ومما يُعينك على الانتظام في الصلاة ما يلي:
1- التوجه إلى الله بالدعاء، والحرص على متابعة المؤذن، وترديد لا حول ولا قوة إلا بالله عند قول المؤذن : حي على الصلاة حي على الفلاح.
2- الابتعاد عن الذنوب؛ فإنها تقيد الإنسان وتعقده عن كل خير، وقد شكا رجل للحسن البصري وقال له: أحاول أن أنهض لصلاة الفجر فلا أستطيع فقال له: (قيدتك الذنوب).
3- الحرص على أكل الحلال، فإن اللقمة الحرام تحجز عن الخيرات، وكل جسم نبت من سحت فالنار أولى به.
4- اتخاذ رفيقات صالحات.
5- إبعاد آلات اللهو والغفلة.
6- عمارة البيت بالقرآن وذكر الرحمن.
7- إعطاء الجسم حظه من الراحة.
8- تعظيم الصلاة والاهتمام بشأنها، ومعرفة جريمة التقصير فيها.
9- وأخيراً: ضبط الوقت، والاستعانة بمن يذكرك بمواعيد الصلاة.
والله الموفق,,,
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أدعو صديقي الملحد إلى الإيمان بالله ... 241948 ...
السؤال
لي صديق غير مسلم، فيه جميع الخصال الحسنة لكنه لا يؤمن بالله، وهذا ما يحز في نفسي، وأنا متأكد أن هذا راجع إلى حادثة تعرض لها والداه ففقدهما في سن مبكرة - 15سنة -، وأحب إن شاء الله أن أكون السبب في هدايته إلى دين الحق، فماذا أفعل? خصوصا أن المشكلة نفسية أكثر من غيرها، فهو يقول إذا كان الله موجودا فلماذا حرمني من والدي؟ ولماذا ينزل بعباده الكوارث، علما أنهم أبرياء؟ جزاكم الله أعينوني على هدايته والهداية من الله، وبماذا تنصحونني?
جزاكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك من الهداة المهتدين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن تأخذ هذا الشاب إلى أقرب مركز إسلامي عندكم ليجلس مع بعض الدعاة الذين يتميزون بالعلم الشرعي، مع سعة الصدر والقدرة على الإقناع والحوار، أو أن تحضر له بعض الدعاة لمقابلته، ولو أن تزوره(113/110)
في بيته أو في أي مكان مناسب، واعلم أخي أن أعظم طريقة في الدعوة وإقناع الآخرين هي السلوك الإسلامي نفسه، فمجرد التزامك بالإسلام سلوكاً وخلقاً كفيل بالتأثير ولفت أنظار الآخرين، فعليك بذلك أخي عبد الرحمن، وهناك عشرات الكتب التي تتكلم عن الدعوة وكيفيتها يمكنك الاستعانة بها، وهي متوفرة عندكم في مكتبات المراكز الإسلامية وغيرها، وفوق ذلك عليك بالدعاء له بالهداية والإكثار من ذلك ..
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... فتاة اهتدت إلى الله ولكن طريقة لباسها غريبة فكيف أنصحها ... 241811 ...
السؤال
قد أصبحت تصلي والحمد لله، ولكن طريقة لباسها ما زالت غربية، وأنا أتمنى من الله أن يكمل نعمته عليها، أعينوني رزقكم الله أجرها، أعطوني طريقة أعتمدها لهداية أمثالها.
جزاكم الله خيرا .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سباً لمن اهتدى، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا الإخلاص والسداد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فجزاك الله خيراً على حرصك على هداية المسلمين والمسلمات، ونسأل الله أن يُكثر في أمتنا من أمثالك.
لا شك أن الصلاة هي مفتاح الهداية والخير، ولأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي صلة بين العبد وربه، وبها يرتفع الإيمان الذي يمنع بتوفيق الله من الوقوع في العصيان، ويربي النفوس على مراقبة البصير الديان.
ولا يخفى على أمثالكم ما يفعله الطبيب عندما يجد مريضاً مصاباً بعددٍ من الأمراض، وكيف أنه يبدأ بعلاج أخطرها وأشدها فتكاً، ثم يتدرج في علاج الأمراض بحسب خطورتها على المريض، وهكذا ينبغي أن يكون الدعاة إلى الله، وحبذا لو ركزنا على غرس شجرة الإيمان، فإن الإيمان كجهاز المناعة للأبدان، وأنجح أنواع التغيير والإصلاح هو ما نبع من الداخل، وهو الذي فعله رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي استطاع أن يُكَسِّر الأصنام بأيدي عابديها، ويُريق الخمور بأيدي شاربيها، ويوجه القلوب إلى الله باريها.
ولست أدري ما هي علاقة هذه الأخت بك، وهل هي محرم أم أجنبية؟ وهل هناك علاقة في العمل؟ لأننا حريصون على أن لا تُعطي الشيطان فرصة، ولذلك نفضل أن تجتهد معها بعض الصالحات، فإن المرأة تتأثر بأختها أكثر من الرجل، وحبذا لو قالت لها هذه الأخت: لقد استنار وجهك وأشرقت نفسك منذ بدأت الصلاة، وأنت ولله(113/111)
الحمد فيك صفاتٌ جميلة، وما أحوج هذا الجمال إلى حجابٍ يستره، فإن الكلمات اللطيفة لها آثارها العظيمة، وهي تشبع الإنسان بغير طعام.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هناك فتاة تلاحقني باتصالاتها فكيف أتخلص منها ... 241798 ...
السؤال
أنا متزوج، وأكرمني الله بالحج إلى البيت الحرام هذا العام، وكنت على علاقة مع فتاة، ولكني تبت إلى الله قبل الحج، وبعد الحج عادت للاتصال معي، وأنا كابح لنفسي، ماذا أفعل للخلوص منها؟ رغم أنني أحاول ذلك كثيرا، أرجو إفادتي مع الدعاء منكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يُبارك لك في أهلك وأن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين.. وبعد،،،
فهنيئاً لك التوبة، وهنيئًا لك حج بيت الله الحرام، ونسأل الله أن يجعله حجاً مبروراً، وأرجو أن تعلم أن من تمام التوبة أن يترك الإنسان آثار المعصية ورفقتها، ويبتعد عن مواطن الزلل، وأن يكون غد الإنسان أفضل من أمسه، وأن يُكثر من الحسنات الماحية {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}[هود:114].
وإذا علمت الفتاة صدق توبتك وإصرارك على رفض التعامل معها بهذا الأسلوب الذي يغضب الله فسوف تتوقف، وأرجو أن تحرص على مساعدة هذه الفتاة على العفاف، وذلك بالتوقف عن التعامل معها خلف ظهر أهلها، فإن الإنسان إذا لم يصن أعراض الآخرين سلط الله عليه من يهدد عرضه، فإن الجزاء من جنس العمل.
فتعوذ بالله من الشيطان، وتجنب الرد على مكالمات هذه الفتاة، واشغل نفسك بطاعة الله، واسأل الله أن يغنيك بحلاله عن الحرام، وإذا رأى المسلم امرأة فإنه يأتي زوجته فإن معها مثل الذي مع الأخرى، والعفة من مقاصد الزواج العظيمة، فاحرص على غض بصرك وحفظ فرجك، وتجنب مواطن النساء، وابتعد عن الأشرار، وواظب على صلاتك وطاعتك لله.
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أجعل زوجتي تحضر مجالس العلم ... 241703 ...
السؤال(113/112)
أنا إنسان متزوج، وأريد أن أرغب زوجتي بحضور مجالس العلم ومجالسة الصالحات، أريد منكم النصحية في ذلك؛ لكي أستطيع ذلك، وعن أشياء تزيد من الإيمان عندي وعندها.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الوليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا..وبعد،،،
فشكراً لك على هذا الحرص على الخير، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم، ولا عجب فإن طلب العلم لله خشية، والبحث عنه جهاد، ومذاكرته تسبيح، وبذله للناس صدقة، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه.
ولا شك أن البداية لا بد أن تكون بالترغيب في العلم وطلبه، مع ضرورة الإخلاص لله، فإنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع، واحرص على أن تكون أنت أيضاً حريص على طلب العلم، وأرجو أن تكون ثماره ظاهرة عليك في معاملتك لزوجتك، والصواب أن تحضر لها بعض الأشرطة الجيدة حتى ترتبط بأهل العلم، وأفضل من ذلك أن تأخذها لتختار تلك الأشرطة بنفسها، وكذلك الكتيبات المختصرة المفيدة.
وإذا كان من أصدقائك من عند أهله طلب للعلم ورغبة فيه، فيمكن أن تأتي الدعوة عن طريق تلك المرأة الصالحة، فإن تأثير المرأة على أختها كبير وسريع، ومن الضروري أن تحرص على ربطها ببعض المراكز النسوية الدعوية العلمية، وأعتقد أن شهر القيام فرصة عظيمة لك؛ ذلك لأن النفوس يكون عندها إقبال عظيم.
وإذا علمت الزوجة بحبك للعلم وطلبه، وأن ذلك يرضيك، وهو قبل ذلك يرضي الله، وذلك لأن طلب العلم أفضل من كل نافلة، فإنها سوف تهتم بذلك، ومع الاستمرار والاهتمام سوف يصبح ذلك عادةً لها وعبادة تجد لذتها وتشعر بفائدتها.
ومن المهم كذلك أن تكون لكما عبادات جماعية، مثل قيام الليل، وتلاوة مقدار معين من القرآن، وقراءة بعض الأحاديث والأذكار والآداب، وهذا مما يزيد الألفة بين الزوجين، ورحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ثم أيقظ أهله، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأةً قامت من الليل ثم أيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء، وإذا قام الرجل وأهله وصليا جميعاً كتبا من الذاكرين الله كثيراً.
وفقكم الله لكل خير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... دائما ما أنتكس بعد الالتزام فما الحل ... 241612 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(113/113)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 25 سنة، مشكلتي هي الالتزام فترة ثم العودة إلى المعصية بل وأعود إلى أسوء من قبل! حتى أهل البيت إذا رأوني محافظا على الصلاة وأطلت لحيتي يقولون: ما هي إلا أقل من شهر وسوف يعود إلى حاله، حالتي النفسية الآن سيئة، أخبروني ماذا يجب علي فعله حتى أعود إلى الطاعة وترك المعاصي؟
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ abdziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله لنا ولك الثبات على الحق حتى الممات، ونعوذ بالله من الأشرار والقنوات الهابطات، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم الأعمال والنيات...وبعد،،،
فإن مما يُعين الإنسان على الثبات على الحق ما يلي:
1- الدعاء والتوجه إلى الله.
2- الإخلاص في العودة، وصدق التوبة، فإن توبة الكذابين هي أن يقول الإنسان تبت إلى الله مع أن القلب متعلق بالمعاصي.
3- الانتقال من بيئة المعصية، وقد جاء في الحديث: (ولكنك بأرض سوء فانتقل إلى أرض كذا وكذا).
4- التخلص من رفاق السوء، ومصاحبة الأخيار، لقوله صلى الله عليه وسلم: (...فإن بها أقواماً يعبدون الله فاعبد الله تعالى معهم).
5- التخلص من أدوات المعصية مهما كانت قيمتها.
6- طلب العلم الشرعي، والحرص على مجالسة الصالحين.
7- إيجاد البرامج البديلة.
8- الإكثار من الاستغفار.
9- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.
10- التوغل في الدين برفق، فإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
11- عدم الالتفات إلى كلام المثبطين حتى ولو كانوا من الأقربين.
12- معرفة مصايد الشيطان وكيد الأشرار.
13- عدم التأخر في العودة والتوبة.
وأرجو أن تحرص على سرعة الرجوع إلى الله، وأن تتذكر أن الله غفار تواب رحيم، واعلم أن الشيطان يريد أن يجعلك تيأس من رحمة الله، ولعلك سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي أذنب ثم استغفر فقال رب العزة والجلال: (علم عبدي أن له ربّاً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له...) ولذلك قال الحسن البصري: (يتوب ويستغفر وإن عاد مراراً. فقيل له: إلى متى؟ فقال: حتى يكون الشيطان هو المدحور).(113/114)
واعلم أن التائب لا بد له من عزيمة، وأرجو أن تستفيد من هذه المواسم الطيبة فتكثر من الصيام في شعبان، وتجتهد في العبادة في رمضان، وإذا كنت تستطيع أن تترك الطعام والشراب لله فكيف تعجز عن ترك المعاصي والذنوب!!
فاستعن بالله ولا تعجز، وتضرع إليه فإنه يجيب من دعاه.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أستخدم وجودي في المنتدى في الدعوة إلى الله ... 241463 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذى من علينا بنعمة الإسلام، وجزيتم خيرا لما تقومون به من خدمة للمسلمين من خلال هذه الشبكة الرائعة.
أبدأ أسئلتي ـ يا شيخنا الفاضل ـ بأني ـ ولله الحمد والمنة ـ دائما أعاهد نفسي وأتوب إلى الله بأن لا أرجع للغيبة مهما كانت، وأنا مشتركة في منتدى نسائي يحرص على عدم الخروج عن ما أمرنا به ديننا الحنيف من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، المهم ـ يا شيخنا الفاضل ـ أنا أتمنى أن أدعو الناس من خلال هذ المنتدى، فكيف السبيل لذلك؟
ولي سؤال آخر: هل ذكر حال الزوج وذكر بعض الأقارب أو ذكر ما يتصفون به يعد غيبة أم لا؟
والله المستعان.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يُلهمنا السداد والرشاد، وأن ينفع بكن بلاده والعباد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يُشغلنا بما يرضيه..وبعد،،،
فقد أعجبني أن يكون المنتدى نسائي، وأسعدني ما اتفقتن عليه من عدم الخروج عن أوامر هذه الشريعة التي ما تركت خيراً إلا ودلتنا عليه، ولا تركت شراً إلا وحذرتنا ونهتنا عنه.
ولا شك أن الدعوة إلى الله مسؤولية كل رجل وامرأة ممن رضي بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً، وهي أشرف مهمة، وهي أعظم الطاعات أجراً؛ لأن من دعا إلى هدىً كان له من الأجور مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، والدعوة إلى الله تُطيل الأعمار؛ لأن المسلمة يمكن أن تدعو أختها إلى الصلاة مثلاً ثم تموت، فإذا صلَّت الأخت المدعوة كتب الله للداعية المتوفاة مثل أجر صلاتها وهي في قبرها، مع ضرورة الحرص على مراقبة الله ومحاسبة النفس، وتلمُّس النية قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل، ونسأل أنفسنا عند كل طاعة لماذا؟ وكيف؟(113/115)
أما الغيبة فسوف يُعينك على تركها ما يلي:
1- معرفة عظيم هذا الذنب الذي يجعل الإنسان مفلساً يوم القيامة؛ وذلك لأن حسناته تذهب للذين اغتابهم.
2- معرفة أن الغيبة من الذنوب التي لا يكفي في غفرانها مجرد التوبة، بل لا بد من رد للحقوق وطلب العفو ممن اغتبناهم وأكلنا لحومهم، وفي ذلك الحرج الشديد، فإذا خشينا من ترتب مفسدة أكبر إذا أخبرناهم فإننا نستغفر لهم ونحرص على ذكرهم بالخير في الأماكن التي ذكرناهم فيها بالسوء، مع ضرورة الاستغفار والدعاء لهم في وقتٍ نحتاج فيه إلى أن نستغفر لأنفسنا.
3- تذكري أن المسلم يذب عن عِرض إخوانه ليذب الله عن وجهه النار.
4- تذكري أن العاقل من شغلته عيوبه عن عيوب الناس، وقد أحسن من قال:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك مساوئً *** فصنها وقل يا عينُ للناس أعين
وقد قال ابن المبارك: (والله ما كنت لأغتاب أحداً من الناس، وكيف أعطيهم حسناتٍ تعبت في تحصيلها؟!).
وليس في ذكر عيوب الزوج أي مصلحة، ولا في ذكر عيوب الأقارب؛ بل فيه تقصير في حق الأرحام، وإذا ذكر الإنسان عيوب أقرب الناس إليه فكيف يؤتمن على غيرهم؟ وكل ذلك من الغيبة المحرمة، خاصةً إذا كان هؤلاء معروفين لمن نتحدث معهم، أما لو قال الإنسان بعض الناس يفعلوا كذا وكذا ولم يكن المستمع يعرف المقصودين بالكلام، وكان لذلك ضرورة، فأرجو أن لا يكون هناك بأس، وأرجو أن نشغل أنفسنا بطاعة الله، ونتذكر أن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أجعل من نفسي وأصدقائي دعاة مخلصين لدينهم؟ ... 241288 ...
... السؤال
لي صديقٌ حميم، أريده أن يترك السيجارة وأن يتفانى لدينه، علماً بأنه هو السبب الحقيقي في اهتمامي بديني، فكيف أجعل من نفسي وصديقي وأصحابي دعاة مخلصين لدينهم وبالذات في هذا البلد؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يوفقك ويبلغك مُناك، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فشكراً لك على هذا الوفاء لصديقٍ دلك على منهج السماء، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل أولو الفضل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!(113/116)
وأرجو أن يعرف هذا الصديق أن السجائر قد بات ضررها وظهر أثرها، الأمر الذي جعل من كان متردداً في تحريمها بالأمس ينطق به اليوم، فقد ثبت أنها سببٌ لموت الملايين، وأنها تدمر الرئة وتصلِّب الشرايين، وهي قبل ذلك تُغضب رب العالمين، الذي بُعث فينا نبياً، يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، وشرع لنا ديناً يمنع الضرر والضرار، ولا يخفى ما في الدخان من إهلاك للنفس، والله تبارك وتعالى يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم}، ويقول: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وقبل سنوات اتفق أكثر من خمسين طبيباً أمريكياً على ما اشتملت عليه السجائر من أضرار، وطالبوا بوضع الدخان ضمن قائمة المخدرات المطاردة وأهلها أمنياً، إلا أن أصحاب الشركات والمصالح وقفوا في طريق تنفيذ ذلك القرار، ومما ذُكر في ذلك المؤتمر: (إن شرب سبع سجائر متصلة فيها جرعة مخدر تكفي لموت إنسان) فكيف إذا علمت أن بلداً أوروبياً كافأ شركة غربية؛ لأنها صدّرت لبلادٍ إسلامية نوعية من السجائر نسبة السموم فيها عشرين ضعفًا عن تلك التي توزع في ذلك البلد الأوروبي، فأرجو أن نأخذ حذرنا، فنحن أمة تُحَارب في طعامها وشرابها ودوائها، وصدق الله: {ودوا ما عنتم}.
وقد جاءت الشريعة للمحافظة على الكليات الخمس التي هي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال، وشُرب الدخان مخالف للدين، ومتلفٌ للنفس، ومؤثرٌ على العقل، ومضيّع للمال، وفيه أذىً وضرراً بالغاً لأقرب الناس وأحب الناس للإنسان الذين يتأثرون أكثر من المدخن.
وقد قال بعض العلماء: (لو أن إنساناً أشعل النيران في الأموال لعُد من المجانين، فكيف إذا أشعل النار في الأموال وأدخل الدمار والأذى على جسده؟!!) ومما يُعين هذا الأخ على ترك الدخان ما يلي:
1- معرفة حكم الله في الدخان وكل شيء يضر بالإنسان.
2- الوقوف على الأضرار الصحية المترتبة على شرب الدخان.
3- إدراك الأذى الذي يلحق المصلين والأطفال والزوجات من شرب الدخان، وروائحه المنتنة.
4- إدراك المسئولية عن المال بين يدي الله: (...وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟).
5- معرفة المكونات الخطيرة للسجائر، والتي منها بعض المبيدات الحشرية.
وأرجو أن تتخذ أسلوب طيب في نصح هذا الأخ الذي فيه صفات طيبة وحرص على الطاعة، وقلْ له: ما أحوج هذه الصفات الطيبة إلى أن يترك صاحبها الدخان!
والمسلم يستطيع أن يخدم دينه بحسب تخصصه ومعرفته، والمسلم الحق داعية بكل كلمة يسمعها ويفهمها ثم يبلغها، فَرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، ورُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وقد أمر الرسول الشاهد أن يبلغ الغائب.
ونحن نحتاج أن نكون إيجابيين؛ وذلك بأن نقدم ما نستطيعه لخدمة ديننا، وأن نبذل الأوقات والمواهب والأموال خدمةً لديننا، ومن الضروري أن نتذكر أن أهل الباطل يجتهدون في نصرة باطلهم، فكيف نقصر ونحن نحمل هذا الهدى والنور؟!
والله ولي الهداية والتوفيق.(113/117)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أتساهل في أداء الصلاة وأنظر للصور العارية ... 241142 ...
السؤال
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأرجو لكم المزيد من التوفيق.
أرجو نصيحتي وإفادتي .
لماذا لا أصلي؟ هذه هي المشكلة الأولى .
المشكلة الثانية : أنا أحب مشاهدة البنات العاريات على التلفزيون، وعندما أكون جالساً أمام الحاسوب أخاف أن يأتي فرد من العائلة ويأخذ مكاني، فأضطر إلى عدم أداء الصلاة، وأعتبرها مضيعة للوقت! فهل من حل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإن الصلاة هي عنوان الفلاح، وهي الصلة بين العبد وربه، وبالمواظبة عليها ينال الإنسان الخير في الدنيا والآخرة، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبها يوزن العبد عند الناس، ولذلك كان السلف يسمونها الميزان، وكانوا إذا أرادوا أن ينظروا في حال إنسان نظروا في صلاته، وكما قال عمر رضي الله عنه: (فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع)، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.
فلا تحرم نفسك يا بني من أداء هذه العبادة العظيمة، واعلم أن تأخير الصلاة لا يجوز فكيف بتركها بالكلية؟! ولما قال بلال بن سعد بن أبي وقاص لأبيه سعد: (يا أبتاه: قَوْلُ الله تعالى: {فويلٌ للمصلين} أي الذين لا يصلون؟ قال: يا بني لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها).
وقال تبارك وتعالى مهدداً من يترك هذه الفريضة أو يؤخرها: {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًّا * إلا من تاب}.
وأرجو أن تجتهد في أداء الصلاة فقد بلغت مبلغ الرجال، وسوف تُحاسب على كل تقصير، فاجعل صلاتك شكراً لله الذي وفقك وهداك، واعلم بأنه (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي ابن خلف) وإذا كان تارك الصلاة يُحشر مع أئمة الكفر والضلال فإنه على دربهم والعياذ بالله.
أما لماذا لا تصلي؟
فهذا لا يعرف إجابته إلا أنت، ولكن أقول لك: ربما لأنك لم تُعوَّد على الصلاة في صغرك، وقد يكون السبب هو جهلك بقيمة الصلاة، وقد يكون السبب هو قرناء(113/118)
السوء، وربما كان السبب هو الغفلة والذنوب، فإن الذنوب تقيد الإنسان وتمنعه من فعل الخيرات، ونحن ننصحك بأن تصلي قبل أن يُصلَّى عليك، وقبل أن تفقد العافية والنشاط والشباب فتندم ولا ينفع عند ذلك الندم.
أما بالنسبة للمشكلة الثانية، فإن حلها يبدأ بالمحافظة على الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأرجو أن تعرف أن النظر للعاريات في التلفاز لا يقل عن النظر إلى العاريات في الشواطئ والأسواق، وقد يستحي الإنسان عند النظر إلى النساء ولكن بالنسبة للتلفاز وشتى وسائل الاتصال فإن المعصية سهلة -والعياذ بالله- ولست أدري كيف ترضى أن تكون هذه القنوات العاهرة في بيتك؟! ألا تخاف على إخوانك وأهل البيت؟!
وأرجو أن تعرف أن إطلاق البصر سببٌ للشقاء والأمراض النفسية؛ فإن الإنسان يرى ما لا يصبر عليه ولا يقدر عليه كذلك، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أمرت بغض البصر وحفظ الفرج، ورتبت على ذلك طهارة النفوس وصفاء القلوب، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون}[النور:30]، وقال تعالى في شأن أكرم نساء وأطهر جيل -جيل الصحابة الأبرار-: {وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ}[الأحزاب:53].
واعلم أن إدمان النظر سوف يجلب لك المصائب، وسوف يحطم مستقبلك العلمي، وقد يوصلك إلى عشق الصور الذي يوصل إلى الشرك بالله، كما أن إدمان النظر يُفقد البصر، وقد يجعل الرجل عاجزاً عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
والصلاة والقرآن والذكر هي أنفع الأدوية بعد الإيمان بالله، وكيف يطيب المريض إذا حرم نفسه من الدواء؟ فانتبه لنفسك، وتب إلى ربك قبل أن تندم ولات ساعة مندم.
ولا شك أن سؤالك دليلٌ على بذرة الخير في نفسك، فاحرص على تنميتها بالمسارعة في الطاعات.
ونسأل الله أن يحفظك ويلهمك السداد والرشاد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... وقعت في مشاهدة القنوات الإباحية والآن تبت إلى الله فأرجو النصيحة ... 241045
السؤال
السلام عليكم.
أنا شابٌ وقعت في المحرمات، وبالتحديد القنوات الإباحية، وقد وضعت هذه القنوات صورة العلم السعودي والإيراني على الشاشة، أقصد بذلك أن اسم الله تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم مبينان على هذه القنوات الإباحية.
وللأسف زللت ووقعت في هذه القنوات، ولكني أضيف أنه عند مشاهدتي لهذه القنوات لم أكن مرتاح العقل والقلب؛ لما تضمنته من سب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن غلبت علي الشهوة، وعاودت مشاهدة هذه القنوات مراتٍ عديدة غير مرتاح.(113/119)
والآن تبت إلى الله وأستغفر الله من تلك الأفعال، وأقسمت ووعدت الله تعالى على أن لا أعاود هذه الفاحشة أبداً.
عقلي وضميري وقلبي ما زالوا يؤنبونني على هذه الفعلة الخبيثة، وأقول في نفسي إني كفرت أو أشركت بالله -والعياذ بالله-؛ لأني اخترت الشهوة والمحرمات على الله تعالى.
والله إني أخاف أن أكون من الخاسرين في الدنيا وفي الآخرة يوم لا ينفع شيء إلا من أتى الله بقلب سليم.
أرجو النصيحة ، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين.
وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،
فهنيئًا لك التوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تعلم أن الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد سمى نفسه (تواب) ليتوب علينا، وسمى نفسه (غفور) ليغفر لنا {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} [الشورى:25].
وأرجو أن تكون توبتك خالصةً لله، وأن تكون صادقًا في توبتك، واعزم على عدم العود، واندم على ما مضى، وجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار كلما ذكَّرك الشيطان بذنوبك؛ فإن هذا العدو حزينٌ لتوبتك ورجوعك إلى الله، وأرجو أن تُكثر من الحسنات الماحية؛ لأن الله يقول: {إن الحسنات يذهبن السيئات}[هود:114]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) واحرص على أن يكون يومك دائماً أفضل من أمسك، وابتعد عن رفاق المعصية، وتخلص من أدواتها وقنواتها ومواقعها، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك بالعمل المفيد وبذكر الله المجيد.
أما تأنيب النفس والعقل لك فهو دليلٌ على أن الله أعطاك نفساً لوامة، وأرجو أن تستفيد من ذلك فتكرر التوبة وتكثر من الاستغفار، فإن التذكر الإيجابي للذنب مُفيد، وهو ما يدفع الإنسان إلى الاستغفار والاجتهاد في الطاعات.
أما هذه الوساوس التي تدور في نفسك فلا صحة لها، وهي من الشيطان الذي يريد أن يوصلك إلى شواطئ اليأس من رحمة الله -والعياذ بالله-، وهمّ هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
واعلم أن ذنوبك مهما كثرت فإن مغفرة الله أوسع، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى لعباده: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
وقد تاب ربنا الرحيم على رجل قتل مائة نفس وقصته معروفة، واعلم أن الوقوع في المعاصي لا يوصل إلى الكفر إلا مع الزعم بأنها حلال؛ لأن في ذلك مخالفة(113/120)
للنصوص الواردة عن الله ورسوله، وفرق بين من يقع في المعصية غافلاً أو جاهلاً ثم يتوب ويرجع إلى الله، وبين من يفعل المعاصي ويزعم أنها حلال، وأنتَ ولله الحمد تائب نادم، والله تبارك وتعالى يقول: {وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} [طه:82].
وإذا أخلصت في توبتك، وصدقت في رجوعك إلى الله، فإن الله يقول: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}[الفرقان:70].
ولن تكون بإذن الله من الخاسرين، وأرجو أن تحسن فيما بقي من عمرك ليغفر الله لك ما مضى من ذنبك، واجتهد في إيجاد بيئةٍ نظيفة، واحرص على طلب الحلال، وعف نفسك بالزواج، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أكون مرتبطاً بديني ... 240939 ...
السؤال
أنا شابٌ أعيش في فلسطين وأدرس في مصر، مشكلتي أنني أتساهل في أداء الصلاة ولا أصلي إلا أحياناً، والحمد لله فأنا لم أرتكب المعصية إلا مرةً واحدة ، والمعصية التي ارتكبتها ليست زناً أو شرب خمر، فقط أني ذهبت إلى ملهىً ليلي، وبعدها والحمد لله قررت أن لا أذهب إلى أي ملهى، والآن أريد أن أتوب وأحافظ على الصلاة، وأكون ملتزماً .
أريد أن أكون إنساناً يرتبط بدينه ويعرف ربه.
وشكراً لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يبعدك عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي الميراث الذي يُقاس به دين الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من عمله في الآخرة، فعليك بالمواظبة عليها، والالتفاف حول أهلها، والمسارعة إليها عند كل الصعاب والأزمات، فإن الصحابة كانوا إذا حزبهم أمرٌ فزعوا إلى الصلاة يتأولون قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين}[البقرة:45].
ولا شك أن العلاقة وثيقة بين التقصير في شأن الصلاة وبين الوقوع في هوة الفساد والفحشاء، وأرجو أن تجعل مواظبتك للصلاة دليلاً على صدق توبتك؛ فإن الله يقول: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}[هود:114].(113/121)
وتذكر أن الخمر هي أم الخبائث وأم الكبائر، وهي تقود إلى كل شر، واعلم أن الزنا من أكبر الكبائر، وذلك واضح من قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}[الفرقان:68]. فانظر كيف وضع الله الزنا إلى جوار الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله، وتصديق ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأله ابن مسعود: (أي الذنب أعظم ؟ فقال أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك، قلت ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك. قلت ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك)..
وقد قال صاحب الظلال (سيد قطب): وكلها جرائم قتل، فإن الشرك بالله قتل للفطرة التي فطر الله الناس عليها، والقتل قتل لهذا الإنسان الذي كرمه الله، والزنا قتلٌ للعفاف والطهر في المجتمعات.
واحمد الله الذي عصمك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأبشر يا بني فإن باب التوبة مفتوح، والله تبارك وتعالى توَّاب يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع فإن الله {يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} واعلم أن للتوبة شروطاً، منها ما يلي:
1- أن تكون لله خالصة، لا خوفًا من مرض ولا محافظةً على جاه، ولا خوفًا من الناس.
2- أن تكون صادقاً في توبتك، فإن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل قلبه مرتبط بالمعصية، يعشق أيامها ويكرر ذكرياتها.
3- أن يندم على المعصية.
4- أن يقلع عن الذنب في الحال.
5- أن يجتهد في الحسنات الماحية (وأتبع السيئة الحسنة تمحها).
6- أن يكون ما بعد التوبة خير من حالك قبلها.
7- أن ترد الحقوق لأهلها إن كانت هناك حقوق للعباد.
وما يعينك على الثبات ما يلي:
1- الابتعاد عن رفاق المعصية.
2- الإكثار من الدعاء والتوجه إلى الله تعالى.
3- تذكر عواقب المعاصي وآثارها الخطيرة.
4- المحافظة على الصلاة، والمواظبة على الذكر، والإكثار من الاستغفار.
5- وإذا صدق الإنسان وأخلص فهو من الذين قال الله فيهم: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا}[الفرقان:70].
ولا شك أن هذا السؤال دليلٌ على بذرة الخير في نفسك؛ فاجتهد في تنميتها، واسأل الله الثبات والسداد.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعينوني على نصيحة أبي لهدايته إلى طريق الله ... 240863 ...
السؤال(113/122)
السلام عليكم .
كيف السبيل لهداية أبي إلى طريق الله، والابتعاد عن طريق الفساد والجري وراء الفتيات؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزق هذا الوالد الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته... وبعد،،،
فإنه لمن دواعي السرور أن يكون في بناتنا من تحرص على هداية والديها وإخوانها، وهكذا ينبغي أن تكون المسلمة صالحةً في نفسها مصلحةً لغيرها، ولا نجاة للمسلم إلا إذا كان من بعد الصلاح مصلحاً، قال تعالى: {وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} فلا بد من القيام بواجب النصيحة إعذاراً إلى الله، ورغبة في هداية من نحب.
وأرجو أن تكون بداية المحاولات لإصلاح الوالد بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، فإن القلوب بين أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه، كما أرجو أن تكون نيتك خالصةً بأن يكون هذا العمل رغبةً في الأجر والثواب، وليس خوفاً من كلام الناس، وممن الضروري أن يكون نصحك للوالد بلطف وأدب واحترام، وقدوتنا في ذلك خليل الرحمن الذي تلطف مع أبيه، ونقل القرآن ذلك الرفق في سورة مريم: {يا أبتِ إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليًا...}، وكان يكرر في نصحه كلمة {يا أبتِ} وبالغ في إظهار الشفقة والخوف عليه من عذاب الله.
وننصحك بأن تزيدي من برِّك لوالدك، وتقدمي بين يدي نصحك ألواناً من البر والإحسان؛ فإن النفوس جُبلت على طاعة من يحسن إليها، واحرصي على تقديم النصيحة له بألفاظٍ جميلة، وأرجو أن يكون ذلك بعيداً عن الأعين، فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ، والشيطان حاضر، مع ضرورة اختيار الوقت المناسب للنصح.
وأرجو أن تهتم الوالدة بالوالد، وتوفر له ما يحتاجه من لطف واهتمام، مع ضرورة الاهتمام بمظهرها، وجعل المنزل بيئة جاذبة للوالد، ومن المفيد أن نشجّعه على تبديل البيئة التي يعيش فيها، وتغيير مجموعة الرفاق، مع ضرورة تحذيره من عواقب الفساد والفواحش في الدنيا والآخرة، فإن ممارسة الزنا تورث الفقر وضيق الصدر، والموت العاجل، وتسلب نور الوجه، وتورث الذل و المهانة، وتفسد العقل والجسد، وتجلب الأمراض الفتاكة، إلى غير ذلك من الأضرار.
والإسلام لم ينه عن الزنا والفواحش فقط، وإنما سد الأبواب الموصلة إليها فقال سبحانه: {ولا تقربوا الزنا}، وقال تعالى: {ولا تقربوا الفواحش}.
فنهى عن مجرد الاقتراب، ولذلك نهى عن النظرة المحرمة، والخلوة مع المرأة الأجنبية؛ لأن الشيطان هو الثالث، كما أن العفاف فيه صيانة للعرض ونجاةٌ في يوم(113/123)
العرض، وأرجو أن تجدي في أهلك وأهل الخير من يعينك على القيام بهذه المهمة العظيمة.
نسأل الله أن يثبتك ويسدد خطاك، وأن يهدي هذا الوالد، وأن يحسن ختامنا ، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أزيد من إيماني وأحب المذاكرة وأعمل للإسلام ... 240748 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب ولدت في السعودية، وأريد أن أزيد من أيماني ومعرفتي بديني، وأجمع مع ذلك العلم الدنيوي لكي أخدم إسلامي، فأرشدوني وأفيدوني بارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن هذا السؤال دليلٌ على بذرة الخير التي في نفسك، فاحمد الله على ذلك، واجعل شكرك لله بالعمل بطاعته، فإن النعم تزيد بالشكر وتدوم بالشكر، فالشكر لله هو الحافظ للنعم والجالب للمزيد.
واعلم أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، فعليك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، ومراقبة الديان، ومجالسة من ينتقي طيب الكلام ويحسن صحبة الإخوان، واحرص على حضور حلق العلم والفقه في الدين، فإن طلب العلم أفضل من كل نافلة، واطلب للعلم السكينة والخشية؛ فإن الله يقول: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، واجتهد في الاستفادة من فراغك وشبابك وصحتك وحياتك، فإن تضييع الوقت أشد من الموت، كما قال ابن القيم رحمة الله عليه؛ لأن الموت يعطلك ويعزلك عن الأحياء، ولكن تضييع الوقت يقطعك عن الله، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل، وتذكر أنك في بلدٍ طلب العلم فيه ميسور، وحلق العلم فيه وافرة، ولا مانع من طلب العلوم أيّاً كان نوعها، شريطة أن يبدأ الإنسان بطلب العلم الذي تصح به عقيدته وعبادته لله.
ونقترح عليك الاجتهاد في تطوير مهارتك كصحفي، واجعل طاعة الله غايتك، وكن أميناً في نقل الأخبار، وحريصاً على ربط الخير بعقيدة الأمة، فلا ينبغي للصحفي المسلم أن ينقل الخبر دون أن يبين التوجيه الشرعي المناسب، فنحن في زمان الإعلام فيه مهم جدّاً ومؤثر جدّاً، ولكن لا بد من مراجعة الأسس التي قام عليها حتى تتوافق مع ثوابتنا التي تحرم الكذب؛ لأنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، ويؤسف الإنسان أن(113/124)
يقول أن المؤسسات الإعلامية قامت على فلسفة "اكذب، اكذب حتى يصدقك الناس"، ولم يخرج من هذا الإطار إلا قليل من المحاولات اليتيمة التي يحاول أصحابها السباحة ضد التيار، ونسأل الله أن يبارك في جهودهم.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أخي كان مواظباً على الصلاة ولكنه قطعها فكيف أقنعه بأدائها ... 240716 ...
السؤال
لدي أخ في التاسعة عشر من عمره، كان مواظباً على الصلاة ولكنه في السنة الأخيرة انقطع عن تأديتها، فكيف أُقنعه بأداء فريضة الصلاة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك، وأن يسدد خطاك، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يهدينا وييسر الهدى لنا.
فكم نحن فخورين ببناتنا الصالحات المصلحات، القانتان العابدات! ونسأل الله أن يكثر من أمثالك، وزادك الله حرصاً ورغبةً في الخير، وأرجو أن تبحثي عن مدخل حسن لقلبِ هذا الشقيق، وتذكريه بما كان عليه من الخير والصلاة، وبيِّني له أن ترك الصلاة لا يليق بأمثاله، وأرجو أن تختاري لنصيحتك له الوقت المناسب والألفاظ المناسبة، وأرجو أن يكون ذلك بعيداً عن الناس؛ حتى تسدي على الشيطان الأبواب، وتعيني هذا الشاب على طاعة الكريم الوهاب، فإن من نصح أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن نصحه جهراً فقد أذله وشانه.
ومن الضروري كذلك البحث عن أسباب هذا الانتكاس، فربما كان السبب هو وجود أصدقاء سوء إلى جواره، وفي هذه الحالة لا بد من أن نتلطف في تخليصه منهم، كذلك ينبغي إيقاظه للصلاة وتذكيره بخطورة ترك الصلاة، ومن الضروري أن نبين له حكم ترك الصلاة، وأنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
وكذلك وضع كتيبات وأشرطة تتحدث عن الصلاة في الأماكن التي يكون موجوداً فيها، وتذكيره بنعم الله عليه، وبيان أن أقل ما يمكن أن نقوم به هو الشكر لله، ولا يكتمل الشكر إلا بطاعتنا لله.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من وسواس قوي من إعجاب الفتيات بي ... 240583 ...
السؤال
السلام عليكم.(113/125)
أنا شابٌ ركبت قطار التوبة إلى الله منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد كنت قبل توبتي أعيش جاهلية ككثير من الشباب المسلم اليوم، وإحدى مشاكلي التي كنت أفرح بها سابقاً (قبل توبتي) وأعاني منها حالياً هي أني أملك بعض الجاذبية ، فألاحظ أنا وبقية أصدقائي أن بعض الفتيات يمرقنني بنظرات إعجاب ورغبة في الصداقة، وهذا شيء لمسته حقيقة في كثير من الأحيان، وهذا كان يُعجبني سابقاً، ولكنه الآن وكما ذكرت يزعجني لخوفي من أن أكون أعصي ربي من حيث لا أدري بمجرد إعجابي بهذا الشعور.
ولقد أصبحت أعاني من وسواس قوي حيال هذا الشعور، فكلما مررت بفتاة في الشارع أو في الجامعة أو في أي مكان ينتابني شعور بأن الفتاة (أياً كانت) تنظر إلي أو ما شابه ذلك.
وهذا الشعور الذي أشعر به قوي جداً، لدرجة أنني أصبحت أخاف جداً على نفسي من هذا المرض، وهو خوفي من أن أكون أعجب بهذا الشعور، وأن أكون فتنة للمسلمات.
فما هو الحل برأيكم ؟
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك.
الحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة التوبة، فله الفضل والمنة، ونسأله سبحانه لنا ولك الثبات على طريق الحق والمحجة البيضاء .
هذه المشاعر التي تنتابك هي من فضل الله دليلٌ على حسن توبتك، وإن كانت بالفعل تحمل السمة الوسواسية التي تسبب لك القلق والانزعاج.
أن تكون يا أخي حسن المظهر، فهذا من نعم الله، لكني أرجو أن لا تكون حساساً بصورةٍ مفرطة حيال هذا الأمر، ونصيحتي لك هي أن تجري حواراً مع نفسك يكون قائماً على تحقير هذه الفكرة، وأن هنالك مبالغة في مشاعرك.
لقد اتضح الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن الوساوس القهرية يمكن التغلب عليها بتناول الأدوية المضادة للوساوس، ومن أفضلها العلاج الذي يُعرف باسم بروزاك، فأرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين.
هذا الدواء فعّال جداً بإذن الله، وهو سليم ويسهل الحصول عليه .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... أحل مشاكل غيري ولم أستطع حل مشاكلي ... 240536 ...(113/126)
السؤال
أنا شابٌ متدين، طالب في كلية الهندسة، لي ميول سياسية نابعة عن قناعتي بإقامة دولةٍ إسلامية، أشكل قدوةٌ لغيري، ولكني رغم ذلك أجد نفسي أقع في أخطاء أنصح غيري بعدم الوقوع فيها ، أنا لا أتكلم مع الفتيات ولكن تراودني أفكار كثيرة في ذلك.
وصلت إلى درجة أن أتكلم مع فتيات على الهاتف، ولكني أقلعت عن ذلك والحمد لله.
أحس أحياناً باحتقار نفسي، كنت أحلم أن أكون جندياً في بناء صرح ودولة إسلامية، ولكني أصبحت أخجل من مصارحة نفسي بهذه الأحلام؛ لأني أشعر أني ممن قال الله فيهم {لم تقولون ما لا تفعلون}، وأخشى أن يمقتني ربي ويجعل الناس الذين يحبونني ويحترمونني يمقتونني.
معظم أقاربي يلجئون إلي ليخبروني بمشاكلهم وأسرارهم التي لا يبيحون بها لأحد، أحل مشاكل الجميع ولا أستطيع أن أجد من يفهمني وأصارحه بمشاكلي، كانت أمي قبل أن تتوفى هي صديقتي الوحيدة، والآن أبحث عن أصدقاء يعوضوني إياها فلا أجد، إضافةً إلى العبئ الذي علي كوني أكبر إخوتي.
فهل تكونوا أنتم أصدقائي؟
جزاكم الله عن الأمة كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك السداد والثبات، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الإنسان إذا أحسن الناس به الظن عليه أن يرتفع بنفسه ليكون عند حسن ظنهم، ويردد في نفسه: (اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون) وأرجو أن تتذكر أن الناس يعرفون ظاهرك فقط، والله تبارك وتعالى عليمٌ بذات الصدور ولا تخفى عليه خافية، فطهِّر سريرتك، واعلم أن الله لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، ولكنه سبحانه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، ولا تنخدع بثناء الناس، فالإنسان أبصر بنفسه من غيره، واعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليك، فاجتهد في ذكره وشكره، ودرِّب نفسك على الإخلاص له وحده.
وجميلٌ أن يكون للإنسان طموح ورغبة في إعادة أمجاد الإسلام، وذلك كائنٌ بإذن الله، وأجمل من ذلك أن نعرف أن الآمال تتحقق بالأعمال بعد توفيق ذي العظمة والجلال.
وأرجو أن تواصل مساعدة الناس وحلِّ مشاكلهم، واجتهد في إصلاح نفسك ولا تستجب لوساوس الشيطان الذي يتمنَّى أن تتوقف عن فعل الخيرات وإصلاح ذات البين والسهر في حوائج الناس، وكما قال الحسن البصري: (ودَّ الشيطان لو ظفر بمن يفكر بهذه الطريقة) وأحسن من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد(113/127)
فاجتهد في قضاء حوائج الناس، وحافظ على أسرارهم، وقدم نصحك لمن يطلب مساعدتك كما فعل نبي الله يوسف حين قدم الدعوة قبل أن يفسر الأحلام، ونحن إخوانك وقد صارحتنا بمشاكلك فلك شكرنا وتقديرنا، والحل ميسور ولله الحمد، وهو بيدك أنت بالدرجة الأولى، ومرحباً بك صديقاً في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يعينك على أداء واجباتك ومواصلة رسالتك وإصلاح نفسك، ورحم الله والدتك وأموات المسلمين.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أختي تهاتف شخص تعرفت عليه عبر الإنترنت فكيف أنصحها ... 240474 ...
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر عشرون عاماً، مشكلتي تكمن في أختي التي تكبرني بسنة واحدة فقط ، بعدما علمتُ أنها تهاتف شاباً تعرفت عليه عن طريق الإنترنت (الدردشة)، بالرغم من أنها كانت أكثر حرصاً مني وأكثر شدة في هذه الأمور.
احترت معها، ماذا أفعل؟! تعبت كثيراً ، حتى صرت أتمنى الموت وأفضله على أن أراها تفعل ذلك.
أرسلت لها رسالة عبر الإيميل أعاتبها وأنبهها ، وبدلاً من أن تتوب أتت إلى أختي التي أصغر مني والتي سبق وأنني قلت لها تلك المشكلة ، فثارت عليها، وهاجت كعادتها في كل نقاش، وأنكرت ذلك، وتعايرني أمام أختي ؛ لأنني سبق ومررت بنفس هذه الفترة، لكنها ولله الحمد لم تدم طويلاً؛ لأنني تبت وهداني الله، لكنها ما زالت تنظر إلي بنظرات الشك .
أرجوكم أخبروني ماذا أفعل ؟!
لا أستطيع مواجهتها؛ لأني أخشى المواجهة، وخصوصاً معها ؛ لأنها صعبة جداً، وعلاقتي معها بالأساس متوترة، وأخشى إخبار أهلي ، فتقول لهم عما كنت أفعل سابقاً.
شكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ف.ص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يصلح البلاد والعباد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ويجنبنا المعاصي والعناد.
فشكراً لك على هذا الحرص على مصلحة شقيقتك، وأرجو أن تواصلي نصحها وتوجيهها، مع ضرورة اختيار أوقات مناسبة لمحاورتها، وأكرر محاورتها وليس مخاصمتها، وكذلك انتقاء ألفاظ مؤثرة.
كما أرجو أن تكوني إلى جوارها، وتجتهدي في الإحسان إليها وكتمان أمرها، فإن انتشار قصتها قد يزيدها عناداً وإصراراً على السير في الطريق المظلم، خاصةً إذا(113/128)
كانت ردود الفعل ضعيفة، كما أرجو أن تكون وسائل الاتصال والإنترنت في صالات البيت وليس في الغرف الخاصة؛ حتى تسهل متابعة الوضع دون حرج، وحبذا لو تم هذا دون أن تشعر أنها المقصودة.
والإنسان لا يتوقف عن الأمر بالمعروف؛ لأنه كان بالأمس يفعل أخطاء، بل إن المخطئ وصاحب الذنب أيضاً ينبغي أن يجتهد في دعوة غيره على الأقل في الجوانب التي يراعيها ويتمسك بها، وأحسن من قال:
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصي بعد محمد
فلا تتوقفي عن نصحها، واجتهدي في التقرب إليها والدعاء لها والإحسان إليها ، فطالما استعطف الإحسان إنساناً، ولا تنزعجي لكلامها ونظراتها، فالعبرة بصدق التوبة وكمال الرجوع إلى الله، والتوبة تمحو ما قبلها، واعلمي أنه من تمام التوبة أن يجتهد الإنسان في فعل الحسنات الماحية للذنوب والسيئات، وأن يخلص في نصحه للمسلمين والمسلمات، واجتهدي في التخلص من آثار وذكريات الماضي.
ولا شك أن هذه الأخت تمارس أسلوب الهجوم كوسيلة للدفاع عن نفسها، والأفضل هو الحوار الهادئ الذي فيه تذكيرٌ بالعواقب وسردٌ للقصص والفضائح، مع ضرورة إعلان الحب لهذه الأخت، والاجتهاد في عزلها عن قرينات السوء، وذلك بإيجاد البديل المناسب، وإشراكها في بعض المهام المنزلية.
وعليك أن تُظهري لها الاحترام أمام الأسرة، وتؤنبيها وتنصحيها في الخفاء، ولا تفكري في تنفيذ أساليب العلاج قبل دراسة الآثار المتوقعة، وأكثري من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، واشغلي نفسك وأهلك بذكر الله وطاعته.
وفقك الله وأعانك.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله ... 240330 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أعينوني على تثبيت نفسي على طاعة الله، فأنا مند 8 سنوات أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله، مع العلم أني محافظ على الصلاة والقرآن، وألتزم مع جماعتي بالذكر اليومي، مع مسئوليتي الكبيرة في مسجدنا، فأنا مسئول المكتبة، فلا تنسونا بدعائكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ماطر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، وأن ينفع بالشباب البلاد والعباد.(113/129)
فهنيئاً لمن واظب على الصلاة وحفظ القرآن، ورغب في الثبات على الدين والفرار من العصيان، فلقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا وأبا ذرٍ بقوله: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها...) والمسلم العاقل يعلم أن الناس يعلمون ظاهره فقط، وإذا أثنى الناس على ظاهرك فلا يغرنك ذلك، واعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليك، فتذكر أن الله لا تخفى عليه خافية، والسر عنده علانية، فاتق الله إذا كنت مع الناس أو كنت وحدك، وراقب الله في ليلك ونهارك، واحذر من ذنوب الخلوات؛ فإن من شِرار الناس الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها.
وأرجو أن تعجّل بتوبةٍ صادقة إلى الله، وأبشر فإن التوبة تمحو ما قبلها، وإذا أخلص الإنسان في توبته لله {فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:70].
ومما يعينك -بعد توفيق الله- على التخلص من هذه العادة ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- احفظ بصرك عن النظر إلى النساء في الشواطئ والمجلات والصحف وفي كل مكان.
3- سارع إلى طلب الحلال، فإن عجزت فعليك بالصوم فإنه لك وجاء.
4- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.
5- لا تأتِ للفراش إلا عندما تحتاج إلى النوم، وسارع بالنهوض بعد الاستيقاظ، ويعينك على ذلك المحافظة على أذكار النوم والاستيقاظ منه.
6- معرفة أضرار هذه العادة على الدين والبدن والعقل والدور الاجتماعي، فإن ممارسة هذه العادة مخالفةٌ لأحكام الدين {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[النور:63] وهي مضرة بالصحة، وتؤثر على كل خلايا الجسم، ولها آثار نفسية، من شعورٍ بالمهانة وتأنيبٍ للضمير، وتورث صاحبها الانطواء والانعزال، وتترك آثاراً على وجه صاحبها، فإن للمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الرزق، وبغض في قلوب الخلق.
7- معرفة الآثار الخطيرة على صحة الإنسان، وتأثيرها البالغ على الجهاز العصبي والأداء الجنسي مستقبلاً، فقد يفشل من يسرف في ممارسة هذه العادة عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
8- التقليل من الأكلات الدسمة، وممارسة الرياضة، وشغل النفس بالمفيد.
9- اختيار الجلساء الصالحين، والحرص على ذكر الله بصورةٍ فردية، وحضور مجالس العلم.
10- استشعار مراقبة الله في السر والعلن، وكيف تعصي الله وهو يراك؟!!.
وفقك الله لما يحب ويرضا.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أساعد فتاة في إخراجها من سلوكها السيء ... 240324 ...
السؤال
أعرف فتاة سلوكها سيء ، وأتمنى من الله أن يهديها، فساعدوني كيف أبدأ معها؟ وكيف أساعدها على الخروج مما هي فيه؟(113/130)
جزاكم الله خير الثواب.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
إن الأنثى تتأثر بأختها وتنتفع بنصحها، وتستطيع أن تكشف لها ما في نفسها، ولذلك فالأفضل أن تستعين بإحدى محارمك لتقوم بهذا الدور بعد أن تُزوِّدها بالنصائح، وتجتهد في التوجه إلى رب الأرض والسماوات.
ونحن لا ننصح الشباب ببذل النصيحة للأجنبيات؛ لما في ذلك من المحاذير، ولكننا لا نريد للشباب أن يكون سلبياً؛ فلا بد من القيام بعملٍ يدل على حرصه على هداية الفتيات، كأن يرسل لها من تنصحها أو يخبر أهلها، أو يكتب لها نصيحة، ويدعو الله لها بصدقٍ وإخلاص.
وقد سُئل الإمام أحمد عن رجلٍ يجلس على مقربة من مكان النساء، فإذا عطست امرأة شمتها، بأن يقول لها: يرحمك الله، فقال الإمام أحمد: ذاك رجلٌ مجنون.
وقد أعجبني حرصك على الخير وشفقتك على تلك المرأة، ولن يضيع أجرك عند الله.
ولست أدري ما هو موقفك من هذه الفتاة، هل هي من محارمك، أم جمعها معك مكان العمل أو السكن؟ وما هي نسبة تقبلها لنصحك؟ وهل هناك شبة إذا قُمت بنصحها؟ وهل لك نوع من السلطة عليها كأن تكون موظفة تحت إدارتك؟
ولا شك أن الإجابة على هذه التساؤلات سوف يعينك في الوصول إلى الأسلوب الأمثل.
والمؤمن يحرص على أن تكون وسيلته مشروعة وغايته مشروعة، فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة.
وفقك الله وأعانك لما فيه الخير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ساعدوني في الحفاظ على الصلاة مع الجماعة ... 240167 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله .
شكراً لكم هذه الجهود في الردود على الاستشارات، فلها الأثر الكبير عند إخوانكم.
أنا أعاني من مشكلة ثقل صلاة الجماعة على نفسي، فكلما جاهدت نفسي واستمريت فترة، عُدت وانقطعت.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/131)
نسأل الله العظيم أن يرزقك السداد، وأن يلهمك الصواب، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يثبتنا على الخير حتى الممات.
فإن من سنن الهدى الصلاة في المكان الذي ينادى بها فيه، والمحافظة على صلاة الجماعة من أهم علامات الخير في الإنسان، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ولقد رأيتُنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤْتَى به يُهادى بين الرَّجُلين - من المرض والإعياء- حتى يُقام في الصف ليكمل الصلاة بعد ذلك قاعداً أو قائماً أو على جنب؛ فإنه لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها).
فتأمل هذا الحرص على حضور الجماعة رغم المرض والتعب، وهذا عامر بن عبد الله سمع أذان المغرب وهو في سكرت الموت فقال: (خذوني، فقالوا: يرحمك الله، وأنتَ في هذه الحالة؟! فقال: أسمع النداء ولا أجيب؟! فحملوه إلى المسجد فصلى مع الإمام ركعةً واحدة وخرجت روحه في الركعة الثانية) والمرء يُبعث على ما مات عليه.
ولا يخفى عليك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن حتى للأعمى حين قال له -بعد أن مضى-: أتسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فحيهلا.
فتذكر يا أخي الكريم أنك شاب متعك الله بالعافية، فلا تتأخر عن الْجُمع والجماعات، بل ينبغي أن تكون سَبَّاقًا إلى الصلاة ومرابطًا في المسجد، فإن الشباب هو وقت الفتوة والطاعات، كما قالت حفصة بنت سيرين رضي الله عنها: (يا معشر الشباب عليكم بالعمل والاجتهاد، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب).
وإليك بعض الأشياء التي تُعينك على المواظبة على صلاة الجماعة:
1- اللجوء إلى الله بصدقٍ مع الإخلاص له سبحانه، فإنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع.
2- الإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وخاصة عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح.
3- إعطاء الجسم حظه من الراحة، وتنظيم وقتك وحياتك حسب مواعيد الصلاة.
4- مُصاحبة المصلين من الشباب وتجنب قرناء السوء.
5- البعد عن المعاصي؛ فإن الحسن البصري قال لمن أخبره بعجزه عن القيام لصلاة الفجر: (قيَّدتك الذنوب).
6- الإكثار من ذكر الله، والمحافظة على أذكار الأحوال التي علمناها رسولنا صلى الله عليه وسلم، وخاصةً ذكر الاستيقاظ من النوم، فإن عُقد الشيطان تُحلُّ بالذكر والوضوء والصلاة.
7- تنبيه الإخوان والأهل والجيران بضرورة أن يذكروك بأوقات الصلاة، ويوقظوك لشهودها، مع ضرورة اتخاذ الوسائل المعينة على ذلك مثل المنبه.
8- النوم على طهارة وذكر ونية صالحة.
9- إذا استيقظت قريباً من وقت الصلاة ثم أردت أن تواصل نومك فضع يدك تحت رأسك فإن نومك لن يطول.
10- معرفة فضل وثواب صلاة الجماعة.(113/132)
11- إدراك خطورة التخلف عن صلاة الجماعة ، ومعرفة أن ذلك من صفات أهل النفاق.
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أستمع إلى الأغاني وأحب أحد الشباب، فساعدوني في ترك ذلك ... 239875 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاةٌ أبلغ من العمر 17 سنة، متدينة منذ 8 أشهر، المشكلة هي أنني أحب سماع الأغاني، ولكني أنتقي بعض الأغاني، ولا أفضل الأغاني (الساقطة) وإنما بعض الأنواع الأخرى.
كما أنني أحب شاباً يكبرني بـ 5 سنوات، ولا أستطيع تركه، مع أنني حاولت كثيراً الابتعاد عنه، لكني لم أستطع، كما وأنه يبادلني نفس الشعور والحب، فماذا أفعل ؟ أرشدوني وساعدوني ، جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ rere حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يلهمك الرشاد والسداد، وأن يعيننا جميعًا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
إن لبيد بن ربيعة الشاعر المعروف والصحابي الجليل لما طلب منه عمر أن يقول الشعر قال: "يا أمير المؤمنين والله ما كنت لأقول الشعر بعد أن أكرمني الله بسورة البقرة" رغم أن الشعر العفيف الهادف مباح؛ فكيف بالغناء الذي هو بريد الزنا ورقية الشيطان ومهنة الفساق، وهو مُذْهِب للحياء مضيع للمروءة، كما أن الأغاني في زماننا مخالفة لآداب وأحكام الشريعة؛ لأنه فيها دعوة للكفر والخنا والفجور، ويؤديها رجلٌ يتشبه بالنساء أو امرأة عاهرة عارية؛ فكيف إذا صحبتها مع ذلك موسيقى ومزامير؟! ولذلك قال عمر بن عبد العزيز لمؤدب أولاده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الغناء.
وهنيئًا لك بالعودة إلى الله والتمسك بأحكامه، ونسأل الله أن يرزقك الإخلاص والصدق والثبات، ولكني أنصحك بضرورة التخلص من أشرطة الغناء فإنها سوف تسحبك إلى الوراء والعياذ بالله، وكذلك فإن من تمام التوبة أن يهجر الإنسان ممارسات الماضي الخاطئة، ويبدأ صفحة جديدة يكثر فيها من الحسنات الماحية، قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)[هود:114].
واجتهدي في تغيير البيئة والرفقة، وتخلصي من ذكريات الماضي، واجعلي متعتك في سماع القرآن وذكر الرحمن، واشغلي نفسك بكل مفيد ونافع، واعلمي أن الغناء يحرك الشهوة ويدفع إلى الشرور، والعلاقة وثيقة بين العلاقات العاطفية وسماع(113/133)
الأغاني، وكما قال حكيم بني أمية: "يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينبت النفاق، ويذهب الحياء، فإن كنتم لابد فاعلين فجنِّبوه النساء فإنه بريد الزنا".
ولابد من تصحيح الوضع مع هذا الشاب وذلك بأن يتقدم ليطلب يدك من أهلك وإلا فعليه أن يبتعد، والإسلام لا يعترف بهذه العلاقات العاطفية إلا إذا كانت في وضح النهار وبعلم الناس وموافقة الأهل وعلى هدي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأرجو أن تكثروا من الاستغفار والندم على ما سبق من تقصير وتوسع في العلاقة بذلك الشاب الأجنبي عنك، والحب الصحيح يبدأ بالرباط الشرعي ويزداد مع الأيام تماسكًا بخلاف حب المجاملات والذي كثيرًا ما تكون ضحيته هي الفتاة فبعض الشباب يريد أن يقضي وقته ويلعب بعواطف البنات، فإذا نال ما يريد ترك ضحيته نادمة وذهب إلى غيرها، وإذا لم يكن ذلك الشاب عنده استعداد للتقدم لطلب يدك رسميًا فلا تضيعي مستقبلك في الارتباط به، واشغلي نفسك بطاعة الله وعبادته؛ وسوف يأتيك ما قدره الله لك، واحرصي على الارتباط بصاحب الدين.
ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أخي يشعر بالإحباط إذا قرأ سير الصحابة لأن هممهم عالية ... 239850 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الواقع هذه المشكلة في أخي - 21 عاما طالب بهندسة القاهرة - ليست فيّ أنا، والحال أن الله تعالى قد من علي أنا وأخي بالالتزام والتمسك بدينه الإسلام منذ ما يقرب من عام تقريبا، ولكن المشكلة تكمن في أن أخي كثيرا ما يشعر بالضيق والاكتئاب؛ فيشعر أنه مقيد ومكبل ليس حر التصرفات كما كان من قبل، فمثلا لا يستطيع أن يشاهد التلفاز والأفلام أو اللعب كثيرا علي الكمبيوتر لما في ذلك من فتن ومضيعة للوقت؛ لذلك فإنه يشعر بالضيق والاكتئاب.
هذا غير أنه عندما يسمع من سير الصحابة والتابعين والصالحين فإن ذلك بدلا من أن يعلي من همته ويرقي من نفسه إلا أنه يعود عليه بالإحباط واليأس ويقول لي أي درجات الجنة ننالها بعد هؤلاء بما فعلوه!!؟ وقد حاورته كثيرا في ذلك، لكني لم أفلح! فبالله عليكم حاولوا أن تساعدوني وأخي، بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ خادم الدعوة حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يعينكما على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا الرشاد والسداد.
فهنيئًا لك بهداية الله وتوفيقه، وحق لنا أن نفخر بشباب يحرص على السؤال ويرغب في بلوغ الكمال، وأرجو أن تعلم أن من تمام التوبة وكمالها هجران بيئة المعاصي(113/134)
والتخلص من رفاق السوء، والاجتهاد في اكتساب الحسنات الماحية (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)[هود:114] مع ضرورة أن تكون هذه العودة خالصة لله؛ لأنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
وإذا استطاع الإنسان أن يستبدل رفاق السوء بجلساء صالحين فإنه ما أعطي المسلم بعد الإيمان عطاءً أفضل من صديق صالح يذكره بالله إذا نسي ويعينه على طاعة الله إن ذكر، فإن ذلك مما يعينه على الثبات والاستمرار.
ولا ينال الإنسان الحرية الحقة إلا بكمال العبودية؛ فالذي لا يطيع الله عبدٌ للشهوة والشهرة والناس وغير ذلك من الأصنام والأوثان، بل فيهم من هو عبد للهوى وذلك هو الهوان، وأحسن من قال:
إن الهوان هو الهوى قلب اسمه .. ... .. فإذا هويت فقد لقيت هوانًا
فليس صحيحًا أن الطاعة تكبل الإنسان ولكن القيود والكآبة والهموم مرتبطة بكثرة الذنوب، فإن للمعصية ضيقًا في الصدر وظلمة في الوجه وبغضة في قلوب الخلق، قال تعالى: (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)[الحج:31] وقال تعالى: (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء)[الأنعام:125].
والإنسان مسئول عن لحظات العمر وهي أغلى ما يملك الإنسان "ولا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وفيها: وعن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه..."، وإذا شعر المسلم بالضيق فعليه أن يكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وخاصة أذكار الصباح والمساء والاستغفار والصلاة والسلام على النبي المختار.
كما أرجو أن يتذكر أن الشيطان لا يرضى بتوبتنا ورجوعنا إلى الله، ولذلك فهو يحاول أن يفتننا؛ فعلى هذا الأخ أن يشغل نفسه بالمفيد ويتجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
وإذا سمع الإنسان سيرة السلف فعليه أن يتأسى بهم ويملأ قلبه بحبهم والدعاء لهم، ولابد أن نعرف أن للصالحين المصلحين في آخر الزمان فضل عظيم؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "للعامل منهم أجر خمسين" فقال الصحابة: يا رسول الله! أجر خمسين منَّا أم منهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل منكم"، فتأمل هذا الفضل العظيم لمن تمسك بدينه في زمن الفتن والشهوات، وهذه هي الغربة وطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد هداية إخوتي وأبي ولا أعرف ماذا أفعل ... 239317 ...
السؤال
أنا ملتزم ـ هكذا يقال عني ـ ولكني أريد هداية إخوتي وأبي ولا أعرف ما أفعل؟ كل ما تكلمت معهم جعلوا أصابعهم في آذانهم، أرجو إعانتي وإنزال هذه المشكلة على السيدي القادم لو تكرمتم.
مع جزيل الشكر.(113/135)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر محمد خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يجعلنا سببا لمن اهتدى، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يرزقنا الإخلاص في أحوالنا وأفعالنا.
فكم نحن سعداء بك وبأمثالك يا عمر الخير، وهكذا يخرج الإسلام الشباب المؤمن الحر الأمين، كما قال الشاعر:
شباب لم تحطمه الليالي .. ... .. ولم يسلم إلى الخصم العرينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً .. ... .. يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم .. ... .. من الإشفاق إلا ساجدينا
هكذا أخرج الإسلام قومي .. ... .. شبابًا مؤمنًا حرًا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى .. ... .. فييأس أن يهون ويستكينا
وزادك الله حرصًا وكثر في شبابنا من أمثالك.
ولا شك أن الدعوة إلى الله هي أشرف المهام وأعظم الأعمال، (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين)[فصلت:33]، وهي تطيل الأعمار وتجلب رضا الغفار، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا – أو امرأة – خير لك من حمر النعم، والمسلم إذا ذاق حلاوة الإيمان يتمنى لو أن الناس نالوا ذلك الخير؛ فهو يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه، ولا نجاة للصالحين إلا إذا كانوا بعد الصلاح مصلحين، (وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)[هود:117].
وقد أحسنت بمحاولتك واجتهادك في هداية أسرتك؛ فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين)[الشعراء:214]، فهم أولى الناس بكل معروف وخير، وأعظم صور البر والوفاء هو دعوتهم والعمل على إخراجهم من الظلمات إلى النور، والإسلام دين عظيم ورسالةٌ جميلة لكنه يحتاج إلى الإخلاص والاجتهاد وحسن العرض والصبر على المدعوين خاصة إذا كانوا من الآباء والإخوان؛ فالإسلام دعوة لكسر الأوثان وصلة الأرحام.
ومما يعينك على أمر دعوتهم - بعد توفيق الله - ما يلي:
1- التوجه إلى الله والدعاء لأهلك، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء.
2- الإخلاص لله فإن الله ينفع بكلام المخلصين.
3- اختيار الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة.
4- حسن المدخل ويكون ذلك بذكر محاسن المدعو في البداية مثلاً.
5- اعتماد أسلوب الدعوة الفردية.
6- التفريق في أسلوب دعوة الوالدين عن غيرهم، فإن الإنسان إذا نصح والديه أو دعاهما إلى الله ينبغي أن يكون في غاية الأدب وقمة اللطف، كما فعل الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد ذكر الله خبره في سورة مريم: (يا أبت...).(113/136)
7- عدم نصحهم أثناء وقوع المخالفات خاصة إذا كانوا مجتمعين؛ لأنه قد يشوش أحدهم على الموعظة ويتابعه الآخرون مجاملة.
8- اعتماد أسلوب السر في النصح وأحسن من قال:
فإن النصح بين الناس لونٌ من .. ... .. التوبيخ لا أرضى سماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري .. ... .. فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
ومن نصح أخاه سرًا فقد نصحه وزانه، ومن نصح أخاه جهرًا فقد أذله وشانه.
9- من الضروري أن يشاهدوا عليك علامات الالتزام وصفات المؤمنين مع ضرورة إظهار الشفقة عليهم والحرص على هدايتهم.
10- عدم إظهار الأستاذية والتعالي عليهم؛ لأن هذا يجعل الشيطان يحرضهم على رد دعوتك وإساءة عشرتك.
11- ضرورة التنويع في أساليب الدعوة، واستخدام كافة الوسائل المتاحة؛ كما فعل نبي الله نوح الذي دعا قومه ليلاً ونهارًا، وسرًا وجهارًا، وأعلن لهم وأسر لهم إسرارًا، قال القرطبي: يعني دخل إلى بيوتهم، ودعاهم سرًا لما رفضوا دعوة العلانية.
12- الحرص على التدرج في دعوتهم ونصحهم؛ فمن الضروري أن تكون البداية بالمعاصي الكبيرة مع حرص على غرس شجرة الإيمان والخوف من الرحمن في نفوسهم حتى يكون الإخلاص نابعًا من الداخل.
13- البداية بالأقرب إلى الهداية ليكون عونًا لك.
14- ضرورة إنزال الوالد منزلته والإحسان إليه ومشاورته وتذكيره بدوره وأثره، وكذلك الوالدة، ونحن مطالبون بالإحسان للوالدين حتى لو كانوا كفارًا؛ فكيف إذا كانوا من أهل الإسلام مع شيء من الغفلة.
15- عدم اليأس والإصرار على مواصلة الدعوة، وطلب الأخيار لزيارة المنزل خاصة إذا كانوا أصحاب وجاهة وحكماء في دعوتهم، مع ضرورة مشاورة الأخيار من قرابتك في مسيرة الإصلاح.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل حتى لا أنسى القرآن ... 239003 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وآله وصحبه أجمعين، أمابعد: فأنا موريتاني ومقيم خارج الوطن بحيث لم يكن حفظة القرآن كثيرين حتى أراجع معهم القرآن، أطلب منكم الاقتراح علي ماذا أفعل حتى لا أنسى القرآن؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد لمات سيد مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/137)
فنسأل الله العظيم أن يجعلنا جميعًا من أهل القرآن، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فإن القرآن أشد تفلَّتًا من الإبل في عقلها، وقد أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بتعاهد القرآن "وبئس قول الرجل: نسيت القرآن"، وأرجو أن تحمد الله الذي اصطفاك فجعلك من حملة كتابه، فاجعل من محافظتك على القرآن شكرًا لله واعترافًا بفضله ومَنِّه.
ومما يساعد في المحافظة على حفظك ما يلي:
(1) ترتيب ورد يومي تحافظ عليه في كل الأحوال والظروف، والأفضل أن يكون جزءا من وردك نظرًا، وجزءا قراءة من الصدر.
(2) الاستفادة من أوقات البكور والأوقات الهادئة.
(3) قيام الليل بالقرآن وكذلك قراءته في النوافل.
(4) الحرص على كثرة الاستماع لقراءات المشايخ عبر الأشرطة.
(5) اتخاذ مصحف معين للمراجعة، ويفضل أن تكون نهاية الآيات مع نهاية الصفحات.
(6) تذكر ما أعده الله من الثواب لمن يتلو كتاب الله، ومثلك لا يخفى عليه ذلك.
(7) تجنب المعاصي فإن لها شؤمًا وقد تسبب في نسيان المحفوظ، وخاصة معصية إطلاق البصر، وسماع الأغاني، وقد أحسن من قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. ... .. فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور .. ... .. ونور الله لا يهدى لعاصي
(8) كثرة الدعاء والتوجه إلى الله؛ فإن الخير بيده سبحانه، وهو الموفق وعليه يتوكل المتوكلون.
(9) ضرورة المحافظة على الوقت والاستفادة من كل فرصة مع الحرص على السيطرة على أوقات الآخرين، واستخدامها في المفيد مثل تعليمهم القرآن "وخيركم من تعلم القرآن وعلمه".
(10) وتستطيع أن تراجع وحدك وتجعل المصحف مغلقا بين يديك ولا تنظر فيه إلا عند الحاجة لذلك، ثم تقوم بوضع علامة في الأماكن التي صعبت عليك وتخصها بمزيد من المراجعة والتركيز.
(11) دعوة الناس والزملاء إلى حفظ القرآن وهذا هو واجب المسلم الذي خصه الله بنعمة حفظ القرآن، وهذه الفكرة سوف تهيئ لك من يشاركك في المراجعة والاهتمام.
(12) الاستفادة من الجوانب الإيجابية في الغربة؛ فإن كثيرا من العلماء تغربوا وابتعدوا عن أوطانهم لإتقان الحفظ وطلب العلم، فإن الإنسان في غربته تكون علاقاته الاجتماعية محدودة، ويكون عنده أوقات كثيرة يستطيع أن يوجهها للخير والطاعات.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أنشر العلم خارج بلادي فكيف أحقق هدفي ... 238115 ...(113/138)
السؤال
السلام عليكم.
أريد بعد أن أكمل الدراسة أن أذهب لأعلم ما تعلمته في الكلية عن الإسلام, وإني أجد الطريق مسدودا لأني لا أعرف أحدا في الخارج, والتكاليف ليست سهلة، أخبرني _ جزاك الله خيرا _ كيف سأحقق هدفي!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالكافي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فنضر الله رجلاً سمع شيئاً عن الإسلام فوعاه ثم بلغه، وشكر الله لك هذه الرغبة في الخير وهكذا ينبغي أن يكون شباب الإسلام.
ولا شك أن الدعوة إلى الله هي أشرف المهام والدعاة إلى الله هم أطول الناس أعمارا،ً ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، ومن واجب المسلم أن يبذل جهده في نصر الإسلام ونشره، وذلك بعد أن يؤهل نفسه للقيام بهذه المهمة العظيمة، ولابد للدعاة من مضاعفة المجهود والعمل في شكل مؤسسات ضخمة توزع فيها الأدوار ويوضع فيها الرجل المناسب في المكان المناسب.
والإنسان يستطيع أن يؤثر ويفيد في بيئته وبين أهله الذين يعرف مواطن الخلل في حياتهم، ويستطيع أن يتعامل معهم بطريقة مناسبة، وهناك دعاة يعملون في الخارج من أهل تلك البلاد أو ممن عاش سنوات طويلة تمكن خلالها من لغة القوم وتعرف على نمط حياتهم، ومن واجبنا نحن تقديم العون والمساعدة والدعاء والتشجيع لأولئك الدعاة حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم، كما أن اجتهادنا في الدعوة في بلاد المسلمين هو خير عون للدعاة في الخارج الذين يعانون من عدم التزام العرب والمسلمين بالإسلام.
وأرجو أن تجتهد في الدعوة إلى الله في أي مكان توجد فيه وبأي وسيلة تتمكن منها، والله تبارك وتعالى لا يكلف الإنسان إلا حسب طاقته وقدرته (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وأنت مأجور على هذه النية الطيبة إذا صدقت فيها وأخلصت في خدمتك لهذا الدين.
واعلم أن هذا الدين يحتاج إلى جهود كبيرة من الدعاة في كل زمان ومكان خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الشهوات والشبهات، والداعية إلى الله كالغيث حيثما وقع نفع، والإنسان المخلص يعمل لنصرة دينه في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة، وهكذا كان الأنبياء والأئمة من الدعاة، يدعون إلى الله سراً وجهاراً وليلاً ونهاراً في الأسواق والمنتديات وحتى في السجون كما فعل نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه.
ولا بأس من العمل في الخارج إذا كنت ممن يتقن اللغة ويدرك المداخل المهمة إلى نفوس القوم بالإضافة إلى الفقه في الدين فهو الأساس، فإن الحماس وحده لا يكفى إلا(113/139)
إذا صحبه علم وحكمة، والإخلاص وحده لا يكفي حتى تكون معه متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف يمكن مواجهة خطر العولمة الثقافية والفكرية ... 238054 ...
السؤال
مما لاشك فيه أن الغرب أدرك أن لا جدوى من الحروب لزعزعة إيمان هذه الأمة المسلمة وبالتالي نهج سياسة أخرى أكثر فعالية وبأقل تكلفة، أقصد هنا العولمة، فسؤالي هو كيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى والمناجح، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فحق لأمتنا أن تفخر بشباب يحمل همَّ أمته ويسعى لإبطال كيد عدوه؛ مستعينًا بالله ومتأسيًا برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي لم يهادن الباطل ولم يَقْبل بأنصاف الحلول، لكنه أعلنها مدويّة "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه".
ولا عجب فنحن أمةٌ قائدةٌ لا مقودة، أمة أخرجها الله لتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، وقد سعدت الدنيا قرونًا عديدة بحضارة الإسلام التي حفظت للإنسان حقه، وسعد في ظلالها حتى الحيوان، وشهد بكرمها وعدلها العدو قبل الصديق، ثم خلفت من بعد ذلك خلوفٌ نسيت رسالتها فتولى القيادة الأشرار، وكُنَّا أول من اكتوى بالنيران، ودفعت الدنيا ثمنًا باهظًا لتأخرنا، وعمَّ الشقاء رغم التطور المادي، وانعدم الأمن مع وجود السلاح.
ولقد أدرك أعداء أمتنا أنها لا تُواجه بالسلاح والقوة؛ لأن ذلك يذكرها بالجهاد ويردها إلى الصواب؛ فعمدوا إلى حرب خفية تسعى لتمييع الأمة قبل حربها، وشغلها بالشهوات وزرع الفتن والشبهات التي تزعزع الثوابت وتشكك في القطعيات، ثم عمدوا إلى زرع العداوة والبغضاء بين أبناء الأمة الواحدة، فسهل على العدو أن يتغدى بدولة ويتعشى بأخرى.
ولكن أمتنا ـ ولله الحمد ـ تملك عناصر الحياة والبقاء، فإن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، ووعد الله لا يتخلف، قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا)، وما هي المواصفات المطلوبة (يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)[النور:55].(113/140)
ومما يعيننا على إبطال الكيد وبناء المجد ما يلي:
(1) العودة الصادقة للإسلام وترسيخ العقيدة في النفوس.
(2) تنظيم الجهود وتوزيع الأدوار ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
(3) فتح البصائر وإحياء الشعائر.
(4) العمل على وحدة الصف.
(5) فتح قنوات إسلامية على طراز قناة المجد.
(6) إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم.
(7) التربية على العقيدة وترسيخ حب القرآن.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ما السبيل لتثبيت ترتيب الأرباع القرآنية في ذهني ... 238004 ...
السؤال
بسم الله
والصلاة والسلام على سول الله، أما بعد,
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله بدأت في حفظ القرآن الكريم، ولكني أواجه مشكلة وهي أنني يتلبس علي في ترتيب الأرباع: فمثلا في سورة البقرة عند محاولتي تسميعها أضع ربع "ليس عليك هداهم" قبل "قول معروف"، وهكذا، وهذا فقط على سبيل المثال، فما السبيل لتثبيت ترتيب الأرباع في ذهني؟ ونسألكم الدعاء.
وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله لك التوفيق والسداد والهدى والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أهل القرآن العاملين بنهجه السائرين على دربه.
هنيئًا لك بهذا الإقبال على كتاب الله الذي هو عنوان كل رفعة وفلاح، وإن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين، والقرآن جليس لا يُمل، وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونُقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.
وقد يسر الله القرآن للذكر، وسهَّل أمر حفظه وتلاوته، ولكل مجتهد نصيب، وهذه بعض الأشياء التي تعينك على الحفظ والمحافظة على القرآن:
[1] الإخلاص لله الذي من ثمراته الاستمرار؛ فإنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.
[2] الدعاء والتوجه إلى الله؛ فإنه الموفق والمعين ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه.(113/141)
[3] اختيار الأوقات الفاضلة مثل البكور والأسحار، وقبل المغرب وسائر الأوقات التي تتسم بالهدوء.
[4] الحرص على تكرار المحفوظ وقيام الليل به.
[5] اعتماد مصحف معين للحفظ، ويفضل مصحف مجمع الملك فهد، لانتهاء الآيات مع نهاية الصفحات.
[6] وصل المحفوظ القديم بالمحفوظ الجديد، فإذا فرغت من ربع فعليك ربط الآية الأخيرة بالربع الجديد الذي ترغب في حفظه.
[7] إلقاء نظرة على المعاني القرآنية، ومعرفة التناسب بين الآية وتلك التي قبلها.
[8] إشراك أكثر من حاسة في الحفظ، فإذا استخدم الدارس يده ولسانه وأذنه وعينه في الحفظ كان ذلك أسرع وأبقى للحفظ.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد وسيلة لأتغلب بها على فتور إيماني ... 237831 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي ـ يا فضيلة الشيخ ـ أني من فترة عزمت على حفظ ما أقدر من القرآن والقيام بالطاعات، والحمد لله سائرة في هذا الدرب بإذن الله، ولكني أشعر بفتور خاصة فيما يتعلق بحفظ كتاب الله، ولا أعرف كيف أتغلب عليه؛ فأرجوكم أن تفيدوني في هذا الموضوع أفادكم الله وجعل الله مثوانا ومثواكم الجنة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فبشرى لمن عزمت على الخير، ومن سار على الدرب وصل، وأرجو أن تحمدي الله على توفيقه فله المن والفضل {بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}.
ولا تظني أن الشيطان يرضى لنا فعل الخير، وقد جند هذا العدو نفسه للقعود في طريق الصالحين (لأقعدن لهم صراطك المستقيم)، فلا حاجة للشيطان في إغوائه الكافرين والغافلين، وماذا يفعل السارق في البيت الخرب.
لكننا نذكر أنفسا بأن كيد الشيطان ضعيف وأنه لا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، لكنه يوسوس ويحاول ويكرر المحاولات وينوع الأساليب {ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله}، فتعوذي بالله من الشيطان، وأسأل العظيم أن يصرف عنك كيده ونفخه ونفثه.(113/142)
وأما بالنسبة للفتور فهو مرض يعترض طريق السالكين إلى الله رب العالمين، ولهذا المرض علاجات نافعة وبإذن الله منها ما يلي:-
1- اللجوء إلى الله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، والمسلم يردد اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ويكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
2- الإخلاص لله، فإنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.
3- تجديد النية ومحاسبة النفس.
4- مرافقة الصالحات المطيعات، فإن التكاليف إذا عمت سهلت.
5- عدم تكليف النفس فوق طاقتها حتى لا يتسلل إليها الملل: (اكلفوا من العمل ما تطيقون فإنه لا يمل الله حتى تملوا).
6- قراءة سير السلف والوقوف على اجتهادهم في الطاعات.
7- اختيار الأوقات المناسبة لتلاوة وحفظ القرآن مع إعطاء الجسم حظه من الراحة، والحرص على قراءة القرآن عند إقبال النفس وانشراحها.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أشعر أن راتب زوجي لا يكفي لضمان مستقبل أسرتي ... 237793 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو نصيحتي في أسلوب التوقف عن القلق عن مستقبل أسرتي حيث إنني أشعر أن راتب زوجي لا يكفي لضمان مستقبل أسرتي، وأنه لم يحقق لنا الاستقرار المادي من شراء بيت أو شقة أو غيرها، وأجد أن تكاليف الحياة تزداد مما يسبب لي القلق! مع علمي أن الأمر بيد الله أولا وأخيرا ولكن انزعج إذا طرأ أمر جديد يحتاج لمزيد من المصاريف، فما هو الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يغنيكم بحلاله عن حرامه، وأن يغنيكم بفضله عمَّن سواه، وأن يعيننا جميعًا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن الأرزاق بيد الله تعالى، وقد قدرها سبحانه ونحن في بطون الأمهات، ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، وقد خلقنا لعبادته وتكفل بأرزاقنا وبأقوات كل الكائنات، قال سبحانه: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين)[هود:6].
وقد وجد إبراهيم بن أدهم رجلاً مهمومًا فقال له: يا هذا رزقك هذا هل يأكله غيرك؟ فقال الرجل: لا! فقال له: أجلك هذا هل يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه؟ فقال الرجل: لا! فقال له إبراهيم: الكون هذا ملكٌ لله فهل يحدث في كون الله شيء لا(113/143)
يريده؟ فقال الرجل: لا! فقال له إبراهيم بن أدهم: ففيم الهمُّ إذًا؟! فضحك الرجل ومضى.
وكان السلف إذا احتاجوا للمال أو السُّقيا أو الولد أو القوة استغفروا الله، يتأولون قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)[نوح:10-12]،
وقد يحرم الإنسان الرزق بالذنب يصيبه؛ فاحرصوا على طاعة الله واجتمعوا على طعماكم يبارك لكم فيه، واعلمي أن الاقتصاد هو نصف المعيشة، وأنه لا خير في الإسراف، فثقي بما عند الله، واعلمي أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
ونحن لم نكلف بالتفكر وشغل النفس بالأرزاق والمستقبل؛ ولكن المسلم مكلف بطاعة الله وعبادته، والله تبارك وتعالى متكفِّل بالأرزاق؛ فقد خلقك الله لعبادته فلا تلعبي، وتكفل برزقك فلا تتعبي، قال تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)[طه:132].
وبين القرآن الكريم أن الإنسان عليه أن يسعى في الأرض لينال ما قدره الله؛ فقال سبحانه: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون)[الجمعة:10]، وقال سبحانه: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)[الملك:15]، فالمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، ولو أننا نتوكل على الله حق توكله لرزقنا كما يزرق الطير تغدوا خماصًا وتروح بطاناً.
وهذا التفكير السلبي لا يفيد ولكننا نزيد أرزاقنا بكثرة الاستغفار لربنا وبحسن التدبير والادخار في مواردنا، وباللجوء إلى ربنا، وبالحرص على ذكر الله عند طعامنا.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من الحقد على غيري لأسباب تافهة ... 237734 ...
السؤال
السلام عليكم.
يوجد لدي مشكلتان أرجو المساعدة في حلهما:
الأولى:أعاني من مشكلة الحقد على غيري طبعا بأسباب ولكن بعضها بسيطة ورغم ذلك لا أريد هذا الحقد وعدم التسامح بأي حجم كان، فبعض الأحيان يطال حتى المقربين مني جدا، لماذا هذا الحقد وعدم التسامح؟ وما هو الحل الجذري؟
الثانية:أريد معرفة معنى الإدراك الذي يتحدث عنه علماء التنمية البشرية، هذا العنصر الهام جدا في حياتنا وخصوصا في الصغر، وما هي أسباب ضعفه عند البعض؟ وما هي أشكال أمراضه؟ وما هي الطرق والوسائل الهامة في المستقبل لأحمي أولادي من ضعفه؟ والذي يعاني منه الآن ماذا يفعل برأيكم؟
مع جزيل الشكر لكم.
والسلام عليكم.
الجواب(113/144)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحقد يا أخي جعله الشرع من الصفات الذميمة، وسوف يفيدك في هذا المشايخ .
من الناحية النفسية، نرى أن الحقد سمة من سمات اضطرابات الشخصية لدى بعض الناس، وربما يحمل أيضاً المنحى الانتقامي نسبةً لظروفٍ قاهرة وغير حميدة، مر بها الشخص في تربيته في سنين العمر الأولى، ولكن يا أخي دائماً على المؤمن أن يلجأ إلى مكارم الأخلاق، وأن لا يريد الشر لغيره، وكل ما لا يقبله لنفسه يجب أن لا يقبله للآخرين.
أنا في الحقيقة سعيدٌ جداً أن ألاحظ في رسالتك أنك غير راضٍ عن نفسك، بمعنى أنك تريد أن تتغير إلى ما هو أفضل، فلماذا يا أخي لا تحاول أن تستبدل هذه الصفة الذميمة بمحبة الآخرين، والعطف عليهم، ومساعدتهم؟ كما أني أرى أنك إذا لجأت إلى الجمعيات الخيرية، وشاركت في نشاطاتها المختلفة سيكون ذلك مفيداً لك جداً .
الحقد يسبب قلقاً داخلياً، ولذا سأصف لك علاجاً مضاداً إن شاء الله للقلق؛ حتى يخفف من كليهما (الحقد والقلق) وهذا الدواء يُعرف باسم موتيفال، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم ترفعها إلى حبة صباح ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة لمدة شهر آخر (الدواء بسيط وسليم وغير مكلف، ويمكن الحصول عليه بدون وصفة طبية) .
أما بالنسبة للإدراك، فهو من السمات التي خصنا الله تعالى بها، وهو المحدد الأساسي لاستيعابنا للمعلومات وتخزينها وتحليلها واستنباطها ، والاستفادة منها عند الحاجة، والإدراك يرتبط لا شك بدرجة الذكاء التي يتمتع بها الإنسان، وهي تتفاوت من شخص إلى آخر، ويُعرف أن حوالي 3% من الناس يُعانون من درجةٍ من التخلف العقلي، والذي قد يكون بسيطاً ، أو متوسطاً ، أو شديداً، وفي حالة التخلف العقلي الشديد يكون الإنسان غير مدرك، وغير مرتبط بالواقع، وحكمه على الأمور ليس بصحيح، كما أن حوالي 5% من الناس يتسمون بدرجةٍ كبيرة من الإدراك والذكاء، وبقية الناس هم في المحيط المتوسط وفوق المتوسط .
الإدراك يعتمد على التعلم الاجتماعي، وكذلك على المسارات الكيميائية والبايلوجية الموجودة بالمخ، وعلى درجة الأكسجين والتغذية التي يتلقاها الدماغ أو المخ، خاصةً في فترات التنشئة والتطور في أثناء الطفولة، كما أن التعلم الأكاديمي والتعلم الاجتماعي يُعتبران من أهم مطورات الذكاء والإدراك لدى الإنسان .
في بعض الحالات تكون هنالك أسباب عضوية وراء ضعف الإدراك أو التخلف العقلي، وهذه الأسباب العضوية ربما تكون نسبةً للوراثة أو نتيجة للوراثة، أو خلل في الكروموزومات أو الجينات، أو نتيجةً لالتهاب المخ، أو ظهور بؤرات صرعية، أو قلةٍ في الأكسجين في أثناء الولادة، أو إصاباتٍ في الرأس في فترات الطفولة الأولى، أو نتيجة لمرضٍ أو دواء تناولته الأم في أثناء الحمل، ربما يؤثر أيضاً على تطور ونمو الدماغ عن الجنين .(113/145)
أما الأسباب الأخرى الغير عضوية للتخلف العقلي، والذي قد يكون بسيطاً هو عدم إتاحة الفرصة الكاملة للطفل من أجل الاحتكاك والتعلم، والتواصل مع أقرانه .
أما بالنسبة للوقاية من ضعف الإدراك، فلا بد أن نتجنب الأمراض الوراثية بقدر الإمكان ، خاصةً التي توجد بين الأقارب، كما أن الطفل لا بد أن يُعطى التغذية المتوازنة، ولا بد أن يكون هنالك حرصٌ على نومه، وأهم من ذلك كله هو الاحتكاك والتفاعل، والتلقين والتعلم عن طريق الوالدين ، وأقرانه .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... أشعر بضعف الإرادة فكيف أقوي إرادتي ... 237722 ...
السؤال
السلام عليكم.
أرجو التكرم بإفادتي حول وسائل تقوية الإرادة، حيث إنني أشعر بضعف الإرادة في كثير من المواقف، منها النظر للنساء أو تناول نوع معين من الطعام رغم أنني أكون قد عزمت على الامتناع عن أشياء كثيرة فأجد نفسي يجب أن أتوقف عنها، ومنها كثرة الشكوى للآخرين عن مشاكلي، البحث عن الآخرين لمرافقتي في حالة الخروج للسوق مثلا، عدم التفكير السلبي في الآخرين أو مقارنة نفسي بهم، حيث يزعجني ذلك وأجد أنني لم أحقق مثلهم ما أريد، الصبر على المواقف الصعبة حيث تربكني الأخبار السيئة وتجعلني أخسر كل ما قرأته من مواضيع في الصبر وحسن التصرف والتوكل على الله والرضا بالقضاء.
وأهم مشكلة لي هي عدم الصبر فأنا متسرع في كل أموري حتى أنه كان بمقدوري أن أحقق نجاحات في كثير من الأمور لو أنني تعلمت الصبر والحكمة وبعد النظر، فهل من وسائل تزيد من قوة الإرادة وقوة التحمل وتعلمني الصبر والتأني وطرق معالجة الأمور بروية وحكمة رغم ـ كما قلت لكم ـ أنني أقرأ كثيرا وأنظر إلى ذلك في جلساتي مع الآخرين، ولكن أجدني أفقدها عندما أحتاجها؟ فما هو نصحكم الكريم؟ بارك الله فيكم وفي من يدعم هذا الصفحة الخيرية وجعلها في ميزان والديكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، والصبر نصف الإيمان، وما أعطي المؤمن عطاءً أوسع من الصبر، والله تبارك وتعالى يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب، وبالصبر ينال الإنسان العلا والرفعة، قال الشاعر الحكيم:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد .. ... .. وبالتقوى يلين لك الحديد(113/146)
وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)[السجدة:24]، والصبر يكون عند الطاعات وعلى المصائب وفي الأمور المدلهمات، ومما يساعدك على الصبر ما يلي:
(1) معرفة أجر وثواب الصابرين.
(2) القراءة عن أخبار السلف وقبلهم الأنبياء وخاصة أولي العزم من الرسل.
(3) محاولات التصبر وضبط النفس على ما تكره.
(4) المسارعة إلى الطاعات وانتظار الصلوات ومخالفة النفس.
(5) الصبر على الأقدار والرضا بحكم القهار.
وعجبًا لأمر المؤمن: إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.
وأرجو أن تعرف أن أكثر الناس بلاء هم الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، فمن رضي فله الرضا وأمر الله نافذ، ومن سخط فعليه السخط وأمر الله نافذ؛ فسبحان من لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يسألون.
فإذا عرف الإنسان أنه عبد لله، وأن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، هانت عليه المصائب، والعاقل ينظر في أحوال أهل الأرض ويتأمل أهل البلاء فإنه يجد في ذلك العزاء ويُعان على الصبر على الضراء، والصبر هو ما كان عند الصدمة الأولى، وهو الصبر الجميل الذي لا يصاحبه ضجر ولا شكوى.
والمؤمن ينظر إلى من هم أقل منه في أمور الدنيا؛ لأنه يهتدي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم كي لا تزدروا نعمة الله عليكم".
وأرجو أن تبدأ بإزالة هذه الفكرة من رأسك، فأنت قوي الإرادة؛ لأنك تواظب على الصلاة وتؤدي الصيام فتمتنع عن الطعام والشراب، وتترك بعض المعاصي والموبقات، فإذا منعت نفسك من الطعام والشراب – وهو حلال – فكيف تضعف في أمر النساء؟
وأرجو أن تعرف أن صيانة الإنسان لعرضه تبدأ بمحافظته على أعراض الآخرين، وهل ترضى هذا الأمر لأختك أو لأمك أو لعمتك؟! فلماذا ترضاه لنساء المسلمين!؟ وحفظ البصر فيه طهارة للنفوس، قال تعالى: (ذلك أزكى لهم)[النور:30].
واعلم أن الشكوى لغير الله مذلة؛ فلا تشكو الرحيم لمن لا يرحم، وعوِّد نفسك كتمان أسرارك؛ فإن الإنسان إذا أكثر الشكوى جلب لنفسه السخرية والاستهزاء والشماتة، ولا تلومنَّ أحدًا على ما لم يعطك الله، وإذا صحبت القوم فاصحب خيارهم، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، ولا بأس من مرافقة الأخيار فإن الوحدة شر والشيطان مع الواحد، ولكن لا بأس من تعويد نفسك الاعتماد على مجهودك الخاص حتى تتقوى في نفسك عناصر الثقة، ورحم الله رجالاً كان الواحد منهم يسقط خطام ناقته فلا يطلب من الناس أن يناولوه، وأحسن من قال:
ما حك جلدك مثل ظفرك .. ... .. فتولَّ أنت جميع أمرك(113/147)
وفكر في كل أمر قد تدخل فيه، ثم صل صلاة الاستخارة إذا لم يتبين لك وجه الصواب؛ فالاستخارة طلب للدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه، ثم شاور الصالحين العقلاء من إخوانك، فإذا عزمت بعد ذلك فتوكل على الحي الذي لا يموت، واعلم أنه لن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه.
ولا شك أن تعلّم هذه الصفات يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى تدريب عملي، وتوجه إلى الله وحرص على طاعته، وأرجو أن تعرف أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، وأحسن من قال:
قد يدرك المتأني بعض حاجته .. ... .. وقد يكون مع المستعجل الذلل
ولا داعي للقلق فأنت لازلت في مقتبل العمر، وسوف تستفيد من مدرسة الحياة وتكتسب كثيرا من الخبرات والمهارات عندما تقتحم الحياة العملية وتعاشر أصنافًا وألوانًا من البشر.
وهذا السؤال دليل على الاهتمام، وهو كذلك مبشرٌ بأنه سوف يكون لك مستقبل طيب بإذن الله؛ لأن الشعور بالأخطاء هو أول وأهم خطوات التصحيح والنجاح.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أقوي النوازع الدينية في وجداني وأهذب أخلاقي ... 237711
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو توجيهي إلى الطريق المثلى للتركيز على الأشياء المهمة في الحياة مثل تقوية النوازع الدينية وتهذيب الأخلاق والشعور بالقوة وعدم الخوف من الخلق واستشعار معية الله في كل أمر، حيث أشعر إنني أملك بعض السلبيات الخطيرة، مثل: أريد أكون أكثر قوة في مواجهة الغريزة الجنسية أو النساء بشكل عام، أريد أن أحب الخير للخلق، وأن أساعدهم وألا أحسد أحدا وأفرح لما يصيبهم من خير، وأن أكون صادقا في نصائحي لهم وتوجيهي لهم.
أنا أحب العطاء، فأنا أشعر بأنني بحاجة إلى مثل تلك المثل في حياتي حتى أقدر أن أقدم شيئا لنفسي ولآخرتي وللآخرين، فما نصائحكم في هذه الحالات النفسية التي تأخذني بين شد وجذب؟ لا أريد أن أسبب الأذى لأحد، وكيف أكفر عن إساءتي لمن أسأت لهم، وكيف أسامح من أساء إلي؟ كيف أوجد في نفسي تلك الخصال منها حب التسامح وحب الخير ونبذ الحسد وعدم النظر لما أعطى الله الآخرين وما فشلت فيه في حياتي لا أعلقه على غيري؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ساليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!(113/148)
فإن الإنسان مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة فإن راج عنك الصدق والخير حملهما الناس إليك، فاعرف الحق تعرف أهله، وأعلم أن الإنسان ما أعطي بعد الإسلام أفضل من صديق صالح يذكره بالله إذا نسي ويعينه على طاعة الله إن ذكر، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت.
ومن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن خاف غير الله أخافه الله من كل شيء، واعلم أن الإنسان يستمد قوته من لزوم الحق، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا وتآمروا وخططوا ليضروك فإنهم لن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وإذا علم المؤمن وأيقن أن مقاليد الأمور بيد الله وحده فإنه يتحرر من كل أسباب الضعف ويشعر أن الله ناظر إليه مطلع عليه لا تخفى عليه خافية، واعلم أن الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه.
ورحم الله إبراهيم بن أدهم الذي لقي رجلاً مهموماً فقال له: رزقك هذا، هل يأكله غيرك ؟ قال لا، فقال ابن أدهم: الكون هذا ملك لله فهل يحدث في كونه الله ما لا يريده؟ فقال ابن أدهم: ففيم الهم إذاً!؟ فضحك الرجل ومضى في سبيله، وتذكر أن كل صفة خبيثة سوف تختفي عندما تكتسب صفة حسنة، وجالس أصحاب الأخلاق الفاضلة لتتأثر بهم، واعلم أن الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم، ومن يتصبر يصبره الله، فإن عجزت عن تغيير الصفات السيئة فغير مجاريها لتكون في الخير والطاعة.
ولا شك أن مراقبة الله والخوف من عقابه مع غض البصر والبعد عن مواطن وجود النساء والاشتغال بالمفيد وتجنب الوحدة والابتعاد عن المثيرات مما يعين على ضعف الشهوة، وكذلك لا يخفى عليك أثر الصيام فإنه يضيق مجاري الشيطان ويقوي روح المراقبة لله، وأرجو أن تتذكر أن الجزاء من جنس العمل فلا تفعل ما لا ترضاه لأخواتك وبناتك، واعلم أن حفاظنا لأعراضنا تبدأ بعفتنا عن أعراض الآخرين.
وأنت ـ ولله الحمد ـ فيك الخير والدليل على ذلك هو هذا الاهتمام والسؤال فاحرص على تنمية جوانب الخير في نفسك، واعلم أن الحسد لا ينفعك ولا يضر المحسودين، وإذا رأيت نعمة تنزل على عباد الله فافرح وتوجه إلى الله بحاجتك، كما فعل نبي الله زكريا عندما دخل على مريم ووجد عندها رزقاً فتوجه لمن أعطى مريم وأكرمها ورفع إليه حاجته فجاءته الإجابة على وجه السرعة، وهكذا يفعل المؤمن: يفرح للنعم وهي تنزل ويرفع حاجته للمنعم الوهاب سبحانه.
والمؤمن السعيد ينظر إلى من هم دونه في العافية والمال والولد تصديقاً وإيماناً بتوجيه الرسول صلى الله عليه وسلم (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم كي لا تزدورا نعمة الله عليكم )، والقرآن أيضاً أدبنا فقال ربنا تبارك وتعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا...}، فالموفق هو الذي يعرف مقدار نعم الله عليه فيؤدي شكرها.
وأرجو أن تتصدق بكل مظلمة ظُلمتها من إخوانك، وتجتهد في كف أذاك عن الناس فإن ذلك صدقة منك على نفسك وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن، وعلم نفسك الرضا بقضاء الله وقدره وقسمته بين عباده فإنه سبحانه لا يسأل(113/149)
عن ما يفعل وهم يسألون، ولا تلومن أحداً على ما لم يعطك الله، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل بلسان أهل الإيمان قدر الله وما شاء الله فعل.
وتدرج في علاج نفسك واعلم أن إحساسك بهذه الأشياء هو أهم خطوات العلاج، وعليك باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه فإنه لا خاذل لمن وفقه.
ونسأل الله لك السداد والرشاد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... سيكون في عرس صديقتي أغاني فكيف أتصرف ... 237699
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنني في الحقيقة أطمع في نصيحتكم وإرشادكم لي في كيفية التصرف الذي يليق بصديقتي في الله، التي سوف يتم حفل زفافها الغير إسلامي بعد شهور قليلة إن شاء الله، وأقصد بكلمة غير إسلامي بأن حفلة الزفاف سوف تكون مصحوبةً بالأغاني.
إنني في حيرةٍ من أمري؛ لأنني عندما أعلمتها بأنني لا أستطيع الذهاب إن كان هناك أغاني في حفلة الزفاف، وقدمت لها اعتذاري، وشرحت لها الأسباب، غضبت مني، وتضايقت كثيراً، وقالت بأنها لا تستطيع احتمال تقبل ذلك مني، خصوصا وأني صديقتها الوحيدة التي تشعر بأني قريبةٌ منها، وقالت أيضاً أنها ربما لن تستطيع التحدث إلي إن لم أذهب.
إن صديقتي في الله على يقين أنني على صواب وهي على خطأ، لكنها قالت لي لا يوجد هناك أحد صالح، ووضعت لنفسها ولنفسي الأعذار الواهية، حتى أغير موقفي تجاه هذا الأمر، و أعلمتني بخبر لم أعلمه من قبل، وهو أنها كانت تريد الانفصال عن خطيبها؛ لأن حفلة الزفاف ستكون ليس كما يرضي الله والرسول صلى الله عليه و سلم، كل هذا من أجلي!
والآن هل أذهب إلى عرسها ويكون ذلك لبضع دقائق بحيث أثبت وجودي؟ أم لا أذهب لإرضاء الله ورسوله؟ وما هي الطريقة المناسبة لإرضائها؟ وكيف يكون ذلك؟ و بماذا تنصحوني؟
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُبارك فيكم، وأن يجزيكم خير الجزاء، وأن يرزقكم الإخلاص في القول و العمل، وأن يجعل جميع أعمالكم خالصةً لوجهه، وأن يتقبلها منكم، اللهم آمين.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفقيرة إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً، فإننا نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على حسن تمسكك بأوامر الله تعالى، وحرصك الطيب على اجتناب كل ما يُغضبه جل جلاله ، وقد قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم}.(113/150)
وأما عن سؤالك: هل تذهبين إلى حفل زفاف صديقتك مع وجود ما يُغضب الله تعالى؟ فالجواب هو: كلا، لا تذهبي إلى هذا الحفل، بل إن عدم ذهابك هو أمرٌ واجبٌ عليك شرعاً لا ينبغي مخالفته، فإن طاعة الله جل وعلا مقدمةٌ على طاعة كل مخلوق، ورضاه جل جلاله مقدمٌ على رضا كل مخلوق ولو كان الوالد أو الوالدة، فكيف بالصديقة والرفيقة!!
وقد أجمع الأئمة والفقهاء عليهم جميعاً رحمه الله تعالى أن من الأعذار الشرعية لعدم حضور وليمة الزواج، أن يكون هنالك أمرٌ منكر لا يقرّه الشرع ولا يُقدر على إزالته، قال الله تعالى:{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} فأمر الله تعالى بالإعراض عن كل مجلس يُعصى فيه، وعدم الجلوس مع أصحابه حتى ينتهوا عما هم فيه من المعاصي والمخالفات، فلا يحل مجالسة العصاة دون الإنكار عليهم، بل الواجب هو الإنكار على كل من عصى الله العظيم عند القدرة على ذلك، فإن عجز المسلم عن الإنكار وجب عليه الانصراف، وإلا صار مُشاركاً لهم في الإثم، ومعيناً لهم على الباطل، فإن أهل الباطل إذا رأوا أهل الحق يجالسونهم مع ما هم فيه من المحرمات أدى ذلك إلى زيادتهم في الحرام، وأدى بهم ذلك إلى التهاون في أمر الله أكثر من ذي قبل، مع استخفافهم بأهل الحق وعدم مبالاتهم، كما هو مشاهدٌ ومعلوم.
وأيضاًَ، فإنه إذا تعارض رضى المخلوق مع رضى الخالق جل جلاله، كان الواجب هو التماس رضى الخالق، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس).
والمقصود أن الواجب عليك هو عدم الالتفات إلى كلام صديقتك المذكورة، بل يتعين عليك مراعاة أمر الله تعالى، ولو أدى ذلك إلى إغضابها وعدم رضاها.
وأيضاً، فإن هذه الصديقة مُخطئة تماماً في قولها: (إنه لا يوجد هنالك أحد صالح) بل الخير في أمة محمد صلى الله عيله وسلم موجود إلى يوم القيامة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة).
وأيضاً، فإن هذا العذر هو عذرٌ باطلٌ فاسد، فإن ارتكاب الحرام بالاحتجاج بفساد الناس هو عذر الضعفة الذين لا يملكون الثبات في وقت الأزمات، بل الواجب أن يوطن المسلم نفسه على الخير سواءً أساء الناس أو أحسنوا، فقد أخبر تعالى بأن أكثر الناس على غير هدى واستقامة، كما قال تعالى {وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}، وقال تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}.
وأما عن الطريق المناسب والصحيح في التعامل مع هذه الصديقة، فإننا نرى أن الوضوح والصراحة هما الحل السليم، فبيني لها بكل وضوح أنك مع محبتك لها وودك إياها إلا أنك ترفضين معصية الله، وأنك تقدمين رضى الله على رضى المخلوق، وأنك قد سألت أهل العلم فأفتوك بحرمة المشاركة في مثل هذه الأمور،(113/151)
وبكل وضوح فإن شعارك في كل الأمور: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يومٍ عظيم}.
وأيضاًَ، فإن زيارتك لتهنئة هذه الصديقة بعد إتمام الزواج في بيتها سوف يُزيل عنها -إن شاء الله تعالى- كل ما قد وجدته في نفسها عليك، ولا ريب أنها ستكون أكثر اتزاناً وتعقلاً من حالتها التي هي فيها الآن، والتي ربما أدت إلى هذا الموقف.
فإن حصل الرضا بذلك فهو المطلوب، وإلا فإنك قد أرضيت ربك ولا عبرة بعد ذلك برضى من خالف أمر الله تعالى.
فاثبتي على موقفك، واسألي الله التوفيق والثبات، فقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
وفقك الله لما يحب ويرضى، وشرح صدرك للهدى والرشاد.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... دلوني على نظام يومي لحفظ القرآن وتعلم اللغة الإنجليزية ... 237651
السؤال
السلام عليكم. شكر الله لكم جهودكم.
أريد نظاما يوميا لحفظ القرآن، وكيفية تعلم اللغة الإنجليزية.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية؛ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يُعينك على حفظ كتابه، وأن ييسر ذلك لك، وأن يجعلك من العلماء العاملين.
وبخصوص ما ورد برسالتك من رغبتك في حفظ القرآن الكريم، وتعلّم اللغة الإنجليزية، فدعني أبدأ معك أولاً بالقرآن الكريم.
1- أكثِر دائماً من الدعاء بحفظ القرآن، وأن يعينك الله على ذلك.
2- لا يشغلك الحفظ عن التلاوة اليومية، فإن التلاوة وقود الحفظ.
3- تخيّر رجلاً ماهراً بالقرآن تحفظ على يديه؛ لأنه لا بد من التلقي، فإذا لم يتيسر لك، فاستعن بأشرطة المقرئين الجيدين، أمثال المصحف المعلم للشيخ محمود الحصري.
4- حدد لك قدراً معيناً تحفظه يومياً في حدود استطاعتك، ولا تنقطع.
5- حاول قراءة تفسير الآيات التي تريد حفظها.
6- حدد لك مصحفاً معيناً لا تحفظ إلا فيه، ولا تقرأ إلا منه.
7- احرص على أن تقرأ في الصلاة بما تحفظه خاصةً السنن.
8- عاقب نفسك إذا تكاسلت عن الحفظ والتلاوة بأداء عبادة أخرى كالصيام أو القيام.
9- إذا فاتك ورد يوم فضمه إلى اليوم الذي بعده ولا تتركه.(113/152)
وأنا واثق من أنك إن التزمت هذا البرنامج فستحفظ القرآن في مدةٍ قصيرة.
أما عن اللغة الإنجليزية، فهي كالقرآن في ضرورة سماعها من الناطقين بها والمتقنين لها، ولذلك الأفضل الالتحاق بإحدى المؤسسات التعليمية لديكم، أو سماع الأشرطة الخاصة بذلك، وهناك على الإنترنت دورات كاملة في تعليم الإنجليزية بسهولة ويسر، حاول استعمالها حتى تطور وتتحسن، وإياك أن تُكثر منها على حساب اللغة العربية.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... سماعي للأغاني يواسيني ويهدئ من عشقي ... 237634 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المشكلة تبدأ كالآتي:
أنا شاب عندي زيادة في وزن الجسم، زيادة 10- 15 كيلو عن المعدل الطبيعي، وشكلي ليس بالجميل كسائر الشباب؛ فأردت أن أذهب إلى النوادي الرياضية لأنحف بسرعة لكي أعود إلى مدرستي في العام القادم وأفاجئ زملائي، وبالفعل ذهبت إلى النادي ولكن هذا النادي يضع الغناء الفاحش المثير للفتن والشهوات، فقلت في نفسي إنما الأعمال بالنيات وأنا أتيت إلى هنا لكي ألعب الرياضة وأنحف وأقوي بنية جسدي، ولكن مع استمرار سماعي للغناء أدى في نفسي إلى ترك الصلاة للأسف وبدون أن أشعر - سبحان الله - بعدما كنت أصلي وأدعو الناس إلى الصلاة!!!
أدى في نفسي إلى حب سماع الأغاني التي سمعتها في النادي، وعندما سمعت أغاني النادي لم أكتف بل أردت أن أكتشف المزيد وأسمع المزيد من الأغاني - سبحان الله - بعد ما كنت أمنع بعض أقاربي من سماع الأغاني وأحذر الناس والأقارب من الأغاني وضررها وبأنها معصية! وكذلك استمر حالي واليوم يكون اليوم 12 أو 14 لي في النادي، ولي 10 أيام أسمع أغاني و10 تارك الصلاة.
أنا تقدمت باستشارة إلى الدكتور أحمد الفرجابي لأني أعشق أي بنت جميلة، فأنا أعشقها إلى الآن، والأغاني التي أسمعها تهدئني وتواسيني ولا أستطيع الاستغناء عنها، فهي من يواسيني وهي من أشعر بأنها تقول الذي في قلبي بصراحة وهي التي أميل إليها.
وسألت شيخا فقال اسمع قرآن أفضل لك، ولكن لنتكلم بكل صراحة: شاب في سن المراهقة يعشق فتاة ما، فنفسه سوف تميل أكثر إلى القرآن أم إلى الأغاني؟؟! فسوف يميل إلى الأغاني!!
وأقول بصراحة أن سماعي للأغاني يواسيني لأني لا أرى الفتاة ولا أتكلم معها ولا يحصل بيننا أي شيء، فلو تركت الأغاني سوف أتعب كثيرا لأن ذلك هو الذي يواسيني! مع العلم بأن الملتزمين بالدين في حينا قلة، أعني نادرا ما تلاقي واحدا ملتزما بالدين ولا يسمع أغاني (هذا إن وجدت!!).
السؤال:(113/153)
1) هل أبقى في النادي؟
2)هل أسمع الأغاني وأصلي وأستغفر بعدها؟
3:)ما الحل لنفسي التي تعشق بنتا ما ولا تستطيع نفسي نسيانها؟
4)لا أحب أن أجلس إلا مع الراديو والأغاني، فماذا أفعل؟
5)ماذا أفعل مع أقاربي الذين علموا بطريقة ما وأصبحوا يعايروني؟ مع العلم أنني تبت من زمان 4 - 5 مرات من الغناء، فماذا أقول لهم؟
6)أنا محرج من هذا السؤال: قال لي الدكتور أحمد فرجابي إذا تذكرت فتاة جميلة تذكر عيوبها فالجمال نسبي، أقول لكم فعلت مثلما قال الدكتور ولكن لم أستفد! حتى الأشياء القذرة التي فيها أصبحت أعشقها!! فما الحل؟
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فشكراً لك على هذه الصراحة ولا داعي للحرج، فنحن في مقام الأب الحنون، والأخ الشفيق، ويسعدنا أن يفتح لنا الشاب صدره ويعبر عن كل ما يجول في نفسه، ونسأل الله أن يعيننا على حسن الاستماع وحسن التوجيه.
واعلم أنه ليس عيباً أن تظل سميناً، ولكن العيب في أن تظل مستمعاً للأغاني ميالاً إلى المزمار الشيطاني حريصاً على إطلاق بصرك في الغاديات والرائحات.
ولاشك أن هناك أندية أخرى ووسائل عديدة لتخفيف الوزن، فلا داعي للبقاء في هذه البيئة التي لا تعين على ذكر الله والصلاة، فعجل بالتوبة وبالخروج من هذا النادي، واجتهد في ترك سماع الأغاني فإنها بريد الزنا ومهنة الفساق، وسماع الأغاني يذهب الحياء ويضيع المروءة، وقد اعترفت بآثار الأغاني السيئة عليك، وأنت لازلت في البداية، ونسأل الله أن يعصمك من الدخول إلى الوسط الفني الذي تفوح منه روائح المخدرات والموبقات، وهذه شهادات التائبين من أهل الفن، مع أن العاقل لا يحتاج لمن يشهد بذلك؛ لأن المحاكم والصحف تطفح بتلك الفضائح والرزايا.
كما أن سماع الأغاني يؤثر على قلب الإنسان وعلى مستواه العلمي، وقبل ذلك يؤثر على التزامه بدينه، لأن كلمات الأغاني مخالفة للشريعة في معظمها لأنها لا تخلو من كلمات شركية وألفاظ سوقية وعبارات غزلية، فكيف إذا صحبتها الموسيقى والحركات المائعة، أو قامت بأدائها عاهرة فاجرة عارية، فعليك بالمسارعة بالخروج من هذا المأزق.
ولا ينبغي للمسلم أن يقول أسمع الأغاني ثم أستغفر وأصلي لأن الله عليم بذات الصدور، هذه الخديعة لا تنطلي على الناس، فكيف برب الناس الذي لا تخفى عليه خافية؟ وإذا سمع الإنسان الأغاني وأطلق بصره في وجوه العذارى فلن يخشع في صلاته، ولن يتمكن من ذكر ربه، وربما وصل به الأمر إلى العشق المذموم ثم إلى(113/154)
الشرك بالله، والعياذ بالله، وهل ترضى أن يحملق الشباب في وجوه أخواتك وقريباتك؟ فلماذا ترضى ذلك لنساء الناس؟
وأرجو أن تشغل نفسك بالمفيد ولا تفكر في هذه الأمور قبل حلول وقتها، وتهيئة الظروف المساعدة لك على موضوع الزواج، وأرجو أن تبتعد عن المثيرات وتتخلص من الوسائل الموصلة إلى الوقوع في الموبقات، واعلم أن علامات صدق التوبة أن يهجر الإنسان بيئة المعصية، ويفارق رفاقها ويتخلص من أدواتها وينسى ذكرياتها، ويبرهن على صدق توبته بعمل الحسنات الماحية مع الندم والاستغفار والتطلع إلى رحمة الكريم الغفار.
وإذا كان أقاربك يعيرونك فماذا سيفعل بك الآخرون!؟ فاتق الله وعد إلى صوابك، وإذا تبت إلى الله فسوف يبدل الله الأحوال، فإن الله يفضح أهل المعاصي ويجعلهم محتقرين بين الناس.
أما بالنسبة لنصيحتنا لك بتذكر العيوب والقاذورات، فهذا علاج ذكره ابن الجوزي رحمة الله عليه، وهو علاج نافع لمن يبتلى بهذا المرض، لأن العبرة ليست بجمال المظهر، فقد تكون حاملة لفيروز الإيذر، وقد يكون قلبها خاليا من الإيمان، وعند ذلك يصدق عليها ما قاله الشاعر:-
جمال الوجه مع قبح النفوس ** كقنديل على قبر المجوس
وإذا تهيأت لك ظروف الزواج فاطلب صاحبة الدين وركز على جمال الأخلاق؛ لأن جمال الشكل عمره محدود، وهو عرضة للزوال لأي سبب من الأسباب أو عارض من العوارض أو بفعل مرور الزمن وتقدم السن.
وفي الختام أحيي فيك عناصر الخير وأنصحك بالاهتمام بمرافقة الأخيار وتلاوة كلام الرحيم الغفار، وأكثر من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... يسيطر على نفسي حب المال ولم أخرج الزكاة منذ سنين ... 237424 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو نصحكم الكريم في موضوع حب المال، حيث إنه يسيطر على نفسي ولم أخرج الزكاة منذ سنين بحجة أنني أريد أن أشتري بيتا، فلا يوجد لدي بيت، ولكن أشعر بأن الأمر خطير لأنني لا أخرج الزكاة بالإضافة إلى أنني قليل التصدق، وهذا يجعلني في موضع شك مع ذاتي وإيماني.
وأنا أعمل موظفا براتب في إحدى دول الخليج، وأسرتي تعيش في دولة أخرى غربية، وتحتاج إلى نفقة كبيرة، وهذا يجعلني أسوف في الزكاة أو الصدقات، فما هي نصائحكم؟ أريد أن أشعر بطعم الإيمان الحقيقي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.(113/155)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك قد ختمت سؤالك بهذه العبارة: (أريد أن أشعر بطعم الإيمان الحقيقي) ولا ريب أن الإيمان الحقيقي لن يحصل لك على الوجه الكامل إلا إذا امتثلت أوامر الله تعالى، واجتنبت محارمه، فإذا أطعت الله في الحلال والحرام فأنت المؤمن التقي الذي ذاق طعم الإيمان، كما روى الإمام الترمذي في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس) فإذا أردت أن تكون المؤمن التقي العابد، فاجتنب الحرام، واعمل بالواجب الذي أمرك ربك به.
وأيضاً، فكيف سيكون إيمانك وأنت بنفسك تعترف أنك تمنع الفقير حقه الذي أوجبه الله تعالى في المال؟!! وكيف سيكون حال إيمانك وأنت تهدم ركناً من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها الدين، وأُقيم عليها الإسلام؟!!
إذاً، فلا بد من أن تتدارك نفسك قبل فوات الأوان، هل تحب أن تكون ممن قال الله جل جلاله فيهم: {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جنهم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}، فهل تحب أن تكون ممن ذمهم الله، وعابهم، وبشرهم بالعذاب الأليم الموجع؟!! وهل ترضى أن تكون عاقبتك هي عاقبة الخزي والعذاب، ثم الغضب من الله الجبار جل جلاله؟
وهل ترضى أن يوبخك ربك فيقول لك يوم القيامة وأنت تحترق: {هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}؟ فإن تفسير الكنز المحرّم هو المال الذي لا تؤدى زكاته الواجبة، بحيث تمنعه وتحجزه عن مستحقية من الفقراء وغيرهم.
وقد أخرج مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجلٍ لا يؤدي زكاة ماله إلا جُعل له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضى بين العباد، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار).
فتأمل -يا أخي- هذه العقوبة التي تحيّر العقول (خمسين ألف سنة) وأنت تتعذب وتحترق، ثم بعد ذلك لا تدري أتذهب إلى الجنة أم إلى جهنم -والعياذ بالله-.
فهل يستحق جمع المال بالحرام مثل هذه التضحية العظيمة؟!
وأيضاً، أفلا تحب أن تكون ممن قال فيهم الرحمن جلا وعلا: {قد أفلح المؤمنون * الذي هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون}؟
ألا تريد أن تكون ممن قال فيهم الله العظيم: {والذين في أموالهم حقٌ معلوم * للسائل والمحروم}؟
وهل ترضى أن تكون عبداً للمال بحيث تقدم حب المال على حب الله ذي العزة والجلال!!
تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار) فهل ترضى أن تكون من هؤلاء المبعدين الذين دعا عليهم -صلوات الله وسلامه- بالتعاسة؟
فكن على حذر، وتب إلى ربك العظيم الكريم.(113/156)
وأيضاً، فإنك بمنعك الزكاة تكون قد منعت حق الفقير والمحتاج، فهل ترضى أن تكون غاصباً وظالماً لحقوق المسلمين؟
فهذا هو الدواء، وهذا هو الشفاء: التوبة العاجلة... الرجوع إلى الله من هذه الكبيرة العظيمة .
وأيضاًَ، فأين يقينك من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مالٌ من صدقة)؟
وتأمل في حالك لو عاقبك الله بأن سلبك هذه الأموال التي تُحبها أكثر مما تحب طاعة الله، فتأمل لو أصابك الله بمرض أو عاهة أو مُصيبة جعلتك تُنفق هذه الأموال كلها لكي تجد الشفاء، ولكي تجد الراحة من البلاء، قال تعالى: ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم}، وقال تعالى: {ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير}.
فإذا وفقك الله للتوبة النصوح، فاعلم أنه يجب عليك أن تخرج زكاة مالك على الفور، وأما السنين التي لم تخرج فيها الزكاة، فيجب عليك إخراج القدر الذي تعلمه عن كل سنة، فإن لم تعلم القدر بالتحديد، فحاول إخراج الذي يغلب على ظنك أنه كان القدر الواجب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، التائب من الذنب حبيب الرحمن).
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أشعر أني تائه في هذه الدنيا فماذا أعمل ... 237328 ...
السؤال
السلام عليكم.
عادة عندما يتوه شخص ما في طريق يسترشد بالإشارات الموجودة على حافتي الطريق، فماذا يفعل شخص عندما يشك أنه تائه في هذه الدنيا؟ أي هل أنا على الطريق الصحيح أم لا؟
ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الإنسان إذا اتبع هدى الله فإنه لا يضل ولا يشقى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، ولن يتوه المسلم إذا علم أنه خلق لغاية عظيمة قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، فنحن لم نخلق عبثاً ولن نترك سدى.
ونجاح الإنسان في الحياة يبدأ بطاعته لله وحرصه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وقد تركنا ـ عليه صلاة الله وسلامه ـ على المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها، وترك(113/157)
لنا معالم هادية تتمثل في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة الراشدين من بعده، واجتهد سلف الأمة في بيان معالم هذا الدين الذي شرفنا الله به.
والمسلم يعرض نفسه على كتاب الله كما قال العالم الحكيم لهارون الرشيد؛ فقال هارون رحمه الله: "على أي موضع في كتاب الله أعرض نفسي"، فقال له: "على قوله تعالى :{إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}، وقد وضح لك طريق الأبرار ومصيرهم ودرب الأشرار ومثواهم.
والعاقل يدور مع كتاب الله حيث دار ويسلك طريق النبي وصحبه الأخيار، ولست أدري كيف يتوه من علم الغاية التي خلق لأجلها والمهمة التي ينبغي أن ينشغل بها، وأعطي عقلاً يميز به بين الصواب والخطأ!؟ فعلينا أن نحمد الله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.
وهذا الإسلام يجيب عن أهم الأسئلة التي تحير أهل الأرض حتى قال قائلهم:-
لست أدري ولماذا لست أدري؟ لست أدري
لست أدري من أين جئت ولكني أتيت
ولقد بصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسوف أظل سائراً رضيت هذا أم أبيت
لماذا لست أدري لست أدري؟
فتأمل حيرة هؤلاء، واحمد الله على هدايته وتوفيقه، واشغل نفسك بطاعة الله، وبما يفيدك في دنياك وآخرتك، واجعل لنفسك أهدافاً ورتب الأولويات وقدم الأشياء بحسب أهميتها، واجتهد في طلب العلم، فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب.
واعلم أن النجاح والفلاح لا ينال إلا على جسر من التعب، ولن ينال الإنسان ما يتمنى إلا بالعمل بعد التوكل على الله وأحسن من قال:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء.
واحرص على أن يكون همك رضوان الله ليجمع الله لك شملك، فإنه ((من أصبح وأكبر همه الدنيا شتت الله عليه شمله ومن أصبح وهمه الآخرة جمع الله له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة)).
ونوصيك بكثرة اللجوء إلى الله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وعليك بتقوى الله والإحسان، فإن الله تبارك وتعالى يقول:{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
وتعوذ بالله من الشيطان واعلم أن هذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، وجالس أهل الخير وابحث عن الناجحين في حياتهم، واعلم أن لكل مجتهد نصيبا، وتذكر أن الله قسم المواهب والأرزاق والآجال، وكل ميسر لما خلق له، واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، وأرجو أن تستقبل الحياة بروح جديدة وبأمل جديد.
ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي(113/158)
ـــــــــــــــــــ
... لو حفظت القرآن في شهرين فهل سأنساه في المستقبل ... 237033 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فسؤالي هو: توجد دورة في حفظ القرآن الكريم في شهرين في الحرم المكي وأود أن أسأل إذا كان حفظ القرآن في شهرين فهل سيُنسَى في المستقبل أم لا؟ وهل حفظ القرآن تختلف صعوبته من الملتزم إلى غير الملتزم لأنني لست من الملتزمين جداً؟ وماذا تنصحونني بعد حفظ القرآن إن شاء الله كاملاً؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن السعي في حفظ كتاب الله ودراسته هو من أعظم القربات التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا، وقد ثبت في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها) ومعنى (ارق) أي اصعد في درجات الجنة ومراتبها بسبب حفظك لآيات الله الكريمات.
وأخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، والمقصود أن حفظ القرآن من خير الأعمال، ومن خير ما يبذل الإنسان فيه وقته وجهده، غير أن حفظ القرآن بدون العمل به، وبدون رعاية أوامره، لا يصح أن يقع من المسلم، بل يحاول المسلم أن يحفظ آيات الله ويعمل بها، فيمتثل أوامر الكتاب العزيز، وينتهي عما نهى عنه، وإلا صار القرآن والعياذ بالله حجة على الإنسان لا حجه له، كما قال صلى الله عليه وسلم (والقرآن حجة لك أو عليك).
وأما عن حفظ القرآن كاملاً في مدة شهرين، فلا ريب أن هذا الأسلوب من حفظ القرآن هو أسلوب غير صحيح، بل هو خطأ قطعاً، فإن القرآن بل سائر العلوم تحتاج إلى وقتها الكافي وزمنها المناسب لكي تستقر في الأذهان وتصبح محفوظة يسهل استذكارها.
ومن المعلوم أن مثل هذه الدورات لن تنتج نتاجاً حقيقياً، فإن الإنسان بطبعه يحتاج إلى وقت يناسب عقله وحافظته لكي يحفظ مثل هذه القدر من القرآن، وحتى لو تمكن بعض الأشخاص مثلاً من فعل ذلك، فهذا أمر نادر وليس بعام.
وقد نص العلماء في آداب طلب العلم، على أن الطالب عليه أن يقلل من قدر المحفوظات حتى يتقن حفظها ويضبط نصها ويستطيع استذكارها متى شاء، ولذلك قيل: (ما أخذ بسرعة ذهب بسرعة)، وهذا أمر معلوم عند أهل الاختصاص والمعرفة.(113/159)
والذي نشير عليك به، أن تقوم بحفظ القرآن على يد أحد الشيوخ أو الإخوة الذين معك، متدرجاً في الحفظ شيئاً فشيئاً، فإن العلم يؤخذ مع الأيام والليالي والصبر عليه، ولا يؤخذ دفعة واحدة.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أنا أعجبت بممثل أجنبي فكيف أدعوه إلى الإسلام ... 236970 ...
السؤال
لقد كنت معجبة بأحد الممثلين الأجانب وكنت أفتح صفحات الإنترنت التي تتحدث عنه وفتحت مرة على إحدى الصفحات ووجدت عنوانه ولكني لم أهتم كثيرا بذلك، ولكن بعد أن هداني الله ـ والحمد لله ـ وتغيرت بفضل الله إلى الأحسن جاءتني فكرة ربما تكون مجنونة وهي أن أدعوه إلى الإسلام وأعرفه الإسلام الصحيح وما يراه من المسلمين الآن ليس هو الإسلام وأخلاقه الذي تخلق بها الرسول الكريم وصحابته الأخيار!
مع العلم أنه كان يمثل مسلسلا عن مغامرات سندباد وهو - أظن - في العصر العباسي وسلوكياتهم وملابسهم وأفعالهم لا تمت للإسلام والعروبة بصلة، وأريد أن أشرح لهم كيف كان الناس في هذا العصر، لماذا كان الإسلام يقوى في هذه الفترة وفترات ضعفه، لماذا؟ وأريد أن أصحح له تلك المفاهيم عن الإسلام ولكن هل أقوم بتلك الخطوة؟ وإن قمت بها فكيف؟ أنا لا أعرف كيف أدعوه، ويستجيب لي! أنا لا أريده أن يدخل النار وأنا أريده أن يكون أخي في الله، ويمكن أن يقوم بدور فاعل عندما يعتنق هذا الدين الجميل.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يرزقك الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل هذه الخطوة خالصةً لوجهه الكريم، وأن يجعلك سبباً في هداية هذا الممثل وغيره.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا يخفى عليك أن الدعوة إلى الله تعالى واجبةٌ على المسلمين جميعاً رجالاً ونساءً، وأن النساء في الصدر الأول والعصور الزاهية للإسلام كان لهن دورٌ عظيم في خدمة الإسلام والدعوة إليه، بدءاً من السيدة خديجة والسيدة عائشة أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة الأجلاء الأخيار، إلى عصورٍ متأخرة من تاريخ هذه الأمة، حتى أصاب الأمة ما أصابها من الجهل والفقر والتخلف، فعاد ذلك على جميع المسلمين، وتوقف دورهم العام عن حمل رسالة ربهم، وأصبح أعداؤهم هم الذين يحاولون إخراجهم من الإسلام وتحويلهم عنه بشتى(113/160)
الطرق والوسائل، فالذي تفكرين فيه إنما هو شيءٌ طبيعي جداً، بل وواجبٌ عليك وعلى كل مسلمة هداها الله لمعرفة الحق والعمل به؛ حتى تستعيد الأمة مكانتها التي فقدتها، ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون ذلك قريباً.
وأما عمّا يتعلق بهذا الممثل الأجنبي، فإن الأمر يحتاج إلى بعض التفصيل، فأول شيء هو: هل يجوز للمسلم أن يعجب أو يحب غير المسلمين؟ إن عقيدة الولاء والبراء تمنع ذلك؛ لأن من شروط لا إله إلا الله محبّة هذه الكلمة ومحبة أهلها العاملين بها، وبغض أعدائها، وعدم التعلق القلبي بهم؛ لأنهم لا يحبون الله ولا رسوله ولا المؤمنين، فهل يُعقل أن تحب مسلمة مثلك من يكره الله أو يسبّه أو ينكر وجوده أو يدعي له صاحبه أو ولداً؟ قطعاً لا يجوز ذلك بحال، لذا عليك أن تُجاهدي نفسك في طرد فكرة الحب أو الإعجاب من قلبك، وأن تجتهدي في ذلك لقوله تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم ... }، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق}.
والشيء الثاني: إنه لا مانع من دعوته كأي كافر من الكفار، بشرط أن تكون لديك ثقافة واسعة عن الإسلام، ومعرفة بوسائل الدعوة إليه، وأنصحك بقراءة كتاب: (كيف تدعو نصرانياً إلى الإسلام؟) وهو متوفر في المكتبات الإسلامية لديكم، مع ضرورة أن يكون ذلك ابتغاء مرضاة الله، ولا يتوقف الأمر على غيره، وإنما اجعلي هذا هدفك لدعوة غير المسلمين جميعاً إلى الإسلام.
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هناك قسيس يكره الإسلام بشدة فما العمل ... 236929 ...
السؤال
لقد حاولت عدة مرات أن أعرف سبب كره أحد القساوسة في قناة الحياة الدعائية التبشرية والذي يتهم فيه الإسلام بأنه دين ارهاب وعنف وأنه انتشر بحد السيف، ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زنيخرى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرد كيد الظالمين إلى نحورهم، وأن يرينا فيهم آية من آياته، وأن يثبت المسلمين جميعاً على الحق، وأن يبصرهم بكيد أعدائهم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تشكو منه ما هو إلا صورة مكررة من الحقد والحسد والكراهية التي تمتلئ بها صدور هؤلاء الكافرين الذين يُريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم وبغيظهم، ويقتلهم هذا الانتشار المذهل للإسلام، رغم محاولاتهم(113/161)
المستميتة للحيلولة دون حدوث ذلك، ورغم ما يبذلون من أموالٍ هائلة، ويضعون من خطط محكمة لصرف المسلمين عن الإسلام، ورغم ذلك يرون الإسلام في انتشار، خاصةً في العالم المتحضر، فما من يومٍ يمر إلا وتسمع عن العشرات الذين يدخلون الإسلام من جميع الجنسيات ومن جميع أنحاء العالم خاصةً الغرب.
فهذا القسيس المريض مثله مثل النملة التي تريد أن توقف الطوفان، أو أن تتحدى الإعصار، ونسي أن الإسلام هو دين الله وشرعه ورحمته للعالمين، وأن الإسلام ينتشر بطاقته الذاتية وقدرته على المواجهة والتحدي، وإعجازاته العلمية المبهرة التي تظهر يوماً بعد يوم، وعظمة عدالته، ومراعاته لطبيعة الإنسان، بعيداً عن الإفراط والتفريط.
إننا معاشر المسلمين لا نبذل جهداً يذكر في الدعوة إلى الإسلام، إنما الإسلام هو الذي ينتشر بنفسه وبنصوصه وحقائقه، ولذا لا تُلقِ بالاً لمثل هذا المسكين، لأنه سيموت هو وأمثاله بغيظهم {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} إلا أن دورك إنما هو في عدم الإنصات إليه، وحث المسلمين المحيطين بك على مقاطعته؛ حتى لا تتسرب مثل تلك الشبه إلى قلوب البسطاء من المسلمين، فتؤثر فيهم، ثم محاولة الاطلاع على الكتب الإسلامية التي ترد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وكيفية إبطالها والقضاء عليها، ومن ثم مساعدة إخوانك الذين قد تثار لديهم مثل تلك الشبهة، وذلك ببيان الحق لهم، فأد دورك المطلوب، وأوقد شمعة ولا تعلن الظلام، وحصن نفسك بالعلم، وساعد إخوانك، وبين لهم حقيقة هذه الشبه، وقل دائماً كما قال الله: {قل موتوا بغيظكم}.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد التوبة لكنني أشعر باليأس والقنوط ... 236121 ...
السؤال
أريد التوبة لله، لكن المشكلة أنني ارتكبت الكثير من المعاصي في حق الناس، ماذا أفعل بعد أن صحوت من غفوتي؟ أأقنط من التوبة؟ أريد المساعدة، أرجوكم، لقد يئست من هذه الدنيا إنني لا أستطيع النوم كلما أتذكر ذنوب الماضي، إنني أجلد نفسي وأعذبها بقلة النوم على ذنوب لا يمكن إصلاحها مع الناس.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ JJDHDHDH حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبدايةً أطرح عليك هذا السؤال وبدون مقدمات: من الذي يمنعك من التوبة؟! إن كانت كثرة الذنوب هي التي تجعلك تظن أنها تمنع من التوبة، فإنك قد أخطأت في هذا، بل إن كثرة الذنوب يجب أن تجعلك أحرص الناس على التوبة وعلى المسارعة إلى الله.
وإن كنتَ تظن أن ذنوبك عظيمة وكبيرة، وأنك أجرمت في حق فلان، وفي حق فلانة، فالجواب ما قاله الله الكريم الحليم في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى(113/162)
الله عليه وسلم عن ربه، قال الله تعالى: (يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بُقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاًَ لأتيتك بُقرابها مغفرة).
إذن، فلتفرض أن ذنوبك ملئت الأرض وبلغت أعلى السماء، فإذا تُبت واستغفرت صادقاً نادماً، ترجو رحمة الله ربك وتخاف عقابه، فإن الله سوف يغفر لك، وعداً صادقاً وثواباً عاجلاً.
فكيف تقول -يا أخي- أنك يائس وأنك قانط، والله تعالى يقول: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون }، ويقول: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}؟
هذه رحمة الله المفتوحة، وباب التوبة الفسيح ينظرك لتدخل منه، {ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين}، هذه رحمة الله التي يقول فيها تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء}.
كيف تقول إنك قانط ويائس، والله العظيم، الرب الرحيم، يدعوك ألا تقنط وألا تيأس؟ { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}، فهاهو تبارك وتعالى يدعوك فيقول لك يا عبدي الذي أسرف على نفسه بالخطايا وأسرف على نفسه بالظلم، يا عبدي العاصي، لا تقنط من رحمة الله، إنني أغفر جميع الذنوب، أغفر للتائبين المنيبين، بل أغفر لمن أشاء، فرحمتي وسعت كل شيء.
واستمع إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (والذي نفسي بيده لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقومٍ يُذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم).
فهل بعد هذا الكلام وهذه الرحمات، وهذه الفسحة في دين الله، يصح أن تيأس من رحمة الله؟ وأنت العبد المؤمن الذي يُوقن بربه الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
إذن، فأول واجب عليك الآن أن تتوب إلى الله من يأسك وقنوطك من رحمته، ثم تتوب من كل الذنوب التي قد اكتسبتها، فكل ذنب تبت منه ولو كان هو قتل النفس الحرام، أو ارتكاب الفرج الحرام، أو حتى الكفر والشرك بالله، كل ذلك يغفره الله بالتوبة الصادقة النصوح، والعمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
بل إن الله بفضله يبدل سيئاتك حسنات، فما أعظم رحمة الله!! تُبدل سيئاتك حسنات بمجرد التوبة الصادقة والعمل الصالح! قال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.
فأقبل على ربك ، وأقبل على رحمة مولاك، وأقبل على دين الله بصدرٍ منشرح، وعليك بكثرة الدعاء وكثرة الرجاء لرحمة الله وفضله، وانتبه يا أخي!! انتبه إلى حيل الشيطان ومكايده، فإن الشيطان يحاول أن يصدك عن التوبة، وأن يمنعك من دخولها، وذلك بأن يغلق عليك باب رحمة الله ، بحيث تصير بائساً قانطاً من رحمة الله، فاحذر وانتبه.(113/163)
وعليك بحضور الصلوات في المساجد، وعليك بأعمال البر، وكذلك فاحذر من الإفراط في العبادة، بل توسط وعامل نفسك بالرفق والحسنى، وأما تعذيبك لنفسك بعدم النوم وبالسهر، فجواب ذلك قوله تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً} فماذا يفعل الله بتعذيبك نفسك وسهرك هذا!
فانتبه، وكن متيقظاً من الوقوع في حيل الشيطان، فدين الله ليس فيه إفراط ولا تفريط، بل هو وسط سهل ميسور.
وفقك الله لكل ما يحب ويرضى، وتاب علينا وعليك.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أذنبت ذنبا فعلم أحد أفراد أسرتي فهل هذا عقاب من الله ... 235787 ...
السؤال
أنا أذنبت قبل حوالي 10 شهور ذنبا وتبت منه ولله الحمد، لكن علم أحد أفراد أسرتي بهذا الذنب ولمح لي بذلك، وسيأتي في الإجازة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وهو ليس على هدى، فهو لا يصلي، فقلت في نفسي أن هذا عقاب من الله وأني أستحق ذلك، فهل هذا عقاب أم ابتلاء؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة سعودية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بالتوبة وأبشري فإن الله (يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)، فسبحان غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب.
وأرجو أن تسألي الله أن يصرف عنك كيد الخائنين وإساءة المجرمين، ولن تضرك معرفة ذلك الرجل إذا ظهرت لأهلك بوادر الطاعة والإنابة لله.
ولست أدري ما هو نوع الخطأ الذي وقعت فيه؟ ولا طبيعة الخطوة التي يمكن أن يقوم بها ذلك القريب العاصي لله، ولكن الفتاة قريبة من أمها وهي خير من يتفهم ما يضايقها فكوني على صلة بوالدتك لتجدي عندها الحماية والأمان، ولا بأس من مصارحتها إذا لزم الأمر، ولا تستسلمي لتهديدات ذلك الرجل الذي لا يصلي ولا يخاف الله، وثقي بأن الله: {يدافع عن الذين آمنوا} فكوني مع الله وتوكلي عليه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
وعليك بالصبر فإن المسلم ما أعطي عطاء خيراً ولا أوسع من الصبر. وعقاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وهذا لون من الابتلاء وعظم الجزاء مع عظم البلاء، فاحرصي على طاعة الله ولا تعودي للخطأ مهما كانت الأسباب فإن من علامات التوبة الصادقة العزم على عدم(113/164)
العودة للذنب والندم على ما مضى والإكثار من الحسنات الماحية للذنوب قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أحفظ القرآن وأحب الغناء فما الحل ... 235674 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب غير متزوج، عمري 32 سنة، أحفظ القرآن وفي نفس الوقت أحب الغناء! أرشدوني لعلاج، وادعوا الله لي بالتوفيق.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إدريس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نهنئك على ما من الله به عليك من حفظ كتابه العزيز، فلا ريب أن هذه النعمة هي من أعظم النعم، وأجل المكرمات، بل إن الله جل وعلا قد أمرنا بأن نفرح بهذه النعم، وأن نعلم قدرها العظيم كما قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
والمقصود أنك قد خصك الله بنعمة حفظ كتابه، وجعلك من أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته" فانظر إلى هذا التشريف العظيم، وإلى هذه المنزلة التي وهبها الله إياك، كيف من الله عليك بأن جعلك من أهل القرآن، ومن أهل الدين، فكيف ينبغي أن تقابل هذه النعمة.
فهل يصح أن تقابل هذه النعمة، بالإعراض عنها إلى أمر يغضب الله!! وهل يصح أن تستبدل بسماع آيات الذكر الحكيم سماع الأغاني وأهل الطرب والفساد!! وهل تحب أن تكون مما يدخل في قوله تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير...}!! فانتبه ـ يا أخي ـ بارك الله فيك، فإنك قد ورثت الميراث النبوي، ورثت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمع إلى ما يقوله – صلى الله عليه وسلم – في حامل القرآن: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحي إليه..." لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجُد، ولا يجهل مع من جهل، وفي جوفه كلام الله" أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ومعنى الحديث أن صاحب القرآن شأنه عظيم، فلا ينبغي له أن يرتكب من الأعمال ما يكون قبيحاً، ولا أن يتساهل في أمر دينه، بل يكون محافظاً على الواجبات وعاملاً بكل ما يستطيع من نوافل الخير المرغب فيها.(113/165)
وليس المقصود أن يكون صاحب القرآن بعيداً وممتنعاً من الطيبات التي أباحها الله، ولا أن يضيق على نفسه ما وسعه الله، بل المقصود أن ينزل كلام الله منزلته اللائقة فيحترم حدود الله ولا يتجرأ على محارمه.
وهذا هو الدواء الحقيقي للسؤال الذي سألته، فإنك قادر على ترك الاستماع إلى الحرام، بل وقادر على ترك كل محرم، إذا علمت أن الله قد فرض ذلك عليك، فكيف وأنت حامل كلام الله الذي شأنه أن يكون قدوة للناس، وإماما لهم في الخير، وهذا هو الذي بينه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث السابق وكما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"، فحاول أن تتدبر هذه المعاني وأن تتوقف عندها، وأيضاً فإن فيما أباحه الله سعة، فإن كنت ممن يحبون الاستماع إلى شيئاً من اللهو ، فلا بأس لو أنك استمعت إلى بعض الأناشيد الإسلامية ذات المعاني الحسنة، والتي تكون خالية من الموسيقى فهذا شيء يمكن أن يعوضك عن الاستماع المحرم، ولا ريب أن استعمال المباحات هو المتعين في مثل هذه الحال التي أنت فيها.
ونوصيك أيضاً بالدعاء، وأن تسأل ربك الكريم أن يعينك على طاعته، كما ثبت عنه صلوات الله وسلامه أنه علمنا أن نقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ( يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك)، وأيضاً فنوصيك بالرفقة الطيبة الصالحة التي تعينك على الخير وتدلك عليه.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد!!
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أصبح لقاء الشباب والخروج معهم أمرا روتينيا عندي ... 235308 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأعوذ بالله من كل شر يؤذي نفسي، وأعوذ بالله من كل شهوة تُذلُ نفسي .
حضرة المستشار الكريم،
توجهت إليكم لطلب استشارة، بعد أن التمست من استشاراتكم للجميع، أن تمدوا لي يد العون وتساعدوني، وتوجهي إليكم لأني أعتقد أن ما أنا به اليوم هو حالة نفسية، لكني لا أملك الأدوات أو المعلومات كي أشخص الحالة وكي أعالج بها نفسي.
فحالتي حسب رأيي ما هي إلا وضع نفسي، لأني أعتقد استنادا على ما حدث لي، أستميحكم عذرا كي أروي لكم سبب ذلك، دُعيت لتناول طعام الغذاء مع شاب أراد أن يطلب يدي، فاستأذنت أمي، وخرجت معه متوجهين إلى مطعم في المدينة، وفي طريق العودة حاول أن يقبلني، فحاولت منعه، وأدرت له وجهه حتى أني أصبته ببعض الجروح البسيطة في وجهه، فوضع رأسه عى صدري، ولم استطع أن أبعده عني بالقوة، فالسيارة مقفلة، ففكرت بالتحايل عليه، وحاولت أن أمد يدي الى وجنتيه كي أرفع رأسه عني، وأقنعه أني أحبه وفي المرة القادمة سأستجيب لمطلبه، حاولت مد يدي لكني شعرت بيد قوية تشد يدي بقوة لا أفهما لا أستوعبها، لم أشعر أنها شُلت(113/166)
بل شعرت أن شخصا ما يمسك يدي يمنعني من أن ألمس صديقي(خطيبي) لكني قاومت هذه اليد فشعرت وكأن يدي تصطدم بجدار يمنع يدي من الوصول الى وجه -صديقي-، لكني كنت أعند من هذه القوة واخترقت هذا الجدار، حينها شعرت أني كسرت الهالة الملائكية التي كانت تحيط بي، شعرت أني قتلت ملاكا كان يحميني ويحرسني، شعرت أني فقدت أي قوة لأقاوم رغباتي وشهواتي، وجردت نفسي من أي حارس يحمي نفسي من دناءة نفسي.
نجحت أن أقنع صديقي بتوصيلي حتى البيت دون لمسي، وانفصلت عنه، لكني بعدها بدأت بالخروج مع من يعزمني معه، وأصبحت أتصل بالشباب لتحديد موعد للقاء، والخروج وكل هذا بدأ تدريجيا حتى أصبح بالنسبة لي شيئ روتيني، طبيعة عملي التنقل لذلك أقابل العديد من الناس ومن يعجبني أعرف نفسي له باسم مستعار .
حاولت التخلص من هذه العادة اللا أخلاقية، التي أكرهها وأكره نفسي لأجلها، فكرت بالإنتحار لكني خشيت كلام الناس على أهلي الصالحين، أمي وأبي بمثابة أولياء بالنسبة الى الطهارة وعزة النفس ومكارم الأخلاق، أخاف أن أجلب لأبي الخزي والعار، أخاف أن أموت وأواجه عذاب النار،....
غيرت عملي، قربت مكان عملي بين أهلي وناسي، لكني مازلت أضعف أمام العديد من الأمور،
ساعدوني ساعدكم الله وستر على عرضكم وحفظ ولاياكم
ملاحظة: استشارتي كانت رقم 18318
ملاحظة: لي من نعمة الله التي انقلبت إلى نقمة بالنسبة لي أني أذكر أي رقم يُقال أمامي، أو أكتبه لمرة واحدة، وهذا ما يساعدني بحفظ أرقام الهواتف، فلي من الذاكرة والذكاء ما لا يتمتع به الكثيرون، لكني أضعف بأن أكون أذكى من شرور تولدت بداخلي بعد إنكسار الهالة الملائكية التي كانت تحميني من شر الآخرين ومن شر نفسي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن التصرف، ونمط السلوك، والمنهج الذي بنيت عليه علاقاتك غير سليم، وهو في مجمله يدل على أنك تبحثين وبصورةٍ لا شعورية عن ما يعرف بعقوبة وتحطيم الذات، ولكن والحمد لله لديك أيضاً من عوامل الخير ويقظة الضمير التي أرى أنها وبإذن الله سوف تصحح مسارك.
لا شك أن خير الخطاءين التوابون كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مبدأ شرعي عظيم، وفي نظرنا هو علاج سلوكي أعظم.
أرى أنه من الممكن جداً أن تستفيدي من كل هذه التجارب السلبية، والتصرفات التي أنت غير راضية عنها، وذلك بتحقيرها وإذلالها والوطء عليها بقدميك، وهذا بلا شك سيؤدي وبإذن الله إلى ولادة مسلك جديد قائم على التوازن وحسن الخلق واحترام الذات.(113/167)
يجب أن لا تساومي نفسك أبداً حيال هذه التصرفات السلبية، فأنت مستبصرة وبحمد الله، وتعرفين الداء والدواء، وعليك بالمزيد من التمسك بأصول عقيدتك السمحة، ومرافقة من تثقين فيهن من الأخوات الفاضلات، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
تألمت جداً حين تحدثت أن فكرة الانتحار قد انتابتك، وأرجو في هذه اللحظة أن تستبدليها بفكرة الحياة، والتي هي من أكبر نعم الله علينا، وأنت بلا شك لك أشياء جميلة تعيشين من أجلها.
مقدرتك على حفظ الأرقام يمكن أن تستبدليها إلى مهارة لحفظ القران، وستجدين إن شاء الله في ذلك كل الخير.
أسال الله أن يحفظك من كل شر وسوء، وأن يكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك الزوج الصالح .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... كيف أكون إنسانا صالحا مع أني أعيش بدولة غربية ... 18565 ...
السؤال
ماذا أفعل وأنا أعيش في دولة غربية، أريد أن أكون إنسانا صالحا، وأعاني من اكتئاب شديد، فما الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yasser حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله جعل لكل شيء سبباً، ولن يحقق الإنسان آماله إلا إذا جد واجتهد كما قال الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن ألق دلوك في الدلاء
والمؤمن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب.
وهذه الرغبة الطيبة دليل على عنصر الخير في نفسك، فاحمد الله الذي قذف في قلبك هذه الأمنية، والجأ إليه فإن التوفيق بيده سبحانه، وهذه بعض الأشياء التي تعينك – بعد توفيق الله – على الصلاح والخير وهي كما يلي:-
1- ابحث عن رفقة صالحة، واعلم أن أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وعدوك عدوك من غرك ومناك.
2- احرص دائماً على أن تكون في بيئة طاهرة فإن وجود الإنسان في مواطن الريب يعرضه للخطر.
3- حافظ على صلواتك في أوقاتها واحرص على أدائها في جماعة.(113/168)
4- أكثر من تلاوة كتاب الله، فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة ونقصان زيادة في هدى ونقصان من عمىً وجهالة وضلالة.
5- كن على صلة بالعلماء ولو عن طريق الهاتف أو الإنترنت أو غيرها من الوسائل.
6- تجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
7- اجتهد في دراستك واختصر بقدر الإمكان مدة وجودك في هذا المكان.
8- احرص على البر والإحسان لوالديك من أجل أن تفوز بصالح دعواتهما.
9- اجتهد في قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم بقدر استطاعتك ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
10- عليك بالإكثار من ذكر الله والاستغفار وأكثر من التوجه إلى الله فإنه سبحانه يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً.
11- إذا وجدت في نفسك ضيقاً ولم تعرف له سببا أو سيطر عليك حزن لم تعرف له سببا، فعليك بدعوة نبي الله يونس عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، قال تعالى: {... فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } فهي ليست لنبي الله يونس خاصة لكنها لجميع المؤمنين إذا لجأوا إلى الله بهذا الدعاء.
12- تجنب المعاصي فإن للذنوب شؤماً وآثاراً خطيرة ومن آثار المعاصي ضيق الصدر وظلمة الوجه وصعوبة الرزق، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشاً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ... }.
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... لا أحافظ على صلاتي وأشعر بالضيق فما الحل ... 18500 ...
السؤال
أنا شابة عندي 21 سنة، أعيش في بلاد الغرب وأعاني من عدم مواظبتي على الصلاة وقراءة القرآن، وأحس بضيق شديد ولا أدري ما هو السبب؟ هل لعدم المحافظة على الصلاة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الضيق الذي تشعرين به هو بسبب عدم المحافظة على الصلاة؟ إذ كيف لا تشعرين بهذا الضيق الذي يخنق الصدر، ويحبس الأنفاس، وأنت الفتاة المسلمة التي تعرف أن الصلاة أعظم الأركان بعد الإيمان بالله جل وعلا !! إن هذا الضيق إذن هو النتيجة الحتمية للتفريط في المحافظة على الصلاة التي هي صلتك مع مولاك وخالقك، يقول تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فتأملي كيف بين الله تعالى أن الطمأنينة في القلب والراحة في النفس، إنما(113/169)
تكون بذكر الله ، ولا ريب أن الصلاة هي أعظم الذكر لله، قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري} إذن فهذا الضيق قد أصابكِ وهذا الهم الذي تجدينه، ما هو إلا بسبب التقصير في طاعة الرحمن جل جلاله.
وأنت يا أختي فتاةٌ مسلمة مؤمنة، قد من الله عليك بالإسلام والإيمان، وبهذه النعم التي وهبك الله إياها، فالواجب في حقك هو مقابلتها بالشكر، والاعتراف للخالق الجليل.
إن عليك بدايةً أن تُبادري إلى العزيمة الصادقة القوية التي تجعلك محافظةً على صلواتك، محافظةً على واجباتك، ومبتعدةً عن كل أسباب الحرام.
إنك في زمن قد كثرت فيه الفتن المضلة، فتحتاجين فيه إلى طلب المعونة من الله، والاستعانة به أن يثبتك على دينه، وأن يجنبك الوقوع في كل ما يغضبه ويسخطه جل جلاله، وعليك أن تختاري لنفسك أفضل طريق، وأقوم سبيل، إنه طريق النجاة، وطريق الاستمساك بحبل الله المتين، قال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم} فاستمسكي بطاعة الله، واستمسكي بحبل النجاة ، ومن أعظم ما يعينك على طاعة الله ، مصاحبة الأخوات الصالحات، فحاولي أن تجدي لنفسك صديقاتٍ مسلمات صالحات، بحيث يكون بينكن تعاون على طاعة الله، وتعاون على قراءة القرآن، وتعاون على المحافظة على الصلاة في أوقاتها، وأيضاً تعاون على الدعوة إلى الله، بتوزيع بعض الوسائل التعليمية المفيدة مثلاً، وغير ذلك من الأنشطة الطيبة الصالحة، ونحن نظن بإذن الله أنك لست قادرة على ذلك فقط، بل تقدرين إن شاء الله أن تكوني الفتاة المؤمنة الصالحة التي يُقتدى بها، والتي هي مثال لحسن الخلق والثبات على الدين.
ونوصيك بهذه الدعوات، فحافظي عليهن (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) (يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك) (رب اجعلني مقيمة للصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائي ).
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... كيف نتحرك لنصرة ديننا ... 18458
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد أخذت أنظر يمنة ويسرة متأملةً حال الشباب فوجدت القليل من الشباب من يهمه أمر دينه؛ فخجلت من نفسي وقلت بأنه من الواجب علينا ـ وخاصة نحن الشباب ـ التحرك لنصرة هذا الدين، فكلما هممت بالوقوف والتحرك للأخذ بيد الشباب وجدت عائقا، فما الحل؟
وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبه حفظها الله.(113/170)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، ومن الهداة المهتدين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما ورد برسالتك من وصفٍ لأحوال الشباب المسلم لما يدمي القلب ويدمع العين حقاً، ويذهب بالنفس حسرات على ضياع هؤلاء الشباب، وعدم وجود هدف محدد لهم في حياتهم، مما جعلهم يقضون أوقاتهم في غير ما فائدة أو طاعة تعود عليهم بالخير في الدنيا والآخرة، ورغم ذلك وعلى النقيض من هؤلاء نجد شباباً وشابات نذورا أنفسهم لخدمة دينهم، والنهوض بأمتهم، لا يألون جهداً في تقديم كل ما يمكن تقديمه، ولعلك أختي هبة منهم إن شاء الله، وأتصور أنك لو بدأت بنفسك، وتخصصت في دعوة أخواتك المسلمات، وهنّ فعلاً في أمس الحاجة إلى أمثالك وينتظرنك على أحر من الجمر، فكم من أختٍ تتمنى أن تجد من يأخذ بيدها إلى الله، وكم من مقصرة تتمنى من يساعدها على رفع همتها لتقدم لنفسها وأمتها خيراً، وكم من فتاةٍ ضحك عليها الشيطان فأنساها ذكر الله، تبحث عمّن يفتح أمامها أبواب الأمل والرجاء لتعود إلى الله، فالساحة في انتظارك، فشمّري عن ساعد الجد، واستعيني بالله، وتوكلي عليه، واعلمي أن الأمر ليس صعباً كما قد تتصورين، لأن وسائل الدعوة متعددة ومتنوعة، وليست منحصرة في الخطب والمواعظ والدروس والمحاضرات، وإنما هناك عشرات الوسائل الدعوية التي تتنظر أمثالك، ولن تكلفك الكثير من الوقت أو المال، فهناك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصةً المنكرات الظاهرة بين النساء والتي لا تحتاج إلى كبير علم وثقة، وهناك الشريط الإسلامي الذي له من الأثر أعظم من سحر السحرة وجميع أجهزة الإعلام، وهناك المطويات والكتيبات الصغيرة، وهناك الدعوة عبر الإنترنت بين النساء فقط ، وهناك تذكير الأخوات بمواعيد الدروس والمحاضرات، وهناك أطباق الخير، وهناك المراكز العلمية الدعوية، وهناك الجمعيات الخيرية التي تبحث عن متطوعين ومتطوعات.
واعلمي أن الشيطان يحرص كل الحرص على وضع العقبات في طريق الدعاة والراغبين في الدعوة، حتى يصرفهم عن غايتهم، فانتبهي لذلك ولا يضحك عليك الشيطان، قاومي وابصقي على وجه هذا اللعين، ولا تستسلمي له ما دمت تتحركين لله ومن أجل دينه، فأكثري من الدعاء والاستغفار ، وخذي بالأسباب ، وستجدين خيراً كثيراً.
وبالله التوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أستيقظ من النوم بسرعة للصلاة ... 18442
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(113/171)
أما بعد:
فأذن اليوم المؤذن لصلاة المغرب، وكنت نائما فسمعت الله أكبر، فاستشعرتها وحاولت أن أقوم بمجرد سماعها، ولأنني كنت متعبا، وكذلك للكسل، فلم أقم إلا بعد حين، ثم توضأت وذهبت للمسجد فلم أدرك معهم سوى ركعة واحدة! فكيف يمكنني أن أتغلب على هذا الأمر، وأقوم للصلاة مهما كان الأمر؟ لأن هذا الأمر قد يقع لي أيضا في صلاة الفجر؛ فأؤخرها عن وقتها.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ إلياس حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فاعلم أن الذي يعقد العزم ويتوكل على الله تعالى سينجح في مسيرته ويحقق ما يريد أن يصبو إليه، ويحتاج منك ـ أخي ـ أن تحدد هدفك بوضوح وتتكلم به وتكتبه على ورقة وتبادر بعزيمة قوية لتنفيذه، وهو أن تقوم إلى الصلاة متى سمعت النداء، ولا تتكاسل ولا تتقاعس ولا تؤجله ولا تترك للشيطان مجالا لكي يسوف لك ويقول لك مازال الوقت، ارتح واطمئن فأنت متعب، خذ قسطا من الراحة ثم بعدها قم إلى الصلاة، فهذا ـ أخي ـ من التسويف والتأخير عن أداء الفرائض، واعلم أنك إذا ضيعت هذه الفرائض فلا محال ستضيع أمورا أخرى وتختلط عليك الأمور ولا تعرف الأهم من المهم.
وسأدلك ـ أخي ـ على خطوات لعلاج التسويف، لأنه أمر خطير في حياة كل إنسان والذي يريد أن ينجح في حياته ويحافظ على أوقاته:
1- استعن بالله ولا تعجز ولا تيأس من رحمة الله.
2- وطد صلتك بالله تعالى تفتح لك طاقة نورانية من عنده فتضيء لك جميع أجزاء ليلك ونهارك وتسهل لك أمور حياتك.
3- حاول أن تنام على طهارة وتكثر من ذكر الله تعالى.
4- حاول أن تضع منبها وتبرمجه على وقت الصلاة، وتطلب من غيرك أن يوقظك إلى الصلاة سواء من الأهل أو من الأصدقاء.
5- اجعل معيارك تقديم الأهم ثم المهم في كل أعمالك، واتخذ لنفسك شعارا ( الآن الآن وليس في ما بعد ) فأنت تقوم إلى الصلاة عند سماعك الأذان، ولا تؤجله في ما بعد أو تقول سوف أصلي في ما بعد.
6- ارفع درجة طاقتك، لا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة لكي تمضي في طريقك فتتأخر في أداء ما تريد وتشعر بالضيق.
7- تجنب استخدام عبارات المسوفين ( سأقوم في ما بعد، سأرتاح قليلا ثم أقوم، الوقت مازال طويلا، إن الله غفور رحيم....).
8- حاول أن تقسم أوقات نومك، ولا تنم في أي وقت، فكثرة النوم تورث الكسل والخمول.
9- تجنب السهر وخاصة أمام شاشات التلفيزيون أو مع الأصدقاء في شيء لا فائدة من ورائه، فالنوم مبكرا يساعدك على الاستيقاظ مبكرا.(113/172)
10- استشعر دائما أنك مقبل على فريضة من فرائض الدين، وإذا ضيعتها فسوف تخسر في دنياك وآخرتك، وإذا حافظت عليها فكم يكون لك من الأجور وخاصة صلاة الفجر والعصر، وما ذكر فيهما من الفضائل.
فأنت ـ أخي الفاضل ـ إذا تجنبت التسويف، وشعرت بقيمة الأمر الذي تقوم له بإذن الله تعالى ستحقق نجاحك بنسبة 100%، وهذا بدون مبالغة فالأمر قد جرب من قبل ونجح فيه الكثيرون، فما عليك إلا أن تعقد العزم.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أدعو بنت خالي إلى الإسلام فأمها ليست مسلمة ... 18397 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
تحية طيبة وبعد:
فأبحث عن كتاب أو موقع يدلني على الطريقة الصحيحة لدعوة ابنة خالي المهاجر إلى أوروبا وتعريفها وتحبيبها في الدين الإسلامي الحنيف, حيث يجب أن أراعي الأسلوب النفسي والعلمي الذي يجذبها للالتزام بتعاليم الإسلام وبناء قواعده صحيحة داخلها.
أرى في الأمر بعض الصعوبة لأني لا أعرف كيف أبدأ، وماذا يقال أولا؟ وكيف أجيب عن أسئلتها الكثيرة؟ وكيف أكون عامل جذب لها في مواجهة عوامل الجذب العديدة التي تحيط بها في بلدها، خاصة أن والدتها ليست مسلمة ولكن أبوها يحاول جعلها مسلمة ويشركني في هذه المحاولة؟ فهل هناك أسلوب معين أو شخص يتابعني أو موقع يرسم لي منهاجا مدروسا يعينني؟ مع العلم أنها في العاشرة إلا أنها شديدة الذكاء.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يُكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الداعيات الصالحات، وأن يشرح صدر ابنة خالك للحق، وأن يبصرها به، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يجزيكِ خير الجزاء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه نظراً لصغر سن ابنة خالك، فإنني أنصح بالتواصل معنا، وحصر وجمع كل الأسئلة كل فترة، وإرسالها لنا في مثل هذه الرسالة، ونحن بدورنا نتولى الإجابة عليها وإرسالها لك على جناح السرعة، مع إمكانية التعرف على الموقع الإنجليزي عندنا بالشبكة، ومحاولة ربطها به إن رغبت(113/173)
في ذلك، حيث سيكون ذلك أسهل لها وأيسر عليها، فإن لم تتمكن من ذلك، فبمقدورها أن تعطيك الأسئلة التي تدور برأسها، ونحن سوف نقول الإجابة وإرسالها لك أو إرسالها لها على عنوانها باللغة الإنجليزية، وهذه أمور سهلةٌ ميسورة، مع رجاء عدم تولي الإجابة على أي سؤال من نفسك إلا إذا كنتِ واثقة منه أنه هو الجواب الصحيح، ونحن هنا في خدمتك وخدمة ابنة خالك .
وبالله التوفيق السداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أحافظ على الصلاة في أوقاتها ... 18388 ...
السؤال
كيف أستطيع الحفاظ على الصلاة في أوقاتها؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبدايةً فإننا نهنئك على هذا الاهتمام، وعلى هذا السؤال عن الصلاة والمحافظة عليها، فلا شك أن أعظم الأعمال بعد الإيمان بالله هو الصلاة، فمن ضيعها فهو أشد تضييعاً لما سواها من الأعمال، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {خمس صلواتٍ كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة، فمن حافظ عليهن كن له عهداً عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له}.
فهذه هي الطريق التي تستطعين أن تُحافظي على الصلوات بها، وهي أن تعلمي أن الصلاة هي سبب فلاحك ونجاحك في الدنيا والآخرة، فإذا حافظتِ عليها كان لك عند الله العهد العظيم بالنجاة في الدنيا والآخرة، وتأملي قول الله تعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} وقال تعالى: {والذين على صلواتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون}.
وأيضاً، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة) فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن عمود الدين هو الصلاة، فمن أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم دينه، كما هو ظاهر وبيّن لك.
ومن الأسباب التي تُعين جداً على المحافظة على الصلاة، معرفة العقوبة الشرعية في الآخرة وفي القبر عند الموت لمن فرّط في المحافظة على الصلاة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد الذي ينام عن الصلاة ويفرّط في بعض صلواته بسبب النوم عمداً، أن عقوبته في القبر أن الله يسلّط عليه ملكاً يضربه بحجر على رأسه حتى يهشم رأسه، وأنه يكرر ذلك ويفعل ذلك به عقوبة وجزاء في ظلمة قبره.
وأما في الآخرة فإن أول ما يُسأل عنه في يوم القيامة هو الصلاة، فمن صلحت صلاته، صلح عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى:{ولعذاب الآخرة أخزى}.(113/174)
ومن الأسباب التي تُعين على المحافظة على الصلاة المبادرة إلى فعلها في أول وقتها، بحيث أنك بمجرد سماع الأذان تبادرين إلى الوضوء والصلاة حتى تقطعي حبائل الشيطان، بحيث لا يشغلك عن أدائها في وقتها.
وأما صلاة الصبح، فهي من أوكد الصلوات؛ لأن الإنسان يكون قبلها في نومٍ وليل، فينبغي أن تتهيئي لصلاة الفجر بعدم السهر الطويل، وبمحاولة أن تنامي وقد هيأت المنبه لتقومي إلى الصلاة في وقتها.
ومما ينبغي لك أن تهتمي به، أن يكون لك رفيقات صالحات محافظات على صلاتهن، فإن هذا يُعينك كثيراً على المحافظة على صلاتك، والابتعاد عن الرفيقات اللاتي لا يُصلين، أو يشتغلن بأمور منكرة لا ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأيضاًَ، عليك بالدعاء، فقد كان من دعاء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء} فينبغي أن تحرصي على طلب المعونة من الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عقب الصلاة: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .
واعلمي أيضاً، أن الصلاة راحةٌ وطمأنينة وهدوء نفس وانشراح في الصدر، وتأملي كيف تجدين راحة وأنساً بالله بعد القيام بالصلاة، وهي أيضاً سبب للفلاح في أمور الدنيا والتوفيق في الحياة، وفي الزواج، وفي الذرية الصالحة.
وبالجملة، فإن الصلاة تجمع خير الدنيا وخير الآخرة، وصدق الله العظيم حيث يقول: {قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون} اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أصابني وسواس بأن الله لن يغفر لي فماذا أفعل ... 18345 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ببداية بلوغي (قبل الحيض) ارتكبت ذنباً كبيرا جداً جداً جداً، وبعد سنة تقريبا تبت إلى الله توبة نصوحاً، وأحسست بعد توبتي بأن الله قد غفر لي وبأنه سيمحو عني الذنب؛ لأني أحسست براحة التائبين، فأخذت عباداتي بالزيادة شيئاً فشيئاً إلى أن أحسست بقربي الكبير من الله، ولكن المفاجأة (بعد سنتين من التوبة) فضحني الله وعلم كل أهلي بذنبي! لم أصدق في البداية ما حصل لي؛ لأن الله يحب عباده التائبين ويمحو ذنوبهم ويسترهم، فلماذا فضحني أنا مع أني قد تبت!؟
ليست هنا المشكلة، بل المشكلة فيما حصل لي بعد هذه الفضيحة، أصبحت أقنط من رحمة الله ولا أستطيع أن أصلي، أخشى ألا يقبل صلاتي، وأخاف منه خوفاً كبيراً لا أستطيع النوم منه! ولا أستطيع أن أعيش كما يعيش الناس (عندما أقع بذنب لا أقوى على التوبة من القنوط)، ماذا أفعل؟ أعينوني أعانكم الله، أنا أعلم بأنه وسواس، لكن كيف أبعده عني؟؟(113/175)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير .
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن الفضيحة بعد الستر أمر مرعب حقاً، وأن آثارها النفسية تكون هائلة إذا لم يتغمد الله الإنسان برحمته ويثبته، بل إن مجرد الوشاية تقض مضجع الإنسان، وتُذهب النوم من عينيه، وتشوه صورته وسط المجتمع الذي يُحيط به، حتى ولو بعد ظهور الحقيقة، لذلك لا أملك لك بدايةً إلا أن أقول: كان الله في عونك، وثبتك على الحق، واعلمي ابنتي العزيزة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا) وقال: (إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط) وقال: (من يرد الله به خيراً يصيب منه) وقال: (ما يصيب المسلم من همٍ ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) فمجموع هذه النصوص تدل على أن الله إذا أراد بالعبد خيراً عاقبه في الدنيا، وأن ما يحدث له من همٍ أو حزن أو غم إلا كان كفارة لذنبه ومغفرة لخطاياه، وأن هذه العقوبة تختلف وتتفاوت من شخصٍ لآخر، ولعل الله جل جلاله أراد أن يكرمك بهذه العقوبة، حتى تُقبلي عليه وقد غفر لك وتاب عليك، ونسأله أن يكون كذلك إن شاء الله، فابشري بخير، فإن عقاب الدنيا مهما كان حجمه أو شدته لا يساوي غمسة واحدة في جهنم، فاحمدي الله على ذلك، وسليه العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، واعلمي أن الشيطان له دورٌ كبير في فضح الإنسان، خاصةً إذا لمس من الإنسان صدق توبة ورجوع إلى الله، فيقوم بفضح الإنسان حتى يُصاب بمثل ما أنت فيه من اليأس والقنوط، وفي السنّة صور كثيرة من مثل ما حدث معك تماماً، لذا عليك ابنتي العزيزة ألا تقضي طويلاً عند هذا الحدث، وأن تعاودي الاجتهاد في الطاعة والعبادة، وأن تواصلي الاستغفار والتوبة؛ لأن الشيطان يفرح بيأس الإنسان وقنوطه من رحمة الله، حتى يحول بينه وبين التوبة، ليلقى الله على سوء خاتمة والعياذ بالله، فقاومي نفسك، وجاهدي شيطانك، واجتهدي في العبادة، وأكثري من التوبة والاستغفار والدعاء، واعلمي أنه كما شاء الله أن يظهر هذا الذنب بعد هذه الفترة فهو سبحانه قادر على أن يجعل الناس ينسون هذا الذنب ولا يذكرونه أبداً، وهذا متوقف على حسن ظنك وصدقك في التوبة والعودة إليه، فلا تحرمي نفسك هذه الفرصة، ولا تستسلمي لكيد الشيطان الرجيم، وأكثري من الاستعاذة منه، وعما قريب ستشعرين بأثر ذلك على حياتك واستقرارك النفسي، وقهرك للشيطان الرجيم.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والستر في الدارين.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب(113/176)
ـــــــــــــــــــ
... كيف أدعو صديقي للإقلاع عن المعاصي ... 18343 ...
السؤال
إني أعرف صديقا يمارس الزنا واللواط والعياذ بالله! وأريد أن أبين له أنه على شفى جرف من النار، وفي الحقيقة هو يبدي نوعا من الرغبة في الاستماع لي لكنني في الحقيقة أرى أن الكلام لا يؤثر فيه؛ لأنه يشرب المخدرات بشتى أنواعها، فأرجو أن تفيدوني بأحسن الطرق للتعامل مع هذا الشاب.
مع العلم أنه يكره أصحاب اللحى، وذلك بسبب - كما حكى لي - رجل كان يعمل معه وكان يدعي التقوى أمام الناس، أما هو فكان يعامله بقسوة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أن صديقك هذا متمرساً في المعاصي، نظراً لتعدد وتنوع المعاصي التي ذكرتها، والتي لا شك أنها من كبائر الذبوب، ومثل هذا لا يصلح معه جهد شاب صغير مثلك وحدك؛ لأن أول شيء يجب فعله إبعاده عن صحبة السوء التي يمارس معها هذه المنكرات، فإن استطعت ذلك تكون قد وصلت إلى الحل الناجع الذي يمكنك به بعد توفيق الله إخراج هذا الشاب من هذه المعاصي كلها، ولذلك أرى ضرورة الاستعانة ببعض الصالحين والدعاة الطيبين، خاصةً جماعة الدعوة والتبليغ، فلديهم أسلوبٌ رقيقٌ ومناسب لأمثاله، وإذا خرج معهم لفترة من الزمن فإنه سيتغير حاله إن شاء الله، فأنصحك بالتوجه إليهم، وطلب مساعدتهم، وزيارة صاحبك معهم، أو تدلهم على عنوانه، وهم يتوجهون لزيارته وإقناعه بالخروج معهم، أو تحاول الاستعانة بغيرهم من الدعاة الصالحين، وتشرح له ظروف صاحبك، وتصحبه معك لزيارته، وتُبين له نفوره من أصحاب اللحى، حتى يترفق به، ويحاول تغيير نظرته عن الملتحين، ولا مانع من تزويده ببعض الأشرطة الإسلامية التي تتحدث عن الجنة والدار الآخرة، وحب الله، وثواب التائبين، وكذلك بعض الكتبيات إذا كان لديه رغبة في القراءة، واجتهد أن تتواجد معه أكبر قدر ممكن من الوقت؛ لتحول بينه وبين صحبة السوء أو ارتكاب المعاصي، ولا مانع من اصطحاب أي شاب آخر معك من الملتزمين حتى لا يؤثر عليك، ولكن تعامل معه برفقٍ وحذر، ولا تجالسه وهو يرتكب المنكرات أو يشرب حتى السجائر؛ لأن هذا لا يجوز شرعاً، فإذا كنت معه وأراد أن يفعل شيئاً محرماً فاستأذن منه بلطف، وقل له سوف أمر عليك في وقت آخر إن شاء الله، وأكثر له من الدعاء بالهداية والصلاح في الصلاة وخارجها، وأعلمه أنك تدعو له.(113/177)
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، والهداية والإعانة عليها.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... صديقي ترك الصلاة ويريد النصيحة ... 18307 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
علماءنا الأفاضل / حفظكم الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فجزاكم الله خيرًا؛ وددت أن أطرح قضية لصديق لي وقع في مشكلة؛ وبرجو منكم أن تقدموا له النصح والمساعدة بإذن الله، وهذه هي المشكلة:
صديقي يبلغ من العمر 18 عامًا، وكان هذا الصديق يصلي، وقريبًا من الله وكان دائم الطاعة لرب العالمين، ولكن فجأة ترك الصلاة وأحس أنه فاشل بكل شيء ويقصر كثيرًا في دراسته ويحاول أن يتقرب من الله ثانيةً ولكنه لا يفلح؛ فنطلب منكم مساعدة هذا الصديق وإرشاده إلى الطريق الصحيح بإذن الله ويعود كما كان قريبًا من الله.
والله وليُّ التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء، على حسن اهتمامك بصديقك هذا، ولا ريب أن إعانة المسلم عندما يقع في خطيئة أو معصية على ترك الحرام، والابتعاد عن الآثام، لا ريب أن هذا من أعظم القربات التي يحبها الله جل وعلا، بل هو داخل في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً .. . فقالوا: كيف ننصره وهو ظالم؟ فقال: تمنعه من أن يظلم فيكون ذلك نصراً له).
والمقصود أن هذا الصديق بحاجة إلى وقفةٍ صادقة منك إلى جانبه، بحيث لا تتركه، ولا تتخلى عنه في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها، فإن أعظم بلية ومصيبة هي المصيبة في الدين، ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) وأما عن مساعدة هذا الصديق، فإنك بحاجة إلى تذكيره بعظم حق الله عليه، وعظم ذنبه الذي يقترفه ولا يزال مصراً عليه.
فحاول أن تدخل عليه من باب ذكر الموت، وذكر سوء الخاتمة، فذكّره بمصيره لو أن الله قبض روحه على هذه الحال، كيف سيكون حاله ومصيره؟! والعياذ بالله.
وكذلك حاول أن تدخل في تذكيره مدخلاً لطيفاً، وذلك بأن تذكره بنعم الله عليه، وستره له، وكيف أنه وهبه هذه النعم من سمعٍ وبصر وصحة وعافية، ثم هو يستخدمها في معاصي الله وفي ما يسخطه جل وعلا، وأول ما تبدأ معه هو الصلاة، فذكره بحق الله العظيم الذي قد فرط فيه، فكيف يرضى بأن يكون ممن يقول الله تعالى(113/178)
فيهم :{يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون .. }.
كيف يرضى أن يكون تاركاً للصلاة ونبيه الذي يؤمن به وبرسالته يقول: (بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة ).
فذكره بنعمة الله عليه، حيث جعله من عباده المؤمنين، ولو شاء لجعله يهودياً أو نصرانياً، فهل هذا جزاء نعم الله وكرومه؟!!
وأما عن سبب استرسال هذا الصديق في المعاصي، فلا شك أن سبب ذلك هو تتابع الذنوب وتكاثرها عليه، حتى صار حاله إلى هذا الحال المؤلم المؤسف .
إن عليه أن يُبادر إلى التوبة قبل فوات الأوان، قبل هجوم الموت عليه، وقبل أن يعض على يديه ندماً وحسرةً، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً}.
وليستمع إلى نداء الله الكريم الحليم الذي قد عصاه وخالف أمره: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }.
فعليه أن يتوب، وندائنا لهذا الأخ أن نقول: تُبْ إلى ربك ومولاك قبل أن تطلب التوبة فلا تجدها، تُبْ إلى ربك الرحيم الكريم، قبل أن تلاقى ظلمات القبر ووحشته وسؤال منكر ونكير، {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتوب إلى الله وأصلح نفسي ... 18268 ...
السؤال
سؤالي هو أنني شاب حفظت القرآن في صغري، وكنت متدينا، ولكنني الآن نسيت القرآن ولا أصلي وأرتكب المعاصي! والدي متوفى ولا أسمع كلام أمي رغم أني أنا المسئول عن عائلتي، وأنا الآن مديون ولا أعرف ماذا أفعل! لقد كرهت حياتي، وأريد أن أصلح نفسي وأرضي أمي الحبيبة.
نحن ثلاثة إخوة وسبع أخوات، جميعهم يحفظون القرآن إلا أنا، أريد منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح لكي أرضيهم جميعهم وأولهم أمي ولكي يرضى الله عني قبل موتي، وإلا فلا أعرف ماذا سيكون مصيري لو مت وأنا عاص!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يهديك صراطه المستقيم.(113/179)
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن المؤسف حقاً أن تفقد الأمة الإسلامية شاباً صالحاً مثلك، حافظاً لكتاب الله، يحمل معالم التدين والاستقامة، وكان من الممكن أن يكون له دور بارز في قيادة أسرته بعد وفاة والده إلى الصلاح والهدى، وحمل القرآن لغيرهم من المسلمين المجاورين لهم، أو على الأقل يكفيهم أن يكونوا قدوةً صالحة لمن يتعامل معهم، إلا أن هذا كله قد تبدد وانهار عندما تخليت أنت عن دورك القيادي، وأصبحت قدوةً غير صالحة لإخوانك، وفقدت قدرتك على قيادة الأٍسرة بعد وفاة والدك، بل وأصبحت عبئاً ثقيلاً على أسرتك وإخوانك، حتى وصل الأمر بك إلى عصيان والدتك، والوقوع في بعض المعاصي، وترك الصلاة، وهذه كلها معاصي كفيلة بتدمير مستقبلك ومستقبل أسرتك، وغرقك في مزيد من الديون، وصعوبة الخروج من هذه الدوامة.
لذا لا بد لك أخي من وقفةٍ صادقة وحازمة مع نفسك، وضرورة وقف هذا التردي، فابدأ بالأمر الأيسر، وهو العودة إلى الصلاة، والمحافظة عليها جماعة، وهذا أمرٌ ليس بالصعب، وأنت قادرٌ على ذلك، وأنا واثق من قدرتك فلا تتردد، فتوكل على الله، وعُد إلى رياض الجنة وبيوت مولاك في أسرع وقت ممكن، لأن الصلاة نور، وهي مفتاح كل خير، ولها أثرها العظيم في القضاء على المعاصي أو الحد منها، ثم قرر ترك المعاصي، ولو على مراحل؛ لأن العاصي إذا استمر في معصيته وأصر عليها يسقط من عين الرحمن، فلا يبالي به في أي وادٍ هلك، وبالتالي يسقط من عين خلقه عياذاً بالله، فقرر ترك تلك المعاصي، وقرر المحافظة على الصلاة، واقتطع جزءاً من وقتك لمراجعة القرآن ولو ربع حزب يومياً، وتوجّه إلى أمك فاعتذر لها وقبّل قدمها ويديها ورأسها، وسلها العفو عنك والدعاء لك بالتوفيق، ورتّب أمورك المالية بالتعاون مع أهلك، وحاول استشارة والدتك وإخوانك الكبار في كل شيء، وحاول -وهذا أهم شيء- تغيير البيئة والصحبة التي تمشي معها، فاترك أصحابك الحاليين ممن يعرف ظروفك ولا يساعدك على التوبة، وابحث عن صحبةٍ جديدة صالحة، والمساجد مليئة بعباد الله الصالحين.
فإن صدقت في توبتك، فتأكد من أن الله لن يتخلى عنك، وسوف تُعان على كل خير، ويكفيك كل شر، وتقضي ديونك، وترضي ربك، وتطيع أمك، وتكون قدوة حسنة لإخوانك وقائداً وإماماً لهم في الخير والصلاح.
إذاً، أهم شيء هو اتخاذ قرار التغيير، والتصميم على ذلك، وعدم التراجع مهما كانت التحديات وهوى النفس وإغراءات الشيطان، لأنك أخي سيف إن لم تحاول تغيير ومساعدة نفسك فلن يساعدك أحد، فقرار التغيير بيدك أنت وحدك، ولا يخفى عليك قوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلا بد من قرار التغيير، وعدم التراجع عن ذلك، ثم التخلص من الصحبة الحالية الغير مفيدة، والبحث عن صحبة جديدة صالحة، واستعن ببرك لأمك وطاعتك لها في التخلص من هذا الماضي، والبحث عن حاضر سعيد ومستقبل مشرق، وأنا واثق من قدرتك على ذلك؛ لأنك تملك كنزاً لا يقدر بثمن ألا وهو القرآن الكريم، والنشأة الطيبة التي نشأت عليها، فقم يا بطل، وانفض عنك غبار المعصية والفقر، واستنشق رحيق الطاعة والعزة والكرامة، وتأكد من أن الله معك يفرح بك ويسدد خطاك.(113/180)
والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أستمر بالتفكير بالذنب الذي الذي اقترفته ... 18255 ...
السؤال
أنا شاب أردني كان لي علاقة مع فتاة، وفي أحد الأيام قبلتها وحدث ما حدث دون أن أفقدها عذريتها، ولكن أخبرت أصحابي بما حدث مع هذه الفتاة، ولكن بعد فترة شعرت بالندم الشديد، أصبحت قليل النوم، أصبت بالوسواس، أصبحت أشعر أن الله لن يغفر لي.
لقد تحولت حياتي لكآبة، لست أنا أول المخطئين لكن ذنبي والتفكير لفترة طويلة به يشغلني! أريد أن أسأل: أعلي أن أستمر في معاقبة نفسي بقلة النوم والكآبة أم أستغفر الله وأنسى؟ أهذا هو الدين: أن أستمر في التفكير بالخطأ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ iisioisio حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا الشعور الذي تجده في نفسك، وهذا الندم الذي تحسه في قلبك، هو دليلٌ على صدق توبتك، وحسن رجوعك إلى الله، وهذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه العبد المؤمن، رجّاعاً تواباً إلى ربه، فأبشر إن شاء الله تعالى بالرحمة والمغفرة الواسعة، قال الله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين}.
فتأمل كيف مدح الله تعالى هذا الصنف من الناس، الذين قد وقعوا في الحرام والفاحشة، غير أنهم تابوا ورجعوا إليه، فجزاهم الله وقابلهم بسعة المغفرة، بل وبالجنات التي تجري من تحتها الأنهار بسبب توبتهم الصادقة.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، التائب من الذنب حبيب الرحمن).
والمقصود أنك بندمك وحسرتك على هذه الخطيئة التي قد اكتسبتها، تكون بإذن الله قد فعلت الواجب الذي يلزمك أن تحرص عليه وتبارد إليه، غير أنك وفي الوقت نفسه لا بد أن تكون خائفاً وحذراً من عقاب الله، فلا بد أن تجمع بين أمرين اثنين: حسن الظن بالله وسعة رحمته، وأيضاً الحذر والخوف من عقابه، بل إن هذا هو الواجب على كل مسلم، أن يجمع بين الخوف من الله، والرجاء في رحمته تبارك وتعالى.
وأما عن سؤالك: هل تستمر في تذكر خطأك؟ وهل هذا هو الدين؟ فالجواب أن الله جل وعلا لا يطلب منك تعذيب نفسك، ولا يأمرك بأن تيأس من رحمته، ولكنه يطلب منك أن تتذكر خطأك بصورةٍ إيجابية صالحة، بحيث يكون تذكرك الخطأ سبباً لإصلاح نفسك، ووسيلةً لتجنب الوقوع فيه مرةً أخرى، وليس المراد أن تعذب نفسك(113/181)
وأن تهلكها، فعليك أن تفرق بين التذكر السليم النافع، وبين مجرد اليأس والتعذيب للنفس.
فاحذر يا أخي من الوقوع في الحرام قدر استطاعتك، فإن أعظم بلية هي خسران الدين، واحذر أيضاً من إفساد أعراض المسلمات، واللعب بشرف عباد الله المؤمنين، والنصيحة لك ولأمثالك من الشباب المسلمين هو غض البصر، وتحصين الفرح بالزواج إن أمكن ذلك، أو على الأقل بتجنب الاختلاط بالفتيات قدر الاستطاعة {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً}.
والله يرشدك ويوفقك إلى سواء السبيل .
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... كيف نحمي أبناء المسلمين من الانحلال الخلقي ... 18232 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
نعلم بأن الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان ثلاث ميزات رئيسية ليميزه عن بقية المخلوقات الأخرى وهي:
1- جعل الله تعالى للإنسان نسبا، أي أن الإنسان يجب أن يعرف من هو أبوه؟ ومن هي والدته؟ ومن هي أخته؟ ومن هي عمته؟ ومن هي خالته؟ ومن هي بنته؟ ومن هو أخوه...إلخ، فيجب أن يعرف نسبه، لقوله تعالى في سورة الحجرات: ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ).
2- أن الله سبحانه وتعالى أوجب وألزم على الإنسان ارتداء اللباس، أي الملابس، لقوله تعالى في سورة الأعراف من القرآن الكريم: ( يا بني آدم قد أزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى )، أي أن ارتداء اللباس وستر العورة هي صفة خاصة بالإنسان فقط؛ لأن الدواب لا ترتدي اللباس ولا تستر عوراتها، فقط الإنسان يجب عليه ارتداء اللباس ويستر عوراته وبدنه.
3- أن الله تعالى علم الإنسان بالقلم أي علمه القراءة والكتابة دون بقية المخلوقات لقوله تعالى في سورة العلق بالقرآن الكريم: ( الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم )، حيث القراءة والكتابة خاصة بالإنسان، وأن أيا من بقية المخلوقات الأخرى لا يمكن لها أن تتعلم القراءة والكتابة، ربما تتعلم سياقة الدراجة الهوائية أو سياقة السيارات، وكما نشاهد بعض القرود المتدربة تسطيع سياقة الدراجة الهوائية أو سياقة السيارات، وتتعلم بعض الأعمال الأخرى، ولكن لا يمكنها أن تتعلم القراءة والكتابة والتعبير عن أفكارها وما يدور في عقلها بواسطة القلم، أي عن طريق الكتابة لأن القراءة والكتابة فقط خص الله تعالى بها الإنسان دون بقية المخلوقات.
فالبقرة التي نشرب حليبها أو لبنها يوميا هي أيضا تجوع وتخاف وتموت وتتناسل وتتزاوج وترحم صغارها وتبرد وتمرض، ولكن البقرة لا تعرف نسبها، أي من هي أختها ومن هو أخوها ومن هو أبوها ومن هو ابنها...إلخ، وهي لا تستر عورتها ولا تلبس الملابس، وهي أيضا لا تعرف ولا تتعلم القراءة والكتابة لتعبر عن ما يدور في(113/182)
فكرها وعقلها من مشاعر وأفكار؛ لأن ميزة القلم ـ أي القراءة والكتابة ـ هي فقط علمها الله سبحانه وتعالى الإنسان.
السؤال: أن الغرب أخذ يتجرد فعليا من ميزتين من هذ الميزات ألا وهي ضياع الأنساب بسبب كثرة الزنا والفواحش، والثانية بسب التعري التام أو الشبه التام من اللباس وعدم ستر البدن والعورات، فما هو العمل الذي يجب أن نعمله نحن المسلمين لمواجهة هذين الفعلين الشنيعين والتي ربما تدخل إلى بلادنا أو ديارنا عن طريق هؤلاء؟ وما هي الأساليب الفعالة في الوقاية من انجراف أبناء المسلمين لهذين العملين الشنيعين وغيرها من الأعمال؟ وما هو دور الآباء في هذ المرحلة؟ وكيف يجب أن يكون ذلك؟ أرشدونا أرشدونا أرشدونا.
وجزاكم الله تعالى ألف خير.
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كاوه شفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن الإسلام والمسلمين خيراً، وأن يزيدك توفيقاً وهدى وصلاحاً واستقامة على دينه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن المشكلة التي عرضتها لا يقوى فرد أو مؤسسة على حلها أو التغلب عليها، وإنما لا بد للقضاء على آثار هذه الحملة الشرسة من وقوف الدول والأفراد والمؤسسات الرسمية والأهلية في وجه هذا التيار الجارف، الذي يكاد أن يقتلع الإسلام وقيمه ومبادئه من قلوب المسلمين، بل ويؤدي إلى فقدهم لهويتهم، وذوبانهم في المجتمعات الغازية التي تقوم على الكفر والإلحاد والتحلل من القيم والمبادئ والأخلاق، وهذا وبلا شك هدف استراتيجي للدول الكبرى، والتي تسعى إلى فرض قيمها ومبادئها ونمط حياتها على الشعوب الفقيرة والضعيفة، ومما يؤسف له أنه ليس بمقدور الدول أو الشعوب منع تسرب هذه المواد الإعلامية إلى بلادهم، إذ أن الأقمار الصناعية العملاقة، والتي تزيد على الخمسمائة قمراً صناعياً جعلت من المستحيل على أي دولة مهما كانت أن تحول دون وصول هذا الغزو إلى شعوبها، ولقد خدمت هذه الأجهزة المتطورة من إنترنت وإعلام بجميع صوره تلك الشعوب الكبرى بصورةٍ لم يسبق لها مثيل، حيث يقولون تدليل العقول البشرية وعمل مساج لها يصيبها بنوع من التخدير، ويسمح لها باستقبال هذه المواد الإعلامية دون أدنى مقاومة، وللحق أقول: ليس بمقدور الدول وحدها وقف هذا التيار الجارف، وإنما لا بد للأسر والأفراد من المساهمة في المقاومة، ووقف أو الحد من آثار هذه الحرب الشرسة التي لا تبقي ولا تذر، ومن أهم أسلحة المواجهة ضرورة تحكم الأسرة في فترات استعمال هذه الأجهزة، وتحديد المواد الصالحة من غيرها، وعدم السماح(113/183)
لأبنائهم بالاطلاع أو مشاهدة هذه المواد المعروضة دونما ضابط أو رقيب، وهذا حقيقة يأتي على رأس الإجراءات الوقائية التي لا بد من توعية المسلمين بأهميتها وعظيم تأثيرها، وإلا فلا يمكن لأي أجهزة مهما تطورت أن تحول دون وصول هذا الغزو إلى عقر دارنا، وإنما لا بد للأفراد والأسر من الوقوف بأنفسهم كما ذكرت، ولا بد من حملة توعية ببيان خطورة هذه الحملة، وضرورة مساهمة الأسرة والمؤسسات الأهلية في مقاومتها، كما أنه لا بد من توفير بديل إسلامي يحمل قيم الإسلام ومبادئه، على أن يكون على نفس المستوى من التقنية والإبداع؛ حتى نقنع المجتمع المسلم خاصة الأبناء من قدرة المسلمين على المواجهة والتصدي، وهذا يحتاج إلى جهود علمية جبارة ورأس مال كبير، حيث تذكر الإحصاءات أن أمريكا تُنفق على بعض الأفلام التي تنتجها هيوليود ما لا يقل عن المئة ميلون دولار، وهذا في حد ذاته يمثل أعظم وأخطر تحدي للأمة الإسلامية نظراً لتخلفها العلمي والتقني، ولقلة موارد الكثيرين منها، ولانعدام الوعي بخطر هذه الحملة من جهة أخرى، إلا أنه ورغم ذلك فلقد ظهرت عدة محاولات لا بأس بها، يمكنها أن توفر بديلاً معقولاً أمثال قناة المجد والفجر وغيرها، فينبغي علينا دعم هذا القنوات الإسلامية النقية، وتشجيع الناس على اقتنائها والتعامل معها، واعتبارها البديل الأمثل، وتشجيع الأثرياء من المسلمين على الاستثمار في هذا الميدان، ونادي بأعلى صوتك بين أهلك وإخوانك، وعما قريب سيبزغ فجر الإعلام الإسلامي، ونحيا في ظل الإسلام النقي الطاهر.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتعامل مع صديق كان ملتزما ثم انحرف ... 18185 ...
السؤال
السلام عليكم.
لي صديق كان يحفظ من كتاب الله حوالي 25 جزءا, وكان يعمل كداعية في أحد المساجد (يعطي دروسا دينية لطلاب المسجد) دون أن يأخذ أجرا على ذلك إلا من الله تعالى، وكان من الشباب الذين يقتدى بهم حتى من الكبار، لم أر في حياتي مثل أخلاقه إلا القليل، وعندما دخل الجامعة كان من أكثر الشباب نشاطا في أمور الدعوة إلى الله.
وانتقل إلى جامعة أخرى وبقي على هذا الدرب إلى أن أنهى السنة الثانية تقريبا, في ذلك الوقت أخذت الفتيات تتجمع حوله والذي ساعد على ذلك أن حالته المادية ممتازة؛ فبدأ يضعف ويضعف لما كان يراه من أمور لم يرها من قبل وبدأ يعجبه الأمر إلى أن استحكمت إحدى الفتيات على عواطفه, ووقع المحظور, والمصيبة أنه لا يرغب الآن بالعودة إلى ما كان عليه, ويحاول تجنبنا وعدم التحدث معنا! فماذا أفعل جزاكم الله الخير؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/184)
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح من حال صاحبك، وأن يمن عليه بالعودة إلى صراطه المستقيم، وأن يجعلك وإياه من الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي حدث لصاحبك أمرٌ محزن حقاً، ويستحق مثل هذا الاهتمام بل وأكثر من ذلك؛ لأن هذا التحول من الطاعة إلى المعصية، ومن الهمة العالية إلى الفتور والخمول، ومن الدعوة إلى الله وهداية الناس إلى الإقبال على الفتن، والافتتان بمظاهر الرياء الكاذبة، كل هذه المظاهر يُخشى على صاحبها أن يموت عليها ويختم له بسوء خاتمة والعياذ بالله، ومن هنا نجد أن من أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) حقاً إنها دعوةٌ جامعةٌ لكل خير، تقلب القلوب، وتحولها من الطاعة والأنس بالله إلى المعصية، والبعد عنه جل جلاله، من أخطر العقوبات التي يعاقب بها العبد في الدنيا عياذاً بالله، ولقد ضرب لنا الله جل جلاله مثلاً لذلك بشخصية كانت من أعلم زمانها، وكيف تحولت إلى صورة صغيرة وضعيفة، وهذا ما نص عليه عليه قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين}، نسأله تعالى الثبات على الدين والهداية الدائمة إلى صراطه المستقيم، لذا أنصحك بضرورة اصطحاب بعض الدعاء المتميزين ممن يعرفهم صاحبك أو لا يعرفهم، وتتوجهون لزيارته، وتعرفون سبب هذا التحول، وتساعدونه في الخروج من هذا المنعطف الخطير الذي تردى فيه، واجعلوا هذا الزيارات متكررة بدون توقف حتى توفروا له البيئة الصالحة التي ربما فقدها، حاولوا وأكثروا من التواجد معه واستمرار تذكيره، ومحاولة جره لإلقاء بعض الدروس، والمشاركة في الأنشطة الدعوية كسابق عهده، وفوق ذلك استخدام أخطر وأهم سلاح وهو الدعاء، فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فاجتهدوا له في الدعاء بظهر الغيب، واهتموا به، ولا يغلبكم الشيطان عليه ولا تتركوه حتى يتوب ويعود إلى رشده، وحاولوا من تكثير الصالحين حوله، وذكروه بما كان عليه من الفضل والخير، لعل وعسى أن يرده الله إليه مرداً جميلاً .
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والهداية والرشاد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ما الوقاية من العين ...
17984 ...
السؤال
ما هي الوقاية من العين وكراهية الناس لي والضيق الموجود عندي دائما، وغير مستقر في حياتي عند المعاملة مع الناس؟
جزاكم الله خيرا(113/185)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأما الوقاية من شر عيون الحاسدين، فإنه ليس شيءٌ أنفع لها من التوكل على الله تعالى، والاعتماد عليه جل وعلا، قال تعالى: {وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخيرٍ فهو على كل شيءٍ قدير} وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجمتعت على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك) وهو حديث صحيح، وليس هذا خاصاً بالعين وحدها، بل هو شاملٌ لكل أمور الدنيا وأمور الآخرة، وقد قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي فهو يكفيه كل شيء.
وأما الأسباب والأدوية لدفع العين والوقاية منها، فتكون بالرقية الشرعية، وذلك كأن تقرأ سورتي الفلق والناس، ثم تنفث في يديك، ثم تمسح بهما جسمك، أو موضع الألم الذي تجده في جسدك، وتكرر ذلك بحسب الحاجة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتقي بهاتين السورتين ويقول (ما تُعوذ بمثلهما) ومعنى الحديث أن هاتين السورتين أفضل وأحسن ما يُرقى به من الأدعية والرقى.
ومن الرقية المشروعة قراءة سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، بل إن القرآن كله يجوز الرقية به، كما قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين}.
وتجوز الرقية كذلك بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كقوله صلوات الله وسلامه عليه، وهو يرقي الحسن والحسين ابني علي رضي الله عنهما: (أُعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه، ومن كل عينٍ لامة ..) وهذا كثيرٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن تكتفي بالرقى الواردة في القرآن والسنة، ويجوز أن ترتقي بالأدعية المباحة التي تكون بذكر الله، والتي تكون خالية من الشرك والمحرمات.
ومن الأسباب أيضاً لدفع العين والوقاية منها، أن تكون حذراً ممن تظن أنه يصيب بالعين، بحيث تتجنب أن يرى منك ما يجعله يحسدك عليه، فيجوز لك أن تخفي عن أمثال هؤلاء الحسدة بعض الأمور التي تخشى أن تكون سبباً في حسدها.
وأما الضيق الذي تجده في صدرك، فإن أعظم دواء له هو طاعة الله، فمن أطاع الله وعمل بأمره واجتنب المحرمات شرح الله صدره، ونوّر قلبه، ووجد حلاة الإيمان، كما قال تعالى: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه}.
فعليك بكثرة ذكر الله، وعليك بالاستماع وتلاوة القرآن، وأيضاً يدخل في هذا المعنى حضور الدروس واستماع الأشرطة والمحاضرات الدينية، فمتى فعلت ذلك، زال عنك كل ضيق وكل حزن بإذن الله تعالى.
وأما كراهية الناس لك، فإن الناس يحتاجون إلى معاملة زكية ومناسبة لأحوالهم، ومن أعظم ما يحبب الناس إليك هو حسن الخلق، فإن الإنسان الذي يكون صاحب خلق حسن يكون محبوباً من جمهور الناس، وأيضاً فإن السعي في قضاء حوائح(113/186)
الناس ومساعدتهم في شئونهم بحسب الاستطاعة أمرٌ يحبب الناس إليك، ويجعل لك بينهم سُمعة حسنة وذكراً طيباً.
وأما عدم الاستقرار في حياتك في معاملة الخلق، فينبغي أن تتدرب على كيفية التعامل مع الناس عن طريق الصحبة الصالحة، فحاول أن تجد لك أصدقاء وأصحاب من ذوي الأخلاق والأدب؛ بحيث تستفيد من أخلاقهم وحسن معاملتهم، فإن هذه الصحبة من أنفع الأمور التي تُعينك على الاستقرار والهدوء والطمأنينة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أحب العمل للإسلام ولكن هناك معوقات ... 17857
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من نعم المولى علي حبي للعمل من أجل ديني، ومع أني أعلم كيف يمكنني نصرة الدين إلا أنه يوجد معوقات منها:
1. إحساسي بفقداني الشديد لإخلاص النية، وخوفي من مدح الناس والعجب والشهرة، وهذا هو السبب الرئيس لتوقفي عن العمل.
2. عدم وجود من أتعاون معهم من بني جلدتي، ولانتشار الجهل والتفرق، والله المستعان.
علما بأنه من نعم الله علي أن رزقني طلب العلم، وقد وفقني ربي بإصدار مجلة إسلامية باللغة الصومالية وهي الوحيدة في البلد الذي أعيش فيه لكنني توقفت مؤقتا لهذه الأسباب. أفيدونا أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ بنت الإسلام حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بهذا الشعور الطيب والرغبة العظيمة لخدمة هذا الدين الذي شرفنا الله به، قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}، وما من مسلم أو مسلمة إلا وهو مسئول عن نصر الإسلام ونشره، وهذا الإحساس الذي جعل الصحابة الأبرار يتركون مكة والمدينة رغم أن الأجور مضاعفة والقلوب تهفوا إلى تلك البقاع الطاهرة، وإذا كنت تعلمين ـ ولله الحمد ـ كيف تخدمين دينك فلا تتوقفي عن العمل لخدمة الدين خاصة ونحن نعاني من الفراغ الكبير في جانب المرأة وذلك لقلة الداعيات.
وأرجو أن تعلمي أن هذا التوقف عن العمل يسعد عدونا الشيطان، وود الشيطان لو ظفر بمثل هذا، فتعوذي بالله من الشيطان واجتهدي في نصرة الإسلام، فإن العمل من(113/187)
أجل الناس رياء، وترك العمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
والمسلم يعمل ويجاهد هذا العدو ويستحضر النية الصالحة ويسأل ربه الإخلاص، فإن صدق في نيته ومجاهدته لهذا العدو كان في جهاد وطاعة، وهناك أمور تعين الإنسان على إخلاص النية والعمل لله منها ما يلي:-
1- الفهم الصحيح لعقيدة التوحيد.
2- الإكثار من صيام التطوع، فإن الله قال في الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ولا يعلم الصائم حقيقة من غيره سوى الله.
3- الاجتهاد في المحافظة على قيام الليل وصدقة السر.
4- الحرص على إخفاء بعض الأعمال لتكون سراً بين العبد وربه.
5- قراءة سير السلف، فقد كان ابن المبارك ينفق على أسر عديدة في ظلمة الليل، ولم يعرفوا ذلك إلا بعد وفاته، وكذلك فعل ابن تيمية رحمة الله عليه، وعلي بن الحسين رضي الله عنه، وغيرهم.
6- معرفة أن رضا الناس غاية لا تدرك، والعاقل يطلب رضوان الله، فإن فاز بذلك ألقى له القبول فنال ما يريد قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً }.
7- الاعتراف بفضل الله الذي وهب العقل والعافية والسمع والبصر، ومحاسبة النفس على التقصير في جنب الله، ووضع هذه النعم إلى جوار جرائمنا وتقصيرنا وعندها سوف تتلاشى مشاعر العجب والخيلاء.
8- عدم الفرح بالشهرة والثناء من الناس لأنهم يشاهدون الظاهر ولا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، وإذا سمع الإنسان من الناس الثناء عليه فعليه أن يعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليه، والعاقل يعرف حقيقة النفس ويستغفر الله على تقصيره.
مع ضرورة ملاحظة أن سبب التوقف قد يكون فيه لون من تزكية النفس أيضاً فتنبهي لهذا الباب فإنه دقيق وخطير، وأنصحك بضرورة العودة للعمل، ومضاعفة الجهد لإغاظة هذا العدو وجددي النية في كل لحظة وحاسبي نفسك وقولي لها ماذا أردت بكلمتي وبأكلتي وبحركتي، فإن الإكثار من المحاسبة يضيق أبواب الشر.
أما عدم وجود من تتعاونين معه فليس عذراًَ بل هو دافع لمزيد من الاجتهاد، وأبشري بخاتمة سورة النحل فإن الله يقول: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}، وقد نصر الله دينه ورسوله يوم كان وحيداً طريداً، ورددها ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مسامع صديق الأمة رضي الله عنه ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما )، وظل هذا المعنى العظيم قرآناً يتلى ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا )، وقال تعالى على لسان كليمه موسى عليه السلام: كلا إن معي ربي سيهدين، فاجتهدي في نشر العلم الشرعي، وخاصة العقيدة والقرآن، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى الله، واعلمي أن الإخلاص لا يجده الإنسان إلا بعد جهد ومجاهدة، فأعز شيء في الدنيا الإخلاص، ولكن المؤمن يعمل ويجتهد ويحاول حتى يكون من المخلصين، وقد أشار بعض السلف إلى هذا المعنى فقال طلبت الإخلاص عشرين سنة ثم رزقته، وبالمحاسبة والمراقبة والمجاهدة ينال الإنسان كل خير.(113/188)
سدد الله خطاك وحفظنا وإياك.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... بدأ الفتور يداهمني فما الحل ... 27596 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا عني وعن المسلمين.
والله إني أحبكم في الله.
يا شيخي الفاضل، أنا طالب أزهري، والأزهر في مصر يغلب عليه التصوف، وأنا سلفي ويواجهني مشاكل كثيرة من أبي وأهلي، حتى إنني لحق بي الفتور، وبعد ما كنت ملتزما بدأ الفتور يلحق بي!
وأنا الآن مفتون بالنساء وشغلتني الدنيا عن المذاكرة، وفتنت! ولا أجد حلا لأنه في بلدي لا يوجد أحد من أهل السنة السلفيين، ولا أجد حلا حتى إنني كرهت نفسي من المعاصي، والله ـ يا شيخ ـ إني أتمنى أن أكون من الصالحين ولا أجد أحدا يساعدني على ذلك! وأرجو من حضراتكم الجواب.
وجزاكم الله خيرا.
السلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجدد الإيمان في قلبك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تشكو منه إنما هو ثمرة طبيعية لانعدام البيئة الصالحة المساعدة مع عدم وجود المربي، وتوقف النمو العلمي، وعدم وجود خُطة منهجية تربوية أو علمية يسير عليها الإنسان، إلا أن المسلم مُطالب رغم هذه العقبات وتلك السلبيات ألا يترك نفسه كالريشة في مهب الريح، تلعب به الأهواء والنزوات والشياطين لعب الأطفال بالكرة، فنحن مُطالبون أخي إسلام بعدم الاستسلام مهما كانت التحديات، ولعل ظروف سنك وكونك بمرحلة المراهقة هو الذي زادك ضعفاً على ضعفك، وبدأت تتعلق بالنساء، ورغم ذلك فهذا كله لم ولن يُغني عنك من الله شيئاً؛ لأنك الآن في نظر الشرع رجل بالغ عاقل رشيد، وتسجل عليك جميع أعمالك خيراً كانت أم شراً، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: (وشاب نشأ في طاعة الله) وقال أيضاً: (عجب ربك من شاب ليس له صبوة) أي زلات ومعاصي، فلم لا تكن أنت هذا الشاب أخي(113/189)
إسلام؟ ولم لا تجعل أسوتك وقدوتك في مواجهة تلك الإغراءات يوسف عليه السلام، وأنت تعلم مدى التحدي الذي واجهه وانتصر عليه؟ أتمنى ألا تستسلم لهذا الواقع أبداً، وأن تقاوم بكل ما أوتيت من قوة؛ حتى لا يجرفك تيار الغفلة والمعاصي والشهوات، واعلم أخي أنك قادرٌ على ذلك، إلا أنه ومع الأسف الشديد لم تستخدم تلك الطاعة الإيمانية التي أودعها الله في قلبك، وضحك عليك الشيطان بتلك الحجج الواهية حتى أضعف إيمانك، وزين لك الباطل وصرفك عن الحق، إلا أنه نظراً لوجود بذرة الخير والإيمان في قلبك فلم تستسلم واتصلت تطلب النجدة والمساعدة، وهذا دليلٌ قويٌ على أنك ما زلت على خير، وأن لديك القدرة على تغيير واقعك مهما كان حجم المعاصي التي وقعت فيها، فقم يا رجل، وشمّر عن ساعد الجد، وقل بصوت مرتفع: لم ولن أخضع للشيطان، ولن أستسلم لهذه الغفلة، واستعن بالله، وحاول الاتصال ببعض الدعاة القريبين منك أو في القاهرة، أمثال الشيخ محمد حسين يعقوب، واعلم أن له ثلاثة كتيبات صغيرة حول الفتور وعلاجه، وهي متوفرة بالأسواق، واجتهد في الدعاء، وواظب على أعمال الطاعة، خاصة تلاوة القرآن يومياً، مع حضور صلاة الجماعة، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أحاول أن أبتعد عن طريق الحرام قدر المستطاع ... 234641 ...
السؤال
بسم الله أبدأ رسالتي وأتفضل بالشكر لله العلي القدير، فإني شابة في مقتبل العمر، حيث تكثر اللذات والشهوات، ولا يستطيع الإنسان أن يتمالك نفسه ولا يخفى عليكم الفعل والوقوع في المحرمات، ولكن ـ وبإذن الواحد المنان ـ فقد منً علي بهداية، وأطلب من الله الثبات، أحاول جاهدة الابتعاد عن طريق الحرام قدر المستطاع، لا أستطيع الاختلاط مع من حولي خوفاً من أنهم يعرفون عن ماضيّ شيئا، ولكن أقسم بالله العظيم أني أريد التوبة النصوح، فأريد أن أسمع منكم ما يطمئن قلبي!
وجزاءكم الله خيراًَََ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ دمعة ندم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله تبارك وتعالى سمى نفسه غفورا ليغفر لنا، وتوابا ليتوب علينا، والتوبة تجب وتحمو ما قبلها، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تبارك وتعالى يفرح بتوبتنا حين نتوب إليه، فأبشري بهداية الله، وسارعي في طاعته؛ لأن الحسنات تمحو السيئات: { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين }.
وأرجو أن تتذكري أن للتوبة شروطا تتمثل في الآتي:(113/190)
1- أن تكون خالصة لله، وليس خوفاً على سمعة أو منصب.
2- أن يندم صاحبها على ماضيه.
3- أن يعزم على أن لا يعود.
4- أن يقلع عن الذنب في الحال، وأن لا يذكره على سبيل التشوق والافتخار ولكن على سبيل الندم ليجدد التوبة.
5- أن يرد الحقوق لأصحابها إذا كان ذلك ممكنا وإلا فعليه أن يكثر من الاستغفار والدعاء لأصحاب الحقوق.
6- أن يكثر من الحسنات ويسارع في الطاعات.
وهناك أشياء تعين الإنسان على الثبات وهي كما يلي:
1- أن يحرص على تغيير رفقة الشر وبيئة الشرور.
2- أن يتخلص من أدوات المعصية، من صور فاضحة أو أشرطة ماجنة أو ذكريات بائسة.
3- أن تبحث الفتاة عن أخوات صالحات.
4- أن تكثر من الدعاء والتوجيه لمصرف القلوب ليصرف قلبها لطاعته.
5- الإكثار من ذكر الله، والثقة في سعة رحمته، وعمارة القلب بحسن الظن بالله.
6- البحث عن وظيفة بعيدة عن الاختلاط بالرجال.
7- مراقبة الله والخوف من عقابه، والحرص على تقواه حثيما كنا.
أما بالنسبة للماضي فاستتري بستر الله عليك، ولا تخبري بأسرارك أحداً من الناس فإن الإنسان يملك سره مالم ينشره، واجعلي الأمر بينك وبين الغفور الرحيم، وجددي التوبة كلما ذكرك الشيطان بالماضي ليغتاظ هذا العدو الذي يدفع الإنسان في المعصية ثم يخوفه من مواجهة الناس ويثبطه عن التوبة، ولكن المنتقم لا يهمل، فاطردي عن نفسك هذه الهواجس، وابدأي حياتك بأمل جديد وروح جديدة، واجعلي أيامك عامرة بطاعة الله والبعد عن معاصيه.
واعلمي أن للطاعة ضياءا في الوجه، وانشراحا في الصدر، ومحبة في قلوب الخلق، وللمعصية ظلمة في الوجه وضيقا في الصدر وبغضة في قلوب الخلق، ورب معصية أورثت إنكساراً لله وخضوعاً له أفضل من طاعة أورثت افتخار وعجباً، وفهم السلف هذا المعنى العظيم فكان بعضهم يقول: "لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً خير من أن أبيت قائماً لله وأصبح معجباً" فإن النادم على التقصير يؤجر على ندمه وتوبته، وهذا يعاقب على عجبه وافتخاره - والعياذ بالله -.
وتاريخنا مليء بنماذج كثيرة كان أصحابها على المعاصي ثم تاب الله عليهم فتابوا فكانوا سادة للعباد والزهاد مثل الفضيل بن عياض، ومالك بن دينار، وغيرهم وغيرهم. فثقي بالله وتوكلي عليه واطلبي رضاه، وأبشري وأملي ما يسرك.
فليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ(113/191)
... أريد أن أموت
... 234607
السؤال
أريد الموت لمعرفتي أنه الحل الوحيد لألمي الكبير، وأنا لعلمي بحرمانية ذلك فدائما أستغفر! ولا أستطيع مع ذلك العدول عن هذه الأمنية، ماذا أفعل؟
للعلم أنا وحيدة بهذا العالم على الرغم من وجود أهلي، أتمنى أن أجد لديكم ما يطمئن حالي.
وشكرا جزيلا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن المؤمن لا يتمنى الموت لضر نزل به، ولكن العاقل يسأل الله أن يحييه إذا كانت الحياة خيراً له، وأن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله، ولو كان الموت هو آخر المطاف لهان الخطب، وقد أحسن من قال:
ولو أنا إذا متنا تركنا ***** لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ***** ونسأل بعدها عن كل شيء
فتعوذي بالله من الشيطان واعلمي أن هذا العدو همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، وابعتدي عن الذنوب فإن آثارها خطيرة، فهي سبب الضيق والضنك، قال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً...} وإذا كان سبب هذا الضيق ذنبا معروفا، فاحرصي على التوبة والرجوع إلى الله وأبشري، فإن الله {غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى }.
وأرجو أن تشغلي نفسك بالطاعات، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وابحثي عن أخوات صالحات وعن مراكز للعلوم الشرعية، واشغلي نفسك بتلاوة كتاب الله، واستحضري عظمة الله وأنت تستغفرينه، واحرصي على الدعاء بقلب حاضر فإن الله لا يستجيب من قلب ساهٍ لاهٍ، واعلمي أن استغفارنا يجب أن نستحضر فيه عظمة الله، ونحرص على مشاركة القلب للسان في الذكر والاستغفار، وإذا لم نفعل هذا فاستغفارنا يحتاج لاستغفار.
ولست وحيدة فإن من كان مع الله كان معه، فاحرصي على الخير ولا تعزلي نفسك عن الناس وأسألي الله أن يحبب إليك الصالحات، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، واحذري من تنفيذ هذه الوساوس، فإن الإنسان إذا قتل نفسه فقد خسر الدنيا والآخرة، وهذا هو أقصى ما يريده هذا الشيطان الذي يريد أن يكثر رفاقه من أصحاب الجحيم.
والله ولي التوفيق السداد!(113/192)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... كلما حاولت أن أخفف وزني أشعر بالذنب ... 234568 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو أنه منذ عدة سنوات كنت شابا نحيلا مقبلا على الحياة، وبعد عدة سنوات زاد وزني كثيرا، وابتعد عني أصحابي! سؤالي هو أني كلما حاولت أن أخفف من وزني أشعر بالذنب بأن أقول لنفسي كيف لي أن أعمل كل هذا من أجل جسد فان, فربما أموت اليوم أو غدا، وأشعر بالذنب, وأن الله ابتلاني بهذا الجسد كي أصبر وترفع درجاتي، وأنه مهما حصل فلن أستطيع تغييره! هل أنا محق في هذا التفكير؟
وسؤالي الثاني هو عن الوسواس، فقد قرأت كل ما يتعلق عنه، والحمد لله قد أفادني كثيرا إذ أنني ـ والعياذ بالله ـ كنت على حافة الجنون! المشكلة هو أنني لا أستطيع أن أتخلص منه، فكلما نسيت الدنيا وزاد إيماني زاد الوسواس؛ فأحيانا أصل إلى مرحلة نسيان الدنيا تماما والإقبال على الدين إلى أن يأتيني وسواس كبير من حيث لا أتوقع ويصبح همي وحده هو الإقبال على الدنيا فقط للتخلص من وسوسة الشيطان! وهذا ما يحصل فيضعف إيماني ثم يعود إيماني إلى الازدياد ثم يعود الوسواس! فيعيدني إلى الصفر! وأرجو أن تخبروني هل فعلا لا يحاسب المرء على الوسواس؟
حتى إني أتخيل أحيانا كيف سيكون غضب الله علي لو أن الوسواس أصابني يوم القيامة أو في الجنة؟ هل من الممكن أن أصل إلى المناعة التامة من الوسواس أم أني سأظل أجاهده دائما بإذن الله؟ والحمد لله على كل شيء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fgs حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أرى أن الجزء الأولى من رسالتك -فيما يختص بالسمنة- هو في الأصل فكرة وسواسية، حيث أن الدين يدعو إلى صحة الجسد والنفس، ومن هنا يا أخي يمكن أن تستفيد جداً من العلاجات المضادة للوساوس القهرية.
الوسواس مرضٌ منتشر، وهو يكون في شكل فكرةٍ أو فعل أو خيال، أو نوع من الطقوس التي يجد الإنسان أنه مكره أو مجبر على اتباعها، رغم أنه يؤمن بسخافتها، والوسواس يا أخي يتأرجح ما بين التحسن والانتكاسات في بعض الناس، ولكنه في معظم الناس يزول بصفةٍ تامة، خاصةً إذا اجتهد المريض في اتباع الإرشادات الطبية، وتلقي العلاجات المقررة، كما أن مقاومة هذه الأفكار يُساعد كثيراً في تقلصها وانتهائها.
أود أن أصف لك علاجاً، وهو يعتبر من الأدوية الممتازة في علاج الوساوس القهرية، ويُعرف هذا الدواء باسم فافرين، أرجو أن تتناوله بجرعة 50 مليجرام ليلاً، ثم ترفع معدل هذه الجرعة بمعدل 50 مليجرام أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى الجرعة المقررة وهي 200 مليجرام في مثل حالتك، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر،(113/193)
ثم يمكن أن تخفضها إلى 100 مليجرام، والتي يجب أن تستمر عليها كجرعةٍ وقائية لمدة ستة أشهرٍ أخرى.
هنالك دواء بديل يعرف باسم بروزاك، ولكن الفافرين يُعتبر هو الأفضل في مثل حالتك .
أرجو أن تطمئن يا أخي أنك يمكنك أن تتخلص من هذه الوساوس، فقط عليك مقاومتها، وبمساعدة الدواء سوف تنتهي تماماً بإذن الله .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... كيف أحافظ على التزامي في أماكن الاختلاط ... 234326
السؤال
أنا طالب جامعي أتابع دراستي بسلك الدراسات الهندسية بإحدى المدارس العليا غير أن الاختلاط فيها يعتبر شيئا عاديا؛ مما يضطرني للحديث مع الفتيات، فكيف أحفظ علي التزامي مع عدم الاعتزال.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنحمد الله جل وعلا على ما وفقك إليه من الالتزام بدينه، والحرص على نيل مرضاته، ولا ريب أن سؤالك هذا يدل على حرصك على اجتناب الحرام والوقوع في الآثام، وهذا من فضل الله عليك وتوفيقه إياك، غير أننا قبل أن نجيب على سؤالك، لا بد أن نٌبين أمراً هو في غاية الأهمية.
وذلك بأن تعلم أن الله جل وعلا لا يأمر العباد إلا بما فيه مصلحتهم وفلاحهم، ولا ينهاهم عن شيءٍ إلا وفيه المضرة عليهم في دينهم ودنياهم، ومتى حصل للعبد اليقين بهذا المعنى سهل عليه امتثال أوامر الله جل وعلا واجتناب محارمه.
ومن هذا المعنى تحريم الاختلاط المذموم، فإن المفاسد والقبائح التي تترتب على هذا النوع من الاختلاط كثيرةٌ جداً، بل ربما يصعب حصرها، بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال: (واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء) ومن المعلوم أن هنا الضرر متحقق وثابت للرجال والنساء، فمتى حصل الاختلاط المذموم المحرم، وقع البلاء العظيم الذي لا يدفعه إلا الله تبارك وتعالى .
والمقصود من هذا أن المعرفة بأضرار الاختلاط المذموم شرعاً، تُعينك على اجتنابه أكثر، وتجعلك أكثر احترازاً وتحفظاً من الوقوع فيه، والواجب عليك وعلى أمثالك تجنب الاختلاط بالنساء الأجنبيات قدر الاستطاعة، خاصةً إذا علمنا أن كثيراً من هؤلاء الفتيات لا يلتزمن بأحكام الحجاب، بل إن كثيراً منهن يخرجن متبرجات متزينات، فيزداد خطر الاقتراب منهن أكثر وأكثر.(113/194)
وأما ما ذكرته من الاضطرار في الكلام مع الفتيات، فلا بد أن يكون بقدر الحاجة الضرورية، ولا يجوز أن يتعدى الأمر إلى الأحاديث الجانبية والشخصية، التي ربما أدت إلى تبادل الضحكات والتوسع إلى المزاح ونحو ذلك.
ومن المعلوم أن هذا من الحرام المؤكد تحريمه، فإن الله جل وعلا قد حرم النظرة إلى الأجنبيات، فكيف بالحديث معهن والتوسع معهن في هذا الباب؟!
فالواجب الاقتصار على القدر الضروري من ذلك، مع الاحتراز والتحفظ في المعاملة قدر الاستطاعة، مع الصبر على ما قد يتعرض له الإنسان من نقدٍ أو ذم بسبب التزامه.
والله تعالى هو الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... امرأتي لا تصلي فأرشدوني ... 233110 ...
السؤال
أنا إنسان متزوج، زوجتي بالنسبة للأولاد والبيت لا بأس بها، أما هي فلا تهتم بنفسها، ولا بجمالها!
مشكلتي هي تركها للصلاة، والسبب أنها تبقى بالجنابة ل3 أيام أو أكثر، حاورتها مرارا بدون جدوى! وذلك لأنها خجولة أمام والداتي الساكنة معنا! أمي في طبقة ونحن في الأخرى، أرشدوني ماذا أفعل!
وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن كل إنسان فيه عيوب وله ميزات، والإنصاف والعدل هو أن ننظر إلى جوانب الحسن والخير ثم نقارنها بالجوانب السلبية، وكثيراً ما تنغمر السيئات في بحور الحسنات وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث، ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط، وقد أعجبتني إشارتك للجوانب الحسنة في البداية؛ لأن هذا مما يعين على تدارك السلبيات، فلا بد من المدخل الحسن، والكلمة اللطيفة، والوقت المناسب، والتدرج في الإصلاح، وقبل هذا لا بد من التوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
والطبيب يبدأ العلاج بالمرض الخطير، وليس هناك أخطر من ترك الصلاة، فإنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ومن حافظ على الصلاة فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سوها أضيع، ولست أدري هل تركت الصلاة بالكلية، أم تركها جزئي!؟ وهل لهذا الترك أسباب؟ وهل هناك شبهات دفعت للوقوع في هذه الخطيئة؟ وهل كانت تحافظ على الصلاة ثم تركتها، أم أنك تزوجتها وهي تاركة للصلاة!؟(113/195)
وعلى كل حال فإن الصواب هو أن نبدأ بتعليمها أهمية الصلاة للمسلم، بالتنبيه لخطورة هذه المخالفة، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: "الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر"، بل أهل النار لما قيل لهم ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين.
وعلينا أن نزيل الشبهات إن وجدت، ونحرص على حل المشاكل مثل الخجل من الوالدة، ولكن الخجل لا يصلح أن يكون عذرا لترك الصلاة أو تأخير الاغتسال من الجنابة، وأرجو أن تكرر الحوار مع ملاحظة الآتي:
1- أن تكون أنت ممن يحرص على الصلاة ويحافظ عليها.
2- أن يكون الحوار بعيداً عن الوالدة والأطفال والناس.
3- أن تبدأ بذكر محاسنها قبل مناقشة هذه المشاكل.
4- أن تختار الأوقات المناسبة وتساعد في إزالة موانع الاستجابة.
5- أن تشعرها بأن الحياة لا يمكن أن تستمر إذا لم تعد إلى صوابها وصلاتها.
فإذا لاحظت بعد هذه الخطوات أن هناك تحسنا وإلا فلا بد من اتخاذ خطوات أشد كالامتناع عن أكل الطعام معها وهجر فراشها، ومنعها من الأشياء التي تحبها، ولا بد من عقوبتها على ترك الصلاة إن كانت من النوع الذي لا تضره هذه العقوبة فتدفعها للعناد والمكابرة.
ولكني أنصحك بأن تربط حياتك معها بمحافظتها على الصلاة ؛ لأنه لا ينبغي لك أن تعيش مع زوجة لا تصلي، وفي تركها للصلاة خطورة على أبنائك ومستقبلهم.
والله ولي التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أقلع عن سماع الأغاني ... 233029
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا أعاني من مشكلة يعاني منها الكثير من الناس، وهي الإدمان على الأغاني، لا تتصورون كم أحب الأغاني، مع أنها حرام! وهذا يعذبني! بالإضافة إلى أنها قد جرتني لارتكاب معاص كثيرة أخرى.
الآن أحس أن الدنيا ضاقت بما رحبت علي؛ لأنني أحسست أن الله لن يتركني بلا عقاب على ما أفعل، وأنا الآن معلقة بسيف له حدان: إن استمعت إلى الأغاني أنبني ضميري، وإن لم أستمع يداهمني إدماني وشيطاني!
حاولت مرارا وتكرارا أن أترك الأغاني، لكن أنا لا أملك الإرادة أيضا، وكذلك أهلي يستمعون الأغاني، فكيف أتركها، وهم مثلي صبح مساء يستمعون لها! أحس بضلال كبير! أحس أني تائهة! ولا أجد سواكم أشكو له مصيبتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ليلي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،(113/196)
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الأغاني بريد الزنا، وهي صوت الشيطان وقرآنه، وهي تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل، وعندما وضع بعض العلماء كلمات الأغاني في ميزان الشريعة وجدها تشتمل على الإشراك والكفر والفسوق والعهر، هذا مع ما يصاحبها من موسيقى محرمة وتؤدى بطريقة فيها ميوعة وانحلال.
ولا بد أن نعلم أن بيئة الغناء هي بيئة المخدرات والمنكرات والفضائح التي فاحت روائحها المنتنة على صفحات الصحف ووسائل الإعلام، فكيف ترضى فتاة مسلمة أن تستمع لأمثال هؤلاء، وتعجب بهم وبغنائهم!؟
ولا شك أن المعاصي آخذة برقاب بعضها البعض، فكل معصية توصل إلى مثلها، والعياذ وبالله، وليس سماع الأهل للأغاني عذرا، بل إن هذا الواقع ينبغي أن يدفعك لمزيد من الحرص على ترك الغناء لتنقذي نفسك وأسرتك من مصائد الشيطان، واحرصي على إيجاد البديل من أشرطة القرآن، والأناشيد الإسلامية، شريطة أن تكون الأناشيد منتقاة وقليلة، فإن المسلم لا يقدم على القرآن سواه، وكما قال لبيد بن ربيعة الذي كان من أشعر العرب بعد أن أسلم: "ما كنت لأقول الشعر بعد أن أكرمني الله بسورة البقرة".
والمسلم له إرادة قوية يستطيع معها أن يترك الطعام والشراب لله، فكيف يضعف أمام أغنية عاهرة!؟ وأرجو أن تحرصي على التخلص من أشرطة الغناء باستبدالها بأشرطة محاضرات ودروس نافعة، وإلا فتقربي إلى الله بالتخلص منها، وهذا بلا شك يعينك على التوبة والرجوع إلى الله، واختاري لنفسك صديقات صالحات واشغلي نفسك بالمفيد، فإن الذي لا يشغل نفسه بالحق والخير تشغله نفسه باللهو والباطل.
ولاشك أن هذا السؤال يدل على أن فيك بذرة خير ونفسا لوامة على هذه المخالفات، فاحرصي على تنمية نوازع الخير في نفسك، وتعوذي بالله من الشيطان، واحرصي على تلاوة القرآن والذكر للرحمن، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الجماعة أبعد.
وتذكري أن العمر قصير، والعاقل يجعله في طاعة الله، فاستعيني بالله ولا تؤخري التوبة فإن الأعمار بيد الله، والإنسان لا يدري إذا دخل عليه الليل هل يعيش إلى الفجر؟ وهذا هو ما ينبغي أن تنبهي له الأهل حتى يخرجوا من حياة الغفلة والضياع، واحرصي على أن تكوني لطيفة في النصح لهم والتدرج معهم مع ضرورة إيجاد البدائل المناسبة، واستضافة أهل الخير في المنزل وإدخال الأشرطة النافعة والكتب المفيدة، ولا تجعلوا المنزل ميدانا للشيطان، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والثبات.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أرتكب المعاصي وبنفس الوقت داعية ... 232906 ...(113/197)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
هذه قصتي أرجو العون من الله ومنكم!
أنا شاب عمري 19 سنة, قبل أن أدخل الكلية، كنت من الشباب الملتزمين والعابدين، وكنت أحضر مجالس العلم باستمرار، وسلكت هذا الدرب إلى أن دخلت الجامعة! وأنا الآن في السنة الأولى، وشاء الله أن دخلت الكلية، ولكن في غير المحافظة التي أعيش فيها مع أهلي، وهنا بدأ مشوار الابتعاد عن الله، وفعل الأعمال السيئة أكثر من فعل أعمال الخير وكان من أهم أسبابها رفاق السوء!
وتوالت الأيام، وكثرت المعاصي؛ حتى وقعت في عادة سيئة جدا! لا أعرف كيف الخلاص منها! وهي العادة السرية. والأمر الثاني أنني تعرفت إلى فتاة، وكنت أراها كل يوم، حتى أصبح هذا الأمر وأمورا كثيرة هي من الحرام أفعلها؛ فأصبحت ألمس يدها، وأغازلها! وأنا الآن خائف من الوقوع في الزنا لا سمح الله!
والشيء الذي أكره نفسي منه أن الأناس الذين يعرفونني يعتبرونني طاهرا نزيها شريفا! وأنا بريئ من ذلك! فما الحل!؟ أرجوكم أرجوكم أرجوكم أنقذوني قبل فوات الأوان! أنقذوني من الوحل الذي وقعت فيه!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ طارق حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن العاقل إذا أحسن الناس به الظن ارتفع بنفسه ليكون عند حسن ظنهم، فحافظ على نزاهتك وشرفك، واعلم أن الطريق إلى صيانة أعراضنا يبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين، فهل ترضى مثل هذه الممارسات مع أختك أو عمتك أو خالتك؟ فلماذا ترضاها لبنات الناس؟ فاتق الله حيثما كنت في بلدك، أو بعيداً عن أهلك، فإن الله لا تخفى عليه خافية، وإذا كنت في بلدك تترك المعاصي فلماذا تفعلها الآن!؟
وهل كنت ملتزما خوفاً من سمعتك واحتراما لمشاعر أهل بلدك!؟ أم كنت ملتزما ومتمسكا بالإسلام لأن الله أمر بذلك!؟ فراجع نفسك وتب إلى الله، واعلم أن طريق العودة سهل في البداية، فأحذرك التسويف، وتجنب صحبة الأشرار؛ فإنها تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب.
ولا شك أن هذه العادة السيئة لها أضرار خطيرة على صحتك وتحصيلك العلمي وعلاقاتك الاجتماعية، وهي قبل ذلك تغضب الله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره}، ومما يساعدك في التخلص منها ما يلي :-
1- مراقبة الله في السر والعلن.
2- إذا راودتك نفسك بفعل تلك الفاحشة فتذكر المرضى الذين يتقلبون في فرشهم ويتألمون، فاشكر الله على العافية قبل أن تسلب منك، وإنما يكون الشكر باستخدام هذه العافية في الطاعات.(113/198)
3- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الجماعة أبعد.
4- اشغل فراغك بالنافع المفيد، فإن الذي لا يشغل نفسه بالحق تشغله نفسه بالباطل.
5- لا تذهب للفراش إلا إذا بلغ بك الجهد والتعب مبلغه، ولا تمكث في الفراش بعد أن تأخذ حظك من النوم.
6- مارس الرياضة، وقلل من الأكلات الدسمة.
7- احفظ بصرك وابتعد عن مواطن النساء، وتجنب قراءة المجلات الفاضحة ومشاهدة الأفلام الماجنة.
8- احرص على مصاحبة الأخيار، ورافقهم في ليلك ونهارك وواظب على صلاة الجماعة.
9- اعلم أن الاستمرار في ممارسة العادة السرية يتسبب في الآتي:-
1- العجز الجنسي وعدم القدرة على ممارسة حياتك الأسرية مستقبلاً.
2- الهزال والضعف والاضطرار وضيق التنفس.
3- الانطواء والخوف من مواجهة الناس.
4- الشراهة في تناول الطعام، لسد الخلل، وهذا مضر بالجهاز الهضمي.
5- الاكتئاب والتعاسة المتولدة عن تأنيب الضمير.
6- الآثار الخطيرة على الأعصاب.
7- الإصابة بسرطان البروستاتا.
وهي مع كل هذا لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها ممارسة منافية للفطرة والدين.
وإياك والوقوع في فاحشة الزنا فإنها من أكبر الكبائر، وتورث الإنسان الفقر وقصر العمر وخبث النفس والدياثة، ولا عجب فإن الله ربط بين هذه الفاحشة وبين الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله فقال سبحانه: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} وقال صلى الله عليه وسلم، وقد سئل أي الذنب أعظم فقال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك" قيل ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قيل ثم أي ؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك"، والشرك بالله قتل للفطرة وقتل النفس إهلاك لهذه الكائن الذي كرمه الله، والزنا قتل للعفاف والطهر.
وحتى لا تقع في هذه الفاحشة النكراء تجنب الدخول إلى الأبواب الموصلة إليها، فإن الله تبارك وتعالى لم يحرم الزنا فقط، وإنما حرم كل وسيلة تؤدي إليه، فحرم النظر للأجنبية، والخلوة بالمرأة، وحرم سماع الغناء؛ لأنه بريد الزنا، فجاء النهي القرآني بقوله تعالى: { ولا تقربوا الزنا}، وأنت ـ يا ابني ـ أعلم بنفسك من غيرك فاتق الله في سرك وجهرك.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أنا في خطر من المعاصي فأنقذوني ... 232545 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!(113/199)
هذه قصتي أرجو العون من الله ومنكم!
أنا شاب عمري 19 سنة, قبل أن أدخل الكلية، كنت من الشباب الملتزمين والعابدين، وكنت أحضر مجالس العلم باستمرار، وسلكت هذا الدرب إلى أن دخلت الجامعة! وأنا الآن في السنة الأولى، وشاء الله أن دخلت الكلية، ولكن في غير المحافظة التي أعيش فيها مع أهلي، وهنا بدأ مشوار الابتعاد عن الله، وفعل الأعمال السيئة أكثر من فعل أعمال الخير وكان من أهم أسبابها رفاق السوء!
وتوالت الأيام، وكثرت المعاصي؛ حتى وقعت في عادة سيئة جدا! لا أعرف كيف الخلاص منها! وهي العادة السرية. والأمر الثاني أنني تعرفت إلى فتاة، وكنت أراها كل يوم، حتى أصبح هذا الأمر وأمورا كثيرة هي من الحرام أفعلها؛ فأصبحت ألمس يدها، وأغازلها! وأنا الآن خائف من الوقوع في الزنا لا سمح الله!
والشيء الذي أكره نفسي منه أن الأناس الذين يعرفونني يعتبرونني طاهرا نزيها شريفا! وأنا بريئ من ذلك! فما الحل!؟ أرجوكم أرجوكم أرجوكم أنقذوني قبل فوات الأوان! أنقذوني من الوحل الذي وقعت فيه!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ طارق حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن العاقل إذا أحسن الناس به الظن ارتفع بنفسه ليكون عند حسن ظنهم، فحافظ على نزاهتك وشرفك، واعلم أن الطريق إلى صيانة أعراضنا يبدأ بصيانتنا لأعراض الآخرين، فهل ترضى مثل هذه الممارسات مع أختك أو عمتك أو خالتك؟ فلماذا ترضاها لبنات الناس؟ فاتق الله حيثما كنت في بلدك، أو بعيداً عن أهلك، فإن الله لا تخفى عليه خافية، وإذا كنت في بلدك تترك المعاصي فلماذا تفعلها الآن!؟
وهل كنت ملتزما خوفاً من سمعتك واحتراما لمشاعر أهل بلدك!؟ أم كنت ملتزما ومتمسكا بالإسلام لأن الله أمر بذلك!؟ فراجع نفسك وتب إلى الله، واعلم أن طريق العودة سهل في البداية، فأحذرك التسويف، وتجنب صحبة الأشرار؛ فإنها تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب.
ولا شك أن هذه العادة السيئة لها أضرار خطيرة على صحتك وتحصيلك العلمي وعلاقاتك الاجتماعية، وهي قبل ذلك تغضب الله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره}، ومما يساعدك في التخلص منها ما يلي :-
1- مراقبة الله في السر والعلن.
2- إذا راودتك نفسك بفعل تلك الفاحشة فتذكر المرضى الذين يتقلبون في فرشهم ويتألمون، فاشكر الله على العافية قبل أن تسلب منك، وإنما يكون الشكر باستخدام هذه العافية في الطاعات.
3- تجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الجماعة أبعد.
4- اشغل فراغك بالنافع المفيد، فإن الذي لا يشغل نفسه بالحق تشغله نفسه بالباطل.(113/200)
5- لا تذهب للفراش إلا إذا بلغ بك الجهد والتعب مبلغه، ولا تمكث في الفراش بعد أن تأخذ حظك من النوم.
6- مارس الرياضة، وقلل من الأكلات الدسمة.
7- احفظ بصرك وابتعد عن مواطن النساء، وتجنب قراءة المجلات الفاضحة ومشاهدة الأفلام الماجنة.
8- احرص على مصاحبة الأخيار، ورافقهم في ليلك ونهارك وواظب على صلاة الجماعة.
9- اعلم أن الاستمرار في ممارسة العادة السرية يتسبب في الآتي:-
1- العجز الجنسي وعدم القدرة على ممارسة حياتك الأسرية مستقبلاً.
2- الهزال والضعف والاضطرار وضيق التنفس.
3- الانطواء والخوف من مواجهة الناس.
4- الشراهة في تناول الطعام، لسد الخلل، وهذا مضر بالجهاز الهضمي.
5- الاكتئاب والتعاسة المتولدة عن تأنيب الضمير.
6- الآثار الخطيرة على الأعصاب.
7- الإصابة بسرطان البروستاتا.
وهي مع كل هذا لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها ممارسة منافية للفطرة والدين.
وإياك والوقوع في فاحشة الزنا فإنها من أكبر الكبائر، وتورث الإنسان الفقر وقصر العمر وخبث النفس والدياثة، ولا عجب فإن الله ربط بين هذه الفاحشة وبين الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله فقال سبحانه: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} وقال صلى الله عليه وسلم، وقد سئل أي الذنب أعظم فقال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك" قيل ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قيل ثم أي ؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك"، والشرك بالله قتل للفطرة وقتل النفس إهلاك لهذه الكائن الذي كرمه الله، والزنا قتل للعفاف والطهر.
وحتى لا تقع في هذه الفاحشة النكراء تجنب الدخول إلى الأبواب الموصلة إليها، فإن الله تبارك وتعالى لم يحرم الزنا فقط، وإنما حرم كل وسيلة تؤدي إليه، فحرم النظر للأجنبية، والخلوة بالمرأة، وحرم سماع الغناء؛ لأنه بريد الزنا، فجاء النهي القرآني بقوله تعالى: { ولا تقربوا الزنا}، وأنت ـ يا ابني ـ أعلم بنفسك من غيرك فاتق الله في سرك وجهرك.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... دلوني إلى طريقة ممتازة لدعوة صديقي ... 232486 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لي صديق أحبه في الله، ولكن مشكلته أنه صوفي، ولديه بعض الاعتقادات الفاسدة، وجلست معه أكثر من مرة، لكن كل الجلسات تنتهي بلا نتيجة! فهو مصر على رأيه،(113/201)
ومتعصب لمذهبه! ولكن أحياناً أحس أنه يفهم شيئا وينصت، ما هي الطريقة المناسبة لدعوته؟
أرجو الإفادة!
وجزاكم الله خيراً!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبدايةً نهنئك على حرصك على دعوة هذا الصاحب إلى الله تعالى، وإرشاده إلى طريق السنة والهدى، فنسأله أن يثيبك على عملك، وقد قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم).
وأما عن سؤالك عن الطريق الأمثل في مثل حال صاحبك، فإننا نُشير عليك بالتلطف في دعوته إلى الهدى، فمثلاً: لا تبدأ أثناء دعوتك له بمهاجمة ما هو عليه من اعتقاد منحرف أو عبادةٍ غير مشروعة، بل تبدأ مثلاً ببيان أهمية اتباع النبي صلى الله عليه سلم، وتعظيم سننه، وأن الواجب هو تقديم حبه على النفس والأهل والمال، وأن هذا الحب هو من الإيمان الواجب، ثم تتدرج به في الكلام إلى بيان أن صدق المحبة يلزم منها حسن المتابعة، وتذكر له ما يتيسر من مواقف الصحابة والأئمة -رضوان الله عليهم– في حسن متابعتهم للنبي صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك بعض الآيات والآثار الدالة على هذا المعنى.
ثم تسأله مثلاً -إن كان له بعض الأوراد غير المشروعة-: لماذا لا نحاول أن نتقيد بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ أليس هو رسولنا! أليس هو أعلم الخلق بالله وبما يحبه الله! فلماذا لا نجعل كل أذكارنا وأورادنا كما سنها لنا صلوات الله وسلامه عليه؟
وأما الكلام في معالجة العقائد المنحرفة، فلا بد أولاً وقبل الخوض معه في أي نقاش من التثبت: هل ما يعتقده موافق للحق أم لا؟ فإذا تبين الانحراف فلا بد من التزود بالقدر الكافي من المعلومات عن عقيدة أهل الحق، ثم معالجة العقيدة الفاسدة المنحرفة على ما أشرنا إليه سابقاً .
والمقصود أن تحاول التلطف بهذا الصاحب، والدخول عليه من باب تعظيم ما عظمه الله، وترك ما ذمه الله تعالى.
ولا بد –أيضاً- من التحلي بسعة الصدر، والصبر، وتجنب الغضب الذي لا مسوغ له.
وأيضاً ، فإن مما يعين جداً على ما تقصده من هداية صاحبك الدعاء له، والاستعانة بالله في إرشاده وهدايته، وأيضاً فلا بد من التمهل وعدم استعجال الثمرة، فليس من الضروري أن يكون كل ما أسلفناه في جلسة واحدة أو اثنتين، بل تمهّد وتصبر، حتى تجد الوقت المناسب للدعوة والكلام.(113/202)
ونحن نُشير عليك بقراءة رسالة وجهها الشيخ الإمام أبو العباس تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى أتباع بعض الشيوخ، لتنظر كيف استخدم الأسلوب الأمثل في مخاطبة أمثال من قد وصفت، والرسالة تقع في المجد الثالث من مجموع الفتاوى ص 363 وما بعدها.
هذا كنموذج لما قد سألت.
ونسأله جل وعلا أن يثبتنا وإياك على هداه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أشيروا علي في مشروعي الخيري ... 232309 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين! وبعد:
فأود أن أشرع في مشروع، وأحتاج إلى استشارتكم؛ لأنكم ذووا خبرة وأهل ثقة!
وصف المشروع:
إنتاج كتيبات للتعليم الخاص، تحتوي على رسوم مبسطة ناقصة، يطلب من التلميذ أن يتممها ويلونها بناء على نموذج كامل! هذه الرسوم تكون محملة بالمعاني الإسلامية، مثلا: طفل يصلي, يتوضئ, يتنظف...، وأطمح إلى طبعها، وتوزيعها، وتعميمها على مدارس التعليم الخاص هنا بالمغرب!
أرجوكم أشيروا علي!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نبيل عنوز حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فحق لنا أن نفرح بشباب يفكر بهذه الطريقة، ويحرص على أن يقدم خدمة لأمته! وهكذا ينبغي أن نكون، فإن السلبية لا تفيد، والمسلم لا يقول ما بال الدنيا مظلمة! ويلعن الظلام، ويجلس مكانه، ولكن الإيجابية هي أن يضيء الإنسان شمعة، فالمسلم مصباح، وحسب المصباح أن يقول هأنذا مضيء.
ولا شك أن الرسومات من الوسائل التعليمة المفيدة، خاصة إذا كان فيها جوانب يجد فيها الطفل نفسه، ويظهر مهارته من خلال الاستخدام الأمثل للألوان وحسن الاختيار لها، وإذا أحسنا اختيار الصور والرسومات، وربطناها بعباداتنا وقيمنا، فسوف تكون آثارها طيبة، ونافعة، شريطة أن نترك رسم ذوات الأرواح بمجرد الانتهاء من المهمة التعليمية، والغرض الذي لأجله أعددناها؛ لأن المسلم لا يصور ذوات الأرواح إلا للأغراض العلمية والطبية وعند الضرورة.(113/203)
وأرجو أن تجد من رفاق الخير من يعاونك على إتمام هذا المشروع الذي يحتاج لجهود كبيرة ودعم مالي وفير، ونوصيك بتقوى الله والإخلاص، وأبشر بتوفيق الله لك وتأييده ما دمت على طاعته! فإن الله تعالى يقول: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سلبنا وإن الله لمع المحسنين}.
كما أرجو الاستفادة من المحاولات الطيبة لبعض أهل الخير في هذا المجال، والتي تم عرضها في بعض الأشرطة التعليمية والقنوات الفضائية، وتم نشر بعضها في المكتبات الإسلامية. واحرصوا على عمل دراسة جدية للمشروع، وتفهم مستوى القبول المتوقع، مع أخذ الصعاب المتوقعة مأخذ الجد، ثم الاستعانة بالله بعد الأخذ بالأسباب!
وفقك الله، وسدد على طريق الخير خطاك!
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... خائف أن أرجع إلى المعاصي فساعدوني ... 232007 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فإني راسلتكم من قبل لنفس السبب، ولكنني عدت إلى المعاصي والفتن! وإني ذاهب إلى الحج يوم الثلاثاء إن شاء الله؛ لأستغفر ربي وأتوب إليه، ولكنني خائف أن أرجع إلى قطر، وأرجع إلى المعاصي، فما الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبدايةً وقبل الشروع في الجواب، فقد ذكرت في سؤالك أنك ذاهبٌ إلى الحج إن شاء الله تعالى، وأنك خائفٌ من الرجوع إلى المعاصي بعد ذلك ، فهل تدري أن خوفك هذا هو قربة يُتقرب بها إلى الله تعالى!! إن خوفك من الوقوع فيما يُغضب الله تعالى هو عملٌ صالح يرضاه الله تعالى ويجبه، قال تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى} قال بعض الأئمة في تفسيرها: هو الرجل يهم بعمل المعصية، فيتذكر وقوفه بين يدي الله، فيكفُّ عنها.
ومن هنا يأتي الجواب: إنك إن شاء الله قاصدٌ حج بيت الله، وناوٍ التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله .. فماذا بعد ذلك؟ إن عليك أن تستديم هذا الخوف من الوقوع في الحرام، بحيث تتذكر دوماً وقوفك بين يدي الله، فكلما حدثتك نفسك بالحرام، أو زينه الشيطان لك، تذكرت الوقوف بين يدي الجبار جل جلاله، وأنت مكسورٌ بين يديه، قد انقطعت حجتك، وذهبت لذة معصيتك، ولا جواب لديك، ولا عذر عندك.
إذن، فالحل هو أن تستعين بالله، وأن تكون دائم الحذر من الوقوع في غضب الله، ومن الوقوع في سخطه جل وعلا، تأمل هذه الآيات: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * والذين هم بربهم لا يشركون * والذين(113/204)
يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} فهم مشفقون على أنفسهم من خشية الله، وخوف عقابه، ومع كونهم يؤتون ما آتوا من الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وحج وصدقة... وغير ذلك، إلا أنهم خائفون أيضاً ، وقلوبهم وجلة -أي خائفة– أن لا يتقبل منهم إذا رجعوا إليه، وقاموا بين يديه، وقد أخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي في سننه من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} فقالت يا رسول الله: أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنه الذي يُصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل) وفي رواية الترمذي: (ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون ألا يتقبل منهم).
فهذا هو الدواء إن شاء الله تعالى، وهذا هو الشفاء، دوام الخوف من الوقوع في غضب الله، ودوام التضرع إليه بالثبات، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأيضاً فلا بد من شد العزيمة، وعدم الاستسلام لنزعات الشيطان وهوى النفس، فإن تم شيءٌ من خطأ أو ذنب بادرت إلى التوبة النصوح وعلى الفور، وقد قال العلماء إن الحال الحسن على نوعين:
إما أن يكون العبد دائماً على الاستقامة ... وهذا نادر.
أو يكون ممن يقع في الذنب ويبادر إلى التوبة.
قالوا: وكلا الحالين حسنان، إلا أن الأول أفضل وأحسن.
وأنت يا أخي إن فاتك الحال الأول فلا يفوتنك الحال الثاني، وهو التوبة بعد الذنب، والإنابة بعد الإعراض .
فقوي ثقتك بالله، والزم التضرع إليه والتقرب له جهدك، وها أنت قاصد بيته وواقفٌ في مشاعره، فلا تعجزن عن الإلحاح عليه وسؤاله الثبات والاستقامة.
وفقك الله لصالح العمل، ولا تسنا من دعائك في هذا الحج.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل مع أخي العلماني
... 27545
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله! سؤالي هو:
إن لدي جهاز حاسوب، من خلاله يتمكن أخي من الدخول لتصفح مواقع كفر علمانية متهجمة على الإسلام بشكل رهيب على الإنترنت! مع العلم بأن أخي علماني متطرف جدا!
السؤال هو: ماذا أفعل؟ هل هناك طريقة أستطيع بها منع أخي العلماني من تصفح هذه المواقع، بحيث لا يسبب ذلك خلافا بيني وبينه إذا أمكن!؟ وقد حاولت أن أهدي أخي للإسلام مرة أخرى، لكنه موغل في العلمانية بشكل مخيف!
ونرجو منكم الإجابة!(113/205)
والسلام عليكم!
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محب الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمن المعلوم أن الله جل وعلا قد يبتلي عباده المؤمنين الصالحين ببعض ذوي القربى ممن هم يحادّون الله ورسوله، ويعادون دينه وشرعه، فها هو نوح عليه الصلاة والسلام قد ابتلاه الله بابنٍ كافر عنيد، وبزوجةٍ مشركة عاصية، وبعده إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قد ابتلاه بأبيه الذي كان من أعظم الناس كفراً وإشراكاً، قال الله تعالى: {ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزلٍ يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين} [هود:42]، وقول إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبتِ لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً} [مريم:42]، بل إن الله جل وعلا قد ابتلى خير أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه بعمِّه أبي لهب، وقد كان عدواً فاجراً شديد الخصومة والفجور، وهذا أمرٌ يطول وصفه.
والمقصود أن الله جل وعلا من حكمته أن يبتلي المؤمن بالكافر، قال تعالى: {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض}[محمد:4]، وقال تعالى: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً}[الفرقان:20] ولا ريب أنك قد ابتليت بهذا الأخ العنيد المكذب، فإن حقيقة العلمانية هي على الصواب (اللادينية) كما هو مبين في غير هذا الموضع، فلا بد إذن أن تكون على بينةٍ من دينك في كيفية معاملته، وأيضاً فلا بد من أن تكون على قدر المسؤولية التي هي على عاتقك، فأنت الآن في وجه رجل قد وصفته أنتَ بأنه (علماني متطرف جداً) فيجب إذن أن تكون مسلماً متمسكاً بدينه حقّاً (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) [الأنبياء:18].
ومما يعينك كثيراً في هذا الباب أن تكون دائماً مستحضراً لحقيقة البلاء الذي أنتَ فيه، ولا ريب أن في كتاب الله ما يُشفي العليل، ويروي الغليل من ذلك، فأنتَ في فتنةٍ واختبار، أتصبر على دينك وتدافع عنه، أم تكون من المهزومين المخذولين المتذبذبين ؟! {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً}.
وأما عن كيفية منعه من استخدام الحاسوب، فلا بد من أن توضح له بكل وضوح أنك لا تسمح له باستخدامه، وهو على هذه الحالة الرديئة، فيكف وهو يستخدمه في المواقع الكفرية المعادية للإسلام!! فالواجب منعه بكل ما تستطيع، ولو أدَّى ذلك إلى نفرته تماماً منك، فإن هذا من باب ردع أهل الطغيان، وهو من جنس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجب عليك.
وأما عن دعوته للإسلام، فلا ريب أن هذا من أعظم الأعمال التي تُقربك إلى الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثم ادعهم إلى الإسلام، فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمر النعم)، وقد قال الله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} [فصلت:33].(113/206)
ومما يفيدك جدًا في هذا المقام، أن تعلم أن الناس في دعوتهم إلى الله على ثلاث مراتب:
الأولى: الحكمة، وتكون مع المستجيبين الذين لا يعاندون بحيث يتبعون الحق إذا تبين لهم.
الثانية: الموعظة، وتكون مع من فيه تباطؤ عن اتباع الحق، بحيث أنه قد يستجيب ولكن بعد تأخر.
الثالثة: الجدال، ويكون مع المعاند الذي يُجادل ويناظر، وهي مجموعة في قوله جل ثناؤه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [النحل:125].
وأيضاً فإن الجدال بالتي هي أحسن مشروطٌ بأن يكون المجادل غير ظالم، فإن ظَلَم وتعدَّى لم نكن مأمورين بجداله بالتي هي أحسن، بل يجوز الإغلاظ عليه، بحسب ما تقتضيه المصلحة، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} [العنكبوت:46]. وهذا يحتاج لشيءٍ من التوسع ليس هذا محله، والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا حائرة أأترك الحجاب من أجل العمل ... 230836 ...
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، من بلد عربي ومسلم، أنا ـ والحمد لله ـ متحجبة منذ سنتين، ومنذ 6 أشهر حصلت على شهادتي العليا في الهندسة، ومنذ ذاك الوقت وأنا أبحث عن عمل، وهنا تكمن المشكلة: إذ أني وجدت أن الحجاب يشكل سببا رئيسيا في عدم حصولي على عمل إلى حد الآن!
أنا الآن حائرة جدا! هناك من يقول لي أن أزيل الحجاب عندما أدخل إلى العمل، وأضعه حين أخرج! وهناك من يقول لي أن أزيله كليا حتى أستقر في عمل؛ لأن للضرورة أحكاما! وهناك من يقول لي أن الأرزاق بيد الله، وأن الله سيسهل علي بعمل دون أن أزيل الحجاب!
أنا لا أعرف ماذا أفعل؛ لأنني لا أستطيع أن أجلس دون عمل، وفي نفس الوقت لا أريد أن أغضب الله!
أرجوكم ساعدوني على اتخاذ القرار الصحيح بإرسال رأيكم في مشكلتي! وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفضلى/ ليلي حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يعننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته!
فلا خير في عمل أو وظيفة تكون على حساب الدين والأخلاق، واعلمي أن للمعاصي شؤمها { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }،(113/207)
واعلمي أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها؛ ولذا قال عليه صلاة الله وسلامه: "فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم" ولا ينبغي أن يحملنا استبطاء الرزق على طلبه بالمعاصي.
وإذا فقد الإنسان الوظائف، فما ينبغي أن يفقد دينه وقيمه، ولا داعي للقلق! فلكل أجل كتاب، وعلى الإنسان أن يسعى، ويتخذ الأسباب، ثم يتوكل على الوهاب، وقد تحجبت بعض المسلمات فطردن من الوظائف التي يسيطر عليها السفهاء الأشرار، وفتح الله لهن أبواب الخير والرزق والتوفيق، وهكذا يدافع الله عن الذين آمنوا، وييسر أمر من يتقيه، قال تعالى: { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب }، وقال سبحانه: { ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً }.
فتمسكي بحجابك، وحافظي على وقارك! واعلمي أن الشيطان لا يأمر الإنسان بالمعصية مرة واحدة، ولكنه يتدرج معه بخطوات، ويزين له المخالفات؛ ولهذا نهي المسلم عن اتباع خطواته، فقال سبحانه موجهاً للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان .. }، وأخبر سبحانه أن الشيطان يزين القبيح، فقال سبحانه: { وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ..} فتعوذي بالله من شياطين الإنسان والجن! واعلمي أن الله يراك، فاتق الله حيثما كنت! واعلمي أن المسلم يطيع الله في كل زمان ومكان، والغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، فلا بد أن تكون الغاية مشروعة، والوسيلة شريفة مقبولة.
وصدق وأحسن من قال لك الأرزاق بيد الله وأن الله سوف يسهل عليك دون أن تنزعي حجابك، والصواب أن العبد قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وعليك بالصبر والتوكل على الله وكثرة الاستغفار { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال ...}
واجتهدي في البحث عن عمل تراعى فيه ضوابط الشريعة، واختاري لنفسك مكاناً ليس فيه اختلاط بالرجال، وابحثي عن وظيفة لا تؤثر في أنوثتك، ورسالتك الأصلية في الحياة! ولن تكون الوظائف والشهادات بديلاً عن الأمومة، ولن تسعد المرأة إلا في مملكتها وبيتها، وها هي المرأة الغربية تفكر في العودة إلى بيتها، ولكن هيهات وهيهات! وقد صرح الكثيرات منهن بأنهن يتمنين عشر ما تنعم به المرأة المسلمة!
وأرجو أن نحمد الله أن خصنا بهذا الدين الذي أكرم المرأة أماً، فجعل الجنة تحت أرجل الأمهات، وأكرمها بنتاً، فجعل الجنة مكاناً لمن أحسن للبنات والأخوات، وأكرمها زوجة، فقال خير الرجال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".
وقد ضمنت الشريعة للمرأة المسلمة كفالتها، وأمرت الرجال بالإنفاق على البنات، وأوجبت على الأزواج الإنفاق على الزوجات، فالمرأة المسلمة عزيزة وغالية، تبذل من أجلها الأموال، وترخص في صيانتها الأرواح، ونسأل الله أن يرزقك بزوج صالح يغنيك، ويسعدك، وأن يسهل لك الأمور، وأن يرزقنا الصلاح والثبات!
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي(113/208)
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أنشأ مجلة شهرية فكيف أصنع ... 230811 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين!
أما سؤالي فهو كالتالي:
أنا ـ ولله الحمد ـ شاب طموح جدا! أريد أن أنشأ مجلة شهرية تعنى بقضايا المسلمين، وبتثقيف الشباب بدينهم بشكل صحيح على منهج الكتاب والسنة! فأرشدوني ـ جزاكم الله خيرا ـ إلى الإجراءات التي ينبغي أن أتخذها!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نبيل عنوز حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يصلح لنا ولك الأعمال والنيات، وأن يرزقك السداد والرشاد! فبارك الله في شبابنا الطامحين، وكثر الله من أمثالك!
ولا شك أن الطموح الكبير يحتاج إلى عمل وجهد عظيم ، وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام، وأرجو أن تحرص أولاً على مواصلة دراساتك، وتؤهل نفسك علمياً، وذلك لأن العمل الصحفي أصبح تخصصا منفصلا، ويحتاج إلى كوادر مدربة في مجال الإعلام وعلوم الاتصال، ومتسلحة قبل ذلك بقدر كبير من العلوم الشرعية واللغوية.
ويحسن بك أن تختار مجموعة من الأخيار تحمل هذا الهم من أجل أن يعاونوك على تحقيق هذا الطموح، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، واعلم أن المسلم يسعى لخدمة دينه بكل الوسائل، ومنها ـ بلا شك ـ الصحافة الرشيدة. وفائدة المجلات الهادفة لا تخفى.
ولا بد للغيورين من طرق كل الأبواب التي تعين على إبلاغ رسالة الإسلام، ومعالجة قضايا المسلمين المتجددة؛ فإنه كما قال عمر بن عبد العزيز: "يجد للناس من الأقضية والأحكام بقدر ما يجد من القضايا النوازل".
ومع أن الشبكة العنكبوتية (( الإنترنت )) انتشرت واشتهرت، إلا أن دور المجلة الهادفة والصحافة الناجحة لا يزال كيداً، كما أن المجلات والصحف اتخذت لها مواقع في الإنترنت، بالإضافة إلى وجودها على أرفاف المتاجر والمكتبات، ويميزها أنها سهلة الحمل، عظيمة النفع، تعيش أزمنة طويلة إذا وجدت من يحافظ عليها، وإليك هذه الوصايا:
1- عليك بتقوى الله والحرص على طاعته، وأخلص في نيتك، وتوجه إلى الله؛ فإنه الموفق وعليه التكلان!
2 - لا داعي للعجلة، فإن مشوار المليون ميل يبدأ بخطوة، ومن سار على الدرب وصل بإذن الله!(113/209)
3 - حاول الاستفادة من المجلات النافعة، مثل: مجلة البيان، والأسرة، والشقائق والمتميزة، وولدي، ونحن العشرين.
4 - وعليك بالنظر ـ ولكن بحذر ـ في المجلات المشبوهة من باب (( وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني)) لأنه قد يهدم الإسلام من لم يعرف الجاهلية.
5 - الحرص على تلقى الأخبار من مصادرها الأصلية، وربط الحوادث بأبعادها الشرعية، وترسيخ معاني الإيمان بالقضاء والقدر، وربط المصائب والكوارث بأسبابها، مع عدم التعويل على الأسباب، فالمؤمن يؤمن بمسبب الأسباب التي هي من أقدار الله أيضا.
6 - وعلى كل حال، فإن الإسلام دين جميل، وواضح، ويتحاج إلى من يحسن عرضه، ويحرص على إبلاغه، وهو طوق النجاة لجميع أهل الأرض، وقد تضررنا كثيراً من جراء تأخرنا في ميدان الإعلام، وتولى قيادته أعداء أمتنا، فعظموا كل حقير، وشوهوا صورتنا، وحاربوا ديننا، وصدق الله: "لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا... }
ولا شك أن شعار الإعلام العالمي هو الكذب، وقلب الحقائق، والتسوية بين الضحايا والجلادين، وفلسفتهم في ذلك (( اكذب حتى يصدقك الناس )). ونسأل الله أن يبارك في شبابنا! وأن يصرف كيد عدونا!
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كلما أتيت لأحفظ القرآن ضعفت نفسي ... 230770 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
عندي مشكلة، وأريد أن يتم حلها من عندكم جزاكم الله خيرا!
أريد حفظ القرآن الكريم! وقبل أن أبدأ الحفظ تكون عندي همة لا بأس بها، ولكن لا أستطيع؛ لأنه كلما أتيت لأحفظ، ضعفت نفسي عن الحفظ، وجاءتني أشغال! وأنا دائماً إذا فكرت أن أحفظ، فأريد أن أحفظه في 11 شهرا على الأكثر؛ لأني أحفظ بعض السور والأجزاء في المدرسة قديماً.
أعطوني الجواب على هذا ـ جزاكم الله خيرا ـ وبعض المعلومات على الحفظ، والطريقة المثلى لحفظه! مع العلم أني أستطيع حفظ 20 آية في اليوم, ولكني لا أستطيع الاستمرار للأسباب السابقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/210)
فأولاً: نهنئك على هذه النية الصالحة الحسنة –أخي الكريم–، وهذه النية وحدها فضل من الله عظيم، فكيف إذا انضاف إليها العمل!! {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون }.
وأما ما ذكرته عن نفسك، من أنك تعاني من فتور الهمة عند شروعك في الحفظ، فهذا راجع لعدة أسباب:
أولها: كيد الشيطان، فإنه يعلم أنك باشتغالك في حفظ كتاب الله، إنما تشتغل بالحق الذي يبعدك عن الباطل، ويقربك من الملك العظيم جل جلاله، فهو يصدك عن سبيل الله، ويبعدك عن كتاب الله والتقرب إليه تبارك وتعالى .
ثانيها: ضعف النفس، فإن النفس ميّالة إلى الراحة وعدم التعب، ولذلك يشق عليها معاناة الحفظ، ويثقل عليها ذلك جداً، لا سيما في بداية الطريق، ولذلك كان صلوات الله وسلامه عليه يستعيذ من شرور النفس، كما في خطبة الحاجة المشهورة: {ونعوذ بالله من شرور أنفسنا}، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم رجلاً أسلم فور إسلامه، أن يقول: (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي) وهذا يحتاج لتوضيح أكثر ليس هذا موضعه.
وثالث الأٍسباب: هو عدم معرفة الطريقة السليمة للحفظ، فإن النفس إذا رأت مشقة في المراجعة والحفظ نتيجة اتباع أسلوب مخطئ في الحفظ، ازداد ثِقلُ ذلك عليها، كما هو مشاهد ومعلوم.
والمقصود أنك بحاجة إلى جملة أمور، لتتمكن من الوصول إلى مرادك:
فمن ذلك -وهو أوكد الأمور-: الاستعانة بالله، والتوكل عليه، وطلب المعونة منه، لا سيما إذا قدم الإنسان الاستغفار والتوبة والعمل الصالح، فإن الله إذا شاء ليّن الحديد، كما قال تعالى عن داود على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه: {وألنّا له الحديد} فاستعن بالله، وتوكل عليه تنل ما تريد من الخير إن شاء الله تعالى.
ومما يشرع هاهنا الإكثار من دعاء: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً) والحزن هو الصعب.
ومن الأمور المطلوبة أيضاً: معرفة الطريقة الصحيحة للحفظ، والطريقة السليمة تكون باتباع الخطوات الآتية:
1- ضبط النص، وتصحيحه قبل الشروع في حفظه.
2- تخيّر الأوقات المناسبة للحفظ، وأفضلها قبل الفجر وبعده، فإن لم يتمكن من ذلك فبين المغرب والعشاء، والتبكير أفضل، فإن لم يتمكن من ذلك ففي أي وقت يُتاح .
3- تقليل كمية النص المحفوظ، فإنه كلما قلّت الكمية كانت أثبت في القلب، وأسهل في الاستحضار والمراجعة، وقد نص العلماء رضوان الله عليهم على هذا المعنى في آداب الطالب.
4- العناية التامة بالمراجعة، بحيث يكون التحصيل متناسباً مع المراجعة.
5- مما يعين على الاستمرار الالتحاق بأحد مراكز تحفيظ القرآن، فإن ذلك أنشط للنفس وأدعى للاستمرار.
6- مخالطة الإخوة الذين لهم عناية بالحفظ والتحصيل.(113/211)
نسأل الله -جلا وعلا- أن يجعلنا وإياك من أهل القرآن، وأن يحيينا على ذلك، ويتوفنا عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أريد منهجا لحفظ كتاب الله لمرحلة الروضة ... 230608 ...
السؤال
بسم الله، والحمدلله! والصلاة على رسول الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
بارك الله في علمكم، ونفعكم به! أما بعد:
فالرجاء إفادتي بمنهج علمي إسلامي متكامل لحفظ كتاب الله لمرحلة الروضة من سن 3 - 5 سنوات، ومنهج المراجعة! وتزويدي بكتب تفيدني بذلك!
مع العلم: فأنا لا أعمل في هذا الحقل.
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة/ أمة الله حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أختي أمة الله، حفظك ورعاك! في حقيقة الأمر أنا أشكرك على هذا الاهتمام بولدك! نسأل الله تعالى أن يجعله من حفظة كتاب الله والعاملين به!
إن قضية حفظ كتاب الله تعالى تختلف من سن إلى سن آخر، وبحسب قدرات الوعي والفهم والتركيز لدى الطفل، وهذا يرجع إلى العوامل الذاتية والعوامل الخارجية، فالعوامل الذاتية تأتي من الطفل نفسه رغبة في الحفظ، بالإضافة إلى وجود عوامل خارجية مثل الوالدين، وتحبيبهما حفظ القرآن للطفل، بالإضافة إلى وجود حوافز مادية ومعنوية والتي تعزز جانب مواصلة الحفظ لدى الطفل حتى لايمل.
فالطفل في هذا السن يحتاج إلى من يرغبه، ويحبب له حفظ كتاب الله تعالى، ويقدم له التشجيع أمام إخوانه وأسرته وزملائه؛ حتى يحس بالجهد الذي يبذله، وهناك بعض الوسائل المنهجية التي تساعد في الحفظ:
1- لابد أن تعلمي ولدك أن كل عمل يقوم به لابد أن يخلص فيه النية لله تعالى حتى ينال الأجر والثواب، وأن كل عمل يفتقر إلى الإخلاص لا يؤتي ثمرته، وخاصة حفظ كتاب الله تعالى.
2- طريقة حفظ الآية أو الآيات، حيث يقرأ الآية مفردة قراءة صحيحة مرتين وثلاث بنفس الطريقة الأولى، ثم يسمع هذه الآية، ثم يمضي إلى الآية الثانية، ويصنع مثل ما فعل بالآية الأولى، بعد ذلك يسمع الأولى والثانية.
3- لا بد من الاستمرار في الحفظ، وعدم الانقطاع، والاستمرار هو الذي يحصل به النتيجة المرجوة بإذن الله عز وجل!(113/212)
4- محاولة سماع الأشرطة القرآنية بحيث يجعل له شريط القرآن في كل وقت في البيت، في السيارة، قبل النوم، ويكون ذلك بطريقة منهجية مرتبة.
5- مراجعة الحفظ، فالمراجعة جزء لا يتجزأ من الحفظ، فتجمع بين الحفظ الجديد ومراجعة القديم.
ولكن أنا أفضل ـ أختي ـ أن يلتحق بإحدى مراكز التحفيظ في المنطقة التي يسكن فيها؛ حتى يزداد علما بكتاب الله، وطريقة الحفظ والتجويد، وإعطاء الحروف حقها.
أما في ما يخص المراجع، فهناك كثير من المراجع حول كيفية حفظ كتاب الله تعالى للكبار والصغار، وهذه تجدينها في أي مكتبة إسلامية في المنطقة، بالإضافة إلى وجود أشرطة سمعية وبصرية وأقراص كمبيوتر تختص بطريقة حفظ كتاب الله تعالى.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... لم أستطع ترك العلاقة مع الفتيات، وأيضا أصبحت عصبي ... 230489 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
الأمر الأول: إخواني، مشكلتي هي أنني في الآونة الأخيرة أصبحت عصبي المزاج بشكل لا يطاق، بحيث إنني ممكن لأتفه سبب أعصب عصبية مدمرة! سواء كان هذا الأمر في البيت أم في عملي! وسببت لي مشاكل كثيرة في العمل، وفي البيت، فزوجتي غضبانة، ووالدتي أيضا!
مع العلم أني منتظم في صلاتي، ولا يوجد أي شيء يعكر صفو حياتي بنعمة من الله! يارب لك الحمد والشكر! فأرجو إعطائي الحل!
وجزاكم الله خيرا!
الأمر الثاني: كنت على علاقة مع مجموعة من الفتيات، وعاهدت الله أني لا أرجع إليهن، والمشكلة أنه الآن هذه الفتنة ورائي: أحيانا أكلم بعضهن في الهاتف، وأقطع مدة أسبوع، ثم أضعف، وأرجع مرة أخرى! كيف الحل؟
كيف أقفل هذا الباب بحيث أنه لا يأتي على بالي مرة أخرى؟
وآسف على الإطالة!
ولكم جزيل الشكر!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو نوران حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يوفقك ويسددك! وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا!
فإن الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم، ومن يتصبر، يصبره الله، فاستعن بالله! وتوكل عليه! والجأ إليه! فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء.(113/213)
ولا شك أن الغضب من الشيطان، ولا يطرد الشيطان إلا ذكر الرحمن، وتلاوة القرآن، وقد شاهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجلاً انتفخت أوداجه، واحمرت عيناه، وارتفع صوته، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".
ومن العلاجات النبوية للغضب والعصبية ما يلي:
1- الخروج من المكان: من حجرة إلى حجرة، أو من البيت إلى المسجد، كما فعل علي رضي الله عنه.
2 - تغيير الهيئة: فإن كان وافقاً، جلس، وإن كان جالساً، أضطجع، وهكذا.
3 - الوضوء، فإن الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من النار، وإنما تطفئ النار بالماء.
4 - السكوت، فإن الغضبان يتكلم بكلام يندم عليه بعد ذهاب الغضب.
5 - الصلاة والذكر قال تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون* فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}.
وهناك وسائل أخرى منها :
1- البعد عن أسباب الغضب، مثل: الجدال والخصومة، أو الجلوس إلى جوار من يكثر المزاح.
2 - الاهتمام بتناول الطعام في أوقاته؛ لأن شدة الجوع تسبب التوتر والعصبية.
3 - عدم إجهاد النفس بالأعمال الشاقة.
4 - المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن.
5 - البعد عن المعاصي؛ فإن للمعاصي شؤمها وآثارها، قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}.
6 - الإكثار من حمد الله، والثناء عليه.
7 - تعويد النفس الصبر، ومعرفة منزلة الصابرين، وترك الانتقام للنفس.
8 - معرفة الآثار الخطيرة للغضب والعصبية، فلا شك أنها من أسباب اشتداد الأمراض الفتاكة وانتشارها.
ولعل العلاقة وثيقة بين تلك الممارسات الخاطئة التي لازلت ترجع إليها من حين لآخر، وبين هذه الحالة التي تصيبك وتنزعج منها، فإن من آثار المعاصي ضيق الصدر، فلا بد من المسارعة إلى التوبة النصوح، فاتق الله في نفسك وأهلك! وتذكر أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ بمحافظتنا على أعراض الآخرين، والله ـ تبارك وتعالى ـ عدل، ولذلك فالجزاء عنده من جنس العمل، وقد أحسن من قال:
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا سبل المودة
عشت غير مكرم
لو كنت حراً من سلالة ماجد ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
وأرجو أن تتذكر أنك مسلم استطاع أن يترك الطعام والشراب طاعة لله، فكيف تضعف أمام هذه الشهوة، وتعصي الله وهو يراك ويسمعك! فسبحان من وسع سمعه الأصوات؛ فلا تنظر لصغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي!(113/214)
ومما يعينك على قفل هذا الباب المسارعة بالزواج بامرأة ثانية إذا لم تجد في زوجتك الأولى ما يعفك، وهذا من أسرار وحكم الشريعة.
وأرجو أن تحرض زوجتك على الاهتمام بمظهرها وزيها، فنحن في زمان الشهوات والفتن، وتذكر أن الجمال الحقيقي هو جمال الأخلاق والعفة الذي تجده عند زوجتك.
ومما يساعدك على قفل هذا الباب مجالسة الصالحين، وقراءة أخبار سلفنا الأبرار، والحرص على غض البصر، فكل الحوادث مبدأها من النظر، ولا يخفي على عاقل أهمية صيانة الأذن عن سماع الأصوات الفاتنة، والمسلم مسؤول عن سمعه والبصر، قال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً}، والأذن تعشق قبل العين أحياناً، ولا شك أن الإنسان لا يرضى هذه الممارسات لزوجته أو أخته، فكيف يقبل ذلك مع بنات الناس.
وأوصيك بعد تقوى الله بضرورة أن تشغل نفسك بالمفيد، وأرجو أن تتجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وحاول الابتعاد عن مكان الهاتف، وقبل كل هذا لابد من التوبة من هذا العمل، وأحذرك من توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان عن المعصية بلسانه، ويظل قلبه معلقا بالمعصية، ولا يجتهد في مفارقة رفاق السوء، ولا يهجر بيئة المعصية.
وعليك بالإكثار من الحسنات الماحية، ( إن الحسنات يذهبن السيئات)، ونسأل الله أن يرزقنا السداد والثبات، وأن يصرف قلوبنا على طاعته!
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... دلوني كيف أزيد إيماني
... 230346
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
بعد التحية:
أريد أن أحكي لكم قصتي:
لقد كنت شابا غافلا عن ذكر الله، ولكني تبت وعدت إلى الله والحمد لله! ومحافظ على الصلوات الخمس في المسجد منذ سنتين، وأحفظ ثلثي القرآن، ومستمر في الحفظ والحمد لله! وأقوم بعضا من الليل، ولكني أواجه الآن ضعف همتي ونقص إيماني، وأحس بالوحشة في المدرسة؛ لأن زملائي لا يتكلمون إلا عن الفواحش، فدلوني كيف أزيد إيماني؟
أرجو منكم الإجابة!
والسلام عليكم!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصديق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/215)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك توفيقاً وهدىً وصلاحاً واستقامة، وأن ييسر لك إتمام حفظ القرآن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا سعيدٌ فعلاً بوجود أمثالك في صفوف الطلبة؛ لأن هذا من مبشرات الخير والعودة إلى الإسلام الحق بإذن الله، وأحب أن أوصيك بالحفاظ على هذه النعمة التي خصك الله بها، ألا وهي نعمة الهداية والاستقامة على شرع الله.
واعلم أن الصعود إلى القمم صعب، والبقاء عليها أصعب، فاجتهد ولا تضعف، ولا تلتفت وراءك، وإلى الأمام دائماً، وواصل عملية الحفظ والمواظبة على تلك الأعمال المباركة، وأما ما تشكو منه من ضعف الهمة ونقص الإيمان، فهذا له عدة أسباب، من أهمها: عدم وجود الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله والثبات على دينه، وأنصحك أولاً: بالاجتهاد في البحث عنهم ولو مع شيء من المشقة، بشرط أن يكونوا من أصحاب الفهم الصحيح والتوجهات السليمة، وألا يكونوا من الجماعات السرية التي تعمل تحت الأرض، وإنما ابحث عمن تتضح دعوته، ويعمل في العلن، ولا يخفى على الناس شيئاً، ويُعرف عنه تمسكه بالسنة، ودعوته إليها، وهم كثير في بلدك، فاجتهد في البحث عنهم.
ثانياً: الانشغال بالدعوة من أهم عوامل الثبات وزيادة الإيمان، فحاول أن تمارس أعمال الدعوة ولو بصورةٍ مصغرة، أو على مستوى محدود، فهذا عامل مهم جداً في الثبات.
ثالثاً: ضع برنامجاً محدداً للأعمال اليومية والالتزام به؛ حتى تستطيع أن تقيس مدى تقدمك أو تأخرك، فضع لك جدول، ووزع فيه المهام، ورتب فيه الأوقات، فوقت لحفظ القرآن ووقت للأذكار ، وهكذا ، ولا تهمل العمل بالجدول تحت أي ظرف من الظروف، والزم نفسك بهذا الجدول مهما كان الثمن.
رابعاً: عليك بتخصيص بعض الوقت للاطلاع على بعض الكتب أو الكتيبات الإيمانية، خاصةً كتيب ظاهرة ضعف الإيمان الأسباب والعلاج، للشيخ: محمد المنجد.
خامساً: عليك بالدعاء، فإنه سلاح المؤمن، وهو من أعظم الوسائل في دفع البلاء، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل) فعليك بالدعاء .
سادساً: سل والديك وأرحامك الدعاء لك، فإن دعاء الوالد لولده لا يرد، وتأكد من أنك ستكون أفضل مستقلاً إن شاء الله ما التزمت بهذه النصائح .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أختي خلعت العباءة كي لا يتعرض لها أحد ... 230187 ...
السؤال(113/216)
السلام عليكم!
أنا لي أخت في الله، وهي تعمل في دولة اليمن، وهي محجبة وترتدي العباءات، ولكن في اليمن يرتدي النساء النقاب، ومن لم تفعل ذلك، فهي تدعو إلى الرذيلة! أي أن أختي هذه إذا كانت تسير في الشارع، تتوقف العديد من السيارات تدعوها لتركب فيها!
فما كان من أختي هذه إلا أنها خلعت العباءات واكتفت ((بالايشارب))، وارتدت البنطلون؛ لأن ذلك معناه في اليمن هذه واحدة أجنبية، وبعد ذلك لم يتعرض لها أحد بسوء؛ لأنها أجنبية!
سؤالي: ماذا تفعل هي غير ذلك؟ مع العلم أن أختي هذه فعلا أجنبية عن اليمن.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن أختك في الله خير الجزاء، وأن يثبتك وإياها على الحق، وأن يجعلك عوناً لها على طاعته واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأعتقد أنك معي في أن المطلوب من الإنسان أن يسارع في الخيرات، ويحرص على الطاعات، ويحرص على التزود من الطاعات أكثر وأكثر كلما تقدم به السن؛ لأن الأعمال بالخواتيم، والدعاء المعروف (اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقاك)، فهل يُعقل أن تكون الأخت فعلاً ملتزمة، وتحب الله ورسوله، وتتعمد مخالفة شرعه والتشبه بضعاف الإيمان؟! لماذا لم تحاول أن تكون كاملة في زيها وهيئتها حتى تكون أهلاً لرضوان الله؟ كنت أتمنى أن تخبريها بأن الزي الكامل هو ما يحبه الله ورسوله، وأنه الأولى والأجدر بإنسانةٍ مثلها، خاصةً وأنها كانت قريبة من ذلك.
أختي الكريمة علا، الإسلام لا يعرف لا يمن ولا شام ولا مصر، فهو لا حدود له، والأصل في المسلم أن يدور مع الإسلام حيث دار، وكان المنطقي جداً من أختٍ ملتزمة أن تكون أكثر التزاماً، خاصةً وأن المجتمع الذي تعيش فيه يساعد على ذلك، أما الإيشارب والبنطلون بالنسبة لهم فهي ملابس المرأة المتبرجة التي لا خلاق لها، ولا تستحق هذا الشرف، لذا أود أن تتكرمي بنصحها بخلع هذه الملابس التي ليست هي حجاب أصلاً، وأن تعود إلى لبس عباءتها، وتستر بقية بدنها، فذلك الأولى والأجدر بإنسانة ملتزمة مثلها، وهذا الأمر ليس بالصعب عليها؛ لأنها كانت قريبة من ذلك، وأكرر ما سبق، خاصة وأن المجتمع هناك يساعد على ذلك، لأن المفروض فينا أن نتزود من الالتزام مع مرور الزمن لا أن نتراجع إلى الوراء، وهذا هو الأوفق لحال المسلم الصادق الذي يريد أن يختم الله له بخاتمة خير، وأن يموت على عملٍ صالح، لأن ثوب المرأة كلما كان أكثر تطبيقاً ومطابقة للسنة كان أعون لصاحبته(113/217)
على طاعة الله، والحرص على رضاه، فانصحيها، وحاولي تشجيعها، وبشريها بما أعد الله للحريصات على مرضاته الموافقات لشرعه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، ولها بالهداية التامة والقبول الحسن.
والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... طلب برامج عملية لمراهقين في مرحلة خطرة ... 229726 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فبين يدي فضيلتكم أعراض لأمراض ملازمة لشباب مسلم بمنطقتنا، نرجو من فضيلتكم مدنا ببرامج عملية للعلاج.
وصف طبوغرافي للحي:
هو حي في وسط الخرطوم العاصمة, ليس بالحي الشعبي المحض ولا الارستقراطي, يقع بين حيين: أحدهما حي راقي جداً والآخر شعبي.
الحالة الاقتصادية لمعظم ساكنيه فوق الوسط، عدد منازل الحي تقريبا 350 منزلا, بالحي مسجد, ونادي, وبه مدرستان ابتدائيتان للبنات ومدرسة للأولاد, بالقرب من الحي مدرسة ثانوية للبنات.
الفئة المعنية بهذا التصور:
مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 16-20 سنة, بعضهم في المدارس الثانوية والبعض في السنوات الأولى للجامعة (مع العلم أن الجامعات مختلطة), بكل الإفرازات المتوقعة للمراهقة المتأخرة.
أوصاف مختصرة للأعراض:
1- التهاون في أداء الصلوات وعدم الاكتراث حتى بصلاة الجمعة.
2- العقوق الظاهر للوالدين (حتى أن بعضهم يتشاجر مع والديه علناً أمام الناس في الشارع), وعدم احترام الكبار, والشعور بالاستقلالية والنضج.
3- سب الدين والتلفظ بألفاظ بذيئة جداً.
4- التسكع في الشوارع ومعاكسة الفتيات وانتظارهن في أطراف الشوارع.
5- الحديث الطويل بالهاتف مع البنات (يستمر أحياناً لأكثر من ثلاث ساعات!!), مع تبادل رسائل غاية في الفحش, وصور فاضحة فيما بينهم.
6- التردد على أماكن مشبوهة والضلوع في تجاريات مشبوهة -على صغر سنهم-.
7- لبس السلاسل والأسورة والتشبه الشديد بالكفار في الزي وطريقة المشي والحلاقة والألفاظ.
8- استعمال الآلات الحادة في الشجار, والمزاح.
9- السرقة من الأهل (الوالدين والضيوف).
10- ضبط حبوب مخدرة وعوازل ذكرية في ملابس بعضهم.(113/218)
أسباب مشتركة فاقمت الأزمة:
1- العطالة والفراغ شبه الدائم:
لقلة الرغبة في الدراسة ومن ثم تدني المستوى الدراسي, قلة السيطرة عليهم من قبل ذويهم, ممارسة ألعاب لا توفر صحة بدنية جيدة (كالبليارد, ألعاب الكمبيوتر), عدم الاشتغال بأعمال نافعة في الإجازات.
2/ الخلل الواضح في الدور الرقابي لأولياء الأمور:
بعضهم قد توفي آباؤهم, وصعب أمر التربية على الأمهات, وبعض الآباء وجوده وعدمه سواء, الجهل الواضح بالدور التربوي للوالدين والأسرة, قلة تدين الآباء والأمهات أصالة, ظن بعض الآباء أن هذه المرحلة لابد للطفل من دخولها (وخليهم يعيشوا شبابهم) كما يقول بعض الآباء.
3- قلة انتشار الدعوة في الوسط الشبابي وندرة القدوة الصالحة، (إذ يعد الشباب المستقيم بعدد الأصابع, وحتى هؤلاء فقليلو الخبرة حول هذه المسائل).
الفرص المتاحة:
1- وجود المسجد وإمكانية توجيه خطب الجمع والدروس حول هذا الموضوع.
2- إمكانية عقد أنشطة دينية في المدارس الابتدائية والثانوية بالحي.
3- إمكانية استخدام النادي (وهو مجاور للمسجد) في نشاطات تعبوية (ندوات, محاضرات, معارض ..الخ).
هذا هو الوضع باختصار شيخنا الفاضل.
وقد أردنا الشروع في حل هذه الإشكاليات بصورة مؤسسة وممتنة, توكلا على الله, ثم استهداءً بخبراتكم التربوية, ونؤكد على رغبتنا في تلقي برامج عملية من فضيلتكم لتسهم في العلاج بإذن الله.
نفع الله بكم الأمة وجعلكم ذخرا لهذا الدين.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن الإسلام والمسلمين خيره، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الصالحين المصلحين، وأن ينفع بك أهلك وبلدك وأمتك كلها.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فيسرني أن أبدي لك إعجابي وتقديري لهذا العرض الرائع للمشكلة، وأسأله جل جلاله أن يوفقك إلى كل خير، وأن يعينك على الاستفادة من هذا التميز في شتى مناحي حياتك، فهو طرحٌ جديرٌ فعلاً بالاهتمام، وينمّ عن عقلية متزنة ومرتبة.
وأما عن لب المشكلة، فأرى والله أعلم أن أساسها هو سوء التربية في مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة، فهؤلاء الشباب كلهم ضحايا -مع الأسف الشديد- تربية غير(113/219)
سوية، وإهمال واضح من قبل ذويهم وأسرهم، وهذا مما يجعل العلاج صعباً، ولا تصلح معه جهود أو نصائح أو إرشادات شخص مثلي أو مثلك، وإنما لا بد أن تتبنى مشروع الإصلاح هيئة أو مؤسسة سودانية ذات علاقة بالشباب والنواحي الاجتماعي، على أن يتوفر بها كوادر تربوية متخصصة؛ حتى تستطيع أن تعيد هؤلاء الشباب إلى وضعهم الطبيعي، حتى يكونوا أدوات بناء ونهضة في المجتمع، وليسوا عوامل هدم أو تدمير أو إزعاج للمجتمع، مع الوضع في الاعتبار استغلال الإمكانات المتاحة، مثل المسجد والنادي والمدارس الموجودة بالحي، حيث أنها أماكن مناسبة جداً للقيام بجميع الأنشطة التي أشرت إليها في رسالتك، فأرجو أن تتكرم بعرض المشكلة على إحدى مؤسسات التربية لديكم، مثل كلية التربية أو إحدى المؤسسات الشبابية الرسمية أو الأهلية، أو إحدى الجمعيات الدعوية ذات الطابع الشبابي والاجتماعي؛ لأن العلاج يحتاج إلى وقتٍ وجهد ورجال، ولا يكفي معه توجيه النصائح المجردة، وإنما لابد من المعايشة الواقعية، وإنشاء المعسكرات التأهيلية، حتى يحدث الاحتكاك المباشر بين الشباب والكوادر الموجهة، مما يكون له أكثر الأثر في الاستفادة من محور القدوة الحسنة، والذي يؤثر أثراً يفوق الخيال والوصف.
فأتمنى أخي عاصم أن تساهم في حل هذه المشكلة بالبحث عن الجهات ذات العلاقة لديكم، والاستعانة بها، مع عدم إغفال الجانب الديني بحالٍ من الأحوال، فإن الدين وحده هو الكفيل بحل هذه المشكلة والقضاء عليها، شريطة وجود شخصيات مقبولة ومحبوبة من الشباب، وأنا واثق من قدرتك وقدرتكم جميعاً على ذلك.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل من طريقة تثبت قلبي على الإيمان ... 229490 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدى مشكلة قد تكون صغيرة للبعض، لكنها كبيرة بالنسبة لي، فلقد زهدت في الدنيا، واتجهت إلى الله بالصلاة والتسبيح والقرآن، وأجد زهدي في تصرفات الكثير من الناس يشدني إلى الدنيا مرةً أخرى، ثم أعود للقرآن ثم الدنيا، وهكذا، فهل من طريقةٍ تثبت قلبي على الإيمان؟ وتساعدني على الاستمرار؟ وهل من طريقةٍ سهلة تساعدني على تجويد القرآن، والقيام بأي عمل له ثواب أكثر، مع العلم بأن لدي طفلة، عمرها ستة أشهر، أي أنها تأخذ وقتاً كبيراً إن لم يكن كل الوقت.
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،(113/220)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن يرزقك محبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما تعانين منه يعتبر طبيعياً في حياة الملتزمين حيث أن للقلوب إقبال وإدبار وأن الإيمان يزيد وينقص، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بهذا الأمر قائلاً: (لا ومقلب القلوب)، فالقلوب تتقلب تقلباً أشد من تقلب الماء على النار في أشد حالات الغليان، تارة يرتفع معدل الإيمان إلى درجة عالية، وتارة يتدنى حتى يخاف المسلم على نفسه، فهذا أمر طبيعي ما دام لا يترتب عليه ترك الواجبات أو الوقوع في المحرمات، وهذا ما ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (لكل شيء شره - قوة- ولكل شره قوة، .. )، ولعل هذا هو ما تعانين منه تماماً حيث تقبلين على الدين والطاعة وتزهدين في الدنيا لفترة ثم تشعرين بالرغبة في الدنيا مرة أخرى، هذه أشياء طبيعية في الغالب.
ورغم ذلك فهناك أمور تساعد على الثبات أذكر منها ما يلي: -
1- المواظبة على الطاعات من صلاة وأذكار وغير ذلك مع عدم التوقف.
2- طلب العلم الشرعي الذي يؤدي إلى زيادة الإيمان ومحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويزهد في الدنيا ويبين حقارتها بالمقارنة إلى النعيم المقيم في الآخرة.
3- قراءة كتاب الشيخ محمد المنجد أو سماع شريطة حول الإيمان وعوامل زيادته.
4- الحرص على حضور مجالس الذكر وحلقات التعليم خاصة النسوية.
5- الانشغال ببعض الأنشطة الدعوية التي تساعد في زيادة الإيمان.
6- الدعاء والإلحاح على الله أن يرزقك الثبات على دينه، وأن يعينك على القيام بالأعمال الصالحة.
وأما بخصوص التجويد، فيمكنك الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم أو المصحف المعلم للشيخ الحصري أو غيره، كما أن هناك أشرطة مخصصة لتعلم التجويد وهي كثيرة بالمكتبات الإسلامية يمكنك الاستفادة منها بجوار بعض كتب التجويد الميسرة.
واعلمي أن أشرف عمل وأعظمه أجراً وثواباً هو الدعوة إلى الله تعالى فاجتهدي في ذلك.
وبالله التوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أخشى أن أرتدي الحجاب وكل من حول مشركين حتى زوجي ... 229354
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أنتمي إلى طائفة تعبد رجلاً، ولكن بفضل الله أشرق في قلبي نور الإيمان، وانشرح صدري للإسلام، وأنا الآن أنفذ جميع تعاليم الإسلام بالسر إلا موضوع الحجاب الذي لا يمكن أن أنفذه سراً، إلا أني أرتدي اللباس المستر.(113/221)
أعلم أن الحجاب فرض ولكن زوجي يرفضه، وبيئتي الغير مسلمة بل المشركة (بمن فيها أهلي) التي تحاصرني من كل جنب ترفض الإسلام وتحاربه، وليس لي من نصير، فهل لي أن أؤجل موضوع الحجاب على أمل أن يهدي الله زوجي فيعينني عليه، عوضاً من أن أخرب بيتي الآن، أم ماذا أفعل.
أفيدوني جزاكم الله عني كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المباركة / لورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فألف أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، الذين يُسعدهم ويشرح صدورهم اتصالك بهم دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك توفيقاً وهدىً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعلك من صالحي المؤمنين، ومن أوليائه الصالحين الذين هم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يوفقك لدعوة أهلك وزوجك للإسلام، وهدايتهم إليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم نحن سعداء حقاً أن من الله عليك بالهداية، وشرح صدرك للإسلام، وخلصك من هذا الكفر وذلك الضلال، فأوصيك أن تحمدي الله كثيراً على ذلك، وأن تشكريه على أن هداك للحق، وتكثري من دعائه أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك سبباً في هداية الخلق.
وبخصوص موضوع الحجاب، فإذا كنتِ متأكدة أنه سيكون سبباً في إهانة أهلك لك، ومحاولتهم صرفك عن الإسلام، ومحاربتك، وأنك قد تفقدين دينك أو حياتك بسببه، أو أن أهلك لن يقبلوا منك الإسلام والدعوة إليه بسببه، فأرى والله أعلم أنه لا مانع من تأجيله؛ حتى تتهيأ الظروف للبسه، بشرط أن يكون زيّك شرعياً، وألا تقدمي تنازلات أكثر عن دينك، وألا تجاريهم في ارتكاب المحرمات من خمور أو زنا أو غيره والعياذ بالله، واعلمي أنه على قدر صدقك وإخلاص نيتك سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، واجتهدي في دعوة زوجك، وحاولي استمالته بأي وسيلةٍ مشروعة، عسى الله أن يمن عليه بالإسلام، ويكون سنداً أو عوناً لك على الالتزام الكامل، ودعوة بقية أهلك للإسلام.
وختاماً أوصيك بالإسراع والاجتهاد في دعوة زوجك، حيث أنه لا يجوز أن تكون المسلمة زوجةً لكافر كما لا يخفى عليك، فاجتهدي في دعوته، وحسن معاملته حتى يحب الإسلام من خلالك، وأكثري له ولأهلك من الدعاء والإلحاح على الله أن يهديهم للإسلام، وأن يجعلك سبباً في ذلك، ونحن في خدمتك، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة ممكنة إن اقتضى الأمر ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، والثبات على الحق، والإعانة على هداية الخلق.
والله ولي التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...(113/222)
... أصبحت ضائع بلا هدف؛ فهل من نصيحة؟ ... 229329 ...
السؤال
السلام عليكم
أنا شابٌ، عمري21 عاماً، أدرس بإحدى الكليات، لا أشعر بأي مسئولية، فنجاحي ليس مسئوليتي، وفقر أمتنا لست أنا السبب فيه، ورغم هذا فأنا لا أعرف من السبب، ولكنني أدرك أنه شخص آخر غيري.
ووسط هذا، فلدي شعور بأنني بإمكاني عمل أية مهمة مهما كانت صعبة، ولست أدري ما هي!
منذ بداية الثانوية العامة انخرطت في الانترنيت، ولأنني لا أدري عن أي شيء في هذا العالم الجديد، فأول ما كنت أبحث عنه هو SEX للأسف، ولا داعي لذكر التفاصيل.
بدأت أهمل دروسي، وانحدر مستواي الدراسي، رغم أنني كنت من المتفوقين في المدرسة الابتدائية والإعدادية، وكان أبواي يتمنيان أن أكون دكتوراً، لكنها كالصاعقة كانت على أبواي بعد ظهور النتيجة .
والآن، بعد أن دخلت كلية متدنية، فقد فقدت الأمل في أن أصبح متفوقاً، والآن أبحث عن الإنترنت كي أفوز بفتاةٍ تمكنني من الزواج بها ولأقضي شهوتي معها.
ربما يؤنبني ضميري بعد المعصية، فأستمع لخطبة أحد المشايخ، فيخشع القلب وأتوب إلى الله، لكن ما هي إلا ساعات قليلة وأعود لما كنت عليه.
آسف على الإطالة ، ولكنها مأساتي، وربما مأساة غيري من الشباب.
فهل من نصيحة؟ وشكر الله لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبصرك بالحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يغفر لك ويتوب عليك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا حزينٌ فعلاً لضياعك للفرص المتاحة لك، حتى انحدرت من قائمة المتفوقين إلى قائمة العالة الخاملين، الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وانحرف بهم عن جادة الطريق إلى طرق الضياع والغواية، لقد كانت أسرتك وأمتك في أحوج ما تكون إلى تفوقك واجتهادك، بل أنت كنت في أمس الحاجة إلى التفوق؛ لأننا في عصرٍ لا يعترف إلا بالأقوياء، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن القوي خير ٌوأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ... ) فحتى وإن سامحت نفسك فلم ولن تسامحك أمتك التي كانت في أمس الحاجة إلى المتفوقين من أمثالك، لقد أضعت فرصة عظيمة في خدمة أمتك، وضحك عليك الشيطان، حتى أصحبت عالةً على نفسك وأسرتك وأمتك.(113/223)
أخي محمد، أعتقد أنه لا يخفى عليك حرمه الدخول إلى تلك المواقع المحرمة، وما أدراك؟! فلعل دخولك إلى هذه المواقع المحرمة ومعصيتك لله تعالى هي من أعظم أسباب هذا الإخفاق الذي تعاني منه الآن، ورغم ذلك فأنا واثق من قدرتك على تغيير هذا الواقع، فالأمر يحتاج منك فقط إلى قرار جريء وشجاع في الخروج من هذا الواقع المحزن الذي أنت فيه.
اعلم أخي محمد أنك قادرٌ على ذلك، ولكن المهم البدء، فتوكل على الله، وخذ قراراً بمقاطعة هذه المواقع المحرمة، وخذ قراراً أيضاً بالجد والاجتهاد في دراستك، وبدأ مرحلة جديدة في دراستك، حتى وإن كانت الكلية متدنية، فإن بمقدورك أن تكون متميزاً فيها، ومن ثم يمكنك أن تعوض تفوقك السابق بأن تكون مُعيداً بنفس الكلية، ثم أستاذاً كبيراً، وبذلك تُعيد البسمة والسعادة إلى قلب والديك، وتغير حياتك تغيراً كلياً، ويصبح بمقدورك خدمة دينك وأمتك، وتتبوأ أعلى المناصب، وأوصيك من الآن بالبحث عن صحبةٍ صالحة متميزة تقوي من عزمك، وتشد من أزرك، وتقضي معها أوقات فراغك التي كانت تضيع في المواقع المحرمة، وعُد إلى الله، وحافظ على صلاة الجماعة، وعليك بالدعاء، فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... التزمت بأوامر الشريعة الإسلامية قريباً، ولم أجد من يعينني ... 229248 ...
السؤال
أنا لم أكن ملتزمة باللباس الشرعي، والتزمت به من فترة وحاول الكثير ردي عن هذا الموضوع والعودة إلى لباسي القديم، وأنا مستمرة في لباسي الشرعي.
ماذا أعمل حتى أحافظ على لباسي وأحافظ على ديني؟ وألتزم أكثر وأكثر؟ فأنا أتمنى أن ألتزم بأوامر الشريعة الإسلامية ولكن لا أجد من يهديني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fedaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن في خدمتك وفي خدمة جميع المتصلين بنا، وخدمة جميع المسلمين شرفٌ لنا، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعل لك على الخير أعواناً، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يزيدك توفيقاً وهدى، وصلاحاً واستقامة وثباتاً.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن دواعي سرورنا فعلاً انضمامك إلى قافلة العفيفات، الحافظات لشرع الله، الحريصات على إظهار دينه وإعلاء رايته، متحديةً بذلك القاصي والداني، فهذا أمرٌ رائع فعلاً، ويبشر بأن الخير سيظل في أفراد هذه الأمة رجالاً ونساءً، رغم أنف الحاقدين ومكرهم، واعلمي أن صعود القمم ورؤوس(113/224)
الجبال صعبٌ عسيرٌ فعلاً، وأشد منه وأصعب الاستمرار على القمة، وهذا هو المطلوب منك الآن، الاستمرار ومواصلة الالتزام، والمحافظة على لباسك الشرعي، وعدم التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف، فهذا هو دينك، وهو مصدر عزك وسعادتك، وللمحافظة على هذا المكسب العظيم يلزمك عدة أمور، منها ما يلي:
1- التزود بالعلم الشرعي الذي يزيدك رسوخاً وثباتاً ويقيناً وقدرة على المقاومة، وذلك في حدود استطاعتك، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
2- حضور مجالس الذكر ودروس العلم التي يلقيها العلماء الثقات في منطقتكم.
3- التعرف على الأخوات الصالحات الملتزمات، وتقوية علاقتك بهن؛ حتى لا تكوني وحدك فيضعفك الشيطان بمكره وكيده.
4- الاجتهاد في دعوة غيرك من غير الملتزمات للالتزام مثلك، فالانشغال بالدعوة من أهم عوامل الثبات على الحق والدفاع عنه.
5- أكثري من أعمال البر الأخرى، مثل ورد القرآن اليومي، مع أذكار الصباح والمساء، والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، على قدر استطاعتك.
6- المحافظة على الصلاة في أوقاتها مع النوافل والسنن.
7- الدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك هدىً وصلاحاً واستقامة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق، ومزيداً من الطاعة والاستقامة.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيفية تفعيل العمل الدعوي في الجامعة ... 229185 ...
السؤال
أنا طالبة في الجامعة مسؤولة عن العمل الدعوي فيها، ومعي عدة فتيات أرجوا إعطائي اقتراحات ونشاطات وآراء لتفعيل العمل الدعوي في الجامعة.
فأنا أطمح أن يكون هناك أساليب دعوية جديدة تخدم العمل الدعوي في الجامعة.
فإذا كان في بالإمكان إمدادي بنشاطات جديدة أكون شاكرة جداً لكم.
وأرجوا توجيهي بكيفية تعاملي مع المجموعة التي أترأسها وشكرا.
أرجوا إرسال الإجابة على بريدي الإلكتروني
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى .
فيسرني أن أعلن لك عن سعادتي، بوجود من تحرص على أن تقدم الدعوة لأخواتها، ونسأل الله أن يكثر في أمتنا من أمثالك، وهكذا فعلت أم شريك وأم كلثوم رضي الله عنهما، حين تمكن الإيمان من قلوبهن.(113/225)
وبُشرى لك ابنتي الفضلى بهذه الوظيفة الغالية، التي هي وظيفة الرسل وأتباعهم، ولئن يهدي الله على يديك امرأةً واحدة خيرٌ لك من حمر النعم، والدعوة إلى الله تُطيل في العمر؛ لأن الإنسان ربما يدعو شخص إلى طاعة ثم يموت بعد ذلك، فإذا صلى وصام من دعوناه كتب الله لمن كان سبباً في هدايته مثل أجره، تصديقاً لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).
ولا شك أن مرحلة الجامعة هي مرحلة العطاء، وهي ميدان النضوج الفعلي والثقافي، وبلوغ مراحل الرشد الاجتماعي، فإذا وجدت البيئة الطاهرة سعدت الأمة بقيادات جديدة معتزة بقيمها، وأمهات صالحات متمسكات بهذا الدين الذي شرفنا الله به، والإنسان ضعيفٌ بنفسه قوي بإخوانه بعد توفيق الله.
ومن هنا كان لا بد من التعاون على البر والتقوى، فإن يد الله مع الجماعة، ونحن نعيش في زمن المؤسسات الكبيرة، فلا بد لمن يعملون في حقل الدعوة من التعاون وتبادل الخبرات، وتوزيع المهام والأدوار، والأمة لا تنتفع كثيراً بالمجهودات التي تفتقر إلى حسن التنظيم وتتبعثر فيها الجهود، حيث يغرد كثير من العاملين خارج السرب، كما يقال.
ولا بد لمن يتصدى للعمل الدعوي أن يلتزم بآداب هذه الشريعة، فإن المسلمة دعاية لإسلامها بمظهرها وأدبها، وداعية لإسلامها بأقوالها وأفعالها، فإن الناس وخاصة الفتيات يتأثرن بالمرأة الملتزمة، وهناك صفات لا بد من توفرها في من تتولى قيادة العمل الدعوي، ومن أهمها:
1- أن تكون مخلصة لله.
2- أن تتزود بالعلم الشرعي.
3- أن تتحلى بالشفقة والرفق.
4- أن تكون الداعية عندها همة وهم، كما قال عمر رضي الله عنه عندما أشاروا إليه بأن يولي رجلاً، فقال: (لا حاجة لي به، إني أريد الرجل الذي إذا كان في القوم وليس أميرهم بدا وكأنه أميرهم، وإذا كان في القوم وهو أميرهم بدا كواحدِ منهم يعني من تواضعه) وهو بهذا يشير إلى صفتين في غاية الأهمية:
الصفة الأولى: الهمة العالية التي تدفعه لخدمة إخوانه.
الصفة الثانية: التواضع.
5- لا بد للقائدة من التحلي بالصبر والحلم، فإن قبيلة الأحنف سادت بحلمه أربعين سنة كما قالت عائشة رضي الله عنها.
6- لا بد كذلك من مراعاة أحوال الأخوات، والظروف الخاصة بكل واحدة منهن.
7- اعلمي أن الإنسان لا يستطيع أن يُرضي الناس بأمواله، ولكن يسعهم بحسن خلقه وطلاقة وجهه.
8- لا تظهري للزميلات أنك أفضل أو أعلم؛ لأن هذا من مداخل الشيطان على نفوس المدعوين.
9- احرصي على اختيار الأوقات المناسبة للنصح، واستخدمي الكلمات اللطيفة.
10- اعلمي أن أنفع النصائح ما كان بعيداً عن الأعين، كما قال الشافعي:(113/226)
تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة.
فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
11- احرصي على اختيار المدخل الحسن إلى النفوس، وذلك بذكر الصفات الجميلة والجوانب المشرقة في المدعوة، ثم تناولي جانب النقص بلطف، كقولك: أنت طبية ومحبوبة من زميلاتك، ولكننا نحب أن نراك في حلقة التلاوة.
12- الإحسان إلى الناس صفة الدعاة إلى الله، والناس جُبلوا على حب من يُحسن إليهم، ولذلك قصد السجناء يوسف عليه السلام لعلاج ما يزعجهم، وقالوا: (إنا نراك من المحسنين) فقدم لهم الدعوة إلى الله بعد أن طمأنهم إلى قدرته على التعبير، وكان في غاية الإحسان والرفق.
أما بالنسبة للاقتراحات المساعدة لتطوير العمل الدعوي، فهذه بعضها:
1- الحرص على تأليف القلوب، والبدء بالأمور المتفق عليها.
2- وضع الشخصية المناسبة في المكان المناسب.
3- اكتشاف مواهب الطالبات وتوجيهها لخدمة الدعوة.
4- الحرص على الاستفادة من الطاقات، وتعمير الأوقات بالطاعات، فإن الدعوة تحتاج لجهودنا جميعاً، وقد تجد من تخدم الدعوة بعلاقاتها أو بمالها.
5- تنويع وسائل الدعوة إلى الله، وعدم حصرها في الدروس والمحاضرات، فلا بد من نشاط صحفي، ونشاط اجتماعي، وبرنامج ثقافي، وتوزيع الأشرطة والرسائل، والمساعدة في حل مشاكل الطالبات، مع الاهتمام بالناحية الروحية.
6- التفاعل مع قضايا وهموم المجتمع؛ حتى لا يعيش طلاب الجامعة في [أبراج عاتية]، ولأن ثمرة العلم العمل.
7- حسن المتابعة، والاتصال بالزميلات، وزيادة الاحتكاك والترابط، ومساعدة من تحتاج للمساعدة، وزيارة المرضى من الأخوات.
8- الاتفاق على وضع برامج يومية، مع وضوح الأهداف الكبرى والصغرى التي نريد تحقيقها.
9- توفير البدائل الشرعية للممارسات الخاطئة إن أمكن، وذلك بإيجاد رسائل قصيرة، لتكون بديل عن الرسائل الفاسدة، فإن الشريعة حرّمت الربا وأحلت البيع، وحرمت الزنا وأحلت الزواج.
10- المصارحة والنقد البناء، مع الحرص على الإنصاف، واستحضار الجوانب الإيجابية عند النقد، وتذكر الحسنات السابقة، والتماس الأعذار، وإحسان الظن.
11- تنمية مهارات الإلقاء والحوار الهادف، مع الحرص على قبول الحق متى ما ظهر.
12- التعاون مع إدارة الجامعة، والالتزام بالنظم التي توافق روح الدين.
13- الحرص على اكتشاف وتدريب قيادات للعمل الدعوي؛ لضمان الاستمرار والتوسع -بإذن الله- مع إكرام صاحبات المكانة، وإنزال الناس منازلهم.
14- ترتيب الأولويات، والاهتمام بالأصول قبل الفروع، وبالفروض قبل النوافل.
15- المحافظة على وحدة الصف، فإن الخلاف شر، ورغبة الجميع في الوصول إلى الحق بالتي هي أحسن، وضرورة التفريق بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد.(113/227)
16- التذكر المستمر للنفس وللأخوات، بأن هذا العمل تكليفٌ وليس تشريف.
17- ترك الانتقام للنفس، والحرص على أن يكون فرحنا لله وغضبنا لله.
18- تشجيع الأفراد على الاستمرار في طلب العلم الشرعي، فإن الإنسان لا يزال عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل.
19- عدم التفاعل مع ردود الأفعال، وإعطاء كل مشكلة حجمها الحقيقي، والتعامل معها وفق خطط ثابتة.
20- البعد عن العشوائية والفوضى.
21- التركيز على الكيف وليس على الكم، مع الحرص على إنقاذ الناس من النار.
22- التذكير المستمر بما أعده الله للعاملين، فإن تذكر لذة الثواب تنسينا ما نجد من آلام.
23- الحرص على التخلية قبل التحلية؛ وذلك بنزع جذور الباطل قبل غرس شجرة الحق.
24- التنزل لمستوى عقل وفهم الخصم عند عرض الدعوة إلى الله، فقد قال الله عن عبده ورسوله محمد {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} ، فهو صلى الله عليه وسلم يوقن أنه على هدى وأنهم على ضلال، ولكن ليس من حكمة الدعوة أن يقول لهم صراحة أنتم على ضلال.
25- علينا أن نحرص على أن نحيي في كل يوم حق، ونميت باطل حتى نلقى الله، فإننا إذا حملنا الناس على الحق جملة رفضوه جملة.
واحرصي أن تتعاملي مع الأخوات بمثل ما تحبين أن يعاملوك به، وتغاضي عن الهفوات الصغيرة، فإن التغافل والتغاضي من خلق الكرام، واحرصي على عدم الغضب لنفسك، ولكن اجعلي غضبك لله، وغيرتك على حرماته، وادفعي عن نفسك الاتهامات دون أن تتهمي الأخريات، فهذا نبي الله هود اتهموه بالسفاهة، فنفى التهمة عن نفسه، لكنه لم يتهمهم، مع كثرة ما عندهم من شرور {قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين}، وكذلك نبي الله نوح اتهموه بالضلال، { فقال يا يا قوم ليس بي ضلالة ولكني ..}
فلو أنه قال بل أنتم على ضلال وكفر، لقالوا له: لن تدخل معنا قبورنا، ولن تعذبنا، ولسارعوا إلى إلحاق الأذى به.
وتأكدي أن بذرة الخير موجودة في الأخوات، ولكنها تحتاج لمن يكتشفها، وأرجو أن تكثري من مشاورة الأخوات، فإن الشورى تطيب النفوس، وتوصل إلى الحق، وتجعل الأفراد يشعرون أنهم شركاء في هذا العمل العظيم، واعلمي أن الداعية الناجحة ليست هي التي تعمل كثيراً، لكنها هي التي تجعل الجميع يحمل همّ الدعوة إلى الله، وكل مسلم ومسلمة بإمكانه أن يخدم الدعوة بوسيلة من الوسائل.
والله والموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هل أقول لأبي أني نجحت وأكذب عليه ... 229086 ...
السؤال(113/228)
السلام عليكم...
لدي مشكلة عويصة في حلها، وقد ترددت في طرحها هنا لكن حيث أنني أعيش حالة من عدم الاستقرار والتوتر في المنزل فليس لي الخيار..
القصة باختصار أنني طالب جامعي كنت متفوقاً على دفعتي، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان بالنسبة لي؛ حيث رسبت في السنة الثالثة، والمشكلة أنني لا أستطيع مواجهة والدي بالأمر خاصة وأنه كان قد أصيب بجلطة في القلب قبل 3 أشهر، وقد تعافى منها ولا أريد أن أسبب له الصدمة جراء ما حدث لي.
والسيء في الأمر أنه يسألني بصفه شبة يومية عن أحوالي الدراسية، وأنا أتهرب منه ولا أعرف بماذا أجيبه؟
هل أقول له أنني في المستوى الرابع وأكذب عليه؟؟ أم أواجهه بالحقيقة، فقد تهربت منه طول الشهر الفائت حتى أصبحت حياتي لا تطاق، وأصبحت أتعمد التهرب من المنزل أطول فترة ممكنة.
أرجو أن تفيدوني برأيكم وجزاكم الله عني كل خير
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك في دينك ودنياك، وأن يأخذ بيدك إلى النجاح والتفوق.
وأما بخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أولاً وقبل كل شيء أن تبحث عن عوامل الإخفاق والرسوب التي حرمتك متعة النجاح والتفوق، وأن تجتهد في معرفة السبب في رسوبك، وأن تجتهد في القضاء على هذه العوامل حتى تنتهي من دراستك على خير، وتساهم في نهضة بلدك وأمتك وتحقيق أحلام أسرتك، فهذا حقهم عليك جميعاً، خاصةً وأنك كنت من المتفوقين، وكم أتمنى أن تضع في اعتبارك جانب الطاعة والمعصية، وأن تعلم قطعاً أنه ما من مصيبةٍ تقع إلا بذنب ولا تُرفع إلا بتوبة، فابحث في علاقتك مع الله؛ لاحتمال أن يكون سبب إخفاقك مخالفة بعض أوامره أو الوقوع في بعض محارمه، حيث قال الشافعي:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
وأما عن إخبار والدك بالحقيقة المرة، وخوفك عليه من أعراض طبية وصحية، فلا مانع من مفاتحة والدتك أو أحد المقربين لديك للتمهيد لك، ولتخفيف وقع الخبر على والدك، ثم تقوم أنت بالاعتذار له، ووعده بأن تكون أفضل في الأعوام القادمة، وأن الرسوب لم ولن يتكرر إن شاء الله، حيث أنني أرى أن في الصدق النجاة والخير كله، والذي من آثاره على الأقل أن تستريح نفسياً وتخرج من هذه الحالة المؤلمة، فتوكل(113/229)
على الله وأخبره بالحقيقة، ولا مانع من أن تصلي ركعتين تسأل الله فيهما أن يخفف وقع الخبر على والدك، وإن شاء الله لن يحدث له مكروه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح والتفوق كما كنت سابقاً.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أنا متزوج ، فهل أتزوج الثانية لأجل دخولها في الإسلام ... 229067 ...
السؤال
أعيش في لندن, وتزوجت من بنت أحبها من المغرب، الصيف الماضي، وهي على وشك القدوم إلى هنا حيث ما زلت أعد لها الأوراق اللازمة للقدوم.
المشكلة هي أنه في غيابها وبدونها أمارس نشاطات دعوية واسعة النطاق والحمد لله, حيث أسلم على يدي أناس كثير والحمد لله. إلى أن تعرفت مؤخراً في العمل على فتاة روسية جاءت لتعمل في شركتنا. توالت الأيام وبدأت ألاحظ الفتاة تهتم كثيراً بطريقة تفكيري وكلامي, فدخلت معها من هذا الباب لأسرد لها مفهوم الإسلام, فبدأت بالعقيدة ثم السيرة النبوية فكنت أحضر لها قصصاً عن مواقف معينة من حياة الرسول والصحابة. فلاحظتها تهتم أكثر وتسألني أكثر، إلى أن جاءتني مرة وقالت أريد أن أتكلم معك في موضوع, فقلت تفضلي. فقالت: اأريدك أن تعلم يا **** أن حبي لك هو الذي جعلني أهتم بمواضيعك أكثر فأكثر. أريدك أن تتزوجني لأني فعلاً قد أزعم وأنوي الإسلام, لكن أريد أن أكون بجنبك. فأنت قدوتي وسبيلي للهداية إن شاء الله, وإني فعلا أحبك ولا أريد خسرانك.
أخبرتها أني متزوج, فقالت أنها لا تمانع أن تكون الزوجة الثانية, وأنها فقط تريد أن تكون جنبي وتترجاني ألا أحرمها من ذلك. كلمت زوجتي في الموضوع فكانت ردة الفعل للوهلة الأولى أنها لم توافق بحجة أننا لم نلتق ببعضنا البعض, ولم نعش حتى فترة من الزمن مع بعض حتى أفكر في الزواج.
لكن بعد أن سمعت قصتها كاملة, أشفق قلبها لها وتعاطفت معها, خصوصا وأن هذه الروسية لا أب ولا أم لها وتعيش وحيدة هنا. لكن تعاطف زوجتي كان على شروط; أنني إن أردت الزواج بها لا أفعل ذلك إلا بعد سنتين أو ثلاث على الأقل, حيث أنها تريد قضاء فترة من الزمن معي لوحدها دون أي شريك. ثم شرطها بعد ذلك هو أنني إن أردت الزواج بها تزوجتها لكن اشترطت ألا أنجب معها أي طفل, ويكون الأطفال إن شاء الله منها فقط.
الأن, أنا في دوامة, ولا أعرف ما العمل. الروسية تقول أن إسلامها معلق بزواجي بها وإلا فهي تاهية لا ولن تدري ماذا ستفعل. الذي أفكر فيه الآن هو والداي وعائلتي أن اضطررت لعرض الموضوع عليهم, وأن عالتي ربما لن يتفهموا وقد أنحط في أعينهم لا سيما والمكان الطيب الذي أحظى به داخل عائلتي وكذا الاحترام.
أرجو منكم, إخوتي, النصيحة الحسنة حيث أن فيه مصير حياتي ومصير إسلام فتاة قلبها مال للإسلام. إني بصراحة معجب بهذه الفتاة حقاً, لكن حبي لزوجتي الرائعة يزيد يوماً بعد آخر. وسعادتنا أنا وزوجتي طبعاً هي أولويتي قبل الخوض في أي مواضيع معقدة.(113/230)
إخوتي, أرجوكم النصيحة, أرجوكم النصيحة!. وجزاكم الله عني كل خير. اخوكم ا.ح.
لي أخوة كثر يتصفحون يوميا شبكتكم. لذا لا أريد الفصح عن إسمي لأن الموضوع يعالج مواضيع شخصية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ.ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يزيدك توفيقاً في الدعوة، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك من السعداء.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فاحمد الله أن شرح صدرك، ووفقك للدعوة إليه، وجعلك سبباً في إسلام هذا العدد من المسلمين، وتلك هي رسالة المسلم حقاً، والتي عبّر عنها القرآن الكريم بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني .. }، ولو أن كل مسلم قام بمثل ما تقوم به لدخل الناس جميعاً في دين الله أفواجاً.
وأما عن الأخت الروسية (زميلتك في العمل)، فأرى أولاً أن تجتهد في إقناعها بالإسلام ابتغاء مرضاة الله، وأن تشرح لها أنه لا يجوز أن يكون العمل لغير الله؛ لأن الله وضع شروطاً لقبول الأعمال في الإسلام، ومن أهمها:
أن يكون العمل خالصاً لله تعالى ليس لأي هدف آخر، وإلا لم ولن يقبله الله تعالى، فلقد قال المولى جل جلاله لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قلبك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} فلا بد أن تكون النية والدافع والعمل الظاهر كله لله فقط، وليس لأي هدف آخر، و إلا فلن يقبله الله مهما كان، وعندما يخلص العبد النية والقصد لله تعالى تأتيه نصرة الله وتوفيقه وعونه وتأييده، كما قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} فلا بد أن تسلم أولاً لله، سواءً تزوجتها أنت أم لا، ولعل الله أن يرزقها خيراً منك، ولا يلزم أن تخبرها بذلك، المهم أن تحثها على الإسلام لله فقط.
وأما عن زواجك منها، فأرى أنه لا مانع من ذلك بعد إسلامها، ولا مانع أن تعقد عليها بعد أن تتأكد من صدق إسلامها، ولا يلزم الدخول الرسمي بها إلا بعد فترةٍ من الزمن، ولا يلزم أن تخبر زوجتك أو أهلك بذلك حتى تستقر الأمور، وتأخذ وضعها الطبيعي.
وأما عن الإنجاب منها فهذا، شرط لا قيمة له، ولكن لا مانع من تطبيقه أول الأمر، ثم بعد استقرار الأمور اترك الأمر لله ما دام ذلك ممكناً، فإن من حقها شرعاً أن تكون زوجة كاملة الحقوق بما فيها المبيت والإنجاب، ولكن استعمل السياسة اللينة الآن؛(113/231)
حتى لا تفقد حب زوجتك وتُحرم رضى أهلك، فاجعل الأمور فيها نوع من السرية حتى تتمكن وتستقر أحوالك، واعلم أن أجرك في هذه الروسية إن أسلمت وأحسن إسلامها ثم تزوجتها يعدل أجر اثنتين من النساء، فأنت تكون من الثلاثة الذين لهم أجران كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما ترى منك زوجتك المغربية عدلاً وإنصافاً وبراً ورحمة فلن يكن لديها مانعاً من زواجك بالروسية ما دامت تحبك وتريد إسعادك، ولا تخبر أهلك بذلك الزواج الآن، واترك المسألة لله جل جلاله، ولا تُشغل بالك بها، واعلم أن الله سيجعل لك فرجاً ومخرجاً على قدر صدقك وإخلاصك، فتوكل على الله، واجتهد مع الروسية، واجعلها تسلم لله وحده كما ذكرت لك، ثم بعد ذلك تزوجها على بركة الله، لعل الله أن يجعل فيها من البركة والخير ما ليس في غيرها من النساء.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... تزوجت لأحفظ نفسي فتركت الصلاة ... 229050 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تزوجت منذ سنة ونصف، وقبل الزواج كنت محافظاً علي الصلاة وكثرة التسبيح ولله الحمد، وكنت محافظاً على نفسي، ولكن بعد أن تزوجت بدأت المشاكل وتركت الصلاة، وأحوالي كلها تغيرت، لا أقصد المشاكل فحسب ولكن أموري كلها, هل كان الزواج غلطة؟ أعتقد ذلك لأني تركت الصلاة.
ومع العلم أن زوجتي لا تحفظ أسرار البيت ولا أسرار حجرة النوم، فإذا حدث أي خلاف بيني وبينها تحكي أسرار بيتي إلي أهلها.
وحول دعوتها إلى الصلاة تقول لي أنا مرتاحه فلا أحب الصلاة، لقد ضاق بي الحال وأصبحت أكره زوجتي، فهي لا ترغب في المعاشرة الجنسية معي، قالت لي مرة خلينا كالأصدقاء. هل هي مريضه نفسياً أم ماذا ؟
أعتقد أنها ضعيفة دينياً.
دلوني ماذا أعمل آجركم الله والسلام عليكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يوفقك للتخلص من هذا الكسل عن الصلاة، وأن يصلح لك زوجتك، وأن يهديك وإياها صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أرى أن سبب ما أنت فيه إنما هو تفريطك في طاعة الله وعدم المواظبة على الله، فالبركة والأمن والأمان والاستقرار لا يحرمها(113/232)
العبد إلا بسبب معاصيه ،كما قال سبحانه: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} وقال: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} فهذه كلها آثار وشؤم المعاصي، ولذلك أحب أن أقول لك: اعلم أن علاجك بين يديك، وأن زوجتك لن يصلح حالها ولن تستقر أمورك كلها إلا إذا عدت إلى الله، وحافظت على طاعته والتزام شرعه، واعلم أنه جل جلاله وضع لنا قواعد وأسس يمشي عليها هذا الكون، ومنها : سنته جل جلاله في تغيير الواقع، حيث قال سبحانه: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلم ولن يتغير واقعك ما لم تتغير أنت وتتخذ القرار المناسب والسريع في بدأ عملية التغيير، والتي أهمهما العودة إلى الله، والمحافظة على الطاعة، وهذا هو أهم وأخطر شيء.
ابحث عن أسباب هذا الكسل، وحاول التخلص منها، واعلم وثِق أنك قادر على ذلك لو كنت صادقاً في ذلك.
وأما عن زوجتك، فأتصور أنها وما عليه من المعصية وعدم طاعتك، ما هي إلا أثر من آثار البعد عن الله، ولذلك أتمنى أن تعقد معها جلسة خاصة بكما، وأن تصارحها بتصرفاتها الغير مقبولة، وحاول معرفة أسباب هذه التصرفات، وضع يدك في يدها للتخلص منها، ولو مع الصبر الجميل والنفس الطويل، وأشعرها بأن الحياة الزوجية ليست كغيرها من العلاقات، ففكرة (خلينا أصدقاء) غير مقبولة بحالٍ من الأحوال، فإذا لم تتحسن علاقتها مع الله ومعك، فأرى أن تُعلمها بأنك ستتزوج عليها، فإذا لم يُفد معها هذا الإنذار، فابحث عن غيرها، والنساء غيرها كثير.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... مقاهي الإنترنت وكيفية تطبيقها لشرع الله ... 229049 ...
السؤال
أنا لدي مقهى للإنترنت وأطبق فيه شرع الله من ناحية المواقع الإباحية من حيث تشفيرها وطرد كل من يدخلها أمام الناس.
ولكن هنالك غرف الدردشة والتي تحتل العدد الأكبر للمستخدمين، فماذا أفعل علماً أن لدي شركاء ولا يوافقون على إلغاء الغرف، وأنا أعمل جاهداً في دعوة الشباب من خلال المواقع الإسلامية التي أنشرها على الحاسبات.
أرجوكم افتوني وبشكل حازم.
وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع،(113/233)
ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يرزقك رزقاً حلالاً طيباً مباركاً فيه، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فبدايةً لك من كل قلبي تحيةً وإكبار؛ لحرصك على تطويع هذه التقنية الحديثة لشرع الله، ورغبتك في المشاركة الدعوية الفاعلة في هداية شباب الأمة، وحفظ أوقاتهم، حتى ولو كان ذلك على حساب دخلك ومصروفك، وأبشر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا قائلاً: (إنما الأعمال بالنيات) وقال لمعاذ رضي الله عنه: (أخلص النية يكفيك القليل من العمل) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، واحمد الله أن وفقك لإغلاق المواقع الإباحية، وهذا في حد ذاته من الأعمال الرائعة، ويبقى أمامك تحدي غرفة الدردشة، والتي تجذب العدد الأكبر من المستخدمين كما ذكرت، ومما لا يخفى عليك أن أقل ما في هذه الدردشة إنما هو تضييع للوقت، والمساهمة في تعطيل شباب الأمة، ناهيك عن الكلمات والعبارات المحرمة والعلاقات المشبوهة، وهذه الأجهزة خلاصة الأمر فيها أنها يصعب أن تسلم من المخالفات والتجاوزات الشرعية ولو بنسبة قليلة.
لذا أنصح بإنهاء هذه الشراكة في مثل هذا المشروع؛ لأن دخله لم ولن يسلم من الشبهة بحال، فاخرج من المشروع وافسخ هذه الشركة، وابحث عن عملٍ آخر بعيداً عن تلك الشبه، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن ما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا، فاتخذ قراراً سريعاً وعاجلاً بحسم هذه المسألة، واعلم أن الله قال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه} وأبشر بخير عوض، فالله جل جلاله لا يضيع أهله، ولا يكِلهم لأحد سواه سبحانه، فتوكل على الله، واترك هذا المجال، وابحث عن مجالٍ آخر مشروعاً وليس فيه تلك المحاذير.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة، وسعة الرزق في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أبتعد عنهن لأحمي نفسي؟ ... 228785 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
معظم زميلاتي غافلات، بل أصبحن فاجرات -والعياذ بالله- وقد حاولت إرشادهن كثيراً، ولكن الله يهدي من يشاء سبحانه.
فهل أبتعد عنهن لأحمي نفسي؟
وهل استمراري معهن يعتبر نفاق؟
أم ماذا أعمل؟
أرشدوني، بارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حجيبة حفظها الله.(113/234)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك، ويوفقك لما يحبه ويرضاه، ونسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الفلاح للمسلمة في أن تكون في صحبة الفاضلات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وهذا هو توجيه الإسلام للمؤمنين والمؤمنات، قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً}.
والإنسان يتأذى من صحبة الأشرار، فالصاحب ساحب، وقد شبّه رسولنا صلى الله عليه وسلم جليس السوء بنافخ الكير، ونافخ الكير إما أن يحرق على جليسه ثيابه بما يتطاير من كيره من شرر، وإما تجد عنده رائحة منتنة، وهكذا من تجلس مع الفاسقات وتصادق الفاجرات، تُلطّخ سمعتها وتصبح مكاناً للتهمة والريبة، ويتجنبها الأخيار والفاضلات، وإذا نزل غضب الله على الفاسقات فإنه يشمل من يجالسهن، والعياذ بالله.
وقد جيء لعمر بن عبد العزيز برجلٍ صالح صائم، كان يجلس مع من يشربون الخمور، وقال له الحراس: هذا كان معهم لكنه لم يشاركهم في الشراب بل هو صائم، فقال رحمة الله عليه: وبه فابدءوا العقوبة، فإن الله يقول: {إنكم إذا مثلهم}.
وأرجو أن تحرصي على مصاحبة الصالحات، واطلبي العلم الشرعي، واجتهدي في الطاعة، وتعاوني مع الفاضلات على نصح الغافلات، وإذا هدى الله على أيديكن إحداهن فذلك خيرٌ لكن من حمر النعم، واحرصي على الاهتمام بالأسلوب اللطيف، واختاري الأوقات الفاضلة، واجعلي نصحك لهن على انفراد؛ فهو أنفع وأجدى -بإذن الله-، واظهري لهن الحرص على مصلحتهن والشفقة عليهن.
وعليك بحماية سمعتك ونفسك؛ وذلك بالابتعاد عن أماكن الريبة وأهلها، فإن الفتاة مثل الثياب البيضاء لا تحمل الأوساخ، ولقد أحسن من قال: (إن البياض قليل الحمل للدنس) وإنما يقوم بالنصيحة من تيقن أن كلامه يقبل، وأمن على نفسه من الانحراف، وكان على علمٍ بالأسلوب الشرعي في النصح والتوجيه، ولا مانع من تنبيه من ينتفعن من نصحه من المعلمات والمحارم، وإذا كانت هناك مصلحة في إبقاء علاقات بسيطة معهن فلا مانع إذا أخذتِ الاحتياطات اللازمة، فلا تقومي بزيارتهن وحدك؛ لأنهن لا يؤتمن بحال، وحق للإنسان أن يخاف ممن يعصي الله، وودت الزانية لو زنت جميع النساء، ولا بد أن يشعرن بعدم رضاك بتصرفاتهن، فإن المسلم إذا رأى منكراً يغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك بأن يشهد الله على عدم رضاه على المنكر، ويظهر عدم الرضا، ويهجر أهل الشر، ويبتعد عن بيئة الفحشاء والمنكر.
والله ولي التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... نسيت أن أمنعه عن وضع يده علي يدي ... 228538 ...(113/235)
السؤال
ذلك اليوم زرت إحدى المجمعات ودخلت محل عطور، وهناك عنصر واحد رجالي، والباقي نسائي، وبعد ذلك سألت الرجل عن مستحضر من المستحضرات وأراني ـ أي وضعه علي يدي ـ للتجربة، ونسيت أن أمنعه عن وضع يده علي يدي! حدث ذلك ـ والله العظيم ـ بدون قصد!
وأنا الآن أعاتب نفسي! وكيف أتخلص من ذلك؟ كيف أكفر عما فعلته؟ مع أنه حدث ذلك بدون قصد!
أتمني منك ـ يا شيخ ـ أن تنصحني وتعطني المشورة!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الله –جل وعلا– قد قال في كتابه العزيز: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وفي صحيح الإمام مسلم أن الله -جل وعلا- قال في هذا الدعاء (نعم) أي أنه تبارك وتعالى يغفر لعباده المؤمنين ما وقعوا فيه من الخطأ دون تعمّد منهم، ودون قصد الحرام.
وقد ذكرتِ أنك لم تقصدي أن تسمحي لذلك العامل أن يضع العطر على يدك، وأن يلمس يدك –كما أشرتِ في سؤالك، ولا ريب أن عدم تعمد الحرام يمنع من لحوق الإثم بك، فأنت إن شاء الله غير آثمة في هذا الأمر، فإن حال المخطئ غير حال المتعمد، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيره أنه قال: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) ومعنى الحديث أن الإثم مرفوع عمّن وقع في خطأ وهو غير قاصد الحرام، وهذا من تمام منّة الله ورحمته التي وسعت كل شيء، غير أننا –حفظك الله– نجد شيئاً من العتب عليك؛ وذلك نظراً لما ذكرتيه من أن جميع العاملين في المحل من النساء إلا رجلاً واحداً، ومع هذا فإنك تعاملت معه، وكان بوسعك أن تتعاملي مع امرأةٍ بدلاً عنه، فهذا مما ينبغي أن تلتفتي له، وأن توليه اهتمامك، فإن المرأة لا تخالط الرجال ولو كانوا عمالاً وموظفين إلا بقدر الضرورة، ولا ريب أنه كان بإمكانك أن تتعاملي مع إحدى العاملات بدل التعامل مع الرجل، لا سيما وأن كثيراً من الرجال ربما لا يحتاطون في معاملة النساء الأجنبيات عنهم، فلو أنك احتطت ابتداءً لكنت أبعد ما يكون من أن يقع ما لا يُرضي ربك ونبيك صلى الله عليه وسلم
ونحن نحمد على هذه الغيرة على نفسك، وشعورك بالحرج مما وقع، وهذا الحرج الذي يقع في النفس هو من فضل الله عليك، فإن أكثر من يتهاون في الأمور الصغيرة لا بد أن يتهاون فيما هو أعظم لاحقاً.
وقد سألتِ –حفظك الله– المشورة والنصيحة، ونحن والله العظيم لا نعلم شيئاً يقرب من الله مثل التوبة النصوح الصادقة من جميع الأمور خطئها وعمدها، فمن تذلل للعزيز الغفار، وخضع له خضوع الذليل المفتقر، فهذا لا يرده عن بابه إلا بالمعفرة والرحمة، ونوصيك بأن تلزمي هذا الدعاء، فإنه من أنفع الأدعية، وهو ثابت عن(113/236)
النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي).
نسأل الله تعالى لك كل توفيق وخير وفلاح ونجاح في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أتمنى أن أكون صالحا ولكن كيف السبيل ... 228527 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
مشكلتي ـ سيدي ـ أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما، فعلت ذنوبا لم يفعلها غيري من كل ما تتخيل وما لم تتخيل: من زنا إلى سرقة إلى...
المشكلة ـ سيدي ـ أنني لا أستطيع أن أحافظ على الصلاة! والمشكلة الثانية أني منافق، فأنا آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه! والله ـ سيدي ـ أنا أتمنى أن أكون صالحا، ولكن كيف السبيل!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبدايةً نود تأمّل هذا المثال:
امرأة هي والدةٌ لطفلٍ صغير، ربته وتعبت عليه، وأجهدت نفسها في تيسير كل ما هو راحة له، وسعادة له، سهرت لأجله الليالي الطوال بعد أن حملته في أحشائها وغذته من دمها ولبنها، فرحت لفرحه، وحزنت لحزنه، حتى إذا كبر واشتد وصار رجلاً، قابل جميلها وإحسانها بالنكران، أمرته فلم يطعها، ودعته فلم يجبها، بل صار يعصيها جهاراً وإسراراً ولا يبالي أرضَت عليه أم هي عليه من الساخطين، ما تعليقك على هذه الصورة؟!!
لا بد أن الجواب سيعلو ويرتفع بالإنكار على هذا الولد اللئيم العاق لوالدته، بل ربما كانت الإجابة: وهل يفعل هذا من كان فيه ذرة من حياء ومروءة !! كيف يقابل الإحسان بالجحود والنكران!! إن حق الأم عظيم عظيم.. إذن هذا هو الجواب.
ولله المثل الأعلى، أهكذا تقابل ربك وخالقك؟!! أهذا هو جزاء نعمه عليك؟!! ألا تتذكر يوم كنت جنيناً في بطن أمك وفي ظلمة أحشائها؟ من الذي كان هنالك يرعاك ويحفظك ويغذيك، وأنت جنين عاجز لا إدراك له؟!
لقد أخرجك من بطن أمك فإذا أنت بصيرٌ قد شق لك بصرك، سميعٌ قد فتق لك أذناً تسمع بها وتعي، وإذا أنت بعد ذلك تجد من يكفلك ويرعاك، ويهيئ لك كل ما تريد من مأكلٍ ومسكن ودفء وحفظ وصيانة، ثم بعد ذلك ها أنت قد صرت شاباً رجلاً عاقلاً، قد اكتمل عقلك ونضجت قوتك، فإذا أول شكرك لهذا المنعم الكريم أن لا تبالي به ولا تهتم بأمره، بل وتعلن عصيانك له جهاراً نهاراً، وتقع في الفاحشة وهو يراك،(113/237)
يراك وقد هتكت ستر الله واجترأت عليه، تستحي وتستخفي من الناس الذين هم عبيده ولا تستحي منه، تحترز من المخلوقين وتتجنب أن يروك على أمرٍ مشين مهين ولا تكثرث برؤيته لك، {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسةٍ إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}.
فكيف إذن تستخفي من العبد الضعيف، ولا تسخفي من الجبار جل جلاله! {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا}.
ومع هذا ، فهو يسترك، ويحلم عنك وأنت في غيّك قد تماديت، وفي الجراءة عليه قد ازددت ، ولا زلت في دائرة حلمه وستره، وأيضاً فلا زال يرزقك، ويمدك بالقوة .. انتبه!!
إنه قادرٌ على خطف بصرك فتصير أعمى في ظلام هالك السواد، إنه قادر على أخذ سمعك فتصير أصماً لا تسمع، إنه قادرٌ على أن يختم على قلبك فلا تعقل بعدها شيئاً {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إلهٌ غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون} إن عليك أن تنتبه وتستيقظ إذن!
استيقظ قبل أن تخطف روحك من جسدك، فإذا أنت في عالم القبور، عالم الموت، الموت الذي لا بد أن يأخذك ويخطف روحك ويسلبك حياتك.
إنه القبر أول منازل الآخرة، فتخيل وأنت في حفرتك قد خرجت من الدنيا لتواجه مصيرك وتواجه ثمرة عملك، وما جنت يداك، لقد تخلى عنك كل شيء، المال، الوظيفة، الشهوات، كل شيء {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} لقد تقطع كل شيء وغاب عنك كل شيء، فماذا أنت مجيب؟ وماذا أنت بمعتذر؟!!
إذن فلا بد لك – يا أخي– من أن تبادر قبل أن يبادَر بك، وأن تغتنم الفرصة قبل أن تطير من بين يديك، كفاك يا أخي، كفاك بعداً عن ربك الكريم الرحيم الحليم العليم، كيف ترضى أن تكون مطيعاً لعدوك وعدو الله إبليس اللعين؟!! كيف تقبل أن تكون عبداً للشيطان الرجيم؟!! أين غيرتك على نفسك؟ أين عزمك وعقلك؟!! قال صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) ومعنى الحديث أن (الكيس) وهو العاقل الرشيد (من دان نفسه) أي حاسب نفسه وعمل لآخرته، والعاجز الذي صار تابعاً للشيطان هو الذي غرته الحياة الدنيا، ومع هذا يزعم أنه يأمل ويرجو.
فلا تكن من الذين خسروا كل شيء، خسروا الدنيا وخسروا الآخرة، بل خسروا حتى أنفسهم، قال الله العظيم: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين * لهم من فوقهم ظللٌ من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون}.
فاتق الله في نفسك، ولا توردها موارد التهلكة والخسار والبوار.(113/238)
وهاهو نداء التواب الرحيم إلينا جميعاً {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}.
إنه نداء لكل مُذنب، ولكل عاصٍ أسرف على نفسه في المعاصي وتمادى في البعد والانتهاك، نداء التوبة، التوبة التي إن تابها العبد ورجع بها إلى خالقه ومولاه الرحيم، غفرت له جميع ذنوبه وجميع جرائمه ولو عظمت، بل ولو بلغت عنان السماء .
وليس هذا فقط، بل إن هذه التوبة تجعل كل سيئة وكل ذنب ولو عظُم تجعله حسنة ثوابها جنات عرضها السماوات والأرض، مع الذين أنعم الله عليهم، قال تعالى{والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.
فأقبل على ربك يا أخي، أقبل إقبال النادم المنكسر لربه ومولاه، أقبل إقبال من عزم أن يرمي بهذا الماضي وراء ظهره إلى الأبد، أقبل إقبال من عزم على أن لا يضيّع صلاة مفروضة أبداً، اجعل شعارك بعد اليوم: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}.
وأيضا تخلص من رفقاء السوء، واستبدلهم بالأخيار على قدر الاستطاعة.
بادر قبل أن تحرم الفرصة، بادر قبل أن يأتيك داعي الأجل والموت فلا تستطيع هرباً، ولا تستطيع نجاة، إنها الفرصة التي ربما إن ضيعتها فقد لا تجدها أبداً .
وتذكر أنك في قبضة الله، وتحت قهره وسلطانه، ولن تقدر على أن تفوته، ولن تقدر على الهرب منه، إنه الله الذي عنت له الوجوه، وذلت لقهره وجبروته وسلطانه العوالم كلها..
أسأل الله أن يهديك ويهدينا، ويوفقك لكل وخير وصلاح.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... كيف نتعامل مع هؤلاء الشباب ... 228389 ...
السؤال
السلام عليكم!
حياكم الله وبياكم!
إنهم مجموعة من الشباب يدعون أنهم ينتسبون إلى السلف، ظهر منهم الآتي:
1 ـ لا يبتسمون في وجوه من يخالفهم ولا يوافقهم.
2 ـ العبوس الدائم، والنظرة الحادة على بقية الشباب المتدين.
3 ـ يقومون بدعوة النشء الصغار، ويحذرونهم من العلماء والدعاة والمشايخ.
4 ـ يشككون في كتب كبار العلماء ويسفهونها.
5 ـ يتعاملون مع الأجهزة الأمنية للتبليغ عن من يصلي في المسجد.
6 ـ يطعنون في الدعاة، ويهجرون باقي الإخوة بلا سبب شرعي!
7 ـ الله المستعان ـ يا شيخ ـ يفرقون ويميزون بين الشباب.(113/239)
8 ـ هم على حق وغيرهم لا، وهم الأفضل وسواهم لا!
9 ـ يلقون التهم بلا مبرر!
10 ـ ما السبيل معهم؟ وكيف نواجههم من دون ذكر الأسلوب المعتاد؟ نريد شيئا مميزا!
وفقكم الله، وأدخلنا وإياكم فسيح الجنان مع قائد الإنس والجان!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقبل الشروع في تحرير الجواب، فإننا لا بد أن نمهد بكلامٍ هو في الأصل تمهيد لما يأتي بعده، وبدايةً فإننا نحمد الأخ السائل الكريم على سؤاله، وبذله الجهد في تحري الحق والصواب في معاملة إخوانه المسلمين، ولو كانوا مخطئين متجاوزين، فنقول وبالله وحده العصمة والتوفيق:
أولاً: من المعلوم بالاضطرار من دين المسلمين ، وباتفاق جميع أئمة الدين أن الهدى كل الهدى في اتباع كتاب الله وسنة النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- ، فمن اعتصم بهذا الأصل فهو المهتدي، ومن زاغ عنه فهو الضال الردي، وقد دل على هذا الأصل آيات القرآن وتواترت به الأخبار عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ، وأجمع عليه الأئمة .
ثانياً: العدل فرضٌ واجب في جميع الأحوال، ومع جميع الخلق ولو كانوا من المعتدين الظالمين، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى الله إن الله خبير بما تعملون} وهذا المعنى مستفيضٌ في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ثالثاً: حرمة المسلم ثابتة ولو اقترف وفعل ما يوجب عقوبته وزجره، بل إن المسلم ولو ارتكب الفرج الحرام أو سفك الدم الذي لا يباح، لم يكن هذا مسوِّغاً أن ينتهك عرضه ظلماً، كأن يُقذف بما يُعلم أنه منه برئي، بل الواجب أن يعاقب العقوبة الشرعية المقدرة، ولا يتجاوز فيها الحد الواجب، وهذا أيضاً مما لا نزاع فيه بين أئمة الدين.
رابعاً: الأخوة الإسلامية، والرابطة الإيمانية تظل ثابتة للمسلم ولو كان من المعتدين الظالمين، فإن الله جل وعلا جعل القاتل المتعمد المسلم أخاً للمظلوم مع أنه يستحق القصاص ، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباعٌ بالمعروف وأداء إليه بإحسان} وقال جل وعلا في الطائفتين المتقاتلين من المسلمين: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} .
إذا ثبت هذا، فإن من وصفت حالهم في سؤالك ليسوا سواءً، بل لا بد أن يكون منهم من هو قاصد الظلم، متعمّد شق عصا المسلمين وتفريقهم، ولا بد أن يكون منهم المخدوع الذي قد غُدر به، والذي هو في حقيقته لا يدري أين يقاد ولا في أي أرضٍ(113/240)
يسير، ولا ريب أن حال هذا غير حال ذاك ، فينبغي إعطاء كل ما يستحقه، فإن من وقع في الحرام غير قاصد ولا متعمد ليس هو كمن تعمد الانتهاك عالماً بالتحريم .
وأكثر هذا الصنف من الناس قد أُولع بالجدل والمراء وكثرة الكلام بحقٍ وبباطل، ولذلك لا يكاد أن يتم لأحدهم عبادة مستمرة من النوافل المرغب فيها، بل إن أكثر من خاض في الجدال والمراء تراه بعيداً عن العمل والتقرب من الله –جل وعلا–، مع جفاء في معاملة الخلق وسوء الظن بهم وفي نياتهم، كما قال معروف الكرخي رحمه الله: (إذا أراد الله بعبده سوءاً أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل) هذا مع كون أمثال هؤلاء قد صار دأبهم وعادتهم غيبة المسلمين، والقدح في نياتهم، والنيل من أعراضهم، بحجة أن هذا من جنس القدح في أهل البدع والتحذير من شرورهم.
ومن المعلوم أن منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين هو لزوم جماعة المسلمين، والنهي عن التفرق والاختلاف، ومع هذا فالواجب ألا يقابل الظلم بظلم مثله، فإن من فعل هذا كان من جنس الظالمين، وليس من جنس المظلومين -كما هو معلوم-.
إذا عُلم هذا، فإننا نأتي على مقصود السؤال، وهو: ما هو السبيل في معاملة أمثال هذه الأصناف؟ وكيف يدفع أذاهم وضررهم؟
والجواب: إن كل من طلب الحق والصواب في معاملة الخلق وغيرهم، فلا بد قبل أن يلتمس الأسباب المؤدية إلى ذلك، أن يستعين بالملك الصمد جل جلاله، وأن يسأله المعونة والسداد، كما قال تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}.
الأمر الثاني: الإعراض عن السفهاء والإقبال على الجد والعمل، وهذا هو إن شاء الله تعالى دواء وعلاج معهم، والدخول معهم في الخصومة والمناظرة لا يكاد أن يثمر ثمرة، أو ينتج نتيجة نافعة، بل الضد هو الواقع والحاصل، ولو نظرت إلى حال كثيرٍ ممن عادتهم ودأبهم الوقوع في الناس والجدال بالباطل لوجدت أنك إن رددت عليهم وجابهتهم بالخصومة والمناظرة فما يزيدهم ذلك إلا إمعاناً في الخصومة، وفجوراً في دفع الحق، إضافة إلى ذلك ما قد ينالك من الإذاية والتسلط والوشاية من قبلهم، فأي نفع إذن من مناظرة أهل الجهل والمراء بالباطل! قال تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين}.
ولو تأملت كيف عالج النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين وقالة السوء، لمّا صدرت مقالة عبد الله بن أبي بن سلول المنافق، والتي أراد بها ضرب المسلمين ببعضهم البعض وشق عصاهم، عندما اختصم فتيان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين على الماء، فصاح الأنصاري يا معشر الأنصار، وصرخ المهاجري يا معشر المهاجرين، فقال الخبيث المنافق: قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا، والله ما أعُدُّنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال الأول: سمّن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل.
وكادت الفتنة أن تقع، والشرر أن يتاطير، فماذا فعل سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟ قال له عمر رضي الله عنه : مُر به عبّاد بن بشر فليقتله، فقال له صلى الله(113/241)
عليه وسلم: (فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ..لا ) ولكن أذِّن بالرحيل ، وذلك في ساعة لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتحل فيها، فارتحل الناس، ثم مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس يومهم ذلك حتى أمسى، وليلتهم حتى أصبح، ثم نزل بالناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياماً، فتأمل كيف قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفتنة؟ هل واجهها بالجدل والمراء مع المنافقين ومن ينتصر لهم؟! إن غاية فعله صلى الله عليه وسلم بعد أن أنكر عبد الله بن أبي بن سلول المنافق ما قاله أن أمر الناس بالرحيل، فسار ذلك السير الطويل بهم ليشغلهم عن مقاله السوء والتحدث بها ، حتى سقط الناس هامدين على الأرض من الإعياء والمشقة، وانتهت بذلك مقاله السوء.
انتهت بهذا الدواء النبوي من قِبل الذي لا ينطق عند الهوى، إذن فلنتأس به، ولنقتدِ به، فقد كان صلى الله عليه وسلم قادراً على قتل صاحب الفتة، ومع هذا لم يتعرض له، ولم يحركه، وقد نزل القرآن بمقالته وسوء صنيعه، وحديثه ثابتٌ في الصحيحين وغيرهما.
فهذا هو الدواء، وهذا هو الشفاء ، وهو الإعراض عن أهل الجاهلية والمراء، الإعراض حتى عن مجرد تحريكهم للجدال، فضلاً عن مناظرتهم ومخاصمتهم.
وعليك وإخوانك بالسير الطويل، كما سار نبيك وقائدك صلى الله عليه وسلم.
السير في الدعوة إلى الله، وعدم الالتفات إلى بنيّات الطريق، وكذلك السير في طلب العلم النافع، وتحصيل العلوم الضرورية، وأيضاً السير في نصرة أهل الإسلام والذب عنهم، والاشتغال بتوعية الأمة، وإيقاظها من غفلتها.
وأما أهل السفه والطيش، فمن كان يرجى منه خير خوطب بهذا القدر، وإلا فالأمر كما قال الإمام الشافعي رحمة الله عليه :
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهةً فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيباً
ولولا ضيق المقام لبسطنا الجواب أكثر، وهذه الضجات لا تحتمل أكثر من هذه الكلمات.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... لا أزال أرتكب المعاصي
... 228333
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد: فيا إخوتي في الله، أنا شاب قطري الجنسية، ولكن لدي مشكلة كبيرة، أنا لست غبياً، ولكن أعمل بأعمال الأغبياء: فإنني أحفظ أحاديث، وأحفظ القرآن، وأحفظ الأشعار، ولكن لا أزال أرتكب المعاصي الكبيرة والصغيرة! وأنا أعرف أنه يجب علي أن أتوب إلى الله، وأنا أتوب، وأرجع وأرتكب المعاصي!
فأرجو أن تجدوا لي حلاً في أقرب وقت ممكن!(113/242)
وشكراً!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقبل أن نجيب على سؤالك، نلاحظ على سؤالك الوارد، والذي وصفت فيه حالتك وما أنت عليه، نلاحظ أنه قد كُتب من قبل شخص يتألم لحاله، وينزعج انزعاجاً شديداً من تماديه في الذنب والمعصية، وأقول: إن هذا الألم الذي تجده في نفسك، وهذا الانزعاج الذي يصيبك هو أول خطوة في الطريق الصحيح المستقيم ، وأول خطوة في الرجوع إلى الله.
تأمل في حالك، شابٌ في أول شبابه، قد أمده الله بنعمه التي لا تحصى، وأعطاه ما لم يعط غيره، وأيضاً فقد علّمه وبصّره، فهو يفرق بين طريق الخير وطريق الشر، فبماذا قابل نعم الله عليه؟! لقد قابلها بذنوبٍ متكررة، ومعاصٍ كبيرة وأخرى صغيرة.
فهل هكذا تقابل ربك الذي خلقك؟! هل هكذا يكون شكر الإله العظيم المنعم الكريم؟! انظر إلى من حولك من الناس، إنك قد ترى الأعمى الذي حُرم نعمة البصر، وقد جعلك الله بصيراً، إن من الناس من هو معاقٌ مجنون لا يعقل، وقد جعلك الله صاحب عقل وتمييز، ثم إنك تمشي وغيرك مشلول مقعد، وأنت في كفاية ونعمة من الله، وغيرك فقير ربما لا يجد قوت يومه.
إن عليك أن تتأمل –وفقك الله– من الذي وهبك وأعطاك الحياة؟! إنه الله.. الله العظيم المحيي المميت الذي كما أعطاك ووهبك هذه الروح فإنه قادرٌ على أن يأخذها فجأة منك، وبدون سابق إنذار، {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} فما هي النتيجة لو تم ذلك وحصل؟! كيف ستقابل ربك بهذا العصيان وبهذه الجرأة على الله!! ماذا سيكون جوابك غداً؟! كيف سيكون حالك في قبرك بعد أن تُصبح متوسداً التراب وقد تخلى عنك كل شيء؟ قال تعالى: {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} إنها الحسرة والندامة إذن، إلا أن يتداركك الله برحمة من عنده.
إن عليك أن تحزم أمرك قبل فوات الأوان، إنه الموت الذي لا يفرق بين صغير وكبير، هذا في حادث سيارة، وذاك في مرض مفاجئ، وآخر في سكتة قلبية، وفي النهاية إنه الرجوع والمرد إلى الملك الجبار جل جلالة، فالحذر الحذر.
إن عليك أن تتأمل في هذا الأمر حق تأمله، أنت بين أمرين، إما أن تُكتب في ديوان الأبرار، أو أن تسجل في ديوان الفجار -والعياذ بالله-، إنهما فريقان لا ثالث لهما، قال تعالى{فريقٌ في الجنة وفريق في السعير } وقال تعالى: {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون}وقال قبلها: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين}.
إن عليك أن تنقذ نفسك وأن ترحمها، إنه الهلاك أو النجاة، إذاً فالأمر خطير خطير .(113/243)
هل جربت أن تصلى ركعتين، ثم ترفع يديك صادقاً، وتدعو ربك الذي تعصيه، وتقول: (اللهم إني تبت إليك فتقبل توبتي)؟ هل عزمت على ترك رفقاء السوء الذين هم في الأصل مصدر كل بلاء وذنب، وأن تستبدلهم بالأخيار الطيبين؟
هل ستحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها، خاصةً صلاة الجماعة؟
إلى متى الضياع؟ إلى متى؟
إن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، وها أنت الآن في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، والدعاء فيه مستجاب، فتضرع إلى الله أن يجعلك ذلك الشاب الذي نشأ في عبادة الله ليظلك الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .... وذكر منهم شابٌ نشأ في عبادة الله).
إنك بين أمرين، أما أن تكون براً أو فاجراً، طاهراً أو دنياً، ناشئاً في عبادة الله أو ناشئاً في مخالفة الله، فاختر لنفسك ، وارحم حالك.
وفقك الله لكل خير، وثبتك على دينه، وأوصيك بأن تلزم هذا الدعاء (يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك).
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... ما فائدة الصلاة إن كنت سأعود إلى حياة المعصية ... 228271 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
مشكلتي أني لست على خشوع دائم أثناء الصلاة، وأثناء قراءة القرآن، وأثناء الصيام أحيانا، ويؤدي ذلك غالبا إلى شعوري بالإحباط واليأس! حيث يأتيني وسواس ـ خاصة خلال شهر رمضان ـ أنه ما نفع الصلاة والقيام إن كنت سأعود إلى الحياة المليئة بالأخطاء والمعاصي بعد انتهاء شهر الصيام؟
أفيدونا! جزاكم الله عنا الخير كله!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abu al3oof حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمن المعلوم أن الله خلق الناس وجعلهم على قسمين:
الأول: عباد الله المؤمنين.
الثاني: الكافرون بالله وبرسوله، قال تعالى: {هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن} فيبن جل وعلا أن الخلق على قسمين: كافر ومؤمن.
ومن المعلوم أيضاً أن المؤمنين على ثلاثة أصناف:
الأول: السابقون المقربون.
الثاني: الصالحون.
الثالث: العصاة الذين خلطوا الصالح بالسيئ.(113/244)
وقد ذكر الله جل وعلا هذه الأصناف، وأشار إليها في أكثر من موضع في كتابه، قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله }.
فأخبر تعالى أن هذه الأصناف الثلاثة كلها داخلةٌ الجنة بإذن الله، وإن كانت تختلف في درجاتها، وبين أن هذا هو الفضل الكبير العظيم، والسؤال هنا: كيف يصيبك الإحباط واليأس وأنت بلا ريب داخل إن شاء الله في هذه الأصناف؟!
إن عليك أن تقوي ثقتك بالله، وعليك أن تفر إلى ربك، وأن تلجأ إليه، ليأخذ بيدك ويهديك ويرشدك .
إنك تقول ضمن السؤال: ما نفعُ الصلاة والقيام، إن كنت ستعود بعد رمضان للحياة المليئة بالمعاصي؟ إن هذا الخاطر لهو عين وسوسة الشيطان، وعين مكره وكيده.
إذا جاءك هذا الخاطر الشيطاني، فاقرأ هذه الآية: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }.
إن مراد الشيطان الرجيم من هذه الوسوسة أن تترك صلاتك، وأن تبتعد عن القيام في مساجد الله، بحجة أنه لا فائدة من هذه الأعمال، طالما أنك سوف تعود إلى العصيان، فعليك أن تنتبه إذن.
إن قيامك وصلاتك لهما أول سبب في صلاحك، وإن استمرارك على ذلك هو أقوى الوسائل في النجاة من عذاب الله، بل إن أعظم ما يكفر الذنوب بعد التوبة منها هو الصلاة، قال تعالى: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
وقد ثبت في صحيح الإمام البخاري والإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره أنه وقع منه أنه أصاب قبلة من امرأة وشيئاًَ من ذلك، فأنزل الله هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فقال: هل هذه الآية لي خاصة؟ قال صلى الله عليه وسلم: (بل للأمة عامة).
فثبت إذن أن من أعظم الأسباب التي تمحو الذنوب المحافظة على الصلوات المفروضات، وأداء النوافل بعد ذلك، وأيضاً فإن التوبة تمحو ما قبلها، وترفع إثم ما وقع من الذنوب من قبل، فعليك بزمام التوبة كما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم– أنه قال: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه مائة مرة).
وهاهنا وقفة:
وهي أنه يجب عليك أن تعلم أنك إذا تبت من ذنب ثم عدت إليه بعد فترة ، فإن توبتك الأولى ليست باطلة، بل أنت مأجورٌ عليها، إلا أنه يلزمك توبة جديدة من معاودتك الذنب، فانتبه لهذا وتفطن له، وأيضاً فإن أكثر الذنوب التي تقع من الشباب عادةً إنما تكون بسبب عدم الزواج، فإن الشاب يشعر برغبةٍ عارمة في القرب من النساء -كما هو معلوم- ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالزواج وحثهم عليه، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة(113/245)
فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء) حديث صحيح.
وأيضا فلا بد من الحرص على الرفقة الطيبة، التي تعين على طاعة الله وتدل عليه، ومما يعين على ذلك القيام بالأنشطة الدينية، والمشاركة في الدعوة إلى الله من توزيع الكتب والأشرطة النافعة، ونحو ذلك من الأعمال التي تعينك على تجنب الحرام والمخالفات، وبالجملة فإن الله –جل وعلا– قد جعل لكل عبد طريقاً يصل به إلى هداه، فعليك باتباع صراط الله قدر استطاعتك.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... مشكلتها الوحيدة أنها لا ترتدي الحجاب ... 228209 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد:
فجزاكم الله خيراً! وبارك الله فيكم!
لدي صديقة طيبة الأخلاق، تبذل كل ما في وسعها لإرضاء الله سبحانه وتعالى، فمثلا في هذا الشهر الفضيل تحرص على أداء التراويح، وختم القرآن أكثر من مرة.
مشكلتها الوحيدة أنها لا ترتدي الحجاب! مع أنها مقتنعة أشد الاقتناع بأنه أمر لا يجوز التهاون فيه، ومبررها الوحيد هو أنها يجب أن تعود نفسها أولا الحفاظ على صلاتها في أوقتها، وعدم التكاسل والتهاون في أدائها، وخاصة صلاة الفجر.
أنا نصحتها، وقلت لها أنه إذا قمت بهذه الخطوة إلى الله، وارتديت الحجاب فإنه سيساعدك على تغيير نفسك إلى الأفضل.
أود ـ يا فضيلة الشيخ ـ التوجه لها بالنصيحة، والدعاء لها ولجميع الأخوات!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفضلى/ هناء حفظك الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقنا الهدى والتقى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا!
فشكر الله لك هذا الحرص على هداية صديقتك، ونسأل الله أن يكثر من أمثالك، وأن ينفع بك بلاده والعباد! وهكذا ينبغي أن تكون المرأة المسلمة طاهرة في نفسها مطهرة لأخواتها صالحة في نفسها ومصلحة لصديقاتها، وأرجو أن يكون نصحك لها بأسلوب طيب وفي الأوقات المناسبة وبعيداً عن أعين الناس وسمعهم! وابحثي عن المدخل الحسن إلى نفسها، كأن تقولي لها أنت ـ ولله الحمد ـ محافظة على صلاتك وتلاوتك للقرآن والناس عرفوا عنك كل خير، وليس فينا مثلك إذا أكملت هذا الخصال الجميلة بارتداء الحجاب الذي هو من طاعة الله وأحكام شريعته التي لا يجوز للمسلم التهاون بها، وسوف أكون سعيدة جداً إذا رأيتك ملتزمة بالحجاب الذي شرعه الله.(113/246)
والمسلم لا يختار من أحكام الإسلام ما يوافق هواه ويترك ما عداه، ولكن لابد من الدخول في السلم كافة، فإن الذي أمر بالصلاة وفرض الصيام هو الذي أمر بالحجاب سبحانه، وقد ذم الله في كتابه من جعل القرآن عضين، ونعي على الذي يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض فقال سبحانه: { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعلمون }.
والإنسان لا يقول لا أصوم حتى أواظب على الصلاة، ولا ارتدي الحجاب حتى أواظب على صلاة الفجر، والصواب أن نعرف أن الطاعة تجر إلى أختها فإن الحسنات آخذة برقاب بعضها، ومن علامة الحسنة الحسنة بعدها، كما أن المعاصي تحول بين الإنسان وبين المواظبة على صلاة الفجر، كما قال الحسن البصري لرجل أعلن عجزه عن القيام لصلاة الفجر، فقال له الحسن: ( قيدتك ذنوبك ).
والمرأة لا تظهر محاسنها للرجال؛ لأن في ذلك فتنة لهم ولها، والمرأة المتبرجة تسقط في أعين الشرفاء من الرجال، وحتى السفهاء لا يرضون أن تكون المتبرجة أما لعيالهم ولا مانع عندهم من النظر إليها والكلام معها، وهذا يعرضها للفتن، والمخاطر، ويفقدها حياءها الذي هو أغلى ما تملكه المرأة بعد إيمانها بالله.
وأرجو أن نذكر هذه الأخت بأن رضوان الله لا يمكن الوصول إليه بمعاصيه، وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته.
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... حاولت الابتعاد عن صديقي والتقرب من الله ... 17460 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
لا أدري بماذا أبدأ! لكنني أشكركم جزيل الشكر! حيث إنني ولأول مرة أطلع على هذه الاستشارات المفيدة على شبكة الانترنت، وكأني لأول مرة أحس أن الإنترنت مفيد إلى هذه الدرجة! خصوصا أنه يوجد مخلصون مثلكم تردون علينا كأحسن أب أو أحسن صديق عند الضيق.
سأبدأ مشكلاتي معكم، حيث ضاقت بها نفسي! ولم يعد لي صديق، أو أخ أبوح له بها؛ لأنه هذا الزمن الغريب العجيب كل انشغل بحاله، ولا حول ولا قوة إلا بالله! وسأبدأ بالنواحي الدينية؛ لأنها تهمني جدا، والباقي أسأل الله تعالى أن يعينني على الصبر عليه؛ لأن المصيبة دون الدين تهون، إلا إذا كانت المشكلات النفسية تؤثر في الدين، فأتمنى منكم أن ترشدوني! لأنني قرأت العديد من الاستشارات النفسية، ومعظمها منطبق علي، خصوصا الرهاب الاجتماعي وما شابهه.
أنا لدي العديد من الذنوب القلبية التي لا تظهر للناس، وأحس أني أتدنى دينيا، وليس ـ كالمفروض ـ أن الإنسان يرتقي كل سنة في هذه الناحية، فقد كنت في الماضي ( فترة تواجدي في السعودية ) أحفظ القرآن، والآن نسيته، لكني أحاول أن أتلوه كل فترة، وأختمه برمضان، وبداخلي إحساس كبير للتغيير، وكلما حاولت أن أصلح شيئا،(113/247)
تعبت مع نفسي جدا! خصوصا أني كسول جدا، وأحب النوم ( حوالي 12 ساعة باليوم أو أكثر أحيانا )، فمثلا حاولت مرارا القيام لصلاة الفجر، وعملت كل الأسباب، لكني لم أقدر! وهذا يؤلمني جدا، ويصيبني بالإحباط! وأصبح غاضبا من نفسي! وأحس أن ربي غير راض عني!
ومنذ سنة تعرفت إلى صديق لي في الجامعة، غير في أشياء كثيرة بدون قصد منه، لكنني أحببته جدا لهذا التغيير! لكنه لم يكن دينا بحتا، لكنه كان يفيديني، مثل الاستقياظ مبكرا حوالي الساعة 8 يوميا، النظام في الحياة، وترتيب الأشياء، وغيرها من الأشياء الحياتية المهمة، وجعلني أحس بالحب والتفاؤل لأول مرة، وأصبحت أحب كل الناس، ولا أستطيع الاستغناء عن صديقي للحظة!
وأصبحنا نخرج معا، ونرجع معا، وننام معا، إلا أنه هجرني أيام الامتحانات، ساعتها أحسست أن الدنيا أظلمت في وجهي، لكن دائما أصبر وأكتم في نفسي! وكل لحظاتي معه تكون أمام مخيلتي، وأمام عيني في مذاكرتي، في ذهابي، في إيابي، في صلاتي! وهذا الذي جعلني أحس أنني على خطأ كبير، وخصوصا كانت هنالك بعض الأشياء الخاطئة، لكنها بسيطة في مقابل الخير، كنا نعملها معا، وهي التي أتذكرها غالبا، خصوصا أنه حلو الكلام، سمح الوجه، والناس تحبه، وأنا أيضا لدي قبول لدى الناس، فلما تصاحبنا أكملنا بعضنا البعض، ولا أخفي عنك أني أتشجع لأي خير معه، حتى إننا جلسنا شهرين خصصنا نصف ساعة نحفظ فيها القرآن معا، ونسمع لبعض، باختصار ملأ علي حياتي.
لكني حاولت الابتعاد عنه، والتقرب من الله؛ لأني سمعت العديد من المواعظ بالأنترنت والمساجد تحذر من تعلق القلب بغير الله، والنفاق! ومن الإجازة الدراسية إلى شعبان أحس أني مخاطب بأي كلمة أسمعها، أو موعظة أقرأها، وذهبت إلى البلد التي أدرس بها، وقابلت صديقي ذلك، لكني لم أحس تجاهه بالعاطفة التي كنت أكنها له، والشيطان كان يلح علي أن أحاول التقرب إليه من جديد، وأكثر، ولكني جلست 3 أيام فقط، وتركت الدراسة لأقضي رمضان ببلدتي بعيدا عنه، وبعيدا عن الجو الجامعي، وعموما لكي أستطيع عبادة ربي على الوجه الصحيح.
لكنه كان يتصل بي ويقول ما لك؟ فأفهمت الجميع أني متعب جدا، وأحسيت أني ظلمته بابتعادي عنه، وهجره وهجر زملائي بهذه الطريقة! خصوصا أني أجلس نصف رمضان على الأقل بالبلد التي أدرس بها ( أنا ب3 جامعة ) المهم الآن كل هذه الأمور بمخيلتي، وتنغص علي شهر رمضان، ودائم التفكير في العديد من الأمور، وخصوصا في الصلاة، وعقب الانتهاء من الصلاة كأني ارتحت، وتذهب عني كل الهموم والغموم والأفكار! سبحان الله!
أرجو أن ترشدوني إلى الطريقة المتكاملة لكي أصلح من حالي، وأعود إلى الله؛ لأني أحس كلما اتقربت منه، يرفضني لفساد باطني! ودائما أحس بأني منافق! فما السبيل لإزالة هذا الشعور، أو التوبة منه إن كنت منافقا فعلا!؟ والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/248)
الأخ الفاضل/ ع.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يرزقك رضاه عنك.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأحب أن أقول لك أخي أنه ما من أحد إلا وله من الأخطاء الظاهرة والباطنة ما الله به عليم، فلست وحدك المبتلى، واعلم أن الحالة إذا تم تشخيصها سهل علاجها، خاصةً وأن لديك هذا الإحساس الكبير في التغيير، فاتخذ ومن الآن قراراً شجاعاً جريئاً بتغيير نفسك، وإصلاح واقعك؛ لأنك وحدك القادر على ذلك، واعلم أن مولانا أخبرنا قائلاً: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلا تنتظر معجزة من السماء لتغيير واقعك، وإنما لا بد من خطوة إيجابية منك يعقبها الفرج والتوفيق من الله جل جلاله، ودليل ذلك قوله تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} فلا بد من خطوة إيجابية من العبد تعقبها خطوة توفيق وتثبيت من الحق جل جلاله، فخذ القرار، وابدأ الخطوة الأولى نحو تغيير عاداتك، وخاصة فترات النوم الطويلة، وأنا واثق من أن لديك القدرة على ذلك، والدليل على ذلك تأثرك بصديقك، واستيقاظك مبكراً بعد أن تعرفت عليه، ولا يضحك عليك الشيطان بأن ربك غير راض عنك، ولذلك لا يساعدك ولا تقوم لصلاة الفجر، فهذا تثبيط لك وإحباط لعزيمتك، ولكن اعقد العزم ونم مبكراً، وكن على وضوء عند نومك، ولا تنس الأذكار، واضبط الساعة أو المنبه، أو اطلب من أحد إيقاظك، وسوف تقوم بإذن الله بسهولة ويسر، وهكذا بقية أمورك كلها.
وأما عن صديقك، فالمشكلة تبدو أنك أحببته محبة غير عادية، وهذا هو الذي أثّر عليك، والأصل أن تحب حبيبك هوناً ما كما ورد، فالمغالاة في الحب والكره غير مطلوبة، ومنكرة شرعاً، وإنما الوسطية هي الأفضل، كذلك هجرك له ولغيره ليس هو الحل؛ لأن الهجر بدون سبب شرعي محرم شرعاً، وإنما اجعل العلاقة عادية، وخذ من الرجل ما عنده من الخير، وأكثر من الدعاء له بظهر الغيب على إفادتك منه، وأكثر من الدعاء أن يشرح الله صدرك للذي هو خير، وأنا شخصياً لا أعتقد أن علاقتك أو محبتك لصاحبك كانت خطئاً ؛ لأنه وكما يبدو كان معيناً لك على دينك ودنياك، واستفدت منه كثيراً، ولكن المشكلة كانت من جانبك، وأنت بمقدورك أن تتحكم في ذلك، ولا تقطعه ما دمت لم تر منه الرذيلة.
ومحبتك له لا تنافي محبة الله، ولا تعارضها ما دامت ليست في معصية الله، والحمد لله أن عاطفتك قد هدأت نحوه وتجاهه، وهذا شيء طيب في حد ذاته، فلا تكثر من الاحتكاك به؛ حتى لا تعود الحالة السابقة إليك، ولكن أيضاً لا تقاطعه ما دمت تستفيد منه في دينك ودنياك، واعلم أن هذا الحب لا يؤدي إلى النفاق والعياذ بالله ما دام في الإعانة على الطاعة كما ذكرت، ولكن حاول أن تجتهد أنت شخصياً في إصلاح نفسك، وأنت فعلاً قادر على ذلك، ورتب وقتك وحياتك، وضع لنفسك برنامجاً لحفظ القرآن كما كنت، واحرص على الالتزام بجدية وحزم، وأكثر من الدعاء أن يصلح الله ظاهرك وباطنك، وتزود من حلقات العلم والدروس الدينية أو المراجع الشرعية(113/249)
في زيادة إيمانك وتطوير حفظك لجوارحك الظاهرة والباطنة، واقرأ في سير الصالحين، في كتاب مثل حلية الأولياء، أو صفة الصفوة أو غيرها ، وعليك بسلاح الدعاء، واعلم أن الله لا يمل حتى يمل العبد، فأرِ الله من نفسك خيراً، وإن شاء الله سوف تتعافى من ذلك كله في القريب العاجل.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ما هي أسرار الصلاة ، فأنا لا أصلي ... 17395 ...
السؤال
السلام عليكم!
جزاكم الله كل خير!
ما هي أسرار الصلاة؟
أنا لا أصلي! أعرف بأن الصلاة عظيمة، وهي صلة بين العبد والرب! ولكن لا أعرف ماذا يمنعني! هل الكسل، أم الشيطان، أم النفس!؟
أرجوكم أغيثوني!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك قد ذكرت في سؤالك هذه العبارة: (لا أعرف ماذا يمنعني، هل الكسل أم الشيطان، أم النفس؟) والجواب كلها جميعاً سبب في عدم إقامتك الصلاة.
لقد اجتمع عليك كيد الشيطان، وهوى النفس الأمارة بالسوء.
فالشيطان يريد أن يوقعك في الهلاك، وليس شيء أفضل عنده من ترك الصلاة .. أتدري لماذا؟ لأن من ترك الصلاة فقد انقطعت صلته بالله، وانقطع الحبل الذي يعتصم به بربه ، وإذا انقطعت الصلة بالله فماذا سيحصل؟ ستكون إذن لا محالة عبداً للشيطان، أسيراً لهواك، وقد أطعته عن اختيار منك، بل وأنت تعلم أنك بذلك تغضب ربك وتعصيه، وترضي إبليس وتطيعه ، فما هي النتيجة إذن؟! أن تكون قد استبدلت رضى الله برضى الشيطان، والقرب من الله بالقرب من عدو الله، فهل ترضى لنفسك هذا ؟!
انتبه يا أخي!! إنك عبدٌ الله، تحت قهره وقدرته وسلطته، إنه قادرٌ على أن يطفئ بصرك -لو شاء- أو يشل أركانك وأعضائك، إنه قادرٌ على خطف روحك من جسدك، فماذا بعد هذا؟ ما هي النتيجة وما هو المآل؟! أترضى أن تكون من الأشقياء الذين هم عند الله من الخاسرين، والذين جزاؤهم عذاب عظيم في ظلمة القبر ووحشته، وبعد ذلك: {ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون }.
لقد ثبت عن نبيك محمد –صلى الله عليه وآله وسلم– أن من نام عن الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها أن الله جل وعلا يعذبه في قبره بعد موته، بأن يسلط عليه ملكاً من ملائكة العذاب وبيده صخرة يضرب به رأس المتهاون في صلاته حتى(113/250)
يمزق رأسه ويحطمه تحطيماً، فكلما ضربه ضربةً عاد رأسه كما كان، فيعيد تهشيم رأسه بالحجر الذي في يده.
هذا في حق من يصلي ولكن يتكاسل في نومه عن الصلاة، فكيف بمن يترك الصلاة أصلاً ولا يصلي أبداً! قال تعالى: {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً}.
إنك بين أمرين لا ثالث لهما: إما أن تكون من حزب الله، أو من حزب الشيطان الرجيم.
إنك بين أمرين اتنين: إما أن تكون من أصحاب الجنة أو من أصحاب السعير.
أنت في بلية عظيمة إذن.
فما هو طريق النجاة!!
إنه التوبة، التوبة من إعراضك عن ربك الكريم الحليم، الرؤوف الحليم، إنك مُعرضٌ عن الخضوع له، ومعرض عن التذلل له، وقد فتح لك باب التوبة على مصراعيه {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين}.
أنقذ نفسك من الضياع والهلاك، أنقذها من وحشة الصدر وضيق النفس، أنقذها من سواد الوجه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (ألا ذلك هو الخسران المبين).
جرِّب ولن تخسر أبداً ، توضأ ثم صل ركعتين ، وارفع يديك وقل: ( اللهم اهدني وسددني، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم إني أتوب إليك من كل ذنب فاقبل توبتي ، اللهم طهرني ، اللهم إني تبت إليك إنك أنت التواب الرحيم) هذه فرصتك قبل أن تؤخذ روحك، وتخمد أنفاسك قبل فوات الأوان.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... ما صحة قولنا أن الحجاب للفتيات أهم من الصلاة ... 228022 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أخي المجيب، أود أن أطرح قضية تؤرقني في عملي! ألا وهي قضية صلاة الفتيات غير المحجبات.
في الشركة التي أعمل فيها هنا في عمّان الكثير من الفتيات، للأسف معظمهن لا يرتدين الحجاب! أما عن طبيعة اللباس فهو في بعضه يبدو عليه الاحتشام، والكثير المتبقي ثياب ضيقة، أو ملابس قصيرة وغيره من اللباس غير المقبول.
الغريب بالنسبة لي هنا أن كثيرا من هؤلاء الفتيات يصلين، بل إني أرى واحدة ترتدي أضيق الملابس، وتصلي! وعندما أحاول أن أتحدث معهن، فالجواب السائد أن ااصلاة فرض، أما الحجاب فهو بيني وبين الله.(113/251)
ما رأيكم ـ دام فضلكم ـ هل ما يحصل منطقي!؟ أليست الصلاة تنهى عن المنكر؟!! وما هي صحة قولنا أن الحجاب للفتيات أهم من الصلاة؟ حيث أن الصلاة هي التي بين العبد وربه، أما الحجاب فذلك يؤثر في كثير من الشباب؟! وما الدليل على أن الحجاب فرض أيضا!؟
أرجو أن تفيدوني! نفع الله الأسلام بكم، وبعلمكم!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلدون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن الحجاب باتفاق جميع المسلمين فرضٌ واجب على كل مسلمة حرّة، وهذا بحمد الله حكمٌ لا يُختلف فيه عند أئمة الدين، بل هو منصوص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصاً واضحاً صريحاً، قال الله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيماً} [ الأحزاب : 59].
ويدخل في وجوب الحجاب تحريم إظهار الزينة، قال تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .. } وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: (يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمرن بها) ومعنى (فاختمرن بها) أي جعلت الواحدة منهن الخمار على رأسها .
والمقصود أن الحجاب فريضة محكمة، وإنما تطرق الخلل لنساء المسلمين بسبب استيلاء الكفار على بلاد المسلمين ونشر الإلحاد والفجور فيهم، والكيد للحجاب وأهله هو أصل دعوة الملحدين ومن يوالونهم من منافقي هذه الأمة.
وقد أبديتَ –حفظك الله– استغراباً من كون كثير من النساء يصلين مع كونهن متبرجات متكشفات، ولا شك أن في هذا شيءٌ من العجب، إلا أنه ينبغي أن يتقرر لدينا أن المسلم قد يجمع بين الطاعة والمعصية، ألست ترى الرجل ربما يرتكب الحرام ويصلي، أو يأكل الربا ويصلي؟ فهذا يشبه ما رأيته أنت من أن النساء يصلين وهن متبرجات، فإن من المسلمين من يخلط بين الطاعة والمعصية، والخير والشر، بل إن أكثر المسلمين على هذه الشاكلة، قال تعالى: {خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم}.
ولا يعني ارتكاب مثل هذه المعاصي أن الله -جل وعلا – لا يتقبل منهن الصلاة، أو غيرها من الطاعات ، فإن المسلم ربما اقترف الذنب العظيم، والسيئة الكبيرة، ومع هذا فلديه من حب الله ورسوله ما يحفظ له حرمته وقدره عند الله تعالى .
غير أن العبد الذي يحقق أمر الله بالصلاة، ويقيمها على الوجه المطلوب من الخشوع وسائر الواجبات، لا بد أن يرجع في النهاية ويتوب ويرتدع عن معاصيه، كما قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} إلا أن عدم توبته من بعض الذنوب لا يعني أن صلاته باطلة، بل هو إذا أتى بالصلاة كما أمر الله فقد(113/252)
برئت ذمته، ولا ريب أن من حافظ على الصلاة في أوقاتها كما يجب، لا ريب أن مرجعه إلى خير وتوبة إن شاء الله تعالى.
ونحن – أخي الكريم – نحمد لك غيرتك على دين الله جل وعلا، غير أننا لا بد أن ننظر إلى أمثال هؤلاء النساء المتبرجات -لا سيما اللاتي يحافظن على الصلاة– لا بدَّ أن ننظر إليهن بعين الرحمة والشفقة، فإنهن قد تربين في أوضاع ومجتمعات بعيدة عن أصول الإسلام، هذا مع الكيد الشديد لصدهن عن الحجاب وإبعادهن عنه، فلا بد إذن من شيء من الرفق والشفقة بأمثال هؤلاء، بل الواجب أن يكون إرشادهن إلى الخير بأقرب العبارات وألطفها، فمثلاً ليس من الضروري أن تتكلم مع إحداهن مباشرة في هذا الموضوع، إلا أنه بالإمكان إعطائها مثلاً شريطاً دينياً يتكلم عن الحجاب، أو تعطيها كتيباً لطيف الحجم، ونحو هذه الوسائل التي تحبب الناس في دين الله، دون أن يكون الكلام على هيئة انتقاد لاذع، أو نصيحة هي أقرب للتوبيخ ، وباب النصيحة والدعوة بابٌ واسع لو فتحه الله عليك لاهتدى على يديك أضعافاً مضاعفة من العصاة والمذنبين ، نسأل الله أن يتوب علينا وعليهم.
وأما عن سؤال أيهما أهم بالنسبة للنساء، الحجاب أم الصلاة؟ فنقول بدايةً: كلاهما في غاية الأهمية، وكلاهما فرض لازم، غير أن الصلاة هي آكد الأركان بعد الإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم– وقد أجمع العلماء على أن ترك الصلاة أعظم جرماً وأشد إثماً من ارتكاب الزنا، بل ومن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
وبهذا يظهر أن إثم ترك الصلاة، أشد من إثم ترك الحجاب، واعلم –يا أخي– أن من حافظت على صلاتها فهي أقرب للتوبة من العصيان، ومن فرطت في صلاتها فهي أقرب للعصيان من الطاعة، وفقك الله لما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أدعو إلى الله وأخاف الرياء
... 228010 ...
السؤال
أنا شابة أبلغ من العمر 26 سنة، والحمد لله متزوجة، ولي طفلتان، وحياتي مستقرة. بفضل الله أقوم بعمل، وهو إلقاء الدروس والمواعظ لمجتمع النساء، ولا أحب كثرة الاختلاط العادي في غير ذكر الله! أحضر مجالس الذكر، سواء كنت أنا من يلقي، أو غيري.
طبعاً كان إلقاء الدروس عندي هواية منذ أن كنت صغيرة، وكنت أتمنى أن أكون داعية إلى الله، والحمد لله أن أصبحت كذلك!
مشكلتي هي: أنني على قدر ما أحاول أن أعمل الأعمال الصالحة أخاف من الرياء! حيث وأن من يسمع محاضراتي، أو دروسي قام بمدحي في وجهي، بل ـ والله ـ إنني أسمع من الثناء والمدح الكثير، والذي أحاول أن أخفيه عن جميع الناس، إلا أنني أقع فيه!(113/253)
وأخاف أن يدخل الرياء في نفسي، أو أن يغلب علي جانب الخوف جانب الرجاء! حيث أكلم نفسي أحياناً، وأقول:
لو يعلموا عني قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
لا لأنني أقع في كثير ذنوب، لكني ـ والله ـ عندما أقرأ سيرة الصالحين، أحس بأنني لا شيء!
أحاول أن أذكر الله كثيرا، وأقرأ القرآن ولا أضيع وقتي فيما لا يفيد! ولا يضيع وقتي إلا أحيانا، لكنني أحس بتقصير كبير، ولم أستطع أيضا أن أوازن بين الخوف من الله ورجائه! وكيف أشعر أنني ـ والله يعلم بحالي ـ أنصح الناس في هذا الجانب، وأبين لهم، لكني أحس أنني أبعد كلاما ممن هو أعلى مني، وأرقى دينياً، حتى أستريح.
أيضاً أقصر أحيانا في بعض الجوانب، مثل أن أقول حفظوا أولادكم كتاب الله، وأنصح بذلك، لكنني بطيئة في ذلك! فهل هذا يدخل في مخالفة القول العمل؟
مع أنني أحس أن الشيطان يدخل لي من هذا المدخل كثيرا، ويوحي لي بأن أترك الدروس والمحاضرات، وأحاول أقوم بذلك، لكن يلوم البعض ويحملني أمانة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأرجع وأقول لا يوجد إنسان كامل، وهذا قصور إنسان، وأنا لا أدري هل هو قصور أم أنها ذنوب!؟
أفيدوني، وانصحوني، وأجزلوا في القول! أثابكم الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة/ أم ياسر حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك! وأن يثبتك على الحق! وأن يزيدك توفيقا وسدادا وتسديدا!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما تخافين منه من الوقوع في الرياء شيء طبيعي جدا مع كل داعية حريص على أن يتقبل الله عمله، وهذا ما ورد مثله في تفسير قوله تعالى: (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة )) فقالت أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ: "يا رسول الله، أليس هؤلاء هم الذين يسرقون ويزنون ويكذبون ـ إلى غير ذلك ـ قال: "لا ـ يا ابنة الصديق ـ إنما هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون، ويخافون ألا يقبل الله منهم"
فالخوف من الرياء مع الشدة وإقبال الناس والظهور أمر طبيعي جدا، والإنسان منا هو الذي يعلم من حاله، هل هو يريد فعلا المدح والثناء، وأن هذا هو همه فقط، أم لا! ولذلك عليك بمواصلة الدعوة، وعدم التوقف عن هذه الأنشطة المباركة! مع الإلحاح على الله أن يجعلك الله من المخلصين، وأن يتقبل عملك، وأن يجنبك الرياء والعجب، وأن يجعل عملك كله خالصا لوجهه الكريم.
كما أنصحك بالإكثار من القراءة عن الإخلاص، وسير الصالحين؛ حتى تحتقري عملك إلى عملهم، وأن ما تقدمينه لا يساوي شيئا أمام منقطع النظير على العبادات(113/254)
بسائر أنواعها، ولو أن القيامة قامت ما زاد واحد منهم في عمله شيئا! فأكثري من قراءة ( صفة الصفوة ) و( حلية الأولياء ) و( سير أعلام النبلاء ) مع قراءة أبواب الإخلاص؛ لمعرفة مداخل الشيطان إلى النفس، وإغلاقها في وجهه.
وأما تقصيرك في توجيه أبنائك مع دعوتك لغيرك بذلك، فهذا أيضا مما يعاني منه الكثير من الدعاة، والمهم سددوا وقاربوا، ولا يمنعك هذا عن التوقف أبدا؛ لأنه ـ كما ذكر العلماء ـ لو أن كل واحد يقع في خطأ، أو معصية، أو تقصير، لم يأمر بمعروف، أو ينهى عن منكر بسبب ذلك، ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر؛ لذا عليك الاجتهاد في الاهتمام بأولادك؛ حتى تكوني قدوة صادقة! ولا تتوقفي عن الدعوة لأي تقصير، ما دمت حريصة على الطاعة في نفسك، وهداية غيرك إليها!.
مع تمنياتنا لك بمزيد من التوفيق، وأن يجعلك مولانا من الدعاة إليه على بصيرة!
وبالله التوفيق!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أدعو الناس إلى التوبة ... 228006 ...
السؤال
كثير من معارفي غير ملتزمين بالصلاة، وهم إذا حدثتهم بالدين يتبين أنهم يحفظون الأحاديث والآيات! فكيف أدعوهم إلى الالتزام؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن الدعوة إلى الله من أعظم القربات التي يُتقرب بها إلى رب الأرض والسماوات، بل قد بين القرآن العظيم أنه لا أحد أحسن قولاً ممن يدعو إلى الله، قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( ..ادعهم إلى الإسلام فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) .
ولا ريب أيضاً أن أول ما يُبدأ به في الدعوة إلى الله بعد الشهادتين هو الصلاة، كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما أرسل معاذ بن جبل –رضي الله عنه– إلى اليمن فقال: (وليكن أول ما تدعوهم إليه أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ) الحديث.
والمقصود أن دعوة الناس إلى الصلاة والمحافظة عليها تحتاج إلى صبرٍ وحكمة عظيمين، فإن الذي تعود التكاسل عن أداء الفريضة فإنه يعسر عليه القيام بها وتثقل عليه جداً –كما هو معلوم– لما غطى القلوب من الذنوب العظام، والعياذ بالله تعالى.
ونحن نرسم خطوات في التعامل مع المدعوين ليس في باب ترك الصلاة فقط، بل في عامة دعوتنا للناس ، والتوفيق بالله تعالى.(113/255)
الخطوة الأولى: الإخلاص في الدعوة، فلا بد من أن تكون الدعوة خالصة لوجهه الكريم، قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله} قال العلماء في هذه الآية: الإشارة إلى أن الداعية عليه أن يدعو ابتغاء وجه الله، لأن من الدعاة من يدعو لنفسه لا لله، فهذا أمرٌ هو من أوكد الأمور.
الخطوة الثانية : الاستعانة بالله على هداية الناس، وطلب العون والمدد والتوفيق من الله لذلك.
الخطوة الثالثة : معرفة حال المدعوين، فإن من الناس من يكون تركه للصلاة مثلاً عناداً وتكبراً، ومنهم من يتركها ظناً منه أنه مسلم ومآله إلى الجنة ولو فعل ما فعل، ومنهم من يتركها لظنه أنه لا يصح أن يكون –مثلاً – آكلا الربا ويصلي، إلى غير ذلك من أصناف الناس، ولا ريب أن معرفتك بحال من تدعوه تُعينك على اتخاذ الأسلوب المناسب في خطابه ودعوته.
الخطوة الرابعة: استخدام الأسلوب المناسب لكل صنف من الناس، فإن من الناس من يتعظ بأدنى إشارة، ومنهم من يتعظ بعد ترهيب وترغيب شديدين، ومنهم من هو معاند مكابر، فيعطى كل صنفٍ ما يستحقه من الخطاب، فمثلاً النوع الأول له أسلوب الحكمة والإشارة اللطيفة، والنوع الثاني يحتاج إلى الوعظ البليغ، والثالث يحتاج إلى الجدال والمحاججة، وقد جمع الله –تعالى– هذه الأصناف بقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}.
ويدخل في هذا استخدام بعض الأساليب اللطيفة، كإهداء تارك الصلاة –مثلاً– شريطاً يرغب في الجنة، ويرهب من النار دون التطرق إلى موضوع ترك الصلاة، ثم بعد ذلك يُعطى شريطاً آخر يتكلم عن ترك الصلوات وعقوبة تاركها، وقس على ذلك سائر الأمور، وهذا الأسلوب من أنفع الأساليب وأقواها، وأكثر جدوى بالتجربة، فاحرص على الاستعانة ببعض الوسائل التي تغنيك عن كثير من الجدال والخصام.
ولا بد من الصبر، وتكرار المحاولة، ومن نظر إلى الأجر عند الله هان عليه ما يجده من تعبٍ وألم في سيبل ذلك.
وأما عن سؤالك عن كيفية التعامل مع من يكون عالماً بالنصوص التي توجب الصلاة، فإن هذا النوع من الناس يمكن أن يكون من النوع المعاند، وعامة هذا النوع ممن يجادل بالباطل ويزداد في الخصومة، ونحن نُشير عليك بأن لا تدخل معهم في الجدال العقيم الذي ربما لا تجني منه أي فائدة، بل حاول أن تتجنب جدالهم، وأن تستبدل الجدال معهم بإهدائهم شيئاً من الأشرطة التي تُرغّب وترهّب وتتكلم بقوة وتأثير عن حكم تاركي الصلاة، فهذا الأسلوب أجدى وأنفع، ولو تأملت المقدمات التي وضعناها في الخطوات السابقة لوجدت هذه الحالة مندرجة فيها .
نسأله تعالى أن يعينك على هدايتهم، وأن يزيدك هدىً وثباتاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أجد صعوبة في القيام لصلاة الفجر ... 227961
السؤال(113/256)
بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد:
فأنا شاب مصل، عندي مشكلة وهي أنني أجد صعوبة في القيام لصلاة الفجر، بمعنى أن والدي يوقظني لصلاة الفجر مع الأذان، أو بعده ب10د، فأحس بأنني مرهق، ولا أستطيع القيام! مع أنني في قرارة نفسي أريد، وكأن شيئا ثقيلا يمنعني!
مع أنني أحاول الأخذ بالأسباب للاستيقاظ للصلاة، فمثلا ذات ليلة من الليالي نمت في 23.30 ليلا، وأيقظني والدي في الخامسة صباحا ـ أي أنني نمت 5 ساعات ونصف، وكما تعلمون فبعض الأشخاص ينامون فقط 6ساعات ـ كطلبة العلم ـ فتكفيهم! أما الشخص العادي فتلزمه 8 ساعات ـ أما أنا ففي بعض الأحيان أنام 10 ساعات، أو 12 ساعة، ولكن في أحوالي العادية أو الطبيعية لا أتجاوز 8 ساعات، فلا أعرف إن كان سبب ذلك مرض، أم تلبس جني، أم سحر، أم غير ذلك! فقد مارست الرياضة برهة من الزمان، وأخذت بعض المنشطات، ولكن بدون جدوى ـ أي أنني أستطيع القيام للصلاة كمثل شخص أحس بضرورة الدخول إلى دورة المياه، فيقوم وسط نومه مع أنه لم يكمل نومه.
وأنا أحتاج إلى القيام وسط النوم 3 ساعات، أو 4 ساعات مستمرة غالبا للقيام، وقد تزيد أو تنقص، فلا أعرف لنفسي معيارها الذي تنضبط عليه من وقت إلى آخر، وكذلك عند عودتي من الدراسة يكون المساء فارغا عندي، فآكل طعام الغداء، ثم أقيل، ومؤخرا أصبحت أستهلك3 ساعات في القيلولة حتى أستطيع القيام؛ فتفوتني صلاة العصر، وعندما تحصل لي هذه الأشياء، أحس بغضب كبير! فقد أضرب شيئا أو أسقطه، وأضرب جسدي بيدي كعقوبة له! وأقول لو كانت نفسي التي تفعل هذه الأشياء أمامي، لتعاركت معها، وأهلكتها بالضرب، ولن أرحمها كما أنها لم ترحمني!
هذه تقريبا هي مشكلتي التي أعيشها، فما هو حلها من الناحية الطبية، والنفسية، والاجتماعية، وبالرقية الشرعية، وغير ذلك؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك، وعلى ثقتك في الشبكة الإسلامية.
من الناحية النفسية لا بد للإنسان أن يعرف قيمة الأشياء ويرسخ ذلك في ذاته ووجدانه، وهذا سوف يسهل له القيام بالشيء المطلوب.
كثيراً ما نتحدث عن الصلاة كقيمة دينية هامة، وأنها عماد الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وإذا صلحت صلح عمل العبد وإذا بطلت بطل عمله، ولكن هذه المبادئ السامية لم نغرسها في وجداننا، ولم تأخذ الأسبقية في أجندتنا الداخلية، ولا في خارطة التفكير لدينا، ومن هنا يأتي التكاسل والتهاون في أمر الصلاة، وعليه أرجو مراجعة نفسك فيما ذكرته لك من آليات نفسية هامة يجب اعتبراها بصورةٍ أكثر جدية، مما سيجعلك أكثر اهتماماً بصلواتك، فعلى سبيل المثال أرجو أن تتذكر(113/257)
وبشحنة عاطفية ووجدانية عالية أن من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، وهذه وحدها تكفي لتكون ساعة تنبيه وإيقاظ لك في وقت الصلاة.
من الأشياء الهامة جداً أن تسعى لتنظيم ما يُعرف بالساعة البايلوجية لديك، بمعنى أن تلتزم بأوقات النوم واليقظة بصورةٍ قطعية؛ حيث أن ذلك سوف يساعد الهرمونات الداخلية المسئولة عن تنظيم النوم خاصةً المادة التي تعرف باسم (ملتونيين) لتكون أكثر انتظاماً.
بالرغم من أنك لا تعاني من حالة مرضية، إلا أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، خاصةً الدواء المعروف باسم (بروزاك) وُجد أنها تُحسن من الدافعية وتوجيه الإرادة للإنسان، وتُقلل من التكاسل والقلق، وترفع الكفاءة النفسية بصفةٍ عامة، وعليه أود أن اصف لك هذا العلاج بأن تأخذه بواقع كبسولة واحدة يومياً بعد الأكل، لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.
لا شك أن هذا الأمر ليس له علاقة بالجن أو السحر، وما عليك إلا أن تلتزم بعباداتك وكل مقتضيات الدين الصحيحة، وأن تكثر من الدعاء، وسوف تجد بإذن الله أن صدرك قد أصبح أكثر انشراحاً، وقلبك أكثر تعلقاً بالمساجد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ ...
... أصبحت أستحي أن أنكر منكرا ... 227868 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أفيدكم علما أنني كنت أعيش في السعودية، وكنت ـ والحمد لله ـ على درجة لا بأس بها من الالتزام، ولكن لظروف معينة انتقلت للعيش في بلدي فلسطين، ولم أجد ما كنت أجده في نفسي من التزام واستمرار على الطاعة، وبت أستحي أن أنكر منكرا!
فتحت دارا لتعليم العلوم الشرعية، وتحفيظ القرآن كما كانت في السعودية، ولكن للأسف لم يتغير شيء! أفيدوني ـ بارك الله فيكم ـ! وكيف لي أن أتصرف، وأعود إلى أفضل مما كنت عليه؟ وإذا كان بالإمكان الاستمرار معكم بالتواصل لتنتشلوني مما أنا فيه! وما هي المقررات التي تنصحونني بها لتدريسها هنا في فلسطين؛ لنشر العلم الشرعي الصحيح وفق ضوابط إسلامية؟
وإذا كان بالإمكان أن تبعثوا لي بها، وخاصة مناهج السعودية! فأنا ـ ولله الحمد والمنة ـ قد نهلت من بحورها، وكم هي عذبة! وأريد نشرها بين أبناء بلدي فلسطين! ولكم جزيل الشكر! وبارك الله فيكم، وأعانني وإياكم على خدمة الإسلام والمسلمين!
علما بأنني حاليا أدرس بكلية الشريعة في الجامعة الإسلامية في غزة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته! ودمتم في رعاية الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آسيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/258)
فإن من تأمل حال المسلمين في هذا الزمان، تألم ألماً عظيماً لما يرى ولما يسمع، بل إن العبد الغيور على دينه ليتمزق ألماً، ويتقطر كبده حزناً وحرقة مما يراه ويبصره، من بعد كثير من عباد الله المسلمين عن ربهم وخالفهم، ومع الجهل العظيم بأحكام الدين ومبادئ العقيدة الإسلامية المستقيمة، مضموماً إلى ذلك ما يراه من غلبه الكافرين نتيجة هذا البعد عن دين الله، حتى صار الدين غريباً غربةً حقيقية، يحس ذلك ويلمسه من تمسك بدين الله، ومن أراد أن يحيى على منهج الله، وصارت السنة بدعةً والبدعة سنة، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً ، وهذا الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء).
وأما انقلاب الموازين، وانعكاس الأمور، فقد صرح بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : (إن بين يدي الساعة سنين خدّاعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة ! قالوا وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة).
والمقصود أن ما تجدينه من صعوبة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أمرٌ لا بد منه، بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصعب المقامات وأعسر الأعمال في مثل هذه الحال التي نعيشها، ولذلك كان القائم بذلك من أعظم المجاهدين أجراً عند الله، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أصل الجهاد الذي يشمل قتال المشركين، كما قد قرره أهل العلم، وليس ههنا مجال بسط الكلام على ذلك.
وأيضا فإن التغير الذي لمسته حفظك الله، والذي أشرت أنك وجدتيه على خلاف ما قد عهدتي من نفسك من الالتزام هو نتيجة قلة المعين، وندرة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فكأنك شعرت بزيادة الغربة في الدين وإن كنت بين أهلك وفي وطنك، ولما تأصّل الباطل في قلوب كثير من الناس – إلا من رحم الله تعالى– آل بك الأمر إلى أن صرت تستحين من مواجهة الناس وإرشادهم إلى المعروف ومنعهم من المنكر.
ومع أننا نلتمس لك عذراً في ذلك، إلا أننا نود لو أنك جددت العزم على الإصلاح جهدك، فلو أنك عزمت عزماً قوياً على العودة إلى سابق العهد من قوة الالتزام وصحة التمسك بدين الله، لوجدت من نفسك قوةً تدفعك أيضاً إلى صلاح الآخرين.
وليس هذا بالممتنع، ولا هو بالمستحيل، بل إن هذا هو أصل دعوى الأنبياء ورسالتهم – عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه- صِدق الالتزام، مضموماً إلى ذلك النصح والإصلاح للناس، وقد جمع الله جل وعلا هذين الأصلين في قوله: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}، فقوله:{والذين يمسكون بالكتاب} هو الأصل الأول، وهو شدة التمسك بالدين والوقوف عند حدوده، وقوله: {إنا لا نضيع أجر المصلحين} هو الأصل الثاني، وهو إصلاح الناس وإرشادهم.
فمن تأمل هذا المقام حق تأمله، علم أن المصلح لا بد له من قوةٍ تربطه بالله ليعينه على مواجهة الخلق، فإن الضعف أمام الناس منشأه من ضعف الصلة بالله، ولذلك جاء في الآية التي تقدمت الإشارة إلى الصلاة بقوله: {وأقاموا الصلاة} أي أقاموا(113/259)
الصلاة الواجبة المفروضة التي هي أعظم صلة بين العبد وربه – كما هو معلوم لديكم –.
وإنما أشرنا هذه الإشارة العابرة، نظراً لما يقتضيه ضيق مساحة مثل هذا الجواب، وإلا فالأمر أوسع وأجل من هذا بكثير.
والمقصود أن عليك أولاً أن تزيدي من قربك من الرب العظيم، وأن تحرصي على تجنب كل ما لا يرضاه من قولٍ أو فعل، وبعد ذلك تجدين –بإذن الله– قوةً وعزيمةً على دفع الباطل، والأمر بالحق والصبر عليه.
ومما يعين في هذا المقام هو لزوم الصراحة بقدر المستطاع، فإن من العباد من لا تنفعهم الإشارة، ولا تجدي معهم شيئاً، فلابد إذن من شيء من الوضوح في الحق، مع التزام جانب الرفق – قدر المستطاع–.
ومما يعين –أيضاً– في هذا المقام، أن تبحثي عن بعض الأخوات ممن تتوسمين فيهن الخير والصلاح؛ لتتعاونوا جميعاً على هذا الأمر، فإن المسلم أخو المسلم ، وقد قال موسى داعياً ربه: (واجعل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * اشدد ربه أزري * وأشركه في أمري) وقال تعالى: {قال سنشد عضدك بأخيك} وهذا هو الأصل، فإن عُدم ذلك فالله المستعان، وعليه التكلان .
وأما سؤالك التواصل معنا في الاستشارة ونحوه، فهذا بالإمكان بحمد الله عبر هذا الموقع، ونحن –بإذن الله تعالى– سنحاول الرد على كل ما تطلبين، ولن نألوا جهداً في ذلك –إن شاء الله تعالى–.
وأما المقررات التي سألتِ الإشارة بها، فإننا نود قبل أن نخوض في سردها أن ننبه على جملة أمور في هذا الباب:
أولاً: أن تكون المقررات مناسبة لأعمار الطلبة والطالبات، وهذا الأمر في غاية الأهمية.
ثانياً: التركيز على مبدأ التدرج في التعليم.
ثالثاً: عدم استعجال الثمرة، فقليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع.
رابعاً: التركيز –حقاً- على الجانب التربوي والأخلاقي للمتعلمين، بحيث يكون التدريس مقروناً بالتربية الإسلامية والآداب الشرعية.
خامساً: العناية التامة باختيار المدرسات، ممن يجمعن الخلق والدين والقوة على تدريس المقررات.
سادساً: العناية بالناحية الإدارية لمركز التعليم وتوثيق المعلومات.
وقد سألت عن إمكانية بعث شيء من هذه الكتب المنهجية، ونحن نطلب منك أن تكتبي لنا عن مستوى الطالبات وأعمارهن، ثم بعد ذلك نُحيل طلبك إلى من يمكنه مساعدتك في هذا إن شاء الله تعالى، فإن أرسلت لنا بالمعلومات عن أعمار الطالبات ومستوياتهن، فإننا سوف نحاول وضع منهج متكامل لكم في هذا الباب، ونحن بانتظار كتابتكم إلينا.
أسال الله جل وعلا لكم التوفيق في القول والعمل.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي(113/260)
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أقلع عن مشاهدة التلفاز ... 226873 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير على ما تقومون به من جهود طيبة، فجزاكم الله ألف خير.
لقد تعبت نفسياً من كثرة مشاهدة التلفاز، وبعد مرور حدث لي أخذت عبرة من هذا الشيء، وقطعت عهداً بيني وبين ربي بأن لا أشاهد التلفاز وبالأخص المسلسلات، والحمد لله فقد غيرت من حالي، ولكن وضع البيت لا يساعدني على ذلك، فعندما أذهب إلى المجلس للجلوس معهم أجد الكل لاهيا بالتلفاز، وحجرة أمي نفس الشيء، والطابق العلوي للمنزل نفس الشيء ما عدا حجرتي التي لا يوجد فيها تلفاز، والحمد لله!
ولكنني أحياناً أجد نفسي فجأة أشاهد بعض المقاطع وأحزن كثيراً، وأستغفر الله وأبكي في الصلاة بأن يغفر لي، خاصة وأني أتذكر العهد الذي قطعته بيني وبين ربي، مع العلم بأني أحب مشاهدة البرامج الثقافية، وقد نصحوني بمشاهدة برامج المجد، وأحياناً أنصح إخواني بأن لا يشاهدوا هذه الأفلام وغيرها من البرامج، خاصة ونحن قد ذهبنا إلى الحج قبل سنتين، والحمد لله فأنا لا أسمع الأغاني، لكن التلفاز أحياناً أرى فيه أشياء غريبة جداً للمغنيين.
أفيدوني جزاكم الله خيراً، فإنني شبه مريضة بالحالة النفسية من هذا العهد، ولا أريد أن أُغضب ربي وقد بدأت نوعاً ما في الالتزام.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شريفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يرزقنا وإياك الثبات والسداد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فجزاكِ الله خيراً وزادك حرصاً وكثّر الله من أمثالك، واعلمي يا ابنتي أنك هُديت إلى طريق الخير فالزمي، فكل الحوادث مبدؤها من النظر، ولذا فقد أمرت الشريعة المؤمنين بغض أبصارهم، فقال سبحانه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم} وغض البصر هو الطريق إلى حفظ الفروج، وهو السبيل أيضاًَ إلى طهارة النفوس من الهموم والغموم والأمراض، ورغم أن الخطاب في الآية موجه للمؤمنين والمؤمنات كما هو منهج القرآن في عامة توجيهاته، إلا أن العليم الخبير سبحانه خص المؤمنات بتكرار الخطاب وإعادة التوجيه؛ حتى لا يظن ظان أن غض البصر خاص بالرجال وحدهم، فقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من إبصارهن ... } فمن أطلق نظراته دامت حسراته والعياذ بالله، وقد يكون إطلاق البصر سبب لخسارة الدنيا والآخرة، لأن الإنسان يشاهد أشياء لا يستطيع إدراكها،(113/261)
فيعيش في أحزان وشقاء في الدنيا، ويُحرم من لذة المناجاة وصدق العبادة لله، فيخسر الآخرة، والعياذ بالله.
ولا فرق بين النظر إلى الناس أو الصور أو أجهزة الإعلام التي تبث الشرور، وتنشر العري، ويعمد القائمون عليها على إثارة الغرائز وتهييج الشهوات، وقد بين القرآن حقيقتهم، فقال سبحانه: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}.
فحافظي على عهدك ووعدك، وأكثري من الاستغفار، وأشغلي نفسك بالمفيد النافع، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل، والأغاني يريد الزنا ومزمار الشيطان .
ولا شك أن الإكثار من مشاهدة التلفاز يضر الإنسان في صحته وخاصة البصر، ويضره في دينه، ويحرمه من الإبداع فيتعود ثقافة المتلقي فقط وهي بكل أسف قشور وتفاهات، والمسلم مسئول عن عمره فيم أفناه!
ومما يعينك على الثبات إيجاد البدائل المفيدة، مثل الكتاب النافع والشريط المفيد، واحرصي على دعوة أهل البيت إلى التقليل من المشاهدة، واختيار الأفضل في البداية، ثم تدرجي معهم في العلاج، واختاري الألفاظ اللطيفة والأوقات المناسبة، وابحثي عن صديقات صالحات يكن عوناً لك على الثبات.
ولا شك أن قناة المجد محاولة طيبة لبديل مبارك، ونسأل الله أن يعين القائمين عليها، وأن يكثر من أمثالها من القنوات التي يحرص القائمون عليها على غرس قيم الخير والفضيلة في النفوس.
وعليك بالدعاء والتوجيه إلى الله، واسأليه سبحانه أن يعينك على الثبات، وأن يهدي على يديك أفراد الأسرة، ولا تضعفي أمام المغريات، واعلمي أن الشيطان تغضبه عودتك إلى الله، فاجتهدي في إعاظه هذا العدو، وأكثري من ذكر الله، وتلاوة القرآن، والاستغفار.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أنقذ أخي
... 226659
السؤال
سلام عليكم.
لا أعرف كيف أبدأ، ولكني أسأل الله حلا لذاك الخطر الجامح!
أود أن أطرح مشكلة لأخي، وقد بلغ من العمر 33، ولا يصلي ومسرف على حياته، وقد اكتشفت قبل فترة عند دخولي إلى حاسوبه الخاص أنه يدخل على مواقع خليعة، وأنه مدمن عليها، فبعد ذلك لاحظت تصرفاته، فهو يغلق على نفسه الغرفة، ووجدت تلفازه مشفرا لا يتم الدخول عليه إلا برقم سري!
حاولت أن أحكي لأخي الملتزم لينصحه، ولكن لكوني فتاة ترددت، والله إني بحيرة دائمة، وأشعر أن الخطر يحيط به!(113/262)
وكلما نظرت إلى أخي، أشعر أنه إنسان مققزز ومعفن داخليا، ومنافق!
ساعدوني؛ لعلي أجد عندكم ما ينقذه من هذا الوضع الشاذ الذي يهدد شبابنا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
حفظك الله وسدد خطاك، وزادك حرصاً على الخير وتوفيقاً، ونسأل الله العظيم أن يهدينا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى.
فإن الصلاة هي الميزان الذي يوزن به الإنسان في الدنيا، وهي أول ما يُحاسب عليه في الآخرة، وبصلاحها تصلح الأعمال، وهي ناهية عن المنكر، ومعينة للإنسان على كل خير، ومن هنا كان لا بد أن تكون البداية بنصح هذا الشاب بضرورة المواظبة على الصلوات، وفي رحاب المسجد سوف يتعرف على الأخيار الذين وصفهم الله فقال: {في بيوت إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ...}.
ولا بد أن يكون لأخيك الملتزم دور في إصلاح أخيه، ولاشك أن هذا الأخ في هذه السن لا ينفع فيه إلا أسلوب اللين والملاطفة، ولا تترددي في إخطار أخيك، فلا مجال للتأخير، وعليه أن يحسن مناصحته دون أن يشعره أنه عرف عن طريقك؛ لأن هذا مما يعين الشيطان عليه، والصواب أن يدخل هذا الأخ غرفة أخيك المنحرف، ويدخل إلى حاسوبه ويتفحص بنفسه تلك المخالفات ثم يناصحه في السر، ويبين له خطورة تلك المواقع التي أعدها أعوان الشيطان لإفساد الشباب، وأرجو أن ينفع هذا الأسلوب في إصلاح هذا الأخ، خاصة والإخوان بينهم تقارب وتفاهم.
وعليك أن تجتهدي في الدعاء لهذا الأخ في الليل والنهار، وخاصة في الأوقات الفاضلة مثل السحر ودبر الصلوات المكتوبة، ولا تتقذري من أخيك، فالمسلم لا يكره العصاة لكنه يكره أفعالهم التي تغضب الله، وتذكري أنه ما وصل إلى هذا المستوى إلا بتقصير الأهل في توجيهه .
والصواب أن نجتهد في عزله عن أصدقاء السوء، ونملأ فراغه بمهام يخدم فيها نفسه وأسرته، ولا بد أن يشعر بحاجة الأسرة إليه، حتى نبني في نفسه عناصر الثقة.
واحرصوا على استبدال تلك المواقع المشبوهة بأخرى نافعة، وكونوا إلى جواره، فالوحدة شر والشيطان قريب من الواحد، والإنسان ضعيف بنفسه، ولكنه قوي بإخوانه، والفراغ والجدة مفسدة للإنسان، والذي لا يُشغل نفسه بالخير تُشغله نفسه بالباطل.
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يهب المسيئين منا للمحسين.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... لا أعرف كيف أتصرف ... 226650 ...
السؤال(113/263)
توليت تربية بنت أخي من سن الرابعة، حيث سافر والداها إلى الآن، حيث أصبحت بسن الخامسة عشر، والحمد لله ربيتها على الأخلاق الحميدة، والدين والمحافظة على الصلوات.
المشكلة تبدأ من قبل ثلاث سنوات، حيث جاء ابن أختي ليدرس بالجامعة هنا، وطبعا يسكن معنا، لا أنكر أني تضايقت، لكن ما باليد حيلة! المهم عملت جاهدا على مراقبتهما، ومنذ شهر بدأت ألاحظ بعض التصرفات منها هي، وكذلك هو، حيث يحاول أن يتكلم معها، وعندما يراني يغير وجهته، ويرتبك، وهي كذلك.
لا أعرف كيف أتصرف الآن: هل أواجههم؟ هل أطرده؟ مع العلم أن والدتي لن تصدق ذلك أبدا، وسوف تنقلب ضدي وضد زوجتي؛ لكرهها الشديد لها!
أرجوكم، دلوني كيف أتصرف!؟ الوضع معقد.
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يستر علينا وعليك في الدنيا والآخرة .
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنا معك أن الأمر محيرٌ فعلاً وفي غاية الحرج، ولكن ليس أمامك إلا مواجهة الأمر بالشرع وضوابطه حتى وإن غضبت أمك؛ لأن الوضع الحالي يتعارض مع الشرع تماماً، ولا يجوز إقراره أو السكوت عليه بحال من الأحوال، ولذلك أرى أن تبدأ بالولد على اعتبار أنه أكبر وأعقل، وتحاول استمالته ومعرفة الحقيقة منه بهدوء وبعيداً عن المنزل، مع الحرص على عدم اتهامه مباشرة؛ حتى لا تضطره إلى الدفاع عن نفسه والثأر لكرامته، وعندها تضيع الحقيقة ولا تعالج المشكلة، حاول إثارة النخوة والغيرة على العرض فيه، وإذا اضطررت أن تعرض عليه الزواج منها فلا مانع، على أن تحدد لذلك مهلة مناسبة ولاستشارة والدتها، فإذا قبل بذلك فاتخذ الخطوات اللازمة لذلك، وإذا وجدته يتسلى ويضيع وقته في العبث بالمسكينة فلا مانع من الاعتذار له ولأهله دون ذكر شيء معين، وإنما من باب الحرص على مصلحته والخوف عليه من الانشغال بما لا ينفع أو أي حجة أخرى مناسبة، وحاول نقل الصورة لوالدتك بالطريقة التي تفهمها، ومع ذلك لا تنس توعية البنت وشرح وجهة نظرك لها حتى لا تتهمك بأنك ضد مصلحتها أو أنك تريد أن تحرمها من محبوبها وفارس أحلامها، وبين لها أنك على أنم استعداد لمساعدتها، وأنك ستكون أسعد الناس بسعادتها، ولكنك لا تريد لأحد أن يضحك عليها، وأنك تريدها عالية الرأس بين الجميع، وأنك معها قلباً وقالباً بشرط أن تسير الأمور بالطريقة الطبيعية والمشروعة، واجتهد في إقناعها بأنك معها ولا تريد إلا سعادتها،(113/264)
وعليك بالدعاء أن يوفقك الله في مساعيك، وأن يشرح صدر الجميع لفهم وجهة نظرك.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أتوب من سماع الأغاني ... 17189 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، مشكلتي أني حاولت أكثر من مرة أن أترك سماع الأغاني، ولكني في كل مرة أفشل! وحتى إن تركتها، فأظل أرددها في لساني، وأنا لا أريد أن أكون كذلك، فكثيرا ما سمعت عن شباب كانت خاتمتهم بذكر الأغاني، وليس بذكر الشهادة! فماهو الحل برأيكم؟ مع العلم بأنني لا أسمع كثيرا، ولكني أعتدت ذكر الأغاني.
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ سارة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك، ويسدد خطاك، وأن يرزقنا جميعاً الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا!.
فلا شك أن الإنسان يبعث على ما مات عليه، فإن مات ملبياً، بعث يوم القيامة ملبياً، ولكن الأهم من هذا ، هو أن نعرف أن الإنسان غالباً ما يموت على ما عاش عليه، فإن عاش في حياته مطيعاً لله، حريصاً على رضوانه، استعمله الله بأن يهيئ له طاعة ليموت عليها.
وشكراً لك على هذه الرغبة في الخير، وهي دليل على أن لك نفساً لوامة تلومك على التقصير في جنب الله، وأرجو أن تجتهدي في تنمية عناصر الخير في نفسك، وقد عرفت – ولله الحمد – خطورة السير في طريق الأغاني والغفلات، فهي تسقط المروءة، وتهدد العفة، فالغناء رقية الزنا، والأغاني تذهب الحياء، ولا يستمع إلى الغناء، ويحب أهله إلا الفساق كما قال مالك - رحمة الله عليه - (( إنما يفعله عندنا الفساق ))
وهناك أمور تعينك – بإذن الله – على الثبات، نذكر لك منها ما يلي :
1- التوجه إلى الله بصدق، فإنه - سبحانه - يجيب المضطر إذا دعاه.
2- التخلص من أشرطة الغناء، واستبدالها بأشرطة قرآن ومحاضرات نافعة.
3- الابتعاد عن رفيقات الغفلة، والبحث عن صديقات صالحات.
4- الاجتهاد في حفظ القرآن، والمواظبة على الأذكار، وهذا استبدال لمزمار الشيطان بكلام الرحمن، وبالتلاوة والذكر ينفر ويبتعد الشيطان الذي يوسوس بالشرور.
5- تجنب الوحدة، وشغل النفس بالمفيد، وإذا لم نشغل أنفسنا بالخير، شغلتنا بالباطل.(113/265)
6- تذكر هادم اللذات، والمسلم إذا تذكر الموت، اجتهد في الطاعات، وخاف الفوت.
7- الصدق والإخلاص في التوبة من الأغاني وسائر المعاصي، وتجنب توبة الكذابين، وهي أن يتوب الإنسان بلسانه، وقلبه محب للمعاصي، ويشتاق لأيامها وذكرياتها.
8- معرفة مخالفة كلمات الأغاني للشريعة، والغناء في هذا الزمان أكثره دعوة للعهر والفحشاء والمنكر، بل وفيه كلمات شركية ومخالفات شرعية كبرى، والعياذ بالله!.
9- عدم اليأس من التوبة، واعلمي أن رحمة الله واسعة، وهو سبحانه (( غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ))، فجددي توبتك، وأكثري من الاستغفار؛ حتى يندحر الشيطان!.
10- لا تحزني كثيراً إذا رددت كلمات من الأغاني من دون قصد، واحرصي على الاستغفار؛ لأن الشيطان لا يترك من يتوب ويرجع إلى الله، ويجتهد في أن يذكره بماضيه، ولكنه سوف يذهب إذا علم أنك تندمين على ما سلف منك، وتستغفري الغفور – سبحانه -، واعلمي أنك سوف تنسين كلمات الأغاني إذا حفظت القرآن، فكوني إيجابية، واجتهدي في الخيرات، وسوف ينسيك حفظ القرآن الأغاني، وينمي فيك عناصر الخير، وصفات أهل القرآن.
ونسأل الله لك السداد والثبات!.
والله الموفق!.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هل نحن مصابون بالعين
... 17140
السؤال
نحن أسرة نعاني منذ سنوات من قلة البركة في المال، كما نعاني من عدم الاستقرار المادي والحياتي، ولدينا عقارات معروضة للبيع منذ سنوات ولم نجد لها مشتريا حتى الآن.
فهل الحسد له علاقة بهذا الموضوع، علماً بأن كل أمورنا الحياتية تمر بصعوبة، بالرغم من أننا نتصدق وندفع الزكاة بانتظام، ونتق الله في كل شيء؟
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ هادي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يبارك لكم في أرزاقكم وحياتكم، وأن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا!.
فإن البركة في الأرزاق والأولاد والحياة لا تنال إلا بتقوى الله وطاعته، قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون}( الأعراف :96) فعليكم بوصية الله للأولين(113/266)
والآخرين، قال تعالى { ولقد وصينا الذين آتوا الكتاب من قلبكم وإياكم أن اتقوا الله}، واحرصوا على أن تكونوا راضين بقضاء الله؛ فلا تكثروا التضجر والشكوى لغير الله، وعليكم بالدعاء والتوجه إلى الله؛ فإنه - سبحانه - يجيب المضطر إذا دعاه.
والمسلم يحتاج إلى مراجعة نفسه، وتذكير إخوانه بالله، فللمعاصي شؤمها وآثارها، وكان السلف إذا صعب عليهم أمر وأشكل عليهم شيء استغفروا الله، وهذا من دقة فقههم، فإنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا صعب عليه أمر، أو أشكلت عليه مسألة فقهية أكثر من الاستغفار؛ فيفتح الله عليه، وقد تكون هناك ذنوب خفية لا يلقى لها الإنسان بالاً، والمسلم يحتاج إلى أن يستغفر من الذنوب صغيرها وكبيرها، وسرها وعلانيتها، بل إن سلفنا الأبرار كانوا يستغفرون بعد الطاعات؛ لإحساسهم بالتقصير، واتهامهم لأنفسهم، وهذا دليل على دقة فقههم وفهمهم لكتاب الله.
ولا شك أن الحسد والعين والسحر لها علاقة، ولكنها لا تضر إلا بإذن الله، وعليه ينبغي أن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن وخواتيم سورة البقرة وآية الكرسي.
والصواب أن نقضي حوائجنا بالكتمان، فإن النفوس إذا تعلقت وتطلعت إلى الشيء أصابته بالعين ، والعين الحاسدة تضر بإذن الله، لأن العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، على أن المسلم لا يجوز له أن يتهم الناس بالحسد، أو غير ذلك، لأنه ربما كان السبب هو ارتفاع الأسعار، أو سوء العرض، أو الموقع، أو أي أسباب أخرى، بل قد تكون المصلحة في عدم بيعها، والإنسان لا يعرف مصلحته، فعليكم بصلاة الاستخارة في كل أمرٍ من الأمور.
وقد اعجبني انتظامكم في إخراج الزكاة، وحرصكم على الصدقات، ونسأل الله القبول، وأرجو أن نخلص في أعمالنا، ونكثر من فعل الطاعات، واحرصوا على أن تكون كلمتكم واحدة، وعليكم ببر الوالدين إذا كانوا أحياء، وبكثرة الدعاء لهما والاستغفار إذا كانوا أمواتاً.
ونسأل الله أن يسهل أموركم وأن يستر عيوبكم!.
وبالله التوفيق!.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هل أخبره بالصور
... 27105 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فضيلة الشيخ، أبحث عن إجابة لسؤالي، وأسأل الله أن أجد لديكم الإجابة التي تريح بالي، وتسعد قلبي، خاصة وأني مقبلة على الزواج من رجل صالح.
سؤالي عن الصور الفوتوغرافية - أعرف أنها حرام - وقد عرفت الآن فقط أنها حرام، وقد تبت إلى الله، وابتعدت عن كل ما يغضب الله، والحمد لله، وذلك بعد ذهابي والحمد لله مع أهلي في عمرة، وعدت وأنا تائبة إلى الله، وقد رزقني الله الزوج(113/267)
الصالح، والحمد لله، ولكن سؤالي هو أني لدي صور فوتوغرافية، كنت قد بعثت بها إلى شخص كان يريد خطبتي، والآن بعد أن عدت كما قلت، وتبت إلى الله، عرفت أن كل ذلك يغضب الله، فتبت توبة أسأل الله أن يقبلها مني، وطبعا قطعت علاقتي بهذا الشاب، سألني زوجي عن ما إذا كانت لدي صور خاصة، فأريته صورة واحدة، بعد أن عقد قرانه علي، وسألني هل لدي صور أخرى، فأخبرته بأنه لا يوجد لدي!
سؤالي: هل أخبره بهذه الصور، أم أنسى هذا الوضوع؟ خاصة وأنه رجل صالح ملتزم، والحمد لله، وأنا كذلك بدأت في الالتزام، والحمد لله، وأنا أخاف الله، وأحب زوجي كثيرا، وأخاف على سعادتي التي أشعر بأن الله منحني إياها، ولا أحب أن أفكر في الماضي، خاصة أنني تبت إلى الله، والحمد لله!
أفيدوني، أعانكم الله، وبسرعة جدا!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ hedaya حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يكتب لك التوفيق والسداد، وأن يعيننا جميعاً على الثبات حتى الممات، وبعد:
فهنيئاً لك بهذا الرجل الصالح، وهنيئاً لك قبل ذلك بالتوبة والرجوع إلى الله، وسعيد في الناس من تاب الله عليه، فتاب قبل أن يدركه الأجل، ومن تمام التوبة الحرص على الإكثار من الطاعات {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} والندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة إلى أيام الغفلات، ورد الحقوق لأهلها، أو طلب العفو والمسامحة إن كانت هناك ذنوب تتعلق بحقوق العباد، وأرجو قبل ذلك أن نصدق في توبتنا، ونخلص في عودتنا إلى الله.
وإذا رزقت المرأة برجل صالح، فعليها أن تقطع علاقاتها السابقة، وتقصر طرفها على زوجها، وهذه صفة كمال في المرأة، وأنصحك بطي صفحة الماضي، ولا تذكري ذلك الأمر لهذا الرجل ولا لغيره، لأن فتح الملفات السابقة قد يثير غيرة وشكوك الرجل، ولا تخبريه بالصور التي ليست تحت يدك، ولا بد أن تكون الفتاة في زماننا في غاية الحذر؛ فلا تعطي صورها حتى لأقربائها، وذلك لأن كثيرا من الناس يتهاون في المحافظة على مثل هذه الأشياء، وربما تصل إلى أيدي الفساق؛ فيلحق الضرر والأذى بالمرأة، ولذا أرجو عدم اقتناء أي صور، سواء كان ذلك قبل الزواج أو بعده.
ومع أن الغرض الذي أرسلت لأجله الصور كان مقبولاً، إلا أن الأسلوب كان خاطئاً، والصور لا تعطي الحقيقة.
والشريعة لا تمنع الراغبين في الزواج من الرؤية الشرعية، في حضور محرم للفتاة، وعليه فعليك نسيان هذا الموضوع، وحافظي على توبتك، واجتهدي في طاعة الله، وعليك بطاعة الزوج، ولا تخبريه عن الماضي حتى ولو سألك، ولا تسأليه عن ماضيه؛ فقد تسمعي ما لا يعجبك! ولا شك أن سعادة الأسرة تكون بطاعتنا لله، وبالمداومة على ذكره.(113/268)
ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كلما أردت أن أصلي أشعر بصراع في داخلي ... 17029 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد قرأت إحدى أسئلة الاستشارات، وقرأت طريقة كلام السائل في استشارته، وأوحى لي بمشكلة يعاني منها كل جيلنا، وهي قلة الإرادة، فكلما أردنا أن نفعل شيئا نتحمس في البداية ثم نتراجع، ولهذا أشعر أنني أعاني من قلقٍ وإضراب دائم في حياتي، وعدم راحة في أي شيء ، أعرف انك ستقول لي أن أقوي علاقتي مع ربي، ولكن الذي يحدث معي أنه كلما أردت أن أصلي وأقرأ القرآن، أشعر بصراعٍ في داخلي لا أستطيع احتماله، وأشعر بأنه يجب أن أبتعد عن المحرمات لحل هذه المشكلة؛ لأنني أشاهد وأسمع الكثير من الأفلام والأغاني الأجنبية، ولكن ليس بيدي حيلة، فأهلي لا يسمحون لي بالذهاب إلى أي مكان للترفيه عن نفسي، ولا يوجد لي أي أصدقاء أو أحد مقرب يشاركني همومي، لذلك كلما أردت الترفيه عن نفسي أو كسر وحدتي إما ألجأ إلى تلك الوسائل أو أنام، وأبدأ بانتقاد نفسي، وأتذكر أخطائي، وتعود لي الكآبة من جديد، وإذا أردت أن أجلس مع أهلي أتقاتل معهم وأكسب غضبهم، فلا أحد منهم يفهمني، حاولت أكثر من مرة أن أجعلهم يعرضونني على طبيب نفسي ولكنهم رفضوا، وذات مرة طلبت منهم أن يرسلوني إلى مشفى الأمراض النفسية ولكنهم هدءوا من لوعتي قليلاً، وقام أبي بعمل هوية لي، وفكرت ذات ليلة بالهرب من البيت وأخذ هويتي والذهاب إلى المشفى لوحدي، ولكني استغفرت الله بعد ذلك، ولم أفعل كل هذا، وأنا يجب أن أتقدم إلى الثانوية العامة السنة القادمة بإذن الله، بمعنى أنه لا يوجد فراغ في حياتي، ويجب أن أركز على دراستي.
أرجو أن تجدوا لي حلاً فعالاً سريعاً.
أرجوكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ألاء حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
جزاك الله خيراً على سؤالك!
لا شك أن قلة الإرادة من المشاكل التي تؤدي إلى الهزيمة النفسية الذاتية، وبكل أسف أصبح الكثيرين يتخذ ذلك ذريعة لتبرير إخفاقاته وفقدان الطموح.
لا شك أنك تحتاجبن لأن تجلسي مع نفسك، وتغيري كل هذا التفكير السلبي المسيطر عليك، فأنت لا زلت في مقتبل العمر، وبك طاقات نفسية ووجدانية كامنة، لا بد من الاستفادة منها واستغلالها بطريقة صحيحة.
إن تقاعسك عن الصلاة، واللجوء للأفلام والأغاني الأجنبية من أجل الترفيه ما هو إلا دفاع نفسي خاطئ يعرف بالتبرير والنكران.(113/269)
لا شيء يمنعك من أداء صلواتك، ومصاحبة الصالحين والأخيار، واستغلال وقتك فيما هو مفيد. أما فيما يخص التواصل مع أسرتك، فأرجو أن تشرحي لهم حاجاتك النفسية المفقودة، وحاجتك الماسة للاستبصار والمساندة والمؤازرة.
لا شك أنك تعانين من حالة اكتئابية، وعسر في المزاج، وتوجد - بفضل الله تعالى - الآن عدة أدوية علاجية للمساعدة في علاج مثل هذا الإحباط النفسي، وعليه أود أن أنصحك بأن تتناول أحد الأدوية السليمة والفعالة، وهو يعرف باسم بروزاك، وجرعته هي كبسولة يومياً (20 ملجم ) لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها تأخذ كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر.
أسأل الله لك التوفيق والسداد ! وعليك أن تسعي دائماً لتغيير خارطة تفكيرك من خارطة سلبية إلى أخرى ايجابية!
وبالله التوفيق!
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... كنت مرتبطة بشخص ولا أريد الرجوع إليه ... 16964 ...
السؤال
أنا كنت مرتبطة بواحد حوالي سنة و نصف، و بعد ذلك ترك كل منا الآخر من قريب، لكن أنا أحبه كثيرا، وعلاقتنا تطورت بشكل كبير!
وأنا ترتكته من أجل أنه جرحني، وأنا عارفة أنه يمكن يحاول أن يرجع إلي ثانية! وأنا أتمنى أن أقدر أن أرفض الرجوع إليه؛ بسبب أني أحاول أن أحافظ على علاقتي مع ربنا على قدر ما أقدر، مع العلم أنى محجبة، وأني أصلي والحمد لله، و كذلك لا يعرف أحد أين نصيبه! وأنا أحاول التقرب إلى ربي على قدر ما أقدر، لكن بجد أنا خائفة أضعف إمامه، وأرجع إليه ثانية، والله المستعان عليه!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن ح ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يقويك، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يشرح صدرك للذي هو خير.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنتِ لم تحددي نوع الارتباط الذي كان بينك وبين هذا الشاب، فهل يا ترى كان ارتباطاً رسمياً شرعيا أم كان مجرد علاقة عاطفية ليس لها أساس من الشرع؟ كذلك لم تذكري ما هو الجرح الذي جرحك به؟ وبناءً على ذلك فمن الصعب توجيهك للحل المناسب لعدم معرفة هذين الأمرين، وعموماً أرى أنه إذا كانت العلاقة بينكما مشروعة، والجرح الذي سببه لك يمكن علاجه ونسيانه، فأرى أن تسامحيه، وأن تعطيه فرصةً أخرى؛ لاحتمال أن يكون أفضل من غيره من الشباب، خاصة وأنك تحبينه كما ذكرت، أما إذا كانت علاقتك به غير مشروعة،(113/270)
فأرى أن تقاطعيه نهائياً ، ولا تقبلي له عذر؛ لأن هذه العلاقة المحرمة لا تأتي بخير، ولا تؤدي إلى تكوين أسرة صالحة، والشاب الذي يرتبط بفتاة بطريقة غير شرعية ما هو إلا شابٌ عابث، يلعب بأعراض الفتيات، فإذا ما سلبهن ما يريد تركهن يعانين العمر كله، ويتنقل من فتاةٍ إلى أخرى، وهكذا، حتى ينتقم الله منه؛ لأن ما عند الله لا يصل إليه الإنسان إلا بطاعته وتقواه، ومما أقلقني أيضاً أنك لا تريدين الرجوع إليه بسبب المحافظة على دينك، فهل يا ترى كانت علاقتك به على حساب دينك؟ إذا كان كذلك فأرى فعلاً أن تتخذي قراراً حازماً في عدم العودة إليه مطلقاً، إلا في ظل ضوابط شرعية معتبرة، حيث أن الخطبة ليست عقداً شرعياً يبيح للطرفين أي لقاء بعيداً عن عين الأسرة، فلا يجوز للخاطب أن يختلي بخطيبته، ولا أن يخرج بها وحدها، ولا أن يمس يدها أو يقبلها، فهذه كلها أمورٌ محرمة شرعاً ، ولا تجوز.
لذا أرى أن تقفي عند حدود الشرع، ولا تضعفي أمامه ما دامت علاقته بك تؤثر على علاقتك بربك جل جلاله، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق لاتخاذ القرار المناسب، والزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعة الله ورسوله.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أتحجب
... 16886
السؤال
أنا فتاة أحب الإسلام والمسلمين، وأصلي، وأصوم، لكن لا ألبس الحجاب! أريد المساعدة!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك الهدى والرشاد، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن حبك للإسلام والمسلمين دليلٌ على الخير الذي فيك، ونرجو أن تحرصي على تنمية هذه المشاعر الطيبة، وقد سرتني محافظتك على صلاتك وصيامك، ولكني أذكرك بأن الذي فرض الصلاة وشرع الصيام هو الذي أمر بالحجاب سبحانه، فقال: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذين} ولا يجوز للمسلم أن ينفذ بعض أحكام الشريعة ويترك بعضها، وقد شنّع القرآن بمن فعلوا ذلك، قال سبحانه: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي ..}.
والحجاب سترٌ وجمال، وصيانة للفتاة، وتمييزٌ لها عن الفاسقات، ولذلك قال سبحانه: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} أي يعرف بأنهن العفيفات الطاهرات، وقد اعترف(113/271)
أهل الفسق والفجور بأنهم يحترمون الفتاة المحجبة، بل ويهابون من التعرض لها بالأذى، بخلاف المتبرجة التي تشجعهم على التحرش بها.
واعلمي أن جمالك نعمةٌ من الله، ومن شكر النعم أن نستعملها في طاعته، فاجعلي هذا الجمال وقفاً على المحارم والزوج في المستقبل، وليس سلعةً تُعرض للفساق في الطرقات والأسواق.
ولم تتخل الفتاة المسلمة عن حجابها وسترها إلا بعد فترة الاستعمار، حيث تأثرنا بغزوٍ ثقافي، ولكن -ولله الحمد- ها هي الفتاة المسلمة في كل مكان تُسارع الخطى بالعودة إلى حجابها وصوابها، فكوني ممن يسارعن الاسجابة لله والرسول، وهكذا فعلت المؤمنات في صدر الإسلام حين انقلب الأزواج والآباء والإخوان يرددون عليهن آية الحجاب، فقامت كل امرأة إلى مرطها فشقته واعتجرت به، وخرجن إلى المسجد وكأن على رؤوسهن [الغربان] -رضي الله عنهن-.
ويؤسف الإنسان أن يقول هناك شبهات تُثار حول الحجاب، منها ما يلي:
1- بعضهم يقول للفتاة الحجاب يخفي جمالك، ولكن متى كان الجمال مُشاعاً للأشرار الذين همهم أن يشبعوا نفوسهم المريضة بالنظر إلى النساء.
2- وقد يقال للفتاة: الإيمان في القلوب، ولكن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، والحجاب من دلائل صدق الإيمان وكمال الاستجابة.
3- وربما قيل لك: المحجبات فيهن كذا وكذا..، وأقول: الإنسان لا يترك الصلاة إذا كان هناك من لا يحسن الصلاة، ولكن الصواب أن نحسن وندعو غيرنا إلى الإحسان، وما أحوج المحجبات إلى إكمال ذلك الخير بالأخلاق الفاضلة! وما أحوج المتبرجات إلى حجاب يسترهن!
4- وأحياناً يُقال للفتاة أنت صغيرة فلماذا الحجاب؟ وهذا كلامٌ مردود؛ لأن البنت الشابة الفتنة بها أشد، والإنسان لا يدري كم تبقى له في الدنيا ، فقد تموت الفتاة وهي شابة وتندم على تقصيرها في شأن الحجاب.
أسأل الله أن يعيننا وإياك على طاعته وعبادته.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... بم تنصح من يأكل باليد اليسرى ... 26865
السؤال
بم توجه من يأكل باليد اليسري، ولو نبهته، فمنهم من ينتبه، ويشكرك، ومنهم من يقول: اليدان الاثنتان من خلق الله، ومنهم من يقول: أنا آكل وأشرب في نفس الوقت، وقد ابتليت الأمة بهذا البلاء!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ع.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،(113/272)
نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونسأله أن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الله رفيقٌ يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، ولا بد لمن يدعو للخير والسنة أن يكون لطيفاً رفيقاً، حريصاً على هداية واستجابة من يدعوه إلى الله، وزادك الله حرصاًَ ورغبة في الخير، ونوصيك بأن تختار الأوقات المناسبة والكلمات الجميلة في نصح إخوانك، واعلم أن النصيحة إذا كانت أمام الناس فهي إذلال وإحراج للأخ، وقد يدفعه الشيطان إلى رفضها، وقد أحسن الشافعي رحمه الله حين قال:
(من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن نصح أخاه جهراً فقد أذله وشانه) ويُنسب له أيضاً:
تعمدني بنصحك بانفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح في الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرض استماعه
فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تُعط طاعة
والصواب أن نبدأ بنشر السنن وتعليم الجاهلين، وتنبيه الغافلين، والتذكير بأن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو طريق النجاة والفلاح، قال تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا}.
وقد كان عليه الصلاة والسلام يُعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله، وقد جعلت هذه الشريعة المباركة اليد اليمنى للأشياء الشريفة واليسرى لما سوى ذلك، ولا يكون الإنسان عبداً لله حقيقة إلا إذا سار على درب الرسول صلى الله عليه وسلم واستن بسنته، ولم يكن عليه الصلاة والسلام يتكلم من عند نفسه، ولكن كما قال سبحانه: {وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى}.
وقد كان عمر بن أبى سلمه رضي الله عنه ربيباً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأكل معه وتطيش يده في الصحفة، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم يبده، وقال: (يا غلام سم الله، وكُل بيمنك وكل مما يليك) وأمر الرجل الذي كان يأكل بشماله أن يستعمل يُمناه، فقال الرجل تكبراً: لا أستطيع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا استطعت) فما رفعها إلى فيه، وهكذا شُلت يده حين خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم، {فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم} والمؤمن يُنفذ أحكام الشريعة بالرضى والتسليم والانقياد التام، قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكموك فيما شَجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً.
والعاقل لا يُجادل ويدلي برأيٍ يُصادم ما جاء به الرسول عندما تصح نسبة الأقوال والأفعال إليه عليه الصلاة والسلام: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله}.
وأرجو أن تواصل النصح بلطف وحكمة، والناس فيهم خير ولله الحمد، لكن الاستجابة قد تتأخر، فلا تتعجل النتائج، والهداية من الله، وعلينا البلاغ والإخلاص في النصح، ومن واجبنا إحياء هذه السنن والآداب، والاجتهاد في تعليم الناس(113/273)
وإرشادهم، والصبر على أذاهم، وقدوتنا وإمامنا في ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أخطاء في التعامل بين الملتزمين وغيرهم ... 26855 ...
السؤال
بعض الأخوة أو الأخوات الملتزمات يتكلمون مع الأخوة غير الملتحين، أو غير المتنقبات بأسلوب احتقار، أو فيه شيء من الغلظة، والبعض من غير الملتحين، أو غير المتنقبات - لو أخطأ أخ ملتزم، أو أخت - يصبح إذن كل الملتحين هكذا، أو الملتزمين، فبم تنصح كل فريق؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ع. ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يرزقنا الثبات والسداد.
فإن الهداية نعمةٌ الله العظمى على الإنسان، وله سبحانه الفضل والمنة، {بل الله بمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين}، والدعاة إلى الله يعاملون الناس بتواضع ولين؛ لأنهم يرغبون في هداية الناس أجمعين ليكون ذلك في موازين حسناتهم، (ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً -أو امرأة- خيرٌ لك من حمر النعم) وإذا احتقر الإنسان غيره أو سخر منه فذلك دليلٌ على أن في التزامه نقص وخلل، وكان السلف يقولون: لو سخرتُ من كلب لخشي أن يحولني الله إلى كلب.
وحين أراد بعض الوعاظ أن يغلظ على بعض الخلفاء في الموعظة، قال له ذلك الخليفة: إن الله قد بعث موسى عليه السلام وهو خيرٌ منا جميعاً إلى فرعون وهو شر من كل الأشرار الذين بيننا، فقال سبحانه معلماً لنبيه موسى {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى}، ونحن يا أخي مطالبون أن نصبر على الأذى ونعفو ونصفح، وقد دخل على الخليفة العادل عمر رضي الله عنه رجل، وقال له: يا ابن الخطاب إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل، فهمَّ به عمر فذكره الحر بن قيس رضي الله عنه بقول الله تعالى: {خذا العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، فما تجازوها عمر حين سمعها، وكان وقافاً عند كتاب الله.
وهذا التوجيه للملتزمين والمتنقبات؛ فهم القدوة لغيرهم، وعلينا أن نعلم أن الله بحكمته وفضله قد يتوب على أولئك العصاة فيصبحوا في أرفع المنازل عند الله، وقد يسلب الإنسان الهداية -والعياذ بالله-.
وقد غضب الله على من قال للعاصي لن يغفر الله لك، وأحبط عمله، وتاب على العاصي، فسبحان من لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.(113/274)
ولا ينبغي أن يعمم الإنسان فيقول كل الملتحين هكذا، أو يتهم كل المنقبات الطاهرات إذا أخطأت واحدة، والظلم مرفوضٌ أياً كان مصدره، والصواب أن يُنسب الخطأ إلى فاعله؛ لأنه {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى}.
وأرجو أن يحرص أهل الالتزام على تجنب الأخطاء؛ لأنهم مثل الثوب الأبيض تظهر فيه الأوساخ، كما قال الحكيم: (إن البياض قليل الحمل للدنس).
واعلموا أن الداعية لا بد أن يلاطف أهل الغفلة، ويتحمل أذاهم حتى يتمكن من هدايتهم إلى الصواب، وتذكروا أن الشيطان يقول للعصاة لماذا يحرجك أمام الناس؟ و هل سيدخل معك إلى القبر؟ ولماذا يأمرك ويعلمك؟ إلى غير ذلك من الأمور المنفرة، ولكن الداعية الحكيم يتواضع للمدعوين وينتقي الكلمات اللطيفة، ويختار الأوقات المناسبة، ويدعو لهم بإخلاص قبل أن يدعوهم إلى الله.
وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه وقد وجد ناساً يضربون عاصياً فقال لهم: اتركوه!! فقالوا: يا صاحب الرسول إنه فعل كذا وكذا، فقال: دعوه، فقالوا: ألا تكرهه؟ فقال: بل إني أحبه، ولكني أكره ما فعل فإن ترَكه كان أخي، فبكى الرجل وتبع أبا الدرداء، وكان بعد ذلك من صلحاء أتباعه رضي الله عنهم أجمعين .
نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل كي أكون على الصراط المستقيم ... 16751 ...
السؤال
أنا فتاة عمري 17 سنة، وأريد أن أفعل أشياء تقربني من الله، ولا يوجد لدي أصدقاء أتحدث معهم ويعينوني على طاعة الله ، وكلما أنهض للقيام بفعل أي شيء أُصاب بالإحباط.
ماذا أفعل كي أكون على الصراط المستقيم، لا أهتز ولا أتذبذب ولا أتراجع.
أسأل الله لي ولكم الثبات
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ندى نبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله لنا ولك السداد والهدى والرشاد، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
شكراً لك على هذه الرغبة في الخير، وزادكِ الله حرصاً وتوفيقاً، وإن تصدقِي الله يصدقك، ونوصيك بالتوجه إلى الله واللجوء إليه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن سأله أعطاه.
واحرصي على الإخلاص في نيتك وعملك، ولا تستجيبي لوسوسة الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا، ولكنه حقير لا يستطيع أن يضر أحداً إلا بإذن الله، وتكثر وساوس هذا العدو لمن يريد فعل الخيرات، وقد أقسم هذا العدو على أن يقعد في(113/275)
طريق طلاب الهداية (لأقعدن لهم صراطك المستقيم)، ولا سلطان للشيطان على أهل الإيمان والتوكل على الله، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون).
والذي يفعل الخير لا يُصاب بالإحباط؛ لأن مجرد النية الصالحة دليلٌ على بذرة الخير، وإذا همَّ الإنسان بحسنة ولم يعملها كتبها الله له حسنة، وينال المضاعفة في الأجر بقدر إخلاصه، فاحرصي على الطاعات ولو كانت قليلة، واجتهدي في البحث عن صديقات صالحات، فإن لم تجدي فاجعلي كتاب الله صاحباً وجليسا، فإنه صاحبٌ لا يغش، وجليسٌ لا يمل، والحرف منه بعشر حسنات.
ومما يعينك على الثبات قراءة سير الصالحين والصالحات من سلف الأمة الأبرار، والاجتهاد في التشبه بهم، فالتشبه بالكرام فلاح.
وابتعدي عن المعاصي والذنوب، فللمعاصي شؤمها وآثارها، وتذكري أن السيئة تجر إلى أختها والحسنة تأتي بمثلها، ومن ثواب الحسنة وبركتها ما يتلوها من حسنات.
ومما يساعدك على سلوك سبيل المؤمنين الاجتهاد في تبديل نظام (روتين) الحياة الخاص بك، واعلمي أنك مسؤولة عن عمرك وعن شبابك، فقد جاء عن الهادي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ....وفيه: وعن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه) وتذكري أن الموت يمكن أن يأتي الإنسان وهو في غفلة، فتكون الحسرة والندامة، والعياذ بالله.
وأنت بإذن الله على خير، فكرري المحاولات لعمل الصالحات، وأكثري من ذكر الله وطاعته واللجوء إليه.
نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أحب قراءة الكتب ولكن لا أفهمها ... 226540 ...
السؤال
أنا شابٌ أعاني من ثلاث مشاكل:
المشكلة الأولى: فأنا أدرس في مدرسة مختلطة، وأقوم بالكلام مع الفتيات، وعندما أعاهد نفسي على عدم الكلام معهم أرجع وأتكلم معهم أو هم يتكلمون معي، وأنا في الصف الحادي عشر، فأرجو نصحي.
مشكلتي الثانية: عندما أذهب للصلاة يصيبني شعور بعدم الذهاب للصلاة في بعض الأوقات، لكن عند فوات موعد الصلاة أشعر بالندم على إهمالي للصلاة، وأعاهد نفسي على أن لا أُهمل صلاةً بعد اليوم، لكن المشكلة تتكرر باستمرار .
المشكلة الأخيرة:
أنا طالب في الصف الحادي عشر، في المدرسة الصناعية، واختصاصي تقنيات حاسوب، أشكو من الملل وقلة التركيز في الدراسة، فكلما بدأت في الدراسة يصيبني الشعور بالملل والضجر؛ مما يسبب في ضياع الوقت الكبير مني، مع العلم بأنني أحب دراسة هذا الفرع.(113/276)
أنا أحب قراءة الكتب، لكن عندما أبدء في القراءة أقرأ القليل فقط، ولا أفهمه، وأضطر لأن أعيد قراءة الجملة مرةً أخرى لكي أفهمها، وعندما أفهمها وأنتقل للجملة التي تليها أنسى ما قرأته في السابق.
أرجو منكم النصيحة، وجزاكم لله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أخي الفاضل - حفظك الله، ورعاك - اعلم أن الالتزام بالعفة أدب إسلامي، دعا إليه القرآن الكريم، وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، فمن لم يستطع، فعليه بالصيام فإنه له وجاء" والوجاء هي الوقاية من الوقوع في الزنى والمحرمات.
والكلام مع الفتيات في غير منفعة، ولا مصلحة، يعتبر ضياعا للوقت، ومفسدة للنفس، والشيطان - أخي - يحاول أن يدخل من مداخله الواسعة، ويزين لك ذلك، ويقول تكلم معها مجرد كلام بسيط، وهكذا مرحلة مرحلة، إلى أن يوقعك في المعصية، ويقسو قلبك، والعياذ بالله! فحاول - أخي - أن توطن نفسك، وتحترس من مداخل الشيطان، وابتعد عن الكلام مع الفتيات، وعليك بالرفقة الصالحة التي تذكرك بالله دائما، وإن لم تجد فعليك بنفسك، واسأل الله تعالى أن يحفظك من كل سوء، وحاول أن تغض بصرك عن النظر إلى الفتيات؛ فإنه أدب نفسي رفيع، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الاطلاع على المحاسن والمفاتن، كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، والحيلولة دون وصول السهم المسموم، وهو سهم إبليس - عليه لعنة الله -.
حاول أن تعتزل المحرمات، كالغناء والأفلام الهابطة الماجنة.
اجعل لنفسك منهاجا وبرنامجا تقرأ فيه القرآن، وتكثر من الأدعية والأذكار بأن يحفظك الله من كل سوء.
أما الخشوع في الصلاة، فيحتاج إلى قلب نقي صافي من شوائب الدنيا، وهذه كلها من مداخل الشيطان - أخي الفاضل - يريد أن يسوف لك الأعمال، ويقول لك صل في ما بعد سوف تلحق الصلاة، ولا تستعجل، وأن يشغلك بالأمور المباحة كالدراسة مثلا عن الصلاة، فيقول لك ادرس ثم اذهب إلى الصلاة، فلا تترك له المجال - أخي - فإذا حان وقت الصلاة، انتفض ولب نداء ربك في جماعة، ولا تترك وقتا يفوتك؛ فتندم، وتخسر، واعلم أن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، فلا تضييعها، وحافظ عليها، وسترى الخير الكثير بإذن الله تعالى.
أما بالنسبة لعدم فهمك للكتب التي تقرؤها، فكل هذا ناتج عن نظرك إلى المحرمات، وتركك لصلاة الجماعة؛ فتراكمت المعاصي عليك، وأحاطت بفكرك وعقلك، وجعلتك لاتفهم شيئا مما تقرأ، واسمع إلى قول الله تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } ، وقال بعضهم :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي(113/277)
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
فمشكلتك - أخي الفاضل - هي النظر إلى المحرمات، ومصاحبة الفتيات، والتحدث معهن؛ لهذا لا تستطيع أن تركز في شيء، ولا تحفظ شيئا، ابتعد عن المعاصي والمحرمات، وغض البصر عن أي شيء يغضب الله تعالى، وصاحب الأخيار، واجعل لسانك رطبا بذكر الله، بإذن الله تعالى ستسمو نفسك، وتنجح في حياتك العلمية والعملية.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... أصبحت أنا الأب وحرمت من الزواج ... 16579 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني كنت فتاة متدينة ومحبوبة لدى الجميع، أسرتي كثيرة المشاكل بسبب المادة أو أسباب تافهة أو بسبب ولدي.
بحثت عن عمل، وتوقعت بأني سوف أحل جميع المشاكل، عملت وتدربت القيادة، ولكن اكتشفت أنني أمارس دور الأب في كل احتياجات الأسرة، ومسئوليتها وقعت على رأسي حتى تراكمت علي الديون ، لم يشعروا أني فتاة، حتى الزواج حُرمت منه.
علماً بأن لدي أخوان وأصبحوا يستغلوني مادياً، وهذا ليس بمهم، المهم أنني ابتعدت عن ربي، وأصبحت الهموم محيطةً بي من كل جانب، وأصبحت وحيدة دائمة البكاء.
هذه مشكلتي ، فأرجو أن لا تبخلوا علي بنصائحكم .
وجزاكم الله خيراً ونفع بكم البلاد والعباد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سبيكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يمدكِ بمددٍ منه، وأن يعينك ويأخذ بيدك إلى الخير، وأن يشرح صدرك له، وأن يوفقك في الدنيا والآخرة، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يعوضك عن ذلك كله.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأحب أن أبشرك وأطمئنك بأن هذه التضحيات التي تقدمينها لأهلك ولأسرتك لن تضيع هباءً ؛ لأن الحق سبحانه وعدنا أنه لا يضيع عمل عامل، وأنه يكافئ على الإحسان إحساناً، حتى ولو تنكر الناس لصنيع المعروف، وضاع عندهم، فلم ولن يضيع عند الله، ولعلك قرأت القصة التي وردت في السنن عن ذلك الرجل الذي سقى كلباً فشكر الله له وغفر له وأدخله الجنة، هل تتصورين أن الذي كافئ هذا الرجل على سقياه الكلب يضيع عملك وتعبك وجهدك وأنت تكرمين(113/278)
أهلك وأسرتك؟ طبعاً لا يتصور هذا، وسيكون هذا الجهاد العظيم في رصيدك عند الله، وسيكافئك عليه في الدنيا والآخرة، فواصلي المسيرة، ولكن مع خطة جديدة ونظام جديد؛ لأن هذا الاستنزاف لا بد وأن توضع له ضوابط، نعم ساعدي أهلك، ومع ذلك لا بد لك وأن تحتفظي لنفسك بشيء من دخلك تجدينه عند الحاجة، ولا يلزم أن يعلم بذلك أحد من أهلك، وهذا حقك ولا حرج في ذلك شرعاً.
وعليك كذلك تنظيم وقتك حتى لا يضيع عمرك بين هذه الأعمال التي نسيت معها نفسك، فلا بد لك من تنظيم الوقت حتى لا يضيع إيمانك في زحمة هذه الالتزامات، وأنت الوحيدة القادرة على إنقاذ نفسك وتقوية إيمانك، فإذا كنت صادقة في معالجة وضعك وتوجهت إلى الله بالدعاء فتأكدي أنك سُتعانين على ذلك، فاعقدي العزم، واتخذي قراراً قوياً الآن، وارفعي يدك إلى الله، وسليه العون، وضعي لنفسك برنامجاً إيمانياً مناسباً، وسوف تشعرين بالتحسن في أقرب فرصة.
حافظي على الصلاة في أول وقتها، وأذكار الصباح والمساء، وورد القران اليومي، وبعض المطالعات الإسلامية، واحرصي على البحث عن الصحبة الصالحة، وواظبي على حضور محاضرات ومجالس العلم، وستكونين في أحسن حال إن شاء الله.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أنا خجول جداً ولا أستطيع نصح غيري ... 16550 ...
السؤال
السلام عليكم.
أرجو من الله ثم منكم المساعدة، فأنا طالبٌ جامعي ولكني خجول إلى حد لا يتصور، فلا أستطيع الحديث في جمع من الناس، ولا أرفع صوتي، وعندما أخرج إلى أي مكان أحس وكأن جميع الناس ينظرون إلي وهم كذلك، وأنا إنسان ملتزم وذو لحية طويلة، ولكني لا أستطيع نصح من حولي، وعندما أعمل شيئاً ما أحس وكأن الناس تراقبني، فأحاول إتقانه لكي يعمل به الناس، ومنذ أربع سنوات وأنا أقضي 95% من وقتي لوحدي، ولا تقل حاول فإن الناس تنتقصني وتعتبرني تافه، رغم احترامي لهم، فأرجو المساعدة، فإني والله أبكي وأعاني مما أنا فيه.
أرجو إجابتي وعدم تحويلي إلى استشارةٍ أخرى.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ saad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي سعد حفظك الله ورعاك، اعلم أن الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته ويعترف بمسئوليته الكاملة عن أفعاله وتصرفاته، بينما يتأثر الإنسان السلبي بالظروف المحيطة وبآراء الناس فيه، ويشقى إذا انتقده أحدهم، وليس معنى(113/279)
الإيجابية أن تكون هجومياً أو لحوحاً عند تعاملك مع الآخرين، بل يكون تفكيرك مقداماً فتؤثر في الناس وتتأثر بهم.
ولكي تتخلص من الخجل يتطلب منك تتبع الخطوات التالية:
1- الوعي بذاتك: أي لا بد أن تكون مقدراً تماماً لقدراتك ومهاراتك؛ حتى لا تكوّن شعوراً كاذباً عن نفسك، فلا بد أن تكوّن صورة حقيقية عن نفسك دون مبالغة.
2- قوة الإرادة: لا تستسلم للخجل، ولا بد أن تكون لديك قوة الإرادة والتصميم على مواجهة هذه المشكلة بالإصرار؛ وذلك بالاندماج مع الآخرين سواءً في الدراسة أو في العمل أو في الحي، مما يزيد ثقة الفرد بنفسه تدريجياً فيتخلص من الخجل.
3- حيوي وذو عزم: لا بد أن تتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتتميز بوضوح الهدف.
4- إيجابي ومتفائل: أبعد عنك الإحباط واليأس، وتجاوز ذلك بسرعة، وحاول أن تتمتع بالإيجابية والإقبال على الحياة.
5- اجتماعي ومتعاون: حاول أن تشترك مع الآخرين في العمل الجماعي، وشجع غيرك على العمل، وقدم لهم يد العون والمساعدة.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... أتمنى من الله أن يسترني بالزواج ... 226458 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته .
أنا فتاة مسلمة من بلد إسلامي وأشعر بتأنيب الضمير، لأني قمت بعملٍ لا يرضي الله، ليس فاحشة ولكنه شيء ظاهري فعلته مع شاب، وهاأنا الآن نادمة ودائماً أستغفر الله، وأقول ربي سيدخلني النار. أتمنى من الله أن يسترني بالزواج .
أحس أن الدنيا مقفلة أمام وجهي؛ لأني قد خطبت منذ فترة واقترب موعد الفرح، ولكن انفصلنا، وكرهت الدنيا، ولدرجة أني فكرت بالانتحار، لا يفهمني أحد، لا العائلة ولا الأصدقاء.
أريد نصيحة فورية لي، فأنا دائماً حزينة ومهمومة، أعينوني بدعائكم لي بالصبر والزوج الصالح.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة/ نجاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يغفر الذنوب ويستر العيوب، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا السداد والثبات .
فإن الإنسان إذا تاب وأناب قبله الله ((وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات )) بل يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ويبسط يده بالليل ليتوب مسيءُ(113/280)
النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تخرج الشمس من مغربها، فاستري على نفسك، وتوبي إلى الله توبة نصوحاً، وابشري فإن الله غفورٌ رحيم لمن صدق وأخلص في توبته، بل ويبدل سيئاته إلى حسنات.
أما تأنيب الضمير فهو دليلٌ على روح الخير فيك والحمد لله، ولكن ينبغي أن يدفعك ذلك إلى الإكثار من الحسنات الماحية للذنوب والسيئات، ولا تستجيبي لوساوس الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله، وهذا العدو يحزن لتوبة التائبين ولذلك لا يتركهم، فاعتصمي بالله وأكثري من الذكر والاستغفار، وعندها سوف يفارقك هذا العدو خاسئاً وهو حسير.
واعلمي أن أفضل علاج للهموم هو ذكر الله تبارك وتعالى، وبه ينال الإنسان الطمأنينة، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وأكثري من دعوة نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ((لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
ولا يعني فشل الخطوبة نهاية الدنيا، بل لعل في ذلك خيرٌ لك، وعسى أن تكرهوا شيئاًَ وهو خير لكم، وكل شيء بقضاء وقدر، فلا تحزني على ما مضى، واستقبلي الحياة بأمل جديدٍ وثقةٍ في الله المجيد، الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء سبحانه.
وأحذرك من أن يقودك الشيطان للانتحار؛ لأنه يجلب غضب العزيز الجبار، ويجعل صاحبه من أهل النار والعياذ بالله، لأنه يدل على عدم الرضا بقضاء الله وقدرة، فأخرجي هذه الفكرة من ذهنك، واجتهدي في طاعة الله، فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، واجعلي اعتمادك وتوكلك على الله وحده، وإذا لم يفهمك أهلك اليوم فسوف تتغير الأحوال غداً بإذن الله، فاحرصي على طاعته، واصحبي النساء الفاضلات، وكما قال عمر رضي الله عنه (واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله) وابتعدي عن مواطن الرجال؛ فهي أماكن الفتنة والفساد، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان هو الثالث ليزين القبيح ويأمر بالفحشاء والمنكر.
وحتى ييسر الله لك أمر الزواج عليك لزوم طريق العفة والطهر، والبعد عن مواطن الريبة والتهم، واعلمي أن الفاسق والصالح إذا أرادوا الزواج لا يفكروا إلا في صاحبة الدين والخلق والحياء؛ لأن صديقة الغفلة والهوى لا تؤتمن على البيوت، وإذا حصل وتزوجت فلن تطول سعادتها؛ لأن زوجها هو أول من سيشك فيها وفي تصرفاتها، والشيطان لن يتركه حتى يخرب عليه بيته.
والحزن والهم لا يفيد الإنسان في شيء، فاشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة القرآن، وتجنبي الوحدة فإن الوحدة شر، ولا تندمي على ما مضى من فوات ذلك الخاطب، فالمسلم يردد في يقين قدر الله وما شاء فعل، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلا للمؤمن، فعمري قلبك بالإيمان.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يرزقك السداد والثبات.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ(113/281)
... لقد أصبح أخي مبذرا
... 16544
السؤال
في الواقع أن المشكلة تخص أخي، فهو في الثلاثين من العمر وغير متزوج، ويحمل الشهادة الثانوية، وملتزم بالفرائض الدينية ولله الحمد، بعد تخرجه عمل في وظيفة حكومية وكان راتبه جيد، وقبل أربع سنوات تقدم إلى وظيفة حكومية أخرى في مكان آخر فكانت الوظيفة من نصيبه، فرحنا بذلك وكانت الوظيفة مرموقة، ويمكن اعتبار راتبه ممتازاً، وهنا بدأت المشكلة، لقد أصبح أخي مبذراً وأصبح الادخار للمستقبل في نظره بخلاً؛ لأن الادخار كما يقول لا يمكنه من شراء ما يريد، صار يعطينا المال بلا حدود، ويستلف منه أصدقاؤه ولا يرجعون له ما استلفوه، ويعتبر ذلك من باب المساعدة وحب الخير، يشتري أشياء ليست مهمة ولا يستخدمها في الغالب بحجة أنها رخيصة، يبالغ في الأكل من المطاعم ويجاري في ذلك أصدقاؤه ويتنافسون على ذلك كما يقول، حتى أنه أصيب بقرحة حادة في المعدة، مثلاً يحلم بشراء سيارة غالية على الرغم من أن سيارته جديدة وممتازة، ولا أخفي عليكم أنه صار يبيع سيارته ويشتري أخرى أكثر من مرة ومن دون هدف، في إحدى المرات قام ببيع سيارته لصديق له لمجرد أنه أُعجب بالسيارة فلم يتردد ببيعها له، مع أن ما كسبه منها قليل جداً، وعندما سألناه قال أنه يخاف أن يحسده الصديق عندما يشاهد السيارة، حالتنا المادية قبل أن يعمل في هذه الوظيفة كانت جيدة ولم يقصر والداي علينا أبداً، وكنا نحاول أن ندخر ما يزيد لدينا لحياة أفضل، أما أخي فهو يعتبر ذلك بخلاً، وغالباً ما يحدث بينه وبين أبي وأمي خلاف على هذا الموضوع، ننصحه بالاعتدال والتوازن فلا بخل ولا تبذير ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ أنه ما زال يعتبر ذلك بخلا ً.
نرجو المساعدة، وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة / ى س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدر أخيك للحق، وأن يوفقه للصواب، وأن يجزيك خير الجزاء .
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت إن شاء الله، وأنه سوف يتعقل مع الأيام ويدرك خطورة مثل هذه التصرفات، فإن الكثير من الشباب في بداية حياتهم العملية يكونون كذلك بل وأكثر من ذلك، ثم مع الأيام يعودون إلى الاعتدال وإدراك الأمور إدراكاً جيداً ، خاصة إذا ارتبط بزوجة وأولاد، وشعر بالمسئولية تجاههم، ورغم ذلك فلا مانع من الاستعانة ببعض المقربين لديه من أهل الخير لنصحه وتذكيره بأهمية هذه النعمة، وأن من الشكر لها عدم تبذيرها أو إنفاقها بدون نظام أو فائدة، وأن الله سائلنا عن هذا المال يوم القيامة، بل إن النعمة(113/282)
الوحيدة التي يُسأل عنها العبد مرتين وكل النعم يُسأل عنها مرةً واحدة، كما ورد في الحديث، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع) وفي رواية عن (خمس) وعد منها: (وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه).
أقول: لا مانع من الاستعانة ببعض المقربين لديه، مع الاستمرار في نصحه وتذكيره على قدر استطاعتكم، وإلا فإن المسألة مسألة وقت، وعما قريبٍ سوف يرجع إلى رشده وصوابه، خاصة إذا فكر في الزواج أو تزوج ورُزق بذرية تحتاج إلى كل درهم من دخله، وعليكم أنتِ والوالدين بالدعاء له بالصلاح وعدم الإسراف أو التبذير، وأن يرزقه الله صحبةً صالحة تعينه على طاعة الله، وتحثه على فعل ما يرضيه سبحانه.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ليس لي سبيل غير الموت فهو راحه لي من كل شيء ... 16531 ...
السؤال
ضاقت علي الدنيا بالهموم والمشاكل، ودعوتي لا تُستجاب، ماذا أفعل؟ ليس لي سبيل غير الموت فهو راحه لي من كل شيء، هل أرضي ربي أو أهلي ومجتمعي؟ فإذا أرضيت ربي غضب الأهل، وإذا رضيت أهلي فقدت سعادتي وفرحتي، ماذا أفعل؟
كلنا يخطئ ، وخيرنا التائب، فقد تبت إلى الله ، ومع هذا أشعر بأن همومي مستمرة، ودعوتي لا تستجاب، ماذا أفعل ؟
أرشدوني وانصحوني .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن ييسر الأمور ويغفر الذنوب، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا شرور أنفسنا .
فإنه لا يجوز للمسلم أن يتمنى الموت لضرٍ نزل به، فإن كان لا محالة فاعلاً فلا بأس من أن يقول اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وخيرُ الناس من طال عمره وحسن عمله، ولعل الإنسان يعيش فيفعل خيراً أو يتوب وينيب إلى الله.
وإذا حرص الإنسان على أن يرضي ربه رضي عنه وأرضى عنه الناس، و ما تقرب العباد إلى الله بأحب مما افترضه عليهم، ولا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه، وإذا أحب الله عبداً أمر الملك أن ينادى بأن الله يحب فلاناً فيحبه أهل السماء، ثم يُلقى له القبول في الأرض، وينال محبة الناس وإكرامهم له، وقد قال سبحانه: ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً)) وقال في وصف أوليائه المتقين: ((ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين(113/283)
آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا..)) وهي الثناء الحسن والقبول بين الناس عند ذلك، فاجعلي هدفك وغايتك رضوان الله، وسوف يرضى عنك الخلق عند ذلك، أما إذا طلب الإنسان رضى الناس فهذا محروم من الخير؛ لأن رضى الناس غايةٌ لا تدرك، فكما قيل: لا يعجبهم العجب.
وإذا مدحوا الإنسان اليوم ذموه غداً، وهم لا يملكون لأنفسهم -فضلاً عن غيرهم- نفعاً ولا ضراً، وإذا رضي الله عن الإنسان فلا يضره سخط الناس وغضبهم، ولن ينال الإنسان السعادة إلا بطاعة الله وطلب رضوانه، فلنجعل عملنا لله، وفرحنا بما أكرمنا به الإسلام والهدى والقرآن ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون)) واعلمي أن الطمأنينة والسعادة لا توجد إلا في رحاب الإيمان والذكر، قال تعالى: ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)).
واعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل إن الذي يصدق في توبته ويخلص في أوبته يبدل الله سيئاته إلى حسنات، كما قال تعالى: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)) وعليك بالذكر والاستغفار واللجوء إلى الغفار سبحانه، واجتهدي في تلاوة القرآن، وابحثي عن رفيقات صالحات، واجتهدي في تحصيل الحسنات الماحية، ولا تتوقفي عن الدعاء والتضرع ، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال يا رسول الله قال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيتحسر عند ذلك ويدع الدعاء) وابشري فإنه ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: أما أن يستجيب دعوته، وأما أن يدفع عنه من البلاء مثلها، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها، فأكثري من الدعاء، واعلمي أن الإجابة قد تكون بإحدى الصور السابقة، ورحم الله رجالاً في سلفنا كان يدعون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن تأخرت الإجابة يرجع أحدهم بالملامة على نفسه ويقول لها: مثلك لا يجاب، ويجتهد في الاستغفار والطاعات، أو يقول: لعل المصلحة في أن لا أُجاب، فالمسلم يحرص على الدعاء؛ لأن الدعاء عبادة يؤجر عليها فاعلها، بل إن الدعاء هو العبادة.
وللدعاء آداب لا بد من مراعاتها، منها:
1- الإخلاص وحضور القلب، فالله لا يستجيب الدعاء من قلب ساهٍ لاهٍ.
2- أن لا يكون في الدعاء إثمٌ أو قطيعة رحم.
3- أن يحرص الداعي على طلب الحلال.
4- أن يعزم في المسألة، ويلح في الدعاء، ويكرر الطلب.
5- أن يوقن بالإجابة.
6- أن يقدم بين الدعاء طاعات، ويثني على الله، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
7- أن يجتهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب استطاعته.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ(113/284)
... أرجو منكم أن تعينونني في كيفية إنقاذ أخي مما هو فيه ... 16529
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آمل منكم أيها الإخوة بعد الله تعالى أن تعينونني في حل مشكلتي .
أخي الذي يصغرني بعامين مشاكله لا تنتهي، وتتمثل في شيئين: حب المال لدرجة قوية، ومصادقة الفتيات، وهو يبلغ من العمر 29 ، وخريج أحد المعاهد العليا منذ 3 سنوات، فقد استولى منذ حوالي 8 سنوات على سيارة والده، وقام ببيعها دون أن ندري، وسبب لنا العديد من المشاكل، ككتابة إيصالات الأمانة التي تنتهي أن يقدمها صاحبها في المحكمة، وخوفاً من والدي على ابنه يقوم بدفعها على أمل منه أن يهديه الله، ولكن الأمور تزيد وتزيد إلى أن دخلت الأمور في سرقة من يعرفهم من الجيران والأصدقاء، مع العلم بأنه لا يتعاطى المخدرات، وإنما يقوم بإيجار السيارات وهمه المنظر أمام أصدقائه، ودائماً يكذب ولا يقول الصدق أبداً، ولا نستطيع معرفة ما بداخله، وقد سرق حلية ذهبية لأخته، وما من مكان عمل إلا وخرج منه بمشكلة، وآخر مشاكله أمام القضاء، فقد حُكم علية بـ 15 يوم، وقمنا بعمل الاستئناف له على أمل أن نصل لوقف تنفيذه، وللعلم فإننا جميعاً والحمد لله مواظبين على أداء الصلوات في وقتها، ومنزل أبى أشبه بالمسجد، ونحن والحمد لله مركزنا مرموق اجتماعياً واسرياً ، وأبي يشغل منصباً مرموقاً، أما أمي فهي ربة منزل.
أرجو منكم أن تعينونني على حل هذه المشكلة ، وكيفية إنقاذ أخي مما هو فيه.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهدي أخاك، وأن يصلحه، وأن يصرف عنه كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرده إلى رشده وصوابه.
وبخصوص ما ورد برسالتك فنادراً ما تجد منزلاً يخلو من شخصٍ ينغص على أهله حياتهم، فمثل أخوك كثير منه في كثير من البيوت، وإن كانت التصرفات متفاوتة والأخطاء مختلفة، لذا أوصيك وأهلك أولاً بالصبر الجميل، وثانياً بالدعاء له بالهداية والصلاح، خاصة من والديك؛ لأن دعاء الوالد لولده لا يُرد، وثالثاً محاولة إبعاده عن أصدقاء السوء؛ لأن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، ورابعاً أنصح بربطه مع جماعة الدعوة والتبليغ التي تخرج في المساجد، وذلك بعرض الأمر عليهم، وطلب مساعدتكم في إخراجه من هذا الوضع الذي هو فيه، وهم لهم طريقتهم في إقناعه، فاتركوا الأمر لهم؛ لأنه لو خرج معهم وعايشهم فسوف يتغير في أسرع وقت، وسيكون من أحسن الناس خلقاً وسلوكاً إن شاء الله، وأعتقد بأن هذا هو العلاج المناسب لمثل حالته، فعليكم باتباع ما سبق ذكره، ولا ما نع كذلك من عرضه على(113/285)
بعض المشايخ الذين يُعالجون بالرقية الشرعية؛ لاحتمال أن يكون به شيء وهو لا يدري .
مع تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد، ولأخيك بالهداية والرشاد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هل صحيح كما تدين تدان حتى لو تاب الإنسان ... 226437
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا الفتاة أقامت علاقات مع رجال متزوجين، ليس بغرض هدم حياتهم، ولكن من ضعف نفس ووسوسة شيطان لعين، وبسبب الإعجاب، ويكون هم من بدءوا الإيقاع بها، ونظراً لضعف الفتاة فإنها تستسلم، ولكن ليس لدرجة الوقوع في الزنا، وقد تابت الفتاة وندمت بشدة، وتحاول أن تجاهد نفسها عن أي معصية، وطبعاً كما هو معروف من تاب وأصلح فإن الله غفور رحيم، ولكن أحياناً تفكر الفتاة أنها قد تُدان كما فعلت هي مع أزواج الأخريات، فقد تظهر فتاة تقيم علاقة مع زوجها، فهل صحيحٌ كما تدين تدان حتى لو الإنسان تاب وأقلع عن ذنبه، أم أنه بتوبته قد عفا الله عنه ولن يحدث ما تعتقده ؟
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يعفر الذنوب ويستر العيوب، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فإن وجود المرأة مع الرجال سببٌ لفتنتها وفتنة الرجال، ولهذا حرصت هذه الشريعة المباركة على أن تباعد بين أنفاس الرجال وأنفاس والنساء، فمنعت الاختلاط وحرمت الخلوة؛ لأن الشيطان يكون حاضراً، وأمرت بغض البصر، وهو الوسيلة لحفظ الفروج وطهارة النفوس.
ولا شك أن صيانة الإنسان لعرضه تبدأ من محافظته على أعراض الآخرين.
وقد أحسن الشافعي حين قال:
يا هاتكاً حرم الرجال وقاطعاً سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حراً من سلالة ماجد ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزنِ يُزن به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
وإذا صدق الإنسان في توبته، وأخلص في رجوعه إلى الله، فإن الله يغفر له، بل ويبدل سيئاته إلى حسنات، ومن حفظ الله بطاعته حفظه الله وستر عليه، وليس من الضروري أن يحدث للإنسان ما فعله للآخرين، ولكن ربما يحدث لآخرين من أهل(113/286)
الغواية والفساد من أهله، فإنه لا تزر وازرةٌ وزر أخرى، فلا يجوز لمن فعل الأخطاء ووقع في الزلات أن يشك في أهله الذين حوله، ويعتقد أنهم يفعلون مثل فعله، وقد أخرج الله من أصلاب الفساق والفاجرات بعض الأخيار، فقد يعفو الغفور عن بعض المذنبين، ويُرضي بعدله وحكمته المظلومين، ولو يؤاخذ الله كل مخطئ بخطئه ما ترك على ظهرها من دابة.
وإذا حدث الانتقام فإنما يحدث مع من يسلك طريق الغواية والانحراف من أهل العصاة وأقربائهم، ويحفظ الله المتقين الأخيار، ويدافع عن الذين آمنوا، ويصون أعراضهم.
فأرجو أن تكثري من الدعاء، وتسألي الله أن يحفظ زوجك وأهلك والمسلمين من الفواحش والمنكرات ما ظهر منها وما بطن، واجتهدي في التزين لزوجك من أجل إعفافه عن الحرام، وابتعدي عن المعاصي والذنوب، واعلمي أنه لا يجوز لك حكاية ما كان يحدث منك للناس، فاستتري بستر الله عليك، وأكثري من الاستغفار والإنابة إلى الله.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أفكر في الرحيل والسكن بعيداً عن أمي ، فهل أفعل؟ ... 16505 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا أرملة منذ 13 سنة، لي ابنٌ عمره كذلك 13 سنة، حيث مات زوجي وأنا حامل ، وكنت شابة في بداية الحياة الزوجية، رجعت لبيت أهلي واشتغلت وأصبحت أساعد أهلي بما أستطيع، مشكلتي أمي التي تحب المال ، بل تعبده ، وجعلت إخوتي يعتمدون على راتبي في كل شيء، بحيث أخذت قروضاً حتى أستطيع أن ألبي رغباتهم، لو اشتكيت وقلت أنه ليس عندي نقود تغضب أمي وتبكي، لا تصلي وعلاقتها سيئة بالجيران، أبي مسكين يعاني من تسلطها ويخاف منها، ومهما حاولت إصلاحها لا أصل لنتيجة، دائما أكلمها عن الموت وأذكرها بمن ماتوا من إخوتها حتى تخاف من الله لكن دون جدوى، أصبحت لا أستطيع أن أوفر لابني متطلباته المادية، لا أحس بأي حنان تجاهها، ولا أحب أن أجالسها، ولا أستطيع إلا البكاء أو الدعاء في صلاتي حتى يهديها الله وألا يؤاخذني بذنوبها، أفكر في الرحيل والسكن بعيداً عنها ، فهل أفعل؟ شكراً جزيلاً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل(113/287)
وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يهدي والدتك، وأن يبارك لك في رزقك وولدك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، وما تعانين منه بخصوص والدتك، فهذا أمرٌ يعاني منه الكثير من الأخوات مثلك، فلست وحدك في هذا الابتلاء، ويرجع ذلك إلى بعض الصفات التي اكتسبتها الأمهات وصعب عليهن التخلص منها، فنشأت وكبرت معها حتى أصبحت جزءً لا يتجزأ من شخصيتها، وقد لا تشعر بأنها غير طبيعية، أو أن تصرفاتها غير مقبولة، بل ترى أنها أماً مثالية، وأنها من أفضل الأمهات، ولذلك ليس أمامك في هذه الحالة إلا ما يلي:
1- الصبر عليها قدر استطاعتك، واعلمي أن النصر مع الصبر.
2- عليك بالدعاء لها بالهداية والصلاح، ومعرفة الصواب والسير عليه، وأن يعافيها الله من هذه السلبيات.
3- عليك بإحسان عشرتها، ومعاملتها باللطف والعطف، وعدم الضجر أو التأفف أمامها .
4- يمكنك نصحها بأدبٍ ورفق وتواضع، وبيان بعض العيوب لها، وأنك حريصة على أن تكون من أفضل الأمهات، وأن تتمتع بأعظم وأحسن الصفات.
5- لا تساهمي في الإنفاق إلا بما يتناسب مع ظروفك، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها، ولا تستجيبي لرغبات أمك أو أخواتك إلا بما يتناسب مع ظروفك، وحاولي ردهم بالحسنى، مع عدم إلزام نفسك بأي قروض أو ديون.
6- أنصحك بعدم ترك المنزل، وأرى ضرورة البقاء مع الأم، مع الصبر عليها، فإن من يُخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل عند الله ممن لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، خاصةً الوالدين، فاصبري ولا تتركي المنزل، حتى ينفد صبرك، وعليك بالدعاء لنفسك بالثبات والاستطاعة وقوة التحمل، وأن يبارك لك في ولدك، وأن يجعله من الصالحين، وثقي وتأكدي بأن الله معك، ولن يتخلى عنك ما دمت حريصة على إكرام أمك طمعاً في رضوان الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والصبر الجميل .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... إنقاذ الشباب المسلم من الإنحراف الخلقي ... 16479 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أدري من أي نقطة أبدأ، ولكن هنالك الكثير من الأمور التي تهم الشباب ، وخاصة في الجزائر، حيث نجد أن معظم الشباب فيه انحراف خلقي خطير جداً ؛ نتيجة جهلهم بالدين الإسلامي الحنيف ، وعليه نرجو من إخواننا المساعدة لإنقاذ الشباب المسلم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ميلود حفظه الله.(113/288)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكراً لك أخي ميلود على هذا الاهتمام بشباب الأمة، وفي حقيقة الأمر مثل هذا السؤال يحتاج إلى صفحات وصفحات للإجابة عليه، ولكن نحاول أن نكتفي ببعض الجوانب الرئيسية.
لقد عنى الإسلام كل العناية ببث الأخلاق الكريمة، وغرس الفضائل في نفوس الشباب، وتعويدهم على التمسك بالفضيلة وتجنب الرذيلة في الناحية الروحية والإنسانية، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، والخلق الطيب يدعونا إلى أداء الواجب وإتقان العمل وتحمل المسؤولية والحرص عليها، ويدعونا أيضاً إلى حسن التعامل، وقد ذكر أحمد شوقي في بيته المشهور:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
واعلم أخي ميلود أن النفس عرضة للإصابة بأنواع العلل والأمراض النفسية التي تخرجها عما ينبغي إلى ما لا ينبغي من الأخلاق والسلوك، وينتج هذا عدم تكيف الشاب مع نفسه، فيكون قلقاً متشائماً منقبض النفس، ويفقد تكيفه مع بيئته الاجتماعية، فيكون منطوياً أو عصبياً أ منحرفاً أو مستهتراً غير مبال بالقيم الاجتماعية والأخلاقية والعادات الاجتماعية.
والنفس قبل أن تُصاب بهذه العلل والأمراض أو بواحدةٍ منها تكون صحيحة سليمة متكيفة مع الأوضاع، وعلى العاقل أن يحافظ على سلامتها؛ إذ أن الوقاية خيرٌ من العلاج، وهنا يكمن دور الموجه والمرشد والناصح الأمين الذي يأخذ بأيدي الشباب إلى بر الآمان، إلا أنه ينبغي على الموجه أو المرشد أو المربي أن يلتزم ببعض الصفات منها:
1- الحكمة في علاج المشكلة، والصبر في التعامل معها ليكون توجيهه مثمراً وناجحاً.
2- الموعظة الحسنة، فإن القلوب لها مفاتيح ومغاليق، وأرجى مفاتيحها الموعظة الحسنة، فيشعر المستمع بلذة الأمن والراحة والاستقرار بالرجوع إلى الله واللجوء إليه.
3- الجدال بالتي هي أحسن وبلا تحامل على الشباب، ودون اتهام، فيناقش المشكلة بكل موضوعية لكي يصل إلى الحل الأنجع.
4- البدء بالأهم ثم المهم، وفي هذا التدرج حكمة لإخراج الأمراض والعلل من نفوس الشباب، وإدخال العلاج النافع.
إذا نحن تتبعنا هذه الخطوات أخي ميلود نستطيع أن نحتوي المشاكل التي يعاني منها الشباب، ونأخذ بأيديهم إلى النجاة بإذن الله تعالى .
أما عن المشكلات التي يعاني منها الشباب، فهذه توجيهات ونصائح لعلها أن تجد القلب الواعي والأذن الصاغية:
1- يجب على الوالدين الاهتمام بأبنائهم، ومتابعتهم في البيت والمدرسة والشارع، ومناقشتهم لمعرفة ما يدور في أذهانهم.
2- حث الشباب على التمسك بالمنهج الإسلامي والالتزام بشعائر الإسلام وأداء الصلوات في أوقاتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.(113/289)
3- اختيار الصحبة الصالحة.
4- تربية الشباب على التربية الإيمانية الصحيحة، حتى تطمئن قلوبهم ويشعروا بالسعادة.
5- أن يكون يقظاً واعياً صحيح النية عند الإقدام على أي عمل.
6- الاستفادة من أوقات الفراغ وخاصة في الإجازات واستثمارها فيما يعود بالنفع عليه وعلى أمته.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... أحس دائماً بأني لست قريبة من الله ... 16421
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيده ملتزمة والحمد لله، حجيت بيت الله مرتين، وعدد من العمرات، ولكني أحياناً وللأسف يستطيع الشيطان إلهائي عن الصلاة كتأخيرها أو السرحان فيها والتفكير في أشياء بعيدة جداً ، أو عدم القيام لصلاة القيام والفجر .
أريد أن ألتزم أكثر وأتقرب من الله أكثر ولا أتقهقر ، علماً بأن داخلي إيمان والحمد لله، وذلك الأمر يسبب لي الاكتئاب ، وعدم الرضا عن عبادتي لله ، وأحس دائماً بأني لست قريبة من الله.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amalhafez حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يرزقنا الثبات والسداد، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الإحساس بالتقصير هو الدافع الأساسي لإصلاح المسير، وزادك الله حرصاً على الخير، وثبتنا وإياك على دينه، وشكراً لهذه المشاعر الطيبة، وتذكري أننا في صراع مع هذا العدو الذين يصر على القعود على الصراط المستقيم ليعوق السالكين، ولكن كيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على أهل الإيمان والتوكل على الله.
فأكثري من الاستغفار وذكر الرحمن، وسوف ينصرف هذا العدو، وجالسي الصالحات لتجدي من يعينك على الطاعة، وبادري لأداء الصلوات لأول وقتها.
أما السهو في الصلاة فعلينا أن نجتهد في استحضار الخشوع الذي هو روح الصلاة، ومما يعين على ذلك شعور المصلي أنه يقف بين يدي الله، وتدبر القرآن والانشغال بالأذكار، والتخلص من الشواغل مثل الجوع والعطش، (فلا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)، واختاري لصلاتك مكان خال من التصاوير والمناظر، ومن الضروري أن يكون الجو معتدلاً، والملابس التي تصلى فيها واسعة، وقدمي بين يدي صلاة الفرائض نوافل وأذكار وتلاوة للقرآن لتنتقلي من طاعة إلى مثلها، وجاهدي(113/290)
في طرد السرحان والسهو، ولكن إذا حدث ذلك فمن لطف هذه الشريعة أن الله شرع لنا سجود السهو جبراً للخلل والنقصان، وإرغاماً وكيداً للشيطان، الذي يحزنه أن يسجد المؤمنون لله، فيعتزل ويبكي ويردد أُمرت بالسجود فلم أسجد فلي النار، وأُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة.
وإذا جاءك الشيطان بأفكار ووساوس فتعوذي بالله من الشيطان، ورددي في يقين وإيمان (آمنت بالله) واحمدي الله الذي رد كيده إلى الوسوسة، واعلمي أن مدافعة تلك الأفكار ومجاهدة تلك الوساوس هو صريح الإيمان.
أما بالنسبة للقيام فاستعيني عليه بعد الله، بقيلولة يرتاح بها البدن، وقللي من الطعام، وعليك بالنوم المبكر والحرص على الطاعات، واحرصي على النوم على طهارة ونية، واتخذي وسائل للتنبيه (المنبه)، فإن لم تستطيعي أحياناً ونمت عن حزبك من صلاة الليل فالسنة أن تؤديه بين صلاتي الظهر والفجر، واعلمي أن الحرص على الفرائض ينبغي أن يكون أكبر من النوافل، وقد يشغل الشيطان الإنسان بالنوافل ليضيع عليه الفرائض، أو بالعمل المفضول على حساب العمل الفاضل، وهذه من حيل هذا العدو الخبيث.
واعلمي أن المؤمن يطرد الاكتئاب والأحزان بذكر الرحمن، وسوف تنالي القرب من الله بمقدار طاعتك له سبحانه (وما يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه ...).
وأبشري فلن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التقرب إلى الله الرحيم الذي إذا تقرب العبد إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً، وإذا أقبل على الله يمشي أتاه هرولة، فسبحان من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، بل يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ويضحك من عبده، ولن يعدم الصالحون من رب يضحك خيراً.
أسأل الله لك التوفيق والثبات حتى الممات، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... لا أدري ماذا حل بأخي
... 16403
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلة تتعلق بأخي.
لا نعلم نحن عائلته ما الذي حل به فجأة!!! لقد كان مثالاً للشاب المطيع، لكن فجأة انقلبت حاله، وأصبح يُكثر من السهر خارج البيت، وقد ينام خارج البيت ولا نعلم أين هو، مع أن أبي اشترى له هاتف نقال لنطمئن عليه، لكنه لا يرد علينا، كما أنه قام بسرقة مبلغ بالآلاف ولم يهمه ذلك، اختفى لعدة أيام ثم عاد، وكأن شيئاً لم يكن، أصبح يصيح بأبي وأمي، وقد تجرأ إلى أن رفع يديه عليهما، ورمى ببعض الأغراض، كذلك قام بضرب إخوتي الصغار، وبحكم دراستي بالخارج فإنني لا ألتقي به إلا قليلاً.
أضيف أنه يكثر من استماع الأغاني، ويتهرب من الصلاة، ولا يؤديها إلا إذا جريناه إليها جراً، دخلت عليه ذات مرة فجأة وهو جالس على الكمبيوتر فإذا به يشاهد صوراً(113/291)
خليعة، فحذرته وذكرته بعقاب الله، وقال لي أنه لن يعود إلى ذلك ، ولكن الآن أصبح الأمر عنده عادي، ولا يهمه شيء.
ما العمل، وما الحل ليعود إلى صوابه؟
أُحب أن أضيف أني أشك في أصحابه الجدد، فلقد وجدته مرة وهو معهم وهم يدخنون، والحقيقة أن أشكالهم لا تُطمئن، ولقد وصل به الأمر إلى أن رفع علي سكيناً حينما كلمته عن هؤلاء .
أعينوني في محاولة إقناعه بالابتعاد عن هؤلاء، ما الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ W.M حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله أن يصلح هذا الفتى وأن يرده إلى صوابه، وأن يعين الجميع على ذكره وشكره، وأن يرزقنا وإياكم الرشاد والسداد .
الصاحب ساحب، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت، وفترة المراهقة لها جوانب ينبغي أن نهتم بها، فلا يصلح فيها أسلوب التهديد والمعاملة القاسية، ولكن الصواب أن نصاحب أبناءنا في هذه السن، ونركز على إقناعهم والاستماع لآرائهم، ونحترم مشاعرهم، لأن الشاب في هذه المرحلة يريد إظهار شخصيته، ويحاول أن يتنصل من ضعف مرحلة الطفولة، ومن معالم المنهج الإسلامي في التربية أن نلاعب أطفالنا سبعاً ونؤدبهم سبعاً ونصحبهم سبعاً، فإذا زاد عمره عن أربعة عشر عاماً فينبغي أن نعامله معاملة الصاحب، فلا نزجره أمام الناس، ولا نفرض عليه آرائنا، وإنما نجتهد في تشجيع الإيجابيات وتنميتها ، والتنبيه بلطف إلى السلبيات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن عمر عندما قال له: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فترك هذا التوجيه النبوي اللطيف آثاراً غامرة في نفس ابن عمر فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً.
ولا بد للأسرة من القيام بدورها، وعلينا أن نبحث عن سبب الهروب من المنزل، وعلينا أن نرحب بأصدقائه إذا جاءوا للبيت، فالخوف من الصداقات الهاربة التي تختفي في ظلمة الليل وتبتعد في البراري، والأب الناجح يتفقد أبناءه عند الأذان وعند الطعام وعند المنام، ويسأل أبنائه بلطف عن المكان الذي يذهبون إليه ويسهرون فيه، ولا تفضل هنا الطريقة (البوليسية) يعني طريقة التحقيقات، لأنها تعلم الكذب ولا يرتاح لها الشباب في هذه السن، وعلينا أن نوفر البرامج البديلة مثل صلة الأرحام والسفر إلى البقاع الطاهرة، ونُشعر هذا الفتى بحاجتنا إليه وانتفاعنا بوجوده بيننا، ونحمله بعض المسئوليات، ونذكره بضرورة وجود رجل في البيت يحرس الدار ويصون العرض.
ولا شك أن الغياب عن البيت يترك أكثر من علامة استفهام، وهذا أمرٌ له خطورته خاصة إذا كان المبيت خارج المنزل، ولا بد من معرفة الرفقة التي تسهر معه والبرامج التي يسهرون عليها، والأمر في البداية يمكن علاجه، ولكن إذا أُهمل فسوف يصعب العلاج، ولا ينفع عند ذلك الندم.(113/292)
وأنت شابٌ قريب من سنِّه فعليك بالتعرف على أصدقائه، ولا تطلب منه تركهم أو تتكلم معه عنهم بكلام جارح، ولكن إذا وجدت عندهم أخطاء فاختار الوقت المناسب لبيان تلك السلبيات، واطلب منه أن يقلل من الجلوس معهم حتى لا يتأثر بصفاتهم، وقدم نصائحك بلطف لهم جميعاً، وقل لهم كلنا شباب ونعرف ما يحتاجه الشباب، ولكن المسلم يتقي الله ويبتعد عن الأشياء التي تغضب الله، وتحكي لهم قصص لاعترافات شباب عادوا إلى الله وندموا على تفريطهم في جنب الله، وتطلب منهم الحضور للمنزل ، وتجلس معهم وتحاورهم بلطف، وهذا بلا شك يسعد هذا الأخ ويعيد له الثقة في نفسه.
وأرجو أن يكثر الوالدين من الدعاء له بالهداية، واختيار الأوقات الفاضلة لنصحه، ومن الضروري جداً توحيد المنهج التوجيهي فلا يأمره الوالد بشيء وتطلب منه الأم خلاف ذلك؛ حتى لا يستفيد من هذا التناقض، والصواب أن يكون هناك تنسيق تام وتوزيع للأدوار في جانب التوجيه.
وأرجو أن تعطيه جزء من وقتك وتهتم به حتى بعد سفرك بملاطفته والسؤال عن أحواله والاتصال عليه من حين إلى آخر.
وافتح صدرك له، وكن مستمع جيد لتعرف ما يدور في خلده، وأمنحه الثقة في نفسه واتخذ معه أسلوب المصارحة، واجعل السلبيات بينك وبينه.
وأحذركم من استخدام الكلمات الجارحة فإن آثارها مدمرة.
ولا شك أن الصور الخليعة في غرفته الخاصة لا تقل من خطورتها وآثارها عن أصدقاء السوء، فاجتهدوا في النصح والتوجيه وذكروه بآثار هذه الشرور والعياذ بالله، وساعدوه على الانتظام في الصلاة.
اطلب من الأخيار أن يزوره خاصة في الأوقات التي تسبق الصلوات حتى يجد من يشجعه على المواظبة، واحرص على إدخال الكتب النافعة والأشرطة المفيدة لتكون بديلاً لأشرطة الغناء.
ولا تكرروا اللوم عليه حتى لا يألف ذلك، فتهون عنده المخالفات، ولكن عليكم باختيار الأوقات الفاضلة والكلمات اللطيفة، وخاطبوا عقله حتى يعترف بأضرار هذه المخالفات عليه في الدنيا والآخرة، فيتركها عن قناعة.
واجتهدوا في إبعاده عن رفقاء السوء المدخنين، فإن السجارة هي الباب الرئيسي الموصل إلى المخدرات والشرور، فلن يقف الأمر عند هذا الحد مع خطورة التدخين وحرمته في شريعتنا، وليكن ذلك برفق، فالكلام عن أصدقاء السوء يصعب عليه احتماله، وفيه هدم لشخصيته وفرض للوصاية عليه، وهذا الذي يجعله يتوتر، وإذا شعر الأصدقاء بذلك فسوف يحرضوه على التمرد والمخالفة.
نسأل الله له الهداية والثبات والسداد، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... هناك أمور تغضب الله ممن حولي كيف أتجنبها ... 16368 ...
السؤال(113/293)
هناك بعض الأمور التي أعلم أنها قد تغضب الله ، ولكنني أرى الكثير من حولي يفعلها، وأنا أكون مصرة على عدم فعلها، ولكن أرى أخواتي ومن حولي يفعلها ، فبدأت أتهاون بها مثلهم، وأحس أنها ليست على درجة خطيرة أو أنها لن تؤثر، أريد أن أعرف هل كلامي صحيح؟ وكيف أتجنبها؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أسأل الله العظيم أن يرزقنا جميعاً الهدى والتقى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
إن الإسلام هو الانقياد والطاعة، والمسلمة لا ينبغي أن تكون إمّعة، إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا شاركت في الإساءة، ولكن أرجو أن نوطن أنفسنا، فإن أحسن الناس أحسنَّا، ولكن ليس لأجل إحسانهم، وإنما طاعةً لمن يأمر بالعدل والإحسان سبحانه، وإذا أساء الناس أن نتجنب الإساءة، ونحتسب الأجر عند الله.
والمسلمة تسير على طريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وتهجر طرق الغواية والضلال ولا تغتر بكثرة الهالكين، وقد نقل لنا القرآن أصوات النادمين، فكان من أسباب هلاكهم قولهم: ((وكنا نخوض مع الخائضين)) فلا يجوز للإنسان أن يمشي مع التيار ويركب الموجة ويساير الموضة، وصدق الله القائل: ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)).
فاستمري يا ابنتي على إصرارك وحرصك على عدم فعل المعاصي حتى ولو كانت صغيرة، فالإنسان لا ينظر إلى صغر المعصية ولكن يتذكر عظمة من يعصيه سبحانه، واعلمي أنه لا صغيرة مع الإصرار.
وقد قال الشاعر:
لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى.
وحقاً فمعظم النار من مستصغر الشررِ.
احرصي على الاستمرار في تذكير الأخوات بخطورة المخالفات، فإن الإنسان إذا ترك الدعوة والنصح ألِف المنكرات والعياذ بالله، وهذا سبب هلاك بني إسرائيل الذين قال الله فيهم: ((كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)).
فكان الرجل يلقى أخاه على المعصية فيقول له اتق الله ودع ما تصنع، ولكن لا يمنعه ذلك أن يكون صديقه وجليسه، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض.
وليس في المعاصي أنواع ليست بدرجة خطيرة، أو أنها لن تؤثر، فللذنوب آثارها المدمرة، ويكفي في السيئة أنها تجر إلى مثلها وتُحرم العبد التوفيق والعلم، فتجنبي المعاصي، وانصحي من تقع في المخالفات، ولا تجاملي أحداً على حساب دينك، وتوجهي إلى الله وسليه الثبات والسداد.
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي(113/294)
ـــــــــــــــــــ
... أصوم ، لكنني لا أصلي
... 226203 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله الذي ألهمني دخول هذا الموقع الديني، والذي أتمنى من الله أن أجد مرادي فيه.
أنا شابٌ، عمري 20 سنة، مشكلتي تتلخص في الآتي:
أخاف الله لكني أعصيه وأعلم أن هذا ليس خوفاً بمعنى الكلمة.
لا أصلي حالياً، شهر أصلي وشهرين لا.
لا أزني ولا أشرب الخمر ، ولست ظالماً، ولم أقهر أحداً، وأتصدق على المساكين.
لا أصلي بنية، ولا أصلي بصدق.
لدي من الأصدقاء اثنين، وهم لا يزنون ولا يشربون الخمر، ومشكلتهم نفس مشكلتي.
أفهم بعض الأمور الدينية والدنيوية ، وأحفظ بعض السور القرآنية ، فقد حفظت عندما كنت 12 سنة ربع القران.
أصوم الأيام المستحبة ولا أصلي.
هذه هي مشكلتي ، فكيف كيف أستطيع أن أتقرب إلى الله بالصلاة ولا أقطعها، وأصلي بصدق؟
أريد أن أتلذذ بصلاتي، وأن أكون قريباً من الله بعيداً عن الحرام.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
ابني العزيز: أسأل الله لنا ولك الهداية والثبات، ونسأله تبارك وتعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
اعلم أن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، فاجعل خوفك من الله بقدر قدرته عليك، واستحي من الله بقدر قربه منك، ولا تنظر إلى صغر المعاصي ولكن تذكر عظمة من عصيت، وبادر بالرجوع والإنابة قبل أن تنخرم بك أيام العمر، فالموت لا يفرق بين شاب وشيخ، ولا يميز الكبير عن الصغير، وترجم هذا الخوف من الله إلى واقع ملموس، فالخوف الحقيقي يدفع للعمل بالصالحات والمسارعة في الطاعات، ويردع صاحبه عن الوقوع في المخالفات.
وتذكر أنه لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، ولا عذر لمسلم في ترك الصلاة ما دام فيه نَفَس يصعد ويهبط، ولا خير في دينٍ لا صلاة فيه، وإذا لم تصلِّ لله في زمن الشباب والقدرة فمتى ستركع للرحمن، والصلاة هي الميزان كما كان السلف يسمونها، فكانوا إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان نظروا إلى صلاته، فإذا كان ممن يتردد على المساجد ويحافظ على فرائض الله في الجماعة فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع،(113/295)
والصلاة في الآخرة كذلك هي أول ما ينظر فيه من العمل، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت -والعياذ بالله- فسد سائر العلم.
واحمد الله الذي أبعدك عن الزنا والخنا، والظلم والعدوان، وتذكر أن كل ذلك لا يفيد ما لم تواظب على الصلاة، وحتى الكافرين إذا فعلوا الخيرات فقد يمنحهم الله عافية وأموالاً في الدنيا، ولكن لا يقيم لهم يوم القيامة وزنًا، ولا يقبل منهم صرفاً ولا عدلاً.
وتذكر أن الذي فرض الصلاة هو الذي حرم الفواحش، ولا بد من أن تأخذ الدين كله وتدخل في الإسلام كافة، ولا تجعل القرآن عضين، فتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض ((فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب)) [البقرة:85].
وعندما تنتظم في أداء الصلوات وتحرص على الْجُمع والجماعات وتتوجه إلى رب الأرض والسماوات؛ سوف تجد حلاوة للصلاة، وصدقاً في العبادة.
وأحذرك من تخليط الشيطان فإنه يريد أن يصرفك عن الخير بدعوى أنك لا تصلي بصدق، وهذه من مداخل هذا العدو الذي وضعه ربنا فقال: ((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)) [المائدة:91].
فإذا أكثرت من الصلاة والسجود لله فسوف يأتيك بإذن الله صلاح النية، وهذا أمرٌ مجرب ومؤكد، فكم من إنسان كان يفعل الخير بلا نية ، ثم علم فضل النية فصحح نيته ونال الخير والتوفيق.
أما هؤلاء الأصدقاء فأرجوا أن تجتهد في نصحهم، وأعلن لهم توبتك ورجوعك إلى الله، فإن ساروا معك ووافقوك فنعم الرفاق هم، وإلاَّ فابتعد عنهم وأنقذ نفسك، وابحث عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت، والصاحب ساحب، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت؟
وحافظ على ما حفظت من كلام الله، وأحذرك من هجر القرآن، فإن القرآن يدلنا على الداء والدواء، فالداء هو الذنوب، والدواء هو التوبة والاستغفار واللجوء إلى الغفار.
ولا بأس بالصيام لله، ولكن تذكر أن الصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادتين، وأن الذي فرض الصيام هو الذي أمر بالصلاة، والإنسان لا يختار من العبادات ما يريد ويترك ما يريد، فإن فعل ذلك كان عابداً لنفسه وهواه وليس عبداً لله.
فتب إلى الله، وسارع بالرجوع إليه، واجتهد في أداء الفرائض أولاً، ثم تقرب إلى الله بالنوافل، وبالمجاهدة، والاستقامة، تجد لصلاتك الحلاوة، وسوف تبعدك الصلاة عن الحرام والآثام.
أسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يأخذ بيدك إلى صراطه المستقيم، وأن ينفع بك وبالشباب المسلم البلاد والعباد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أنصح صديقي ولكنه متكبر ... 226191 ...
السؤال(113/296)
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أنصح صديقي، لكنه متكبر، وهو يعرف في قرارة نفسه أنه على خطأ ، ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ mourad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا وإياك على طاعته، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
إن الكبر داءٌ خطير، يورد صاحبه الموارد ، ويمنعه من قبول الحق، وهو السبب الذي طُرد إبليس لأجله من رحمة الله، وهو أحد أسباب كفر وعناد مشركي أهل مكة، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، فقال رجل يا رسول الله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله جميلٌ يحب الجمال،، الكبر بطر الحق وغمط الناس) .
والمتكبر ينظر للناس فيحتقرهم، وينسى أن الناس كذلك يحتقرونه، ولذلك قالوا التكبر مثل رجل صعد على مكان مرتفع ونظر للناس فوجدهم أقزاماً صغاراً، ونظر إليه الناس في علوه فوجوده صغيراً قصيراً، والمتكبر يشعر بخلل في نفسه وعقد فيحاول يعوض عن ذلك بالتعالي على الناس ، فالكبر نقصان في العقل وسفاهة.
والصواب أن تستمر في إسداء النصح له، وتذكيره بالله، وذكره بفضل الله عليه، وبين له أن التكبر على الناس يورث عداوتهم ونفورهم، وهو قبل ذلك يغضب الله، وقد وعد سبحانه المتكبرين بالوبال والخسران ، فقال تعالى: ((إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)).
ويمكن أن يعاونك على نصحه من هم أكبر منه سناً وقدراً، واحرصوا على نصحه بعيداً عن الناس، واختاروا الألفاظ الفاضلة والأوقات المناسبة، وإذا خلوت به فذكره أن النار هي مثوى المتكبرين، وأن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، ولا تفاضل بين الناس إلا بالتقوى ((إن أكرمكم عند الله أتقاكم)).
واذكر له قصص المتواضعين، وكيف أن الله رفع ذكرهم، ولقد أحسن من قال:
إن التواضع من خصال المتقي وبه التقي إلى المعالي يرتقي
والمتكبر أخٌ للشيطان ، فقد رأى ابن عمر رضي الله عنه رجلاً يختال في مشيته ويجر إزاره، فقال: (إن للشيطان إخواناً ) .
وكيف يتكبر من خُلق من نطفة ثم يصير جيفة؟!! وهو الذي خرج من مخرج البول مرتين.
ولا شك أن هذا الشاب صغير السن، والحياة مدرسة للتعليم والتأديب، فعليك أن تنبهه لفعل الله وانتقامه من المتكبرين.
نسأل الله لنا وله الهداية والصلاح، والله الموفق.(113/297)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... صديقي ملتزم ، ويطلق بصره في الحرام ... 16314 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أرجوكم ساعدوني، ساعدوا صاحبي مما هو فيه.
أنا أرتبط بصديق عمره 14 سنة، ملتزم والحمد لله، يحافظ على جميع الصلوات في المسجد مع الجماعة، وهو مشترك في مركز تحفيظ القرآن، ويحفظ من كتاب الله تعالى ما يقارب 13 جزءً، وهو طالب مثالي ومتفوق وسمعته طيبة، وعادةً ما يكون من الأوائل إذا شارك في مسابقات القرآن المحلية والدولية، لأن حفظه متقن وصوته جميل، ولكن مع هذا الخير كله، ومع صغر سنه، إلاّ أنه ابتلي بفتنة عظيمة، فتنة يقع فيها كثير من المراهقين، ألا وهي النظر إلى صور النساء الخليعة في الجرائد والصحف، وهو يعلم أن هذا ذنبٌ عظيم، وأخطاره كبيرة، وأنا كثيراً ما أنصحه بترك هذا الذنب، ولكنه يقول أنه لا يستطيع، وقد تعود وأدمن على ذلك، وقلت له أن ذلك يغضب الله تعالى، ويجرك لكثير من المشاكل كالعادة السرية وممارسة الجنس مع الأقران، ونسيان ما حفظته من القرآن، وانخفاض المعدل الدراسي، وغيرها من الأمور، فقال لي: (والله أنا أعلم حرمة ذلك وأضرار ذلك، وأتحسر على ذلك، وأعلم أن هذا لا يليق بي، ولكن ماذا أفعل؟ لا أستطيع أن أقاوم هذه الصور الفاتنة والجذابة، لكن ادع الله لي بالهداية)
في الحقيقة أنا خائف على صديقي من الانحراف، وأن يزيد في فعله، وأخشى أن أخسره، ويخسره المجتمع لأنه ملتزم وخلوق لدرجة لا توصف، والله أنا خائف ولا أنام الليل.
أرجوكم ساعدوني، ما الحل؟ ماذا أقول له؟ كيف أنقذه من غضب الله؟ أرجوكم لا تتركونا نعاني لوحدنا.
أرسلوا نص الإجابة على بريدي الإلكتروني، أو اذكروا لي رقم مشكلتي لكي أرى الحل، جزاكم الله خيراً .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن المبارك / أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظ صديقك وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يثبته على الحق، وأن يرزقه الخشية منه في الغيب والشهادة، وأن يجنبه الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأسأل الله أن ينفعك بمحبة هذا الشاب، وأن يجعل حبك له خالصاً لوجهه الكريم، وأرى أنه في أمس الحاجة إلى نصحك وتذكيرك كلما حانت(113/298)
لك فرصة لذلك؛ بشرط عدم الإكثار عليه حتى لا يمل ويهرب منك، ويمكنك الاستعانة ببعض المشايخ وطلبة العلم لديكم وشرح وضع الشاب لهم بعيداً عنه، على أن يتولوا هم توجيهه ونصحه بطريقةٍ مناسبة وغير مباشرة، وما دامت ظروفك تسمح بالتواجد معه وحمايته من الشباب المنحرف فلا تتوانى في مساعدته والوقوف معه؛ لأن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله، فلا تتخلى عنه، وكن معه، واحرص ألا تُفتن أنت به -والعياذ بالله- وإنما اجعل همك الأول وهدفك مرضاة الله ثم مساعدة هذا الشاب صيانةً لدين الله، واعلم أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، ولأخيك بالصلاح والاستقامة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيفية التوبة والرجوع إلى الله تعالى ... 16287 ...
السؤال
كيف يرجع الإنسان إلى الله ويتوب إليه؟ هل بكثرة الاستغفار فقط؟ وهل هناك أعمال أخرى في الخير؟ وهل هناك أوقات معينة وأماكن معينة للرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ م ا ع ا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
إن باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها ((لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)) ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ...))، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.
والمسلم إذا أراد أن يرجع إلى الله لا يحتاج لواسطة كما هو حال الناس في هذه الدنيا، فإذا توضأت وكبرت فإنك تقف بين يدي الله يسمع كلامك ويجيب سؤالك، فاستر على نفسك وتوجه إلى التواب الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:
أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).
ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.(113/299)
ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.
رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.
خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:
سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.
ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:
1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.
2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية، لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.
3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.
4- الإكثار من الحسنات الماحية ((إن الحسنات يذهبن السيئات)).
وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)).
وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: ((سوف أستغفر لكم ربي ....))، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.
والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا.
وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء مدراراً)).
والتوبة لها شروطها كما سبق، ويجب على المسلم أن يتوب إلى الله من كل صغيرة وكبيرة، وعلى المسلم أن يعود لسانه كثرة الاستغفار ، فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.
أسأل الله لك التوبة والسداد، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... مداومة مراجعة القرآن الكريم ... 226166 ...
السؤال(113/300)
أشعر بأنني لا أستطيع مراجعة القرآن رغم حفظي له والحمد لله، كما تصدر مني حركات لا إرادية أثناء قراءة القرآن، مثل صوت يعوي ، وفتح الفم وغلقه، والالتفات المستمر دون أن يكون بجواري أحد .
كيف أعالج نفسي من هذا المرض الغريب؟ وكيف أعود إلى حالتي الطبيعية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ا ع ا حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أخي السائل اعلم أن الإيمان إذا ترسخ في القلب وتذوق العبد حلاوته لا يمكن أن تغيره الظروف والأحوال، أو يتحول صاحبه عنه مهما اشتدت المغريات والفتن، لأنه يحجز العبد عن الانحراف والقلق والخوف ويجعل بينه وبين البيئة الفاسدة جداراً صلباً قوياً، واعلم أن القرآن يتفلت من الإنسان كما يتفلت البعير من العقال ويحتاج ذلك إلى المدوامة على المراجعة وكثرة التلاوة.
وهناك خطوات تجعلك تحافظ على حفظك للقرآن الكريم:
1- قوي صلتك وثقتك بالله تعالى.
2- حاول أن تتجنب الانفعالات والتوترات العصبية التي تعطل وظائف العقل كالإدراك والتذكر.
3- حاول أن تحس بالراحة والطمأنينة وامضي مع قدر الله في طواعية ورضى.
4- أما بالنسبة للحركات التي تتكلم عنها، إن هي تكررت معك عدة مرات فيجب أن تمر على أخصائي نفسي في مدينتك حتى تعرض عليه حالتك، ربما تكون حالة تحتاج إلى علاج إرشادي، أو ربما هناك مشاكل أخرى تراكمت عليك سواءً كانت أسرية أو اجتماعية، وهذا كله يكشف مع الأخصائي النفسي أثناء الجلسات الإرشادية.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية ... 26279
السؤال
كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقسم لك من خشيته ما يحول به بينك وبين معاصيه!(113/301)
وكم نحن سعداء -حقاً- باتصالك بنا، وطلبك المساعدة في التخلص من تلك المعاصي، وهذا إن دل، فإنما يدل على أنك على خيرٍ عظيمٍ، وحبٍ لله ورسوله، وحرصٍ على طاعته، وعدم مخالفة أمره، وهذا كله مما يشجع ويشعر بعدم اليأس من العلاج إن شاء الله.
واعلم -ولدي المبارك سعيد- أن الإنسان أعطاه الله قدرةً على تنفيذ أي شيء، وعلى إلغاء أي شيء من الأمور التي جرت بها قدرة الله ، وهذا بطبيعة الحال بعد مشيئته سبحانه وتعالى ، وأنت الذي دخلت هذه المواقع برغبتك وإرادتك، ولا أتصور أن أحداً أجبرك على ذلك، وفي نفس الوقت أنت الوحيد القادر على التخلص منها، وعدم الدخول عليها، وأنا واثق من قدرتك على ذلك؛ لأنك لست أقل من غيرك أبداً، فهناك العشرات، بل والمئات من الشباب أمثالك عاشوا سنواتٍ مع هذا الشيطان، ثم تركوه حياءً من الله، وتوبةً صادقةً، وأنت لست أقل منهم -ولدي الحبيب سعيد-.
ثم أمَا فكرت يوماً من احتمال أن يزورك ملك الموت، وأنت على هذه الحالة، فتموت على معصية الله، ويختم لك بسوء خاتمةٍ، وتأتي يوم القيامة كذلك أمام الناس جميعاً، أما فكرت في معصيتك لله، وهو مطلع عليك، وأنت لم تستح منه، مع علمك برؤيته لك وقدرته على عقابك! ولو سألتك سؤالاً: هل هذه الأوقات التي تضعيها في هذه المواقع، ستأتي في ميزان حسناتك وربحك، أم في ميزان سيئاتك وخسارتك؟ فماذا ستجيب؟ قطعاً ستقول في ميزان السيئات والخسارة، فلماذا إذن -يا ولدي- تصر على الخسارة، وأنت بمقدورك أن تربح في هذا الوقت ربحاً عظيماً هائلاً وكثيرا،ً وسأقدم لك وصفةً؛ عسى الله أن يساعدك بها في التخلص من هذه المعاصي:
1- أهم شيء اتخاذ القرار، ووجود الرغبة الصادقة، وعدم التردد، فخذ القرار.
2- أخرج هذا الجهاز من غرفتك الخاصة، إن كان موجوداً بها ولا تتردد.
3- لا تستعمل الجهاز ليلاً، أو وأنت وحدك، وإنما احرص على استعماله نهاراً، وفي وجود أي طرفٍ آخر؛ حتى لا تضعف أمام هذه الإغراءات، وهذه مسألة في غاية الأهمية؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) أي التي تمشي وحدها بعيدةً عن القطيع، فكذلك الإنسان يستحوذ عليه الشيطان، ويفترسه، إذا كان وحده؛ فاحرص ألا تفتح الجهاز إلا ومعك أي شخص آخر، أياً كان، حتى ولو كان طفلاً.
4- حدد هدفك من الجهاز قبل فتحه، فإن كان الهدف مشروعاً، فتوكل على الله، وإن لم يكن لديك هدف، فاعلم أنك ستدخل إلى هذه المواقع؛ فلا تفتح الجهاز للتسلية أو اللعب؛ لأن ذلك هو مدخل الشيطان الأول.
5- حدد عدد الساعات التي تريد أن تقضيها أمام الجهاز قبل فتحه، وألزم نفسك بهذا التوقيت مهما كانت الضرورة والأسباب.
6- حاول تقليل ساعات الاستعمال مع الأيام تدريجياً، حتى تتقدم، أو تصبح في أضعف الحدود.
7- أوّل وأهمّ شيءٍ هو الدعاء، فلا تبخل على نفسك بالدعاء، ولأنك المحتاج، والله سبحانه ليس في حاجةٍ إليك.(113/302)
8- احرص على الصلوات في الجماعة، وحاول قضاء أطول فترةٍ ممكنةٍ خارج المنزل، أو بعيداً عن الجهاز.
9- أشغل نفسك بأي شيء نافع ومفيد، ولو كان رياضةً من الرياضات، أو قراءةً حرةً، أو حفظ بضع آياتٍ من القرآن، أو الاطلاع على بعض كتب أهل العلم، أو كتابة بعض الخواطر أو المذكرات اليومية.
10- اشترك في أي نشاط جماعيٍ هادفٍ حولكم، حيث ستُفيد وتستفيد، وبذلك أعتقد أنك ستُوفق في التخلص من ذلك عاجلاً إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة النصوح والهداية والصراط المستقيم!.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن يرضى الله عني، ولكن ... ... 16248 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة كلما اقتربت من الله سعى الشيطان بيني وبينه، أريد أن أصبح فتاة يرضى عنها الله بكل معنى الكلمة ، وأريد أن أغطي وجهي لكن أهلي غير راضين عن ذلك، كما أن الأجواء التي أعيش فيها لا تساعدني على ذلك.
أهلي يشكلون أسرة مسلمة تصلي وتحب الله، فوالدي رجلٌ كريم تحبه الناس وتحترمه، لكن ذلك ليس كل شيء، فهناك ما ينقصني وهو أن أعيش في بيت يخلو من حرية سماع الأغاني، وتنقصني الإرادة والمساعدة في تغطية وجهي ، والذي كان السبب في فتنة كل من رآني، كما ينقصني الكثير الكثير.
أما في هذه الأيام فإنني أواجه ضغطاً كبيراً من قبل والداي بسبب فكرة الزواج، فكلما جاء شخص لخطبتي وكان مناسباً رُفض ، لكنني عاهدت الله على أن لا أتزوج إلا رجلاً متديناً لكي يهدني الله على يديه، ولكي يساعدني ويعينني على عبادة الله.
وأخيراً : آمل أن أكون قد نجحت في توصيل فكرتي ، واعذروني من سوء التعبير، وآمل أن تنصحوني بسرعة جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الفضلى/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله لك الثبات والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يعيننا جمعياً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
شكراً لك على هذه الرغبة العظيمة في الخير، وإذا علم الله منك صدق النية وحسن التوجه فسوف ييسر لك الأمور، فاحرصي على طاعة الله، واحفظي الله يحفظك، وتأكدي أن صراعنا مستمر مع هذا العدو ((إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً))، ولكن كيده ضعيف ، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فعمّري وقتك بذكر الله وتلاوة كتابه، فالشيطان يبتعد من الذاكرين.(113/303)
وأرجو أن تعاملي أهلك بالرفق والحسنى، وخاصة الوالدين؛ حتى يشعرا بأثر الدين عليك، واستعملي الأسلوب الحكيم في عرض طلباتك وبيني لهم أهمية تغطية المرأة لوجهها أمام غير محارمها، وأن هذا دين الله الذي يصون المرأة ويحمي عرضها، واعرضي هذا الأمر على كل من تتوسمي فيها الخير من القريبات والجارات، وإذا كان أهل البيت من أهل الصلاة والدين فسوف تجدي بإذن الله من يقف إلى جوارك ويعينك على طاعة الله.
وإذا كان الوالد محبوباً فعلينا أن نستفيد من محبة الناس واحترامهم له بتوجيههم نحو الخير، وإذا صبرت على التمسك بالحجاب والدين فسوف تتأسى بك فتيات أخريات، وسوف تجدين أجر ذلك في موازين الحسنات، وذكري أهل البيت بأن نعم الله تدوم بالشكر واستخدامها في الطاعات.
أما بالنسبة لوجود الأغاني في المنزل فهذا والعياذ بالله يمكّن الشيطان من الدخول إلى البيت، فالغناء هو قرآن الشيطان وبريد الزنا، وهو الزور والشرور، ورحم الله مالكاً عندما سُئل عن الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق، والغناء في هذا الزمان مخالفٌ لدين الله لما فيه من كلمات عشق وغزل حرام، بل وفيه ألفاظ وكلمات تُصادم عقيدة المسلم فضلاً عن الصورة التي يؤدى بها الفاسقين والفاسقات تلك الأغاني، بالإضافة إلى استخدام الآلات الموسيقية المحرمة، فعليك بمواصلة النصح لأهل البيت، واستعيني بالله، واعلمي أن طاعته أعلى وأغلى، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.
أكرر: كوني مؤدبة مع والديك، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين، فلا قيمة لمال ولا فائدة لحسب أو جاه أو مظاهر خادعة، والذي ينفع الله به هو صلاح الدين وكمال الأمانة وحسن الخلق، نسأل الله أن يعينكِ على طاعته، وأن ييسر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وإذا استطعت أن تجمعي بين رضا والديك وصاحب الدين فذلك هو الفضل العظيم، وإلا فعليك بصاحب الدين، واحرصي على صلاة الاستخارة، واطلبي الدلالة على الخير ممن بيده الخير سبحانه، وشاوري أهل الخير من محارمك والصالحات من زميلاتك، ثم توكلي على الله واحرصي على طاعته .
وأرجو أن تجدي في كبار السن من أرحامك من يساعدك على إقناع والديك بوجهة نظرك، خاصة والمرأة هي التي ستعيش مع الزوج لسنوات طويلة، ولذلك لا ينبغي أن تُزوج إلا برضاها واختيارها.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرضيك به، ونسأل الله لك الثبات والسداد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كل ما أريده المغفرة والتوبة من الله ... 16231 ...
السؤال
أنا شاب في مقتبل العمر، مارست بعض المعاصي والأفعال المحرمة ، وكان ذلك قبل معرفتي بمدى فظاعة ودنو هذه الأفعال والمعاصي، وذلك لعدم وجود وعي(113/304)
ديني، كما يقول البعض: (احنا لسه شباب نعمل أي حاجة عيزنها وما فيش حاجة حرام) ولكن فعلتها وأنا أعرف أنها مجرد ذنب ولا تدخل تحت نطاق الكبائر، مع العلم بأنني الآن منتظم في تأدية الصلاة وقراءة القرآن، ولكن بداخلي خوف ورهبة من الله عز وجل.
والسؤال هو: كيف سأواجه الله عز وجل يوم العرض عليه؟
أرجو إراحة قلب أخيكم المذنب.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ a. r حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يتوب علينا وعليكم، وأن يوقفنا لما يحبه ويرضاه، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن باب التوبة مفتوح لن يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، أو يصل الإنسان إلى حالة الاحتضار، ورب العزة والجلال يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ويفرح سبحانه بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين رحمة الرحيم سبحانه، فعليك بالصدق في توبتك، والإخلاص في أوبتك، وإذا علم الله منك التوجه والإنابة إليه قبلك وبدل سيئاتك حسنات، قال تعالى : ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ....)).
ولا تستمع لأقوال الغافلين من الشباب، فليس للموت عمرٌ محدد، وكم من الشباب قد سكن القبور، والسعيد من وعظ بغيره ورُزق قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، أو مات على طاعة، والمهر الذي تقدمه دليلاً على صدق التوبة هو الاجتهاد في الطاعات، والاستفادة من فترة الشباب، كما قالت حفصة بنت سيرين رضي الله عنها: (يا معشر الشباب عليكم بالاجتهاد في الطاعات، فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب) ولكن عدونا اللدود الشيطان يخدع الشباب بالفتوة، ويفسح له في الأجل ليوقعه في الغفلة والعصيان وإدمان المخالفات، وهذا يوصل إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله.
والمؤمن لا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن يتذكر عظمة من يعصيه، والسيئة تجر إلى مثلها، وكذلك الحسنات، فاعمل الخير وأعقد نية الخير، واسأل الله الثبات والسداد.
ومما يعينك على الاستمرار في الخير الابتعاد عن أصدقاء السوء، وهجران بيئة المعاصي، والتخلص من ذكرياتها، وابحث عن أُخوة يذكرونك بالله إذا نسيت، ويعيونك على طاعة الله ، واحذر من أن تذكر خطايا الأمس على سبيل الافتخار، فكل الناس معافى إلا من يجاهر ويفاخر بعصيانه ويهتك الأستار وقد ستره الله والعياذ بالله، وإذا ذكرك الشيطان بأيام الغفلات فجدد التوبة واستغفر الله لتغيظ العدو، واجتهد في الطاعات، وسارع إلى الخيرات، واحرص على الاستقامة، وانتظر من عند الله ما يسرك، فهو القائل سبحانه: ((وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)).(113/305)
ولا شك أن انتظامك في أداء الصلوات وتلاوة القرآن من علامات القبول بإذن الله، فإن من علامة قبول التوبة والطاعات المتاجرة في الحسنات، ومن علامة قبول الحسنة ما يتلوها من حسنات وخيرات.
واعلم أنك تعبد رباً كريماً رحيماً تواباً غفوراً ، فلا تيأس من رحمته سبحانه، وتذكر أن الخوف والرجاء للمسلم كالجناحين للطائر، ولا يستغني الطائر عن أحد جناحيه، وكذلك المؤمن لا بد له من خوف ورجاء، ومن الخير للإنسان أن يزيد جرعة الخوف في أيام العافية؛ لأن من خاف أدلج من أدلج بلغ المنزل، فإذا جاءت لحظة الموت فما ينبغي أن يموت الإنسان إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى، كما قال معاذ رضي الله عنه وهو من فقهاء الصحابة : (اللهم إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك).
نسأل الله الذي سترنا في الدنيا أن يغفر لنا ويرحمنا يوم العرض عليه، وأسأل الله لك السداد والتوفيق، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... سحر أم وهم أم جنون ..؟ ... 16214 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من عون ونصح، وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم.
منذ عدة سنوات وأنا أعاني من ظروف وتقلبات غير عادية في حياتي ، أعاقتني كثيراً وأحالت حياتي جحيماً، بذلت أقصى ما بوسعي لأحارب هذه المعوقات وبفضل الله وعونه أصبحت مهندساً معمارياً، وبذلت مجهوداً أكبر لكي أعمل وما زلت أجاهد لكي أحافظ على نجاحي في العمل الذي يقابل دائماً بنفس المعوقات التي تعودتها طوال حياتي وكأنني أواجه حرباً خفية لا أرى أعدائي فيها، بينما هم يرونني جيداً ويجيدون التصويب نحوي، لا أبالغ يا سيدي عندما أقول ذلك فأنا أكتب إليك الآن وأنا منهك القوى ، كمحاربٍ خارت قواه بعد معارك شرسة لسنوات طويلة في جبهة غير محددة المعالم.
أرجو المعذرة لإطالتي ولكنني تقريباً رويت لكم باختصار قصة حياتي حتى تاريخ اليوم.
كثير من الإخوة الطيبين الذين أحبهم في الله ويحبونني فيه نصحوني بالذهاب لبعض الشيوخ المعروفين بصدقهم وإخلاصهم لوجه الله تعالى، وبعد عدة لقاءات أكدوا لي بأنني أعاني من سحرٍ قديم تم تنفيذه في صغري وربما أكثر من سحر، وذلك بعد عدة أسئلة وجهت لي ، وكانت إجاباتها تؤكد لهم ذلك، مثلاً على سبيل المثال رؤيتي دائماً لحيات وكائنات غريبة تشبه البشر في عالم غريب عن عالمنا، وعلى صعيدٍ آخر قامت قريبة لي بدون علمي بأخذ قطعة من ملابسي لأحد العارفين بهذه الأمور حسب قولها ، ومن خلالها أكد أنني أعاني من سحر قديم أيضاً.
من أصعب الأمور التي واجهتها في رحلتي الشاقة مع هذا السحر أو هذا الجنون أنني (وأستغفر الله العظيم كثيراً) سببت الله والرسول بألفاظ نابية ، وكنت لا أستطيع سماع(113/306)
القرآن (هذا كان بفترة زمنية محدودة مؤخراً ) فهل لي من توبة عن هذا الجرم المروع ؟ وهل يغفر الله لي ذلك الذنب الذي لا أعتقد أن يقع فيه إنسان عاقل؟ وهل فعلاً يمكن أن يكون ما أعانيه بسبب سحر قديم، أم هو وهم كبير، أم هو جنون محدق؟
أرجوكم مساعدتي، وجزاكم الله عني خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ أشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يلبسك ثوب العافية، وأن يجعل النجاح والفلاح حليفك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أنك فعلاً في حاجة إلى عرض نفس على بعض الإخوة المعالجين الثقات، الذين يُشهد لهم بالديانة والأمانة والقدرة على مثل هذه الحالات، ولا أستبعد فعلاً أن تكون قد تعرضت للسحر في فترة ما من فترات حياتك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (تداووا عباد الله ما خلق من داءٍ إلا خُلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله) فتوكل على الله، وخذ بالأسباب، وأعرض نفسك على معالج جيد لعل الله أن يمن عليك بالشفاء، وتُصبح حياتك حياة طبيعية كسائر الناس، وهذا أمرٌ ممكنٌ ومجرب، وكم من الحالات المستعصية على الطب والأطباء شفاها الله بالقرآن الكريم والرقية الشرعية من السنة النبوية.
وأما ما صدر عنك من ألفاظ وعبارات غير شرعية فإن كانت تحت تأثير هذا الداء فلا حرج عليك؛ لأن السحر قد يفعل أكثر من هذا، وهذا ما حدث فعلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله، عندما سحره يهودي قاتله الله، وإن كنتَ مدركاً لما قلت فاهماً له عارفاً بخطورته فعليك بالتعجيل بالتوبة والندم على ما فات، وعقد العزم على ألا تعود لمثل هذا الكلام أبداً، واعلم أن من تاب تاب الله عليه، وأن الندم توبة، وأكثر من التوبة والاستغفار، عسى الله أن يتوب عليك وأن يغفر لك، واعلم أنه يحب التوابين ويفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه، فتوكل على الله وسله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يشفيك وأن ييسر أمرك، ولن يخيب الله رجاءك فيه، ونسأله جل وعلا أن يشفيك وأن يتوب عليك، وأن يصلح حالك، إنه جوادٌ كريم؟
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل هذه مراهقة متأخرة، أم معاناة عابرة؟ ... 226041 ...
السؤال(113/307)
بسم الله الرحمن الرحيم.
أريد منكم أن تساعدونني في حل مشكلتي التي لولا فضل الله ورحمته لهلكت بسببها.
لقد نشأت في أسرةٍ محافظة والحمد لله، ومرت مرحلة مراهقتي -بفضل الله- بسلام، حيث لم أرتكب كبيرة من الكبائر، ولم تكن لي أي علاقة بأي فتاة كما يفعل معظم الشباب هداهم الله، ولكنني كنت كالقابض على الجمر لأنني كنت سريع الافتتان بالنساء، خاصةً أن كل ظروف الفتن وارتكاب الفواحش كالزنى متوفرة، فالمعاناة والصراعات النفسية بين الخير والشر كانت على أشدها، فلم يكن لي ملجأ آنذاك إلا الله عز وجل، ولم أكن أفكر سوى في الزواج، إلى أن يسر الله لي زوجة مؤمنة طيبة والحمد لله، فرزقني الله منها ولد وبنت، والآن عمري 30 سنة، فحياتي مع زوجتي سعيدة جداً والحمد لله، المشكلة بعد الزواج ازددت تأثراً بفتن النساء أكثر مما كنت عليه، حتى أصبحت أعاكس البنات في بعض الأحيان، وتدفعني نفسي لفعل علاقات غير شرعية والعياذ بالله، وأفعل أشياء وكأنني أعود إلى سن المراهقة، ولكنني في قرارة نفسي لا أحب وأكره ما أفعل، أخاف من الله، ولا أ حب أن أخسر عائلتي، أندم وأبكي وأتوب ثم يغلبني الشيطان ونفسي الضعيفة الأمارة بالسوء، فأعود كما كنت لأنني سريع الفتن، يا الله، فتن النساء موجودة في كل مكان، إنها حقاً معاناة، وأنا الذي كنت أحلم أن أكون ذلك الأب القدوة لأولاده وزوجته.
فهل هذه مراهقة متأخرة، أم معانات عابرة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يربط على قلبك، وأن يثبتك على الحق، وأن يقيك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن!.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأحب أن أبشرك –بدايةً- بأن هذه التصرفات، إنما هي مرحلةٌ عابرةٌ، وسوف تمر سراعاً بخيرٍ إن شاء الله، لأن الأصل الطيب، والمعدن النقي، مهما لطخته الأوحال، وعاش في حمئة الطين، فلابد أن يأتيه يوم ليظهر بريقه ولمعانه، والذهب لو ظل في الطين عشرات السنين، فإنه لا يتغير، وبمجرد تنظيفه؛ يبرق ويلمع؛ لأنه معدن نقي، وأنت -أخي عبد الله- مرت بك فترة المراهقة، والتي –أساساً- هي مرحلة الفوضى، والثورة، والفورة الجنسية العارمة، والرغبة الشديدة في الارتباط بأي طرف أخر، ومحاولة تفريغ هذه الشحنة الجبارة من البركان الهائج، كل ذلك مر عليك بأمان وسلام.
وأعتقد أنه قد صدق فيك حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " عجب ربك من شابٍ ليست له صبوةٌ"، وحديث: "سبعة يظلهم الله في ظله" ،وعدَّ منهم: "شابٌ نشأ في طاعة الله تعالى...."، فهنيئاً لك مرور هذه المرحلة الحرجة عليك، وأنت بسلامة في دينك وبدنك، ومثلك لم ولن يضيعه الله -إن شاء الله-، إلا أنه مما يدعو إلى العجب(113/308)
أن تشتد عندك هذه الرغبة هذه الأيام، مع أنك الآن أوفر عقلا،ً ولست في حاجةٍ إلى امرأة تُفضي إليها بما في نفسك؛ فلقد حباك الله بزوجة طيبة مؤمنة، وهي في هذا الزمن عملة نادرة، فأرى ضرورةَ أن تراجع نفسك، وأن ترجع إلى عقلك ورشدك.
وأن تعلم أن هذه التصرفات إنما هي من كيد الشيطان لك، وحرصه على تدميرك، وهدم أسرتك، وتحويلك إلى عبد عاصٍ ساقطٍ من عين الله، لا يقيم الله له وزناً، ولا قيمة له عنده، واعلم -أخي عبد الله- أنك وحدك القادر على حل هذا اللغز؛ لأنك عشت أشد منه وانتصرت! فمن العار عليك، ومن غير اللائق بك، أن تمارس هذه المحرمات، وأنت لست في حاجة إليها، وأصبحت لديك أسرة، وترغب في أن تكون قدوةً لأسرتك!.
أفق –أخي- من غفلتك، وانتبه لنفسك، والحل في يدك أنت وحدك، خذ قراراً قوياً وجريئاً، واستح من الله، واحذر غضبه، وعقابه، وشديد بطشه، واعلم أن الله حليم لا يعجل، وأنه يملي للظالم حتى إذا أخذه،لم يفلته، واعلم أن النفس أمارة بالسوء، ومهما حاولت إشباعها من الحرام، فلم ولن تشبع أبداً، وعدوك اللدود الشيطان استغل هذه الفرصة، وحاول هدمك، وتدميرك بكل قواه، فأرِ اللهَ من نفسك خيراً -يا رجل-، وانفض عنك غبار الضعف والاستكانة، وقف عالي الرأس، شامخاً كالجبل، وعد إلى الله، وتب إليه، وابك بين يديه، وسله أن يعينك، وأن يقويك على مقاومة تلك الإغراءات المدمرة، وأن يحفظ عليك دينك وصحتك وأسرتك، وتأكد أنك لو صدقت مع الله، لصدق الله معك، وجاءك نصره عاجلاً غير آجل.
أنت صاحب القرار، فاتخذه فوراً، وقل وبأعلى صوتك: "لقد طلقت جميع الحرام تلاثاً، ولم ولن أفعل ما يغضب الله أو يسقطني من عينه"، وارفع صوتك ومن أعماق قلبك: "كن معي يا الله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل من ذلك"، وستعافى سريعاً بإذن الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والصلاح والتوبة الصادقة والنصوح!.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أشعر بعجز وشلل كامل وحيرة في أمري ... 16162 ...
السؤال
أنا إنسان أحس في نفسي عدم الثقة، لا أعلم هل هي عدم ثقة أو أمر آخر؟
لقد كنت أحب خالي حباً لا يعلم به إلا الله، وكنت في السابق إنسان طموح أحمل الكثير من الصفات الطيبة ، فقد كنت حنون كثيراً، أتعاطف مع الغير وأحب مساعدة الغير ، ولكن للأسف الكثير من البشر يعتبر أن الطيبة غباء أو ضعف في الشخصية وغيرها من الأمور .
لقد كان والدي حفظه الله ثري يملك من المال الكثير، ولا يبخل علي بشيء ، وذلك في حدود المعقول ، وهذا هو سبب تعاستي مع خالي الذي يعتبر أخو والداتي ، لقد كان يجلب لي المشاكل ويتعمد الإساءة لي مع الأقارب دون علمي وأنا غافل عن كل ما يدور حولي، وعلى نيتكم ترزقون، وبعد فترة أحسست بالتحطيم وعدم التوفيق، أنا أعلم أن التوفيق من الله عز وجل وأعلم أن الله إذا أراد لي الخير سوف أجده وإذا أراد(113/309)
لي الشر سوف أجده ، وهذا لا نقاش فيه، ولكن أشعر بتخبط في أوضاعي وكأنه معمول لي عمل سحري، لا أوفق في شيء ، وعند دخولي في مشروع مثلاً لا أستطيع إكماله ولا أستطيع الاستمرار فيه، وأشعر أحياناً بضيق النفس ، مع العلم أنني الآن متزوج والحمد الله، ولدي ثلاثة أطفال، ولكن حالتي المادية أصبحت ضعيفة بسبب عدم استطاعتي المواصلة في العمل، مع اجتهادي المكثف في الأمر ، فإذا رغبت في اللعب أو المرح أو قمت بعمل أي شيء لا أرغب فيه مثل السفر فلا توجد لي مشكلة، ولكن إذا كان الأمر في الصلاة أو في العمل أو في الأمور المنزلية أو الأمور الخاصة أجد صعوبة في إتمامها، حتى أن زوجتي بدأت تغضب من وضعي الحالي، وأنا في الحقيقة لا ألومها، فهي من حقها أن تغضب .
أشعر بعجز وشلل كامل وحيرة في أمري .
والله إني أجلس مع نفسي وأبكي كبكاء الطفل عند ولادته ، دلوني وأرشدوني ، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك التوفيق والسداد في الأمور كلها.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن حالتك قد يكون سببها فعلاً واحد من اثنين، إما أن تكون مسحوراً فعلاً، وهذا أمرٌ وارد جداً، وكثير الوقوع، وعلاجه ولله الحمد والمنة سهل ميسور، وما عليك إلا أن تتوجه لبعض الأخوة والمشايخ المعالجين بالرقية الشريعة، وتعرض عليهم حالتك، وسوف تذهب عنك تلك الأعراض إذا وجدت المعالج الجيد بإذن الله تعالى.
وإما أن تكون الحالة التي عندك ناشئة عن خلل نفسي، وأنك محتاج إلى من يرتب لك عقلك ترتيباً جديداً، وهذه مسألة تُعالج عن طريق متخصص في علم النفس يُعيد لك الثقة في نفسك بالوسائل الطبية الحديثة، لذا أنصحك بأن تتوجه أولاً للعلاج بالرقية الشرعية، فإذا لم تستفد منها شيئاً فأرى أن تتوجه فوراً لأخصائي نفسي من ذوى الديانة والأمانة ليساعدك في إعادة الثقة بنفسك وترتيب أولوياتك، وهناك بعض الكتب والمراجع أنصحك بقراءتها أو بعضها، وستساعدك كذلك في إعادة الثقة في نفسك، وإشعارك بالقوة والحيوية والنجاح، ومنها:
1- كتاب: كيف تزرع الثقة في نفسك وفيمن حولك؟ د. هـ السبيعي.
2- كتاب: كيف نكسب الآخرين؟ د. عبد المنعم فارس.
3- كتاب: أتح لنفسك فرصة. ترجمة. عبد المنعم محمد الزيادي.
4- كتاب: قوة التحكم في الذات. د. إبراهيم الفقي.
5- كتاب: المفاتيح العشرة للنجاح. د. إبراهيم الفقي.(113/310)
6- كتاب: كيف تصبح مليونيراً؟ عايدة الرواجبه.
7- كتاب: مهارات الاتصال بثقة. ترجمة د. مبارك بن محمد الحماد.
8- كتاب: دع القلق وابدأ الحياة ترجمة. عبد المنعم الزيادي.
9- كتاب: كيف تفهم نفسك وتفهم الناس؟ ترجمة. شقيق فريد.
10- كتاب: كيف تقنع محدثك في 30 ثانية؟ ترجمة. مصطفى دليله.
11- كتاب: فن الحوار والإقناع. محمد ديماس
12- كتاب: 21 يوماً للحصول على القوة والسلطة ترجمة مكتبة جرير.
فالإطلاع على هذه الكتب ، وقراءتها بطريقة جيدة يفيد في إعادة الثقة في النفس بإذن الله، ويفتح أمامك أبواب النجاح على مصراعيها إن شاء الله .
أخيراً: هناك علاج قوي ومؤثر قبل هذا كله، وهو الدعاء، وحسن الظن بالله ، والثقة في موعود الله، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك، فأكثر من الدعاء، واعلم أن حالتك ليست ميئوساً منها، وأن علاجها سهل جداً إن شاء الله، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب، وما هي إلا أيام معدودات حتى تستعيد ثقتك بنفسك، وتحسن التعامل مع زوجتك ومع الآخرين من حولك، والأمر مجرد ابتلاء وامتحان من الله تعالى، وسيرفعه الله عنك بالدعاء ، مع الأخذ بالأسباب، فقم وانهض، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، فتوكل على الله، وعما قريب جداً إن شاء الله ستكون في أحسن حال وأتم عافية.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد في الدارين ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل لكي أجمع شتات هذا البيت؟ ... 225983 ...
السؤال
امرأة تبلغ من العمر 19سنة، وزوجها 27 سنة ، زوجها نعرفه من صغره، فهو طيبٌ معها ، وهي دائماً لا تطيقه ، ولا تحبه، فهم دائماً في نقاش حاد ، من مساوئه التي تؤخذ عليه أنه بخيل.
زوجته لا تحب الحجاب، ولم تنه دراستها بعد، أما هو فلم يدخل المدارس وليس مستعداً للدراسة، ويعيشون في بلدين مختلفين ، ليس بينهم أي تفاهم.
ماذا أفعل لكي أجمع شتات هذا البيت؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يستخدمنا جميعاً في طاعته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
جزاك الله خيراً على هذه الروح الطيبة، والمشاعر النبيلة تجاه تلك الأسرة، وهكذا المسلم والمسلمة يشعران بجراحات إخوانهم وأخواتهم، وخير الناس أنفعهم للناس،(113/311)
وأحرصهم على الخير، وطوبى لمن كان مفتاح الخيرات بيديه، وويلٌ ثم ويل لمن كان مفتاحاً للشر والفتنة.
أولاً: أرجو أن تعرف هذه الزوجة حق هذا الرجل، وتجتهد في طاعته، وما من إنسان إلا وفيه خير وشر، فلا شك أن لهذا الرجل إيجابيات، فعلينا أن نسلط الضوء عليها حتى ننصف الرجل.
ثانياً: إذا كانت هذه الزوجة لا تحب هذا الرجل ولا تطيقه، فالصواب أن لا تعلن ذلك أمامه، ولا أمام الآخرين، وبيوت المسلمين تبنى على أخوة الإيمان ورعاية الأحكام، وسوف يجعل الله بعد عسرٍ يسراً.
ثالثاً: إذا كان هذا الزوج طيب معها، فعليها أن تتقِ الله فيه، وتحسن عشرته، وتعرف له فضله.
رابعاً: إذا كانت هناك أسباب ظاهرة لهذه المشاكل، فمن مصلحة هذه الأسر تفادي الأمور التي تنكد على هذه الأسرة، ولكن المشاكل المتكررة غالباً ما تكون عبارة عن آثار لتراكمات خفية (وإذا عرف السبب بطل العجب).
خامساً: عندما يكون هناك تباينٌ في المستوى العلمي للأزواج فأحياناً يحدث سوء تفاهم، فقد يكون السبب هو تكبر هذه الزوجة على زوجها، وهو أيضاً سوف يقابل ذلك بأساليب تضيق الحياة على هذه المرأة، وقد يكون السبب هو تقصير أحد الطرفين في واجب من واجباته الخاصة تجاه الطرف الآخر (حقوق الفراش).
سادساً: ترك الحجاب معصية، وكل معصية لها آثارٌ خطيرة على الأسرة، وخير ما يعين الرجال والنساء على الاستقرار والسعادة هو طاعتهم لله، قال تعالى: ((وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)).
سابعاً: لا مانع من إكمال الدراسة بالنسبة للزوجة؛ لأن هذا قد يكون من أسباب هذا الشقاق، وأرجو أن تشجع زوجها كذلك على تلقي التعليم الأساسي، ولكن من دون إظهار الافتخار والتعالي عليه، والحياة نفسها مدرسة يتعلم منها الإنسان الكثير ، وفي الأسفار علومٌ لا توجد في الكتب، ولكن العلم الضروري لا بد منه، وهو ما يصحح به الإنسان عقيدته وعبادته، قال صلى الله عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
ثامناً: مما يساعد على رد الأمور إلى طريقها الصحيح قيام هذه الزوجة بالسؤال عن زوجها إذا كان في بلدٍ آخر، والاهتمام به إذا كان في نفس البلد، وطبعاًً أنتِ تستطيعي لكونك امرأة التأثير على هذه الزوجة، والأنثى أعلم بطرق الوصول إلى قلب أختها، فاجتهدي في نصحها، وذكريها بحق هذا الزوج، وأخبريها بأنه لا يوجد في الدنيا زوجٌ بلا عيوب أو أسرة بلا مشاكل، ولكن الناس يعالجون مشاكلهم بسرية تامة، ويظهرون مشاعر الخير، ويتعاونون على البر والتقوى وتربية العيال.
تاسعاً: من الضروري أن يقدم كل طرف بعض التنازلات للطرف الآخر، ومن هنا تبدأ مسيرة التصحيح والعلاج، مع تجنب الأشياء التي تضايق الشريك الآخر.
عاشراً: يجب أن يعلم الرجل والمرأة أن في البيوت صابرات، ورجال يتحملون الأذى، فليس حسن العشرة فقط بالمعاملة الطيبة، ولكن لا بد من احتمال الأذى،(113/312)
واحترام المشاعر، وتقدير الظروف التي تمر بالإنسان، ورحم الله أبو الدرداء الذي قال لزوجته ليلة بنائه بها: (إذا غضبت فرضني وإذا غضبتِ رضيتك وإلا لم نصطحب).
أسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يعين الجميع على طاعته، وأن يجزي من يسعى في الإصلاح خيراً، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أفكر بفعل بعض الأفعال الدينية ... 16106 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أفكر بفعل بعض الأفعال الدينية ولكن لا أستطيع تطبيقها، فبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أخي مراد بورك فيك على هذه الهمة العالية وأسأل الله تعالى أن يرزقك الثبات، واعلم أن أهل المعاصي بل أهل الكفر عندهم همة عالية وأشد صلابة وعزما على المضي في طريق الجد، وهم أقصى أمانيهم وهممهم لا تتجاوز هذه الدنيا، وأنت تطلب إن شاء الله تعالى السعادة الأخروية والتي لا تحصل إلا ببذل الجهد والمثابرة ودفع الثمن.
اليوم ميلادي الجديد وما مضى *** موت بليث بليل داج
أنا قد سريت إلى الهداية عارجا *** ياحن ذا الإسراء والمعراج
فللإيمان طعم وحلاوة يتعلق بهما ذوق ووجد، ولا تزول الشبه والشكوك عن القلب إلا إذا وصل العبد إلى هذه الحال فباشر الإيمان قلبه حقيقة المباشرة فيذوق طعمه ويجد حلاوته، وهذا الذوق هو الذي استدل به هرقل على صحة النبوة حيث قال لإبي سفيان: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه؟ فقال: لا، قال: وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن للإيمان طعما وأن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام والشراب، فقال صلى الله عليه وسلم: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله لربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا).
وهناك خطوات عملية تستطيع من خلالها أخي مراد أن يطمئن قلبك لفعل الخيرات والابتعاد عن المنكرات:
- حافظ على الفرائض والنوافل وخاصة مع الجماعة.
- حاول أن تكون في وسط جماعة المسجد، لإن الذئب يأكل من الشاة القاسية.
- تجنب السب والشتم والتجريح والتشهير.
- أكثر من الدعاء بأن يفتح الله لك أبواب الخير وينور قلبك بالإيمان.(113/313)
- اجعل لنفسك برنامجاً ومنهاجاً تدرس فيه القرآن والسنة واللغة العربية وحياة الصحابة والسلف.
- اعتزل المحرمات كالغناء والأفلام الهابطة.
- احضر الجلسات العلمية والدينية حتى يلين قلبك لذكر الله تعالى.
- اجعل لنفسك برنامجاً شهرياً تصوم فيه وتقوم الليل حتى تتقرب من الله تعالى أكثر ويوفقك لفعل الخير.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... هناك قطعة مفقودة في نفسي ... 225968
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في البداية أود أن أشكركم على كل ما تقدمونه للناس من مساعدة من خلال إجابتكم، فجزاكم الله خيراً، وأتمنى أن تساعدوني بإجابتكم على سؤالي.
منذ فترة بدأت أشعر أن هناك شيء قد أضعته، قطعة مفقودة في نفسي ولا أدري ما هي؟ لكنني حاولت مراراً أن أملأ هذا الفراغ بعدة طرق لكنني لم أنجح، وهاأنذا أسألكم ماذا تقترحون علي أن أفعل؟ مع العلم أنني أصبحت أكره ما حولي، وأشعر أنني لا أستطيع تقديم شيء يسعدني، فأنا بأي وسيلة أريد أن أخرج من هذا المكان، لكن أهلي لا يتفهمون وضعي ولا يعلمون مدى سوء حالي وأني مع الأيام سأفقد الإحساس بنفسي.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
قد يخاف الإنسان على مستقبله ويخشى احتمالات الفشل ويشعر بعدم الاستقرار نظراً لعدم الثبات على شيء، ويفقد الرؤية الواضحة أو بسبب الغموض الذي يكتنف طريقه الجديد.
واعلمي يا أختي أن القلق والحزن هما أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، وهو ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الدنيا ولا أحد يستثنى من ذلك.
يقول عكرمة رحمه الله تعالى : (ليس أحد إلا يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرج شكراً والحزن صبراً)، واعلمي أن رحمة الله بعباده واسعة، ومشكلتك أختي هو الفراغ الذي تعانين منه، وملأ الفراغ لا يأتي بدون تخطيط، لابد من وضع منهاج وخطة تسيرن عليها، ومن خلالها تتغير مشاعرك وسلوكك، ولقد حرص الإسلام على استثمار الوقت، وتحسين توزيع الوقت بين العبادة والعمل الجاد والراحة والترفيه الهادف والإستمتاع بالطيبات.(113/314)
ولكي تتخلصي من مشكلتك هذه اتبعي الخطوات التالية:
- قوي علاقتك بالله تعالى.
- أكثري من الدعاء واللجوء والتضرع إلى الله تعالى.
- اجعلي لنفسك برنامجاً فردياً تسيرين عليه منذ الاستيقاظ إلى أن تنامي، ويمكن أن يكون برنامجا يوميا أو أسبوعيا بحيث توزعي فيه أشغالك بما في ذلك وقت الأكل والشرب حتى تستثمري وقتك.
- اشغلي نفسك بالمطالعة الهادفة.
- حاولي أن تحتكي بالمجتمع وخاصة بزميلات الدراسة ولا تعتزلي، فالعزلة تولد لك القلق والحزن والفراغ.
- خصصي برنامجا للنزهة إلى الحدائق أو المنتزهات مع الأهل.
وتفائلي دائماً بالخير تجديه إن شاء الله تعالى، ولا تيأسي، واجعلي باب الأمل مفتوح، وتذكري قول الله تعالى {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أعاملهم وهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ... 16099
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أنا امرأةٌ متزوجة أبلغ من العمر 25 عاماً، تزوجت منذ سنة ونصف .
ما الحكم في مخالطة جماعة من الأهل قساة القلوب، جاحدين، لا يصلون، لا يمسون للإسلام بصلة، يستهزئون بالدين وبالصلاة وبكل شيء اسمه الإسلام، لقد انقطعت عنهم بعد محاولات للدعوة، ولكن قلوبهم قاسية عن ذكر الله ، لا يخافون الله وحسابه، لا يفقهون إلا الحياة وغرورها وزينتها، هذا كل همهم، لقد بعدت عنهم لفترة، هم يكرهونني لأنني متدينة وملتزمة ومستقيمة في حياتي ومع زوجي.
زوجي بعد فترة من زواجنا أصبح يصلي واستقام على شرع الله بعد مشكلة حدثت بيننا بسبب أمه الظالمة، مع العلم أن أمه ليست متدينة ، أي على الموضة!! وهو بدأ بالصلاة منذ شهرين من زواجنا والحمد لله، أهله يتبعون ما تقوله أمه حتى الوالد، فهي الرجل ولها السلطة في كل شيء ، متسلطة جداً ، وقاسية وظالمة من خلال معاملتها معي بأسلوب خبيث جداً، ألسنتهم حادة معي، لا يريدونني أن أتحجب ، ولا يرغبن بي لأنني التزمت بأمور هم فيها عديمو الفقه، كلما تكلمت معهم عن موضوع الدين يرتعشون مني وكأنني أقبض أرواحهم ، سبحان الله !!! لا يحبون أن يستمعون إلى شيء اسمه الإسلام أو الله أو محمد، فهم يخافون جداً من ذكر أمور الدين، أمه وأخواته يريدون أن يتخلصوا مني؛ لأنني زوجة ابنهم المثقفة والمتعلمة في أمور هم جهلة فيها وهم جاهلون في معنى الحياة وأذكياء في التصرفات الخبيثة، فهم يحبون مثلاً فتح الفنجان وفتح البخت وما شابه ذلك! ولا يفقهون شيء إلا الحياة وغرورها، ولا يعرفون شيئاً عن الله وأسمائه وصفاته ، لا ينطقون باسم الله ، الأم -كما ذكرت آنفاً- هي المسيطرة وتمسك زمام الأمور ، أنا أخاف على حياتي منها، فهي قوية جداً(113/315)
، وخبيثة تلعب لعبتها وهي صامتة وهادئة لكن عيونها تتكلم!! فهي تخوفني أحياناً بنظراتها وتحاول أن تجعلني أخضع لأوامرها مع الباطل والحق، إذا قلت الحق يكرهونني، وأخاف منها أن تعكس شياطينها على زوجي، زوجها لا يتفوه بكلمة، يريد مصلحته فقط ، في الشغل أناني وطماع، أيضاً لا يصلي ، هي مسيطرة عليه بشكل سلطوي، لا أرى منه كلمة جيدة يطمئن لها قلبي، والله على ما أقول شهيد؛ لأنني مجروحة منهم جرحاً عميقاً .
أرجو منكم توجيهي ، كيف أتعامل معهم؟ مع العلم بأنهم لا يتكلمون معي ولا أتكلم معهم؛ كونهم مقصرين معي ويعاملونني بإهانة غير مباشرة، فقررت في أني لا أتكلم معهم بعد تجربة طويلة وتدخل من الأهل والمعارف لحل مشكلتي، لكن إلى الآن لا أجد من يسأل عني منهم ، مع العلم بأنني وحيدة لأمي، أريد أن أبقى مع زوجي ولا أخالطهم ، زوجي متضايق منهم ، أرى ذلك في قلبه، لكنه يزورهم، لقد أساءوا إلي وإلى والدتي وإلى كل أهلي يوم العرس ويوم الزفة، وأصبحنا بين الفراق وبين الطلاق ، ولكن زوجي تمسك بي والحمد لله ، الآن أعيش بشكل شبه مرتاح معه، لكن قاطعت أهله، أخذت على نفسي شرطاً أن لا أتكلم معهم؛ لأنهم مهما حاولت وعملت وأصلحت لا أرى فائدة منهم غير الدمار لي والخراب وجلب المشاكل والحالة النفسية لي ولزوجي، لأنهم أنانيون لا يفكرون إلا في نفسهم ، لا يرحمون أحداً ، زوجي يحب أمه لكن يكره أفعالها التي أدت بنا إلى الطلاق والحالة النفسية في بداية زواجنا، وبعد تفهمه للموضوع أصبحنا لا نتكلم عنهم، ولا هو يقول لي شيء عنهم فأنا كأنني في بلد وهم في بلد ، حسبي الله ونعم الوكيل.
أرجو منكم حلاً لهذه المشكلة ، أو نصحي أن أبقى وأترك ذلك للأيام، أنا الآن على حالي مرتاحة، بارك الله فيكم .
ماذا نقول عن هؤلاء الذين لا يحبون إلا أنفسهم والحياة فقط؟ أنا أعرف ماذا أقول ، والله هذا هو ما هم عليه ، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يديم ما بينك وبين زوجك من محبة وتفاهم وسعادة، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يهدي ويصلح أقارب زوجك.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن ما قمت به من قطع العلاقة هو الحل الأمثل على الأقل في الفترة الحالية؛ نظراً لما يترتب على الاحتكاك المباشر من مشاكل لا داعي لها، ومع ذلك فإني أنصح بالدعاء لهم بالهداية والصلاح، وهذا أمرٌ لن يكلفك شيئاً، ولكن بلا شك سيأتي أُكله في يوم ما بإذن الله رب العالمين، فلقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولقد دعا الأنبياء لسنوات لأقوامهم أو عليهم حتى استجاب الله لهم،(113/316)
فهذا نبي الله موسى وأخيه هارون يدعوان على فرعون وقومه لمدة تصل إلى أكثر من أربعين سنة حتى أجابهم الله قائلاً : ((قال قد أجيبت دعوتكما)) وهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل يدعو لسنوات لبعض المشركين حتى هداه الله وشرح صدره للإسلام.
فأوصيك ونفسي أولاً بعدم ذكرهم بأي سوء أو نقيصة، خاصة أمام زوجك؛ حتى لا يتغير عليك وكذلك أمام أي أحد من الناس.
ثانياً: أن تكثري من الدعاء لهم بالهداية والصلاح فالله على كل شيء قدير.
ثالثاً: لا مانع من مواصلة الهجر ما دام فيه الخير حتى تتحسن العلاقة، وببركة الدعاء سيكون ذلك قريباً إن شاء الله.
رابعاً: عليك أنت بالتوبة والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لاحتمال أن عندك بعض الذنوب المستمرة التي ابتلاك الله بسببها بهؤلاء الأشرار، فأكثري مما ذكرت حتى وإن لم تذكري معاصي معينة، فالتوبة واجبة في كل حال كما ذكر العلماء.
وأنا واثق من أن الأمور سوف تتحسن قريباً إن شاء الله، فأحسني الظن بالله، وأكثري لهم من الدعاء، وسيقر الله عينك بصلاحهم إن شاء سبحانه.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أصبح والدي لا يصلي
... 16075
السؤال
أبي يبلغ من العمر 67 عاماً، كانت أخلاقه حسنة وذا شخصية، إلا أنه أصبح لا يصلي وينظر إلى الفتيات ويعاكسهن، يتكلم كلام سيئ ، حتى أني أصبحت لا أحترمه ولا أطيقه، ولا أكلمه كثيراً، مع العلم بأنني أصغر أولاده وعمري 28 عاماً، وأصبح لا يشرفنا، مع العلم بأنه كان أستاذ.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أسأل الله العظيم أن يرزقك برَّ هذا الوالد، وأن يهديه لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه، وأن يحسن له ولنا الختام، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وبعد:
فعليك يا بني أولاً: باللجوء إلى الله والتوجه إليه فإنه الهادي إلى سواء السبيل، واجتهدوا في عزل هذا الوالد عن رفقة الشر، وأشرك والدتك وإخوانك الكبار في محاولات الإصلاح، وإذا شعر بأن جميع أهل البيت لا يرغبون في تصرفاته فإن هذا مما يعينه على العودة إلى رشده.(113/317)
وأنت مطالب باحترام هذا الوالد والإحسان إليه والنصح له بالمعروف، وهذا ابتلاء فعليك بالصبر، ولا تيأس فسوف تتغير الأحوال بإذن الله.
وأرجو أن تبحثوا عن أسباب هذا التحول الذي حدث له، فقد تكون هناك أسباب مرضيه، وقد يكون السبب هم رفقاء السوء، كما أن الفراغ بعد العمل في مجال التعليم ربما أثر على بعض الناس خاصة، والمعلم يجتهد في أن يمثل قدوة حسنة بين طلابه حتى لا يفقد وظيفته واحترامه، وإذا لم يكن التدين والخلق الحسن نابع عن عقيدة، فإنه يصبح عرضة للزوال إذا فقد الرقيب أو فقد الثناء الحسن.
وعند دراسة شخصية هذا الوالد والنظر في المؤثرات الخارجية وعلاقتها بما يحدث، فسوف يسهل العلاج بإذن الله.
فإذا كانت شخصيته سمعية فقولوا ماذا يكون موقفنا إذا سمع الناس بتعرضك للنساء وأنت الذي كنت بالأمس مربي للأجيال، وتخيل منظرك وأنت في هذا العمر وأنت تتعرض للجواري، ويمكن إيصال هذه النصحية عن طريق أحد زملاء المهنة يعني من المدرسين القدامى.
وليعلم هذا الأب أن تعرضه لأعراض الناس يضع عرض أسرته في دائرة الخطر، فالجزاء من جنس العمل، وإذا كان لا يرضى هذا لبناته وقريباته فكيف يرضاه لنساء المسلمين.
وأرجو أن تجتهدوا في دعوته بالمحافظة على الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر وسلطوا عليه بعض الأخيار ليأخذوا بيده، وإذا كان الأعمام والأهل فيهم صلاح فهم أولى من غيرهم للقيام بهذا الدور، واحرصوا على عمارة المنزل بالقرآن والصلاة والأشرطة النافعة.
ونسأل الله الهداية للجميع.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد بعض المساعدة
... 16058
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب سلك طريق الهداية ، والحمد لله فقد تخلصت من كل المعاصي التي كانت في بيتي ، ولكن لم أستطع أن أغير أي شيء في إخوتي الثلاثة وأبي وأنا الصغير بينهم، وأخواتي وأمي لا حول لهم ولا قوة، ومعصيتهم هي وللأسف عدم الصلاة في المسجد وغيرها قليل، ولله الحمد، أرجو المساعدة.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابني الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،(113/318)
أسأل الله العظيم أن يرزقك الثبات والسداد وأن يلهمك الرشاد، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا وبعد:
فهنيئاً لك بتوبة الله عليك، وأبشر فإن الصادق في توبته المخلص في أوبته يبدل الله سيئاته إلى حسنات، وتذكر بأن علامة قبول التوبة هي: الاستمرار على الطاعات والمسارعة في رضا رب الأرض والسموات، وجزاك الله خيراً على هذا الحرص على هداية أسرتك وهذه من دلائل التوفيق، فنسأل الله لنا ولك الثبات.
وأرجو أن تتوجه إلى الله وتسأله الثبات لنفسك والهداية لوالديك وإخوانك ولكل العصاة، فإن الهداية بيد الله سبحانه، فالإخلاص يقتضي أن ندعو للعصاة بالليل وندعوهم إلى الله بالنهار، وأرجو عدم الاستعجال، فقد لا تظهر النتائج بسرعة ولكن {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر}.
وأنت يا بني مطالب بأن تعرف الطريق التي توصلك إلى قلوب والدك وإخوانك، وعليك أن تفرق بين أسلوب دعوتك لأبيك وبين منهجك في إصلاح إخوانك، ولأنك أصغرهم فأرجو أن تحرص على احترامهم والإحسان إليهم.
وتذكر أن خليل الرحمن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حين عرض الدعوة على والده كان في غاية الأدب والشفقة والحرص، وقد وردت هذه القصة في سورة مريم قال تعالى: {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً سوياً}.
وأرجو أن يشعر والدك بزيادة البر والاهتمام به حتى يعرف آثار الطاعة والهداية عليك، والمسلم مطالب بالإحسان لوالديه حتى ولو كانا كافرين، وهذا الوالد ولله الحمد من المسلمين بل والمصلين لكنك تريد منه أن يشهد الصلاة في المسجد ويترك بعض المعاصي القليلة، ويحسن بك أن تذكر له الجوانب الطيبة فيه، وتذكره بنعم الله عليه وتبين له سعادتك، وكذلك الوالدة والأخوات إذا شاهدوك تنطلق أمامهم لتلبي نداء الفلاح، وبين له فضل صلاة الجماعة وفوائدها والحكمة من مشروعيتها، ففي الصلاة يلتقي المسلم بإخوانه ويعيش هموم المجتمع والمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وخير الجلساء هم رواد المساجد.
وأرجو أن يكون هذا النصح في وقت مناسب، وبألفاظ لطيفة ولينة، وقدم بين يدي هذه الدعوة صفحات من الاحترام والإحسان، وأنت مأمور بذلك ومأجور عليه عند الله، واحرص على خلو المكان حتى تكون نصيحة وليس تعيير وفضيحة، وحتى تحفظ للوالد مكانته، وأرجو أن تشاركك الوالدة في الجانب فمن واجبها أن توقظه في أوقات الصلاة، واحرصوا على تهيئة الأشياء التي يحتاجها للخروج للصلاة، وإذا كان حوله من يتكاسل عن الصلاة في المسجد فالمطلوب هو استبدال هؤلاء الأصدقاء ببعض عقلاء المصلين، ويحسن كذلك أن يتعمدوا زيارته قبل الصلاة وتكون هذه دعوى صامته من أجل أن يرافقهم إلى بيوت الله.
أما بالنسبة لإخوانك فأرجو أن تحفظ لهم مكانتهم، ولأنهم في سن الشباب فهم يحتاجوا إلى أسلوب للإقناع بلطف، وقدم نصحك لهم على انفراد واحترم مشاعرهم، وذكرهم بفضل صلاة الجماعة ولا تظهر لهم أنك أعلم منهم حتى لا تعطي الشيطان فرصة، ولاشك أن نصح الوالدة ودعائها لهم مما يساعدك على النجاح في هذه المهمة(113/319)
العظيمة، واجلب إلى المنزل كتب مفيدة وأشرطة نافعة وأخلص في نيتك وتوجه إلى الله واعلم أن الهداية بيده سبحانه.
وأسأل الله العظيم أن ييسر لك الهدى وأن يجعلنا جميعاً سبباً لمن اهتدى.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... انحراف عند بعض أقاربي ..كيف أنصحهم؟ ... 225936 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمنيتي أن أصلح كل من حولي، لا أحب أن أسكت عن الأخطاء، لكن ليس عندي الأسلوب والجرأة المطلوبة، وحالياً عندي مشكلة أريد رأيكم فيها:
ابن خالي يكون أخي من الرضاع وأخو زوجي، وقع في حب ابنة عمه، وأصبح يكلمها ويرسل لها الرسائل ويحادثها بالماسنجر، وقد علمت بذلك من أختي التي في عمر هذه الفتاة، حيث أخبرتها هي عن نفسها متفاخرة بأنها أوقعته في حبها، وأنه لا يعجزها شيء.
الشاب عمره 19 سنة تقريباً، يعيش مع والديه وإخوته الصغار في قرية، لديه موهبة فذة في مجال الحاسوب، وقد استغلها بشكل جيد وشغلت وقته، وعلى الرغم من ذلك لم تلهه عن أمر الفتاة، شخصيته غامضة, يحب المزاح, ليس اجتماعياً, ويهتم كثيراً بمظهره وطريقة شعره، والده إنسانٌ شديد الصمت، ملتزم وهو مدير لجمعية خيرية، ولا يمكن أن يحل المشكلة، والدته ذات طبع حاد، وقد لا تتفهم الموضوع.
أما الفتاة فتبلغ الـ14 من عمرها، قوية الشخصية، عنيدة، لا تلتزم بالعادات والأخلاق الإسلامية، ولا يهمّها أحد، تحب أن تلبس ما يحلو لها من الملابس القصيرة والضيقة، على الرغم من معارضة أمها، والدها قوي الشخصية لأبعد الحدود، وقد وضع في بيته دش وإنترنت مفتوح للصغار والكبار بدون رقابة، وعندما عارضه الناس قال بأن ثقته شديدة في بناته، وهو حالياً في سفر خارج البلاد وحده، وقد ترك بناته وولده الذي يبلغ 12 سنة في المنزل، وعندهم خالهم الشاب وهو غير ملتزم، ولا أعتقد أنه يصلح للعناية بهم، أما والدتها فهي من عائلة متساهلة نوعاً ما في الدين لكنها إنسانة عاقلة، وأسلوبها جيد مع بناتها، لكن أخاف إن أخبرتها بالموضوع أن تضع اللوم على ابن خالي، أو تخبر والد الفتاة فيغضب ويحاول إيذاءه؛ لأنه قد فعل هذا مع الصغار، عندما تشاجر ولد مع ابنه، فتدخل في الموضوع وضرب الولد.
أتمنى أن أجد عندكم الحل، وفي أسرع وقت، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة الكريمة/ أم إبراهيم حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/320)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة .
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني فخورٌ بك جداً يا ابنتي على غيرتك التي دفعتك للاتصال بنا حرصاً على صيانة الدين وحماية أعراض وحرمات المسلمين، وهذا مما يطمئن النفس ويثلج الصدر، وأُحب أن أوضح لك عزيزتي أم إبراهيم بعض الأمور الهامة في الدعوة، ومنها:
1- أن مرحلة المراهقة والشباب يعتريها بعض التصرفات الطائشة، والتي منها مثل هذه التصرفات التي ذكرتيها في رسالتك، وهذه بمجرد الدعوة الصادقة والمعالجة الهادئة والنصيحة الموفقة ستتوقف، بل ولعلها تموت تماماً نظراً لعدم تأصلها في نفوس أصحابها، وإنما هي غالباً ما تكون مجرد نزوات عابرة يتم القضاء عليها مع النصح والتوجيه والمتابعة.
2- أنه لا بد لك من إشراك والدة الفتاة في الحل والمساعدة؛ نظراً لرجاحة عقلها وأسلوبها الجيد في معاملة بناتها، وفي نفس الوقت حرصها على عدم إيذاء أخيها.
3- أرى أنه لا مانع من إعلام زوجك بالأمر إذا كنت ترين أنه أهلٌ للمعالجة والإصلاح بهدوء وحكمة؛ حتى تتضافر الجهود، ومن جميع الأطراف والجهات، وبذلك يتم إيقاف هذا الأمر بصورة هادئة بعيداً عن التشهير أو الإساءة، وتفادياً لسوء الفهم بين الأسرة.
4- عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يهدي هؤلاء الشباب وأن يتوب عليهم.
5- لا مانع من تزويد الشاب أو الفتاة ببعض المواد الدعوية الهادفة والمؤثرة، مثل الحديث عن الجنة والنار، وغير ذلك من أشرطة الترغيب والترهيب.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، وأن يغفر الله لهؤلاء الشباب وأن يتوب عليهم، وأن يحفظهم من كيد شياطين الإنس والجن، إنه جوادٌ كريم.
والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أنا محتارة مع طالبتي..
... 26056
السؤال
أنا طالبةٌ في الكلية، متزوجة وعندي بنت، عندما ذهبت للتطبيق العملي في إحدى المدارس المتوسطة، فوجئت بإحدى الطالبات التي درستهن وقد كانت مشاغبة وهي تبلغ من العمر 20 سنة، بعد ذلك تعلقت بي تعلقاً شديداً، وأصبحت تأتي لتحدثني في كل وقت، وأنا أحاول منعها بأدبٍ حتى لا أتعرض للإحراج من المراقبات أو المعلمات ، وكانت تحضر لي هدايا ورسائل معطرة، وكلما خرجت من مكاني وجدتها تتلصص وتحاول النظر إلي وتخرج من الحصص لتمرّ من أمامي وتنظر إلي، أحسست أنها تعاني من فراغ عاطفي مما أدى بها إلى هذا الفعل ، وهي في مثل(113/321)
هذا العمر، وقد نصحتها بأن هذه الحركات لا تليق لكنها لم تستمع إلي، تشاجرت أكثر من مرة مع المعلمات بسبب أنها تأتي إلي، فهي معروفة بين المعلمات بمشاكلها وكثرة مشاجراتها مع الطالبات والمعلمات، لكن الذي لا يعرفنه أنها فتاة حساسة ورقيقة، رغم أنها ترد على كل من يتكلم عليها وبقوة، ولا يهمها إن كتبوا لها تعهد أو حتى فُصلت من المدرسة، فهي لا تحب الدراسة ولكن أمها تجبرها على ذلك، ومن خلال حديثي معها اكتشفت أنها غير ملتزمة بتاتاً، لا بالحجاب ولا باللبس الشرعي ولا بقصات الشعر، وهي تفتخر بذلك حيث تعتبر الالتزام بالحجاب والملابس المحتشمة عادات وتقاليد، فقد كانت تسكن خارج المملكة في بلد خليجي غير ملتزم.
وكانت المدة التي قضيناها في المدرسة أسبوعين فقط، لكنها أحبتني حبا شديداً ، وقد حاولت المراقبات منعها من الحديث معي ، فأعطتني رقم هاتفها، وكلمتها، لأنني أريد مساعدتها وإنقاذها مما هي فيه من الضياع.
هل ما فعلته صواب؟ وكيف يمكن أن أنصحها بأسلوب متدرج؟ هل أخرج معها إلى أماكن عامة وأهديها أشرطة وأكلمها بشكل مستمر؟ أم أبتعد عنها وأحذر منها، خاصة وأنها قلت مكالماتها لي لشدة تحفظي في الحديث معها، ولأنها لا تستطيع الاتصال بي مباشرة مع أنها في البداية كانت تفعل المستحيل لكي تراني أو تحدثني؟
أنا محتارة جداً، ساعدوني وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أم إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن هذه الفتاة فعلاً تعاني من فراغ عاطفي، وفي نفس الوقت فطرة غير سوية ومنحرفة، حيث تتوجه فيها العواطف والمشاعر تجاه نفس الجنس، وهذا مرضٌ ينتشر بين بعض الفتيات، وكذلك بعض الشباب، إذ تعجب الفتاة بفتاة مثلها أو بمدرستها أو غيرها، وقد يتطور الأمر إلى ممارسة تصرفات شاذة وعلاقات جنسية محرمة، ويرجع سبب هذا التعلق والإعجاب إلى الكبت العاطفي والجنسي الذي تعاني منه الفتاة في هذه السن التي تتصاعد فيها العواطف والغرائز إلى أعلى مستوى، وبدلاً من أن تسير هذه العلاقة وذلك الإعجاب في السير الطبيعي الذي حدده الله لعباده بين الذكر والأنثى إذ به يتحول إلى علاقة مثلية بين الأنثى والأنثى والشاب والشاب ، وهكذا.
ولا حل أفضل في مثل هذه الحالة من الزواج السريع؛ حيث غالباً ما يتحول هذا الحب المحرم إلى أثر بعد عين وسرابا بعد ماء.
لذا أنصح بأن لا مانع من مقابلة الفتاة والاستماع إلى مشكلتها، ومحاولة مساعدتها بوضع برنامج روحي أو عقلي أو قلبي يستغرق فراغها، ويشغلها بشيء مفيد نافع،(113/322)
وذلك كحفظ القرآن أو قراءة بعض كتب السيرة والتاريخ والأدب، أو رسم المناظر الطبيعة الغير محرمة، أو نظم الشعر، أو بعض التمرينات الرياضية النسوية، مع مساعدتها في الدراسة، وغرس محبتها في نفسها، وإشعارها بأهمية دورها في الحياة، ولا مانع من التعرف إلى أمها أو إحدى أخواتها الكبار لمساعدتك في علاجها وردها إلى الصراط المستقيم والحياة الطبيعية بدلاً مما هي فيه الآن، واعلمي أن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وأن من نفّس عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وقبول الأعمال، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أتوب وقلبي لا يتوب
... 225924 ...
السؤال
السلام عليكم .
سؤالي هو : لماذا قلبي لا يتوب مع أنني أتوب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أخي مرد حفظك الله ورعاك ونور قلبك بالإيمان، أنت تقول بأن قلبك لا يتوب مع أنك تريد التوبة، يجب أن تجلس مع نفسك في خلوة وتسألها هذه الأسئلة مالذي يمنع قلبي من الإتصال بالله؟ ومالذي يحول بيني وبين معرفته بالله؟ مع أنه سبحانه وتعالى قريب غير بعيد، كما في قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)، إذاً فما سبب البعد والانقطاع والوحشة التي تشعر بها في علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، فلابد من وجود أسباب حالة بينك وبين التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى، لاشك أنا هناك ران أحيط بالقلب الذي يغلق الطريق بين القلب وبين التوبة إلى الله تعالى.
وحجم الجهد المطلوب لفتح هذا الطريق المغلق بين القلب وخالقه يختلف من شخص لآخر حسب سمك ما يحيط بالقلب من أغلفة وظلمات، والقلب الحي يمكن أن نشبهه بالكنز المدفون في باطن الأرض والذي يختلف مكانه من شخص لآخر فقد يجده البعض على مقربة منه وقد يحتاج البعض الآخر إلى جهد أكبر ووقت طويل للوصول إليه، وهذا ما فسره قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ابن مسعود قال: قلنا يا رسول الله قوله تعالى: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) كيف انشرح الصدر؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح الصدر وانفتح، قلنا يا رسول الله وما علامة ذلك قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل النزول.
ولكي تحس بحلاوة التوبة أخي مراد يجب عليك ما يلي:
- صدق النية في التوبة إلى الله تعالى.(113/323)
- هجر جميع المعاصي والسيئات والابتعاد عن الأمور التي تقسي القلب.
- الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله تعالى والصلاة.
- الإكثار من الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة بأن يوفقك الله ويشرح صدرك للتوبة.
- مخالطة الرفقة الصالحة وهجر رفقاء السوء.
- عدم التعلق بالدنيا أكثر من حقها بل قدر ما يحصل الإنسان على قوته لتقوى للعبادة.
- حضور دروس ومحاضرات وحلقات الذكر التي تلين القلوب.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... هل أنا مسلم؟
... 225919
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي سؤالٌ غريب بعض الشيء، لقد التزمت فترة من حياتي ثم انتكست، وأسرفت على نفسي في الكذب والنفاق ، حتى اعتقدت اعتقادات باطلة تُخرج من الملة ، فأصبحت تسيطر علي فكرة أني منافق، وأشعر أن الله طبع على قلبي ، ولا أجد لذة في أي شيء أفعله ، فذهبت إلى دكتور نفسي ، وقمت بالاغتسال أكثر من 10 مرات ، ونطقت الشهادتين ، ولكن ما زالت الوساوس والنيات الفاسدة والاعتقادات الباطلة تموج في صدري موج البحار ، لدرجة أني سببت الدين أكثر من مرة ، والله عز وجل أيضاً، وأستغفر الله ، ماذا أفعل ؟ هل أنا مسلم أم أنني خرجت من الملة؟ أفيدوني، فأنا أعيش في عذابٍ مستمر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي الفاضل/ الموحد بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك يا ولدي، ومن أعماق قلبي أحييك وأرحب بك، وكم يسعدنا حقيقة اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يخلصك من هذه الوساوس، وأن يهديك ويصلح بالك ويجعلك من الصالحين .
وبخصوص ما ورد برسالتك: فيسرني أن أسجل لك خالص شكري وعظيم تقديري لحرصك الشديد على البحث الجاد والصادق عن حلٍ لهذه المشكلة التي أزعجتك، ولولا أنك صادق فعلاً لما اتصلت بنا أو كتبت إلينا أو عرضت نفسك على طبيب نفساني، فهذه هي أصدق علامات الحرص، وهي أيضاً في نفس الوقت أول خطوة في الطريق الصحيح، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله ولا تتداووا(113/324)
بمحرم) ويقول: (تداووا عباد الله واعلموا أن الله ما خلق داءً إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
واعلم ولدي الحبيب أن هذه التصرفات وتلك الألفاظ التي تصدر منك لا تؤثر في إيمانك بحالٍ من الأحوال ما دمت لا تعتقدها، وما دامت تصدر منك دون رغبة فيها أو حرص منك عليها لأنك تحبها مثلاً، فهي نتيجة هذا الوسواس اللعين الذي يريد أن يوصلك إلى درجة من اليأس والقنوط من رحمة الله والعياذ بالله، ولعلك سمعت أو قرأت في السيرة أن بعض الصحابة رضي الله عنهم سب الله ورسوله من شدة التعذيب، ورغم ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن عادوا فعد) أي إن عادوا إلى تعذيبك ولن تتخلص منهم إلا بهذا السب فقله، وليس عليك شيء ما دمت لا تؤمن به ولا تعتقده، وتجد الإيمان مستقراً في قلبك، ولكن كما ذكرت لك يا ولدي أنه ما من داء أو مرض إلا وله علاج إن شاء الله كما أخبرنا بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم، لذا عليك أولاً أن تقاوم هذه الأفكار قدر استطاعتك، وأن تفعل عكسها على قدر استطاعتك، أي: قل بدلاً من السب مدح وثناء على الله ورسوله وهكذا.
ثانياً: اعرض نفسك على طبيبٍ آخر؛ لاحتمال أن الأول لم يتمكن من علاجك.
ثالثاً: اعرض نفسك على أحد المشايخ الصالحين، خاصة الذين يعالجون بالرقية الشرعية وهم كثيرون ولله الحمد في مصر؛ بشرط أن تتأكد من أن هذا الشيخ يعالج بالطريقة الشرعية الصحيحة، وهو موجود في مساجد الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية، وكثير من الأخوة الملتزمين يعالجون أو يعرفون من يعالجون بالرقية الشرعية الصحيحة، وإن شاء الله سوف تعافى خلال أيام معدودات وتصبح أفضل مما كنت عليه .
وأهم خطوات العلاج مقاومتك أنت لهذه الوساوس، وعدم استسلامك لها، وأهم من ذلك كله الدعاء الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يرد القضاء إلا الدعاء، فعليكم عباد الله بالدعاء) وقال: ( إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ) فعليك بالدعاء، وأكثر منه على قدر استطاعتك، واعلم أن الله أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، ولن يخلف الله وعده، فأحسن الظن بالله، وتوكل على الله، وأكثر من الدعاء، وخذ بالأسباب، وسوف تشفى في أسرع وقت إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالشفاء العاجل وحسن الإيمان والاستقرار النفسي، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... زوجتي لا تصلي
... 225871
السؤال
السلام عليكم
زوجتي لا تصلي، فكيف أقنعها بالصلاة؟ لقد حاولت مراراً وتكراراً ولكن لا جدوى.
وإذا استمر الحال هكذا وأصرت على موقفها فما العمل؟ علماً أنها من أهل محافظين على الصلاة، وقد كانت تصلي عندما تزوجنا، إلا أن حجتها الآن هي الكسل.
أرجوكم أفيدوني ما العمل؟ لقد صبرت كثيراً , أريد وضع حد لهذه المشكلة.(113/325)
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته وبعد:
فإن الصلاة عبادة لا تسقط عن الإنسان مادام فيه نفس يتردد، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله فإن صلحت صلح سائر العمل، وهي الميزان في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسان يسألوا عن صلاته أولاً.
وأرجو أن تبحث عن مدخل حسن إلى قلب هذه الزوجة، لأن الخطأ في التوجيه يعطي الفرصة لعدونا الشيطان، ونقترح عليك أن تقول لها أنت فيك صفات طيبة ومن أسرة طاهرة، ولكن هذه الصفات الجميلة تحتاج إلى إكمالها بالمحافظة على الصلاة، واختار الوقت المناسب لبذل هذا النصح، وأرجو أن يكون ذلك بعيداً عن الناس، وعن أطفالكم كذلك، فإن الفرق كبير بين النصيحة والفضيحة، وأحسن من قال:
فإن خالفتني وعصيت أمري *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
تعهدني بنصحك في انفراد *** وجنِّبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس لون *** من التوبيخ لا أرضى استماعه
وعليك أن تبين لها خطورة التقصير في أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، والصلاة هي الفارقة بين المؤمن والكافر، (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم الأخيرة لأمته، ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وكما قال عمر رضي الله عنه:
(إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ومن حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لما يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف) وهؤلاء والعياذ بالله هم أئمة الكفر والضلال.
وأرجو كذلك أن تبين لها شؤم المعاصي وخاصة كبيرة ترك الصلاة وخطورة ذلك على بيتكم وحياتكم وأولادكم قال تعالى: { ... ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}.
وليس من الصواب أن تعلن عجزك ونفاذ صبرك وخاصة أمامها، ولكن عليك بمواصلة النصح والإرشاد والتدرج في ذلك بأن تبدأ بالخطوات التي ذكرناها من تعليم وتنبيه وتخويف وتحذير وتهديد وهجر وضرب غير مبرح، بل قد يصل الأمر إلى فراق هذه الزوجة، ولكن هذا يحتاج لفقه ودراسة للمصالح والمفاسد، فإذا كان سوف يترتب على ذلك مزيد من الضياع والانحراف، فالصواب أن تصبر وتصابر وتجتهد قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً..}، ونلاحظ(113/326)
هنا دقة التعبير القرآني في كلمة واصطبر، فليس المطلوب هو مجرد الصبر ولكن الزيادة في مبنى الكلمة تدل على زيادة في المعنى، فالمطلوب هو مزيد من الصبر والمصابرة.
وعليك بالتوجه إلى الله واللجوء إليه والحرص على طاعته قال تعالى: {وأصلحنا له زوجة، إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين}.
وعليك أن تظهر لها عدم الرضا بترك الصلاة، وأبحث عن الأساليب المناسبة للتعبير عن ذلك كترك الأكل معها وهجران فراشها، والامتناع عن التحدث إليها، وغير ذلك من الوسائل التي سوف تساعدك بإذن الله في ردها إلى صوابها. وفي المقابل أرجو أن تشجع كل بادرة استجابة ورجوع إلى الله وإنابة.
وطالما كانت تحافظ على صلاتها في بداية حياتكما الزوجية فسوف تعود بإذن الله إلى صوابها، والكسل عذر غير مقبول ولماذا لا تكون كسولة في الأمور الأخرى قال بعض الفقهاء:
خسر الذي ترك الصلاة وخابا *** وأبى معاداً صادقاً وأياباً
إن كان يتركها لنوع تكاسل *** فقد غطى على وجه الصواب حجاباً
ونوصي الشباب أن يحرصوا على البحث عن ذات الدين ولا يكفي أن يكون أهلها متدينون بل ينبغي أن نعرف حرصها على دينها وصلاتها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وإذا أيقنت هذه الزوجة بأنها قد تفقد زوجها وتهدم بيتها إذا لم تحافظ على الصلاة فسوف تستجيب لداعي الخير وتتوب إلى الله.
وأرجو أن تراعي الجوانب النفسية عند تطبيق هذه العقوبات.
لأن بعض الناس عندهم عناد، وقد يدفعها الشيطان إلى الإصرار على المخالفة، ونحن نريد هداية هذه المرأة ولا نريد أن نخرب عليها عشها وحياتها.
وإذا كان في أوليائها من تتأثر بنصحه فيمكن أن تطلب منه نصحها، أو تقول لها إذا لم تحافظي على الصلاة فسوف أخبر فلان لأنني أصبحت لا أطيق تحمل هذه المخالفة، وبين لها أنك لا تحرص على هذا الحل ولكن آخر الدواء الكي حتى لا ينتشر هذا الخبر وتصبح سمعة هذه المرأة قبيحة بين الناس والعياذ بالله.
وأسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يردها إلى صوابها، ومن الله التوفيق والهداية والرشاد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أصبحت أخاف من كل الناس ... 25942 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إننا نعيش حياةً غريبة ، فكل الذين حولنا يتعاملون بالسحر ويفعلونه لنا، ونحن نعلم من هم، والغريب أن الكثير منهم يقوم بذلك معي -أي يحاولون إيذائي- الأقارب(113/327)
وأناس آخرين ، وأنا في حيرةٍ من أمري ؛ لأنني أرى أن حياتي تنهار أمام عيني ولا أعرف ماذا أفعل.
لقد كرهت كل شيء من حولي، وأصبحت أخاف من كل الناس، الرجاء إعطائي حلاً لذلك.
ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمنك، وعن شمالك، ونعوذ بالله من أن تغتال من تحتك، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك الثبات والسداد وبعد:
فإن الله تبارك وتعالى يقول: (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، واعلم أنه لم يصيبك إلا ما قدره الله عليك، وأن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن ينفعوك أو يضروك ما استطاعوا إلا بإذن الله وتقديره، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وعليك بذكر الله وتوحيده وطاعته، فإن ذكر الله كمثل رجل خرج العدو في طلبه فوجد حصناً فتحصن به، ومن كان مع الله كان الله معه، فاحفظ الله بطاعته والتزام أوامره يحفظك من كل سوء وبلاء، والله تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا وتوكل على الله وردد بعد ذلك في ثبات (فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون * إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها).
وأرجو أن تشغل نفسك بالقرآن والذكر والطاعات، فإن كيد الشيطان وأعوانه ضعيف، ولا تكثر من اتهام الناس، واشغل نفسك بما خلقت لأجله، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، وأبشر فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، والله تبارك وتعالى لا يهدي كيد الخائنين.
والمسلم يقي نفسه من السحر قبل وقوعه بما ذكرناه وبالمداومة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة والمعوذتين، ودائماً يكون أثر السحر ضعيف جداً إذا كان الإنسان مطيعاً لله، وسرعان ما يزول إذا ردد المعوذتين ولجأ إلى الله تبارك وتعالى.
وأرجو أن لا يدفعك هذا الضيق للجوء للسحرة لفك السحر فتكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالسحرة كفرة، والعياذ بالله: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ..)، والله تبارك وتعالى سوف ينتقم من كل من يزرع الشرور لعباد الله (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).(113/328)
وتذكر أن من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله مجرد سؤال لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، أما من يأتي الكهان والعرافين والسحرة والمشعوذين ويصدقهم والعياذ بالله فإنه يكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
واعلم يا ابني الكريم – حفظك الله من كل سوء – أن هؤلاء السحرة ما توصلوا إلى هذا العمل القبيح إلا بعد أن كفروا بالله وتقربوا للشيطان والعياذ بالله، وإن ظهر للناس خلاف ذلك أحياناً بل وربما وصل الحال ببعضهم إلى مرحلة السجود للجن ووضع المصحف في مكان القاذورات، ولكنه يخفى هذا على الناس فقد يصلي أحدهم ولكن بغير وضوء، وقد يفتح المصحف لكنه يقرأه منكوساً، أو ينظر فيه ويأتي بكلام لا يفهم ليخدع البسطاء والجهلة، ويسلب أموالهم، وأمثال هؤلاء لا يؤتمنون على الأعراض، ولا يجوز للمسلم الذهاب إليهم بحال من الأحوال.
فعالج نفسك بنفسك، وداوم على أذكار الصباح والمساء ولا بأس بالرقية الشرعية بشرط أن تكون في كتاب الله أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعني بذلك الأذكار الواردة في هذا الباب، وأن تكون بلغة مفهومة واضحة، وأن لا تصاحبها وسائل للخداع، فإن من علامات الدجالين أنهم يسألون من يأتي إليهم عن اسم أمه وربما طلبوا منه أن يذبح ذبيحه بلون معين، أو يطلبوا طعام معين وكل هذا ليتقدم قرباً للشيطان والعياذ بالله.
وإذا ذهب الإنسان لهؤلاء فإنهم يسلطوا عليه الجن ليعيدوا لهم المرض بين الحين والآخر لتأتيهم الأموال والهدايا والعياذ بالله، وهذا شأن الشياطين وأولياؤهم من الإنس والجن، وقد كان العرب في الجاهلية يتعوذون بالجن من الجن، فكانوا يتعوذون من كيد الوادي من جماعته، فتسلطت عليهم الشياطين وزادوهم رهقاً (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهقاً).
فلا تخف غير الله واجتهد في ذكره وطاعته، واجتهد في كتمان ما عندك من نعم وخير فإن كل ذي نعمة محسود، وقدم نصحك لأقاربك، ولاطفهم، وهذا شأن الداعية إلى الخير، فإذا رماك هؤلاء بالأذى فعليك أن تدفع بالتي هي أحسن، وكن كالشجرة يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أفضل الثمار.
وفقك الله لما يحب وحفظك من كل شر، وتعوذ بالله من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، وأسأل الله نصره وتأييده.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أكّفر عن خطيئتي ؟ ... 225784 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله .
مشكلتي تتلخص في أنني مع بداية سن المراهقة لم أجد أحداً يوجه سلوكي في هذه الفترة من حياتي التوجيه السليم، عرفت العادة السرية دون أن أتعلمها من أحد، وكنت أمارسها بشراهة دون أن أجد من ينصحني ، وفي هذه الفترة حدث أمر يؤرقني ويحدث لي الإحباط كلما أردت التوبة فأعود إلى المعاصي بسرعة، بدأ هذا الأمر(113/329)
عندما سمعت أبي يتحدث مع أمي عن جارة لنا لا ترتدي ملابس مناسبة عندما تخرج للبلكون كي تقوم بتنشير الغسيل، بل ورأيت أبي أكثر من مرة ينظر من خلف الشباك ليراها بهذه الحال، كما أن أناس كثيرون في شارعنا كانوا يتحدثون عن هذه المرأة وعن حالها الغريب، المهم أنني بعد أن رأيت أبي وهو يتابعها وأنا في بداية المراهقة قررت أن أنظر إليها من خلف الشباك، وفعلاً قمت بهذا، وفعلاً كان صحيحا ما قيل عنها، وبسرعة تحول الأمر إلى داء تمكن مني، وبعدها لم يقتصر الأمر على هذه المرأة، بل كان هناك نساء من الجيران حولنا يخرجن بملابس غير مناسبة تكشف الذراع والرقبة وربما غير ذلك، وبعضهن كن يغنين بصوت مرتفع أثناء التنشير، بعدها بقليل بدأت تلك النساء تلاحظني أثناء تطلعي لهن من خلف الشباك، وبسرعة افتضح أمري وأصبحت معروف في المنطقة بما أفعل، وأصبح أناس كثيرون يعرفون أمري غير أن أحد لم يحدثني أو يحدث أبي في هذا الأمر، لكنهم كانوا يكتفون بأن ينظروا إلي باحتقار أو يبصقوا على الأرض عندما يروني، وحالياً تركنا منزلنا وسكنا في مكانٍ جديد، ولكن كل ما يتعبني أني عندما أريد التوبة أتذكر أني آذيت النساء اللاتي كن جيراننا في الماضي ولا أعلم كيف أستسمحهن، كما أن موقفي سيكون حرجاً للغاية إذا ذهبت لمنازلهم لأعتذر لهن، وقد علمت أنه إذا أردت التوبة فلا بد من رد المظالم إلى أهلها ، فماذا أفعل كي أكفر عن خطيئتي ويقبل الله توبتي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن ا المبارك/ محمود علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك في موضوع العادة السرية وكيفية التخلص منها، فأنصحك بالرجوع إلى الاستشارات السابقة، والاستفادة من الإجابات الواردة، وهي كثيرة، وستساعدك إن شاء الله؛ إلا أنني أحب أن ألفت نظرك لأمرٍ هام جداً، وهو أن الأمر يتوقف على قرارك أنت شخصياً، ومهما قدمتُ لك من النصائح فلم ولن تستفيد منها إلا إذا قررت فعلاً أن تتخلص من هذه العادة القبيحة، وأنت قادرٌ على ذلك بإذن الله تبارك وتعالى؛ لأن الله هيأك لهذا، وأعطاك القدرة عليه، فأعزم وتوكل على الله، وسوف تتخلص من جميع الذنوب والمعاصي بسهولة ما دمت قد قررت ذلك، وعليك مع ذلك وقبله بالدعاء والإلحاح على الله أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك، وأن يثبتك على تلك التوبة.
وأما عن موضوع توبتك من النظر للنساء من جاراتك القدامى، فاحمدِ الله حمداً كثيراً ومن أعماق قلبك أن منّ عليك بتغيير البيئة ومكان السكن، وهذه يا ولدي من رحمة الله بك، وكل الذي عليك الآن أن تتوقف عن هذه العادة السيئة المحرمة، وأن تأخذ القرار الجريء على ذلك، وهذا هو أهم شروط التوبة، ثم تكثر من الاستغفار(113/330)
والأعمال الصالحة ، ولا تكشف سرك لأي أحد، واجعل الأمر بينك وبين الله، وإن صدقت توبتك سوف يتوب الله عليك ويغفر لك؛ لأنه سبحانه يحب التائبين، فاحرص أن تكون منهم، ولا تذهب إلى هذه الأسر أو إلى غيرهم، واستر على نفسك، وواصل التوبة والاستغفار، واجعل لك ورداً يومياً من القرآن الكريم ، وحافظ على صلاة الجماعة، وحضور مجالس العلم، والتعرف على الشباب الصالح الملتزم المعتدل، وإن شاء الله سوف تكون في أحسن حال.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... توبة مدمن المخدرات في نظر المجتمع ... 15869 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السادة المستشارين الكرام .
لقد أتتني زميلة مقربة لي تشكو لي أن أخيها قد أدمن المخدرات - حمانا الله وإياكم- ومن ثم من الله عليه بالشفاء ولكن ما فهمته من كلامها أن هذه التجربة لم تقربه كثيراً من الله تعالى ، ربما بسبب نفسيته المستاءة جداً وشعوره بكره الناس وابتعادهم، رغم أنه في أمس الحاجة إليهم ، فقد يجعله ذلك لا يحسن التفكير، وما أريد الوصول إليه هو شعوري بواجب لكن لا أعرف كيف أقدمه، هل هناك من أشرطة قد يفيد إهدائها وتكون مؤثرة نافعة لا منفرة لمثل هذه الحالات ، أم هناك نصيحة أو طريقة يمكن اتباعها لتكون فعالة مقنعة بفضل الله.
ولكم جزيل الشكر.
أرجو سرعة الرد.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، كما يسرنا أن نتقدم إليك بخالص الشكر على حرصك واهتمامك بمشكلة زميلتك، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يثبت أخو زميلتك على التوبة، وأن يتقبل منه، وأن يبدله خيراً من أصدقائه القدامى، وأن يشرح له صدر من حوله.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه من الطبيعي جداً أن تظل الصورة المذمومة والمنفرة تلقي بظلالها على علاقات الناس وتصرفاتهم لمدة طويلة ، على قدر المدة التي مارس الشخص فيها المعصية، إذ يصعب على الناس بين يوم وليلة نسيان الماضي لهم أو لغيرهم، فهذا التصرف يعتبر طبيعياً ، خاصة وأن الجرم عظيم، والجهل بالشريعة متفشٍ بين الناس، والالتزام بضابط الولاء والبرء يحتاج إلى إعادة(113/331)
تفعيل، فيوصى الأخ الفاضل بأن لا يلقي بالاً لهذه النفرة أو تلك التصرفات، وأن يعذر الناس في مواقفهم تجاهه، وأن يعرف أن هذا شيءٌ طبيعي، وأنه رد فعل طبيعي، وأنه بمجرد أن يعود إلى ممارسة الحياة الطبيعية والاحتكاك الطبيعي بالناس خاصة في العمل والمساجد والمنتديات العامة سوف تزول هذه الإشكاليات تماماً إن شاء الله، فالمسألة إذاً مسألة وقت لا أكثر، وكل الذي عليه ألا يلقي بالاً لهذه التصرفات ، ولا يشغل نفسه بها، كما أوصيه بضرورة تغيير البيئة التي يعيش فيها ، خاصة شلة الأصدقاء، وليبحث له عن صحبة صالحة جديدة لا تعرف ماضيه كثيراً، ويبدأ معها حياته، ويحرص على حضور مجالس العلم قدر استطاعته، ويستغل بعض وقته في قراءة سير السلف الصالح ليجدد نشاط نفسه ، وليبعث فيها الهمة والنشاط لإدراك ركب الصالحين الأخيار، وعندكم بالمملكة عشرات التسجيلات الإسلامية خاصة التقوى، فإن بها مئات الآلاف من الأشرطة يمكنكم الاستعانة بها.
مع تمنياتنا لكم بالتوفيق ، ولأخينا بالتوبة النصوح والسعادة التامة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل حتى أكفّر عن هذا الذنب؟ ... 15857 ...
السؤال
أنا مسلم وأعيش الآن في المملكة المتحدة، سؤالي هو: منذ عهد قريب ارتكبت آثاماً في حياتي، لكن الآن عدت إلى الله، من بين تلك الآثام إقامة علاقة عاطفية مع فتاة، واستمرت تلك العلاقة أربع سنوات حدث فيها بيننا كل شيء إلاّ الزنا، لكن هذا الأمر يحزنني كثيراً ، والآن قد افتقرنا، هل يتحتم علي الزواج منها ؟ ماذا أفعل حتى أكفّر عن هذا الذنب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abduh حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
ابني الفاضل نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته والبعد عن مخالفة أمره وبعد:
فالحمد لله الذي هدانا وهداك، وخير من يشاركك في الطاعة من كانت شريكاً لك في المعاصي، فأرجو أن تفكر في نصحها، فإن تابت ورجعت وأنابت إلى الله فلا بأس من الزواج منها، وإذا حصل هذا فأحسن صحبتها ولا تحاسبها على الماضي الذي تابت منه.
أما إذا لم تتب وترجع إلى الله؛ فابتعد عنها واستر عليها وسوف يأتيها رزقها؛ لأن ارتباطك بها وهي على المعصية خطر عليك وعلى توبتك؛ لأن من تمام التوبة أن يهجر الإنسان بيئة المعصية ورفاق المعصية، كما جاء في الحديث: "فإنك بأرض سوء... وأمره أن ينتقل إلى أرض كذا وكذا فإن بها أقواماً يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم".(113/332)
وبيئة المعصية تذكر بالمخالفات وربما يحنُّ إلى تلك الذكريات السيئة، خاصة إذا كان رفاق الأمس حوله يترددون، وشيطان الإنس لا ينصرف عن الإنسان بسهولة ويسر.
وعليك بالمسارعة في طلب الحلال، فنحن في زمان الشهوات، وأنت تعيش في ديارها، ولا عاصم للمؤمن بعد تقوى الله ومراقبته إلاَّ في تحري الحلال، وابحث عن امرأة صالحة تعينك على طاعة الله إذا ذكرت، وتذكِّرك بالله إذا نسيت، وجدد توبتك، واعلم أن الحسنات يذهبن السيئات، وأبشر فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها.
وأرجو أن تكون توبتك خالصة، ومن علامات صدقك فيها اجتهادك في الطاعات، ولا تيأس فرحمة الله واسعة، وهو الغفار التواب الرحيم، قال تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)[طه:82].
وأنصحك بكثرة الدعاء والتوجه إلى الله، ولا تنسى الدعاء لتلك الفتاة بالهداية والعودة إلى الله، وتعوذ بالله من الشيطان، وأكثر من ذكر الرحمن، واعلم أن الشيطان همّه أن يحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلاَّ بإذن الله، والشيطان حزين بتوبتك ورجوعك إلى الله، وقد يأتيك بوساوس من أجل أن تصبح يائس من رحمة الله، وهذه كبيرة من الكبائر والعياذ بالله، وقد وعد الرحيم سبحانه المسرفين على أنفسهم بالمغفرة، فقال سبحانه: (قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) [الزمر:53]، وأكرر استر على نفسك وعليها، ولا تذكر ما حدث أمام الناس، ولكن يحسن بك كلما تذكرت أيام الغفلة أن تجدد التوبة، وتجتهد في الطاعات، ونسأل الله لك الثبات والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح شباب المسلمين.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أتوب إلى الله توبة نصوحا ... 15854 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا شابٌ أبلغ من العمر 23 عاماً, وللأسف الشديد فقد ابتليت منذ فترة ليست بالقصيرة بممارسة العادة السرية ( الاستمناء باليد) مع علمي بأنها حرام.
ولعلك تسأل: كيف توقن بأن هذا الفعل حرام وسوف يحاسبك الله عليه حساباً عسيراً ثم تقدم على فعله؟
والجواب يا سيدي هو لأنني فشلت في مجاهدة نفسي ومقاومة شهوتي، فقد سلكت في ذلك كل السبل ولم أنجح, فقد صمت عملاً بقول النبي صلي الله عليه و سلم: (....فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) دون فائدة, حتى أنني كنت أصوم معظم أيام الأسبوع في فصل الصيف، ولكن في النهاية تغلبني شهوتي، ولا أستطيع مقاومة نفسي، وأقدم على هذا الفعل.
و لا تظن يا سيدي أن هذه المجاهدة كانت أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين, ولكني على هذه الحال أربع سنوات وربما أكثر .
وعندما حل شهر رمضان كنت قد استقبلت الشهر بأني نويت لله توبةً نصوحاً ، وكنت أدعو الله أن أغتنم هذا الشهر ولكني للأسف الشديد وقعت في نفس المعصية,(113/333)
فشعرت بإحباطٍ شديد، وشعرت أن خير هذا الشهر قد ضاع مني ، وأنه لم ينبني من صيامي إلا الجوع والعطش .
سيدى أكتب إليك بعدما ضاقت بي السبل ولم أجد مخرجاً من هذه المصيبة .
إنني أحاول أن أسلك طريق الالتزام وأجاهد نفسي على طاعة الله ولكن وقوعي في هذه المعصية يصيبني بإحباطٍ شديد, إذ أن صلاتي لا تنهاني عن الفحشاء ، فليس لي منها إلا الطلوع والنزول.
إنني يا سيدي أعلم تماماً شؤم المعصية ومضارها ، ولكن كما قلت أفشل في مقاومة نفسي .
نسيت أن أقول لك أنني طبعاً لا أستطيع الباءة ( الزواج ) حيث أنني حديث التخرج من الجامعة ولم أحصل بعد على فرصة عمل.
إنني أريد أن أتوب إلى الله توبةً نصوح ، ولقد دعوت وتضرعت إلى الله أن يرزقنيها ، ولكني ما زلت على حالي , إنني أتألم ولا أعرف إلى متى سأظل هكذا, فالموت يأتي بغتة ، وإني أخشى على نفسي.
أرجو ألا تبخلوا علي بنصحكم وتوجيهكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم / Amkm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها، وأن يبدلك من بعد معصيتك طاعةً ورضواناً، ومن بعد قنوطك ويأسك أملاً وانفراجاً، ورجاءً وثباتاً وطهارةً وعفافاً وقربى من الله تعالى.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أبشرك بأن حرصك على التوبة ومحاولتك التخلص من هذه المعصية، وتألمك لاستمرارها، كلها علامات خير ومبشرة بقرب التخلص منها إن شاء الله تعالى، وهذه من علامات الإيمان أن ترى صاحب المعصية يتململ كالمريض ولا يهنأ له بال ولا يقر له قرار إلا بالإقلاع عن المعصية والتخلص منها، وما دامت عندك النية الصادقة والرغبة الأكيدة فتأكد من أنك، وعما قريب سوف تتخلص منها بإذن الله تعالى.
المهم أن تواصل كل أعمال البر التي تمارسها من صلاةٍ وصيام ودعاء، واعلم أن هذه العبادات لولاها لكنت الآن في معاصٍ أعظم وأكبر وأخطر، فواصل يا ولدي أعمال البر ولا تتوقف، وزد منها على قدر استطاعتك، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك، وأن يغفر لك ويقر عينك بقبول توبتك، وأكثر كذلك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحاول ألا تمكث وحدك كثيراً، ولا تطل الجلوس بدورة المياه، واجعل باب غرفتك مفتوحاً إن أمكن، ولا تدخل إلى سريرك إلا عند غلبة النوم، وأكثر من الذكر والاستغفار حتى تنام، وأشغل نفس بالنهار في أعمال مفيدة حتى ولو كانت مجهده عضلياً، فذلك أفضل، وإلا فمارس بعض الرياضات التي(113/334)
تستهلك مزيداً من طاقتك البدنية، ويمكنك أن تضع عند فراشك مسجل به بعض الأشرطة المفيدة، وعليك بالحرص على حضور بعض الفعاليات الدينية من محاضرات وندوات، وحفظ للقرآن الكريم ولو بمعدل عدة آيات يومياً، ويمكنك أن تضع لنفسك برنامجاً للحفظ اليومي، وابحث عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك ، وصلاة الجماعة لا تفوتك.
وإن شاء الله سوف يمن الله عليك بقبول توبتك، فاستعن بالله ولا تعجز، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أدعوه إلى ترك الشهوات ... 15846 ...
السؤال
السلام عليكم .
هناك شخصٌ لا يصلي ويستمع إلى الغناء ولا يصلي إلا يوم الجمعة في المسجد، وينظر إلى المحرمات والى البنات الجميلات، ولكنه ولله الحمد لم يقع في الكبائر مثل الزنا، وهو الآن يدرس في إحدى الجامعات في مصر، ويطلب مني أن أساعده على أن يستقيم على الدين الإسلامي، بل أنه يقول لي أرجوك أرجوك لا تتوقفي عن محاولاتك لهدايتي ، فعندما يقرأ الرسائل التي أبعثها له يبكي، وعندما يستمع إلى القران يبكي أيضاً ، ولكنه يقول بأنه ضعيف أمام الشهوات ويحب السهر والنظر إلى النساء الجميلات.
ساعدوني ماذا أرد عليه ، وماذا أقول له؟ فقد حاولت معه كثيراً ولكن دون فائدة ، فاعتبروا أنفسكم كأنكم تتكلمون معه ، ماذا ستقولون له ؟ أتمنى لو تكتبوا لي بعض المواقع المفيدة أو قصص واقعية أو أي شيء قد يؤثر فيه ويخوفه من الله سبحانه وتعالى ، وأتمنى أن تستعجلوا بالرد ، وبارك الله فيكم، وجزاكم كل خير ، ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن الإسلام والمسلمين خيراً، وأن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يجعلك سبباً في هداية هذا الشاب وأمثاله، وأن يهديه صراطه المستقيم، وأن يغفر له، وأن ييسر له التخلص من تلك المحرمات.
وبخصوص ما ورد برسالتك:فإنه لمما يثلج الصدر أن نجد في المسلمين من يهتم بأمر إخوانه المسلمين، مع مراعاة الضوابط الشرعية، فهذه الصورة المشرفة تعيد إلى الأذهان الجيل المبارك الذي كان من أهم مقاصده وأهدافه خدمة المسلمين،(113/335)
والحرص على عونهم وهدايتهم، فهذا شيءٌ يبشر بالخير حقاً ما دام منضبطاً بضوابط الشرع ولا يُقصد به إلا وجه المولى جل جلاله .
وأما بخصوص هذا الشاب، فلقد قال الحق جل شأنه: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ويخبرنا مولانا كذلك في الحديث القدسي أن من جاءه يمشي أتاه هرولة، وهو كناية عن إقبال الله على التائبين ومحبته لهم وفرحه بهم، فلا بد أن يقوم هذا الشاب بعملية تغيير لأفكاره وسلوكه، ولا بد أن يُظهر بادرة حسنه تثبت فعلاً حرصه على التوبة، أما أن يظل على ما هو عليه من التفلت والمعاصي، ويريد أن تأتيه الهداية على طبق من ذهب فهذا فهم قاصر لا يقره شرع ولا عقل، لذا أنصح الأخ بضرورة تغيير وضعه الحالي، وذلك بأن يبدأ خطوة إيجابية في شأن الصلاة، كأن يحافظ عليها على الأقل ولو في المنزل كخطوة أولى، ولا بد من إقناعه بذلك؛ لأن الصلاة هي الفاصل والفارق بين المسلم والكافر كما في الحديث ، فلا بد أن يساعد نفسه بهذه الخطوة الضرورية، وبعدها يبدأ بربط نفسه بالصلاة في المسجد حتى يتعرف من خلاله على الصحبة الصالحة التي لا بد منها حتى يجد العون على طاعة الله وقضاء بعض أوقات الفراغ معهم؛ لأن المرء على دين خليله والصاحب ساحب، فمن المسجد أو السكن أو الكلية يمكنه أن يتعرف على بعض الشباب الصالح -وما أكثرهم في مصر- ليتعاونوا معاً على طاعة الله تعالى، وبذلك يتغلب على الفراغ الذي يستغله في ارتكاب بعض المحرمات المشار إليها، ومعهم أيضاً يمكنه أن يعرف مواعيد وأماكن بعض المحاضرات والأنشطة الدينية التي توفر له قدراً من العلم وزيادة الإيمان، وهذه خطوات لا بد منها إذا كان جاداً فعلاً ويرغب بصدق في الاستقامة والتوبة.
وأما عن المعاصي المذكورة فعلاجها شغل أوقات الفراغ أولاً في شيء مفيد ونافع، وثانياً: الابتعاد عن تلك الأماكن التي يسهل عليه فيها الوقوع في تلك المحرمات، فيجب عليه أن يقرر وبصدق وقوة الامتناع عن مشاهده هذه الأشياء المحرمة، وأن ويتثبت ويقاوم حتى يأتيه نصر الله وتأييده، فلا بد له من أن يسلك السبيل المؤدي إلى الترك وستأتيه معونة الله بعد ذلك، فأنصحه بعدم الدخول إلى أماكن تلك المحرمات، وهو قادر على ذلك إن كان صادقاً فعلاً في توبته، وسيوفق بإذن الله في أقرب وقت، وكذلك النظر إلى النساء شأنه شأن المعصية السابقة، يقلل من التواجد في تلك الأماكن، ويحاول أن يغض بصره مرة بعد مرة، وفوق ذلك كله أن يسشعر عظمة الله، وأن يعلم أن الله معه يعلم سره ونجواه فيستحي من الله على قدر قرب الله منه، فهو أقرب إليه من حبل الوريد، ويخشى الله على قدر قدرة الله عليه، والله قادر على أن يأخذ بصره وسمعه، وأن يختم على قلبه وأن يخسف به الأرض، فلا بد له أن يعظم الله، ويحرص على مرضاته بالابتعاد عن الحرام، ويجتهد في ذلك ويقاوم، ويري الله من نفسه خيراً، وسيوفق بإذن الله تعالى، وكذلك عليه بأخطر سلاح ألا وهو الدعاء، فعليه بالإكثار من الدعاء والإلحاح على الله والبكاء بين يديه، وليعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فيكثر من الدعاء والاستغفار، ويسمع بعض الأشرطة الدينية المرققة للقلب، وعلى قدر صدقه سيكون(113/336)
توفيق الله له، فلا بد أن يعلم أن حل مشكلاته بيده ، وأنه وحده القادر على حل مشكلته.
وأما عن المواقع الإسلامية فإليكم ما يلي:
1- صيد الفوائد http://www.saaid.net/
2- دعوة محب http://www.d3wah.com/
3- موقع ذكرى http://www.thekra.org/index.php
4- طريق الإسلام http://www.islamway.com
مع تمنياتنا لكم وله بالتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... دعوة غير العرب
... 225714
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طبيبة من مصر ، وأعيش في السعودية ولي نشاط دعوي والحمد لله، ولكن ما أشكل علي هو أنني بدأت في دعوة غير العرب، وأقصد مجموعة من الممرضات المسلمات من جنسيات غير عربية، تشمل فلبينيات وهنديات وباكستانيات وقليل من السريلنكيات ، وبدأ اللقاء بالاجتماع على تلاوة وحفظ بعض آيات القرآن ، ثم بدءوا يسألونني بعض الأسئلة الفقهية ، وكنت أجيبهم من كتاب فقه السنة ولكن مع بعض المعاناة بسبب ترجمة هذه الأحكام إلى الإنجليزية ، وهي اللغة التي تجمع بيننا، كانت البداية منذ حوالي 4 سنوات ثم تطور نشاطنا بعد أن أتموا حفظ جزء عم وبعض السور مثل يس وغيرها ، فاستعرت كتاب تفسير القران باللغة الإنجليزية ، وبدأت معهم التفسير وأجد عندهم فهم لمعرفة المزيد عن أمور الدين وخصوصاً بعدما ازداد حبهم لدينهم ، فبدءوا يعملون في دعوة غير المسلمات للإسلام ، وبالفعل في خلال عامين أسلم حوالي 7 إلى 9 مسيحيات والحمد لله، وقد أقمنا لكل واحدة منهن حفلة وقدمنا لهن الهدايا ، وكل هذا بمجهودنا المحدود ولله الحمد، وأما سبب ما جعلني أرسل إليكم فهو أنني لا أدري كيف أستمر وكيف أنمي هذا النشاط، خاصةً وأن عددهم في ازدياد والحمد لله ، فقد كانت البداية سبع أو تسع ووصل العدد إلى 30 ، ثم إني وجدت عندهم بعض المشكلات التي لم أتعرض لها في دعوتي من قبل ، وعذراً فيما سأكتبه من نوعية المشكلات ، ومنها وجود في الأغلب لكل واحدة منهن boy friend كما سمعت عن وجود بعض حالات الشذوذ الجنسي ، ولكن هذه الأخيرة ليست في المسلمات اللاتي يحضرن الجلسة ولكن مع مسلمات أخريات يعملن معهن، وقد تكون إحداهن تقيم في نفس الغرفة التي تقيم فيها إحدى أخواتي، ثم اكتشفت مؤخراً أن بينهم بعض الضغائن بسبب اختلاف الجنسيات.
وأخيراً أريد الاستعانة بكم في بعض الأمور المحددة ، إذا كان عندكم المزيد ، وجزاكم الله خيراً:
1- أعينوني بمواقع تكتب محاضرات مترجمة تتحدث عن العقيدة والسيرة والرقائق.(113/337)
2- كيف أؤلف بينهم كجنسيات مختلفة؟
3- ما هي الأنشطة التي أستطيع ممارستها معهم، علماً بأننا نجتمع أسبوعياً فقط في مكان واسع في إحدى المباني المخصصة لسكناهم؟ وهناك مشكلة دائمة وهي أن عليهن بالطبع حراسة أمنية تمنع خروجهن إلا للعمل في المشفى فقط ، ولا حتى مسموح لهن بزيارتي.
4- كيف تكون دعوة غير المسلمات ، وأقصد كيف ننمي نشاطهم الدعوي لغيرهن من المسيحيات؟
5- ما هو دوري أنا بالذات ودورهن عامةً مع المسلمات الجدد؟ وإذا كان لا بد من تعريفهن بالمزيد عن الإسلام فهل أكتفي بحضورهن هذه الجلسة؟ وإذا كان هناك شيء إضافي فعن أي شيء أتحدث فيه معهم مع مراعاة مشكلتي الدائمة في التحدث بالإنجليزية ، فأنا دراستي كلها بالإنجليزية ولكن الفرق كبير جداً بين مصطلحات الطب والدين ، على الرغم من أن دراستي هونت الأمر كثيراً ، ولكن المعاناة في تبليغ المعلومة لهن فعلاً بدأت تسبب عائقاً كبيراً جداً، وقد أترك الحديث في أمر ما هام لهن لعدم حضور المعاني لدي.
6- مشكلة قلة احتكاكي بهم (إلا من خلال لقائي الأسبوعي معهم).
7- طلبت منهم كشف بأسماء الممرضات المسلمات العاملات بالمستشفى حتى نتواصل معهم، وقد تم هذا بالفعل ، ولكني لا أدري كيف أتمم هذا النشاط ، وقد بلغ عددهم خمسين، علماً بأن هناك عدد آخر مثله أو قد يزيد من العاملات المسلمات ولكني اكتفيت بالممرضات كبداية.
8- توجد جمعية بالمستشفى اسمها التوعية الإسلامية ، وأنا على اتصال بمديرها من خلال إحدى هؤلاء الممرضات ، وقد أستعين بها إذا احتاج الأمر مثل بعض الكتب المترجمة، ولكني لا أستغل هذه الجمعية كما ينبغي ، فأرجو منكم أن تقدموا لي بعض المقترحات التي سأقدمها لهم حتى تخدم نشاطنا.
9- كيف أتعامل مع مشكلاتهم الخاصة التي أخبرتكم بها سابقاً؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الداعية الدكتورة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة على بصيرة، وأن يحشرك في زمرة الدعاة يوم القيامة، كما أسأله جل وعلا أن يجزل لك المثوبة والعطاء، وأن يبيض وجهك يوم اللقاء.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه لمما يشرح الصدر ويعيد الأمل في مستقبل هذه الأمة وخيريتها وجود أخت طبيية داعية مثلك، توظف مهنتها ، وتحاول استغلال ما(113/338)
لديها في خدمة دينها ومساعدة أخواتها على العودة إلى جادة الطريقة، والأخذ بيد غير المسلمات للدخول في الإسلام ودين الحق.
فهذا شيءٌ عظيم ورائع حقاً، ولا أملك بعد دعائي لك إلا أن أقول جزاك الله خيراً يا دكتورة حنان على هذا الجهد الطيب المبارك، وأسأله جل وعلا أن يتقبل ذلك منك خالصاً لوجهه الكريم، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها) وفي رواية: ( خير لك من حمر النعم ).
فهنيئاً لك أختي الدكتورة حنان هذا الإنجاز العظيم الرائع، ونظراً لكبر حجم المسئولية وتناميها مع الزمن أقترح ضرورة تقوية الروابط، وزيادة التعاون بينك وبين جمعية التوعية الإسلامية بالمستشفى للاستفادة من خبراتها وما لديها من إمكانات، كذلك مناقشة مستقبل الدعوة وحجمها وكيفية التغلب على هذه المشكلات المذكورة وغيرها؛ لأنه من الصعب عليك السيطرة على مثل هذا العدد الكبير وإفادتهن الإفادة المؤثرة، كذلك أيضاً تلافي تحمل المسؤولية وحدك، وإنما ما دام الأمر بهذه الصورة وهذا الوضوح، فالأفضل أن تكون تحت المظلة الرسمية بالمستشفى خاصة وأن المملكة بها عدد من مراكز الجاليات التي تهتم بدعوة غير المسلمين، وعلى قدرٍ كبير من التوفيق والتميز، ولها نشاطات دعوية متميزة في طباعة الكتب والنشرات والمطويات، ومتابعة المسلمين الجدد، إلى غير ذلك من النشاطات المتميزة، فيمكنك التنسيق مع هذه الجهة إما مباشرة أو عن طريق جمعية التوعية، وأعتقد أن هذا شيءٌ ضروري نظراً لتنامي الأعداد وحاجتها إلى مزيد من الجهد والطاقة التي تفوق إمكاناتك، وحتى تتمكني من مواصلة العطاء بفاعلية واقتدار، ولا يهمك المكان الذين تشغلينه، المهم أن تكون النية خالصةً لوجه الله الكريم؛ لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه، وابتغي به رضاه، فحاولي الاتصال بهذه الجهات، والتنسيق معها على أن تتولى هي القيام بجميع المهام المشار إليها، ومعالجة المشكلات التي ذكرتيها ، خاصةً توفير الكتب اللازمة بشتى اللغات الموجودة عندك، وربط هؤلاء ببرامج توعية منظمة تكفل الفعالية والاستمرار، وتمارسي دورك من خلالهم، وفي ذلك حماية وضمانة لاستمرار دورك الهام والمؤثر والفعال .
وأما عن المواقع على الإنترنت فهي كثيرة، منها : موقعنا الإنجليزي على الشبكة الإسلامية، وغيرهما من المواقع التي تُبث من المملكة خاصة، وكذلك مصر وهي كثيرة ومتوفرة من فضل الله، ويمكنك الاستفادة من موقع دليل المواقع على الإنترنت، فهو يفيدك في هذا الجانب.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد في جميع أعمالك، والقبول الحسن لك من العلي الأعلى جل جلاله.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... يائسة ومحبطة وأتمنى الانتحار ... 15807 ...
السؤال(113/339)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في الحقيقة لا أدري ماذا أقول ولكني يئست من حياتي ولا أعرف ماذا أفعل، أشعر أن الجميع يكرهني حتى أمي وأبي وإخوتي وكل من في الوجود، وأنه لا يوجد أحد يهتم بي، أشعر بالضياع، أشعر بأني بحاجة شديدة إلى من يساندني وأخبره بكل مشاكلي، أشعر أني بحاجة إلى خالقي إلى ربي، لا أعرف ماذا أفعل، أتمنى الرجوع لأيام الرسول صلى الله عليه وسلم، لأني عندما أرى ما أراه الآن في الأسواق من فتيات وشباب أشعر بالندم على وجودي في هذا العالم، أشعر أنني أنا المسؤولة، لا أعلم ماذا يا ترى ما بوسعي عمله؟ أتمنى الموت على العيش هكذا، حتى أنني في مرة من المرات كتبت رسالة انتحار لأني أحسست أني لا أستطيع التحمل أكثر، أرجو منكم المساعدة وبأسرع وقت ممكن.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة / محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك هذه الأوهام، وأن يرزقك الأمن والأمان، والسعادة والاستقرار، وأن يهديك ويصلح بالك.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأنا أولاً أحييك من أعماق القلب على غيرتك على الدين وحرصك على استقامة وصلاح المسلمين، وبالطبع فهذه الرغبة القوية والحرص الصادق لا تصلح معه نفسية مثل نفسيتك المحطمة، فإن النفس اليائسة المحطمة لا تستطيع أن تساعد نفسها فكيف بالله عليك يمكنها أن تساعد غيرها ؟
أنت في أمس الحاجة إلى عملية تغيير داخلية وقوية؛ لأن شعورك بالحرمان وكراهية الجميع لك يا ابنتي شعور غير صحيح، فلا أعرف في الوجود -حتى في بلاد الكفار- أباً أو أماً أو أسرة لا تحب ولدها أو ابنتها، هذا شيءٌ غير واقعي يا ابنتي ، وأعتقد بأنك فعلاً لم تفهمِ الأمر بالطريقة الصحيحة، نعم أنا معك قد يكون بعض الأسر فيها نوع من الشح في العواطف نتيجة عوامل مختلفة تعيشها الأسرة، أما الكراهية فلا أعتقد وجودها بغير داع أو سبب، لذا أنصحك بدايةً بتحديد أسباب هذا الشعور وصوره ومظاهره، وحاولي أولاً تحديد الأسباب من وجهة نظرك.
ثانياً: ما هي مظاهر هذه الكراهية التي تتصورينها؟
ثالثاً : لماذا لا تتكلمي مع الوالدة أو الوالد أو أحد إخوانك الكبار في ذلك؛ حتى تعرفي فعلاً وجهة نظرهم ؛ لاحتمال أنك حساسة بصورة كبيرة مما يخيل لك أن أي كلام معناه الكراهية وعدم الحب؟ لأن هذا القصور الذي عندك قد يوجد بين أولاد في مثل سنك في مرحلة المراهقة عندما يطلبون شيئاً معيناً من أهليهم ولا يجيبونهم أو يحققون رغبتهم، فيظنون أن أهاليهم لا يحبونهم، وهذا كله وهمٌ ولا أساس له من الصحة، فلا يوجد أحدٌ في الدنيا يحب أحداً مثل حب الأم أو الأب لأولاده، وخلاف هذا يصعب تصديقه يا ابنتي .(113/340)
الرجاء عمل الأشياء التي طلبتها منك سابقاً، وبعدها سوف تعرفين إن كانوا فعلاً يحبونك أم لا، وأنا واثق مائة بالمائة أنهم يحبونك، ولكن الخلاف أن تنظرين إلى الحب من جهة غير التي يعرفونها هم، فالخلاف في وجهة النظر وليس في حقيقة الحب الذي لا يمكن نفيه أبداً، وإن شاء الله مع الأيام سوف تشعرين أكثر وأكثر بمحبتهم لك، مع العلم أن المحبة معناها كبير جداً ، ولها صور متعددة يصعب حصرها، وفوق ذلك فلقد طالبنا الشرع بمحبة والدينا وأهلينا حتى وإن كانوا لا يستحقون ذلك؛ لأنهم الأصول التي ننحدر منها، ومن لا خير له في والديه لا خير له في أحدٍ من الناس، فمن منا يمكنه أن يكافئ أمه على آلام الحمل أو الوضع أو الرضاعة أو الحضانة والتربية؟ والله مهما عملنا ومهما قدمنا يستحيل أن نكافئهم على أقل شيءٍ قدموه لنا.
ولذلك علينا أن نتهم أنفسا بأننا لم نفهمهم، ولا نتهمهم بأنهم يكرهوننا، وحاولي أن تغيري طريقة تفكيرك هذه، وستجدين فعلاً أنهم يحبونك، وعليك بأهم سلاح وهو الدعاء الذي يغير الله به الأقدار، فأكثري من الدعاء أن يرزقك الله محبة والديك، وأن يملأ قلوبهم بمحبتك، وحاولي حضور المحاضرات الدينية والتعرف من خلالها على الأخوات الملتزمات، واجعليهم أصدقاء وأخوات لك، وستجدين معهم الأنس والسعادة، وكم أتمنى أن تضعي لك برنامجاً بسيطاً لحفظ القرآن الكريم ولو بمقدار آية واحدة يومياً، هذا بجانب مذاكرتك، وحاول أن تتفوقي في دراستك حتى تخدمي الإسلام فعلاً، لأن الأقوياء هم الذين يستطيعون خدمة قضاياهم، أما الضعاف فلا يمكنهم ذلك، واعلمي أنك خلقت في الزمن المناسب لك تماماً، وأن لك دور يجب عليك القيام به تجاه إسلامك ودينك، وهو طلب العلم الشرعي والتفوق الدراسي، والدعوة إلى الله وسط أخواتك في المدرسة والحي وفي الأقارب، فكل هؤلاء يحتاجون فعلاً إلى من يدعوهم إلى الله حتى يتم القضاء على المعاصي التي انتشرت كما ذكرت في رسالتك، أمامك دور كبير وعلى عاتقك مسئولية عظمية، والإسلام في أمس الحاجة إليك، فاجتهدي أن تقدمي شيئاً لخدمته، مع تمنياتنا لك بالتوفيق، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... إن قلبي مريض فما هو علاجه ... 25658
السؤال
أنا مبتلى بالنظر للمواقع الخليعة والصور الجنسية، وكلما رجعت عن رؤيتها عدت مرةً أخرى، وهذا يجعلني أجد صعوبةً في حفظ القرآن، ما هو العلاج الشافي الذي لا يجعلني أشاهدها مدى حياتي؟ وما هي الوسائل والطرق المانعة والرادعة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله عبد الفتاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/341)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه لمن المؤسف حقاً أن يضحك الشيطان على إنسان فاضل مثلك، ومن المؤلم صدقاً أن ابناً من أبناء هذه الأمة المباركة يضيع زهرة شبابه وأهم لحظات عمره في أحضان الشيطان ، رغم حاجته وحاجة الأمة الماسة والشديدة إلى عمله وجهده وقوته وطاعته للنهوض بها من كبوتها وتخلفها وخذلانها، فلا أخفي عليك كم أنا حزين عليك، وكم أنا متأسف لعدم قدرتك على مقاومة الشيطان لعنه الله، وكم أن منزعج من عدم اهتمامك بتحذيرات القرآن الكريم والسنة النبوية لك ولأمثالك من كيد الشيطان وعداوته الأزلية والدائمة لكل مسلم، أنسيت أو لم تقرأ أخي عبد الله قوله تعالى: ((ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين))؟ ألم تقرأ قوله جل جلاله: ((ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم)) ألم تقرأ قوله جل وعلا: ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)) ، وقوله: ((وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون)) ألم تفكر يوماً أخي عبد الله في هذه النصوص وتتأملها لتدرك مدى كراهية الشيطان وكيده لك، وحرصه على إفسادك وإفساد أمثالك من الشباب المسلم؟
أخي عبد الله: إن عدم حفظك للقراءة نتيجة طبيعية جداً لهذه المعاصي والذنوب، ولعلك سمعت أو قرأت يوماً ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ...........ونور الله لا يهدي المعاصي
فما تشكو منه أخي عبد الله في مجال حفظ القرآن أو غيره ما هو إلا ثمرة طبيعية جداً لشؤم المعصية وآثارها في الدنيا، فما بالك بآثارها في الآخرة؟
ولعلاج هذا الضعف لا بد أن تدرك أولاً خطر ما تفعله وتشاهده.
ثانياً: أن تعلم الآثار المترتبة على مثل هذه المعصية، وأنصحك للرجوع في ذلك لكتب الإمام ابن القيم رحمه الله ليحدثك عن شؤم المعاصي وآثارها عموماً في الدنيا والآخرة.
ثالثاً: أن تعجل بالتوبة فوراً وبدون تردد، ومن الآن ، ولا تقل غداً أتوب أو أقلع.
رابعاً: أن تعلم أن الأمر كله وغيره يتوقف على إرادتك الشخصية، وعلى قرارك الذاتي، فإن كنت جاداً وصادقاً فاتخذ القرار الشجاع والجريء بعدم العودة.
خامساً: حاول تغيير نمط حياتك بما يتناسب مع عزيمتك ورغبتك في التخلص، مثل تغيير الأصدقاء إذا كان لهم دور في عودتك إلى المعصية، وكذلك تغيير مكان وزمان دخولك على الإنترنت، فاجعل الجهاز مثلاً في مكان عام بالمنزل ، أو ادخل إليه في أوقات حضور الأهل والجميع حولك ومعك، وحدد الساعات التي ترغب في قضاءها أمام الجهاز ، ولتكن حسب حاجتك الضرورية فقط.(113/342)
سادساً: لا يضحك عليك الشيطان ويقول لك بأن الجهاز فيه خيرٌ كثير ، وأنك به ستتمكن من الدعوة والتعرف على مزيدٍ من الأصدقاء، فهذا كله لا يساوي أقل أثر من آثار المعاصي وشؤمها على دينك ودنياك.
سابعاً : أنت الوحيد القادر على تغيير واقعك، ولقد أعطاك الله القدرة على ذلك، فحاول اتخاذ القرار الشجاع وبدون تردد، واعلم أن الله مؤيدك وناصرك ومسددك على قدر إخلاصك وتوبتك.
ثامناً: لا تنسى أهم سلاح وأقواه وهو الدعاء ، واعلم أنه من أهم وسائل تغيير المقادير، ومن أمضى الأسلحة في القضاء على كيد الشيطان وهمزاته.
تاسعاً: حاول استغلال الوقت الذي كنت تضيعه في الإنترنت في قراءة بعض الكتب النافعة، خاصةً كتب السير والتراجم وبالأخص كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي، أو حلية الأولياء، أو حياة الصحابة لتتعرف على طاقات وجهاد وقوة وإخلاص أجدادك الذين فتحوا الدنيا وغيروا وجه التاريخ، واعلم أن التشبه بالرجال فلاح.
عاشراً: الوقت الذي تضيعه في الإنترنت هو جزء من عمرك الغالي فاتق الله فيه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وقوة الإرادة ، واتخاذ القرار الشجاع والمناسب، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ما هي حالتي
... 225578 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد حدث معي شيء غريب، وهو أنني كنت في يوم 25 رمضان سنة 2001 أستمع إلى الرقية الشرعية عن طريق اسطوانة مضغوطة داخل الحاسب الآلي بواسطة سماعات الأذن عدة مرات من الاستماع ، لكن في مرة من مرات الاستماع أحسست كأن روحاً سوف تخرج من ركبتي إلى أعلى جسمي ، وأحسست أنها قد خرجت هذه الروح وأصبحتُ خفيفا ًوأصبح كتفي خفيفين، حيث أن كتفي في السابق كانا ثقيلين ، وأصبحت بعدها مسارعٌ للخيرات ومحافظ على الصلوات بشعور إيماني كبير، وأصبحت أصلي كل الصلوات في المسجد حتى صلاة الفجر التي كنت لا أصليها في المسجد وأصبح صدري منشرحاً، وأصبحت مطمئن نفسياً وسعيدٌ جداً، وفى صلاة الفجر أقوم من النوم دائماً قبل الآذان دون أي منبه، وأصبحت أكره الخطأ ، والله أقولها بصدق ، أنزلت علي سكينة عالية جداً، وأصبحت مطمئن البال، وازداد عندي التركيز والذكاء وسرعة إقناع الناس بالدين وسماحته، وانتابني شعور بأنني سوف أجمع الناس وأصلح بينهم، ولكن بعد حوالي خمسة أشهر من هذا الحدث حيث حبست في الأمن الداخلي لمدة أسبوع بدأ يقل عندي الشعور، وأصبحت لا أداوم كثيراً على صلاة الفجر حتى أصبت باكتئاب، وعولجت عند طبيب نفسي فأعطاني حبوب الاكتئاب، وبعد ستة أشهر أعطاني حبوب مثبت المزاجdepakin ولكن عندما رجعت إلى المسجد ازداد خشوعي وكأنني سوف أجمع الناس لأحل مشاكلهم بعيداً عن المدينة في الريف، وفي الآونة القريبة صليت الفجر في الجامع ، وأصبحت خفيفاً(113/343)
وأكره الخطأ حتى بدأت أضرب كل من يعمل خطأ ، وأحياناً كل كلمة أقولها أجدها في التلفزيون بعد انتهائي من هذه الكلمة مثل آية قرآنية، وفي هذه الفترة سمعت الرقية فأصبحت لا أتحكم في فكي ، لقد أصبحت أسناني تضغط على بعضها ، إلى أن حدث معي تكسر بسيط في أسناني ، وارتفع فكي إلى أعلى دون أية إرادة مني.
أرجوكم ردوا علي بسرعة، ما هو الحل إذا حدث معي هذا التشنج؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني أنصحك أن تبحث عن أحد المشايخ الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية ليقرأ عليك الآيات والأحاديث المتعلقة بحالات المس والسحر وغير ذلك؛ لاحتمال أن ما تعاني منه قد يكون مساً من الجن وأنت لا تدري، فإذا لم تجد أحداً -ولا أعتقد هذا- فأنصح أن تواصل الاستماع إلى الرقية من الاسطوانة التي عندك، وكم أتمنى أن تضيف إليها شريط اسمه (آية وأذان)، وهو عبارة عن الأذان مكرراً مع آية الكرسي مكررة في شريط واحد، ويمكنك أن تعالج نفسك بنفسك بهذه الطريقة.
واحرص أن تكون دائماً على وضوء، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، ولا تنام إلا متوضئاً وبعد الأذكار الخاصة بالنوم، وواصل الطاعة التي أنت عليها، ولا تتوقف عنها، ولا تضرب أحداً عن وقوعه في أي خطأ؛ لأن هذه طريقة غير جائزة شرعاً إلا لأهلك فقط إن اقتضى الأمر ذلك، وإنما عليك بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والرفق واللين، ولا تشق على نفسك أو على غيرك من إخوانك المسلمين.
وعليك بالدعاء أن يظهر الله لك الحق، وأن يصرف عنك كيد الشياطين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، ونحن هنا نضرع إلى الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... شهوات النساء تلاحقني
... 225565 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أصلي كل الفروض وبدأت المحافظة على الصلاة في المسجد، وأذكر الله، ولكن شهوات النساء تلاحقني ، فما يمر يوم إلا وأفكر في هذا ولم أجد حلاً.
انتظر النصيحة بفارغ الصبر.(113/344)
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي محمد حفظك الله ورعاك: اعلم أن الدوافع والغرائز فطرية في الإنسان، والإسلام والحمد لله يعترف بها ويحترمها ولا يحاول كبتها وتدميرها، بل أنه يعمل على تنمية الضوابط الفطرية ويربطها بالإيمان بالله حتى يجعل انطلاق الدوافع الفطرية نظيفاً بما ينبغي للإنسان الذي كرمه الله تعالى.
وأنت أخي محمد الآن في مرحلة المراهقة، وهي ما بين 12 سنة و20 سنة، وهنا أنت مكلف بأن تتسامى عن هذا الميول، وتوجه رغباتك في إطار المبادئ الإسلامية، وهذا الأمر يحتاج إلى الخطوات التالية للتخلص من هذه الظاهرة :
1- علاجٌ من عندك أولاً؛ بحيث تكون لديك إرادة قوية في التغلب على هذه الغرائز وتضبطها حتى وإن لم تفكر في الأمور الجنسية.
2- تهذيب نفسك وتسليحها بالإيمان القوي والعقيدة السليمة وهي زاد المؤمن.
3- أحياناً يكون الفراغ هو الذي يولد الأفكار فأشغل نفسك بما هو مفيد لك.
4- اجعل لنفسك برنامجاً ومنهاجاً فردياً توزعه على فترات طيلة الأسبوع، يكون فيه: المطالعة للكتب النافعة والهادفة ، أو سماع محاضرة قيمة، أو فسحة وذلك من أجل تغيير البيئة.
5- عليك بالصحبة الصالحة التي تذكرك بالله وتعينك على الحق وعلى الطاعة، ولا تبقى لوحدك، فاختر الشباب الطيبين؛ لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية المنعزلة.
6- اجعل من نفسك شخصاً إيجابياً وابتعد عن التفكير الذي يقودك إلى المعصية.
7- ابتعد عن مشاهدة الأفلام الهابطة والتي تعيقك عن ذكر الله تعالى وتقسي قلبك؛ لأنك مهما أديت الصلوات ولم تنهك عن الفحشاء والمنكر فلا فائدة.
7- اجعل لسانك دائماً رطباً بذكر الله تعالى، واطلب العون والسداد والتوفيق من الله تعالى بأن يثبتك على الدين ويبعد عنك وساوس شياطين الإنس والجن، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... أبكي خوفا على إخواني
... 15604 ...
السؤال
بسم الله
أنا دائماً عندما أصاحب أي أحد أو أراه أخاف عليه من فتن الدنيا، وأتضايق عندما لا يأتي إلى المسجد، وأنصحه ولا يستمع للنصيحة، وأعرف أن الهداية بيد الله عز وجل ولكني أبكي خوفاً عليهم ، بالرغم من أني محاضر وأحل قضايا الكثير من الشباب، ولكن لا أدري كيف أسيطر على نفسي؟
وجزاكم الله خيراً.(113/345)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز الداعية/ أحمد موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يزيدك توفيقاً وهداية ومحبة للإسلام والمسلمين، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يحشرك في زمرة إمام الدعاة صلى الله عليه وسلم .
وبخصوص ما ورد برسالتك: فكلما كان الإنسان صادقاً في إيمانه كلما كان أشد تأثراً بأحوال المسلمين، فيفرح لفرحهم ولإقبالهم على الله، ويحزن لابتعادهم عن دينهم، ويتألم لألمهم، لأن الحب في الله من علامات الإيمان الصادق، إذ أن من شروط لا إله إلا الله محبة هذه الكلمة ومحبة أهلها العاملين بها ، فأنت على خير نسأل الله أن يزيدك منه، وهو من علامات صحة الإيمان، فلا تخشى منه، بل سل الله أن يزيدك منه، وواصل الدعوة والنصيحة قدر الاستطاعة، وواظب على طلب العلم الشرعي الذي هو زاد الداعية وعدته التي لا غنى له عنها خاصة حفظ القرآن الكريم، والاطلاع والإلمام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أقوال أهل العلم ولو في المسائل التي تتحدث فيها، وحاول تطوير نفسك دائماً، وواظب على حضور محاضرات الدعاة الكبار أو الاستماع إلى أشرطتهم لتتعلم كيفية فن الإلقاء، فإن هذا لأمور من أهم مسائل وعوامل نجاح الدعوة، وأكثر من الدعاء لنفسك بالثبات والتوفيق والسداد ولإخوانك جميعاً بالهداية والرشاد، وأكثر من مجالسة الصالحين من الدعاة وطلبة العلم حتى تظل دائماً في زيادة ، ولتعان على معرفة الحق والثبات عليه، ولا تقلق من وضعك النفسي فهو شيء طبيعي جداً مع الصادقين، وربما يقل مع الأيام وكثرة المشاغل وزيادة الهموم، فتوكل على الله وسله أن يرزقك رقة القلب، وأن يملأ قلبك من خشيته، وأن يرزقك حبه وحب نبيه وحب أمة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أتوب ولكن !!
... 15551
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب على قدر من الاستقامة ولله الحمد، لكن المصيبة أنني قمت أضعف بشكل غير طبيعي، والسبب أني في إحدى المرات غلبتني شهوتي وجلست أنظر في بعض الصور المحرمة على الإنترنت وكنت أقول هذه آخر مرة وبعدها أتوب ، وأصبحت أفعل العادة السرية بكثرة بسبب هذه الصور، وعندما أعصي الله أقول والله إنها آخر مرة وأتندم ندماً شديداً، ولكن أصبحت على هذه الحال أعصي وأتوب وهكذا.(113/346)
والآن أصبحت أعصي ولا أتوب، أصبح قلبي أشد قسوةً من الحجر، وأصبحت لا أخاف من عقاب الله ، والله هذا الذي أقوله ، أريد أن أتوب ولكن أحس بشيء قوي يسحبني ويلهيني عن التوبة لكن لا أدري ما هو هذا الشيء؟
أنقذوني أرجوكم أرجوكم ، والله إني أعيش في آلام لا يعلم بها إلا الله الذي سترني كثيراً وأنا أعصيه، ما الحل أرجوكم.
كنت أفكر في الزواج لكن المهر غالي وليس لي وضيفة.
بعد الإيمان وقوة الإيمان و... أصبحت جثة بلى قلب، أكتب هذه الرسالة وكلي أمل أن أسمع ما يزيد عزيمتي في التقرب إلى الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل / أبو يوسف حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يردك إلى دينه مرداً جميلاً، وأن يغفر لك ما مضى من ذنوب وخطايا، وأن يثبتك على الحق، وأن يملأ قلبك من خشيته سبحانه، وأن يرزقك مقام الإحسان حتى تعبد الله كأنك تراه أو يراك.
وبخصوص ما ذكرته برسالتك: فهذه عبارة عن انتكاسة إيمانية سببها الأول والأساس هو الشيطان الرجيم لعنه الله ، فلقد استغل غفلتك ولحظة ضعفك فزين لك المعاصي التي تبت منها، كذلك نفسك الأمارة بالسوء كانت في صف الشيطان ضدك، وهذا شأن كل إنسان لا ينتبه لنفسه يا ولدي، فنبيك المصطفى عليه الصلاة والسلام أخبرنا قائلاً : (إن الشيطان قعد لابن آدم بطرقه كلها) فكل عمل من الأعمال مهما كان يحرص الشيطان على أن يتواجد فيه ليصرف العبد عن الطاعة إلى المعصية، والشيطان يا ولدي مثل قاطع الطريق الذي يستغل غفلة المسافرين وينقض عليهم بغتة وهم لا يشعرون، فيصعب عليهم مقاومته أو التخلص منه، وهذا هو حالك تماماً، أنت مطمئن لأنك على قدر من الاستقامة والطاعة فتراخيت بعض الشيء ونسيت التحدي الذي ذكرك الله به مراراً في القرآن الكريم، ونسيت عداوة هذا اللعين لك وللمسلمين جميعاً، وأحسنت الظن بنفسك فكانت النتيجة هذه الانتكاسة التي تشكو منها، وهكذا يصرع الشيطان عشرات المسلمين يومياً.
ورغم ذلك فإن من رحمة الله وفضله وعفوه وبره وإحسانه أنه ما من عبد يلجأ إليه ويلوذ به إلا وقف معه وأعانه وصرف عنه كيد عدوه، فلا حل يا ولدي إلا في العودة إلى صاحب العظمة والجلال الذي هو على كل شيء قدير، وهو الوحيد سبحانه الذي بمقدوره أن يدفع عنك كيد شياطين الإنس والجن، فهلم إلى الله، وابدأ العودة إليه، وتأكد من أنه معك ولم لن يتخلى عنك سبحانه جلا جلاله، وعلى قدر صدقك في التوبة وطلبها سيكون وقوف الله معك ودفاعه عنك، فاتخذ القرار الشجاع والجريء والقوي، وتوقف فوراً عن هذه المعاصي صغيرها وكبيرها، واعلم أنك قادرٌ على ذلك فلا يضحك عليك الشيطان ويضعف عزيمتك، ويوهمك بأنه لا فائدة من التوبة،(113/347)
أو أن الله لن يقبل منك، أو أن قلبك الآن قاسي لأنه قد أظلم واسود من كثرة المعاصي، فإن الحق تبارك وتعالى قد أخبرنا في كتابه قائلاً: ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)) ويقول أيضاً: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفواً رحيماً)) ويقول : ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) . والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة ولله الحمد والمنة، فتوكل على الله وابدأ الخطوة الأولى وهي التوقف فوراً عن هذه المعاصي .
ثانياً: حاول تغيير البيئة، وأقصد بذلك إخراج هذا الجهاز من مكانه المخصص له إلى مكان عام بالمنزل أو غيره، لأن الإنسان بطبيعته يستحي كثيراً من الناس وأن يروه على أمرٍ مخالف للشرع أو العرف، فأخرج الجهاز من مكانه الحالي، كذلك اجعل أوقات دخولك إلى الإنترنت أوقات تواجد الناس حولك، ولا داعي للدخول في الأوقات المتأخرة؛ لأنها تعرضك للضعف وهدم التوبة.
ثالثاً : ابحث لك عن رفقة صالحة تقضي معها معظم أوقات فراغك وتذكرك بالله فالصاحب ساحب، والمرء على دين خليله كما ورد في السنة.
رابعاً : حاول الانخراط في أي عمل دعوي أو اجتماعي تقضي فيه أوقات فراغك وتستهلك قدراً من طاقتك المخزونة والتي تريد أن تخرج وتستثمر.
خامساً : اجعل لنفسك برنامجاً لحفظ القرآن الكريم ولو آية أو أكثر يومياً، وواظب على ذلك، أو تخير كتاب في أي علم تحبه وحاول قراءاته وتحديد مدة محددة لذلك، وهكذا حتى تقوي رصيدك العلمي وتقضي أوقاتك في بناء نفسك وشخصيتك وتعلم شيء هادف ونافع ومفيد يرفع من مستواك الإيماني والخلقي والاجتماعي، فالعلم بالتعلم، والعلم يرفع بيتاً لا عماد له، فارفع لنفسك بنياناً بين أبراج العز والكرامة.
سادساً : أكثر من الاستغفار والتوبة ، خاصةً في أوقات الإجابة، واحرص على ذلك دائماً.
سابعاً : اجتهد في الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك وأن يتوب عليك وأن يتقبل منك.
ثامناً : إذا أحسست بالرغبة في الوقوع في المعصية فاترك مكانك فوراً وغير وضعك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة النصوح والزوجة الصالحة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... التعب النفسي لدرجة أني أتمنى الموت ... 15461 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة في العشرين من العمر ، أصلي والحمد لله، ولكن أشعر بالملل ، اسمي منى ، في الفرقة الثالثة في كلية التربية قسم إنجليزي، ولكني دائماً أشعر بالتعب ليس التعب الجسمي ولكن التعب النفسي لدرجة أني أتمنى الموت، ولقد حاولت أن أنتحر أكثر(113/348)
من مرة ، وأنا أتعالج عند دكتور نفساني منذ أربع سنوات ، والدي متوفى منذ 9 سنوات ، وأمي هي المسئولة عني أنا وأخوتي، دخلت مستشفى وقضيت فيه عشرة أيام تقريباً ، وقال لي الطبيب المعالج أن عندي ثنائي القطبين، وهو يأتي بحالتين حالة فرح شديدة أو العكس واكتئاب شديد، وكتب الطبيب لي أدوية ، ولكني لا أريد آن آخذ هذه الأدوية.
كنت وأنا في الثانوية أحب المذاكرة أكثر شيء في حياتي ، وكنت أذاكر حوالي 18 ساعة في اليوم، ولكن عندما دخلت الكلية لم أستطع التأقلم معها؛ لأنها كانت اختيار أختي الأكبر مني، فأصبحت لا أستطيع المذاكرة ولا حتى الكتابة، ودائماً الشيطان يوسوس لي بأني لا أصلي ، مع أني أصلي ، وعندما أصلي أشعر بضوء من يدي ، ولكني لا أقرأ القران وأنا ضعيفة الشخصية جداً جداً .
شكراً لكم .
والسلام عليكم ورحمة الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
لا أعتقد أنك ضعيفة الشخصية وممكن أن نتلمس ذلك من مقدرتك على التعبير فيما يخص الحالة التي تعانين منها، ولكن يظهر أنك تقللي من القيمة الذاتية لنفسك، وهذا في حد ذاته يتطلب المعالجة، وذلك بمحاولة التفكير الإيجابي والتأمل في مقدراتك خاصة أنك بحمد الله في السنة الثالثة في الجامعة.
تمني الموت ليس من سمات المسلم، فرحمة الله واسعة وأنت لديك أشياء عظيمة وجميلة تستحق أن تستمتعي بالحياة من أجلها، فأول ما أوصيك به هو السعي لتقوية الإيمان لديك وتدعيم النسيج الإيمان وذلك بحسن التواصل مع الآخرين والعمل على أن يكون هذا النسيج الاجتماعي فعالاً ومن النوع الصحي، فقد وجد أن هذا يساعد كثيراً في التخلص من الأفكار الانتحارية.
الاضطراب الوجداني ثناني القطبية هو حالة نفسية ذات منشأ عضوي أو بايولوجي وقد اكتشف العلماء بفضل الله تعالى الآن أن هنالك خلل يحصل في بعض المواد الكيمائية في الدماغ وتعرف بإسم سيروتونين ودوباامين ويؤدي اضطرابها إلى ظهور هذه الحالة، وعليه لا يمكن أن يصحح هذا الاضطراب البيولوجي إلا بما يقابله من تدخل بايولوجي أي باستعمال الأدوية.
ومن أفضل الأدوية في هذا المكان هو ما يعرف بمثبتات المزاج، ومن نعم الله تعالى أنه يوجد عقار الآن يعرف باسم depakine chorono فقد غير هذا الدواء حياة مرضى الاضطرابات ثناني القطبية إلى حياة أفضل، وعليه أنصح لك وبشدة أن تبدأ في هذا العلاج والجرعة هي 500 مليجرام صباح ومساء لمدة عام، ثم 500 مليجرام يومياً لمدة عامين وهذه ليست طويلة في عمر الزمن.
أرجو أن تملأي حياتك بالأمل والثقة والأخذ بالأسباب، أي تناول العلاج في هذه الحالة، وبإذن الله تعالى ستكون حياتك وصحتك النفسية في أحسن ما يكون.(113/349)
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... لا أريد أن أهوى في بحر الظلمات ... 15439 ...
السؤال
أنا شاب مغربي من مواليد 1974 بالمغرب، حاصل على شهادة عليا ( المتريز ) من عائلة فقيرة.
مشكلتي التي عقدت حياتي هي أنني منذ ولادتي نشأت في بيت فقير جداً، لم أعرف يوماً معنىً للفرح والسعادة، ورغم هذا حرصت على متابعة الدراسة ، ووفقت فيها بإذن الله، لكن بعد 1998 تحولت حياتي إلى الجحيم لا عمل ولا شغل، إنني أحببت الإسلام ولا أريد أن أهوى في بحر الظلمات، لكن الظروف أقوى مني.
الرجاء أن تجيبوني على عنواني الإلكتروني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: قد يخاف الإنسان على مستقبله ويخشى احتمالات الفشل، ويشعر بعدم الاستقرار؛ نظراً لعدم الثبات على الشيء، ويفقد الرؤية الواضحة بسبب الغموض الذي يكتنف طريقه الجديد.
وقد يخاف من الموت وكأنه شبح يتربص به، ويخاف من الفقر المتوقع، وربما يكون خوفه من الواقع في بعض الحالات أو من فوات الرزق أو فوات الصحبة.
واعلم يا أخي أن القلق والحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، وهو ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب هذه الدنيا، ولا يوجد أحد من البشر إلا ويفرح ويحزن، فلنحاول أن نجعل الفرح شكراً والحزن صبراً، ونتذكر أن رحمة الله بعباده واسعة، ولقد جعل الله القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين ، وهنا خطوات حاول اتباعها عل الله أن يأخذ بيدك ويفرج عنك همك:
1- قوي علاقتك بالله تعالى والجأ له في كل حين.
2- اصبر على ما أصابك وأن كل شيء بقضاء الله وقدره.
3- لا تجزع ولا تحزن ما دامت علاقتك بالله قوية.
4- أكثر من الدعاء واللجوء والتضرع إلى الله تعالى.
5- يجب أن تعلم أن باب الأمل مفتوح، وهذا يبعد عنك الضيق والحزن والقلق.
6- تذكر دائماً قول الله تعالى: ( فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسرا ).
7- حاول أن تكون إنساناً إيجابياً متفائلاً بعيداً عن الانهزامية والسلبية، وتبحث دائماً عن البدائل.
وفقك الله يا أخي لكل خير وسدد على الخير خطاك، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ(113/350)
... أمره يحيرني ولا أريد جرح مشاعره ... 15418
السؤال
السلام عليكم.
يصاب زوجي كثيراً بشيء من الخمول الشديد في جسده، ولا يريد الحراك إلا للصلاة، حتى أنه يتأخر عن دوامه تكراراً ، وأخشى أن يكون في تأخره حرمة، رغم أنه إذا حضر الدوام ينجز عمله بكل إخلاص، ولقد ازداد هذا الخمول بعد ابتلاء أصابه، فماذا أفعل ؟ أمره يحيرني ولا أريد جرح مشاعره أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يحفظك ويحفظ لك زوجك، وأن يعين الجميع على ذكره وشكره وحسن عبادته، وجزاك الله خيراً على هذا الاهتمام، وشكراً لك على الحرص على الحلال من الرزق، ولا داعي للقلق فهذا الزوج الذي يتحرك للصلاة سوف يعود بإذن الله إلى سيرته الأولى، وأرجو أن تجتهدوا في الدعاء وفعل الخيرات والحرص على رضى رب الأرض والسماوات ، وقد قال الله عن نبيه زكريا: ((وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين )) [الأنبياء:90] فسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
لم يتبين لنا نوع الابتلاء الذي أصيب به زوجك، ولكن المؤمن مبتلى، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، وعلينا أن نراجع أنفسنا ونستغفر الله من ذنوبنا، فإنه لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا حزن ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه، وما ترك بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ، قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعف عن كثير)) [الشورى:30] ولكن المؤمن لا يستسلم، فهو يثق بما عند الله ويرجو رحمته ويخاف عقابه، ويستأنف حياته بروح جديدة مستفيداً من العبر، ويراجع نفسه ويحاسبها.
وإذا عرف السب بطل العجب، فاجتهدي في معرفة أسباب هذا الخمول والتكاسل، فقد يكون من أثر الابتلاء الذي أصابه، وقد يكون لعدم ارتياحه في بيئة العمل، وربما كان السبب هو عدم تقدير القائمين على العمل لمجهوداته وإخلاصه في عمله، وعندما يختل ميزان العدل يدب الخلل والكسل إلى النفوس، والظلم يؤثر على الإنسان خاصة إذا شاهد زملائه يرتفعون في درجاتهم مع قلة كفاءتهم وتقصيرهم في أداء واجباتهم، وقد يكون السبب عادي مثل التأخر في النوم والسهر ، ولكن المسلم يحسن عمله ويتقنه ويؤدي ما عليه لأنه يراقب الله، ويسأل الله الذي له، لأنه يؤمن بالرقيب الحسيب الذي لا تخفى عليه خافية سبحانه، ويحرص على الإخلاص لله في أداء عمله وعبادته لربه، والمخلص ينال الأجر مرتين الراتب والثواب من الله، ولقد أحسن من قال: المخلص مثل أم موسى عليه السلام كانت تأخذ أجرها وترضع ولدها، ودورك يا أختي الفاضلة هو تشجيع هذا الزوج بأسلوب لطيف، فضعي يديك في يده، وشدي(113/351)
من أزره، وأحذرك من الكلمات المثبطة، ولكن قولي له في أوقات تختاريها: يعجبني أن تنهض للعمل مبكراً، وأنا واثقة من قدرتك على الإنجاز، ولكن الالتزام بمواعيد العمل وأنظمته مطلوب، فنحن نطمع في أن يكون راتبنا حلال لأننا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار.
ولا تنسي أن الترغيب والترهيب يبعث النفوس على العمل والجد والمثابرة، وهيئي له وسائل الراحة ، وأسباب النشاط ومن أهمها استشعار رقابه الله، والمداومة على ذكره الذي يبعث النشاط ويطرد الكسل، فإن الشيطان يعقد على قافية أحدنا ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، ثم أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم على الوسائل التي تحل بها تلك العقد، فقال: (فإذا ذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت الثانية، فإذا صلى انحلت الثالثة فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا -إذا لم يصل ولم يذكر الله- أصبح خبيث النفس كسلان) ومن الضروري المحافظة على أذكار الصباح والمساء وخاصة المعوذتين وخواتيم البقرة وآية الكرسي، والأذكار هي حفظٌ للإنسان من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، فإن ذكر الله مثل رجل طارده العدو فوجد حصناً فدخل فيه ونجا من كيد العدو.
ومما يعينه أيضاً على النشاط تذكيره بإنجازاته وبضرورة المحافظة عليها، مع الابتعاد عن المقارنة بين جهودك أنت وبين أحواله، وكذلك ترك المقارنة بينه وبين زملائه، أشعريه بسعادتك مع كل خطوة إلى الأمام، وحافظي على مشاعره، وأعينيه على طاعة الله .
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسددك ، وأن يرزقنا النشاط في طاعته، وأن يختم لنا ولكم بخاتمة السعادة ، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... تزوجت بأجنبية وتعرفت على عربية ... 15414 ...
السؤال
أنا هاجرت إلى بلد أجنبية، وتزوجت من هذه البلد ، طبعاً كانت غير مسلمة ، لكن قبل الزواج اتفقنا على أنها سوف تغير ديانتها وتكون مسلمة ، ومرت الأيام ورزقنا الله بثلاثة أطفال، وكنت كلما أفتح الموضوع معها كانت تقدم الأعذار والأكاذيب، وأصبحت الحياة صعبة بيننا بسبب هذا الموضوع، ومنذ فترة قصيرة تعرفت على فتاة عربية مسلمة عن طريق الصدفة ، وقد أحببتها وقررت أن أتزوجها لأنني غير مرتاح مع زوجتي الأولى بسبب خلافات كثيرة مع اختلاف الديانة أيضاً، بالرغم من أني غير مقصر في واجباتي الزوجية والصرف على البيت والاهتمام بأولادي، أنا الآن محتار ولا أدري ماذا أفعل، أرجو من سيادتكم النصيحة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/352)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك في الزواج من هذه الأخت العربية المسلمة، وأن يهدي زوجتك الأولى للإسلام وأن يبارك لكم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أن تتوكل على الله وتتزوج هذه الأخت العربية المسلمة؛ بشرط أن تكون صاحبة دين وخلق، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وقول الله جل وعلا: ((ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم)) فواصل دعوة زوجتك الأولى للإسلام، وأحسن معاشرتها ومعاملتها؛ لأن المعاملة الحسنة من أهم عوامل ووسائل الإقناع وكسب المودة والمحبة، واعلم أن دعوة زوجتك للإسلام واجبٌ شرعي ستأخذ عليه أجراً كبيراً، وكذلك ترك أولادك لتربيهم امرأة غير مسلمة خطورة ما بعدها من خطورة، فاجتهد على الخطين خط الدعوة وإقناع زوجتك الأولى، وخط الارتباط بالأخت العربية المسلمة، شريطة أن تكون ذات خلق ودين وستعينك على طاعة الله والالتزام بشرعه وتوفير البيئة الهادئة والجو الأسري المستقر الذي تعان به على مواصلة رحلتك في الحياة ما دامت ظروفك البدنية والنفسية والمالية تسمح لك بذلك، فتوكل على الله، وإلا أنصح بالتريث حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل بعد الطلاق الحياة ماتت؟ ... 15403 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة تزوجت بعيدة عن أهلي في بلد أخرى عند خالتي، وبموافقة والدي نتيجة الثقة العمياء لديهم.
لم أكن أريد الزوج وهو أخو زوج خالتي ولكن خالتي أقنعتني ورضيت.
بعدها علمت أن الزواج مبنيٌ على الغش وحفاظاً على مال وعمل خالتي ، فزوجتني وباعتني، مع العلم أنه لا يريدني ولكن غصبوه علي وإلا سيسحبون المال.
تزوجني وهو يحب امرأة أخرى ويفكر بالزواج بها بعد أن يجمع رأس ماله.
بقيت معه شهرين وتركته لأنهم أخفوا علي حقيقته، وهو إنسان لا دين له ولا خلق، ويعمل الموبقات السبع وكل شيءٍ محرم، لا يخطر على بالك أي شيء أو أي عمل قبيح يفعله وبدون تردد، ويريدني أن أكون مثله ، تركته وتركت البلد التي كنت فيها معه هروباً.
أغراضي عنده ومالي وذهبي عند خالتي ورجعت وليس معي سوى الله وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد.
فهل بعد الطلاق الحياة ماتت؟(113/353)
مع العلم أني أدرس وأدعو الله أن أنجح بعد سنتين من الفشل.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يخلف عليك خيراً من زوجك السابق، وأن يفتح عليك ويوفقك في دراستك، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فلولا ما ذكرتيه لما صدقت أن هناك خالة تبني سعادتها على سعادة ابنتها لأن الخالة والدة، ولكن يبدو أن كثيراً من الثوابت قد اهتزت عند بعض الناس مع الأسف الشديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكم كنت أتمنى أن يكون لك دور أكبر من ذلك، وهو محاولة إصلاح هذا الإنسان وكسب ثواب الله فيه، لأنه إنسان مسكين يظن أنه على شيء أو أنه يساوي شيء، وفي الواقع هو ضحية من ضحايا النفس والشيطان والهوى، غرته الأماني وغره بالله الغرور، فارتكب تلك المحرمات واقترف كثيراً من الموبقات، ولكن يبدو أن ظروفك وصغر سنك لم تساعدك على القيام بهذا الدور، وعموماً الطلاق ليس معناه الموت، فكم من إنسانة تزوجت ثم طلقت فكان طلاقها خير ألف مرة ومرة، وفتح الله لها وبها خيراً كثيراً، المهم أن تكون استفادت من التجربة الأولى ووعت الدرس جيداً، وحرصت على اختيار الإنسان المناسب شرعاً وعرفاً، ولم تخضع لعواطفها وقلبها، وإنما التزمت الشرع والعقل فكانت بذلك سعادتها، وكثيراً ما يكون الطلاق هو الحل الأمثل والأفضل، وقد يكون أحياناً عكس ذلك، لذا أود إن كانت لديك القدرة والاستعداد للدخول في هذه المعركة مرةً أخرى وأنت أقوى بقصد الإصلاح وإعادة هذا الرجل إلى الطريق الصحيح فأرى ألا تحرمي نفسك هذا المحاولة، وإن كنت واثقة من عدم القدرة على ذلك وعدم جدواه، فأرى أن تواصلي رحلة الانفصال بهدوء، وأن تشغلي نفسك بدراستك، وتجتهدين في تقوية علاقتك بربك ومولاك، وتسألين الله أن يعوض عليك، وأن يخلف عليك بأفضل منه، وما ذلك على الله بعزيز.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق للذي هو خير، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... لم أحمل من الإسلام غير اسمه ... 25385 ...
السؤال
السلام عليكم.
أطلب من حضرتك الدعاء لي بشدة؛ لأني محتاج للدعاء لئن يجعلني الله من المسلمين وأن أسير على طريقه السلف، علماً بأني غير موفق في أي طاعة وكلي معاصي وكبائر، أرجو أن تدعو لي كثيراً ؛ لأني لا أدري ماذا أفعل ، الوقت يمر بسرعة،(113/354)
وكلما أسمع القرآن أتحسر على نفسي فادعوا لي لعل الله أن يستجيب منك وأهتدي وينقذني من الضلال ويصلحني وينقذني من الغفلة التي أنا فيها ، ادعوا لي كثيراً وجزاكم الله خيراً، فأنا لم أحمل من الإسلام غير اسمه فقط وليس لدي عقيدة، فأرجو أن تدعو لي بالإيمان.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ نور الدين حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
فقد جاء رجل إلى الإمام أحمد رحمة الله عليه وطلب منه أن يدعو له، فقال له الإمام: ويحك ! أ لك أم؟ قال نعم: قال فمرها فلتدعو لك، فإن دعوتها مستجابة. فلما انصرف دعا الإمام له أيضاً، وفي هذا الموقف تربية عظيمة، علمنا فيها أن التوجه إلى الله ليس من الضروري أن يقصد فيه شخص بعينه، لأن أبواب السماء مفتوحة، والله يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، والإنسان إذا أراد حاجة من أهل الدنيا تواجهه أبواب وحجب وسكرتاريات وترجي وانتظار، ولكن من يريد أن يتوجه إلى الله فعليه أن يحسن الوضوء ويدخل في صلاته ، فيُقبل فيها الرحيم سبحانه على عبده يسمع نجواه ويستجيب دعائه، ولقد أحسن من قال :
لا تسألن بُني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا توصد
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
فأرجو أن تدعو لنفسك وأن تخلص في الدعاء، وقدم بين يدي لجوءك إلى الله طاعات وقربات، وأرجو أن تسعد بدعاء والديك إذا كانوا أحياء، وإذا علم الله منك الصدق يسر أمرك وقبل توبتك، قال تعالى: (والذين اهتدوا زادهم هدى.. ) ومن الذي أقبل على الله فلم يوفقه أو توكل على الله فلم يكفيه؟ والأمر يحتاج منك إلى عزيمة وإرادة قوية، وأنت تملك هذه الأشياء بتوفيق الله .
وأبشر يا أخي، فهذا الإحساس دليلٌ على بذرة الخير في نفسك، واجتهد في البحث عن رفاق الخير وبيئة الخير، وعليك بالتردد على بيوت الله، قال سبحانه: ((في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ... )) وقال سبحانه: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)) (الكهف:28).
أما بالنسبة للمعاصي التي تلبست بها فقد سمى الله نفسه توابا ليتوب علينا، ورحيما فهو راحم الخلق ، وهو القائل سبحانه: ((وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)) فعلينا أن نطوي صفحة الماضي، ونقبل على الطاعات، والتوبة تمحو ما قبلها، بل إن الصدق في التوبة والإخلاص فيها يحول السيئات إلى حسنات، قال تعالى : (( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفواً رحيماً )) (الفرقان:70) فاحرص على كسب الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وإذا جاهد الإنسان نفسه واستمر في الطاعات فسوف يجد للطاعة(113/355)
حلاوة وللإيمان طعماً، ونحن من جانبنا نسأل الله أن يوفقك ويصلحك، وأن ينفع بك بلاده والعباد ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... نفسي الأمارة بالسوء
... 225312 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شب أعزب، مشكلتي أنني متقلب الطباع والسلوك، فبالرغم من أني أحافظ على صلاتي مع الجماعة في المسجد وأقرأ حزبي كل يوم إلا أنني كل مرة أشتهي مشاهدة الأفلام الإباحية-الجنسية- في التلفاز أو على الإنترنت، مما يؤدي ذلك إلى ممارسة الاستمناء والعادة السرية، ثم أندم بعد ذلك وأتوب إلى الله حيث أصلي ركعتي التوبة وأسلك الطريق السوي في العبادة، لكن لا تمر أسابيع قليلة إلا وأعود لنفس الحالة السيئة السابقة وأنا على هذه الحالة سنوات عديدة، رغم علمي أن كل ما أفعله حرام ومنافٍ لسلوك المسلم، وأقوم بعدة محاولات لكني لم أوفق إلى الآن في الابتعاد من هذا السلوك واتباع الطريق السوي وإيجاد استقرار نفسي، فكل ما أتمناه أن أبعد نفسي من هذه الشهوات وأن أسلك الطريق الصحيح لسلوك المؤمن، فساعدوني جزاكم الله خيراً في مشكلتي.
((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)).
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على التوبة، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن ييسر لك مخرجاً مما أنت فيه، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
وبخصوص ما ورد برسالتك فكل الذي أوصيك به بدايةً ألا تتوقف عما تقوم به من طاعة وعبادة، وأن تواصل أعمال البر والخير التي أكرمك الله بها؛ لأن ما أنت عليه الآن يقلل كثيراً من وقوعك في الذنوب والمعاصي، و يحول بينك وبين الانهيار التام؛ لأن تلك الطاعات لها دورها في تقويتك وتثبيتك رغم ما تقع فيه.
فنصيحتي إليك في البداية ألا يضحك عليك الشيطان ويصرفك عما تقوم به من طاعات بحجة أنك عاصٍ وأنك لا تستحي من الله وأنك منافق، إلى غير ذلك من الحيل التي يطرحها عليك لا حباً فيك ولا صدقاً معك وإنما لصرفك عن هذه العبادات؛ ليتسنى له إيقاعك فيما هو أعظم وأخطر مما أنت فيه والعياذ بالله، فتمسك(113/356)
بما تقوم به، واحرص عليه حرصك على حياتك؛ لأن هذا هو بداية الخير وطوق النجاة الذي به ومن خلاله سوف تتخلص من تلك الذنوب كلها .
ثانياً: أوصيك بالبحث عن عبادات أخرى يمكنك القيام بها إضافة لما تقوم به، مثل الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة التوبة والاستغفار، وملء فراغك كله بذلك، مع الإكثار من ذكر المولى تبارك وتعالى .
ثالثاً: أنت -أخي الأستاذ فارس- في سن لا بد لك فيه من زوجة؛ حتى تتمكن من تصريف تلك الطاقة التي أودعها الله فيك، وكل الحلول التي أشرت إليها ونصحتك بها سابقاً ما هي إلا مسكنات ومهدءات، والعلاج الحقيقي في النكاح الشرعي الحلال المبارك؛ لأنه ضرورة فطرية فطرك الله عليها، فابدأ وفي أقرب وقت في البحث عن زوجة تعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وبالزواج سوف تنتهي هذه المشاكل تماماً إن شاء الله، خاصة وأنك في الأصل رجل مستقيم حريصٌ على طاعة الله والتزام سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو علاجك الفعال والمؤثر ولعله الوحيد، فتوكل على الله وابحث عن زوجة صالحة مناسبة تُعان بها على طاعة الله وتقواه .
رابعاً: عليك ومن الآن قطع علاقتك بكل الأجهزة المثيرة للشهوة والمحركة للغريزة، أو على الأقل الحد منها إلى أدنى درجة، وعدم النظر إلى ما يفسد عليك دينك ويفسد عليك توبتك، وإن كنت أنصح بعدم فتح تلك الأجهزة، بل ولعل إخراجها من بيتك وحياتك خيرٌ لك ألف مرة ومرة ما دامت هي التي تفسد عليك توبتك؛ وذلك مخافة أن يأتي عليك يوم تتوقف فيه عن التوبة وتألف المعصية فيقسو قلبك ويموت فيه الإيمان فتصبح صاحب قلب ميت والعياذ بالله لا تنفع فيه الأدوية، وقد توافيك المنية وأنت على ذلك فتلقى الله على سوء خاتمة والعياذ بالله، فتكون قد خسرت دينك ودنياك معاً -لا قدر الله-، فاتخذ قراراً شجاعاً وجريئاً بعدم التعامل مع هذه الأجهزة، وابحث عن زوجة مناسبة، وابدأ حياتك بالطريقة الصحيحة حتى تتمكن من أداء رسالتك في الحياة وخدمة دينك كما أراد الله، فابدأ العلاج فوراً ولا تنشد المثالية الزائدة في زوجة المستقبل ورفيقه الدرب، المهم الدين في المقام الأول، وأنا على يقين من أنك سوف تتجاوز هذه المحنة وتخرج منها نقياً قوياً إن شاء الله ما دمت تحب الله ورسوله وتحرص على الالتزام بالشرع، وتتألم للوقوع في الحرام.
مع تمنياتنا لك بعرس مبارك وتوبة نصوح، وشهادة في سبيل الله، وعيش السعداء، ومرافقة سيد الأتقياء في الفردوس الأعلى ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... إنني في حاجة إلي تجديد إيماني ... 25264 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا سيدة متزوجة وأعمل , مشكلتي أني أشعر بحالة من الملل في عملي وعبادتي وأشعر أني في حاجة إلي تجديد إيماني حتى أستحضر خشوعي أثناء العبادة مع العلم أني حاولت مرارا وتكرارا أن يخشع قلبي دون جدوى.(113/357)
أرجو إفادتي سريعا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقنا الخشوع، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
هذا شعورٌ إيجابي وطيب ولله الحمد، وهو دليل على حرصك على الخير، فاستعيني بالله، واجتهدي في استحضار الخشوع، وابتعدي عن المعاصي، وتوجهي إلى من يعلم السر وأخفى، واسألي مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على طاعته، وكرري المحاولات دون يأس أو ملل، ولا بد لمكثر الطرق للأبواب أن يلِجَا.
واعلمي أن الشيطان عدونا إذا عجز عن صدنا عن الطاعات يأتي للمسلم من أبواب أخرى؛ من أجل أن يحرمه من ثمرة العبادة ومن حلاوتها، لكننا بالمجاهدة ومعرفة مكائد هذا العدو، وبالفقه في الدين بعد اللجوء إلى الله نأمن من شرور هذا العدو الخبيث.
والمسلم يطرد الملل بتلاوة القرآن والمواظبة على ذكر الله، وخاصةً أذكار الصباح والمساء، وفعل الخيرات، واحرصي على مجالسة الصالحات، واشغلي نفسك بما يفيد أسرتك وأهلك .
وهناك أمورٌ تساعد الإنسان على الخشوع في العبادة وخاصة الصلاة، وقد مدح الله عباده المؤمنين فقال: ((قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)) .
ويمكننا الإشارة لبعض أسباب الخشوع وهي كما يلي:
1- استحضار عظمة من نقف بين يديه، وعجيب هذا الإنسان فإنه إذا وقف بين يدي مسئول ضعيف ينتبه ولا يلتفت ، فإذا علم المسلم أنه يقف بين يدي الذي يعلم السر وأخفى فهو يعينه على الخشوع.
2- أن يبكر المسلم في الاستعداد للصلاة، ويشغل نفسه قبلها بالذكر وتلاوة القرآن؛ لأنه في هذه الحالة ينتقل من طاعةٍ إلى مثلها، وخاصة النوافل والسنن الراتبة قبل الصلاة.
3- أن يأتي لمكان الصلاة بسكينة ووقار، والسكينة هي الهدوء ، والوقار هو ترك الالتفات يمنة أو يسرة؛ لأن الإنسان إذا التفت شاهد أشياء يذكره بها الشيطان عند دخوله في الصلاة.
4- أن لا يكون في موضع الصلاة تصاوير أو ستائر مزركشة؛ لأنها تشغل المصلي كما قال صلى الله عليه وسلم: ((... فإنها ألهتني عن صلاتي آنفاً .. )) وأمر بها فهتكت.
5- أن يتدبر الإنسان معاني الآيات التي يتلوها، ويشغل نفسه بالأذكار، ولا يجعل في صلاته سكوت، فالصلاة كلها قرآن وأذكار.
6- إذا كان الإنسان جائعاً أو يحتاج لدخول دورة المياه، فعليه أن يقضي حاجته قبل الدخول في العبادة، فإنه لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان، ويقاس على ذلك الأشياء الملحة التي تشغل بال الإنسان.(113/358)
7- أن يختار لصلاته مكانا معتدلا من حيث الحرارة والبرودة .
8- أن يتذكر الإنسان أن هذه الصلاة ربما كانت الفرصة الأخيرة والصلاة الأخيرة، وهذا يجعل الإنسان يستحضر الخشوع .
9- أن نحرص على صلاة الجماعة في المسجد، أو تحرص المرأة على أن تصلي مع بناتها، ويمكن لزوجها بعد أن يصلي في المسجد أن يصلي مع زوجته فتكون الصلاة له نافلة ولها فريضة .
10- التوجه إلى الله أن يصرف كيد الشيطان، وقد جاء صحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو من تخليط الشيطان عليه فأمره صلى الله عليه وسلم بأن يتعوذ بالله من الشيطان، فتعوذ بالله فلم يأته الشيطان بعدها أبداً، والاستعاذة ليس مجرد كلمات لكنها استحضار لعظمة من نلوذ به سبحانه، وتذكر لحقارة الشيطان وضعف كيده.
11- الرغبة الأكيدة في استحضار الخشوع، والإنسان إذا عزم على شيء وصل إليه بإذن الله .
فنرجو مواصلة المجاهدة والمصابرة.
وابشري يا أختي الكريمة بثواب الخشوع وبأجر المجاهدة لهذا العدو، ورحم الله ابن القيم عندما قال عن المصلي الذي يجتهد في مدافعة هذا العدو ليخشع في صلاته: (هذا في جهاد وصلاة) واعلمي أن بعض السلف جاهد نفسه عشرين عاماً ثم وجد حلاوة العبادة بعد ذلك، والمؤمن لا ييئس ويواصل عمل الخير والاجتهاد وهو مأجور على قدر نيته وعمله.
نسأل الله العظيم أن يشغلنا بطاعته، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أدعوه لكني لا أعرفه ... 225255 ...
السؤال
أريد أن أتعرف على شاب لأدعوه ولكني لا أعرفه وفي نفس الوقت أنا خجول فأفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الداعية/ مد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني الفاضل: نسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأسأله تبارك وتعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى والمناجح.
شكراً لك على هذه المشاعر الطيبة تجاه زميلك هذا، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم في حرصه على هداية الناس، ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
وخير بداية لدعوة الآخرين إلى الله، هو تمسكنا بهذا الإسلام، فإن المسلم داعية لدينه بالتزامه وأخلاقه وداعية للإسلام بأقواله وأفعاله، والالتزام له أثرٌ عظيم على الآخرين .(113/359)
وعليك بعد ذلك التعرف على هذا الشاب والإحسان إليه وتعميق العلاقة معه حتى تتكون أرضية مشتركة ويحدث التقارب بينكما.
واحرص على أن تبدأ بتعميق معاني الإيماني في نفسه، وخذه إلى البيئات الطيبة، واحرص على الإشادة بالجوانب الإيجابية فيه، واجعلها مدخلاً لدعوته إلى الله، والنفوس جبلت على حب الثناء ثم تنبهه بلطف إلى جوانب النقص، وابدأ بأعظمها، واترك الأخطاء الصغيرة، فإن الطيب يعالج الأمراض الخطيرة قبل غيرها.
واجتهد في التوبة إلى الله والدعاء له في الليل ودعوته إلى الله في النهار، وأرجو أن تتواضع له، ولا تظهر له أنك أعلم منه حتى لا يجد الشيطان مدخلاً فيفسد بينكما ويصده عن الخير، واحرص على أنك تكون النصيحة سراً بألفاظ لينة وفي الوقت المناسب، وقل له نِعْم أنت لو كنت تشهد صلاة الفجر في جماعة مثلاً.
وهذا منهج نبوي قاله لابن عمر : (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) فكان من آثار هذا التوجيه وبركته أن ابن عمر لم يترك قيام الليل بعد هذا الكلام أبداً، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً لخزيم: (نعم الرجل أنت ، لولا إرخاء شعرك وإسدال ثوبك) ولا داعي للخجل؛ لأن أهل الباطل لا يخجلون ولا يبالون والعياذ بالله مع أنهم على الباطل، فلماذا نخجل نحن وتضعف عن إبلاغ هذا الدين العظيم ونحن مسئولون أمام الله عن نصر الإسلام ونشره؟
أسأل الله العظيم أن يهدينا وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أخاف من الصديقات السيئات ... 225184 ...
السؤال
أنا فتاة على خلق حميد ، أصلي وأصوم وأعرف الله تبارك وتعالى ، وأعمل كل شيء لمرضاته، ولكن لي أصدقاء سوء أحبهم ولا أستطيع التخلي عنهم ، وسوءهم ليس بسوءٍ فاحش ، أي أنهم يقعون في أشياء صغيرة ولكن لا تعجبنني ، وأحاول أن أغيرها ولكن لا أستطيع التخلي عنهم، ما الحل؟ أرجو المساعدة والرد بأسرع ما يمكن.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله العظيم أن يوفقك ويسددك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأسأله أن يجعل صداقاتنا ومحبتنا في سبيله ومن أجل مرضاته.
سعيدٌ من الناس من وجد من يذكره بطاعة الله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، والمرء على دين خليله، وأخبريني من تصاحبي أخبرك من أنتِ، والصاحب ساحب، وصداقة الأخيار خير عون على طاعة الرحمن، ورفقة الأشرار تعدي كما يعدي الصحيح الأجربُ.(113/360)
والفتاة المسلمة أحوج الناس إلى الصديقات الفاضلات، فهي مثل الزجاجة كسرها لا يجبر، والبياض قليل الحمل للدنس، لذلك أرجو أن تبحثي عن صديقات صالحات، واجتهدي في مناصحة الصديقات القديمات؛ لأن الإصرار على الصغائر مرفوض وفيه خطورة على الإنسان؛ لأن السيئة تقود إلى مثلها، والإنسان لا ينظر إلى صغر الخطيئة ولكن ينظر إلى عظمة من عصى.
والإنسان لا يأمن على نفسه إذا رافق من يعصي الله، خاصةً وهن عديدات وأنت واحدة، والجلوس مع من يعصي الله يجعل الإنسان يعتاد ويألف المعاصي، وإذا لم تخلصي لهن في النصح فهذه خيانة لا يقبلها هذا الإسلام الذي يجعل المسلم يحب لإخوانه ما يحب لنفسه.
والإنسان عندما يرى المنكر لا بد أن يعمل على التغيير بالوسائل الواردة في الحديث الشريف: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وحتى التغيير بالقلب ليس كما نفهم، وإنما هو عمل إيجابي يظهر فيه الإنسان كراهيته للمعاصي، وهجرانه لمجالسها، وإظهار عدم الرضى بالمعاصي، وأن يشهد الله بقلبه على كراهية تلك المخالفات، وقد دخل اللعن على بني إسرائيل من سكوتهم على العصاة، ومشاركتهم في حياتهم وطعامهم وشرابهم، قال تعالى: ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)) [المائدة: 78، 79].
ولا مانع من مواصلة هؤلاء الصديقات إذا أمنت على نفسك من التأثر، وكان لوجودك معهن مصالح شرعية، كأن تقل المعاصي بوجودك، أو أن يكون كلامك مقبولا ومسموعا عندهن.
واسأل الله أن يوفقك للخير، وتأكدي أن وجود فتيات صالحات إلى جوارك سوف يساعدك على إصلاح الصديقات المقصرات، وإنما يكتمل إيمان المسلم بحبه للصالحين وببغضه للكافرين، ونحن نحب المؤمن بحسب طاعته لله، وإن كان المسلم صالحا وفيه بعض المعاصي، فنحن نحبه بحسب طاعته ونكره ما عنده من مخالفات، ونجتهد في النصح والإصلاح.
وحتى ينفع النصح أرجو أن يكون على انفراد، وأن يكون بأسلوب طيب ولين، وأن تختاري الوقت المناسب، واحرصي على البدء بذكر الجوانب المشرقة، ثم نبهي على مواطن الخلل، وهكذا تنتقلي من نصح صديقةٍ إلى توجيه أخرى، وأرجو أن يصلحهن الله على يديك.
وأحذرك يا ابنتي من السكوت والمجاملة على حساب ديننا، وكما قيل: أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرَّك ومناك، لأن السكوت على المعاصي دليل على الرضى بها والعياذ بالله، وإذا أحسن الإنسان التوجيه فإن الكلام يقبل بإذن الله، واجتهدي في الدعاء في أن يهدي الله على يديك واحدة فهن خير لك من حمر النعم .
وهذا الشعور منك دليل على الخير الذي في نفسك، زادك الله حرصاً وتوفيقاً، ونفع بك بلاده والعباد، ورزقنا وإياك الهداية والثبات، وبالله التوفيق.(113/361)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف يمكنني أن أحدد هدفي؟ ... 15087 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير.
بعد التوجه لله سبحانه , والبحث والمطالعة, أتوجه لكم بمشكلتي عسى أن أجد عندكم إجابة تريحني.
مشكلتي باختصار أني لا أعرف ما هو هدفي؟ فأنا أعيش هنا من 7 سنين, وبعد أن أكملت دراسة الثانوية, تمنيت أن أكمل دراستي, لكني لا أعرف ماذا أريد أن أفعل, أو في ماذا أتخصص؟
فأنا أريد أن أفيد المسلمين هنا, وأتخصص بشيء يفيد أمتي ويفيدني كأنثى إن تزوجت وأصبحت لي أسرة .
ثم أني لا أدري إن كنت سأبقى طول عمري هنا, أريد شئ يفيدني عند الانتقال لدولة إسلامية.
احترت ولم أدر كيف أحدد؟ أو ماذا أقرر؟ أنا حزينة من نفسي؛ لأني أرى الأيام تمشي والعمر وأنا لم أفعل شيء لأمتي, ولم أخدمها بشيء مفيد.
لدي وقت فراغ كبير جداً جداً، ولا أعرف كيف أستغله, وليس لي صحبة صالحة فأشعر أني وحيدة هنا؛ لأن حتى أهلي بعيدين عني, وهم غير ملتزمين , ولا يهتمون بهذا الأمر .
ماذا أفعل؟ كيف يمكنني أن أحدد هدفي؟ كيف يمكنني أن أخدم أمتي؟كيف يمكنني أن أستغل شبابي وأستغل وقت فراغي الكثير.
بارك الله فيكم وأعتذر على الإطالة .
أنا منتظرة لمساعدتكم بأي نصيحة وأي كتاب أو موقع أو أي شيء ممكن أن يساعدني بدل هذا التشتت الذي أنا فيه.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة / مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يشرح صدرك للإيمان، وأن ينور حياتك بالقرآن، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يحشرك مع خير الدعاة محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد قرأت رسالتك والتي أسأل الله ألا تكون الأخيرة؛ لأنها فعلاً تبعث الأمل في نفوسنا وتبشرنا وتزيد من يقيننا بأن الخير قادم وقريب إن شاء الله، وإن كنا لا ندري(113/362)
مصدره، أيأتي الخير من أمريكا أو من أوروبا أو من قارة من القارات؟ العلم عند الله، ولكن ما نريد أن نحيا به هو هذا الأمل الذي يتلألأ نوره في جنبات صدورنا من أن المستقبل لهذا الدين ما دام في الأمة من يحمل هم الإسلام، ومن يفكر في كيفية خدمته والنهوض به، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ونسأله تبارك وتعالى أن يكثر من أمثالك في المسلمين ممن يحملون هم هذا الدين ويفكرون في كيفية خدمته، ومما لا يخفى عليك أن الإسلام يحتاج إلى ظهور جميع أبنائه أياً كانوا، وأن الإنسان لا يجوز له أن يحتقر نفسه وأن يقلل من أهمية دوره، بل على العكس فلقد أخبرنا الذي لا ينطق عن الهوى أن الأمة لا تنصر إلا بضعفائها، فمجرد وجود هذه الرغبة فهي عامل من عوامل البشري والتفاؤل.
ونعود إلى رسالتك فأقول: إن جميع التخصصات والمجالات العلمية تحتاجها الأمة الإسلامية ما دامت في مقدورك ولا تتعارض مع قيم الإسلام وقيادته، وإن كان هناك بعض التخصصات أنفع وأهم من بعض، فعليك بدايةً أن تختاري التخصص الذي يتناسب مع ظروفك كفتاة على أن يكون في نفس الوقت على قدر من الأهمية للمسلمين قدر الاستطاعة، فمجال طب النساء والولادة مثلاً أو الأطفال أو الصيدلة أو التدريس مهم جداً لنهضة المسلمين ويتناسب مع ظروفك حالياً ومستقبلاً، وهذه مجالات نحن في أمس الحاجة إلى وجود مسلمات ملتزمات بها، خاصةً طب النساء والولادة حتى نقلل من يكشف المسلمات أمام الرجال الأجانب ولو كانوا من المسلمين، فابدئي من الآن الاجتهاد في البحث عن كيفية تحقيق هذا الهدف، واعلمي أن من طلب العلم لخدمة دينه كالمجاهد في سبيل الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بقوله: (ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع).
فما أعظمها من بشرى إذا خلصت النية فعلاً ، وكان الهدف خدمة دين الله جل وعلا؟ واعلمي أن الدنيا ساعة وخير العباد من جعلها طاعة، وأن الحياة دقائق وثوان، وكفى ما مضى من عمرك دون أن تقدمي لنفسك أو لأمتك شيئاً، فابدئي من الآن ولا تتواني ، واستعيني بالله وسليه أن يشرح صدرك للذي هو خير، وصلِّ صلاة الاستخارة ، وسليه خير المجالات والتخصصات، واستشيري أخواتك المسلمات اللواتي عندك أو بعض الدعاة الواعين الذين يدركون حجم التحدي الذي يواجه أمة الإسلام.
وهناك دور هام يمكنك القيام به الآن وهو المشاركة في المراكز الإسلامية الموجودة عندك، وهناك ستجدين عشرات الأدوار ستنتظرك لتقومين بها خاصة بين أخواتك المسلمات، هناك ستتعلمين قراءة القرآن ودراسة العلم الشرعي الذي ستكونين به مؤهلة للقيام بدور هام في خدمة أمتك؛ لأن خدمة الأمة لا تكون بالعواطف وحدها وإنما لا بد من العلم الشرعي وغيره حتى تنهض الأمة فعلاً، وعند ذلك لن تجدي أمامك فرصة تضعينها في غير طاعة الله وخدمة هذه الأمة، وهذا دورك الذي خلقك الله من أجله ، والذي لو مارستيه بطريقة صحيحة ستشعرين فعلاً بالسعادة الحقيقة والأنس بالله رب العالمين.(113/363)
وبالنسبة للمواقع الإسلامية فهي كثيرة، ومن أفضلها هذا الموقع الشبكة الإسلامية، ومن خلالها يمكنك التعرف على أهم المواقع الإسلامية الموثوقة، وإليك بعض المواقع الإسلامية المتميزة:
موقع صيد الفوائد: www.saaid.net
موقع ذكرى: www.thekra.org
موقع طريق الإسلام: www.islamway.com
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية إلى الصراط المستقيم، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أقبل أيديكم ساعدوني
... 25041
السؤال
أنا تائب جديد، ارتكبت الكثير من المعاصي مثل اللواط، ولكن الله تاب علي والحمد لله، أرجوكم أريد منكم بعض النصائح وأسماء بعض المواقع التي بها محاضرات جيدة وتلاوة للشيخ نبيل العوضي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل / عيسى محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يتقبل توبتك وأن يتوب عليك، وأن يغفر لك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحول بينك وبين جميع المعاصي والذنوب، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من عباده الصالحين الفائزين أصحاب الجنة، ونحمد الله أن وفقك للتوبة، فهذه نعمة من أعظم النعم؛ لأنه جل جلاله يحب التوابين ويجب المتطهرين، ولا يخفى عليك ولدي العزيز أن المعصية سبب كل شقاء وبلاء وحرمان، وأن أباك آدم ما خرج من الجنة إلا بسبب المعصية، وأن الله ما أغرق قوم نوح عليه السلام إلا بسبب المعصية وما دمر قوم لوط ودفنهم تحت الأرض إلا بسبب المعصية، وما أغرق فرعون وقومه إلا بسبب المعصية، وأنه ما من مصيبة تقع للإنسان إلا بذنب، ولن ترفع إلا بتوبة، فاحمد الله حمداً كثيراً واسجد له شاكراً أن وفقك للتوبة، وسله من أعماق قلبك أن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يتقبل توبتك وأن يثبتك عليها، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن.
واعلم ولدي الفاضل عيسى أن هناك عوامل تثبت على التوبة وتمنع من العودة إلى المعاصي، ومنها ما يلي:
1- مقاطعة الأشخاص الذين كانت المعصية تقع معهم أو بسببهم.
2- مقاطعة الأماكن التي وقعت بها تلك المعاصي حتى عدم المرور منها ولو بسرعة.(113/364)
3- البحث عن صحبة صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله وعوضاً عن الصحبة الفاسدة.
4- المحافظة على الصلاة في جماعة قدر استطاعتك.
5- المحافظة على الوضوء دائماً قدر استطاعتك؛ لأن المتوضئ دائماً في حراسة الله.
6- الحرص على حضور المحاضرات والندوات الدينية التي تعقد في المساجد المجاورة لك.
7- الاهتمام بدراستك والحرص على أن تكون من المتفوقين دراسياً.
8- ضع لنفسك برنامجاً ولو بسيطاً لحفظ القرآن ولو بعض الآيات يومياً.
9- حاول وضع جدول للاستماع إلى بعض الأشرطة الدينية الهادفة يومياً.
10- اجتهد في ألا تكون في غرفتك منفرداً ، وألا تختلي بأي شخص وحدك؛ حتى لا يزين لك الشيطان المعصية مرةً أخرى، واجعل باب غرفتك مفتوحاً دائماً إن كانت غرفة خاصة.
11- لا تحاول سماع الأغاني أو مشاهدة الأفلام أو الدخول على المواقع الإباحية؛ لأنها من أهم عوامل إفساد التوبة، واجعل الكمبيوتر خارج غرفتك أو لا تفتحه وأنت وحدك.
12- أكثر من الدعاء أن يثبتك الله على هذه التوبة وأن يصرف عنك كيد الشياطين، وبالنسبة للمحاضرات الجيدة والمواقع الإسلامية المتميزة فهي كثيرة، ومنها هذا الموقع الذي أنت فيه الآن، ومن خلاله سوف تتعرف على أهم المواقع الإسلامية وتسمع أصوات أغلب المشايخ، ومنهم الشيخ نبيل العوضي.
من المواقع المتميزة:
موقع صيد الفوائد: www.saaid.net
موقع ذكرى: www.thekra.org
موقع طريق الإسلام: www.islamway.com
وختاماً :
اعلم -ولدي عيسى- إن عليك ضريبة لا بد أن تدفعها ألا وهي الدعوة إلى الله تعالى، فكل ما تتعلمه من أمور دينك حاول أن تنقله إلى غيرك حتى يعم الخير جميع المسلمين، خاصةً زملاؤك وأهل بيتك؛ حتى تكون من الدعاة الذين يحشرون في زمرة سيد الدعاة محمد صلى الله عليه وسلم، هذا وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كتب دعوية
... 24953
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .(113/365)
أنا شابٌ مصري أعيش في مصر، ولي أقارب يعيشون في إيطاليا -خالي وعائلته-، الزوجة إيطالية أسلمت منذ عشرين عاماً تقريباً والحمد لله، وله من البنات ثلاث بنات، أعمارهن 21 , 15 , 9 ولكن عندما كان في زيارة لنا في مصر قريباً مع زوجته وأصغر بناته ، وكانت أول زيارة لها لمصر، اكتشفت جهلهم الشديد بأمور دينهم، بل وبموقف خالي من بعض أمور الدين وبأن الابنة أحبت مصر كثيراً، ولكني لم أجد ما أستطيع أن أساعدهم به إلا كتيب صغير أخذته من الشيخ محمد إسماعيل المقدم -حفظه الله- واسطوانتين ليزر تحتويان على قرءان وأناشيد إسلامية باللغة الإنجليزية وبعضها بالعربية ، ونظراً لصعوبة الحصول على كتب دعوية باللغة الإيطالية أود منكم المساعدة في الحصول على كتب باللغة الإيطالية لتعريفهم بأمور دينهم وإن كان هناك مواقع على الإنترنت أجد فيها ما يساعدني أرجو منكم أن تدلوني عليها، مع العلم أني سأقوم بإرسال الكتب إليهم عن طريق البريد من مصر .
وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى وجزاكم الله خيراً عما تقدمون للدعوة وللإسلام.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المهندس/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم نلتمس منك العفو عن تأخر الرد، ونعدك بعدم التكرار مستقبلاً، ويسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يوفقك في دراستك، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يحشرك مع سيد الدعاة يوم القيامة.
وبخصوص ما ورد برسالتك من جهل أهل خالك بالإسلام، فهذا للأسف حال كثيرٍ من المسلمين خاصةً الذين لا يحرصون على الانخراط في الأعمال الإسلامية بالبلاد التي يقيمون بها أو التي تخلو من مراكز إسلامية مؤثرة، ورغم ذلك فهناك جهود جبارة يقوم بها كثير من المهاجرين المسلمين لخدمة الإسلام وحسن عرضه ودعوة الناس إليه.
وعندنا في قطر هذا الموقع الشبكة الإسلامية بمقدورك الدخول إليه، وستجد هناك كماً هائلاً من المعلومات والدروس والمحاضرات والكتب الإسلامية والفتاوى بغالب لغات العالم، فيمكنك أن تعطيهم عنوان الموقع وغيره من المواقع الإسلامية وهي كثيرةٌ جداً وتقدم هذه الخدمة بسهولة ويسر، وهناك محاور للمشاركات والمناظرات والطرح المباشر وضيوف على الهواء يقدمون الفتاوى والإجابات مباشرة، وسأطلب من إخواني بالموقع تزويدكم بالمتاح لديهم من عناوين، يمكنكم الاستفادة منها والتواصل معها بأكثر من لغة.
سائلين الله لكم ولأهلكم الهداية والرشاد وسعادة الدنيا والآخرة.(113/366)
وباسم الموقع نشكرك على غيرتك وحرصك على الدعوة وهداية أهلك إلى الإسلام الحق، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أتخلص من الشهوة الحرام ... 24934 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً.. أنا أشكر جميع من قام بإنشاء هذه الشبكة الإسلامية المميزة وأسأل الله بأن يجزيهم خير جزاء.
لقد بدأ تديّني قبل سنتين وقد أقبلت على الدين بشكل كبير والحمد لله رب العالمين وقد أصبحت متديّن جداً ولا أترك فرض وأذكر الله في الصباح والمساء وأستمع إلى المحاضرات الدينية وحفظت بعض آيات القرآن كسورة مريم وطه.
أما الآن وهو الجزء المهم.. لقد استمريت سنة تقريباً أو أقل بقليل متديّناً جداً وكل شيء ممتاز ، ولكن (حسبي الله ونعم الوكيل) بدأت أشعر بشهوات جنسية ورغبة إلى مشاهدة الصور والأفلام الجنسية - أستغفر الله العظيم.
وقد بدأت أشاهد لقطة وراء لقطة حتى وصلت بي الأمور إلى تقريباً الإدمان.
ولكنّي بعد كل مرة أشاهد تلك الأمور ، أغتسل وأستغر الله وأتوب إليه وأصلي الفرض المفروض في تلك اللحظة. واليوم الثاني أترك الصلاة ، وغالباً.. إما في اليوم التالي من بعد تلك التوبة أو الثالث أرجع أشاهد تلك الأمور المحرمّة. وبعدها أتوب ثم أرجع أشاهدها ثم أتوب ثم أشاهدها مرة أخرى.
وحتى أتت امتحانات الفصل الأول في المدرسة ولم أستطع منع نفسي وذهبت لأشاهد تلك الأفلام مرة أخرى أثناء تحضيري لكثير من الأمتحانات علماً بأن اليوم التالي يكون يوم تقديم الإمتحان.
اااخ والآن في هذا اليوم قد شاهدت تلك الأفلام مرة أخرى وبعدها.. مثل كل مرة أعد نفسي وأعد الله بأني لن أكرر ذلك العمل ولكني دائماً أفشل وأكرره.
فخوفاً من أن أكرر تلك المعصية (مشاهدة تلك الصور والأفلام المحرمة) مرة أخرى.. فقد قررت - بعد أن تصفّحت الشبكة الإسلامية وقسم الإستشارات - بأن استشيركم متأملاً الرد في أقرب وقت.
فكيف أستطيع التخلّص من هذه الشهوات حتى لا أرجع أشاهدها مرة أخرى؟
إجابتكم على استشارتي قد تؤثر بي وتمنعني بأن أكررها.. وأنتم الآن أملي الوحيد لأني قد جربت جميع الطرق لكي أتخلص من هذه المشكلة وقد فشلت.
وأنا الآن خائف جداً ومتوتر بشأن نتائج الامتحانات (سوف توزع النتائج خلال يومين) لأني كنت أعصي الله حتى في أيام الدراسة وخاصةً في أيام تحضيري للإمتحانات ، فأشيروا عليّ ماذا أفعل بشأن هذا أيضاً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل الأستاذ/ محمد حفظه الله.(113/367)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
فلقد سعدنا جداً برسالتك، ويسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك عل ثقتك الغالية بموقعك، ونعاهدك أننا إن شاء الله سنظل دائماً عند حسن ظنك، وفي انتظار أي رسالة منك وذلك رغم حزننا الشديد لما يحدث لك، فكم كنا نتمنى فعلاً أن يكون بطلنا صاحب الاسم العظيم الرائع أقوى من ذلك في مقاومة الشيطان الرجيم؟
كم كنا نتمنى أن يكون بطلنا محمد قد اتصل بنا ليسألنا عن أمرٍ عظيم من أمور عز الإسلام وتفوق المسلمين، أو أن يبشرنا أنه قدم للإسلام ولوطنه الغالي شيئاً قيماً مشرفاً يرفع رأس المسلمين جميعاً إلى عنان السماء؟ ورغم ذلك فكلنا أمل ويقين من أن البطل محمد لم ولن يخيب ظننا فيه أبداً إن شاء الله، وأنه قادرٌ على تخطي تلك العقبة والوقوف أمام الشيطان وأعوانه شامخاً كالمسجد الأقصى المبارك الذي يتحدى بحجارته وتاريخه كيد أعداء الله ورسوله.
ولدي الحبيب محمد: لعلك سمعت يوماً حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصه:
(إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه -طرقه- كلها) ولعلك سمعت كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) ولعلك سمعت أيضاً قوله : (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) وبلا شك لقد قرأت قوله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين لنا مدى حقد الشيطان وكراهيته للمسلمين، بل وحرصه على إفسادهم وإضلالهم، وهذا كله يجعلك في غاية الانتباه واليقظة؛ لأن عدوك أقسم بعزة الله على أن يفسد الناس جميعاً ويوقعهم فيما حرم الله، وها أنت الآن قد استجبت له وضحك عليك وصرفك عن الحق والطاعة، وجعلك مطيعاً له في معصية ربك ومولاك ، ولذلك كلما تبت وتوقفت عن المعصية وصممت على عدم العودة إليها جاءك فضحك عليك وأوقعك مرةً أخرى في معصية حبيبك وربك ومولاك، والسبب الرئيسي في ذلك أنك لم تنتبه لتذكير الله لك بعدواه الشيطان وكيده ومكره بك، وهذه التصرفات التي تفعلها كلها من إغواء الشيطان وكيده أن يدمرك ويضيع وقتك في معصية الله، ويصرفك عن المذاكرة والتفوق ؛ حتى تتحول إلى مسلم بائس يائس فاشل لا تستطيع أن تجد قوت يومك أو أن تعيش عيشة محترمة، وفوق ذلك ينسيك الجرح النازف من قلب الأمة ألا وهو جرح فلسطين الحزينة التي تعاني أشد المعاناة من أشد أعداء الله ورسوله، ينسيك أن الأقصى يناديك: قم يا محمد وانهض فأنا في انتظارك وانتظار اللحظة التي تثأر لي ممن هدمني ودنسني وحرم المسلمين من الصلاة في، فهل يعقل يا ولدي محمد أن يضحك عليك الشيطان إلى هذا الحد؟! هل أنت ضعيف إلى هذه الدرجة؟! لا يا محمد، أنت إنسان عظيم وتحمل أعظم الأسماء وابن الأرض المباركة، فلا يليق بمثلك أبداً أن يكون حاله هكذا، قم يا ولدي وانهض وقاوم الشيطان، وأعلن وبكل قوة من أعماق قلبك لم ولن أسمع كلام الشيطان بعد اليوم، واعلم أنك قادر على ذلك ورب الكعبة،(113/368)
وأن حل مشكلتك فيك أنت، أنت وحدك القادر بالإرادة القوية والعزيمة الصلبة أن توقف هذه التصرفات، وأن تتركها إلى غير رجعة، وألا تعود إليها أبداً، فهل تفعل ذلك يا ولدي؟ صدقني لديك قوى عظمى، ولكنك تنتقص نفسك ويضحك عليك الشيطان ويستدرجك وأنت غافل، فقط انتبه وقف مع نفسك، وخذ القرار الجريء والشجاع لن أفعل ذلك بعد اليوم أبداً مهما كانت الأسباب ، وهذا هو سبيل العلاج الأولى .
وهناك عوامل يمكنها أن تساعدك كذلك في الثبات على هذا القرار منها:
1- الدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق وأن يرد عنك كيد الشيطان.
2- ابحث لك عن صحبةٍ تقضي معها غالب وقتك وتذاكر معها وتتفق معها على عمل برامج إيمانية تقوي قلبك وعزيمتك وتربطك بربك.
3- اخرج الجهاز من غرفتك الخاصة، وضعه في الصالة أو في مكان عام بالمنزل، ولا تذهب إلى الأماكن التي تعرض فيها هذه الأشياء ولا تمر من طريقها.
4- غير أصدقاءك الذين يساعدونك على الوقوع في هذه المعاصي فالصاحب ساحب.
5- ضع لنفسك جدولاً للدراسة والمذاكرة، وأضف إليه برنامجاً رياضياً، ووقت للقراء الحرة خاصة حفظ القرآن الكريم.
6- لا تجلس وحدك قدر الاستطاعة؛ حتى لا ينفرد بك الشيطان فيتغلب عليك ويفسد عليك توبتك.
7- سل والديك الدعاء لك باستمرار فإن دعاء الوالد لولده لا يرد.
8- حافظ على صلاة الجماعة، ولا تتخلف عنها إلا لعذر شرعي.
9- وختاماً:
أهم شيء الإرادة القوية والعزيمة الصادقة، فلا تضعف ولا تحتقر نفسك؛ لأنك الوحيد القادر على رد هجمات الشيطان وهزيمته، فتوكل على الله وأري الله من نفسك خيراً .
ونحن هنا بالموقع نشاركك الدعاء، ونسأله تعالى أن يصرف عنك هذه التصرفات، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أحب الصلاة كثيرا
... 24819
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ظلت فكرة ارتداء الحجاب تراودني لمدة ست سنوات إلى أن هداني الله سنة 1992، أحمد الله وأشكره على هذه النعمة التي أنعمها علي؛ منذ ذلك الوقت وأنا أحاول وأسعى جاهدة لتطبيق التعاليم الدينية على أكمل وجه .
بدأت أصلي بصفةٍ منتظمة منذ أكثر من 24 سنة، بعد وفاة والدي كان لهذا الحدث وقعه الشديد علي، فتقربت من الله والتجأت إليه، ووجدت الطمأنينة والسكينة والراحة، منذ ذلك الوقت وأنا أدعو لوالدي بأن يرحمه الله وأن يدخله فسيح جنانه في(113/369)
كل الصلوات، كانت الصلاة هي الدواء للآلام التي كانت تمزق كياني، وكانت الوسيلة التي كنت أرجو من خلالها لقاء الله ولقاء والدي فضلاً عن أنها ركن من الأركان الأساسية في الإسلام.
أحب الصلاة كثيراً، أحبها إلى درجة أنني أنتظر نهاية أيام الحيض بفارغ الصبر لاستئنافها، لكن الذي لست راضية عليه كوني لا أصلي كل الصلوات في وقتها ، لا سيما صلاة الظهر، وأحياناً حتى صلاة العصر بحكم تواجدي بالعمل ، حيث أصطنع لنفسي حججاً واهية، فأتعذر بانقطاع المياه المستمر والنجاسة المترتبة عن ذلك في دورة المياه التي تمنعني من صبغ الوضوء، أو أتحجج بملف يطلب مني معالجته على الفور وما إلى ذلك من الأعذار والحجج .
"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " أعرف ذلك جيداً، لكن كيف لي أن أحقق ذلك والظروف المحيطة بي في العمل ليست مواتية، ووسوسة الشيطان قائمة؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً، عسى أن أصل يوماً إلى تحقيق ما أصبو إليه وهو تحسين أداء الواجبات الدينية، والسلام عليكم ورحمة الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أسأل الله أن يديم عليك نعمة الهداية ، وأن يثبتنا وإياك على طاعته، وأن يستخدمنا فيما يرضيه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
جزاك الله خيراً على المحافظة على الصلاة ، والوفاء للوالد رحمة الله عليه، ونحن مطالبون ببر الآباء والأمهات في حياتهم وبعد مماتهم بكثرة الدعاء والاستغفار لهم وصلة الأهل لودّهم ورحمهم.
والمسلم يجد في الصلاة راحته، ويلجأ إلى السجود لله عند الأزمات، فقد كان قرة عين نبينا وسعادته في الصلاة، فكان يقول أرحنا بها يا بلال، وكان الصحابة إذا حزبهم واشتد عليهم أمر فزعوا إلى الصلاة فكانوا يجدون فيها راحتهم وطمأنينتهم .
وعليك الاهتمام بأداء الصلوات في وقتها، لأن ذلك من أحب الأعمال إلى الله وهو دليل على المسارعة في مرضاته سبحانه ((وعجلت إليك رب لترضى)) وليس العمل عذراً في تأخير الصلاة، ولا خير في عمل يشغلنا عن الصلاة ، وإذا انقطع الماء أو انعدم فعلينا أن نجتهد في البحث عن الماء فإن عجز الإنسان ولم يجد الماء أدى صلاته بالتيمم، ولم يعذر حتى المجاهدون والمعارك تشتعل في تأخير الصلاة، وشرعت صلاة الخوف أثناء المعارك، ولن يبارك الله في عمل يؤخر عن الصلاة.
والمسلم يجتهد في تفادي النجاسة ويحرص عل نظافة ثيابه وبدنه ومكانه .
أما الوسوسة فعلاجها ذكر الله، وإهمال هذه الوساوس خاصة إذا كانت كثيرة، ومخالفة هذا العدو والحرص على محاربته بالإصرار على الطاعات والاستغفار لرب الأرض والسماوات، والواجبات الدينية هي الغاية التي خلق الإنسان لأجلها، فإذا تذكرنا أن الله يقول: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) وعلمنا أن الله تكفل(113/370)
بالأرزاق وخلقنا لعبادته وقال في كتابه الكريم: ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)) [طه:132].
أسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، وأن يجعلنا وإياك ممن يؤدي كل الصلوات في وقتها وعلى الوجه الذي يرضي ربنا، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... مأساة فتاة
... 24817
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أعرض عليكم حالة أسرة مسلمة تعاني منذ عدة سنوات من تصرفات ابنتها الكبرى التي تبلغ من العمر 51 عاماً غير متزوجة وعاملة .
منذ ما يفوق عن 5 سنوات تقضي هذه المرأة لياليها في مكالمات هاتفية مع رجل لا تعرف الأسرة عنه شيئاً رغم كل المحاولات التي بذلتها هذه الأسرة لمعرفة الحقيقة ولإقناع ابنتها على العدول عن هذا التصرف، لم تغير هذه المرأة شيئاً من سلوكها، كانت هذه المرأة من الأوائل اللواتي ارتدين الحجاب في هذه الأسرة يعود ذلك إلى أكثر من 13 سنة، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم تتوقف هذه المرأة عن التردد على المساجد لصلاة الجمعة وصلاة التراويح، كما أنها لم تفوت الفرصة يوماً ما لحضور الحلقات التي تقام هنالك، تصوم صيام التطوع، تقرأ القرآن والكتب الدينية، تستمع إلى الأشرطة حتى تلك التي تتطرق إلى مواضيع المعاصي والزنا، كانت تقيم الليل وتصلي صلاة الفجر في وقتها ، لكن منذ أكثر من خمس سنوات أصبحت تقيم ليلها في المكالمات الهاتفية إلى أن يؤذن أذان الفجر لتدخل إلى البيت وتنام، وكل هذا يجري على شرفة البيت وليس بداخله ، كيف لامرأةٍ كانت تتصف بهذه الصفات أن تنقلب هذا التقلب؟ تشاجرت مع أفراد كل أسرتها ولا تكاد تكلم أحداً، ترد على كل من يقول لها شيئاً: "اتركوني وشأني، لا يوجد شيء مما تظنون ، لا تتدخلوا ، ليس لديكم الحق في الحكم علي ، لستم أنتم الإله" تارةً تستعمل معهم أسلوب التوعد والتهديد من نوع: "سوف ترون ، لم يبق الكثير" اكتشفت الأسرة أن ابنتها هذه تعطي ثلثي مرتبها إلى هذا الرجل ، وأصبحت تسرق من أموال أمها وإخوتها لاقتناء ما تحتاج إليه، هل من حلٍ لهذا الأمر العجيب والغريب؟ لا يوجد أي مؤشر يوحي بأن هذه المرأة ستتوقف يوماً ما عن اتباع هواها .
أرجو منكم مديد المساعدة إلى هذه الأسرة المسلمة التي أصيبت في كيانها جراء ما حدث لابنتها .
و جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية عبد القادر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/371)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد هذه الأخت إلى رشدها وصوابها، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يتوب عليها.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فهذا أمرٌ محير حقاً، ويدعوا إلى العجب والغرابة، وإن دل فإنما يدل على أن هذه الأخت غير طبيعية، ولا أجد لتصرفاتها تبريراً أو تفسيراً إلا ما يلي:
1- إما أنها مسلوبة الإرادة وواقعة تحت تأثير عوامل خارجية من سحر أو غيره.
2- وإما أنها مختلة عقلياً أو بها بعض الضعف أو قلة التركيز وضعف الإدراك لتصرفاتها أو الآثار المترتبة عليها.
3- وإما أنها صاحبة قلب مريض يظهر الطاعة والعبادة ويخفي الفسوق والعصيان.
4- أو أنها لم تفهم الإسلام الفهم الصحيح الذي يحول بينها وبين هذه التصرفات، لأنه يتصور أن يقع الإنسان في المعصية مرة أو مرات أما أن يجمع الإنسان بين هذه التناقضات طيلة هذه الفترة مع الحرص في نفس الوقت على هذه الطاعات العظيمة، فهذا أمرٌ يدعوا إلى العجب حقاً.
5- وإما أن الرجل وعدها وعوداً كبيرة جعلتها تقع فريسة له، وأصبح من الصعب عليها التخلص منها.
6- وإما أنها تعاني حرماناً عاطفياً أو تقديراً واحتراماً أسرياً، ووجدت في هذا الرجل العوض عن هذا كله مما دفعها أن تضحي بمالها ووقتها، بل وبطاعتها لربها وسمعتها وسمعة أهلها.
لذا أرى محاولة النظر في هذه الافتراضات ودراستها واحدة واحدة، خاصة الفرضية الأخيرة أو التي قبلها، ولا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ أو الدعاة الذين لهم مكانة لديها أو في المجتمع على الأقل في محاولة صرفها عن هذا الطريقة ، أو أن تكلموا هذا الشخص الذي يتكلم معها وتنصحوه وتذكروه بالله وبحرمة هذه التصرفات لعل وعسى أن تتوقف هذه العلاقة.
اعتبروا هذه الأخت مريضة وحاولوا مساعدتها في التخلص من هذه المشكلة، وبدلاً من أن تقاطعوها أو تعنفوها حاولوا التلطف معها وإشعارها بأنكم معها وأنكم تريدون لها الخير، وأنكم مشفقين عليها في تضيع وقتها ومالها، وحاولوا تذكيرها بالله وبضرورة الالتزام بشرعه، وأكثروا لها من الدعاء أن يصلحها الله ويردها إلى رشدها وصوابها، وأوصيكم بالصبر عليها، وأن تكثر أمها لها من الدعاء، ونحن بدرونا بالموقع سنشاطركم الدعاء لها آملين في الله أن يهديها ويصلح بالها، إنه جوادٌ كريم، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... بين زوجتي وأمي والحسد
... 24799(113/372)
السؤال
زوجتي إنسانة فاضلة وتحبني ، ولكن مشكلتي تكمن في شيئين هما:
حب أهلي الشديد لي وخاصة أمي ، وأيضاً اهتمام زوجتي بالحسد بشكل مرضي، فكل مكروه يحدث يكون مرده أن عين فلان من أهلي أو من جيراننا أو حتى من أهلها هي السبب، وهكذا تم اختصار كل المقدرات والأحداث إلى الحسد، وكأنه وليس الله سبحانه وتعالى هو المتحكم في أقدارنا ومصائرنا وأحداث يومنا.
وبخصوص المشكلة الأولى فأنا لا أنكر أن أمي تحدث بعض المشاكل بسبب غيرتها من زوجتي، وخاصة في فترة الـ15 يوم التي تقيم فيها لدينا كل 45 يوم، حيث أننا نتناوب استضافتها في بيوتنا أنا وإخوتي بعد وفاة والدنا.
وتكمن هذه المشاكل في ضيق يظهر على وجه أمي من خروجي أنا وزوجتي لقضاء شيء ، أو لإصرار أمي على طبخ الأكل بطريقة معينة ..الخ من هذه المشاكل التي أراها، وبالرغم من أنها مستفزة إلا أنها يمكن التغاضي عنها بسبب أن زوجتي في النهاية تجدني أقف في صفها في وجه أي إهانة مباشرة (وهو ما لا يحدث من أمي إلا قليلاً) وأدافع عن زوجتي حتى النهاية دون أن أهين أمي. أما المواقف التي يكون كلام أمي غير مباشر أو يحتمل عدة معاني فلا يكون لي موقف.
والمشكلة الآن أن زوجتي تحيل حياتي إلى جحيم بسبب تحدثها عن أمي في كل وقت وعن كره أمي لها، وعن المشاكل التي تسببها أمي لها، والكلمات التي تؤذيها بها، وعن عين أمي التي تحسدها هي وبناتي ...الخ بشكل أصبحت أكره فيه التواجد مع زوجتي في البيت ، وهكذا لا أجد راحتي في عملي لما أعانيه من مشاكل وديون لبوار تجارتي، والحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر حالياً، وكذلك لا أجد راحتي في بيتي الذي تستقبلني زوجتي فيه بمدى معاناتها، حتى أصبحت هذه وصلة يومية حتى في باقي الأيام الأخرى التي تبتعد فيها أمي بمشاكلها وتذهب لبيوت باقي أخواتي، وأظل أقول لها : لقد مشت ألم يئن الوقت الذي نستمتع فيه بحياتنا حتى تحل علينا أمي مرةً أخرى؟ ولكن لا مجيب.
فكل موضوع نتحدث فيه لا بد من إقحام أمي فيه حتى كرهت عيشتي، وكرهت حياتي في بيتي ، وأدعو الله أن يكرمني بالموت بعد سداد ديوني حتى لا أترك زوجتي وأولادي والديون متراكمة عليهم بسببي.
أنا حائر الآن بين رأي زوجتي من أنها تتحمل الجزء الأكبر من المشاكل ، وأنني أناني وظالم أن أستكثر عليها حتى بالشكوى، رغم أن الأمر يتعدى موضوع الشكوى بكثير، أيضاً أنا أسمع من زوجتي -وهي للأسف شديدة العصبية والحساسية- الكثير من الألفاظ التي تؤذيني على أمي وأهلي، والتي قد تصل إلى حد الدعوة عليهم بالمصائب والموت ...الخ ، كما تؤذيني تذكيرها لي بعين أمي وإخوتي التي تحسدها وأبنائها بالرغم من تأكدي أن بعض هذه الأحداث ليست بسببهم، ولا تعدو أكثر من مصادفة.
وأسئلتي تتمثل في:
1- الآن كيف أستمر في البر بوالدتي التي أحبها رغم تصرفاتها الغير مسئولة أحياناً ؟ وكيف لا يكون ذلك على حساب زوجتي؟(113/373)
2- هل علي وزر من أن أسمع من زوجتي هذه الألفاظ التي تقولها على أهلي ، علماً بأنني لا أصمت ودائماً ما أرد عليها ولا أحتمل ذلك على أهلي مما يثيرها أكثر وأكثر؟
3- هل الحسد بالرغم من إيماننا به كمسلمين ذو قوة جبارة بهذا الشكل الذي تصوره زوجتي؟ وما هو الحل لتلافيه ومجابهته؟
4- هل في كل ما سبق أنا ظالم لزوجتي التي أحبها ، أو بأمي التي أريد البر بها، وقربي الديني لربي في الفترة الأخيرة جعلني ألتمس لها بعض العذر، خاصةً ما قرأته عن ذلك الرجل الذي كان يمر على أمه وأبيه ليسقيهم اللبن قبل أولاده ، وفي يوم ما وجدهم نائمين فظل ينتظرهم حتى استيقظوا فسقاهم قبل أولاده ونام أولاده جائعين؟
شكراً لكم ومعذرةً على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله العظيم أن يعينك على البر بوالدتك، وأن يجنبك ظلم زوجتك، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
فغالباً ما توجد غيرة بين الأم وزوجة الابن؛ لأن الأم تشعر أن الزوجة جاءت لتشاركها في حب ولدها وفي جيبه، وتزداد هذه الغيرة إذا كان الولد محبوباً عند أمه لكونه الأصغر أو الأكبر، وتتعقد المشكلة إذا شعرت الأم بتغير في تعامل ابنها معها، ولا بد أن يكون الزوج حكيماً حازماً عاقلاً، وعليه أن يُعلم زوجته أن منزلتها تزداد في قلبه بمقدار احترامها لأمه التي هي أم الجميع، وهي صاحبة الفضل بعد الله، وعليه هو أيضاً أن يقابل أهل زوجته بالاهتمام والاحترام، وهذا حقٌ مشترك بين الزوجين، ومهما كان في الأهل شر أو سوء فهم في النهاية رحم الإنسان وقرابته، ويمكن للإنسان أن يجد زوجة بل زوجات ولكنه لن يجد أماً أو أختاً أو أخاً.
وعليكما إظهار المشاعر الطيبة وإخفاء المشاكل عن الأهل عموماً، وعن الوالدة خصوصاً، فهي أكثر من يتأثر إذا شعرت أن ابنها غير مرتاح، أو أن أمواله تضيع، وربما كان في الناس أشرار يشعلون النيران.
وأرجو أن تتجنب الثناء على زوجتك أو إظهار مشاعر الود في حضرة الوالدة، بل ينبغي أن ينصب اهتمام الجميع بهذه الأم، والوالدة عادةً يرضيها الشيء اليسير مثل تقديمها في الطعام والشراب، ووضع الأشياء بين يديها لتقوم هي بتوزيعها على ابنها وزوجته وأحفادها، والصواب أن يكون المكان الجميل ومقدمة السيارة من نصيب الأم؛ حتى تشعر أن مكانتها محفوظة.
والأمور الخاصة يمكن تأجيلها لحين انصراف الوالدة، وأفضِّل أن تصطحبوا الأم في بعض الأحيان، ولن يضركم ذلك شيئاً، وسوف يعيد للوالدة الثقة والمكانة، ويقطع الطريق على وساوس الشيطان والظنون السيئة.(113/374)
وأرجو أن تقلل الزوجة من حديثها عن والدتك، خاصةً وهي تعلم أنك تقدرها وتقف في صفها، وعليك أن تبين لها أنك تقدر صبرها واحتمالها للأم وهي كبيرة السن، وتخطئ كثير من الزوجات حين تستقبل زوجها بالمشاكل والشكايات وهي لا تعرف حاله، فقد يكون جائعاً أو متعباً، وإذا كان الإنسان كذلك فإنه مهيأ للانفجار، وعلاقة الجوع بالغضب والتوتر ظاهرة، والإنسان يدخل بيته ليستريح من صعوبات الحياة وأزماتها وليس معنى ذلك أن تكتم الزوجة آلامها في جوفها، ولكن عليها أن تختار الأوقات المناسبة وتنتقي الألفاظ التي لا تجرح، ووخز اللسان أحد من وخز السنان، وتراكم الغضب يولد الانفجار، والكلمات الجارحة قنابل في طريق الحياة الزوجية.
وعلينا أن نراجع إيماننا بالله، فإن الخير بيده سبحانه، وهو الضار النافع، ولو أن أهل الأرض اجتمعوا على أن يضرونا بشيءٍ لن يستطيعوا إلا بشيء قد كتبه الله علينا، قال تعالى: ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)) [التوبة:51].
ثم ما هي مصلحة هذه الأم في الأذى الذي يصيب زوجة ولدها وأبنائه؟! ويحرم على الإنسان أن يتشاءم من الناس، وعلينا أن نواظب على أذكار الصباح والمساء، ونحصن أنفسنا والأبناء والأموال بذكر الله وتلاوة كتابه، وخاصةً المعوذتين وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، وإذا لم يذكر الإنسان ربه ويبارك فقد يضر نفسه ويصيب أولاده ويهلك أمواله، فعلينا أن نحرص على ذكر الله فهو عاصم لنا من كل سو وشر ، وليس صحيح أن نسبب كل شر للحسد ونتهم الناس .
ونوصيك يا أخي بزيادة البر لهذه الوالدة، وحذاري من أن تقول لها أفٍ أو تحد نظرك إليها أو تحزنها بشيء، ونحن نحتاج لمزيدٍ من الصبر خاصة إذا كبر أحد الوالدين أو كلاهما، وإذا لم تغضبها فلست بعاقٍ لوالدتك.
وعليك أن تطلب العلم الشرعي، وتعلم هذه الزوجة أحكام العقيدة والمعاملات الحسنة التي ترضي الله، وعليكما بصحبة الأخيار، فبعض النساء تفسد على الرجل زوجته، ووسائل الإعلام بكل أسف تحرض ضد (الحموات) ولكن المؤمنة تحترم كل كبيرة في السن، فكيف إذا كانت هي أم الزوجة؟ ولتعلم هذه الزوجة بأن الله عدل، وكما تدين تدان.
فلن تنالوا البر عند أولادكم إلا إذا كنتم بررة بهذه الوالدة والآباء والأمهات، وأرجو أن تكون هذه المناقشات بعيدة عن البنين والبنات.
ولا نطالبك بالسكوت إذا أساءت هذه الزوجة لأمك، ولكن الشر لا يقابل بمثله، وإلا فنحن نضيف الشر إلى الشر ونزيد النار اشتعالاً، ولكن الصواب أن تعبر عن ذلك بوسائل أخرى كالخروج من المنزل أو السكوت وعدم الكلام مع الزوجة؛ حتى تعتذر وتستغفر الله، والزوج له أسلحة كثيرة يستطيع أن يستخدمها ، أما إذا قابلت الشتائم بمثلها فمن أين تجد هذه الزوجة القدوة الحسنة، واختر لردودك الأوقات المناسبة، ولأن المرأة تتكلم ضعف ما يتلكم به الرجل فأرجو أن تكون مستمع جيد، والمرأة تتكلم لتفرغ ما في نفسها وتركز على التفاصيل الدقيقة عند عرضها للمشاكل بخلاف الرجل.(113/375)
واعلم أن الحرص على طاعة الله والتوجه إليه والمسارعة بالخيرات هي أعظم الوسائل لإصلاح البيوت، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)) [الأنبياء:90] وتذكروا أن للمعاصي شؤمها وخطرها، وكما قال سفيان رحمة الله عله: "والله إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق امرأتي" .
وإذا تأكد لك أن الأم ظالمة فعليك أن توجهها بلطف وأدب.
أسأل الله لكم دوام التوفيق وزادك الله براً بوالدتك، ورزقكم الصبر الجميل، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد التقرب إلى الله
... 24671
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذا الموقع الجميل والمفيد .
سؤالي: أريد أن أتقرب إلى الله أكثر، وأريد أن أكون من أهل جنة الفردوس الأعلى، ولكن أحياناً أشعر بفتور في العبادة أو كسل، وأريد أن أكون داعيةً ليرضى الله عني، وأنا أدعو بذلك دائماً، أفيدوني جزاكم الله خيراً ، وأعطوني طرق لكي أكون من المقربين إلى الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي العزيزة: أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأفعال والأحوال.
وبشرى لك بهذه الرغبة في الخير، والدعوة إلى الله تطيل الأعمار، ولا يوجد عمل أفضل من مهمة الأنبياء والمرسلين، قال تعالى : ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً)) [فصلت:33] والفلاح أن نحول النيات الصادقة إلى أعمال صالحة.
وهناك أشياءٌ تعين الإنسان على التخلص من الفتور:
1- المواظبة على ذكر الله وتلاوة القرآن.
2- الحرص على طلب العلم والتفقه في الدين؛ حتى نعرف خير الخيرين، ونبتعد عن الشر.
3- مجالسة الصالحات، وقراءة أخبار السلف الصالح.
4- التوازن بين مطالب الجسد والروح ومطالب والعبادة، فإن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً .... وهذا مما يدفع الملل.
5- العمل حسب الطاقة، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
6- البعد عن المعاصي، فإن من آثار المعاصي حرمان التوفيق للطاعات.(113/376)
7- الإكثار من ذكر هادم اللذات، وتذكر الوقوف بين يدي الله.
8- المحاسبة للنفس والمراقبة لله .
ولكي تكوني بإذن الله داعية ناجحة أرجو أن تحرصي على ما يلي:
1- التزود بالعلوم الشرعية ؛ فالعلم هو أول مطلوب، (فاعلم أنه لا إله إلا الله).
2- الاهتمام بالتربية الإيمانية.
3- الحرص على النوافل وخاصة قيام الليل وصيام التطوع.
4- الحرص على نفع الناس والإخلاص في النصح، وإظهار الشفقة والاهتمام ((إنا نراك من المحسنين)).
5- الحكمة في الدعوة إلى الله، ومراعاة حال المدعوين.
6- الابتعاد عن القسوة، وعدم إلصاق التهم بالناس، والصبر على الأذى.
7- معرفة البيئة المحيطة والوقوف على العادات والتقاليد، والتدرج في الإصلاح.
8- اختيار الأوقات المناسبة، والأسلوب المناسب، وعدم إظهار الأستاذية.
9- الالتزام بما ندعو إليه ((وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)) [هود: 88].
10- الإخلاص في الدعوة ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)) [هود: 88]، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا تائه فأرشدوني
... 24670
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌ متزوج منذ سنتين، ومنذ بداية الزواج وأنا أحاول أن يكون لي أبناء ، ولكن الله لم يشأ, وقد حملت زوجتي التي أحبها حباً كبيراً وهي تعينني دائماً على طاعة الله ، وهي ملتزمة بالدين بشكل رائع، ولكن بعد ثماني شهور ولدت بعملية؛ لأن أحد التوأمين كان متوفى ، والطفل الآخر في حالة صعبة جداً جداً في المستشفى، وعندما أذهب إلى المستشفى أكون غير متأكد أني سوف أراها أو لا، المهم أن الأطباء يقولون لي أن هناك مرضاً وراثياً، ماذا أفعل؟ هل أتزوج وأنا أعلم أني لن أستطيع أن أعدل؟
أو هل أترك زوجتي تتزوج غيري وهذا صعبٌ جداً على قلبي؟ أم هل أبقى أنا وزوجتي بدون أولاد؟ أرجوكم أشيروا علي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / مسلم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاًَ ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقتٍ وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يمن عليك بالذرية الصالحة، وأن يبارك في(113/377)
زوجتك، وأن يجعلها دائماً عوناً لك على طاعة الله، وأن يصب عليكما الخير صباً، وألا يجعل عيشتكما كداً، وأن يجعلكما من الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنه ما زال أمامكم فرصة كبيرة للبحث عن الذرية، فحياتكما الزوجية لم تتجاوز العامين، فهذه مدة قصيرة جداً من عمر الأسر، ولا ينبغي لنا أن نتسرع في الحكم، فما زال أمامكم عمر طويل مديد إن شاء الله .
فإذا ثبت طبياً أن زوجتك لن تحمل مستقبلاً، أو أنها لن تنجب أطفالاً طبيعين، وكان هذا التشخيص مؤكداً، ففي هذه الحالة لا بد من جلسة مصارحة بينكما لتتفقا معاً على ما ينبغي عليكم القيام به، ولا بد من مراعاة شعورها باعتبار أنها الطرف المبتلى، اطلب منها رأيها في حل هذه المشكلة، وحاول أن تشجعها على اتخاذ القرار الذي يحافظ على الأسرة، وفي نفس الوقت يساعد في حل المشكلة، فإن كانت ملتزمة فعلاً وتعرف دينها بالمعنى الصحيح فلا أعتقد أنك ستجد معها أي مشكلة في الزواج بأخرى مع بقائها في عصمتك، وهذا أمرٌ لا شيء فيه شرعاً، فالتعدد مشروع بسبب وبدون سبب، ولكننا فقط نسترضيها حتى لا نكسر قلبها، وإلا فأي امرأةٍ في العالم لا تحب التعدد إلا فيما ندر، والنادر لا حكم له.
فإن قبلت بزوجةٍ أخرى معها فقد حلت لك المشكلة الحل الشرعي السليم، وإن أبت ورفضت هذا الحل فحاول معها، ولا مانع أن تستعين بمن يساعدك في إقناعها بأن هذا هو شرع الله الذي لا ينبغي للمسلمة رفضه أو الاعتراض عليه، فإن لم توافق على ذلك فلك أن تبحث عن زوجة أخرى لديها الاستعداد الطبيعي للإنجاب وتحقيق هدف الشرع، وأوصيك الآن بالإكثار من الدعاء أن يصلح الله لك زوجتك، وأن ييسر لها أمر الصحة والحمل والإنجاب، وأن تكثر أنت وهي من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية الذرية، فإن لم يتيسر لكم ذلك، فأعرض عليها الأمر ثم توكل على الله .
مع تمنياتنا لكم بالذرية الصالحة والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... انصحوا زوجي لترك التدخين ... 24655
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أريد أن أسميها مشكلة؛ لأن الله أعانني عليها في السابق ، فلقد حاولت مع زوجي في بداية زواجنا على التخلص منها واستطاع زوجي الإقلاع عنها والحمد لله ، ولكن عندما نذهب إلى أحد الأقارب ويكون من المدخنين فإنه يخجله بأن يدخن سيجارة واحدة، وعلى هذه الحال إلى أن أصبح هو يخجل لماذا لا يوجد معه دخان؟ وعاد مرةً أخرى له، ولكن ليس بكثرة، وهو لا يدخن بالبيت احتراماً منه لنا، وحتى لا يؤذينا، حاولت أن أذكره بأن التدخين حرام ومضر، ورسولنا قال لا ضرر ولا ضرار، فيعلق بأنه لا يوجد في القران ما يحرمه، ولا أقول لكم أنه غير ملتزم ، فهو من الملتزمين والحمد لله، وقد حج بيت الله ، إني أريد نصيحتكم لي وله.
والسلام عليكم ورحمة الله.(113/378)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أختنا الفاضلة: نسأل الله أن يصلح هذا الزوج، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وسوف يعينك الله بحوله وقوته على كل خير .
فإنه من سعادة الرجل أن يجد زوجة تعينه على الخير، والمرأة أكثر من تستطيع التأثير على الزوج والأخذ بيده إلى المعالي (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرون ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيزٌ حكيم)) [التوبة:71] وللزوجة وسائل عديدة وأسلحة كثيرة تؤثر بها على الزوج إذا أحسنت استخدام تلك الوسائل، واختارت الأوقات المناسبة للنصح وإبداء الملاحظات، وهذا الرجل فيه خيرٌ كثير ، ومن ذلك أنه يسمع الكلام ويحترم مشاعرك، ويشفق على أولاده، ولذلك لا يدخن في داخل المنزل .
فاجعلي المنزل بيئة جاذبة له، واجتهدي في عزله عن أصدقاء المعصية من المدخنين وغيرهم، فالذي يبتلى بالدخان ثم يتوب لا بد أن يسارع في البحث عن الأخيار؛ لأن رائحة الدخان بل والجلوس مع المدخنين يجدد عنده مشاعر العودة إلى الماضي المظلم، وهو بذلك مدخن سالب لا يقل الضرر الذي يلحقه عن المدخن نفسه .
والدخان معصية ومخالفة تضر بالصحة والمال، وتوصل إلى هلاك النفوس، والله يقول: ((ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)) ويقول سبحانه: (ولا تقتلوا أنفسكم)) والنبي صلى الله عليه وسلم بعث في الناس يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويعترف المدخن قبل غيره أن التدخين من الخبائث، ولا يشك في حرمة الدخان عاقل، وقد اعترف بضرره الأطباء من مسلمين وكفار ، وطالب الأطباء حتى في البلاد الغربية بمطاردة المدخنين ووضعهم في لائحة المخدرات الممنوعة، وعندما يعرف الإنسان المكونات التي تتألف منها السجارة ويرى الآثار المترتبة على شرب الدخان ، وعدد الضحايا من مرض السرطانات والالتهابات لا يملك إلا أن يقر بعظمة هذه الشريعة التي رفعت الضرر والضرار، والإسلام ينهى عن كل مخدر ومفتر، ويحرم كل شيء يضر بالنفس والعقل والنسل والمال، وقبل ذلك كل ما يضر بالدين، والأضرار متحققة في الدخان الذي يدخل تكوينه مبيدات حشرية ومواد مخدرة وسموم كثيرة، نسأل الله العافية.
ذكريه بأن المسلم لا يجوز أن يكون أسيراً لسيجارة لا يستطيع أن يتخلى عنها، وليس عيباً أن يترك الإنسان التدخين، بل العيب والعار في المعاصي، وخير للإنسان أن يكون قدوة في الخير لا رأساً في الشر، ولا يكن أحدنا إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا شاركت في الإساءة، بل المسلم يحسن إذا أحسن الناس لا أجل إحسانهم ولكن لأن الله أمر بالإحسان، ويتجنب الإساءة ليس لأجل الناس ولكن لأن الله أمرنا بالابتعاد عن السوء والشر، ولا شخصية لمن يساير الموضة ويركب الموجة، وعياذاً بالله من أن نكون ممن قالوا (( وكنا نخوض مع الخائضين )).(113/379)
نسأل الله أن يصلح المسلمين والمسلمات، وأن يرزقنا الثبات والسداد، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... لا أبالي بالمعاصي
... 24613
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في الله ، أنا شابٌ من الله علي بتعلم بعض علوم دينه ، وحفظ معظم آيات القران منذ الصغر، والحمد لله فأنا شابٌ أزهري ولكنني نشأت بين قوم يستسهلون صغائر الذنوب فعودوني عليها، كسماع الأغاني والتلفاز، فغواني الشيطان وأنساني ما كنت عليه من التدين الذي اكتسبته من تعلم الدين، وعند مرحلة الشباب تحولت نفسي إلي شيء أكرهه، فأنا لم أعد أمنع نفسي عن المعاصي ، بل أصبحت أدافع عنها، وأشد فتنة علي هي النساء، فإن منعت نفسي عن الزنا فأنا لا أمنعها عن مشاهدة الأفلام الجنسية، وممارسة العادة السرية، وأتحجج أن ذلك لعدم قدرتي المادية علي الزواج وخوفي من الزنا الذي أصبح من أسهل ما يكون، وأقول أن ذلك يساعدني علي تفريغ الشحنة العاطفية ، ولكن لا يزال قلبي ينبض بما شربه من نهل القران، وكلما حاولت الرجوع إلى الله أضلوني؛ حتى أنني فكرت أن أترك أهلي وأمضي وحيداً ، فما الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز المهندس/ علاء السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهر بدنك وقلبك من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينك وبين خطاياك كما باعد يبن المشرق والمغرب، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدل سيئاتك حسنات، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أكتب إليك تلك السطور وقلبي يعتصره الحزن والألم لما ألم بك وحدث لك ومعك، تصور كم خسرت الأمة الإسلامية بفقدك وعدم قيامك بدورك في خدمة أمتك؟ وبدلاً من ذلك استخدمك الشيطان في خدمته، وجعلك عبداً له وآلة إفساد وهتك لأعراض المسلمين الغافلين، ولا أدري ولدي المهندس علاء ماذا ستقول لربك يوم القيامة عن هذه الأوقات التي تضيع في معصيته ومخالفة أمره، ماذا ستقول لله عن هذه المعاصي التي لم تستحِ من الله فيها؟ ماذا ستقول لله عن هذا القرآن الذي هجرته واتخذته ظهرياً؟ كم أود وأتمنى من ولدي العزيز المهندس علاء أن يقف وقفة متأنية مع نفسه ليسألها هذا السؤال: إلى متى يا نفس هذا العصيان(113/380)
للرحمن؟ إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذه المعاصي؟ إلى متى هذا البعد عن الله؟ إلى متى هذا التسويف في التوبة والاغترار بطول الأمل؟
كرر هذه الأسئلة مرات ومرات، واعقد العزم من أعماق قلبك على ضرورة تغيير هذا الواقع المؤلم؛ لأنه لن يخرجك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينقذك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينتشلك من هذا الوحل إلا أنت، واعلم أن الحق جل جلاله أخبرنا قائلاً: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ولا تنس ولدي المبارك أن الله من عليك بعقل راجح استطعت به أن تكون مهندساً فلا يليق بمثلك أن يتعذر بأي عذرٍ من أعذار الجهلة وضعاف الأنفس، فجاهد نفسك في الله يا ولدي، وقف معها وقفةً صادقة، وحدد لها موعداً قريباً للتوبة والتوقف عن هذا الانحدار، حاول وستنجح، حاول وستحقق ما تتمنى، لقد طوعتها لرغبتك عندما أردت أن تدرس الهندسة فلم تتأفف أو تتمرد أو تعترض على طول السهر وكثرة المذاكرة، والصبر على الدراسة الشاقة، وكانت النتيجة أن أصبحت مهندساً يا ولدي.
فلماذا لا تقف معها وقفة أخرى من أجل الله والدار الآخرة؟
هل الدراسة أعز عليك من الله يا ولدي؟ هل الدنيا أحب إليك من الجنة؟ قطعاً ستقول لا وألف لا؟ فلماذا لا تلزمها الطاعة وتترك المعاصي كما ألزمتها مذاكرة الهندسة وسهر الليالي؟ حاول يا ولدي وبصدق، وستنجح إن شاء الله بشرط أن تكون صادقاً في توبتك ورغبتك في ترك تلك المحرمات، والعودة إلى حظيرة الإيمان وأولياء الرحمن، وهناك عوامل مساعدة يمكنك بها أن تتقوى على تحقيق ما تريد، منها :
1- ابحث عن صحبةٍ صالحة ، واربط نفسك بها، ونفذ معها مشروع: اجلس نؤمن ساعة ، فابحث عن بعض الأخيار، وتآخى معهم، فإن مجالسة الصالحين رحمة والبعد عنهم سخط الرحمن.
2- اربط نفسك بمشروع دعوي أو خيري أو اجتماعي تستهلك فيه الوقت الزائد عن نمط حياتك وطبيعة عملك؛ لأن الفراغ من أهم عوامل الإفساد .
3- أخرج هذه الأجهزة من غرفتك الخاصة، واجعلها في مكانٍ عام بالمنزل؛ حتى لا تضعف إذا كنت وحدك.
4- ضع لنفسك برنامجاً يومياً لإعادة حفظ القرآن وإكمال ما تبقى منه، وألزم نفسك بهذا الجدول مهما كانت الشواغل التي عندك.
5- ضع لنفسك برنامجاً علمياً تدرس من خلاله بعض الكتب الشرعية، خاصةً ما يتعلق بزيادة الإيمان.
6- احرص على صلاة الجماعة، وألزم نفسك بذلك خاصةً صلاة الفجر .
7- عليك بقيام شيء من الليل؛ فإنه شرف المؤمن ودأب الصالحين من قبلنا.
8- أوقات فراغك التي تكون بين الأعمال اجعلها في ذكر الله ولو كانت دقيقة واحدة؛ لأن مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت .
9- عليك بسلاح المؤمن الفتاك وهو الدعاء، فألح على الله، وأكثر من رجائه وطلب عونه وعفوه وغفرانه، ولا تنسى الصلاة على طبيب القلوب ودوائها صلى الله عليه وسلم .(113/381)
وأخيراً: لك دعواتنا بالتوفيق، ونأمل أن تبشرنا بأخبارك الطيبة مستقبلاً، ونتركك في عناية الله ورعايته، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ساعدونى انى أشعر أنى أنفرط حبة حبة ... 24611 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عمري 17 عاماً ، طالبٌ في الجامعة، والحمد لله منّ الله علي بالهداية منذ سنتين ، وبدأت أطلب العلم على يد طالب علم مجتهد منذ الصيف الماضي، ولكنّى لم أكمل حفظ القرءان بعد ، كنت في الماضي كما يقولون أعيش بالطول وبالعرض، أذهب إلى الملاهي وأتعرف على الفتيات وأفعل وأفعل، وأحمد الله على الهداية، ولكني ما زلت مستمراً على ذنب حقير يشعرني أني أحقر إنسان على وجه الأرض، فإني عندما أفعله أود لو أبصق على نفسي ، ألا وهو العادة السرّية، هذه المعصية الحقيرة التي كانت بسبب وجودي في مجتمع كريه ، وإني لأحمل الكراهية والبغضاء تجاهه، فهو سبب تعاستي ، وهو مجتمع أصبحت النساء فيه عاريات حتى أني أركب المواصلات، وفي وقت الزحام أحك في هذه وهذه تميل علي ، وهذه رجلها ملتصقة بفخذي، وهذه وهذه، وليست المواصلات مشكلتي ، ولكن هذا نموذج من معاناتي، فأعود وقد امتلأ صدري بالشهوة التي كادت أن تحرق صدري، وأريد أن أبكي لأنه شعور لا يكاد يوصف، فتسوّد الدنيا في وجهي وتسيطر الكآبة علي حتى ألجأ إلى هذه المعصية الحقيرة فأشعر باللذة في جزء من الثانية، وتقابلها ذنوب على آثارهنّ ذنوب.
إني فعلاً أريد أن أتزوج, إني فعلاً أشتاق إلى النساء، أشتاق إلى من أكلمها وتكلمني، وأداعبها وتداعبني، وأسكن إليها ، حتى أني أصبحت مفتوناً بالنساء المتديّنات، فأنظر إليهن وأرجو أن تكون إحداهن زوجتي، حتى أصابني مرض آخر ألا وهو أني أعمل على أن أُعجب النساء، أعمل على أن تنظر إلي وتعجب بي ، لا أعلم لماذا، ولا أتخيل أني سوف أمكث في هذا العذاب مدة أربع سنوات حتى أتزوج .. لا أتخيل !!! و فكرة زواجي الآن مرفوضة طبعاً بالنسبة لأهلي ولمجتمعي الظالم، إذاً أنا واقع في مشكلتين:
1- العادة السرية مع الظروف التي سردتها.
2- مرض أن أجعل النساء تعجب بي.
من فضلكم ساعدوني ، فإني أتوب وأرجع، وأتوب وأرجع ، أشعر أني منافق، وأخاف أن أحرم العلم بمعصيتي، آهٍ آه يا ويلي ، أخاف أن لا يغفر لي ربي.
(هل تظنون أن الخطبة مثلاً تعتبر حلاً ؟ علماً بأني لن أتزوج إلا بعد أن أتخرج ؛ مع صعوبة الخطوبة أيضاً) والله المستعان، وجزاكم الله خيراً ، وآسف على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد سراج حفظه الله.(113/382)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: الحمد لله الذي هدانا وهداك، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ومن تمام التوبة وكمالها الاجتهاد في ترك الذنوب الخفية والظاهرة، وهذه النفس إذا لم نشغلها بالخير شغلتنا بالباطل، فعمر وقتك بالطاعة وطلب العلم، وابحث عن الرفقة الصالحة، وتجنب الوحدة فإن الوحدة شر، واعلم أن كل الحوادث مبدؤها من النظر، وتذكر أن هذا المجتمع فيه أخيار عصمهم الله من هذه الممارسة الخاطئة المدمرة للنفس والبدن، وما من جهاز في حد الإنسان إلا ويتضرر من هذه العادة السيئة التي لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها مخالفة للطريق الطبيعي الشرعي لتصريف هذه الشهوة، فغض بصرك وابتعد عن أماكن وجود النساء حتى في المواصلات والزحام، ابتعد عن مواطن الفتنة ، واشغل نفسه بالاستغفار، وادع الله والجأ إليه، وأخلص في توجهك، وإذا علم الله منك الصدق والإخلاص عصمك بحوله وقوته ، قال تعالى: ((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)) [يوسف:24].
ومما يعينك بإذن الله على التخلص من هذه الممارسة الخاطئة معرفتك أولاً بأنها لا ترضي الله، ثم الوقوف على آثارها الخطيرة صحياً ونفسياً، وأثرها على التحصيل العلمي، وأنا أقول وما خفي أعظم، فقد يفشل من يكثر من هذه المعصية في ممارسة حياة زوجية سعيدة، لأنه سوف تكون لذته في الحرام فقط، ولها علاقة وثيقة بالسرطان والأمراض العصبية الخطيرة والعياذ بالله.
واحرص على تجنب الملابس الضيقة والأكلات الدسمة والمنبهات، ولا تذهب للفراش إلا وأنت متعب وجاهز للنوم، وأرجو أن لا يكون الفراش ناعماً، واحرص على الوضوء، ويفضل أن يكون بماءٍ بارد، وخاصةً الأعضاء الداخلية، واحرص على فراغ المثانة من البول، وتخلص من الصور العارية، واحرص على ذكر الله وتلاوة القرآن أو الاستماع إليه قبل النوم، واستيقظ على ذكر الله ولا تمكث في الفراش بعد أن تستيقظ، بل انهض مباشرة ، وسارع إلى الطاعات، ولا شك أن العلاج الناجح هو الزواج، وحتى يتيسر لك فعليك بالصوم فإنه وجاء، واعلم أن المسلم صاحب إرادة وعزيمة جعلته يترك الطعام والشراب لله، فكيف ترضى أن تكون أسير هذه الشهوة التافهة؟ ولا تيأس من المغفرة، ولكن اعلم أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه وقلبه معلق بالمعصية لا يتخلى عن أسبابها ولا عن رفاقها؛ فحاول أن تغير من طريقة حياتك والجأ إلى الله .
وأرجو أن يكون اهتمامك بمظهرك مناسباً؛ حتى لا يكون على حساب طلبك للعلم فتضيع منك الساعات وأنت تتجمل وتتعرض للنساء لتعجب بك، فلا فائدة في ذلك؛ لأنك حتى بعد زواجك ستكون لك زوجة واحدة وليس كل النساء، واعلم أن المرأة لا تفضل الرجل الجميل ولكنها تريد رجلاً تسعد بكمال رجولته وتسكن في حمايته، وتفخر بقوته، أما أن يكون الشاب أكثر نعومة من أخواته، وأشد اهتماماً بهندامه من عماته وخالاته، فهذا مخالفٌ للصواب والفطرة ومرفوضٌ عقلاً وشرعاً، وهذا من الثمار المرة لاختلاط النساء بالرجال، فتخرج المرأة متعطرة متجملة لتنال إعجاب(113/383)
الرجال بكل أسف ، ويخرج الشاب في أبهى صورة لينال إعجاب كل من تقابله من النساء، وهذا له علاقة بكل مظاهر الشذوذ والانحرافات، وهي سبب ضياع العلم في قاعات الدراسة، وتدني مستوى الأداء في أماكن العمل.
ويجب أن يعلم الشاب أن الفتيات يرغبن في الشاب المؤدب الذي تظهر عليه علامات الرجولة، وكذلك الرجال لا يرغبون في المرأة المتبرجة، وقد يقضي معها لحظات في المعصية لكنه لا يرضاها سيدة في بيته ولا أماً لأطفاله في المستقبل .
والذي ننصح به هو الاهتمام بطلب العلم والحرص على الطاعة، واشغل نفسك بالأمور النافعة، ولا نشجع على الخطبة مع وقف التنفيذ ، خاصةً في هذا الزمان الذي توسع فيه الناس في هذا الأمر ، والخطبة في حقيقتها ليست إلا مجرد وعد بالزواج لا تبيح الخلوة بالمرأة فضلاً عن السفر معها أو اصطحابها للحدائق والأماكن الأخرى ، والشيطان حاضر ليوقع في الشر ويأمر بالفحشاء ، ولكن عليك بغض البصر، والبعد عن مواطن النساء، والصوم فإنه لك وجاء، واعمل على صيانة أعراض الناس ليحفظ الله لك دينك وعرضك، واعلم أن الله لا يهدي كيد الخائنين .
أسأل الله لك الحفظ والهداية، والثبات والرعاية، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أريد خطيبي بجانبي
... 24557
السؤال
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
شكراً لكم على هذا الموقع.
مشكلتي هي أنني فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، وعقد قراني على رجل عمره 34 سنة، ولم يتم الزواج بعد - أي أننا في مرحلة الخطوبة- خطبتنا كانت بصورة تقليديه وليس عن طريق الحب، المشكلة هي أنني اكتشفت أن خطيبي لا يستطيع مفارقة أصدقائه في الوقت الذي نحتاج أن نكون فيه مع بعض، لدرجة أنه يراهم أكثر مما يراني، والمشكلة تكمن في أن بعض أصدقائه ليسوا صالحين، أي فيهم من يشرب الخمر والعياذ بالله، ومنهم من يرتاد الفنادق، والبعض منهم صالحون، ولا أعرف كيف أجذبه إلي، أريد أن أجذبه لجانبي وأبعده عنهم من الآن وقبل الزواج؛ حتى لا يعتاد على الوضع ويستمر عليه فيما بعد الزواج، علماً أنه يصلي ويعرف ربه، هذا ما ظهر لي من تصرفاته إلى الآن، وحتى عندما تم السؤال عنه ذكر بالخير، ولكن قيل بأنه كانت له سوابق في شرب الخمر والله أعلم، وأنه كان يرتاد الفنادق ، حيث اعترف بذلك وقال أنه ترك ذلك منذ زمنٍ بعيد.
أريد أن أبعده عن هؤلاء، ولكن أجهل المهارات ، فأنا أعرف أن كل ممنوعٍ مرغوب، ولا أريد أن أصارحه؛ لأني لو صارحته بذلك سوف يعاند ويصر، وسوف يقول هؤلاء أصدقائي ولا مفر منهم، أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/384)
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يوفقك في حياتك الزوجية، وأن يجعلك وزوجك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يزرع محبتك في قلب زوجك ومحبته في قلبك، وأن يجعل بينكما المودة والرحمة، وأن يمن عليكم بالذرية الصالحة والرزق الطيب المبارك.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأتصور أنه لشدة حرصك على زوجك أعطيت الأمر أكبر من حجمه، فالأمر لا يعدو أن يكون عادةً قديمة تعود عليها زوجك نظراً لفراغه وعدم وجود ما يشغله، وأتصور أن هذا سوف ينتهي بالزواج وبدون مشقة، وهذا واقع كثير من الشباب الذين ما إن تزوجوا حتى أصبح أصدقاؤهم ينكرون عليهم عدم زيارتهم أو حتى الاتصال بهم، خاصةً إذا كانت الزوجة من النوع الواعي الحريص على إغراق زوجها في بحور الحب الصافي والدفء العاطفي الذي ينسي الإنسان نفسه كما لو كان في جنة الدنيا ، فلا تشغلي نفسك بهذه المسألة، فهي لا تعدو أن تكون مسألة وقت خاصةً وأنه ليس من عادة الرجال المكث الطويل مع الزوجة في بيت أبيها لما في ذلك من حرج له أو لأهل زوجته .
ولعل هذا فيه خيرٌ كثير وأنت لا تشعرين، فاطمئني من هذه الناحية، وكل الذي عليك أن تكوني طبيعية وألا تظهري تعلقك الشديد به وكثرة إلحاحك عليه أن يظل بجوارك؛ لأن البعض قد يفهم هذا فمهماً غير صحيح، فكوني طبيعية جداً ولا تعاتبيه دائماً على جلوسه مع أصحابه؛ لاحتمال أن تكون منزلتهم في قلبه أهم من منزلتك، فلا يقبل الكلام عليهم، وقد تسمعين منه عبارات أنت في غنىً عنها، فنصيحتي -ومعذرة من التكرار- كوني طبيعية جداً، واعلمي أن المسألة مسألة وقت، وعما قريب سيكون معك، وسترين بنفسك أن هذه العلاقة بدأت تفتر شيئاً فشيئاً مع الأيام ما دمت توفرين له البديل المناسب الذي ينسيه ماضيه كله بإذن الله.
ولي عليك بعض العتب في عبارة أن الخطبة تمت بطريقة تقليدية وليست عن طريق الحب، وأنا أسألك: هل يجوز للبنت المسلمة أن تحب رجلاً ليس بينها وبينه أي علاقة؟
هذا -أختي نورة- لا يجوز لأن الحب لا بد أن يكون تحت المظلة الشرعية وفقط، وما سوى ذلك فهو حرام شرعاً، فاحمدي الله على أنك لم تقعي في مثل هذه العلاقات المحرمة التي لا ترضي الله ورسوله.
وختاماً : لك دعواتنا جميعاً بالموقع أن يملأ الله قلب زوجك بمحبتك، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جوادٌ كريم، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أخي يطالع صفحات إباحية ، ماذا أفعل؟ ... 24518 ...
السؤال
شيوخنا الفضلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(113/385)
أعرض عليكم المشكلة باختصار وصدق وأمانة، وأرجو الله أن أجد حلي عندكم.
أنا فتاة من عائلة ملتزمة ولله الحمد، لدي أخ يكبرني بسنتين وعمره 18 ونصف ، وكلنا (العائلة والمحيط والمنطقة) يعلم مدى التزامه وهو شيخ رفاقه (رفاقه كلهم ملتزمون ) ، ولقد فوجئت بأمرٍ منذ أيام كان علي كالصاعقة ، حيث أني اكتشفت أنه يفتح مواقع إباحية على الإنترنت، وهذا ما علمته بعد أن طالعت الذاكرة لدى الحاسوب بعد جلوسه إليه.
ماذا أفعل؟ ما الخطوات التي يجب أن أتخذها؟هل أخبر أهلي؟ هو الآن بعيد عن البيت، في الجامعة، لا يأتي إلينا إلا يوم في الأسبوع، إن أقفلنا الإنترنت في البيت ففي بيروت الملايين منها، ماذا أفعل؟ أرجوكم أرشدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة المباركة/ الغيورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك -ابنتي الفاضلة- في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك، وكم يسعدنا ويشرح صدورنا أن نرحب بك وأن نستقبل اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا دائماً ولا تترددي، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد بسؤالك، فأرى أن تستعملي الحيل مع أخيك، وذلك كالتالي:
عندما يرجع إليكم في نهاية الأسبوع قولي له عندي سؤال تسأله إحدى الأخوات: أخت ملتزمة وأخوها من الصالحين وكبار الملتزمين ومحل ثقة الجميع، والكل يشهد له بالفضل والتقوى والخوف من الله، إلا أن فيه عيباً واحداً، انزعجَتْ منه هذه الفتاة وطلبت أن أسألك ماذا تفعل مع أخيها، وأن أعرض عليك المشكلة؛ لأنها تعلم أنك من الصالحين والعاملين لخدمة الإسلام، وأنك تحب الله ورسوله على حد زعمها.
قطعًا سيقول لك ما هو السؤال؟ وهنا سوف تخبرينه بالأمر كما رأيتهِ أنت، واطلبي منه رأيه في ذلك، وقطعاً هو سيفهم أنك تقصدينه، وقد يفتح الموضوع معك، وهنا ستكون فرصتك ذهبية في تذكيره وتخويفه من الله وخوفك عليه من أن يكون من الذين لا يعملون بعلمهم، إلى آخر ما لديك من كلام في هذا الموضوع.
وبيِّني له أنك لم تخبري بهذا الأمر أحداً بشرط أن يترك هذه المعصية، وأن يتوب إلى الله منها، فإن نفعت هذه الحيلة وترك هذه المعصية فهذا ما نتمناه، وعندها تقولين: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا لم تجدِ نفعاً ولم يترك فكرري عليه، فإن لم يستجب تَعَين عليك أن تخبري والدتك بالأمر؛ لاحتمال أن تساعد الأم في التخلص، وإلا فالأب ، ولا تنسيه من الدعاء، مع تمنياتنا لك بالتوفيق في هذا المشروع الدعوي الهام، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أرد له الجميل(113/386)
... 24496
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أخطط بعون الله لتحضير درجة الدكتوراة بكندا برفقة أحد المحارم، وقد أعطاني صديق والدي عنوان صديق له مقيم هناك يبلغ من العمر ثمانون سنة؛ ليحصل لنا على قبول دراسي بذلك البلد، وتم ذلك والحمد لله، فرأيت -والله اعلم- أن من واجبي رد جميل هذا الشخص -الذي بكندا- بدعوته لله لملاحظتي ضعفاً في معلوماته الإسلامية, فهل أستطيع أن أبعث له ببريده الإلكتروني بمجموعة من الآيات القرآنية والأحاديث والأدعية التي تدعوه لطاعة ربه وتقربه أكثر من الله سبحانه وتعالى، وأذكره بمناسباتنا الدينية وما يجب فيها من طاعات، كالاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وصيام ست من شوال، وصيام يوم عرفة، وغيرها من الطاعات الواجبة والمستحبة؟
جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختنا الكريمة: نسأل الله العظيم أن يحفظك، وأن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعيننا وإياك على ما يرضيه سبحانه.
لقد أعجبني حرصك على اصطحاب المحرم في سفرك، والتزامنا بأحكام ديننا هو طريقنا للفلاح في الدنيا والفوز في الآخرة، ويؤسفنا تهاون بعض المبتعثات للدراسة في هذا الأمر، ولا ينبغي السفر إلى تلك الديار إلا لمن كان له دين يردعه وورعٌ يحفظه، وأن تكون للأمة حاجة حقيقية في هذا النوع من التخصص، وأن يجتهد في تقصير فترة البقاء ، وأن نكون بالتزامنا خير دعايةٍ لإسلامنا، وأن نكون دعاة إلى الله بأقوالنا وأفعالنا، وأرجو أن تجتهدي في تجنب الخلوة المحرمة وتبتعدي عن مواطن الريبة، ونسأل الله حفظه وتأييده، واحرصي على إظهار شعائر الإسلام والدعوة إلى الله وفق الضوابط الشرعية والظروف المحيطة.
أما رد الجميل فهو من صفات الأخيار الكرام، وأحسن ما نقدمه لمن أسدى إلينا معروفاً هو الدعاء له والاجتهاد في رد الخير بمثله، وأفضل شيء هو بذل الهداية للناس، ففي ذلك فلاح الدنيا وفوز الآخرة، ولكن عليك أن تبحثي عن الوسائل المناسبة، والاجتهاد في معرفة الظروف النفسية لذلك الشخص، وأظن أن معرفة الوالد به يمكن أن تعينك على ذلك، وليس من الضروري أن يعرف الرجل ذلك، فقد لا يقبل التوجيهات ممن يصغره في السن، واتخذي الجوانب الإيجابية عند ذلك الشخص مدخلاً حسناً للدخول على شخصيته، ويفضل أن يكون التركيز على الفرائض والواجبات في المراحل الأولى، وكذلك الأمور المتعلقة بالعقيدة، ونحرص على رفع درجة الإيمان، وتزكية العواطف لقبول هذا الدين، ونذكره بعد ذلك بالمناسبات الإسلامية كصلاة الجمعة والأعياد؛ لأن مشاركته للجاليات المسلمة(113/387)
تشجعه على الاستمرار والثبات، وعندها سوف يشعر بحلاوة العبادة وجمال وجود الإنسان في بيئة الأخيار، وهذا سوف يدفعه لمزيد من النوافل والطاعات.
نسأل الله أن يهدينا ويهدِ بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى، كما أسأل الله أن يحفظك ويحفظ علينا ديننا حتى نلقاه، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف السبيل لإصلاح النفس ... 24452 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب في كليه الطب، مشكلتي بدأت منذ أن كنت صغيراً ، لقد كان أبي يقسو علينا، وبخاصة إخوتي الكبار، رغم أنه لم يكن يبخل علينا، ولكن كنت أخاف منه، ولا زلت إلى الآن أخاف من أن أتحدث إليه في أي أمر ، مع العلم بأن عمري 20 عاماً، وإن أردت شراء أي شيء أقول لأمي كي تخبره، وأمي طيبة جداً ، وهو يتشاجر معها يومياً بسبب مرتبها وبسبب أشياء أخرى، وهي لا تستطيع أن ترد عليه ولو كانت محقة، وأنا لا أستطيع أن أجلس معه أكثر من 15 دقيقة في الشقة ، وبطبيعة عمله لا نراه إلا ساعة واحدة يومياً ، هذه المشكلة جعلتني شخص غير متحمل المسئولية ، شديد التردد لا تتصوروا مدى التردد داخل شخصيتي ، فقد كنت في الثانوية العامة لا أذاكر ولكن إخواني هم الذين يضغطون علي ، قد تعتقدون أن المشكلة بسيطة ، ولكنها عندي تسبب لي آلاماً أكاد أموت منها ، ومن هذا الوقت وإلى الآن وأنا دائماً أرغب في السير في الطريق الديني، وأقول هو الذي سيصلح شأني وشخصيتي، ولكن كنت أمشي فيه قليلاً ثم أعود ، فنتج عن هذه الشخصية انحراف رهيب تجاه الشهوة، ولأني كنت مربى بهذه الطريقة لم أكن أستطيع أن أتحدث أو أنظر إلي أي فتاة سواءً زميلة في الثانوية العامة أو الجامعة ، بل إن حدثتني فتاة زميلة أو سألتني في السكشن أرتبك بشدة وأمقت من يتحدث إلى أي فتاة، ولكن سرعان ما أهرب إلى المنزل وأصطحب معي بعض المجلات التي تحتوي على صور العاريات فأتملق فيها وأقوم بالعادة السرية، ولقد فعلتها آلاف المرات، ثم ما إن أكمل فعلها حتى أقطع هذه الصور وأمقتها ، وكلما أردت التخلص من هذه الشهوة رجعت إلي ، وكلما رأيت فلماً في التلفاز ورأيت راقصة أو عارية تعود لي الشهوة مرة أخرى، لقد كنت متفوقاً في دراستي من قبل، وأعلم أنني لو ذاكرت لحصلت على أعلى الدرجات، ولكن أحياناً لا أستطيع ولا أعرف كيف أذاكر ، وأتردد في كل شيء.
ففي أثناء السنوات الأربع بالكلية أصبحت أنجح "بالعافية".
مشكلة أخرى هي إذا جلست بنت بجانبي في سيارات النقل مثلاً أحس أن هناك خلل ما في نفسي وجسدي، لست أدري كيف أجعل نفسي تتصرف بصورةٍ طبيعية ، مع العلم أن زملائي يعلمون أني المؤدب المحترم .
ثم المشكلة الأخرى هي أني لا أستطيع التعامل مع أبي الذي يشكل المشكلة الكبرى التي هي سبب فشلي وعدم ثقتي بنفسي تماماً، فأعتبر نفسي إنسان فاشل في التعامل(113/388)
مع الآخرين، وأحياناً أفعل حماقات في الرد على بعض الناس في التليفون مثلاً ، فأنا فاشل في التعليم فاشل في تعلم الطب، وأحس أنني أجهل ما أكون، فاشل في الدين، وهذه مشكلة أخري كبرى، فقد بدأت بالشهوة ثم العادة السرية ثم الجرائد والمجلات وأخيراً الكمبيوتر والمواقع الإباحية، ثم الطامة الكبرى وهى الوساوس والظنون، وقد قرأت لها رد في هذا الموقع وأتمني أن أسير عليه وأنا لا أكاد أصلي أو أقرأ القرآن، وأنا غير واثق من احترام الناس لي، فقد كنت منذ 7 سنوات لاعب كاراتيه، ولكني الآن فاق وزني 100 كيلو ، وأصبحت سيئ المظهر..
يا سيدي أنا أحرج من إلقاء السلام على الآخرين ، وإن ألقيته ألقيه بصوت منخفض، ثم أحس أن هؤلاء الناس قد غضبوا مني، يا سيدي إنني بعد أن أنهي كتابة هذه المشكلة وأحصل على الرد يمكن أن أعمل به ولمدة ساعة ثم لا ألبث أن أعود مرةً أخرى، لست أدري كيف أستمر على الطريق الصحيح ، فأنا أتقلب بسرعة من حال إلى حال، فعلى سبيل المثال كنت أصلي آخر أيام رمضان في أحد الجوامع ، ثم سرعان ما كان آخر يوم في رمضان زرت هذه المواقع الإباحية وأفسدت كل شيء.
من مشكلاتي أيضاً الخجل، أخجل أن أسأل الدكتور في الجامعة عن أي سؤال، وبتكرار ذلك أصبحت آخذ المعلومات أخذ المردد لها، لا أريد فهمها لأني إن فهمتها تظهر لي أسئلة أخجل من توجيهها.
من مشكلاتي أيضاً إنني كنت أحب فتاة في مثل سني في الثانوية العامة، وكانت قريبتي ولكني لم أكلمها كلمة واحدة، فقد كنت أحبها حباً شديداً ولا زلت، بل كنت لا أنظر إليها حتى لا أجرحها بهذه النظرة، كانت متميزة في الفصل الدراسي ، وكانت تأخذ معي بعض الدروس، ولكن كل هذا الحب كان في كتمان شديد، ولم أخبر إلا صديق واحد باسمها، ولكن سرعان ما تغير الحال وتفرق كلانا أنا وهي.
أحياناً أفكر فيها وأتذكرها .
مشكله أخيرة: حين أدخل علي بعض المواقع "مواقع عربية مشهورة" وأجد أناساً يطعنون في الإسلام أتأثر بشده كيف يتطاولون علي الإسلام وأخشى أن أصدقهم في ذلك.
أجيروني أجاركم الله، كيف السبيل لإصلاح النفس؟ أرجو الإسراع في الرد لضيق الوقت.
والمعذرة إن كنت أطلت ، وجزاكم الله كل الخير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الدكتور/ أحمد حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، كما يسعدنا أن نسمع عنك أخباراً طيبة، وأن تكون طبيباً ماهراً يضرب به المثل في العلم والخبرة والخلق والدين، وما هذا على الله بعزيز، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يربط على قلبك، وأن يرزقك الثقة فيه ثم في نفسك، وأن يجعلك من(113/389)
عباده الصالحين الفائزين المتفوقين، وأن يحقق آمالك الدنيوية والأخروية، وأن يتوب عليك.
وباطلاعي على رسالتك وجدت أن فيك خيراً كثيراً، وأن مثلك سيكون له مستقبلاً باهراً إن شاء الله، وأنه لا ينقصك شيء سوى تريب بعض الأمور فقط، وهذا كله ليس بالمستحيل، وإنما بشيءٍ من الصبر والتحمل والأناة والثقة بالنفس ستكون إنساناً عظيماً إن شاء الله، وإليك إشارات متواضعة للمساعدة في الخروج من هذه الحالة:
1- موضوع التردد الشديد الذي تعاني منه مع كونك غير قادر لتحمل المسئولية، وأنك شديد الخجل حتى من السؤال عن الأشياء المهمة لك في الدراسة وغيرها، وحتى من إلقاء السلام، فهذه المظاهر كلها -ولدي العزيز الدكتور أحمد- إنما هي ثمرة طبيعية لهذه التربية الغير سوية، والتي تقوم على عدم التفاهم والخوف ، ولست وحدك تعاني من هذه المشكلة، فهناك مثلك الكثير الذي يعاني من نفس معاناتك بل أشد، وما ذلك إلا بسبب هذه التربية القاسية، وقد تظل هذه الأعراض والمظاهر معك إذا لم تحاول الثورة عليها ومحاولة التخلص منها، وأنا واثق من أنك قادر على ذلك بإذن الله، فعليك أن تعلم أن هذه الأشياء ليست فيك أصلاً، وإنما أنت اكتسبتها من خلال الأسرة والتربية القاسية، وما دام الأمر كذلك فإنه بمقدورك أن تتخلص منها لو صدقت في ذلك وكانت لديك الرغبة الصادقة والقوية في ذلك، وأنصحك بزيارة بعض المكتبات وشراء بعض الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس، وكيف تكون قادراً على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ وكيف تقاوم التردد؟ وكيف تتخلص من الخجل؟ وهذه الكتب متوفرة بكثرة في المكتبات بمصر بشرط أن تكون علمية وليست إنشائية أو ألفها غير المتخصصين، ومن هذه الكتب كتاب من الحجم الصغير من كتب الموسوعة النفسية عنوانه: " تغلب على الخجل، سيطر على نفسك، عرض وتلخيص عبد اللطيف شرارة، مكتبة دار إحياء العلوم ، بيروت" وكتيب: "كيف تنمي ثقتك بنفسك؟ كتاب المعارف الطبي تأليف رياض حبيب يوسف"
وكتاب: "كيف تزرع الثقة بنفسك ومن حولك؟" إلى غير ذلك من الكتب النفسية المتخصصة التي تعالج مثل هذه الأمور، حاول اقتنائها والاطلاع عليها والاستفادة منها، فهي مفيدةٌ جداً، وسوف يجعلها الله سبب في اكتسابك للصفات الناقصة عندك، وتخلصك من تلك الصفات التي تشكو منها، وسوف تصبح إنساناً سوياً ومتفوقاً ومتميزاً، بل وستكون من السعداء الذين يوزعون السعادة على غيرهم، وسوف تستقر أمورك تماماً؛ بشرط أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، وتصبر على القراءة والاطلاع، وتطبق ما تقرأ أولاً بأول.
2- موضوع الإفراط في العادة السرية وعنف الشهوة عندك هو غالب ما يكون عبارة عن رد فعل للكبت والحرمان الذي تعاني منه، إذ تحاول نفسك أن تعوضك نقصها بهذه التصرفات المدمرة، وأنصحك بالاطلاع على الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية والدخول إلى الموقع الإباحية، فإنك سوف تستفيد منها إن شاء الله، والتخلص من هذه العادة أيضاً يتوقف عليك شخصياً، بمقدورك وبسهولة أن تتخذ قراراً قوياً بعدم الإقدام عليها، وسوف تتخلص منها نهائياً ، فالتخلص من العادة السرية أو(113/390)
الدخول إلى المواقع الإباحية ليس مستحيلاً، وإنما يحتاج فقط إلى عزيمة وقوة إرادة، وأنت سوف تكتسب ذلك من الكتب المذكورة.
3- مسألة التدين وترددك في ذلك، وعدم مواظبتك على الصلاة رغم غيرتك على الإسلام وحبك الشديد له يدل على ضعف إيمانك ونقص دينك، والتخلص من هذا الضعف والتردد وعدم الاستقامة أيضاً متوقف على قرار جريء منك أولاً، ثم محاولة الاطلاع على بعض المواد الدعوية المعتدلة التي توفر لك الزاد المطلوب، ومن هذه المواد الدعوية الكتيب الذي يتحدث عن الإيمان بأسلوب عصري مبسط وصغير الحجم؛ حتى يمكنك قراءته بسرعة مثل كتيب صغير جداً عنوانه: ظاهرة ضعف الإيمان للشيخ محمد المنجد وله شريط بنفس العنوان، وقد يكون لغيره أفضل منه، وبسماعك لهذه الأشرطة التي تتحدث عن الإيمان واطلاعك على بعض هذه المراجع سوف يقوى إيمانك وتصبح من المستقيمين على الدين، وتشعر فعلاً بحلاوة الإيمان.
4- عليك بالبحث عن صحبة صالحة تعينك وتأخذ بيدك ولا تنتقصك أو تقلل من شأنك، وتعطيك رسائل إيجابية تقوي بها عزيمتك.
5- احرص على حضور بعض الندوات والمحاضرات الدينية المتوفرة حولك.
6- اجعل لك ورداً من القرآن ولو كان صفحة واحدة يومياً.
7- حافظ على أذكار الصباح والمساء مهما كانت ظروفك النفسية والصحية.
8- اطلب من والدتك الطيبة أن تدعو لك؛ لأن دعائها مستجاب إن شاء الله.
9- أكثر من الدعاء بكل شيء تحبه ، خاصةً التخلص من تلك الأشياء المدمرة، واكتساب الثبات على الدين والثقة بالنفس ، وحب الله ورسوله.
10- اعلم أنك قادرٌ على ذلك كله وأكثر منه، فلا تضيع فرصتك، ولا تجعل الشيطان يضحك عليك ويوهمك بعدم قدرتك على تغيير نفسك، بل على العكس أنت قادرٌ ما دمت تؤمن بالله ورسوله وتحب دينك، ونرجو أن نسمع عنك خيراً في القريب العاجل، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... عندي سبع عشرة مشكلة ... 24449 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني القائمين على هذه الاستشارات ، أرجو أن ألقى الجواب عندكم على هذه الأسئلة ، ويفضل أن تشرحوا لي الموضوع بأسلوبكم و أن تدلوني على الروابط المشابهة و جزاكم الله خيراً.
إخواني الأكارم سأكتب لكم مشاكلي التي أصابتني والتي كانت منذ الصغر وزادت في سن البلوغ .
المشكلة بالتفصيل الممل وأرجو منكم أن تكتبوا لي الرد بالتفصيل الممل وأكثر من الممل، أي رد بكل طرق العلاج وكل احتمالات الطرق الأساسية والفرعية، وطرق الوقاية في المستقبل من هذه المشاكل (دون الحاجة لدواء أو التوجه لعيادة نفسية).(113/391)
أنا حالياً عمري قريب 17 سنة و 9 أشهر تقريباً ، وبعد أشهر قليلة سأبلغ سن البلوغ، أبي جيد الحال وعنده محل ومصنعين.
الجامعة بعد ما يقارب تسعة شهور ، و يجب أن أتعلم قيادة السيارة ....... و........و........... و .
مشاكلتي:
1- مشكلتي الأولي حالياً هي عدم حفظي للطرقات في بلدي، أي لا أعرف سوى الذهاب في المناطق المحيطة بمنزلي فقط، وأذهب مع أهلي لكثير من الأماكن البعيدة ولكن أن أذهب لوحدي فلا أستطيع ؛ لعدم حفظي الطريق والخوف من الذهاب بعيداً ، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج، مثل إذا يوماً ما دعيت للذهاب لمنزل صديق قريب فلا أعرف الذهاب، أو إذا اضطررت بعد أشهر قليلة للذهاب للعمل مع والدي لا أعرف كيف أذهب، ومشكلتي أيضاً عدم الحفظ لطرق السيارات ونسيانها أي طرق السيارات والمشتركة بين السيارات والمشاة أنساها فما الحل؟
2- المشكلة الثانية أني أنسى كثيراً في كل المجالات، سواءً على صعيد الدراسة أو غيره، مثلاً جيراني في الحي أنسى أسمائهم .
3- مشكلتي الأخرى هي في الصلاة، فأنا لم أصل منذ أنت كنت صغيراً ، وأسرتي متدينة بشكل عادي ولكني لا أستمع لها، ولم أتعرض للضرب عليها ، فكبرت لا أعرف الصلاة ولا صلاة الجمعة ولا الوضوء أو الطهور، لذلك لا أعرف ما هو الحل لمشكلتي.
أخاف من الذهاب لصلاة الجمعة؛ خوفاً من ألا أعرف كيف أؤديها فتركتها بالمرة، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة في المنزل، فالمشكلة هي أني لا أعرف كيف أؤديها في المرة الأولى؟!!
4- مشكلتي الأخرى في قيادة السيارة، فأنا لم أتعلمها أبداً ، ومحاولاتي كلها فشلت, فما الحل لأتمكن من تعلمها ، وعلى فرض أني تعلمت سأرجع للمشكلة التي سبقت وهي عدم معرفتي بالطرقات وخوفي من الذهاب بعيداً عن المنزل لأني أخاف الضياع، وبالفعل لا أحفظ الطرقات!!!
5- مشكلتي أني حتى الآن في شراء ملابسي وأغراضي الذي يقوم بشراء ذلك أبي وأمي ، وأنا أذهب معهم للسوق لشراء ملابسي، وهذا يسبب لي الإحراج ، فأنا لا أعرف الذهاب للسوق بمفردي ولا أجيد الشراء والمفاصلة والتعامل بالنقود!!! وحتى أتفه الأمور كقلم وممحاة هم يجلبونها لي بعد طلبي لهم مع أنه من الممكن أن أجلبها أنا بنفسي ولكني أخاف..
6- أعاني من حالة من الخمول الدائم بحيث أني دائماً لا أرغب في الخروج من المنزل بمفردي، وحتى مع الأهل لا يكون لي رغبة في الخروج من المنزل، وكذلك كل النشاطات الاجتماعية مع الأهل والأقارب والأصدقاء شبه معدومة .
7- مشكلة أخرى وهي سوء التصرف في كل شيء، فمثلاً في الوقت القادم يجب أن أسجل في الجامعة بإذن الله، فكيف التسجيل وكيف يتم هذا؟ لا أعرف! وحتى لو سألت ودللت لا أعرف التطبيق ، وعند ذهابي لمكان جديد كهذا أجد نفسي كالضائع , ولا أعرف كيف أتصرف، ولا أعرف كيف أتعامل مع الكبار في السن أي أكبر مني(113/392)
، ولا أعرف كيفية التكلم، وأعاني من عدم فهم المزاح من الأصدقاء، وعدم معرفة الرد عليه، وأحياناً أفهمه وأعرف كيفية الرد، ولكن لا أعرف كيف أعبر!!!
8- مشكلتي أني أشعر أن شخصيتي ضعيفة ، حلمي الحصول على الشخصية المثالية التي كل الناس يتمناها ، وأتمنى أن أكون مهتدي ومؤمن صالح ومدير ناجح، ولكن لا أطبق شيء من هذا، كيف أنمي شخصيتي بحيث تكون الشخصية الإدارية المحبوبة والاجتماعية الناجحة المؤمنة التي يعتمد الغير عليها، والتي تكون مستعدة لمواجهة كل المواقف .
9- مشكلتي مع العادة السرية، أمارسها منذ أن كنت صغيراً، ولا أعرف كيفية التخلص منها، فهل من طريق للتخلص منها؟ وأيضاً ما هو العلاج للتغلب على النفس والامتناع عن زيارة المواقع الجنسية؟ وما الطرق التي تنصحوني بها لتقوية الإرادة؟
10- لدي مشكلة أخرى وهي الخجل الشديد، ويزداد عند وجودي في مكان غريب ، وكذلك عند وجود الأهل يزيد خجلي ، وإذا سئلت من قبل أي شخص أرتبك ولا أتكلم ، وعلى الهاتف لا أكلم أصدقائي بوجود الأهل فما الحل؟
11- لقد قلت أني أجلس دائماً في المنزل، ولا أخرج إلا إلى المدرسة فقط، وإذا حللتم بإذن الله مشاكلي السابقة فكيف أعود لحياتي الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء وأكون فرد اجتماعي ومميز جداً جداً في المجتمع؟
12- مشكلة أيضاً كما قلت لكم في البداية أنني بعد فترة سأعمل مع أبي ثم أدرس في الجامعة، ولكن منذ فترة صممت قرص برامج وبعض البرامج من برمجتي، ومع أن هذا العمل كان لي بالكامل أو أغلبه من برمجتي إلا أني أشركت صديق معي لمساعدتي، وهو لم يعمل شيء تقريباً ، وكان ذلك من خوفي من كيفية التسويق المنتج ولم أُعلم به أحد من الأهل، ومن ثم لم أقوم بتوزيعه خوفاً من الفشل ولعدم معرفتي لكيفية ذلك، مع أني أحب الشهرة، إلا أني خفت منها فما الحل لتلافي مشكلة كهذه في المستقبل؟
13- مشكلة أخرى أيضاً هي عدم معرفتي لكيفية عمل المعاملات الحكومية، مثلاً إخراج جواز سفر ، وهكذا ، لا أعرف كيف أعملها بمفردي دون مساعدة الأهل، وحتى لو سألت فلا أعرف هل سأتمكن من ذلك أم لا، لأني بصراحة في الأماكن الجديدة أجد نفسي مثل الضائع فما الحل؟
14- طوال الوقت أجلس أفكر بنفسي على أني بطل من الأبطال، أو رجل محارب، أو أنني أمارس الجنس أو أعذب امرأة، أو أعذب نفسي ، أو أتعرض للعذاب، فما الحل لهذه المشاكل والتخلص من هذه الأفكار؟
15- أفتقد الكثير من المهارات الجماعية التي يقوم بها أكثر من شخص وحتى المهارات الفردية التي تكون بديهية وسهلة لكثير من الناس، مثل ركوب الباص، والذهاب لحفل زواج ، وشراء الأشياء، وحضور جنازة ، والتعزية عليها، فما الحل لهذه المشكلة؟
16- شكل أصابع قدمي بشع، فأخجل منه، لذلك دائماً أحاول إخفاء شكلهم عن الناس والتخفي بهم، وكذلك لا أرضى بشكلي الخارجي مع أنه عادي فما الحل؟ وأهم شيء أريد الشعور بالرضا بالنفس الذي أفتقر إليه .(113/393)
17- عيوني تحمر لأقل موقف غريب أو محرج أو مقابلة شخص غريب، أو الدخول على مكان جديد أو غريب علي ، فتحمر عيناني وكأني سأبكي.
هذه هي مشاكلي وضعتها بين أيديكم أرجو الإجابة عليها بالتفصيل ، وأن تفردوا لي إجابة مفصلة جدا جدا، وأن تكون الإجابات علمية وقادرة بالفعل على حل كل المشاكل، وكما قلت في البداية دون الدواء أو الذهاب لطبيب نفسي؛ لأني لم ألجأ إليكم إلا لسبب هذا .
أخوكم التائب
إني أطمع بإنهاء المشكلة عن طريق موقعكم فقط دون اللجوء لأي معالج آخر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taebtaeb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: استعن بالله تعالى دائماً في جميع أمورك، واطلب منه العون والمساعدة، واعلم أن هذه الأمور التي ذكرتها حلها بيديك أنت، فحاول أن تكون لديك إرادة وعزيمة قوية حتى تغير من شخصيتك، وأما بالنسبة لمشاكلك فحلها كالآتي:
1- بالنسبة لعدم معرفتك الطرقات: حاول أن تخرج مع أحد أقاربك أو زملائك، وتتعلم الطرقات شيئاً فشيئاً حتى يرسخ في ذهنك رسم الطرقات.
2- بالنسبة لعلاج النسيان: حاول أن تجعل لك مذكرة صغيرة خاصة بمواعدك وأعمالك، وتدون فيها كل شيء تحتاجه، إلى أن تعود نفسك على التذكر.
3- أما فيما يخص ترك الصلاة: فهذا شيءٌ عظيم وخطير، ولا يمكن للإنسان العاقل أن يتهاون بها، فهي عمود الدين وأساسه، واعلم أن المحافظة على الصلاة هي التي تنظم لك حياتك وترتب لك شؤونك، وحاول أن تبدأها، وتعاهد مع نفسك على ألا تتركها أبداً.
4- فيما يخص تعلم السيارة: حاول أن تنخرط في إحدى مدارس السواقة؛ حتى تحسن السواقة وتتعلم شروطها.
5- أما شراء الأغراض والملابس: فهذا يأتي بالتعود، وأنت ما دمت جالساً في البيت فكيف ستتعلم شراء الأغراض، فاخرج إلى الناس، ففي الوهلة الأولى يمكن أن تخطئ ثم تتعلم بعد ذلك، ولا يمكن لك أن تتعلم الشيء دون أن تخطئ .
6- ابتعد عن الخمول والكسل، وحاول أن تعشق العمل وتستمتع به مهما كان شاقاً ، وحاول أن تتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم.
7- لا تترك لنفسك العنان في التصرف، حاول أن تكبحها وتضع حدوداً لها، وحاول أن تستشير غيرك في أعمالك إذا لم تعرف شيئاً، ولا تتصرف من هواك فالشورى مبدأٌ رفيع.
8- حاول أن تقدر ذاتك، فمعرفتك لذاتك هي منبع الثقة، ولا تقلل من شخصيتك، وكن متوازناً، وتجنب الشخصية الانهزامية، وسيطر على انفعالاتك، وتفاءل بالخير تجده إن شاء الله تعالى.(113/394)
9- ابتعد عن العادة السرية، فهي تؤدي بك إلى أمراض لا يعلمها إلا الله تعالى، واعلم أن الله يراقبك في السر والعلانية فاستحي منه، وحاول أن تسرع بالزواج؛ حتى تزول عنك هذه العادة السيئة، ولا تترك لنفسك الفراغ فاشغلها بالطاعة حتى لا تشغلك بالمعصية.
10- جلوسك في المنزل يسمى بالانطوائية، اخرج إلى الناس وخالطهم واسمع منهم وتكلم معهم، وعود نفسك الخروج إلى المسجد لتؤدي الصلوات في جماعة، وحاول أن تنخرط في إحدى النوادي الرياضية المفيدة إذا كانت لك هواية.
11- أما عملية تسويق البضاعة فهي تؤخذ بالتجربة، فحاول أن تخرج مع والدك وتتعلم منه كيف يسوق البضاعة، ويمكن أن تزور بعض مكاتب التسويق وتتمرس منه الطرق الجيدة.
12- أما الخجل فتستطيع أن تتخلص منه بأن تقدر ذاتك، وتستخدم قدراتك ومهاراتك وذكائك، وحاول أن تندمج مع الآخرين وتكون شخصاً فعالاً سواءً في مكان العمل أو مع الزملاء.
13- اترك عنك التفكير، وحاول أن تشغل نفسك بالمطالعة والرياضة، وابتعد عن التفكير السلبي، واجعل لنفسك برنامجاً تسير عليه، ولا تجلس لوحدك بل انخرط في المجتمع.
14- أما بالنسبة للمعاملات الحكومية، فهذا أيضاً يأتي بالتعلم والتعود، وحاول أن تأخذ بنفسك المعاملات وتسأل دون أي حرج أو خوف.
15- حاول أن تعمل على تكوين علاقات دافئة، والقدرة على الإيجابية والتعاون، وتقديم العون، والقدرة على اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة .
16- بالنسبة لأصابعك فهذا أمرٌ طبيعي وهذا خلق الله تعالى، ولا تبالي بكلام الناس.
17- بالنسبة لعيونك سببها الخجل، وتستطيع أن تتغلب عليه بمواجهة الناس والاحتكاك بهم، وغير من أسلوبك وسلوكك، فأنت شابٌ في مقتبل العمر فكن إيجابيٌ في حياتك.
وفقك الله لكل خير، وبالله التوفيق.
د/ العربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أجاب المستشار النفسي (الدكتور محمد عبدالعليم) بالآتي:
جزاك الله خيراً بالنسبة لطلبك بأن تكون الإجابة تفصيلية فهذا شيء مشروع ولا بأس به لكن يقال خير الكلام ما قل ودل.
حيث أن كل الأشياء التي ذكرنها يمكن أن نلخصها في أنك شخص صاحب مقدرات كثيرة ولكنك تقلل من قيمة ذاتك ولا تعطي نفسك التقييم الصحيح مما نتج عنه اهتزاز الثقة بالنفس، وضعف التواصل والمهارات الاجتماعية.
ومن الأشياء التي ذكرتها ربما أنك تعاني أيضا من نوع من القلق الداخلي جعلك لا تحسن التركيز في الأمور.
أما فيما يخض الصلاة وأنك لا تصلي فهذا لا عذر لك فيه أبداً لأن الصلاة هي عماد الدين ومن تركها فقد كفر.(113/395)
وأرجو أن تبدأها من هذه اللحظة وأن لا تجد لنفسك المبررات الواهية التي تجعلك لا تحافظ على صلواتك.
أنت محتاج لأن ترفع من مهاراتك الذاتية ومهاراتك الاجتماعية، وبما أن عمرك 17 عام وقلت أن لديك 17 مشكلة أرجو أن تتفحص في نفسك جيداً وستجد أن هنالك على الأقل 34 شيئاً إيجابياً في شخصيتك وفي نفسك ولكنك لم تعطيه الاهتمام أو الاعتبار المطلوب.
أرجو أن تكتب في ورقة أي شيء إيجابي قمت به مهما كان بسيطاً ونحاول أن تستبدل الأفكار السلبية التي لديك بما اكتشفته من إيجابيات عن نفسك.
فعلى سبيل المثال ذكرت أنك لا تحفظ الطرقات أنظر خارطة العالم، أنا واثق أنك تعرف الكثير من البلدان والمدن، فبنفس القدر يمكنك أن تنظر إلى خارطة بلدتك ( إن وجدت ) وتتعلم الطرق التي بها.
وأن لا تحاسب نفسك إذا لم تعرف كل شيء لأن الناس تتفاوت في مهاراتها وفي مقدراتها.
عليك أيضا أن تحاول الانضمام لجمعيات الشباب الفاعلة في منطقتك وأن تحاول أن تقدم أي مقترحات لتطوير العمل في أي جمعية تنظم لها ويمكن أن تكون هذه المصطلحات بسيطة ولكنها هامة.
أرجو أن لا تستصغر الإيجابيات مهما كانت صغيرة لأن استصغار الإيجابيات يؤدي إلى تضخيم السليبات.
يمكن أن تطور مهاراتك أيضا بأنك حين تقابل أي شخص يجب أن تنظر إلى وجهه وأن لا تتجنب النظر في وجه الشخص الذي تخاطبه وأن لا تستعمل أياديك في التخاطب.
أرجو أيضا أن تمارس الرياضة الجماعية.
أنت مطالب أيضا بتنظيم وقتك وتخصيص القدر المعقول منه للقراء والإطلاع والتواصل الجماعي .
أما فيما يخص العادة السرية فهي مرفوضة شرعاً وطبا، وقد وجد أنها تؤدى إلى المزيد من الإنطوائية وإضعاف التلاحم الاجتماعي .
أخيراً : أود أن أذكرك بالإيجابيات الكثيرة في حياتك .
ونسأل الله لك التوفيق
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... ماذا أفعل وفي بيتنا دش؟
... 24445 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
سؤالي: ما هو الحل أمام أشخاص يستمعون للأغاني، ويتفرجون الدش، علماً بأني أشتري شرائط لشيوخ وأجبرهم على استماعها، ولكن عندما أذهب أو أبتعد عنهم يرجعون ثانية لسماع الأغاني والتفرج للدش؟(113/396)
ملاحظة من كثرة منعي لهم صاروا يكرهونني، ويريدون لي الشر ، ما العمل إذا كان الأب والأم في صفهم؟
أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: أسأل الله لك الثبات والسداد، ونفع الله بك أهلك والعباد، وزادك الله حرصاً وتوفيقاً، ونحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
أنت بإذن الله خير مثال للفتى الصالح الذي يحب الخير لأهله، وبعد أن أؤكد لك سروري بهذه الروح الطيبة أذكرك بضرورة الحكمة في دعوة الأهل إلى الله، واحرص على أن يكون النصح بالأسلوب اللين اللطيف وفي الأوقات المناسبة، وتجنب لحظة اندماجهم وانشغالهم ببرامج الشر والفساد، واجتهد في توفير البدائل الطيبة من أشرطة القرآن و المحاضرات والدروس لأشياخ مميزين.
ويفضل أن تكون دعوتك لهم أفراداً، واحرص على زيادة البر لوالديك حتى يشعروا بعظمة هذه الدين وفوائد الالتزام بآدابه وأحكامه، وكسبك لود والديك أو أحدهما مما يعينك على أداء رسالتك في الإصلاح، ويمنحك مزيداً من الصلاحيات في تغيير المنكرات.
كما أرجو أن تفرق في طريقة النصح، فالنصح للوالدين ينبغي أن يكون مغلفاً بالآداب والعطف والشفقة والحنان، ولنا في خليل الرحمن عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أسوة في ذلك، وعند التأمل نلاحظ أنه كان يبدأ نصحه بقوله : (يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً* يا أبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتكِ فاتبعني أهدك صراطاً سوياً* يا أبتِ لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا* يا أبتِ إني أخاف أن يمسك عذابٌ من الرحمن فتكون للشيطان ولياً) [مريم:42- 45].
أما النصح لإخوانك فينبغي أن تراعي عامل السن، فالأكبر يجب أن يشعر باحترامك له، والصغار ينبغي أن يشعروا بعطفك عليهم، وكل عاصٍ يحتاج إلى الشفقة والدعاء له بالليل ودعوته إلى الله بالنهار، ويحسن بك أن تربط الذكور بالمساجد، واصطحبهم إلى أماكن الدروس والمحاضرات، واجعلهم يشاركوا في اختيار الأشرطة النافعة؛ حتى لا يشعروا أن جرعة الدواء مفروضة عليهم، وبذلك نسد المنافذ والأبواب على الشيطان الذي يصد الناس عن هذا الدين.
ولن تضرك إرادتهم للشر، ولكن الأفضل أن تتلطف معهم، وتتبع الأساليب الدعوية التي ذكرناها، وستجد أفضل منها عند دراسة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى الله تعالى.
زادك الله حرصاً ونفع بك بلاده والعباد، ورزقك الثبات والسداد، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ(113/397)
... تريد الإسلام والزواج مني
... 24400
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوكم إنسان بسيط جداً ، أحاول قدر المستطاع أن لا أقع في أي خطيئة، ولكن لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، وأحاول أن أساعد أي إنسان بقدر المستطاع، ولكن بعد زواجي بثلاثة أعوام تعرفت بدون قصد على فتاة في محل ساعات في البلد التي أعيش بها، وهذه الفتاة مسيحية الديانة وكان وبكل صراحة تعارف من أجل التسلية، ولكني فوجئت أن هذه الفتاه تريد أن تدخل في الإسلام وأن نتزوج على سنة الله ورسوله، وكانت لا تعلم أني متزوج، فحاولت أن أتهرب منها لأني فوجئت بذلك وخفت ألا أستطيع أن أتحمل نفقات الزواج، وبعد مضي عام من هذه الأحداث رأيتها مرةً أخرى، وأحس أني مذنب في حق الإسلام لأني لم أساعدها في الدخول فيه, وأعيش هذه الأيام نوع من التفكير الشديد بين أن أساعدها وأدخلها في الإسلام وأتزوجها وبين أن أحاول أن أبتعد عنها، مع العلم أن زوجتي تعلم بهذا الموضوع ومستعدة على الموافقة، أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أ. س . م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للإسلام، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعل لك نصيباً وافراً في خدمة دينه، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا حزينٌ جداً لتضييع هذه الفرصة الذهبية التي جاءتك بدون تعب أو مجهود ثم ضيعتها، حقاً إنها خسارة فادحة، امرأة تريد أن تخرج من النار وتتركها تحترق يا عبد الله، امرأة جاءت راغبة في الجنة وتتركها وتحرمها منها؟ ماذا ستقول لله يوم القيامة؟
ابحث عنها تحت الأرض وقف معها، وساعدها على الإسلام والدخول فيه، واجعل هدفك وهدفها الإسلام أولاً، حتى إذا ما وثقت بصدقها تزوجها وتوكل على الله، خاصةً وأن زوجتك الفاضلة موافقة، وهذه فرصة عظيمة ليكون لك أجران عند الله.
قم من الآن، وابحث عنها، وخذ بيدها إلى الله، وصحح نيتها، واجعلها وسيلتك إلى الجنة، واستعن بإخوانك الملتزمين الثقات؛ حتى تستطيع إن شاء الله مساعدتها بهدوء وبدون مشاكل، وأبشر بخير إذا كنت سبباً في إسلامها؛ لأنها ستكون طريقك إلى الجنة إن شاء الله، مع تمنياتنا لك بالتوفيق، ونحن على استعداد لتقديم أي خدمة أو مشورة في أي وقت، فلا تتردد فنحن معك على الخط، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...(113/398)
... ساعدوني على إقامة الصلاة ... 24251 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله ..
أنا فتاة سعودية نشأت نشأة صالحة أحب الله ورسوله كثيراً ومتعلقة بالرسول تعلق روحي شديد لأخلاقه الكريمة وحنانه. مشكلتي أنني لا أحافظ على الصلاه ، أصلي أحيانا وأتركها أحيانا كثيرة أخرى . لا أدري ما سر هذا البلاء العظيم مع أني والله على ما أقول شهيد أنني لم أرتكب ما يجعلني أخجل أمام أهلي لا في السر ولا في العلن مع أن ذلك ليس بالصعب .
حتى في الإنترنت لم أجرؤ يوما أن أتجه إلى ما يثير الغريزة خوفا من الله (لا أملك الجرأة الكافية لفعل ذلك مع استطاعتي) ..
أتمتع بحب صديقاتي وعائلتي والحمدلله .أكرة الغيبة والنميمة ولا أحتفظ بالزميلات من هذا النوع إلا بما يستوجبه الدين من السؤال عن الأحوال وإبداء الاهتمام حتى تبقى روابط الحب والعلاقات دائمة.
كل تفكيري متجه إلى الدعوة إلى الله فأنا حريصة على تثقيف نفسي بطرق الدعوة المختلفة بالإضافة لإجتهادي بالدعوة في بعض المنتديات المسيحية وأواجه الكثير من حقارتهم وعنفهم في قبول الحق ولكنني أصبر ولا أهتم ..
ببساطه أغلب يومي مكرس في سبيل الدعوة ومع ذلك فأنا مبتلاة بهذا الداء العظيم وهو عدم المحافظة على الصلاة.
أنا أعرف أن الله يؤتي الإسلام لمن يحب ولكن ألا أستحق شرف المحافظة على الصلاة مع كل ما أفعل ومع اجتهادي بالدعاء لنفسي وللمسلمين ... أرجوكم لقد تعبت كثيرا ، حتى هذه الرساله أكتبها ودموعي منهمرة ..
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة المباركة/ Silver حفظها الله ورعاها.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلَّ جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بيدك لما يرضيه سبحانه، وأن يحبب إليك الصلاة، وأن يعينك عليها، وأن يجعلها قُرة عينٍ لك، وأن يغفر لك ويتوب عليك، وأن يتقبل منك جهدك وجهادك في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، إنه جوادٌ كريم.
إن من أغرب الغرائب وأعجب العجائب أن تسمعي عن شخص يعطي غيره ثيابه ويظل عرياناً مكشوف الصورة والبدن كله!
هل سمعتِ عن شخص فعل هذا في حياتك كلها؟ بالطبع ستقولين لا، إلا أن يكون غير طبيعي، هذا هو مثلك .
ابنتي العزيز الغالية: لقد آلمتني جدّاً رسالتك وأحزنتني حرصاً عليك ورحمةً بك؛ لأن ما تقومين به من الدعوة إلى الله ومنازلة النصارى والصبر عليهم لأمر يستحق(113/399)
الإعجاب فعلاً، شابة صغيرة في مثل سنك تقوم بأعمال كبار الدعاة، وسخرت كل طاقتها وإمكاناتها لخدمة الإسلام ودعوة الناس إليه، ورد الباطل عنه، رغم أن بمقدورها أن تكون غير ذلك، إنه لأمرٌ عظيمٌ حقًّا، وأعظم منه وفي نفس الوقت أن تكون قد ضيعت نفسها وحكمت على هذه الجهود كلها بالإحباط وعدم القبول، وذلك لقول النبي صَلى الله عليه وسلم: (أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة: الصلاة، فإن كانت كاملة كمل سائر عمله، وإن كانت ناقصة نقص سائر عمله) فما رأيك بنيتي الفاضلة؟ أليس هذا الأمر يدعو إلى العجب والشفقة على صاحبة تلك العقلية الناضجة والجهود الجبارة؟ ثم هل يعقل أن تدعي صديقة لك محبتك وأنها تموت فيك ثم تخالف أوامرك وطلباتك؟ هل ستصدقينها في دعواها؟
أنت يا عزيزتي تحبين النبي صَلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك لا تصلين كما أمرك، فهل هذا معقول؟
أمَا سمعتِ قول الشاعر:
لو كان حبك صادقاً لأطعته.. ... ..إن المحبَّ لمن يُحبُّ مطيع
بعد هذا كله أقول لك بنيتي الكريمة:
إن الذي تعانين منه وسبب هذه المشكلة هو عدم قدرتك على ترتيب الأولويات، وأخشى أن يكون هذا طبعك دائماً في الأمور كلها -أو أغلبها- فالعقل والمنطق يقتضي منا أن نرتب الأمور الدينية والدنيوية حسب الأهمية، وبلا شك أن الصلاة أهم عمل يقوم به الإنسان في حياته، والأدلة على ذلك لا تخفى عليك، وافرضي أن واحدة سألتك عن أهم الأعمال، أو أنها معقدة من الصلاة، فيا ترى ماذا ستقولين لها؟! الأمر فعلاً في غاية الإحراج والعجب.
لذا لا بد لك من الأمور الآتية:
1- إعادة ترتيب أولوياتك كلها من جديد، ووضع الأهم قبل المهم في كل شيء، وأن تتأكدي من ذلك بقوة؛ حتى لا تضيع عليك فرص كثيرة في حياتك.
2- اجعلي للأهم الوقت الأكبر، ولا تقدمي غيره عليه مطلقاً.
3- اعلمي -بنيتي- أن هذا ليس بالصعب أو المستحيل، وإنما ستستفيدين منه في حياتك كلها، وسيكون أداءك أحسن في جميع الميادين، وهذا متوقف على عزيمتك وإرادتك، فإذا كنت جادة وصادقة مع نفسك، فلا تقدمي المهم على الأهم، وعوِّدي نفسك أن تقولي لغيرك: لا إذا كنت غير مقتنعة، أو ستضحين بوقتك أو مالك لمن لا يستحق، ولا تستحي من أحدٍ مهما كان.
4- أنا على يقين من قدرتك على ذلك، فلا يزين لك الشيطان الباطل، ويوهمك بأنك ضعيفة، أو أن الدعوة والأعمال الصالحة الأخرى ستشفع لك، هذا من كيد الشيطان وتلبيسه، واعلمي أن من لم يعمل بعمله فهو كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه، فهل ترضين أن تكوني كذلك؟
5- قاومي هذا الفهم وذلك التراخي والتكاسل، وقدمي مصلحتك الشخصية على مصلحة غيرك كائناً من كان.
6- إذا كنت تحبين نفسك وأنها عزيزة عليك فعلاً، فلماذا لا تنقذينها من النار وعذاب الجبار؟ ابدئي وسيعينك الله جلَّ جلاله.(113/400)
7- عليك بالدعاء والإلحاح على الله، ولا تنظري لأعمالك الدعوية على أنها تكفيك عن الصلاة، فهذا خطأ فادح وتصرف غير معقول ولا متصور.
8- اقرئي واطلعي على بعض الكتب أو المراجع حتى ولو كتيبات أو مطويات تساعدك في إقناع عقلك ونفسك بأهمية الصلاة، وتحرك لديك الداعي للاهتمام بها والمحافظة عليها.
9- أَمَا سمعتِ عن أقوال بعض أهل العلم -خاصة عندكم بالمملكة- بأن تارك الصلاة كافر -والعياذ بالله-، وأن الله لن يقبل منه صرفاً ولا عدلاً، وأنه إذا مات لا يُغسل، ولا يُكفن، ولا يُصلَّى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يُورّث؟!
أَما سمعتِ هذا أو قرأتيه في كتب الفقه وغيرها؟ هل ترضين أن تكوني كذلك، مع أنك الداعية المجاهدة الكبيرة؟
أتمنى أن تعيدي رسم خريطة حياتك من جديد، وأن ترتبي أولوياتك، وأن تحبي نفسك وتحبين لها الخير، وتجتهدي في نجاتها من عذاب الله، وأنا هنا بالموقع أتوجه بالدعاء إلى العلي الأعلى أن يشرح صدرك للصلاة، وأن يحببها إلى نفسك، وأن يجعلها قرة عين لك، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... حياتي أشبه بالحلم المزعج
... 55308 ...
السؤال
إخواني في الله أستحلفكم بالله أن لا تدخروا شيئاً لإخراجي من مأساتي.
أنا شاب تعرضت لكثير من المشاكل المالية الكبيرة والتي ما زلت أعاني منها، والتي كان لها الأثر الكبير في تشتيت عائلتي وتفرقهم ، ولكن مشكلتي تكمن مع خالقي " الله " لا أعرف ماذا يحل بي فيوماً أكون معتكفاً في المسجد ويوماً لا أطيق الذهاب إليه، أحاول قدر المستطاع أن أثبت على العبادة والصلاة، وفجأة أنحرف عن الطريق وأبدأ الندم من جديد، أصبحت حياتي أشبه بالحلم المزعج، لا أطيق أحدا حتى أولادي، ما هو تشخيصكم لحالتي؟ وكيف لي أن أتوب وأترك كل ما يغضب الله؟ أرجوكم أجيبوني بأسرع وقت.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله وأغناه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونعتذر عن تأخر الرد، ونسأله جلَّ جلاله أن يفرج كربتك ويقضي حاجتك، ويوسع رزقك، وييسر أمرك، ويعينك على قضاء دينك، ويجمع شملك، ويرزقك وأهلك الاستقرار وسعادة الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فاعلم أن حق الله مبنيٌ على العفو والمسامحة، وأنه ما من عبدٍ يأتي ربه ومولاه يمشي إلا أتاه الجليل هرولة، وأن من تقرب إليه سبحانه(113/401)
ذراعاً تقرب إليه المولى الجليل باعاً، فأقبل على الرحمن الرحيم، واطرح نفسك بين يديه وعلى أعتاب رحماته، وسلْه العفو والصفح الجميل، وستجد أن الجليل يفرح بعودتك إليه فرحةً أعظم من فرحة الأم بولدها الذي غاب عنها عشرات السنين، فهو سبحانه يفرح بالتائبين ويحبهم سبحانه، فهو الغني عنهم وعن العالمين، فما أرحمه وما أحلمه وما أعظمه، فاخلع عنك ثياب اليأس ورداء التسويف والأعذار التي هي أوهى من خيوط العنكبوت، وأقبل على طاعة الله بانتظام وديمومة، واعلم أن علاجك بين يديك.
فإذا ما عزمت وعقدت النية الصادقة وقلت لنفسك: يا نفس توبي واستقيمي، وألزمتها شرع الله بحق وصدق، وحرصت ألاَّ تفرط في فريضة أو سنة، ووضعت لذلك برنامجاً حازماً، وأشعرت نفسك بأن سبب هذه المشاكل كلها إنما هو سوء العلاقة مع الله الجليل، وأنني لست على استعداد أن أُغضبَ ربي، إلى غير ذلك من الرسائل الإيجابية القوية التي توجهها إلى نفسك؛ فستجد أن سلوكك قد تغير كثيراً للأفضل إن شاء الله.
وفوق ذلك لابد لك من صحبة تعينك على أمر دينك، فاربط نفسك بجماعة من أهل الخير، مثل الجماعات السلفية أو جماعة التبليغ، أو غيرها من الجماعات الدعوية التي تمارس الدعوة علناً وفي النور.
حاول سماع الأشرطة المفيدة في زيادة الإيمان وتقوية الحب في الله، وتتحدث عن الولاية والأولياء والجنة والنار.
اجعل لنفسك ورداً يوميّاً من القرآن ولو بمعدل جزء واحد يوميّاً لتختم القرآن كل شهر، كذلك حافظ على الأذكار خاصةً أذكار الصباح والمساء، واجعل لسانك دائماً يلهج بذكر الله في كل حال، وأنت تمشي، وأنت في بيتك، وأنت في عملك، عود لسانك الذكر الدائم لله؛ لأن من ذكر الله ذكره الله كما تعلم.
أكثر من الاستغفار والصلاة على الحبيب المختار بنية زيادة الإيمان، وحسن العلاقة مع الرحمن جلَّ جلاله.
اجعل من برامجك الثابتة صيام التطوع، وكذلك صلاة شيء من الليل ولو ركعتين كل ليلة، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يملأ صدرك محبةً له وتعظيماً لجلاله، واعلم أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليك بالدعاء، وإذا كان لك أم أو خالة أو والد فاجعلهم يدعون لك؛ لأن دعاء الوالد لولده لا يُرد.
احضر إلى بيتك أشرطة القرآن -خاصةً أشرطة الرقية الشرعية- واجعلها تعمل ليل نهار في بيتك لتطرد الشياطين؛ لأنه إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين.
ذكر أولادك بدورهم الهام في تغيير ما أنت فيه، فليكونوا معك في الطاعة والعبادة والاجتهاد، عسى الله أن يغير حالكم ويبدلكم من بعد خوفكم أمنا، وفقركم غنى، وشتاتكم جمعا، وأن يملأ قلوبكم بمحبته ومحبة رسوله صَلى الله عليه وسلم، ومحبة الصالحين من عباده، وأبشر بخير، فلم ولن يضيعك الله ما دمت تطرق بابه، وتتمرغ على أعتابه.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وصلاح الحال والبال، والله الموفق.(113/402)
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أقبلها في دار التحفيظ ... 55300 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد،،،
عندي طالبة في الدار قد سبق وتم ضبطها وهي تخرج نهاية الدوام مع شاب ليس من محارمها، فلما تم مواجهتها بهذا الفعل السيئ بكت، واعترفت أنها عندما كانت تتغيب عن الدوام توهم أهلها أنها ذاهبة إلى الدار وفي الحقيقة هي تذهب مع هذا الشاب ، وتم فصلها بعد ذلك ولم يتم إخبار أهلها وذلك من باب الستر وطمعاً في هدايتها وصلاح حالها، وبعد ذلك جاءت لزيارتي في بيتي طالبة الصفح مع العودة إلى الدار، فبعد وعظي لها وإظهار تعاوني معها في الخير أذنت لها بالعودة إلى الدار ، ومرت الأيام وظاهر البنت التحسن، وبعد أشهر تم ضبطها وقد سرقت جوال طالبة أخرى، وتتالت كشف الحقائق، فعلمنا أن فترة غيابها كانت موقفة في الشرطة بسب ضبطها مع شباب وهم يتجولون على الشاطئ ، فلما علمت بالأمر ناقشتها بطريقةٍ قاسية ، ومن ثم منعتها من دخول الدار بالكلية لأنها قطعت لي عهد المرة الأولى أن تقلع عن هذا الفعل وأنها إذا عادت بعد ذلك فلي الحق في فصلها ، ولقد تكرر الاعتذار في هذا المرة أيضاً ولكن بإلحاح أشد من السابق.
سؤالي: هل من الصحيح أن أقبل عذرها هذه المرة أيضاً؛ لأني لما رأيت من إلحاحها واعتذارها خشيت أن تكون صادقة في عودتها وأن أكون مع الشيطان ضدها ؟ ومع هذا الإحساس يساورني خوف من أن أكون ممن يضع التفاحة الفاسدة مع التفاح الناضج ، أفيدوني جزاكم الله خيراً، فلقد تأذيت من الصراع النفسي الذي أنا فيه، وأريد أن أتخذ قراراً سريعاً حتى لا يبقى الأمر معلق، ودمتم للخير أهلاً .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الكريمة: أسأل الله لك دوام التوفيق والسداد، ونفع الله بك بلاده والعباد، وجزاك الله خيراً على هذا الحرص على هداية هذه الأخت، ونحن في وقت نحتاج فيه لهمم عالية تسد أبواب الشر وتفتح نوافذ الخير، والأخوات الصالحات على ثغرة عظيمة، فأرجو أن لا تؤتى من قبلكن، ونسأل الله نصره وتأييده.
من المصلحة قبول هذه الطالبة، ولكن وفق ضوابط صارمة تتفقي معها عليها، وإذا قمنا بدرونا فلن تؤثر فينا مثل هذه الأخت، وسوف يكون إصلاحها بإذن الله يسيراً إذا راعينا ما يلي:
1- الاتفاق معها على الاتصال بأهلها وأسرتها في حالة غيابها أو حتى مجرد تأخرها عن الوقت المحدد لدوام دار التحفيظ، وكذلك في حالة ظهور بوادر خروج عن آداب الإسلام، وهذا كان ينبغي أن يحدث منذ البداية؛ لأن مسافة الضياع بين المنزل(113/403)
والدار، فأهلها يظنون أنها تدرس القرآن، وإدارة المركز تعتقد أنها في منزلها، وهذا هو الذي ساعدها على الانحراف، فلا بد من تكامل الأدوار بين البيت والدار، وليس معنى هذا فضح أمرها، ولكن من حق المركز أن يسأل عن الدارسات في حالة غيابهن، وبيني لأهلها أنكم تريدون الاطمئنان عليها، ولعل المانع خير، ونحو هذه العبارة، وذلك يشعر الأسر بالدور العظيم والمشاعر الحسنة التي يحملها من يقوموا بمهمة تعليم القرآن الكريم.
2- تكليف طائفة من الطالبات العاقلات بمصادقة هذه الفتاة وإسداء النصح لها، ولا بأس من زيارتها في منزلها، وفي هذا تربية عظيمة للدارسات على القيام بدورهن في الدعوة إلى الله، وهذا يساعدنا على الإصلاح والمتابعة، وقد تكون هناك حواجز بين المديرة وهذا الطالبة، وقد تشغلك المهام الإدارية عن متابعة هذه الفتاة، لكن الأمر بالنسبة للدارسات سهل وميسور بإذن الله.
3- توثيق صلة الدار بأسرة هذه الفتاة حتى نتمكن من معرفة نقاط الضعف ومكمن القوة والتأثير في المنزل؛ للاستفادة من ذلك في التوجيه والمتابعة، ولعل إصرار هذه الفتاة على العودة إلى الدار دليلٌ على أن في البيت من يدفعها إلى حفظ القرآن، وإشارة إلى أن أساس هذه البنت أساس متين ولله الحمد، وأن الانحراف سطحي، وتوثيق الصلة بأهلها يفوت فرص التسيب ويساعد في الانضباط.
وأرجو أن أذكر أخواتي بأننا إذا فشلنا في إصلاح فتاةٍ واحدة فأي دور يمكن أن نؤديه في خدمة ديننا، فعلينا أن لا نيأس، وأن نجتهد في الإصلاح، وندعو للغافلات في الليل وندعوهن إلى الله في النهار. نسأل الله الهداية والثبات حتى الممات، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أحب الإسلام ولا أصلي
... 55265 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
إخواني : أنا شابٌ أحب الإسلام حباً جماً ، وعندما أقعد مع نفسي أسأل نفسي عن حب الدين أجدني أحبه جداً ، ولكني لا أستطيع الصلاة، مع العلم أني لا أفعل الكبائر، ولكني لا أصلي ، خائف أقابل ربي وأنا على هذه المعصية ، مع أنني مطلع على الأمور الدينية، ولكن الكسل والشيطان ورائي بالمرصاد ، وعندما أفعل أي خير أحس أنني أنافق الناس ، أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع،(113/404)
ونسأله جل جلاله أن يشرح صدرك للإسلام، وأن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعل الصلاة قرة عينك ومهجة فؤادك، وأن يجعلك من أهل الجماعات وقيام الليل لرب العالمين جل جلاله.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فاحمدِ الله على أنك تحب الإسلام إلى هذا الحد، وهذه علامة خير وتوفيق، ولكن دعني أسألك هذا السؤال: لو أن شخصاً قال لك: إني أحبك حباً شديداً فطلبت منه أداء عمل ما فلم يقم به، ثم طلبت ثاني وثالث وعاشر مما هو قادر على فعله بسهولة ولم يستجب لك، هل يا ترى سيكون هذا الشخص صادق في محبتك؟ وهل ستعتبره من أحبابك وأعز الناس عندك ؟ لا أعتقد ذلك أبداً، وأنا واثقٌ من أنك ستعتبره منافق وكذاب وليس صادق في محبتك، ولذلك قال الشاعر قديماً:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لم يحب مطيع
فالمطلوب أن تقيم الدليل على صدق هذه المحبة، وإلا كانت مجرد عاطفة لا قيمة لها ولا وزن، ولن تغني عنك من الله شيئاً، وأنا أعرف أن رياضة الكونج فو رياضة الإرادة والعزيمة والتحكم في الذات، فلماذا يا ترى -كابتن إسماعيل- وفقت في هذا الرياضية الشديدة ولم توفق في هذه الرياضة السهلة الميسورة؟!
أرى أنك في حاجةٍ إلى إعادة النظر وبسرعة؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وأن الصلاة إذا كانت كاملة كمل سائر عمل العبد يوم القيامة، وإذا كانت ناقصة نقص سائر عمله، فأمرها خطير وشأنها عظيم، ولتقوية العزيمة عليها اتفق مع بعض الصالحين أن يذكرك بها، خاصةً صلاة الفجر، وصاحب الأخيار أهل الصلاح والديانة؛ فإنهم يعينونك عليها بإذن الله ، واحرص على حضور المحاضرات الدينية واستماع الأشرطة الإسلامية المفيدة، خاصةً شريط (لماذا لا تصلي) للشيخ محمد حسين يعقوب، وأكثر من الدعاء أن يشرح الله صدرك لها، وأن يعينك عليها، وضعها على قائمة أولوياتك، واجعلها مسألة حياة أو موت، وإن شاء الله ستعان عليها، وتكون من أهلها المحافظين عليها، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... لا استطيع التوقف عن الكذب ... 55262 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة في العشرين من العمر، ومشكلتي هي أنني لا أستطيع التوقف عن الكذب، حاولت أن أعالج المشكلة بأن أخبر من كذبت عليهم بأن ما أخبرتهم به كان كذباً ووجدت تحسناً ، لكنني ما زلت أكذب في بعض الأحيان لا شعورياً ، خاصةً حين أختلق الأعذار ، وبعدها أشعر بتأنيب الضمير والخوف من الله، لدرجة أني لا أستطيع النوم أو الدراسة أو عمل أي نشاط، ودائماً ألقي اللوم على نفسي.
أرجو المساعدة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة / ريم حفظها الله .(113/405)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي العزيزة: أسأل الله أن يرزقنا الصدق في الأقوال والأفعال، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الإنسان يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.
والمؤمن لا يكون كذاباً أبداً، ولعنة الله على الكاذبين، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم ينفر من الكذاب حتى يعلم أنه أحدث توبة، وحتى أهل الجاهلية كانوا يذمون الكذب، وقد رفض أبو سفيان حين كان قائداً للمشركين أن يكذب عندما سئل عن رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، وقال: خشيت أن تكتب علي كذبة.
ولذا أرجو أن تجتهدي في التخلص من هذه العادة السيئة، واعلمي أن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الإنسان يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ، فعليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحاً ، واعلمي أن الكذب كله أسود وشر، والمسلم لا يكذب حتى عندما يمزح، والكذب يكتب عند الله حتى أن الكذيبة لتكتب كُذيبة.
وسرعان ما ينكشف أمر الكذاب للناس، ويعرف بذلك والعياذ بالله، والإنسان يبني علاقاته مع الناس على الوضوح والصدق، ويحسن الاعتذار إذا أخطأ، لكنه لا يستخدم الكذب؛ لأن الكذب دليلٌ على الضعف في الشخصية، وهو نقص في العقل؛ لأنه لا ينطلي على الناس بل ينكشف أمره، حتى لو حلف وأغلظ في يمينه، ويشعر الكذاب أن الناس لا يصدقونه حتى عندما يصدق في بعض المواقف وهذا غاية في الشر.
والكذب معصية وكبيرة من الكبائر، وللمعاصي شؤمها وأثرها، وأنت ولله الحمد فيك خيرٌ كثير، والدليل على ذلك تأنيب الضمير والخوف من العليم الخبير، وهذا الذي دفعك للسؤال، وما عليك إلا أن تلتزمي بالصدق، وتستغفري مما سبق، واحرصي على مجالسة الصديقات الصالحات، والإنسان مطالب بالبحث عن أهل الخير والصدق ، قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) [التوبة:119].
وللفائدة نذكر بعض أسباب الظاهرة السيئة:
1- أخطرها الكذب الذي يمارسه الوالدين، فيتأثر بهم الأطفال.
2- قسوة أحد الوالدين أو المعلمين، وهذا يجعل الطفل يختلق الأعذار للخروج من المواقف الصعبة خشية العقوبة.
3- مركب النقص الذي يدفع الإنسان للكذب للظهور، أو للفت الأنظار .
4- متابعة وسائل الإعلام التي تمتلئ بالكذب، بل وتقوم على فلسفة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس.
أسأل الله لنا ولك الهداية والثبات، والصدق في الأقوال والأفعال، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... دورات لتعليم اللغة الإنجليزية ... 55248 ...
السؤال(113/406)
أنا أعمل في مستشفى، وأختلط كثيراً ببعض الموظفات النصرانيات، وحيث أن اللغة المشتركة بيننا هي اللغة الإنجليزية، فأنا أبحث عن جهة تعطي دورات في الدعوة إلى الإسلام باللغة الإنجليزية ليتم التواصل بيننا بشكل أفضل.
ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كل عام وأنتم بخير .
بارك الله فيك أختي على اهتمامك بدعوة الغير إلى الدين الإسلامي، وهذه أكبر وأشرف وأنبل وظيفة يقوم بها الإنسان وهي وظيفة الأنبياء الدعوة إلى الله تعالى، واعلمي يا أختي أنه لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم أو خير لك من الدنيا وما فيها .
بالنسبة للدورات فأنا أنصحك أن تعملي في دورة في اللغة الإنجليزية في إحدى المراكز التعليمية؛ حتى تحسني اللغة جيداً ، ثم بعد ذلك تتصلي بقسم الدعوة والإرشاد بوزارة الأوقاف؛ فهم سيزودونك ببعض الكتب والأشرطة باللغة الإنجليزية التي تتحدث عن الإسلام وعظمته ، وتستطيعين من خلالها توصيل المعلومة لهم بشكل صحيح.
وفقك الله وسدد خطاك، ونفع بك الإسلام والمسلمين، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... تغيرت من حال إلى حال
... 55246
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية أحب أشكر جهودكم على ما تبذلونه من خدمه للدين وللمسلمين، والله يجعله في ميزان أعمالكم ويحرمنا وإياكم على النار .
أنا شاب التزمت أخيراً ولله الحمد، وعرفت طريق السعادة وأنها في طاعة الله وعبادته، والحمد لله لقد اهتدى على يدي كثير من أصدقائي، علماً بأني ملتزم عن قريب ، لكن سبحان الله أعيش حياتي مرتاح، وأتذوق حلاوة الإيمان والحمد لله، وأنا محافظٌ على صلواتي الخمس وصيامي وقيامي، ولساني رطب بذكر رب العالمين، لكن الذي يعيبني شيء واحد فقط هو أني في وقت فراغي أجلس أشاهد التلفاز ، ولكن الحمد لله دون أغاني أو حتى قنوات أو برامج ماجنة أو خليعة، كل الذي أشاهده برامج ثقافية أو بعض المسلسلات الخليجية، أو بعض الأفلام الأمريكية بدون اللقطات الخليعة، أريد استشارتكم وجزاكم الله خيرا؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/407)
الأخ الفاضل/ أبو رميح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم: نحمد الله الذي هدانا وهداك، ونسأل الله لك الثبات والسداد.
صدقت يا أخي ، فلا سعادة للإنسان إلا في طاعته سبحانه وتعالى، وذكره وشكره وحسن عبادته، وجميل جداً أن يحرص الإنسان على هداية أصدقائه ونقل الخير الذي وجد لذته وحلاوته إليهم، وأبشر يا أخي فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
ومما يعينك على الثبات الابتعاد عن هذا الجهاز الذي اتفق العقلاء وأهل الخير أنه حرب على الفضيلة، وتكلم الناس عن آثاره وأخطاره، حتى قالت بعض الكافرات : (إنني أكاد أن أحطم الجهاز عندما أجد طفلي يحلق في مناظر لا تليق) فكيف بنا نحن أهل الإسلام؟!!
واعلم يا أخي أن هذا الجهاز كان يمكن أن يستخدم في الخير، ولكن وبكل أسف لا تزال أفضل القنوات مليئة بما يلهي ويشغل عن الخيرات، ولا يخفى عليك أن أوقاتنا هي أغلى ما نملك ، فهي خصم من أعمارنا ، وهي شهيدة علينا بين يدي الله، ومن لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل.
والجلوس أمام هذا الجهاز يضيع الأبصار، ويصيب الأجساد بالتخمة والكسل، ويمنع من تجدد خلايا الجسم، وهذه بعض الأضرار الصحية لهذا الجهاز، وله أضرار على التكوين الثقافي؛ لأنه يجعل الإنسان مجرد متلقي لثقافات الآخرين، فيقتل عنده روح الإبداع والابتكار، ويعود الإنسان الإدمان على متابعته، ولا يخفى عليك ما في ذلك من تضييع للفضائل وشغل للإنسان عن المهمة العظيمة التي خلق لأجلها، وأخطر من كل ما سبق أنه ينقل ثقافة ومعتقدات المجتمعات الكافرة إلى بلاد المسلمين، وفينا من يتأثر بثقافة الغرب ويعجب بعاداتهم والعياذ بالله.
وقد يصعب عليك مشاهدة اللقطات دون المناظر الخليعة، كما أن الشيطان ينقل الإنسان إلى الشر خطوة بعد خطوة، ولذلك كان من دقة التعبير القرآني النهي عن اتباع خطوات الشيطان (لا تتبعوا خطوات الشيطان) وبيان لحقيقة هذا العدو الذي يقدم الشر للإنسان بعد تزيينه وتحسينه والعياذ بالله.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، والهداية والثبات حتى الممات ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أشعر بلذة العبادة
... 55228 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى.(113/408)
أحمد ربي سبحانه وتعالى أني أتمتع بقدر من التدين لا بأس به، فأسرتي متدينة بالقدر الذي يحمينا من شرور الزمان.
مشكلتي أنني أحياناً أفقد لذة العبادة وحلاوتها، شيءٌ ما بداخلي يقول لي: أفيقي مما أنت فيه، ولكني لا أستجيب له ، فأنا أحياناً كثيرة أمتنع عن الصلاة ولا أعرف لماذا، ولا أقرا القرآن ، وأشعر أنه ثقيل علي، لكني أرجع إلى بارئي وأصلي ، لكني أخاف يوماً أن أموت وأنا على هذه الحالة الشنيعة.
أريد أن أشعر بطعم الاستغفار والتوبة ، ولا أعرف كيف ذاك.
أرجو أن أكون وضحت الصورة لسيادتكم، وجزاكم الله خيراً عني وعن سائر المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أسماء ناجح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباده الصالحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن هذا الذي ذكرتيه في رسالتك من التذبذب في الالتزام، وعدم الاستقرار في الغالب هو شيءٌ طبيعي، خاصة إذا قل النصير والمعين على طاعة الله جل جلاله، والقلوب لها إقبال وإدبار كما ورد في السنة، ومسألة التذبذب هذه تكون طبيعية إذا لم تؤدي إلى ترك الفروض المفروضة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدي ....) فالشاهد من هذا أن كل شيء له فترة قوة، وهي معنى ( شرة ) وقد تأتي فترة ضعف وفتور، فإذا لم يصل الفتور إلى ترك الفروض المفروضة فهو شيءٌ طبيعي ما لم يستمر هذا الحال ويصبح طبيعة مستمرة للإنسان، وهذا الفتور ثمرة طبيعية من ثمار ضعف الإيمان، فكلما كان الإيمان قوياً كانت قدرة المسلم على الطاعة والعبادة أقوى وأحسن، وإذا ضعف الإيمان ضعف بالتالي الالتزام وتنفيذ التكاليف الشرعية، فأنت الآن تعانين من ضعف في الإيمان يحتاج منك إلى علاج، وأنصحك بسماع شريط مظاهر ضعف الإيمان للشيخ محمد المنجد أو غيره من المشايخ الذين يتحدثون عن هذه الظاهرة، وهناك كذلك كتيب صغير طبعه بعض الأفاضل عن نفس محاضرة الشيح محمد المنجد الداعية السعودي، فعليك القيام بزيارة لأي مكتبة إسلامية للشرائط أو الكتب، واسألي عن هذا الشريط أو الكتيب أو غيره مما يتعلق بالإيمان وزيادته وضعفه، وإن شاء الله سوف تجدين حلولاً مناسبة في هذا الشريط أو الكتيب.
كذلك أنصحك بقراءة كتاب أو سماع أي شريط حول الفتور وعلاماته، فإن ذلك سيفيدك كثيراً إن شاء الله .(113/409)
وفوق ذلك الدعاء والإلحاح على الله، وسؤال والديك لك الدعاء بالثبات وزيادة الإيمان.
كما أوصيك بضرورة البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الفتور؛ لأنه وكما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، فلا بد من معرفة سبب هذا الفتور، وهذا يحتاج منك إلى جلسة محاسبة لنفسك وبدقة وتمحيص، لتقفي على أسباب هذا الفتور، فقد يكون لديك بعض التصرفات الغير مشروعة أو بعض المعاصي الخفية أو الصغيرة أو غير ذلك، مما يؤدي إلى حرمانك من نعمة الطاعة والأنس بالله جل جلاله.
وأوصيك كذلك ببذل أكبر قدر من المقاومة، وعدم الاستسلام بسهولة لهذه الحالة الطارئة، قاومي بكل قوة ولا تستسلمي حتى تشعري بحلاوة الطاعة، حتى وإن كانت العبادة صعبة أو ثقيلة أو أنت قليلة التركيز فيها.
المهم ألا تتوقفي ولا تستسلمي؛ لأن هذا هو أهم مقاصد الشيطان وغاياته، وأكثري من الاستغفار حتى وإن كنت لا تشعرين بحلاوته، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبلا عدد بنية أن يثبتك الله على الحق وأن يقويك على طاعته، وأن يرزقك حبه والأنس به سبحانه.
وحاولي أن تشغلي نفسك بالدعوة إلى الله، فإنها من أفضل عوامل تقوية الإيمان، كذلك عليك بالتعرف على الأخوات الصالحات ومجالستهن، وحضور حلق الذكر ومجالس العلم، ونحن بدورنا نسأل الله لك الثبات على الحق والهداية إلى الصراط المستقيم، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... مشاهدة المحرمات على الإنترنت ... 55203
السؤال
السلام عليكم،
أنا رجل ملتزم بأداء واجبات الدين الإسلامي والحمد لله، ومتزوج وعندي طفل، لكن المشكلة التي ظهرت معي منذ حوالي سنتين هي أنني أدمنت على مشاهدة المواقع الجنسية على الإنترنت، علماً أنني والحمد لله لا أقرب الزنا وليست لدي أي علاقة محرمة، وكل فترة أحاول التخلص من هذا الموضوع ولكن بعد فترة أعود لمتابعة هذه المواقع. أفيدوني بالنصيحة جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق ، وأن يذهب(113/410)
ضعف نفسك وكيد شيطانك وهواك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك تعاني من ضعف في الهمة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا أمرٌ شخصي لا بد لك من التغلب عليه، وتمرين نفسك في هذا الموضوع وغيره، على أن تعودها الالتزام بالقرارات مهما كانت، وهذه مهارة يمكن تنميتها وتدريب النفس عليها، لأن هذا خلل تربوي يحتاج منك إلى معالجة ومجاهدة، فالتردد وعدم الثبات والتحلل من الالتزامات الشرعية أو غيرها هو أثر من آثار التربية الغير سوية التي قدر يتعرض لها الإنسان في صغره، فحاول أن تجاهد نفسك، وأن تقف معها وقفة حازمة وجادة.
فما دمت لست من أهل المعاصي المتعلقة بالجنس، إلا أنك تضعف وتدخل المواقع الإباحية رغم علمك بحرمتها؛ معناه ضعفك عن إلزام نفسك بالقرار الذي تتخذه، ولم ولن يحل هذه المشكلة سواك، فعليك بما ذكرته لك سابقاً من ضرورة التدريب والمجاهد.
وأمر آخر لا بد منه وهو عدم الخلوة بهذا الجهاز مطلقاً، وإنما أخرجه إلى مكان بارز في المنزل، وادع زوجتك لتشاهد معك ما تدخل إليه حتى تستطيع أن تقاوم هذا الشيطان وذلك الهوى، ولا تفتح الجهاز وحدك قدر الاستطاعة إذا أردت حل المشكلة فعلاً، وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك بقبول التوبة والثبات عليها، واحذر التسويف لأن من شرار الخلق عند الله عباد إذا خلو بمحارم الله انتهكوها، فاحذر أن تكون منهم ، سائلاً الله لك التوفيق والسداد والثبات، ويمكنك مراجعة الاستشارات المتعلقة بموضوعك، وبالله التوفيق.
ملاحظة: يمكنك قراءة الاستشارات التالية (3731) و (1978) وذلك لأنها تتحدث في نفس الموضوع.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ذنوبى أمامى دائما
... 55187
السؤال
أنا شابٌ أبلغ من العمر 25 سنة، أعمل كموظف استقبال في فندق بشرم الشيخ, دائماً أرى ذنوبي أمام عيني، فأتوب وأرجع إلى الله كل يومي، أو عندما أجلس بمفردي أصلي وأبكي على ذنوبي ، ولكن بحكم وظيفتي التي غالباً أحس فيها بضيق في نفسي أجد نفسي أمام الذنوب وتنصب علي . هل أترك وظيفتي أم ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المبارك / أيمن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع،(113/411)
وكم نحن سعداء حقاً بهذه الشخصية التائبة المتمردة على الباطل، التي تأبى أن تعيش في مستنقع الفساد والنتن حتى وإن ضعفت أحياناً، إلا أنها ما زالت تحمل الخير الكثير الذي يفتح أمامها أبواب التوبة على مصراعيها، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدلك خيرةً عن هذا العمل وهذا المكان الموجود، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً.
واعلم أخي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن الله سبحانه جل وعلا لا يضيع أهله، وأن رجلاً مثلك رغم حاجته الماسة لمثل هذا العمل إذا تركه لله ومن أجل الله لم ولن يتخلى عنه الحق تبارك وتعالى ، فاستعن بالله واترك هذا العمل فوراً، وعد إلى بلدك أو ابحث عن عمل آخر ليس فيه معصية لله، واعلم أن الله لم ولن يبارك في هذه الأموال التي تأتي من مثل هذا العمل، وكفى شؤماً والعياذ بالله أن يصبح العبد في معصية ويحس بها كذلك، فانح بنفسك ولا تتردد في ترك العمل في هذا المكان أو في هذه الوظيفة، وابشر بخير الدنيا والآخرة، وأكرر من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك برزقٍ طيب حال، بعيد عن هذه الوظيفة المشؤومة وتلك الأموال المحرمة، ونحن هنا بالموقع نضرع إلى الله أن يعوضك خيراً، وأن يبدلك خيراً ، وأن يمن عليك برزقٍ طيب حال، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أقيم خطيبتي
... 55125
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد سبق أن بعثت لكم رسالة عن شدة الغيرة، وقد أفتوني وجزاكم الله كل خير.
ولكن في هذا العصر يوجد عدة مشاكل وخاصة عند الخاطبين "مع عقد القران" وهي عدم طاعة الخطيبة لخطيبها في أمور مهمة كالخروج والاختلاط مع أولاد العم أو الخالة "دون خلوة" وقد بينت لها ذلك، ولكن تعود وتجلس معهم لضيق منزلهم، أنا لا أريد مثل هذه الأشياء، وقد أفكر كثيراً في الفراق، مع العلم أنه قد حصل بيننا مودة وقد تعرفنا على بعض، وكذلك أهلها وأهلي ، هل من حل لهذه المشكلة إذا أنا أريد الزواج، ولكن حتى يترتب علي تجهيز المنزل ساعدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي الكريم: زادك الله حرصاً وثبتك وسددك، وشكراً لك على هذا الحرص على الخير، وأسأل الله العظيم أن يهيئ لك منزلاً مباركاً تقيم فيه أحكام الله، وتؤسس بيتك على تقوى من الله ورضوان، ولا شك أن للاختلاط آثار خطيرة جداً، ولذلك رفضته(113/412)
الشريعة المباركة، وباعدت بين أنفاس الرجال والنساء، وكان في دقة التعبير القرآني النهي عن مجرد الاقتراب من الزنا والفواحش، فقال تعالى: ( ولا تقربوا الزنا ... ) (ولا تقربوا الفواحش) .
كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
والكمال في المرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال إلا المحارم، أما أبناء الأعمام والخالات فربما كانوا أخطر من غيرهم؛ لأنهم لا يتهمون، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ( الحمو الموت) والمرأة التي تجالس الرجال قد يتعلق قلبها ببعضهم، وكذلك الرجال، ثم يحال بينهم ويبين تحقيق ما يريدون بالوسائل المشروعة فتكون الكارثة، وقد وصف القرآن نساء الجنة بأنهن قاصرات الطرف، وهذه صفة كمال في المرأة أن يكون بصرها وإعجابها محصورا على زوجها فقط.
والصواب أن تجتهد في الحصول على منزل ولو بالإيجار حتى تستطيع أن ترى زوجتك على المنهج الذي تريده، وتحدد لها من يسمح له بالدخول، ولا يجوز للمرأة أن تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه ولمن يرتضي.
كما أرجو أن تبين لها خطورة مسألة الجلوس مع الأقرباء بهذه الطريقة، ثم تبين لها أن طاعة الزوج من طاعة الله ورسوله، وواجب المرأة أن تطيع زوجها في المعروف، وإذا عرفت هذه الزوجة حكم هذا الأمر وتبينت لها آثار الاختلاط على الأسرة والمجتمع، وضرورة الحرص على حجابها وسترها الكامل مع تجنب الخلوة كما ذكرت حتى لا يكون الشيطان هو الثالث والعياذ بالله.
ولا أشجعك على الفراق حتى تعجز عن الإصلاح، وابدأ بالبيان والتوضيح وتوفير الوسائل المعينة على الخير والالتزام، والرجال قوامون على النساء، وتأمل جوانب الخير في هذه المرأة وقارنها مع السلبيات، وعندها سوف يسهل عليك اتخاذ القرار المناسب بإذن الله.
أسأل الله لك التوفيق السداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... قريبي يسب الدين
... 55072
السؤال
إخواني الأعزاء مشكلتي هي مع قريب من أقربائي، أنا وقريبي هذا نعيش سوياً في شقة واحدة ؛ لأننا طلاب, المهم قريبي عنده مشكلة ألا وهي والعياذ بالله استسهال سب الرب والدين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله, ويعلم الله أنني نصحته أكثر من مرة ولكن لا حياة لمن تنادي، فماذا عساي أن أفعل إذا لم تنفع النصيحة والتذكير بالله؟
أرجو الإجابة في أسرع وقت, وجزاكم الله خير الثواب.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحائر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/413)
أخي الكريم: أسأل الله لنا ولكم التوفيق، وزادك حرصاً على الخير وغيرةً على حرمات الله.
هذا الذي يفعله قريبك في منتهى الخطورة، فسب الدين والرب يخرج الإنسان من دائرة الإسلام، وهي من الذنوب الماحقة التي تجلب غضب الجبار سبحانه، وهذا واضحٌ في شعوب دمرها الله لانتشار هذا اللون من الكبائر.
وعليك أن تغير أسلوبك في نصحه، بأن تجتهد في بيان حكم هذا الذي يفعله، ويفضل أن تأتي بأشرطة أو كتيبات تتحدث عن هذه المخالفات، وأفضل من ذلك أن تستضيف بعض الدعاة الأخيار لكي يتناولوا هذا الأمر دون أن يشعر أنه أمر مدبر؛ حتى لا يجد الشيطان فرصةً فيصده عن الخير والاستجابة.
فإن أبى إلا الاستمرار على هذا المخالفات، فأرجو أن تخبره بأنك لن تستطيع أن تسكن معه إذا لم يترك سب الدين، وأنك لن تشاركه الطعام، إلى غير ذلك في وسائل الضغط المناسبة، مع الانتباه لآثار كل وصفة علاج.
يجب أن يشعر بعدم رضاك عن هذه المعصية، واحرص على اختيار الأوقات المناسبة للنصح والهجر والتهديد، إلى غير ذلك من الوسائل.
أسأل الله لك التوفيق والثبات وله الهداية، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... ماض مشرق وحاضر مظلم ... 55050 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً وأعانكم على ما تقدمونه من خدمة للمسلمين.
أنا بحمد الله تعالى شابٌ ملتزم تجاوزت العقدين من العمر، وقد نشأت نشأةً طيبة، وكنت طفلاً ذكياً جميلاً ذو شخصيةٍ قوية متميزاً عن أقراني محبوباً، وقد توقع الكثيرون مني المستقبل الواعد والمتميز، ولكن منذ سن الخامسة عشرة إلى الآن ذهب كل شيء, الذكاء والتفوق والجمال والتوفيق وحب الناس، وحقيقةً أصبحت شخصاً آخر، وأنا أرى أن هذا ثمرة من ثمرات المعاصي التي لازمتها منذ هذا السن، لكن حقيقةً من أعظم ما يؤرقني أنني عندما أعزو هذا التدهور إلى المعاصي يصيبني الهم والضيق وأكره نفسي , ففعلاً أنا شخص غير الذي كان من قبل، أكره هذا الشخص الجديد، لا أحب شكلي فهو دون المتوسط بعد أن كنت جميلاً, شخصيتي ضعيفة, غير لماح , غير ذكي , لا أحسن التعامل مع الناس، أفيق وأقول: ماذا حدث ؟ لست أنا , ثم أصدم بالواقع وأقول: انس شخصيتك السابقة ، أنت هذا الشخص الجديد السيئ ، وأتألم كثيراً كثيرا، فماذا ترون في أمري؟
أكرر شكري لكم ودعائي لكم بالتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله .(113/414)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي الكريم: الحمد لله الذي هدانا وهداك، ونعمة الله العظمى علينا هي نعمة الهداية، وهذا الشعور الذي تحس به إيجابي، ويسعدنا أنك عرفت السبب، فللمعاصي آثارها وشؤمها، والحل الآن في يدك والله: ( َغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82] وقد سمى نفسه الغفور ليغفر لنا ذنوبنا، وهو تواب يتوب على العصاة.
ويمكنك أن تكون أفضل مما كنت عليه في المستقبل بإذن الله، وقد قال عمر رضي الله عنه: (جالسوا التوابين فإنهم أرق الناس قلوباً) وتأكد أن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا، لكن ينظر إلى القلوب والأعمال، فعلينا تطهير القلوب وتزكيتها، وإخلاص العمل وتصحيحه ليوافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما يكبر الإنسان لا بد أن تتغير معالم الشباب، ولكن أهل الطاعة وجوههم مشرقة بنور الطاعة، ويعرفون بسيماهم من أثر السجود والطاعة، وللمعاصي ظلمات وضيق، وللطاعة إشراق وسرور.
والعودة إلى الله سوف تمنحك قوةً في شخصيتك، وثباتاً في عزيمتك، أما المعاصي فمن آثارها الذل والهوان وضعف الشخصية؛ لأن الشيطان هو الذي يزين المعاصي، فإذا وقع الإنسان فيها جاء الشيطان وقال له: الناس ينظرون إليك ويعرفون جرائمك، فلا يجد العاصي نفسه إلا منكسرةً، ذليل يفضل الهروب من مجتمعات الرجال، ويشعر بمركب النقص والانهزامية.
وذكاء الإنسان لا يتغير، ولكن المعاصي تحرم الإنسان من نور العلم كما قال بعضهم :
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأعلمني بأن العلم نورٌ
ونور الله لا يهدى لعاصي
وبإمكانك يا أخي اكتساب الأخلاق الفاضلة بقراءة سير الصالحين من سلفنا، ومجالسة الأخيار، وأنت يا أخي فيك خيرٌ كثير ولست سيئا كما ذكرت عن نفسك، وهذا السؤال والاهتمام دليل على ذلك الخير في نفسك، أسأل الله لك السداد والثبات، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... نصائح لعمل المرأة في الصيدلة ... 54918 ...
السؤال
انا طالبة في كلية الصيدلة وعملي مستقبلا سيكون في المستشفى . وسيكون هناك رجال ونساء يعملون في الصيدلية. واثناء تدريبي في الصيدلية ايام الاجازة فوجئت ببعض الفتيات في تهاونهن في الحجاب وكشفهن لوجههن وتحدثهن مع الرجال من غير داع, ولقد ساءني ذلك جدا واتعبني نفسيا . لقد كنت اعرف ان العمل هكذا ، لكن لم اكن اعلم ان تتخلى البنت عن حياءها واخلاقها وحجابها لمجرد انها صيدلانية(113/415)
فالواحدة منا حتى لو وصلت الى اعلى المراتب ستظل امرأة ولا يمنعها من ان تؤدي وظيفتها وهي متمسكة بحجابها وحيائها ومن فقدت حياءها فقدت عفافها.
سؤالي هو بماذا تنصحونني في عملي مستقبلا من التوجيهات المفيدة لي في صلاح ديني ودنياي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / م . م حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أسأل الله العظيم أن يزيدك حرصاً وغيرة لدين الله، وأن ينفع بك البلاد والعباد.
مما لا شك فيه أن أمتنا تحتاج لصيدليات مسلمات ملتزمات بالحجاب وسائر آداب الإسلام؛ حتى لا تتعرض العفيفات الصالحات للحرج حين يصبن بالأمراض، ويجدن أنفسهن أمام خيارين أحلاهما مرٌّ، فإما أن تتعامل المسلمة مع صيدلي كافر لا يؤتمن، أو تجد نفسها أمام صيدلي يتمسك بالإسلام اسماً لكنه في حقيقته لا يخاف الله ولا يهتم بالآداب الشرعية، أو ترفض هذا كله لتصارع الأمراض والآلام.
وما أحوجنا إلى صيدلانيات داعيات إلى الله؛ حتى لا نسمع من تمدح تلك الكافرة المنصِّرة، والمسلمة الملتزمة تستطيع أن تقدم النصائح والتوجيهات لزميلاتها الغافلات، وللأخوات الزائرات، والمريضة منكسرة ومتألمة وراغبة في الرجوع إلى الله الشافي سبحانه، وقد بدأنا ولله الحمد نسمع من تطالب بالتعامل مع النساء وليس مع الطبيب أو الصيدلي الرجل ، ولن يسد حاجة المسلمات إلا الصالحات، فقد تحرج المرأة فلا تستطيع أن تسأل عن الدواء أو طريقة الاستعمال، وربما كان المرض في أماكن حساسة، وفي السنة النبوية موقف الرسول صلى الله عليه وسلم حين وجه امرأةً مسلمة فقال : (خذي فرصة فتطهري بها، فقالت كيف أتطهر؟ قال: سبحان الله تطهري بها، فاجتذبتها عائشة رضي الله عنها وقالت لها :"تتبعي بها أثر الدم").
وأرجو أن تحرصي على الاستمساك بآداب هذا الدين، في الكلام والمشي واللباس وسائر التصرفات من تجنب للخلوة بالرجل، وغض للبصر، وخفض للصوت، واعملي أن حجاب المرأة ودينها أغلى من الوظيفة والشهرة، فإن استطعت أن توفقي بين الالتزام بالإسلام وهذا العمل فهذا خير ، وأرجو أن تجعلي نيتك وقصدك لله وتحرصي على النصح للمسلمات من الزميلات والزائرات، والدعوة إلى الإسلام بين الكافرات، واصبري على الأذى، أما إذا عجزت عن هذا فلا خير في وظيفة أو عمل يفقد المرأة حياءها ودينها، وابتعدي عن مواطن الرجال، ولا تقصري في نصح المقصرات، وليكن ذلك بالحكمة والأسلوب الحسن، وتجنبي نصح الغافلات أمام الناس، ولا تظهري عليهن الفضل والأستاذية؛ حتى لا تعطي الشيطان مدخلا ، واختاري لنصحك الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة، وانتبهي لخطورة التوسع في التعامل مع الرجال بدعوى الزمالة، فالإسلام لا يعترف بهذه العلاقة.(113/416)
وتأكدي أن الفتاة إذا تحجبت نالت الاحترام والتقدير من الجميع ( ذلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:59] وحذر الإسلام المرأة من الخضوع في القول والتكسر في الكلام، فقال تعالى : (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ...) [الأحزاب:32] وحدد نوعية الكلام فقال: (وقلن قولاً معروفاً) وإذا كانت الكلمة الواحدة تكفي فلا حاجة للثانية، والمسلمة الملتزمة تؤثر بلباسها وأدبها وحشمتها، أسال الله أن يوفقك وأن يرزقك الثبات والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... الحرب على النفس
... 54902
... السؤال
في البدء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
باختصار أنا شاب رزقني الله -وله الحمد والمنة- بوظيفةٍ جيدة في إحدى البنوك، ولكن هذه النفس الأمارة بالسوء جعلتني أمد يدي على أموال غيري بغير وجه حق ، وقد تم اكتشاف هذا التلاعب، وأنا مع نفسي أعلم تماماً أن كل شيء فعلته خطأ، لذلك على الفور اعترفت بالذنب ، وتمت محاكمتي بالسجن مع دفع المبلغ، وتكفلت الأسرة بدفع المبلغ وأكملت أنا السجن.
ولكن المجتمع لا يرحم، خصوصاً أن أسرتي من تلك الأسر التي لها وزن في إطار محيطها ، وعن نفسي قررت أن أعتصم بالله بالتوبة الصادقة ، إضافةً لذلك هنالك الكثير من الأخطاء التي تتعلق بالأخلاق. سؤالي عن كيفية الخروج من هذه النفس الأمارة بالسوء والدخول إلى النفس الآمرة بالخير ، وكيف التوبة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / النجاشي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: لا تحزن فإن الله غافر الذنب وقابل التوب، واقرأ إن شئت قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53] فهذه الآيات تشرح صدرك وتزيل همك وغمك، وتجلب سعادتك، فلا تقنط ولا تيئس من المغفرة، ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).
ولا تحزن من أذية الآخرين لك ، واعف عمن أساء إليك واعلم يا أخي أن هناك فتحاً مبيناً وفرجاً بعد الشدة ويسراً بعد عسر، وهناك أملاً مشرقاً ومستقبلاً حافلاً ووعداً صادقاً ، إن لضيقك فرجة وكشفاً ، ولمصيبتك زوائل ، وإن هناك أنساً وروحاً وندى وظلاً.
أخي داوي شكك باليقين في كرم الله وعطائه، واطمئن يا أخي فإن العواقب حسنة والنتائج مريحة بإذن الله تعالى، فاصدق في توبتك ورجوعك إلى الله تعالى، وسيجعل(113/417)
الله لك بعد الفقر غنى، وبعد الظمأ ري، وبعد الفراق اجتماع، وبعد الهجر وصل، وبعد الانقطاع اتصال، وبعد السهاد نوم هادئ ( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) 0
وحاول يا أخي في توبتك الصادقة ورجوعك إلى اله تعالى أن تتبع الخطوات التالية:
1- اصدق نيتك في التوبة لله عز وجل.
2- اقلع عن الذنب وعاهد الله أن لا ترجع إليه مرةً أخرى.
3- أكثر من الصلاة والدعاء واللجوء إلى غافر الذنب وقابل التوب.
4- أبعد عن الصحبة السيئة وخالط الرفقة الصالحة التي تذكرك بالحق وتعينك عليه.
5- اترك باب الأمل والرجاء دائماً مفتوح، بأن الله سيبدل سيئاتك حسنات إذا أنت صدقت النية مع ربك.
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... هل أنا ولد عاق
... 54833
السؤال
أخواتي يخرجن إلي المدرسة غير متحجبات وهذا يؤلمني كثرا علمأ بأني أكبر الإخوان. فحصل أن ذهبت أختي للجامعة وأرادت حاسوبآ لتدرس عليه فرفضت أن أعطيها أو أساعداها حتي تتحجب فرفضت فأصبحت والدتي تسميني باليهودي.
كيف أعامل هذا وهل أهجرهم وأسافر كما ترك سيدنا محمد مكة لقريش بذهابه للمدينة. وكيف أصلح أهلي وأخواني أذا كان هناك مجال. علما أني كلما ذكرت أمى وأبي بأنهم سيحاسبون عما يفعله أبناءهم وسيأثمون يقولون لي أني ولد عاق ويسألون الله أن يغضب علي. وأردد وأقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
ابني الكريم : نشكر لك هذه الغيرة ، ونسأل الله لك الثبات والسداد، وليت كل ابنٍ كبير في بيوتنا يقوم بهذا الدور الطيب في توجيه أشقائه ، ويغار على العرض، ويغضب لله تبارك وتعالى.
وأرجو أن تستمر في النصح لأخواتك مع تركيزك على اللين والملاطفة ، والحكمة - وهي وضع الأمور في نصابها - فعليك بالتفكير في العواقب والنتائج قبل القيام بأي خطوة؛ لأن أسلوب المنع وعدم الاستجابة للطلبات قد لا ينفع مع بعض الأشقاء ، والأسلوب الذي ينفع مع هذا قد لا يصح مع آخر.(113/418)
وعليك أن تختار الأوقات المناسبة والألفاظ اللطيفة، خاصةً عندما تنصح الوالدين؛ لأننا مأمورون بالإحسان إليهما وحسن المصاحبة في كل الأحوال، ويحسن بك مراجعة منهج الخليل عليه السلام في نصحه لأبيه، وكيف أنه كان لطيفاً شفيقاً حريصاً على هدايته صابراً على الأذى، مخلصاً في الدعاء والاستغفار له، حتى تبينت له عدواته لله وإصراره على الشرك بالله سبحانه.
ولا شك أن بقاءك في المنزل فيه مصلحة لأهلك، فلا تفكر في الخروج من المنزل؛ حتى لا تكثر المخالفات بغيابك، والمقارنة ليست صحيحة، فوالديك والأسرة ليسوا مشركين، بل فيهم بعض التقصير والغفلة فقط، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصلح ويصبر على الأذى خيرٌ من الذي ينعزل ويبتعد عنهم، وأنت لست يهوديا، ولكن أنصحك بكسب جانب الوالدين ورضاهما، واحرص على حسن النصيحة لعرضك، وزد من برك لوالديك، وبين لهذه الأخت أهمية استمرارها على الطاعات في حضورك وغيابك، وشجعها على مصاحبة الصالحات، وانصحها على انفراد وبكلمات لا تغضبها؛ حتى لا يتدخل والداك، وعندها سوف تجد من يشجعها على عنادك ومخالفة توجيهاتك.
أما دعاء الوالدة عليك وغضبها والحالة هذه، فلن يضرك بإذن الله، ولكن أرجو أن تتفادى ذلك بقدر الإمكان، ولن يكون من يأمر بطاعة الله عاقاً، وأرجو أن يغفر الله لنا ولك، قال تعالى: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) [الإسراء:25] وهذه الآية وردت في سياق الحض على بر الوالدين والإحسان إليهما، وأنت لا شك ممن يحب والديه ويحسن إليهما، وهذا ما نوصيك بالمداومة عليه.
أسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أخي لا يصلي
... 54832
السؤال
عندي أخ قد بلغ الحلم وأعتقد أنه بدأ بممارسة العادة السرية والعياذ بالله ولم يكن أبوه ليكلمه في هذا الصدد وأمه تدافع عنه وتقول أني أفتري عليه وما كان هو بفاعل ذلك الشئ لأن إسمه علي إسم النبي.
وما كان والداه يأمرانه حتى بالصلاة إلا إذا الححت في عتابهما على التقصير في دين الله. وكلما رأيته لا يصلي أمرته بذلك وهو مستمر على عناده وفضلاً عن ذلك يشتكيني لوالدي قائلاً أني شيعي متعصب.
أفيدوني ولكم الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(113/419)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم: زادك الله حرصاً وثبتك وهداك، وسدد على طرق الخير خطاك، حماية الأطفال والدفاع عنهم في الخطأ والصواب، والمبالغة في إحسان الظن بهم، ورد كل اتهام يوجه إليهم ، ورفض نصائح المخلصين ، من أشد الأشياء ضرراً بهم ، وقد نفاجأ بأسوأ العواقب، ونسأله جل في علاه أن يحفظ للمسلمين أبناءهم وبناتهم.
مثل هذه الممارسات الصواب معالجتها بصورة سرية أولاً مع هذا الأخ، وذلك عن طريق بيان خطورة هذه العادة وآثارها، ويفضل بدايةً عن طريق الكلام العام أو القصص حتى لا تجرح مشاعره، فإذا تأكدت - أكرر تأكدت - من ممارسته لهذه العادة فيمكن أن تصارحه وتبين له أنها تضر بصحته وتؤثر على دراسته، وقد يعجز مستقبلاً عن ممارسة حياته الأسرية، والذي يمارس هذه العادة ينعزل عن الناس ولا يستطيع مجالستهم، ويصاب بالهزال في جسده والاصفرار في وجهه، وهي قبل هذا كله محرمة شرعاً، ولن يصل صاحبها إلى الإشباع بل تزيده سعاراً وتجعله عرضة للإصابة بأمراض عصبية ونفسية خطيرة جداً والعياذ بالله .
ونحن نخطئ عندما ننشر مثل هذه الاتهامات، فنكسر عند إخواننا حاجز الحياء، وإذا ذهب الحياء فلا خير والعياذ بالله، ولعل هذا هو سبب رفض الوالدين لهذا الاتهام، وعندما يكون الوالدان متساهلين في توجيه الأبناء فليس من المصلحة إدخالهما في معالجة هذه المشاكل ، والصواب أن نحفظ لهما هيبتهما ومكانتهما خوفاً من كسر حاجز الحياء منهما.
وانصح والديك على انفراد ونبهما على ضرورة توجيه ولدهما للصلاة، وحضه على الفضائل والحرص على ملئ وقته بما ينفعه حتى لا تأتيه هذه الخواطر السيئة، وخذه أنت معك، إلى المساجد وإلى مواطن الخير.
وقد أصبح يشتكي لوالديك لأنك بدأت بالشكوى عليه؛ وقد وجد بكل أسف من يقف بظهره ، ويسانده على مخالفة أوامر هذا الدين، وهذا يدعوك إلى تغيير أسلوب التعامل معه، وابشر يا أخي بأفضل النتائج، واعلم أن الرفق ما كان في شيءٍ إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه.
حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الخير خطاك ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أصلي مع الجماعة فما الحل ... 54785 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .................وبعد
أنا أحب الصلاة مع الجماعة وأريد إن أصليها جماعة بالمسجد لدرجة إنني استيقظ الفجر بوقته ولكن أصليه بالبيت كباقي الصلوات والمشكلة التي تؤرقني منذ زمن بعيد وتمنعني من ذلك انه عندما احضر إلى المسجد للصلاة يطلبون مني ان أتقدمهم بالإمامة لأنني أفضل الموجودين علماً وشهادة وقراءة للقرآن وأحكام التجويد حتى(113/420)
انه من يصلي بهم في رمضان عليه أخطاء كثيرة في التلاوة ونطق الكلمات والتجويد وباقي الأحكام الأخرى لا أستطيع تصحيحه خوفاً من انه يطلب مني أن اصلي بهم وانأ اخجل كثيراً كثيراً جداً وأتلعثم بالقراءة ويتصبب عرقي ولا أستطيع البوح لهم بذلك أو لأحد غيرهم مما يسبب لي حرجاً شديداً وهذا بدوره جعلني ابتعد عن الصلاة بالمسجد وعن صلاة التراويح واصلي بالبيت خوفا ًمن ذلك علماً إنني أتمنى إن أستطيع الصلاة مع الجماعة في المسجد ارجوا أن تدعوا لي بأن يمن الله عليّ بالصلاة مع الجماعة بالمسجد وهذه مشكلتي بين يديكم وأمانة لديكم أرجو مساعدتي في مشكلتي لأنها تخنقني يوماً بعد يوم انصحوني ماذا افعل أريد حلاً جذرياً .جزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم الأجر والمثوبة
وشكراً لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم: من يرد الله به خيراًَ يفقه الدين، ويؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، وقد شرفك الله فجعلك من أهل العلم الشرعي، فعليك أن تتقدم لإمامة الناس وتترك هذه الخواطر جانباً، وهذه الحالة من الخوف والاضطراب سوف تنتهي بإذن الله مع مرور الوقت، وكل إنسان يتقدم الصفوف لا بد أن يجد صعوبة في البداية، ولكن بالاستعانة بالله والاستمرار تزول هذه المشاعر ويصبح الأمر عاديا جداً، وتذكر أن أهل الغناء والفسوق لا يستحون من أفعالهم ، فلماذا يستحي من يقرأ القرآن؟
والخوف الشديد من الوقوع في الخطأ سبب رئيسيٌ في هذا الاضطراب، بالإضافة إلى حب العزلة والانطواء، والتركيز على مظاهر النقص في النفس، دون التفكر في جوانب التفوق.
ولا تلتفت إلى كلام الناس فرضاهم غاية لا تدرك، وليكن همك رضوان الله، وعندها سوف يلقى لك القبول في الأرض، واحرص على المواظبة على أذكار الخروج إلى الصلاة، واشغل نفسك بذكر الله ، وعندها ستنزل عليك السكينة والطمأنينة، وأرجو أن تتقدم الصفوف وتلبي رغبة الناس، وبذلك ينتفع بك هذا الأخ وينتفع بك أهل المنطقة أجمعون، ولا يجوز كتمان العلم والتقصير في إسداء النصح للمسلمين ، مع مراعاة آداب التوجيه والإرشاد.
واستعن بالله وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واسأل مقلب القلوب سبحانه أن يثبتك، وأن ينزع من قلبك مظاهر الخوف والاضطراب، ونبتهل إليه سبحانه أن يستخدمنا وإياك فيما يرضيه.
ولا يجوز لك التخلف عن صلاة الجماعة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم رفض أن يأذن للأعمى لأنه يسمع النداء، فلا تضعف أمام هذه الخواطر فهي من الشيطان وهو عدو جند نفسه ليحزن الذين آمنوا ، وهمه أن يحرمنا من الأجر والمثوبة بحيلٍ ماكرة(113/421)
ووساوس مثبطة، لكن المؤمن بطاعته لله وذكره سبحانه يدمر هذا العدو ، وكيد الشيطان ضعيف كما حكى ذلك الباري جل جلاله في كتابه.
ولست مطالبا بفضح نفسك وإخبار الناس بما يعرض لك، ولكن تجلد ومن يتصبر يصبره الله، وتذكر أن الله فضلك ورزقك العلم والفهم ، وخالط الناس وعاشرهم، وتقدم صفوفهم، فأهل القرآن مكانهم في المقدمة، وتذكر أن تأخرك يتيح الفرص لمن لا يحسن، وقد تبطل صلاة المسلمين، ونحن نشفق على أنفسنا ونخشى على إخواننا، فلا تتسبب في إلحاق الضرر والنقص بنفسك والمسلمين.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... إقناع أمي بالحجاب
... 54769
... السؤال
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أمي وأختي ليسوا متحجبين ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم: جزاك الله خيراً على هذا الاهتمام بأمر الحجاب، وأسأل الله أن يصلحك وأن يصلح بك، وهذا هو واجب المسلم تجاه أهله، ولكن الأفضل أن تبدأ ببيان أهمية الحجاب وأنه أمر من الله سبحانه، وفيه صيانة وحفظ للمرأة المسلمة، وتتميز به عن الفاسقات والفاجرات، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ...)) [الأحزاب:59] ولا يحل لمسلم ولا لمسلمة أن يردا أمر الله وأمر رسوله، قال تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ...)) [الأحزاب:36].
كما أرجو ربط أسرتك بالأسر الملتزمة بالحجاب الحريصة على طاعة الرحمن، والمرأة سريعة التأثر ببنات جنسها.
والأخت المتعلمة من المستحسن أن تناقشها بعيداً عن والدتك؛ حتى لا تجامل الوالدة وتخالف أمر الله، واسألها عن أسباب امتناعها عن ارتداء الحجاب، فربما كانت هناك بعض الشبهات والمفاهيم المغلوطة، ويحسن أن تدخل إلى المنزل الأشرطة النافعة والكتب المفيدة.(113/422)
أما بالنسبة للوالدة: فعليك أن تلاطفها وتستخدم معها ألفاظا مهذبة، وتذكرها بالله، وتبين لها حبك لها وشفقتك عليها وخوفك عليها من غضب الله وعقابه، وأرجو أن تزيد من برّك لها والإحسان إليها، وتأمل الآيات الواردة في نصح إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه، قال تعالى حاكياً عن إبراهيم: ((يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً)) [مريم:45] وهذا منهجٌ أصيل في نصح الوالدين وتذكيرهما بالله، واحرص على التوجه إلى الله واللجوء إليه، فالمؤمن يدعو للناس بالليل وفي السجود ويدعوهم إلى الله في النهار وفي السر والعلانية بالحكمة والموعظة الحسنة، مع اختيار الأوقات المناسبة.
واسأل الله أن يرد المسلمين والمسلمات إلى دينه رداً جميلاً، والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... تغير علي
... 54754
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد..
لقد تعرفت على شاب أحبني و أحببته، و لكن المشكلة لم أرد مصارحته منذ البداية بعلاقاتي السابقة، حيث أصر على أن أخبره بعد أن شتمني و سبّني وجرحني بعد عدة أشهر من علاقتنا، علماً بأنني كنت أعرفه من قبل سنتين وخلال سنة كاملة كنت أكلمه قليلاً و لا أعبره و لا أهتم له.
المهم ..لقد صارحته ببعض الأشياء و بعضها لم أصارحه بها حيث كذبت عليه فيما يخصه و لم يبق غير شيئين أخبرته عنهما مؤخراً، والمشكلة بعد ذلك كله أصبح إنسانا عصبيا و متوتراً يسبني و يشتمني، و نحن لا نقدر على الانفصال وذلك بسب أننا ارتكبا الفاحشة و أفقدني عذريتي و هو يريد أن يصلح غلطته، وهو يحبني رغم ذلك كله و أنا و الحمدلله لقد تبت من ذلك كله و أصبحت لا أكلمه أعتزل الناس جميعهم و أذكر ربي و أؤدي صلواتي و الحمدلله، و لكن أنا خائفة من المستقبل و من زواجي به إن شاء الله حيث أخاف أن يعذبني لأنني لم أشأ أن أصارحه، و أنا لم أصارحه بسبب أنني كنت مقتنعة و للآن بأن ذلك ماض و انتهى و الذي ينبش في الماضي كالذي ينبش في القبور فاهم شيء توبة الانسان الخالصة لله عز و جل، و لكن لا أعرف كيف سأتعامل معه؟ علماً بأنه يعرف أنني صرت أربط كل شي بربي و الحمدلله، وأنني سأمنعه من مقابلتي .
رسالة أخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
أحببت شاب و أحبني و أفقدني عذريتي و منذ ذلك اليوم و للآن و أنا أحس بالخوف من ربي عما فعلته ان خطأ كبير في حق ديني و هو وعدني بالزواج قريبا لانني اعلم(113/423)
بانه صادق معي و لكن احساسي بالذنب قاتل لان الانسان لا يعلم الى متى يعيش فانا جد خائفة علما بان اسرتي مفككة و كل واحد مشغول باعماله يعني فيهم صفة الانانية انني جد خائفة من ربي علما بانني تبت لله توبة نصوح و قررت عدم العودة لمثل تلك الافعال او حتى مقابلته و انه قريب سيشتغل و يكون نفسه و لكنني خائفة عما اذا كان انسان ناضج وانه سيحبني مدى الحياة لانه اصغر مني بسنوات قليلة اي لم يتجاوز ال20 عاما انني خائفة من المستقبل حيث انني لا انام و اقوم و ادع ربي و اصلي و اقرأ القرآن الكريم ساعدوني انجدوني ارجوكم ماذا افعل انني احاول ان اتحلى بالصبر و لكنني اريد الستر و لا اقدر ان اتريث كثيرا و شكرا لكم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لكم جزيل الشكر .
الجواب
الأخت الفاضلة/نهى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يثبتك على الحق وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة وأن يمن عليك بالزوج الصالح .
وبخصوص ما ورد برسالتك فكم أنا حزين فعلا لتفريطك في نفسك وحتى أصبحت ضعيفة أمام هذا الشاب الذي يسيء معاملتك ويشتمك ويسبك وعلى رأى المثل وأش رماك على المر ؟ قال : اللى أمر منه، فليس أمامك فرص كبيرة الآن بعدما ضيعت أغلى وأعز وأثمن شيء في حياتك، ولكن من رحمة الله وكرمه أن يتوب على من تاب إذا كان صادقاً في توبته، بل قد يتفضل عليه فيقلب سيئاته حسنات إذا كان عظيم الصدق وشديد الإخلاص في توبته، ومن علامات التوبة النصوح المقبولة أن يبغض الإنسان الذنب الذي ارتكبه وأن يحرص على ألا يعود عليه مهما كانت الإغراءات والدوافع
وعليه فقطعك للعلاقة التي بينكما يدل فعلاً على صدق توبتك حتى لو تخلى عنك، فمادمت صادقة وجادة في توبتك فأثبتي على ما أنت عليه وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً عملاً بقوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فأحسني الظن بالله وثقي به جل وعلا واثبتي على توبتك ولا تشغلي نفسك بهذا الأخ فإن كان صادقاً في حبه لك فسوف يشجعك على التوبة ولا يتخلى عنك وإن كان خلاف ذلك فقد أراحك الله منه خاصة وأن سبه وشتمه لك وعصبيته الزائدة من الأمور التي لا تبشر بخير والتي قد تعصف في أي وقت من الأوقات بالأسرة وكيانها خاصة وأنه يعرف أن موقفك ضعيف وأنك في أمس الحاجة إليه بسبب غلطتك معه، فأثبتي على التوبة وسلى الله القبول والستر، وأكثري من دعائه أن يمن عليك بالزوج الصالح سواء كان هو أم غيره.
وبالله التوفيق.(113/424)
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا إنسان شكاك
... 54753
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على الموقع
سؤالي الأول
أنا انسان شكاك أحياناً. لماذا؟
سؤالي الثاني
كيف أزرع الهداية في قلبي، علماً بأنني أعلم الكثير عن الآخرة وعذاب القبر, أسمع الأشرطة الدينية وعن سكرات الموت، ولدرجة كنت من يومين في زيارة للقبور كي أتعظ ولكن قلبي متحجر كما هو...لماذا؟
ملم في كثير من أمور الدين والدنيا، حاولت بالاستغفار ..بقراءة القرآن..بإقناع نفسي أن الدنيا متاع والآخرة دار القرار....فما الحل؟
أنا إنسان مثقف، واع، عاقل، واثق من نفسي، لو دخلت يا شيخي الفاضل في قلبي لوجدت أن لا أثر لمتاع الدنيا أي لا تهمني كثيراً.
أصلي كثيراً وأقطع قليلاً . أخاف من الموت، وعندي بعض الأنانية وحب الذات.
أغضب ربي في أمور ليس بقليلة، أحب حياة الصالحين وأنا والحمدلله أحسن اختيار الصالحين لكي يكونو أصدقائي،والجميع يحبني، ولساني جميل مع الناس ،أحترم الجميع ،عندي ثقة كبيرة في نفسي ولكن أعلم بالدين ولا أعمل به على الوجه الأكمل.أي أنه أعمل بالدين لكن يوجد ثغرات يدخل منها الشيطان إلى داخي.
ساعدني يا شيخ موافي الفاضل في أن يهديني الله ويثبتني على الهداية وكيف أجعل سلوكي لكي أقنع وأقتنع من داخل أحشائي.
ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك بالموقع وتقديرك لجهوده، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يقيك شر نفسك وشر شياطين الإنس والجن، إنه جوادُ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا أتصور أنك بالغت في وصف حالتك إلى حد ما؛ إذا أنني أرى أمامي شخصية طبيعية محترمة على قدر من الوعي والإدراك ليس(113/425)
بالقليل، وكلها صفات تبشر وتدعو إلى التفاؤل والأمل في سرعة التغيير والاستجابة لأي توجيه، ودعني أبدأ معك الرسالة من أولها واعطني عقلك وقلبك للحظات.
1- موضوع الشك: أتصور أنك مبالغ في عرضه واعتباره مشكلة، وأخاف أن تكون الأمور مختلطة عليك، فالحرص والحذر ودقة التأكد والانتباه ، وإرهاف الحواس، وعدم أخذ الأمور إلا بعد تمحيصها، قد يكون ذلك شكاً عند البعض وأمراً طبيعياً عند البعض، وأخشى أن تكون أنت قد حدث لديك بعض الخلط في هذا الأمر، وإلا فالشك إذا أدى إلى إزعاج النفس وتألمها وعدم الثقة في شخص معين أو في الناس جميعاً، واتهامهم بما ليس فيهم، فهذا بلا شك شيءٌ غير طبيعي، وتحتاج إلى وقفة لدراسة أسبابه وظواهره ودواعيه، فإذا عرف السبب بطل العجب، وأعتقد أنه بمقدورك معرفة أسباب هذه الحالة عندك، ومحاولة التخلص من هذه الأسباب والقضاء عليها ، خاصةً مع استعمال الدعاء والإلحاح بشدة على الله أن يعافيك من ذلك، وأن تكون لديك القناعة من أنك قادر دون مساعدة أحد بعد معرفة الأسباب وتحليلها أن تتخلص من ذلك بنفسك ، خاصةً وأن لديك ثقة كبيرة بنفسك، وهذا هو أهم عامل من عوامل النجاح أن تكون على قناعة من قدرتك على مواجهة نفسك بنفسك، وعدم الاستسلام لمثل هذه الأمور الطارئة، والتي أصلاً يصعب التخلص منها، فإذا لم تتمكن من ذلك بنفسك أو بالاطلاع على بعض المراجع، فيمكنك زيارة أي أخصائي نفسي لمساعدتك في التخلص من ذلك، وهذا أمرٌ سهل جداً يكفى فيه جلسات الاستماع فقط، ولا يحتاج إلى أي علاج دوائي أو جراحي، ولا تستحي من ذلك، فأنت تنقذ نفسك من نفسك، وتحاول مساعدتها أن تكون طبيعية ومستقرة.
2- وأما عن موضوع زرع الهداية في قلبك، فكما لا يخفى عليك أن الهداية بيد الله وحده، ولذلك قال سبحانه : (من يهد الله فهو المهتدي) [الأعراف:178] إلى غير ذلك من نصوص القرآن، ومن السنة قوله: ( اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق ) وقوله: ( اللهم اهدني فيمن هديت) وقوله: (اللهم ألهمني رشدي وأعزني من شر نفسي) إلى غير ذلك من نصوص السنة، فالهداية منحة من الله وحده، ولقد أمرنا أن نسأله إياها، وذلك كقوله تعالى في سورة الفاتحة : (اهدنا الصراط المستقيم)، إلا أن لاكتسابها والحصول عليها أسباب :
1- من أهمها الدعاء كما ورد في السنة.
2- مجالسة الصالحين وطلبة العلم.
3- قراءة سير السلف الصالح وأحوالهم في الطاعة والعبادة والاستقامة على الدين.
4- قراءة كتب الرقائق وتزكية النفس، مثل كتب الإمام ابن القيم، والإمام الغزالي، ومختصر منهاج القاصدين، والبحر الرائق للشيخ أحمد فريد، وغير ذلك من كتب الرقائق.
5- مواصلة الأعمال التي تقوم بها حالياً، فهي من أعظم وسائل المحافظة على الهداية.
6- ربط نفسك ببرنامج طلب علم مستمر وقوي مع بعض الدعاة، أو الدورات الشرعية التي تزيد في علمك الشرعي وبالتالي في إيمانك.(113/426)
7- مواصلة أو زيادة أعمال الطاعة البدنية خاصةً الصيام، وقيام الليل، وزيارة القبور، وعيادة المرضى خاصةً مستشفى العجزة وقسم الجلطات الدماغية وغيرها، وفوق ذلك صدقات السر ولو بصفة يومية بمبالغ بسيطة، فإن صدقة السر تطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء كما في الحديث.
8- اطلب من والديك أو بعض أرحامك خاصة إخوانك الدعاء لك ، وأكثر من ذلك، فإن دعاء الوالدين لا يرد، وكذلك الأرحام لدعائهم أثر عظيم في تفريج الكرب، ونحن بدرونا هنا بالموقع نتوجه معك بالدعاء إلى العلي الأعلى أن يزيد في إيمانك، وأن يثبت على الحق، وأن يرزقك برد اليقين، إنه جوادٌ كريم، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أقنع زوجتي بالنقاب ... 54736 ...
السؤال
أنا على باب زواج ، فكيف لي أن أقنع زوجتي بالنقاب مع أنها محجبة؟؟؟
الجواب
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلا أن يربح تجارتك وأن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يثبتك على الحق وأن يصلح لك زوجك وأن يشرح صدرها للحق والعمل به، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته ورضاه .
وبخصوص ما ورد بسؤالك حول كيفية إقناع زوجتك بالنقاب فإن الله سهل ميسور بإذن الله رب العالمين فإليك ما يلي :
1-الدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرها لذلك وأن يعينها عليه.
2-تزويدها بالكتب الإسلامية التي تتكلم عن حكم النقاب وأهميته.
3- تزويدها بالأشرطة الإسلامية التي تتحدث عن ذلك.
4- أخذها معك إلى حلق العلم ومجالس الذكر التي يكثر فيها المنقبات.
5-اصطحابها معك إلى زيارة الأخوة المستقيمين للتعرف على زوجاتهم والتأثر بهم لأن أثر المرأة في المرأة أعظم من أثر زوجها غالباً.
6-معاملتها المعاملة الحسنة التي تحببها فيك، وتجعلها تطيعك في أي أمر من الأمور الشرعية أو غيرها لأن المرأة تضحي بحياتها من أجل إسعاد الشخص الذي يحترمها ويقدرها ويعاملها بالمعروف، واعلم أن التدرج في عرض الأحكام الشرعية والالتزام بها قد يكون أعمق أثراً وأعظم نفعاً وثباتاً من الإجبار والحسم والإلزام خاصة مع حديثي الالتزام فالحجاب خطوة على الطريق الصحيح واعظم منه من أن يمن الله عليها بالنقاب لأنه أكمل وأفضل وأستر، وهو عمل الصديقات من زوجات محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته، فعاملها يرفق وخذ بيدها بهدوء وأشعرها بعظمة(113/427)
الإسلام في الأخلاق والسلوك تملك عليها قلبها حتى لو طلبت منها لبن العصفور لجاءتك به كما يقولون.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والعرس المبارك وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... علاج الحسد
... 54728
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني أحسد الناس مهما كان الشخص أحبه أو أبغضه، فإنني أنظر إليه و هو سعيد أو تلفت نظري حالة معينة أو منظره، جماله ذوقه و حركاته، فلا أملك نفسي من إطالة النظر إليه و أتأمله إن كان أمامي أو التفكير فيه و بالذات في حالة الكره لهذا الشخص أو أنه آذاني أو ظلمني أو أنه يقول عن
نفسه أنه مسكين أو فقير، و أرى بعض الأشياء ليست بتلك الدرجة فلا أستطيع التوقف عن التفكير و استحضار المواقف، و كم وضعه حسن كم هو سعيد أو كم هو في نعمة كذا و كذا أو غيره لكني لا أتمنى زوال النعمة، و بعدها يحدث لهذا الشخص هم أو مصيبة و أحزن عليه، إنني لا أتمنى شراً لأحد و لكن في فترات معينة يحدث ذلك أحياناً قليلة أدعو على أشخاص من غضبي منهم و لكني أستغفر و أدعو لهم.
إنني أخاف من الحديث أن الحسد يأكل الحسنات، ولا أريد أمراضاً في قلبي
و لا أريد أن أتسبب في أذية أحد، كيف أتخلص من ذلك؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً
الجواب
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياك سلامة الصدر، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وتأنيبك لنفسك دليل على بذرة الخير التي أرجو أن تنميها بالطاعة والاستغفار والدعاء.
والحسد هو أول ذنب عصي الله به في السماء حين حسد إبليس آدم عليه السلام على إكرام الله له وهو أول ذنب عصي الله به في الأرض حين ترجم أحد ابني آدم حسده إلى عدوان فقتل شقيقه، وهو سبب شقاء اليهود الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، وهو الذي صرف طائفة من كفار قريش عن الإيمان بالإسلام والتصديق بخير الأنام عليه صلاة الله وسلامه، ولذا أمر المسلم أن يكثر من التعوذ من الحسد والحاسدين قال تعالى (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5)
والحاسد مسيء للأدب مع الله لأنه يعترض على قسمته بين عباده، وهو مرض يهلك الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود، فصاحبه في هم وغم وحزن وسهر، لأن نعم الله(113/428)
تنزل على عباده ليلاً ونهاراً، وهو محروم من فضل الله، لأنه لا يسأل الوهاب لنفسه، بل كل ما يتمناه أن يبت الناس محرومين ويصحوا ضائعين .
وإذا تمكن المرض فلا يمكن إرضاء الحاسد لأنه سعادته والعياذ بالله في ضياع النعم وذهابها، ومن قبيح الحسد أنه يشتد بين الأرحام والجيران والزملاء، وهؤلاء أمرت الشريعة بالإحسان إليهم لكن الحسد سوس ينخر في الأجساد ويفرق الجماعات، وهو كذلك لا يكون إلا في الدنيا الدنيّة التي تضيق المتنافسين فيها ... وكما قال الشاعر
فإن تجتنها كنت سلماً لأهلها **** وان تجتذبها نازعتك كلابها
والمؤمن إذا رأى نعم الله تنزل على عباده يفرح بها ويسأل الله من فضله، كما فعل نبي الله زكريا عليه السلام حين رأى فضل الله على مريم فتوجه إلى الله الذي وهب مريم ورفع إليه حاجته (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) (آل عمران:38)
ويكون علاج الحسد بما يلي :
1) التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والتعوذ به من شرور النفس وذاك دعاء الأخيار ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .
2) النظر إلى من هم أقل منا في العافية والمال والولد وغيرها، وهذا توجيه منه صلى الله عليه وسلم ( انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم).
3) معرفة النعم التي يتقلب فيها، فنعم الله مقسمة فهذا أعطى مالاً ، وذاك رزق الولد وهذا وجد عافية وحرم الولد – (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ في الرزق )(النحل: 71) والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرهاً.
4) تهذيب النفس ومنعها من النظر إلى ما عند الناس (وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ (طه:131)
5) تذكر الحساب والمسائلة على كل نعمة (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
6)معرفة حقيقة فناء النعم والمنعم عليهم
وما المال والصلوات إلا ودائع *** ولا يد يوماً أن ترد الودائع
7) معرفة حقارة الدنيا وهو أنها على الله لو كانت تساوي جناح بعوضة ما سقى كافرا منها جرعة ماء .
8) الاجتهاد في قطع الخواطر السيئة من بدايتها، والدعاء لمن نحسدهم، ولا يحول الحسد إلى قول أو عدوان.
9) الرضا بالقضاء والقدر، والإيمان بأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده سبحانه .
10) معرفة أضرار الحسد على الدين والصحة، فهو يجلب الهموم والأحزان وهي سبب لكثير من أمراض العصر .
فائدة :
1-حتى لا نغرس شجرة الحسد في نفوس الأبناء، يجب أن نعدل بينهم التزاماً بتوجيهه صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ).
وعلينا كذلك تجنب المقارنات السلبية، فلا نقول أنت ممتاز وهي بليدة، ولكن الصواب أن نقول أنت ممتاز وهي مصلية أو مطيعة لأمها، لأننا إذا مدحنا أحدهم وتركنا الآخرين حسدوه وكرهوه. والعدل مطلوب في النفقة والاهتمام وحتى القبلات.(113/429)
2- عندما يغضب الإنسان من شخص ظلمه ولا يستطيع أن ينتصر لنفسه يتحول هذا الغضب إلى حقد وحسد، فيتمنى أن تزول النعم التي عنده.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... ساعدوني على قيام الليل
... 54495
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد.
أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، هداني الله تعالى إلى طريق الحق،
أحب الله تعالى وأحب أن أعمل كل ما يقربني إليه سبحانه وتعالى.
وأحب قيام الليل منذ أن كنت صغيرة وعندما كبرت زاد حبي للقيام أكثر. ولكن المشكلة
تكمن في أني شديدة الخوف في الليل عندما ينام كل أهلي إلا أبي فإنه يقوم كل ليلة، ولكنه كثير السفر بحكم عمله.
في كل ليلة أعزم على القيام ولكني عندما أقوم أعود للنوم، وأنا أحس بداخلي بالندم على إضاعة ذلك الوقت الثمين.
ولكني أتذكر بعض الصور المخيفة، وأهل القبور وأشياء أخرى، فأخاف بشدة ولا أستطيع القيام وحدي، رغم أني أحب أن أناجي ربي في تلك اللحظات، وأفضل أن أكون وحدي لا يراني أحد إلا هو.
أرشدوني إلى طريقة أستطيع من خلالها التخلص من هذا الخوف الذي يتملكني؟
أرجو منكم رداً سريعاً لأني أحس بضيق شديد من ناحية هذا الأمر، لأني أخاف أن أموت وألقى ربي بذنوبي التي أثقلت كاهلي.
وأخيراً أقول جزاكم الله ألف خير عني وعن المسلمين جميعاً.
الجواب
الأخت/ ندى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع فاتصلي بنا ولا تترددي فنحن دائماً في انتظارك ونسأله جل وعلا أن يحفظك وأن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يثبتك على الحق وأن يديم عليك نعمة الطاعة، وأن يمتعك بحلاوة الإيمان .
وبخصوص ما ورد برسالتك بشأن الخوف فسبب هذا الخوف أمر حدث لك في الصغر واستقر في عقلك اللاوعي (الباطن) و يمكنك بالدعاء أولاً ثم الإلحاح على الله ثم بعمل ما يأتي أن تتخلصي من هذا بإذن الله:(113/430)
1- قبل النوم مباشرة حاولي أن تكرري عبارة أنا أخاف الله وحده، أنا واثقة من نفسي، أنا قوية بالله تعالى، أنا متوكلة على الله، وكرري هذه العبارات بمعدل 15 مرة يومياً لمدة عشرين يوماً.
2- حاولي أن تتذكري أول مرة حدث لك فيها هذا الخوف ثم ارجعي إلى ما وراء هذا اليوم وتخيلي نفسك قبل حدوث هذا الأمر ثم تخيلي نفسك وأنت تسبحين في الهواء بعيداً هذا الحدث وطيري فوقه لأعلى حتى يصبح لا شيء مع مواصلة ذكر الله وكرري هذا الأمر أكثر من مرة حتى يتم نسيان هذا الأمر تماماً بإذن الله.
3- وهناك طريقة أخرى وهي:
أن تغمضي عينيك وتأخذي نفساً عميقاً وتتخيلي الصور التي تخافين منها وتخيلي أنها باللون الأسود داخل إطار يحدد وأنها تبتعد عنك حتى تصبح عبارة عن نقطة سوداء خارج المنزل مثلاً ثم تفتحين عينك وتنظري حولك وبذلك يمكنك التخلص منها.
4- أجلسي جلسة مريحة وتنفسي بمعمق واسألي نفسك ما هو الشيء الذي أخاف منه وهل هو أقوى أم الله، وكرري عبارة أن الله على كل شيء قدير، وأنه أقوى من كل شيء وأنه لا يجوز أن نخاف أحداً مع الله، وبذلك سوف تتخلصين من هذا الخوف مع طلب الدعاء من والديك، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هل أنا شريرة
... 54481
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله
أود الإفادة بشأن مشكلتي وهي أني امرأه متزوجة من رجل وحيد أمه وأبيه، وأسكن في شقة ملاصقة لهم وطبخنا مع بعض، أمه عصبية ونفسيتها قلقة وكلامها جاف، ولكني تعودت عليها ولم تصبح تلك مشكلة، أخواته خمس كلهن متزوجات ويأتين يوم الخميس فيكون هنا تحزب علي ومطلوب مني أن أطبخ لكل هولاء، ولكني في الغالب أذهب لبيت أهلي في نفس اليوم من كل أسبوع، ولكن الكارثة عندما يأتي الصيف ويكون أغلبهم شبه مقيمين عند أهلهم، أخواته أكبر مني ولديهن بنات وأولاد في سني، والمشكله أنه مطلوب مني أن أطبخ كل يوم مثل العادة عندما يكون في البيت فقط زوجي وأمه وأبيه وأطفالي الثلاثة، أجبرت عدة مرات بعد إحراجات حماتي ولكني لم أستطع تحمل هذا وأنا أراهم يستحمون ويلبسون وأنا في المطبخ وبناتهن يتحاورن في الموضة والماسكات ويعملنها لبعض، وأنا أطبخ ثم يأتي حماي ليصرخ ولدك جائع أرضعية فأجلس لأرضعه وأنا أشعر أني سأبكي أمامهم، ثم أذهب لأصب جام غضبي على زوجي الذى يحبني ولكني أريده أن يفعل شيئاً وهو في قمة الحيرة ويقول هؤلاء ضيوف وعندك شغالة في المطبخ تساعدك وهذا ما تفعلينه كل يوم قبل مجيئهم.
الشيء المحير أن أهل زوجي لسانهم طويلة وشخصياتهم قوية ويغلطون على الناس وعلى بعضهم بشكل غريب. ولديهم حبايب كثير جداً ويمدحونهم لدرجة أنى شككت(113/431)
أني أنا الشريرة أو أن هناك مشكلة في، ليس هناك أمل في أن أستقل بشقة فزوجي بار بأهله وليس لديهم عائل غيره.
أعتدر عن الإطاله وأرجوا نصحي والدعاء لي أن يفرج الله همي.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
الأخت الفاضلة/ فدوى محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك
أختي الكريمة : نبشرك بالعاقبة الحسنة للصابرين وأسأل الله العظيم أن يوفقك، وهذه الكلمات تدل على أنك امرأة عاقلة، وسوف يعوضك الله عن هذه المعاناة فإن فاعل المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكأ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.
وأرجو أن تعيني زوجك على البر بوالديه وأهله وهذا سوف يرفع منزلتك عنده وسوف يخرج الله لك أبناء بررة بإذنه تعالى.
ونحن إذ نشاركك هذه المعاناة نريد أن نذكرك بأن الأم والأخوات غيرتهن شديدة من زوجة الأخ لأنهن يشعرن أنها استولت على قلبه وجيبه فعليك تقدير هذه المشاعر والتعامل معها بالعقل، وكل هذه التصرفات انعكاس لتلك الغيرة المذمومة.
وقد اعترفت بأن زوجك يحبك، فأرجو تقدير هذا الإحساس، وليكن في هذا دافع لك للصبر والمصابرة. ولا شك أنه يشعر بما تشعرين به ويتضايق كحال كل زوج وفي لزوجته.
أختي الكريمة: حسن الخلق منحه من الله، وليس كل إنسان يحسن الكلام والتعامل مع الناس، وقد ذكرت طرفاً من تعامل شقيقات الزوج مع الناس، فما تنتظري أنتِ؟!
حافظي على لسانك وشجعي زوجك على طرح هذه القضية مع أخواته ويفضل أن يكون ذلك في غيابك، وعليه أن يذكرهن بأن أطفاله يحتاجون إلى رعاية واهتمام، وانشغالك يؤثر على الأبناء واصبري لأجل أبنائه ووالديه، وسوف يجعل الله بعد عسر يسراً.
وأما مدحهن لنساء أخريات أمامك فلا تهتمي بذلك، فإن ذكرت صفة حسنة فتمسكي بها، واحرصي على كل كمال، ليتهن ينتفعن بمثل تلك القصص، وكما قيل: "الذي يعرف عزة مستريح".
وأعلمي أن الإنسان الذي يساعد الأخرين ويقضي حوائجهم يسهل الله له أمره، بخلاف الذي يترك الآخرين في محنة وتعب، فإن الجزاء من جنس العمل، وطالما كانت هناك خادمة تعينك فأرجو أن تصبري وبارك الله فيك.
وأنت يا أختي لست بشريرة بل أنت خيرِّه إن شاء الله، فتعوذي بالله من الشيطان الذي كل همه أن يحزن الذين أمنوا، وأسأل الله أن يفرج همك، وأن يزيدك من فضله وأوصيك بطاعة الله وذكره، فإن الزهراء حين سألت أباها صلى الله عليه وسلم خادمة لم يجبها على طلبها وقال لها ولزوجها: " ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؛ إذا آويتما إلى فراشكما تسبحان الله... فذالكم خير لكما من خادم"(113/432)
وأسأل الله لك التوفيق والثبات.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أحفظ القرآن
... 54429
السؤال
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.
كيف أحفظ القرآن ؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الفاضل / خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك
أفضل ما شغلت به الأوقات، وأفنيت فيه الأعمار، كتاب الله تعالى وقد يسره الله للذكر، وأمرنا بتلاوته وتدبره والعمل به وحفظه وحذرنا من هجرانه .
وقد تسابق سلفنا الأبرار في حفظه وتلاوته حق التلاوة، وعظموه وعملوا بما فيه فرفعهم الله، وهو سبحانه يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين .
ومما يعينك أخي الكريم على حفظ كتاب الله ما يلي :-
1)إخلاص النية لله، فإن الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .
2) التوجه إلى الله والتضرع إليه فلا ينال ما عند الله إلا بالدعاء .
3) الابتعاد عن المعاصي، وللمعصية شؤمها ومن آثارها نسيان الحفظ .
وأحسن من قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال أعلم بأن العلم نور ** ونور الله لا يهدى لعاصي
4) أن يحفظ بصورة صحيحة ، ولا يكون ذلك إلا إذا تلقاه الإنسان عن أفواه الأشياخ الكرام الذين درسوه بدورهم على أخيار في اتصال للسند حتى رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي تلقاه عن جبريل عليه السلام عن رب العزة والجلال سبحانه.
5) اختيار الأوقات الفاضلة، مثل السحر وبعد الفجر، وبين الآذان و الإقامة، والآصال وعامة أوقات الهدوء .
6) تنظيم الوقت وتوزيعه بين الحفظ والمراجعة، والعرض على الشيخ أو الصديق .
7) التفرغ الكامل من مشاغل الحياة في أوقات الحفظ، والاستعداد النفسي والجسدي .
8) يفضل أن يحفظ في وقت نشاطه وفي مكان هادئ، فإذا تعب أو نعس توقف .
9) الالتزام بمقدار معين في الحفظ والمواظبة على ذلك .
مثلاً: ربع أو نصف الربع أو بحسب طاقته، ولكن يشترط أن يكون المقدار معقولاً وثابتًا، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى،.(113/433)
10) استخدام أكثر من وسيلة في الحفظ كالاستماع، والتلاوة، والكتابة والقراءة في الصلوات والنوافل، والمراجعة مع الحفاظ، مع ملاحظة إشراك عدد من الحواس.
11) الاهتمام بمعرفة المعنى الإجمالي لما يحفظ، فهذا ييسر الحفظ وكذلك المحافظة، ولكن هذا إذا كان من يريد الحفظ كبيراً في السن، وليس طفلا .
12) الاهتمام بمراجعة المحفوظ فالقرآن سريع التفلت .
13) استخدام مصحف معين للحفظ، طبعة معينة حتى يتذكر مواضع الآيات .
14) الحرص على الطهارة الحسية والمعنوية .
15) العمل بما يحفظ والتطبيق، فليس حفظ القرآن بحفظ حروفه وتضييع حدوده .
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
ضمة القبر!!
... 54428 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت في أحد المنتديات أن للقبر ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد بن أبى وقاص، هل هذه الضمة هي من نعيم القبر أم من عذابه؟ علماً بأنني خائفة جداً، وأتمنى أن لا أحد يدفننى في القبر، أعوذ بالله من عذابها، وأنا أفكر مو كفايه آلآم الموت، جائتنا الضمة وخصوصاً أنا نحيفة، الله يستر، وهل حتى البزورة (الأطفال) يحسون بذلك؟ وين آيات ربنا التي قالت أن الله أرحم الراحمين، والله ياليت ربنا ما خلقنا ياليت حتى بعد الموت الواحد ما يرتاح، الله ليش كدة استغفر الله العظيم، ما أدري أنا بارتجف من الخوف.
أختي قالت (أحسن للواحد بأن لا ينجب هذا الزمن بسبب كثرة المصائب والإرهاب والجرائم) وأنا نفسي أحمل، بس كلامها يسبب لي نوعاً ما من الإزعاج، أنا آسفة لأنني أدخلت المواضيع على بعضها، فأنا متوترة جداً والله، وأفكر يالله خالي المسكين حس بهذه الضمة، يا لطييف يارب استر علينا يارب.
وفي الختام جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الممتاز، وأسأل الله لنا ولكم الستر والعافية وحسن الختام في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله
أختكم
فجر الغد (أم أسامة)
الجواب
الأخت الفاضلة/ فجر الغد (أم أسامة) حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛؛
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ونشكرك على تواصلك معنا وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً، ونسأله جل(113/434)
وعلا أن يثبتك على الحق وأن يقيك فتنة الغير وعذابه وأن يختم لك بخير وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير.
وبخصوص ما ورد بسؤالك عن ضمة القبر فإليك ما يلي:
1- أن الصحابي المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو سعد بن معاذ الذي اهتز العرش لموته وليس سعد بن أبي وقاص.
2- أن ضمة القبر لن ينجو منها أحد حتى ولو كان صالحاً صغيراً كان أو كبيراً.
3- أنه لم ينجو منها أحد قديماً إلا فاطمة بنت أسد الهاشمية أم علي بن أبي طالب.
4- أن عليك أن تحسني العمل وتحسني الظن بالله وتدعي عنك هذه الوساوس التي لن تغني عنك من الله شيئاً وهذا هو المطلوب منا جميعاً إحسان العمل مع إحسان الظن بالله تعالى وندع النتائج لله تعالى وحدة.
5- أن هذه الضمة وغيرها مما ورد في نعيم القبر وعذابه لا ينافي رحمة الله تعالى فهو أرحم بالإنسان من والدته التي ولدته.
6- لا تسمعي لكلام أختك في موضوع الحمل وتوكلي على الله عسى الله أن يرزقك وأن تربيه تربية صالحة حسنة يحفظ القرآن الكريم فيكون عوناً لك على طاعته في الدنيا وشفيعاً لك يوم القيامة لأن صاحب القرآن يشفع في أهل بيته كما جاء في بعض الأحاديث .
7- يا أم أسامة لا تشتتي نفسك واهتمي بصحتك وزوجك وأولادك واحرصي على طاعة ربك ولا تشغلي بالك بأختك أو أمك أو غيرهما من الناس لأن كل إنسان سيموت وحده ويوضع في القبر وحده ويسأل وحده ويحاسب وحده ويدخل الجنة أو النار وحده، ولم ينفعك كلام الناس لأنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً.
فواصلي الطاعة والعبادة وهنيئاً لك أنك في جوار سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء لهم منزلة خاصة جداً.
وبالله التوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ما هي العقوبة ، أخبروني
... 54368
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بإرسال مواضيع جنسية وصور خليعة لناس لا أعرفهم بقصد
تشويه سمعتهم .
فياريت أن تخبروني ما عقوبة العمل الذي فعلته، وبم تنصحوني؟
وجزاكم الله خيراً
الجواب
الأخ / عبد الله الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد(113/435)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
أخي الكريم:
الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولذا فأنا أدعوك أولاً للمسارعة بالتوبة والرجوع إلى الله، قبل أن يأتيك الأجل وأنت على هذه المخالفة، و أبشر يا أخي فإن الله هو غافر الذنب وقابل التوب إذا رجع الإنسان، وهو كذلك شديد العقاب لمن تمادى في المعاصي، وبالتوبة النصوح والعمل الصالح والإخلاص معه يبدل الله السيئات إلى حسنات .
ولاشك أن عناوين المراسلات موجودة معك، فعليك أن ترسل فيها لنفس الأخوة الأذكار والأشياء الطيبة وتخبرهم بتوبتك وتطلب منهم العفو والصفح عن أخطائك معهم، وتحرص على أن تصل إلى نفس الأشخاص، وإذا أمكن أرجو أن تجند نفسك بقية العمر لعمل الخير وخير العمل .
ومن مصلحتك أن تتخلص من الصور الخليعة والمواضيع الفاسدة التي بحوزتك، حتى لا يجد الشيطان معك فرصة للعودة إلى الماضي المظلم، وهذا يعينك على الثبات، ومفيد لك جداً أن تبتعد عن قرناء السوء الذين يساعدونك على المعاصي، فابحث عن أخيار يذكرونك بالله، ولا مانع من الرجوع إلى رفاق المعصية، ولكن بعد أن تثبت قدمك على طريق الخير لتأخذ بأيديهم، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم .
أما عقوبة هذا العمل فهي عظيمة، والله يغضب إذا أساء الإنسان لأعراض المسلمين، ولذلك توعد الذين فقط يحبون انتشار الفاحشة والفساد بين الناس فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)
وتوعد من يؤذي عباده المؤمنين والمؤمنات فقال تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (الأحزاب:58)
والحمد لله الذي أدركك بلطفه ورحمته فانتيهت من غفلتك، وأرجو أن لا تتحدث عن أيام الجهل أمام الآخرين، ولكن لا بأس من تكرار الندم عليها، فإن الندم توبة .
وكفارة ما عملت هو المسارعة في الطاعة والاجتهاد في بقية عمرك، واشغل نفسك بكثرة الاستغفار لنفسك ولإخوانك الذين أرسلت لهم ما يحثهم على المعصية أو اجتهدت في تشويه سمعتهم، خاصة الذين لا تتمكن من الوصول إليهم، قال تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82) فعليك بالعمل الصالح والاستقامة عليه .
وأسأل الله أن يثبتك ويسددك، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أساعده ليسلم
... 54339
السؤال(113/436)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أريد الزواج من شاب غير مسلم (هندوسي) وهو قد أبدى رغبته في التحول إلى الإسلام، لكني أرجو مساعدتكم فهو لا يتحدث العربية، وإنجليزيتي ليست جيدة إلى جانب أنني لا أدري كيف أبدأ في شرح الإسلام له، لأنني أريده أن يفهم الإسلام ويسلم عن اقتناع، لأنني أرغب بأن يعينني أيضاً على أداء واجباتي الدينية، فدلوني على الخطوة الأولى.
جزاكم الله خيراً و هداه على أيديكم،،
الجواب
الأخت / نجوى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع. ونعتذر عن تأخر الرد، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يجعلك من الدعاة إليه وأن يهديك بك وأن يهديك صراطة المستقيم وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك مع طاعته وحما بالك من النار .
وبخصوص ما ورد برسالتك فإنه وكما لا يخفى عليك أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج برجل غير مسلم مهما كانت الإغراءات فهذا زواج باطل شرعاً باتفاق علماء الإسلام جميعاً ولم يقل أحد من العلماء بجواز ذلك مطلقاً ولقد قال الحق تبارك وتعالى ( ولن يجعل الله لكافرين على المؤمنين سبيلاً ) وقال جل جلاله أيضاً (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ )(البقرة: من الآية221) فالحذر الحذر من الارتباط بهذا الرجل أو غيره مهما كانت محبتك له لأن الإسلام حرم ذلك، وإياك أن تتساهلي معه في ذلك، لأنك إن فعلت ذلك فقد ألحقت الخزي والعار بالإسلام وأهله وأعطيت هذا الرجل انطباعاً عن الإسلام بأنه دين فاسد، وليس فيه قيم أو أخلاق، بل قد يكون تصرفك المتساهل معه سبباً في أن ينفر من الإسلام ولا يفكر فيه مطلقاً.
وأما عن إمكان مساعدته في اعتناق الإسلام فهذا لا مانع منه شرعاً حيث يمكنك الاستعانة بمواقع الإنترنت الإنجليزية التي تتحدث عن الإسلام خاصة موقعنا الشبكة الإسلامية حيث ستجدين ضالتك المنشودة بسهولة ويسر إن شاء الله، كما يمكنك الاستعانة بالمراكز الإسلامية التي تقوم على دعوة غير المسلمين للإسلام.
ويمكنك مراسلة قسم الجاليات بإدارة الدعوى بوزارة الأوقاف بدولة قطر وهم على استعداد للتحدث معه ومع غيره بجميع اللغات الهندية وغيرها ، فالأمر الآن في غاية السهولة وهناك العشرات من المواقع الإسلامية على الإنترنت وكذلك التواصل مع الدعاة والمشايخ ووزارة الأوقاف في بلدكم وسيقدمون لك كل عون إن شاء الله .
وأحب أن أؤكد على ضرورة عدم التساهل معه الآن لأنه مازال كافراً وعدوا لله ورسوله وللمؤمنين ولا يجوز لك معاملته كمعاملة ذوى الحقوق عليك من المسلمين، وإنما حفظك لنفسك واحترامك لها كفيل بأن يرغبه في الإسلام ويحببه فيه ثم فيك، فلابد من إسلامه أولاً وأن يشهد الناس بحسن إسلامه بأن يحافظ على الصلاة مع(113/437)
المسلمين وأن يطلع على الواجب من تعاليم الإسلام وشرائعه حتى لو لم يتزوجك وبذلك تكونين قد خدمت دينك وأحسنت عرض إسلامك عليه وأصبح في صحيفة حسناتك، ثم بعد ذلك يأتي موضوع الزواج فالحذر الحذر يا أختاه الإسلام أن يؤتى الإسلام من قبلك واعلمي أن الدال على الخير كفاعله.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية الرشاد
وأن يقدر الله لك الخير حينما كنت وأن يمن عليك بخيري الدنيا والآخرة وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ما هو العمل لتقويم الأسرة
... 4217
... السؤال
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
المشكلة باختصار
ضعف شخصية والدي بعد قوة، وذلك بسبب مرض نفسي دام معه خمس سنوات وشفي منه والحمد لله، وتبعاً لضعف شخصية أبي صارت شخصية أمي ضعيفة، ومما يزعجني ويجعلني كئيباً هو عدم احترام من هم أصغر مني من إخواني لوالدي، فما هو العمل لتقويم الأسرة وخاصة عدم احترام الأبناء لآبائهم.
الجواب
الأخ الكريم/s.l حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك .
نحمد الله على سلامة والدكم ونسأل الله أن يرزقكم برَّه، وجزاك الله خيراً على هذه الروح الطيبة، وأرجو أن تقوم أنت بدور الوالد في قيادة المنزل، وتوفير جرعة الحزم التي أصبحت مفقودة وهي ضرورية إلى جوار العطف واللين .
وقد يخطئ بعض الآباء عندما يعامل أبناءه بالشدة، لأن ذلك يعود أبناءه على الكذب والخداع وغير ذلك من الصفات السلبية، وتكون الصفات الحسنة سطحية.
وقد تعاون الأم بكل أسف أبناءها على إخفاء الحقائق والتستر على الهفوات خوفاً من غضب الوالد، ومثل هذا الأب ينتظر الأبناء سفره أو غيابه ليظهروا على حقيقتهم .
والصواب أن نربي أبناءنا لزمان غير زماننا، ونحرص على أن نغرس في نفوسهم الصفات الطبية عن طريق التعليم والمصارحة وحسن التوجيه، حتى تصبح تلك الصفات ملازمة لهم في حضورنا وغيابنا، في حياتنا وبعد موتنا .
ولابد أن تتذكر أن القبضة الحديدية سرعان ما تتلاشى لكبر السن أو غير ذلك من الأسباب، وتأتي ردة الفعل مساوية لقوة الفعل، ومضادة في الاتجاه .
أما الحل الذي اقترحه عليك فهو :(113/438)
1) أن تحرص على الموازنة بين الحزم واللين، وتذكر أن إخوانك أصبحوا كبارا ولا بد أن تعاملهم معاملة الأصدقاء مع بقاء روح الاحترام لك .
2) أن تكون قدوة حسنة لهم، وتظهر نماذج من احترامك للوالد أمام إخوانك الصغار .
3) أن تبين لهم خطورة عقوق الوالد وأنها من كبائر الذنوب، وأن الله يعاقب عليها في الدنيا مع ما ينتظر في الآخرة، وأن رضى الله في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما، والإنسان يجد في أبناءه مثل ما فعل بالآباء، وربما أكثر والعياذ بالله .
4) أن تتفق مع الوالدة على طريقة موحدة في التوجيه، فلا ينبغي أن تشتد أنت وتتساهل الوالدة خاصة في مسألة العقوق وعدم الاحترام .
5) أن تشجعوا صور الاحترام التي تظهر من قبل إخوانك الصغار للوالد .
6) أن تذكرهم باحتقار المجتمع لمن يسئ الأدب مع والديه .
7) ضرورة النظر في الرفقة التي تدور حول إخوانك الصغار .
والله والموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أحب أخت صديقي الملتزم
... 4129
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري بماذا ستردون عليّ في هذه الرسالة، ولكني فضلت أن أستشيركم لأنكم بحمد الله اكتسبتم ثقة الكثيرين .
لن أطيل كثيراً، فمشكلتي التي تؤرقني ليل نهار هي
أن أحد أصدقائي الملتزمين وهو يكبرني في السن بقليل سمح لي بدخول منزله أكثر من مرة، حيث يثق بي كثيراً، ويأتمنني ويطمئنّ إليّ، ولكني للأسف خنت الأمانة واطلعت على محارم بيته، فرأيت أخته ودخلت قلبي منذ اللحظة الأولى
والله يشهد أني لم أنظر إليها بأي شهوة أو بأي نيّة سيئة، أحبها بشدة وأظل أفكر فيها ليل نهار، لا أستطيع أن أفاتح أحداً في هذا الموضوع، ولا أعلم هل تبادلني نفس هذا الشعور أم لا
حدثتني نفسي الأمارة بالسوء أن أكلمها، ولكني حتى الآن أدافعها وأرفض ذلك، بقيت المشكلة الأكبر وهي أن عمري 18 عام، لم أتخذ حتى الآن قراراً واضحاً، نفسي تؤنبني على ما فعلت وأدعو الله أن يغفر لي، وأرجو أن يسامحني على ما فعلت، أحب صديقي هذا ولكني لم أعد أحدثه ولا أعرف ماذا أقول له، وكيف أعتذر له؟ وهل سيقبل اعتذاري أم لا؟
وماذا أفعل لهذا القلب الذي يحبها ويفكر فيها ليل نهار؟
هل أصارحها أم لا؟ قلبي يقول نعم وعقلي يقول لا . لا أدري ماذا أفعل، أرجوكم ساعدوني .
الجواب(113/439)
الابن العزيز / أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وفي أي موضوع، فاتصل بنا ولا تتردد فإن قلوبنا مفتوحة لك ولأمثالك دائماً، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة، وأن يمن عليك بالإعانة على غض بصرك وتحصين فرجك اللهم آمين .
وبخصوص سؤالك وما ورد برسالتك فلك الحق أن تشعر فعلاً بتأنيب الضمير لأن خيانة الأمانة من الخطورة بمكان خاصة إذا كان الشاب محل ثقة من أدخله بيته وعلى قدر من الطاعة والالتزام، فها هو يوسف عليه السلام أبى على نفسه أن يخون الرجل الذي ائتمنه أو أن يغضب ربه وفضل السجن والصغار على خيانة الأمانة رغم أن كل عوامل الستر والتخفي كانت متوفرة، وصاحبة البيت هي التي أخذت زينتها ودعته إلى نفسها قائلة ( هيت لك ) كم أتمنى ألا يغيب عن بالك وبال إخوانك الشباب عفة هذا الشاب المبارك يوسف عليه السلام، فالناس بطبيعتهم ينكرون الخيانة حتى ولو كانوا غير مسلمين فهذا هو عنترة العبسي الشاعر الجاهلي يقول :
أغض الطرف أن بدت لي جارتي ... حتى يوارى جارتي مأواها
فما أحرانا نحن شباب الإسلام أن نكون أكثر حرصاً على الأمانة وتمسكاً بها لأنها من أصول ديننا وشرع ربنا جل جلاله .
وأما عن الاعتذار لصديقك فلا داعي له وإنما يجب عليك أن تستر على نفسك وأن تتوب إلى ربك، وأن تعاهد الله ألا تعود لمثل هذا أبداً، ولا تحاول الاتصال بالأخت حتى لا تفسد عليها حياتها وترتكب أعظم خيانة، وأرى أن تصرف النظر عن هذا الأمر الآن لأنك فيما يبدوا لست جاهزاً للحياة الزوجية فما زلت طالباً وأمامك مشوار طويل، إلا إذا كنت جاهزاً فلا مانع من اتيان البيوت من أبوابها وإرسال من يخطبها لك بالطريق الشرعي إذا كنت ترى أنها تصلح لك لأني أتصور أن الحب من أول نظرة غالباً ما تكون نتيجته عدم التوفيق، ولذلك لابد من رؤيتها مرة أخرى بطريقة شرعية والاستشارة والاستخارة حتى تضمن توفيق الله لك، وأما انشغالك بها الآن فأرى أن هذا من عمل الشيطان حتى يفسد عليك دراستك وعبادتك وعلاقتك بصديقك، ولذلك أصرف النظر مادمت – كما ذكرت غير مستعد – ويوم أن تكون كذلك تقدم لخطبتها على بركة الله، و أعلم أن التعلق الآن سوف يؤثر على مستواك الدراسي بشكل أو بآخر، خاصة وأنه غير مشروع فاستغفر الله وتب إليه، وأكثر من الاستغفار وتضرع إلى الله أن يصرف عنك هذا الابتلاء حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والمغفرة والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مواساة لمريض
... 4098(113/440)
السؤال
لي صديق أصيب بمرض السرطان ?أعاذنا الله وإياكم منه- وليتكم تساعدونني لإيجاد بعض المواضيع التي من شأنها أن تواسيه وتخفف من حزنه الشديد.
وجزاكم الله عن الأمة كل الخير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي السائلة إن مفهوم المسلمين للابتلاءات خاص ، وجدير بأن يكتب بماء الذهب ، وأما الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكد وظنك .
إن العبد المسلم يؤمن بأن الابتلاء والمصيبة قد تكون علامة على محبة الله للعبد ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ) ، وكما يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان ، كما قال صلى الله عليه وسلم ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ) .
فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء وكلما كان الابتلاء هيناً كان الإيمان على قدره ، ويجب أن يؤمن أيضاً بأنه سيؤجر بمجرد وقوع المصيبة عليه ، ناهيك عن موضوع الصبر عليها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) ، وبهذا سيطمئن بإيمانه بالله ويزداد توكله على الله ، واستسلامه لقدره ، ويجب أن يعلم أن أحوال المؤمن كلها خير ، سواء في السراء أو الضراء ، فقد قال صلى الله عيه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) ، ويقول الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) .
وليكن لك في نبي الله أيوب القدوة الصالحة الذي ابتلاه الله بمرض سنوات فلم يجزع ، ولم يقنط من رحمة الله بل توجه إلى الله بالدعاء ، وقال : ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، فاستجاب الله دعاءه وكشف عنه الضر وعوضه الله خيراً ، وهذا درس لنا في الصبر على قضاء الله وقدره.
وهنا يجب عليك أن تذكريه بالله تعالى وأنه هو الذي ابتلاه ، وهو قادر على شفائه ، وأن يفوض أمره إلى الله ، والاستعاذة بعزته وقدرته من شر الألم ، ويكرر ذلك ليكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء لإخراج المادة ، ويحاول أن يكثر من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في المرض ، وعليه أيضاً بشرب ماء زمزم فلقد أودع الله عز وجل فيه خاصية الشفاء من الأمراض والعلل ، وهناك من الحالات المرضية ما وقف الطب حيالها حائراً بل عاجزاً عن تشخيص الداء ووصف الدواء ، ولم يكن الشفاء إلا في ماء زمزم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له ، فإن شربته تستشفي به شفاك الله ) .وبالله التوفيق .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...(113/441)
... أنقذوني من شيطاني
... 4091
السؤال
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
الاخوة الأعزاء في استشارات الشبكة
(أريد حلا لنفسي )
حيث أنني شاب أبلغ من العمر 23عاما، ألتزم في جميع الصلوات الخمس، وأكاد لا أترك المسجد بتاتاً، وأحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم، وأجيد قراءته بالأحكام العليا، وجميع أصدقائي من الشباب الملتزمين في المساجد، ومعظمهم متدينين، وأنا مسرور جداً لذلك، والأدهى من ذلك أني معروف لدى الجميع بأني إنسان متدين ولا يخطئ.
ولكن ما إن يدخل الليل وعتمته أنسى كل ذلك، وإن قلت كل ذلك نعم، فهو كل ذلك فارتكب المعاصي بكل أشكالها، من تلفاز داعر، وبرامج ساخرة، وخيالات حقيرة و أفعال مخزية (كالاستمناء) .
حاولت الكثير أن اصلح نفسي، ولكن شيطاني لا يتركني، فلن تعدي ليلتي إلا وأرتكب عملاً شيطانياً حقيراً.
ثم يأتي الصباح فأصلي الفجر في وقته، وأكون في حالة ندم شديد، وأتهم نفسي بالنفاق تارة وأخرى بالفسق، وأخرى بالكفر والعياذ بالله، ثم أتوب إلى الله تعالى وأرجوه أن يغفر لي، ومن ثم أعيش نهاري ملاكاً يمشى على الأرض، ومن ثم يأتي الليل وعتمته، وأكون مصمماً على أن لا أعيد الكرة، ولكن أنسى نفسي، كيف ذلك حدث لا أعلم ؟
أرشدوني بالله عليكم كيف أنقذ نفسي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ / سالم الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلى أن يثبتك على الحق وأن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية والليل والنهار، وأن يجعلك من عباده المحسنين الذين يعبدون الله كأنه يراهم فان لم تكن تراه فانه يراك .
وبخصوص ما ورد برسالتك فهذه بلاشك ظاهرة تدل على ضعف الإيمان، ويخشى عليك منها سوء الخاتمة، لأنه من شرار الخلق عند الله بل ومن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من إذا خلو بمحارم الله انتهكوها والعياذ بالله، فيجب عليك أن تقف وقفة صادقة مع نفسك وأن تعلم خطورة ما تقوم به، وسأقدم إليك بعض النصائح لعلها تساعدك في الإقلاع عن تلك المخالفات:
1- حاول أن تخرج هذه الأجهزة من غرفتك وألا تتركها عندك مطلقاً .(113/442)
2- إذا كان بالإمكان ألا تنام في غرفة وحدك، فذلك أفضل لئلا تضعف أمام نفسك ويستحوذ عليك الشيطان ولو بصفة مؤقتة .
3- اترك باب غرفتك مفتوحاً إذا لم ينم معك أحد قدر الاستطاعة .
4- لا تدخل إلى غرفتك إلا عندما تشعر بحاجتك الشديدة إلى النوم .
5- أحرص أن تنام على وضوء دائماً، وعليك بأذكار النوم بصفة يومية .
6- استمر في ذكر الله تعالى عند النوم، ولا تتوقف حتى تفقد وعيك .
7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التخلص من تلك المحرمات .
8- راجع الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية ( 1784 ) .
9- اقرأ في كتب (سير السلف والصالحين)، لتقارن حالك بحالهم وتتأثر بهم .
10- اجعل لك برنامج ولو شهرياً لزيارة المقابر وعيادة المرضى، لترى فضل الله عليك .
11- واصل العبادات التي تؤديها الآن ولا تتوقف مطلقاً لأنها من وسائل النجاة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أنساه
... 4029
...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله،
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموثع الذي يتيح لي أن اقول مافي قلبي .
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، تعرفت على شاب يكبرني بعام تقريباً عن طريق الانترنت ومضت تقريبا سنة وأنا معه، وتقدم لخطبتي وأهلي رفضوه، ولكن المشكلة هي أني قد عرفت أن الذي كنت أفعله غلط كبير، وهو التكلم معه وما إلى ذلك، والآن أنا نادمة جدا ورجعت إلى الله وتبت إليه ولكن المشكلة هي أني لا أستطيع أن أنسى هذا الشاب، لأني أحببته وأنا في مراهقتي وصعب علي أن أنساه، وهو بالتأكيد نساني لأنه لو كان يحبني فعلا لما تقدم لخطبتي وهو لا يعمل و ليس لديه شهادة دراسية، فأنا الآن أتعذب أريد أن أنساه وأبدأ حياة جديدة، ولكن لا استطيع لأنني أحببته من كل قلبي، فهل هناك من وسيلة للتخلص من الالم والماضي المرير؟
شكراً لكم وآسفة على الإطالة .
الجواب
الأخت / فاطمة الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحب بك في موقعك، وكم يسعدنا إتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا ونسأله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك وظن جميع المتصلين، كما نسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن(113/443)
يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يتقبل توبتك وأن يحقق أمنيتك، وأن يمن عليك بزوج صالح يعينك على طاعته جل جلاله.
وبخصوص ما ورد، فالحمد لله أن من عليك بمعرفة الحكم الشرعي لهذا الاتصال، وهذه نعمة عظمى تشكرين الله عليها، وأما بخصوص هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك ورفضه أهلك رغم حبك له، قطعاً هم لا يرضون بذلك حتى ولو عرفوا، فإن غالب الأسر مازالت ترى التعارف عن طريق الإنترنت غير مشروع لمخالفته لما تعارف عليه الناس من الطرق الطبيعية المعروفة، وكونك متأكدة من أنه قد نسيك لكونه تقدم دون استعداد فلا أعتقد أن حكمك هذا صحيح أو صائب ، وما وقع منه لا يدل قطعاً على عدم حبه لك فهذا من الغيب الذي لا يعلمه الا الله ، لذلك أقول لك مادمت قد تبت إلى الله من الإتصال به أو بغيره، فلا تفكري في معاودة الإتصال به أو بغيره، حتى لاتقعي في معصية الله، وإذا كان لك نصيب فيه وهو أيضا يصلح لك زوجاً فتأكدي من أن الله سوف يجعله من نصيبك إن شاء الله حتى وإن طال الزمان، وإذا لم يقدره الله لك فلا يمكن أن يصل إليك أبداً لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنصحك بأن تسألي الله أن يعينك على نسيانه، فأكثري من الدعاء أن يمن الله عليك بنسيانه وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وحاولي أن تشغلي نفسك بشيء نافع ومفيد مثل الإطلاع والقراءة ووضع برنامج مبسط لحفظ القران الكريم، وحضور دروس ومحاضرات دينية ، والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية النسائية، وتعلم فن الطهي والطبخ أو الخياطة وغيرها من الهوايات النافعة والمفيدة، وأهم شيء الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم ) فإن كان لك فيه نصيب فسوف يأتيك وأنت أقوى إيماناً وأكثر صلاحاً واستقامة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فسوف يرزقك الله بزوج أفضل منه يكون عوناً لك على طاعته ويعوضك عن هذا الشاب، ويكون سبباً في دخولك إلى جنات الله ورضوانه، ويجمعك الله به في الدنيا والاخرة .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الحزن على فراق ابنتي
... 4000
السؤال
كانت لدي ابنة توفيت وعمرها سنة وثمانية أشهر بسبب تشوه خلقي في القلب، ولدي ابنتان وولد وهما بصحة وعافية، مشكلتي تبدأ منذ وفاتها وأنا أحس بأنني كنت مقصرة معها، مع أني ذهبت بها كل المستشفيات المتخصصة بالقلب بمفردي؛ لأن أباها يقول أنة لا يحب المستشفيات ، مع أنه يحب أطفاله كلهم ، ولقد ذهبت بها حتى إلى المطاوعة ، وقالوا لي ابنتك فيها مس ؛ لأنهم عندما يبدؤون يقرؤون القرآن تبكي ، والمستشفيات لم تعرف العلاج لحالتها أو سبب الإصابة ، واكتشف مرضها بالصدفة وعمرها ستة أشهر، مع أني كنت أواظب على زيارة المستشفى وأنا حامل بها ، الآن لا أستطيع النوم ، أبكي بحرقة مشتاقة لها ، وأدعو من الله أن يصبرني على ما ابتلاني.(113/444)
زوجي حالته عادية جداً ، ويصر على عدم الإنجاب ، مع أن صديقتي تنصحني بالحمل ؛ لأنه ربما يلهيني وأنسى الحزن قليلاً، وأنا خائفة أن تصيبني حالة اكتئاب، كيف أخرج من دائرة الحزن؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي السائلة: يجب أن تعلمي أن الحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية، قال الله تعالى: ((وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)) والحزن شيءٌ فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب ومصائب في هذه الدنيا، يقول عكرمة رحمه الله تعالى: ( ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً) وهو قضية وقتية.
واعلمي يا أختي أن عقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا السخط ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أخطئك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك) واعلمي أن هذه الفاجعة من قدر الله ، واعلمي أنك ستلتقي مع ولدك في الآخرة إن شاء الله تعالى ، فاحتسبيه ذخراً عند الله تعالى، فهذا خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم حزن على وفاة ابنه وقال : (تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، ولولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر منا يتبع الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجداً وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ) .
اطمئني إلى قضاء الله وقدره، فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء، قال النبي صلى الله عليه سلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) ويقول تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ولتكن قدوتك الخنساء التي ضحت بأربعة من أبنائها في سبيل الله تعالى، إنه الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر ، ورجاء الثواب الجزيل عند الله تعالى، ورغم أنها امرأة كبيرة في السن، إلا أن الصبر والإيمان بالله تعالى هو الذي يفعل فعله في نفوس المؤمنين.
فما عليك يا أختي إلا الصبر والاحتساب ، وتذكري من هو أكثر منك مصيبة، حتى تهون عليك مصيبتك، واتركي باب الأمل مفتوحا، وهذا يبعد عنك الحزن والضيق والاكتئاب، وتذكري أن مع العسر يسرا ((إن مع العسر يسرا) وتصوري سرعة زوال هذا الحزن الشديد، فإنها لولا كرب الشدة ما رجيت ساعات الراحة، وإذا كان لديك الرغبة في الإنجاب فتوكلي على الله لعله يرزقك الذرية الطيبة الصالحة ويقر بها عينك ويعوضك ما أخذ منك.
وفقك الله وقوى عزيمتك ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أصوب أخطاء والدي
... 3971(113/445)
السؤال
كيف يمكن أن أتمالك نفسي وأسيطر على مشاعري إذا صدر من أحد والدي خطأ في حق الله أو في حقي أو في حق أحد إخواني ؟ وكيف يمكن أن أصحح لهم الخطأ دون التعالي عليهم ، مع صعوبة تقبلهم للنصح؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته وبعد،،،
أختي السائلة: إن المسلم يبحث عن رضا الله ومحبته، وأن يحقق الخيرية في نفسه ويكون خير الناس أو خيرهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس أحسنهم خلقاً ) وهو يبحث عن الأجر العظيم ، والمسلم لا يكون حسن الخلق لكي يكسب مصلحة وإنما يفعل ذلك ليكسب رضا الله تعالى، وهنا تستمر الأخلاق الحسنة سواءً رضا الناس أم لم يرضوا ، تحسنت العلاقة أم لم تتحسن ، كسب الود أم لم يكسب، وهذا هو ضمان الاستمرارية ، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار) وقال صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس ).
واعلمي أن والديك لهما حق عليك ، وطاعتهما واجبة، ((وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)) فصحبتهما واجبة، ولكن إذا انتهكت حرمات الله فحاولي أن تصوبي خطأهما بالتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة.
واعلمي يا أختي أن من طباع البشر أنهم لا يحبون أن يقال لهم مباشرة افعل كذا، لا تفعل كذا ، ولكن من الأحسن أن تقدم لهما النصيحة بطريقة ألطف فإن ذلك أدعى للقبول، وحاولي أن تتغاضي عن عيوب والديك، وانظري إلى حسناتهم أحياناً، لأنه لا أحد يسلم من العيوب، فلا يوجد أحد منا إلا ولديه عيوب، ولكن يجب أن تكون هناك الحكمة والموعظة الحسنة في معالجة هذا العيب، ومدحهم على الفعل الطيب بتقديم لهم هدايا قيمة، يقول سعيد بن المسيب رضي الله عنه: ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم) يقول الشاعر:
لا يزهدنك في أخ لك أن تراه زل زلة
ما من أخ لك لا يعاب ولو حرصت الحرص كله
حاولي أن تسمعي إلى حديثهما وعما يشغل بالهما، وتشجعيهما على أن يحدثوك عن أنفسهما ، وفي هذه الحالة تجعليهما قريبين منك ، وتتوطد أواصر المحبة بينكما، ويشعران أيضاً بروح التعاطف معك.
وإذا أردت أن تصوبي خطأهما يكون ذلك دون إحراج لهما أو جرح مشاعرهما، فابدئي بالإيجابيات ثم صححي ما يلزم ، فيكون ذلك أدعى لتقبل الحديث دون الدخول في جدل لا طائل من ورائه.(113/446)
وفقك الله يا أختي لإعانة والديك وطاعتهما ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... انتكاسة ملتزم
... 3957
السؤال
السلام عليكم .
أنا امرأة متزوجة ولدي أولاد, مشكلتي هي أن زوجي كان شخصا متدينا وإمام مسجد ، والآن أصبح فكره علمانياً وعلى قولهم يحب يكون
free .
يتأفف من أفكارنا واعتقاداتنا على قولته ، لكن الحمد لله الحجاب إلى الآن على الرأس لم يقل في الحجاب شيء ، لكن مثلاً صلاة العشاء يؤخرها إلى الساعة الثانية أو الثالثة قبل الفجر بحجة أن وقتها لم يخرج بعد.
وإذا قلت له أو نصحته يقول لي ، هاتوا لي أدلة وأشياء بيني وبينكم مقنعة.
مثلاً: (إذا كان الشخص مشغول يمكن أن يؤجل صلاته).
وهو مع العلم خريج كلية الشريعة
فالذي أريده هو : كيف أتعامل معه وأنصحه؟ ( مع أن له أسلوب إقناع كما ذكرت قوي جداً )
فأنا خائفة على مستقبلي ومستقبله وأولادنا .
أفيدوني جزاكم الله عني ألف خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي السائلة: في حقيقة الأمر من الأهمية أن تعرفي أن زوجك ليس علمانياً إن شاء الله تعالى، ولكن يحتاج إلى من يشد على يديه ويذكره وينصحه لكي يصحو من الغفلة والانتكاسة التي يعاني منها، والعلمانية هي النظرية التي تقول: إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية، ولا يصح للمسلم أن يكون علماني؛ لأن الإسلام دين شامل كامل في كل الجوانب الروحية ، والسياسية والاقتصادية ، والأخلاقية والاجتماعية.
أختي الفاضلة: الأمر الذي حدث لزوجك هو نوع من الانتكاسة عن الحق ، ومدخل من مداخل الشيطان يزين له أعماله، وكم أخطأ من حيث يشعر وحيث لا يشعر ، فالشيطان وحده هو الذي يزين له هذا كله، وقد يجد الشيطان منفذاً إلى الروح والقلب ، ويسهل لصاحبها الانزلاق في الخطوة الأولى ، ويصور له التراجع بعد هذه الزلة صعباً مستحيلاً، فتراه يستمر في الانزلاق والتبرير الخاطئ لانزلاقه ، بل ولا يعترف بهذا الانزلاق، ويصور له الشيطان أن أمر المسلمين لا يصلح إلا في طرف(113/447)
واحد من الإسلام ، وينسى أن الرسول صلى اله عليه وسلم لم يهتم بأمر واحد فحسب بل شملت تعاليمه الاهتمام بكل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقد يأتي الشيطان من مدخل آخر ويزين له البدعة ، ويقول له إن الناس في هذا الزمان تركوا الدين ويصعب إرجاعهم، فلعلنا نرجعهم ببعض الأشياء ، فيبتدع من عنده أمورا وإضافات ليست من الدين في شيء ، وقد يأتي من مدخل آخر ويقول له : أهم شيء أن تكون طيباً مع الناس لا تكذب عليهم لا تغشهم ، حتى ولو لم تصلّ ؛ لأن الدين المعاملة، وقد يأتي من مدخل آخر فيقول أهم شيء النية الطيبة تاركاً الأعمال الصالحة مكتفياً بالنية الطيبة.
وقد يأتي ويسوف للإنسان ويقول له أنت أفضل من غيرك ، أنت تصوم وتصلي وغيرك لا يصوم ولا يصلي، فيجعلك تنظر إلى من هو دونك في الأعمال الصالحة، وما ذلك إلا ليثبطك عن العمل.
وهنا يا أختي لا بد من التقوى وذكر الله والبصيرة ، فإن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ، ولا بد لك أن تساعدي زوجك وتشدي على يديه وتنقذيه من الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء.
حاولي أن تقومي بما يلي:
1- تذكيره بالله تعالى والتقوى وتجديد الإيمان ، فإن الإيمان يبلى.
2- قراءة القرآن وذكر الله تعالى ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
3- محاولة تذكيره بمواعيد الصلاة في أوقاتها.
4- إذا كنت تعرفين أحدا من الأقارب ملتزم ، حاولي أن تكلميه لكي يلتف حوله ولا يتركه لوحده.
5- ساعديه على صلاة النوافل كقيام الليل.
6- شجعيه على الذهاب إلى العمرة لغسل الذنوب والخطايا ، والتوبة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .
ونحن بانتظار ردك علينا .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أهلي يخافون من التزامي
... 3948
السؤال
أنا شاب ملتزم والحمد لله ، مشكلتي تكمن في أن أهلي يرفضون ذلك ؛ بحجة أني سأميل إلى التطرف ، وعندما أدعوهما أجد عناداً واستكباراً ، خاصةً وأنا الذي أغتيل في فتنة الجزائر من طرف جماعة إرهابية والتي كانوا يدعونها إسلامية فهم يخافون من كل ما هو إسلامي، كيف أتعامل مع هده الوضعية؟
الجواب
ولدنا المبارك / لوناس حفظه الله ورعاه(113/448)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فانه ليسرنا ان نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الاسلامية فاهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع ونساله جل وعلا ان يثبتك على الحق وان يحفظك من كل مكروه وسوء وان يكثر من امثالك في المسلمين وان يجعلك من الدعاه اليه على بصيرة ومن عباده الهادين المهتدين .
وبخصوص رفض اهلك التزامك فهو رد فعل طبيعي للاحداث الجارية على ارض الجزائر وهم معذورون الى حد كبير فارجو ان تلتمس لهم العذر في ذلك وان تقدر ظروفهم كان الله في عونهم وصرف السوء والباساء عن الجزائر واهلها انه جواد كريم .
فحاول ان تقدر ظروفهم بان تتعامل معهم بغاية الرقة والعطف والشفقة والاحسان واشعرهم بان الالتزام بالدين يؤدى الى الخلق الحسن والمعامله الاخلاقية الراقية والقيم السامية ويدعو الى احترام الوالدين وطاعتهم والى تقدير الكبير والعطف على الصغير ، وهذه هي افضل وسيلة دعوة تترك اثرها القوي والفعال في نفس الوالدين والاسرة ، إلا ان هذا لا يعني ان اترك الالتزام طاعة لهم ، لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وبسلوكك الحسن سوف تقنعهم بان الاسلام لا يؤدى الى التطرف او قتل المعصومين بحال من الاحوال ، واكرر واركز على اهمية المعامله الحسنة في التعامل مع الوالدين والاسرة فهذا اعظم وسيلة للرد على من يتهم الاسلام بالتطرف ، فاحرص على ذلك في جميع تصرفاتك وتحمل ما يصدر منهم من عبارات وتصرفات مهما كانت واصبر الصبر الجميل ، واحرص على اكرامهم والاحسان اليهم وتخير الاوقات المناسبة لدعوتهم وتذكيرهم واكثر من الدعاء لهم ان يصلحهم الله وان يشرح صدورهم للحق وسوف تقر عيناك برؤية اثار دعواتك المباركة عاجلا غير اجل ان شاء الله مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد........
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هل أواصل الاستماع إلى أختي؟
... 3944
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعودتْ أختي استشارتي في كثير من الأمور الشخصية التي تتعلق بها وزوجها، فهي ترتاح إليّ كثيرًا وزوجها لا يحب فعلها هذا، ويَعتبر فعلها هذا من قبيل إفشاء الأسرار الزوجية التي لا يحق لها أن تبوح بها لأي أحد أياً كان.
حاولتُ في البداية أن أصدّها وأمنعها من أي شكوى تحاول إيصالها إلى مسمعي، ولكني خفت عليها من مرض الكبت الذي عانيتُ منه الكثير بنفسي، فلم أمنعها بعد ذلك من الحديث، على أني لم أحرّضها مرةً على زوجها، فكل ما أفعله هو أني أستمع(113/449)
إليها باهتمام، ثم أقوم بتوجيهها إلى ما يجب أن تفعله تجاه حياتها الزوجية، وكنتُ كثيرًا ما أخطِّئها وأعيب عليها فعلها أو ردَّها ...الخ.
زوجها وحيد أبويه، وهو يرى في شكوى زوجه لي إهانة في حقه؛ لأنها بذلك تعمل على تشويه صورته في أعين أهلها، وعندما صارحته بأنها لا تفعل ذلك إلا على سبيل طلب النصح وإزاحة بعض الألم الذي قد يكون لا مبرر له أصلاً، فهي تعترف له في أغلب الأحيان أني لمتُ عليها تصرفها معه وحضضتُها على استسماحه وإرضائه، عندما صارحته بذلك هددها بأنه سيفعل الشيء نفسه مع والديه، فهو سيشكو لوالديه ما يعانيه بسببها، ويُعلمهما بكل صغيرة وكبيرة تحدث بينه وبينها على غرار ما تفعل هي معي!!
فهو كأنه يهددها بأنه سيشوه صورتها أمام والديه؛ ليشعرها بقبح شكواها، مع العلم أنه يتصف بالرحمة والود والحنان، ولكن المشكلة التي تواجه أختي معه أنه يرفض أن يفهمها أو أنها هي التي لا تملك القدرة على إفهامه -كما ترى هي ذلك- وقد استعان بي زوجها من قبل في بداية زواجهما في بعض الأمور المتعلقة بنفسية أختي، وقد كان متفهمًا إلى أبعد الحدود، وسمعتُ منه كلامًا معقولاً ومقبولاً، وسمع مني باهتمام شديد، وراجعني وراجعته في ذلك الأمر أكثر من مرة على مراحل زمنية!!
حاولت كثيرًا أن أراسل زوج أختي هذا؛ لأوضح له بعض الأمور، ولألفت انتباهه إلى نفسية أختي التي صُدمتْ بإصابة ابنها بمرض الإيدز قبل أن يتجاوز العام من عمره، وهي لا زالت تعاني من هذه الصدمة المريرة ولن تزال ، أريد أن أشرح له بعض نفسيات المرأة بصفة عامة، ولكنني خفتُ.. خفت أن أزيد من سلبياته تجاه زوجه، أو أن أتسبب في إيذائه أو أن يتهمني بقلة الحياء أو ... لستُ أدري ماذا أفعل!!
أرجوكم أشيروا عليّ هل أتوقف عن الاستماع لأختي، أم ماذا أفعل؟ لقد احترتُ كثيرًا في هذا الشأن، مع العلم بأن جميع من حولي يرتاح لآرائي في هذه المسائل وكذلك المسائل التربوية، وفقكم الله للرشد والرشاد.
والسلام عليكم وحمة الله وبركاته.
الجواب
الاخت الفاضلة / هلا حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إستشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا إتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يجعلك عونا وسندا لأخواتك المسلمات جميعا وأن يثبتك على الحق وأن يزيد في رجاحة عقلك وأن يفتح عليك فتوح العارفين وأن يوفقك لخير الدنيا والاخرة ...
وبخصوص ماورد برسالتك فنيابة عن أختك وزوجها نتوجه إليك بالشكر الجزيل على هذا الدور الهام الذى تقومين به لمساعدة هذه الأسرة على مواصلة الحياة واستقرارها، فجزاك الله أحسن الجزاء وأجزل لك المثوبة والعطاء، وننصحك بمواصلة دورك في مساعدة أختك ولا تخافي من تهديد زوج أختك بالمعاملة بالمثل،(113/450)
لأن مثله لن يصنع ذلك لعدة أسباب من أهمها صفاته الطبيعية، وحرص أي رجل على أن يظهر أمام والديه بمظهر القوة والقدرة على حل مشكلاته بنفسه وقيادته لاسرته، فنادراً ما نجد رجل يشكو إلى والديه فاطمئني من هذه الناحية ، وأنا أوافقك في اقتراحك في مراسلته على أن تقدمي لذلك بمقدمة توضيحية تشرحين فيها وجهة نظرك والدافع للمراسلة بكل وضوح حتى لا يسئ الظن بك، وحاولي أن تبيني له حرصك على مساعدتهم وأن تدخلك إنما هو لإصلاح الأسرة وأن أسرارهم لا يعلمها سوى الله ثم انت، وأنه يستحيل أن يطّلع أقرب الناس إليك على أى شيء من هذا حتى يطمئن قلبه، ولا مانع أيضا من مساعدتهم في فهم كل واحد منهما لوجهة نظرالآخر .
وأنا واثق من أنك سوف توفقين في مسعاك هذا ما دمت صادقة فيه ولا تريدين إلا وجه الله وإصلاح ذات البين .
ونحن بالموقع ندعوا الله لك بالتوفيق والسداد....
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... علاج مرض الاكتئاب
... 3916
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أسال عن مرض الاكتئاب النفسي والانطواء، علماً بأن أخي وهو في مثل عمري تقريباً تصيبه هذه الحالة مرة كل سنة، وأحياناً تكون بسبب وأحياناً بلا سبب.
ما هي أسباب هذا المرض ؟ علما أنه يشتد معه لدرجة أننا نأخذه إلى الطبيب ولكن الطبيب لم يوضح لنا ما هي أسباب هذا المرض ، وقد أصيب به منذ حوالي 6 سنين نتيجة حادثة وفاة لبعض الأقرباء لنا ، ومنذ ذلك الحين وهذه الحالة تأتيه باستمرار مرة أو مرتين كل سنة، وتستمر لمدة شهر وليس أياما ، وقد أعطاه الطبيب دواء ولكني أشعر بأن الدواء لا يفيد في الشفاء التام.
أريد أن أعرف ما أسبابه؟ ولماذا يتطور معه بهذا الشكل لدرجة أننا نضطر لأخذه إلى الطبيب كل مرة؟
وهو يعرض أثنائه عن الطعام والتكلم مع الناس وينطوي في غرفته ويبقى في سريره.
هل هذا المرض أو الأمراض النفسية عموماً لا شفاء منها ؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وضاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: تتمثل أعراض الاكتئاب بالشعور بالحزن والضيق ، ويسميه بعض الناس ( كتمة ) أو (ضيق في الصدر) ويصاحبه بكاء ، وعدم شهية للطعام، وقلة الرغبة في فعل أي شيء، والمصاب بالاكتئاب تقل إنتاجيته ، ويقل تركيزه ، ويبدأ(113/451)
بالشعور بالنسيان، وقد يفكر في أن هذه الحياة لا تساوي شيئاً ، وأنه هو نفسه حقير لا يساوي شيئاً ، وأن هذه الدنيا لا تستحق أن يعيش فيها الإنسان ، وقد يتمنى الموت ويفكر في الانتحار.
ويصحب ذلك اضطرابات في النوم، وانخفاض في الوزن ، وقد يتوهم المريض بوجود أمراض معينة لديه.
أما عن أسباب هذا المرض هناك أسباب خارجية وداخلية .
الأسباب الداخلية:
وهي ما يتعلق بالوراثة أو التركيب الداخلي العضوي لخلايا الدماغ، أو الأمراض العضوية الداخلية في الجسم ومنها:
1- عوامل الوراثة: حيث أن بعض الناس لديهم استعدادا للإصابة بالاكتئاب ، وبعض المرضى لديهم أقرباء مصابون بالاكتئاب.
2- الأمراض العضوية: مثل نقص هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك نقص الفيتامينات كفيتامين ب 12.
3- أسباب غير معروفة: فقد يصاب الإنسان بالاكتئاب بدون سبب واضح.
وهناك أسباب خارجية :
1- الأسباب البيئية: وتتمثل في أحداث الدنيا ، كفقد صديق عزيز، أو بعض المشاكل الأسرية.
2- تناول الأدوية: أثبتت بعض الدراسات أن بعض الأدوية تؤدي إلى تغيرات كميائية في الدماغ ، فيؤدي إلى ظهور آثار جانبية مثل الاكتئاب.
3- المخدرات: مثل الخمر والحبوب المنبهة، وبعض المخدرات، فإنها تسبب الاكتئاب.
ومما سبق يتبين لنا بوضوح أن الاكتئاب ليس منحصراً في المصائب والأسباب الخارجية فحسب، بل له أسباب أخرى.
أما عن علاج الاكتئاب ، هناك نوعين من العلاج، علاج طبي وعلاج ديني.
أما عن العلاج الطبي ، فيتمثل في العلاج الجماعي، والعلاج الفكري المعروض في طريقة التفكير، وقد يفد العلاج بالأدوية.
ويستخدم أحيانا العلاج بالكهرباء، وهذا النوع فعال جداً ، وخاصة في حالات الاكتئاب الشديد، وله مفعول أسرع من الأدوية.
أما العلاج الديني: فإن القرآن والسنة فيهما الوقاية والعلاج ، وهذا رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن جعل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين ، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم رحمةٌ ونعمة ، ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين .
إن للعقيدة أثراً كبيراً في علاج الاكتئاب والوقاية منه ، وتتمثل في :
1- الإيمان بالقضاء والقدر: فعقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا الحزن والاكتئاب ، وتوجب علينا الرضى بالقضاء والقدر ، واعلم أن ما أخطئك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.
2- الإيمان باليوم الآخر: إن الذي يؤمن بالآخرة يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئا فهي قصيرة جداً، وإذا فقد شيئا في هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد عليه،(113/452)
ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ).
3- الإيمان بأسماء الله وصفاته: لهذه الأسماء والصفات مدلول وأثر في حياة المسلم، فهو الحكيم القادر مالك الملك، واعلم يا أخي أن الله تعالى عندما يبتلي عبده بالمصائب قد تكون هذه علامة على محبة الله للعبد ، إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، ونؤمن أيضا بأنه بمجرد حصول المصيبة فإن العبد سيؤجر عليها ، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
4- تقوى الله تعالى والعمل الصالح هما وقاية وعلاج للإنسان من الاكتئاب والحزن والضيق، يقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
5- كثرة الدعاء والتسبيح والصلاة ، واللجوء إلى الله تعالى ؛ ليكشف هذا الضر، وهناك دعاء مأثور عن النبي صلى اله عليه وسلم ، وهو دعاء علاجي: (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ............إلخ ).
واعلم يا أخي أن باب الأمل مفتوح، وهذا يبعد عنك الحزن والاكتئاب، وحاول أن تبتسم للدنيا ولا تحزن على ما فاتك، ولا تفرح بما آتاك، واعلم أن مع العسر يسراً (إن مع العسر يسرا)
شفاك الله يا أخي وعافاك ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أمي تريد خلع الحجاب
... السؤال
السلام عليكم أمي تريد خلع الحجاب ، فماذا أقول لها كي أوقفها؟
الجواب
الابن الكريم : علي حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك يا ولدي بين إخوانك بالموقع وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يحفظك من كل مكروه وسوء وأن يثبتك على الحق وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة ومن عباده الصالحين .
ولدنا الحبيب / علي
بخصوص ما ورد برسالتك فأنا متألم جدا لتفكير أمك في خلع الحجاب ,فهذا أمر مؤسف حقا أن نرى المسلمين في أنحاء العالم يعودون إلى الله والنساء يلبسن الثقاب وليس الحجاب خاصة وان حكم الحجاب لم يختلف أحد من المسلمين في حكمه لانه واجب شرعا وأن المرأة المسلمة التي تخلع حجابها عاصية لله ورسوله ولقد ثبت في السنة أن رسول (صلى الله عليه وسلم ) قال " صنفان من امتي من أهل النار لم أرهما : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة "(113/453)
فكل امرأة مسلمة تكشف شيء من جسمها بغير عذر شرعي فانما تعرض نفسها لعذاب النار يوم القيامة وهذا مما لاخلاف فيه فينبغي على والدتك أن تتقي الله ولا تخالف أمره ، لأن طاعة الله ورسوله من علامات محبته ومحبة نبيه ، والا فما الفرق بين المسلمة والكافرة .
إن التزام الحجاب من علامات الاسلام وهو شعار المرأة المسلمة الصادقة الصالحة ولا ينبغي بحال أن تخلع أمك الحجاب لأنها بذلك ستكون فتنة للمسلمين وغيرهم وستتحمل وزر من ينظر اليها دائمة في الدنيا والاخرة
فانصحها بأن تتقي الله وأن تخشى عذابه وأن تعلم أن الحجاب الشرعي ضرورة للمرأة المسلمة وأما من تعيش بغير حجاب يخشى عليها من عذاب الله الشديد وعقابه الاليم ، وينبغي عليها أن تكون قدوة صالحة لأولادها وللمسلمين ولا مانع من أن تزودها ببعض الكتب أو المراجع الاسلامية البسيطة التي تبين الحكم الشرعي للحجاب من الكتاب والسنة وعليك بالدعاء لها بالهداية والتوفيق والاستعانة على الدين والنجاة من عذاب الله في الاخرة مع تمنياتي لك بالتوفيق ولامك بالهداية وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... لا أستطيع قضاء ما علي ...
3860
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم،،،
نص سؤالي هو:
بلغت وعمري 9سنوات، وكنت بالكاد أصوم رمضان، ولأن عائلتي لم تكن مهتمة بصلاتي فلم أكن أقضي ولا أعلم بالضبط وجوب القضاء وحتى أمي كانت تفرض علي ألا أقضي وذلك لكوني مريضة بنقص الحديد وضعف الدم، ولكن الآن جيدة ولا أعاني من ذلك، ولكن عندما حاولت هذه السنة أن أقضي وقد قضيت فقط يومان بعيدان عن بعضهما، وكنت بنية خالصة للّه، ولكني لم أستطع إتمام القضاء، حيث أشعر بالتعب الشديد وفراغ في معدتي إلى درجة أني كنت أضع يدي على بطني وأنحني للأمام، وكلما ذهبت إلى الغرفة أو الحمام أو المطبخ ... كنت أتوق للجلوس بدرجة لم أشهدها بحياتي،، فلم أعد أقضي أيام الصيام، وكنت بالكاد أصوم رمضان ولكن لأن كل من حولي يصومون فأشعر دائماً بالعطش وبالتعب الجسدي الفظيع.. وبعض الصلوات كنت أجلس فيها،، فأصبحت أشعر أني مقصرة في حق اللّه ولا أدري ما العمل.. فهل هذه وسوسة من الشيطان؟؟ ولا أعتقد ذلك... فأفيدوني رحمكم الله
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المؤمنة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/454)
أختي السائلة: اعلمي أن الشيطان له مداخل كثيرة ، ومن بينها التسويف والتأجيل وطول الأمل، أو ما يسميه بعض الناس العائق الكبير، ويكون في ذهنك دائماً عائقاً ، سوف تؤجلين هذا الأمر وتعيشين بطول الأمل ، وهكذا يعيش الإنسان ثم يموت ولم يبدأ حياته الحقيقية، واعلمي أختاه أن الهدف النهائي الذي يريده الشيطان منك هو أن يمنعك من الخير ويمنعك من العمل، وهو مدخل خطير على الصالحين، واسمعي إلى قول ابن الجوزي في تلبيس إبليس ، يقول رحمه الله: "وكم من عازم على الجد سوفه - أي سوفه الشيطان جعله يقول سوف - وكم من ساع إلى فضيلة ثبطه، ويأتي الشيطان ويقول للإنسان بأنك كامل وأنت أفضل من غيرك ، أنت تصلي وتصوم وغيرك لا يصلون ، أنت تصوم وغيرك لا يصومون، فيجعلك تنظر إلى من هو دونك في الأعمال الصالحة، وما ذاك إلا ليثبطك عن العمل، ويقول لك الشيطان استرح قليلاً أنت مشغول أنت مريض، ولكن يجب أن يكون العكس فلننظر إلى الذين أكثر منا عبادة ونفعل مثلهم، ويكون التنافس في الخيرات" .
وأنصحك يا أختي أن تراجعي الطبيب في هذا الموضوع إذا كان عندك مرض يمنعك من الصيام ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أما غير ذلك فهذه وسوسة ومدخل من مداخل الشيطان، والعلاج في ذلك ما يلي:
1- التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى.
2- لا بد من الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه وحده ، فالشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
3- ذكر الله تعالى والاستعاذة من الشيطان الرجيم في كل وقت وحين، ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)).
وحاولي أن تقرأِ سورة السجدة، والدعاء المأثور عن ابن عباس قال إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيءٍ قدير)).
وفقك الله وسدد خطاك.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... تعرفت عليه عبر النت ، فهل أتزوجه
... 3832
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
أريد أن أخبركم بأمري ، حيث أني لا أجد أمامي أهل للثقة غيركم.
أنا فتاة في السنة الثالثة من دراستي ، تعرفت على شاب عن طريق النت، ولأني كنت أعرف أن الشات حرام فلقد كنت متحفظة جداً ، وإنما كنت أدخله فقط لسبب فراغي ، وأندم على دخوله وأستغفر الله، ولكنى عندما تعرفت على هذا الشاب لم أتعرف عليه إلا أنه ذو خلق ودين ومثقف، وأحسست تجاهه براحه وارتباط شديد قبل أن أراه ، ولكنني صارحته أنني لا أريد أي ارتباط عن طريق النت ، ولقد ارتبطنا ببعض عن طريق النت ولا نعرف كيف ، وهذا كان كلامه؟ صدقني لا أعرف كيف ولا هو(113/455)
يعرف ، مع أننا لم نر بعض، ولكنى تحدثت معه أن كلامنا هذا من وراء أهلنا حرام ، وقبل ذلك كله حرام شرعاً ، وهو متفهم ذلك ، ولكن طبعاً هو يريد أن يطمئن علي ولكنني قلت له إنني لا أستطيع أن أستمر هكذا في الكلام معه من غير علم أهلي ، وحاولت أن أقطع معه الحديث حتى يستطيع أن يأتي لزيارة أبي ، ولكنني كنت عندما أدخل إلى إيميلي وأراه يبعث لي برسالة يطمئن فيها فقط عن أحوالي ويدعو لي كنت أضعف ، وأبعث له وأندم وأستغفر الله بعدها ، إلى أن جاء يوم وأخبرته أنني سأقطع صلتي به ، على الرغم من أنني قد كنت بعثت إليه بفتوى ، وهي الفتوى التي أرسلها لي موقعكم ، وهي قطع علاقتي بهذا الشباب، وإذا كان هو شخص متدين فليتقدم لي وهذا ما أخبرته به، وقد وافق وسعد، وقال إن هذا ما يريده وفعلاً لقد جاء إلى كليتي لأنه يريد أن يراني ولم يقف معي غير 10 دقائق، وبعدها ذهب إلى أبي وتقدم لي ، ولكن أبى أجل الموضوع ؛ لأنني ما زلت صغيرة ، وأمامي سنتين ، وأيضاً يوجد سبب آخر وهو أن هذا الشاب يسكن بعيداً عن مدينتنا بحوالي ست ساعات، وأبي لا يريد أن أفارقه ، لكنه لم يقل له هكذا ؛ لأنه قد ارتاح له وأحس أنه شخص جيد ومتدين ، وقال له في النهاية أن يغلق موضوع زواجي هذا إلى أن أنهي دراستي , وأن ما يريده الله هو ما سيكون ، وأننا ليس لنا يد في هذه الأمور، أقول لك: إن أبي لم يرفض الشخص لعيب فيه والحمد لله ، ولقد تحدثت مع هذا الشاب بعد زيارته لبيتنا لكي أخبره ماذا حدث وما رد الفعل وأخبرته أنني سوف أقطع علاقتي به من الكلام على النت فقط إلى أن يأتي أكثر من مرة إلى أبى ويوافق بإذن الله على أمرنا، ولكن للأسف في آخر يوم من امتحاناتي وجدته أمامي يطمئن على أحوالي وامتحاناتي ولأنني لم أتعود أن أقف معه فلقد كنت متوترة جداً وأنا أكلمه ، حتى أنني جرحته ببعض كلماتي، ورحل وهو في أسوأ حال ، ومن إحساسي بالندم على طريقة كلامي معه وكيف فعلت ذلك مع أنني أرتاح إليه وأريد زوجاً صالحاً لي ، تحدثت معه على النت لكي أعتذر عما بدر منى، وفعلاً تحدثت معه واعتذرت له وتكلمنا كثيراً عن موضوعنا، وأنه يريدني زوجه له ، وأنه سوف يفعل المستحيل من أجلي ، ولقد أخبرته أن لا يكف عن مقابلة أبي بين الحين والآخر لكي يقنعه بحاله، وأنا بإذن الله سوف أنتظره ، ولكن لأننا نخشى الله فلقد اتفقنا على أن نقطع حديثنا عبر النت لكي يبارك الله لنا ، وإن أهم شيء هو طاعته ، وأرجو منكم الدعاء لي بأن يثبتني الله على هذا الفعل، وأن يقويني على أمري ، ولكن مشكلتي أنني أحس بتأنيب الضمير ، هل حرام علي أن أفكر في شخص يريدني زوجة وأريده زوجاً لي ، ويحاول أن يتقدم من الطريق الشرعي ولكن هناك بعض العوائق في هذا الطريق، وأنا يجب أن أقف بجواره حتى ولو كان بقلبي فقط ، إن ما يقلقني هو أنني لم أخبر أهلي بحقيقة تعارفنا ؛ لأن أهلي لن يقبلوا مثل هذا الكلام، إنه عن طريق النت ، وهكذا ، وسوف يزيد من صعوبة الأمر ، فهل أنا أخطأت ، أرجوكم لا تقسو علي ، فأنا لا أستطيع أن أخبر أهلي عن حقيقة التعارف ، ونحن لا نريد إلا رضائهم علينا ورضا خالقنا ، ولذلك فلقد قطعنا صلتنا عن طريق النت ، وقد نوينا أن نخبرهما بعد ذلك عندما يوافقوا بإذن الله.(113/456)
الأمر الثاني والذي يقلقني: هل الله سوف يحاسبني على أنني أقف مع من يريد الزواج مني وأؤيده بقلبي، ولكنى لا أخبر أحداً من أهلي؛ لأنهم صعب عليهم أن يتفهموا أمر كهذا ، وأنا الحمد لله قد نويت أن أرضي الله في عملي كله ، وأن لا أغضبه ، وأن أدعوه لكي يتم لنا على خير ، فهل مساندتي له سوف أحاسب عليها ؟ أنا أعلم أن هذه الأمور بيد خالقنا عز وجلن ولكن الله أمرنا بأن نسعى ف أمورنا ولا راد لقضائه بعد ذلك ، أرجوكم أعينوني وأريحوا قلبي ، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة / سارة المحترمة حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل علا أن يجعلك جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك وان يتجاوز عنك وأن يجعلك من عباده الصالحين وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة ، وان يثبتك على الحق وان يمن علك بتحقيق أمنيتك وأن ييسر لك أمر الزواج بهذا الشاب الصالح وأن يجعله عوناً لك على طاعته وحجابا لك من النار .
وبخصوص ما ورد برسالتك فالحمد لله أن وفقك أنت وهذا الشاب لاتخاذ القرار المناسب وهو التوقف عن الاتصال عبر الإنترنت حتى ييسر الله لكما أمر الارتباط الشرعي ، وبلا شك كما ذكرت أنت برسالتك من أن هذا الاتصال لم يكن مشروعاً لأنه حرام فعلاً ، ولذلك يلزمك أنت وهذا الشاب أن تلتزما بما اتفقتما عليه ، وان تظل هذه العلاقة لا تتعدى الوضع الحالي ، فلا مقابلات ولا اتصالات على أن يظل كل واحد منكما وفياً لصاحبه ملتزما بالعهد الذي قطعه معه ، فالعلاقات القلبية مادامت لا تتعدى هذا الحد يمكن قبولها شرعاً شريطة ألا تؤدى إلى تعطيل الإنسان عن أداء رسالته تجاه دينه وتجاه نفسه ، لان هناك نوعا من التعلق القلبي يكون محرماً وهو العشق الذي يعطل حياة الإنسان ويجعله دائم التفكير في المحبوب إلى أن تصل إلى درجة العبودية والعياذ بالله وهذا هو المحرم شرعاً ، أما مجرد الميل القلبي والاتفاق على الزواج مستقبلاً فهذا إن شاء الله لا شئ فيه شريطة أن نترك الأمر لله ، فإن شاء الله وجعلكما لبعض فتلك إرادته ، وإلا فالأمر كله لله واعلمي أن من يتقي لله يجعل له مخرجاً ، فلا تشغلي بالك بأمر والديك وحاولي الانتهاء من دراستك ولو حتى السنة الثالثة ، على أن يتقدم هذا الأخ مثلاً في عطلة السنة الثالثة وبداية الرابعة ، أو ينتظر حتى الانتهاء من الدراسة لأن كثيراً من الأسر ترى أن التعليم أهم من الزواج ، وهذا للأسف من الجهل الذي عم البلاد والعباد ، وبما انك لم تري الأخ إلا في الجامعة فقولي لهم بأنك رايتيه في الجامعة ، وأنت بذلك تكوني صادقة ، واعلمي انه على قدر صدقك أنت والأخ وتقواكم يكون توفيق الله لكما ، فاكثروا من التوبة والاستغفار والأعمال الصالحة والاجتهاد في ذلك ثم في الدراسة والدعاء أن يقدر الله لكما الخير حيثما كان ، واتركا أمر الزواج أو التفكير فيه لأقدار الله ، لأن نظرتكما اليوم قد(113/457)
تختلف غداً فاجعلوا الأمور طبيعية ولا تعطوها أكبر من حجمها ، لاحتمال أن هناك في علم الله من هو أفضل وما هو أفضل لك وله .
مع تمنياتي لكما بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة ، و بالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنقذوني من نفسي
... 3815
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أرجو منكم أن تنيروا طريقي ، والله أسأل أن يبارك فيكم.
أنا فتاة عمري 19سنة ، طالبة، مشكلتي تبدأ منذ شهر قبل بداية امتحاناتي ، حيث كنت خارجة من بعض الظروف النفسية العاطفية، لقد كنت أحب الله جداً وأحب قراءة القرآن الكريم، ولقد كنت أحب أن أقرأه بتأني ، وكنت أحب كلام الله تعالى جداً ، وما زلت على ذلك، ولكن ما حدث لي يشككني في نفسي ، فعندما بدأت الامتحانات التي هي من أصعب امتحانات سنين الدراسة جاء إلي الشيطان يوسوس لي في كل شيء، حتى أنه وصل معي في طريق بغيض، إنه يوسوس لي وأنا أخاف أن أكرر هذا الكلام حتى مع نفسي ، ولكني أريد أن أوصل لكم ما ألم بي والله أسأل أن يسامحني ، إنه بقول لي: كيف تعبدين الله وأنت لم تريه؟ وأستغفر الله العظيم من هذا الكلام إنه ليس كلامي ، وأنا غير مقتنعة به وإنما هو كلام الشيطان الذي يأتي إلي من كل ناحية ، ويقول لي: كيف تقرئين السنة وأنت لم ترِ الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إنه يقول لي إنني لا أترك الصلاة لأنني قد تعودت عليها، وأنا والحمد لله رب العالمين محتشمة في ملبسي ، وكنت قد نويت عندما أخرج من هذه الظروف النفسية هذه أن أرتدي الزي الإسلامي ، وأن أبدأ في حفظ القرآن الكريم عندما أنتهي من امتحاناتي ، ولا أنتظر حتى تظهر النتيجة كما فعلت في السنة الماضية.
إنني حزينة جداً لما وصل إليه حالي ، إنني أحس أن الشيطان يأتي إلي وأنا أقرأ القرآن ويحاول أن يحول الكلام لكي أفهمه بشكل آخر، وأنا لا أريد هذا، وأستعيذ بالله كثيراً ، لقد وصل بي الحال أنني عندما تشتد بي هذه الوساوس أدخل في حالات من البكاء الشديد، ولا أهدئ إلا بعد أن أقوم وأتوضأ ، وأصلي ركعتين لله سبحانه وتعالى ، ولكنه يلاحقني حتى في الصلاة ويوسوس لي ، ماذا أفعل؟ إنني حزينة على نفسي جداً ، فقد كنت غير ذلك، لقد كان أبي وأمي يقرؤون لي القرآن ولكن ماذا افعل، إنني أخاف أن يأخذ الله علي هذه الوساوس، ولكن الحمد لله رغم ذلك كله لم أترك الصلاة والسنن وقراءة القرآن والحمد لله، ولكن ما يحزنني أنني أصبحت أحس بأن نفسي غير قابلة على الدروس الدينية، وأحس بأن قلبي مغلق، وإني من كثرة الوساس لخائفة من أن يكون الشيطان قد وصل بي إلى كلمة كفر والعياذ بالله ، أنا أحب الله تعالى كثبراً وأخافه ، وأنا خائفة أن يكون هذا غضب من الله علي ، ولقد قال لي أبي حديث فيما معناه أن الصحابة جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكون عن(113/458)
شيء من هذا القبيل، فقال لهم عليه الصلاة والسلاة: (أوجدتموه ، قالوا: بلى ، قال: ذلك صريح الإيمان، وأنا أصبحت في حيره من أمري ، فعندما أقتنع بهذا الكلام يأتي الشيطان ويقول لي إذا كان يحبك الله فلماذا يختبرك في إيمانك؟ أريد أن أرتاح من هذه الوسوسة إلى الأبد، هل الله غاضب علي فعلاً؟ وأنا في الحقيقة أفعل بعض الذنوب ولكني أتوب إلى الله وأستغفره، وأقلع عنها ، ويمكن أرجع إليها مرهً ثانية ولكني أتوب إلى الله، فأنا أحب الله ولكن هذه الوسوسة تحرق قلبي ، أنقدوني وأنيروا لي طريقي.
وجزاكم الله كل خير عني وعن المسلمين أجمعين ، وعذراً على الإطالة.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة المباركة / سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر عن تأخر الرد، سائلين الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن أهم ما يبدو منها أن الشيطان لعنه الله يحسدك على نعمة الله عليك بالهداية والصلاح والاستقامة كما حسد على آدم وأمك حواء، وهذه هي طبيعة الشيطان لعنه أن يحسد على أولياء الله ويتمنى أن يصرفهم عن الطاعة والاستقامة بأي وسيلة، وهذا هو ما يحدث معك تماماً، والحمد لله أن وفقك للعلاج ولو مؤقتاً، وهو قيامك بالوضوء والصلاة، فهذا فعلاً علاج مفيد ومؤثر فلا تتركيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما حزبه أمر (أي أهمه وشغله وأحزنه) قام إلى الصلاة، فعليك بمواصلة هذا العلاج كلما شعرت بهذه الأعراض، هذا أولاً.
2- لا تعط الأمر أكبر من حجمه، فهذا شيءٌ عادي جداً وطبيعي فلا تشغلي نفسك به، وكلما ألقى الشيطان في نفسك بعض هذه الأفكار المؤذية عليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والبصق على يسارك ثلاثة مرات، وترك المكان إلى مكان آخر ولو من غرفة إلى غرفة، أو الخروج إلى البلكونة مع تركيز ذهنك على أي شيء آخر حتى تمر هذه العاصفة .
3- اعلمي أن الله لن يؤاخذك على هذه الأفكار وتلك الوساوس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا قائلاً: ( إن الله لا يؤاخذكم على ما حدثتم به أنفسكم ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فما دام الأمر يدور في داخل النفس فلا تخافي منه، ولكن تعاملي معه بما ذكرت لك سابقاً.
4- من أعظم وسائل رد كيد الشيطان أن تعامليه بعكس مراده، فإذا قال لك مثلاً لا تصل فقومي إلى الصلاة، وإذا قال لك كيف تعبدين الله وأنت لم تريه، فقولي بصوت مسموع يا عدوا الله إن الله لا يراه أحد في الدنيا حتى الأنبياء لا يرونه، فكلامك باطل(113/459)
وساقط يا عدو الله، وهكذا بالنسبة للسنة قولي له: كيف أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لم أكن في عصره وزمانه؟!!
5- لا تتركي حضور الدروس الدينية، حتى ولو لم تستفيدي منها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصف هذه المجالس برياض الجنة، وقال عن أهلها فيما يرويه عن ربه : "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" فاحرصي عليها.
6- أكثري من قوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) و (يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك) .
7- مسألة قول الشيطان اللعين ( لماذا يختبرك الله ؟ ) قولي له: يا عدو الله وهل يختبر الله إلا أهل الإيمان والصدق، فالمؤمنون أعظم الناس بلاءً واختباراً بعد الأنبياء والمرسلين، وأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط، وقولي بصوتٍ عالٍ وقوي: أنا راضية بقضاء الله وقدره.
8- حاولي الإقلاع عن هذه الذنوب؛ لأنها تعين الشيطان على حربك والهجوم عليك، وتمكنه منك وتضعف موقفك أمامه.
9- احرصي على الالتزام بالحجاب الشرعي ولا تترددي في ذلك.
10- احرصي على أن تكوني على وضوء دائماًَ على قدر استطاعتك خاصة عند النوم.
11- حافظي على أذكار الصباح والمساء خاصةً قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحاً ومساءً .
12- إذا ضغط عليك الشيطان فاجلسي في مكان هادئ على مكان مريح، كرسي أو سرير أو كنبة وأغمضي عينك ورددي بصوت قوي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم مائة مرة أو أكثر، كذلك قول: حسبي الله ونعم الوكيل.
13- أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما أتيحت لك فرصة، فإن فيها خيراً كثيراً، وابشري بخير فإن المرء يبتلى على قدر دينه، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فهنيئاً لك بحبه لك، فواصلي كل أعمالك ولا تلتفي إلى كيد الشيطان، وسينصرك الله عليه، مع الدعاء منك ومن والدك خاصة، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... لقد فقدت المرأة مكانها الحقيقي
... 3743
السؤال
انا سيدة متزوجة ولدي اربعة اطفال ، دائما اعاني من احساس الاضطهاد من الناس واحاول ان اسعى جاهدة لارضاء الناس حتي على حساب نفسي ، ينتابني شعور دائم بكرهي لنفسي ومنظري اخاف من كل شىء غير راضية عن نفسها بكل الطرق اعاني من الاكتئاب القاهر والهواجس الغريبة غير موجودة، ورغم أنني والحمد لله اصلي واحفظ القرآن جاهدة ولي في مجال الدين اكثر من اي مجال واخاف الله في كل عمل اقوم به حتى ولو كان صغيرا ، اريد أن اقوي ايماني واريد أن اترك الشركة التي اعمل بها لاحساسي بأنها هي السبب في كل ما انا فيه لا اجد منها غير نساء(113/460)
تحفرن لبعضهن وعالم مرتزقة والوصول الي الطرق العالية بطرق غير شريفة لايوجد فيها مخالفة الله تعالي ابداً اكره هذه الشركة واكره نفسي معها ، حاولت أن اغير عملي ولكن لا يوجد واذا اردتم الصحيح اريد ان اجلس في بيتي مع اطفالي فهذا هو الصح الام للبيت والاولاد والزوج ، لقد فقدت المرأة مكانها الحقيقي عندما زاحمت الرجال في ميادين العمل المتشعبة فقدت انوثتها ورقتها حتى خوفها علي اطفالها اصبح ليس بالشيء الكثير مثل امهات زمان ، زمان الوقور زمان الكرم والعطاء والحب زمان الايمان الحقيقي بأن الدينا ما هي الا لهو وما خلقنا الا لنعبد الله هذا هو زمان ، دلوني بالله عليكم ماذا افعل ارشدوني قبل ان افقد عقلي ولكن ظروفي صعبة
الجواب
أختي الفاضلة/ سهر الليل حفظك الله ورعاك،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
أولاً أحيي فيك هذه الروح الإسلامية الرائعة وتمسكك بدينك زادك الله ثباتا على الحق.
أختي الفاضلة لا يمنع أن تعمل المرأة إذا كانت تحتاج للعمل وتحافظ في نفس الوقت على أنوثتها ومكانتها في المجتمع إذا كانت تعمل ضمن الضوابط الشرعية الصحيحة.
أما بالنسبة لمسألة سعيك الدائم لارضاء الناس فأنا أريد أن أسألك سؤالا وأجيبي عليه في نفس الوقت وأنت تقرئي هذا الرد.
ماذا تريدين بالتحديد؟ ( إجلعي جوابك في سياق إيجابي يعني قولي الذي تريدينه، ولا تقولي الذي لا تريدينه )، مثلاً قولي أريد أن أكون واثقة من نفسي بدلاً من أن تقولي لا أريد ان يضهدني الناس، ثم أجيبي عن كل سؤال من الأسئلة التالية، ولكن قبل الانتقال من سؤال إلى آخر أجيبي على الأول فالأول، وأريدك أن تتريثي خلال إجاباتك عن كل سؤال وتستشعري الإجابة.
1- ما هي المشكلة؟
2- ما الذي سببها؟
3- كيف لم تستطعي حلها؟
4- كيف تستطيعي التغلب على الحل لمشكلتك؟
5- ما الذي تودي تغييره؟
6- متى ستوقفيها من أن تكون مقيدة لك؟
7- بكم طريقة تعرفي أنك تجد الحلول لها؟
أنا متأكد أنك بدأت تتغيرن بإذن الله تعالى الآن للأفضل، وأنك بدأت تنظري للأمور بمنظارٍ آخر.
وفقك الله،،
المجيب : ... أ/ علوي حسن عطرجي
ـــــــــــــــــــ ...
... أبي يرفض النقاب(113/461)
... 3734
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،
أنا فتاة من مصر، علمت والحمد لله بوجوب ارتداء النقاب الساتر لوجهي، ولكن أبي يرفض رفضاً شديداً جداً، ويمنعني منه، ماذا أفعل هل ألزم البيت ولا أخرج؛ لأني لست لابسةً الحجاب الشرعي، أم ماذا أفعل؟ علماً بأن جلوسي بالبيت من الأمور الصعبة بالنسبة لي وذلك بسبب دراستي، فماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب
الابنة العزيزة الغالية/ شيماء حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الاسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونعتذر إليك عن تأخر الرد نظراً لظروف خارجة عن إرادتنا، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيرا.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأقول لك كان الله في عونك، فأنت تذكرينا بجهاد الصالحات من الصحابيات اللواتي قدمن أعظم التضحية والفداء من أجل دين الله تعالى، وقدمن أروع الأمثلة في ذلك، فأبشري بخير واحمدي الله أن أكرمك بهذا الالتزام وهذا الحب له ولرسوله ولدينه، وسليه أن يثبتك على ذلك، وأن يتقبل منك هذا الجهاد المبارك.
وبخصوص موقف والدك فهو في الواقع ليس بالغريب على أمثاله من عوام المسلمين، وذلك نتيجة الحرب الشعواء على الإسلام كله عامة وعلى المرأة المسلمة وحجابها خاصة، فالإعلام ككل يسخِّر كل طاقاته وإمكاناته للنيل من الإسلام وقيمه ومبادئه، وأبوك بلا شك قد تاثر بهذه الهجمة الشرسة، وأصبح يتصور أن هذا النقاب لا أصل له في دين الله، أو لا تلبسه إلا الفتاة المعقدة أو المنحرفة أو المتخلفة وهو لا يريد لك ذلك، أو أنك بالنقاب لم ولن يتقدم إليك أحد للزواج منك وهو بذلك يخاف عليك ولا يريد لك ذلك، لذا أنصحك بالصبر وعدم المواجهة مع أهلك ولا مانع من الإقلال من الخروج من المنزل قدر الاستطاعة إلا عند الضرورة، والمسألة ستكون مسألة وقت، وسوف يمكنك الله من لبس النقاب كما تحبين فاتركي هذا الأمر الآن لأنك لا تستطيعين وحدك مواجهة أسرتك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وعليك بالدعاء أن يشرح الله صدرهم للنقاب خاصة وللإسلام عامة، وأن يمن عليك بإحياء هذا الأدب الإسلامي المبارك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ادعو لي بالصبر ، ولأخي بالهداية(113/462)
... 3670
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر الله الرحيم انه انعم علينا بموقعكم لكي نتوجه له,لكي تتكرموا علينا ببعض من علمكم ويهون علينا مصاعب الدنيا الى ان نلقى الله وهو راضي عنا ...
لم اكن لاتعبكم معي لولا ان موضوعي تفاقم نوعا ما وانا في حيرة..
الموضوع يخص اخي البالغ من العمر 15 سنة, وهو انه في السنة الاخيرة بالذات اصبح يتصرف تصرفات لم اعد اطيقها ,,ياتي باصحابه للبيت في كل وقت وحين واغلب الوقت ينامون عندنا ..وعندما طلبت منه ان يبلغني عند الباب لكي ارتدي حجابي لم يبالي واصبح اصدقائه يدخلون ويخرجون من غير ان يطرقوا الباب ...بعد الكلام الهادئ معه ومع والدي تشاجرت ولم ينفع وابي يرى اني ابالغ وهم مجرد اطفال ...
ثم وصلني خبر انه يدخن ورايته بنفسي ايضا ,,,لكن والدي لم يتحرك ساكنا ويقول نحن في الغرب لن يفيد اي شئ ,,ويرى انه اهم شئ انه بعيد عن المشاكل التي تؤدي للسجن وكل مايقوله انه سيتحسن بعد سنتين ...وواضح انه يئس من انه ممكن ان يتحسن ...
المشكلة العظمى هي عندما اصبحت ارى اخي يعود للبيت وهو سكران ,,وعندما حاولت ان اكلمه هم بضربي ...وعندما علم ابي لم يفعل شئ لشربه الخمر او تطاوله علي ,,,فهو يشرب الخمر بنفسه في البيت ...
اصبحت اتجنبه بكل الطرق لكي لايصرخ او يشتمني,,,لكنه يؤلمني منظره وهو في هذا الضياع وفي طريقه للاسوء
وفي نفس الوقت لااستطيع ان اسكت لاني اشعر اني شيطان اخرس وانا ارى كل هذه الاخطاء حولي, في البيت ...الله المستعان
كيف اتعامل مع اخي؟؟؟فاانا لم اعد اخبر ابي واشتكي فهو سبب كل هذا
اعطاه كل هذه الحرية ,,يعطيه النقود في اي وقت عندما يسال ...ودلعه بشتى الطرق في صغره
انا قررت ان شاء الله ان اخرج من البيت وانتقل لاني لا أرتاح حتى في نومي بما أنه أنا الوحيدة المحجبة في البيت وأخشى أن يدخل شخص في اي لحظة.... والوضع أصبح كالجهيم وكل الذي افعله ادخل غرفتي وابكي وانا ارى ولا استطيع عمل شئ ....
ادعو لي بالصبر , وادعو لاخي أن يهديه قبل أن يضيع ....
جزاكم الله الجنة على صبركم ومجهودكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة المباركة / فينانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(113/463)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك في الله، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ويشرفنا أن نرد عليك دائماً أبداً ، ونشكرك على ثقتك الغالية والتي نعتز بها، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يهدى والدك وإخوانك جميعاً صراطه المستقيم .
وبخصوص ما ورد برسالتك فكان الله في عونك وسط هذه الصحراء القاحلة من الأخلاق والقيم، وليس أمامك إلا الدعاء لنفسك بالثبات على الحق والدين ولأخيك وأهلك جميعاً بالهداية.
وبخصوص دورك في مساعدة أخيك: فمما لا شك فيه أن الإنسان يتقطع قلبه أحياناً على تلك التصرفات الشاذة والانحرافات الأخلاقية، ولكن من رحمة الله أن الله لم يكلف نفسا إلا وسعها، فما علينا إلا البلاغ والنصح والتوجيه في مثل هذه الأحوال، حتى قال الله لنبيه سيد الدعاة صلى الله عليه وسلم: ((إن عليك إلا البلاغ)) وقال أيضاً: ((فذكر أن نفعت الذكرى)) فالواجب عليك هو النصح والتذكير والدعاء، فإن استجابوا فهذه هي هداية الله، وإن أعرضوا فلقد قمتِ بواجبك الشرعي ، وليس هناك شيئً آخر، وما دام الأخ بهذه الصورة ووالدك بهذه الطريقة وتلك السلبية، فأرى أن تصبري عليهم وتكثري من الدعاء لهم، وإذا أتيحت أي فرصةٍ للدعوة والتذكير فلا تضيعيها ، واستغلي جميع الفرص المتاحة؛ لأن للقلوب إقبالا وإدبارا ، وأما تركك للمنزل فلا أدري أين تذهبين خاصةً في تلك البلاد، فإذا كان هناك مكان تأمنين فيه على نفسك وعرضك ودينك أفضل من هذا المكان فلا مانع من ترك المنزل، وإلا فلا يجوز لك ذلك، وعليك بالصبر والاجتهاد في حفظ نفسك والدعاء أن يجعل الله لك مخرجاً، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... نومي عميق
... 3654
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
سؤالي هو حول صلاة الفجر, بكل صراحة إني في كثير من الأيام السابقة لم أستطيع أداء فريضة صلاة الفجر بسبب النوم، ولا أعرف كيف أعالج هذه المشكلة الكبيرة.
ومشكلتي الأخرى هي نفسية وحتى الآن لم أذكرها لأي شخص, والمشكلة هي
أني لا أستطيع قراءة المصحف الشريف بصوت عال أو أمام الناس حتى أمام أمي وأبي وإخواني ، ولا أستطيع مواجهة المشاكل بسبب الاضطرابات النفسية , حتى أني أشعر بدقات قلبي ويرتجف كل جسمي ، أنتظر جوابكم بفارغ الصبر.
الجواب(113/464)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ محمد أحمد أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك بالشبكة، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوفقك إلى كل خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى طاعته ورضاه ، وأن يعينك على الاستقامة على دينه خاصةً المحافظة على الصلوات في الجماعة، وخصوصاً صلاة الفجر.
وبخصوص سؤالك الأول: فهناك عدة احتمالات لتأخرك عن صلاة الفجر جماعة:
1- فقد يكون السبب هو تقدم وقت الصلاة، خاصةً هذه الأيام التي يكاد الفجر فيها أن يكون قريباً من منتصف الليل تقريباً .
2- وقد يكون السبب في أنك تتأخر في النوم إلى ساعة متأخرة من الليل، مما يصعب معه استيقاظك للصلاة وفي وقتها.
3- وقد يكون السبب وقوعك في بعض المعاصي والمخالفات، مما اقتضى حرمانك من نعمة صلاة الفجر في الجماعة، فالمطلوب منك البحث أولاً عن أسباب التأخر، ومن ثم علاجها بالقضاء على السبب، أو بواسطة الاستعانة ببعض العوامل المساعدة، مثل استعمال ساعة منبه أو طلب خدمة الإيقاظ بالهاتف، أو طلب المساعدة من أهلك، أو أحد أصدقائك بإيقاظك للصلاة، أو الاتصال بك في الوقت المناسب، وفوق ذلك كله الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على صلاة الرجال (صلاة الفجر) ويمكنك كذلك برمجه نفسك قبل النوم، بأن تقول وأنت داخل الفراش بعد أذكار النوم والنوم على وضوء وعلى شقك الأيمن: أنا أصلي الفجر جماعة، أنا استيقظ الساعة كذا وتحدد الساعة التي تريدها، مع تكرار هذه العبارات لأكثر من عشر مرات مثلاً، وإن شاء الله سوف تعان على ذلك بسهولة، ويمكنك استخدام نظام برمجة الوقت في أي وقت ولأي مدة من الزمن تريد أن تنامها ، وسيوفقك الله إلى ما تريد .
أما بخصوص سؤالك الثاني: فيبدو أن هذه حالة نفسية قديمة تحتاج إلى بعض العلاج، إما عن طريق البرمجة اللغوية العصبية، أو عن طريق بعض الأخصائيين النفسيين، ولا تشغل بالك بها، فهي مسألة سهلة جداً، وبقليل من العلاج سوف تتحسن حالتك تماماً وبسرعة إن شاء الله، وسوف تقوم الأخت الأخصائية بمساعدتك من خلال موقعنا إن شاء الله، مع وصيتي لك بتقوى الله والاستقامة على منهجه، وكثرة الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتحري أكل الحلال، والمحافظة على صلاة الجماعة في الصلوات الأخرى؛ لأن الطاعة تؤدي إلى مزيد من الطاعة وتعين على ذلك، كما أن العصية تنادي أخواتها ولا تحب أن تكون أبداً وحدها، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
الشيخ / موافي عزب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشارة النفسية أفادت بالتالي :(113/465)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أسأل الله العلي القدير أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وتلاوة كتابه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضاه، ويرزقك تطبيق حدوده وحروفه.
بالنسبة للصلاة ومشكلة القراءة فهما متصلتان، فالمشكلة تكمن في عدم الثقة بالنفس بسبب تراكمات نفسية منذ النشأة الأولى.
سأعلمك طريقة نافعة إن شاء الله لعلاج هاتين المشكلتين :
1- بالنسبة للصلاة :
انظر إلى نفسك وأنت نائم عن صلاة الفجر ، ستجدها في الغالب أمامك قريبة، متوسطة الحجم أو كبيرة، قد تكون متصلاً بها بحيث لا ترى وجهك، وقد تكون منفصلاً وترى وجهك وجسمك ، وقد تكون بإطار أو بدون إطار، وقد تكون الإضاءة خافته أو عالية، وقد تكون الصورة ملونة أو أسود وأبيض.
أريد منك الآن أن تسمع صوتك الداخلي وأنت نائم عن صلاة الفجر.
أين تجده خارجي أم داخلي؟
هل هو متصل أم منقطع؟
هل هو عالي أم داخلي؟
والآن كيف هي مشاعرك ؟ أين تجدها ؟ وهل تنتقل من منطقة إلى أخرى ؟ هل تنتشر ؟ هل هي حارة أم باردة؟ هل لها شكل معين؟
طريقة العمل:
1- تذكر الصورة مرة أخرى ، إن كانت بإطار فاجعلها بدون إطار.
2- إن كانت بعيدة فاجعلها قريبة.
3- إن كنت متصلاً فاجعل نفسك منفصلاً بحيث ترى وجهك وجسمك.
4- أعلي الإضاءة وزدها ألواناً.
5- انظر إلى نفسك وأنت تسمع جرس الساعة وتسمع الأذان واضحاً، فإذا أنت تهب من نومك وتنطلق إلى الوضوء وتخرج للصلاة في المسجد.
6- صوت في داخلك يقول لك قم للصلاة إن الله مع الصابرين المحسنين، هيا قم فأنت تحب الله، قم إن الله يحبك، إذا سمعت الأذان هيا ، والصوت عالي سريع متصل.
7- تجد حماساً في قلبك وعقلك وهو حار متصل ينتشر في جسمك، ويرتكز في عقلك ويدك ورجل.
والآن عندما تبلغ مشاعرك المتحمسة للصلاة ذروتها اقبض يدك اليمنى بقوة، وقل إن الله معي، ثم فك يدك ثم اقبضها ثانية وقل نفس المقولة، وافعل ذلك ثالثاً، ثم تنفس بعمق وغير تركيزك البصري بالنظر للاتجاهات الأربع .
والآن اقبض يدك وقل: إن الله معي ، هل تشعر بالرغبة القوية في القيام للصلاة؟
كرر هذا التمرين 7 مرات ، وستجد معنوياتك عالية متحمسة لكل فعل خير ، حتى بالنسبة لقراءة القرآن .
وهناك تقنية أقوى وهي توليد سلوك جديد ، أن تجعل لك مثلا أعلى تقلده بكل تصرفاته على أن يكون قارئ مجيد متقن ذا صوت حسن.(113/466)
وهذا سيجعلك تستمع إليه كثيراً، ولذلك عليك أن تشتري مسجل صغير مع سماعات وتستمع إليه وتردد معه.
وبينما أنت تردد معه على السماعات سجل صوتك بمسجل آخر، ثم استمع إلى صوتك وأنت تقرأ وستبدأ القراءة بصوت عالي.
تأكد أن الذي منعك هو انتقادات الناس، ولذلك لا تستطيع القراءة حتى بينك وبين نفسك، وبمجرد أن تتقن القراءة ستجد نفسك انطلقت (الثقة بالنفس).
أخيراً هناك تمارين التقوية يمكنك الرجوع إليها لقراءتها في الاستشارة رقم 3184، والله الموفق.
أ/ إيمان الشيباني.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... بين الزهد والعمل ...
3649 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من أمة خير خلقه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
أما بعد ،،،
لقد حض الإسلام على عدم الاستكثار من الحياة الدنيا, وعلى الزهد فيها, وأن يكون الإنسان فيها كعابر السبيل, إذا أصبح لا يحدث نفسه بالمساء وإذا أمسى لا يحدث نفسه بالصباح.
و في نفس الوقت نلاحظ أن تعاليم الدين الإسلامي تحض على العمل , ففي حديث شريف لا أذكره جيداً , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا جاءت الساعة وفي يد أحدكم غرسة فليغرسها . أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام .
وإني بين حض الإسلام على الزهد والتقليل من الدنيا , وبين حضه على العمل والإنتاج قد تاهت سفينتي في بحار الإسلام الشاسعة ، فتارةً أقول : إن الحكم إلا لله , والله متم نوره و لو كره الكافرون, ولا بد من العزلة والعبادة وانتظار الموت والزهد في الدنيا والتقليل منها, لأن حلالها حساب وحرامها عقاب ، وتارةً أقول : فإذا زهد العقلاء في الدنيا, فمن لها ؟ وهل ستترك إلا لأمثال الأرعن بوش وعصابته الشريرة؟
أجدني تارةً أنأى بنفسي عن الدنيا, وتارةً أطلبها ممن لا يستحقونها, ليس لإرادتي إياها لنفسي بل لرغبتي بها عنهم, فأجد نفسي كأنني ألهث وراء الدنيا مع اللاهثين , فأحتقر تشابه وسيلتي بوسيلتهم رغم علمي باختلاف الغاية.
ثم إني لا أعرف أيهما وسوسة الشياطين , فقد أظن أن الشيطان يريدني أن أبتعد عن الدنيا لأُسأل عن تقصيري فيها أمام الله, وقد أظن أن الشيطان يوهمني بأنني لا أسعى وراء الدنيا لإرادتي إياها وإنما لهدف سام , بينما في الواقع أنا في شركه كغيري من المغرورين، والله المعين.
فهل لكم إلى إرشادنا من سبيل؟(113/467)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد السعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبخصوص ما ورد بسؤالك: فيبدو لي أنه نوعٌ من عدم وضوح الرؤية أمامك؛ نتيجة قلة المعلومات المتوفرة لديك أو عدم أخذها من المصادر الصحيحة المغيدة، مما أدى إلى ظهور هذا التناقض الشكلي، ولست وحدك الذي وقعت في هذه الإشكالية فكثيرٌ من الناس مثلك منذ عهد الصحابة حتى يومنا هذا يقعون في هذه الإشكالية، ولذلك تولى القرآن الكريم وضع الخطوط العريضة لعلاجها فقال سبحانه وتعالى عن الصحابة رضي الله عنهم: ((فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)) (النور:37) فهذا هو ثناء الله جلا وعلا على خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ومن بشرهم الله بالجنة وهم أحياء، الذين لو أنفق أحدنا مثل جبل أحد ذهب ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه، فهؤلاء هم أعبد الناس وأتقى الناس وأعلم الناس ، بل لقد تقدم بعض الصحابة كعلي بن أبي طالب وعثمان بن مظعون وغيرهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعرضون عليه التبتل والانقطاع عن الدنيا والتفرع للعبادة، فنهاهم عن ذلك صلى الله عليه وسلم، وفيهم نزلت هذه الآيات السابقة كما يقول كثير من المفسرين .
وعندما نأتي إلى الزهد فنجد أن معناه ليس ترك العمل والانقطاع عن الدنيا، وإنما حقيقته أن تقبل عليك الدنيا ولا تشغل بها ، بل تجعلها في يدك إن طلبها منك مولاك عجلت بتقديهما طيبة بها نفسك كما كان حال الصحابة الكبار كأبي بكر وعمر وعثمان وابن عوف وغيرهم ، ومن السلف عبد الله بن المبارك ، فهؤلاء كانوا أهل ثراء وغنىً ويسار ، ورغم ذلك كانوا أتقى الناس وأعلم الناس وأعبد الناس لله.
فما عليك أخي أحمد إلا أن تأخذ بأسباب التمكين والقوة أياً كانت، على أن تعلم أنها عارية مؤداة، وأنها أمانة يسألك عنها الله فلا تشغل بها عن طاعتك لمولاك، واجعلها وسيلةً ليست غاية، وهذا هو الفرق بينك وبين طلاب الدنيا وعباد الشهوات الذين يجعلون جمع الدنيا وحطامها غاية في حد ذاتها ، وهم من عناهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( تعس عبد الدنيا ، وتعس عبد الدرهم والدينار ....).
فخذ بالأسباب ، وواصل التقدم، واقرأ عن أجدادك العظام كيف ملكوا الدنيا وملؤها عدلاً وإنصافاً ولم تشغلهم عن ذكر الله والقيام بحقوق العبودية، ولذلك قال عنهم مولاهم((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)).(113/468)
وقال رسولك صلى الله عليه وسلم: (نعم المال الصالح في يد العبد الصالح) وقال أيضاً: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) فكن أنت العبد الصالح صاحب المال الصالح، وكن أنت المؤمن القوي الذي يخدم الإسلام بعلمه وماله وعمله وجاهه وسلطانه، واجعلها في يدك ولا تجعلها في قلبك تكن من الفائزين، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أغير زوجي
... 3629
السؤال
زوجي مدرس رياضيات ، ثقافته محدودة في الرياضيات ولعب كرة القدم ، لا يحب القراءة ولا يهتم بالناحية العاطفية والأمور التي تتعلق بالسعادة الزوجية ، حاولت أن أجعله يتغير ولكن صاحب الطبع ....، أحس أن مستوى تفكيري والحمد لله أعلى من مستوى تفكيره وأرقى ، وهذا سبب تعاستي مع أنني مجرد خريجة من الثانوية العامة ، أحس بحرمان عاطفي وأحس أني مجرد جاريه لدى زوجي.
حاولت بطريقه أن أقربه مني ، ورسمت كاريكاتير ، فرسمت امرأة ورجل -أعني في الرسم أنا وزوجي- وكتبت فيه المشاكل التي تواجهنا ، وكيف كنا نتناقشها ، وتخيلت زوجي وهو بصورة أخرى أي الصورة التي أتمناها ، وعلقت الورقة على الكمبيوتر للفت انتباهه ، ولا أعرف إن كان قرأها أم لا ، ولكني لم أجدها في مكانها ، ولم ألاحظ أي تقدم في زوجي ، إنه عندما يقرأ لا يتدبر ولا يتأمل ، كأنه يقرأ جريدة ، ماذا أفعل أكثر مما قد فعلته ؟ ساعدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يصلح لك زوجك ، وأن يصلح ما بينكما وأن ترفرف السعادة والوئام والتفاهم على أسرتكم المباركة، وأن يصب عليكم الخير صباً.
وبخصوص ما ورد بسؤالك ، فالذي يظهر لي أن زوجك ضحية تربية قاصرة أدت به إلى هذا الضعف الواضح في جانب التعبير عن العواطف والأحاسيس ، أو مراعاة مشاعر الآخرين، وتغييره رغم ذلك ليس صعباً ولا مستحيلاً ، وإنما يحتاج إلى بعض الوقت؛ لأن أمراض أكثر من عشرين سنة يصعب حلها في ساعة أو ساعات أو حتى أيام وأسابيع ، أو مجرد رسم صورة واحدة ، وإنما يحتاج منك إلى مواصلة الجهد والعطاء ، والصبر والنفس الطويل ، وعدم اليأس أو القنوط ، مع الأخذ في الاعتبار أنك لم تفشليِ في المرات السابقة ، وإنما هي عبارة عن تجارب تحتاج منك إلى البحث عن طرق أخرى غير هذه الطرق التي لم تحقق الهدف، فابحثي عن(113/469)
وسائل جديدة لجذب زوجك إليك ، وحاولي تغيير نفسك أنت أولاً من حيث الاهتمام بشكلك وزينتك وكلامك ، حتى جلوسك وحركاتك ونظراتك، ولا مانع من طريقة طعامك، وأنا واثق بأن تغيير بعض سلوكياتك مع البحث عن بدائل جديدة ، والدعاء والإلحاح على الله بإصلاحه وجعله زوجاً مثالياً ، هذه كلها كفيلة بتغيره في أقرب فرصة إن شاء الله ، فاحذري أن يتسرب اليأس إلى نفسك، فأنت ما زالت في أول الطريق، ولديك القدرة على العطاء والبذل والتضحية والصبر الجميل مع الدعاء، وسيحقق الله أملك قريباً إن شاء الله، وبه التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... إذا أحسست بالضيق ، هل ألجأ للصلاة
... 3593
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله الكريم ان يعطيكم من نوره الذي لاينفذ نورا تضيئون به حياتناويجمعنا معكم في جنات النعيم.
اريد ان اسال عن شيئئين؟
1- عندما احس بضيق هل يجوز لي ان اصلي ركعتيين مثلا ؟ بدون ان يكون وقت صلاة اقصد هل يجوز الصلاة في أي وقت مثلا اردته غير الفريضة طبعا؟؟؟
2- احيانا احس بأنني اريد من احد ان يسمعني او اشكي له همي وابكي لافرغ ما بصدري من حزن اقوم واصلي وانا في صلاتي ابكي كثيرا واحس بارتياح عندما ابكي في السجود واطلب الرحمة من الله فهل يجوز ذلك؟؟؟
لانني لا اطمع سوى برحمة الله وكرمة فقط ولا اريد من البشر شيء لان الله يعطي بدون حساب اما الناس يملون من شكواي ولا يكون عطاءهم الا بحساب وانا لااحب ان اطلب من احد شيء.
واتمنى من الله ان لااحتاج الناس وان اكون دائما في حاجة لله الكريم فقط لهذا احب ان ابكي لله وان اتحدث معه اشكو له همي فهل يجوز البكاء في سجود وعلى فراش الصلاة؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، ونسأله جل وعلا أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق .
وبخصوص ما ورد برسالتك فالإجابة على السؤال الأول كالتالي:(113/470)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر ( أهمه أمر ) قام إلى الصلاة ويقول: (بهذا أمرني ربي) فكان من هديه صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الأمور العظيمة يسأل الله فيها من فضله وقضاء حوائجه.
أما بخصوص السؤال الثاني: فإن من نعم الله على العبد رجلاً كان أو امرأة أن يرزقه عيناً باكية، ولذلك أثنى الله على أوليائه الصالحين بأنهم كانوا يكثرون البكاء من خشيته والسنة حوت الكثير من ذلك ، ومثال ذلك قوله تعالى: ((وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( عينان لا تمسهما النار: عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله) وقوله في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: ( ورجل ذكر خالياً ففاضت عيناه).
فما أنت فيه من البكاء إنما هو نعمة من نعم الله العظيمة ، فحافظي عليها لأنها قد تذهب بالذنوب والمعاصي والغفلة ، ولا مانع من البكاء في الصلاة ما دام لا يترتب عليه إخراج حروف مفهومة واضحة ، فأكثري من سؤال الله وحده والبكاء بين يديه ، واجعلي حاجتك عنده وحده كما كان الإمام أحمد يقول: ( اللهم كما صنت وجهي من السجود لغيرك فصن وجهي عن سؤال أي أحد من خلقك) وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيفية طلب العلم الشرعي
... 3395
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة من دولة خليجية اقيم في الوقت الراهن في اميركا مع زوجي للدراسة أم ست اطفال , اتمنى طلب العلم الشرعي , فهل يمكنني ذلك عن طريق النت , أعرف كثير من المواقع القيمة لكن أريد الطريقة الصحيحة وكيف أبدأ , ارشدوني جزاكم الله خيرا .
أنا ولله الحمد احاول التزم بتعاليم الاسلام قدر المستطااع ولا أسمع الاغاني واحفظ أجزاء من القران لكن اتوق للمزيد , خاصة اني امتلك بعض اوقات فراغ اتمنى ان اقضيها فيما ينفع .
الجواب
سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، ويسعدنا تواصلك مع الموقع دائماً، فنحن على استعداد دائم لتلقي أي سؤال أو استفسار في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل جلاله أن يحفظكم في تلك البلاد ، وأن يثبتكم على الحق ، وأن يعز بكم دينه ، وأن يرفع بكم رايته ، وأن يردكم إلى أهليكم وبلادكم سالمين غانمين موفقين.(113/471)
وأما بخصوص سؤالك عن إمكانية طلب العلم الشرعي عن طريق النت ، فمما لا شك فيه أن هذا النظام وفر فرصاً هائلة للتعلم والاستفادة ، ويمكنك أن تستفيدي منه فائدة عظيمة شريطة أن تحددي لذلك وقتاً محدداً وموضوعا محدداً ، وموقعاً محدداً مأموناً ، وعدم الإفراط في تضييع الوقت، وحتى تحسني الاستفادة فعلاً عليك بالآتي :
1- تحديد الموقع الذي ترغبين في تصفحه من المواقع المزكاة من قبل العلماء .
2- تحديد المادة التي ترغبين تعلمها وعدم تجاوزها إلا بنظام وخطة ، وعندما تدعوا الحاجة لذلك ، وعدم الانتقال من موضوعٍ إلى آخر إلا بعد الانتهاء منه ، والتأكد من تحقق الاستفادة المطلوبة.
3- تحديد وقت محدد للدراسة ؛ حتى لا يترتب على ذلك تضييع مصالح شرعية هي أهم وأفضل؛ لأن هذا الجهاز يسرق أعمار الناس وهم لا يشعرون ، فحددي وقتاً معيناً وأمامك الساعة لا تتجاوزي ذلك.
4- عدم دخول مواقع لا تعرفي هويتها ؛ حتى لا تحدثي لنفسك بلبلة فكرية أو خللاً عقائدياً أو أخلاقياً.
5- لا يخدعك الشيطان بضرورة استغلال الجهاز في الدعوة؛ لأن هذا المنعطف وقع فيه الكثير من الأخوة والأخوات ولم يسلموا من الفتنة.
6- اجعلي الجهاز في مكان بارز أمام الكل ؛ حتى لا يضحك عليك الشيطان .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... إصلاح الأهل والأقارب
... 3341
السؤال
بدايةً أقول جزاكم الله خيراً على هذه الخدمة.
أنا شابٌ ملتزم والحمد لله منذ فتره ، ومشكلتي أنه يوجد داخل البيت تلفزيون وجهاز كيبل ، ولي أخوات وأنا خائف عليهم من مشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني ، ماذا أفعل؟
علماً بأنني أنا الذي أدخلت هذه الأجهزه للبيت.
الجواب
سم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / علي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً ، ونشكرك على حسن الظن بنا ، ونسأله جل وعلا أن يجعلنا دائماً عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين، وأن يوفقنا لخدمة الجميع وتقديم المساعدة لهم، كما نسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر(113/472)
من أمثالك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يعينك على مساعدة أهلك على الطاعة والالتزام والبعد عما يغضب الله ورسوله.
وبالنسبة لسؤالك : فالأمر يحتاج منك إلى جهدٍ كبير لتغيير هذا الواقع ؛ لأنه وكما لا يخفى عليك أثر هذه الأجهزة على الإنسان خاصة البنات ، وقدرتها على التأثير عليهم ، ودخولها إلى عقولهم وقلوبهم بطريقةٍ عجيبة ، وهذا ما يجعل مهمتك فيها شيء من الصعوبة ، ورغم ذلك فالأمر والعلاج ليس مستحيلاً ، وإنما بالصدق الدعاء والتوكل على الله والأخذ بالأسباب يمكنك معالجة سلبيات هذه الأجهزة ، وذلك باتباع الآتي :
1- جلسة مصارحة مع الأخوات عن فوائدة هذه الأجهزة ، وما الذي استفادوه شخصياً منها؟ وكم أخذت منهم من وقت ثمين بدون فائدة؟ وماذا سيقولون لله يوم القيامة عن هذه الأوقات التي ضاعت بلا فائدة ، وهذه الأغاني المحرمة والصور المكذوبة العارية؟ وما هو الجواب الذي أعدوه عند لقاء الله عن هذه الأشياء التي عاشوها ، وأضاعت أوقاتهم وأثرت في قلوبهم؟ بشرط أن تجعلهم يقرون معك أن هذه الأجهزة مدمرة ، وأنه لا خير فيها ، حتى وإن كان فيها من خير فلا يساوي شيئاً أمام ضياع الأوقات والاستمتاع بالمحرمات.
2- إذا وصلت معهم إلى قناعة بخطورة هذه الأجهزة على الوقت والجوارح ابحث معهم عن البديل المناسب والمأمون الذي يقل خطره ويعظم نفعه، وحدده في جلستكم التي تتسم بالصراحة والحب ، وانظروا في البدائل المتاحة المفيدة والهادفة التي تمكنكم من قضاء وقتكم في طاعة الله تعالى، وفيما يعود عليكم بالنفع في الدنيا والآخرة، لأنه وكما لا يخفى عليكم أن الله سائل الناس جميعاً يوم القيامة عن أوقاتهم ، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟) فذكر أخواتك بهذا الحديث المبارك ، وبين لهم حرصك على نفعهم ونجاتهم من عذاب الله، وأنك أخطأت عندما وضعت لهم هذه الأجهزة التي تدمر الخير في نفوس الناس ، وتساعد على نشر الفساد بين العباد ، وأنك تريد تصحيح هذا الخطأ ، وتطلب منهم المساعدة والبحث عن بدائل مناسبة وغير محرمة، فإن وصلتم إلى شيء مناسب فذلك من فضل الله عليك ورحمته جلا جلاله بك.
3- إذا لم تتوصلوا إلى شيء فأعرض عليهم إخراج الكيبل وقطع الاتصال به ، وتوفير بدائل أقوى، مثل أشرطة الفيديو النظيفة ، والمشتملة على محاضرات دينية ، وأفلام طبيعية ، ومسلسلات إسلامية رائعة ، أو مشاكل شرعية ، فهذه كلها يمكن قضاء الأوقات في استماعها بلا خسارة، وفي نفس الوقت فهي تقوي الإيمان والصلة بالله ، وتغرس القيم الصالحة.
4- ثم ابحث معهم عن آليةٍ يمكنهم من خلالها ألا يعتمدوا كلياً على هذه الأجهزة ، مثل مشروع حفظ القرآن الكريم وهو مشروع رائع وممتاز ، ومشروع مسابقات القراءة والتشجيع عليها ، فهذه هي المشاريع التي تربي الإنسان في المقام الأول، واجعل لهم جوائز على الحفظ والقراءة ولو متواضعة، وشجعهم على ذلك بكل الوسائل الممكنة ، خاصةً ما يتعلق بقضايا المرأة وهي كثير جداً .(113/473)
5- اربطهم ببعض الأخوات الثقات الصالحات ، وهن كثيراتٌ في مصر من فضل الله ورحمته ، فهذه من الوسائل المؤثرة جداً .
6- وفر لهم أشرطة كاسيت إسلامية ، واعقد لهم مسابقات فيها وفي تلخيصها وشرحها للأسرة ، وعرضها في صورة تذكرة في وقت يتفق عليه داخل الأسرة ، وأنا على يقينٍ من أن الله موفقك لمساعدة أخواتك إذا سلكت هذا السبيل ، ولا تنسى نفسك من الدعاء ، فإنه سلاح المؤمن ، وبالله التوفيق والسداد.
الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... التوافق بين الظاهر والباطن
... 3317
السؤال
كيف أصبح بنفس المستوى في سريرتي وعلانيتي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العظيم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أخي أبو عبد العظيم : يكون التوافق بين الظاهر والباطن إذا كان القلب سليماً من الأمراض ، وأقصد بالأمراض التي تفسده كالحسد والنفاق والغرور والكبر والبخل والغش .......إلخ ، ولا شك أن القلب هو سيد أعضاء الجسد ، وبصلاحه وسعادته يصلح الجسد كله كما أخبر بذلك نبي الهدى صلى الله عليه و سلم فقال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
ومن أراد أن يكون قلبه سليماً فليبدأ بالإيمان أولاً ، فإن الإيمان هو مفتاح النجاح وبداية الحل لأي مشكلة ، ومن أراد ترك الآثام فليلتحق بمدرسة الإيمان ، قال عليه الصلاة والسلام : (عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الحسد) إن نور الإيمان عندما يدخل القلب يبدد جميع الظلمات ، ويحرق جميع الشهوات ، إن الإيمان يصنع المعجزات ويتخطى كل الحدود حتى يجعل صاحبه نقي النفس هادئ البال ، ظاهره كباطنه ، لا يعرف حسد ولا حقد ولا غرور ولا كبر ، وتأمل ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام ، فهؤلاء الأطهار عندما خافوا ربهم وطمعوا في جنته والتزموا بالإيمان والعمل الصالح أصبح باطنهم كظاهرهم.
إن القلوب في داخلها الإيمان ومهما بلغت قسوتها ففيها حنين إلى الله تعالى وشوق إلى الاتصال به والسير إليه، إلا أن أصحابها لا يستطيعون تجريدها من حب الدنيا وربطها بالآخرة ، وكثيراً ما يتساءلون : كيف يكونوا ربانيين وهم بين أزواجهم وأولادهم وفي أعمالهم؟ يقول ابن مسعود رضي الله عنه لأصحابه : (أنتم أكثر صوماً وصلاةً من أصحاب محمد وهم كانوا خيراً منكم ، قالوا وبم ذلك؟ قال : كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب في الآخرة).(113/474)
فقد حققوا التوازن في حياتهم بصورة لا مثيل لها ، فهم بالليل رهبان وبالنهار فرسان، في مجال العلم علماء ، وفي ساحة الجهاد مجاهدون ، وفي المحاريب راكعون ساجدون ، يعلمون الجاهل ، ويسعون في قضاء حاجة المحتاج ، ويسارعون في نجدة الملهوف ، خير الأزواج لأزواجهم والآباء لأبنائهم والجيران لجيرانهم ، طرفاء لطفاء، لا يمل أحد من الحديث معهم، عاشروا الناس بأبدانهم، وعاملوا الله بقلوبهم ، وقد وصلوا إلى هذا بفضل إيمانهم القوي وصفاء قلوبهم ، وكانت سريرتهم مثل علانيتهم، فلنحاول أن نقتدي بهم؛ حتى تكون سريرتنا مثل علانيتنا بفضل الله تبارك وتعالى، والله الموفق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... دعوة الغير للإسلام
... 3298
السؤال
أود منكم أن تخبروني عن أفضل طريق وأسلوب أحدث به الآخرين عن الإسلام ؛ حتى أفهم جيداً وجهة نظر ما أشرحه لهم ، حيث أنه لدي بعض الأصدقاء النصارى ، وأتمنى أن يهتدوا إلى الإسلام.
I would like you to tell me the best way telling people about Islam so that they can really believe and understand what I am explaining to them. I have some Christian friends and I would like them to accept Islam, Allah willing.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل بارك الله فيك على اهتمامك بدعوة الغير إلى الإسلام ، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم، ومن أجل هذه الدعوة بعث الله الأنبياء والرسل لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، وحاول أن تتبع الخطوات التالية لعل الله أن يوفقك في دعوتك إن شاء تعالى:
1- أخلص نيتك لله تعالى وحده ، واعلم أنك تبتغي وجه الله تعالى وطمعاً في جنته.
2- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع في كل حين بأن يعينك على هذه المهمة.
3- حاول أن يكون لك زادٌ في المنهاج الرباني ( القرآن والسنة واللغة العربية ) حتى تستطيع أن تعلم غيرك الدين الإسلامي الصحيح.
4- حاول أن تقرأ كتب في الدعوة الإسلامية وفي سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي.
5- احرص على معاملة غيرك من النصارى المعاملة الطيبة، وعرفهم على عظمة هذا الدين، وأول خطوة في تعريفك لهم للدين الإسلامي حاول أن تركز على قضية الإيمان والتوحيد ، وقضية الربوبية والألوهية.(113/475)
6- وجه اهتمامك إلى الأصل العظيم والشجرة المباركة، شجرة الإيمان ومنها ستتفرع الفروع وتقطف الثمرات في كل الاتجاهات وعلى مدار الأوقات، مصداقاً لقوله تعالى : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)).
7- اعمل على تقديم بعض الهدايا حتى تكسب بها قلوبهم وتجعلهم يتقربون منك أكثر.
8- قدم لهم بعض الأشرطة السمعية والبصرية والكتب الهادفة التي تتكلم على عظمة هذا الدين.
وفقك الله يا أخي وسدد خطاك وجعل ذلك في ميزان حسناتك.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... اكتئاب وتوتر شديد منذ عشر سنوات
... 3184
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة ، متزوج ولدي طفلتين ، والثالث في الطريق ، وأنا متزوج منذ عشر سنوات ، مشكلتي في الآتي :
1- التوتر الشديد والقلق من أقل موقف أو تصرف ، مثال: عند قراءة جريدتي المفضلة أتوتر خصوصاً في العمل ، أحس أنه لدي أعمال يجب إنهائها في البداية ، مع أن عملي لا يستحق ذلك القلق ، ويمكن إنهاءه في ساعة واحدة ، وأحس أني ملاحق ، وأني يجب إنهاء قراءة الجريدة بسرعة، أو عند البحث عن معاملة معينة ، أو عند الذهاب لمراجعة أحد المصالح الحكومية ، أو عند الذهاب لشراء حاجياتي من السوق ، أو عند مناقشة البائع عن سلعة معينة عن مواصفاتها وميزاتها إلى آخر تلك المواقف ، ويصاحب ذلك بعض الأعراض التي تزعجني كثيراً ، مثال : صداع ، ثقل في الأطراف ، ضيق في الصدر ، تشتت في التفكير ، وضعف في التركيز ، انخفاض في حدة الصوت ، إحساس بالضعف والإحباط ، الضعف العام في الجسم ، بطيء في الفهم ، بطيء في التحدث .
2- بعض الوساوس القهرية مثل : إذا أكلت أكلة ثقيلة وأحسست بالانتفاخ لمت نفسي ، ليتني ما أكلت ، وتظهر عند ذلك الأعراض التي ذكرتها سابقاً ، أو مثلاً عند تجاوز مخرج بالسيارة أو طريق أقرب من الطريق الآخر لمت نفسي لماذا وليتني سلكت الطريق الصحيح ، وتظهر كذلك الأعراض السابقة من صداع وكآبة ، كذلك عند القيام صباحاً من النوم أو بعد الظهر بعد العودة من العمل أشعر بضيق شديد ، وكآبة شديدة ، مع صداع ثقيل جداً في الرأس يمنعني أحياناً من الاستيقاظ ، وضعف جنسي منذ أول ليلة في زواجي ، وحتى الآن مع وجود انتصاب ولكن ضعيف ، وعندما إتمام الجماع أحس بتعب شديد بعد الإنزال ، ويصعب علي العودة مرةً أخرى للجماع ، إلا بعد فترة طويلة ، مع وجود سرعة في الإنزال ، كذلك عندما أتوتر أحس برغبة في الصراخ أو الغناء بصوت مرتفع جداً ( أعمل ذلك إذا كنت لوحدي) وصرت أتاثر بسرعة ، وتدمع عيني بسرعة عند سماع القرآن أو مشاهدة منظر محزن ، مع أن(113/476)
ذلك لم يكن لدي سابقاً، وعندما أسمع خبر يفرحني أفرح بشكل شديد جداً (هستيري) وقد يطير عني النوم حتى لو كنت متعب ومحتاج للراحة ، ويزيد عندي التفكير بشكل كبير جداً مع القلق والتوتر الواضح ، مع العلم أني أراجع دكتور نفساني مشهور عندنا في الرياض منذ 6 سنوات ، ووصف لي في البداية دواء (سيروكسات) 20 جرام ، واستخدمته لمد أكثر من سنتين بجرعات متدرجة إلى أن وصلت إلى حبة ونصف في اليوم ، واستمررت عليه لمدة سنتين ، في البداية أحسست بتحسن ، ولكن بعد سنة من العلاج بدأت ترجع بعض الأعراض السابقة ، مع زيادة الضعف الجنسي ، راجعت الدكتور وطلبت منه تغيير العلاج لعدم استفادتي منه ، وغير الدواء بدواء آخر (efexor 37.5) ثم طلب مني بعد أسبوع من العلاج تغيير الجرعة من نفس العلاج إلى 75 جرام بمقدار حبتين في اليوم ، واستخدمته لمدة أسبوعين ، ولكن سبب لي ضعف جنسي فضيع ، حدثت الدكتور عن الجانب السلبي من العلاج ، فأخبرني أنه محتار ولا يدري ماذا يفعل معي ، وأشار علي بالآتي :
1- إما استخدام أحد الأدوية السابق ذكرها ، وأضاف لها دواء aurorix 150) لمدة غير محددة قد تتجاوز العشر سنوات ، مع الصبر على سلبياتها.
2- أو ترك الأدوية والاستمرار مع الأخصائي النفسي ، ومحاولة مقاومة الاكتئاب والتوتر بالرياضة وقراءة القرآن والانشغال عنه .
وقد استمررت مع الأخصائي النفسي لعدة جلسات ، ولكن كان يركز فقط على عملية الاسترخاء التي لم أشعر فيها بفائدة كبيرة.
حاولت التخلص من الأدوية وعدم استخدامها ، والاعتماد بعد الله على نفسي ، ولكن لا جدوى ، حيث أن حالات الاكتئاب تأتيني بدون مقدمات ، حتى ولو كنت لا أفكر أو أسرح ، وأتوتر من أقل عمل يتعبني في العمل ، ولا أعد أستطيع أن أنتج ، وأسرح كثيراً في الصلاة وفي كل مكان ، وإن كان عندي عمل يجب عمله أفكر فيه كثيراً ويشغل بالي حتى لو كان تافهاً مثل غسيل السيارة مثلاً ، وصرت أحس بالتعب والإرهاق من أقل مجهود ، وبردت علاقتي بزوجتي وبناتي ، وظهرت علي وجهي علامات الأسى والكآبة ، مع أني إنسان محافظ على الصلوات وأقرأ القرآن بشكل يومي تقريباً.
رجعت لعلاج efexor 37.5 ولا زلت أستخدمه حتى الآن ، وأحسست أول أسبوع من استعماله بنشاط جنسي نوعاً ما وحب للجنس ، ولكن مع الاستمرار في تناوله بجرعة حبة ونصف صباحا وحبة ونصف مساء حسب رأي الدكتور رجع لي الضعف الجنسي ، بل حتى ضعف الانتصاب ، مع شعور بالاكتئاب وإن كان أقل من أول ، وتوتر وقلق وإن كان أقل من أول أيضاً.
أيضاً لدي هذه الأعراض :
1- إذا طلب مني مديري تغيير عملي في المكتب الحالي (سكرتير) إلى مثلاً كاتب صادر ووارد ، أخاف وينتابني شعور بالضعف ؛ لأني سوف أمسك عمل أقل من مستواي ، مع العلم أن هناك موظفين معي أرفع مني مرتبة ويعملون بالصادر والوارد.(113/477)
2- عندي تضارب وتردد وصراع نفسي رهيب في التفكير حول مديري ، حول منحي عمل إضافي ، فساعات أقول سأدخل عليه وأكلمه بصراحة ، وأحاول أن أستعمل الشدة في الحديث معه ليضعني مع ضمن المكلفين ضمن العمل الإضافي ، وأحيانا أقول لا تستعجل واستخدم معه أسلوب اللين والرفق ، مع أن هناك أيضاً بعض زملائي في المكتب لم يضافوا إلى العمل الإضافي ، ودائماً تراودني تلك الفكرة وتسبب لي قلق في التفكير ، مع أن تلك الحالات لم تكن أول مرة ، بل صادفتني في عملي السابق ، ولكن بأسلوب مختلف وحالات مختلفة.
يقول الدكتور مرضك ناتج عن اضطراب في الشخصية ، ناتج من التربية في الصغر ، مع أني إنسان اجتماعي وأحب لقاء الأصدقاء وأفرح بهم ، بل أنا الذي أحاول طرح فكرة الخروج مع أصدقائي ، وأحب المناسبات وحضورها بشكل عام ، وجريء الحديث مع الناس ، والتحدث أمام الناس حتى لو كانوا بالمئات ، وليس عندي مشكلة في الصلاة بالجماعة ، ولا ينتابني خوف من ذلك ، وحياتي في السابق كما أذكرها في مرحة المتوسطة والثانوية كالتالي :
1- أخاف من طرح سؤال علي من قبل الأستاذ ، وأخاف من الإجابة.
2- أحاول ألا أرفع يدي في الفصل خوفاً من المشاركة حتى لو كنت أعرف الإجابة.
3- قليل الاختلاط بزملائي في الفصل في الثانوية ، بل أني دائماً أكون بمفردي في ساعات الفراغ.
4- حياتي السابقة خصوصاً أيام الدراسة دائماً في البيت ، ولا أخرج إلا نادراً .
5- كنت مدمن على الأفلام الإباحية واستعمال العادة السرية ، ولا زلت مدمن عليها ، ولكن العادة السرية الآن والحمد لله لا أفعلها .
6- صارت لي حادثة أتعبت تفكيري ودمرت حياتي ، حيث عندما كنت في عمر 25 سنة تزوج أخي الذي يصغرني ب 5 سنوات ، وكان أقل مني في المستوى الفكري والدراسي والمالي ، وغرت منه غيرة شديدة ، وأحسست بالضعف والهوان كيف أن أخي الصغير يتزوج قبلي ، وأن ذلك راجع إلى ضعفي ، وبدأت أحس أني إذا ذهبت لمناسبة أن أقربائي والناس الحاضرين ينظرون إلي بعين الأسى ؛ لأن أخي تزوج قبلي ، وساءت حالتي النفسية ، واضطررت للقراءة عند المشايخ ، بل زاد عدائي لأخي الصغير الذي تزوج قبلي ، وصرت أرمي عليه بالماء إذا مر وأهشم زجاج سيارته ، مما دعاني إلى أن أطلب من أهلي أن يسرعوا بزواجي ، مع أني كنت غير راغب في الزواج ، وليس لدي دافع جنسي أو نفسي له ، وليس لدي مقدرة مادية ، ولكن كنت أريد الزواج بأي طريقة ، حتى أثبت لنفسي وللناس أني غير ضعيف وقادر على الزواج ، وتزوجت بعد سنة من زواج أخي من امرأة لا أحبها ، بل تزوجتها إرضاءً لنفسي المريضة ، وحدثت مشاكل بيني وبين زوجتي بعد الزواج لا يعلمها إلا الله ، حيث كنت لا أحبها ، بل حتى لما أخبرتني أنها حامل بعد خمسة شهور تقريباً من زواجي أصابني الخوف والهلع ، وتمنيت أنها لم تحمل ، وأحست هي بذلك وأشعرتني به ، مع أن زوجتي لن أجد مثلها في حياتي ، حيث وفقني الله في زوجة صالحة راجحة العقل ، جميلة ، حسنة التصرف ، أستعين بها كثيراً في حل مشاكلي ، وتسدي لي النصيحة، وأعترف بمقدرتها على حل المصاعب ، وعلى(113/478)
رجاحة عقلها ، وعلى تفوقها في تربية بناتي ، بل أكثر من ذلك هي صبورة جدا ، وصبرت على فقري وضعفي الجنسي وعلي ضعف تفكيري ، وعلي مقارنتي لها دائماً بجميلات التلفزيون ، وتحاول ألا تبين ذلك لأهلها أو لأي أحد ، وأن تظهرني عند أهلها وعند الناس بأني من أفضل الرجال، ولكن الحمد لله بعد عشر سنوات من زواجي بها تغير الحال معها ، وصرت الآن أعاملها بشكل جيد ، وأعترف أن لها الفضل الكبير في تقدم حالتي النفسية ، وفي تغيير بعض الأفكار السلبية التي كانت لدي.
سؤالي بعد هذه المقدمة الطويلة :
هل الكآبة والضيقة ناتجة عن القلق والتوتر المفرط ، أو أن القلق ناتجٌ عن الكآبة ؟ وهل ممكن علاج القلق والتوتر بدون استخدام أدوية ؟ وإن كان يجب استخدام أدوية ما هي الأدوية المناسبة في رأيكم بمثل حالتي ؟ وما رأيكم في العلاج بالإبر الصينية في مثل حالتي أو الجلسات الكهربائية ؟ مع العلم أنه ليس لدي مشاكل عائلية مع أسرتي أو في العمل ، والعمل مريح ، وحالتي المادية مستورة والحمد لله ، ولكن التوتر والكآبة شلت تفكيري ، ودمرت حياتي ودمرت قدرتي على العمل ، ولا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل اعتيادي مثل القراءة أو الكتابة أو ممارسة الرياضة مع أني أتمني ذلك ، حيث أني أحس بأن الوقت ضيق جداً ويجري بسرعة ، ولا أستطيع عمل شيء فيه ، مع أنه ليس لدي مشاغل أو أعمال أخرى غير عملي الحكومي ، ولا أنسى أن أقول أني شخص مثقف وجامعي ، وليس لدي مشاغل تستدعي التفكير ، ومع ذلك القلق والكآبة تدمرني كل يوم ، وتذهب بسعادتي ، وتجعلني لا استمتع بحياتي ولا بوقتي ، وأشعر ذلك بعدم الرغبة في التحدث ، وإذا تحدثت بشكل قصير جداً ، مع انخفاض حدة الصوت ، مع العلم أن رسالتي إليكم كنت أفكر فيها ، وأريد أن أكتبها منذ أكثر من شهرين ، ولكن أحس أن الوقت يمضي بسرعة وليس عندي وقت للكتابة ، كذلك أنا مقدم على دراسة الماجستير في القانون في خارج بلدي في (أمريكا أو أوروبا) وعندما أفكر في الموضوع ينتابني صراع نفسي رهيب ، كيف سأعيش هناك مع أسرتي ؟ وكيف سيكون وضعي هناك وأنا على هذه الحال ؟ وأخشى أن تؤثر حالتي على دراستي ، خصوصاً أن الدراسة تحتاج لذهنٍ صافٍ وتركيز.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في علاج حالتي المستعصية ، والله لا يحرمكم الآجر والثواب ، حيث أني تعبت جداً طوال 10 سنوات من العلاج ، فهل مرضي هذا مزمن ، وهل يمكن علاجه ؟
مع خالص تحياتي وتقديري ،
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، اللهم آمين .(113/479)
غالباً الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية قد تعرضوا إلى تحرش جنسي في الصغر من أي نوع ولو لمرة واحدة ، والبيئة مليئة بالأسباب التي تدعوا لمثل هذه التحرشات.
المهم أن من يمارس العادة السرية عادةً يعاني من القلق والاهتمام بنظرات الناس ، والتوتر عند نظرة الناس له ، ويهاب مواقف الاتصال بشكل عام، وشيء طبيعي أن يكون الممارس للعادة السرية محباً للأفلام الإباحية ومدمناً عليها .
وبالتالي شيء طبيعي أن لا يستلذ بالجنس الأخر إلا في الخيال ، وتبدأ مشاكل الانتصاب وسرعة القذف والضعف الجنسي في الظهور ، وبالتالي تعب أكثر ، وضيف في الصدر ، وإنزال هذا الغضب بالزوجة .
وأشكرك على تقديرك لزوجتك التي صبرت كثيراً عليك ، وكانت زوجة وفية محبة لك، وبهذا فالعلاج لحالتك هو ثلاثة أشياء:
أولاً : عليك بالجلوس على كرسي مريح في مكان هادئ لن يزعجك فيه أحد لمدة ساعة.
والآن سل نفسك هذه الأسئلة وأجب عليها في ورقة :
ما هي مشكلتي ؟
لماذا لدي هذه المشكلة ؟
كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟
كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين ما أرغب في تحقيقه ؟
ما السبب في وجود هذه المشكلة لدي؟
ما هو أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة؟
انظر إلى ساعتك وخذ نفساً عميقاً وهز رأسك ، ثم انظر إلى الأعلى ، والآن أجب على هذه الأسئلة في ورقةٍ أخرى ولا تنتقل إلى السؤال الذي يليه قبل الإجابة على السابق .
1- ماذا أريد ؟
2- أين أريد تحقيق ذلك ، ومتى أريد تحقيق هذه النتيجة ؟ ومن سيساعدني لتحقيق هذه النتيجة ؟
3- بعد الحصول على ما أريده، ما الذي سيتحسن في حياتي؟ وكيف سأصبح سعيداً بمجرد الحصول على ما أريد الحصول عليه؟
4- عندما أحقق ما أريد كيف سأعمل على الحفاظ عليه وعدم إضاعته مني ؟
5- هل هناك ما سأفقده إذا أردت تحقيق هذه النتيجة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم ولا تريد أن تفقد هذه الشيء فسل نفسك ؟
6- هل توجد طريقة أخرى توصلني إلى نفس الأحاسيس والمشاعر؟
7- ما الذي يمنعني من تحقيق ما أريد ؟
8- ما هي مواردي وإمكانياتي المتاحة لتحقيق ما أرغب فيه ؟
9- ما القيم والمعتقدات التي لو اعتنقتها ستساعدني لتحقيق ما أرغب فيه ؟
10- ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أفعلها الآن ؟
العلاج بخط ا لزمن والشكليات الثانوية :(113/480)
عليك أن تجلس باسترخاء على كرسيٍ مريح ، وتأخذ نفس عميق ، وتخرجه ببطء ، ثم تسأل نفسك ما هي أول مشكلة سببت لك التعب والقلق والتوتر في أول مرة وشعرت أنك لست على ما يرام ؟ هل كان في الابتدائي أم قبل المدرسة أم في الإعدادي أم الثانوي أم في الجامعة؟
تذكر أول مشكلة فقط ، والآن ما هي الموارد التي لو كانت لديك لما تعرضت لهذه المشكلة ؟ ما هي الإمكانيات والمهارات التي لو كنت تتمتع بها لما تعرضت لهذه المشكلة؟
اكتب كل الإمكانيات والقدرات والمساعدات الخارجية التي لو كانت متوفرة لديك في تلك الفترة لتغيرت مجريات الأحداث في حياتك .
والآن تخيل أنك على بساط سندباد ، اذهب لتك التجربة من حياتك ، وانظر إلى نفسك من الأعلى ، وجعل ذلك الشاب منك يحصل على كل المارد والمهارات والقدرات التي كان يحتاج إليها ، واجعله يمر بنفس التجربة ، ويغير من ملامحها بالمعطيات الجديدة التي لديه ، ويغير مجريات الأحداث في تلك الفترة .
والآن بعدما ارتاحت نفسه اتصل به واحتضنه ، وأشعره بالأمان ، وقل له : لا تبتئس بعد الآن ، أنت بخير ، واتركه إلى البساط ، وعد إلى الحاضر ، وهز رأسك ، وتنفس بعمق ، وانظر إلى الأعلى.
افعل نفس الخطوات لكل المشاكل التي تعرضت لها في الماضي ، وخاصة في المدرسة عندما كنت تخاف من طرح سؤال ، وعندما كنت تخاف الاختلاط بالزملاء في المدرسة ، وعدم خروجك من المنزل ، وعندما كنت ترى الأفلام ، وعندما كنت تمارس العادة السرية عند كل تلك الأمور ، غير كل تلك الأمور لأفضل ما يمكن أن تجد نفسك ، وغير تلك الفترة الحرجة بينك وبين أخيك ، غير كل ملاحمها بالشكل المثالي الذي كان يجب أن تكون عليه حتى تشعر بالأمان والاستقرار ، وأنه لا مشاكل لديك في الماضي .
الخطوة الثالثة في العلاج : استراتيجية دزني ، هذه الاستراتيجية مهمة جداً لمن أراد تحقيق مشروع ما يرد له النجاح .
احضر أربعة أوراق ، اكتب في الأولى الحالم ، وهو الجزء الذي يرسم لك المشاريع ويرى أحلامك بصورة خيالية ، ثم اكتب في الثانية الواقعي ، وهو الجزء الذي يرسم لك الخطة المناسبة لتحقيق حلم الحالم وأمانيه ، ويساعده على تبني استراتيجيات محكمة لنيل وتحقيق أهدافه ، ثم اكتب في الثالث المقيم أو المنتقد ، وهو الجزء الذي يحاول إيجاد تناسق بين أهداف الحالم منك وبين خطط واستراتيجيات الواقعي منك لحصول التكافؤ وتحقيق التوازن بينهما .
ثم اكتب في الرابعة : المراقب ، وهو الجزء الذي يحاول أن يساعدك للخروج من كل حالة حينما تتعب أو تحتاج مساعدة من الخارج .
والآن فكر في هدف تريد تحقيقه وأنت في موقع المراقب ، ثم انتقل إلى موقع الحالم وعش هذا الهدف وكأنه حصل فعلاً ، وكبر الصورة واجعلها بنوراميه ( بدون إطار ) ولونها بألوانك المفضلة ، وأضف إليها كل ما تحب من وسائل سمعية وحسية ، لتزيد من تأثيرها على نفسك ، ولكن تأكد من أنك منفصل عن الصورة ، أي انظر(113/481)
لنفسك ووجهك وأنت هناك في الصورة ، بمعنى أنك هنا وتنظر لنفسك وهي تقوم بأعمال هناك في الصورة .
ثم اخرج من الحالم إلى موقع المراقب وهز رأسك وتنفس بعمق .
والآن فكر في موقف كنت تتخذ فيه قراراً مهماً لحياتك ، ثم ادخل في موقع الواقعي وفكر بالخطة والاستراتيجيات التي على الحالم اتخاذها إن أراد تحقيق هذا الحلم ، وأكتب كل ما يمليه عليك هذا الواقعي من خطط وأفكار ، وليسأل الحالم ماذا عليك أن تفعل وكيف تفعله ، ثم في الوقت المناسب انتقل إلى موقع المراقب واكسر الحالة .
ثم انتقل إلى المقيم والمنتقد ، وقيم الحالم والواقعي بسؤالهم ماذا تريد من هذا الحلم ؟ وكيف تريد تحقيقه ؟ وماذا تقصد من هذه الخطة ؟ وكيف ستكون ناجحة ؟ ويمكنك التنقل في الوقت المناسب إلى أي موقع للإجابة على الأسئلة ، حتى تصل إلى تراضي جميع الأطراف .
قد يستغرق ساعة أو أكثر أو يوم أو عدة أيام ، المهم عليك أن تكون راغبا في إحداث تغير في حياتك نحو الأفضل .
أما الإجابة عن تساؤلاتك التي وردت في استشارتك فإليك ما يلي:
1- ما تعاني منه هو قلق تسبب في اكتئاب بسيط يمكن علاجه ، وتسبب لك أيضاً في وسوسة قهرية ولكنها بسيطة يمكن السيطرة عليها بالتقنيات المتقدمة .
وبالطبع يمكن لكل أنواع القلق بأن يعالج بدون دواء ما دام لم يتعدَ إلى مرض عضوي ذهني ، والسبب الذي يجعل الأطباء يصفون الدواء هو لحقيقة مفادها أن هناك خلل في هرموني الأدرينالين ونورادرينالين ، وهذه الأدوية تؤثر على هذين الهرمونين مما يعدل مزاج المريض.
وأؤكد أن ارتفاع وانخفاض هذين الهرمونين ناتج عن طريقة تفكير الإنسان السلبية ، والتي بموجبها يؤثر على جهاز الأعصاب والمشاعر ، فتتغير ويتغير السلوك ، فيلاحظ تبدل في المزاج والسلوك ، فإذا استطعنا أن نعدل تفكير الإنسان أو مشاعره أو سلوكه يمكننا من تغير حالته الصحية ، ولا يحتاج إلى دواء ، لأن تعديل مزاجه يعني اتزان هذه الهرمونات تلقائياً ، وكذلك مع استخدامك للتقنيات السابقة ستجد نفسك مرتاحاً مقبلاً على الحياة ومتزن عاطفياً ونفسياً .
لأنها تتعاملا مباشرة مع عقلك اللاوعي وتسبب له كل الراحة والاتزان .
أخي محمد سعيد : ماذا تريد لكي تكون سعيداً إن لم يكن هذا كله كافياً ؟
ماذا تنتظر لتشعر بالسعادة والفرح ؟
أحب أن أخبرك أن هناك 99% من الناس ينتظرون حصول شيء ما ليشعروا بالراحة والسعادة .
فبعض الناس يقول : إذا كبر أبنائي سأرتاح ، والبعض : إذا تزوجت سأكون سعيداً ، والبعض : إذا غيرت عملي سأشعر بالسعادة ، ودائماًَ يؤجلون الطمأنينة والسعادة إلى أمر آخر غير السعادة .
وقد طلب أحد المدربين من أتعس الناس أن يشعروا بالفرح عندما يستمعوا إلى صوت القطار ، وفعلوا وبدأ الجميع بعد خمس محاولات يضحكون ويمزحون حقيقة لا خيال , فقال : مادام يمكنكم الضحك متى ما أردتم فلماذا تؤجلون ذلك ؟!!(113/482)
أخي يمكنك متابعتنا فنحن نهتم بك ، ونتهم أن تصل إلى أعلى مستوى من السعادة والراحة ، أقدر رسالتك ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إجابتك ، ويمكنك أيضاً اللجوء بعد الله تعالى إلى المعالجين بالبرمجة اللغوية العصبية ، والله الموفق .
أ/ إيمان الشيباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاك الله خيراً على رسالتك التفصيلية ، والتي أستطيع أن أستخلص منها أن شخصيتك تحمل سمات ما يعرف بالشخصية (أ) وهي شخصية مثابرة وتواقة ومنتجة ، ولكنها قلقة تعمل في سباق مع الزمن مع وجود بعض الجوانب الوسواسية ، وسرعة الشعور بالإحباط حين لا تصل إلى مراميها ، ولا شك أن تجربتك العلاجية حافلة ، ومهما كانت الإخفاقات التي ذكرتها فيجب أن لا يكون ذلك سبباً في إحباطك ، فكم رأينا من الناس ظلوا تحت الحصار النفسي الذي نتج عن الاكتئاب والقلق والتوتر والوساوس ، ثم بعد ذلك تحسنت أحوالهم ، وحدث لهم نوع من التكيف النفسي ، وارتفعت كفاءتهم الذاتية ، واختفى القلق والاكتئاب .
أنت يا أخي بفضل الله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك ، خاصةً أن الله قد رزقك الزوجة الصالحة المعينة وإن لم تكن هي من اختيارك ، كما أنك سلكت الآن الطريق القويم بعد الهفوات والزلات التي عشتها سابقاً .
ولقد لاحظت أن من أسباب عدم استمرارك في العلاج لفترات متصلة هو تخوفك من الآثار الجانبية للأدوية ، وقد التمست أنه تكونت لديك خارطة سلبية حول الآثار الجنسية للأدوية ، علماً بأن دواءً مثل Efexor لا يسبب ضعفاً جنسياً ، ولكن القلق التوقعي والخوف من الفشل هو الذي ولد لديك الفشل ، وعليه لا بد أن تسعى لتصحيح هذا المسار .
إجابةً على سؤالك حول العلاقة بين القلق والكآبة ، أرجو أن أوضح لك أنه لا قلق بدون اكتئاب ، ولا اكتئاب بدون قلق ، وعليه يوجد تداخل كبير بين الاثنين ، وقد اتضح جلياً أن المسارات العصبية الموجودة في المخ ، والتي تصاب بنوع من الخلل في حالات الاكتئاب والقلق هي متقاربة ومتشابهة جداً ، وحتى العلاجات الحديثة التي تستعمل لعلاج الاكتئاب تعالج القلق أيضاً ، والعكس صحيح.
الأدوية تعتبر هامة لعلاج القلق ، خاصةً النوع غير الإدماني منها ، ولكن هنالك وسائل علاجية أخرى فعالة وداعمة للأدوية , ومنها :
العلاج الاسترخائي .
ممارسة الرياضة .
التعبير عن الذات والتفريغ النفسي .
التكيف مع الظروف الحياتية .
التركيز على الايجابيات ومحاولة تنميتها وتجاهل السلبيات ومحاولة تقليصها .(113/483)
الأدوية التي استعملتها تعتبر مناسبة إلى حدٍ كبير ، ولكن أود أن أقترح لك مجموعةً أخرى من الأدوية التي أسال من الله أن يجعل لك فيها خيراً ، وعليه أرجو أن تستعمل الآتي :
1- Faverin وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ترفع الجرعة بواقع 50 ملجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 300 ملجرام لمدة ستة أشهر ، ثم تخفض بنفس الطريقة التدريجية التي بدأت بها .
2- والعلاج الآخر يعرف باسم Buspar وجرعته هي 5 ملجرام ثلاث مرات في اليوم ، يمكن أن ترفع بعد شهر إلى 10 ملجرام صباح ومساء لمدة ستة أشهر ، ولا يتطلب إيقافه لأي نوع من التدرج .
بالنسبة للإبر الصينية هي من الأمور الخلافية في العلاج ، وهي تفيد في بعض حالات التوتر والقلق ، خاصةً المرتبط بأعراض جسدية مثل الصداع ، ويقال أنها تعمل عن طريق استشعار إفراز ما يعرف بالمورفينات الداخلية للمخ ، ويمكن أن تجربها ، فهي بأي حال من الأحوال لن تكون مضرة ، ولكن لا تتعب في الحصول على هذا العلاج إذا لم يكن متوفراً أو كان باهظ التكلفة .
بالنسبة للعلاج بالجلسات الكهربائية لا أرى أنه سيكون مفيداً في حالتك ، فالجلسات الكهربائية تعطى في حالات الاكتئاب الذهاني وبعض أنواع مرض الفصام.
عافاك الله وشفاك ، وبالله التوفيق
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ ...
... دعوة الأهل للالتزام
... 3130
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته وجزاكم الله خيرا على هذالموقع وعلى ما توفرون فيه من أمور يحتاجها كثير من المسلمين وبعد
فسؤالى هو أنى تائب جديد وعندما تبت وأخذت فى طلب العلم علمت بأني كنت أعيش واقعا تتفطر منه الأكباد ، وأحسب نفسي الآن من الأخيار ولا زال بعض من أفراد أسرتي يعيشون ماكنت أعيش ولا أتعامل معهم كما يجب وأريد نصيحة بكيفية التعامل معهم لأدعوهم جميعهم رغم أنهم مختلفو المستويات فمنهم من أعتقد أن عقيدته صحيحة ولكنه إذا حكى أمرا فيه استهزاء مخرج من الملة ضحك وربما كان هو من يحكي هذا عن فاعله ومنهم من عقيدته فاسدة وبينهم أخ لي كان طالب علم قبلي وكنت أسأله عن أمور في الدين لم أكن أعرفها وهم يعرفونها لكني الآن صرت أعلى منه مستوى ، إلا أن أسئلتي تلك سبب لعدم إعطائهم لي أهمية وجعلته هو ينتقدني أمامهم مما له تأثير عليهم هم دون علمهم أني أعلى منه مستوى تحدثا بالنعم ، وكيف أدعوه هو خاصة ، وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/484)
الأخ الفاضل / المهدي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك أيها المهدي في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، ويسرنا أن نستقبل رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل جلاله أن يجعل لك من اسمك نصيباً ، وأن تكون من المهتدين حقاً ومن الدعاة إليه على بصيرة ، وأن يجعل في كلامك الأثر والنفع ، وأن يهدي بك الناس إلى صراطه المستقيم ، واعلم أخي المهدي : أن الدعوة إلى الله تعالى وظيفة خيرة الخلق وهم الأنبياء والمرسلون ، ولا بد للداعية الموفق أن يتحلى بصفة هؤلاء الأخيار الأبرار ، والتي من أهمها الصبر وسعة الصدر ، والحلم والأناة ، والتواضع والعفو ، ولذلك عندما أراد مولاك الكريم أن يصف نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفه بأنه كان كثير الصيام أو القيام أو قراءة القرآن -وإن كان كل ذلك فيه- ولكن وصفه بحسن الخلق قائلاً : ((وإنك لعلى خلقٍ عظيم)) فهذه هي أعظم وأهم صفة لنجاح الداعية، وقوله سبحانه: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) (آل عمران:159) ، فلا بد لك لكي تتمكن من دعوة هؤلاء الأفاضل من حسن الخلق وسعة الصدر ، والصبر والتواضع ، وألا ترد السيئة بالسيئة ، ولكن العفو والصفح وهذا هو مفتاح القلوب الأول .
أما المفتاح الثاني : فهو أن تبدأ بهم من حيث هم لا من حيث أنت ، فأنت الآن طالب علم تحرص على أن تكون من الأخيار ، أما هم فهم عوام أو أنصاف متعلمين ، فكيف تحولهم إلى أن يكونوا مثلك ؟ لا بد لك من التدرج معهم خطوةً خطوة ، وأن تبدأ بصغار العلم قبل كباره .
المفتاح الثالث : أن تكون قدوةً عملية يوافق فعلك قولك ، فلا تدعوهم إلى شيء أنت لا تطبقه ، وإنما لا بد أن تكون دائماً السابق إلى الخيرات .
أن تبدأ بشيءٍ مبسط في العقيدة يمكن فهمه واستيعابه ، ثم الفقه كذلك ، ولا تنس الأخلاق والمعاملات فإنها من فروض الأعيان .
لا يعيبك أن تقول : لا أدري ، فلقد قالها من هو خير منك وهم الأئمة الأعلام من الصحابة والتابعين والأئمة الكرام ، خاصةً إمامكم مالك رضي الله عنه الذي سئل في أربعين مسألة فأجاب في ست وقال في البقية : لا أدري .
احرص على أن تكون كريماً معهم ، تمد إليهم يد العون والمساعدة على قدر استطاعتك ، ففي الحديث ( تهادوا وتحابوا ) فالهدية خاصة للمناوئين لك تؤلف قلوبهم عليك ، وتنزع منهم الحقد عليك أو الكراهية لك ؛ لأن كل ذي نعمة محسود .
ألا تتعالى عليهم أو تتعالم أو تنزل معهم في معارك جدال لتثبت لهم فيها أنك أنت الأعلم والأفقه ، فذلك يوغر الصدر عليك ، وإنما عليك بالتواضع وعدم النزول إلى حلبة المجادلات العقيمة التي تفسد ذات البين، وإنما كن داعية مربيا تمثل الأب الروحي لهم ، ولا تكن مجادلاً مناظراً ؛ لأن الداعية يكسب القلوب والمجادل يفقدها .(113/485)
عليك بالدعاء لنفسك أن يوفقك الله للصواب ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يتقبل عملك ، وأن تدعو لهم أن يشرح الله صدورهم للحق ، وأن يعينهم على امتثاله ، وأن يجعلهم هداةً مهتدين بك أو بغيرك .
وبذلك ستستطيع أخي مهدي أن تجمع القلوب حولك ، وأن تنفذ إليها بسرعة مذهلة ، وأن يكون رهن إشارتك وطوع أمرك ، ونسأله تعالى أن يوفقك في مهمتك ، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة ، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الغيرة القاتلة
... 3110
السؤال
أعاني من الغيرة وأخاف أن يكون هذا الأمر حسدا في الحقيقة ، حيث إنني أحس بهذا الأمر مع أقرب الناس وأحبهم إلى قلبي وهي أختي التي نشأت معها، وكذلك مع أعز صديقاتي ، أنا أحس أن هذا الأمر لا يجوز وفعلا أتضايق من نفسي لكن لا أعلم ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، اللهم آمين .
غالباً الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية قد تعرضوا إلى تحرش جنسي في الصغر من أي نوع ولو لمرة واحدة ، والبيئة مليئة بالأسباب التي تدعوا لمثل هذه التحرشات.
المهم أن من يمارس العادة السرية عادةً يعاني من القلق والاهتمام بنظرات الناس ، والتوتر عند نظرة الناس له ، ويهاب مواقف الاتصال بشكل عام، وشيء طبيعي أن يكون الممارس للعادة السرية محباً للأفلام الإباحية ومدمناً عليها .
وبالتالي شيء طبيعي أن لا يستلذ بالجنس الأخر إلا في الخيال ، وتبدأ مشاكل الانتصاب وسرعة القذف والضعف الجنسي في الظهور ، وبالتالي تعب أكثر ، وضيف في الصدر ، وإنزال هذا الغضب بالزوجة .
وأشكرك على تقديرك لزوجتك التي صبرت كثيراً عليك ، وكانت زوجة وفية محبة لك، وبهذا فالعلاج لحالتك هو ثلاثة أشياء:
أولاً : عليك بالجلوس على كرسي مريح في مكان هادئ لن يزعجك فيه أحد لمدة ساعة.
والآن سل نفسك هذه الأسئلة وأجب عليها في ورقة :
ما هي مشكلتي ؟
لماذا لدي هذه المشكلة ؟
كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟(113/486)
كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين ما أرغب في تحقيقه ؟
ما السبب في وجود هذه المشكلة لدي؟
ما هو أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة؟
انظر إلى ساعتك وخذ نفساً عميقاً وهز رأسك ، ثم انظر إلى الأعلى ، والآن أجب على هذه الأسئلة في ورقةٍ أخرى ولا تنتقل إلى السؤال الذي يليه قبل الإجابة على السابق .
1- ماذا أريد ؟
2- أين أريد تحقيق ذلك ، ومتى أريد تحقيق هذه النتيجة ؟ ومن سيساعدني لتحقيق هذه النتيجة ؟
3- بعد الحصول على ما أريده، ما الذي سيتحسن في حياتي؟ وكيف سأصبح سعيداً بمجرد الحصول على ما أريد الحصول عليه؟
4- عندما أحقق ما أريد كيف سأعمل على الحفاظ عليه وعدم إضاعته مني ؟
5- هل هناك ما سأفقده إذا أردت تحقيق هذه النتيجة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم ولا تريد أن تفقد هذه الشيء فسل نفسك ؟
6- هل توجد طريقة أخرى توصلني إلى نفس الأحاسيس والمشاعر؟
7- ما الذي يمنعني من تحقيق ما أريد ؟
8- ما هي مواردي وإمكانياتي المتاحة لتحقيق ما أرغب فيه ؟
9- ما القيم والمعتقدات التي لو اعتنقتها ستساعدني لتحقيق ما أرغب فيه ؟
10- ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أفعلها الآن ؟
العلاج بخط ا لزمن والشكليات الثانوية :
عليك أن تجلس باسترخاء على كرسيٍ مريح ، وتأخذ نفس عميق ، وتخرجه ببطء ، ثم تسأل نفسك ما هي أول مشكلة سببت لك التعب والقلق والتوتر في أول مرة وشعرت أنك لست على ما يرام ؟ هل كان في الابتدائي أم قبل المدرسة أم في الإعدادي أم الثانوي أم في الجامعة؟
تذكر أول مشكلة فقط ، والآن ما هي الموارد التي لو كانت لديك لما تعرضت لهذه المشكلة ؟ ما هي الإمكانيات والمهارات التي لو كنت تتمتع بها لما تعرضت لهذه المشكلة؟
اكتب كل الإمكانيات والقدرات والمساعدات الخارجية التي لو كانت متوفرة لديك في تلك الفترة لتغيرت مجريات الأحداث في حياتك .
والآن تخيل أنك على بساط سندباد ، اذهب لتك التجربة من حياتك ، وانظر إلى نفسك من الأعلى ، وجعل ذلك الشاب منك يحصل على كل المارد والمهارات والقدرات التي كان يحتاج إليها ، واجعله يمر بنفس التجربة ، ويغير من ملامحها بالمعطيات الجديدة التي لديه ، ويغير مجريات الأحداث في تلك الفترة .
والآن بعدما ارتاحت نفسه اتصل به واحتضنه ، وأشعره بالأمان ، وقل له : لا تبتئس بعد الآن ، أنت بخير ، واتركه إلى البساط ، وعد إلى الحاضر ، وهز رأسك ، وتنفس بعمق ، وانظر إلى الأعلى.(113/487)
افعل نفس الخطوات لكل المشاكل التي تعرضت لها في الماضي ، وخاصة في المدرسة عندما كنت تخاف من طرح سؤال ، وعندما كنت تخاف الاختلاط بالزملاء في المدرسة ، وعدم خروجك من المنزل ، وعندما كنت ترى الأفلام ، وعندما كنت تمارس العادة السرية عند كل تلك الأمور ، غير كل تلك الأمور لأفضل ما يمكن أن تجد نفسك ، وغير تلك الفترة الحرجة بينك وبين أخيك ، غير كل ملاحمها بالشكل المثالي الذي كان يجب أن تكون عليه حتى تشعر بالأمان والاستقرار ، وأنه لا مشاكل لديك في الماضي .
الخطوة الثالثة في العلاج : استراتيجية دزني ، هذه الاستراتيجية مهمة جداً لمن أراد تحقيق مشروع ما يرد له النجاح .
احضر أربعة أوراق ، اكتب في الأولى الحالم ، وهو الجزء الذي يرسم لك المشاريع ويرى أحلامك بصورة خيالية ، ثم اكتب في الثانية الواقعي ، وهو الجزء الذي يرسم لك الخطة المناسبة لتحقيق حلم الحالم وأمانيه ، ويساعده على تبني استراتيجيات محكمة لنيل وتحقيق أهدافه ، ثم اكتب في الثالث المقيم أو المنتقد ، وهو الجزء الذي يحاول إيجاد تناسق بين أهداف الحالم منك وبين خطط واستراتيجيات الواقعي منك لحصول التكافؤ وتحقيق التوازن بينهما .
ثم اكتب في الرابعة : المراقب ، وهو الجزء الذي يحاول أن يساعدك للخروج من كل حالة حينما تتعب أو تحتاج مساعدة من الخارج .
والآن فكر في هدف تريد تحقيقه وأنت في موقع المراقب ، ثم انتقل إلى موقع الحالم وعش هذا الهدف وكأنه حصل فعلاً ، وكبر الصورة واجعلها بنوراميه ( بدون إطار ) ولونها بألوانك المفضلة ، وأضف إليها كل ما تحب من وسائل سمعية وحسية ، لتزيد من تأثيرها على نفسك ، ولكن تأكد من أنك منفصل عن الصورة ، أي انظر لنفسك ووجهك وأنت هناك في الصورة ، بمعنى أنك هنا وتنظر لنفسك وهي تقوم بأعمال هناك في الصورة .
ثم اخرج من الحالم إلى موقع المراقب وهز رأسك وتنفس بعمق .
والآن فكر في موقف كنت تتخذ فيه قراراً مهماً لحياتك ، ثم ادخل في موقع الواقعي وفكر بالخطة والاستراتيجيات التي على الحالم اتخاذها إن أراد تحقيق هذا الحلم ، وأكتب كل ما يمليه عليك هذا الواقعي من خطط وأفكار ، وليسأل الحالم ماذا عليك أن تفعل وكيف تفعله ، ثم في الوقت المناسب انتقل إلى موقع المراقب واكسر الحالة .
ثم انتقل إلى المقيم والمنتقد ، وقيم الحالم والواقعي بسؤالهم ماذا تريد من هذا الحلم ؟ وكيف تريد تحقيقه ؟ وماذا تقصد من هذه الخطة ؟ وكيف ستكون ناجحة ؟ ويمكنك التنقل في الوقت المناسب إلى أي موقع للإجابة على الأسئلة ، حتى تصل إلى تراضي جميع الأطراف .
قد يستغرق ساعة أو أكثر أو يوم أو عدة أيام ، المهم عليك أن تكون راغبا في إحداث تغير في حياتك نحو الأفضل .
أما الإجابة عن تساؤلاتك التي وردت في استشارتك فإليك ما يلي:
1- ما تعاني منه هو قلق تسبب في اكتئاب بسيط يمكن علاجه ، وتسبب لك أيضاً في وسوسة قهرية ولكنها بسيطة يمكن السيطرة عليها بالتقنيات المتقدمة .(113/488)
وبالطبع يمكن لكل أنواع القلق بأن يعالج بدون دواء ما دام لم يتعدَ إلى مرض عضوي ذهني ، والسبب الذي يجعل الأطباء يصفون الدواء هو لحقيقة مفادها أن هناك خلل في هرموني الأدرينالين ونورادرينالين ، وهذه الأدوية تؤثر على هذين الهرمونين مما يعدل مزاج المريض.
وأؤكد أن ارتفاع وانخفاض هذين الهرمونين ناتج عن طريقة تفكير الإنسان السلبية ، والتي بموجبها يؤثر على جهاز الأعصاب والمشاعر ، فتتغير ويتغير السلوك ، فيلاحظ تبدل في المزاج والسلوك ، فإذا استطعنا أن نعدل تفكير الإنسان أو مشاعره أو سلوكه يمكننا من تغير حالته الصحية ، ولا يحتاج إلى دواء ، لأن تعديل مزاجه يعني اتزان هذه الهرمونات تلقائياً ، وكذلك مع استخدامك للتقنيات السابقة ستجد نفسك مرتاحاً مقبلاً على الحياة ومتزن عاطفياً ونفسياً .
لأنها تتعاملا مباشرة مع عقلك اللاوعي وتسبب له كل الراحة والاتزان .
أخي محمد سعيد : ماذا تريد لكي تكون سعيداً إن لم يكن هذا كله كافياً ؟
ماذا تنتظر لتشعر بالسعادة والفرح ؟
أحب أن أخبرك أن هناك 99% من الناس ينتظرون حصول شيء ما ليشعروا بالراحة والسعادة .
فبعض الناس يقول : إذا كبر أبنائي سأرتاح ، والبعض : إذا تزوجت سأكون سعيداً ، والبعض : إذا غيرت عملي سأشعر بالسعادة ، ودائماًَ يؤجلون الطمأنينة والسعادة إلى أمر آخر غير السعادة .
وقد طلب أحد المدربين من أتعس الناس أن يشعروا بالفرح عندما يستمعوا إلى صوت القطار ، وفعلوا وبدأ الجميع بعد خمس محاولات يضحكون ويمزحون حقيقة لا خيال , فقال : مادام يمكنكم الضحك متى ما أردتم فلماذا تؤجلون ذلك ؟!!
أخي يمكنك متابعتنا فنحن نهتم بك ، ونتهم أن تصل إلى أعلى مستوى من السعادة والراحة ، أقدر رسالتك ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إجابتك ، ويمكنك أيضاً اللجوء بعد الله تعالى إلى المعالجين بالبرمجة اللغوية العصبية ، والله الموفق .
أ/ إيمان الشيباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاك الله خيراً على رسالتك التفصيلية ، والتي أستطيع أن أستخلص منها أن شخصيتك تحمل سمات ما يعرف بالشخصية (أ) وهي شخصية مثابرة وتواقة ومنتجة ، ولكنها قلقة تعمل في سباق مع الزمن مع وجود بعض الجوانب الوسواسية ، وسرعة الشعور بالإحباط حين لا تصل إلى مراميها ، ولا شك أن تجربتك العلاجية حافلة ، ومهما كانت الإخفاقات التي ذكرتها فيجب أن لا يكون ذلك سبباً في إحباطك ، فكم رأينا من الناس ظلوا تحت الحصار النفسي الذي نتج عن الاكتئاب والقلق والتوتر والوساوس ، ثم بعد ذلك تحسنت أحوالهم ، وحدث لهم نوع من التكيف النفسي ، وارتفعت كفاءتهم الذاتية ، واختفى القلق والاكتئاب .(113/489)
أنت يا أخي بفضل الله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك ، خاصةً أن الله قد رزقك الزوجة الصالحة المعينة وإن لم تكن هي من اختيارك ، كما أنك سلكت الآن الطريق القويم بعد الهفوات والزلات التي عشتها سابقاً .
ولقد لاحظت أن من أسباب عدم استمرارك في العلاج لفترات متصلة هو تخوفك من الآثار الجانبية للأدوية ، وقد التمست أنه تكونت لديك خارطة سلبية حول الآثار الجنسية للأدوية ، علماً بأن دواءً مثل Efexor لا يسبب ضعفاً جنسياً ، ولكن القلق التوقعي والخوف من الفشل هو الذي ولد لديك الفشل ، وعليه لا بد أن تسعى لتصحيح هذا المسار .
إجابةً على سؤالك حول العلاقة بين القلق والكآبة ، أرجو أن أوضح لك أنه لا قلق بدون اكتئاب ، ولا اكتئاب بدون قلق ، وعليه يوجد تداخل كبير بين الاثنين ، وقد اتضح جلياً أن المسارات العصبية الموجودة في المخ ، والتي تصاب بنوع من الخلل في حالات الاكتئاب والقلق هي متقاربة ومتشابهة جداً ، وحتى العلاجات الحديثة التي تستعمل لعلاج الاكتئاب تعالج القلق أيضاً ، والعكس صحيح.
الأدوية تعتبر هامة لعلاج القلق ، خاصةً النوع غير الإدماني منها ، ولكن هنالك وسائل علاجية أخرى فعالة وداعمة للأدوية , ومنها :
العلاج الاسترخائي .
ممارسة الرياضة .
التعبير عن الذات والتفريغ النفسي .
التكيف مع الظروف الحياتية .
التركيز على الايجابيات ومحاولة تنميتها وتجاهل السلبيات ومحاولة تقليصها .
الأدوية التي استعملتها تعتبر مناسبة إلى حدٍ كبير ، ولكن أود أن أقترح لك مجموعةً أخرى من الأدوية التي أسال من الله أن يجعل لك فيها خيراً ، وعليه أرجو أن تستعمل الآتي :
1- Faverin وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ترفع الجرعة بواقع 50 ملجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 300 ملجرام لمدة ستة أشهر ، ثم تخفض بنفس الطريقة التدريجية التي بدأت بها .
2- والعلاج الآخر يعرف باسم Buspar وجرعته هي 5 ملجرام ثلاث مرات في اليوم ، يمكن أن ترفع بعد شهر إلى 10 ملجرام صباح ومساء لمدة ستة أشهر ، ولا يتطلب إيقافه لأي نوع من التدرج .
بالنسبة للإبر الصينية هي من الأمور الخلافية في العلاج ، وهي تفيد في بعض حالات التوتر والقلق ، خاصةً المرتبط بأعراض جسدية مثل الصداع ، ويقال أنها تعمل عن طريق استشعار إفراز ما يعرف بالمورفينات الداخلية للمخ ، ويمكن أن تجربها ، فهي بأي حال من الأحوال لن تكون مضرة ، ولكن لا تتعب في الحصول على هذا العلاج إذا لم يكن متوفراً أو كان باهظ التكلفة .
بالنسبة للعلاج بالجلسات الكهربائية لا أرى أنه سيكون مفيداً في حالتك ، فالجلسات الكهربائية تعطى في حالات الاكتئاب الذهاني وبعض أنواع مرض الفصام.
عافاك الله وشفاك ، وبالله التوفيق(113/490)
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ ...
... الجهل في الاعتقاد
... 3095
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سيدي الكريم ، نشأت في بيئة كان يسودها الجهل و الأمية و قد زاد الطين بلة وجود من يزعم انه ولي صالح ولا زال لدى البعض (ومنهم من اقاربي)اعتقاد بان في مقدور هؤلاء الأتصال بالجن وان منهم من اعطاه الله جنية (" ريحانة" حسب لغة جهتنا) وان هذه لها القدرة على معرفة المستور او السحر و فاعله وان تخاطب الناس و زعم البعض ممن قصد احد "الأولياء" انه سمعها تتكلم و خاطبته شخصيا ، وكثيرون قالو ذلك و منهم من لا يمكن ان يكذب في امور جدية.
سيدي الفاضل ارجو ان تنصحني في هذا الصدد بما يمكنني من ارشاد هؤلاء خاصة واني اعرف حديثا لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه ما معناه ان "من صدق ان الله جعل لأحد العباد شيئا فقد كفر".
جزاكم الله كل خير
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / المكي حفظه الله وحماه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك ، ويسعدنا استقبال رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، والله نسأل أن يثبتك على الحق ، وأن يهديك صراطه المستقيم ، وأن يشرح صدرك للذي هو خير ، وأن ييسر لك سبل الوصول إلى الحق الذي يرضيه ، إنه جوادٌ كريم .
وأما بخصوص ما ورد برسالتك فهذه الأمور لا يقرها الأولياء ولا يعرفونها ، وإنما هي من أعمال السحرة والكهنة والعرافين، والدجاجلة والمشعوذين ، لأن الأولياء لا يستعينون بالجن بطريقة محرمة ولا يسألون أحداً من دون الله لا من الإنس ولا من الجن ، فهذه الأعمال أعمال سحرة ، وهي محرمة شرعاً ، ولا يجوز لأي مسلم أن يذهب لأي واحد من هؤلاء العرافين ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من أتى كاهنا وعرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) فيحرم إتيان هؤلاء مطلقاً ، لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الساحر كافر ، ولا يجوز الذهاب لهؤلاء أو سؤالهم عن أي شيء ، لأن هذا من الأمور التي تؤدي إلى الشرك بالله والعياذ بالله .
وعليه فمن يفعل هذا الأشياء ليس من الأولياء ، ولا يمكن أن يكون منهم ، ولا يجوز لأحد أن يذهب إليهم أو يسألهم عن أي شيء مهما كان ؛ لأنه يؤدي إلى الشرك(113/491)
والعياذ بالله ، ويجب علينا أن نتوكل على الله وحده ، وألا نسأل غيره ، وأن نعلم أنه لا يعلم الغيب إلا هو سبحانه وتعالى.
وعليك أن تدل الناس على كتب العقيدة الصحيحة ، خاصةً كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للشيخ عبد الوهاب رحمة الله تعالى ، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... الصداقة عبر الإنترنت
... 3082
السؤال
ما حكم التحدث عبر الدردشة علما أنني أدخل بهدف نصح الشباب في أمور دينهم ودنياهم وأحيانا أخرى أدخل بهدف التسلية ، وأنا أحب نصح الشباب أكثر من البنات هل هذا حرام أم جائز ، وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / سمية محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ابنتي العزيزة في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعينك على فعل ما يرضيه.
وبخصوص ما ورد بسؤالك ابنتي العزيزة الغالية : فإن الأفضل لك أن تمارسي الدعوة بين أخواتك المسلمات ، حيث أن لدينا نقصاً هائلاً في الأخوات الداعيات ، ونحن في أمس الحاجة إلى أخت فاضلة مثلك تذكر أخواتها عبر الإنترنت بما ينبغي أن تكون عليه الفتاة أو المرأة المسلمة التي يحرص أعداء الإسلام على إفسادها وغوايتها ، وإبعادها عن دينها ، وصرفها عن سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وفوق ذلك فالدعوة بين أخواتك ليس فيها أي محظور شرعي، بل هي مطلوبة منك ؛ لأنه بمقدورك أن تتعرضي لمسائل حساسة يصعب على الدعاة التطرق إليها أو التعرض لها ، فاحملي سلاحك وادخلي المعركة الحقيقية لك مدافعةً عن الإسلام وأصوله بين أخواتك المسلمات ، والدال على الخير كفاعله ، أما الحديث مع الشباب سواءً أكان في الدعوة أو غيرها فهو غير مأمون العاقبة ، وقد يجر إلى كثيرٍ من المخالفات الشرعية ، والوقوع في المحرمات ، حتى ولو كان على سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ، ولقد أفتى العلماء بحرمة هذه الحوارات بين الشباب والفتيات ، فاقصري نشاطك واتصالاتك على أخواتك فقط ، فهن في أمس الحاجة إليك ، مع دعواتنا لك بالثبات على الحق والدعوة إليه على بصيرة ، إنه جوادٌ كريم ، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب(113/492)
ـــــــــــــــــــ ...
... هل أصل عمي أم أقطعه
... 3078
السؤال
السلام عليكم , أنا طالب جامعي أعيش في ألمانيا و لكني الحمد والشكر لله مواظب علي صلاتي بشكل جيد وأمارس ديني بكل فخرٍ واعتزاز .
مشكلتي هي كالتالي : لي عم يسكن في ألمانيا منذ 30 سنة و لم يكن يصل وتزوج من امرأتين ألمانيتين ولم يكن على أساس الشرع ، وقد كانَ يتاجر بالخمر قبل أن يذهب الله بماله ، وقد هجرته امرأته قبل سنة تقريباً وأخذت الأولاد ، وكنت أنا أعيش معه بعد انفصاله عن امرأته لأني كنت أحاول أن أصلح أمره , لكن لم أستطع الإكمال معه لأنه كان يكذب علي ويسرق من مالي وبدأ يقرأ الأبراج بشكل كثيف .
حاولت أن أتكلم معه بالحسنى لكي أقنعه بأن هذا إشراك بالله عزَّ وجل وبأن هذا لا يضر ولا ينفع و لكن لم يسمع . الآن أسكن لوحدي لأني أريد أن أحافظ على عقيدتي ولكن كنت أسمح لعمي حتى البارحة لكي يأتي إلى بيتي لأنه في بعض الأحيان يصرف ماله الذي يحصل عليه من الدولة في خلال 3 أيام وإني أشك في أنه يقامر به والله أعلم .
البارحة وجدته جالسا عند الحاسوب في داري وهو يقرأ "دينه" الجديد الأبراج وعلما أنى قد حذرته سابقا من فعل ذلك في بيتي , فلقد قلت له بأنه يجب عليه أن يحترم القوانين في البيت فغضب وقال لن يأتي إلى داري مرة أخرى ، وأنا الآن في حيرة من أمري فهل يجب علىَّ أن أصله أو أقطعه وأعُتبر قاطعا للرحم وهل علي إثم ؟؟؟ أفيدوني وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز الأستاذ /وائل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا بدايةً أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك ، وكم نحن سعداء باتصالك بنا ، وكم يسعدنا أن تتصل بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع ، والله نسأل أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يوفقك في دراستك ، وأن يجعلك من المتفوقين حتى ترجع إلى بلادك سالماً غانماً مخلصاً عاملاً لخدمة الإسلام ورفع رايته .
ولدنا الكريم وائل : إن ما صنعته مع عمك أتصور أنه رد فعل طبيعي ؛ نظراًَ لما سبق أن قمت به من نصح وتوجيه لعمك هداه الله ، ولكن هذا التصرف من قبلك لا يحلك من مواصلة دعوته ما دمت قادراً على ذلك ، فرجائي ألا تقطعه مهما بدر منه من تصرفات ؛ لاحتمال أن تزداد حالته سوءًا ، وقد يكون في وصلك له حد من انحرافاته وتقليلٌ منها ، فاتصل به واعتذر إليه ، وقم بإرضائه بأي طريقةٍ تراها مناسبة ، ولا مانع من استقباله في بيتك إذا رغب في ذلك على طريق الزيارة ،(113/493)
وواصل دعوته بغاية الرفق واللين ، وإذا استطعت أن تستعين بأحد من ذوي القدرة على ذلك فذلك أفضل ، لعل الله أن يصلحه ، ويعود إلى رشده وصوابه ، واهتم بمذكراتك ودروسك ، ولا تشغل بقضية عمك عن مهمتك الأساسية ؛ حتى تخرج من هذه البيئة بغاية السرعة ، وتعود إلى بلدك لتساهم في تطوره وازدهاره ، وتمارس الدعوة إلى الله بما أوتيت من علم ومعرفة ، سائلين الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أخت زوجي و كبرياؤها
... 3054
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤالي هو: أن لي أخت زوجي وعمرها حوالي خمسون عاما وهي لا تكلم أمها و أبوها متوفي . و منذ عامين لا تكلم أمها بسبب مشاكل كثيرة . حتى أخوتها الذكور لا يكلمونها الآن لأنها عاقة مع أمها حاولنا الكثير الكثير الكثير الاصلاح بينهم و لكن دون جدوى و تدخل الكثير الكثير من الناس و لكن دون فائدة ، الاثنان حاقدان على بعض وكبرياؤهم يمنعهم من التنازل أم و ابنة ، والله انني لا أصدق ما يحدث.
بالله عليكم ماذا أفعل حتى أنا تكرهني و تكره زوجي لأننا نكلم أمها و نحن الآن مغتربين في بلد أوروبي و عندما نذهب لزيارتها فانها لا تأتي و تزورنا وحتى عندما نسافر لا تأتي و تودعنا فماذا نفعل ؟ هل يجب علينا أن نصلها؟ أرجوا أن تردوا علينا بالرد الوافي و لكم جزيل الشكر
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم يسعدنا أن نتلقى استفساراتك دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيكِ، وأن يجعلك من المصلحين الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل .
أختنا الفاضلة : مما لا شك فيه أنه من المستحيل أن يوجد سلوك أو تصرف بغير سبب أو دافع ، ولا أتصور أن هذه الأخت تفعل ما تفعل بدون سبب ، لذا أوصيك أولاً قبل كل شيء بمحاولة معرفة السبب الذي يؤدي إلى هذه الكراهية وتلك القطعية ، لأنه ومما لا يخفي عليك أن قطع الرحم من الكبائر، وأنه من صفات الكافرين -والعياذ بالله- كما أخبرنا الجليل جل جلاله في كتابه حيث قال : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) سورة محمد .(113/494)
فلا بد أولاً من معرفة السبب، ثم ثانياً السعي في علاج تلك الأشياء والتصرفات بعد معالجة هذا السبب ، ولا أتصور مسلماًَ عاقلاً يحرص على قطع رحمه أو الإساءة إلى والدته خاصة ، أو أرحامه إلا إذا كان هناك شيءٌ غير طبيعي ، لذا -ومعذرة في التكرار- أوصيك بدايةً بالوصول إلى بداية هذه القطيعة ، ولماذا بدأت ، وكيف ؟ ثم حاولي القضاء على تلك الأسباب أنت ومن معك من الأسرة ما دمتم حريصين على حل المشكلة حلاً جذرياً ، وهذا ليس بمستحيل ، بل أنه سهل جداً إن صدقت النوايا ، وتم التعامل مع المشكلة بحيادية وتجرد، فإذا لم تنجح تلك التصرفات وهذه المساعي الحميدة في عودة المياه إلى مجاريها، فلا تتوقفي أنتِ وزوجك عن وصلها والإحسان إليها مهما كانت إساءتها ؛ لأنها من الأرحام الواجب وصلها على زوجك والصبر عليها، وفي ذلك يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال : ( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ، أفأصلهم ؟ فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) الحديث رواه مسلم ، ومعنى تسفهم المل ، أي تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم .
فاحرص أنت وزوجك على وصلها والإحسان إليها والصبر عليها رجاء الأجر والثواب من الله تعالى ، وطمعاً في إصلاح حالها ورجوعها عن غيها وتوبتها من معصيتها ، وليكن هذا الوصل على قدر الاستطاعة ، ووفق الظروف المناسبة التي تعيشونها ، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أدفع زوجتي نحو الحجاب
... 3050
السؤال
زوجتى تصلى بصورة غير صحيحة ورغم اننى عملت على تصحيح كيفية صلاتها ولكنى أشعر انها تصلى كقضاء واجب تجاهى وليس خوفا من الله بالاضافة الى انها تترك جزء من شعرها الامامى مكشوف وتقول انها لا تطيق وضع الحجاب عليها وانى احبها ولكنى أخاف من الله ان يعاقبنى بذنبها لانى زوجها وانى احب الخير لها لانى احبها فماذا أفعل أرشدونى أثابكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / ر ع ع حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
حاول أن تفهم زوجتك أن الحجاب هو احتشام المرأة في زيها ، وسترها لعورتها وجسمها ، وصيانتها من مخاطر الانحراف ومزالق الاختلاط ومفاسد التبرج ، وهذا أمرٌ يدعوا إليه الإسلام ويحث عليه ، حيث يقول الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله(113/495)
عليه و سلم : ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا ِلبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ ) الاية من سورة النور:31 ، فهذه الآية يا أخي تدعو المرأة المسلمة إلى ستر عورتها ، والبعد عن التبرج والاستهتار ، والتمسك بالحشمة والوقار ، والواجب على المرأة المسلمة أن تستجيب لربها ورسولها فتتأدب بأدب الإسلام 0
وحاول يا أخي أن تمشي مع زوجتك خطوةً خطوة حتى تقنعها بارتداء الحجاب ، وذلك بعملية الترغيب ، وشراء لها بعض الأشرطة والكتب التي تتكلم على الحجاب وآدابه وشرعيته ، مع منحها هدايا ترغبها في هذا الأمر ، و حاول أن لا تشد عليها حتى لا تبغض الحجاب ، واعمل على تعليمها للصلاة الصحيحة ، والمحافظة عليها في وقتها ، فكم لك من الأجر في تعليم زوجتك وتوعيتها.
وفقك الله يا أخي وأعانك على الطاعات وفعل الخيرات، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
...
... كيف أكون فقيها
... 3043
السؤال
أنا أريد أن اكون عالماً في الدين ، وكثيراً لا أصلي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أخي أحمد ألا تعلم أن الصلاة هي عمود الدين ، والفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر؟ ولذا فمن الواجب عليك أن تبدأ بالإيمان أولاً ، وتحافظ على العبادات والطاعات ، وأن يحتل فيها الإيمان المساحة العظمى ليصبح أساس التفكير ومنطلق الأعمال ، وهنا يجب عليك أن تركز على هذا الجانب فيه ، وستحل البركة على جميع الأعمال ، بعد ذلك سيسهل عليك القيام بجميع الواجبات وترك المنهيات ، يقول الله تعالى : (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) ، وإذا أردت أن يكون لديك علماً بالدين فوجه اهتمامك إلى الأصل العظيم والشجرة المباركة شجرة الإيمان ، ومنها ستتفرع الفروع ، وتقطف الثمرات في كل الاتجاهات وعلى مدار الأوقات ، مصداقاً لقوله تعالى : (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )).
فحاول يا أخي أن تلتزم أولاً بأمور دينك ، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة طلب العلم الشرعي ، وأول خطوة هي كيف تلتزم بأمور دينك ، وهناك خطوات ، والله الموفق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله(113/496)
ـــــــــــــــــــ ...
... تكرار الذنوب والمعاصي
... 3039
السؤال
أنا في حيرة من أمري فأنا دائماً أقع في الذنوب بسهوله ، ثم أرجع وأندم على ما عملت ، مع العلم أن أي فعلٍ فعلته وأحس بأنه غلط أصلي لله ركعتين وأستغفره ، لكن المشكلة أني أقع في ذنب أو ذنبين دائماً ، وكلما أعملهم أتضايق من نفسي جداً وأتوب إلى الله ، وتكون نيتي أني لا أرجع إلى الذنب مرةً أخرى ، لكن أيضاً أقع فيه حتى أني أحس أني منافق وأن الله سبحانه وتعالى لا يقبل مني استغفاري وتوبتي ، وتعبت نفسياً جداً ، ودائماً أدعو الله أن يقويني ، لكن المشكلة أني لا أثق في نفسي ، فما هو العمل ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز الأستاذ / محمد حفظه الله ,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاًَ ومرحباً بك ولدي الكريم محمد بين أهلك وإخوانك ، وكم يسعدنا أن تستقبل أسئلتك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك ، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يحفظك من المعاصي صغيرها وكبيرها ، وأن يتوب عليك .
ولدنا محمد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( عجب ربنا من شاب ليس له صبوة) والعجب هنا متضمن للرضا والقبول ، والصبوة أي المعاصي والذنوب ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: ( سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل، وشابٌ نشأ في طاعة الله " وفي وراية في عبادة الله ....الخ ) هذا هو النموذج الإسلامي الأصيل للشاب المسلم ، ويجب على كل شاب أن يحرص أن يكون كذلك، وأن يدعو الله أن يعينه على ذلك ، وإذا حدث أن وقع الشاب في أي مخالفة أو معصية أو ترك واجباً من الواجبات، وجب عليه أن يبادر ويعجل بالتوبة والرجوع إلى الله ، والاعتذار الشديد للملك سبحانه، ويلح في الدعاء أن يغفر الله له ويتوب عليه ، فالواجب عليك ولدي محمد ما يلي :
1- الجد والاجتهاد ، والحرص الشديد على عدم الوقوع في المعاصي مهما كانت .
2- البعد عن المواطن والأماكن التي يسهل عليك فيها الوقوع في المعصية .
3- هجر واجتناب الشباب أو الأشخاص الذين قدر يزينون لك الرجوع إلى المعاصي ونقض التوبة .
4- قلل قدر استطاعتك من الوحدة أو الخلوة ، ولا تطل المكث وحدك في الحمام أو غيره ، واترك باب غرفتك مفتوحاً قدر استطاعتك .
5- اكتب في مكان بارز أمام وجهك أو في غرفتك عبارة تدل على توبتك ، وخوفك من الله جل جلاله كقوله تعالى : ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) أو :(113/497)
((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحا )) أو قوله: ((وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون ....)) أو قوله صلى الله عليه وسلم : (( من تاب تاب الله عليه )) أو غير ذلك من الآيات أو الأحاديث أو الآثار الطيبة التي تذكرك دائماً بالتوبة .
6- أكثر من الاستغفار على قدر استطاعتك بأي عدد من الأعداد ، خاصةً سيد الاستغفار صباحاً ومساءا .
7- أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذلك .
8- إذا كان لديك وقت فحاول أن تقرأ في سيرة السلف الصالح ، ككتاب سير أعلام النبلاء ، أو كتاب صفة الصفوة، أو حياة الصحابة ، أو غيرها من المراجع والكتب المفيدة .
9- رغم رجوعك عن التوبة فلا تفقد الثقة في نفسك ، وحاول أن تعطي رسائل إيجابية مثل أن تقول يومياً " أنا أخاف الله " 14 مرة أو عبارة "المعاصي محرمة" كذلك 15 أو 14 مرة ، أو غيرها من العبارات على ألا تستعمل أسلوب النفي ، وإنما استعمل دائماً العبارات المثبتة مثل "أنا أخاف الله" أو "المسلم يخاف الله" أو "أنا تائبٌ ومستقيم" وتكرر هذه العبارات لمدة شهر مثلاً قبل النوم ، وستجد نفسك وقد تركت المعاصي تلقائياً بعد الأخذ بالأسباب التي ذكرتها لك .
10- إذا كان لك والد أو والدة ، أو تعرف رجل صالح فاطلب منهم الدعاء لك بالصلاح والاستقامة على الدين ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد علاقة صحيحة
... 3029
السؤال
أنا على علاقة بشاب منذ فترة تقارب الأربع السنوات ، وكنت وقتها صغيرة ولم أفكر أن هذه العلاقة غير صحيحة ، والآن والحمد لله اهتديت للطريق الصحيح ، وعلمت أن هذه العلاقة غلط ، مع العلم بأن هذه العلاقة لا تتعدى الحديث على الهاتف وبعض اللقاءات القليلة البريئة ، إلا أنني الآن والحمد لله أصبحت فتاةً محجبة وأصلي جميع الفروض ، ولهذا أشعر أن هذه العلاقة غلط ، أما الشاب الذي أتكلم معه فهو يعدني بالزواج وينتظر تهيئة ظروفه المادية لكي يتقدم لخطبتي ، وسؤالي هل أستمر بالحديث معه إلى أن يأتي لخطبتي ، على أساس أنه هناك نية للخطبة والزواج ، أو أتوقف عن الحديث معه؟ ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة الفاضلة / راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا بدايةً أن نرحب بك أجمل الترحيب في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ابنتي الغالية راما ، وكم نحن بالموقع سعداء باتصالك بنا، وبما أكرمك الله من توبة صادقة ، وعودة إلى الحق والصواب ، نسأله(113/498)
جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته ، وحجاباً لك من النار ، وأن تعيشا معاً عيشة السعداء .
وأما بخصوص ما ورد برسالتك فاحمدي الله كثيراً أن وفقك لمعرفة الحق ، والتزام الحجاب، والصلاة في أوقاتها ، وأوصيك أن تكثري من الدعاء أن يثبتك الله على الحق ، وأن يوفقك لمزيد من الطاعة والالتزام ، كما أوصيك بكثرة الاستغفار حتى تزيد حسناتك، فيحموا لك بها سيئاتك ، واحذري أن يردك الشيطان إلى طريق الخطأ لأنه سيحاول ذلك بين الحين والآخر ، فانتبهي لذلك ، وكوني حذرة من كيد الشيطان ومكره ، فإنه قعد لابن آدم في كل طريق يسلكه ، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما بخصوص الكلام مع هذا الشاب فلا داعي له الآن ؛ لأنه لا يجوز شرعاً ، إنما يمكنك أن تخبريه بأنك سوف تنتظرينه حتى تتيسر أموره، وأما الكلام فبما أنه لا يجوز شرعاً فالواجب أن نتوقف عنه خوفاً من الله وحياءً منه، حتى لا يحرمنا من بعض بسبب معصيتنا له ، لأن ما عند الله لا يصل إليه الإنسان بمعصيته لله ، وإنما بطاعته له سبحانه ، فعليك بشرح الأمر له بهدوء وبساطة ، وأشعريه بأن هذا من محبتك له وتقديرك له وخوفك عليه، وأنك لست على استعداد أن تخالفي أوامر الله لا معه ولا مع غيره، وأن عليه أن يجتهد حتى يتمكن من التقدم إليك في أقرب وقت ، على أن يكون الاتفاق عقداً وليس خطبة ؛ لأن الخطوبة لا تحل له الكلام معك كذلك ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... لا تريد الحجاب ولا تصلي
... 3007
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
زوجتي لا تريد أن تتحجب وغير منتظمة في الصلاة وجربت معها طرق كثيرة للإقناع وآخشي عليها من عقوبة ترك الصلاة كما أنها قدوة للأبناء في المنزل فما العمل
أشكركم وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ / نبيل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك أخي بين إخوانك ، وكم يسعدنا أن نتلقى رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جلا وعلا أن يصلح لك زوجتك ، وأن يمن عليكم بالهداية والطاعة والالتزام ، وأن يجعلك عوناً لأهلك على طاعة الله ، وأن يرزقها الاستقامة على الدين .(113/499)
أخي نبيل : مما لا يخفى عليك أن الإنسان وليد بيئته ، وأنه يتأثر بها تأثراً كبيراً ، ولعل زوجتك نشأت في بيئة كان التزامها بالحجاب والصلاة ضعيفاً ، مما جعلها تعتقد إمكانية الحياة بدون هذه الأمور الهامة ، ولذلك فهي تحتاج إلى علاج طويل مع قدر كبير من الصبر ، لذلك عليك بالآتي :
1- قد تكون طريقتك في دعوتها غير مناسبة أو غير موفقة ، فلماذا لا تفكر في طريقة أخرى للدعوة ، حاول وستنجح إن شاء الله ، والحاجة أم الاختراع .
2- لماذا لا تستعين بغيرك في دعوتها كأن تحضر لها بعض الأشرطة الدعوية مثل شريط ( لماذا لا تصلي ) للشيخ محمد حسين يعقوب ، أو بعض الأشرطة الأخرى التي تتحدث عن الجنة والنار ، أو شيء من الإيمانيات .
3- قوموا بزيارة لبعض العائلات الملتزمة ، واطلب من صاحبك أن تحدثها زوجته في هذه الأمور برفق ولين وعدم جرح مشاعر .
4- اطلب من بعض إخوانك الصالحين أن يزوركم مع أهليهم في منزلكم ، وأن يتطرقوا للموضوع ولو من بعيد بشيء من الحكمة والذكاء .
5- خذها معك إلى بعض المحاضرات الدينية ، وحاول توجيه سؤال للمحاضر بطريقة ذكية عن حكم هذه الأشياء .
6- اجلس معها جلسة صفاء ومودة وأنس ، وقدم إليها هدية مناسبة ، ثم اسألها عن سبب عدم التزامها بالحجاب أو الصلاة ، وخذ منها عهداً بأن تلتزم بذلك أو على الأقل تشرح لك وجهة نظرها وحاول مساعدتها .
7- عدم تأنيبها باستمرار ، وعليك بالدعاء لها وخاصة في صلاتك ، وستنجح بإذن الله ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ ...
... لا أعرف من أين أبتدي
... 2954
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته, وبعد ،،،
أشعر بحالة نفسية سيئة منذ فترة وخصوصا بعد أن بدأت الحرب على العراق واستلامي للعديد من الإيميلات الإسلامية بخصوص الجهاد وكيف اضاع المسلمون أنفسهم وعلى الرغم من أني والحمد لله ملتزمة وقد هداني الله منذ فترة إلا أني أشعر أني مقصرة إلي حد ما ، وأريد أن أتقرب إلى الله أكثر و لكني لا أعرف من أين أبدأ ، و خصوصا أن هناك أشياء كثيرة أتمنى أن أفعلها مثل قيام الليل والتضرع إلي الله والخشوع في صلاتي ولكني كلما حاولت أفشل ولا أجد أي تشجيع من أهلي في البيت و كثيرا ما يقولون لي أني متزمتة ، وأجد كتيرا من الأخطاء في المنزل مثل الغيبة وسماع الأغاني ولا أعرف كيف أغيرها لأني للأسف الشديد شخصيتي ضعيفة ، أنا غير مرتاحة لهذا الوضع وأريد تشجيعا من أحد ولكني لا أجد وفكرت في الزواج من الزوج الصالح ولكن أبي وأمي لا يهتمان كثيرا بموضوع البحث عن زوج لي ولا أعرف كيف يمكنني التعرف على زوج صالح بالطرق المشروعة في(113/500)
زمننا هذا ، أحس أنني ضائعة لا أجد نفسي فأنا أنهيت من دراستي ولا أعمل ، أرجوكم أفيدوني أفادكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة العزيزة / مون حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً إنه ليسعدنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك ، وكم يسرنا أن نستقبل اتصالاتك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فإخوانك هنا دائماً في انتظارك ، ومستعدون لمساعدتك والوقوف معك ، فلست وحدك ابنتي مون ، فإخوانك المسلمون في أنحاء الدنيا معك بألسنتهم وقلوبهم ودعائهم، ونحن من هذا الموقع نضرع إلى الله أن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل سوء ، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً ، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عونا لك على طاعته وعوضاً لك مما تعانيه.
وأما بخصوص التعرف على الزوج الصالح ، فأفضل طريقة هي ما جرى عليه الناس ، ولك نصيب سيصل إليك بلا شك ، وعلى قدر طاعتك وتقواك تكون نصرة الله لك ووقوفه معك ، وبتوكلك عليه ودعائك له سيمن عليك بالزوج الصالح ما دمت ملتزمة بطاعته، فسيجعل الله لك مخرجاً، فعليك بالدعاء ومزيد من الالتزام ، واتركي أمر الزوج إلى الله ، وسيوفه الله إليك بالقريب العاجل بإذن الله بالطرق المألوفة ، وأما عن البداية التي تبحثين عنها فهي كالتالي :
1- طلب العلم الشرعي الضروري الذي لا بد لكل مسلم أن يتعلمه ، مثل العقيدة من كتاب مبسط يتناول العقيدة الصحيحة ، وكذلك أي كتاب في الفقه ، وأيسر كتاب هو كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق ، كذلك كتاب في المحرمات والمحظورات مثل كتاب الكبائر للذهبي، كذلك كتاب في الأخلاق والمعاملات مثل كتاب منهاج المسلم للشيخ الجزائري ، وفي العقيدة كتاب أعلام السنة المنشورة أو كتاب معارج القبول شرح سلم الوصول ، أو كتاب الثمرات الزكية في العقيدة السلفية ، وكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم يسن ، أو أي كتاب آخر مبسط بأسلوب عصري ومنهج سلفي سليم ، خالٍ من البدع والشبهات .
2- حضور مجالس الذكر والمحاضرات الإسلامية التي تعقد في المساجد السلفية ، أو ذات التوجه الصحيح ، وإياك ومجالس التصوف والبدع والخرافات .
3- الاستماع إلى الأشرطة الإسلامية لكبار مشايخ الدعوة أمثال الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، وبعض علماء الأزهر الأفاضل ، والشيخ كشك رحمه الله وغيرهم .
4- جعل برنامج يومي لحفظ القرآن الكريم ، ويفضل وضعه حسب ظروفك ووقتك ، ويمكن أن يساعدك فيه أحد المشايخ أو الأخوات طالبات العلم الشرعي .
5- التعرف على الأخوات الملتزمات والاستفادة منهن ، وربط نفسك بالصالحات المتميزات من الداعيات ، والتعاون معها في النهوض بنفسك وخدمة دينك .(113/501)
6- برنامج عملي تطبيقي تطبقين فيه بعض الآداب الإسلامية العامة ، كصيام النوافل مثل الاثنين والخميس ، أو الأيام البيض ، وكذلك قيام الليل ولو بركعات قلائل وسورة قصيرة .
7- بالنسبة لدعوة أهلك فأفضل طريقة لدعوتهم وكسب ثقتهم ومودتهم هي الدعوة بالقدوة والتطبيق العملي على نفسك أولاً ، والصبر والتواضع لهم ، ودعوتهم من باب الحب لهم والحرص عليهم لا من باب أنهم عصاة أو جهلة أو غير ذلك ، والاستعانة بالهدايا الرمزية ، وتقديم الخدمات قدر الاستطاعة ، والابتسامة المستمرة ، والكلمة الهادئة ، والأفضل أن تبدأِ بأقربهم إلى قلبك وأكثرهم محبة لك ولا تبدأِ دعوتك بعبارة هذا حلال وهذا حرام حتى لا ينفروا منك ، وإنما عرفيهم على الله ، وأظهري لهم مدى عظمة الله وإحسانه إليهم ، والحديث عن فضائل الأعمال والجنة ونعيمها ، وما أعده الله للصالحين من عباده ، واستعيني في ذلك بكتب السيرة الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، خاصةً ما يتعلق بالنساء ؛ لأنه أقرب إليهم ، لذلك يلزمك اقتناء كتاب في السيرة بأسلوب عصري ، مثل كتاب الرحيق المختوم للشيخ المباركفوري ، أو كتاب مواقف تربوية من السيرة النبوية للشيخ أحمد فريد، أو كتاب نساء صحابيات ، وبذلك تربين نفسك تربية إيمانية علمية عالية ، وتساعدين غيرك ، وإذا أشكل عليك أمر من الأمور فاسألي أخواتك الداعيات أو المشايخ والعلماء حتى تظلين على جادة الطريق وستصلين بإذن الله ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنقذوني رحمكم الله
... 2936
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أناشاب أمضيت معضم عمري في الفسق والعصيان عملت كل مايغضب الله مما يخطر على بالكم ، ولكني ولله الحمد تبت الى الله وعزمت على التوبه حيث اني اطلقت اللحيه وقصرت الثوب وداومت على الصلاه في الجماعة وتركت سماع الاغاني ومشاهدة المسلسلات والافلام وأداوم على حلقات القرآن
وأصبحت لا اسمع إلا الاشرطه المفيدة والدينية ولكني .. لا أحس بطعم الإيمان ولا حلاوته حيث اني لا أتأثر بالقرآن ولا بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ، وأحاول ان ابكي ولاكن لا استطيع ولا اخشع في الصلاة وأصبح الشيطان يوسوس لي بأأشياء عجيبه وغريبه وخطيره ولكني اتعوذ من الشيطان دائما ولكنه يلازمني ولا يريد تركي لدرجة أني افكر احيانا واقول في نفسي ( يا رجال ارجع على ما كنت عليه و لا تضيق على نفسك ولكني ارجع واتعوذ من الشيطان ) انقذوني بجوابكم رحمكم الله حيث اني قد علمت طريق الحق وأعلم أنه الحق ولكني ضعيف الايمان وإيماني يقل يوما بعد يوم(113/502)
وأخاف ان ارجع إلى ما كنت عليه ويمكن أرجع الى اسوأ مما كنت عليه أي الكفر والعياذ بالله... وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك / صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله تعالى أن يجعل لك من اسمك نصيبا ، وأن يمن عليك بالصلاح التام في الدنيا والآخرة ، وأن يحشرك مع سيد الصالحين المتقين، وأن يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، وأن يحفظك من الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن .
أخي صالح : إنك تحمل اسماً جميلاً يبعث في النفس السكينة والراحة والطمأنينة ، وفوق ذلك فهو اسم نبي من أنبياء الله العظام الذين رفع الله ذكرهم في العالمين ، ومثلك أخي صالح لا ينبغي عليه أن يستسلم لهذه النفس أو هذا الشيطان اللعين ، فأنت قوي بالله جبار السماوات والأرض والقاهر فوق عباده ، ولا يعقل بعد أن قطعت هذا الشوط من الطاعة والتوبة والالتزام بالسنة أن تعود مرةً أخرى لطريق الغواية والشيطان، اطرد عنك هذه الفكرة نهائياً ، ولا تفكر فيها مطلقاً ، اجعل هذه عقيدة راسخة لديك بأنك لم ولن ترجع إلى المعاصي والفتن مهما كانت الأسباب ، وهذا هو بداية طريق النجاح : العزيمة والإرادة والتصميم ، وأن تشعر نفسك بأنك لا يمكن أن تعود إلى الوراء أبداً ، وهذا هو محور الحل الأكبر ، وأما مسألة عدم الشعور بحلاوة الإيمان فهي مسألة وقت فلا تقلق ؛ لأن هذا هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فالتزام بالسنن التي أكرمك الله بها ، وأضف إليك بعض التغييرات الضرورية والهامة :
1- أين أنت من مجالس العلم وحضور المحاضرات ؟ هل بدأت في طلب العلم الشرعي الذي به يزيد إيمانك ؟ إذن ابدأ من اليوم في البحث عن الدروس الشرعية ، وواظب على التعليم مع مجموعة من الشباب ، أو اتفق مع شيخٍ ليبدأ معك وحدك ؟
2- اربط نفسك بأحد المشايخ ليعلمك تلاوة القرآن ، ويضع لك خطة لحفظ القرآن الكريم في سنة أو سنتين مثلاً .
3- اشترك في برنامج التفقه في الدين الذي تقيمه إدارة الدعوة لوزارة الأوقاف ؛ حتى تلزم نفسك بتعليم العلم الشرعي الذي يحفظ عليك دينك وتوبتك وتصل به إلى حلاوة الإيمان .
4- يمكنك أن تخرج مع جماعة الدعوة لبعض الأيام ليزداد إيمانك ، مع ضرورة المحافظة على طلب العلم الشرعي ؛ حتى توفر لنفسك البيئة الصالحة والعلم الشرعي الذي يصلك بالعلي والأعلى سبحانه وتعالى .
5- عليك بالبحث عن صحبةٍ صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله تعالى .
6- عليك بزيارة القبور ولو مرة واحدة أسبوعية لتذكرك بالآخرة .
7- عليك بزيارة مستشفى العجزة ومستشفى حمد لترى نعم الله عليك .(113/503)
8- عليك بالدعاء والإلحاح على الله ألا يحرمك نعمة الطاعة ، وأن يمن عليك بقبول التوبة وحلاوة الإيمان .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد ، والاستقامة على الدين.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... التوبة ومجاهدة النفس
... 2932
السؤال
أنا والحمد لله أصلي وأصوم لكني فعلت معاصي وأرتكبت أخطاء لا يجوز أن يفعلها أي مسلم ، وعندما أفعل المعصية كنت أتوب إلى الله وأندم على ما فعلت وأستمر على التوبة أياما كثيرة أو قليلة، وللأسف أعود للمعصية مرة أخرى.
فأريد أن أعرف كيف أثبت على التوبة وأن أجاهد نفسي عندما تغويني للسوء. جزاكم الله خيرا ووفقكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المهندس/ محمود حسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
بدايةً يسرني ولدي المبارك أن أرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية بين أهلك وإخوانك ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم نحن سعداء باتصالك بنا ، وهذا إن دل على شيءٍ فإنما يدل على أنك إنسانٌ فاضل وشاب محترم وخلوق ، ومستقبلك يبشر بخير كثير رغم ما تعانيه الآن من ضعف وتسلط للشيطان عليك ، إلا أنه سيأتي الوقت الذي تشعر فيه بأنك قد تعاليت على الشيطان وكيده ، وأصبح بمقدورك أن تكبح جماع نفسك في أي وقت ، وتحول بينها وبين معصية الله تعالى ، والأمر أولاً وقبل كل شيء متوقف على همتك وعزيمتك ، ولا أعتقد أو أظن أنك ضعيف الإرادة وضعيف العزيمة وإلا كيف وصلت إلى كلية الهندسة ؟
إن الطاقة التي وصلت بها إلى كلية الهندسة لو حاولت استغلالها في ترك المعاصي فسوف تنجح في ذلك نجاحاً هائلاً ؛ لأن النجاح إرادة وعزم وتصحيح ، وترك المعصية كذلك ، فلا بد لك من استغلال هذه النعمة العظيمة التي أكرمك الله بها ، وهي قوة الإرادة وصلابة العزيمة في القرب من الله ، والحرص على طاعته ، والبعد عن معاصيه ، وإضافةً إلى ذلك عليك باتباع الآتي :
1- الدعاء والتضرع إلى الله كل وقت أن يثبتك على الحق ، وأن يصرفك عن المعصية.
2- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأماكن التي وقعت فيها في المعصية .
3- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأشخاص الذين يساعدونك على المعصية أو العودة إليها ، أو حتى مجرد التفكير فيها ، وأن تقاطعهم في الله ولله .
4- أن تستبدلهم بصحبة صالحة تكون عوناً لك على الطاعة والثبات على التوبة .(113/504)
5- أن تقلل من الخلوة أو الجلوس وحدك ، أو إطالة المكث في الحمام ؛ لئلا يستحوذ عليك الشيطان .
6- أن تتذكر عقاب الله للعاصي في الدنيا والآخرة ، ويكفي المعصية شؤماً أن فاعلها يسقط من عين جبار السماوات والأرض ، فلا يقيم له وزناً إلا إذا تاب وأناب .
7- أن تضع نفسك مكان من هتكت عرضه أو دنست شرفه أو سرقت ماله ، فهل تود أن تتمنى أو ترغب أن يحدث ذلك لأهلك ؟ وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك .
8- أن تعلم أن الحياة قصاص ، وأن الله قد يبتلي العاصي في أحب الناس لديه وهو لا يعلم ، أو يعلم ولكنه لا يستطيع أن يصنع شيئاً حتى يموت غيظاً وكمداً وذلاً وهوناً ، وقديماً قال الشاعر :
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
فاحرص ولدي المبارك على ترك تلك المعاصي حياءً الله ، وضع نصب عينيك دائماً أن الله معك يعلم سرك ونجواك ، ولا تغيب عنه طرفة عين ، فاستح منه أن يراك وأنت تفعل المعصية كما تستحي من والدك أو والدتك وأكثر ، وواصل التوبة دائماً ، وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يمن الله عليك بالثبات على التوبة وقبولها ، وأكثر من ذكر الله على كل حال حتى يحفظك الله من كيد عدوك ، ويدخلك حصنه الحصين الذي لا يمكنه أن يدخل إليك فيه أبداً .
والله أسأل أن يتوب عليك ، وأن يتقبل توبتك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من خيرة خلقه وصفوة عباده ، وأن يبدل سيئاتك حسنات ، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... دلني علي الطريق
... 2830
السؤال
فضلية الشيخ / موافي يحفظه الله قبل ان ابدأ رسالتي هذه أحب أن أسجل شكر وتقديري لشخصكم الكريم فانا ممن يستمتعون بردودكم الدافئه وكنت احيانا كثير اهرب من نفسي ومن مللي الي صفحتكم هذه وانا في شدة الضيق فاجد لديكم ما يثلج صدري ويخرجنا ما انا فيه وبرغم تردد في ارسال مشكلتي هذه الي فضيلتكم الا اني بعد تفكير عمقيق قررت ان اخذ رايك في امري لعل خلاصي يكون علي يديك
انا فتاه مثقفه علي قدر عال من الجمال من دولة عربية أعيش في دولة خليجة وأعمل فيها ، لست ملتزمه إلا اني احافظ علي الصلاة بعض الأحيان واحس أني قريبه جدا من ربي وتارة اخري احس بملل وأحس الصلاة ليست لها أي قيمة ، أحيانا أحس بأن قلبي سيخرج من بين ضلوعي ، المهم وقعت في قصة حب عنيفة مع رجل متزوج له ولدان وثلاث بنات تعلقت به وتعلق بي حاولت أن تكون علاقتنا رسمية فطلبت منه الزواج الا انه كان يتعلل بظروفه وعرض علي أكثر من مرة ان يتزوجني عرفيا واختلفت معه وسالته هل ترضي هذا الشيء لاختك لامك فرد علي ردا عنيفا.(113/505)
ثم عاد واعتذر - كلما حاولت ان اتخلص من حبه وتقدم الي شخص مناسب للزواج مني وعلم به هذا الشخص فيتدخل اظن عن طريق امور شعوذه وحدث هذا الامر اكثر من مرة كلما تقدم لي شخص يتصل بي ويخبرني انه لن يتركني ، في الفترة الأخيرة أحس باشياء غريبة أحس انني مسلوبة الإرادة واني ضائعه تائهة لا أجد لنفسي طريقا أحيانا احس اني ما احب واحيانا اخري احس بنوبة جنون وانه لاغني لي عنه
ضيع علي فرصا كثيرة سامحه الله لا اعرف هل أنا مسحورة كما أخبرني أحد الفضلاء أم انني واهمة ، دلني على الطريق لاني اصبحت لا انام واحس انه لن يتركني ابدا وانه يريدني كما يريد هو لا كما أحب ,, إنسانه لها قيمه وكيان تريد ان تفرح مثل ماتفرح مثيلاتيها ؟
فهل اجد عندكم المخرج والخلاص وكيف اعرف اذا كنت مسحورة ام لا ، وكيف استخلص مما انا فيه ؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة القوية بالله / مسلوبة الإرادة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسعدنا أن نستقبل رسالتك ، ونشكرك على حسن ظنك بالموقع ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك بموقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات، وندعو الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج كربتك ، وأن يقضي حاجتك ، وأن يجعل لك من كل ضيق فرجاً ومن كل هم مخرجاً ، وأن يشرح صدرك للحق ، وأن يثبتك على الدين ، وأن يهديك صراطه المستقيم ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته .
الأخت الكريمة الفاضلة : يقول الحق تبارك وتعالى : (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير ٍ)) ولو نظر الإنسان منا في مسيرته في هذه الحياة ، ورأى بعض المنغصات فيجب عليه أن يبحث عن السبب الذي أدى إلى تلك المشاكل ، وسيجد حتماً أنه هو السبب المباشر في هذه المشاكل ، وهذه قاعدة عامة ( ما من معصيةٍ تقع إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة )
لذا عليك أختي الكريمة بدايةً أن تجتهدي في تحسين علاقتك مع الله ؛ لأن الحلول كلها عنده ، والأمر كله بيده وحده سبحانه ، فهو مالك الملك ، وهو على كل شيءٍ قدير ، ولذلك عليك بالآتي:
1- الاجتهاد في المحافظة على الصلاة ؛ حتى وإن لم تكن الرغبة ، أو لم تشعري براحة لأدائها ، حافظي عليها دائماً ولا تتركي فرضاًواحداً مهما كانت الأسباب ، لأن الصلاة نور يضيء الله به عقلك وقلبك وطريقك في الحياة ، ويوفقك لاتخاذ القرارات الصائبة الموفقة ، ويعطيك قوة عظيمة في قلبك تستطيعين بها مواجهة أي قوة مهما عظمت ، وتتغلبي بها على نقاط الضعف عندك ، ولذا قال سبحانه: (( واستعينوا بالصبر والصلاة )) وكان حبيبك صلى الله عليه وسلم إذا أصابه حزن أوهم قام إلى الصلاة، واسمحي لي أن أقول لك أن الشيطان ما ضحك عليك وتقوى عليك إلا بسبب(113/506)
عدم الانتظام في الصلاة ، فكأنك بترك الصلاة أعطيت الشيطان سلاحاً ليقتلك به ، وهو سلاح الشهوة والحب والتعلق بهذا الرجل ، وإقامة علاقة معه بطريقة غير مشروعة ، مما جعله يريد أن يستولي عليك بدون مقابل ، ويهضم حقك في السعادة والفرح والاستقرار ، ويريدك عشيقةً تعيشين في الخفاء كالخنافس ، ويبخل عليك بمجرد الاعتراف بك كزوجة أمام الناس مثل أقل النساء ، والدليل على ذلك أنك عندما قلت له أترضى هذا لأختك رد عليك رداً عنيفاً ، لأنه شيطان في صورة إنسان ، وذئبٌ بشريٌ همه مص دمك وهتك عرضك ، وتدنيس كرامتك ، وليست عنده أدنى استعداد أن يعطيك مثلما يعطي أقل رجل لأقل امرأة ، لذلك أقول لك حافظي على الصلاة بكل قوة .
2- اقطعي علاقتك بهذا الرجل فوراً ، ولا ترضخي له ، ولا تخافي تهديده ، ولا تردي عليه إن اتصل بك ، ولا تسألي عنه مطلقاً ، وهذه هي ثاني خطوة في العلاج الصحيح والمفيد بعد الصلاة .
3- أكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يحفظك منه ومن كيده ، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعرف قدرك ويعطيك حقك ، وإن استطعت أن تقومي من الليل لتصلي بعض الركعات وتكثري من الدعاء خاصةً وأنت ساجدة فافعلي ، وأخرجي كل ما في نفسك بين يدي الله ، ولا تتحرجي من الدعاء بأي طريقة ، واعلمي أن الله يحب أن يسأله الإنسان ، وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء .
4- كوني على يقين من أنك تستطيعين التخلي من هذا الرجل ، وأنك لست ضعيفة ، بل أنت أقوى منه ؛ لأنك على الحق والحق قوي ، وأنه لن يستطيع أن يصيبك بأي مكروه مهما كانت قوته ومهما كان مكره ، تأكدي من ذلك ، ورددي بينك وبين نفسك خاصةً وأنت وحدك وعند النوم ، رددي عبارة ( أنا قوية بالله رب العالمين ) لا بد لك أن تستعيدي الثقة بنفسك ، وأن تثقي في نصر الله لك .
5- أكثري من التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي التي حدثت منك مع هذا الرجل أو غيره ؛ لأن المعاصي هي سبب ضعفك أمام هذا الرجل ، فأكثري من التوبة والاستغفار ، واعلمي أن من تاب تاب الله عليه ، وأن من واظب على الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب، استغفري الله وأكثري ؛ حتى وأنت في الطريق أو في العمل أو في المنزل .
أما بالنسبة لموضوع السحر : أنا لا أستبعده ؛ لأن هذا الرجل يريدك مجاناً بلا مقابل ، ولا يفكر إلا في شهوته ونفسه فقط ، ولن يقبل منك أي مقاومة ، ولذلك لا يستبعد أن يسحرك ليحقق رغبته ويشبع نزواته المحرمة ، أقول بالنسبة لعلاج السحر عليك بالآتي :
1- إماأن تقرئي سورة البقرة كل ثلاثة أيام مرة باستمرار ، مع الإكثار من قراءة أية الكرسي والمعوذات ، خاصةً ( قل أعوذ برب الفلق ) على قدر استطاعتك .
2- إذا لم تستطيعي ، يمكنك شراء شريط لسورة البقرة ، وشريط الرقية الشرعية ، وشريط آية وأذان ، وهو عبارة عن شريط به آية الكرسي مكررة مع الأذان في شريط واحد ، وحاولي أن تسمعي يومياً لهذه الأشرطة بالترتيب ، سورة البقرة ، الرقية الشرعية ، شريط آية وأذان ، وإن حصلت على ألبوم أشرط الشيخ محمد(113/507)
جبريل في الرقية فهي أقوى شيء ، وإلا فأي أشرطة ستفيد إن شاء الله ، وبالمواظبة على ذلك سوف يمن الله عليك الشفاء ، وتتخلصين من تلك السلبية والحيرة بإذن الله .
3- حافظي على الوضوء دائماً ، وكذلك أذكار الصباح والمساء والنوم .
4- إذا كان عندكم أحد المعالجين الثقات الذي يعالجون بالرقية الشرعية فلا مانع من الاستعانة به .
5- لا تخبري هذا الرجل بهذا البرنامج ؛ حتى لا يزيد السحر عليك إن كان هناك سحر .
6- أهم شيء الثقة بالله والالتزام بهذا البرنامج ، وتأكدي أنك سوف تتخلصين من هذا الأمور في فترة بسيطةٍ إن شاء الله .
7- إذا حدث عندك أي مضاعفات فاكتبي إلينا ، ونحن على استعداد لمساعدتك في أي موضوع وفي أو وقت فلا تترددي ، والله نسأل أن يمن عيك بالتخلص من هذا المشاكل ، وأن يحقق أملك في الارتباط برجل صالح على كتاب الله وسنة ورسوله صلّى الله عليه وسلم ، وبالله التوفيق .
الشيخ / موافي عزب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشارة إيمان الشيباني أفادت بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
حبيبتي : قوية الإرادة .....
أقدر ما أنت فيه من محنة ، وأسأل الله أن يصرف عنك السوء ، وأن يفرج همك ، ويخلصك من هذا الضيق اللهم آمين,
حبيبتي : نعم ربما كنت مسلوبة الإرادة ، وتشعرين بالجنون ، والبحث عن أمرٍ لا يجدي ، وأنك تفعلين الأمور دون إرادة منك ، هذه هي نفس الأعراض التي تواجه أي فتاة وقعت في حب عاطفي لأي إنسان ، فالرجل يعرف شخصيتك تماماً ويعرف نقاط ضعفك ، وكيف يمكنه أن يسلبك الإرادة في وقت قصير ، وهو نوع من أنواع السحر العرفي الذي لا دخل للشعوذة به .
فالمبتزون عاطفياً هم أناس يحاولون خلق جو مضطرب حول الشخص الضحية ، ويحاول بكل قوته أن يجعل ضحيته ملك أمره ، والعلاج هو أن تعرفي من أين يأتيك . كيف ؟
اجلسي على كرسي مريح ، وتنفسي بعمق واكتمي النفس ، ثم بعد عدة ثواني أخرجيه ، كرري ذلك من سبع إلى ثمان مرات .
ثم قولي لنفسك ما هي نقاط ضعفك التي استغلها هذا الرجل ؟
تأكدي أن الجواب سيكون الفراغ العاطفي والتعود ، ليس أكثر من ذلك ، ولأنه في البداية كان رجلاً حنوناً وهذه الصورة هي الثابتة في عقلك له ولا تستطيعين رؤية جوانب شدته وغلطاته .
ثم اسألي نفسك عن الحلول التي عليك فعلها لتتخلصي من براثنه تلقائياً ، وستجدي الحلول تأتيك دون جهد منك .(113/508)
أرجو أن تتصلي بي حينها على الرقم 09745287922 أو أن تبعثي لنا برسالة سريعة لنوافيك بكيفية التصرف.
هنا خطوط عريضة عليك اتباعها لتحصلي على راحة البال ، وتسترجعي كرامتك ، وتقطعي حبال الذل التي يسحبها كلما أراد الحديث إليك .
1- تخيلي نفسك على خشبة مسرح ، ومعك من يحبك ، والناس على المدرج من تحت ، ومن بينهم ذلك الرجل الفاسق ، دعيه يقترب من مدرج المسرح وأنت فوق وهو تحتك ، تخيلي أن هناك حبل ضعيف بين قلبه وقلبك ، وحبل آخر بين مخه ومخك ، والآن قومي بالتنفس العميق ، وخذي طاقةً كبيرة من الله بقول بسم الله والله المستعان ، وستجدين أن طاقةً عظيمة تسري في جسدك وتعطي يديك قوة عجيبة تسلب الطرف الآخر قوته ، وعلى الفور اقتلعي الحبل الذي بين قلبك وقلبه بقول بسم الله والله المستعان ، سيخرج هذا الرجل من قلبك بمجرد أن تقتلعي هذا الحبل ، وسيحل مكانه قوة ربانية عجيبة تسبب لك سعادة وفخراً لانتصارك على الشيطان .
ثم وأنت بهذه القوة قولي ثانياً بسم الله والله المستعان ، واقتلعي الحبل الذي بين مخك ومخه ، ثم قومي على الفور بأخذ نفس قوي ، وقول بسم الله والله المستعان وانفخي فيه بكل قوتك ، ستجدين أنه يصغر ويبتعد ويتلاشى على جهة اليسار .
وإن الله بقوته وعظمته أعطاك كل القوة والإرادة على عدم طاعته والقرب منه، وهنا اقبضي يدك التي تكتبين بها وقولي الحمد لله الذي قواني وأضعف الشيطان ثلاث مرات ثم فكي يدك ، قومي بهذا التمرين سبع مرات في نفس الوقت من البداية إلى النهاية ، ثم قومي بهذا التدريب ثلاثة مرات يومياً ، ولا تنسي أن تخبريني بالحلول حتى أساعدك في تطبيقها .
أحبك وأقدر كل مشاعرك ، ويسعدني أن أكون دائماً في عونك ، فلا تترددي أبداً يا أختي في الاتصال .
وأوصيك بتطبيق كل ما ورد في إجابة الشيخ موافي ، وخاصةً الأذكار والصلاة ، فإنهما يعطيانك القوة الكافية للاقتناع والإرادة في الخلاص ، والله الموفق .
أ/ إيمان الشيباني .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ماذا علي أن أفعل تجاه أمي
... 2794
السؤال
إن أمى تدخن وذلك من دون علم والدى . وأنا أعرف أنها فى بعض الأوقات تقوم بمحادثة أحد الرجال فى الهاتف وأنا متاكد أن الأمر لا يخرج عن كونه محادثة ولا يتطور إلى اى نوع من المقابلات . أريد أن أعرف ماذا أفعل أأصارحها بمعرفتى بالأمر أم أبلغ والدى أم ماذا؟...أرجو الرد فى منتهى السرية...شكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدنا العزيز الأستاذ / سامح حفظه الله .(113/509)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يوفقك لكل خير ، وأن يجعلك من الأبرار الأخيار الصالحين .
ولدنا سامح: لقد اطلعت على رسالتك ، وتألمت لما يحدث من السيدة الفاضلة والدتك ، وبدايةً أقول لك ولدي سامح : كان الله في عونك ، وأعانك على إصلاح هذا الأمر بسهولة ورفق وهدوء ، ولا اعتقد أن هناك من علاج أفضل من مصارحة الوالدة بحقيقة الأمر ، ولكن برفق ولين وأدب ، وليكن في بداية الأمر في صورة سؤال عادي ، كأنك تريد أن تسألها عن حكم التدخين مثلاً ، فتقول لها: ما رأيك في التدخين ؟ لأن بعض أصدقائي يعرضون علي أن أدخن ، وأنا أقول لهم بأن التدخين حرام حرمه الله ورسوله ، وفوق ذلك هو من أهم أسباب الإصابة بمرض السرطان وغيره من الأمراض ، وأعطها فرصة لتعرف جوابها ، فإن أقرت لك بحرمة ذلك مثلاً ، فقل لها : ما رأيك في الطالبات اللواتي يدخن ؟ وانتقل معها من نقطة إلى أخرى بأدبٍ وهدوء في هذا الموضوع فقط ، ثم تابع تصرفاتها بعد ذلك وهل ستواصل التدخين أم لا ؟ وهل ستحاول أن تخفي عنك هذا الأمر أم لا؟ ثم بعد فترة ولتكن شهراً مثلاً ابدأ معها بنفس النظام ، السؤال عن حكم اتصال المرأة المتزوجة وأم الأولاد بغير زوجها ، وعن حكم هذه العلاقة ، وماذا سيكون موقفها لو علمت أن لوالدك علاقة بامرأة غيرها ؟ ثم ذكرها بعد ذلك بالله تعالى ، وأعلمها أن الأمر لم يطلع عليه سوى الله ، وأنك لن تفشي سرها لأي أحد مهما كان ، حتى ولو كان والدك ، وأكثر من الدعاء لها أن يصلحها الله ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... تقبيل غير المحارم
... 2767
... السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أنا فتاة مسلمة على أهبة الزواج ومشكلتي تتمثل في أن أهل زوجي طلبوا مني أن أقبل أهل زوجي من الرجال على أساس أنه نوع من التقدير لهم وهذا عرف سائد في أسرتهم
بالله عليكم كيف أتعامل معهم دون أن أسيء لعلاقة زوجي باهله.
وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المباركة / نوال حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(113/510)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن ييسر لك أمر زواجك ، وأن يجمع بينكما على خير .
الأخت نوال : من المعلوم شرعاً أن الله خلقنا لوظيفة محددة ، وهي عبادته وحده سبحانه وتعالى ، وقال جل شأنه: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَ لِيَعْبُدُون ِ)) وأرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم ليبين لنا كيف نعبده سبحانه وتعالى جل شأنه ، وبين لنا الحلال والحرام ، وشدد كثيراً على قضية العرض والشرف وضرورة المحافظة عليهما، ومن أجل ذلك حرم النظر إلى النساء من الرجال ، وحرم على المرأة كذلك أن تنظر لغير زوجها أو محارمها ، وحرم كذلك الاختلاط ؛ لأنه يؤدي إلى الوقوع في الحرام، وحرم مصافحة الرجل لأي امرأة أجنبية عنه ، وحرم كذلك مصافحة المرأة لأي رجل أجنبيٍّ عنها، وحرم الخلوة والدخول على النساء ما دام زوج المرأة غير موجود ، كل ذلك صيانة للعرض والشرف ، وبين لنا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وأن أي أحد لو أمر الإنسان بمعصية الله فلا يجوز له أن يطيعه مهما كان ، سواءً أكان الأب أو الأم أو الزوج أو الأخوة ، ولذلك نص قائلاً: ( إنما الطاعة في المعروف ) وهذا الذي يطلبه أهل زوجك من الأمور المحرمة شرعاً ، وعليه فلا يجوز لك أن تفعلي ذلك ، واعتذري لهم بأي عذر لطيف ؛ حتى لا تفسدي العلاقة كما ذكرت ، قولي لهم بأنك تستحي أن تفعلي ذلك ، وأن مقامهم عندك كبير جداً ، وأنك فعلاً تحبينهم وتقدرينهم ، ولكن تستحي أن تفعلي هذا ، وأكثري من الدعاء أن يصرف الله عنك هذا البلاء ، وأن يشرح صدورهم لقبول عذرك، وعليك بطاعة الله ورسوله ، وبالله التوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الالتزام بالسنة
... 2755
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أنني أود إعفاء لحيتي وتقصير ثوبي ولكني لا أستطيع .
أن اترك لحيتي تطول فكما تركتها فترة أقوم بحلقها حاولت عدة محاولات ولكني لم أستطيع .
أما بالنسبة لتقصير ثوبي فكانت محاولة واحدة فقط وبعدها قمت بإطالته ولم أكررها مرة أخرى .
ولله الحمد أنني من المحافظين على الصلوات الخمس في المسجد ومع ذلك لم أستطع .
ومشكلتي الأخرى أنني أريد حفظ القرآن وأعزم كل العزم ولكني أتراجع في النهاية .
أرشدوني جزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .(113/511)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للعمل بكتابه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلك من الدعاة إليه الذين يحبهم ويحبونه.
وأما بخصوص سؤالك فالأمر بسيط جدًّا ولا يحتاج إلى أكثر من عزيمة جادة صادقة، لأن ترددك هذا يدل على عدم قناعتك بما أقدمت عليه، لذا أنصحك بالقراءة حول حكم هذه السنن، وما أعده الله لمن يلتزم بها ويحييها، وما هي الآثار المترتبة على إحياء مثل هذه السنن المباركة، واذكر لك مثالاً واحداً للحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) فهل هناك جائزة أعظم من حب الله لعبده؟ وهل هناك ثواب أعظم من ذلك أن تكون من أحباب الله الذين قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم: (والله لا يعذب الله حبيبه في النار) أو قال (لا يلقِي) فيا لها من بشرى عظيمة بشرك بها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.
فاستعن بالله واقرأ كما أشرت عليك، وإن كان الموضوع أصلاً لا يحتاج إلى قراءة، ولا تضعف أمام نفسك أو أمام الناس؛ لأنك على الحق، وهذا نوع من مجاهدة النفس تأخذ عليه أجرًا وتنال به رضى الحق في الدنيا والآخرة.
وأما عن تلاوة القرآن وحفظه، فأنصحك بالرجوع إلى الاستشارة رقم: 1601، فإن بها طريقة ميسرة لحفظ القرآن، لعل الله أن يمن عليك بأن تكون من حفظة كتابه الذين هم أهل الله وخاصته، وأصحاب الجنات والمنازل العلا في الآخرة.
فاستعن بالله وتوكل على الله، ولا تتردد لأنك على الحق، واسأل الله الثبات على الحق والإعانة عليه.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... لا أدعو ، فلماذا ؟
... 2742
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عذرا لأني أكتب بهذه الحروف لأني ليس عندي العربي ، فارجو أن يتسع صدركم .
اشكركم جدا جدا على لطفكم وكرمكم وإجابتكم علي أسئلتنا ، جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم .
سؤالي هو : أنا الحمد لله ملتزمة ، وأحاول مرضات ربي وطاعته ، لكن لكني لاحظت أني لا أستطيع الدعاء ، يكون عندي صعوبة كبيرة في الدعاء .
بعد الصلاة لا أدعو ، في قيام الليل لا أدعو ، لا أدري ماذا أفعل ، ولماذا أنا هكذا ، هل هناك نصيحة لي ؟(113/512)
جزاكم الله خيرا
alsalamo alayekom we rahmatolah
3othran le2ani aktob be hatheh el 7erof, lakeno laysa 3endi el 3arabi ,, fa arjo an yasa3 sadrakom
ashkorakom jedan jedan 3ala lotfakom we karamakom we ejabatakom 3ala as2elatana,, ja3al alah fe mizan 7asanatekom
so2ali hwa,,, ana alhamdulelam moltazema wa o7awel mardat raby we ta3ateh ,, laken la7atht eni la astate3 al do3a2,, yakon 3andi se3oba kabera fel do3a2...
ba3d elsalat la ad3o ,, fe qyam el lel la ad3o ... la adri matha af3al wa lematha ana ha katha ...
hal hunak nase7a ley?
jazakum alah el janna
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة Fayrara حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، ونحن حقاً سعداء باتصالك بنا، ويسعدنا دائماً أن نتلقى أي سؤال منك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونشكرك على حسن ظنك بالموقع، ونسأله تعالى أن يجعلنا دائماً عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين .
وأما بخصوص سؤالك : فإن السبب في عدم قدرتك على الدعاء إنما يرجع إلى عدم تدريبك على هذه العبادة وأنت صغيرة، ولذلك حاولي أن تتدرجي في الدعاء ولو بدعوة واحدة فقط بعد كل صلاة مثل ( اللهم أهدني صراطك المستقيم ) أو ( اللهم اجعلني من عبادك الصالحين ) أو ( اللهم أني أسألك الجنة ) أو ( اللهم أجرني من النار ) وهكذا مثل هذه الأدعية القصيرة ، مع رفع يديك عند الدعاء ، والأفضل أن تكرري الدعوة الواحدة ثلاث مرات عملاً بالسنة وتدريباً لك على الدعاء، ويمكنك كذلك قراءة الأدعية من أي كتاب من كتب الأدعية الصحيحة لفترة من الزمن ، مع محاولة حفظ الأدعية القصيرة أولاً.
وبذلك سوف تعتادين على إحياء هذه العبادة العظيمة التي هي أكرم شيء على الله ، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هي العبادة ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والإعانة على القيام بهذه العبادة العظيمة ، والله الموفق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... اخي المراهق ذو 20 عاما
... 2717
السؤال
السلام عليكم(113/513)
المشكلة التي اريد اخذ مشورتكم فيها تخص اخي المرهق ذو 20 عاما
أولا ساعطيكم خلفية عن تربيتنا
نحن عائلة تتكون من عدة بنات وابن واحد وترتيبه الوسط فينا الكبرى تزوجت والاخري تدرس في كلية علمية اماهو فيدرس ايضا في السنة بكلية علمية دخلها بالواسطة
تربيتنا صارمة جدا من ناحية أبي إلى حد التزمت ولا أقصد ذلك دينيا أو ماليا إنما أخلاقيا أما أمي فعاطفية جدا على عكس أبي تماما وهي تخاف من أبي جدا وهو يهينها كثيرا
المهم نشأنا على الخوف من أبي وهو تعود على أن ننفذ أوامره بدون مناقشة
أما أخي فقد لاحظت عليه الأمور التالية ولا أدري كيف أحلها:
1- إدمان الصور الإباحية وذلك عن طريق ديسكات يتداولها مع أصدقائه وأكتشفت الأمر صدفة وذلك عندما أردت تجريب إحدى هذه الديسكات فأتلفتها ولم يسأل عنها(لي خال صغير كانت لديه نفس الهواية المنحرفة ولكن عن طريق الانترنت وهو قريب جدا من اخي ولا أدري هل هو الذي علمه أم لا
2 - سهره لاوقات متأخرة عند اصدقائه وعدم مبالاته بأمي وأبي وغضبهم من ذلك فأشتكه أمي لأحد أخوالي الكبار فناقشه في هذا الموضوع فارتدع فترة ثم عاد مرة ثانية لعادته
3-عدم صلاته في المسجد وأحيانا لا يصلي نهائيا
4-اكتشفت أنه يغش في اختباراته بالكتابة في أوراق صغيرة ووضعها في اقلام شفافة وقد حاولت عدة مرات إتلاف الأوراق دون علمه فلم يسأل عنها
5-لاحظت بوادر تدخين وهو ينكر الأمر (وضعت له أوراق بصور تبين مضار التدخين فقال لي هل انت مجنونة انا لست مدمنا)
لم أخبر أحدا بمشكلة الصور الإباحية ومشكلة الغش لان أمي وأبي لن يستطيعا حل المشكلة فهو لايحترم رأي من في البيت ويسفهنا جدا فكرت ان أخذ رأي أخوالي ولكنهم دائما يتشمتون بنا وبأمي
والآن لا أدري ماذا أفعل هل هي مشاكل مراهقين عادية ام هي مقدمة لانحلرافات اخرى وخاصة انه لدي شكوك بأنه يحدث فتيات بالهاتف ام ان كل ذلك نتج نتيجة انه ابن واحد لاادري دلوني على الطريقة الصحيحة لحل هذه الاشياء فلا اريد ان ابقي سلبية هكذا وانا اكبر منه اريد ان اساعده ان يجتاز هذه المرحلة بدون الم لنا وله
ملاحظة (شخصية اخي الانانية والامبالاة والاسراف الشديد لنفسه واصدقائه فقط وعدم تحمل المسئولية ومغرور بنفسه ولكنه وفي جدا لأصدقائه)
وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المباركة / درة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(113/514)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، والله نسأل أن يمن عليك بتمام نعمة الإيمان والعقل والحكمة ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك من الغيورين على شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولقد سعدنا كثيراً لهذه الروح الطيبة والشعور بالمسؤولية التي إن دلت فإنما تدل على أنك رغم صغر سنك حباك الله قلباً رحيماً وعقلاً وافراً وحكمة وأناة، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك .
وبخصوص مشكلة أخوك التي كتبت لنا : فيلزمنا أولاً أن ندرس الأسباب المؤدية إليها ، لأن علم معرفة السبب سيجعل الحل صورياً ونظرياً إلى حد بعيد .
أتصور أن أخاك ضحية تربية غير سوية ، فوالدك بهذه الصرامة والشدة التي تؤدي إلى كبت المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان ، حتى تصبح كالبركان الذي لا يبقى ولا يذر ، وهذه أسوء صور التربية، وفوق ذلك إهانته لأمك وعدم تقديرها أو احترامها أثر بدوره في سلوك أخيك ، وأصبحت تصرفاته كرد فعل لهذا الوضع المهين لوالدته ، وتعبير عن سخطه وعدم رضاه ، وساعده على ذلك كله كونه الولد الذكر الوحيد بينكم ، مما هيأ له فرصة التمرد والعصيان ، وعدم الطاعة لعلمه أن مكانته تساعده على ذلك كله .
هذه العوامل مجتمعة تشعرنا حقاً بأننا أمام حالة معقدة تحتاج إلى صبر وطول نفس وحكمة ولين ، وأخوك يحتاج إلى تغيير نمط حياته ، والبعد عن صحبة السوء الذين يستغلون ظروفه فيساعدونه على الانحراف ، ولتحقيق النجاح في العلاج لا بد من الآتي :
1- واصلي النصح والتذكير على قدر استطاعتك ، وحاولي استمالته إليك ، واجعليه يشعر بالثقة فيك والأمان نحوك ؛ حتى لا يتمرد عليك ، أشعريه بأنك في صفه وتريدين مصلحته ، ولذلك استبعدي معه الكلام عن الوالدين ، واجعلي كلامك معه مباشرة ، وقدمي له بعض الهدايا إن أمكن ، وكلما أتيحت فرصة للتخلص من بعض عوامل الفساد فلا تترددي في ذلك ، فإن اكتشف فاسأليه بهدوء عن فوائدها ، وبيني له أن ذلك باب محبته والخوف عليه .
2- ابحثي له عن أصدقاء جدد من الشباب الصالح الملتزم يصحبونه ، ويأخذون بيده إلى الخير ، فالصاحب ساحب .
3- اطلبي من الوالدة أن تتقرب منه ، وأن تضمه إلى صدرها ، وأن تمنحه حضناً دافئاً يسترد به ماضيه الذي كان فيه حدثاً صغيراً ، وتلقى على مسامعه كلمات الحب والتقدير ، ولا تعاتبه على شيء ، وإنما تسمعه دائماً دعائها له بالتوفيق والسعادة .
4- كذلك لا يفوتك الاستفادة من الوالد ، مع إشعاره بأن الصرامة والشدة أصبحت عملية غير رائجة أو مثمرة على الأقل مع أخيك ، وأشعريه بأنه في أمس الحاجة إليه فليتخذه صاحباً ، وليحاول الإكثار من مجالسته والخروج معه ، ومشاركته في بعض شؤون الأسرة.(113/515)
5- اعرضي عليه فكرة الانضمام إلى بعض المؤسسات الرياضية أو الاجتماعية التي تأخذ منه بعض الوقت الذي يضيع في الدمار ، وحببي إليه بعض الألعاب الرياضية ، وأنه بمقدوره أن يكون نجماً من النجوم اللامعين في أي مجال هادف أو بناء .
6- عليك بوصية الجميع بالدعاء وأنت قبلهم ، خاصةً الوالدين فإن دعائهما لا يرد .
7- حاولي أن تعيدي إليه ثقته في نفسه ، وأن بمقدوره أن يكون شخصاًَ متميزاً إذا غير نمط سلوكه وترك هذه الرسائل السلبية ، واستعمل بدلها رسائل إيجابية ، اجتهدي في إشعاره بأنه عظيم وأن بمقدوره أن يعمل الكثير .
أكرر من أهم العوامل المساعدة في الإصلاح الصحية الصالحة ، فاجتهدي في إيجادها ، مع الصبر والدعاء والأخذ بالأسباب، ثقي وتأكدي أن الله سيصلحه، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... طريقة حفظ القرآن الكريم
... 2703
السؤال
ما هي الطريقة المثلى لحفظ القران الكريم ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو عبد الله حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً ومرحباً بك في أي وقت وفي أي موضوع .
كما نسأله جل جلاله أن يمن عليك بحفظ كتابه ، وأن ييسر لك ذلك ، وأن يجعل صدرك وعاءً لكلامه ، وأن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهله سبحانه وخاصته ، وأن يرزقك العمل به على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى ويوافق هدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
أخي أبو عبد الله : إنه مما لا شك فيه أن حفظ كتاب الله نعمة من أعظم النعم ، فمن مثل رجل جعل الله صدره وعاءاً كلامه جل شأنه ، ومن مثل رجل يلبسه الله تاج الكرامة يوم القيامة ويشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت لهم النار ؟
ولكي يتحقق للعبد هذا الفضل لابد أن يكون أهلاً لهذه النعمة ؛ حتى لا تكون حجة عليه يوم القيامة .
ومن أعظم ما يتسلح به الراغب في الحفظ أن يكون حفظه للقرآن خالصاً لوجه الله وحده ، لا يريد به عرضاً من الدنيا وزخرفها ، وأن يعاهد نفسه أن يكون عاملاً بالقرآن ، يحل حلاله ويحرم حرامه ، ويعمل بمحكمه ، ويقف عند متشابهة ، ويقوم به ليلاً ونهاراً .
وأما عن أفضل طريقة أو الطريقة لمثلى لحفظ القرآن الكريم ، فأنصحك بالرجوع إلى الاستشارة رقم 1601 فإن بها شرحاً مفصلاً لطريقة حفظ القرآن الكريم ، سائلاً(113/516)
الله تعالى أن يتم عليك نعمته ، وأن ييسر لك حفظ كتابه ، وأن يرزقك تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، وأن يجعلك قرآناً يمشي على الأرض ، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
-ـــــــــــــــــــ ...
... الطلاق بسبب عدم الإنجاب
... 2685
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد سيدي الدكتور انا سيدة من الجزائر أعاني من عدم قدرتي على الإنجاب الذي جعل مني انسانة اخرى غير قادرة على التاقلم مع المجتمع لأنه مجتمع ظالم ، لقد كنت اعاني كثيرا من هذا ولكن كان دعم زوجي لي كان يساعدني وبعد مرور 5 سنوات على زواجي ودون سابق إنذار حكم علي زوجي بالطلاق بدون سبب سوى عدم قدرة على الإنجاب ورغم أن الأطباء قالوا لي بأن هناك امكانية الإنجاب عن طريق أطفال الأنابيب .
لقد حاولت أن أرجعه عن القرار لكن ووجهت بالرفض ورغم أننا كنا دائما متفاهمين الا أنه طلقني و لم يعمل حساب الله والعشرة الطيبة التي كانت بيننا.
سيدي المحترم أنا جدا مضطربة أحس وكأن العالم كله تخلى عني وأن الله أيضا تخلى عني لأن الطلاق وقع عليا وذلك بسبب ليس مني .
إنني تائهة وغير قادرة على الإستمرار أؤنب نفسي كثيرا و لأنني أحبه كثيرا لا اقوى على الفرقة أرجوك دكتور ساعدني كي أرتاح و أريح ورغم أن عائلتي تحاول وبكل الطرق اخراجي من هدا الوضع لكنني لا أستطيع وأقول لك سيدي أنني أصلي وادعو الله كثيرا لكنني دائمة الشرود ولا أستطيع العيش وسط الناس
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة / وهيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج كربتك ، وأن يربط على قلبك ، وأن يثبتك على لحق ، وأن يرزقك خيراً مما أخذ منك.
وأحب أن أبشرك بمحبة الله لك ، كما أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحب الله عبداً ابتلاه ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فعليه السخط) فاحمدي الله على ذلك ، واعلمي أن ما عند الله خيرٌ من الدنيا وما فيها ، واعلمي أن الله لا يظلم أحداً ، وأن قضاءه دائماً خير ، ولكننا نستعجل ولا نعلم الحقيقة ، وإذا كنت قد حرمت نعمة الولد فلقد من الله عليك بنعم أخرى كثيرة لا تعد ولا تحصى ، ولكنك حصرت الأمر في نعمةٍ واحدة فقط ، ولم تنظرِي إلى نعمة الصحة أو نعمة البصر أو نعمة السمع ، أو نعمة الذوق ، أو نعمة الكلام أو نعمة الإحساس والحركة ، وفوق(113/517)
ذلك نعمة الإسلام والإيمان (( وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها)) فما حدث لك هو من قدر الله الذي يجب أن نرضى به ، وأن نسلم له ، وإلا فما معنى الإيمان إذن ؟
ثم فرضاً لو مات زوجك -لا قدر الله- ماذا كنت ستفعلين ؟ لا شك أنك ستتألمين لبعض الوقت ، ثم تأخذك دوامة الحياة ، فافترضي أنه قد مات وتركك وحدك ولديك عشرة من الأولاد ، ألم تكن المشكلة أكبر وأعظم ؟ إذن احمدي الله و اتركي عنك هذه الحالة اليائسة التي أنت بها، وتوجهي إلى الله بالثناء عليه والاستغفار والتوبة ، وأكثري من الدعاء أن يخلف الله عليك بخير منه ، فما يدريك لعل الله أن يرزقك زوجاً أفضل منه ، ويرزقك منه ذريةً صالحة تدخل السعادة والسرور إلى قلبك ، وأنا شخصياً أعتقد أن هذا الطلاق في مصلحتك أنت فبل أن يكون في مصلحة زوجك ، وأبشرك بأنك بالصبر والدعاء سيمن الله عليك بزوجٍ أفضل منه ، وسترزقين ذريةً طبية بإذن الله ، فاتركي عنك هذه الكآبة ، واخرجي للدنيا ، وأكثري من الدعاء ، و أحسني الظن بالله ، وثقي بوعده سبحانه ، وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عل الله أن يمن عليك بزوجٍ صالح ، وأن يرزقك ذريةً صالحة ،.
أعرف أسرة عاشت قرابة العشرين عاماً لم ترزق بولد رغم القيام بكل العلميات الطبية الممكنة ولكن دون جدوى ، وبالاستمرار على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم رزقها الله ذرية طبية ، ويعيشون الآن في أسعد حال ، فأبشري بخير ولا تستلمي لهذه الحال المدمرة ، واستعيني بالله ، واخرجي من عزلتك ومارسي حياتك الطبيعية ، وتوكلي الله ، والتمسي العذر لزوجك ، وسامحيه في موقفه معك ، وتوجهي إلى الله بالدعاء أن يمن عليك بنسيانه ونسيان تخليه عنك ، وأن يرزقك ما تقر به عينك من زوج وولد ، وكم أتمنى أن تشغلي نفسك بشيء من القرآن الكريم ، تحفظين بعض السور ، أو تطالعين بعض الكتب ، خاصةً كتب الزهد والرقائق ، أو تشغلي نفسك بأي عمل دعوي أو اجتماعي ؛ حتى تمر عليك تلك الأيام والتي سيعقبها الفرج بإذن الله ما دمت ملتزمة بما ذكرت لك ، مع تمنياتنا إخوانك الشبكة الإسلامية لك بالتوفيق والسداد ، وتحقيق الآمال والزوج مع العيال.
الشيخ / موافي عزب .
ـــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاك الله خيراً على سؤالك .
لا شك أن وقع الطلاق كان عليك قاسياً ؛ لان توقعاتك عن الزواج ومستقبل الزواج كانت عالية ، كما أن العشرة بينك وبين زوجك كانت قائمة على التفاهم والاحترام ، وفي مثل هذه الحالات حين يقع الطلاق غالباً ما يكون رد الفعل شديداً .
أرجو أن لا تنظري للأمور بهذه السوداوية والظلمة ، ولا شك أن الأمور يجب أن لا تقاس فقط بمقاييس الدنيا والحوافز والمكافآت الآنية ، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم .
أزعجني جداً قولك أنك تحسين وكأن العالم كله تخلى عنك ، وأن الله أيضاً تخلى عنك -حاشاه سبحانه وتعالى- هذا الأمر في نظري لا يعدو كونه أكثر من ابتلاء قد يكون(113/518)
بسيطاً ، ولكنه تضخم وتجسم في الخارطة الفكرية السلبية لديك ، لا بد أن تفوضي أمرك إلى الله ، ولا بد أن يكون هنالك أمل ورجاء دائماً ، وأود أن أذكرك أن الكثيرين تعرضوا ويتعرضون لظروف أصعب من ظروفك ، وأن نسبة الطلاق في المجتمعات الإسلامية بكل أسف 20 إلى 40% من كل الزيجات ، أرجو أن تواصلي الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يكتب لك ما هو خير وأنت موقنة بالإجابة .
بالنسبة للشرود الذي أصابك يفهم في مثل هذه الظروف ؛ حيث أن مرده لاكتئاب وعسر في المزاج من النوع الظرفي ، وأرى أن الأدوية المضادة للاكتئاب والمحسنة للمزاج مثل العقار المعروف باسم بروزاك وجرعته 30 ملجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر سيكون مفيداً لك بإذن الله .
يمكن أن يحدث نوعٌ من التفاهم الجديد مع زوجك ، بأن ترجعي له ، وتسمحي له بالزواج من امرأة أخرى ، عسى أن يرزقه الله بالذرية الصالحة ، وفي هذا ربما يكون نفع لك وله ، أنا أعلم أن هذا الخيار ربما يكون خياراً صعبا بالنسبة لك ، لكنه قطعاً يستحق الدراسة والاهتمام ، وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... التركيز في الصلاة
... 2679
السؤال
إنى أصلى ولكن لا أركز فى الصلاه ماذا أفعل ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
اعلم يا أخي أن أهم أمر في الصلاة هو الخشوع ، والخشوع هو الخضوع والسكون والتذلل لله رب العالمين ، وهو إقبال المؤمن على ربه إقبال الخضوع والذلة ، والإقرار أمام جلال الألوهية والربوبية ، والإقرار بعبودية المخلوق لربه وخالقه الذي لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى كلها ، وأمام إدراك حقيقة الحياة الدنيا ، وأنها دار متاع وعرض زائل ، وأمام حقيقة الموت والقبر ، والساعة والبعث ، والحساب ، والجنة والنار .
ولذلك حاول يا أخي أن تحرص على أن تفرغ نفسك وقلبك ؛ لتشغلهما بذكر الله تعالى عند الاستعداد والإقبال على الصلاة ، وحاول أن تتبع هذه الخطوات لعل الله تعالى أن يرزقك الخشوع والتركيز في الصلاة :
1- لا تصل بحضرة طعام.
2- إذا رأيت نفسك محصوراً فاخرج من الصلاة وتوضأ مرة ثانية .
3- إذا نعست في الصلاة فحاول أن ترقد.
4- لا تصل وأمامك شيء يشغلك.(113/519)
5- لا ترفع رأسك إلى السماء.
6- لا تلفت عن يمينك وشمالك .
7- لا تشبك بين أصابعك، ولا تفرقعها .
8- بادر إلى المسجد قبل حلول موعد الإقامة لصلاة ركعتين وقراءة شيء من القرآن ، لأجل أن ينقطع القلب عن التعلق بالدنيا .
9- اقرأ في سير الصالحين وعن خشوعهم في الصلاة .
10- تأمل في كل آية تقرأها ، وذكر تقوله في الصلاة حتى يرسخ في ذهنك ، وتوجهه نحو الخشوع .
واعلم يا أخي أنه إذا صدق الإيمان وصحة العزيمة وتعهدت منهاج الله قرآن وسنة ، فبإذن الله تعالى ستركز في الصلاة وستخشع فيها 0
والخشوع في الصلاة يبدأ مع النية الصادقة والعزيمة الجادة ابتداءً من الوضوء للصلاة ، ويمتد مع كل خطوة إلى أن يخرج من الصلاة، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... هل أنا عاق لأبي أم أبي عاق لي
... 2664
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ ولكن أرجو أن تراعو الحالة التي أعيش فيها وأرجو كذلك أن تهتموا بسؤالي هذا وأن يصلني الرد بأسرع وقت ممكن فأنا أكتب لكم هذا السؤال وأنا أعتصر حسرة وأبكي دماً من شدة مايحصل لي أنا شاب غير متزوج أعيش مع والدتي وأختين لي وأخ أصغر مني ولي إخوة أكبر مني متزوجون ويسكنون وحدهم ووالدي متزوج بأخرى ويسكن وحده وله منها أربع بنات مشكلتي مع أبي أنني لي أب ولكن يا ليتني ليس لي أب فوالدي غفر الله له هاجر لأمي منذ سبع سنوات ولا ينفق عليها ولا على أخواتي وتركني وإياهم منذ كنا صغار وقام بتشريد وتطفيش إخواني الكبار، في الحقيقة لا أعرف إن كان عندي سؤال أم لا فأنا أسأل وأكتب من أجل أن أفضفض لا أكثر لا أعرف لماذا نعيش في ظروف كهذه بدون أب مع وجود الأب على قيد الحياة هو يسكن بجانبنا ولكن لا نسلم من طلباته ومشاكله فهو يريد أن يخرجنا من البيت الذي هو بيته أصلاً لأننا لا نعطيه مالاً مع أنه واجب عليه أن ينفق على أمي وأخواتي أشعر أن شبابي بدء يذهب وأنا أقوم بالعمل من أجل أن أسد رمق أمي وأخواتي مع العلم أنني في بعض الأحيان وحسب استطاعتي أساعده علماً بأن له راتب شهري يكفيه وأتكفل بدفع بعض مصاريفه الشهرية الثابتة ومع ذلك يبخل علينا في كثير من الأمور حتى وصل بي الأمر أني قلت عنه أنه ظالم وأنه أناني ويحب نفسه فقط فهذه هي صفاته تركنا من أجل أنه تزوج بأخرى ولم يقوم بالعدل بين أبنائه وزوجاته نبهته كثيراً أن هذا حرام ولا يجوز فلم يصغي إلي ، ووالدتي لا تريد أن تسامحه حتى لو مات وحتى لو هي ماتت فهي الآن لا مطلقة ولا زوجة سامحوني فقط أطلت ولكن تحملوني أريد أن أبث همومي(113/520)
لغيري أريد غيري أن يسمعني ويتعظ من غيره فالعاقل من اتعظ بغيره إنه الآن ينافسنا على كل صغير وكبير في المنزل وصل به الأمر أن قال لي انصرف من البيت أنت وأمك يريد البيت لأننا لا ندفع أجرة نسي أننا أبنائه الذين هم من زوجته الأولى نسي كل شيء أصبحت أرى القبح ولا أراه أقول لكم أصبحت أكرهه أصبحت أتمنى موته حتى نرتاح منه ومن مشاكله حتى يقال أن أباهم مات وليس حي ظالم لهم أريد أن تعطوني حلاً ماذا أفعل هل أرد عليه في كل ما يقوله لي ويطلبه علماً بأن وضعي المادي ضعيف وحياتنا صعبة في بلدنا وهل أنا آثم في قولي "منه لله" "والله يخلصنا منه" فوالله ما قلتها إلا من شدة جرحي ومن الوضع النفسي والحالة التي أعيشها الآن أشعر أنني بدون أب وأبي أمامي صباح مساء كل ما حاولت أن أكلمه لا يعطيني وجه ولا يكلمني إلا بالمادة وطلب المال ويهددني بالغضب علي إذا لم أعطه أرجوكم أن تعطوني شرحاً مفصلاً أو شيء يهدئني فأنا في حيرة وفي حزن شديد أكتب لكم وأنا أعتصر الحسرة والبكاء دخلت السجن بسبب زوجته وظلمها لنا التي اتهمتني اتهامات باطلة فحسبي الله ونعم الوكيل ولله الحمد أنني ملتزم بالفرائض والصلوات الخمس في المسجد ولو لا أنني ملتزم وأريد أن لا يغضب على الله لفعلت غير ذلك وأكبر من ذلك هل ما يصدر مني يعتبر عقوق مع كل ما ألقاه أنا وأمي وأخواتي
أرجوكم أفيدوني وفي أسرع وقت ممكن
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / زهران حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ، ومرحباً بك ، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يجعلك من البررة بوالديهم ، وأن يرزقك الجنة .
ولدي العزيز الأستاذ زهران : كان الله في عونك وعون والدتك وإخوانك ، فالظلم طعمه مر ، ورائحته كريهة ، ومنظره مفزع ومروع ، ولذلك أخبرنا مولانا سبحانه أنه لا يحب الظالمين ، ولذلك حرم الظلم على نفسه ، وجعله بين العباد محرماً ، ولكن أمام عظم حق الوالدين ومنزلتهما عند الله يجد الإنسان نفسه مطالب بالعفو غاية العفو والصفح الجميل ؛ لأن من يؤذيه هو الأصل الذي نبت منه ، ولا يليق بالفرع أن يسيء معاملة الأصل حتى ولو كان كافراً أو مشركاً ، لذا أقول لك ولدي العزيز ليس أمامك إلا الصبر والاجتهاد قدر استطاعتك في إرضائه والإحسان إليه ، والدعاء له بالصلاح والهداية والاستقامة على الدين ، واعلم أن النار لا تطفئ النار ، وأن السيئة لا ترد السيئة ، فإذا ما أساء والدك وبادلته نفس الشيء أصبحت مثله تماماً في المعصية ، إلا أن معصيتك ستكون أشد ؛ لأنك ولده ، ويلزمك شرعاً الصبر عليه والتأدب معه ، حتى ولو كان كافراً والعياذ بالله ، ولذا عليك الدعاء له بدل الدعاء عليه ، واجتهد له في الدعاء على قدر استطاعتك ، وعليك بالصبر الجميل ، وأبشرك(113/521)
بأن الله مع الصابرين ، ويحبهم ، ولهم أعظم الأجر عنده ، وحاول الإصلاح بينه وبين والدتك إن استطعت ، وحثها على الصبر والدعاء على قدر استطاعتها ، فإن نجحت في ذلك تكون قد حققت نجاحاً كبيراً وفزت فوزاً عظيماً .
واعلم ولدي المبارك أن إكرامك لوالدك سيعود أثره عليك في الدنيا في رزقك وأولادك ، وفي الآخرة يدخلك جناته ويرضى عنك ، فحاول قدر الاستطاعة أن تكون عامل إصلاح بين الجميع ، ولا تتحامل على والدك مهما كان ظلمه وعدوانه وحسابه على الله الذي لا يحب الظالمين ، وأنه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة ، فما يقع منه ظلم عليكم أو على والدتكم سيحاسبه الله عليه ، فلا تشغل بالك بهذا ، فالله أرحم الرحمين ، ولا يحب الظالمين ، ولكن نصيحتي ألا تبادله الظلم بالظلم ؛ لأنك ستكون مثله تماماً ، وتحشر يوم القيامة مع الظالمين ، وعليك بالدعاء لنفسك وله بالهداية ، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والصبر الجميل .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... الزواج من نصرانية
... 2660
السؤال
أود الزواج من امرأة أمريكية نصرانية ، إذ أني أحبها كثيراً ، وهي على استعداد أن تسلم ، فهي معجبة بالدين الإسلامي وعلى قناعة بأنه الدين الحق ، ولكن تريد أن تتعلم عنه المزيد ، فهل يجوز أن أتزوجها الآن على أمل أن تسلم حسب رغبتها ، أم لا بد من إسلامها قبل الزواج ؟
المشكلة أن علاقتي بها الآن هي عن طريق الإنترنت ، وأعلم أن هذا الأمر قد يكون محرماً ، ولكني أفعل ذلك أملاً في هدايتها ، حيث أنني أرى فيها حسن الخلق الذي يؤهلها أن تكون مسلمة ملتزمة ، فما رأيكم ؟
Assalamou alaykoum wa rahmatou allah wa barakatouh
Wassalatou wassalamou 3ala sayyidi il moursalin
Ayyouha el akhou el karim,
First of all , I want to appologize for not being able to write in arabic from this computer , after that I will be grateful if you accept my humble thanks and grattitude for everyone working in this honorable site.
Second, I want to know , if you don't mind , to clarify me about the fact of marrying an American , she is Christian for the moment but she is ready to convert into Islam and waiting for me to make her practise our holy religion , I want to insist here that she is interested in converting into Islam because she is becoming convinced that it is the right religion, but she says she want to learn more about it , so that she can practise it , and she wants me to help her in that , I love her and I don't know if Allah allow me to marry her and then make her become a Muslim woman , or not to marry her untill she converts. The problem in that , is that our relation is an internet relationship , I know that it may be seen as a non legitime relationship , but I am doing that in the sake of the price of being a cause of converting a christian , and I can't hide that I love that girl because I feel in her a very good person and decent woman that can be oneday , inshallah , a very good muslim woman.(113/522)
At the end , please accept my sincere thanks and feelings of gratefulness for the memorable effort you are making in clearing the way for some young people that are not advanced enough in Islam to know how to behave in every situation.
Wassalamou 3alaykoum wa rahmatou Allah wa barakatouh , wa jezakoum Allah khayran.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / MILED حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسعدنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية بين إخوانك ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، ونسأله تعالى أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يثبتك على الحق .
وأما بخصوص سؤالك : فلقد وضع أهل العلم شروطاً كبيرة للزواج من الكتابية ، لعلها لا تتوفر الآن في 95% من أهل الكتاب ، لذا أنصح أن تواصل دعوة هذه الأخت للإسلام حتى تقتنع به ، وتصبح مسلمة حقيقة ، وتحرص على أن تجعلها تسلم لمجرد الإسلام حتى لا تفسد عليها نيتها ولا تحرمها الأجر والثواب .
فاجتهد في دعوتها وتوفير المواد الدعوية لها ، ودلها على المواقع الدعوية الإسلامية في بلادها أو عبر الإنترنت ، وهي كثيرة جداً ، فإذا من الله عليها بالإسلام وحسن إسلامها فلك أن تتزوجها بعد ذلك ، وتكون بذلك قد حصلت على أجرين في وقت واحد ، أجر دعوتها إلى الله وإسلامها ، وأجر الزواج منها وإعفافها، واحرص على أن يكون كلامك معها خلال الفترة الحالية موافقاً لشرع الله ، بعيداً عن الحرام ؛ حتى يمن الله عليها بالهداية ، ويتقبل منك ، ويثيبك على ذلك أجراً عظيماً ، وإياك أن تتزوجها وهي مازالت كافرة ؛ لاحتمال أن لا تسلم بعد ذلك ، فاستغل هذه الفرصة ، وعلمها الإسلام لتحبه بصدق وإخلاص وتؤمن به عن اقتناع ، حتى لا ترتد بعد ذلك ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق ولها بالهداية والرشاد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... حائر لا يملك حيله
... 2659
السؤال
أنا هاني من اليمن رحلت إلى أمريكا وأبي وللأسف يعمل في محل يوجد فيه بيره وخنزير وأحيانا أعمل معه وأضطر إلى أن أبيع بيره فأقرطسها وأستلم الحساب وأنا الآن أدرس وأعمل أحيانا
أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المبارك / هاني حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/523)
أسأل الله جل جلاله أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يبارك فيك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يهديك صراطه المستقيم ، ويسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً بك بين أهلك وإخوانك.
ولدي هاني : كم أنا سعيد حقاً بك وبرسالتك ، وإني لأحمد الله أن أكرمك بهذه النعمة وهي نعمة الحرص على تحري الحلال من الحرام ؛ لأن هذه القضية من أخطر القضايا التي تؤثر في قبول الأعمال ، ومع الأسف نجد أن كثيراً من المسلمين لا يهتمون بها رغم خطورتها ، حيث قال رسول الله صلى الله وسلم: ( إن الله تعالى طيبٌ لا يقبل إلا طيباً ، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)) وقال : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ) فهذا الحديث نص في أن الأكل أو الشرب من الحرام يجعل جميع الأعمال غير مقبولة ، والدعاء كذلك لا يستجاب له .
لذا أنصحك قدر الاستطاعة بالابتعاد عن عمل والدك ، ما دام لا يبيع إلا هذه الأشياء المحرمة ، فاجتهد ألا تذهب للمحل حتى لا تضطر أن تساهم في البيع أو غيره، ويجب عليك نصح - بطريقة مناسبة - والدك بترك هذه الأشياء المحرمة ، وبيع الأشياء الحلال وهي كثيرةٌ ، أو تستعين ببعض الدعاة المخلصين عندكم على أن ينصح والدك ولو بعيداً عنك حتى لا يجرحه ، فإذا لم يستجب فحاول أن تتهرب منه بأي وسيلة حتى لا تشاركه في بيع هذه الأشياء المحرمة ، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد ، والثبات على الحق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أرغبه في الصلاة عن طريق المال
... 2638
السؤال
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته:
أخى لا يصلى وهو يبلغ من العمر 19 سنه, حاولت معه الكثير وحاولت أن أنصحه وأتكلم معه بكل الأساليب فمره أعدد له نعم الله علينا ومره أذكره بعقوبه تارك الصلاة و مره أخوفه من الموت ولكنه لا يسمع لى .
أنى أحبه كثيرا فأنه ولد حنون و شهم و ذو خلق على الرغم من أنه لا يصلى .
ومن أحد الأساليب التى حاولت ان أستخدمها معه أنى عرضت عليه أن أكافئه بمبلغ من المال كل شهر على شرط أن يصلى طول الشهر و لكنى أريد أن أعلم هل هذا الأسلوب صحيح أم هذا يقلل من شأن الصلاة لأنى أجعله يصلى لكى يأخذ ما وعدته به من مال.
دلونى جزاكم الله خيرا ماذا أصنع معه علما بأن أبى متوفى من فتره طويله وأمى لا تقدر عليه ,أنا و هو أصدقاء على الرغم من أختلافنا فى أشياء كثيره وانا احبه كثيرا و أخاف عليه.(113/524)
أرجو الدعوة له بالهدايه و لجميع شباب المسلمين.وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المهندسة / مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يبارك فيك ، وأن يعينك على مساعدة أهلك وإخوانك على فعل الخير وطاعة الله ورسوله ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة ، وأن يحشرك مع سيد الدعاة في الفردوس الأعلى .
الابنة الكريمة المهندسة مرورة: اعلمي أن جهدك في إصلاح أخيك وحثه على الصلاة لن يضيع هباءً منثوراً ؛ لأن الله الجليل وعدنا بأنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى ، ولكنه وكما لا يخفى عليك أن مرحلة المراهقة هي مرحلة تحدي وإثبات للذات والثورة على كل شيء تقريباً ، ولذلك كانت من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان ، فإذا مرت على خير وفي طاعة كان صاحبها في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله كما ورد في الحديث ، لذا أوصيك بعدم اليأس أو فقدان الأمل في العلاج ، ولا تتوقفي عن نصح أخيك ، خاصةً وأن بينكما قنوات من التفاهم والمودة والمحبة، فهو أحوج ما يكون إليك خاصةً في هذه المرحلة ، ونظراً لغياب والدك رحمه الله، وضعف أمك أمام إلزامه بالصلاة وغيرها ، فهذا هو دورك الهام وميدانك ا لحقيقي في الدعوة إلى الله .
وأما موضوع المكافأة المالية وإن كان نفعه قليلا نظراً لإدراكه وتقدم سنه ، ولكونه أشبه ما يكون بالرشوة ، إلا أنه لا مانع من استخدامه ولو لفترة ؛ لاحتمال أن يدخل الله محبة الصلاة في قلبه مع الأيام ، ولكن عليك مع ذلك بالدعاء له بالهداية والصلاح ، أنت والوالدة ، خاصةً وأن دعوة الأم لا ترد كما لا يخفى عليك .
انصحي أمك بعدم الدعاء عليه مطلقاً مهما كان سوء أخلاقه ، أو عدم طاعته ، وإنما تكثر من الدعاء له ، وسترون ثمرة ذلك في المستقبل الغريب بإذن الله ، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... تصميم موقع
... 2614
السؤال
أنا أعمل في شركة تصميم مواقع للإنترنت ، وتم تصميم موقع لشركة تنظيم حفلات في دبي ، ولقد قمت بالعمل في هذا الموقع ، ثم اتضح لي بعد ذلك برغبة العميل في وضع بعض الصور للحفلات التي تقوم بها شركته ، ولقد وجدت أن تلك الصور بها بعض المناظر الخليعة ، فقررت أني لم أنشر تلك الصور ، وأصبح هناك مشكلة بيني وبين صاحب العمل ، فماذا أفعل ؟
الجواب(113/525)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونسأله تعالى أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يرزقك رزقاً حلالاً طيباً ، وأن يبارك لك فيه ، إنه جواد كريم .
أخي الفاضل : مما لا يخفى عليك أنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق ، وأن الطاعة في المعروف كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وبناءً عليه فلا يجوز لنا أن نخالف شرع الله لإرضاء أي أحدٍ كائناً من كان ، خاصةً إذا كان الأمر مما لا خلاف فيه بين أهل العلم، فالعلماء باتفاق على أنه لا يجوز نشر أو تصوير مثل هذا الصور الخليعة بحالٍ من الأحوال ؛ لما يترتب عليها من تدميرٍ لأخلاق المسلمين ، وفوق ذلك ستكون بذلك قد سننت سنة سيئة ، وساهمت في إنشاء منكر يساهم في إفساد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لذا أرى أن تعتذر للشركة بأسلوب رقيق وهادئ عن نشر مثل هذه الصور ؛ نظراً لمخالفتها لشرع الله تعالى، وأن الشركة سوف تتحمل هي الأخرى نصيبها في إثم نشر مثل هذه الصور ، واعلم أخي المبارك أن من ترك شيئاًَ لله عوضه الله خيراً منه، وأن الإيمان الحقيقي إنما يظهر عند مثل هذه الاختبارات العملية ، كما قال سبحانه : ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ )) سائلاً الله تعالى لك الثبات على الحق ، والبركة في الرزق ، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هجر القراّن
... 2528
السؤال
معنى هجر القرآّن ؟
آسباب هجر القرآّن ؟
حلول هجر القرآّن ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / هشام حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
معنى هجر القرآن : هو أن يترك الإنسان سماع القرآن وتفهمه ، والعمل بما فيه ، وترك تدبره ، وعدم الامتثال بأوامره واجتناب زواجره ، والانصراف عنه إلى غيره من شعر أو قول ، أو غناء أو لهو ، أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره .
أما الأسباب التي تؤدي إلى هجر القرآن فهي :
1- جهل كثيرٍ من المسلمين اليوم للغة العربية التي بها نزل القرآن الكريم ، فعجزوا عن النهوض لتدبر القرآن الكريم ورضوا بالجهل والقعود .(113/526)
2- الغزو الفكري والثقافي الذي زحف على العالم الإسلامي ، مما شغل المسلمين عن كتابهم ، وضللهم بتفسيرات فاسدة .
3- عدم اهتمام بعض المجتمعات الإسلامية بفرض اللغة العربية ، والقرآن والسنة في كثير من المراحل الدراسية.
4- عدم وجود خطة أو نهج يتبناه الدعاة من أجل دراسة منهج الله وتدبره.
5- غفلة الكثير عن أمور دينهم ، وانشغالهم بالدنيا مما جعلهم يهجرون كتاب ربهم .
6- ضعف الإيمان والخلل في تصور القرآن ، مما يزيد من هجره ، ودفع الإنسان إلى التفكير المنحرف الخاطئ.
7- حب الدنيا وإيثارها على الآخرة يدفع النفوس إلى أبواب الهجر لكتاب الله .
وإذا أردت يا أخي أن تحمل الأمانة التي كلفت بها وتداوم على قراءة القرآن ، فعليك بالخطوات التالية:
1- صفاء الإيمان وصدقه ، فالله تعالى يفتح معاني كتابه العزيز لمن يشاء من عباده المؤمنين .
2- أن تكون عندك مبادرة ذاتية ، فتنطلق و تنهض إلى ذلك الحافز الإيماني ، وكل هذا ينطلق من النية الصادقة الخالصة لوجه الله تعالى .
3- بذل الجهد والوقت وكل ما تحتاجه لتدبر منهاج الله ، وتقبل عليه بشوق وصدق ، وتبذل لأجله من جهدك ووقتك ومالك .
4- أن تضع لنفسك برنامجاً فردياً تسير عليه ، فتقضي فيه حياة ًطيبة تكون في التلاوة والحفظ والدراسة .
5- ضع برنامجاً فردياً لدراسة اللغة العربية ، فهي التي ستساعدك على فهم كتاب الله تعالى .
6- حضور حلقات تحفيظ القرآن الكريم ؛ حتى يسهل عليك تعهده والبعد عن هجرانه .
وفقك اله يا أخي لحفظ كتابه ، والعمل به .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن ألتزم
... 2393
السؤال
أنا شاب عمري 22 سنة ، وأريد الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأريد أن أتخلص من المآسي ، وأريد أن يعمر قلبي بالإيمان .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / راشد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
وكل عام وأنتم بخير.(113/527)
أخي السائل : جزاك الله خيراً على هذه الهمة العالية ، وأسأل الله لي ولك أن يرزقنا الهمة العالية التي تبلغنا جنة عرضها السماوات والأرض ، واعلم أن أهل المعاصي بل أهل الكفر عندهم همة عالية وأشد عزماً وصلابة على المضي في طريق الجد ، وهم أقصى أمانيهم وهممهم لا تتجاوز هذه الدنيا ، وأنت تطلب سعادة أخروية لا تحصل لك إلا بثمن وجد ومثابرة وصبر .
اليوم ميلادي الجديد وما مضي
صوت بليت بليل داج
أنا قد سريت إلى الهداية عارجاً
يا حسن ذ الإسراء والمعراج
ويجب عليك يا أخي أن تعمل بما يلي :
1- الاهتمام بجانب الإيمان والتوحيد .
2- أن تعتني بالفرائض مع النوافل .
3- أن تكون في وسط جماعة المسجد ؛ لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية.
4- أن تتحلى بالأخلاق الإسلامية العالية .
5- اجعل لنفسك منهاجاً أو برنامجاً تدرس فيه القرآن والسنة ، واللغة العربية ، وحياة الصحابة والسلف الصالح .
6- تجنب السب والشتم والتجريح والتشهير .
7- حاول أن تحضر المحاضرات والندوات الإسلامية التي تحيي القلوب الميتة .
8- حاول أن تجعل لنفسك برنامجاً للصيام وللقيام ، حتى تتقوى علاقتك مع خالقك .
9- اعتزال المحرمات وجاهد نفسك على ذلك .
10- خالط الرفقة الصالحة التي تذكرك بالله تعالى إذا نسيت.
11- كلما وقعت في ذنب بادر بالتوبة والاستغفار ، قال الله تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )
وفقك الله ورزقك الثبات على الحق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أتوب
... 2377
السؤال
الشيطان دائما يخدعني عندما اقول سوف اذهب للصلاه ترادوني اقوال لماذا اذهب بعدها اقول ساصلي ، وهكذا دائما الشيطان يخدعني واحيانا لا أصوم حتى اصدقائي يقولون لي تعال سوف نذهب الي الفندق حتى يزنون واللواط ايضا ، لكن الحمد الله انا لم افعل الزنى قط عندما اذهب مع اصدقائي يقولون لي تعال ازني وخلك مع الدنيا مرتاح لكني املك نفسي ، هم يزينون لي المنكر ولكني لم افعل اي شيء ، افيدوني يأخواني ماذا افعل اريد ان اتوب لله عزوجل حتى في بعض الاولاد ياتون لي يقولون لي تعال نريد ان نذهب ونفعل اللواط اقول لا تفعلو ، إنه حرام ، يقولون اي حرام(113/528)
فيسبوني ايضا ويسبون والداي حتى اني اغضب بشدة لكني املك نفسي ، يقول صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. اريد الرد وماذا افعل وسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الحبيب المبارك / عثمان حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً وسهلاً ومرحباً يا ولدي في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، وكم أنا سعيدٌ فعلاً برسالتك المباركة ، التي تحمل كثيراً من المبشرات بنصر هذه الأمة ، وقدرتها على العطاء والبذل والتضحية ، والتعالي على الشهوات ، والبعد عن المحرمات حياءً من الله تعالى ، واقتداءًً برسوله صلى الله عليه وسلم ، وصحبه الكرام الأطهار الذين كان الشيطان يخافهم ويعمل لهم ألف حساب وحساب ؛ لأنهم عرفوا الحق فاتبعوه ، وعرفوا الباطل فأعرضوا عنه .
ولدي عثمان : إنك بموقفك هذا تذكرني موقف الصحابي الجليل أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فلقد كان من أشد الصحابة حياءً من الله ، حتى كانت الملائكة تستحي منه ، كما ورد ذلك في السند ، فالحمد لله أن جعل فيك من يذكرنا بسيرة هذا الصحابي العظيم ، من حيث العفة والحياء ، لذا أوصيك ولدي بالأتي :
1- إياك وأن يضحك عليك الشيطان ، ويزين لك الباطل ولو لمرة واحدة ؛ لأن الشيطان وأعوانه من الشباب الفاسد ، والمفسدون سوف يحاولون معك ألف مرة ومرة حتى تقع في شباكهم ، وإذا وقعت مرة سهل وقوعك في كل ذنبٍ أو معصية بعد ذلك ، فاجتهد بكل قوتك ألا تقع في هذه المنكرات .
2- عليك بالدعاء يا ولدي أن يثبتك الله على الحق ، وأن يزيد في إيمانك ، وأن يرد عنك هؤلاء الشياطين ، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء .
3- ابحث لك عن صحبة صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ، وتعرف عليهم من المساجد بيوت الله ، والحمد لله شباب الأمة فيهم خير كثير مثلك ، فابحث عنهم ، وتعرف عليهم ، وامشي معهم ، واجلس معهم ؛ حتى يقوى إيمانك .
4- اشغل نفسك ببرنامج دعوي عن طريق بعض الدعاة عندكم ، كحفظ بعض آيات من القرآن يومياً ، أو حفظ بعض الأحاديث ، أو قراءة بعض الكتب المقوية للإيمان ، وحضور المحاضرات ومجالس العلم الشرعي .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... زميلة متقلبة المزاج
... 2321
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة السلام على أشرف المرسلين .(113/529)
قبل أن أبدأ ، أريد تبليغ شكري الخاص إلى كل أعضاء الموقع ، وخاصةً امتناني الكبير إلى كل من ساعدني في حل أسئلة أما بعد ،،،
اليوم أردت محاورتكم في شأن زميلة تدرس معي بالمعهد ، وهو أنها متقلبة المزاج ، فإنك عندما تراها فرحة ، في حينٍ آخر تراها متوترة ، مما جعلني لا أفهمها , وعندما أسألها عن سر طبيعتها تجيبني بأنها لا تفهم حتى حالها ، و هذا الشيء جعلني عاجزاً عن مساعدتها ، مما جعلني أستند إليكم .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / نعيم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
كل عام و أنتم بخير ، شكراً لك على اهتمامك بموقع الشبكة الإسلامية.
بالنسبة للأخت التي سألت عن شأنها، فالرجاء منك أن تجعلها لك حليلة بشرع الله تعالى ، وليست خليلة ، حتى يبارك الله في مجهودك .
أما بالنسبة للمشكلة التي تعاني منها الأخت من تقلب المزاج ، يمكن أن يكون لديها صراع نفسي داخلي دون أن تظهره لأحد ، وذلك بسبب التضارب في الرغبات والحاجات ، أو بسبب الفشل في إشباع الحاجات الأساسية ، وفي تحقيق الذات وفقدان الأمن النفسي ، وكل هذا ناتجٌ عن الفراغ الروحي وضعف الأيمان بالله تعالى ، وإذا سألتها عن السلوكيات التي تقوم بها فستجيبك لا أدري ماذا أفعل .
وأنصح الأخت الفاضلة أن تكون لديها شخصية قوية تتغلب بها عن الأزمات التي تتعرض لها ، وأن تقوم بالعبادات كاملة ، والشعائر الإسلامية ، وخاصةً تلاوة القرآن ، والأذكار ، مما يجعلها تشعر بالطمأنينة والراحة النفسية ، والشعور بالسعادة والارتياح .
وفقك الله و سدد خطاك لما فيه الخير .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... دعوة النصارى للإسلام ...
2118 ...
السؤال
تعرفت على شخص مسيحي عن طريق الانترنت وأريد دعوته للاسلام فبماذا تنصحوني؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / هاني العمودي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً اسمح لنا أن نعتذر إليك عن تأخر الرد ، وذلك لظروف الحج ، ونعدك إن شاء الله أن نسرع بالرد على أي سؤال أو استفسار يصلنا منك ، ويسرنا أن نرحب بك بين(113/530)
أهلك وإخوانك بالشبكة الإسلامية، ويسعدنا الإجابة على جميع أسئلتك واستفساراتك دائماً ، ولقد سعدنا جميعاً بهذا المشروع المبارك الذي عزمت على بدئه ، بخصوص دعوة هذا الشخص للإسلام ، وأنت بذلك تذكرنا بما كان عليه المسلمون قديماً، حيث همهم أولاً وقبل كل شيء كيف ينتشر هذا الدين في العالم ، وكيف يدخل الناس جميعاً في دين الله أفواجاً ، ولقد ضحوا في سبيل ذلك بالأرواح ، والأنفس والأموال ، والأهل والأوطان ، والنفس والنفيس ، حتى خرجت هذه الملايين من الظلمات إلى النور ، فنحن حقاً سعداء بهذا المشروع الدعوي المبارك .
وأما بخصوص النصيحة التي تريدها لتحقيق هذا المشروع فإليك ما يلي :
1- الدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك الله في هذا المشروع ، وأن يجري الخير على يديك ، وأن يجعل في كلامك الأثر والبركة .
2- الاستعداد العلمي لاحتمال أن تظن أن الأمر سهل ، أو أن الشاب لا يعرف شيئاً عن دينه فتفاجأ بأنه متعصب ، بل ومهاجم شرس للإسلام .
3- اعرض عليه أن يبدأ هو أولاً بالحديث عن دينه ، بشرط عدم التجريح أو الطعن في الإسلام ، مع ضرورة التعرف على نقاط ضعف دينه وهي كثيرة .
4- اعرض عليه محاسن الإسلام العامة في بادئ الأمر ، دون التعرض لدينه .ط
5- ابدأ بالأشياء المتفق عليها بين دينه والإسلام ، كالاعتراف بوجود الله ومحبته مثلاً .
6- يمكنك الاستعانة بكتاب مهم مفيد وهو بعنوان : كيف تدعو نصرانياً إلى الإسلام ، لمؤلفه : أنس عبد الحميد القوز .
7- حاول أن تسمع أكثر مما تتكلم ، حتى يسهل عليك معرفة نقاط ضعفه .
8- أحذر أن يثيرك فتفقد توازنك ، وإنما تحلى بالصبر والحلم والأناة ، حتى ولو تكلم كلاماً لا يليق من الإسلام في أول الأمر .
9- لا مانع من الاستعانة ببعض الدعاة المهتمين بدعوة غير المسلمين ؛ حتى يساعدك في الحوار معه ، وهذا مهم جداً .
10- اجعل عملك خالصاً لوجه الله ، واعلم أن الله يحب المخلصين .
مع دعواتي لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أخبرهم بهذا الأمر
... 2075
السؤال
السلام عليكم .. الإخوة الأحبة لقد أعانني الله على إتمام حفظ كتابه الكريم ، ولفرحي الشديد بهذا الإنجاز فإنني أريد أن أخبر أهلي وأصحابي ليفرحوا لفرحي ، ومن باب الاقتداء بالصحابي الذي ذبح شاة ودعا أصحابه إليها احتفالا منه بحفظ سورة البقرة .. ولكني والله أخشى على نفسي الرياء ، وأن يضيع الأجر مع مدح الناس لي .. فأرشدوني ماذا أصنع ؟
الجواب(113/531)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظك كما حفظت كتابه، وأن يرفعك كما رفعت كلامه ، وأن يجعلك من أهله الذين هم أهل القرآن ، وأن يرزقك العمل بهذا القرآن والدعوة إليه ، حتى تكون من الشفعاء الكبار يوم القيامة، وأن يلبسك تاج الكرامة أنت ووالديك ومن ساعدك على حفظ القرآن ، ورغبك فيه، وحثك عليه .
أخي المهندس محمد : كم أنا سعيد بهذه النعمة العظيمة التي من الله بها عليك ، وكأنها والله لأحد أولادي ؛ لأن نعمة حفظ القرآن من أجل النعم، ولا يعان على ذلك إلا من أحبه الله ورضي عنه، فاجتهد أخي أن تري الله من نفسك خيراً ، وأن تجعل القرآن حجة لك لا عليك، واحرص على المراجعة اليومية ؛ لأنك تعلم أن القرآن أشد تفلتاً من الإبل في علقها كما قال صلى الله عليه وسلم ، و هذا والله يا أخي محمد أعظم من أعظم وسام ستحصل عليه في الدنيا، وأجل وأرفع وأسمى من أعظم رسالة دكتوراه أو غيرها من الإجازات العلمية التي يحرص عليها الكثير من الناس ، فأرفع رأسك عالياً ، وأفتخر على الدنيا بأن الله الجليل قد جعل صدرك وعاء لكلامه المبارك .
وأما بخصوص إقامة حفل شكراً لله تعالى على هذه النعمة : فلا أرى بذلك بأساً ، ولا تلق بالك لما ذكرته من خوف الرياء ؛ لأن الشيطان لا يريد لك أن تظهر عظمة القرآن ، وفضل إحسان الله إليك ، وتكرمه عليك ، فاصنع طعاماً ، واجمع عليه أهل الخير والفضل، والأهل والأقارب، وأخبرهم بإكرام الله لك ؛ لاحتمال أن يغار أحدهم فيصنع مثلما صنعت، فيعطيك الله مثل أجره ، فتوكل على الله ، ولا تنسانا من صالح دعائك يا صاحب القرآن ، سائلاً إياه أن يبارك لك في القرآن العظيم ، وأن يعينك على العمل به، إنه جواد كريم ، وبه التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... العصيان في عقر داري
... 2071
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لخمسة أولاد ، ثلاث بنات هن الكبار ، وصبيان تتراوح أعمارهم بين الرابعة والعشرين والأربع عشر ، ربة منزل وزوجة لبناني ، عشنا الحرب بتفاصيلها ، وحملنا آثارها وتبعاتها من قلق وخوف وعدم استقرار... سافرنا فترة من الحرب إلى بلاد أوروبية ، مما ترك بصمات لا تمحى على دراسة الأولاد وتربيتهم سواء ...
الآن أو بعد عشر سنين من العودة خلالها تحجبت فيها البنات من دون أي ضغط أو إقناع من ناحيتي ، باستثناء بعض التوجيهات الغير مباشرة... لكن بعد فترة ست سنوات ، بدأت الكبيرة بالتمرد وترك الصلاة ثم خلعت الحجاب ، وتبعتها الثانية بعد سنة ، أما الصغيرة فلا تزال محجبة - ثبتها الله - أسباب هذا التمرد والعصيان عائد للمحيط الشاذ وافتقار العائلة والأقارب للأجواء الدينية التي تساعد... كما والأهم من(113/532)
ذلك زوجي الذي كان ملتزما ومبالغا بالالتزام ثم فجأة بدأ بالابتعاد وانتقاد الدين والإسلام والمسلمين ، لدرجة ترك الصلاة أيضاً، مما انعكس على علاقتنا تدريجيا ، حتى وصلنا إلى حافة الطلاق...
أنا أتابع دراسة العلوم الشرعية في الفترة الأخيرة ، فقد وجدت فيها المرجع والملجأ والمشورة ، ولكن الملاحظ ازدياد البعد والعصيان والتمرد ، مع العلم أني لا أطبق التوجيهات إلا بشكل هادئ يتناسب مع الحالات الصعبة هذه...
دعوت لله ، وحاولت كل مستطاعي ، واتبعت كل نصيحة... فرغت جعبتي إلا من رحمة الله... ونعم بالله... أشيروا عليَّ علَّني تهت عن طريقة أو أسلوب... شاركوني الدعاء جزاكم الله كل خير...
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / إيمي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يرد زوجك وبناتك إلى الإسلام مرداً جميلاً ، وأن يغير حالهم إلى أحسن حال ، وأن يجعلك وإياهم من عباده الصالحين وأوليائه المقربين ، وأن يهديكم ويصلح بالكم ، اللهم آمين .
الأخت الفاضلة : كان الله في عونك ، وسدد الله خطاك ، وقواك الله على مواجهة تلك التحديات الصعبة والمرهفة ، وأحب أن أبشرك بأن الله سيرد زوجك وأولادك إليه ، وسيكونون من الصالحين بإذن الله رب العالمين .
ولكن لكي يتحقق ذلك لا بد من مراعاة عدة أمور :
1- عدم إغفال سلاح الدعاء في جميع الأوقات ؛ لأن لله ساعات تتنزل فيها رحماته ، وتستجاب فيها الدعوات ، فأكثري من الدعاء والإلحاح على الله بهدايتهم جميعاً.
2- عليك كذلك بالإكثار من الاستغفار ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عل الله أن يهديهم ويعيدهم إلى الطاعة والالتزام .
3- واصلي الدعوة إلى الله ، والحث على طاعته بغاية الرفق واللين ، واستغلال الفرص المواتية للدعوة ، وتوظيف كل الإمكانات لتحقيق هذا الهدف .
4- استعيني ببعض الصالحين أو الملتزمين للمساعدة معك في الدعوة إلى الله ، وحث الزوج والأولاد على العودة إلى الطاعة والعبادة .
5- استخدمي مع زوجك أسلوب الزوجة المحبة الحريصة على زوجها ، والتي تود له كل خير في الدنيا والآخرة ، واستفيدي من لحظات الأنس والرضا ، وذكريه بما كان عليه من طاعة والتزام ، واشرحي له بهدوء عاقبة ما هو عليه على نفسه خاصة وأولاده عامة .
6- إذا أمكن الاستعانة ببعض أصدقائه الصالحين ، وشرح ظروفه لهم ؛ لعل وعسى أن يؤثروا عليه ويساعدونه في العودة إلى ما كان عليه وأفضل.
7- إذا لم يتيسر شيء من ذلك بخصوص المساعدين الصالحين ، فاستعملي الوسائل الدعوية الأخرى من أشرطه وكتيبات ومطويات وغيرها .(113/533)
8- احرصي على ضم البنت الملتزمة إليك ، واقربي منها أكثر ، وشاركيها معك في برنامج إصلاح أخواتها ، حتى لا يؤثروا عليها ، إذ أنها بذلك ستهاجمهم قبل أن يهاجمونها ، وهذا أٍسلوب نافع ومفيد.
9- غيري أسلوبك الدعوي القديم ، واستخدمي وسائل أكثر فعالية مع زوجك وأولادك .
10- حاولي أن تعرضي عليهم الاتصال بالموقع كما فعلت أنت ، ومساعدتهم على طرح ما لديهم من مشكلات أو عقبات ، وبالتالي سيسهل علينا مساعدتك ومساعدتهم ، فاجتهدي في ذلك ، ونحن هنا سنكون على استعداد للرد عليكم فوراً بإذن الله رب العالمين .
11- واصلي طلب العلم الشرعي والتزود منه ؛ لأنه زادك الأول بعد التقوى ، وقارب النجاة الذي سيحملك إلى بر النجاة في الدنيا والآخرة .
12- إياك أن تنشغلي بطلب العلم الشرعي عن زوجك وحقوقه ؛ لأنك بذلك تفقدين كل شيء ، وإنما دائماً أبداً اجعليه هو هدفك الأول قبل نفسك وأولاك ؛ لأن هذا هو حقه عليك .
13- يقول الحق بتارك وتعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً) (الإسراء:81) فمهما طال الليل فلا بد من صبح يبدد ظلماته ، فلا تستسلمي أو تضعفي أو تتوقفي عن إنقاذ زوجك وأولادك ، وتذرعي بالصبر الجميل ، وأكثري من الدعاء كما أشرت ، والغلبة لك ، والنصر لك ، والتوفيق لك بإذن الله رب العالمين ، مع خالص دعواتنا لك بالتوفيق في مهمتك الصعبة.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الخشوع في الصلاة
... 2069 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حضرات المسلمون الكرام يطيب لي أن أستشيركم في شيء يحصل لي أثناء الصلاة وهو أني عندما أكون في الصلاة أفقد خشوعي وأصبح أفكر في أشياء أخرى ...
أرجوا من حضرتكم إرشادي إلى كيفية الإصلاح.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نعيم حفظه الله تعالى .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً أسأله تبارك وتعالى أن يسكنك جنات النعيم ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يعينك على التخلص من تلك المشكلة في سهوله ويسر .(113/534)
وأما بخصوص سؤالك : فالأمر يحتاج فعلاً إلى شيء من العلاج كالتالي :
1- فكر بين يدي من ستقف بعد دقائق، وذلك قبل الصلاة بقليل .
2- حاول أن تقضى حاجاتك الضرورية والهامة قبل الصلاة ؛ حتى لا تفكر فيها وأنت داخل الصلاة ، واستعن أيضا بالحضور مبكرا للصلاة ، حتى تنقطع عن الانشغال بعلائق الدنيا .
3- فرغ ذهنك تماماً من أي شاغل يشغلك في الصلاة .
4- حاول أن تفكر في معاني الصلاة ، وما تقرأه من الآيات أو تسمعه من الإمام ، ركز على المعاني بقوة وعش معها بكل جوارحك ، واستحضر عظمة الله الذي تقف بين يديه ، وأنك إذا كنت واقفاً أمام أي مسؤول أو شخصية كبيرة لن تفكر إلا فيما أنت فيه فقط ، وليس هناك أعظم من الله العظيم الجليل ، فكيف تفكر في غيره وأنت بين يديه؟
5- استحضر بقلبك وعقلك معاني القيام، والركوع والسجود، والدعاء والذكر ، وركز على هذه الأشياء ، ومع الأيام ستجد الخشوع الذي تريده وتبحث عنه .
6- أن تعلم أن الصلاة بغير خشوع لا قيمة لها ، كالجسد بغير روح ، فأشعر نفسك أهمية الخشوع وضرورته .
7- مما يعينك على ذلك أيضاً قراءة كتاب ، مثل مختصر منهاج القاصدين للإمام ابن قدامة في موضوع الصلاة خاصة .
8- هناك كتيب صغير للشيخ محمد المنجد فيه أكثر من ثلاثين سبباً للخشوع ، فحاول الإطلاع على هذه المواد الدعوية .
9- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالخشوع في الصلاة .
10- أكثر من الاستغفار ؛ لأنه مفيد جداً في رفع الوساوس والشياطين.
وختاماً لك دعواتي بالتوفيق ، والصلاة ذات الخشوع والخضوع .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... زوجي يرتدي البنطلون القصير ( الشورت )
... 1852
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم النصح والإفادة
زوجي يرتدي البنطلون القصير الغير شرعي وأريد أن أنصحه أن الفخذ من العورة ولكن أريد أن أنصحه بحيث أنه لا يغضب ويصغي إلى كلامي
علما أن سبق لي أن فاتحته بهذا الموضوع ويقول لا تتدخلي بخصوصياتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مريم حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/535)
بداية يسرنا أن نتوجه إلى الله بالدعاء أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يزيدك غيرة على دينه وحباً فيه وفي نبيه صلى الله عليه وسلم، كما يسرنا اتصالك بموقعنا استشارات الشبكة الإسلامية، ونحن دائماً على استعداد لاستقبال أي أسئلة من قبلك ، في أي وقت وفي أي موضوع ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً .
وأما بخصوص سؤالك عن كيفية معالجة موضوع زوجك ، فالأمر فعلاً يحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والحلم وسعة الصدر، لأن الأزواج جرت عادتهم ألا يقبلوا نصح زوجاتهم بسهولة ، إلا نادراً ، ولا أدري هل زوجك يلبسه تحت الثياب أم يلبسه وحده ، فإذا كان تحت الثياب فليس هناك مشكلة مادام الثوب لا يشف عن لون البشرة ، أما إذا كان يلبسه وحده فهذا يدل على تأثر زوجك - والله أعلم - ببعض الكفار الذين يتساهلون في الأمر ، ويفضلون لبس الشورت القصير ، لأن من عاش بين هؤلاء وخالطهم غالباً ما يتأثر بهم ، ويأخذ عنهم كثيراً من السلوكيات والعادات ، حتى وإن كانت تتعارض مع الشرع، وللأسف لا يأخذ عنهم ما يعود عليه بالنفع في دنياه مما لديهم ، أو قد يكون ضمن تربية غير سوية في صغره ، حيث لم يبين له أحد حرمة هذا التصرف ، أو عدم جوازه
، لذا أقول: حاولي الاستعانة ببعض الصالحين من المعارف أو الأقارب ؛ ليكلمه بطريقة غير مباشر، أو عقد جلسة دعوية صغيرة في المنزل، وقراءة باب ستر العورة في الصلاة ، حيث سيقرأ أو يسمع حدود العورة من أقوال الفقهاء ، أو احضري له الكتاب واطلبي منه أن يقرأ حكم كشف الفخذ ، وحدود العورة الشرعية ، وعليك بالدعاء أن يشرح الله صدره لقبول الحق ، وإياك أن تتأففي منه أو تقطبي في وجهه ؛ لأنك بذلك تفقدين الطريق إلى الإصلاح ، مع دعواتي أن يشرح الله صدره للذي هو خير ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... اريد التوبة ماذا أفعل؟
... 1846
السؤال
انا فتاة أبلغ من العمر 18 وركبت معصية عندما تعرفت على شاب وأحببته ووقعت فى المعصية عندما خرجت معه وانا مخطوبة وارتكبت الخطا عندما لمس ايدى وقبلنى واريد التوبة ماذا افعل علما باننى لا يوجد علاقة حالية مع هذا الشاب؟ وجزاكم الله كل خير
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / حنين حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(113/536)
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً بك ومرحباً بك بين إخوانك ، ويسرناً أن نجيب على جميع أسئلتك واستفساراتك في أي وقت ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد ، والهداية والرشاد.
اختنا الكريمة / حنين
أسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل توبتك ، وأن يغفر لك ، وأن يتجاوز عنك ، وأن يحفظك دائماًَ أبداً من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، والحمد لله أن قطعت علاقتك المحرمة بهذا الشاب ؛ لأنك تعلمين أن أي علاقة غير مشروعة لا تأتي بخير أبداً ، وللأسف دائماً تكون الفتاة هي الضحية ، والشاب لا يخسر شيئاً غالباً ، وإنما يظل يغري الفتاة المسكينة بالكلام المنمق والمعسول ، حتى يوقعها في شباكه، وقد يأخذ منها أغلى ما لديها ، وهو عفتها وكرامتها ، ثم يتركها بعد ذلك ، ويتخلى عنها ، لتعيش هي وحدها تدفع الثمن غالياً ، بل وقد تدفع حياتها ثمناً لتلك العلاقة المحرمة ، وأنت والحمد لله مخطوبة ، ولست في حاجة إلى الارتباط بأي رجل أخر ، أو البحث عن عريس ، فلقد من الله عليك مبكراً ، وغداً ستصبحين أماً ، وتحقق كل أحلامك وأمنياتك التي تتمناها أي فتاة محترمة، فاحمدي الله أن ستر عليك ؛ لأنه كان من الممكن أن يفضح أمرك - والعياذ بالله - فيتخلى خطيبك عنك ، ولا يتقدم أي أحد لخطبتك بعد ذلك ؛ لسوء سمعتك ، واحمدي الله كذلك أن الأمور لم تزد على هذا الحد ، إذ أنه لو استمرت تلك العلاقة ما كنت تعلمين ماذا ستفقدين أكثر من هذا ، فاستغفري الله ، وتوبي إليه ، وعاهديه ألا تفعلي هذا أو غيره بعد ذلك أبداً ، مهما كانت الإغراءات ، أو حتى التهديدات ، ولا تفشي سرك لأحد ، حتى ولو كان خطيبك ، فما دام الله قد ستر عليك فاستري على نفسك ، واجتهدي في طاعته ، وأكثري من العبادة والدعاء ، والاستغفار ، وأن يجمعك بخطيبك على خير ، وأن تكوني له نعم الزوجة الصالحة الوفية ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... قروض وصرف على أهلي
... 1801
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر قرابة 26 عامًا, الحمدلله لا أدخن ولا أشرب القهوه حتى وأحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه في كل شئ, وضعي هو كالآتي أنا أعمل بوظيفة جيده براتب جيد جدًا, إلا أنني أعيل أهلي منذ أن تركت الجامعه إلى الآن وراتبي أرسل نصفه إلى أهلي والنصف الآخر موزع على معيشتي وأجرة بيتي, وفي يوم جاء موعد زواج أختي ولم أكن أملك مالاً فاضطررت للإقتراض من البنك لأني لم أجد من يسلفني المبلغ اذ انه كان كبيرًا 10 آلاف ريال, وهناك خرجت الأمور عن السيطره فاضطررت لإقتراض 10 آلاف أخرى من البنك, فأصبح ضغط المصاريف علي كبير والمال الذي كنت أضعه لمعيشتي أصبحت أسدد به القرض مع أني لا أحب القروض ولكني إضطررت لكي لا أشعر أهلي بأني تعب في إعالتهم وتوفير ما يشتهون.(113/537)
وأنا مؤمن بالله أتقيه وأذكر نفسي دائمًا بقول الله ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه... ) ولكني الآن أصبحت قرابة 26 سنه ورصيدي في البنك لا شئ وليس فقط لا شئ بل وقرض أيضًا, وأنا أعيش غربه لوحدي وبدأت أشعر بالملل والوحده الشديده إذ أني أعيش لوحدي.
فأرجو منكم النصيحه وهل أنا على صواب فيما أقوم به أم لا ؟
والله ولي التوفيق
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك /آزر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً نسأل الله أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، في برك لأهلك ، وإحسانك لوالديك ، ونرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، واعلم أخي رحمك الله أن ما تقوم به من رعاية أهلك ، والإحسان إليهم ، والنفقة عليهم من أجل الأعمال ، وأعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا ، وأسأله تبارك وتعالى أن يتقبل ذلك منك خالصاً لوجهه الكريم ، إلا أنني أرى الأمر يحتاج إلى نوعٍ من الترتيب والتنظيم ، خاصةً بعد هذه الديون ، ونظراً لأنك مقبل على مرحلة زواج لا بد من الاستعداد لها ؛ لأنك في سنة تستحق أن تفكر في الزواج منذ فترة طويلة ، بل ويكون لك أولاد لذا أنصح بالآتي:
1- التعاون فيما بينك وبين أهلك بتخفيض نفقتك ونفقتهم أيضا ، وأخذ هذا الفائض وسداد الديون به أولاً ، خاصة وأنها من الربا المحرم الذي ما كان يليق بمثلك أن يقع فيه مهما كانت الظروف، فتب إلى الله منه ، واخصم شهرياً من حصتك وحصة أهلك مبلغاً معقولاً سدد به الديون أولاًً .
2- هذا المبلغ نفسه بعد سداد الديون قم بحجزه وإيفائه ، كنوعٍ لمشروع الزواج الذي لا بد منه ، حتى تعالج هذا الملل ، وتلك الوحدة الموحشة ، وتؤسس أسرةً مسلمة تكون عوناً لك على طاعة الله ، وتغير نمط حياتك .
3- لابد من مفاتحة الأهل في هذا الموضوع بلا حرج ولا خجل ؛ لأنك إن لم تفعل هذا فسوف تتوقف مستقبلاً عن كل شيء ، ولن يجدو لا قليلاً ولا كثيراً ، وعليهم أن يخفضوا نفقاتهم ، وأن يشعروا بظروفك ، وأن يساعدوك بضغط نفقاتهم وتقليلها ما دام يمكن ذلك ، وأنت كذلك عليك بتقليل نفقاتك إلى أدنى حد حتى تتمكن من جمع شيء يمكنك الزواج به ، وبهذا التعارف ستظل القافلة تسير بعناية الله ، ولن تتوقف ؛ لأنها كلها في مرضاته .
4- أكثر من الدعاء والاستغفار والتوبة ، فإنها مفاتيح الفرج .
5- سل والديك الدعاء ، فإن دعائهما لا يرد ، مع تمنياتي لك بالتوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مسلم غير راض
... 1656(113/538)
السؤال
أنا مسلم ، ولكنني غير راض عن علاقتي بالله تعالى ، وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، فأنا لا أصلي ، وأدخن ، أنا متزوج ، وعندي ولد والثاني في الطريق إن شاء الله تعالى .
من فضلكم ساعدوني للخروج من هذه الحالة التعيسة ، وأشكركم كثيرا على ثقافتكم الإسلامية الواسعة .
Je suis un musulman mais je ne suis pas satisfaire de mon travail vers Dieu et Son Prophete c'est à dire je ne fait de priere ,je fume le cigarette etc, mais j'ai un foyer je suis marié et j'ai un enfant et le deuxieme est presque Inchaa ALLAH.Si vous permettez, pouvez-vous m'aider à sortir de cette mauvaise situation grâce à vos soutien. Et je vous remericie beaucoup de votre riche conaissance concernant l'Islam.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
بداية نرحب في موقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات ، ويسعدنا أن تكتب إلينا في أي وقت ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك ، ونسأله تعالى أن يشرح صدرك للعمل بدينه ، وأن يأخذ بيدك إلى فعل ما يرضيه ، وأن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين ، وأوليائه المقربين .
وأحب أن أقول كل أن مجرد شعورك بهذه الحالة الغير مرضية ، وحرصك على تغييرها يدل على أنك مازلت على خير ، وأن بمقدورك أن تنهض مرة أخرى ، وأن تحسن علاقتك بالله تعالى ، فهذه علامة خير أحببت أن أبشرك بها، واعلم أنه لا يمكن لك أن تصل إلى الحالة المرضية إلا بعد عدة إجراءات لا بد لك منها وهي :
1- تغيير البيئة : وهذا معناه ضرورة أن تغير من نفسك وسلوكك ، وأن تنظر في الأمور التي أوصلتك إلى هذه الحالة ، وتسعى جاهداً في تغييرها ، فابحث أولاً عن الأسباب التي أدت إلى تدهور حالتك .
2- اختيار صحبة صالحة تقضى معها غالب أوقاتك حتى تعيش في بيئة مساعدة لك على الطاعة والاستقامة ، لأن الغفلة تترك أثرها على أصحابها ، فإذا لم تنتبه ذبت في هذا المجتمع ، وفقدت هويتك ، وخرجت من الدنيا على غير الإسلام والعياذ بالله ، لذا لابد لك من البحث عن الصحبة الصالحة ، بيئة المساجد ، واربط نفسك بأي عمل إسلامي كالصلاة في الجماعة مع أهلك وأولادك ، وعمل درس مبسط حول بعض آداب الإسلام ، أو قراءة بعض القرآن الكريم على صورة جلسة أسبوعية مرة أو مرتين في الأسبوع ، وحاول سماع بعض الأشرطة الإسلامية إذا لم يكن عندك وقت لهذه الجلسة الأسرية .
وفوق ذلك كله عليك بالدعاء أن يعينك الله على الثبات على الدين والعمل به ، وأن يعينك على ترك التدخين والإقلاع عنه ، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها ، وأعلم أن الدعاء سلاح المؤمن ، وأن الله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة ، وأنه لا يرد(113/539)
القضاء إلا الدعاء ، فأكثر من الدعاء والإلحاح على الله ، وأبشر بخير فلم ولن يضيعك الله مادمت تحب وتحرص على مرضاته .
مع دعواتي لك بالسداد والتوفيق .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... زوجا اختي عاطلان
... 1635
السؤال
لدى اختان كلاهما متزوجتان للكبرى منهن 6 اطفال وللاخرى 3 ، للاسف الشديد جدا ان زوجيهما لا يعملان مطلقا من عدة سنين ولى اخى جزاه الله الف خير يقوم بعبيء مصروفاتهما وابنائهما بل وزوجيهما كذلك وانا أبدا لا يعجبنى الوضع هذا ، وانوى بصراحة ان اجلس مع زوجيهما وان اضع حدا لتلك المسالة التى لا ترضى الله ولا رسوله علما بان هذين الزوجين متدينان ولكن لست ادرى ما كنه المشكلة وكما اسلفت انوى ان اتحدث معهما واضع حلا للمشكلة حتى لو ادى الامر لانفصال اختىُ عنهما افيدونى جزاكم الله الف خير
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علم الدين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛؛
بداية يسرنا أن نرحب بك يا ابن النيل في موقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات فأهلا وسهلاً ومرحباًبك بين إخوانك في الإسلام ، ويسعدنا أن نجيب على أي سؤال ، أو استفسار لديك ، ونشكرك على ثقتك الغالية في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية .
إلا أنه مما يلفت النظر أن نجد رجلاً سودانياً بهذه الحرارة وهذا الانفعال ، فأهل السودان عموماً لديهم سعة صدر ومحبة وكرم يحسدون عليه جزاهم الله خيراً .
وأنا على يقين أنك تريد أن تحل المشكلة ، ولكن الذي أود أن ألفت نظرك إليه أن ما تقدمه من حل هو في ذاته أخطر من المشكلة ، بل عدة مشاكل مجتمعة ، وإليك التفصيل :
1- بلا شك أن ما ذكرته غير طبيعي ، وغير مألوف ، ولكن كما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب ، فهل سألت أخاك بينك وبينه عن السبب بهدوء وبدون عصبية ، نظراًَ لحساسية الأمر ، وهل سألته كذلك عن السر وراء هذا التصرف؟
2- أرجوك أن تسأل أولاً ، ولعلك ستجد إجابة مقنعة شافية ، لأنه لا يوجد أي سلوك أو تصرف بدون سبب أو مبرر إلا سلوك المجاذيب والمجانين لأنهم لا عقل لهم .
فأسأل أولاً أخي الفاضل علم الدين ، ثم بعد ذلك ساعد في حل المشكلة ، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى أي نوع من الانفصال أو الطلاق لأنك الخاسر الأول أنت وأخواتك عندما يتحولن إلى مطلقات مع كل واحدة جيش من الأولاد يحتاجون إلى تربية وتعليم وضبط ونظام ومتابعة ، وأنت بالطبع لن تستطيع ذلك ، فأنصحك أن تترك الأمر كما(113/540)
هو عليه ما دام إخوانك لم يشكو لك ، وما دامت السفينة تسير ، والأمور مستقرة ، وأخوك بارك الله فيه يكرم أخواته ابتغاء رضا الله ، وأنت لا تدري الرزق رزق من .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أرضي الله وأرضي والدي؟
... 1560
السؤال
أنا رجل في السادسة الثلاثين من عمري ، رزقني الله تعالى منذ أكثر من عامين بزوجة ذات دين وخلق وحسب ونسب وثقافة وعلم. وقد عزمنا منذ اللحظة الأولى لزواجنا على أن نجتهد لإرضاء الله ونجتهد لإقامة الدين في بيتنا، فلا ندع فرضا من فروض الله إلا وأقمناه ولا ندع سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا واقتدينا بها وأقمناها.
وقد كان كل منا قبل الزواج بمدة غير طائع لله يعيش كما يعيش كثير من الناس في البعد عن الدين والبعد عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالفعل فقد بدأنا حياتنا سويا بهذه النية وحرصنا كل الحرص على إرضاء الله عز وجل، عن طريق الفرائض والسنن، وعن طريق بر الوالدين وصلة الأرحام والصدقات وحسن الجوار وحسن المعاملة مع الناس قدر الاستطاعة.
وبعد الزواج قررت زوجتي -حفظها الله ورعاها- أن تترك العمل الذي كانت تعمل به بمحض إرادتها ورعا واتقاء للفتن التي تحدث نتيجة اختلاط الرجال بالنساء في هذه المهنة بالذات.
وبالرغم أنها كانت تتجنب هذا الاختلاط بقدر المستطاع، إلا أنها أثرت ترك هذا العمل لأسباب أخلاقية أخرى -لا داعي لذكرها الآن- زادت من إصرارها على الاستقالة.
ولم يلبث والدي أن علما بهذا الأمر حتى أقاما الدنيا علىّ، وتعرضت منهما للوم الشديد ظنا منهما أنني قد أمرتها بذلك. وحاولت محاولات شتى إفهامهما أنها هي التي قررت هذا من تلقاء نفسها دون جدوى، فهم يظنان أنني منذ التزامي وتوبتي عن المعاصي التي كنت أقترفها قد أصبحت متشددا ومتطرفا في الدين إلى أبعد حد.
فهل الصلاة في المسجد تشددا؟ أم هل قراءة القرآن تطرفا؟ أم عدم الخروج إلى أماكن اللهو المحرم تزمتا؟ المهم! ومن ثم قام والدي -حفظهما الله وجزاهما عني خير الجزاء في الدنيا والآخرة- بحتّ أقاربنا ومعارفنا على مناقشتي حتى أعيد زوجتي إلى العمل، ولك أن تتخيل مدى البلاء الذي تعرضت له، فمنهم من يناقش بالعقل، ومنهم من يلقي باللوم جزافا، ومنهم من يسخر ويستهزئ.
والحمد لله فقد أعانني الله على صد كل تلك الهجمات ومن ثم هدأت العاصفة. وبعد ثلاثة شهور من تلك الوقعة قررت زوجتي -حفظها الله ورعاها- أن ترتدي النقاب -بمحض إرادتها- إرضاءا منها لله عز وجل ودون أمر مباشر مني أو حتى إيحاء بذلك، إلا أنني كنت دوما أدعو الله تعالى أن يقيمنا على الدين الصحيح وأن يرضى(113/541)
عنا، وكان ذلك قبيل شهر رمضان المبارك ببضعة أيام، وكانت هذه الطامة الكبرى بالنسبة لوالدي فضلا عن والديها.
فقد نهرتها أمها -حفظها وجزاها عن زوجتي خيرا وهداها- وسبتها وطردتها خارج منزلها لحظة أن علمت بهذا الأمر. بينما مكثت والدتي -حفظها الله وجزاها عني خيرا وهداها- الليالي تبكي وتنتحب كما لم تفعل عند وفاة والدها. وحدثني والدي -حفظه الله ورعاه وجزاه عني خيرا- حديثا مفاده أن هذا الأمر غلو صارخ في الدين، وأن هذا كان من بدع السلف حيث لم تكن المرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تستر وجهها عن الرجال الأجانب، وهو حتما لا يرضي الله ومن ثم لا يرضيهما أيضا، كما أن هذا معناه أن زوجتي لن تجلس للطعام على طاولة واحدة مع أختى الوحيدة وزوجها، كما أن هذا الأمر سوف يمنعنا من زيارة الأقارب والاجتماع في المناسبات التي يختلط فيها الرجال بالنساء، ومما سيترتب عليه قطع الأرحام.
كما أنني بهذا العمل -أي إرغام زوجتي على النقاب (هكذا يظنون)- قد دلست عليها وعلى والديها حقيقتي المتشددة المتطرفة المتزمتة. بالرغم من أن صلتي بوالدي زوجتي من أفضل ما يكون إذ أنهم يحبونني ويوقرونني. وبعدها فقد أوضحت لوالدي أن هذا الأمر لن يسبب عائقا أمام زيارتنا لهما والاجتماع على الطعام مع احتفاظ زوجتي بالنقاب في حال وجود زوج شقيقتي.
ولكنهما رفضا هذا، حيث أبلغاني بأنهما يكرهان منظر المرأة المنتقبة ويبغضانه بغضا شديدا. ولذا آثرت تجنب هذا الموقف خوفا على شعور والدتي التي ما زالت تعيش في حزن وكآبة جراء ارتداء زوجتى النقاب، وحتى لا أعرض زوجتي لمواقف قد تفتنها في دينها وتزلزلها وهي حديثة عهد بالتزام.
وقد قاطعني والدي خلال شهر رمضان، وبالرغم من ذلك فقد كنت أذهب لزيارتهما والاطمئنان عليهما وعلى صحتهما ولكنهما كانا يعاملاني معاملة سيئة جدا. حيث أنني دائما حريص على إرضائهما وعدم جرح شعورهما بأي شي، فهما حقيقة لم يدخرا جهدا ولا مالا ولا وقتا من أجل إسعادي أن وشقيقتي منذ أن كنا أطفالا رضع حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا الكتاب.
ولذا كل ما يرداه مني، بالرغم من بري لهما بشتى الطرق، أن آمر زوجتي بخلع النقاب ومخالطة أقاربي من الرجال، وحتى نعود للجلوس على طاولة واحدة مع شقيقتي وزوجها دون عوائق أو موانع.
وكلما هممت بزيارة أحدا من الأقارب، إلا ويقومان -حفظهما الله ورعاهما- بإثناءه عن استقبالنا في بيته، ثم يقولان لي "كيف تذهب لزيارة أقاربك وأن بهذا الوضع، لا تذهب فتعرض نفسك للإحراج". وهكذا، فقد آثرت ألا أعرض زوجتى لمثل هذه المواقف المحرجة التي قد تعصف بها وتردها على عقبيها بعد أن انتقبت إرضاء لله عز وجل.
ومن ثم قررت الذهاب إلى أقاربي بمفردي وأتحمل في ذلك اللوم العتاب والمناقشات والمصادمات. كان كل ذلك في رمضان. وقد زاد الوضع تأزما عندما رُزقت بعد ذلك بعدة شهور بطفل جميل -بفضل الله تعالى- ولكن هذا الطفل وُلد بمرض من الأمراض المعقدة والنادرة في القلب.(113/542)
الأمر الذي جعل والدينا وأقاربنا يتأكد لديهم أن هذا هو عقاب من الله لنا. فقد أوضحت والدة زوجتي - حفظها الله ورعاها- أنه لو كان ما نحن عليه هو الخير الذي يرضي الله ما عاقبنا بهذا الطفل.
وأن الله قد شدد علينا حياتنا لأننا شددنا على أنفسنا في الدين، حيث أن علاج هذا المرض يتطلب السفر إلى البلاد الأوروبية حيث الطب المتطور، والذي حتما لن يستقيم مع وجودنا هذا الالتزام.
ومن كثرة وقع هذا الكلام وهذا اللوم فقد أصبحت حيرانا.
فهل ما فعلته زوجتي يعتبر تشددا؟
وهل يجب علينا أن نطيع والدينا في هذا الأمر؟
وهل هذا حقا عقاب من الله، أم هو ابتلاء وتمحيص؟
وكيف يمكن إرضاء والدي وبرهما دون الوقوع فيما يغضب الله؟ علما بأنني أبرهما بقدر ما أوتيت من وقت وجهد.
وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين ، حفظه الله ورعاه وأكثر في الأمة من أمثاله وأمثال زوجته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ، أن يثبتك أنت وزوجتك على الحق ، وأن يكثر من أمثالكما في المسلمين ، وأن يجزيكما عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وأن يربط على قلبيكما ، وأن يجعل لكم من لدنه وليا ونصيراً ، وأن يرزقكما حلاوة الإيمان ، وزيادة محبة الرحمن ، وأن يحشركما في زمرة سيد الأولياء ، وإمام الأتقياء محمد صلى الله عليه وسلم يوم اللقاء .
أخي أمين ، أقول لك بكل قوة وعزم وصدق : بارك الله فيك وفي زوجتك ألف مرة ومرة ، وكم أنا فخور حقاً، وسعيد من أعماق قلبي بهذه المواقف الرائعة التي أكرمكم الله بها وأقول لك أخي المبارك : أثبت أنت وزوجتك على الحق ، وأعلم أن الله معك ولم ولن يتخلى عنك حتى وإن تخلى عنك أو نفر منك ومن زوجتك أهل الأرض جميعاً ، فحسبك الله وهو كافيك ومعينك ، وما تمر به أنت وزوجتك إنما هو نوع من الاختبار والامتحان ليرى الله - وهو أعلم - مدى صدقكم في محبته والالتزام بشرعه ، وأبشر فإن فرج الله قريب ، وإن نصر الله لأت بإذنه جل جلاله ، وما حدث لولدك فهو نوع من الاختبار كذلك ، ولقد حدث مثله لنبيك صلى الله عليه وسلم إذ عيره أهل مكة بأنه ليس له ولد ذكر ، وأنه لو كان نبياً لأعطاه الله الذكور بدل الإناث ، وفي غزوة الأحزاب وحفر الخندق يموت الصحابي الجليل أسعد بن زرارة في لحظات حرجة حتى قال المنافقون لو كان نبياً ما مات صاحبه ، فرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : " يقولون لو كان نبياً ما مات صاحبه ، ولا املك لنفسي ولا لصاحبي من الله شيئاً"
فياأخي الكريم اثبت على الحق ، وأعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، مع ضرورة مواصلة إكرام هؤلاء الأفاضل من والديك ووالديهما ، واقتلهم بالإحسان(113/543)
والتواضع والرحمة ، وعليك بالدعاء لهم جميعاً بالهداية والمحبة الصادقة لله ورسوله ، وإياك أن تلتفت وراءك بعد أن ودعت ما كنت عليه من غفلة وضياع ، خذ بيد امرأتك إلى الله وسيرا معا في عناية الله ورعايته ، واحرصا على المزيد من الطاعة له ولرسوله ، وابشر فوالله ، ثم والله لن يضيعك الله ، ولم ولن يتخلى عنك ما دمت صادقاً في حبك له ، حريصاً على مرضاته .
وهناك سلاح أخر أريدك أن تدخله المعركة مع هذا البلاء إلا وهو سلاح الدعاء ، عليك بسهام الليل فإن سهام الليل لا تخطئ ، أكثر أنت وزوجتك من الدعاء لأهلك ولشفاء ولدك وللثبات على الحق .
ومسألة ذهاب امرأتك إلى أوروبا أو غيرها لا تشغل بالك به فلقد رأيت بنفسي في كثير من دول العالم أخوات متنقبات رؤوسهن عالية تناطح السماء بعظمة الإسلام والاعتزاز بالحجاب الشرعي الذي يميزها عن غيرها من المسلمات وغيرهن ، فهذه قضية شائعة لا تشغل بالك بها ، وابحث في بلدك أو غيرها عن علاج لولدك ، والله الله في الدعاء فإن الله قادر أن يصرف السوء عن ولدك دون علاج البشر جميعاً ، واكثر أنت وزوجتك من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنية أن يشفى الله ولدك ، صلوا بالآلاف على الحبيب ، وسترى عجباً إن شاء الله ، وأكرر لك ولأهلك الدعاء بالثبات ، وعدم التراجع مهما كانت التحديات ، ويسعدنا أن تكون صديقا دائما لموقعنا ، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في أي وقت وحين .
مع خالص تمنياتنا لك بالتوفيق ، وأعدك أننا سندعو لك جميعاً ونحن صيام في شهر رمضان المبارك .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أتخلص من الفتور
... 1553
السؤال
كيف اتخلص من الفتور حيث إني كنت من طلاب العلم الشرعي واحفظ القران وأقوم اليل وأصوم النهار وأدعو الشباب الى طريق الاستسقامة حتي تاب على يدي أحد الشباب ، ولكن الان اعاني من الفتور حيث اني اصبحت لا اقوم الليل ولا اصموم النهار وتوقفت على طلب العلم وحفظ القران ارشدوني على طريقة أتخلص بها من الفتور وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بو سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، والله نسأل أن يصرف عنك هذا الفتور ، وأن يعيد إليك الهمة والنشاط والرغبة في الطاعة وطلب العلم ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وأوليائه المقربين ، ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم .(113/544)
أخي الفاضل بو سيعد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل شيء شره ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى ستني فقد رشد ...) فالشاهد من هذا الحديث أخي المبارك أن الإنسان تمر به حالات قوة ونشاط تعقبها حالات ضعف وفتور ، والمهم ألا يصل الفتور إلى ترك التكاليف الشرعية ، أو التفريط في الواجبات ، والوقوع في المحرمات ، والفتور بلا شك علامة نقص وضعف وتراجع ولا يبشر بخير ، والدليل على ذلك ما أنت فيه ، ولذلك لكي نعالج هذا الفتور لابد من الآتي :
1- البحث عن أسباب النشاط والقوة التي كانت عندك وحصرها، وماالذي بقي منها ، وماذا ضاع .
2- البحث عن الأسباب المؤدية إلى الفتور ، وتاريخ حدوثها، وملابساتها، ومعرفة كيف تسربت إليك دون أن تدرى حتى وصلت إلى ما أنت عليه .
3- دراسة المساحة التي كنت تعطيها لنفسك من حيث تزكيتها وتهذبيها ، وهل كانت كافية أم أنك كنت مشغولاً بأمر الدعوة على حساب نفسك .
4- أن تعلم درجة الفتور الذي أصابك حيث أن الفتور درجات بيانها كالتالي :
1- الدرجة الأولى وهي أخطرها: وتتمثل في كسل وفتور عام في جميع الطاعات .
2- الثانية: كسل وفتور في بعض الطاعات ، مع عدم كره لها وهذه مآل كثير من فساق المسلمين .
3- كسل وفتور سببه بدني ، فهناك الرغبة في العبادة مع تكاسل وفتور عنها ، وهذا حال كثير من المسلمين .
والخطير في الفتور أن العمر يمضي ، والأيام تنقضي دون إنتاج ولا عمل يذكر ، والأخطر من ذلك الانتقال إلى حالة أشد منها فتعظم المعصية ، لذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل يومياً صباح مساء ، ويعلم أصحابه ذلك ، واعلم أن أخطر ما يكون الفتور على الدعاة وطلبة العلم مما يجعل تفاديه قبل حلوله ، أو تلافيه بعد نزوله أمراً ضرورياً ، والدفع أسهل من الرقع ، ومن هنا وجب تعاهد النفس ، لئلا تقع في فتور ينقلها من مرحلة إلى مرحلة ، لذا كان الواجب علينا ? معشر الدعاة ? أن نتفحص أنفسنا، ونتأمل أحوالنا أولا بأول ، هل نجد شيئاً من مظاهر الفتور فنعالج الأمرفوراً ، وإليك أخي بعض العلاجات إضافة إلى ما سبق ذكره .
1- الدعاء ، والاستعانة بالله ، والإلحاح عليه بشدة أن يرد عليك ما سلب منك .
2- مراقبة الله تعالى ، والإكثار من ذكره مما يستلزم الخوف والخشية من التفريط
3- تنظيم الوقت ، ومحاسبة النفس على كل ما يضيع من الوقت بغير فائدة .
4- الصحبة الصالحة ، وقراءة كتب السلف الصالح ، خاصة كتاب علو الهمة.
5- الإخلاص والتقوى .
6- تعاهد الفاترين ومتابعتهم لئلا يؤدي بهم الفتور إلى الانحراف .
7- وضع برنامج علمي ودعوى وعبادي يحدد ولو بصورة مصغرة والالتزام به .
8- أن تعلم أنك فقدت شيئاً عظيماً فجاهد النفس قدر الاستطاعة .
مع دعواتي لك بالتوفيق والسداد
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب(113/545)
ـــــــــــــــــــ ...
... فتنت بنمص حواجبي
... 1479
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ..
وجعله في موازين حسناتكم ..
يا شيخنا الفاضل ...
من الله علي بالإلتزام , وكنت ابتعد عما يعصي الله .. ولكني فتنت ... كنت لا اقوم بالنمص سابقا ولمدة طويلة .. رغم الفتن التي نراها ..
فعندما أنظر إلى نفسي في المرآة أرى أنني لن أرضى على شكلي الا اذا قمت بالنمص .. (( قمت بنمص شعيرات قليلة ))
فكنت اتذكر حديث رسولنا الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ .. وابعد هذه الفكرة .. فكلما ارى اقاربنا وارى ما يفعلونه .. احس بالنقص ..
وغير أني أردت أن أجعل زوجي لا يرى غيري .. وأردت أن أتزين له كما تتزين النساء خارجا (( من نوع إبعاده عن الفتنة الظاهرة )) ..
فزين لي الشيطان وقمت بترتيب حواجبي .. وانا الآن ندمانة وزوجي لم يلاحظ ذلك .. ,احس شكلي أفضل .. ولكن ألم المعصية مازال يؤرقني ..
فماذا أفعل ؟؟ مع ان لدي صديقات ملتزمات لا يقمن بالمنص ؟؟؟
لكن لدي حاجب اعلى من حاجب واطول ..؟؟
هل هذا عذر ؟
وبارك الله فيكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظهاالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركات وبعد ،،،
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق ، وأن يهدينا وإياك وسائر المسلمين صراطه المستقيم، وإلا يضلنا بعد إذ هدانا ، وأن يرزقنا الانقياد لجميع أوامره أنه جواد كريم.
لا أتصور أن الذي حدث لك ومنك أنه فتنة في الدين بقدر ما أظنه نوع من الفتور والضعف الذي يصيب الكثير من المسلمين والمسلمات في فترات من الزمن ، وهذا بحد ذاته قد يكون شيئاً طبيعياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لكل عابد شره ولكل شره ، فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد هدى ...) وطبعا الذي حدث نوع من المعاصي المحرمة كما لا يخفي عليك ، وهو نوع من تزيين الشيطان وتلبيسه، حتى ظنك الآن أنك أجمل وأحسن ، إذ كيف يكون المسلم جميلاً ، وهو على معصية الله ، لا يجمل الإنسان ولا يزينه إلا الطاعة والاستقامة .(113/546)
لذا عليك أختاه - حفظك الله - أن تتوبي إلى الله مما حدث وأن تتركي تلك المعصية ، خاصة وأن زوجك لم يلتفت أو ينتبه لما صنعت ، وهذا من فضل الله ، كذلك عليك أن تعقدي العزم على ألا تعودي إليها بعد ذلك أبداً .
وأعلمي - رعاك الله - أن حسن العشرة والتمسك بالدين ، والتوكل على الله ، والقيام بالواجبات الزوجية على الوجه الذي يرضي الله ، هي أهم أسباب السعادة ، وأعظم عوامل استقرار الأسرة وثباتها وبقائها ، فلا تطلبي ماعند الله ،أو ماعند الناس بمعصية الله ، لأنه يحب الطائعين ، ويكره العاصيين ، فتوبي إليه واستغفريه ، وأعلمي أنه يتوب على من تاب ، وأنه يحب التوابين ، ويحب المتطهرين .
مع دعواتي لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدنيا والآخرة .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مساعدة للعودة الى الاسلام
... 1475
السؤال
بسم الله سبحانه الرحمن الرحيم.
انا شخص انجرفت عن ديني كثيرا.
أو بالاصح لم اكن متدينا طيلة عمري على الرغم من انني من بيئة متدينة. لكن طيش الشباب و الانجراف وراء مغريات هذه الدنيا افسدت روحي و نفسي.
لقد سافرت الى بلاد كثيرة و عاشرت شعوب كثيرة بحثا عن الاستقرار النفسي و عن هوية يمكن ان انتمي اليها لكن بلا جدوى.
قررت مؤخرا أن احاول الرجوع الى ديني واعتناقه وجعله نهج حياتي. لكنني اجد صعوبة في ذلك.
لقد اصبحت بعد كل تلك السنين مدمن على الخمر وعلى معاشرة العاهرات و اشياء كثيرة مخلة بالاخلاق.
كما انني بالكاد أعرف اي شيئ عن القرآن أو عن الصلاة أو عن ديني. لكنني أرغب بالتغير و اريد اعتناق دين الحق فهل هناك احد يساعدني و يعطيني النصائح و يعلمني عن أركان ديني؟ و هل هناك شاب اخر مر بتجربتي ثم تاب و تدين؟
لكم جزيل الشكر و بارك الله فيكم على هذا الموقع العضيم.
السلام عليكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو علي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،
أهلا وسهلاً ومرحباًبك ياحفيد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن أبي وقاص وابن عوف والقعقاع بن عمر، أهلا بك بين أهلك وإخوانك ، ومرحبا بك في قوافل التائبين العائدين إلى الله عز وجل ، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك ،(113/547)
ويتقبل توبتك ، وأن يجعلك من خاصة عباده، وصفوة أوليائه الذين يحبهم ويحبونه ، إنه هو جواد كريم .
أخي المبارك أبو علي ، من منا ليست له هفوات أو زلات ، كل بني آدم خطاء ، وخير الخطأئين التوابون ، ولقد قال الحق جل جلاله ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53) . ويقول سبحانه ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) (طه:82) .
فالحمد لله على نعمة الإسلام الذي وسع الله فيه أبواب الرحمة لعباده ، بل إنه ليفرح جل جلاله بتوبة عبده ورجوعه إليه أشد من فرح الوالدة يولدها إذا عاد إليها بعد غياب طويل ، فأبشر بفضل من الله ورحمة ، وأعلم أنه يحب التائبين .
ولو قلبت صفحات التاريخ لوجدت أن كثيرا من عظماء الإسلام، وكبار العباد والزهاد مرت بهم لحظات فعلوا فيها أكثر مما فعلت ، وما زال ركب التائبين يمشي إلى رضوان الله يوميا ولا أدل على ذلك من توبة كبار الفنانين والفنانات ، وعودتهم إلى الله بعد حياة حافلة بما لا يخفي عليك من الذنوب والمعاصي ، ولو دخلت إلى مكتبة إسلامية اليوم لوجدت كثيراً من الكتب والكتيبات تحوي عشرات القصص عن التائبين الجدد ، وأما عن مساعدتك في تعلم أمور دينك ، وتغير وضعك ، فأعلم بداية أن أهم عامل في التغير هو تغير البيئة ، وتغير الصحبة ، واعتقد أنك سمعت عن قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وأراد أن يتوب فسأل بعض العباد قليلي العلم فأفتاه بأنه لا توبة له فقتله فأكمل به المائة ، ثم سأل عن عالم لأنه كان جاداً في رغبته في التوبة فدله الناس على عالم ، فسأله فقال له العالم: ومن يحول بينك وبين التوبة إن باب التوبة مفتوح حتى يوم القيامة ، ولكن اترك هذه القرية التي تعيش فيها وأذهب إلى قرية كذا وكذا فاعبد الله فيها فإن فيها قوما صالحين فاعبد الله معهم ، وفعلاً خرج الرجل من قريته متوجهاً للقرية الجديدة ، فمات في الطريق فأدخله الله الجنة رغم أنه لم يعمل حسنة واحدة ، وإنما أكرمه الله بصدق توبته ، والقصة موجودة في كتب السنة ، والمقصد من ذكر هذه القصة هو ضرورة تغيير البيئة.
بمعنى أنه لا بد لك أن تبحث عن صحبة صالحة تعينك على طاعة الله تعالى ، وعندكم في دبي مسجد سلمان الفارسي به شباب من الصالحين وبه إمام المسجد نحسبه من الصالحين فتعرف عليه واحضر الدروس معه ، واشرح له ظروفك ولو بصفة إجمالية ، وسوف يساعدك ويأخذ بيدك ، وهناك ستجد العشرات من الشباب الطيب ، وفي الشارقة كذلك ، والحمد لله بلادكم فيها خير كثير من فضل الله ، وكم أتمنى أن تعجل بالبحث عن هذه البيئات الطيبة لأنك ستجد بها خير معين على ما تريد أن شاء الله ، فأسرع ولا تتأخر .
كما أنصحك باقتناء بعض الأشرطة الإسلامية الروحية لأمثال الشيخ محمد حسين يعقوب ، ومحمد حسان ، ونبيل العوضي ومحمد صالح المنجد ، والشيخ علي القرني ، والدويش والشنقيطي ، ومع ذلك أشرطة القرآن الكريم بالصوت الذي تحبه ، وسيحدث لك العجب ، والإقبال على الله بسرعة طيبة، وستجد اللذة والمتعة والإنس بالله ، وستتغير حياتك كلها إلى حياة سعيد هادئة مستقرة .(113/548)
والله أسأل أن يوفقك إلى ذلك ، ونحن نرحب بك عندنا بقطر أو عبر موقعك الذي دخلت عليه فأهلا وسهلاً ومرحبا بك مرة أخرى ، ونرجو أن توافينا بأخبارك .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق ، وعلم الله أننا ندعو لك ونحن صيام بالهداية وصدق التوبة ، وسنظل ندعو لك فلا تنسانا أنت من دعائك .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... المرأة و النظر إلى الرجال
... 1430
السؤال
السلام عليكم،
فى البداية أود أن أشكركم جزيل الشكر على ما تقدموه من خدمات جليلة.
أما بعد،
لقد أستشرتكم فى مشكلتى مع زوجتى فى السؤال رقم 1293
و لقد حدث بيننا مشكلة كبيرة، ولكن عدنا إلى بعضنا و نحن ننوى على الخير و ننوى أن نساعد أحدنا الآ خر فى عصبيتنا المفرطة، و ألا ندع أحد يتدخل لحل مشاكلنا.
و لكن يوجد مشكلة مع زوجتى، فعندما نكون خارج المنزل ألاحظ أنها تنظر حولها كثيرا، و كثيرا ما يقع نظرها على بعض الأشخاص فتستفيض فى النظر إليهم و تسرح، و فى الغالب هؤلاء الأشخاص رجال.
هذا الشئ يضايقنى كثيرا و لا أدرى ماذا أفعل معها، فى بادئ الأمر كنت أنهرها بعصبية، و لكنى الآن لا أرى فى هذا حل للمشكلة.
و آخر مرة حدث هذا الشئ عاتبتها و هى لم تنكر و قالت لى أنها سوف تتصرف فى هذه المشكلة.
أفيدونى ماذا أفعل، و أنا شخص عصبى و لا أدرى ماذا أفعل.
و شكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / خالد حسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بداية أرحب بك مرة أخرى عبر موقعك (استشارة الشبكة الإسلامية) ، وأسأله تعالى أن نكون عند حسن ظنك ، وجميع المسلمين ، وأن يوفقنا لخدمة الجميع على الوجه الذي يرضيه ، كماأسأله سبحانه أن يذهب عنكم كيد الشيطان، وأن يرزقكم حلاوة الإيمان ، وأن ينزل عليكم رحماته ، وأن يشملكم بعنايته ورعايته ، وأن يصرف عنكم الخلاف وحدة الطبع ، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة
وإنه ليبدو من سؤالك أن الأخت الفاضلة زوجتك - حفظها الله - بحاجة إلى بعض المضادات الإيمانية التي تساعدها في التخلص من تلك المعصية المحرمة ، وهذه العادة السيئة ، فكثيراًَ ما يمر الإنسان منا بلحظات ضعف يقع فيها في بعض(113/549)
المحرمات الصغيرة أو الكبيرة ، ومثل هذا يحتاج إلى مساعدة وعلاج ، ولا يحتاج إلى توبيخ وتأنيب ، لذا أنصح أن تحاول أنت وزوجتك عقد جلسات إيمانية ، أو حضور بعض مجالس الذكر والخير ، أو سماع بعض الأشرطة التي تساعد في زيادة الإيمان ، أو أن تتفقوا على قراءة أي كتاب مفيد خاصة كتب الإمام ابن القيم الإيمانية ، مع التركيز على بيان الحكم الشرعي حتى لا تضعف النفس مرة أخرى ، فخذ بيد زوجتك إلى الله ، ولا تتخل عنها فهي أحوج ما تكون إليك لإعانتها على طاعة الله ، والتخلص من هذا الداء ، وسر بها على بركة الله واصبر عليها، وسترى خيراً كثيراًَ بإذن الله ولا تنس الإكثار من الدعاء أنت ، وهي كذلك توصيها بكثرة الاستغفار عسى الله أن يعينها ، وأن يغفر لها.
مع دعواتي لكم بالتوفيق والسداد والاستقامة على الدين إنه جواد كريم .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أساعد صديقتى
... 1418
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى اطلب منكم نصيحة وقد لمست فيكم بعون الله وفضله قدرة على إبداء اراء صائبة وعملية وفقكم الله ..
النصيحة التى اطلبها ليست لى بل لصديقة لى فى الله احبها كثيرا ...... وهى ملتزمة ولا أزكى على الله احد ، أخاف عليها مما هى فيه ولا أعرف كيف اساعدها ، لذا لجأت لكم بعد الله ... واليكم الموضوع ومنكم النصح والمشورة
خطبت صديقتى من اشهر من شخص لا يهتم بالدين كثيرا والله اعلم ..... مثلا لا يصلي الفجر حاضرا ... ولا ينهى صديقتى عن تبرجها له في يوم الخطوبة .... ولكنه خلوق وابن عائلة محترمة ولا يدخن وانسان مجتهد ... ولكن الدين ليس بالاولوية والله اعلم ....
من اول يوم خطوبة للاسف اخطات صديقتى وتبرجت للخطيب وصورت معه ....
المشكلة الان هى ...اولا خطيبها يحتفظ بالصور ويرفض ان يعطيها لها.
بالاضافة الى انها تسلم عليه باليد عند مقابلته في منزل العائلة طبعا ولكنها ترتدى اللباس الشرعى مع عدم تغطية اليدين .
وايضا ... هما يتحادثان بالهاتف شبه يوميا ولمدة تتجاوز الساعة .....
صديقتى متعبة ومثقلة جدا من هذا الامر .. اخبرتنى انها تصلي ركعتين استغفار للذنب بعد كل مكالمة ؟
لإحساسها ومعرفتها بارتكابها ذنب .... سبب استمرار المحادثات رفض خطيبها الشديد جدا لهذا الامر .... وعدم اقتناعه بحرمانية المكالمات ..... حتى عندما ترفض الرد على الهاتف امها او اخوتها يلحوا عليها للرد ...... هل من الممكن ان نكون نحن المخطاين فى رأينا بعدم مشروعية المكالمات بين الخطيبين ؟(113/550)
واذا كانت لا تجوز فعلا رغم معرفة الاهل و رضاهم ؟ كيف تتصرف ؟ ماالحل ؟؟؟ مع العلم غير ممكن عقد قرانهما حاليا .
بصراحة حسب راى ان هذه مخالفات لاتشجع ابدا على نوع الحياة التى اتمناها لصديقتى بعد الزواج ....
وكذلك اخاف على صديقتى بتقصيرها في حق الله ... هى ايضا متعبة كثيرا من الامر واخاف عليها أن تصاب ببرودة القلب اذا عجزت عن الوصول الى الصواب .
لعلى بكلامى وان وجدت صعوبة في ان اشرح لكم الوضع بالنسبة لصديقتى اولا ... ثم رغبتى في مساعدت صديقتى في مرحلة مهمة من حياتها الدينية والدنيوية....
عسي ان تكونوا فهمتم مااقصد .... والله من وراء القصد
بارك الله فيكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل / زهراء بنت حواء حفظها الله تعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,
أولا : يسرنا أن نرحب بك ترحيبا خاصا ونشكرك علي ثقتك الغالية في موقعك الشبكة الإسلامية(محور الاستشارات) ونعدك أن نكون عند حسن ظنك وطن جميع المسلمين، وتقديم أقصى ما نستطيع في خدمة المسلمين، وحل قضاياهم بإذن الله تعالى.
ثانيا : أختي زهراء بنت حواء
لقد لمست في استشاراتك السابقة حرصا علي معرفة الحق، وعقلية نيرة ، ورغبة شديدة في التمسك بآداب الإسلام وقيمه، وهذا من فضل الله عليك، ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، وأن يكثر من أمثالك، إلا أن الذي أدهشني وصفك لأختك التي تسألين نيابة عنها أنها أخت ملتزمة , وأنا لا أفهم معنى الالتزام الذي تقصدين! هل هذه التصرفات التي حدثت منها تدل فعلاً على أنها ملتزمة؟ الأفضل أن تقولي لديها يعض الالتزام لأن ما وقعت فيه يدل على أنها لا تعرف كثيراً من أصول الإسلام وثوابته، ولذلك ليس بغريب أن تقع في مثل هذه التصرفات، لأنها أخت من العوام البسطاء الذين لديهم بعض الحرص والحب للدين، ولكن ليسوا جادين في التمسك به.
ثالثاً: أول خطأ وقعت فيه الأخت ابتداء قبولها لرجل أهمية الدين لديه ضعيفة، لأنه في غالب الأحوال سوف يؤثر عليها وهذه طبيعة الرجال إلا إذا كانت قوية الشخصية - ونسأله تعالى أن تكون كذلك ـ فإن بمقدورها أن تؤثر فيه وتعينه علي طاعة الله ورسوله، ومثل هذا الزوج غالبا لا يفرح به، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
رابعا: موضوع تبرجها وتصويرها معه واحتفاظه بصورها هذه أخطاؤها تتحملها وحدها، لمخالفها شرع الله , فإن كانت تكره ذلك فسيغفر الله لها على قدر ضعفها ومقاومتها , وإن كانت راغبة ومطاوعة فيجب عليها أن تسرع بالتوبة، وأن تسارع بتصحيح تلك الأخطاء، وبعدم مصافحته باليد، أو الخلوة به، أو الظهور أمامه بصورة غير شرعية.
خامسا:موضوع الكالمات الهاتفية(113/551)
من المعلوم أن الخطبة ليست عقدا شرعيا، وأنه يعتبر أجنبياًعنها، وهي كذلك، ولذلك ذكرت أن الذي فعلته معه مما سبق لا يجور شرعا, كذلك التحادث بالهاتف إذ يمكن لهذا الأخ أن يتحادث مع أهلها بعدا عن أي إشكال قد يحدث مستقبلا لا قدر الله، وإذا حصل كلام بينها وبينه مما تدعو إليه الحاجة والضرورة، فيجب عليها أن تبتعد عن الخضوع بالقول، والكلام الذي لا يجوز خلال هذه الفترة , وليجتنبا ما لا يليق من الكلام والحركات والعبارات والإشارات، لأنها كما ذكرت أجنبية عنه، لذلك ذهب بعض العلماء إلي أن ترك الكلام أولى، خاصة وأن الكلام قد يتطور ويؤدي إلى ما حرم الله، خصوصا وأن نفس كل واحد منهما تميل إلي الآخر مع كثرة الكلام ونوعه , وأنت ذكرت أنها تصلي ركعتين بعد كل محادثة بنية الاستغفار, فيفهم من هذا أن الكلام خرج عن الطبيعي العادي إلى نوع خاص من الكلام، لذا انصحها بان تتوقف عن الكلام مطلقا، أو تقلل منه قدرالاستطاعة، ولكن في حدود الشرع، وعدم السماح له بالحديث العاطفي الذي قد يؤثر علي دينها، وميلها إليه , مما يؤدي بدوره إلى حدوث ما تخا فين منه من ضعف دينها , ولتحاول هي وأهلها قدر الاستطاعه الإسراع بعقد الزواج والدخول، أو الاعتذار للرجل بعدم الرغبة في مواصلة هذا الحديث عبر الهاتف الا في حدود الضرورة، وإذا كان هناك داع مهم. وأن تكون زياراته للآسرة بحضور الجميع، وأن يكون الكلام بالهاتف نفسه أمام الجميع، وليس بعيدا عنهم حتى تحمي نفسها من الكلام الذي لا ينبغى خلال هذه الفترة.
مع تمنياتنا لها بالتوفيق
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أحفظ القرآن الكريم
... 1415
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
إنني أريد حفظ القرآن الكريم ، ولكن لاأقدر على ذلك بسبب ضيق الوقت ، ولأنني لا أعرف الطريقة الصحيحة والناجحة لحفظ القرآن الكريم ، أرجو منكم أن تفيدوني بالطريقة المناسبة ، ولكم جزيل الشكر
AT THE NAME OF ALLAH THE MERCIFUL
Peace be on you!
My problem is that i want to memored(AHFADHOU) THE QURAN BOOK ,but because i haven't got enough time,and i haven't find the real method to facilate to me the HIFDH,so for this ,i request from you to help me on this point to facilate to me this thing,and to learn(HIFDHIHI)easly;
Excuse me if i haven't writre in arabic,because my keybord is not in arabic it's in french only,so excuse-me.
Peace be on you all!!!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(113/552)
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد،،،
أسأل الله العلي العظيم أن ييسر لك حفظ القرآن، وأن يجعلك من أهله وخاصته، وأن يجعلك من العاملين به، وأن ينفعك به في الدنيا والآخرة، وأن يشفعه فيك في الدنيا والآخرة .
أخي الكريم: أعلم أن لكل إنسان قدرة خاصة، وعقلية خاصة وظروف خاصة، ولذلك ليست هناك قاعدة عامة مضطردة، ولذلك سأضع لك طريقة تتناسب مع ظروفك التي أشرت إليها في رسالتك .
أولاً : لا بد من حفظ القرآن على يد شيخ متقن من أهل القرآن؛ لأن القرآن لا يحفظ إلا بالسماع والتلقي عن أهل القرآن، فإذا كان بمقدورك الاستعانة بشيخ فهو سيساعدك في وضع البرنامج المناسب لظروفك .
ثانيا: إذا لم يتيسر لك وجود شيخ فلا مانع من الاستعانة ببعض الأشرطة المسجلة لمشاهير القراء، أمثال: الشيخ محمود الحصري، وغيره من مشايخ القراءات، على أن تنصت إلى الشيخ جيدا، وأن تحاول تقليده في طريقة نطقة وأدائه.
ثالثا: أن تبدأ بالحفظ من السور المكية؛ لأن آياتها قصيرة، مما يسهل حفظها كما أن الغالب على أسلوبها القصص القرآني .
رابعا: أن تقسم الصفحة إلى مقاطع قصيرة في حدود الخمس آيات في اليوم الواحد، أو المرة الواحدة، وإذا كانت الآيات طويلة فيكفي حفظ ثلاث آيات يوميا .
خامسا: لا بد من مراجعة المحفوظ يوميا على أن تضيف الجديد إلى القديم، فلا بد من المراجعة بصفة مستمرة حتى لا يُنسى فيموت، وبذلك تستطيع حفظ سورة البقرة كلها في مدة ثلاثة أشهر أو أربعة إن شاء الله حفظا متقنا .
سادسا: احفظ في أول النهار بعد الفجر، فهو أنسب الأوقات وإلا ففي أي وقت.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كلما أردت أن أتحجب
... 1409
السؤال
السؤال الاول:
ماذا أفعل كلما أرددت أن أتحجب أتحجب فترة ثم أرجع وأقلع حتى أبدو أجمل أو تأتيني وساوس ماذا أفعل أريد أن اتوب بصدق لانه يقال من تتحجب وتفسخ الحجاب يكون ذنبها أكبر من التي لا تتحجب أفيدوني جزاكم الله...
السؤال الثاني:
لقد كنت من النوع الذي إذا ذهبت إلى المكتبة وتوفر المجال للسرقة سرقت ماذا أفعل أنا خائفة وأريد أن أتوب وكيف يتقبل الله مني على الرغم من أنني اؤمن بأن الله يغفر لعباده والحمدلله بعد إقلاعي فتحت لي أبواب الخير ...وفرج الله لي...
جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع وجعله الله في موازين حسناتكم(113/553)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظهاالله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من المقتديات بأم الحسنين فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأن يحشرك معها في الفردوس الأعلى .
الأخت الفاضلة، اسمك جميل ورائع ويذكرنا ببنت رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، يذكرنا بأفضل الناس، وأطهر الناس، وأعظم الناس، وأقوى الناس إيمانًا وثباتًا على الحق، ولذلك أتعجب لماذا يضحك الشيطان على مثلك - أيتها المباركة - تارة تلبسين ثياب أهل الجنة، وتارة تلبسين ثياب أهل النار ، هل هذا معقول يا أيتها الفاضلة الحجاب لباس العفاف لباس الطهر، لباس الفضيلة، لباس الصالحات القانتات، والتبرج لباس وصف أهل النار الذي تكوى أجسادهن بنار جهنم يوم لقاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، لذا أنصحك أولاً بما يلي:
عقد العزم على عدم خلع الحجاب مرة أخرى مهما كانت الأسباب .
مجالسة الصالحات من أخواتك الملتزمات ليزيد إيمانك .
حضور مجالس العلم، وحِلقِ الذكر التي تقوي الالتزام .
سماع بعض الأشرطة الإسلامية التي تبين حكم الحجاب .
قراءة بعض الكتب أو المطويات في ذلك .
الدعاء والإلحاح على الله أن يثبتك على الحق وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، خاصة السجود، وفي الليل، وبعد الفجر .
أما عن سؤالك الثاني:
فأحمد الله أن أعانك على الإقلاع عن هذه المعصية، وهذا هو أول طريق التوبة المقبولة بإذن الله تعالى .
ثانياً: عليك بالندم على فعل تلك المعصية؛ لأن الندم توبة .
ثالثا: عليك بالعزم على عدم العودة إليها مرة أخرى مهما كانت الأسباب .
رابعا: هناك شرط مهم في قبول التوبة وهو: ضرورة رد هذه المسروقات أو رد قيمتها لنفس المكان الذي أخذتيها منه، وهذا شرط أساس في التوبة من حقوق العباد، واختاري أي وسيلة ترينها مناسبة لرد هذه الأشياء إن كانت موجودة وجديدة، أو تسألي عن قيمتها وتدفعيها للمحل بحجة أنها كانت دين عليك من فترة، أو ترسلي غيرك بالأموال ويقول للمحل: إن صاحبة هذه الأموال أرسلتها لكم؛ لأنها كانت دين عليها من فترة ولم تتذكره إلا الآن .
المهم تبحثي عن أي وسيلة لرد قيمة هذه الأشياء إذا كنت قادرة على ذلك ماديا، وإن كنت عاجزة ماديا فتوبي إلى الله واستغفريه، واسأليه أن يغفر لك ما حدث في حق هؤلاء الناس، وعسى الله أن يقبل توبتك.(113/554)
أما إذا كنت مقتدرة ماديا فلا بد من الرد لأصحاب البضاعة بأي وسيلة مناسبة، ولا يلزم أن يعرفوا من أنت، ولماذا تدفعين، المهم أن يصل الحق إلى أصحابه ولو بدون علمهم.
مع دعواتي لك بالثبات، وأن يتوب الله عليك، وأن يغفر لنا ولك ولجميع المسلمين والمسلمات. إنه جواد كريم.
الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشارة إيمان الشيباني ، أفادت بالتالي :
كانت إجابة الشيخ وافية ومريحة ودوري هنا مساعدتك في التخلق بأخلاق السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، وكيف تغرسي الإيمان في قلبك غرساً ، ويمكنك عصيان النفس الأمارة بالسوء .
حبيبتي فاطمة أسال الله لك السلامة من كل سوء، وحفظك الله من كل ذنب، وأضاء الله طريقك إلى الحق.
أما بالنسبة للحجاب وخلعه لتبدين جميلة فهذا يحتاج أن تقوي ثقتك بنفسك، وذلك بأن تنظري إلى المرآة وتقولي لنفسك أنت جميلة أنت رقيقة أنت مهذبة ورزينة، تستطيعين التحكم في نفسك، وتسيطرين على أهوائك، لأنك فعلا جميلة، أحبك يا نفسي وأقدرك واحترمك كما أنت بدون شرط، واكتبي كل صفاتك الجميلة في ورقة صغيرة تضعينها في جيبك وتخرجيها في كل وقت لقراءتها . والعبي كل التمارين الممكنة في المنزل مثل التمدد والقفز مع تحريك اليدين، وبإذن الله سترين أثره على مظهرك العام . ولكي يكون أثر ذلك فعالا، ويستقر في قرارة نفسك اقرئي سيرة السيدة فاطمة رضي الله عنها، وحاكي تصرفاتها، وتخيلي طريقة تفكيرها وماذا كانت رضي الله عنها تقول في نفسها حتى تزداد إيماناً وقربا من الله؟.
كيف استطاعت أن تحافظ على نفسها وشرفها، كيف كانت عفيفة تصون زوجها وتساعده وهي ضعيفة، وعلى رضي الله عنه فقير، تخيلي نفسك وأنت تشاهدين أحداث هذه السيدة العظيمة، وحاولي أن تحاكيها، وتكلمي نفسك بنفس أسلوبها، وتصرفي تصرفاتها، هذا سيجعلك في قمة السعادة، افعلي ذلك لمدة عشر دقائق يومياً وسترين تأثيره في قلبك وسلوكك وتفكيرك.
وبالله التوفيق.
أ/ إيمان الشيباني
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... طلب مساعدة لبحث
... 1373
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . في الواقع أن هذه المرة ليست بمشكلة و الحمد لله و لكنه طلب مساعدة من حضراتكم.(113/555)
لقد التمست من كثرة إدمان إرتياد المواقع الإباحية . و هذا النوع له آثار متعددة نفسية و صحية . أنا الآن بفضل الله بصدد عمل بحث عن هذا الإدمان و أثره نفسيا و صحيا و اجتماعيا في شتى المجتمعات وقد توصلت والحمد لله إلى أثر هذا الإدمان في المجتمعات الغربية التي هي منبع تلك التجارة الفاسدة وأرجو من سيادتكم المساعدة في توضيح و تفصيل الأثر النفسي كاملا و كذلك الأثر الصحي و الطبي لهذا الإدمان بالتفصيل فإذا أردتم في ذلك الإيضاح على الصفحة الرئيسية فلا بأس و لكن أرجو إرسال ملف نصي عل البريد .
وإذا أردتم (بعد موافقتكم ) أن أرسل إليكم نسخة البحث كاملة بعد الإنتهاء منه حتى يستفيد منه الجميع فلا بأس فقط اعطوني الموافقه مع ردكم و بإذن سوف أرسله إليكم كاملا بعد الإنتهاء منه و لكم جزيل الشكر و العرفان
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا على سؤالك ، الحمد لله الذي جعلك تبتعد عن ارتياد المواقع الإباحية ، وكم هي فكرة طيبة أن تقوم بعمل بحث يتعلق بإدمان هذه المواقع 0 لا شك أن مثل هذا البحث يحتاج لمشرف لأن تجاربك الشخصية مهما كانت ثرية تحتاج لمصادر حيادية 0
بالنسبة للآثار النفسية لإدمان هذه المواقع لا يمكن وصفها بمعزل عن الفئة العمرية المتأثرة ، والعادات والتقاليد لتلك الفئة ، وكذلك الضوابط والقيم الإجتماعية ، فقد ثبتت بعض البحوث العلمية في الآونة الأخيرة أن الإدمان بصفة عامة ربما يتعلق بإفراز مادة داخلية في المخ تعرف بـ(الإندرفين) أو ( أفيونات المخ الداخلية ) ، وحتى الإدمان على الانترنت والرياضة ولعب القمار ربما يكون مرتبط بهذه المادة الموجودة في الفص الصدغي من المخ ، وهي تمثل عامل تحفيز وهمة للشخص للاستمرار في سلوكه التعودي ، لكن لا بد للإشارة أن مطالعة الأماكن الإباحية مرتبط ارتباطا وثيقا بالشخصية والقيم والمعتقدات وقوة شفرة الفضيلة لدى الإنسان ، وما يقره أو يرفضه المجتمع من سلوكيات 0
يتفاوت الآثر النفسي والصحي من الإصابة باضطرابات الشخصية وضعف ما يعرف بـ(الأنار العليا لدى الإنسان) ، وربما يؤدي أيضا إلى الإصابة بنوع من المخاوف والاكتئاب على المدى البعيد ، وكذلك محاولات الانتحار حين يشعر الإنسان أن ذاته مفرغة من كل ما هو سامي أو نبيل ، والإدمان على هذه المواقع ربما يؤدي إلى الإدمان على أشياء أخرى كالمخدرات والانغماس في الشذوذ الجنسي ، وكل ما يفرضه عالم الإباحية0
هنالك دراسة هامة جدا أجريت في هولندا في السنين الأخيرة أوضحت أن الانغماس المفرط في الانترنت بصفة عامة ، وادمان مواقع معينة يؤدي إلى ضعف وانطوائية واعتمادية في الشخصية خاصة لدى الذكور من الأطفال ، ولا شك أن الأثر الإجتماعي كبير ، فكل من يدمن على هذه المواقع الإباحية يمثل كتلة باهظة من(113/556)
التلوث الاجتماعي تضر بالمحيطين لمن يمارس مثل هذا السلوك ، ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالأسر وبالمجتمع كافة ، ولا شك اننا سنكون سعداء جدا للحصول على نسخة من بحثك خاصة أنه يتطرق لموضوع مثير للتفكيرالعلمي 000
وبالله التوفيق0
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
... ـــــــــــــــــــ
... إشعاعات من عين الحاسد
... 1368
... السؤال
السلام عليكم..
أود أن أسأل عن الخرزة الزرقاء او (العقيقة الزرقاء) وهى حجرة زرقاء اللون تم صنعها على هيئة أشكال متعددة منها ما يعلق فى السيارات ومنها ما يعلق فى المنازل ,هذه الخرزة عادة تكون على شكل يد وبها عين ومنها ما يعلق حول الرقبة وهذه عادة تكون على شكل عين أو تكون حلقة صغيرة.. أما أهميتها فيقال انها لرد العين.. والحسد والتفسير الذى قيل فى ذلك هو (كما يقولون) تفسيرا علميا وله أساس علمى قوى حيث ان هناك موجات لا أدرى ما هى وما نوعها تخرج من عين الإنسان فى حالة اعجابه بالشيء فلو وقعت هذه الموجات عليه أو وصلت اليه مباشرة تؤذيه، اما اذا كانت هذه الخرزة الزرقاء موجودة ( والسر هنا يكمن فى اللون الأزرق ) فان عين الحاسد تتوجه اليها مباشرة وتقع عينه عليها ولا تؤذى الإنسان الآخر.. من الناحية الدينية وحسب قرآننا الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لا أساس لهذا الكلام من الصحة أنا على قناعة بذلك.. ولكن هل فى العلم الآن ما يشير الى وجود مثل هذه الأشياء ، وهل العين أو الحسد يتم عن طريق خروج ذبذبات معينة من العين أم ان هناك علاقة ما تربط بين الجان والعين.. خاصة ان من قال لى هذا الكلام قال انه سمعه من أستاذة متخصصة وفى قناة اقرأ الفضائية، والتى عندها لنا نحن المسلمون مكانة خاصة.. آمل افادتى أفادكم الله تعالى. ولكم منى جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شفاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فالعائن قد يؤثر في الشخص من البعد، أو على القرب، كما أن العائن قد يكون أعمى البصر, فهذا الكلام ليس له أصل علمي طبي، أو علمي أو شرعي.
المجيب : ... د. حاتم محمد أحمد
ـــــــــــــــــــ
... كيف استعيد حلاوة الايمان
... 1322
السؤال(113/557)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا فتاة احسب نفسي ملتزمة ولا أزكى على الله احدا .. احاول ان التزم شعائر الله .. احب العبادات الى قلبي الصوم والصدقة والحج والعمرة وان لم يحصل ذلك بعد .... مضي على التزامى سنة وشوى ... من حوالى 4 اشهر وانا احس بإيمانى بتناقص .. احس بفتور في الصلاة فقط .. او التسابيح ... انا ولله الحمد احافظ على صلاتى باوقاتها واصلي النوافل المؤكدة والغير مؤكدة .... واذكار الصباح والمساء والنوم ... اتعلم القران بالمسجد واحفظ من الكتاب الله الى الان ولله الحمد 5 أجزاء وانوى ختم القران باذن الله .... من الحلول االتى وجدتها لتجديد ايمانى هو ان اضيف شيئا جديدا لعباداتى ...ولا أدري ماهو ... النوافل لا أستطيع ان ازيد اكثر من هذا ... الصيام اقل شئ اصوم بالشهر 3 أيام ...
ولكنى ... لااجد وقت لقراة التفسير ...او كتب السيرة .... او سماع دروس دينية كما كنت سابقا .... نادرا جدا ماأقوم الليل .. وهذا يعود الى احساسي بالتعب بعد يوم عمل شاق ...
واضافة الى ذلك ..بالسابق كنت اذا سمعت اذان الصلاة ولم اكن متوضئة احس بتأنيب ووجع بقلبي خوفا من ان اضيع دقيقة من وقت الصلاة الحقيقي .. واذا كنت نائمة ومستغرقة بالنوم ....اقوم قبل الاذان بلحظات ... واقوم بنشاط وفرح لاصلي ...... يا الله كما افتقد هذا الشعور ....... ساعدونى لاستعيده ... فانا االان لااحس بالتقصير اذا اقيمت الصلاة ولم اصلي بعد ....
انا ادعو الله دائما ان يذيقنى حلاوة الايمان ويتبث قلبي على دينه ..... ولكنى افقد الروح الايمانية بصلاتى ... وكل عباداتى .... اصبحت بالنسبة لى عادة وواجب .... احيانا وخصوصا الصلاة واجب ثقيل بعض الشئ ...ولاحول ولاقوة الا بالله ..... اصبحت اصلي وكانى لم اصلي ... مجرد جسد يتحرك فقط .... والقلب والعقل .... يجاهد ولكن بضعف شديد ...
انا خائفة جدا علي نفسي ....لقد تعبت ....اريد إيمانى ... أخاف ان اموت وانا على هذا الشكل من الفتور الايمانى ..... الى متى سابقي هكذا ..... وخصوصا الان جاء رمضان ,... فكيف رمضان دون قوة وحلاوة ايمان بالقلب .
اخوانى اعتذر لطول ماكتبت ولكنى بحاجة الى من يساعدنى .... وياخذ بيدى .
وساضيف نتيجة لهذا الفتور ... انا بين الناس مظهرا وسلوكا والله اعلم ....ملتزمة جدا ..... لدرجة من يقول لى لا تكونى متشددة هكذا.... والله كريم وحليم وسيدخلنا الجنة برحمته ... فلا تضغطى على نفسك كثيرا ...... وبذلك احستت انى مرائية..... فهم لا يعرفون انى بدون ايمان قوي.... وان صلاتى ربما لم تقبل منى ..... الحقيقة شعور النفاق يسيطر على بشكل ....
ولاضرب مثلا ولكم الحكم ....
احيانا في هذه الفترة وليس سابقا وانا اصلي ... إذا كان احد يراقبني ..... انتبه لصلاتى اكثر .... وللباسي .... هل انا مرائية ....؟؟؟
كيف اعرف انى كذلك او لا ..... انا خائفة على نفسي .... وانا تعبانة ..... وكذلك صديقتى وحبيبتى في الله تمر بنفس الشئ ...فماذا نفعل بالله عليكم .(113/558)
والله لايضيع اجر من احسن عملا .
الجواب
الأخت الفاضلة/ الزهراء بنت حواء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولاً: يسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، ونسأله تعالى أن يوفقنا لخدمة جميع المسلمين، وأن يتقبل منا جميعًا، كما أسأله سبحانه أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلنا وإياك وسائر المسلمين من عباده الصالحين وأوليائه المقربين .
ثانيًا: بخصوص المشكلة التي وردت برسالتك فهي مقلقة ومزعجة حقًا، لأن الأصل أن الإنسان كلما تقدم به العمر أن يكثر من الطاعة، وأن يتقدم في العبادة، وأن يزداد إيمانًا وحبًا في الله ورسوله وعباده الصالحين، ولكن هذا الأمر ليس على إطلاقه لأن النفس البشرية كثيرًا ما يعتريها نوع من الكسل والفتور، رغم حرص أصحابها أن يظلوا دائمًا في قمة الطاعة والعبادة، وهذا ليس بالأمر الجديد، وإنما تعرض له حتى الصحابة أنفسهم رضي الله عنهم وكثير من علماء الإسلام ومشايخه، وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لكل شيء شرة ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته لسنتي فقد هدي) والشرة هي الشدة والقوة، فالإنسان يبدأ الالتزام بقوة وصلابة وعزم أكيد، ومع مواصلة للطاعة والعبادة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد يعتريه الفتور، وهذا أمر طبيعي جدًّا، والذي يجب علينا أن نخاف منه هو أن يؤدي الفتور إلى ترك الحق والتمادي في الباطل أو الانحراف بعد الهداية ، والعياذ بالله تعالى .
أما إذا كان الفتور لا يعدو أن يكون كما ذكرت عبارة عن عدم الإحساس بحلاوة الطاعة، أو التكاسل وثقل الصلاة مع المحافظة عليها، فهذا أمر متوقع حدوثه، المهم ألا يؤدي بنا الفتور إلى ترك السنن، أو تضيع الفرائض، أو الوقوع في الحرام، والعياذ بالله، ومع أن هذا الأمر كما ذكرت لك متوقع، إلا أن فترته لو طالت قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذا أنصح بمزيد من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، مع مزيد من ذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، وحضور مجالس الذكر، وقراءة بعض كتب العلم قدر استطاعتك، وإن شاء الله لن يخزيك الله، ولن يتخلى عنك ما دمت تكثرين الدعاء والإلحاح عليه؛ لأنه سبحانه أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولن يخلف الله وعده، كما وعدنا في القرآن الكريم.
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، فانظري إلى الأمام ولا تشغلي نفسك بالتفكير الكثير في هذا الأمر، فسوف يذهبه الله بحوله وقوته كما ذكرتُ، وبالله التوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... الإدمان ...
1250 ...
السؤال
مدمن حشيش لمدة ثلاث سنوات يريد الاقلاع ولايريد الذهاب الى المستشفى ؟ ماهي نصيحتكم بالتفصيل؟(113/559)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,بعد
نشكرك على سؤالك ، واعلم يا أخي أن مضار الحشيش معروفة وخير وسائل العلاج هي الاعتراف الداخلي بأن هنالك مشكلة عظيمة وعدم اللجوء للنكران والتبرير كدفاعات نفسية للاستمرار في التعاطي ،
وعليك التأكد من أن المادة الكيميائية النشطة في الحشيش والتي تعرف باسم ( تتراهايدروكنابنول ) تسبب ضمور وتفتت لخلايا المخ مع الاستمرار في تناول الحشيش ؛ كما أنها تؤدي إلى ضعف هرمون الذكورة عند الرجال وتشوه الأجنة عند النساء وذلك بجانب إضعاف المناعة والتسبب في سرطان الرئة والبلعوم ، والدراسات التي أجريت تدل أن الحشيش هو أكبر مسبب لفقدان الطموح والنهوض بالمسؤولية وهنالك مضار كثيرة أخرى فهو يا أخي منقص للدين والصحة والنفس والمال0
وكل ما يشاع من أن الحشيش يسبب راحة نفسية هو أمر زائف بل على العكس تماما هو من أكبر مسببات الهلاوس السمعية والنظرية والقلق والاكتئاب 0
ما دمت تريد أن تقلع فهذه بشرى كبيرة لنا ولك ، والأمر ليس بالصعب أو المستحيل فقط إبدأ من هذه اللحظة وتأكد أنه لن تحدث لك آثار انسحاب حقيقية ، ربما ينتابك بعض القلق البسيط لمدة ثلاثة أو أربعة أيام فقط وهذا يمكن تحمله ما دامت لديك الإرادة واعلم أخي أن الإدمان على أي شئ ضار يمكن استبداله بالإدمان على أشياء جميلة كالتوسع في العبادة والقراءة والإطلاع ومواصلة الأرحام وممارسة الرياضة ، واستثمار الوقت فيما هو مفيد وعليك أن تجفف وتتجنب مصادر حصولك على الحشيش وأن تبتعد كل البعد على من رافقك على هذا الطريق فأصدقاء السوء يمثلون جماعة ضغط لها تأثيرها السلبي المعروف ، وعليك مرافقة المدمنين السابقين والذين اهتدوا حيث إن تجاربهم مفيدة وتؤدي إلى استجابات علاجية إيجابية 0
أرجو أن لا تستمع وأن لا تتأثر بما يشاع عن الحشيش في أواسط بعض الفنانين والممثلين .
ومن المؤسف أن هنالك بعض الدول تريد أن تسمح بالتعاطي البسيط لمادة الحشيش فها هو ذا وزير الداخلية البريطاني الحالي ( ديفد بلانكت ) قد استصدر تشريعا يدرج الحشيش في المجموعة ج في قائمة المخدرات بدلا من المجموعة أ 0
أنا على ثقة تامة بإذن الله أنك سوف تقلع عن تعاطي الحشيش ما دمت لك الرغبة والإرادة في ذلك 000وبالله التوفيق0
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... حفظ القران الكريم
... 1217
السؤال(113/560)
انااعمل وفي الفترة الماضية كانت لدي وقت للحفظ فحفظت اثناعشر جزء من القران الكريم والان انتقلت الى عمل جديد وبسبب ضغط العمل الان لم يعد لدي وقت للحفظ ولا حتى للمراجعة الا في وقت قليل فهل يعتبر اثم علي وما هي نصيحتكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
إن الأمر بتعاهد القرآن ، والمحافظة على ما حفظه الإنسان منه ورد في الأحاديث النبوية ، ولكن ذلك يرتبط بقدرة الإنسان وحدودها ، إذ ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، وما دمت تبذل الوسع في الحفاظ على ما تحفظ من القرآن فلا إثم عليك إن شاء الله .
ولكن الإثم يقع إذا فرطت عامداً في تعاهد ما حفظت وفقك الله لما يحبه ويرضاه
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ ...
... أحببته في الله كثيرا
... 1213
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
في حقيقة الأمر أنا أعاني من مشكلة خاصة أود أن أعرف رأي الشرع فيها ، فمشكلتي هذه مشكلة غريبة لا أظن بأنكم قد سمعتم بها من قبل ، وهي مشكلة محرجة بالنسبة لي ، وقد قررت أخيرا أن أعرضها عليكم بعد أن طال أمدها وضاق بها صدري لولا رحمة ربي ، وأني لأعلم أنكم لن تنفعوني إلا بشيء قد كتبه الله لي ولن تضروني إلا بشيء قد كتبه الله علي ، فلعل وسيلة الخلاص من هذه المشكلة تكون على أيديكم بأذن الله تعالى، فمشكلتي باختصار هي :
منذ سنتين تقريبا كنت ما زلت في السادسة عشر من عمري ، ولم أحدد مسار حياتي بعد وكنت مضطربا ما بين خير وشر ، ولم يكن مجتمعي مجتمعا واعيا ، كنت حينها أبحث عن شخص يفهمني ويقدر مشاعري ويبين لي الصواب من الخطأ ، وكنت أعين أبي الذي كان يعمل حينها في محل ما ، حيث كنت أذهب بدلا عنه في معظم الأيام بما إنها كانت إجازة الصيف ، وكانت مجموعة من الفتيات يعملن في مصنع بجانب المحل الذي كنا نعمل به، واللاتي كاد بعضهن أن يجرني إلى عصيان ربي ، إلى أن جاء شاب وعمل بمحل آخر بجانبنا وكان يعمل في الفترة المسائية ، تعرفت عليه وكنا نجلس مع بعضنا ونتبادل أطراف الحديث معا، وكنت أشعر بأن شيئا يربطني ويشدني إليه والى لقائه ، ظللنا نلتقي لمدة أسبوعين تقريبا ، غبت أنا لمدة أسبوع لظرف ما ، وعندما عدت وجدته قد رحل هو الآخر ولم تكن لدي أي وسيلة(113/561)
تدلني عليه ، بعد أيام قليلة اشتقت إليه ، وكانت تراودني حالة غريبة في كل ليلة تقريبا من تلك الليالي وهي أن أنهض فزعا خائفا من نومي في منتصف الليل وأنا أتذكر عذاب الله وشدة ما أقترفه من ذنب في متابعتي لتلك الفتيات وفي استماعي للأغاني وفي تقصيري في أداء العبادات رغم أني لم أترك صلاة متعمدا تقريبا ، كنت حينها لا أدري ماذا أفعل وصدري يضيق وأنا أتذكر كلام وتصرفات ذلك الشاب التي كانت كلها أخلاق وتصرفات تدل على قوة إيمان ذلك الشاب وتعلقه بدينه ، قررت حينها أن أتوب إلى ربي وأن أصحح أخطائي وأعيد حفظ ما نسيته من كتاب الله تعالى ، من المؤكد أن الهداية هي بيد الله سبحانه وتعالى لكن هذا الشاب كان سبب هدايتي ، وخصوصا أنني توقفت من الاستماع إلى الأغاني بسببه وبكلماته النيرة ، فالحمد لله الذي هدانا لنوره .
المشكلة هي أنني أحببت ذلك الشاب حبا في الله لا أقدر أن أصفه ، ولم نلتقي إلا في صدف نادرة لم استطع أن أخبره عما يدور في قلبي اتجاهه ، وكلما رأيته راودني شعور غريب ورجفة في جسدي لا أدري ما سببها ، ومنذ سنتين حتى يومي هذا وهو لا يغيب عن بالي ، فذكره دائم في قلبي وشوقي يزداد إليه ، وأملي أن يكون رفيقي يكبر يوما بعد يوم ، ولقد تصادفنا في مسجد من مساجد البلده منذ مدة قريبة والصلاة تقام ، قمت لأصلي فسلمت عليه ، وتركت في نفسي أنه لو كان هناك ما يربطنا فعلا لانتظرني بعد فراغه من الصلاة ، عندما أنهيت صلاتي نظرت فلم أجده ، حاولت أن أقنع نفسي بأن تلك الأحاسيس لم تكن إلا وهما وأن في حياته الكثير غيري ، وأن علي نسيانه ، لكن نفسي أقنعتني بأنه قد يكون مشغولا ولذلك لم ينتظرني ، فلا يمضي يوم من غير أن أذكره وما زلت أدعو ربي بأن يخلصني من هذا الأمر ، وأنا أقول : (( اللهم بلغ قلبي لما تحب وترضى في محبته ))
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد
أشكرك أيها الأخ على سؤالك ولابد أن أكون معك على درجة من الصراحة أنه وبعد التامل في رسالتك أرى أن حبك للشاب المذكور لم يكن حبا خالصا في الله خاصة في بداياته وإنما كانت علاقة مودة امتزجت بها بعض الشوائب وربما الطاقات والشحنات العاطفية غير المرغوب فيها خاصة إنك كنت على مشارف الوقوع في العصيان بتواجد بعض الفتيات بالقرب منك .
ولابد أن نحسن الظن في ما ذكرته أن حبك لهذا الشاب هو في الله ؛ ولكن من المؤكد أن ذلك ربما يكون حدث في أوقات لاحقة وليس من البداية .
أقول لك يا أخي ، إن الحب في الله لا يمكن ولا يجب أن يحصر في شاب واحد إنما الحب في الله يجب أن يمتد ليشمل كل الصالحين وكل التقاة والدعاة والسائرين في درب الإيمان والصلاح ؛ وهنا بلاشك سوف يحبك الله الذي أحببتهم فيه .(113/562)
أرجو ياأخي أن تحذر من أي عواطف أو مقاصد أخرى حيال هذا الشاب وعليك بمصاحبة الآخرين من أهل الدين والتقوى وهنا ستجد نفسك أن مشاعرك قد أصبحت صادقة وخالية من كل ما يعتريها من شبهات نحوه ونحو غيره .
أحمد الله بانك على طريق الهداية ومتمسكة بدينك وعليك بمزيد من الالتزام الديني وحسن الخلق ، وبالله التوفيق
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ ...
... مشاكل نفسية
... 1169
السؤال
إنني فتاة أبلغ من العمر 29 عاما غير متزوجة ، الحمد لله متدينة وأذكر الله كثيرا ولكن مشكلتي هي إن حالتي النفسية شبه منهارة والسبب إنني لم أجد حلا لمشكلتي النفسية
فقد فشلت في تحقيق النجاح أولا في دخولي الجامعة وتكملة دراستي والمرة الثانية في تحقيق حلم حياتي بالزواج من رجل اخترته ؛ ولكن الأقدار لم توافق على ذلك ، وها هي الحكاية تحاك مرة أخرى ولكن بعد 6 سنوات القدر لم يشأان يحقق حلم حياتي بأن أجتمع مع الذي اخترته واختارني ؛ وذلك لسبب أن سني يقارب سنه .
حاولت كل الطرق لاقناع الأهل ولكن لا فائدة صليت استخارة والحاجة دعوت الله ولكن لا فائدة ، أقنعته بأن يحاول كل الطرق وسائط إخوته أخواته ولكن لا فائدة أهله مقتنعين بشئ واحد ليس الدين وهو ما يبحثون عنه بل السن والشهادة الجامعية والمنصب .
دكتوري الكريم ماذا أفعل لا أستطيع أن أشرح لاحد وضعي نفسيتي أصبحت لا احب الاجتماع مع الناس ؟ لا أريد ان تحل اي مشكلة أو أسمعها ؟ حياتي أصبحت جحيم؟ حتى إني ليس لدي أي نوع من الصداقات لا داخل البيت ولا خارجه وذلك بسبب عملي الممل الكريه الذي قطع كل أواصر الحب والمعرفة ؟ هل الدين أصبح في نظر العالم عار ؟ ماذا أفعل بالله عليكم ؟ الرجاء كل الرجاء الرد السريع .
وجزاكم الله عني كل الخير
اختكم في الله م.خ.خ
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد
أشكرك على سؤالك ؛ وأود أن أهنئك على تمسكك بدينك وأرى ان مابحدث لك إنما هو ابتلاء بسيط والأعراض التي تعانين منها تمثل شيء من عدم القدرة على التكيف وربما التكدر وعسر المزاج .(113/563)
بما أنه لم يحدث لك نصيب مع الشخص الذي تقدم لك أرجو أن لا تفهمي أن ذلك نتيجة لفشل من عندك أو نقص فيك إنما هو وكما تصورت نتيجة للمفاهيم الخاطئه والتي تسود مجتمعاتنا بكل أسف وهذا بلاشك موقف يحسب لك وليس عليك .
أرى أيها الاخت الفاضلة أن الحل بالنسبة لك هو مزيد من التمسك بدينك ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وأنا على يقين كامل أن الله سوف يعوضك خيرا عن كل ما فقدتيه ؛ وإن لم يكن ذلك في الدنيا فسيكون في الآخره بأذن الله تعالى .
نعم اتفق معك أن الدين قد أصبح عارا في نظر البعض وحتى في داخل بعض أجزاء عالمنا الاسلامي بكل آسف ولا نملك إلا أن نواجه هذا التيار بمزيد من الصبر والصمود والتمسك بديننا . إنت تملكين أشياء إيجابية كثيرة في حياتك وعليك التركيز عليها والتمعن فيها فهذا سوف يقلل من أفكارك السلبية والتشاؤمية باذن الله .
ربما تجدين فائدة أيضا في ممارسة الرياضة لامتصاص الطاقات والشحنات الغصبية والسلبية لديك .
كما أنصح لك بتناول أحد الأدوية التي تساعد في تخفيف تكدر المزاج ومن أبسطها وأسلمها العقار الذي يعرف باسم موتيفال ويمكن ان تتناوليه حبة صباحا وحبة مساءا لمدة ثلاثة أشهر ، وبالله التوفيق
د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشارة الأسرية أفادت بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
أسأل رب السموات والأرض أن يرزقك بالزوج الصالح، الذي ينسيك هموم الدنيا كلها .. اللهم آمين ..
أختي ? رحمك الله ? لا تنسي ما وهبك الكريم من النعم: المال، والصحة، والستر، والمكانة الاجتماعية، والعقل .. كفى بالستر والصحة والأمن من نعمة يمنها الله عليك .
وبالنسبة للضغوط والمشاكل يقول الشاعر:
إن الأمور إذا التوت وتعقدت .... نزل القضاء من السماء فحلها
فصبر لها فلعلها أن تنقضي .... ولعل من عقد الأمور يحلها
ولا يعني عدم حصول ما تريدين أنك في شقاء؛ لأن ربك هو أعلم بحاجتك منك، فربك بحكمته وعلمه، يعلم ما يناسبك وقدره لك، فلو كان الخير في هذا الرجل تأكدي إن شاء الله سيهبك إياه، ومادام قدر الله عدمه فرب ضرة نافعة .
ربما يأتيك من هو خير منه وأزكى عند الله تعالى .
صدقيني يا اختي الكريمة ? لابد أن تحسني الظن بربك الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد .(113/564)
وليست نهاية الدنيا أنك لم تحصلي على شهادة جامعية ولم تتزوجي بالرجل الذي أردتيه، لم نخلق لكي نحصل على درجات علمية ونتزوج ونأكل، بل لهدف أسمى من ذلك كله ، هو عبادة الله وحده .
نعم يا أخية ? فمن عبد الله عبادته سخَّر الله له الخلق، وكان سمعه الذي يسمع به، وعينه التي ينظر بها، ورجله التي يمشي بها، وكان أسعد مخلوق على وجه الأرض . ولو لم ينل من الدنيا إلا القليل؛ لأن الآخرة خير وأبقى ونعيم الدنيا زائل .
وإذا أردت نفسية طيبة ومعنويات مرتفة تعالي أعلمك:
1- حافظي على الصلوات في أوقاتها، أذكار الصباح والمساء، وأحسني الظن بالله، واشكريه على نعمه يزدك. توسليه في القيام أن يرزقك حسن الفهم وحسن القصد، ويريك الحق حقًّا ويرزقك أتباعه، ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه .
2-أحبي الله الذي منَّ عليك بكل ما تتمتعين به من النعم، فكيف لو كان بك برص يشوه وجهك، أم كنت غير مسلمة ، أم كنت فقيرة لا تملكين الكلأ والمأوى .
3- تعلمي أي نوع من الرياضة وألعبيها، مرتين يوميًا، هذا سيرفع معنوياتك عاليًا.
4- إن كانت وظيفتك مملة فغيريها، وإن لم تستطيعي حاولي أن تغيري ديكور مكتبك كل فترة، خذي إجازة وجددي علاقاتك بمن حولك. يمكنك الذهاب إلى العمرة لتجددي إيمانك .
5-إبحثي عن صديقات ملتزمات، واحضري معهم ندوات دينية تجدد حياتك.. اقرأي كتب عن فن الاتصال والحديث إلى الناس وتعلمي لتطبيقيه مع زميلاتك، كوني ممتعة في حديثك ولا تتكلفي ذلك .
6- ضعي لك أهداف وابدئي تحقيقها، حاولي أن تكون أهدافك واقعية بسيطة يمكنك فعلها بأسرع وقت، كحفظ القرآن ? مثلاً ? وإكمال دراستك، تعلم لغة جديدة، أو تعلم الكمبيوتر، أي شيء يجعلك تعتزين بنفسك افعليه .
7- تعلمي العقيدة، وفقه العبادات، لماذا ؟ لأنك ستعرفين الله وأسمائه وصفاته ستعرفين كيف يحبك الله ويرضى عنك، ستعرفين أقرب الطرق وأيسرها لحب الله لك، ومن ثَمَّ يكون لك السمع والبصر واليد وكل شيء .
وأحب أن أعاتبك قليلاً على طريقتك في الحديث عن القدر، قلت: (عجزت وعجز القدر عن مساعدتي) ، وقلت أو الأصح : (اختار لي الفشل) ، (ولكن الأقدار لم توافق) .
هذا الكلام عن القدر لا يجوز، فالله هو صانع القدر، والذي يريد ويختار وقدره واختياره كله خير، ولو بدا لك أنه شر .
إن الله رؤوف رحيم، ليس بظلام للعبيد، ولا يرضى لعباده الظلم، فكيف يظلمك رعاك الله ؟!
لذلك فدارسة العقيدة تعلمك كيف تتحدثين عن رب العزة والملكوت، تتعلمين كيف تخشين الله العظيم، وتجعلين له قلبك وفؤادك .
أخيرًا تقبلي أمنياتي بالزوج الصالح، والسعادة في الدنيا والآخرة ..
أ/ إيمان الشيباني
المجيب : ... د. محمد عبد العليم(113/565)
ـــــــــــــــــــ ...
... واجبي نحو الإسلام ...
1100 ...
السؤال
ماهو واجبي نحو الأسلام مع العلم أني قد دخلت تنظيمات إسلامية عديدة تابعة للإخوان المسلمين ولكني لم أجد أن هذه الطريقة مجدية خاصة في هذا العصر عصر العولمة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ضياء حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
إن خدمة الإسلام في هذا العصر المتعولم ذات أبعاد متنوعة ويتوقف
الأمر على قدرات الفرد المسلم الثقافية والمادية وموقعه الإجتماعي , فالاسلام دين شامل .
ويحتاج إلى التعريف به بصورة صحيحة , وهذا التعريف يحتاج إلى التضلع بالثقافة الإسلامية وإلى قدرة لغوية بيانية تمكن صاحبها من نقل الأفكار بصورة صحيحة , وإلى قدرة عقلية على فهم النصوص وتوجيهها , وإلى وعي بالواقع لعالم اليوم والبيئة المحلية والإقليمية فالحديث الشفوي والكتابة وسيلة جيدة لخدمة الإسلام فان لم يكن السائل قادرا على خدمة الاسلام علميا وثقافياً وكان ذا مال فليوجه بعض ماله في الأوجه التي تقوي الإيمان في نفوس الناس بنشر المحاضرات الإسلامية والكتب الدينية ,
فان لم يكن قادرا علميا ولا ماليا فليزدد من التعلم وليربي أهل بيته على الايمان والاقتصار على الرزق الحلال وغرس مكارم الأخلاق , وبذل المعروف للناس والتصدق بالابتسامة والكلمة الطيبة على القريب والغريب والنصح لهم وتذكيرهم بما ورد في القرآن والحديث مما يرفع من طاقتهم الروحية ويقوي الأواصر الاجتماعية ويزيد من التواصل بين الافراد والأسر إقامة التكافل الإجتماعي ودفعا لهم لزيادة الإنتاج وتطوير قدراتهم في خدمة المجتمع الإسلامي .
والله الموفق .
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ
... الابتعاد عن صلاة الفجر
... 1062
السؤال
كنت أعد في السنة على أصابع اليد الايام التي لاأصلي فيها الفجر جماعة والان ومنذ 3 سنوات وأكثر أعد الصلوات التي صليت فيها الفجر قبل طلوع الشمس وفي البيت على أصابع اليد .(113/566)
وأنا أعتبر أن هذه النعمة هي أكبر نعمة سلبها الله مني نتيجة ذنوبي . وأنا الان لا أنام إلا سويعات وكثير التفكير وكنت ألعب الرياضة والان أتعب من جراء 10 خطوات وركبي ومفاصلي كلها أحس إنها لا تحملني وهمومي كثيرة . ما الحل اثابكم الله خير الجزاء
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل جابر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
بداية.. أسأل الله تعالى أن يمن عليك بتوبته عليك، وأن يرد عليك ما سلب منك، وأن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، وأن يعيينا جميعًا على ذكره، وشكره وحسن عبادته .
وأقول لك: أحسن الله عزاءك في تضييع صلاة الفجر، فهي فعلاً مصيبة من أعظم المصائب أن ينتكس العبد بعد هداية وصلاح واستقامة ولا يخفى عليك أنه ما من مصيبة تقع إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة، ولأنك ما حرمت هذه النعمة العظيمة إلا بسبب ذنب أو ذنوب وقعت منك أدت على حرمانك من تلك النعمة ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى ما ذكرت من الضعف البدني الذي أسأل الله أن يعافيك منه، وأن يشفيك من كل علة وسوء، أنت وجميع المسلمين.
وأما عن العلاج فإليك أخي الحبيب ما يلي:
1- حدد المعاصي التي وقعت فيها ، أو أكثرت منها، واقلع عنها فورًا ، وتب إلى الله منها، واعقد العزم ألا تعود إليها .
2- حاول تغيير بعض أنماط حياتك كالصحبة أو السكنى أو قضاء أوقات فراغك أو أماكن سمرك، خاصة الصحبة فإنها غير معين على طاعة الله، فابحث عن صحبة صالحة تعيينك على طاعة الله .
3- احرص على النوم مبكرًا مع مراعاة آداب النوم، خاصة الوضوء والأذكار .
4- احرص ألا تنام على معصية لله، خاصة مشاهدة ما لا يرضى الله ورسوله .
5- أكثر من الدعاء أن يمن الله عليك بالإعانة على صلاة الفجر كما كنت .
6- اجعل لك وردًا يوميًا من القرآن الكريم يقوي به إيمانك .
7- هناك بعض الكتب التي تعين على زيادة الخشوع يمكنك الاستعانة بها .
8- عالج نفسك من الأمراض العضوية، فإنه من الأخذ بالأسباب، وإن شاء الله سوف يمن الله عليك برد نعمة صلاة الفجر عليك والصحة والعافية ما دمت حريصًا على مرضاته .
مع دعواتي لك بالهداية والتوفيق والسداد وأبشر فلن يخزيك الله .. والله التوفيق..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا مصدومة في زوجي
... 1005
السؤال(113/567)
السلام عليكم ورحمة الله..
أنا إمرأة متزوجة منذ أربعة شهور..لم أكن مرتاحة لهذا الزواج لكن وافقت لأنه من عائلة معروفة وقالوا لي أنه إنسان محترم وطيب القلب وغيره..
وبالفعل بعد الزواج شعرت أنه كذلك ولكن المشكلة كانت عندما حدث بيننا جماع شعرت بأن لديه خبرة وأنها لم تكن المرة الأولى وفي لحظات مصارحة بيننا اعترفت له بأن هنالك شخص كان يتحرش بي عندما كان عمري 6 سنوات وأنا لا أذكر ماذا فعل بي .. ثم حاولت استدراجه ليعترف بأنه قد عاشر أكثر من مائة امراة !!!!
وأن كل الرجال يفعلون ذلك قبل الزواج .. وأخبرني أنه تاب عن هذا الفعل وأنه لا يريد أن يتحدث في هذا الموضوع لأنه يريد أن ينساه .. لقد صدمت كثيرا ولكن لم أناقشه أو أزعل عليه؛ لأننا كنا في الأسبوع الأول من زواجنا ولم أرد أن يشعر بالندم لإخباري..
المشكلة الآن أنه كلما يحدث بيننا خلافات وهي كثيرة أتذكر هذا الموضوع وأشعر أنني خدعت في الزواج منه وأنا لا أثق فيه كما أنه دائماًً يكرر أنه لم ير مني دماً عندما جامعني أول مرة مع أنه كان هناك دم قليل وهذا الكلام يضايقني كثيراُ ويشعرني بالإهانة..
الآن زوجي مسافر للخارج.. وقبل السفر قلت له أن لا يعاشر أحداً في الخارج فغضب مني.. وأنا صدقني أشك ولا أعرف ماذا أفعل عندما يعود.....؟
أرشدوني جزاكم الله خيراً
وسامحوني على الإطالة..
شكراً
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت الفاضلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,وبعد
بداية أسال الله تعالى أن يتوب علينا وعليكم وأن يغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين ؛وأن يستر علينا بستره الجميل في الدنيا والاخرة،
ثم أقول للاخت الكريمة؛لماذا نحرص على أن نظل دائما أسرى الذكريات السوداء المؤلمة المظلمة ؟ لماذا لانتعايش مع الواقع مادام طيبا ومرضيا ومقبولا ؟لماذا نحرص دائما على أن نغلق أبواب الجنة والرحمة امام بعضنا بعضا؟ من منا بغير أخطاء أو ذنوب أو معاصي؟ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (كل بني آدم خطاء) رجل أخطا قديما ثم أقلع وتاب وتزوجك ليحصن فرجه وليعان على غض بصره. لماذا لاتحاولي أن تملئي عليه فراغه وأن تجعليه لا يلتفت لغيرك؟ ولايفكر إلا فيك ؟ أليست لديك نفس الأسلحة التي يستخدمها غيرك من النساء؟وفوق ذلك فانت صاحبة الحق فيه وحدك ؟ الكرة الان في ملعبك وأنت تلعبين علي أرضك (كما يقولون اليوم)لماذانستسلم لماض لم نعشه ولم نره؟ كم من ذنوب سترها الله وغفر لاصحابها وعفا عنهم. حاولي ان تعيشي يومك وأن تكفي عن جلد نفسك يوميا لقبولك الزواج منه؟ ساعديه على أن يكون مخلصا لك ووفيا للعقد الذي بينك وبينه,بل(113/568)
وساعديه على نسيان ماضيه,وأشعريه بانك خير عوض, وأن الله أبدله خيرا وأحسن وأطيب وأشهى وألذ وأمتع,وهذه كلها وسائل بمقدورك البراعة فيها.
حاولي نسيان هذا الماضي وساعديه كذلك على نسيانه باحسانك إليه كما ذكرت سابقا, واجتهدي في كسب ثقته ومودته وحبه,وإياك ثم إياك أن تذكريه بماض لعله يحاول الهروب منه,ولاداعي لمثل هذا الكلام الذي قلتيه له عند سفره,وإنما أشعريه بانك تثقين فيه كل الثقة وعليك بالدعاء لنفسك وله بالتوبة وصلاح الحال والاستقرار وأن يديم العشرة بينكما على الوجه الذي يرضيه ,وادفني هذا الماضي في الارض السابعة ولاتذكريه حتى ولوبينك وبين نفسك وبالله التوفيق,
ـــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
لا شك أن أمر المعاشرة الزوجية يشغل الكثير من الأزواج في بداية الزواج ومن أهم هذه المشاغل ما يتعلق بالعذرية عند المرأة والخبرات السابقة لدى الرجل 0 نصيحتي لك أن تنظري إلى الزواج في إطاره الكلي وأن لا يحصر فقط في موضوع المعاشرة الجنسية ومن واقع رسالتك استشعرت ضرورة العمل من جانبك على الإرتقاء بالزواج والإجتهاد بأن لا تحدث شروخ تنتهي بما لا يحمد عقباه لا قدر الله 0
توجد حيلة نفسية أو دفاع نفسي يعرف بالنكران يمكن الإستفادة منه لتناسي تفكيرك المتصل بخبرات زوجك السابقة مع النساء ،
ويتم ذلك عادة بالتفكير في أن الكثير من الرجال يقع في هذه الخطيئة ولكن التوبة تمحو بفضل من الله ما قبلها0 ما قلتيه لزوجك قبل سفره أرى أنه لا داعي له لأنه بكل أمانة وصدق فيه استفزاز لمشاعره وعليه أرى أن أكبر هدية يمكن أن تقدميها له حين عودته هو اعتذار لطيف عما بدر منك ، وهذا في حد ذاته سوف يساعد كثيرا في إصلاح ذات البين 0
ختاما أرجو أن تبذلي كل الجهد للحفاظ على زواجك وزوجك والإبتعاد عن الإستجابات السلبية خاصة فيما يتعلق بالمعاشرة الزوجية وأن يكون ديدنك هو السمو والنظرة المستقبلية الإيجابية000وبالله التوفيق0
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... عربون توبتي
... 992 ...
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .. و بعد :
فبعد أن منّ الله علي بالإيمان قررت أن أجعل حياتي في سبيله حبا بدينه جل و علا .
و قد اخترت أن أضع لنفسي هدفا جليلا فما رأيت حتى الآن و وفق امكانياتي المادية و المعنوية أفضل من البحث و الدراسة في ميدان الحديث الشريف ،و قد نظرت من حولي في الجامعات فما استراح فؤادي إلا في مدينة رسول الله ( اللهم صلي و سلم(113/569)
عليه ) و يساعدني على هذا ما أكرمني الله تعالى به من حب لهذا الميدان و صحة و شباب ( و عمري اليوم 21 عاما ) .
فما رأيكم ؟ جزاكم الله تعالى كل خير ... آمين
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الفتاح المصري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،وبعد
إن طلب علم الحديث هدف يستحق التفرغ له والسعي وراءه ، خاصة مع قلة علماءالحديث في هذا العصر ، لكن هذا التخصص يحتاج إلى النية الخالصة والجهود الدؤوبة والمتواصلة لكثرة مؤلفات القدامى فيه مما يقتضي الاسترشاد بأستاذ متمرس في هذا الميدان ..
و السكن في المدينة المنورة يعود عليك بالأجر المضاعف وكذلك الصلاة في المسجد النبوي .
، ولكن تقاليد طلب الحديث قديماً تقتضي تحديد الأماكن التي يوجد فيهاعالم معروف فتتم الرحلة إليه والأخذ عنه .
ولتكن البداية بدراسة الكتب الستة ثم مسند الإمام أحمد ( طبعة مؤسسة الرسالة لأنها محققة تحقيقاً جيداً ) مع دراسة علم مصطلح الحديث ابتداءً بالباعث الحثيث شرح اختصار الحديث للشيخ أحمد محمد شاكر ثم الانتقال إلى الكتب الكبيرة وعلى رأسها فتح المغيث للسخاوي ،
واختر من شروح الحديث فتح الباري لابن حجر وشروح صحيح مسلم للنووي ثم انتقل إلى بقية شروح كتب السنن الأربعة ..
تولاك الله بتوفيقه ورزقك حسن النية وسلامة العمل
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ
... العبادات و الدراسه الجامعية
... 735
السؤال
ما العمل اذا كان زخم الدراسه الجامعيه يحول دون الدوام على الكثير من العبادات مثل قراءة القران و التركيز في الصلاة و الشعور بعدم الرضى عن النفس من ناحية العبادات
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبيدة أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد،،،
بداية أسأل الله تعالى أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من المتفوقين الذين يعز بهم دينه، ويرفع بهم رايته، إنه جواد كريم .(113/570)
وبطبيعة الحال - أخي عبيدة - إن الإنسان الذي يهمه أمر يغلب على علقه وتفكيره، ونحمد الله أنك لا تفرط في الفروض العينية، ولا تقع في المحرمات، وهذا من فضل الله عليك ، وأما مٍسألة الحرص على النوافل التي ذكرت فهذه كما تعلم من أعمال البر التي يزيد بها الإيمان فعلاً، لذلك أوصيك أن تجتهد قدر استطاعتك في المحافظة عليها خاصة مسألة التركيز في الصلاة، لأن الخشوع روح الصلاة التي لا قيمة لها بدونه، فاجتهد على قدر طاعتك، واسأل الله بإلحاح وقوة ألا يحرمك نعمة المواظبة على الطاعة، وأن يعينك على أعمال البر والخير ، وواظب على الدعاء، وحاول أن تنظم وقتك ، وإنْ علم الله منك صدقا وإخلاصا أعانك وثبتك على الحق، وحفظ عليك دينك وعقلك، ولكن رجاء ألا تجعل التفكير في هذا الأمر يطغي على الأمور الأخرى من الدراسة وطلب العلم حتى لا تضيع كل شيء، واعلم أن فرض الوقت يفرض عليك أن تقدم الاهتمام بالدراسة على السنن والنوافل إن كان في الانشغال بها تضيع لفرض الوقت والأفضل الجمع بين الحسنين على قدر الاستطاعة، ولن تعان على ذلك إلا بالدعاء والأخذ بالأسباب ، والله أسأل أن يوفقك لخير الدنيا والآخرة وأن يفتح عليك فتوح العارفين وأن يعينك على التمسك بسنة سيد المرسلين .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كنت مذنبا ولكني تبت
... 714
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله. وبعد
أسألكم لأني أعاني ممافي قلبي ...لقد كنت من من لا يرضى عنهم الله حيث كنت مذنب ولكني تبت والحمد لله رب العالمين علي يد أشرطة الأستاذ عمروخالد ،،(( إصلاح القلوب ))... ولكن هناك شيء في نفسي حيث دائما أخاف من الرجوع الى الذنب الذي كنت عليه والخوف يولد الهزيمه كما يقولون ... لذلك أرجع دائماً ألى الذنب وأخاف أن أعود ثم أعود وهكذا .......
أرجوكم أنا مذنب خائف دائماً ماذا أفعل في رايكم ياأعزائي ما السبب في الخوف وماهو الحل ؟؟!! هل هو الذنوب الكبيره التي فعلتها؟ أم ماذا ؟؟؟
وارجوا الرد في أقرب وقت .....وشكراً
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / بلال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يغفر لنا ولجميع المسلمين، وأن يتجاوز عنا برحمته وعفوه وفضله وبره وإحسانه إنه جواد كريم.
وأعلم أخي أن ما أنت فيه نوع من الضعف الذي لا يليق بمسلم مثلك أن يكون عليه، لأنك بذلك تدفع بنفسك إلى حبائل الشيطان، وتحوِّلها إلى ألعوبة يلعب بها، وهو لا(113/571)
يريد لك الهداية أبداً، فعليك أخي بترك الخوف، والإصرار على الاستقامة وأن تحذر نفسك من غضب الله وعقابه، وهب أن الموت جاءك الآن وأنت مازالت على المعصية، فما هو حالك يا ترى في قبرك وعند لقاء ربك ؟ وإلى متى ستسوِّف أيها الحبيب الغالي ؟
من الآن أعقد العزم على عدم العودة إلى المعاصي مهما كانت الدوافع.
وعليك أولاً: بالدعاء والإلحاح أن يقبلك الله في عباده التائبين.
وعليك ثانياً: بتغيير الصحبة إن كانت لها علاقة بتلك المعاصي.
وعليك ثالثاً: بمجالسة الصالحين الذين بهم يزداد الإيمان في قلبك.
وعليك رابعاً: بترك الأماكن، أو الأشخاص الذين تتذكر بهم معصيتك، أو يعينوك عليها ، وتذكر دائما أن الله حليم لا يعجل، وأنه يملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والله الله في صلاة الجماعة وورد القرآن، وأذكار الصباح والمساء، ومجالس العلم، وحلق الذكر، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
مع دعواتي لك بالتوفيق والثبات وقبول التوبة، أنه جواد كريم.
الشيخ / موافي عزب .
--------------------------
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
نشكرك أيها الاخ العزيز على رسالتك ، والتي حملت فيها كثيرا على ذاتك ، ونعت نفسك بانك من من لا يرضى عنهم الله ، حيث كنت مذنبا .
من الواضح انك قصدت انك تقوم باعمال لا يرضى عنها الله حيث ان رحمة الله ورضائه يشمل به من يشاء ، وفي هذا السياق انصحك بالالتقاء باحد الاخوة الفقهاء ليفيدك اكثر في هذا الامر ويطلعك بتمعن ودقة على شروط التوبة والتي ارجو ان يكون شعورك بالذنب تعني به الندم على مااقترفته من ذنوب وخطايا ، حيث ان ذلك من شروط التوبة الصحيحة ، اما فيما ذكرته بانك ترجع دائما الى الذنب فهذا بلا شك يتناقض مع خوفك من الوقوع في الذنوب كما ذكرت وعليه لابد ان تراجع نفسك في هذه الجزئية الهامة ، اما فيما يخص ماذا يمكن ان تفعله وما السبب في الخوف وماهو الحل فاقول لك ان المخاوف بصفة عامة منتشرة جدا بين الناس وهي تتفاوت في حدتها وشدتها من شخص لآخر واذا كانت المخاوف بنسبة معقولة فلا بأس بها لانها تعتبر من متطلبات الصحة النفسية السليمة ، ولكن اذا زادت عن الحد او كانت لا تتناسب مع الموقف فإنها تصبح مخاوف مرضية ، وفي حالة المخاوف المرضية يبتعد الانسان دائما عن مصدر الخوف ماعدا الخوف من الله تعالى يقربنا اليه ، وعليه أرى ان خوفك لا يعتبر امرا مرضيا وعليك ان تقرنه بالامل والرجاء بشرط ان لا ترجع الى ما ذكرته من رجوعك الى الذنب .
ربما الاحظ انه ربما يكون لديك بعض عدم القدرة على التعبير عن وجدانك ومشاعرك مما يترتب عليه تراكمات تشعرك بالذنب في وقت لاحق فعليه من الضروري ان تعبر عن انفعالاتك في وقتها ، كما انه ينصح لك بان تحاول توجيه طاقاتك النفسية بصورة صحيحة وذلك بعدم الرجوع الى الماضي كثيرا الا بغرض الاستفادة منه وان تعيش حاضرك بقوة وعزيمة ومستقبلك بامل ورجاء ، ما تشعر به(113/572)
من خوف ربما يكون ايضا مرده الى نوع من الاستعداد الفطري في شخصيتك يتمثل في تضخيم وتجسيم الامور خاصة ذات الطابع الوجداني .
كنت اتمنى ان اعرف المكان الذي تقيم فيه حتى اوجهك لمقابلة احد الاخوة الاطباء النفسيين الموثوق بهم ليعمل لك بعض الجلسات النفسية والتي سوف تساعدك كثيرا باذن الله ، كما اوصيك ايضا بمجالسة العلماء والفقهاء ومحاولة تفريغ ما في ذاتك خاصة مشاعرك المتعلقة بالشعور بالذنب ، واخيرا لك تحياتنا ولا تنس ان كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين .
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... اريد ان اكون كامل الايمان
... 480
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
اريد ان اكون كامل الايمان حيث اننى اعانى من عدم قبول الله لاعمالى مع العلم بان الله يمنى على باشياء كثيره جدا ولكن الشيطان عليه لعنة الله يهىء لى انا الله ليس راضى عنى ارجو الافادة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
إن كمال الإيمان يعرف بفحص العبادات القلبية ، ومعرفة خلوص النية لله بألاعمال الصالحة , فإذا علم الإنسان من نفسه ذلك بأن لا يشرك أحداً مع الله في عبادته وقربانه ، وأنها تتم بمتابعة تامة للرسول صلى الله عليه وسلم , فهذه علامة القبول عند الله وشكر نعم الله عليك يديمها ويزيدها , وشكرها بزيادة الطاعات والقربات .
وعلامات قبول الله للأعمال الصالحة لا تخضع للوساوس وانما للشروط
الشرعية المتمثلة بالإخلاص والمتابعة , فلا تأبه لوساوس الشيطان ولا النفس الامارة بالسوء , فقد يريدان صرفك عن العمل الصالح بهذه الوساوس وعليك بالمعوذتين وبآية الكرسي , وفقك الله وأعانك على المجاهدة والتزام الطاعة .
د. أكرم ضياء العمري
وبعد استشارة الطبيب النفسي أفاد بالتالي :
أرى أن هذه الرسلة من الأفضل أن تعرض أيضاً علىالأخوة المختصين بأمور الدعوة والعلوم الشرعية ومن جانبي أؤكد للسائل أن ما يشعر به هو مجرد فكرة وسواسية كثيراً ما نراها عند بعض الأخوة المتدينين .
لا أرى مطلقاً ان مثل هذا الشعور يمثل ضعفاً في شخصية الأخ السائل او قلة في أيمانه وربما يكون دليلاً على عمق ايمانه بالله .
أما العلاج النفسي لمثل هذه الحالات فيتمثل في تحقير هذه الفكرة والأقناع الذاتي بأنها فكرة وسواسية لا أساس لها كما أن هنالك بعض الأبحاث في الوقت الحاضر تدل أن تعاطي الأدوية النفسية المضادة للوساوس والأكتئاب تعتبر فعالة جداً ويمكن(113/573)
للأخ أن يطلعنا على البلد الذي يقيم فيه حتى نرشده لمقابلة من نعرف من الأخوة الأطباء النفسيين .
د. محمد عبد العليم
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ ...
... النظر للنساء بعد الزواج
... 424 ...
السؤال
انا متزوج من امراة واحدة وقبل الزواج لم تكن لي علاقات صداقة مع الفتيات ولكن بعد الزواج بسنة واحدة اصبحت مبتلى بحب البنات لدرجه ماتتصوّر وحاولت قفل ابواب المشكةه بالبعد عن المواطن التي يكون فيها وجود للفتيات مثل الاسواق وغيرها من الطرق الكثير ولكن كل هذا لم يجد في حل مشكلتي وهي النظر اليها إن صادفتها ، وإن نادتني احداهن اجبتها من غير شعوري علماً بان نظري اليها من غير إرادة مني .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / نايف عبد الله حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد :
اعلم أخي أن هذا الذي يحدث لك الآن من نظرك للنساء وشعورك بالميل إليهن يحدث لكثير من الرجال الذين يعانون من برودة في العلاقة الزوجية ؛ لأن الغالب أن يكون ذلك قبل الزواج حيث الحرمان وعدم إشباع الرغبة ،
أما بعد الزواج فهو من الحالات غير الطبيعية والتي تدل على خلل أسرى ، كما تدل على ضعف إيمانك ? وأرجو المعذرة -
ولذلك أوصيك بمواصلة قفل أبواب المشكلة ، والبعد عن مواطن الفتن ووجود النساء ، فهذا من العلاج .
وأوصيك أيضا بغض البصر تنفيذاً لأوامر الله تعالى .
وأن تعلم إن النظر إلى غير زوجتك من النساء حرام عليك ؛ وكما أنك لا تحب أن ينظر أحد إلى أهلك ، فلا تنظر أنت إلى أهل غيرك ، ولا تنس أن قصاص الله من عبده العاصي في الدنيا وارداً ، فقد يبتليك الله في أهلك والعياذ بالله بسبب عدم خوفك أو حياءك منه ، وقد يحدث ما هو أعظم من النظر ? عافانا الله وإياك من ذلك ، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعفوا تعف نساؤكم ) وقال الشافعي- رحمه الله - ( عفوا تعف نساؤكم في المحرم .. وتجنبوا ما لا يليق بمسلم)
وقبل هذا وبعده أبحث عن الأسباب التي أدت بك إلى ذلك وحاول علاجها في بيتك مع زوجتك ؛ لأن هذا اتهام لها بعد إشباعها لرغباتك أو دليل على عجزها عن احتوائك ? أو دليل على نقص فيك، فعليك بالدعاء مع الأخذ بالأسباب التي ذكرتها لك ، وثق من أن الله سيكون معك دائما ، ولن يتخلى عنك فاحرص على أن تريه من نفسك خيراً.(113/574)
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ(113/575)
دائرة معارف الأسرة المسلمة -مشاكل الجنس
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(114/1)
: ... أحببت شابا عن طريق الشات.. فكيف أستطيع التزوج به
تاريخ الإستشارة : ... 2006-04-18 12:38:51
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... طالبة عفو الله
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا لما تعملون وتقدمون من مجهود في سبيل إعانة من يحتاج العون، وجعل الله مجهودكم في موازين حسناتكم.
قصتي هي:
لم أكن أعرف للنت طريقا، حتى تعلمت حاجات كثيرة منه، لكن الحمد لله لم أستعمل النت في المواقع المحرمة أبدا، ومشكلتي أني تعرفت على أخوات في الله، وصحبة صالحة من النت، رغم بعد المسافة بيننا، إلا أننا كنا كقلب واحد! إلى أن أتى يوم ما صاحبتي أدخلتني على غرفة فيها 3 أخوات وولد! في الأول رفضت، ولكن نفسي غلبتني وكنت أتكلم في الغرفة معهم، وكلما حاولت البعد والفراق أجد نفسي أرجع! رغم أن كلامي لم يكن فيه ما لا يحرم.
حتى وقعت في حب ذلك الشاب، وأعجبت بأخلاقه ودينه، وأشياء كثيرة تختلف كل الاختلاف عن شباب يضيفوني إلى قائمتهم وأرفض الطلب، وطلبني هذا الشاب للزواج، وأبدى صدق نيته، عرفني على أخته وأمه وكلموني، لكن المشكلة هو بعد المسافة! فأنا في بلد أوروبي وهو في بلد عربي، لا بد أن انتظر حتى يسافر، وهو أقسم لي مرارا أن نيته صادقة، وأخته أيضا تقول لي ذلك وقد وصفت لي عن أخلاقه كثيرا.
وبصراحة ما شاء الله! الأوصاف التي كنت أتمناها وأسال الله دائما أن يرزقني بها في زوج المستقبل.
ومن وقتها ونحن نتكلم في النت على الخاص، معاني كنت متحفظة جدا إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قلت فيه مشاعري، وكلما أفكر في ذلك اليوم! أسال الله أن يغفر لي.
بعد هذا اليوم ابتعدت عنه، وتبت إلى الله، لكن لم يلبث إلا قليلا، ووجدت نفسي عدت إلى كلامي معه! لكن (الحمد لله) متحفظة جدا، لأني لا أريد أن أندم مرة أخرى.
علما أن أهلي لا يعرفون بهذا، غير أختي التي تعرف أني أكلم أخته، وأني كنت أكلمه، لكن لا تعرف أني عدت إلى الكلام معه.
وهو إلى الآن عازم على أن يسافر ليطلبني من أهلي، ونعود للبلد العربي الإسلامي.(114/2)
أرجوكم أفيدوني، أنا حائرة! لا أعرف هل أوقف الكلام معه وأنساه، أم انتظره من غير أن أكلمه
أم أبقى على اتصال به؟ لأنه يحتاجني في مرات لأجل موضوع السفر، وأبحث له هنا في أوروبا.
أفيدوني يرحمكم الله وأعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة عفو الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك زوجاً صالحاً.
وأما بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن النت أصبح من أهم المغريات التي تأخذ الإنسان إلى عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه، حيث يستطيع الإنسان أن يمارس كل شيء بحرية وبدون قيود، خاصة في مجال العلاقات الإنسانية، حيث يطلق كل طرف لقلمه أو للسانه العنان ليقول كلاماً في غاية الرقة أو الجودة أو الأخلاق العالية التي قد يأسر بها الطرف الآخر.
وما أسهل هذا حقيقة على أي إنسان، حتى سمعنا ممن يدخل باسم فتاة وهو رجل ليوقع الناس في حبه وتدور المعارك الطاحنة حوله، والعكس كذلك، وما أسهل أن يحرص الإنسان على أن يقدم نفسه للطرف الآخر على الهيئة التي يحبها، وهذا وحده غير كاف في تأسيس أسرة مسلمة مستقرة حيث عناصر التعرف الحقيقي مفقودة، فمن يشهد لهذا الشاب مثلاً بأنه من أهل المساجد؟ ومن يشهد له بأنه من أسرة صالحة؟ ومن أدرانا التي تحدثت معك إنما هي أمه أو أخته؟ ثم ما هو شكله وصورته وهيئته؟ وكيف أحبك وهو لم يرك كما في السنة ويريدك زوجة له؟
أمور كثيرة مفتقدة في هذا التعارف، ولا تكفي بحال لتأسيس أسرة مستقرة بالمعنى الصحيح، ثم وكما لا يخفى عليك أن كثيراً من الشباب يتمنى لو تفقأ له عين أو يفقد عضواً من أعضائه ليذهب إلى الغرب ولو زائراً، وذلك لما يسمعه عن الغرب وما(114/3)
فيه من قيم وحضارة وفرص عيش كريم، واعتبرك فرصة لتحقيق ذلك كله، فأظهر وأبدى ذلك ببراعة واقتدار حتى يشعرك بأنه قادم فعلاً إليك لإتمام مراسم الزواج.
فهل هو يعمل في بلده أم لا؟ وما هي وظيفته؟ وما هي مؤهلاته؟ وما مستواهم الاجتماعي ؟ وما هي سمعتهم داخل وطنهم الأم؟ وهل هم متكافئون معكم في النسب والمكانة والديانة والأخلاق؟ أمور كثيرة تظل حائرة تحتاج إلى أجوبة صادقة يصعب الوصول إليها من وراء الشاشة وعبر النت وحده.
ولذلك يرى كثير من علماء النفس والاجتماع أنه فرص نجاح مثل هذا الزواج ضئيلة جداً، بل ويذهب بعض العلماء إلى عدم جوازه لما فيه من الغرر وإمكانية الغش والتدليس وصعوبة الوصول إلى الحقيقة.
قد يكون هذا الشاب صادقاً وفيه كل المطلوب شرعاً، ولكن من أدرانا أنه يصلح لك أو أنه يريدك فعلاً لذاتك وليس راغباً في شيء آخر، حتى وإن أقسم على ذلك.
إن العلاقات عبر النت أشبه بالسراب الذي يفتن ويخدع به الإنسان، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وعندها يكون الندم في وقت لا ينفع فيه الندم، لذا أرى أن تفكري ألف مرة ومرة في هذه العلاقة، خاصة وأنها من وراء الأهل الذين قد لا يوافقون على زواجك بهذه الطريقة، فتوقفي عن الاتصال به وتوبي إلى الله واستغفريه، ولا تشغلي بالك بهذا الموضوع الآن.
واعلمي أنه إذا كان من نصيبك وأن الله قد قدره لك فلا بد من أن تكوني له، وإذا لم يمكن فمهما حاولتما لا يمكن لكما أو لغيركما تغيير قضاء الله وإرادته، فاتركي عنك هذا الأمر الذي استغلك الشيطان فيه ولعب بعواطفك، وأقبلي على دراستك وطلبك للعلم الشرعي وقراءة القرآن، ودعي الأمر لله يقدر فيه ما يشاء، وقدره كله خير.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
=============
: ... أضفت شابا في المسنجر وهو مؤدب معي فهل ما فعلته صحيح
تاريخ الإستشارة : ... 2006-04-18 12:01:16
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... مي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(114/4)
أسألك بالله ياشيخنا الفاضل أن لا تهمل رسالتي، من الممكن أن تكون مجرد رسالة لكنها بالنسبة لي، تصحيح لمساري في الحياة، فأرجو قراءتها وإفادتي بالحل؟
فضيلة الشيخ / أرجو منك أن تفيدني وتنقذني من حيرتي، عقلي يحاورني بشيء، وقلبي يقول لي شيئا آخر، وأنا والله إنسانة محافظة على أمور ديني، لكن قدر الله لي أن أدخل مجال الإنترنت، بسبب تخصصي الدراسي.
أنا طالبة جامعية، وأدرس من خلال النت، ولنا موقع نناقش فيه الواجبات، وكنت قروب مع بنات وشباب من خلال الماسنجر، وكنا ندرس فقط دراسة، ولا نتكلم بموضوع غير مواضيع الدراسة.
فبدأ أحد الشباب يقل أدبه علي بتصرفات معينة، فتخالفنا معه وطردناه، وفتحت مجموعة الماسنجر، فلقيت أن واحدة من البنات اللاتي معنا، أعطتهم معلومات عن اسمي الحقيقي، وبعد فك المجموعة بدأ يستفزني.
بعدها لجأت لمدير الموقع وأضفته في الماسنجر، وشكيت عليه الحال، ووقف معي وخلصني منه ومن غيره، وكانت تحصل معي مشاكل على الموقع وفي الجامعة، وكان يعطيني الحل الأمثل، ويوم وراء يوم توطدت علاقتنا! لكن بحدود الأخلاق الحميدة، وكان يطلق علي لقب ( أختي! )لكن مع مرور الوقت، أحسست أن وراء هذا اللقب كلاما، وفعلاً في أي فرصة يلمح لعلاقة محبة! ويحاول أن يفتحه، وأنا أرفض بطريقة لبقة وأحاول أذكره بالعواقب وغيرها!.
مرت الأيام وأنا شبه اقتنعت، وهو يدري أني ما اقتنعت، وعلى طول يطلب مني أن أثق فيه! لكن لا أدري ما هي حدود الثقة في نفسه! وقال أنه سيعرفني على أخته، فطلبت منه أن أكلمها في الماسنجر أولا، فقال لي: كلميها بالجوال، أنا رفضت! فلم يفتح الموضوع مرة ثانية، وكل ما كلمته عنها قال إن شاء الله قريباً.
مرت الأيام وأجريت عملية، فسألني عن المستشفى وموعد العملية، فقلت له عن الموعد والمستشفى، فسألته لماذا؟ فقال: أريد أن أطمئن عليك! ولأني كنت متوقعة أنه لن يعرفني من كل هذه الأمم التي في المستشفى، لأني داخلة باسم مستعار! لكن المفاجأة جاءت عكس ما توقعت.
جاءتني الممرضة وقالت: هذا الورد لكم! لقيت عليه كرت كاتب فيه (الحمد لله على السلامه) وموقع فيه باسم أخته! أنا خفت بصراحة لأنه يعرف اسمي الآن، ولما سألته تهرب! وما قال شيئا، وأنا الآن خائفة.(114/5)