقد لاحظت أن من أسباب عدم استمرارك في العلاج لفترات متصلة هو تخوفك من الآثار الجانبية للأدوية ، وقد التمست أنه تكونت لديك خارطة سلبية حول الآثار الجنسية للأدوية ، علماً بأن دواءً مثل Efexor لا يسبب ضعفاً جنسياً ، ولكن القلق التوقعي والخوف من الفشل هو الذي ولد لديك الفشل ، وعليه لا بد أن تسعى لتصحيح هذا المسار .
إجابةً على سؤالك حول العلاقة بين القلق والكآبة ، أرجو أن أوضح لك أنه لا قلق بدون اكتئاب ، ولا اكتئاب بدون قلق ، وعليه يوجد تداخل كبير بين الاثنين ، وقد اتضح جلياً أن المسارات العصبية الموجودة في المخ ، والتي تصاب بنوع من الخلل في حالات الاكتئاب والقلق هي متقاربة ومتشابهة جداً ، وحتى العلاجات الحديثة التي تستعمل لعلاج الاكتئاب تعالج القلق أيضاً ، والعكس صحيح.
الأدوية تعتبر هامة لعلاج القلق ، خاصةً النوع غير الإدماني منها ، ولكن هنالك وسائل علاجية أخرى فعالة وداعمة للأدوية , ومنها :
العلاج الاسترخائي .
ممارسة الرياضة .
التعبير عن الذات والتفريغ النفسي .
التكيف مع الظروف الحياتية .
التركيز على الايجابيات ومحاولة تنميتها وتجاهل السلبيات ومحاولة تقليصها .
الأدوية التي استعملتها تعتبر مناسبة إلى حدٍ كبير ، ولكن أود أن أقترح لك مجموعةً أخرى من الأدوية التي أسال من الله أن يجعل لك فيها خيراً ، وعليه أرجو أن تستعمل الآتي :
1- Faverin وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ترفع الجرعة بواقع 50 ملجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 300 ملجرام لمدة ستة أشهر ، ثم تخفض بنفس الطريقة التدريجية التي بدأت بها .(114/235)
2- والعلاج الآخر يعرف باسم Buspar وجرعته هي 5 ملجرام ثلاث مرات في اليوم ، يمكن أن ترفع بعد شهر إلى 10 ملجرام صباح ومساء لمدة ستة أشهر ، ولا يتطلب إيقافه لأي نوع من التدرج .
بالنسبة للإبر الصينية هي من الأمور الخلافية في العلاج ، وهي تفيد في بعض حالات التوتر والقلق ، خاصةً المرتبط بأعراض جسدية مثل الصداع ، ويقال أنها تعمل عن طريق استشعار إفراز ما يعرف بالمورفينات الداخلية للمخ ، ويمكن أن تجربها ، فهي بأي حال من الأحوال لن تكون مضرة ، ولكن لا تتعب في الحصول على هذا العلاج إذا لم يكن متوفراً أو كان باهظ التكلفة .
بالنسبة للعلاج بالجلسات الكهربائية لا أرى أنه سيكون مفيداً في حالتك ، فالجلسات الكهربائية تعطى في حالات الاكتئاب الذهاني وبعض أنواع مرض الفصام.
عافاك الله وشفاك ، وبالله التوفيق
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
===============
... مشاعرى تجاه ابنى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا
لا أعرف كيف أشرح مشكلتى ، فأنا دوما أقول لنفسى : لو أن أحدا اطلع على هذا الأمر فسيجزم لأول وهلة باننى مجنونة أو شاذة او حتى غير طبيعية، ولكنى ساستجمع بعض الشجاعة لخوض هذه المجازفة ، ومن يدرى ... لعل الله يشرح صدرى ويرزقنى باذن الله تعالى حل هذه المشكلة بمساعدتكم . لى ثلاثة اطفال ، كنت ....... احبهم حبا بالغا ، وأغالى فى حمايتهم والاهتمام بهم واحدا بعد الاخر ، فانا أعشق الطفل حتى يتكلم ويبدأ بكلمته المعهودة دائما ( لا ) عندما يبدأ الطفل فى الرفض والعناد وعدم الطاعة فلا صبر عندى وانا للاسف عصبية المزاج ، رزقنى الله والحمد لله بولدين فى عامين متتالين وكنت اتمنى بنتا منذ بداية الحمل تكون لى اخت وصديقة وحبيبة ولكن الحمد لله على ما أعطى ولم احزن ، وبعد ثلاث سنوات ونصف رزقنى الله بالبنت التى كنت اتمناها ودعوت الله كثيرا أن يكون حملى بنتا والحمد لله ، عفوا فقد استرسلت واطلت ، مشكلتى جد غريبة وصعبة وهى انى اعانى علاقة غريبة فى احساسى باولادى ، أحيانا كثيرة لا أطيقهم ، فالاكبر منهم يبلغ تسع سنوات ومع ذلك تقريبا لم يتعلموا شيئا فى حياتهم منى أو من والدهم ، فمنذ نعومة أظفارهم عودتهم النظافة سواء فيما يختص بالطهارة أو نظافة البدن والملبس(114/236)
والادوات وعلمتهم النظام والترتيب ونظافة الاكل والبيت وأنا ولله الحمد من ذلك النوع الذى يعتقد تماما فى ضرورة اتقان كل شىء وحفظتهم هذا الحديث ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ) وعندما كنت أعمل كانت مديرتى تثنى على دائما اهتمامى وحرصى وزوجى يشكر فى دائما تفكيرى فى الاحتمالات جميعها قدر الامكان والاحتياط لها والتخطيط على اساسها ، عفوا هذا ليس من باب الغرور أو إعظام النفس وإنما احببت أن اقول ان هذه بعض طباعى والتى لم يمسسها واحدا من أولادى ، فلا نظافة ولا اهتمام بالمذاكرة مثلا ، ابنى الاوسط يجلس أمام الكراسة ثلاث ساعات على أمل مذاكرة درس واحد ، هو ينظر للكراسة بلا أى انتباه أو محاولة لانهاء المذاكرة ، مع انى مثلا أرغبهم فى المذاكرة وفى سرعة إنهائها فأقول لهم : نخلص المذاكرة لنستمتع معا جميعا بمشاهدة فيلم فيديو كرتون الذى يعشقونه او نلعب بلاى ستيشن أو قد أشارككم اللعب واحملكم حليب يا جمل واصنع لكم قالب حلوى وبابا يفرح بكم ولكن .... النتيجة محبطة يظلوا يضيعوا الوقت ويتحادثون ويقومون كل دقيقتين للشرب أو لدورة المياة وما إلى ذلك ، ابنى الكبير يتعامل بالكثير من الوقاحة ، ردوده وقحة ويكذب وقد تعلم أنه يكذب وهو يعلم أنك تعلم ومع ذلك من وقاحته يظل مصرا أنه صادق وقد يحلف أنه لا يكذب مع العلم اننى والله ووالده ايضا لم نكن له يوما قدوة سيئة فى موضوع الكذب ابدا ، انا والحمد لله لا أكذب ، ووالده رجل كريم طيب النفس متدين الى حد جميل وذو خلق وعقل وصدق ، يحبه ويحترمه الجميع ولا يقبل الا ما كان حلالا خالصا ويبتعد عن الشبهات والريبة وما فيه شك ويحاول جاهدا معى ان نربى اولادنا على هذا ، الحلال فى كل أمر صغيره وكبيره ، ولكنا نشعر باستمرار بالاحباط تجاه هؤلاء الاولاد ، ونحرص على اتمامهم للصلاة ويصوم الولدان معنا رمضان وعرفة كل عام ، لكنهم لا يطيعوننا ولا يمتثلون لاوامرنا ونتغاضى أحيانا وقد نغض الطرف أحيانا اخرى ولكن هناك امور تجعلنا نثور وأضربهم عليها ضربا شديدا مؤلما ثم اندم واندم ولكنى لا اجد أمام هذا الغيظ الكبير والشعور بالاحباط سوى معاقبتهم بالضرب الشديد أو كسر لعبة يحبها والقائها فى سلةالمهملات او حرمانهم من المصروف او من اللعب أو مشاهدة الكرتون او حرمانهم من الذهاب للحديقة اخر الاسبوع ، ولن تصدق إن اخبرتك ان كل كل هذا لا يحرك فيهم ساكنا ، فعندما اقول لابنى إن لم تنه مذاكرة دروسك لن تنال مصروفا غدا اتوقع ان يبذل جهده ثم أصاب انا باحباط وعندما بالفعل أحرمه اليوم التالى من المصروف أقول لن يعيدها ثانية حتى لا احرمه مصروفه مرة اخرى واذا به يعيدها ولا حياة لمن تنادى واظل انوع فى أساليب الترغيب والترهيب والنصح واللين والشدة والحلم والغضب ودائما النتيجة محبطة مما يجعلنى بعد استنفادى كل ما بجعبتى من الطرق لاصلاحهم يأتى موقف معين يعصونى فيه او يتصرفون فيه تصرف خاطىء فانفجر فيهم واضربهم بقسوة لا اطيقها ولا اتحمل نفسى معها وتضيق نفسى بنفسى الا انى احس لحظتها أنى مدفوعة لهذا العمل دفعا وقد اشعر ( خجلى لقولى هذا ) بشعور لحظى بالفرح او غبطة الانتصار عليهم وإلحاق الاذى بهم كما آذونى ولكنى اظل ابكى وابكى بحرقة وأجدنى أردد كلمات(114/237)
وكانها لا ارادية حتى انى حاولت مرة ان اكتمها فما استطعت ( ما فيش فايده.... يا خسارة تعبى .... كل شىء بيضيع .....)
وهكذا حتى بت لا اشعر تجاههم بتلك المشاعر الجميلة الحميمية بين الام واولادها ، عندما يغضبوننى أدعو عليهم وعلى نفسى واكون جادة ، واطلب من الله إما أن يأخذهم او ان يأخذنى لانى اصبحت فى وضع لا أستطيع حتى التعايش معهم وهناك أمر اود توضيحه ، فانا لا اطالبهم بالمثالية التامة ، أعرف أنهم اطفال ومن خصائص الطفل الخطأ ولكنى أطالب بالحد الادنى من الصواب والاهتمام وأن يحاولوا ويتحروا الصواب وإن اخطؤوا فلا بأس ولكن عندما يتعمد ابنك الخطأ فى معظم اموره أو حتى يفعل الخطأ لأنه كان يريد شيئا فنتج عنه هذا الخطأ ويقول دائما أنا لم اكن اقصد فلن تستطيع معه صبرا ، كل يوم الادوات المدرسية ضائعة ، واللعب يتم التعامل معها باهمال وكذلك الملابس ، كنت اظن أن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر ، ولكنى والله اشعر ان كل ما علمتهم كان نقشا على الماء ، لا احس انى احبهم ولا اجدهم قرة عين لى وكذلك والدهم دائما يشكو لى تصرفاتهم وانه هو ايضا لا يجد مما يعلمهم شبئا ، صادق ابنى الكبير زميل له فى المدرسة قروى يردد كلمات نابية جدا فطلبت منه الابتعاد عنه بعد مناقشة طويلة بدأت هادئة ثم كالمعتاد اشتعلت بسبب وقاحة منطقه وجدله ولم يطيعنى ولم يبتعد عنه فكررت الطلب بعد مدة وعاود العصيان ، اتمنى لو اجد أحدهم يوما يفعل امرا ويقول فى نفسه هذا سيسعد ماما وبابا ، أحاورهم كثيرا كثيرا واتكلم معهم واطلب منهم ان ياتوا بما يدخل السرور على قلب ماما وبابا واعطيهم امثلة واقرا لهم فى السيرة وقصص الانبياء من زمن بعيد ، ابنى الاوسط هو ما سميت الر سالة عنه ، أجد فى نفسى منذ ما لا يقل عن أربع أو خمس سنوات نفور غريب حتى انى قد أحيانا لا احتمل لمسه لى ولا اعرف لماذا وطبعا لا احاول اظهار هذا او التفرقة بينهم ولكنى حزينة جدا من هذا الشعور قبل زواجى كنت أحب الاطفال حبا جما وكنت اتخيل اطفالى اغدق عليهم من حبى وحنانى فانا عاطفية جدا جدا وخصوصا اننى حرمت من الاطمئنان باحاسيس الحب والحنان والقبول فى بيت ابى لذا .... حلمت وانتظرت ذلك اليوم الذى ابدا فيه حياتى واعوض هذا الحنان بداخلى على اطفالى وزوجى والحمد لله علاقتى بزوجى الحمد لله على خير وجه ولكنى فشلت فشلا تاما مع اولادى ، ابكى كثيرا بين يدى زوجى الذى هو كل دنياى الان واقول له اننى اتمنى لو فقط يطيعوننى ويتصرفون جيدا حتى يكون هناك وقت ومساحة أبث اليهم فيها حبى وحنانى عليهم ، كيف وانا اقضى كل يومى فى مناقشة اخطائهم وحثهم على الصواب أو عقابهم وتوعدهم فى النهاية ، أين وقت الحب؟ بل ومن أين أتى به بعد ذلك ؟ عندما تكون هناك اوقات هدوء وسلام بالبيت اجلس معهم احكى لهم عن حبنا لهم وعن اهميتهم لدينا وعن رغبتنا فى الخير لهم وكيف كنا نحاول انا واخوتى ادخال السرور على قلب امنا التى تعبت كثيرا من اجلنا .
نعم لقد اطلت كثيرا عليكم ولكنى والله فى غم لا يعلمه الا الله ، اتمنى وادعو الله لو تثمر زرعتى بعد كل ما بذلته من اجل رعايتها ، ادعو الله كثيرا ( ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ) لا اعرف ولكنى بناء على ما(114/238)
سمعته من طبيب متخصص فى الامراض النفسية فى التليفزيون قد اكون اعانى من مشاكل نفسية وهذا من زمن بعيد ، فانا دائمة الخوف والقلق والارق احياناولى نفس لوامة تزعجنى وتضع دائما ابدا كل شر يقع فى هذا العالم على عاتقى ، وتمنيت كثيرا فى الماضى الانتحار ولكن الحمد لله الذى فقهنى بعض الشىء فى الدين وعرفت ان لا شىء فى الكون اعظم ولا اشد من غضب الله وعذابه فنحيت هذه الفكرة جانبا واستبدلتها بدعاء ( اللهم احينى ما دامت الحياة خير لى وتوفنى ما دامت الوفاة خير لى ) ليس لى اصدقاء وتوفيت امى يرحمها الله وانا فى المرحلة الجامعية ودائما اشعر فى نفسى بالبرد النفسى والظمأ للحنان والعطف ، ومن يدرى ربما كما يقولون : فاقد الشىء لا يعطيه .....
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة / داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا دائماً تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على حسن ظنك بالموقع ، ونسأله جل جلاله وتقدست أسماؤه أن يصلح لك أولادك ، وأن يعينكم على تربيتهم والصبر عليهم ، وأن يجعلهم حجاباً لكم من النار ومن سعداء الدنيا والآخرة ومن عباده الهادين المهتدين ، آمين .
لعل رسالتك فعلاً تكاد أن تكون أطول رسالة تلقيناها في هذا الموقع ، وحقاً أنها تجربة مؤثرة ، وقصة كفاح من أجل القيم والمبادئ والأخلاق.
وبدايةً أحب أن أطمئنك بأن جهودك وجهود زوجك لن تضيع هباءً منثوراً ، وكل ما في الأمر أن هذه أشجار قد يتأخر ثمرها لبعض الوقت ، ولكنها لا بد وأن تؤتي أكلها بإذن ربها جل جلاله ، هذا الكلام ليس للتسكين أو التخدير المؤقت ، وإنما هي الحقيقة الدامغة التي أثبتها القرآن الكريم والسنة المطهرة ودراسات علماء النفس والاجتماع ، فلقد وعدنا الله في القرآن أنه لا يضيع عمل عامل حتى ولو كان كافراً ، فقال سبحانه وتعالى : ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى .....))(114/239)
(آل عمران:195) وفي السنة قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ....)) فهنا يبدو تأثير التربية الأسرية واضحاً جلياً حتى في تغيير العقائد والفطرة ، يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى لحجىً ولكن يعلمه التدين أقربوه
ورحم الله من قال :
وليس النبت ينبت في جنان كمثل النبت ينبت في الفلاة
وقال شوقي رحمه الله:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيباً الأعراق
وتقول بعض الدارسات النفسية أن 90% من عملية التربية تتم من الميلاد إلى سن 7 سنوات ، ومن سن 7 سنوات إلى سن 18 سنة تكون عملية التربية قد تمت بنسبة 100%.
هذه النصوص التي ذكرتها من القرآن و السنة والشعر والدراسات النفسية كلها تشير إلى أهمية التربية في المراحل الأولى من العمر ، وأثرها العميق في سلوك الإنسان مستقبلاً ن إلا أنه أحياناً لا تظهر هذه الآثار مبكرة ، فقد تتأخر لسنوات ، ولا ينبغي لكم أن تنزعجوا أبداً ؛ لأن الغرس الطيب الذي غرستموه سوف يؤتي أكله بإذن الله ، وكما أشرت سابقاً وبناءً على ذلك أقول لكم : اخرجوا من حالة الإحباط التي سيطرت عليكم ؛ لأن المسألة مسألة وقت ولا داعي لهذه الروح الانهزامية ؛ لأنها قد تفقدكم القدرة على السيطرة، ومن ثم اضطراب التربية ، فاستقبلوا الأمور والتصرفات بنفس عالية وعادية ، لأنها في الواقع تصرفات طبيعية ، ولكن نظراً لشدة حرصكم وحساسيتكم ترون الأمور مضخمة ومروعة ومحزنة ، وهذه التصرفات توجد في غالب البيوت ، ولو تم إهمالها وعدم الانتباه الشديد لها لسارت الأمور مساراً طبيعياً، وهذا ما أوصيكم به ، وأنصح بضرورة التعود عليه، توقفوا عن العتاب والتوبيخ والتأنيب والغضب السريع ، وهناك حقيقة أخرى أحب أن الفت نظركم إليها ، وهي أن الأطفال قد يبدون مقاومة لرغبات الأسرة ، وتحدٍ لها خاصة إذا شعروا بأن مواقفهم السلبية تؤثر في والديهم وتثير أعصابهم، وسيعتاد الأطفال هذا كلما وجدوا منكم رد فعل شديد، أما إذا تركتم الأمر على طبيعته مع شيء قليل من الحث والنصح والتذكير فهذا يكفي، دعوهم يذاكرون في الوقت الذي يريدون، لا تصفيهم بالكذب ؛ لأنك بذلك تؤصلين الكذب فيهم ، لا تعاتبيهم على تصرفاتهم إلا بعد فترة وبهدوء ،(114/240)
وليكن ذلك في صورة عتاب لطيف ، وأشعريهم أنك قوية وأنك لم تتأثري بتصرفاتهم ، وحاولي أن تضعي أعصابك في ثلاجة من هنا فصاعداً ، وكأنك لم تسمعي كلامهم أو تنظري إلى تصرفاتهم .
وأكرر : لا تقولي لولدك الذي يكذب أنت كذاب ، بل قولي لهم إن الكذب حرام.
وموضوع الضرب كذلك من الأمور التي يجب عليك أن تتوقفي عنها ، خاصةً في حالة الغضب ؛ لأنه علاج فاشل ولا يؤدي إلا إلى مزيد من التعنت والشدة والإفساد ، وإن اضطررت ذلك فليكن بعصاً خفيفة بعيداً عن الوجه ، وبعد أن يهدأ غضبك.
ركزي جهودك على إصلاح الولد الكبير ؛ لأنه في مقام القدوة لإخوانه ، وهم جميعاً يقلدونه في كل شيء، فغيري معاملتك معه ، واستعملي الأسلوب الهادئ فقط، واتركي عنك الشدة وسرعة الغضب ، واعلمي أن من أخطر وأهم الأسباب في عدم هدوءهم وصلاحهم دعاؤك عليهم، وهذا كما لا يخفى عليك خلاف السنة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم ... )، فأنت بذلك مخالفة شرعاً، وفوق ذلك ما يدريك فقد يستجيب الله دعوتك على أبنائك فتكون هذه الدعوة هي السبب في هذه التصرفات المزعجة ؟ فاتركي هذا الأسلوب ، وأكثري من الدعاء لهم مهما كانت أخطاؤهم وتصرفاتهم ، أكثري من الدعاء لهم بالهداية والصلاح والاستقامة .
وأما بالنسبة لشعورك تجاه ولدك الأوسط : فيمكن تغيره بالدعاء والإلحاج على الله أن يرزقك محبته مثل إخوانه ، واحذري أشد الحذر أن يؤدي ذلك إلى التفريق في المعاملة.
وأخيراً : هل أنت فاشلة في تربية أبناءك ؟
الجواب : لا وألف لا ، أنت إنسانة عظيمة ومربية فاضلة ، هذا ما يجب أن تعتقديه؛ لأنك ما أمرت إلا بالحق ، وما ربيت إلا على الحق ، ولكن مشكلتك سرعة الغضب والعصبية الزائدة ، وهذه قد يساعدك المستشار النفسي في علاجها .
ابشري بخيرٍ ولا تتعجلي قطف الثمار ، والله يحفظك ويرعاك ، وبه التوفيق .
الشيخ / وافي عزب
======================(114/241)
مشاعرى تجاه ابنى
3167
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيراً على سؤال.
نشكرك على رسالتك وتفصيلك الدقيق بحالتك وما آل إليه أبنائك .
ليس من الصواب أن نقول أن أبناءك بالمستوى السيئ الذي لا يمكن معه إصلاحهم ، وفي ذات الوقت يجب أن نعمل على تجسير هذه الهوة الساحقة بين توقعاتك حيال أبنائك والواقع المعاش .
الطفل إذا نجح غاية النجاح أو فشل كل الفشل لا يمكن أن يكون نجاحه أو فشله نتيجة لعامل واحد ، وإنما هي عدة عوامل تتفاعل مع بعضها البعض لتنتج منها نتائج العملية التربوية ، وهذه العوامل كما هو معروف تشمل الطفل نفسه وأسرته ، والمدرسة والمجتمع ، والمؤثرات الخارجية الأخرى ، وتعتبر توقعات الأبوين من أهم هذه العوامل .
أستطيع بكل تأكيد أن أتلمس من رسالتك أنه رغم الإيجابيات والسمات الممتازة التي تتسم بها شخصيتك إلا أنه هنالك جوانب أثرت عليك سلباً ، خاصة أن شخصيتك تحاول ومنذ الصغر انتهاج المنهج الدقيق والصارم في الحياة ، كما أن إصرارك الشديد على النجاح بمفهومك ، والذي لم يخلُ من شيء من المثالية حاولتِ أن تعكسيه على شخصية أطفالك ، مما أثر سلباً عليك من الناحية النفسية ، وكذلك أطفالك ، للدرجة التي نلاحظ فيها أنك افتقدت الطريق التربوي الصحيح بالنسبة للأولاد ، بالرغم من إلمامك الدقيق بما هو أصلح لهم ، ومحاولتك تطبيق منهج الترغيب والترهيب والثواب والعقاب ، والذي هو منهج سلوكي تقره كل مدارس علم النفس التربوي .
بالفعل أنت تعاني من قلقٍ وعسر في المزاج ، وبعض سمات الاكتئاب ، وهي ربما تكون ناتجة عن شخصيتك ، ثم شعورك بالذنب لعدم إيصالك لأبنائك للمستوى التربوي الذي تنشدينه .
أود أن أؤكد لك أن الأولاد ليسوا بشريحة واحدة ، وأن التربية عملية متصلة ، ولا يعني أن الإنسان إذا فشل في وقت من الأوقات ، أو بالأصح لم تتحقق أمانيه وطموحاته حيال أبنائه هذا مطلقاً نهاية الطريق ، إنما الفشل دائماً هو الدافع نحو النجاح ، كما أن الأطفال كثيراً ما يتغيرون إيجاباً وسلباً دون أن نجد لذلك تفسيراً في كثير من الأحيان .(114/242)
لا شك أنك مطالبة بأن تواصلي في رعاية أبنائك ، وأن لا تيأسي ولا تقنطي ، ولا بد أن تكون توقعاتك في حدود المعقول ، فأنت لست ملزمة بأن تجعلي منهم عظماء ، ولو كان ذلك ممكناً لاستطاع سيدنا نوح عليه السلام وهو من أولي العزم أن يقنع ابنه بطريق النجاة .
أرجو أن تشجعي أبنائك على كل ما هو إيجابي مهما كان بسيطاً ، وأن تتجاهلي سلبياتهم بقدر المستطاع ، وأن تلجئي للتوبيخ التربوي في حالة الأخطاء التي لا يمكن السكوت عليها ، وأن لا تلجئي للضرب مطلقاً ، وإذا حدث أن اضطررت لذلك يجب أن لا تضربيهم وأنت غضبانة .
لا بد أن تتفقي على منهج تربوي واحد مع والدهم ، ويمكن التركيز أكثر على واحد من الأبناء في العملية التربوية حتى يكون قدوة للبقية ، أرجو أن تشعري أبنائك بأنهم جزء فعال في الأسرة ، وأنهم يشاركون في قراراتها ، فهذا سوف بشعرهم بكينونتهم ، ويفيد في بناء شخصياتهم .
بالنسبة لك : لا بد أن تتناولي بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والمخاوف ، وبفضل الله توجد الآن مجموعة من الأدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية ، وأود أن أنصح لك بدواء أو عقار يعرف باسم زيروكسات 20 ملجرام ، وعليك أن تبدأي بنصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع ، ثم ترفع إلى حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين آخرين ، وفي ذات الوقت يوجد علاج آخر يعرف باسم بوسبار أرجو أن تتعاطيه بعدل حبة (5 ملجرام) ثلاث مرات في اليوم لمدة أربعة أشهر ، بمساعدة هذا العلاج سوف تتحسن حالتك النفسية بإذن الله ، وهذا سوف يؤدي تلقائياً لتفهمك لكثير من الصعوبات ، كما أن الاكتئاب سوف يزول وتصبحي أكثر تكيفاً مع الأمور ، وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
================ ...
... الحديث مع الشباب في الإنترنت لنصحهم ...
3165
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا مستخدمة للإنترنت ، ودخلت إلى الشات في إحدى المرات ، ووجدت بعض الشباب يغوصون في الرذيلة بالألفاظ ، فخرجت منه ، لكنني قررت أن أدخله لأحاول تذكير من أستطيع إقناعه منهم ، وفعلاً كانت لي حوارات مثمرة ، لكنني أحاول الحديث معهم بأسلوب مرن أحياناً ، حتى أبدأ معهم الحديث دون أن أقع في الخطأ ،(114/243)
أشعر بالخوف من أن يكون ما أفعل خطأً فما رأيكم ؟ مع العلم أني أحاول أن اذكرهم دائماً ، أرجو توضيح هذا الأمر لي ، وجزيتم خيراً .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة / أمجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بأختنا أمجاد التي دائماً وأبداً ما تتحف الموقع برسائلها المباركة والمفيدة ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، ويسعدنا تلقي رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله تعالى أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك.
وبخصوص ما ورد برسالتك ، فنحن بدايةً سعداء بإسهاماتك الطيبة في الدعوة إلى الله ، ونصح الشباب المسلم، إذ أن الدعوة ليست حكراً على الرجال دون النساء ، بل لقد ساهمت المرأة منذ صدر الإسلام في الدعوة إلى الله والبذل والتضحية في سبيلها ، ويكفي النساء فخراً وشرفاً أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة صحابية مباركة هي سمية بنت الخياط رضي الله عنها وعن زوجها وولدها ، إلا أن الشرع يقوم على قواعد عامة ، منها : أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأن الغاية لا تبرر الوسيلة ، ومن منطلق مثل هذه القواعد يتقرر الجواب كالتالي :
1- لا مانع من الدخول إلى الشات وممارسة الدعوة ولكن بين النساء والفتيات ؛ حيث أنهن في أمس الحاجة إلى داعية مخلصة مثلك ، فاقصدي نشاطك على الشات بين أخواتك فقط كما ذكرت ، فهذا أبعد عن الشبهة ، وأكثر تحقيقاً للفائدة ، وسداً لثغرة هامة في حياة الأمة ، ألا وهي المرأة المسلمة التي يكيد لها أعداء الإسلام صباحاً ومساء ، فاستعيني بالله ، واحملي سلاحك ، وادخلي المعركة متوكلةً على الله وحده واسأليه التوفيق .(114/244)
2- إن مخاطبة الرجال لا تخلو من مخاطر ومحاذير ، فقد يكون سبباً في ميل قلبك إلى شخص لا تعرفيه ، أو ميل قلبه إليك مما يؤدي إلى التعلق ، ومن ثم الحب ، وقد يؤدي ذلك إلى فساد عظيم ، وقد يؤدي هذا التعلق إلى إفساد حياة أي طرف مع زوجته وأولاده ، وهذا كثير ومجرب ، لذا أفتى العلماء بحرمة التحاور والتحدث مع الشباب للنساء عبر الإنترنت ، لذا أنصحك بالاكتفاء بالدردشة والدعوة بين النساء فقط ، مع تمنياتنا لك بالسداد والتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============
... ... الصداقة عبر الإنترنت
... 3082
السؤال
ما حكم التحدث عبر الدردشة علما أنني أدخل بهدف نصح الشباب في أمور دينهم ودنياهم وأحيانا أخرى أدخل بهدف التسلية ، وأنا أحب نصح الشباب أكثر من البنات هل هذا حرام أم جائز ، وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / سمية محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ابنتي العزيزة في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعينك على فعل ما يرضيه.(114/245)
وبخصوص ما ورد بسؤالك ابنتي العزيزة الغالية : فإن الأفضل لك أن تمارسي الدعوة بين أخواتك المسلمات ، حيث أن لدينا نقصاً هائلاً في الأخوات الداعيات ، ونحن في أمس الحاجة إلى أخت فاضلة مثلك تذكر أخواتها عبر الإنترنت بما ينبغي أن تكون عليه الفتاة أو المرأة المسلمة التي يحرص أعداء الإسلام على إفسادها وغوايتها ، وإبعادها عن دينها ، وصرفها عن سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وفوق ذلك فالدعوة بين أخواتك ليس فيها أي محظور شرعي، بل هي مطلوبة منك ؛ لأنه بمقدورك أن تتعرضي لمسائل حساسة يصعب على الدعاة التطرق إليها أو التعرض لها ، فاحملي سلاحك وادخلي المعركة الحقيقية لك مدافعةً عن الإسلام وأصوله بين أخواتك المسلمات ، والدال على الخير كفاعله ، أما الحديث مع الشباب سواءً أكان في الدعوة أو غيرها فهو غير مأمون العاقبة ، وقد يجر إلى كثيرٍ من المخالفات الشرعية ، والوقوع في المحرمات ، حتى ولو كان على سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ، ولقد أفتى العلماء بحرمة هذه الحوارات بين الشباب والفتيات ، فاقصري نشاطك واتصالاتك على أخواتك فقط ، فهن في أمس الحاجة إليك ، مع دعواتنا لك بالثبات على الحق والدعوة إليه على بصيرة ، إنه جوادٌ كريم ، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============== ...
... أختي تكلم ابن خالتي
... 2996
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : أشكر كل من ساهم في الشبكة الإسلامية الرائعة هذه والتي تتيح للمسلمين أن يطرحوا مشاكلهم وأسئلتهم ويجاب عليها من قبل علماء.
اللهم اغفر لهم وبارك عليهم يا رب العالمين ، أما بعد:
أختى في الصيف الماضي اشتركت في منظمة اسمها بذور السلام وكان عمرها 14 سنة ولم استطع التسجل معها لأنهم لا يقبلون إلا من عمر 14 إلى 18. وذهب أيضاً ابن خالتي وعمره 16 سنة ، والمنظمة كل سنة تسافر إلى أمريكا مع أعضائها. فًسافرت أختي وسافر أيضاً ابن خالتي ورجعت اختى مع المنظمة بعد شهر ، وبعد ذلك كان ابن خالتي عندما يأتي ليزورنا مثلاً يفتح معها بعض الموضوعات والأحاديث الخ ويتحدث معها ويضحك معها كثيراً ، وعندما نذهب إلى دار جدي يتحدث معها أيضاً ودائماً هكذا .. والذي لم يعجبني أنه كان يتحدث معها كثيراً ، هي(114/246)
فقط يعني أنا مثلاً عندما يراني يسألني عن حالى ويسلم علي فقط ولكن هي يظل يتكلم معها ويفتح مواضيع كثيرة .
أنا لا أشك فيهما ، ولا أشك في أن الذي يدور بينهما غير عادي ، أولاً لأنهما يتكلمان أمام الجميع ، ولأن أختى متدينة جداً. ولكن لا أفهم لماذا يتكلم معها كثيراً هي فقط؟ لقد قلت لها بأن تختصر الكلام معه وإذا سألها عن شيء تجيبه وتذهب ، ولكنها قالت إنها لا تشعر بشيء غريب معه ، وهي تتكلم معه كثيرأ لأنها اختلطت معه كثيراً في المنظمة وحسب ، وإنه شيء طبيعي أن تتكلم مع ابن خالتها، وأنا أعرف أنها تتكلم معه كلام معتاد جداً ، ولكنه يظل هو يحاول فتح المواضيع معها كسؤالها: هل شاهدتي حلقة البارحة من هذا المسلسل؟ لقد قلت لأبي هذا ولكنه قال انه شيء عادي أن تكلم ابن خالتها وأنا متضايق من الأمر لأنه يكلمها كثيراً جداً ولا يكلم أحداً غيرها بهذه الكثرة غيرها!
فأنا ماذا يجب علي أن أفعل الآن؟ هل هو شيء عادي كما يقول أبي وأختى؟ وهل يستمر الحال كما هو؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدنا العزيز الغالي / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكم كانت سعادتي غامرة وفرحتي شديدة وأنا أقرأ رسالتك المباركة أيها الشهم الهمام ، وسعد معي إخواني بالشبكة الإسلامية ، ونحن جميعاً على استعداد لاستقبال أي رسالة منك في أي وقت وفي أي موضوع ، فاتصل بناً دائماً ولا تتردد ، ونحن في انتظارك ، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يرزقك الغيرة على دينه ، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة .
ولدي المبارك محمد : إن إنكارك لهذه الأحاديث الطويلة بين ابن خالتك وأختك هو عين الحق ، ويدل في نفس الوقت على سلامة فطرتك ؛ لأن صاحب الفطرة السليمة ينكر بطبيعته ولا يرتضيه حتى وإن كان لا يعرف حكمه ، وهذا هو حكمك تماماً فما يحدث من كلام طويل وكثير بين ابن خالتك وأختك ، وهو فعلاً غير طبيعي ، ولا يقره الشرع ، خاصةً وأن هذه المنظمة من المنظمات المشبوهة التي تسعى لإفساد المسلمين والمسلمات ، وتؤدي إلى شيوع الاختلاط وإذابة الحياة والعفة من الفتيات المسلمات ، وتعود البنات على حياة الاختلاط المحرم ، وتهيئ الفتيات ليكن نماذج للفتاة المسلمة في المستقبل ، وهذا خطر عظيم ، ولا أتصور أن والدك يعرف أهداف هذه المنظمة ، وإلا لمنع أختك من المشاركة فيها ؛ لأنها ماسونية تسعى لإفساد أخلاق المسلمين إلى غير ذلك من أهدافها الخبيثة ، لذا عليك أن تنصح لوالدك بعدم(114/247)
سفر أختك مرةً أخرى لأنه محرم عليها وهو سفر محرم شرعاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم أو زوج) وأختك فتاة بالغة أي مكلفة شرعاًً ، وإذا تزوجت تستطيع أن تنجب من فضل الله ، فلا يجوز لها شرعاً أن تسافر من غير محرم ، ويقع على والدك إثم ذلك ، وسيسأل عن ذلك يوم القيامة على تضييعه لأختك وتعريضها للفتن والمحرمات، وفوق ذلك فالسفر إلى أمريكا أو غيرها من بلاد الكفر لا يجوز شرعاً إلا لضرورة شرعية ، وأين الضرورة الشرعية في سفر أختك وحدها من غير محرم إلى بلاد الكفر ، وعليك أن تنصح لأختك أن تتقي الله ، ولا تكثر من الكلام مع أي رجل أجنبي ، ولا تسافر وحدها إذا كانت فعلاً متدينة كما تدعي ، لأن التدين يا ولدي محمد ليس معناه أن نأخذ من الإسلام ما نريد ، وأن نترك ما نريد، لأن هذا ينافي العبودية التي أمرنا الله بها ، وعمل أختك محرم شرعاً ، سواءً أكان سفرها وحدها أو حديثها الطويل والمتواصل مع ابن خالتها ، وإذا كانت متدينة فعلاً فمن الممكن أن تسأل أهل العلم الثقات عن حكم سفرها وحدها بدون محرم أو حديثها الطويل بغير داع مع شاب أجنبي عنها يجوز له أن يتزوجها .
وأكرر ولدي محمد أنا شاكر لك غيرتك على عرضك ، ونحن في انتظار رسائلك ، وحاول التحدث مع أهلك بالمعروف والحسنى ، ولا مانع من الإطلاع على هذه الإجابة وسؤال أهلن العلم ؛ لأن أهلك فيهم خير كثير وأحسبهم من الصالحين خاصةً والدك الكريم ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... التوبة ومجاهدة النفس
... 2932 ...
السؤال
أنا والحمد لله أصلي وأصوم لكني فعلت معاصي وأرتكبت أخطاء لا يجوز أن يفعلها أي مسلم ، وعندما أفعل المعصية كنت أتوب إلى الله وأندم على ما فعلت وأستمر على التوبة أياما كثيرة أو قليلة، وللأسف أعود للمعصية مرة أخرى.
فأريد أن أعرف كيف أثبت على التوبة وأن أجاهد نفسي عندما تغويني للسوء. جزاكم الله خيرا ووفقكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المهندس/ محمود حسين حفظه الله(114/248)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
بدايةً يسرني ولدي المبارك أن أرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية بين أهلك وإخوانك ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم نحن سعداء باتصالك بنا ، وهذا إن دل على شيءٍ فإنما يدل على أنك إنسانٌ فاضل وشاب محترم وخلوق ، ومستقبلك يبشر بخير كثير رغم ما تعانيه الآن من ضعف وتسلط للشيطان عليك ، إلا أنه سيأتي الوقت الذي تشعر فيه بأنك قد تعاليت على الشيطان وكيده ، وأصبح بمقدورك أن تكبح جماع نفسك في أي وقت ، وتحول بينها وبين معصية الله تعالى ، والأمر أولاً وقبل كل شيء متوقف على همتك وعزيمتك ، ولا أعتقد أو أظن أنك ضعيف الإرادة وضعيف العزيمة وإلا كيف وصلت إلى كلية الهندسة ؟
إن الطاقة التي وصلت بها إلى كلية الهندسة لو حاولت استغلالها في ترك المعاصي فسوف تنجح في ذلك نجاحاً هائلاً ؛ لأن النجاح إرادة وعزم وتصحيح ، وترك المعصية كذلك ، فلا بد لك من استغلال هذه النعمة العظيمة التي أكرمك الله بها ، وهي قوة الإرادة وصلابة العزيمة في القرب من الله ، والحرص على طاعته ، والبعد عن معاصيه ، وإضافةً إلى ذلك عليك باتباع الآتي :
1- الدعاء والتضرع إلى الله كل وقت أن يثبتك على الحق ، وأن يصرفك عن المعصية.
2- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأماكن التي وقعت فيها في المعصية .
3- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأشخاص الذين يساعدونك على المعصية أو العودة إليها ، أو حتى مجرد التفكير فيها ، وأن تقاطعهم في الله ولله .
4- أن تستبدلهم بصحبة صالحة تكون عوناً لك على الطاعة والثبات على التوبة .
5- أن تقلل من الخلوة أو الجلوس وحدك ، أو إطالة المكث في الحمام ؛ لئلا يستحوذ عليك الشيطان .
6- أن تتذكر عقاب الله للعاصي في الدنيا والآخرة ، ويكفي المعصية شؤماً أن فاعلها يسقط من عين جبار السماوات والأرض ، فلا يقيم له وزناً إلا إذا تاب وأناب .
7- أن تضع نفسك مكان من هتكت عرضه أو دنست شرفه أو سرقت ماله ، فهل تود أن تتمنى أو ترغب أن يحدث ذلك لأهلك ؟ وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك .(114/249)
8- أن تعلم أن الحياة قصاص ، وأن الله قد يبتلي العاصي في أحب الناس لديه وهو لا يعلم ، أو يعلم ولكنه لا يستطيع أن يصنع شيئاً حتى يموت غيظاً وكمداً وذلاً وهوناً ، وقديماً قال الشاعر :
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
فاحرص ولدي المبارك على ترك تلك المعاصي حياءً الله ، وضع نصب عينيك دائماً أن الله معك يعلم سرك ونجواك ، ولا تغيب عنه طرفة عين ، فاستح منه أن يراك وأنت تفعل المعصية كما تستحي من والدك أو والدتك وأكثر ، وواصل التوبة دائماً ، وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يمن الله عليك بالثبات على التوبة وقبولها ، وأكثر من ذكر الله على كل حال حتى يحفظك الله من كيد عدوك ، ويدخلك حصنه الحصين الذي لا يمكنه أن يدخل إليك فيه أبداً .
والله أسأل أن يتوب عليك ، وأن يتقبل توبتك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من خيرة خلقه وصفوة عباده ، وأن يبدل سيئاتك حسنات ، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب ...
=================
... الزواج عن طريق الإنترنت
... 2841
السؤال
السلام عليكم
إن الإنسان في الأشياء المصيرية دائما يحب أن يستشير من هم أكثر منه خبرة ولأني لا أجد حولي من أثق في رأيه ، فأنا أستشيركم وأجد لديكم النصح بإذن الله
بداية أنا طالبة في السنة النهائية من كلية الهندسة ، وملتزمة والحمد لله ، ومنذ صغرى وأنا أرفض الارتباط إلا مِن مَن سوف يكون زوجاً لي في المستقبل ، والأمر بالنسبة لي في البداية كان من منظور أخلاقي ، أما بعد ذلك صار من منظور شرعي لأني في الفترة الأخيرة قربت من الله أكتر والحمد لله ، فالاختلاط عندما عرفت أنه حرام ابتعدت عنه إلا في الحدود الضيقة جدا ، وابتعدت عن كل الشباب الذين أعرفهم في الكلية ، والأمر كان سهلا بالنسبة لي لأن علاقتي أصلا كانت محدودة بالشباب ، وكذلك تركت الشات في هذه الفترة لأني كنت لا أرغب فيه كثيرا ، وما كنت أعلم أنه حرام فتعرفت على شاب في النت وكان الكلام بيننا محترما جدا وارتحت له وارتاح هو لي كذلك وأرسل لي صورته وطلب منى أن نتقابل حتى لو فى بيتنا فلو حصل توافق استمر الأمر حتى نتزوج ،(114/250)
على كلٍ أنا لم أكن مرتاحة ؛ لأني أتكلم مع شاب غريب ، مع أني ارتحت له جداً ، لكن غير مرتاحة للطريقة ، وكنت أشعر أني أعمل عملاً يغضب ربي إلى أن عرفت أن المحادثة مع الغريب في الشات حرام فتركت كلامه ، مع أنه كان محترماً جداً في رده عليّ ، ولم يحاول مضايقتي ، مع أنه كان بإمكانه وبسهولة أن يفعل ذلك ، فيمكن له أن يستغل كلامي معه في أن يعمل مشاكل لي ولم يرسل لي على النت مرة أخرى، لكنه قال لي ليس المهم الطريقة التي تعرفنا بها على بعضنا المهم أنك مرتاحة إلي وأن الإنسان قد يرتاح لإنسان ولم يره ، والمهم هو ربنا سبحانه ما دمنا أننا نخاف منه وأما الناس فلا يهموننا ، وأنا لما فكرت في كلامه وجدت أن معه حق وليس كل شي تقول العادات إنه خطأ نمشى وراءها ، وتذكرت قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم :(وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) عندما لم يرد الرسول علية الصلاة والسلام أن يتزوج زوجة زيد السابقة لأنه كان ابنه بالتبني من قبل أن يحرم الله التبني ، فأنا لا أعرف ماذا أعمل هل أخبر والدتي ثم يأتي هو للبيت ؟
ولكن ماذا أقول لها لما تسألني كيف تعرفتِ عليه ؟ ويدور في ذهني أن الفراغ العاطفي هو السبب فيما أنا فيه . وكنت أستمع إلى جارتنا البارحة وهي تتحدث عن إحدى الفتيات نعرفها كتب كتابها على زوجها وكان التعارف بينهما قد تم عن طريق النت فتذكرت أمري وفكرت في طلب المشورة فماذا أعمل؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المهندسة / داليا حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يزوجك زوجاً صالحاً تقر به عينك ويعينك على طاعة الله ورسوله، وبما أنك في سن أبنائي فاسمحي لي أن أتحدث إليك كما لو كنت أتحدث مع ابنتي التي هي في مثل سنك تقريباً .
ابنتي الكريمة المهندسة داليا: مما لا يخفى عليك أن الإيمان بالقدر ركنٌ من أركان الإيمان ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، ومن هذه المقادير الزواج وما يتعلق به ، فمن كان من نصيبك فتأكدي قطعاً وجزماً أنه سيكون لك ، والمطلوب منا فقط أن نراعي مرضاة الله تعالى ، وأن نلتزم بالضوابط الشرعية وما قدره الله فهو كائن ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ) فهذا العصفور الصغير ليست لديه حرفة وليس خريج جامعة ولا عضو في نقابة ، ولا يحمل بطاقة شخصية أو تموينية ، وإنما رزقه على الله فقط ، لا يعرف غير هذا ، ولم يضيعه الله ؛ لأنه متوكل عليه(114/251)
وحده ، وهكذا حال المؤمن الصادق يتوكل على الله في كل أموره ، ويأخذ بالأسباب المشروعة ، ويحرص على ألا يسلك طريقاً تغضب الله أو يخالف شرعه ، وبعد ذلك يضع في بطنه بطيخة صيفي كما يقول المثل المصري، وهذه هي حقيقة الإيمان ، وبذلك لا يحمل المسلم أي هم لقضية الأرزاق مطلقاً ، ولا يفكر فيها أبداً ، وهذا ما أعتقد أنك مارستيه بعض الشي في موضوعك هذا ، فرغم ارتياحك للأخ إلا أنك لم تكوني مرتاحة من طريقة التعارف نظراً لما فيها من بعض المحاذير الشرعية، وبما أن الأمر قد انتهى وتوقفت عن الاتصال ، والأخ ما زال يبدي رغبةً صادقةً في الارتباط بك شرعاً ، وقد لمست فيه الصلاح والاستقامة والدين والخلق ، ولديك ولو شبه قناعة بأنه يصلح زوجاً فلا أرى مانعاً من استضافته في المنزل بطريقة شرعية لرؤيتك أمام أهلك ، ولترينه أنت كذلك ؛ لأن هذا من حقك شرعاً ، فالرؤية مطلوبة للطرفين ، لأن الارتياح النفسي لا يكفي وحده في هذا الأمر ؛ لاحتمال أن يكونه الإنسان قد وضع للطرف الآخر صورةً معينة من خلال الصوت ونبراته والحديث وما فيه ، ثم يفاجأ بأن الصورة على العكس تماماً ، ولذلك قال البني صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )
وبالنسبة لإخبار والدتك فلا أرى ما يمنع شرعاً أو عرفاً من إخبارها بحقيقة طريقة التعارف ، ولكن أفضل أن يكون ذلك بعد الزيارة لأنها لو اقتنعت به فستغض الطرف عن طريق التعارف وإلا فلا ، فقولي لها سوف أخبرك بعد الرؤية ، وبعد ذلك قولي لها ما هو رأيك يا أمي العزيزة ، ثم اشرحي لها بعد ذلك الطريقة بأسلوب مبسط ، وأنا على يقينٍ من أن مثلك لن تجد مشكلة في شرح وجهة نظرك وإقناع الآخرين بها .
وأخيراً أوصيك بصلاة الاستخارة والدعاء ، واعلمي أنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ، وأنه سبحانه يحب أن يسأل ، مع تمنياتنا بالموقع لك بالتوفيق والسداد ، والسعادة في الدنيا والآخرة ، ولك خالص شكرنا على ثقتك الغالية بموقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... الحديث مع شاب على النت
... 2777
السؤال
أنا تعرفت على شاب من النت قبل ماأعرف انه حرام بس بعد ذلك تركت تكليمه أو تكليم أحد غيره هو انسان محترم وأنا أحسست أنى مرتاحة له هو طلب أن يقابلنى لأجل أن يتقدم لى إذا شعرت بالارتياح على الطبيعة فانا لا أدري ماذا أفعل
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(114/252)
الأخت الفاضلة / داليا حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعة الله وحاجباً لك من النار .
وأما بخصوص ما ورد بسؤالك : فأنت ولله الحمد تعرفين الحكم الشرعي ، ولذلك أتعجب كيف تعرفين أن هذا الشيء حرام ثم تفكرين في عمله أو الإقبال عليه ؟ وهل تتصورين أختي الكريمة داليا أن مثل هذا الزواج سيكون سعيداً ومباركاً بهذه الطريقة ؟
أختي الفاضلة داليا : يقول الحق تبارك وتعالى : ((وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)) فما دام هذا الشاب صادقُا في عواطفه وراغبا في الارتباط بك وأصبح على قناعة بأنك إنسانة فاضلة ومحترمة ، لماذا لا يتقدم لوالدك بطريقة صحيحة ، ثم يراك ويحدث هناك الكلام ، فإن شرح الله صدره لك وحزت القبول فبها ونعمت ، وإن قدر الله خلاف ذلك فليعتذر وتنتهي المسألة ؟
أما أن يريد مقابلتك وتمتد العلاقة المحرمة بحجة مزيد من التعارف والتفاهم ، إلى أن تتعلقي به قلبياً ، ثم يتخلى عنك أو يطلب أشياء محرمة، فهذا لا يجوز ، وأنت الآن سيدة الموقف ، أقصى شيء أن تعطيه عنوان منزلكم ليحاول أن يراك في الشارع وأنت لا تعرفين من هو إذا كان يريد رؤيتك مجرد الرؤية ، أما السلام والكلام واللقاء فهذه أمور في بدايتها سهلة ونهايتها جحيم ومعصية الرحمن والعياذ بالله ، خاصةً وأن غالب من يتعامل بهذه الطريقة أو يتعرف بها يكون هدفه التسلية والاصطياد في الماء العكر ، فاحذري المقابلة ، وكما ذكرت دليه على عنوان المنزل ، ويمكن له أن يراك وأنت في الطريق أو يزور منزلكم ويقابلك في حضور أهلك ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... مصاحبة الفتيات
... 2738
السؤال
أناشاب في مقتبل عمري ، سني 26 سنة ، أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الاختلاط مع الفتيات حتى لا اسقط في مشكلة الفساد ، لكن الفتيات يلبس لبسا مثيرا ، لا أقدر على تحمل ذلك ، مما يؤدي إلى مرافقتهن ، أمارس الرياضة حتى أتخلص من ذلك ، لكن بدون جدوى .(114/253)
ana chab fi moktabali alamor sini 26 ,ohawilo kadar alimkan al ibtiaad ani alkalat maa lafatayat ,hata la askota fi moshkili alfasad lakin al fatayat ya lbassna libasan motiran lichahwa la akdiro ala tahamoli dalika mima yoadi ila .ma a
morfakatrihin.
omariso ariyada hata atajanaba dalika lakin bidoni jadwa.mal hal.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
اعلم يا أخي أن الالتزام بالعفة أدب الإسلام ، وهو الذي دعا إليه القرآن الكريم والسنة المطهرة ، قال تعالى: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله )) وقال عليه الصلاة والسلام: ( يا معشر الشاب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) والوجاء هي الوقاية من الوقوع في الزنى .
وعليك يا أخي أن تلتزم بالخطوات التالية إذا أردت أن يصفو قلبك وتسمو نفسك عن المحرمات:
1- ابتعد عن أماكن الاختلاط ، وخاصةً الرحلات الجماعية للطلاب والطالبات ، واعلم أن النظرة الخاطئة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع إلا تهييج الغريزة ذلك السعار الحيواني المجنون.
2- غض بصرك عن النظر إلى الفتيات ، فإنه أدبٌ نفسيٌ رفيع ، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على محاسن ومفاتن النساء ، كما أن فيه إغلاقٌ للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة ، ومحاولةٌ عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم وهو سهم إبليس عليه لعنة الله .
3- عليك الالتزام بالرفقة الصالحة ، وخاصةً جماعة المسجد ، والتي تذكرك بالله إذا نسيت .
4- اجعل لنفسك منهاجاً وبرنامجاً تدرس فيه القرآن الكريم والسنة النبوية ، مع حياة الصحابة والسلف الصالح ؛ حتى تتحلى بأخلاقهم .
5- اعتزال المحرمات كالغناء والأفلام الهابطة .(114/254)
6- حاول أن تتزوج ، فإن الزواج المبكر سكن نفسي وإشباعٌ غريزي ، وإحساس بالنوع ، وشعور بالتكامل والنضج .
7- اجعل وقتاً لصيام النوافل كالاثنين والخميس ، وقيام الليل ؛ حتى تقوي علاقتك بالله.
8- حاول أن تحضر المحاضرات والندوات الإسلامية ، والحلقات العلمية التي تحي القلوب الميتة .
9- أكثر من سؤال الله الثبات والهداية ، وهداية القلب .
والله الموفق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
-============== ...
... اخي المراهق ذو 20 عاما
... 2717
السؤال
السلام عليكم
المشكلة التي اريد اخذ مشورتكم فيها تخص اخي المرهق ذو 20 عاما
أولا ساعطيكم خلفية عن تربيتنا
نحن عائلة تتكون من عدة بنات وابن واحد وترتيبه الوسط فينا الكبرى تزوجت والاخري تدرس في كلية علمية اماهو فيدرس ايضا في السنة بكلية علمية دخلها بالواسطة
تربيتنا صارمة جدا من ناحية أبي إلى حد التزمت ولا أقصد ذلك دينيا أو ماليا إنما أخلاقيا أما أمي فعاطفية جدا على عكس أبي تماما وهي تخاف من أبي جدا وهو يهينها كثيرا
المهم نشأنا على الخوف من أبي وهو تعود على أن ننفذ أوامره بدون مناقشة
أما أخي فقد لاحظت عليه الأمور التالية ولا أدري كيف أحلها:
1- إدمان الصور الإباحية وذلك عن طريق ديسكات يتداولها مع أصدقائه وأكتشفت الأمر صدفة وذلك عندما أردت تجريب إحدى هذه الديسكات فأتلفتها ولم يسأل عنها(لي خال صغير كانت لديه نفس الهواية المنحرفة ولكن عن طريق الانترنت وهو قريب جدا من اخي ولا أدري هل هو الذي علمه أم لا
2 - سهره لاوقات متأخرة عند اصدقائه وعدم مبالاته بأمي وأبي وغضبهم من ذلك فأشتكه أمي لأحد أخوالي الكبار فناقشه في هذا الموضوع فارتدع فترة ثم عاد مرة ثانية لعادته(114/255)
3-عدم صلاته في المسجد وأحيانا لا يصلي نهائيا
4-اكتشفت أنه يغش في اختباراته بالكتابة في أوراق صغيرة ووضعها في اقلام شفافة وقد حاولت عدة مرات إتلاف الأوراق دون علمه فلم يسأل عنها
5-لاحظت بوادر تدخين وهو ينكر الأمر (وضعت له أوراق بصور تبين مضار التدخين فقال لي هل انت مجنونة انا لست مدمنا)
لم أخبر أحدا بمشكلة الصور الإباحية ومشكلة الغش لان أمي وأبي لن يستطيعا حل المشكلة فهو لايحترم رأي من في البيت ويسفهنا جدا فكرت ان أخذ رأي أخوالي ولكنهم دائما يتشمتون بنا وبأمي
والآن لا أدري ماذا أفعل هل هي مشاكل مراهقين عادية ام هي مقدمة لانحلرافات اخرى وخاصة انه لدي شكوك بأنه يحدث فتيات بالهاتف ام ان كل ذلك نتج نتيجة انه ابن واحد لاادري دلوني على الطريقة الصحيحة لحل هذه الاشياء فلا اريد ان ابقي سلبية هكذا وانا اكبر منه اريد ان اساعده ان يجتاز هذه المرحلة بدون الم لنا وله
ملاحظة (شخصية اخي الانانية والامبالاة والاسراف الشديد لنفسه واصدقائه فقط وعدم تحمل المسئولية ومغرور بنفسه ولكنه وفي جدا لأصدقائه)
وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المباركة / درة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، والله نسأل أن يمن عليك بتمام نعمة الإيمان والعقل والحكمة ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك من الغيورين على شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولقد سعدنا كثيراً لهذه الروح الطيبة والشعور بالمسؤولية التي إن دلت فإنما تدل على أنك رغم صغر سنك حباك الله قلباً رحيماً وعقلاً وافراً وحكمة وأناة، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك .
وبخصوص مشكلة أخوك التي كتبت لنا : فيلزمنا أولاً أن ندرس الأسباب المؤدية إليها ، لأن علم معرفة السبب سيجعل الحل صورياً ونظرياً إلى حد بعيد .
أتصور أن أخاك ضحية تربية غير سوية ، فوالدك بهذه الصرامة والشدة التي تؤدي إلى كبت المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان ، حتى تصبح كالبركان الذي لا يبقى ولا يذر ، وهذه أسوء صور التربية، وفوق ذلك إهانته لأمك وعدم تقديرها أو احترامها أثر بدوره في سلوك أخيك ، وأصبحت تصرفاته كرد فعل لهذا الوضع(114/256)
المهين لوالدته ، وتعبير عن سخطه وعدم رضاه ، وساعده على ذلك كله كونه الولد الذكر الوحيد بينكم ، مما هيأ له فرصة التمرد والعصيان ، وعدم الطاعة لعلمه أن مكانته تساعده على ذلك كله .
هذه العوامل مجتمعة تشعرنا حقاً بأننا أمام حالة معقدة تحتاج إلى صبر وطول نفس وحكمة ولين ، وأخوك يحتاج إلى تغيير نمط حياته ، والبعد عن صحبة السوء الذين يستغلون ظروفه فيساعدونه على الانحراف ، ولتحقيق النجاح في العلاج لا بد من الآتي :
1- واصلي النصح والتذكير على قدر استطاعتك ، وحاولي استمالته إليك ، واجعليه يشعر بالثقة فيك والأمان نحوك ؛ حتى لا يتمرد عليك ، أشعريه بأنك في صفه وتريدين مصلحته ، ولذلك استبعدي معه الكلام عن الوالدين ، واجعلي كلامك معه مباشرة ، وقدمي له بعض الهدايا إن أمكن ، وكلما أتيحت فرصة للتخلص من بعض عوامل الفساد فلا تترددي في ذلك ، فإن اكتشف فاسأليه بهدوء عن فوائدها ، وبيني له أن ذلك باب محبته والخوف عليه .
2- ابحثي له عن أصدقاء جدد من الشباب الصالح الملتزم يصحبونه ، ويأخذون بيده إلى الخير ، فالصاحب ساحب .
3- اطلبي من الوالدة أن تتقرب منه ، وأن تضمه إلى صدرها ، وأن تمنحه حضناً دافئاً يسترد به ماضيه الذي كان فيه حدثاً صغيراً ، وتلقى على مسامعه كلمات الحب والتقدير ، ولا تعاتبه على شيء ، وإنما تسمعه دائماً دعائها له بالتوفيق والسعادة .
4- كذلك لا يفوتك الاستفادة من الوالد ، مع إشعاره بأن الصرامة والشدة أصبحت عملية غير رائجة أو مثمرة على الأقل مع أخيك ، وأشعريه بأنه في أمس الحاجة إليه فليتخذه صاحباً ، وليحاول الإكثار من مجالسته والخروج معه ، ومشاركته في بعض شؤون الأسرة.
5- اعرضي عليه فكرة الانضمام إلى بعض المؤسسات الرياضية أو الاجتماعية التي تأخذ منه بعض الوقت الذي يضيع في الدمار ، وحببي إليه بعض الألعاب الرياضية ، وأنه بمقدوره أن يكون نجماً من النجوم اللامعين في أي مجال هادف أو بناء .
6- عليك بوصية الجميع بالدعاء وأنت قبلهم ، خاصةً الوالدين فإن دعائهما لا يرد .
7- حاولي أن تعيدي إليه ثقته في نفسه ، وأن بمقدوره أن يكون شخصاًَ متميزاً إذا غير نمط سلوكه وترك هذه الرسائل السلبية ، واستعمل بدلها رسائل إيجابية ، اجتهدي في إشعاره بأنه عظيم وأن بمقدوره أن يعمل الكثير .(114/257)
أكرر من أهم العوامل المساعدة في الإصلاح الصحية الصالحة ، فاجتهدي في إيجادها ، مع الصبر والدعاء والأخذ بالأسباب، ثقي وتأكدي أن الله سيصلحه، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... أريدها ولو على طلاق زوجتي
... 2676
السؤال
أنا متزوج من سنتين والحمد لله رزقني الله بطفلة .....وتزوجت زوجتي عن طريق الحب ....
لكن تعرفت على بنت من خلال أحد المنتديات ، ومن ثم عن طريق المسنجر وتعلقت بها ... وأصبحت تأخذ كل تفكيري ، ووالله إني تعرفت عليهامن باب بعيد عن كل ما يسيء لي ولها ويغضب الله قبل كل شيء
لا أدري ماذا جذبني فيها ....هل هو قلبها الكبير وحرصها علي وعلى زوجتي وطفلتي / حيث أنها تحل الكثير من مشاكلي ، وتوجهني ، وعرضت عليها الزواج ورفضت رفضا قاطعا، وقالت لن أكون سببا في دمار أسرة .
البنت متعلمة وفاهمة وكل المواصفات الجميلة فيها ، مع العلم أني لم أرها ، ولكن أنا معها بالمسنجر منذ 3 أشهر وبالساعات اليومية .
تغيرت كثيرا على زوجتي ، وأصبحت لا أطيقها ولا أطيق الجلوس معها، وبدأت لي الوساوس الشيطانية ، وأفكر جديا في الطلاق ....
ليس بسبب أني أريد الزواج من هذة الفتاة ، ولكن لأن زوجتي تعاملني كزوج فقط ، ولكثرة مشاكلها وعدم احترامها لي فانا الان أتحين الفرص لمغادرة زوجتي البيت ، وأجلس مع هذة البنت ، مع العلم أنها رفضت استمراري معها بالمسنجر ... وزعلت من فكرة زواجي منها وقالت زوجتك الأولى لك وانت لها، أكرر أن مقولة إن من يتعرف على بنت ويتزوجها عن طريق الانترنت مقولة خاطئة فهذة البنت عملت معها المستحيل لتكون زوجة لي وفشلت
أنا الآن بهمومي وآهاتي وأريد هذة البنت ولو على طلاق زوجتي الأولى لاني أحس ومتأكد أن سعادتي بعد الله معها
أفيدوني فالوساوس تاكلني من رأسي الى أخمص قدمي
الجواب(114/258)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الخالد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا أن نستقبل اتصالاتك دائماً في أي موضوع وفي أي وقت، ونسأل الله جل جلاله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصرف عنك هذه الوساوس وتلك الهواجس التي أزعجتك.
وأما بخصوص ما ورد باستشارتك فإليك ما يلي:
موضوع تعلقك بهذه الفتاة عبر الإنترنت أمر خيله لك الشيطان وزينه لك، والذي أعجبك منها بالطبع هو الجانب المفقود في زوجتك ، وهو جانب التفاهم والإشباع الروحي ، مما جعلك تتعلق بها هذا التعلق، الذي أدى بك إلى سوء العلاقة بينك وبين زوجتك حتى وإن ادعيت أن زوجتك هي السبب، فهذا في الواقع رد فعل لهذا التعلق القلبي الذي جعلك لا تطيق الجلوس معها إلى غير ذلك.
لذلك اسمح لي أن أحيي هذه الأخت ، رغم أنها مخطئة شرعاً في اتصالها بك وكلامها معك، إلا أنها لديها مبادئ في الظاهر تحرص عليها ، وهي ألا تبني سعادتها على سعادة الآخرين، لذا أقول لك أخي سعد:
إذا أردت أن تخرج من هذه الدوامة فاقطع علاقتك فورًا بهذه الأخت؛ لأنها علاقة غير شرعية، ولا تستسلم لهوى نفسك وغواية الشيطان، خاصةً وأنك لم ترها ولم تعرف عن أهلها وأسرتها شيئا، وهذه أمور مهمة لا بد من مراعاتها في الزواج، وارجع إلى زوجتك فحاول التفاهم معها، واستعن بمن يساعدكم على استقرار الأسرة(114/259)
وثباتها، واسلك جميع الوسائل الممكنة لأحلام أسرتك، واعقد جلسات مصارحة بينك وبين زوجتك تتفاهما خلالها على خطوط الحياة الزوجية السعيدة، وكم أتمنى أن تدخل على محور الفتاوى بالشبكة الإسلامية لتعرف حكم الشرع في مثل هذه الاتصالات.
وأرجوك أن تجدَّ وتجتهد في إصلاح أسرتك ، ولا تضيعها لمثل هذه العواطف المتوهمة؛ لأنك قد علقت نفسك بسراب لا تعرف له لوناً ولا طعماً ولا رائحة.
وإذا لم تفلح في إصلاح الأمور بينك وبين زوجتك بكل الوسائل الشرعية والعرفية ، فاستعن بذوي الصلاح والديانة من أهلكم أو غيرهم للإصلاح والمساعدة.
فإذا لم ينفع هذا فلا مانع من أن تتزوج عليها غيرها، شريطة أن تكون الزوجة الجديدة من ذوات الخلق والدين، كما أوصاك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يخرجك مما أنت فيه، وأن يقدر لك الخير حيث كان في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... العادة السرية لمن لا يستطيع الزواج
... 2668
السؤال
بسم الرحمن الرحيم
ألسلام عليكم ورحمةالله و بركاته.......
بعد السلام والتحية الحارة....(114/260)
أنا لم أتزوج حتى الآن , وليس بمقدوري الزواج, لذلك أريد أن
أسألكم حول بعض أقاويل الذي يقول { يمكن القيام بالعملية ألجنسية بأستخدام أليد}.....اني بأمس حاجة الى جوابكم......
أستودعكم برعاية الله سبحانه و تعالى.....
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد أحمد أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنا لندعو الله تعالى أن يحفظك، وأن يحفظ العراق من كل مكروه وسوء ، وأن يدفع عنها كل شر وبلاء ، وأن تعود الحياة الإسلامية إلى دار الخلافة وعاصمة المعتصم وقلعة هارون الرشيد .
الأخ الأستاذ محمد : ما أجمل اسمك واسم أبيك واسم جدك ، فكلها أسماء تدل على أنكم أهل فضلٍ وصلاح وتقى ، خاصةً اسمك المبارك الذي هو اسم سيد الخلق محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، هذا الاسم وحده كفيلٌ بأن يحفظك الله بسببه من كل شيطان رجيم ، وأن يحول بينك وبين المعاصي كرامةً للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالنسبة لسؤالك عن استخدام اليد في العملية الجنسية كما ذكرت فاعلم أخي -بارك الله فيك- أن هذا الأمر من المحرمات شرعاً ، حيث اعتبره العلماء من كبائر الذنوب ؛ لأن المولى جل جلاله أخبرنا واصفاًَ عباده المؤمنين الصادقين فقال ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين َ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)) والعادون بمعنى المعتدين المتجاوزين للحد الذي حده الله ورسوله ، فاحذر أن يضحك عليك الشيطان وأن يزين لك هذا الفعل الحرام ، ولقد نبه الأطباء أيضاً إلى خطورة هذا العمل ، وحذروا منه لضرره الشديد على الصحة ، وأنه قد يؤدي إلى حرمانك من الاستمتاع بزوجتك مستقبلاً ، مما يؤدي إلى مفاسد عظيمة لا تحمد عقباها ، لذا أنصحك أخي الكريم بالصيام ، وشيءٌ من قيام الليل ، وقراءة القرآن ، والبحث عن صحبة صالحة يقوى إيمانك معها، وعليك بالدعاء أن ييسر لك أمر الزواج ، وأن يوسع رزقك ، وأن يرزقك زوجةً صالحة تقر بها عينك ، وتكون عوناً لك على طاعة الله تعالى ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============ ...
... تحقيق حول العادة السرية
... 2583
السؤال(114/261)
السلام عليكم
ممكن طلب صغير
أنا أريد أن أعمل تحقيق عن الاستمناء او العادة السرية لطرحه في مجلة تربوية أفيدوني بمعلومات عن هذه الظاهرة من حيث الناحية الدينية والصحية والنفسية ولكم جزيل الشكر ..
والسلام عليكم ...
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سائل حفظه الله .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أخي السائل : العادة السريةهي ما يسمى في عرف الفقهاء بالاستمناء ، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها ، وتنتهي هذه العملية عند البالغين بإنزال المني ، وعند الصغار بالاستمتاع فقط دون إنزال لصغر السن .
وحكمها في الإسلام التحريم لقوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )).
ويرى بعض المهتمين بالتربية أن ممارسة هذه العادة تبدأ في سن التاسعة عند عشرة بالمائة من الأولاد ، ويتعرف الولد على هذه العادة القبيحة فتغرس بذلك بذرة الانحراف والشذوذ الجنسي في قلبه ، فتكون بداية الانحرافات جنسية جديدة .
إن حل هذه المشكلة وحماية الشاب من خوض خبراتها المؤلمة يكون أولاً وقبل كل شيء بتقوية صلته بالله ، وتذكيره برقابته عليه ، فنعلم أولادنا الحياء من الله ، ومن ملائكته الذين لا يفارقونه ، وكذلك هجر رفقاء السوء ، وقطع الصلة بهم ، والابتعاد عن المجلات والكتب والنشرات الهابطة ، وارتياد المكتبات والمساجد .
ولا بأس باستخدام أسلوب عبد الله التستري الذي كان يردد في طفولته قبل النوم فيقول "الله شاهدي ، الله ناظري ، الله معي " ويركز في قلب الشاب رقابة الله عليه ، ونظره إليه فيستحي منه .(114/262)
يمكنك مراجعة الاستشارات التي تحمل الأرقام التالية ، ففيها المزيد من الناحية التربوية والطبية .
469
1441
1371
1722
339
400
2353
2530
634
776
والله الموفق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
============= ...
... حب في الظهر
... 2530
السؤال
أنا استعمل العادة السرية ، وعندي حب في ظهري ، ماهو الحل
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سليم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
الإدمان على العادة السرية يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الهرمونات في الجسم ، وهذه بدورها تؤدي إلى زيادة إفراز الغدد الدهنية في الجسم ، وتنسد أحياناً فتحات الغدد ، مما ينتج عنه ظهور مثل هذه الحبيبات في الجلد أو ما يسمى بحب الشباب .
وللمزيد حول العادة السرية نرجو مراجعة الأسئلة التي تحمل الأرقام التالية :
469(114/263)
1441
1371
1722
339
400
2353
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. حاتم محمد أحمد
============= ...
... حب زائف
... 2405
السؤال
أنا فتاة عندي 15 سنة أحب رجلاً أكبر مني سناً ، بل هو في سن أبي أتحدث معه كثيراً عبر الإنترنت ، فهو أهم شيء في حياتي أحبه كثيراً، حاولت أقبله وأمارس الجنس معه لأني أحبه .
أعلم أنني أذنبت ولكن كل هذا فوق طاقتي ... أريد أن أتركه ولكني لا أستطيع
أرجوكم ساعدوني
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت والابنة الفاضلة / mm حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولاًً : يسرنا ابنتي العزيزة الغالية أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاًً وسهلاً ومرحباً بك ، كما يسرنا أن نستقبل أي سؤال منك مهما كان ، وفي أي وقت ، فلا تترددي في الكتابة إلينا في أي موضوع ، وفي أي وقت ، فنحن دائماً في انتظارك ، وعلى استعداد لمساعدتك ، وهذا شرف لنا .
ثانياً : فهمت من رسالتك أنك فتاة مسلمة صالحة ، تخاف الحرام وتحب الله ورسوله ، وإلا ما كتبت إلينا طالبة مشورتنا .
فأنت ولله الحمد فيك خير كثير ، حتى وإن حدث بينك وبين هذا الرجل مثل هذه الاتصالات ، فلعل هذا لا يعدو أن يكون نوعاً من استغلال الفراغ وقضاء الوقت ،(114/264)
كما يفعل الكثير من الناس ، إلا أن الأمر الذي لم أتصوره ولا يمكن أن أتخيله تفكيرك في ممارسة الجنس معه ، ما كنت أظن أبداً بإنسانة عاقلة مثلك تفكر مثل هذا التفكير مطلقاً ؛ لأنه غير مقبول لا شرعاً ولا عقلاً ً، ما رأيك في إنسان يرمي نفسه من الطابق العشرين ليموت ، أو يقف أمام سيارة مسرعة لتقضي عليه، أو يدخل إلى قفص حيوان مفترس بحديقة لينهش لحمه وعظمه ويشرب دمه، قولي لي بالله عليك : هل هؤلاء عقلاء؟
قطعاً ستقولين لا وألف لا، وأنا أقول لك : إن ما تفكرين فيه أخطر من هذا مئات المرات ، أنسيت أنك مسلمة ، وأن الله حرم الزنا ، حتى مجرد الكلام بهذه الصورة التي أنت عليها مع هذا الرجل؟
أنسيت أنك غداً ستصبحين امرأة يتقدم إليها الخطاب والأزواج فماذا ستقولين لهم؟ أنسيت أنك غداً ستصبحين أماً لأولاد ، فماذا ستقولين لأولادك ؟ وهل ستطلبين منهم العفة والفضيلة ، أم ستسمحين لهم بممارسة الحرام مع أي شخص أظهر لهم بعض المودة؟ هل سمعت عن أب يهتك عرض ابنته يا عزيزتي؟ هل سمعت عن بنت تعرض نفسها على والدها ليفعل بها الفاحشة؟ أفيقي من غفلتك ، واستيقظي من نومك ، وعودي إلى رشدك ، ولا يضحك عليك الشيطان ؛ لأنك مازلت صغيرة ، وغداً ستدفعين الثمن غالياً ، وتبكين بدل الدمع دماً ، وتتمنين الموت في الساعة التي وقعت فيها فيما يغضب الله رب العالمين.
ابنتي العزيزة: لي عندك رجاء ، أرجو ألا تخذليني ؛ لأنك مثل ابنتي تماماً ، حاولي التخلص من هذه العلاقة في أقرب فرصة ، حتى لو كانت هي الملاذ الوحيد بالنسبة لك ، إما أن تلغي خط الإنترنت ، أو تتخلصي من الكمبيوتر ، أو تقاطعي هذا الرجل فوراً ؛ لأنه خطر عليك جداً ، وأنت ما زلت صغيرة وخبرتك بالحياة قليلة، ولكنك عاقلة وذكية ، وإلا لما اتصلت بنا.
أخرجي هذا الجهاز من غرفتك ، واجعليه في مكان عام بالمنزل ؛ حتى لا يستغل الشيطان وحدتك ، ولا يضعفك ويزين لك العودة إلى طريق الشيطان.
عندك سلاح مهم وخطير وفعال ، وهو سلاح الدعاء ، فأكثري من الدعاء أن يعينك الله على التخلص من هذه العلاقة المحرمة.
عليك بالإكثار من الاستغفار ، وتوبي إلى الله ، واسأليه أن يتوب عليك ، أكثري من الصلاة على حبيبك صلى الله عليه وسلم.
ابحثي لك عن صحبة صالحة من الأخوات الصالحات تقضين معهم أغلب وقتك ، ضعي لنفسك برنامج يومي تحفظين فيه ولو آية واحدة من القرآن الكريم يومياً، عليك بأذكار الصباح والمساء ، مارسِي بعض الهوايات الأخرى كالقراءة مثلاً .(114/265)
حاولي الاتصال بنا مرة أخرى لنطمئن عليك ، واسمحي لي أن أكون لك أباً بديلاً يأخذ بيدك إلى بر الأمان وطاعة الرحمن ، وأعدك بأنني سأدعو لك كثيراً ليلاً ونهاراً أن يحفظك الله من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن سعداء الدنيا والآخرة ، وأملي أن تكرري الاتصال ، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... عند رؤية وسيم
... 2390
السؤال
السلام عليكم ، وبعد
عندما أرى شخصاوسيما فى عمر مابين 12-19 وانظر إليه كأى شخص عادى يظل فكرى معه ، وكان تفسى تلح علي أن نكون اصدقاء ، وأحاول إقناع نفسى باستحالة مصادقته ، لأنى رايته صدفة أو لانه لا يوجد أى رابط بنى وبينه ، أو لانى لا أعرف أين يقطن
وتختفى صورته بعد فترة من الزمن ، وانا ملتزم والحمد لله واخلاقى جيدة مع الناس ويخلو سلوكى من اى اتجاه شاذ بتاتا ، فأرشدونى نفسيا هل هى طبيعية ام لا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / إبراهيم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
كل عام وأنتم بخير.
أخي السائل : إن الدوافع والغرائز فطرية في الإنسان ، والإسلام والحمد لله يعترف بها ويحترمها ولا يحاول كبتها أو تدميرها ، بل يعمل على تنمية الضوابط الفطرية ، ويربطها بالإيمان بالله .
وأنت يا أخي لم تذكر عمرك ، فإذا كنت في سن المراهقة فأتت هنا مكلف بأن تتسامى عن هذا الميول ، وتوجه رغباتك في إطار المبادئ الإسلامية ، وهذا الأمر يحتاج إلى علاج من عندك أًولاً ، بحيث تكون لديك إرادة قوية في التغلب على هذه الغرائز ، وتضبطها ، حتى وإن لم تفكر في الأمور الجنسية الشاذة ، وتهذب نفسك بالإيمان القوي والعقيدة السليمة ، وهي زاد المؤمن .(114/266)
1- حاول أن تبادر بالزواج ؛ بحيث يعمل على تعديل ميولك ورغباتك ونظراتك للآخرين .
2- حاول أن تجعل لنفسك برنامجاً للنزهة ، وتغيير البيئة.
3- أحياناً يكون الفراغ هو الذي يولد هذه الأفكار ، فأشغل نفسك بما يفيدك .
4- اعتبر هذا الأمر طبيعي ، واتبع هذه الخطوات ، وإذا بقيت معك هذه الأفكار لمدة طويلة حاول أن تراجع الطبيب النفسي ليقدم لك بعض الجلسات النفسية.
وفقك الله لكل خير ، وسدد خطاك .
د/ العربي عطاء الله .
==================
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكرك على سؤالك .
الميول نحو ما هو جميل في حدود المعقول يعتبر طبيعة بشرية ، ولكن الإنسان المسلم لا بد أن يسمو بمشاعره في هذا الخصوص ، وأنت والحمد لله حسن السلوك ، وهذا شيءٌ ضروري وهام ؛ لأن الانجذاب نحو الذكور خاصة إذا كان هذا الشخص حسن المظهر ربما يدل على وجود درجة من درجات الجنسية المثلية ، والتي لا شك هي حالة انحرافية .
هنالك بعض الناس لديهم هذه المشاعر ، وتكون كامنة في داخل النفس ، ويحاول الشخص مقاومتها مراعاة للخلق والفضيلة ، وهذا النوع من الناس يستطيع بفضل الله مقاومة هذه الظاهرة ، ولا يقع في انحرافات .
هذا الأمر هل هو طبيعي أو غير طبيعي ؟ يعتمد على نية الشخص ، ولكن بصفة عامة نميل للتحذير من الاسترسال في مثل هذا التفكير والمشاعر ، وعليه أيها الأخ العزيز أنصحك حين تنتابك هذه المشاعر أن تعنف نفسك بشدة ، وتعمل على إحجامها من هذا التفكير ، واستبدالها بفكرة مخالفة عن الشخص الذي تراه ، كما أنصحك بالتأمل في طباع الناس ، والبحث عن الصفات الجميلة فيهم قبل التمعن في أشكالهم ، وبالله التوفيق.(114/267)
د/ محمد عبد العليم .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
============= ...
... أريد أن أتوب
2377
السؤال
الشيطان دائما يخدعني عندما اقول سوف اذهب للصلاه ترادوني اقوال لماذا اذهب بعدها اقول ساصلي ، وهكذا دائما الشيطان يخدعني واحيانا لا أصوم حتى اصدقائي يقولون لي تعال سوف نذهب الي الفندق حتى يزنون واللواط ايضا ، لكن الحمد الله انا لم افعل الزنى قط عندما اذهب مع اصدقائي يقولون لي تعال ازني وخلك مع الدنيا مرتاح لكني املك نفسي ، هم يزينون لي المنكر ولكني لم افعل اي شيء ، افيدوني يأخواني ماذا افعل اريد ان اتوب لله عزوجل حتى في بعض الاولاد ياتون لي يقولون لي تعال نريد ان نذهب ونفعل اللواط اقول لا تفعلو ، إنه حرام ، يقولون اي حرام فيسبوني ايضا ويسبون والداي حتى اني اغضب بشدة لكني املك نفسي ، يقول صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. اريد الرد وماذا افعل وسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الحبيب المبارك / عثمان حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً وسهلاً ومرحباً يا ولدي في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، وكم أنا سعيدٌ فعلاً برسالتك المباركة ، التي تحمل كثيراً من المبشرات بنصر هذه الأمة ، وقدرتها على العطاء والبذل والتضحية ، والتعالي على الشهوات ، والبعد عن المحرمات حياءً من الله تعالى ، واقتداءًً برسوله صلى الله عليه وسلم ، وصحبه الكرام الأطهار الذين كان الشيطان يخافهم ويعمل لهم ألف حساب وحساب ؛ لأنهم عرفوا الحق فاتبعوه ، وعرفوا الباطل فأعرضوا عنه .
ولدي عثمان : إنك بموقفك هذا تذكرني موقف الصحابي الجليل أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فلقد كان من أشد الصحابة حياءً من الله ، حتى كانت الملائكة تستحي منه ، كما ورد ذلك في السند ، فالحمد لله أن جعل فيك من يذكرنا بسيرة هذا الصحابي العظيم ، من حيث العفة والحياء ، لذا أوصيك ولدي بالأتي :(114/268)
1- إياك وأن يضحك عليك الشيطان ، ويزين لك الباطل ولو لمرة واحدة ؛ لأن الشيطان وأعوانه من الشباب الفاسد ، والمفسدون سوف يحاولون معك ألف مرة ومرة حتى تقع في شباكهم ، وإذا وقعت مرة سهل وقوعك في كل ذنبٍ أو معصية بعد ذلك ، فاجتهد بكل قوتك ألا تقع في هذه المنكرات .
2- عليك بالدعاء يا ولدي أن يثبتك الله على الحق ، وأن يزيد في إيمانك ، وأن يرد عنك هؤلاء الشياطين ، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء .
3- ابحث لك عن صحبة صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ، وتعرف عليهم من المساجد بيوت الله ، والحمد لله شباب الأمة فيهم خير كثير مثلك ، فابحث عنهم ، وتعرف عليهم ، وامشي معهم ، واجلس معهم ؛ حتى يقوى إيمانك .
4- اشغل نفسك ببرنامج دعوي عن طريق بعض الدعاة عندكم ، كحفظ بعض آيات من القرآن يومياً ، أو حفظ بعض الأحاديث ، أو قراءة بعض الكتب المقوية للإيمان ، وحضور المحاضرات ومجالس العلم الشرعي .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=========== ...
... كيف أحصن نفسي من الزنا
... 2226
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل في شركة كبيرة ، فيها كثير من الفتيات ، وأنا عازب بعيد عن أهلي ، ولا أملك الباءة لأحصن نفسي على سنة المصطفى ، وأخشى نفسي والشيطان أن يخدش ديني ، وتزل خطايا ، فهل لكم أن ترشدوني إلى المخرج ، حفظكم الله ، وجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب المهندس / عبد الله حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(114/269)
اكتب إليك أيها المبارك سائلاً الله تعالى أن يرزقك عفاف وطهارة يوسف عليه السلام ، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً ، وأن يحفظك من الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، إنه جوادٌ كريم .
أخي المهندس عبد الله : لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يبتلي جميع خلقه ، فما من أحدٍ منا إلا وهو في امتحان واختبار خاص ، منا من اختبره الله بالمال ، ومنا من ابتلي بالنساء ، ومنا من ابتلي بالجاه والسلطان ، ومنا من ابتلي بالعلل والأمراض ، عملاً بقوله سبحانه: ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) (الأنبياء:35) فكل واحد منا يا صاحبي مبتلي ومختبر في هذه الحياة ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَي عَنْ بَيِّنَةٍ) (الأنفال:42)
وكلما قوي إيمان العبد كلما اشتد بلاؤه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه بشرنا ببشرى عظيمة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن ) فالمؤمن مثاب في جميع الأحوال ما دام تحت مظلة الشريعة وعدم المخالفة ، وخير علاج لمثل حالتك -أخي المهندس عبد الله- هو دواء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) فعليك بالإكثار من الصوم ، واجتهد في أعمال البر والطاعة ؛ حتى يصرف الله عنك كيد الشيطان ، وضع لنفسك برنامجاً في حفظ القرآن وقيام الليل ، وأكثر من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار ، واحرص على برنامج يومي للقراءة المفيدة ، والرياضة اليومية ، واستغل كل وقتك في شيءٍ هادف ومفيد ؛ حتى لا يجد الشيطان فرصةً لإخوائك ، واجتهد في عدم الخلوة بالنساء ، واعلم أنك من الثلاثة الذين حق على الله عونهم ، فتضرع إليه ، وقف على بابه ، وسله من فضله ، ولن يخيب الله ظنك ، ولن يكلك إلى عدوك وعدوه ، إنما سيكون معك ، ولم ولن يتخلى عنك ، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... المواقع الإباحية
... 1978
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله انا شاب من الله علي بالهدايه واصبحت احافظ على الصلاة وقراءة القران وغيرها من العبادات ولكن ظهرت لي مشكلة كبيره هي اني اصبحت مدمن للمواقع الاباحية التي على الانترنت علما باني قبل الالتزام لم اكن اتعرض لها وانا الان اعاني من هذه المشكل وانا ملتزم ولله الحمد من قبل سنه
اريد حلا لمشكلتي جزاكم الله خيرا
الجواب(114/270)
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدنا الحبيب / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كم كنت سعيداً وأنا أقرأ الأحرف الأولى من رسالتك ، وهي تحمل بشرى عظيمة، وهي أن الله قد من عليك بالهداية ، وقراءة القرآن ، والمحافظة على الصلاة ، وهذه بلا شك نعم عظيمة تستحق منا شكراً عظيماً وكبيراً ودائماً ومتصلاً للمولى جل جلاله ، وكنت أحسب أنك ستطلب مني وضع برنامج عمل لطلب العلم أو الدعوة إلى الله ، أو قيام الليل ، ولكني فجعت عندما قرأت أن الشيطان لعنه الله يريد أن يحرمك هذه الهداية وحلاوتها ، أو شكر الله عليها ، وأنه قد فتح لك باب إلى الجحيم والعياذ بالله ، وأن الحزن ولدي يعتصر قلبي وأنا أقرأ هذا الخبر المحزن ، ولدي إن من التناقضات العجيبة التي نحياها : أن تجد فعلاً أن البعض منا يلتزم بالإسلام في بعض جوانبه، ويضيع البقية منه في جوانب أخرى ، وهذا يدل -ولدي محمد- على أنك في حاجة إلى إعادة النظر فيما أنت عليه من الالتزام ، ألم تسمع قوله تعالى : ( إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر )؟
فكيف يكون المسلم مصلياً ، وفي نفس الوقت مدمن للمعصية؟ لذا أنصحك أولاً بما يلي :
1- ابحث لك عن صحبة صالحة تقضي معها معظم أوقاتك ، وتذكرك بالله دائما .
2- أخرج الجهاز من الغرفة الخاصة بك ، وضعه في مكان عام بالمنزل ، حتى تبدأ العلاج بهدوء ؛ لأن الشيطان ربما أنه يستغلك وأنت وحدك ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) فأخرج الجهاز إلى مكان عام من المنزل .
3- لا تستعمل الجهاز ليلاً قدر الاستطاعة ، وإنما يكفيك النهار فقط ، فحدد ساعات لاستعمال الجهاز ولتكن نهاراً ، واجتهد ألا تقرب الجهاز وحدك ليلاً ، حتى تضعف أمام إغراءات الشيطان لك .
4- اجعل في غرفتك راديو أو جهاز مسجل يقرأ القرآن بصفة مستمرة ، أو على إذاعة القرآن الكريم ؛ لأنه إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين ، وقد يستحي الواحد منا أن يعصي الله وهو يسمع كلامه أو كلام نبيه صلى الله عليه وسلم .
5- اشغل نفسك واستغل أوقات فراغك في أي عمل نافع ، كطلب العلم ، أو العمل الاجتماعي ، أو الرياضي ، حتى يضيق الوقت أمامك ، فلا تجد وقتاً للجهاز غالباً.(114/271)
6- عليك بالدعاء أن يعينك الله على المقاومة ، وأن يغفر لك ، وابشر بخير إن شاء الله ، والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============== ...
... أريد التحصن...... و لكن
... 1958
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا أعرف ما الذي منعني من مراسلة المواقع الاسلامية منذ زمن ،مع انني اعرف عنها وأنا من مستخدمي الانترنت الاوائل في العالم العربي منذ عام 1995 و استخدم الانترنت لكافة الاغراض، فما الذي قصر بي عن هذا الجانب ؟ ربما الشيطان الذي استعيذ بالله عز و جل منه دوماً
اكتب و كلي رجاء ان اتلقى الاجابة الوافية السريعة علها تطيب نفسي.
مشكلتي مشكلة : فانا انسان و الحمدلله ملتزم اخلاقيا و ملتزم دينيا لحد مقبول، نسأل الله الهدى و الصلاح
مشكلتي تتلخص في اني اريد تحصين فرجي و الزواج و لكني لا استطيع!! ليس لسبب مادي و لا تعليمي فالحمدلله الامور متوسطة الحال و ميسورة وتعليمي ممتاز و انا انسان مثابر انشاء الله .
مشكلتي تتلخص انني و قبل 7 سنين اصبت بمرض نادر و هو من الامراض التي لا يوجد لها علاج الا استخدام ادوية لتستقر الحالة دون علاجها
تعبت كثيرا في مرضي و حصلت معي امور كثيرة ولكني خرجت من تلك المعمعة التي لا اريد ان اخوض تفاصيلها لانها ليست موضوع سؤالي
النقطة المهمة انني اضطررت في وقت ما لاخذ دواء من الادوية كان يسبب العقم و كنت اعلم بذلك !!!!
ولكنني آثرت المجازفة و اخذ الدواء على ان اضحي بصحتي التي كان يمكن ان تتدهور لولا تدابير الله عز و جلت قدرته
و فعلا فقدت القدرة على الانجاب تماما (اي ان الطبيب اخبرني ان العلاج تقريبا مستحيل ? لم يقلها بالحرف لكي لا يزيد الهم علي ) وذلك بعد مقارنة لفحوص بعد اخذي لهذا الدواء مع فحوص سابقة.(114/272)
الحمدلله تحسنت حالتي جذريا ورجعت امارس حياتي الطبيعية ورجعت للجامعة وانهيت دراستي بزمن قياسي و بدأت عملا في مجال ممتاز وتدرجت وظيفيا و حالتي الان افضل بكثير من اقرانٍ لي لم يكابدوا ما كابدت ، فرج الله على المسلمين اجمعين
عذرا لاطالتي و لكن من المهم فهم سياق التفاصيل السا بقة
بعد اصابتي بالعقم اشغلت نفسي عن التفكير بمشكلتي وبالزواج
ولكني مع غربتي وتيسر حالتي ووصولي سن الزواج بدأت افكر بوضعي
زاد من مشكلتي انني امارس العادة السرية منذ زمن لاعصم نفسي عن الحرام تارة و لابعد عن جسمي الوهن تارة اخرى و لاغراض الشهوة تارات كثيرة
واحب ان اتخلص منها وان اتوب الي الله توبة نصوحة وابتعد عنها وعن ما يصاحبها من هوسِ بامور لا يرضاها الله.
استغفر الله دوما وابدا
اريد تحصين فرجي و لكن المشكلة هي:
لا استطيع ان اتقدم لخطبة اي فتاة الا اذا صارحتها بواقعي من مرض (المرض استقرت فيه حالتي و شفيت الى حد كبير جدا وامارس حياتي بشكل طبيعي تماما) ? ومن عقم .
حدثت نفسي لفترة بانني اذا تعرفت على فتاة خلوقة ارضاها زوجة لي واحببتها واحبتني قد تضحي في سبيل حبي بتلك المشاكل ، ولكنني حتى احب فتاة مثلما يقولون ? لشوشتي- يجب ان اتقبل فكرة الزواج اولا ، وهذه الفكرة يمنعني من تقبلها العوائق التي سبق ذكرها و تيقنت ان الحب الشديد قبل الزواج صعب ان اصله دون وقوع في حرام
ثم حدثت نفسي بان الحل في ان اتزوج بشكل تقليدي من فتاة خلوقة متدينة تستطيع تفهم حالتي، فيما بعد عندما تكتشف العائق بعد الزواج !، ولكني عدت فرفضت ذلك لان رجولتي وديني لا يسمحان لي بذلك.
لا اتقبل ولا استطيع ان اتقدم لخطبة فتاة قد ترفضني بعد ذكر عوائقي امامها
افكر الان ان الحل الوحيد ان اتزوج من اجنبية نصرانية، لانها يمكنها تقبل الزواج بي دون الانجاب ولكن هذا يستلزم مني زمنا حتى اسافر للخارج و اتعرف على من يمكن ان اتقبل اخلاقها من بين امة ضلالها كثير(114/273)
افكر الان في ان اجري فحصا طبيا مرة اخرى مع احتمالية 5% فقط ان يحدث اي تحسن، و لكن ساستخير اولا
اضع مشكلتي امام من يمكن ان يهديني الله عز وجل اليه عله يرشدني الي طريق افتك منه من ضلال ً لا ارتضيه لنفسي و عزوبية كنت اظنها ستكون ايسر من ذلك ولكنها والله صعبة؛ روحيا وماديا وخلقيا وجنسيا، وحياتي تخلو من اشباع عاطفي يغذي روحي
فارشدوني هداني وهداكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو يحيي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك الذين سعدوا باتصالك ، ويسعدهم تواصلك معهم دائماً أبداً ، مع خالص التمنيات لك بالتوفيق ، ومزيد من التقدم والازدهار والإنجازات المشرفة ، وإن شاء الله بالشفاء التام ، والزوجة الصالحة ، والذرية الطبية .
أخي أبو يحيي : لقد قرأت رسالتك ، وحمدت الله على ما أكرمك به من نعم لا تعد ولا تحصى ، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، فقصتك آية من آيات الإكرام الرباني ، والعطاء الإلهي الذي لا يقدر عليه إلا هو سبحانه ، وهذا يستوجب منك شكراً دائماً متصلاً ، وحرصاً شديداً على طاعته ورضاه سبحانه ، والبعد عما يغضبه ويخالف أمره، لذلك أود من صاحب هذا العقل الراجح والإيمان القوي الراسخ والعزيمة الجبارة أن يقلع أولاً عن تلك العادة المدمرة ، وهي المعروفة بالعادة السرية ، فلا تبدل نعمة الله كفراً وأستح من صاحب تلك النعم أن يراك على معصيته ، أو ما يخالف أمره ، فمثلك -أبا يحيي- لا يليق بمثله نكران الجميل ، أو رد الإحسان بالسيئة ، وإذا كنت تعاني من صعوبة في ذلك فالرجاء قراءة الاستشارة رقم 1784 الخاصة بالأخ بدر ( الكويت ) فإن بها عوامل مساعدة للتخلص من هذه العادة المحرمة التي لا تليق بمثلك كرجل كبير محترم موفق .
وأما عن موضوع الزواج والعقم : فأرى أن تناولك للموضوع لم يكن موضوعياً ، فعليك أولاً بمراجعة الأطباء ، وعمل الفحوصات اللازمة لتحديد مستواك في الوقت الحالي ، فلعل وعسى أن يكون الذي أكرمك بتلك الكرامات السابقة قد من عليك بالشفاء من ذلك وأنت لا تدري ، فخذ بالأسباب ، وأعرض نفسك على أهل الاختصاص ، وهذه كخطوة أولى .(114/274)
الخطوة الثانية: سمعت عن آثار الحجامة في علاج كثير من حالات العجز الجنسي والعقم ، فإذا لم تفد الفحوصات والعقاقير الطبية ، فأرى أن تستعمل الحجامة ، وهي علاج نبوي عربي بسيط للغاية ، إلا أن أثرها يفوق الخيال ، وذلك ببركة سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ويمارسها بعض الأخوة من أئمة المساجد في قطر ، فأسأل عنه وستصل إليه ويساعدك إن شاء الله ، وأؤكد أن الحجامة تكون بعد الطب .
الخطوة الثالثة : فرضاً أن هذا كله لم يثمر ويحقق الأمل المنشود ، فليس أمامك إلا الصبر والاحتساب ، والرضى بقضاء الله وقدره ، واعلم أن من رضي فله الرضى ، ومن سخط فعليه السخط ، فأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، ولعل الله أن يمن عليك ببركة الصبر والرضى بكرامات لم تكن تتوقعها ، خاصةً وأننا نعيش مع عشرات ، بل مئات من الخلق لم يرزقوا بذرية ، ورغم ذلك أمورهم طبية ومستقرة ، وتأقلموا مع واقعهم ، وعاشوا حياتهم طولاً وعرضاً ، ولم يشعروا بأنهم أقل من غيرهم ، بل يرون أنهم أحسن مئات المرات من الآلاف المؤلفة التي تعاني من أمراض مدمرة ولا علاج لها ، وتتمنى أن تضحي بحياتها من أجل لحظة من الصحة والعافية .
الخطوة الرابعة : فكرة الزواج وهي بلا شك ضرورة صحية ، خاصة وأنت لديك القدرة المالية والبدنية ، ولذلك لا بد لك من ذلك ، حتى تعان على غض بصرك وتحصين فرجك ، ولا أعتقد أن الأمة الإسلامية قد عقمت أن تلد لنا امرأة لا تريد أولاداً وتريد زوجاً فقط ، هناك العشرات من هؤلاء في كل بلد ظروفهن في مثل ظروفك ، أو أختاً أرملة ، أو مطلقة لها أولاد على قدر من الصلاح والاستقامة، وهن أيضا كثيرات ، فلا أرى لك أبداً أن تفكر بالزواج من غير المسلمات ، وإنما ابحث عن مسلمة صالحة ، وستجد من تقبل بذلك ، وأعرف أن هناك خدمة عبر أحد المواقع السعودية على الإنترنت تساعد في هذا الموضوع ، فادخل على دليل المواقع العربية الإسلامية ، وسجل أسمك وعنوانك ، والمواصفات التي تريدها ، وصدقني سيتصل بك العشرات من الأخوات ، ولك أن تخير منهن ذات الدين والخلق ؛ لأن الموقع يسهل الخطوات الأولى فقط ، ولقد استفاد منه المئات من الشباب والشابات.
والخطوة الأخيرة : اعلم أن الطب قد تقدم ، وأن هناك وسائل للتلقيح الصناعي وغيره ، كالحقن المجهري ، يمكن أن تساعدك في الإنجاب ، وهذا الآن كثير جداً ، فلا تظن أن ما أنت عليه هو نهاية المطاف ، وإنما قم وابحث وحاول ، واستعذ بالله من العجز ، واستعن به على حوائج الدنيا ، وسيعينك الله ويأخذ بيدك ، كما أخذ بها في المرات السابقة ، ولا تنسى سلاح الدعاء الذي لا يرد القضاء إلا به، وأكثر من الصدقة والاستغفار ، والصلاة على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، وسترى(114/275)
خيراً كثيراً ، ولا تنس أن تبشرنا قريباً إن شاء الله ، مع أطيب التمنيات لك بالتوفيق والسداد.
الشيخ / موافي عزب .
==================
وبعد استشارة المستشار الطبي أفاد بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو يحيى حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
مع تقدم الطب أصبحت مشكلة العقم لدى الرجال لها حلول كثيرة ، كانت في السابق يصعب الحصول عليها ، منها : عملية التلقيح الصناعي ، أو ما يسمى ب IVF ، والذي قد تصل نسبة النجاح فيه من 30 إلى 40 %, لذا عليك بإجراء الفحوصات كاملة عند طبيب متخصص في المسالك البولية ومشاكل العقم ؛ للتأكد من التقييم الصحيح , ويمكن أن تجري عملية أخذ خذعة من الخصية للتأكد من الوضع .
أما بالنسبة للزواج ، فيمكن أن تجد الزوجة المسلمة المناسبة ، والتي قد تتفهم وضعك الصحي , كما أن هناك الكثير من الفتيات اللاتي يعانين من مشاكل مماثلة ، في حالة أن مشكلة العقم لا حل لها , كما يمكن أن تتزوج من ثيب ولها أطفال ، ولا تعني لها مشكلة العقم الكثير , فهناك العديد من الحلول , أما الزواج من النصرانية فقد أثبتت التجارب فشله الذريع إلا في حالات نادرة , نسأل الله لك التوفيق.
د/ حاتم محمد
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============= ...
... انتفاخ
... 1783
السؤال
السلام عليكم
مشكلتي هي انني عندما كنت في 15من عمري حصل عندي انتفاخ في الفرج واستمر لساعات قليلة ثم اختفى ورجعت لحالتي الطبيعية وقد كنت في تلك الفترة امارس العادة السرية ولكني امتنعت عنها منذو فترة طويلة والحمد لله .(114/276)
سؤالي هو ماهذا الانتفاخ الدي اصابني وهل لة اضرار مستقبلية علي؟ وما هو العلاج وشكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يمكن مع عملية إدمان العادة السرية أن يحدث احتقان دموي في منطقة الفرج ، وقد يستمر لمدة ساعات ، وقد يستمر لفترة أطول , لذا لابد من الإقلاع عن هذه العادة الضارة.
أما بعد الإقلاع عنها فلا يوجد تأثير بعيد المدى لمثل هذا الاحتقان .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. حاتم محمد أحمد
============== ...
... حديث عبر الهاتف
... 1753
السؤال
بسم الله بعد التحية أوجه سؤالي لحضرتكم حول الحديث مع شاب عبر الهاتف لموضوع معين أو لتحية أو غير ذلك دون أن يمتد الحديث لشيء محرم أو ربما كان الحديث تخفيفا وترويحا عن النفس مع العلم أن هذه الفتاة أو الشاب لا تربطهما أية علاقة شرعية, ولكن تكون النية سليمة لوجه الله (لمساعدة مثلا) أرجو أن يكون الجواب وافيا ويتطرق لجميع النواحي وأكون مشكورة
الرجاء الإجابة بأسرع وقت ممكن
تحياتي لكم ودمتم ذخرا للأمةالإسلامية
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / وعد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا ًوسهلاً بك أختنا - وعد- في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، وعلم الله إن سعادتنا عظيمة باتصالك أنت ، وأي أخت أو أخ من أرض الأقصى المبارك الذي(114/277)
نسأل الله أن يطهره من دنس اليهود ، وأن يرده إلى حوزة الإسلام والمسلمين ، فكم سعدنا باتصالك بنا وسنظل دائما ننتظر اتصالك بنا في أي موضوع .
وأما عن سؤالك ، فلقد سبق لنا أن عرضنا رأي علماء الإسلام فيه حيث أفتت لجنة الفتوى بعدم جواز فتح مثل هذا الباب لما يترتب عليه من محظورات شرعية مستقبلا ، وهذا ما شهد به الواقع مع الأسف ، لذا أنصح بالتوقف عن مثل هذه الاتصالات ، كما أنصح بمراجعة الاستشارة رقم 1418 ، 1341 وغيرها من الاستشارات ذات العلاقة بموضوعك ، سائلا الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يبصرك بالحق ، وأن يصرف عنك كيد شياطين الأنس والجن ، إنه جواد كريم.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
============ ...
... هل الإحجام عن الزواج له أضرار؟
... 1587 ...
السؤال
هل تجمع ماء الرجل بكميات كبيرة وعدم خروج الماء(الحيوانات المنوية)قد يضر بالرجل ويسبب له أمراض ؟
علما بأني لا أمارس أي ممارسات غير شرعية لإخراج مائي(أي لا أمارس العادة السرية وليست لدي علاقات نسائية)، ولا يخرج الماء مني إلا إذا احتلمت وفي حالات نادرة يخرج إذا استحممت بماء حار ويخرج الماء في حالة عدم انتصاب للعضو بمعنى أني لا أسعى في إخراجه ولكنه يخرج تلقائيا لوفرة الماء لدي.
عندما يخرج الماء مني بالاحتلام أشعر بالراحة وأتمنى أن تفرق بين الراحة واللذة أعني أنه عندما يخرج الماء مني أحس أن فضلات زائدة عن الجسم قد خرجت مني وفي أحيان كثيرة لا أدرك أني احتلمت إلا عندما أصحو من النوم .
إذا كان تكدس ماء الرجل يسبب أي أضرار على الرجل الرجاء توضيح ذلك لأني أريد أن أعرض هذه الاستشارة على والدي الذي أخبرته أني أريد أن أتزوج وقال لي: لا تفكر في أمر الزواج حاليا رغم أن والدي لديه الإمكانات المادية لتزويجي وسأعمل إن شاء الله بعد تخرجي من الجامعة الذي لم يبق له سوى فصل واحد ،على أنني لو اعتمدت على نفسي في تكوين متطلبات الزواج فلن أتزوج ولا حتى بعد ثلاث أو خمس سنوات قادمة .
لا أدري هل عليّ أن أصبر ولا أشغل بالي بأمر الزواج أم أحاول أن أقنع والدي بأهمية الزواج وأنه سبب لكمال الصحة الجسدية والنفسية للشباب ، أتمنى أن توضحوا لي الجانب الصحي المتعلق بأهمية الزواج لأن محاولة إقناع والدي من منطلق ديني فكري لم تفلح معه ، وأنا في هذه الفترة أشعر بحاجة ليست فقط جسمية بهيمية للمرأة في حياتي فأنا لله الحمد والمنة والفضل على جانب من الإلتزام الديني أرجو من المولى أن يثبتي عليه حتى يتوفاني عليه ولدي من الرفقة الصالحة ما يشغلني عن مسألة الزواج وتخصصي الدراسي في الدارسات الإسلامية .(114/278)
ولكن فعلا في الفترة الأخيرة لا أدري أحس أنني بحاجة لإستقرار روحي ونفسي ولا يخفى عليكم المنافع المترتبة على الزواج إذا بني على أسس سليمة ومقاصد شريفة وتفهم لمعنى العلاقة الزوجية ، وكما أخبرني أحد أصدقائي المتدينين أنه فقد الرغبة في الزواج بعد أن تجاوز السابعة والعشرين من عمره بعد انشغالاته بعمله وصرف وقته في شؤون دعوية خيرية ولكنه بعد ضغوط أهله عليه تزوج ، الذي استغربه من حالتي أن والدي صاحب توجه ديني ورغم ذلك فهو يعارض فكرة ومبدأ الزواج قبل أن أكون نفسي كما يقول وأستطيع أن اعتمد على نفسي ومن هذا الكلام الفضفاض الذي لا أشعر بأهيمته وقيمته ، وأكثر ما يغيظني أن هناك الكثير من العوائل الصالحة التي لا تبالغ في تكاليف ومتطلبات الزواج وترضى بالقليل اليسير في جانب ابتغاء الستر وطلب التحصين والعفاف.
أعتذر واطلب منكم السماح على تشعبي في السؤال ولعلها كانت في البداية استشارة صحية ولكنها تحولت إلى اجتماعية تربوية نفسية شبابية لما أثار هذا الموضوع في كوامن نفسي من شجون لأنها تتعلق بمسألة الشباب وما يعانوه من صراعات داخل مجتمعاتهم ، أتمنى أن تلقى الإستشارة صدى بالقبول من والدي علما بأني لن أعرض عليه من الإستشارة سوى الجانب الذي يخصه .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات ، فأهلا وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك ، ونحن على استعداد لتقديم ما يمكن تقديمه لك ولجميع المسلمين ، ونسأله تعالى التوفيق والسداد لخدمة الإسلام والمسلمين .
أخي محمد ، بخصوص الجانب الطبي سألنا الأطباء فأفادوا أنه لا توجد هناك أي مشكلة صحية مطلقاً ، خاصة وأن الماء الزائد ينزل بنفسه تلقائياً في صورة الاحتلام كما ذكرت فاطمئن من هذه الناحية ولا تشغل بالك بها .
إلا أن هناك مسألة ذكرتها في رسالتك تحتاج إلى بيان شرعي لحكمها لقد ذكرت أن الماء ينزل منك في حالة عدم الانتصاب وأنه يخرج تلقائياً، أو يخرج نادراً إذا اغتسلت بماء حار ، وهذه الصور كلها لا تدل على أن النازل منك هو المنى الذي يجب منه الغسل ، وإنما هذا هو المذي ، أما المني فلنزوله شروط وعلامات لا توجد فيما ذكرت ، إذ لابد أن يكون العضو منتصباً، وأن يكون متددفقا بقوة وشدة ، وعلى(114/279)
دفعات ويعقبه فتور واسترخاء ، وما سوى ذلك فيكون مذياً ، أو غيره من السوائل التي لا توجب الغسل .
وبالنسبة لأمر الزواج فأنا أنصح بالصبر حتى يتم الانتهاء من الدراسة عملاً بنصيحة والدك ، خاصة وأن الباقي من الزمن قليل ، ولا يقتضي أن تختلف مع والدك ، وعندما تنتهي من الدراسة يكون لكل حادث حديث ، ومهما كان موقف الوالد فلعله لا يريدك أن تنشغل الآن بأمر الزواج ، ولكن بعد التخرج إن شاء الله تستطيع أن تتكلم معه بقوة ، خاصة إذا وفقك الله لعمل مناسب .
وختاماًأوصيك بالدعاء أن يوفقك الله فيما بقي من دراستك ، وأن يشرح صدر والدك لتزويجك ، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ، وأن يجعلك من الدعاة العاملين ، والأولياء الصالحين ، ولا تنسانا من الدعاء معك .
الشيخ / موافي عزب .
======================
وبعد استشارة الطبيب أفاد بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إذا تجمع ماء الرجل في الجسم ، وازدادت الكمية فإن الجسم يتخلص منه عن طريق الاحتلام ، وكذلك عن طرق داخل الجسم ، وهذا بحد ذاته لا يسبب مشاكل صحية للشباب .
أما إذا ما كانت هناك مشكلة مصاحبة لهذا الأمر ، مثل مشاكل الاحتقان ، والتي قد تؤدي إلى مشاكل غدة البروستات ، والتي بدورها قد تؤدي بعض المشاكل الصحية المستقبلية ، فالأفضل لمن كانت له القدرة أن يتزوج للتخلص من هذه المشاكل أن يتزوج ، كما أن خلو العقل من هذه الشواغل يلعب دورا كبيرا في تحسن الصحة النفسية ، وبالتالي تحسن القدرات . وبالله التوفيق .
د. حاتم محمد
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... أريد حلا لهذه العادة لأنني سئمت
... 1441 ...(114/280)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي مشكله أريد لها حلا أنا شاب ملتزم بالدين والصلاة على أكمل وجه لكن هنالك مشكله أحاول أن أتخلص منها لكن لا استطيع .
أنا أمارس العاده السرية وهي عاده سيئه جدا وأرغب أن أتخلص منها ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل.
اريد حلا اذا سمحت لاني اعاني كثيرا من هذه العاده الخبيثه. ولكم الشكر الجزيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
يا أبن الأقصى الأسير ، يا ابن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا ابن الأرض المباركة ، يا ابن أرض الجهاد والتضحية والبذل ، أقول لك لا تيأس ولا تحزن فمادمت مع الله فلم ولن يتخلى عنك ، ولكن يبدو أن لديك قدراًَ كبيرا منً الفراغ لا تحسن استغلاله ، فقام الشيطان باستغلالك فيه، وصرف طاقتك من الأعمال الجادة إلى هذه العمل الحقير المحرم ، ولذلك لابد لك من الأتي :
1- احرص على قدر استطاعتك ألا تكون وحدك ، بل كن مع الناس.
2- ضع لنفسك برنامجاً مفيداً في تعلم العلوم الشرعية، أو غيرها .
3- لماذا لا تفكر مثلا في حفظ القرآن ، والانشغال به غالب الوقت ؟
4- لماذا لا تفكر في نسخ بعض الأشرطة الدعوية الهامة والاستفادة منها ؟
5- لماذا لا تستغل معرفتك بالكمبيوتر في الدعوة إلى الله ونصح المسلمين ؟
6- لماذا لا تضع لنفسك برنامجاً رياضياً ، أو تشترك في نادي رياضي ؟
7- لماذا لا تصمم على قيام الليل ، ولو تدرجيا حتى تتعرض لرحمات الله ؟
8- صيام التطوع يصونك من الشيطان في الدنيا، ومن النار في الآخرة ، فأكثر منه قدر استطاعتك حتى تستحي أن تعصى الله وأنت صائم .(114/281)
9- أين أنت من الدعاء والإلحاح على الله أن يصرف عنك هذه المعصية ؟
10- أنصحك بالإطلاع على الاستشارة رقم 1371 بتاريخ 1/10 فإن فيها نصائح مفيدة في العلاج إن شاء الله .
مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل ، والإقلاع عن هذه العادة وأن أراك أو أسمع عنك بين كبار الدعاة إلى الله ، والعاملين لخدمة الإسلام .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... زوجي يشاهد الأفلام الجنسية
... 1424 ...
السؤال
زوجي يمارس العادة السرية ويشاهد أفلام الجنس والصور العارية مما أثر علي نفسيتي كثيرا فاصبحت عصبية لأتفة شئ ولأخاف لأن توثر شخصيتي هذه علي طفلتي فماذا افعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني توفيق حفظها الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يأخذ بيدك لمواجهة هذه المشكلة، وأن يعينك في التغلب عليها، وأن يمنَّ على زوجك بترك تلك الأمور المحرمة، وأن يجعلك وإياه وابنتك من عباده الصالحين السعداء في الدنيا والآخرة.
الأخت - أماني - : إن مشكلة زوجك من وجهة نظري ليست جديدة، بل لعله عاش منها منذ سنوات خاصة العادة السرية، وهذا يحتاج منك إلى نوع من الصبر غير العادي؛ لان المرض كلما كان قديما احتاج إلى فترة طويلة لعلاجه، وأنا أتصور أن العصبية التي تشكين منها ليست حلاًّ، فما أيسر الصراخ والضجيج، وما أسهله، ولكن هل هذا يمكن أن يحل المشكلة ؟
على العكس إنه يعقِّدها - كما ذكرت أنت ? ولذلك لا بد من البحث عن علاج بديل فعَّال ومؤثِّر يتمثل في الآتي:(114/282)
1-عدم فقدك لأعصابك أمام تلك التجاوزات، وأهملي الموضوع، واعتبريه كأن لم يكن، وحاولي أن تعودي نفسك على ذلك؛ لأن الإنسان الثائر لا يستطيع أن يعالج أي مشكلة، بل يفسدها أكثر، وهذه النقطة ضرورية ومهمة جدا؛ لأنك أنت التي ستتولين العلاج .
2- أكثري من الاهتمام بزوجك، وأظهري أنوثتك إلى أبعد حد، واهتمي بمظهرك ورائحتك ومكياجك وكل وسائل الإثارة الممكنة .
3- حاولي مداعبته والجلوس معه ومحادثته أطول فترة ممكنة بلطف وحب وحنان، كأنه ما زال عريسا في أيامه الأولى .
4-اطلبي منه الخروج في فسح من المنزل أكثر من الأول على قدر الاستطاعة .
5- بين الحين والآخر اسأليه عن حكم ممارسة هذه الأشياء ، وما هو الداعي إليها ، وهل هناك تقصير من جانبك في حقه دعاه لذلك .
6- اقبلي كلامه مهما كان، وحاولي الاستفادة منه لتكوني له كما يحب .
7- ذكريه بالله والوقوف بين يديه وحكم هذه الأشياء، ولكن برفق.
8- لا مانع من الاستعانة ببعض المواد الدعوية الشرعية التي تبين حكم هذه التجاوزات وأقرئيها معه، وأظهري له أنك تريدين مساعدته وتخافين عليه من عذاب الله؛ لأن هذه الأشياء من المحرمات .
9- استعيني ببعض الأخوات الصالحات من صديقاتك ليتعرف على أزواجهن وتنشا علاقات طيبة مع الصالحين، وحث الأخوات أزواجهن على بيان حكم هذه المحرمات بين الحين والآخر .
10- عليك بأهم وأخطر وأعظم سلاح وهو: الدعاء له بالهداية والاستقامة، وأن يعينه الله على التخلص من تلك العادات المحرمة، وأن يزيد في إيمانه، وأن يجنبه المعاصي ما ظهر منها وما بطن .
هذه بعض التوجيهات التي أتمنى أن تفيد في علاج هذه المشكلة، مع ضرورة التركيز على أهم الأمور وهي: أن تكون أعصابك هادئة مهما كان التجاوز، وأن تهتمي بنفسك ، وأناقتك إلى أبعد حد مهما كان انصرافه عنك، وأن تكثري من الدعاء له بالهداية وصلاح الحال.(114/283)
مع دعواتي لك بالتوفيق في مهمتك ولزوجك بالإقلاع عن هذه المحرمات والعودة إلى قافلة الصالحين .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
==============
... كيف أساعد صديقتى
... 1418 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى اطلب منكم نصيحة وقد لمست فيكم بعون الله وفضله قدرة على إبداء اراء صائبة وعملية وفقكم الله ..
النصيحة التى اطلبها ليست لى بل لصديقة لى فى الله احبها كثيرا ...... وهى ملتزمة ولا أزكى على الله احد ، أخاف عليها مما هى فيه ولا أعرف كيف اساعدها ، لذا لجأت لكم بعد الله ... واليكم الموضوع ومنكم النصح والمشورة
خطبت صديقتى من اشهر من شخص لا يهتم بالدين كثيرا والله اعلم ..... مثلا لا يصلي الفجر حاضرا ... ولا ينهى صديقتى عن تبرجها له في يوم الخطوبة .... ولكنه خلوق وابن عائلة محترمة ولا يدخن وانسان مجتهد ... ولكن الدين ليس بالاولوية والله اعلم ....
من اول يوم خطوبة للاسف اخطات صديقتى وتبرجت للخطيب وصورت معه ....
المشكلة الان هى ...اولا خطيبها يحتفظ بالصور ويرفض ان يعطيها لها.
بالاضافة الى انها تسلم عليه باليد عند مقابلته في منزل العائلة طبعا ولكنها ترتدى اللباس الشرعى مع عدم تغطية اليدين .
وايضا ... هما يتحادثان بالهاتف شبه يوميا ولمدة تتجاوز الساعة .....
صديقتى متعبة ومثقلة جدا من هذا الامر .. اخبرتنى انها تصلي ركعتين استغفار للذنب بعد كل مكالمة ؟
لإحساسها ومعرفتها بارتكابها ذنب .... سبب استمرار المحادثات رفض خطيبها الشديد جدا لهذا الامر .... وعدم اقتناعه بحرمانية المكالمات ..... حتى عندما ترفض الرد على الهاتف امها او اخوتها يلحوا عليها للرد ...... هل من الممكن ان نكون نحن المخطاين فى رأينا بعدم مشروعية المكالمات بين الخطيبين ؟(114/284)
واذا كانت لا تجوز فعلا رغم معرفة الاهل و رضاهم ؟ كيف تتصرف ؟ ماالحل ؟؟؟ مع العلم غير ممكن عقد قرانهما حاليا .
بصراحة حسب راى ان هذه مخالفات لاتشجع ابدا على نوع الحياة التى اتمناها لصديقتى بعد الزواج ....
وكذلك اخاف على صديقتى بتقصيرها في حق الله ... هى ايضا متعبة كثيرا من الامر واخاف عليها أن تصاب ببرودة القلب اذا عجزت عن الوصول الى الصواب .
لعلى بكلامى وان وجدت صعوبة في ان اشرح لكم الوضع بالنسبة لصديقتى اولا ... ثم رغبتى في مساعدت صديقتى في مرحلة مهمة من حياتها الدينية والدنيوية....
عسي ان تكونوا فهمتم مااقصد .... والله من وراء القصد
بارك الله فيكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل / زهراء بنت حواء حفظها الله تعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,
أولا : يسرنا أن نرحب بك ترحيبا خاصا ونشكرك علي ثقتك الغالية في موقعك الشبكة الإسلامية(محور الاستشارات) ونعدك أن نكون عند حسن ظنك وطن جميع المسلمين، وتقديم أقصى ما نستطيع في خدمة المسلمين، وحل قضاياهم بإذن الله تعالى.
ثانيا : أختي زهراء بنت حواء
لقد لمست في استشاراتك السابقة حرصا علي معرفة الحق، وعقلية نيرة ، ورغبة شديدة في التمسك بآداب الإسلام وقيمه، وهذا من فضل الله عليك، ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، وأن يكثر من أمثالك، إلا أن الذي أدهشني وصفك لأختك التي تسألين نيابة عنها أنها أخت ملتزمة , وأنا لا أفهم معنى الالتزام الذي تقصدين! هل هذه التصرفات التي حدثت منها تدل فعلاً على أنها ملتزمة؟ الأفضل أن تقولي لديها يعض الالتزام لأن ما وقعت فيه يدل على أنها لا تعرف كثيراً من أصول الإسلام وثوابته، ولذلك ليس بغريب أن تقع في مثل هذه التصرفات، لأنها أخت من العوام البسطاء الذين لديهم بعض الحرص والحب للدين، ولكن ليسوا جادين في التمسك به.
ثالثاً: أول خطأ وقعت فيه الأخت ابتداء قبولها لرجل أهمية الدين لديه ضعيفة، لأنه في غالب الأحوال سوف يؤثر عليها وهذه طبيعة الرجال إلا إذا كانت قوية الشخصية(114/285)
- ونسأله تعالى أن تكون كذلك ـ فإن بمقدورها أن تؤثر فيه وتعينه علي طاعة الله ورسوله، ومثل هذا الزوج غالبا لا يفرح به، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
رابعا: موضوع تبرجها وتصويرها معه واحتفاظه بصورها هذه أخطاؤها تتحملها وحدها، لمخالفها شرع الله , فإن كانت تكره ذلك فسيغفر الله لها على قدر ضعفها ومقاومتها , وإن كانت راغبة ومطاوعة فيجب عليها أن تسرع بالتوبة، وأن تسارع بتصحيح تلك الأخطاء، وبعدم مصافحته باليد، أو الخلوة به، أو الظهور أمامه بصورة غير شرعية.
خامسا:موضوع الكالمات الهاتفية
من المعلوم أن الخطبة ليست عقدا شرعيا، وأنه يعتبر أجنبياًعنها، وهي كذلك، ولذلك ذكرت أن الذي فعلته معه مما سبق لا يجور شرعا, كذلك التحادث بالهاتف إذ يمكن لهذا الأخ أن يتحادث مع أهلها بعدا عن أي إشكال قد يحدث مستقبلا لا قدر الله، وإذا حصل كلام بينها وبينه مما تدعو إليه الحاجة والضرورة، فيجب عليها أن تبتعد عن الخضوع بالقول، والكلام الذي لا يجوز خلال هذه الفترة , وليجتنبا ما لا يليق من الكلام والحركات والعبارات والإشارات، لأنها كما ذكرت أجنبية عنه، لذلك ذهب بعض العلماء إلي أن ترك الكلام أولى، خاصة وأن الكلام قد يتطور ويؤدي إلى ما حرم الله، خصوصا وأن نفس كل واحد منهما تميل إلي الآخر مع كثرة الكلام ونوعه , وأنت ذكرت أنها تصلي ركعتين بعد كل محادثة بنية الاستغفار, فيفهم من هذا أن الكلام خرج عن الطبيعي العادي إلى نوع خاص من الكلام، لذا انصحها بان تتوقف عن الكلام مطلقا، أو تقلل منه قدرالاستطاعة، ولكن في حدود الشرع، وعدم السماح له بالحديث العاطفي الذي قد يؤثر علي دينها، وميلها إليه , مما يؤدي بدوره إلى حدوث ما تخا فين منه من ضعف دينها , ولتحاول هي وأهلها قدر الاستطاعه الإسراع بعقد الزواج والدخول، أو الاعتذار للرجل بعدم الرغبة في مواصلة هذا الحديث عبر الهاتف الا في حدود الضرورة، وإذا كان هناك داع مهم. وأن تكون زياراته للآسرة بحضور الجميع، وأن يكون الكلام بالهاتف نفسه أمام الجميع، وليس بعيدا عنهم حتى تحمي نفسها من الكلام الذي لا ينبغى خلال هذه الفترة.
مع تمنياتنا لها بالتوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... طلب مساعدة لبحث
... 1373
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . في الواقع أن هذه المرة ليست بمشكلة و الحمد لله و لكنه طلب مساعدة من حضراتكم.(114/286)
لقد التمست من كثرة إدمان إرتياد المواقع الإباحية . و هذا النوع له آثار متعددة نفسية و صحية . أنا الآن بفضل الله بصدد عمل بحث عن هذا الإدمان و أثره نفسيا و صحيا و اجتماعيا في شتى المجتمعات وقد توصلت والحمد لله إلى أثر هذا الإدمان في المجتمعات الغربية التي هي منبع تلك التجارة الفاسدة وأرجو من سيادتكم المساعدة في توضيح و تفصيل الأثر النفسي كاملا و كذلك الأثر الصحي و الطبي لهذا الإدمان بالتفصيل فإذا أردتم في ذلك الإيضاح على الصفحة الرئيسية فلا بأس و لكن أرجو إرسال ملف نصي عل البريد .
وإذا أردتم (بعد موافقتكم ) أن أرسل إليكم نسخة البحث كاملة بعد الإنتهاء منه حتى يستفيد منه الجميع فلا بأس فقط اعطوني الموافقه مع ردكم و بإذن سوف أرسله إليكم كاملا بعد الإنتهاء منه و لكم جزيل الشكر و العرفان
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا على سؤالك ، الحمد لله الذي جعلك تبتعد عن ارتياد المواقع الإباحية ، وكم هي فكرة طيبة أن تقوم بعمل بحث يتعلق بإدمان هذه المواقع 0 لا شك أن مثل هذا البحث يحتاج لمشرف لأن تجاربك الشخصية مهما كانت ثرية تحتاج لمصادر حيادية 0
بالنسبة للآثار النفسية لإدمان هذه المواقع لا يمكن وصفها بمعزل عن الفئة العمرية المتأثرة ، والعادات والتقاليد لتلك الفئة ، وكذلك الضوابط والقيم الإجتماعية ، فقد ثبتت بعض البحوث العلمية في الآونة الأخيرة أن الإدمان بصفة عامة ربما يتعلق بإفراز مادة داخلية في المخ تعرف بـ(الإندرفين) أو ( أفيونات المخ الداخلية ) ، وحتى الإدمان على الانترنت والرياضة ولعب القمار ربما يكون مرتبط بهذه المادة الموجودة في الفص الصدغي من المخ ، وهي تمثل عامل تحفيز وهمة للشخص للاستمرار في سلوكه التعودي ، لكن لا بد للإشارة أن مطالعة الأماكن الإباحية مرتبط ارتباطا وثيقا بالشخصية والقيم والمعتقدات وقوة شفرة الفضيلة لدى الإنسان ، وما يقره أو يرفضه المجتمع من سلوكيات 0
يتفاوت الآثر النفسي والصحي من الإصابة باضطرابات الشخصية وضعف ما يعرف بـ(الأنار العليا لدى الإنسان) ، وربما يؤدي أيضا إلى الإصابة بنوع من المخاوف والاكتئاب على المدى البعيد ، وكذلك محاولات الانتحار حين يشعر الإنسان أن ذاته مفرغة من كل ما هو سامي أو نبيل ، والإدمان على هذه المواقع(114/287)
ربما يؤدي إلى الإدمان على أشياء أخرى كالمخدرات والانغماس في الشذوذ الجنسي ، وكل ما يفرضه عالم الإباحية0
هنالك دراسة هامة جدا أجريت في هولندا في السنين الأخيرة أوضحت أن الانغماس المفرط في الانترنت بصفة عامة ، وادمان مواقع معينة يؤدي إلى ضعف وانطوائية واعتمادية في الشخصية خاصة لدى الذكور من الأطفال ، ولا شك أن الأثر الإجتماعي كبير ، فكل من يدمن على هذه المواقع الإباحية يمثل كتلة باهظة من التلوث الاجتماعي تضر بالمحيطين لمن يمارس مثل هذا السلوك ، ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالأسر وبالمجتمع كافة ، ولا شك اننا سنكون سعداء جدا للحصول على نسخة من بحثك خاصة أنه يتطرق لموضوع مثير للتفكيرالعلمي 000
وبالله التوفيق0
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
============== ...
... أفتوني في أمري هدانا و هداكم الله
... 1371
السؤال
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد: فمشكلتي هي انني أتوب ولكن لا أجد في نفسي من حال التئبين شيء, فقد ابتليت بالعادة السرية لمدة كبيره و لطالما حاولت الابتعاد عنها غير أني كنت أضعف في النهايه, و هذه حالي حتى اليوم ... لا أدري كيف أصف لكم حالي فقد أصبحت أكره نفسي... أبغضها بل ويعلم الله أحتقرها أيما احتقار ... بعد كل مرة أتوب و أعاهد الله على عدم العوده و لكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيء فأنا أعاهد الله على عدم العوده ثم أكمل حياتي بشكل طبيعي ... فلا ألم من الذنب و لا بكاء و لا همة عاليه للعباده بل فتور و فتور وفتور و أعلم أنه عقاب من الله على ذنبي و هذا ما يخيفني ... فعين جافة و قلب كالصخر إن لم يكن أشد قسوة ... لا أدري بم أصف حالي ... أعلم ان الله غفور رحيم و لكن لمن تاب حق التوبه و أنا أخاف أن يكون الله قد بغضني و ختم على قلبي فلم أعد أحس بالم للمعصيه ... وضعي الحالي لا يسمح لي بالزواج لأسباب كثيره كما أنني لا أجد لي في هذا البلد الأوروبي على الدين معينا فأسرتي و للأسف يشكو الضلال من ضلالها ... اما أنا فشاب ملتزم أحمد الله أن رزقني بالأخلاء الصالحين في بلدي الأصلي ... وبعد إنهائي الدراسه الثانويه أتيت إلى هنا مكرها لدراسة الطب ... أشعر أني بدات أخر نفسي و أخاف أن يكون الله قد غضب علي ومقتني لسوء عملي و إصراري على الذنب ... يعلم الله أنني أريد البعد عن هذا الذنب و يعلم الله أنني أريد التوبه ... أرجو لاجابة في أسرع وقت فأنا في عذاب نفسي كبير... أفتوني في أمري و أعينوني على التوبه و جزاكم الله كل خير.(114/288)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,,،
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك توبتك، وإن يثبتك علي الحق، وأن يحفظك من الفتن والمعاصي ماظهر منها وما بطن، وأن يوفقك في دراستك حتى ترجع معينا لأهلك نافعالأمتك مدافعا عن وطنك وطن وأرض الإسلام , الهم أمين .
أخي عبدالعزبز:
لا يخفي عليك أن مرحلة الشباب مرحلة حرجة في حياة الشباب جميعاًوأن الشيطان يحرص علي أن يأخذ حظه من الإنسان فيها لأن بعدها عادة مايكون الوعي والنضج والاستقرار الأسري والنفسي وعما قريب سوف تودع تلك العزوبية وتعيش في كنف أسرة صالحة تعينك علي طاعة الله وتأخذ بيدك إلى بر الأمان، وبخصوص ترددك في التوبة وشعورك بنوع من الفتور الذي تتصور أنه يتعارض مع حال التائبين فهذا اعتبره شيئا طبيعيا، لأن الشيطان لا يريد لك أن تفرح بحلاوة التوبة حتى تظل أقرب إلي كونك عاصيا محطما، من كونك تائبا صالحا ، فواصل التوبة وأكثر منها وأحسن الظن بالله ولا تتوقف عن التوبة مهما كانت الأسباب أوالآثار، ولن يخزيك الله، وأما ضعفك عن الثبات علي التوبة، وعودتك مرة أخرى إلى تلك المعصية فهذا أيضا له أسبابه ودوافعه، وستزول أيضا فابشر، وهذا كله متوقف علي عزيمتك، وحسن ظنك بالله، وعدم تسرب اليأس إلى نفسك، مع مراعاة هذه النصائح التي أسأل تعالي أن ينفعك بها، وأن يجعلها عونا لك علي التخلص من تلك العادة السيئة .
1- أن تعلم وتعتقد أنه ليس هناك داء أحط ولا أضر بصفات الرجولة من هذه العادة , وأنها عادة ذميمة قذرة وإذا لم يقلع عنها الشخص في الحال قد تتلف جسمه وعقله، وتقف ببينة وبين ما ينشده من كمال وصحة، وتؤدي به إلى الضعف التناسلي المؤلم .
2- تذكر دائمًا أن العادة السرية داء وبيل، فيجب عليك من الآن أن تقاومها بكل ماأوتيت من قوة وعزم، ولن تكون المقاومة سهلة ولكنها ممكنة، وأنك تستطيع أن تتغلب عليها في النهاية بتوفيق من الله تعالى .(114/289)
3- المتخلص من هذه العادة يجب عليه أن يكون ذا عقل سليم، والعقل السليم لا يكون إلا في الجسم السليم، فعليك ببعض التمرينات الرياضية الهادفة، والتي يمكن الاستعانة فيها بخبير من المتخصصين .
4- يجب عليك أن تتعود أن تسلط على عقلك الأفكار الطيبة الطاهرة السعيدة، واشغل نفسك دائمًا بأي شيءٍ يبعد عن ذهنك كل ما يذكرك بهذه العادة الذميمة، وإذا لم تجد عملاً يستغرق وقت فراغك فاشغل نفسك بالقراءة المفيدة الهادفة البعيدة عن الإثارة .
5- تجنب الوحدة قدر استطاعتك؛ لأن هذه العادة من عمل الوحدة وأثارها، وابعد يدك عن الأعضاء التناسلية، واحرص على أن تكون هذه الأعضاء نظيفة دائمًا حتى لا يحدث فيها تهيج يحملك على الوقوع في تلك المعصية، فإذا تملكتك الرغبة، وسيطرت عليك فاغسل يديك ومعصميك بماء شديد البرودة واغمر رأسك ووجهك به وبلل به مؤخرة عنقك، والجزء الأخير من السلسلة الفقرية، وسوف تغادرك هذه الرغبة البهيمية في الحال إن شاء الله تعالى .
6- إذا ذهبت إلى الفراش فابعد ذهنك عن كل المسائل الجنسية، وتجنب الأغطية الثقيلة، فإن الحرارة تولد التهيج، وخفف ملابسك وتجنب الأطعمة المهيجة، وخذ حمامًا نصف بارد قبل النوم، بحيث تجلس في الماء البارد على أن يغطي الماء الأعضاء التناسلية والفخذين، وبعد ذلك جففها بعناية .
7- عليك قبل ذلك كله بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك في الإقلاع والتوبة وأن يثبتك عليها .
8- الاستغفار من أهم عوامل النجاح، فأكثر منه عسى الله أن يجعل لك مخرجًا .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والإعانة على التوبة النصوح . وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
... تأثير الكافور
... 1345
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
هل صحيح أن تناول نبات ال " كافور " يؤدي إلى القضاء ، أو تخفيف حدة ممارسة العادة ؟
ثم في حال الإجابة بنعم . كيف يتم تناوله ؟(114/290)
جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من الناحية الطبية لا يوجد إثبات طبي لهذا الامر, ومشكلة ممارسةالعادة السرية لا تعتبر حالة مرضية تحتاج الى العلاج الطبي ، أو حتى علاج من الأعشاب الطبية، ولابد للشباب من معرفة الحرمة الشرعية لهذا الامر، ومن ثم الاجتهاد على التخلص منها دون الحاجة لتناول أي نوع من العلاجات, فللعادة السرية كثير من الاضرار الصحية وأشهر هذه المشاكل مشكلة سرعة القذف ومايترتب عليه من مشاكل أحيانا في العلاقات الزوجية.
وللتخلص من هذه المشكلة يجب الابتعاد عن كل المؤثرات الجنسية، والعمل على شغل وقت الفراغ بالاجتهاد في التعلم وصحبة أهل الخير، وتعلم أنواع من الهوايات المناسبة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. حاتم محمد أحمد
================ ...
... الفتاة والشات على الإنترنت
... 1341 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجال عملى اتاح لى استخدام الانترنت وكذلك " الشات " ( برامح الحوار ) كجزء من عملى ، تعرفت من خلال الشات على فتيات والحمد لله وكان سبب التعرف الرسائل التى ارسلها وهى رسائل دينيه من مواقع مختلفه وكذلك شباب على قدر من التدين والاخلاق منهم شخص تعودت على التحدث معهم باستمرار وهو والحمد لله على قدر كبير من العلم بؤمور الدين اعتذر للاطاله
هل انا على صواب ام ليس من المفروض الحديثة معه اساسا كنوع من انواع الاختلاط ؟
جزاكم الله خير الجزاء
الجواب(114/291)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،،،
بداية أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يثبتك على الحق وأن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك لخدمة دينه، والدعوة إليه على بصيرة، وأن يرزقك محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام وصالحي المؤمنين .
الأخت الفاضلة - هدى - بلا شك فالإنترنت يعتبر من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر، ومن أوسعها انتشارًا، وإذا يسر الله لنا نحن أهل الإسلام استغلال هذه الجهاز لأحدثنا تغييرًا هائلاً في ميزان القوى في العلاج، ولدخل الملايين من المشركين والملحدين في الإسلام، وأصبحوا في موازين حسناتنا جميعًا، ولكن مما يؤسف له أن الشيطان قاعد لأمة الإسلام بالمرصاد، فما أن يبدأ أخٌ في استعمال هذا الجهاز إلا ويفتح الشيطان عليه باب الفتن، وكذلك الأخوات، لأن اللعين لا يريد الخير لهذه الأمة، فبدلاً من أن نُسَخِّر جميع الطاقات لخدمة قضيتنا الكبرى والأساسية وهي الإسلام، تنحرف النية عند الكثيرين من المسلمين وللأسف، فمنهم من يدخل على المواقع المحرمة، ومنهم من يقوم بنسخ كثير من هذه المحرمات وبيعها، أو إهدائها لعامة المسلمين المساكين، ومنهم من يفتح الشيطان عليه باب شر وفتنة من نوع آخر، مثل هذا الذي تسألين عنه، حيث يصعب عليك بعد فترة أن تتخلصي من هذا التعلق فتنحرف النية، وتتحول إلى مسألة شخصية قد يترتب عليها الكثير من الفتن التي تذهب بحلاوة الإيمان، وتضييع عليك فرصة خدمة الدين ونشره في العالم، والتصدي للحملات المسعورة التي تشن عليه عبر هذا الجهاز، لذا أنصحك بقصر نشاطك واتصالاتك فقط على بنات جنسك، وأخواتك من النساء ، وهنَّ كثير ولله الحمد، واحذري كيد الشيطان وتزينه لك هذه العلاقة بأنها في حدود الشرع، وأنك تعرفت على الأخ في الله وأنك أيضًا سوف تحبينه في الله وتعشقينه في الله إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يساوي صفرًا ، وسيخرجك من هدفك السامي العظيم إلى هدف دنيوي تافه قد يحرمك من رضوان الله وجناته - والعياذ بالله تعالى - ويا أختاه، كم من بيوت خربت بسبب مثل هذه العلاقات وتلك الاتصالات، وكم من أطفال تشردوا لنفس السبب عندما يحدث هناك نوعٍ من الحب والتعلق، أو غير ذلك دون دراسة أو روية أو تعقل، لتقع الكارثة، وتفسد النية، ويضعف الدين، ويقوى الباطل، على حساب انصراف المسلمين عن الدفاع عن دينهم، خاصة وأن هذه العلاقات لم يبحها أحد من علماء المسلمين .(114/292)
لذا أنصحك بترك هذا الأمر والاكتفاء كما ذكرت لك بجنس البنات فقط، وهنَّ في أمسِّ الحاجة إليك وإلى علمك وخلقك وتوجيهك، أما الرجال فدعيهم للرجال يتكلمون معهم، ولن يتخلى الله عنك، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
===========
قنابل جنسية للشباب على الانترنيت)
منقول من جريدة الحوادث المصرية
تحقيق: هبة عبدالرحمن
مع بداية فصل الصيف..
خطر رهيب يقترب من شبابنا ويحاصرهم ويهدد بتدمير معتقداتهم ومبادئهم.
هذا الخطر يتمثل في الوحش الالكتروني المسمي بالانترنت الذي اصبح نافذة يطل منه شبابنا علي كل ماهو ممنوع ومحرم بداية من الافلام المخلة والصور الفاضحة وانتهاء بالمواقع التي تدعو لازدراء الأديان والتخلي عن كل القيم الأخلاقية.
هذا الخطر يتزايد يوما بعد اخر من كرة الثلج حتي اصبح جبلا جليديا شاهقا و'أخبار الحوادث' في هذا التحقيق تدق ناقوس الخطر وتوجه دعوة عاجلة لكل الأطراف المعنية من أجل انقاذ شبابنا.
مع شهور الصيف.. يزيد وقت فراغ الشباب.. الذين لايجدون وسيلة لشغل فراغهم.. سوي الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو القنوات الفضائية.. خاصة بعد ان زاد عدد الوصلات المعروفة بال'ADSL'.. والتي استطاعت ان تتيح الفرصة لملايين الصفحات الاليكترونية ان تقتحم كل بيت.. ليدخل الشباب الي بحر الانترنت.. ويبحث عن كل ماهو جديد.. وفي ظل غياب الرقابة الأسرية التي حذر منها علماء الاجتماع علي ما يشاهده الأبناء.. وغياب القدوة والمثل الأعلي والأخاق التي تبني علي الدين.. أصبح كل شيء متاحا أمام هؤلاء الشباب.. وأصبح من السهل عليهم تلقي الكثير من المعلومات عن مصادر المتعة الجنسية.. والوصول الي المواقع الجنسية من صور وأفلام مخلة.. وهنا ندق ناقوس الخطر.. ونهمس من خلال هذا التحقيق في أذن الأباء.. أن ينتبهوا الي أبنائهم والي العدو الذي يتربص بهم!
حقائق في أرقام(114/293)
أصبحت الشبكة العالمية للمعلومات (الأنترنت).. اليوم أكبر مكتبة علي وجه الأرض لترويج وبث وتبادل الصور والأفلام والمواد المختلفة المتعلقة بالجنس.. وقد أكدت علي ذلك احصائيات قدمتها دراسة امريكية.. اشارت الي التنامي الرهيب في أرقام الأرباح المتعلقة بالأنشطة الجنسية.. حيث تقدر قيمة صناعة الجنس عالميا برقم مهول يكاد يصل الي 57 بليون دولار.. ويوجد علي شبكة الانترنت اكثر من 372 مليون صفحة تروج مواد جنسية مختلفة.
وأكدت الدراسة ان ايرادات صناعة الجنس علي الانترنت بلغت أكثر من 2 بليون ونصف مليون دولار سنويا.. وهناك 2.8 بليون رسالة بريد اليكتروني تتحرك يوميا عبر شبكة الانترنت بمحتوي متعلق بالجنس.. كذلك اثبتت الدراسة ان من بين 3 زوار للمواقع الجنسية علي الشبكة توجد امرأة.. وهناك 9.4 مليون امرأة يرز مواقع جنسية كل شهر.
أغراء الأطفال
وفي مجال احصائيات المواد الجنسية المتعلقة بالأطفال.. استوقفتنا الأرقام التالية.. هناك 89 % من الإغواءات الجنسية للأطفال والمراهقين تتم في غرف الدردشة (chat rooms).. او عبر برامج التراسل الماسنجر.. كذلك هناك اكثر من 20 الف صورة جنسية للأطفال تبث عبر الشبكة اسبوعيا.. كذلك أكثر من 100 ألف موقع يقدم مواد جنسية فاحشة عن الأطفال وذلك حسب تقديرات مصلحة الجمارك الامريكية.. وقد وصل معدل عمر الطفل الذي تعرض لمشاهد جنسة عبر الانترنت 11 سنة.. وأكبر شريحة أطفال مستهلكة للمواد الجنسية عبر الانترنت هم الفئة بين (12* 17) سنة.
ومن خلال هذه الاحصائيات المهولة.. يتضح ان عصر الاتصال المفتوح جعل المواد الجنسية تأتي من كل مكان في العامل وفي كل وقت بلا رقيب..
مصائد الجنس!(114/294)
وعن طرق وصول هذه المواد الإباحية الي مستخدمي الانترنت.. فهي تعتمد في كثير من الأحوال علي قدرات وامكانيات المستخدم الفنية والمالية.. فالي جانب الخدمات الجنسية المجانية التي يقدمها الهواة بلا مقابل.. هناك الاشتراكات المدفوعة التي تمكن المستخدم من الوصول الي مواقع متخصصة في هذه الخدمة.. ومن خلالها يمكنة الاطلاع علي الصور الجنسية او مقاطع الأفلام الإباحية.. بل هناك منتديات يتم فيها اجراء حوارات مباشرة مع بقية أعضاء المنتدي.. أو موقع يقدم العروض الجنسية المباشرة.
ويتم اتصال المستخدمين بالمواقع والخدمات الإباحية عن طريق عدد من الوسائل والأساليب منها.. مواقع تبث مشاهد جنسية مباشرة.. أو كاميرات جماعية فورية باستخدام التواصل عبر الفيديو.. أو من خلال غرف حوارات (الصوت والفيديو) وأشهر هذه الغرف.. غرفة البال توك وعادة' تتراوح الأعمار التي تتصل بهذه الغرفة ما بين (15 الي 25) سنة أو (45 الي 65) سنة.
ومن بين الوسائل أيضا نجد منتديات متخصصة في الأنشطة الجنسية.. كذلك البريد الاليكتروني الذي يبث للمشتركين مواد فاحشة بحسب الطلب.. آخر تلك الوسائل نجد مجموعات الأخبار الإباحية وأشهرها مجموعة ياهو (yahoo).
الزبون العربي
ومن الأشياء الي يجب ان نضعها في الاعتبار ان هناك مواقع اباحية موجهة بصورة مباشرة الي مستخدم الانترنت العربي.. لقد انتشرت علي شبة الانترنت عشرات المواقع والخدمات الاليكترونية التي تقدم المواد الإباحية باللغة العربية.. وتتوجه للمستخدم العربي خاصة فئة الشباب الذين يقبلون عليها بصورة
ملحوظة.. فعلي سبيل المثال يقدم أحد هذه المنتديات خدمات المواد الإباحية المجانية باللغة العربية ويحدث الأعضاء محتويات هذا المنتدي علي مدار الساعة.
ومن المشير للدهشة أن عدد رواد هذا الموقع يتجاوز في بعض الأوقات أكثر من (25) ألف زائر في اللحظة الواحدة.. وفي تطور تقني جديد يتبني بعض أصحاب المواقع الإباحية خدمات ترويج المواد المتاحة عبر أشكال وصيغ جديدة.. فنتيجة لتنامي استخدامات الشبكة والهواتف المتنقلة (المحمول).. ظهر العديد من البرامج الجديدة علي الانترنت تمكن المستخدم من تحويل صيغ أفلام الفيديو والصور الإباحية بما يتناسب وبرامج العرض الخاصة بأجهزة الهواتف المتنقلة.. بما تتضمنه من لقطات جنسية مخلة وصور بعضها إلتقطت في بيوت دعارة.. أو مع فتيات الليل.
وتتفاقم مشكلة محتوي الهواتف الجوالة في صعوبة ضبطها اسريا ورسميا.. وذلك بسبب سهولة الحصول عليها من خلال خدمات التواصل عبر البلوتوث المنتشر في أوساط الشباب والفتيات في أي مكان.(114/295)
وبعد عرض كل هذه الأرقام والأساليب في تناول الشباب المصري للمواد الإباحية من خلال الوصلات للشبكات الاليكترونية.. كان لابد من الرجوع الي علماء الاجتماع حتي نعرف الأسباب والنتائج.. وكذلك الحلول لمثل هذه الظاهرة الاجتماعية فكان رأي الدكتور أحمد المجدوب المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. بعد أن بادرنا بالاهتمام بمثل هذه الظاهرة التي انتشرت داخل شبابنا المصري.. ظاهرة انتشار المواد الإباحية عن طريق الانترنت.. وقد أرجع الدكتور احمد المجدوب الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة قائلا:
لقد تغير دور الأم داخل الأسرة تغيرا كبيرا وواضحا.. فلا يوجد الآن الأم التي كانت توجد في الزمن الماضي.. فلم تعد الأم تشعر بأي تغيير يطرأ علي أولادها.. فالمرأة طالبت بالتحرر والمساواة.. وأصبحت تشغل أدوارا هامة ومناصب رفيعة في المجتمع.. لذلك اصبح البيت فاقدا لتوازنه.
فالدين حث علي أن للرجل دوره وللمرأة دورها.. ولا يجب أن تتداخل الأدوار.. ولايعني ذلك انه ليس للمرأة الحق في أن تعمل.. ولكن يجب ان تضع بيتها وأسرتها وأولادها نصب أعينها.. حتي لاتضيع الأسرة بأكملها.
والذي آثار انتباهي.. منذ ما يقرب من 3 سنوات قامت بريطانيا بعمل استطلاع رأي لعينة من الزوجات البريطانيات.. عن من الذي ترينه أفضل في قيادة الأسرة،، فجاءت الاجابات 65 % للرجل.. و20 % من نتيجة العينة للمرأة والرجل معا.. بينما جاء 15 % للمرأة.. أي أن غالبية الزوجات البريطانيات اكدوا ان الرجل أفضل في قيادة الأسرة.
علي النقيض جاءت المرأة المصرية.. التي كثيرا ما ألحت علي زوجها حتي يترك لها الحق باحساسها انها الأفضل في قيادة الأسرة.. وعندما تمر بأزمة ما تصرخ قائلة ان زوجها رجل سلبي.. ودائما ما تعلن المرأة انها ايضا تنفق علي المنزل من دخلها الخاص.
لكن يجب ألا ننسي القرآن الذي أنزله الله عز وجل في قوله.. (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما انفقوا).. والقوامة فهموها خطأ.. والحقيقة ان القوامة هي مسئولية الرجل في الانفاق والتربية وحماية الأسرة بما قد يتهددها من اخطار..
فنجد أن الإبن يجب أن تضعه الأم في حضنها وتحتويه داخل صدرها في صغره.. بينما تتركه في فترة المراهقة والشباب لوالده حتي يربيه ويصاحبه ويتقرب اليه.
وفي هذه النقطة.. لقد تبين أن 80 % من الأولاد الذكور الذين يمارسون المثلية الجنسية (الشذوذ).. لم يكن هناك أب في حياتهم.. ولذلك جاءت الاختبارات النفسية لتؤكد انهم توحدوا مع الأم فأخذوا منها السلوك الأنثوي.
القدوة الغائبة!(114/296)
استكمل الدكتور أحمد المجدوب الأسباب.. قائلا..
لايوجد في حياة الشاب شيء مهم أو قدوة يحتذي بها.. فأصبح تفكيرهم سطحي.. يتمثل في الكورة ولاعبيها والفن ومن أهم الأسباب.. ابتعادنا عن الدين.. الذي يحمي الإنسان من نفسه.. بالإضافة الي ازمة الزواج التي تؤثر بشكل كبير علي الشاب.. لأنه بالطبيعة يفكر في الجنس.. ولايمكن ان ننكر هذه الرغبات والغرائز الداخلية له.. فمن ثم يصبح الزواج والعنوسة أزمة كبيرة في نفس الشاب فنجد أن هناك 7 ملايين بنت من 20 سنة فما فوق لم يتزوجن بعد.. وما يقرب من 11 مليون من الرجال ابتداءا من 20 سنة لأكثر لم يتزوجوا بعد.. وهذه كارثة كبري.
وأضاف الدكتور احمد قائلا:
المجتمع به أمور كثيرة خاطئة.. فالمؤسسات الاجتماعية من أندية ومراكز شباب وغيرها.. والتي كثيرا ما نطالب بتفعيل دورها.. أصبحت سببا من أسباب الفساد.. فقد نسمع في يوم عن بيع مخدرات داخل أحد النوادي.. وغيره من الأمور البشعة التي نسمع عن حدوثها في هذه المؤسسات والتي تختلف عن السبب الرئيسي الذي قامت من أجله.. ومن أجل تنشئة أجيال من الشباب.
المحاكاة!
وقد أرجع* أيضا* الدكتور أحمد المجدوب السبب الي المحاكاة.. قائلا:
محاكاة الغرب في كل شيء.. حتي الفضائيات العربية أصبحت تحاكي الفضائيات الاوروبية دون مراعاة ان هذه الفضائيات تبث برامجها وموادها للمنطقة العربية الإسلامية. ومهما كانت مساحة الحرية فلابد ألا تتعارض مع القيم الإسلامية.
ومع الأسف هناك نسبة كبيرة من شبابنا لديه كبت جنسي.. بل وعلي المستوي العربي ككل.. ولايجد وسيلة لتفريغ هذا الكبت سوي بمشاهدة مثل هذه الصور أو الفيديو كليب أو الأفلام الخليعة التي يجد فيها متعة يحتاج اليها.
فنجد مثلا مطربات عري مثل بوسي سمير وماشابه ذلك.. فهي تظهر علي الشاشة وكأننا نشاهد فيلما خليعا يثير الغرائز عند شبابنا.. والمشكلة ليست فيما تعرضه هذه القنوات الفضائية أو تلك الصفحات الاليكترونية.. وانما المشكلة في الشاب العربي نفسه.. سواء كان ذكر أو أنثي.. فليس لديه الوعي الكامل القائم علي الدين والخلق لاستقبال مثل هذه المواد الغريبة التي تعرض عليهم.
النتائج!
ومن النتائج التي لخصها الدكتور احمد المجدوب.. لهذه المشكلة قائلا..(114/297)
من المؤكد ان هذه المواد الإباحية المعروضة سواء من خلال الفضائيات او الانترنت أو الأقراص (C.D) التي يتناقلها الشباب فيما بينهم.. والتي تفجر لديهم رغبات جنسية مكبوتة.. لها اثار كبيرة في سلوكياتهم.. فقد اكدت العديد من الدراسات ان 35 % من الجرائم مستثني منها جرائم الاغتصاب وهتك العرض.. يعود اسبابها الي أسباب جنسية..
فقديما كان زنا المحارم يحدث في الطبقة الدنيا.. نتيجة الزحام والمعيشة في الغرف الواحدة.. اما الان فانتشرت ايضا في وسط الطبقة الراقية.. والدليل علي ذلك.. ما حدث في أحد الأحياء الراقية.. عندما مارس طالب جامعي وشقيقته طالبةج ثانوي (17 سنة) الفاحشة.. اثناء سفر والدهم الاستاذ الجامعي ووالدتهم المدرسة.
وانكشف أمرهما عندما أسرعت الفتاة الي قسم الشرطة للابلاغ بانها حامل من شقيقها.. وكانت الصاعقة التي اصابت الضباط عندما سمعوا ما تم من حوار بين الشقيقين.. فكانا يتحدثان وكأنها فتاة ليل تتحدث الي أحد زبائنها.. وأسرع الضباط بالاتصال بوالديهما اللذين حضرا من الغربة.. بعدما اتضح ان الفتاة تعاني من أعراض برد.. وتصورت انها حامل في شهورها الأولي.
واستكمل الدكتور احمد قائلا:
لقد اصبحت هذه الأمور والتحدث فيها.. امرا عاديا وهذا ما يثير دهشتي.. فمن خلال احدي الندوات التي اقيمت من أجل الشباب من 17* 30 سنة.. عن مشاكل الشباب.. تعرفت علي شاب 17 سنة.. جريء الشخصية ولديه لباقة وثقافة ومرونة في حديثه.. وعندما تبادلنا الحديث.. صارحني وبمنتهي البساطة بانه قد ارتبط في علاقة مع احدي صديقاته من قبل.. وعندما سألته عن الشيء الذي اوحي له بهذه التجربة الجنسية.. أكد أنه عن طريق الدش والانترنت والاسطوانات التي يتناقلها وزملاؤه.
وكان الشيء الذي آثار انتباه الدكتور احمد المجدوب.. عندما سأل الولد عن ايمانه بالمساواة.. وهل يجوز ان يترك شقيقته ان تشاهد معه هذه الأفلام الإباحية.. أجاب قائلا:
ليس معي.. ممكن اتركها وصديقاتها يشاهدن هذه الأفلام ولكن في غيابي عن المنزل.
استطرد الدكتور كلامه ويقول:
هناك أمور كثيرة سلبية هي نتاج لمشكلة المواقع الاباحية.. فالاعتداء الجنسي (الاغتصاب) والزنا وادمان المخدرات وغيرها جميعها من توابع الكبت الجنسي.. ففي امريكا نجد أن 90 % من المغتصبين متزوجين بينما في مصر نجد ان 90 % من المغتصبين غير متزوجين.. أي أن الدافع في مصر هو ان الشاب يريد ان يشبع رغباته المكبوتة.
قدر محتوم!(114/298)
أنهي الدكتور احمد المجدوب حديثه بالعديد من النصائح.. قائلا:
العولمة لها أثر كبير علي شبابنا.. وشئنا ام ابينا.. فهو قدر محتوم.. لكن يجب ان نكون مسلحين.. فلابد من التنشئة الاجتماعية في الصغر حتي يشب الولد أو الفتاة.. علي بيئة أساسية صحيحة قائمة علي الدين والأخلاق والقيم الاجتماعية.. حتي نضع لأولادنا أساسا سليما في التنشئة يجعلهم يواجهون تلك القيم الغربية دون ان يجرفهم التيار لمحاكاتهم دون الرجوع الي عقولهم ودينهم وصوابهم.
كذلك يجب التأكيد علي اهمية وجود القدوة الحسنة امام أطفالي.. فالطفل ممكن ان يراقب والده ويعرف مكان الأشياء التي يخفيها الأب والتي قد تتعلق بمثل هذه الأمور.. وبعد غياب الأب أو نومه.. يستخدمها وهنا كيف يمكن للأب أن ينصح ابنه بعدم القيام بهذه الأمور..وهو يفعلها بنفسه.
كما يجب علي الأم أن تعطي احساسا لابنتها وكذلك ابنها ان لجسد الأنثي احترام.. لابد ألا يتعداه أحد.. واننا نادرا ما نجدد فتاة في حالة الاغتصاب محجبة.. لأن الحجاب يحافظ عليها.
وأضاف قائلا: يجب التوجيه السليم والتربية الجنسية السليمة حتي نقي شبابنا من كل هذه المخاطر التي ربما تأتي باضرار سلبية عليهم وتكون سببا في انحرافهم.
وعن الانترنت.. اختتم الدكتور احمد المجدوب حديثه ويقول:
أصاب بالدهشة عندما افتح الإيميل الخاص بي.. فأجد الكثير من الرسائل بما قد يصل الي ثلاثة ارباع من الرسائل تحتوي علي مواد جنسية.. واتساءل من اين حصلوا علي الإيميل.. لكنني لا أعرف.. ولقد غيرت هذا الإيميل العديد من المرات.. لكنني في كل مرة أجد هذه الرسائل تقتحم الجهاز.. ولا أدري لها مصدرا..
من هنا لابد من حماية أولادنا وشبابنا.. بزرع القيم والأخلاق والعارات والتقاليد داخلهم.. حتي يتصدوا لهذه الهجمة الشرسة من قبل وسائل الاتصال العديدة من فضائيات وانترنت.. وغيرها.. ونحميهم من هذه العادات الجديدة التي اصبحت دخيلة عليهم من شرب الشيشة والحشيش والمخدرات.. وغيرها من الأمور التي شوهت صورة شبابنا.
يجب ان يكون للآباء وقفة أمام الهجوم الشرس من جانب الانترنت.. العدو الأول لشبابنا في الصيف.. حيث تزداد أوقات فراغهم.. ويصبح معه كل شيء مباح.. سعيا وراء اشباع رغباتهم.. مما يزيد من نسبة الجرائم.. بما فيها التحرش الجنسي الذي زاد في الآونة الأخيرة في المواصلات العامة نتيجة الزحام.. فما يثير الجدل ان نسبة التحرش الجنسي تزيد في الأماكن المزدحمة المليئة بالناس.. وليست الأماكن الهادئة.. فكانت المفاجأة التي فجرتها احدي الدراسات علي أماكن حدوث هذه التحرشات الجنسية بين الرجال والنساء.. تكمن ان التحرشات تتم في أماكن يكثر ارتيادها باعداد كبيرة من المواطنين.. ولذلك يجد الشخص القدرة علي العبث بالاخرين لانه يدرك خوف الطرف الثاني من التعرض للفضيحة.
كذلك تشعر الفتاة بالضيق والحرج لكنها لاتستطيع ابلاغ أجهزة الأمن لان ذلك سوف يهز من صورته امام اسرتها والمجتمع.. وربما يتسبب بلاغها للشرطة وصمة عار وسببا في جلوسها علي دكة العنوسة.(114/299)
من هنا لابد ان بني الشباب علي الدين والخلق.. حتى يستطيعوا حماية أنفسهم من كل هذه المداخلات الرهيبة التي يقع في براثنها.
==============
...(114/300)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
منهج التربية الإسلامية للأسرة
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(115/1)
... كيف تصنعين طفلاً يحمل هم الإسلام ؟
تعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانياً وسلوكياً من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومر العصور, وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى؛ نظراً لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات، مما أفرز واقعاً أليماً يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحدياً حقيقياً يواجه الأمة.
من هنا، كان هذا التحقيق الذي نسلط فيه الضوء على مشكلات الأطفال والعوامل التي تؤثر بشكل سلبي على سلوكهم وأخلاقهم. ثم أخيراً الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال -بإذن الله- في صناعة طفل يحمل همّ الإسلام.
إذا أردنا أن نزرع نبتة، فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن.. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم، من أجل شيء واحد.. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة.. تلذّ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.
ولكن !! ماذا لو كان الهدف أسمى، والحلم أكبر، وأبناؤنا زهور حياتنا..
أين نحن من صناعة هدف غالٍ وعزيز لمستقبلهم ؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوم ليلاً ونهاراً، من أجل حلم فجر مشرق "ابن وابنة يحملان همَّ الدعوة بين جنباتهم البريئة"، يرفعان جميعاً راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33].
كم من أمٍ تحمل هذا الهدف؟ إن مستقبل أمة الإسلام أمانة تحملها كل أمٍ، كل مربٍ، وكل مسؤول عن فلذات الأكباد. لذا قمنا بإجراء تحقيق مع بعض الأمهات، وقد لمسنا فيه سرعة التجاوب معنا في كل أبوابه، وكأننا طرقنا باباً كان ولا شك عند كل أم مفتاحه.
أول سؤال وجهناه إليهن كان: هل أنت ممن يهتمون بتربية أبنائهم تربية صالحة؟
وكم أسعدنا مستوى الوعي الذي وجدناه، والذي تمثّل في مائة إجابة بنعم من بين مائة استبانة تم توزيعها على الأمهات بمختلف مستويات تعليمهن.
ولأن كل هدف عظيم لا بد فيه من عمل جاد ودؤوب لتحقيقه، سألناهن عن خطواتهن العملية التي اتبعنها لتحقيق هذا الأمل.
معظم الإجابات كانت متمثلة في حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، مما يعكس مستوى الوعي الذي وصلت إليه الأمهات في الاهتمام بهذه الشعيرة المهمة، وكان الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم.
التنشئة المبكرة
مريم محمد (48 سنة): "منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما أتّبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس(115/2)
محبته في أنفسهم، ودعائي لهم المستمر بالهداية. كما أشجعهم دائماً على طلب العلم الشرعي ليتقرّبوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه".
العبادة الشرعية منذ الصغر
أم صهيب (42 سنة): "أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الإبتدائية، وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك".
أم وصديقة!!
غادة (26 سنة)، تعمل إدارية: "أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم.
ثانيًا: أبدأ بإصلاح نفسي؛ حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي، وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم، وأحببهم بأماكن الخير، وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
تنافس شريف
أم عبد العزيز (30 سنة): "أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن ليستمروا عليه، واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة، وأحكي لهم قصصاً هادفة مفيدة".
جلسة حوار
أم عبد الله (33 سنة): "أجلس مع أبنائي جلسات حوار بنّاء، وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها، ولدينا أيضاً جلسات ممتعة على (النت) مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص".
أساعد أطفالي
أم محمد: "أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائماً أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل، وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ".
قدوتهم الرسول صلى الله عليه وسلم
زبيدة الصالح (38 سنة)، معلمة: "أربّي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتّخذون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في جميع تصرفاتهم، وأهذّب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه، وأخيراً أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة".
التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام، ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟
أجابت عن سؤالنا الأستاذة فاطمة السابر -رعاها الله-:
"جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلّق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم(115/3)
ويدعون الآخرين. وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسها لأن ترى أبناءها دعاة صالحين:
1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة؛ فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضاً إلى ذلك.
2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله، إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.
3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة، مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.
4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعوّد أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.
5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال -كل حسب جنسه- وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب، وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل تقيميّنها بنفسك.
6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمّي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين.
العوامل التي تؤثر سلباً على تربية الأبناء، تكتبها الأمهات بأنفسهن:
أـ نجوى (43 سنة):
1ـ كثرة التوجيهات والأوامر من غير إقناع ومحبة، وكأنها أوامر عسكرية تطبق بلا فهم لأهميتها.
2ـ غياب غرس الرقابة الربانية والخوف من الله، بحيث يطبّق الأبناء العبادات من صلاة ونحوها في حضور الوالدين، ويفعلون ما يريدون في غيابهم.. مع الأسف.
ب ـ أم إبراهيم:
1ـ الاختلاط السيء في الأسرة وخارجها.
2ـ الدش والإنترنت.
3ـ السفر للبلاد غير المتمسكة بالإسلام.
ج ـ أم خالد (45 سنة)، ربة منزل:
1ـ القدوة السيئة أمامهم.
2ـ الإهمال وعدم متابعتهم.
3ـ أصدقاء السوء من حولهم، وقد يكونون من القرابة، وهذا يكون تأثيره أقوى عليهم.
وذكرت لنا العديد من الأمهات الأسباب التالية:
1ـ ابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم مصاحبتهم.
2ـ كثرة مشاهدة التلفاز وألعاب (البلاي ستيشن).(115/4)
3ـ الفراغ وعدم وجود الصديق الصالح.
4ـ عدم الاستمرار على الأمور والعادات الحميدة.
5ـ المجلات والقنوات الفضائية التي تعرض صوراً مثيرة.
6ـ اختلاف الوالدين في طريقة التربية.
7ـ وجود الخدم.
8ـ عدم تفعيل المحاضرات والإعلان عن الأشرطة التربوية التي تسهم في تثقيف الوالدين.
9ـ عدم وجود برامج إعلامية هادفة.
10ـ عدم الاستقرار الأسري وإثارة المشكلات ومناقشتها أمام الأبناء.
11ـ عدم مراقبة الأبناء بشكل دائم، والملل من التوجيه والنصح.
12ـ عدم تثقيف الأبناء بدينهم بالشكل الصحيح.
13ـ تقليد الأبناء لأقرانهم.
14ـ نهي الأبناء عن أمور سيئة، ثم قيام الوالدين بعملها.
15ـ عدم معرفة رغبات الأبناء، وعدم محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية فيها وتنميتها.
ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم، فهذا طفل يأمر بالمعروف، وتلك طفلة تنهى عن المنكر.
لنترك هذه القصص الواقعية تتحدث عن نفسها، وروعة معانيها:
1ـ سارة (19 سنة)، طالبة جامعية: قالت لي أختي الصغيرة موجهة الخطاب لي: "كل شيء في غرفتك جميل، ما عدا هذه الصورة التي تمنع الملائكة من دخول الغرفة"، حقاً كان وقع كلماتها البريئة عليَّ كبيراً في نفسي.
2ـ صديقة لي كانت تحكي لطفلها عن امرأة إفريقية تعمل عندهم، وتحاول أن تتكلم بطريقتها. وبعد هذه القصة بفترة قال لها الطفل أحكي لي الحكاية مرة أخرى، وكانت المرأة موجودة في نفس المكان، فأشارت الأم إليها بعينها -أي قالت له: عندما لا تكون موجودة-، فقال الطفل: حرام يا ماما.. أنا وأنت الآن ندخل في الآية: { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } [الهمزة:1].
3ـ وفي نفس الموضوع تروي لنا إشراق أحمد (22 سنة)، أنها كانت تتحدث مع امرأة من أقاربها وكانت هذه تغتاب وتكذب، فرد ابنها الصغير وقال لها: يا أمي لا تكذبي فالكلام الصحيح كذا وكذا (من كذب تكتب عليه سيئة).
4ـ طفلة صغيرة كان تتمشى مع أبيها بالسيارة رأت بجانبها سيارة كان سائقها يدخن فتحت نافذة السيارة، وقالت للرجل: "عيب، الدخان حرام، استحي من ربك". فرمى الرجل السيجارة، هذه الطفلة لا يتعدى عمرها الثلاث سنوات.
5ـ الجوهرة، معلمة (42 سنة): بالنسبة لي، ابني دائماً ينهر أخته الكبرى ويأمرها بالحجاب الشرعي، وعدم لبس الملابس الضيقة.
6ـ مريم محمد تحدثنا عن موقف رائع لن تنساه، حيث كانت في زيارة لإحدى صديقاتها، وأرادت إحدى الزائرات أن تضع شريطاً غنائياً فقام أحد أطفال المضيفة،(115/5)
ورمى بالشريط الغنائي ووضع بدلاً منه شريط القرآن، أثار هذا الموقف إعجابي به، ما شاء الله.
7ـ أثير (17 سنة)، طالبة: "مرة كنت أشوف الدش، فضغطت على قناة كلها أغانٍ، وكان معي بنات عمي الصغار، جاءت بنت عمي وعمرها خمس سنوات تريد أن تخرج من الغرفة، قلت لها: سارة أين تذهبين؟ قالت لي: أريد أن أخرج: قلت: لماذا؟ ردت: لا أريد أن أسمع أغاني، وأنت الله يدخلك النار لأنك تسمعين أغاني.. كانت بمعنى كلامها تريد مني أن أغير هذه القناة.
لقطات سريعة
ـ طفلة صغيرة تدّخر من مصروفها الشخصي وتودعه في صناديق التبرعات، وتحثّ من هم أكبر منها على هذا العمل.
ـ طفل كلما فتح أبوه التلفاز، يطلب منه أن يخفض صوت الموسيقى عند الفاصل، وبعدم النظر إلى النساء.
ـ خلود في الصف الرابع رأت صديقتها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة، فوجهتها للمصلى وعلّمتها كيف تؤديها، ثم جاءت إلى أمها وسألتها: ماما، أنا لي أجر في ذلك؟
فقالت لها الأم: نعم, وشجعتها كثيراً على ذلك.
ـ طفل نصح أقاربه الأولاد بعدم سماع الغناء، وقرأ عليهم الآية الكريمة { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16] فقالوا: ينقصك ما شاء الله لحية.
ـ أم خلود" سألتني ابنتي عن إحدى قريباتي هل هي من أوروبا؟ قلت لها: لا! بل هي مسلمة مثلنا. فقالت: لماذا لا تغطي وجهها إذا كانت مسلمة!! هذا الذي تعلمته منك ومن المدرسة.. فذهبت إليها وقالت لها: إذا كنت مسلمة غطي وجهك، لأن إظهار الوجه من التشبه بالكافرات، وأنت مسلمة.
لقاء مع طفل
لقاء مع طفل بدأ يحمل همّ الإسلام في قلبه، ويدعو إلى الله، عن تجربة البداية.. بدأ أُسَيد معنا هذا اللقاء..
اسمي أسيد قاضي، عمري إحدى عشرة سنة، أدرس في الصف الخامس وأحفظ من القرآن الكريم ثلاثة وعشرين جزءاً ولله الحمد.
ـ من شجعك على طلب العلم؟
أسيد: بفضل الله ثم بفضل أبي وأمي وكذلك مدرستي.
ـ من تصاحب يا أُسَيْد وكيف تؤثر في الآخرين؟
أصاحب الناس الطيبين، وأؤثِّر في الآخرين بأن أنصحهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأبين لهم طريق الخطأ، وأضع في بالي أنه إن استجابوا لي فسوف آخذ أجرهم ولا ينقص من أجورهم شيئاً، لأن الدال على الخير كفاعله.
ـ وما هو هدفك في الحياة؟
طاعة الله ورسوله، لأن الله تعالى قال في كتابه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56].(115/6)
ـ وأخيراً ما هي أمنيتك؟
أن أصبح إمام مسجد، لأن الله تعالى يقول:{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [الفرقان:74] فإني أسأل الله أن يجعلني إماماً للمتقين.
وبعد تلك الجولة المتميزة مع تلك النماذج الرائعة، التي نسأل الله لها التوفيق والاستمرار على طريق الدعوة، لتكون نبراساً شامخاً لهذه الأمة ودعاة صالحين في المستقبل.. كان للأستاذة أسماء الرويشد -حفظها الله- هذا التعليق على هذا التحقيق:
توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه
من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.
إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شبّ ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه -وهو حصيلة تربيته الدينية-، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئاً مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً همَّ الإسلام والمسلمين. فالأطفال متى ما تربّوا على هذا الدين قادرون على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفلة مع المدخن.
لكن ينبغي للمربين أن يوضّحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالتخذيل والتخويف من القيام بتلك المهمة.
ـــــــــــــــــــ
... كيف تستطيعين الفوز بزوج صالح?
من حق أية فتاة أن تطلب شريكاً لحياتها، ولكن هناك ضوابط للفتاة المسلمة؛ فهي مميزة عن بقية الفتيات...
.
فلا تظهر على القنوات الفضائية وتعرض نفسها كالسلع فى الأسواق، كما أنها لا تعلن عن نفسها في الصحف ولا تتبع الطرق الرخيصة.. ولكن هناك قواعد وخطوات لاستجلاب رزق الله.
ومن القواعد الذهبية لاستجلاب الفيوضات الإلهية ما يلي:
عليك بالصبر والدعاء في الأوقات المفضلة للدعاء (رب إنى لما أنزلت إليَّ من خير فقير)، وادعي لأخواتك بظهر الغيب وسترد عليك الملائكة: ولكِ مثله. وكثرة الدعاء.. لان الدعاء يرد القضاء كما وُرد في الحديث.(115/7)
واظبى على الطاعات وقيام الليل {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}.
اعلمي أن الزوج الصالح نعمة، ورزق من المولى، ورزق الله لا يستجلب إلا بطاعته؛ فأكثري من الطاعات والاستغفار {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
ابتعدي عن المعاصي والذنوب، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: \"إِنَّ الْعَبْدَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ\" (رواه أحمد). وكما تعلمين فإن الزواج رزق.
وتذكري أيضا قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
غضي بصرك، فالفتاة المسلمة تحفظ قلبها، وتزيد إيمانها؛ بالمداومة على غض البصر ، فغض البصر يستجلب رزق ربك بالزوج الصالح عفة لك، فالجزاء من جنس العمل. وغض البصر يحفظ قلبك طاهرا بكرا لزوجك، فمن صفات حور الجنة أنهن {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أى: لا يمتد طرفهن لغير أزواجهن.
تحلّي بالحياء، فالفتاة المسلمة شديدة الحياء، دقيقة الشعور، لا يظهر في كلماتها، أو إشاراتها، أو سلوكها، ما يدل على انتظارها للزوج، أو لهفتها عليه، واستعجالها لقدر الله - عز وجل - حتى مع أقرب الناس لها (إن لكل دين خلقًا، وخلق الإسلام الحياء).
احسني الظن بالله وادعي وأنت موقنة بالإجابة ، وتحرّي أوقات الاستجابة بين الأذان والإقامة وعند نزول المطر وثلث الليل الأخير وفي السجود وغيره . ( وخاصة قيام الليل ، ولنعلم ان سهام الليل لا تُخطيء )
اطلبي من والدتك أن تدعو لك، لان دعاء الوالدين مستجاب.
ادخري مشاعرك وعواطفك لزوجك، واحفظيها له - حتى قبل أن تلتقيه ـ فالفتاة المسلمة تحفظ مشاعرها من الاهتمام بأي رجل مهما كان، وتلجم عنان نفسها من أن تجنح وراء تخيلات وأمنيات، حتى ولو لم تتحدث بها لأحد؛ حتى تسلم كنزها لمن أحله الله لها وأحلها له
ـــــــــــــــــــ
... الإحتساب فى إختيار الزوج أو الزوجة الصالحة
الإحتساب فى إختيار الزوج أو الزوجة الصالحة:
لماذا تتزوج؟؟.......لماذا تتزوجى؟؟
لا تتعجب من سؤالى فقد تعودنا أن كل الناس تتزوج!!!!!!!!!
و لكن لم نفكر لم نتزوج؟؟ و كيف نجعل الزواج عبادة نؤجر على كل لحظة فيها؟؟؟؟؟؟
كيف تحول زواجك إلى عبادة تتقرب بها إلى الله سبحانه و تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أليس الله هو خالقنا و بارئنا و مدبر أمرنا من لدن آدم إلى أن يرث الله الأرض و من عليها؟؟؟؟
أليس هو أعلم بما يفرحنا و يتعسنا و الصالح و الطالح من أمورنا و شئون حياتنا؟؟(115/8)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك). ... صحيح ... البخاري ... الجامع الصحيح ... 5090
:و قال صلوات ربى و تسليماته عليه
إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ؛ فأنكحوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير، قالوا يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟! قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه – ثلاث مرات ... حسن ... الألباني ... التعليقات الرضية ... 143/2
و معنى كلام الحبيب أن المرأة ترغب لأكثر من سبب و لكن ذا الهمة العالية لا يتزوج من أجل دنيا!!!!!!!
أحدكم يقول إذن لم نتزوج؟؟ أيتزوج أحدنا من أجل الآخرة؟؟؟؟
و أقول له نعم.. الكثيرين بنعمة الله و فضله تزوجوا ليرضوا الله و ليس من أجل سعادة شخصية أو دنيوية!!
كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحياة الدنيا ما هى فى يوم القيامة الذى هو خمسون ألف سنة إلا ساعة
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ {30/55} وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {30/56} فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ {30/57}
و ما الدنيا فى الجنة الخالدة إلا لحظة فما بال من ضيع آخرته الخالدة من أجل لحظة!!!!!!!! أين عقلك؟؟.. أين قلبك؟؟.. أين دينك؟؟.. أين حب ربك.. بارئك ..رازقك.. مدبر أمرك من حساباتك العظيمة فى الدنيا؟؟؟؟
الكثير منا يخطط بدقة شديدة لكل خطوة فى حياته الدنيا و نادراً ما نجد من يخطط لإقامته فى الجنة خلوداً لا ملل فيه و لا لغو و لا رتابة.
منا من يفكر أن يكون له أكثر من بيت فى الجنة ينتقل بينهم كيف يشاء و ذلك بالقيام بعبادة بسيطة و هى صلاة 12 ركعة تطوعاً كل يوم (السنن الرواتب) تخيل بيت فى الجنة كل يوم.
فما رأيكم فيمن يفكر فى الزوجة التى سترافقه فى الجنة و يدقق إختيارها على أساس الدين و الخلق، ستكون أجمل من الحوريات لطاعتها لربها و صومها و قيامها و طاعتها لزوجها.
أليس عنده حق من يدقق إختيار الزوجة الصالحة؟؟؟ أليس عندها حق أن تدقق إختيار الزوج الذى سيقربها إلى الله و تدخل معه الجنة زوجين خالدين إلى أبد الآبدين؟؟؟؟
لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"
إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة
...
صحيح(115/9)
...
الألباني
...
صحيح ابن ماجه
...
1504
إن الدنيا إختبار لك و لها... الإختبار معروف ....الأسئلة و الأجوبة معروفة مسبقاً....تخيلوا معى أهناك أسهل من هذا الإختبار؟؟؟
بل و الإستعانة بقريب أو صديق متاح... يا الله ما أيسر إختبارك .
و مع هذا سيرسب الكثيرين!!!!!!!!!!!!!!!.........
و الذكى و المجتهد هو الذى يتخذ شريكة مجتهدة تيسر عليه النجاح فى الإختبار و تعينه على طاعته سبحانه و تعالى بل و تبنوا بيتكم فى الجنة بأعمالكم طوبة طوبة كما يقول فى المثل الشائع.
قال الله تعالى:وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {29/64}
تذكروا الله سوياً فتكون لك نخلة فى حديقة بيتكم فى جنة عدن و لكن إنتظر نخل الجنة خير من الدنيا و ما عليها فكم نخلة تريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و ما نوع الفواكه التى تريد أن تملأ حديقتك؟؟؟؟؟ وأى اللحوم تفضل؟؟؟؟
أسئلة كثيرة فملذات الجنة لا تعد و لا تحصى
فكيف تحتسب فترة إختيار الزوج أو الزوجة الصالحين؟؟؟؟؟؟؟
1. إحتسب أنك تتزوج لإرضاء الله، أن تبنى بيتاً مسلماً تقيم فيه شعائر و شرائع الله، أن تنجب أطفالاً مسلمين يوحدوا الصف المسلم و يرفعوا إسم الله عالياً خفاقاً، إحتسب أن تنجب من مثل صلاح الدين فى شجاعته و إقدامه و نشره لدين الله أو السيدة فاطمة الزهراء عقلها و ورعها أو سيدنا يوسف فى عفته أو السيدة مريم فى عبادتها لله.
2. إحتسبى أن تصلحى دين إنسان مسلم بعفته فى بيت مسلم يرضى الله عنه.
3. إحتسبا الإستعانة ببعضكما على طاعة الله فى الذكر ..فى الصلاة .. فى الصيام .. فى الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر.
4. إحتسبا أن تكونا ضمن قافلة الغرباء فى زمن كثرت فيه الفتن فكونا لبعضكما مغاليق لأبواب الشيطان، وقَافين عند حدود الله.
5. إحتسب الإلتزام بالضوابط الشرعية من عدم الإنفراد بالخطيبة بدون محرم حتى يبارك الله ذلك الزواج و يرضى عن هذا البيت المسلم...فما رأيك فى بيت أسس على رضوان من الله، أهو أفضل أم بيت بدىء بعصيان و خرق لحدود الله!!!!
حديث جابر مرفوعا: من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها ثالثهما الشيطان .
...
صحيح(115/10)
...
الألباني
...
إرواء الغليل
...
1813
6. إحتسب و إحتسبى فى معاملة أهل الخطيب أو الخطيبة معاملة حسنة فهم الذين قاموا بتربته أو تربتها على الدين و الخلق الحسن، فهى صلة رحم أظنك لا تقطعها و لا تقطعيها.
7. إحتسب فى عدم الخوض مع الخائضين من شباب هذا الزمن الذين يقيمون حفلات خطوبة لا تخلى من الغناء و المجون و الخلاعة و الرقص.. إتقوا الله فى بيتكم الذى تتمنوا أن يرضى الله عنه و يبدأ برزق حسن، إحتسبوا ألا تنفقوا أمواكم فى ما يغضب الله.
قال الله تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ {74/42} قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ {74/43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ {74/44} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ {74/45}
تذكر أخى و أختى سوف تسألون عن مالك فيم أنفقته ضمن اسئلة الرحمن لك يوم القيامة فإحتسب عند قيامك بحفلة إسلامية خالية من المعاصى و الموبقات أن تنجح فى الإجابة على هذا السؤال.
8. إحتسبى فى معاملة الخطيب كأجنبى لا يصح و لا يجوز فعل ما يسمونه عرف من قيام الخطيب بوضع خاتم الخطبة فى إصبع الخطيبة و ما فى هذا من خطأ شرعى.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له
...
صحيح
...
الألباني
...
صحيح الجامع
...
5045
9. إحتسبا إقناع أهلكما بالتى هى أحسن بهذه الخطوات الشرعية لكونهما لم يتعودا تغيير التقاليد المتعارف عليها و قولا لهم الله و رسوله أولى أن يطاع و أحتسب أن أظفر بشفاعة النبى صلى الله عليه و سلم بهذا الفعل لإتباعى سنته، أهلنا يحتاجوا منا أن نذكرهم فقط ففيهم الخير بإذن الله.
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {7/201}(115/11)
10. إحتسب أن تكون قدوة لكل من يعرف بسنتك الحسنة التى أحييتها بقدرة الله و فضله عليك و أن يقتدوا بك و يقلدوك و تثاب مثل ثوابهم لا ينقص من ثوابهم شيئاً.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
من سن سنة حسنة فعمل بها بعده كان له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا
...
حسن صحيح
...
الألباني
...
صحيح ابن ماجه
...
172
11. تعودى مع خطيبك على ورد من القرآن أو السنة أو السيرة أو مسالة فقه أو الرقائق أو أى من أطايب علوم الإسلام التى تقرب من الرحمن و ترضيه عنكما أن يؤدم بينكما و يبارك فى بيتكما، إحتسبا أن يكون لقائكما فى وجود محرم فى مرضاة الله و ليس فى سخطه.
ـــــــــــــــــــ
... تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخلو شخص من نقص ، ومن المستحيل على أي زوجان أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً.. كما أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحدها بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد "غير ضروري" أو زلة لسان ، فهذه حياة جحيم لا تطاق!
ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل" وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .
والحسن البصري يقول: "ما زال التغافل من فعل الكرام".. وبعض الرجال – هداهم الله – يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟! لماذا الطاولة علاها الغبار ؟! كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟! الخ وينكد عيشها وعيشه !!
وكما قيل : ما استقصى كريم قط ، كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بكذا؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي(115/12)
ليسأل عن صحته؟ وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون عن المشاكل بأنفسهم !!
كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها – مع أنها لا تؤثر في حياتهم الزوجية بشيء يذكر – إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقوة.. وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل.. بينما يجدر التغاضي عنها تماما ً، أو يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة.. فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب.
ـــــــــــــــــــ
... أطفالنا ومعاني الرجولة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد:
فإنّ مما يعاني منه كثير من الناس ظهور الميوعة وآثار التّرف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حلّ هذه المشكلة لابد من الإجابة على السّؤال التالي: كيف ننمي عوامل الرّجولة في شخصيات أطفالنا؟
إن موضوع هذا السؤال هو من المشكلات التّربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عدّة حلول إسلامية وعوامل شرعية لتنمية الرّجولة في شخصية الطّفل، ومن ذلك ما يلي:
التكنية
مناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار، وقد كان النبي يكنّي الصّغار؛ فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: { كَانَ النَّبِيُّ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ – قَالَ: أَحسبُهُ فَطِيمًا – وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! } (طائر صغير كان يلعب به) [رواه البخاري: 5735].
وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ قالت: { أُتِيَ النَّبِيُّ بثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ ( الخميصة ثوب من حرير ) فَقَالَ: مَنْ تَرَوْنَ أَنْ نَكْسُوَ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، قَالَ: ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ. فَأُتِيَ بِهَا تُحْمَلُ ( وفيه إشارة إلى صغر سنّها ) فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ فَأَلْبَسَهَا وَقَالَ: أَبْلِي وَأَخْلِقِي، وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ فَقَالَ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاه، وَسَنَاه بِالْحَبَشِيَّةِ حَسَنٌ } [رواه البخاري: 5375].
وفي رواية للبخاري أيضاً: { فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَا، وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ } [رواه البخاري: 5397].
أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار
وهذا مما يلقّح فهمه ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي ومن القصص في ذلك: ما جاء عن مُعَاوِيَةَ بن قُرَّة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: { كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ إِذَا(115/13)
جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.. الحديث } [رواه النسائي وصححه الألباني في أحكام الجنائز].
تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين والمعارك ا لإسلامية وانتصار ات المسلمين
لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة، وكان للزبير بن العوام طفلان أشهد أحدهما بعضَ المعارك، وكان الآخر يلعب بآثار الجروح القديمة في كتف أبيه كما جاءت الرواية عن عروة بن الزبير { أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ قَالُوا لِلزُّبَيْرِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ: أَلا تَشُدُّ فَنَشُدَّ مَعَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي إِنْ شَدَدْتُ كَذَبْتُمْ. فَقَالُوا: لا نَفْعَلُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ ( أي على الروم ) حَتَّى شَقَّ صُفُوفَهُمْ فَجَاوَزَهُمْ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ رَجَعَ مُقْبِلاً فَأَخَذُوا ( أي الروم ) بِلِجَامِهِ ( أي لجام الفرس ) فَضَرَبُوهُ ضَرْبَتَيْنِ عَلَى عَاتِقِهِ بَيْنَهُمَا ضَرْبَةٌ ضُرِبَهَا يَوْمَ بَدْر، قَالَ عُرْوَةُ: كُنْتُ أُدْخِلُ أَصَابِعِي فِي تِلْكَ الضَّرَبَاتِ أَلْعَبُ وَأَنَا صَغِيرٌ. قَالَ عُرْوَةُ: وَكَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ فَحَمَلَهُ عَلَى فَرَسٍ وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلاً } [رواه البخاري: 3678].
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: وكأن الزبير آنس من ولده عبد الله شجاعة وفروسية فأركبه الفرس وخشي عليه أن يهجم بتلك الفرس على ما لا يطيقه، فجعل معه رجلاً ليأمن عليه من كيد العدو إذا اشتغل هو عنه بالقتال. وروى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير "أنه كان مع أبيه يوم اليرموك , فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم" وقوله: " يُجهز " أي يُكمل قتل من وجده مجروحاً, وهذا مما يدل على قوة قلبه وشجاعته من صغره.
تعليمه الأدب مع الكبار
ومن جملة ذلك ما رواه أَبو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: { يُسلِّمُ الصَّغِيرُ على الكبِيرِ، والمارُّ على القاعِدِ، والقليلُ على الكثِيرِ } [رواه البخاري: 5736].
إعطاء الصغير قدره وقيمته في المجالس
ومما يوضّح ذلك الحديث التالي: عن سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: { أُتِيَ النَّبِيُّ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: يَا غُلامُ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ } [رواه البخاري: 2180].
تعليمهم الرياضات الرجولية
كالرماية والسباحة وركوب الخيل وجاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: { كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمْ الْعَوْمَ } [رواه الإمام أحمد في أول مسند عمر بن الخطاب].
تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث
فيمنعه وليّه من رقص كرقص النساء، وتمايل كتمايلهن، ومشطة كمشطتهن، ويمنعه من لبس الحرير والذّهب. وقال مالك رحمه الله. "وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ يَلْبَسَ الْغِلْمَانُ شَيْئًا مِنْ الذَّهَبِ لأَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَهَى عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، فَأَنَا أَكْرَهُهُ لِلرِّجَالِ الْكَبِيرِ مِنْهُمْ وَالصَّغِيرِ" [موطأ مالك].(115/14)
تجنب إهانته خاصة أمام الآخرين
عدم احتقار أفكاره وتشجيعه على المشاركة
إعطاؤه قدره وإشعاره بأهميته
وذلك يكون بأمور مثل:
(1) إلقاء السّلام عليه، وقد جاء عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى غِلْمَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ } [رواه مسلم: 4031].
(2) استشارته وأخذ رأيه.
(3) توليته مسئوليات تناسب سنّه وقدراته.
(4) استكتامه الأسرار.
ويصلح مثالاً لهذا والذي قبله حديث أَنَسٍ قَالَ: { أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ قَالَ: فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَتْ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ لِحَاجَةٍ. قَالَتْ: مَا حَاجَتُهُ؟ قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ أَحَدًا } [رواه مسلم: 4533].
وفي رواية عن أَنَسٍ قال: { انْتَهَى إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا غُلامٌ فِي الْغِلْمَانِ فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَار- أَوْ قَالَ إِلَى جِدَار - حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ } [رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه، باب في السلام على الصبيان].
وعن ابْن عَبَّاسٍ قال: { كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللَّهِ خَلْفِي مُقْبِلاً فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَار، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي فَأَخَذَ بِقَفَايَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ( ضربه بكفّه ضربة ملاطفة ومداعبة ) فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللَّهِ فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ } [رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم].
وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال منها:
(1) تعليمه الجرأة في مواضعها ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.
(2) الاهتمام بالحشمة في ملابسه وتجنيبه الميوعة في الأزياء وقصّات الشّعر والحركات والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.
(3) إبعاده عن التّرف وحياة الدّعة والكسل والرّاحة والبطالة،وقد قال عمر: اخشوشنوا فإنّ النِّعَم لا تدوم.
(4) تجنيبه مجالس اللهو والباطل والغناء والموسيقى؛ فإنها منافية للرّجولة ومناقضة لصفة الجِدّ.
هذه طائفة من الوسائل والسّبل التي تزيد الرّجولة وتنميها في نفوس الأطفال، والله الموفّق للصواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـــــــــــــــــــ
... كيف يسود الحب والود بين أبنائك؟
أولاً: اعلم متى تطبع القبلة وتوزع الحب..
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فهلا ساويت بينهما؟»، إذاً لا تنسى(115/15)
في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك أو تضمه إلى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، ولا تنسى أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبّلت أحد أبنائك في حضور إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضًا وإن لم تفعل بالخصوص, إذا كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه, فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم»اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف«
ثانيًا: احذر مشكلة أخوة يوسف..
عندما يولد الطفل الثاني ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسمًا ووزنًا, وكلما كبر أدرك أنه أصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية:
نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالح للاستعمال إلا قليلاً.
والذي يزيد الطين بلة ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موقع رعاية جديدة من الوالدين فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه، وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيبًا جديدًا بين الإخوة ويصبح طفلاً وسطًا، وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجمًا من الأمام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر) أما الطفل الأخير في الأسرة فإن مركزه تحدوه العوامل التالية:
أولاً: أن هناك اختلافًا في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات وميلاً لإطالة مدة الطفولة؛ لأن الوالدين حينئذ يكونان غالبًا قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدودًا.
وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و (دلال) الوالدين أو من أحدهما وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته، وتذكرنا هذه الحالات بقصة يوسف عليه السلام وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد.
ثالثًا: لا تفاضل إلا بالحكمة
نجد أن بعض الآباء يزدادون حبًا وعطفًا على أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير وإنما لأنه الأفضل نشاطًا وعملاً وخدمة لوالديه.
هنا لا بأس بهذا كأن يقول الأب لأبنائه على سبيل المثال "لا بارك الله فيكم، إنكم جميعًا لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان"، أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه أو أخواته، بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح
الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً:(115/16)
إني على ثقة من أنكم ستتخذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك يا أبنائي أن لكم قسطًا من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال.
والتفاضل لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقًا أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميز طعامًا أكثر، أثناء وجبة الغذاء، أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، فإن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.
إذًا إن آخر ما نريد قوله هو الملاحظة الجيدة لكيفية توزيع الحب بين الأبناء.
رابعًا: بيِّن أهمية الأخ لأخيه
إذا كنت ترغب أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه، إذًا فالأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضًا في قصة موسى حينما قال: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي . هَارُونَ أَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه:29 ـ 32].
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه, وبالتالي تكون قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.
خامسًا: اسقِ شجرة الحب بينهم
ولكن كيف يتم ذلك؟
اسمع تأتيك الإجابة على لسان أحد الآباء:
"لقد رزقني الله عز وجل الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله تعالى كثيراً على ذلك، وكما هو الحال عند كل الأطفال أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، وكان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول:
لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟
وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه, حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده, لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع. فكرت بالأمر مليًا حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها إلى ميدان التطبيق حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة ووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع, ثم جئت بولدي الأكبر، وأفهمته بالطريقة التي فهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيرًا، وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة ثم أمرته بأن يأخذها منه فأخذها وهو فرح مسرور.
ومنذ ذلك اليوم لم أترك هذا الموضوع، حيث أوصيت زوجتي أن تقدم لابننا ما تريد أن تقدمه باسم الابن الصغير.
وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حبًا لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء، وقال له مازحًا: إنني سأسرق أخاك منك،(115/17)
والعكس صحيح.. ادفع الكبير إلى أن يقدم الهدية للصغير، وهكذا اسقِ شجرة الحب بينهم.
سادسًا: اقضي على الظلم والحسد بينهم
ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والإخاء. ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد.
فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويمارسون الظلم وفي صدروهم يعشش الغل والحسد، حينئذٍ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء. مثال: أحيانًا نجد الأخ الكبير في العائلة يصبح مستبدًا إلى آخر حد، يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح وكأنه سلطان جائر. هنا لابد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم وإلا فالأبناء كلهم سيصبحون على شاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشًا ضارية تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.
سابعًا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات
كثيرًا ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة ويبدأ كل منها يجر اللعبة، هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى والديه ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل.. مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة واحدًا بعد واحد'. (ترانيم النفس عالم بلا مشاكل)
ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد؟!
1ـ إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي فعليك أن تتدخل فورًا حتى تمنع الخطر.
2ـ بعد تحقق الهدوء حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة.
3ـ إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات, فهم يتعلمون منها أمورًا كثيرة ويفرغون طاقاتهم.
4ـ تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضارًا وليس بالسوء الذي يبدو للكبار.
5ـ حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر، أشعر الكبير أن عليه أن يعطف على أخيه الصغير واطلب منه أن يخبرك فورًا إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه.
6ـ ساعد الصغير على أن يحترم الكبير وألا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه.
7ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام.
8ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم: إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك.
9ـ أفضل طريقة لامتصاص ثورة الشجار أن تدفعهم فورًا إلى عمل إيجابي كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه.
10ـ على الأم المحافظة على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته.(115/18)
11ـ على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء.
12ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيًا من أجلها.
ـــــــــــــــــــ
... عناد الأطفال.. محاولة للفهم
طفلتي عنيدة جدا.. كلما أحاول تلقينها أي شيء تتعمد عدم فهمه بالرغم من أنها تفهمه، وإذا طلبت منها أمرا تفعل عكسه وتفرح لانزعاجي!.
استخدمت جميع الوسائل والطرق في إزالة هذا الطبع الذي أزعجت به كل من حولها من الأقارب حتى الصغار، ولكن دون جدوى.
أرجو مساعدتي فهي فتاة ذكية وأرغب في مساعدتها قبل أن يستفحل بها هذا الطبع في سنواتها القادمة.
عفوا ولكنني نسيت نقطة مهمة، وهي أن صغيرتي تشغل نفسها بأمور عديدة في أثناء دراستها في الروضة؛ وهو ما يستدعي شكوى معلمتها من صعوبة تركيزها وتمييزها للأمور المعطاة؛ وذلك ليس بسبب ضعف عقلي وإنما لحركتها الزائدة وشغبها الدائم.
يصعب علينا يا سيدتي -نحن الكبار- عندما نحاول أن نعبر عن أنفسنا ولا نستطيع.. نضطرب.. ونحبط.. والأصعب من ذلك أن يحاول صغارنا أن يقولوا شيئًا أو يعبروا عن أشياء بداخلهم ولا يستطيعون.
تعالي نتحاور معًا في سؤالك عن مشكلة طفلتك التي تصفينها بالعناد.. تعالي معًا نحرر الأشياء ونتفق عليها في البداية حتى نرى إن كنا حقا سمينا الأشياء بمسمياتها أم أننا استرحنا لتوصيفنا، وحاولنا أن نتعامل مع الموضوع من خلاله.
بداية يا سيدتي العناد هو (ظاهرة طبيعية تظهر في حياة أطفالنا من سن الثانية من عمرهم؛ لتعبر عن رغبتهم في تنفيذ ما يوجه إليهم من طلبات عن طريق المحيطين بهم لا سيما الأب والأم والإخوة بصورة مباشرة أو غير مباشرة).
ويعرف علماء النفس العناد بأنه (موقف نظري أو تصرف تجاه مسألة أو موقف معين بحيث يكون الشخص المعاند في موقف المعارضة والرفض).
والعناد في حد ذاته وفي حدوده الطبيعية ليس مرضًا.. فالطفل في سنواته الأولى يكون في رحلة داخلية ممتعة لاكتشاف ذاته وكل من حوله.. والألوان والأصوات والحركات.. إنه يسأل نفسه ما هذا العالم الذي حولي.. هل يمكنني أن أتقبله من تلقاء نفسي؟ هل يمكنني أن أرفضه.. وإلى أي مدى يمكنني رفضه؟ فلأجرب الرفض.. وأحاول أن أتعرف على ردود فعلهم.. ويشتد هذا السلوك في سن الخامسة لا سيما في الأمور التي تتعلق بألعابهم وأوقات نومهم.. فطفلتك يا سيدتي في رحلة لاختبار ما حولها.. والأطفال دومًا بحكم خبراتهم المحدودة لا يعرفون حدودًا يقفون عندها ويمتثلون فيها لقرارات الكبار من حولهم.
إن أطفالنا الذين نصفهم بالعناد يريدون أن يقولوا لنا إننا مستقلون في تفكيرنا.. وإننا قادرون على اتخاذ قراراتنا بمفردنا وفي مقدرتنا أن نقبل وأن نرفض ما يدور من حولنا.. وهو أمر في حد ذاته جميل وطيب وينبغي أن نتقبله نحن الكبار. إنها(115/19)
مشاعر نضج مبكر.. ولكننا نتعامل معها في كثير من الأحيان بانغلاق في التفكير.. ونقابلهم بكل عبارات الرفض والاتهام بأنهم لا يقدرون الأمور ولا يعرفون مصالحهم التي نعرفها.. وقد نكون على صواب نحن الآباء والأمهات في كثير من الأحيان.. ونتكئ على صوابنا ونسيء استعمال حقوقنا، ونحاول فرض ما لدينا من حلول قد تكون متعجلة وسريعة.
فلنتروَّ قليلاً ونحاول فهم سلوك الطفل وماذا يقصد من ورائه.. ومن ثم ينبغي أن نحاول إشباع ما لديه من احتياجات نفسية يشير إليها سلوكه المباشر.
وأحيانا يعاند الأطفال آراء الكبار ظنًا منهم أن الكبار لا يتمتعون بفهم روح العصر الذي يعيشون فيه.. وأن أفكارهم قديمة، ومن حقه أن يكون له فكره المستقل.
وقبل أن نناقش معًا كيف نتعامل مع الطفل العنيد.. ينبغي أن نتفهم تصرفه وما يريده من هذا التصرف. هل يريد أن يصرف الانتباه إليه؟ هل يريد أن تحقق الأم له رغبة معينة؟ وأعتقد أن ابنتك يا سيدتي تريد أن تلفت انتباهك لها.
ولكي نتعامل مع الطفل العنيد..
• ينبغي أولاً أن نكون هادئين وأن نتحلى بالصبر الجميل في التعامل معه والحسم في ذات الموقف.. ولا نقابل صراخه بصراخ وعناده بعناد مثله.
• إذا تعامل أحد الأبوين مع طفله العنيد بطريقة معينة، فينبغي أن لا يكون موقف الطرف الثاني مغايرًا.. لكي يشعر الطفل أن سلوكه مجمع عليه ممن حوله بأن لا بد من تغييره.. ويمكن للأب والأم إجراء المناقشة حول الموضوع وتقييمه فيما بينهما وليس أمام الأولاد.
• انظري في طبيعة ما يطلبه طفلك.. فإن كان ما يطلبه يشبع احتياجا لديه.. وفي ذات الوقت ليس أمرًا مضرا؛ كاختياره لملابسه.. أو لطريقة تسريحة شعره.. وكان هذا الأمر ليس مستهجنًا فدعيه يتخذ قراره بنفسه.
• الاعتدال في التعامل مع الطفل بين ترك مساحة وحرية للاختيار.. وبين ما يرونه ضروريا للقيام به هام في التعامل مع الطفل حتى لا يوقعه في اضطراب وتوتر.
• اتبعي هذه الإستراتيجية التي تنصح بها السيدة جوانة الخياط (أخصائية علم النفس) في التعامل مع طفلك العنيد:
أول خطوة.. هي أن تقولي لطفلك بهدوء وحسم إنه يجب أن يتوقف عن ذلك السلوك، وإنك لا تريدينه أن يكرر هذا السلوك؛ حيث إنك لا تقبلينه.
ثانيا: إذا لم يتوقف الطفل عن سلوكه، ذكريه أنك قد طلبت منه من قبل التوقف عما يفعله وقولي له إنه إنْ لم يتوقف في الحال فسوف يعاقب.
وأخيرا: إذا استمر الطفل فيما يفعل بغض النظر عما قلته له، فيجب أن تقومي بمعاقبته حتى لو أغضبه ذلك.
وتضيف قائلة: "يجب أن يعرف الطفل أنك تعنين ما تقولين، وأنه لن يستطيع تحت أي ظرف من الظروف الاستمرار في اتباع السلوك السيئ". والعقاب المناسب هو حرمان الطفل من شيء يحبه، مثل مشاهدة التليفزيون، أو الذهاب إلى النادي، لكن ليس من المناسب أبدا ضرب الطفل أو سبه بألفاظ جارحة. وعليك أن تدركي أنه من الطبيعي أن يحدث بينك وبين طفلك أحيانا تضارب في الرأي.(115/20)
وتضيف الخبيرة النفسية (تريس مور) بعض النصائح التي يمكن من خلالها التعامل مع الطفل العنيد:
- كلمة "لا" التي تقولينها لطفلك وبحدة قد تأتي بنتائج عكسية لما تريدينه.. لهذا حينما تقولين لا قللي نبرة الحدة في صوتك، واجعلي فيه بعض الحنان، ولكن مع الحزم.
- حاولي دائما تقديم البديل له حينما تقولين له "لا" مع تشجيعه على الاختيار حتى لا يشعر بأنك تحرمينه مما يريد أن يفعله وتفرضين عليه شيئا آخر.
- رد فعل طفلك الطبيعي لرفض تلبية طلبه هو البكاء والصراخ.. وهنا من أكبر الأخطاء التي تقع فيها معظم الأمهات هو التراجع عن قرارها بسبب هذا البكاء؛ لأن هذا التراجع يهدم كل ما حاولت تعليمه لطفلك.
- آخر نصيحة لك: هي أن لا يكون رفضك المتكرر هو رد الفعل لما يفعله سواء أكان كبيرًا أم صغيرا؛ لأن تصرفك هذا سوف يجعله يكرر طلبه أكثر من مرة بطريقة قد تكون مزعجة بالنسبة لك، وبالتالي تنمي روح العند عند طفلك.
• اطلبي مناقشته وتقديم مبرراته في هدوء، والتوصل إلى القناعات الأساسية التي بنى عليها موقفه.. فقد يبني الطفل قراره بالتمسك بارتداء ملابس معينة بالتشبه بصديقه أو أخيه.. وهذا التصرف نحاول به تغيير حالته السلوكية ومحاولة جذبه لإعادة رؤية الموقف بشكل جديد.. ويجعلنا أيضًا نتريث في معاملته بالمثل ومواجهته بالعناد مثله.
• ولا يغيب عن الوالدين في التعامل مع مسألة العناد عند الأطفال.. محاولة كسر الإطار.. والتشنج في التعامل معه وتفريغ طاقته، أو اللجوء إلى العقاب الفوري قبل الوقوف على حقيقة ما وراء عناد الطفل.
• وأخيرًا إليك النصيحة الهادئة والفعالة: إذا أردتي أن تطاعي فأمري بما يستطاع.. وتذكري أنك الأكثر خبرة وقدرة على التحكم في المشكلة واستيعابها والتعامل معها.
ـــــــــــــــــــ
... [74] وسيلة لتربية الأولاد
هناك سبل معينة على تربية الأولاد، وأمور يجدر بنا مراعاتها، وينبغي لنا سلوكها مع فلذات الأكباد، فمن ذلك ما يلي :
1- العناية باختيار الزوجة الصالحة : فلا يليق بالإنسان أن يقدم على الزواج إلا بعد استخارة الله- عز وجل- واستشارة أهل الخبرة والمعرفة؛ فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشئون على أخلاقها وطباعها، ثم إن لها- في الغالب- تأثيرا على الزوج نفسه؛ لذلك قيل : "المرء على دين زوجته؛ لما يستنزله الميل إليها من المتابعة، ويجتذبه الحب لها من الموافقة، فلا يجد إلى المخالفة سبيلا، ولا إلى المباينة والمشاقة طريقا".
قال أكثم بن صيفي لولده : "يا بني لا يحملنكم جمال النساء عن صراحة النسب؛ فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف".(115/21)
وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه : "قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا، وقبل أن تولدوا، قالوا : وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال : اخترت لكم من الأمهات من لا تسبون بها". وأنشد الرياشي :
فأول إحساني إليكم تخيري *** لماجدة الأعراق باب عفافها
2- سؤال الله الذرية الصالحة : فهذا العمل دأب الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين كما قال- تعالى- في زكريا- عليه السلام- {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران : 38].
وكما حكى عن الصالحين أن من صفاتهم أنهم يقولون : {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان : 74].
3- الفرح بمقدم الأولاد، والحذر من تسخطهم : فالأولاد هبة من الله- عر وجل- واللائق بالمسلم أن يفرح بما وهبه الله، سواء كان ذلك ذكرا أم أنثى، ولا ينبغي للمسلم أن يتسخط بمقدمهم، أو أن يضيق بهم ذرعاً، أو أن يخاف أن يثقلوا كاهله بالنفقات؛ فالله- عز وجل- هو الذي تكفل برزقهم كما قال- سبحانه وتعالى- {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء : 31].
كما يحرم على المسلم أن يتسخط بالبنات، ويحزن لمقدمهن، فما أجدره بالبعد عن ذلك؛ حتى يسلم من التشبه بأخلاق الجاهلية، وينجو من الاعتراض على قدر الله، ومن رد هبته – عز وجل –.
ففضل البنات لا يخفى، فهن البنات، وهن الأخوات، وهن الزوجات، وهن الأمهات، وهن – كما قيل – نصف المجتمع، ويلدن النصف الآخر، فهن المجتمع بأكمله.
ومما يدل على فضلهن – أن الله – عز وجل – سمى إتيانهن هبة، وقدمهن على الذكور، فقال – عز وجل – : {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} [ الشورى : 49].
وقال – عليه الصلاة والسلام – : " من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن ستراً له من النار".
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يكون لأحد ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان أو أختان، فيتقي الله فيهن، ويحسن إليهن إلا دخل الجنة".
ولله در القائل :
حبذا من نعمة الله البنات الصالحات
هن للنسل وللأنس وهن الشجرات
وبإحسان إليهن تكون البركات
4- الاستعانة بالله على تربيتهم : فإذا أعان الله العبد على أولاده، وسدده ووفقه- أفلح وأنجح، وإن خذل ووكل إلى نفسه- فإنه سيخسر ويكون عمله وبالا عليه، كما قيل :
إذا صح عون الخالق المرء لم يجد *** عسيرا من الآمال إلا ميسرا
وكما قيل :
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني على اجتهاده
5- الدعاء للأولاد، وتجنب الدعاء عليهم : فإن كانوا صالحين دعي لهم بالثبات والمزيد، وإن كانوا طالحين دعي لهم بالهداية والتسديد.(115/22)
والحذر كل الحذر من الدعاء عليهم؛ فإنهم إذا فسدوا وانحرفوا- فإن الوالدين أول من يكتوي بذلك.
6- تسميتهم بأسماء حسنة : فالذي يجدر بالوالدين أن يسموا أولادهم أسماء إسلامية عربية حسنة، وأن يحذروا من تسميتهم بالأسماء الممنوعة، أو الأسماء المكروهة، أو المشعرة بالقبح، فالأسماء تستمر مع الأبناء طيلة العمر، وتؤثر بهم، وبأخلاقهم.
قال ابن القيم- رحمه الله- : "فقل أن ترى اسماً قبيحاً إلا وهو على مسمى قبيح كما قيل :
وقل أن أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه لو فكرت في لقبه
والله- سبحانه- بحكمته في قضائه وقدره يلهم النفوس أن تضع الأسماء على حسب مسمياتها؛ لتناسب حكمته- تعالى- بين اللفظ ومعناه كما تناسبت بين الأسباب ومسبباتها.
قال أبو الفتح ابن جني : ولقد مر بي دهر وأنا أسمع الاسم لا أدري معناه، فآخذ معناه من لفظه، ثم أكتشفه، فإذا هو ذلك بعينه، أو قريب منه.
فذكرت ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- فقال : وأنا يقع لي كثيرا".
وقال ابن القيم- رحمه الله- : "وبالجملة فالأخلاق والأعمال، والأفعال القبيحة- تستدعي أسماء تناسبها، وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها، وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام، وما سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً وأحمد إلا لكثرة خصال الحمد فيه؛ ولهذا كان لواء الحمد بيده، وأمته الحمادون، وهو أعظم الخلق حمدا لربه- تعالى- لهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء فقال : "حسنوا أسماءكم "؟ فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه، وترك ما يضاده؛ ولهذا ترى أكثر السفل أسماؤهم تناسبهم، وأكثر العلية أسماؤهم تناسبهم، وبالله التوفيق".
قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد- حفظه الله- : "فعلى المسلمين عامة، وعلى أهل هذه الجزيرة العربية خاصة- العناية في تسمية مواليدهم بما لا ينابذ الشريعة بوجه، ولا يخرج عن سنن لغة العرب؛ حتى إذا أتى إلى بلادهم الوافد، أو خرج منها القاطن- فلا يسمع الآخرون إلا : عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وأحمد، وعائشة، وفاطمة، وهكذا من الأسماء الشرعية في قائمة يطول ذكرها زخرت بها كتب السير والتراجم.
أما تلك الأسماء الأعجمية المولدة لأمم الكفر المرفوضة لغة وشرعا، والتي قد بلغ الحال من شدة الشغف بها التكني بأسماء الإناث منها، وهذه معصية المجاهرة مضافة إلى معصية التسمية بها- فاللهم لا شماتة.
ومنها : إنديرا، جاكلين، ديانا، سوزان- ومعناها الإبرة، أو المحرقة- فالي، فكتوريا، كلوريا، لارا، لندا، مايا، منوليا، هايدي، يارا.
وتلك الأسماء الأعجمية فارسية أو تركية، أو بربرية : مرفت، جودت، حقي، فوزي، شيرهان، شيرين، نيفين.
وتلك التافهة الهمل : زوزو، فيفي، ميمي.
وتلك الأسماء الغرامية الرخوة المتخاذلة : أحلام، أريج، تغريد، غادة، فاتن، هيام".(115/23)
وما أجمل قول البيحاني في منظومته :
سم الذي جئت به محمدا *** أو طاهرا أو مصطفى أو أحمدا
نعم وإن شئت فعبد الله *** لكي يعيش تحت لطف الله
والبنت سميها بأم هاني *** لا باسم فيروز ولا اسمهان
7- تكنيتهم بكنى طيبة في الصغر : كأن يكنى الولد بأبي عبد الله، أو أبي أحمد أو غير ذلك؛ حتى لا تسبق إليهم الألقاب السيئة، فتستمر معهم طيلة العمر؛ فقد كان السلف الصالح يكنون أولادهم وهم صغار، فتبقى معهم هذه الكنى حتى فراق الدنيا، وكتب التراجم والسير زاخرة بذلك.
8- غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد : فمما يجب- بل هو أوجب شيء على الوالدين- أن يحرصوا كل الحرص، على هذا الأمر، وأن يعاهدوه بالسقي والرعاية، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله- عز وجل- وأن ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم- أيضا- أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، إلى غير ذلك من أمور العقيدة، وهكذا يوجههم إذا كبروا إلى قراءة كتب العقيدة المناسبة لهم.
9- غرس القيم الحميدة والخلال الكريمة في نفوسهم : يحرص الوالد على تربيتهم على التقوى، والحلم، والصدق، والأمانة، والعفة، والصبر، والبر، والصلة، والجهاد، والعلم؛ حتى يشبوا متعشقين للبطولة، محبين لمعالي الأمور، ومكارم الأخلاق.
10- تجنيبهم الأخلاق الرذيلة، وتقبيحها في نفوسهم : فيكره الوالد لهم الكذب، والخيانة، والحسد، والحقد، والغيبة، والنميمة، والأخذ من الآخرين، وعقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، والجبن، والأثرة، وغيرها من سفاسف الأخلاق ومرذولها؛ حتى ينشأوا مبغضين لها، نافرين منها.
11- تعليمهم الأمور المستحسنة، وتدريبهم عليها : كتشميت العاطس، وكتمان التثاؤب، والأكل باليمين، وآداب قضاء الحاجة، وآداب السلام ورده، وآداب الرد على الهاتف، واستقبال الضيوف، والتكلم بالعربية وغير ذلك.
فإذا تدرب الولد على هذه الآداب والأخلاق، والأمور المستحسنة منذ الصغر- ألفها وأصبحت سجية له؛ فما دام أنه في الصبا فإنه يقبل التعليم والتوجيه، ويشب على ما عود عليه كما قيل :
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
وكما قيل :
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت *** ولا يلين إذا قومته الخشب
وكما قال صالح بن عبد القدوس :
وإن من أدبته في الصبا *** كالعود يسقى الماء في غرسه
حتى تراه ناضرا مورقاً *** بعد الذي قد كان من يبسه
12- الحرص على استعمال العبارات المقبولة الطيبة مع الأولاد، والبعد عن العبارات المرذولة السيئة : فمما ينبغي للوالدين مراعاته أن يحرصا على انتقاء(115/24)
العبارات الحسنة المقبولة الطيبة، البعيدة عن الإسفاف في مخاطبة الأولاد، وأن يربأوا بأنفسهم عن السب، والشتم، واللجاج وغير ذلك من العبارات البذيئة المقذعة.
فإذا أعجب الوالدين شيء من عمل الأولاد- على سبيل المثال- قالا : ما شاء الله، وإذا رأيا ما يثير الاهتمام قالا : سبحان الله، الله اكبر، وإذا أحسن الأولاد قالا لهم : بارك الله فيكم، أحسنتم، وإذا أخطأوا قالا : لا يا بني، ما هكذا، إلى غير ذلك من العبارات المقبولة الحسنة؛ حتى يألف الأولاد ذلك، فتعف ألسنتهم عن السباب والتفحش.
13- الحرص على تحفيظ الأولاد كتاب الله : فهذا العمل من أجل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان؛ فالاشتغال بحفظه، والعمل به اشتغال بأعلى المطالب، وأشرف المواهب، ثم إن فيه حفظاً لأوقاتهم، وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم.
14- تحصينهم بالأذكار الشرعية : وذلك بإلقائها إليهم إن كانوا صغارا، وتحفيظهم إياها إن كانوا مميزين، وتبيين فضلها، وتعويدهم على الاستمرار عليها.
15- الحرص على مسألة التربية بالقدوة : فهذه مسألة مهمة، فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة للأولاد في الصدق، والاستقامة، وغير ذلك، وأن يتمثلا ما يقولانه.
ومن الأمور المستحسنة في ذلك أن يقوم الوالدان بالصلاة أمام الأولاد؛ حتى يتعلم الأولاد الصلاة عملياً من الوالدين، وهذا من والحكم التي شرعت لأجلها صلاة النافلة في البيت.
ومن ذلك كظم الغيظ، وحسن استقبال الضيوف، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، وغير ذلك.
16- الحذر من التناقض : فلا يليق بالوالدين أن يأمرا الأولاد بأمر ثم يعملا بخلافه، فالتناقض- كما مر- يفقد النصائح أثرها.
17- الوفاء بالوعد : وهو داخل فيما مضى إلا أنه أفرد لأهميته، ولكثرة وقوع الناس في الخلف فيه، فكثير من الوالدين إذا أراد التخلص من إحراج أحد الأولاد- وعده بالوعود الكثيرة، فيعده بشراء الحلوى، أو بالذهاب إلى الحديقة، أو بشراء دراجة، أو غير ذلك، وربما لا يقوم الوالد بذلك أبدا، مما يجعل الولد ينشأ على إلف ذلك الخلق الرذيل.
فالذي يليق بالوالد، بل ويجب عليه إذا وعد أحدا من أبنائه وعدا- أن يتمه ويفي به، وإن حال بينه وبين إتمامه حائل اعتذر من الولد، وبين له مسوغات ذلك.
18- إبعاد المنكرات وأجهزة الفساد عن الأولاد : فمما يجب على الوالد تجاه أولاده أن يحميهم من المنكرات، وأن يطهر بيته منها، حتى يحافظ على سلامة فطر الأولاد، وعقائدهم، وأخلاقهم.
19- إيجاد البدائل المناسبة للأولاد : فكما أنه يجب على الوالدين إبعاد المنكرات فكذلك يجدر بهم أن يوجدوا البدائل المناسبة المباحة، سواء من الألعاب، أو الأجهزة التي تجمع بين المتعة والفائدة، حتى يجد الأولاد ما يشغلون به وقت فراغهم.
20- تجنيبهم أسباب الانحراف الجنسي : وذلك بإبعاد أجهزة الفساد عنهم، وتجنيبهم مطالعة القصص الغرامية، والمجلات الخليعة، التي يروج لها تجار الغرائز(115/25)
والأعراض، وعدم السماح لهم بسماع الأغاني، أو الإطلاع على الكتب الجنسية التي تبحث في التناسليات صراحة، وتشعل مخازن البارود الكامنة فيهم.
21- تجنيبهم الزينة الفارهة والميوعة القاتلة : فينبغي للوالد أن يمنع أولاده من الإفراط في التجمل، والمبالغة في التأنق والتطيب، وأن ينهاهم عن التعري والتكشف، والتشبه بأعداء الله الكافرين؛ لأن هذه الأعمال تتسبب في قتل مروءتهم، وإفساد طباعهم، وتقود إلى إغواء الآخرين وفتنتهم، وتدعو إلى جر الأولاد إلى الفاحشة والرذيلة، خصوصاً إذا كانوا صغارا، أو ذوي منظر حسن.
22- تعويدهم على الخشونة والرجولة، والجد والاجتهاد، وتجنيبهم الكسل والبطالة والراحة والدعة : فلا يليق بالأب أن يعود أولاده على الكسل والراحة والبطالة والدعة، بل عليه أن يأخذهم بأضدادها، ولا يريحهم إلا بما يجم أنفسهم للشغل، فإن للكسل والبطالة عواقب سوء، ومغبة ندم، وللجد والتعب عواقب حميدة إما في الدنيا، وإما في العقبى، وإما فيهما؛ فأروح الناس أتعب الناس، وأتعب الناس أروح الناس، فالسيادة في الدنيا والسعادة في العقبى- لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب.
فالراحة تعقبها الحسرة، والتعب يعقب الراحة، وصدق من قال :
بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها *** تنال إلا على جسر من التعب
23- ومما ينبغي في ذلك تعويدهم الانتباه آخر الليل : فإنه وقت الغنائم، وتفريق الجوائز، فمستقل، ومستكثر، ومحروم، فمن اعتاده صغيرا سهل عليه كبيرا.
24- تجنيبهم فضول الطعام، والكلام، والمنام، ومخالطة الأنام : فإن الخسارة في هذه الفضلات، وهي تفوت على العبد خير دنياه وآخرته، ولهذا قيل : من أكل كثيرا شرب كثيرا؛ فنام كثيرا، فخسر كثيرا.
25- تشويقهم للذهاب إلى المسجد صغارا وحملهم على الصلاة فيه كبارا : كأن يعمد الوالد إلى تشويق أولاده للذهاب للمسجد قبل تمام السابعة من أعمارهم، فيشوقهم قبل ذلك بأسبوع بأنه سيذهب بالولد إلى المسجد، ثم يذهب به، ويحرص على ضبطه فيه، ولا يسمح له بأن يكثر الحركة ويشغل المصلين، أما إذا كبروا فإنه يجب عليه أن يقوم عليهم، وأن يأمرهم بالصلاة في المسجد مع جماعة المسلمين، وأن يحرص على هذا الأمر، ويصطبر عليه.
قال الله- تعالى- : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه : 132].
26- مراقبة ميول الولد، وتنمية مواهبه، وتوجيهه لما يناسبه : بحيث يجد في المنزل ما ينمي مواهبه ويصقلها، ويعدها للبناء والإفادة، ويجد من يوجهه إلى ما يناسبه ويلائمه.
قال ابن القيم- رحمه الله تعالى- : "ومما ينبغي أن يعتمد حال الصبي، وما هو مستعد له من الأعمال، ومهيأ له منها، فيعلم أنه مخلوق له، فلا يحمله على غيره ما كان مأذونا فيه شرعا؛ فإنه إن حمله على غير ما هو مستعد له- لم يفلح فيه، وفاته ما هو مهيأ له، فإذا رآه حسن الفهم، صحيح الإدراك، جيد الحفظ، واعياً- فهذه علامات قبوله، وتهيئه للعلم؛ لينقشه في لوح قلبه ما دام خالياً، وإن رآه ميالاً للتجارة والبيع والشراء أو لأي صنعة مباحة- فليمكنه منها؛ فكل ميسر لما خلق له ".(115/26)
27- تنمية الجرأة الأدبية في نفس الولد : وذلك بإشعاره بقيمته، وزرع الثقة في نفسه؛ حتى يعيش كريما شجاعا صريحا جريئا في آرائه، في حدود الأدب واللياقة، بعيدا عن الإسفاف والصفاقة؛ فهذا مما يشعره بالطمأنينة، ويكسبه القوة والاعتبار، بدلا من التردد، والخوف، والهوان، والذلة، والصغار.
28- استشارة الأولاد : كاستشارتهم ببعض الأمور المتعلقة بالمنزل أو غير ذلك، واستخراج ما لديهم من أفكار، كأخذ رأيهم في أثاث المنزل، أو لون السيارة التي سيشتريها الأب، أو أخذ رأيهم في مكان الرحلة أو موعدها، ثم يوازن الوالد بين آرائهم، ويطلب من كل واحد منهم أن يبدي مسوغاته، وأسباب اختياره لهذا الرأي، وهكذا.
ومن ذلك إعطاؤهم الحرية في اختيار حقائبهم، أو دفاترهم، أو ما شاكل ذلك؛ فإن كان ثم محذور شرعي فيما يختارونه بينه لهم.
فكم في هذا العمل من زرع للثقة في نفوس الأولاد، وكم فيه من إشعار لهم بقيمتهم، وكم فيه من تدريب لهم على تحريك أذهانهم، وشحذ قرائحهم، وكم فيه من تعويد لهم على التعبير عن آرائهم.
29- تعويد الولد على القيام ببعض المسؤوليات : كالإشراف على الأسرة في حالة غياب ولي الأمر، وكتعويده على الصرف، والاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفا ماليا كل شهر أو أسبوع؛ ليقوم بالصرف منه على نفسه وبيته.
30- تعويد الأولاد على المشاركة الاجتماعية : وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم، وإخوانهم المسلمين، إما بالجهاد في سبيل الله، أو بالدعوة إلى الله، أو إغاثة الملهوفين، أو مساعدة الفقراء والمحتاجين، أو التعاون مع جمعيات البر، وغيرها.
31- التدريب على اتخاذ القرار : كأن يعمد الأب إلى وضع الابن في مواضع التنفيذ، وفي المواقف المحرجة، التي تحتاج إلى حسم الأمر، والمبادرة في اتخاذ القرار، وتحفل ما يترتب عليه، فإن أصاب شجعه وشد على يده، وإن أخطأ قومه وسدده بلطف؛ فهذا مما يعوده على مواجهة الحياة، والتعامل مع المواقف المحرجة.
32- فهم طبائع الأولاد ونفسياتهم : وهذه المسألة تحتاج إلى شيء من الذوق، وسبر الحال، ودقة النظر.
وإذا وفق المربي لتلك الأمور، وعامل أولاده بذلك المقتضى- كان حريا بأن يحسن تربيتهم، وأن يسير بهم على الطريقة المثلى.
33- تقدير مراحل العمر للأولاد : فالولد يكبر، وينمو تفكيره، فلا بد أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وألا يعامل على أنه صغير دائما، ولا يعامل- أيضا- وهو صغير على أنه كبير؛ فيطالب بما يطالب به الكبار، ويعاتب كما يعاتبون، ويعاقب كما يعاقبون.
34- تلافي مواجهة الأولاد مباشرة : وذلك قدر المستطاع خصوصا في مرحلة المراهقة، بل ينبغي أن يقادوا عبر الإقناع، والمناقشة الحرة، والحوار الهادئ البناء، الذي جمع بين العقل والعاطفة.(115/27)
35- الجلوس مع الأولاد : فمما ينبغي للأب- مهما كان له من شغل- أن يخصص وقتا يجلس فيه مع الأولاد، يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه، ويقص عليهم القصص الهادفة؛ لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدا؛ وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب؛ فالآباء الذين يقتربون من أولادهم؛ ويجلسون معهم، ويمازحونهم- يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقر أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.
أما الآباء الذين تشغلهم الدنيا عن أولادهم- فإنهم يجدون غب ذلك على الأولاد، فينشأ الأولاد وقد اسودت الدنيا أمامهم، لا يعرفون مواجهة الحياة، فيتنكبون الصراط، ويحيدون عن جادة الصواب، وربما تسبب ذلك في كراهية الأولاد للوالدين، وربما قادهم ذلك إلى الهروب من المنزل، والانحدار في هاوية الفساد.
36- العدل بين الأولاد : فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس إلا بالعدل؛ فمما يجب على الوالدين تجاه أولادهم أن يعدلوا سنهم، وأن يتجنبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المادية كالعطايا والهدايا والهبات، أو الأمور المعنوية، كالعطف، والحنان، وغير ذلك.
37- إشباع عواطفهم : فمما ينبغي مراعاته مع الأولاد إشباع عواطفهم، وإشعارهم بالعطف، والرحمة، والحنان؛ حتى لا يعيشوا محرومين من ذلك، فيبحثوا عنه خارج المنزل؛ فالكلمة الطيبة، واللمسة الحانية، والكلمة الصادقة، وما جرى مجرى ذلك له أثره البالغ في نفوس الأولاد.
38- النفقة عليهم بالمعروف : وذلك بكفايتهم، والقيام على حوائجهم؛ حتى لا يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.
39- إشاعة الإيثار بينهم : وذلك بتقوية روح التعاون بينهم، وتثبيت أواصر المحبة فيهم، وتعويدهم على السخاء، والشعور بالآخرين، حتى لا ينشأ الواحد منهم فرديا لا هم له إلا نفسه.
ثم إن تربيتهم على تلك الخلال تقضي على كثير من المشكلات التي تحدث داخل البيوت.
40- الإصغاء إليهم إذا تحدثوا وإشعارهم بأهمية كلامهم : بدلاً من الانشغال عنهم، والإشاحة بالوجه وترك الإنصات لهم. فالذي يجدر بالوالد إذا تحدث ولده- خصوصا الصغير- أن يصغي له تماما، وأن يبدي اهتمامه بحديثه، كأن تظهر علامات التعجب على وجهه، أو يبدي بعض الأصوات أو الحركات التي تدل على الإصغاء والاهتمام والإعجاب، كأن يقول : رائع، حسن، صحيح، أو أن يقوم بالهمهمة، وتحريك الرأس وتصويبه، وتصعيده، أو أن يجيب على أسئلته أو غير ذلك، فمثل هذا العمل له آثار إيجابية كثيرة منها :
أ- أن هذا العمل يعلم الولد الطلاقة في الكلام.
ب- يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها.
ج- يدربه على الإصغاء، وفهم ما يسمعه من الآخرين.
د- أنه ينمي شخصية الولد، ويصقلها.
هـ- يقوي ذاكرته، ويعينه على استرجاع ما مضى.(115/28)
و- يزيده قرباً من والده.
41- تفقد أحوال الأولاد، ومراقبتهم من بعد : ومن ذلك ما يلي :
أ- ملاحظتهم في أداء الشعائر التعبدية من صلاة، ووضوء، ونحوها.
ب- مراقبة الهاتف المنزلي.
ج- النظر في جيوبهم وأدراجهم من حيث لا يشعرون، كأن ينظر في أدراجهم إذا ذهبوا للمدرسة، أو ينظر في جيوبهم إذا ناموا، ثم يتصرف بعد ذلك بما يراه مناسبا.
د- السؤال عن أصحابهم.
هـ- مراقبة ما يقرؤونه، وتحذيرهم من الكتب التي تفسد أديانهم، وأخلاقهم، وإرشادهم إلى الكتب النافعة.
42- إكرام الصحبة الصالحة للولد : وذلك بتشجيع الولد على صحبتهم، وحثه على الاستمرار معهم، وبحسن استقبالهم إذا زاروا الولد، بل والمبادرة إلى استزارتهم، وتهيئة ما يلزم لهم من تيسيرات مادية ومعنوية، كأن يكرمهم بما يلائمهم، ويحرص على استقبالهم بالبشر والترحاب، ويشعرهم بقيمتهم، ويبادلهم أطراف الحديث، ويسألهم عن أحوالهم وأحوال ذويهم وأهليهم.
فهذه الصنيع يشعر الأصحاب بمنزلتهم، ويشعر الولد بقيمته واعتباره، كما أنه حافز للولد على طاعة والديه واحترامهما، كما أنه حافز له على التمسك بهؤلاء، والبعد عن رفقة السوء.
أما النفور من الصحبة الصالحة للولد والجفاء في معاملتهم- فلا يليق، ولا ينبغي؛ لأنه يشعر الولد بعدم قبولهم والرضا عنهم، فيسعى لمقاطعتهم، أو يتخفى في علاقته بهم، أو يتركهم، فيقع فريسة لأصحاب السوء.
43- مراعاة الحكمة في إنقاذ الولد من رفقة السوء : فلا ينبغي للوالد أن يبادر إلى العنف واستعمال الشدة منذ البداية، فلا يسارع إلى إهانتهم أمام ولده، أو طردهم إذا زاروه لأول مرة، لأن الولد متعلق بهم، ومقتنع بصحبته لهم.
بل ينبغي للأب أن يتدرج في ذلك، فيبدأ بإقناع ولده بسوء صحبته، وضررهم عليه، ثم يقوم بعد ذلك بتهديده وتخويفه وإشعاره بأنه ساع لتخليصه منهم، وأنه سيذهب إلى أولياء أمورهم كي يبعدوا أبناءهم عنه، فإذا حذر ابنه وسلك معه ما يستطيع، وأعيته الحيلة في ذلك، ورأى أن بقاءه معهم ضرر محقق- فهناك يسعى لتخليصه منهم بما يراه مناسبا.
44- التغافل -لا الغفلة- عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش : فذلك نمط من أنماط التربية، وهو مبدأ يأخذ به العقلاء في تعاملهم مع أولادهم ومع الناس عموما؛ فالعاقل لا يستقصي، ولا يشعر من تحت يده أو من يتعامل معهم بأنه يعلم عنهم كل صغيرة وكبيرة؛ لأنه إذا استقصى، وأشعرهم بأنه يعلم عنهم كل شيء ذهبت هيبته من قلوبهم.
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
ثم إن تغافله يعينه على تقديم النصح بقالب غير مباشر، من باب : إياك أعني واسمعي يا جاره، ومن باب : ما بال أقوام. وربما كان ذلك أبلغ وأوقع.(115/29)
45- البعد عن تضخيم الأخطاء : فمما يجدر بالوالدين أن يأخذوا به؛ وألا يضخموا الأخطاء، ويحطوها أكبر من حجمها، بل عليهم أن ينزلوها منازلها، وأن يدركوا أنه لا يخلو أحد من الأخطاء، فجميع البيوت تقع فيها الأخطاء فمقل ومستكثر؛ فكسر الزجاج، أو بعض الأواني، أو العبث ببعض مرافق المنزل، ونحو ذلك- لا يترتب عليه كبير فساد؛ فكل الناس يعانون من ذلك.
46- اصطناع المرونة في التربية : فإذا اشتدت الأم على الولد لان الأب، وإذا عنف الأب لانت الأم؛ فقد يقع الوالد- على سبيل المثال- في خطأ فيؤنبه والده تأنيباً يجعله يتوارى؛ خوفاً من العقاب الصارم، فتأتي الأم، وتطيب خاطره، وتوضح له خطأه برفق، عندئذ يشعر الولد بأنهما على صواب، فيقبل من الأب تأنبيه، ويحفظ للأم معروفها، والنتيجة أنه سيتجنب الخطأ مرة أخرى.
47- التربية بالعقوبة : فالأصل في تربيه الأولاد لزوم الرفق واللين إلا أن العقوبة قد يحتاج إليها المربي، بشرط ألا تكون ناشئة عن سورة جهل، أو ثورة غضب، وألا يلجأ إليها إلا في أضيق الحدود، وألا يؤدب الولد على خطأ ارتكبه للمرة الأولى، وألا يؤدبه على خطأ أحدث له ألماً، وألا يكون أمام الآخرين.
ومن أنواع العقوبة- العقاب النفسي، كقطع المديح، أو إشعار الولد بعدم الرضا، أو توبيخه أو غير ذلك.
ومنها العقاب البدني الذي يؤلمه ولا يضره.
48- إعطاء الأولاد فرصة للتصحيح : فمما ينبغي للوالد مراعاته في التربية- أن يعطي أولاده فرصة للتصحيح إذا أخطأوا، حتى ينهضوا للأمثل، ويرتقوا للأفضل، ويتخذوا من الخطأ سبيلاً للصواب؛ فالصغير يسهل قياده، ويهون انقياده كما قال زهير بن أبي سلمى :
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده *** وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
وكما قيل :
إن الغلام مطيع من يؤدبه *** ولا يطيعك ذو سن لتأديب
فلا ينبغي للوالد أن يأخذ موقفا واحدا من أحد أولاده، فيجعله ذريعة لوصمه وعيبه، كأن يسرق مرة فيناديه باسم السارق دائما، دون أن يعطيه فرصة للتصحيح وهكذا...
49- الحرص على أن يكون التفاهم قائما بين الوالدين : فعلى الوالدين أن يحرصا كل الحرص عليه، وأن يسلكا كافة السبل الموصلة إليه، وعليهما أن يجتنبا الوسائل المفضية للشقاق، ويبتعدا عن عتاب بعضهما لبعض أمام الأولاد؛ حتى يتوفر الهدوء في البيت، وتسود الألفة فيه، فيجد الأولاد فيه الراحة والسكن، والأنس والسرور، فيتعلقوا بالبيت أكثر من الشارع.
50- تقوى الله في حالة الطلاق : فإذا لم يحصل بين الوالدين وفاق، وقدر الله بينهما الطلاق- فعليهما بتقوى الله، وألا يجعلا الأولاد ضحية لعنادهما وشقاقهما، وألا يغري كل واحد منهما بالآخر، بل عليهما أن يعينا الأبناء على كل خير، ويوصي كل واحد منهما الأولاد ببر الآخر، بدلا من التحريش، وإيغار الصدور، وتبادل التهم، وتأليب الأولاد، وإلا فإن النتيجة الحتمية- في الغالب- أن الأولاد يتمردون(115/30)
على الجميع، والوالدان هما السبب في ذلك؛ فلا يلوما إلا أنفسهما، كما قال أبو ذؤيب الهذلي :
فلا تقضبن من سيرة أنت سرتها *** وأول راض سنة من يسيرها
51- العناية باختيار المدارس المناسبة للأولاد، والحرص على متابعتهم في المدارس : فعلى الوالد أن يحرص كل الحرص على اختيار المدارس المناسبة لأولاده من حيث طلابها، وإدارتها، ومدرسوها، ومناهجها، والتي تعنى باستقامة طلابها، وتهتم بأخلاقهم، وشمائلهم، قولا وعملا؛ لأن الأغلب أن الولد إنما يختار أصدقاءه من المدرسة من أبناء صفه الذين يشاكلونه في المزاج والطبيعة.
وعلى الوالد أن يقوم بمتابعة الأولاد في المدارس باستمرار، حتى يتأكد بنفسه من صلاح الولد واستقامته، ولئلا يفاجأ في يوم من الأيام بأن ولده على خلاف ما كان يتوقعه ويؤمله، ولأجل أن يدرك الولد بأن والده وراءه يسأل عنه ويتابعه.
52- إقامة الحلقات العلمية داخل البيوت : بحيث تعقد تلك الحلقات في مواعيد محددة، ويقرأ فيها بعض الكتب الملائمة للأولاد، فيتعلمون بذلك القراءة، وحسن الاستماع، وأدب الحوار.
53- إقامة المسابقات الثقافية بين الأولاد، ووضع الجوائز والحوافز لها : فذلك العمل مما يشحذ هممهم، ويحرك أذهانهم، ويدربهم على البحث والنظر في كتب أهل العلم، ويعدهم للرقي في مستوياتهم.
54- تكوين مكتبة منزلية ميسرة : تحتوي على كتب وأشرطة ملائمة لسنهم ومداركهم، فالمكتبة من أعظم روافد الثقافة.
55- اصطحاب الأولاد لمجالس الذكر : كالمحاضرات، والندوات التي تعقد في المساجد وغيرها؛ فهي مما يثري الولد بالمعلومات، ويمده بالخير، ويعده لمواجهة الحياة، ويجيب على أسئلته التي تتردد في ذهنه.
كما أنها تغذيه بالإيمان، وتربط على قلبه، وتربيه على أدب الاستماع.
56- الرحلة مع الأولاد : إما إلى مكة المكرمة، أو المدينة النبوية، أو غيرها من الأماكن المباحة، حتى يتعرف الوالد على الأولاد أكثر وأكثر، ولأجل أن يجمهم، ويشرح صدورهم، ويكسبهم خبرات جديدة، إلى غير ذلك من فوائد السفر التي لا تخفى.
57- ربطهم بالسلف الصالح في الإقتداء والاهتداء : حتى يسيروا على خطاهم، ويترسموا منهجهم، ولكي يجدوا فيهم القدوة الصالحة التي يجدر بهم أن يقتدوا بها، فإن كان لدى الولد ميول إلى العلم وجد من يقتدي به، وإن كان شجاعا مقداما وجد من يترسم خطاه، وإن كان كسولا وجد في سيرة السلف ما يبعث فيه الروح، وعلو الهمة، وهكذا.
فسير السلف الصالح حافلة بكل خير، فما أروع أن يرتبط المسلم بهم، وأن يحذو حذوهم، بدلا من الإقتداء بالهابطين والهازلين من اللاعبين، والمطربين، والمنحرفين، وغيرهم.
58- العناية بتعليم البنات ما يحتجن إليه من أمور دينهن ودنياهن : فكم من الناس من فرط في هذا الحق، وكم من النساء من يجهلن- على سبيل المثال- أحكام الحيض(115/31)
والنفاس ومسائل الدماء عموما، بالرغم من أنه يتعلق بها ركنان من أركان الإسلام وهما الصلاة، والصيام، بل والحج، وكم من النساء من تجهل إقامة الصلاة على الوجه المطلوب. فينبغي أن يعنى كل والد بتعليم بناته أمور دينهن، كما ينبغي أن يعلمن أمور حياتهن الخاصة من كي، وغسيل، وطبخ، وخياطة، وتدبير للمنزل، وغير ذلك.
وبذلك يكن على أتم استعداد لاستقبال الحياة الزوجية.
59- منع البنات من الخروج وحدهن : سواء للسوق، أو للطبيب، أو غير ذلك، بل لا بد من وجود المحرم معهن، وألا يخرجن إلا للحاجة الملحة.
60- منع البنات من التشبه بالرجال، ومنع البنين من التشبه بالنساء.
61- منع الأولاد بنين وبنات من التشبه بالكفار.
62- منع البنين من الاختلاط بالنساء، ومنع البنات من الاختلاط بالرجال : بل ينبغي أن يعيش الابن في محيط الذكور، والبنت في محيط الإناث، خصوصا إذا بدأ الابن أو البنت بالتمييز.
63- العناية بصحة الأولاد : فكم من الناس من قد فرط بهذا الأمر، ولم يرعه حق رعايته؛ فالأولاد أمانة، ومن الأمانة أن يعتني الوالد بصحتهم، خصوصاً وهم صغار؛ لأن كثيراً من العاهات والأمراض تبدأ مع الأولاد وهم صغار، فإذا أهمل علاجها لازمت الأولاد طيلة أعمارهم، وربما قضت عليهم.
ومما يحسن بالوالدين في هذا الصدد أن يقوموا على شؤون الأولاد إذا أصيبوا بعاهات مزمنة، أو إذا ولدوا وهم معاقون، أو مصابون ببعض التشوهات الخلقية، أو ما شاكل ذلك؛ فحري بالوالدين أن يقوموا على رعاية الأولاد، وأن يحسنوا تربيتهم، وأن يشعروهم بمكانتهم، كما يحسن بالوالدين أن يحتسبوا الأجر عند الله، وأن يحذروا كل الحذر من التسخط والاعتراض على قضاء الله.
بل عليهم أن يحمدوا الله على ما آتاهم، وأن يتحروا الخيرة فيما قضاه الله، فربما كانت الخيرة خفية، وربما أن الله يرحم الأسرة جميعها، ويدر عليها الأرزاق، ويدفع عنها صنوف البلايا بسبب هؤلاء المساكين.
64- عدم استعجال النتائج في التربية : فعلى الوالد إذا بذل مستطاعه لولده، وبين له وحذره ونصح له واستنفذ كل طاقته- ألا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر، ويصابر، ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين، وادكر بعد أمة.
65- الحذر من اليأس : فإذا ما رأى الوالد من أولاده إعراضا أو نفورا أو تماديا- فعليه ألا ييأس من صلاحهم واستقامتهم؛ فاليأس من روح الله ليس من صفات المؤمنين، بل عليه أن ينتظر الفرج من الله- عز وجل- فلعل نفحة من نفحات الرحيم الكريم ترد الولد إلى رشده، وتقصره عن غيه.
66- اليقين بأن التربية الصالحة لا تذهب سدى : فلو لم يأب الإنسان من نصحه لأولاده وحرصه على هدايتهم وصلاحهم- إلا أن يكون أعذر إلى الله بذلك.(115/32)
فالنصح ثمرته مضمونة بكل حال؛ فإما أن يستقيم الأولاد في الحال، وإما أن يفكروا في ذلك، وإما أن يقصروا بسببه عن التمادي في الباطل، أو أن يعذر الإنسان إلى الله- كما مر-.
بل كثيراً ما يصلح الأولاد بعد وفاة والدهم الذي رباهم على الفضائل؛ حيث لم يدكروا إلا بعد أمة.
67- إعانة الأولاد على البر : فبر الوالدين وإن كان واجبا على الأبناء- إلا أنه يجدر بالآباء أن يعينوا أبناءهم على البر، وأن يشجعوهم، وألا يقفوا حجر عثرة أمامهم.
68- حفظ الجميل للأبناء : فمما يحسن بالوالدين أن يحفظوا الجميل للأبناء، وأن يشكروهم عليه، ويذكروهم به؛ حتى ينبعث الأولاد للبر والإحسان، ويستمروا عليه.
69- التغاضي عن بعض الحقوق : فيحسن بالوالدين أن يتغاضوا عن بعض حقوقهم، وألا يطالبوا أولادهم بكل شيء، بل يحسن بهم أن يوفروا لهم ما يعدهم للكمال، والعلم، وسائر الفضائل خصوصاً إذا كان الوالد في نشاطه، والأولاد في حال إقبال على العلم، والقرآن، وسائر الفضائل، وهم في مقتبل أعمارهم. فإذا أخذ الوالدان بهذه السيرة كان الأولاد على مقربة من الكمال، والفضل، والعلم، والصلاح.
ولا ريب أن الوالد في هذه الحالة سيجني تلك الثمار في حياته وبعد مماته.
70- استشارة من لديه خبرة بالتربية : من العلماء، والدعاة، والمعلمين، والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية، وسبر لأحوال الشباب، وتفهم لأوضاعهم، وما يحيط بهم، وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم، والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد.
71- قراءة الكتب المفيدة في التربية : فهي مما يعين على تربية الأولاد؛ لأنها ناتجة عن تجربة، وممارسة، وخبرة، وعصارة فكر، ونتاج تمحيص وبحث.
ومن تلك التي يجدر بالمسلم اقتناؤها والإفادة منها ما يلي :
أ- العيال لابن أبي الدنيا.
ب- تحفة المودود في أحكام المولود لابن القيم.
ج- المسؤولية في الإسلام د. عبد الله قادري.
د- أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع د. عبد الله قادري.
ح- تذكير العباد بحقوق الأولاد للشيخ عبد الله الجار الله.
ط- الأولاد وتربيتهم في الإسلام لمحمد المقبل.
ك- نظرات في الأسرة المسلمة للدكتور محمد بن لطفي الصباغ.
ي- تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله ناصح علوان.
72- استحضار فضائل التربية في الدنيا والآخرة : فهذا مما يعين الوالد على الصبر والتحمل، فإذا صلح الأولاد كانوا قرة عين له في الدنيا، وسببا لإيصال الأجر له بعد موته، ولو لم يأته من ذلك إلا أن يكفى شرهم، ويسلم من تبعتهم.
73- استحضار عواقب الإهمال والتفريط في تربية الأولاد : فالأولاد أولاده، ولن ينفك عنهم بحال من الأحوال، والعرب تقول : "أنفك منك وإن ذن"، وتقول :(115/33)
"عيصك منك وإن كان أشبا". فإذا أهملهم وقصر في تربيتهم كانوا شجى في حلقه في هذه الدنيا، وكانوا سببا لتعرضه للعقاب في العقبى.
74- وخلاصة القول في تربية الأولاد : أن يسعى الوالد في جلب ما ينفعهم، ودفع ما يضرهم عاجلاً وآجلاً.
من كتاب:' التقصير في تربية الأولاد
[74] وسيلة لتربية الأولاد
محمد بن إبراهيم الحمد
ـــــــــــــــــــ
... المفاتيح السبعة لفهم عالم الطفل
أولاً:كيف نفهم عالم الطفل؟
يظن كثير من الآباء أن مجرد اجتهادهم في تلقين الطفل قيماً تربوية إيجابية، كفيل بتحقيق نجاحهم في مهمتهم التربوية، وعند اصطدام معظمهم باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم، يركزون تفسيراتهم على الطفل في حد ذاته، باعتباره مسؤولاً عن ذلك الفشل ولم يكلف أغلبهم نفسه مراجعة السلوك التربوي الذي انتهجه، فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقة بينهم وبين أبنائهم.
فأين يكمن الخلل إذن ؟
هل في أبنائنا ؟
أم فينا نحن الكبار؟
أم هو كامن في الوسط الاجتماعي العام ؟
وما هي تلك الحلقة المفرغة في العملية التربوية التي تجعل جهدنا في نهاية المطاف بغير ذي جدوى ؟
وباختصار: كيف نستطيع تنشئة الطفل بشكل يستجيب فيه للقيم التربوية التي نراها، 'بأقل تكلفة' ممكنة ؟
وهل نستطيع نحن الآباء أن نحول تربيتنا لأطفالنا من كونها عبأ متعباً ؟ إلى كونها متعة رائعة ؟
هل بالإمكان أن تصبح علاقتنا بأطفالنا أقل توتراً وأكثر حميمية مما هي عليه الآن ؟
هل نكون متفائلين بلا حدود إذا أجبنا عن هذه الأسئلة بالإيجاب ؟
ماذا لو جازفنا منذ البداية، وقلنا بكل ثقة: نعم بالتأكيد نستطيع؟
فتعالوا إذن لنرى كيف نستطيع فعلياً أن:
- نجعل من تربيتنا لأطفالنا متعة حقيقية.
- نجعل أطفالنا أكثر اطمئناناً وسعادة دون أن نخل بالمبادئ التي نرجو أن ينشؤوا عليها.
- نجعل علاقتنا بأطفالنا أكثر حميمية.
- نحقق أكبر قدر من الفعالية في تأثيرنا على أبنائنا ؟
السؤال المطروح بهذا الصدد هو: إذا أردت أن تكون أباً ناجحاً، أو أن تكوني أمّاً ناجحة، فهل عليك أن تضطلع بعلوم التربية وتلم بالمدارس النفسية وتتعمق في الأمراض الذهنية والعصبية ؟؟؟ بالطبع لا.(115/34)
ما عليك إذا أردت أن تكون كذلك إلا أن تفهم عالم الطفل كما هو حقيقة، وتتقبل فكرة مفادها: أنك لست 'أباً كاملاً' وأنكِ لستِ 'أمّاً كاملةً'... فتهيء نفسك باستمرار كي تطور سلوكك تجاه طفلك، إذ ليس هناك أب كامل بإطلاق ولا أم كاملة بإطلاق..
كما عليك أن لا تستسلم لفكرة أنك 'أب سيء' وأنك 'أم سيئة'، فتصاب بالإحباط والقلق فكما أنه ليس هناك أب كامل ولا أم كاملة بإطلاق، فكذلك ليس هناك أب سيء ولا أم سيئة بإطلاق. فالآباء تجاه التعامل مع عام الطفل صنفان غالبان:
الصنف الأول: يعتبر عالم الطفل نسخة مصغرة من عالم الكبار، فيسقط عليه خلفياته وتصوراته.
الصنف الثاني: يعتبر عالم الطفل مجموعة من الألغاز المحيرة والطلاسم المعجزة، فيعجز عن التعامل معه.
إن عالم الطفل في الواقع ليس نسخة مصغرة من عالم الكبار، ولا عالماً مركباً من ألغاز معجزة. بل هو عالم له خصوصياته المبنية على مفاتيح بسيطة، من امتلكها فهم وتفهم، ومن لم يمتلكها عاش في حيرته وتعب وأتعب فما هي إذن مفاتيح عالم الطفل التي بها سنتمكن بها من فهم سلوكه وخلفياته على حقيقتها فنتمكن من التعامل الإيجابي معه ؟
ثانياً: هكذا نفهم عالم الطفل:
لعالم الطفل مفاتيح، لا يدخله إلا من امتلكها، ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها، وهي:
1- الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة.
2- الواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم.
3- الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً.
4- العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار مدى الاستقلالية وليس رغبة في المخالفة.
5- الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك أي المعرفة وليس موضوعاً للتركيب أي التوظيف.
6- كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحياناً بصورة خاطئة.
7- كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية.
و في ما يلي تفصيل ذلك:
1- الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة:
أولى مفاتيح عالم الطفل، تكمن فيما ورد عن المربي الأول صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة» ليس هناك من يجهل هذه المقولة، ولكن القليل منّا من يستطيع توظيف هذا الموقف النظري في تعامله مع الطفل: لأن المتأمل في نوع التدخل الذي نقوم به تجاه سلوك أطفالنا يدرك مباشرة أننا نتعامل معهم على اعتبار أنهم حالة تربوية منحرفة يلزمنا تقويمها، لا باعتبارهم كيانا إنسانياً سليماً، كما يقتضيه فهمنا لمعنى 'الفطرة' الوارد في الحديث الشريف.(115/35)
فنعمل بمقتضى ذلك المفهوم المنحرف على الوقوف موقفاً سلبياً ومتسرّعاً تجاه أي سلوك لا يروقنا ولا نفهمه، فنحرم بذلك أنفسنا من الانسياب إلى عالم الطفل الممتع والجميل.
إن الإيمان بأن كل مولود يولد على الفطرة ليس مسألة حفظ بالجنان وتلويك باللسان، بل هو تصور عقدي ينبني عليه التزام عملي تربوي ثابت.
فالانحراف عن هذا التصور يجعل سلوكنا تجاه أبنائنا منذ البداية محكوما عليه بالفشل الذريع. إذ إنه من مقتضيات الإيمان بولادة الإنسان على الفطرة: الاعتقاد بأن الله تعالى قد منح الطفل من الملكات الفطرية والقدرات الأولية ما يؤهله ليسير في رحلته في هذه الدنيا على هدى وصواب، وبذلك التصور سيتحدد نوع تدخلنا في كيانه، والذي يتجلى في وظيفة محددة هي: الإنضاج والتنمية، لا التقويم والتسوية، أي ستقتصر وظيفتنا تجاه الطفل على تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج تلك الملكات وينمي تلكم القدرات.
بل إن من مقتضيات توظيف هذا الحديث النبوي الشريف أنه حينما نلحظ انحرافاً حقيقياً في سلوك الطفل، فعلينا أن نراجع ذواتنا ونتهم أنفسنا ونلومها ونحاسبها، لأننا سنكون نحن المسؤولين عن تحريف تلك الفطرة التي وضعها الله تعالى بين أيدينا أمانة سوية سليمة، فلم نحسن الحفاظ عليها، ولم نؤد حقها على الوجه المطلوب..
وبذلك سوف نشفى من أعراض النرجسية التي تصيب معظم الآباء، حيث سنتمكن من تطوير ذواتنا باستمرار عن طريق عرضها على ميزان النقد والتقويم.فالطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة.
2-الواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم:
نعم إن خوف الطفل من الألم قد يجعلك تضبط سلوكه ولو لفترة معينة، ولكنك لن تستطيع التعويل باستمرار على تهديده بالألم إذا كنت تريد أن تبني في كيانه قيمة احترام الواجب والالتزام به.
كما لن يمكنك تفادي الآثار السلبية لما يحدثه الألم في نفسه وشخصيته، وهو ما سنتطرق إليه بعد هذا الجزء من الحديث لا تنتظر من الطفل أن يقوم بما عليه القيام به من تلقاء نفسه وبشكل آلي، بل وحتى بمجرد ما تأمره به، والسبب هو أن مفهوم الواجب عنده لم ينضج بعد، وهو من المفاهيم المجردة التي ينبغي تنشئة الطفل عليها بشكل تدريجي.
فحينما تأمره أن يقوم بإنجاز تمارينه المدرسية مثلاً، فإن استجابته لك لن تتحقق ما لم تربطها بمحفز يحقق له متعة منتظرة، مثل الوعد بفسحة آخر الأسبوع أو زيارة من يحبه... حتى يرتبط فعل الواجب لديه باستشعاره للمتعة التي سوف يجنيها.
فيكون الهدف هو أن يصبح الطفل متعلقاً بفعل الواجب قدر تعلقه بتحقيق تلك المتعة وما يدعم ذلك هو أن الطفل أثناء تنفيذه للواجب، فإنه يفعل ذلك بمتعة مصاحبة، كأن يغني وهو يكتب، أو يقفز على رجل واحدة و هو ذاهب لجلب شيء ما.. وعلى أساس هذا الاعتبار تأسست مدارس تعليمية، تعتمد اللعب وسيلة أساسية لتعليم الصغار.(115/36)
ويعتقد بعض الآباء أن ربط الواجب بالمحفزات، وخاصة المادية منها، سوف يوقعهم في تدليل أبنائهم.
وهو ما نعتبره خلطاً في المفاهيم قد يقع فيه الكثير، وبكلمات سريعة موجزة نقول: إن الدلال هو منح المتعة بدون ربطها بالقيام بالواجب، وغالبا ما يكون تقديم تلك المتعة استجابة لابتزاز يمارسه الطفل على والديه، بل هي أحياناً منح المتعة مقابل اقتراف الخطأ، وذلك انحراف كبير في السلوك التربوي تجاه الأبناء.
وما نتحدث عنه نحن بهذا الصدد مخالف كما ترى لهذه الصورة.
إن تفهم هذا الأمر عند الطفل سيجعل تعاملنا معه أثناء إلزامه بفعل الواجب تعاملاً إيجابياً وخالياً من التوتر فالواجب عند الطفل يتحقق عبر اللذة أساساً وليس عبر الألم.
3-الزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً:
نعتمد نحن الكبار في تحديد الزمن على ما تعارفنا عليه من وسائل، تطورت عبر العصور إلى أن وصلت إلى الزمن الكرونولوجي، الذي يعتمد اليوم على الأجزاء المجزأة من الثواني، وهو في كل مراحله يُعتَبر زمناً اجتماعياً.
في حين أن مفهوم الزمن عند الطفل هو أيضاً من المفاهيم المجردة التي يلزمه وقت كاف لاستيعابها والانضباط إليها والعمل ضمنها.
والزمن الوحيد الذي يعمل الطفل وفقه هو الزمن الذي يحسه هو حسب متعته أو ألمه: فإذا كان مستغرقاً في اللعب، مثلاً، فإنه يعتقد في قرارة نفسه أن الكون كله سيتوقف احتراماً لتمتعه بعمله ذاك، فلا حق لأي كان حسب إحساسه أن يشوش عليه متعته تلك.
وليس المجال الآن مجال مناقشة كيفية تأهيل الطفل لإدراك الزمن الاجتماعي، ولذلك سنتكفي بالتأكيد على ضرورة استحضار هذا الأمر أثناء إلزام الطفل القيام بواجب ما في وقت ما، وذلك بمساعدته للخروج تدريجيا من زمنه النفسي إلى زمنك الاجتماعي.
فإذا كان مستغرقاً في اللعب مثلاً، وكان عليه أن ينتهي منه على الساعة الخامسة لينجز واجباً ما، فما عليك إلا أن تنبهه إلى ذلك قبل الموعد بعشر دقائق على الأقل، وإذا كان لديك الوقت الكافي أن تشاركه فيما يقوم به، حتى تدخل معه زمنه النفسي ثم تخرجه منه شيئاً فشيئاً. فالزمن عند الطفل زمن نفسي وليس زمناً اجتماعياً.
4-العناد عند الطفل نزوع نحو اختبار استقلاله وليس رغبة في المخالفة:
عندما نأمر الطفل أو ننهاه فيخالفنا، نتهمه مباشرة: ' يا لك من ولد عنيد'.
ولا نتوقف للبحث عن الأسباب 'الموضوعية' التي دعته إلى عدم الاستجابة لنا.
يظهر العناد عادة بعد مرور سنتين ونصف، وتسمى سن العناد، ويفيدنا علماء النفس أنه كلما أظهر الطفل عنادا قبل هذا السن كلما دل ذلك على سلامته النفسية.
نعم، فالعناد الطبيعي دليل السلامة النفسية.
ولفهم ذلك نسترجع ما يشبه قصة إدراك الطفل لما حوله: إذ أن الطفل منذ أن تقدر له الحياة في بطن أمه يكون مرتبطا بذلك الحبل السري الذي يغذيه بالهواء والغذاء، ويستمر شعوره بالارتباط بالحبل السري مع أمه حتى حينما يخرج إلى هذا العالم.(115/37)
وحينما يشرع في إدراك الأشياء التي تحيط به ينتابه إحساس أنه عضو من أعضاء أمه، تماماً مثل يديها أو رجليها، تحركه كيفما أرادت، غير أن هذا الشعور يتعرض لأحداث بسيطة تشوش هذا الاعتقاد عند الطفل، مما يحدو به إلى اختباره، وتكون الوسيلة الوحيدة للاختبار هي عدم الاستجابة، أو ما نسميه نحن الكبار: ' عناداً'.
ومن المفارقات التي يؤكدها العلماء أن الطفل حينما يصل إلى حقيقة أنه مستقل عضوياً وإرادياً عن أمه فإنه لا يفرح بذلك، بل على العكس يصاب بالألم.
وما يقع عادة أنه مع شعوره بألمه الذاتي فإنه يتعرض إلى ألم خارجي من قبلنا حينما نعاقبه على عناده والمهم هنا هو أن نستحضر أن الأمر له مبرر حيوي بالنسبة للطفل، وأن كرامتنا نحن الكبار غير مستهدفة من قبله، وذلك مفتاح أولي للحل.
-5الفضاء عند الطفل مجال للتفكيك وليس موضوعا للتركيب:
نرتب الفضاء نحن الكبار ليقوم بوظيفة ما: كأن نرتب القاعة لتكون صالحة لعرض مسرحية أو لإلقاء محاضرة، ونرتب الغرفة لاستقبال الضيوف.. فالفضاء عندنا مجال للتوظيف، ووسيلة توظيفه هي تركيبه.
أما الطفل فإننا إذا وضعناه في الفضاء الذي قمنا بترتيبه فإنه سيحيله إلى فوضى كاملة، لماذا ؟ لأنه يحدوه هاجس غير الهاجس الذي يحدونا: يحدوه شغف شديد أن يتعرف على هذا العالم حتى يكون مؤهلا في المستقبل لتوظيفه، ووسيلته الوحيدة للتعرف عليه هي تفكيكه.
وغالباً ما ينشأ التوتر بيننا وبين أبنائنا نتيجة عدم استحضارنا لهذه الجزئية الكبيرة: فلا نعترف للطفل بحقه في التعرف على هذا العالم، ونرتب الغرفة مثلاً وقد جعلنا المزهرية الرائعة في متناول يديه، مفترضين فيه أن يراها و لا يمد يده عليها، وإذا حصل ما هو منتظر، وهو أن يمد يده عليها، عاقبناه طبعاً.
إن حق الطفل في التعرف على هذا العالم يظهر في كل حركاته وسكناته، وعليه فنحن مطالبون بأن نشبع حاجته هذه عن طريق إتاحة الفرص الكافية له كي يتعرف عليه، دون أن يلحق الأذى بنفسه ولا الإضرار بنا.
عرفت أمًا استطاعت بخبرتها أن تجد حلا لمشاغبات ابنتها، التي ظهر عليها اهتمام خاص بالتوابل التي يحتوي عليها المطبخ، فخصصت لها وقتا وضعت فيه بين يديها كل تلك المواد، وأخذت تعرفها إياها مادة مادة، فعرفتها أسمائها وسمحت لها أن تشمها وتتذوقها وتلمسها وهكذا فقد أشبعت لها أمها رغبتها في المعرفة وحمتها من تعريض نفسها للخطر.
وهناك وسيلة هامة جدا لإشباع رغبة المعرفة لدى الطفل، وهي تمكينه من الألعاب التي يحتاجها، ذلك باستيحائها من مشاغباته، فمشاغباته تعكس اهتماماته.
ولا ننس ونحن نقتني له ألعابه، أن نختارها من النوع القابل للتفكيك، فإذا لم تكن كذلك فسوف يفككها بطريقته الخاصة: سوف يكسرها طبعاً.
6-كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحيانا بصورة خاطئة:(115/38)
من أهم المبادئ التي يدلنا عليها علم البرمجة العصبية اللغوية أن 'وراء كل سلوك، مهما كان سلبياً، دافع إيجابي'. وإني لأجد هذا المبدأ هو أصدق ما يكون على الطفل، باعتباره 'كياناً إنسانياً سليماً وليس حالة تربوية منحرفة'.
فدوافعه لا تخرج عن الرغبة في تحقيق الحاجات الحيوية بالنسبة إليه: ومنها تحقيق الذات والرغبة في الشعور بالاهتمام والمحبة والأمن والرغبة في الانتماء وغيرها.. لكنه ولأجل تحقيق تلك الرغبات المشروعة، فقد يقوم بأفعال 'مزعجة' لنا نحن الكبار:
فقد يبالغ في البكاء كي يعبر عن رغبته في الأكل.
وقد يمزق الصحيفة التي بين يديك كي يثير اهتمامك.
وقد يستحوذ على ألعاب غيره كي يعبر لك عن رغبته في أن تخصص له ألعابا خاصة به.
وقد يرفض الذهاب للمدرسة كي يعبر لك عن رغبته في تحقيق الاحترام الذي يستحقه من قبل المعلمة.
وقد يأخذ السكين ويضع رأسه في فمه ليكتشف هذا الشيء الذي بين يديه.
وقد يقوم بأفظع الأعمال، ولكن يبقى السؤال: كيف يكون رد فعلك غالباً ؟
وعلى ماذا تركز اهتمامك حينها ؟
أغلبنا سوف لن يبالي إلا بالسلوك الخاطئ، ولن يكلف نفسه عناء الكشف عن الرغبة والدافع الذي هو أصل السلوك، ولذلك فرد الفعل المنسجم مع سطحية التركيز على السلوك لن يكون إلا العقاب.
وحينما سيفهم الطفل أنه معاقب على كل ما قام به وما أحس به، فسوف نكون مسهمين في إرباك التوازن النفسي لديه دون أن ندري.
إننا إذا ما استطعنا التمييز بين السلوك الخاطئ والرغبة المشروعة، فسوف نحقق مجموعة من الأمور دفعة واحدة، ومنها:
- أولاً: إننا سنصبح أكثر تحكماً في ردود أفعالنا تجاه السلوكيات الخاطئة لأطفالنا، فنعاقب الطفل إذا ما عاقبناه على السلوك الخاطئ لا على الرغبة.
-
ثانياً: إننا سنصبح أكثر تفهّماً لسلوك الطفل، وبالتالي فسنجد أنفسنا مفتوحين على خيارات أخرى غير العقاب المباشر، ولذلك فقد نكتفي بتنبيه الطفل، أو على الأقل تخفيض مستوى العقاب إلى أدنى ما ممكن.
-
ثالثا: سنكون بذلك التحكم في ردود أفعالنا وذلك التفهم لسلوك طفلنا مسهمين في الحفاظ على توازنه النفسي.
فكل رغبات الطفل مشروعة و تعبيره عن تلك الرغبات أحيانا خاطئة.
7- كل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية:
لا يضطرب سلوك الطفل أبدا لأنه قد انحرف، ولكن لأنه يعاني من جوع فيما يخص حاجة من حاجاته التربوية والنفسية.(115/39)
هذه القاعدة ينبغي أن تؤخذ باهتمام خاص، لأنك عن طريق استيعابها والاقتناع بها فستوفر عليك جهداً جهيداً لا طائل منه في تعاملك مع طفلك: ذلك أنه سيكون بإمكانك بدل أن تفكر في أنواع العقاب والزجر إذا ما لاحظت اضطراباً في سلوكه، أن تطرح على نفسك سؤالاً مباشراً: ما هي الحاجة التربوية التي فرطت في تغذيتها حتى اضطرب سلوك طفلي إلى هذا الحد ؟
حينها ستجد الجواب بين يديك واضحا، بل دعني أقول إنك إن قمت بمعالجة سلوكه بتغذية حاجته فسيكون لفعلك ذاك أثر سريع وفعال ترى نتائجه ولو بعد حين.
فقد يقوم ابنك بتكسير ألعابه وأشيائه مثلا ويضرب أقرانه، وقد تعاقبه دون جدوى، بل قد يزداد عدوانية.
ولكنك لو أدركت أنه يعاني بكل بساطة من ضيق مجال تحركه ولعبه أو من شعور بإهماله حينما اهتممت بالضيوف ولم تحدثه أو تأخذه بين يديك كما تفعل دائماً، لو أدركت ذلك لعملت على تغذية حاجة تحقيق ذاته:بأن توسع له مجال حركته أو ترفع من معنوياته بمزيد من الاهتمام، حينها ستختفي بسهولة ويسر كل مظاهر العدوانية لديه.
وقد يعاني من شدة الخوف مثلاً، فيصبح مزعجاً جداً، لا يخطو خطوة إلا إن كنت مرافقه وتمسك بيده.. ومن أغرب ما عرفت أن آباء يشبعون أبناءهم ضرباً لمجرد أنهم يخافون من الظلام، ولا تكون النتيجة في الأخير إلا أن تتعمق لدى الطفل المسكين مشاعر فقدان الأمن.. في حين أنك لو علمت أنه يعاني من شعور عميق بفقدان الأمن إما نتيجة مسلسلات العنف التي يدمن على مشاهدتها ضمن حصة الرسوم المتحركة، أو لشحك في ضمه والاهتمام به ورعايته، أو لمبالغتك في مراقبته.
لو أدركت ذلك لعملت على تغذية حاجة الأمن لديه: بأن تنتقي معه ما يشاهده وتهتم بضمه والحنوّ عليه ولا تبالغ في مراقبته ومساعدته فكل اضطراب في تغذية حاجة الطفل يؤدي إلى اضطرا في سلوكه.
استخلاص:
إن استمرار التوتر بيننا وبين أطفالنا، سيشعرهم أننا قاصرين على الفهم السليم لكيانهم ولعالمهم ولدوافعم، الأمر الذي سيحدو بهم تدريجياً إلى نزع ثقتهم منّا، والانزواء في عالمهم الخاص، ليقدموا لنا مع بداية مرحلة 'مراهقتهم' الفاتورة الإجمالية لعلاقتنا بهم، مكتوب عليها:'أنا لا أثق بكم'.
فلنحذر ذلك الموقف وباستحضارك المفاتيح السبعة التي بين يديك الآن، ستكون قادراً - بإذن الله - أن تتفهم طفلك على وجه أصح، وبالتالي ستكون قادراً على اختيار رد الفعل الصحيح تجاه أفعاله، لتتجاوز قدراً كبيراً من أسباب التوتر الذي لا مبرر له بينك و بين طفلك، ولتدعم الثقة المتبادلة بينك و بينه
ـــــــــــــــــــ
... شجرة الصلاة للأطفال و لليافعين والشباب
بسم الله الرّحمن الرّحيم(115/40)
اللهم انفع بنا المسلمين من أول الأرض إلى أقصاها لا نبغي من ذلك لا جزاء و لا شكورا إلا رحمة منك ورضوانا
شجرة الصلاة للأطفال و لليافعين والشباب
تعريف بالشجرة : هي رسم لشجرة تحتوي على أربعة أغصان رئيسية تحدد الأسابيع الأربعة للشهر وتحتوي على (31) غصن فرعي يحدد عدد أيام الشهر, كلّ غصن فرعي من هذه الأغصان يحتوي على خمسة أوراق نباتية تحدد الصلوات الخمسة المفروضة باللاضافة إلى وجود ثمرة على كل غصن فرعي يحدد الصدقة اليومية.
الرجاء النقر على العنوان التالي لكي ترى الشجرة
http://photobucket.com/albums/v667/imagepost/
طريقة العمل : نبدأ الشجرة مع بداية اليوم الأول من الشهر من الغصن الفرعي الأول من الأسبوع الأول و يتم تلوين ورقة نباتية واحدة بعد كل صلاة فإذا صلّيت الصلاة في وقتها لوّنا الورقة بالأخضر أما إذا انقضى وقت الصلاة ودخل وقت الصلاة التالية تقضى الصلاة ثم تلوّن الورقة بالأصفر, أما بالنسبة للثمرة فإنها تلوّن بالأحمر عند القيام بصدقة في نفس اليوم و هذه الصدقة إما أن تكون (مادية أو معنوية ) و هي تختلف عن بر الوالدين .
الهدف من الشجرة : تشجيع الطفل على الصلاة بطريقة ممتعة وحثه على الصبر عليها للحصول في النهاية على شجرة تامة الاخضرار للوصول في نهاية الأمر للمكافأة الموعودة .
وتمكن هذه الشجرة اليافعين من مراقبة صلاتهم ليعرفوا في النهاية نسبة الصلوات الحاضرة منها بالنسبة للمقضية من خلال المنظر النهائي للشجرة فيراجعوا أنفسهم ليتداركوا التقصير ومن الممكن عمل مصنف للصلوات و جمع هذه الأشجار فيه و الهدف من ذلك مراقبة حالة الصلاة في كل شهر بالنسبة للشهر الذي قبله وبالنسبة للأشهر السابقة و يمكن أن تحفظ كذكرى ,
و يكتب في أعلى كل صفحة الشهر والسنة و الاسم .
تحري الحكمة في استخدام الشجرة مع الأطفال :
• قبل كل شئ يكلّم الطفل عن الصلاة وأهميتها للمسلم وأن الصلاة يجب أن تكون خالصة لله وحده وليست لأي هدف آخر ويؤكد على هذا المعنى .
• تعلق شجرة لكل طفل في البيت على خزانته أو في أي مكان ظاهر مفضل لديه ، ولا يهمل أي طفل موجود في البيت حتى ولو كان صغيرا على الصلاة( يكفي أن يملك الوعي الكافي لذلك ) فان كان الطفل ذو السنتين واعيا لحد مقبول يعرف معها ما يقول وما يقال له فمن الضروري عندها إشراكه مع إخوته حتى لا ينعكس ذلك سلبا على شخصيته فان لم يكن له إخوة أكبر منه فليس من الضروري أن نبدأ معه استخدام هذه الشجرة من عمر صغير جدا ( ملاحظة: هنالك أطفال لديهم القدرة على ترتيل القرآن الكريم غيبا في عمر السنتين ومنهن ابنتي الكبرى والحمد لله وكم شاهدنا فتيات لم يتجاوز عمرهن السنتين ترددن الأغاني الهابطة والإعلانات من التلفاز و تبقى المسألة مسألة توجيه) .(115/41)
• تلون الأم الشجرة بنفسها لطفلها إذا أحست منه مللا , ويبرز هنا تشجيع الأب والذي له دو كبير دائما .
• يجب أن لا تكون كل أعمال الطفل مقرونة بالهدايا مهما كان عمره مع الانتباه لضرورة الترغيب في طاعة الله والتقرب منه أولا , والترهيب من الله تعالى و غضبه ضروري لكن في مراحل متقدمة من نمو الطفل الفكري والروحي ويحذر دائما من تخويف الأطفال الصغار من الله ومن أي أمور أخرى فنقول له مثلا ( الصلاة من شأنك وهي باختيارك أنت ستحاسب عليها وفي النهاية هي جنتك ).
• يدعى الطفل للصلاة بأسلوب محبب رقيق مثلا (هيا إلى الجنة هيا إلى الجنة الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله ) وذلك في البداية فقط حتى لا يتعلمها على أنها إقامة الصلاة .
• يجب أن تكون صلاة الطفل بداية في جماعة مع والديه أو مع أحدهما ويفضل رفع الصوت نسبيا أثناء الصلاة بشرط أن لا يصل صوت المرأة إلى مسمع غير محارمها ( وهي فتوى سمعتها على قناة اقرأ فان كان هنالك خطأ فيها فأرجوا إعلامي جزاكم الله خيرا ).
• يجب الانتباه إلى أن الأطفال ( حتى عمر معين يختلف من طفل لآخر ) لا يستطيعون التمييز بين دخول الوقت وبين الخروج منه لعدم قدرتهم على قراءة التوقيت على الساعة وعلى حفظ أوقات الصلاة فعندها إما أن يدرب على الصلاة بعد سماع الأذان مباشرة أو أن يذكر بكل صلاة ولا يحاسب على صلاة لم يذكر بها فان ذكر بها و تجاهلها لتكاسل أو لطيش أو بسبب متابعته للتلفاز أو بسبب اللعب ففاتته حوسب عليها بورقة صفراء .
• عدم القسوة على الطفل حتى لا يصاب بالعند و النفور ويجوز أحيانا مسامحته على صلاة تفوته عن قصد إذا كانت رؤية شجرته من( جده أو أبوه أومن أي شخص يشجعه ) وعليها ورقة صفراء أمر يحبطه على أن توضع شروط صارمة على تكرار مثل ذلك التقصير وقد تلون بالأصفر مبدأ يا أو تترك بدون تلوين مع وعد الطفل بجعلها خضراء عند انتهاء الشهر في حال كانت نتائج باقي صلواته مرضية.
• يلاحظ أن مللا يبدأ بعد الانتهاء من الأسبوع الأول أو الثالث على أبعد تقدير وذلك بالنسبة للأم و الطفل فعندها يجب تشجيع الطفل عند الإحساس ببدء ظهور علامات الملل بجعل المكافأة عند الانتهاء من كل أسبوع على حدى أو عند منتصف كل شهر أما بالنسبة لتشجيع الأم فيكون ( بتذكر الموت الذي ينقطع به عمل ابن آدم إلا من ثلاث ... احدها انقطاع العمل إلا من ولد صالح يدعو له ).
• من الممكن جعل المكافأة لأول شجرة كاملة يقدمها الطفل على شكل حفلات ميلاد الأطفال (التي يقوم بها الكثيرون عن جهالة ) فنجعل فيها الحلوى المزينة بالشموع والزينة والبالونات وتقدم فيها الهدايا من الأهل والأصدقاء نرفع بها معنويات الطفل ونشجع بها بقية الأطفال على تقليده ويمكن أن نلتقط صورة للطفل وهو يمسك بشجرته كشهادة له على مثابرته والتزامه .(115/42)
• في حال كان الطفل الكبير كثير الحركة في الصلاة ينبه إلى ذلك أول مرة أو أكثر بحسب نشاط الطفل الحركي فإذا تكرر ذلك كثيرا مع ملاحظة عدم وجود بوادر تحسن يطلب منه إعادة الصلاة مع الإجادة فيها أو تلون الورقة بالأصفر إذا امتنع.
• أما الطفل الصغير فيكفي وقوفه قليلا بجانب أمه والتسليم معها لاحقا لتكون ورقته خضراء مع قبلة له آخر الصلاة و التمني عليه أن تكون صلاته أفضل في المرة القادمة لكن دون تعنيف .
صدقة اليوم : لقد كان لها تأثيرا كبيرا على أطفالي فإذا انقضى اليوم وجاء وقت النوم ولم يقمنّ بالصدقة المرضية لي يبدأ البحث عما يجعل ثمرتهم حمراء ولو كلفهنّ ذلك التبرع باللعبة المفضلة لديهنّ ، وتلون الثمار بحسب عمر الطفل بالنسبة للأطفال الصغار جدا يكفي أن يساعد أمه في البيت ( أو حتى إعطاء أبيه كلساته ).إما بالنسبة للأطفال الكبار فمساعدة الأم في أعمال المنزل تعد واجبا وتكتب لهم برا ( وسأتكلم لاحقا عن تطبيقات الشجرة في موضوع البر ) لذلك يمكن أن يوضع في البيت حصالة مخصصة للصدقات إذا أحب الطفل أن يتصدق بجزء من مصروفه وفي نهاية الشهر أو بعد عدة أشهر تعطى للفقراء أو من الممكن أن يساعد أخوته على تعلم الصلاة أو حفظ القرآن الكريم و( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ..
صلاة الفجر: يجب أن يعرف الطفل بجدية أن صلاة الفجر واجبة و ضرورية و أنها لا تقبل بعد شروق الشمس ولكن حسب رأيي يكفي أن يصلي الطفل الصغير صلاة الفجر عند استيقاظه صباحا قبل ذهابه إلى المدرسة ( أرجوا الحوار حول هذه النقطة ) .
الوضوء: حسب عمر الطفل و حالة الطقس وان شاء الله سنتوسع في هذا الموضوع لاحقا .
في بر الوالدين : نستطيع أن نلوّن الغصن الفرعي الذي يحدد اليوم باللون البني إذا كان الطفل بارا في هذا اليوم أو أسود إن لم يكن كذلك.
في صلة الرحم : نستطيع أن نلوّن الغصن الرئيسي الذي يحدد الأسبوع باللون البني إذا قام الطفل مع أهله أو عبر الهاتف بصلة رحم في ذلك الأسبوع و أسود إن لم يفعل .
في صلاة السنّة: هناك سنن مع كل صلاة مفروضة لا يجب إهمالها عند اليافعين و الشباب عند ذلك نلوّن الورقة التي صلى فيها اليافع الفرض و السنة كما وردت مظللة بالأخضر (أي نصف الورقة أغمق من النصف الآخر)
من خلال تجربتي مع الأطفال دون العاشرة رأيت أن عندهم الصلاة و الصدقة وكل الأمور الدينية مندمجة مع البر بشكل وثيق لأنها طاعة للوالدين رغم التوجيه الدائم لهم أنها طاعة لله تعالى و تنفصل العبادة عن البر بعد فترة من الزمن و بتقدم العمر لنجد عندها أناسا بارين غير عابدين و آخرين عابدين غير بارين نعوذ بالله من النوعين لذلك أقترح أن يتم استخدام الثمرة بحسب رؤية الأهل لحاجة الطفل في كل مرحلة عمرية وخاصة أن الأطفال في السنين العشرة الأولى يخطئون كثيرا و يعتذرون كثيرا و لا يعون البر بمعناه العميق.
ـــــــــــــــــــ(115/43)
... زوجي أنتبه الي عقوبة الذنب
زوجي العزيز :
لا يخفى عليك أنه لا يخلو بيت من وجود ما يعكر صفوه من حدوث بعض الاختلافات حول وجهات النظرأو حدوث بعض المشاكل, وهاهو بيت الرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم من ذلك...ولكن يا زوجي الغالي :
هل سألت نفسك عن سبب وجود المشاكل؟؟؟
قد أكون أنا السبب وهذا صحيح فقد أقع في الخطأ كما يقع غيري .
ولكني أُحب أن أطرح عليك بعض الكلمات حول هذا الموضوع :
إن الذنوب لها صلة بالمشاكل الأُسرية ، وهذا ليس تهرباً من أن أكون أنا سبب في بعضها.
زوجي العزيز:
قد تكون تلك النظرة لتلك المرأة التي نظرت لها في ذلك الفلم أو ذلك السوق قد تكون هي سبب ما حدث 00
لا تتعجب فربُنا سبحانه يقول{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } ويقول تعالى { قل هو من عند أنفسكم }وهذا أحد السلف يقول: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلق دابتي وامرأتي ومعنى ذلك أنه يرى أثر عقوبة الذنب.
زوجي :
أتذكر لماَ أضعت صلاة الفجر في ذلك اليوم وما إن جئت بعد صلاةالظهر إلا وجاءت معك الخلافات ورفع الأصوات .
وقفت وقلت في نفسي لعل هذا الخلاف " عقوبة لتركك لصلاة الفجر".
وقد رأيت أنك كلما حافظت على طاعة الله وحافظتُ أنا كذلك على طاعة الله كلما رأينا السعادة والطمأنينة.
نعم إن البيت السعيد هو من كان أهلة يتقربون إلى الله تعالى أريد منك أن تحاسب نفسك بعد كل قضية خلاف تحدث بيننا
" ما هو الذنب الذي أحدثتُه لكي أتوب منه "؟؟؟
ـــــــــــــــــــ
... يا زوجتي _ من هو المفلس
يا زوجتي ، انتبهي من ذلك اللسان فهو خطير وجُرُمه عظيم ، وهو بوابة لكثير من السيئات ، وكم كان سبب في مصائب وكوارث
لا يعلمها إلا الله تعالى .
حفظ اللسان مطلب عظيم ، ومصلحة كبيرة وقد جاءت النصوص الكثيرة في التأكيد على حفظ اللسان والحذر من إطلاقه بلا رقابة .
زوجتي قد تكسبين حسنات في هذه الحياة ولكنك قد تخسرينها كلها يوم القيامة بسبب ذنوب اللسان .
هل سمعت بهذا الحديث " أتدرون من المفلس " ؟ قال الصحابة : المفلس من لا درهم له ولا متاع .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات وزكاة وصيام وحج ، ويأتي وقد شتم هذا وسفك دم هذا وضرب هذا(115/44)
، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه وإلا أُخذ من سيئاتهم وطُرحت عليه فألُقي في النار .رواة مسلم
زوجتي الغالية : إن هذا الحديث يبين ضرورة حفظ اللسان وأنه قد يخسر المؤمن حسناته بسبب هذا اللسان فأوصيكِ بالانتباه من شأن اللسان ، حتى لا تخسرين حسناتكِ .
ـــــــــــــــــــ
... زوجتي عليك بالتحصين من الشيطان
إن المحافظة على الأذكار في الصباح والمساء يعتبر من أعظم الوسائل التي تحميك من تسلط الشيطان وخواطره .
إن ذكر الله هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم .
فأوصيك يا زوجتي بكثرة ذكر الله .
إن "فلانة" أصيبت بالعين في شعرها ، وفلانة أصيبت بالعين بسبب جمالها ، إنها قصص تتكرر دائماً عند النساء .
إنك يا زوجتي لو حافظت على الأذكار لجعل الله لك وقاية من أعين الناس وحسدهم .
إن الغفلة عن الذكر من أعظم أسباب استيلاء الشيطان على الإنسان .
زوجتي .. تأملي هذه الأحاديث :
" من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئ في الأرض ولا في السماء لم يضره شيء ".
" من نزل منزلاً فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ".
وإذا خرج العبد من بيته فقال " بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " قال الشيطان لمن معه كيف لكم بمن وقي وكُفي وهُدي " ... إذن الشياطين يبتعدون عن صاحب الذكر .
ـــــــــــــــــــ
... 99 صفة يحبها الرجل في زوجته
هذه صفات يريدها الرجل بل ويرغبها ويطمح أن تكون في زوجته تعمل بها وتتصف بها :
1- طاعة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، وطاعة رسوله صلى الله علية وسلم، وأن تكون صالحة.
2- أن تحفظه في نفسها وماله في حالة غيابه.
3- أن تسره إذا نظر إليها، وذلك بجمالها الجسماني والروحي والعقلي، فكلما كانت المرأة أنيقة جميلة في مظهرها كلما ازدادت جاذبيتها لزوجها وزاد تعلقه بها.
4- أن لا تخرج من البيت إلا بإذنه.
5- الرجل يحب زوجته مبتسمة دائماً.
6- أن تكون المرأة شاكرة لزوجها، فهي تشكر الله على نعمة الزواج الذي أعانها على إحصان نفسها ورزقت بسببه الولد، وصارت أمّاً.(115/45)
7- أن تختار الوقت المناسب والطريقة المناسبة عند طلبها أمر تريده وتخشى أن يرفضه الزوج بأسلوب حسن وأن تختار الكلمات المناسبة التي لها وقع في النفس.
8- أن تكون ذات خلق حسن.
9- أن لا تخرج من المنزل متبرجة.
10- أن لا ترفع صوتها على زوجها إذا جادلته.
11-أن تكون صابرة على فقر زوجها إن كان فقيراً، شاكرة لغناء زوجها إن كان غنياً.
12- أن تحث الزوج على صلة والديه وأصدقائه وأرحامه.
13- أن تحب الخير وتسعى جاهدة الى نشره.
14- أن تتحلى بالصدق وأن تبتعد عن الكذب.
15- أن تربّي أبنائها على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تربيهم كذلك على احترام والدهم وطاعته وأن لا تساعدهم على أمر يكرهه الزوج وعلى الاستمرار في الأخطاء.
16- أن تبتعد عن الغضب والانفعال.
17- أن لا تسخر من الآخرين وأن لا تستهزئ بهم.
18- أن تكون متواضعة بعيدة عن الكبر والفخر والخيلاء.
19- أن تغض بصرها إذا خرجت من المنزل.
20- أن تكون زاهدة في الدنيا مقبلة على الآخرة ترجوا لقاء الله.
21- أن تكون متوكلة على الله في السر والعلن، غير ساخطة ولا يائسة.
22- أن تحافظ على ما فرضه الله عليها من العبادات.
23- أن تعترف بأن زوجها هو سيدها، قال الله تعالى { وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ }.
24- أن تعلم بأن حق الزوج عليها عظيم، أعظم من حقّها على زوجها.
25- أن لا تتردد في الاعتراف بالخطاء، بل تسرع بالاعتراف وتوضح الأسباب دعت إلى ذلك.
26- أن تكون ذاكرة لله، يلهج لسانها دائماً بذكر الله.
27- أن لا تمانع أن يجامعها زوجها بالطريقة التي يرغب والكيفية التي يريد ما عدا في الدبر وفي وقت الحيض.
28- أن تكون مطالبها في حدود طاقة زوجها فلا تثقل عليه وأن ترضى بالقليل.
29- أن لا تكون مغرورة بشبابها وجمالها وعلمها وعملها فكل ذلك زائل.
30- أن تكون من المتطهرات نظيفة في بدنها وملابسها ومظهرها وأناقتها.
31- أن تطيعه إذا أمرها بأمر ليس فيه معصية لله ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم.
32- إذا أعطته شيء لا تمنّه عليه.
33- أن لا تصوم صوم التطوع إلا بإذنه.
34- أن لا تسمح لأحد بالدخول بمنزله في حالة غيابه إلا بإذنه إذا كان من غير محارمها ، لان ذلك موطن شبه.
35- أن لا تصف غيرها لزوجها ،لان ذلك خطر عظيم على كيان الأسرة.
36- أن تتصف بالحياء.(115/46)
37- أن لا تمانع إذا دعاها لفراشه.
38- أن لا تسأل زوجها الطلاق، فإن ذلك محرم عليها.
39- أن تقدم مطالب زوجها وأوامره على غيره حتى على والديّها.
40- أن لا تضع ثيابها في غير بيت زوجها.
41- أن تبتعد عن التشبه بالرجال.
42- أن تذكر زوجها بدعاء الجماع إذا نسي.
43- أن لا تنشر أسرار الزوجية في الاستمتاع الجنسي، ولا تصف ذلك لبنات جنسها.
44- أن لا تؤذي زوجها.
45- يرغب الرجل في زوجته أن تلاعبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه « هلا جارية تلاعبها وتلاعبك ».
46- إذا فرغا من الجماع يغتسّلا معاً ،لأن ذلك يزيد من أواصر الحب بينهما. قالت عائشة رضي الله عنها: " كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، تختلف أيدينا فيه ، من الجنابة".
47- أن لا تنفق من ماله إلا بإذنه.
48- إذا كرهت خلقاً في زوجها فعليها بالصبر، فقد تجد فيه خلق آخر أحسن وأجمل، قد لا تجده عند غيره إذا طلقها.
49- أن تحفظ عورتها إلا من زوجها.
50- أن تعرف ما يريد ويشتهيه زوجها من الطعام، وما هي أكلته المفضلة.
51- أن تكون ذات دين قائمة بأمر الله حافظة لحقوق زوجها وفراشه وأولاده وماله، معينة له على طاعة الله، إن نسي ذكرته وإن تثاقل نشطته وإن غضب أرضته.
52- أن تشعر الرجل بأنه مهم لديها وإنها في حاجة إلية وإن مكانته عندها توازي الماء والطعام، فمتى شعر الرجل بأن زوجته محتاجة إليه زاد قرباً منها، ومتى شعر بأنها تتجاهله وإنها في غنى عنه، سواء الغنى المالي أو الفكري، فإن نفسه تملها.
53- أن تبتعد عن تذكير الزوج بأخطائه وهفواته، بل تسعى دائماً إلى استرجاع الذكريات الجميلة التي مرت بهما والتي لها وقع حسن في نفسيهما.
54- أن تظهر حبها ومدى احترامها وتقديرها لأهل زوجها، وتشعره بذلك، وتدعوا لهم أمامه وفي غيابه، وتشعر زوجها كم هي سعيدة بمعرفتها لأهله ، لأن جفائها لأهله يولد بينها وبين زوجها العديد من المشاكل التي تهدد الحياة الزوجية.
55- أن تسعى إلى تلمس ما يحبه زوجها من ملبس ومأكل وسلوك، وأن تحاول ممارسة ذلك لأن فيه زيادة لحب الزوج لزوجته وتعلقه بها.
56- أن تودعه إذا خرج خارج المنزل بالعبارات المحببة إلى نفسه، وتوصله إلى باب الدار وهذا يبين مدى اهتمامها بزوجها، ومدى تعلقه به.
57- إذا عاد من خارج المنزل تستقبله بالترحاب والبشاشة والطاعة وأن تحاول تخفيف متاعب العمل عنه.
58- أن تظهر حبها لزوجها سواء في سلوكها أو قولها وبأي طريقة مناسبة تراها.
59- أن تؤثر زوجها على أقرب الناس إليها، حتى لو كان ذلك والدها.(115/47)
60- إذا أراد الكلام تسكت، وتعطيه الفرصة للكلام، وأن تصغي إليه، وهذا يشعر الرجل بأن زوجته مهتمة به.
61- أن تبتعد عن تكرار الخطأ، لأنها إذا كررت الخطأ سوف يقل احترامها عند زوجها.
62- أن لا تمدح رجلاً أجنبياً أمام زوجها إلا لصفة دينية في ذلك الرجل، لأن ذلك يثير غيرة الرجل ويولد العديد من المشاكل الأسرية، وقد يصرف نظر الزوج عن زوجته.
63- أن تحتفظ بسره ولا تفشي به وهذا من باب الأمانة.
64- أن لا تنشغل بشيء في حالة وجود زوجها معها، كأن تقرأ مجلة أو تستمع الى المذياع، بل تشعر الزوج بأنها معه قلباً وقالباً وروحاً.
65- أن تكون قليلة الكلام، وأن لا تكون ثرثارة، وقديماً قالوا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
66- أن تستغل وقتها بما ينفعها في الدنيا والآخرة، بحيث تقضي على وقت الفراغ بما هو نافع ومندوب، وان تبتعد عن استغلال وقتها بالقيل والقال والثرثرة والنميمة والغيبة.
67- أن لا تتباها بما ليس عندها.
68- أن تكون ملازمة لقراءة القرآن الكريم والكتب العلمية النافعة، كأن يكون لها وردٌ يوميٌ.
69- أن تجتنب الزينة والطيب إذا خرجت خارج المنزل.
70- أن تكون داعية إلى الله سبحانه وتعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم تدعوا زوجها أولاً ثم أسرتها ثم مجتمعها المحيط بها، من جاراتها وصديقاتها وأقاربها.
71- أن تحترم الزوجة رأي زوجها، وهذا من باب اللياقة والاحترام.
72- أن تهتم بهندام زوجها ومظهره الخارجي إذا خرج من المنزل لمقابلة أصدقائه، لأنهم ينظرون إلى ملابسه، فإذا رأوها نظيفة ردوا ذلك لزوجته واعتبروها مصدر نظافته ولا عكس.
73- أن تعطي زوجها جميع حقوق القوامة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليها بنفس راضية وهمة واضحة بدون كسل أو مماطلة وبالمعروف.
74- أن تبتعد عن البدع والسحر والسحرة والمشعوذين لأن ذلك يخرج من الملة وهو طريق للضياع والهلاك في الدنيا والآخرة.
75- أن تقدم كل شي في البيت بيدها وتحت رعايتها، كالطعام مثلاً، وأن لا تجعل الخادمة تطبخ وكذلك التي تقدم الطعام، لأن اتكال المرأة على الخادمة يدمر الحياة الزوجية ويقضي عليها ويشتت الأسرة.
76- أن تجتنب الموضة التي تخرج المرأة عن حشمتها وآدابها الإسلامية الحميدة.
77- أن ترضي زوجها إذا غضب عليها بأسرع وقت ممكن حتى لا تتسع المشاكل ويتعود عليها الطرفين وتألفها الأسرة.
78- أن تجيد التعامل مع زوجها أولاً ومع الناس الآخرين ثانياً.(115/48)
79- أن تكون الزوجة قدوة حسنة عند زميلاتها وصديقاتها، يضرب بها المثل في هندامها وكلامها ورزانتها وأدبها وأخلاقها.
80- أن تلتزم بالحجاب الإسلامي الشرعي، وتتجنب لبس البرقع والنقاب وغير ذلك مما انتشر في الوقت الحاضر.
81- أن تكون بسيطة،غير متكلفة، في لبسها ومظهرها وزينتها.
82- أن لاتسمح للآخرين بالتدخل في حياتها الزوجية، وإذا حدثت مشاكل في حياتها الزوجية، تسعى إلى حلها بدون تدخل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء.
83- إذا سافر زوجها لأي سبب من الأسباب، تدعوا له بالخير والسلامة، وأن تحفظه في غيابه، وإذا قام بالاتصال معها عبر الهاتف لاتنكد عليه بما يقلق باله، كأن تقول له خبراًسيئاً، إنما المطلوب منها أن تسرع إلى طمأنته ومداعبته وبث السرور على مسامعه، وأن تختار الكلمات الجميلة التي تحثه على سرعة اللقاء.
84- أن تستشير زوجها في أمورها الخاصة والعامة، وأن تزرع الثقة في زوجها وذلك باستشارتها له في أمورها التجارية (إذا كانت صاحبة مال خاص بها )، لأن ذلك يزيد من ثقة واحترام زوجها لها.
85- أن تراعي شعور زوجها، وأن تبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق سيئ.
86- أن تحبب لزوجها وتظهر صدق مودّتها له، والحياة الزوجية التي بدون كلمات طيبة جميلة وعبارات دافئة، تعتبر حياة قد فارقتها السعادة الزوجية.
87- أن تشارك زوجها في التفكير في صلاح الحياة الزوجية وبذل الحلول لعمران البيت.
88- أن لا تتزين بزينة فاتنة تظهر بها محاسن جسمها لغير زوجها من الرجال، حتى لوالدها وإخوانها.
89- إذا قدم لها هدية تشكره، وتظهر حبها وفرحها لهذه الهدية، حتى وأن كانت ليست بالهدية الثمينة أو المناسبة لميولها ورغبتها، لأن ذلك الفرح يثبت محبتها لدى الزوج، وإذا ردت الهدية أو تذمرت منها فإن ذلك يسرع بالفرقة والحقد والبغض بين الزوجين.
90- أن تكون ذات جمال حسي وهو كمال الخلقة، وذات جمال معنوي وهو كمال الدين والخلق، فكلما كانت المرأة أدين وأكمل خلقاً كلما أحب إلى النفس وأسلم عاقبة.
91- أن تجتهد في معرفة نفسية زوجها ومزاجيته، متى يفرح، ومتى يحزن ومتى يغضب ومتى يضحك ومتى يبكي، لأن ذلك يجنبها الكثير والكثير من المشاكل الزوجية.
92- أن تقدم النصح والإرشاد لزوجها، وأن يأخذ الزوج برأيها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتنا فقد كان يأخذ برأي زوجاته في مواقف عديدة.
93- أن تتودد لزوجها وتحترمه، ولا تتأخر عن شيء يجب أن تتقدم فيه، ولا تتقدم في شيء يحب أن تتأخر فيه.(115/49)
94- أن تعرف عيوبها، وأن تحاول إصلاحها، وأن تقبل من الزوج إيضاح عيوبها، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "رحم الله إمراً أهدا إلي عيوبي"، وفي ذلك صلاح للأسرة.
95- أن تبادل زوجها الاحترام والتقدير بكل معانيه.
96- أن تكون شخصيتها متميزة، بعيدة عن تقليد الآخرين، سواء في لبسها أو قولها أو سلوكها بوجه عام.
97- أن تكون واقعية في كل أمورها.
98- أن تخرج مع زوجها للنزهة في حدود الضابط الشرعية، وأن تحاول إدخال الفرح والسرور على أسرتها.
99- الكلمة الحلوة هي مفتاح القلب، والزوج يزيد حباً لزوجته كلما قالت له كلمة حلوة ذات معنى ومغزى عاطفي، خاصة عندما يعلم الزوج بأن هذه الكلمة الجميلة منبعثة بصدق من قلب محب.
ـــــــــــــــــــ
... وصفه علاجية للمشاكل الزوجية
تنقسم الى ثلاث أقسام للزوج و للزوجة وهما الاثنان ، وتكون تلك النصائح بمثابة وثيقة تعتمد طوال حياتهما الزوجية .
النصائح الخاصة بالزوج فقط :
اولاً -وضح لزوجتك من البداية ما تحب وتكره في كل الأمور ..
ثانيا - تذكر دائماُ محاسن زوجتك ولا تنبش في عيوبها لقول الله(( ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ))البقرة اية221 . وقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم :(( لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضى منها آخر ، او قال غيره )) مسلم .
ثالثا- لا تقول لها انت السبب في كل شيء اذ ما اتت الأمور خلاف ما تهوى ؛ فتكره العيش معك .
رابعا - انتقي الكلام ولا تقول ما تندم عليه وخاصة امام اهلك او اهلها فهم اول المترقبين لمشاكلكما.
خامسا -لا تحاسب زوجتك وكأن عقلها مثل عقلك وتذكر دائما بأنها ناقصة عقل لان عاطفتها تأثر على اتخاذ قراراتها وتدبير امورها وراعي تفاوت البيان في ذلك واعطي الفرصة الكاملة لزوجتك .
سادسا -عدم التجاوز في العقاب وان يكون بقدر ما يستحق ، وتذكر قدرة الله عليك ، لقوله تعالى(( وعاشروهن بالمعروف )) اية 19 النساء . واعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضرب شيئاً ؛ إلا ان يجاهد في سبيل الله ، ولا ضرب خادماً ولا امراة .اخرجه مسلم في صحيحه .
سابعا –عدم التأخير في العودة الى المنزل او المبيت خارجه من غير حاجة او عمل او السفر الطويل الذي قد يسبب الضرر .
ثامنا –لا تبخل عليها بهدية ولو كانت وردة ، فأن تأثير ذلك عجيب في مسح ونسيان كل الزعل ، و ان اردت رؤية السحر في ذلك ؛ فعليك بكلام الحب والتغزل(115/50)
بجمالها ومدح اعمالها ومداعبتها مقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا: ان تشرب من نفس الكوب الذي تشرب منه و ان تلقمها بيدك وتلاعبها لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (( ألا أخذتها بكراً تلاعبها وتلاعبك ))
تاسعا- اجتنب التوسع في وقت المشكلة ولا تتجاوز الشيء الذي سبب المشكلة بأن تتنقل الى المشاكل القديمة وتحيها .
عاشرا- تحديد الاشخاص المسموح لهم دخول المنزل ، وزيارتهم ، ومكالمتهم ، وعلى الزوج ابلاغ اقاربه الذين لا يرغب دخولهم منزله حتى لا يتسبب بمشاكل للزوجة .
الحادي عشر-عدم تجريحها بسبها او سب أهلها فتكون اغضبتها واغضبت الله عليك .
الثاني عشر–عدم التلفظ بالطلاق نهائيا فذلك يجعلها لا تأمن العيش معك .
النصائح الخاصة بالزوجة فقط :
اولاً - تطبعي بطبع زوجك واطيعيه في كل شيء ولا تخالفيه الا في معصية الله ورسوله ، و أفعلي ما يريد ولو كان مالا تحبين ، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :(( حق الزوج على زوجته ؛ لو كانت به قرحه ، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ، ثم بلعته ؛ ما أدت حقه )) ابن حبان و الحاكم وغيرهم . وقوله ايضاً(( لو كنت آمر احداً ان يسجد لغير الله لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها )) ابن حبان و ابن ماجه وغيرهم . وتذكري قول السيدة الحكيمة التى تنصح ابنتها العروس قائلها : (( يا بنية ، إنك خرجت من العش الذي فيه درجت ، فصرت الى فراش لا تعرفينه ، وقرين لا تألفينه ، فكوني له أرضاً يكن لك سماءً ، وكوني له مهادً يكن لك عمادً ، وكوني له امة يكن لك عبداً ، لا تلحفي به فيقلاك ( يبغضك ) ، ولا تباعدي عنه فينساك ، إن دنا منك فاقربي منه ، و إن نأى ( ابتعد ) فابعدي عنه ، واحفظي أنفه وسمعه وعينه ، فلا يشمن منك إلا ريحاً طيباً ، ولا يسمع إلا حسناً ، ولا ينظر إلا جميلاً )) .
ثانياً - تحري رضا زوجك لقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم(( أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راض دخلت الجنة )) رواه الترمذي وخاصة قبل نومك لقوله (ص) :(( إذا دعا الرجل امرأته الى الفراش فلم تأته فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى الصبح )) متفق عليه .
ثالثاً -لا ترفعي صوتك في وجه زوجك فذلك اكره ما يكون لنفس الزوج ولا تكثري ولا تلحي على الطلبات التي فوق قدرته ، ولا يكن حبك للمال كما قال الشاعر فيها : اذا رأت اهل الكيس ممتلئا - تبسمت ودنت مني تمازحني وان رأته خاليه من دراهمه تجهمت وأنثنت عني تقابحني انما يجب ان تقف بجانبه في المواقف الصعبة والظروف الحرجة واعتبري من قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لزوجه عائشة حين قال لها :(( يا عائشة ، إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ، وإياك ومجالسة الأغنياء ، ولا تستخلعي ثوباً حتى ترقعيه )) الترمذي . فكوني بارك الله فيك صابرة راضية ، محتسبة عند ربك .(115/51)
رابعاً -اعتذري لزوجك وان كان هو المتسبب بالخطاء وتذكري قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم(( نسائكم من اهل الجنة : الودود ، الولود ، العؤود على زوجها ؛ التي اذا غضب جاءت تضع يدها في يد زوجها ، . قالت : هذه يدي في يدك . لا اذوق غمضاً حتى ترضى )) النسائي .
خامساُ –أبهجي قلبه حينما يعود من العمل بمظهركالجميل وابتسامتك العذبة ومنزلك المعطر المرتب وطعامه الجاهز واطفاله بالملبس النظيف ، و اجلي كل ما يضايقه من طلبات واخبار الى وقت غير هذا الوقت ، واعلمي ان هذا الوقت هو مفتاح سعادة يومك .
سادساً - اعلمي ان زوجك في حقيقته – طفل كبير– اقل كلمة حلوه تسعده ؛ فعامليه على هذا الأساس بأن تختاري له اسما مثل : ( حبيبي ) ( روحي ) .. وان تمدحيه وتشكريه و تبيني له حسناته ومواقفه الرجولية وانك سعيده بان الله جعله زوجا لك وان تهيئى له الجو العاطفي والرومانسي ولا تحاولي صده اذا ما طلبك ووفري له كل ما يحتاج وعليك وقت خروجه ان تلبيسه و تعطيره وتبخيره لقول عائشة رضي الله عنها( كنت اطيب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم– لإ هلاله– بأطيب ما أجد ) البخاري ومسلم. و بيني لزوجك بأنك تشتاقين له في خلال اللحظات التي يغيب فيها عن البيت لينجذب لك وتقوى علاقتكما .
سابعاً - تجنبي مجالسة اصدقاء السوء لكي لا تتأثري بهم وتهدمي منزلك لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (( ومثل جليس السوء كمثل صاحب الكير ))ابي داود ، وفي رواية البخاري :(( وكير الحداد يحرق بيتك او ثوبك او تجد منه ريحاً خبيثة )) .
ثامناً -لا تفشي سراً لزوجك ولا تسربي خلافاتكم الزوجية ولا تبوحي بأسرار الفراش فتكوني من شر الناس عند الله يوم القيامة ، و قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم(( فلا تفعلوا ؛ فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانةً في طريق ، فغشيها والناس ينظرون )) احمد .
تاسعاً -احذري ان تذهبي الى بيت اهلك لحظة الغضب فساعتها لا تنتظري ان يأتي ليصالحك
عاشراً :تجنبي التصرف في ماله او ادخال أي شخص المنزل او الذهاب الى أي مكان إلا باذنه .
الحادي عشر :عدم التدخل في شؤونة الخاصة التي لا تعنيك .
الثاني عشر:امدحي أهله وأصدقائه ولا تحقريهم واحسني استقبال ضيوفه وشجعيه على صلة رحمه ولا تحاولي التفريق بينه وبين اهله وخاصة امه ، فلا تأمني لرجل خذل والديه ان لا يخذلك واعلمي انهم اولى عليه منك عند الله ورسوله فأتقي نار جهنم يرحمك الله .
الثالث عشر- لا تلعني او تسبي زوجك او صغارك ؛ قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (( يا معشر النساء ؟ تصدقن ؛ فإني رايتكن اكثر اهل النار )) فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال :(( تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير )) البخاري .(115/52)
الرابع عشر– اتقى غضب الله ولا تطلبي الطلاق على أتفهه الأمور لقوله (ص): (( أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس ؛ فحرام عليها رائحة الجنة ))ابو داود والترمذي وغيرهم .
النصائح الخاصة بالزوجين:
اولا -الاتفاق في حالة نشوب أي مشكلة كيف يتم حلها ؛ مثلا : تحديد طرف ثالث يتم الاتفاق عليه من قبلهما وان يرضيا الى أي حكم يصدره عليهما ، قال الله تعالى :(( وان امرأة خافت من بعلها نشوزاً او إعراضا فلا جناح عليهما ان يصلحا بينهما صلحا والصلح خير )) النساء اية 128 .
ثانيا : الاتفاق على تنظيم الدخل المادي للمنزل، مثلا : يكون بيد الزوج او الزوجة او يتناصافنه .
ثالثا -الاتفاق على طريقة تربية الأبناء ، مثلا : ان يبين لكل منهما دوره في التربية على ان لا يتدخل في دور الطرف الاخر .
رابعا – الاتفاق على طريقة ادارة المنزل وعدم محاولة اثبات القوة والتسلط والتخلي تماما عن دور المنافس و اللجوء الى الحل المفيد والسليم .
خامسا -تحديد مبلغ من راتب الزوجة ( العاملة ) للزوج اذا رغب بذلك ؛ نظرا لأنها تاخذ من وقته اثناء عملها . وعلى الزوج ان لا يتدخل في المتبقي من راتب زوجته ويترك لها حرية التصرف فيه .
سادسا- ان يتجنب كل منهما ما يثير الثاني وان يلجئوا الى الأساليب السلبية في مواجهة رياح المشكلة كالتزام الصمت ، او اظهار المودة ، او نظرة عتاب .. او دمعة .. من قبل الزوجة ، قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :(( إن الرجل اذا نظر الى امرأته ونظرت اليه نظر الله اليهما نظرة رحمة ، فإذا اخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما
ـــــــــــــــــــ
... وصايا لتربية الأبناء
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن نعم الله عز وجل لا تحصى، وعطاياه لا تعد، ومن تلك النعم العظيمة وأجلها نعمة الأبناء، قال الله تعالى: المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَوةِ الدُّنيَا [الكهف:46] ولا يَعرفُ عِظَم هذه النعمة إلا من حُرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه.
وهذه النعمة العظيمة هي أمانة ومسئولية يُسأل عنها الوالدان يوم القيامة، أحَفِظا أم ضيعا؟ وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحسن الخلق، وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة.
يقول الرسول:{ كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤل عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤل عن رعيته} [متفق عليه].
وهذه الرعية أمانة حذر الله عز وجل من إضاعتها والتفريط في القيام بحقها، قال تعالى: إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ(115/53)
مِنهَا وَحَمَلَهَا الإنسَنُ إِنَّه كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب:72]. وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [التحريم:6].
يقول ابن القيم رحمه الله: ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدَى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسُننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً ).
وإلى كل أب وأم ومرب. وقفات سريعة لعل الله أن ينفع بها:
أولاً: الأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله عز وجل في قلوبهم وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أن المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايتة، ومداومة العناية به، حتى لا ينحرف أو يضل.
ثانياً: الأب والأم في عبادة لله عز وجل حين التربية والإنفاق والسهر والمتابعة والتعليم، بل وحتى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبد الله عز وجل: وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسََ إلا لِيَعبُدُونِ [الذاريات:56].
والنفقة عليهم عبادة كما قال عليه الصلاة والسلام:{ دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم]. وقال عليه الصلاة والسلام:{ إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة } [متفق عليه].
ثالثاً: لابد من الإخلاص لله عز وجل في أمر التربية، فإن أراد المربي الدنيا فقد إنثلم إخلاصه، وترى البعض يحرص على تعليم أبنائه لكي يحوزوا المناصب والشهادات، ولاشك أن الخير في تعليمهم ابتغاء ثواب الله عز وجل وما عداه فهو تابع له، ولهذا يركز من يريد الدنيا على التعليم الدنيوي المجرد من خدمة الإسلام والمسلمين، والآخر الموفق يسعى لكسب شهادة في الطب مثلاً لمداوة المسلمين ولكي نستغني عن الأطباء الكفار، فهذا له أجر وذاك ليس له أجر، والنية في هذا الأمر عظيمة وهي من أسباب صلاح الأبناء وحسن تربيتهم، فما كان لله فهو ينمو ويكبر، وما كان للدنيا فهو يقل ويضمحل. وبعض من الآباء يبر والديه لكي يراه صغاره فيعاملونه إذا كبر وشاخ بمثل ذلك. وهذا فيه حب الدنيا وحظوظ النفس، ولكن المؤمن يخلص لله في بر والديه رغبة في ما عند الله عز وجل وطاعة لأمره في بر الوالدين، لا للدنيا والمعاملة بالمثل.
رابعاً: عليك باستصحاب النية في جميع أمورك التربوية حتى تُؤجَر. الزم النية في تعليمهم وفي النفقة عليهم، وفي ممازحتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم وعوَّد نفسك على ذلك.
خامساً: الدعاء هو العبادة، وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاتهم رَبَّنَا هَبّ لَنَا مِنّ أزوَاجِنَا وَذُرِيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ [الفرقان:74]، وَإذّ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِ اجْعَلّ هَذَا البَلَدَ ءَامِنًا وَاجنُبنِي وَبَنَيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصنَامَ [إبراهيم:35] وغيرها في القرآن كثير. وكم من دعوة اهتدى بسببها ضال، وكم من دعوة اختصرت مسافات التربية. وتحرَّ أوقات الإجابة وابتعد عن موانعها، وتضرع إلى الله عز وجل وانكسر بين يديه أن يهدي ذريتك وأن يجنبها الشيطان، فأنت ضعيف بجهدك قليل بعملك.(115/54)
سادساً: عليك بالمال الحلال وتجنب الشبه، ولا تقع في الحرام، فإنه صح عن النبي أنه قال:{ كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به} ولا يظن الأب أو الأم أن الحرام في الربا والسرقة والرشوة فحسب، بل حتى في إضاعة وقت العمل وإدخال مال حرام دون مقابل.. فكثير من الموظفين والمدرسين يتهاونون في أعمالهم ويتأخرون عن مواعيد عملهم بضع دقائق.. لوجمعت إذا بها ساعات تضيع في الحديث مع الزملاء وقراءة المجلات والجرائد والمكالمات الهاتفية. وهذه الأموال التي يأخذها مقابل هذه الأوقات سحت، لأنها أخذ مال بدون وجه حق.
وكذلك أكل أموال الناس بالباطل وهضم حقوقهم، فاحذر أخي المسلم أن يدخل جوفك وجوف ذريتك مالٌ حرام. وتحرَّ الحلال على قلتة فإن فيه بركه عظيمة.
سابعاً: القدوة الحسنة من ضروريات التربية، فكيف يحرص ابنك على الصلاة وهو يراك تضيَّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته ملازمة لسماعها ! ثم في صلاحك حفظ لهم في حياتك وبعد مماتك. وتأمل في قول الله تعالى: أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ [الكهف:82] فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنوات. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره فإن{ من سن في الإسلام سنة حسنة فلة أجرها وأجر من عمل بها من بعده..} الحديث.
ثامناً: وجَّه بعضاً من حرصك على أمور الدنيا ومعرفتها وكشف دقائقها إلى معرفة أفضل السبل في أمر التربية، واستشر من ترى فيه الصلاح، وابحث عن الأشرطة والكتب التي تتحدث عن التربية الإسلامية للطفل المسلم. ولا يكن شراء سيارة أو جهاز كهربائي أهم من تربية ابنك. فأنت تسأل عن السيارة والجهاز كل من تراه ! ثم تُهمل ابنك ولا تتلمَّس الطريق السوي لتربيته ! !
تاسعاً: الصبر.. غفل عنه البعض وهو من أهم عوامل نجاح التربية. فعليك به واصبر على صراخ الصغير ولا تغضب، واصبر على مرضه واحتسب، واصبر على توجيهه ولا تملَّ. واصبر على مسافات بعيدة لتذهب بابنك لمدرسة ناجحة وفيها المدرسون الأكفاء. واصبر على أن تنتظر ابنك ليخرج معك للصلاة، واصبر على أن تجلس بعد العصر في المسجد ليحفظ معك ابنك. وأبشر فإنك في طريق جهاد: وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهّدِيَنّهُمّ سُبُلَنَا [العنكبوت:69] وأنت مأمور بالتربية أما الهداية فهي من الله عز وجل، فابذل السبب واصبر، وسترى من الخير ما يُسرك ويؤانس طريقك.
عاشراً: الصلاة، الصلاة، فهي الفريضة العظيمة والركيزة الثانية من فرائض الإسلام بعد الشهادتين، فاحرص عليها وليشعر ابنك بأهميتها وعظم قدرها. وهي يسيرة على من يسرها الله عليه. والتزم الأدب النبوي في تربية الأطفال فقد قال عليه الصلاة والسلام كما روى ذلك الإمام أحمد:{ مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر }. ومن طبق هذا الحديث فإنه لا يرى مشقة ولا تعباً في أمر الصلاة، فإن الصغير في ما بين السابعة والعاشرة من عمره يفرح بالخروج للمسجد، وتأمل في هذه الفترة التي يتخللها أكثر من 5000 مرة تناديه للصلاة(115/55)
ويخرج فرحاً بذلك كعادة الصغار.. هل يا ترى إذا بلغ العاشرة وقد صلى 5000 صلاة يتركها؟!
ولاتكن أيها الأب المبارك مثل جهلة بعض الآباء، الذي يرحم ابنه من برد الشتاء ولا يوقظه للصلاة، بل كن من العقلاء وارحمه من نار جهنم والعياذ بالله، وأطع أمر الله ورسوله واصبر على إيقاظه وتشجيعه وتحبيب الصلاة إليه حتى تبرأ ذمتك يوم القيامة. وليهنك حفظ الله عز وجل لصغارك طوال يومهم فقد قال:{ من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله} [رواه ابن ماجه]. واستشعر أن صغيرك في ذمة الله طوال ذلك اليوم.
قال ابن تيمية: ( ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يُعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً لأنه عصى الله ورسوله ).
الحادي عشر: لابد من مراعاة المَلَكات الخاصة والفوارق الفردية بين الأطفال، والعدل معهم في المعاملة، وبعض الآباء يهمل مَلَكات عظيمة لدى صغيرة تضيع سدى. فتجد بعض الصغار يحفظ الأناشيد والدعايات وغيرها مما لا فائدة ولا يحفظ كتاب الله عز وجل ولا يُوجّه لذلك. ولو تأملت في حياة علماء الأمة لوجدت الكثير يملكون مثل إمكاناتهم وقوة حفظهم ولكنهم وجهوا هذه الثروة إلى غير فائدة، فهذا عالم الأمة ومفتي الديار وذاك يحفظ الشعر والقصص.
الثاني عشر: اغرس في نفوس صغارك تعظيم الله عز وجل ومحبته وتوحيده، ونبههم على الأخطاء العقدية التي تراها، وحذرهم من الوقوع فيها؛ فإن ذلك تحصين لهم، واحرص على أن تعودهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجعهم عليه فإن ذلك من دواعي ثباتهم على هذا الدين ولما في ذلك من الوجوب والأجر العظيم.
الثالث عشر: احرص على كتم الغضب والانفعال وتعوذ من الشيطان إذا داهمك، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حداً. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التسميه عليه حال الضرب، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت الضرب بالتشجيع أوالحرمان فهو خير لك ولابنك.
الرابع عشر: نحن في زمن انتشرت فيه الفتن من كل جانب، فكن كمن هو قائم يذبُّ عن صغاره السهام ويحوطهم من الأذى واحرص على ذلك أشد الحرص، وليكن لك حسن توجيه في اختيار رفيقهم وجليسهم فإن الصاحب ساحب والرسول يقول:{ الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل} [رواه أحمد]. واحذر أن تصحبهم إلى محلات ضياع الأوقات وإلى ما فيه منكرات. وكن لهم الأب والصاحب والصديق. واغرس في نفوس أبنائك الرجولة وفي بناتك الحياء والعفة وذلك عبر اللباس والتوجيه والمحاكاة ولا تتساهل في خروجهن من المنزل إلا برفقتك أو برفقة والدتهن.. ولا تظن أن من دواعي التحضر أن تلقي تعاليم الإسلام جانباً.. واحذر أن يخرج من صلبك من يحارب الله عز وجل قولاً وفعلاً !!(115/56)
الخامس عشر: وقتك طويل ولديك ساعات كثيرة بعد نهاية عملك فما نصيب أبنائك منها؟ فإن كنت مفرطاً في حقهم فتدارك ما فات واجعل لهم النصيب الأكبر، وإن كنت ممن حفظ هذا الوقت وجعله لهم فهنيئاً لك، ولا تغفل أن يكون بيتك ومملكتك الصغيرة واحة إيمانية تقرأ عليهم فيها من سيرة الرسول وتجعل فيها المسابقات الثقافية والإسلامية والعلمية. واجعل لمن حفظ القران جوائز قيمة. واحرص على تلمُّس سيرة الرسول وحسن تعامله وتواضعه وممازحته للصغار.
رزقنا الله وإياكم الذرية الصالحة، وأقرَّ أعيننا بصلاحهم وفلاحهم، وجمعنا وإياهم ووالدينا في جنات عدن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـــــــــــــــــــ
... عودة زوجين
أخوتى فى الله
فى أغلب الخواطر التى تراودنى لا أهم بالكتابة إلا بعد فترة من الوقت عندما تلح علىّ الفكرة لبضعة أيام فلا أملك إلا و أخرجها على الورق ... و لكن اليوم وصلتنى رسالة جعلتنى من فرط السعادة ' أجرى' على الكمبيوتر لأعبر عن سعادتى على صفحتى الخاصة و بين مجموعات الياهو
تلك الرسالة وصلتنى من أخ فاضل و هو قريب لى من العائلة ..و كانت رسالته تعليقا على الرسالة التى أرسلتها منذ يومين بعنوان "المتفقان المفترقان" ... و كان مضمون رسالته كما يلى:
"أختى العزيزة - جزاك الله كل خير - حيث إن مثل هذة الرسائل و غيرها كان لها أكبر الأثر فى عودتى و زواجى مرة أخرى بزوجتى السابقة - جزاك الله كل خير"
فلا تتصوروا مقدار السعادة التى شعرت بها عند تسلمى تلك الرسالة .. ففعلا شعرت بأنه أخى فى الله و سعدت جدا بأن وفقه الله للعودة إلى زوجته مرة أخرى ..ما شاء الله لا قوة إلا بالله ....بارك الله لهما و بارك عليهما و جمع بينهما فى خير ...
و لعلى تأملت المعانى التى تم ذكرها فى رسالة "المتفقان المفترقان" و أيضا فى الكثير من الكتب الأخرى التى تتحدث عن الفرق بين الرجل و المرأة فى التفكير و أهمية أن يدرس كلا الطرفين طبيعة الطرف الآخر و كيفية التعامل معه إعتمادا على الفروقات بين الجنسين ...
فكم من زيجات وصلت إلى الطلاق أو هى الآن على مشارف الطلاق و السبب هو جهل سواءا المرأة أو الرجل فى كيفية التعامل مع الآخر ..
فى الحقيقة لم أكتب تلك المقالة القصيرة فقط لأعبر عن مدى سعادتى بعودة هذا الأخ الفاضل إلى زوجته و لكنى أيضا أوجه الكلمة لكل زوج و زوجة على مشارف الطلاق الآن ... أوجه تلك الكلمات إلى كل زوج و زوجة تم الطلاق بينهما و هناك إحتمال و لو واحد بالمائة فى عودة الوفاق بينهما إذا تعلم كلاهما , و أردد كلاهما, كيف له أن يفهم الطرف الآخر و يشعر به .....أعلم بأن الطلاق قد يكون هو الحل لاستحالة التوافق بين الزوجين ...و لكن فلنبذل بعض الجهد حتى لا نظلم من عاش معنا و اقتسم معنا الحياة(115/57)
لذلك أنصح الجميع بقراءة الكتب التى تتحدث فى هذا المجال ... مثل كتاب " الرجل و المرأة ..أسرار لم تنشر بعد " , الكتاب موجود فى دار الشروق للمؤلفة "ألين ويلر" ... أما الكتاب الآخر فأنا لم أقرأه و لكنى سمعت عن مدى أهميته و هو "الرجل من المريخ و المرأة من الزهرة "
مع دعائى لكل زوجين بأن يحبب الله الإيمان إليهم و يوفقهم إلى مرضاته و يرزقهم بالذرية الصالحة
اللهم كما ألفت بين قلوب المؤمنين فألف بين قلب أخى -هذا الذى أكتب تلك الرسالة إهداء له - و زوجته و حبب الإيمان إليهما و زينه فى قلبيهما و ارزقهما الذرية الصالحة
اللهم و مثل هذا الدعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات المتزوجين منهم و المتزوجات
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختكم فى الله
لبنى الحو
ـــــــــــــــــــ
... المتفقان المفترقان .الجزء الأول
إن من ميزات العلاقة الصحية بين الزوجين أن يكونا قريبين وفي ذات الوقت مختلفين'.
كيف تفسر هذه العبارة الغامضة؟
مفكرة الإسلام : عزيزي القارئ لقد سمعتُ أزواجًا وزوجات يقولون إن الرجل بحر غامض والمرأة لغز كبير .. ونحن هنا بصدد تفسير هذا اللغز الكبير والبحر الغامض.
والموضوع بمنتهى البساطة بعيدًا عن الألغاز أن هناك فروقًا هامة بين الرجل والمرأة وأن فهم طبيعة هذه الفروق بين الجنسين من شأنه أن يغير حياتهم ويزيد من قدرتهم على التعايش الزوجي، ويجنبهم الكثير من المشكلات والصعوبات والتي يمكن أن يؤدي عدم فهمها إلى تفكيك هذه العلاقة الزوجية المقدسة.
وقد تستطيع المحبة وحدها حفظ الزواج لبعض الوقت، وإن كان زواجًا فيه الكثير من الخلافات والمشكلات، وإنما لا بد مع الحب من الفهم العميق والصحيح للفروق بين الرجل والمرأة، ومعرفة الطريقة الأنسب للتعامل مع الجنس الآخر.
إن دراسة الفروق بين الجنسين تكون لدينا فهمًا عميقًا عن الآخر، وهذا الفهم العميق يولد المحبة والمودة والاحترام أيضًا، وهذا الفهم سيولد نوعين من الاقتراحات والبدائل لحل كثير من المشكلات على ضوء هذا الفهم.
ونحن هنا نصل إلى عدة حقائق هي:
1ـ هناك فروقًا كبيرة بين الرجل والمرأة سواء جسدية أو انفعالية أو عاطفية ويتضح هذا بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران:36].
2ـ دراسة هذه الفروق تولد نوعًا من الفهم العميق لصفات الشريك الآخر.
3ـ الحب وحده لا يكفي للتفاهم ولكن مع الحب تعلم كيف نفهم الطرف الآخر من خلال دراسة الفروق بين الزوجين.(115/58)
4ـ هذا الفهم للطرف الآخر يولد أيضًا المحبة والمودة والاحترام ويساعد على وجود البدائل والحلول لحل كثير من المشكلات التي تواجه الزوجين في حياتها.
تقبلني كما أنا:
هذه زوجة تطلب من زوجها وتقول: ' زوجي العزيز تقبلني كما أنا ' وتبين في شكواها إنها لا تتعامل مع زوجها بحرية بل تشعر بقيوده عليها فمثلاً هي مرحة وتحب الضحك وهو عكس ذلك .. وتقول الزوجة: أشعر بالتصنع معه، وأحذر من الخطأ الذي يراه هو خطأ وفي الحقيقة ليس خطأ كالخروج مع الأهل وحب المرح والضحك وكثرة الصديقات والمعارف. [انتهت شكواها].
ونحن نقول:
إن الرجال والنساء يختلفون عن بعضهم في طريقة الحوار والكلام، والتفكير والشعور والإدراك وردود الأفعال، والاستجابات، والحب والاحتياجات، وطريقة التقدير والتعبير عن الحب.
والنتيجة طبيعية لجهل هذه الفروق هو أن ينشأ التوتر والصراعات بين الزوجين والمهم أن يعرف الزوجان، أن هذا الزواج يجمع بين فردين لكل منهما شخصين وأفكاره وميوله وذوقه وعواطفه واحتياجاته وما يحب وما يكره.
إنه من الممكن للحب أن يدوم بين الزوجين إذا عرف كل منهما واحترم هذه الفروق التي تميز كل من الجنسين وتعامل معها بما يوافقها.
هل هذه الفروق أمر سلبي ؟
إن هذه الفروق والاختلافات بين الزوجين ليست بالضرورة أمرًا سلبيًا فللفروق عادة جانب إيجابي حسن، والاختلافات عادة أمر طبيعي في الحياة إن أحسنا التعامل معها إن المطلوب من الزوجين أن يبدأ كل منهما بتعلم بعض المهارات والخبرات الجديدة، وبدلاً من الهروب من الفروق والاختلافات يمكنها الاقتراب منها للتعامل معها بثقة وقدرة وحكمة، كما أنه يمكن لهذه الفروق أن تقوى العلاقة الزوجية إذا أحسن الزوجان التعامل معها.
اختلاف صفات الرجل عن المرأة لمصلحة كليهما:
إن وجود اختلاف في صفات الرجل والمرأة معناه تحقيق التكامل بينهما، ولكي يعيش كل من الرجل والمرأة في انسجام وتناغم تام لا بد أن يكون لدى كل منهما الصفات السيكولوجية [النفسية] المختلفة.
فمثلاً الرجل العصبي الحاد المزاج لا يمكنه أن يتعايش مع امرأة عصبية حادة المزاح، والرجل البخيل عليه ألا يتزوج بامرأة بخيله، والرجل المنطوي لا يتزوج من امرأة منطوية وهكذا ومن هنا جاءت الصفات المميزة للرجولة عن الصفات المميزة للأنوثة.
فنجد من الصفات المميزة للرجولة مثلاً: الجسدية مثل قوة العضلات وخشونتها، الخلقية مثل الشهامة، القوة في الحق، الشجاعة في موضع الشجاعة، النخوة ...الخ.
ونجد من الصفات المميزة للأنوثة مثلاً: الدفء، النعومة، الحساسية، الحنان، التضحية، التفاني في خدمة أولادها، والحرص على تماسك الأسرة وترابطها، حب المديح وغير من الصفات.(115/59)
إذن هما قريبان ومفترقان:
وخلاصة القول أن نعرف أن الزوجين السعيدين هما القريبان والمفترقان في آن واحد أي أنهما مرتبطان ببعضهما إلا أن بينهما من الفروق ما يميز أحدهما عن الآخر.
وكلما كان الواحد منهما أكثر حرية وقدرة على تقبل الفروق والتكيف معها، كان بالتالي أقدر على التعامل والعيش مع اختلاف وجهات النظر، وهذا من شأنه أن يزيد من متانة العلاقة بينهما.
ومن العسير محاولة تغيير الشريك الآخر، والأسهل منه وربما الأفضل أن ندرك أن الفروق أمر حسن بحد ذاته إذا أحسنا التعامل معها.
وتذكر عزيزي القارئ أن:
1ـ من ميزات العلاقة الصحية بين الزوجين أن يكونا قريبين وفي ذات الوقت مختلفين.
2ـ أن الزوجين السعيدين هما المتفقان المفترقان في آن واحد أي أنهما مرتبطان ببعضهما إلا أن بينهما من الفروق ما يميز أحدهما عن الآخر وكلاهما يحترم هذه الفروق ويقدرها.
مفكرة الإسلام : وإذا سأل سائل ألا يكفي الحب فقط للتفاهم بين الزوجين واستمرار الحياة بينهما؟
نقول لهذا السائل كلا لا يكفي الحب وحده للتفاهم بين الزوجين.
تبدأ المشكلات بين الزوجين في الظهور عندما ينسى الرجل أو تنسى المرأة أن كل منهما مختلف عن الآخر وأن لكل منهما طبيعة خاصة به جبله الله عليها ؟ فيتوقع من الآخر فعل أو رد فعل معين يتناسب مع طبيعته هو، ثم يكون الفعل غير ما توقع لاختلاف الطبيعة، فالرجل يريد من المرأة أن تطلب ما يود هو الحصول عليه، وتتوقع المرأة منه أن يشعر بما تشعر هي به تمامًا.
ويبدو أن الرجل بشكل عام يقدر موضوع ' الاستقلالية ' بينما تقدر المرأة جانب 'المودة' ولذلك نجد الزوجة تفكر ' لو كان يحبني لما غادر المنزل دون أن يسلم علي '.
بينما يفكر الزوج 'هل تريد هي أن تسيطر علي ؟ ولماذا علي أن أفعل دومًا ما تطلبه مني'.
إن كلا منهما يفترض خطأً أنه إن كان الآخر يحبه فسوف يتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف فيها هو عندما يعبر عن حبه وتقديره، وهذا الافتراض الخاطئ سيكون عند صاحبه وسيلة إلى تجميع خيبات الأمل المتكررة، وسيضع الحواجز الكثيرة بين الزوجين.
تختلف التوقعات عند الاثنين بسبب الآتي:
1ـ اختلاف الشخصيتين.
2ـ اختلاف تجارب الحياة.
3ـ اختلاف النشأة واختلاف الأسرتين.
4ـ اختلاف طريقة التربية والتدريب كذكر أو أنثى.(115/60)
5ـ اختلاف ما يحمله كل منهما من تأثير الإعلام ومفاهيم المجتمع الثقافية وغيرها.
ولذلك كان من الواجب على كل طرف منهما التعرف على معالم الفروق بينه وبين الآخر لتلافي كثير من المشكلات ولخلق جو من الحوار المثمر والفهم المتبادل بين الطرفين يثمر عن حياة هادئة وسعيدة.
وإليك عزيز القارئ ملامح الفروق بين الرجل والمرأة.
ملامح الفروق والاختلافات بين الرجل والمرأة:
وهذه الملامح قد ذكرها د/ مأمون مبيض في كتابه التفاهم في الحياة الزوجية تذكرها هنا مختصرة:
1ـ اختلاف القيم والنظرة إلى الأمور:
فالرجل يخطئ عندما يبادر إلى تقديم الحلول العلمية للمشكلات، ولا يرى أهمية لشعور المرأة بالانزعاج أو الألم، وهذا ما يزعج المرأة من حيث لا يدري.
والمرأة تبادر إلى تقديم البضائع والتوجيهات للرجل، وهذا ما يزعجه كثيرًا من حيث لا تدري وإننا من خلال فهم اختلاف قيم الجنسين ونظرتهما للأمور سنفهم لماذا يخطئ كل من الرجل والمرأة في تعاملهما مع بعضهما من حيث لا يدريان ؟ وسيعيننا هذا على تصحيح تصرفاتنا مع الشريك الآخر.
2ـ اختلاف الوسائل في التعامل مع المشاكل:
فالرجل عندما يواجه مشكلة ما، فإنه يميل بطبعه إلى الانعزال بنفسه والتفكير بهدوء في مخرج من هذه المشكلة التي تواجهه، بينما تميل المرأة إلى الرغبة في الجلوس مع الآخرين والحديث فيما يشغل بالها، والمرأة كلما كانت المشكلة كبيرة شغلت بالها كثيرًا وكانت في حاجة إلى الكلام كثيرًا والعكس من ذلك الرجل.
3ـ اختلاف المحفزات والدوافع للعمل والعطاء:
فالرجل يقدم ويعمل ويعطي ما عنده عندما يشعر أن هناك من يحتاج إليه، بينما تميل المرأة للعمل والتقديم والعطاء عندما تشعر أن هناك من يرعاها.
4ـ لغتان مختلفتان:
فكل من الرجل والمرأة يتكلم لغة خاصة به، وقد لا يفهم كل منهما الطرف الآخر مما يسبب سوء الترجمة والفهم بينهما.
5ـ القرب من الطرف الآخر:
فعندما يقترب الرجل من المرأة يشعر بالحاجة الملحة للابتعاد لبعض الوقت، ليعاود الاقتراب من جديد، مما يشعره باستقلاليته المتجددة، بينما تميل المرأة في علاقتها ومشاعرها إلى الصعود والهبوط كموج البحر، وفهم هذه الفروق يساعد المرأة على التعامل الأمثل مع الأوقات التي يميل فيها الرجل لبعض الابتعاد، ويعين الرجل على التعامل الأفضل مع المرأة عندما تتغير فجأة طبيعة مشاعرها تجاهه، وكيف يقدم لها ما تحتاجه في هذه الأوقات.
6ـ اختلاف الحاجات العاطفية:
فالرجل يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه بينما تحتاج المرأة إلى الحب الذي يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.(115/61)
7ـ اختلاف الجدال:
فالرجل يتصرف وكأنه دومًا على حق مما يشعر المرأة بعدم صحة مشاعرها وعواطفها، أما المرأة فإنها بدلاً من أن تعبر عن عدم موافقتها على أمر ما يقوم به الرجل، فإنها تشعره بأنه غير مقبول لها كليًا ؟ مما يدفعه لأخذ الموقف الدفاعي.
8ـ الاختلاف في طريقة حساب الأعمال:
حيث تقوم المرأة باعتبار وتقدير كل العطايا وما يقدمه الرجل بنفس الدرجة بغض النظر عن حجم هذا العمل، بينما يميل الرجل إلى التركيز على عمل واحد كبير أو تضحية عظيمة ويهمل الأعمال الأخرى الصغيرة.
وأخيرًا نقول إن بداية حل أي مشكلة هي تفهم دوافع الطرف الآخر ' ما حملك على هذا ؟ '
وفهم طبيعة وجبلة الطرف الآخر يعين على التفاهم معه.
ـــــــــــــــــــ
... إلى كل مسلمة تريد أن تمتلك قلب زوجها
إلي كل مسلمة تريد أن تمتلك قلب زوجها اتباع الآتي وستوفق إن شاء الله تعالي في حياتها الزوجية :
1 ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى
بها وبأحب الأسماء إليه ،
وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي
الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ،
وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية
الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهوِّن عليه
التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من
اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو
فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن
يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ،
ويسافر الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي
ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون
أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما
كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ، قالت
: يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ،
ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة
، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ،
فقال : صلى الله عليه وسلم :(115/62)
{ بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك
عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع
عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : ( وعليك
بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر
طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها .
وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء
بالسرور حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء
المسير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة }
.
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة
يسبقها عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد
الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن
الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس
الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور
بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله
ليلاً } وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثة
وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها
أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس اللون الذي
يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال
السواك ، وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي به أصحابه وزوجاته
رضوان الله عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة
الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة
ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه ؟
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في(115/63)
التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح
والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي
أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ، أنت صديقي وحبيبي وزوجي
الغالي .... الخ .
ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها
، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ شيئاً
من المبالغة ، فلا بأس من ذلك .
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ،
وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع
للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك
وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن
الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع الطعام ،
وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو الطعام ،
وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت منامه وطعامه ،
فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفاء :
يقول البعض : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء )
فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو
لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد
أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزوج ....
( كما تظن زوجة حريصة أن أوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته
على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع
فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء
والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان
تتنازلي قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف
لأخيه : تعال يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي
نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب
والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ، وربما يصدر منها
بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من
الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة
إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة على زوجها(115/64)
بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث شرخاً في العلاقة
الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها ووقتها كله
ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه بذلك ،
وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في
حقها : { وواستني بمالها إذ حرمني الناس } .
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل
كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه تغير
حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ،
وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له
: يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على
الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد
تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا
والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ،
من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في النفس وفي الرضا والقناعة .
10ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : { قل
من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما
لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والامتلاء ، ويبتكرون في وسائل
الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم
لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم
يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ،
ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء
العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم
المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد(115/65)
جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما لبث أن جاء
بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع
بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم
، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي
الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم
المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو
إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك
إليهم ؟
13و12 ـ لا تكثري جداله لا تكثري جداله لا تكثري جداله ) هامة جدا جدا(
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من
جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ،
فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة.
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون
هناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد
نقاشٍ أو جدال .
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر ،
وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا
في ماله بما يكره } .
14 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في
لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا
الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها بالفعل ،
ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج بعد هدوء
الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في
الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام
عليها رائحة الجنة } .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة
حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع
الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه
الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .(115/66)
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من
معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل
والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام
الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ، وحسن
معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ،
كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها
أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك
الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه
، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ،
وليس في أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان
معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر أن ينظر
إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى
يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه
الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : { ويل للنساء
من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله
الشاغل ما يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه .
17 ـ اشكري زوجك :
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر
الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج
على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن
الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن
لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن
شكر الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا(115/67)
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن
بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ، ففضله عليها
كبير ، وحقه عليها عظيم.
على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن
تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
علي الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج( الظروف
المادية والنفسية ) بكياسة وفطنة .
واعلمي أختي المسلمة أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام
تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل الأمهات
القدامى كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه
عشرة من نساء اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الدعة والراحة ، فخارت
عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم
حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن يمدهما
بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل بها في
البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمرها بالذكر ،
ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الله مع الصابرين :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال تعالى : {
ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال
صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً
خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ،
وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن
الداء ، فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني
آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً
وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق
الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل
من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .(115/68)
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ،
وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص
لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من
الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
وأخيراً : تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة والتي أسأل
الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع وتطبيقه في
واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور الكتاب
والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا .
وأسأل الله أن يرزق بناتنا الأزواج الصالحين
وأن يرزق أبناءنا الزوجات الصالحات
آمين آمين آمين .
أختاه أرسيليها الى كل فتاة تعرفينها و لكي الأجر انشاء الله
ـــــــــــــــــــ
... كيف تصلح زوجتك ؟
إذا كانت الزوجة صالحة فبها ونعمت وهذا من فضل الله وإن لم تكن بذلك الصلاح فإن من واجبات رب البيت السعي في إصلاحها . وقد يحدث هذا في حالات منها :
أن يتزوج الرجل امرأة غير متدينة أصلا لكونه لم يكن مهتما بموضوع التدين هو نفسه في مبدأ أمره أو أنه تزوجها على أمل أن يصلحها أو تحت ضغط أقاربه مثلا فهنا لابد من التشمير في عملية الإصلاح .
ولابد أن يعلم الرجل أولا أن الهداية من الله والله هو الذي يصلح ومن منة الله على عبده زكريا قوله فيه ( وأصلحنا له زوجه ) الأنبياء 90.
سواء كان إصلاحا بدنيا أو دينيا قال ابن عباس كانت عاقرا لاتلد فولدت . وقال عطاء كان في لسانها طول فأصلحها الله .
ولإصلاح الزوجة وسائل منها :
1- الإعتناء بتصحيح عبادتها لله بأنواعها على ما سيأتي تفصيله .
2- السعي لرفع إيمانها في مثل :
أ - حضها على قيام الليل .
ب- وتلاوة الكتاب العزيز .
ج- وحفظ الأذكار والتذكير بأوقاتها ومناسبتها .
د- وحثها على الصدقة .
ه- قراءة الكتب الإسلامية النافعة.
و- سماع الأشرطة الإسلامية المفيدة العلمية منها والإيمانية ومتابعة إمدادها بها .
ز- اختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الأخوة وتتبادل معهن الأحاديث الطيبة والزيارات الهادفة .(115/69)
ح- درء الشر عنها وسد منافذه إليها بإبعادها عن قرينات السوء .
للشيخ / محمد صالح المنجد ،،،
ـــــــــــــــــــ
... تنمية الثقافة الدينية للطفل
يولد الأطفال وهم كالصفحة البيضاء ، لا يكدر صفاء فكرهم ونقاء اتجاهاتهم شيء ، يحملون جميع معاني الطهر والبراءة ، ويتحمل الآباء والمربون مسؤولية ملء هذه الصفحة بالأفكار السليمة التي تؤهل هؤلاء الأطفال ليكونوا شبابا ذوي إنتاجية فعالة في المجتمع ، وسببا من أسباب تقدمه ورُقيّه ، وتعتبر الثقافة الدينية من أهم ما يتوجب على الآباء والمربين غرسه في نفس الطفل ، لأنها أساس الثقافة ومنبع السلوك القويم .
ما هي الثقافة الدينية المطلوبة ؟
نقصد بالثقافة الدينية للطفل ، غرس مبادئ العقيدة الصحيحة ، ورفع المعاني الإيمانية ، وتبصير الطفل بنعم الله تعالى ، وعجائب قدرته ، وإبداعه في خلقه ، واتصافه بصفات الكمال .
كما تشمل تعليم الطفل مبادئ الأحكام الفقهية ، وتبصيره بالحسن والقبيح من الأعمال والأخلاق ، وتنوير فكره بسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، بما يتناسب مع مداركه العقلية ، واستعداداته الفكرية .
بالإضافة إلى توعيته بما يدور حوله ، وما يحيط بالمسلمين من أخطار ، ومآس ، وتبصيره بكيد أعداء المسلمين ، وحقدهم على المسلمين ، فاليهود والمجوس وغيرُهم ، لا يألون جهدا في تلقين أطفالهم ، الحقدَ على الإسلام والمسلمين ، وغرس مبادئ أديانهم الضالة في نفوسهم ، فلماذا ينشأ الطفل المسلم في واد وواقع أمته في واد آخر ؟ .
ولا يعني ذلك إبعادُه عن العلوم الدنيوية الضرورية لخدمة المجتمع والأمة ، فإن ذلك من صلب الثقافة الدينية ، ومطلب من مطالب الشريعة .
أهمية غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة :
أولا : مرحلةُ الطفولة مرحلة صفاء وخلو فكر ، فتوجيه الطفل للناحية الدينية يجد فراغاً في قلبه ، ومكانا في فكره ، وقبولا من عقله .
ثانيا : مرحلة الطفولة مرحلة تتوقد فيها ملكات الحفظ والذكاء ، ولعل ذلك بسبب قلة الهموم ، والأشغال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى ، فوجب استغلال هذه الملكات وتوجيهها الوجهة الصحيحة .
ثالثا : مرحلة الطفولة مرحلةُ طهر وبراءة ، لم يتلبس الطفل فيها بأفكار هدامة ، ولم تلوث عقلَه الميولُ الفكرية الفاسدة ، التي تصده عن الاهتمام بالناحية الدينية ، بخلاف لو بدأ التوجيه في مراحل متأخرة قليلا ، تكون قد تشكلت لديه أفكار تحول دون تقبله لما تمليه الثقافة الدينية .
رابعا : أصبح العالَم في ظل العولمة الحديثة ، كالقرية الصغيرة ، والفردُ المسلم تتناوشه الأفكار المتضادة والمختلفة من كل ناحية ، والتي قد تصده عن دينية ، أو(115/70)
تشوش عليه عقيدته ، فوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية ، ليكونون على بصيرة من أمرهم ، ويواجهون هذه الأفكار ، بعقول واعية .
خامسا : غرس الثقافة الدينية في هذه المرحلة يؤثر تأثيرا بالغا في تقويم سلوكه وحسن استقامته في المستقبل ، فينشأ نشأة سليمة ، باراً بوالديه ، وعضواً فعالا في المجتمع .
سادسا : الأبناء رعية استرعاهم الله آباءَهم ، ومربييهم وأسرهم ، ومجتمعهم ، وهؤلاء جميعا ، مسئولون عن هذه الرعية ، ومحاسَبون على التفريط فيها ، كما أنهم مأجورون إن هم أحسنوا وأتقنوا .
المؤثرات التي تؤثر على الاتجاهات الثقافية للطفل:
تتأثر الميول الثقافية للطفل بعوامل عدة داخلية وخارجية من أهمها :
(1) الميول الثقافية للوالدين ، فإن ميول الطفل الثقافية تكون تبعاً لميول والديه غالبا ، فإذا اعتنى الوالدان بثقافتهم الدينية ، وجعلا لها جزءا من وقتهما وجهدهما ، فإن ذلك سينعكس بلا شك على اهتمام الطفل بهذه الناحية ، أما إذا كان الوالدان لا يهتمان إلا بالعلوم الدنيوية البحتة ، وتدبير أمور الشهوات والمصالح العاجلة ، وكان حديثهم ليل نهار يدور حول أنواع السيارات والهواتف ، والعمارات والمنشآت ، والقيل والقال ، أو كان اهتمامهما بالأمور التافهة أو المحرمة - والعياذ بالله - ويعيشان في غفلة عن علوم الآخرة ، كما قال تعالى : { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } ، فإن ذلك سيؤثر سلبا على ميل أبناءهما للناحية الدينية ، فكم من أطفال تعلموا الرذائل وقبائح الأخلاق ، رأوها من والديهم في مرحلة الطفولة – ظناً من أولئك الآباء أن الطفل لا يعي مثل هذه الأمور في هذه المرحلة .
(2) إثارة الخلافات العائلية والمشاكل الأسرية أمام الأبناء ، فهذا يعكر صفاء تفكيرهم ، ويشوش صفاء أذهانهم ، وتشتت اهتماماتهم الثقافية ، فيجب إبعاد الطفل عن مثل هذه الأجواء ، بحيث ينفرد الوالدان في مكان خاص لحل المشاكل التي قد تحدث بينهما .
(3) الإعلام ، وبرامج التلفزة المختلفة ، تزرع في نفس الطفل اتجاهات فكرية متعددة ، فيجب إبعاد الطفل عن البرامج التي تشوش فكره الديني ، وتعكر صفاء عقيدته ، وتغرس فيه نواح فكرية مضادة للسلوك الإسلامي القويم بطريق مباشر أو غير مباشر .
(4) الأصدقاء والأصحاب ، حيث يتأثر الطفل باتجاهاتهم الفكرية تأثرا بالغا ، فيجب اختيار القرين العالي الهمة ، وإبعاد الطفل عن مصاحبة ذوي الاهتمامات التافهة ، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الجيران الذين يرتضي الإنسان العيش بقربهم ، ويرتضي لأولاده مخالطة أترابهم من تلك الأسر .
(5) الاهتمامات الفكرية السابقة لأوانها ، فينبغي عدم التحدث عن الأمور العاطفية أو الجنسية ، أو قضايا الشباب والمراهقين ، حتى لا تتولد لديه أفكار لم يحن أوانها ، تبعده عن الاهتمام بالثقافة الدينية المطلوبة .(115/71)
(6) الاهتمام باللهو والغناء ، فلا بد من إبعاد الطفل عن الاستماع للأغاني وآلات اللهو ، التي تورث فيه الميوعة ، وتغرس فيه بذور العشق والغرام ، وتصده عن ذكر الله ، قال تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } .
وسائل تنمية الثقافة الدينية للأبناء
هناك العديد من الأساليب والوسائل لتوصيل المعلومة الدينية للطفل ، والسمو بمستواه الثقافي في هذا الجانب ، ومن أهمها :
أولا : التلقين المباشر ، ويتمثل في تلقين الطفل ، وتحفيظه سور القرآن الكريم ، إما عن طريق استماع الطفل لترديد الوالدين سور القرآن الكريم ، أو ترديد الطفل خلفهما ، أو الاستعانة بالوسائل الحديثة في ذلك ، كالأشرطة السمعية للقراء الصغار الذين تميل نفوس الأطفال لقراءتهم ، فالقرآن الكريم أو ما ينبغي أن يلقن الطفل ، لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو) .
وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الطفل يلتقط ويحفظ ما يردد عليه في مرحلة مبكرة جدا ، حتى وهو جنين في بطن أمه في أشهر الحمل المتأخرة ، وقد عمدت إحدى الأمهات إلى الاستماع للقرآن الكريم ليل نهار ، أثناء الأشهر المتأخرة من حملها ، فكانت النتيجة ، أن حفظ طفلُها القرآن الكريم في سن مبكرة جدا بفضل الله تعالى .
بالإضافة إلى تلقينه الشهادتين ، وبعض المعلومات العقدية المبسطة ، وتلقينه بعض أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبعض الآثار القصيرة التي أُثرت عن أهل العلم ، حتى ترسخ في ذهنه وتعلي همته وتهذب سلوكه في المستقبل .
ثانيا : إقامة مكتبة خاصة بالأطفال في المنزل تحتوي على ما يتناسب مع مداركهم وحاجتهم الثقافية ، ويراعى فيها الآتي :
* الاهتمام بالناحية القصصية ، وذلك بأن تكون المكتبة محتوية على قصص من سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وسير الأئمة والصالحين ، لأن القصص سرعان ما تعلق في ذهن الطفل ، لتكون مواقف أولئك قدوة للطفل في سلوكه في المستقبل .
* التنوع والتجديد : فالاهتمام بجانب واحد ، أو إهمال التجديد في المكتبة ، يؤدي إلى ملل الطفل ، وسأمه من القراءة ، فينبغي أن تحتوي المكتبة بالإضافة إلى الناحية القصصية ، كتيبات مبسطة تهتم بتهذيب الناحية الأخلاقية ، وتجدد من وقت لآخر ، حسب حاجة الطفل .
* الألوان الجذابة : فلا بد من اختيار الألوان التي تشد انتباه الطفل ، وتثير اهتمامه ، حتى تنفتح نفسيته للقراءة ، وتعطيه انطباعا جيدا عن المكتبة ويحرص على وقتها .
* التنظيم : فيوضع كل مجال في رف خاص به ، حتى لا يتشتت ذهن الطفل ، وتختلط عليه المفاهيم ، وليتعود على النظام في كل شيء .
* لا بد من احتواء المكتبة على الأشرطة السمعية الخاصة بالأطفال ، كأناشيد الأطفال ( مثل أناشيد أركان الإيمان وأناشيد أركان الإسلام ، وسبح الطير ، وأناشيد(115/72)
حسان ، وأناشيد أروى ) ، وأشرطة القرآن بأصوات القراء المحببة للطفل ، وأشرطة القصص المبسطة ، بالإضافة إلى الأفلام الإسلامية الخاصة بالأطفال .
* ينبغي أن تحتوي المكتبة على الوسائل الحديثة لتوصيل المعلومة ، كعلب الفك والتركيب ، وبطاقات المعلومات التي تحتوي على المعلومات الدينية الحديثة ، والمطويات ، وبطاقات الأسئلة المبسطة الخاصة بالأطفال .
* تخصيص وقت خاص بالمكتبة ، ويكون اختياره حسب فراغ الطفل ، ووقت تقبله ، ولا يجبر على وقت لا يحب القراءة فيه ، ويتابع يوميا في ما قرأه ، ويناقش فيه ، ليشجع على المزيد والمواصلة .
* ينبغي أن تكون المكتبة في غرفة مستقلة يتوفر فيها الهدوء ، والتنظيم ، والجو المناسب ، ووسائل الراحة .
ثالثا : إقامة المسابقات الدينية بين الطفل وإخوانه أو جيرانه ، ويمكن استخدام بطاقات الأسئلة والأجوبة في ذلك ، أو إشراك الطفل في المسابقات العامة ، أو المسابقات الثقافية التي تقيمها الأندية ، والمراكز الصيفية .
رابعا : تعليق لوائح وملصقات تحتوي على آيات قرآنية ، وأحاديث نبوية ، وأقوال مأثورة عن الأئمة والصالحين ، ومعلومات دينية أخرى ، حتى تعلق في ذهن الطفل لكثرة تردده عليها ، وتجدد من وقت لآخر .
خامسا : اصطحاب الطفل لزيارة مشايخ ، وطلبة العلم ، حتى يتعود على مجالسة أهل العلم ، ويتعلم من ثقافاتهم ، ويميل إلى سلوكهم ، ويتعلم حسن الاستماع ، وطرق السؤال والاستفتاء ، وتترسخ الجدية في قلبه ، واصطحابه إلى المساجد ، وحلقات العلم ، ليتعود الاستماع إلى القرآن الكريم والدروس العلمية .
سادسا : تذكير الطفل دائما بفضل العلم ، وعظم أجر العالم وطالب العلم ، ومكانتهم ، والإشادة بمواقف العلماء ، وعظم منزلتهم .
سابعا : التشجيع بنوعيه المادي والمعنوي ، كإطراء الطفل – بدون مبالغة – أمام إخوانه وزملائه ، والإشادة بما حققه في المجالات الثقافية ، وتشجيعه على المواصلة والاستمرار ، أو بالتشجيع المادي كأن يخصص لكل سورة أو حديث أو حكمة يحفظها ، جائزة مادية معينة مشجعة .
ثامنا : محاولة المربي اكتشاف نواحي الإبداع عند الطفل ، وتشجيعه على المحاولة ، وطرق أبواب المحاولة في مختلف الفنون الثقافية ، وتشجيعه على إبداعاته مهما كانت صغيرة.
ـــــــــــــــــــ
... التربية الجنسيّة للطفل
السؤال
يتردد الحديث عن التربية الجنسية للطفل، فما هو المقصود بها؟ وكيف يمكن تعليم أبنائنا الجنس خصوصا في مرحلة المراهقة وقبيل الزواج؟ لا سيما وأننا إن تركناهم دون علم، علمهم الشارع والأصدقاء، ومع التغيرات الهرمونية في المراهق فإنه سيشبع فضوله بأي وسيلة، أفيدونا أفادكم الله.
الاجابة(115/73)
يجدر بنا بداية أن نوضح مفهومين رئيسين: الأول "الإعلام الجنسي" والثاني "التربية الجنسية". الإعلام الجنسي هو إكساب الشخص (الطفل هنا) معلومات معينة عن موضوع الجنس، أما التربية الجنسية فهي أشمل وأعم، حيث تشمل الإطار القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس باعتباره المسئول عن تحديد موقف الشخص من هذا الموضوع في المستقبل.
ويتخوف الآباء والأمهات عادة من أسئلة الأبناء الجنسية والمحرجة، أو حتى يتهربون من شرح الموضوع لهم، إما لأنهم تعرفوا على الأمور الجنسية عن طريق الصدفة، ولم يتعرضوا لأي نوع من أنواع التربية الجنسية"، أو لأنهم يشعرون بأن عملية "التربية الجنسية" والخوض في الموضوع قد يتعرض في آخر المطاف إلى حياة الآباء والأمهات الخاصة، مما يثير لديهم تحفظا.
والأبناء لديهم ميل طبيعي وفطري لاكتشاف الحياة بكل ما فيها، فتأتي أسئلتهم تعبيرا طبيعيا عن يقظة عقولهم، وبالتالي ينبغي على المربي ألا تربكه كثرة الأسئلة أو مضمونها، وألا يزعجه إلحاح الصغار في معرفة المزيد، بل على المربين التجاوب مع هذه الحاجة.
ويفضل بدءا من سن العاشرة عند الابن، والثامنة عند البنت، أن يتم شرح التغيرات الهرمونية التي ستطرأ عليهم خلال مرحلة المراهقة، وتقدم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية. ويمكن أن يتم الشرح بالشكل التالي:
- بالنسبة للفتيات: يجب على الأم أو المربية أن تؤكد على الناحية الإيجابية من لبدء الحيض، وأن تشرع في تعليم الفتاة الجوانب الشرعية للحيض، وكيف تتعامل معه، وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ثم كيف تتطهر منه، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية بالنسبة للصلاة والصيام ومسّ المصحف وغير ذلك.. وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج وبصورة مفتوحة تماما، ولا تتحرج من أي معلومة، لأن الفتاة إذا شعرت أن الأم أو المربية لا تعطيها المعلومة كاملة فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه، وسيعطيها لها محملة بالأخطاء والعادات السيئة والضارة، فنحن لن نستطيع وقتها أن نعلم ماذا سيقول لها هذا المصدر والذي غالبا ما يكون هو زميلاتها، أو وسائل الإعلام.
- بالنسبة للفتى: من واجب الأب أو المربي أن يعلماه بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده، في الفترة المقبلة. ولا بد من إعلامه بأن السائل المنوي قد يقذف في أثناء نومه، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية، لأنها دلالة على رجولته، ولكن يستتبع ذلك آداب شرعية خاصة بالطهارة والغسل، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد، ولكن الإسلام حدد لنا سبل التلاقي الحلال في إطار الزواج، وشرع لنا الصيام في حالة عدم القدرة على الزواج، لتربية النفس على تحمل الصعاب والتي منها الرغبة في لقاء الجنس الآخر - على أن يكون ذلك بنبرة كلها تفهم - ولا يغفل هنا القائم بالشرح ذكر "المودة والرحمة" التي يرزقها الله للأزواج.
أما بالنسبة لأسئلة الأبناء الجنسية، فلا مانع من الإجابة عليها، ولكن هناك عدة شروط يفضل توفرها في الإجابة:(115/74)
1- أن تكون مناسبة لسن وحاجة الابن: فيجب التجاوب مع أسئلة الابن في حينها وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع ، حيث يكون الابن متحمسا ومتقبلا لما يقدم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضى.
2 - متكاملة: بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية، لأن فضول الابن يتعدى ذلك، بل لا بد من إدراج أبعاد أخرى كالبعد الديني، وذلك بشرح الأحاديث الواردة في هذا الصدد، مثل سؤال الصحابة الكرام له صلى الله عليه وسلم: "أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" (رواه مسلم). بمعنى أن لا نغفل بعد اللذة في الحديث، ولكن يربط ذلك بضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الشرعي (الزواج) حتى يحصل الأجر من الله تعالى.
3 - مستمرة: هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه "المزعج" بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
4- في ظل مناخ حواري هادئ: المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله، كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد "الجنس" والوصول إلى نضج جنسي، متوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحاء، وأحكام ديننا الحنيف.
ـــــــــــــــــــ
... أسباب انحراف الولد
ما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انحراف الأولاد وزيفهم وفساد أخلاقهم :ــ
فإليك بعضاً من هذه الأسباب مختصرة كما ذكرها الدكتور عبد الله علوان رحمة الله تعالى :ـ
1ـ الفقر الذي يخيم على بعض البيوت : مما يجعل الولد يلجأ إلى مغادرة البيت بحثاً عن الأسباب وسعياً وراء الرزق فتتلقفه أيدي السوء والجريمة .
2ـ النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات : فالولد حين يفتح في البيت عينيه ويرى ظاهر الخصومة سيترك حتماً جو البيت القاتم ويهرب ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته
3ـ حالات الطلاق وما يصحبها من الفقر: فالولد عندما يفتح على الدنيا عينيه ولا يجد الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لاشك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد والانحراف لاسيما عند زواج الأم(115/75)
4ـ الفراغ الذي يتحكم في الأطفال والمراهقين : من المعلوم أن الولد منذو نشأته مولع باللعب فإنه لم ييسر لهم أماكن اللعب واللهو البرئ ومسابح للتدريب والتعليم فإنهم سيختلطون غالباً بقرناء سوء يؤدي حتماً إلى شقاقهم وانحرافهم
5ـ الخلطاء الفاسدين ورفاق السوء : لاسيما إن كان الولد بليد الذكاء ضعيف العقيدة متمتع الأخلاق فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار ويكتسب منهم أحط العادات والأخلاق
6ـ سوء معاملة الأبوين : من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها أن الولد إذا عومل من قبل ابويه ومربية المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع فان ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقة مما قد يؤول به الأمر إلى ترك البيت نهائياً للتخلص مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة
7ـ مشاهدتهم أفلام الجريمة والجنس : في القنوات الفضائية الفاضحة والتي تبث السم الزعاف وأيضاً من خلال ساحات الانترنت التي جعلت من عالمنا كقرية صغيرة وغيرها من الرويات الهابطة والمجلات الماجنة والقصص المثيرة ومن المعلوم بداهة أن الولد رغم اكتمال عقلة لاتزال هذه الصورة تنطبع في ذهنه وتتأصل في مخيلته هذه المشاهد فيعمد حتماً إلى محاكاتها وتقليدها بحيث لا ينفع معه نصح الآباء أو توجيه المربين والمعلمين
8ـ انتشار البطالة في المجتمع : من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد انتشار البطالة بين أفراد الأمة فالأب الذي لم تتيسر له سبل العمل ولم يجد من المال ما يسد به جوعته وجوعة أهله وأولاده فإن الأسرة بأفرادها ستتعرض للتشرد والضياع وإن الأولاد سيدرجون نحو الانحراف والإجرام
9ـ تخلي الأبوين عن تربية الولد : إذا قصرت الأم في الواجب التربوي نحو أولادها لانشغاله مع معارفها وصديقتها واستقبال ضيوفها وخروجها من بيتها وإذا أهمل الأب مسؤولية التوجيه والتربية نحو أولاده لانصرافه وقت الفراغ إلى اللهو مع الأصحاب والخلان فلاشك أن الأبناء سينشؤون نشأة اليتامى ويعيشون عيشة المتشردين
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ***** هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم الذي تلقى له ***** أما تخلت أو أباً مشغولاً
10 ــ مصيبة اليتم : من العوامل الأساسية في انحراف الولد مصيبة اليتم التي تعتري الصغار وهم في زهرة العمر هذا اليتيم الذي مات أبوه وهو صغير إذا لم يجد اليد الحانية التي تحنو إليه والقلب الرحيم الذي يعطف عليه وإذا لم يجد من الأوصياء المعاملة الحسنة والرعاية الكاملة فلاشك أن هذا اليتيم سيدرج نحو الانحراف ويخطو شيئاً فشيئاً نحو الإجرام قال صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) رواه الترمذي
وأخيراً
** أيها الأب الكريم هذه أهم أسباب الانحراف فهي كما ترى عوامل ضارة فإن تداركت الولد في مقتبل العمر وسعيت لتربيته تربية إسلامية حقة وإلا فقد ينشأ على(115/76)
الفساد ويتربى على الانحلال والضلال مما يصعب عليك اقتياده إلى الطريق الصحيح بعد انفلات الزمام
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .... )
وقال صلى الله عليه وسلم ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم
اللهم وفق أبناء الإسلام لما تحب وترضى واهدهم إلى الصراط المستقيم وأحميهم مما يريده أعداء الإسلام له
ـــــــــــــــــــ
... إلى الآباء.. دعوا الأزهار تتفتح
كثير من الآباء قد لا يدركون مدى خطورة قتل الثقة في نفس ووجدان أولادهم بعد أن شبوا عن الطوق وتملكوا رشدهم.. إنهم يتعاملون مع أبنائهم كما لو كانوا صغاراً ليس لهم شخصية ولا إرادة ولا مشاعر ناضجة.. لم هذا التصوُّر وهذا العمل؟!! إننا بذلك نئد التطلع وتحمل المسؤولية عند شباب كالرجال في تعاملهم وردود فعلهم.
إنه أمر يشكل خطورة فادحة على مستقبل الابن.. واستشعاره بقدرته على التعامل مع مجتمعه من خلال إدراكه المتفتح .
أفلا تعلم أن نهج التربية السليم حذَّرنا من أية نتائج عكسية مدمرة ناتجة عن هذا النمط من السلوك الخاطئ.. أفلا نرعوي عن هذا المسلك؟
لا أخال هذا السلوك الخاطئ إلا مفززاً إفرازات المخاض لتؤول إلى مسلكين متوازيين كليهما قاتل وهما:
1 ـ أن يتجمد لدى الابن كل إحساس بالمسؤولية من جراء قتل الثقة، وإظهاره بمظهر القاصر الذي لا رأي ولا مكان لاقتراحه.. أو هل نريد ذلك لأبنائنا؟ .. لا والله وألف لا.
2 ـ المسلك الآخر وهو مسلك الخروج عن طوع الأب وعن سُلطته.. وهي تل اللحظة التي يتمرد فيها الابن على سلطة الأب وقهره ويتحول تحولاً جذرياً من ابن بار إلى آخر عاق يرفض كل طاعة!! ويعصيه كل ساعة!! حتى لأدنى الأشياء التي لا يصح رفضها!!
هذه نهاية مأساوية.. مسلسل مأساوي.. كتب نهايته الأب بنفسه.. وليقتل الأب ابنه بقتل الثقة في نفسه.. ولتعم الشكوى البيت.
الأمر الذي يجعلنا نتوقف ولو لبرهة إزاء تعاملنا مع أبنائنا وجرأة الطموح فيهم.. ونتدارك بعقلانية كل أخطاء الماضي.. لدرء مخاطر المستقبل.. إن العنف والقصور في الفهم السليم للتربية عند الكثير من الآباء مشكلة بحد ذاتها.. نراها في ساحة المجتمع أفرزت الكثير من المشاكل ولن نحلّها بقدرة السيطرة على العواطف بتعاملنا مع أولادنا الراشدين والمرشدين كما لو كانوا إخوة لنا لهم حق الرأي والمشورة والمشاركة في الآراء والقرارات.
عفواً عزيزي الأب.. حذار من قتل الثقة في نفس ابنك
وهذه رسالتي إليك.. ودمت سالماً غانماً .(115/77)
المرجع: مجلة الأسرة العدد 129
ذو الحجة 1424هـ
ـــــــــــــــــــ
... كيف نحبب الصلاة لأبنائنا ؟!!
مقدمة..
الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق بجلاله وكماله ؛ حمداً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، حمداً يوازي رحمته وعفوه وكرمه ونِعَمِه العظيمة ؛ حمداً على قدر حبه لعباده المؤمنين .
والصلاة والسلام على أكمل خلقه ، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد.
فهذا كتيب موجه إلى الآباء والأمهات ، وكل من يلي أمر طفل من المسلمين ؛ وقد استعانت كاتبة هذه السطور في إعداده بالله العليم الحكيم ، الذي يحتاج إليه كل عليم؛ فما كان فيه من توفيق ، فهو منه سبحانه ، وما كان فيه من تقصير فمن نفسها والشيطان.
إن أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يولدون على الفطرة، إلا أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قال: « فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانه ويُمَجِّسانه... «
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة ، والمجتمع قادرين على أن يسلبوا الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيع أن نقول أن المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ الوالدان الإجراءات والاحتياطيات اللازمة قبل فوات الأوان!!!
وإذا أردنا أن نبدأ من البداية ، فإن رأس الأمر وذروة سنام الدين ، وعماده هو الصلاة؛ فبها يقام الدين، وبدونها يُهدم والعياذ بالله.
وفي هذا الكتيب نرى العديد من الأسئلة، مع إجاباتها العملية؛ منعاً للتطويل، ولتحويل عملية تدريب الطفل على الصلاة إلى متعة للوالدين والأبناء معاً، بدلاً من أن تكون عبئا ثقيلاً ، وواجباً كريهاً ، وحربا مضنية.
والحق أن كاتبة هذه السطور قد عانت من هذا الأمر كثيراً مع ابنها ، ولم تدرك خطورة الأمر إلا عندما قارب على إتمام العشر سنوات الأولى من عمره ؛ أي العمر التي يجب أن يُضرب فيها على ترك الصلاة ، كما جاء في الحديث الصحيح ؛ فظلت تبحث هنا وتسأل هناك وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، إلا أنها لاحظت أن الضرب والعقاب ربما يؤديان معه إلى نتيجة عكسية ، فرأت أن تحاول بالترغيب عسى الله تعالى أن يوفقها.
ولما بحثت عن كتب أو دروس مسجلة ترغِّب الأطفال ، لم تجد سوى كتيب لم يروِ ظمأها ، ومطوية لم تعالج الموضوع من شتى جوانبه ، فظلت تسأل الأمهات عن تجاربهن ، وتبحث في المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت حتى عثرت لدى موقع "إسلام أون لاين" على استشارات تربوية مختلفة في باب: ( معاً نربي أبناءنا ) بالإضافة إلى مقالة عنوانها : "فنون محبة الصلاة"، فأدركت أن السائلة أمٌ حيرى مثلها، وأدركت أن تدريب الطفل في هذا الزمان يحتاج إلى فن وأسلوب مختلف عن(115/78)
الزمن الماضي، وقد لاحظَت أن السائلة تتلهف لتدريب أطفالها على الصلاة ؛ إلا أن كاتبة هذه السطور تهدف إلى أكثر من ذلك - وهو هدف الكتيب الذي بين أيدينا- وهو جعل الأطفال يحبون الصلاة حتى لا يستطيعون الاستغناء عنها بمرور الوقت ، وحتى لا يتركونها في فترة المراهقة- كما يحدث عادة- فيتحقق قول الله عز جل { إنَّ الصلاةَ تَنهَى عن الفحشاء والمنكر } .
وجدير بالذكر أن الحذر والحرص واجبان عند تطبيق ما جاء بهذا الكتيب من نصائح وإرشادات ؛ لأن هناك فروقاً فردية بين الأشخاص ، كما أن لكل طفل شخصيته وطبيعته التي تختلف عن غيره ، وحتى عن إخوته الذين يعيشون معه نفس الظروف ، وينشأون في نفس البيئة ، فما يفيد مع هذا قد لا يجدي مع ذاك.
ويُترك ذلك إلى تقدير الوالدين أو أقرب الأشخاص إلى الطفل؛ فلا يجب تطبيق النصائح كما هي وإنما بعد التفكير في مدى جدواها للطفل ، بما يتفق مع شخصيته.
واللهَ تعالى أرجو أن ينفع بهذا المقال ، وأن يتقبله خالصاًً لوجهه الكريم.
***********
لماذا يجب علينا أن نسعى؟
أولاً: لأنه أمرٌ من الله تعالى، وطاعة أوامره هي خلاصة إسلامنا، ولعل هذه الخلاصة هي : الاستسلام التام لأوامره ، واجتناب نواهيه سبحانه؛
ألم يقُل عز وجل { يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسَكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة } ؟
ثم ألَم يقل جل شأنه: : { وَأْمُر أهلَك بالصلاة واصْطَبر عليها ، لا نسألك رزقاً نحن نرزقُك } (2).
ثانياً: لأن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم أمرنا بهذا أيضاً في حديث واضح وصريح ؛ يقول فيه ( مُروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر )(2) .
ثالثا: لتبرأ ذمم الآباء أمام الله عز وجل ويخرجون من دائرة الإثم ، فقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "من كان عنده صغير مملوك أو يتيم ، أو ولد ؛ فلم يأمُره بالصلاة ، فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويُعَزَّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغا، لأنه عصى اللهَ ورسول " (1) .
رابعاً :لأن الصلاة هي الصِّلة بين العبد وربه، وإذا كنا نخاف على أولادنا بعد مماتنا من الشرور والأمراض المختلفة ؛ ونسعى لتأمين حياتهم من شتى الجوانب ، فكيف نأمن عليهم وهم غير موصولين بالله عز وجل ؟! بل كيف تكون راحة قلوبنا وقُرَّة
عيوننا إذا رأيناهم موصولين به تعالى ، متكلين عليه ، معتزين به؟!(1)
خامساً: وإذا كنا نشفق عليهم من مصائب الدنيا ، فكيف لا نشفق عليهم من نار جهنم؟!! أم كيف نتركهم ليكونوا-والعياذ بالله- من أهل سَقَر التي لا تُبقي ولا تَذَر؟!!(1)
سادساً: لأن الصلاة نور ، ولنستمع بقلوبنا قبل آذاننا إلى قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : ( وجُعلت قرة عيني في الصلاة) ، وقوله: ( رأس الأمر الإسلام و عموده الصلاة ) ، وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله (2).(115/79)
سابعاً:لأن أولادنا أمانة وهبنا الله تعالى إياها وكم نتمنى جميعا أن يكونوا صالحين ، وأن يوفقهم الله تعالى في حياتهم دينياً ، ودنيوياً(2) .
ثامناً: لأن أولادنا هم الرعية التي استرعانا الله تعالى ، لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ( كُلُّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ) ولأننا سوف نُسأل عنهم حين نقف بين يدي الله عز وجل. (2)
تاسعاً: لأن الصلاة تُخرج أولادنا إذا شبّْوا وكبروا عن دائرة الكفار و المنافقين ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) (1)
كيف نتحمل مشقة هذا السعي؟
إن هذا الأمر ليس بالهين، لأنك تتعامل مع نفس بشرية ، وليس مع عجينة -كما يقال- أو صلصال ؛ والمثل الإنجليزي يقول "إذا استطعت أن تُجبر الفرس على أن يصل إلى النهر، فلن تستطيع أبداً أن ترغمه على أن يشرب!"
فالأمر فيه مشقة ، ونصب ، وتعب ، بل هو جهاد في الحقيقة.
أ- ولعل فيما يلي ما يعين على تحمل هذه المشقة ، ومواصلة ذلك الجهاد :
-كلما بدأنا مبكِّرين ، كان هذا الأمر أسهل.
ب- يعد الاهتمام جيداً بالطفل الأول استثماراً لما بعد ذلك، لأن إخوته الصغار يعتبرونه قدوتهم ، وهو أقرب إليهم من الأبوين ، لذا فإنهم يقلدونه تماماً كالببغاء !
ج- احتساب الأجر والثواب من الله تعالى ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص من أجورهم شيئا) . (1)
د- لتكن نيتنا الرئيسية هي ابتغاء مرضاة الله تعالى حيث قال: { والذين جاهَدُوا فينا لَنَهْدِينَّهُم سُبُلَنا } ؛ فكلما فترت العزائم عُدنا فاستبشرنا وابتهجنا لأننا في خير طريق . (1)
ه- الصبر والمصابرة امتثالاً لأمر الله تعالى ، { وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبِر عليها، لا نسألُك رزقاً، نحن نرزقُك } ؛ فلا يكون شغلنا الشاغل هو توفير القوت والرزق ، ولتكن الأولوية للدعوة إلى الصلاة ، وعبادة الله عز وجل، فهو المدبر للأرزاق وهو { الرزاق ذو القوة المتين} ؛ ولنتذكر أن ابن آدم لا يموت قبل أن يستوفي أجله ورزقه ، ولتطمئن نفوسنا لأن الرزق يجري وراء ابن آدم - كالموت تماماً-ولو هرب منه لطارده الرزق ؛ بعكس ما نتصور!!
و- التضرع إلى الله جل وعلا بالدعاء : { ربِّ اجعلني مقيمَ الصلاة ومِن ذُرِّيتي ربنا وتقبَّل دُعاء} والاستعانة به عز وجل لأننا لن نبلغ الآمال بمجهودنا وسعينا ، بل بتوفيقه تعالى ؛ فلنلح في الدعاء ولا نيأس ؛ فقد أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قائلا: « ألِظّوا - أى أَلِحّوا- بيا ذا الجلال والإكرام » والمقصود هو الإلحاح في الدعاء بهذا الاسم من أسماء الله الحسنى ؛ وإذا كان الدعاء بأسماء الله الحسنى سريع الإجابة ، فإن أسرعها في الإجابة يكون- إن شاء الله تعالى- هو هذا الاسم: "ذو الجلال (أي العظمة) والإكرام ( أي الكرم والعطاء ) ".
ز- عدم اليأس أبداً من رحمة الله ، ولنتذكر أن رحمته وفرجه يأتيان من حيث لا ندري، فإذا كان موسى عليه السلام قد استسقى لقومه ، ناظراً إلى السماء الخالية من(115/80)
السحب ، فإن الله تعالى قد قال له: { اضرِبْ بِعَصاكَ الحَجَر، فانفجرَت منْهُ اثنتا عشْرةَ عيناً }، وإذا كان زكريا قد أوتي الولد وهو طاعن في السن وامرأته عاقر، وإذا كان الله تعالى قد أغاث مريم وهي مظلومة مقهورة لا حول لها ولا قوة ، وجعل لها فرجا ومخرجا من أمرها بمعجزة نطق عيسى عليه السلام في المهد ، فليكن لديك اليقين بأن الله عز وجل سوف يأْجُرك على جهادك وأنه بقدرته سوف يرسل لابنك من يكون السبب في هدايته، أو يوقعه في ظرف أو موقف معين يكون السبب في قربه من الله عز وجل ؛ فما عليك إلا الاجتهاد، ثم الثقة في الله تعالى وليس في مجهودك. (3)
لماذا الترغيب وليس الترهيب؟
#
لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم : { اُدعُ إلى سبيل ربك بالحكمةِ والموعظةِ الحسَنة } .
#
لأن الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم قال: « إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا خلا منه شيء إلا شانه »
#
لأن الهدف الرئيس لنا هو أن نجعلهم يحبون الصلاة ؛ والترهيب لا تكون نتيجته إلا البغض ، فإذا أحبوا الصلاة تسرب حبها إلى عقولهم وقلوبهم ، وجرى مع دماءهم، فلا يستطيعون الاستغناء عنها طوال حياتهم ؛ والعكس صحيح.
#
لأن الترغيب يحمل في طياته الرحمة ، وقد أوصانا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بذلك قائلاً: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، وأيضاً « ارحموا مَن في الأرض يرحمكم من في السماء » ، فليكن شعارنا ونحن في طريقنا للقيام بهذه المهمة هو الرحمة والرفق.
#
لأن الترهيب يخلق في نفوسهم الصغيرة خوفاً ، وإذا خافوا منَّا ، فلن يُصلُّوا إلا أمامنا وفي وجودنا ، وهذا يتنافى مع تعليمهم تقوى الله تعالى وخشيته في السر والعلَن، ولن تكون نتيجة ذلك الخوف إلا العُقد النفسية ، ومن ثمَّ السير في طريق مسدود.
#
لأن الترهيب لا يجعلهم قادرين على تنفيذ ما نطلبه منهم ، بل يجعلهم يبحثون عن طريقة لرد اعتبارهم، وتذكَّر أن المُحِب لمَن يُحب مطيع . (4)
#
لأن المقصود هو استمرارهم في إقامة الصلاة طوال حياتهم...وعلاقة قائمة على البغض و الخوف والنفور-الذين هم نتيجة الترهيب- لا يُكتب لها الاستمرار بأي حال من الأحوال.
كيف نرغِّب أطفالنا في الصلاة؟(115/81)
منذ البداية يجب أن يكون هناك اتفاق بين الوالدين- أو مَن يقوم برعاية الطفل- على سياسة واضحة ومحددة وثابتة ، حتى لا يحدث تشتت للطفل، وبالتالي ضياع كل الجهود المبذولة هباء ، فلا تكافئه الأم مثلاً على صلاته فيعود الأب بهدية أكبر مما أعطته أمه ، ويعطيها له دون أن يفعل شيئاً يستحق عليه المكافأة ، فذلك يجعل المكافأة التي أخذها على الصلاة صغيرة في عينيه أو بلا قيمة؛ أو أن تقوم الأم بمعاقبته على تقصيره ، فيأتي الأب ويسترضيه بشتى الوسائل خشية عليه.
وفي حالة مكافأته يجب أن تكون المكافأة سريعة حتى يشعر الطفل بأن هناك نتيجة لأفعاله، لأن الطفل ينسى بسرعة ، فإذا أدى الصلوات الخمس مثلاً في يوم ما ، تكون المكافأة بعد صلاة العشاء مباشرة.
************
أولاً: مرحلة الطفولة المبكرة (ما بين الثالثة و الخامسة) :
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل وإحساسه بكيانه وذاتيته ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ؛ فمن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة: " لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة ، فالصلاة ليست مفروضة عليك الآن " ؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء ، ويتصرف بتلقائية ليحقق استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه ، وبدون تدخلنا (اللهم إلا حين يدخل في مرحلة الخطر ) ... " فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق مثلاً ويلعب ، فلندعه ولا نعلق على ذلك ، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه المرحلة قد يمرون أمام المصلين ، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون ظهورهم ، أو قد يبكون ، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من يهتم بهم ، كما أننا لا يجب أن ننهرهم في هذه المرحلة عما يحدث منهم من أخطاء بالنسبة للمصلى ..
وفي هذه المرحلة يمكن تحفيظ الطفل سور : الفاتحة ، والإخلاص ، والمعوذتين . (2)
ثانياً:مرحلة الطفولة المتوسطة (ما بين الخامسة والسابعة ):
في هذه المرحلة يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى وفضله وكرمه (المدعم بالعديد من الأمثلة) ، وعن حب الله تعالى لعباده، ورحمته ؛ يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله ، ففي هذه المرحلة يكون التركيز على كثرة الكلام عن الله تعالى وقدرته وأسمائه الحسنى وفضله ، وفي المقابل ، ضرورة طاعته وجمال الطاعة ويسرها وبساطتها وحلاوتها وأثرها على حياة الإنسان... وفي نفس الوقت لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير أمام عينيه ، فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة خمس مرات يومياً ، دون ضجر ، أو ملل يؤثِّّّّّّر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه الطاعة ، فيحبها لحب المحيطين به لها ، ويلتزم بها كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي. ولكن حتى لا تتحول الصلاة إلى عادة وتبقى في إطار العبادة ، لابد من أن يصاحب ذلك شيء من تدريس العقيدة ، ومن(115/82)
المناسب هنا سرد قصة الإسراء والمعراج ، وفرض الصلاة ، أو سرد قصص الصحابة الكرام وتعلقهم بالصلاة ...
ومن المحاذير التي نركِّز عليها دوما الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب والتهديد ؛ وغني عن القول أن الضرب في هذه السن غير مباح ، فلابد من التعزيز الإيجابي ، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة جزءاً أساسياً من حياته. (5) ، (2)
ويراعى وجود الماء الدافئ في الشتاء ، فقد يهرب الصغير من الصلاة لهروبه من الماء البارد، هذا بشكل عام ؛ وبالنسبة للبنات ، فنحببهم بأمور قد تبدو صغيرة تافهة ولكن لها أبعد الأثر ، مثل حياكة طرحة صغيرة مزركشة ملونة تشبه طرحة الأم في بيتها ، وتوفير سجادة صغيرة خاصة بالطفلة ..
ويمكن إذا لاحظنا كسل الطفل أن نتركه يصلي ركعتين مثلا حتى يشعر فيما بعد بحلاوة الصلاة ثم نعلمه عدد ركعات الظهر والعصر فيتمها من تلقاء نفسه ، كما يمكن تشجيع الطفل الذي يتكاسل عن الوضوء بعمل طابور خاص بالوضوء يبدأ به الولد الكسول ويكون هو القائد ويضم الطابور كل الأفراد الموجودين بالمنزل في هذا الوقت (6).
ويلاحظ أن تنفيذ سياسة التدريب على الصلاة يكون بالتدريج ، فيبدأ الطفل بصلاة الصبح يومياً ، ثم الصبح والظهر ، وهكذا حتى يتعود بالتدريج إتمام الصلوات الخمس ، وذلك في أي وقت ، وعندما يتعود على ذلك يتم تدريبه على صلاتها في أول الوقت، وبعد أن يتعود ذلك ندربه على السنن ، كلٌ حسب استطاعته وتجاوبه.
ويمكن استخدام التحفيز لذلك ، فنكافئه بشتى أنواع المكافآت ، وليس بالضرورة أن تكون المكافأة مالاً ، بأن نعطيه مكافأة إذا صلى الخمس فروض ولو قضاء ، ثم مكافأة على الفروض الخمس إذا صلاها في وقتها ، ثم مكافأة إذا صلى الفروض الخمس في أول الوقت. (11)
ويجب أن نعلمه أن السعي إلى الصلاة سعي إلى الجنة ، ويمكن استجلاب الخير الموجود بداخله ، بأن نقول له: " أكاد أراك يا حبيبي تطير بجناحين في الجنة ، أو "أنا متيقنة من أن الله تعالى راض عنك و يحبك كثيراً لما تبذله من جهد لأداء الصلاة "، أو :"حلمت أنك تلعب مع الصبيان في الجنة والرسول صلى الله عليه وسلم يلعب معكم بعد أن صليتم جماعة معه"...وهكذا . (10)
أما البنين ، فتشجيعهم على مصاحبة والديهم ( أو من يقوم مقامهم من الثقات) إلى المسجد ، يكون سبب سعادة لهم ؛ أولاً لاصطحاب والديهم ، وثانياً للخروج من المنزل كثيراً ، ويراعى البعد عن الأحذية ذات الأربطة التي تحتاج إلى وقت ومجهود وصبر من
الصغير لربطها أو خلعها...
ويراعى في هذه المرحلة تعليم الطفل بعض أحكام الطهارة البسيطة مثل أهمية التحرز من النجاسة كالبول وغيره ، وكيفية الاستنجاء ، وآداب قضاء الحاجة ، وضرورة المحافظة على نظافة الجسم والملابس ، مع شرح علاقة الطهارة بالصلاة .(115/83)
و يجب أيضاً تعليم الطفل الوضوء ، وتدريبه على ذلك عملياً ، كما كان الصحابة الكرام يفعلون مع أبنائهم. (2)
ثالثاً:مرحلة الطفولة المتأخرة (ما بين السابعة والعاشرة) :
في هذه المرحلة يلحظ بصورة عامة تغير سلوك الأبناء تجاه الصلاة ، وعدم التزامهم بها ، حتى وإن كانوا قد تعودوا عليها ، فيلحظ التكاسل والتهرب وإبداء التبرم ، إنها ببساطة طبيعة المرحلة الجديدة : مرحلة التمرد وصعوبة الانقياد ، والانصياع وهنا لابد من التعامل بحنكة وحكمة معهم ، فنبتعد عن السؤال المباشر : هل صليت العصر؟ لأنهم سوف يميلون إلى الكذب وادعاء الصلاة للهروب منها ، فيكون رد الفعل إما الصياح في وجهه لكذبه ، أو إغفال الأمر ، بالرغم من إدراك كذبه ، والأولََى من هذا وذاك هو التذكير بالصلاة في صيغة تنبيه لا سؤال ، مثل العصر يا شباب : مرة ، مرتين ثلاثة ، وإن قال مثلاً أنه صلى في حجرته ، فقل لقد استأثرت حجرتك بالبركة ، فتعال نصلي في حجرتي لنباركها؛فالملائكة تهبط بالرحمة والبركة في أماكن الصلاة!! وتحسب تلك الصلاة نافلة ، ولنقل ذلك بتبسم وهدوء حتى لا يكذب مرة أخرى .
إن لم يصلِّ الطفل يقف الأب أو الأم بجواره-للإحراج -ويقول: " أنا في الانتظار لشيء ضروري لابد أن يحدث قبل فوات الأوان " (بطريقة حازمة ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد ) .(2)
كما يجب تشجيعهم، ويكفي للبنات أن نقول :"هيا سوف أصلي تعالى معي"، فالبنات يملن إلى صلاة الجماعة ، لأنها أيسر مجهوداً وفيها تشجيع ، أما الذكور فيمكن تشجيعهم على الصلاة بالمسجد و هي بالنسبة للطفل فرصة للترويح بعد طول المذاكرة ، ولضمان نزوله يمكن ربط النزول بمهمة ثانية ، مثل شراء الخبز ، أو السؤال عن الجار ...إلخ.
وفي كلا الحالتين: الطفل أو الطفلة، يجب أن لا ننسى التشجيع والتعزيز والإشارة إلى أن التزامه بالصلاة من أفضل ما يعجبنا في شخصياتهم ، وأنها ميزة تطغى على باقي المشكلات والعيوب ، وفي هذه السن يمكن أن يتعلم الطفل أحكام الطهارة، وصفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعض الأدعية الخاصة بالصلاة، ويمكن اعتبار يوم بلوغ الطفل السابعة حدث مهم في حياة الطفل، بل وإقامة احتفال خاص بهذه المناسبة، يدعى إليه المقربون ويزين المنزل بزينة خاصة ، إنها مرحلة بدء المواظبة على الصلاة!!
ولاشك أن هذا يؤثر في نفس الطفل بالإيجاب ، بل يمكن أيضاً الإعلان عن هذه المناسبة داخل البيت قبلها بفترة كشهرين مثلا ، أو شهر حتى يظل الطفل مترقباً لمجيء هذا الحدث الأكبر!! (5)
وفي هذه المرحلة نبدأ بتعويده أداء الخمس صلوات كل يوم ، وإن فاتته إحداهن يقوم بقضائها ، وحين يلتزم بتأديتهن جميعا على ميقاتها ، نبدأ بتعليمه الصلاة فور سماع الأذان وعدم تأخيرها ؛ وحين يتعود أداءها بعد الأذان مباشرة ، يجب تعليمه سنن الصلاة ونذكر له فضلها ، وأنه مخيَّر بين أن يصليها الآن ، أو حين يكبر.
وفيما يلي بعض الأسباب المعينة للطفل في هذه المرحلة على الالتزام بالصلاة :(115/84)
#
يجب أن يرى الابن دائماً في الأب والأم يقظة الحس نحو الصلاة ، فمثلا إذا أراد الابن أن يستأذن للنوم قبل العشاء ، فليسمع من الوالد ، وبدون تفكير أو تردد: "لم يبق على صلاة العشاء إلا قليلاً نصلي معا ثم تنام بإذن الله ؛ وإذا طلب الأولاد الخروج للنادي مثلاً ، أو زيارة أحد الأقارب ، وقد اقترب وقت المغرب ، فليسمعوا من الوالدين :"نصلي المغرب أولاً ثم نخرج" ؛ ومن وسائل إيقاظ الحس بالصلاة لدى الأولاد أن يسمعوا ارتباط المواعيد بالصلاة ، فمثلاً : "سنقابل فلاناً في صلاة العصر" ، و "سيحضر فلان لزيارتنا بعد صلاة المغرب".
#
إن الإسلام يحث على الرياضة التي تحمي البدن وتقويه ، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف ، ولكن يجب ألا يأتي حب أو ممارسة الرياضة على حساب تأدية الصلاة في وقتها، فهذا أمر مرفوض.
#
إذا حدث ومرض الصغير ، فيجب أن نعوِّده على أداء الصلاة قدر استطاعته ، حتى ينشأ ويعلم ويتعود أنه لا عذر له في ترك الصلاة ، حتى لو كان مريضاً ، وإذا كنت في سفر فيجب تعليمه رخصة القصر والجمع ، ولفت نظره إلى نعمة الله تعالى في الرخصة، وأن الإسلام تشريع مملوء بالرحمة.
#
اغرس في طفلك الشجاعة في دعوة زملائه للصلاة ، وعدم الشعور بالحرج من إنهاء مكالمة تليفونية أو حديث مع شخص ، أو غير ذلك من أجل أن يلحق بالصلاة جماعة بالمسجد ، وأيضاً اغرس فيه ألا يسخر من زملائه الذين يهملون أداء الصلاة ، بل يدعوهم إلى هذا الخير ، ويحمد الله الذي هداه لهذا.
#
يجب أن نتدرج في تعليم الأولاد النوافل بعد ثباته على الفروض.
و لنستخدم كل الوسائل المباحة شرعاً لنغرس الصلاة في نفوسهم ، ومن ذلك:
* المسطرة المرسوم عليها كيفية الوضوء والصلاة .
** تعليمهم الحساب وجدول الضرب بربطهما بالصلاة ، مثل: رجل صلى ركعتين ، ثم صلى الظهر أربع ركعات ، فكم ركعة صلاها؟...وهكذا ، وإذا كان كبيراً ، فمن الأمثلة:" رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوة الواحدة 40 سنتيمتر ، فكم خطوة يخطوها حتى يصل إلى المسجد في الذهاب والعودة ؟ وإذا علمت أن الله تعالى يعطي عشر حسنات على كل خطوة ، فكم حسنة يحصل عليها؟
*** أشرطة الفيديو والكاسيت التي تعلِّم الوضوء والصلاة ، وغير ذلك مما أباحه الله سبحانه . (2)
أما مسألة الضرب عند بلوغه العاشرة وهو لا يصلي، ففي رأي كاتبة هذه السطور أننا إذا قمنا بأداء دورنا كما ينبغي منذ مرحلة الطفولة المبكرة وبتعاون متكامل بين الوالدين ، أو القائمين برعاية الطفل، فإنهم لن يحتاجوا إلى ضربه في العاشرة، وإذ اضطروا إلى ذلك ، فليكن ضرباً غير مبرِّح ، وألا يكون في الأماكن غير المباحة(115/85)
كالوجه ؛ وألا نضربه أمام أحد ، وألا نضربه وقت الغضب...وبشكل عام ، فإن الضرب ( كما أمر به الرسول الكريم في هذه المرحلة) غرضه الإصلاح والعلاج ؛ وليس العقاب والإهانة وخلق المشاكل ؛ وإذا رأى المربِّي أن الضرب سوف يخلق مشكلة ، أو سوف يؤدي إلى كره الصغير للصلاة ، فليتوقف عنه تماماً ، وليحاول معه بالبرنامج المتدرج الذي سيلي ذكره...
ولنتذكر أن المواظبة على الصلاة -مثل أي سلوك نود أن نكسبه لأطفالنا- ولكننا نتعامل مع الصلاة بحساسية نتيجة لبعدها الديني ، مع أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم حين وجهنا لتعليم أولادنا الصلاة راعى هذا الموضوع وقال "علموا أولادكم الصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر" ، فكلمة علموهم تتحدث عن خطوات مخططة لفترة زمنية قدرها ثلاث سنوات ، حتى يكتسب الطفل هذه العادة ، ثم يبدأ الحساب عليها ويدخل العقاب كوسيلة من وسائل التربية في نظام اكتساب السلوك ، فعامل الوقت مهم في اكتساب السلوك ، ولا يجب أن نغفله حين نحاول أن نكسبهم أي سلوك ، فمجرد التوجيه لا يكفي ، والأمر يحتاج إلى تخطيط وخطوات وزمن كاف للوصول إلى الهدف، كما أن الدافع إلى إكساب السلوك من الأمور الهامة ، وحتى يتكون ، فإنه يحتاج إلى بداية مبكرة وإلى تراكم القيم والمعاني التي تصل إلى الطفل حتى يكون لديه الدافع النابع من داخله ، نحو اكتساب السلوك الذي نود أن نكسبه إياه ، أما إذا تأخَّر الوالدان في تعويده الصلاة إلى سن العاشرة، فإنهما يحتاجان إلى وقت أطول مما لو بدءا مبكرين ، حيث أن طبيعة التكوين النفسي والعقلي لطفل العاشرة يحتاج إلى مجهود أكبر مما يحتاجه طفل السابعة، من أجل اكتساب السلوك نفسه ، فالأمر في هذه الحالة يحتاج إلى صبر وهدوء وحكمة وليس عصبية وتوتر .. (4)
ففي هذه المرحلة يحتاج الطفل منا أن نتفهم مشاعره ونشعر بمشاكله وهمومه ، ونعينه على حلها ، فلا يرى منا أن كل اهتمامنا هو صلاته وليس الطفل نفسه ، فهو يفكر كثيرا بالعالم حوله ، وبالتغيرات التي بدأ يسمع أنها ستحدث له بعد عام أو عامين ، ويكون للعب أهميته الكبيرة لديه ، لذلك فهو يسهو عن الصلاة ويعاند لأنها أمر مفروض عليه و يسبب له ضغطاً نفسياً...فلا يجب أن نصل بإلحاحنا عليه إلى أن يتوقع منا أن نسأله عن الصلاة كلما وقعت عليه أعيننا!!
ولنتذكر أنه لا يزال تحت سن التكليف ، وأن الأمر بالصلاة في هذه السن للتدريب فقط ، وللاعتياد لا غير!! لذلك فإن سؤالنا عن مشكلة تحزنه ، أو همٍّ، أو خوف يصيبه سوف يقربنا إليه ويوثِّق علاقتنا به ، فتزداد ثقته في أننا سنده الأمين، وصدره الواسع الدافىء ...فإذا ما ركن إلينا ضمنَّا فيما بعد استجابته التدريجية للصلاة ، والعبادات الأخرى ، والحجاب . (7)
رابعا:ً مرحلة المراهقة :
يتسم الأطفال في هذه المرحلة بالعند والرفض ، وصعوبة الانقياد ، والرغبة في إثبات الذات - حتى لو كان ذلك بالمخالفة لمجرد المخالفة- وتضخم الكرامة العمياء ، التي قد تدفع المراهق رغم إيمانه بفداحة ما يصنعه إلى الاستمرار فيه ، إذا حدث أن توقُّفه عن فعله سيشوبه شائبة، أو شبهة من أن يشار إلى أن قراره بالتوقف عن(115/86)
الخطأ ليس نابعاً من ذاته ، وإنما بتأثير أحد من قريب أو بعيد . ولنعلم أن أسلوب الدفع والضغط لن يجدي ، بل سيؤدي للرفض والبعد ، وكما يقولون "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه" لذا يجب أن نتفهم الابن ونستمع إليه إلى أن يتم حديثه ونعامله برفق قدر الإمكان.
وفيما يلي برنامج متدرج ، لأن أسلوب الحث والدفع في التوجيه لن يؤدي إلا إلى الرفض ، والبعد ، فكما يقولون :"إن لكل فعل رد فعل مساوٍ له ومضادٍّ له في الاتجاه".
هذا البرنامج قد يستغرق ثلاثة أشهر، وربما أقل أو أكثر، حسب توفيق الله تعالى وقدره.
المرحلة الأولى:
وتستغرق ثلاثة أسابيع أو أكثر ، ويجب فيها التوقف عن الحديث في هذا الموضوع "الصلاة" تماماً ، فلا نتحدث عنه من قريب أو بعيد ، ولو حتى بتلميح ، مهما بعد.فالأمر يشبه إعطاء الأولاد الدواء الذي يصفه لهم الطبيب ، ولكننا نعطيه لهم رغم عدم درايتنا الكاملة بمكوناته وتأثيراته ، ولكننا تعلمنا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن لكل داء دواء ، فالطفل يصاب بالتمرد و العناد في فترة المراهقة ، كما يصاب بالبرد أغلبية الأطفال في الشتاء.
و تذكر أيها المربي أنك تربي ضميراً، وتعالج موضوعاً إذا لم يُعالج في هذه المرحلة ، فالله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يعلم إلى أين سينتهي ، فلا مناص من الصبر ، وحسن التوكل على الله تعالى وجميل الثقة به سبحانه.
ونعود مرة أخرى إلى العلاج، ألا وهو التوقف لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع عن الخوض في موضوع الصلاة ، والهدف من التوقف هو أن ينسى الابن أو الابنة رغبتنا في حثه على الصلاة ، حتى يفصل بين الحديث في هذا الأمر وعلاقتنا به أو بها ، لنصل بهذه العلاقة إلى مرحلة يشعر فيها بالراحة ، وكأنه ليس هناك أي موضوع خلافي بيننا وبينه ، فيستعيد الثقة في علاقتنا به ، وأننا نحبه لشخصه ، وأن الرفض هو للفعال السيئة ، وليس لشخصه.
فالتوتر الحاصل في علاقته بالوالدين بسبب اختلافهما معه أحاطهما بسياج شائك يؤذيه كلما حاول الاقتراب منهما أو حاول الوالدان الاقتراب منه بنصحه، حتى أصبح يحس بالأذى النفسي كلما حاول الكلام معكما ، وما نريد فعله في هذه المرحلة هو محاولة نزع هذا السياج الشائك الذي أصبح يفصل بينه وبين والديه.
المرحلة الثانية:
هي مرحلة الفعل الصامت ، وتستغرق من ثلاثة أسابيع إلى شهر.
في هذه المرحلة لن توجه إليه أي نوع من أنواع الكلام ، وإنما سنقوم بمجموعة من الفعال المقصودة ، فمثلاً "تعمد وضع سجادة الصلاة على كرسيه المفضل في غرفة المعيشة مثلاً ، أو تعمَّد وضع سجادة الصلاة على سريره أو في أي مكان يفضله بالبيت ، ثم يعود الأب لأخذها و هو يفكر بصوت مرتفع :" أين سجادة الصلاة ؟ " أريد أن أصلي ، ياه ... لقد دخل الوقت ، يا إلهي كدت أنسى الصلاة...(115/87)
ويمكنك بين الفرض والآخر أن تسأله :"حبيبي ، كم الساعة ؟هل أذَّن المؤدِّن؟ كم بقى على الفرض؟ حبيبي هل تذكر أنني صليت؟ آه لقد أصبحت أنسى هذه الأيام ، لكن يا إلهي ، إلا هذا الأمر .... واستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أسابيع أخرى أو أسبوعين حتى تشعر أن الولد قد ارتاح ، ونسى الضغط الذي كنت تمارسه عليه ؛ وساعتها يمكنك الدخول في المرحلة الثالثة...
المرحلة الثالثة:
قم بدعوته بشكل متقطِّع ، حتى يبدو الأمر طبيعياً ، وتلقائياً للخروج معك ، ومشاركتك بعض الدروس بدعوى أنك تريد مصاحبته ، وليس دعوته لحضور الدرس ، بقولك:"حبيبي أنا متعب وأشعر بشيء من الكسل، ولكِنِّي أريد الذهاب لحضور هذا الدرس ، تعال معي ، أريد أن أستعين بك ، وأستند عليك ، فإذا رفض لا تعلق ولا تُعِد عليه الطلب ، وأعِد المحاولة في مرة ثانية.
ويتوازى مع هذا الأمر أن تشاركه في كل ما تصنعه في أمور التزامك من أول الأمر، وأن تسعى لتقريب العلاقة وتحقيق الاندماج بينكما من خلال طلب رأيه ومشورته بمنتهى الحب والتفاهم ، كأن تقول الأم لابنتها: " حبيبتي تعالي ما رأيك في هذا الحجاب الجديد " ما رأيك في هذه الربطة؟ كل هذا وأنت تقفين أمام المرآة ، وحين تستعدين للخروج مثلا تقولين لها:" تعالى اسمعي معي هذا الشريط "، ما رأيك فيه؟"سأحكي لك ما دار في الدرس هذا اليوم " ثم تأخذين رأيها فيه ، وهكذا بدون قصد أوصليها بالطاعات التي تفعلينها أنت .
اترك ابنك أو ابنتك يتحدثون عن أنفسهم ، وعن رأيهم في الدروس التي نحكي لهم عنها بكل حرية وبإنصات جيد منا ، ولنتركهم حتى يبدأون بالسؤال عن الدين وعن أموره.
ويجب أن نلفت النظر إلى أمور مهمة جدا:
*
يجب ألا نتعجل الدخول في مرحلة دون نجاح المرحلة السابقة عليها تماما ، فالهدف الأساسي من كل هذا هو نزع فتيل التوتر الحاصل في علاقتكما ، وإعادة وصل الصلة التي انقطعت بين أولادنا وبين أمور الدين ، فهذا الأمر يشبه تماما المضادات الحيوية التي يجب أن تأخذ جرعته بانتظام وحتى نهايتها ، فإذا تعجلت الأمر وأصدرت للولد أو البنت ولو أمراً واحداً خلال الثلاثة أسابيع فيجب أن تتوقف وتبدأ العلاج من البداية.
*
لا يجب أن نتحدث في موضوع الصلاة أبداً في هذا الوقت فهو أمر يجب أن يصل إليه الابن عن قناعة تامة ، وإذا نجحنا في كل ما سبق- وسننجح بإذن الله ، فنحن قد ربينا نبتة طيبة حسب ما نذكر، كما أننا ملتزمين، وعلى خلق لذلك فسيأتي اليوم الذي يقومون هم بإقامة الصلاة بأنفسهم ، بل قد يأتي اليوم الذي نشتكي فيه من إطالتهم للصلاة وتعطيلنا عن الخروج مثلا!
*(115/88)
لا يجب أن نعلق على تقصيره في الصلاة إلا في أضيق الحدود ، ولنتجاوز عن بعض الخطأ في أداء الحركات أو عدم الخشوع مثلا. ولنَقصُر الاعتراض واستخدام سلطتنا على الأخطاء التي لا يمكن التجاوز عنها ، كالصلاة بدون وضوء مثلا.
*
استعن بالله تعالى دائما ، ولا تحزن وادع دائما لابنك وابنتك ولا تدع عليهم أبدا ، وتذكر أن المرء قد يحتاج إلى وقت ، لكنه سينتهي بسلام إن شاء الله ، فالأبناء
في هذه السن ينسون ويتغيرون بسرعة، خاصة إذا تفهمنا طبيعة المرحلة التي يمرون بها وتعامَلنا معهم بمنتهى الهدوء، والتقبل وسعة الصدر والحب. (8)
*************
كيف نكون قدوة صالحة لأولادنا؟
يمكن في هذا المجال الاستعانة بما يلي:
*
محاولة الوالدين يوم الجمعة أن يجلسا معا للقيام بسنن الجمعة_بعد الاغتسال- بقراءة سورة الكهف ، والإكثار من الاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، لينشأ الصغار وحولهم هذا الخير ، فيشتركون فيه فيما بعد .
*
حرص الوالدين على أن يحضر الأولاد معهما صلاة العيدين ، فيتعلق أمر الصلاة بقلوبهم الصغيرة .
*
الترديد أمامهم -من حين لآخر- أننا صلينا صلاة الاستخارة، وسجدنا سجود الشكر ..وغير ذلك . (2)
أطفالنا والمساجد:
كما لا يمكننا أن نتخيل أن تنمو النبتة بلا جذور ، كذلك لا يمكن أن نتوقع النمو العقلي والجسمي للطفل بلا حراك أو نشاط ، إذ لا يمكنه أن يتعرف على الحياة وأسرارها ، واكتشاف عالمه الذي يعيش في أحضانه ، إلا عن طريق التجول والسير في جوانبه وتفحص كل مادي ومعنوي يحتويه ، وحيث أن الله تعالى قد خلق فينا حب الاستطلاع والميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لإدراك كنه هذا الكون ، فإن هذه الميول تكون على أشُدَّها عند الطفل ، لذلك فلا يجب أن نمنع الطفل من دخول المسجد حرصاً على راحة المصلين ، أو حفاظاً على استمرارية الهدوء في المسجد ، ولكننا أيضا يجب ألا نطلق لهم الحبل على الغارب دون أن نوضح لهم آداب المسجد بطريقة مبسطة يفهمونها، فعن طريق التوضيح للهدف من المسجد وقدسيته والفرق بينه وبين غيره من الأماكن الأخرى ، يقتنع الطفل فيمتنع عن إثارة الضوضاء في المسجد احتراماً له ، وليس خوفاً من العقاب...ويا حبذا لو هناك ساحة واسعة مأمونة حول المسجد ليلعبوا فيها وقت صلاة والديهم بالمسجد (9) ، أولو تم إعطاؤهم بعض الحلوى ، أو اللعب البسيطة من وقت لآخر في المسجد ، لعل ذلك يترك في نفوسهم الصغيرة انطباعا جميلا يقربهم إلى المسجد فيما بعد.(115/89)
فديننا هو دين الوسطية ، كما أنه لم يرد به نصوص تمنع اصطحاب الطفل إلى المسجد، بل على العكس ، فقد ورد الكثير من الأحاديث التي يُستدل منها على جواز إدخال الصبيان(الأطفال) المساجد ، من ذلك ما رواه البخاري عن أبي قتادة: ( خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه ، فصلى ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع رفعها ) كما روى البخاري عن أبي قتادة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( إني لأقوم في الصلاة فأريد أن أطيل فيها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشُق على أمه ) ، وكذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: ( أقبلت راكباً على حمار أتان، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم يُنكر ذلك علىّْ ) .
وإذا كانت هذه هي الأدلة النقلية التي تهتف بنا قائلة:"دعوا أطفالكم يدخلون المسجد"، وكفى بها أدلة تجعلنا نبادر بالخضوع والاستجابة لهذا النداء، فهناك أدلة تتبادر إلى عقولنا مؤيدة تلك القضية ، فدخول أطفالنا المسجد يترتب عليه تحقيق الكثير من الأهداف الدينية ، والتربوية ، والاجتماعية ، وغير ذلك.... فهو ينمي فيهم شعيرة دينية هي الحرص على أداء الصلاة في الجماعة، كما أنها تغرس فيهم حب بيوت الله، وإعمارها بالذكر والصلاة ، وهو هدف روحي غاية في الأهمية لكل شخص مسلم . (9)
خير معين بعد بذل الجهد:
لعل أفضل ما نفعله بعد بذل كل ما بوسعنا من جهد وبالطريقة المناسبة لكل مرحلة عمرية ، هو التضرع إلى الله عز وجل بالدعاء ، ومن أمثلة ذلك:
{ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعاء } .
" يا حي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لأولادي شأنهم كله ولا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين ، ولا أقل من ذلك".
"اللهم اهدهم لصالح الأعمال والأهواء والأخلاق ، فإنه لا يهدي لصالحها إلا أنت، واصرف عنهم سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت"
"اللهم إني أسالك لهم الهدى والتقى والعفاف والغِنَى"
"اللهم طهِّر بناتي وبنات المسلمين بما طهَّرت به مريم، واعصِم أولادي وأولاد المسلمين بما عصِمتَ به يوسف"
"اللهم اجعل الصلاة أحب إليهم من الماء البارد على الظمأ، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، يا نعم المولى ونعم النصير"
تجارب الأمهات:
فيما يلي بعض من تجارب الأمهات التي نجحت في ترغيب أطفالهن في الصلاة ، ولكل أم أن تختار ما يتناسب مع شخصية طفلها ، دون أضرار جانبية.
1- قالت لي أم لولدين : لاحظت أن الابن الأصغر مستاءٌ كثيراً لأنه الأصغر وكان يتمنى دائماً أن يكون هو الأكبر، فكنت كلما أردته أن يصلي قلت له:" هل صليت؟"(115/90)
فيقول "لا"، فأقول" هل أنت صغير، فيقول لا، فأقول:" إن الكبار فقط هم الذين يصلون"، فتكون النتيجة أن يجري إلى الصلاة!
2- وأمٌ أخرى كانت تعطي لولدها ذو الست سنوات جنيها كلما صلى الخمس صلوات كاملة في اليوم ، وكانوا يدخرون المبلغ حتى اشترى بها هدية كبيرة، وظلت هكذا حتى اعتاد الصلاة ونسي المكافأة!! [ ونذكر بضرورة تعليم الطفل أن أجر الله وثوابه على كل صلاة خير له وأبقى من أي شيء آخر ].
3- وأمٌ ثالثة قالت أن والد الطفل رجل أعمال ووقته الذي يقضيه بالبيت محدود ، وكان لا يبذل أي جهد لترغيب ابنه في الصلاة ، ولكن الله تعالى رزقهم بجار كان يكبر الولد قليلا وكان يأخذ الصبية من الجيران معه إلى أقرب مسجد للبيت ، فكانوا يخرجون معا
عند كل صلاة ويلتقون فيمرحون ويضحكون في طريقهم من وإلى المسجد حتى اعتاد ابنها الصلاة!!
4- وأمٌ رابعة تقول أن زوجها كان عند صلاة المغرب والعشاء يدعو أولاده الثلاثة وهم أبناء خمس ، و سبع وثماني سنوات فيصلُّون معه جماعة وبعد الصلاة يجلسون جميعا على سجادة الصلاة يتسامرون ويضحكون بعض الوقت ، وكان لا يقول لمن تخلف عن الصلاة لِمَ تخلفت، وكان يتركهم يجيئون ليصلوا معه بمحض إرادتهم ، حتى استجابت الابنة والتزمت بالصلاة مع والدها في كل الأوقات، ثم تبعها الولدان بعد ذلك بالتدريج، وكان الوالد-بين الحين والآخر- يسأل الابن الأكبر حين بلغ سن الثانية عشرة من عمره :"هل أعطيت ربك حقه عليك؟"
فكان يذكره بالصلاة دون أن يذكر كلمة الصلاة ، إلى أن عقد المسجد الذي يقترب من البيت مسابقة للطلاب جميعا ًلمن يصلي أكثر في المسجد ، وأعطوهم صحيفة يقوم إمام المسجد بالتوقيع فيها أمام كل صلاة يصليها الطالب بالمسجد ، فحرص الابن الأكبر وزملاؤه من الجيران على تأدية كل الصلوات-حتى الفجر- في المسجد حتى اعتاد ذلك فأصبح بعد انتهاء المسابقة يصلي كل الأوقات بالمسجد !!!
5- تقول أم خامسة:"ألحقت أولادي بدار لتحفيظ القرآن، وكانت المعلمة بعد أن تحفِّظهم الجزء المقرر في كل حصة تقوم بحكاية قصة هادفة لهم ، ثم تحدثهم عن فضائل الصلاة وترغِّبهم فيها وحين يأتي موعد الصلاة أثناء الحصة تقول لهم :"هيا نصلي الظهر جماعة ، وليذهب للوضوء مَن يريد " ، حتى أقبل أولادي على الصلاة بنفوس راضية والحمد لله!!!
6- أما الأم السادسة فتقول:" كنت أترك ابنتي تصلي بجواري ولا أنتقدها في أي شيء مخالف تفعله ، سواء صلت بدون وضوء ، أم صلت الظهر ركعتين...حتى كبرت قليلاًً و تعلمت الصلاة الصحيحة في المدرسة، فصارت تحرص على أدائها بالتزام !!!
7- وتقول أم سابعة أن ولدها قال لها أنه لا يريد أن يصلي لأن الصلاة تضيع عليه وقت اللعب ، فطلبت منه أن يجريا تجربة عملية وقالت له أنت تصلي صلاة الصبح وأنا أقوم بتشغيل ساعة الإيقاف الجديدة الخاصة بك (كان الولد فرح جداً بهذه الساعة ، فتحمس لهذا الأمر ) ، فبدأ يصلي وقامت الأم بحساب الوقت الذي(115/91)
استغرقه في هاتين الركعتين ، فوجدا أنهما استغرقتا دقيقة وعدة ثوان!!، فقالت له لقد كنت تصلي ببطء ، وأخذت منك صلاة الصبح هذا الوقت اليسير ، معنى ذلك أن الصلوات الخمس لا يأخذن من وقتك إلا سبعة عشر دقيقة وعدة ثواني كل يوم ، أي حوالي ثلث ساعة فقط من الأربع وعشرين ساعة كل يوم ، فما رأيك؟!!! فنظر الولد إليها متعجباً.
8- وقالت أم ثامنة أنها بعد أن أعدت ابنها إعداداً جيدا منذ نعومة أظفاره ليكون عبدا لله صالحاً ، وذلك من خلال الحديث عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ورواية قصص الأنبياء ، وتحفيظه جزء عم ، بعد كل ذلك اضطرت لنقله من مدرسة اللغات التي نشأ بها- بعد أن تغيرت أحوالها للأسوأ من حيث الانضباط الأخلاقي والدراسي- إلى مدرسة لغات أخرى ولكنها إسلامية تضيف منهجا للدين غير المنهج الوزاري كما أن بها مسجداً كبيراً ، ويسود بها جو أكثر احتراما والتزاماً ، إلا أنه ربط بين بعض المشكلات التي واجهها هناك -كازدحام الفصول ، وتشدد بعض المدرسين أكثر من اللازم ، وعدم قدرته على تكوين صداقات بسرعة كما كان يأمل...وغير ذلك- بالدين وعبادة الله تعالى ، فبدأ لا يتقبل الحديث في الدين بالبيت ، وانقطع عن الصلاة، وبدأ يعرض عن الاستماع إلى أي برنامج أو درس ديني بالتلفزيون أو بالنادي أو بأي مكان، ثم بدأ يسخر من الدين ، وينتقد أمه بأنها : "إسلامية" ، ففكرت الأم في اصطحابه لعمرة في الإجازة الصيفية ليرى أن الدين أوسع بكثير من أمه المتدينة ، ومدرسته الإسلامية ، وخشيت الأم أن يصدر منه أي تعليق ساخر أمام الكعبة المشرفة، ولكنها كانت متيقنة من الله تعالى سيسامحه ، فما هو إلا طفل ، فلما رآها انبهر بمنظرها ، وظل يتساءل عن كل هذا النور الذي يحيط بها ، خاصة أنه أول ما رآها كان في الليل، وتركته الأم يفعل ما يشاء : يلعب ، ويتسوق ، ويشاهد أفلام الأطفال بالتلفزيون ، ويذهب إلى الحَرَم باختياره ، ويحضر الندوات الدينية المصاحبة للعمرة باختياره، مصطحباً معه لعبته ، فلما عاد إلى البيت كانت أول كلمة قالها -بحمد الله تعالى- هي: "متى سنذهب للعمرة ثانيةً؟؟" وتغيرت نظرته لله تعالى ، وللدين ، وللصلاة...و تأمل الأم أن يلتزم-بمرور الوقت- بإقامة الصلاة إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــ
... أفكار دعوية .. مع الأولاد
عودي أولادك الاعتماد على النفس قدر الإمكان وتحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الجماهير...
وذلك من خلال الإكثار من حضورهم لمجالس الذكر حتى يتعلموا كيفية الإلقاء وأيضاً تشجيعهم على التحدث أمام الآخرين وإشراكهم في النشاطات العامة وتنمية حب المشاركة في النشاطات المدرسية ونحوها...
ولا تتسببي في إصابتهم بمرض الخجل، لأنك تخجلين، بل اجعليهم ينطلقون في مجالات الحياة الاجتماعية بمسار صحيح بعيداً عن الشعور بالنقص والخجل وعدم الثقة بالنفس حتى تتكون وتغرس فيهم مبادئ الصفات الدعوية التي تصقل وتوجه(115/92)
فيما بعد فيتعودوا على مواجهة الجمهور والجرأة والطلاقة في الحديث، والفضل يعود إليك بعد الله سبحانه وتعالى لأنك أنت المحضن الأول لكل الدعاة في الدنيا...
* وردتك الجميلة في المنزل التي تضمينها وتشمينها، ابنتك الصغيرة داعية المستقبل... هل فكرت أن تهديها خماراً وسجادة للصلاة؟ كما أهديتها الكثير من اللعب سابقاً!!
* هل اصطحبت أولادك إلى إحدى المكتبات الإسلامية وتركتهم يختاورن أجمل القصص والكتب المفيدة والمسلية ونميت عندهم بذلك حب القراءة التي هي الزاد القوي في طريق السائرين إلى الله.
* اختاري لأولادك بعض الأشرطة الخاصة بالأطفال ودعيهم يتمتعون ويستفيدون منها...
هناك تلاوات أطفال مثلهم وسيعجبهم ذلك..
وهناك أشرطة تعليمية للأطفال..
وهناك الأناشيد والمنوعات... إلخ
واحرصي على أن تحضري لهم كل شهر شريطين وكتابين، مع توجيهاتك الحانية ودعواتك الطاهرة من قلبك الصادق مع الله في هداية أولادك وحفظهم من شرور الدنيا والآخرة ومن شياطين الإنس والجن، وأن يهديهم سبحانه إلى أحسن الأخلاق وأن يصرف عنهم أسوأها.
وأن يجعلهم قرة أعين لوالديهم وللمسلمين وذخراً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
ترى بعد سنة من المداومة على هذا العمل كيف سيكون أولادك بإذن الله؟؟
أترك الإجابة لك...
فكرة لوحه الإعلانات التي سأذكرها في هذا الكتاب لا بأس من عملها أيضاً في غرفة أولادك وتغيير محتوياتها كل شهر مثلا.
* كم عدد الصفحات التي يحفظها أولادك أيام الامتحانات ؟
كم مقرر يحفظه الطالب في كل سنة بل في كل فصل دراسي؟
أنا لا أتحدث عن طالب القسم الثانوي أو المتوسط، ولكني أتحدث معك عن المرحلة الابتدائية فقط وقيسي على ذلك، أيعجز أولادك بعد ذلك عن أن يحفظوا كتاب الله أو أجزاء منه على الأقل أم أنك تعجزين عن حثهم ومعاونتهم كما حرصت من قبل وسهرت الليالي معهم حتى يحفظوا (6) مقررات أو (10) مقررات أو (13) مقرراً... بل بذلت ذلك من أعصابك وراحتك حتى لكأنك أنت التي تختبرين لدرجة أنك تقسين عليهم بعض الأحيان ليحققوا أعلى الدرجات في الاختبارات، أسألك بصراحة هل أنت تحبين أبناءك حقاً؟
أعلم أنك ستجيبين فوراً بالطبع نعم، أعود وأسألك:
هل تحبينهم في الله؟
أرجو أن لا تتسرعي في الإجابة، فقد تكون الإجابة في الغالب
مؤلمة جداً وأنت لا تشعرين بذلك.
إن الحب الحقيقي لأولادك، هو أن تبذلي مهجة قلبك حتى ترتفع درجاتهم عند رب العالمين، فيسعدوا بالنتائج النهائية يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، الحب الحقيقي(115/93)
لأولادك، أن تنجحي في تحفيظهم كتاب الله بشتى الطرق، كما نجحت في أن يتخطى أبناؤك مقررات طويلة ومتنوعة..
وهذا أكبر دليل على قدرتك على إعانة أبنائك على حفظ كتاب الله تدريجياً وحسبك أنه يحفظهم من الشرور ومن العين والجن وشفاء لهم من الأمراض العضوية والنفسية وتقوية للذاكرة وصفاء للذهن والروح. ثم من هي الأم التي لا تريد هذا الخير لأبنائها ولا تحرص عليه؟! إنها أغلى هدية تقدمينها في حياتك لأولادك
وستسعدين بها في الحياة وبعد الممات
ففي الحديث (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر
منها ولد صالح يدعو له، أي ولد هذا الذي تتوقعين أن يدعو لك وأنت في قبرك فيخفف عنك بإذن الله أوترفع منزلتك عند الله.
أي ولد هذا ؟
هل هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره أمام أفلام الكرتون وألعاب الكمبيوتر؟
أم هو ولدك الذي يمضي سحابة نهاره في لعب الكرة مع أولاد الحارة؟
أم إنه ذلك الوجه الطاهر، ذلك الابن البار الذي قد تعطرت أنفاسه كل يوم في حلقة المسجد يحفظ ويردد آيات البر بالوالدين فترتفع يداه بالدعاء الصادق لك في كل يوم بل في كل صلاة.
فهنيئاً ثم هنيئاً لكل أم حازت في بيتها خمسة فأكثر من حفظة كتاب الله الكريم، وما أكثرهن والحمد لله حيث تسمع لبيوتهن مثل دوي النحل من تلاوة كتابه الكريم، نسأل الله أن يثبتنا والمسلمين على صراطه المستقيم.
أختي في الله..
أيتها الأم الداعية الحنون..
اجلسي مع أولادك وقتاً ليس أقل من ساعة، ولو في الأسبوع.
دعيهم يتحدثون بحرية وراحة عن كل شيء واعتبريها جلسة (سواليف)، لكن لها هدف كبير لا يخفى على داعية مثلك.
تأكدي عزيزتي الأم أنه من خلال مثل هذه الجلسات وتكرارها عبر الأيام سوف تتعرفين على شخصيات أولادك وهل وصلت إلى النتيجة المرجوة أم إن أهدافك لم تتحقق بعد، ربما لتقصيرك في أمر ظننت أنك أعطيته حقه، وربما لعدم التنويع في الأساليب وربما... إلخ.
المهم أن تطلعي على ذلك وتدركيه قبل فوات الأوان حتى تتمكني من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في عقائدهم وأعمالهم، والله يرعاك....
* عزيزتي... إذا كنت تشعرين بالخجل والارتباك الشديد عندما يخطئ طفلك أمام الآخرين أثناء تعلمه مهارة ما وتزجرينه أمامهم، فاعلمي أن ذلك بداية النهاية لقدرات طفلك ومواهبه؛ لأن الطفل غالباً يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ، والتوجيهات المستمرة الهادئة من والديه تنفعه كثيراً في التقدم.
ولا بد أن تدركي تماماً الفروق الفردية بين الأطفال، بالتالي تنظري إلى طفلك من خلال قدراته هو لا من خلال قدرات غيره من الأطفال الآخرين.(115/94)
ومن ثم تسعين إلى تنمية مواهبه ومهاراته وتوجيهها بحيث ينفع نفسه ودينه فيما بعد من خلال شخصيته المتميزة عن غيرها وقدراته الخاصة به.
أختى
لن تجني الأم من المقارنة بين قدرات طفلها وقدرات الأطفال الآخرين إلا طفلاً محطماً غير واثق من نفسه ومن صحة تصرفاته لأن أمه أرادته نسخة طبق الأصل من طفل آخر أعجبها فعجزت عن ذلك فمسخت بذلك شخصية طفلها الأصلية وقدراته الطبيعية، فأصبحت كالمنبت لا وادياً قطع ولا ظهراً أبقى.
* نعم... جميل جداً حرصك على حضور مجالس الذكر..
ولكن.. هل فكرت باصطحاب بنياتك معك حتى يتعودن على حب حلق الذكر ويألفنها ويكتسبن شيئاً من مهارة الإلقاء من خلال المشاهدة.
أعتقد أن ذلك مهم بالنسبة لك، فأنت أم لداعيات المستقبل... أليس كذلك...؟
إذا لم نلتقِ في الأرض يوماً وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً بدار خلدٍ بها يحيى الحنين مع الحنون
ـــــــــــــــــــ
... كيف تصنعين طفلاً يحمل هم الإسلام؟
تعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانيًا وسلوكيًا من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومر العصور, وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى، نظرًا لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات مما أفرز واقعًا أليمًا يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحديًا حقيقيًا يواجه الأمة.
من هنا ... كان هذا التحقيق الذي نسلط فيه الضوء على مشكلات الأطفال والعوامل التي تؤثر بشكل سلبي على سلوكهم وأخلاقهم .. ثم أخيرًا الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال .. بإذن الله في صناعة طفل يحمل هم الإسلام.
إذا أردنا أن نزرع نبتة .. فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن .. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم .. من أجل شيء واحد .. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة .. تلذ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.
ولكن!! ماذا لو كان الهدف أسمى .. والحلم أكبر .. وأبناؤنا .. زهور حياتنا .. أين نحن من صناعة هدف غال وعزيز لمستقبلهم؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوم ليلاً ونهارًا .. من أجل حلم فجر مشرق .. [ابن وابنة يحملان هم الدعوة بين جنباتهم البريئة] ... يرفعان جميعا راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33].
كم من أم تحمل هذا الهدف .. إن مستقبل أمة الإسلام .. أمانة تحملها كل أم .. كل مرب .. وكل مسؤول عن فلذات الأكباد,لذا قمنا بإجراء تحقيق مع بعض الأمهات، وقد لمسنا فيه سرعة التجاوب معنا في كل أبوابه، وكأننا طرقنا باباً كان ولا شك عند كل أم مفتاحه.(115/95)
أول سؤال وجهناه إليهن كان: هل أنت ممن يهتمون بتربية أبنائهم تربية صالحة؟
وكم أسعدنا مستوى الوعي الذي وجدناه والذي تمثل في مئة إجابة بنعم من بين مئة استبانة تم توزيعها على الأمهات بمختلف مستويات تعليمهن.
ولأن كل هدف عظيم لا بد فيه من عمل جاد ودؤوب لتحقيقه، سألناهن عن خطواتهن العملية التي اتبعنها لتحقيق هذا الأمل.
معظم الإجابات كانت متمثلة في حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، مما يعكس مستوى الوعي الذي وصلت إليه الأمهات في الاهتمام بهذه الشعيرة المهمة، وكان الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم...
التنشئة المبكرة:
مريم محمد .... 48 سنة .. منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم .. كما أتبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس محبته في أنفسهم .. ودعائي لهم المستمر بالهداية .. كما أشجعهم دائمًا على طلب العلم الشرعي ليتقربوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه.
العبادة الشرعية منذ الصغر:
أم صهيب .. 42 سنة .. أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الابتدائية .. وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها ... وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك.
أم وصديقة!!
غادة .. 26 سنة ... تعمل إدارية ..
أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم .. كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم ..
ثانيًا: أبدء بإصلاح نفسي ... حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي ..وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم .. وأحببهم بأماكن الخير .. وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تنافس شريف:
أم عبد العزيز.. 30 سنة: أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن .. ليستمروا عليه .. واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة [بابا سلام].. وأحكي لهم قصصًا هادفة مفيدة..
جلسة حوار:
أم عبد الله .. 33 سنة: أجلس مع أبنائي جلسات جوار بناء وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها .. ولدينا أيضًا جلسات ممتعة على [النت] مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص.
أساعد أطفالي:(115/96)
أم محمد .. أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائمًا أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل .. وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ.
قدوتهم الرسول صلى الله عليه وسلم:
زبيدة الصالح 38 سنة معلمة: أربي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتخذون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لهم في جميع تصرفاتهم .. وأهذب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه .. وأخيرًا أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة.
التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام:
ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟
أجابت عن سؤالنا الأستاذة فاطمة السابر .. رعاها الله:
جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم ويدعون الآخرين ... وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسها لأن ترى أبناءها دعاة صالحين:
1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضًا إلى ذلك.
2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله .. إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.
3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.
4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعود أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.
5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال [كل حسب جنسه] وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب.... وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل تقيمينها بنفسك.
6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم .. لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين..
ـــــــــــــــــــ
... لماذا يلمس الابناء اعضائهم التناسلية
كتبه : مأمون مبيض(115/97)
لا شك أن هذه مشكلة سلوكية تحدث الكثير من القلق والحرج للوالدين والأهل، ويسرني أن تلاحظ الأم الجوانب الإيجابية في ابنتها كالذكاء، وتقدم النمو اللغوي، وكإدراكها بأن هذا السلوك "خطأ غريب ".
إنه أمر طبيعي أن يبدأ الطفل ( الطفلة ) في مرحلة من مراحل النمو أن يكتشف بعض الاحساسات الممتعة واللذيذة عند لمس الأعضاء التناسلية، ويحدث هذا عادة في سنوات ( 3- 6)
قد يكون بشكل مبكر أو متأخر عند بعض الأطفال، وبحسب قدراتهم الإيمانية المختلفة، كما هن الحال عند هذه الطفلة ولا ضرر عادة من هذه المرحلة الطبيعية بحد ذاتها، لأنها هامة في نمو الطفل وفي تعرفه علي جسمه وأعضاء جسده المختلفة، ويمكن لهذه المرحلة أن تساعد الطفل علي تعلم بعض القيم الدينية والعادات الاجتماعية من خلال ملاحظة الوالدين وتنبيههما إلي السلوك المقبول، والسلوك غير المقبول، كتعليم الطفل ما هو لائق أو غير لائق، ونظيف أو غير نظيف، وحلال أو حرام.
ولكن يمكن في حالات خاصة أن تنشأ في هذه المرحلة بعض المشكلات السلوكية، والتي قد تأخذ أكثر من شكل، فالطفل الذي يعنفه والده بشدة بسبب هذا السلوك من لمس أعضائه التناسلية، يمكن أن يصبح كثير القلق والتوتر، ويشعر بأنه يرتكب ما هو ممنوع وحرام، وقد يشعر الطفل بضعف الثقة بنفسه، أو الانطواء وتجنب الآخرين، أو قد يتابع اكتشاف نفسه وجسده، ولكن بشكل سري بعيداً عن الأنظار.
ومن المهم أن نعرف أن سلوك الطفل في هذا العمر لا يأخذ المعني الجنسي بالمفهوم الذي نعرفه نحن الكبار، وإنما قد لا يتعدي أكثر من الشعور بالمتعة والراحة والاسترخاء من لمس أعضائه، وبدون وجود أي بعد نفسي أو اجتماعي أخر.
أو قد تأخذ المشكلات السلوكية عند الطفل طابعاً جنسياً، والذي غالباً ما يكون عبارة عن اللعب الجنسي مع غيره من الأولاد، والعادة أن يبدأ الولد الكبير بتعليم الصغير من باب " التجربة " ولابد هنا من انتبها الأهل إلي تصرف الأخوة والأخوات الصغار داخل الأسرة، أو سلوك من يعيش مع الأسرة من الأقارب، أو حتي الخدم.
ويتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة بسلام ومن دون مشكلات سلوكية أو عاطفية أو نفسية، حيث يتعلم الطفل الضوابط الاجتماعية لما هو مقبول القيام به أمام الناس، وما هو غير مقبول، ولكن عندما يتعرض بعض الأطفال لأمر مزعج أو مقلق، كخلاف داخل الأسرة أو بين الوالدين،الانتقال لمنزل آخر، فقد يتراجع الطفل إلي سلوك أو عادة قام بها في صغره، وكانت تشعره ببعض الأمن كمص الإصبع أو لمس الأعضاء التناسلية، ولذلك نجد الطفل أحيانا يعتاد حركة معينة أو سلوكاً ما يكرره مرات ومرات ومرات .
وأريد أن أشير إلي المحاولات الجيدة التي قامت بها الأم هنا مع ابنتها، كمحاولة جذب انتباهها لأعمال أخرى، وإلباسها بعض الملابس الثقيلة، ولكن هذه الطرق يبدو أنها لم تفد كثيراً، فما هو العمل الآن ؟ ... لذلك أنصح بالأمور التالية :(115/98)
1- نعم الاهتمام بهذه المشكلة، ولكن من غير أن نظهر للبنت القلق الشديد أو الانزعاج الكبير، ونحاول أن لا نزيد للمشكلة مشكلة نفسية أو عاطفية أخري.
2- لنحاول أن ننظر للأمر لا علي أنه مشكلة جنسية، وإنما مجرد سلوك أو عادة غير حسنة، كمثال مص الإصبع، مع اختلاف الفارق طبعاً بين الأمرين من الناحية الاجتماعية.
3- أن لا نعطي الطفلة كل الانتباه عندما تقوم بهذا السلوك وإنما نحاول تجاهله قدر الإمكان، وإن كنت اعلم صعوبة هذا علي الوالدين. مكافأة الطفلة عن السلوك الحسن، فعندما تمر ساعات مثلاً من غير إن تلمس نفسها بهذا الشكل، يمكن أن يقال لها أنها اليوم تصرفت بالطريقة الحسنة ويمكن أن تقدم لها الأم كلمة طيبة تنم عن الشكر، أو شيئاً مادياً تحبه كلعبة صغيرة. او قضاء وقت معها في اللعب أو تحكي لها حكاية.
4- تؤكد الأم للطفلة وتطلب منها بوضوح وحزم ( مع اللطف ) بأن هذا السلوك قطعاً غير مسموح به خارج المنزل أو أمام الناس، إذا قامت به خارج المنزل، فيمكن أن تحرم من الخروج في اليوم التالي، يجب أن تشعر البنت هنا أن عملها هذا خارج البيت أو أمام الناس لا يمكن أن يقبل أبداً من الوالدين .
5- تحاول الأسرة إزالة أي إشكال أو خلاف بين الزوجين أو داخل الأسرة، مما قد يسبب التوتر والقلق عند البنت، وإذا كان لابد من النقاش والأخذ والرد بين الوالدين، فليكن بعيداً عن الأولاد.
6- لتستمر الأم فيما تقوم به من جذب انتباه البنت إلي أعمال وأنشطة أخري إيجابية تشغلها، كالألوان والرسم، أو الألعاب المسلية المختلفة .
7- لا أنصح بتخويف البنت بأمور مخيفة كأن تصاب مثلاً بالمرض، أو كحرق أصابعها بالنار أو ما شابه ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس، فهذه من شأنها أن أن تزيد من قلق البنت وتوترها بالضرورة نم هذا السلوك.
8- تشجيع البنت على معاشرة الأطفال الذين في مثل عمرها لتلعب معهم، فهذا من شأنه أن يساعدها على اكتساب العادات الحسنة من السلوك، والتخلي عن العادات غير الحسنة
ـــــــــــــــــــ
... أولادنا بين الكذب والدبلوماسية
وقع اختياري على هذا العنوان لأنه أحد أهم الإشكالات التربوية، فكثيرا ما يهتم الأهل بتنشئة أطفالهم على الصدق، وذلك إما بحكاية قصص الصادقين التي تحوي عظة تبين الفرق بين عاقبة الصدق المنجية ونتيجة الكذب الوخيمة، أو بربط واقع الطفل بهذه القيمة المثالية عبر مكافأة الصادق ومعاقبة الكاذب أو غير ذلك من الأساليب التربوية التي تهدف إلى إعلاء مفهوم الصدق بوصفه سمة أخلاقية ضرورية لتماسك المجتمع وبناء الثقة بين أفراده؛ ولكن الإشكال يتبدى في تعامل الطفل مع تناقضات الأهل بين الأقوال والأفعال، وكذلك صعوبة تفريقه بين الصدق المحبب والصراحة الجارحة إضافة إلى تعسر إدراكه الفارق بين الكذب المرفوض والدبلوماسية المطلوبة.(115/99)
الكذب الدفاعي
قد يفوتنا أحيانا حقيقة أن الطفل يتعلم بالقدوة والتقليد أكثر مما يتعلم بالترغيب والترهيب؛ فحين تبرق أفعالنا بإشارات خاصة في حالة الشدة والانفعال مخالفة لما نغرسه في عقول أطفالنا فإن كل دروسنا ومواعظنا عن القيم والمُثل تتبخر، مما قد يُلجئ الطفل إلى الكذب الدفاعي الذي يكفيه شدة العقاب ولا ينفيه من مكانته بين أهله، والأمثلة كثيرة.
فربما يرتكب الطفل خطأ دون أن يراه أحد ككسر مزهرية غالية الثمن أو سكب الحليب على السجادة الفاخرة، ويلجأ أحد الأبوين لطمأنته برفع العقاب إذا حدّث بالصدق ومع اعتراف الطفل يبدأ العقاب القاسي.. ليكتشف أن الأمر لم يكن سوى خدعة لاستدراجه وفي أحسن الأحوال تذهب الأم وتروح وهي تلملم بقايا الزجاج المتناثرة أو يزبد الأب ويرغي وهو يأمر الخادمة بتنظيف السجادة دون أن يكف هؤلاء "المنظّرون" عن عزف الأنغام اللائمة للطفل والموبخة له، مما يرسم صورة كئيبة لا تُنسى ويرسخ معاناة نفسية لا تُمحى، ومن المسلّم به تربويا أن الفعل العاقل لن يكون له نفس تأثير رد الفعل؛ لأن الحساسية المرتفعة لدى الطفل تجعله أكثر تأثرا بأفعالنا العاطفية وارتكاساتنا الانفعالية، علما بأن اعتراف الطفل بالخطأ ليس مدعاة لمكافأته فقد ترتبط لديه المكافأة بالخطأ لا بالصدق، لكن يكفي أن نتمالك أعصابنا ونعلم أن السجادة والمزهرية وكل ما نملك لا يعادل نفسية سوية لأطفالنا.
إذن هذه صورة تهز مفهوم الصدق لدى الطفل.
ولا شك أن ثمة صورا أخرى موجودة أيضا وإن كانت أقل دراماتيكية، كأمر الأب أو الأم الطفل أن ينفي وجودهما بالبيت لانشغالهما أو عدم رغبتهما في التفاعل مع السائل عنهما.
الصراحة الكوميدية
على الجانب الآخر بعض الصور الكوميدية.. فمثلا عندما يأتي الجد ليقبّل الحفيد الصغير فينفر منه قائلا ببراءة: لا أحبك لأنك بدون أسنان! أو عندما تسأل صديقةُ والدتها الطفلةَ: ألستُ جميلة؟ فتقول لها: لا.. لأنك سوداء مثل الخادمة! بالطبع فبعض هؤلاء الكبار الذين انتقدهم الطفل قد يضحكون، ولكن بعضهم قد ينعتون الطفل بعدم التهذيب أو يصمتون فينبري أحد الوالدين مقطبا ناهرا الطفل على قلة أدبه، والطفل المسكين لا ينطق لأنه لا يستطيع محاكمة هؤلاء "الأوغاد" الكبار الذين حببوا إليه فضيلة الصدق فإذا صدق أساءوا له لفظا أو فعلا، والنتيجة أنه في كل الحالات التي تتم فيها معاقبة الطفل على أمر ليس ذنبه وحده، تظل ترسبات الطفولة وتراكمات الماضي تغفو في اللاشعور ثم تصحو مستقبلا على شكل سلوكيات متناقضة وازدواجية صارخة دالة على اهتزاز الشخصية وعدم الثقة بالنفس.
وتجدر الإشارة إلى الكذب الادعائي الذي يلجأ فيه الطفل إلى اختراع القصص الوهمية حول نفسه أو إعطاء معلومات خاطئة عما سئل عنه لتُكشَف كذبته بسهولة أو يحيك أي حبكة أخرى بهدف لفت انتباه الأهل عندما يوجهون عنايتهم لطفل آخر كمولود جديد، أو حينما تنشغل الأم عن الطفل بالعمل أو الدراسة أو غيرهما، فهل(115/100)
يُعتبر هذا الشكل من الكذب دبلوماسية لاشعورية للفت الانتباه؟ بالطبع فليس الكذب وسيلة الطفل الوحيدة الخاطئة للصراخ الصامت الذي مغزاه: أنا هنا، فقد يلجأ للسرقة وغيرها من الأفعال الشائنة.
الدبلوماسية وراثة أم بيئة؟
ولكن بما أن موضوعنا متعلق بالكذب فالسؤال المهم هو: كيف نجعل الطفل يفرق بين المواقف التي يُعد فيها الكذب مرفوضا وذلك النوع من الكذب المسموح به شرعا أو المقبول عرفا أو ما يسمى الدبلوماسية؟ وهو سؤال كبير حتى علينا نحن الكبار، لكن بما أن التساؤلات مشروعة والإجابات مفتوحة، أي لا نهاية للسؤال ولا للجواب في عالم متغير سريع، فلا بد أن سؤالا أكبر سيظهر دون جواب نهائي أو حديّ وهو: هل دبلوماسية الأطفال وراثة أم بيئة؟.
أستدعي بعض الأمثلة الطريفة من ذاكرتي كمحاولة للجواب على السؤال الأخير، فالمثال الأول عن طفلة بعمر 5 سنوات اعتادت أن تأتي مع والدها ووالدتها العربيين إلى المستوصف الذي يعملان به، فأصبحت كل الوجوه لديها مألوفة بما فيها وجه مديرة المستوصف التي سألتها ذات مرة: أي البلدين أجمل: هنا -تقصد السعودية- أم بلدك الأصلي؟ فقالت الطفلة: هنا أجمل بكثير! فسألتها المديرة: لماذا؟ فأجابت الطفلة: "علشان انت هنا يا طنط"! وكان جوابا مدهشا للحاضرين جميعا، وأكد لهم أن الطفلة كانت نسخة عن والدها الذي استطاع كسب ثقة المديرة طيبة القلب خلال فترة قصيرة.
والمثال الآخر عن طفل بعمر 10 سنوات لما انتبهت والدته لإجابات اللغة الفرنسية المكتوبة في كراسته بخط جميل خلاف خطه السيئ، وسألته عن الأمر أجاب بأنه خط معلمة اللغة الفرنسية التي تكتب له دون باقي التلاميذ، وعلل ذلك حين سألته متعجبة بأنه أخبر المعلمة بأن اللغة الفرنسية هي أحب المواد لديه رغم عدم حبه لها حقيقة لعلمه أن المعلمة ستسر من ذلك وبالفعل فقد كان.. عندها همست الأم بداخلها: حقا إن فرخ الوز عوام، وكانت تقصد أنه يشبه والده، رغم أنه لم يساهم في تربيته بحكم انفصالهما. فكيف سرى هذا الطبع من الوالد إلى الولد؟!.
ليس الجواب صعبا على الحالة الأخيرة إذا تذكرنا ما أكده علم الوراثة من أن الخبرات الوراثية تنتقل من الآباء للأبناء ومن الأجداد للأحفاد سواء كانت صفات خَلقية أو خُلُقية، ولكن كلنا يعلم أن الوراثة تعتمد على قوانين الاحتمالات؛ لذلك فقد لا تبدو الصفة الوراثية في الذرية الأولى ولكن ربما تظهر في الذرية العاشرة، ومن الواجب أن نعتمد على جهودنا التربوية في حال غياب الصفة الحسنة.
لكن ما العمل إذا كنا نحن الأبوين لا نمتلك هذه الصفة أساسا؟ هل نترك هذا للمدرسة ليكتسبها الطفل منها رغم علمنا أن المعلمين ليسوا كلهم مربين أو بالأحرى ليسوا مهتمين بالتربية؟ وكيف نطمح لهذا إذا كنا محبطين من المدارس التي لم تعد تتقن مهمتها التعليمية -والدليل استعانة أغلبنا بالمدرسين الخصوصيين- فكيف بمهمتها التربوية؟
براءة الأطفال والدبلوماسية(115/101)
إذا كانت البراءة هي الصفة الأجمل في الطفولة فهل تعليم الطفل كيف يكون مرنا وحكيما -نوعا ما- يجعله يفقد جزءا من هذه البراءة الجميلة؟ من الضروري جدا أن ننظر إلى التربية على أنها إكساب الطفل جملة من الخبرات الحياتية والمعارف الأخلاقية كي يستطيع إنجاز مهمته كإنسان وليتمكن من الاندماج بالمجتمع لكن دون أن نشوه فرديته ونلغي اختلافه عن الآخرين، فمن حق كل منا أن يكون مختلفا عن غيره، وهذا الاختلاف هو أحد أسباب التنوع المطلوب في الحياة والذي يشكل أحد عوامل الجمال فيها؛ لذا يشار إلى التربية على أنها السير على خطين متوازيين هما خط الكائن الحر المتفرد وخط الكائن غير المنفرد أو المنخرط بالمجتمع، وهذا الانخراط أو الاندماج غير ممكن دون بعض المرونة حيث يحمي الفرد حقه دون أن ينكر حقوق الآخرين، ولكن تحديد انتهاء حقوقك كبداية لحقوق الآخرين هو الحكمة في حد ذاتها، وإذا كان كل شيء ممكنا بالتعلم لمن وهبه الله قدرا من الوعي، فهل من الممكن أن نتعلم كيف نكون دبلوماسيين، أي حكماء ومرنين، حتى نستطيع أن نكون قدوة لأولادنا في ذلك؟
هناك مواقف أباح الشرع فيها الكذب كالحرب وإصلاح ذات البيْن وإنقاذ مؤمن من ظالم؛ فالإسلام لم يحرم الكذب مطلقا وهذا دليل على أنه يوازن بين المصلحة والمبدأ، وإن كان المبدأ هو ما يجب أن تكون له الأولوية، كما أن هناك فرقا أيضا بين الكذب والتورية؛ فقد ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام خرج هو وصاحبه أبو بكر رضوان الله عليه، ليتسقط أخبار المشركين في إحدى غزواته، فوجدا رجلا يرعى الغنم، فسألاه عن قافلة قريش، فأجابهما الرجل بما يعلم ثم سألهما: من أين أنتما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: نحن من ماء، وعادا أدراجهما، فانتبه الرجل وأخذ يتساءل: من أي ماء؟! وكان قصد الرسول عليه الصلاة والسلام أنهما مخلوقان من ماء، بينما فهم الرجل أنها قبيلة أو ما شابه، وهذا من حسن التخلص وسرعة البديهة وهما من أهم ميزات العربي الأصيل، فما المانع أن ننشئ أولادنا على الأصالة؟ وهل الأصالة إلا المرونة والحكمة وقد جُمعتا في كلمة واحدة؟!
ـــــــــــــــــــ
... علاقة المعوق بالمجتمع
معظم البرامج التربوية و التأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة تركز على ضرورة مشاركة الأسرة في الإعداد والتنفيذ لتلك البرامج على أساس إن الأسرة هي المكان الأول أو البيئة الأولى والأساسية التي يعيش فيها الشخص أو الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تؤثر بشكل ملموس وملحوظ على حاضره ومستقبله ، اذ لا يمكن لأي اختصاصي أو معلم أو معلمة تعليم وتدريب الشخص المعوق أو تأهيله بمعزل عن الأسرة التي ينتمي إليها .
لذا ولأهمية الأسرة في تقديم الخدمات المطلوبة فأنه لا بد من توثيق العلاقة وتطويرها بين الأسرة والاختصاصين أو العاملين في تقديم تلك الخدمات بالمؤسسات التعليمية والتأهيلية وداخل المنزل . ولا يكون ذلك إلا عن طريق تفهم الأسرة للعلاقة في حد ذاتها ولأهمية هؤلاء العاملين ( معلمين ومعلمات ) في تقديم(115/102)
الخدمات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المنتمية إليهم . وأيضا إدراك الأسرة لدورها المنوط بها .
ولتقوية الأسرة والعاملين في مجال الإعاقة فأنه لابد من توعية وتوفر المعلومات والتدريب للأسر للظهور علنا بأبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ولمواجهة تحديات المجتمع الكثيرة في مجال عدم تقبل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة علما بأن الأسر أنفسها تمر بمرحلة رفض الأبناء . ولامتداد العلاقة واستمرارها فأنه يجب :
1- ضرورة إقامة علاقات تنسيق وشراكة متكافئة بين الاختصاصين أو العاملين في مجال الإعاقة أيا كانوا أفراد أو جماعات أو مؤسسات حكومية أو أهلية وبين اسر ذوي الاحتياجات الخاصة مبنية على أسس التعاون والدعم والمساندة والتواصل وذلك باستحداث آليات للتخطيط و التنسيق والتنفيذ والمتابعة .
2- تفعيل وتعزيز دور الأسر وإشراكهم في إعداد وتخطيط وتنفيذ البرامج التربوية والتعليمية عند اتخاذ القرارات التي تخص أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة .
3- تدريب الأهل وتثقيفهم على كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة توعيتهم بحقوق أبنائهم والعمل على الدفاع عنها .
4- مساهمة المجتمع المحلي والذي يتكون من الأسر والاستفادة من موارده لتوفير فرص وصول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والأماكن العامة .
3- الأسرة والمؤسسة أو المدرسة ومسئوليات كل :
أتحدث هنا عن تجربة فعلية تتحدث عن مدى القصور والتجاهل وعدم الاهتمام باحتياجات ومتطلبات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم وأركز هنا على فئتي الصم والإعاقة العقلية فالأشخاص من فئة الصم نجدهم بعيدين كل البعد عما يدور حولهم وما يحدث من تطور وسبب ذلك هو عدم التواصل بينهم وبقية أفراد المجتمع والنظرة السائدة سواء كانت من الأسرة أو من المجتمع إن هؤلاء أشخاص مساكين ومبتلين وأنهم غير مؤاخذين بما يعملون والنظرة إليهم في المؤسسات التعليمية ودور العلم أنهم غير مكتملي العقل وأنهم يفتقرون إلى الفهم و الإدراك وبالتالي يعاملوا على أساس ذلك .
وبالمثل يعامل الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية ( المتخلفين عقليا ) بل ويكثر تجاهل هذه الفئة وعدم الاهتمام بها داخل المنزل وداخل مؤسسات التعليم والتدريب الحكومية والأهلية أو الخاصة . لذا نجد إن التغذية الراجعة أو النتائج العائدة لكل ذلك هي جنوح البعض من هؤلاء الأشخاص واتخاذهم طريق التدمير البدني والنفسي وتعاطي المخدرات والخمور والممارسات الخاطئة ملجأهم الأخيروهروبهم من الواقع المعاش والمعاملة والتعامل من أفراد الأسرة أو أسرة المؤسسة التعليمية وبالتالي من المجتمع ككل .
أن عدم الوعي والفهم التام لدى الأسر وإدراكها لدورها المنوط بها تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المنتمين إليها وعدم أو قلة التأهيل والتدريب والفهم التام للأنشطة والبرامج والمناهج وعدم التقييم من قبل المعلمين والمعلمات العاملين في مجال الإعاقة داخل المؤسسات الحكومية والأهلية . كل ذلك جعل المشكلة تتفاقم(115/103)
والحلول تتعقد مما يستدعي الوقفة الواعية والطويلة لوضع الأمور في موضعها وإيجاد الحلول والتي تتركز في الآتي :
1- أيجاد مساحة كافية لتحرك المعلمين والمعلمات والمختصين في مجال الإعاقة بحرية لتعليم وتدريب الأشخاص ذوي
الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم .
2- توفير التقنيات اللازمة لإعداد الوسائل ( كاميرات – شاشات عرض – ومسائل حية ومجسمات ولوحات عرض وغيرها من المعينات ) .
3- التوعية اللازمة والإرشاد المناسب للأسر حتى تقوم بدورها على الوجه الأكمل في جعل المنزل مكمل للمؤسسة التعليمية في الأنشطة والبرامج التعليمية والتأهيلية والتدريبية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .
4- اعتماد مؤسسة أو أكثر من المؤسسات أو الجهات الأمنية والضبطية للرجوع إليها في حالة تعرض المعاق لأي مسألة قانونية أو أمنية حتى يتم استنباط المعلومة من جهة متخصصة ( الصم – المتخلفين عقليا ) حتى يكون هناك تعاون وتكامل بين الجهات الأمنية والجهات الأخرى العاملة في مجال الإعاقة في حل مشاكل وقضايا هؤلاء الأشخاص وتفهم أوضاعهم وظروفهم .
5- ألا ينظر للمردود أو العائد من تعليم وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم ، لا سيما المتخلفين عقليا وفئة الصم كعائد مادي يرجى تحقيقه في القريب العاجل .
ـــــــــــــــــــ
... كيف يعلم الأب أبناءه التوحيد
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين يعلمهم التوحيد كما يعلمهم غيره من أمور الدين ومن أحسن ما يكون في هذا الباب كتاب ثلاثة الأصول لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ...
...إذا حفظوه عن ظهر قلب وشرح لهم معناها على الوجه المناسب لأفهامهم وعقولهم صار في هذا خير كثير لأنها مبنية على السؤال والجواب.
وبعبارة واضحة سهلة ليس فيها تعقيد ثم يريهم من آيات الله ليطبق ما ذكر في هذا الكتاب الصغير الشمس يقول من الذي جاء بها القمر النجوم الليل النهار ويقول لهم الشمس من الذي جاء بها الله القمر الله الليل الله النهار الله كلها جاء بها الله عز وجل حتى يسقي بذلك شجرة الفطرة لأن الإنسان بنفسه مفطور على توحيد الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) .
وكذلك يعلمهم الوضوء كيف يتوضأون بالفعل يقول الوضوء هكذا ويتوضأ أمامهم وكذلك الصلاة مع الاستعانة بالله تعالى وسؤاله عز وجل الهداية لهم وأن يتجنب أمامهم كل قول مخالف للأخلاق أو كل فعل محرم فلا يعودهم الكذب ولا الخيانة ولا سفاسف الأخلاق حتى وإن كان مبتلاً بها كما لو كان مبتلاً بشرب الدخان فلا يشربه أمامهم لأنهم يتعودون ذلك ويهون عليهم وليعلم أن كل صاحب بيت مسئول(115/104)
عن أهل بيته لقوله تبارك وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) (التحريم: من الآية6) ولا يكون وقايتنا إياهم النار إلا إذا عودناهم على الأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكد ذلك في قوله (الرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته) .
وليعلم الأب أن صلاحهم مصلحة له في الدنيا والآخرة فإن أقرب الناس إلى أبائهم وأمهاتهم هم الأولاد الصالحون من ذكور وإناث وإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له نسأل الله تعالى أن يعيننا جميعاً على ما حلمنا من الأمانة والمسؤولية.
المصدر: فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد العثمين ( رحمه الله
ـــــــــــــــــــ
... أيها الزوج ... تغزّل في زوجتك !
تحتاج المرأة في جميع أطوار سني عمرها المختلفة إلى لمسات حانية وكلمات عذبة تلامس مشاعرها المرهفة وطبيعتها الأنثوية !
وبعض من تخلو بيوتهم من تلك الإشراقات المتميزة يكون للشقاء فيها نصيب ، وقد تكون قنطرة يعبر عليها من أراد الفساد إذا قل دين المرأة ونزع حياؤها وسقط عفافها ! وقد اطلعت على معلومات أفجعتني وسمعت قصصاً أقضّت مضجعي !
فإحداهن سقطت في الفخ لأنه قيل لها ( أنت جميلة ) وهي كلمة لم تسمعها مطلقاً !
وأخرى زلّت قدمها عندما رفع أحدهم صوته : ( أنت امرأة ذات ذوق رفيع .. )
وآخريات صادتهن شباك الذئاب البشرية لجوع عاطفي وفراغ نفسي لم يشبعه زوجها أو أبوها !
ولست أسوغ الفعل ـ ومعاذ الله ذلك ـ ولا يجوز للمرأة أن تتخذ هذا النقص فيمن حولها ليكون سُلماً إلى الحرام ! لكن السؤال موجه إلى البعض لماذا لا تغلق تلك الأبواب دون الذئاب المتربصة ونلبي حاجات من حولنا عاطفياً ونفسياً ؟ !
ولا يُظن أن هذا الأمر مقصور على النساء فحسب بل إن جزءاً كبيراً من انحراف الأطفال والأحداث سببه نقص العاطفة لديهم إما بحرمان من عاطفة أم ، وإما من حنان أب وإما من غير ذلك !
وبعض الفتيات كان طريق الغواية لديهن هو البحث عن العاطفة لدى شاب تسمع منه عبارات الإطراء والإعجاب وكلمات الحب والصداقة !
وتعجب إن بناتنا معزولات عن آبائهنّ وأمهاتهن ، وليس لهن حق في المجالسة والمحادثة والنقاش وإيراد الطرفة والتحدث بهمومهن وآمالهن ! فسارعي أيتها ألأم وأجلسي ابنتك بجوارك وسابقيها في نزهتك ، واجعلي بعض وقتك لها وستجدين من السعادة والمتعة ما لا تجدينه في أمور أخرى ! وأنت أيها الأب تلقف ابنتك بالحب والحنان والعطف ولين النفس قبل أن يلقفها غيرك ، أو أن تتزوج فلا تراها إلا كل شهر دقائق معدودة ... والعجب من التماهل في هذا الأمر فلا نغلق هذه الطرق .
ولا نسارع في سد هذا النقص ! زوجاتنا يعيشن في صحراء قاحلة لا يرين الابتسامة ولا يسمعن كلمة المحبة ! وبناتنا معزولات عن آبائهنّ وندر منهن من(115/105)
تسمع كلمات الثناء على أناقتها وحسن اختيارها ! وأما صغارنا فقد حرموا من الهدية وتناسينا أن المزاح معهم من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وفي دوحة الأسرة الصغيرة ضنت الألسن بكلمة جميلة وهمسة حلوة تذيب جليد العلاقات الفاترة بين الزوجين خصوصاً .. وبينهم وبين أولادهم عموماً !
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم له السهم الوافر وقصب السبق في تلمس الحاجات العاطفية والرغبات البشرية فقد كانت سيرته مع زوجاته وبناته لا تخلو من حسن تبعل وتدليل وممازحة وملاطفة وحسن إنصات !
فها هو عليه الصلاة والسلام إذا أتت فاطمة ابنته رضي الله علنها قام إليها فأخذ بيدها فقبلها ، وأجلسها مجلسه ، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها وكان إذا رآها رحب بها وهش وقال ( مرحباً بابنتي ) .
أما زوجاته عليه الصلاة والسلام فقد ضرب المثل الأعلى في مراعاتهن وتلمس حاجاتهن بل هاهو عليه الصلاة والسلام يجيب عن سؤال عمرو بن العاص رضي الله عنه ويعلمه أن محبة الزوجة لا تخجل الرجل الناضج السوي ! فقد سأله عمرو بن العاص : أي الناس أحب إليك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( عائشة )
وكان عليه الصلاة والسلام من حسن خلقه وطيب معشره ينادي أم المؤمنين بترخيم اسمها ويخبرها خبراً تطير له القلوب والأفئدة ! قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ( يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ) !
وكان عليه الصلاة والسلام يتحين الفرص لإظهار المودة والمحبة ، تقول عائشة رضي الله عنها : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ ) !
لكل رجل ... راجع حساباتك وتفقد أمرك فالأمر مقدور والإصلاح يسير وفيه تأس بالأخيار وحماية من المزالق وسد لهذه الثغرات المهمة في حياة كل نفس بشرية !
ـــــــــــــــــــ
... فقر المشاعر بين الوالدين والأولاد
تجد من الأولاد من لا يراعى حق والديه, ولا يراعى مشاعرهما؛ فتراه لا يأنف من إبكائهما, وتحزينهما, ونهرهما, والتأفّف والتضجّر من أوامرهما, والعبوس وتقطيب الجبين أمامهما؛ فمن الناس من تجده في المجالس هاشًّا باشًّا حسَن المعشر؛ فإذا دخل المنزل, وجلس إلى والديه انقلب ليثاً هصوراً لا يلوي على شيء؛ حيث تتبدّل حاله, فتذهب وداعته, وتحلّ غلظته وفظاظته.
ومن الأولاد من ينظر إلى والديه شزَراً, قال معاوية بن إسحاق عن عروة بن الزبير - رحمهم الله ورضي عنهم: "ما بَرَّ والدَه مَنْ شَدَّ الطّرفَ إليه".
ومن قلّة المراعاة لمشاعر الوالدين قلّة الاعتداد برأيهما, والإشاحة بالوجه عنهما إذا تحدّثا, وإثارة المشكلات أمامهما, وذمّهما عند الناس، والقدح فيهما، والتبرّؤ منهما، والحياء من الانتساب إليهما.
كل ذلك داخل في العقوق وقلة الرعاية لمشاعر الوالدين, وكأن هؤلاء لم يقرؤوا قوله -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ(115/106)
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:23-24]
ولم يسمعوا قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: -"الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين, وقتل النفس, واليمين الغموس"(1).
فحرِيّ بالولد أن يسعى سعيه في برّ والديه؛ فيحسن إليهما, ويخفض الجناح لهما, ويصغي إلى حديثهما, ويتودّد لهما بكل ما يستطيع من برّ وصلة, ويتجنّب كل ما يفضي إلى العقوق والتكدير.
وليكن له في سلفنا الصالح قدوةٌ؛ فلقد ضربوا أروع الأمثلة في البر، ومراعاة مشاعر الوالدين، وإليك طرفاً من ذلك:
عن أبي مُرَّة مولى أم هانئ بنت أبي طالب: "أنه ركب مع أبي هريرة إلى أرضه بالعقيق، فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته:
عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أماه!
تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
يقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرًا.
فتقول: "يا بني! وأنت فجزاك الله خيرًا ورضي عنك، كما بررتني كبيرًا"(2).
وهذا ابن عمر -رضي الله عنهما- لقيه رجل من الأعراب بطريق مكة، فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه.
قال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير.
فقال عبد الله بن عمر: إن أبا هذا كان وُدًّا لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وإني سمعت رسول الله -رحمه الله- يقول: "إن أبرَّ البر صلةُ الولدِ أهلَ ودِّ أبيه"(3).
وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا:حارثة بن النعمان، كذلكم البرّ، كذلكم البرّ، وكان أبرّ الناس بأمه" (4).
وعن أبي عبد الرحمن الحنفي قال: رأى كهمس بنُ الحسن عقرباً في البيت فأراد أن يقتلها، أو يأخذها، فسبقته، فدخلت في جحر، فأدخل يده في الجحر؛ ليأخذها، فجعلت تضرّ به، فقيل له ما أردت إلى هذا؟
قال: خفت أن تخرج من الجحر، فتجيء إلى أمي، فتلدغَها.
وهذا أبو الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو المسمى بزين العابدين، وكان من سادات التابعين -كان كثير البرّ بأمّه، حتى قيل له: "إنك من أبر الناس بأمك، ولا نراك تؤاكل أمك، فقال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه؛ فأكون قد عققتها".
وقال هشام بن حسان: "حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت: كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصِّبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيد صبغ لها ثياباً، وما رأيته رافعاً صوته عليها، كان إذا كلمها كالمصغي".
وعن بعض آل سيرين قال: "ما رأيت محمد بن سيرين يكلِّم أمَّه قط إلا وهو يتضرع".(115/107)
وعن ابن عون أن محمداً كان إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرضاً من خفض كلامه عندها"(5).
وعن ابن عون قال: "دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد؟ أيشتكي شيئاً ؟ قالوا:لا؛ ولكن هكذا يكون عند أمه".
"روى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر: "أنه كان يضع خدَّه على الأرض، ثم يقول لأمَّه: قومي ضعي قدمك على خدّي".
وعن ابن عون المزني: "أن أمه نادته، فأجابها، فعلا صوتُه صوتَها؛ فأعتق رقبتين".
وقيل لعمر بن ذر: "كيف كان برُّ ابنك بك؟ قال: ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي، ولا ليلاً إلا مشى أمامي، ولا رقِيَ سطحاً وأنا تحته".
وحضر صالح العباسي مجلس المنصور، وكان يحدّثه، ويكثر من قوله: "أبي-رحمه الله- " فقال له الربيع: لا تكثر الترحّم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين، فقال له: لا ألومك؛ فإنك لم تذق حلاوة الآباء".
فتبسم المنصور، وقال: هذا جزاء من تعرّض لبني هاشم.
ومن البارين بوالديهم بُندار المحدث، قال عنه الذهبي: "جمع حديث البصرة، ولم يرحل؛ براً بأمه".
قال عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي: "سمعت بنداراً يقول: أردت الخروج-يعني الرحلة لطلب العلم - فمنعتني أمي، فأطعتها، فبورك لي فيه".
وقال الأصمعي: حدثني رجل من الأعراب قال: خرجت أطلب أعقّ الناس وأبر الناس، فكنت أطوف بالأحياء، حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبلٌ يستقي بدلو لا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد، وخلفه شابٌ في يده رشاءٌ -حبل- من قدٍّ(6)ملويٍّ يَضْرِبُه بِهِ، وقد شقَّ ظهره بذلك الحبل، فقلت: أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف؟ أما يكفيه ما هو فيه من مد هذا الحبل حتى تضربه؟
قال: إنه مع هذا أبي، قلت: فلا جزاك الله خيراً.
قال: اسكت فهكذا كان هو يصنع بأبيه، وكذا كان أبوه يصنع بجده، فقلت: هذا أعق الناس.
ثم جُلْتُ حتى انتهيت إلى شاب وفي عنقه زبيل فيه شيخ كأنه فرخ، فكان يضعه بين يديه في كل ساعة، فيزقه كما يُزَقُّ الفرخ، فقلت: ما هذا؟ قال: أبي وقد خرف، وأنا أكفله، قلت: هذا أبرّ العرب.
وكان طلق بن حبيب من العبّاد والعلماء، وكان يقبّل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته؛ إجلالاً لها.
وقال عامر بن عبد الله بن الزبير: "مات أبي" فما سألت الله حولاً كاملاً إلا العفو عنه".
وكما أن هناك من الأولاد من لا يحسن التعامل مع والديه ولا يراعي مشاعرهما فهناك من الوالدين من هو كذلك، فبعضهم يقسو على أولاده قسوة تخرجه عن طوره, فتراه يضربهم ضرباً مبرحاً عند أدنى هفوة, وتراه يبالغ في عتابهم وتوبيخهم عند كل صغيره وكبيره, وتراه يقتّر عليهم مع قدرته ويساره, مما يجعلهم(115/108)
يشعرون بالنقص والحاجة, وربما قادهم ذلك إلى البحث عن المال إما بسرقة, أو بسؤال الناس, أو بالارتماء في أحضان رفقة السوء؛ فيفقدون إنسانيّتهم، وكرامتهم.
ومن الوالدين مَنْ يحرم أولاده من الشفقة والحنان, وإشباع العواطف؛ مما يحدوهم إلى البحث عن ذلك خارج المنزل.
ويشتد الأمر إذا كان ذلك في حق البنات؛ فهن أرقّ شعوراً, وأندى عاطفة؛ فإذا شعرت بفقر من هذا الجانب أظلمت الدنيا في وجهها, وربما قادها ذلك إلى البحث عما يشبع عواطفها؛ ولعل هذا من أعظم أسباب المعاكسات, وضيعة الآداب.
ومما يجرح مشاعر الأولاد: التفريق بينهم, وترك العدل في معاملتهم سواء كان ذلك في العطايا والهبات والهدايا أو بالمزاح, والملاطفة والحنان.
ومما يدخل في هذا القبيل احتقار الأولاد, وذلك بإسكاتهم إذا تكلموا, والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الواحد منهم, عديم الثقة بنفسه, قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه.
ومما يدخل في ذلك قلة العناية بتربيتهم على تحمل المسؤولية, وعدم إعطائهم فرصة للتصحيح إذا أخطؤوا.
ومن ذلك قلة المراعاة لتقدير مراحل العمر التي يمر بها الولد؛ فتجد من الوالدين من يعامل ولده على أنه طفل صغير؛ مع أنه قد كبر, فهذه المعاملة تؤثر في شعور الولد، وتشعره بالنقص.
ومما يجرحُ مشاعرَ الولدِ دخولُ والدِه في كل صغيرة وكبيرة من أمره إذا تزوّج؛ فتجد من الوالدين من يفرض وصاية عامّة, ويضع سياجاً محكماً على أولاده حتى بعد أن يتزوجوا؛ فتراه يدخل حتى في شؤونهم الخاصة, وربما أتى بيوتهم على غِرّة, وربما فرض عليهم آراءه التي قد تكون مجانبة للصواب.
كل ذلك من الخلل في التربية, ومما يورث الخوف والتردّد, والهزيمة لدى الأولاد.
لذلك كان لزاماً على الوالد أن يراعي تلك الجوانب في التربية, ومما يعينه عليه أمور منها:
1- تنمية الجرأة الأدبية في نفس الولد: وذلك بإشعاره بقيمته، وزرع الثقة في نفسه; حتى يعيش كريماً شجاعاً صريحاً جريئاً في آرائه، في حدود الأدب واللياقة، بعيدًا عن الإسفاف والصفاقة; فهذا مما يشعره بالطمأنينة، ويكسبه القوة والاعتبار، بدلاً من التردّد، والخوف، والهوان، والذلّة، والصَّغار.
2- استشارة الأولاد: كاستشارتهم ببعض الأمور المتعلقة بالمنزل أو غير ذلك، واستخراج ما لديهم من أفكار، كأخذ رأيهم في أثاث المنزل، أو لون السيارة التي سيشتريها الأب، أو أخذ رأيهم في مكان الرحلة أو موعدها، ثم يوازن الوالد بين آرائهم، ويطلب من كل واحد منهم أن يبدي مسوّغاته، وأسباب اختياره لهذا الرأي، وهكذا.
ومن ذلك إعطاؤهم الحرية في اختيار حقائبهم، أو دفاترهم، أو ما شاكل ذلك; فإن كان ثَمّ محذور شرعي فيما يختارونه بيَّنهُ لهم.(115/109)
فكم في هذا العمل من زرع للثقة في نفوس الأولاد، وكم فيه من إشعار لهم بقيمتهم، وكم فيه من تدريب لهم على تحريك أذهانهم، وشحذ قرائحهم، وكم فيه من تعويد لهم على التعبير عن آرائهم.
3- تعويد الولد على القيام ببعض المسؤوليات: كالإشراف على الأسرة في حالة غياب ولي الأمر، وكتعويده على الصرف، والاستقلالية المالية، وذلك بمنحه مصروفاً مالياً كل شهر أو أسبوع; ليقوم بالصرف منه على نفسه وبيته.
4- تعويد الأولاد على المشاركة الاجتماعية: وذلك بحثهم على المساهمة في خدمة دينهم، وإخوانهم المسلمين إما بالدعوة إلى الله، أو إغاثة الملهوفين، أو مساعدة الفقراء والمحتاجين، أو التعاون مع جمعيات البر، وغيرها.
5- التدريب على اتخاذ القرار: كأن يعمد الأب إلى وضع الابن في مواضع التنفيذ، وفي المواقف المحرجة، التي تحتاج إلى حَسْمِ الأمر، والمبادرة في اتخاذ القرار، وتحمُّل ما يترتب عليه، فإن أصاب شجّعه وشدّ على يده، وإن أخطأ قوَّمه وسدّده بلطف; فهذا مما يعوِّده على مواجهة الحياة، وحسن التعامل مع المواقف المحرجة.
6- فهْم طبائع الأولاد ونفسياتهم: وهذه المسألة تحتاج إلى شيء من الذوق، وسبْر الحال، ودقّة النظر.
وإذا وُفِّق المربي لتلك الأمور، وعامل أولاده بذلك المقتضى-كان حريّاً بأن يحسن تربيتهم، وأن يسير بهم على الطريقة المثلى.
7- تقدير مراحل العمر للأولاد: فالولد يكبر، وينمو تفكيره، فلا بدّ أن تكون معاملته ملائمة لسنه وتفكيره واستعداده، وألا يُعامل على أنه صغير دائماً، ولا يُعامل -أيضاً- وهو صغير على أنه كبير; فيُطالب بما يُطالب به الكبار، ويُعاتب كما يُعاتبون، ويُعاقب كما يُعاقبون.
8- تلافي مواجهة الأولاد مباشرة: وذلك قدر المستطاع خصوصاً في مرحلة المراهقة، بل ينبغي أن يقادوا عبر الإقناع، والمناقشة الحرة، والحوار الهادئ البناء، الذي يجمع بين العقل والعاطفة.
9- الجلوس مع الأولاد: فمما ينبغي للأب-مهما كان له من شغل-أن يخصص وقتاً يجلس فيه مع الأولاد، يؤنسهم فيه، ويسليهم،ويعلمهم ما يحتاجون إليه، ويقص عليهم القصص الهادفة; لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدًا; وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرّب; فالآباء الذين يقتربون من أولادهم; ويجلسون معهم، ويمازحونهم -يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقرّ أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.
أما الآباء الذين تشغلهم الدنيا عن أولادهم -فإنهم يجدون غبَّ ذلك على الأولاد، فينشأ الأولاد وقد اسودّت الدنيا أمامهم، لا يعرفون مواجهة الحياة، فيتنكبون الصراط، ويحيدون عن جادّة الصواب، وربما تسبب ذلك في كراهية الأولاد للوالدين، وربما قادهم ذلك إلى الهروب من المنزل، والانحدار في هاوية الفساد.
10- العدل بين الأولاد: فما قامت السماوات والأرض إلا بالعدل، ولا يمكن أن تستقيم أحوال الناس إلا بالعدل; فمما يجب على الوالدين تجاه أولادهم أن يعدلوا(115/110)
بينهم، وأن يتجنبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المادية كالعطايا والهدايا والهبات، أو الأمور المعنوية، كالعطف، والحنان، وغير ذلك.
11- إشباع عواطفهم: فمما ينبغي مراعاته مع الأولاد إشباع عواطفهم، وإشعارهم بالعطف، والرحمة، والحنان; حتى لا يعيشوا محرومين من ذلك، فيبحثوا عنه خارج المنزل; فالكلمة الطيبة، واللمسة الحانية، والبسمة الصادقة، وما جرى مجرى ذلك - له أثره البالغ في نفوس الأولاد.
12- النفقة عليهم بالمعروف: وذلك بكفايتهم، والقيام على حوائجهم; حتى لا يضطروا إلى البحث عن المال خارج المنزل.
13- إشاعة الإيثار بينهم: وذلك بتقوية روح التعاون بينهم، وتثبيت أواصر المحبة فيهم، وتعويدهم على السخاء، والشعور بالآخرين، حتى لا ينشأ الواحد منهم فرديًا لا همّ له إلا نفسه.
ثم إن تربيتهم على تلك الخلال تقضي على كثير من المشكلات التي تحدث داخل البيوت.
14- الإصغاء إليهم إذا تحدثوا، وإشعارهم بأهمية كلامهم: بدلاً من الانشغال عنهم، والإشاحة بالوجه وترك الإنصات لهم.
فالذي يجدر بالوالد إذا تحدث ولده-خصوصًا الصغير-أن يصغي له تمامًا، وأن يبدي اهتمامه بحديثه، كأن تظهر علامات التعجب على وجهه، أو يبدي بعض الأصوات أو الحركات التي تدل على الإصغاء والاهتمام والإعجاب، كأن يقول: رائع، حسن، صحيح، أو أن يقوم بالهمهمة، وتحريك الرأس وتصويبه، وتصعيده، أو أن يجيب عن أسئلته أو غير ذلك، فمثل هذا العمل له آثار إيجابية كثيرة منها:
أ- أن هذا العمل يعلّم الولد الطلاقة في الكلام.
ب- يساعده على ترتيب أفكاره وتسلسلها.
ج- يدرّبه على الإصغاء، وفهم ما يسمعه من الآخرين.
د- أنه ينمّي شخصية الولد، ويصقلها.
هـ - يقوّي ذاكرته، ويعينه على استرجاع ما مضى.
و- يزيده قرباً من والده .
هذه بعض الأساليب التي تنهض بالمشاعر، وترهف الأذواق لدى الأولاد.
------------------------------------
(1) رواه البخاري(6675).
(2) رواه البخاري في الأدب المفرد (14)، وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد: "حسن الإسناد".
(3) رواه مسلم (2552)، وأبو داوود (5143).
(4) رواه الإمام أحمد 6/151، وعبد الرزاق في المصنف (20119)، والبغوي في شرح السنة 13/7، وصححه الحاكم 3/208، ووافقه الذهبي.
(5) المحاسن والمساوئ، لإبراهيم البيهقي ص 614 وحلية الأولياء 2/273.
(6) القد: السوط، وهو في الأصل سير يُقَدُّ من جلد مدبوغ.
ـــــــــــــــــــ(115/111)
... أفكار زيد من محبة الزوجة لزوجها
أختي القارئة.... حرصاً منا على الابتكار في توددك لزوجك ، قمنا ببحث ميداني على مجموعة من النساء المتزوجات من ذوات الخبرة في هذا المجال وكتبن عن فنهن في معاملة أزواجهن فنسأل الله أن يوفقنهن في حياتهن الأسرية ، وأن يوفقنا إلى الإقتداء بهن ، فإن هذه من العبادات المفقودة في هذا الزمان .
ملاحظة : إن هذه الوسائل ليست ترفاً ذهنياً يقرأ وإنما تؤجر عليه المرأة إذا نوتها لله تعالى ... فانظري ما يناسبكِ وحاولي القيام به .
استقبال الزوج حال دخوله المنزل :
1- ألبس له أجمل الثياب .
2- أعلّم الأطفال كيفية استقبال الوالد (قبلة ، نشيد ... )
3- أستقبله بالتهليل والترحيب وبث الأشواق .
4- أقبّله عند دخول المنزل .
5- أصحبه إلى أن يجلس أو يغير ملابسه .
6- أسأل عن حاله وظروفه اليومية .
7- أحضر له كأساً من الماء أو العصير إن كان عطشاناً .
8- أحرص على ألا يشتم مني إلا رائحة طيبة .
استقبال ضيوف الزوج :
9- أستقبل خبر حضورهم بالبشرى وعدم التأفف من كثرة حضورهم أو عددهم .
10- أطيب مكان جلوسهم .
11- أعدّ لهم الطعام والشراب وما يناسبهم .
12- أتعرف على زوجات أصحابه وأتودد إليهن .
غضب الزوج :
13- أحاول تهدئته وأضبط انفعالاتي وإن كان الحق معي .
14- أحاول فتح الموضوع من جديد بعد نسيانه بأسلوب شيق ولطيف .
15- لا أكون نداً له فأردده وأستفزه .
16- أحرص على ألا أنام ليلتها إلا برضاه .
17- أتذكر الحديث الشريف( فإنما هو جنتك ونارك).صحيح الجامع 1059
مرض الزوج :
18- أخفف بعض آلامه بروايات مسلية .
19- أجلس عنده لمساعدته .
20- أقبل رأسه بين فترة وأخرى .
21- أردد عليه (( إن المنزل من غيرك لا يساوي شيئاً )) وبعض الكلمات الجميلة .
22- أخفف من حركة الأطفال حتى لا تزعجه .
نوم الزوج :
23- أبتسم له دائماً .
24- أدعوا له بالشفاء .(115/112)
25- أذكر له بعض أعماله الحسنة ومآثره الحميدة .
26- أهيئ له الفراش وأقوم بتطييبه .
27- أحرص على نوم الأطفال مبكراً .(مهم)
28- أذكّره قبل النوم بقراءة آية الكرسي .
29- أذكره بتطبيق السنة وهي قراءة المعوذات والنفث باليد ثلاثاً قبل النوم .
30- ألبس له أجمل الثياب .
31- أمازح زوجي وأضحك معه .
32- أذكر له بعض الحكايات المفيدة .
سفر الزوج :
33- أحضّر ملابسه وأرتبها في الحقيبة .
34- أطيب حاجاته بالبخور والعطور .
35- أضع له بعض الرسائل الغرامية في حقيبته دون علمه ، وأضع ما يحتاجه من ( إبرة ، خيط .. ) .
36- لا أثقّل عليه بالطلبات .
37- أودعه وأعبّر له عن مقدار الفراغ الذي سيتركه حال سفره .
38- أضع مصحفاً صغيراً في جيبه .
39- أحفظه أثناء سفره في ماله وعياله وبيته .
40- أحضّر له بعض الأطعمة إن كان سفره بالسيارة .
كسب قلب والديه وبالأخص والدته :
41- أساعدها في أعمال المنزل وبالأخص إن كان عندها وليمة .
42- أختار مناسبات لإهدائها .
43- أحضر لها أطباقاً شهية بين فترة وأخرى .
44- لا أتحدث بالشيء الذي تكرهه .
45- أذكر مزايا ابنها أمامها ولا أذكر عيوبه .
46- أحث زوجي على كثرة زيارة والدته وبرها .
47- أحرص عند زيارتها على حفظ أولادي بقربي حتى لا أزعجها .
48- أطلب من زوجي أحياناً شراء العشاء وتناوله في منزل والدته .
49- أكرم صديقاتها .
متفرقات :
50- أتصل به عند تأخره في العمل وأسأل عنه .
51- أمدح الأشياء التي اشتراها .
52- أعمل الوجبة ( الطبخة ) التي يحبها .
53- أغير مكان الأثاث بالمنزل بين فترة وأخرى .
54- أردد عليه (( يا حبيبي ..... يا عيني ... )).
55- أعمل مسابقة بيننا للجلوس لصلاة الفجر .
56- أشركه في همومي وآخذ برأيه .
57- أطيّبه وأبخّره بين حين وآخر وخاصة يوم الجمعة .(115/113)
58- أكون منطقية في طلباتي وأتذكر دائماً المثل (( إن المرأة لا تريد إلا الزوج ، فإذا حصلت عليه أرادت كل شيء )) .
59- أحرص علي أن أتعلم كل جديد من طبخ وهواية وفن حتى يرى مني كل يوم جديدا .(مهم)
60- أذكّره بأعماله في الصباح .
61- إحياء مفهوم ( نحن لا نختلف على الدنيا ) فلا نختلف على تسمية مولود أو قطعة أثاث أو على نوع الطعام .(مهم جداً)
62- التغيير الشكلي أمامه بين حين وآخر .
الملاطفة والمعاشرة :
63- أشرب من المكان الذي شرب منه في الكأس .
64- أهيئ له الجو وأظهر له أني مشتاقة إليه وأقبّله .
65- أتفنن في الحوار الجنسي معه فمثلاً أحدثه ببعض الأحاديث المهيجة له وببعض الكلمات الغزلية مع اللمسات الخفيفة والمنوعة .
66- أغير الأوضاع والأشكال بين حين وآخر في لقائي مع زوجي .
67- أستخدم أنوثتي في إغرائه بشتى الوسائل .
68- لا أكون شريكة سلبية معه بل أتحبب إليه وأتقرب منه وأبادله الشعور العاطفي والجسدي .
69- أضع الروائح الطيبة في جميع الجسد .
70- أستخدم الابتسامة والضحكة قبل المعاشرة .
ـــــــــــــــــــ
... الهوية الجنسية عند طفل الثالثة
إن أسباب سلوك ابنك واضحة، وهي تقليد أخواته البنات؛ حيث إن ترتيبه الثالث بعد البنات.. وهذا السلوك يحتاج إلى وقفة؛ وذلك لخطورة هذه التصرفات على ما نسميه بالذاتية أو الهوية الجنسية والتي تبدأ في هذه السن المبكرة، والتي يجب مراعاتها حتى لا يحدث بها اختلال، بحيث يكون الطفل ذكرًا، ويدرك نفسه أنثى، وذلك لقيامه باللعب بلعب البنات؛ ولتقليده لتصرفاتهم، والحديث عن نفسه بتاء التأنيث.
لذا فإنه يجب أن يشجع الطفل من سن مبكرة يصل البعض في تحديدها إلى الأيام الأولى منذ ولادته على أن يعامل كذكر أو أنثى حسب طبيعته، فتكون لعبه وملابسه وطريقة التعامل معه هي المناسبة لنوعه، وبالنسبة لابنك فإنه يحتاج إلى ما نسميه بالعلاج السلوكي وهو يحتاج إلى وقت وإلى صبر حتى يؤتي ثماره بإذن الله، خاصة وأنه يبدو أنه كان يشجع على مثل هذا السلوك في بداية الأمر وربما حتى الآن، سواء باعتبار الأمر مضحكًا أم بكلمات الاستحسان لما يفعل.
والذي عليك فعله أنت والأم وجميع أفراد العائلة:
1. إظهار الرفض لهذا السلوك واستنكاره.. ليس باستخدام الضرب أو العنف بأي صورة من الصور.. ولكن بإعلامه أنه ولد وأن اسمه كذا، وأنه يشبه الأب ويشبه فلانا وفلانا من أقرانه أو من هم أكبر منه من الأطفال من ذكور العائلة أو ذكور الجيران الذين يعرفهم..(115/114)
2. إظهار أنه مختلف عن أخواته البنات؛ حيث إنه يلبس ملابس مختلفة، ففي حين تلبس البنات الفساتين مثلاً.. يلبس هو ملابس الرجال مثل الأب.. ويتم شراء لعب مختلفة له، ولا يسمح له باللعب بالعرائس مثلاً وإظهار أن هذه لعب البنات وأن له لعبه الخاصة به، مثل: المسدس أو الدبابة أو الطائرة أو الكرة.
3. دمجه في مجموعة من الذكور واللعب معهم بألعابهم، وقضاء أوقات طويلة معهم، حتى لو استدعى الأمر إدخاله حضانة يكون كل أفرادها من الذكور.
4. تشجيعه عندما يتحدث عن نفسه بصيغة الذكورة أو يلعب بألعابه الخاصة، وعندما يذكر أنه "ولد"، ويكون ذلك بالكلمات والاستحسان ويكون أحيانًا بالتصفيق وأخرى بالأحضان والقبل.. ويمكن أن يصل الأمر إلى منحه جائزة من الحلوى أو لعبة ذكورية مثل حصان أو بندقية أو ...
5. قضاؤه وقتًا أطول مع الأب وأصدقائه بحيث يصطحبه الوالد كثيرًا في لقاءاته مع أصدقائه؛ حتى يرى الرجال ويدرك أنه يشبههم، ويدرك أن لهم دورًا في الحياة؛ حيث إن المشكلة في كثير من الأحيان تكون أن هذا الولد لا يرى إلا النساء سواء أخواته، أو أمه، أو صديقاتها، ولا يرى الأب إلا قليلاً نتيجة لانشغاله مما يجعله غير قادر على تمييز أو إدراك طبيعة هؤلاء الرجال، كما أن وجوده لمدة أطول مع والده يساعده على عملية التمثيل للوالد وتقليده لتصرفاته وطريقة كلامه والحديث عن نفسه بلغة المذكر.
وفي النهاية نكرر أن هذه الطريقة الجديدة في التعامل تحتاج إلى وقت قد تمتد إلى عدة شهور (6-12) شهرًا حتى يظهر التغيير على سلوك هذا الطفل. وأنه يحتاج إلى صبر بحيث لا نفقد أعصابنا أو نترك فرصة بدون ثنائية: (الرفض ـ التشجيع).. رفض السلوك غير المرغوب فيه، وتشجيع السلوك المرغوب فيه.
ـــــــــــــــــــ
... الاستعداد لمرحلة المراهقة
بدءاً من سن العاشرة عند الابن ، الثامنة عند الابنة لابد من إعدادهم لتحولات المراهقة بشرح وافٍ. وتُقدّم هذه التحولات لهما على أنها ترقية ومسؤولية ، فقد تبدو بوادر المراهقة في سن مبكرة ، خاصة عند البنات ؛ لذا ينبغي أن نسلّح الأبناء بمعلومات كافية حولها كي يدخلوها بحد أدنى من القلق ، وبحد أقصى من الشوق والرغبة. أما إذا حرم/حرمت من هذه المعلومات ، فقد يصدم بالتحولات المباغتة التي تطرأ عليه ، وقد يتوهم عند حدوثها أن ما يحصل في جسده من تغييرات وما يرافقها من أحاسيس جديدة ، إنما هي ظواهر غير طبيعية أو أعراض مرضية.
ابنتك على أعتاب الأنوثة
بالنسبة للفتيات ولموضوع الحيض تبرز أهمية موقف الأم وبديلاتها من المربيات؛ إذ يجب عليهن أن يؤكدن على الناحية الإيجابية من بدء الحيض للفتيات ، وأن يتحاشين التلفظ بعبارات يصفنها بها على أنها "العبء الشهري النسائي الذي نعاني منه كلنا، يا ابنتي المسكينة!"، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إعلام البنت عما ينتظرها من تحولات في أوان المراهقة يتأثر تأثرًا بالغًا بموقف الراشدين حولها من هذه التحولات ، فكثيرًا من النساء تنتابهن - حيال الحيض - مشاعر الخجل والدنس(115/115)
، ويعتبرنه بمثابة علامة لعنة وُصِم بها الوضع الأنثوي ، فإذا كانت أم الفتاة تنتمي إلى هذا الاتجاه ، يكون من الصعب عليها أن تساعد ابنتها على الوقوف من أنوثتها موقف الاعتزاز والترحيب.
على الأم أن تشرع في تعليم إبنتها الجوانب الشرعية للحيض ، وكيف تتعامل معه ، وكيفية النظافة الشخصية أثناءه، ثم كيف تتطهر منه، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية بالنسبة للصلاة والصيام ومسّ المصحف وغير ذلك.. وتتابعها عن كثب، وتجيبها على أسئلتها التي ترد على ذهنها بعد هذا الحوار بدون حرج وبصورة مفتوحة تمامًا، ولا تتحرج من أي معلومة أو تكذب ؛ لأن البنت إذا شعرت أن الأم لا تعطيها المعلومة كاملة فإنها ستبحث عنها وتصل إليها من مصدر آخر لا نعلمه ، وسيعطيها لها محملة بالأخطاء والعادات السيئة والضارة ، فنحن لن نستطيع وقتها أن نعلم ماذا سيقول لها هذا المصدر والذي غالبًا ما يكون هو زميلاتها.
ابنك والمراهقة
كذلك، ينبغي إعلام الصبي بعناية بكافة التغييرات التي سيشهدها جسده ، في الفترة المقبلة - بنفس نبرات الترحاب والتقبل ، ولا بد من إعلامه بأن السائل المنوي قد يُقذف في أثناء نومه ، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية ؛ لأنها دلالة على رجولته ، ولكن يستتبع ذلك آداب شرعية خاصة بالطهارة والغسل ، وإن الميل إلى الجنس الآخر شيء وارد ، ولكن الإسلام حدد لنا سبل التلاقي الحلال في إطار الزواج ، وشرع لنا الصيام في حالة عدم القدرة على الزواج ؛ لتربية النفس على تحمل الصعاب والتي منها الرغبة في لقاء الجنس الآخر - على أن يكون ذلك بنبرة كلها تفهم - ولا يغفل هنا القائم بالشرح ذكر " المودة والرحمة " التي يرزقها الله للأزواج.
أصعب الأسئلة
مع عتبات البلوغ يتم التطرق إلى موضوع شائع في تلك المرحلة وهو الزواج والجماع ولكن السؤال الصعب هو: كيف يتم شرح عملية الجماع في هذه السن؟
هناك مثال ورد في كتاب "كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس"، وهو شرح والد لابنه الذي يبلغ من العمر 11 سنة ، لوجاهته رأينا الاستشهاد به حيث رسم الأب فيما كان يشرح مثلَّثين ، رأس أحدهما متجهًا نحو قاعدة الآخر، وقال بالإجمال : فكأن هذا المثلث (الذي قاعدته لأعلى ورأسه لأسفل) هو الخصيتان والقضيب لدى الصبي، وكأن ذاك المثلث (الذي قاعدته لأسفل ورأسه لأعلى) هو المبيضان والرحم، عند البنت ... .
ثم تابع الأب ، الخصيتان هما الغدتان الموجودتان داخل الكيسين ، إنهما سوف تنضجان عندما تصبح أنت رجلاً وسوف تنتجان سائلاً ، كما تنتج الغدد اللعابية اللعاب في الفم ، والغدد الدمّعيه ، الدموع في العينين.. إنما الأمر هنا أهم بكثير من القدرة على البكاء أو البصق ؛ إذ إن تلك الغدد تنتج بذار حياة ، السائل الذي سوف يجري من القضيب عندما تصبح كبيرًا ، هذا السائل سيخولك لاحقًا أن تصبح أبًا.
أما البنت الصغيرة ، فستتحول لتصبح امرأة ، وعندما تصبح زوجة ، فإن بذار الأب الذي أودع فيها سوف ينبت على مَهَل ويكبر ، إلى أن يتمكن الطفل من العيش(115/116)
وحده ؛ إذ ذاك يخرج من الرحم ، هذا ما يسمّونه الوضع. في غضون ذلك كان القلم قد تابع مسيرة رأس المثلث الأول ليرسم في الثاني طفلاً صغيرًا جدًّا.
أليس هكذا يا بني الأمر يستحق أن يتحمل المرء بعض المضايقات ، كأن يضطر إلى الحلاقة كل يوم! ذلك أن الشعر يكون قد نبت في ذقنك آنذاك ! ولكن لا يزال أمامنا متسع كافٍ من الوقت لنفكر بإهدائك آلة حلاقة كهربائية.
ثالثا ً: التربية الجنسية ... ..من يقوم بها؟؟
هناك فكرة شائعة، ألا وهي أن الأب هو المحاور الطبيعي للولد الذكر في موضوع الجنس، وأن الأم - بالمقابل - هي المحاورة الطبيعية لابنتها في هذا الميدان؛ ولكن حتى يكون تناولنا للأمور تناولا واقعياً لابد من الاعتراف بأن هناك غياب معنوي للأب عن عالم الإبن نجده شائعًا في مجتمعنا الشرقي لا بسبب انشغال الآباء وحسب ، بل بسبب اعتقادهم أن أمور الأبناء - والبيت بشكل عام - شأن أنثوي بحت يتركونه للأم ، فيما ينصرفون هم إلى الأعمال والعلاقات الخارجية ، وإلى تحصيل المال لإنفاقه على الأسرة. لكن يؤكد علم النفس المعاصر على أهمية مشاركة الأب
في تنشئة وتربية الأبناء بشكل فاعل لأن ذلك يساهم في اكتمال النمو النفسي لهم سواء كان الأبناء فتيان أو فتيات وذلك على صعيد " التربية الجنسية" أو على الصعيد العام.
باختصار إن إعداد الفتى إلى تحولات المراهقة العتيدة ، الأفضل أن يختص به الأب الذي من جنسه ، وذلك لأن الموضوع هنا يعني الفتى بصورة شخصية مباشرة ؛ مما يضفي على الحديث طابعًا حميمًا جدًّا ، مما يساعد على نمو الرجولة لدى الصبي ، وحديث الأم إلى ابنتها يقربهما من بعض ويساعد على نمو الأنوثة لدى البنت.
ولكن إذا وجد أحد الوالدين أنه غير قادر على خوض الموضوع بشكل سليم مع الفتى ، فالأفضل أن يترك هذا الإعلام للوالد الآخر إذا كان هذا - من جهته - يقف من الجنس موقفًا أكثر موضوعية وصفاء ، أو إذا كانت علاقته بالابن المعنيّ أقل توترًا واضطرابًا
ـــــــــــــــــــ
... التربية .. .. بالحب
التربية .. .. بالحب
يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية ...
1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب ،،،،
5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8- بسمة الحب
الأولى : كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة )(115/117)
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ]
الثانية : نظرة الحب
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية
الثالثة : لقمة الحب
لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها
الرابعة : لمسة الحب
يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه
الخامسة : دثار الحب
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ... إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه(115/118)
في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل
بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا
السادسة : ضمة الحب
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له
السابعة : قبلة الحب
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك
أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام
الثامنة : بسمة الحب
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء
ـــــــــــــــــــ
... كيف تظهر لأولادك أنك تحبهم
1- اقض بعض وقت مع أولادك كل منهم على حدة، سواء أن تتناول مع أحدهم وجبة الغذاء خارج البيت أو تمارس رياضة المشي مع آخر، أو مجرد الخروج معهم كل على حدة، المهم أن تشعرهم بأنك تقدر كل واحد فيهم بينك وبينه دون تدخل من إخوته الآخرين أو جمعهم في كلمة واحدة حيث يتنافس كل واحد فيهم أمامك على الفوز باللقب ويظل دائما هناك من يتخلف وينطوي دون أن تشعر به.
2- ابن داخلهم ثقتهم بنفسهم بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط تقدير النتائج كما يفعل معظمنا.
3- احتفل بإنجازات اليوم، فمثلا أقم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلان فقد سنته اليوم ، أو لأن آخر اشترك في فريق كرة القدم بالمدرسة أو لأن الثالث حصل على درجة جيدة في الامتحان، وذلك حتى يشعر كل منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد منهم فقط حتى لو كان الآخر لا يمر بأحداث خاصة ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أي شئ، وتذكر أن ما تفعله شئ رمزي وتصرف على هذا الأساس حتى لا تثير الغيرة بين أبناءك فيتنافسوا عليك ثم تصبح بينهم العداوة بدلا من أن يتحابوا ويشاركوا بعضهم البعض.(115/119)
4- علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابيا، فمثلا بدل من أن تعاتب ابنك لأنه رجع من مدرسته وجلس على مائدة الغداء وهو متسخ وغير مهندم قل له "يبدو أنك قضيت وقتا ممتعا في المدرسة اليوم".
5- اخرج ألبوم صور أولادك وهم صغار واحكي لهم قصص عن هذه الفترة التي لا يتذكرونها.
6- ذكرهم بشئ قد تعلمته منهم
7- قل لهم كيف أنك تشعر أنه شئ رائع أنك أحد والديهم وكيف أنك تحب الطريقة التي يشبّون بها.
8- اجعل أطفالك يختارون بأنفسهم ما يلبسونه فأنت بذلك تريهم كيف أنك تحترم قراراتهم.
9- اندمج مع أطفالك في اللعب مثلا كأن تتسخ يديك مثلهم من ألوان الماء أو الصلصال وما إلى ذلك.
10- اعرف جدول أولادك ومدرسيهم وأصدقاءهم حتى لا تسألهم عندما يعودون من الدراسة بشكل عام "ماذا فعلتم اليوم" ولكن تسأل ماذا فعل فلان وماذا فعلت المدرسة فلانة فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك تهتم بها.
11- عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك لا تكلمه وأنت مشغول في شئ آخر كالأم عندما تحدث طفلها وهي تطبخ أو وهي تنظر إلى التلفيزيون أو ما إلى ذلك ولكن اعط تركيزك كله له وانظر في عينيه وهو يحدثك.
12- شاركهم في وجبة الغداء ولو مرة واحدة في الأسبوع، وعندئذ تبادل أنت وأولادك التحدث عن أحداث الأسبوع، وأكرر لا تسمعهم فقط بل احكي لهم أيضا ما حدث لك.
13- اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع أو نكتة وضعها جانبهم في السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمين أو في شنطة مدرستهم حتى يشعرون أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم.
14- أسمع طفلك بشكل غير مباشر وهو غير موجود (كأن ترفع نبرة صوتك وهو في حجرته) حبك له وإعجابك بشخصيته.
15- عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة ضعها لهم في مكان خاص في البيت واشعرهم أنك تفتخر بها.
16- لا تتصرف مع أطفالك بالطريقة التي كان يتصرف بها والديك معك دون تفكير فإن ذلك قد يوقعك في أخطاء مدمرة لنفسية ابنك.
17- بدلا من أن تقول لابنك أنت فعلت ذلك بطريقة خطأ قل له لما لا تفعل ذلك بالطريقة الآتية وعلمه الصواب.
18- اختلق كلمة سر أو علامة تبرز حبك لابنك ولا يعلمها أحد غيركم.
19- حاول أن تبدأ يوما جديد كلما طلعت الشمس تنسى فيه كل أخطاء الماضي فكل يوم جديد يحمل معه فرصة جديدة يمكن أن توقعك في حب ابنك أكثر من ذي قبل وتساعدك على اكتشاف مواهبه.(115/120)
20- احضن أولادك وقبلهم وقل لهم أنك تحبهم كل يوم، فمهما كثر ذلك هم في احتياج له دون اعتبار لسنهم صغار كانوا أو بالغين أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد.
ـــــــــــــــــــ
... ما هو الحب ؟
الحب كلمة صغيرة في مبناها .. لكنها كبيرة في معناها ، الحب أقوي
عاطفة تستكن بين جوانح الإنسان ، متى ما تفجرت دفعته للعطاء والبناء والنماء
..الحب كما قيل يحول المر حلواً ، والتراب تبراً ، والألم شفاءً ،
والسجن روضة ، والسّقم عافيةً ، والقهر انشراحاً وغبطة ، ومجتمع لا تقوم علاقاته
على المحبة المتبادلة ، يتحول إلى آلة صماء ليس فيها إلا الضجيج ، يتحول إلي جحيم
لأنه مجتمع الأنانية .. مجتمع الكراهية
وقديماً قالوا : لو ساد الحب ما احتاج الناس إلى القانون ،
والأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع ،
لهذا كان الحب جوهراً أساسياً في نجاحها
حياة الزوجين لابد أن يعمرها الحب الصادق ،
الحب المتبادل ، حب قلبي يظهر على السلوك العملي ، ابتداءً من الابتسامة الصادقة ،
وانتهاءً بتحمل أعباء الحياة الثقيلة .
وكثيراً ما تكون مشاعر المحبة موجودة في أعماق الزوجين ، لكن حتى تزدهر الحياة الزوجية ، يجب علي كل واحد منهما
أن يفصح عما في نفسه من محبة تجاه الآخر ،
بالكلمة الجميلة ، الهدية اللطيفة والمفاجأة السارة ..
وبكل ما يعرفه الأذكياء من فنون كسب القلوب ، بهذه المصارحة
العملية للمشاعر المتبادلة نكسر الروتين الممل في حياتنا ونجدد التواصل بين قلبينا
ويخطر علي البال سؤال يقول : وهل الحب مرتبط بالجمال ؟ أو ما علاقة
الجمال بالحب ؟
والجواب .. إن الحب ينقسم إلي نوعين : حب الذات وحب الصفات ، وعلى
العاقل أن يتجاوز حب الذات إلى حب الصفات ، والرسول الكريم بين لنا أن المرأة تنكح لأربع وذكر منها الجمال ، ولكنه قال : فاظفر بذات الدين تربت يداك .. لماذا ؟ لأن الجمال الحسي عمره محدود ، وثانياً لأن الإنسان يألف الجمال المحسوس ويشبع منه ،
أما الذي يبقي فهو الجمال المعنوي ، الدين ، الخلق ، القيم ، وعلى هذا تُبنى الأسر
المتماسكة ، ولذا قال عليه السلام : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلق فزوجوه .
إن الذي يستطيع أن يحب هذا الحب الكبير صنف واحد من بني الإنسان ، إنه
الصنف الذي خالطت قلبه بشاشة الإيمان .
رزقنا الله وإياكم الحب الحقيقي الطاهر العفيف(115/121)
ـــــــــــــــــــ
... كيف يكون بيتك سعيداً
إخواني
كلنا يبحث ويريد البيت المسلم السعيد البيت الذي فيه المأوى الكريم والراحة النفسية البيت الذي ينشأ في جنباته جيل صالح فريد ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))الروم21فيا ترى هذا البيت السعيد ما هي سماته وما هي صفاته .
إخواني
البيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة قال تعالى : (( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا))
البيت نعمة من نعم الله على عباده يجد المسلم راحته وهدوء باله وفيه السكن والراحة والمودة في خضم مشاكل الحياة .
إخواني
إنّ طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر .
أما الخسارة فستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول : ((قل إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))الزمر15
إخواني
إن العلاقة الزوجية ليست علاقة دنيوية مادية ولا شهوانية بهيمية فهي أسمى وأعلى من ذلك إذ هي علاقة روحية كريمة إذا ترعرعت ونمت امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات .
((جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من أباءهم و أزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب))غافر
البيت السعيد أخوة الإسلام أمانة يحملها الزوجان وبهما تنطلق مسيرة هذا البيت فإذا استقاما على منهج الله قولاً وعملاً وتزيناً بزينة النفوس ظاهراً وباطناً .
وتجملا بحسن الخلق والسيرة الطبية أصبح هذا البيت مأوى النور وإشعاع الفضيلة وأصبح منطلقاً لبناء جيل صالح وصناعة مجتمع كريم وأمه عظيمة وحضارة راقية يبدأ من صلاح الزوجين فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
إخواني
البيت السعيد هو البيت الذي جعل منهجه الإسلام قولاً وعملاً .
البيت السعيد هو حصانة للفطرة من الإنحراف ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّ مَوْلود يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ وَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانَهُ أَوْ يُنَصِّرَانَهُ أَوْ يُمَجِّسَانَهُ، كَمَا تَنْتُجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ))متفق عليه
قال ابن القيم وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدنيا وسننه فأضاعوهم صِغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً .(115/122)
إخواني
ما أجمل أن يجمع الأب أبناءه فيقرأ عليهم القرآن ويسمع ويسرد عليهم من قصص الأنبياء والصحابة ويغرس فيهم الأخلاق العالية .
إخواني
إن أهم رسالة للبيت المسلم هي تربية الأولاد التربية الصحيحة لا غبش فيها ولا تشوه ولا تربية لا بتحقيق القدوة الحسنة في الوالدين .
القدوة في العبادات والأخلاق القدوة في الأقوال والأعمال القدوة في المخبر والمظهر فيأمر الأب أولاده بالصلاة وهو أول المصلين ويأمرهم بالأخلاق وهو أعلاهم خُلقاً ويحثهم على الصدق وهو أصدقهم
مشى الطاووس يوماً باختيال
فقلّده بمشيته بنوه
فقال علام تختالون فقالوا
بدأت به ونحن مقلدوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوداه أبوه
فالأولاد مفطورون على حب التقليد وأول من يقلد الطفل أباه وأمه لكن عندما انشغل الآباء عند تربية أبناءهم والقيام بالقوامة على نساءهم والحفاظ على أبناءهم من قرناء السوء والضياع والدمار عند ذلك تحطّمت الأسر والبيوت وضاع جيل بعد جيل : فليتق الله كل الأباء
البيت السعيد من صفاته أنه يرد الأمور عند الخلاف إلى الله ورسوله ولسان حالهم :
((فإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ))النساء59وقال تعالى : ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ))الأحزاب36
البيت السعيد سعادته وأنسه ولذته في ذكر الله ففي الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت)) .وفي الصحيح ايضاً قوله صلى الله عليه وسلم : (( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ))
وقال صلى الله عليه السلام : (( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ))
في هذه الأحاديث وغيرها دليل على مشروعية إحياء البيوت وتنويرها بالتسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن وصلاة النافلة وإذا خلت البيوت من الصلاة ومن الذكر كانت قبوراً موحشة ولو كانت قصوراً
فبدون الذكر تغدوا البيوت مكاناً للشياطين سكانها موتى القلوب وإن كانوا أحياء .(115/123)
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))طه124 وقال عز وجل : ((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قريناً )) الزخرف
البيت السعيد هو البيت البعيد عن المشاجرات والمهاترات وضرب الوجه والإهانة والإذلال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما حق امرأة أحدناعليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسبت ولا تقرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلى في الفراش ))
قال تعالى : ((وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ))النساء
البيت السعيد ليس شرطاً أن يكون قصراً ليس شرطاً أن يمتلأ بالأموال والمأكولات والمشروبات .
ولكن يكفيه الكفاف والرضا بالمقسوم شعاره قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من بات أمتاً في سربه معافى في بدنه معه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )) جاء العباس : عمّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به قال يا عم سل الله العافية في الدنيا والآخرة .
يرحم الله هارون الرشيد الذي ملك الدنيا وكان أميراً للمؤمنين جلس ذات يوم فعطش فطلب الماء فلما أحضر الكأس قال له قاضي القضاه يا أمير المؤمنين لو أنك مُنعت هذه الشربة ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي .فأعطاه فشرب ثم قال له يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة من الخروج ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي قال قاضي القضاه تباً لملك لا يساوي شرب ماء أدخالها وإخراجها .
وكان على رضي الله عنه عند الحاجة يقول في نفسه يا لها من نعمة منسية قليل شاكرها .
فيا عبد الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة لك ولأهلك ولإحبابك .
البيت السعيد يتعاون أفراده على الطاعة والعبادة فضعف إيمان الزوج تقويه الزوجة ،وإعوجاج سلوك الزوجة يقوّيه الزوج تكامل وقوة ونصيحة وتناصح قال صلى الله عليه وسلم (( رحم الله رجلاً قام من الليل فصل ثم أيقظ زوجته فإن أبى نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقضت زوجها فإن ابى نضحت في وجهه الماء )) أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين، كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ له.
البيت السعيد يؤسس على علم وعمل بيت تُقام فيه حِلق الذكر والعلم فيتعلم الجميع آداب الطهارة وأحكام الصلاة وأداب الإستئذان والحلال والحرام .
البيت السعيد أساسه قائم على الحياء فهو يزرع في قلوب ابناءه وبناته الحياء والحشمة .(115/124)
فلا يليق بالبيت المسلم أن يخدش حياءه ويهتك سترة بالأفلام الخليعة والمسلسلات الخبيثة والمجلات الفاسدة .....
قال تعالى : (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيراً أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم )) .
البيت السعيد أسراره محفوظة وخلافاته مستورة لا تُفشى لا من قبل الزوج ولا من قبل الزوجة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن من شرار الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يصبح وينشر سرها ))
في ظل هذه المعاني يقوم البيت المسلم السعيد عامراً بالصلاة والقرآن تُظلله المحبة والوئام وتنشأ الذرية الصالحة فتكون قُرة عين للوالدين ومصدر خير لهما في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) غافر
إخواني
البيت السعيد بسيط في كل جوانبه ما دية ومعنوية بعيد عن الإسراف في المأكل والمشرب .
قال تعالى : (( كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) الأعراف
البيت السعيد هو البيت الطاهر النظيف ظاهراً وباطناً فيه أناس يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .
البيت السعيد يقوم على قواعد ثابته من السكينة والهدوء والمودة والرحمة وهو بعيد عن الضوضاء ورفع الأصوات هذا البيت شعاره : (( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) لقمان
البيت السعيد هو الذي فيه يعلم الزوج أن للزوجة حقوق وعليها الحقوق ومن أول هذه الحقوق للزوجة معاشرتها بالمعروف امتثالاً لقوله تعالى : (( وعاشروهن بالمعروف ))
كيف تكون الراحة والطمأنينة في البيت إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة بطيئ في الرضا سريع في الغضب فلو تأخر عنه الغداء أو العشاء دقائق ملأ أجواء البيت سباً وشتماً إذا دخل البيت فكثير المنّ وإذا خرج فمسيء الظن قليل المزاح والملاحظة مع زوجته يظن أن المزاح مع زوجته مسقط للهيبة مذهب للمروءة .
يطالبها بالتجمل والتزين له ويأتي لها بثياب خلقة ورائحته نتنة يرى أن مساعدتها في البيت عمل مشيناً مع أن خير الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك وقال صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خيارهم لنساءهم )) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
ومن حقوق الزوجة كف الأذى عنها وذلك مراعاة شعورها فلا يمدح امرأة أمامها ولا يرفع يده عليها خاصة أمام أهله وأهلها كما عليه أن يسترما بينه وبينها من مشاكل وأسرار ومن أبشع الأمور وأفضعها ضربها أمام أولادها .
ومن فعل ذلك تصغر الأم أولادها وتضعف شخصيتها فلا تقدر على تربية أبناءها(115/125)
أخي الزوج
تذكر قبل أن ترفع يدك على زوجتك أن الله أقوى منك فإذا دعتك قدرتك عليها فتذكر قدرة الله عليه .
ومن حقوق الزوجة أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وتبصيرها بأمور دينها وذلك عن طريق الكلمة الطبية والموعظة الحسنة النافعة
إخواني
الزوج المثالي هو الذي يعطي زوجته حقها من التلطف والمزاح .
الزوج المثالي هو الذي يحسن الحديث مع زوجته بالكلمة الطيبة وليعلم أنه بالكلمة الطيبة سيصلح أحوال زوجته .
الزوج المثالي هو الذي ينفق على أهله في اعتدال فلا يسرف ولا ينجل : (( لينفق ذو سعة من سعته )) وليعلم أن أفضل الصدقة دينار ينفقه على أهله .
اللهم أصلح بيوتنا ونورها بالإيمان والتقوى يارب العالمين
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين إماما
ـــــــــــــــــــ
... الثواب والعقاب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الثواب والعقاب
إن إثابة المحسن علي إحسانه وعقاب المسيء علي إساءته مبدأ
إسلامي أصيل لقوله تعالي :" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
الرحمن : 60 وقوله جل من قائل " وجزاء سيئة سيئة مثلها
الشوري : 40
أنواع الثواب
عندما نحاول أن نغرس العادات الطيبه لابد من مكافأة الطفل علي
إحسانه للقيام بعمل بما يثبت في نفسه جانبا من الإرتياح الوجداني
وقد قدر السلف أهمية ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن
استجابتهم ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال سمعت إبراهيم بن
أدم يقول قال لي أبي " يا بني اطلب الحديث فلما سمعت حديثا
وحفظته فلك درهم فطلبت الحديث علي هذا " والثواب قد يكون ماديا
ملموسا كإعطاء الطفل لعبه أو حلوي لأو نقودا وقد يكون معنويا يفرح
له كالمدح والإبتسام والعتزاز بالطفل لعمله الطيب أمام الناس إلا أن
عدم الغلو في المدح أدب الإسلام فلا يكثر المربي من عبارات
الإستحسان حتي لا يدخل الغرور في نفس الطفل كما أنه لا يجعل
الثواب المادي هو الأساس لما لذلك من أثر سييءعلي نفسية الطفل
مستقبلا وإنما يوازي بين الثواب المادي والثواب المعنوي
العقاب وأنواعه
إن التربية لا تعني الشده والضرب والتحقير كما يظن الكثير وإنما هي(115/126)
مساعدة الناشيء للوصول إلي أقصي كمال ممكن هذا و إن ديننا
الحنيف رفع التكليف عن الصغار ووجه إلي العقاب كوسيله مساعدة
للمربي ليعالج حاله معينه قد لا تصلح إلا بالعقاب المناسب الرادع
وذلك بعد سن التمييز كما يبدو من الحديث النبوي الشريف " مروا
أولادكم بالصلاه وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء
عشر " ونستشف من الحديث الشريف أن الضرب من أجل تعويد
الطفل الصلاه لا يصح قبل سن العاشره ويحسن أن يكون التأديب بغير
ضرب فبل هذه السن وأما نوعية العقاب فليس من الضروري إحداث
الألم فيه فالتوبيخ العادي الخفيف ولهجة الصوت القاسية يحدثان عند
الطفل حسن التربية نفس التأثير الذي يحدثه العقاب الجسمي الشديد
عند من عمد علي ذلك وكلما ازداد العقاب قل تأثيره علي الطفل بل
ربما يؤدي إلي العصيان وعدم الأستقرار فالعقاب يجب لأن يتناسب مع
العمر إذ ليس من العدل عقاب الطفل في السنه الأولي أو الثانية من
عمره فتقطيب الوجه يكفي مع هذه السن إذ أن الطفل لا يدرك معني
العقاب بعد وفي السنة الثالثه قد تؤخذ بعض ألعاب الطفل لقاء ما أتي
من عمل شاذ
ولا يصح بحال أن يكون العقاب سخرية وتشهيرا أو تنابز بالألقاب كما
قال تعالي " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوما من قوم عسي أن يكونوا
خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا
أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب " الحجرات 11 أين هذا التأديب الرباني
ممن ينادون أبناءهم : يا أعور ياأعرج فيمتهون كرامتهم أو يعيرونهم
فيجرئونهم علي الباطل بندائهم يا كذاب يا لص
وفي ضرب المربين للصبيان : حدد فقهاؤنا حدودا لا يجوز للمربي
تجاوزها إذ يلزمه أن يتقي في ضربه الوجه ومكان المقاتل لما ورد في
صحيح مسلم أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال " إذا ضرب أحدكم
فليتق الوجه " وينبغي أن يكون الضرب مفرقا لا مجموعا في محل
واحد والمهم أن يكون ثابتا في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلا بينهم
لأن العقوبه الظالمه لا تجلب الضرر كما الخطأ فادحا فلا مانع من
استخدام العقاب الأشد حتي لا يستهين الطفل بالذنب
وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين فالواجب أن يوافقه الآخر وإلا فلا
فائده من العقاب مع إشعار الطفل بأن العقاب ليس للتشفي وإنما
لمصلحته وإن شعور الطفل بخلاف ذلك قد يحدث انحرافا معينا في
نفسه وهو أن يتعمد إثارة والديه ليستمتع بمنظرهياجهما وثورتهما
عليه ويحس بالأرتياح الداخلي وهو الصغير أستطاع أن يثير أولئك
الكبار ويزعجهم وعندئذ تكون الخساره مزدوجه العقوبة أدت غرضها
في الإصلاح وزاد في نفس الطفل انحرف جديد هو تحقيق الذات عن
طريق غير سوي ونود أن نؤكد علي لأن العقاب يجب أن يتلو الذنب(115/127)
مباشرة وألا يكون من الخفة بحيث لا يجدي أو من الشدة بحيث يشعر
بالظلم أو يجرح الكبرياء ويتضح أن الاطفال المنبسطين يضاعفون
جهودهم عقب اللوم في حين أن المنطوين يضطرب إنتاجهم عقب
اللوم عليهم ومطرد التعلم ( أي النبيه المجتهد ) يحفزه الثناء أكثر من
النقد والمربي بحسن حكمته يضع الأمر في نصابه عادة
أيهما أفضل الثواب أم العقاب
إن نتائج التجريب علي الحيوان توضح أن كلا من الثواب والعقاب
يؤدي إلي زيادة في التعليم ولكن الدراسات الإنسانيه توصي بضرورة
الأهتمام بقضية الثواب والأستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب
منها
الأثر الأنفعالي السيء الذي يصاحب العقاب أما الأستحسان ففيه
توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه أكثر من مجرد معلومات
سلبيه عن الأشياء التي يجب أن يتجنبها ولعل أجدي الطرق التي
ينبغي اتباعها مع الصغار هي ما ذهب إليه بن مسكويه في الموازنه
بين الثواب والعقاب يقول فيه
ليمدح الطفل بكل ما يظهر من خلق جميل وفعل حسن ويكرم عليه وإن
خالف في بعض الأوقات لا يوبخ ولا يكاشف بل يتغافل عنه المربي ولا
سيما إن ستر الصبي مخالفته فإن عاد فليوبخ سرا ويعظم عنده ما أتاه
ويحذر من معاودته فإنك إن عودته التوبيخ والمكاشفه حملته علي
الوقاحه فالعقاب ليس الوسيله المجدية إنهقد يؤدي إلي كف الطفل عن
العمل المعيب لكن لن يؤدي إلي حبه للخبير المطلوب ومن ثم سيعاود
الطفل منعه عن إثبات ذاته وإغصاب الآخرين فضلا عن أنه يعوده
البلادة والوقاحه فالترغيب عموما أفضل من الترهيب والأعتدال هو
الميزان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... الوالدية الحانية...فن له أصوله
الوالدية الحانية...فن له أصوله
صدقت أيها الوالد الشفُوق في كل ما ذهبت إليه، فحب الولد والعيش معه هو رحيق السعادة وبه بهجة الحياة، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على بطنه، فقلت: يا رسول الله أتحبهما، فقال: وما لي لا أحبهما وهما ريحانتاي" رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
إنها القدوة التي تحار العقول في إدراك مقاصدها، والأبوة الحانية في أروع مباهجها، وما تدركه العقول في ظل قوله صلى الله عليه وسلم عن الأولاد: "إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد، إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده ... " رواه البزار.
ولنَعُد إلى سؤالك: "كيف ترعى طفلك بما يناسب سنه؟"(115/128)
- لقد قدمت الصفحة عدة معالجات سابقة للتعامل مع هذه الفئة العمرية من عدة زوايا، وسوف نوردها لك في نهاية الاستشارة، ولكن في هذه المرة سنتناول الأمر من زاوية جديدة أجيب فيها على جميع أسئلتك التي هي في الحقيقة تفصيل لسؤال واحد أجملته في قولك: "حتى لا أكون مهملاً بحقه، ومحاولة إعطائه كامل حقه من العناية والرعاية...".
- والإجابة أن تجتهد أن توفِّر لطفلك كل الظروف البيئة والمادية - حسب طاقتك –و التي تساعده ليخرج أفضل ما عنده انطلاقًا من إمكانياته وقدراته التي منحه الله له، وذلك عن طريق:
- أولاً: يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل ينشأ ويتكون متأثرًا بالبيئة التي يحيا فيها، وبالتالي لا بد من توفير بيئة هادئة صالحة لنمو الطفل، ابتداء من استقرار العلاقة بينك وبين زوجتك، ومرورًا بتمثل كل ما تريدان أن تزرعاه في طفلكما، فالقدوة هي خمس التربية.
- وثانيًا: معرفة طبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل، ومن ثَم مراعاة احتياجاتها:
- يعتبر أهم حدث في حياة الطفل ما بين الثانية عشرة إلى الرابعة عشر شهرًا من العمر اكتسابه لمهارة المشي، فاكتساب هذه المهارة يفجِّر عند الطفل رغبة شديدة في التعرف على الأشياء من حوله بعد أن صار قادرًا على الانتقال بحرية من مكان إلى آخر، وهو ما يزيد من مسؤولية الأبوين بملاحظة طفلهما، خاصة أنه يميل كذلك في هذه المرحلة إلى التقاط الأشياء من فوق الأسطح والأرفف، والرغبة في المشاركة في مختلف الأعمال.
- ويتميز الطفل في هذه السن بحب الاستطلاع، حيث يكون شغوفًا بمختلف الأشياء من حوله، ولا يميل من فحصها والتعرف على خباياها، وتزداد لديه خاصية التركيز في أداء الأشياء، ومن خلال استغلالك لهذه الخاصية يمكنك:
* اقتناء كتب مدعمة بالصور الملوَّنة حتى ترضى نزعته في التعرف على مختلف الأشياء، بحيث يتعرف الطفل من خلالها بمساعدة الأبوين على الأشياء بأسمائها الحقيقة.
* تعليق مجموعة من الصور الملوَّنة بحجرته لأشياء يستطيع الطفل تمييزها، وذلك كنوع من إثراء البيئة التي يحيا فيها الطفل، كصور بعض الحيوانات الأليفة أو الورود والأشجار التي رآها في الحديقة أثناء تنزه في حديقة الحيوان.
* جهِّز لطفلك مجموعة من الأوراق الكبيرة البيضاء وبعض الأقلام، وعلِّمه كيف يقوم بالتخطيط والرسم، ولكن لا تتوقع منه أن يقوم بعمل أي رسومات مفهومة، فهي فرصة لعقد صداقة مع الكتاب والقلم من ناحية، ومن ناحية أخرى تمرين لعضلاته المختلفة.
- لا يزال الطفل يستمتع في هذه المرحلة بألعاب الماء، فهو يسعد بوضع اللعب والأطباق وقطع الخشب في الماء، فأضف إلى لعب الطفل في الحمام مزيدًا من الأشكال والنوعيات المختلفة، كالإسفنج الفليني، وأكواب من البلاستيك، وغير ذلك، حتى تزيد معرفته بأشكال وخصائص الأشياء المختلفة.(115/129)
- توفير أكبر كم من الأشياء للطفل التي يمكن أن يتخذ منها ألعابًا؛ إذ يُعَدُّ اللعب هو وسيلة الطفل للتعلم والتعرف على المجتمع من حوله، ولا أقصد شراء الألعاب غالية الثمن، فهذا غير مستحب في هذه المرحلة؛ لأن الطفل لا يعرف قيمة الأشياء، وبالتالي إذا حاول الطفل ممارسة نزعته للاكتشاف أثناء اللعب بها، فربما يصاب بالإحباط إذا تعرضت للتلف إذا واجهناه بأي نوع من الضيق، ولكن اترك طفلك يلعب بكل ما هو متاح للعب به في البيت، على أن تكون هذه الأشياء آمنة كالعلب الفارغة والأطباق البلاستيكية الملونة، مع مشاركته باللعب بها وتسميتها له بأسمائها، ونسج ألعاب تفاعلية معه من خلالها... وهكذا.
- ويجب الأخذ في الاعتبار أن الطفل ينزعج بشدة إذا حاولت أن توقفه عن أداء عمل ممتع يقوم به، لكنه في نفس الوقت يسعد ببدائل الأشياء، بمعنى أنك لو أخذت منه لعبة وأعطيت له لعبة بديلة فإن ذلك يرضيه تمامًا؛ نظرًا لنزعته القوية إلى فحص مختلف الأشياء،كإهدائه مكواة بلاستيكية و تركه يقلد الأم أثناء قيامها بكي الملابس،أو موقد أو مكنسة أو مروحة و غيرها من اللعب المماثلة لأجهزة المنزل المحظور على الطفل استعمالها لخطورتها،و نذكر له أن هذه له و الأخرى لإمه بقول لطيف"حبيبي هذا المكواة لك هيا ساعدني ..كل واحد منا سيكوي ملابسه..إلخ،و يكون هذا أيضا فرصة لشغل وقت الطفل بما يفيد عن طريق إكسابه بعض المهارات التي تنمي قدراته المختلفة(اجتماعية و معرفية و جسدية..).
- و يروي أحد أساتذة الجامعة بعد أن صار جداً أن أولاده لم يفسدوا له شيئا خاصا به قط،و عندما سئل عن السبب،أجاب أنه ما أحضر شيئاً و طلب منه أطفاله أن يروه إلا جلس معهم في حنان و هدوء ليشاهدوه و يتفحصوه و لا يتركهم ألا بعد أن يكونوا قد شبعوا منه،فلا يعودون إلى اللعب به بعد أن يكون قد فقد ما يحققه من إثارة عندهم.
- و خلال هذه الفترة العمرية - ما بين ثمانية عشر شهرًا وسنتين من العمر -، تزداد مقدرة الطفل على التفكير، وربط الأشياء بعضها ببعض، والتعلم من خلال تقليد الكبار، وستلاحظ أنه يميل إلى تقليدك في كثير من الحركات والأفعال، كما أنه يميل إلى إثبات ذاته، وإن كان يشعر بأنه لا يزال يعتمد على الكبار، وبالتالي:
- حاول أن تنمِّي قدرة طفلك على التقليد باختيار اللعب التي تسمح بذلك، مثل لعبة الهاتف أو اللعب المنزلية، فهذا التقليد يساعده على تفهم بعض الأشياء من حوله وطريقة استخداماتها، وكذلك يكسبه بعض المهارات الاجتماعية.
- كما أنه يستطيع أن يشاركك بشكل واضح في ترديد أغاني الأطفال،و الأدعية ويمكنه كذلك الاستجابة لبعض الأوامر، مثل: أحضر لي هذه اللعبة.. أو.. هيا بنا نذهب إلى الخارج.. ومن الضروري خلال هذه المرحلة أن تتحدث إلى طفلك في مختلف الظروف لزيادة حصيلته اللغوية، ومقدرته على التحدث مثل الذهاب إلى الشراء، أو عند قدوم رجل البريد، أو عند ركوب العربة، فبذلك تساعده على زيادة ما لديه من مسميات للأشياء.
- وبالتالي استمر في التحدث إلى طفلك من الآن بعبارات حقيقية بسيطة؛ لزيادة حصيلته اللغوية، ولاحظ أن حصيلته من الكلمات المفهومة أو المعجم اللغوي لا(115/130)
تتعدى عشرين كلمة، لكنه يكون مستعدًّا لفهم المزيد من الكلمات بشكل أسرع، كما يُعَدّ هذا أيضًا أحد الوسائل لتدريبه على استقبال أفضل للمجتمع الخارجي يكسبه بعض العادات الاجتماعية بطريقة صحيحة وهادئة.
- يرحب الطفل في هذه السن بمشاهدة التلفاز، فتراه يجلس هادئًا أمامه، لكن هذا النشاط لن يفيده كثيرًا في الحقيقة باعتباره نشاطًا سالبًا، ولكن لا مانع من أن تشاهد مع طفلك بعض برامج الأطفال، وتحاول تنمية الأفكار التي تهدف إليها هذه البرامج بحيث يستفيد الطفل منها، بعدم تركه يشاهد التلفاز وحده أبدًا، بل لا بد أن تكون قد شاهدت البرامج مسبقًا لتختار من بينها المناسب لطفلك، ثم بعد ذلك تجلس معه لتشرح له، وتعينه على فهم ما يراه من خلال مناقشات بسيطة يكون فيها تفاعليًّا، وليس متلقيًا سلبيًّا مثل: "انظر ما هذه؟ بطة، ممتاز شاطر، القطة تجري ... "، وهكذا.
- فالطفل يميل إلى التحدث مع نفسه إذا لم يجد من يتحدث إليه، ويشعر بسعادة بالغة حين يشير إلى الأشياء وينطق بأسمائها، ويتعلم كذلك أن كل الأشياء لها أسماء وتنتمي لمجموعات مختلفة، فمثلاً يكتشف أن كل الأجسام الصغيرة ذات الأرجل الأربع ليست كلابًا، وإنما تشتمل كذلك على القطط أو الأرانب أو الماعز، وهذا التصنيف يُعَدّ خطوة مهمة في النمو، وهو ضروري لدراسة المواد الحسابية فيما بعد.
ـــــــــــــــــــ
... اللطف واللمسة الحانية
د. عبدالرحمن العدوي - الأستاذ بكلية الدعوة وعضو مجمع البحوث الإسلامية
فيقول: الإسلام يَحُثُّ أتباعه على حسن الخلق، وحسن القول، والتلفظ بالألفاظ الطيبة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فاحشًا ولا طعانًا، ولا بذئيًا. والقرآن الكريم يقول: "وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، ويقول أيضاً: "يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُوْلُوا قَوْلاً سَدِيْدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ... ."، وعليه فإن المسلم الملتزم لا ينطق بلفظ يُحْسَب عليه، ولو على سبيل المزاح، أو إضحاك الآخرين، والرسول العظيم صلى الله عليه وسلم أخبر معاذاً بن جبل رضي الله عنه بقوله: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوْهِهِم – أوْ عَلَى مَنَاخِرِهِم - يَوْمَ القِيَامَةِ إِلا حَصَائِدَ أَلْسِنَتِهِم"، وحصائد الألسنة هي الفَلْتات التي تبدر من الإنسان ولا يستطيع أن يَعُدُّها من السيئات، وهذا كافٍ لأن يجعل الإنسان المسلم يهذب نفسه، يحسن ألفاظه، يبتعد عن اللفظ الدارج على لسان الناس. وعن سبل معالجة هذه الألفاظ لدى الصغار يقول د. العدوي:
1- أن يكون الأب - نفسه - مثالاً للقدوة وحسن اختيار الألفاظ، فلا يكن فاحشًا ويأمر صغيره أن يَكُفَّ عن الفاحش من القول.
2- ألا يقول للصغار - ولو على سبيل المزاح - ابصق على وجه ماما يا حبيبي، اشتم بابا ونفرح بهم عندما يفعلون، فإن هذا يجرِّئهم على شتم آبائهم، وأمهات زملائهم، مع أن الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ينبِّه أن مِن "أَكْبَرِ الْكَبَائِر أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْه، قَالُوا: وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْه يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "يَسُبُّ أَبَا(115/131)
الرَّجُلِ وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّه"، أو كما قال الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم.
3- إذا كنا نطالب الآباء بأن يكونوا قدوة حسنة، فإن من حسن القدوة أيضًا ألا يبتسم الوالدان إذا نطق الصغير بكلمة خارجة أو تُعَدُّ خارجة، أو بعيدة عن الأدب، الصمت عن مثل هذه الكلمة أول مرة يجرؤ الصغير، بل ينبغي أن نحذره: هذه كلمة نابية والولد المهذب المحترم لا يقول أمثال هذه الكلمات ولا أعنفه في المرة الأولى؛ لأن الطفل بطبعه عنيد وإذا زاد التعنيف قد يأتي بنتيجة عكسية.
4- فإذا ما تكرر هذا اللفظ من الصغير فإن على الأب أو الأم أن يتمهلا، فالعلاج ينبغي أن يكون بالرفق واللين، بعد أن أعيد عليه الكلام، دون أن أبيِّن نفاد صبري أضع يدي على رأسه، أضمُّه إلى صدري، أُشْعِره بالألفة والحنان حتى وهو مخطئ، أستميله وجدانيًّا، والرسول العظيم صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا وُجِدَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَه، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءِ إِلاَّ شَانَه".
5- ملاحظة الطفل لا يجب أن تكون في المنزل فقط، بل يجب أن تكون في المدرسة - أيضًا - المعلم أو المعلمة يراقب صغاره، فمن وجده منهم ينطق بكلمة سيئة أو غير حسنة باللطف يقول له: أنت تلميذ مهذب.. وهذا لا يليق بأسرتك الحسنة التي أعرفها.
6- ثم إن هناك واجباً أعم وهو واجب الإعلام في مختلف دول عالمنا الإسلامي من إذاعة وتلفاز وغيرها، حتى لا تقتحم الأصوات، والعبارات النابية على الناس منازلهم، وهي إشاعة للقول والأخلاق السيئة.
7- أن يوضح كل هؤلاء ويضعوا في أذهانهم قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِيْ أُكُلَهَا كُلَّ حَيْنٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُوْن".
ثم توضح أن الكلمة المؤذية شجرة خبيثة ينفثها الشيطان في أذن قائلها، وتؤذي المستمع، ثم إن الكلمات التي تؤذي الآخرين ليس لها علاج والشاعر العربي القديم يقول:
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا الْتِئَامُ وَلا يَلْتَئِمْ مَا جَرَحَ اللَّسَانُ
وجراح السنان هي جراح السهام والرماح في الحروب، قد يُشْفَى الإنسان منها، وقد يستمع إلى كلمة تؤذيه طيلة عمره، فلا يستطيع أن ينساها، ولا ينسى أثرها ما بقي.
ـــــــــــــــــــ
... تربية ذاكرة الطفل
من الواجب علينا أن نوجه أطفالنا حتى لا يقعوا ضحية الانحصار الذهني أو ضحية التطور البطيء ، وألا نسمح لهم بالتعود على الكسل الفكري ، ذلك الكسل الذي يخفي طاقتهم المبدعة وينقص رصيدهم الفكري ، ويقف حاجزا أمام ذاكرتهم ، ولذلك يجب أن نعاملهم بالتي هي أحسن
بدون عنف أو ضيق صدر ، حتى يتفهموا ما نريد منهم ، ولا نلجأ أبدا لطرق نفهمها نحن الكبار ، ولا يفهمونها هم المعنيون بالأمر .لذلك يجب علينا أن نغير طرقنا القديمة التي تقوم على الضرب والشتم والاحتقار واللوم ، وأن نبدل مضمونها(115/132)
إلى طرق إيجابية كالدفع بهم لمحبة الدراسة أكثر وطرق أخرى تعتمد على التفاهم والتسامح والتشجيع الذي يحولهم إلى فرسان لا يضعفون أمام مشاكل الدراسة وأمام مشاكل الحياة .
لكي نصل إلى كل ذلك يجب أن نزرع لكي نحصد نزرع شجاعة في روح براعم الحاضر ليكونوا فرسان المستقبل وعن ذلك نحن مسئولون .
كيف تتغلب على مشاكل ذاكرتك ؟
تعرف أولا على مشاكل ذاكرتك ثم خطط لها برنامجا يهدف إلى التخلص من تلك المشاكل ، وعند بلوغك هذا الهدف عليك أن تتخلص من وجود المشاكل غير المباشرة والتي نذكر بعض منها :
1) شرود الذهن (ضعف التركيز)
2) سرعة التأثر والانفعال.
3) تشاؤم عام أو عدم حب الدراسة
لا يجدر أبدا أن تعكر مناخ حياتك الدراسية بالمشاكل الأخرى ، وعليك أن تتدرب على التفريق بينهما ، وذلك بخلق إحساس مدافع يكون على شكل عازل وقائي تفرق به بين مناخك الدراسي والتأثيرات الأخرى اجتماعية أو مادية حتى لا يتلوث جو ذاكرتك .
إن تطوير ذاكرتك هو في حد ذاته نوع من فرض إرادتك وسيطرتك عليها ...
إذن فإرادتك يجب أن تكون حتما في حوزتك إن أردت تفوقا مرموقا . ولأن ذاكرتك هي إحدى وظائف عقلك الكامن ، فهي تخضع مسبقا لإرادتك بشرط أن تدرب هذه الأخيرة على الخضوع ،وكذلك باحترام قوانين الذاكرة وبمتطلباتها ، إن التعود على التذكر الإرادي يدرب خلاياك الفكرية كلها ، ويمكنك تدريجتا من التحكم في ذاكرتك أكثر .
ـــــــــــــــــــ
... التعامل مع الطفل... المذعور الخائف
هبة تهامي
ثمن النُّضْج:
الذعر والخوف أعراض قد يُصاب بها الكبير والصغير على حد سواء، ورغم أن الشعور بهذه الأعراض ليس شعوراً مستحبًا إلا أنه في حالة الأطفال قد يكون لازمًا وشرطًا للنمو النفسي والاجتماعي لا مفر منه.
والذُّعْر: هو الفزع الشديد دون سبب واضح أو محدد، أو الإحساس بتهديد مباشر لسلامة الفرد أو أمنه مبرر في عين الآخرين، إلا أن الفرد نفسه يرى التهديد حقيقيًّا ويستشعره بشدة. وينعكس هذا الشعور على الحالة الجسمانية فيزداد إفراز العرق وتزيد ضربات القلب، وقد تضطرب المعدة.
وإذا كان لا بأس من بعض التوتر؛ لأن ذلك كما يقول خبراء التربية وعلم النفس يزيد من انتباه الشخص، وقد يساعده على تحسين أداءه في بعض الأحيان، (بل قد يحفظ سلامة الفرد أحيانًا كخوف الطفل من النار، وتجنبه العبث بأعواد الثقاب)، إلا أنه إذا ما زاد عن حده قد يتحوَّل إلى عرض مرضي يحتاج علاجًا ومتابعة.(115/133)
وتتغير طبيعة وصور الخوف والذعر بحسب عمر الطفل، فالأطفال الرضع قد يصابون بالخوف والفزع إذا غاب أحد الوالدين عن أنظارهم أو إذا رأوا أغرابًا، في حين أن الطفل من عمر سنتين إلى ست سنوات قد يصاب بالذعر من كيانات خيالية كالعفاريت، والأطفال الأكبر من ذلك قد يصابون بالذعر من الحيوانات أو الحوادث التي يتوقعونها كالكوارث الطبيعية أو حوادث السيارات نتيجة رؤيتهم لها في وسائل الإعلام أو قراءتهم عنها في الكتب المدرسية أو كتب المطالعة.
ملاحظة أعراض الذعر والخوف
كيف يعرف الوالدان أن الطفل يعاني من أعراض الذعر والخوف التي تحتاج لتعامل خاص أو في بعض الحالات استشارة أخصائي نفسي؟!، هناك خوف طبيعي وعادي ولا غبار عليه مثل: الخوف من عقر الكلب أو الخوف من التعرض للعقاب البدني، كما يتوقع أن يداخل الطفل خوف من الانتقال إلى بيئة المدرسة أو الروضة لأول مرة. لكن الخوف إذا زاد واستمر فقد يؤثر على الحالة النفسية والعضوية للطفل، وإذا اقترن بأعراض إنسحابية وخوف من الاختلاط بأقرانه أو الآخرين فإن هذا قد يكون له آثار سلبية بعيدة المدى، ويحتاج لتدخل تربوي ونفسي.
وكثيرًا ما يواجه الطبيب النفسي حالات مخاوف أثناء الطفولة لم يتم علاجها أدت إلى ترُّسب مشاعر وأحاسيس؛ أصبحت فيما بعد مرضًا أو اضطرابًا نفسيًّا.
ومن أعراض وجود مشكلة في هذه الدائرة: الحركات العصبية، أو عدم القدرة على النوم الطبيعي، أو النوم فترات أطول من المعتاد، زيادة إفراز العرق خاصة في راحة اليدين، زيادة ضربات القلب وتلاحق الأنفاس، الصداع، وأوجاع المعدة. والوالدان يمكنهما بسهولة ملاحظة ذعر وخوف الطفل من أوضاع أو مواقف معينة، وأحيانًا قد تكون نقطة البداية الإنصات لهموم الطفل، وتهدئته وإظهار التفهم ثم مناقشة الأمر وطمأنته بشكل مستمر وهادئ. ومن المهم أن يسأل الوالدان أنفسهما: هل ذعر الطفل يلائم سنه؟ فإذا كان مقبولاً في مرحلته العمرية فيمكن ترجيح أنه طبيعي وسيتجاوزه الطفل مع النمو – مع التأكيد على عدم تجاهله أو التقليل من أمره – كالخوف من الظلام. فمعظم الأطفال مع الهدوء، والطمأنة، وقبلة على الجبين، ودعاء قبل النوم، وترك باب الغرفة مواربًا يَقِلُّ خوفهم، وقد يعين ترك ضوء خافت ليلاً في الغرفة يبدد بعض الظلام ويسهل حركته في الغرفة إذا استيقظ لقضاء حاجة في الليل.
فإذا كان الذعر متفرقًا ولصيقًا بأمر واحد؛ فإن الوالدين يمكنهما التعامل معه وفق الخطوات التي سنذكرها بعد قليل، أما إذا كان متكررًا ومتعدد الموضوعات فإن الاستشارة لطبيب أو معالج نفسي قد تكون ضرورية.
تهدئة الطفل المذعور
أولاً: إظهار الوالدين للتفهم لمخاوف الطفل، وعدم السخرية أو الاستهانة بها، والإنصات لمشاعره وتركه يُعبِّر عنها بحرية، وإظهار الاهتمام لأن مجرد الإفصاح والحديث عن المخاوف يقلل من التوتر، ويساعد على مناقشتها والتماس سبل مواجهتها.(115/134)
ثانيًا:عدم تغيير نمط التعامل مع الأشياء المألوفة؛ لأن ذلك قد يزيد الطفل وعيًا بمشروعية خوفه وأنه محق في ذلك، فتلافي المرور بجوار منزل به حيوان في الحديقة، أو تغيير المسار أثناء السير لتجنب المرور بجوار الشرطي الذي يخيف مظهره الطفل كلها تصرفات قد تكرس لدى الطفل أن خوفه مبرر؛ فيزيد هذا الخوف.
ثالثًا: علِّم الطفل كيف يتخلص من الخوف تدريجيًا، ففي المرة التالية عند إصابته بالخوف أو الذعر اسأله عن حجم الخوف، فربما قلَّ بعض الشيء، و يمكننا أن نرصد كيف أن التعرض لموضوع الخوف قد يقلل من كم الفزع ونلفت نظر الطفل لذلك ونلفت نظره على كون ذلك دليل على أن الخوف سيظل يتضاءل حتى يذهب تمامًا.
رابعاً: اجعل للطفل مركزًا ومساحة للأمان، ثم علِّمْه أن يقترب من المساحة التي تثير ذعره، ثم يعود إلى مركز الأمان ونقطة السلامة، كأن يكون في غرفة مضاءة ثم يقترب هو من غرفته المظلمة، ثم يعود. أو أن تسأله أن يأتي بشيء من غرفتك المظلمة، ويرجع لك بسرعة، وتنتظره أمام بابها، وبذا يحاول التغلب على خوفه فترة قصيرة تطول مع الوقت حتى يتخلص منه تمامًا.
خامسًا: حاول زيادة ثقة الطفل بنفسه من خلال الدعاء، ففي المناهج الغربية للتغلب على الخوف والذعر يعلمون الأطفال مجموعة من العبارات لِبَثِّ الأمان في نفسه مثل: سأكون بخير وأنا قادر على التغلب على المشكلة I can do it، ويمكن أن نعلم الطفل المسلم عبارات مثل: "الله معي" أو أن يقرأ آيات قرآنية مثل الفاتحة والمعوذتين.
سادسًا: عبر الرسوم والتلوين، ثم العرائس والألعاب التي تمثل الحيوانات التي تثير خوفه، ثم مراقبته لطفل يداعب الحيوان أو يتعامل معه دون خوف ثم الاقتراب الهادئ.. رويداً رويداً يطمئن الطفل ،ومن المهم عدم الاستعجال أو دفع الطفل لمواجهة موضوع الخوف بغتة حتى لا يأتي ذلك بنتائج عكسية.
سابعًا: امتداح أي نجاح يحققه الطفل في التغلب على خوفه.
وإذا لم تفلح المحاولات الأبوية الهادئة عبر فترة زمنية معقولة في حل المشكلة؛ فقد يكون اللجوء لمعالج أو طبيب نفسي مسألة ضرورية في حالات معنية لا مفر فيها من التماس العلاج المنظم.
ـــــــــــــــــــ
... النبوغ.. وراثة أم موهبة؟
عبير صلاح الدين
كثيرة هي أسماء النابغين والموهبين في السباحة والرياضة والاختراع والغناء والرسم والكتابة من الأطفال، البعض ورثوا هذا النبوغ عن طريق الأم أو عن طريق الأب أو عن كليهما.
عائلة مخترعة
من أشهر العائلات المخترعة في مصر عائلة المهندسة ليلى عبد المنعم المسئولة عن نادي المخترع الصغير وابنتها إنجي نبيل، وزوجها المهندس نبيل؛ إنجي سجلت(115/135)
13 اختراعًا، والمهندس نبيل سجل 9 اختراعات، والمهندسة ليلى لها الكثير من الاختراعات المسجلة بمكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي بالقاهرة.
أول الاختراعات التي سجلتها إنجي كان عن هاتف للدراسة كبديل للدروس الخصوصية، بنفس فكرة البرامج التعليمية في التليفزيون إلا أن هذا الهاتف يتيح إعادة درس معين في المادة الدراسية التي يحددها الطالب، ويوصل عن طريق السنترال بكود معين حسب كل مادة دراسية؛ حيث يستمع الطالب إلى تسجيل كامل لهذا الدرس الذي يريده وتطبيقاته، وحصلت إنجي على المركز الأول في المسابقة التي أقامتها أكاديمية البحث العلمي للأطفال المخترعين عن اختراعها لهاتف الدراسة هذا، وكان عمرها 13 عامًا، وتوالت بعد ذلك اختراعات إنجي، فاخترعت خيمة تعمل بالطاقة الشمسية عن طريق تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية، وهناك أيضا سلاكة حوض بالكهرباء، ومبخرة بالكهرباء، وقربة ماء ساخن تعمل بالكهرباء، وخلاط يفصل بذور الطماطم عن الطماطم، واشتركت مع والدها في اختراع باب "أوكرديون" للسيارة، وحصلت على 3 ميداليات ذهبية من السيدة سوزان مبارك في مسابقات الاختراع والابتكار التي تنظم سنويًا.
سألنا المهندسة ليلى عبد المنعم: هل للبيئة العلمية دخل في وجود موهبة الاختراع والابتكار عند الأطفال؟
قالت المهندسة ليلى: لقد قمت بتأليف كتاب بعنوان "طريق الاختراع" عن تجربتي في رئاسة نادي المخترع الصغير وقراءاتي حول هذا الموضوع؛ ووجدت أن البيئة العلمية لها دور كبير في زرع بذرة الابتكار والاختراع عند الطفل الذكي، ولهذا بدأت مع إنجي منذ كان عمرها 9 سنوات بأن أجعلها تقرأ في الموسوعة العلمية، وعندما أصبح عمرها 12 عامًا بدأت تفكر في الدخول إلى هذا المجال وتشاركني أثناء تجاربي، وبدأت التفكير في كيفية أن تصل بفكرة من أفكارها إلى النهاية، وكانت تستشير والدها أيضا، صحيح أن أي اختراع هو شرارة أو فكرة في البداية لكنه يحتاج إلى مساعدة من الآخرين.
لكن هل التفوق الدراسي دليل على ذكاء الطفل وإمكانية أن يصبح مخترعًا أو مبتكرًا؟
تجيب المهندسة ليلى: لا بالطبع فكم من مخترعين ومبتكرين ومكتشفين أمثال إديسون ونيوتن وآينشتين ممن أضافوا للبشرية الكثير كانوا من غير المتفوقين دراسيًا، ومهمة كل أم أن تراقب طفلها إذا كان لديه هواية الفك والتركيب لأي شيء أو للعبة، وعليها أن تبدأ في التنبيه على أهمية أن تجعله يقرأ في الموسوعات العلمية التي تشرح للطفل كل شيء عن عالم الاختراعات وتخبره عن الحالة النفسية التي يتعرض لها المخترع أثناء شرارة الاختراع، فهناك فرق بين الموهبة الفنية كالغناء والتقليد والرسم والتفكير العلمي أو الخيال العلمي الذي يجب أن ينمى في الطفل وإلا سوف يختفي، ولهذا فالفكرة إذا قبلها المحيطون بك فهي خيال علمي، وإذا لم يتقبلها المحيطون بك فهي مجرد خيال وهمي لا يصلح للتطبيق.
وما الدور الذي يقوم به نادي المخترع الصغير بالنسبة للطفل؟(115/136)
النادي كان يقوم بتنمية قدرات الأطفال الذين لديهم استعداد للابتكار عن طريق محاضرات من أساتذة الجامعات في التكنولوجيا والكهرباء والفيزياء وغيرها، ونساعد الأطفال الذين لديهم فكرة على تحويلها إلى نقاط محددة؛ لنصل معًا إلى شكل الاختراع ثم نبدأ في عمل "الماكيت" أو النموذج الأولى للاختراع ثم الأوراق المطلوبة ليسجل الاختراع بأكاديمية البحث العلمي، والكثير من الأطفال استطاعوا بالفعل تسجيل براءات اختراعاتهم بالأكاديمية، وكان هناك أكثر من 100 اختراع توصل إليها الأطفال، تم عرضها خلال احتفالات الطفولة بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل وحصل بعضهم على جوائز مالية وتقديرية.
المواهب إذن لا تورث لكنها تحتاج لمن يرعاها ...
ـــــــــــــــــــ
... لِصّ صغير" في بيتنا
محمد ثابت توفيق
لا تحرمه أو تحرمها من شيء –مهما كان ثمنه- ومع هذا تُفاجأ به أو بها، وهما اللذان لم يَتَعدَّيا العاشرة أو تعدّياها بقليل يمدّان أيديهما، ربما لحافظة نقودك، ربما لأوراق العملة فوق المائدة، أحيانًا على "بعض" ثمار أمام البائع في الشارع ثم يجريان، تَمَهّل قبل أن تحكم عليهما أو تعاقبهما.. –فقط- طالع هذه الآراء..
يده خفيفة
عبد الستار علي –موظف بهيئة السكك الحديدية- 47-: يده في منتهى الخِفّة، أصغر أبنائي، رُزقت بابنتين، وكان هو آخر العنقود، كل طلباته أوامر، نادرًا ما أعتذر عن الإتيان بشيء أراده، إلا أن تكون الظروف لا تسمح فعلاً، ورغم كل هذا، أترك قِطَع عملة زائدة على المائدة –لا تُقارن بمصروفه أصلاً- فلا أجدها، أحيانًا مصروف أختيه، الذي علمنا أنه هو( ..)؛ وذلك لأنه كَشَف نفسه، ويضحك عبد الستار قائلاً: بعد أن أخذ مصروف أختيه كاملاً، وتركتهما لبعض الوقت كي أعرف الحقيقة، فَبَكَيا، وتأخّرا عن موعد المدرسة- خطر لي أن نترك جميعًا المكان لبعض الوقت، فذهب وتَرَك مصروفيهما بعد أن أخذ ما يقارب ربعه، عاتبته في الأمر، فأنكر في المرة الأولى، ثم لم يُجِب في الثانية، ونظر إلى الأرض في خجل، لا أريد أن أربِّيه على الخوف، ولا أريد له أن يستمر في مدّ يده، لعل الأمر راجع إلى بداية مرحلة المراهقة؟؟
ماذا أفعل لكم؟
ماجدة نور الدين –سكرتيرة بإحدى صحف – 39 عامًا: تجاوز ابني الثانية عشرة، مرحلة البلوغ مرّت، ولكن هذا "المرض" كما أراه مستمر معه، هو الكبير في ترتيب إخوته، طلباته –أصلاً- لا تنتهي-، نقول له برفق: إن لدينا أولويّات لأن إمكاناتنا –أنا وأبيه- لا تسمح إلا بهذا، فيقول: "أنا قلت لكم وخلاص"، وبعدها نكتشف اختفاء أوراق مالية من الدولاب أو من حافظتيْ نقودنا، يواجهه: من فعل هذا؟ في البداية كنّا نُلِحّ، ونقول له: كي لا نظلم أحد أخوتك، أعفانا من الإلحاح بعد حين يقول: ماذا أفعل لكم وقد طلبت ولم تستجيبا لي، وأنا أحتاجها بشدة؟!. وعن(115/137)
تكرار هذا الأمر تقول: ليس كثيرًا جدًا، مرتان في الشهر تقريبًا، وأحيانًا مرة، بحسب ما يطلب منا ولا نستجيب..
بدون مُوارَبة
ليلى عبد المجيد –ناظرة مدرسة- 53: أحمد ابني منذ كان صغيرًا، من أوائل المرحلة الإعدادية تقريبًا، وحتى صار جامعيًا.. هو.. هو، آتي بالملابس له ولإخوته، هو متخصص سرقة ملابس، لا يهمه شيء آخر في الكون غيرها، آتي له بما يناسبه، بالألوان المفضلة لديه، أو حتى التي اختارها لنفسه حينما "ننزل" في المواسم والأعياد للتسوق، يستحسن قطعة الملابس التي اختارها له أو يختارها هو لنفسه، ثم يلقيها على المقعد، ويذهب لملابس أخيه الأكبر.. يقول إنها أجمل.. نبدّلها لك.. يقول لا.. ويخرج، في الصباح يذهب لارتداء قميص أخيه.. ويخرج به وكأنه لم يفعل شيئًا، نذهب إلى قميصه كي نأخذه مقابل ما أخذ فنجده قد أخفاه، أو أغلق عليه الدولاب بالمفتاح.. أخوهما الأصغر في غاية السعادة لأن مقاسه يختلف تمامًا عن أحمد، واجهنا أحمد بأننا لا نمزح وهذا الأمر لا ينبغي أن يستمر، فضحك.. نضحك عليه بأن نشتري أكثر من قطعة ملابس للأكبر.. يترك له إحداها –ليرتديها براحته- ويحتفظ بالأخريات..
لا تعرف "الخصوصية"
أم مروة –موظفة - 38 عامًا: لدي توأم (مي ومروة) لا أقبل أن تمتد يد إحداهما إلى أشيائي أو أشياء الأخرى، وكان عقابي لمروة شديدًا حينما فعلتها في المرة الأولى، حتى فوجئت باختلاف الأمر بعد حين، هي لا تأخذ أشياء، ولكن تحرص على استخدام أشياء لا تخصها: ملابس أختها، بعض أدوات التجميل الخاصة بي، والتي لا تناسب عمرها، بصراحة أحسست أني عنفتها أكثر من اللازم في المرة الأولى دون أن أُفهمها، ولكن رد فِعْلها يحيرني، أحيانًا أجدني متحرِّجة من مواجهتها، مع أني لا أشك في أنها الفاعلة، رغم أنها قد تُلْقي بما أخذت مني –بالتحديد- في أشياء أختها، لديها اثنا عشر عامًا.. أُمَهِّل نفسي.. وأقول: حينما تكبر بعض الشيء سأحدثها في مسألة خصوصية الأشياء..!
تَعَدَّى "حدود المنزل":
بثينة محمد –ربة منزل - 57 عامًا: مع أحد أبنائي -بالتحديد الأوسط- الأمر تعدى أن يمد يده على أشياء أخوته، في الحادية عشرة من عمره، أجد في حقيبته المدرسية، الآلة الحاسبة الخاصة بمعلِّم الرياضيات الذي يأخذ درسًا لديه، آلة غالية بعض الشيء -فلقد سألت عن ثمنها-، وكذلك مساطر زملائه الملوّنة، أحيانًا مُمحاة (أستيكة) لها رائحة، وأحيانًا كراساتهم تحمل أسماءهم، في زيارته الأخيرة لبيت أختي حاول مغافلتهم ودخول غرفة النوم -حيث يعرف أنهم يحتفظون بالنقود وما إلى ذلك-، وكادت "تبقى" فضيحة لولا ستر الله ثم حكمة أختي، لا أستطيع أن أخبر أباه لأنه سيُقِيم الدنيا ولن يُقْعِدها، أحيانًا كثيرة أنصحه بالرفق فلعله.. ولكني لا أرى أثرًا، وعن مهنة أبيه تقول: كاتب بإحدى المحاكم..
الطفل ومعايير الأخلاق:(115/138)
يقول د. أحمد عبدالله – طبيب نفسي – مصر: إن الكذب والسرقة عند الأطفال له معنى مختلف، ويحتاج إلى تعامل مختلف. فمن ناحية المعنى: يختلط الواقع بالخيال في إدراك الطفل، وعليه فقد يعكس الكذب قدرة عالية على الخيال عند الطفل لا تُشْبع بأنشطة تستثمرها، كما إنه لا يتصور أن تكون قدرة الطفل على ضبط وتدقيق المعلومة مثل قدرة الأكبر سنًا.
والسرقة كذلك فهي تعكس الميل الطفولي لحب الامتلاك دون تحمل مسئولية، وكلاهما (الكذب والسرقة) يرتبط كجريمة بوجود المعيار الأخلاقي الناضج والمستقر الذي يمنح الأشياء أحكامها، ويحدد الموقف منها، وهذا المعيار لا يكون موجودًا قبل سن البلوغ "على الأقل" ؛ وعليه فإن الأطفال لا يسرقون ولا يكذبون بالمعنى الحقيقي والأخلاقي للكلمة.
ويفرض علينا هذا الفهم تعاملاً مختلفًا كالآتي:
1 ـ محاولة إنعاش خيال أبنائنا، واستثمار إنتاج هذا الخيال في قصص يكتبونها، أو يروونها للأسرة، أو للنشر العام إذا أمكن.
2 ـ التحدث معهم بشكل غير مباشر عن الصواب والخطأ بأمثلة من فعل الآخرين، أو عَبْر قصة من الخيال.. وهكذا.
3 ـ العدل بين الأولاد في الأدوات المدرسية والملابس.. إلخ وحبذا لو تشابهت، أو تطابقت بعض هذه الأشياء؛ فيصبح تبادلها ممكنًا، ولا يسبب هذا قيام أي متاعب.
4 ـ عدم اللجوء للضرب؛ فالضرب سلاح العاجز، وإن كنا جميعًا نفعله للأسف، واستخدام الضرب يهدر فاعلية كل الوسائل الأخرى من ترغيب وترهيب، وتهديد وإغراء.. إلخ
مشكلة التربية..!
د. أحمد عبد الرحمن -أستاذ علم الأخلاق بالجامعة الإسلامية بماليزيا- يقول: أما من زاوية علم الأخلاق السرقة حينما تحدث فثِقْ أن هناك خطئًا شديدًا في التربية، لقد تربينا على أن النقود موجودة، ومعروف مكانها لدى الجميع، والأب يقول: اذهب وهات كذا من غرفتي ولا أحد يتجرأ على أخذ شيء مهما صغر منها، هكذا تربيت، وربّيت خمسة أبناء، وهم جميعًا متزوجون الآن، ولديهم أبناء، كلهم يتربون بهذه الطريقة، لم أسمع أن واحدًا من أحفادي -فضلاً عن أبنائي- فعلها ومدّ يده، رغم أني لم أنشأ في بيئة غنية وأنا صغير، المشكلة في التربية، إنها الرصيد الذي كلما كان كبيرًا سمح للأبناء أن يتربوا بصورة تعصمهم من هذه المآسي، وهي الآن –في رأي د. عبد الرحمن- للأسف قد سُحِبت من يد الأب والأم، والذين سحبوها مخرِّبون، فأجهزة الإعلام لا تكف عن نشر أفلام العنف والترغيب في مد اليد، وفي المقابل لا تجد قيم العمل والمثابرة في سبيل الوصول إلى النجاح، والصبر على الفقر والعمل الدائب، اليوم هذه الأجهزة جعلت "أغلب اهتمام الشباب بطنه وفرجه من أيّ طريق، كن لصًا ولكن لا تسمح لأي أحد بأن يضبطك.. كن "فَهْلَوِيًا".
ـــــــــــــــــــ
... كيف تفسر صرخات طفلك
لكل سبب صرخة مميزة(115/139)
كيف تفسرين صرخات طفلك المختلفة؟ هذا سؤال تهم إجابته كل أم..
ويوضح الخبراء والمختصون كيف تستطيعين من خلال شدة صرخة طفلك ودرجة نغمتها والوقت الذي تستغرقه، أن تحددي المشكلة التي يعانيها الطفل والتي قد تكون:
الألم:
صرخة مفاجئة طويلة ذات درجة نغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها.
الجوع:
نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت.
الملل:
أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة.
التوتر:
أنين متضجر بشبه أنين الملل، فكما أن الشخص الكبير إذا كان في ضيق فإنه يحب أن ينفس عن نفسه فكذلك الطفل الصغير الذي يشعر أن التضجر يعطيه شعوراً أكبر بالراحة .
المغص:
أشد الصرخات التي لا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، ربما قبل أن يكملوا أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر
قائمة مساعدة لبكاء الطفل :
* عليك اختبار حفاضات الطفل وهل تحتاج إلي تغيير .
* تأكدي من أن الطفل ليس جائعاً أو عطشاً .
* تأكدي من أن الطفل ليس في جو بارد أو دافيء أكثر مما يجب .
* تأكدي من أن الطفل ليس مريضاً .
* عليك معالجة المغص أو مشاكل التسنين .
* يمكنك أرجحة طفلك في مقعد أو سرير هزاز .
* تنشيط الطفل برفق بين ذراعيك أو في سرير الطفل .
* جربي إعطاءه دمية .
* تحدثي مع طفلك .
* احملي طفلك في حاملة الأطفال .
* تحدثي مع الأخصائية الصحية أو الطبيب أو جهات مساعدة ا لوالدين .
* اخرجي مع طفلك لنزهة على الأقدام أو بالسيارة .
* دعي الطفل في حجرة أخرى لبعض الوقت .
* اتركي الطفل مع شخص آخر لبعض الوقت لتأخذي بعض الراحة .(115/140)
* تقبلي فكرة أن بعض الأطفال يبكون مهما فعلت .
* تذكري أن هذه المرحلة ستمضي سريعاً.
ـــــــــــــــــــ
... 92 طريقة لتعويد أولادك على الصلاةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد: فهذا الكتيب خلاصة لكتاب قد أصدرته بعنوان(تجارب للآباء والأمهات في تعويد الأولاد على الصلاة) جمعت فيه تجارب واقعية حول الموضوع...
واكتفيت هناك بسرد التجارب لتعبر عن نفسها.. أما هنا فيسرني أن أقدم عبق تلك التجارب وخلاصتها ممزوجة بالورد والريحان. ولا يفوتني أن أنبه القارىء بأنه عند ذكر كلمة(ولدك- أولادك) فإني أقصد بها الذكور والإناث) كذلك أقصد بها الصغار أحياناً والكبار أحياناً فلا تنسى ذلك والآن لنبدأ..
1- إخلاصك في تعويد أولادك على الصلاة, وابتغاؤك وجه الله والدار الآخرة يفجر لديك الطاقات, ويجعلك كالجبل لا تنحني للرياح والتقلبات الجوية عند أولادك.
2- ايقظ عندهم اليقين بحضور ملك الموت في أي لحظة.
3- تعاون مع جيرانك, خذ أولادهم للمسجد أحياناً, ويأخذون أولادك للمسجد أحياناً, تعاهد أولادهم على الصلاة في المسجد أثناء غياب والدهم, ووصهم على أولادك أثناء غيابك, أو عندما يرونهم يلعبون في الشارع وقت الصلاة.
4- عندما تربي ولدك على قول الله تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى} فسيصلي عندما تغيب عنه. وهذا يعني أنك ستنمي عنده الرقابة الذاتية عن طريق تنمية عبادة الإخلاص لله وحده, حتى لا يصلي خوفاً منك بل حباً وتعظيماً ورغبة ورهبة لله. فلا تكن ممن يعود أولاده على مراقبته هو ويعتقد أنه يغرس المراقبة الإلهية في نفوسهم فتراهم لا يصلون إلا بحضرته وهذا مزلق خطير في التربية فاربطهم دائماً بالله وليس بك أنت.
5- لا تظهر اليأس من إصلاح ولدك أمامه فذلك يقويه على التمرد, كما أن اليأس من رحمة الله سوء ظن به سبحانه ينافي كمال التوحيد.
قال ابن القيم رحمه الله:(فمن قنط من رحمته, وأيس من روحه, فقد ظن به ظن السوء).
6- درس علمي أو موعظة لأفراد العائلة يقيمها أحد الوالدين, أو أحد الأولاد الكبار من الذكور أو الإناث. مرة في الأسبوع مدة نصف ساعة, على أن يدوم عليه, فالقليل الدائم خير من الكثير المنقطع, هذا الدرس ستجده ثماراً يانعة في أولادك بإذن الله.
7- أيها الأب الغائب في(عمل..سفر..مريض في المستشفى..طلاق)تابع أولادك بالهاتف لتشعرهم بأهمية الأمر.
فبعض الآباء الموفقين عندما يسافر لعمل ونحوه يتصل بأولاده ويحادث كل واحد منهم مباشرة ويسأله عن الصلاة.
8- خوفهم من سوء الخاتمة, ورغبهم بحسن الخاتمة.(115/141)
9- كن جاداً في أمرك لأولادك بالصلاة, ولا تتركهم ليصلوا أحياناً بل ألزمهم بها.
10- قدم أمور الآخرة على أمور الدنيا في جميع الأحوال والظروف ليتعود ولدك على أنه لا مجال للمنافسة بينهما. فأداء الصلاة في وقتها أهم من أداء الواجبات المدرسية. وإدراك ركعة أولى من إدراك لعبة كرة القدم, ومراعاة أوقات الصلاة أهم من مراعاة صديق أو مكالمة هاتفية أو برنامج في التلفاز.
11- الهجر إذا كان يجدي ويأتي بنتائج جيدة وإلا فلا.
12- الإتصال بالمدرسة والتعاون مع المعلمين ليبينوا باستمرار أهمية الصلاة وعقوبة تاركها, مع سؤالهم للطلاب عن المحافظة عليها فماذا يضير المعلمة أو المعلم لو سألا كل يوم ثلاثة من الطلاب على انفراد:
هل صليت الفجر اليوم؟
13- ابتع لطفلك بعض كتب التلوين المتوفرة في المكتبات والتي توضح بالصور كيفية الوضوء والصلاة عملياً وتحتوي على بعض الأذكار.
14- الإحتضان, القبلة, التربيت على الكتف, المسح على الظهر, إتصالات عاطفية, يمنحها الوالدان لأولادهما تشجيعاً على الصلاة بعد تأديتهم لها, تغني عن الآف الهدايا.
15- هل يتعبك ولدك عندما توقظه للصلاة؟
لا عليك... هناك حلول كثيرة جربها معه
* الملاطفة بالكلام.
* التربيت على ظهره ومسح رأسه.
* اذكر له خبراً ساراً حتى ينشط ويطير عنه النوم..مثل: ستذهب اليوم إلى... سيأتينا اليوم فلان, لقد نجحت في.. اتصل عليك..
* اتركه لينام ثم عد إليه بعد خمس دقائق أو ثلاث وهكذا إذا كان هناك متسع من الوقت.
* إطفاء جهاز التكييف.
* إضاءة الأنوار.
* رش رذاذ الماء على وجهه عند الحاجة.
* الدعاء:"قم شرح الله صدرك" ونحوه.
* رغب ورهب وذكر بالله كأن تقول له:"الصلاة نور لك في قبرك" "قم يا ولدي فلا يوجد إلا جنة أو نار"
* اسحب الغطاء .. وقم بهز ولدك بلطف مع النداء عليه.
* احضر لأولادك ساعة منبهة تصدر صوت الأذان.
* لا تقل: استيقظ للمدرسة, بل قل: استيقظ لصلاة الفجر.
* داعب أولادك ولاعبهم عندما توقظهم للصلاة وأنت تردد الآيات المتعلقة بالصلاة أو الأحاديث أو بعض الأناشيد. هذه الطريقة ناجحة ومجربة بشرط أن تذكرهم بالآيات والأحاديث بخشوع واستشعار لمعناها (يعني تخرج من قلبك)..
* عندما توقظ أولادك للصلاة تتبعهم حتى لا يناموا في مكان آخر.
* وضع مكافأة خاصة لمن يستيقظ أولاً.. ويصلي الأول.(115/142)
* كافىء بكرم من يتابع إخوته ويوقظهم للصلاة.
* وأخيراً إذا أعيتك الحيلة فعليك بالضرب (1) لمن بلغ العاشرة, فأنت تضربهم لأنك ترحمهم أن تحترق أجسادهم في جهنم.
16- علق قلوب أولادك بالله.. بمعنى آخر أغرس مبادىء التوحيد فيهم)حب الله ورسوله.. وطاعتهما, والخوف والرجاء, والإيمان)ويساعد على ذلك التحدث معهم عن توحيد الربوبية, الألوهية, الأسماء والصفات, فالتوحيد كالرأس في الجسد وتطبيق الأوامر الشرعية لا يأتي إلا من جسد صح بالتوحيد لاسيما الصلاة فهي تحتاج إلى مصابرة وإيمان قوي.
17- لك أيها الأب هيبة في نفوس أولادك قد لا يكون للأم مثلها عند وجودك بالمنزل باشر بنفسك أمرهم بالصلاة.. ولا تجعل المهمة كاملة على الأم وحدها.
18ـ الأولاد الصغار يحتاجون عادة إلى التذكير بالصلاة عند دخول وقتها.. فعليك ألا تمل ولا تكسل عن ذلك.
لأننا نجد في الغالب أن الولد من المصلين لكنه لا يضبط أوقات الصلاة أو يلهو عنها فيحتاج إلى من يذكره فقط..
فهناك فرق كبير بين من يصلي إذا ذٌكر وبين من يرفض الصلاة ولو ذٌكر..ولعل (مرحلة التذكير)هي المرحلة الأولية للتدرج في المحافظة على الصلاة, ولكنها مرحلة قد تطول إلى سنين, ثم تأتي بعدها مرحلة الصلاة من وازع داخلي لا يحتاج إلى تذكير.
19- أيها الوالدان:
لا يعتمد أحدكم على الآخر في تربية أولادكما على الصلاة, لأن كليكما مكلف تكليفاً فردياً وسيسأله الله ماذا فعل هو؟ لا ماذا فعل الآخر؟..
فأعد للسؤال جواباً.
فبعض الآباء يقول: أمهم مهملة ويترك المهمة.
وبعض الأمهات تقول: أبوهم لا يساعدني وتضيع الأمانة ولا يعذران بهذا أمام الله.
20- احتسب الأجر من الله في: تربية ولدك على الصلاة, ودلالته على الخير, قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))رواه مسلم.
ترى كم مرة سيصلي ولدك في حياته؟
وكيف إذا كان عندك عدد من الأولاد؟
فكم من الحسنات ستأتيك خمس مرات يومياً؟ ناهيك عن الرواتب والنوافل.
21- في بداية تعويدك لطفلك على الصلاة يفضل أن تكون المكافأة فورية على كل فريضة يؤديها, كقطعة حلوى صغيرة مثلاً..
ثم تصبح المكافأة يومية على الفروض الخمسة مجتمعة..وعندما يبدأ ولدك بالمحافظة الذاتية على الصلاة أجعل المكافأة أسبوعية ثم شهرية حسب الوضع المناسب الذي تراه.. مع الإعتدال في المكافأة, والتذكير بأنه تكليف إلهي.
22- اربط بين حبك وبغضك لأولادك وبين محافظتهم على الصلاة, فالأحب والأقرب لقلبك هو المصلي, وتقل المحبة بقدر التهاون بالصلاة.
يفعل الكثير من الآباء ذلك في التفوق الدراسي وعدمه, والصلاة أولى.(115/143)
23- عند غيابك عن ولدك أو غيابه عنك ابعث له رسالة إلى هاتفه الجوال تذكره فيها بالصلاة عند دخول وقتها بعبارات جميلة ومؤثرة.
24- أخبرهم أن الصلاة لا تسقط حتى في حالة الحرب والخوف والمرض..
علمهم صلاة الخائف, وأنه لولا أهمية الصلاة لسقطت عن الخائف والمريض, فكيف بمن في صحة وأمن..؟
25- استخدم أسلوب الحرمان أحياناً.
وهو نوعان:
عاطفي: كالقبلة والإهتمام. ومادي: كالهدية أو الذهاب به معك.
26- المدح المعتدل عند الأقارب كالأجداد, والأخوال, والأعمام, والذين في سنه, كل ذلك يشجعه على الصلاة والعمل الصالح.
27- على الوالدين مهما كانا متساهلين مع أولادهما أن يكون لهما هيبة عندما يأمران أولادهما بالصلاة وأن يتمعر وجهاهما غضباً لله إذا لاحظا التهاون فيها.
28- احضر لأولادك أشرطة (فيديو) تعليمية جذابة عن الوضوء والصلاة.
29- قم بعمل منافسة بين أبناء الجيران في المحافظة على الصلاة في المسجد, وضع مكافأة جيدة.
30- نفذ طلبات أولادك المعقولة بشرط أن يؤدوا الصلاة في أوقاتها, وأن لا يكون ذلك مطرداً.
31- اذكر لأولادك قصصاً لأشخاص يعرفونهم تاركين للصلاة كيف حياتهم؟ أخلاقهم, عدم توفيقهم.. الظلمة في وجوههم.
32- لا تشجعهم على الذهاب للمسجد فقط بل على التبكير إليه .
33- جلسة منفردة مع ولدك في غرفته أو غرفتك تذكره وترغبه بالصلاة تؤتي نتائج طيبة بإذن الله.
34- بعد بلوغ ولدك العاشرة استخدم الضرب عند الحاجة, وليكن تأديباً لا تعذيباً, وبضوابطه الشرعية. ولا تكن ممن يضرب ولده إذا عبث بأغراضه ولا يضربه إذا لم يصل.فيغضب لنفسه ولا يغضب لله.
35- دع ولدك يستفيد ويتمتع بالرحلات الجماعية التي تنظمها حلقة تحفيظ القرآن في المسجد, أو مع شباب صالحين, ليمارس المحافظة على الصلاة في أوقاتها عملياً, وليكتسب الصفات الحسنة بالإحتكاك المباشر مع الصالحين.
36- كونا أيها الأب.. أيتها الأم قدوة حسنة لأولادكما,بأن تكونا أكثر من يحافظ على الصلاة وأول من يصليها في وقتها.
37- عود أولادك على أن يذكر بعضهم بعضاً بالصلاة.. وألا يكتفي أحدهم بصلاح نفسه, بل عليه أن يفكر في صلاح إخوته خاصة والمسلمين عامة.
38- اكتب بعض الأحكام المتعلقة بتارك الصلاة في الدنيا والآخرة على ورقة بشكل جذاب وخط كبير واضح وعلقها في مكان بارز في المنزل.
39- الح على أولادك بالصلاة. وانتبه للفظة(الح)وليس مجرد أمر عادي فقط, ولتكن طريقتك مقبولة غير منفرة.(115/144)
40- استخدم الإيحاء الإيجابي, قل له:(أكيد تشعر بأنك سعيد لأنك صليت اليوم جميع الفروض في وقتها) ونحوه.
41- اجعل للذي يحافظ على الصلاة مكانة متميزة عندك, كأن تشاوره في بعض الأمور أو تصحبه معك.. المهم أعطه بعض الصلاحيات التي تميزه عن غيره ممن لا يحافظ على الصلاة.
42- ثابر على السؤال الدائم المستمر الذي يتكرر في اليوم عدة مرات ولا تمل فأنت مأجور, وليكن ذلك مع عبارات لطيفة محببة: هل صليت يا بني بارك الله فيك؟ هل صليت يا وردتي الله ينور قلبك؟
43- فكر في تعويد أولادك على الصلاة قبل أن تتزوج وتنجب.. نعم ابدأ من هنا.. من اختيار الزوجة الصالحة.. واختيار الزوج الصالح ليثمر هذا الزواج المبارك ذرية طيبة بإذن الله.
44- استغلال الاجتماعات العائلية لأداء الصلاة جماعة, الصغار مع الكبار.
45- دعهم يرون دموعك تنحدر من عينيك وأنت تحذرهم من النار والعذاب وتدعوهم إلى الخير والجنة, فذلك يشعرهم بصدق حديثك ويؤثر فيهم بعمق.
46- إذا كانت الأم هي التي تباشر تعويد أولادها على الصلاة, فعليك أيها الأب أن تتعاون معها, على الأقل في الفترة التي تعذر فيها شرعا ًمن الصلاة[الحيض- النفاس] لأن بعض الأمهات في هذه الفترة تنسى أن تأمر أولادها بالصلاة, فعلى الأب مسؤولية كبرى أمام الله فهو مأمور بأمرهم بالصلاة, أما إذا كان الأب غائباً فإنه يجب عليك عزيزتي الأم عدم التهاون والتكاسل عن أمر أولادك بالصلاة حتى في الأوقات التي تعذرين فيها شرعاً..
47- فسر لأولادك الآيات التي تتحدث عن ثواب المصلين وعقاب الذين لا يصلون واشرح لهم الأحاديث المتعلقة بالموضوع نفسه. لا بد أن تفعل ذلك, من باب أداء الأمانة والبلاغ.. استخدم كتاب تفسير مختصر (2) وستكون مهمتك سهلة.
48ـ الثناء المعتدل على ولدك عندما يصلي وسيلة تربوية دعوية.. كان رسول الله عليه وسلم:يثني على أصحابه ليشجعهم على الخير، ومن ذلك قوله لأشج عبدالقيس:"إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم, والإناة" رواه مسلم.
49- احرص في كل وقت على أن تقارن لأولادك بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا ،لتتعلق قلوبهم بالباقية ويعملوا لها.
50ـ كلما أردت أداء فريضة أطلب من أولادك أداءها في الوقت نفسه حتى تتمكن من استيعاب الجميع .
51ـ كلمة (صل) وحدها لا تكفي ، فبعض الآباء يظل السنين الطوال يردد هذه العبارة على أولاده حتى يملوها دون أن يدركوا معناها..
فالولد يسأل نفسه: لماذا يريدون مني أن أصلي..؟ الصلاة متعبة.
كذلك لا تكتفي بقولك لأولادك:(الذي يصلي يدخل الجنة والذي لا يصلي يدخل النار).
حسناً ما الجنة؟ وما النار؟(115/145)
اجعله يحب هذه ويكره تلك, نمي عنده الحافز الذاتي بالشرح المفصل لهذه الأمور بحسب عمره..
52- تحدث مع ولدك بلغة عاطفية جياشة:(أنا أحبك كثيراً وأخاف عليك من النار..لن تجد من ينصح لك مثلي فأنت قطعة من كبدي ولن يهون علي أن تعذب في النار,أنا أريدك في الجنة معي إن شاء الله ولن أتركك أبداً لتكون حطب جهنم).
53- إذا شارف ولدك على السابعة من عمره فذكره بقرب موعد أمره بالصلاة لتهيئه نفسياً مما ييسر مهمتك فيما بعد.
54- استغل الأسئلة الموجهة لك من أولادك عن اليوم الآخر بربط الفلاح والنجاة في ذلك اليوم بالمحافظة على الصلاة في هذه الأيام.
55- التوازن والإعتدال بيت الترغيب والترهيب, فلا يطغى أحدهما على الآخر.
56- يجب أن نصبغ حياتنا وحياة أولادنا صبغة ربانية نتعود ونعود أبناءنا فيها على العبودية الحقة لله عز وجل.. لذلك علينا أن نغرس في نفوسهم منذ الصغر الإيمان بالآثار المترتبة على أداء أوترك العبادات, ذلك بأن تخبر أولادك بأن من ترك الصلاة فهو عرضة للعقوبة الإلهية, وأن للمعاصي آثاراً في الدنيا قبل الآخرة.. وأن من أسباب حلاوة الحياة وتيسير الأمور والتوفيق والنجاح العمل بالطاعات لاسيما الحفاظ على الصلوات.
57- بين لأولادك نعم الله عليهم حدثهم كثيراً عنها وبالتفصيل.. حاول أن تلفت نظرهم إلى النعم التي لا ينتبه إليها الإنسان عادة وما أكثرها ثم بين لهم أن هذه النعم تستوجب منا شكرها بعبادة المنعم والصلاة له.. إجعلهم يحبون هذا المنعم..
اذكر لهم شواهد من الواقع تدل على عظمة الله واستحقاقه للعبادة: أي من واقع الولد والبنت ومن واقع الحياة عموماً, مثال: من أعطاك نعمة الأم والأب وجعل فلانة يتيمة؟
ومن أعطاك نعمة المشي على الأقدام وجعل فلاناً مقعداً؟
ومن أعطاك نعمة الأمن وجعل البلد الآخر يعيش الحروب والخوف سنين طويلة؟
58- قل لولدك: الصلاة تميزك عن الكفار فليس إلا كافر أو مسلم وليس هناك وسط بينهما فأنت إما هذا وأما ذاك فاختر لنفسك.
59- اشكر ولدك عندما يؤدي الصلاة دون أن يُذكره أحد.
60- تأكد من وضوئهم للصلاة وتابعهم عليه, وأعد على مسامعهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا صلاة لمن لا وضوء له"(3)
61- الشيء الذي يحبه ولدك أخبره بأن في الجنة مثله أضعافاً وأن اللذة هناك أكمل,بل الذي في الجنة أفضل منه.
62- على الأم أن تخبر ابنتها أن للمعصية ظلمة تظهر على الوجه وإن كانت بيضاء البشرة حتى لو وضعت كيلو من مساحيق التجميل.. وأن نور الطاعة يظهر على الوجه وإن كانت بشرتها سمراء, فهذه الأمور لا علاقة لها بلون البشرة, ولا يستطيع الإنسان أن يخفيها فهي تظهر لكل ذي بصيرة.
63- جاهدهم على الصلاة كما تجاهدهم على الدراسة.. بل أعظم.(115/146)
64- إرو لهم القصص الهادفة عن: حسن وسوء الخاتمة- ترك الصلاة- الحفاظ عليها.. ولتكن بعض القصص عن السلف وبعضها معاصراً.
65- ردد هذه الآيات على أولادك في الأحوال المختلفة التي تأمرهم فيها بالصلاة: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ }
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ }البقرة238
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }الأعلى14ـ15
{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ }البقرة43
{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }لقمان17
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }هود114
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} مريم31
{فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5}الماعون:4-5.
66- إذا أردت أيتها الأم الذهاب لمناسبة ما بصحبة ابنتك وتأخرت ابنتك في اللباس فلا تقولي لها: صلي بسرعة تأخرنا, بل قولي: اسرعي في اللباس ولا تسرعي في الصلاة.. ولا توبخي أحد من أولادك أخرك عن موعدك بسبب الصلاة بل اطلبي منه أن يصليها في أول وقتها فقط.
67- أكثر من الحديث عن أهمية الصلاة عند الله, وعن اليوم الآخر, والجنة والنار, وأركان الإيمان الستة عموماً.
68- الدعاء أحيا الله به قلوباً فادع لولدك ولا تدع ُعليه.. ادعُ له في ظهر الغيب, وأمامه أحياناً.
69- ليحتوي قلبك على الحب الحقيقي لأولادك[الحب في الله] الذي يجعلك تدلهم على طريق الجنة وتأخذهم بأيدهم إليه وتحميهم من طريق النار وتدفعهم عنها.
70- توكل على الله وأحسن الظن به في إكمال ما بدأت به, ونجاح ما سعيت إليه, وأن يبلغك المقصود ويصلح ذريتك.
71- اتعب خمس سنوات وارتح باقي عمرك, واسعد بصلاح أولادك إذا عودتهم في سن مبكرة على الصلاة والأعمال الصالحة, لاسيما النشىء الأول منهم.
72- علم أولادك قصار السور وفسرها لهم ليفهموها ويحفظوها ثم يصلوا بها.
73- اشتري لبنياتك الصغيرات خماراً وسجادة لتشجيعهن على الصلاة.
74- تخيل أولادك يتقلبون في النار..
وأولاد فلان يتقلبون في الجنة..
فإن كنت ذا قلب رحيم فلن تتركهم ليحدث ذلك.. أما صاحب الرحمة الكاذبة فسيرحمهم من البرد.. والحر.. وإنقطاع لذة النوم, ولن يوقظهم للصلاة أو يأمرهم(115/147)
بها في الأوضاع الشاقة, وهو بذلك يتركهم لأعظم عذاب.. ولو كان صادقاً لرحمهم من جهنم.. فأين حبك لأولادك؟
75- فاوت بين أولادك عند استخدامك العتاب أو العقاب ليتناسب مع نفسية ونوعية ولدك الذي تتعامل معه, فالعتاب أو العقاب الذي يصلح مع(هدى) قد لا يصلح مع(عمر).
76- اعن أولادك على أداء الصلاة في وقتها:
(أ) لا تجعل تناول طعام الغداء وقت صلاة الظهر أو العصر.
(ب) لا تجعل تناول طعام العشاء وقت صلاة العشاء, بل قدم أو أخر.
(ج) عند اختيارك لمنزلك احرص على أن يكون بجواره مسجد.
(د) وفر لهم الماء الساخن وقت البرد وكذلك التدفئة المناسبة..
(ه) إمنحهم الوقت الكافي للنوم, لا أن ينام أحدهم قبل الصلاة بقليل ثم لا يستطيع الإستيقاظ لها.
مثال: بعض الأمهات تنوم أولادها الصغار المميزين قبل صلاة العشاء من أجل الدراسة
وبعض الأولاد يتناول طعام الغداء قبل صلاة العصر بقليل ثم ينام عن الصلاة.
فاحرص ألا ينام أولادك إلا بعد أداء الفريضة لاسيما إذا اقترب وقتها.
77- حاول أن تحملهم مسؤولية أنفسهم في العبادات, كأن تردد على مسامعهم عبارات من نوع: " أنا أمرتك بالصلاة, وأنت سوف تحاسب عليها أمام الله, أنا خائف عليك من النار وأتمنى أن تدخل الجنة فاختر لنفسك أي الطريقين تريد..؟".
78- إرو لولدك ما سمعته في المحاضرات التي ذهبت إليها, وما قرأته في الكتب التي يراك تقرأها.. والأشرطة التي يراك تسمعها. مما يتعلق بالصلاة واليوم الآخر عموماً.
مثال:
* (اليوم قال لنا الشيخ في المحاضرة عن عذاب القبر كذا وكذا..)
* (عندما قرأت هذا الكتاب اطلعت على معلومة جديدة عن ثمرات الصلاة وهي كذا وكذا..)
* (في هذا الشريط سمعت قصة مؤثرة عن تارك الصلاة تقول كذا وكذا..).
79- " العمل الميداني" اجمع الأقارب المحيطين بك ومعهم أولادك علمهم الوضوء عملياً وفي يوم آخر علمهم الصلاة عملياً. وفي يوم آخر صل بهم جماعة..
قم بعمل مسابقة في تطبيق الصلاة الصحيحة عملياً.. ثم قم أيضاً بعمل مسابقة شفهية في مسائل فقهية بسيطة تتعلق بالوضوء والصلاة.
إن البرامج العملية تثمر التعليم السريع إضافة إلى عدم نسيان المعلومة.
80- أوجد بين أولادك روح التنافس في العبادات, وعمل الخيرات عموماً, وإقامة الصلاة خصوصاً.
81- احضر لأولادك الكتب والأشرطة التي تتحدث عن: أسماء الله وصفاته. حكم تارك الصلاة, القبر, الجنة, النار, كما أن بعض الكتيبات التي تحتوي على صور(115/148)
توضح طريقة تغسيل الميت وتكفينه ومنظر القبر واللحد, هذه كلها من محركات القلوب التي تدفع ولدك للصلاة.
82- لا تتهاون في أمر ولدك بالصلاة في الأحوال المختلفة عندما يكون(خارج المنزل- أو مريض- في سفر- في زيارة- أيام الإختبارات- أيام الإجازة والسهر- إذا نام عند أقاربه).
83- قبل دخول وقت الصلاة بعشرين دقيقة اطلب من أولادك أن يستعدوا للصلاة. حتى يعتادوا على إدراك تكبيرة الإحرام. وبالتالي لا يكون فوات الركعة والركعتين أمراً هيناً على أنفسهم.
84- استعن-بعد الله- بكل من تجب عليه الصلاة ممن يسكن معك في منزلك مثل:[الجد, الجدة, العم, العمة, الخادم.. ونحوهم] كي يساهموا بدورهم في حث أولادك على الصلاة.
85- قد تودين أيتها الأم أن تذهبي لحفلة زفاف مع ابنتك الشابة ولكنها تفاجئك بأن وضوءها قد انتقض بعد قضائها وقتاً طويلاً في وضع مساحيق التجميل على وجهها ولم تصل العشاء بعد بينما قد تأخرت عن حضور حفل الزفاف. ما موقفك؟
بكل رحابة صدر وبدون تذمر أطلبي من ابنتك أن تغسل وجهه وتتوضأ لتصلي حتى ولو تأخرتم, واحذري أن تقولي لابنتك: صلي إذا رجعنا(أي بعد خروج وقت الصلاة) فتنطبق عليها الآية:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ{4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{5} الماعون:4-5. وانتبهي أنت أيضاً لأنك أمرت بمعصية.
فلا تحرقي نفسك وابنتك بالنار من أجل حفلة.
86- اطلب من ولدك الكبير(ذكر- أنثى) أن يقوم بتشجيع إخوته على الصلاة, لأن تأثيره عليهم قد يكون أبلغ من تأثيرك أحياناً.
87- تابع صلاة الطفل الذي يأتيكم زائراً, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(4) وأنت لاشك تحب أن يصلي ولدك, فأحب ذلك لأولاد المسلمين.
88- وظف رغبة طفلك في تقليد الكبار بأن تعوده على الصلاة والعبادات الأخرى, كتلاوة القرآن, والصدقة, وأداء العمرة...إلخ.
89- قل لأولادك: كما أن الكبير يأمر الصغير بالصلاة فعلى الصغير أيضاً أن يذكر الكبير بالصلاة إذا تهاون فيها, وإن أمرهم لبعضهم بالصلاة داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي عبادة عظيمة يؤجرون عليها.
90- كثير من الأمهات لم يمنعهن غياب الأب(وفاة- طلاق- سفر- ظروف عمل) من تعويد أولادهن على الصلاة والإحتجاج بغياب الأب, لأنهن يعلمن أنهن مسؤولات عن أولادهن سواء كان الأب موجوداً أم غائباً.. كذلك على الآباء أن يعلموا ذلك عند غياب الأمهات (وفاة- طلاق- مرض- ظروف عمل).
91- ابحث أنت لهم عن الصحبة الطيبة واجعلهم يجالسون الأخيار.
فالأم عندما تعلم أن آل فلان عندهم بنات في عمر بناتها ملتزمات بشرع الله, فلتكثر من زيارتهن بصحبة بناتها ولتدعوهن إلى بيتها باستمرار, والأب أيضاً يفعل الشيء نفسه لأولاده الذكور.(115/149)
92- كن ذا عزيمة.. ولا تتردد.. وحافظ على همتك عالية, ففي النهاية ستنجح - بإذن الله- في تعويد أولادك على الصلاة ولا تنس أنك في جهاد: أي تعب ومشقة مأجور عليهما, فلا تتكاسل أو تيأس فالناس كلهم يجاهدون في أولادهم والله معك.
--------------------------
(1) ضرب تأديب لا ضرب تعذيب .
(2) اقترح عليك كتاب (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن ) لفضيلة الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه .
(3) رواه الحاكم في المستدرك ، كتاب الطهارة رقم 518 / 1-245 .
(4) رواه البخاري ، كتاب الإيمان / باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. رقم 13/ 1-14 .
ـــــــــــــــــــ
... أسباب انحراف الولد
ما أكثر العوامل والأسباب التي تؤدي إلى انحراف الأولاد وزيفهم وفساد أخلاقهم :ــ
فإليك بعضاً من هذه الأسباب مختصرة كما ذكرها الدكتور عبد الله علوان رحمة الله تعالى :ـ
1ـ الفقر الذي يخيم على بعض البيوت : مما يجعل الولد يلجأ إلى مغادرة البيت بحثاً عن الأسباب وسعياً وراء الرزق فتتلقفه أيدي السوء والجريمة .
2ـ النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات : فالولد حين يفتح في البيت عينيه ويرى ظاهر الخصومة سيترك حتماً جو البيت القاتم ويهرب ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته
3ـ حالات الطلاق وما يصحبها من الفقر: فالولد عندما يفتح على الدنيا عينيه ولا يجد الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لاشك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد والانحراف لاسيما عند زواج الأم
4ـ الفراغ الذي يتحكم في الأطفال والمراهقين : من المعلوم أن الولد منذو نشأته مولع باللعب فإنه لم ييسر لهم أماكن اللعب واللهو البرئ ومسابح للتدريب والتعليم فإنهم سيختلطون غالباً بقرناء سوء يؤدي حتماً إلى شقاقهم وانحرافهم
5ـ الخلطاء الفاسدين ورفاق السوء : لاسيما إن كان الولد بليد الذكاء ضعيف العقيدة متمتع الأخلاق فسرعان ما يتأثر بمصاحبة الأشرار ويكتسب منهم أحط العادات والأخلاق
6ـ سوء معاملة الأبوين : من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها أن الولد إذا عومل من قبل ابويه ومربية المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع فان ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقة مما قد يؤول به الأمر إلى ترك البيت نهائياً للتخلص مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة
7ـ مشاهدتهم أفلام الجريمة والجنس : في القنوات الفضائية الفاضحة والتي تبث السم الزعاف وأيضاً من خلال ساحات الانترنت التي جعلت من عالمنا كقرية صغيرة وغيرها من الرويات الهابطة والمجلات الماجنة والقصص المثيرة ومن المعلوم بداهة أن الولد رغم اكتمال عقلة لاتزال هذه الصورة تنطبع في ذهنه(115/150)
وتتأصل في مخيلته هذه المشاهد فيعمد حتماً إلى محاكاتها وتقليدها بحيث لا ينفع معه نصح الآباء أو توجيه المربين والمعلمين
8ـ انتشار البطالة في المجتمع : من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الولد انتشار البطالة بين أفراد الأمة فالأب الذي لم تتيسر له سبل العمل ولم يجد من المال ما يسد به جوعته وجوعة أهله وأولاده فإن الأسرة بأفرادها ستتعرض للتشرد والضياع وإن الأولاد سيدرجون نحو الانحراف والإجرام
9ـ تخلي الأبوين عن تربية الولد : إذا قصرت الأم في الواجب التربوي نحو أولادها لانشغاله مع معارفها وصديقتها واستقبال ضيوفها وخروجها من بيتها وإذا أهمل الأب مسؤولية التوجيه والتربية نحو أولاده لانصرافه وقت الفراغ إلى اللهو مع الأصحاب والخلان فلاشك أن الأبناء سينشؤون نشأة اليتامى ويعيشون عيشة المتشردين
ليس اليتيم من انتهى أبواه من ***** هم الحياة وخلفاه ذليلاً
إن اليتيم الذي تلقى له ***** أما تخلت أو أباً مشغولاً
10 ــ مصيبة اليتم : من العوامل الأساسية في انحراف الولد مصيبة اليتم التي تعتري الصغار وهم في زهرة العمر هذا اليتيم الذي مات أبوه وهو صغير إذا لم يجد اليد الحانية التي تحنو إليه والقلب الرحيم الذي يعطف عليه وإذا لم يجد من الأوصياء المعاملة الحسنة والرعاية الكاملة فلاشك أن هذا اليتيم سيدرج نحو الانحراف ويخطو شيئاً فشيئاً نحو الإجرام قال صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) رواه الترمذي
وأخيراً
** أيها الأب الكريم هذه أهم أسباب الانحراف فهي كما ترى عوامل ضارة فإن تداركت الولد في مقتبل العمر وسعيت لتربيته تربية إسلامية حقة وإلا فقد ينشأ على الفساد ويتربى على الانحلال والضلال مما يصعب عليك اقتياده إلى الطريق الصحيح بعد انفلات الزمام
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .... )
وقال صلى الله عليه وسلم ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم
اللهم وفق أبناء الإسلام لما تحب وترضى واهدهم إلى الصراط المستقيم وأحميهم مما يريده أعداء الإسلام له
ـــــــــــــــــــ
... من حقوق الأبناء على الآباء : التعليم والإعداد لسن التكليف
اتقوا الله ربكم، اتقوا الله حق التقوى، واعلموا أن الله افترض على المسلمين واجبات مفروضة على العباد؛ لتستقيم الحياة، وتصلح الشعوب، وتبنى الحضارات، وتحيا الأمم.
هذه المفروضات تتعلق بكل مسلم، والمسلم هو المكلف، وهو الذي ترجح عقله، ببلوغه سن التكليف.(115/151)
أيها المؤمنون: إن الأبناء هم حديث اليوم وحديث كل يوم، بهم تقر عيون الآباء والأمهات، وبهم يزدان الكون والحياة، وقد علمنا القرآن الكريم في الدعاء أن نقول: [ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً] سورة الفرقان آية 74.
نعم، إن هؤلاء الأبناء والشباب أمانة ومسؤولية في أعناق الآباء والأمهات، وفي أعناق المربين والمربيات، فماذا قدَّمنا لهم، وإلى أي مدى وإلى أي عمر وسن نقدِّم لهم من العطاء؟!!.
إذا بدأنا بالشباب نبدأهم بهم من طفولتهم، فالطفل نبتة صغيرة تنمو وتترعرع، فتصير شجرة نافعة؛ مثمرة أو وارفة الظلال، أو قد تصير ضارة غير نافعة؛ شجرة شائكة أو سامَّة والعياذ بالله.
وكل يتمنى أن يكون ولده شاباً قوياً نافعاً، يحمل رسالة ويبني حضارة، فتعالوا نتعرف كيف يكون بناء هذا الإنسان؟!!.
إنه حتى نربي جيلاً من الأشجار المثمرة، أو وارفة الظلال؛ فإنه علينا أن نعتني بهم منذ البداية، مع حسن التوكل على الله تعالى والاستعانة به في صلاحهم.
فمن واجبك تجاه ولدك أن ترعاه وتحسن إليه، وتكرمه وتعطف عليه.
ولا شك أنّ كل أب يتمنى لابنه النجاح في دراسته، فهو دائماً يدعو الله بتوفيقه وتسديده وتثبيته، يَعِده ويُمنّيه إن نجح في دراسته، ويتوعّده ويهدده إن رسب في دراسته، ولكن أي نجاح تريده لابنك؟!!، وأي استمرار وبناء تبغيه من ولدك؟!!.
المسألة أيها الأب الحنون ليست مسألة نجاح أو رسوب في الدراسة فحسب، بقدر ما هي مسألة نجاح أو رسوب في الحياة.
أيها الأخوة والأحبة:
ما أحوجنا في هذا الزمن العصيب أن نربي أبنائنا، وننشئ جيلاً قوي الإيمان يثبت على الحق، ويحمل لواء الإسلام، ويدافع عنه بكل طاقته.
كلنا يردد بأن الإسلام دين العلم، وقد جاء القرآن ثورة ضد الجهل والتخلف، ولكن الواقع يشير إلى أن المسلمين في قمة الجهل والتخلف.
فهل العيب في المصدر أم في المتلقي؟
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمانِ بغير ذنب ولو نطق الزمان بنا هجانا
هذا، وإن بداية أي إصلاح تبدأ من إصلاح التعليم وحسن التربية.
وليس المقصود بالتربية: الدينية والأخلاقية فقط، أو التربية الوطنية فحسب، بل يضاف إلى ذلك: التربية العقلية والنفسية، فهي التربية الكاملة الشاملة.
فمن ذا الذي يقوم بذلك؟، إنه أنت أيها الأب الكريم، يا تهتم بولدك لتعده ليصبح شاباً، يا من تقدم لولدك من الطعام أطيبه، ومن الثياب أجملها، وتشتري له من السيارات أحدثها، وتحاول أن تبني له من البيوت أفخمها، فهلا تأملت وتوقفت مع ذاتك: ماذا قدّمت له ليتعلم الحياة، ماذا أعطيته ليكون نافعاً في دنياه ناجحاً في آخرته؟!!.(115/152)
لذا كان اهتمامك بولدك، وقيامك بهذا الدور من أوجب الواجبات، وأعلى القربات، وأجلِّ المهمات، وأشرف المقامات، بل يقول علماء التربية: إنه شرط ضرورة، ويقول علماء الشريعة: إنه فرض عين على الجميع.
فرض العين هو الذي لا يجوز للمسلم أن يتركه أو يتخلى عنه.
أليس الصلاة مفروضة عليك فرض عين؟!!، بلى.
أليس الصيام مفروضاً عليك فرض عين؟!!، بلى.
فلا يصلي أحد عن أحد، ولا يصوم أحد عن أحد.
وبالتالي: فإن إعداد ولدك للحياة هو فريضة بعد الفريضة، وتعليم ابنك فريضة عين كما فريضة الصلاة، فلا تهملها.
ألا واعلم أخي المسلم أن اهتمامك بتربية أبنائك هو فرض عين كفرض الصلاة المكتوبة، وأداء الزكاة المفروضة.
وعندما نسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "طلب العلم فريضة على كل مسلم"، والخطاب يتوجه إلى المكلفين بأعيانهم، وإلى الآباء والمربين إذا كان الإنسان قبل سن التكليف، مَن الذي يسمع الخطاب وينفذه؟!!، أنت أيها المسلم المكلف، فما دمت قادراً على أداء الصلاة لأنك مكلفاً بها، فيجب أن تكون قادراً على التعلم لأنك مكلف به.
أما قبل بلوغ سن البلوغ والتكليف، فمهمة التربية والتعليم على الآباء، فقد وجَّهنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع" [خرَّجه جماعة من أهل الحديث وهذا لفظ أبي داود].
لقد توجَّه الخطاب إلى صاحب التكليف، لِمَن ترجَّح عقله لأن يؤدي واجبات ربه، واعلم أيها الأخ الكريم، والأب الرؤوف، أن مستقبل أبنائك مرهون بحسن إعدادك لهم.
أخي المسلم يوصيك الله في ولدك، والآية وإن كان بدءً لآيات الميراث إلا أن معناها عام في كل شأن من شؤون الحياة، يقول تعالى: { يوصيكم الله في أولادكم }.
يوصيكم الله في أولادكم؛ إعداداً وتربية وتهيئة حتى يصبحوا في سن التكليف والبلوغ قادرين على تحمل المسؤولية.
أما اليوم، وللأسف الشديد، ماذا نرى في حياتنا، نرى أن المسؤولية على الآباء في الطعام والشراب والتعليم تستمر إلى ما بعد سن التكليف سن البلوغ، وهذه المسؤولية ليست دينية، بل اجتماعية تعود للعادات البالية والتقاليد الواردة إليها من شرق وغرب، ولم تنبع من ديننا.
انظروا إلى تاريخنا واقرؤوا فيه يوم سادت حضارة الإسلام، وكان المسلمون قادة وسادة الدنيا، وتأملوا في الوسائل التي امتلكوها، والطرق التي سلكوها.
إن المتأمل الناظر: يلحظ أن الاهتمام كان بالإعداد السليم والتهيئة الصحيحة، لتقديم الأجيال وإعدادهم لسن التكليف.(115/153)
اسألوا: هل كان الواحد منهم يبحث عن علم ليحصل به على شهادة؟!!، هل كان الواحد منهم يتابع دراسته ليحصل على وظيفة؟!!.
كانوا يتعلمون شؤون الحياة، كانوا يتربون تربية صالحة، كان الأب ينشئ ولده تنشئة إيمانية، حتى إذا ما وصل إلى سن التكليف كان الحد الفاصل بين مسؤوليته وواجبه تجاه ولده، وبين أنه قد انتقلت المسؤولية الآن من الولد تجاه أبيه.
إن سن التكليف هو الحد الفاصل بين عطاءك وعطاء ولدك، فإذا كنت ممن يحسن لولده ويرعاه، ويعطف عليه ويكرمه؛ فإن هذا في المراحل المتقدمة من عمر ولدك، لعدم اكتماله ونضجه، أما أن ننظر إلى أبنائنا بأنهم ما زالوا صغاراً يحتاجون إلينا وإلى عطائنا، وهم تحت رعايتنا وفي كنفنا، فماذا بعد؟، والشاب الذي يستمر في علمه التقليدي يتزاحم مع زملائه ليجد فرصة عمل.
أيها المؤمنون: راجعوا أنفسكم واعلموا أن التعليم الذي يحتاجه الأبناء ليس بتحصيل الشهادات فقط، ولا بالانضمام إلى الجامعات فحسب، وإنما التعليم تعلم الحياة.
هذا وإن من أكبر الأخطاء أن يصل الولد إلى سن البلوغ (التكليف) ولم يتعلم الحياة بعد.
يمضي ثلث عمره منفقاً مستهلكاً، متكأ على مساعدة أبويه أو مجتمعه من أجل التحصيل العلمي.
لاحظوا معي شباب اليوم وقد امتلأ عقولهم بمعلومات لا يستخدمون منها إلا النزر اليسير، وهو عالة على آبائهم ينفقون عليهم ويصرفون الأموال الطارئة في سبيل الحصول على شهادات، ثم ماذا بعد؟.
انتظار فرصة عمل وقد لا يجدونها إلا بشق الأنفس.
وإذا وجدوها قد لا يحسنون القيام بها، لأن دراستهم في واد والعمل في واد آخر.
لذا؛ ومع وجود الملل وقلة فرص العمل اتجه الشباب في ملأ أوقات فراغهم إلى اتباع شهواتهم وتعويض نقصهم بالأغاني الماجنة والأفلام الخادعة تعبيراً عن تمردهم على واقعهم المأسوي.
وكما تعلمون أحبتي أن المجتمع يُغالبنا على أبنائنا بمغرياته البراقة، ووسائله اللماعة؛ لملء فراغهم، بما لا ينفع ولا يغني عنهم من الجدِّ شيئاً، ولا يحبب إليهم العلم، ولا يبني لهم مستقبلاً، ولا يشدهم إلى عزائم الأمور، ومطامح ذوي الرشاد.
وللأسف فإن أنظمة التعليم المستوردة ممسوخة؛ لم تستطع أن تنشئ جيل الحداثة والتطور الموجود في بلاد المصدر، ولم تستطع أن تجعل التعليم في خدمة المجتمع.
وليت القائمين على أمر التعليم أدركوا حاجات الطلبة النفسية والعلمية، ولكن الهدف يبدو أنه غير واضح في الأذهان، وأنه غائب عن الأعيان، أو مغيب عن الواقع دون حجة أو برهان، ولو علموا الهدف، وتوضحت الغاية لسهلت عليهم الوسائل، عندها قدموا لهم ما ينفعهم وما يفيدهم.
فكما تحرص على طعامهم وشرابهم وثيابهم ومسكنهم فاحرص على إعدادهم الإعداد الجيد المفروض عليك وتربيتهم الأخلاقية وتنشئتهم الإيمانية.
واهتمامك هذا له زمن محدد، وإعداد الأبناء لا يكون طوال أعمارهم، بل له سن محددة، ألا وهي سن التكليف الشرعي، سن البلوغ.(115/154)
لأن الولد بعد هذا السن مسؤول عن نفسه شرعاً، فإن ترك الصلاة حوسب، وإن ترك الزكاة عوقب، ولا ينفعه التجاؤه بأبيه أو أمه، قال تعالى: { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه }.
لأن الوالد علّم ولده الأحكام الشرعية المفروضة وهو في سن السابعة، وأدبَّه عليها في سن العاشرة، وهيأه لتحمَّل مسؤولية التكليف الشرعي في سن البلوغ.
فإذا كان الأمر كذلك في شأن الخطابات الربانية، فما بالنا نرهق أجسادنا وأجساد أبنائنا، ونجهد أنفسنا ونهدر أموالنا زيادة عن الحاجة والضرورة، بإطالة زمن التعليم والدراسة؟!!!.
هل تحاسب عن ولدك إن ترك الصلاة بعد سن التكليف، هل تعاقب عوضاً عن ولدك إن أخطأ بحق المجتمع، أم إن المسؤولية الدينية والمدنية يتحملها كل بنفسه، { ولا تزر وازرة وزر أخرى }.
إن الشريعة لم تجعل محلاًّ للمسئولية إلا الإنسان المكلف.
وهو من ترجح اكتمال عقله ببلوغه سن النكاح، قال تعالى: { وإذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ }.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ" رواه أحمد أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم.
أخوتي وأحبتي: يا مَن ترعون أبنائكم، ويا مَن ترومون منهم الخير والصلاح لكم ولمجتمعاتهم، احرصوا على خيرهم بدفعهم إلى ما يحقق مصالحهم في الدنيا والآخرة، ومن هنا كان الواجب الشرعي: إعداد الطفل لحياة علمية عملية يستشعر بها مسؤوليته في المجتمع الصالح النافع.
ألا ولنعلم أيها الأحبة في الله: أن للولد حقاً على الوالد قبل حق الوالد على الولد..! فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنته، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
واسمع إلى هذا الطفل يجيب والده الذي عاتبه على العقوق، قال: يا أبت!، إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً؛ و أضعتني وليداً؛ فأضعتك شيخاً.
أيها المؤمنون: لنتأمل فيما يريده منَّا القرآن، ولنعمل ما يطلبه منَّا الإسلام، بتنشئة الأجيال والأبناء تنشئة صالحة، إعدادهم لسن التكليف والبلوغ، تربية وعلماً وعملاً؛ فالخطاب يتوجه إلينا جميعاً، { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون }.
فسيرى الله عملك أيها الأب.
سيرى الله عملك أيها الشاب المكلف.
سيرى الله علمك يا مَن تتولى مسؤولية التربية والتعليم.
وسيحاسب الله عزَّ وجلَّ المجتمعات المقصرة إذا لم تعطِ المجال لأبنائها في الحياة.
فيا عباد الله: هذه وصايا الله إليكم ـ في أبنائكم ـ لترعوها، هذه توجيهات نبيكم إليكم لتحسنوا التصرف بها.
اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.(115/155)
تعليم الأجيال العلم النافع
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان.
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها"( ).
{ اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد، واتقوا الله إن خبير بما تعملون }.
واعلموا أن الله يسر أسباب العلم لعباده ليتعرفوا عليه ويهتدوا إليه.
فجعل لهم وسائل للتعلم، وأبواباً للتفقه، ووعاءً للتأمل، قال تعالى: { ولا تقف ما ليس لك به علم؛ إن السمع والبصر والفؤاد؛ كل أولئك كان عنه مسؤول }.
وقد عَلِمْنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوجب على كل مكلف أن يطلب العلم، وجعل ذلك فريضة، فماذا نتعلم، ولماذا نتعلم؟.
تعالوا نجيب على الأسئلة الآتية:
أيود أحدكم أن تكون له أرض بورٌ لا نفع منها ولا شجر فيها، قاحلة لا ماء فيها ولا نبع؟، طبعاً: لا.
أيود أحدكم أن يكون له هيكل سيارة وشكلها الخارجي الذي لا يستفاد منه ولا حركة فيه؟، طبعاً: لا.
أيود أحدكم أن يمتلك صندوقاً كبيراً فيه من النقود وأنواع من العملات الأجنبية والمحلية ولكنها مزورة؟، طبعاً: لا.
أيود أحدكم أن تكون عنده مجموعة كبيرة من الشيكات السياحية المزركشة، وبطاقات الائتمان الملونة ، ولكن لا رصيد لها؟، طبعاً: لا.
أيود أحدكم أن يكون له مجرد مخطط بيت لا وجود له في أرض الواقع، وهو يدعي أنه يسكنه؟، طبعاً، لا.
كذلك هو شأن مَن يرضي من حياته أن يأكل ويشرب وينام، ويلهو ويلعب، دون أن يكون له هدف يسعى إليه، أو مقصد يرومه.
لم يخلقنا الله عبثاً، ولم يتركنا هملاً، خلقنا لنتعرف عليه، وأنزل إلينا كتبه وأرسل إلينا رسله ليرشدونا الطريق.
حتى أولئك الذين سلكوا دروب التعلم، وأخذوا بأسباب الحصول على العلم، إذا لم يكن لهم هدف أو غاية من تعلمهم فلا قيمة لسعيهم.
يقول تعالى: { والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى؛ إن سعيكم لشتى }.
فاجعل لنفسك مقصداً، فقد خلقك الله لتتعرف عليه، قال تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.
ولا تكن كمن يرضي من العلوم صورها، ومن المعارف أشكالها، ومن التربية ظاهرها.
هذا معه شهادة، وهذا تعلم (الأتكيت) ويتصرف به.
ولعل هذا هو الغالب في مَن يشغل نفسه بحشو ذاكرته بالمعلومات النظرية، وقل ما يكون هناك مجال للتطبيق العملي.(115/156)
ومن المؤسف أن يكون تقييم الإنسان واختباره بقدر ما يحمل عقله من معلومات مفيدة وغير مفيدة، معلومات قريبة وأخرى بعيدة.
مع أن المدنية المعاصرة قد طالعتنا بوسائل أكثر قدرة على حفظ المعلومات، وتخزين الملفات، وسرعة الوصول إلى المراد، فهل يقال عن تلكم الوسائل: إنها عالمة؟!!، قطعاً، لا.
القرآن الكريم جزء مما تحمله في جيبك عبر (الموبايل) الهاتف المحمول، فهل يقال: إن الجهاز حافظ للقرآن، لا يقول بهذا عاقل، ولا ذو لب سليم.
لأن الحافظ للقرآن: العامل به المطبق لأحكامه المتبع أوامره، المجتنب نواهيه، الذي يحمل العلم النافع.
فدققوا في الأهداف والمقاصد، والمآلات والنتائج:
إذ الهدف من تنشئة الأبناء: تربية إيمانية وعبادية ونفسية شاملة.
والهدف من التعليم: إعداده ليكون إنساناً صالحاً يقوم بحق الله، وحق نفسه، وحقوق أسرته، وحقوق المجتمع كله.
تعده ليأمنه الناس على أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم.
فالعلم في الإسلام هو العلم النافع الذي يخدم الإنسان في دنياه وآخرته، ويحقق الخير والصلاح لأبناء مجتمعه.
والعلم والتعلم إنما هو طريقة تفكير، وحسن أداء، وليس حفظ معلومات فحسب.
ولقد رغب الشارع الحكيم بالعلم النافع، واعتبر ما عداه زيادة لا قيمة لها، ومضيعة وقت لا فائدة منه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة"( ).
الإحكام والإتقان، والعمل الواقعي، للوصول إلى العدل، ومن هنا كان العلم النافع يشمل كل علم يكون للأمة فيه خير وصلاح في معاشها، ومعادها، وليس العلم الشرعي فحسب.
ومن حرم العلم النافع فقد حُرِم خيراً كثيراً، ومن رزق العلم النافع فقد رزق أسباب السعادة.
به يعرف الهدى من الضلال، والحق من الباطل، والحلال من الحرام، والعلم النافع يدعو إلى العمل والتكاتف والتناصح والتعاون على الخير.
إنه يحقق سعادة دنيوية، ويورث في صاحبه خشية الله، قال تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }.
كلنا يحفظ قول الله تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }، وأغلبنا ينصرف نظره إلى أن المقصود منها هو علماء الشريعة أو الفقهاء أو المشايخ (المطاوعة)، مع أن سياق الآية يشير إلى غير ذلك تماماً.
تعالوا نتأمل الآيات الكريمة، يقول تعالى: { أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }(115/157)
لذا فإن من الحكمة: الحرصُ على طلب العلم، واغتنامُ الوقت، والاستفادةُ من كل لحظة من لحظات الحياة في تحصيل ما ينفع.
وأجملْ بها من كلمةٍ قالها أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : العِلْمُ كَثِيرٌ فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَي ءٍ أَحْسَنَهُ، ويقول كذلك : العِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْوَي ، فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَي ءٍ أَحْسَنَهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَهُ عَنْهُمَا: العِلْمُ كَثِيرٌ فَارْعَوْا أَحْسَنَهُ؛ أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَهِ تَعَالَى : { فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ }؟.
ومن العجب أنّ هذا المطلب نفسَه قد نُقِْل عن (أينشتَين )، وما أدري أكان ذلك مجرّد تواردِ خواطر، أم أنّ (أينشتَين ) قد نقل الفكرة عن المسلمين؟.
يقول أينشتَين : إنّ الإفراط في القراءة (كثرة المعلومات وحفظ الكلمات) يسلب قوّة الابتكار من العقل بعد بلوغ سنّ معيّنة ؛ فمن أفرط في القراءة وأقلّ من اعتماده على فكره (تأمله) ، فإنّ فكره سيصاب بالخمول والعجز.
العُمْرُ أَقْصَرُ مِنْ أَنْ تَعَلَّمَ كُلَّ مَا يَحْسُنُ بِكَ عِلْمُهُ: فَتَعَلَّمِ الأَهَمَّ فَالأَهَمَّ.
إنه قول العباقرة عبر التاريخ والجهابذة عبر السنين، وهذا شأن العلماء الأفذاذ والصحابة والتابعين رضي الله عنهم وأرضاهم.
جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال إنَّه كان له جار من الأنصار هو عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه وكان هو وإيَّاه يتناوبان النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا يحضر يوماً، وهذا يحضر يوماً، فإذا حضر صاحب النوبة سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع في ذلك اليوم، فإذا رجع إلى بيته التقى بجاره الأنصاري فأبلغه ما كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا الأنصاري إذا نزل في نوبته وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع من الحق والهدى ثمَّ رجع إلى منزله أخبر جاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما حصَّله وبما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم في هذا اليوم.
لم يشغلهم التفرغ للعلم عن ممارسة العمل، ولم تشغلهم أعمالهم الدنيوية عن طلب العلم النافع، بل كانوا يقرنون العلم مع العمل، يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : كنَّا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتجاوزهنَّ حتى نتعلَّم معانيهنَّ والعمل بهنَّ فتعلَّمنا العلم والعمل جميعاً.
وأما عن طرق الاستفادة من العلم:
بالحرص على اقتناء الكتب النافعة التي تحتوي العلم الذي نحتاجه.
ثم تخصيص أوقات، لمطالعة الكتب النافعة.
يقول بعض العلماء يوصي ابنه في المحافظة على العلم وفي تحصيله:
وكنز لا تخشى عليه لصاً خفيف الحمل يوجد حيث كنت
فالجاه قد يأتي ويزول، والمال قد يضيع أو يُسرق ويذهب، ولكن العلم الذي يحفظه الإنسان لا يُخشى عليه ولا يذهب إلا بذهاب الإنسان، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه، ولكن يقبض العلم بموت العلماء".(115/158)
يقول الشاعر:
يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إذا عليه شددنا
فأكسبوا أبنائكم فضيلة المطالعة النافعة والرغبة في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح، واستغلال أوقات الفراغ على وجه مفيد تزدهر به شخصية الفرد وأحوال المجتمع.
وتجنبوا العلوم التي انقضى زمانها، أو التي لا طائل منها، أو التي تضر المسلم في دينه، أو توقعه في الشك والإلحاد، قال تعالى: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }[ الشورى: 14].
ـــــــــــــــــــ
... كيف يكون بيتك سعيداً
كلنا يبحث ويريد البيت المسلم السعيد البيت الذي فيه المأوى الكريم والراحة النفسية البيت الذي ينشأ في جنباته جيل صالح فريد ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))الروم21فيا ترى هذا البيت السعيد ما هي سماته وما هي صفاته .
إخواني
البيت نعمة لا يعرف قيمته وفضله إلا من فقده وعاش في ظلمات سجن أو في غربة أوفي فلاة قال تعالى : (( والله جعل لكم من بيوتكم سكنا))
البيت نعمة من نعم الله على عباده يجد المسلم راحته وهدوء باله وفيه السكن والراحة والمودة في خضم مشاكل الحياة .
إخواني
إنّ طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة لا يبدأ إلا بِصلاح البيوت وتربيتها على الإيمان والقرآن والذكر .
أما الخسارة فستكون فادحة وعظيمة يوم يخسر الإنسان أهله ويُضّيع من يعول : ((قل إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))الزمر15
إخواني
إن العلاقة الزوجية ليست علاقة دنيوية مادية ولا شهوانية بهيمية فهي أسمى وأعلى من ذلك إذ هي علاقة روحية كريمة إذا ترعرعت ونمت امتدت إلى الحياة الآخرة بعد الممات .
((جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من أباءهم و أزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب))غافر
البيت السعيد أخوة الإسلام أمانة يحملها الزوجان وبهما تنطلق مسيرة هذا البيت فإذا استقاما على منهج الله قولاً وعملاً وتزيناً بزينة النفوس ظاهراً وباطناً .
وتجملا بحسن الخلق والسيرة الطبية أصبح هذا البيت مأوى النور وإشعاع الفضيلة وأصبح منطلقاً لبناء جيل صالح وصناعة مجتمع كريم وأمه عظيمة وحضارة راقية يبدأ من صلاح الزوجين فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .
إخواني(115/159)
البيت السعيد هو البيت الذي جعل منهجه الإسلام قولاً وعملاً .
البيت السعيد هو حصانة للفطرة من الإنحراف ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((كُلُّ مَوْلود يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ وَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانَهُ أَوْ يُنَصِّرَانَهُ أَوْ يُمَجِّسَانَهُ، كَمَا تَنْتُجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ))متفق عليه
قال ابن القيم وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدنيا وسننه فأضاعوهم صِغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً .
إخواني
ما أجمل أن يجمع الأب أبناءه فيقرأ عليهم القرآن ويسمع ويسرد عليهم من قصص الأنبياء والصحابة ويغرس فيهم الأخلاق العالية .
إخواني
إن أهم رسالة للبيت المسلم هي تربية الأولاد التربية الصحيحة لا غبش فيها ولا تشوه ولا تربية لا بتحقيق القدوة الحسنة في الوالدين .
القدوة في العبادات والأخلاق القدوة في الأقوال والأعمال القدوة في المخبر والمظهر فيأمر الأب أولاده بالصلاة وهو أول المصلين ويأمرهم بالأخلاق وهو أعلاهم خُلقاً ويحثهم على الصدق وهو أصدقهم
مشى الطاووس يوماً باختيال
فقلّده بمشيته بنوه
فقال علام تختالون فقالوا
بدأت به ونحن مقلدوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوداه أبوه
فالأولاد مفطورون على حب التقليد وأول من يقلد الطفل أباه وأمه لكن عندما انشغل الآباء عند تربية أبناءهم والقيام بالقوامة على نساءهم والحفاظ على أبناءهم من قرناء السوء والضياع والدمار عند ذلك تحطّمت الأسر والبيوت وضاع جيل بعد جيل : فليتق الله كل الأباء
البيت السعيد من صفاته أنه يرد الأمور عند الخلاف إلى الله ورسوله ولسان حالهم :
((فإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ))النساء59وقال تعالى : ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ))الأحزاب36
البيت السعيد سعادته وأنسه ولذته في ذكر الله ففي الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت)) .وفي الصحيح ايضاً قوله صلى الله عليه وسلم : (( اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ))(115/160)
وقال صلى الله عليه السلام : (( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ))
وقال صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ))
في هذه الأحاديث وغيرها دليل على مشروعية إحياء البيوت وتنويرها بالتسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن وصلاة النافلة وإذا خلت البيوت من الصلاة ومن الذكر كانت قبوراً موحشة ولو كانت قصوراً
فبدون الذكر تغدوا البيوت مكاناً للشياطين سكانها موتى القلوب وإن كانوا أحياء .
((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ))طه124 وقال عز وجل : ((ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قريناً )) الزخرف
البيت السعيد هو البيت البعيد عن المشاجرات والمهاترات وضرب الوجه والإهانة والإذلال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما حق امرأة أحدناعليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسبت ولا تقرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلى في الفراش ))
قال تعالى : ((وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ))النساء
البيت السعيد ليس شرطاً أن يكون قصراً ليس شرطاً أن يمتلأ بالأموال والمأكولات والمشروبات .
ولكن يكفيه الكفاف والرضا بالمقسوم شعاره قول النبي صلى الله عليه وسلم :
(( من بات أمتاً في سربه معافى في بدنه معه قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )) جاء العباس : عمّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به قال يا عم سل الله العافية في الدنيا والآخرة .
يرحم الله هارون الرشيد الذي ملك الدنيا وكان أميراً للمؤمنين جلس ذات يوم فعطش فطلب الماء فلما أحضر الكأس قال له قاضي القضاه يا أمير المؤمنين لو أنك مُنعت هذه الشربة ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي .فأعطاه فشرب ثم قال له يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة من الخروج ماذا ستفعل قال سأدفع نصف ملكي قال قاضي القضاه تباً لملك لا يساوي شرب ماء أدخالها وإخراجها .
وكان على رضي الله عنه عند الحاجة يقول في نفسه يا لها من نعمة منسية قليل شاكرها .
فيا عبد الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة لك ولأهلك ولإحبابك .
البيت السعيد يتعاون أفراده على الطاعة والعبادة فضعف إيمان الزوج تقويه الزوجة ،وإعوجاج سلوك الزوجة يقوّيه الزوج تكامل وقوة ونصيحة وتناصح قال صلى الله عليه وسلم (( رحم الله رجلاً قام من الليل فصل ثم أيقظ زوجته فإن أبى نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقضت زوجها فإن ابى نضحت في وجهه الماء )) أخرجه أبو داود وابن ماجه.
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(115/161)
«إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين، كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات»
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ له.
البيت السعيد يؤسس على علم وعمل بيت تُقام فيه حِلق الذكر والعلم فيتعلم الجميع آداب الطهارة وأحكام الصلاة وأداب الإستئذان والحلال والحرام .
البيت السعيد أساسه قائم على الحياء فهو يزرع في قلوب ابناءه وبناته الحياء والحشمة .
فلا يليق بالبيت المسلم أن يخدش حياءه ويهتك سترة بالأفلام الخليعة والمسلسلات الخبيثة والمجلات الفاسدة .....
قال تعالى : (( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيراً أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم )) .
البيت السعيد أسراره محفوظة وخلافاته مستورة لا تُفشى لا من قبل الزوج ولا من قبل الزوجة .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن من شرار الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم يصبح وينشر سرها ))
في ظل هذه المعاني يقوم البيت المسلم السعيد عامراً بالصلاة والقرآن تُظلله المحبة والوئام وتنشأ الذرية الصالحة فتكون قُرة عين للوالدين ومصدر خير لهما في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) غافر
إخواني
البيت السعيد بسيط في كل جوانبه ما دية ومعنوية بعيد عن الإسراف في المأكل والمشرب .
قال تعالى : (( كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) الأعراف
البيت السعيد هو البيت الطاهر النظيف ظاهراً وباطناً فيه أناس يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين .
البيت السعيد يقوم على قواعد ثابته من السكينة والهدوء والمودة والرحمة وهو بعيد عن الضوضاء ورفع الأصوات هذا البيت شعاره : (( واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير )) لقمان
البيت السعيد هو الذي فيه يعلم الزوج أن للزوجة حقوق وعليها الحقوق ومن أول هذه الحقوق للزوجة معاشرتها بالمعروف امتثالاً لقوله تعالى : (( وعاشروهن بالمعروف ))
كيف تكون الراحة والطمأنينة في البيت إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة بطيئ في الرضا سريع في الغضب فلو تأخر عنه الغداء أو العشاء دقائق ملأ أجواء البيت سباً وشتماً إذا دخل البيت فكثير المنّ وإذا خرج فمسيء الظن قليل المزاح والملاحظة مع زوجته يظن أن المزاح مع زوجته مسقط للهيبة مذهب للمروءة .(115/162)
يطالبها بالتجمل والتزين له ويأتي لها بثياب خلقة ورائحته نتنة يرى أن مساعدتها في البيت عمل مشيناً مع أن خير الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك وقال صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خيارهم لنساءهم )) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
ومن حقوق الزوجة كف الأذى عنها وذلك مراعاة شعورها فلا يمدح امرأة أمامها ولا يرفع يده عليها خاصة أمام أهله وأهلها كما عليه أن يسترما بينه وبينها من مشاكل وأسرار ومن أبشع الأمور وأفضعها ضربها أمام أولادها .
ومن فعل ذلك تصغر الأم أولادها وتضعف شخصيتها فلا تقدر على تربية أبناءها
أخي الزوج
تذكر قبل أن ترفع يدك على زوجتك أن الله أقوى منك فإذا دعتك قدرتك عليها فتذكر قدرة الله عليه .
ومن حقوق الزوجة أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وتبصيرها بأمور دينها وذلك عن طريق الكلمة الطبية والموعظة الحسنة النافعة
إخواني
الزوج المثالي هو الذي يعطي زوجته حقها من التلطف والمزاح .
الزوج المثالي هو الذي يحسن الحديث مع زوجته بالكلمة الطيبة وليعلم أنه بالكلمة الطيبة سيصلح أحوال زوجته .
الزوج المثالي هو الذي ينفق على أهله في اعتدال فلا يسرف ولا ينجل : (( لينفق ذو سعة من سعته )) وليعلم أن أفضل الصدقة دينار ينفقه على أهله .
اللهم أصلح بيوتنا ونورها بالإيمان والتقوى يارب العالمين
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين إماما
ـــــــــــــــــــ
... لماذا يسرق الصغار أحيانًا؟
هل نَصِف أطفالنا إذا ما امتدت أيديهم إلى ما لا يملكونه بأنهم لصوص صغار؟ أم أن الأمر يحتاج أن يستوقفنا ويطرح عددًا أكبر من علامات الاستفهام؟
نستطيع أن نُعرِّف السرقة بأنها استحواذ الطفل على أشياء ليست ملكًا له دون وجه حق، وهي سلوك مرضي يعبِّر عن حاجة نفسية لدى الطفل تحتاج إلى إشباع، وقد تبدأ السرقة لدى الأطفال بصورة واضحة في المرحلة العمرية من سن 4 : 8 سنوات، والطفل في هذه السن عندما يسرق يفعل ذلك بشكل عفوي أو تلقائي؛ لأنه لم يصل إلى مرحلة النضج العقلي أو الاجتماعي الذي يجعله يميز ما يملكه، وما يملكه الآخرون أو بين الملكية العامة والخاصة، أما إذا استمر هذا السلوك المرضي (السرقة) لدى الطفل في المرحلة العمرية من سن 10 : 15 عامًا؛ فإنه يُعدُّ سلوكًا مرضيًّا ومشكلة نفسية تحتاج إلى معرفة أسبابها وضرورة علاجها.
ماذا يسرق الأطفال؟
الأطفال المضطربون سلوكيًّا غالبًا ما يبدءون بسرقة أشياء بسيطة من المنزل، وغالبًا ما تكون المسروقات شيئًا يؤكل يمكن التخلص منه، ثم يتطور الأمر فيسرق الطفل نقودًا من محفظة أبيه أو من مصروف البيت لدى أمه.(115/163)
وقد يلجأ بعض الأطفال إلى سرقة أشياء ثمينة مثل الحلي والذهب، أو أشياء ذات فائدة استهلاكية مثل الساعات والنظارات واللعب، ومن الأمور الشائعة لجوء الطفل السارق إلى إخفاء ما سرقه، بحيث يصعب توجيه الاتهام إليه أو إثباته، وغالبًا ما ينكر قيامه بالسرقة خوفًا من العقاب؛ سواء من جانب والديه، أو المدرسة.
تعددت الأسباب والسرقة واحدة
يلجأ الأطفال للسرقة لأسباب ودوافع مختلفة، يمكن أن ننظر إليها كمشاهد ولقطات يفيد تأملها في الوقوف على ما يدفع الطفل لذلك السلوك، ويمكن أن تأتي هذه المشاهد تحت العناوين الآتية:
(1) الجهل بمعنى الملكية:
فالطفل عندما تمتد يده لسرقة لعبة أخيه أو زميله في المدرسة، لا يفعل ذلك بدافع السرقة، ولكنه يجهل معنى الملكية، فهو يعتقد أن ما فعله ليس أمرًا مشينًا ولا مذمومًا؛ لأن نموه العقلي والاجتماعي لا يمكنه من التمييز بين ماله أو ممتلكاته وما ليس له أو ممتلكات الآخرين، ومثل هذا الطفل لا يمكننا اعتباره سارقًا.
(2) الغيرة والانتقام:
قد يلجأ الطفل للسرقة في بعض الأحيان بدافع الانتقام؛ فقد يسرق الطفل والده؛ لأنه صارم وقاسٍ في معاملته له، فيتجه الطفل للسرقة انتقامًا من والده على معاملته القاسية والسيئة له، وقد يسرق الطفل والديه إذا وجد أنهما انصرفا عنه وأهملا رعايته وشؤونه؛ فيلجأ الطفل لسرقة والديه كرد فعل لتجاهلهما له، والسرقة هنا انتقامية، وقد يسرق الطفل زميله في المدرسة؛ لأنه يغار منه؛ لأن زميله طفل متفوق ومشهود له بالخلق الحسن، وله مكانة مميزة عند مدرسيه، في حين أن الطفل السارق على العكس من هذا، هنا يلجأ الطفل للسرقة بدافع الغيرة أولاً، وقد تتحول هذه الغيرة للانتقام في حالة قيام الوالدين أو أحد المدرسين بعقد مقارنة بين هذا الطفل المتفوق والطفل السارق، وبالطبع لا تكون المقارنة في صالحه؛ فيلجأ للسرقة بدافع الانتقام والتشفي.
(3) الخوف من العقاب والتخلص من مأزق:
في بعض الأحيان يفقد الطفل إحدى لعبه، وهو يلعب مع زملائه خارج المنزل، مثل: كرته التي اشتراها له والده، أو ساعته، أو إحدى أدواته المدرسية؛ فيخشى الطفل من إخبار والديه بذلك خوفًا من عقابهما له وقيامهما بضربه، وللتخلص من هذا المأزق يلجأ الطفل للسرقة، وغالبًا ما يسرق نقود أحد والديه ليشتري لعبة أخرى شبيهة باللعبة التي فقدها؛ لإخفاء فعلته، واتقاء لعقاب والديه.
(4) الفقر والحرمان:
فالطفل قد يلجأ للسرقة لشراء شيء أو حاجة هو محروم منها؛ بسبب فقر أسرته أو بخل والده الشديد، فيسرق الطفل إما لشراء طعام يشتهيه؛ لأنه جائع، وليس معه نقود، أو يسرق ليشتري لعبة هو محروم منها، وقد يسرق في بعض الأحيان لإشباع هواية لديه؛ فقد يسرق لتأجير درَّاجة يركبها، أو لمشاهدة فيلم في السينما، أو لدخول مدينة الملاهي للاستمتاع باللعب الموجودة فيها.
(5) التقليد والمحاكاة:(115/164)
في بعض الأحيان يلجأ الطفل للسرقة كنوع من التقليد والمحاكاة للوالدين، خاصة إذا نشأ الطفل في بيئة إجرامية يعمل فيها كل من الأب والأم باحتراف السرقة، وقد يلجأ الطفل للسرقة تقليدًا لأمه، خاصة عندما يراها تمدُّ يدها لحافظة أبيه لتستولي في تكتُّمٍ وسرية شديدة على بعض النقود دون إخبار والده بذلك، وقد يلجأ الطفل للسرقة تقليدًا لأصدقائه رفقاء السوء، والطفل في جميع الحالات السابقة هو مقلِّد لنموذج سيئ اقتدى به؛ سواء كان أحد الوالدين أو أحد أصدقائه.
(6) التفاخر والمباهاة:
بعض الأطفال يعانون من الحرمان من اللعب التي تروق لهم؛ بسبب الفقر أو ضيق ذات اليد، وعندما يشاهدون هذه اللعب مع قرنائهم وأصدقائهم في المدرسة يشعرون بالغيرة والنقص، خاصة عندما يتفاخر أصدقاؤهم بهذه اللعب، فيلجأ هؤلاء الأطفال لشراء مثل هذه اللعب أو أفضل منها؛ ليتفاخروا بها على أصدقائهم، مدَّعين أن آباءهم قاموا بشرائها لهم.
(7) حب الاستطلاع والاستكشاف:
أحيانًا يكون سبب ودافع السرقة عند الأطفال هو سلوك الوالدين، خاصة الأم، عندما تكون شديدة الحرص بصورة مبالغ فيها في الحفاظ على الأشياء الغالية والرخيصة؛ حيث تبالغ في اتخاذ الاحتياطات الأمنية للحفاظ على الأشياء، بعيدًا عن متناول الطفل، فيندفع الطفل بدافع حب الاستطلاع والاستكشاف لمعرفة ما تقوم أمه بإخفائه عنه، والعبث به أو سرقته.
خطوات في طريق العلاج
وقد نتمكن من معالجة مشكلة السرقة عند الأطفال باتباع بعض الخطوات، ومنها:
1 - خلق شعور الملكية لدى الطفل منذ صغره، وذلك بتخصيص دولاب خاص به، يضع فيه أدواته وملابسه ولعبه.
2 - على الوالدين إفهام الطفل حقوقه وواجباته، وأن هناك أشياء من حقه الحصول عليها، وأشياء ليس من حقه الحصول عليها، وتعليمه كيفية احترام ملكية الآخرين، من خلال درس عملي، وذلك إذا حدث واعتدى الطفل على ملكية أخيه فلنأخذ منه إحدى لعبه أو أدواته ونعطيها لأخيه، فإذا ثار واعترض علَّمناه أنه كما يثور؛ لأننا اعتدينا على ملكيته، فإن أخاه ثار أيضًا؛ لأننا اعتدينا على ملكيته، وبذلك سيتيقن الطفل أنه من غير المستحب الاعتداء على ملكية الآخرين.
3 - إشباع حاجات الطفل المتعددة والضرورية من مأكل وملبس وأدوات ولعب؛ حتى لا يشعر بالنقص والدونية، فيلجأ للسرقة لتعويض النقص مع إعطائه مصروفًا يوميًّا بصورة منتظمة يتناسب مع عمره ووسطه الاجتماعي الذي يعيش فيه، مع الإشراف من جانب الوالدين على كيفية إنفاق الطفل لمصروفه.
4 - عدم معايرة الطفل أمام إخوته أو أصدقائه في المدرسة في حالة السرقة، وأن يبتعد الوالدان عن مناداته أمام الآخرين بألفاظ تجرح كرامة الطفل كمناداته: "يا لص.. يا سارق"، وعدم عقابه أمام الآخرين؛ لأن الوالدين لو فعلا ذلك، فإنهما يدمران صحة الطفل النفسية، ويدفعانه لمعاودة السرقة؛ انتقامًا منهما لمعايرتهما له أمام إخوته وأصدقائه، وجرح كرامته.(115/165)
5 - غرس خلق الأمانة في نفوس الأطفال؛ فواجب الآباء والأمهات والمدرسين في رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية الاهتمام بغرس خلق الأمانة كسلوك إيجابي في نفوس الأطفال، من خلال توضيح أن الأمانة من صفات أهل الجنة، ومن صفات المسلم الملتزم بطاعة ربه، ومكافأة الأطفال الذين يصدر عنهم سلوك يدل على الأمانة؛ كإعطائهم جوائز عينية، أو شهادات تقدير، أو مصحفًا شريفًا ... إلخ، مع اهتمام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة بنشر قصص الفضيلة والأمانة والخلق القويم، وكيف أن الأمانة تلقى المكافأة، ورضا المجتمع وتقديره.
6 - يجب أن يشرح الآباء والمعلمون أمام الطفل في عبارات سهلة وبسيطة خطورة جريمة السرقة، وبُغْض الإسلام لهذا السلوك الإجرامي غير الأخلاقي، وتغليظ الإسلام لعقوبة السرقة لبشاعتها، وتوضيح حدّ السرقة في الإسلام، كما ينبغي أن يُروى للطفل قصص عن اللصوص، وما ينالونه من عقاب وسوء معاملة من المجتمع، ونهايتهم السيئة.
7 - مساعدة الوالدين للطفل على حسن اختيار رِفاقه وأصدقائه؛ فالإسلام بتعاليمه التربوية وجَّه الآباء والمربين أن يختاروا لأطفالهم الرفقة الصالحة؛ ليكتسبوا منهم كل خلق كريم، وأدب رفيع، وعادة فاضلة.
ـــــــــــــــــــ
... مفاتيح الاتصال مع الابناء
غالباً ما تكون ردود أفعال أبنائنا بناءً على منهجنا في تربيتهم ...... السطور القادمة تحوي كثيراً من القواعد التربوية التي تعبد الطريق أمام فهم الأبناء ، وتفتح قنوات الاتصال معهم.
قبل أي محاولة من جانب الآباء لتغيير سلوك معين في الأبناء المراهقين أو زرع سلوك آخر، لابد وأن تكون قنوات الاتصال بينهم وبين الأبناء مفتوحة، ولفتح هذه القنوات إليك هذه المفاتيح.
تذكر دائماً:
عندما يصبح ابنك قليل الصبر حاد الطباع، غير قادر على التحدث معك، تذكر ذلك الطفل الصغير الذي كان يبحث عن نظرات الإعجاب في عينيك عندما خطا بقدميه أول مرة! أو ذلك الابن الذي كان يبحث عنك بين الجالسين، حينما كان يستلم شهادته الدراسية، إنه نفس الابن ، وإنه يحاول الآن أن يثيرك ويتصل معك، ولكن بأسلوبه الخاص هذه المرة.
أسئلة بشكل خاص
هناك ثلاثة أسئلة يتفق جميع المراهقين على إجابتها:
•كيف كانت المدرسة؟... ( عادي ).
•هل انتهيت من واجباتك؟.. ( تقريباً ).
•إلى أين أنت ذاهب؟.. ( للخارج ).
ولإدخال بعض التحسينات على أساليب الحوار بينك وبين ابنك تذكر هذه القواعد:
1-أن ابنك مدير نفسه ، فربما يعطيك الكثير من المعلومات عن نفسه أو القليل منها، ولذلك عليك أن تتقبل وتتجاهل مزاجه المتقلب.(115/166)
2-دعهم يشاركونك في يومك ، فعندما تصطحب ابنك من المدرسة وتسأله عن يومه الدراسي ويخبرك أنه يوم عادي، أخبره أنت عن يومك وكيف كان العمل لديك، وبنفس الطريقة والحماس الذي تحب أن يكون لديه، وهنا سيبدأ ابنك في التحدث معك عن ما يحدث له في المدرسة، ويكون بداية لفتح حوار معه.
3-دعهم يشاركونك ذكرياتك ، فإذا كان لابنك مدرس صعب المزاج، تحدث معه عن ذلك الأستاذ الذي درسك في الماضي، وكان لك معه بعض الذكريات.
4-باعد بين الفترات التي تكون فيها المناقشات حادة بينك وبين ابنك.
5-أدخل بعض الترفيه في حياتك ، فضحكاتكم معاً على موقف قمت به أنت أو ابنك يسهم في تقوية علاقاتكم.
6-عبّر عن رأيك بوضوح ، واستخدم كلمة " أنا أشعر"، " أنا لا يعجبني"، وامزج آراءك بالكثير من كلمات الحب مثل " أنا أحب"، " ولكن أعتقد أنا ما".
رجاءاً لا تفعل
1-لا تلقِ محاضرات في الأخلاق والتصرفات السليمة في غير مناسبة.
2-لا تتكلم بصيغة المتحكم في كل شيء " يجب أن تقوم به لأنني أريد هذا".
3-لا تبدأ حديثك معه باتهام: " لقد قال لي مدرسك إنك..... ".
4-لا تتجاهل مشاعر ابنك وآراءه.
5-لا تنس أن تعتذر عندما تخطئ حتى ولو بعد فترة.
6-لا تنتقد .. وتذكر أنه كلما زاد تذمرك من أشياء لا تعجبك في ابنك كلما أصر ابنك على المضي قدماً فيها، ولكن عبّر عن رأيك بهدوء دون تجريح.
لنا وقفة:
لنتعرف سر نجاحهم:
محمد حمد الرشيد، نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت- كلية الإعلام- جامعة الكويت. يقول في إجابته عن أسباب نجاحه في الانتخابات الأخيرة:
من نعم الله عليّ أن نشأت بين أب متخصص في التربية وأم مدرسة ومربية، فهموا من خلال دراستهم أهم الأسس لنجاح شخصيتي فزرعوا بداخلي الكثير من المبادئ والقيم، وأول تلك المبادئ أن الإنسان خلق من أجل العبادة، فأيقنت أن الإنسان يجب أن يعتمد على نفسه، بعد التوكل على الله في كل أمر وعمل، وأن يتحرى الصدق والحقيقة في كل عمل اجتماعي أو علمي أو رياضي يقوم به.
ويضيف: إن كل شاب يريد أن يكون ناجحاً يجب أن تتوفر فيه أربع أركان ( الإيمان- الإخلاص- الحماسة- العمل)، ولا تكون هذه الأركان فاعلة إلا إذا رافقها إرادة قوية وأعتقد أن هذه الأركان هي سر النجاح الاجتماعي.
ويلخص الفوائد التي استفاد منها بصفته شاب اجتماعي بخمس نقاط هي:
1-عرفت طبائع الناس وتشكيلة المجتمع الكويتي من حضر وبدو وكويتي وغير كويتي.
2-ازدادت ثقتي بنفسي وبأسباب وجودي.
3-نميت مهاراتي وأثريت معلوماتي.(115/167)
4-الأجر والمثوبة من الله تعالى، فمن خلال تواصلي بإخواني أجد نفسي قريباً من الله، فبمصافحتي لهم تتساقط الذنوب وبابتسامتي بوجوههم أكسب صدقة.
5-كثيراً ما يعتمد عليّ أصدقائي وأهلي في حل مشاكلهم وتحملي لمسؤولية العمل النقابي دليل على اعتمادهم عليّ.
وكلمة أخيرة أوجهها لكل الآباء: أن لا يجبروا أبناءهم على عمل لا يريدونه، إلا إذا كان من مصلحتهم وليسعوا إلى تثقيفهم وتنمية مهاراتهم وانتقاء المعلومة العلمية المتطورة لهم.
همسة في أذنيك:
همسات نهمسها في أذنك عزيز المربي وأهمس بها بدورك أنت لأبنائك:
1-أي بني تحدث معنا كل يوم وأخبرنا عن ما مر بك من مشاعر فرح أو حزن واسألنا عن يومنا وما حدث لنا، استمر في حديثك هذا لمدة أيام وستلمس الفرق.
2- تكلم معنا عن فترة شبابنا وعن علاقاتنا بآبائنا، فنحن نجد متعة في التحدث عن ذكرياتنا ونحن صغار.
3-اكتب رسالة لوالدتك، فربما تجد الفكرة غريبة ولكن افعلها، اكتب لها كل ما تريد أن تخبرها به، ثم قرر إن أردت أن ترسلها أو .. لا.
4-اختر الوقت المناسب للتحدث بحكمة، فلا تبدأ الحديث معنا أثناء انشغالنا بعمل مهم، أو أثناء نومنا أو في حالة توترنا.
5-حاول أن تعرف وجهة نظرنا، وابذل جهدك في سبيل ذلك، فأنت لست الشخص الوحيد الذي يملك أفكاراً ومشاعر وقدرة على التفكير.
6-راقب حركات جسمك وأنت تتحدث معنا، فإدارة ظهرك لنا والتلويح بأصبعك، واتساع عينيك أمور غير محمودة، ثم راقب ألفاظك التي تتفوه بها، ولا تنس إبداء كثير من الاحترام
ـــــــــــــــــــ
... من هنا يأتي النصر
الطفل هو اللبنة الأولي في بناء المجتمع..إن تم وضعها بشكل سليم وأحسن صقلها كان البناء كله متينا مهما تعاظم وارتفع.. وأطفال اليوم هم دعائم الأمة في المستقبل, هم الذين سيحملون رايتها, ويأخذون بناصيتها, والذين سيتولون قيادتها في الغد هم صغارها اليوم.. وبقدر صفاء عقيدتهم وسمو أخلاقهم وسلامة نشأتهم بقدر ما تحقق الأمة من آمالها وأهدافها.. فمن صحت بدايته أشرقت نهايته..
ولذا فإن تسطيح اهتمامات الأطفال فلا تتجاوز أفلام الكرتون وتحجيم ثقافتهم فلا تتسع لأكثر من أخبار الرياضة والرياضيين, وتلويث آمالهم فلا تتعدي أن يكونوا كأحد المشهورين في مستنقعات السفاهة, كل هذا يعني جيلا من أشباه الرجال في المستقبل تتهاوي أمام أعينهم عزة الأمة ورفعتها فلا تهتز لهم شعرة, ولا تتوقد لهم غيرة.. وهذا العدد الضخم من أشباه الرجال في الأمة اليوم, إنما هو بسبب سوء التربية بالأمس, وسيظل هذا العدد يتصاعد كثرة حتي يلتفت المسلمون إلي فلذات أكبادهم, وزينة حياتهم التفاتة تتجاوز الاهتمامات البهيمية من توفير الأكل والشراب(115/168)
وتستعلي علي التربية القاصرة التي لا تتعدي تعليم الطفل القراءة والكتابة.. تتجاوز ذلك كله لتغرس فيه معالم هذا الدين والعمل له..
سألت مدرسة في إحدي المدارس التلاميذ أن يذكر كل واحد منهم أمنيته, ففعلوا.. هذا يتمني أن يكون مهندسا وهذا طبيبا وذاك طيارا وآخر لاعب كرة.. ووصل الدور إلي طفل صغير لم يتجاوز الخامسة قالت له المدرسة: وأنت ماذا تتمني? قال: أتمني أن أكون صحابيا نعم صحابيا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم. وهنا اندهشت المدرسة لما سمعت ذلك. فاتصلت بوالدة الطفل وأخبرتها بما قال. فقالت الأم: لا غرابة في ذلك, فإن أباه كل يوم يقص عليه من قصص الصحابة رضي الله عنهم, حتي أصبح كأنه بينهم ويعيش معهم, ومع بطولاتهم. لذلك فالأم والأب مسئولان عن إنشاء جيل الجهاد.. جيل لا يهاب الموت.. جيل لا يعتريه الوهن وحب الحياة.. جيل سيرفع رأس مصر عاليا بإذن الله.
د. سميحة محمود غريب
أستاذ م. بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد
ـــــــــــــــــــ
... مفاجأة.. ابن سنتين أيضا له أنشطته
ريمان نمر- اليابان
بالأمس البعيد كنت مدرّسة لطلاب المرحلة الثانوية، عشقت التدريس، وأصبح هوايتي، أنجبت بعد الزواج بسنتين، وأصبح ابني هو تلميذي الوحيد، كان هاجسي منذ ولادته هو تطوير مداركه وتنمية مهاراته، بحثت كثيرا عن كتب متخصصة باللغة العربية حول الأنشطة المقترحة التي يجب أن تقوم بها الأم مع ابنها ابن الثانية، فلم أجد إلا نتفا هنا وهناك، رسائل وأبحاث مطولة عن نمو الأطفال في هذه المرحلة، و لم أهتد لكتاب أو مرجع يجمع بين دفتيه أنشطة محددة وبسيطة لشغل ابني وتفريغ طاقته وتنمية مداركه في الوقت ذاته.
كنت مؤمنة وما زلت مؤمنة بأن الأطفال لم يخلقوا للبكاء وتعكير صفو حياة والديهم كما يصور البعض المسألة، هم يحتاجون إلى فرص كثيرة ومختلفة للعب لاكتشاف العالم من حولهم، فلا يوجد أطفال (نكدين بطبعهم) لكن يجب أن نفهم احتياجاتهم ونلبيها بمزيد من الأنشطة وكثير من الحب والصبر، أخيرًا وجدت ضالتي على الإنترنت للأسف، فقط على مواقع أجنبية، وفي بعض الكتب الأجنبية التي حرصت على تجميعها من هنا وهناك.. لشهور طويلة كان هذا هو شغلي الشاغل تجميع المقترحات، وتنفيذها، ومراقبة ما يعجب ابني بالفعل، مع إضافة بعض الخصوصية على هذه الأنشطة لتلائم ثقافتنا وطبيعتنا كعرب ومسلمين.
أعيش الآن في اليابان مع زوجي وابني، الذي التحق بالحضانة اليابانية منذ شهرين، نديم هو الطفل المصري الثالث الذي ينضم الى الحضانة، وقد لاحظت المدرسة تميُّز الأطفال المصريين على غيرهم من الأطفال ـ فسألتني ما الذي يجعل أبناءكم مختلفين؟.
نعم أطفالنا أكثر أطفال العالم ذكاء، هكذا يولدون!! سريعًا ما يتم ردم هذا الذكاء تحت أنقاض المناهج التعليمية، في حين يتقدم الأطفال اليابانيون، الذين يعيشون كل(115/169)
خبرات الحياة الحقيقية في المدرسة، فتتحول المدرسة بالنسبة لهم إلى جنة، ومتعة ما بعدها متعة.
لماذا نؤجل تعليم صغارنا إلى سن المدرسة؟ دورنا كآباء وأمهات أن نأخذ بأيدي هؤلاء الصغار؛ ليتعرفوا على العالم، ويعيشوا مباهج كثيرة بقليل من الوقت والجهد ومزيد من الوعي، من جديد عودي أنت وزوجك إلى عالم الطفولة واللعب واللهو، اضحكي من قلبك، استمتعي بأمومتك، واسعدي بصغيرك.
من خبرتي المتواضعة: قراءاتي المتعددة، وبحثي الدؤوب.. أحب أن أقدم لكم أهم الأنشطة التي فعلتها مع نديم ابن الثانية فأحبها وطورت مداركه بشكل ملحوظ، أنشطة غير مكلفة بالمرة، تستطيع كل أم أن تقوم بها مع صغيرها أثناء الحياة اليومية، أقدمها لكم علها تفيد من له نفس هاجسي وهمي.
1-أسمعيه سورة البقرة بصوت أحد المقرئين
2-عرفيه على ملابس الصيف المختلفة التي يرتديها في الجو الحار ( استعيني بصور من المجلات والكاتالوجات)
3 –احك له قصة ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتناولا حلويات المولد معا.
4 – أعطيه ورقة كبيرة وألوانا مائية وفرشاة، ألبسيه ملابس قديمة، واتركيه يرسم ما يشاء، علقي رسومه على الثلاجة أو جدار غرفته.
5- علقي على الحائط خريطة للوطن العربي وأشيري إلى موقع بلادك عليها، أشيري إليه بين الحين والآخر.
6- اجعليه يضع حيواناته الصغيرة ودماه المختلفة في أكثر من صندوق متصلة ببعضها البعض بحبل طويل يجره، فيتحرك قطار الدببة ويقع بعضها فيعيده إلى مكانها، اجعليه يقف في المحطات المختلفة، وينزل المسافرون ويركب مسافرون جدد.
7- اصنعي معه كعكة برتقال شهية، أشركيه في خفق البيض وعجن المحتويات، وتناولوا الكعكة مع كوب عصير في الفطور.
8- خذيه معك للتسوق، واجعليه يدفع العربة أمامه، يختار ما يحب من المأكولات، يدفع الحساب ، وعلميه كلمات مثل: تفضل، شكرا.
9- من كرتونة البيض والماصات والألوان اصنعا وردة يهديها لشخص يحبه.
10- اشتري ملصقاً أو اصنعي واحدا يحتوي على صور الفواكه المختلفة وعرفيه على أسمائها واجعليه يجرب ما لم يجربه منها من قبل.
11- عرفيه على ملمس الأشياء المختلفة (ورق سنفرة، صابون، إسفنج، مطاط، صوف، حرير، زجاج، قطن)
12- اجعليه يرتدي ملابس والده أو والدتها (بدلة، حمالات، رباط عنق، جوارب، حذاء) ولا تنسي أخذ صورة له للذكرى.
13-خذيه إلى البحر أو الحديقة ليلعب بالرمل، وخذي معك جردلا وجاروفا وأواني متعددة الأشكال.
14- اجعليه يضع يده على ورق ملون، ارسمي حولها، قصي شكل يده، كرري العملية مع قدمه، علقيهما داخل برواز، وتخيري لهما مكانا متميزا في المنزل.(115/170)
15- أشعلي معه بخورا.
16- اغمسي إسفنجة مقصوصة على هيئة قلب في ألوان مائية وعلى كرتون مقوى اجعليه يطبع قلوب خضراء، اكتبي على الكارت إلى أبي ليعطيه إياه عند عودته من عمله.
17-اطلبي منه أن يجمع معك لعبة في مكانها المحدد، واشكريه بعد الانتهاء من العمل.
18- على طبق ورقي ضعي نقطة ألوان زرقاء وبجوارها نقطة صفراء واطلبي منه أن يمزجهما (هما الآن يحتضنان بعضهما البعض) راقبي اندهاشه بتحول اللون إلى الأخضر
19-ضعي حبلا على الأرض وعلميه كيف يقفز عابرا هذا الخط.
20-اقرئي معه كتابا به صور لوسائل المواصلات والمحركات والعربات المختلفة: سيارة، قطار، طائرة، مركب، قاطرة، شاحنة، سيارة إسعاف، سيارة مطافئ.
21-العبي معه بالمكعبات الخشبية الملونة، اصنعي له أشكالا يعرفها، اتركيه يلعب بمفرده.
22-راجعي معه صوره القديمة منذ ولد وحتى اليوم، وناقشي معه كل تغير وكم كبر، حدثيه عن الأشخاص المهمين في حياته.
23-املئي إناء كبيرا إلى منتصفه بالماء، وأعطيه أواني مختلفة، وأكوابا بلاستيكية، وأواني ، ومعالق، وقمعا، ومصفاة، ومضرب بيض، اجعليه تحت مراقبتك طوال الوقت.
24- خذيه إلى المكتبة العامة ـ اتركيه يختار الكتاب الذي يريد قراءته، استعيري بعض الكتب، علميه كيف يبرز كارته الخاص لأمين المكتبة عند الاستعارة، دعيه يشكره قبل مغادرة المكتبة.
25- أسمعيه بعض أغاني الأطفال التي تربينا نحن عليها.
26- قصي له أشكالا مثل مربع دائرة مثلث نجمة، قلب، سهم بألوان متعددة، واطلبي منه أن يلصقها باستخدام (الصمغ) على ورق مقوى وعلقيها في غرفته.
27- ادع له اثنين من أصدقائه ليلعبا معا، استعدي لفض الاشتباكات، لكن علميه كيف يُرحِّب بضيوفه وكيف يعطيهم ألعابه ليلعبوا بها.
28- انفخي له فقاعات صابون لتتناثر، ويركض خلفها.
29- خذيه إلى المخبز ليشم رائحة الخبز ويختار النوع الذي يفضله.
30- ازرعي معه بذرة زهرة عباد الشمس ليرويها كل يومين ويتابع نموها.
هذه ثلاثون فكرة تستطيعين تنفيذها مع صغيرك على مدار الشهر.. كل يوم فكرة، ولن يأخذ منك هذا أكثر من نصف ساعة، لكن ستضيف إلى صغيرك الكثير الكثير، الأمر يحتاج فقط إلى تنظيم وجدولة اقرئي الجدول كل مساء وحددي ما ستقومين به معه بالغد، وجهزي الأدوات في المساء ليلعب بها في الصباح. الأطفال لا يملون التكرار، راقبي ما يعجبه بحق وكرريه معه مرات ومرات.
ـــــــــــــــــــ
... علاج لإدمان الانترنت(115/171)
الموضوع: "وصفة سحرية للوقاية من المكائد الشيطانية"
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين،
وبعد،
فإن الإنسان إذا أصابه اعتلال في صحته؛ تراه يسعى بكل السبل ليشفى من العلل التي أصابته، بل وتجده مستعدًا لينفق الغالي والنفيس، ويقطع الأميال والمسافات الطويلة يجوب طول الأرض وعرضها؛ ليقابل أمهر الأطباء؛ عله يستأصل الداء، أو يظفر بالدواء السحري الذي يذهب عنه ما أصابه. إخوتي الكرام، إن أمراض الأبدان أمرها هين، بل قد يكون فيها الخير فتكون سببًا في صحة القلوب، وتقوية الإيمان والإنابة إلى الله، ولكن أمراض القلوب هي قاصمة الظهر والجرف الهاري الذي إذا انزلق فيه العبد فلنكبر عليه أربعًا إن لم يتداركه الله – سبحانه وتعالى- برحمة منه،
لطالما ترددت في الكتابة في هذا الموضوع؛ لأدلي بدلوي بالنصيحة، وأقدم نصيحة لكل من وقع في شرك المكائد الشيطانية ومستنقعات الخطيئة، ولكن ما شجعني على المبادرة هو إشفاقي على المتألمين من وخز الضمير وإحراج النفس اللوامة، والعجز عن الخروج من مأزق المعاصي. لست ملكًا ولا نبيًّا، ولكني عبد من عباد الله الذين قال فيهم النبي – صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء ... ) وكيف يعرف حلاوة التوبة من لم يذق مرارة المعصية!! وكيف يعرف برد وسلام الرجوع إلى الله من لم يصطلِ بنار الذنوب!!!!.
إخوتي الكرام، كلنا يشكو من اقترافه المعصية: من تهاون في المحافظة على الصلاة، وممارسة ما يسمى بالعادة السرية، وآخر (موضات ) هذه الذنوب وهي (بلوى) إدمان مواقع الجنس على الإنترنت، إلى غير ذلك من المعاصي التي يزينها الشيطان وأعوانه من الإنس والجن، فإلى كل من وقع في مثل ما ذكرنا من الذنوب وخاصة بلوى الإنترنت أقدم هذه الوصفة.
إن الوصفة التي سأقدمها لك، وقد تكون متلهفًا لمعرفتها هي وصفة من أعظم نبي، وقد أثبتت التجارب نجاعة الدواء الذي يقدمه، والنتيجة الإيجابية لهذا الدواء مضمونة 100 %، إن الطبيب هو من لا ينطق عن الهوى، والصيدلية قريبة منك ولست في حاجة إلى عناء البحث عنها، وإليك هذه الوصفة: لقد وجدت هذه الوصفة، وأنا أستعرض الأدوية في صيدليتي الخاصة، أتذكر يا أخي ذلك الحديث المشهور(حديث جبريل) الطويل ؟!! أتذكر ما فيه عن الإحسان: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"؟ نعم، كلنا يحفظ هذا الحديث، ولكن قليلًا منا من يهتز قلبه لهذه الحقيقة الرهيبة: (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) إننا حينما نستعد لاقتراف المعصية ونُعدُّ العدة لها فإن أهم ما نهتم به هو التأكد من غياب الرقيب وخلو المكان من المطلعين على عوراتنا، وننسى أن عين الله التي لا تنام ترقب كل شيء . تصور شعور الخجل والحياء حين تعلم أن أحد الناس مطلع عليك حين مقارفتك المعصية!!! أليس الله أحق أن تستحي منه!!! ثم أليست هذه اليد التي(115/172)
تستعمل بها الفأرة ولوحة المفاتيح هي هبة من الله لك!!! أليست هاتان العينان اللتان تشاهد بهما ما حرم الله هي عطية من الله تعالى!!!
أليس من العار أن نحول العطايا والهبات التي منحنا إياها الله تعالى أسلحة نواجهه بها!!! اعلم أخي واعلمي أختي، أنك إذا مددت يدك لتمارس ما يسمى بالعادة السرية، أو لتتنقل بين المواقع العفنة على صفحات الإنترنت ـ أن الله يراك بل اعلم أيضا أن الملائكة الكرام الكاتبين يكتبون عليك كل ذلك في سجل سيعرض عليك يوم الحساب، واعلم أيضًا أن هذه اليد التي تقترف بها المعصية والعين التي تشاهد بها المحرمات ستنقلب عليك لتشهد ضدك، أعرف أنني إن قلت لك: اقطع اشتراكك في الإنترنت؛ سيكون ذلك صعبا عليك، ولكن إليك هذه النصائح إن لم تستطع ذلك:
1 ـ لا تختلِ وحدك مع الكومبيوتر في مكان لا يوجد فيه شخص آخر، وإن كنت متزوجًا فليكن جهازك في غرفة النوم، وفي وضع يمكن أن يطلع فيه أحد الزوجين على ما يشاهده الآخر على الإنترنت (نعم حل غريب ولكن للضرورة أحكام!!!).
2 ـ هناك مواقع شيقة وممتعة قد تفيد الإنسان مثل مواقع تعليم اللغات والمواقع التي تنقل الأخبار عن أحوال المضطهدين وأصحاب الأفواه المكممة، ومواقع العلوم الشرعية وأخبار المسلمين في العالم فلتتردد على هذه المواقع وأمثالها التي تثاب على تمضية الوقت فيها إن كنت متلبسا بنية خالصة.
3 ـ حدد لنفسك وقتًا لاستخدام الإنترنت وهدفًا معينًا من ذلك؛ لتحدد بذلك الموقع والوقت الذي تحتاجه؛ لأن الإنترنت بحر يتيه فيه من لم يحدد لنفسه وجهة لإبحاره!!!
4 ـ استحضر دائمًا نعم الله، فالكومبيوتر اخترعه الإنسان بفضل من الله والحواس التي تستعملها في استخدامك لهذا الجهاز، هي نعم وهبات من الله فلتوظفها لما ينفعك في دينك ودنياك.
5 ـ اعلم أن هذه الدنيا بكل ما فيها من إنترنت وتكنولوجيا وبهرج وزينة حلم خادع ولن يبقى منها إلا الأعمال التي فيها رضا لله سبحانه وتعالى.
6 ـ ليكن لك هدف في الحياة تسعى لتحقيقه؛ فإن ذلك سيشغلك بالسعي لتحقيق هدفك، ويسمو بنفسك؛ لأن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
أخيرًا أخي الكريم احرص على تناول الدواء الذي وصفته لك ألا وهو: (مراقبة الله تعالى) وداوم على تناوله، ولا تيئس إن لم تر أثره لأول وهلة، ولا تبخل على نفسك بركعتين تركعهما وقت السحر (ولو مرة في الأسبوع أو في الشهر) تطلب فيها من الله كل ما تريد من توبة ومغفرة وإعانة على طاعته، وفقني الله وإياك للتحلي بصفة مراقبة الله –تعالى- في كل أمورنا.
ملاحظة : الدواء الموصوف صالح لكل وقت وزمان ولكل الأعمار وعدد الجرعات ليس محددا ولا يُؤْمَرُ بإبعاده عن الأطفال بل يُطْلبُ إعطاؤهم جرعات كثيرة منه، وفي حال نفاد الدواء يرجى مراجعة أقرب صيدلية منك
ـــــــــــــــــــ
... كيف تُكلم المراهق عن العادة السرية؟
ماهر - السعودية ... الاسم(115/173)
كيف تُكلم المراهق عن العادة السرية؟ ... العنوان
تربوي ... الموضوع
الإخوة الكرام، السلام عليكم.
أخي الصغير عمره 15 سنة، وكما بدا لي فإنه قد بلغ منذ مدة قليلةالذي ألاحظه عليه، والذي يؤلمني أني أشك بأنه يمارس العادة السرية، ولست متأكدًا تمامًا، لكن هذا ما لاحظته. ولا أدري كيف أفاتحه بموضوعها؛ إذ إنني أخشى المواجهة المباشرة وأفضل الطرق غير المباشرة.
الأمر الثاني أنه يبحث في الإنترنت عن مواقع وصور إباحية، وأنا متألم لهذا جدًّا، ولا أريد أن يسلك هذا الطريق، وبنفس الوقت أريده أن يتركه من نفسه بدون أن أخبر أهلي أو أن آمره أو أنهاه. علمًا بأننا في عائلة ملتزمة ولله الحمد، وهكذا نحسب أنفسنا والله حسيبنا.
أرجوكم ساعدوني في إنقاذ أخي، وشكرًا.
... الاستشارة
د/عمرو أبوخليل ... اسم الخبير
الحل
نحن نشكر لك اهتمامك البالغ بأخيك الصغير، ونشكر لك ملاحظته، ونشكر لك سعيك للحصول على المشورة حتى تتعامل معه بطريقة صحيحة.
إننا حينما نتحدث عن مشاكل المراهقة فإننا دائمًا نقول: إن حل مشاكلها له مدخل أساسي وهو إيجاد العلاقة الطيبة مع هذا المراهق، أي أننا لا نبدأ في التعامل مع أي مشكلة للمراهقة إلا انطلاقًا من أرضية صلبة من التفاهم والحوار في إطار الصداقة التي يشعر فيها المراهق بأننا نحترم ذاته ونقدرها ونشعر به، بل ونحن معه نريد أن نعاونه ونساعده دون أن نشعره بالعجز من ناحيته أو التسلط من ناحيتنا.
قد تكون فرصتك كأخ أكبر لتحقيق هذه العلاقة أكبر من بعض الآباء والأمهات؛ لأن بعضهم يفشل في تحقيق هذا التوازن بين سلطة الأبوة وتواصل الصداقة، ولكنك كأخ أكبر لا تغريك سلطة الأبوة ولا تملك إلا نصح الأخوّة، وسيكون إطار الصداقة هو الأنسب لك في التعامل مع هذا الأخ المراهق. هذا الإطار وهذا المفهوم في التعامل مع المراهق هو مسألة مبدئية تجعل التعامل مع أي مشكلة سهلاً ميسورًا بإذن الله تعالى.
النقطة الثانية -وهي مكملة للأولى- أنه نتيجة لهذه الصداقة فلن يكون التعامل مع مشكلة العادة السرية أو تصفح المواقع الإباحية مباشرًا، أو في إطار توجيه الاتهام أو ضبطه متلبسًا وهو يرتكب الخطأ، بل إن الحوار المفتوح المستمر بينك وبينه، والذي هو روح هذه العلاقة بينكما، يسمح بأن يفتح موضوع المراهقة وماهيتها وما يجري فيها من تغيرات على كل المستويات، وبالتالي فسيكون من الطبيعي أن تفتح مسألة المشاعر العاطفية ناحية الجنس الآخر بصورة عامة، والمشاعر الجنسية بصورة خاصة لتوضع في إطارها الصحيح.
إن مشكلة الكثير من المراهقين مع مشاعرهم الجنسية هو أنه لا يوجد من أفهامهم طبيعتها، فبين من يتجاهلها وكأنها غير موجودة، ويظل المراهق حائرًا لا يعرف(115/174)
من يسأله أو من يجيب عليه، وبين من يجرمها له ويضعها في إطار من الاستقذار والرفض يجعله يدخل في دائرة من الصراع بين ما يشعر به من مشاعر يراها طبيعية ولا ذنب له فيها وبين إحساسه بالذنب نتيجة لاعتقاده أنها خطأ في حد ذاتها؛ لينتهي به الأمر إلى عالم سري من الممارسات والأفعال يختاره بنفسه ليحقق ما يراه مناسبًا من وجهة نظره.
في حين أن هذا المراهق الصغير لو وجد من يفهمه أن هذه المشاعر التي أوجدها الله فيه لم يوجدها ليعذبه بها أو يؤلمه، وأنها مشاعر خلقها الله من أجل غاية سامية هي إعمار الأرض لربط الرجل والمرأة في رباط قدسي من المشاعر السامية، وأنها في حد ذاتها ليس بها خطأ، ولكن لا بد أن يتم ذلك في إطار شرعي، ويتعلم كيف يتعامل مع هذه المشاعر وكيف يوطنها وكيف يتسامى عليها لحين يأتي الوقت المناسب لإخراجها في إطارها الصحيح.
لو فهم المراهق ذلك وأجبنا على تساؤلاته وكنا بجانبه خطوة بخطوة وفكرة بفكرة وتساؤلاً بتساؤل ما حدثت الأزمة.
عندها ستكون الخطوة التالية هي أن يفتح المراهق قلبه ويتحدث عن ممارساته ويطلب المساعدة أو أن نفتح له نحن الطريق لذلك، وعندها أيضًا سيكون سهلاً أن نوجهه لبرنامج عملي نشترك في وضعه سويًّا، بل ويبدو أنه صاحب الحظ الأعظم في وضعه ويكون ذلك على خلفية أن يكون لدينا ما نقوله.
وعند هذا المستوى نتابع معه البرنامج بهدوء وصبر وبدون نقد ونشجعه كلما حقق نجاحًا ونشعره بالثقة فيه.. عندها سيعرف أن هناك من يريد مساعدته فعلاً وبصدق، وسيكون تجاوبه رائعًا.
من أجل برنامج عملي للتخلص من العادة السرية نرجو أن تراجع حلنا بعنوان:
- المواقع الساخنة.. الاستمناء .. وداعاً للإدمان
ومن أجل أن تجد ما نقوله في مسألة الجنس ودوره في الحياة تراجع:
- علموا أولادكم الجنس
ولا تتعجل الحديث معه في المشكلة أو في وضع برنامج للتخلص منها إلا بعد كل ما قدمناه من صداقة قائمة على التفاهم والحوار، ثم إطار شامل لفهم مرحلة المراهقة وما يتم بها، ثم الدخول في القضية الشائكة بهدوء، وستكون النتائج رائعة بإذن الله فاستعن بالله عز وجل . وجزاكم الله خيرًا على ما تفعله مع أخيك.
ـــــــــــــــــــ
... التربية الجنسية للمراهقين
د.عمرو أبو خليل
الثقافة الجنسية يمكن تقديمها في اطار جذاب
يمثل النمو الجنسي أحد المحاور الهامة لثورة النمو التي تحدث في سن المراهقة.. هذه السن التي تمثل الجسر الذي يعبر عليه الأبناء والبنات من عالم الطفولة إلى عالم الشباب الذي يصاحبه تغيرات نفسية وعاطفية وعقلية واجتماعية يكون لها أعظم الأثر في حياة الفرد المستقبلية.. ولكننا في هذا المقال سنتحدث عن مسألة أخرى.. وهي إعداد الطفل النفسي لاستقبال هذه التغيرات التي تصاحب المراهقة،(115/175)
وهي العملية التي نسميها إجمالا "التربية الجنسية للمراهق"، وهناك إعداد عام للمراهق سواء كان ولدًا أو بنتًا، ثم هناك إعداد خاص لكل جنس على حدة.
ويقصد بالبلوغ بلوغ سن الحلم أو الاحتلام عند الذكور، وحدوث الدورة الشهرية عند الإناث.. ويختلف سن البلوغ من بيئة لأخرى؛ بحيث يبلغ أبناء القرية والبدو قبل أبناء المدينة، وتبلغ الإناث قبل الذكور.. ومتوسط سن البلوغ عند الإناث يكون بين 11 و14 سنة، وعند الذكور بين 12 و15 سنة. ويقسم الأمر إلى ثلاث مراحل:
أولا: مرحلة ما قبل البلوغ
ثانيا: مرحلة البلوغ
ثالثا: مرحلة ما بعد البلوغ
ما قبل البلوغ
تبدأ هذه المرحلة أو تتحدد ببداية ظهور ما يسمى بالصفات الجنسية الثانوية، وهي التي تسبق حدوث البلوغ الفعلي؛ وهو ما يثير التساؤل لدى الطفل أو الطفلة، وتكون الفرصة التي يدخل منها الآباء والأمهات إلى أطفالهم بصورة طبيعية للحديث حول هذه التغيرات الجسمية ودلالاتها وأثرها على حياة الطفل في المستقبل.
1. بالنسبة للذكور:
ففي الذكور تتغير نبرة الصوت؛ فيصبح أكثر خشونة، ويبدأ ظهور الشارب، ويبدأ ظهور الشعر تحت الإبطين وحول العانة.
وهنا يقوم الأب أو من يقوم مقامه في حالة غيابه بشرح طبيعة هذه المرحلة للابن، ويمكن أن تقوم الأم بذلك بلا حرج، فعلى الأب والأم أن يدركا خطورة المصادر الخارجية في الحصول على المعلومة والتي قد تكون مغلوطة أو مخلوطة بالممارسات السيئة والشاذة؛ سواء كانت كتبًا ليس عليها رقابة، أو زملاء ليس لديهم الخبرة فيما يقال أو لا يقال.
يبدأ الأمر في صورة حوار لطيف يلفت فيه الأب نظر الابن إلى شاربه أو خشونة صوته.. فيبادره بالقول: "لقد كبرت يا فلان".. هاهو شاربك يحاول أن يجد له مكانًا للظهور.. أتدري ماذا يعني ظهور الشارب أو خشونة الصوت؟ إنك مقدم على مرحلة جديدة في حياتك.. نعم لقد كنت كبيرًا فيما مضى، ولكنك الآن رسميًا تبدأ مرحة جديدة.. هي مرحلة البلوغ.. هل تعرف ماذا تعني؟ إن الأمر أخطر من مجرد شارب أو خشونة صوت.. إنك تتحول إلى رجل.
ويبدأ في شرح أسباب حدوث هذه التغيرات وطبيعتها بصورة علمية تمامًا؛ فيتحدث عن هرمون التسترون Testosterone Hormone، وكيف أن إفرازه يبدأ في الزيادة لإحداث هذه التغييرات استعدادا لنضوج أعضائه التناسلية من أجل النضج الجنسي كرجل من الناحية البيولوجية.. وأن هذه التغيرات هي الخاصة بالمهمة التي أرادها الله للإنسان وهي عمارة الأرض.. فلا بد من وجود هذا التواصل الجنسي الذي تكون بدايته هو هذا الحدث في حياة الإنسان.. وأن بداية التكليف الإلهي للإنسان ومحاسبته تبدأ من لحظة دخوله عالم الرجال؛ فمثلما أظهر هذا النضوج الجنسي دخوله عالم الرجال فإنه يعلن أيضًا دخوله عالم المسئولية؛ فهكذا لكل أمر: فائدة وجائزة يحصل عليها.. وثمن يدفعه.(115/176)
ويتم شرح مبسط لما يحدث من تغيرات ستؤدي إلى حدوث الاحتلام، ولا مانع من وجود رسم مبسط لتشريح الجهاز التناسلي للذكر يبين ما يحدث من تغيرات، خاصة إنتاج الحيوانات المنوية التي تأخذ مسارها للخروج عند بلوغ الإنسان وحدوث الاحتلام، وكيف أنه إعلان عن إتمام هذا النضج الذي يكتمل بالتدرج، وكيف أنه سيصاحب هذه التغيرات الجنسية والجسمية تغيرات في المشاعر نحو الآخرين خاصة الجنس الآخر. وأن الله قد خلق هذا الميل الفطري بين الجنسين حتى يحدث الاقتراب والارتباط بينهما ولكن في الوقت المناسب والمكان المناسب، وأن الزواج هو الصورة الشرعية لهذا الارتباط، وأن هذا الميل لا يعني الحب؛ لأن الحب مشاعر تنتج بين طرفين متكافئين في ظرف يسمح لهما بترجمة هذا الحب إلى ارتباط شرعي.. وأنه ليس كل ميل للطرف يكون حبًا ولكنه الرغبة في إثبات الذات وتقليد الكبار؛ لذا أمر الله بغض البصر عن الجنس الآخر حتى يمنع تطوير هذا الميل الفطري الطبيعي إلى حب أو عاطفة غير محسوبة في وقت غير مناسب؛ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل لا داعي لها.
2. بالنسبة للإناث:
في البنات يصبح الصوت أكثر نعومة.. ويبدأ بروز الصدر مع بداية التوزيع الأنثوي للدهون؛ حيث تزيد في منطقة الأرداف، ويظهر الشعر أيضًا تحت الإبطين وحول العانة.
ويفضل أن تتحدث الأم أو من يقوم مقامها مثل الخالة أو العمة إلى البنت.. وقد تكون المناسبة أيضًا هي بداية ظهور الصفات الثانوية، وتعليق الأم عليها بلطف، وقد يكون هناك تساؤل من البنت حول سبب إفطار الأم في رمضان أو عدم صلاتها في بعض الأيام؛ حيث تشرح الأم بصورة علمية سبب حدوث هذه التغيرات الجسمية وهرمونات الأنوثة: الأستروجين والبروجسترون ودورها في ذلك، ثم شرح مبسط قد نستعين فيه برسم تخطيطي للجهاز التناسلي للأنثى يشرح كيفية حدوث التبويض، ورحلة البويضة، والتغيرات التي تحصل في الرحم، وانتهاء الأمر بنزول دم الطمث أو الحيض، والإشارة اللطيفة إلى أن هذه التغيرات هي إعلان لدخول هذه الفتاة إلى عالم الأمومة المرتبط بحفظ الجنس البشري، وقيامه بدوره في إعمار الأرض، وكيف أن كل هذه التغييرات هي من أجل القيام بهذه المهمة السامية.
ولذا فإن عاطفة الإناث تكون قوية من أجل القدرة على منح أولادهن فيضا من الحب والحنان.. وأن توضح لها أن الميل الفطري نحو الجنس الآخر -وهو ميل طبيعي- عليها أن تدركه وتضعه في مكانه وزمانه المناسبين؛ لأن هذه المشاعر يجب أن تخص به زوجها القادم؛ لأنها مشاعر ثمينة لا تمنحها لأي طارق بكلمات حلوة أو ادعاء حب لا يدرك هو قيمته، ويدرك أن الفتاة تتوق إليه لطبيعتها العاطفية فيستغله سلاحًا للإيقاع بها.. وأن الحب له وقته ومكانه وشخصه، وأنها مثلما تحفظ جمالها وحسنها بالحجاب تحفظ مشاعرها في قلبها؛ لأن مشاعر المراهقة بطبيعتها متقلبة متغيرة، وما تتصوره حبًا في هذه السن سيتغير ويتبدل مع نضجها النفسي وزيادة تجربتها وخبرتها واحتكاكها بآخرين في مجالات العلم والعمل.(115/177)
مرحلة البلوغ
1. بالنسبة للذكور:
وميقاتها البيولوجي هو حدوث الاحتلام، ومن المهم أن يكون الأب مع ابنه عندما يحدث هذا الأمر؛ لأن هناك أمورًا سيترتب عليها دخوله هذا العالم، ويجعل شوق الابن لمعرفة ذلك داعيا لأن يخبر أباه.. ويستقبل الأب ذلك بنوع من الترحاب، ويتخذ بعض الإجراءات المعلنة لحدوث أمر مهم في حياة الابن مثل زيادة مصروفه.. وأن يوكل له بعض المهام الزائدة.. أن يسمح له ببعض الأمور مثل زيادة فترة السماح للخروج.. ثم يبدأ معه في المدخل الشرعي.. فيبين له ما يترتب على حدوث الاحتلام من وجوب الاغتسال ويشرح له كيفية الاغتسال.. ويشرح له كيف أنه أصبح مكلفًا بالصلوات والصيام وأنه محاسب حسابًا خاصًا به..
ويرتب له العديد من الأنشطة المفيدة الرياضية والثقافية التي تشغل وقته، ويفهمه أهمية شغل وقته حتى لا يصبح مستغرقًا في خيالاته وأفكاره، ويحذره من الوقوع في العادة السرية مع شرح بسيط لآثارها النفسية، وخروجها عن القيام بواجب الإنسان نحو جسمه، وكيف أنها إهانة للإنسان ولكرامته.. وكل ذلك في إطار الحوار المتبادل وانتهاز الفرصة المناسبة، خاصة أن الأسئلة من قبل الابن ستكون كثيرة ومتنوعة.
فعلى الأب ألا يتحرج من الإجابة على أي سؤال، ولا يتهرب، ولا يجيب إلا بما يعرفه، وإذا صعب عليه سؤال ما فعليه أن يمهل الابن حتى يسأل المختصين؛ وذلك حتى يكتسب الابن الثقة في الحوار والمعلومة التي يحصل عليها؛ فيظل الطريق مفتوحا بين الطرفين في كل ما يخص هذا الأمر، ولا يلجأ لمصادر أخرى أو ينغلق على نفسه ويعيش في عالمه الخاص، مع التأكيد على المعاني التي من المفترض أنها موجودة وراسخة منذ الطفولة؛ مثل معاني الحياء التي تظهر في عدم خلعه ملابسه أمام الآخرين، وعدم اطلاعه على عورات زملائه، وحدود التلامس بينه وبينهم، وعدم الإفضاء في ثوب واحد أو غطاء واحد مع أخيه أو أحد زملائه.
2. بالنسبة للإناث:
وميقاتها البيولوجي هو حدوث الدورة الشهرية، وهي في المرة الأولى ربما تكون بقعة صغيرة من الدم، يجب أن تستقبلها الأم بالسعادة؛ لأن ابنتها قد كبرت، وأصبحت أختها الصغرى بدلاً من ابنتها، وتجعل الأم لها مذاقًا خاصًا بحيث تنزل مع الابنة للسوق لاختيار ما تراه الابنة مناسبًا لها من ملابس كنوع من الاحتفال والاحتفاء، واستعدادا للبس الحجاب، واختيار المناسب للقيام به وارتدائه، ولا مانع من عمل حفل صغير تدعى فيه صويحبات الابنة للاحتفاء بلبس الحجاب ودخولها عالم الكبار.. وتشرع الأم في تعليم الابنة كيفية الحفاظ على نظافتها ورائحتها في أثناء الدورة، وتزيل عنها الإحساس بالحرج والخجل، وتؤكد لها على طبيعتها؛ لأن الكثير من البنات يصبن بنوع من الخجل والإحساس بالتوتر بل والرفض في بعض الأحيان لهذا الأمر؛ لذا يجب أن تكون الأم متفهمة قريبة.. حانية.. مشجعة.. مطمئنة.(115/178)
وبعد ذلك تشرح الأم الأمور الشرعية التي تترتب على ذلك بالنسبة للصلاة والصيام ومس المصحف والاغتسال وكيفيته.. وأيضًا أنواع الإفرازات التي تبدأ في هذه المرحلة، خاصة مع الإحساس بالإثارة، وما يترتب على ذلك من أحكام في الوضوء والطهارة، مع التأكيد على معنى التكليف أمام الله، وغض البصر، وشغل الوقت بكل ما هو مفيد من أنشطة، مع التأكيد على الأم أيضًا بفتح الحوار وعدم التحرج أو التهرب من أي سؤال مهما كان.. وشرح ماهية غشاء البكارة ورمزيته إلى عفة المرأة.. وخطورة العبث في هذا المكان، وإزالة الأوهام الخاصة به حتى لا تقع البنت أسيرة الخوف أو القلق من هذه الناحية، مع بيان أمانة الجسد لدى صاحبته؛ بحيث لا تسمح لأحد بانتهاكه بعينه أو يده تكريمًا للإنسان؛ لأنه وعاء روحه في إطار الاعتدال بدون تخويف معطل أو تسهيل مفرط، والتأكيد على معاني الحياة أيضًا مثل عدم خلع الملابس أمام زميلاتها؛ حيث تزيد هذه الظاهرة لدى الإناث كنوع من التعبير عن العاطفة؛ فتحتاج أيضًا لوضعها في إطارها الشرعي الصحيح.
ما بعد البلوغ
وهي المرحلة العملية التي تشهد الاختبار الحقيقي لما تم بثه من معان وقيم وأفكار خلال المرحلتين السابقتين، وهي تتعامل مع الأحداث اليومية والتساؤلات التي تدور في ذهن المراهق أو المراهقة بعد نزوله إلى أرض الواقع، يمارس بنفسه ما سمعه أو تعلمه؛ حيث يسمع الولد أو البنت عن العادة السرية، ويجد من يدعوه إلى ممارستها، وقد يمارسها من باب التجربة أو الفضول أو إثبات الذات.. وقد يهديه زميله صورًا عارية، وقد تدعوها زميلتها لمشاهدة مواقع على الإنترنت.. وقد يسمع من زميله شرحًا وافيًا للعلاقة بين الزوجين وقد تتحدث زميلتها عن فض غشاء البكارة ليلة الزفاف وأماكن الإثارة في جسم الفتاة.. ويعود الابن أو الابنة إذا كان الحوار مفتوحًا وقد نجحت المرحلتان السابقتان في أداء دورهما في زرع جو الثقة بين الآباء والأمهات وأبنائهم وبناتهم.. إذا حدث ذلك فسيجد الأب والأم أنفسهما في مواجهة ذلك كله، وهنا يجب أن يدركوا أن المهمة لم تنته، وأن جو المصارحة والواقعية والموضوعية في هذه المرحلة أخطر.
فالمراهق في المرحلة السابقة كان يكتفي بالتلقي وهو مدهوش أو مصدوم بدخوله إلى هذا العالم العجيب، إنه يندهش لمشاعره، ويستغرب ما يدور داخله من رغبات وأحاسيس، ولكنه الآن قد تمكن منها وعرفها، وهناك جهات كثيرة تدعوه وتغريه.. وهو إذا لم يجد ما يقنعه ويمنعه من الدخول إلى هذه العوالم من باب التجربة والفضول.. فإنه سيفعلها؛ لأن روح المغامرة والتجريب وإثبات الذات ستغلبه إذا لم يجد من يساعده.. لذا فإن الحقيقة العلمية والحوار المفتوح هما سلاحا الأب والأم، وما قد يخجلان من ذكره سيحصل الابن والبنت على تفاصيله من مصدر آخر.
في النهاية ما نريد قوله: إن البعض قد يستغرب دعوتنا إلى التربية الجنسية المبكرة للمراهقين؛ فيتساءل أحدهم: هل سأدعو ابني أو ابنتي وأقول له تعال نتحدث في الجنس؟!! إنني سأفتح عينيه في أمور لا يعرفها.. ويقول الآخر: إن أهلنا لم يتحدثوا معنا في ذلك.. فلماذا نتحدث مع أولادنا في ذلك؟ ويعبر الآخرون عن خجلهم من الحديث في هذه الأمور، وغيرهم عن الجهل في طريقة التناول.(115/179)
والحقيقة أن هؤلاء الآباء والأمهات لا يدركون أن أولادهم وبناتهم في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت والقنوات الفضائية وحرية المعلومات.. إذا لم نتحدث معهم على قدر استطاعتنا وطاقتنا فإنهم سيحصلون على أكثر مما يتخيل الآباء، ولكن خارج المنظومة القيمية والمعرفية لمجتمعنا، خاصة أنه لا يوجد ما يغطي هذا النقص لدينا.. إننا يجب أن نتدخل حتى نضع الإطار الذي يعيد للأمر توازنه، وإلا فلا نلوم إلا أنفسنا بعد ذلك.
http://www.islamonline.net/arabic/adam/2004/04/article03.SHTML
ـــــــــــــــــــ
... الحب الزوجي
الحب كلمة صغيرة في مبناها .. لكنها كبيرة في معناها ، الحب أقوي
عاطفة تستكن بين جوانح الإنسان ، متى ما تفجرت دفعته للعطاء والبناء والنماء
الحب كما قيل يحول المر حلواً ، والتراب تبراً ، والألم شفاءً ،
والسجن روضة ، والسّقم عافيةً ، والقهر انشراحاً وغبطة ، ومجتمع لا تقوم علاقاته
على المحبة المتبادلة ، يتحول إلى آلة صماء ليس فيها إلا الضجيج ، يتحول إلي جحيم
لأنه مجتمع الأنانية .. مجتمع الكراهية
وقديماً قالوا : لو ساد الحب ما احتاج الناس إلى القانون ،
والأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع ،
لهذا كان الحب جوهراً أساسياً في نجاحها
حياة الزوجين لابد أن يعمرها الحب الصادق ،
الحب المتبادل ، حب قلبي يظهر على السلوك العملي ، ابتداءً من الابتسامة الصادقة ،
وانتهاءً بتحمل أعباء الحياة الثقيلة .
وكثيراً ما تكون مشاعر المحبة موجودة في أعماق الزوجين ، لكن حتى تزدهر الحياة الزوجية ، يجب علي كل واحد منهما
أن يفصح عما في نفسه من محبة تجاه الآخر ،
بالكلمة الجميلة ، الهدية اللطيفة والمفاجأة السارة ..
وبكل ما يعرفه الأذكياء من فنون كسب القلوب ، بهذه المصارحة
العملية للمشاعر المتبادلة نكسر الروتين الممل في حياتنا ونجدد التواصل بين قلبينا
ويخطر علي البال سؤال يقول : وهل الحب مرتبط بالجمال ؟ أو ما علاقة
الجمال بالحب ؟
والجواب .. إن الحب ينقسم إلي نوعين : حب الذات وحب الصفات ، وعلى
العاقل أن يتجاوز حب الذات إلى حب الصفات ، والرسول الكريم بين لنا أن المرأة تنكح لأربع وذكر منها الجمال ، ولكنه قال :
فاظفر بذات الدين تربت يداك .. لماذا ؟ لأن الجمال الحسي عمره محدود ، وثانياً لأن الإنسان يألف الجمال المحسوس ويشبع منه ،
أما الذي يبقي فهو الجمال المعنوي ، الدين ، الخلق ، القيم ، وعلى هذا تُبنى الأسر(115/180)
المتماسكة ، ولذا قال عليه السلام : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلق فزوجوه .
إن الذي يستطيع أن يحب هذا الحب الكبير صنف واحد من بني الإنسان ، إنه
الصنف الذي خالطت قلبه بشاشة الإيمان .
رزقنا الله وإياكم الحب الحقيقي الطاهر العفيف
ـــــــــــــــــــ
... إلى زوجتي " عندما يصيبني الفتور "
زوجتي الغالية
لا بد أن تعلمي أن الإيمان يزيد وينقص وهذا أمر واقع للجميع رجالاً ونساءً ، وأنا واحد من البشر ، والذنب قد يصدر مني مهما حاولتُ أن لا أقع فيه .
وهذا الذنب قد يكون بداية للفتور وضعف الإيمان فأتمنى منك يا زوجتي أن تحرصي على ديني واستقامتي فإذا رأيتِ علي بعض علامات ضعف الإيمان ، أتمنى أن تناصحيني ، وتقفي بجانبي ، لعلي أتعظ وأتوب .
زوجتي
أنا أشكرك على حزنك عندما يصيبني أي مرض عضوي ولكني سأشكرك أكثر عندما تقفين معي عندما يصيبني المرض في ديني وهدايتي .
لا بد أن تعلمي أن الرجل المستقيم يُعاني في هذا الزمن من كثرة الفتن والمصائب .
ويتمنى كل رجل مستقيم أن يجد زوجته بجانبه لكي تثنيه ، وتقف معه في زمان الفتن .
ـــــــــــــــــــ
... خيانة. نت
البداية: لأن لكل شيء بداية.. فلهذه الحكاية واحدة أو أكثر.. لكن دعنا نبدأ من حيث بدأ "الديجيتال" يتدخل.
هي كانت تبحث عن بريد تطمئن إليه، وهو كان يبحث عن عنوان يبث إليه أحزانه، ولأن ساحات الحوار "المتخصصة" تفعل ذلك، وغرف "الشات" المجمعة تجعله سلسا جميلا، وتعليقات الزوار على مواقع الزواج تضفي على الأمر طابعا رومانسيا، فقد حصل كل منهما على بريد الآخر لتكون هذه هي البداية المناسبة المؤقتة التي تصلح لحكايتنا وتصلح حكايتنا لها!.
هل ترغب في إضافة هذا العضو؟؟.. كأن الإنترنت يعلم ما يريدان، يظهر السؤال على الشاشة ببراءة ممزوجة بالخبث، يواجهك بنفسك.. لماذا ستقبله..؟
ولأن الـMSN يرغب في راحة عملائه فقد وفر عليهم عناء الحيرة في اختيار الإجابة، وجعل الموافقة أقرب للعين والقلب.. وزر الفأرة.. الحروف و"النك نيم" (الكنية على الماسينجر) يوحيان بأن الشخص المختفي خلفها يعاني من شيء ما، ولأن الألم معدٍ في عرف الإنترنت، ولأن المتألم يبحث عن من يشاركه ألمه ولأنه هو الآخر أضاف إلى قائمته العديد من الأسماء للغرض نفسه وغالبا ما أتى رد الطرف الآخر بالقبول، فقد ضغط كل منهما.. accept(موافق).
مدخل مناسب للجميع
( - هلا(115/181)
- وعليكم السلام
- بنت ولا ولد..؟؟
- أنت شو رأيك..؟؟ )
وتستمر الحكاية.. ولأن الإنترنت يعلم ماذا يريدان فقد وضع لهما ما يسهل عليهما المهمة، وما يوجز فضولها، لأنهما بلا شك، في قمة الاستعجال.. الأسئلة على الإنترنت لا يوجد أكثر منها.. شيء واحد فقط أكثر.. الإجابات الكاذبة.. فلو كانت صادقة.. ما كانت تستمر الحكاية..!!
Pic
- أريد أن أراك..
- لا..
- تعرف جيدا أن الإنترنت ليس له أمان..
- لكن بيننا أمان..
- إذن سأرسل الصورة وتحذفها بعد أن تراها..
- وأنا الآخر سأرسل صورتي..
هي تعلم جيدا أنها لم ترسل له صورتها.. وهو أيضا يعلم أنه ليس بهذا القدر من الوسامة وأنه أكبر من صاحب الصورة بعشرين عاما على الأقل.. لكن لأن القصة تحتاج إلى بعد مرئي فإن للصور أهمية خاصة.
وطبعا لا تحتاج مني أن أخبرك أن كلا منهما لم يحذف الصورة بعد أن شاهدها فسيحتاجها بالتأكيد ليثبت وقوع الجريمة أمام الآخرين الذين ربما تجبرهم الظروف على التدخل..!!
Play back
بداية أخرى لنفس الحكاية ربما يكون هنا المكان المناسب لذكرها..
هي: أولادها في الجامعة، والخادمة تنظف المنزل، والزوج.. مشغول مع امرأة أخرى يعبث معها في عمله الخاص، طالما هو يعبث فمن حقها العبث، والعالم الإلكتروني خلق ليرد على عبث الآخرين..!!
هو: مشغولة هي عنه بصديقاتها.. زوجته بالطبع.. ولأنه لا يستطيع أن يعيش دون "هي" فقد كان يبحث عن واحدة أخرى.. في العالم الإلكتروني.. وتبدأ اللعبة من اللحظة التي بدأنا فيها الحكاية.
Smiles
هل تشعرين بالوحدة..؟؟
وهل تشعر أنت بها..؟؟
ولأن الـMSN لا يفرض على مستخدميه أن يجيبوا على كل الأسئلة فقد ظل كل منهما يرد على سؤال الآخر بسؤال، وكان القرار أن يبحثا عن وسيلة اتصال أخرى يكملان بها العبث ..79548212.. و..call
كلنا يعلم عن مكالمات الهاتف الكثير، لذا لن نحكي عن هذا الفصل من الحكاية، سنقفز للفصل اللاحق، لا بد من لقاء..!!
Web cam(115/182)
هو يرى الأيقونة الصغيرة تقف بريئة على طرف النافذة.. هي كانت تتعمد إظهارها.. وبـ"كليك" واحدة، يبدأ البث.. ويبدآن في المشاهدة.. سيكتشف أنها ليست طالبة في الثانوي.. وهي بالتأكيد ستعلم أنه ليس ابن العشرين ربيعا.. لكنهما سيكملان اللعبة.. لأنها لا بد أن تكتمل.. طبعا لن يكون البث صادقا في كل الأحوال، ستكذب هي مرة، ويتحايل هو مرات، وفجأة ستسقط كل الأقنعة.. ويبدأ الحديث العاري.
Meeting
كل منهما يعلم لماذا سيلتقيان، كل منهما يحتاج إلى هذا اللقاء.. كل منهما يشكو من الآخر الذي يسكن معه في نفس المنزل وينام معه على نفس الفراش لكنه غير موجود أو مشغول أو أي شيء آخر.. ولأنهما غير مجبرين.. ولأنها يدريان جيدا ما يفعلان.. فقد..
Block
الزوجة جلست تبحث عن موديل جديد لفستان سهرة يشتريه لها زوجها والزوج كان يبحث عن مطعم يحجز فيه مكانين له وللموظفة التي وافقت أخيرا على الخروج معه..
ولأن الـMSN يريد أن يترك الفرصة لآخرين ليتدخلوا في الحكاية.. فقد ترك ملف الماسينجر يسجل المحادثات دون علم الطرفين، ولأن الزوج ليس خبيرا بالتفتيش، ولأن الزوجة خبيرة.. فقد عثر كل منهما على الملف.. وعلى أشياء أخرى (لعلك توقعتها).. ولعلي سأمتنع عن كتابتها..!!
هل تستحق هذه الحكاية أن توضع لها نهاية.. في نظري لا.. أما إذا كنت تملك رأيا غير ذلك فضعها أنت.. ولا تخبرني بها..!!
ـــــــــــــــــــ
... الثواب والعقاب في تربية الأطفال
محمد الناصر
إن إثابة المحسن على إحسانه،وعقاب المسيء على إساءته مبدأ إسلامي أصيل لقوله تعالى: ((هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ)) [ الرحمن:60] ، وقوله جل من قائل : ((وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)) [ الشورى:40].
أنواع الثواب :
عندما نحاول أن نغرس العادات الطيبة لابد من مكافأة الطفل على إحسانه للقيام بعمل بما يثبت في نفسه جانباً من الارتياح الوجداني.
وقد قدر السلف أهمية ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن استجابتهم ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال:سمعت إبراهيم بن أدهم يقول،قال لي أبي:»يا بني اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم . فطلبت الحديث على هذا« والثواب قد يكون مادياً ملموساً كإعطاء الطفل لعبة ، أو حلوى أو نقوداً أو ... وقد يكون معنوياً يفرح له كالمدح والابتسام ، والاعتزاز بالطفل لعمله الطيب أمام الناس . إلا أن عدم الغلو في المدح أدب إسلامي ، فلا يكثر المربي من عبارات الاستحسان حتى لا يدخل الغرور في نفس الطفل . كما أنه لا يجعل الثواب المادي(115/183)
هو الأساس، لما لذلك من أثر سيئ على نفسية الطفل مستقبلاً ، وإنما يوازي بين الثواب المادي والثواب المعنوي.
العقاب وأنواعه :
إن التربية لا تعني الشدة والضرب والتحقير ، كما يظن الكثير ، وإنما هي مساعدة الناشئ للوصول إلى أقصى كمال ممكن ... هذا وإن ديننا الحنيف رفع التكليف عن الصغار، ووجه إلى العقاب كوسيلة مساعدة للمربي ليعالج حالة معينة قد لا تصلح إلا بالعقاب المناسب الرادع، وذلك بعد سن التمييز كما يبدو من الحديث النبوي الشريف: مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر« ونستشف من هذا الحديث الشريف أن الضرب من أجل تعويد الطفل الصلاة لا يصح قبل سن العاشرة ، ويحسن أن يكون التأديب بغير الضرب قبل هذه السن . وأما نوعية العقاب فليس من الضروري إحداث الألم فيه ، فالتوبيخ العادي الخفيف ، ولهجة الصوت القاسية مثلاً يحدثان عند الطفل حسن التربية نفس التأثير الذي يحدثه العقاب الجسمي الشديد عند من عود على ذلك . وكلما ازداد العقاب قل تأثيره على الطفل ، بل ربما يؤدي إلى العصيان وعدم الاستقرار . فالعقاب يجب أن يتناسب مع العمر ، إذ ليس من العدل عقاب الطفل في السنة الأولى أو الثانية من عمره ، فتقطيب الوجه يكفي مع هذه السن ، إذ أن الطفل لا يدرك معنى العقاب بعد . وفي السنة الثالثة قد تؤخذ بعض ألعاب الطفل لقاء ما أتى من عمل شاذ.
ولا يصح بحال أن يكون العقاب سخرية وتشهيراً أو تنابزاً بالألقاب ، كما قال تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ولا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ)) [ الحجرات:11] أين هذا التأديب الرباني ممن ينادون أبناءهم : يا أعور ، يا أعرج ، فيمتهنون كرامتهم .. أو يعيرونهم فيجرئونهم على الباطل بندائهم : يا كذاب ... يا لص .
وفي ضرب المربين للصبيان : حدد فقهاؤنا حدوداً لا يجوز للمربي تجاوزها إذ يلزمه أن يتقي في ضربه الوجه ومكان المقاتل لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : »إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه« . وينبغي أن يكون الضرب مفرقاً لا مجموعاً في محل واحد ، والمهم أن يكون ثباتاً في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلاً بينهم ، لأن العقوبة الظالمة لا تجلب إلا الضرر . كما وأن الخطأ الذي يحدث للمرة الأولى يحسن أن يخفف فيه العقاب ، إلا إن كان الخطأ فادحاً فلا مانع من استخدام العقاب الأشد حتى لا يستهين الطفل بالذنب.
وإذا وقع العقاب من أحد الأبوين ، فالواجب أن يوافقه الآخر ، وإلا فلا فائدة من العقاب ، مع إشعار الطفل بأن العقاب ليس للتشفي وإنما لمصلحته ، وإن شعور الطفل بخلاف ذلك قد يحدث انحرافاً معيناً في نفسه ، وهو أن يتعمد إثارة والديه ، ليستمتع بمنظر هياجهما وثورتهما عليه.
ويحس بالارتياح الداخلي ، لأنه وهو الصغير استطاع أن يثير أولئك الكبار ويزعجهم .. وعندئذ تكون الخسارة مزدوجة العقوبة أدت غرضها في الإصلاح ، وزاد في نفس الطفل انحراف جديد هو تحقيق الذات عن طريق غير سوي . ونود(115/184)
أن نؤكد على أن العقاب يجب أن يتلو الذنب مباشرة وألا يكون من الخفة بحيث لا يجدي ، أو من الشدة بحيث يشعر بالظلم أو يجرح الكبرياء. ويتضح أن الأطفال المنبسطين يضاعفون جهودهم عقب اللوم في حين أن المنطوين يضطرب إنتاجهم عقب اللوم . ومطرد التعلم (أي النبيه المجتهد) يحفزه الثناء أكثر من النقد والمربي بحسن حكمته يضع الأمر في نصابه عادة.
أيهما أفضل الثواب أم العقاب ؟
إن نتائج التجريب على الحيوان توضح أن كلاً من الثواب والعقاب يؤدي إلى زيادة في التعليم .. ولكن الدراسات الإنسانية توصي بضرورة الاهتمام بقضية الثواب والاستحسان، وتركز على الثواب لعدة أسباب منها :
الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب ، أما الاستحسان ففيه توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه أكثر من مجرد معلومات سلبية عن الأشياء التي يجب أن يتجنبها.
وقد ندد ابن خلدون في استعمال الشدة في التربية فقال : »من كان مَرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم ، سطا به إلى القهر ، وضيق كل النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا إلى الكسل ، وحمله إلى الكذب خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة.
ومن كلام سحنون الفقيه في وصية لمعلم ابنه : »لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام ، وليس هو ممن يؤدب بالضرب أو التعنيف«
ولعل أجدى الطرق التي ينبغي اتباعها مع الصغار هي ما ذهب إليه بن مسكويه في الموازنة بين الثواب والعقاب يقول في ذلك :
»ليمدح الطفل بكل ما يظهر من خلق جميل وفعل حسن ويكرم عليه ، وإن خالف في بعض الأوقات لا يوبخ ولا يكاشف بل يتغافل عنه المربي ... ولا سيما إن ستر الصبي مخالفته ... فإن عاد فليوبخ سراً ، ويعظم عنده ما أتاه ويحذر من معاودته .. فإنك إن عودته التوبيخ والمكاشفة حملته على الوقاحة....« فالعقاب ليس الوسيلة المجدية ، إنه قد يؤدي إلى كف الطفل عن العمل المعيب ، لكن لن يؤدي إلى حبه للخير المطلوب . ومن ثم سيعاود الطفل ما منعه عن إثبات ذاته ، وإغضاب الآخرين، فضلاً عن أنه يعوده البلادة والوقاحة . فالترغيب عموماً أفضل من الترهيب ، والاعتدال هو الميزان.
ـــــــــــــــــــ
... معالم منهجية في تربية الأطفال
مقدمة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد
فهذا منهج سهل وبسيط أقدمه لكل مربى مهموم بتنشئة جيل صالح من الناشئة المسلمة بعدما استبدت بهم الجاهلية تلقنهم قيمها وأخلاقها عبر مناهج تواطئوا عليها مع الشيطان لإفساد الأمة أطفالا وشبابا ونساءا وشيوخا لاخراج أشباه أو أمساخ للبشر لا هم لهم الا الشهوة وفقط .(115/185)
كما أقدمه لكل أب وأم حريصان على تنشئة أبنائهم التنشئة الإسلامية الصحيحة الراشدة .
وقد راعيت فيه السهولة قدر الإمكان حتى يسهل تطبيقه فى واقعنا ، كما ركزات على الجوانب العملية فى تطبيق هذا المنهج حيث هى ثمرته ، وهدفه المنشود بعيدا عن الإستغراق فى الكلام النظري .
كما حرصت على الإستفادة من التجارب العملية الناجحة فى هذا المضمار .
وأسأل الله عز وجل التوفيق والسداد لكل مبتغى للخير وأن يرشدنا واياه الى كل خير ، كما أسأله تعالى أن يسد الخلل وجبر النقص ويعفو عن الذلات وأن يرزقنا الإخلاص انه ولى ذلك والقادر عليه .
- هذا المنهج يعتبر للأطفال من سن 6 - 12 سنة ( وهى مرحلة الإبتدائية تقريبا ) فهى المرحلة العمرية موضع الدراسة .
تمهيد :
أولا : أهداف المنهج :
1- تقديم ورقة عمل جاهزة للمربين والدعاة لمساعدتهم فى سعيهم المشكور المأجور لتنشئة أطفال المسلمين تنشئة صالحة تقوم على الكتاب والسنة وعلى الفهم الصحيح لدين الله تعالى .
2- تقديم الإعذار إلى الله تعالى بالعمل على نصرة دينه وسنة نبيه ، والدعوة اليهما وتربية الناشئة المسلمة على ذلك .
3- العمل على تكوين المحاضن التربوية الآمنة السليمة التى تحتاجها الأمة فى هذا العصر بالذات لتنشئة أطفال المسلمين على الإسلام .
4- مواجهة المد العلمانى الإلحادى الإنحلالى ومواجهة مناهحه الباطلة التى تنخر فى جسد الأمة ، والتى تقودها إلى الهلاك .
5- تربية الناشئة المسلمة تربية اسلامية واعية تتسم بالوضوح والشمول من أجل تحقيق الهدف المنشود بإقامة دولة الإسلام .
ثانيا : شروط المربى :
1- أن يتمتع بالإخلاص والتجرد لله تعالى ، وأن يكون بعيدا عن الأهواء والشهوات .
2- أن يكون صاحب نفسية سوية وقوية ، وقدرة على استيعاب الأطفال ، وعمل علاقات طيبة معهم ، وأن يحسن التعامل معهم وحل مشاكلهم .
3- أن يكون على مستوى علمى وخلقى مناسب حيث أنه سيكون قدوة للأطفال .
4- أن يكون صاحب ذهنية متفتحة وحركية بحيث يستطيع أن يستوعب المستجدات وايصالها للأطفال ، كمال يكون متصفا بالحنكة وبعد النظر والقدرة على تمييز قدرات الأطفال وتصنيفها ، والقدرة على اكتشاف الموهوبين والمميزين .
5- المرونة والجدية حيث أنه يتعامل مع أطفال ربما تحدث منهم أشياء غير متوقعة .
6- القدرة على الاتصال والتفاعل مع الأطفال وأن لا يقرأ لهم من كتاب ، بل يتخير الأساليب الملائمة لتوصيل المعلومات للإطفال .(115/186)
7- القدرة على استيعاب ومتابعة الأطفال , والسؤال عن الغائب منهم ومتابعته ، وعدم اهمالهم.
8- القدرة على توجيه الأطفال وتحميلهم المسؤليات على حسب مستوياتهم ، بأن يكلفهم بدعوة زملائهم ، والزامهم ببعض الأدوار الهامة .
9- القدرة على ربط المنهج العلمي بواقع الأطفال وحياتهم ومحاولة استخراج الدروس الأخلاقية والتربوية والعقدية من خلال هذا المنهج .
10- القدرة على التواصل مع أولياء الأمور ، ومتابعة أبنائهم معهم ، ودعوتهم من خلال الأبناء .
المنهج العلمي
1- القرآن الكريم :
أول ما يتربى عليه الطفل هو القرآن الكريم ، فهو المنبع الذى يستقى منه المسلمون منهجهم - خاصة الأطفال - فهو المصدر الرئيسى لبناء ثقافتهم وصقل شخصياتهم ولتفوقهم وسلامة ألسنتهم واعتدال نفسياتهم ، لذا ينبغى على المربى أن يحبب الأطفال فى القرآن ويرغبهم فيه بالجوائز على الحفظ والتسميع وغيرها .
ويتم ذلك من خلال هذا البرنامج :
أ - الحفظ :(15جزء)
يتم الطفل فى هذه الفترة حفظ خمسة عشر جزءا على الأقل ، مع مراعاة فروق المستويات بين الأطفال فهناك أطفال لهم قدرة على الحفظ ، هؤلاء يستمرون فى الحفظ ، وكذلك الأطفال الذين يحفظون فى الكتاتيب أو مع المحفظين .
ب - التفسير :
يكون لمعانى الكلمات فقط وتكرارها باستمرار حتى يحفظها الطفل وتكون لهذه الأجزاء الخمسة عشر مع شرح القصص القرآنى الذى سيقابلهم فى السور ، أى يكون التفسير موافقا للحفظ ، فيقوم المربى بشرح معانى الكلمات التى يحفظها الطفل أول بأول .
يمكن الإستعانة بتفسير معانى القرآن من تفسير ابن كثير أو كتاب " كلمات القرآن تفسير وبيان"
أو غيرها من كتب التفسير .
2- الحديث الشريف : (105 حديث )
ينبغى أن يتربى الأطفال على حب النبى – صلى الله عليه وسلم – وحب السنَّة ، والحرص على التزامها ، لذا قمت باختيار مجموعة من الأحاديث الجامعة الهامة – من كتاب رياض الصالحين والأربعين النووية – وهى أكثر من مئة حديث ليحفظها الأطفال فى المرحلة الأولى ثم يستكمل بعد ذلك حفظ رياض الصالحين ، و يقوم المربى بشرح مبسط للحديث واستخراج الآداب أو الأحكام المستفادة من الحديث من كتاب " شرح رياض الصالحين" للشيخ العثيمين ، وينبغى عليه أن يراعى التبسيط لأبعد مدى .
وهذه الأحاديث هى :(115/187)
1- عَنْ أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رَضيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. فمَنْ كانت هجرته إِلَى اللَّه ورسوله فهجرته إِلَى اللَّه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إِلَى ما هاجر إليه متفق عَلَى صحته.
2- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ عبد الرحمن بن صخر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن اللَّه تعالى لا ينظر إِلَى أجسامكم ولا إِلَى صوركم، ولكن ينظر إِلَى قلوبكم رواه مُسْلِمٌ.
3- عَنْ الأغر بن يسار المزني رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا أيها الناس توبوا إِلَى اللَّه واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة رواه مُسْلِمٌ.
4- عَنْ أبي يحيى صهيب بن سنان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمِنْ: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مُسْلِمٌ.
5- عَنْ أبي سعيد وأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ما يصيب المسلم مِنْ نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر اللَّه بها مِنْ خطاياه متفق عَلَيْهِ.
6- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عَلَيْهِ.
7- عَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إن الصدق يهدي إِلَى البر وإن البر يهدي إِلَى الجنة؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقا، وإن الكذب يهدي إِلَى الفجور وإن الفجور يهدي إِلَى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا متفق عَلَيْهِ.
8- عَنْ أبي ثابت. وقيل أبي سعيد. وقيل أبي الوليد سهل بن حنيف وهو بدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من سأل اللَّه تعالى الشهادة بصدق بلغه اللَّه منازل الشهداء وإن مات عَلَى فراشه رواه مُسْلِمٌ.
9- عَنْ أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: اتق اللَّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن رواه الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
10- عَنْ ابن عباس رَسُول اللَّهِ قَالَ: كنت خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوما فقَالَ: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعَنْ باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.(115/188)
11- عَنْ أبي يعلى شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى عَلَى اللَّه!رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
12- عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
13- عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى رواه مُسْلِمٌ.
14- عن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يخطب في حجة الوداع فقال: اتقوا اللَّه وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم رواه التَّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثُ حَسَنٌ صحيح.
15- عَنْ أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان اللَّه والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
16- عَنْ أبي يعلى شداد بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى عَلَى اللَّه!رَوَاهُ الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
17- عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: لو أنكم تتوكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خماصا وتروح بطانا رَوَاهُ التَّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثُ حَسَنٌ.
18- وعن أبي عمرو. وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال قلت: يا رَسُول اللَّهِ قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: قل آمنت بالله ثم استقم رواه مُسْلِمٌ.
19- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن اللَّه تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه: فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
20- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: المؤمن القوي خير وأحب إلى اللَّه من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر اللَّه وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان رواه مُسْلِمٌ.
21- عن أبي عبد اللَّه، ويقال: أبو عبد الرحمن ثوبان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: عليك(115/189)
بكثرة السجود؛ فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك اللَّه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة رواه مُسْلِمٌ.
22- عن أبي صفوان عبد اللَّه بن بسر الأسلمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: خير الناس من طال عمره وحسن عمله رواه التَّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثُ حَسَنٌ.
23- عن أبي ذررَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال لي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق رواه مُسْلِمٌ.
24- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من غدا إلى المسجد أو راح أعد اللَّه له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح متفق عَلَيْهِ.
25- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى الطريق. والحياء شعبة من الإيمان متفق عَلَيْهِ.
26- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر رواه مُسْلِمٌ.
27- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات؟قالوا: بلى يا رَسُول اللَّهِ. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط رواه مُسْلِمٌ.
28- عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: كل معروف صدقة رواه الْبُخَارِيُّ. ورَوَاهُ مُسْلِمٌ من رواية حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
29- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إن اللَّه ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها رواه مُسْلِمٌ.
30- عن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: على كل مسلم صدقة قال: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة متفق عَلَيْهِ.
31- عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل: ومن يأبى يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى رواه الْبُخَارِيُّ.
32- عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا رواه مُسْلِمٌ.(115/190)
33- عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
34- عن أنس رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه متفق عَلَيْهِ.
35- عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان رواه مُسْلِمٌ.
36- عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إياكم والجلوس في الطرقات!فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ ما لنا من مجالسنا بد: نتحدث فيها. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، ولأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر متفق عَلَيْهِ.
37- عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان متفق عَلَيْهِ.
38- عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه متفق عَلَيْهِ.
39- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: أتدرون ما المفلس؟قالوا:المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، أكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار رواه مُسْلِمٌ.
40- عن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
41- عن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى متفق عَلَيْهِ.
42- عن جرير بن عبد اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: من لا يرحم الناس لا يرحمه الله متفق عَلَيْهِ.
43- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: المسلم أخو المسلم: لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج اللَّه عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره اللَّه يوم القيامة متفق عَلَيْهِ.
44- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوما فقال رجل: يا رَسُول اللَّهِ أنصره إذا كان مظلوماً أرأيت إن(115/191)
كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره رواه الْبُخَارِيُّ.
45- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد اللَّه فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه رواه مسلم .
46- وعن أبي حفص عمر بن أبي سلمة عبد اللَّه بن عبد الأسد ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كنت غلاماً في حجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وكانتيدي تطيش في الصحفة فقال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا غلام سم اللَّه تعالى، وكل بيمينك، وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد متفق عَلَيْهِ.
47- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوابينهم في المضاجع حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.
48- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخرفلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت متفق عَلَيْهِ.
49- عن أبي عبد الرحمن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أي العمل أحب إلى اللَّه؟ قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله متفق عَلَيْهِ.
50- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه متفق عَلَيْهِ.
51- عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس رواه الْبُخَارِيُّ.
52- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
53- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: من عاد مريضاً أو زار أخاً له في اللَّه ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا رواه التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
54- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح وقال الترمذي حديث حسن.
55- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: ثلاث من كن فيه وجدبهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب(115/192)
المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه كما يكره أن يقذف في النار متفق عَلَيْهِ.
56- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خالياً ففاضت عيناه متفق عَلَيْهِ.
57- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم رواه مُسْلِمٌ.
58- عن معاذ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
59- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إذا أحب اللَّه تعالى العبد نادى جبريل إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض متفق عَلَيْهِ.
60- عن أبي عبد اللَّه طارق بن أشيم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: من قال لا إله إلا اللَّه وكفر بما يعبد من دون اللَّه، حرم ماله ودمه وحسابه على الله روي مُسْلِمٌ.
61- عن عبادة بن الصامت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من شهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة والنار حق، أدخله اللَّه الجنة على ما كان من العمل متفق عَلَيهِ.
62- عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: يقول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة رواه مُسلِمٌ.
63- عن معاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: كنت ردف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم على حمار فقال: يا معاذ هل تدري ما حق اللَّه على عباده وما حق العباد على اللَّه؟قلت: اللَّه ورسوله أعلم. قال: فإن حق اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على اللَّه أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقلت: يا رَسُول اللَّهِ أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا متفق عَلَيهِ..(115/193)
64- عن أبي موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مرة رواه مُسلِمٌ.
65- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مُسلِمٌ.
66- عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما أن رجلاً سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف متفق عَلَيهِ.
67- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللَّه عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه اللَّه عَزَّ وفضل رواه مُسلِمٌ.
68- عن النواس بن سمعان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مُسلِمٌ.
69- عن عبد اللَّه بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر!فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة؟ قال: إن اللَّه جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق، وغمط الناس رواه مُسلِمٌ.
70- وعن أبي الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن اللَّه يبغض الفاحش البذِيّ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وقال حديث صحيح.
71- عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: إن اللَّه رفيق يحب الرفق في الأمر كله متفق عَلَيهِ.
72- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من أطاعني فقد أطاع اللَّه،ومن عصاني فقد عصى اللَّه،ومن يطع الأمير فقد أطاعني،ومن يعص الأمير فقد عصاني. متفق عَلَيهِ.
73- عن عمران بن حصين رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الحياء لا يأتي إلا بخير متفق عَلَيهِ
74- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يعجبه التيمن في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وتنعله. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
75- عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: لا تشربوا واحداً كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
76- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك اللَّه؛ فإذا قال له يرحمك اللَّه فليقل: يهديكم اللَّه ويصلح بالكم رواه البُخَارِيُّ.(115/194)
77- عن البراء رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا رواه أبُو دَاوُدَ.
78- عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه رواه مُسلِمٌ.
79- عن عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه البُخَارِيُّ .
80- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه، يتلون كتاب اللَّه، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم اللَّه فيمن عنده رواه مُسلِمٌ.
81- عن عثمان بن عفان رَضيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره رواه مُسلِمٌ.
82- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا متفق عَلَيهِ.
83- عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: من قال حينيسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة رواه البُخَارِيُّ.
84- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو اللَّه بهن الخطايا متفق عَلَيهِ.
85- عن أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان؛ قال اللَّه عز وجل: {إنما يعمر مساجد اللَّه من آمن بالله واليوم الآخر} الآية. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
86- عن ابن عمر رَضيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة متفق عَلَيهِ.
87- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا اللَّه وأن محمداً رَسُول اللَّهِ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان متفق عَلَيهِ.
88- عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يومٍ ثنتي [اثنتي] عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى اللَّه له بيتاً في الجنة، أو إلا بني له بيت في الجنة رواه مُسلِمٌ.(115/195)
89- عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: الوتر ليس بحتم كصلاة المكتوبة ولكن سن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: إن اللَّه وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
90- عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى رواه مُسلِمٌ.
91- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عَلَيهِ.
92- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لولا أن أشق على أمتي أو على الناس لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة متفق عَلَيهِ.
93- وعن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قلت يا رَسُول اللَّهِ أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله، والجهاد في سبيله متفق عَلَيهِ.
94- عن معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين متفق عَلَيهِ
95- عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة رواه التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
96- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم متفق عَلَيهِ.
97- عن النعمان بن بشير رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: الدعاء هو العبادة رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
98- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت متفق عَلَيْهِ.
99- عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البَذِيِّ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.
100- عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر " متفق عَلَيْهِ.
101- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد اللَّه إخواناً. ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث متفق عَلَيْهِ.
102-عن ابن عمر رَضيَ اللَّهُ عَنْهُما أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث متفق عَلَيْهِ. ورَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وزاد: قال أبو صالح قلت لابن عمر: فأربعة،قال: لا يضرك.
103- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أنه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة فقال ابن عمر: لا تحلف بغير اللَّه؛ فإني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: من حلف بغير اللَّه فقد كفر أو أشرك رواه الْتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيْثٌ حَسَنٌ.(115/196)
104-عَنْ أَبِي ذَرٍّ جُنْدَبِ بْنِ جُنَادَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ? قَالَ: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْت، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ )رقم:1987( وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الأذكار :
ينبغى أن يحفظ الطفل الأذكار المختلفة عند الأكل والشرب والنوم والاستيقاظ واللبس والصلاة وغيرها من الأوقات ،وذلك عن طريق الرسائل الجامعة فى الأذكار مثل "رسالة حصن المسلم"
يقوم المربى بتحفيظهم هذه الأذكار بتكريرها لهم وسؤالهم باستمرار ماذا تقول عند كذا ؟
وعليه أن يوضح لهم معانى هذه الأذكار .
3- العقيدة :
ينبغى أن يتربى الأطفال على أركان العقيدة الصحيحة والتوحيد منذ الصغر وعلى آثارها ، كذلك يتعرف الأطفال على معنى الشهادتين ، وذلك من خلال القصص والمواقف من القرآن ومن خلال بعض الكتب الصغيرة مثل :
1- تعليم الصبيان التوحيد / للشيخ محمد بن عبد الوهاب / طبعة دار الإيمان بالأسكندرية .
2- أركان الإيمان للأطفال / للشيخ عمرو عبد المنعم سليم / طبعة دار الخلفاء المنصورة .
3- رسالة أنا مسلم .
4- منهاج المسلم / الجزء الخاص بالعقيدة / للشيخ أبو بكر الجزائرى .
أو غيرها من الكتب المبسطة فى العقيدة التى يختارها المربى والتى تفى بالغرض ، والتى تصلح للأطفال فى هذه المرحلة .
4- السيرة :
يحفظ الطفل فى هذه المرحلة سيرة النبى – صلى الله عليه وسلم – كأحداث فقط بعيدا عن التفاصيل والدروس المستخرجة من السيرة - مما يحببهم فى شخصية النبى صلى الله عليه وسلم وهذا هو المطلب الأساسى من السيرة مع الإرتباط بحياته الشخصية والعامة ، فيراعى التسهيل والبسيط .
والكتاب القترح هو " هذا الحبيب " للشيخ أبوبكر الجزائرى ، يقوم المربى بالتحضير منه وتبسيطه لهم عل أن يكون الكلام غيبا فلا يقرأ عليهم من كتاب .
5- الفقه :
وذلك ليتعلم الطفل أداء العبادات بطريقة صحيحة فيقوم المربى بتبسيط بعض الموضوعات الفقهية وتسهيلها للأطفال مثل فقه الطهارة و فقه الصلاة و الصيام ، وكذلك النوافل – حيث لابد للطفل من معرفة النوافل بعد الفرائض - وأى موضوعات أخرى متعلقة بالفقه وتكون مناسبة للأطفال ، مع تطبيق هذه الأمور عمليا إن أمكن ، مثل الوضوء والصلاة من خلال المسجد .(115/197)
كما يتعلم الأطفال بعض المعلومات عن باقى الأركان الخمسة للإسلام ، وذلك مما يستفاد من الأحاديث السابقة .
و يعتمد المربى على بعض الكتب الهامة : فقه السنة أو الوجيز للشيخ عبد العظيم بدوى .
6- القصص :
وهى من أهم الموضوعات بالنسبة للأطفال ، حيث أن القصص هى التى تربط الأطفال بالإسلام وشخصياته ، وتجعل من هذه الشخصيات القدوات الحقيقية للأطفال بعيدا عن القدوات التى يربيهم الإعلام عليها ، كما أن القصص من الأمور الشيقة التى يحبها الأطفال .
أهم هذه القصص : قصص الأنبياء – قصص الصحابة – التابعين – قادة الإسلام العظماء – أبطال الفتوحات الإسلامية - القصص القرآنى- قصص من التاريخ الإسلامى وغيرها .... .
الكتب الهامة : كتب عبد الرحمن رأفت الباشا( صور من حياة الصحابة – صور من حياة التابعين ) محمد على قطب مثل : قصص الصحابة - وأبطال الفتح الإسلامى/ من اصدارات دار الدعوة بالأسكندرية.
المنهج العملي
1- الدروس العلمية :
الأطفال فى هذه المرحلة يكونون غالبا من سن (6-12) سنة يقوم المربى بحصرهم وتقسيمهم الى مجموعات ،على ألا يزيد العدد فى المجموعة الواحدة من(7–10) أطفال حتى يمكن متابعتهم بصورة جيدة .
لا يقل عدد الجلسات خلال هذه المرحلة ( ست سنوات ) عن 200 جلسة .
- يتوزع المنهج العلمي كالتالى :
1- القرآن والتفسير( 15 جزء ) : يبدأ الحفظ من سورة الناس إلى البقرة .
السنة الأولى : حفظ جزء عم مع تفسيره أى ربع كل شهر ونصف مع تفسيره ، يوزعها المربى بمعرفته .
السنة الثانية : حفظ جزء تبارك وقد سمع مع تفسيرهما ، أى بمعدل سورتين فى الشهر.
باقى السنوات : 3 أجزاء فى السنة مع تفسيرهم ، أى بمعدل نصف ربع فى الأسبوع .
2- الحديث مع الشرح :
السنة الأولى والثانية : 50 حديثا سنويا من الأحاديث المختارة السابقة بمعدل حديث مع شرحه اسبوعيا من كتاب شرح رياض الصالحين للعثيمين .
باقى السنوات : 100 حديث سنويا بمعدل حديثين اسبوعيا مع شرحهما ، ويتم انتقاءهما من كتاب رياض الصالحين بمعرفة المربى ، يكمل الطفل بذلك حفظ 500 حديث فى الست سنوات ، كحد أدنى ، حيث يلاحظ المربى الأطفال المميزين فى الحفظ ويزيد لهم العدد حسب استعدادهم .
3- الأذكار : بمعدل ذكر كل شهر .(115/198)
4- العقيدة : بمعدل درس كل شهر .
5- السيرة : بمعدل درس كل شهر .
6- الفقه : بمعدل درس كل شهر .
7- القصص : بمعدل قصة كل أسبوع .
بالتالى يمكن متابعة المربى شهريا كالتالى : أنه لابد أن ينجز كل شهر :
ربع أو ربعين من القرآن مع التفسير / 4-8 أحاديث مع الشرح / ذكر واحد / درس عقيدة / درس سيرة /درس فقه / 4 قصص .
ـ ويتوزع الجدول أسبوعيا كالتالى : ( جلستين أسبوعيا ) :
الجلسة الأولى :
أ - يأخذ قدر من القرآن مع حفظه فى الجلسة وتفسير معانى الكلمات وحفظها .
ب - ذكر معين ( يقوم الأطفال بترديده مع بيان متى يقال ، وشرح معناه بصورة مبسطة ) أو درس فى الفقه أوالعقيدة أوالسيرة بالتناوب ، أى مرة ذكر و مرة فقه و مرة عقيدة و مرة سيرة أسبوعيا .
الجلسة الثانية :
أ - حديث من الأحاديث السابقة وحفظه مع توضيح معناه بصورة مبسطة .
ب - اختيار قصة معينة وقصها على الأطفال واختبار مدى حفظهم وفهمهم لها .
لا يتقيد المربى بالكم ولكن عليه توزيع الحصص على حسب ما يرى ، ولكن عليه مراعاة الإنجاز الشهرى ، فستكون المتابعة من خلاله .
2- الآداب والأخلاق :
يتم تربية الأطفال على هذه الآداب والأخلاق من خلال الجلسات فيهتم المربى باختيار خلق معين أو أدب معين فيوصله للأطفال إما بصورة مباشرة أو من خلال الآيات والأحاديث أو من خلال القصص و السيرة أوغيرها ، ثم متابعة الأطفال بعد ذلك .
ومن الآداب العامة التى ينبغى أن يعود الطفل عليها "1":
( * أن يعود الأخذ والإعطاء والأكل والشرب بيمينه فإذا أكل بشماله يذكر ويحول الأكل إلى يده اليمنى برفق.
* أن يعود التيامن في لبسه فعندما يلبس الثوب أو القميص أو غيرهما يبدأ باليمين وعندما ينزع ملابسه يبدأ بالشمال .
* أن ينهى عن النوم على بطنه ويعود النوم على شقه الأيمن.
* أن يجنب لبس القصير من الثياب والسراويل(كشف العورة )، لينشأ على ستر العورة والحياء من كشفها.
* أن يمنع من مص أصابعه وعض أظفاره.
* أن يعود الاعتدال في المأكل والمشرب ومجانبة الشره.
* أن ينهي عن اللعب بأنفه.
* أن يعود أن يسمى الله عند البدء بالطعام.
* أن يعود الأكل مما يليه وألا يبادر إلى الطعام قبل غيره.
* ألا يحدق النظر إلى الطعام ولا إلى من يأكل.(115/199)
* ويعود ألا يسرع في الأكل وأن يجيد مضغ الطعام.
* أن يعود أن يأكل من الطعام ما يجد ولا يتشهى ما لا يجد.
* أن يعود نظافة فمه باستعمال السواك أو باستعمال فرشة الأسنان المعروفة بعد الأكل وقبل النوم وبعد الاستيقاظ.
* أن يحبب إليه الإيثار بما يحب من المأكل والألعاب، فيعود إكرام إخوانه وأقاربه الصغار، وأولاد الجيران إذا رأوه يتمتع بشيء منها.
* أن يعود النطق بالشهادتين وتكرارها في كل يوم مرات.
* أن يعود حمد الله بعد العطاس وتشميت العاطس بعد أن يحمد الله.
* أن يكظم فمه عند التثاؤب وأن يغطي فيه، ولا يحدث صوتاً عند التثاؤب.
* أن يعود الشكر على المعروف إذا أسدى إليه مهما كان يسيراً.
* أن لا ينادي أمه وأباه باسميهما، بل يعود أن يناديهما بلفظ: أمي، وأبي.
* أن لا يمشي أمام أبويه أو من هو أكبر منه في الطريق ولا يدخل قبلهما إلى المكان تكريما لهما.
* أن يعود السير على الرصيف لا في وسط الطريق.
* أن لا يرمي الأوساخ في الطريق بل يميط الأذى عنه.
* أن يسلم بأدب على من لقيه بقوله: السلام عليكم ويرد السلام على من سلم.
* أن يلقن الألفاظ الصحيحة ويعود النطق باللغة الفصحى.
* أن يعود الطاعة إذا أمره أحد الأبوين أو من هو أكبر منه بأمر مباح.
* أن يعالج فيه العناد، ويرد إلى الحق طوعاً إن أمكن وإلا أكره على الحق، وهذا خير من البقاء على العناد والمكابرة.
* أن يشكره أبواه على امتثال الأمر واجتناب المنهي عنه، وأن يكافئاه أحيانا على ذلك بما يحب من مأكل أو لعبة أو نزهة.
* ألا يحرم من اللعب مادام آمنا فيمكن من اللعب بالرمال والألعاب المباحة حتى ولو اتسخت ملابسه، فإن اللعب في هذه المرحلة ضروري لتكوين الطفل جسميا وعقليا.
* أن يحبب إليه الألعاب المباحة مثل الكرة أو السيارة الصغيرة والطائرة الصغيرة وغيرها ويكره إليه الألعاب ذوات الصور المحرمة من إنسان وحيوان.
* أن يعود احترام ملكية غيره، فلا يمد يده إلى ما لغيره من ألعاب ومأكولات، ولو كانت لعبة أخيه.) أ.هـ
4- المسابقات :
يقوم المربى بعمل مسابقات باستمرار مع مراعاة أن تكون الأسئلة من المنهج العلمى حتى يحفظها الأطفال ، واستغلال الرحلات وأيام الترفيه لعمل هذه المسابقات ، مع مكافأتهم بجوائز بسيطة وتشجيعهم على ذلك .
المسابقات تنمى قدرات الأطفال العلمية والذهنية ، كما أنها تربطهم دائما بالمنهج العلمى .
5- الرحلات "2":(115/200)
( الرحلات شيء محبب للنفوس ، ففي الرحلات أُنسٌ بالصديق ، وتفريج للضيق ، وكسب للمهارات والخبرات ، وفوز بالسبق إلى الخيرات .
والرحلات كأسلوب من أساليب الدعوة والتربية وسيلة ناجحة ، فهي طريق للقلب المعنّى ليبث فيها الراحل أشجانه وهمومه ويفتح فيها قلبه ومكتوم أسراره ،فجدير بالمربين المخلصين أن لا يفوّتوا مثل هذه السانحة ، لذلك يجدر أن نذكر ببعض المهام والأمور التي تخدم هذه الوسيلة الدعوية الناجحة فنكون أقرب للاستفادة منها .
* أهمية الرحلات :
السفر والترحال يكسب الإنسان تجربة وخبرة .
فالرحلات ( القصيرة والطويلة ) من أهم وسائل الترفيه عن النفس ، والإعداد الذهني والجسمي للأطفال ( المتربين ) ،
وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب إدخال السرور على صحابته ، وعلى الشباب والفتيان منهم بالممازحة والترويح وغير ذلك مما كان متاحاً لهم في وقتهم .
ومن قبل قال الإمام الشافعي رحمه الله :
تغرّب عن الأوطان في طلب العلى :: :: :: وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرّج همّ واكتساب معيشة :: :: :: وعلم وآداب وصحبة ماجد !
فمن فوائدها : - توسيع المدارك عند الأطفال ( المتربين ) .
- الترفيه المباح ( كبديل فعّال للبرامج الترفيهية المباحة ) .
- تعويد المشتركين على مبادئ هامة ، وتحقيق معاني قد لا تتحقق إلا بالأسفار والترحال من مثل :
( معاني الأخوة ، والإيثار ، والانضباط ، والترتيب ، والسمع والطاعة ..)
- فيها تلبية لرغبات فطرية في الإنسان من حب المخالطة والمرح والترفيه .
- سهولة إيصال الأفكار وترسيخها في أذهان المشتركين ، إذ أن التربية والتوجيه مع الحدث من أشد ما يساعد على رسوخ المبادئ والمفاهيم .
- ثبت من خلال التجارب العديدة أن الأطفال يرتفع مستوى أدائهم وعطائهم بعد الرحلات والنشاطات بشكل ملحوظ ؛ ويلتهب الحماس لديهم لتقديم أفضل ما عندهم ، من الحفظ والأخلاق في التعامل .
- وإن النشاطات والرحلات الهادفة تفتح آفاق أذهانهم على الأفكار الابتكارية والإبداعية في الإسهام في إعداد برامج الرحلة والترفيه ، وتقديم ما ينفع إخوانهم في تلك المناسبات "
إلى غير ذلك من الفوائد النفسية والتربوية الدعوية والعبادية التي يخرج بها المشارك في رحلة هادفة .
** توجيهات هامة :
* التخطيط لا التخبيط : قبل أن تبدأ الرحلة ، عليك بالتخطيط المسبق لها ، وافتراض مستلزماتها ، وتنسيق الأعمال بين أفرادها ، إذ العشوائية والارتجالية من أعظم مقاتل الأعمال وعدم استمرارها من أجل ذلك ننبه هنا إلى بعض الإعدادات المهمة للقيام برحلة دعوية .(115/201)
عناصر التخطيط لرحلة هادفة .
حتى تكون الرحلة هادفة ومفيدة ولها ذكريات لا تُنسى في نفوس المشتركين ينبغي مراعاة عناصر هامة في التخطيط الجيد لأي رحلة ، هذه العناصر هي :
1– تحديد نوعية الرحلة : ( تربوية ، تعليمية ، دعوية ، ترفيهية ، جامعة ..)
2– تحديد الهدف أو الأهداف المرحلية من الرحلة ، وذلك يكون على ضوء تحديد نوعية الرحلة .
3– إعداد الميزانية . ( الاشتراكات ، التبرعات ، المساهمات .. )
4– اللوازم الرئيسية للرحلة ( وسائل نقل ، أدوات ومستلزمات الرحلة : خيام ، مفارش ، ملابس ..)
5– البرنامج التفصيلي للرحلة .بنوعيه / المادي الاجتماعي والثقافي .
** الاستعداد الثقافي للرحلة :
البرامج الثقافية في الرحلة هي روح الرحلة وجوهرها ، وبقدر ما يكون البرنامج الثقافي فاعلاً ومفيدا ، بقدر ماتكون الرحلة ناجحة مفيدة لها ذكريات خالدة !!
والبرنامج الثقافي للرحلات على مرحلتين :
المرحلة الأولى : برنامج لحالات التنقل والأسفار ( برنامج الطريق ) :
ومقصود هذا البرنامج إشعال وقت المسير إلى المكان المقصود بالرحلة ،وينبغي أن يراعى في هذا البرنامج :
- أن يخدم هذا البرنامج هدف الرحلة ولو في بعض أطروحاته .
- أن تتنوع فقرات هذا البرنامج .
- أن يتيقظ المربي والمشرف على الرحلة خلال هذا البرنامج لاكتشاف المواهب ، التي يفجّرها أُنس المسير وتلاقح أفكار المشاركين ، فإن الطريق قد يُكشّف لك مواهباً قد لا يتسنّى لك اكتشافها إلا من خلال برنامج الطريق .
- التربية بالحدث ، كالتعليق على أي منظر مؤثر قد يصادف أثناء المسير ، أو المرور على منطقة تاريخية أو غير ذلك من المواقف التي يجدر بالمشرف أن لا يغفلها أثناء الطريق .
- من الأفكار لبرنامج الطريق : ( المسابقات السريعة من المنهج - الأناشيد والحداء - التعارف – قصة التزام – الذكر - سماع شريط والسؤال بعد كل مقطع من المسموع ....... ) .
* فوائد برنامج الطريق : لبرنامج الطريق عدّة فوائد منها :
- إشعال الوقت بالمفيد .
- التخلص من الشغب الذي قد يحدث نتيجة طول طريق الرحلة .
- اكتشاف المواهب ، فإن نفوس المشتركين في هذا الوقت تكون أشد ما تكون في العطاء والأريحية .
- رسوخ المعلومات التي قد يعمد المشرف إلى ترسيخها ، فإن الحدث من اشد ما يعين على ترسيخ الأفكار .
المرحلة الثانية : برنامج لحالات الاستقرار :(115/202)
هذا البرنامج ، إنما يكون بعد الوصول إلى مكان الرحلة والاستقرار ، ووضع الرحال ، وهو يختلف عن سابقه بالتركيز والانضباط .
عادة ما يشتمل هذا البرنامج على المحاضرات والندوات والأنشطة الرياضية ، والتدريبات المهارية والدعوية ، وحتى ننجح في ذلك لابد من مراعاة أمور :
* تأمين الأدوات التي تخدم البرامج الثقافية في الرحلة (جهاز تسجيل ، لوحات ، أقلام ، دفاتر ،...) .
* مراعاة التجديد والتغير سواءً في البرامج المطروحة ، أو تغيير أسلوب طرح البرامج ’ أو تغير أوقات الطرح مما يبعث في النفس الرغبة في إنجاح البرنامج وعدم الملل .
* في الرحلة الأولى يستحسن أن يغلب فيها البرنامج الترفيهي ، وأن تكون البرامج الجادة فيها متوسطة ، بعكس إن كانت رحلة دوريّة .
* تنسيق البرامج الثقافية وتحديد المسئوليات فيها ( المسابقات الثقافية ، الدروس ، الكلمات ..).
* الانضباط في أوقات البرامج سواء التربوية أو العبادية ، إذا أن ذلك يعوّد المشترك ( المتربي ) على تقدير أهمية الوقت والحرص عليه .
*على المربى أن يتحمل أخطاء المشاركين ، وأن يكون عنده البديل الجاهز لأي برنامج قد يعتذر عنه من كُلِّف به .
* أن يتسم المربى بحسن التصرف في أمثال هذه المواقف ، وأن يكون حكيماً في معالجتها .
* توزيع المشاركين في الرحلة إلى مجموعات أو شُعب ، وينبغي أن يراعى في هذا التقسيم :
أ / مراعاة العدل في تقسيم أصحاب المواهب والطاقات بين الشُعب .
ب / مراعاة فارق العمر بين المشاركين .
ج / أن يكون التقسيم مبني على معرفة مسبقة بالمشاركين من حيث أعمارهم وقدراتهم ...
د / يفضّل أن تتم عملية التقسيم قبل الوصول إلى مكان الرحلة .
** قبل انتهاء الرحلة :
* إنهاء الرحلة قبل قضاء الوطر منها يحيي في النفس حب التشوّق للمزيد والتشوّق إلى رحلة أخرى .
* جلسة ختامية مع جميع الأفراد يستمع فيها المشرف ( المربي ) لآراء المشتركين في الرحلة وتسجيل السلبيات والإيجابيات في الرحلة ، وقد يتخلل هذه الجلسة كلمة وداع واعتذار ويحبذ أن يستغل المشرف هذا اللقاء الأخوي المؤثر في جمع القلوب والتأليف بينها .
* اترك المكان نظيفاً بعد انقضاء الرحلة،والتنبيه على عدم العبث بالممتلكات الخاصة بالمكان إن وُجد. * يستحسن الرجوع مبكراً من الرحلة لما فيه من تطييب نفوس أهالي المشاركين في الرحلة .) أ.هـ
6- الرياضة والألعاب :(115/203)
يجب تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة من أى نوع حيث أنهم يملكون طاقة ينبغى تفريغها فى اللعب والرياضة وخاصة الرياضة المفيدة مثل الكاراتيه والكنغ فو وكرة القدم والجرى وكمال الأجسام هذا بصفة عامة ، كذلك ممارسة الألعاب الترفيهية أمر ضرورى لأن الأطفال مجبولون على حب اللعب .
( ويسهم اللعب والألعاب (الأدوات) في تطوير المهارات الحسية والحركية عند الطفل، من خلال:
1- تنمية المهارات الحركية والنمو الجسمي واستثارة القدرات العقلية وتنميتها.
2- تنمية مدركات الطفل وتفكيره وحل مشكلاته.
3- جعل الطفل اجتماعياً؛ لأنه يشارك إخوته وأصدقاءه بما يملك من ألعاب.
4- السيطرة على القلق والمخاوف والصراعات النفسية البسيطة التي قد يعاني منها الطفل.
5- اكتشاف مقومات شخصية الطفل ومواهبه الخاصة التي تنعكس على حياته في المستقبل.
6- إثراء لغة الطفل وتحسين أداءه اللغوي وإغناء قاموسه اللفظي.
7- استهلاك طاقة الطفل الزائدة، وإعطائه الفرصة للحركة أو الجري، مما يعمل على فتح شهيته، ويشجعه على النوم السريع بعد مجهود اللعب، وبذلك ينمو نمواً طبيعياً وسلساً
الأطفال واللعب :
يختلف موقف الأطفال من اللعب بسبب اختلاف الثقافات والنظم التربوية، وقد صنفت دراسة علمية الأطفال وعلاقتهم باللعب، من خلال ملاحظاتهم أثناء لعبهم في دور الحضانة، إلى فئات ثلاث:
أ- طفل غير مشارك في اللعب: حيث يقف منزوياً في مكان ما من الغرفة أو الملعب، يجول نظره في أرجاء المكان ، ويقوم بحركات غير هادفة ، وهم قلة .
ب- الطفل الوحيد: وهو يلعب وحده وينهمك فيما يلعب فيه.. لا يهمه أحد، .
ج- الطفل المراقب : وهو يكتفي بالتحدث مع الآخرين المنهمكين في اللعب ، إذ يبدي اهتماماً بلعب الآخرين ، ولكنه لا يشاركهم.
هناك شروط خاصة، صحية وتربوية، للمكان والجو العام الذي يفضل أن يخصص للعب الأطفال ، ومن شروطه :
1- أن يكون مكاناً آمناً، جيد الإضاءة والتهوية.
2- يفضل أن يكون مشمساً وواسعاً، حتى يتسنى للطفل أن يجري وينطلق ويتنفس الهواء النقي.
3- يجب أن يعطى الطفل وقته الكافي ليلعب قبل أن يطلب منه أن يكف عن اللعب ليأكل أو ينام.
4- أن يشرف على المكان شخص كبير؛ لملاحظة الطفل أثناء لعبه ولحمايته من أي مخاطر أو إصابات .
قبل شراء اللعبة:(115/204)
يجب ألا يكون اختيار نوعية وطبيعة الألعاب أمراً اعتباطياً أو عشوائياً.. بل لا بد من أن يتم ذلك على أسس علمية وصحية ونفسية تجنب تعرض الطفل لأية مخاطر.
كذلك على المربى عمل يوم رياضى أومهرجان يتم فيه ممارسة الرياضة ، مع عمل دورى كرة قدم لمدة يوم واحد أو دورى مستمر بحيث يربط الأطفال بالمربى هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى يكون فرصة لدعوة أطفال آخرون للعب ثم للإنتظام والإلتزام مع باقى الأطفال وليس هناك أفضل من الرياضة لجذب الأطفال . قبل بداية اليوم الرياضى ينبغى قراءة القرآن مع كلمة من المربى عن القوة والفتوة فى الإسلام أو ما شابه ذلك ،وعمل مسابقة خفيفة أثناء اليوم مع توزيع الجوائز فى نهاية اليوم.) "3" أ.هـ
7- اكتشاف المواهب والمتميزين :
الأطفال متفاوتون فى القدرات والإمكانيات ، فيلاحظ المربى أثناء متابعته وجود أطفال موهوبين وذوى امكانيات عالية ومتميزين ، هؤلاء لابد من معاملاتهم معاملة خاصة ومتابعتهم ، واستغلال هذه الإمكانيات وتنمية مواهبهم ، سواء كانت علمية أوحركية أو فكرية أو حتى رياضية أو فنية ......الخ
- ينبغى احتضان هذه المواهب ، بوضع برنامج خاص بهؤلاء فى مسارين :
أ- التلقين : توسيع دائرة المنهج العلمى قليلا واختصارالفترة الزمنية لهذا المنهج – أى ما يدرسه
الأطفال فى ثلاثة أو أربعة أعوام مثلا ، يدرسه هؤلاء الموهوبين فى عامين _ كما يزيد منهج حفظ القرآن بالنسبة لهم بما يراه المربى مناسبا هذا من ناحية .
من ناحية أخرى يضيف الى منهجهم العلمى بعض المتون للحفظ مثل متن العقيدة الواسطية أو كتاب التوحيد أو سلم الوصول فى التوحيد ، وفى الحديث مثلا الأربعين النووية و نخبة الفكر أوعمدة الأحكام وفى الفقه مثلا متن زاد المستقنع و غيرها من المتون المناسبة مثل الآداب الشرعية لابن عبد البر .
وذلك لأن الأطفال فى هذا السن يكونون أقدر على الحفظ والتذكر.
ب-استغلال هذه الإمكانيات : وايجاد الوسائل المناسبة للإستفادة من هذه الإمكانيات .
ينبغى على المربى أن لا يشعر الأطفال العاديين وغير الموهوبين بأن امكانياتهم محدودة بل على العكس من ذلك يجب عليه أن يشجعهم باستمرار ويسعى لتنمية قدراتهم .
كما عليه أن لا يعلمهم بأمر الموهوبين وأنه يعاملهم معاملة خاصة ، أو أنه يجلس معهم جلسات خاصة وهكذا ، حتى لا تتسرب الغيرة إلى نفوس الصغار ويحدث أثر عكسى .
8- تعزيز الثقة لدى الطفل بإعطائه مسؤولية معقولة"4" :
(وذلك من خلال إعطاء الطفل بعض المهمات التي يختارها هو دون ن نفرضها عليه ، وذلك لشعوره بالقوة والثقة بالنفس والإحساس بالفخر في إنجاز ما يختاره من أعمال ـ وأن نبتعد عن الفكرة القائلة بأنهم لا يستطيعون ذلك . فالأطفال لم يولدوا كذلك بل لديهم قدرات مختلفة ، بل عبارة ما أصعب هذا العمل استوحوها من(115/205)
المدرسة لذا فنبتعد عن زج الأطفال في أعمال لا معنى لها لأن هذا يدمر مبادئهم ويحرمهم من مشاعر الجدارة والتقدير، فتقدير الذات عند الأطفال يعتبر أحد المواقع القوية للسلوك. فمعاملة الطفل بالقمع والإذلال والسخرية تعد مدمرة لذات الطفل وبالتالي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات مع الأطفال ما يسمى بالعدوانية أو الاعتداء على الآخرين باعتبار أن ذلك يجلب له شيئًا من الشهرة والذيوع وتحقيقًا للذات.
إن افتقاد الطفل للحب مع إهمال الآخرين له، وعدم احترامهم وتقديرهم له يترتب عليه انسحاب الطفل من المجتمع الذي يعيش فيه وشعوره بالإحباط، وينجم عن ذلك ترديه في كثير من المشكلات التي تشير إلى عدم التوافق مثل اضطراب النطق والتلعثم في الكلام والعسرة في القراءة والجنوح إلى الكذب والسرقة .. الخ.
ومن هنا فإن الإسلام يقرر دور الأسرة القوي باعتبارها الخلية الأولى التي تستقبل الإنسان أول عهده بالدنيا، وهي المحضن الذي تتشكل فيه إلى حد كبير شخصية الفرد وتبنى فيها ذاته. فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك إشارة صريحة حيث قال: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وهذا الحديث الشريف يبين لنا مدى استطاعة الأبوين ـ وهنا ركنا الأسرة ـ النادر في بناء شخصية الطفل وفي شعوره تجاه ذاته وتجاه الآخرين.
ونلاحظ أيضًا أن القرآن الكريم قد ضرب لنا أروع الأمثلة في كيفية التعامل مع النفس الإنسانية متمثلاً في كيفية معاملة الآباء لأبنائهم والقدرة على مخاطبة الوجدان المفعم بالحس الإيماني الصادق في قوله تعالى: {وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم، ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ـ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا، واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون، يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير، يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} [الآيات 13 ـ 19 لقمان].
وأخيرًا نستطيع القول إن الطفل المحقق لذاته هو شخص فاعل، يدرك الواقع بفعالية ويرى العالم والناس على حقيقتهم، وما يهمنا في هذا المجال هو الاهتمام بالنوازع الفطرية التي تهدف إلى تنمية قدرات الفرد بطريقة تخدم عملية تعزيز الذات لديه والمحافظة عليها، فالطفل لديه حاجة طبيعية نحو الشعور بالتقدير الإيجابي من قبل الآخرين في شكل مشاعر حب عميق وتقبل. وعادة ما تظهر هذه الحاجة ويتم تطويرها خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي يعتمد فيها الطفل كلية على غيره من أجل المحافظة على حياته، وعن طريق إظهار الحب للطفل والاهتمام به، وتوفير متطلباته ورعاية أمره، يبدأ في الشعور) .أ.هـ
9- التدريب على المستجدات : ( مثل الكمبيوتر وغيره ) :(115/206)
ينبغى تعليم الأطفال بعض المستجدات الحديثة ولو بصورة مبسطة حتى يستطيعوا الإلمام بهذه الأمور مما ينمى من قدراتهم الذهنية .
( هناك مجموعة من الأفكار صالحة للصغار بالحاسب الآلي .. مثل :"5"
• تعليمهم بعض برامج الرسم السهلة مثل : فوتو درو .. والطلب منهم عمل بعض الأمور التي تنفعهم
أو تنفع من حولهم .
• تعليمهم بعض البرامج المفيدة مثل Word وتركهم يعملون بعض الرسائل لأقاربهم (الأم .. الجدة .. إلخ ) أو يكتبون بعض الكلمات النافعة .
• تدريبهم على استخدام الماسحة الضوئية وتعليمهم كيف ينقلون الصور والرسومات إلى الحاسب الآلي
• الاستفادة من بعض أقراص الـ CD الخاصة بالقرآن الكريم والتي فيها امكانية القراء والتحفيظ .. فعن طريق هذه الأقراص يتم تحفيظهم بعض السور .
• هناك بعض البرامج التعليمية الجيدة مثل (أمهات المؤمنين – الإيمان ) .
• وهناك مجموعة من المحاضرات منها درس للدكتور طارق السويدان باسم الإعجاز في الكون يصلح
للناشئين وغيرها .
• أفلام الجهاد كثيرة الآن بالـ CD منها أفلام الشيشان وفلسطين وغيرها ..
• هناك بعض الأفلام الكرتون .
• هناك ألعاب كثيرة ومسابقات توزع كبرامج بالحاسب الآلي .
• هناك مواقع خاصة بالأطفال بالانترنت مثل موقع عبودي وغيره ..
* تعلم كيفية استخدامه والاستفادة منه ).
10- المكتبة والقراءة :
( حب القراءة والشغف بها مما ينبغى أن يتربى الأطفال عليها ، بل إن من أهم ثمرات أى برنامج تربوى أن يربى الأطفال على حب القراءة ، فالأطفال سيكونون بإذن الله طلابا للعلم الشرعى فى المستقبل ، والقراءة والإطلاع والبحث من أهم أسلحة طالب العلم .
أساليب عملية تجعل الأولاد يحبون القراءة :
يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة في نفس الطِفل، وتربيته على حبها ، حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها . وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، فقد أثبتت البحوث العلمية (أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي) .
وهناك مقولات لعلماء عظام تبين أهمية القراءة أذكر منها:
1- (الإنسان القارئ تصعب هزيمته).
2- (إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة).
3- (من أسباب نجاحي وعبقريتي أنني تعلمت كيف انتزع الكتاب من قلبه).
4- سئل أحد العلماء العباقرة: لماذا تقرأ كثيراً؟ فقال: (لأن حياة واحدة لا تكفيني !!) .(115/207)
كما أن القراءة تفيد الطفل في حياته، فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح أمامه أبواب الثقافة، وتحقق التسلية والمتعة، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، كما أن القراءة تعطي الطفل قدرة على التخيل وبعد النظر، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم، وقراءة الطفل تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب في نفس الطفل.
إن غرس حب القراءة في نفس الطفل ينطلق من البيت الذي يجب عليه أن يغرس هذا الحب في نفس الطفل، فإن الأب اذا علم أولاده كيف يحبون القراءة، فإنه يكون قد وهبهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر!! ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولا سيما في عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة؟!!
أساليب ترغيب القراءة للطفل:
1- القدوة القارئة: إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة ولا سيما الأب من القارئين والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب. فالطفل عندما يرى أباه وأفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه.
2- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له: تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، ولا تنس اصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، وترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء مجلات أو كتب معينة، كل هذا يجعل الطفل يعيش في جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.
3- التدرج مع الطفل في قراءته: لكي نغرس حب القراءة في الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً كتاب مصور فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة كلمتين، ثم كتاب مصور يكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.
4- مراعاة رغبات الطفل القرائية: إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجته القرائية، من أهم الأساليب لترغيبه في القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا. فعليك أن تساهم في تلبية رغبات الطفل، وحاجاته القرائية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها!!
5- المكان الجيد للقراءة في البيت أو المسجد : خصص مكاناً جيداً ومشجعاً للقراءة تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة للطفل، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه .
6- خصص للطفل وقتاً تقرأ له فيه: عند ما يخصص المربى وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة، والجذابة حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة في نفس طفله.(115/208)
وهذه بعض التوصيات للقراءة للأطفال:
أ- اقرأ للأطفال أي كتاب أو قصة يرغبون بها، حتى ولو كانت تافهة، أو مكررة، وقد تكون أنت مللت من قراءتها، ولكن عليك بالصبر حتى تشعرهم بالمتعة في القراءة.
ب- عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، واستعمل أصواتاً مختلفة، واجعل وقت القراءة وقت مرح ومتعة!!
جـ- ناقش الأطفال فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة، وحاورهم بشكل مبسط.
وحاول أن تكون هذه القراءة بشكل مستمر،كل أسبوع مرتين على الأقل.إن جلسات القراءة المسموعة، تجعل الأطفال يعيشون المتعة الموجودة في الكتب، كما أنها تساعدهم على تعلم وفهم لغة الكتب.
7- استغلال الفرص والمناسبات: إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على المربى أن يدركها. فالمناسبات والفرص التي تمر بالأطفال كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة.
أ- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح أو يتفوق في دراسته.
ب- استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، ويوم عاشوراء، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل مبسط والاستماع لأسئلته.
جـ- استغلال الفرص مثل: الرحلات والنزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات. وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى مثل المرض وألم الأسنان، يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.
د- استغلال الإجازة والسفر: من المهم جداً ألا ينقطع الطفل عن القراءة ، حتى في الإجازة والسفر، لأننا نسعى إلى جعله ألا يعيش بدونها، فيمكن في الإجازة ترغيبه في القراءة بشكل أكبر، أو القراءة له قراءة جهرية، فالقراءة الجهرية ممتعة للأطفال، وتفتح لهم الأبواب، وتدعم الروابط العاطفية بين أفراد الأسرة، وسوف تكون لهم القراءة الممتعة جزءاً من ذكريات طفولتهم.
8- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة: جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب،قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم ، وغيرها من ألعاب. لذا عليك توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم، وثق أنهم سوف يندفعون إلى قراءتها ، ويمكن لك أن تحاورهم فيها، وهل يرغبون في المزيد منها ؟ ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة ، أو لا قيمة لها في نظرك. فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها في نفسه.(115/209)
9- الطفل والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها: من المهم أن تزود الطفل ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحياته ومعجزاته، وصحابته، والشخصيات البطولية في التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود في قصص مشوقة وجذابة، ولا سيما إذا كان طفلك لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.
10- قطار القراءة يتجاوز الأطفال: لا تيأس أبداً فمهما بلغت سن الأطفال ومهما كبروا يمكنهم أن يتعلموا حب القراءة لكن من المهم أن توفر لهم المجلات، والكتب التي تلبي حاجاتهم القرائية، ومن الممكن أن تشترك لهم في بعض المجلات المناسبة، ولا سيما إذا كانوا مراهقين عليك أن تشبع حاجاتهم القرائية بشكل أكبر ) "6".
لذا ينبغى الاهتمام بتكوين مكتبة تخص الأطفال ويتم تشجيعهم على الاستعارة والاهتمام بالكتب وتلخيص ما تم استعارته ، ومكافأتهم على ذلك واعطائهم الجوائز .
مكونات المكتبة :
1- كتب ومجلات . 2- أشرطة كاست . 3- أشرطة فيديو . 4- اسطوانات كمبيوتر .
تحضير هذه المواد من السهل بمكان فمجرد المرور على المكتبات ودور النشر والتسجيلات يستطيع المربى تكوين مكتبة شاملة ، حيث يختار منها ما يخص الأطفال ، وخاصة القصص والكتب المصورة ، والأناشيد والكرتون المفيد .
11- المتابعة :
ينبغى متابعة الأطفال باستمرار والوقوف دائما على مستوياتهم وانضباطهم ، فهذا ييسر معرفة المتميزين منهم ، مما يحفز الاهتمام بهم ، والمتابعة ينبغى أن تكون شاملة فى المسجد والمدرسة والمنزل والنادى والشارع ، كذلك فالمتابعة تنشئ نوعا من التواصل بين المربى وأسر الأطفال ينبغى أن يحرص المربى على ايجادها وتنميتها باستمرار.
كما يحرص المربى دائما على تشجيع الأطفال على تقوية علاقتهم بالله ، فربط كل مايتعلمونه باليوم الآخر فهو يصلى ويصوم ويحفظ القرآن من أجل أن يفوز برضى الله تعالى والجنة ، كمايتربى على الإخلاص لله تعالى .
يمكن عمل سجلات للمتابعة حتى يسهل على المربى الوقوف على مستويات الأطفال أولا بأول ، فيستطيع بذلك أن يصنفهم على حسب قدراتهم وامكانياتهم .
أهم المراجع :
1- مستفادة من كتاب الوجيز في التربية . / يوسف محمد الحسن .
2- الرحلات وسيلة دعوية فكيف نستفيد منها ./ مهذب أبو أحمد / موقع صيد الفوائد .
3- اللُّعب والألعاب.. إرشادات للأهل والمربين / حسام أبو جبارة / موقع المسلم .
4- مستفادة من مقال تربية الطفل / موقع مفكرة الإسلام .(115/210)
5- أفكار دعوية للأبناء بالحاسب الآلى /أبو أحمد / موقع صيد الفوائد .
6- أساليب عملية تجعل أولادك يحبون القراءة / راشد بن محمد الشعلان / موقع صيد الفوائد .رأفت صلاح
Rafat110@hotmail.com
ـــــــــــــــــــ
... الدليل الكامل للدخول إلى قلب الزوج
1 ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها وبأحب الأسماء إليه ، وقد جاء في الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } .
وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه وسلم : { بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : ( وعليك بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها .
وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟(115/211)
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً } وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ، وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة الأسنان والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة ناصعة ، فكم تعطي جمالاً للوجه
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ، أنت صديقي وحبيبي وزوجي الغالي .... الخ .
ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ، فلا بأس من ذلك
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره(115/212)
كلها نحو الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه ( العشرة مع الرجل ) : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزواج ) .... ( كما تظن زوجة حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات ، فعليها أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ، وربما يصدر منها بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ المرأة على زوجها بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث شرخاً في العلاقة الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها ووقتها كله ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه بذلك ، وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها : { وواستني بمالها إذ حرمني الناس }
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة ،(115/213)
وذلك هو الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة في النفس وفي الرضا والقناعة .
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما عال من اقتصد ) .
ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالل لا يحب المسرفين ، والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً في يوم القيامة } .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ، ويبتكرون في وسائل الطهي وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم القاعدة لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته ، قال عليه الصلاة والسلام : { السَّمت الحسن ، والتؤدة ، والإقتصاد جزء من أربع وعشرين جزءاً من النبوة } .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فم لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم ، وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم ؟
12 ـ لا تكثري جداله :
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لا تختلفوا فتختلف قلوبكم } .
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون عناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال .(115/214)
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا في ماله بما يكره } .
13 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في الحديث الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة الجنة }
14 ـ احفظي سره تأمني شره :
قال عليه الصلاة والسلام : { إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
وحفظ السر يشمل حفظ أسرار علاقات الفراش بين الرجل وزوجته ، وكذلك حفظ أسرار العلاقات الاجتماعية العامة داخل الأسرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ } فأرمَّ القوم ، فقالت امرأة : أي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون ، فقال : { فلا تفعلوا ، فإن ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون } .
فنشر أسرار الفراش يمثل فضيحة للأسرة ، وكأن الرجل غشي زوجته أمام الناس ، والإسلام يحمي المجتمع من مثل هذه الفضائح لأنها لا تليق بالمسلم ، وينبغي على المرأة أن تحفظ سر بيتها في معيشتها وأكلها وشربها .. الخ .
وسر الزوج أمانة عند زوجته ، وإفشاء السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله عظيم ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ، ولكل زوج طريقته في التعامل والعيش مع زوجته وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك الأسرار ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى البيت من قِبل الناس ، فهذا أمن وأمان للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من اطلعت الزوجة عليهم من جيرانها وعرفت شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها فتحترمها(115/215)