(ب) وأما إن كانت المرأة قد بلغت سن اليأس وأصبحت ممن لا يحيض أو كانت صغيرة لم تحض بعد أن كانت لا تحيض لعذر ما غير الحمل فإن عدتها ثلاثة أشهر قمرية.
(ج) وأما إن كانت المرأة حاملاً فعدتها وضع الحمل سواء قل عن ثلاثة أشهر أو زاد.
وقد جاء هذا في كتاب الله. قال تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن، وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} (الطلاق:4).
رابعاً: يجب على الرجل عند طلاق زوجته أن يشهد رجلين عدلين، وكذلك يجب عليه الإشهاد أيضاً عند إرجاعها إلى عصمته عملاً بقوله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم، وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} والوجوب الذي نقول به هنا هو الأولى والأحرى وذلك لضبط هذه الأمور وحسم الخلاف فيها. ولا يشترط هذا الإشهاد البدء بالطلاق أو الرجعة بل يجوز حصوله بعد ذلك.
خامساً: تحصل الرجعة بأي قول أو فعل من الرجل يدل على ذلك فقوله: ارجعتك أو راجعتك أو نحو ذلك كل هذا تقع به الرجوع عن الطلاق وكذلك الجماع وهو أعظم الأدلة في هذا الباب، بل واللمس لشهوة والنظر بشهوة، ومعلوم أن المرأة في وقت العدة تكون في بيت الزوج.
سادساً: لا يملك الرجل زوجته إلى عصمته بعد طلاقه لها إلا مرتين فقط فإذا أوقع عليها طلاقاً ثالثاً فعند ذلك تكون قد بانت منه نهائياً، وأصبحت أجنبية عنه ولكنها لا تتزوج رجلاً غيره إلا إذا انتهت عدتها (كما مر في تفصيل العدة) وفي هذه العدة لا تمكث المرأة المطلقة في بيت زوجها ولا نفقة ولا سكنى لها.
آثار عدة الطلاق
قدمنا أن عقد الطلاق لا يقع صحيحاً إلا إذا وقع من الرجل في بدء طهر زوجته، أو في وقت حمل (مع كراهية ذلك) وأنه يجب على المرأة البقاء في منزل الزوجية مدة العدة، وقدمنا تفصيل العدة للحائض والحامل واليائسة، بقي أن نعرف أنه إذا انقضى وقت العدة وبقي الرجل على موقفه من العزم على الطلاق فإن الطلاق يعتبر نافذاً بانقضاء العدة وتصبح المرأة بعد ذلك حكمها حكم الأجنبية بالنسبة للرجل. ولكن ثم أمور معلقة وحقوق رتبها الشارع الحكيم على عقد الطلاق وهذه الحقوق تختلف باختلاف حال المرأة وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: النفقة والسكنى مدة العدة:
وهذا في الحقيقة حق المرأة على زوجها لأنها ما زالت في عصمته، بل ما زالت زوجة له، ويجوز له أن يراجعها في أي وقت شاء، ثم هي ما زالت في بيته لا يجوز له إخراجها. ولذلك فالإنفاق على زوجته وأن يسكنها مدة العدة سواء كانت ثلاثة قروء (كما أسلفنا) أو ثلاثة أشهر أو مدة الحمل التي قد تطول أكثر من ذلك. فإذا انتهت العدة انتهى وجوب النفقة والسكنى.(107/80)
ثانياً: متعة الطلاق:
فرض الله على الرجال هدية مناسبة لحالتهم المالية يجب على كل منهم أن يعطيها لزوجته إذا أمضى عقد طلاقه من زوجته. ولا تخفى الحكمة من إيجاب هذه الهدية وهو جبر خاطر الزوجة المطلقة، ورأب الصدع الحاصل بالطلاق، وإعطاء هذه الهدية دليل على أن الطلاق كان ضرورة وحلاً وحيداً.. بين رجل وامرأة أرادا أن يعيشا فما استطاعا لسبب ما، وليس نزوة عارضة.
أقول هدية الطلاق التي أوجبها الله على الرجال عند الطلاق جبراناً لخاطر زوجاتهم، ووصلاً نفسياً بعد أن انقطع حبل الحياة المشتركة تشريع إلهي يرشدنا الله تعالى إليه ليعلمنا كيف نتراحم ونتعاطف ونجتمع إذا اجتمعنا في ظل التراحم والتآلف والعدل والإحسان ونفترق إذا افترقنا في ظل العدل والإحسان كذلك. وهذه المتعة (متعة الطلاق) كما أسلفت القول هدية واجبة أوجبها الله في آيتين من كتابه قال تعالى: {لا جناح عليكم إذا طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين}.
وفي هذه الآية يبيح الله لنا الطلاق من الزوجات ولو قبل الدخول بهن وكذلك ولو لم يكن قد سمينا مهراً معيناً، ويوجب علينا لهن متعة مناسبة جبراً لخاطرهن. وقد يقول قائل إن هذه المتعة ليست مطلقة وإنما هي للمطلقة قبل الدخول التي لم يفرض لها مهر فتكون المتعة المناسبة هذه في مقابل نصف المهر المسمى الذي تستحقه المرأة، لأن الله فرض للمطلقة التي لم يدخل بها وقد سمى (عين) الرجل لها مهراً معيناً. أقول فرض الله لمثل هذه المرأة نصف المهر وجوباً كما قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم} أي فلهن نصف ما فرضتم، أي ما اتفقتم عليه من مهر أقول قد يقول قائل إن متعة الطلاق المذكور في الآية السالفة هي في مقابل نصف المهر للمطلقة التي قد سمى لها مهر معين. والجواب على هذا الاعتراض من وجوه كثيرة لا يتسع لها المقام هنا، والصحيح إن شاء الله أن هذه المطلقة قبل الدخول التي لم يسم لها مهر أن لها نصف مهر مثيلاتها ولها كذلك المتعة، وكذلك التي سمى لها مهر فلها نصف المهر وجوباً، وكل المهر المسمى استحباباً ثم لها المتعة أيضاً جمعاً بين الآيات. وعلى كل حال لو خالف في هذه الآيات مخالف فإن هناك نصاً عاماً آخر يشمل كل مطلقة سواء قبل الدخول أو بعده، سمى المهر أو لم يسم وهو قوله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين}.
وهذا يشمل كل مطلقة، ولا يجوز تخصيص هذا إلا بمخصص وليس هناك فيما أعلم مخصصاً في القرآن أو السنة يخصصه.
والشاهد من كل هذا الاستطراد هو أن نعلم علماً يقيناً أن متعة الطلاق (الهدية المناسبة) واجب وفرض فرضه الله تعالى بآية محكمة لكل مطلقة، وقد عرفنا الحكمة والغرض من هذه المتعة ولا يخفى ما فيها من ظلال نفسية وروحية جميلة تبلل الطلاق الذي هو مثار للفتنة، والخلاف والشقاق، وأقول الآن كم من المسلمين في زماننا امتثل هذا الأدب القرآني الواجب؟ بل كم من الجهلة والفسقة من يعمد إلى(107/81)
الزوجة المطلقة فيجردها مما أعطاها، ويهين كرامتها ويخرجها من بيته مهينة مكسورة الجناح ثم يتبجح بعد ذلك بأنه رجل وأن الله قال: {الرجال قوامون على النساء} فيجعل معنى الآية (الرجال ظالمون للنساء) وهذا تلاعب بكلام الله ووضع له في غير مواضعه!!.
ثالثاً: إيفاد الحقوق:
من الحقوق المقررة في الشريعة أيضاً إعطاء المطلقة جميع حقوقها المالية المعلقة في ذمة الرجل سواء كانت مهراً لم يدفعه. أو وعوداً مالية لم يف لها أو هدايا أعطاها إياها وقت الزواج، ولا يجوز للزوج أن يسترد من زوجته المطلقة شيئاً من هذا أصلاً، ولا أن يجحد شيئاً مما وعد به أو التزم وهذا وإن كان من الأمور الفطرية التي جبل الله النفوس الطيبة عليها إلا أنه قد جاء في الشريعة أيضاً ما يوجب ذلك ليكون دليل القرآن مؤيداً لدليل الفطرة قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً} وفي هذه الآية من المعاني والأحكام والإيحاءات علوم كثيرة لا يتسع لها المقام والمهم الآن أن لا يجوز أن يأخذ الرجل من مطلقته شيئاً مما أعطاها (سواء كان مهراً أو غيره فاللفظ عام) ولو كان قنطاراً من ذهب ولو لم يمكث معها غير ساعة واحدة.
أقول إن هذا الآن من اللي واللف والدوران وحجب الحقوق والجري في المحاكم واللهث وراء المحامين طلباً من الرجل في منع حقوق مطلقته ولهثاً من المرأة وراء حقها الضائع أو ما ليس بحق لها.
ولا يعني كل ما أسلفت أن الرجل هو الذي يتأتى منه الظلم مطلقاً وأن المرأة لا مجال عندها للظلم والابتزاز، وكذلك لا يعني أن يكون الرجل وحده هو الكريم المعطاء وأن المرأة لا مجال عندها لتكون عزيزة النفس كريمة.
لمن الحضانة:
قدمنا أنه يترتب على عقد الطلاق آثار أهمها (متعة الطلاق) والنفقة والسكنى مدة العدة، وإنفاذ الحقوق المعلقة للزوجة تأتي إلى الأثر الرابع والأخير للطلاق وهو حضانة الأولاد.. مَنْ مِنَ الزوجين أحق بحضانة أولاده؟ وضمهم إليه، الرجل أو المرأة. ولبيان هذا الموضوع إليك الخطوات الآتية:
أولاً: إذا كانت المرأة حاملاً وقت الطلاق وجب على الرجل الإنفاق عليها حتى تضع. فإذا وضعت كانت المرأة بالخيار بين حضانة ولدها أو دفعه إلى أبيه. وإذا تولت المرأة حضانة ولدها وجب على الرجل أن يكفلها وولدها وأن ينفق عليها النفقة المناسبة لحاله.
والرضاع الكامل يستغرق عامين. وقد نص الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: {والوالدات يرضعن أولادهن حملين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف -لا تكلف نفس إلا وسعها- لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك، فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما، وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف، واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير}.(107/82)
وفي هذه الآية أوجب الله النفقة على الرجل لأنه هو المولود له، وأوجب نفقة زوجته المرضع على الوارثين إذا مات الرجل وزوجته حامل أو مرضع. وأباح الله للرجل والمرأة أن ينفقا على إرضاع المولود من غير أمه إذا كان هذا برضاها.. وليس للرجل أن يجبر مطلقته على إرضاع ولده ولكن الله نهى المرأة أن تضار زوجها بذلك وخاصة إذا لم يجد مرضعة وحاضنة لابنه مثلاً، أو إذا كان الولد لا يهدأ ولا يسكن إلا لأمه التي ولدته، ونهى الله الرجل أيضاً أن يضار زوجته بوليدها فيعتمد على حنانها الفطري ورحمتها بولدها فيمنعها حقها من النفقة أو ينزع الولد منها - وليس له ذلك بالطبع وهذا معنى قوله تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
ثانياً: إذا أتم الطفل عامين وانفصل عن أمه.. فهنا يأتي دور الحضانة والكفالة وقد شرع لنا الإسلام في ذلك أكمل الطرق وأكثرها تحقيقاً للعدل والرحمة والإحسان فجعل المرأة أحق بكفالة أولادها وضمهم إليها ما لم تتزوج بعد الطلاق، يدل على ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (عمرو بن العاص) أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أن ينزعه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنت أحق به ما لم تنكحي] (رواه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم وصححه).
ثالثاً: ولكن الأولاد إذا كانوا مميزين يستطيعون التفريق بين أهمية البقاء في كنف الأب أو الأم فإنه يجوز تخييرهم في ذلك فإذا أحبوا البقاء مع الأم بقوا وإن استحبوا العيش في كنف أبيه كان لهم ذلك. وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه.
وفي رواية: أن امرأة جاءت فقالت: يا رسول الله إن زوجي يريد أن يذهب بابني وقد سقاني من بئر أبي عنبة (أي صار كبيراً ويافعاً يأتيهما بالماء من مكان بعيد) وقد نفعني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [استهما عليه] (أي اجعلا قرعة) فقال زوجها: من يحاقني في ولدي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيدك أيهما شئت] فأخذ بيد أمه فانطلقت به.
وهذا الحديث والذي قبله هما العماد في هذا الباب وخلاصتهما أن الأم أحق بولدها ما لم تتزوج وأحق برضاعته أيضاً، وأنه يجب التخيير إذا وصل الأولاد حد التمييز سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً وبهذا يراعي الإسلام مصلحة الأم أولاً لأنها أشد عناية ورحمة بولدها فطرة وخلقاً، ثم يراعي مصلحة الولد بعد التمييز لأنه يدرك بفطرته أيضاً وبإحساسه المكان الملائم لنشأته في كنف الأم أو كنف الأب. وهذه نهاية العدل والمرحمة وذلك بدلاً من التقسيم التعسفي الذي لا يراعي الفطرة ولا الأولويات.
رابعاً: هذا وثمة أقوال كثيرة واختلافات للفقهاء في هذه المسألة أعرضنا عنها لمخالفتها أولاً الأدلة الصحيحة التي قدمناها ولأنها تنبني على الظن والاجتهاد وعدم الاعتماد على نص في المسألة وإنما عموميات فقط كالقول أن التخيير لا يجوز، أو الأم أحق بالأنثى من أولادها حتى تبلغ سن الزواج وتتزوج، وأن الذكر حتى يصل إلى البلوغ ويستغني بنفسه.(107/83)
موقف المرأة من الطلاق
قدمنا تفصيلاً كاملاً - بحول الله عن المنهج الشرعي حسب الكتاب والسنة للطلاق، وحيث إن الطلاق يكون من جهة الرجل فقد بينا الموقف الحق للرجل منذ أول خطوة فيه إلى آخر خطوة.
والآن ما موقف المرأة؟.. هل أعطت الشريعة المرأة مجالاً للإحسان عندما يقع عليها الطلاق؟.. وهل يتأتى من المرأة إضرار الزوج والتضييق عليه مع أن الطلاق بيده؟.
والحق أن الشريعة لم تهب للمرأة فقط أن تكون في جانب العدل بل ندبتها أن تكون أيضاً في مجال الإحسان، وكذلك حذر الله سبحانه وتعالى المرأة أن تضار زوجها المطلق وهي تستطيع هذا في بعض المواقف. ولنبدأ بجوانب الإحسان:
أولاً: المطلقة قبل الدخول بها فرض الله لها نصف المهر الذي سماه (عينه) زوجها لها، وجعله الله جبراً لخاطرها، وتعويضاً لها عن فقدها للزوج الذي أراد الارتباط بها وحالت الحوائل دون ذلك، ونصف المهر هذا هو العدل وهو الوسط الذي ليس بظلم للرجل ولا بظلم للمرأة ولكن الله دعا المرأة للإحسان إن شاءت وهي تتنازل عن نصف المهر هذا قائلة: رجل لم يتزوجني ولم يعش معي كيف أستحل جزءاً من ماله؟ ودعا الله سبحانه وتعالى الرجل أيضاً في هذا المقام إلى الإحسان وذلك بأن يتنازل للمرأة التي طلقها قبل الدخول عن النصف الآخر من المهر جبراناً لخاطرها، وحمداً لله أن جعل عقدة النكاح بيده وجعل فعل الرجل هذا هو الأقرب للتقوى، قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح، وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم}. ومثل هذا التشريع على هذا النحو لا يقدر عليه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
ثانياً: فرض الله سبحانه وتعالى المهر حقاً للزوجة على زوجها ولم يحدد الله سبحانه وتعالى حداً لأقله أو أكثره وجعل ذلك شرطاً في صحة عقد النكاح (وقد مر بنا هذا) ولكنه مع ذلك جعل للمرأة التنازل عن بعض المهر أو كله لزوجها كما قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً}، وهذا جانب من الإحسان ومعلوم أن تنازل المرأة لزوجها عن بعض المهر أو عن كله قد يكون لاستمرار حياتهما. وتوثيق صلاتهما ولكن ليس هناك ما يمنع أيضاً أن يكون التنازل مع الطلاق، مع العلم أن الرجل مفروض عليه أن لا يأخذ مما أعطى زوجته شيئاً إذا أراد طلاقها كما قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً}. ومع ذلك فليس هناك ما يمنع أن يتسامح المرء في بعض حقه للآخر، ولا سيما إذا كان في أخذ هذا الحق ضرر بالغ بالطرف الآخر.
وأما الأحوال والمواقف التي من الممكن أن تكون بها المرأة ظالمة فكثيرة منها:
أولاً: أن تخرج من بيت زوجها بمجرد سماعها لفظ الطلاق منه أو عزمه على ذلك (وقد فصلنا هذا فيما مضى).(107/84)
ثانياً: أن تطالب بالنفقة اللازمة لها في العدة أو عند القيام بالحضانة بأكثر مما يحتمله الرجل كما قال تعالى: {فلينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها}.
ثالثاً: أن تمتنع عن إرضاع طفلها وحضانته رغبة في الزواج بعد الطلاق وإعناناً للرجل، وإرهاقاً له، ولربما لم يقبل الطفل الرضاع إلا من ثدي أمه، فيتعذب الرجل بابنه، وقد تطغى شهوة الانتقام عند المرأة على عاطفة الأمومة فتفعل ذلك أو يدفعها أهلها إلى ذلك وهذا من الإضرار كما قال تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
رابعاً: أن تمنع المطلقة زوجها السابق وأبا أولادها من رؤيتهم إذا آل إليها أمر الأولاد وحضانتهم وفي هذا مضارة وإضرار بالأب، وكم من امرأة طلقت فعلت ذلك. حجبت الأولاد عن أبيهم بل غرست كرهه في نفوسهم انتقاماً لنفسها، وليس بخاف أن بعض الرجال يفعل ذلك أيضاً وكل هذا من الأضرار التي جاءت الشريعة بالتحذير والتنفير منه.
خامساً: أن تمتنع المرأة من العودة إلى زوجها الذي طلقها وتركها حتى انقضت عدتها وقد يعود إلى رشده بعد ذلك فيتقدم لخطبتها فتمتنع، وتأبى بعد ذلك إن ملكت نفسها، وهذا إضرار أيضاً وذلك أن عودة المطلقة إلى زوجها الذي عرفته وعرفها خير لها من الزواج برجل آخر. ولذلك حث الله أولياء المرأة على ردها لزوجها الذي طلقها إذا أراد العودة إليها ثانية بعد نفاذ الطلاق كما قال تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
وبعد فلا نعلم شريعة في شأن الطلاق أرقى ولا أطهر ولا أنظف ولا أعدل من ذلك.
ثالثاً: الفراق أو الخلع:
عرضنا في الصفحات السابقة، صورتين من صور الفرقة بين الزوجين وهما الوفاة، والطلاق. وقد فصلنا قضية الطلاق بحمد الله تفصيلاً كاملاً من حيث الحكمة والمشروعية، والخطوات الشرعية والآثار المترتبة على الطلاق، والحقوق والواجبات على كلا الزوجين بعد الطلاق. وقد علمنا أن الطلاق إرادة وتوجه من قبل الرجل نحو إنهاء عقد الزواج. وأن آثار هذه الفرقة تتقبلها المرأة وتلزم بها سواء كانت موافقة لرغبة الرجل في ذلك أو مخالفة له. والآن يسأل سائل: ألم يجعل الإسلام أيضاً للمرأة حقاً في ترك زوجها إن هي أرادت ذلك أو كرهت الحياة معه؟ أم أنه مكتوب على المرأة ومفروض عليها أن تعيش مع زوجها مكرهة ولو كرهته وسئمت الحياة معه؟ والجواب أن الإسلام قد أعطى المرأة هذا الحق ولكن ذلك بأصول وضوابط وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: ثبوت مشروعية ذلك: يثبت ذلك ما رواه البخاري، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال صلى الله عليه وسلم: [أتردين عليه حديقته]، قالت:(107/85)
نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اقبل الحديقة وطلقها تطليقة]. وهذا دليل أنه يجوز للمرأة أن تطلب إنهاء عقد الزواج مع زوجها الذي لا بأس بخلقه ولا دينه ولا حرمان لها معه من حق شرعي كالسكن والنفقة والاستمتاع ولكنها أبغضته لسبب ما.
ثانياً: يجوز للرجل في هذه الحالة أن يسترد من المرأة ما أعطاها من صداق وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي ذكرت في الحديث الآنف وهي جميلة بنت سلول: [أتردين عليه حديقته] وكانت هذه الحديقة هي الصداق الذي أصدقها إياه قيس بن شماس.. ولقوله تعالى أيضاً: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
فقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به} أي لا جناح على المرأة أن تدفع لزوجها فداء لنفسها ولا جناح على الرجل أن يقبل ذلك ما دام أنها لن تقيم حدود الله معه وذلك بطاعتها لزوجها وعيشها معه وقيامها بحقه. فكان إخلالها بمستلزمات عقد النكاح أصبح مبرراً لوجوب تنازلها عن واجبات الرجل نحوها فيكون عليها مثل مالها.
ثالثاً: ما تدفعه المرأة لزوجها لتفتدي به فيطلق سراحها يجب أن يكون هو المهر لا زيادة، وذلك ثابت بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الدارقطني بإسناد صحيح عن أبي الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة قيس: [أتردين عليه حديقته التي أعطاك]. قالت: نعم. وزيادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما الزيادة فلا ولكن حديقته؟] قالت: نعم. وقد ذهب بعض الصحابة وكثير من الفقهاء أنه يجوز له أن يأخذ منها أكثر من ذلك وأنه لا حد لهذه الكثرة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به}. و {ما} هنا علامة لأنها اسم موصول بمعنى الذي، ومعلوم أن أسماء الموصول من صيغ العموم فتعم المهر وغيره. وهذا الفهم غير صحيح لأمرين:
أولاً: تخصيص هذا العموم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، [أما الزيادة فلا]. وثانياً: أن هذا حكم ظالم فالمرأة التي اختارت الزواج بالرجل ثم تبين لها أنها لا تستطيع العيش معه فالعدل أن تعطيه ما أصدقها، وبذلك تبرأ ذمتها، والظلم أن يطالبها بأكثر من ذلك وكأنها قد فعلت جريمة.
رابعاً: هل يجبر الرجل على فراق زوجته؟.
والصحيح أيضاً أن المرأة إذا لم تستطع العيش مع زجها، وأن كراهتها له مانعة لها من القيام بحقه فإن الرجل يجبر على فراقها ولو كان محباً لها شغوفاً بها فضلاً عن أن يكون مريداً للإضرار بها، أو ممسكاً لها إذلالاً وعضلاً والدليل على ذلك أمر الرسول لقيس بن شماس بفراق زوجته وحكمته بذلك فحتى قبل أن يراه ويسمع منه.. فقول الرسول له: [خذ الحديقة وطلقها تطليقة] دليل على الإلزام بذلك وأمر الرسول يقتضي الوجوب ومن هذا نعلم أن ما ذهب إليه عامة الفقهاء من وجوب إجبار المرأة على العيش مع زوجها الذي تبغضه باطل لا أساس له وأن نظرة هؤلاء الفقهاء إلى الحياة الزوجية على أنها سكن ونفقة وزوج قادر على الباءة نظرة(107/86)
غير صحيحة وأن هناك ما هو أهم من ذلك وهو التوافق النفسي والروحي. وكذلك الصورة الجميلة التي من الممكن أن تكون المرأة قد وافقت على الزواج ولما تتبين الرجل كما ينبغي وهذه العلة نفسها العلة التي من أجلها فارقت جميلة بنت سلول زوجها فقد نظرت يوماً فوجدت زوجها راجعاً مع جماعة من أصدقائه وهو أقصرهم وأدمهم (أقبحهم) خلقاً فكرهته لذلك. ومع ذلك فرق الرسول بينهما.
باختصار أقول ما ذهب إليه كثير من الفقهاء بعدم اعتبار تلك الأمور الآنفة مبرراً للفراق واعتبار السكن والنفقة والباءة فقط ليس بصحيح بل هو مخالف للفطرة والعقل والواقع.
أيضاً فكم من امرأة كرهت زوجها بعد الزواج وإجبارها على العيش معه هو من الإفساد في الأرض لأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التوافق والرضا، ولا تقوم مطلقاً على الإجبار والقصر والرجل الذي يحتاج إلى الشرطة لنقل زوجته بالقوة لتعيش معه -في نظري- ليس إنساناً، وكذلك القول بإجبار المرأة على الحياة مع زوجها الذي تمقته وتكرهه ليس قولاً جديراً بالقبول والتقدير. بل هو قول خارج عن دائرة الشرع وإن قال به بعض الفقهاء فإنما هو للتأثر بالبيئة المحيطة ولم يستنبط أحد منهم من كتاب أو سنة.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أعطى الرجل حق تقويم المرأة الناشز بالموعظة الحسنة والهجران في المضاجع والضرب فإن كل هذا يأتي في مقام التقويم فقط.
والإجبار، والقهر ليس تقويماً وإنما هو انتقام وفرق هائل بين التقويم والانتقام.
وهذا الذي ذهبنا إليه هو رأي المحققين من العلماء كما قال الشوكاني بعد سياق لأحاديث الخلع (وظاهر أحاديث الباب أن مجرد وجود الشقاق من قبل المرأة كاف في جواز الخلع) وقال الشوكاني أيضاً رداً على ابن حجر العسقلاني الذي قال قوله: (اقبل الحديقة هو أمر إرشاد وإصلاح لا إيجاب) قال الشوكاني تعقيباً على ذلك: (ولم يذكر ما يدل على صرف الأمر عن حقيقته) أي عن الوجوب وقال أيضاً رداً على الذين لم يميزوا الخلع إلا بأن يقع الشقاق من جانب الرجل أيضاً، ويؤيد عدم اعتبار ذلك من جهة الزوج: (أنه صلى الله عليه وسلم لم يستفسر ثابتاً عن كراهته لها عند إعلانها بالكراهة له) أ.هـ.
ولا شك أن الذي ذهب إليه الشوكاني هذا هو مقتضى العدل الذي ذكره الله في حقوق كل من الزوجة حيث قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} فكما كان للرجل الحق أن يطلق زوجته فإن للمرأة أن تفتدي من زوجها إذا لم تستطع أن تقيم حدود الله معه. وقال ابن القيم أيضاً هذا المعنى بعد أن ساق الآية الآنفة: (ومنع الخلع طائفة شاذة من الناس خالفت النص والإجماع وفي الآية دليل مطلق على جوازه بإذن السلطان وغيره ومنعه طائفة بدون إذنه من الأئمة الأربعة والجمهور على خلافه) أ.هـ (زاد المعاد).
خامساً: إذا تمت المخالعة أو المفارقة أو المفاداة وكل هذه أسماء لشيء واحد وهو إنهاء عقد الزواج من قبل المرأة على النحو السالف فإن هذا يكون طلاقاً بائناً وليس للرجل الحق في أن يعيد زوجته إلى عصمته في عدتها مرة ثانية. ولكن له أن يعود إليها بعقد زواج جديد ومهر جديد - إن هي أرادت ذلك.(107/87)
سادساً: عقد المختلعة (المفارقة) هذه حيضة واحدة فقط وليس ثلاث حيضات كعدة الطلاق وهذا ثابت في حديث الربيع بنت معوذ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر امرأة اختلعت من زوجها أن تتربص حيضة واحدة وتلحق بأهلها" رواه النسائي.
فسخ عقد النكاح وبطلانه
قدمنا طريقين لإنهاء عقد الزواج: الطريق الأول هو الطلاق، وهو إنهاء عقد الزواج من قبل الرجل والطريق الثاني هو الفراق (الخلع) وهو طلب إنهاء المرأة. الآن نأتي إلى طريق ثالث لإنهاء عقد الزواج وهو الفسخ أو البطلان. وهذا الطريق ليس من قبل الرجل أو المرأة ولكنه يحصل لوجود فساد في عقد النكاح وهذا الفساد إما أن يكون موجوداً من الأصل ولم يتفطن إله وإما أن يطرأ الفساد على العقد. وكذلك يتأتى فساد العقد وبطلانه أيضاً باكتشاف عيوب في أي من الزوجين تفسد أو تلغي آثار الزواج.
وإليك تفصيل هذا الإجمال:
أولاً:
(أ) اكتشاف الزوجين في أحدهما كان محرماً للآخر كأن يكونا قد اجتمعا في الرضاعة على ثدي واحد (أمها أو أمه، أو امرأة أخرى) فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان باطلاً لأن العقد على المحارم باطل، وهما معذوران عند الله فيما سلف لجهلهما ولا يعذران بعد ذلك بالاستمرار وبالطبع يترتب على ذلك أن لا يسترد الزوج شيئاً من محرمته التي انفصل عنها كزوج، وأولاده ينسبون إليه.
(ب) أن يكتشف الزوجان أن نكاحهما كان نكاحاً باطلاً لنهي الشرع عنه كأن يكون نكاح تحليل أو نكاح متعة وقد قدمنا أدلة فساد هذه الأنكحة سابقاً. فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان لهما الاستمرار بعقد جديد في نكاح المتعة والتحليل وأما نكاح الشغار ففيه للعلماء خلاف معروف.
(ج) أن تكون الزوجة قد زوجها وليها (أبوها أو غيره ممن تصح منه الولاية) وهي صغيرة لم تبلغ ومثل هذه لا يعتد بموافقتها في عقد النكاح وحيث أن التراضي من شروط العقد كما مر بك فإن لهذه الزوجة إذا بلغت أن تطلب فسخ عقد النكاح لأنها وقت العقد كانت صغيرة وقد زوجت بغير إرادتها أو أن إرادتها في ذلك الوقت لا يعتد بها. ويلحق في هذا الشأن ما لو كانت الفتاة قد أجبرت على الزواج بغير رضاها فإن لها فسخ عقد النكاح، ولها أن توافق على دوامه إن شاءت.
وهذه الأمور التي قدمناها آنفاً كلها من باب واحد لأن العقد فيها جميعاً باطلاً أو فاسداً من أساسه ولكنه لما وقع بجهل كان هذا عذراً فإذا ارتفعت الجهالة وجب فسخ عقد النكاح والتفريق بين الزوجين إلا فيما يمكن استئنافه كما قدمنا.
ثانياً: القسم الثاني مما يوجب الفسخ هو اكتشاف عيب مخفي جحده أحد الزوجين أو أولياؤهما عند العقد.. وقد اختلف فقهاء الإسلام في العيوب الشرعية التي توجب الفسخ في الزوجين وما يجب أن يصار إليه ولا يختلف فيه هو الجنون والمرض (الساري) وكون الرجل ليس ذكراً بمفهوم الذكورة أي عنّيناً، وكون الأنثى ليس أنثى(107/88)
بمفهوم الأنوثة أي فيها ما يمنع الاجتماع، وثمة عيوب أخرى فيها مجال للاختلاف كنتن الفم والمخارج. والحق أن مثل هذا فيه نظر في فسخ عقد النكاح به.
ثالثاً: طروء ما يوجب الفسخ:
القسم الثالث مما يوجب الفسخ هو طروء أمر من شأنه أن يبطل عقد الزواج ونستطيع أن نحصر هذه الأمور فيما يلي:
(أ) الردة: كأن يكفر رجل وتحته امرأة مسلمة وفي هذه الحالة لا بد من فسخ النكاح. أو أن تكفر المرأة وهي تحت زوج مسلم وذلك لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ومعلوم أن المسلم لا يكفر إلا بأمور محددة شرعاً وتفصيل ذلك في غير هذا الموضع وقد شرحناه بحمد الله في كتاب (الحد الفاصل بين الإيمان والكفر).
(ب) الإعسار بالنفقة: وهو أن يصبح الرجل غير قادر على كفالة زوجته والقيام بالإنفاق عليها ومعلوم أيضاً أن المرأة يحسن بها أن تصبر على عجز الرجل وإعساره في الإنفاق وأنها يحسن بها أيضاً أن تساعده في ذلك إن استطاعت كما أن على الرجل أن يساعد المرأة ويصبر معها وعليها فيما تعجز عنه من حقوقه عليها كالاستمتاع والخدمة لمرضها وكبرها مثلاً فإن الزواج الأصل فيه التراحم والوفاء والمشاركة وليس هو تجارة وبيعاً من كل صوره ونواحيه.. ولكننا نقول هنا إن الإعسار من موجبات الفسخ لأن المرأة قد تصر على هذا وتطالب به وتقول: رجل لا يستطيع إعاشتي والإنفاق علي لا أريده زوجاً وإجبارها في مثل هذه الحالة ظلم لها ولو صبرت وأعانت كان ذلك إحساناً منها ومعلوم أن الإجبار على الإحسان والفضل ظلم. لأن الإحسان والفضل الأمثل فيه الاختيار والأريحية والدافع الذاتي.
(ج) الأمر الثالث الذي يوجب الفسخ هو اتهام الرجل زوجته بالزنا إن هذا الأمر له تفصيلاته ومشكلاته فنرجؤه إلى الفصل الآتي.
اللعان
اتهام الرجل زوجته بالزنا
الصورة الثانية لإنهاء عقد الزواج بسبب طروء ما يفسد عقد النكاح هو اتهام الرجل زوجته بالزنا فكيف يتم ذلك؟ وما الخطوات الشرعية التي يجب اتباعها إذا حدث مثل هذا ونستطيع بحول الله بيان هذا الأمر في النقاط التالية:
أولاً: عفة الزوجة وحصانتها وكونها خالصة للرجل حق شرعي يوجبه عقد الزواج فضلاً على أنه واجب شرعي على كل مكلف في الشريعة الإسلامية سواء كان ذكراً أم أنثى وهو حق للزوج على زوجته لأنها فراشه ومن تلدهم على فراشه ينسب إليه ويشاركونه طعامه وشرابه وحياته، وإدخال الزوجة غريباً من حملها على فراش زوجها من أعظم الإثم ثم هو من أعظم هدم المجتمعات وإيجاد الفرقة والبغضاء. إذ كيف نحافظ على شعور الأب نحو أولاده والأخ نحو إخوته والأبناء نحو آبائهم دون نظافة النسل وطهارته؟ ولذلك كان من حق الزوج إلزام زوجته بالعفة وقصرها عليه فقط، وإعلان فسقها وفجورها إن كان متحققاً من ذلك.
ثانياً: من الأمور المشدد عليها في الشريعة الإسلامية اتهام شخص ما بالزنا وقد رتب الله على من فعل ذلك، إما أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون بذلك وإلا جلد ثمانين جلدة وأسقطت شهادته أبداً، ووصم بالفسق كما قال تعالى: {والذين يرمون(107/89)
المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً، وألئك هم الفاسقون}.
ولكن لما كان هذا متعذراً أحياناً بالنسبة لزوج يرى زوجته على فجور، ثم هو لا يستطيع أن يصبر على ذلك لأن الأمر يعنيه من ناحية شخصية كما أسلفنا. ولذلك أباح الله للرجل أن يعلن فجور زوجته إذا تحقق من ذلك وأن لا يترتب عليه عقوبة حد القذف إذا لم يستطع إثبات ذلك بشهود أربعة وهذا ما نحن بصدده وهو ما يسمى في الشريعة "بـ اللعان".
ثالثاً: إذا اتهم الرجل زوجته بالزنا ولم يستطع إثبات ذلك بالشهود فإن المرأة تستدعي وتذكر بالله سبحانه وتعالى فإما أن تقر بما ادعاه الزوج وفي هذه الحالة ينفذ عليها حكم الله في الزاني الثيب وهو الرجم، وإما أن ترفض ما ادعاه الرجل من اتهامها.
رابعاً: إذا لم يكن مع الرجل شهود يثبتون اتهامه فإن دعواه على زوجته لا تقبل إلا إذا حلف بالله أربع مرات أنه صادق فيما رمى به زوجته من الزنا، ويحلف بالله يميناً خامساً أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً في دعواه. وأما المرأة فإما أن تقر كما أسلفنا فينفذ فيها الحد وإما أن ترفض الدعوى وفي هذه الحالة لا يخلي سبيلها إلا بأن تقسم أربعة أقسام بالله أنه كاذب فيما رماها به من الزنا، وتحلف يميناً خامساً أن غضب الله عليها إن كان صادقاً فيما قال، وقد اشتملت الآية التالية على هذه الأحكام حيث يقول الله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين}.
خامساً: لا شك إذا انتهى الأمر على هذا النحو أن أحد الزوجين كاذب فإما أن يكون الرجل مدعياً كاذباً أو أن تكون المرأة جاحدة كاذبة ومع ذلك فإن الحكم في الإسلام يمضي بمقتضى الظاهر ولم يؤمر الحاكم في الإسلام أن يفتش البيوت ويشق الصدور ويعمد إلى وسائل الاعتراف لتقرير أحد الزوجين إذ كل ذلك من الفساد في الأرض، ولكن إذا وقع اللعان هذا وأكذب كل زوج صاحبه وأصر على موقفه فإن الحياة بينهما تصبح مستحيلة ولذلك يفرق بينهما فرقة أبدية لا رجعة فيها ولا بعقد جديد أو مهر جديد فإن كان الرجل كاذباً على هذا النحو فليس جديراً بأن تعيش معه، وإن كانت المرأة كاذبة فليست جديرة بأن يضمها بيت هذا الزوج ثانية.
سادساً: لا يحل ولا يجوز أن يسترد الرجل شيئاً مما أعطاه لزوجته لا مهراً ولا غيره لأنه إن كان كاذباً فلا يحل له، وإن كان صادقاً فقد استمتع من الزوجة واستحل منها سابقاً ما هو جزاء المهر، وما أعطاه.
والدليل على ذلك حديث ابن عمر في البخاري ومسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: [حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها]، قال (أي الزوج): يا رسول الله مالي؟ قال: [لا مال لك. إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعد لك منها].(107/90)
سابعاً: ليس للمرأة التي يلاعنها زوجها نفقة ولا سكنى وإذا وضعت حملها -إن كانت حاملاً- فالولد لها ولا ينسب للزوج الملاعن ويدل لذلك حديث ابن عباس الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن بين هلال بن أمية وامرأته وفرق بينهما وقضى أن لا يدعي ولدها لأب ولا يرمي ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد.
وفي هذه الطائفة التي ذكرناها آنفاً من أحكام اللعان تتبدى عظمة تشريع الإسلام ونظافته وقيامه على حفظ الحقوق، وعدم تفتيش السرائر، وتوزيع الحقوق والواجبات بالعدل. والمحافظات على نظم الاجتماع ومكارم الأخلاق. وما ضلت البشرية إلا بالخروج على هذه القيم والتعاليم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دفاعاً عن أمنا عائشة رضي الله عنها
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأتباعه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ما من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ينكر فضل أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- زوج النبي-صلى الله عليه وسلم-،المبرّأة من فوق سبع سماوات بآيات تًتلى إلى قيام الساعة،الطاهرة المطهّرة المحصّنة الرزينة التي ا فتئ الشيعة يتقوّلون عنها قول ممن سبقوهم بالنفاق،فما كان علي إلا أن أكون مدافعا عن أمّنا أم المؤمنين-رضي الله عنها- بمواضيعِ شلّت أيدي الشيعة قبل أن تُلجم ألسنتهم المتطاولة عليها-رضي الله عنها،
فكان موضوعي الأول (الخمر..للشيعة..استفسار) والذي ربطتُ فيه بين الحديث المتداول عند الشيعة عن الخمر (أم الخبائث)-وعندنا مثل مضمونه- الدال على تحريم الخمر، وتقوّلهم على عائشة-رضي الله عنها- بـ (أم الشرور)،مع تساؤلاتِ مطروحة عليهم عن سبب تسمية الخمر بأم الخبائث والحكمة من التسمية.
أما موضوعي الثاني (قالت من أنبأكَ هذا ؟) جاء بمثابة الصراع بين قول المؤمنين بديمومة إيمان أمّنا-رضي الله عنها-
وقول الشيعة الباطل بنفاقها-رضي الله عنها وأرضاها- ورد بطلانهم بأسئلة مدعومة بالأدلة أثبتت إيمانها وصلاحها إلى يوم البعث والنشور.
وأخيرا موضوعي الثالث (الأول والثاني..هل لكم في الثالث؟ ) -كتبتُه بعد الموضوعين السابقين-،أثبتُ فيه على ديمومة طيبة زوجات النبي-صلى الله عليه وسلم- فهن محسنات بأدلة قرآنية وعقلية،وبذا توالى عجز الشيعة في اثبات ما يتم تداوله من قِبلهم.
وبعد هذه المقدمة:
الله أسأل أن يجعل هذه المواضيع الثلاث طلاَّ بل حبات مطر منهمرات
مطهّرات لقلوبٍ مرتابة في أمنا أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- وأن يلهمهم الحق والصواب.
الموضوع الأول(107/91)
(الخمر..للشيعة..استفسار)
الحمد لله حمدا كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والصلاة والسلام على الذي بعث فينا بشيرا ونذيرا وآله وصحبه جميعا
ضيوفنا الشيعة ، يحاول قلة من المتمسلمين أن يثيروا مسألة تحريم الخمر وأنها ليست بحرام ، وأن الآيات النازلة فيها ليست محكمة ، وهذا كلام باطل
فقلبت الأحاديث ووجدت أن أدلة تحريم الخمر كثيرة ولله الحمد
لكني مررت بحديث عند الشيعة (وعندنا مثل مضمونه)في الاحتجاج : سأل زنديق أبا عبد الله (عليه السلام): لم حرم الله الخمر و لا لذة أفضل منها؟ قال: حرمها لأنها أم الخبائث و رأس كل شر، يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه فلا يعرف ربه و لا يترك معصية إلا ركبها الحديث.
قلت سبحان الله هل هذا دليل على تحريمها ..؟! ربما
فما هو وجه الدلالة في هذا الحديث على تحريم شرب الخمر ..؟ ولم هي بالذات سميت أم الخبائث لماذا لم يسمي أكل الميتة أم الخبائث مثلا؟
فيه مبالغة أم ماذا..؟
لا أريد أدلة وأحاديث وما أريده
- الحكمة من تلك التسمية ؟
-هل من الممكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ وأن تكون عكس ذلك بل هي أم الطيبات ولو بعد حين..؟
سأجيب:
فكما سردت بهمة وتحمس كل الأدلة على أنها مستحقة (الخمر) هذا اللقب الأثيم (أم الخبائث) فما عليك إلا أن تسل بعنف إسم الخبائث وتضع محله بلطف إسم المؤمنين فيتلألأ اللقب العظيم (أم المؤمنين) وستؤكد)بل أكدّت) لنفسك فأنت من أثبت بقلمك أنه لا مجال إلا أن تكون فعلاً صديقة طيبة مباركة كما أنه لا مجال أن تكون الخمر إلا خبيثة دنيئة لأن لفظ الأم إسم جامع ضام للشيء أعلاه وأعظمه إن أضيف إلى خبيث أصبح أخبثه(كما تفضلتم بسرد الأدلة مشكورين) وإن أضيف إلى طيب أصبح أطيبه (أم المؤمنين ) و ( أم القرى) و (أم الكتاب ...
وكفر أن يوصف الله تعالى بالجهل بأن يُعتقد أنه يصف الطيب بالـ(الخبيث)أو العكس !
فهل وصف سبحانه بانكوك بأم القرى ..!!
وهل يجوز أن يصف سبحانه أم الخبائث بأم المؤمنين.!!!
(كما يدعي بعض علماء الشيعة بأنها أم الشرور)
معاذ الله هذا كفر وتقول على الله بغير علم وافتراء يوجب المقت والغضب
)قل أأنتم أعلم أم الله (
فلا بانكوك أم القرى ولا أم المؤمنين أم الخبائث بل هي الأم الطيبة الجامعة لخصال الخير والإيمان الضامة لمعاني التقوى والإحسان
وهذه كتلك أيضا..!(107/92)
فكما أن الخمر حرمها الله إلى يوم القيامة فهي خبيثة ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون
طيبة فكذلك أم المؤمنين طيبة مباركة إلى يوم القيامة لايمكن أن تتبدل بأي حال من الأحوال وخاصة أن الله رفع شأنها بكونها (أم المؤمنين) فإسم الأم ملازم لها
(مهما كانت تبريراتكم عن حكمة اللقب الأهم أنه لقب شريف واقع عليها وهذه التأويلات لا تغني من الحق شيئا..!
فكما أنه لا يهمنا تبرير الفساق لحكمة تحريم الخمرومحاولة تحليلها لموافقة هواهم لأن الله حكم بحرمتها إلى يوم القيامة فكذلك لا يهمنا تأويل الشيعة
-هداهم الله- لسبب التسمية لأن الله حكم بين العباد في جعلها أماً للمؤمنين في قرآن يُتلى إلى قيام الساعة
نرجو أن تكون و غيرك من الذين آمنوا بها واستيقنتها أنفسهم عدلا وخضوعا ولا تكون وغيرك من الذين قال فيهم الله تعالى
)وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا (
فليس هناك مجال لبطر الحق بعد أن أظهره الله على ألسنتكم.
ملاحظة: قد يقول قائل لكنها كانت تضمر الكفر فنحيله إلى الموضوع الثاني
) قالت من أنبأك هذا؟ )
الموضوع الثاني
(قالت من أنبأكَ هذا ؟)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ...
نقول للضيوف الشيعة ، إن الله تبارك وتعالى كشف لنبيه بعض الغيب ومنه إخبار رسوله صلى الله عليه وسلم عما حدث سرا بين بعض أزواجه رضي الله عنهن ، وهنا لنا وقفة
قال تعالى : (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثًا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض. فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير(
فإن زعمتم أن أم المؤمنين أظهرت الإيمان وأضمرت الكفر أي أنها منافقة ، فلماذا لم يخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا السر العظيم الذي هو معدال ألف مرة من التظاهر عليه ؟!
وعليه يجب أن يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يطلقها فورا ، لأن النفاق أعظم ذنبا من الكفر والله تعالى أمرنا
(ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) ...
فلماذا تمسك النبي صلى الله عليه وسلم بعصم الكوافر إذن(معاذ الله) ؟
هل عندكم إجابة؟
تمعن أيها الشيعي جيدا في هذا السؤال لتعلم علم اليقين أنك ضال أشد الضلال في قولك بأنها منافقة فلا أنت ولا غيرك أدرى ولا أعلم من الله ورسوله ومراجعكم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها
أما عن الطيبات للطيبين ، والطيبون للطيبات(107/93)
فكون آسية تحت فرعون لا ينقض قاعدة : الطيبات للطيبين .
ولا ككون امرأة نوح خانته ، وكذلك امرأة لوط عليهما السلام
*فخيانة امرأة نوح كانت تقول للناس : إنه مجنون ، وأما امرأة لوط فكانت تدلّ على الضيف ، فتلك خيانتها
فيرد على هذا الإشكال
أولا: لم تدم العيشة الزوجية بين أي أحد مما ذكرتم ، فلقد أهلك الله زوجة نوح بالغرق
(وفُرق بينهما بالدنيا(،
ولقد عذب الله زوجة لوط بالصيحة(وفُرق بينهما بالدنيا)،
ولقد جعل الله زوج آسيا عبرة لمن اعتبر (وفُرق بينهما بالدنيا )، لأن الطيبات للطيبين ، والطيبون للطيبات وممتنع أن تدوم العشرة بينهما وكلام الله ليس عبثا تعالى جل وعلا .
إذن لا تنطبق عليهم الآية مطلقا ، حتى أن آسيا تبرئت من فرعون وعمله
((لاحظ أن كل ما ذكر آنفا النهاية تكون في موت الكافر وبقاء المؤمن حي لأجل مسمى))هذا لا ينطبق على خير البرية وزوجه صلى الله عليهم جميعا، إذ أن الصادق الأمين(المؤمن) مات قبل ..(المؤمنة أيضا رغم أنوفكم )
ثانياً : ديننا أوجب هجر وفراق الكوافر ، بل إن سنة الله في الأنبياء أن تكون لهم زوجات صالحات ومن لم تكن صالحة فرّق بينها وبينه بأن أظهر له (أو لها) حقيقة كفرها أولا (أو كفره) ثم يميتها أو يميته..!! أوليس كذلك
مرّ إبراهيم على زوجة ابنه إسماعيل عليهما السلام فسألها عن حالهم فأصبحت تشتكي له ضيق المعيشة .. إلخ ، فأمر الخليل ابنه بأن يغير عتبة داره أي أن يفارقها لمجرد أنها كانت تكثر الشكوى ولا يليق ذلك بأزواج الأنبياء، لأن صنف الأنبياء زكي طاهر لا ينيغي أن يرافقهم إلا طيبات، فكيف بالله عليك يرضى الله أن تكون زوجة أحب خلقه إليه هكذا ..؟
ثم نعرج مع ما قد يعرج له الضيف الشيعي وهو
)أن عائشة أم المؤمنين كانت مؤمنة ثم نافقت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم..(
ويرد على هذا الإشكال بإختصار موجز مُحكم لا شبهة فيه ولا تشابه ولا يستدعي إطالة ولا مماطلة بمشيئة الولي الحميد
إذا ما علمنا ما قد سبق حُق لنا أن ننتقل لآية أخرى
فلنتأمل معاً..
قال تعالى "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا "
فلو قلتم أن(أم المؤمنين) ارتدت فيما بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، قلنا لكم إذن لماذا نهى الله عن الزواج منهن للأبد؟ لماذا لم يكتفي بقول من بعده؟!
هل سبحانه يقول الكلام عبثا و من غير حكمة بالغة؟! تعالى الله
علينا أن نقرن بين كلمة "أزواجه" وبين كلمة "أبدا" فلو كانت مثل ما قلتم لما أصبحت من أهل النبي صلى الله عليه وسلم ولما أصبحت من أزواجه لأن عقد الزواج يفسخ بمجرد الردة في الشرع الإسلامي بالإتفاق .. !(107/94)
اقرأ أيها الضيف الشيعي المحترم مرة ومرتين وثلاث واستعن بالله ولا تعجز
فبما أن ديمومة حرمة الزواج منهن رضي الله عنهن تأبيدية (أبدا) وليست حينية)من بعده( فالقرآن الكريم أثبت أنها زوجته للأبد إذن هي مؤمنة صالحة للأبد وكأن عقد الزواج قائم حتى بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
فكلام الله تبارك وتعالى دقيق فلو لم يذكر سبحانه كلمة ( أبدا) لظن من في قلبه مرض الظنون
لذلك أوصلنا الحجة بلفظ الزوجة وليس بخطاب الله للمؤمنين فحسب لنُحكم الموضوع بإذن الله
كما أن الله يعلم من سترتد منهن ومن ستثبت ، فلماذا لم يستثني الله تعالى أحدا؟ فضلاً على أن الإستثناء لا يفيد الوقوع بالمحظور.!!
كأن يقول(من بعده أبدا إلا من بدلت منهن ..(؟!
حتى لا يجعل الله تعالى ذرة شك في أنهن سيبدلن من بعده صلى الله عليه وسلم
وقد يجيب أذكى ضيف شيعي ويقول لأنه لا فائدة من ذلك الاستثناء إذ هن لا يحلون لهم بسبب ارتدادهن ولا يجوز الزواج من مرتدة والآية تتحدث عن الزواج منهن.
هنا سنحيلهم للموضوع من الأول ونقول هذا ممتنع لأن لفظ الزوجة مقترن بهن للأبد..!
والعقد ساري المفعول إلى يوم النشور .. لعباقرة الشيعة فقط !
ولا ننسى عدم وجود الاستثناء رغم أنه لا يفيد وقوع المحظور
سبحان الله سبحان الله حجة فوق حجة هكذا يدافع الله عن الذين آمنوا في كتابه قبل عباده
ملاحظة:قد يقول قائل علة تحريم الزواج منهن بسبب الأمومة فقط ، وهذا غير صحيح والرد على هذا الإشكال يطول لكن
الأمومة الإيمانية تنتفي بانتفاء الإيمان وهذا مما لا يشك فيه أحمق(أكرمكم الله) ، لكن هذه الأمومة لم تنتفي وإحدى الأدلة على ذلك في الموضوع الأول (الخمر..للشيعة..استفسار)
الأذية الأبدية
نستمر في نفس الآية المباركة
لنتأمل ..
نهى الله تبارك وتعالى أن يتزوج أحد من المسلمين نساء النبي صلى الله عليه وسلم من بعده أبدا ، وعد ذلك أذية لصفيه وخليله ، ويدل ذلك على شدة حب الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الرجل بطبيعته يكره أن يعلم أو لا يعلم أن زوجته ستٌنكح من بعده
حسناً ما هو الجديد؟
الجديد هو أن الله تعالى قرن الأذية لمجرد النية أو الزواج من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو كان حصل الارتداد فما هو الأذى الذي يصيب النبي صلى الله عليه وسلم؟(107/95)
حيث أن رسول الله هو أول من يحب في الله ويبغض في الله فلو كانت بدلت فيما بعد لما قرن الله الأذية في "أبدا "
فحاشا رسول الله أن يؤثر على الله أحدا ، بل لو كان حصل منها ما حصل لتبرأ منها بداية كما تبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه
ولو قلتم وما يدري رسول الله فيما سيجري بعده ؟
نقول لكن الله يعلم وعنده أم الكتاب فلم يكن الله ليقول أبدا لو كانت إحداهن ستبدل ولكان على أقل تقدير استثنى أوليس كذلك يا معشر العقلاء؟
إشارة هامة / الخطاب كان موجها للمؤمنين ولم يكن موجها لنساء النبي صلى الله عليه وسلم أي ( ولا يحل لكن الرجال من بعد رسول الله مثلا) وفي هذه إشارة طيبة مباركة وهو أنهن استحالة أن يفكرن ولو بخاطرة بغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بعد حين لكن النهي جاء للمؤمنين بأن لا يفكر الرجل منهم بمجرد التفكير بهذا الأمر لذلك جاء النهي ..!
وفي هذه دلالة على أنه سبحانه محّص قلوب نساء النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهن مخبتات لربهن طائعات لزوجهن صلى الله عليه وسلم لم ولن يبدلنه ولم ولن يبدلن دينه"أبدا" انتهى
ثم نقول للضيوف إن كان هذا الفعل الذي أصله شرعي)الزواج( قد آذى رسول الله لذلك حرم الله الزواج منهن للأبد
فكيف بالله عليكم فيمن يحاول رميها تارة بالنفاق وتارة بالكفر وقد أثبت الرحمن إيمانها
الأبدي للأدلة أعلاه؟!
ألا يُعد ذلك أذية لرسول الله؟ !
وقد توعد الرحمن الذي يؤذي رسول الله بالعذاب
"والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم"
بل توعده باللعن
(إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)
لا حظوا هذا النجس الأكبر الملعون من رب السماوات والأرض (يقينياً) كيف يتجرأ على عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
ياسر الحبيب
يقول
والظاهر عندي أن عائشة (لعنها الله) كانت تعيش عقدة نفسية جنسية
ويقول
أي شعورها بالعقدة النفسية الجنسية - هو ما يفسّر اهتمامها الزائد بالرجال بعد استشهاد نبينا العظيم (صلى الله عليه وآله) فكانت تفعل المستحيل لجذب أنظارهم حتى ولو بإغرائهم بالجواري
لا أريد شيعي يخوض معي في ياسر الزنديق وغيره هذا ليس مجاله هنا إنما أعطيتكم انموذجاً من الزندقة ولو صدقتكم في كرهه لرأينا ذلك في مناظراتكم(107/96)
فالسكوت عنه خيانة لرسول الله والله لا يحب من كان خوانا أثيما ( ولا يكفي قول واحد هنا أو هناك بل الأمر أكبر وأجل)
ثم أتوقع أن لعنة الله تعالى في هذا الرجل ستصيب عرضه وسيؤذيه الله في عرضه لتجرأه على عرض أكرم الخلق على الله جل جلاله
(ولا نحيط بعلم الله شيئا الله أعلم مجرد توقع)
اصدقوا الله تعالى يا معشر الشيعة وكفوا عن أذيتكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالجحيم مأواكم إن لم تتوبوا.
الموضوع الثالث
(الأول والثاني..هل لكم في الثالث؟ )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
قال تعالى ) يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا(
أي متعة الطلاق ، فتعالين أطلقكن طلاقا جميلا لا ظلم فيه ولا بخسا
) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة(
تخترن الله ورسوله ولا تنكحن أحدا من بعده
)إن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما(
إذن كلهن محسنات لأنهن لم يتزوجن أحدا من بعده وبقين على حال إيمانهن الرفيع إلى آخر حياتهن رضي الله عنهن
يا ضيوفنا من اخترن أمهات المؤمنين ، هذا أولاً ؟
اخترن الله ورسوله
ولماذا لم يتزوجن من بعده أحدا ، هذا ثانيا ؟
لأنهن محسنات
أشرح أكثر / ما هو غاية كل منافق الدنيا أم الآخرة؟
الدنيا هي غايته بلا ريب ، فإن علمنا ذلك قلنا بتوفيق الله إن كانت أم المؤمنين عائشة منافقة فلماذا لم تتزوج أحد من بعد النبي صلى الله عليه وسلم!
فهي ابنة الثامنة عشر ربيعا(بعز شبابها كما يقولون)فلماذا لم تتزوج رجل شاب ثري يعوضها عما عانته في عهد زوجها صلى الله عليه وسلم من الزهد والتقشف.. (ضعوا علامات تعجب كما تريدون.
فهي شابة من حسب ونسب وألف من يتمناها رضي الله عنها لماذا لم تتزوج إن كانت منافقة فقد مات من كانت تنافق لأجله..!!
لا تقولوا خوفا من أبيها ، فهو مثلها عندكم.!
ولا تقولوا خوفا من الخليفة فهو مثلها عندكم ..!!
ولا تقولوا خوفا من فلان وعلان فهم جميعا مثلها عندكم ..!!!
لن تجدوا إلا الرد القرآني الكريم في أنهن محسنات
لهذا رد على كل افتراءاتكم عليها رضي الله عنها وأنه لدليل قرآني وعقلاني سليم على ديمومة صلاحها وأنها صدقت الله فصدقها الرحمن وأعد لها رزقا كريما في جنات تجري من تحتها الأنهار.(107/97)
ألم يتفكر الضيف الشيعي بذلك الأمر من قبل
ونحن نتفكر نقول سبحان الله ما أطهرك يا أماه
فلقد خلق الله الرجل والمرأة وكل واحد منهما يحتاج إلى الآخر فطريا ويتم الزواج بينهما (تسكنوا إليها (، وأتأمل عمرها الصغير الذي توفي عنه صلى الله عليه وسلم ، وأقول علميا من الصعب أن تكون المرأة متزوجة وهي في عنفوان شبابها ثم يتوفى عنها زوجها ولا تتزوج أحد من بعده أبدا..!
تصبر سنة قلنا لا بأس ، بعد سنتين كذلك ، بعد عشر سنوات الأمر مستغرب ، عشرون ثلاثون أربعون بل أكثر من ذلك
توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من العمر
66-1848 سنة ..!
أي صبر هذا وأي احتساب ..!
وفي أي عمر؟ العمر الذي يصل فيه الإنسان إلى قمة احتياجه للعفة ، وليس ذلك فحسب بل لا يوجد عندها لا أبناء ولا بنات يؤنسونها ..!
إنه بالفعل لأمر شاق للغاية لا تطيقه امرأة قط إلا نساء النبي صلى الله عليه وسلم
ويفتي كثير من العلماء في عدم جواز الابتعاد عن الزوجة مدة تطول على الأربعة أشهر مستدلين بسؤال عمر لابنته حفصه رضي الله عنهما )احياء في السؤال بالدين(
لم أسمع مطلقا أن هناك امرأة توفى عنها زوجها وهي في مقتبل العمر ولم تنجب منه أطفالا وصبرت على ذكراه طيلت تلك الفترة
لا أنفي وجود ذلك قد تكون هناك حالات ممثالة)إن وجدت(، لكن من تفعل ذلك الفعل وتصبر هذا الصبر فهو يؤكد على حبها لزوجها الأول حبا جما جما وطاعة غريبة عجيبة
فلو قمنا بعمل احصائية عالمية
ما هو سبب صبر شابة في الثامنة عشر من عمرها فيها الجمال والحسب والنسب وقد توفى عنها زوجها ولا أطفال لديها أن تمتنع عن الزواج من غيره للأبد لأكثر من 45 سنة؟
لكانت نتيجة الإحصائيةه لا يمنعها من الزواج بغيره إلا الوفاء لزوجها الأول والحب الشرعي العفيف اللا مبني على أي مصلحة أو نفاق أو تذمر من حاله أبدا
تأمل أيها الأخ الكريم ويا أيتها الأخت الكريمة فلنتأمل قليلا ولنتخيل حال أمنا؟
48 سنة صابرة محتسبة أجرها عند الله ، الله أكبر أيتها الصديقة الكلام أيها الأحبة في الله غير الفعل فالأمر عظيم بحق
هذا حال أمنا المباركة فقد أصابتها نفحات الرحمن للزومها خير الأنام فكل شي عندها مبارك بيتها مبارك فراشها مبارك زادها مبارك وصلاتها مباركة كلامها مبارك فازدادت إيمانا على إيمانها ونورا على نورها حتى انطفأت عندها الفطرة البشرية بأن تتمنى زوجا غيره -صلى الله عليه وسلم - فأشغلت وقتها بالذكر والشكر والصبر منتظرة لقاء زوجها الأول والأخير في الجنان )وأي زوج صلى الله عليه وسلم(!(107/98)
وأتمنى يأتينا ضيف شيعي ويقول لنا يا رجل أنت لا تفقه ، فالسبب هو لحرمة الزواج من غيره .
نقول له أفحمتنا ورب الكعبة صدقت وحجتنا واهية ولا نفقه شيئا
ينتج عن قولك هذا أنها مؤمنة تحل ما أحل الله وتحرم ما حرم الله و اختارت الله ورسوله والدار الآخرة لا كما يدعي المبطلون في أنها منافقة وأنها كافرة فهي إذن لمن المحسنات ولم تبدل أبدا ما حيت.
هذا ما نريده
فهي العالمة العابدة الزاهدة المفسرة الفقيهة المحدثة
حسناً
لا توجد إجابة من الضيوف وهذا فضل من الله تعالى وإن كان اعترافهم بالحق أمامنا فضيلة و شيء يُسعدنا لكن يصعُب على البعض الاعتراف به خجلا وهذه طبيعة البشر إلا من رحم ربي ، لكن لا ينقهم الاقتناع والإيمان)بما كُتب سلفا(من الخطايا في طعنهم بأم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها -فحسب بل عليهم أن يتوبوا عما كتبوا في السابق بحقها ويصلحوا ما أفسدوا ويبينوا للناس فساد عقيدتهم وما خطته أياديهم.
قال تعالى
)لا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم (
فإن سألني أحد الأخوة الأفاضل :ماذا لو جاءك ضيف شيعي وأجابك على سؤالك بأن المانع من ذلك هو لعدم وجود من يجرأ على أن يتقدم لها لأنه حرام؟
الجواب
يكون ذلك فضل على فضل من الله تبارك وتعالى وتبرز الحجج أكثر وتظهر أكبر وتتجلى لكل من ضل الطريق
أولا : بما أنه امتنع من التقدم لها لحرمتها عليهم سيؤدي بنا
أ- إذن هي مؤمنة ، لأنه امتنع عنها لحرمة الأمر(العلة) لا لأنها منافقة كافرة إذ لا يجوز الزواج من مرتدة فهذه حجة لصالحنا بأنها صدّيقة ولله الحمد.
ب- إذن هو مؤمن أيضا ، فهو يحرّم ما حرم الله تعالى كما ذكرنا في الفقرة السابقة ولنا هنا وقفات
بما أنه مؤمن إذن هو من المرضي عنهم (عند الشيعة) ، فهو من الذين يؤمنون بأمامة علي وخلافته (أي من شيعته) ، لأن البقية كأبي بكر وعمروعثمان وطلحة والزبير وسعد وغيرهم يعدّون من أهل الكفر والنفاق
فإذا ما علمنا ذلك ، فكيف يرغب رجل من شيعة علي - رضي الله عنه- بأن يتزوج بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؟
* كيف لم يعلم (المُفترض) نفاقها وعلمت الشيعة نفاقها.!
*كيف لم يخبرهم علي رضي الله عنه بأنها منافقة.!
إذن هي مؤمنة صالحة صادقة بقولكم .
ثانيا : كيف لا يتجرأ أحد من الرغبة في الزواج منها ، إذ هي مرتدة في نظركم (مع أكابر الصحابة) فلماذا لم تقترن بمنافق ؟(107/99)
لماذا لم يتقدم لها منافق ، فالأغلبية بزعمكم قد ارتدوا فمن ذا الذي لا يجرأ والمجتمع الاسلامي تغلل به النفاق وأصبحت القوة والغلبة والكثرة لأهلها..؟
فممن يخاف؟
لن تجدوا إجابة وإن وجدتم فسيفتح عليكم بابا من الحق لا قِبل لكم به من القرآن الكريم وسينسف الكثير من مبادئ الشيعة ، حيث ستكون النتجية أن الصحابة (أهل الردة عندكم) كلهم من أهل الصلاح والتقوى وأم المؤمنين معهم ، جربوا لن تخسروا من الحق شيئا بإذن الله
إذن هي مؤمنة صالحة صادقة بقولكم.
حلقات بعضها متداخل ببعض في إثبات صدقها من القرآن الكريم عروة وثقى لا انفصام لها بفضلها من كتاب ربها
لو تأمل الشيعة كتاب الله عز وجل واستعملوا عقلوهم التي ميّز الله بها الإنسان لأوصلهم إلى الحق بأقل من ساعة زمان بإذن الرحمن
لكن كما قال العلماء من أراد الحق يكفيه دليل واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالتان في الإنتصار لأمهات المؤمنين عليهم رضوان رب العالمين
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وأجمعين ، وبعد ..
فهذان مقالتان رائعتان أنقلهما إليكم اخواني في الله عن أمهات المؤمنين ، وكلا المقالتين للأخ الفاضل / ناصر الدين من منتدى المنهج ..
الموضوع الأول : آية التحريم .. والذب عن أمهات المؤمنين .
الحمد لله رافع مقامات الصالحين.. غافر ذنب التائبين.. والصلاة والسلام على رسوله الأمين.. وعلى صحابته الميامين.. وعلى أهل بيته المطهرين.. وزوجاته أمهات المؤمنين.. اللواتي برأهن رب العالمين.. فلم يدع لطاعن فيهن من سبيل.. حشرنا الله في وفدهم والمسلمين.. اللهم آمين.
وبعد فهذه كلمات أنثرها على آية التحريم أرجو بها أن تنفع الإخوان الموحدين وترفع اللبس عن المترددين وتردع أثيم الزائغين، وذباً عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرضه صلوات الله وسلامه عليه مصون، لا ينقيه ذب المدافعين، ولا يدنسه طعن المنافقين. وإنما مثلي كمن يدافع عن الشمس أنها منيرة وعن الماء الفرات أنه عذب.. وليس ذاك بالعجيب، فالرسل جادلوا أقوامهم ليثبتوا التوحيد، وليس شيء أوضح منه.. لكن كما قال علي رضي الله عنه: العلم قطرة كثرها الجاهلون..
فنشرع الآن مستعينين بالله فيما هنالك. قال تعالى:
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ(107/100)
وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) "
يا أيها النبي ( محمد ) لم تحرم ( على نفسك ) ما أحل الله لك ( من جارية وهي مارية أو شراب.. وذلك بأن تقسم ألا تقرب ذلك الحلال فيحرم عليك ) تبتغي ( بذلك التحريم ) مرضاة ( أي إرضاء ) أزواجك ( وهي حفص إما لأن النبي أتى مارية في بيتها فعظم عليها ذلك حتى ظنت أن النبي ما فعل ذلك إلا عندها إلا لهوانها عليه، أو لقصة الشراب.. وإنما عبر تعالى بالجمع وهي مفردة، لأنه إن لم يجز له إرضاء كل نسوته بتحريم الحلال، كان إرضاء إحداهن أولى بعدم الجواز ) والله غفور ( لك، فيغفر لك ما وقع.. والغفور صيغة مبالغة من المغفرة.. أي كثير الغفران عظيم الغفران، والمغفرة ستر الذنب ومحوه ) رحيم ( بك، فيشرع لك الكفارة.. والرحيم صفة فعلية، وهي على وزن المبالغة من الرحمة، فتقتضي كثرة رحمته عباده وعظم رحمته بهم ).
قد فرض ( شرع ) الله لكم تحلة ( تحليل، وهو عتق رقبة وإلا فإطعام ستة مساكين أو كسوتهم وإلا فصيام ثلاثة أيام.. وقيل أن الرسول تحلل من يمينه هذه بعتق مارية ) أيمانكم ( وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها ) والله مولاكم ( أي متوليكم بأن رفع عنكم الحرج ) وهو العليم ( بما يصلح أموركم ) الحكيم ( إما من الحكمه أو من الإحكام، أي المحكم شرعه فيكمله والذي يفعل ما تقتضيه حكمته ).
و ( اذكر ) إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ( على روايتين، إحداهما أنه أتى ماريه في بيت حفصة فشق عليها ما ظنت من هوانها عليه، فأرضاها بأن أقسم ألا يقرب ماريه بعدها، وأمرها ألا تخبر أحداً بذلك ) فلما نبأت به ( حفصةُ عائشةَ تبشيراً لها أن النبي حرم مارية على نفسه فسرت بذلك لغيرتهما عليه صلوات الله وسلامه عليه.. وظنت أن ذلك لا حرج فيه إذ أنها لم تخبر غريباً، وإنما أخبرت زوجه وأحب الناس إليه ) وأظهره ( أي أظهر الله الرسول.. وقدم المفعول هنا وجوباً لأنه لاتصاله وانفصال الفاعل ) الله عليه ( أي على خبر فشو حفصة سره ) عرف بعضه ( لحفصة، فأخبرها أنه علم بما فعلت ) وأعرض عن بعض ( تكرماً منه صلى الله عليه وسلم ) قالت ( حفصة ) من أنبأك هذا ( لا شكاً في قدرة الله أن يعلم فيوحي إلى نبيه، ولكن لاحتمال أن ينبئه أحد من البشر كعائشة.. وهذا كما قال النبي لعائشة: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) قال ( الرسول ) أنبأني العليم ( الذي يعلم السر وأخفى ) الخبير ( العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته، ففيه معنى زائداً على العلم ).
وقد أزعج فعل حفصة هذا النبي صلى الله عليه وسلم حتى آلى من نسائه شهراً فأتمه، ثم خير الله حفصة وعائشة على ذنبهما إما أن يتوبا أو لا، فقال تعالى:
إن تتوبا ( والتوبة الإقرار بالذنب والاستغفار منه والندم عليه والعزم على عدم إتيانه بعد، فإن كان في حق آدمي وجب التسمح منه ) إلى الله ( وهذا شرط وفعل الشرط، والجواب محذوف تقديره: تقبل توبتكما.. دل عليه السياق وقوله تعالى: ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يسغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) فقد ( والفاء هنا –(107/101)
والله أعلم – قائمة مقام فاء الربط لشبه ما بعدها بالجواب.. والمعنى إن تتوبا، فقد بدر منكما ما يستحق التوبة ) صغت ( أي مالت إلى محبة ما كرهه الرسول من تحريم مارية على نفسه، وهذا خطأ يستوجب التوبة ) قلوبكما ( بالجمع لاستثقال اجتماع مثنيان في ما يشبه الكلمة الواحدة ) وإن تظاهرا ( وهذا الخيار الثاني.. أي إن تتعاونا وتتآمرا ) عليه ( على ما يسوؤه ) فإن الله هو مولاه ( ناصره ) وجبريل وصالح المؤمنين ( قيل أبو بكر وعمر فهما سينصران الرسول ولن يكونا مع ابنتيهما على النبي بل سيزجراهما، ويقويه السياق، وقيل بل كل المؤمنين لأنه نكرة مضاف إلى معرفة فيفيد العموم.. وعلى كل فالجمع أن يقال كل المؤمنين وأبو بكر وعمر خاصة.. وواضح موقفهما من القصة فعمر قال لابنته: خابت وخسرت ) والملائكة ( جمع ملك وأصله مألك ثم أخرت الهمز فصارت ملأك ثم سهلت فقيل ملاك ثم حذفت لكثرة الاستعمال فقيل ملك، وهو من الألوكة وهي الرسالة، فالملائكة رسل من الله لهم وظائف خاصة.. كما قال تعالى: جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة ) بعد ذلك ظهير ( أي نصير للرسول على من يسوؤه ).
عسى ربه إن طلقكن ( إن لم تتوبا وتظاهرتما عليه أن ينصره فيطلقكما ويزوجه خير النساء ) أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ( هذا قبل تمام نعمته عليهن بالتوبة وطمأنينة القلب باختيار الله ورسوله، أما بعد ذلك كن قد فقن غيرهن ) مسلمات ( مستسلمات لحكم الله ورسوله، وكن كذلك نساء النبي ) مؤمنات ( بالله ورسوله، وقد كن كذلك رضي الله عنهن ) قانتات ( طائعات، وقد كن كذلك بعد هذا ) تائبات ( إلى الله إن أخطأن، وفيه إشارة أنه حتى لو استبدل غيرهن لأخطأن ثم تبن إلى الله، وقد تابت حفصة وعائشة بعدُ ) عابدات ( وقد كن كذلك أزواج النبي ) سائحات ( إما مهاجرات وقد كن كذلك، أو صائمات وقد كن كذلك.. وسمي الصائم سائحاً لأنه كالمسافر لا زاد معه يتزود به ) ثيبات وأبكاراً ( قدم الثيبات تأليفاً لهن في قلوب الرجال ).
وبعد تمام الشهر كانتا قد تابتا برحمة من الله وندمتا، حتى قالت عائشة للرسول: مضى تسع وعشرون يوما أعدها عدداً.. فأعاد الله تخيير أزواج النبي – حيث أنهن طلبن منه من متاع الدنيا ما لا يطيق - فخيرهن جميعاً بقوله تعالى في سورة الأحزاب:
يا أيها النبي قل لأزواجك ( كلهن ) إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ( متعة الطلاق ) وأسرحكن ( أطلقكن ) سراحاً جميلاً ( من غير ضرار ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة ( الجنة.. وبالمقابل تصبرن على صلف عيش النبي وتطعنه وتتبن من معاصيكن ) فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً.
فسأل النبي أول ما سأل عائشة رضي الله عنها فبادرت باختيار الله ورسوله والدار الآخرة ولم تتردد، وكذلك كلهن رضوان الله عليهن.
فكان جزاؤهن من جنس العمل، فكما اخترن الله ورسوله ولم يرغبن بأنفسهن عن نفسه صلى الله عليه وسلم، جاء قبول الله توبتهن وأمر النبي ألا يتبدل منهن واحدة.. فقال تعالى في سورة الأحزاب:(107/102)
لا يحل لك ( يا محمد ) النساء ( بعد التسع اللاتي اخترنك ) من بعد ولا أن تبدل ( أي تتبدل بحذف إحدى التاءين، وهو سائغ كقوله تعالى: يوم تشقق الأرض ) بهن من أزواج ( بأن تطلق إحدى التسع المطهرات وتتزوج من أخرى ) ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ( من الإماء وهي مارية.. إلا هي فتحل لك رضي الله عنها ) وكان الله على كل شيء رقيباً ( رقيب فعيل بمعنى فاعل، وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء ).
وبهذا علمت وفقك الله أن نساء النبي استحققن المكانة التي صرن إليها بما قدمن وآثرن وجاهدن، فصلوات الله وسلامه عليهن.
ثم اعلم وفقك الله أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما يكفيهما شرفاً وطهراً أن تعد أخطاؤهما بخطإ أو اثنين.. فيا ليتنا لا نخطئ إلا مئة خطإ أو مئتين!
ثم تأمل أخي أن ما سبق كان دليلاً نقلياً على براءة أمي المؤمنين مما يغمزهما به أعداء آل البيت.. ويشد عضد هذا الدليل الديل النظري، فيؤيد براءتهما.. فأستعين بالله قائلاً:
إن سلمنا أنهما عصتا النبي، فإما أن تكونا معذورتين في ذلك أو لا.
فإن كان الأول فلا وجه للطعن، وإن كان الثاني فإما أن تكونا تابتا أو لا.
فإن كان الأول [ أنهما تابتا ] فلا وجه للطعن، وإن كان الثاني [ لم تتوبا ] فإما أن يكون لهما من مكفرات الذنوب ما يمحو ذلك أو لا.
فإن كان الأول [ يعني لهما مكفرات ] فلا إشكال، وإن كان الثاني [ لا مكفرات لهما ] فإما أن يغفر الله لهما برحمته ومَنّه أو لا.
فإن كان الأول [ فغفر الله لهما برحمته ] فلا إشكال، وإن كان الثاني [ فلم يغفر الله لهما ] فما سبيلنا للعلم به؟
ثم هو ذنب، ومن ذا الذي لا يذنب والله يقول للنبي: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) والرسول يقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. فهنيئاً لمن كان خير الخطائين.
فإذا استقر ذلك علمت أنه لا وجه للطعن بهما بذلك، بل ولا يقلل من قدرهما. والحمد لله.
واعلم أني تحريت فيما سبق الأخذ بالصحيح من النقل ما استطعت إليه سبيلاً، فمن علم قصوراً فلا يبخل علينا بالنصح.
والله أعلى وأعلم، فما أصبت فمن الله وما أخفقت فمن الشيطان ونفسي المقصرة.. وصلى الله على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحكام الصداق
الصداق لغة : الصداق مأخوذ من الصدق ، لإشعاره بصدق رغبة الزوج في الزوجة .
تعريف في الاصطلاح : العوض في النكاح ونحوه .
أسماء الصداق :(107/103)
له تسعة أسماء هي : الصَّداق ، والصدقة ، والمهْر ، والنِّحلة ، والفَريضة ، والحباء ، والأجْرُ ، والعُقْر ، والعَلائِق .
الأصل في الصداق ، الكتاب والسنة والإجماع ، فمن الكتاب قوله تعالى : {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} (4) سورة النساء
وقال تعالى : { فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } (24) سورة النساء
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : ( ما أصدقتها )
وقد أجمع المسلمون على مشروعيته .
ما يسن في الصداق ؟
• يسن تخفيفه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة ) رواه أحمد .
• يسن تسمية في العقد . حتى تقطع النزاعات .
• يسن أن يكون من أربعمائة درهم من الفضة ، وهي صداق بنات النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى خمسمائة درهم ، وهي صداق أزواجه صلى الله عليه وسلم .
وإذا زاد فلا بأس ؛ لقوله تعالى : {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} (20) سورة النساء
حالات الصداق
1- يثبت الصداق كاملاً بالدخول أو الخلوة والوطء ومقدماته .
2- يثبت نصفه إذا كانت الفرقة من الزوج قبل الدخول . قال تعالى : { وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ } (237) سورة البقرة
3- عدم المهر إذا كانت الفرقة من الزوجة .
4- ونصف متعة الطلاق إذا كانت مظلومة ولم يفرض لها .
حالات استقرار الصداق
1- إذا مات أحد الزوجين .
2- إذا لمسها أو قبلها .
3- إذا وطئها .
4- إذا خلا بها .
مسائل متفرقة :
• كل ما صح أن يكون ثمناً أو أجرة صح أن يكون مهراً وإن قل .
• يصح أن يصدقها تعليم قرآن ، أو فقه ونحوه .
• إذا أصدقها طلاق ضرتها لم يصح .
• يصح أن يكون للصداق مقدم ومؤجل .
• إذا فرضت لأبيها شيئاً من الصداق فلا بأس بذلك .
• إذا زوج الرجل ابنته المجبرة بلا مهر أو أذنت هي لوليها أن يزوجها بلا مهر فيصح العقد ولها مهر المثل .(107/104)
• إذا أعسر الزوج بالمهر فللزوجة الحرة الفسخ ، مالم تكن تزوجته عالمة بعسره ، ولا يفسخ النكاح إلا الحاكم أو نائبه .
هذه بعض أحكام الصداق راعينا فيها الاختصار ،
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن عمرة بنت الجون -رضي الله عنها- تعوذت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أدخلت عليه، تعني لما تزوجها فقال: لقد عذت بمَعَاذ، فطلقها وأمر أسامة فمتعها بثلاثة أثواب أخرجه ابن ماجه، وفي إسناده راو متروك، وأصل القصة في الصحيح من حديث أبي أسيد الساعدي -رضي الله عنه-
نعم. وهذا في سنده راو متروك، وهو عبيد بن القاسم، وهو متروك وهو متهم أيضا، وهذه القصة قصة عمرة بنت الجون، هذا الخبر لا يثبت لكن قصتها ثابتة، كما أشار الحافظ -رحمه الله- أن قصتها في الصحيح، من حديث أبي أسيد الساعدي، وجاءت أيضا من حديث عائشة، والصواب أنها تعوذت منه -عليه الصلاة والسلام-، هل تعوذت منه؟ هذا جاء في بعض الروايات أنها تعوذت منه، وجاء في سبب تركه لها وإلحاقها بأهلها عدة روايات، والأظهر والصواب هو ما ثبت في صحيح البخاري، أنها لما خطبها -عليه الصلاة والسلام- وعرضت عليه، وجاء بها أبو أسيد الساعدي حتى دخل عليها -عليه الصلاة والسلام- وأهوى بيده إليها، فقالت على طريقة العرب في ذلك يقولون، وهي امرأة من أبناء الملوك، قالت: وهل تتزوج الملكة بنت الملوك السوقة، قالت ذلك، فألحقها بأهلها -عليه الصلاة والسلام- وأمر أبا أسيد الساعدي، أن يعطيها رازقيين أي ثوبين.
وهذا كان لها شبهة فيه، ولهذا سكت عنها -عليه الصلاة والسلام-، وكان لها شبهة في مثل هذا، لأن كلمة معتادة ربما اعتادها بعض العرب في جاهليتهم، وربما قالوها على وجه الذكر لحالها، وربما أنها لم تعرفه -عليه الصلاة والسلام-، ولم تدر يعني أنه رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، أو لم تعرف حاله، وظنت يعني ظنا غير ذلك، فقالت ما قالت، ولهذا يقال إنها بعد ذلك لما علمت به -عليه الصلاة والسلام-، لم تعش إلا يسيرا وماتت كمدا، غفر الله لها ورحمها ورضي عنها.
فالمقصود أنه -عليه الصلاة والسلام- يعني أمتعها بثلاثة أثواب، وهذا يبين أنه تشرع المتعة للمطلقة: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا اختلف العلماء في المتعة للمطلقة، والمطلقة إما أن يكون مدخولا بها، أو غير مدخول، وإذا كانت مدخولا بها، إما أن يفرض لها الصداق، أو لا يفرض، فإن كانت مدخولا بها، وقد فرض لها الصداق، فيجب لها ما فرض لها المسمى، وإن كانت مدخولا بها، ولم يسم لها صداقا، فإن لها مهر مثلها، كما في حديث ابن مسعود، فإن لها مهر مثلها لا وكس ولا شطط، إذا لم يسم لها الصداق، فإن لها مهر مثلها، إذا كانت مدخولا بها فهي قسمان المدخول بها.(107/105)
وغير المدخول بها كذلك هي قسمان: من سمي لها، ولم يسم لها إذا طلقت، يعني فإن كانت طلقها بعد التسمية وقبل الدخول، فهذا لها النصف، فلها نصف الصداق، وإن كان لم يسم لها صداقا، وطلقها قبل التسمية، فهذه لها المتعة، لأن قوله تعالى: فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا فهو داخلة فيها المطلقة التي لم يسم لها، ولم يدخل بها، وهذا محل اتفاق أن لها المتعة، لكن هل المتعة تثبت لغيرها؟ ذهب أكثر العلماء إلى أن المتعة لا تثبت إلا لهذه وحدها، أما الثلاث الأخر، فلا متعة لها، بل إما أن يثبت لها المسمى، وهي من دخل بها وسمي لها المهر، والثانية من دخل بها ولم يسم لها المهر، فلها مهر مثلها، أو سمي لها المهر وطلقت قبل الدخول، فهذه لها نصف المهر وهذا واضح.
والمطلقة الثالثة التي طلقت قبل الدخول والتسمية، يعني ما سمي لها شيء، وطلقت قبل الدخول، فانتفى الدخول وانتفى التسمية، في هذه الحال لها المتعة تمتع، هذا واضح ولا إشكال فيه، لكن هل المتعة تثبت لغيرها، ويقال للثلاث البقية تمتع ولا ما تمتع؟ أكثر أهل العلم قالوا: إن الثلاث الباقيات يكفيهن المهر، إما نصف المهر، أو المسمى أو مهر مثلها على التفصيل المتقدم، والصواب والأقرب والله أعلم أن المتعة ثابتة لكل مطلقة، فإن كانت لم يسم لها، ولم يدخل بها فلها المتعة، وإن سمي لها ولم يدخل بها فلها النصف مع المتعة.
وإن دخل بها ولم يسم لها، فلها المتعة مع مهر أمثالها من النساء، وإن سمى لها ودخل بها فلها المسمى مع المتعة، لعموم قوله تعالى: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ولقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا والغالب أن المرأة لا يحصل طلاقها في الغالب إلا بعد التسمية، هذا هو الغالب والله -عز وجل- لم يفصل بين المطلقات، وجعل حكمهن واحدا، فأمر بتمتيعهن ولم يفصل بين من سمي لها، ولم يسم لها، ومن دخل بها، ومن لم يدخل بها، فدل على أنه مشروع أنه يعطى كل مطلقة، ثم أيضا التمتيع سببه الطلاق، والمهر أو نصف المهر سببه العقد، ففرق بين السببين، فهي تعطى المهر المسمى أو مهر أمثالها من نساء أو نصف المهر، بسبب العقد بسبب عقد النكاح، فهو سبب مستقل، أما المتعة فإن لها سببا آخر وهو الطلاق، لما حصل لها من الانكسار والتأثر، ربما كان هنالك أثر عليها وعلى قراباتها، فلهذا كان المتعة لها، وهذا هو الأقرب والله أعلم
ـــــــــــــــــــ
ضمانات لاستقرار الأسرة
أولاً: موافقة الفطرة:
كان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل السعادة في الأسرة والاستقرار لها منوط بالقيام بالوظائف والتكاليف التي وزعها على أفرادها. فإذا كان الرجل رجلاً وفي مكانه الصحيح قائماً بما عليه من واجبات والمرأة امرأة وفي مكانها السليم من حيث الخلق والتشريع وقائمة بما أوجب الله عليها، وكذلك الأبناء أبناء حقيقيون قائمون بما أوجب الله عليهم من طاعة لوالديهم وحب وتقدير لهم.(107/106)
أقول إذا كان كل واحد من هؤلاء في مكانه الصحيح استقامت أحوال الأسرة فإذا اختل شيء منها اختل الآخر. فلو تأبت المرأة مثلاً أن تنجب أولاداً بدعوى أن في هذا تعطيلاً لملاذها وشهوتها فإنها أول من تشقى بذلك نفسياً وروحياً.
وإذا قامت الزوجة بهذا الذي خلقها الله سبحانه من أجله فإنها مع شقائها وتعبها ووهنها تسعد أيما سعادة، وليس هناك سعادة عند المرأة تعادل إحساسها بتحرك الجنين في أحشائها، وبصراخ الطفل نحوها، وبسهرها ليلة في جوار سريره. مع تعبها العظيم من كل ذلك. ولكن الرب الرحيم جعل في هذه المشقات التي كتبها عليها كتابة كونية قدرية سعادة نفسية هائلة وهذا الأمر نفسه متحقق في طاعة الزوجة للواجبات الشرعية التي كلفها الله بها.
فسعادة المرأة في طاعة زوجها، وترك رأيها لرأيه وإذعانها أحياناً لرغباته وإرضائها له فليس هناك أسعد من زوجة وفية مخلصة في كنف زوج بار مخلص عفيف - واليوم الذي تظن فيه المرأة أنها أصبحت نداً للرجل وأن رأيها يجب أن يكون قبل رأيه، وأن رأسها يجب أن تكون معادلة لرأسه أقول هذا الوقت تبدأ شقاوتها وتعاستها.
نخرج من كل هذا بفائدة هامة وهي أن نعلم جميعاً أن سعادتنا رجالاً ونساءً منوطة بأن نكون عند الأوامر الشرعية التي وزعها الله علينا فالرجل السعيد في حياته الزوجية هو الرجل القائم بالواجبات التي كلفه الله بها والمطالب بالحقوق التي أعطاها الله له، والمرأة السعيدة هي المرأة القائمة بالواجبات التي كلفها الله بها والمطالبة بالحقوق التي منحها الرب إياها. وأي إخلال أو اختلال بهذه الحقوق والواجبات الشرعية معناه الهدم للنظام الأسري وبالتالي الهدم للسعادة والاستقرار.
ثانياً: الحكمان عند الخلاف:
الزوج والزوجة قد يختلفان ويصل الخلاف إلى نقطة لا يستطيعان علاجها بمفردهما. وهنا أمر الله سبحانه وتعالى برد هذا الخلاف إلى حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة.
قال تعالى: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريداً إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً}.
وذلك أن الفرد قد يملك القدرة أحياناً على حل مشاكل الآخرين ولكنه يعمى عن مشكلة نفسه. فمهما كان الرجل حكيماً عالماً فإنه في مشاكله الخاصة يكون أقل قدرة على الحل ولذلك نجد أن كثيراً من النساء ينجحون كثيراً في الصلح والتوفيق بين الناس، ولكنهم قد يفشلون أحياناً في حل مشاكلهم أنفسهم، ولذلك كان واجب الاستعانة بالآخرين وخاصة المرأة يساعدها كثيراً أن ينوب عنها في حل بعض مشاكلها المعقدة مع زوجها أن تلجأ إلى أب أو عم أو أخ يملك القدرة على فهم أمورها والوصول إلى حلول لمشاكلها مع زوجها. فإذا عجز الزوج أن يصل مع زوجته إلى حل لمشكلة ما. فإن الواجب أن يرد هذه المشكلة إلى حكم من أهله وحكم من أهلها.
والحكمة في اختياره من الأهل ألا تنتشر أسرار البيوت، وأن لا يعير الأبناء بما كان من أخلاق في الآباء، فاللجوء إلى المحاكم والقضاة في كل مشاكل الزواج أمر في(107/107)
غاية الخطورة لأن علاقة الزوج بزوجته علاقة خاصة جداً، وتنشأ المشاكل كثيراً في هذه العلاقات الخاصة.
ونشر هذه العيوب في المحاكم وأمام القضاة والشهود إنما هو فضح للأسرار، وكسر للقلوب فحتى لو تم الصلح أمام القاضي فإن المشكلة ستبقى لأنه ولا بد أن يخرج إلى الناس أسراراً كان يحب كل من الزوج والزوجة أن تظلا مخفية ولذلك كان من رحمته وإرشاده سبحانه وتعالى أمرنا بدعوة الحكمين عند الخلاف المستعصي والأمر في بعث الحكمين قال بعض العلماء هو خطاب للزوجين، وقال آخرون بل خطاب لولي الأمر، قول ثالث إنه خطاب للمؤمنين الذي يطلعون على ما حدث بين الزوجين من خلاف والصحيح أنه خطاب عام وذلك أن استقرار الزواج لا يهم الزوجين فقط وإنما يهم ولي الأمر، لأن هذا من شئون الرعية التي استرعاه الله إياها، ويهم كل مسلم لأن المؤمنين كالجسد الواحد ولا بد أن تفزع إذا اشتكى عضو، وشقاق الأزواج من أعظم الآلام والمشاكل ولذلك كان لا بد من الاهتمام به ولا شك أن مشاكل الزوجين تهمهما أولاً ولذلك وجب عليهما في المقام الأول أن يلجأ إلى الحكمين إذا تعذر عليهما الحل وبهذه الضمانة تبقى الأسرة الإسلامية في إطارها الصحيح من الاستقرار والثبوت .
ونستطيع أن نلخص هذه القواعد فيما يأتي:
(أ) أن يؤدى عقد الزواج بشروطه كما أمر الله سبحانه وتعالى من رضا وشهود، وولي، ومهر، وكفاءة وغير ذلك من شروط.
(ب) أن نمتنع عن كل ما يبطل هذا العقد كفقد شرط من الشروط السابقة أو نلجأ إلى نكاح محرم كنكاح الشغار والتحليل والنكاح المؤقت.
(ج) أن نحذر من أن نضع في عقد النكاح شرطاً ليس في كتاب الله كاشتراط العصمة وغير ذلك من الشروط الفاسدة التي تفسد العقد أو تمنع نفاذه وأن نوفي بالشروط التي التزمنا بها كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن أحق الشروط بالوفاء ما استحللتم من الفروج].
(د) أن يقوم كل من الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات التي كلفهم الله بها وأن يعلم كل منهما أن تعديه على حق الآخر إنما هدم لنظام رباني وهو تماماً كهدم الفطرة والخلق لأن الحكم من عند الله والخلق من عنده فكما خلق فهو يحكم سبحانه تعالى كما قال جل وعلا: {له الخلق والأمر}، فكما أن الخلق له فالأمر له سبحانه وتعالى، وكل من عارض الخلق شقى وكذلك كل من عارض أمره سبحانه وتعالى شقى ولا بد.
(هـ) أن يعلم كل من الرجل والمرأة الفطرة التي فطرها الله سبحانه وتعالى عليهما، فإذا عرف المرء نفسه عرف كيف يعالجها ويقومها وإذا جهلها جهل سبل التقويم والعلاج بل والصلاح أيضاً، فكيف يسعد نفسه من يجهلها؟ وكذلك أن يعرف الرجل شيئاً عن طبيعة المرأة ونفسيتها، وأن تعرف المرأة شيئاً عن طبيعة الرجل الخاصة ونفسيته وكيف يحب وكيف يكره وهذا العلم ضروري لإحسان التعامل بين كل من المرأة والرجل.(107/108)
(و) أن يلجأ الزوج والزوجة إذا استشرى بينهما خلاف إلى أقرب حكم ناصح من أهله ليساعدها على الخروج من خلافهما وبذلك يضمنان سعادة وحلاوة لزواج إسلامي نظيف طاهر.
الخلاف بين الزوجين وطرق علاجه
يندر في الواقع أن يعيش زوجان دهراً من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما مشكلات وخلافات.
ولذلك فعلينا أن نتقبل الخلافات الزوجية على أنه أمر لا مفر منه أو هو شر لا بد منه ولا يعني ذلك أن نستسلم للخلاف وألا نأبه له عند حدوثه فالخلاف شر وهو يعكر النفوس ويقتل بهجة الحياة الزوجية وعلينا أن نفر منه بكل سبيل ولكن ينبغي أيضاً أن لا نظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف مهما كان ويجب أن نعلم أيضاً أن لكل جرح دواء وعلينا أن نحاول دائماً ولا نيأس من علاج مطلقاً وفوق هذه القاعدة نستطيع أن نؤسس حياة زوجية سعيدة.
وهذه مجموعة من قواعد وإرشادات ونصائح أرجو إن اتبعها الزوجان أن يسعدا ويقضيا على كل خلاف ينشأ بينهما:
أولاً: إذا أردت أن تحكم حكماً صحيحاً في أي خلاف فضع نفسك موضع الآخر، وقدر ظروفه وإمكانياته تماماً ثم احكم عليه وبهذا تعلم موقفك أنت ممن يخالفك في شيء ما.
ثانياً: على الرجال أن يعلموا تماماً أن في المرأة، جنس المرأة عوجاً بوجه من الوجوه وهذا ليس فيه تعصب وإنما هو طبيعة الخلق والفطرة التي فطر الله المرأة عليها، ولا يمكن أن تكتمل المرأة من كل وجه خلقاً وطباعاً ولو أنها كانت كاملة لعبدها الرجال من دون الله عز وجل وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه وإن جئت تقيمه كسرته، وإن استمتعتم بهن استمتعم بهن وفيهن عوج]. وأخذ هذا الأمر على علاته يفيد الرجال كثيراً فافتراض الكمال في المرأة ومحاسبتها على هذا النحو يعني التغاضي عن كثير من النقص ضار بالمرأة والرجل كذلك. وهذا الذي لا بد وأن يعتور الحياة الزوجية ومطالبة المرأة بإكمال هذا النقص مطالبتها بالمستحيل.
ثالثاً: كم من الرجال من يرزقون زوجات هن أرجح منهم عقولاً وأكثر منهم صبراً وحكمة وأكثر منهم سداد رأي ولا يخرق هذا القاعدة العامة في الرجال والنساء ولا يعني هذا أيضاً أن تأخذ المرأة صلاحيات الرجل وأن يقف الرجل من عقد الزواج مكان المرأة لأن هذا يعني إفساداً للفطرة، وهدماً للسعادة الزوجية وأسلوب إصلاح المرأة لزوجها عند نشوزه وإعراضه هو النصح والاستعانة عليه بالأقربين كما قال تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير}، وأما أن تقوم المرأة بتقويم عوج زوجها ونشوزه وإعراضه بتعاليها عليه، وهجرها لفراشه أو بضربه وتأديبه فذلك هو غاية الفساد والإفساد.
رابعاً: الرجل الذي أعطى حق القوامة عليه الواجب الأول في أن يكون راعي وقواماً ولا يكون راعياً وقواماً إلا بأن يكون قدوة في نفسه، قادراً على تقويم غيره.(107/109)
والقوامة لا تعني البطش والتعالي وإنما تعني الرعاية والحفظ والتربية والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً. ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى النقيض.
خامساً: الوسائل التي أعطاها الله وأرشد إليها الرجال لتقويم نشوز زوجاتهم يتلخص في الأمور الأربعة الآتية:
(أ) الوعظ: وهو كلام رقيق يصيب القلب والوعظ نافع للزوجة إذا جاء في الوقت المناسب بالقدر المناسب، وأما أن يجعل الرجل من نفسه خطيباً بالليل والنهار فذاك فساد وإفساد فالوعظ في التربية كالسم في الدواء قليله يفيد وكثيره يقتل الشعور والإحساس.
(ب) الهجران في المضاجع: وهو ترك فراش الزوجة وقت النوم فقط وهو نافع إذا لم تفلح الوسيلة السابقة.
(ج) الضرب: والمقصود به إيقاظ شعور امرأة بليدة الطبع لم تستفد شيئاً بالوسيلتين الآنفتين وهي وسيلة لا يلجأ إليها الأخيار عادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى إليه بعض النساء من ضرب أزواجهم لهم وعظ الرجال وقال: [إنه قد طاف بآل محمد نساء يشتكين أزواجهن..] ثم قال: [وليس أولئك بخياركم] أي من يضرب زوجته.
وبالطبع فالمقصود بالضرب هو غير المبرح الذي يتقي صاحبه به الوجه وفي تحريم ضرب الوجه أحاديث كثيرة مشهورة.
(د) الاستعانة بالمصلحين من أقارب الزوج والزوجة. وهذا آخر المطاف إذا عجز الرجل عن التقويم فعليه أن يستعين بحكم من أهله وحكم من أهل زوجته فيكونا أقدر على تفهم مشاكلهما لأن صاحب المشكلة كثيراً ما يعمى عن حلها.
وفي هذه الأمور الأربعة الآنفة جاء قول الله تبارك وتعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً}.
كيف ينتهي عقد الزواج
ينفصل الأزواج بعضهم عن بعض بواحد من الأمور والحالات السبعة الآتية: الوفاة - والطلاق - والفراق - واللعان - والظهار - والفسخ - والردة.. وفي كل حالة من هذه الحالات هناك قواعد وحدود وآداب شرعية يجب أن يحسن التزامها وسنبين كل ذلك تفصيلياً بحول الله وقوته.
أولاً: الوفاة:
الموت سنة من سنن الحياة التي لا تتخلف ولا يمكن الفرار منها وهو يصيب الأزواج كما يصيب الأطفال ويدهم الناس على اختلاف أعمارهم وأحوالهم. والوفاة تفرق الأزواج بعضهم عن بعض ولكنها لا تهدم عقد الزواج الشرعي نهائياً بل الأزواج المسلمون أزواج في الآخرة إن ماتت على الصلاح والتقوى وكان هو كذلك، كما قال تعالى حاكياً دعاء الملائكة للمؤمنين: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم}، وقال(107/110)
تعالى أيضاً: {الذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين}.
ومن هنا أخذ عقد الزواج قدسيته ومكانته.
آثار الوفاة على الأزواج:
نستطيع إجمال الآثار والآداب والحقوق التي تعقب وفاة أحد الزوجين بما يلي:
(أ) الميراث: توجب الشريعة الإسلامية حقاً ثابتاً للرجل في مال زوجته المتوفاة وللمرأة في مال زوجها المتوفى.. فللرجل النصف من مال زوجته إذا توفيت ولم تترك أولاداً منه أو من غيره، وأما المرأة فلها ربع مال زوجها المتوفى إن مات ولم يترك أولاداً منها أو من غيرها ولها الثمن إن ترك أولاداً.
(ب) العدة (عدة الوفاة): توجب الشريعة على المرأة أن تمكث في بيت زوجها بعد وفاته أربعة أشهر وعشرة أيام لا تتزوج ولا تخطب خطبة صريحة، ولا تتزين، ولا تخرج في غير حاجة وهذه العدة ثابتة في القرآن والسنة. قال تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير}. والحكمة في هذه العدة أنها استبراء كامل للرحم، ووفاء واجب مفروض من المرأة وزوجها.
وأما الرجل فليس عليه عدة بعد وفاة زوجته لذكراها مسألة اعتبارية شخصية لم يفرض عليه الدين فيها وقتاً محدوداً ولا شكلاً معيناً. وله أن يتزوج بعد وفاة زوجته بأي مدة غير أن مراعاة شعور الآخرين وخاصة أهل الزوجة المتوفاة مما أمر به الدين أمراً عاماً ومما يتناسب أيضاً مع العرف الصالح والأخلاق والآداب الإسلامية.
(ج) حفظ الجميل والعهد: يتطلع الرجل والمرأة في خلال حياتهما الزوجية على أدق وأخص أسرار بعضهما البعض، ولا يعني الافتراق بالموت نشر هذه الأسرار وهتك العهود السابقة بل الالتزام بالعهود وكتمان الأسرار فريضة إسلامية على كل من الرجال والنساء.. ولا يكفي هذا فقط بل الرجل الصالح هو الذي يحافظ على ود زوجته بعد وفاتها كما كان يفعل في حياتها والمرأة كذلك. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ذلك فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها".. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح الشاة فيقول أعطوا صديقات خديجة أولاً. وكانت تدخل عليه امرأة في المدينة فيكرمها لأنها من صديقات زوجته. وهذا من عظم وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الصالحة. وفي هذا قدوة وأسوة لمن أراد مكارم الأخلاق؟..
ثانياً: الطلاق حكمته ومشروعيته:
مما لا شك فيه أن الطلاق عملية هدم لبناء أسرة وقد يأتي هذا الهدم عند بداية الطريق وعند وضع أول اللبنات في الأساس وقد يأتي متأخراً بعد أن يكون البناء قد فرغ وتعددت الحجرات ووضع السقف أعني بعد النسل وكثرة الأولاد. والذين ظنوا أن الإسلام أباح الطلاق مطلقاً بلا ضوابط، وفتح للناس الأبواب على مصراعيها في(107/111)
أن يتزوجوا كما يشاءون ويطلقوا وقتما يشاءون فقد أخطأوا وتجنوا على هذا الدين، وكذلك الذين يريدون حجر الطلاق ومنعه وتقييده بغير الطرق الشرعية ظناً منهم أن ذلك عمل إنساني وأنه في صالح المرأة فهم أيضاً جاهلون مغرون، وسنبين إن شاء الله تعالى بالدليل والبرهان فساد الطريقين وأن العدل هو ما جاء به الدين الصحيح بلا إفراط ولا تفريط.
ومع إقرارنا بأن الطلاق عملية هدم إلا أنه في الإسلام هدم منظم يحافظ على اللبنة فينقلها من مكان إلى مكان آخر أكثر تلاؤماً دون كسرها أو إهمالها.
إن الزواج عملية إنسانية وهو عمل اختياري والإنسان رجلاً كان أو امرأة صندوق مقفل والمظهر الخارجي لا يدل على الداخل مطلقاً بل كثيراً ما يخالف الباطن الظاهر فقد يكون الظاهر جميلاً حسناً والباطل بضد ذلك.
والذين يتزوجون لا يتزوجون الأجسام فقط وإنما أيضاً الروح والنفس والطوية والأخلاق وكل هذه أشياء لا تظهر إلا بعد العلاج والصحبة الطويلة واحتكاك المرأة بالرجل والرجل بالمرأة يتدخل في كل شيء في الأجسام والنفوس والأسرار والغايات والأهداف والمستقبل والحياة. إنه امتزاج كامل لكل عناصر الروح والدم وكلما كان التوافق كاملاً كانت السعادة تامة كاملة وكلما اختلف الزوجان في ناحية من هذه النواحي كلما تباعد الزوجان خطوة عن بعضهما البعض.
وما إيماننا أن التوافق لا يكون بين زوجين من كل وجه إلا نادراً فإن الدين قد أمر بإبقاء العلاقة الزوجية وحث على ذلك حتى مع تحقيق أقل عناصرها كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر]. (والفرك) بفتح الفاء والراء هو الكراهية والإبعاد.
بل قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}.
ومع هذا الحرص من الدين والتشديد ببقاء العلاقة الزوجية إلا أن الأمر يصل أحياناً مع الاختلاف وعدم إمكان الإصلاح إلى القطيعة والشر ثم الكراهية والعناد وقد يصل ذلك إلى المضارة والإفساد وعدم قيام كل منها بما يجب عليه نحو الآخر وبذلك يتحول الزواج بعد ما كان طريقاً إلى مرضاة الله والسعادة في الدنيا ليكون طريقاً إلى سخط الله والشقاوة فيها. فالله لا يرضى عن زوجة فقط تهجر فراش زوجها ليلة واحدة معاندة له كما قال صلى الله عليه وسلم: [ما من زوجة يبيت زوجها عليها غضبان إلا ما كان الذي في السماء ساخطاً عليها]، وقال: [أيما امرأة دعاها زوجها إلى فراشه فأبت عليه إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح]، وكذلك لا يرضى الله سبحانه وتعالى عن رجل يظلم امرأته أو يضيع من يعول.
وأظن أنه لا يقول عاقل بتاتاً بأن كل زوجين تزوجاً قد توافقا طباعاً وحباً وأهدافاً في الحياة نفساً وروحاً وإلا فهذه مكابرة ممقوتة.. ولذلك شقى النصارى بذلك ثم للحس الواقع والفطرة ولا يصنع هذا إلا جاهل أو مبطل أو مغرور، ولذلك شقى النصارى بذلك من ثم كسروا أبواب المنع ولم يفتحوها فقط فهدموا العلاقات الزوجية إلى الأبد في أوساطهم.(107/112)
نخلص من ذلك أن الطلاق ضرورة إنسانية تحتمها الفطرة البشرية ويقتضيها الإصلاح الاجتماعي وذلك لزوجين ظنا أن يعيشا في سعادة فأقدما على الزواج اختياراً ثم اكتشفا أنهما كانا مخطئين، وأنه يستحيل بقاؤهما إلى الأبد زوجين. فكيف يكون الانفصال الشرعي وهل للرجل وحده أن يقرر الانفصال؟ أم يجوز للمرأة أيضاً أن تقرر الانفصال عن زوجها وقتما تشاء؟.
متى يجوز لك طلاق زوجتك؟
الصورة السيئة التي تعلو أذهان كثير من النساء عن الطلاق لا تمت بصلة إلى الإسلام، وقد تكونت هذه الصورة من المعلومات المشوهة التي فهمها سطحيون تافهون عن رسالة الإسلام أو من ممارسات خاطئة لكثير من الجهلة الظالمين الذين يحملون اسم الإسلام بلا مضمون، وعندما نستعرض خطوات الطلاق الشرعي كما شرعه الله سبحانه وكذلك آدابه وقواعده سنرى البون الشاسع بين هذا وتلك الممارسات والأفكار الظالمة. وإليك بعضاً من هذه القواعد والآداب:
1- متى يجب إيقاع الطلاق؟
قد يظن بعض الناس أن الرجل يستطيع أن يوقع الطلاق على زوجته في كل وقت وإن هذا خطأ فاحش بل لا يجوز لرجل يؤمن بكلام الله وكلام رسوله أن يوقع الطلاق على زوجته إلا إذا كانت طاهراً وأن لا يكون قد مسها في هذا الطهر. أو تكون حاملاً حملاً قد استبان وعلم. فمن طلق امرأته وهي حائض فطلاقه باطل وهو غير واقع لأنه جاء في غير الوقت الذي حدده الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على ذلك حديث ابن عمر الذي رواه الجماعة.. أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: [ليرجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر. فإن بدا له أن يطلقها فيطلقها قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء..] وهذا الحديث نص في عدم جواز الطلاق وقت الحيض ووجوب رد هذا الطلاق. وقد ذهب المحققون من العلماء إلى أنه لا يحتسب أيضاً، ومن هؤلاء المحققين ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم ويدل على ذلك القرآن الكريم حيث قال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}.
وكذلك قال تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}، والتسريح هو الطلاق ولا يكون بإحسان إلا إذا كان كما أمر الله.
2- أين تمكث المطلقة وقت العدة؟
يظن كثير من الناس أيضاً جهلاً وظلماً أن المرأة يجب أو يجوز أن تخرج من بيت زوجها إذا أوقع الطلاق وأن يمضي وقت العدة في بيت غير بيت زوجها وهذا خطأ فاحش وجهل بالدين. وكذلك تظن كثير من النساء أنه يجوز لهن الخروج من بيت الزوجية عند سماع كلمة الطلاق أو يجب عليهن الخروج وهذا أيضاً خطأ فاحش ومخالفة صريحة لأمر الله سبحانه وتعالى.. بل لا يجوز لرجل أن يخرج امرأته من بيتها بعد أن يعلمها بالطلاق إلا إذا انتهت عدتها (وسيأتي تفصيل لمعنى العدة) وكذلك لا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفارق بيت زوجها عندما تسمع منه كلمة الطلاق إلا إذا انتهت عدتها. وذلك كله تحقيقاً لقوله تعالى: {يا أيها النبي إذا(107/113)
طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن، وأحصوا العدة، واتقوا الله ربكم، لا تخرجوهن من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً}، فقوله تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن} دليل على عدم جواز إخراج المرأة من بيت الزوجية إلا إذا أكملت العدة بدليل قوله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف}، والأجل في هذه الآية هو نهاية العدة، وكذلك لا يجوز للمرأة أن تخرج بنفسها مغاضبة لزوجها نافرة منه إذا طلقها وذلك لقوله تعالى: {ولا يخرجن} أي بأنفسهن دون طرد ونحو ذلك فالمرأة عند سماع الطلاق ما زالت ملزمة بعقد النكاح الشرعي وذلك حتى تنتهي عدتها وإرجاعها إلى الزوج ما زال ممكناً ومحتملاً. هاتان خطوتان أساسيتان في سبيل إنهاء عقد الزواج الشرعي وهما أولاً: يجب أن يقع الطلاق في طهر لم يمس الرجل زوجته أو حال حمل ظاهر، وثانياً: لا يجوز للرجل أن يطرد زوجته من بيتها إلا بعد كمال عدتها ولا يجوز للمرأة أيضاً أن تخرج مغاضبة لزوجها قبل استكمال عدتها في بيته.
لا يطلق ثلاثاً في مرة واحدة إلا جاهل:
لا يجوز للمسلم أن يطلق زوجته ثلاثاً في مرة واحدة، والدليل على ما نحن بصدده ما يأتي:
أولاً: قال تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} ولا يكون الطلاق مرتين إلا إذا كان مرة بعد مرة وفي كل مرة تكون هناك رجعة جائزة، بدليل قوله تعالى بعد ذلك: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره} وهذه هي الطلقة الثالثة التي إذا وقعت فلا يحل للزوج أن يعيد زوجته إلى عصمته إلا بعد أن تتزوج بزوج آخر ثم إن طلقها جاز لها أن ترد إلى الزوج الأول.
فالآية دليل على أن مع كل طلاق (من هذين الطلاقين الأولين) رجعة جائزة بدليل ما سبق وبدليل قوله تعالى أيضاً: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} أي أن مع كل طلاق إمساك بمعروف وذلك لمن أراد أن يعاود زوجته قبل انقضاء عدتها، أو تسريح بإحسان وذلك لمن أراد أن يستمر في إنفاذ طلاقه لامرأته حتى تخلص منه بانقضاء عدتها وقوله سبحانه وتعالى: {الطلاق مرتان} دليل على أن الطلاق يكون هكذا أي: هذا هو الوجه الشرعي لتنفيذ الطلاق وإنفاذه وهذا البيان من الله سبحانه وتعالى واجب والمصير إليه فرض لازم، بدليل قوله تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
وقوله أيضاً في سورة الطلاق: {وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}.
ومعنى هذا أن الذي يجمع التطليقات الثلاث في كلمة واحدة أو مجلس واحد فقد هدم الحدود والقواعد والآداب الشرعية التي فرضها الله وبينها وأرشد إليها. وهذا الهدم ليس حقاً خاصاً من حقوق الرجال في هذا العقد الشرعي يستعملونه كيف شاءوا. بل هذا هدم للقواعد والحدود الشرعية في هذا الأمر. ثم إن الطلاق يتعلق أيضاً من حقها أيضاً أن لا ينتهي هذا العقد إلا وفق الضوابط الشرعية التي حدها الله لذلك وقبلت على أساسه الزواج.(107/114)
ثانياً: من المعلوم أن المرأة تطلق من زوجها بقوله مرة واحدة (أنت طالق) أو بعبارة أخرى مقصودة من الرجل تفهم هذا المراد (الطلاق) كقوله: (أنت مسرحة) أو (أنت خلية) ونحو ذلك.
ومعلوم أيضاً أنها تبين منه وتصبح مالكة لأمرها إذا مضى على هذه الكلمة فترة العدة الشرعية ولم يردها فيها.
ومعنى هذا أننا لا نحتاج في الطلاق إلى الفلسفة الزائدة من الرجل والتطاول السيئ بأن يقول لزوجته: أنت طالق ثلاثاً، وأنت طالق ألفاً، أو عدد نجوم السماء أو أنت حرام عليّ مطلقاً فكل هذه الأقوال تعد ظلماً وجهلاً وإساءة بالغة وجحوداً للعشرة والمفروض أن يعزر فاعل ذلك بالضرب والإهانة والسجن ونحو ذلك. فالالتجاء إلى جمع التطليقات الثلاث في مرة واحدة جهل وغباء إذ الواحدة تكفي ثم هو إساءة وظلم يجب أن تسن القوانين لتعزيز فاعله، وحتى تصان العشرة وإذا كان لا بد من الفرقة بين الزوجين فلتكن الفرقة بإحسان كما قال تعالى: {أو تسريح بإحسان} ولا يمكن أن يكون من طلق زوجته ثلاثاً دفعة واحدة، وجرحها برفض العيش مطلقاً معها محسناً في ذلك بل هو جاهل سيئ يستحق التأديب والتعزيز.
ثالثاً: ينبني على الطلاق الرجعي حقوق الزوجة وهي السكنى والنفقة وأما الطلاق البائن فلا نفقة فيه للمرأة ولا سكنى بل يجب على المرأة فيه أن تعتد خارج منزل الزوجية ولا نفقة لها. والذي يطلق الثلاث دفعة واحدة يهدم حقوق المرأة الشرعية في جواز الرجعة وفي النفقة والسكنى إلى جانب الإهانة المعنوية البليغة التي يقذف بها الرجل على ذلك النحو في وجه امرأته، وبذلك يجمع الرجل المطلق ثلاثاً في دفعة واحدة بين الإهانة المعنوية وهدم الحقوق الشرعية المادية لزوجته وبذلك يرتكب مجموعة من الإساءات في وقت واحد وهي على وجه الإجمال:
1- هدم الحدود والقواعد والخطوات الشرعية لهذا العقد، والتلاعب بكتاب الله وسنة رسوله.
2- الإهانة البالغة للزوجة المطلقة على هذا النحو لأنه رفض سيئ للعشرة وجحود ونكران لحق المعاشرة.
3- هدم الحقوق المادية للزوجة (وإن كان الزوج يلزم بهذا الآن قضاء) وهذا الهدم تعد وظلم.
4- الجهل والتطاول فعقد الزواج ينتهي بكلمة واحدة من الرجل للمرأة. أنت طالق، فلماذا التطاول والقول ثلاثاً ومائة وألف إلا أن يكون هذا سفاهة وجهلاً.
الطلاق الشرعي:
ذكرنا أنه لا يجوز لمسلم أن يطلق امرأته ثلاثاً في مرة واحدة سواء قال لامرأته: أنت طالق ثلاثاً، أو قال لها: أنت طالق طالق، أو أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو زاد على ذلك إلى مائة أو ألف وأن كل ذلك سفاهة يستحق قائلها العقوبة والتعزيز، وأن الطلاق الذي شرعه الله سبحانه وتعالى هو الطلاق مرة واحدة في بدء طهر المرأة إذا كانت ممن تحيض ثم الانتظار مدة العدة فإما أن يرجعها إلى عصمته في أثنائها وإما أن ينتظر حتى نهاية العدة فيقع الطلاق وتملك المرأة شأن نفسها، وللرجل أن يكرر هذا العمل مرتين يحق له فيهما الرجعة فإذا أوقع الطلاق(107/115)
الثالث فلا يجوز له بعد ارتجاعها حتى تنكح زوجاً غيره بنكاح صحيح وليس بنكاح تحليل.
ولكن ماذا لو ركب جاهل رأسه وطلق امرأته علي هذا النحو الفاسد ثلاثاً في مرة واحدة هل يقع الطلاق ثلاثاً ويلزم بذلك. أم يقع طلقة واحدة فقط ليكون موافقاً للطلاق الشرعي الصحيح أم لا يقع له طلاق أصلاً. وهذا القول الثالث والأخير قول مخالف لأقوال أهل السنة والجماعة ولذلك فليس موضوعاً لبحثنا وإنما النظر والبحث في القولين الأولين.
القول الأول: طلاق الثلاث يقع ثلاثاً:
الذي أفتى به الأئمة الأربعة واختاره كثير من الصحابة والتابعين وكثير من السلف أن طلاق الثلاث وإن كان بدعياً ومحرماً إلا أنه يلزم الرجل به وتطلق به المرأة من زوجها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه إلا أن تنكح زوجاً غيره.
وقد استدلوا لذلك بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمضى طلاق الثلاث ثلاثاً كما روي عنه أنه قال: أرى أن الناس قد تتابعوا في أمر كانت لهم فيه فسحة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم، وفرق رضي الله عنه بين كل رجل طلق امرأته ثلاثاً في مرة واحدة وبين امرأته.
القول الثاني: طلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة:
وهذا القول منقول عن طائفة من السلف والخلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثل الزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وقول كثير من التابعين ومن بعدهم كطاووس ومحمد بن إسحاق - وهذا القول هو الذي ذهب إليه الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله ونصره في فتاويه وهو الموافق للكتاب والسنة كما أسلفنا. يقول ابن تيمية في فتاويه: (لم يشرع الله لأحد أن يطلق الثلاث جميعاً، ولم يشرع له أن يطلق المدخول بها طلاقاً بائناً). ويقول أيضاً: (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله في المدخول بها طلاق بائن يحسب من الثلاث). ويقول أيضاً: (ولا نعرف أن أحداً طلق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم امرأته ثلاثاً بكلمة واحدة فألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بالثلاث، ولا روي في ذلك شيئاً بل رويت في ذلك أحاديث كلها ضعيفة باتفاق علماء الحديث بل موضوعة، بل الذي في صحيح مسلم وغيره من السنن والمسانيد عن طاووس عن ابن عباس أنه قال: "كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنين من خلافة عمر: طلاق الثلاث واحدة. فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم".
وفي رواية لمسلم وغيره عن طاووس أن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاث تجعل واحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وثلاثاً من إمارة عمر فقال ابن عباس: نعم وفي رواية أن أبا الصهباء قال لابن عباس: هات من هناتك ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر واحدة؟ قال: قد كان ذلك فلما كان في زمن عمر تتابع الناس في الطلاق فأجازه عليهم).(107/116)
وتابع الإمام ابن تيمية إيضاحه لهذه المسألة قائلاً: (وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس أنه قال طلق ركانة بن عبد زيد أخو بني عبدالمطلب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزناً شديداً قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف [طلقتها؟] قال: طلقتها ثلاثاً. فقال: [في مجلس واحد] قال: نعم. قال: [فإنما تلك واحدة فأرجعها إن شئت] قال: فرجعها). انتهى.
ولهذا ذهب الإمام ابن تيمية بعد أن ساق هذه الأدلة إلى أن طلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة وقال: (ليس في الكتاب والسنة ما يوجب الإلتزام بالثلاث بمن أوقعها جملة بكلمة أو كلمات بدون رجعة أو عقدة بل إنما في الكتاب والسنة الإلزام بذلك من طلق الطلاق الذي أباحه الله ورسوله، وعلى هذا يدل القياس والاعتبار بسائر أصول الشرع) أ.هـ.
وقد اعتذر الإمام ابن تيمية رحمه الله عن الأئمة المجتهدين في افتياتهم ذلك بأن ما رآه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كان داخلاً في باب العقوبة حتى لا يفعل الناس ذلك كما كان يضرب في الخمر ثمانين ويحلق الرأس، وينفي. وقد ذهب إلى مثل ذلك أيضاً في متعة الحج. ولكن لا شك في أن الأولى والأحرى هو الرجوع إلى ما مضت به السنة وخاصة وأن الناس لم ترتجع بتلك العقوبة بل حدث من جراء ذلك فساد كبير في اللجوء إلى التحليل وهو عقد فاسد وغير شرعي.
وهذا الذي نرجحه هنا أخذاً بالكتاب والسنة واتباعاً لمن قال بذلك من السلف والخلف هو الذي عليه العمل الآن في معظم أمصار المسلمين ومن أفاضل مجتهديهم وأهل النظر منهم في الكتاب والسنة. والعجب أن الإمام ابن تيمية قد كفره الناس لفتواه هذه وزعموا أنه بذلك قد خالف إجماع المسلمين لزعمهم أن قول الأئمة الأربعة إجماع وهذا غاية في الفساد والجهل لأن اتفاق الأئمة الأربعة على قول واحد لا يعد إجماعاً في الشرع ولا الإصطلاح.
وأظن بعد هذا البيان والإيضاح يتضح أن الحق إن شاء الله فيمن طلق زوجته ثلاثاً في مجلس واحد أن هذا يقع طلاقاً واحداً ويلزم بذلك. متى يحل للرجل إرجاع زوجته وكيف تعتد المطلقة:
قدمنا أن الطلاق يقع صحيحاً إذا أعلنه الرجل لامرأته في بدء طهر لم يمسها فيه أو كانت حاملاً (ويكره الطلاق وقت الحمل) وأنه لا يجوز لرجل أن يطلق امرأته ثلاثاً في وقت واحد وأنه إن فعل ذلك كان آثماً ولزمته طلقة واحدة، والآن نأتي إلى تقرير كيفية إعادة الرجل زوجته إلى عصمته؟ وكذلك كيفية اعتداد المطلقة.
أولاً: يجوز للرجل أن يطلق زوجته بعد عقد النكاح وإن لم يدخل بها وإذا حدث ذلك فلا عدة على المرأة ويصح لها أن تتزوج زوجاً غيره متى تشاء، وإذا أراد الرجل العودة إلى زوجته هذه التي طلقها قبل الدخول فلا بد من عقد جديد ومهر جديد ولكنها تعود إليه وليس له عندها إلا طلاقين اثنين فقط، لأنه بالطلاق الأول يكون قد استنفذ واحدة من رصيده. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحاً جميلاً}.(107/117)
ثانياً: المطلقة بعد الدخول بها يجب أن تعتد في بيت زوجها ولا يجوز لها الخروج منه بنفسها ولا يجوز للرجل إخراجها (وقد قدمنا أدلة ذلك) وتظل زوجة حتى انتهاء عدتها. وللرجل الحق في إرجاعها إلى عصمته طالما كانت في العدة.
ثالثاً: عدة المطلقة تحتسب على النحو التالي:
(أ) المرأة التي تحيض فإن عدتها تحتسب من الطهر الذي أعلن فيه الرجل لها الطلاق وتنتهي العدة بانتهاء ثلاثة أطهار وبذلك ستكون العدة على النحو التالي: طهر ثم حيض، ثم طهر ثم حيض، ثم طهر فإذا انتهى هذا الطهر الثالث وشرعت المرأة في الحيض فقد وقع الطلاق وتم، وأصبحت المرأة بذلك مالكة لشأن نفسها.
(ب) وأما إن كانت المرأة قد بلغت سن اليأس وأصبحت ممن لا يحيض أو كانت صغيرة لم تحض بعد أن كانت لا تحيض لعذر ما غير الحمل فإن عدتها ثلاثة أشهر قمرية.
(ج) وأما إن كانت المرأة حاملاً فعدتها وضع الحمل سواء قل عن ثلاثة أشهر أو زاد.
وقد جاء هذا في كتاب الله. قال تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن، وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} (الطلاق:4).
رابعاً: يجب على الرجل عند طلاق زوجته أن يشهد رجلين عدلين، وكذلك يجب عليه الإشهاد أيضاً عند إرجاعها إلى عصمته عملاً بقوله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم، وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} والوجوب الذي نقول به هنا هو الأولى والأحرى وذلك لضبط هذه الأمور وحسم الخلاف فيها. ولا يشترط هذا الإشهاد البدء بالطلاق أو الرجعة بل يجوز حصوله بعد ذلك.
خامساً: تحصل الرجعة بأي قول أو فعل من الرجل يدل على ذلك فقوله: ارجعتك أو راجعتك أو نحو ذلك كل هذا تقع به الرجوع عن الطلاق وكذلك الجماع وهو أعظم الأدلة في هذا الباب، بل واللمس لشهوة والنظر بشهوة، ومعلوم أن المرأة في وقت العدة تكون في بيت الزوج.
سادساً: لا يملك الرجل زوجته إلى عصمته بعد طلاقه لها إلا مرتين فقط فإذا أوقع عليها طلاقاً ثالثاً فعند ذلك تكون قد بانت منه نهائياً، وأصبحت أجنبية عنه ولكنها لا تتزوج رجلاً غيره إلا إذا انتهت عدتها (كما مر في تفصيل العدة) وفي هذه العدة لا تمكث المرأة المطلقة في بيت زوجها ولا نفقة ولا سكنى لها.
آثار عدة الطلاق
قدمنا أن عقد الطلاق لا يقع صحيحاً إلا إذا وقع من الرجل في بدء طهر زوجته، أو في وقت حمل (مع كراهية ذلك) وأنه يجب على المرأة البقاء في منزل الزوجية مدة العدة، وقدمنا تفصيل العدة للحائض والحامل واليائسة، بقي أن نعرف أنه إذا انقضى وقت العدة وبقي الرجل على موقفه من العزم على الطلاق فإن الطلاق يعتبر نافذاً بانقضاء العدة وتصبح المرأة بعد ذلك حكمها حكم الأجنبية بالنسبة للرجل. ولكن ثم(107/118)
أمور معلقة وحقوق رتبها الشارع الحكيم على عقد الطلاق وهذه الحقوق تختلف باختلاف حال المرأة وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: النفقة والسكنى مدة العدة:
وهذا في الحقيقة حق المرأة على زوجها لأنها ما زالت في عصمته، بل ما زالت زوجة له، ويجوز له أن يراجعها في أي وقت شاء، ثم هي ما زالت في بيته لا يجوز له إخراجها. ولذلك فالإنفاق على زوجته وأن يسكنها مدة العدة سواء كانت ثلاثة قروء (كما أسلفنا) أو ثلاثة أشهر أو مدة الحمل التي قد تطول أكثر من ذلك. فإذا انتهت العدة انتهى وجوب النفقة والسكنى.
ثانياً: متعة الطلاق:
فرض الله على الرجال هدية مناسبة لحالتهم المالية يجب على كل منهم أن يعطيها لزوجته إذا أمضى عقد طلاقه من زوجته. ولا تخفى الحكمة من إيجاب هذه الهدية وهو جبر خاطر الزوجة المطلقة، ورأب الصدع الحاصل بالطلاق، وإعطاء هذه الهدية دليل على أن الطلاق كان ضرورة وحلاً وحيداً.. بين رجل وامرأة أرادا أن يعيشا فما استطاعا لسبب ما، وليس نزوة عارضة.
أقول هدية الطلاق التي أوجبها الله على الرجال عند الطلاق جبراناً لخاطر زوجاتهم، ووصلاً نفسياً بعد أن انقطع حبل الحياة المشتركة تشريع إلهي يرشدنا الله تعالى إليه ليعلمنا كيف نتراحم ونتعاطف ونجتمع إذا اجتمعنا في ظل التراحم والتآلف والعدل والإحسان ونفترق إذا افترقنا في ظل العدل والإحسان كذلك. وهذه المتعة (متعة الطلاق) كما أسلفت القول هدية واجبة أوجبها الله في آيتين من كتابه قال تعالى: {لا جناح عليكم إذا طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين}.
وفي هذه الآية يبيح الله لنا الطلاق من الزوجات ولو قبل الدخول بهن وكذلك ولو لم يكن قد سمينا مهراً معيناً، ويوجب علينا لهن متعة مناسبة جبراً لخاطرهن. وقد يقول قائل إن هذه المتعة ليست مطلقة وإنما هي للمطلقة قبل الدخول التي لم يفرض لها مهر فتكون المتعة المناسبة هذه في مقابل نصف المهر المسمى الذي تستحقه المرأة، لأن الله فرض للمطلقة التي لم يدخل بها وقد سمى (عين) الرجل لها مهراً معيناً.
أقول فرض الله لمثل هذه المرأة نصف المهر وجوباً كما قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم} أي فلهن نصف ما فرضتم، أي ما اتفقتم عليه من مهر أقول قد يقول قائل إن متعة الطلاق المذكور في الآية السالفة هي في مقابل نصف المهر للمطلقة التي قد سمى لها مهر معين.
والجواب على هذا الاعتراض من وجوه كثيرة لا يتسع لها المقام هنا، والصحيح إن شاء الله أن هذه المطلقة قبل الدخول التي لم يسم لها مهر أن لها نصف مهر مثيلاتها ولها كذلك المتعة، وكذلك التي سمى لها مهر فلها نصف المهر وجوباً، وكل المهر المسمى استحباباً ثم لها المتعة أيضاً جمعاً بين الآيات.(107/119)
وعلى كل حال لو خالف في هذه الآيات مخالف فإن هناك نصاً عاماً آخر يشمل كل مطلقة سواء قبل الدخول أو بعده، سمى المهر أو لم يسم وهو قوله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين}.
وهذا يشمل كل مطلقة، ولا يجوز تخصيص هذا إلا بمخصص وليس هناك فيما أعلم مخصصاً في القرآن أو السنة يخصصه.
والشاهد من كل هذا الاستطراد هو أن نعلم علماً يقيناً أن متعة الطلاق (الهدية المناسبة) واجب وفرض فرضه الله تعالى بآية محكمة لكل مطلقة، وقد عرفنا الحكمة والغرض من هذه المتعة ولا يخفى ما فيها من ظلال نفسية وروحية جميلة تبلل الطلاق الذي هو مثار للفتنة، والخلاف والشقاق، وأقول الآن كم من المسلمين في زماننا امتثل هذا الأدب القرآني الواجب؟ بل كم من الجهلة والفسقة من يعمد إلى الزوجة المطلقة فيجردها مما أعطاها، ويهين كرامتها ويخرجها من بيته مهينة مكسورة الجناح ثم يتبجح بعد ذلك بأنه رجل وأن الله قال: {الرجال قوامون على النساء} فيجعل معنى الآية (الرجال ظالمون للنساء) وهذا تلاعب بكلام الله ووضع له في غير مواضعه!!.
ثالثاً: إيفاد الحقوق:
من الحقوق المقررة في الشريعة أيضاً إعطاء المطلقة جميع حقوقها المالية المعلقة في ذمة الرجل سواء كانت مهراً لم يدفعه. أو وعوداً مالية لم يف لها أو هدايا أعطاها إياها وقت الزواج، ولا يجوز للزوج أن يسترد من زوجته المطلقة شيئاً من هذا أصلاً، ولا أن يجحد شيئاً مما وعد به أو التزم وهذا وإن كان من الأمور الفطرية التي جبل الله النفوس الطيبة عليها إلا أنه قد جاء في الشريعة أيضاً ما يوجب ذلك ليكون دليل القرآن مؤيداً لدليل الفطرة قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً} وفي هذه الآية من المعاني والأحكام والإيحاءات علوم كثيرة لا يتسع لها المقام والمهم الآن أن لا يجوز أن يأخذ الرجل من مطلقته شيئاً مما أعطاها (سواء كان مهراً أو غيره فاللفظ عام) ولو كان قنطاراً من ذهب ولو لم يمكث معها غير ساعة واحدة.
أقول إن هذا الآن من اللي واللف والدوران وحجب الحقوق والجري في المحاكم واللهث وراء المحامين طلباً من الرجل في منع حقوق مطلقته ولهثاً من المرأة وراء حقها الضائع أو ما ليس بحق لها. ولا يعني كل ما أسلفت أن الرجل هو الذي يتأتى منه الظلم مطلقاً وأن المرأة لا مجال عندها للظلم والابتزاز، وكذلك لا يعني أن يكون الرجل وحده هو الكريم المعطاء وأن المرأة لا مجال عندها لتكون عزيزة النفس كريمة.
لمن الحضانة:
قدمنا أنه يترتب على عقد الطلاق آثار أهمها (متعة الطلاق) والنفقة والسكنى مدة العدة، وإنفاذ الحقوق المعلقة للزوجة تأتي إلى الأثر الرابع والأخير للطلاق وهو حضانة الأولاد.. مَنْ مِنَ الزوجين أحق بحضانة أولاده؟ وضمهم إليه، الرجل أو المرأة. ولبيان هذا الموضوع إليك الخطوات الآتية:(107/120)
أولاً: إذا كانت المرأة حاملاً وقت الطلاق وجب على الرجل الإنفاق عليها حتى تضع. فإذا وضعت كانت المرأة بالخيار بين حضانة ولدها أو دفعه إلى أبيه. وإذا تولت المرأة حضانة ولدها وجب على الرجل أن يكفلها وولدها وأن ينفق عليها النفقة المناسبة لحاله.
والرضاع الكامل يستغرق عامين. وقد نص الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: {والوالدات يرضعن أولادهن حملين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف -لا تكلف نفس إلا وسعها- لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك، فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما، وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف، واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير}. وفي هذه الآية أوجب الله النفقة على الرجل لأنه هو المولود له، وأوجب نفقة زوجته المرضع على الوارثين إذا مات الرجل وزوجته حامل أو مرضع. وأباح الله للرجل والمرأة أن ينفقا على إرضاع المولود من غير أمه إذا كان هذا برضاها.. وليس للرجل أن يجبر مطلقته على إرضاع ولده ولكن الله نهى المرأة أن تضار زوجها بذلك وخاصة إذا لم يجد مرضعة وحاضنة لابنه مثلاً، أو إذا كان الولد لا يهدأ ولا يسكن إلا لأمه التي ولدته، ونهى الله الرجل أيضاً أن يضار زوجته بوليدها فيعتمد على حنانها الفطري ورحمتها بولدها فيمنعها حقها من النفقة أو ينزع الولد منها - وليس له ذلك بالطبع وهذا معنى قوله تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
ثانياً: إذا أتم الطفل عامين وانفصل عن أمه.. فهنا يأتي دور الحضانة والكفالة وقد شرع لنا الإسلام في ذلك أكمل الطرق وأكثرها تحقيقاً للعدل والرحمة والإحسان فجعل المرأة أحق بكفالة أولادها وضمهم إليها ما لم تتزوج بعد الطلاق، يدل على ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (عمرو بن العاص) أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أن ينزعه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنت أحق به ما لم تنكحي] (رواه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم وصححه).
ثالثاً: ولكن الأولاد إذا كانوا مميزين يستطيعون التفريق بين أهمية البقاء في كنف الأب أو الأم فإنه يجوز تخييرهم في ذلك فإذا أحبوا البقاء مع الأم بقوا وإن استحبوا العيش في كنف أبيه كان لهم ذلك.
وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه.
وفي رواية: أن امرأة جاءت فقالت: يا رسول الله إن زوجي يريد أن يذهب بابني وقد سقاني من بئر أبي عنبة (أي صار كبيراً ويافعاً يأتيهما بالماء من مكان بعيد) وقد نفعني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [استهما عليه] (أي اجعلا قرعة) فقال زوجها: من يحاقني في ولدي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيدك أيهما شئت] فأخذ بيد أمه فانطلقت به.(107/121)
وهذا الحديث والذي قبله هما العماد في هذا الباب وخلاصتهما أن الأم أحق بولدها ما لم تتزوج وأحق برضاعته أيضاً، وأنه يجب التخيير إذا وصل الأولاد حد التمييز سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً وبهذا يراعي الإسلام مصلحة الأم أولاً لأنها أشد عناية ورحمة بولدها فطرة وخلقاً، ثم يراعي مصلحة الولد بعد التمييز لأنه يدرك بفطرته أيضاً وبإحساسه المكان الملائم لنشأته في كنف الأم أو كنف الأب. وهذه نهاية العدل والمرحمة وذلك بدلاً من التقسيم التعسفي الذي لا يراعي الفطرة ولا الأولويات.
رابعاً: هذا وثمة أقوال كثيرة واختلافات للفقهاء في هذه المسألة أعرضنا عنها لمخالفتها أولاً الأدلة الصحيحة التي قدمناها ولأنها تنبني على الظن والاجتهاد وعدم الاعتماد على نص في المسألة وإنما عموميات فقط كالقول أن التخيير لا يجوز، أو الأم أحق بالأنثى من أولادها حتى تبلغ سن الزواج وتتزوج، وأن الذكر حتى يصل إلى البلوغ ويستغني بنفسه.
موقف المرأة من الطلاق
قدمنا تفصيلاً كاملاً - بحول الله عن المنهج الشرعي حسب الكتاب والسنة للطلاق، وحيث إن الطلاق يكون من جهة الرجل فقد بينا الموقف الحق للرجل منذ أول خطوة فيه إلى آخر خطوة.
والآن ما موقف المرأة؟.. هل أعطت الشريعة المرأة مجالاً للإحسان عندما يقع عليها الطلاق؟.. وهل يتأتى من المرأة إضرار الزوج والتضييق عليه مع أن الطلاق بيده؟.
والحق أن الشريعة لم تهب للمرأة فقط أن تكون في جانب العدل بل ندبتها أن تكون أيضاً في مجال الإحسان، وكذلك حذر الله سبحانه وتعالى المرأة أن تضار زوجها المطلق وهي تستطيع هذا في بعض المواقف. ولنبدأ بجوانب الإحسان:
أولاً: المطلقة قبل الدخول بها فرض الله لها نصف المهر الذي سماه (عينه) زوجها لها، وجعله الله جبراً لخاطرها، وتعويضاً لها عن فقدها للزوج الذي أراد الارتباط بها وحالت الحوائل دون ذلك، ونصف المهر هذا هو العدل وهو الوسط الذي ليس بظلم للرجل ولا بظلم للمرأة ولكن الله دعا المرأة للإحسان إن شاءت وهي تتنازل عن نصف المهر هذا قائلة: رجل لم يتزوجني ولم يعش معي كيف أستحل جزءاً من ماله؟ ودعا الله سبحانه وتعالى الرجل أيضاً في هذا المقام إلى الإحسان وذلك بأن يتنازل للمرأة التي طلقها قبل الدخول عن النصف الآخر من المهر جبراناً لخاطرها، وحمداً لله أن جعل عقدة النكاح بيده وجعل فعل الرجل هذا هو الأقرب للتقوى، قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح، وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم}. ومثل هذا التشريع على هذا النحو لا يقدر عليه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
ثانياً: فرض الله سبحانه وتعالى المهر حقاً للزوجة على زوجها ولم يحدد الله سبحانه وتعالى حداً لأقله أو أكثره وجعل ذلك شرطاً في صحة عقد النكاح (وقد مر بنا هذا) ولكنه مع ذلك جعل للمرأة التنازل عن بعض المهر أو كله لزوجها كما قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً}،(107/122)
وهذا جانب من الإحسان ومعلوم أن تنازل المرأة لزوجها عن بعض المهر أو عن كله قد يكون لاستمرار حياتهما. وتوثيق صلاتهما ولكن ليس هناك ما يمنع أيضاً أن يكون التنازل مع الطلاق، مع العلم أن الرجل مفروض عليه أن لا يأخذ مما أعطى زوجته شيئاً إذا أراد طلاقها كما قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً}. ومع ذلك فليس هناك ما يمنع أن يتسامح المرء في بعض حقه للآخر، ولا سيما إذا كان في أخذ هذا الحق ضرر بالغ بالطرف الآخر.
وأما الأحوال والمواقف التي من الممكن أن تكون بها المرأة ظالمة فكثيرة منها:
أولاً: أن تخرج من بيت زوجها بمجرد سماعها لفظ الطلاق منه أو عزمه على ذلك (وقد فصلنا هذا فيما مضى).
ثانياً: أن تطالب بالنفقة اللازمة لها في العدة أو عند القيام بالحضانة بأكثر مما يحتمله الرجل كما قال تعالى: {فلينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها}.
ثالثاً: أن تمتنع عن إرضاع طفلها وحضانته رغبة في الزواج بعد الطلاق وإعناناً للرجل، وإرهاقاً له، ولربما لم يقبل الطفل الرضاع إلا من ثدي أمه، فيتعذب الرجل بابنه، وقد تطغى شهوة الانتقام عند المرأة على عاطفة الأمومة فتفعل ذلك أو يدفعها أهلها إلى ذلك وهذا من الإضرار كما قال تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
رابعاً: أن تمنع المطلقة زوجها السابق وأبا أولادها من رؤيتهم إذا آل إليها أمر الأولاد وحضانتهم وفي هذا مضارة وإضرار بالأب، وكم من امرأة طلقت فعلت ذلك. حجبت الأولاد عن أبيهم بل غرست كرهه في نفوسهم انتقاماً لنفسها، وليس بخاف أن بعض الرجال يفعل ذلك أيضاً وكل هذا من الأضرار التي جاءت الشريعة بالتحذير والتنفير منه.
خامساً: أن تمتنع المرأة من العودة إلى زوجها الذي طلقها وتركها حتى انقضت عدتها وقد يعود إلى رشده بعد ذلك فيتقدم لخطبتها فتمتنع، وتأبى بعد ذلك إن ملكت نفسها، وهذا إضرار أيضاً وذلك أن عودة المطلقة إلى زوجها الذي عرفته وعرفها خير لها من الزواج برجل آخر. ولذلك حث الله أولياء المرأة على ردها لزوجها الذي طلقها إذا أراد العودة إليها ثانية بعد نفاذ الطلاق كما قال تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون}. وبعد فلا نعلم شريعة في شأن الطلاق أرقى ولا أطهر ولا أنظف ولا أعدل من ذلك.
ثالثاً: الفراق أو الخلع:
عرضنا في الصفحات السابقة، صورتين من صور الفرقة بين الزوجين وهما الوفاة، والطلاق. وقد فصلنا قضية الطلاق بحمد الله تفصيلاً كاملاً من حيث الحكمة والمشروعية، والخطوات الشرعية والآثار المترتبة على الطلاق، والحقوق والواجبات على كلا الزوجين بعد الطلاق. وقد علمنا أن الطلاق إرادة وتوجه من(107/123)
قبل الرجل نحو إنهاء عقد الزواج. وأن آثار هذه الفرقة تتقبلها المرأة وتلزم بها سواء كانت موافقة لرغبة الرجل في ذلك أو مخالفة له. والآن يسأل سائل: ألم يجعل الإسلام أيضاً للمرأة حقاً في ترك زوجها إن هي أرادت ذلك أو كرهت الحياة معه؟ أم أنه مكتوب على المرأة ومفروض عليها أن تعيش مع زوجها مكرهة ولو كرهته وسئمت الحياة معه؟ والجواب أن الإسلام قد أعطى المرأة هذا الحق ولكن ذلك بأصول وضوابط وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: ثبوت مشروعية ذلك: يثبت ذلك ما رواه البخاري، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال صلى الله عليه وسلم: [أتردين عليه حديقته]، قالت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اقبل الحديقة وطلقها تطليقة]. وهذا دليل أنه يجوز للمرأة أن تطلب إنهاء عقد الزواج مع زوجها الذي لا بأس بخلقه ولا دينه ولا حرمان لها معه من حق شرعي كالسكن والنفقة والاستمتاع ولكنها أبغضته لسبب ما. ثانياً: يجوز للرجل في هذه الحالة أن يسترد من المرأة ما أعطاها من صداق وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي ذكرت في الحديث الآنف وهي جميلة بنت سلول: [أتردين عليه حديقته] وكانت هذه الحديقة هي الصداق الذي أصدقها إياه قيس بن شماس.. ولقوله تعالى أيضاً: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
فقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به} أي لا جناح على المرأة أن تدفع لزوجها فداء لنفسها ولا جناح على الرجل أن يقبل ذلك ما دام أنها لن تقيم حدود الله معه وذلك بطاعتها لزوجها وعيشها معه وقيامها بحقه. فكان إخلالها بمستلزمات عقد النكاح أصبح مبرراً لوجوب تنازلها عن واجبات الرجل نحوها فيكون عليها مثل مالها.
ثالثاً: ما تدفعه المرأة لزوجها لتفتدي به فيطلق سراحها يجب أن يكون هو المهر لا زيادة، وذلك ثابت بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الدارقطني بإسناد صحيح عن أبي الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة قيس: [أتردين عليه حديقته التي أعطاك]. قالت: نعم. وزيادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما الزيادة فلا ولكن حديقته؟] قالت: نعم. وقد ذهب بعض الصحابة وكثير من الفقهاء أنه يجوز له أن يأخذ منها أكثر من ذلك وأنه لا حد لهذه الكثرة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به}. و {ما} هنا علامة لأنها اسم موصول بمعنى الذي، ومعلوم أن أسماء الموصول من صيغ العموم فتعم المهر وغيره. وهذا الفهم غير صحيح لأمرين:
أولاً: تخصيص هذا العموم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، [أما الزيادة فلا]. وثانياً: أن هذا حكم ظالم فالمرأة التي اختارت الزواج بالرجل ثم تبين لها أنها لا(107/124)
تستطيع العيش معه فالعدل أن تعطيه ما أصدقها، وبذلك تبرأ ذمتها، والظلم أن يطالبها بأكثر من ذلك وكأنها قد فعلت جريمة.
رابعاً: هل يجبر الرجل على فراق زوجته؟.
والصحيح أيضاً أن المرأة إذا لم تستطع العيش مع زجها، وأن كراهتها له مانعة لها من القيام بحقه فإن الرجل يجبر على فراقها ولو كان محباً لها شغوفاً بها فضلاً عن أن يكون مريداً للإضرار بها، أو ممسكاً لها إذلالاً وعضلاً والدليل على ذلك أمر الرسول لقيس بن شماس بفراق زوجته وحكمته بذلك فحتى قبل أن يراه ويسمع منه.. فقول الرسول له: [خذ الحديقة وطلقها تطليقة] دليل على الإلزام بذلك وأمر الرسول يقتضي الوجوب ومن هذا نعلم أن ما ذهب إليه عامة الفقهاء من وجوب إجبار المرأة على العيش مع زوجها الذي تبغضه باطل لا أساس له وأن نظرة هؤلاء الفقهاء إلى الحياة الزوجية على أنها سكن ونفقة وزوج قادر على الباءة نظرة غير صحيحة وأن هناك ما هو أهم من ذلك وهو التوافق النفسي والروحي. وكذلك الصورة الجميلة التي من الممكن أن تكون المرأة قد وافقت على الزواج ولما تتبين الرجل كما ينبغي وهذه العلة نفسها العلة التي من أجلها فارقت جميلة بنت سلول زوجها فقد نظرت يوماً فوجدت زوجها راجعاً مع جماعة من أصدقائه وهو أقصرهم وأدمهم (أقبحهم) خلقاً فكرهته لذلك. ومع ذلك فرق الرسول بينهما.
باختصار أقول ما ذهب إليه كثير من الفقهاء بعدم اعتبار تلك الأمور الآنفة مبرراً للفراق واعتبار السكن والنفقة والباءة فقط ليس بصحيح بل هو مخالف للفطرة والعقل والواقع.
أيضاً فكم من امرأة كرهت زوجها بعد الزواج وإجبارها على العيش معه هو من الإفساد في الأرض لأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التوافق والرضا، ولا تقوم مطلقاً على الإجبار والقصر والرجل الذي يحتاج إلى الشرطة لنقل زوجته بالقوة لتعيش معه -في نظري- ليس إنساناً، وكذلك القول بإجبار المرأة على الحياة مع زوجها الذي تمقته وتكرهه ليس قولاً جديراً بالقبول والتقدير. بل هو قول خارج عن دائرة الشرع وإن قال به بعض الفقهاء فإنما هو للتأثر بالبيئة المحيطة ولم يستنبط أحد منهم من كتاب أو سنة.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أعطى الرجل حق تقويم المرأة الناشز بالموعظة الحسنة والهجران في المضاجع والضرب فإن كل هذا يأتي في مقام التقويم فقط.
والإجبار، والقهر ليس تقويماً وإنما هو انتقام وفرق هائل بين التقويم والانتقام.
وهذا الذي ذهبنا إليه هو رأي المحققين من العلماء كما قال الشوكاني بعد سياق لأحاديث الخلع (وظاهر أحاديث الباب أن مجرد وجود الشقاق من قبل المرأة كاف في جواز الخلع) وقال الشوكاني أيضاً رداً على ابن حجر العسقلاني الذي قال قوله: (اقبل الحديقة هو أمر إرشاد وإصلاح لا إيجاب)
قال الشوكاني تعقيباً على ذلك: (ولم يذكر ما يدل على صرف الأمر عن حقيقته) أي عن الوجوب وقال أيضاً رداً على الذين لم يميزوا الخلع إلا بأن يقع الشقاق من جانب الرجل أيضاً، ويؤيد عدم اعتبار ذلك من جهة الزوج: (أنه صلى الله عليه وسلم لم يستفسر ثابتاً عن كراهته لها عند إعلانها بالكراهة له) أ.هـ.(107/125)
ولا شك أن الذي ذهب إليه الشوكاني هذا هو مقتضى العدل الذي ذكره الله في حقوق كل من الزوجة حيث قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} فكما كان للرجل الحق أن يطلق زوجته فإن للمرأة أن تفتدي من زوجها إذا لم تستطع أن تقيم حدود الله معه. وقال ابن القيم أيضاً هذا المعنى بعد أن ساق الآية الآنفة: (ومنع الخلع طائفة شاذة من الناس خالفت النص والإجماع وفي الآية دليل مطلق على جوازه بإذن السلطان وغيره ومنعه طائفة بدون إذنه من الأئمة الأربعة والجمهور على خلافه) أ.هـ (زاد المعاد).
خامساً: إذا تمت المخالعة أو المفارقة أو المفاداة وكل هذه أسماء لشيء واحد وهو إنهاء عقد الزواج من قبل المرأة على النحو السالف فإن هذا يكون طلاقاً بائناً وليس للرجل الحق في أن يعيد زوجته إلى عصمته في عدتها مرة ثانية. ولكن له أن يعود إليها بعقد زواج جديد ومهر جديد - إن هي أرادت ذلك.
سادساً: عقد المختلعة (المفارقة) هذه حيضة واحدة فقط وليس ثلاث حيضات كعدة الطلاق وهذا ثابت في حديث الربيع بنت معوذ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر امرأة اختلعت من زوجها أن تتربص حيضة واحدة وتلحق بأهلها" رواه النسائي.
فسخ عقد النكاح وبطلانه
قدمنا طريقين لإنهاء عقد الزواج: الطريق الأول هو الطلاق، وهو إنهاء عقد الزواج من قبل الرجل والطريق الثاني هو الفراق (الخلع) وهو طلب إنهاء المرأة. الآن نأتي إلى طريق ثالث لإنهاء عقد الزواج وهو الفسخ أو البطلان. وهذا الطريق ليس من قبل الرجل أو المرأة ولكنه يحصل لوجود فساد في عقد النكاح وهذا الفساد إما أن يكون موجوداً من الأصل ولم يتفطن إله وإما أن يطرأ الفساد على العقد. وكذلك يتأتى فساد العقد وبطلانه أيضاً باكتشاف عيوب في أي من الزوجين تفسد أو تلغي آثار الزواج.
وإليك تفصيل هذا الإجمال:
أولاً:
(أ) اكتشاف الزوجين في أحدهما كان محرماً للآخر كأن يكونا قد اجتمعا في الرضاعة على ثدي واحد (أمها أو أمه، أو امرأة أخرى) فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان باطلاً لأن العقد على المحارم باطل، وهما معذوران عند الله فيما سلف لجهلهما ولا يعذران بعد ذلك بالاستمرار وبالطبع يترتب على ذلك أن لا يسترد الزوج شيئاً من محرمته التي انفصل عنها كزوج، وأولاده ينسبون إليه.
(ب) أن يكتشف الزوجان أن نكاحهما كان نكاحاً باطلاً لنهي الشرع عنه كأن يكون نكاح تحليل أو نكاح متعة وقد قدمنا أدلة فساد هذه الأنكحة سابقاً. فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان لهما الاستمرار بعقد جديد في نكاح المتعة والتحليل وأما نكاح الشغار ففيه للعلماء خلاف معروف.
(ج) أن تكون الزوجة قد زوجها وليها (أبوها أو غيره ممن تصح منه الولاية) وهي صغيرة لم تبلغ ومثل هذه لا يعتد بموافقتها في عقد النكاح وحيث أن التراضي من(107/126)
شروط العقد كما مر بك فإن لهذه الزوجة إذا بلغت أن تطلب فسخ عقد النكاح لأنها وقت العقد كانت صغيرة وقد زوجت بغير إرادتها أو أن إرادتها في ذلك الوقت لا يعتد بها. ويلحق في هذا الشأن ما لو كانت الفتاة قد أجبرت على الزواج بغير رضاها فإن لها فسخ عقد النكاح، ولها أن توافق على دوامه إن شاءت.
وهذه الأمور التي قدمناها آنفاً كلها من باب واحد لأن العقد فيها جميعاً باطلاً أو فاسداً من أساسه ولكنه لما وقع بجهل كان هذا عذراً فإذا ارتفعت الجهالة وجب فسخ عقد النكاح والتفريق بين الزوجين إلا فيما يمكن استئنافه كما قدمنا.
ثانياً: القسم الثاني مما يوجب الفسخ هو اكتشاف عيب مخفي جحده أحد الزوجين أو أولياؤهما عند العقد.. وقد اختلف فقهاء الإسلام في العيوب الشرعية التي توجب الفسخ في الزوجين وما يجب أن يصار إليه ولا يختلف فيه هو الجنون والمرض (الساري) وكون الرجل ليس ذكراً بمفهوم الذكورة أي عنّيناً، وكون الأنثى ليس أنثى بمفهوم الأنوثة أي فيها ما يمنع الاجتماع، وثمة عيوب أخرى فيها مجال للاختلاف كنتن الفم والمخارج. والحق أن مثل هذا فيه نظر في فسخ عقد النكاح به.
ثالثاً: طروء ما يوجب الفسخ:
القسم الثالث مما يوجب الفسخ هو طروء أمر من شأنه أن يبطل عقد الزواج ونستطيع أن نحصر هذه الأمور فيما يلي:
(أ) الردة: كأن يكفر رجل وتحته امرأة مسلمة وفي هذه الحالة لا بد من فسخ النكاح. أو أن تكفر المرأة وهي تحت زوج مسلم وذلك لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ومعلوم أن المسلم لا يكفر إلا بأمور محددة شرعاً وتفصيل ذلك في غير هذا الموضع وقد شرحناه بحمد الله في كتاب (الحد الفاصل بين الإيمان والكفر).
(ب) الإعسار بالنفقة: وهو أن يصبح الرجل غير قادر على كفالة زوجته والقيام بالإنفاق عليها ومعلوم أيضاً أن المرأة يحسن بها أن تصبر على عجز الرجل وإعساره في الإنفاق وأنها يحسن بها أيضاً أن تساعده في ذلك إن استطاعت كما أن على الرجل أن يساعد المرأة ويصبر معها وعليها فيما تعجز عنه من حقوقه عليها كالاستمتاع والخدمة لمرضها وكبرها مثلاً فإن الزواج الأصل فيه التراحم والوفاء والمشاركة وليس هو تجارة وبيعاً من كل صوره ونواحيه.. ولكننا نقول هنا إن الإعسار من موجبات الفسخ لأن المرأة قد تصر على هذا وتطالب به وتقول: رجل لا يستطيع إعاشتي والإنفاق علي لا أريده زوجاً وإجبارها في مثل هذه الحالة ظلم لها ولو صبرت وأعانت كان ذلك إحساناً منها ومعلوم أن الإجبار على الإحسان والفضل ظلم. لأن الإحسان والفضل الأمثل فيه الاختيار والأريحية والدافع الذاتي.
(ج) الأمر الثالث الذي يوجب الفسخ هو اتهام الرجل زوجته بالزنا إن هذا الأمر له تفصيلاته ومشكلاته فنرجؤه إلى الفصل الآتي.
اللعان
اتهام الرجل زوجته بالزنا
الصورة الثانية لإنهاء عقد الزواج بسبب طروء ما يفسد عقد النكاح هو اتهام الرجل زوجته بالزنا فكيف يتم ذلك؟ وما الخطوات الشرعية التي يجب اتباعها إذا حدث مثل هذا ونستطيع بحول الله بيان هذا الأمر في النقاط التالية:(107/127)
أولاً: عفة الزوجة وحصانتها وكونها خالصة للرجل حق شرعي يوجبه عقد الزواج فضلاً على أنه واجب شرعي على كل مكلف في الشريعة الإسلامية سواء كان ذكراً أم أنثى وهو حق للزوج على زوجته لأنها فراشه ومن تلدهم على فراشه ينسب إليه ويشاركونه طعامه وشرابه وحياته، وإدخال الزوجة غريباً من حملها على فراش زوجها من أعظم الإثم ثم هو من أعظم هدم المجتمعات وإيجاد الفرقة والبغضاء. إذ كيف نحافظ على شعور الأب نحو أولاده والأخ نحو إخوته والأبناء نحو آبائهم دون نظافة النسل وطهارته؟ ولذلك كان من حق الزوج إلزام زوجته بالعفة وقصرها عليه فقط، وإعلان فسقها وفجورها إن كان متحققاً من ذلك.
ثانياً: من الأمور المشدد عليها في الشريعة الإسلامية اتهام شخص ما بالزنا وقد رتب الله على من فعل ذلك، إما أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون بذلك وإلا جلد ثمانين جلدة وأسقطت شهادته أبداً، ووصم بالفسق كما قال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً، وألئك هم الفاسقون}.
ولكن لما كان هذا متعذراً أحياناً بالنسبة لزوج يرى زوجته على فجور، ثم هو لا يستطيع أن يصبر على ذلك لأن الأمر يعنيه من ناحية شخصية كما أسلفنا. ولذلك أباح الله للرجل أن يعلن فجور زوجته إذا تحقق من ذلك وأن لا يترتب عليه عقوبة حد القذف إذا لم يستطع إثبات ذلك بشهود أربعة وهذا ما نحن بصدده وهو ما يسمى في الشريعة "بـ اللعان".
ثالثاً: إذا اتهم الرجل زوجته بالزنا ولم يستطع إثبات ذلك بالشهود فإن المرأة تستدعي وتذكر بالله سبحانه وتعالى فإما أن تقر بما ادعاه الزوج وفي هذه الحالة ينفذ عليها حكم الله في الزاني الثيب وهو الرجم، وإما أن ترفض ما ادعاه الرجل من اتهامها.
رابعاً: إذا لم يكن مع الرجل شهود يثبتون اتهامه فإن دعواه على زوجته لا تقبل إلا إذا حلف بالله أربع مرات أنه صادق فيما رمى به زوجته من الزنا، ويحلف بالله يميناً خامساً أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً في دعواه. وأما المرأة فإما أن تقر كما أسلفنا فينفذ فيها الحد وإما أن ترفض الدعوى وفي هذه الحالة لا يخلي سبيلها إلا بأن تقسم أربعة أقسام بالله أنه كاذب فيما رماها به من الزنا، وتحلف يميناً خامساً أن غضب الله عليها إن كان صادقاً فيما قال، وقد اشتملت الآية التالية على هذه الأحكام حيث يقول الله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين}.
خامساً: لا شك إذا انتهى الأمر على هذا النحو أن أحد الزوجين كاذب فإما أن يكون الرجل مدعياً كاذباً أو أن تكون المرأة جاحدة كاذبة ومع ذلك فإن الحكم في الإسلام يمضي بمقتضى الظاهر ولم يؤمر الحاكم في الإسلام أن يفتش البيوت ويشق الصدور ويعمد إلى وسائل الاعتراف لتقرير أحد الزوجين إذ كل ذلك من الفساد في الأرض، ولكن إذا وقع اللعان هذا وأكذب كل زوج صاحبه وأصر على موقفه فإن(107/128)
الحياة بينهما تصبح مستحيلة ولذلك يفرق بينهما فرقة أبدية لا رجعة فيها ولا بعقد جديد أو مهر جديد فإن كان الرجل كاذباً على هذا النحو فليس جديراً بأن تعيش معه، وإن كانت المرأة كاذبة فليست جديرة بأن يضمها بيت هذا الزوج ثانية.
سادساً: لا يحل ولا يجوز أن يسترد الرجل شيئاً مما أعطاه لزوجته لا مهراً ولا غيره لأنه إن كان كاذباً فلا يحل له، وإن كان صادقاً فقد استمتع من الزوجة واستحل منها سابقاً ما هو جزاء المهر، وما أعطاه.
والدليل على ذلك حديث ابن عمر في البخاري ومسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: [حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها]، قال (أي الزوج): يا رسول الله مالي؟ قال: [لا مال لك. إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعد لك منها].
سابعاً: ليس للمرأة التي يلاعنها زوجها نفقة ولا سكنى وإذا وضعت حملها -إن كانت حاملاً- فالولد لها ولا ينسب للزوج الملاعن ويدل لذلك حديث ابن عباس الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن بين هلال بن أمية وامرأته وفرق بينهما وقضى أن لا يدعي ولدها لأب ولا يرمي ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد.
وفي هذه الطائفة التي ذكرناها آنفاً من أحكام اللعان تتبدى عظمة تشريع الإسلام ونظافته وقيامه على حفظ الحقوق، وعدم تفتيش السرائر، وتوزيع الحقوق والواجبات بالعدل. والمحافظات على نظم الاجتماع ومكارم الأخلاق. وما ضلت البشرية إلا بالخروج على هذه القيم والتعاليم.
المصدر من كتاب الأستاذ / عبد الرحمن عبد الخالق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق المرأة الإقتصاديه في الإسلام
المقدمة
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي خلق الناس جميعا من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء وجعلهم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وجعل النساء شقائق الرجال وهيأ كلا منهم لأداء دوره في عبادة الخالق سبحانه، وفي بناء المجتمع وعمارة الأرض. والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الذي بعثه الله للناس كافة. فلا فرق بين عربي و أعجمي، ولا بين أبيض وأسود ولا بين ذكر و أنثى إلا بالتقوى و العمل الصالح.
أما بعد....................
فإذا كانت المرأة أحد العمودين للحياة الاجتماعية و أحد الشقين للنفس الواحدة التي اقتضت الحكمة الإلهية إنشاء الحياة الإنسانية منهاا " وخلق منها زوجها وبث منها رجالا كثيرا ونساء" .
وإذا كانت المرأة موضوعا يمتلك القمة في الفكر الإنساني و يحظى بالمركز الأصيل الحساس في الحياة الإنسانية. إذا كانت المرأة كذلك فليس غريبا أن تكون موضع اهتمام الشرائع السماوية، والنظريات الأرضية، و تكون موضوعا يشغل(107/129)
بالدرجة الأولى ذهنية المفكرين، ويحظى بعناية الباحثين، وبالتالي منطقة خصبة معطاء، يحتدم عليها النزاع بين الاتجاهات المتباينة، ويشتد الصراع بين النظريات المختلفة.
إن الإسلام صرح بأن " المرأة الصالحة، خير من ألف رجل غير صالح" لأنها عنصر رئيسي في بناء المجتمع و أثرها في تربية أفراده.
وإذا كانت المرأة كاملة فسوف ينعكس ذلك على تنمية أفراد المجتمع الذين يعيشون في حضنها و يترعرعون في كنفها.
وإذا كانت المرأة هي الحضن المقوم لأفراد المجتمع فهي المرآة العاكسة لسلوكياته.
ولهذا فلا بد أن يوفر لها المكان المناسب لتقويمها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم".
فإذا كانت المجتمعات التي سبقت المجتمع الإسلامي قد نظرت إلى هذا الكائن الإنساني نظرة احتقار وازدراء، وعاملتها معاملة قاسية يندى لها الجبين، فإن الإسلام نظر إليها نظرة رفعة و تقدير، حيث جعلها في مصاف الرجل تماما لكل منها مسئولية في تقويم المجتمع الذي دعا إليه الإسلام، وأن أي انتقاص لها و خفض لكرامتها سوف يكون له انعكاساته السيئة على المجتمع الإنساني.
المرأة عند الأمم و الحضارات الأخرى
حال المرأة قبل الإسلام
كيف كانت المرأة في البلاد الأخرى؟؟عند الرومان؟ عند الفرس؟ في أوروبا واليابان وفي كثير من أرجاء العالم؟؟ إن التاريخ يصرح بأن نظرة تلك الأمم للمرأة يمكن أن يفسر بالاحتقار والامتهان للمرأة. وإن الحديث عن حال المرأة في الإسلام يوضح مدى تكريم هذا الدين للمرأة وكيف أنه رفع شأنها وعزز مكانتها وقدرها في المجتمع. وكيف أنه صان كرامتها وحفظ شرفها وعزتها. و سأتحدث في هذه النقطة عن حال المرأة في العصور القديمة وكيف كانت عند عرب الجاهلية، وسأتعرض لوضعها عند بعض الأمم الأخرى.
• المرأة في الأسرة الرومانية
كانت المرأة عند الرومان مجرد تابع للرجل، لا سلطان لها على أحد أفراد الأسرة، ولا حق لها في الملكية أو أي من الحقوق المدنية. وكانت المرأة شيء يملك مثل الرقيق. وزواجها يعني بيعها من قبل والدها بثمن يتراضى به مع الزوج. فهي تنتقل من سلطة الأب إلى سلطة الزوج كم تنتقل الدابة من حضيرة البائع إلى حضيرة المشتري. وللزوج الحق في قتلها إن شاء
• المرأة في الحضارة الهندية
المرأة في شرائع الهند كان لها مفهوم الوباء والموت والجحيم والسموم والنار والأفاعي. كانت كل حقوق المرأة وأموالها منوطة بزوجها. وكان حق المرأة في الحياة ينتهي بانتهاء حياة زوجها؛ فإذا مات زوجها يحكم عليها بالموت وتدفن معه.
• المرأة في الحضارة المصرية
كان للمرأة بعض الكرامة فكانت بالنسبة إلى زوجها ( حبيبة ) وكان الناس إذا تكلموا عنها قالوا عنها (ست البيت) وتعدد الزوجات كان مشروعا لدى المصريين(107/130)
القدماء. وكان (الولد) في الأسرة المصرية يتميع بمكانة أكبر من ( الفتاة). فالأسرة تفضل (المولود الذكر) لاعتبارات عديدة منها أنه يحمل اسم أسرته، و أن جريرة الفتى إذا زل وأخطأ تكون أقرب إلى النسيان من جريرة الفتاة عند الأسرة والمجتمع.
أما الميراث فلم تتضمن وثائق العصور المصرية القديمة قواعد صريحة لتقسيم الإرث بين البنين والبنات. ولكن العرف جرى في ذلك مجرى القانون فكان كل من الأبوين يوصي لأولاده بما يراه من أملاكه دون حرمان الفتاة أو ظلمها.
ورغم أن الحضارة المصرية أجازت للمرأة الجلوس على العرش إلا أنها شاعت فيها (عقيدة الخطيئة ) والاعتقاد أن المرأة هي العلة في تلك الخطيئة و إنها حليفة الشيطان.
• المرأة عند عرب الجاهلية
كانت المرأة محرومة من الحقوق الأساسية وفي مقدمتها حق الحياة وحق الميراث. وكان الأب قادرا على وئد ابنته بعد ولادتها مباشرة ( حيث كان يحفر بجانب الموضع الذي اختير لولادة الأم حفرة عميقة فإذا ظهر أن المولود أنثى قذف بها في الحفرة وهي حية وهال على جسمها التراب). وكان ما يدفعهم إلى ذلك ليس الخوف من الفقر أو الحرص على صيانة الأعراض فحسب وإنما كان من دافع ديني وهو أنهم كانوا يعتقدون أن المرأة رجس من خلق الشيطان أو من خلق إله غير آلهتهم ولهذا يجب التخلص منها.
أما كيف و بأي صور يقتلونها فإن لهم في القتل أساليب فظيعة، وصورا بشعة تقشعر لها الأبدان. فمنهم من كان يترك البنت حتى يتم إرضاعها، ثم يدسها في التراب دونما رحمة تشملها أو عاطفة أبوية تسعها. ومنهم من كان يتركها حتى تبلغ السادسة من عمرها، ثم يقول لأمها: طيبيها وزينيها، فيأخذها وهي كذلك إلى الصحراء، فيحفر لها حفرة ويقول لها انظري فيها، ثم يدفعها فيها ويهيل عليها التراب حتى تموت. ومنهم من كان يذبحها ساعة الولادة، ومنهم من كان يصعد بها فوق جبل شاهق فيلقي بها فتموت. ومنهم من يلقي بها في الماء فتموت غرقا. ومن صور القتل أيضا أن تأتي الوالدة إذا حضرتها الولادة وتجلس فوق حفرة في الأرض، فإذا ولدتها أنثى ألقتها في الحفرة و طمتها، وإن ولدت ذكرا أخذته إلى أبيه قريرة العين.
وبالنسبة لمكانة المرأة في الأسرة فقد كانت مجرد مخلوق للمتعة والخدمة، وكان للرجل أن يتزوج ما شاء من النساء ولم يكن هناك ما يحدد العدد. وكان للرجل أن يدع زوجته تتصل برجل عظيم لتأتي له بأولاد نجباء.
وكان الرجل يملك سلطة الطلاق في أوسع حدودها فله أن يطلق امرأته أي عدد شاء وله أن يراجعها ما لم تنقص العدة وكثيرا ما كان يستعمل هذا السلاح لتعذيب المرأة و التنكيل بها.
وبذلك لم يكن للمرأة لدى عرب الجاهلية شيئا فهي محرومة من كل حقوقها ولا تلقى أي احترام أو تقدير. كما أن المساواة بينها وبين الذكر كانت معدومة سواء في نطاق الأسرة أو الميراث فلم يكن لها مكان عند الرجل ولم يكن لها دور في تنظيم الأسرة(107/131)
والمجتمع. بالإضافة إلى أن المرأة لم يكن لها قابلية التملك في نظر أهل الجاهلية، فهي محرومة من ذلك، وممنوع عليها أن تبيع أو تشتري شيئا لأنها لا تملك. وهي عندهم سلعة تباع و تشترى، وتستبدل بغيرها من النساء و الحيوانات. ولا يورثونها شيئا من المال، بل هي من جملة ما يتركه الميت من المتاع تقسم بين الوراث كما تقسم التركة .
• المرأة عند العبريون
المرأة عند العبريين أمر من الموت لأنهم كانوا يعتقدون أن المرأة (شباك وأن قلبها أشراك ويداها قيود). و المرأة عند العبريين كانت تباع بيع الرقيق، والمهر الذي يدفعه الزوج يعتبر ثمنا لها ، ولما ألغى رؤساء دينهم بيعها أوجبوا عليها أن تدفع لمن يتزوجها ما يرضيه من المال، وإلا بقيت من غير زوج. وتتزوج المرأة من أخ زوجها الميت بالرغم منها. وتحرم المرأة من الإرث بوجود الولد. ولا تقبلها الوظائف الدينية ولا تقبل شهادتها.
• النصارى
ولم يكن وزن المرأة الديني والاجتماعي عند النصارى بأفضل منه عند الآخرين فقد كانت الكنيسة تنظر إليها بعين الاحتقار وتلقي عليها حمل الرذيلة، وتراها ملتصقة بها فطريا، وإنها غير طاهرة .
• فرنسا
في فرنسا عقد الفرنسيون مؤتمرا في سنة 586 للميلاد ودار البحث في هذا المؤتمر عن المرأة: أتستحق أن تعد إنسانا أم غير إنسان؟!! وكانت النتيجة التي توصل إليها المؤتمر: بأن قرر أن المرأة إنسان ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل فحسب. وعند الحديث عن المرأة في القرن العشرين، في عهد الحرية، في عصر النور، ويعد جهد طويل بذلته المرأة الغربية في سبيل نيل حقوقها، في هذا العصر نجد المرأة في قانون فرنسا محرومة من التصرف في أموالها وممتلكاتها.
ففي سنة 1938قانونا يمنع الزوجة مما يأتي:
1. توقيع أذونات الصرف المالية – الشيكات.
2. من فتحها حسابا جاريا في أي بنك من البنوك.
3. من توقيع أي عقد مالي.
4. من استيلائها على الإرث مباشرة بدون إذن القاضي في ذلك كله.
فهي بموجب هذا القانون ممنوعة من التصرف في أموالها وممتلكاتها، ومحرم عليها الاستيلاء على حقها الطبيعي : الإرث.
• إنجلترا
وخير دليل على امتهان المرأة أن الملك (هنري) الثامن قد أصدر أمرا بتحريم مطالعة الكتاب المقدس على النساء. والقانون الإنجليزي الصادر سنة 1882، وإن أعطى المرأة المتزوجة فقط حق التدخل في الالتزامات و التعهدات بقدر أملاكها، إلا أنه لم يجعل الزوج خاليا من تبعة تصرفات زوجته، فالزوجة في ظل هذا القانون ليست ذات سيادة مطلقة على أموالها الشخصية، ولا مستقلة في تصرفاتها العامة، إذ يعطي القانون للمدعي حق الاختيار بين مقاضاة الزوجة بمفردها أو إشراك الزوج(107/132)
معها وان لم يكن للزوجة مال خاص أمكن للمدعي مقاضاة الزوج بصفته مسؤولا عن تصرفات زوجته. ولا يزال هذا القانون نافذا في وزارة العدل بإنجلترا. إن تسويغ القانون مقاضاة الزوج ومطالبته بتصرفات زوجته قائم على كون المرأة غير مطلقة السيادة والتصرف .
المرأة في ظل الإسلام
بعد أن تحدثنا عن حال المرأة وعن الظلم الذي كان يضغط على أنفاسها في كل مكان من العالم شاء الله أن يرفع هذا الظلم عنها فجاء الإسلام ووضع الأمور في نصابها الصحيح فاعترف بإنسانية المرأة ورفع عنها ما كانت تعانيه عبر العصور المختلفة وقدر لها أهليتها الاقتصادية وجعلها شريكة الرجل وقرر أهليتها الاجتماعية و أهليتها للعبادة والتكاليف الشرعية وبذلك منحها مكانة مرموقة في تنظيم أسرتها ومجتمعها ومن الحقوق التي منحها الإسلام للمرأة .
القيمة الإنسانية للمرأة في التشريع الإسلامي:-
#رد الإسلام للمرأة حقها في الحياة وأزال عنها الظلم الذي كانت تعاني منه، وحرم الإسلام وأد البنات وهدد بالعقاب الأليم لمن ينال المرأة بالمكروه قال الله تعالى ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت) . وساوى بينها وبين الرجل فهم جميعا من أصل واحد، وهي شريكة الرجل ولا تفاضل بينهما إلا بما يكسبه كل منهما بالأخلاق الحميدة و الخصال الطبية. قال الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأثنى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) .
#شرع الإسلام المساواة بين الرجل والمرأة فيما هو من خصائص الإنسانية في الدنيا و الآخرة فكل منهما ينال يستحق من جزاء ( كل امرئ بما كسب رهين) .
#و أوصى الإسلام الإنسان برعاية والديه وخص الأم بالذكر وذلك لما تعانيه المرأة من آلام الحمل والرضاعة، كما أعطى الإسلام المرأة الحق في الميراث بعد أن كانت محرومة منه في الجاهلية.
المرأة و الزواج في التشريع الإسلامي:-
اهتم الإسلام بالزواج لأنها الدعامة التي يقوم عليها بناء الأسرة و أحكامها وقد وضع الله تعالى قواعد الأسرة و أحكامها ولم يترك الناس يقيمون قواعده و أصوله. وأمر الرجال بحسن معاشرة المرأة، وكان رسولنا الكريم المثل الأعلى للمسلمين في حسن معاملة أزواجه وفال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم). وجعل للمرأة الحق في الموافقة على اختيار شريك حياتها، و أمر ولي الأمر الفتاة بأن لا يجبرها على الزواج
السلطة في الأسرة:-
جعلت الشريعة الإسلامية القوامة للرجال على نسائهم وهذا الحق مستمد من التفوق الطبيعي في استعداد الرجل ومستمد كذلك من نهوض الرجل بأعباء المجتمع و تكاليف الحياة الأسرية، فهو أقدر على ذلك من المرأة. و الرجل هو الذي يتولى الإنفاق على شؤون البيت. وهذه الرياسة للزوج لا ينطوي على انتقاص من شخصية المرأة المدنية، فالمرأة المسلمة بعد زواجها محتفظة باسمها واسم أسرتها(107/133)
وبكامل حقوقها المدنية، ولها دور في تنظيم أسرتها، وعلى الرجل حسن معاملتها واحترام كافة حقوقها.
تعدد الزوجات
انتقد كثير من الباحثين نظام تعدد الزوجات، وذهبوا إلا أنه لا يقر مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة فهو يعطي الرجل حقوقا ..لا ...يعطيها للمرأة. والحقيقة أن الإسلام أباح التعدد ولم يقصد بذلك إرضاء الغرائز الجنسية. وإنما للضرورات اجتماعية. كما أن الإسلام هو الذي قام بتقييد الإطلاق الذي كان مسموحا به في العصور السابقة و حصر التعدد في أربع نسوة فقط. كما أن الإسلام حث على العدل و أمر من لا قدرة له على العدل بين زوجاته أن يكتفي بواحدة وبذلك نجد أن الإسلام لم يأت ببدعة حين أباح التعدد ولم يظلم المرأة و إنما أصلح الفوضى و الفساد الذي ترتب على الإباحة المطلقة من كل قيد في الشرائع السابقة و كرم المرأة وأمر بالإحسان إليها.
الطلاق في الشريعة الإسلامية وحقوق المرأة:-
يأخذ كثير من الغربيين على الإسلام أنه أباح الطلاق وجعله حقا للرجل وحده ومن الخطأ اتهام الإسلام بأنه هو الذي أباح الطلاق، فالطلاق كان موجودا عند عرب الجاهلية وبلا قيد أو احترام للمرأة ، وبلا اعتبار لمشاعرها أو كرامتها، فالرجل كان يطلق زوجته ما شاء من الطلقات ويرجعها متى شاء، والإسلام عندما أجاز الطلاق فإنه رفع من شأن المرأة، وجعل لها حقوقا لم تكن لها قبل فلا يجيز للرجل أن يمسك عنها شيئا من صداقها ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا و إثما مبينا) . وقد جعل الإسلام الطلاق من حق الزوج دون الزوجة، لأن المرأة أسرع انقيادا لحكم العاطفة من الرجل، كما أن الطلاق تترتب عليه تبعات وتكاليف مالية يلزم بها الرجل، ولاشك أن هذه التكاليف التي تترتب عل الطلاق من شانها أن تحمل الزوج على التروي و ضبط النفس، وتدبر الأمر قبل الإقدام على الطلاق.
وللمرأة نصيب من متعة الطلاق " لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة و متعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين".
وتوجب المتعة على الزوج لزوجته إذا طلقها قبل الدخول بها ولم يكن قد سمى لها مهرا. ويرى البعض أن متعة الطلاق تكون لكل مطلقة سواء قبل الدخول وبعده . لقوله تعالى " وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين" .
الحقوق الاقتصادية للمرأة في التشريع الإسلامي:-
كفل الإسلام للمرأة من أسباب الرزق ما يضمن لها الحياة الآمنة المستقرة فلم يضع على كاهلها أي عبء من الأعباء الاقتصادية فهي إن لم تكن في عصمة الزوج فنفقتها على أصولها أو فروعها أو أقربائها ، وإن كانت في عصمة الزوج فنفقتها واجبة على الزوج. كما أن الإسلام أوجب لها المهر، والنفقة إذا طلقت، وجعلته من حقوقها وليس لوليها أو زوجها التصرف فيه. وسأتحدث في المواضيع القادمة عن الحقوق الاقتصادية التي أقرها الإسلام للمرأة بشيء من التفصيل......(107/134)
حق المرأة في العمل و الكسب
ينظر الإسلام للمرأة على أنها إنسان كريم يشارك الرجل الحياة و ليست مجرد لعبة جنسية له. وهذا الإنسان تفرض عليه الحياة أن يمارس نشاطات متنوعة كتلك النشاطات التي تفرضها الحياة على الرجل مع قدر من الاختصاص و التمييز. وديننا أباح عمل المرأة وقبل أن أتحدث عن رأي الإسلام و الأدلة على جواز عمل المرأة فعلينا أن نتحدث ونشير إلى بعض الدعاوى التي تنسب ظلما إلى الإسلام و التي تقلل من شان المرأة إلى حد الإهانة. وهذه الدعاوى تستمد قوتها من تقاليد اجتماعية يجب النظر فيها لتستقيم مع ديننا الحنيف و أحكامه الصحيحة و التي تتعلق بوضع المرأة في البناء الاجتماعي كرد فعل للأباحة الجنسية التي تسود الغرب مثل القول :-
1) بأنها يجب أن تظل حبيسة البيت لا تخرج منه أبدا إلا إلى بيت الزوج أو القبر و لا تذهب و لا تذهب إلى مسجد أو مدرسة ولا يؤخذ رأيها في زواج و يعتدى على ميراثها. وهذه الدعاوى ضد الإسلام فهي باطلة ابتدعها أعداء الإسلام ومارسوها ظلما وعدوانا وذلك أنه ليس في كتاب الله وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والسلام- ما يمنع دخول المرأة إلى المساجد وليس في أقوال الأئمة الأربعة ما يبرر هذه الأقوال.
2) إن التربية الراشدة و الناضجة هي الضمان الأول لكل نهضة و البيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية، وعندما تكون المرأة صفر القلب و العقل، لا ثقافة في مدرسة و لا عبادة في مسجد فمن أين تتحقق التربية المنشودة. قال الشيخ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله- إن أرادت المرأة أن ترفع مستواها بما لا يخرجها عن مهمتها كزوجة وعن واجبها كأم تحضن أطفالها ، فيصح أن تعمل المرأة و لكن في إطار. والإسلام لا يمنع عمل المرأة لأن الدين الإسلامي دين واقعي ، لأن الله الذي خلق الإنسان وخلق الظروف يعلم أن هناك ظروف قد تضطر المرأة إلى تعمل مما يتوجب معه تحديد إطار عملها وهذا ما نلمسه من قصة سيدنا موسى عليه السلام حين ورد ماء مدين في سورة القصص الآية (23). (( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان )) أي تمنعان ما ترعيان عن الماء إذن لماذا خرجتا؟ مع أن هذا مكان ورود الماء " قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء" أي حين ينتهي الرجال من سقي ماشيتهم و بعد ذلك يخلو البئر أو العين فيصلان إلى هناك، إذن الفتاتان أخذتا الضرورة بالقدر و ليس معنى أن الضرورة أخرجتهما أنهما تناسيان نوعهما و يحتكا بالنوع الآخر لذا ظلتا في مكانهما، ثم عللتا سبب الخروج بأن هناك حاجة دفعت إلى ذلك " و أبونا شيخ كبير" فكأنهما يجيبان على أحد سألهما لماذا خرجتما من بيتكما.
ومن هنا نستخلص أن خروج المرأة في الإسلام هو لمواجهة ضرورة بمعنى أن يكون الاستثناء لا القاعدة و ألا تخرج المرأة عن نوعيتها بحيث تحتسب نفسها رجلا وعليها أن تلتزم بأوامر الشرع و تبتعد عن التبرج.
وهناك رأي آخر يعرضه د. راشد البراوي ويرى فيه أن سورة القصص توحي لنا أن عمل المرأة ممكن في ضوء الضرورة الاجتماعية و الاقتصادية ولأن المجتمع(107/135)
البشري لا يضم الرجل وحده. وأن خروج ابنتي شعيب عليه السلام لسقاية الغنم ورعيهم يتضمن الإباحة و أن القول أن هناك ضرورة وهي كبر سن شعيب سند ضعيف لأن بإمكانه استئجار رجل يرعى الغنم خلاف بناته وليس ذلك بمعذور في زمانه، لأنه استأجر موسى بعد ذلك. والإسلام أرسى مبدأ التكافؤ بين الرجل والمرأة مسؤول عن عمله (للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن) . وكذلك الحال بالنسبة للتكليف فهي سواء و الإرث مباح لها عدا الاختلاف في النصيب لصالح الرجل وذلك لدواعي اجتماعية.
وهناك أمثلة تطبيقية على عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- تدل على جواز عمل المرأة فهاهي السيدة خديجة تعمل بالتجارة وهي في نفس الوقت الزوجة البارة والأم المثلى. وقد يقال أنها لم تخرج مع القافلة بنفسها ولكن المبدأ يظل معترفا به حيث إن من الطبيعي أن تخصص من وقتها للإشراف على التجارة ومتطلباتها. وكذلك اشتركت السيدة عائشة- رضي الله عنه – في موقعة الجمل عندما كان لها رأي يخالف رأي علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان – رضي الله عنهما . وبهذه الأدلة نجد أن الشارع الحكيم لم يمنع المرأة من المشاركة في الحياة الاجتماعية. والمرأة في عهد رسولنا الكريم كانت تخالط الرجال وتخرج للمسجد و تشارك في المعارك. وبذلك نقول أن الشارع الحكيم قد علم الميل الفطري بين الرجال و النساء وقد عالج الفتنة بالأمر بغض البصر سواء من جانب الرجل أو المرأة. هذا فضلا عن (آداب لقاء النساء ) التي سنها ديننا الإسلامي دين الرحمة و دين الخلود، فديننا دين اليسر واللطف لا دين الغلو والشدة كما قال عليه الصلاة والسلام ( إياكم والغلو في دينكم فإنما أهلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ).
وهنا نصل إلى عدة أسئلة نطرحها لنتعرف على الشدة والعسر الذي سيقع على المرأة والمجتمع بأسره إذا منعنا عمل المرأة وجعلناها حبيسة المنزل.....
* في حالة الحروب الطويلة، وخروج الرجال تاركين الحقول والمصانع ومرافق الخدمات، أليس من المناسب الاستعانة بالمرأة للعمل في حدود قدرتها؟؟
* أليست المرأة أقدر على القيام ببعض المهام والمهن كالتمريض والتدريس للبنات.
* في حالة فقد (رب الأسرة) ووجود أطفال صغار نتركهم للضياع و الحرمان أم أن على المرأة العمل لرعاية الأسرة.
وخلاصة القول أنه يجب التركيز في عمل المرأة على المبادئ العامة المستمدة من الشريعة الإسلامية ، وترك التفاصيل لنوع العمل وظرفه و التزام الآداب إلى التطبيق وليس من العدل منع الكل من مزاولة الحقوق نتيجة انحراف البعض .
ومن ذهب إلى أن المرأة عاجزة لا تصلح للعمل، و لا يمكن الاعتماد عليها إلى في بعض الأشياء البسيطة و التي قامت على بعض الأدلة، أدلة أخذ بها البعض من قال أن المرأة محرم عليها المشاركة في الحياة الاجتماعية وقد أساءوا تأويلها:-
# آيات من القرآن الكريم " إن كيدكن عظيم" هذه المقالة وردت على لسان العزيز وليس على لسان الحق عزوجل وجاءت تعليقا على حادثة صدرت من امرأة في حق سيدنا يوسف –عليه السلام- وليس في القرآن دليل على إقرار هذه المقالة و اعتبارها حكما إلهيا قاطعا في حق النساء.(107/136)
# قوله تعالى" و إذا سألتموهن متعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم" وهذه الآية تتحدث عن فرض الحجاب على نساء النبي صلى الله عليه وسلم (خاصة)، و البعض أساء الفهم وعمم فرض الحجاب على عامة نساء المؤمنين. والحجاب هنا هو الستر الذي تجلس خلفه المرأة.
من الأحاديث الصحيحة التي أسيء تأويلها :-
• حديث " ناقصات عقل ودين" قالوا أن المرأة ضعيفة العقل بلهاء. بينما رسولنا الكريم بين أن النقص إنما هو نقص في نشاطها العقلي وقدرتها على استيعاب مجال الشهادة في الأموال وهو مجال بعيد عما تألفه من حياة داخل بيتها.
• حديث " فإنهن خلقن من ضلع و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه". قالوا أن الحديث يعني أن المرأة ذات طبيعة ملتوية ، والصحيح أن الحديث يشير إلى تميز خلقة المرأة و أثر هذه الخلقة في بعض سلوكها مما يضيق به الرجل، فالعوج ضد الاستقامة ويمكن تفسير العوج هنا بسرعة الانفعال وشدته، وسبحان الله الذي زود المرأة بهذه الطاقة الانفعالية حتى تكون عاطفتها مشحونة بالحنان الضروري لتربية أطفالها. وهذه أدلة من أدلة أخرى كثيرة ضد عمل المرأة، و التي لا أساس لها من الصحة و التي هاجمت المرأة وقللت من قدراتها ووصفها بالعجز والقصور . و المرأة كما قلنا كانت تخالط الرجل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت تشارك المرأة في المعارك، وتضمد الجراح وكان لها دور في تربية الأبناء وإعداد الرجال .
ثياب المرأة المسلمة العاملة وجوهرها:-
إن الحديث عن ثياب المرأة يشدنا للحديث عن المظهر والجوهر فالثياب في هيأتها و لونها مظهر ولكنها في الحقيقة تنم عن جوهر، وذلك أن الثياب حين تختارها المرأة فهي لستر البدن أولا ولاتقاء الحر والبر. ثانيا للظهور في هيئة حسنة، وثالثا وهذا هو شأن اللباس في كل الأحوال ولكنه مع المرأة المسلمة يغلف بلباس التقوى " ولباس التقوى ذلك خير" ويصبغ بالصون والعفاف " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" وهذا هو جوهر لباس المرأة المسلمة.
فاللباس السابغ يصون قلب المرأة و يحفظ كرامتها في كل مكان يعينها على القيام بمسئوليتها ابتداء من رعاية بيتها و أطفالها إلى مساهمتها في إنهاض أمتها سواء بالنشاط السياسي أو الاجتماعي أو بالعمل المهني الذي تفرضه حاجتها أو حاجة مجتمعها. ومن الآداب التي أقرها ديننا الحنيف في لباس المرأة عند لقائها بالأجانب:-
•ستر جميع البدن ماعدا الوجه و الكفين.
•الالتزام بالاعتدال في زينة الثياب و الوجه والكفين.
•أن يكون اللباس و الزينة مما تعارف عليه مجتمع المسلمين.
•أن يكون اللباس مخالفا في مجموعه للباس الرجال.
•أن يكون اللباس مخالفا في مجموعه لما تتميز به الكافرات .
أراء و أقوال حول عمل المرأة في العصر الحديث:-(107/137)
حققت المرأة في العصر الحديث ألوانا من النجاح في مجالات مختلفة، ويسرت لها سبل لم تكن ميسرة من قبل. فاقتحمت دور العلم و أبواب الجامعات و معامل الأبحاث، فالإسلام عندما حث أتباعه على العلم لم يحث أتباعه من الرجال وإنما حث أتباعه جميعا. و المرأة عليها نفس التكاليف التي على الرجل من ناحية العقيدة . إن تعلم المرأة ضروري لأسباب عديدة ومنها :-
•نقلها من الجهالة إلى العلم والمعرفة ومن الظلام إلى النور.
•العلم يجعل المرأة تلحق بزوجها وتعاونه في عمله.
•المرأة تتعلم لتعلم أبناءها وتساعدهم في المراحل التعليمية.
•جعل المرأة مواطنة صالحة تخدم مجتمعها ووطنها ودينها.
فالمجتمع بحاجة إلى عمل المرأة فهو يحتاج إلى الطبيبة و المعلمة و الكاتبة فعملها حينئذ واجب لا اختيار فيه، بل أن الإسلام ألزمها بالجهاد، إذا كانت البلاد قد هاجمها العدو فهي ملزمة بالخروج للاشتراك في الصراع بالقدر الذي تطيقه ولا تحتاج إلا إذن زوجها ولا إذن أبيها. قال الله تعالى " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله" .
وإذا كان المجتمع غير محتاج لعمل المرأة، ولكنها هي محتاجة للعمل لتكسب الرزق فالعمل لها في هذه الحالة طبيعي ومشروع. و العالم يمر بمرحلة اقتصادية ويصعب على أكثر الشباب الاستقلال بتكوين بيت و الإنفاق عليه، لذلك يحرص أكثر الشباب على الزواج من فتاة عاملة تسهم مع الرجل في تحمل أعباء ومسئوليات البيت و الأسرة.
ونصل الآن إلى عمل المرأة خارج بيتها دون حاجة زوجها و حاجتها فهل العمل جائز لها في هذه الحالة؟ و الجواب أنه إذا كان عملها سيجعلها تقصر في حق زوجها أو في حق أولادها، أو يجرها إلى اختلاط لا ضرورة فيه فإن عملها ليس مشروعا طالما ليس له ما يدعو إليه من حاجة خاصة أو عامة .
المشاكل التي تواجه المرأة العاملة :-
•ليست كل الأعمال في مستوى واحد بالنسبة للمرأة وكثير من الفتيات يدفعن أنفسهن إلى بعض كليات الجامعة باسم المجموع الذي حصلن عليه في الثانوية العامة متناسيات طبيعة المرأة، ومن ذلك أن فئة تقف خلف المحراب وتباشر بعض التجارب في الحقول والمشقة ظاهرة عليها، فعلى المرأة أن لا تنسى طبيعتها و أن تتجه إلى ألوان من التخصصات التي تناسب هذه الطبيعة.
•هناك في طريق المرأة العاملة الأولاد وهي مشكلة كبيرة و خاصة عندما تكون الزوجة بعيدة عن أمها أو أم زوجها وبذلك قد يكون عمل المرأة جناية على أولادها حيث يقضون طفولتهم مع الخدم أو في الشارع وبذلك تكون طفولة مريرة وربما أثرت على صبا الأولاد و شبابهم.
•من المشاكل التي تعانيها المرأة العاملة مشكلة " الخادمة". فالمرأة عندما تترك حاجة البيت للخادمة. فإن هذه الخادمة تدلل نفسها و تتكبر كثيرا وتسرف في أمور الطبخ و رعاية البيت إسرافا يأكل الكثير من جهد الزوجين بسبب أو بدون سبب .
مرتب الزوجة وحكم الشرع منه:-(107/138)
مرتب المرأة العاملة هل هو خالص لها أو هو حق للأسرة؟؟ في بداية الأمر علينا أن نقرر أن الحياة الزوجية ينبغي أن تشملها المحبة والإيثار. فعلى كل من الزوجين أن يسهم لتكون حياتهما سعيدة. وقد ألقى الدين الإسلامي المسئولية المالية للحياة الزوجية على الزوج، ولا تكلف الزوجة بأي مسئولية مالية.
آثار ا لعمل على المرأة:-
كان لعمل المرأة أثره النفسي والاجتماعي على ذات المرأة سواء كان الأثر سلبيا أو إيجابيا.
•أهم تحصيل على المستوى النفسي للمرأة العاملة هو تنمية الوعي الذاتي لديها وذلك يعني أنها أصبحت قادرة على إدراك قدراتها و قيمتها الحقيقة وبذلك تتخلص مما اتهمها به المجتمع من صفات الضعف و الدونية.
•أصبحت صورة المرأة الجديدة عن نفسها أكثر إشراقا وتفاؤلا وثقة بعد نجاحها في مجالات العمل وقبول المجتمع لها ولاشك أن هناك تأثير متبادل بين المجتمع و المرأة العاملة.
•أسهم عمل المرأة في شعورها بالحرية باعتبارها كائنا مستقلا منتجا وليست عالة على أحد .
إدارة العمل:
للمرأة الحق في الإسلام أن تقوم بالإصلاح الاجتماعي الذي لا يتنافى مع كرامتها، فتوجه، وتنتقد وتقدم النصيحة فتلك أمانة حملها كل مؤمن ومؤمنة، وتلك مسئولية أنيطت بكل فرد من المسلمين ذكرا أو أنثى، إن أداها خرج من العهدة الشرعية و استحق الثواب، وإن أخل و قصر في القيام بها استحق العقاب.
قال الله تعالى" المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" .
ولاية النساء على بعض الرجال – خارج نطاق الأسرة – فلم يرد ما يمنعه بل الممنوع هو ولاية المرأة العامة على الرجال.
•يجيز الإسلام للمرأة أن تلتحق بالجيش الإسلامي وتحضر الحرب لتقوم بأعمال التمريض، وتؤدي إسعاف الجرحى بسقي الماء ونحو ذلك.
تقول الربيع بن معوذ " كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى و الجرحى إلى المدينة" وقالت أم عطية الأنصارية "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم و أصنع لهم الطعام و أداوي الجرحى وأقوم على الزمنى". نعم يجوز للمرأة أن تحضر الحرب لتقوم بمثل هذه الأعمال لا لتقود الجيش، أو تدير المعركة و تضع الخطط فذلك يتطلب عقلا أوسع، وعاطفة أثبت ونفسية أصلب. أما مباشرة القتال فقد سوغ الإسلام لها ذلك بل أوجبه عليها في حالة الضرورة وهو الدفاع. أما الجهاد فقد وضعه عنها وخص به الذكور الأحرار الأقوياء القادرين. والإسلام منع المرأة من الجهاد و لم يمنعها من الأجر العظيم للمجاهد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مهنة إحداكن في بيتها تدرك جهاد المجاهدين إنشاء الله تعالى" وقال صلى الله عليه(107/139)
وسلم "المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في سبيل الله، و إن ماتت فيما بين ذلك فلها أجر الشهيد".
•القضاء
انقسم العلماء في ذلك إلى قسمين مؤيد ومعارض :
1) يشترط الإسلام في القاضي أن يكون ذكرا فلا يسمح للمرأة أن تتولى القضاء. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة". فالقضاء من أعظم أنواع الولاية، وأعظم المناصب لخطورة المسئولية، ولما يتطلبه هذا المنصب من فكر متزن، وعقل متغلب وسيطرة على العواطف، وهو لا يأتي في المرأة إلا نادرا والحكم لا يبنى على النوادر و الشواذ. أضف لذلك أن وقت المرأة الصحي لا يسمحان لها بتولي مثل هذه الوظيفة .
2) " لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" فإنها تعني أمر قيادتهم و رياستهم العامة. أما بعض الأمر فلا مانع أن يكون للمرأة ولاية فيهن مثل ولاية الفتوى أو الاجتهاد أو التعليم أو الإدارة. حتى القضاء أجازه أبو حنيفة فيما تشهد فيه، أي في غير الحدود و القصاص، مع أن فقهاء أجاز شهادتها في الحدود و القصاص .
•الحسبة
منصب من مناصب الحكم، وهي أمر بالمعروف ونهي عن المنكر و إصلاح بكافة الطرق المشروعة. وكان يشترط فيمن يتولاها أن يكون عادلا، فقيها عالما بالأحكام الشرعية، وكانت وظيفته مراقبة المكاييل و الموازين، مراقبة من تسول له نفسه الأمارة بالسوء و الغش. وقد استعملت فيها النساء، فولى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه السيدة الشفاء ولاية السوق و كانت من عقلاء النساء ومن المهاجرات. كما تولت السيدة سمراء بنت نهيك الأسدية هذا المنصب أيضا وقد أدركت الرسول صلى الله عليه وسلم و كانت تمر في الأسواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتضرب الناس على ذلك بسوط معها .
•رئاسة الدولة
كما اشترط الإسلام الذكورية في القاضي، اشترط في رئيس الدولة ذلك أيضا لما يتمتع به هذا المنصب العظيم من أهمية وخطورة.
" إن رئيس الدولة في الإسلام ليس صورة رمزية للزينة و التوقيع، وإنما هو قائد المجتمع ورأسه المفكر، ووجهه البارز، ولسانه الناطق، وله صلاحيات واسعة خطيرة الآثار والنتائج:-
فهو الذي يعلن الحرب على الأعداء، ويقود جيش الأمة في ميادين الكفاح، ويقرر السلم و المهانة، إن كانت المصلحة فيهما. أو الحرب أو الاستمرار فيها إن كانت المصلحة تقتضيها. ورئيس الدولة في الإسلام يتولى خطابة الجمعة في المسجد الجامع وإمامة الناس في الصلوات، والقضاء بين الناس في الخصومات. ومما لا ينكر أن هذه الوظائف الخطيرة لا تتفق مع تكوين المرأة النفسي و العاطفي، وبخاصة ما يتعلق بالحروب و قيادة الجيوش، فإن ذلك يقتضي من قوة الأعصاب وتغليب العقل و العاطفة و الشجاعة في خوض المعارك ورؤية الدماء .
حرية المرأة القانونية و المالية(107/140)
تمتعت المرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بحريتها القانونية إلى أبعد الحدود حتى وسع الجارية الضعيفة (بريرة) أن تعتذر إلى رسول الله صل الله عليه وسلم عن قبول شفاعته في عيد أسود كان شديد التعلق بها وذلك أن السيدة عائشة – رضي الله عنها – اشترت تلك الجارية ثم أعتقتها فخيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين ترك زوجها أو البقاء معه فآثرت أن تترك زوجها (مغيث) فهام مغيث على وجهه في سكك المدينة يبكي في لوعة على الجارية وهي تردد "لا حاجة لي فيك" فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسل فقال لبربرة " لو راجعته" فقالت " أتأمرني" قال " إنما أنا شافع" فعادت تقول "لا حاجة لي فيه" فعجب النبي للأمر وقال لعمه العباس" يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بربرة وبغضها إياه" .
وللمرأة الحرية في التصرف بأموالها كالرجل سواء بسواء. فلها أن تبيع و تشتري وتعقد الصفقات و تؤجر البيوت و ترهنها. و تقوم بالغرس و الزراعة و الفلاحة و الحصاد ولها العمل في المصانع و المعامل عند الضرورة القصوى في حدود ما يليق بها من أعمال. ولا يجوز للزوج أن يأخذ منها شيئا بغير رضاها لأنها ستتصرف بمالها كما تشاء قال الله تعالى " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا و للنساء نصيب مما اكتسبن و اسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ".
( المهر
و للمرأة نصيب من مهرها الذي يدفعه الزوج لها. ولم يكن للمرأة الحق في مهرها بالجاهلية، فقد كان مهرها لأبيها أو أخيها أو نحوه من أولياء الأمور. فقرر الإسلام أن المهر لها وحدها وليس لزوجها أو وليها سلطان عليه أو حق فيه قال الله تعالى " و آتوا النساء صدقاتهن نحلة" . و المهر واجب في كل عقد نكاح على الزوج لزوجته بمجرد عقد النكاح الصحيح إلا إن المهر ليس شرطا لصحة العقد. والحكمة من وجوب المهر في النكاح أنه شرع لإظهار شرف محل هذا العقد فهو لم يشرع بدلا كالثمن للبيع أو كالأجور.
( جهاز الزوجة
جهاز الزوجة ما تحتاج إليه في بيت الزوجية. و الزوج هو المكلف بإعداد جهاز الزوجة. ولا تلزم الزوجة بإعداد شي من ذلك من مالها الخاص لا من مهرها الذي تستلمه، ولا من غيره مما تملكه من أموال.
ويرى المالكية أن الزوجة تجهز نفسها بمهرها الذي قبضته من زوجها .
( نفقة الزوجة
قال صلى الله عليه وسل لهند زوجة أبي سفيان " خذي من مال أبي سفيان ما يفيدك وولدك بالمعروف". ولو لم تكن النفقة واجبة لما أذن لها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تأخذ من غير إذنه. و النفقة لا تقتصر على نفقة الطعام والكسوة و المسكن بل لها توابع أخرى وهي خادم الزوجة و توفير أدوات التنظيف و التطيب والزينة و الأدوية وأجرة الطبيب الذي يعالجها .
حق المرأة في الميراث(107/141)
قدر الإسلام للمرأة الحق في الميراث بعد أن كانت محرومة منه في الجاهلية وتقرر ذلك بقوله تعالى " للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا " وبذلك أصبحت المرأة ترث أباها و أخاها و ابنها و زوجها وغير هؤلاء من الأقارب.
يختلف نصيب المرأة من الميراث بحسب قرابتها من المتوفى ومن أمثل ذلك:-
(أن تأخذ البنت نصف نصيب أخيها من التركة لقوله تعالى " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" .
• فإن لم يكن لها أخ وهي مفردة أخذت نصف التركة."فإن كانت واحدة فلها النصف" .
• فإن كانت البنات أكثر من واحدة أي كن بنتين فأكثر فلهن ثلثا التركة" فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك" .
• أما الأم فقد قال الله في نصيبها "لأبويه لكل منهما السدس مما ترك إن كان له ولد" فللأب السدس و للأم السدس من تركة ابنهما إذا كان له ولد ذكر أو أنثى.
• " فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث" أي من مات ولم يكن له ولد تؤول تركته كلها إلى أبويه للأم الثلث فرضا و للأب الباقي بالتعصيب.
• "فإن كان له أخوة فلأمه السدس" أي أن المتوفى إذا لم يكن له ولد وله أخوة فإن نصيب الأم سينقص من الثلث إلى السدس.
( فإن كانت زوجة فإنها ترث ربع تركة زوجها إن لم يكن له ولد فإن كان له ولد ذكر أو أنثى ورثت ثمن التركة وسواء أكانت واحدة أم أكثر لقوله تعالى " ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين" .
ومن خلال الآيتان نلاحظ:
أن الآيتين جعلتا نصيب الذكر ضعف نصيب الأنثى بوجه عام مع بعض الاستثناء مثل تسوية الوالدين اللذين يرثان من ابنهما إذا كان له ولد ذكر حيث جعل لكل منهما السدس، ومثل تسوية الأخ و الأخت من الأم إذا ورثا أخا لهما مات كلالة أي دون أن يكون له والد ولا ولد "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة و له أخ فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث" والشركة تقتضي التسوية بينهم.
( الأمر باحترام وصية المرأة المورثة المتوفاة وإيجاب تنفيذها وتسديد ما عليها من ديون "من بعد وصية يوصين بها أو دين" . يؤكد ما وطده الشارع من شخصية المرأة وحقوقها و أهليتها للتصرف على قدم المساواة، فهي ترث كما يرث و توصي كما يوصي، وتستدين كما يستدين.
( إذا وقفنا عند الآيتين" تلك حدود الله، ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله و رسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين" وجدناهما تشددان على وجوب التزام حدود الله وطاعة الله ورسوله، وتنذران المتجاوزين لتلك الحدود، وتصفان ذلك(107/142)
عصيانا لله ورسوله، فهما موجهتان إلى كل من يتلاعب في ماله و يفضل فئة عن فئة أو ذكر عن أنثى.
( وجه العدالة في تقرير نصيب البنت:-
يزعم أعداء الإسلام أنه لم ينصف المرأة إذ لم يسو بينها وبين الرجل في الميراث وجعل نصيبها نصف نصيب الرجل. والحكمة في ذلك ظاهرة بليغة و فيها كل الحق و الإنصاف بل وربما كان فيها من الإحسان الذي فوق العدل إلا أننا تقول:
1. إن التشريع الإسلامي من وضع رب العالمين الذي خلق الرجل و المرأة و هو العليم الخبير بما يصلح شأنهم من تشريعات. وليس لله مصلحة في تمييز الرجل على المرأة، أو المرأة على الرجل" أنتم الفقراء إلى الله و الله هو الغني الحميد" .
2. إن الإسلام جعل عبء الأسرة وإنشاءها كله على الرجل و أعفى منه المرأة. فالأنثى في غالب أحوالها مضمونة النفقة في الشرع الإسلامي سواء كانت أما، أم زوجة، أم بنتا، أم أختا. وذلك بعكس الرجل المكلف دائما بالإنفاق على عليها و على الأسرة مما هو مشاهد و ممارس في مختلف الأدوار و البيئات دون استثناء. فالرجل هو الذي يدفع المهر و لا حد لأكثره ويتحمل تجهيز المنزل ونفقات الحياة .
الخاتمة
ومن خلال بحثنا عن المرأة في ظل الأفكار و النظريات المختلفة سوف لن نجد فكرا و نظرية تتسم بالصوابية والمنطقية و الاعتدال و الهادفية . إلا الفكر الذي يكون مصدره بعيدا عن التأثر بأي سبب من الأسباب المؤثرة، فلا يتأثر في حكمه و تشريعه بأي سبب من الأسباب المؤثرة بأي سبب من الأسباب أو قرابة أو مصلحة أو بيئة أو تحيز لجهة من الجهات، ليكون ذلك المصدر سليما من الخلل و الانحراف والظلم. ولابد أن يكون ذلك المصدر غنيا بشكل مطلق و بكل ما لكلمة الغنى من مفهوم وبعد ، ليس محتاجا إلى أحد، أو أي جهة من الجهات. وهذا هو الفكر الإسلامي الذي الله عزوجل هو مصدره.
وأخيرا هكذا صاغ الإسلام المرأة
بنتا تعيش الإسلام قلبا و لسانا و عملا
و زوجة تفيض عفة و إخلاصا للزوج
و أما تغرس المثل العليا في نفوس الأولاد
و أخيرا: صانعة مجتمع كريم و أمة فاضلة.
قائمة المصادر و المراجع.
• حسن، عبد الباسط. مكانة المرأة في التشريع الإسلامي. مجلة عالم الفكر، 1976.
•صالح، سعاد. من أحكام عبادات المرأة في الشريعة الإسلامية دراسة فقهية مقارنة. إصدار بيت القرآن، المنامة. 1997.
•الصالح، .صبحي. النظم الإسلامية نشأتها و تطورها. دار العلم للملايين، بيروت، 1992.
•الواعى، توفيق. النساء الداعيات. دار الوفاء للطباعة و النشر و التوزيع، المنصورة، 1993.
•الجمري، عبد الأمير. المرأة في ظل الإسلام. دار ومكتبة الهلال، بيروت، 1986.(107/143)
•الجر داوي، عبد الرؤوف. مشكلات المرأة العاملة الكويتية و الخليجية و اتجاهاتها. منشورات ذات السلاسل، الكويت، 1986.
• أبو شقة، عبد الحليم. تحرير المرأة في عصر الرسالة. دار القلم للنشر و التوزيع، الكويت، 1999.
•شلبي، أحمد. الحياة الاجتماعية في الفكر الإسلامي. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1986.
•زيدان، عبد الكريم. المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم في التشريع الإسلامي. مؤسسة الرسالة، بيروت، 1997.
هذا و الله تعالى أعلم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزواج في ظل الإسلام
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} ، {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} ، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}.
وبعد فقد اطلعت على كثير من مشاكل البيوت والأسر، وأحمد الله سبحانه إذ حقق على يدي حلولاً لكثير من المشاكل التي اعترضت بعض إخواني وأصدقائي وزملائي.
وقد رأيت أن كثيراً من هذه المشاكل هي بسبب الجهل بالقواعد والأحكام الشرعية لعقد الزواج وأنه بمجرد العلم بهذه القواعد والأحكام وتطبيقها يستقيم نظام الأسرة ويتماسك بناؤها. وكذلك وجدت أن من أسباب الخلاف والتفكك الأسري تنقسم إلى ثلاث القسمان الأول والثاني هما الجهل بالتكوين النفسي وبالخصائص الذاتية لكل من الذكر والأنثى وأن الرجل عندما يتزوج المرأة دون العلم بهذه الخصائص الذاتية وبهذه المكونات النفسية فإنما يتعامل مع المجهول، وكذلك الحال بالنسبة لإقدام المرأة على الزواج بالرجل وهي لا تعرف خصائصه الذاتية ومكوناته النفسية، ويعود القسم الثالث من أنواع المشاكل بين الزوجين إلى الجهل بالأخلاق الواجبة التي يجب أن تسود علاقات الزوجية، ومن أعجب ما رأيت في هذا الصدد أن يكون الرجل لطيفاً كريماً مع الناس جميعهم إلا مع زوجته. وأن تكون الزوجة متزنة عاقلة في تصرفاتها مع جميع من تعاشر إلا مع الزوج.
هذه هي أصول المشاكل في الأسر وقد رأيت من واجبي أن أقدم لإخواني هذه الرسالة أرجو أن يجد المتزوجون فيها ضالتهم المنشودة التي تفتح لهم آفاقاً جديدة(107/144)
من السعادة والسلام والاستقرار، وأن يجد الذين لم يتزوجوا بعد دراسة كاملة في هذا الصدد يستطيعون بها أن يؤسسوا بيوتاً ملؤها السعادة والحب.
وكنت قد نشرت هذا الكتاب في جريدة الوطن الكويتية وقد وفق الله نشره الآن في كتاب لتتم به الفا ئدة ولله الحمد أولاً وأخيراً.
ولقد حاولت -بحمد الله- ما أمكنني أن أيسر موضوع عقد الزواج لكل قارئ حتى تفهم شروط هذا العقد ومواقعه وآثاره، وذلك أني أكتب هذا الكتاب للعامة وليس للعلماء والمتخصصين. إني أكتب هذه الرسالة لإخواني وأخواتي رغبة في تمكينهم من أن يؤسسوا بيوتاً صالحة وأن يحافظوا على هذا العهد المقدس والميثاق الغليظ كما وصفه الله في كتابه: {وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً}!!. وكذلك ليحافظ المسلمون على بقاء هذا العقد لأنه آخر ما بقي بأيدينا اليوم من قوانين الإسلام وتشريعاته، وضياع هذا العقد من مجتمع المسلمين يعني ضياع آخر أحكام الشريعة الإسلامية من مجتمعنا المعاصر.
ولا شك أن معرفة العامة بهذا العقد، وصيانة أحكامه والعمل بهدي الله الذي جاء فيه صيانة عظيمة لمجتمعنا من الفساد والانحلال الذي اجتاح دول العالم شرقاً وغرباً بعد أن فرطوا في عقد الزواج فانهدم النظام الأسري وانهدمت تبعاً لذلك كافة الأخلاق والقيم.
والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب المبارك كل ناظر فيه ودارس له وأن يجعل ثوابنا عنده الجنة. {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}، والحمد لله أولاً وأخيراً.
عبدالرحمن عبدالخالق
الكويت في 17 محرم 1399هـ.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:36 PM
الزواج نعمة
امتن الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه أن خلقنا معشر الرجال والنساء من نفس واحدة. وهذه النفس الواحدة هي آدم. والمنة في هذا أن نوع الرجال ليسوا خلقاً مستقلاً وكذلك نوع النساء ليس أصل خلقهم مستقلاً فلو كان النساء خلقن في الأصل بمعزل عن الرجال كأن يكون الله قد خلقهم من عنصر آخر غير الطين مثلاً أو من الطين استقلالاً لكان هناك من التنافر والتباعد ما الله أعلم به ولكن كون حواء قد خلقت كما جاء في الحديث الصحيح من ضلع من أضلاع آدم عليه السلام كان هذا يعني أن المرأة في الأصل قطعة من الرجل، ولذلك حن الرجل إلى المرأة وحنت المرأة إلى الرجل وتجانسا: حنين الشيء إلى مادته وتجانس المادة بجنسها.
ثم كان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل التكاثر من التقاء الرجال والنساء لقاء يكون فيه الإفضاء الكامل، والالتصاق الكامل واللذة الكاملة وذلك ليحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: [النساء شقائق الرجال]، فالرجل والمرأة وجهان لعملة واحدة. أو شقان لشيء واحد.
وهذا الخلق على هذا النحو من أعظم آيات الله سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: {وهو الذي خلقكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون}.(107/145)
ولذلك أمرنا الله سبحانه وتعالى بمراعاة هذه الوحدة في الأصل عند تعامل الرجال والنساء فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}.
بل أمرنا بما هو أكبر من ذلك أن نتذكر نعمته في خلقنا على هذا النحو، وبأن خلق فينا هذا الميل من بعضنا لبعض وغرس في القلوب الحب والرحمة بين الزوجين كما قال سبحانه وتعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
وهكذا يصبح أمام المسلم أمور يجب أن يضعها نصب عينيه وهو يبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة:
أولاً: أن الرجال والنساء جنس واحد وليسوا جنسين، فأصلهم واحد وهو آدم وزوجته قطعة منه، والرجال والنساء في الأرض بعضهم من بعض لا توجد نسمة إلا وفيها جزء من الرجل وجزء من المرأة وقد تحملت المرأة في الخلق والتكاثر ما لم يتحمل الرجل حيث كان رحمها مستقراً ومستودعاً للنطفة، ومكاناً لاكتمال الخلق من البويضة النطفة إلى الطفل. وقد تحمل الرجل في مقابل ما تحملت المرأة الكدح في سبيل العيش والرعاية وبهذا توزعت الاختصاصات وتحمل كل شق من هذا الجنس الواحد جانباً من جوانب استمرار الحياة وبقاء الحضارة: تحملت المرأة وهيأها الله أن تكون مستقراً ومستودعاً للنسل حتى يخرج إلى الحياة، وأن يكون الرجل مكافحاً وعاملاً وكادحاً في سبيل الحصول على الرزق وبهذا تكتمل الصورة الواحدة.
ثانياً: أن خلق الرجال والنساء على هذا النحو من أكبر آيات الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم الأدلة على قدرته. وقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة إلى التفكير في هذا الخلق كما قال تعالى: {فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب}، والصلب في لغة العرب هو فقار الظهر (عند الرجل)، والترائب هي عظام الصدر، قال الفراء في هذه الآية (يعني صلب الرجل وترائب المرأة) والمعنى عند ذلك أنه من مجموع جسدي الرجل والمرأة بل ومن مخ عظامهما أوجدك الله أيها الإنسان. وذلك لتتم اللحمة والتعاطف والحب بين الأزواج والزوجات والآباء والأمهات والأبناء بعضهم مع بعض فمن فرق بين الذكر والأنثى لصفات الذكورة والأنوثة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لازماً لاستمرار النوع والنسل فقد فرق بين الشيء نفسه وجنسه، ومن افتعل معركة بين ذكور الجنس البشري وإناثه فإنما هو مبطل يريد هدم الكيان البشري والوصول إلى الإباحية والشيوعية الجنسية، ومن قال بما قال به الرب سبحانه من توزيع الحقوق والوجبات على الجنسين اعتباراً بالذكورة والأنوثة فقد وافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها وأراد أن يعم السلام والخير بين الرجال والنساء.
انظر إلى قوله تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، ورزقكم من الطيبات، أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون}.(107/146)
فالزوجة من النفس لأنها بضعة من الرجل، والأولاد وأولاد الأولاد من اجتماع الذكور والإناث، والراحة النفسية ومتاع الدنيا هو في الحب الحقيقي بين الزوج وزوجته وبين الأب والأم وأولادهما، وبين الأبناء وآبائهم وجدودهم، فكم يسعد الجد بأحفاده سعادة لا تعدلها سعادة الطعام الجيد والشراب اللذيذ، وصلة القرابة هذه وصلات النسب والتمتع بذلك لا يكون إلا في ظل النكاح الشرعي، وأما في أنكحة السفاح فإن أول حرمان لأصحابها هو حرمانهم من هذا الحب الشريف النقي بين الأرحام إذ مع السفاح واختلاط الأنساب لا أرحام وإنما يبغي لذة واحدة هي لذة الحيوان فهل يراد للبشر الذين كرمهم الله أن يكونوا كذلك؟..
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:37 PM
حكم الزواج في الإسلام
الزواج شرعه الله سبحانه وتعالى لبقاء النسل، ولاستمرار الخلافة في الأرض كما قال الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}، والخليفة هنا هم الإنس الذين يخلف بعضهم بعضا في عمارة هذه الأرض وسكناها بدليل قوله تعالى بعد ذلك: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، وقال تعالى أيضا: {وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض}، ولا يمكن أن نكون خلائف في الأرض إلا بنسل مستمر، وليس كل نسل مرادا لله سبحانه وتعالى ولكن الرب يريد نسلا طاهرا نظيفا، ولا يتحقق ذلك إلا بالزواج المشروع وفق حدود الله وهداه.
ولما كان الإسلام دين الفطرة، ودين الله الذي أراد عمارة الأرض على هذا النحو فإن الإسلام قد جاء بتحريم التبتل والحث على الزواج لكل قادر عليه ويدل على هذا أحاديث منها:
1- حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: [رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو آذن له لاختصينا]، والتبتل هو الانقطاع عن الزواج عبادة وتدينا وتقربا إلى الله سبحانه وتعالى بالصبر على ذلك والبعد عما في الزواج من متعة وأشغال ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى، ومعنى هذا أن هذه العبادة غير مشروعة في الإسلام. بل قد جاء حديث آخر يبين أنها مخالفة لسنة الإسلام وهديه وهو الحديث الآتي:
2- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه: أن ثلاثة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: أصلي ولا أنام، وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني] (متفق عليه). وهذا صريح في أن هذه الشريعة أعني التبتل والرهبانية ليست من دين محمد صلى الله عليه وسلم في شيء.
وقد جاءت الأحاديث التي تحث على الزواج وتبين أن الزواج عون على طاعة الله ومرضاته من ذلك:(107/147)
1- حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء] (رواه الجماعة).
وفي هذا الحديث ما يدل على أن الزواج معين على العفة وصون الجوارح عن زنا الفرج كما في الحديث:
[إن العين تزني وزناها النظر، وإن اليد تزني وزناها البطش، وإن الأذن تزني وزناها السمع، وإن الفرج يصدق هذا أو يكذبه]، وإعفاف النفس وصونها عن كل ذلك من أفضل ما تقرب به المتقربون إلى ربهم سبحانه وتعالى كما لا يخفى ما في ترك الزواج من الآثار السيئة النفسية المدمرة على كل من الرجل والمرأة وهو ما عبر عنه القرآن بالعنت حيث قال تعالى في شأن إباحة الزواج من الإماء: {ذلك لمن خشي العنت منكم}، وهو الإرهاق النفسي الذي يصاحب الكبت الجنسي.
2- ومن هذه الأحاديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم في معرض بيان ما يثاب به العبد وتكتب له به الحسنات: [وفي بضع أحدكم صدقة]، والبضع هو من المباضعة -والمباضعة: هي الجماع- قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: [أرأيتم إن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له بها أجر]، وهذا الحديث غاية في بيان المراد في هذا الصدد وأن الزواج ليس من المباح الملهي وإنما هو من المباح الذي يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى.
3- وفي قوله صلى الله عليه وسلم: [دينار تنفقه على أهلك، ودينار تنفقه على مسكين، ودينار تنفقه في سبيل الله،أعظمها أجراً الذي تنفقه على أهلك] (رواه مسلم).
وفي هذا بيان أن النفقة على الأهل أحب النفقات وأعظمها أجراً عند الله سبحانه وتعالى وبالطبع هذا كله إذا ابتغى المسلم وجه الله سبحانه وتعالى لما جاء في حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: [واعلم أنك لن تنفق نفقة صغيرة ولا كبيرة تبتغي بذلك وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك] (متفق عليه).
وقد استدل ببعض الأحاديث المتقدمة من يرى وجوب الزواج وأن من تركه مع القدرة عليه فهو آثم وهذا رأي ابن حزم وقول من أقوال الإمام ابن حنبل وعموم الفقهاء والأئمة على استحباب ذلك ولكن لا يخفى مع هذا أن من تركه زهادة فيه وهو آمن على نفسه من الفتنة وانشغالاً بأعمال أخرى من البر والدعوة والجهاد فنرجو أن لا يكون مثل هذا آثماً بتركه.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:38 PM
حكمة الزواج وأهدافه
لماذا نتزوج:
سؤال ينبغي أن يسأله كل شاب وشابة لنفسه بل كل مريد للزواج قبل أن يقدم عليه. لماذا نتزوج؟ وما الحكمة من هذا الزواج؟
وهناك أربعة حكم أو أهداف اجعلها نصب عينيك قبل أن تقدم على الزواج.
1- النسل:(107/148)
جعل الخالق سبحانه استمرار النوع الإنساني على الأرض منوطاً بالتزواج، واستمرار النوع هدف وغاية للخالق سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا عن نفسه: {الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين}، ولذلك أيضاً جعل الله سبحانه وتعالى الإضرار بالنسل من أكبر الفساد في الأرض كما قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}.
والنسل الذي يصلح لعمارة الأرض وخلافتها وسكناها هو النسل الذي يأتي بطريق نكاح لا بطريق سفاح، فالنسل السوي هو نسل النكاح. وأما نسل السفاح فهو مسخ يشوه وجه الحياة ويشيع فيها الكراهية والمقت. ولا يغيب عن بال قارئ مثقف في عصرنا ما يعانيه العالم الآن من أولاد السفاح الذين خرجوا إلى الأرض بأجسام بشرية وبنفوس حيوانية مريضة ملتوية، قد فقدت الحنان في طفولتها ولم تعرف الأرحام والأقارب فغابت عنها معاني الرحمة.
والنكاح بأصوله وحدوده وقواعده كما شرعه الله سبحانه وتعالى هو الوسيلة السليمة لاستمرار النوع الإنساني وبقائه وقد أمرنا سبحانه بابتغاء النسل عند معاشرة النساء حيث قال سبحانه: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن - علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم، فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم..} الآية، وابتغاء ما كتب الله هو طلب الولد (على وجه من وجوه التفسير لهذه الآية: {وابتغوا ما كتب الله لكم} أي من قيام رمضان فلا تنشغلوا بالمباح في ليلة من معاشرة النساء عن قيام ليلة وخاصة في العشر الأواخر كما ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعتزل نساءه فيهن) ولذلك جاء في حديث ابن عباس في الصحيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما بولد لم يضره الشيطان أبداً].
2- الإمتاع النفسي والجسدي:
يهيئ الزواج لكل من الرجال والنساء متعة من أعظم متع الدنيا وهذه المتعة تنقسم إلى قسمين: سكن وراحة نفسية، وإمتاع ولذة جسدية. قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الروم:21).
والسكن إلى المرأة يشمل سكن النفس وسكن الجسم والمودة والرحمة من أجمل المشاعر التي خلقها الله فإذا وجد ذلك كله مع الشعور بالحل والهداية إلى الفطرة ومرضاة الله سبحانه وتعالى كملت هذه المتعة ولم ينقصها شيء، وقد ساعد على ذلك بالطبع الأصل الأول للخلق، وغريزة الميل التي خلقها الله في كل من الذكر والأنثى للآخر وابتغاء هذا المتاع، والسكن بالزواج مطلوب شرعاً كما قال تعالى: {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها}، وهذا عن زينب رضي الله عنها والوطر هو حاجة الإنسان كالأرب، والاستمتاع بالنساء لا ينافي التعبد الكامل بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم سيد العابدين والمتقين يقول: [حبب إلي من دنياكم الطيب(107/149)
والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة]. فمحبة الطيب والنساء لم تمنعه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم للعالمين وأن يكون سيد العابدين المتقين، ولذلك فقد وسع الله عليه في ذلك، حيث قال: {يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..} الآية.
وبين سبحانه وتعالى أنه لا حرج ولا ضيق على النبي في هذا المباح والذي أوجب الله عليه بعضه أحياناً كما أوجب عليه أن يتزوج بزينب وأمره بذلك حيث قال: {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها..} الآية، فالآمر بالزواج هنا هو الله سبحانه وتعالى وبين أنه لا حرج عليه في هذا حيث قال: {ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً}.
والشاهد من هذا كله أن متع الزواج الحسية والنفسية من خير ما خلق الله من متاع لعباده في الدنيا، وابتغاء هذا المتاع وفق تشريع الله وهديه من الأسباب التي توصل إلى مرضاة الله سبحانه.
3- بلوغ الكمال الإنساني:
الحكمة الثالثة من حكم الزواج هي بلوغ الكمال الإنساني فالرجل لا يبلغ كماله الإنساني إلا في ظل الزواج الشرعي الذي يتوزع فيه الحقوق والواجبات توزيعاً ربانياً قائماً على العدل والإحسان والرحمة لا توزيعاً عشوائياً قائماً على الأثرة وحب الذات وافتعال المعارك بين الرجال والنساء وأخذ الحقوق والتنصل من الواجبات بالشد والجذب والتصويت في (البرلمانات).
فالمتع الجسدية والنفسية تعمل عملها في نفس الإنسان وفكره وقواه النفسية والبدنية فيشعر بالرضا والسعادة والراحة النفسية والجسدية حيث تتصرف طاقته وغريزته بأنظف الطرق وأطهرها وحيث ينشأ بين الزوجين الوفاء والحب الحقيقي القائم على الود والرحمة والمشاركة، لا ذلك الميل الحيواني القائم على تفريغ الشهوة وبلوغ اللذة دون وجود الوفاء والرحمة. فمشاعر الزناة والزواني لا يمكن أن تكون كمشاعر الأزواج والزوجات فالأولى مشاعر حيوانية شهوانية حدها محدود بوجود هذه اللذائذ الحسية ومنته بانتهائها، ولا يمكن أن يكون فيها ومعها أي شعور بالاحترام والود والوفاء بل على العكس من ذلك، هناك شعور بالاحتقار والازدراء والامتهان احتقار الزواني لمن وافقته على عمله الخبيث، واحتقار الزانية لمن استغل حاجتها أو جمالها أو ضعفها الأنثوي وميلها الطبيعي. ولذلك فمشاعر الزناة والزواني متضاربة، ساقطة، ومشاعر الأزواج منسجمة سامية، وتلك المشاعر تولد العقد النفسية والانحلال الخلقي وضعف الوازع وهوان النفس، وأما مشاعر الأزواج النظيفة فإنها تورث الحب والرحمة وسمو النفس وحياة الضمير والقلب، وباختصار مشاعر الأزواج بناء ومشاعر الزناة والزواني مشاعر هدم. ولذلك سمى الزواج في الإسلام بناء. حيث إنه بناء نفسين وبناء أسرة.(107/150)
ولذا فأبعد الناس عن الأمراض النفسية والعصبية هم أهل الاستقامة في هذا الشأن وأقرب الناس إلى الأمراض النفسية والعقد والامتهان هم أهل الانحراف والفساد.
ولذلك فالمجتمع السليم في أفراده ذكوراً وإناثاً هو مجتمع الزواج الشرعي، وبغير ذلك مجتمع الخنا والانحراف.
وتوزيع المسؤوليات في الزواج ينمي قدرة الرجل على القيام بالواجب ويجعل له هدفاً سامياً في الحياة وهو إسعاد زوجته أو حمايتها والسعي في سبيل أبنائه وذريته. وبالمسئوليات يتربى الرجال وكذلك بالمسئوليات الملقاة على الزوجة نحو الزوج تكمل شخصية المرأة. وقد دلت الإحصائيات الحديثة على أن المرأة لا تكمل نفسياً وجسدياً وعقلياً أيضاً إلا بعد المولود الثالث فإذا كانت هذه الزوجة التي رزقت بأولاد ثلاثة في ظل أسرة متماسكة وفي ظل تربية سليمة وأهداف نبيلة بلغت المرأة كمالها الإنساني الذي قدره الله لها. وبهذا نفسر التمزق والطيش وضعف الوازع والرغبة في الهدم التي تسيطر على العوانس ممن حرمن نعمة الزواج والأولاد ولذلك جاء الإسلام بالقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة فأمر المسلمين أمراً لازماً بتزويج العوانس والأرامل حيث قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله..} الآيات. والأيامى جمع أيم، والأيم هي التي مات زوجها، والأمر هنا للمسلمين عامة وأولي الأمر خاصة. فالعنوسة وكثرة الأيامى التي لا يتزوجن من أكبر مشكلات المجتمع - والشاهد أن المرأة التي حرمت نعمة الزواج أو حرمت نعمة الأولاد امرأة ناقصة خلقياً وفكرياً وعقلياً، وإن كان هذا أحياناً بظلم المجتمع. ولست بصدد البحث عن أسباب ذلك، ولكننا بصدد البحث في نتائج ذلك. والخلاصة أن الرجل لا يكمل عقله وتستقر نفسه إلا في ظل الزواج وكذلك الحال بالنسبة للمرأة.
4- التعاون على بناء هذه الحياة:
هذه الحياة التي نعيشها على ظهر هذه الأرض تفرض علينا أن نعيش في مجتمع، والمجتمع بناء كبير يتكون من لبنات. والوحدة الأولى من وحدات هذا المجتمع هو الفرد رجلاً كان أم امرأة. والرجل والمرأة مستقلاً كلاً منهما عن الآخر لا يستطيع أي منهما العيش، بل كل منهما محتاج للآخر حاجة شق النواة للشق الثاني بل حاجة الشيء إلى نفسه، ولذلك لا يمكن أن نبني مجتمعاً سليماً إلا بتكوين لبنة سليمة، ولا نستطيع أن نقول إن الرجل بنفسه لبنة واحدة ولذلك كانت الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع السليم، وبتعاون الزوجين تبنى الحياة، ولذلك فعقد الزواج يشابه عقود الشركة من هذا الوجه. أعني المشاركة في بناء الحياة وتحمل أعبائها.
هذه أهداف أربعة اجعلها أمامك: النسل، والاستمتاع، وبلوغ الكمال الإنساني، والمشاركة لبناء الحياة.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:39 PM
كيف تختار شريك الحياة؟!
عرفنا مما سبق أنه يجب علينا أن نضع أربعة أهداف أمامنا ليكون زواجنا كاملاً وهذه الأهداف الأربعة هي: النسل، والإمتاع النفسي والجسدي، وبلوغ الكمال الإنساني، والتعاون على بناء الحياة، هذه الأهداف الأربعة قد نصل إليها جميعها وقد(107/151)
نحرم بعضها إما بشيء خارج عن إرادة الزوجين كالنسل وذلك أن العقم يعود غالباً إلى أسباب خلقية (بفتح الخاء وتسكين اللام) كما قال تعالى: {ويجعل من يشاء عقيماً}، وقد يعود التقصير في بلوغ الأهداف السابقة إلى أسباب من فعلنا كسوء الاختيار والانحراف الخلقي والجهل بطبيعة الحياة الزوجية.. الخ وهذا ما نحن بصدد بيان السبل التي تساعدنا على تجنبه.
أول ما يجب على كل من الرجل والمرأة معرفته هو مناط الاختيار. أعني ما الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة حتى يرغب الرجل في الزواج بها؟ وما الصفات التي يجب أن يتحلى بها الرجل حتى ترغب المرأة في الزواج منه؟ وفيما يلي بعض صفات هي مناط الاختيار عند الناس جميعاً سنورد بحول الله كل صفة مبينين القيمة الحقيقية لها وأثرها في الحياة الزوجية.
أولاً: الأصل أو المعدن أو الأرومة:
لو نظرت إلى مجموعة مختارة من جميع أجناس الأرض وأشكالها لوجدت أنهم يختلفون في مظهرهم وخلقتهم اختلافاً بيناً فهناك الطويل والقصير والألوان على اختلاف درجاتها من الأسود والأبيض والأصفر.. وهناك اختلاف الأشكال والملامح والقسمات.. بل ليس هناك إنسان في الأرض يشبه إنساناً آخر من كل وجه بل لا بد أن يكون هناك اختلاف ما، ولذلك لا تشبه بصمة أصبع بصمة أخرى أبداً.
وهذا الاختلاف الظاهري الشكلي يبدو تافهاً جداً وقليلاً جداً إذا قارناه بالاختلاف النفسي والخلقي فنفوس الناس وصفاتهم الداخلية الخلقية تختلف اختلافاً عظيماً جداً. وأصدق وصف لاختلاف الناس هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [الناس معادن كمعادن الذهب والفضة وخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا]، وفي الحديث فوائد عظيمة جداً أهمها: أن كرم الأصل في الجاهلية يساعد على التحلي الكامل بأخلاق الإسلام والقيام بتعاليمه. فالإنسان (خامة) منها النوع الجيد جداً الذي يتشكل بسهول ومن الناس خامات رديئة كالفضة المغشوشة أو المعدن المخلوط الذي لا يصلح مهما حاولت صناعته لشيء. وهناك فارق عظيم بين كرم الأصل، ونقاوته وشهرة العائلة والقبيلة فقد يشتهر غير الكرام وإنما المقصود المعدن البشري. والحق إن معرفة معادن الناس شيء عسير جداً ولا يفهمه إلا صيرفي ماهر، وهذا لا يستطيعه كل الناس ولكن الضابط في هذا هو اشتهار الناس بأخلاق معينة وصفات معروفة، قد تكون هذه الشهرة مبنية على معرفة حقيقية وحوادث ووقائع تفيد العلم اليقيني، وقد تكون مبنية على دعايات وإشاعات كاذبة. فالناس يقولون هؤلاء القوم كرماء شجعان، وأولئك بخلاء جبناء، وهؤلاء القوم تغلبهم نساؤهم، وأولئك يهينون زوجاتهم، وهؤلاء القوم نساؤهم عفيفات محصنات وأولئك نساؤهم مستهترات خليعات وهكذا. المهم أن أخلاق الشعوب والقبائل والفصائل مختلفة متباينة ولذلك وجب علينا النظر في أصول الناس قبل الإقدام على الزواج. وهذه القاعدة بالطبع قاعدة أغلبية وليست قاعدة كلية حتمية فقد يوجد الشجاع من القوم الجبناء، وقد توجد العفيفة المحصنة في القوم الذين لا يأبهون لميل نسائهم وانحراف رجالهم وعلى كل حال فالنظر في الأصول أمر دقيق جليل، ولا(107/152)
يجوز أن نأخذه على وجه العصبية والجاهلية وإنما يجب أن نأخذه على الأمر بحسن الاختيار، فبعض الشعوب وبعض القبائل يرفعون أنفسهم ويتعصبون لها على
وجه التعصب والجهل والجاهلية ويمنعون أنفسهم ونساءهم من زواج الآخرين على زعم أنهم خير منهم وقد يكون عند الآخرين من الصفات النفسية والخلقية الطيبة ما ليس عند أولئك.
فنظرنا نحو الأصل يجب أن يكون هو النظر نحو (الخامة) والمعدن: الخامة التي تتوافر فيها الصفات الإنسانية الطيبة. باختصار يجب أن يبحث الرجل عن المرأة (الإنسان) ويجب أن تبحث المرأة عن الرجل (الإنسان). انظر عندما خطب أبو طلحة وهو مشرك كافر امرأة من المسلمين هي أم سليم قالت له: (يا أبا طلحة والله ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة ولا تحل لي فإن تسلم فهو مهري!!). فقول هذه المرأة الفقيهة: (والله ما مثلك يرد) معناه أن الرجل فيه الصفات الإنسانية التي تطمح المرأة في وجودها في الرجل ولكن منعها من الموافقة كفر. باختصار ليكون بحثنا أولاً عن الإنسان.
ثانياً: الدين:
الدين هو المنهاج الرباني الذي أنزل ليجعل من الإنسان إنساناً كاملاً في صفاته وأخلاقه وليجعل معاملته وتصرفاته في هذه الدنيا على أكمل الوجوه التي تحقق العدل والسعادة، وهذا الدين إذا التقى مع المعدن الإنساني الطيب ووافق القبول صنع الأعاجيب ولكنه إذا صادف المعدن الهش المغشوش صنع في صاحبه بالقدر الذي يحتمله ويطيقه إذا توفر القبول أيضاً.
والتدين الحقيقي شيء خفي لأن حقيقة الدين تتعلق بالقلوب أعظم مما تعلق بالظواهر دلالات وعلامات على الدين ولكنها ليست دلالات ظنية فليس كل من أعفى لحيته، وقص شاربه، ووقف في صفوف الصلاة مع المسلمين كان متديناً مؤمناً بل هذه ظواهر قد تدل على هذا وقد يكون هذا نوعاً من النفاق والمجاراة والاعتياد لا يغني قليلاً أو كثيراً في حقيقة الدين.
وكذلك بالنسبة للمرأة أيضاً فمع أن الحجاب فريضة إسلامية وظاهره يدل على الصلاح والدين والفقه إلا أنه ليس دليلاً قطعياً على ذلك ولكنه ظاهر فقط قد يكون نوعاً من النفاق والمجاراة والعادة أيضاً. والذي نعنيه هنا في اختيار الزوج الصالح والزوجة الصالحة البحث عن الدين الحقيقي أو كما قلنا آنفاً الدين الحقيقي لا يعمل على وجه القطع ولكن بغلبة الظن، وأداء الشعائر والحفاظ عليها قرائن ظاهرية إذ ضممنا بعضها إلى بعض قد نحصل على نتيجة حقيقية. وهذا أقوله حتى لا يتعثر بعض الشباب بالقشرة الخارجية لبعض الفتيات، ولا تتعثر أيضاً بعض الفتيات الطيبات الصالحات بالقشور الخارجية لبعض الرجال.
ولذلك كان سؤال عمر بن الخطاب عن الرجال هو التعامل بالدينار والدرهم. فقد سأل رجلاً فقال: هل تعرف فلاناً؟ قال: نعم. قال: هل عاملته بالدينار والدرهم؟ قال: لا. قال: إذن لا تعرفه. فمعرفة الدين الحقيقي لا يكون إلا بالمواقف والتعامل ومن أحرج المواقف التي تظهر الرجال المعاملة بالدينار والدرهم لأن النفوس مجبولة على حب المال فإذا تغلب الدين ومراقبة الله على النفس في هذه القضية دل هذا على(107/153)
وجود الدين. ولذلك يجب علينا في البحث عن الزواج أن نبحث عن حقيقة الدين وأن نأخذ من مجموع التصرفات والمعاملات هدايا ومرشدا إلى معرفة دين الرجل والمرأة.
ثالثاً: الحب:
يعلق كثير من راغبي الزواج أهمية بالغة على وجود الحب قبل الزواج. ويجعله بعضهم شرطاً أساسياً للزواج الناجح ويصمون الزواج الذي يعقد قبل الحب، بالفشل. وهذا الكلام يصدر عن هوى أو عن جهل بحقائق الزواج، وطبيعة الحياة بين الرجل والمرأة.
ويختلف مفهوم الناس لكلمة الحب اختلافاً كبيراً فبينما تصدق هذه الكلمة على ميل القلب الفطري والغريزي والمكتسب نحو شيء ما كحب الأبناء لآبائهم والعكس وميل الرجل الغريزي نحو المرأة والعكس، وكذلك على ميل الإنسان لبعض المحبوبات من المطعومات والملبوسات والمرئيات. أقول بينما تطلق اللفظة في اللغة على ميل القلب وراحته إلى شيء ما فإن هذه اللفظة تستعمل خطأ على الممارسات (الجنسية) خاصة بين الرجل والمرأة وخاصة في مجال العلاقات الآثمة وهذا منتهى الإفساد لهذه الكلمة الطيبة والتبديل لمعناها، فالاسم الصحيح للعلاقات الآثمة هو الزنا والبغاء. ووضع الكلمات الطاهرة الطيبة على المعاني الفاسدة يفسد اللغة والذوق وكذلك يهدم الدين والأخلاق ولذلك فإننا نرى أنه لا يجوز استعمال هذه اللفظة (الحب) إلا في معناها الصحيح.
والذين يسعون قبل عقد العقد الشرعي، والخطبة الشرعية إلى الحصول على الحب بمعناه الفاسد إنما يكتبون بأيديهم فساد حياتهم الزوجية ويهدمون أهم عامل من عوامل الحب الحقيقي بين الزوجين وهو الوفاء والإخلاص (وقد تكلمنا عن هذا مفصلاً في بحث البكارة).
ولا يتصور وجود الوفاء والإخلاص إلا بالطهارة والاستقامة الخلقية قبل الزواج وبعده.
بخلاف ذلك فالمرأة تسعد وتحب أن تكون مأخوذة ومحبوبة والرجل يجد سعادة فائقة إذا كان عند زوجته هو الرجل الوحيد في الدنيا، وأنه لا رجل غيره.. وما زال ولن يزال الرجل يتألم وتجرح كبرياؤه لو مدحت امرأته رجلاً غيره أو حتى استظرفت غيره أو استحسنت منه شيئاً.. والمعرفة الواسعة للرجل بالمرأة التي يريد الزواج بها وكذلك معرفة الفتاة معرفة كاملة أو شبه كاملة بالرجل الذي تريد الزواج به يفقد الزواج أحلى قضية فيه وهو هذا الاضطراب والخوف اللذيذ من ملاقاة المجهول فبالرغم من أن الإسلام أوجب على الرجل النظر إلى المرأة قبل الزواج وجعل رضا المرأة شرطاً في صحة العقد فإن النظر والرضا لا يعني أكثر من الاطمئنان إلى (الشكل) المطلوب، ويبقى الموضوع شيئاً آخر تماماً، والذين يريدون معرفة المرأة معرفة تامة قبل الزواج إنما يفرغون الزواج من معناه الحقيقي.
وباختصار يجب أن نفهم الحب بمعناه الحقيقي لغة وشرعاً، ويجب أن نبني البيوت على الحقائق لا على الأوهام والأماني التي يمني كل من الراغبين في الزواج بها أحدهما الآخر. ولا بأس بتاتاً أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها(107/154)
وأخلاقها وشمائلها وكذلك لا تعجب إذا أحبت امرأة رجلاً شاهدت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزواج منه. ولكن لا يجوز بتاتاً -إذا أردنا زوجاً سليماً صحيحاً- أن تكون هناك ثمة علاقة بين رجل وامرأة يريدان الزواج أكثر من معرفة الصفات الحقيقية التي سيبني عليها الزواج، والعلاقات الآثمة التي تسبق الزواج ستكون حتماً هي العامل الأول في هدم السعادة الزوجية.
ويحسن هنا أن نشير إلى أن عقد الزواج الشرعي وإن كان يبيح للرجل الاستمتاع الكامل بزوجته فإنه لا يحسن هذا قبل إعلان (الدخول) الشرعي لما يترتب على هذا الإعلان من حقوق شرعية لكل من الرجل والمرأة سيأتي تفصيلها في مكانها من هذا البحث إن شاء الله تعالى.
والحب الكامل بين رجل وامرأة لا يمكن تصوره إلا بعد الزواج حيث تتاح الفرصة للمنافع المتبادلة ولترجمة الإخلاص والوفاء والتفاني في خدمة الغير إلى واقع فعلي. وأما قبل الزواج فإن الحب غالباً لا يكون إلا مجرد الميل الغريزي بين الرجل والمرأة، وقد يزيد من إشعال هذا الحب تلك الأماني الجميلة والأحلام المعسولة التي يمطر بها القادمان على الزوج أحدهما الآخر فأحلام اليقظة وبناء الآمال العريضة وإظهار التفاني والإخلاص الذي يقدمه كل من الرجل للمرأة والمرأة للرجل قبل الزواج تشعل الحب وتؤكد ميل القلب ولكن حرارة الحياة وجديتها ورتابة الحياة الزوجية وطول الألف والعشرة تهدم هذه الآمال والأحلام إذا لم يكن عند الزوجين المفهوم الصحيح لمعنى الحياة الزوجية، ولذلك يفاجأ كثيراً من الأزواج (الواقع المر) بعد دخول الحياة الزوجية ويرون تبدلاً عظيماً في أخلاق شريكة الحياة وقد يسأل كل منهما نفسه: هل هذا حقاً هو الإنسان الذي عرفته قبل الزواج؟! وذلك أنهم بنوا حياتهم على الأحلام والأماني لا على الواقع، ولذلك فالتعويل على هذه الأحلام هو من الغباء، والمجتمع المختلط قد يسر لكل من الرجل والمرأة التعرف والتقلب والصحبة والزمالة، ويسر أيضاً الخلوة الفاحشة، ولقد كانت ضريبة هذا هو النفور من الزواج وهدم الحياة الزوجية الحقيقية ففي الإحصائيات التي أخذت على طلاب بعض الجامعات ثبت أن أكثر من 90 بالمائة منهم لا يفكرون بتاتاً في زواج زميلة له في الجامعة وذلك أن الاختلاط الكامل بين الطلاب أفقد المرأة أخص صفاتها وأحظاها عند الرجل وهو شعور الرجل أنه قد فاز بشيء عزيز مكنون. ومهما قيل عن هذا الشعور بأنه بدائي أو أنه شعور بالامتلاك والمرأة ليست سلعة و.. و.. الخ. فإن الحقيقة أن الرجل بفطرته ما زال يشترط في المرأة أن تكون متاعاً خاصاً به وحده وأن تكون خالصة له من دون الناس.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:40 PM
رابعاً: المال والغنى:
من الصفات التي لا غنى عنها مطلقاً، ولا اختلاف عليها بين الناس هو اشتراط الغنى في المتقدم للزواج، وأقل الغنى هو الكفاف والقيام بواجبات الزوجية. وقد فسر العلماء حديث الرسول: [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..] الحديث. أن المقصود بالباءة هو نفقات الزواج وإمكان إعاشة الرجل للمرأة. والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمرار قدرة الرجل على الإنفاق.(107/155)
ولكن الناس ينظرون في الرجل الآن إلى كثرة المال لا مجرد الكفاف والغنى عن الناس وذلك بعد تعاظم الحياة المادية، وانفتاح الأساليب المذهلة للاستمتاع بالحياة واقتناء الزينة التي لا تقف عند حد في أثمانها أو أشكالها.. والمسلمون فقط من يسألون عن طالب الزواج الغني كيف اكتسب ماله؟.
وذلك بعد أن فسدت وسائل الكسب في العصر الراهن وأصبحت المقامرات والرياء وبيع الأعراض والذمم والرشاوي من أعظم وسائل الكسب في هذه الجاهلية الحديثة. ولا شك أن كل فتاة تريد السعادة الحقيقية يجب أن تعلم من أين اكتسب المتقدم للزواج بها ماله. فالرجل الشريف العفيف نظيف اليد هو أولى الناس بأن يؤسس بيتاً قائماً على الاستقرار والسعادة، وأصحاب الدخول والأموال القذرة يتعاملون مع زوجاتهم بنفس تعاملهم مع الدينار والدرهم ويقدرونهم بقدر منافعهم المادية فقط. باختصار تصبح المرأة عندهم كالسلعة تماماً. تفقد قيمتها بالقدم (وبروز الموديل الجديد) وبنضوب المنافع المادية وقد كان من علامات الشرف (علو المكانة والمنزلة) في الجاهلية القديمة الكسب.
وذلك أن المتكسب المكافح العامل لا يقارن مطلقاً مع العاجز الكسول العالة على غيره. ولذلك كان من أقسى أنواع الذم في الجاهلية هذا السب:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
أي المطعوم المكسو. وقد أتلفت الحياة الحاضرة قيمة الإنسان الحقيقية وذلك بالتوظيف الحكومي. فالوظائف الحكومية الهرمية والتي يراعي فيها كثيراً الغش والنفاق والمحسوبية، رفعت أناساً يستحقون الوضع، ووضعت أناساً يستحقون الرفعة، وأصبحت السمة الغالبة أن نرى كل إنسان في غير موضعه بل لا نكاد أن نرى إنساناً في موضعه الصحيح من هذا الهرم الوظيفي المغشوش.
ولذلك فالتعويل على معرفة القيمة الحقيقية للإنسان من خلال الحسب والمال أصبحت لاغية تماماً في عصر اختلطت فيه موازين الكسب والتوظيف، ومع ذلك لن نعدم أيضاً التقييم الحقيقي للرجال الذين يلتزمون بالعفاف وطهارة اليد.
وليس اشتراط الغنى بالنسبة للمرأة مطلوباً على النحو الذي يطالب به الرجل وخاصة في المجتمعات التي يستطيع الرجال أن يكسبوا ما يكفيهم بسهولة ويسر، ولكن في المجتمعات الفقيرة، حيث يصبح عمل المرأة وكسبها ومالها جزءاً أساسياً للمعيشة أصبحت المرأة مطالبة بالمشاركة والمساهمة اللازمة في نفقات العيش.. وهذا من أعظم فساد الحياة ومن أعظم البلاء الذي وفد إلينا من الحضارة الغربية المادية، وبذلك أصبح أمام المرأة عبئان: عبء الحمل والولادة وتربية الأولاد والعناية بشئون المنزل، وعبء الخروج للتكسب والإنفاق. والعجيب أن الذين يؤيدون خروج المرأة للعمل خارج البيت ليسوا قطعاً من الأمهات الذين لهم بيوت آمنة مستقرة وأولاد وإنما هم في جميع بقاع العالم إما أن يكن زوجات فاشلات أو عوانس مغبونات، وأما الأمهات الحقيقيات والزوجات الناجحات في كل بقاع العالم فيصرخن بأعلى أصواتهن أنه من الظلم للمرأة أن تطالب بوظيفتين وظيفة الفطرة (الحمل والإرضاع والتربية) ووظيفة المجتمع الظالم والقوانين الجائرة (المساهمة في نفقات الأسرة وما يسمى ببناء المجتمع الاقتصادي) وبالطبع فالرجال الذين لا(107/156)
يتسمون بالإنصاف والخلق يجادلون في خروج المرأة للعمل لمرض قلوبهم وإرضاء شهواتهم لا لنفع المرأة ونهضة المجتمع.
ولكن المشكلة الحقيقية في كل ذلك أن المجتمعات التي قطعت شوطاً بعيداً وراء الحضارة المادية قد جعلت خروج المرأة للعمل ضرورة حتمية أمام من يريد الزواج وذلك أن نفقات السكن والمعيشة لا يكفي لها راتب الزوج في المعتاد، وبذلك أصبح الشاب في خيار أن يستمر بلا زواج سنوات طويلة أو يعيش بما لا يتلاءم مع وضعه الاجتماعي والأخلاقي ويتزوج أو أن يتزوج من امرأة عاملة أو موظفة.
والذين يغامرون أو يغرون ويتزوجون من امرأة موظفة أو عاملة فهم يغامرون بسعادتهم واستقرار أسرهم، فالمرأة التي تدفع من راتبها على زوجها وأولادها لا يمكن أن تكون زوجة كاملة مطلقاً اللهم إلا إذا تحلت بأخلاق هائلة من الكرم وضبط النفس وعدم المن بالفضل، وهي صفات نادرة جداً في هذه الأيام. وعلى كل حال ليعلم الرجال الذين يمدون أيديهم لزوجاتهم أن هذا يجب أن يكون عن طيب نفس تماماً، وليحذر أن يكون هذا وسيلة من وسائل الاستذلال مستقبلاً. وقد عرفت عشرات الحالات لإخوان وأصدقاء كثيرين فشلت حياتهم الزوجية بسبب عمل وكسب زوجاتهم. هذا عدا المتاعب الهائلة التي تسببها امرأة عاملة منهكة لزوجها وأسرتها وذلك بما تلقيه في بيتها من هموم العمل ومتاعبه ومشكلاته. ولا يمكن أن نتصور بتاتاً كيف يمكن أن يكون هناك أسرة سعيدة حقاً في ظلال امرأة عاملة منهكة.
وأما الغنى الوراثي أو الذي حازته بغير طريق العمل اليومي فهو من المغريات لكثير من الرجال الذين يريدون الثروة السهلة الميسرة.. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك من أسباب طمع الرجال في النساء كما قال: [تنكح المرأة لأربع]، وعد من ذلك المال فيجب أن نعلم أيضاً أن هذا المال لا يجوز أن يكون مسوغاً للزواج بالمرأة إلا إذا كان في يد امرأة عفيفة كريمة النفس تنفق منه على بيتها ولا تمن بإنفاقها. هذا إذا كان الرجل راغباً في الزواج بالمرأة الغنية لا لأجل مالها فقط. أما إذا كان لا رغبة له إلا المال فقط وقد عبر إلى هذا المال بطريق الزواج فهذا شأن آخر. وما أظن أن عقد الزواج بهذه النية يكون صحيحاً مشروعاً، ولعل هذا أشبه بالنصب والاحتيال. وتحتاج المرأة الغنية أيضاً التي تريد الزواج إلى أن تتريث طويلاً في قبول المتقدم لها حتى تتحقق أنه يريد من الزواج أموراً أخرى غير ثروتها وغناها.
خامساً: الأخلاق:
عرفنا أننا يجب أن نبحث قبل الزواج عن (المعدن) النقي للإنسان وهذا المعدن صناعة إلهية ليست كسبية كما جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لزيد الخير: [إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة]، قال: يا رسول الله خصلتان جبلت عليهما أم تخلقت بهما؟ قال: [بل جبلت عليهما..] الحديث. وهذا يعني أن هذا الصحابي قد خلق حليماً متأنياً قبل أن يكون مسلماً وهذه المعادن البشرية تتفاوت نقاوة وجودة. ثم الدين وعرفنا أن المقصود بالدين حقيقة الدين لا(107/157)
ظاهره فقط والدين عاصم من الظلم والانحراف ومقيم للزوجين -إن أقاماه- على سنن الخير والسعادة والصلاح.
وإذا اجتمعت هاتان الصفتان في رجل أو امرأة صنعت الأعاجيب فنقاوة المعدن إذا صادفت فقه الدين وتشربت أحكامه أخرج هذا ثماراً طيبة من الخلق الكامل والعفة والطهارة والاتزان والصدق والوفاء والتفاني في خدمة الآخرين والاعتراف بالجميل. وهذه الصفات كلها صفات لازمة ضرورية في الزوجين لكل زواج ناجح، وذلك أن الشذوذ والانحراف أو التقلب والتذبذب أو الجحود ونكران الجميل أو الكذب أو التعالي.. واحدة من هذه الصفات في أحد الزوجين كافية لهدم السعادة الزوجية ومورثة للشقاء والهموم، ونحن نكشف عن طبيعة معدن الإنسان (رجلاً كان أو امرأة) وطبيعة دينه بمعرفة هذه الأخلاق؛ فالأخلاق الطيبة هي نتاج طيب للمعدن الطيب والدين الصحيح السليم، وأما الأخلاق الخبيثة فهي أيضاً نتاج خبيث للمعدن الخبيث والدين الكاذب أو الدين الباطل. ولهذا قال تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك}. فعلى تفسير النكاح هنا بالزواج يكون المعنى لا يرغب في الزواج ممن اشتهرت بالزنا إلا مثيلها في هذا الخلق الذميم أو مشرك لا يقيم وزناً للأخلاق، وكذلك العكس لا ترغب المرأة في الزواج من رجل اشتهر بالفسق والفجور إلا أن تكون على شاكلته أو تكون مشركة لا دين يردعها عن مثل هذا النكاح. وأعم من هذه الآية قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}. والآية على تفسير الطيبات والخبيثات بالزوجات، وعلى تفسير الطيبين والخبيثين بالأزواج، والخبث والطيبة هنا أوصاف للأخلاق الذميمة والطيبة وهذه الأخلاق كما أسلفنا القول ثمار للمعدن والدين.
سادساً: الجمال:
الجمال هو الصفة التي يبحث عنها كل من الرجل والمرأة عند الآخر. وهذه الصفة الظاهرية لها أثر عجيب في دوام العشرة وبقاء الألفة وبالرغم من أن الإنسان من حيث هو إنسان مخلوق في أحسن تقويم فإن التفاضل بين البشر في هذه الصفة متفاوت لدرجة كبيرة جداً.
ومع أن الناس أيضاً يتفقون على خطوط رئيسية للجمال إلا أنهم يختلفون أيضاً في الحكم على تفصيلاته وتفريعاته ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل]. وترك النبي صلوات الله وسلامه عليه مسألة ما يدعو الرجل إلى الزواج من امرأة متروكاً إلى الشخص.
ولقد شدد النبي في هذه الناحية أعني اشتراط الجمال أو على الأقل اشتراط القبول لشكل المرأة ووجهها فقد جاء في الحديث الصحيح أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه خطب امرأة من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [هل نظرت إليها؟] قال: لا. قال: [اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما]. وهذا أمر يقتضي الوجوب في الحديث الآخر إذا خطب أحدكم امرأة فلينظر إليها ومعلوم أن النظر هنا بحث عن الجمال والشكل. وليس عيباً ولا منافيا للدين والخلق والإحسان(107/158)
أن يرغب رجل عن زواج امرأة لأنها دميمة فقد جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: إني أهب لك نفسي فرفع إليها نظره ثم ألقاه إلى الأرض وسكت ورغب النبي عن نكاحها لأنها لم تكن جميلة.. حتى أنه قام صحابي بجوار النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها.. فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم إياها على أن يعلمها سوراً من القرآن وكذلك ليس منافياً للدين والإحسان والخلق الكامل أن يشاهد رجل امرأة جميلة فيرغب في الزواج منها لذلك، وقد فعل هذا سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه فما تزوج جويرية بنت الحارث رضي الله عنها إلا لملاحتها وجمالها بعد أن رآها في السبي وكان زواجه منها خيراً عميماً على أهلها جميعاً. وما يريده الرجل في المرآة تريده أيضاً المرأة في الرجل وإن كانت المرأة بوجه عام مطلوبة لا طالبة إلا أنها أيضاً تنتظر أن يتقدم إليها الوسيم الجميل ولا ينافي الخلق الطيب والاستقامة للمرأة المسلمة أن ترفض رجلاً ليس بجميل وإن كان على دين وخلق، وقد فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قيس بن شماس وزوجته لأنها كرهته لدمامته، وكذلك لا ينافي تقواها ودينها أن تطلب وترجو أن يتقدم إليها الوسيم الجميل.
وهذا الذي قدمنا بأدلته نسوقه للذين يظنون أن الدين لا يقيم اعتباراً لهذه القضية التي يظنونها من نتاج الفكر المادي وأهل الشهوات والدنيا. وهذا الفهم فهم خاطئ سخيف لأحكام الدين في هذه القضية.
ومع ذلك يجب علينا أن نضع قضية الجمال مكانها من حيث مجموع الصفات المثالية التي يبحث عن توفرها في الزوج الصالح والزوجة الصالحة، فالجمال حقاً شكل وظاهر ومع ذلك فهو مراد ومطلوب ومحبوب ومرغوب ديناً وطبعاً وإن كان الجمال في ذاته صفة وهبية من الخالق سبحانه وتعالى ولا كسب للإنسان غالباً فيه ولكننا أيضاً شرعاً وديناً في حرية وإباحة للتخير والمفاضلة وهذا من رحمة الله وتوفيقه. ولكن المنهي عنه شرعاً أن تغلب هذا الظاهر على الجوهر الأساسي للإنسان من الأصل والدين. بل يجب علينا أن نضع الجمال في المستوى والحد اللائق به والمتناسب مع الصفات العامة التي يجب علينا مراعاتها في اختيار شريك الحياة.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:41 PM
سابعاً: البكارة:
البكارة من (الصفات) المحببة في الزواج لدى الرجل والمرأة (يقال رجل بكر وامرأة بكر أي لم يسبق لهما زواج). وهذه الحالة نسميها صفة تجاوزاً. وقد جاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم الحض على زواج البكر كما في حديث جابر في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأله ماذا تزوجت قال: ثيباً يا رسول الله (والثيب هي المرأة التي سبق لها زواج) فقال له الرسول: [هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك].
وفي الحديث التعليل لزواج البكر بأنه للملاعبة والسبب أن البكر التي لم يسبق لها زواج تتفتح طاقاتها النفسية والعاطفية والجسدية على لقائها الأول مع الرجل سواء كان لقاء شرعياً أم سفاحاً، وشتان بين ما يخلقه لقاء النكاح ولقاء السفاح. فلقاء(107/159)
النكاح يورث الحب والألفة والتراحم ولقاء السفاح يورث البغضاء والندم والشعور بالإثم والألم من مواجهة المستقبل ويعرض المرأة إلى الاستذلال سواء تزوجت برجل آخر أو تزوجت بمن واقعها سفاحاً. وقد كان فعل الرب حازماً مع المرأة إذ جعل غشاء البكارة خاتماً ودليلاً على الطهارة والعفة وذلك أن رحم المرأة هو مستقر الولد، وأولاد السفاح من أعظم الفساد في الأرض.
والفلسفات المادية والحديثة والدراسات النفسية وخاصة المنحى (الفرويد) قد هون من شأن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة زاعماً أنه ينبغي أن ينظر إليه كالنظر إلى الطعام والشراب وأنه لا يجوز أن نحيطه بسياج الأخلاق والدين والتقاليد والعادات التي تحدد من إشباع الإنسان في هذه الناحية. وزاعماً أيضاً أن الجنس هي الغريزة التي يدور الوجود كله عليها فالسموات والأرض والبشر ما خلقوا إلا لممارسة الجنس وإذا كان هذا هو غاية خلقهم فلا يجوز أن توضع حدود وعقبات أمام هذه الغاية. هذه هي خلاصة العقيدة الفرويدية التي صبغت وجه الحضارة الحديثة وكان لها أعظم الأثر في الثورة الجنسية التي يعيشها العالم في هذا العصر الراهن. وبالرغم من هذه الفلسفة الخائنة المغلوطة فإن الانحراف ما زال في جميع المجتمعات على السواء ينظر إليه باحتقار وازدراء حتى تلك المجتمعات المادية التي تركت الدين منذ مدة طويلة؛ وذلك أن نداء الفطرة ما زال يأبى هذا الانحراف ونحن -المسلمين- الذين لم تتدنس نفوسنا بعد، وما زال الدين حياً في نفوسنا يدعونا إلى الاستقامة والعفة، نمجد الفضيلة والعفاف ونزدري السقوط والانحراف.
المهم أن البكارة شيء محبب وصفة من الصفات التي يحرص عليها اللهم إلا إذا كانت هناك مصالح في الزواج ترجح صفة أخرى كما أقر رسول الله جابراً الذي تزوج ثيباً عندما قال: إن أبي قتل شهيداً في أحد وترك تسع بنات فلم أرد أن أضيف إليهن واحدة مثلهن وإنما أحببت أن أتزوج ثيباً تقوم عليهن وتمشطهن. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: [فنعم إذن]. والشاهد أن المرأة البكر أحظى لدى زوج يريد امرأة تبحث عن كنف ومرشد ورجل قوام عليها وهذه الحاجة الفطرية في المرأة عموماً ولكنها في البكر أشد.
ويبدو أن هذه القضية عكسية تماماً في الرجل البكر فهو أشد مراساً وأقسى طباعاً في معاملة زوجته وإن كان أحلى عشرة وأبهج حياة. وأما الرجل الثيب فإنه أطوع للمرأة وأضعف أمام رغباتها ولكنه مع ذلك أنكد عشرة وخاصة كلما تقدمت به السن وعلاه الشيب ولا يظنن ظان أن الضعف والطواعية للمرأة من أسباب سعادتها ولكنه في الحقيقة من أسباب شقائها وتعاستها. وهذا من قوانين الفطرة الصارمة التي لا تتخلف.
فالواجب علينا إذن أن نضع هذه الصفة (البكارة) في مكانها الصحيح أيضاً من الصفات المثالية التي ننشدها في الرجل والمرأة ولتعلم الفتاة أن مستقبل حياتها الزوجية مرهون بالمحافظة على الخاتم الذي وضعه الخالق البارئ. وأن التفريط في هذا الشيء العزيز الذي لا يرتق هو بمثابة خسارة لا تعوض. وإذا كان على المرأة أن تبحث عن الرجل البكر أيضاً فيجب أن يكون أيضاً بحيث يصلح مرشداً وهادياً وقواماً ولذلك فزواج الأقران (الذين في سن واحدة) من أفشل الزواج لأن الأسرة لا(107/160)
ينتظم أمرها إذا كان الزوجان ندين. وقانون الفطرة أن تسعد المرأة فيمن تجد عنده مع الحب والحنان والعطف والرعاية والقوامة والرجولة.
فالقوامة والرجولة صفتان أساسيتان لزواج سليم. (وسيأتي إن شاء الله تفصيل كامل لمعنى القوامة). وكذلك على الذين يتزوجون امرأة ثيباً ألا يتعلقوا بمستقبل وهمي من التطبع والامتاع النفسي والجسدي الذي يوجد لدى الأبكار وأن يعلق أمله فقط بالمنافع الممكنة من هذا الزواج وليس بالمنافع المستحيلة. وكذلك يستحسن أن تنصرف الفتاة عن زواج قرنها ومساويها في السن ما أمكن إلا أن تكون على استعداد للتنازل أحياناً عن فهمها وعلمها ورأيها مع تحققها أنه صواب حفاظاً على حياتها الزوجية. وأما اللاتي يقدمن للزواج من كبار السن من الرجال فيجب عليهن أيضاً أن تعرف الممكن الذي يستطيع الرجل أن يقدمه للمرأة من مال ومتاع ونحوه أو من فضائل أخروية كأن تقبل الزواج برجل كبير احتساباً لله لخدمته ورحمة لشيخوخته، وكما يفعل من يتزوج امرأة ليرعى عيالها أو يؤنس وحدتها ووحشتها، فليس الزواج للمنافع المادية الدنيوية فقط. لكنه أيضاً مجال واسع للمنافع الأخروية وطلب الحسنات والثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى. والمهم أن الإنسان إذا عرف هدفه وغايته ولم يطالب بالمستحيل استراح وأراح وإنما إذا تعلق بالأوهام وطالب بالمستحيل وأقدم على الأمور بجهل عواقبها خاب أمله وضل سعيه.
ثامناً: الشرف والحسب:
جاء في الحديث الصحيح أن الحسب أحد الأسباب التي تغري الرجال بالزواج من النساء. والحسيبة هي المرأة الشريفة ذات المكانة والمنزلة، والشرف هنا يعني العلو والرفعة (ويستعمل الشرف عرفاً الآن بمعنى العفة وهو استعمال غير سليم) ولا يلزم من وجود الحسب وجود المال والغنى فالشرف والحسب يعني الشهرة والرفعة والسيادة وكان الناس وخاصة في جاهلية العرب يشتهرون ويبلغون أعظم منازل الشرف ولا مال لهم وإنما لكرم أصولهم وكريم شمائلهم وأخلاقهم. فحاتم الطائي مثلاً كان سيداً في قومه. ولم يكن غنياً، وبنو هاشم كانوا في القمة من أقوامهم شرفاً وحسباً ولم يكونوا أغنياء بمعنى الثراء والمال وكانت العرب تقدس الأخلاق وتعتني بالأصول القبلية ولا تقيس شرف الناس إلا بذلك، ولقد تغيرت هذه الموازين في جاهليتنا الحديثة وأصبح المال والثراء والمركز الوظيفي هي مقومات الشرف والمكانة وإليها ينسب الحسب في الوقت الراهن. وأما العناية بالأصول والقبائل فما زال معمولاً بها في البوادي أو القبائل التي تحضرت حديثاً، وكلما أوغل المجتمع في التحضر الحديث هدمت هذه الأعراف والتقاليد. وقد ناقشنا في البند السابق النظرة الصحيحة للثراء والغنى وما منزلة ذلك في زوج سعيد مثالي وعليه فالحسب الآن مرتبط بالنظرة إلى المال والمركز الوظيفي.
وأما الأعراف البدوية أو المتحضرة حديثاً فبالرغم من أنها امتداد لأعراف الجاهلية القديمة إلا أن هناك جوانب من الحق في هذه الأعراف والتقاليد لا ينبغي أن نساعد على محوها فبعض القبائل فقدت سمتها وباءت بالعار لدى القبائل لما كانت تمارسه من دعارة وسقوط خلقي وانحراف، وكان الامتناع عن الزواج والمصاهرة بهذه الأصول فيها جانب من جوانب الحق، كما أن قبائل (النَوَر والغَجَر) الطوافة لا(107/161)
يخفى على مطلع الأساليب التي كانت تتكسب بها من الدعارة والعرافة والسرقة ونحو ذلك، وكان وما زال الامتناع عن المصاهرة بهذه الأصول شيئاً مقرراً في الشريعة، وإن كانت وسائل الإعلام في بعض الدول تعمل جاهدة الآن على محو هذه التقاليد وهذا لإفساح المجال نهائياً أمام الانحراف.
والإسلام وإن جاء يدعو الناس إلى أن أصلهم واحد وأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى إلا أنه أخبر أيضاً بالأمر بالتنافس في الفضائل والبعد عن الرذائل والتقوى التي جاء الإسلام بالأمر بتحصيلها لا تحصل إلا إذا رافق الدين طبعاً نقياً، ونفساً صافية وخلقاً مساعداً وعلى كل حال ينبغي أن نضع الأحساب في موضعها الصحيح فالحسب والشرف بالمعنى الصحيح ينبغي أن يكون هو المعدن الطيب والخلق الكريم والدين (وقد ناقشنا هذا فيما سبق) وأما الشهرة التي انبنت على شيء آخر فهي بما لا يقيد به في الحسب والشرف.
والمرأة الحسيبة إذا لم يكن لها من الدين والخلق ما يعصمها عن التعالي على زوجها فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى النشوز أو التبعية وانهيار دور الرجل في بيته وكلاهما مدمر للحياة الاجتماعية. فالمرأة المتعالية عن زوجها (الناشز) لا يمكن أن يوصف زواجها بأنه ناجح أو أنها سعيدة. وكذلك المرأة التي تملك رجلاً قد تخلى عن دوره في منزله من حيث القوامة والرجولة لا يمكن أن تعيش سعيدة أيضاً وأشقى الرجال من يعيش مع امرأة متعالية عليه وغير راضي بذلك وكذلك من يعيش مع امرأة متعالية عليه وهو راض بذلك.
والرجل الحسيب لا شك أنه أحظى لدى المرأة وأحب إليها من رجل عاطل عن ذلك، ولكن هذا الحسب إذا لم يزينه الخلق الكريم والدين الصحيح فإنه ينقلب إلى إذلال للمرأة وتعالٍ عليها وذلك إذا لم تسامه شرفاً ومكانة. والنفوس في تطبعها بطابع الإسلام وتخلقها بأخلاقه ليست سواء ولذلك رأينا كيف رفضت زينب بنت حجة رضي الله عنها الزواج بأسامة وتزوجته كارهة ثم ضايقته حتى طلقها وما ذلك إلا لنفاستها عليه ونزول مكانته عندها وذلك بالرغم من كونه بكراً ولم تكن كذلك وعلى كل حال فيجب أن نراعي تلك الموازين كلها الخاصة بالحسب والمنزلة الاجتماعية عندما نقدم على الزواج. والإسلام فيه حل لكل هذه المشكلات ولكن نعيد القول ثانياً ليست كل النفوس سواء في التزامها بآداب الإسلام وأخلاقه، ونحن نتعامل مع البشر وللبشر قصورهم بآداب الإسلام وأخلاقه، ونحن نتعامل مع البشر وللبشر قصورهم وعجزهم وضعفهم وتقاليدهم وأعرافهم، وبالرغم من أن الدين يجب أن يصلح كل هذه الأمور إلا أن الدين ليس ضربة لازب، في إصلاح كل النفوس في كل الأحوال وكل الظروف، ولا نستطيع أن ننفي الدين عن رجل يسرت له امرأة متدينة صالحة ولكنها دميمة فقيرة لا حسب لها فأبى الزواج منها. وكذلك لا نستطيع أن ننفي الدين عن امرأة تقدم لها رجل مسلم صالح ولكنه دميم فقير لا حسب له فقالت لا أستطيع الزواج منه. ولذلك وضعنا كل هذه الاعتبارات والصفات التي أسميناها (مثالية) في الرجل والمرأة ليعلم إخواننا الشباب والشواب كيف يختارون لأنفسهم ومتى يقبلون ومتى يرفضون.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:42 PM(107/162)
الخطبة
أحكامها وآدابها
الخطبة هي المقدمة والمدخل إلى عقد النكاح وهي في ذاتها عقد ابتدائي لإعلان القبول بالزواج بين طرفين، والخطبة المشروعة لا بد أن نتبع فيها ما يأتي:
1- النظرة إلى المرأة قبل الخطبة:
يجب على من وقع في قلبه امرأة أن ينظر إليها قبل التقدم لخطبتها وهذا النظر واجب للأحاديث الآتية:
1- حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما] أي أن إعجابك بها أحرى بأن تدوم العشرة بينكما. رواه الخمسة إلا أبا داود.
2- حديث أبي هريرة قال: خطب رجل امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً] رواه أحمد والنسائي.
وليس عندنا في السنة -على ما أعلم- تحديد لحدود هذا النظر وكيفيته فما يجوز للمرأة كشفه أمام الأجانب هو الوجه والكفان (على خلاف بين السلف والفقهاء) فهل النظر إلى هذا فقط أم إلى هذا وغيره؟ تشدد بعض الفقهاء، فقال بأن النظر للخطبة لا يجوز إلا للوجه والكفين فقط. ووسع آخرون إلى ما يبيحه العرف الإسلامي، ولا شك أن هذا إفراط وذاك تفريط، والوسط هو العدل. من ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
[إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل]. رواه أحمد وأبو داود وأخرجه الشافعي وعبدالرزاق والحاكم وصححه وقال الحافظ رجاله ثقات، قال الشوكاني.. وفي إسناده محمد بن إسحاق، وأعلنه ابن القطان بواقد بن عمرو.. فإن صح الحديث فهو حجة لأكثر من الوجه والكفين، وقد جاء عن بعض السلف أنهم نظروا عند الخطبة لأكثر من ذلك.
2- الخلوة ليست من المباحات:
هذا وليست الخلوة بالأجنبية جائزة، ولو رغب في زواجها للأحاديث الكثيرة التي جاءت بالنهي عن ذلك فمن ذلك حديث جابر عند أحمد: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم فإن ثالثهما الشيطان]، وحديث عقبة بن عامر في البخاري ومسند أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إياكم والدخول على النساء] فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو فقال صلى الله عليه وسلم: [الحمو الموت]، ويشهد لهذين الحديثين حديث ابن عباس المتفق عليه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوماً وليلة إلا مع ذي محرم].
فلهذه الأحاديث فإنه يجب أن يعلم أن الخلوة ليست بجائزة ولو لطالب الزواج إلا أن تكون الخلوة مع محرم للمرأة.
3- الخطبة على الخطبة:
يجوز إذا تقدم رجل لخطبة امرأة أن يتقدم ثان وثالث وأكثر من ذلك ما لم توافق على واحد منهم. فإن وافقت المرأة وأولياؤها على واحد من الخطاب فلا يجوز لأحد(107/163)
التقدم إلى الخطبة بعد ذلك لأن هذا منهي عنه نهياً شديداً وهو من أسباب نشر العداوة والبغضاء في المجتمع المسلم.
قال صلى الله عليه وسلم: [لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك] رواه البخاري وفي رواية أخرى قال: [لا يخطب الرجل على خطبة الرجل حتى يترك الخطاب قبله أو يأذن له الخاطب] رواه أحمد والنسائي.
وأما لو وقع هذا فما الحكم؟
قال بعض الفقهاء يفسح نكاحها من الثاني (الذي خطب الرجل على خطبة أخيه) وترد إلى الأول. وجعلوا هذا من مبطلات عقد النكاح، وجعل البعض هذا غير مبطل للعقد ولكنه معاقب عليه شرعاً فعند هؤلاء لا يبطل العقد إن وقع وإن كان فاعل هذا يستحق التعزير والمجازاة.
ونرى أن الخطبة عقد جائز ولم يأت في الكتاب والسنة ما يدل على ترتب حقوق معينة بالفسخ فإذا وقعت الخطبة على الخطبة فلا نرى بطلان زواج الثاني وإن كنا نرى أنه ظالم وأنه يجب عليه الرجوع عن خطبته وأنه مستحق للعقوبة في الدنيا والآخرة وكذلك من وافقه من المرأة والأولياء، ولما كان الأصل في عقد الزواج التراضي كما سيأتي في شروط النكاح فإننا نرى أنه لا يجوز أن يعقد عقده مع الإكراه أبداً.
4- الخطبة في العدة:
هناك أوقات وحالات لا يجوز أن يتقدم فيها إلى خطبة النساء وهي:
(أ) عدة المطلقة طلاقاً رجعياً أو بائناً. فلا يجوز في عدة الطلاق أن يتقدم رجل بخطبة هذه المرأة حتى تنتهي عدتها وذلك أن (الرجعية) ما زالت معلقة بحبل الزواج طالما هي في العدة. وأما البائن وإن كان لا يجوز أن ترجع إلى زوجها إلا بعد نكاح آخر فإن هناك اتفاقاً على أنه لا يجوز ذلك ولم يأت في الكتاب والسنة ما يبيح ذلك. هذا ولا يجوز أيضاً التعريض بخطبتها.
(ب) عدة الوفاة. المرأة التي يتوفى عنها زوجها لا يجوز لأحد التقدم لخطبتها حتى تمر عليها أربعة أشهر وعشر أو تضع حملها إن كانت حاملاً. ولكن يجوز أن تشعر بالخطبة تعريضاً وتلميحاً لا تصريحاً.. كأن يقال لها: "إني أبحث عن امرأة فاضلة وأود لو أنني وفقت لذلك" ونحو هذا من العبارات التي تفهم الرغبة في الزواج وليست نصاً صريحاً في الخطبة كما قال تعالى: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن، ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً، ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم}.. (البقرة).
تعقيب: من بدع الخطبة في العصر الراهن:
من الأحكام السابقة يظهر لنا أن الخطبة في الشريعة الإسلامية اتفاق على الزواج، وأنها لا تحل شيئاً من المخطوبة غير النظر إليها قبل الخطبة، وأنه لا يترتب على فسخها شيء من الحقوق، ولا يشترط لعقدها حضور شهود ولكن لو تمت بحضور شهود فلا بأس بذلك وأنه يستحسن أن يكون من الأولياء أعني ولي المرأة ونائباً عن(107/164)
الرجل وأن هذه الخطبة تمهيد لعقد الزواج الذي يتوقف على الحقوق والواجبات الخاصة بكل من الزوجين عليه.
والخطبة في شريعة المذاهب المحرفة غير ذلك فهم يعتبرونها عقد يبيح للخاطب كل شيء في مخطوبته إلا النكاح كالنظرة والخلوة والاستمتاع بكل شيء عدا النكاح ولذلك تعقد أمام الكاهن وبشهود وبتقديم مهر. ولأنه يقام في هذه الخطبة حفل كهنوتي خاص والحفلات من الأمور التي يقلد الناس فيه بعضهم بعضاً فإنه سرى إلى المسلمين عدوى هذا الاحتفال بالخطبة والعادات والتقاليد التي تصنع فيه كتبادل (الخواتم) والشراب ودفع مهر يسميه الناس (الشبكة)، ويصبح الخاطب بعد هذه الحفلة أشبه بالزوج يخلو بخطيبته ويسافر بها، بل ولا يستنكر الناس استمتاعه بها فيما عدا الجماع وذلك كالشرائع المحرفة سواء بسواء، وقد أدى هذا إلى فساد كبير فكثيراً ما تفسخ الخطبة من قبل الخاطب أو المخطوبة وحيث إنه لا يترتب على ذلك حقوق معروفة في الشريعة الإسلامية فإن المشاكل تحدث حول رد الهدايا، والشبكة وما قد يكون الخاطب قد خسره في أثناء فترة الخطبة التي قد تمتد عند بعض الناس إلى سنوات هذا عدا الفساد الذي كثيراً ما يحدث بالخلوة والتقاط الصور التي تكون أحياناً وسيلة إفساد وإضرار بالمرأة عند فسخ الخطوبة.
ولذلك فإننا نحذر إخواننا المسلمين من هذه العادات السيئة التي انتشرت فينا باتباعنا سنن الضالين في زواجهم وأن يكتفي في الخطبة بالإعلام والإشعار فقط وإظهار الموافقة من قبل أولياء المرأة، والاقتصار في الخطبة على ما لا يكلف الخاطب أو المخطوبة ما لا يندم بعضهم عليه عند الفسخ.
ولا يجوز قولاً واحداً للخاطب الاطلاع من خطيبته إلا على ما يجوز للأجنبي الاطلاع عليه.
ونرى أيضاً أن تبادل (الخواتم) من شريعة غير المسلمين وإن كانت قد انتشرت في المسلمين فليس انتشارها أبداً - دليلاً على جوازها.
وبهذا نعلم أنه لا يترتب على فسخ الخطبة آثار معينة على الرجل أو المرأة لأن الخطبة على النحو الإسلامي تكون مجرد اتفاق مبدئي على الزواج، فإذا ألغي فلا أثر يترتب عليه لأنه لم تحصل مخالطة أو مهر (هذا الذي يسمونه الشبكة) أو غير ذلك.
أما إذا كان الشخص قد تورط ودفع شيئاً من هذا عند الخطبة فنرى أنه لا يجوز للرجل أن يسترده إذا كان الفسخ منه لقوله صلى الله عليه وسلم: [العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه]، وهذه هبة لامرأة كان ينوي الزواج بها فإذا صرف نظره فلا يجوز له العود في هذه الهبة.
وأما إذا كان الفسخ من قبل المرأة فنرى أنه يجب عليها أن ترد ما أخذته منه إذ هل يستحل مالاً من صاحبه بغير عوض وبغير طيب نفس منه. وإذا كان الله قد أذن للرجل أن يأخذ المهر الذي دفعه لزوجته إذا كان طلب الطلاق منها فمن باب أولى أن ترد المخطوبة ما أخذته من الرجل ما دام أن الفسخ منها.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:43 PM
شروط عقد النكاح(107/165)
مفهوم العقد:
العقد اتفاق ما بين طرفين يلتزم كل منهما تجاهه بواجبات معينة ولكل من الطرفين حقوق لدى الطرف الآخر ولكل عقد آثار تترتب عليه. فعقد البيع مثلاً يترتب على حصوله استمتاع المشتري بالسلعة، وانتفاع البائع بالثمن.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}.. الآية.
مفهوم الشرط:
والشرط في إصطلاح العقود ولغة التشريع هو (الشيء) الذي لا بد من وجوده لصحة العقد. فإذا انتفى بطل العقد. كما سنعلم أن التراضي مثلاً بين الزوجين شرط لصحة العقد.. وكما نقول الوضوء شرط لصحة الصلاة.
مجمل شرط عقد النكاح:
نستطيع أن نجمل شروط عقد النكاح فيما يأتي: التراضي - الولي (للمرأة فقط) - والشهادة - والمهر - والعفة (الإحصان) - والكفاءة.. والصيغة الدالة على النكاح وهذه شروط سبعة وإليك تفصيلها وبيانها:
أولاً: التراضي:
عقد الزواج اختياري ولا يجوز فيه الإكراه بوجه من الوجوه وذلك أنه يتعلق بحياة الزوجين (الرجل والمرأة) ومستقبلهما وأولادهما ولذلك فلا يجوز أن يدخل طرف من طرفي العقد مكرهاً. أما بالنسبة للرجل فهذا مما لا خلاف فيه. وأما بالنسبة للمرأة فالأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها]. رواه الجماعة إلا البخاري عن ابن عباس. وفي رواية لأبي هريرة: [لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن]. قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: [أن تسكت] رواه الجماعة.
وعن عائشة قالت يا رسول الله: تستأمر النساء في أبضاعهن، قال: [نعم]، قلت: إن البكر تستأذن وتستحي. قال: [إذنها صماتها]. (رواه البخاري ومسلم).
وهذه الأدلة جميعها نص في أنه لا سبيل على المرأة بإجبار في النكاح ثيباً كانت أو بكراً وأن الفرق بينهما إنما هو الفرق في صورة الإذن فالثيب -عادة- لا تستحي من الكلام في الزواج، ولذلك فهي تخطب إلى نفسها أو ترضى وتأمر وليها بولاية عقد نكاحها ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: [تستأمر] أي يطلب أمرها. وأما البكر فالغالب عليها الحياء ولذلك تخطب من وليها والولي يستأذنها فإن أذنت بمقال أو بسكوت يدل على الرضا تزوجت وإلا فلا.
ولقد خالف في هذا الحكم بعض الأئمة والفقهاء مستدلين بزواج النبي صلى الله عليه وسلم، بعائشة وهي ابنة ست سنين ولا تعي مثل هذا الإذن، ولا دليل في ذلك لاختصاص الني صلى الله عليه وسلم في الزواج بخصوصيات كثيرة كالزيادة على أربع، والزواج بغير ولي وشهود من أي امرأة تهب نفسها له لقوله تعالى: {وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين..} الآية. وهذا الزواج بعائشة على هذا النحو من جملة خصوصياته جمعاً بين الأدلة.(107/166)
واستدلوا كذلك بتفريق النبي صلى الله عليه وسلم بين البكر والثيب في الإذن وقالوا إنه يجوز إجبار البكر على الزواج، وهذا خطأ فاحش لأن التفريق إنما هو في بيان صورة الرضى والإذن فقط. ويدل على خطأ القول بإجبار البكر ما رواه ابن عباس أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم. (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والدار قطني).
وكذلك ما رواه ابن عمر قال: "توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خولة بنت حكيم بن أمية حارثة، وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون، قال عبدالله: وهما خالاي. فخطب إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون فزوجنيها، ودخل المغيرة بن شعبة يعني إلى أمها فأرغبها في المال، فحطت إليه، وحطت الجارية إلى هوى أمها، فأبتا، حتى ارتفع أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قدامة بن مظعون يا رسول الله: ابنة أخي أوصى بها إلي فزوجتها ابن عمتها، فلم أقصر بها في الصلاح، ولا في الكفاءة، ولكنها امرأة وإنما حطت إلى هوى أمها. قال: فقال رسول الله: [هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها]. قال فانتزعت والله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن شعبة. (رواه أحمد والدارقطني).
وهذه جميعها أدلة صحيحة واضحة أنه لا يجوز الإجبار مطلقاً وخاصة مع اليتيمة التي قال الله في شأنها: {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع..} الآية. أي إن خفتم أن لا تعدلوا عند زواج اليتيمة في المهر وغيره فاتركوها إلى غيرها. وهذا حتى تنصف المرأة وتوضع حيث تريد لا حيث يشاء من يتولى أمرها ويتسلم ولايتها.
ثانياً: الولي:
ولاية المرأة بنفسها عقد الزواج مستنكرة فطرة وذوقاً، ووسيلة إلى الفساد والزنا باسم النكاح، ولذلك جاء الشرع باشتراط مباشرة عقد النكاح بواسطة ولي المرأة: أبوها، أو أخوها أو الأقرب بها، فالأقرب، ولا يكون ولياً للمرأة إلا أقرب الناس الأحياء إليها فالأب أولاً ثم الأخ وهكذا..
والأصل في اشتراط الولي قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا نكاح إلا بولي] وقوله: [أيما امرأة نكحت (أي تزوجت) بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له] (رواه الخمسة إلا النسائي).
واشتراط الولي يقول فيه ابن المنذر: إنه لا يعلم مخالفاً من الصحابة له وذهب أبو حنيفة من الفقهاء إلى عدم اعتبار الولي في النكاح.
والأحاديث السابقة ترد على هذا القول. واعتبر الإمام مالك رحمه الله الولي شرطاً في الرفيقة من النساء (ذات الشرف والمنصب) دون الوضيعة (التي تكون من ضعفة الناس وسقطهم) وهذا التفريق لا مسوغ له. بل قد يكون الاشتراط في الوضيعة ألزم منعاً للزنا والفساد..
ثالثاً: الشاهدان:
لا بد لصحة العقد أن يشهد عليه شاهدان عدلان، وقد جاء في هذا أحاديث لا يخلو واحد منها من مقال وضعف، ولكن عامة أهل العلم من المسلمين على العمل بذلك(107/167)
وبهذا أفتى ابن عباس وعلي وعمر رضي الله عنهم، ومن التابعين ابن المسيب والأوزاعي والشعبي، ومن الأئمة الأربعة أحمد والشافعي وأبوحنيفة. وهذا القول هو الموجب لحفظ الحقوق عند كل من الرجل والمرأة، وضبط العقود، ومن ألزم العقود بالضبط عقد النكاح ووقوعه بغير شهود مدعاة للفساد والتلاعب أو النسيان وضياع الحقوق ولذلك أصبح وكأنه معلوم من الدين بالضرورة ولا نرى أن يخالف في هذا أحد من أهل العلم..
رابعاً: المهر (الصداق):
اشتراط الشارع الحكيم لصحة عقد النكاح أن يكون هناك مهر مقدم من الرجل للمرأة. ولا يعنينا كثيراً البحث في فلسفة المهر وأنه عوض عن ماذا. ويهمنا الحكمة العظيمة منه فهو هدية للمرأة وتطييب لخاطرها، ولذلك فهو ملك لها ويجوز لها أن تتنازل عنه كله أو شيء منه لزوجها كما قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً} وهذه الآية قد جمعت أحكام الصداق فهو نحلة أي هدية وعطية كما نقول نحلت فلاناً كذا وكذا أي وهبته وتنازلت له. وهي نحلة واجبة للأمر الصريح بذلك في هذه الآية وقد جاء في السنة ما يقصد ذلك، وهو ملك للمرأة يجوز لها أن تتنازل لزوجها عن شيء منه ويحل لزوجها أكل ذلك دون حرج ما دام بسماح زوجته وإذنها. والنظر إلى المهر على هذا الأساس أكرم من النظر إليه على أنه ثمن لبضع المرأة، فالزواج ليس بيعاً وشراءً ولكنه رباط مقدس لاستمرار الحياة وتبادل المنافع وللتراحم والتآلف والحب، والبيع والشراء محله المشادة والغش والمناورة ولا يجوز أن يكون عقد الزواج كذلك ولذلك كان النظر إلى المهر على أنه نحلة وهدية هو الواجب لأن الهدية والعطية تكون بين الأحباب بعكس البيع والشراء.
ولما كان المهر هدية ونحلة لم يأت في الشرع تحديد لأقله وأكثره وإنما ترك للمقدرة والأريحية وقد زوج الرسول رجلاً وامرأة من المسلمين على تعليم آيات من القرآن الكريم وذلك لما لم يكن عنده شيء يصلح أن يكون مهراً حتى أن الرسول قال له: [التمس ولو خاتماً من حديد]، فلم يجد فزوجه إياها على أن يعلمها سوراً من القرآن.
وبالرغم من أن الشارع لم يحدد نهاية للمهور إلا أنه حبب للمسلمين الاقتصاد فيها ونهى عن المغالاة التي تؤدي إلى أوخم العواقب.
وقد جاوز الناس في زماننا حد المعقول في المهور وأصبح ينظر إلى المهر على أنه ثمن وغنيمة وصفقة يكسب من ورائها آباء البنات وبهذا عظمت المصيبة ووضع أمام الزواج عقبة كأناء (وسنناقش هذه المشكلة على حدة في مشكلات الزواج إن شاء الله تعالى) والمهم هنا بيان أن المهر شرط في صحة عقدة النكاح وأنه حق المرأة الخالص ولا يجوز لأبيها أن يأخذ منه إلا بإذن ابنته وكذلك لا يجوز للزوج أن يسترد شيئاً من المهر إلا بسماح زوجته، وأن المهر هدية ومنحة وليس ثمناً وعوضاً كما ذكر بعض الفقهاء ذلك وأن خير المهر ما كان أيسره وفي حدود الطوق والوسع.
خامساً: الإحصان:(107/168)
اشترط الله سبحانه وتعالى على المسلم أن لا ينكح (يتزوج) إلا العفيفة المسلمة، والعفيفة الكتابية كما قال تعالى: {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين} والنكاح هنا بمعنى الزواج بدليل الحديث الآتي:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن مرتد بن أبي مرتد الغنوي كان يحمل الآساري بمكة (أي يفر بهم إلى المدينة) وكان بمكة بغي يقال لها عتاق، وكانت صديقته (أي في الجاهلية) قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عتاقاً؟ قال: فسكت عني فنزلت {والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} فدعاني فقرأها علي وقال: [لا تنكحها]. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وحسنه.
وكذلك الأمر في الكتابية (اليهودية والنصرانية) كما قال الله تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}.. الآية. وهذا نص في أنه لا يجوز إلا المحصنة المؤمنة والمحصنة الكتابية، والمحصنة هنا يعني العفيفة سميت بالمحصنة كأن بينها وبين الفاحشة حصناً يمنعها عنها.
وهذا يعني أن المرأة المشهورة باقتراف الفاحشة أو الدعوة إليها لا يجوز لمسلم الزواج بها حتى على أمل أن تهتدي أو تتحصن بالزواج وكذلك الأمر بالنسبة للرجل الزاني المشهور بالفاحشة لا يجوز لمسلمة أن ترضى به زوجاً أو تسعى للزواج به.
سادساً: الكفاءة:
الكفاءة بين الزوجين شرط لصحة الزواج ومن الكفاءة أمور اعتمدها الشارع وجعلها أساساً، وأمور أخرى أهدرها الشارع، وأمور حسنها وأرشد إليها.
فمن الأمور التي جعلها الشارع شرطاً في الكفاءة اتفاق الدين بين الرجل والمرأة وذلك أن الدين هو المعيار الأساسي الذي يقدم به البشر في ميزان الله سبحانه وتعالى ولذلك كان النظر الأول في الكفاءة إليه وكان الشرك مانعاً إذا وجد في أحد الزوجين كما قال تعالى: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}.. الآية.
إلا أن الله سبحانه وتعالى استثنى من هذا الحكم جواز نكاح الرجل المسلم بالكتابية يهودية كانت أو نصرانية كما قال تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات، والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن} فعلم بهذا النص المتأخر عن آية البقرة السابقة أن الكتابية مستثناة من جملة المشركين شريطة أن تكون عفيفة (محصنة) كما قدمنا والحكمة من هذا هو استمالة أهل الديانتين للدخول في الإسلام، وقد كان لها أكبر الأثر في دخول شعوب الشام ومصر في الإسلام وذلك بزواج العرب المسلمين من نسائهم ونشأة أولادهم على الإسلام.. وليس هذا مجال تفصيل هذا الحكم وآثاره. والمهم أنه حكم ثابت بالكتاب والسنة وباق إلى يوم القيامة مع(107/169)
وجوب معرفة محاذيره، وهي أن لا يتحول الأبناء إلى دين الأم بسبب ضعف شخصية الزوج أو سكنه في غير بلاد المسلمين وقد أصيب المسلمون من جراء هذا بشر مستطير، ومن الأمور التي اعتبرها الشارع أيضاً في الكفاءة الحرية.
فالعبد لا يتزوج إلا أمة مثله، وكذلك الحر لا يتزوج إلا حرة. ولكن الله استثنى من هذا أيضاً زواج الأمة المسلمة وهذا شرط بالحر المسلم إذا خشي العنت على نفسه ولم يستطع الزواج بمسلمة حرة. قال تعالى: {ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فأنكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان} ثم قال تعالى في آخر هذه الآية: {ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم} فعلم من هذه الآية جواز زواج الحر المسلم بالأمة المسلمة فقط في حالة الإعسار ولا يخفى أن علة هذا الحكم هو رفع الحرج عن بعض الذين ما كانوا يجدون ما يتزوجون به الحرائر وكذلك كره الله هذا الأمر لما فيه من اشتغال الزوجة بسيادة مالكها، واسترقاق أولادها أيضاً لأن الأولاد تبع للأم (وليس هذا مجال تفصيل هذا الحكم).
وأما الأمة الكتابية والمجوسية فلا يجوز الزواج بها قطعاً ولذلك لما قيل للإمام أحمد إن أبا ثور يجيز ذلك قال: (هو كاسمه) أي ثور.
وأما الأمور التي أهدرها الشارع في الكفاءة فهي المال واللون والجنس والقبيلة والمنزلة الاجتماعية فكل هذه الاعتبارات مهدرة، ولا تخدش عقد الزواج.
وقد ناقشنا سابقاً في الصفات المثالية كيف يختار الرجل زوجته المناسبة وكيف تختار المرأة زوجها المناسب وقد اعتمدنا في هذا على ما حسنه الشارع أو أثبتته التجارب الصحيحة السليمة. وبهذا يتضح ماذا نعني باشتراط الكفاءة في عقد النكاح.
سابعاً: الصيغة:
اشترط بعض العلماء وجود صيغة دالة على الإيجاب والقبول في عقد النكاح ومعنى الإيجاب: طلب الزوج من المرأة أو وكيلها الزواج ومعنى القبول: رضا الزوجة بصفة تدل على ذلك أو العكس كأن تقول المرأة أو وكيلها أرضي بك زوجاً فيقول الرجل وأنا قبلت. وشط بعض العلماء فجعل العربية شرط في الصيغة وأن الزواج لا يعقد إلا باللغة العربية. وشبهتهم في هذا أنه عبادة فاشترط ما ليس في كتاب الله فالزواج معاملة فيجوز عقده بالعربية وغيرها. وكذلك هو عقد اختياري فيجوز بكل ما تتم به العقود وما يدل على الرضا بالزواج وكل لفظ يدل على الزواج الشرعي ويحصل به إيجاب وقبول بين طرفي العقد فإنه يعتبر صيغة صحيحة لأن يعقد العقد بها.
وبهذا نكون قد أنهينا الشروط اللازمة لصيغة عقد النكاح.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:44 PM
موانع صحة عقد النكاح
تكلمنا عن الشروط التي يجب توفرها عند عقد العقد، ونبدأ بحول الله في بيان موانع الصحة، وقبل الشروع في ذلك لا بد من معرفة الفرق بين الشرط والمانع. فالشرط أمر وجودي لا بد من توفره ليكون العقد صحيحاً، ويعني عدمه عدم العقد. وأما(107/170)
المانع فيجب أن يكون أمراً عدمياً بمعنى أن وجوده مبطل للعقد أو مفسد له وعدمه من أسباب صحة العقد.. والآن ما الموانع التي يجب الحذر من وجودها قبل عقد النكاح أو دخولها فيه.
وهذه الموانع بالجملة هي العقد على المحارم أو ذوات الأزواج (المحصنات) والشغار -والتحليل- والتأجيل- والزيادة على أربع، والجمع بين المرأة وأختها أو عمتها أو خالتها والعقد في وقت الإحرام بالحج أو العمرة وكذلك في العدة. هذه هي جملة الأمور التي يجب الحذر منها عند عقد النكاح في الشريعة الإسلامية وإليك تفصيل ذلك.
أولاً: العقد على المحارم:
حرم الله سبحانه على الرجال مجموعة من النساء يسمي العلماء هذه المجموعة بالمحارم وهي بأسباب ثلاثة: النسب والمصاهرة والرضاع. فبالنسب تحرم الأم والأخت والبنت والعمة والخالة وبنت الأخ وبنت الأخت، وبالمصاهرة تحرم أم الزوجة إذا عقد العقد على ابنتها، وبنت الزوجة إذا دخل بأمها فقط أما بعد العقد فيجوز طلاقها وزواج ابنتها وكذلك زوجة الابن وزوجة الأب فهذه أربع محارم من المصاهرة ومثيلها سبعة من النسب وأما السبب الثالث فهو الرضاع فكل الذين تجمعوا على ثدي واحد فيحرم بعضهم على بعض وكذلك يحرم أنسباؤهم عليهم كما قال صلى الله عليه وسلم: [يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب] فمن رضع من امرأة مثلاً لا يتزوج أختها ولا أمها لأنهما تكونان بمنزلة خالته وجدته هذا فضلاً عن بناتها لأنهن يكن إخواته من الرضاع.
حكمة التحريم:
والحكمة البليغة جداً في هذا التشريع الإلهي وذلك أن عقد الزواج يفرض واجبات وحقوقاً خاصة وهذه الحقوق والواجبات تتعارض وتختلف مع حقوق الأمومة والأخوة والبنوة ولذلك فلا يجوز الجمع بينهما فمن تزوج أمه مثلاً فكيف يلزمها بعقد الزواج وبطاعته مع العلم أن المفروض أن يطيعها هو لأنها صاحبة حق عليه بالأمومة، وكذلك من تزوج أخته كيف يؤدي حقوق إخوتها وهو يطالبها بحقوق تتنافى مع حق الأخوة. ثم لابد وأن يكون هناك من مجموع النساء ما ينظر إليه الرجل نظرة احترام وتقدير خالية من الاشتهاء لا يتحقق ذلك إلا في إطار المحارم. ثم لا بد وأن يسود الأسرة علاقات فاضلة تقوم على الحب والنصرة والحنان الذي لا يصاحبه اختلاف المصالح كما يحدث في الزوج أو اختلاف الطباع فماذا يحدث لو تزوج الأخ أخته ثم لم يتوافقا فطلقها وحصل بعد الطلاق ما يحدث عادة من الخصام والقطيعة فهل يقاطع الرجل أخته وبذلك يقطع أرحامه وتتمزق الأسرة فالمجتمع.
وإذا كان ظاهراً في النسب فهو أيضاً موجود في المصاهرة والرضاع فأم الزوجة وبنتها، وزوجة الأب وزوجة الابن أدخلن في دائرة المحارم للمعاني السابقة ففيها حفاظ على حق الأب وحق الابن وكذلك حفاظ على حق الزوجة التي لا يجوز طلاقها بعد الدخول بها للزواج من ابنتها أو طلاق ابنتها ولو بعد العقد للزواج بأمها وكذلك الرضاع وفيه هذه العلة الخفية في التحاق الشخص فيمن رضع منهم كأنه فرد من العائلة. وهذه الدائرة العجيبة من المحارم تورث المجتمع الاتزان والعفة(107/171)
والجو الطيب الذي ينشأ فيه النشء وتتربى عنده عواطف كريمة وما زالت هي أسمى شيء في الوجود الدنيوي إنها عواطف الأبوة والبنوة، والأخوة والرحم، هذه العواطف الكريمة التي داستها المدنية الغربية الزائفة وهي تلهث خلف اللذة والمتعة في عالم موحش مجنون.
ثانياً: الشغار:
الشغار هو أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته. وهو المعروف بالبدل وقد جاء في تحريم ذلك أحاديث صحيحة كثيرة منها حديث ابن عمر في صحيح مسلم [لا شغار في الإسلام] وحديث أبي هريرة عند أحمد ومسلم [نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشغار] والشغار أن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي.
وهذا الزواج باطل يجب فسخه سواء كان بصداق أو بغير صداق فقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن عبدالرحمن بن هرمز الأعرج أن العباس بن عبدالله بن عباس أنكح عبدالرحمن بن الحكيم ابنته، وأنكحه عبدالرحمن ابنته وقد كانا جعلاه صداقاً فكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم يأمره بالتفريق بينهما وقال في كتابه: هذا الشغار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما حديث ابن عمر الذي رواه الجماعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار وفي هذا الحديث زيادة على قول نافع أن الشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه ابنته ليس بينهما صداق فهذه الزيادة رأي تابعي وهي لا تخصص الحديث العام (لا شغار في الإسلام)، ومعلوم أن الحكمة من تحريم نكاح الشغار (البدل) هو أن حياة المرأة تبقى معلقة بحياة الأخرى فهي تتعرض للإهانة إذا تعرضت بديلتها وقد تتعرض للطلاق إذا طلقت بديلتها، وفي هذا ظلم، ولا شك أنه دون صداق أشد ظلماً وهضماً لحقوق المرأة.
والزواج يريد من عقد الزواج أن يكون عقداً مقدساً بعيداً عن القلاقل والمساومات والظلم الذي ينغص على الزوجين حياتهما وقد يهدد مستقبل الأبناء.
ثالثاً: نكاح التحليل:
ونكاح التحليل هو ما كان يصنعه وما زال بعض الجهلة والأغنياء والفساق الذي يوقعون ثلاث تطليقات بزوجاتهم ثم يستفتون أشباه العلماء فيفتونهم بأن نساءهم قد حرمت عليهم إلا أن تنكح زوجاً آخر ثم تطلق منه فيعمدون عند ذلك إلى عقد نكاح مفتعل يتزوج بموجبه رجل آخر المرأة المطلقة ثم يفارقها بعد ليلة واحدة ليتزوجها الرجل الآخر، وهذا من أعظم الزنا والفجور، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل ذلك كما هو مروي في حديث ابن مسعود الذي رواه أحمد والترمذي وصححه قال: [لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له].
واللعن في لغة الرسول لا يكون إلا على كبيرة يستحق صاحبها الطرد من رحمة الله سبحانه وتعالى. والمطلقة ثلاثاً التي بانت من زوجها لا تحل أن ترجع لزوجها الأول كما قال سبحانه وتعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}.. الآية. ثم قال تعالى: {فإن طلقها} -أي الزوج الأول الطلقة الثالثة- {فلا(107/172)
تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله، وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون}.
وسيأتي لهذا الأمر مزيد تفصيل إن شاء الله عند بيان (عقد الطلاق) والمهم هنا أن نكاح التحليل يصنعه الجهلة والفساق نكاح باطل، وليس من الدين في شيء. بل ويتنافى مع أقل قواعد الشرف والمروءة ولذلك كان حرياً بالرسول صلى الله عليه وسلم أن يلعن فاعله.
رابعاً: نكاح المتعة (التأجيل):
المانع الرابع الذي يبطل عقد النكاح هو ضرب الأجل لانتهائه وهو ما يسمى بنكاح المتعة. فالأصل في الزواج هو التأييد إذ هو عقد دائم لا يقع الفصل فيه بين الزوجين إلا بأمور أربع هي الطلاق والخلع والظهار واللعان، وسيأتي هذا بالتفصيل إن شاء الله تعالى، وأما الاتفاق بين الزوجين عند عقد العقد على إنهائه في وقت معين فهو مبطل للعقد باتفاق فقهاء الإسلام، وهو ما يسمى بنكاح المتعة إلا من شذ منهم.
وقد كان هذا النوع من النكاح معمولاً به في الجاهلية، وأباحه الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ولكنه نهى عنه صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر وكانت سنة سبع من الهجرة ثم أباحه أياماً في فتح مكة ولم يخرج المسلمون من مكة حتى حرمه تحريماً أبدياً إلى يوم القيامة وندلل على ما قدمناه بالأحاديث الصحيحة الآتية:
1- أولاً حديث ابن مسعود في الصحيحين قال: كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معنا نساء فقلنا ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا بعد أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ومعنى أن ننكح المرأة بالثوب أي أن يكون الثوب ثمناً لهذا الاستمتاع المؤقت..
2- ثانياً حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الصحيحين أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر، وفي رواية: نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الإنسية، وهذا دليل صريح على النهي عن هذا النكاح في غزوة خيبر وكانت في السنة السابعة كما قدمنا.
3- وأما الحديث الثالث فهو حديث سبرة بن معبد الجهني الذي رواه أحمد ومسلم أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة، قال: (أي سبرة) فأقمنا بها خمسة عشر فأذن لنا في متعة النساء - وذكر الحديث إلى أن قال: فلم أخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي رواية أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء فليخل سبيله، {ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً}]. وهذا الحديث حجة واضحة على أن هذا النكاح حرام إلى يوم القيامة.
ولكن بعض الصحابة غاب عنهم هذا التحريم المؤبد فوقع من بعضهم حوادث فردية في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولذلك قام فخطب في الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في المتعة ثلاثاً ثم حرمها، والله لا أعلم أحداً(107/173)
تمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة. (رواه ابن ماجة بإسناد صحيح). وروى ابن جرير بإسناده أن عمر بن الخطاب لما ولي أمر الناس خطب فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا في المتعة ثلاثاً ثم حرمها، والله لا أعلم أحداً تمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد أن حرمها، ولا أجد رجلاً من المسلمين متمتعاً إلا جلدته مائة جلدة إلا أن يأتيني بأربعة يشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلها بعد أن حرمها.
وهذا القول من عمر بمحضر من الصحابة جميعاً وعدم وجود منكر عليه دليل على ثبوت التحريم، وأن الذي أفتى بغير ذلك إنما كان متأولاً غير عالم بنص التحريم.
حكمة التحريم:
ولا يخفى أن تحريم هذا النكاح فيه من المصالح العظيمة ما فيه لأن هذا النكاح إهدار لكرامة المرأة والرجل أيضاً، وإقامة للعلاقة بينهما على مجرد الاستمتاع دون إرادة الولد والاستقرار والسكن وأما الحكمة في إباحته أول الإسلام فهو للحال الشديد الذي كان فيه المسلمين ولقلة ذات اليد. فكان كالميتة للمضطر ثم أغنى الله المسلمين عن ذلك بما أغدق عليهم من نعمه وبما نقلهم به من عبث الجاهلية إلى نور الإسلام، ولعل إباحته أول الإسلام ثم تحريمه بعد ذلك كان كشأن الخمر التي سمح بها أولاً ثم تدرج التشريع في تحريمها حتى حرمها حرمة قاطعة. وبهذا وصلت الشريعة غاية الكمال في كل النواحي. وخاصة علاقة الرجل بالمرأة حيث شرعت الزواج المؤبد الذي يقوم على الحقوق والواجبات ويحقق غاية الوجود في الأرض.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:45 PM
آثار عقد النكاح
الآثار المترتبة على عقد النكاح تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول هو الحقوق والواجبات المشتركة.
القسم الثاني حقوق وواجبات تخص الرجل.
القسم الثالث حقوق وواجبات تخص المرأة.
وسنناقش كل قسم من هذه الأقسام على حده.
أولاً: الآثار المشتركة
حل المعاشرة والاستمتاع:
الأثر الأول من آثار عقد النكاح الصحيح هو حل المعاشرة والاستمتاع، ونعني بالمعاشرة الخلطة والسكنى تحت سقف واحد والحياة معاً، ونعني بالاستمتاع التلذذ البدني والنفسي لكل من الزوجين بالآخر. وهذا حق مشترك للزوجين بالآخر، وواجب أيضاً على كل طرف نحو الآخر.
وقد جاء الإسلام بما يكفل سعادة الزوجين وإحسان معاشرة كل منهما للآخر، واستمتاعه به على أكمل وجه وأحسن صورة. فقد جاءت الآيات الكثيرة التي تأمر الرجال بإحسان معاشرة النساء، وإمساك المرأة التي يرى الرجل فيها ما يكرهه رجاء أن يبارك الله له فيها كقوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن(107/174)
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}.. وحث النبي على حسن معاشرة النساء وأوصى بهن كثيراً كما قال صلى الله عليه وسلم: [خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي].. وقوله: [استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج. وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، وإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء]. متفق عليه، وفي حديث آخر: [لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر]. (رواه أحمد ومسلم)، والفرك هو الكراهية.. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مثال على حسن المعاشرة وطيب الخلق. وجاءت الأوامر الكثيرة في القرآن والسنة أيضاً للمرأة كقوله تعالى: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}. والقنوت هنا فسره العلماء بطاعة الزوج.
هذا في المعاشرة والطاعة والعطف والحنان والحب وأما في الاستمتاع البدني فهدى الإسلام في هذا أحسن هدى، فقد جاء في الأمر العام بالاستمتاع بالنساء على أي كيفية كما قال تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}. غير أن الله سبحانه وتعالى نهى عن إتيان النساء وقت الحيض لما في هذا من الأذى والضرر على الزوجين كليهما وليس هذا مجال تفصيل ذلك كما قال تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض}. ولقد جاءت السنة الصحيحة بجواز الاستمتاع بالحائض في غير مكان الحيض، وجاءت السنة والآثار الصحيحة أيضاً بحرمة إتيان النساء في أدبارهن. وهذا من كمال الإسلام وطهارته.
كما جاءت السنة أيضاً بآداب تجعل المباضعة عبادة يتقرب بها إلى الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [وفي بضع أحدكم صدقة].. قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: [أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه فيها وزر وكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر]. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم معلماً ومؤدباً: [لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قدر بينهما في ذلك ولد لن يضر ذلك الولد الشيطان أبداً] (رواه الجماعة إلا النسائي).
هذا وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إفشاء أسرار الجماع ونشر أخباره وهذا من كمال الأدب والأخلاق كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه: ثم ينشر سرها]. (رواه أحمد ومسلم)، وأخبر صلى الله عليه وسلم في حديث آخر إن مثل هذا كمثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما بالسكة (الطريق) فقضى حاجته منها والناس ينظرون إليه، وهذا معناه أن الخبر في أمر النكاح كالعيان.
وبهذه الأخلاق والآداب يرسي الإسلام قواعده النظيفة الكاملة، في أول أثر من عقد النكاح وهو المعاشرة وحل الاستمتاع.
وهذا مما تجدر الإشارة إليه أنه لم يصح شيء عن تحريم نظر الرجل إلى أي جزء في امرأته ولا المرأة كذلك، هذا ولم يصح أيضاً شيء في نهي عن تجرد المرأة والرجل. وبهذا نجد أن الإسلام لم ينه في هذا إلا بما يعيب على الحقيقة وأباح ما سوى ذلك مما يعد سعادة واستمتاعاً، وأحاط كل ذلك بحسن المعاشرة وطيبها.(107/175)
ومن الآثار المشتركة التي تترتب على عقد النكاح: الاستمتاع والمعاشرة، وقد فصلنا ذلك سابقاً ثم التوارث، وثبوت نسب الأولاد هذا مقام تفصيله بحمد الله وتوفيقه.
2- التوارث:
إذا تم عقد النكاح صحيحاً ومات أحد طرفي العقد (الرجل أو المرأة) ثبت الميراث في مال الميت للحي وقد جعل الله في هذا فريضة محكمة في كتابه فجعل للزوج نصف مال زوجته المتوفاة إذا لم يكن لها ولد منه أو من غيره، وجعل له الربع من مالها إذا كان لها ولد منه أو من غيره.
وأما الزوجة فقد فرض الله لها ربع تركة زوجها إذا لم يكن له ولد منها أو من غيرها ولها الثمن إذا كان له ولد منها أو من غيرها، غير أنها تشترك مع ضرائرها في هذا الثمن إن كان لزوجها المتوفى زوجات غيرها لم يفارقهن. وهذا مفصل في قوله تعالى: {ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد، فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين، ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم إن لم يكن لكم ولد، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين}.
وهذا الميراث حق في مال الزوجة والزوج بمجرد العقد وحتى لو لم يحصل دخول (ولهذه المسألة مزيد تفصيل مستقبلاً إن شاء الله).
3- ثبوت النسب:
عقد النكاح وثيقة تثبت صحة نسب المولود لرجل معين ولكن ذلك لا يتم إلا بشرطين.
أولاً: أن يكون هذا المولود قد ولد بعد مدة كافية لتخلقه جنيناً في بطن أمه وولادته حياً. وجمهور علماء المسلمين أن أقل مدة يثبت فيها صحة النسب هي ستة أشهر، وقد فهموا هذا من الجمع بين النصوص الشرعية، واستقراء الحالات التي كانت في أزمانهم فقد جاء في الحديث الصحيح: [إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح..] الحديث. وهذا يدل على أن حياة الجنين الإنسانية (الروح) لا تكون إلا بعد مائة وعشرين يوماً أي أربعة أشهر، وأما الحياة الحيوانية فالجنين حي منذ كان حيواناً منوياً وكذلك بعد إخصابه للبويضة وانفصال خلاياه لصناعة الجسم. ولكن الحياة الإنسانية أي الروح لا تكون إلا بعد أربعة أشهر، ويبدو أن حالات الولادة قبل الشهور الستة لا يكتب لها الحياة، وعلى كل حال فعلوم الطب تستطيع الآن الحكم على عمر الجنين وبذلك يعلم صحة النسب بكونه قبل العقد أو بعده.
ثانياً: وأما الشرط الثاني لثبوت النسب فهو الدخول بالمرأة، وهذا الشرط اشترطه جمهور العلماء إلا الإمام أبو حنيفة رحمه الله الذي لم يعد هذا شرطاً ولذلك فصحيح في مذهبه أن يعقد رجل قرانه وهو في المشرق بامرأة في المغرب ولم يلتقيا مطلقاً بعد عقد النكاح ثم جاءت بولد أن ينسب هذا الولد له شاء أم أبى ولا يخفى شذوذ هذا القول ومجانبته للصواب وإن كان قائله قد راعى مصلحة الولد في هذا الأمر ولكن لا يجوز لكي نراعي مصلحة الولد والأم أن نهدر مصلحة الأب الذي يجبر على أن(107/176)
ينسب له غير ولده الذي يعلم قطعاً أنه ليس ولده، وكذلك مصلحة المجتمع المسلم الذي يجب التمييز فيه بين أولاد النكاح وأولاد السفاح.
والذين اشترطوا الخلوة من العلماء اكتفوا بأن يثبت خلو الرجل بزوجته أي وقت بعد العقد، وعلى كل حال هذه مسألة اعتبارية خاضعة للعرف والظروف، والمهم في هذا الصدد أن عقد النكاح ضمان للمرأة أن ينسب مولودها إلى نكاح صحيح لا إلى سفاح، وإلزام للرجل أن ينسب له من ولد على فراشه من زوجته التي دخل بها.
وبهذا نرى أن عقد النكاح يترتب عليه من الأمور المشتركة ما لا يترتب على أي عقد في الدنيا فإنه يترتب عليه المخالطة والاستمتاع والتوارث وثبوت النسب وكلها أمور في غاية الأهمية والحساسية، ولذلك كان الاحتياط في هذا العقد والميثاق الغليظ كما سماه الله سبحانه وتعالى واجباً وكان إيقاعه كما أمر الله بشروطه وانتفاء موانعه في غاية الأهمية، ولهذا نقول أيضاً إن هدم القواعد التي يبني عليها عقد النكاح معناه هدم للحضارة الإنسانية الأخلاقية وإرجاع للإنسان إلى مرتبة الحيوان الذي يكتفي بالتناسل فقط دون هوية واسم ودون شخصية مستقلة.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:46 PM
ثانياً: آثار عقد الزواج على الرجل خاصة
قدمنا أن عقد الزواج من أعجب العقود في الأرض وذلك للعلاقات الخاصة والمتشابكة والآثار العظيمة التي يخلفها عقد الزواج فهذا العقد يترتب عليه مسائل مالية وعاطفية وخلقية ونفسية وأمور أخرى في غاية الحساسية والتعقيد ولا نستطيع أن نأتي بمسطرة وقلم ونخط خطاً ونقول هنا يقع حق الزوج وواجباته وها هي حقوق الزوجة وواجباتها، ومن ظن أنه يستطيع أن يفعل ذلك فهو واهم تماماً ولا يدرك على الحقيقة ماهية هذا العقد العجيبة وآثاره في النفس والحياة. وحتى في الأمور الظاهرية الحسية فإن تحديد مقدار الحق والواجب في غاية الصعوبة والحرج فمن يستطيع أن يقدر مقدار النفقة الواجبة للزوجة على زوجها تحديداً فاصلاً أيضاً وإذا كان هذا هو الشأن في هذه الأمور الظاهرة الحسية المادية فكيف في الأمور المعنوية وكيف أيضاً في الأمور السرية والخاصة بين الزوجين؟ ولذلك فنحن عندما نقول الحق والواجب في عقد الزواج فإنما نعني الخطوط العريضة فقط والعموميات فقط لعلاقات من أدق علاقات الأرض ولا نعني المدلول لهاتين الكلمتين (الحق والواجب).
ولذلك نجد أن الإسلام في توجيهه لهذا العقد قد أرشد إلى الإحسان والبر وهي منزلة متقدمة فوق الحقوق والواجبات ومعنى هذا أن الرجل والمرأة كليهما يجب أن ينظرا ويجتهدا نحو تحقيق الإحسان والفضل وأنهما لا ينبغي لهما أن يقفا فقط عند الحق والواجب، وباب الإحسان والفضل والبذل والتضحية والوفاء باب واسع جداً لا تحده الحدود ولا تقف أمامه السدود فكلما كان الرجل معطاء كريماً شجاعاً متسامحاً كان أحظى عند الزوجة وأعظم مكانة وأكثر استفادة بزواجه وكلما كانت المرأة وفية مخلصة متفانية في خدمة زوجها ملغية ذاتها في ذاته كانت سعيدة محبوبة مبجلة، وإذا وجد العكس وهو الشح ومطالبة كل منهما بما له أولاً عند الطرف الآخر وتأخير سداد ما عليه نحو الآخر كلما كان الزواج فاشلاً والحياة صعبة ثقيلة متكلفة.(107/177)
وعلى ضوء من هذين الأمرين نناقش قضية الحق والواجب في عقد الزواج وهما:
أولاً: نحن لا نملك حداً فاصلاً بين ما للزوج وما عليه نحو زوجته وما للزوجة وما عليها نحو زوجها ولكننا نملك خطوطاً عريضة فقط.
ثانياً: لا يجوز بتاتاً أن يقام عقد الزواج على ما الذي لي وما الذي لك ولكن يجب أن يقوم على: ما المقدار الذي أستطيع أن أبذله لك وما المدى الذي يستطيع الطرف الآخر أن يقدمه لي وهذا هو باب الإحسان والفضل والحب والرحمة والوداد ومن هذا المنطق نستطيع تحديد واجبات الرجل نحو زوجته بما يلي:
1- النفقة:
وهذا يعني أن يقوم الزوج بالإنفاق على زوجته منذ عقد العقد وحتى الانفصال عنها بأي صورة (كما سيأتي هذا مفصلا إن شاء الله) وهذه النفقة تشمل كل لوازم الزوجة من طعام ومسكن وكسوة ونحو ذلك وأن لا يلزم المرأة شيئاً من هذا أصلاً سواء كانت مالكة وغنية أم لا. وأن العمل بقصد الكسب ليس واجباً على المرأة بحال وعلى ضوء القواعد السابقة فلا تحديد لحجم النفقة وكيفيتها وفي هذا يقول تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها}.
2- إحسان المعاشرة:
وهذه أيضاً قضية عامة لا نستطيع تحديدها في قوالب قانونية لأن قضية المعاشرة أمر أخلاقي والأخلاق كثيرة منها ما لا يستطيع أن يضبطه القانون فهل تطالب المرأة زوجها مثلاً أن يبتسم إذا رآها وأن يهش للقائها؟..
وهذا لا نشك أنه من حسن المعاشرة ولكن لا نستطيع أن نسن ذلك بقانون ولا أن يجبر إنسان على فعله. ولذلك فأمر إحسان المعاشرة أمر واسع خلاصته وجوب اتباع مكارم الأخلاق في المعاشرة وهذا يعني أن لا تقبيح للزوجة، ولا سباب ولا لعن، وإنما لين جانب، وبذل معروف.
3- القوامة:
ونعني بالقوامة كون الرجل مسؤولاً عن تقويم زوجته وأن له الكلمة الأخيرة في شئون الحياة الزوجية، وهذا الأمر قد ينظر أناس إليه أنه حق للرجل ولكن يحسن بنا أن نجعله واجباً لا حقاً، فالرجل مسئول عن زوجته لأنها رعية استرعاها الله إياها كما قال صلى الله عليه وسلم: [والرجل في بيته راع وهو مسئول عن رعيته].
والقوامة لا تعني التسلط والقهر ولا إنفاذ رأي الرجل صواباً كان أو خطأ وإنما تعني حسن السياسة وإدارة دفة الحياة الزوجية على وجه الشورى والإحسان والحرص الدائم على بذل النصح والخير، والوقوف الحازم أمام الانحراف والنشوز.
هذه هي أهم واجبات الرجل نحو زوجته ولا شك أن رجلاً يستطيع أن يقوم بهذه الواجبات على الوجه الأكمل إلا أن يكون زوجاً صالحاً.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:47 PM
ثالثاً: آثار عقد الزواج على المرأة خاصة
يفرض عقد النكاح حقوقاً للرجل نحو زوجته أو واجبات على الزوجة نحو زوجها، ونستطيع إيجاز هذه الواجبات في الأمور الثلاثة الآتية:(107/178)
1- الطاعة:
بما أن القوامة على الأسرة واجب من الله سبحانه وتعالى يسأل عنه الرجل يوم القيامة ويسأل عنه الرجل في الدنيا أيضاً أمام المجتمع وولي الأمر فإن من مستلزمات القوامة للرجل أن يطاع من قبل من جعلهم الله سبحانه وتعالى في كفالته ورعايته، ولا نتصور أن يكون الرجل قواماً في بيته متكفلاً بشئون أسرته (زوجته وأولاده) ولا يكون مطاعاً من زوجته وأولاده، ولذلك فطاعة المرأة لزوجها حق يفرضه الله سبحانه وتعالى أولاً وتقتضيه مصالح الأسرة ونظامها ثانياً، وتفرضه الضرورة والواجب ثالثاً. ونعني بالضرورة الخلقة والجبلة والفطرة وهذا لا يماري فيه إلا مكابر، ونعني بالواجب الالتزام الأدبي والخلقي الذي يفرضه إنفاق الرجل على زوجته وكفالته لها فلا أقل من الطاعة والإذعان لأمره.
والطاعة بالضرورة لا تعني الاستعباد والتسلط والقهر وتبرير الخطأ لأنه صدر من الرجل. لا وإنما تعني الطاعة في نظام الإسلام الطاعة في المعروف إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والالتزام حيث يحسن الالتزام ولا نعني مطلقاً السير في الخطأ والاستبداد بالرأي، والإكراه، وميادين الطاعة الواجبة لا تحصرها غير أنها مقيدة كما قلنا بالمعروف والاستطاعة ومن ميادين الطاعة الواجبة الخدمة (وسنفرد لها فصلاً مستقلاً وإن كانت هي بذاتها فرداً من أفراد الطاعة) وكذلك الطاعة في الفراش وقد جاءت أحاديث بخصوص الطاعة في هذا الأمر كقوله صلى الله عليه وسلم: [إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح]. (متفق عليه)، وهذا زجر شديد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها علواً أو نشوزاً ونفوراً. واللعن هذا لا يكون إلا في فعل حرام أو ترك واجب.
2- الخدمة:
الخدمة المنزلية من ميادين الطاعة وقد سبق أن هذا حق من حقوق الرجل، وواجب على المرأة، وليس هناك تحديد شرعي أيضاً لمواصفات الخدمة والذي يحدد هذا أيضاً هو العرف والمعروف، وقد أبعد جداً من ظن أن الخدمة المنزلية ليست واجباً على المرأة نحو زوجها إلا طاعة الفراش فقط، وهذا الفهم إساءة بالغة لمعنى عقد النكاح في الإسلام، وقد كانت الصحابيات بما فيهن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمن أزواجهن، ويلقين العنت والتعب في هذه الخدمة ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن لا يجب على امرأة أن تخدم زوجها بل على العكس من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بطاعة أزواجهن كما أمر الأزواج بالإحسان إلى النساء. والخدمة أيضاً قضية فطرية جبلية من المرأة نحو زوجها وموافقة الفطرة هي السعادة الحقيقة ولا شك أن أسعد النساء حظاً في الحياة الزوجية أكملهن طاعة وخدمة لأزواجهن وأشقاهن في حياتهن الزوجية من يتخلين عن هذه المهمة الفطرية التي جاء عقد الزواج ليوجبها ويحقها.
ومن فضلة القول أن هذه الخدمة واجبة على المرأة نحو زوجها فقط وليست واجبة نحو أهل الزوج إلا أن يكون هذا تطوعاً منها وإحساناً وإرضاءً للزوج وتحبباً إليه.
3- القنوت:(107/179)
والقنوت يطلق في اللغة إطلاقات كثيرة ونعني به هنا حبس المرأة نفسها على زوجها فقط حيث لا يكون في قلبها ووقتها شغل بغيره.
فعقد الزواج ينقل طاعة المرأة من والديها إلى الزوج رأساً ليكون هو الولي المباشر وليكون برها وطاعتها بوالديها من بعد طاعتها لزوجها. وهكذا أيضاً في الآخرين فلا يجوز لامرأة أن تجعل من نفسها نصيباً في خدمة أو تطلع لغير زوجها إلا بإذنه. فالمرأة أسيرة عند الرجل محبوسة عليه وحده ولاءً وطاعة وخدمة، وهذا هو الموقف الشرعي والموقف الفطري والأخلاقي الكامل. ومن هذا الباب كان الرجل مطالباً في الإسلام برعاية زوجته رعاية كاملة لهذا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم] والعاني هو الأسير أي أسيرات.
فيجب أن تعلم المرأة المسلمة أن عقد الزواج يفرض عليها هذا الأسر الاختياري وهو أسر محبب ولا شك عند المرأة. والزوجة التي تستطيع أن تراعي حقوق وواجبات هذا الأسر هي المرأة المثالية ولا شك أن الرجل والمرأة إذا بذل كل منهما ما أسند إليه من مهمات وتفاني كل منهما في إسعاد الآخر وإدخال السرور على نفسه فإنهما سيحققان السلام الحق والسعادة المنزلية الكاملة.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:48 PM
ضمانات لاستقرار الأسرة
أولاً: موافقة الفطرة:
كان من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل السعادة في الأسرة والاستقرار لها منوط بالقيام بالوظائف والتكاليف التي وزعها على أفرادها. فإذا كان الرجل رجلاً وفي مكانه الصحيح قائماً بما عليه من واجبات والمرأة امرأة وفي مكانها السليم من حيث الخلق والتشريع وقائمة بما أوجب الله عليها، وكذلك الأبناء أبناء حقيقيون قائمون بما أوجب الله عليهم من طاعة لوالديهم وحب وتقدير لهم. أقول إذا كان كل واحد من هؤلاء في مكانه الصحيح استقامت أحوال الأسرة فإذا اختل شيء منها اختل الآخر. فلو تأبت المرأة مثلاً أن تنجب أولاداً بدعوى أن في هذا تعطيلاً لملاذها وشهوتها فإنها أول من تشقى بذلك نفسياً وروحياً. وإذا قامت الزوجة بهذا الذي خلقها الله سبحانه من أجله فإنها مع شقائها وتعبها ووهنها تسعد أيما سعادة، وليس هناك سعادة عند المرأة تعادل إحساسها بتحرك الجنين في أحشائها، وبصراخ الطفل نحوها، وبسهرها ليلة في جوار سريره. مع تعبها العظيم من كل ذلك. ولكن الرب الرحيم جعل في هذه المشقات التي كتبها عليها كتابة كونية قدرية سعادة نفسية هائلة وهذا الأمر نفسه متحقق في طاعة الزوجة للواجبات الشرعية التي كلفها الله بها. فسعادة المرأة في طاعة زوجها، وترك رأيها لرأيه وإذعانها أحياناً لرغباته وإرضائها له فليس هناك أسعد من زوجة وفية مخلصة في كنف زوج بار مخلص عفيف - واليوم الذي تظن فيه المرأة أنها أصبحت نداً للرجل وأن رأيها يجب أن يكون قبل رأيه، وأن رأسها يجب أن تكون معادلة لرأسه أقول هذا الوقت تبدأ شقاوتها وتعاستها.
نخرج من كل هذا بفائدة هامة وهي أن نعلم جميعاً أن سعادتنا رجالاً ونساءً منوطة بأن نكون عند الأوامر الشرعية التي وزعها الله علينا فالرجل السعيد في حياته(107/180)
الزوجية هو الرجل القائم بالواجبات التي كلفه الله بها والمطالب بالحقوق التي أعطاها الله له، والمرأة السعيدة هي المرأة القائمة بالواجبات التي كلفها الله بها والمطالبة بالحقوق التي منحها الرب إياها. وأي إخلال أو اختلال بهذه الحقوق والواجبات الشرعية معناه الهدم للنظام الأسري وبالتالي الهدم للسعادة والاستقرار.
ثانياً: الحكمان عند الخلاف:
الزوج والزوجة قد يختلفان ويصل الخلاف إلى نقطة لا يستطيعان علاجها بمفردهما. وهنا أمر الله سبحانه وتعالى برد هذا الخلاف إلى حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة. قال تعالى: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريداً إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً}.
وذلك أن الفرد قد يملك القدرة أحياناً على حل مشاكل الآخرين ولكنه يعمى عن مشكلة نفسه. فمهما كان الرجل حكيماً عالماً فإنه في مشاكله الخاصة يكون أقل قدرة على الحل ولذلك نجد أن كثيراً من النساء ينجحون كثيراً في الصلح والتوفيق بين الناس، ولكنهم قد يفشلون أحياناً في حل مشاكلهم أنفسهم، ولذلك كان واجب الاستعانة بالآخرين وخاصة المرأة يساعدها كثيراً أن ينوب عنها في حل بعض مشاكلها المعقدة مع زوجها أن تلجأ إلى أب أو عم أو أخ يملك القدرة على فهم أمورها والوصول إلى حلول لمشاكلها مع زوجها. فإذا عجز الزوج أن يصل مع زوجته إلى حل لمشكلة ما. فإن الواجب أن يرد هذه المشكلة إلى حكم من أهله وحكم من أهلها.
والحكمة في اختياره من الأهل ألا تنتشر أسرار البيوت، وأن لا يعير الأبناء بما كان من أخلاق في الآباء، فاللجوء إلى المحاكم والقضاة في كل مشاكل الزواج أمر في غاية الخطورة لأن علاقة الزوج بزوجته علاقة خاصة جداً، وتنشأ المشاكل كثيراً في هذه العلاقات الخاصة. ونشر هذه العيوب في المحاكم وأمام القضاة والشهود إنما هو فضح للأسرار، وكسر للقلوب فحتى لو تم الصلح أمام القاضي فإن المشكلة ستبقى لأنه ولا بد أن يخرج إلى الناس أسراراً كان يحب كل من الزوج والزوجة أن تظلا مخفية ولذلك كان من رحمته وإرشاده سبحانه وتعالى أمرنا بدعوة الحكمين عند الخلاف المستعصي والأمر في بعث الحكمين قال بعض العلماء هو خطاب للزوجين، وقال آخرون بل خطاب لولي الأمر، قول ثالث إنه خطاب للمؤمنين الذي يطلعون على ما حدث بين الزوجين من خلاف والصحيح أنه خطاب عام وذلك أن استقرار الزواج لا يهم الزوجين فقط وإنما يهم ولي الأمر، لأن هذا من شئون الرعية التي استرعاه الله إياها، ويهم كل مسلم لأن المؤمنين كالجسد الواحد ولا بد أن تفزع إذا اشتكى عضو، وشقاق الأزواج من أعظم الآلام والمشاكل ولذلك كان لا بد من الاهتمام به ولا شك أن مشاكل الزوجين تهمهما أولاً ولذلك وجب عليهما في المقام الأول أن يلجأ إلى الحكمين إذا تعذر عليهما الحل وبهذه الضمانة تبقى الأسرة الإسلامية في إطارها الصحيح من الاستقرار والثبوت ونستطيع أن نلخص هذه القواعد فيما يأتي:
(أ) أن يؤدى عقد الزواج بشروطه كما أمر الله سبحانه وتعالى من رضا وشهود، وولي، ومهر، وكفاءة وغير ذلك من شروط.(107/181)
(ب) أن نمتنع عن كل ما يبطل هذا العقد كفقد شرط من الشروط السابقة أو نلجأ إلى نكاح محرم كنكاح الشغار والتحليل والنكاح المؤقت.
(ج) أن نحذر من أن نضع في عقد النكاح شرطاً ليس في كتاب الله كاشتراط العصمة وغير ذلك من الشروط الفاسدة التي تفسد العقد أو تمنع نفاذه وأن نوفي بالشروط التي التزمنا بها كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن أحق الشروط بالوفاء ما استحللتم من الفروج].
(د) أن يقوم كل من الرجل والمرأة بالحقوق والواجبات التي كلفهم الله بها وأن يعلم كل منهما أن تعديه على حق الآخر إنما هدم لنظام رباني وهو تماماً كهدم الفطرة والخلق لأن الحكم من عند الله والخلق من عنده فكما خلق فهو يحكم سبحانه تعالى كما قال جل وعلا: {له الخلق والأمر}، فكما أن الخلق له فالأمر له سبحانه وتعالى، وكل من عارض الخلق شقى وكذلك كل من عارض أمره سبحانه وتعالى شقى ولا بد.
(هـ) أن يعلم كل من الرجل والمرأة الفطرة التي فطرها الله سبحانه وتعالى عليهما، فإذا عرف المرء نفسه عرف كيف يعالجها ويقومها وإذا جهلها جهل سبل التقويم والعلاج بل والصلاح أيضاً، فكيف يسعد نفسه من يجهلها؟ وكذلك أن يعرف الرجل شيئاً عن طبيعة المرأة ونفسيتها، وأن تعرف المرأة شيئاً عن طبيعة الرجل الخاصة ونفسيته وكيف يحب وكيف يكره وهذا العلم ضروري لإحسان التعامل بين كل من المرأة والرجل.
(و) أن يلجأ الزوج والزوجة إذا استشرى بينهما خلاف إلى أقرب حكم ناصح من أهله ليساعدها على الخروج من خلافهما وبذلك يضمنان سعادة وحلاوة لزواج إسلامي نظيف طاهر.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:49 PM
الخلاف بين الزوجين
وطرق علاجه
يندر في الواقع أن يعيش زوجان دهراً من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما مشكلات وخلافات.
ولذلك فعلينا أن نتقبل الخلافات الزوجية على أنه أمر لا مفر منه أو هو شر لا بد منه ولا يعني ذلك أن نستسلم للخلاف وألا نأبه له عند حدوثه فالخلاف شر وهو يعكر النفوس ويقتل بهجة الحياة الزوجية وعلينا أن نفر منه بكل سبيل ولكن ينبغي أيضاً أن لا نظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف مهما كان ويجب أن نعلم أيضاً أن لكل جرح دواء وعلينا أن نحاول دائماً ولا نيأس من علاج مطلقاً وفوق هذه القاعدة نستطيع أن نؤسس حياة زوجية سعيدة.
وهذه مجموعة من قواعد وإرشادات ونصائح أرجو إن اتبعها الزوجان أن يسعدا ويقضيا على كل خلاف ينشأ بينهما:
أولاً: إذا أردت أن تحكم حكماً صحيحاً في أي خلاف فضع نفسك موضع الآخر، وقدر ظروفه وإمكانياته تماماً ثم احكم عليه وبهذا تعلم موقفك أنت ممن يخالفك في شيء ما.(107/182)
ثانياً: على الرجال أن يعلموا تماماً أن في المرأة، جنس المرأة عوجاً بوجه من الوجوه وهذا ليس فيه تعصب وإنما هو طبيعة الخلق والفطرة التي فطر الله المرأة عليها، ولا يمكن أن تكتمل المرأة من كل وجه خلقاً وطباعاً ولو أنها كانت كاملة لعبدها الرجال من دون الله عز وجل وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه وإن جئت تقيمه كسرته، وإن استمتعتم بهن استمتعم بهن وفيهن عوج].
وأخذ هذا الأمر على علاته يفيد الرجال كثيراً فافتراض الكمال في المرأة ومحاسبتها على هذا النحو يعني التغاضي عن كثير من النقص ضار بالمرأة والرجل كذلك. وهذا الذي لا بد وأن يعتور الحياة الزوجية ومطالبة المرأة بإكمال هذا النقص مطالبتها بالمستحيل.
ثالثاً: كم من الرجال من يرزقون زوجات هن أرجح منهم عقولاً وأكثر منهم صبراً وحكمة وأكثر منهم سداد رأي ولا يخرق هذا القاعدة العامة في الرجال والنساء ولا يعني هذا أيضاً أن تأخذ المرأة صلاحيات الرجل وأن يقف الرجل من عقد الزواج مكان المرأة لأن هذا يعني إفساداً للفطرة، وهدماً للسعادة الزوجية وأسلوب إصلاح المرأة لزوجها عند نشوزه وإعراضه هو النصح والاستعانة عليه بالأقربين كما قال تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير}، وأما أن تقوم المرأة بتقويم عوج زوجها ونشوزه وإعراضه بتعاليها عليه، وهجرها لفراشه أو بضربه وتأديبه فذلك هو غاية الفساد والإفساد.
رابعاً: الرجل الذي أعطى حق القوامة عليه الواجب الأول في أن يكون راعي وقواماً ولا يكون راعياً وقواماً إلا بأن يكون قدوة في نفسه، قادراً على تقويم غيره.
والقوامة لا تعني البطش والتعالي وإنما تعني الرعاية والحفظ والتربية والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً. ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى النقيض.
خامساً: الوسائل التي أعطاها الله وأرشد إليها الرجال لتقويم نشوز زوجاتهم يتلخص في الأمور الأربعة الآتية:
(أ) الوعظ: وهو كلام رقيق يصيب القلب والوعظ نافع للزوجة إذا جاء في الوقت المناسب بالقدر المناسب، وأما أن يجعل الرجل من نفسه خطيباً بالليل والنهار فذاك فساد وإفساد فالوعظ في التربية كالسم في الدواء قليله يفيد وكثيره يقتل الشعور والإحساس.
(ب) الهجران في المضاجع: وهو ترك فراش الزوجة وقت النوم فقط وهو نافع إذا لم تفلح الوسيلة السابقة.
(ج) الضرب: والمقصود به إيقاظ شعور امرأة بليدة الطبع لم تستفد شيئاً بالوسيلتين الآنفتين وهي وسيلة لا يلجأ إليها الأخيار عادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى إليه بعض النساء من ضرب أزواجهم لهم وعظ الرجال وقال: [إنه قد طاف بآل محمد نساء يشتكين أزواجهن..] ثم قال: [وليس أولئك بخياركم] أي من يضرب زوجته.(107/183)
وبالطبع فالمقصود بالضرب هو غير المبرح الذي يتقي صاحبه به الوجه وفي تحريم ضرب الوجه أحاديث كثيرة مشهورة.
(د) الاستعانة بالمصلحين من أقارب الزوج والزوجة. وهذا آخر المطاف إذا عجز الرجل عن التقويم فعليه أن يستعين بحكم من أهله وحكم من أهل زوجته فيكونا أقدر على تفهم مشاكلهما لأن صاحب المشكلة كثيراً ما يعمى عن حلها.
وفي هذه الأمور الأربعة الآنفة جاء قول الله تبارك وتعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً}.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:49 PM
كيف ينتهي عقد الزواج
ينفصل الأزواج بعضهم عن بعض بواحد من الأمور والحالات السبعة الآتية: الوفاة - والطلاق - والفراق - واللعان - والظهار - والفسخ - والردة.. وفي كل حالة من هذه الحالات هناك قواعد وحدود وآداب شرعية يجب أن يحسن التزامها وسنبين كل ذلك تفصيلياً بحول الله وقوته.
أولاً: الوفاة:
الموت سنة من سنن الحياة التي لا تتخلف ولا يمكن الفرار منها وهو يصيب الأزواج كما يصيب الأطفال ويدهم الناس على اختلاف أعمارهم وأحوالهم. والوفاة تفرق الأزواج بعضهم عن بعض ولكنها لا تهدم عقد الزواج الشرعي نهائياً بل الأزواج المسلمون أزواج في الآخرة إن ماتت على الصلاح والتقوى وكان هو كذلك، كما قال تعالى حاكياً دعاء الملائكة للمؤمنين: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم}، وقال تعالى أيضاً: {الذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين}.
ومن هنا أخذ عقد الزواج قدسيته ومكانته.
آثار الوفاة على الأزواج:
نستطيع إجمال الآثار والآداب والحقوق التي تعقب وفاة أحد الزوجين بما يلي:
(أ) الميراث: توجب الشريعة الإسلامية حقاً ثابتاً للرجل في مال زوجته المتوفاة وللمرأة في مال زوجها المتوفى.. فللرجل النصف من مال زوجته إذا توفيت ولم تترك أولاداً منه أو من غيره، وأما المرأة فلها ربع مال زوجها المتوفى إن مات ولم يترك أولاداً منها أو من غيرها ولها الثمن إن ترك أولاداً.
(ب) العدة (عدة الوفاة): توجب الشريعة على المرأة أن تمكث في بيت زوجها بعد وفاته أربعة أشهر وعشرة أيام لا تتزوج ولا تخطب خطبة صريحة، ولا تتزين، ولا تخرج في غير حاجة وهذه العدة ثابتة في القرآن والسنة. قال تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير}. والحكمة في هذه العدة أنها استبراء كامل للرحم، ووفاء واجب مفروض من المرأة وزوجها.(107/184)
وأما الرجل فليس عليه عدة بعد وفاة زوجته لذكراها مسألة اعتبارية شخصية لم يفرض عليه الدين فيها وقتاً محدوداً ولا شكلاً معيناً. وله أن يتزوج بعد وفاة زوجته بأي مدة غير أن مراعاة شعور الآخرين وخاصة أهل الزوجة المتوفاة مما أمر به الدين أمراً عاماً ومما يتناسب أيضاً مع العرف الصالح والأخلاق والآداب الإسلامية.
(ج) حفظ الجميل والعهد: يتطلع الرجل والمرأة في خلال حياتهما الزوجية على أدق وأخص أسرار بعضهما البعض، ولا يعني الافتراق بالموت نشر هذه الأسرار وهتك العهود السابقة بل الالتزام بالعهود وكتمان الأسرار فريضة إسلامية على كل من الرجال والنساء.. ولا يكفي هذا فقط بل الرجل الصالح هو الذي يحافظ على ود زوجته بعد وفاتها كما كان يفعل في حياتها والمرأة كذلك. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في ذلك فتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها".. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح الشاة فيقول أعطوا صديقات خديجة أولاً. وكانت تدخل عليه امرأة في المدينة فيكرمها لأنها من صديقات زوجته. وهذا من عظم وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الصالحة. وفي هذا قدوة وأسوة لمن أراد مكارم الأخلاق؟..
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:50 PM
ثانياً: الطلاق حكمته ومشروعيته:
مما لا شك فيه أن الطلاق عملية هدم لبناء أسرة وقد يأتي هذا الهدم عند بداية الطريق وعند وضع أول اللبنات في الأساس وقد يأتي متأخراً بعد أن يكون البناء قد فرغ وتعددت الحجرات ووضع السقف أعني بعد النسل وكثرة الأولاد. والذين ظنوا أن الإسلام أباح الطلاق مطلقاً بلا ضوابط، وفتح للناس الأبواب على مصراعيها في أن يتزوجوا كما يشاءون ويطلقوا وقتما يشاءون فقد أخطأوا وتجنوا على هذا الدين، وكذلك الذين يريدون حجر الطلاق ومنعه وتقييده بغير الطرق الشرعية ظناً منهم أن ذلك عمل إنساني وأنه في صالح المرأة فهم أيضاً جاهلون مغرون، وسنبين إن شاء الله تعالى بالدليل والبرهان فساد الطريقين وأن العدل هو ما جاء به الدين الصحيح بلا إفراط ولا تفريط.
ومع إقرارنا بأن الطلاق عملية هدم إلا أنه في الإسلام هدم منظم يحافظ على اللبنة فينقلها من مكان إلى مكان آخر أكثر تلاؤماً دون كسرها أو إهمالها.
إن الزواج عملية إنسانية وهو عمل اختياري والإنسان رجلاً كان أو امرأة صندوق مقفل والمظهر الخارجي لا يدل على الداخل مطلقاً بل كثيراً ما يخالف الباطن الظاهر فقد يكون الظاهر جميلاً حسناً والباطل بضد ذلك. والذين يتزوجون لا يتزوجون الأجسام فقط وإنما أيضاً الروح والنفس والطوية والأخلاق وكل هذه أشياء لا تظهر إلا بعد العلاج والصحبة الطويلة واحتكاك المرأة بالرجل والرجل بالمرأة يتدخل في كل شيء في الأجسام والنفوس والأسرار والغايات والأهداف والمستقبل والحياة. إنه امتزاج كامل لكل عناصر الروح والدم وكلما كان التوافق كاملاً كانت(107/185)
السعادة تامة كاملة وكلما اختلف الزوجان في ناحية من هذه النواحي كلما تباعد الزوجان خطوة عن بعضهما البعض. وما إيماننا أن التوافق لا يكون بين زوجين من كل وجه إلا نادراً فإن الدين قد أمر بإبقاء العلاقة الزوجية وحث على ذلك حتى مع تحقيق أقل عناصرها كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر]. (والفرك) بفتح الفاء والراء هو الكراهية والإبعاد. بل قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً}.
ومع هذا الحرص من الدين والتشديد ببقاء العلاقة الزوجية إلا أن الأمر يصل أحياناً مع الاختلاف وعدم إمكان الإصلاح إلى القطيعة والشر ثم الكراهية والعناد وقد يصل ذلك إلى المضارة والإفساد وعدم قيام كل منها بما يجب عليه نحو الآخر وبذلك يتحول الزواج بعد ما كان طريقاً إلى مرضاة الله والسعادة في الدنيا ليكون طريقاً إلى سخط الله والشقاوة فيها. فالله لا يرضى عن زوجة فقط تهجر فراش زوجها ليلة واحدة معاندة له كما قال صلى الله عليه وسلم: [ما من زوجة يبيت زوجها عليها غضبان إلا ما كان الذي في السماء ساخطاً عليها]، وقال: [أيما امرأة دعاها زوجها إلى فراشه فأبت عليه إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح]، وكذلك لا يرضى الله سبحانه وتعالى عن رجل يظلم امرأته أو يضيع من يعول.
وأظن أنه لا يقول عاقل بتاتاً بأن كل زوجين تزوجاً قد توافقا طباعاً وحباً وأهدافاً في الحياة نفساً وروحاً وإلا فهذه مكابرة ممقوتة.. ولذلك شقى النصارى بذلك ثم للحس الواقع والفطرة ولا يصنع هذا إلا جاهل أو مبطل أو مغرور، ولذلك شقى النصارى بذلك من ثم كسروا أبواب المنع ولم يفتحوها فقط فهدموا العلاقات الزوجية إلى الأبد في أوساطهم.
نخلص من ذلك أن الطلاق ضرورة إنسانية تحتمها الفطرة البشرية ويقتضيها الإصلاح الاجتماعي وذلك لزوجين ظنا أن يعيشا في سعادة فأقدما على الزواج اختياراً ثم اكتشفا أنهما كانا مخطئين، وأنه يستحيل بقاؤهما إلى الأبد زوجين. فكيف يكون الانفصال الشرعي وهل للرجل وحده أن يقرر الانفصال؟ أم يجوز للمرأة أيضاً أن تقرر الانفصال عن زوجها وقتما تشاء؟.
متى يجوز لك طلاق زوجتك؟
الصورة السيئة التي تعلو أذهان كثير من النساء عن الطلاق لا تمت بصلة إلى الإسلام، وقد تكونت هذه الصورة من المعلومات المشوهة التي فهمها سطحيون تافهون عن رسالة الإسلام أو من ممارسات خاطئة لكثير من الجهلة الظالمين الذين يحملون اسم الإسلام بلا مضمون، وعندما نستعرض خطوات الطلاق الشرعي كما شرعه الله سبحانه وكذلك آدابه وقواعده سنرى البون الشاسع بين هذا وتلك الممارسات والأفكار الظالمة. وإليك بعضاً من هذه القواعد والآداب:
1- متى يجب إيقاع الطلاق؟
قد يظن بعض الناس أن الرجل يستطيع أن يوقع الطلاق على زوجته في كل وقت وإن هذا خطأ فاحش بل لا يجوز لرجل يؤمن بكلام الله وكلام رسوله أن يوقع الطلاق على زوجته إلا إذا كانت طاهراً وأن لا يكون قد مسها في هذا الطهر. أو(107/186)
تكون حاملاً حملاً قد استبان وعلم. فمن طلق امرأته وهي حائض فطلاقه باطل وهو غير واقع لأنه جاء في غير الوقت الذي حدده الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على ذلك حديث ابن عمر الذي رواه الجماعة.. أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فتغيظ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: [ليرجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر. فإن بدا له أن يطلقها فيطلقها قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمر الله تعالى أن يطلق لها النساء..] وهذا الحديث نص في عدم جواز الطلاق وقت الحيض ووجوب رد هذا الطلاق. وقد ذهب المحققون من العلماء إلى أنه لا يحتسب أيضاً، ومن هؤلاء المحققين ابن تيمية وابن القيم وابن حزم وغيرهم ويدل على ذلك القرآن الكريم حيث قال تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}.
وكذلك قال تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}، والتسريح هو الطلاق ولا يكون بإحسان إلا إذا كان كما أمر الله.
2- أين تمكث المطلقة وقت العدة؟
يظن كثير من الناس أيضاً جهلاً وظلماً أن المرأة يجب أو يجوز أن تخرج من بيت زوجها إذا أوقع الطلاق وأن يمضي وقت العدة في بيت غير بيت زوجها وهذا خطأ فاحش وجهل بالدين. وكذلك تظن كثير من النساء أنه يجوز لهن الخروج من بيت الزوجية عند سماع كلمة الطلاق أو يجب عليهن الخروج وهذا أيضاً خطأ فاحش ومخالفة صريحة لأمر الله سبحانه وتعالى.. بل لا يجوز لرجل أن يخرج امرأته من بيتها بعد أن يعلمها بالطلاق إلا إذا انتهت عدتها (وسيأتي تفصيل لمعنى العدة) وكذلك لا يجوز لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفارق بيت زوجها عندما تسمع منه كلمة الطلاق إلا إذا انتهت عدتها. وذلك كله تحقيقاً لقوله تعالى: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن، وأحصوا العدة، واتقوا الله ربكم، لا تخرجوهن من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً}، فقوله تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن} دليل على عدم جواز إخراج المرأة من بيت الزوجية إلا إذا أكملت العدة بدليل قوله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف}، والأجل في هذه الآية هو نهاية العدة، وكذلك لا يجوز للمرأة أن تخرج بنفسها مغاضبة لزوجها نافرة منه إذا طلقها وذلك لقوله تعالى: {ولا يخرجن} أي بأنفسهن دون طرد ونحو ذلك فالمرأة عند سماع الطلاق ما زالت ملزمة بعقد النكاح الشرعي وذلك حتى تنتهي عدتها وإرجاعها إلى الزوج ما زال ممكناً ومحتملاً.
هاتان خطوتان أساسيتان في سبيل إنهاء عقد الزواج الشرعي وهما أولاً: يجب أن يقع الطلاق في طهر لم يمس الرجل زوجته أو حال حمل ظاهر، وثانياً: لا يجوز للرجل أن يطرد زوجته من بيتها إلا بعد كمال عدتها ولا يجوز للمرأة أيضاً أن تخرج مغاضبة لزوجها قبل استكمال عدتها في بيته.
لا يطلق ثلاثاً في مرة واحدة إلا جاهل:
لا يجوز للمسلم أن يطلق زوجته ثلاثاً في مرة واحدة، والدليل على ما نحن بصدده ما يأتي:(107/187)
أولاً: قال تعالى: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} ولا يكون الطلاق مرتين إلا إذا كان مرة بعد مرة وفي كل مرة تكون هناك رجعة جائزة، بدليل قوله تعالى بعد ذلك: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره} وهذه هي الطلقة الثالثة التي إذا وقعت فلا يحل للزوج أن يعيد زوجته إلى عصمته إلا بعد أن تتزوج بزوج آخر ثم إن طلقها جاز لها أن ترد إلى الزوج الأول.
فالآية دليل على أن مع كل طلاق (من هذين الطلاقين الأولين) رجعة جائزة بدليل ما سبق وبدليل قوله تعالى أيضاً: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} أي أن مع كل طلاق إمساك بمعروف وذلك لمن أراد أن يعاود زوجته قبل انقضاء عدتها، أو تسريح بإحسان وذلك لمن أراد أن يستمر في إنفاذ طلاقه لامرأته حتى تخلص منه بانقضاء عدتها وقوله سبحانه وتعالى: {الطلاق مرتان} دليل على أن الطلاق يكون هكذا أي: هذا هو الوجه الشرعي لتنفيذ الطلاق وإنفاذه وهذا البيان من الله سبحانه وتعالى واجب والمصير إليه فرض لازم، بدليل قوله تعالى: {تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
وقوله أيضاً في سورة الطلاق: {وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}.
ومعنى هذا أن الذي يجمع التطليقات الثلاث في كلمة واحدة أو مجلس واحد فقد هدم الحدود والقواعد والآداب الشرعية التي فرضها الله وبينها وأرشد إليها. وهذا الهدم ليس حقاً خاصاً من حقوق الرجال في هذا العقد الشرعي يستعملونه كيف شاءوا. بل هذا هدم للقواعد والحدود الشرعية في هذا الأمر. ثم إن الطلاق يتعلق أيضاً من حقها أيضاً أن لا ينتهي هذا العقد إلا وفق الضوابط الشرعية التي حدها الله لذلك وقبلت على أساسه الزواج.
ثانياً: من المعلوم أن المرأة تطلق من زوجها بقوله مرة واحدة (أنت طالق) أو بعبارة أخرى مقصودة من الرجل تفهم هذا المراد (الطلاق) كقوله: (أنت مسرحة) أو (أنت خلية) ونحو ذلك.
ومعلوم أيضاً أنها تبين منه وتصبح مالكة لأمرها إذا مضى على هذه الكلمة فترة العدة الشرعية ولم يردها فيها.
ومعنى هذا أننا لا نحتاج في الطلاق إلى الفلسفة الزائدة من الرجل والتطاول السيئ بأن يقول لزوجته: أنت طالق ثلاثاً، وأنت طالق ألفاً، أو عدد نجوم السماء أو أنت حرام عليّ مطلقاً فكل هذه الأقوال تعد ظلماً وجهلاً وإساءة بالغة وجحوداً للعشرة والمفروض أن يعزر فاعل ذلك بالضرب والإهانة والسجن ونحو ذلك. فالالتجاء إلى جمع التطليقات الثلاث في مرة واحدة جهل وغباء إذ الواحدة تكفي ثم هو إساءة وظلم يجب أن تسن القوانين لتعزيز فاعله، وحتى تصان العشرة وإذا كان لا بد من الفرقة بين الزوجين فلتكن الفرقة بإحسان كما قال تعالى: {أو تسريح بإحسان} ولا يمكن أن يكون من طلق زوجته ثلاثاً دفعة واحدة، وجرحها برفض العيش مطلقاً معها محسناً في ذلك بل هو جاهل سيئ يستحق التأديب والتعزيز.
ثالثاً: ينبني على الطلاق الرجعي حقوق الزوجة وهي السكنى والنفقة وأما الطلاق البائن فلا نفقة فيه للمرأة ولا سكنى بل يجب على المرأة فيه أن تعتد خارج منزل الزوجية ولا نفقة لها. والذي يطلق الثلاث دفعة واحدة يهدم حقوق المرأة الشرعية(107/188)
في جواز الرجعة وفي النفقة والسكنى إلى جانب الإهانة المعنوية البليغة التي يقذف بها الرجل على ذلك النحو في وجه امرأته، وبذلك يجمع الرجل المطلق ثلاثاً في دفعة واحدة بين الإهانة المعنوية وهدم الحقوق الشرعية المادية لزوجته وبذلك يرتكب مجموعة من الإساءات في وقت واحد وهي على وجه الإجمال:
1- هدم الحدود والقواعد والخطوات الشرعية لهذا العقد، والتلاعب بكتاب الله وسنة رسوله.
2- الإهانة البالغة للزوجة المطلقة على هذا النحو لأنه رفض سيئ للعشرة وجحود ونكران لحق المعاشرة.
3- هدم الحقوق المادية للزوجة (وإن كان الزوج يلزم بهذا الآن قضاء) وهذا الهدم تعد وظلم.
4- الجهل والتطاول فعقد الزواج ينتهي بكلمة واحدة من الرجل للمرأة. أنت طالق، فلماذا التطاول والقول ثلاثاً ومائة وألف إلا أن يكون هذا سفاهة وجهلاً.
الطلاق الشرعي:
ذكرنا أنه لا يجوز لمسلم أن يطلق امرأته ثلاثاً في مرة واحدة سواء قال لامرأته: أنت طالق ثلاثاً، أو قال لها: أنت طالق طالق، أو أنت طالق، أنت طالق، أنت طالق، أو زاد على ذلك إلى مائة أو ألف وأن كل ذلك سفاهة يستحق قائلها العقوبة والتعزيز، وأن الطلاق الذي شرعه الله سبحانه وتعالى هو الطلاق مرة واحدة في بدء طهر المرأة إذا كانت ممن تحيض ثم الانتظار مدة العدة فإما أن يرجعها إلى عصمته في أثنائها وإما أن ينتظر حتى نهاية العدة فيقع الطلاق وتملك المرأة شأن نفسها، وللرجل أن يكرر هذا العمل مرتين يحق له فيهما الرجعة فإذا أوقع الطلاق الثالث فلا يجوز له بعد ارتجاعها حتى تنكح زوجاً غيره بنكاح صحيح وليس بنكاح تحليل.
ولكن ماذا لو ركب جاهل رأسه وطلق امرأته علي هذا النحو الفاسد ثلاثاً في مرة واحدة هل يقع الطلاق ثلاثاً ويلزم بذلك. أم يقع طلقة واحدة فقط ليكون موافقاً للطلاق الشرعي الصحيح أم لا يقع له طلاق أصلاً. وهذا القول الثالث والأخير قول مخالف لأقوال أهل السنة والجماعة ولذلك فليس موضوعاً لبحثنا وإنما النظر والبحث في القولين الأولين.
القول الأول: طلاق الثلاث يقع ثلاثاً:
الذي أفتى به الأئمة الأربعة واختاره كثير من الصحابة والتابعين وكثير من السلف أن طلاق الثلاث وإن كان بدعياً ومحرماً إلا أنه يلزم الرجل به وتطلق به المرأة من زوجها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه إلا أن تنكح زوجاً غيره.
وقد استدلوا لذلك بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمضى طلاق الثلاث ثلاثاً كما روي عنه أنه قال: أرى أن الناس قد تتابعوا في أمر كانت لهم فيه فسحة فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم، وفرق رضي الله عنه بين كل رجل طلق امرأته ثلاثاً في مرة واحدة وبين امرأته.
القول الثاني: طلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة:(107/189)
وهذا القول منقول عن طائفة من السلف والخلف من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثل الزبير بن العوام وعبدالرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وقول كثير من التابعين ومن بعدهم كطاووس ومحمد بن إسحاق - وهذا القول هو الذي ذهب إليه الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله ونصره في فتاويه وهو الموافق للكتاب والسنة كما أسلفنا. يقول ابن تيمية في فتاويه: (لم يشرع الله لأحد أن يطلق الثلاث جميعاً، ولم يشرع له أن يطلق المدخول بها طلاقاً بائناً). ويقول أيضاً: (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله في المدخول بها طلاق بائن يحسب من الثلاث). ويقول أيضاً: (ولا نعرف أن أحداً طلق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم امرأته ثلاثاً بكلمة واحدة فألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بالثلاث، ولا روي في ذلك شيئاً بل رويت في ذلك أحاديث كلها ضعيفة باتفاق علماء الحديث بل موضوعة، بل الذي في صحيح مسلم وغيره من السنن والمسانيد عن طاووس عن ابن عباس أنه قال: "كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنين من خلافة عمر: طلاق الثلاث واحدة. فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم".
وفي رواية لمسلم وغيره عن طاووس أن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاث تجعل واحدة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وثلاثاً من إمارة عمر فقال ابن عباس: نعم وفي رواية أن أبا الصهباء قال لابن عباس: هات من هناتك ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر واحدة؟ قال: قد كان ذلك فلما كان في زمن عمر تتابع الناس في الطلاق فأجازه عليهم).
وتابع الإمام ابن تيمية إيضاحه لهذه المسألة قائلاً: (وروى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس أنه قال طلق ركانة بن عبد زيد أخو بني عبدالمطلب امرأته ثلاثاً في مجلس واحد فحزن عليها حزناً شديداً قال: فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف [طلقتها؟] قال: طلقتها ثلاثاً. فقال: [في مجلس واحد] قال: نعم. قال: [فإنما تلك واحدة فأرجعها إن شئت] قال: فرجعها). انتهى.
ولهذا ذهب الإمام ابن تيمية بعد أن ساق هذه الأدلة إلى أن طلاق الثلاث لا يقع إلا واحدة وقال: (ليس في الكتاب والسنة ما يوجب الإلتزام بالثلاث بمن أوقعها جملة بكلمة أو كلمات بدون رجعة أو عقدة بل إنما في الكتاب والسنة الإلزام بذلك من طلق الطلاق الذي أباحه الله ورسوله، وعلى هذا يدل القياس والاعتبار بسائر أصول الشرع) أ.هـ.
وقد اعتذر الإمام ابن تيمية رحمه الله عن الأئمة المجتهدين في افتياتهم ذلك بأن ما رآه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كان داخلاً في باب العقوبة حتى لا يفعل الناس ذلك كما كان يضرب في الخمر ثمانين ويحلق الرأس، وينفي. وقد ذهب إلى مثل ذلك أيضاً في متعة الحج. ولكن لا شك في أن الأولى والأحرى هو الرجوع إلى ما مضت به السنة وخاصة وأن الناس لم ترتجع بتلك العقوبة بل حدث من جراء ذلك فساد كبير في اللجوء إلى التحليل وهو عقد فاسد وغير شرعي.(107/190)
وهذا الذي نرجحه هنا أخذاً بالكتاب والسنة واتباعاً لمن قال بذلك من السلف والخلف هو الذي عليه العمل الآن في معظم أمصار المسلمين ومن أفاضل مجتهديهم وأهل النظر منهم في الكتاب والسنة. والعجب أن الإمام ابن تيمية قد كفره الناس لفتواه هذه وزعموا أنه بذلك قد خالف إجماع المسلمين لزعمهم أن قول الأئمة الأربعة إجماع وهذا غاية في الفساد والجهل لأن اتفاق الأئمة الأربعة على قول واحد لا يعد إجماعاً في الشرع ولا الإصطلاح.
وأظن بعد هذا البيان والإيضاح يتضح أن الحق إن شاء الله فيمن طلق زوجته ثلاثاً في مجلس واحد أن هذا يقع طلاقاً واحداً ويلزم بذلك.
متى يحل للرجل إرجاع زوجته وكيف تعتد المطلقة:
قدمنا أن الطلاق يقع صحيحاً إذا أعلنه الرجل لامرأته في بدء طهر لم يمسها فيه أو كانت حاملاً (ويكره الطلاق وقت الحمل) وأنه لا يجوز لرجل أن يطلق امرأته ثلاثاً في وقت واحد وأنه إن فعل ذلك كان آثماً ولزمته طلقة واحدة، والآن نأتي إلى تقرير كيفية إعادة الرجل زوجته إلى عصمته؟ وكذلك كيفية اعتداد المطلقة.
أولاً: يجوز للرجل أن يطلق زوجته بعد عقد النكاح وإن لم يدخل بها وإذا حدث ذلك فلا عدة على المرأة ويصح لها أن تتزوج زوجاً غيره متى تشاء، وإذا أراد الرجل العودة إلى زوجته هذه التي طلقها قبل الدخول فلا بد من عقد جديد ومهر جديد ولكنها تعود إليه وليس له عندها إلا طلاقين اثنين فقط، لأنه بالطلاق الأول يكون قد استنفذ واحدة من رصيده. قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحاً جميلاً}.
ثانياً: المطلقة بعد الدخول بها يجب أن تعتد في بيت زوجها ولا يجوز لها الخروج منه بنفسها ولا يجوز للرجل إخراجها (وقد قدمنا أدلة ذلك) وتظل زوجة حتى انتهاء عدتها. وللرجل الحق في إرجاعها إلى عصمته طالما كانت في العدة.
ثالثاً: عدة المطلقة تحتسب على النحو التالي:
(أ) المرأة التي تحيض فإن عدتها تحتسب من الطهر الذي أعلن فيه الرجل لها الطلاق وتنتهي العدة بانتهاء ثلاثة أطهار وبذلك ستكون العدة على النحو التالي: طهر ثم حيض، ثم طهر ثم حيض، ثم طهر فإذا انتهى هذا الطهر الثالث وشرعت المرأة في الحيض فقد وقع الطلاق وتم، وأصبحت المرأة بذلك مالكة لشأن نفسها.
(ب) وأما إن كانت المرأة قد بلغت سن اليأس وأصبحت ممن لا يحيض أو كانت صغيرة لم تحض بعد أن كانت لا تحيض لعذر ما غير الحمل فإن عدتها ثلاثة أشهر قمرية.
(ج) وأما إن كانت المرأة حاملاً فعدتها وضع الحمل سواء قل عن ثلاثة أشهر أو زاد.
وقد جاء هذا في كتاب الله. قال تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن، وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} (الطلاق:4).(107/191)
رابعاً: يجب على الرجل عند طلاق زوجته أن يشهد رجلين عدلين، وكذلك يجب عليه الإشهاد أيضاً عند إرجاعها إلى عصمته عملاً بقوله تعالى: {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم، وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} والوجوب الذي نقول به هنا هو الأولى والأحرى وذلك لضبط هذه الأمور وحسم الخلاف فيها. ولا يشترط هذا الإشهاد البدء بالطلاق أو الرجعة بل يجوز حصوله بعد ذلك.
خامساً: تحصل الرجعة بأي قول أو فعل من الرجل يدل على ذلك فقوله: ارجعتك أو راجعتك أو نحو ذلك كل هذا تقع به الرجوع عن الطلاق وكذلك الجماع وهو أعظم الأدلة في هذا الباب، بل واللمس لشهوة والنظر بشهوة، ومعلوم أن المرأة في وقت العدة تكون في بيت الزوج.
سادساً: لا يملك الرجل زوجته إلى عصمته بعد طلاقه لها إلا مرتين فقط فإذا أوقع عليها طلاقاً ثالثاً فعند ذلك تكون قد بانت منه نهائياً، وأصبحت أجنبية عنه ولكنها لا تتزوج رجلاً غيره إلا إذا انتهت عدتها (كما مر في تفصيل العدة) وفي هذه العدة لا تمكث المرأة المطلقة في بيت زوجها ولا نفقة ولا سكنى لها
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:51 PM
آثار عدة الطلاق
قدمنا أن عقد الطلاق لا يقع صحيحاً إلا إذا وقع من الرجل في بدء طهر زوجته، أو في وقت حمل (مع كراهية ذلك) وأنه يجب على المرأة البقاء في منزل الزوجية مدة العدة، وقدمنا تفصيل العدة للحائض والحامل واليائسة، بقي أن نعرف أنه إذا انقضى وقت العدة وبقي الرجل على موقفه من العزم على الطلاق فإن الطلاق يعتبر نافذاً بانقضاء العدة وتصبح المرأة بعد ذلك حكمها حكم الأجنبية بالنسبة للرجل. ولكن ثم أمور معلقة وحقوق رتبها الشارع الحكيم على عقد الطلاق وهذه الحقوق تختلف باختلاف حال المرأة وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: النفقة والسكنى مدة العدة:
وهذا في الحقيقة حق المرأة على زوجها لأنها ما زالت في عصمته، بل ما زالت زوجة له، ويجوز له أن يراجعها في أي وقت شاء، ثم هي ما زالت في بيته لا يجوز له إخراجها. ولذلك فالإنفاق على زوجته وأن يسكنها مدة العدة سواء كانت ثلاثة قروء (كما أسلفنا) أو ثلاثة أشهر أو مدة الحمل التي قد تطول أكثر من ذلك. فإذا انتهت العدة انتهى وجوب النفقة والسكنى.
ثانياً: متعة الطلاق:
فرض الله على الرجال هدية مناسبة لحالتهم المالية يجب على كل منهم أن يعطيها لزوجته إذا أمضى عقد طلاقه من زوجته. ولا تخفى الحكمة من إيجاب هذه الهدية وهو جبر خاطر الزوجة المطلقة، ورأب الصدع الحاصل بالطلاق، وإعطاء هذه الهدية دليل على أن الطلاق كان ضرورة وحلاً وحيداً.. بين رجل وامرأة أرادا أن يعيشا فما استطاعا لسبب ما، وليس نزوة عارضة.(107/192)
أقول هدية الطلاق التي أوجبها الله على الرجال عند الطلاق جبراناً لخاطر زوجاتهم، ووصلاً نفسياً بعد أن انقطع حبل الحياة المشتركة تشريع إلهي يرشدنا الله تعالى إليه ليعلمنا كيف نتراحم ونتعاطف ونجتمع إذا اجتمعنا في ظل التراحم والتآلف والعدل والإحسان ونفترق إذا افترقنا في ظل العدل والإحسان كذلك. وهذه المتعة (متعة الطلاق) كما أسلفت القول هدية واجبة أوجبها الله في آيتين من كتابه قال تعالى: {لا جناح عليكم إذا طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً بالمعروف حقاً على المحسنين}.
وفي هذه الآية يبيح الله لنا الطلاق من الزوجات ولو قبل الدخول بهن وكذلك ولو لم يكن قد سمينا مهراً معيناً، ويوجب علينا لهن متعة مناسبة جبراً لخاطرهن. وقد يقول قائل إن هذه المتعة ليست مطلقة وإنما هي للمطلقة قبل الدخول التي لم يفرض لها مهر فتكون المتعة المناسبة هذه في مقابل نصف المهر المسمى الذي تستحقه المرأة، لأن الله فرض للمطلقة التي لم يدخل بها وقد سمى (عين) الرجل لها مهراً معيناً. أقول فرض الله لمثل هذه المرأة نصف المهر وجوباً كما قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم} أي فلهن نصف ما فرضتم، أي ما اتفقتم عليه من مهر أقول قد يقول قائل إن متعة الطلاق المذكور في الآية السالفة هي في مقابل نصف المهر للمطلقة التي قد سمى لها مهر معين. والجواب على هذا الاعتراض من وجوه كثيرة لا يتسع لها المقام هنا، والصحيح إن شاء الله أن هذه المطلقة قبل الدخول التي لم يسم لها مهر أن لها نصف مهر مثيلاتها ولها كذلك المتعة، وكذلك التي سمى لها مهر فلها نصف المهر وجوباً، وكل المهر المسمى استحباباً ثم لها المتعة أيضاً جمعاً بين الآيات. وعلى كل حال لو خالف في هذه الآيات مخالف فإن هناك نصاً عاماً آخر يشمل كل مطلقة سواء قبل الدخول أو بعده، سمى المهر أو لم يسم وهو قوله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف حقاً على المتقين}.
وهذا يشمل كل مطلقة، ولا يجوز تخصيص هذا إلا بمخصص وليس هناك فيما أعلم مخصصاً في القرآن أو السنة يخصصه.
والشاهد من كل هذا الاستطراد هو أن نعلم علماً يقيناً أن متعة الطلاق (الهدية المناسبة) واجب وفرض فرضه الله تعالى بآية محكمة لكل مطلقة، وقد عرفنا الحكمة والغرض من هذه المتعة ولا يخفى ما فيها من ظلال نفسية وروحية جميلة تبلل الطلاق الذي هو مثار للفتنة، والخلاف والشقاق، وأقول الآن كم من المسلمين في زماننا امتثل هذا الأدب القرآني الواجب؟ بل كم من الجهلة والفسقة من يعمد إلى الزوجة المطلقة فيجردها مما أعطاها، ويهين كرامتها ويخرجها من بيته مهينة مكسورة الجناح ثم يتبجح بعد ذلك بأنه رجل وأن الله قال: {الرجال قوامون على النساء} فيجعل معنى الآية (الرجال ظالمون للنساء) وهذا تلاعب بكلام الله ووضع له في غير مواضعه!!.
ثالثاً: إيفاد الحقوق:(107/193)
من الحقوق المقررة في الشريعة أيضاً إعطاء المطلقة جميع حقوقها المالية المعلقة في ذمة الرجل سواء كانت مهراً لم يدفعه. أو وعوداً مالية لم يف لها أو هدايا أعطاها إياها وقت الزواج، ولا يجوز للزوج أن يسترد من زوجته المطلقة شيئاً من هذا أصلاً، ولا أن يجحد شيئاً مما وعد به أو التزم وهذا وإن كان من الأمور الفطرية التي جبل الله النفوس الطيبة عليها إلا أنه قد جاء في الشريعة أيضاً ما يوجب ذلك ليكون دليل القرآن مؤيداً لدليل الفطرة قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً} وفي هذه الآية من المعاني والأحكام والإيحاءات علوم كثيرة لا يتسع لها المقام والمهم الآن أن لا يجوز أن يأخذ الرجل من مطلقته شيئاً مما أعطاها (سواء كان مهراً أو غيره فاللفظ عام) ولو كان قنطاراً من ذهب ولو لم يمكث معها غير ساعة واحدة.
أقول إن هذا الآن من اللي واللف والدوران وحجب الحقوق والجري في المحاكم واللهث وراء المحامين طلباً من الرجل في منع حقوق مطلقته ولهثاً من المرأة وراء حقها الضائع أو ما ليس بحق لها.
ولا يعني كل ما أسلفت أن الرجل هو الذي يتأتى منه الظلم مطلقاً وأن المرأة لا مجال عندها للظلم والابتزاز، وكذلك لا يعني أن يكون الرجل وحده هو الكريم المعطاء وأن المرأة لا مجال عندها لتكون عزيزة النفس كريمة.
لمن الحضانة:
قدمنا أنه يترتب على عقد الطلاق آثار أهمها (متعة الطلاق) والنفقة والسكنى مدة العدة، وإنفاذ الحقوق المعلقة للزوجة تأتي إلى الأثر الرابع والأخير للطلاق وهو حضانة الأولاد.. مَنْ مِنَ الزوجين أحق بحضانة أولاده؟ وضمهم إليه، الرجل أو المرأة. ولبيان هذا الموضوع إليك الخطوات الآتية:
أولاً: إذا كانت المرأة حاملاً وقت الطلاق وجب على الرجل الإنفاق عليها حتى تضع. فإذا وضعت كانت المرأة بالخيار بين حضانة ولدها أو دفعه إلى أبيه. وإذا تولت المرأة حضانة ولدها وجب على الرجل أن يكفلها وولدها وأن ينفق عليها النفقة المناسبة لحاله.
والرضاع الكامل يستغرق عامين. وقد نص الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: {والوالدات يرضعن أولادهن حملين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة، وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف -لا تكلف نفس إلا وسعها- لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده، وعلى الوارث مثل ذلك، فإن أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما، وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف، واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير}.
وفي هذه الآية أوجب الله النفقة على الرجل لأنه هو المولود له، وأوجب نفقة زوجته المرضع على الوارثين إذا مات الرجل وزوجته حامل أو مرضع. وأباح الله للرجل والمرأة أن ينفقا على إرضاع المولود من غير أمه إذا كان هذا برضاها.. وليس للرجل أن يجبر مطلقته على إرضاع ولده ولكن الله نهى المرأة أن تضار زوجها بذلك وخاصة إذا لم يجد مرضعة وحاضنة لابنه مثلاً، أو إذا كان الولد لا يهدأ ولا(107/194)
يسكن إلا لأمه التي ولدته، ونهى الله الرجل أيضاً أن يضار زوجته بوليدها فيعتمد على حنانها الفطري ورحمتها بولدها فيمنعها حقها من النفقة أو ينزع الولد منها - وليس له ذلك بالطبع وهذا معنى قوله تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
ثانياً: إذا أتم الطفل عامين وانفصل عن أمه.. فهنا يأتي دور الحضانة والكفالة وقد شرع لنا الإسلام في ذلك أكمل الطرق وأكثرها تحقيقاً للعدل والرحمة والإحسان فجعل المرأة أحق بكفالة أولادها وضمهم إليها ما لم تتزوج بعد الطلاق، يدل على ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (عمرو بن العاص) أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وحجري له حواء، وثديي له سقاء، وزعم أبوه أن ينزعه مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنت أحق به ما لم تنكحي] (رواه الإمام أحمد والبيهقي والحاكم وصححه).
ثالثاً: ولكن الأولاد إذا كانوا مميزين يستطيعون التفريق بين أهمية البقاء في كنف الأب أو الأم فإنه يجوز تخييرهم في ذلك فإذا أحبوا البقاء مع الأم بقوا وإن استحبوا العيش في كنف أبيه كان لهم ذلك. وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجة والترمذي وصححه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير غلاماً بين أبيه وأمه.
وفي رواية: أن امرأة جاءت فقالت: يا رسول الله إن زوجي يريد أن يذهب بابني وقد سقاني من بئر أبي عنبة (أي صار كبيراً ويافعاً يأتيهما بالماء من مكان بعيد) وقد نفعني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [استهما عليه] (أي اجعلا قرعة) فقال زوجها: من يحاقني في ولدي؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيدك أيهما شئت] فأخذ بيد أمه فانطلقت به.
وهذا الحديث والذي قبله هما العماد في هذا الباب وخلاصتهما أن الأم أحق بولدها ما لم تتزوج وأحق برضاعته أيضاً، وأنه يجب التخيير إذا وصل الأولاد حد التمييز سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً وبهذا يراعي الإسلام مصلحة الأم أولاً لأنها أشد عناية ورحمة بولدها فطرة وخلقاً، ثم يراعي مصلحة الولد بعد التمييز لأنه يدرك بفطرته أيضاً وبإحساسه المكان الملائم لنشأته في كنف الأم أو كنف الأب. وهذه نهاية العدل والمرحمة وذلك بدلاً من التقسيم التعسفي الذي لا يراعي الفطرة ولا الأولويات.
رابعاً: هذا وثمة أقوال كثيرة واختلافات للفقهاء في هذه المسألة أعرضنا عنها لمخالفتها أولاً الأدلة الصحيحة التي قدمناها ولأنها تنبني على الظن والاجتهاد وعدم الاعتماد على نص في المسألة وإنما عموميات فقط كالقول أن التخيير لا يجوز، أو الأم أحق بالأنثى من أولادها حتى تبلغ سن الزواج وتتزوج، وأن الذكر حتى يصل إلى البلوغ ويستغني بنفسه.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:52 PM
موقف المرأة من الطلاق
قدمنا تفصيلاً كاملاً - بحول الله عن المنهج الشرعي حسب الكتاب والسنة للطلاق، وحيث إن الطلاق يكون من جهة الرجل فقد بينا الموقف الحق للرجل منذ أول خطوة فيه إلى آخر خطوة.(107/195)
والآن ما موقف المرأة؟.. هل أعطت الشريعة المرأة مجالاً للإحسان عندما يقع عليها الطلاق؟.. وهل يتأتى من المرأة إضرار الزوج والتضييق عليه مع أن الطلاق بيده؟.
والحق أن الشريعة لم تهب للمرأة فقط أن تكون في جانب العدل بل ندبتها أن تكون أيضاً في مجال الإحسان، وكذلك حذر الله سبحانه وتعالى المرأة أن تضار زوجها المطلق وهي تستطيع هذا في بعض المواقف. ولنبدأ بجوانب الإحسان:
أولاً: المطلقة قبل الدخول بها فرض الله لها نصف المهر الذي سماه (عينه) زوجها لها، وجعله الله جبراً لخاطرها، وتعويضاً لها عن فقدها للزوج الذي أراد الارتباط بها وحالت الحوائل دون ذلك، ونصف المهر هذا هو العدل وهو الوسط الذي ليس بظلم للرجل ولا بظلم للمرأة ولكن الله دعا المرأة للإحسان إن شاءت وهي تتنازل عن نصف المهر هذا قائلة: رجل لم يتزوجني ولم يعش معي كيف أستحل جزءاً من ماله؟ ودعا الله سبحانه وتعالى الرجل أيضاً في هذا المقام إلى الإحسان وذلك بأن يتنازل للمرأة التي طلقها قبل الدخول عن النصف الآخر من المهر جبراناً لخاطرها، وحمداً لله أن جعل عقدة النكاح بيده وجعل فعل الرجل هذا هو الأقرب للتقوى، قال تعالى: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح، وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم}. ومثل هذا التشريع على هذا النحو لا يقدر عليه إلا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
ثانياً: فرض الله سبحانه وتعالى المهر حقاً للزوجة على زوجها ولم يحدد الله سبحانه وتعالى حداً لأقله أو أكثره وجعل ذلك شرطاً في صحة عقد النكاح (وقد مر بنا هذا) ولكنه مع ذلك جعل للمرأة التنازل عن بعض المهر أو كله لزوجها كما قال تعالى: {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً}، وهذا جانب من الإحسان ومعلوم أن تنازل المرأة لزوجها عن بعض المهر أو عن كله قد يكون لاستمرار حياتهما. وتوثيق صلاتهما ولكن ليس هناك ما يمنع أيضاً أن يكون التنازل مع الطلاق، مع العلم أن الرجل مفروض عليه أن لا يأخذ مما أعطى زوجته شيئاً إذا أراد طلاقها كما قال تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً}. ومع ذلك فليس هناك ما يمنع أن يتسامح المرء في بعض حقه للآخر، ولا سيما إذا كان في أخذ هذا الحق ضرر بالغ بالطرف الآخر.
وأما الأحوال والمواقف التي من الممكن أن تكون بها المرأة ظالمة فكثيرة منها:
أولاً: أن تخرج من بيت زوجها بمجرد سماعها لفظ الطلاق منه أو عزمه على ذلك (وقد فصلنا هذا فيما مضى).
ثانياً: أن تطالب بالنفقة اللازمة لها في العدة أو عند القيام بالحضانة بأكثر مما يحتمله الرجل كما قال تعالى: {فلينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها}.
ثالثاً: أن تمتنع عن إرضاع طفلها وحضانته رغبة في الزواج بعد الطلاق وإعناناً للرجل، وإرهاقاً له، ولربما لم يقبل الطفل الرضاع إلا من ثدي أمه، فيتعذب الرجل(107/196)
بابنه، وقد تطغى شهوة الانتقام عند المرأة على عاطفة الأمومة فتفعل ذلك أو يدفعها أهلها إلى ذلك وهذا من الإضرار كما قال تعالى: {لا تضار والدة بولدها، ولا مولود له بولده}.
رابعاً: أن تمنع المطلقة زوجها السابق وأبا أولادها من رؤيتهم إذا آل إليها أمر الأولاد وحضانتهم وفي هذا مضارة وإضرار بالأب، وكم من امرأة طلقت فعلت ذلك. حجبت الأولاد عن أبيهم بل غرست كرهه في نفوسهم انتقاماً لنفسها، وليس بخاف أن بعض الرجال يفعل ذلك أيضاً وكل هذا من الأضرار التي جاءت الشريعة بالتحذير والتنفير منه.
خامساً: أن تمتنع المرأة من العودة إلى زوجها الذي طلقها وتركها حتى انقضت عدتها وقد يعود إلى رشده بعد ذلك فيتقدم لخطبتها فتمتنع، وتأبى بعد ذلك إن ملكت نفسها، وهذا إضرار أيضاً وذلك أن عودة المطلقة إلى زوجها الذي عرفته وعرفها خير لها من الزواج برجل آخر. ولذلك حث الله أولياء المرأة على ردها لزوجها الذي طلقها إذا أراد العودة إليها ثانية بعد نفاذ الطلاق كما قال تعالى: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
وبعد فلا نعلم شريعة في شأن الطلاق أرقى ولا أطهر ولا أنظف ولا أعدل من ذلك.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:53 PM
ثالثاً: الفراق أو الخلع:
عرضنا في الصفحات السابقة، صورتين من صور الفرقة بين الزوجين وهما الوفاة، والطلاق. وقد فصلنا قضية الطلاق بحمد الله تفصيلاً كاملاً من حيث الحكمة والمشروعية، والخطوات الشرعية والآثار المترتبة على الطلاق، والحقوق والواجبات على كلا الزوجين بعد الطلاق. وقد علمنا أن الطلاق إرادة وتوجه من قبل الرجل نحو إنهاء عقد الزواج. وأن آثار هذه الفرقة تتقبلها المرأة وتلزم بها سواء كانت موافقة لرغبة الرجل في ذلك أو مخالفة له. والآن يسأل سائل: ألم يجعل الإسلام أيضاً للمرأة حقاً في ترك زوجها إن هي أرادت ذلك أو كرهت الحياة معه؟ أم أنه مكتوب على المرأة ومفروض عليها أن تعيش مع زوجها مكرهة ولو كرهته وسئمت الحياة معه؟ والجواب أن الإسلام قد أعطى المرأة هذا الحق ولكن ذلك بأصول وضوابط وإليك تفصيل ذلك:
أولاً: ثبوت مشروعية ذلك: يثبت ذلك ما رواه البخاري، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال صلى الله عليه وسلم: [أتردين عليه حديقته]، قالت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [اقبل الحديقة وطلقها تطليقة]. وهذا دليل أنه يجوز للمرأة أن تطلب إنهاء عقد الزواج مع زوجها الذي لا بأس بخلقه ولا دينه ولا حرمان لها معه من حق شرعي كالسكن والنفقة والاستمتاع ولكنها أبغضته لسبب ما.(107/197)
ثانياً: يجوز للرجل في هذه الحالة أن يسترد من المرأة ما أعطاها من صداق وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم للمرأة التي ذكرت في الحديث الآنف وهي جميلة بنت سلول: [أتردين عليه حديقته] وكانت هذه الحديقة هي الصداق الذي أصدقها إياه قيس بن شماس.. ولقوله تعالى أيضاً: {ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون}.
فقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به} أي لا جناح على المرأة أن تدفع لزوجها فداء لنفسها ولا جناح على الرجل أن يقبل ذلك ما دام أنها لن تقيم حدود الله معه وذلك بطاعتها لزوجها وعيشها معه وقيامها بحقه. فكان إخلالها بمستلزمات عقد النكاح أصبح مبرراً لوجوب تنازلها عن واجبات الرجل نحوها فيكون عليها مثل مالها.
ثالثاً: ما تدفعه المرأة لزوجها لتفتدي به فيطلق سراحها يجب أن يكون هو المهر لا زيادة، وذلك ثابت بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الدارقطني بإسناد صحيح عن أبي الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة قيس: [أتردين عليه حديقته التي أعطاك]. قالت: نعم. وزيادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [أما الزيادة فلا ولكن حديقته؟] قالت: نعم. وقد ذهب بعض الصحابة وكثير من الفقهاء أنه يجوز له أن يأخذ منها أكثر من ذلك وأنه لا حد لهذه الكثرة واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {فلا جناح عليهما فيما افتدت به}. و {ما} هنا علامة لأنها اسم موصول بمعنى الذي، ومعلوم أن أسماء الموصول من صيغ العموم فتعم المهر وغيره. وهذا الفهم غير صحيح لأمرين:
أولاً: تخصيص هذا العموم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، [أما الزيادة فلا]. وثانياً: أن هذا حكم ظالم فالمرأة التي اختارت الزواج بالرجل ثم تبين لها أنها لا تستطيع العيش معه فالعدل أن تعطيه ما أصدقها، وبذلك تبرأ ذمتها، والظلم أن يطالبها بأكثر من ذلك وكأنها قد فعلت جريمة.
رابعاً: هل يجبر الرجل على فراق زوجته؟.
والصحيح أيضاً أن المرأة إذا لم تستطع العيش مع زجها، وأن كراهتها له مانعة لها من القيام بحقه فإن الرجل يجبر على فراقها ولو كان محباً لها شغوفاً بها فضلاً عن أن يكون مريداً للإضرار بها، أو ممسكاً لها إذلالاً وعضلاً والدليل على ذلك أمر الرسول لقيس بن شماس بفراق زوجته وحكمته بذلك فحتى قبل أن يراه ويسمع منه.. فقول الرسول له: [خذ الحديقة وطلقها تطليقة] دليل على الإلزام بذلك وأمر الرسول يقتضي الوجوب ومن هذا نعلم أن ما ذهب إليه عامة الفقهاء من وجوب إجبار المرأة على العيش مع زوجها الذي تبغضه باطل لا أساس له وأن نظرة هؤلاء الفقهاء إلى الحياة الزوجية على أنها سكن ونفقة وزوج قادر على الباءة نظرة غير صحيحة وأن هناك ما هو أهم من ذلك وهو التوافق النفسي والروحي. وكذلك الصورة الجميلة التي من الممكن أن تكون المرأة قد وافقت على الزواج ولما تتبين الرجل كما ينبغي وهذه العلة نفسها العلة التي من أجلها فارقت جميلة بنت سلول(107/198)
زوجها فقد نظرت يوماً فوجدت زوجها راجعاً مع جماعة من أصدقائه وهو أقصرهم وأدمهم (أقبحهم) خلقاً فكرهته لذلك. ومع ذلك فرق الرسول بينهما.
باختصار أقول ما ذهب إليه كثير من الفقهاء بعدم اعتبار تلك الأمور الآنفة مبرراً للفراق واعتبار السكن والنفقة والباءة فقط ليس بصحيح بل هو مخالف للفطرة والعقل والواقع.
أيضاً فكم من امرأة كرهت زوجها بعد الزواج وإجبارها على العيش معه هو من الإفساد في الأرض لأن الحياة الزوجية لا تقوم إلا على التوافق والرضا، ولا تقوم مطلقاً على الإجبار والقصر والرجل الذي يحتاج إلى الشرطة لنقل زوجته بالقوة لتعيش معه -في نظري- ليس إنساناً، وكذلك القول بإجبار المرأة على الحياة مع زوجها الذي تمقته وتكرهه ليس قولاً جديراً بالقبول والتقدير. بل هو قول خارج عن دائرة الشرع وإن قال به بعض الفقهاء فإنما هو للتأثر بالبيئة المحيطة ولم يستنبط أحد منهم من كتاب أو سنة.
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أعطى الرجل حق تقويم المرأة الناشز بالموعظة الحسنة والهجران في المضاجع والضرب فإن كل هذا يأتي في مقام التقويم فقط.
والإجبار، والقهر ليس تقويماً وإنما هو انتقام وفرق هائل بين التقويم والانتقام.
وهذا الذي ذهبنا إليه هو رأي المحققين من العلماء كما قال الشوكاني بعد سياق لأحاديث الخلع (وظاهر أحاديث الباب أن مجرد وجود الشقاق من قبل المرأة كاف في جواز الخلع) وقال الشوكاني أيضاً رداً على ابن حجر العسقلاني الذي قال قوله: (اقبل الحديقة هو أمر إرشاد وإصلاح لا إيجاب) قال الشوكاني تعقيباً على ذلك: (ولم يذكر ما يدل على صرف الأمر عن حقيقته) أي عن الوجوب وقال أيضاً رداً على الذين لم يميزوا الخلع إلا بأن يقع الشقاق من جانب الرجل أيضاً، ويؤيد عدم اعتبار ذلك من جهة الزوج: (أنه صلى الله عليه وسلم لم يستفسر ثابتاً عن كراهته لها عند إعلانها بالكراهة له) أ.هـ.
ولا شك أن الذي ذهب إليه الشوكاني هذا هو مقتضى العدل الذي ذكره الله في حقوق كل من الزوجة حيث قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة} فكما كان للرجل الحق أن يطلق زوجته فإن للمرأة أن تفتدي من زوجها إذا لم تستطع أن تقيم حدود الله معه. وقال ابن القيم أيضاً هذا المعنى بعد أن ساق الآية الآنفة: (ومنع الخلع طائفة شاذة من الناس خالفت النص والإجماع وفي الآية دليل مطلق على جوازه بإذن السلطان وغيره ومنعه طائفة بدون إذنه من الأئمة الأربعة والجمهور على خلافه) أ.هـ (زاد المعاد).
خامساً: إذا تمت المخالعة أو المفارقة أو المفاداة وكل هذه أسماء لشيء واحد وهو إنهاء عقد الزواج من قبل المرأة على النحو السالف فإن هذا يكون طلاقاً بائناً وليس للرجل الحق في أن يعيد زوجته إلى عصمته في عدتها مرة ثانية. ولكن له أن يعود إليها بعقد زواج جديد ومهر جديد - إن هي أرادت ذلك.
سادساً: عقد المختلعة (المفارقة) هذه حيضة واحدة فقط وليس ثلاث حيضات كعدة الطلاق وهذا ثابت في حديث الربيع بنت معوذ: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(107/199)
أمر امرأة اختلعت من زوجها أن تتربص حيضة واحدة وتلحق بأهلها" رواه النسائي.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:54 PM
فسخ عقد النكاح وبطلانه
قدمنا طريقين لإنهاء عقد الزواج: الطريق الأول هو الطلاق، وهو إنهاء عقد الزواج من قبل الرجل والطريق الثاني هو الفراق (الخلع) وهو طلب إنهاء المرأة. الآن نأتي إلى طريق ثالث لإنهاء عقد الزواج وهو الفسخ أو البطلان. وهذا الطريق ليس من قبل الرجل أو المرأة ولكنه يحصل لوجود فساد في عقد النكاح وهذا الفساد إما أن يكون موجوداً من الأصل ولم يتفطن إله وإما أن يطرأ الفساد على العقد. وكذلك يتأتى فساد العقد وبطلانه أيضاً باكتشاف عيوب في أي من الزوجين تفسد أو تلغي آثار الزواج.
وإليك تفصيل هذا الإجمال:
أولاً:
(أ) اكتشاف الزوجين في أحدهما كان محرماً للآخر كأن يكونا قد اجتمعا في الرضاعة على ثدي واحد (أمها أو أمه، أو امرأة أخرى) فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان باطلاً لأن العقد على المحارم باطل، وهما معذوران عند الله فيما سلف لجهلهما ولا يعذران بعد ذلك بالاستمرار وبالطبع يترتب على ذلك أن لا يسترد الزوج شيئاً من محرمته التي انفصل عنها كزوج، وأولاده ينسبون إليه.
(ب) أن يكتشف الزوجان أن نكاحهما كان نكاحاً باطلاً لنهي الشرع عنه كأن يكون نكاح تحليل أو نكاح متعة وقد قدمنا أدلة فساد هذه الأنكحة سابقاً. فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان لهما الاستمرار بعقد جديد في نكاح المتعة والتحليل وأما نكاح الشغار ففيه للعلماء خلاف معروف.
(ج) أن تكون الزوجة قد زوجها وليها (أبوها أو غيره ممن تصح منه الولاية) وهي صغيرة لم تبلغ ومثل هذه لا يعتد بموافقتها في عقد النكاح وحيث أن التراضي من شروط العقد كما مر بك فإن لهذه الزوجة إذا بلغت أن تطلب فسخ عقد النكاح لأنها وقت العقد كانت صغيرة وقد زوجت بغير إرادتها أو أن إرادتها في ذلك الوقت لا يعتد بها. ويلحق في هذا الشأن ما لو كانت الفتاة قد أجبرت على الزواج بغير رضاها فإن لها فسخ عقد النكاح، ولها أن توافق على دوامه إن شاءت.
وهذه الأمور التي قدمناها آنفاً كلها من باب واحد لأن العقد فيها جميعاً باطلاً أو فاسداً من أساسه ولكنه لما وقع بجهل كان هذا عذراً فإذا ارتفعت الجهالة وجب فسخ عقد النكاح والتفريق بين الزوجين إلا فيما يمكن استئنافه كما قدمنا.
ثانياً: القسم الثاني مما يوجب الفسخ هو اكتشاف عيب مخفي جحده أحد الزوجين أو أولياؤهما عند العقد.. وقد اختلف فقهاء الإسلام في العيوب الشرعية التي توجب الفسخ في الزوجين وما يجب أن يصار إليه ولا يختلف فيه هو الجنون والمرض (الساري) وكون الرجل ليس ذكراً بمفهوم الذكورة أي عنّيناً، وكون الأنثى ليس أنثى(107/200)
بمفهوم الأنوثة أي فيها ما يمنع الاجتماع، وثمة عيوب أخرى فيها مجال للاختلاف كنتن الفم والمخارج. والحق أن مثل هذا فيه نظر في فسخ عقد النكاح به.
ثالثاً: طروء ما يوجب الفسخ:
القسم الثالث مما يوجب الفسخ هو طروء أمر من شأنه أن يبطل عقد الزواج ونستطيع أن نحصر هذه الأمور فيما يلي:
(أ) الردة: كأن يكفر رجل وتحته امرأة مسلمة وفي هذه الحالة لا بد من فسخ النكاح. أو أن تكفر المرأة وهي تحت زوج مسلم وذلك لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ومعلوم أن المسلم لا يكفر إلا بأمور محددة شرعاً وتفصيل ذلك في غير هذا الموضع وقد شرحناه بحمد الله في كتاب (الحد الفاصل بين الإيمان والكفر).
(ب) الإعسار بالنفقة: وهو أن يصبح الرجل غير قادر على كفالة زوجته والقيام بالإنفاق عليها ومعلوم أيضاً أن المرأة يحسن بها أن تصبر على عجز الرجل وإعساره في الإنفاق وأنها يحسن بها أيضاً أن تساعده في ذلك إن استطاعت كما أن على الرجل أن يساعد المرأة ويصبر معها وعليها فيما تعجز عنه من حقوقه عليها كالاستمتاع والخدمة لمرضها وكبرها مثلاً فإن الزواج الأصل فيه التراحم والوفاء والمشاركة وليس هو تجارة وبيعاً من كل صوره ونواحيه.. ولكننا نقول هنا إن الإعسار من موجبات الفسخ لأن المرأة قد تصر على هذا وتطالب به وتقول: رجل لا يستطيع إعاشتي والإنفاق علي لا أريده زوجاً وإجبارها في مثل هذه الحالة ظلم لها ولو صبرت وأعانت كان ذلك إحساناً منها ومعلوم أن الإجبار على الإحسان والفضل ظلم. لأن الإحسان والفضل الأمثل فيه الاختيار والأريحية والدافع الذاتي.
(ج) الأمر الثالث الذي يوجب الفسخ هو اتهام الرجل زوجته بالزنا إن هذا الأمر له تفصيلاته ومشكلاته فنرجؤه إلى الفصل الآتي.
أحمد سعد الدين 12-25-2004 09:55 PM
اللعان
اتهام الرجل زوجته بالزنا
الصورة الثانية لإنهاء عقد الزواج بسبب طروء ما يفسد عقد النكاح هو اتهام الرجل زوجته بالزنا فكيف يتم ذلك؟ وما الخطوات الشرعية التي يجب اتباعها إذا حدث مثل هذا ونستطيع بحول الله بيان هذا الأمر في النقاط التالية:
أولاً: عفة الزوجة وحصانتها وكونها خالصة للرجل حق شرعي يوجبه عقد الزواج فضلاً على أنه واجب شرعي على كل مكلف في الشريعة الإسلامية سواء كان ذكراً أم أنثى وهو حق للزوج على زوجته لأنها فراشه ومن تلدهم على فراشه ينسب إليه ويشاركونه طعامه وشرابه وحياته، وإدخال الزوجة غريباً من حملها على فراش زوجها من أعظم الإثم ثم هو من أعظم هدم المجتمعات وإيجاد الفرقة والبغضاء. إذ كيف نحافظ على شعور الأب نحو أولاده والأخ نحو إخوته والأبناء نحو آبائهم دون نظافة النسل وطهارته؟ ولذلك كان من حق الزوج إلزام زوجته بالعفة وقصرها عليه فقط، وإعلان فسقها وفجورها إن كان متحققاً من ذلك.
ثانياً: من الأمور المشدد عليها في الشريعة الإسلامية اتهام شخص ما بالزنا وقد رتب الله على من فعل ذلك، إما أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون بذلك وإلا جلد(107/201)
ثمانين جلدة وأسقطت شهادته أبداً، ووصم بالفسق كما قال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً، وألئك هم الفاسقون}.
ولكن لما كان هذا متعذراً أحياناً بالنسبة لزوج يرى زوجته على فجور، ثم هو لا يستطيع أن يصبر على ذلك لأن الأمر يعنيه من ناحية شخصية كما أسلفنا. ولذلك أباح الله للرجل أن يعلن فجور زوجته إذا تحقق من ذلك وأن لا يترتب عليه عقوبة حد القذف إذا لم يستطع إثبات ذلك بشهود أربعة وهذا ما نحن بصدده وهو ما يسمى في الشريعة "بـ اللعان".
ثالثاً: إذا اتهم الرجل زوجته بالزنا ولم يستطع إثبات ذلك بالشهود فإن المرأة تستدعي وتذكر بالله سبحانه وتعالى فإما أن تقر بما ادعاه الزوج وفي هذه الحالة ينفذ عليها حكم الله في الزاني الثيب وهو الرجم، وإما أن ترفض ما ادعاه الرجل من اتهامها.
رابعاً: إذا لم يكن مع الرجل شهود يثبتون اتهامه فإن دعواه على زوجته لا تقبل إلا إذا حلف بالله أربع مرات أنه صادق فيما رمى به زوجته من الزنا، ويحلف بالله يميناً خامساً أن لعنة الله عليه إن كان كاذباً في دعواه. وأما المرأة فإما أن تقر كما أسلفنا فينفذ فيها الحد وإما أن ترفض الدعوى وفي هذه الحالة لا يخلي سبيلها إلا بأن تقسم أربعة أقسام بالله أنه كاذب فيما رماها به من الزنا، وتحلف يميناً خامساً أن غضب الله عليها إن كان صادقاً فيما قال، وقد اشتملت الآية التالية على هذه الأحكام حيث يقول الله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين}.
خامساً: لا شك إذا انتهى الأمر على هذا النحو أن أحد الزوجين كاذب فإما أن يكون الرجل مدعياً كاذباً أو أن تكون المرأة جاحدة كاذبة ومع ذلك فإن الحكم في الإسلام يمضي بمقتضى الظاهر ولم يؤمر الحاكم في الإسلام أن يفتش البيوت ويشق الصدور ويعمد إلى وسائل الاعتراف لتقرير أحد الزوجين إذ كل ذلك من الفساد في الأرض، ولكن إذا وقع اللعان هذا وأكذب كل زوج صاحبه وأصر على موقفه فإن الحياة بينهما تصبح مستحيلة ولذلك يفرق بينهما فرقة أبدية لا رجعة فيها ولا بعقد جديد أو مهر جديد فإن كان الرجل كاذباً على هذا النحو فليس جديراً بأن تعيش معه، وإن كانت المرأة كاذبة فليست جديرة بأن يضمها بيت هذا الزوج ثانية.
سادساً: لا يحل ولا يجوز أن يسترد الرجل شيئاً مما أعطاه لزوجته لا مهراً ولا غيره لأنه إن كان كاذباً فلا يحل له، وإن كان صادقاً فقد استمتع من الزوجة واستحل منها سابقاً ما هو جزاء المهر، وما أعطاه.
والدليل على ذلك حديث ابن عمر في البخاري ومسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين: [حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها]، قال (أي الزوج): يا رسول الله مالي؟ قال: [لا مال لك. إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذلك أبعد لك منها].(107/202)
سابعاً: ليس للمرأة التي يلاعنها زوجها نفقة ولا سكنى وإذا وضعت حملها -إن كانت حاملاً- فالولد لها ولا ينسب للزوج الملاعن ويدل لذلك حديث ابن عباس الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن بين هلال بن أمية وامرأته وفرق بينهما وقضى أن لا يدعي ولدها لأب ولا يرمي ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد.
وفي هذه الطائفة التي ذكرناها آنفاً من أحكام اللعان تتبدى عظمة تشريع الإسلام ونظافته وقيامه على حفظ الحقوق، وعدم تفتيش السرائر، وتوزيع الحقوق والواجبات بالعدل. والمحافظات على نظم الاجتماع ومكارم الأخلاق. وما ضلت البشرية إلا بالخروج على هذه القيم والتعاليم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آية التحريم .. والذب عن أمهاتنا.. لإخواننا السلفيين أيضاً
الحمد لله رافع مقامات الصالحين.. غافر ذنب التائبين.. والصلاة والسلام على رسوله الأمين.. وعلى صحابته الميامين.. وعلى أهل بيته المطهرين.. وزوجاته أمهات المؤمنين.. اللواتي برأهن رب العالمين.. فلم يدع لطاعن فيهن من سبيل.. حشرنا الله في وفدهم والمسلمين.. اللهم آمين.
وبعد فهذه كلمات أنثرها على آية التحريم أرجو بها أن تنفع الإخوان الموحدين وترفع اللبس عن المترددين وتردع أثيم الزائغين، وذباً عن عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرضه صلوات الله وسلامه عليه مصون، لا ينقيه ذب المدافعين، ولا يدنسه طعن المنافقين. وإنما مثلي كمن يدافع عن الشمس أنها منيرة وعن الماء الفرات أنه عذب.. وليس ذاك بالعجيب، فالرسل جادلوا أقوامهم ليثبتوا التوحيد، وليس شيء أوضح منه.. لكن كما قال علي رضي الله عنه: العلم قطرة كثرها الجاهلون..
فنشرع الآن مستعينين بالله فيما هنالك. قال تعالى:
يا أيها النبي ( محمد ) لم تحرم ( على نفسك ) ما أحل الله لك ( من جارية وهي مارية أو شراب.. وذلك بأن تقسم ألا تقرب ذلك الحلال فيحرم عليك ) تبتغي ( بذلك التحريم ) مرضاة ( أي إرضاء ) أزواجك ( وهي حفص إما لأن النبي أتى مارية في بيتها فعظم عليها ذلك حتى ظنت أن النبي ما فعل ذلك إلا عندها إلا لهوانها عليه، أو لقصة الشراب.. وإنما عبر تعالى بالجمع وهي مفردة، لأنه إن لم يجز له إرضاء كل نسوته بتحريم الحلال، كان إرضاء إحداهن أولى بعدم الجواز ) والله غفور ( لك، فيغفر لك ما وقع.. والغفور صيغة مبالغة من المغفرة.. أي كثير الغفران عظيم الغفران، والمغفرة ستر الذنب ومحوه ) رحيم ( بك، فيشرع لك الكفارة.. والرحيم صفة فعلية، وهي على وزن المبالغة من الرحمة، فتقتضي كثرة رحمته عباده وعظم رحمته بهم ).
قد فرض ( شرع ) الله لكم تحلة ( تحليل، وهو عتق رقبة وإلا فإطعام ستة مساكين أو كسوتهم وإلا فصيام ثلاثة أيام.. وقيل أن الرسول تحلل من يمينه هذه بعتق مارية ) أيمانكم ( وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً(107/203)
منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها ) والله مولاكم ( أي متوليكم بأن رفع عنكم الحرج ) وهو العليم ( بما يصلح أموركم ) الحكيم ( إما من الحكمه أو من الإحكام، أي المحكم شرعه فيكمله والذي يفعل ما تقتضيه حكمته ).
و ( اذكر ) إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً ( على روايتين، إحداهما أنه أتى ماريه في بيت حفصة فشق عليها ما ظنت من هوانها عليه، فأرضاها بأن أقسم ألا يقرب ماريه بعدها، وأمرها ألا تخبر أحداً بذلك ) فلما نبأت به ( حفصةُ عائشةَ تبشيراً لها أن النبي حرم مارية على نفسه فسرت بذلك لغيرتهما عليه صلوات الله وسلامه عليه.. وظنت أن ذلك لا حرج فيه إذ أنها لم تخبر غريباً، وإنما أخبرت زوجه وأحب الناس إليه ) وأظهره ( أي أظهر الله الرسول.. وقدم المفعول هنا وجوباً لأنه لاتصاله وانفصال الفاعل ) الله عليه ( أي على خبر فشو حفصة سره ) عرف بعضه ( لحفصة، فأخبرها أنه علم بما فعلت ) وأعرض عن بعض ( تكرماً منه صلى الله عليه وسلم ) قالت ( حفصة ) من أنبأك هذا ( لا شكاً في قدرة الله أن يعلم فيوحي إلى نبيه، ولكن لاحتمال أن ينبئه أحد من البشر كعائشة.. وهذا كما قال النبي لعائشة: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) قال ( الرسول ) أنبأني العليم ( الذي يعلم السر وأخفى ) الخبير ( العالم بكنه الشيء المطلع على حقيقته، ففيه معنى زائداً على العلم ).
وقد أزعج فعل حفصة هذا النبي صلى الله عليه وسلم حتى آلى من نسائه شهراً فأتمه، ثم خير الله حفصة وعائشة على ذنبهما إما أن يتوبا أو لا، فقال تعالى:
إن تتوبا ( والتوبة الإقرار بالذنب والاستغفار منه والندم عليه والعزم على عدم إتيانه بعد، فإن كان في حق آدمي وجب التسمح منه ) إلى الله ( وهذا شرط وفعل الشرط، والجواب محذوف تقديره: تقبل توبتكما.. دل عليه السياق وقوله تعالى: ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يسغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ) فقد ( والفاء هنا – والله أعلم – قائمة مقام فاء الربط لشبه ما بعدها بالجواب.. والمعنى إن تتوبا، فقد بدر منكما ما يستحق التوبة ) صغت ( أي مالت إلى محبة ما كرهه الرسول من تحريم مارية على نفسه، وهذا خطأ يستوجب التوبة ) قلوبكما ( بالجمع لاستثقال اجتماع مثنيان في ما يشبه الكلمة الواحدة ) وإن تظاهرا ( وهذا الخيار الثاني.. أي إن تتعاونا وتتآمرا ) عليه ( على ما يسوؤه ) فإن الله هو مولاه ( ناصره ) وجبريل وصالح المؤمنين ( قيل أبو بكر وعمر فهما سينصران الرسول ولن يكونا مع ابنتيهما على النبي بل سيزجراهما، ويقويه السياق، وقيل بل كل المؤمنين لأنه نكرة مضاف إلى معرفة فيفيد العموم.. وعلى كل فالجمع أن يقال كل المؤمنين وأبو بكر وعمر خاصة.. وواضح موقفهما من القصة فعمر قال لابنته: خابت وخسرت ) والملائكة ( جمع ملك وأصله مألك ثم أخرت الهمز فصارت ملأك ثم سهلت فقيل ملاك ثم حذفت لكثرة الاستعمال فقيل ملك، وهو من الألوكة وهي الرسالة، فالملائكة رسل من الله لهم وظائف خاصة.. كما قال تعالى: جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة ) بعد ذلك ظهير ( أي نصير للرسول على من يسوؤه ).
عسى ربه إن طلقكن ( إن لم تتوبا وتظاهرتما عليه أن ينصره فيطلقكما ويزوجه خير النساء ) أن يبدله أزواجاً خيراً منكن ( هذا قبل تمام نعمته عليهن بالتوبة(107/204)
وطمأنينة القلب باختيار الله ورسوله، أما بعد ذلك كن قد فقن غيرهن ) مسلمات ( مستسلمات لحكم الله ورسوله، وكن كذلك نساء النبي ) مؤمنات ( بالله ورسوله، وقد كن كذلك رضي الله عنهن ) قانتات ( طائعات، وقد كن كذلك بعد هذا ) تائبات ( إلى الله إن أخطأن، وفيه إشارة أنه حتى لو استبدل غيرهن لأخطأن ثم تبن إلى الله، وقد تابت حفصة وعائشة بعدُ ) عابدات ( وقد كن كذلك أزواج النبي ) سائحات ( إما مهاجرات وقد كن كذلك، أو صائمات وقد كن كذلك.. وسمي الصائم سائحاً لأنه كالمسافر لا زاد معه يتزود به ) ثيبات وأبكاراً ( قدم الثيبات تأليفاً لهن في قلوب الرجال ).
وبعد تمام الشهر كانتا قد تابتا برحمة من الله وندمتا، حتى قالت عائشة للرسول: مضى تسع وعشرون يوما أعدها عدداً.. فأعاد الله تخيير أزواج النبي – حيث أنهن طلبن منه من متاع الدنيا ما لا يطيق - فخيرهن جميعاً بقوله تعالى في سورة الأحزاب:
يا أيها النبي قل لأزواجك ( كلهن ) إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن ( متعة الطلاق ) وأسرحكن ( أطلقكن ) سراحاً جميلاً ( من غير ضرار ) وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة ( الجنة.. وبالمقابل تصبرن على صلف عيش النبي وتطعنه وتتبن من معاصيكن ) فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً.
فسأل النبي أول ما سأل عائشة رضي الله عنها فبادرت باختيار الله ورسوله والدار الآخرة ولم تتردد، وكذلك كلهن رضوان الله عليهن.
فكان جزاؤهن من جنس العمل، فكما اخترن الله ورسوله ولم يرغبن بأنفسهن عن نفسه صلى الله عليه وسلم، جاء قبول الله توبتهن وأمر النبي ألا يتبدل منهن واحدة.. فقال تعالى في سورة الأحزاب:
لا يحل لك ( يا محمد ) النساء ( بعد التسع اللاتي اخترنك ) من بعد ولا أن تبدل ( أي تتبدل بحذف إحدى التاءين، وهو سائغ كقوله تعالى: يوم تشقق الأرض ) بهن من أزواج ( بأن تطلق إحدى التسع المطهرات وتتزوج من أخرى ) ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ( من الإماء وهي مارية.. إلا هي فتحل لك رضي الله عنها ) وكان الله على كل شيء رقيباً ( رقيب فعيل بمعنى فاعل، وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء ).
وبهذا علمت وفقك الله أن نساء النبي استحققن المكانة التي صرن إليها بما قدمن وآثرن وجاهدن، فصلوات الله وسلامه عليهن.
ثم اعلم وفقك الله أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما يكفيهما شرفاً وطهراً أن تعد أخطاؤهما بخطإ أو اثنين.. فيا ليتنا لا نخطئ إلا مئة خطإ أو مئتين!
ثم تأمل أخي أن ما سبق كان دليلاً نقلياً على براءة أمي المؤمنين مما يغمزهما به أعداء آل البيت.. ويشد عضد هذا الدليل الديل النظري، فيؤيد براءتهما.. فأستعين بالله قائلاً:
إن سلمنا أنهما عصتا النبي، فإما أن تكونا معذورتين في ذلك أو لا.
فإن كان الأول فلا وجه للطعن، وإن كان الثاني فإما أن تكونا تابتا أو لا.(107/205)
فإن كان الأول فلا وجه للطعن، وإن كان الثاني فإما أن يكون لهما من مكفرات الذنوب ما يمحو ذلك أو لا.
فإن كان الأول فلا إشكال، وإن كان الثاني فإما أن يغفر الله لهما برحمته ومَنّه أو لا.
فإن كان الأول فلا إشكال، وإن كان الثاني فما سبيلنا للعلم به؟ ثم هو ذنب، ومن ذا الذي لا يذنب والله يقول للنبي: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) والرسول يقول: كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.. فهنيئاً لمن كان خير الخطائين.
فإذا استقر ذلك علمت أنه لا وجه للطعن بهما بذلك، بل ولا يقلل من قدرهما. والحمد لله.
واعلم أني تحريت فيما سبق الأخذ بالصحيح من النقل ما استطعت إليه سبيلاً، فمن علم قصوراً فلا يبخل علينا بالنصح.
والله أعلى وأعلم، فما أصبت فمن الله وما أخفقت فمن الشيطان ونفسي المقصرة.. وصلى الله على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبسات من عناية الشريعة بالمطلقة
بقلم: أ. د. محمد بن أحمد الصالح
من مفاخر الإسلام أن تعاليمه مبنية على الرحمة والرأفة، وتشريعاته تقوم على المواساة وجبر الخاطر وتفريج الكرب وإيناس الوحشة وعزاء المصاب وتهوين الفاجعة، ومصداق ذلك قول الله تبارك وتعالى في صفة نبيه صلى الله عليه وسلم : -وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين- -الأنبياء: 107-.
ولذلك قيل - بحق وصدق - إن الإسلام دين الرحمة والشفقة والرأفة، ومن الأمثلة الواضحة على تحقيق هذه المعاني في تشريعات الإسلام، وضع نظام لحل المشكلات الزوجية، وعدم الإقدام على الطلاق، ولذلك فقد شرع الإرشادات والتوجيهات التي تكفل استقرار الحياة الزوجية وعدم إيقاع الطلاق إلا في حالة الضرورة، ومن هذه الإرشادات والتوجيهات ما يلي:
أولاً: تنفير المسلمين من الطلاق، حيث عدة الشارع أبغض الحلال إلى الله، فقال صلى الله عليه وسلم : -أبغض الحلال إلى الله الطلاق-.
ثانياً: حث الأزواج على الصبر وتحمل مايبدو من المرأة من قصور أو اعوجاج مادامت لا تمس الشرف والدين، فقال تعالى: -فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً- -النساء: 19-.
ثالثاً: رسم القرآن الكريم المنهج القويم لعلاج ما قد يطرأ بين الزوجين من خلاف، أو ينشأ من مشكلات في قوله تعالى: -واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن- -النساء: 34-، فإذا زال الخلاف واستقامت الأحوال بهذه الأساليب صار الطلاق - حينئذ ممنوعاً - حيث جاء في ختام الآية الكريمة ما يفيد منع الطلاق عند استقامة الأحوال، قال تعالى: -فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا--النساء: 34-.(107/206)
وجاء رجل إلى الخليفة الراشد عمر - رضي الله عنه 0 يريد طلاق امرأة وعلل ذلك، بأنه لا يحبها، فقال الخليفة الراشد: ويحك! هل كل البيوت تبني على الحب؟ أين التجمل والوفاء؟ أين المروءة والحياء؟ إن الإنسان ينبغي أن يكون في هذا تقيا.
رابعاً: تولت الشريعة علاج ما قد ينشأ بين الزوجين من خصومة ونزاع بطريقة تسهم فيها أسرة المرأة وأسرة الرجل، حيث قال الله تعالى: -وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا- -النساء: 35-.
خامساً: رتب للمطلقة حقوقاً مالية كبيرة وكثيرة لدى الزوج، حتى تجعله يتريث ويفكر ملياً قبل إقدامه على إيقاع الطلاق، وهذه الحقوق هي:
1 - على الزوج أن يوفيها مؤخر الصداق.
2 - يلزمه نفقتها من مأكل وملبس ومسكن ودواء مادامت في العدة.
3 - إلزام الرجل بدفع أجرة الرضاع، قال تعالى: -فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن- -الطلاق: 6-.
4 - أجرة الحضانة حتى بلوغ الأطفال سن السابعة.
5 - وأيضاً فإن من الحقوق التي يرتبها الطلاق للمرأة على الرجل: المتعة.
والمتعة في الشرع هي اسم لمال يدفعه الرجل لمطلقته التي فارقها بسبب إيحاشه إياها بفرقة لا يد لها فيها غالباً.
تقدير المتعة
تفاوتت آراء الفقهاء في كيفية تقدير المتعة، هل يعد في تقديرها حال الزوج أم حال الزوجة أم حالهما معا؟
فذهب بعضهم إلى أن المعتبر في تقدير المتعة حال الزوجة لقوله تعالى: -متاع بالمعروف- -البقرة: 241- فليس من المعروف أن تلبس المرأة الغنية ثياباً خشنة أو تقوم بخدمة نفسها، بل لابد لها من خادم. وذهب بعضهم الآخر إلى أن المتعة تقدر حسب حال الزوج لقوله تعالى:-على الموسع قدره وعلى المقتر قدره- -البقرة: 226- فلو كان ذلك واجباً على قدر حال المرأة لكان الكلام: ومتعوهن على قدرهن.
فصريح الآية يجعل تقدير المتعة على حسب حال الزوج، لأنه هو الذي سيكلف بها، ولا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها.
وذهب آخرون إلى أن المعتبر في تقدير المتعة هو حال الزوجين معاً.
هذا وينادي بعض أدعياء أنصار المرأة بوجوب تقدير معاش شهري للمطلقة مدة حياتها، أو إلى أن تتزوج، على أنه متعة شرعية لها، تعويضا عما أصابها من ضرر الطلاق.
ونحن نرى أن هذا مخالف للشريعة، وعدم فهم لما جاءت به في تشريع المتعة، وذلك لأن تقرير معاش شهري على أنه متعة سيجعل كل قسط متعة مستقلة، وهذا يؤدي إلى تكرار المتعة، وقد صرح الفقهاء بأن المتعة لا تتكرر، ولأن دفع مبلغ من المال كل شهر مثلاً إلى أن تموت المطلقة أو تتزوج يفضي إلى جعل المتعة مبلغاً ضخماً من المال يرهق الرجل ويصيبه بالحرج والضرر، وهذا ليس من المعروف في شيء، والتشريع القرآني يشترط في المتعة أن تكون بالمعروف، حيث يقول الله(107/207)
تعالى: -وللمطلقات متاع بالمعروف- -البقرة: 241-، ولذا لم يقل به أحد من فقهاء الأمة في أي عصر من العصور.. لذلك نرى أن هذا الرأي مخالف لتشريع المتعة في الشريعة الإسلامية فيكون باطلاً.
رد على أدعياء الإنسانية
- وفي هذا رد بالغ على أدعياء الإنسانية، الذين جعلوا من أنفسهم أوصياء على المرأة، وطالبوا بحمايتها من وحشية الرجل الذي يحوز المرأة كما تحاز السائمة في نظرهم.
كما أن في القول بوجوب متعة الطلاق رداً على الجمعيات النسائية، التي ملأت الدنيا صراخاً وعويلاً، مطالبة ولاة الأمور بسن تشريع يوجب على الزوج تعويض المرأة عن الضرر الذي يصيبها بسبب الطلاق، فأخذوا يتلمسون ضالتهم المنشودة في القوانين الوضعية، ويطلبون النجدة من الأنظمة الغربية لحماية هذا الجنس الضعيف الذي استبد به الرجل - على رأيهم - ولكن هيهات.. هيهات.. فلن يجدوا ما يحقق لهم غايتهم ويصلون به إلى هدفهم غير كتاب الله الذي -لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد- وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي لا ينطق عن الهوى -إن هو إلا وحي يوحى-.
ـــــــــــــــــــ(107/208)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
مشاكل التعليم
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود(108/1)
ما هي المواضيع التي يستفاد منها للبحث في التربية الإسلامية
تاريخ الاستشارة : ... 2006-04-10 12:34:01
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... أبو تركي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
المرسل إليكم طالب في مرحلة الماجستير، في قسم التربية الإسلامية، وأود من سعادتكم أن تشيروا علي ببعض المواضيع التي أحتاج البحث فيها في هذا التخصص، وتستفيد منه الأمة جمعاء، طامعين في خبراتكم، وبارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يرزقكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمك الهدى والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
فإن الاهتمام بأمر التربية الإسلامية وغرس قيمها الفاضلة ونشر معاينها النبيلة، هو أقصر الطرق لعودة الأمة إلى ريادتها وعزتها، فإن غراس الآخرين لا تصلح في أرضنا، والتربية بضاعة لا يجوز استيرادها ولا جلب من يقومون بها، لأنها نابعة من عقيدتنا وكتاب ربنا وهدى نبينا، فهي ربانية المصدر شاملة لحياة الإنسان الدنيوية والأخروية، وهي تجيب على كل الأسئلة وتصل الدنيا بالآخرة، وتوازن بين حاجيات الروح ومتطلبات الجسد، وهي مختلفة في مفاهيمها وغاياتها عن كل المناهج الأخرى، فهي تكتسب رفعتها من سمو مصدرها، وقطعية ثوابتها ووضوح أهدافها، وتوافقها مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
ومن هنا فنحن نسعد بكل باحث يطرق الموضوعات التربوية، وذلك لعموم نفعها وشدة حاجة الأمة إليها، ولأننا نحتاج إلى توضيح الصورة فإنه من المفيد أن تكون الدراسات بأسلوب المقارنة فكما قيل: (وبضدها تتميز الأشياء)
ومن هنا فنحن نقترح الدراسات التالية:-
1- هدف التربية الإسلامية وأهداف المناهج التربوية الأرضية.
2- مفهوم المواطن الصالح – دراسة مقارنة.
3- مصادر التربية الإسلامية – دراسة مقارنة.
4- الغاية من التربية – دراسة مقارنة.
أما المواضيع الأخرى التي تحتاج لأن نخدمها فتقترح منها ما يلي:-
1- التربية على مراقبة الله وأثرها في حياة الأجيال.
2- التعاون بين البيت والمسجد والمدرسة والشارع في التربية.
3- ترسيخ الثوابت من خلال مناهج التعليم.
4- الاهتمام بفقه الأمومة والأسرة في تعليم البنات.
5- وظيفة المؤدب وآثار فقدها.(108/2)
6- التربية على العقيدة.
7- منهج الإسلام في استخدام الثواب والعقاب.
8- التربية على العفة.
9- وظيفة المدرسة بين الأمس واليوم.
10- أثر الإشباع العاطفي على الأطفال.
11- القدوة الحسنة وآثارها.
12- التربية في عصر العولمة.
13- الغزو الثقافي في مناهج التعليم.
14- ربط العلوم الدنيوية بالمعاني الإيمانية.
15- العلاقة بين الفشل الدراسي والانحراف.
16- صفات المعلم الناجح.
17- تنمية المهارات واكتشاف المواهب بين النظرية والتطبيق.
18- اضطراب وتعدد نماذج القدوة عند طلاب المدارس.
19- التربية بالحوار.
20- التربية بالقصص والأمثال.
21- فن التعامل مع المراهقين.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أنا مدرسة وأعاني من اتصالات مزعجة أظنها من إحدى طالباتي
تاريخ الإستشارة : ... 2006-02-24 16:11:31
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... الزهراء
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا معلمة قرآن في مدرسة تحفيظ وداعية مبتدئة في المدرسة، المشكلة هي أني أستقبل اتصالات هاتفية مزعجة.. بمعنى أن هناك فتاة تتصل على منزلي وعندما يرد عليها إخواني الصغار أو الكبار أو تسمع صوت رجل في ذلك الوقت تتكلم وتطلبني بالاسم .. في البداية كانت عندما تطلبني ويخبروني إخواني أن صديقتك تريدك على الهاتف فعندما أرد "الو.. الو" لا جواب ولكن لا ينقطع الخط بل هي على الخط تسمع صوتي لم أهتم بهذه المكلمات بسبب انشغالي في بداية الأمر ولكن الآن كثرت وأصبحت مزعجة، فهي على هذا الحال عدة أشهر وفي يوم أحببت أن أعرف من هي فانتظرت حتى اتصلت ورد أخي الصغير ويكلمها وأنا أسمع ردها وهي لا تعلم فصدمت بطالبة عندي تشبه كثير صوتها هي من الطالبات الممتازات، وعمرها 22 سنة تقريبا فهي ليست صغيرة على هذه الأفعال.
رغم هذا أحاول أن أعيد هذه التجربة لأتأكد من صوتها جيدا، ولكن للأسف لم أتمكن حتى الآن.. ولكن المهم كيف أتخلص من هذه المكالمات؟ لما تفعل ذلك بي؟ أتعلم يا(108/3)
دكتور أني عندما أقابلها في قاعات المحاضرات التي تقام عندنا في المنطقة خارج المدرسة لا أجد عليها حركات غريبة كما تفعل المراهقات، قلت في نفسي لعلها تكون معجبة، ولكن لا أجد في حركاتها شيئا كما تفعل بعض الفتيات مثلا؛ لذلك أريدك أن تساعدني في تحليل هذا العمل منها، وكيف أتصرف بالضبط؟ فلا أستطيع أن أذهب إليها وأقول لها أنتِ التي تتصلين بي؟ وهكذا.. لأنها ستنكر ذلك حتى إن كانت هي فأنا تعبت كثيرا من هذه الاتصالات والإزعاج، وأريد أن أحل الموضوع بكل عقلانية وبدون تجريح أو مشاكل.
هناك موقف أريد أن أذكره إن كانت هذه هي الفتاه لا أعلم لعله يساعدكم في التحليل، هذه الفتاة قدمت لي ولباقي المعلمات اللاتي لم يدرسنها بعض الكتب الدعوية المفيدة، ولكن أنا هديتي مختلفة بعض الشيء كتب بداخل غلاف جميل ومعطر ومعه برواز مكتوب عليه الآتي: "سعادة المؤمن بحب الله والحب في الله سعادة أعماقها أبعد من كل عمق، يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ولا يقبلون لها بديلا" في داخل كيس جميل وهدية المعلمات فقط كتب داخل غلاف فقط دون عطر أو كيس أو برواز وهكذا..
المهم عندما قرأتها لم أجد فيها شيئا سيئا، فالحب في الله مطلوب ولكن له حدود، ولكن ما سر المكالمات؟ مرة قمت بعمل عرض لحفلة المدرسة الختامية، فقمنا ببرنامج جميل وقمت أنا بتصميم شرائح العرض، المهم جاءت هذه الفتاة ووقفت أمام باب قاعة الحفل ورفضت الدخول وأعطت المعلمة الهدية التي ذكرتها قبل وطلبت من معلمة أخرى تعرفها كثيرا أن تعطيني هذه الهدية في نهاية الحفل، وهذا الذي حصل وقالت لها أن تقول لي أن هذه ليست هدية وهي تعلم أنه حرام تقديم الهدايا بين المعلمة والطالبة، والدليل على صدق كلامها كما قالت أنها أهدت جميع المعلمات وكن 2 فقط وهن صديقاتي فأخذتها ويا ليتني لم آخذها ولكن حصل وانتهى.
وبعد الحفل وانتهاء الدراسة بأربعة أيام تقريبا علمت أنني أنا التي عملت الشرائح للحفل، وهي لم تراها ولا أعلم كيف عرفت؟ المهم اتصلت بي إحدى المدرسات التي تعرفها وطلبت مني السي دي لكي تراه الفتاة، ولكن لم تأخذه لأنني لم أستطع أن أعطي المعلمة بسبب انشغالي، هذا كله قبل كثرة المكالمات... فأنا معلمة أريد أن أحل هذا الموضوع بأسلوب تربوي ودعوي وكواجبي كمعلمة.
أتمنى أن تفهمني وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ الزهراء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فهنيئاً لك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وشكراً لك على اختيار موقعك، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، واحمدي الله الذي عافاك مما ابتلاها به، وفضلك على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً .(108/4)
ولا داعي للانزعاج، فالعلاج بإذن الله ميسور، وإذا لم يجد الناس العلاج عند أهل القرآن فأين يوجد الشفاء؟! وقد وصف رب العزة والجلال القرآن بأنه (شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين) فهو ليس مجرد دواء ولكنه كلام الله وهو شفاء.
ولا يخفى على أمثالك أن رسالة المعلمة عظيمة وشاملة، فليس دورها أن تحفّظ الدارسات حروف القرآن، ولكنها مع ذلك تربيهم على رعاية حدوده والتمسك بآدابه.
وليس من الضروري متابعة وملاحقه الفتاة، ولكن المهم هو إصدار التوجيهات والتحذيرات لجميع الدارسات، وتخويفهن من عواقب الانحراف العاطفي، وغرس محبة الله في نفوسهن ثم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل محبة الله هي الموجهة لكل محاب المؤمنة، فهي تحب الصالحات لصلاحهن وخوفهن من الله وليس لجمالهن ولا لحسن هندامهن، ولا لأجل طريقة كلامهن، فالحب في الله أوثق عرى الإيمان، ولكن حب الله له برهان ودليل نجده في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
وأرجو أن تتعاون جميع المعلمات والإداريات على ترسيخ محبة الله في النفوس، ومطاردة صور الانحراف في المحبة حتى لا تحدث الكوارث، فإن الأمر إذا لم يُعالج تحول إلى عشقٍ شيطاني أو ما يُسمى في زماننا بقضية الإعجاب التي قد توصل الفتاة إلى الإشراك بالله والعياذ بالله.
ولعل من أسباب انتشار هذه الظاهرة المبالغة في الاهتمام بالجسد واللباس، وغياب الإشباع العاطفي من قبل الوالدين، وخواء القلوب من الإيمان، والاهتمام بالماديات، بالإضافة إلى تأثيرات وسائل الإعلام.
ومن واجبنا أن ننظر إلى مثل هؤلاء الطالبات بعين الشفقة والرحمة، ونخلص لهن في النصح والتوجيه، وأرجو أن تستفيدي من سكوتها مع أن الهاتف مفتوح، وترددي على مسامعها النصائح والمواعظ فإن هذه فرصة لتوجيه الكلام المباشر لها، أما في المدرسة فلا مانع من أن تقولي: ما بال بعض الفتيات تتعلق بأنثى مثلها؟ ولماذا تصر بعض البنات على إزعاج الناس بكثرة الاتصالات التي لا هدف من ورائها؟ ألا تتقي الله امرأةٌ تزعج الناس؟ ألا تخاف من أن يدعو عليها أحد؟ فإن في البيوت مرضى ومشغولين وكبار في السن.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أوجه نصيحة غالية لأخواتنا وبناتنا المعلمات والداعيات بضرورة أن يكون الاهتمام بالمظهر في حدود المعقول؛ حتى لا نُشغل الطالبات بمظهرنا وبمجاراتنا لشيطان الموضة الذي يعتبر سلاح ماض في عدونا.
أما أن تأتي المعلمة وكأنها عروس تزف إلى زوجها وتتحول دور العلم والخير إلى معارض للأزياء فهذا أمرٌ يصادم الأهداف التربوية، ويعطل عملية الفهم والاستفادة، ويجلب الحسرات والندامة، ولعل هذه المشكلة دفعت بعض الغيورين من المربين إلى المطالبة باتخاذ زي محدد وهيئة محددة للمعلمات والطالبات، مع ضرورة أن يراعى في الثياب والمظهر البساطة مع النظافة، بالإضافة إلى تجنب الألوان الصارخة والقصات الخليعة.
أما كونك لا تلاحظين عليها حركات غريبة فذلك ربما كان لأن شخصيتك قوية أو لأن عندها بقايا من الحياء، وهذا على العموم دليل خير ومؤشر إيجابي، ولكننا نرجح(108/5)
أنها في الطريق إلى التعلق بك، فاجتهدي في تذكيرها بالله، وحاولي التعرف على ظروفها الأسرية، ولكن ضمن سؤالك لمجموعة من الطالبات؛ حتى تتمكني من معرفة موطن الخلل في أسرتها، وحبذا لو قمت بتحديد شروط الصداقة الناجحة وحدودها للطالبات انطلاقاً من قوله تعالى: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم عدو إلا المتقين}، فإن الصداقة الناجحة تقوم على الإيمان بالله والتقوى، وتزيد بحسب الطاعة لله، ولا تطغى على حب الله ورسوله ...إلى غير ذلك من الشروط التي لا تخفى على أمثالك.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
أريد مصادر تكلمت عن الظروف الزمنية في القرآن
تاريخ الإستشارة : ... 2006-02-19 08:56:02
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... عبد الفتاح بلحيطي
السؤال
أنا طالب باحث أعمل في منطقة نائية عن الجامعات وأحضر رسالة دكتوراه، ووددت لو مددتم لي يد العون لخدمة كتاب الله تعالى، أطلب معرفة بعض المصادر التي تناولت الظروف الزمنية في القرآن دراسة لغوية.
وشكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الفتاح حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
فقد تحدى رب العزة والجلال بالقرآن أهل الفصاحة والبيان، وعجزوا عن المجيء بسورة بل ولا بآيةٍ من مثله، رغم أن الحروف هي الحروف، والقوم في القمة من البلاغة، وكانت فصاحة ألفاظ القرآن من أعظم الأدلة على أنه من عند الله سبحانه، وإذا كانت المقاطع الأدبية يملّها من يكررها فإن كلام الله لا يمل بل ويزداد بريقه بكثرة ترداده، وهو حاكم على قواعد اللغة وليس العكس.
ولعل من الممتع والمفيد جداً استخراج الشواهد النحوية من آي الكتاب ونصوص السنة النبوة المطهرة؛ لأن ذلك يخدم أكثر من هدف للدارس ولو لم يكن فيه إلا الارتباط بالوحيين لكان ذلك كافياً .
وقد أسعدنا حرصكم على ربط دراستكم بالنصوص القرآنية، ونسأل الله أن ينفع بهذه الدراسات، وأن يبلغكم المقاصد والغايات.
وقد اهتم بالجوانب اللغوية في القرآن طائفة من أهل التفسير، كالإمام الزمخشري في الكشاف، وصاحب البحر المحيط، وصاحب كتاب إشارات الإعجاز في مظان(108/6)
الإيجاز لبديع الزمان سعيد النورس، والمحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي، وإعراب القرآن للنحاس، وشذور الذهب في معرفة كلام العرب، وشروح الألفية.
وقد اهتم العلماء سلفاً وخلفاً بالدراسات اللغوية القرآنية، وألفوا في إعراب القرآن وإعجاز القرآن، بل وجدت كتب المفسرين من يغلب عليها الطابع البلاغي أو النحوي.
وقد تميز كتاب (في ظلال القرآن) بأسلوبه الأدبي الرفيع، وتميزت كتابات الأستاذ/ مصطفى الرافعي كذلك بذوق أدبي بديع، وخاصة عند كلامه عن الكلمة القرآنية، وردوده على من يريدون رفع اللهجات المحلية وتقديمها على لغة القرآن.
وقد قام الأستاذ/ محمد علي سلطان بتناول الشواهد النحوية، وقام بتحقيق شرح أبيات سيبويه لمؤلفه أبو سعيد السيرافي، وله أيضاً مؤلف تحت عنوان: (الأدوات النحوية ومعاينها في القرآن الكريم).
وفقك الله لكل خير.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أريد أسماء كتب في قواعد اللغة العربية أستفيد منها
تاريخ الإستشارة : ... 2005-12-02 21:07:46
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... yas
السؤال
السلام عليكم.
إخواني الأحباء، نسأل منكم الدعاء لي ولوالدتي بالشفاء.
وأسئلتي لكم حول كتب لدراسة قواعد اللغة العربية، حيث أبلغ من العمر 20 سنة وتخرجت من الدراسة وأنا في السنة الأخيرة من سلك الباكلوريا آداب عصرية وليس لي مستوى حتى المتوسط في اللغة، وأنا أضيع وقتي فقط دون فائدة، أرجو الإفادة منكم.
وشكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ yas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا الحرص على تعلّم اللغة العربية الذي أبديته هو أمرٌ من توفيق الله تعالى إياك، وهذا من النعم التي تستحق الشكر والثناء على الله، فإن تعلم لسان العرب من العلوم العظيمة التي اتفق العلماء على ضرورتها وأهميتها، فإن فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتم حتى يمكن فهم الكلام الذي أتيا به، أضف إلى ذلك أن التفاهم والتخاطب يحتاج إلى التعلم الصحيح للغة لتحصل القدرة على تأدية المعاني وفهمها على الوجه المطلوب كما قال بعضهم.
والنحو أولى أولاً أن يُعلما *** لكلام دونه لن يفهما(108/7)
والمقصود أن السعي في تحصيل علم اللغة هو سعيٌ محمود، ملاحظة نية التقرب إلى الله بذلك؛ لتكون مأجوراً على هذا التحصيل وهذا الطلب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئٍ ما نوى) متفق عليه.
وأما الكتب التي نُوصي بدارستها، فإنك وقبل معرفة هذا الكتب لا بد أن تُراعي التدرج في التعليم، وعدم التسرع في الانتقال من مرحلةٍ إلى مرحلة، ومراحل التعلم على ثلاث مرات:
المرتبة الأولى: ومن خير الكتب لهذه المرحلة كتاب المقدمة الأجرومية لمحمد بن آجروم مع شرحها التحفة السنية لمحي الدين بن عبد الحميد -رحم الله الجميع-.
وفي نفس هذه المرحلة يقرأ كتاب نظم الآجرومية لشرف الدين العمريطي، أو كتاب ملحة الإعراب للحريري البصري، والكتاب الأول (نظم العمريطي) أجود وأحسن وأنفع وقد شرحه البيجوري.
المرتبة الثانية: يُقرأ فيها من الكتب قطر الندى وبلّ الصدى لابن هشام الأنصاري عليه رحمة الله، وهو من الكتب الجيدة القوية في هذا الفن.
المرتبة الثالثة: يُقرأ فيها نظم ألفية ابن مالك مع شرح ابن عقيل رحمهم الله تعالى، ثم بعد ذلك يتوسع في شروح الألفية كشرح ابن هشام المسمى بالتوضيح، وشرح الأشموني على الألفية، فإن تم ذلك تتوسع في الطلب فتقرأ كتاب التسهيل لابن مالك مع شروحه كشرح ابن عقيل على التسهيل.
نسأل الله أن يعلمك العلم النافع وأن يرزقك العمل الصالح.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
أريد اقتراحا في فهرسة رسالة الماجستير
تاريخ الإستشارة : ... 2005-11-23 12:30:03
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... زكي الاحمد
السؤال
إنني بصدد كتابة رسالة ماجستير بعنوان مهارات الاتصال النبوي، وحتى أستطيع مباشرة الكتابة لا بد لي من عملية حصر الموضوع وهذا يتأتى من خلال الفهرسة المسبقة أرجو أن تبعثوا لي باقتراح.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ زكي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسْأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فهنيئاً لك بُحسن الاختيار لهذا الموضوع، وما أحوجنا إلى تسليط الأضواء على جوانب الهدي النبوي، حتى نقدم للدنيا صور الإعجاز في حياته وسيرته صلى الله(108/8)
عليه وسلم، والمتبع لسيرة هذا النبي يمتلئ بالعجب وحين يقف على تلك الكنوز العظيمة.
والمهارة هي إتقان أداء فعل أو عملٍ ما على أكمل صورة، والاتصال هو تلك العملية التي يتم بها انتقال المعرفة من شخص لآخر وتؤدي إلى التفاهم، ولأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش وحده، فلا بد من وسائل لهذا التواصل، وقد بدأ التفاهم بالإشارة والخط على الرمل حتى قطع ووصل الإنسان للكتابة فأصبحت من وسائل التفاهم، ثم تطور هذا الفن حتى أصبح في زمننا تخصصاً له أهميته وله ضوابطه ووسائله وخطورته.
وطرائق الاتصال بفروعها، مثل الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، تحتاج معها إلى مواهب ومكتسبات، وقد استخدم القرآن الكثير من المؤثرات والوسائل الموصلة، وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم اللغة في التواصل، فقد أوتي جوامع الكلم، وكان يقول (وإن من البيان لسحراً) وربما كلّم بعض الناس بلهجاتهم، ورفع الصوت مع الأعرابي، واستخدم عليه الصلاة والسلام أسلوب الحوار، وهو من أنجح وسائل الاتصال، واستخدم الحركات المفهمة والإشارات الموضحة للمعاني، فقال: (بُعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعيه) وقال صلى الله عليه وسلم: (فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج هكذا وحلق بين أصابعه).
واستخدم أسلوب التواصل الجسدي، فعلّم ابن مسعود التشهد وكفه بين يدي رسول الله، وشبك يده في يد أُبي بن كعب رضي الله عنه، وقال ألا أعلمك سورة ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، فقال : (الحمد لله رب العالمين ..). واستخدم أسلوب الاستفهام فقال: (أتدرون من المفلس .. ..) واستخدم وسائل الإيضاح فرسم خطاً، ورسم بجواره خطوطاً ، وقال : هذا صراط الله وهذه السُبل .
واستخدم المواقف المؤثرة في التعليم وإيصال المعاني في قصة المرأة التي وجدت صبيها في السبي، فجعلها فرصة للتذكير برحمة الله.
واستخدم نيرات الصوت، وذلك في قوله: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، وعرف الصحابة الغضب من قطعة الدم وهي تتحرك في وجنتيه، وقرأ الصحابة الرضا في إشراق وجهه، وعرفوا عدم الرضا من سكوته، واستخدم الأبعاد النفسية في الاتصال والتواصل فأمر ببعث الهدي عندما أرسلت قريش مفاوضاً يعظّم الشعائر.
واستخدم الثقافة الواسعة في التواصل والتأثير فقال لعدي بن حاتم: (أنا أعلم بدينك منك) وهذا يدل على فهم الآخرين وقدرته صلى الله عليه وسلم على التفاهم معهم.
وكان إشراق وجهه وحُسن هيئته صلى الله عليه وسلم من أهم وسائل التواصل، وكان يجبر من يراه على حبه وتصديقه كما قال الأعرابي الذي رآه: (هذا ليس بوجه كذاب).
واستخدم الابتسامة والملاطفة كما قال جرير بن عبد الله: (ما رآني رسول الله إلا تبسم).(108/9)
واستخدم حسن الإصغاء والاستماع كما فعل مع عيينة بن ربيعة، فما كان يُقاطع من يحادثه.
وكان سريع التذكر دقيق الملاحظة، يلمس الجوانب الإيجابية، ولذلك قال للأحنف بن قيس لما تأخر عن الوفد: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الرفق والأناة) ومع هذا كله فقد كان مرناً لطيفاً لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، ولا يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرف.
وانعكس كل ذلك على أصحابه، فعظمت في نفوسهم مشاعر الانتماء والمحبة والتواصل والشعور بالرضا والسعادة.
وقد قيل: (عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم) والكلام أيضاً هو صفة المتكلم، وهو أوسع طرق الاتصال، والمرء مخبوءٌ تحت لسانه، وأحسن من قال: (تكلم حتى نعرفك) ولذا كان لا بد من مراعاة المستمع، وإدراك مستواه وميوله وعناصر التأثير في نفسه، وقيل لا بد من اهتمام المتكلم بمظهره، لأن العين قبل الاختبار، والاهتمام بوضوح الصوت وتناسق النبرات وانتظام الإشارات، مع الحرص على قلتها، مع ضرورة الاهتمام بمناسبة الكلام لطبيعة العالم، وتجنب تنافر الحروف وغرابة الكلمات، والابتعاد عن التكرار والتطويل، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك ولا عجب، فقد أوتي جوامع الكلم وأسلمت له البلاغة قيادها والفصاحة عنانها، وكان يجمع المعاني الكبيرة في الكلمات الموجزة اليسيرة.
وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وعمّق صلته بخالقه كتب الله له القبول عند الناس، ودخل كلامه إلى نفوسهم دون استئذان، ولذا فإن التوجه إلى الله هو رأس كل نجاح وعنوان كل فلاح، ونسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد.
وأرجو أن تستفيد من النقاط التي ذكرت وتجعلها كعناصر في بحثك.
والله الموفق,,,
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أريد نصائح تثبتني على الإيمان وكيف أبدأ طلب العلم
تاريخ الإستشارة : ... 2005-10-18 12:10:22
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... ابن الرافدين
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب من عائلة ملتزمة بالدين والحمد لله، بالنسبة لي ضللت عن الطريق لفترة ولكن استدركت هذا الأمر وعدت إلى طريق الرحمة الإلهية، ما أنا فيه هو أني أطلب ما يرشدني على الثبات على الدين هذا أولا، وثانيا أريد أن أطلب العلم في الدين فمن أين أبدأ؟ علما أني موظف ومتزوج.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن الرافدين حفظه الله.(108/10)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يبصرك بالحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن ييسر لك من يُعينك على أمر دينك وطلب العلم الشرعي.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أحمد الله أن شرح صدرك للعودة إليه والبحث عن طريق النجاة، ومما لاشك فيه أن التربية لها دورها الفعال والمؤثر في حياة أي إنسان، ولذلك رغم أنك ضللت الطريق لفترة إلا أنه كان لديك داعي الإيمان ما زال مُستيقظاً، ولذلك مع أول فرصة ردك الله بفضله ورحمته إلى طاعته، ونسأله تعالى أن يزيدك إيماناً وتقىً وهدىً وصلاحاً واستقامة.
وأما عن النقطة الأولى في رسالتك، فإنه وكما لا يخفي عليك أن الأخذ بالأسباب جزءٌ رئيس في عبادة التوكل على الله جل جلاله، لذا يلزمك ما يلي:
1- البحث عن صحبة صالحة على عقيدة صحيحة وسلوك إسلامي منضبط تقضي معها وقت فراغك، وتكون عوناً لك على طاعة الله وإقامة شعائره.
2- المحافظة على الصلاة جماعة مع المسلمين، وعدم التهاون في ذلك.
3- المواظبة على قراءة ورد قرآن يومي لا يقل عن جزء يومياً قدر استطاعتك.
4- هجر المعاصي صغيرها وكبيرها، وعدم مجالسة من يذكرك بماضيك.
5- زيارة المقابر بين الحين والآخر، وتذكر المصير الذي ستؤول إليه جميعاً.
6- عيادة المرضى في المستشفيات، خاصةً الحالات الحرجة لترى مدى نعمة الله عليك.
7- المحافظة على أذكار الصباح والمساء، مع الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية أن يهديك الله للحق ويثبتك عليه.
وأما عن النقطة الثانية فجوابها كالتالي:
1- ابحث عن عالم أو داعية من المشهود لهم بالعقيدة الصحيحة والفهم السليم والبعد عن الغلو والتطرف أو الإفراط والتفريط.
2- ابدأ أولاً بالعقيدة، وركز على ذلك؛ حتى تتعرف على الله كما أراد سبحانه.
3- عليك بدراسة شيء من الفقه مبسطاً، وليكن على أحد المذاهب عن طريق المشايخ أو طلبة العلم المتوفرين لديكم، أو من كتاب مثل فقه السنة للسيد سابق.
4- لا تنس علم الأخلاق والزهد والرقائق، فإنه مهمٌ لكل مسلم يريد النجاة، وعليك بكتاب مثل البحر الرائق للشيخ أحمد فريد، أو مختصر منهاج القاصدين للإمام ابن قدامة أو غيرهما .
5- بمقدورك الدخول إلى المواقع السلفية التي تعرض عقيدة وفقه ومنهج السلف للتزود من هذه الوسيلة السهلة بين الحين والآخر، المهم أن يكون الموقع موثوقاً حتى لا تدخل نفسك في متاهات الخلافات.(108/11)
6- اعمل في بيتك حلقة تعليم مصغّرة ولو مرة أو مرتين أسبوعياً أنت وزوجتك تقرءوا فيها كتاب مثل رياض الصالحين بالتسلسل أو شيء من السيرة النبوية أو علم الأخلاق، وهذه كتب سهلة لا تحتاج إلى معلم أو شيخ غالباً.
7- إذا أشكل عليك فهم مسألة من المسائل أو باب من أبواب العلم، فاسأل أهل العلم الثقات لديكم، ولا تجتهد أنت بنفسك حتى لا تقع في القول على الله بغير علم.
8- أكثر من الدعاء أن يتقبل الله توبتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يتوفاك مسلماً صادق الإيمان صحيح العقيدة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد!
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
: ... أصبت بانهيار وتمزق في أفكاري وعقائدي السابقة فما هو البديل
تاريخ الإستشارة : ... 2005-09-12 12:38:39
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... جمال الدين
السؤال
أعاني من انهيار تام للرؤية بسبب تغير الثوابت التي كانت تشكل حياتي، وهي بخلاصة أني طردت من الوظيفة لأني بعثي سابق؛ مما أدى إلى انقطاع المورد الوحيد لإعالة عائلتي، ترافق هذا مع القناعة بأني ولكوني شيعيا فإني بحاجة إلى أن أترك هذا المذهب؛ لأني أراه بعيدا عن الإسلام ولكن العلاقة الاجتماعية تحول دون ذلك، أنا أعيش بحالة تمزق فكري حيث أرى ما تربيت عليه ينهار دون ما أجد بديلا له، أرشدوني وفقكم الله. والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يُصلح الأحوال، وأن يُبارك في الآجال، وأن يستخدمنا في طاعته، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،
فعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، فلتصبر ولتحتسب، وعندما ينزل البلاء ينقسم الناس إلى طوائف ثلاثة:
1- طائفة كانت على الخير فصبرت على البلاء لتنال به أرفع الدرجات عند الله الذي يقول: {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر:10]، ويبلغون بصبرهم درجات ما كان لهم أن يبلغوها إلا بالصبر والاحتساب.
2- وطائفة كانت في الغفلة، فلما جاءتها المصائب انتبهت ورجعت إلى الله، ورفعت أكف الضراعة إليه، وهذه أيضاً على خير؛ لأنها فهمت واتعظت، والله تبارك وتعالى يقول: {ولقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم(108/12)
يتضرعون}[الأنعام:42]، وهؤلاء يُعتبر البلاء في حقهم نعمة؛ لأنه كان سبباً في رجوعهم إلى الله، وتصحيح أخطاءهم قبل أن يدركهم الأجل.
3- أما الطائفة الثالثة: فهم الذين كانوا في الغفلة والعصيان، ونزل بهم البلاء فلم يتعظوا ولم ينتبهوا، قال تعالى: {فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}[الأنعام:43]، وهؤلاء قد يمهلهم الله عز وجل ولكنه لا يهملهم، وقد يستدرجهم فيفتح لهم بعض الأبواب، قال تعالى: {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون}[الأنعام:44] يعني يائسون من كل خير.
فأرجو أن تراجع إيمانك، وتبحث عن موقعك بين الطوائف المذكورة أعلاه، واعلم أن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، واحمد الله الذي مدَّ لك في العمر حتى تنتبه لنفسك وتخرج من غفلتك، وتذكر أن الأرزاق بيد الله، وأن مهمة المسلم هي السعي والبحث ثم التوكل على الوهاب سبحانه، فابحث عن العقيدة الصحيحة، واسلك السبيل الذي يُرضي الله، ولا أظن أن الصواب يخفى على أمثالك ممن عاش في الغفلات أزماناً، فابحث لنفسك عن النجاة، واعلم أن العلاقات الاجتماعية لا تُفيد صاحبها إلا إذا كانت عوناً له على الحق، وقد عرفت ما كنت عليه من الخطأ، وهذه هي أول خطوات الإصلاح، فسِر على بركة الله، واجتهد في صحبة الأخيار، وتعامل مع أرحامك باللطف والإحسان؛ لعل الله أن يكتب هداية الجميع على يديك، ولا تحمل همَّ الرزق فإن الله تكفل به وقسمه ونحن في بطون أمهاتنا، وهل للطيور وظائف أو معاشات!! ولكن كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً) وقد قال الله لنبيه: {وأْمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}[طه:132]، وقال عليه صلاة الله وسلامه: (إن روح القدس نفخ في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)، ثم وجهنا فقال: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم).
وأرجو أن تُكثر من اللجوء إلى الله، وتجنب أكل الحرام وظلم العباد، وأحسن إلى الأرحام، وأطع والديك، وكن في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك، ولا تحزن على الماضي الذي تربيت عليه، فإن العبرة بالخواتيم والفلاح في السير على خطى وهدي رسول الله الأمين.
نسأل الله أن يهيئ لأهلنا في العراق من أمرهم رشداً، وأن يعيد لأرض الرافدين أمنها وإيمانها.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
هل أصبحت دراسة علم الدين حكرا على أصحاب الشهادات
تاريخ الإستشارة : ... 2005-09-12 12:36:27
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... محمد(108/13)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
إخوتاه، هل دراسة علم الدين: علم القرآن, الشرع، في هذا الوقت أصبحت فقط للطلاب الذين يملكون الشهادات الثانوية والجامعية وللذين يملكون المال وأصبح هذا العلم علم الشرع خاصا؟؟ شيء غريب! أنا سأصير مجنونا! هل أنا إذا ما عندي شهادة الثانوية والجامعة ما أستطيع أن أدرس في المعاهد؟؟ من المسئول؟ ما هذا!؟ سبحان الله!
أنا شاب عمري 17 سنة، موليد 1988، درست الابتدائية في سوريا، وأخذت شهادة الابتدائية ـ والحمد لله ـ وبعد هذا انتقلت إلى النرويج، ودرست الإعدادية، وهذه السنة آخذ شهادة الإعدادية إن شاء الله، ولكن اكتفيت من 17 سنة من علم الدنيا، حان وقت دراسة الدين الحق والعلم المفيد منه في الدنيا والآخرة لأتعلم وأعلم لأني بحاجة، لكن الأخبار لا تفرح، أنا تعبان نفسيا، ما هذا الوقت؟ ماذا أفعل؟ أخبرونا، ألا يوجد معاهد في المدينة, مكة للعلم، للفقراء مثلي للمسكين مثلي، أم لا؟ هذا فقط لطلاب المعاهد والجامعات و...و...و...
سبحان من غير الأحوال! على فكرة أنا أستطيع أنا أدرس الثانوية لمدة ثلاث سنوات وآخذ الشهادة، لكن لا أريد أن أضيع من عمري ثلاث سنوات، أيضا أنا تعبات الموت، الموت، الموت قادم، وأنا أطلب مال دنيا، المساعدة المساعدة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يُلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،
فإن دراسة علو الشريعة والقرآن ليست حكراً على أحد، ولكن الذين يرغبون في الشهادات هم الذين يتنافسون على المقاعد المحدودة في الجامعات والمعاهد، وليس كل من ملك شهادة أصبح عالماً، ولا كل من لم يدرس في الجامعات ليس بعالم، فالعبرة بالاجتهاد بعد توفيق الله، والجامعات لا تخرج علماء ولكنها تعطي مفاتيح العلم فقط، ولا حل أمام الجامعات والمعاهد والقائمين عليها إلا بوضعٍ شروط للقبول؛ وذلك لكثرة من يتنافسون ويرغبون في دراسة هذه العلوم، ولا شك أن حامل الشهادة الثانوية عنده قدرات كبيرة على الفهم والاستيعاب أكبر من غيره ممن نالوا حظاً قليلاً من التعليم، بل هناك جامعات تشترط شروط أخرى بعد النجاح في الشهادة الثانوية، مثل أن يكون المتقدم إليها حافظاً لأجزاء من القرآن، وتشترط بعض الشُّعب أن يكون حافظاً للقرآن كاملاً، وهذا الشرط الأخير لمن يرغب في دراسة علم القراءات، وهذا هو ما تشترطه جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بالسودان لطلابها، وهذه الشروط حصرت الفرص في الجادين والحريصين من الطلاب، وضمنت للجامعة طلاب على درجةٍ من الخير والالتزام؛ لأن القرآن يُصلح الاعوجاج ويهذب النفوس.(108/14)
والمشكلة أن الجامعات بُليت في السنوات الأخيرة بنوعيات من الطلاب لا هم لهم إلا نيل الشهادات الجامعية، وقد أضرت هذه النوعية من الطلاب كثيراً، وربما ضيقت وأضاعت الفرص على الطلاب الراغبين في العلم بالدرجة الأولى.
والإنسان ينال بقدر نيته وقصده، فنسأل الله أن يرزقنا الإخلاص، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى...) ولن يضرك إكمال الثانوية كما طلب منك، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإن أحببت أن تأخذ العلم وتتوسع فيه دون أن تكون من أهل الشهادات والمناصب فإن الأبواب مفتوحة، وسوف تجد حِلق العلم في المساجد وعبر الإنترنت، وفي قناة المجد العلمية، وأرجو أن تعلم أنه ما من مسلمٍ إلا ويرغب في الدراسة في تلك البقاع الطاهرة التي تهوى إليها أفئدة من الناس، فهل يمكن إتاحة الفرصة لكل الناس؟ قطعاً هذا مستحيل، ولذلك لا بد من وضع ضوابط وشروط من توفرت فيه فاز بالمنح الدراسية، وكما قيل: (ومن يخطب الحسناء لم يُغلها المهر).
ولا داعي للقلق، وكل الناس سوف يموت وليست هذه هي القضية، ولكن على أي عقيدة سوف نموت؟ وبأي خاتمة سوف نمضي؟
نسأل الله أن يحسن ختامنا وخلاصنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا وأعمارنا.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أريد أن أتحصل على شهادة الثانوية في العلم الشرعي
تاريخ الإستشارة : ... 2005-09-01 11:59:03
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... lyes
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله .
أنا شابٌ عمري 20 سنة، لا أدرس لعدم تفوقي هذه السنة.
أحب أن أتخرج من إحدى المدارس الشرعية لحبي لطلب العلم الشرعي بعيداً عن مواد الفلسفة والاقتصاد، لأني في هذه المواد ضعيف ، ولا أحبها .
فما هو الطريق لكي أحقق حلمي، وقد أغلقت جميع الأبواب التي أعرفها ، خاصةً وأن الجزائر أوقفت التعليم الشرعي في الثانوي، وأنا مستواي 3 ثانوي، ولم أتحصل على الشهادة الثانوية؟ فما الحل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ lyes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.(108/15)
فإن العلم ضاع حين أصبح الهدف منه نيل الشهادات والوصول إلى الوظائف والرتب العاليات، وليس عدم التفوق في أمور معينة هو نهاية المطاف، بل إن بعض المتفوقين في حياتهم فصلوا في بعض مراحل الدراسة لضعف مستواهم؛ لكنهم واصلوا المسير في اتجاه آخر، وتوكلوا على الله فكتب لهم التفوق والنجاح في حياتهم.
وقد أعجبني حرصك على التزود من العلوم الشرعية، وهي أفضل العلوم على الإطلاق؛ لأنها تعرف الإنسان بربه، وتهيئه للقيام بالمهمة التي خُلق لأجلها وهي عبادة الله.
ومن فضل الله علينا وعلى الناس أن يسر لطلاب العلم الشرعي السبل، وهيأ لهم الوسائل، ولا أظن أن هناك صعوبة في متابعة الدروس العلمية في المساجد أو في الإنترنت، أو في قناة المجد العلمية، التي تقدم دورات وعلوم شرعية لمشايخ فضلاء، فاطلب العلم بكل الوسائل، واختر لنفسك وظيفة مناسبة تُعينك على طلب العلم، وتوفر لك ما تحتاجه من ضرورات الحياة، وإذا كان الحال ميسوراً فلا بأس من التفرغ الكامل لطلب العلم، بل والسفر والرحلة في طلبه، فإن مذاكرة العلم تسبيح، وطلبه جهاد، وبذله لأهله صدقة، وطلب العلم أفضل من كل نافلة.
وإذا فقَّه الإنسان نفسه، وتبحر في طلب العلم، وأخلص في ذلك لله جعل حاجة الناس إليه، ورفع قدره في الدنيا والآخرة، وهناك علماء كبار احتاج الناس لعلمهم وليس عندهم شهادات، بل جاء أصحاب الشهادات ليتلقوا عليهم العلم، وأنت الآن في عمر الشباب وبإمكانك بعد توفيق الله أن تفعل الكثير، وأرجو أن ينفع الله بك البلاد والعباد.
وإذا وجدت فرصة للدراسة النظامية فلا بأس أيضاً في الاستفادة من ذلك، وما يدرس في قاعات الدراسة لا يخرج علماء لكنه يُعطي مفاتيح للعلم، فإذا استخدمها الطالب وفتح بها أبواب العلم، وسهر وجدَّ واجتهد، نال المنى.
وأرجو أن تعلم أنك تحتاج إلى عزيمة قوية وصدق وإخلاص وبذلٍ للأسباب، وبعد هذا سوف تفتح لك كل الأبواب، فاستعن بالله ولا تعجز، وتوكل على الله، فإنه يقول: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه}، ولا تنظر إلى الأبواب المغلقة، ولكن تقدم من خلال النوافذ المفتوحة، وأكثر من اللجوء إلى الله؛ فإنه يجيب من دعاه، والزم تقواه؛ فإنه ينصر من تولاه ويوفق من سار على هداه.
وفقك الله وأعانك لما يحبه ويرضاه.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
ساعدوني في اختياري دراسة مناسبة لضمان مستقبل أفضل
تاريخ الإستشارة : ... 2005-08-04 11:46:39
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... النعيمي
السؤال
أعزائي الكرام، أود أن تساعدوني في هذه الاستشارة حيث إنني مجتهد في عملي ووصلت لمرتبة ممتازة والحمد لله، ولكن تظل معي معضلة تتمثل في عدم حصولي(108/16)
على شهادة جامعية، وهي ما يستخدمها البعض من أعداء النجاح ضد ترقيتي، ويستخدمونها كنقص! ولكن قررت أن أستمر وأكمل دراستي ولكن بحكم طبيعة عملي والتي تمنع أن أدرس في الخارج أو بنظام الحضور اليومي, وعليه قررت أن أدرس بالانتساب وتوفرت لدي طريقتان، أرجو مساعدتي في اختيار ما يناسبني:
سنتان للحصول على الشهادة الجامعية من إحدى الجامعات الأمريكية عبر الإنترنت أو كما يسمى بالأون لاين، تخصص إدارة، والثانية جامعة القاهرة تخصص إعلام، وهو مجالي ولكن تحتاج إلى 4 سنوات، أتمنى المساعدة.
وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ النعيمي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك وأن يلهمك الرشد ويبلغك مناك، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فهنيئًا لك بتوفيق الله، ولكل مجتهد نصيب، ومن يخطب الحسناء لم يُغلها المهر ولابد دون الشهد من إبر النحل، ولا يزال المرء عالمًا ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل.
ولا شك أن الشهادة الجامعية لها أهمية قصوى في زماننا هذا حتى لو كان صاحبها كسولاً مقصرًا؛ لأنها بكل أسف أصبحت المقياس الوحيد لنيل الدرجات حتى لو كانت شهادة نالها صاحبها بالزور، وأنت ـ ولله الحمد ـ لازلت في سن العطاء، وسوف تفتح لك الدراسة الجامعية آفاقا عديدة؛ فالجامعات تمنح الدارسين مفاتيح العلوم، ولن يبدع إلا من يستخدم تلك المفاتيح ويواصل الدراسة في النهار وفي ضوء المصابيح.
والأفضل لطلابنا هو مواصلة الدراسة في المجال الذي تميل إليه نفوسهم؛ لأن الله وزع المواهب والقدرات كما وزع الآجال والأرزاق، وسعيد في الناس من يكشف موهبته ويسعى في تطويرها، ونحن بحاجة إلى إعلاميين يحملون الرسالة ويقدرون الأمانة، ومهما طالت السنوات فإن العبرة بالفائدة لك ولمجتمعك ولأمتك، وخير البر عاجله، فلا تتأخر عن الالتحاق بالجامعة، وهي في بلد عربي وفي جامعة عريقة.
ونوصيك بتقوى الله والإخلاص في طلب العلم، واحرص على أن تكون نيتك حسنة وعملك طيبا مقبولا، واحرص على مواصلة الدراسة بعد الجامعة حتى تنال الماجستير والدكتوراه بحول الله وقوته، والأمر سهل جدًّا فثق بالله وتوكل عليه.
والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... كيف تختار المسلمة تخصصها العلمي والشرعي
تاريخ الإستشارة : ... 2005-07-10 09:31:13
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... حورية(108/17)
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
سؤالي يتعلق بالتعليم, كيف يمكن تحديد المجال والمهنة؟ خاصة للمسلمات, أنا أعيش في الغربة, وأريد أن أكمل دراستي العلمية وأتمنى هذا, لكن بسبب الاختلاط والخطر الذي تتعرض له المسلمة في كل حين, فمترددة, وأفكر وأنا حامل, أني ممكن أن أدرس شيئا يفيدني وأسرتي وأولادي في المستقبل.
والآن جاءتني الفرصة أن أدرس الدراسة الشرعية عن طريق البريد, فلا أعرف أيهما أختار وبأيهما أبدأ؟؟ الدراسة الشرعية لأني أتمنى جدا أن أكون داعية أم الدراسة العلمية؟؟ وخاصة في الزمن الذي نعيش فيه وأهمية الشهادة من قبل الكل, وفكرت أننا لو عشنا في المستقبل في بلد إسلامي فممكن أن أعمل بشهادتي هذه, وهناك البعض يخيفني بكلامه ويقول ماذا لو احتجت للعمل! لا سمح الله لو حصل شيء لزوجك أو شيء كهذا.
فلا أدري الآن ماذا أفعل وأنا في بداية حملي, لا أريد أن أكون مسلمة سلبية, ولكني لا أعرف بماذا أتخصص؟ أحب التدريس, والترجمة مثلا وأحب علم التربية والأطفال وتطور الأطفال ونفسيتهم.
أنا لم تسمح لي الظروف الاقتصادية أن أستمر للمرحلة الجامعية, لكني أتمنى جدا أن أدرس فيها، وأنا لدي فقط شهادة الثانوية العامة، وأنا كثيرة القراءة والمطالعة, وأشعر بالخجل عندما يسألني شخص ما هي دراستي وأقول أنها الثانوية العامة.
والآن وبعد أن تزوجت وعدني زوجي أنه سيعينني ويساعدني في التكاليف على أن أكمل دراستي, وعندما رأيت أن الأمر أصبح واقعا, وقعت في هذه الحيرة التي ترونها، مجال ديني أفيد بها المسلمين من غيري وأفيد آخرتي؟ أم المجال العلمي؟؟ وخاصة أني أرى أن على المسلمين أن يكونوا ذوي شهادات عالية، أيضا لأنهم لا يقلون بشيء عن غيرهم, لكن ماذا عن المسلمات؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حورية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فكم نحن سعداء بأخواتنا صاحبات الهمة العالية، وهكذا ينبغي أن تكون المسلمة في حرصها على الخير ورغبتها في نفع الآخرين، ولا عجب؛ فالمسلمة كالغيث حيثما وقع نفع، ولا خير في السلبية، وكلنا مسؤول عن نصر الإسلام ونشره، وخير الناس أنفعهم للناس، ولأن يهدي الله على يديك امرأة واحدة خير لك من حُمْر النعم.
ولا شك أن الدراسات الشرعية مفيدة جدًّا للمرأة المسلمة؛ لأنها تنتفع بها في نفسها وتتمكن من تربية أبنائها ونفع أخواتها، وتُقرب الإنسان من ربه عز وجل، ولا عجب فطلب العلم جهاد ومذاكرته تسبيح، ونشره بين الناس دعوة إلى الله.(108/18)
وأرجو أن تجعلي النية خالصة لله، ولا تجعلي النية طلب الشهادات؛ فإن الإنسان إذا أخلص نال الأجر مرتين: أجر الإخلاص، وأجر الوظيفة، وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
ولا داعي للخجل فالعبرة بالاجتهاد في الطلب، والفلاح في أن تظهر على الإنسان ثمرات العلم من الخشية لله والسكينة والوقار، وذلك لأن العلم بلا عمل كالشجرة بلا ثمر، وفي الناس من يحمل شهادات زور، بل من الناس من كان ضلاله على علم، وهذا أسوأ أنواع الانحراف، وأحسن من قال:
لو كان في العلم من دون التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس
ولا شك أن ديننا يهتم بالعلم، بل ويجعله عبادة لله وفريضة على كل مسلم، خاصة الجزء الذي يتعلق بتصحيح العقيدة والعبادة، والعلم هو أول مطلب: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)[محمد:19]، والدعوة إلى القراءة والكتابة هي أول ما نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
ولازال التدريس هو أنسب المهام التي يمكن أن تقوم بها المرأة المسلمة، والتربية عندنا قبل التعليم وتنشئة الجيل الصالح هي أشرف المهام، وعلى يد الصالحات تخرج العلماء والأبطال، ووراء كل عظيم امرأة، كما أن مهنة التعليم الوسط فيها نظيف، خاصة إذا تخصصت المرأة في تعليم البنات وابتعدت عن الاختلاط والشبهات.
والصواب أن تكملي دراستك الشرعية، ولا مانع بعد ذلك من التوسع في دراسة منهج التربية الإسلامية، وهذا هو أهم وأخطر المجالات، وإذا صنع غيرنا الصابون والملابس فمن واجبنا أن نتفرغ لصناعة الأجيال وتربية الأبطال، فإن أكبر عماد لكل تنمية وتطور هو هذا الإنسان الذي كرمه الله.
ونحن ننتظر من المسلمات الخير الكثير، وليت المرأة المسلمة قامت بدورها الذي يناسب فطرتها وأنوثتها بدلاً عن مزاحمتها للرجال في معترك الحياة، وقد خسرنا كثيرًا بترك المرأة لرسالتها.
ولا شك أن المجال العلمي تخصص فيه الكثير والكثير، لكننا نفتقر إلى مربيات ومدرسات على هدىً وبصيرة وفقهٍ وحسن سيرة وسريرة، وقد آن الأوان لاكتشاف خيانة الذين أرادوا المرأة سلعة رخيصة بدعوتهم لها إلى التحرر الذي انقلب إلى تحلل من الفضيلة والخير ووجدت المرأة نفسها عريانة وحولها شهوات الرجال تضطرب في حيوانية، وقد اكتشفت المرأة الغربية هذه الخديعة وبدأت في طريق العودة، ولكن لست أدري متى تنتبه المرأة المسلمة إلى دينها وشرفها؟ نرجو أن يكون ذلك قريبًا.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
نريد أن نعلم أولادنا اللغة العربية الفصحى فدلونا على برنامج
تاريخ الإستشارة : ... 2005-06-20 14:26:24
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... هيثم العشي(108/19)
السؤال
السلام عليكم.
ما هو أفضل برنامج لتعليم اللغة العربية الفصحى لأولادنا؟ ومن أين نستطيع الحصول عليه؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نحمد الله تعالى على هذا الاهتمام الطيب الذي وفقك الله إليه لتعليم أولادك اللغة العربية الفصحى، فإن هذه اللغة المباركة هي لغة القرآن العزيز، وهي أيضاً لغة النبي صلى الله عليه وسلم، وبمعرفتها يسهل ويتيسر معرفة معاني القرآن والسنة وسائر علوم الإسلام.
بل إن الاتصال الوثيق بهذه اللغة يُعطي الإنسان قدراً من الأدب والمروءة، كما قرر ذلك علماء الإسلام، فالحمد لله الذي وفقك لهذا الاهتمام الطيب الحسن.
وأما عن سؤالك عن نظام معين لتعليم الأولاد اللغة الفصحى، فإن أفضل شيء في هذا الباب بالنسبة لوضعكم كمقيمين في بلاد النصارى العجم، هو وضع أولادكم في المدارس العربية الإسلامية، فإنكم بهذا الإجراء تكونوا قد اختصرتم كثيراً من الوقت والجهد في تعليم أولادكم العلوم العربية والعلوم الإسلامية أيضاً.
ولا ريب أن الدراسة في المدارس العربية الإسلامية هي من خير الطرق التي تُعين على تعليم اللغة العربية؛ لأن المنهج الدراسي نفسه يلزم الطالب بدراسة اللغة من جهة المفردات، ومن جهة الإملاء والإنشاء والتعبير كما هو معلوم.
فعند القدرة على ذلك فهذا هو المطلوب، وإلا فإن التدريس في البيت عن طريق بعض المدرسين الخاصين هو أسلوبٌ يمكن اتباعه أيضاً، مع اختيار المادة العربية التي تعني بالمبادئ الإسلامية والآداب الشرعية، وهذين الطريقين هما أمثل الطرق عند الإمكان، وإما أن يتم تدريس الأولاد عن طريق بعض البرامج المسجلة عن طريق التلفاز أو الحاسوب، وهذا النوع غير مضمون الاستمرار فيه لكثرة ما يُصيب الإنسان من مشاغل وصوارف، والغالب على الناس عدم الالتزام به .
غير أنه عند تعذر الطرق التي أشرنا إليها، فإن محاولة تدريس الأولاد ولو عبر هذه البرامج هو خيرٌ من عدمه.
ولا بد أيضاً من الانتباه إلى نوع المادة المعروضة التي سوف تدرس، فإنها وإن كانت مادةً للغة العربية، إلا أنه لا بد أيضاًَ أن تكون مراعية للضوابط الإسلامية.
وأيضاًَ، فإننا نُشير عليك بالاستعانة ببعض المراكز الإسلامية التي تقيم دورات لتعليم اللغة الفصحى داخل البلد التي تقيمون فيها، فإن هذا قد يسهل عليكم الطريق إلى أفضل المناهج المتاحة لديكم.
وفقكم الله لكل خير.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ(108/20)
: ... أريد إنشاء مكتبة إسلامية في المنزل فأرشدوني إلى أسماء كتب
تاريخ الإستشارة : ... 2005-06-08 11:57:09
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... الامين دلدوم
السؤال
السلام عليكم.
أود تكوين مكتبة إسلامية في المنزل، أرجو مساعدتي في هذا الأمر مع إرسال أسماء مكتبات أو دور نشر يمكن التعامل معها.
وشكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الامين دلدوم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا نهنئك بداية على هذا المشروع الطيب الذي تنوين القيام به فإن وجود الكتب الإسلامية النافعة في المنزل وفي متناول اليد يعين كثيراً على الاستفادة من الأوقات التي ربما ضاعت بلا فائدة تذكر.
وأيضاً فإن لك أجراً ومثوبة في تحصيل هذه الكتب الإسلامية، بل إن المال الذي سوف تنفقينه في شرائها هو من المال الذي ينفق في طاعة الله ومرضاته، فنسأل الله أن يكتب أجرك ويثيبك خيراً، وأما عن كيفية تكون مكتبة إسلامية منزلية خاصة بك فيكون على نحو هذا الترتيب:
أولاً ـ في علوم القرآن:
تفسير ابن كثير، رحمه الله تعالى.
تفسير عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
كلمات القرآن: تأليف محمد حسنين مخلوف.
مناهل العرفان في علوم القرآن أو الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
كتاب التجويد الميسر (في تجويد القرآن)
الضوء المنير على التفسير (من كلام ابن القيم رحمه الله).
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن محمد الأمين الشنقيطي.
ثانياً ـ في الحديث:
الترهيب والترغيب للإمام المنذري.
سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام.
الأحكام شرح عمدة الأحكام أو إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري.
شرح صحيح مسلم للإمام النووي.
دليل الفالحين شرح رياض الصالحين أو شرح رياض الصالحين لمجموعة من المؤلفين المعاصرين أو شرح رياض الصالحين لابن عثيمين وهو شرح ميسر وسهل .(108/21)
نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني.
ثالثاً ـ في السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام:
1- سيرة ابن هشام.
2- الرحيق المختوم.
3- سيرة الرسول للإمام ابن كثير.
رابعاً ـ في فقه السيرة:
زاد المعاد في هدي خير العباد.
خامساً - في الفقه والأحكام الشرعية:
1- الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني (فقه مالكي)
الشرح الكبير على مختصر خليل ( الدردير) (فقه مالكي).
2- المغنى للإمام ابن قدامة (فقه حنبلي).
3- منار السبيل شرح دليل الطالب ( فقه حنبلي).
4- متن أبي شجاع ( فقه شافعي).
5- الغاية والتقريب ( فقه شافعي).
6- (الهداية) (فقه حنفي).
7- (فقه السنة) سيد سابق.
في اللغة والأدب:-
1- القاموس للفيروز أبادي.
2- لسان العرب لابن منظور.
3- مجمع الأمثال للميزاني.
في النحو والصرف:-
شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك.
شرح ابن هشام ( أوضح المسالك).
التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية.
قطر الندى وبل الصدى لابن هشام.
في العقيدة:-
1- فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد.
2- شرح العقيدة الواسطية للهراس.
3- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
4- شرح الواسطية للشيخ ابن عثيمين ، وشرح كتاب التوحيد له .
في التاريخ :-
1- البداية والنهاية لابن كثير.
2- سير أعلام النبلاء.
3- تاريخ الخلفاء للسيوطي أو سلسلة الخلفاء لمحمود شاكر.
في أصول الفقه:
شرح المحلي على الورقات للجويني.
الوجيز لعبد الكريم زيدان.(108/22)
نثر الورود على مراقي السعود لمحمد الأمين الشنقيطي.
روضة الناظر لابن قدامة.
إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم.
الأصول من علم الأصول
في سائر العلوم:-
مجموع الفتاوى لابن تيمية.
الآداب الشرعية لابن مفلح.
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، (الكتيبات التي تتعلق بالآداب الإسلامية خاصة ما يتعلق بالنساء ).
وختاماً: فإننا نشير عليك أيضاً بعمل مكتبة صوتية تضم الأشرطة المفيدة النافعة، فإنها لا تقل أهمية عن المكتبة الأخرى.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
تواجهنا صعوبات في التعليم فهل نتحمل تدني المستوى التعليمي أمام الله
تاريخ الإستشارة : ... 2005-06-01 11:12:32
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... aziz
السؤال
السلام عليكم.
يمنع الميثاق التربوي بالمغرب أن يعاقب التلميذ بأي شكل؛ مما يصعب العملية التعليمية خصوصا مع تلاميذ مشاغبين مهملين لواجباتهم، ناهيك عن المقررات البعيدة كل البعد عن المستوى الفكري للتلميذ خاصة القروي منهم، مع مشاكل التنقل والسكن والماء، فما نصيحتكم?? وهل نتحمل المسؤولية أمام الله في تدني المستوى التعليمي?
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يكلف الله نفساًَ إلا وسعها، وكلنا يلقى الله فرداً ويحاسب فرداً قال تعالى :{وكلكم آتيه يوم القيامة فرداً}، ولكن إذا تولى الإنسان مسئولية غيره فإنه يسأل ومن هنا كلنا راع ومسئول عن رعيته والراعي يفكه عدله وإحسانه، ويهلكه ظلمه وتقصيره، والله تبارك وتعالى يسامح على القصور لكنه لا يسامح على التقصير، وعلى المسلم أن يؤدي دوره، ولا يجعل تقصير الآخرين(108/23)
وإساءتهم سبباً في الإساءة، والمسلم دائماً إيجابي لا يكتفي بلعن الظلام لكنه يجتهد في إضاءة الشمعات حتى يبدد الظلمات.
ولا شك أن المربي الناجح لا يحتاج للعصا إلا نادراً، وما ضرب رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيده امرأة ولا طفلاً ولا خادماً إلا أن يقاتل في سبيل الله فيضرب الكفار، ولا يعني هذا أنه ما كان يصوب الأخطاء ولكنه ـ عليه صلاة الله وسلامه ـ كان يعبر عن عدم الرضا بلون وجهه وبنبرة صوته، وبحركة يده وجسده، وكان يشجع المحسن ويتلطف مع المسيء، وينمي الجوانب الإيجابية، ويشجع التخلص من السلبيات، فكان يقول: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، وكان يفتح أبواب الأمل للمسيء، ويحفظ له حرمته ومشاعره، فكان يقول: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، ويقول (لينته أقوام...)، وكان يوزع الألقاب والاهتمامات بين أصحابه وأتباعه وهذا له أثر عظيم؛ لأن الطالب قد يندفع للشغب والإزعاج ليلفت الأنظار أو الشعور بعدم العدل أو إحساسه بقلة العواطف تجاهه.
والمربي الناجح قريب من طلابه يخلص في نصحه لهم ويحرص على أن تكون النصيحة في السر، ويتخذ الجوانب الإيجابية في الطالب مدخلاً إلى نفسه، ويذكر الطلاب بحلاوة النجاح، ويخوفهم من عاقبة الإهمال، فإن القرآن يدفع الناس للمعالي والخيرات عن طريق التذكير بالجنة والنار، وإذا نجح المعلم في الدخول إلى قلوب طلابه، فسوف يحرصون على طاعته ويتألمون لغضبه وهذا الشعور يغني عن كثير من القسوة.
ولا شك أن المقررات الدراسية لها أثر عظيم، ولكن المدرس الناجح يؤثر بسلوكه وأخلاقه وجديته على طلابه، حتى لو كان مدرساً للرياضة البدنية فإنه يستطيع أن يربي على الألفاظ الطيبة والمشاعر النبيلة، ويربي على الحياء والفضيلة، فالمنهج بمدرسه والسيف بحامله، وما الذي يمنع المدرس وهو خارج من الفصل أن يودع طلابه بكلمات ونصائح نافعة تظل عالقة بالأذهان حتى اليوم الثاني؟ وما الذي يمنعه من السؤال عن أبنائه الطلاب إذا تغيبوا والثناء عليهم أمام أهلهم وتشجيعهم على سلوك طريق الصلاح والنجاح، ولا شك أن علاقة المدرس بأسرة التلاميذ تعين على انضباط الطلاب ونجاحهم، وتزرع الثقة في نفوس الآباء، وإذا فاز المعلم بثقة الآباء واحترامهم فإنه سوف يفوز باحترام الأبناء وطاعتهم.
ولست أدري ما هو المقصود ببعد المناهج عن المستوى الفكري للقرويين من الطلاب، ولكننا نعتقد أن العالم أصبح قرية واحدة، فلابد من تربية واعية تركز على غرس الإيمان في النفوس، فإن الإيمان للإنسان مثل المناعة للأجسام، فإذا فقد الجسم مناعته كان عرضة للأمراض، وإذا فقد الإنسان إيمانه كان عرضة للفسوق والعصيان، ونحن لم نختر المناهج لكننا نستطيع أن نختار الأسلوب الذي نقدمها به.
ومن واجبنا أن نحافظ على جوانب الخير في طلاب القرى ونمنحهم إيجابيات الحضارة وننبه على خطورة سلبياتها وفتنها ومزالقها.
وقد انتفعنا ولله الحمد بأساتذة كرام لم يكونوا مدرسين للعلوم الشرعية ولا للغة العربية ولكنهم كانوا يحرصون على بث روح الفضيلة في نفوسنا، وكنا نجدهم معنا(108/24)
في المساجد ونستمع إلى نصحهم وتوجيههم، وكانوا يحرصون على الاستفادة من كل دقيقة أو موقف في التوجيه، فرحمة الله على الأخيار أحياء وأمواتاً.
ولا شك أن الاستقرار وسهولة أمور الحياة مما يعين على الفهم والنجاح ولكن الفلاح في أن يطوع الإنسان ظروف الحياة لتكون في خدمة المبادئ الكبرى والقيم الفاضلة، ولم يقعد سلفنا عن الطلب لأجل الفقر أو لشدة الحياة ولم يتوقفوا عن الرحلة في سبيل العلم فقد صبروا على الجوع والعطش من أجل نيله وتحصيله، والعلم لا ينال براحة الجسد، وأحسن من قال:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء
ورحمة الله على الإمام الشافعي الذي قال:
أبيت سهران الدجى وتبيته *** نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي
وقد وجد في سلف الأمة من باع سقف بيته لأجل العلم، ووجد فيهم من باع أهله كل ما يملكون من أجل أن يتعلم ابنهم، ووجد فيهم من سقط من الجوع والعطش في سبيل طلب العلم، بل وجد من ظل عشر سنين يشتهي نوعاً من الطعام ولم يستطع أن يأكله مع وجود المال عنده؛ لأن موعد بيع ذلك الطعام كان يوافق مجالس العلم.
فعلينا أن نسدد ونقارب ونجتهد في الإصلاح إعذاراً إلى الله وقياماً بواجب النصيحة، واعلم أنه سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يكلف نفساً إلا ما آتاها.
ونسأل الله أن يبارك فيك ويكثر في أمتنا من أمثالك، وأن ينفع بك بلاده والعباد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... مشكلتي هي شعوري بالكسل والخوف أمام الدراسة
تاريخ الإستشارة : ... 2005-05-11 13:13:38
الموضوع : ... استشارات نفسية
السائل : ... عبدالله
السؤال
بسم الله وكفى، وسلاما على عباده الذين اصطفى، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخواني في الموقع، أحييكم بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فيعلم الله كم ترددت بالكتابة لكم ويعلم الله كم أشعر بالألم والحزن وأنا أكتب لكم ليس بسببكم لا والله! - حتى أني أحبكم في الله - لكن لأني تعودت أن أحل مشاكلي بنفسي كيف ذلك وأنا أحل مشاكل الآخرين ولا أستطيع أن أحل مشاكلي!
اعذروني على هذه المقدمة وأرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي وتحاولون حلها، مشكلتي بدأت من 4 سنوات عندما دخلت الجامعة حيث أنني ـ ولله الحمد ـ كنت من الأوائل منذ الصغر، وقد حصلت على منحة في الثانوية لتكميل دراستي الجامعية، ومشكلتي يا أخواني أني لا أدرس ولا أستطيع الدراسة! يشهد الله كم حاولت أن أتغلب عليها لكن ما استطعت، جربت كل شيء من الرقية الشرعية والالتزام إلى استشارت الأصدقاء لكن بلا فائدة!(108/25)
لقد دخلت الهندسة عن حب وقناعة ولأفيد نفسي وأهلي وبلدي ولرفع اسم الإسلام عاليا خاصة أن مجالي متطور جدا لكن لا أعلم! أبدأ كل سنة بنفسية جديدة وهدف التفوق لكن تمضي الأيام ولا أدرس حتى موعد الامتحانات وحتى أني لا أفتح المادة ليلة الامتحان، وأحيانا أدخل الامتحان وأنا لا أعلم شيئا عن المادة!
والآن وبعد مرور 4 سنوات مازلت على حالي أشاهد زملائي يسبقوني بأشواط وأنا مكاني، والله يعلم أني أملك من المعلومات والكفاءة ما أستطيع به أن أبدع في مجالي، طبعا مع توفيق الله سبحانه، لكن لا أعلم، أهرب كثيرا إلى النوم فأنام نوما طويلا حتى أهرب من واقعي، أحاول أن أستعيذ من الشيطان وأمسك الكتاب لكن نصف ساعة وأكون في حالة مزرية، أترك الكتاب وأذهب لأعمل أي شيء، آكل وأنا لست بجوعان وأنام وأنا لست بنعسان وأجلس بالساعات على الكمبيوتر ألعب الشدة وأستمع للأناشيد فقط لإضاعة الوقت! وعندما يأتي وقت الامتحان أذهب بلا دراسة ولا شيء وأرسب وأتفاخر لنفسي بذلك! مع أني كنت أيام المدرسة أبكي على العلامة والعلامتين والآن أضحك وأنسى كل شيء حتى أنني أصبحت عديم الإحساس بأهلي الذين يبذلون الغالي والنفيس لكي يعينوني على الدراسة، لكني للأسف أتناسى ذلك وأبقى لا مبالي!
أدعو الله بحرقة أن يذهب هذه الحالة عني لكن بلا فائدة وتستمر المأساة عاما بعد عام، والآن أنا مهدد بالفصل من الجامعة وما زلت على حالي أبكي قليلا على حالي وأهرب إلى النوم ثم أستيقظ بهمة عالية لكن سرعان ما تختفي!
ماذا أعمل!!؟ أحمد الله أن علاقتي مع الجميع طيبة جدا وفي الحياة العملية ناجح جدا المقصود أن مشكلتي الوحيدة هي الدراسة وكل شيء تمام إلا الدراسة، وأعلم علم اليقين أن دراستي لو صلحت لصلح كل شيء حتى ديني الذي يمر ببعض حالات الضعف الشديد أحيانا، وبمرحلة القوة أحيانا أخرى، أنا على يقين إن صلحت دراستي لصلح هو الآخر.
والمصيبة أني أملك جميع المحفزات من مقالات وكتب عن النجاح وأستمع لسير العظماء لكن بلا فائدة! مشكلتي هو شعوري بالكسل والضعف والخوف أمام الدراسة وخاصة أن الجامعة وتخصصي صعب ويريد الكثير من الوقت والجهد لذلك، ونتيجة لهذا السوء الدراسي أمر بحالة نفسية سيئة جدا لدرجة اليأس من كل شيء حتى بالعبادة أقصر فيها نتيجة لنفسيتي السيئة!
سامحوني جدا جدا على الإطالة لكن أرجوكم أنا بحاجة للمساعدة فأرجو منكم مساعدتي وحل مشكلتي وجزاكم الله خيرا، وأرجو المعذرة إن كنت سببت لكم الانزعاج من مشكلتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مما لا شك فيه أن مشكلتك الأساسية هي أنك ربما كنت تجسّم وتضخم مقدراتك دون واقعية (أي بمبالغة) أقول لك هذا بكل صدق، وأعتذر في ذات الوقت، ثم تحوّل هذا(108/26)
التضخيم والتجسيم إلى تحقيرٍ وإقلالٍ في تقييم الذات، وهذا هو الذي جعلك تدخل في هذه الدوامة السلبية من التفكير، والشعور بالإحباط، وعدم الإنجاز في المجال الدراسي .
أنت محتاجٌ لأن تفكر بواقعية وعزيمة وإصرار فيما يخص الدراسة، فهي هدف واضح وهدف سامي، وقد يتطلب منك الأمر تطوير آلياتك التي يتطلبها حسن التحصيل، وهي تقسيم الوقت وإدارته بصورةٍ صحيحة، وأخذ قسط كافٍ من النوم، وتحديد ساعات وأوقات واضحة للدراسة، وممارسة الرياضة، فمثلاً بالنسبة لتخصيص وقت الدراسة يجب أن يكون يومياً، وأن لا ترفع من معدل المذاكرة بصورةٍ مبالغ فيها، تخفض هذا المعدل بصورةٍ مبالغ فيها أيضاً، أي أن الأمر مثل العبادة، فالقليل الذي تداوم عليه خيرٌ من الكثير المتقطع .
سأصف لك دواءً طيباً ومفيداً ومحسناً للدافعية، وسيزيل هذا الإحباط الذي تعاني منه إن شاء الله، ويعرف هذا الدواء باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولةٍ واحدة في اليوم، لمدة ستة أشهر.
أخيراً: أرى أنك بخير، فقط عليك الإصرار من أجل النجاح، والسعي من أجل ذلك، وصياغة تفكيرك بصورةٍ إيجابية، ونوصيك أيضاً بالحرص على عبادتك، فهي زاد المؤمن من أجل النجاح والسداد.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
: ... ما هي الطرق الصحيحة للمذاكرة
تاريخ الإستشارة : ... 2005-05-11 13:54:57
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... ايه احمد
السؤال
ما هي طرق المذاكرة الجيدة؟ وماذا أفعل لكي تتحقق؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الإنسان الذي يريد أن ينجح يعرف التحدي ولايعرف المستحيل، يعرف النجاح ولايعرف الفشل، يعرف كيف يتحمل المسؤولية وكيف يبذل الجهد وكيف يصل إلى النتائج التي يريد أن يحققها، والإنسان الناجح هو الذي يبذل ما في وسعه ويبذل أقصى ما يستطيع من جهد وجد واجتهاد وتضحية ووقت ويصبر حتى يصل إلى بغيته لأنه يعرف طعم النجاح ولا يرضى له بديلا.
وأنا أريد أطمئنك ـ أختي آية ـ أنك قادرة بإذن الله تعالى على تحقيق النجاح وإستيعاب دراستك ومذاكرتها بطريقة جيدة، ولكن هذا يحتاج منك إلى صبر وجد ومثابرة وعدم اليأس والقنوط، وحاولي أن تبعدي عنك الأفكار السلبية التي تجعلك تتقاعسين أو(108/27)
تفشلين في المذاكرة، ابحثي دائما عن البديل ولا تركني لحل واحد فقط ابحثي على حلول كثيرة حتى تصلي إلى هدفك.
فاعلمي أن نيل الشيء لا يأتي بالتمني، وإنما يكون بالجد والمثابرة والتعب حتى ترتقي سلم المجد، وتنالي النجاح بإذن الله تعالى!
ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
بالنسبة لطريقة المذاكرة الصحيحة تحتاج منك إلى خطوات، وهي:
1 - ذكر الله عز وجل، فلا يشك اثنان في أن العلاقة الدائمة بين الإنسان وخالقه لها أكبر الأثر في حياة الإنسان اليومية، وهذا مصداق لقوله تعالى: "واذكر ربك إذا نسيت".
2 - حاولي أن تتجنبي المعاصي والمنكرات؛ فتجنبها من الأسباب المهمة في تقوية الذاكرة! وهذا مالمسناه في أسلافنا من العلماء وهذا ماذكره الإمام الشافعي رضي الله عنه عندما شكى إلى أستاذه وكيع أنه لايحفظ وكان الإمام مشهور بالحفظ، فرد عليه أستاذه أنك ربما إرتكبت معصية أو خطأ أو نظرت إلى محرم، فتذكر الإمام رحمه الله تعالى أنه نظر إلى ساق مرأة دون قصد فهذا الذي حال بينه وبين الحفظ فقال :
شكوت إلى وكيع سوء حفظ **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور **** ونور الله لايهدى لعاصي
3 - الفهم يساعد على الحفظ والتخزين، فإن أنت لم تفهمي الشيء الذي تدرسينه، فلا يمكن لك أن تحفظيه.
4 - يجب أن يكون لديك حب الاستطلاع والتمعن في الشيء الذي تدرسينه، والتركيز الفكري وخلق الاهتمام، هذه الأمور كلها تساعد على التذكر والحفظ.
5 - وضع برنامج أو خطة للمذاكرة، ومن الأفضل أن تكون في النهار؛ لأن الليل جعل سكنا، وأفضل الأوقات يكون العقل فيها مرتاحا بعد الفجر، فعودي نفسك النوم باكرا لتستيقظي باكرا!
6 - تناولي الغذاء الصحي الذي تتوفر فيه أحماض أوميغا؛ فإن لها دورا أساسيا في تقوية الذاكرة، وتتوفر فيه الأحماض، وخاصة في أسماك السلمون، والجوز، والبيض.
7 - ما ينطبق على الغذاء ينطبق على المحافظة على صحة الجسم وراحته وخاصة النوم، فالجسم يحتاج إلى فترة لا تقل عن 8 ساعات من النوم والراحة.
وأنصحك مرة أخرى أن تحذري اليأس والقنوط والفشل ولا تتركي له مجالا في عقلك دائما اجعلي نصب عينيك النجاح والتفوق وارتقاء سلم المجد وستصلين إلى ذلك بإذن الله تعالى.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
الإستشارة : ... لا أستطيع التواصل مع أساتذتي في الجامعة فأعينوني في دراستي
تاريخ الإستشارة : ... 2005-05-15 13:28:33
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب(108/28)
السائل : ... المجاهدة في سبيل الله
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد,,,
أنا فتاة أبلغ من العمر 19, أدرس الشريعة الإسلامية عن طريق الإنترنت في الجامعة الأمريكية العالمية، بدأت في هذه الجامعة قبل ستة أشهر تقريبا وأعاني من بعض الصعوبات التي تجعلني خائفة من تقديم الامتحانات أو عدم وجود الثقة الكافية للاتصال بالأستاذ وتقديم الامتحان بالرغم من دراستي للمادة بشكل جيد.
لا يوجد لدي أخوات حتى نتشارك بالدراسة أو لمراجعة المادة مع بعضنا البعض, والمنطقة التي أعيش فيها من الصعب إيجاد أخوات من سني أو أكبر غير متزوجات حتى نتدارس المواد مع بعضنا البعض, وحتى يصبح الأمر أكثر سهولة، ليس لدي سوى الاستسلام ومواجهة الوضع الذي أنا فيه, وإيجاد الحل المناسب أو البديل عن ذلك والرضا به حتى أكون متفوقة بدراستي على الشكل الصحيح والمطلوب.
لقد عملت على تحميل وسماع أشرطة تشرح المادة التي أدرسها في الجامعة حتى أشعر بجو الدراسة قليلا, وحتى أفهم المادة على الشكل الصحيح بما أن الجامعة التي أدرس فيها لا ترسل لي إلا الكتب, ولا يوجد محاضرات تشرح المادة، وهناك ساعات مكتبية يجوز للطالب أن يتصل إذا أشكل عليه أمر ما, لكنني في الحقيقة ليست لدي الجرأة الكافية للاتصال بالأستاذ فأعمل على إرسال أسئلتي عن طريق البريد الإلكتروني ويتم الإجابة عليها باختصار.
إنني الآن أريد أن أبدأ فصلا دراسيا جديدا, وسيبدأ في بداية شهر خمسة إن شاء الله رب العالمين، وحيث أنني فشلت ولم أعمل على تقديم أي امتحان في الفصول السابقة فإنني أطمع في نصيحتكم لي, وإعلامي بطرق أخرى والتي من الممكن أن تكون عونا لي للاستمرار بهذه الجامعة والحصول على التفوق والنجاح المطلوب.
إنني سأدرس في هذا الفصل مادة العقيدة رقم (1), و هي مادة تضمن العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي رحمه الله، وأرجو من حضرتكم نصحي وإعلامي بكيفية دراسة هذه المادة وحفظها على الشكل الصحيح.
اسأل الله رب السماوات السبع والأرض ورب العرش العظيم أن يبارك فيكم وأن يتقبل جميع أعمالكم وأن يجعلها خالصة لوجه، اللهم آمين، وجزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المجاهدة في سبيل الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا! فنشكر الله لك هذه الرغبة في الخير، وزادك الله حرصاً واجتهاداً، وكثر في أمتنا من الحريصات على دراسة علوم الشريعة.(108/29)
ولا داعي للخوف فالأمر أسهل مما تتصورين، وإذا كنت قد درست المادة بصورة جيدة، فأرجو أن تتركي التردد وتوكلي على الله وتوجهي إليه بالدعاء فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
ولا أظن أنك تخسرين شيئاً إذا تقدمت للاختبارات ويكفيك شرفاً وخيراً اختيارك لهذه العلوم الشريفة، وقد أعجبني حرصك على الاستفادة من وقت الفراغ وطاقة الشباب، وإذا لم يتضح لك الأمر بالمراسلة فلا مانع في الاتصال بالمشايخ والأساتذة الكرام وسوف تسمعين منهم الإفادات الجيدة والنصائح المفيدة.
وإذا كان بالإمكان تدارك ما فات والدخول في اختبار المواد التي تمت دراستها فهذا طيب وفيه كسر لحاجز الخوف والتردد، ولاشك أن هذه المشاعر سوف تختفي تماماً بحول الله وقوته مع أول محاولة عملية لدخول الاختبار.
ولابد أن تعلمي أن الإجابات التي وصلت إليك رغم أنها مختصرة إلا أنها تعتبر إجابات نموذجية فإذا تمكنت في دراستها وفهمها وحفظ ما يحتاج إلى الحفظ فسوف تحرزين أفضل النتائج بتوفيق الله.
وإذا تقدم الإنسان لاختبار فإنه لا يخسر شيئا، والواجب على المسلم هو فعل الأسباب ثم عليه بعد ذلك وقبل ذلك أن يتوكل على الكريم الوهاب.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... إذا كان معاقبة التلاميذ بالضرب ممنوعا فكيف نعاقبهم
تاريخ الإستشارة : ... 2005-05-05 11:36:11
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... aziz
السؤال
السلام عليكم.
في الميثاق الجديد للتعليم بالمغرب يمنع ضرب التلاميذ، إذن كيف يمكن ردعهم عن السلوكات اللاأخلاقية ومعاقبتهم في حالة عدم إنجاز الواجبات؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن قضية التربية من القضايا المعقدة وخاصة تربية الإنسان، هذا الكائن العجيب الذي خلقه ربنا عز وجل ليكون عبداً لله وسيداً للكون يعمره بالخير والطاعات أو يملؤه بالشرور والموبقات.
وقد خلق الله تبارك وتعالى الناس مختلفين في ألوانهم وأحجامهم وأمزجتهم وعقولهم، ووهب لكل مخلوق شيئاً من المواهب والمزايا وقسم بينهم الأرزاق وكتب لهم(108/30)
الآجال، ومن هنا كان لابد للمربين من مراعاة هذا التباين عند وضع المناهج التربوية، ومسألة الثواب والعقاب من القضايا الأساسية في التربية، ولذلك اهتم بها القرآن الذي يجعل الجنة ثواباً للطائعين، والنار وبالاً وعقاباً للعاصين.
وبالثواب والعقاب يندفع الناس ويعملون، فإن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، وإذا تذكر المؤمن لذة الثواب اندفع في الطاعات أو تذكر لذعة العذاب هرب من الموبقات، وحتى في أمور الدنيا فإن الثواب والعقاب لهما الأثر الكبير، فهذا المتسابق الذي يسقط من الإعياء والتعب يمكن أن ينهض من جديد ليواصل السباق إذا ضاعفنا له الثواب أو أرسلنا خلفه أسدا يطارده، والإنسان يتقلب بين الرغبة والرهبة، وبين الخوف والرجاء، وهما للمؤمن كالجناحين للطائر لا يستغني عن أحدهما، لكن العاقل يغلب جانب الخوف في أيام العافية فإذا جاءت اللحظات الأخيرة أحسن الظن بالله وملأ قلبه بالرجاء والأمل.
ولابد أن نذكر أنفسنا وإخواننا بأن مناهج التربية بضاعة لا يجوز استيرادها ولا ينبغي أن نجلب مربين من الخارج لأن أرضنا لا تصلح لزرع الكافرين، وفاقد الشيء لا يعطيه، ولأن مناهج التربية نابعة من عقيدتنا وكلام ربنا وهدى نبينا، كما وأن مفهوم المواطن الصالح مختلف عندنا فلا يكون صالحاً في نفسه مصلحاً في مجتمعه من يشرب الخمور، ويمارس الفجور، والصلاح عندنا يبدأ بتوحيدنا لله واتباعنا لنبيه صلى الله عليه وسلم.
والطفل لا يعرف ما يصلحه، ويحتاج إلى توجيه وتعليم وتأديب ورعاية، والطبيب الناجح يعرف أسباب المرض قبل أن يبدأ رحلة العلاج ثم يتدرج في علاجه لمرضاه ويعطي كل مريض الدواء الذي يناسبه حتى لو كان المرض واحداً، والمربي الناجح لا يعجل بالعقوبة إلا بعد أن يستنفد الوسائل المتاحة للإصلاح ويجتهد في معرفة الآثار السالبة للعقوبة، وعليه فالصواب أن تتدرج في العقوبة على النحو التالي:-
1- التغافل عن الخطأ حتى لا يترسخ في عقل الأطفال.
2- اتخاذ أسلوب التعليم والتوصية غير المباشر.
3- بيان خطورة المخالفة.
4- إزالة العوامل والأسباب التي تدفع إلى الوقوع في الخطأ.
5- إظهار عدم الرضا للأخطاء.
6- التوجيه المباشر للمخطئ مع الحرص على إظهار عدم الرضا من خلال نبرات الصوت، وتغيرات الوجه، وقد كان الصحابة يعرفون عدم الرضا من وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال حركة الدم في وجنتيه عليه صلاة الله وسلامه.
7- تغيير هيئة المربي ((وكان متكئاً فجلس وقال: ألا وقول الزور)) مع الانفعال.
8- التهديد بالعقوبة.
9- اتخاذ العصا ووضعها في مكان بارز.
10- التحذير من الخطأ مع الإشارة إلى العصا.
11- استخدام العصا ـ لمن هم أكبر من عشر سنين ـ مع ضرورة أن تكون العقوبة مناسبة للجرم الذي فعله المخطئ، وقد سئل الإمام أحمد رضي الله عنه: أيعاقب(108/31)
الصبيان؟ قال: "نعم، على قدر ذنوبهم إذا بلغوا عشراً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم واضربوهم عليها لعشر".
والضرب علاج ضروري ولكن الحالات خاصة وفي إطار ضيق ووفق ضوابط معينة، وهذا بيان لبعضها: -
أ - أن يكون آخر الوسائل المستخدمة.
ب - دراسة الآثار المترتبة عليه.
ج- ألا يصاحبه توبيخ.
د- ألا يكون أمام الزملاء أو الجيران.
هـ - أن يتجنب المربي الأماكن الحساسة كالوجه، ويفرق الضربات.
و- أن تكون الوسيلة المستخدمة مقبولة، ولا يجوز أن يخدش جلداً أو يكسر عظماً.
ز- ألا يتخذ الضرب عادة مستمرة.
ح – أن يترك الطالب إذا بكى أو هرب ولا يطارده لأن القصد التأديب وليس الانتقام.
وعليه فإن الضرب وسيلة ضرورية في العملية التربوية، ولكن هذه الوسيلة لا تصلح إلا مع فئة جداً ممن اعتادوا الضرب أو عندهم عناد وكبر وتمرد وهذا ما توصل إليه الدارسون المنصفون، أما الذين يمنعون الضرب مطلقاً فقد وقعوا في الخطأ ونشأت عندهم أجيال مدللة لا تعرف خطأ ولا ترعوي لتوجيه، وقد أفرط أقوام في مسألة الضرب حتى تركت آثارا سالبة على الأبناء والطلاب وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، ولابد أن نعرف أن في الطلاب من ينفعه التوجيه ومنهم من يحتاج إلى التعنيف والتهديد ومنهم من يحتاج إلى رؤية العصا ومنهم من لا يستقيم إلا إذا تذوق لسعة العصا.
ومن الخطأ استخدام الضرب مع من يصلح معه الكلام والوعظ والتعنيف والتهديد، وكما قال الحكيم:-
وموضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر * كموضع السيف في موضع الندى
ولا بد من استخدام الوسيلة المناسبة في العقوبة مع الشخص المعين بعد دراسة الحالة والتأكد من صلاحية الأسلوب مع مراعاة الفروق الفردية بين البشر.
ويخطئ من يخبر الطلاب أن المدرس لا يستطيع أن يعاقبهم، لأن الضرب ممنوع، وقد تسببت هذه القوانين في إيجاد طلاب لا يمكن السيطرة عليهم، وإذا وجد الطفل بعقله القاصر من يحميه ويدافع عنه في حالة الخطأ والصواب فماذا تنتظر منه؟
وخلاصة الأمر أن الضرب علاج لفئة قليلة وله ضوابط وشروط، وقد لا يحتاج المربي إلى هذه الوسيلة إلا نادراً، ولاشك أن ردع الطلاب عن الأخطاء له أساليب أخرى مثل العقوبات السلبية، ومنها:
1- حرمان الطالب من بعض الامتيازات.
2- منع الطالب من حضور الدرس.
كما أن مكافأة المحسن تجعل كثيرا من الطلاب يرغب في الإحسان.
والمربي الناجح يدرس حالة كل طالب ويتعامل معه بناءاً على ذلك، وأرجو أن يتجنب الألفاظ الجارحة، والظلم في التعامل، وعلينا أن نتخذ الأسلوب الإيجابي في(108/32)
التنبيه للأخطاء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل".
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... كيف أوفق بين دراستي والعمل للزواج
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... الياس
السؤال
أريد طلب العلم لكنني لا أعرف: هل لازم أن أكمل الثانوية لأن فيها شهادة؟ أو أكمل لأتحصل على علم نافع وحسب، خاصة أنني أريد أن أعمل لكي أتزوج إن شاء الله؟ فما العمل؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن سعيك في طلب العلم النافع، لهو من توفيق الله لك، وهدايته إياك، فقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه أنه قال: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين) فهذا الحديث صريحٌ معناه، في أن من سعى في طلب العلم الشرعي النافع، أنه ممن قد وفقه الله تعالى وأراد به الخير والرشاد، فلذلك نقول بدايةً: لا بد أن تحرص على طلب العلم الشرعي النافع، خاصةً وأنك راغبٌ في ذلك ومحبٌ له، غير أننا وفي الوقت نفسه لا ننصحك بأن تترك دراستك، بل الذي نُشير به عليك أن تكمل دراستك الثانوية، وفي الوقت نفسه تطلب العلم الشرعي.
ثم إن حصولك على الشهادة الثانوية قد يُعينك على أن تلتحق ببعض الجامعات الإسلامية، بحيث تحصل قدراً من العلوم الشرعية، مع حصولك أيضاً على شهادة جامعية، ربما تكون سبباً في تحصيل شيء من الرزق والمعيشة، كما هو معلوم.
والمقصود أنك تستطيع بدايةً أن تجمع بين الأمرين، أمر الدارسة الثانوية، وأمر طلب العلم الشرعي، وبعد ذلك أنت بالخيار، إما أن تلتحق بإحدى الجامعات الإسلامية، أو تجد لك عملاً كما أشرت في سؤالك، لكي تستطيع الزواج، وتحصّن نفسك به .
والأمر مربوطٌ بمدى إمكانية مواصلة الدراسة كما هو معلوم، فإن ظروف الناس المادية والأسرية تختلف اختلافاً كبيراً، فينبغي أن تراعي ظروفك الواقعة.
غير أننا نؤكد عليك بذل الوسع في إعفاف نفسك بالزواج مع محاولة إكمال دراستك، بحيث تجمع بين مصلحة حفظ نفسك بالزواج، ومصلحة تحصيل شهادة علمية، أضف إلى ذلك محاولة الدراسة على الشيوخ المتخصصين، فإن تحصيل العلم الشرعي لا يكفي فيه مجرد الدراسة الجامعية، كما هو معلوم ومجرب، بل حاول أن تحصل العلم النافع مع دراستك الثانوية أو الجامعية على أيدي الشيوخ المتخصصين.(108/33)
والخلاصة أنك بإمكانك -إن شاء الله- الجمع بين كل هذه الأمور إذا بذلت جهدك في ذلك واستعنت بالله، ونوصيك بدوام اللجوء إلى الله، وطلب المعونة منه، فأنت طالب علم، ومن أحق الناس بإعانة الله وتسديده .
وفقك الله لما يحب ويرضى.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
: ... كيف أصبح محاضرة جيدة
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... ه-ح
السؤال
إني محاضرة في الجامعة, وبالرغم من تحضيري الجيد للمادة التي أقوم بتدريسها إلا أني لا أشعر أني أستطيع إيصال المعلومة إلى الطلبة، مع العلم بأني أحاول بذل جهدي لعمل ذلك! كما أن بعض الطلبة الكسالى والذين قد وجهت إليهم بعض الملاحظات لقلة أدبهم في المحاضرة قد ذهبوا إلى بعض الأشخاص في الكلية، وقالوا لهم أنهم لا يفهمونني أثناء المحاضرة!
من جهة ثانية أريد أن أقول بأن صوتي ليس قويا، وشخصيتي ليست قوية بالشكل المطلوب لمثل هذه الوظيفة، فماذا أعمل؟ هل العيب مني أم هو من الطلبة أم منا جميعاً؟
ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ه-ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن إحساس الإنسان بالنقص ينبغي أن يدفعه لطلب الكمال ولن يبلغه إلا بالاستعانة بذي العظمة والجلال، فإن لا خاذل لمن وفق، وما على الإنسان إلا أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على العزيز الوهاب.
وإذا كان بعض الطلاب لا يفهمون عنك فإن الآخرين يفهمون وينتفعون ويتعلمون على يديك بإذن الله، ولا داعي للقلق فإن الإنسان يتدرب مع مرور الوقت ومن خلال تكرار المحاولات والاجتهاد في تفادي العثرات.
وهذه بعض التنبيهات والوسائل التي تعينك ـ بإذن الله ـ على تحسين الأداء وهي كما يلي:-
1- التوجه إلى الله والاستغفار وإظهار الفقر إليه وطلب التأييد منه سبحانه.
2- الاهتمام بالمظهر المحتشم والاتزان في التصرفات حتى لا تفقدي السيطرة على الطلاب.(108/34)
3- إشاعة العدل بين الطلاب، والمعلم الناجح يعدل بين طلابه في الاهتمام والسؤال وتوزيع الفرص.
4- مراعاة الفروق الفردية والأخذ بأيدي الضعاف.
5- التغافل عن الأخطاء الصغيرة، وترك كثرة العتاب واللوم.
6- تجنب الإساءة للطالبة أمام زميلاتها، وضرورة اختيار الألفاظ المناسبة عند النقد والتوجيه حتى لا نكسب عداء الطلاب.
7- تجنب المقارنات السالبة، فلا تقولي فلانة كسولة وفلانة جيدة، والصواب أن نقول نعم الطالب فلان إذا سمع الكلام ونعم الطالب فلان إذا ركز في دورسه، وهذا منهج نبوي (( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل )).
8- عفة النفس والاستغناء عن ما في أيدي الناس كما قال الحسن البصري الذي ارتفع؛ لأنه استغنى عن الناس واحتاج الناس لما عنده.
9- الثقة بالنفس والفهم للمادة وحسن التحضير وتنويع أساليب العرض.
10- تكرار الشرح والاجتهاد في توضيح الدرس للطلاب ومعاونة الضعيف، ومن كان في حاجة المسلم كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه.
11- استخدام الوسائل الإيضاحية، واستعمال أساليب الحوار، والاهتمام بدراسة الأساليب التربوية، والاستفادة من طريقة النبي (ص) في التعليم، فقد كان يستخدم الاستفهام والقصص، وضرب الأمثال إلى غير ذلك من الأٍساليب النافعة.
وأرجو عدم الاستعجال فإن الممارسة العملية تكسب المدرس مهارات جديدة ويعتاد المواجهة ويستطيع أن يطور الأداء، وهكذا فعل أغلب الأساتذة الكبار الذين واجهتهم نفس المشاكل لكنهم تغلبوا عليها بإصرارهم بعد توفيق الله.
والأفضل للمرأة أن تدرس بنات جنسها لأنها أعرف بطبائع النساء، وقد تواجه المرأة صعوبات إذا كانت تدرس طلابا ذكورا خاصة ونحن في زمان كثرت فيه التحديات التي تواجه المربين والآباء، حيث أصبح العالم قرية واحدة، ويؤسف الإنسان أن يقول بأنه قد انتشرت ثقافة مدارس المشاغبين من خلال ( الكوميديا الضاحكة ) التي لم تراع الأسس التربوية، وتنازل كثير من الآباء والأمهات عن مهمة التربية، وتدنت مكانة المعلم في نفوس الآباء فضلاً عن الأبناء، مع أننا أمة تحترم المعلم وتجعل ذلك من تعاليم هذا الدين وواجباته (( وليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه )).
وأرجو أن تثقي بنفسك، وتتوكلي على الله، فلا شك أن مؤهلاتك العلمية هي التي أوصلتك – بعد توفيق الله – إلى هذا المستوى، والمطلوب هو الصبر وتطوير الأداء والاستفادة من النظريات التربوية.
أما بالنسبة للطلاب فلا شك أنهم قد تأثروا بالمتغيرات السريعة والغزو الثقافي الذي بات يهدد الناس في داخل بيوتهم، وقد ماتت في نفوس كثير من الأطفال معاني البراءة والصفاء، وهذا تحد كبير يواجه العاملين في حقل التربية، والعاقل يعرف أحوال زمانه ويربي أبناءه لزمان غير زمانه، ومنهج التربية الإسلامية صالح لكل زمان ومكان لكننا نحتاج لاستخراج تلك الدرر والجواهر من بطون تاريخنا، وقبل ذلك من كتاب ربنا وسنة نبينا، حتى نتمكن بعون الله من إنقاذ هذا الجيل الذي تنصل من رعايته كثير من الآباء والأمهات.(108/35)
ونسأل الله أن يعيننا على خدمة شباب الأمة فإنهم نصف الحاضر لكنهم كل المستقبل، وإذا أحسنا تربيتهم وتعليمهم وصبرنا عليهم فإننا نضمن بإذن الله لأمتنا غداً أفضل من يومها.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
هل أواصل دراستي لأحقق طموحي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... الدمع السائر
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة, منذ صغري وأنا أحلم بأن أكون إنسانا مهما في مجتمعه، وتكون له بصمة في حياته في هذه الدنيا، وكان طموحي أن أحصل على الشهادات العليا في الدراسات الأكاديمية، وبعد تخرجي من الثانوية حصل لي تعثر في اختياري للجامعة فاخترت جامعة لم أكن أريدها ( رغم أنه كانت لي مطلق الحرية في اختياري )، ولكن بسبب عدم معرفتي للجامعات وتخصصاتها وانطوائي على نفسي، لم أحسن الاختيار! فتركت الجامعة بعد أسبوعين ثم التحقت في النصف الثاني من تلك السنة بكلية تعطي شهادة الدبلوم بعد 3 سنوات.
وبعد تخرجي وجدت نفسي أمام شهادة دبلوم، ولم أحصل على الحد الأدنى من طموحي وهو البكلريوس، فأصبت بإحباط شديد جداً، وأنا الآن أمام خيارين أفكر فيهما: الأول ( وهو عكس طموحي وتوجهاتي ) وهو أن أنتظر الوظيفة ـ رغم مرور سنة على تخرجي ولم أجدها ـ وأن أكتفي بهذه الشهادة وتذهب جميع أحلامي وطموحاتي! أو أن أواصل دراستي ولكن لن يتم لي ذلك إلا في خارج دولتي وأنتظر سنتين أخريين من الدراسة لأحصل على البكالريوس.
والمشكلة في الخيار الثاني هو أني من عائلة محافظة، والدراسة في جامعة مختلطة تعتبر سابقة في مجتمعنا ( رغم عدم رفض العائلة ذهابي ) ولكن سوف أكون تحت ضغط تجربة جديدة علي وعلى مجتمعي. أرجو إفادتي بأقصى سرعة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الدمع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الله -جل وعلا- قد أباح لعباده أسباب طلب الرزق الحلال، وفتح لهم الأبواب في ذلك، ولا ريب أن رغبتك في أن تكون صاحب وظيفة مناسبة لها قدرها ولها أهميتها، هو أمرٌ مشروع لا يذمه الشرع، بشرط أن لا يقصد به الإنسان التكبر والتفاخر على عباد الله المؤمنين، وقد قال تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}، وقال صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك) وهذا المعنى كثير وثابت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.(108/36)
وأما عن استشارتك، هل تكمل الدراسة أم تنتظر الوظيفة؟ فالظاهر من حالك، كما يدل عليه كلامك، أنك بحمد الله لا تُعاني من أية ظروف مالية صعبة، وإذا كان الأمر كذلك، فالذي نشير به عليك هو أن تتم دراستك الجامعية؛ لأنك وكما يبدو من خلال كلامك صاحب طموح ورغبة قوية في أن تكون من أصحاب الشهادات الجامعية، فلو أنك توظفت قبل حصولك على الشهادة، فربما تكثر عليك المشاغل، فلا تتمكن من إتمام دراستك، فالأولى أن تبادر إلى قرار متزن مدروس بهذا الشأن، فتُكمل دراستك الجامعية التي تميل إليها نفسك، والتي تُعيد إليك هدوء البال.
وأما عن قولك إن المدة قد تطول إلى سنتين تقريباً، فهذه المدة لو تأملت ليست بالطويلة جداً، خاصةً وأنها ربما تتم في حالة رغبتك الشديدة في إتمام دراستك، مما يساعدك على تحقيق أفضل النتائج الدراسية.
وأما عن دراستك في جامعة مختلطة، فإن الواجب على المسلم أن لا يخالط النساء الأجنبيات وهو قادرٌ على ذلك، ومن المعلوم أن هنالك جامعات عديدة في كثير من البلاد، توجد فيها دراسة غير مختلطة فيمكنك الالتحاق بها، مع شيء من البحث والسؤال عنها.
وأيضاً، فإن جانب الدراسة عبر الانتساب إلى الجامعات الخارجية وأنت مقيم في بلدك هو أحد الخيارات القائمة، إذا كان تخصصك الدراسي يُناسب ذلك، ونوصيك أخيراً بصلاة الاستخارة، وأن تستشير بعض أصحاب المعرفة والدين، ونؤكد عليك بضرورة التمهل وعدم التعجل في اتخاذ القرارات.
والله الموفق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
: ... كيف أواجه فشلي في دراستي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... لبيس
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا طالب جامعي ـ سنة أولى, كلية الهندسة ـ بذلت قصارى جهدي لكنني فشلت! علما أن فشلي هذا سوف يزعج والديّ كثيرا، ماذا أفعل؟ كيف أواجه فشلي هذا؟
أرشدوني، جزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ لبيس حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فاعلم أن تحقيق النجاح لا يأتي هكذا بالتمني، وإنما يحتاج إلى جهد ومثابرة وحماس، وكلما كان هدفك واضحا بالنسبة إليك، وكلما كنت مؤمنا بقدراتك وإمكانياتك، وكلما(108/37)
كنت ملتزما بالنجاح ومثابرا عليه، استطعت أن تحققه بإذن الله تعالى! واسمع إلى قول الشاعر ـ وهو يصف الإنسان الذي يريد أن يصل إلى قمة المجد ويصعد سلم النجاح ـ :
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
والإنسان الذي يريد أن ينجح يعرف التحدي، ولا يعرف المستحيل، يعرف النجاح، ولا يعرف الفشل، يعرف كيف يتحمل المسؤولية، وكيف يبذل الجهد، وكيف يصل إلى النتائج التي يريد أن يحققها، والإنسان الناجح هو الذي يبذل ما في وسعه، ويبذل أقصى ما يستطيع من جهد واجتهاد، وتضحية، ووقت، ويصبر حتى يصل إلى بغيته؛ لأنه يعرف طعم النجاح، ولا يرضى به بديلا!
ولقد رأيت فيك الهمة العالية ـ ولله الحمد ـ فارتقاء المجد، والوصول إلى الهدف يحتاج منك إلى صبر وعزم، وبإذن الله تعالى ستحقق ما تصبو إليه، ولكن أنصحك أن تحذر من اللصوص الذين يسلبون من الإنسان قدراته ومهاراته! إنهم لصوص الطاقة، مثل: القلق، وتشتت الذهن، والتعب، والإنهاك، والتخمة وكثرة التفكير في شيء لا فائدة من ورائه، فحاول أن تواجه هؤلاء اللصوص بقوة الإيمان وقوة الاعتقاد، واسمع إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: "من لزم الاستفغار، جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب".
وإذا أردت النجاح، فعليك بالخطوات التالية:
1 - أن تقوم إلى الصلاة في أول وقتها.
2 - عليك بقراءة القرآن، وكثرة الأذكار في الصباح والمساء.
3 - استعن بالدعاء في جميع أمورك!
4 - استعن بالرفقة والصحبة الصالحة التي تعينك في دينك ودنياك!
5 - ادرس الشيء الذي ترغب وتميل إليه! وابتعد عن الشيء الذي لا ترغب فيه!
6- ولا تنظر إلى الفشل على أنه نهاية المطاف فسقوط الرجال لا يعني انتهاءهم، فما زال أمامك فرص فلا تضيعها.
7- حاول أن تملأ فراغك بما يعود بالفائدة عليك كالمطالعة وانتقاء كتب التخصص ولا تشغل فراغك باللهو واللعب.
8- اجعل لنفسك برنامجا أو منهاجا فرديا للمذاكرة توزع فيه المواد على حسب أيام الأسبوع وسترى النتيجة بإذن الله تعالى.
9- إذا لم تفهم شيئا فحاول أن تسأل زميلك أو أستاذك ولا تستحي من ذلك فالسؤال على المعرفة لا عيب فيه.
10- اترك دائما باب الأمل مفتوحا! ولا تيأس، ولا تقنط! واعلم أن مع العسر يسرا، ومع الضيق يأتي الفرج بإذن الله تعالى!
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
هل يمكن أن توجهني لإنشاء مؤسسة تعليمية(108/38)
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... Maroaun
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد.
أخي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لدي رغبة وطموح لإنشاء مؤسسة تعليمية نشاطها الرئيسي تعليم اللغات الحية وإعطاء الدروس الإضافية للتلاميذ، لكنني لم أبدأ هذا المشروع بعد، أحس أنني بحاجة إلى مساندة، إلى توجيه، إلى دعم بالأفكار، إلى من يرفع معنوياتي؛ هل يمكنكم توجيهي ومساندتي؟ وهل لديكم اقتراحات؟
جزاكم الله ـ والشبكة الإسلامية ـ خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن المخلص في عمله ينال الأجر مرتين، ويفوز بحسنة الدنيا وثواب الآخرة، وأحسن من قال المخلص مثل أم موسى كانت ترضع ولدها وتأخذ أجرها، ولذا أرجو أن تستحضر لهذه العمل النية الصالحة، وتقصد به نفع البلاد والعباد وتشجع الدارسين على استعمال اللغات الأجنبية في خدمة الإسلام ونشره، ولن يحرمك الكريم الوهاب من الربح المادي أيضاً.
ونوصيك بأن تجعل الإتقان هدفاً لك، فإن الله يحب من أحدنا إذا عمل عملاً أن يتقنه. واحرص على الإحسان إلى الناس، وليسعهم منك بسط الوجه وحسن الخلق، فإن الأخلاق الفاضلة رأس مال وعنوان لكل نجاح في الدنيا والآخرة.
وأرجو أن تهتم بالقرآن ولغة القرآن، وهيئ مكاناً لإقامة الصلاة، وأكثر من التوجه إلى من بيده ملكوت كل شيء. وهناك أشياء أخرى تعين على نجاح المشروع نذكرها منها باختصار ما يلي:
1-الرضا بالربح القليل.
2- اختيار المكان المناسب، من ناحية الموقع، ووجود الأماكن الهامة إلى جواره.
3- رعاية الآداب والأخلاق عند منسوبي المؤسسة.
4- توثيق العلاقة مع أسر التلاميذ، والحرص على متابعة مستويات الطلاب والسؤال عن أحوالهم.
5- انتقاء أساتذة على درجة عالية من الكفاءة والخلق والدين.(108/39)
6- المعاملة الحسنة لموظفي المؤسسة والتشاور معهم في الصغيرة والكبيرة، وعندها سوف يشعرون أنهم شركاء لا أجراء.
7- عمل أنشطة متنوعة بالمؤسسة كالتعرف بالإسلام وتعليم القرآن، وهذا من شأنه أن يكثر رواد المؤسسة ويعينك على تفادي سلبيات مواسم الركود.
والله الموفق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
أريد العلوم الشرعية فقط فهل أنا مخطئ
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... lyes
السؤال
السلام عليكم!
أخوكم من الجزائر حلمه بعد الدراسة أن يكون خطيبا، لكن هناك العديد من الوسائل لهذا، وربما أسهل من أن أكمل دراستي في الثانوية العامة، علما أنني أقرأ علوما لا حاجة لي بها في حلمي، مثل: الفلسفة، والفرنسية، وغيرها، أنا فقط أريد العلم الشرعي فقط؟ هل أنا مخطئ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/Lyes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فلا شك أن تحديد الهدف هو الخطوة الأولى في طريق النجاح بعد صدق النية، وحسن التوجه إلى الله، ولن يتقدم رجل ليس له طموح أو هداف، وأحسن من قال:-
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
وذلك لأن الغايات العظمى تحتاج إلى مجهود كبير ( ولا بد دون الشهد من إبر النحل ).
وقد أكرمنا الله بدين يهتم بشأن العلم، ويرفع أهله درجات، ولا عجب فإن العلم هو أول مطلوب، قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله }، وقد ترجم البخاري لذلك فقال: ( باب العلم قبل القول والعمل)، وكان أول ما نزل على رسولنا فيه دعوة للقراءة والتعلم.
والمسلم يبدأ بفروض العين وهو ما تصح به العقيدة والعبادة، ثم يتوسع بعد ذلك في أبواب العلوم بحسب المواهب التي أكرمه الله بها، وعليه فإن الصواب أن تبدأ بالعلوم الشرعية الضرورية ثم تدرس ما شئت من العلوم، واحرص على أن يكون كل ذلك لوجه الله.(108/40)
ولا مانع من دراسة الفلسفة بشرط أن تفهم قبل ذلك عقيدتك؛ حتى لا تصادف الأفكار الهدامة قلباً خالياً فتتمكن منه، واحرص على دراسة الفرنسية لتستخدمها في الدعوة إلى الله، وذلك بعد حرصك على كتاب الله فهو سلاح الدعاة إلى الله وهو معجزة نبينا الكبرى.
أما مسألة الخطابة فهي تتكون من الآتي:-
1- جانب فطري يهبه الله للإنسان.
2- جانب مكتسب بكثرة التدريب والممارسة.
وهناك أشياء تعين الخطيب على النجاح أهمها ما يلي:-
1-الثقافة الواسعة.
2- التبحر في علوم اللغة.
3- سرعة البديهة.
4- الشجاعة الأدبية واعتياد مواجهة الجماهير.
5- كثرة الاستماع للخطباء الموهوبين.
6- الافتقار إلى الله والإكثار من الاستغفار.
7- دراسة فن الخطابة.
8- الاهتمام بعلوم الاتصال، وطرق التأثير على المستمعين.
9- معرفة الوسائل المؤثرة على المستمعين من الناحية النفسية.
10- صدق الخطيب وتفاعله مع كلماته، وإخلاصه في دعوته.
لا تعجبنك من خطيب خطبة *** حتى يكون معك الكلام أصيلاً
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
11- قوة الكلمات ووضوح النبرات.
12- استخدام الاستفهام والتعجب وإتقان فن الالتفات.
13- إجادة الحفظ للنصوص ووضعها في أماكنها المناسبة.
14- الترتيب الجيد للعناصر.
15- حسن الاستهلال.
16- اهتمام الخطيب بمظهره، لأن العين تحكم على الإنسان قبل اختباره، وللعلاقة الوثيقة بين المظهر والمخبر.
17- الاعتدال في استخدام الإشارات المفهمة، مع عدم الإكثار منها.
18- الوقوف على الدراسات الحديثة في هذا المجال.
والله ولي التوفيق!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... إلى الدكتور الفرجابي انصحني لأكون ناجحة في دراستي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... مها
السؤال(108/41)
إلى الدكتور الفاضل ـ حفظه الله ـ عندما فتحت هذا الموقع لم يخطر ببالي ولو للحظة أن أحدا سيعبأ بكلماتي التي كتبتها لكم، وكم كنت سعيدة حين تلقيت هذا الرد! حماك الله وأسكنك الجنة على هذا النصح الغالي،
والله لو تعرف كم غير رأيك في مسار حياتي ـ يا سيدي ـ والله لقد دعوت لك في ظهر الغيب أن يرحمك الله ويدخلك الجنة.
أحب أن أضيف إليك بعض التفاصيل البسيطة؛ علك تسمعني:
أنا من فلسطين، وبالتحديد من حدود فلسطين، من غزة، من حي الشجاعية، علك سمعت عنه أو حتى عن المجازر التي تحدث به، أنا ـ يا والدي، واسمح لي أن أناديك بها ـ تربيت يتيمة الأب منذ أن وعيت على هذه الدنيا، وبالطبع أمي المسكينة حملت على عاتقها تربية عشرة أبناء، أخي الأكبر ـ بعون الله ـ جعلته محاسبا، وهو الآن متوظف وناجح في عمله، والآخر يعمل سائقا، والأصغر مهندس، وأختاي: مدرسة علوم، ومحاسبة، ومن ثم أنا.
ولا أريد أن أكون أنا فاشلة؛ لذلك هي من جهة لا تريد أن تضغط علي، ومن جهة أخرى تريدني أن أنجح؛ لذلك لم أرد أن أكون أنا من يخيب أملها؛ لذلك ـ يا والدي ـ أريد حقا نصحك لحياتي؛ لأني حقا أريد أن أدرس أعلى الكليات لأرفع رأسها أولا، و لأني أحب لقب (باش مهندسة)، وأخيرا لأن كبريائي يمنعني أن أتخلى عن أعلى الكليات، خاصة وأني في الثانوية حصلت على امتياز وبتفوق، حقا لا أدري ماذا أفعل!؟؟ أشر علي ـ يا والدي ـ بنصحك، والله كأني أتخيل أبي من هناك ينصحني ويدلني إلى الطريق، بارك الله فيك، أرجوك لا تطل علي بالرد!
والسلام عليك!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مها حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فشكراً لك على ثقتك في هذا الموقع وفي القائمين عليه، وتأكدي بأننا نستمع لأنين إخواننا ونتألم لجراحهم ونضع أنفسنا في مكان الآباء والإخوان، ولا عجب فإن المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وأرجو أن تبلغي تحياتي وإعجابي ودعائي لهذه الأم التي صبرت وصابرت وربت فأحسنت، وأحيي عبرها المرأة الفلسطينية على صمودها وصبرها، وهكذا يفعل الإيمان حين تخالج بشاشته القلوب، والمرأة المسلمة هي نصف المجتمع، وعلى يدها يتربى النصف الآخر، وهي التي تخرج على يدها البخاري والنووي والشافعي والأوزاعي الذي قيل عن أمه: "لقد عجز الملوك والحكماء أن يربوا أولادهم مثل تربيتها للأوزاعي".(108/42)
ولن تفشلي – بإذن الله – لأنك تنتسبين لهذا التاريخ العظيم، وتعيشين مع هذه الأم العظيمة المصابرة، وحتى يستمر كل النجاح والتوفيق نوصيك بما يلي:-
1- تقوى الله وطاعته؛ فإنه من يتق الله يجعل له من أمره يسراً.
2- الإخلاص في الدعاء والتوجه إلى من بيده ملكوت كل شيء.
3- تجتبي المعاصي؛ فإنها سبب كل خذلان وشر، وأحسن من قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
4- احرصي على طاعة هذه الوالدة وأرجو أن تفوزي بخالص دعواتها.
5- تذكري أن شكر النعمة يضمن بقائها ويتسبب في زيادتها.
6- لا مانع من طلب المعالي دون غرور أو عجب، ولا رفعة بدون التقوى والخوف من الله.
ولو كان في العلم دون التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس.
7- تذكري أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون إخوانه، فكوني عوناً للضعيف واشغلي نفسك بقضاء حاجة المحتاج ثم استبشري بتوفيق الكريم الفتاح سبحانه.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أنا خائفة من الفشل بالمرحلة القادمة
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... آية
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
في البداية أبارك لكم عملكم في الموقع، وأود أن أسأل المركز أو القائمين.
مشكلتي مع الدراسة، وخاصة مادة الرياضيات، فأنا بالمرحلة الثانوية، وفي فلسطين يجب تحديد الفرع الأدبي أو العلمي من الصف الثاني الثانوي، وأنا طبيعتي مغرمة بشيء اسمه مادة أحياء، وهي تحتاج إلى الدخول إلى الفرع العلمي، ولكن مشكلة الرياضيات تسبب لي المشاكل في حياتي، فأنا حلمي أن أدخل في الجامعة أحياء، لكن أنا مستواي العلمي في الرياضيات جيد جدا، وأنا خائفة إذا دخلت العلمي ألا أنجح بالرياضيات!
علما أنه يوجد لي بنت خال بالعائلة، في مثل سني، ودخلت العلمي، وأنا سجلت في العلمي، لكني خائفة؛ لأن عائلتي تطلب مني مجموعا بالثانوية العامة في معدل التسعين فما فوق، وأنا قادرة على ذلك لولا الرياضيات، لكن السؤال: هل أصلح للعلمي أو سأنجح بالرياضيات؟
ملاحظة: مديري الفاضل، ومدرسي، نصحوني بالعلمي، ومع ذلك أشعر بالخوف. أرجو الإفادة، وبارك الله فيكم، وأتم نعمته عليكم.
الجواب(108/43)
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الخوف من الفشل يدفع لمزيد من الاجتهاد، وهذا هو الوجه الإيجابي للخوف، ولكن هذه الجرعة إذا زادت تصيب الإنسان بالإحباط، والصواب أن المسلم يثق بالله وينتظر تأييده وتوفيقه بعد أن يفعل الأسباب (فيعقلها ويتوكل).
وإذا كنت ممن يحب مادة الأحياء فهذا شرط أساسي للتفوق والنجاح بإذن الله، وإذا كانت الرياضات هي المشكلة فمن واجبك مضاعفة الجهد والتركيز في هذه المادة، وإذا كان مستواك جيدا جداً، فلماذا الخوف وقد حددت موطن الضعف!؟
وعلى الإنسان أن يسعى ويجتهد وليس عليه إدراك النجاح؛ لأن ذلك بيد الله وما عند الله إنما ينال بطاعته والتوجه إليه سبحانه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.
ولا شك أن إصرار الأهل على هذا المستوى المرتفع؛ لمعرفتهم وثقتهم بما وهبك الله من قدرات ومواهب، وما عليك إلا أن تثقي بنفسك، وقبل ذلك تتوكلين على الله وتجتهدين، وأحسن من قال:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء
وكل أملٍ يتحقق – بإذن الله – بالاجتهاد والعمل.
ولا شك أن المدرس هو أعرف الناس بطلابه وهو أحرص الناس على مصلحتهم، فإذا كان التخصص هو رأي المدير والمدرس، فأبشري ـ بإذن الله ـ بالنجاح، واطردي الخوف السلبي، وحولي هذه المشاعر إلى مذاكرة واجتهاد، وقبل ذلك احرصي على طاعة رب العباد، فإنه لا خاذل لمن وفقه وسدده.
ومما يساعدك على النجاح ما يلي:-
1- اختيار الأوقات المناسبة للقراءة مع الحرص على تنظيم الوقت.
2- استخدام الكتابة في المذاكرة، وخاصة مادة الرياضيات يفضل مذاكرتها في الأوقات الهادئة، واستخدام الورقة والقلم في مذكراتها بعد حفظ القوانين والقواعد.
3- لا تواصلي القراءة عندما تشعرين بالتعب، واطردي الملل بتغيير المكان والترويح على النفس.
4- احرصي على طاعة الله، فإن العلم نور، ونور الله لا يعطى لعاص.
5- احفظي بصرك عن الحرام وسمعك، وواجهي نعم الله عليك بالشكر.
6- احرصي على طاعة والديك لتسعدي بحبهم ودعواتهم لك.
7- اتخذي جدولا يوميا للمذاكرة، ولا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد.
8- أداء الصلوات في وقتها والاستفادة من البكور.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... أحب علم النفس الإسلامي(108/44)
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... maha
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أنا متخصصة في علم النفس، وأود إكمال دراستي (الماجستير ) في علم النفس الإسلامي! ولكني لم أدرس الشريعة من قبل إلا بعض المواد البسيطة في الثانوية, مع العلم أنني بدأت بالالتزام منذ فترة ولله الحمد! وبدأت أهتم بقراءة كتب الدين كلما أتيحت لي الفرصة؛ حتى أستفيد منها في عباداتي.
وسؤالي هو: كيف يمكنني أن أبدأ في علم النفس الإسلامي؟ أيجب أن يكون لدي خلفية متينة في الشريعة، وكتب التفسير، أم إنه سيأتي ذلك تدريجيا مع الدراسة؟ وما هي الكتب التي ممكن أن تفيدني كمبتدئة في هذا المجال؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يبصرك بالحق، وأن يرزقك العلم النافع، وأن يعينك على العمل الصالح.
وبخصوص ما ورد رسالتك، فبدايةً أحب أن ألفت نظرك إلى أن الإسلام قد حث بقوة على طلب العلم النافع، سواءً أكان بهدف الدراسة والتخصص أو لمجرد أنك مسلمة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم).
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يكونا ملمين بالعلوم الشرعية الضرورية، التي بها يستطيعان أن يعبدا ربهما، ويحسنا التعامل مع أنفسهما، ومع غيرهما من الناس، وهذا أمرٌ واجبٌ لا شك فيه ولا ريب، والحمد لله أنك بدأت هذا المشوار، وإن كنت أود أن تستعيني ببعض العلماء أو الدعاة لديكم لوضع البرنامج أو المنهج المناسب لظروفك ومستواك؛ حتى لا تضيعي وقتك في قراءة أمور هناك ما هو أهم منها وأوجب، وهذا ما أنصحك به أولاً، حتى تحافظي على وقتك، وتحرزين تقدماً ملموساً في حياتك وسلوكك وفهمك.
وأما عن علم النفس وتخصصك فيه، فهذا شيءٌ رائع أن تحاولي التحضير في علم النفس الإسلامي، وهذه خطوة في طريق الدعوة إلى الله، ونصرة الإسلام وقضاياه، ولك عليها عظيم الأجر من الله، بشرط أن يكون هدفك خدمة الإسلام ونصرة قضاياه، ومعالجة المتقدمين إليك من خلال الرؤية الإسلامية الراشدة التي لا مثيل لها في معالجة النفس ومساعدتها في الاستقرار والتأقلم ودفع العوائق، وهناك في المكتبة الإسلامية الكثير من هذه الكتب ما بين قديمة وحديثة، حيث سبقك في هذا المجال عظماء قدّموا للإنسانية أروع ما يمكن تقديمه في هذا المجال.(108/45)
لذا أنصحك بالاطلاع على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم خاصةً، ثم ما كتبه الأئمة الآخرون كالإمام المحاسبي والغزالي وابن قدامة، ومن المعاصرين أحمد فريد ومحمد إسماعيل المقدم، ورسائل وكتب أصدرتها الجامعات السعودية خاصة في هذا المجال، وهي كلها ولله الحمد متوفرة وبكثرة في جميع المكتبات، وبذلك ستكونين لبنة في صرح عودة الإسلام وظهور نجمه في هذا الميدان الحيوي الهام.
وأوصيك بالدعاء والاستعانة بأهل العلم الثقات.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وخدمة الإسلام وقضاياه.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
: ... أود أن أسألكم عن البداية الصحيحة للالتزام
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... خالد عبد التواب يوسف
السؤال
السادة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أود أن أسأل سيادتكم عن البداية الصحيحة للالتزام الديني! كيف أبدأ؟ وأي الكتب أقرأ؟ وكيف أقوم بوضع منهج كامل لحياة الالتزام وأقوم بتطبيقه؟
وجزاكم الله كل خير!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً فإننا نهنئك -أخي الكريم- على هذه النية الطيبة في التوجه إلى الله، وعلى هذا العزم الأصيل في الإقبال على ربك الكريم الحليم، والحمد لله الذي وفقك إلى هذا الخير وهذا الطريق، قال تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}[يونس:58].
وأيضًا فإنه من التوفيق التام أن يسأل العبد عن بداية الطريق، فيسير على هدىً من ربه، ونور من مولاه، قال تعالى:{قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرةٍ أنا ومن اتبعني} [يوسف:108] فهذه طريق النبي الأمين أمامك، وهاهم أتباعه الكرام يسيرون على نهجه، وقد نوَّر الله طريقهم، وهداهم إلى البصيرة الكاملة، وهذه هي بداية الطريق في كل من أراد أن يلتزم بمنهج الله (أن يعبد الله على بصيرة) فيقدم العلم على العمل، فلا يعمل عملاً –ولو ظنَّه صالحًا– حتى يعلم حكم الله فيه، فالقاعدة عند أهل الحق: أن العلم قبل القول والعمل، فلا يعمل العبد عملاً حتى يعرف حكم الله فيه، كما قال الإمام البخاري في صحيحه: (باب العلم قبل القول والعمل) وهذا هو الجواب العام لسؤالك الكريم عن كيفية البداية الصحيحة.(108/46)
إذن، فليكن أول همك أن تعلم الحكم، ثم تطبق أو تجتنب، فإن قلت –وهو سؤال جيد– فكيف أعرف الحكم لأعمل به؟ فالجواب: أن الله تعالى قد قال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[النحل:43] فأخبر جل وعلا أن الواجب على من لا يعلم أن يسأل من يعلم، ولا ريب بحمد الله أن هذا سهلٌ ميسور مع توفر كثير من الوسائل للسؤال والجواب عن جميع ما قد يعرض لك، فهذه طريقة.
وطريقةٌ أخرى مطالعة الكتب المفيدة، وسماع الأشرطة النافعة، لا سيما التي تتناول موضوعاً بعينه، فهذه وسيلة نافعة ميسورة، وأيضاً فلا بد -أخي الكريم- من أن تزيد من معرفتك بربك، وبرسولك صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان إذا عرف الشيء الطيب أحبَّه، فعليك إذن أن تتعرف أكثر، وأن تعمق معرفتك بالله جل وعلا، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يكون بأمور، منها: التعرف على معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وفي هذا كتب مؤلفة عديدة تفوق الحصر، ومن أيسرها وأسهلها كتاب: (أسماء الله الحسنى لعلي بن سعيد بن وهف القحطاني) وهو كتيب صغير، نافع إن شاء الله تعالى، ومن الكتب التي تعرفك على طرف من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الطاهرة، كتاب: (الرحيق المختوم) وهو كتابٌ وسط جيد التناول.
وأيضاً فلا بد لك من الاهتمام الخاص بأداء الصلاة؛ فهي آكد الأركان وأهمها بعد الشهادتين، فمن صلحت صلاته صلح سائر عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، فحافظ عليها محافظةً تامة في أوقاتها، قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}[النساء:103] وقال تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} [البقرة:238] وإن أمكن أن تكون صلاتك في جماعة فهذا هو المطلوب، فإن الجماعة تجمع القلب وتعظم الأجر، وتربِّي الألفة والمحبة، وتعين على الطاعة.
وينبغي أن تتعلم بعض الأحكام الضرورية في الطهارة والصلاة شيئًا فشيئًا، ومن الكتب الحسنة في ذلك كتاب: (فقه السنة) للشيخ سيد سابق عليه رحمة الله، وإنما وصفناه لك لسهولة تناوله، وإلا فإن في كتب الأئمة رضوان الله عليهم الخير التام الوفير أيضاً.
وأيضاً ينبغي لك التوسط في عامة أمورك، فلا تُبالغ في أداء النوافل، ولا تهجرها تماماً، فتتوسط في ذلك، فمثلاً يكفيك من قيام الليل أن تصلي ركعتي الشفع والوتر، فالمجموع ثلاث ركعات بعد صلاة العشاء، فمن فعل ذلك فقد قال فيه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (من صلى ركعتين بعد العشاء دخل في قوله تعالى: {والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً} ) فينبغي أن تحافظ على هذا قدر الاستطاعة، ويكفيك من النوافل رواتب الصلاة المعروفة، فإن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب من الأعمال أدومها وإن قلَّ، كما ثبت هذا من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذا هو الأصل الذي يعتمد عليه في كل أبواب الخير، وهو التوسط وعدم الغلو، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في مسند الإمام أحمد– من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو، فإن الغلو أهلك من كان قبلكم).(108/47)
ومن الأمور النافعة جداً الصحبة الطيبة التي تعين على ا لطاعة، فحاول أن تنتقي لك بعض الأصدقاء ممن تتوسَّم فيهم الخير والصلاح، فإن هذا من أعظم ما يعين على الحق، ومن المعلوم أن من خالط أهل الحق صار منهم.
وأيضاً فإن الزواج من المرأة الصالحة هو نِعم المعين على الحياة الصالحة، كما ثبت عن سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) [أخرجه البخاري في صحيحه].
وأما عن الكتب النافعة، فقد أشرنا إلى بعضها في كلامنا السابق، ومنها في العقيدة مثلاً: كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية مع شرحها لخليل هراس، وفي التفسير تفسير ابن كثير، أو تفسير عبد الرحمن السعدي عليهم رحمة الله تعالى.
وفي الحديث رياض الصالحين، أو الترغيب والترهيب للإمام المنذري عليه رحمة الله، وكتاب عمدة الأحكام، للحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله.
وفي تراجم الصحابة والتاريخ كتاب سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي، غير أنه كتاب ضخم يمكن الاستفادة من مجلداته كل مجلد على حدة.
وقد أشرنا إلى بعض الكتب قبل ذلك؛ فإن ضميت إليها كتاب زاد المعاد للإمام ابن القيم رحمه الله، ومدارج السالكين له أيضاً، فقد صارت لديك مكتبة لطيفة الحجم، سهلة التناول.
أسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يشرح صدرك؛ إنه على كل شيء قدير.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
أنا في حيرة أعجز أن أصفها لكم
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... عبد المالك
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم!
أنا شاب أبلغ من العمر ستا وعشرين سنة، أدرس حاليا بكلية اللغة الفرنسية - السنة الثالثة - وهنا تكمن المشكلة: فخلال هذه السنة ندرس مقياس المسرح (اليوناني، الروماني والفرنسي)، وهاته المسرحيات مليئة بالأساطير التي تروج للوثنية، وفي المسرحيات إباحية في الألفاظ.
والأدهى والأمر أنه يطلب من الطلبة أن يؤدوا جزءا من مسرحية حيث يتم تقييم هذا الأداء و إدخاله في النقطة الإجمالية للطالب مع الإمتحان الكتابي، والذي يمتنع عن الأداء يعطى صفرا.(108/48)
فأنا في حيرة أعجز أن أصفها لكم! فأنا بين نارين: هل أتم الدراسة في هذه الكلية مع ما فيها من سلبيات ومخالفات لتعاليم الإسلام؟ وهل آثم بذلك؟ أم أتوقف عن الدراسة وهذا لن يروق لأمي التي تود أن أحصل على شهادة الليسانس؟
كما أن هناك عامل السن، فمعظم أصدقائي قد أنهوا دراستهم الجامعية (لم أتحصل على بكالوريا - الثانوية العامة - في سن مبكرة).
أطلب منكم النصيحة! فأفيدوني بها في أقرب وقت ممكن من فضلكم!
وفقكم الله لما يحب ويرضى وجزاكم الله خيرا!
والسلام عليكم!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يعينك على البر بأمك، والإحسان إليها، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن التعليم أصبح ضرورة حياتية، ومسألة مصيرية، ولم يُعد مجرد ثقافة أو معرفة، وإنما أصبح مصدراً للأرزاق في كثير من بلاد العالم إن لم يكن في كل الدنيا، والإسلام حث على التعليم، وشجع على التعلم، وحارب الجهل والأمية، بل حثنا خاصةً على تعلم لغات غيرنا حتى ندعوهم، ونعرف ما يقولون علينا، ورسولك صلى الله عليه وسلم أعلن الحرب على الأمية من أول المرحلة المدنية، خاصةً بعد غزوة بدر الكبرى، فطلب من بعض الصحابة أمثال زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه أن يتعلم لغة اليهود وهكذا، وكفى بالعلم فضلاً أنه من أسماء الله وصفاته، إلا أن القاعدة الشرعية تقرر لنا أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فما دامت الغاية مشروعة فلا بد أن تكون الوسيلة كذلك مشروعة، وبالنسبة لك هذه الأمور التي ذكرتها تتنافى تماماً مع الإسلام وأدبه وخلقه، وهذا أمرٌ لا يقره الإسلام بحالٍ من الأحوال، خاصة ما يتعلق بالعقيدة.
لذا أقول لك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص موقف والدتك: (لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق)، وقوله: (إنما الطاعة في المعروف)، ويقول الحق جل وعلا: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي} فطاعة أمك في معصية الله حرام شرعاً ولا تجوز، وإنما عليك أن تبين لها وجهة نظرك وحكم الشرع، وليكن ذلك بأدبٍ وتلطف وتواضع، وعدم عقوق لها، أو رفع صوت عليها أو غير ذلك، مما لا يجوز مع الوالدين خاصة الوالدة، وحاول أن تبحث عن كليةٍ أخرى ليست فيها تلك السلبيات، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فاشرح الأمر لوالدتك،(108/49)
واسأل الله أن يشرح صدرها للاقتناع بكلامك، واترك هذا التخصص، وابحث عن غيره مما لا يخالف شرع الله، واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
: ... أنا داعية إلى الله، ومشكلتي أن الفتيات يتعلقن بي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... عبير
السؤال
أنا أعمل في إطارٍ دعوي، والحمد لله فلي تأثير كبير، ولكن المشكلة أنني أواجه الكثير من الفتيات اللواتي يتعلقن بي لدرجةٍ كبيرة، هل يا ترى الخلل في ذاتي أنا وتعاملي، أم أن لديهن فراغ عاطفي؟ مع العلم أن هذه الظاهرة منتشرة عند الملتزمين كثيراً (إعجاب الفتاة بالفتاة) وكيف أتعامل مع من يعاني من نقص العاطفة لديه؟
أرجو توجيهي وإرسال الجواب على البريد الإلكتروني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يسددك ويوفقك، وأن يكثر من أمتنا في أمثالك، وأن ينفع بك بلاده والعباد، ونسأله تبارك وتعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى.
فهنيئاً لكل من تعمل في أشرف مهمة وأعظم رسالة، قال تعالى:{ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وابشري فإن الدعوة إلى الله تُطيل الأعمار؛ لأن الإنسان يموت وينقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٌ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له .
والإنسان إذا قدّم الدعوة للناس فإن له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، فيُكتب للدعاة وهم في قبورهم مثل صلاة وصيام وطاعة من قدموا لهم هذه الهداية.
وإذا لم يتعلق الناس بالدعاة إلى الله، فبمن يتعلقون وبأي الناس يتشبهون؟ وإذا قبل الله من عبده أو أمته ألقى له القبول في الأرض، قال تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً} ونحن مطالبون بأن ننظر إلى أسباب ذلك الحب والإعجاب، فإن كان لأجل الصلاح والتقوى والخوف من الله، فهذا هو المطلوب، وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، ولا بد أن ننبه الدعاة إلى الله والداعيات إلى الرغبة فيما أعده الله من جنةٍ ورضوان ، وعدم الركون إلى محبة الناس لهم؛ لأن الدعاة إلى الله يُبتلون بمحبة الناس واحترامهم، فإن رضوا بذلك ورغبوا فيه، وغضبوا إذا قصر الناس في احترامهم، فهذا –والعياذ بالله– يدل على خلل في أخلاقهم، وخدش في تقواهم، وسوف يكون هذا هو حظهم، ولذلك كرِه السلف(108/50)
تعظيم الناس، وهربوا من الشهرة؛ لأنهم يرغبون في الذي هو أغلى وأعلى، فكان ابن مسعود رضي الله عنه ينهى طلابه عن أن يسيروا خلفه إذا لم تكن لهم حاجة، وكان يقول: (هذه فتنةٌ للمتبوع وذلٌ للتابع) وكان ابن المبارك إذا عُرف في مكان واشتهر فيه وأفسح الناس في الطريق هرب منهم، وقيل لبعض الباعة في الأسواق هذا فلان العابد فأكرمه، فغضب وترك الشراء، وقال أيها الناس: إننا نشتري بدراهمنا لا بديننا، ومع هذا نلاحظ أن الله رفع شأنهم، وأعلى ذكرهم مع كراهيتهم لذلك، وعدم سعيهم لطلب عرض الدنيا وشهرتها.
وأما إذا كان الإعجاب والحب للدعاة أو للأصدقاء أو للمعلمين والمعلمات لأجل جمال أشكالهم، أو نداوة أصواتهم، أو جمال هندامهم، فهذا انحرافٌ لا بد من علاجه، وهو الذي ينتشر في هذا الزمان الذي تزينت فيه الدنيا ولهت الناس خلفها، وواجب الدعاة في هذا الحالة هو توجيه هذه العواطف إلى حب الله ورسوله والحرص على طاعته، قبل أن يحدث الانحراف ويصل الأمر إلى العشق الموصل إلى الإشراك بالله.
وهذه الظاهرة منتشرة بصورةٍ واسعة بين النساء، ومن هنا كان لا بد للأخوات العلاملات في حقل الدعوة والتربية والتعليم الانتباه لهذه الظاهرة الخطيرة، التي تسببت في فساد الدنيا والآخرة لبناتٍ حرمن جرعة العاطفة، وخلت قلوبهن من الإيمان والحب للرحمن، ولعل من أسباب انتشار هذا المرض ما يلي:
1- الاهتمام الزائد بالمظهر والزينة من قِبل بعض المعلمات والموجهات.
2- متابعة الموضات، والتفنن في إبراز محاسن الجسد.
3- وسائل الإعلام التي تُبالغ في التركيز على إخفاء العيوب، بل واختيار الذين منحهم الله بعض الوسامة، وعرض أجسادهم بصورةٍ براقة خداعة، والتنازل عن الاهتمام بالجوهر.
4- الجفاف العاطفي في البيوت، وخاصةً من قبل الآباء والأمهات.
5- ضعف الوازع الديني، وهذا هو أهم الأسباب، بل هو سبب كل انحراف وضياع.
6- كثرة المشاكل العائلية، مما يجعل الأبناء يندفعون إلى الخارج بحثاً عن الهدوء النفسي والاستقرار العاطفي.
7- وجود الفراغ مع كثرة المال.
8- الرغبة في تحقيق نجاح سهل عن طريق الهرولة خلف المبدعين والموهوبين.
والصواب أن تجتهدي أولاً في معرفة أسباب هذا التعلق، ثم احرصي على أن يكون لله وفي الله وعلى مراد الله، وأرجو أن يكون ذلك بحكمة ورويّة، وعن طريق ترسيخ هذه العقيدة في النفوس، لتكون منطلقاً لتصرفات وعواطف المسلمات، مع حرصك على الشفقة على من فقدن جرعة العاطفة، وأرجو أن يجدن عندك ما يعوضهن عن ذلك الجفاف العاطفي، فالداعية أمٌ وأخت.
ولا شك أن عدم وجود الإشباع العاطفي سبب كثيرٍ من البلايا والمحن، فقد وُجد في شبابنا وفتياتنا من بحث عن هذا الإشباع بالوسائل المحرمة، وسقط في هذا الطريق كثيرٌ من الضحايا، الذين خدعتهم العبارات الجميلة والكلمات الناعمة، ولم يفيقوا إلا على أجراس الفضيحة والعار.(108/51)
وهذه الظاهرة منتشرة عند الملتزمين وعند غيرهم، فمن واجبنا توجيه هذه المشاعر إلى الطريق الصحيح الذي يرضي الله، وليس الخوف من انتشارها بين العوام الذين لا يعرفون خطورتها.
وأرجو أن تعرفي أن الخيط رفيعٌ بين أخوة الإيمان وبين هذه الظاهر الخطيرة، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انفصل وانقطع، وكل أخوه ومحبة وصداقة لا تؤسس على تقوى الله والإيمان به تنقلب بين يدي الله إلى عداوة، قال تعالى: {الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}
وقد تسبب هذا الانحراف العاطفي في شرور كثيرة، منها:
1- انشغال بعض الفتيات بالمعلمة أو الزميلة حتى في صلاتها وسجودها.
2- تدني مستوى الكثيرات؛ لانشغالهن بالمظهر والكلمات والحركات.
4- زهد بعض الفتيات في الزواج، والاكتفاء بتلك العلاقات المشبوهة، التي قد تصل إلى ممارسة السحاق والعياذ بالله.
5- التأثير السلبي على صحة الفتاة، وعلاقتها بأهلها وبزوجها إذا تزوجت.
ومن واجب الدعاة رفع الهمم، وربط الناس بمعالي الأمور، وغرس معاني العقيدة في النفوس، والتربية على حب الله ورسوله، وربط مشاعرنا وأحاسيسنا بشريعة الله، فلا نحب إلا أهل الإيمان لطاعتهم لله، وبشرى للمتحابين في الله والمتزاورين في الله.
وإذا فكر الإنسان في نفسه وإخوانه علم أن أوله كان نطفة قذرة وآخره جيفة نتنة، وهو فيما بينهما يحمل العذرة، وإذا أُعجب الإنسان بجمال الصور فليتذكر الأوساخ والقاذورات التي يحتوي عليها هذا الجسد، وليتذكر أن عمر النضارة والجمال محدود، وسوف يكون هذا الجسد طعام للدود، وهذا مما ذكره بعض السلف كدواء للعشق والإعجاب، ونسأل الله أن يملأ قلوب المسلمين محبة، ويحب من يحبه ويحب العمل الذي يقربنا إلى حبه.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
دلوني على طريقة لإبعاد طلابي عن PlayStation
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... الصارم البتار
السؤال
أنا مدرس، ولدي مجموعة من الطلاب المتميزين، وللأسف أن لديهم ما يسمى بالبلي ستيشن! وقد أثر هذا البلاء في مستوياتهم العقلية؛ فأرجو منكم ـ حفظكم الله ـ أن تدلوني إلى طريقة تفصيلية لترك هذا البلاء! وأرجو أن يكون هناك لقاء تفصيلي، أو بحث عن مشاكل الألعاب الحاسوبية النفسية والاجتماعية وغيرها من الأضرار، مع ذكر أساليب العلاج!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(108/52)
الأخ الفاضل/ الصارم حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أخي صارم البتار، حفظك الله ورعاك! وبورك فيك على اهتمامك بفئة الشباب! واعلم ـ أخي ـ أن مشكلة الفراغ هي من المشكلات التي تواجه الشباب، والفراغ هو ذلك الوقت الذي يكون للفرد حرية التصرف الكاملة في شغله، وذلك بعد انتهائه من عمله ومسؤولياته الأخرى على أن يكون التصرف في هذا الوقت فيما يفيد، وإلا إذا شغل هذا الوقت في أشياء غير مفيدة كما هو مع الشباب، والوقت من النعم التي لا يشعر بها كثير من الشباب، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" رواه البخاري.
والإسلام ـ أخي ـ يحرص على استثمار وقت الإنسان من يقظته إلى نومه، ويحسن توزيع وقت الإنسان بين العبادة والعمل الجاد، والراحة والترفيه الهادف والاستمتاع بالطيبات، ويمكنك ـ أخي صارم ـ أن تستبدل هذه اللعبة بوسائل ترفيهية أخرى هادفة، وفي نفس الوقت لها فائدة كبيرة منها:
1- تعلم الفروسية والسباحة والقفز والمصارعة، فهذه من الرياضات التي يحبها الشباب، وقد تجنى من ورائها فائدة.
2- المطالعة الهادفة.
3- النزهة البريئة التي يستطيع الشباب أن يروحوا عن أنفسهم ويجدوا حريتهم في اللعب والتحرك.
4- التوجه إلى النوادي والملاعب الكبيرة والمسابح الصحية الموافقة لآداب الإسلام وأحكامه.
5- اعمل لهم مسابقات ترفيهية تساعدهم على تنمية معلوماتهم الدينية والثقافية.
6- إبلاغهم أن مثل هذه الألعاب قد تعطل القدرات الفكرية عند الشباب، ومن الأفضل استغلال أوقات الفراغ في شيء ينمي الفكر، مثل المطالعة أو الاشتراك في عمل بحث علمي يستفيد منه الجميع.
ولكن ـ أخي صارم ـ لا يمكن أن يكون هذا العلاج مرة واحدة، وإنما يكون على مراحل تدريجية، وإذا كان الشباب مصرين على اللعب؛ فيخصص لهم وقت لذلك، ولا يمكن أن نحرمهم من اللعب بالكامل، وهنا نحتاج إلى نوع من الحكمة لعلاج مثل هذه المشاكل.
أما بالنسبة للبحوث والدراسات النفسية حول هذا الجانب فموجودة بكثرة، وخاصة حول مشكلة الفراغ عند الشباب، أو في مرحلة المراهقة، والمكان هنا لا يتسع لأذكر لك كل البحوث والدراسات، ولكن يمكن أن تراسلنا مرة ثانية وأذكر لك البحوث أو بعضا من المراجع في هذا الجانب.
وبالله التوفيق!
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
: ... أنا في حيرة! لا أعرف ما أريد أن أحققه!
تاريخ الإستشارة : ...(108/53)
الموضوع : ... استشارات نفسية
السائل : ... عابرة سبيل
السؤال
لقد تخرجت منذ سنة، وأنا أعمل الآن مُدرِّسة في إحدى المدارس، وقد مضى على وظيفتي هذه سنة كاملة، ولكني حتى الآن لا أشعر بأني حققت ما بداخي.
في الحقيقية، المشكلة هي أنني لا أعلم ما أريد (هدفي)، أحس بأن بداخلي طاقة أريد أن أفرغها، وبأن لدي الكثير لأقوم به، ولكني لا أعلم ما هو حتى أحققه وأسعى إليه!.
أحس بأن مجال التدريس في المدارس لا يناسبني؛ فأنا أطمح بمستوى أعلى من ذلك؛ ففكرت أن أكمل دراساتي العليا في التربية، ثم قلت: وما الجدوى من ذلك! فأنا أنثى، ومن أسرة محافظة، ولا أستطيع أن أعمل بأي مكان، ثم إني إن حصلت على شهادة عالية في التربية، فماذا سأفعل بها؟ سأعمل في نفس المجال(مُدرِسة في مدرسة، أو مديرة، أو وكيلة) وهذا ما لا أريده.
أنا في حيرة! لا أعرف ما أريد أن أحققه!.
ساعدوني، جزاكم الله ألف خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابرة سبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الفاضلة -حفظك الله ورعاك- لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريدين أن تحققي النجاح وتصعدي سلم المجد، ولكن تشتت الأفكار في ذهنك ، وهذا ما جعلك تحتارين في أمرك ولا تعرفين السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلمي أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنة بقدراتك، وكلما كنت ملتزمة بها ومثابرة عليها كلما استطعت أن تحققي النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك أختي يتحقق لديك ثلاث مرات:
1- المرة الأولى وأنت ترينه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلمي في خيالك.
2- المرة الثانية عندما تكتبيه وترسميه على الورق.
3- المرة الثالثة عندما تحققيه فعلاً.
وكلما حققتِ هدفك كلما زاد حماسك.
فاعملي جاهدةً على تحقيق هدفك، فما استحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ [ لأننا خلقنا للعبادة والعمل ]، حاولي أن تضعي أولوياتك، وارسمي خطتك، وحققي هدفك، وارسمي صورةً واضحة في ذهنك تستطيعي أن تحققي مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.
وأنصحك أختي الفاضلة أن توطدي علاقتك بالله عز وجل حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزمي دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل همٍ فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).(108/54)
واحذري أختي لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعانين منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبهي، فحاولي أن تحصري قواك الذهنية، واكتبي مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاولي أن تكتبي البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغلي نفسك بما ليس مفيد لك، وتذكري دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة؟ استخيري الله تعالى قبل أن تقدمي على أي عمل، وإذا اطمئننتِ له فتوكلي على الله، ولا تيأسي، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
خطة عمل لدورة تأهيل الدعاة إلى الله
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... عبير محمود
السؤال
أرجو إرشادي عن إقامة دورة لتدريب أو تأهيل دعاة إلى الله، ماذا تقترحون أن تكون خطة سير هذه الدورة؟ وماذا تتضمن من مواد وكتب لإقامتها؟
أرجو الإجابة على البريد الإلكتروني بأسرع وقت.
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ عبير محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في الأقوال والأفعال والأحوال، وأن يقر أعيننا بنصر الإسلام وعز الموحدين.
فحق للإنسان أن يفرح وقد وجد في فتياتنا من تفكر بهذه الطريقة، ولن تموت أمةٌ هذه نساؤها، وابشري فإن الدعوة إلى الله تُطيل الأعمار، وهي أشرف الأعمال والمهام (ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً (أو امرأة ) خيرٌ لك من حمر النعم).
وأعظم الناس أجراً هم الدعاة إلى الله (ومن دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أعمالهم شيئاً ) قال تعالى: ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ....)) ولا شك أن أهم أسلحة الدعاة إلى الله هو هذا الكتاب الذي شرفنا الله به، فهو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة، وما من نبيٍ إلا وأوتي ما آمن على مثله البشر، وكان الذي أعطيه رسولنا صلى الله عليه وسلم وحياً أوحاه الله إليه، وهو -عليه صلاة الله وسلامه- يرجو بالقرآن أن يكون أكثر الأنبياء تابعاً، ولا بد من دراسة السنة النبوية العطرة، فقد أوتي رسولنا صلى الله عليه وسلم القرآن ومثله(108/55)
معه، فالسنة هي المفصلة والمبينة لما جاء في كتاب الله، وهي وحيٌ وشرع ، فما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يتكلم من عند نفسه، ولكن كما قال سبحانه: ((وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى)) ولا يستغنِ الداعية إلى الله عن دراسة السيرة النبوية؛ فهي التطبيق الحي لما جاء في الوحيين: الكتاب والسنة، وهي الصورة المجسدة لتطبيق الإسلام.
والداعيةُ الناجح يأخذ من كل شيء طرفاً، ثم يتعمق بعد ذلك في دراسة علوم الشريعة، ويتخصص في بعض الجوانب.
لأن العلم عميقُ بحره ** * فخذوا من كل شيء أحسنه.
وقد أحسن من قال:
أما ترى أن النحل لما جنى من كل فاكهة
حوى لنا جوهرين الشمع والعسلا
فالشمع نورُ يستضاء به
والشهد يبري لنا الأسقام والعللا
ولا بد من مراعاة التدرج في طلب العلم، ودراسة صغار العلم قبل كباره، وأخذ العلوم الشرعية من أهل الاختصاص.
والداعية الناجح يبتعد عن الجدال، ويتفادى قضايا الخلاف، ويجعل هدفه إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فهو يتلطف في دعوته، ويُحسن العرض، ويختار الأوقات المناسبة والكلمات المؤثرة، ويبحث عن المدخل الحسن إلى النفوس، ويُقدم الإحسان، ويصبر على الأذى، ويسع الناس بطلاقة وجهه وحسن خلقه.
ومن المفيد للدعاة إلى الله دراسة مناهج الأنبياء في الدعوة إلى الله وخاصة أولي العزم، والنظر في سير المصلحين، فإن الذي يقرأ ويدرس التاريخ يضيف أعماراً إلى عمره، ومن الضروري التركيز على ترسيخ العقيدة في النفوس، والانتقال منها إلى غيرها من الجوانب، فإن الإصلاح الحقيقي ينبع من الداخل ولا يفرض من الخارج، وهذا هو الذي فعله رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تمكن من تكسير الأصنام بأيدي عابديها، وأراق الخمور بأيدي شاربيها، ووجه القلوب إلى الله باريها.
والداعية إلى الله لا يتوقف عن الدعوة بحجة أن تأهيله لم يكتمل، ولكن عليه أن يبلغ ما سمعه ووعاه، فرب مبلّغ أوعى من سامع، ولا بد من أن يتعود تقديم الدعوة وبذل النصح، ويمتلك الشجاعة الأدبية التي تمكنه من تقديم ما عنده في تواضعٍ للناس وانكسار وافتقارٍ إلى الله؛ شريطة أن يجيد فهم المسألة التي يدعو إليها.
والداعية إلى الله لا يتوقف عن طلب العلم، فإن الإنسان لا يزال عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل.
ويحتاج الدعاة إلى الله إلى فهم الواقع الذي يعيشون فيه، والداعية الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، والمرأة الداعية أعرف بما تحتاجه النساء، وهي الأقدر على دعوتهن إلى الله، وبصلاح المرأة يصلح حال الأمة فهي والدة الأبطال ومربية الرجال.
وعندما يلتزم الداعية في نفسه ينفع الله به، فهو دعاية للإسلام بسمته وفِعاله، ودعاية إلى الله بأقواله وأحواله، أما إذا خالف قوله فعله فتلك قاصمة الظهر، قال تعالى:(108/56)
((كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون))، وقال تعالى على لسان نبيه شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: ((وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)) وذم قوماً فقال: ((أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)).
أما بالنسبة للمواد الضرورية للدعاة إلى الله، فهي كما يلي:
1- القرآن الكريم حفظاً وفهماً.
2- العقيدة وهي أساس البنيان.
3- صحيح السنة النبوية دراسةً وفهماً.
4- الفقه - حسب المذهب الفقهي المعمول به، ويُفضل أن يعرف الداعية الأوجه الراجحة في المسائل بأدلتها، والاطلاع على الفتاوى الصادرة عن المجتمعات الفقهية والهيئات.
5- السيرة النبوية دراسة وفهماً.
6- فقه الدعوة إلى الله.
7- الثقافة العامة، وفهم الواقع.
8- معرفة مناهج الشر، مثل الأفكار القومية والإلحادية، وعموم فرق الضلال ومعرفة وسائل الغزو الثقافي وصوره.
9- تزكية نفوس الدعاة، وتقوية الإيمان.
أما بالنسبة للكتب المقترحة -وهذا فقط على سبيل التمثيل- فهي كما يلي:
1- تفسير ابن كثير، أو تفسير السعدي.
2- كتب السنة الصحيحة، وخاصة التي تعنى بالأحكام مثل عمدة الأحكام، وتلك التي تعنى بالفضائل مثل رياض الصالحين.
3- الرحيق المختوم في السيرة (في البداية).
4- أعلام السنة المنشورة . للشيخ حافظ حكمي رحمه الله.
5- أساليب الغزو الفكري د . جريشه.
6- مقومات الداعية الناجح د. سعيد بن وهب القحطاني.
7- كيف يدعو الداعية؟ عبد الله ناصح علوان.
8- فقه الدعوة في إنكار المنكر عبد الحميد البلالي .
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
دراسة التاريخ الإسلامي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... محمد الخالدي
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب لدي ثقافة إسلامية لا بأس بها في الفقه والحديث والسيرة، إلا أنني أطمح في المزيد ، فأريد أن تدلوني - مشكورين- على مرجع أفهم من خلاله التاريخ الإسلامي(108/57)
ابتداءً من عصر الفتنة بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان إلى سقوط الدولة العثمانية، ويكون هذا المرجع مبسط ومختصر، كما أنني أحب أن أطلع على التاريخ الأوربي القديم والحديث، وأريد أن تدلوني على مراجع لهما، وإذا كانت المراجع متوفرة على الإنترنت فهذا سوف يكون أسهل علي ؛ وذلك بسبب صعوبة الحصول على الكتب العربية الجيدة في البلد الذي أعيش فيه ، ولكم جزيل الشكر والثواب.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد الخالدي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع، والعمل الصالح، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا جمعياً الإخلاص في القول والعمل، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا وبعد،،
فإن طلب العلم أفضل من كل نافلة، ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، والعلم عميق بحره، والسعيد يأخذ من كل فن بطرق شريطة أن يبدأ بتحصيل العلوم الواجبة على كل مسلم، وهي ما تصح به العقيدة والعبادة، وما يتمكن به من التعامل مع الخلق بما يرضي الخالق، وفقه الضوابط الشرعية للعمل الذي يتكسب من ورائه رزقه.
ولا بأس بعد ذلك بالتوسع في دراسة العلوم، والأفضل أن تؤخر دراسة التاريخ الأوربي وتجعله في مرحلة لاحقه حتى لا يصادف قلباً خالياً فيتمكن منه، وهذا خطأ يقع فيه كثير من المبهورين بحضارة الغرب، ثم يسارع بعد ذلك بانتقاص التاريخ والحضارة الإسلامية التي يجب أن نتذكر أنها هي التي أضاءت أوروبا وغيرها من بلاد الدنيا.
كانت أوروبا ظلاماً ضل سالكه **** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها **** والغرب يخضع إن قمنا نناجيه
واليوم تفنا لعز فرَّ من يدنا **** فهل يعود لنا ماضٍ نناجيه؟
في العلم والأخلاق مجدكم **** هذا البناء الذي يعلو ببانيه
وعندما نقلب صفحات التاريخ الإسلامي يجب أن نصطحب معاني هذا الدين ونحسن الظن بسلفنا الأبرار، فمن الخطأ قراءة التاريخ الإسلامي بنظرة مادية مجردة، لأن في ذلك تفريغ لهذه الحضارة العظيمة في معانيها الإنسانية والإيمانية، وهذا ما قصده كثير من أعدائنا الذين تناولوا تاريخنا، وما أكثر المظلومين في التاريخ الإسلامي، والإنصاف يقتضي أن نذكر المحاسن إلى جوار المساوئ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبيث.
ومن الكتب المهمة جداً لمن يرغب في دراسة التاريخ الإسلامي، كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وكذلك ما كتبه ابن تيمية في هذا الجانب بالإضافة لمؤلفات الدكتور/ عبد العظيم الديب، ومؤلفات د/عماد الدين خليل ، والأستاذ/ عبد العظيم علي شعوة، وأشرطة الدكتور/ الدعيج، وكتابات الدكتور/ عبد العزيز الحميدي وغيرهم من الفضلاء.(108/58)
وإذا درس الإنسان التاريخ فكأنما أضاف أعماراً إلى عمره، والمطلوب هو الحرص على التحقق من صحة المعلومات التاريخية، والتأكد من خلو مؤلفاتها من الأغراض السيئة، فقد كان للفرق الضالة تشويه للتاريخ وظلم للعظماء.
وقد انتبه لهذا أهل الاختصاص في الجامعات الإسلامية، وهناك مشاريع علمية ضخمة لتحقيق التاريخ الإسلامي، وبيان الروايات الواهية والموضوعة التي ضخمها ورددها أهل الشر في كل زمان ومكان.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
الإعجاز العلمي في القرآن
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... H
السؤال
كيف يمكن الحصول على كتب أو أشرطة تحتوي على معلومات عن الإعجاز العلمي في القرآن.
وجزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يفقهنا في ديننا, وأن يوفقنا لحفظ حروف القرآن وحفظ حدوده، وأن يجعلنا من أهل القرآن .
فالقرآن معجزة النبي الخالدة، وما من نبي إلا وقد أوتي ما آمن على مثله البشر، وكان الذي أوتيه نبينا وحياً أوحاه الله إليه، وهو يرجو صلى الله عليه وسلم أن يكون أكثرهم بالقرآن تابعاً.
وقد أعجز القرآن أهل اللغة، وأبكم الفصحاء، وتحدى البلقاء، وكلمة القرآن كلمة حية تلد المعاني المتجددة، وصدق الله حيث قال: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}، وسيظل هذا الكتاب يقيم الحجة على الناس أجمعين، وقد أسلمت طوائف من علماء الطب والجيولوجيا وغيرها من المجالات.
وقد أكثر العلماء من الكلام على مسائل الإعجاز العلمي، ولكن الضابط في ذلك هو الوصول إلى الحقائق العلمية الصحيحة، فليس صواباً أن نجري وراء النظريات لنثبت علاقتها بالقرآن لأن النظريات قابلة للتغيير، ولكن إذا أصبحت حقيقة علمية فلن تصطدم بالحقائق القرآنية.
وهناك مجلة فصلية تصدر عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، وتوجد أشرطة للشيخ الزنداني، والدكتور النجار وغيرهم، بالإضافة إلى التوصيات الصادرة عن المؤتمرات العلمية.(108/59)
ولا تنسي أن هناك جوانب في الإعجاز تناولها سلف الأمة الأبرار خاصة في جوانب التشريع، واللغة، والتناسب والتناسق البديع لهذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وسوف تظل جوانب الإعجاز تزداد وتتجدد لتقوم الحجة على الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعلينا أن نتدبر القرآن ونعمل به، ونسبح اللطيف الخبير الذي أكرمنا بهذا الكتاب المجيد.
وهناك مواقع على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) بالإضافة إلى الرسائل العلمية، والبحوث الفرعية المنشورة في المجلات والدوريات.
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل القرآن وأن يعلمنا منه ما جهلناه، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأن يحكمه فينا، والله الموفق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
تسلسل الأحداث التاريخية
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... أسماء
السؤال
أريد أن أقرأ عن التاريخ من قبل أن يبعث الرسول، وعن بعثته، وعن سيرته وسيرة التابعين بعده، وعن الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين إلى الوصول لعصر العثمانيين، وبخبرتي القليلة هي آخر الخلافات وبعدها تبدأ الاستعمارات الغربية على بلاد المسلمين.
أرجو من سيادتكم أن تساعدوني بإعطائي أسماء بعض الكتب التي ستساعدني لمعرفة تسلسل الأحداث التاريخية من عصر الرسول إلى الاستعمارات الغربية في داخل الوطن العربي.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ أسماء
أسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن ينفع بك بلاده والعباد وأن يلهمنا وإياك السداد والرشاد.
وبعد،،
فإن طلب العلم هو أول مطلوب قال تعالى:{ فاعلم أنه لا إله إلا الله } وهو آكد الواجبات كما قال النووي رحمة الله عليه .
وأفضل العلم هو ما يصح به اعتقاد المسلم وعبادته لربه سبحانه، وهذا القدر واجب عيني على كل مسلم ومسلمة، وأصدق الكلام كلام الله، وأكمل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وأوثق الأخبار هو ما جاءنا عن طريق الوحيين كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.(108/60)
والصواب أن نشغل أنفسنا في البداية بتعلم القرآن وهدي خير الأنام ثم بعد ذلك لا مانع من دراسة التاريخ وشتى العلوم.
ودراسة التاريخ مفيدة للإنسان لأنها تكسبه تجارب وخبرات، خاصة إذا قرأ للاعتبار والاتعاظ، وكيف أن سنة الله ماضية بإهلاك المكذبين وأن الأمم يلحقها الدمار بعصيانها لله، ومخالفة رسله وأوامره.
ولكن التاريخ الإسلامي بكل أسف لم يجد أقلاما منصفة لتخلصه من الأكاذيب والدسائس، لأن تاريخنا كتب جزء كبير منه بأيدي أعداء الإسلام، وامتدت إليه أيادي أصحاب الهوى والبدع، وكتب بأيدي الخصوم والمخالفين، فالدولة الأموية كتب تاريخها في عهد الذين بعدهم وهكذا ...
كما أن كثيرا من الكتاب اكتفى فقط بالأحداث التاريخية فقط بل واقتصر على تاريخ الملوك فقط دون التطرق لحركة المجتمع والعلم والثقافة والعمران.
وننصح كل دارس للتاريخ الإسلامي بما يلي: -
1- إحسان الظن بسلفنا الأبرار، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالصحابة الأطهار، فإن معظم المعلومات المتاحة فيها ظلم وانتقاص من شأن أولئك الكرام، وهنا ننصح بقراءة كتاب العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي، وكذلك ما كتبه شيخ الإسلام بن تيمية.
2- وضع المحاسن إلى جوار المساوئ حتى نكون منصفين (كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه) ويكفي أن نعلم أن شريعة الله كانت قائمة وكذلك أعلام الجهاد كانت مرفوعة، ولكن مع ذلك يخيل لمن يقرأ التاريخ أن السلاطين اشغلوا بالجواري والغناء والخمور وهذا ظلم كثير، فهارون الرشيد عندما يذكر اسمه يتبادر لذهن العوام الغفلة وربما المجون مع أنه كان يحج عاماً ويغزو عاماً وكان يطلب العلماء الناجحين.
3- الأخبار التي جاءتنا عن طريق أهل الكتاب لا نصدقهم فيها ولا نكذبهم وغالباً لسنا في حاجة لها، وحتى من ذكرها من المؤرخين كان هدفه الإحاطة بكل ما ورد في القضية المعينة، فكتب التاريخ تحتاج للتنقيح والتصحيح، وقد بدأت هذه المسيرة في بعض الجامعات والمراكز العلمية، ونسأل الله أن يكلل هذه الجهود بالنجاح.
4- قراءة الكتب التي تركز على الضوابط التي ينبغي مراعاتها عند دراسة التاريخ الإسلامي، وكذلك تلك التي تنبه الأخطاء وتكشف الأباطيل .
5- عند قراءة ما كتبه علماء الأمة الكبار مثل الطبري وابن الأثير وابن كثير وغيرهم يجب الملاحظة أن هذه الكتب جمعت كل ما ورد وهي لا تزال تحتاج لخدمة كبيرة للتنقيح، ولم تتاح الفرصة لمؤلفيها الكرام للقيام بهذه المهمة العظيمة، وحتى يحدث ذلك يجب أن يقرأ هذه المؤلفات أهل الاختصاص ويستخرجوا لنا الدرر.
6- يجب أن يعرف الإنسان لمن يقرأ فقد كتب جزء كبير من تاريخنا بأيدي أصحاب الهوى من أهل الملل والنحل بل وحتى في النصارى والمستشرقين الذين حرصوا على تفريغ التاريخ الإسلامي في محتواه وجعله روايات في العشق والمجون والغرام وربما جعلوا سبب الانتصارات الكبرى الحصول على المال والظفر بالحسناوات وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً.
وبالله التوفيق.(108/61)
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
: ... مشاكل في المدرسة
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... فضيلة
السؤال
السلام عليكم .
أرجو منكم التفضل بالإجابة.
لدي مجموعة من المشاكل التي قد تواجه المعلم في غرفة الصف ( وخصوصاً في المرحلة الابتدائية) وأتمنى أن أحصل منكم على الأساليب الناجعة لمعالجتها بأفضل صورة.
تتلخص هذه المشاكل في:
الغياب .
التأخر الدراسي.
صعوبة القراءة.
الشرود الذهني.
الخجل .
ضعف الرسم الإملائي (الإملاء) .
شكراً لاهتمامكم ، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فضيلة حفظها الله ورعاها.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
ابنتي الفضلى: سدد الله خطاك، ونفع بك بلاده والعباد.
لا شك أن مهمة التدريس من أشرف الوظائف، ولا عجب، فالأنبياء هم قدوة المعلمين والمربين، وحتى ننال هذا الشرف أرجو أن تصدقي في النية وتخلصي في العمل وتَحرصي على الالتزام بالآداب الإسلامية، والبعد عن الاختلاط وسائر المخالفات الشرعية.
ابنتي الكريمة: المعلمة الناجحة توثق صلتها بأسر الأطفال، وتجتهد في معرفة أسباب غياب تلميذاتها حتى تتمكن من تفادي تلك الأسباب إن كانت من قِبَل المدرسة، وتساعد في حلها إذا كان الغياب بسبب إهمال أهل التلميذة، وعلينا أن نحرص على جعل مدارسنا بيئة جاذبة للصغار، وذلك بملاطفتهم والحرص على إشباع عواطفهم وعقولهم، والعدل بينهم في كل شيء.
ولا بد كذلك من مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب؛ حتى نتمكن من مساعدة الضعاف، والأخذ بأيديهم، وغالباً ما يكون هذا التأخر الدراسي مؤقتاً ، وقد نكون نحن السبب فيه؛ لأننا لم نكشف مواهب هذا الطفل، ولم نتعرف على الظروف(108/62)
المحيطة به، فالطفل المدلل يتأخر مستواه؛ لأنه لا يبذل مجهوداً في طلب العلم، وهو الذي تعود أن يكون سيداً مطاعاً، وقد يحتاج الطفل إلى من يشجعه ليستخرج ما عنده، ولا شك أن ترتيب الطفل في الأسرة له آثار، ومعظم الأطفال الأوائل في ترتيب الأسر يجدون اهتمام ودلال زائد كثيراً ما يتضرروا بسببه.
أما مسألة الشرود الذهني: فيمكن التخلص منه بالإكثار من استخدام الوسائل التعليمية، وسرد القصص المفيد، والتحكم في نبرات الصوت علواً وهبوطاً، والحرص على اشتراك الطفل الشارد الذهن، ونحن في زمان كثرت فيه المغريات والماديات، وأصبح الأطفال يعيشون في بيئات سريعة التغيُّر، ولا شك أن وسائل الإعلام لها آثارها الخطيرة.
وبمساعدتنا وتشجيعنا يمكن أن يتخلص الأطفال من الخجل، والمربي الناجح يستخرج ما عند الأطفال ويعلمهم الشجاعة الأدبية، والتعبير عن مكنون نفوسهم أمام زملائهم، وذلك بتشجيع المحاولات حتى ولو كانت عرجاء؛ لأن بعض الناس يحطم الطفل إذا أخطأ بالإهانة والتجريح، وبعضهم يعيب على الأطفال المسائل الخَلقية كطول الأنف أو عور العين، وهذا يجعل الطفل يخجل ويهرب من المواجهة، وهذا خطأ قاتل في التربية، وقد كان صَلى الله عليه وسلم يشجع الصغار كما فعل مع أنس رَضي الله عنه، عندما أُرسل لحاجة فوجد النبي صَلى الله عليه وسلم في جمع من أصحابه فتردد وتوارى، فقال له النبي صَلى الله عليه وسلم: "ماذا عندك يا أُنيس؟" واستخرج ما عنده، فبالتشجيع والمساعدة يمكن أن يتخلص الطفل من الخجل، وهو مذموم بخلاف الحياء فهو لا يأتي إلا بخير؛ لأنه يحمل الإنسان على الخوف مما يعاب عليه، فيندفع في المكارم والفضائل.
أما ضعف القراءة والإملاء فيمكننا أن نتخلص منه باستخدام وسائل تعليمية، وإشراك كل الحواس في تعلم الحروف، فاللسان ينطق النطق الصحيح، والأذن تحسن الاستماع، والعين تربط بين الصوت وشكل الحرف، ويحسن بنا أن نبدأ بتحديد المشاكل الصوتية والصعوبات التي تواجه كل طالب، والاجتهاد في التغلب عليها، ويساعدنا في ذلك أيضاً الاهتمام بكثرة الكتابة والقراءة، ونحن نخطئ في حل الواجبات نيابةً عن أطفالنا، وهذا فيه ضرر بالغ؛ لأنه بهذه الصورة لا يمكن أن يتعلم، ولكن الصواب أن نعاونه ونشجعه، ونجعله يخطئ ليتعلم الصواب، ونبتعد عن الضرب والتوبيخ والمناظرات السلبية مع إخوانه وزملائه، ونعوده على الاعتماد على نفسه وتكرار المحاولات في القراءة والكتابة، فكما قيل: "لا تعطني سمك ولكن علمني كيف أصطاد السمك".
أرجو أن ينفع الله بك بلاده والعباد، وأن يسدد على طريق الخير خطاك، وبارك الله فيك، وبالله التوفيق.
المجيب : ... د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
منهج السيرة النبوية المناسب
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية(108/63)
السائل : ... محمد
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو منهج السيرة النبوية المناسب للفتيان من 12 إلى 15 عاما ؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل بارك الله فيك على اهتمامك بالسيرة النبوية وتلقينها للأطفال، لأنهم بحاجة إلى معرفة حياة نبيهم وسيرته صلى الله عليه وسلم، وتتمثل هذه الكتب في :
1- بطل الأبطال ، لعبد الرحمن عزام .
2- سيرة بطل ، لمحمد حسين زيدان.
3- سيرة الرسول ، لمحمد عزة دروزة.
4- السيرة النبوية دروس وعبر ، للدكتور/ مصطفى السباعي.
وبالله التوفيق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
كيف أطلب العلم؟
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... عبدالله
السؤال
أريد أن أطلب العلم ولكن ماهي الكتب المناسبة للبداية وأريد برنامجاً للذلك؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ/ عبدالله الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي السائل إن العلم نعمة يمن الله بها على عباده حيث وضح القرآن الكريم نعمة العلم وفضل العلماء قال تعالى( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )(فاطر: من الآية28) .
ويجب أن نتحلى بالآداب العالية بما في ذلك الدعاء والرجاء أن يوفقك الله لزيادة العلم والثقافة الصحيحة (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(طه: من الآية114)، وحاول أن تبتعد عن المراء والجدال وإتباع الأهواء عند بيان الحق وهناك وسائل تساعدك على طلب العلم وتجعل منك إنسانا مثقفا بإذن اله تعالى :
1_ إخلاص النية لله تعالى .
2_ اللجوء إلى الله تعالى والإلحاح في الدعاء في كل مناسبة حتى يعينك على ذلك .(108/64)
3_ إبدأ بقراءة المنهاج الرباني " القرآن والسنة واللغة العربية " فهي مفتاح لكل شيء.
4_ حاول أن تجعل لك برنامجاً فردياً توزعه على أيام الأسبوع ويكون يومياً حيث يحتوي على التلاوة والسنة واللغة العربية والدعوة الإسلامية والعقيدة والسيرة النبوية والفقه الإسلامي والتاريخ وحياة الصحابة والعلوم المساعدة الأخرى .
5_ إستمع إلى الأشرطة الإسلامية الهادفة .
6_ طالع الكتب والمجلات النافعة.
أما بالنسبة للكتب الإسلامية التي تفيدك على ذلك هي :
لؤلؤة الإيمان د/ عدنان رضا النحوي، هذا كتاب قيم يعلمك كيف تطلب العلم ويضع لك برنامجا قيما وهو من الحجم الصغير ويمكن أن تجده في المكتبات، وإذا لم تحصل عليه ، فهناك بعض الأشرطة المفيدة في هذا الجانب تجدها في تسجيلات الموقع ، كما يمكنك الاستماع إلى الأشرطة والمحاضرات والشروحات خاصة للشيخ العلامة / ابن عثيمين رحمه الله .
وفقك الله يا أخي لكل خير وزودك التقوى والعلم النافع إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
: ... حفظ النفس وصيانة النفس
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... محمد توفيق
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف صان الإسلام النفس الإنسانية؟ وهل يوجد فرق بين حفظ النفس و صيانة النفس؟
و جزاكم الله خير الجزاء .
الجواب
الأخ / محمد الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إعلم أن حفظ النفس وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية الخمسة، ويرى جمهور الفقهاء أن الشريعة الإسلامية تدور أحكامها حول حماية خمس أمور هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، وتسمى بالضروريات الخمس وهي : حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال وحفظ العرض وحفظ العقل.
والإسلام تميز عن الديانة المسيحية في أنه لا يحتقر الدنيا ولا يهين الجسد، كما يختلف عن اليهودية في أنه لا يهتم بالروح وينسى الحياة الأخرى، فهو دين يدعو إلى تحقيق التوازن بين مطالب الروح وحاجات الجسد والتوفيق بين العمل والسعي في الحياة الدنيا، والعمل والسعي للحياة الآخرة.(108/65)
فالإسلام يربي هذه النفس على الربط بين ذكر الله وعبادته، والسعي لمصالحه في هذه الحياة، على أن تكون هذه المصالح نفسها عوناً على ذكر الله وجانب الله فيها مرعي، وعلى أن لا تكون مصالح الدنيا سبباً في إغفال ما يربي النفس ويزكيها ويسمو بها ويطهرها .
وقد حافظ الإسلام على النفس البشرية وحرم قتل النفس بغير حق وأنزل أشد العقوبة بمرتكب ذلك قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ)(الأنعام: من الآية151)، وحفظ النفس أيضاً بتحريم الانتحار حيث قال تعالى: ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)(النساء: من الآية29)، ولما وضع الإسلام هذه الحدود والديات من أجل احترام النفس والمحافظة عليها والبعد عن التفكير بالثأر أو الاعتداء أو أي جريمة من هذا النوع، كما أنها تزرع العدالة وحب القصاص بين الناس .
وليس هناك فرق يا أخي بين الحفظ والصيانة، فمعنى حفظ النفس من كل مكروه أنك تصون النفس من كل مكروه، فالحفظ والصيانة يؤديان نفس المقصد .
وبالله التوفيق .
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
كيفية طلب العلم الشرعي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات الأسرة والمجتمع
السائل : ... ام سلطان
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة من دولة خليجية اقيم في الوقت الراهن في اميركا مع زوجي للدراسة أم ست اطفال , اتمنى طلب العلم الشرعي , فهل يمكنني ذلك عن طريق النت , أعرف كثير من المواقع القيمة لكن أريد الطريقة الصحيحة وكيف أبدأ , ارشدوني جزاكم الله خيرا .
أنا ولله الحمد احاول التزم بتعاليم الاسلام قدر المستطااع ولا أسمع الاغاني واحفظ أجزاء من القران لكن اتوق للمزيد , خاصة اني امتلك بعض اوقات فراغ اتمنى ان اقضيها فيما ينفع .
الجواب
سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أم سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، ويسعدنا تواصلك مع الموقع دائماً، فنحن على استعداد دائم لتلقي أي سؤال أو استفسار في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل جلاله أن يحفظكم في تلك البلاد ، وأن يثبتكم على الحق ، وأن يعز بكم دينه ، وأن يرفع بكم رايته ، وأن يردكم إلى أهليكم وبلادكم سالمين غانمين موفقين.(108/66)
وأما بخصوص سؤالك عن إمكانية طلب العلم الشرعي عن طريق النت ، فمما لا شك فيه أن هذا النظام وفر فرصاً هائلة للتعلم والاستفادة ، ويمكنك أن تستفيدي منه فائدة عظيمة شريطة أن تحددي لذلك وقتاً محدداً وموضوعا محدداً ، وموقعاً محدداً مأموناً ، وعدم الإفراط في تضييع الوقت، وحتى تحسني الاستفادة فعلاً عليك بالآتي :
1- تحديد الموقع الذي ترغبين في تصفحه من المواقع المزكاة من قبل العلماء .
2- تحديد المادة التي ترغبين تعلمها وعدم تجاوزها إلا بنظام وخطة ، وعندما تدعوا الحاجة لذلك ، وعدم الانتقال من موضوعٍ إلى آخر إلا بعد الانتهاء منه ، والتأكد من تحقق الاستفادة المطلوبة.
3- تحديد وقت محدد للدراسة ؛ حتى لا يترتب على ذلك تضييع مصالح شرعية هي أهم وأفضل؛ لأن هذا الجهاز يسرق أعمار الناس وهم لا يشعرون ، فحددي وقتاً معيناً وأمامك الساعة لا تتجاوزي ذلك.
4- عدم دخول مواقع لا تعرفي هويتها ؛ حتى لا تحدثي لنفسك بلبلة فكرية أو خللاً عقائدياً أو أخلاقياً.
5- لا يخدعك الشيطان بضرورة استغلال الجهاز في الدعوة؛ لأن هذا المنعطف وقع فيه الكثير من الأخوة والأخوات ولم يسلموا من الفتنة.
6- اجعلي الجهاز في مكان بارز أمام الكل ؛ حتى لا يضحك عليك الشيطان .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
كيف أكون فقيها
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... أحمد
السؤال
أنا أريد أن اكون عالماً في الدين ، وكثيراً لا أصلي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أخي أحمد ألا تعلم أن الصلاة هي عمود الدين ، والفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر؟ ولذا فمن الواجب عليك أن تبدأ بالإيمان أولاً ، وتحافظ على العبادات والطاعات ، وأن يحتل فيها الإيمان المساحة العظمى ليصبح أساس التفكير ومنطلق الأعمال ، وهنا يجب عليك أن تركز على هذا الجانب فيه ، وستحل البركة على جميع الأعمال ، بعد ذلك سيسهل عليك القيام بجميع الواجبات وترك المنهيات ، يقول الله تعالى : (( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) ، وإذا أردت أن يكون لديك علماً بالدين فوجه اهتمامك إلى الأصل العظيم والشجرة المباركة شجرة(108/67)
الإيمان ، ومنها ستتفرع الفروع ، وتقطف الثمرات في كل الاتجاهات وعلى مدار الأوقات ، مصداقاً لقوله تعالى : (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )).
فحاول يا أخي أن تلتزم أولاً بأمور دينك ، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة طلب العلم الشرعي ، وأول خطوة هي كيف تلتزم بأمور دينك ، وهناك خطوات ، والله الموفق.
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
كيف أصبح مفكرا
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... محمد
السؤال
أنا طالب بكلية الاقتصادوالعلوم السياسية قسم العلوم السياسية وأريد أن أصبح مفكر من المفكرين الاسلاميين في السياسة خصوصا لأنه هذا الفرع أحبه وأتمني أن يطبق الاسلام الصحيح وأدافع عن الشبهات التي تحيط بالاسلام وأتمني أن أكون مثل أ/محمد العوضي الذي يسكن في الكويت في مثل علمه وحججه وطريقته وكذلك مثل د/محمد عمارة في الفكر الاسلامي وكذلك مثل الشيخ عبد الحميد كشك في جرائته وقوة حجته وعدم خوفه من السلطه أو التزلف والخنوع لهم والخوف من بطشهم وعلمه بالسياسة خاصة انني أحب السياسة ولكن السياسة في الفكرالاسلامي ؟
فكيف أحقق ذلك وأعمل شي ينفع الاسلام والمسلمين في مجال السياسة
أرجو الافادة وماذا افعل كي أكون مفكر اسلامي معتدل يعمل نهضة ثقافية اسلامية ويحارب الفساد والافكار التي تتعارض مع الشريعة الغراء
وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على اهتمامك بالفكر الأسلامي ، وأمنيتك أن تكون مفكرا إسلاميا إن شاء الله تعالى ، و لكن يجب أن تعرف أن كل أمة تحرص على بناء طاقتهاالبشرية و تنمية مواهبها وطاقاتها وبذلك يتعثر نمو الأمة ويضطرب ويضمر ويضعف أو يتوقف ويتعطل أو ينحسر ويتراجع و يتخلف .
و إذا أردت أن تسلك مسلك الدعاة المفكرين المخلصين لله تعالى ، ولم يتأثروا بزخرف الدنيا و زينتها يجب عليك أن تؤثر الحياة الآخرة على الدنيا فتجعل حياتك الدنيا وفاء بأمانة وعبادة وعمارة للأرض بالأيمان كما يأمرك الله تعالى فعليك أن تتبع الخطوات التالية :(108/68)
- أن تكون نيتك خالصة لوجه الله تعالى مرتبطة بكل قواعد الإيمان والتوحيد بعيدا عن مصالح الأهواء والشهوات .
- توفر الحوافز الإيمانية وأن تلتزم حدود الله ،وذلك من خلال التربية والإعداد والبناء
- الحرص على الوقت وتنظيم الحياة كما أمرنا الإسلام وذلك من خلال الإدارة والنظام والنهج والتخطيط .
- أن تلتزم بالمنهاج الرباني : قرآنا وسنة ولغة عربية مع الحفظ والمراجعة و الممارسة ،حسب وسعك وطاقتك .
- أن تدرس الواقع وذلك من خلال المنهاج الرباني وفق منهج مبسط ومحدد
- تحاول أن تدرس فقه الدعوة وتطبيقه في واقع الحياة في البيت ، العمل ، التجارة ، قدر مسؤوليتك الفردية .
- بعض العلوم المساعدة ، كالسيرة والتاريخ الإسلامي وغيرها
ويمكن أن تضع لنفسك منهاجا فرديا موزعا حسب جهدك تضع فيه خطة اليومية والأسبوعية وتجعل لكل موضوع يوما محددا فلا يحتاج الإلتزام بهذا المنهج أكثر من ساعة يوميا وكل حسب وسعه وطاقته . فإذا صدقت النية وصحت العزيمة واتبع النهج المقرر الذي يسهل الاتباع والتطبيق فبإذن الله ستصل إلى مبتغاك .
وإذا أردت أن تتعاون مع أخ لك في الله على حسن الإلتزام ، تعاونا منهجيا يخضع إلى خطة ونهج و يوفر التدريب الضروري .
أرجو من الله العلي القدير أن يوفقك إلى ما يحبه ويرض ، والحقيقة أن هذا الموضوع قد ألفت فيه كتب ، ولكن نظرا لضيق الوقت فقد اختصرت لك على بعض التوجيهات وأنا على استعداد تام إذا أردت أن أفصل لك أكثر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجيب : ... د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
: ... كتاب مناسب في الفقه
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... طارق عصفور
السؤال
هل يوجد كتاب مطبوع يعرض كافة المسائل الفقهية في جميع ابواب الفقه باسلوب سهل ولغه سهلة ويكون مبنيا على منهج التأصيل الشرعي ويعرض الخلاف بشكل مختصر ثم يذكر القول الراجح مع الدليل ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل فضيلة الشيخ / طارق عصفور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(108/69)
فإنه ليسرنا ويسعدنا اتصالكم بنا في موقعكم استشارات الشبكة الإسلامية ، ونشكركم على الثقة الغالية التي أكرمتمونا بها، ونسأله تعالى أن يجعلنا دائماً أبداً عند حسن ظنكم ، وإخواننا المسلمين جميعاً .
وأما بخصوص سؤالكم عن كتاب الفقه المذكور ، فإن هناك في الواقع كتباً مطولات وهناك كذلك بعض المختصرات
فمن المطولات كتاب للدكتور وهبه الزحيلى اسمه الفقه الإسلامي وأدلته ، إلا أنه يقع في أحد عشر مجلداً ، وهو من أحدث الكتب الفقهية المعاصرة ، إلا أنه يتعرض للخلاف بين الأئمة مع مناقشة كل قول مما جعله مطولا لهذه الدرجة ، وأما من المختصرات فإليك ما يلي:
1- كتاب توضيح تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للشيخ البسام في ثلاث مجلدات ، وهو من أبسط الكتب المعاصرة ، إلا أنه يتحدث عن فقه الحديث ، مما يجعله غير جامع جمعاً كاملاً لكل مسائل الفقه ، وهكذا شأن كل من شرح أحاديث الأحكام.
2- كتاب توضيح الأحكام لعبد الله البسام في ست مجلدات.
3- كتاب دلائل الأحكام لابن شداد في أربع مجلدات.
4- كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد (أصله في مجلدين أو مجلد واحد) ومع أدلته يصل إلى 8 مجلدات باسم الهداية لأحمد الصديق الغماري ، ولعل أفضل هذه الكتب المذكورة وأبسطها كتاب تيسير العلام.
أما الفقه المذهبي : فهناك العشرات من الكتب على كل مذهب ، وفيها كتب متخصصة في ذكر أدلة المذهب على كل مسألة ، وإن كان العلماء ينصحون طالب العلم بأن يبدأ بدراسة كتاب مختصر في الفقه المذهبي ، ثم يتدرج في المذهب حتى يصبح ملماً به ، وبعد ذلك له أن ينظر في كتب الخلاف المدعمة بالأدلة ، وللوقوف على أقوى المذاهب بأدلتها .
وختاماً: هناك كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق ، وهو كتاب مفيد للعامة ، ولمن ليس لديهم وقت لمراجعة تلك الكتب المشار إليها ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق ، وأن تكون من العلماء العاملين.
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
ما يجب على المسلم معرفته
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... أشرف سليمان
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
ما هي العلوم التي يجب علي كمسلم أن أعرفها؟ مثل حفظ القرآن والسيرة والتوحيد وغيرها من امور الدين .. وما هي الوسيلة التي يجب أن اتبعها لتحقيق ذلك؟ .. وهل يمكنكم مساعدتي بوضع منهاج أسير عليه حتى ولو كان طويل المدى لتحقيق هذه الغاية الغالية؟(108/70)
وجزاكم الله كل الخير
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أشرف حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
نسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم ، أن يجعلك من العلماء العاملين ، و الأولياء الصالحين ، وأن تكون من عباده الدعاة إليه على بصيرة ، وأن يفقهنا وإياك في الدين ، وأهلاً وسهلاً ومرحباًبك بين إخوانك .
أخي أشرف ، اعلم أن من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ولم ولن يستطيع المسلم مهما كان أن يعبد الله بدون علم ، فالعلم لهذا الدين كالروح للجسد ، والماء للزرع ، وأني لسعيد بسؤالك هذا ، سائلاً الله تعالى أن يكثر من أمثالك في المسلمين ، وأن يوفقك لخير الدنيا والآخرة .
أما عن العلوم التي يجب عليك معرفتها فهي ما يسمى في الدين بالمعلوم من الدين ، ويأتي على رأسها علم العقيدة والتوحيد ، ثم علم الفقه ، ثم علم الأخلاق وأدب المعاشرة ، ثم علم الحلال والحرام .
وأما عن مستوى الكتب فهو متوقف على مستواك العلمي ، لأن ما يصلح لك لا يصلح لغيرك ، إلا إذا كان مثلك ، وعموما في التوحيد أنصحك بكتاب مختصر اسمه أعلام السنة المنشورة وكتاب توحيد الخالق الكتاب الأول لحافظ الحكمي ، والثاني للزنداني ، وكتاب الإيمان للدكتور محمد نعيم يسن .
ويا حبذا لو تضيف كتاب في السيرة المحققة مثال الرحيق المحتوم ، أو السيرة النبوية للصلابي ، أو البوطي أو غيرهما .
وفي الفقه كتاب فقه السنة للسيد سابق ، أو منهاج المسلم للجزائري ، وإن كان فيه العلوم التي ذكرتها ، أو كتاب مختصر الفقه الإسلامي للتويجرى ، وهذه كلها متوفرة بالأسواق .
وعلم الأخلاق فيه منهاج المسلم وما بعده ، وكذلك مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة .
وأما عن الحلال والحرام فكتاب الكبائر للذهبي ، أو كتاب الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي .
ولكي تستفيد من هذه الكتب أنصح أن تقرأها على يد بعض الدعاة ، أو طلبة العلم حتى تستفيد منها على الوجه الصحيح ، إلا إذا كان عندك خلفية سابقة فيمكنك الاستفادة منها بنفسك نظراً لسهولتها ، وما أشكل عليك فأسأل عنه عملاً بقوله تعالى { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل:43). وقوله صلى الله عليه وسلم ( إنما شفاء العى السؤال ) وأحرص على حضور المحاضرات والدروس العليمة التي تعقد بالمساجد أو غيرها من الجهات الدعوية الموثوقة .
ولكي تتم الاستفادة من هذا البرنامج لا بد من وضع جدول زمني محدد لدراسة هذه الكتب حتى لا يطول بك الزمن دون أن تحقق شيئاً .(108/71)
وأما عن حفظ القرآن وطريقة ذلك فأحيلك على الاستشارة رقم (1601) فأدخل عليها وستجد ما تريد بإذن الله تعالى
وأهم شيء لتحقيق ذلك الهمة العالية والمواظبة ، وما ذكرته لك هو مقدمة العلم الشرعي ، ولكنه يكفيك وزيادة أن التزمت به بإذن الله تعالى .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
أشيروا علي ببعض الكتب
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ومشاكل الشباب
السائل : ... عزالدين الراوي
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
اردت ان أدخل الى كلية صدام للعلوم الإسلامية ولكن لم اوفق بسبب ظروف سفري الى ايران واريد ان اعرف من حضراتكم ماهي الكتب التي بأمكاني الأستعاضة بها وقرأتها مع العلم ان كلية صدام تدعوا الى المنهج السلفي وانا من متبعي هذة الفكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
يسرنا بداية أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، كما يسعدانا دائما أن تكون على اتصال بنا في أي وقت ، ومن أي مكان ، ونسأله تعالى أن يوفقنا لخدمة الجميع .
أخي الكريم عز الدين
مما لا يخفي عليك أن الكتب والمناهج التي تقررها الكليات يتم اختيارها من قبل هيئة التدريس بها ، ونحن لا علم لنا عن المواد المقررة في كلية صدام للعلوم الإسلامية ، ولذلك سوف ندلك على أهم كتب المنهج السلفي إجمالا ،ً وفي مجال العقيدة خاصة ، لأنه المجال الذي يميزه عن غيره .
1- شرح العقيدة الطحاوية 2- معارج القبول
3- شرح العقيدة الواسطية 4- شرح التدمرية
5- أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللاكائي
6- الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية
7- الإيمان للدكتور محمد نعيم يسن
8- الثمرات الزكية في العقيدة السلفية للدكتور أحمد فريد .
أما في مجال السنة فكل دواوين السنة الكبار تأتي على رأس مصادر المنهج السلفي بعد القرآن الكريم خاصة البخاري ومسلم وشروحهما .(108/72)
وفي مجال الفقه والأحكام فكتب الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة التابعين ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم .
وفي مجال التزكية والأخلاق كتب ابن القيم ، وابن الجوزي والمحاسبي ، وابن قدامه ، والزهد للإمام أحمد.
هذا ما تيسر لنا الإشارة إليه سائلين الله لك التوفيق في طلب العلم الشرعي الأصيل ، والدعوة إليه على بصيرة .
المجيب : ... الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
كتب إسلامية
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... فيصل
السؤال
هل يمكنكم إخباري باسماء بعض الكتب التي تتحدث عن مقتل الحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنهم ... ومعركة صفين وموقعة الجمل ... لأن الكتب التي رأيتها أكثرها لكتاب من ايران.. وأخاف أن الافكار الشيعية تكون داخلة فيها ...
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الفاضل فيصل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,وبعد
هذه بعض الكتب التي تناولت الموضوع من جهة نظر أهل السنة:
1) يزيد بن معاوية ، محمد عبد الله الشيباني.
2) العواصم من القواصم ، أبوبكر بن العربي.
3) خلافة علي بن أبي طالب ، دراسة نقدية للروايات ، عبد الحميد علي فقيهي.
4) مرويات أبي محنف في تأريخ الطبري ، يحيى اليحيى.
5) عصر الخلافة الراشدة ، أكرم ضياء العمري.
وتمنياتي لكم بالتوفيق
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ
واجبي نحو الإسلام
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... ضياءأحمد طاهر عبد العزيز
السؤال
ماهو واجبي نحو الأسلام مع العلم أني قد دخلت تنظيمات إسلامية عديدة تابعة للإخوان المسلمين ولكني لم أجد أن هذه الطريقة مجدية خاصة في هذا العصر عصر العولمة(108/73)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ضياء حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد
إن خدمة الإسلام في هذا العصر المتعولم ذات أبعاد متنوعة ويتوقف
الأمر على قدرات الفرد المسلم الثقافية والمادية وموقعه الإجتماعي , فالاسلام دين شامل .
ويحتاج إلى التعريف به بصورة صحيحة , وهذا التعريف يحتاج إلى التضلع بالثقافة الإسلامية وإلى قدرة لغوية بيانية تمكن صاحبها من نقل الأفكار بصورة صحيحة , وإلى قدرة عقلية على فهم النصوص وتوجيهها , وإلى وعي بالواقع لعالم اليوم والبيئة المحلية والإقليمية فالحديث الشفوي والكتابة وسيلة جيدة لخدمة الإسلام فان لم يكن السائل قادرا على خدمة الاسلام علميا وثقافياً وكان ذا مال فليوجه بعض ماله في الأوجه التي تقوي الإيمان في نفوس الناس بنشر المحاضرات الإسلامية والكتب الدينية ,
فان لم يكن قادرا علميا ولا ماليا فليزدد من التعلم وليربي أهل بيته على الايمان والاقتصار على الرزق الحلال وغرس مكارم الأخلاق , وبذل المعروف للناس والتصدق بالابتسامة والكلمة الطيبة على القريب والغريب والنصح لهم وتذكيرهم بما ورد في القرآن والحديث مما يرفع من طاقتهم الروحية ويقوي الأواصر الاجتماعية ويزيد من التواصل بين الافراد والأسر إقامة التكافل الإجتماعي ودفعا لهم لزيادة الإنتاج وتطوير قدراتهم في خدمة المجتمع الإسلامي .
والله الموفق .
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ
: ... عربون توبتي
تاريخ الإستشارة : ...
الموضوع : ... استشارات ثقافية وفكرية
السائل : ... عبد الفتاح رامز المصري
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .. و بعد :
فبعد أن منّ الله علي بالإيمان قررت أن أجعل حياتي في سبيله حبا بدينه جل و علا .
و قد اخترت أن أضع لنفسي هدفا جليلا فما رأيت حتى الآن و وفق امكانياتي المادية و المعنوية أفضل من البحث و الدراسة في ميدان الحديث الشريف ،و قد نظرت من حولي في الجامعات فما استراح فؤادي إلا في مدينة رسول الله ( اللهم صلي و سلم عليه ) و يساعدني على هذا ما أكرمني الله تعالى به من حب لهذا الميدان و صحة و شباب ( و عمري اليوم 21 عاما ) .
فما رأيكم ؟ جزاكم الله تعالى كل خير ... آمين
الجواب(108/74)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / عبد الفتاح المصري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،وبعد
إن طلب علم الحديث هدف يستحق التفرغ له والسعي وراءه ، خاصة مع قلة علماءالحديث في هذا العصر ، لكن هذا التخصص يحتاج إلى النية الخالصة والجهود الدؤوبة والمتواصلة لكثرة مؤلفات القدامى فيه مما يقتضي الاسترشاد بأستاذ متمرس في هذا الميدان ..
و السكن في المدينة المنورة يعود عليك بالأجر المضاعف وكذلك الصلاة في المسجد النبوي .
، ولكن تقاليد طلب الحديث قديماً تقتضي تحديد الأماكن التي يوجد فيهاعالم معروف فتتم الرحلة إليه والأخذ عنه .
ولتكن البداية بدراسة الكتب الستة ثم مسند الإمام أحمد ( طبعة مؤسسة الرسالة لأنها محققة تحقيقاً جيداً ) مع دراسة علم مصطلح الحديث ابتداءً بالباعث الحثيث شرح اختصار الحديث للشيخ أحمد محمد شاكر ثم الانتقال إلى الكتب الكبيرة وعلى رأسها فتح المغيث للسخاوي ،
واختر من شروح الحديث فتح الباري لابن حجر وشروح صحيح مسلم للنووي ثم انتقل إلى بقية شروح كتب السنن الأربعة ..
تولاك الله بتوفيقه ورزقك حسن النية وسلامة العمل
المجيب : ... د. أكرم ضياء العمري
ـــــــــــــــــــ(108/75)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
مشاكل الجنس
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
أحببت شابا عن طريق الشات.. فكيف أستطيع التزوج به
تاريخ الإستشارة 2006-04-18 12:38:51
الموضوع استشارات ومشاكل الشباب
السائل طالبة عفو الله
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا لما تعملون وتقدمون من مجهود في سبيل إعانة من يحتاج العون، وجعل الله مجهودكم في موازين حسناتكم.
قصتي هي:
لم أكن أعرف للنت طريقا، حتى تعلمت حاجات كثيرة منه، لكن الحمد لله لم أستعمل النت في المواقع المحرمة أبدا، ومشكلتي أني تعرفت على أخوات في الله، وصحبة صالحة من النت، رغم بعد المسافة بيننا، إلا أننا كنا كقلب واحد! إلى أن أتى يوم ما صاحبتي أدخلتني على غرفة فيها 3 أخوات وولد! في الأول رفضت، ولكن نفسي غلبتني وكنت أتكلم في الغرفة معهم، وكلما حاولت البعد والفراق أجد نفسي أرجع! رغم أن كلامي لم يكن فيه ما لا يحرم.
حتى وقعت في حب ذلك الشاب، وأعجبت بأخلاقه ودينه، وأشياء كثيرة تختلف كل الاختلاف عن شباب يضيفوني إلى قائمتهم وأرفض الطلب، وطلبني هذا الشاب للزواج، وأبدى صدق نيته، عرفني على أخته وأمه وكلموني، لكن المشكلة هو بعد المسافة! فأنا في بلد أوروبي وهو في بلد عربي، لا بد أن انتظر حتى يسافر، وهو أقسم لي مرارا أن نيته صادقة، وأخته أيضا تقول لي ذلك وقد وصفت لي عن أخلاقه كثيرا.(109/1)
وبصراحة ما شاء الله! الأوصاف التي كنت أتمناها وأسال الله دائما أن يرزقني بها في زوج المستقبل.
ومن وقتها ونحن نتكلم في النت على الخاص، معاني كنت متحفظة جدا إلى أن أتى ذلك اليوم الذي قلت فيه مشاعري، وكلما أفكر في ذلك اليوم! أسال الله أن يغفر لي.
بعد هذا اليوم ابتعدت عنه، وتبت إلى الله، لكن لم يلبث إلا قليلا، ووجدت نفسي عدت إلى كلامي معه! لكن (الحمد لله) متحفظة جدا، لأني لا أريد أن أندم مرة أخرى.
علما أن أهلي لا يعرفون بهذا، غير أختي التي تعرف أني أكلم أخته، وأني كنت أكلمه، لكن لا تعرف أني عدت إلى الكلام معه.
وهو إلى الآن عازم على أن يسافر ليطلبني من أهلي، ونعود للبلد العربي الإسلامي.
أرجوكم أفيدوني، أنا حائرة! لا أعرف هل أوقف الكلام معه وأنساه، أم انتظره من غير أن أكلمه
أم أبقى على اتصال به؟ لأنه يحتاجني في مرات لأجل موضوع السفر، وأبحث له هنا في أوروبا.
أفيدوني يرحمكم الله وأعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة عفو الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك زوجاً صالحاً.
وأما بخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن النت أصبح من أهم المغريات التي تأخذ الإنسان إلى عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه، حيث يستطيع الإنسان أن يمارس كل شيء بحرية وبدون قيود، خاصة في مجال العلاقات الإنسانية، حيث يطلق كل طرف لقلمه أو للسانه العنان ليقول كلاماً في غاية الرقة أو الجودة أو الأخلاق العالية التي قد يأسر بها الطرف الآخر.
وما أسهل هذا حقيقة على أي إنسان، حتى سمعنا ممن يدخل باسم فتاة وهو رجل ليوقع الناس في حبه وتدور المعارك الطاحنة حوله، والعكس كذلك، وما أسهل أن يحرص الإنسان على أن يقدم نفسه للطرف الآخر على الهيئة التي يحبها، وهذا وحده غير كاف في تأسيس أسرة مسلمة مستقرة حيث عناصر التعرف الحقيقي مفقودة، فمن يشهد لهذا الشاب مثلاً بأنه من أهل المساجد؟ ومن يشهد له بأنه من أسرة صالحة؟ ومن أدرانا التي تحدثت معك إنما هي أمه أو أخته؟ ثم ما هو شكله وصورته وهيئته؟ وكيف أحبك وهو لم يرك كما في السنة ويريدك زوجة له؟
أمور كثيرة مفتقدة في هذا التعارف، ولا تكفي بحال لتأسيس أسرة مستقرة بالمعنى الصحيح، ثم وكما لا يخفى عليك أن كثيراً من الشباب يتمنى لو تفقأ له عين أو يفقد عضواً من أعضائه ليذهب إلى الغرب ولو زائراً، وذلك لما يسمعه عن الغرب وما(109/2)
فيه من قيم وحضارة وفرص عيش كريم، واعتبرك فرصة لتحقيق ذلك كله، فأظهر وأبدى ذلك ببراعة واقتدار حتى يشعرك بأنه قادم فعلاً إليك لإتمام مراسم الزواج.
فهل هو يعمل في بلده أم لا؟ وما هي وظيفته؟ وما هي مؤهلاته؟ وما مستواهم الاجتماعي ؟ وما هي سمعتهم داخل وطنهم الأم؟ وهل هم متكافئون معكم في النسب والمكانة والديانة والأخلاق؟ أمور كثيرة تظل حائرة تحتاج إلى أجوبة صادقة يصعب الوصول إليها من وراء الشاشة وعبر النت وحده.
ولذلك يرى كثير من علماء النفس والاجتماع أنه فرص نجاح مثل هذا الزواج ضئيلة جداً، بل ويذهب بعض العلماء إلى عدم جوازه لما فيه من الغرر وإمكانية الغش والتدليس وصعوبة الوصول إلى الحقيقة.
قد يكون هذا الشاب صادقاً وفيه كل المطلوب شرعاً، ولكن من أدرانا أنه يصلح لك أو أنه يريدك فعلاً لذاتك وليس راغباً في شيء آخر، حتى وإن أقسم على ذلك.
إن العلاقات عبر النت أشبه بالسراب الذي يفتن ويخدع به الإنسان، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وعندها يكون الندم في وقت لا ينفع فيه الندم، لذا أرى أن تفكري ألف مرة ومرة في هذه العلاقة، خاصة وأنها من وراء الأهل الذين قد لا يوافقون على زواجك بهذه الطريقة، فتوقفي عن الاتصال به وتوبي إلى الله واستغفريه، ولا تشغلي بالك بهذا الموضوع الآن.
واعلمي أنه إذا كان من نصيبك وأن الله قد قدره لك فلا بد من أن تكوني له، وإذا لم يمكن فمهما حاولتما لا يمكن لكما أو لغيركما تغيير قضاء الله وإرادته، فاتركي عنك هذا الأمر الذي استغلك الشيطان فيه ولعب بعواطفك، وأقبلي على دراستك وطلبك للعلم الشرعي وقراءة القرآن، ودعي الأمر لله يقدر فيه ما يشاء، وقدره كله خير.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
أضفت شابا في المسنجر وهو مؤدب معي فهل ما فعلته صحيح
تاريخ الإستشارة 2006-04-18 12:01:16
الموضوع استشارات ومشاكل الشباب
السائل مي
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسألك بالله ياشيخنا الفاضل أن لا تهمل رسالتي، من الممكن أن تكون مجرد رسالة لكنها بالنسبة لي، تصحيح لمساري في الحياة، فأرجو قراءتها وإفادتي بالحل؟
فضيلة الشيخ / أرجو منك أن تفيدني وتنقذني من حيرتي، عقلي يحاورني بشيء، وقلبي يقول لي شيئا آخر، وأنا والله إنسانة محافظة على أمور ديني، لكن قدر الله لي أن أدخل مجال الإنترنت، بسبب تخصصي الدراسي.
أنا طالبة جامعية، وأدرس من خلال النت، ولنا موقع نناقش فيه الواجبات، وكنت قروب مع بنات وشباب من خلال الماسنجر، وكنا ندرس فقط دراسة، ولا نتكلم بموضوع غير مواضيع الدراسة.(109/3)
فبدأ أحد الشباب يقل أدبه علي بتصرفات معينة، فتخالفنا معه وطردناه، وفتحت مجموعة الماسنجر، فلقيت أن واحدة من البنات اللاتي معنا، أعطتهم معلومات عن اسمي الحقيقي، وبعد فك المجموعة بدأ يستفزني.
بعدها لجأت لمدير الموقع وأضفته في الماسنجر، وشكيت عليه الحال، ووقف معي وخلصني منه ومن غيره، وكانت تحصل معي مشاكل على الموقع وفي الجامعة، وكان يعطيني الحل الأمثل، ويوم وراء يوم توطدت علاقتنا! لكن بحدود الأخلاق الحميدة، وكان يطلق علي لقب ( أختي! )لكن مع مرور الوقت، أحسست أن وراء هذا اللقب كلاما، وفعلاً في أي فرصة يلمح لعلاقة محبة! ويحاول أن يفتحه، وأنا أرفض بطريقة لبقة وأحاول أذكره بالعواقب وغيرها!.
مرت الأيام وأنا شبه اقتنعت، وهو يدري أني ما اقتنعت، وعلى طول يطلب مني أن أثق فيه! لكن لا أدري ما هي حدود الثقة في نفسه! وقال أنه سيعرفني على أخته، فطلبت منه أن أكلمها في الماسنجر أولا، فقال لي: كلميها بالجوال، أنا رفضت! فلم يفتح الموضوع مرة ثانية، وكل ما كلمته عنها قال إن شاء الله قريباً.
مرت الأيام وأجريت عملية، فسألني عن المستشفى وموعد العملية، فقلت له عن الموعد والمستشفى، فسألته لماذا؟ فقال: أريد أن أطمئن عليك! ولأني كنت متوقعة أنه لن يعرفني من كل هذه الأمم التي في المستشفى، لأني داخلة باسم مستعار! لكن المفاجأة جاءت عكس ما توقعت.
جاءتني الممرضة وقالت: هذا الورد لكم! لقيت عليه كرت كاتب فيه (الحمد لله على السلامه) وموقع فيه باسم أخته! أنا خفت بصراحة لأنه يعرف اسمي الآن، ولما سألته تهرب! وما قال شيئا، وأنا الآن خائفة.
فضيلة الشيخ/ المشكلة أني ما جربت عليه الكذب، وكنت أتفحص كلامه، وأحفظ المحادثات، لعلي ألقى عليه كذبه! فما لقيت.
الأمر الآخر، كلامه محترم وما يطلع عن أطر الأدب والأخلاق، يلتزم بمواعيد الصلاة بمجرد ما يؤذن يقطع الاتصال، والده داعية معروفا، والولد مشهود له في الدين والتربية الصالحة، ويقول لي: أنه يعمل حلقات حفظ للقرآن في المسجد القريب من بيتهم! فجئت مرة، وقلت له: أني خلاص أريد أن أنسحب، لأني أكره الماسنجر، لكنه تشبث بي تشبث الأطفال! لا أدري لماذا؟ يقول لي: لا تتركي أخوكي! ومن هذا الكلام!! لكن طريقته غريبة.
تصرفاته أحيانا طفولية وما لها تفسير، على أنه رجل عمره 25 سنة، أحياناً أحسه رجلا عاقلا موزونا، وأحيان أحسه مراهقا.
أهم شيء عنده أن يلعب بالمشاعر، وأحيانا أحسه طفلا يريد أن يتكلم عن همومه بأمان! دائماً يقول لي: أنت غريبة من بين البنات! لماذا تبتعدين عن الشباب! وحتى لو سألتي فأسلوبك صارم وقاسي .. وليش وليش؟
كنت مضيفة على إيميل ثان شباب وبنات فقط، أستفيد منهم، وبعدها أغلق الإيميل، لكنه صار يلح علي! إلى أن الغيت الأيميل، وكل مرة يقول لي: أخوك يغار! وأنا بصراحة لست واثقة فيه! ليش؟ لا أدري! على أن الكل يمدحون في أخلاقه على الموقع.(109/4)
أنا احترت وأريد حلا يريحني، لأني أشعر أني ارتكبت ذنبا، وأخطأت بحق نفسي وربي، وأريد أن أصحح أخطائي.
أنا سألت عن فتوى واضحة بخصوص الماسنجر، فما لقيت لذلك حلا، لذلك لجأت إليك، وأرجو من الله أن يكون الحل عندك.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك.
فحق للفتاة المسلمة العاقلة أن تخاف ممن لا يخافون الله، فالمرأة حمل وديع، وطبع الحمل أن يخشى الذئاب، وما أكثر الذئاب في هذه الشبكة العنكبوتية.
وأرجو أن تعلمي أنهم متخصصون ويلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا صالحة كلموها عن القرآن والمسجد والصلاة، وإن وجدوا غافلة كلموها عن المسلسلات والألبومات والفاسقين والفاسقات، وربما كانت البدايات صالحة، بل ربما كان هدف بعضهم الدعوة إلى الله ولكن الشيطان هو الثالث، وله للنفوس حيل ومداخل، وأحسن من قال:
لا تأمنن على النساء ولو أخاً **** ما في الرجال على النساء أمين
وقد قال سعيد بن المسبب رحمة الله عليه: (لو ائتمونني على بيت مال المسلمين لكنت أميناً ولو استأمنوني على جارية سوداء لخشيت على نفسي).
وليست العبرة بصلاح والده ولكن العبرة بخوفه هو من الله، وبحرصه على كل ما يرضي الله، ومن حقنا أن نتهم من يضع نفسه في مواضع التهم، ونحن نحشى من أن يتطور الأمر فيصعب عليك الخروج من المأزق، خاصة إذا علمنا أن المرأة تتأثر بالكلام (والغواني يغرهن الثناء) وتميل إلى من يحميها، وهذا أمر قد فهمه أولئك الشباب، فربما ظهر أحدهم بمظهر الشهم الحامي للعرض فتنخدع الفتاة، ويصدق عليها عند ذلك ما قاله الشاعر الحكيم:
المستجير بعمروٍ عند كربته *** كالمستجير من الرمضاء بالنار
ولا تنخدعي إذا قال لك سوف أعطيك رقم أختي فقد يعطيك رقم امرأة أخرى من المخدوعات الغافلات، ويطلب منها أن تقول لك أنها فعلاً أخته.
ونحن نتمنى أن تعودي إلى رشدك وصوابك وتقطعي الصلة بهذا الشاب، وإن كان عنده رغبة وفيه خير، فليأت البيوت من أبوابها حتى يستطيع محارمك أن يعرفوا دينه وخلقه، وأن يدركوا أحواله وقدرته على تحمل المسؤولية، ومدى تقيده بالأحكام الشرعية.
وأرجو أن تتوبي إلى الله، وتكتمي ما حصل حتى لا تتزعزع ثقة أهلك فيك، ويشكو في تصرفاتك.
واعلمي أن السعيدة من وعظت بغيرها، وليس في الصالحات قلة حتى ترتبطي بالرجال مهما كانوا، فأشغلي نفسك بالمفيد واحرصي على تلاوة وتدبر كتاب الله(109/5)
المجيد، وتعوذي بالله من الشيطان فإنه عدو عنيد، واعلمي أن حياتنا تتحول بالطاعة لله إلى عيد.
ولا شك أن تصويب الأخطاء يبدأ بالتوبة والإنابة لرب الأرض والسماء، واحذري من توبة الكذابين وهي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب مرتبطا بأهل المعصية متشوقا للعودة إليها، محتفظا بذكرياتها وأرقامها، واعلمي أن الجبار سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه يمد لعبده، فإذا لبس للخطيئة لبوسها هتك الله ستره وفضحه وخذله.
وأرجو أن تجدي في المواقع النسائية ما يكفيك ويغنيك، مع ضرورة التعامل أيضاً بحذر، فقد تكون الأسماء مستعارة، وقد تخرج العلاقات عن أطرها فتتحول إلى عشق ثم إلى شرك، والمسلمة تحاسب نفسها قبل العمل لتتأكد من صلاح نيتها وصدق دوافعها، وتحاسب نفسها أثناء العمل لتتأكد من موافقته للكتاب والسنة، ولتطمئن على استمرار النية الصالحة، وتحاسب نفسها بعد العمل لتخلص نفسها من العجب والغرور، ومن الضروري بعد ذلك من أن تستغفر ربها الغفور، وتحدث نفسها بكل عمل صالح مبرور.
فاتقي الله في نفسك، وأكثري من ذكره وشكره واللجوء إليه، فإنه يجيب من دعاه، ونحن نشكر لك هذا الوعي الذي دفعك للسؤال، ومرحباً بك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
أدرس مع فتيات وأخاف من الحرام فماذا أصنع
تاريخ الإستشارة 2006-04-06 13:19:30
الموضوع استشارات ومشاكل الشباب
السائل فيصل
السؤال
ماذا أستطيع أن أفعل لأتجنب السقوط في الفواحش والمعاصي؟ في ظل متابعة الدراسة مع فتيات لا يخجلن.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن أعظم وصية تعين على تجنب الحرام والوقوع في الفواحش هي الوصية بتقوى الله، كما قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن تقوا الله} فهذه وصية للأولين والآخرين، وهي نفسها وصية النبي الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه، حيث يقول: (اتق الله حيثما كنت) أخرجه أبو داود في السنن.(109/6)
فالعمل بتقوى الله هو النجاة من كل بلاء، وهو النجاة لك من كل إثم ومعصية، فإن الإنسان متى ما كان عاملاً بتقوى الله كان الله معه، وكان نصر الله وحفظه معه، كما قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
فأخبر تعالى أنه بنفسه مع عباده المتقين، ومن كان الله معه فهل يمكن أن يضيع؟! وهل يمكن أن يكون خاسراً؟!
كلا، فإن من ينصره الله فلا غالب له، كما قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
إذا ثبت هذا فإن (التقوى) تحتاج إلى شرح لمعناها، وشرح لأسباب الحصول عليها والحفاظ عليها كذلك، فأما معنى التقوى فهو العمل بطاعة الله بحيث لا تترك واجباً تقدر عليه إلا فعلته، ولا تترك محرماً تقدر على تركه إلا تركته، فهذه هي التقوى: العمل بأمر الله واجتناب ما حرمه الله تعالى.
ومن أسباب تحصيلها والحفاظ عليها:
1- الاستعانة بالله تعالى وسؤاله هذه النعمة (نعمة التقوى) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان من دعائه: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) أخرجه مسلم في صحيحه، وهذا كثير في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، بل وفي دعاء غيره من الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه، كما حكى الله جل وعلا من دعاء سليمان قوله : {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} وقال يوسف عليه الصلاة والسلام: {فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين}.
2- البعد عن أسباب الحرام، وتجنب الأماكن التي يكثر فيها الفساد والفتن بقدر الاستطاعة، فإن من أسباب حفظ الدين وحفظ النفس من الفواحش أن تجتنب الأماكن التي تعرضك للحرام، فإذا كنت قادراً أن تكون في مجال يقل فيه الفساد فهذا هو المطلوب، بحيث تجتنب الحرام وتجتنب الوسيلة المؤدية إليه، ويدخل في هذه المعنى البعد عن الاختلاط، بل إن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم هو من المحرمات كما لا يخفى عليك، ويدخل في هذا المعنى أيضاًَ وجوب غض البصر وحفظه عن النظر الحرام، الذي هو الوسيلة الأولى للوقوع في الفواحش والعظائم، عياذاًَ بالله من ذلك.
3- اختيار الصحبة الصالحة، والرفقة التي تعينك على طاعة الله، فحاول أن يكون لك إخوة في الله تخالطهم وتتعاون معهم على السير في طاعة الله، فقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه صلوات الله وسلامه عليه) ويدخل في هذا المعنى اجتناب رفقة السوء وصحبة الشر، فإنها من أعظم ما يفسد الدين، بل والدنيا أيضاً، ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً) أخرجه أبو داود في السنن، وثبت عنه أيضاًَ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) أخرجه أبو داود أيضاًَ في السنن.(109/7)
فعليك بالعناية بهذا الأمر عناية بالغة، ولا تترد في قطع علاقتك مع كل من ترى أن صحبته تضرك في دينك، وقد قال تعالى:{الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
4- الاشتغال بالأمور النافعة، ويدخل في هذا السعي في طلب العلم الشرعي النافع وسماع المحاضرات والدروس، والعمل على نشر الدعوة إلى الله بالأساليب الممكنة، بل ويدخل في هذا أيضاً الاشتغال بكل ما ينفعك في الدين والدينا، فحاول أن تشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، وحاول أن يكون وقتك عامراً بذكر الله وخالياً من الغفلة عنه.
5- مواصلة استشارة أهل العلم والتواصل معهم سواء باللقاء أو الكتابة للمواقع الإسلامية النافعة، والشبكة الإسلامية يسرها جداً مواصلتك معها لتعينك وتقدم لك ما تحتاجه من النصح والمشورة.
6- العمل الحثيث الجاد على توفير احتياجات الزواج، فلا بد من السعي في تحصين نفسك بالزواج، لأنه من أعظم ما يحصنك من الحرام، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
ونسأل الله تعالى أن يعينك على حفظ دينك وأن يثبتك على طاعته.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
تعرفت على شاب عن طريق النت فأراد أن يتزوجني، فماذا أعمل
تاريخ الإستشارة 2006-04-06 12:52:34
الموضوع استشارات ومشاكل الشباب
السائل فاطمة الزهراء
السؤال
تعرفت على شاب عن طريق الشات، وتعلقت به، وتعلق بي، وهو من بلد آخر، ويريد أن يأتي ليتزوج بي، ولكن أنا سألت في الموضوع هذا، ووجدت أن هذه العلاقة محرمة، وقلت له إن أي شيء يبدأ بالحرام سيكون فيه خلل، ولكنه قال لي: الله يأخذ لي بحقي، فأنا لا أعرف ماذا أفعل، وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأن يعيذك من شرك نفسك، ويبعد عنك أهل الفساد.
فلا شك أن العلاقة كانت محرمة، لكن تصحيحها يكون بالتوبة النصوح، وصدق الرغبة في الحلال والوضوح، وإتيان البيوت من أبوابها، ورد النفوس إلى شرع ربها.(109/8)
ونحن ننصحك بالمسارعة في قطع هذه العلاقة بعد التوبة إلى الله، ولا داعي للانزعاج، واعلمي أنه الله سبحانه {لا يهدى كيد الخائنين} فإذا تاب هذا الشاب توبة نصوحاً، وجاء إلى داركم من بابها، وتأكد أهلك من صلاحه ومن جدوى الارتباط به، بعد أن تتوبي أنت أيضاً، فلا حرج في ذلك، مع أننا نفضل فتح صفحة جديدة في حياتك تكون عامرة بالصلاة والصلاح، لأننا نخاف أن يطاردكما الشيطان الذي جمع بينكما على تلك الاتصالات، فإن عدونا يغير خططه ويبدل طرائقه في الغواية والشر.
وأرجو أن لا تهتمي بكلام هذا الشاب، ولا تضعفي أمام تهديده وكلامه، واقتربي من والدتك وعبري لها عن كل ما يضايقك، وابحثي عن جليسات الصدق والخير، وابحثي عن مراكز العلم الشرعي، وأكثري من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، وتخلصي من كل آثار وذكريات تلك الأيام والسوداء، وعوضي عن التقصير بالحسنات الماحية واعلمي {أن الحسنات يذهبن السيئات}.
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
أعاني من أسرتي المنحرفة ولم أجد مع من أتكلم فاتصلت بشخص غريب
تاريخ الإستشارة 2006-03-20 13:02:02
الموضوع استشارات ومشاكل الشباب
السائل أبرار
السؤال
أنا فتاة عمري 23 سنة، ملتزمة ولله الحمد وعلى قدر كبير من الوعي، أعيش في أسرة تكثر فيها المشاكل، أكثر أفرادها منحرفين بحثت فيهم عن ناضج أو قدوة؛ للأسف لم أجد ولم أجد فيهم حتى من يسمعني لذلك تحدثت عبر الهاتف مع شخص غريب من خارج أسرتي، ولكنه إنسان خلوق ومتدين عمره 30 سنه متزوج، الحديث بيني وبينه احترام ليس به كلام حب وغرام، بل دائما أطلب منه النصيحة والمشورة، في حل مشاكلي وهو دائما يذكرني بديني ويوصيني بالتمسك بأخلاقي، يبعث لي الكتب المفيدة لإقرائها ولم يخطي معي أبدا، أنا أنظر إليه على أنه أخ في الله أحبه حب أخوي، وأرى فيه مثلي الأعلى في هذه الحياة وأحترمه كثيرا، وهو كذلك ولا نتحدث دائما فقط عند الضرورة لا أحد يفهمني ويوجهني نحو الأصح إلا هو.
هل ما أفعله يعتبر خطأ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أبرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظكِ ويسددك، وأن يقر عينك بهداية أسرتك، وعودتهم إلى دينهم.
فقد أسعدني وجود فتاة ملتزمة في أسرة مفككة منحرفة، وسبحان من يخرج الحي من الميت، وتبارك من يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ونسأل الله لك السداد والثبات.(109/9)
واحمدي الله الذي أوقعك في رجل فيه خير، واشكري الله على حفظه لك، ونتمنى أن تجدي من الصالحات الناجحات من تغنيك عن مكالمة الرجال، فإن العواقب لا تؤمن، والشيطان يستدرج ضحاياه، فاقطعي حبال الاتصال مع ذلك الرجل، وأكثري من الدعاء له، واذهبي إلى مراكز القرآن والعلوم الشرعية، والزمي طريق الحق الذي ظهرت لك معالمه، وأرجو أن يعاونك هذا الشخص الذي – نحسبه على خير – في التواصل مع بعض الصالحات ممن يعرف.
كما أرجو أن يكون ارتباطك بالمراكز العلمية الشرعية كمؤسسات وليس كأشخاص، فإذا اتصلت بأي أحد من العلماء الموثوقين، فسوف تجدي عنده الخير والنصح، حتى لا يحصل تعلق وارتباط بشخص واحد، فإن ذلك فيه خطورة.
ولست أدري هل هذا الرجل جار، أم من منطقة أخرى ؟ وكيف كان الوصول إليه؟ ولماذا هذا الرجل بالذات؟
ونحن نتمنى أن يظل هذا الرجل مستمراً في إرسال الكتب النافعة والأشرطة المفيدة، ولكننا نتمنى أن تتوقف الاتصالات، إلا في الضرورة القصوى، وأن يكون ذلك وفق ضوابط الشريعة، التي تريد للمرأة إذا خاطبت الرجال، أن تتجنب الخضوع في القول، وأن يكون كلامها بالمعروف وفي المعروف، وأن يكون بقدر الحاجة، فإذا كانت الكلمة الواحدة تكفي، فلا داعي للثانية والثالثة، وذلك لأن الله يقول: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً}.
واحرصي على البحث عن الصالحات، فهن ولله الحمد موجودات، لأن الاستمرار في مخاطبة الرجل قد تؤثر عليك، وتعكس صورة سالبة عن الملتزمات، ويفقدك ثقة أهلك رغم انحرافهم وضعفهم، فإنهم إذا وثقوا بك ساروا معك على درب الهداية.
فاتقي الله في نفسك، واعلمي أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس، وقد قال البني صلى الله عليه وسلم: (دع ما يريبك إلى ما لا يربيك).
ولا تتوقفي عن دعوة أهلك، وأرجو أن يكون ذلك بحكمة وحنكة، ولتكن البداية بالأقرب إلى الخير والهدى، ليكون عوناً لك على الآخرين.
ونسأل الله لك السداد والثبات.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ... أخشى على ديني ونفسي من الفتن وأرغب بإنشاء بيت مسلم ... 248788 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 25 سنة، لقد منّ الله عليّ بالهداية وله الحمد والشكر؛ لكنني أخشى على ديني وعلى نفسي من الفتن التي تحاصرني في كلّ جانب، فالخمر والمجون أصبحا على قارعة الطريق، والخلاعة والتعري صارا من الأمور العادية، وأنواع عديدة من الفتن التي لاتحصر.
أرغب بالفرار بنفسي وديني إلى حيث يمكنني إنشاء بيت مسلم في بيئة صالحة، فبأيّ وجهة تنصحني؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟(109/10)
وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن من أفضل ما يهتم به العبد المؤمن في هذا الزمان هو كيفية وأسباب الثبات على هذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى، به فلا بد لكل مؤمن وكل مؤمنة أن يعتني اعتناءً بالغاً عظمياً بأمرين اثنين:
الأول: أن يحصل الإيمان والعمل الصالح الذي يقربه من ربه تبارك وتعالى.
والثاني: أن يعمل ويجد في تحصيل الأسباب التي تعينه على الثبات والمحافظة على هذا الدين القويم.
وهذا هو معنى الاستقامة، فالاستقامة هي الثبات والمحافظة على دين الله تعالى في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن وفي جميع الأحوال، كما قال تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير} وقال صلى الله عليه وسلم لسفيان -رضي الله عنه – لما سأله فقال: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد غيرك، فقال له صلى الله عليه وسلم :(قل آمنت بالله ثم استقم) أخرجه مسلم في صحيحه.
وهذا الحديث من أعظم العلوم التي تنفع المؤمن، لا سيما في زمن الفتن والبلاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن الإيمان بالله هو عصمة المؤمن ونجاته في الدنيا والآخرة، وأن الاستقامة والمحافظة على هذا الإيمان هو السبيل الوحيد للاستمرار عليه حتى يلقى ربه جلا وعلا.
وهذا المعنى مأخوذ من قوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}
وهذا هو نفس المعني الذي بينه صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) أخرجه الترمذي في السنن.
وأما عن الأمور التي يتبعها المسلم للحفاظ على دينه:
فأولها: الاستعانة بالله والتوجه إليه في طلب الهداية والثبات عليها، فإن طلب الهداية من أعظم القربات التي يحبها الله ويرضاها، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول في دعاء القنوت من الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت) وثبت عنه أيضا في سنن أبي داود أنه كان يدعو فيقول: (رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي) وهذا كثير في الدعاء الثابت عنه صلوات الله وسلامه عليه، حتى أنه يكاد يفوق الحصر، ويكفي من ذلك أن الله جعل هذا الدعاء يكرر في كل ركعة من الصلاة، (اهدنا الصراط المستقيم).
فلا بد من اللجوء وصدق الاضطرار إلى الله في طلب الهداية، والعصمة من الضلال والانحراف.(109/11)
والأمر الثاني: المحافظة على أداء الواجبات لا سيما الصلوات المفروضات، التي جعلها الله تعالى ناهية على الوقوع في المنكر، كما قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وكذلك المحافظة على تجنب الحرام، ويدخل في هذا المعنى، البعد عن كل مكان يكون فيه شيء من المحرمات الظاهرة، فإن أمكن ذلك فهذا هو المطلوب، وإن لم يكن، فحاول أن تختار، وأن تبحث عن الأماكن التي يقل فيها الحرام، ويكثر فيها الخير والصلاح، فإذا بذلت وسعك في ذلك، فتأكد وثق أن الله سوف ويوفقك ويهديك، كما قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين} وقال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
الأمر الثالث: اختيار الصحبة الطيبة التي تعينك على طاعة الله، والتي تكون مذكرة لك إذا نسيت، منبهة لك إذا غفلت، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ففي أي مكان تكون فيه حاول أن يكون لك رفقة مؤمنة صالحة، تدلك على الخير وتنهاك عن الشر، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى قوله: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي) والحديثان صحيحان ثابتان عنه صلوات الله وسلامه عليه.
الأمر الرابع: تحصين نفسك بالزواج من المرأة الصالحة، فإن الزواج من أعظم ما يحصن الفرج ويطهر القلب، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحضن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
الأمر الخامس: الاهتمام بتحصيل العلم الشرعي النافع الذي يعرفك بواجباتك ويفقهك في دينك، بحيث تكون على بصيرة في دينك وعلى نور في إيمانك، كما قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ).
الأمر السادس: تحصيل المال الحلال والرزق الطيب الذي يعينك على تحصيل ما تحتاجه من أمور ديناك، بل ودينك أيضاً، فلا بد أن تعمل على العناية بطلب الرزق الحلال، في أي مكان يمكنك ذلك فيه ولو بالسفر لطلب الرزق، فقد قال تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}
ولا بد أن تراعي في عملك الذي تقوم به، أن يكون بعيداً أيضاَ عن الفتن والمحرمات قدر استطاعتك، والأمر كله يدور حول قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
الأمر السابع: نوصيك بدوام التواصل بينك وبين إخوانك المسلمين، سواء في بلدك أو في سائر بلاد المسلمين، وذلك بالكتابة إلى المواقع الإسلامية الطيبة، لتستشيرهم في أمور دينك ودنياك، والشبكة الإسلامية ترحب بكل كتابة إليها منك، لتقدم لك ما تحتاجه إن شاء الله تعالى من الأمور التي تهمك وتفيدك.
وختاماً، فإننا نسأل الله تعالى لك التوفيق الهدى والسداد، وأن يشرح صدرك وأن يرزقك التقوى أينما نزلت أو حللت.
والله الموفق.(109/12)
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أريد ترك التحدث إلى شاب تعرفت عليه من خلال الشات فأعينوني ... 248057 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً: أحب أن أشكركم على هذا الموقع، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا طالبة أدرس في مرحلة الماجستير، عمري 22 سنة، ترددت كثيراً في إرسال هذه الرسالة لكم، لكني لم أستطع أن أركز في دراستي وأنتم تعرفون أن مرحلة الماجستير صعبة، ولهذا أريدكم أن تقفوا بجانبي وتفيدوني بسرعة .
الموضوع باختصار: كانت عندي مشكلة في بيتنا، وكانت الظروف صعبة، وفي يوم دخلت النت أبحث عن موضوعٍ في الدراسة ولكن الشيطان أوقعني في الشات، وهذه أول مرة أتكلم مع شاب؛ وذلك لأني كنت في هذه الفترة محتاجة أكلم أي أحد، المهم تكلمت مع هذا الشاب، وتعرفت عليه، ووجدت به مزايا كنت أحلم بها طول حياتي، وكنت أكلمه في الدين وكان سعيداً؛ وبحكم طبيعتي كنت من وقتٍ لآخر أبتعد عنه؛ لأني كنت خائفة من شراك الحب، وكنت أخاف من الله، لكن كنت أشتاق إليه وأكلمه مرةً أخرى، وأجده يبحث عني، وهو يريد الارتباط بي، وأنا أيضاً، ولكني أخاف من أن تنتهي كرامتي إذا عرفوا أهلي وأهله، ولكن كان يقول بأنه لن يقول لأهله، وأني على رأسه كما كان يقول، ولكن المشكلة أنه الآن في بلدٍ غير مصر لكنه مصري، وسوف يرجع بعد شهرين، وكان يقول أن أول حاجة سيعملها إذا رجع زيارته لنا، ولكني منذ فترة قطعت كلامي معه؛ لأني خائفة جداً من الله، وأشعر أني أعمل شيئاً خاطئاً، وأني لا أستاهل ثقة أهلي في، وكان هذا الشاب يثق في، ويرى أن هذا الأمر عادي ما دام أني لا أكلم غيره، لكني رفضت وبشدة، وبقيت فترةً لا أكلمه، وبعد مدة قررت أن أبين له بأن هذا حرام، ووجدت أنه يحلف لي بأنه لا يكلم أي فتاةٍ غيري، وأنه محتاجٌ لي خاصةً وأنه في الغربة، وأناً حالياً منقطعة عنه، ودائماً يأتيني إحساس أكلمه، ولكن الحمد لله أمسك نفسي ولا أكلمه، وأنا خائفة من أن يأتي يوم وأكلمه.
أرجو نصحي وإرشادي، ماذا أفعل؟ فأنا لا أريد الوقوع في الحرام، وأريد أن تبقى كرامتي عالية وثقة أهلي في كذلك.
أرجو عدم إهمال رسالتي، فأنا أريد أن أنجح في دراستي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله لكِ النجاح والفلاح والهدى والتقى والصلاح.
فقد أحسنت بتوقفك عن مكالمة ذلك الشاب، فليس أغلى عند الفتاة بعد إيمانها من حياتها وكرامتها وثقة أهلها فيها، وإن كان في الشاب خير فليأت البيوت من أبوابها،(109/13)
ويطلب يدك دون أن يعلم أحد بالذي كان، مع ضرورة أن تستغفري الكريم المنان، وأبشروا فإنه سبحانه يغفر الذنب ويرزق الأمان والإيمان.
وليتنا نتذكر أن الصحابة كانوا إذا حز بهم أمر فزعوا إلى الصلاة، يتأولون قول الله: { واستعينوا بالصبر والصلاة} فهي طاعة الله، وذكره آمان للخائفين وتنبيه للغافلين ومرضاة لرب العالمين، ولكن ضعف الإيمان وفساد الخلان يدفعان إلى الشرور والخذلان.
ولا أظن أن هناك مانعا أن يتقدم لطلب يدك عند عودته، وليس من الضروري أن يخبر أحدا بالطريقة التي عرفك بها، وليس هناك صعوبة من ترتيب هذا الأمر، فالجميع يعلم أن مسألة الزواج قسمة ونصيب، وإذا استطعت إغلاق باب المراسلات والمكالمات فسوف يتبين لكِ صدق ذلك الشاب من كذبه، فإنه إذا كان صادقاً في مودته ورغبته، فسوف يسلك كل طريق للوصول إلى أهلك، ويمكن أن يخبرهم أنه رآك في الجامعة ورغب في الارتباط بك بعد أن سأل بعض صديقاتك.
وإذا حصل هذا، فأرجو أن تطلبي فرصة للتعرف على أسرته وأخلاقه، وأرجو أن يعاونك في ذلك أرحامك وإخوانك، وإذا تحققت الرؤية الشرعية وتعرفتم عليه وعلى أسرته، فإن هذا هو بداية الطريق الصحيح الذي يحفظ لك دينك ويعينك -بعد توفيق الله – على صيانة سمعتك ومكانة أسرتك.
فاتقي الله في نفسك، ولا تضعفي أمام الأزمات، وتوكلي على رب الأرض والسموات، واعلمي أن الله مع الذين اتقوا، وأنه تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... تعرفت على شاب لا يصلي عبر النت ويريد الزواج مني ... 248031 ...
السؤال
تعرفت على شابٍ عن طريق النت وأنا فتاة ملتزمة بالحجاب الكامل، وهذا الشاب غير ملتزم بالصلاة، ولقد عرض علي الزواج ولكني رفضت بشدة، وحاولت إقناعه بأنه فقط أخ، وحاولت أن أدعوه إلى الهداية، وذلك بأن قلت له: كيف أتزوجه وهو على هذه الحال؟ فأخبرني بأنه إذا تم شيء بيننا فسوف يستقيم، ولكني لا أعلم بماذا أرد عليه، هل أوافق أم أرفض طلبه، مع العلم بأنه يطلب مني طلبات أعتبرها غير لائقة بفتاةٍ مثلي، مثل طلبه أن نتقابل بالخارج.
أنا حائرة في أمره، مع العلم بأني لا أؤمن بعلاقات الإنترنت، ولكن هذا الشاب شدني إليه ولسبب لا أعلمه.
شكراً لكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:(109/14)
فنسأل الله أن يحفظك ويسددك، وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شرور النفس، ومن مضلات الفتن.
فإن الاستقامة هي أول خطوات الطريق الصحيح، وينبغي أن تقطعي علاقتك به حتى يعود إلى صلاته وصوابه، واحذري من الاستجابة لطلباته، وابتعدي عن الذئاب، واعلمي أن الصلاة هي الميزان لدين المسلم في الدنيا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) ولا خير في رجل لا يسجد لله، والصلاة هي أول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل وأن فسدت فسد سائر العمل.
ولا يفوتني هنا، أن أحذر فتياتنا الصالحات من مخاطر الإنترنت، وما أكثر الضحايا، والسعيدة من تتعظ بغيرها، وما أحوج صاحبة الحجاب إلى مراقبة الله والتمسك بآداب السنة وتوجيهات الكتاب.
وأرجو أن تحرصي على عفافك واتق الله في نفسك وأهلك، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه، وربما كانت البداية بالدعوة والنصيحة، ولكن النهاية هي العار والفضيحة، ولست مكلفة بهداية الشباب ونصحهم، فإن هذا طريق تحفه المخاطر، لأنك تتعاملين مع شباب يتقلب كالحرباء، ويلبس لكل حالة لبوسها فإن وجدوا صالحة، مثل لها ورع معروف الكرخي، وحدثوها عن عفة يوسف، وطهر يحيى عليه السلام، وإن وجدوا غافلة مغنية متبرجة حدثوها بآخر الموضات، وبأحسن الألبومات من الأغاني الماجنات، فإذا وصلوا إلى غرضهم السيئ وعبثوا بالأعراض، رموها في القمامة كالعلكة، وبحثوا عن ضحية أخرى.
فكوني يا فتاة الإسلام على حذر، ولا تقبلي إلا بصاحب الدين الذي يأتي من الأبواب ويلتزم بالسنة والكتاب ويخاف من غضب الجبار يوم الحساب، وإياك وإياك من التوسع معه أو مع غيره في الكلام، فإنه قد يسجل الكلام ثم يهددك بالفضيحة بين الأهل والأعمام حتى يجركٍٍٍٍٍ إلى هاوية الآثام، ويجعلك ألعوبة في أيدي اللئام.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هل أستمر على علاقتي بأناس طيبين على النت ... 248028 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا بصراحة محتارة لشيء واحد، والذي هو أنه صار لي علاقة على الإنترنت تقريبا 3 أشهر، وأصبح لي صداقات مختلفة، ولكني أحاول جاهدة على عدم الإدمان على غرف الدردشة.
مع العلم أن هناك الكثير من الشبان يحاولون أن يقنعوني بالزواج وبمواضيع من هذا النوع لكنني أعتقد أن لكل منا عقل ووعي يفكر به ويستطيع التمييز بين كل ما هو صحيح وما هو خاطئ، ولكن في نفس الوقت أنا أعرف الكثير من الناس المحترمة، وما أحب أني أقطع صداقتي معهم، لكن يمكن في مرات تمر أشهر ما أحكي معهم(109/15)
لئلا أحكم على نفسي بالإدمان، لهذا أنا غير عارفة هل أضل على اتصال بهم أم لا! مع أن هذا الشيء صعب قليلا، لكن أريد مشورتكم، مع خالص الاحترام لجهودكم.
وعندي مشكلة أخرى:
أنا فتاة من الله عليها بالنقاب من فترة وجيزة، ولكن كنت في السابق غير ملتزمة، أعني أغاني وكليبات ومن هذا الكلام، لكن المشكلة أو مرات أحس الشيطان أذكى مني وأحن لهذه الأشياء! لماذا!؟ لا أعرف! لهذا فأنا غير عارفة كيف أعمل بحالي وخصوصا أن هذا الشيء غير مناسب لبنت مثلي؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس من مصلحتك الاستمرار في هذا الاتصالات، حتى ولو كانت مع طيبين، لأن الشيطان يستدرج ضحاياه خطوة خطوة، ولست أدري كيف حكمت عليهم بهذه السرعة بأنهم طيبين! وهل من منهج الطيبين الكلام مع النساء من وراء ظهر أسرهن.
وسواء أكان الكلام كثيرا يصل إلى درجة الإدمان أم لم يصل، فإن خطورته لا تخفى، وأرجو أن تبحثي عن نساء صالحات لتكوني معهن، واشغلي نفسك بطاعة الله، وأسسي علاقتك معهن على حب الله وطاعته، وليس المظاهر الخداعة أو العبارات الرنانة أو الأشكال الجذابة.
ورغم صعوبة الانقطاع، إلا أنه الطريق الوحيد للنجاة والفلاح، وعلاج الداء في بدايته سهل، لكن المرض إذا تمكن أعجز الأطباء وحير العقلاء، والسعيدة من وعظت بغيرها من النادمات والأشقياء.
فاحتاطي لدينك وتمسكي بحيائك، واحفظي ثقة أهلك فيك، ولا تدمري مستقبلك وسمعة أسرتك.
وهنيئاً لك بالالتزام، ونسأل الله أن يحفظك على الدوام، وأرجو أن تجعلي قدوتك أمهات المؤمنين وصحابة النبي الكرام.
واجتهدي في التخلص من صحبة اللئام، واعلمي أن الغناء مزمار الشيطان، واحذري من توبة الكذابين، فإنها تكون بمجرد اللسان، وتخلصي من آلات ووسائل وأشرطة الأغاني والعصيان، وأكثري من الأعمال الصالحات، فإنها تغسل الذنوب وتذهب الأدران.
فاتقي الله في نفسك، وتجنبي وساوس الشيطان، واعلمي أنه يبتعد عن الذي يذكر الرحمن ويتلو القرآن.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... تعلقت بشاب صالح ولا أستطيع تركه..فما الحل ... 247865 ...
السؤال(109/16)
السلام عليكم.
أريد المساعدة، أنا محتارة، كنت فتاة طائشة وغير محافظة على صلاتي، وكنت على علاقات بالشباب لكن بالنت، ويمكن تصل للتليفون لكن ليس بتليفوني ولا برقمي، يعني كنت أتسلى، المهم في يوم تعرف على شاب بالصدفة هو شخص متدين وخائف ربه ومحافظ على صلاته، ومع الأيام تعلق بي، وأنا ما كنت أهتم.
ومع الأيام ومع نصائحه لي تركت بالبداية الشباب، لكن علاقتي معه مستمرة، محافظة على صلاتي، ولا أفوت ولا فرضا، وإن شاء الله خلال أيام قليلة سأختم القرآن لأول مرة بحياتي، أحببت هذا الشخص بجنون لكن ابتعدت عنه وأنهيت علاقتي، وكنت مستعدة أنساه وأستمر بحياتي.
ويوم ما عرفت أنه صار له حادث، ومن هذا الحادث انشل شللا نصفيا (ضغط في النخاع الشوكي)، رجعت له، وقفت معه ولا تركته، المهم تعلق بي هو أكثر، ونذر إن مشى مرة ثانية أنه يخطبني، لكن مشكلتي الحين أني أكلمه بالتليفون، أحاول أني أتركه ولا أقدر، وهو بعد يحاول ألا يكلمني ويخاف علي لكن لا يقدر، وأنا أتكلم بدون ما أهلي يدرون، وهذا الشيء يضايقني وحاسة بالذنب لأني أخون ثقة أهلي، فأرجو منكم النصيحة.
وجزاكم الله ألف خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ نور حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يلهمك الرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فاحمدي الله الذي ردك إلى الصواب، ونجاك من الذئاب، وفتح لك إلى التوبة أبواب، ويسّر لك قراءة الكتاب، فاجتهدي في طاعته، وأبشري فإن للجنة أبواب أعدها الله للمتقين وذلك كرم من الوهاب.
وشكراًَ لك على ذلك الوفاء لمن تسبب في هدايتك، وأرجو أن تكون العلاقة بينكما وفق ضوابط الشريعة، فلا داعي للاتصال، واجتهدي في التوجه لمن بيده الشفاء وصلاح الأحوال، واعلمي أن ثقة الأهل غالية وأغلى منها طاعة الكبير المتعال.
ونحن ننصحك بأن تعمّري قلبك بمحبة الرحمن، وأن تُشغلي وقتك بطاعته لتفوزي برضاه سبحانه، وسوف يصرف إليك قلوب العباد، وتلك سنة الكريم الجواد القائل في محكم الكتاب: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}.
ونحن نتمنى أن يرد الله لذلك الشاب عافيته، وأن يعينكم على جعل تلك العلاقة شرعية، وحتى يحدث ذلك أرجو إيقاف هذه الاتصالات في أسرع وقت؛ لأنها مخالفة لأمر الله {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}، وأرجو أن يشتغل هذا الشاب بشكر الله الذي أبقاه على هذه الدنيا، وليعمر وقته بذكر الله وتلاوة كتابه، كما نتمنى أن تعمري أوقاتك بتلاوة القرآن، واتخذي لنفسك(109/17)
صديقات صالحات، وراقبي رب الأرض والسماوات، واعلمي أن الشيطان يستدرج ضحاياه حتى يوقعهم في الحسرات.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من فتنة النظر إلى النساء ... 247579 ...
السؤال
أنا شاب أعاني من النظر إلى البنات ومصاحبتهن، فأرجو منكم حل مشكلتي هذه، ولكم جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسْأل الله العظيم أن يُلهمك السداد والصواب، وأن يجنبنا جميعاً الخسارة والعذاب.
فإن النظرات تُورث الندامة والحسرات، وقد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً *** لقلبك أتعبتك المناظر
والنظر سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس، والسهم المسموم يتلف الجسد، والنظرة المحرمة تتلف القلب.
وكل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوسٍ ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر.
وأرجو أن تعلم أن كل الذين هلكوا في هذا الميدان كانت بدايتهم نظرة، بل كان فيهم من يقول: (إنها مجرد نظرة) وينسى هؤلاء أن الله سبحانه العليم بخلقه يقول في كلامه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... }.
ولا يفوتني أن أشكرك على صراحتك وتواصلك مع إخوانك وآبائك في موقعك، وأسأل الله أن يجعلنا ممن يعمل بما علم، وأحذرك من التمادي في العصيان فإن الله يمهل ولا يهمل، وأرجو أن تخاف على أخواتك ومحارمك فإن الجزاء من جنس العمل، ولا ينال الإنسان من وراء المعاصي إلا الكآبة والأحزان وغضب الملك الديان.
وقد حرمت هذه الشريعة العظيمة كل ما يُوصل إلى الفاحشة والشرور، واتخذت تدابير عظيمة في ذلك، فحرمت النظرة والخلوة، وباعدت بين أنفاس الرجال والنساء، وفرقت بين السفاح والنكاح، ولا يخفى عليك أن الزنا من أكبر الكبائر، ولعلك تلاحظ أن هناك ربط بين الشرك والقتل والزنا لأنها أعظم الجرائم، وهذا الطريق الذي تمشي فيه مليء بالشرور وسوء العاقبة، فاتق الله في نفسك وفي أعراض الناس، واجتهد في طلب العفاف والحلال، فإذا لم يتيسر فأكثر من الصوم، وابتعد عن مواطن النساء قبل أن تفقد قلبك وتهلك نفسك، ولن ينفعك عند ذلك ندمك.(109/18)
وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته بالباطل والشر، وأرجو أن تتذكر بأنك لن تستطيع أن تتزوج كل النساء، وأن استمرارك في هذه المعصية يُصيبك بالعجز الجنسي مستقبلاً، ويكون خصماً على سعادتك الزوجية.
والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتخلص من عادة الحديث مع النساء ... 247464 ...
السؤال
أعلم أن التحدث مع النساء حرام، ولكني أعشقهن ولم أستطيع الزواج، وجربت جميع الحلول فلا أجد حلا، أرجوكم أنقذوني!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، وأن يُعينك على غض بصرك وتحصين فرجك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فيصدق عليك قول الشاعر:
كالعيش في البيداء يقتلها الظمأ *** والماء فوق ظهورها محمول
وهذا كنايةٌ عن الإبل التي تكاد أن تموت من العطش والماء فوق ظهورها.
فأنت تبحث عن حلٍ مشكلتك خارج إطار نفسك؛ لأنك لا تريد أن تكلفها أو تأمرها بغض بصرها، ولذلك تبحث عن الحلول شرقاً وغرباً، في حين أن مشكلتك في يديك أنت وليس في يد غيرك مهما كان، فإذا لم يكن لديك استعداد ابني المهندس أبو عبد الله لترك هذه المعصية، أو عزيمة صادقة وإرادة قوية، فاسمح لي أن أقول لك: إنك تبحث عن سرابٍ أو شيءٍ مستحيل؛ لأن قرار إطلاق النظر والحديث مع النساء هو قرارك أنت وحدك، وكذلك التوقف عن ذلك كله هو أيضاً قراراك وحدك، ومن حقك أن تقول بأنك جربت جميع الحلول فلم تنجح، وأنا قطعاً يا ولدي أصدقك في ذلك، إلا أنك مع الأسف الشديد تبحث عن العلاج بطريقةٍ غير الطريقة الطبيعية، والتي أعطاك الله القدرة عليها، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس )؟! أي: اترك الحرام كله تكن أعظم الناس عبادةً لله، أما سمعت قوله (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)؟! أما سمعت قول الحق جل وعلا: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها}؟ هل يمكن أن يدرس أو يذاكر أحدُ مكانك أو يمتحن مكانك ولدي أبو عبد الله؟ قطعاً ستقول لا، أقول لك: إن موضوعك وكلامك مع النساء هو نفس الشيء، فلا تجعل أحداً يأخذ قراراً يخصك نيابة عنك يا ولدي؛ لأن هذا خلاف العقل والمنطق، فخذ قرارك بنفسك، واعلم أنك قادرٌ على ذلك، وإلا لما كلفك الله به، وفي ذلك يقول سبحانه: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.(109/19)
فاستعن بالله، وخذ قرارك القوي والجريء من الآن، واعلم أنك قادر على ذلك كما ذكرت لك، وقاوم رغبة نفسك، وقل لها لن أبحث عن الحل بعيداً عنك، فأنت صاحبة القرار، ولا بد أن تتحملي، لأن هذا هو عملك السيئ الذي لن أخضع له أبداً، ثم ضع هؤلاء النساء مكان أمك أو أختك أو زوجتك، أترضى أن يكلمهم أحد؟!!
إذاً خذ القرار، وتوكل على الله، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أستمر بعلاقتي الأخوية مع شاب تعرفت إليه عبر النت ... 247403 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القصة هي أنني تعرفت بشاب متدين وذو خلق رفيع، ويخاف الله عز وجل عن طريق شبكة الإنترنت، ونتعامل على أساس الأخوة وخاصة أنني أخاف الله عز وجل، ودامت هذه الأخوة لمدة ثمانية شهور.
وفي بعض الأحيان كان يكلمني بالهاتف، وبعد هذه الفترة أحسست أنني لا بد أن أقول هذا الأمر لأخي المسافر وخاصة أنني الفتاة الوحيدة في العائلة وعلى علاقة جيدة جدا مع أخي الكبير، وأخبرت الشاب بهذا الأمر فقدر موقفي وأخبرني بأنه مستعد أن يكلم أخي إذا حدثت أي مشاكل بسبب هذا الموضوع لأن أسرتي محافظة جداً، وانقطعت علاقتي بهذا الشاب مدة شهر تقريباً.
وعندما جاء أخي فجأة من السفر أخبرته بكل القصة وعن علاقتي الأخوية بهذا الشاب، فقال أخي بأنه يمنحني الثقة الكاملة ويعطيني كامل الحرية في كيفية التعامل مع الموضوع؛ لأنه يثق بأخلاقي وبتديني.
وأنا بكل صراحة تعلقت بهذا الشاب لما يتمتع به من خلق رفيع ومثل قيمة، ولكن تعلقي به على أساس الأخوة فقط ربما لأنه يفهمني ويضحي بكل ما لديه ليحافظ على مشاعري.
و أنا الآن في حيرة من أمري وقلق مستمر وكوابيس لا تفارقني!! هل أستمر في حديثي مع هذا الشاب؟ وهو الأمر الذي يريحني وخصوصاً بعد معرفة أخي الكبير لقصتي، أو أحاول نسيانه وهو الأمر الذي يصعب علي؟ فأنا أخاف الله عز وجل، وأخشى أن يكون هذا الأمر معصية لله تعالى، والحيرة لا تفارقني وخصوصاً بعد أن سمعت أخي يقول لي (أنا واثق بك) أخشى أن لا أكون كفئاً لهذه الثقة! أرجو الرد السريع لمشكلتي فهذا الأمر بدأ يؤثر على دراستي واجتهادي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويوفقك، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.(109/20)
فقد أعجبني حرصك على إخبار شقيقك الأكبر، وأزعجني عدم حرصه على تصحيح الوضع وجعل تلك العلاقة رسمية وشرعية، فإن العواقب غير مأمونة والشيطان هو الثالث، والقلوب أشد تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً، والشيطان لا يطلب من الأخيار الوقوع في معصية الواحد القهار لكنه يأخذهم خطوة خطوة، ومن هنا كان التوجيه القرآني للمؤمنين بعدم اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ... } ولا يخفى عليك أن كثيراً من الذين سقطوا كانت بداياتهم طيبة، بل وجد فيهم من كان مدخله الدعوة والإصلاح والنصح والإرشاد، وكانت النهاية هي الندامة والفساد.
وليس من حق أحد أن يسيء الظن بك أو بذلك الشاب، ولكن من حق كل مؤمن غيور أن يخاف على الشباب من السقوط، وأن يحذر الناس من عواقب المخالفة: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}.
ولا شك أن خوفك من المعصية دليلٌ على ما في نفسك من الخير، فلا تفسدي هذه النية بالاستمرار في المخالفة، فإن الله يمهل ولا يهمل.
وأرجو أن تجدي في أهلك ومحارمك من يحسن الاستماع إليك، ولماذا لا تعرضي همومك على شقيقك الأكبر الذي نتمنى أن يمنحك مع الثقة العاطفة والحب الأخوي، وعليك بمجالس الخيرات وصحبة الصالحات، ونتمنى أن يحرص ذلك الشاب على الارتباط الشرعي بك، فإنه ليس للمتحابين مثل النكاح، وإذ لم يحصل ذلك فعليك بالمسارعة بقطع تلك العلاقة قبل أن يصل تأثيرها إلى عبادتك بعد ضررها على دراستك، وثقي بأنه من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وإذا قطعت العلاقة فسوف يتبين لك حقيقة مشاعر الرجل، فإن كان حريصاًَ على الارتباط الشرعي فسوف ترتفع منزلتك في قلبه، وسوف يبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إلى أهلك وطلب يديك رسمياً، وإن كانت الأخرى فاحمدي الله الذي خلصك ونجاك وحفظك ورعاك.
وأرجو أن تشغلي نفسك بتقوى الله، واجتهدي في ذكره وشكره، وعمري وقتك بالمفيد، وانتبهي لدراستك، واحرصي على حب الله ثم حب رسوله، وابحثي عن دورك في الحياة، واجعلي الإيمان والخوف من الرحمن هو المنطلق، وأكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله المصطفى المختار.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... الشباب ودور المواقع الإسلامية ... 247310 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أريد أن أستشيركم في أمر محير بالنسبة لي فأنا مشرف على موقع إسلامي يعتني بقضايا الشباب المسلم من إدمان وزواج عرفي وتقصير في العبادات ...إلى آخر هذه المشاكل، وأريد أن أضع في موقعي علم يهتم بالجنس، بمعنى أن يفهم الشاب البالغ معنى البلوغ وكذلك الفتاة، وأن يفهم المتزوج كيف يمكنه أن يتعامل مع زوجته في(109/21)
إطار الشريعة وأيضاً في إطار علمي، فمثلا أضع معلومات عن غشاء البكارة وكيفية المعاشرة الزوجية، ووضع بعض المشاكل الجنسية مع حلولٍ لها، وستكون المصادر التي سأعتمدها هي موقعكم أو موقع الإسلام أون لاين، فهل وضع معلومات كهذه للشباب بمختلف فئاتهم العمرية وعلى اختلاف أحوالهم صحيح؟ أم هل من الأفضل أن أدع ذلك الأمر تماماً،آ أم أجعله في حدود عمرية معينة أي الشاب الذي من سن كذا إلى كذا يقرأ كذا والشاب المتزوج كذا ، أم ماذا أفعل؟
بما أنكم أهل اختصاص فأشيروا علي بما أفعل؟ فمثلاً أنا أريد مناقشة قضية الشذوذ وأسبابها، وكيف آخذ بأيدي الشباب لأن يتم علاجهم من هذه الأمور لا سيما السحاق، وكذلك الاستمناء، وبالفعل كتبت عنه مقالة بينت فيها حكمه الشرعي، وكذلك تناولته من الناحية العلمية مع توضيح لكيفية الاستغناء عنه تماماً .
الذي أريده باختصار استشارة فيما يجب علي فعله في هذا الصدد والسلام عليكم .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فخير الناس أنفعهم للناس، وبشرى لمن كان للخير مفتاحاً وللشر مغلاقاً، وحق لنا أن نفخر بشاب يريد أن يأخذ بأيدي إخوانه، فثبتك الله، ووفقك لكل خير.
لقد سألت يا بني عن أمرٍ عظيم يترتب على الخطأ في معالجته الشر الوبيل، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ولن يخيب من يستشير إخوانه وآبائه .
ولا يخفى على أمثالك أن الله سبحانه وضع هذه الغريزة في الإنسان لغاياتٍ عظيمة، ورسم لها في شريعته طريقاً مستقيماً يضمن صفائها ويجنب المجتمعات أضرارها، فهي صدقة وحسنة إذا وضعت في مكانها الصحيح، وهي عذابٌ ودمار إذا سار صاحبها على خطى الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء ويزين للناس المنكر .
ولا شك أن طرح هذا الموضوع في وقته المناسب هو المنهج السليم حتى لا نوقظ عقارب الشهوات من سباتها، ولعل هذا لأمر انتبه له من وضعوا المناهج في بعض البلاد، فجعلوا تدريس موجبات الغسل وفقه الحيض في الصف الرابع أو الخامس تقريباً، ونحن نفضل أن يكون التوجيه للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات بضرورة الحرص على حسن العرض لهذا الموضوع من خلال مادتي التربية الإسلامية التي يتعلم فيها الصبي والفتاة أحكام الطهارة، ومادة العلوم التي يتعرف فيها الأطفال على أعضائهم التناسلية ووظائفها.
كما أن الإسلام دينٌ يحرص على العفة عند الطرح، هذا هو أسلوب القرآن الذي تجد فيه قوله تعالى: {من قبل أن يتماسا}، وقول تعالى: {أو لامستم النساء}، وقوله تعالى: {يسألونك عن المحيض ...}، وقوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطراً}، وقوله تعالى: {أو جاء أحد منكم من الغائط} فعلينا أن نكتفي بالتلويح الذي يغني عن التصريح، ونكتفي بالإشارة إذا أدت وظيفة العبارة .(109/22)
ولا يخفى على أمثالكم ما وصلت إليه الحضارة الغربية من انحلال نتيجة للعرض المكشوف لمسائل الجنس، وأصبحت هذه القضية مزعجة لأبعد الحدود، وباتت تهدد دور العلم والمعرفة فضلاًَ عن غيرها، حتى صرخ بعض الكبراء عندهم قائلاً: (لا حل أمامكم إلا أن تأتوا بمدرسين من المسلمين ليدرسوا أطفالنا لأن دينهم يحرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ).
ولا أظن أن هناك مانعٌ من عرض المسائل العامة وتوجيه الشباب للحفاظ على عفته وطهارته، وبيان خطورة مسايرة تيار الشهوات .
أما بالنسبة لكيفية المعاشرة الجنسية، فذلك ما لا ينبغي طرحه إلا في البريد الخاص ولمن يطلب المساعدة، مع تأكيدنا على أن من علم الطفل كيف يهتدي إلى ثدي أمه وعلم العصفور كيف يطلب رزقه ووضح للبهيمة العجماء كيف تحمي نفسه، فطر النفوس على معرفة كيفية التعامل والتعاطي لهذا الأمر، كما أن الأفضل للزوجين أن يهتديا بأنفسهم إلى الطريقة التي تناسبهم، مع بيان عظمة هذا الدين الذي لم يحدد الكيفية لكنه حدد الخطوط الحمراء، فحرم جماع الحائض في فرجها، وحرم إتيان المرأة في دبرها، وحرم الشذوذ الجنسي لواطاً كان أو سحاقاً، فإذاً على المسلم تجنب هذه الأشياء وتجنب التشبه بالأعداء وتعمير قلبه بالغيرة التي لم يحرم منها الكريم حتى العجماء، فقد فقدها في زماننا طوائف من الكفار والدهماء، وأولئك أضل من الأنعام وأسوأ من أقلت الغبراء وأظلت السماء .
وأرجو أن تعلم أن الإسلام حرص على استخدام القصص في علاج كثير من الأشياء المحرجة، فالإنسان قد يصعب عليه أن يكلم الأبرياء عن بعض الأشياء المحرجة، لكنه يستطيع أن يعرض قصة قوم لوط ويبين عاقبة هذه الفاحشة المدمرة، والتي تعتبر السبب الأول في كارثة الإيدز، ويمكن أن نربي معاني الغيرة من خلال عرض قصة الشاب الذي جاء يستأذن في الزنا، ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تزكية معاني الغيرة في نفسه من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: (أترضاه لأمك ...).
أما بالنسبة للمشاكل الخاصة جداً فليس من المصلحة عرضها للجمهور، ولا مانع من عرضها على صاحب المشكلة في بريده الخاص حتى نحصر الانحرافات في إطارها ومكانها، ولعل هذا هو النظام المتبع في هذا الموقع الذي نشكرك على اختياره، ونزف لك البشرى بفوزه وتميزه على المواقع المشابهة على الشبكة العنكبوتية .
والله ولي التوفيق والسداد.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... تعرفت عليه من موقع زواج وتقدم لزواجي فهل أتزوجه ... 246847 ...
السؤال
أعمل بالسعودية مدرسة كمبيوتر منذ عام ونصف، وأنا منقبة عمري 25 سنة، رغبت في الزواج فسجلت نفسي بموقع زواج، تعرفت منه على شاب 29 سنة يعمل في الجامعة في قسم الحاسب مصري، طلب أن يتعرف علي من خلال موقع الزواج تعارفنا وتقابلنا عند صديق أخوه وهو أخ كريم، استأذنت من أخي أن أقابله وطلب مني أيضا أن أستأذن من والدي فأذن لي والدي، وأخي ووالدي يعلمان أنني تعرفت(109/23)
عليه من ناس عرفونا ببعض فقط، رآني هو رؤية شرعية فرغب بالزواج بي فورا واتصل بأبي وأخي، هو ليس وسيما ولكن فقط يعتبرني أني سأكون ملكه في حياته، وهذا ما دفعني فعليا في الزواج منه، ولكن يأتي سؤالي الآن: هل سينجح زواجي من رجل تعارفنا على بعض عن طريق موقع زواج على النت؟ وهل أوافق فعليا على إتمام هذا الأمر؟ أم أني اخترت طريقة لزوجي خاطئة؟ وقد تعود علي بالضرر في المستقبل؟ وتجرحني هذه الطريقة؟
آسفة للإطالة وأرجو الرد علي أفادكم الله وجزاكم خيراً عني... شكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ haya حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعًا على ذكره وشركه وحسن عبادته.
قد سرني إخبارك لشقيقك بالأمر وكذلك والدك، وكم كنت أتمنى أن يذهب معك أخوك في يوم الرؤية الشرعية، فإنك لن تعدمي نصحه ولن تخسري بوجوده، والرجال يحترمون الفتاة التي يقدرها أهلها ويغاروا عليها.
ولا مانع من الناحية الشرعية من تصويب خطأ التعارف عن طريق الإنترنت، وذلك بوضع الأمر في حدود الشريعة، وأرجو أن تحافظي على حجابك وحيائك، واطلبي من أهلك أن يعرفوا عن الرجل الكثير والكثير، واستخيري ربك القدير، واستشيري كل عاقلة من زميلاتك وكل عاقل من أرحامك، فنعم الرأي ما صدر عن المجرب الخبير.
وليس من الضروري أن يكون الرجل وسيمًا ولكن من المهم أن يكون صاحب دين، وأن يكون جماله في أخلاقه، فإن جمال الأجساد عمره محدود ولكن جمال الدين والأخلاق لا يعرف الحدود، وقلَّ أن يجتمع جمال الظاهر والباطن، وكم من مغرور بجمال مظهره والله وحده العليم بما في قلبه ومخبره، وأحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس **** كقنديل على قبر المجوس
فهل تفيد الزينات الموضوعة على القبر إذا كان صاحب القبر من عبدة النيران، ولذلك فإن المرأة العاقلة تركز على صاحب الدين، والأولياء الأمناء يختارون في الخطيب دينه وأمانته وليس ماله ومظهره.
كما أرجو أن تتأكدوا من قدرته على تحمل المسئوليات؛ فإن معظم الشباب الذين يهربون من الحياة إلى عالم الإنترنت غير جادين في رغبتهم في الزواج، ولكنهم يرغبون في قضاء بعض الوقت، وربما خدعوا فتاة بعد أُخرى؛ ولذلك ولعل من المهم والمفيد جدًّا معرفة أحوال أسرته والاهتمام بجانب الترابط والتوافق بين والديه وأرحامه؛ لأن ذلك مؤشر على طريقته المتوقعة في حياته مع زوجته، ومعظم الأزواج الناجحين خرجوا من بيوت مستقرة، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجات.
وقد أعجبني حرصك على عدم إخبار أهلك بأنك تعرفت عليه من خلال الإنترنت ومن خلال مواقع الزواج، وإذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق فلا مانع من القبول(109/24)
به، وأرجو أن تقدمي لذلك بصلاة الاستخارة ومشاورة الصالحات والأخيار من أرحامك، وهذا الأمر بيدك وحدك؛ فاحرصي على ما يرضي الله، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج؛ فاجعلي علاقتك به تحت سمع وبصر أسرتك، واعلمي أن خير البر عاجله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف نحمي الشباب من خطر الإنترنت؟ ... 246457 ...
السؤال
كيف نحمي الشباب من خطر النت؟ وما هو دوركم من هذا الموضوع المهم جداً والخطير؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محمود حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبداية نسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء، وأن يثيبك خير الثواب على هذا الاهتمام الطيب الحسن في المحافظة على شباب المسلمين، فإن المسلم أخو المسلم، يحرص على مصلحته، ويحرص على نفعه ونصيحته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم في صحيحه.
وأيضاً فإن هذا السعي المحمود هو داخل ومندرج في الإصلاح في الأرض، وقد أخبر جل وعلا أنه يثيب المصلحين الذين يصلحون ما أفسد الناس كما قال تعالى: {والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}.
ومن هنا نبدأ معك الكلام في أمر حماية المسلمين عموماً من خطر وضرر شبكة المعلومات العالمية، فإن الآية التي ذكرناها، والتي بينت أجر المصلحين وعظم قدرهم، هي نفسها التي تبين أساس الحل وأصوله بأوجز عبارة، وأبلغ إشارة مع الوضوح وعدم التعقيد، فأساس الحل هو التمسك بكتاب الله تعالى، وهذا هو الذي بدأت به الآية: {والذين يمسكون بالكتاب}، فبهذا التمسك، وبهذه الاستقامة على منهج الله يكون حماية الأمة الإسلامية، ليس من خطر الإعلام فقط بل ومن كل خطر، ومن كل بلاء ومحنة، وإيضاح ذلك أن التمسك بكتاب الله يعني إقامة شريعة الله، في جميع جوانب الحياة التي تشمل العقائد والعبادات، والمعاملات والعقوبات والآداب، فمتى ما أقيم شرع الله، وحكم كتاب الله، فإن الحماية الأصيلة، والوقاية القوية، ستكون هي الحاصلة والموجودة، وهذا يعني ضرورة أن يكون هنالك خطوات تتخذ على مستوى الأفراد والجماعات.
فمن ذلك أنه لابد من توعية الأمة عموماً بجميع طبقاتها، من الخطر الإعلامي الذي يقصد إفساد عقائد المسلمين بل وإفساد جميع شؤون حياتهم الدينية والدنيوية معاً، ولابد في هذا من استخدام الوسائل الممكنة ونشرها بين الناس في مدارسهم وجامعاتهم وفي مراكز عملهم، سواء كان ذلك بإقامة المحاضرات والندوات أو عن(109/25)
طريق الشريط الإسلامي أو الكتيبات، ونحو ذلك من الوسائل التي تبين خطر الضرر الإعلامي المنحرف الذي يعمل على هدم كل فضيلة ونشر كل رذيلة، مع التنبيه على وجود مراكز إعلامية هي بحمد الله على النقيض من الإعلام الفاسد، فليس المقصود أن جميع المراكز الإعلامية تقوم بنشر الفساد، بل إن منها ما هو عامل من العوامل القوية على نشر الفساد والرذيلة ومنها ما هو عامل على نشر الإصلاح والفضيلة كما هو معلوم وواقع.
الأمر الثاني: أنه لابد لكل فرد من أفراد الأمة ممن يحملون هم هذا الدين وممن بصرهم الله تعالى بكيد الكافرين والمفسدين في الأرض، لابد لهؤلاء وأمثالهم أن لا يبخلوا بجهودهم الفردية في توضيح هذه الأمور للناس سواء بالمشاركة في الأداء الإعلامي مباشرة أو بالدعوة الفردية بين الأهل والأقارب والمحيط الاجتماعي بحيث يكون الفرد مكملاً لعمل الجماعة، وليس هذا الأمر بالأمر النظري بل هو أمر فعال وإيجابي للغاية، فإن الكلمة الصادقة النافعة في محلها تثمر جهداً عظيماً مكملاً لها في الجهود ومتمماً لسائر العمل.
الأمر الثالث: إيجاد البديل الصالح، وإيجاد الموقع الإسلامي النظيف والعمل على إنشاء مثل هذه المراكز والمشاركة فيها ودعمها بكل جهد ممكن، فإن الناس متى ما وجدوا البديل الشرعي والبديل السليم، فإن كثيراً منهم بحمد الله ينصرف إليه، أو على الأقل فإنه يقلل من ضرر مشاركته في مواقع منحرفة ومضللة تضر الدين والدنيا.
الأمر الرابع: لابد من العناية الكاملة في تحصيل العلوم الشرعية بحيث إن دعوة الناس إلى الهدى وتبصيرهم بطرق الضلال ليتجنبوها، تكون على بصيرة ونور وعلم، لا على مجرد وهم أو خيال، بل الواجب هو تحصيل القدر الذي تؤدى به الدعوة إلى الله في هذا الباب أو ذاك، وهذا يختلف بحسب أحوال الناس وقدراتهم وطبيعة الناس المدعوين، وهذا الأصل قد قرره الله تعالى غاية التقرير بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} وهذا هو عينه طريق النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه الذي سار عليه صلوات الله وسلامه عليه.
الأمر الخامس: لابد من التحذير من المواقع المضللة والتي تبث الشبهات وتعمل على التشكيك في دين الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك التي تعمل على نشر الرذيلة والفساد في الأرض، بحيث تعمل على بيان وفضح أهدافهم ولمقاصدهم للناس كما قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}، فلابد إذن من تعريف الناس بالحق وأهله، وتعرفيهم كذلك بالباطل وأهله، وبذلك تتم هداية الخلق.
الأمر السادس: الاعتناء البالغ بتوعية القائمين على تربية الشباب والأطفال وهذا يشمل الآباء والأمهات والمعلمين في المدارس والجامعات ونحوهم فإن الأمانة الواجب حفظها تشمل كل هؤلاء، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرر هذا المعنى غاية التقرير بقوله ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) والحديث مخرج في الصحيح.
الأمر السابع: المثابرة والجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة والقدرة، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقبله وذلك أضعف(109/26)
الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة تفوق الحصر، وإنما المقصود هو الإشارة إلى هذه المعاني عموماً، ولا ريب أن هذا الموضوع هو موضوع جدير بالبحث، وجدير بالطرح المستمر والجاد، وقد أشرنا إلى قواعد عامة، وخطوات ممكنة بحسب ما تحتمله هذه السطور، ونسأله جل وعلا أن يثيبك خيراً على هذا السؤال الكريم، وعلى هذا المقصد النبيل.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... هل زواج الإنترنت زواج ناجح ... 246311 ...
السؤال
الموضوع يخصني لكنه يبدأ من عند صديقتي.
تطلقت صديقتي ولجأت لي كي أبحث لها عن زوج عن طريق الإنترنت لأنها لم تكن تريد العودة إلى زوجها، بحثت في الإنترنت عن مواقع الزواج فوجدت واحدا وسجلت فيه، قالت لي صديقتي أنها ستعود إلى زوجها ولا داعي للمضي في الموضوع، فنسيت الموضوع كله ولم أعد أفتح الموقع ثانية مع أنني لم أكن مقتنعة تماما بهذه الطريقة في الزواج لكني جاريتها فيما تريد حيث إنه ليس لديها إنترنت.
بعد شهور وجدت رسالة في بريدي من شخص من موقع الزواج ذلك شارحا فيه كل شيء عن نفسه ورغبته في التعرف إلي بغرض الزواج؛ لأنني كنت قد نسيت ذلك الموقع، فسألته من يكون بالتحديد؟ فلم يجب على السؤال وإنما استرسل في الشرح عن نفسه وعائلته، وطلب مني أن أوضح له كل شيء عني فقلت في نفسي ولم لا!؟ قد تكون فاتحة خير.
أرسلت له رسالة بها كل شيء عني وعن متطلباتي في زوج المستقبل؛ فأعجب بما كتبت كثيرا وطلب رقمي فأعطيته، وتكلم معي لمدة دقيقتين سألني عن اسمي وعن عملي ثم أقفل الخط على موعد بالتحدث ثانية.
بعد ذلك اختفى فلم يتصل ولم يرسل، وانتظرت أياما ربما يتصل لكنه اختفى؛ فاعتقدت أنه غير رأيه أو لم يعجبه شيء مما قلت فصرفت النظر تماما عن الموضوع وقلت أن زواج الإنترنت لا ينفع.
بعد ذلك بشهرين وأسبوعين وجدت منه رسالة يهنئني فيها بعيد رمضان ويخبرني أنه كان في رحلة عمل في الخارج استغرقت كل هذا الوقت، أرسلت له رسالة أبدي فيها غضبي وأخبره بأنه كان يجب أن يخبرني بسفره لأنني اعتقدت أنه غير رأيه، فقال أنه لم يغير رأيه، وأنه يأسف لما حدث ولن يكرره أبدا، وطلب مني استئناف المعرفة وصولا للزواج فوافقت.
طلب مني صورة، فقلت إنني لا أرسل صوري لا في النت ولا غيره، فقال إنه يحترم رأيي ذلك وطلب مني تحديد موعد مع أبي ليخطبني، فطلبت مهلة أسبوعين كي(109/27)
أرتب الموضوع مع أبي، وسألته ماذا يريدني أن أقول لوالدي؟ فقال قولي له الحقيقة، أي أقول له أننا تعارفنا عن طريق النت فوافقت.
الآن أريد أن أعرف هل زواج الإنترنت ناجح؟ مع العلم أنه لم يتم بيننا أي تبادل رسائل غرامية ولا محادثات تلفونية غير محادثة واحدة فقط، وكل معرفتي به لا تتعدى الأسابيع، وسرعان ما طلب تحديد موعد للخطبة، هل ما أفعله صحيح؟ وهل هذا الموضوع محفوف بالمخاطر؟ وهل عواقبه وخيمة؟ أريد إجابات وافية لأنه عازم على الزواج وأنا خائفة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ ورود حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فبداية نستطيع القول بأن كل ما حدث لك هو بحمد الله قد حصل بتقدير من الله ودون أي قصد منك، فإنك لم تكوني قاصدةً البحث عن زوج لنفسك بل تقصدين بذلك مساعدة صديقتك المطلقة، ولا ريب أنك بإذن الله مأجورة على إعانتها، فإن هذا العمل من جنس التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به، كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}.
وأيضاً فإنك بحمد الله لم تقعي في الخطأ الذي تقع فيه كثير من الفتيات، حيث يقمن بإرسال صورهن إلى رجال مجهولين، لا يعرفن حقيقة مقاصدهم، ولا يعرفن أيضاً ماذا يمكن أن يحدث نتيجة حصول هؤلاء الرجال على الصور والعناوين والأسماء، فالحمد لله الذي وفقك إلى هذا الموقف الطيب السليم، مضموماً إلى أنك قد طلبت من هذا الشاب أن يأتي الأمر من بابه المعروف، وهو خطبتك من والدك على الطريقة الشرعية المتعارف عليها، فكل هذه الأمور تعين بإذن الله تعالى على حصول المقصود وتجنب أي ضرر أو مشكلة قد تقع في مثل هذه الاتصالات.
والمقصود أن محاولتك الحصول على زوج صاحب دين وخلق هي محاولة شريفة وقد تمت بحمد الله بأسلوب غير محرم، بل قد حصل المقصود من تعريف هذا الرجل بمنزل أهلك ليتقدم لخطبتك على الوجه الشرعي السليم فالذي يناسب حالك ووضعك هو أن تقومي بإخبار والدك بحقيقة كل ما حصل وعن رغبة هذا الرجل في التقدم لخطبتك، وبعد ذلك يقوم والدك بمكالمة هذا الشاب ليرتب معه موعد اللقاء للتعارف ولرؤية كل منكما الآخر في منزلكم على الوجه المتعارف عليه.
غير أننا نود لفت نظرك إلى مجموعة أمور:-
الأول: أن موافقتك أنت وأهلك على استقبال هذا الرجل لا تعني أبداً أنها هي الموافقة النهائية، بل المعنى أن هذا لقاء للتعارف بين أهلك وبين هذا الشاب ليتعرفوا عليه ثم بعد ذلك ليسألوا عنه وعن دينه وخلقه وطبيعة عمله وكل ما يتعلق بأمور الزواج المعتبرة.
الثاني: لا بد من التمهل في اللقاء بينك وبين هذا الشاب بحيث إن اللقاء بينك وبينه قد يتم تأجيله إلى حين سؤالكم عن حال هذا الخاطب، وبعد اطمئنانكم إلى كونه صالحاً صاحب خلق يتم اللقاء بينكما.(109/28)
3- لا بد من الانتباه إلى أنك بحاجة إلى مراعاة التوسط في صفة الخاطب الذي يتقدم إليك، فحاولي أن تكوني متوسطة في المعيار الذي تطلبينه في زوج المستقبل، بحيث يكون الأٍساس الذي لا يمكن التنازل عنه هو الخلق الحسن، والاستقامة في الدين، وما سوى ذلك من الشروط فإنها قابلة للتنازل عنها أو على الأقل التساهل في بعضها، فإنه لا يخفى عليك أنك بحاجة إلى الزوج الصالح وأن سنك لا تتيح لك كثيراً من الفرص، فعليك باغتنام الفرصة المناسبة متى ما توفرت، ولكن أيضاً مع الحذر والتمهل وعدم العجلة في إتمام العقد دون تثبت من حال هذا الخاطب.
4- لابد أيضاً من الانتباه إلى أن المقصود قد حصل من معرفة هذا الخاطب بعنوان أهلك، فالذي ينبغي فعله هو ترك المجال لوالدك لإتمام الأمر، وذلك بالكلام الواضح والصريح والدعوة إلى اللقاء دون غموض أو تعقيد، فلابد من الحذر الكامل في التعامل مع الرجال، فإن كثيراً من الناس ممن قل دينهم، وفسدت نواياهم يستخدمون مثل هذه الأساليب ليصطادوا بها الفتيات الغافلات ويوقعونهن في شباكهم، فالواجب هو الحذر وأخذ جانب السلامة وذلك بترك التعامل مع هذا الشاب وإحالة الأمر إلى الوالد أو من تثقين به من أهلك ليتم الأمر على أحسن الأحوال وأسلم النتائج.
5- عليك بكتمان هذا الأمر الذي تم عن جميع من تعرفين من الأخوات والصديقات، إلا من كان هنالك ضرورة لإخباره كالوالد مثلاً، فإن هذا أفضل من أن يشاع عنك أنك ممن تسعين للزواج من خلال مواقع الإنترنت، سواء تم زواجك من هذا الرجل أولم يتم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
6- عليك بصلاة الاستخارة واللجوء إلى ربك الذي يعلم سرك ويعلم بنيتك في طلب الحلال والسعي في الحصول على الزوج الصالح، فإن الدعاء هو سلاح المؤمن، وإن ربك قريب لطيف كريم يجيب دعوة الداع قال تعالى: {ادعوني استجب لكم} وقال صلى الله عليه وسلم ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ).
ونسأل الله تعالى لك التوفيق الفلاح وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك ويقر عينك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أتعرف على أناس عن طريق النت فكيف أعرف صدقهم ... 245512 ...
السؤال
أتعرف على عدة أناس في النت، كيف يمكن لي أن أتعرف على مدى صدقهم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!(109/29)
فإن (( النت )) ليس طريقاً مشروعاً للتعارف خاصة مع كثرة الذئاب البشرية، فلا تلهثي وراء السراب ولا تنخدعي بحيل الشباب، واعلمي أن الصادق هو الذي يحترم نفسه ويأتي البيوت من الأبواب، ويصون عرضه، ويخاف من العقاب فإن الله بحكمته ينتقم ممن يتلصص على الأعراض، وليس للفتاة أن تتخذ الأصدقاء والأخدان من الشباب.
وقد أدمن بعض الشباب واستمرأ خديعة الغافلات بمعسول الكلمات، وقد ساعدهم على ذلك خلو البيوت من العواطف والاهتمامات، وانشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم والبنات.
ونحن ننصحك بسرعة التوقف عن محادثة الشباب مع الحرص على صاحب الدين والأخلاق إذا قصد العفاف وطرق الأبواب، وخير ما يختبر به صدقهم هو أن نطلب منهم المجيء إلى بيوتنا واتخاذ خطوات عملية تدل على صدق العزيمة وكمال الرغبة في الارتباط، وعند ذلك سوف يتبين لنا من هو الصادق من الشباب، وسوف يهرب أكثرهم لأنهم عابثون وذئاب، يلبسون لكل حال لبوسها، فإن وجدوا صالحة كلموها عن الصلاة والصلاح، وإن وجدوا غافلة أسمهوها الأغاني وحدثوها عن الفنانين والفاسقات واستدرجوها إلى طرق الغواية والضياع.
ولا داعي للعجلة وسوف يأتيك ما قدره لك الكريم الوهاب، ولا خير في زواج يبدأ بمخالفة رب الأرض والسموات، ومتى كان الأخيار رواداً لسوق الشيطان وهل يرضى شاب فيه خير أن يكلم امرأة أجنبية وراء ظهر آبائها والأمهات؟ فاتق الله في نفسك واشغلي نفسك بالخير والذكر والقرآن واعتبري بما حدث لكثير من الفتيات عندما سلكن هذا الطريق فحصدن الندامة والخسران.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من ضعف شديد أمام شهوتي القوية فهل من دواء لإضعافها ... 244931 ...
السؤال
السلام عليكم.
أحب زوجتي كثيرا، وهي إنسانة مثالية، مشكلتي أن في قلبي ضعفا تجاه النساء عامة وأسعى لإقامة علاقات جديدة دائما لفترة بسيطة ثم أترك تلك العلاقة، وأغلبها علاقات تليفونية أو عن طرق النت فقط.
أجد ضعفا شديدا في نفسي ولا أستطيع التوقف وأحاول جاهدا التوقف بلا فائدة، علما بأنني أعتبر شبه مثالي في باقي مناحي الحياة اجتماعيا ودينيا، هل من دواء للشهوة الزائدة غير المبررة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي ساهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(109/30)
فإننا وقبل أن نبدأ الكلام في هذه المشكلة التي أنت واقع فيها، نود أن نسألك وبدون مقدمات: هل تحب أن تكون زوجتك التي تحبها صاحبة علاقات برجال آخرين غيرك؟؟ هل تحب ذلك؟! هل ترضى أن تكون زوجتك امرأة خائنة تخونك في الخفاء، وتقيم العلاقات المحرمة سواء بالهاتف أم بالمقابلات الشخصية، ثم هي بعد ذلك تتظاهر أمامك بالأمانة والوفاء والصدق والتفاني في احترام الحياة الزوجية؟! إنها إذن صورة عجيبة! أن ترفض هذا التصرف، وأن تأبى هذا الفعل من غيرك، ثم ترضاه أنت لنفسك!
ونقول لك أيضا – يا أخي – ألا تخشى أن ينتقم الله منك فيسلط الله عليك من يغوي زوجتك، أو يفسد أعراض بناتك أو أخواتك أو بعضاً من أهلك؟؟ ألا تخشى من أن يجازيك الله بنفس الفعل الذي تفعله مع غيرك؟؟ مع أنك تعلم أن الجزاء من جنس العمل، وقديماً قالوا ((كما تدين تدان)).
وأيضاً فأين تقوى الله؟! وأين الحياء من الله؟! وأنت العبد المسلم الذي يقف بين يدي الله متذللاً خاشعاً، ثم بعد ذلك يجلس الأوقات تلو الأوقات في مكلمات وهمسات لا ترضي الله تعالى بل هي مخالفة لأمره جل جلاله، فانتبه إذن – حفظك الله تعالى – انتبه لئلا تكون ممن قال الله فيهم: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}، ويقول الله تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور}، فهل تحب يا أخي أن تكون ممن لا يستحيون من الله، وممن يستهينون بمراقبة الله وبصره بهم؟!! إذن فعليك أن تبادر إلى تدارك نفسك.
وأيضاًَ فتخيل لو أن الله رفع ستره عنك وفضحك فاكتشفت زوجتك هذه الأعمال التي تفعلها، كيف سيكون موفقك أمامها؟! وكيف ستكون نظرتها لك بعد ذلك؟! وأيضا فتصور لو انتشر هذا الخبر بين الناس الذين يحترمونك ويقدرونك! كيف سيكون لك عين تواجههم بها بعد ذلك؟ فاتق الله إذن في نفسك، واتق الله في زوجتك وأهلك وذريتك واتق الله في بنات الناس وأعراضهم، فهذا هو الدواء لمرضك، وهذا هو الشفاء في متناول يديك، إن شفاءك هو التوبة الصادقة الخالصة التي سماها الله تعالى بالتوبة النصوح، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم}، وأيضاً فعليك بالمبادرة إلى التوبة وعدم تأخيرها، فقد بين الله تعالى أن الإصرار على المعصية هو من الظلم البين، ومن الذنب العظيم كما قال تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.
والمقصود أن غض بصرك عن الحرام هو أول مراتب الشفاء من مرض الشهوة المحرمة، فإنك إذا ما حافظت على غض البصر حصل لك الاعتدال المطلوب في الشهوة، مضموماً إلى رضا الله وإلى حلاوة الإيمان ولذة الطاعة التي يجدها المسلم بغض البصر عمل حرم الله، وعلى افتراض أن تقع لك نظرة عابرة تؤدي إلى تحرك النفس فعلاج ذلك هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه) الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى أن الإنسان إذا وقعت عيناه على(109/31)
امرأة لا تحل له، فتحركت شهوته لأجل ذلك، فعليه أن يصرف بصره، وأن يأتي زوجته فيعاشرها ليدفع الشر عن نفسه، وليضع شهوته في المحل اللائق بها.
فعليك إذن بالاستعانة بالله على ترك هذه المعاصي، وأن تتقي الله في سرك وفي علانيتك، فإن تقوى الله هي مفتاح الخير والفرج، وهي اللذة الحقيقية للمؤمن الذي يوقن بلقاء ربه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من فراغ عاطفي يتبدد عندما أتحدث مع أناس في الإنترنت ... 244918 ...
السؤال
أعاني من الوحدة رغم أني أحب عملي وإتقانه إلا أنني أعاني من الوحدة، وخاصة الوحدة العاطفية، وأشعر أني تعيسة وحزينة، وفي وسط ذلك يظهر الإنترنت بكل مغرياته ومعلوماته، وأيضا التحدث أو الفضفضة، وكأني عند طبيب نفسي، أتحدث مع أشخاص لا يعرفونني، قد أختار أشخاصا على قدر من الخلق والأدب وأشعر أني شخصية أخرى مرحة ومتفائلة كأن ظلامي يتحول إلى نور، أشعر أن هناك من يسأل عني ويهتم بي ويترك لي رسائل، السؤال هنا هل هذا لا يعتر عيبا أو حرام؟ لكن ما هو الحل البديل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الشيطان لا يدعو إلى الشر مرة واحدة، ولكنه يتدرج مع الإنسان خطوة فخطوة، ويزين له الشر ويخدعه بالبدايات المقبولة ثم ينقله إلى النهايات المرذولة.
ولا يخفى عليك أن معظم ضحايا "شيطان نت" كما يحلو لبعضهم أن يسميه دخلوا بنية طيبة وببراءة واضحة، ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم في الهاوية، وذلك لأن الذئاب البشرية تلبس لكل حال لبوسها، فإن وجدوا فتاة متدينة نصحوها وكانوا لها من الواعظين حتى يسقطوها في شراكهم، وإن وجدوا فتاة تحب الغناء دخلوا عليها من هذا الباب.
ونحن ننصحك بضرورة الاستفادة من أوقات الفراغ وتجنب الوحدة والبحث عن رفيقات صالحات، وحبذا لو كان سبب الترابط هو تعلم كتاب الله وحضور مجالس العلم والخير وسوف تجدين هناك من الصالحات من تكون لك أماً في الحنان وأختاً في المودة وبنتاً في الاحترام.
ولا تظني أن ما تشعرين به من سعادة في الإنترنت سوف تدوم؟ وكم من فتاة انقلب فرحها إلى ترح وسعادتها إلى شقاء مستمر، ومتى كانت المعصية وسيلة للسعادة؟(109/32)
((ولاشك أن الدخول في الشبكات هين لكن التأمل في الخروج)) فقد تخسر الفتاة عفتها وسمعتها وربما أدمنت الشر فكان ذلك سبباً في شقائها، فكوني حذرة فإن الشباب يخدعون الفتاة حتى يأخذوا منها أحوالها وعنوانها وصورها ثم تبدأ مرحلة التهديد بالفضيحة إذا لم تستجب لنزواتهم وشهواتهم وعندها تجد المسكينة نفسها أمام خيارين أحلاهما مر.
فاتقي الله في نفسك وحافظي على سمعتك وشرف أسرتك، وتوقفي فوراً عن الكلام مع الرجال الأجانب وتذكري أن الشيطان هو الثالث.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ما هي العادة السرية
... 243233
السؤال
من بعد مشاهدتي لأحد البرامج، وقد كان يناقش هذه الظاهرة الغريبة، بالنسبة لي لم أجد أحدا يجيب على سؤالي خصوصا وأنه محرج، فأرجو منكم الإفادة، فقد قيل إنه يوجد عادة سرية للبنات والصبيان.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعل لك من اسمك نصيبا وأن يزيدك حياء وعفة، وأن يحفظك من وساوس النفس والشيطان.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي تسألين عنه أمر محرج حقاً خاصة بالنسبة للفتيات ورغم ذلك سوف أبينه لك - إن شاء الله- واثقاً من أنك ستكونين عفة عفيفة ولن يضحك عليك الشيطان ويوقعك في الحرام.
العادة السرية سميت بهذا الاسم لأنها تتم في السر بعيداً عن أعين الأهل حيث يحرص من يفعلها ألا يراه أحد من الناس وذلك لأنها معصية قذرة محرمة تدمر صحة الإنسان وعقله، ومع الإكثار منها قد يصاب بالجنون أو غير ذلك ويزهد في الحياة الزوجية الطبيعية ويتحول إلى شاذ من الشواذ، فهي عملية سرية يقوم به الشخص ذكراً كان أو أثنى بقصد إشباع الشهوة والرغبة الجنسية لديه، وذلك باستخدام يده أو بعض الأدوات الأخرى التي تثيره جنسياً.
وهي أخطر على الفتاة منها على الشاب نظراً لإمكانية فقد غشاء البكارة ويصبح عندها موقف الفتاة في غاية الإحراج حيث ستفقد عذريتها وقد لا يصدقها أحد بأن هذا كان نتيجة هذه العادة المحرمة، وإنما قد يتهمونها بأن لها علاقات محرمة مع الرجال وأنها لا تصلح زوجة لأنها غير عفيفة، ولعلك لو اطلعت على رسائل بعض الفتيات(109/33)
عندنا بالموقع لوجدت أن بعضهن رفضن العشرات من الأزواج خوف الفضيحة وظهور الأمر الذي قد يدمر شرف الأسرة ويمرخ كرامتها في التراب.
فهي فعل يزينه الشيطان ويحببه للإنسان حتى يتدمر تماماً أو يصاب ببعض الأمراض أو لا يفكر في الزواج مطلقاً لأنه أصبح مدمناً لهذا الفعل المحرم، ومن هنا فإن الشرع حرمها حرمة شديدة وجعلها من المعاصي التي تحتاج إلى توبة وإقلاع، والطب أيضاً أثبت ضررها وخطرها على جسم الإنسان، ولذلك نجد التحذيرات منها قوية في المجتمعات المتدينة.
وبعد هذا ابنتي عفة، الواجب عليك أن تحذِّري من يتكلم معك من الفتيات من خطرها الصحي وأنها حرام شرعاً وأن الله جعل للرجال والنساء طريقاً واحداً للإشباع الجنسي ألا وهو الزواج الشرعي المبارك، وما سوى ذلك فلا يجوز للإنسان مطلقاً أن يعبث بأعضائه الجنسية بقصد المتعة؛ لأن ذلك مما لا يجوز شرعاً ويدمر البدن.
حفظك الله وحماك وسائر المسلمين.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أحببت شابا ويريد أن يتواصل معي لكن نخشى الله ... 242978 ...
السؤال
كنت على علاقة حب شريفة جدا مع شخص من نفس سني، وفيه كل الصفات الجميلة من التدين والتخلق منذ عامين ونصف، ثم افترقنا منذ نصف سنة بحجة صغر السن وعدم الوقوع في الحرام، لكن طباعه تغيرت إلى الأسوء، ولكنه استدرك نفسه مؤخرا وصار متدينا من جديد.
وهو متردد الآن في إعادة العلاقة، ولكنه لم يتجرأ على مصارحتي، ما زلت أحبه وأتمناه زوجا ولكن عدة أسباب تمنعني:
1- عزة نفسي.
2- دخول الشك بيننا.
3- أنا على وشك أن أكمل دراستي وهو لا.
4- اضطراب شخصيته.
5- والأهم لا أريد أن أغضب الله.
لقد استخرت الله سبحانه وتعالى قبل بدء العلاقة، والآن كذلك، ودائما أدعوه للهداية، أنا محتارة فيما أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع،(109/34)
ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يثبتك على الحق.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنني أحمد الله حمداً كثيراً أن أكرمك بنعمة الالتزام والحرص على طاعته ورضاه، فهذه نعمة من أجل النعم وهي من علامات محبة الله لك؛ لأن الله إذا أحب عبدا صانه من الوقوع في المعاصي وحال بينه وبين المعصية، فاحمدي الله على هذه النعمة وحافظي عليها.
واعلمي أن العبرة بالخواتيم، فاحرصي على أن تظلي دائماً على طاعته وكوني حذرة من الشيطان وكيده وتزيينه، وأي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين عن بعض لابد وأن يعتريها بعض التجاوزات والمخالفات مع الزمن، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل حتى وإن استمرت العلاقة نقية طاهرة لسنوات.
ونظراً للأسباب التي ذكرتها فإنني أرى إيقاف هذه العلاقة نهائياً حتى تنتهي من دراستك وتصبحي مهيأة لاستقبال الزوج المناسب وعندها ستجدين الكثير سواء كان منهم هذا الشاب أم لا، فتفرغي الآن لما أنت فيه ولا تشغلي بالك بغير ذلك.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف يتم عد الحيوانات المنوية ... 242963 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
إني كنت أمارس العادة السرية، وقد ابتليت بها من 5 سنين، وكنت أمارسها بشراهة ثم عوفيت منها بفضل الله تعالى، ولكن هل يمكن أن تتسبب هذه العادة في حدوث عقم مثلا؟ وهل يمكن إذا ظللت تاركا لها لعدد من السنين أن يعود الجسم لحالته الأصلية؟
أما السؤال الثاني فهو عن التقنية التي عن طريقها يتم عد الحيوانات المنوية.
وجزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية نُقدر فيك شجاعتك وقوة عزيمتك على التخلص من هذه العادة السيئة، ونطمئنك بأنه عند التوقف عن العادة السرية ومع مرور الوقت تعود الأمور إلى طبيعتها بإذن الله، ويسترد الإنسان صحته وعافيته البدنية والذهنية ، ويشعر بالراحة النفسية، ويتخلص من القلق والاكتئاب، لذلك عليك بالاطمئنان والسكينة، والإصرار على عدم الرجوع إلى هذه العادة.
بالنسبة لعدد الحيوانات المنوية يتم عد الحيوانات المنوية تحت المجهر، وعدد الحيوانات المنوية الطبيعي يجب أن لا يقل عن 40- 60 مليون لكل سم مكعب من السائل المنوي، وهناك صفات أخرى يجب أن تتوفر في السائل المنوي السليم ، مثل(109/35)
اللزوجة، والحموضة، والحركة، والأجسام المضادة، كل ذلك يجب معرفته للتأكد من سلامة السائل المنوي.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... أحب الجنس وأخاف من الاقتراب منه ... 242915 ...
السؤال
أنا طالب جامعة، ومحافظ نوعا ما، أحب الجنس وأخاف من الاقتراب منه، فماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا..وبعد،،،
فإن مُتعة النكاح من النعم العظيمة على الإنسان وقد حُبب لرسولنا صلى الله عليه وسلم الطيب والنساء، وجعلت قرة عينه في الصلاة، ولذة الجماع من النعم التي أعدها الله لأهل الجنة، وقد أعد الله لأهل الجنة ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وصدق الله: { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} لكن الجنة بحورها وحبورها ونعيمها وظلالها لا تكون إلا لمن اجتهد في عبادة ربه وحرص على ما يرضيه، وكان من الذين مدحهم الله فقال في مدحهم { قد أفلح المؤمنون ....} ثم ذكر أوصافهم فقال: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين .....} إلى أن يقول سبحانه: {أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.
ونحن ننصحك بعدم الاقتراب من الجنس إلا بالحلال، فإن الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وخيرٌ لك أن تخاف، فإن من خاف سلم، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة، ولكن ينبغي أن يكون الخوف من الله لا من الفضيحة ولا من المرض ولا من الناس، واجعل مراقبتك لمن يعلم السر وأخفى، وخوفك ممن أعد للظالمين ناراً تلظى، واجتهد في الابتعاد عن الحرام، وابتعد عن مواطن النساء، واشغل نفسك بطاعة الله، فهي خير عونٍ لك على النجاح والفلاح، ولا تعوّد نفسك إطلاق البصر، فإنه كما قال الشاعر الحكيم:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشر
كم نظرةٍ فعلت في نفس صاحبها ** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر
واعلم أن الله قال في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون} ولاحظ كيف ربطت الآية بين غض البصر وحفظ الفرج وطهارة النفس، فإن غض البصر وسيلة إلى حفظ الفرج، وهما وسيلة(109/36)
إلى طهارة النفس، فإن الوقوع في الفواحش لا يوصل إلى الإشباع لكنه يتسبب في السعار ويشعل الأزمات النفسية، ويجعل عرض الإنسان عرضة للمعتدين، فإن الجزاء من جنس العمل، فإذا كنت لا تحب الشر والعار لأختك وأمك وكل قربياتك فاجتهد في صيانة أعراض الآخرين.
وتجنب الكلام مع البنات والخلوة بالأجنبية، فإن الشيطان هو الثالث، وحافظ على دينك وحياءك، واجتهد في إعداد نفسك للزواج، فإن الله شرعه وحرم السفاح، وأكثر من اللجوء إلى الله، واحرص على تقواه، فإنه يتولى الصالحين، ويدافع عن المؤمنين ويكون في معية المتقين.
والله ولي الهداية والتوفيق,,,
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... وقعت في أوحال الأنترنت فكيف الخروج منها ... 242799 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
إنني شاب أحب الالتزام، وأسأل الله أن يرزقنيه، سافرت إلى أوروبا من أجل الدراسة ولكن هناك تحولت حياتي إلى كابوس، اضطررت أو فضلت السكن وحدي وكانت المصيبة، في البيت جهاز تلفاز، صرت أشاهد الأفلام الإباحية، بقيت على ذلك الحال فترة من الزمن لا أدري ماذا أفعل حتى تمكنت يوما من الأيام من تكسير التلفاز؛ فاستبشرت بذلك خيرا إلا أن نفسي قد شابها شيء من ذلك الخبث، فكنت أمارس العادة السرية مرة كل أسبوعين تقريبا، وظل الحال على ذلك لفترة من الزمن مع أني وللأسف أحسب على الشباب الملتزم وأنا لست كذلك.
وبيوم من الأيام أجبرتني الظروف الدراسية على اقتناء جهاز حاسوب والاشتراك في الأنترنت، وكفى بالأنترنت شر جليس لمغترب يسكن منفردا فقد أرداني في وحل، ففكرت في حل جذري للمشكلة وهو الزواج، فتعرفت على فتاة أعجبت بها أيما إعجاب، ولكن أفرادا من عائلتي عارضوا الفكرة لتخوفهم من بقائي في أوروبا لصعوبة إقناع الفتاة بالذهاب إلى بلدي الأم، ومن يومها لست أدري ماذا أفعل للتخلص من ذلك الداء العضال خاصة وأني قد اقتنعت بعدم جدوائية الزواج لأني أجده زواجا فاشلا، فأرشدوني جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...وبعد،،،
فإن الوحدة شر، والشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا خير في جليس السوء، فإن صداقة الأشرار تُعدي كما يُعدي الصحيح الأجرب، ولا حل أمام المؤمن(109/37)
في غربته إلا أن يكون مع رفقة صالحة؛ تذكره بالله إذا نسي، وتعينه على طاعة الله إن ذكر، كما أرجو أن تكون على صلةٍ بالمراكز الإسلامية موطن الأخيار وقبلة المحتار.
وأنت الآن في شهر الصيام الذي يترك فيه الناس طعامهم والشراب، وإذا كنت بالأمس قد تخلصت من التلفاز فذلك دليلٌ على أن فيك إرادةٌ قوية سوف يزيدها الصيام قوة، ويضيف إليها روح المراقبة لله الذي تركت الطعام والشراب لأنك تشعر أنه ناظرٌ إليك مطلع عليك لا تخفى عليه خافية، فكيف تعصيه وهو يراك؟! ولماذا تتخفى من الناس ومعك من لا يفارقك؟! فاجعل خوفك ممن يعلم السر وأخفى، واجعل حياؤك ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكانٍ لا يراك فيه، واخرج عن أرضه، ولا تأكل من رزقه، ولا يستطيع إنسانٌ أن يفعل ذلك، ولذلك فمن واجبنا أن نتقي الله عز وجل حيثما كنا، وإذا أحسن الناس بك الظن وعدوك من الشباب الملتزم فاجتهد لتكون عند حسن ظنهم، واصعد في سلم التقوى والطاعة لله، واعلم أن الناس يعلمون ظاهرك والله لا تخفى عليه خافية.
ولا شك أن الإنترنت هو مصيبة المصائب إذا أساء الإنسان استخدامه، ولا بد للمسلم أن يبتعد عن مواقع الشر، ويراقب الله تعالى .
أما الزواج فهو الحل النهائي لمشكلة الشهوات، وخاصةً بالنسبة لمن يكتفي بالحلال ويطيع ذو العظمة والجلال، ويحسن الاختيار، ويجعل الدين والأخلاق هي الميزان.
أما تخوف الأهل من زواجك من الأجنبية وخشيتهم من بقاءك هناك في بلاد الشهوات، فهذا هو عين الحق الذي يتضح لكل من عرف أحوال تلك المجتمعات، وراجع معظم الزيجات التي تمت بهذه الصورة، ووقف على المشاكل والخلافات التي ترتبت على تلك العلاقات والآثار المدمرة التي كان ضحيتها البنين والبنات، فكم من رجلٍ حاول الهروب بأولاده إلى دياره فعجز! وكم من شابٍ شاهد أبناءنا ينحرفوا ويتنصروا وهو لا يستطيع أن يحرك ساكناً!
ونحن ننصحك بالزواج من فتاةٍ مسلمة صاحبة دين وأخلاق لتكون عوناً لك على طاعة الله، ويفضل أن تختارها من بلدك وبيئتك؛ فذلك أدعى للوفاق، وعون لك على طاعة الوالدين بعد طاعة الكريم الوهاب.
وليس من المصلحة تأخير الزواج، وليس من مصلحتك البقاء طويلاً بين أظهر المشركين، فاطلب لنفسك بيئة الخير ورفقة الخير، واغتنم مواسم الخير، واعلم أن الله يمهل ولكنه لا يهمل، فاتق الله في نفسك، وجدد توبتك وعزمك، وتوكل على الحي الذي لا يموت، واحرص على كثرة الدعاء، والزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي المختار.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من شهوة جنسية شديدة تبعدني عن طريق الله ... 242425
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(109/38)
أرجوكم ساعدوني:
شهوتي الجنسية شديدة جدا، وهي تبعدني يوما بعد يوم عن العبادة والطريق المستقيم؛ لذا فأنا أستنجد بكم وأنتم أملي الأخير بعد الله عز وجل، وإليكم بعض الأفعال التي أفعلها وأستحي من ذكرها إلا أنني مضطر إلى ذلك:
* مشاهدة الأفلام الإباحية.
* أمسك فتاة ذات العشر سنوات وأجعل أجهزتنا التناسلية متلاصقة.
* التحدث مع الفتيات عبر الماسنجر خلوة.
* الصلاة المتقطعة.
* الكذب على الناس وعلى الأهل.
* ...
لا أظن أن هذا السؤال سيلقى، لا أعرف إن كان السؤال سيلقى منكم استجابة أو إهمالا، لكن أملي فيكم وفي الله كبير.
أرجوكم ساعدوني فأنا في أزمة نفسية خطيرة بالنسبة إلي.
والسلام عيكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ملحوظة: أرجو أن تبعثوا إلي بوصلة الجواب وليس الجواب لأن كمبيوتري لا يدعم العربية.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسددك، وأن يقيك من شر سمعك وبصرك ولسانك ومنيك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإن الإنسان إذا صبَّ الوقود على النار ازداد اشتعالاً، وكذلك الشهوة الجنسية تشتعل وتتحول إلى سعار إذا شاهد الفتى الأفلام الخليعة واقتنى المجلات الوضيعة، وتحدث مع الفتيات، وأطلق بصره في الغاديات والرائحات، وخالف بذلك رب الأرض والسماوات {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم}[النور:63] وهذه بعض النصائح المهمة:
1- عليك بمراقبة الله والخوف منه، وتذكر أن نظره إليك أسرع من نظرك إلى النساء، وأنه سبحانه يمهل ولا يهمل.
2- غض بصرك وما أحسن ما قاله الحكيم:
كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عادٍ بالضرر
وقد قال سبحانه في كتابه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون} [النور:30].
3- تجنب الخلوة بالأجنبية؛ لأن الشيطان هو الثالث، فإن الله سبحانه لم يقل لا تزنوا، وإنما قال سبحانه: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً}[الإسراء:32](109/39)
وقال: {ولا تقربوا الفواحش} [الأنعام:151]؛ لأنه سبحانه أراد أن يسد الطرق الموصلة إلى هذه الكبائر التي هي أعظم الذنوب بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله.
4- الخوف من انتقام الله ممن يعبث بأعراض الآخرين؛ لأن الجزاء من جنس العمل، وقد أحسن الشافعي في قوله:
يا هاتكاً حرم الرجال وقاطعاً *** سبل المودة لست غير مكرم
لو كنت حرّاً من سلالة ماجد *** ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم
إن الزنا دَيْنٌ فإن أقرضته *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
من يزن في بيت امرئ بألفي درهم *** في بيته يُزنى بغير الدرهم
من يزنِ يزن به ولو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم
فاتق الله في نفسك ولا تُفسد بنات الناس؛ فإن صاحبة العشرة أعوام قد تكون بالغة، وهي على كل حال عاقلة مميزة تعرف ما تفعله بها وتتأثر به وتتضرر منه، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه والعياذ بالله.
فتُب إلى الله الذي يمهل ولا يهمل، واعلم أن الجبار يعفو لكن إذا لبس العبد للمعصية لبوسها فإنه يغضب عليه وينتقم منه.
5- ترك الكذب فإنه يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً، والمؤمن لا يكون كذاباً، وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم عن رجل كذبة تغيَّر عليه حتى يعلم أنه أحدث توبة.
أما تركك للصلاة فهي مصيبة المصائب؛ لأنك مريض ترفض تناول الدواء، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فواظب على صلاتك وتُب إلى ربك، واعلم أنه يعلم السر وأخفى.
ونحن لا نهمل أسئلة أبنائنا الشباب، لكننا نطمع في الاستجابة وسرعة الإنابة؛ لأننا نخاف على أبنائنا وأنفسنا من غضب الله.
وأنت الآن في شهر الصيام الذي يترك فيه الناس طعامهم وشرابهم لله حتى يتدربوا على تقوى الله التي تعلمهم ترك الذنوب الصغيرة والكبيرة، ولا بد من المسارعة بما يلي:
1- التوبة النصوح.
2- البعد عن رفاق المعصية.
3- تجنب الأفلام الخليعة.
4- ترك الخلوة بالأجنبية مهما كانت صغيرة.
5- المواظبة على الصلاة ومجالسة الصالحين.
6- وضع أجهزة الاتصال في مكان عام وصالة مفتوحة.
7- ممارسة الرياضة، وتجنب الوحدة، وشغل النفس بالمفيد.
8- غض البصر، والامتناع عن مقدمات الزنا والفواحش.
نسأل الله لك الهداية والتوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...(109/40)
... ما سبب بزوغ رغبة جنسية شديدة عند الإنسان ... 242189 ...
السؤال
السلام عليكم.
لدي سؤال، لماذا يجتاح الإنسان شعور جنسي قوي؟ أي أنه يريد أن يمارس الجنس؟؟
شكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
سؤال لطيف جوابه طويل، ومشتبكٌ بعوامل عديدة، نبسطه ما استطعنا من خلال الابتعاد عن المصطلحات والمسميات العلمية وباستخدام الأمثلة.
لو أن الله سبحانه وتعالى ترك أمر التكاثر للإنسان المتكبر دون أن يخلق عنده هذا الشعور الجارف القوي، لأعرض الإنسان بكبريائه عن الزواج، ولانقرض الإنسان، ولكن حكمة الله تعالى أودعت في الإنسان من المشاعر ومسبباتها كالتعلق بالجنس الآخر، وحب الأبوة، وحب الأمومة، وحب الأطفال، ما يكفي لجر الإنسان من كبريائه لاستمرار النسل شاء أم أبى.
وإن الإنسان له حواس هي التي تعطيه الانطباع والشعور والإحساس والنزعة لاتخاذ القرار، فمثلاً لو نظرت إلى من يمص الليمون الحامض ولعابه يسيل (أو حتى تخيلت ذلك بإخلاص) لسال لعابك، فما الذي حرك عندك هذه الإفرازات غير النظر أو التجربة السابقة من أكل ليمونة حامضة أثارت غددك، وكذلك المناظر الأخرى، فلو كنت جائعاً جداً ثم عُرضت أمامك مناظر مقرفة من جيفة أو رائحتها أو أي شيء يُثير اشمئزاز الإنسان العاقل لفقدت الشعور بالجوع على الرغم من جوعك، ولو أنك رأيت من يأكل أكلة تحبها لثارت شهوتك لأكلها، ولو كنت تحب لعب الكرة ورأيت من يلعبها أمامك لفار الدم في عروقك متحمساً لا يهدأ إلا بتسديد الركلات وتحقيق الأهداف.
إذن الحواس تُثير المشاعر وتُثير الذكريات التي تحض على الممارسة، وهذا ينطبق على الجنس أيضاً، فهناك مشاعر تُثير، وهناك مشاعر تهدئ، والعاقل من تجنب كل ما يُثير بالحرام ليمارس ذلك في وقته المناسب ومع الشخص المناسب الذي يُثاب على ممارسته ولذته معه، وهو (الزوجة).
إن من الهرمونات (الجنسية) ما يحدد الملامح ويحدد الشخصية، ومن ذلك إعطاء الهرمونات المذكرة لأنثى يصيبها بالاسترجال وهكذا، وإن الأطفال لم يكتمل عندهم إفراز الهرمونات الجنسية لذلك تراهم لا يثاروا جنسياً ولو جلسوا بأحضان الجنس الآخر من البالغين.
إن النظر واللمس، والسماع والقراءة، والتفكير والتذكر فيما يُثير، كل ذلك يُسهم في تغيير في الهرمونات، مما يؤدي إلى الإثارة التي تعود إلى طبيعتها عند انتهاء العمل (وهذا أيضاً من نعم الله على الإنسان إذ لو تخيلنا أن الإنسان يثار ولا يهدأ!!) .(109/41)
من المؤثرات المهدئة تقوى الله، والبدائل الإيمانية لغير المتزوجين (ولنتذكر الرجل الذي جلس ممن راودها عن نفسها جلسة الرجل من زوجته فقالت له اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فتركها، فأصبح مستجاب الدعوة) أي أن قوة المؤثر الرادع في قلب واعٍ غلب الشهوة وعدل الهرمونات دون تفريغ ولا إتمام .
ولا ننس ما للبصر من أثر في الإثارة، وبالمقابل ما لغض البصر من أثر في الوقاية من الإثارة (وكطرفة أكررها: مجنون ليلى الذي ذكره التاريخ وسُمي مجنوناً لأنه هيمان بليلى، يا ترى هل هام بها قبل أن يراها؟ وهل أحبها دون أن يفكر بها؟ وهل كانت حياته ضاعت لو أنه غض النظر عنها ولم يراها ؟
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد حازم تقي الدين
ـــــــــــــــــــ
... كيف أقاوم شهوتي والشيطان في بلاد الكفر ... 241929 ...
السؤال
يلعب الشيطان في نفسي، وأنا في بلد كفر لا أستطيع الزواج الآن، وأحيانا يأخدني التفكير بعيدا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ gudstjener حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن الذي تشكو منه يعتبر شيئاً طبيعياً في مثل ظروفك وسنك وبيئتك؛ حيث أنك في مرحلة المراهقة، وهذه مرحلة عمرية تكثر فيها لحظات التفكير في مثل هذه الأمور خاصةً الجنسية منها، وكونك تقيم في بلادٍ لا تعرف الضوابط الشرعية ولا تعبأ بها، فهذه أيضاً من عوامل الإثارة، والتي يحرص الشيطان على استغلالها بقوة حتى يفسد عليك دينك وخلقك، والحمد لله أن وفقك لطلب المساعدة؛ لأن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك شابٌ مسلم صالح حريصٌ على أن تحافظ على دينك ومرضاة ربك، لذا أنصحك ولدي العزيز بالآتي:
1- اجتهد في البحث عن صحبةٍ صالحة تقضي معها أوقات فراغك، وتُعينك على طاعة الله، وتؤسس معها لبنة صالحة تعمل للإسلام.
2- اربط نفسك بجماعة المسجد، واجتهد في المحافظة على الصلاة في جماعة.
3- اجعل لنفسك ورداً من القرآن الكريم تحافظ عليه يومياً.
4- التزم بأذكار الصباح والمساء، وكُن دائم الذكر، خاصةً في أوقات الفراغ، مع الإكثار من الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
5- تجنب الخلوة بالفتيات والنساء قدر استطاعتك.(109/42)
6- احرص على غض بصرك واجتهد في ذلك، حتى يرزقك الله حلاوة الإيمان التي تكون لك خير عون على مقاومة كيد الشيطان وتزيينه.
7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
8- اجعل لنفسك برنامجاً علمياً ولو بسيطاً تتزود من خلاله بالعلم الشرعي الذي يصلك بالله ويقوي خشيته في قلبك، مع توظيفه في الدعوة إليه سبحانه بين المسلمين وغيرهم.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والاستقامة على دينه.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هناك شاب يطادرني في الشات فبدأت أنشغل به ... 241800 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رافضة موضوع الشات داخل النت؛ لأني عندي إحساس أنه حرام، لأنه يعرف البنات على الأولاد، ويقولون كلاما خارجا عن الدين.
في أول مرة أتعلم الشات تعرفت على شاب عمره 22 سنة، كذاب بطريقة غير طبيعية، ويحلف بالله بالكذب، كل ما يحاول أن يفتح علي الإيميل أقفل الأيميل ومرة نصحته أن ذا حرام، ويلهي عن ذكر الله ويعرض الشباب للشهوات، وحلف لي أنه معجب بي ويريد يتزوجني لأنه يقول أني مختلفة عن بنات الشات، وأنا متأكدة أنه كذاب.
جاءني إحساس أنه يريد أن يعرف أي معلومات عني بالطلب ذا، فرفضت أعطيه أي معلومات لأني شاكة في أمره، قمت باختباره ووجدت أنه يكلم بنات كثيرات غيري ويقول لهن نفس الكلام.
السؤال: أنا انشغلت به، لا أعرف لماذا وما السبب؟ هل هو شيطان يزين لي سوء عمله؟ وأنا نفسي يهتدي بجد، نفسي ربنا يهديه ويصلح من حاله، غير عارفة ماذا أعمل ليتوب، وأنا بطلت أكلمه على النت نهائيا خوفا على كرامتي وديني، هل انشغلي به وارتياحي له نوع من النصيب، أم أن هذا وهم؟؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويحفظ شباب المسلمين، وأن يردنا إليه ردّاً جميلاً، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإنك لست مسؤولة عن هداية الشباب، وليس الشات من طرق الهداية، فابتعدي عن مواطن الريبة وحافظي على دينك أولاً ثم على سمعة أسرتك، فإن هؤلاء الشباب أكثرهم ذئاب: (وطبع الحمل أن يخشى الذئاب).(109/43)
وإذا كنتِ قد قلت أنه كذاب ويحلف بالكذب فكيف تصدقي ما قال؟! وهل المعجب الصادق يمارس هذا الأسلوب أم يأتي البيوت من أبوابها؟!
واعلمي أن هؤلاء الشباب متخصصون في صيد الغافلات؛ لأنهم يجيدون كل لغة، ويعرفون الحيل الماكرة، فإذا وجدوا فتاةً متدينة حريصةً على شرفها ودينها ساروا معها على نفس الدرب حتى يوقعوها ويسجلوا كلامها ويعرفوا مكانها، ثم يكون التهديد والوعيد إذا لم تُلبي طلباتهم الخبيثة، وإن وجدوا فتاةً تحب الغناء والمجون شاركوها في طريق الشيطان حتى ينالوا ما يريدون، فاحذري يا فتاة الإسلام من هذا الشاب ومن غيره ممن يُطل من خلال الشات أو الهاتف ليخرب البيوت، وتذكري أن الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصية دفعةً واحدة، ولكنه يتدرج معه خطوةً خطوة، ويزين له القبيح حتى يوقعه في الذنوب، ثم يسد عليه طريق التوبة ويملأ قلبه بالقنوط من رحمة الله والعياذ بالله.
فسارعي بالتوبة، وأكثري من الاستغفار، ثم اجتهدي في الدعاء لكل ضال، واشغلي نفسك بطاعة الله وذكره، واجعلي توبتك خوفاً من الله لا خوفاً من سمعتك أو من الأهل، واعلمي أن للتوبة النصوح شروطاً وعلامات، منها ما يلي:
1- الإقلاع عن الذنب في الحال.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على عدم العودة للذنب.
4- الاجتهاد في الحسنات الماحية.
5- هجران بيئة المعصية وأهل المعصية.
6- التخلص من آلات وذكريات الماضي المظلم، ويمكن وضع الكمبيوتر والهاتف في صالات مفتوحة حتى تسهل المراقبة والمتابعة.
ولست أدري عن أي نصيب تتكلمين؟ وهل تقبلي بشاب كذاب يمارس الغواية والخديعة مع الفتيات، ولا تعرفي عن أهله ووضعه شيئاً؟!! وكيف تستقيم حياتك مع شاب لا يأمنك ولا تطمئني إليه؟!
وشكراً لك على السؤال، وأرجو أن تستمري على رفض الشات، خاصةً وقد عرفت ما فيه، واحمدي الله الذي سلمك وستر عليك.
نسأل الله الهداية لشبابنا وفتياتنا.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أسباب توجه الشباب إلى العادة السرية ... 241184 ...
السؤال
ما أسباب توجه الشباب إلى العادة السرية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(109/44)
نسأل الله العظيم أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما نسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا...وبعد،،،
فشكراً لك على هذا السؤال، وزادك الله حرصاً وتوفيقاً، وقد أحسنت، فنحن في زمان ينبغي أن نسأل فيه عن الشر مخافة أن نقع فيه، فإن الشرور تنتشر عندما يجهل الناس أسبابها، ويغفل الناس عن آثارها، وإنما يُهدم الإسلام من لا يعرف الشرور والجاهلية.
ولا شك أن حرب الشهوات تعتبر من أخطر ما يواجه أمتنا؛ لأن هذه الحرب تستهدف الشباب الذي هو عماد كل نهضة وتقدم وفلاح، وتدمير الشباب وشغله بالشهوات يهدد مستقبل الأمة؛ لأن الشباب هم نصف الحاضر لكنهم كل المستقبل.
وتُعتبر العادة السرية من أخطر الأمراض؛ لما لها من آثار مدمرة تجعل الشاب يميل إلى الانطواء ويشعر بالخسة والدونية والحقارة، فتجد الشاب منهك القوى مصفر الوجه، كما أن لهذه العادة آثاراً صحية خطيرة، فلا يوجد جزء من الجسم إلا وهو يتأثر بهذه العادة المخالفة للفطرة، وهي مع ذلك لا توصل إلى الإشباع ولكنها تجر إلى الإدمان، مما يجعل الشاب يفقد القدرة على القيام بوظائفه كرجل على فراش الزوجية مستقبلاً، وليت الشباب يعرف تلك الأضرار حتى يتعظ.
ومن المهم جدّاً أن يقف الإنسان على أسباب هذه الظاهرة، وقد وُفقت في السؤال، وإنما شفاء العي السؤال، وهذا بيان مختصر لأهم أسباب هذه العادة السيئة والحرب الصامتة:
1- انتشار العري والتبرج، وكثرة المجلات التي تحمل صور النساء.
2- القنوات الفضائحية التي تروِّج للأجساد العارية والممارسات الشاذة.
3- تأخير الزواج، وتضييق سُبل الحلال؛ وذلك بالمبالغة في المهور والتكاليف.
4- أصدقاء السوء.
5- قلة الوعي بأضرار وأخطار هذه العادة.
6- غياب روح المراقبة لله.
7- تقصير الآباء والأمهات في توجيه الأبناء والبنات.
8- انتشار وسائل التنعم والراحة.
9- الإكثار من الطعام والمبالغة في إجادته باستعمال التوابل والبهارات والمحسنات.
10- وجود الشباب في غرف منفصلة عن أهليهم ومحكمة الأقفال، والشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
11- وجود الهاتف والإنترنت وسوء الاستعمال لهذه الأجهزة.
12- عدم وجود أعمال صعبة تستهلك الطاقات، وذلك لوجود الآلات والسيارات التي قربت البعيد وسهلت الصعب.
وفقك الله لكل خير.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أتساهل في أداء الصلاة وأنظر للصور العارية ... 241142 ...
السؤال(109/45)
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وأرجو لكم المزيد من التوفيق.
أرجو نصيحتي وإفادتي .
لماذا لا أصلي؟ هذه هي المشكلة الأولى .
المشكلة الثانية : أنا أحب مشاهدة البنات العاريات على التلفزيون، وعندما أكون جالساً أمام الحاسوب أخاف أن يأتي فرد من العائلة ويأخذ مكاني، فأضطر إلى عدم أداء الصلاة، وأعتبرها مضيعة للوقت! فهل من حل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد،،،
فإن الصلاة هي عنوان الفلاح، وهي الصلة بين العبد وربه، وبالمواظبة عليها ينال الإنسان الخير في الدنيا والآخرة، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وبها يوزن العبد عند الناس، ولذلك كان السلف يسمونها الميزان، وكانوا إذا أرادوا أن ينظروا في حال إنسان نظروا في صلاته، وكما قال عمر رضي الله عنه: (فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيَّعها فهو لما سواها أضيع)، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.
فلا تحرم نفسك يا بني من أداء هذه العبادة العظيمة، واعلم أن تأخير الصلاة لا يجوز فكيف بتركها بالكلية؟! ولما قال بلال بن سعد بن أبي وقاص لأبيه سعد: (يا أبتاه: قَوْلُ الله تعالى: {فويلٌ للمصلين} أي الذين لا يصلون؟ قال: يا بني لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها).
وقال تبارك وتعالى مهدداً من يترك هذه الفريضة أو يؤخرها: {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيًّا * إلا من تاب}.
وأرجو أن تجتهد في أداء الصلاة فقد بلغت مبلغ الرجال، وسوف تُحاسب على كل تقصير، فاجعل صلاتك شكراً لله الذي وفقك وهداك، واعلم بأنه (من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي ابن خلف) وإذا كان تارك الصلاة يُحشر مع أئمة الكفر والضلال فإنه على دربهم والعياذ بالله.
أما لماذا لا تصلي؟
فهذا لا يعرف إجابته إلا أنت، ولكن أقول لك: ربما لأنك لم تُعوَّد على الصلاة في صغرك، وقد يكون السبب هو جهلك بقيمة الصلاة، وقد يكون السبب هو قرناء السوء، وربما كان السبب هو الغفلة والذنوب، فإن الذنوب تقيد الإنسان وتمنعه من فعل الخيرات، ونحن ننصحك بأن تصلي قبل أن يُصلَّى عليك، وقبل أن تفقد العافية والنشاط والشباب فتندم ولا ينفع عند ذلك الندم.(109/46)
أما بالنسبة للمشكلة الثانية، فإن حلها يبدأ بالمحافظة على الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأرجو أن تعرف أن النظر للعاريات في التلفاز لا يقل عن النظر إلى العاريات في الشواطئ والأسواق، وقد يستحي الإنسان عند النظر إلى النساء ولكن بالنسبة للتلفاز وشتى وسائل الاتصال فإن المعصية سهلة -والعياذ بالله- ولست أدري كيف ترضى أن تكون هذه القنوات العاهرة في بيتك؟! ألا تخاف على إخوانك وأهل البيت؟!
وأرجو أن تعرف أن إطلاق البصر سببٌ للشقاء والأمراض النفسية؛ فإن الإنسان يرى ما لا يصبر عليه ولا يقدر عليه كذلك، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أمرت بغض البصر وحفظ الفرج، ورتبت على ذلك طهارة النفوس وصفاء القلوب، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرٌ بما يصنعون}[النور:30]، وقال تعالى في شأن أكرم نساء وأطهر جيل -جيل الصحابة الأبرار-: {وإذا سألتموهنَّ متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنَّ}[الأحزاب:53].
واعلم أن إدمان النظر سوف يجلب لك المصائب، وسوف يحطم مستقبلك العلمي، وقد يوصلك إلى عشق الصور الذي يوصل إلى الشرك بالله، كما أن إدمان النظر يُفقد البصر، وقد يجعل الرجل عاجزاً عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
والصلاة والقرآن والذكر هي أنفع الأدوية بعد الإيمان بالله، وكيف يطيب المريض إذا حرم نفسه من الدواء؟ فانتبه لنفسك، وتب إلى ربك قبل أن تندم ولات ساعة مندم.
ولا شك أن سؤالك دليلٌ على بذرة الخير في نفسك، فاحرص على تنميتها بالمسارعة في الطاعات.
ونسأل الله أن يحفظك ويلهمك السداد والرشاد.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... وقعت في مشاهدة القنوات الإباحية والآن تبت إلى الله فأرجو النصيحة ... 241045
السؤال
السلام عليكم.
أنا شابٌ وقعت في المحرمات، وبالتحديد القنوات الإباحية، وقد وضعت هذه القنوات صورة العلم السعودي والإيراني على الشاشة، أقصد بذلك أن اسم الله تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم مبينان على هذه القنوات الإباحية.
وللأسف زللت ووقعت في هذه القنوات، ولكني أضيف أنه عند مشاهدتي لهذه القنوات لم أكن مرتاح العقل والقلب؛ لما تضمنته من سب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن غلبت علي الشهوة، وعاودت مشاهدة هذه القنوات مراتٍ عديدة غير مرتاح.
والآن تبت إلى الله وأستغفر الله من تلك الأفعال، وأقسمت ووعدت الله تعالى على أن لا أعاود هذه الفاحشة أبداً.(109/47)
عقلي وضميري وقلبي ما زالوا يؤنبونني على هذه الفعلة الخبيثة، وأقول في نفسي إني كفرت أو أشركت بالله -والعياذ بالله-؛ لأني اخترت الشهوة والمحرمات على الله تعالى.
والله إني أخاف أن أكون من الخاسرين في الدنيا وفي الآخرة يوم لا ينفع شيء إلا من أتى الله بقلب سليم.
أرجو النصيحة ، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين.
وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،
فهنيئًا لك التوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تعلم أن الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد سمى نفسه (تواب) ليتوب علينا، وسمى نفسه (غفور) ليغفر لنا {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} [الشورى:25].
وأرجو أن تكون توبتك خالصةً لله، وأن تكون صادقًا في توبتك، واعزم على عدم العود، واندم على ما مضى، وجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار كلما ذكَّرك الشيطان بذنوبك؛ فإن هذا العدو حزينٌ لتوبتك ورجوعك إلى الله، وأرجو أن تُكثر من الحسنات الماحية؛ لأن الله يقول: {إن الحسنات يذهبن السيئات}[هود:114]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) واحرص على أن يكون يومك دائماً أفضل من أمسك، وابتعد عن رفاق المعصية، وتخلص من أدواتها وقنواتها ومواقعها، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك بالعمل المفيد وبذكر الله المجيد.
أما تأنيب النفس والعقل لك فهو دليلٌ على أن الله أعطاك نفساً لوامة، وأرجو أن تستفيد من ذلك فتكرر التوبة وتكثر من الاستغفار، فإن التذكر الإيجابي للذنب مُفيد، وهو ما يدفع الإنسان إلى الاستغفار والاجتهاد في الطاعات.
أما هذه الوساوس التي تدور في نفسك فلا صحة لها، وهي من الشيطان الذي يريد أن يوصلك إلى شواطئ اليأس من رحمة الله -والعياذ بالله-، وهمّ هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
واعلم أن ذنوبك مهما كثرت فإن مغفرة الله أوسع، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى لعباده: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
وقد تاب ربنا الرحيم على رجل قتل مائة نفس وقصته معروفة، واعلم أن الوقوع في المعاصي لا يوصل إلى الكفر إلا مع الزعم بأنها حلال؛ لأن في ذلك مخالفة للنصوص الواردة عن الله ورسوله، وفرق بين من يقع في المعصية غافلاً أو جاهلاً ثم يتوب ويرجع إلى الله، وبين من يفعل المعاصي ويزعم أنها حلال، وأنتَ ولله(109/48)
الحمد تائب نادم، والله تبارك وتعالى يقول: {وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى} [طه:82].
وإذا أخلصت في توبتك، وصدقت في رجوعك إلى الله، فإن الله يقول: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}[الفرقان:70].
ولن تكون بإذن الله من الخاسرين، وأرجو أن تحسن فيما بقي من عمرك ليغفر الله لك ما مضى من ذنبك، واجتهد في إيجاد بيئةٍ نظيفة، واحرص على طلب الحلال، وعف نفسك بالزواج، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... ما رأيكم في الزواج عن طريق مواقع الزواج في الإنترنت ... 240878 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام العاملون بالموقع، أطرح عليكم مشكلتي، وأرجو أن تعطوني الجواب السليم والقاطع؛ لأني أنا أراها متكررة ولكن ربما بزوايا أخرى، ولقد حاولت من قبل في مواقع أخرى ولكنهم لم يردوا علي بالرد القاطع لمشكلتي، وأعطوني حلاً لمشكلتي من خلال مشاكل مشابهة لمشكلتي، ولكنهم لم يردوا علي حول مسألتي الخاصة، وهي تتلخص في شقين:
الشق الأول: تكمن في أنني لم أتزوج حتى الآن، وقد تقدم لي أكثر من شخص وكانوا غير مؤهلين لئن أرتبط بهم ، وتم رفضهم، وضاق بي الأمر، خصوصاً عندما تقدم لي شاب ورفضته، وشعرت بالذنب لرفضي له بأني أضعت على نفسي فرصة في الزواج، ولكن لي حجة في رفض ذاك الشاب، خصوصاً وأنه أخفى علي شيء يتعلق به، وهو أنه لديه نوع من أنواع الإعاقة، ولم يصارح أهلي بذلك عندما تقدم لخطبتي، وعندما تم السؤال عنه من قبل الأهل علمنا بأمره، وأنا من يومها أشعر بالذنب لرفضي له.
فهل أنا حقاً اقترفت خطئاً برفضي لذاك الشاب ، لكون لديه نوع من الإعاقة؟
الشق الثاني: اشتركت في إحدى مواقع الزواج بالنت، وقد تعرفت على شاب من بلدي، وتمت المراسلة بيننا، والحديث عبر الماسنجر، ولكنه لم يراني عبر النت، وأنا بصراحة في خوف شديد وفي تردد؛ لسببين، الأول : أن أهلي لا يعلمون بدلك، وكنت أنوي أن أعلمهم في حالة ما إذا تقدم لخطبتي، والسبب الثاني: أنه طلب أن يراني أولاً ويتقدم لي فقط إن أعجبته .
فما مدى حكم الشريعة في مواقع الزواج عبر النت، هل تجوز شرعاً؟ هل الاشتراك فيها يعد إثماً ، وكذلك التعامل معها في اختيار شريك الحياة المناسب ؟ وهل أستمر في مسألة التعارف وأقابله هذا الشاب؟
وفي حالة أني غيرت رأيي عن الاتصال به أخشى أن يؤذيني أو يهددني.
ولكم مني جزيل الشكر .(109/49)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
شكراً على هذا السؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، ومرحباً بك في موقعك ومع أخوةٍ لن يبخلوا عليك بخالص النصح وصادق التوجيه.
بالنسبة للنقطة الأولى: لا حرج في هذا الذي قمت به، ومن حق الفتاة أن ترفض من أرادت؛ لأنها سوف تعيش مع الشخص حياةً طويلة بأفراحها وأتراحها، ولن تسعد إلا مع شخص ترتاح إليه وتجد في نفسها قبولاً له من كافة الجوانب، والأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، لكن المرفوض هو التجريح والإساءة والتنقيص من شأن الرجل المتقدم، والتكلم عن عيوبه وفضحه أمام الناس، ولذلك لا بد أن يكون الرفض بأدبٍ واحترام لمشاعر الناس، وليست الإعاقة عيباً لأنها من الله، ولكن لم يكن من حقه أن يخفي مثل هذه الأشياء، ومن واجبنا أن نحسن التعامل، وليس من الضروري أن نقول له نحن رفضناك لأنك معاق، ولكن الصواب أن نحسن الاعتذار، ونتلطف في الرد، وللفتاة أن ترفض من غير أن تذكر السبب، فهذا أمرٌ يخصها، وقد ضمنته لها الشريعة، فالبكر تستأذن وإذنها صماتها، والثيب أحق بنفسها لأنه خَبِرت الرجال وعرفتهم.
وعليه، فإنني أقول لك: من حقك أن ترفضي بسبب وبغير سبب إذا لم ترتاحي للمتقدم لخطبتك، ولكن ليس من حقك إظهار عيوبه والحديث بها بين الناس، وإذا سألك إنسان فيكفي أن تقولي: ما صار نصيب؛ أو نحو ذلك من الكلمات المختصرة، ولا تجعلي رفضك بسبب الإعاقة، واعلمي أن العبرة بصلاح الدين، ومن المصلحة أن تُبنى الحياة الزوجية على الوضوح والصدق.
أما بالنسبة لموضوع الزواج عبر الإنترنت، فنحن نحذر إخواننا من الوقوع في شباك العابثين الذين يعبثون بمشاعر البنات، وينتقلوا من ضحيةٍ إلى أخرى بعد أن ينالوا بغيتهم ويصلوا إلى أهدافهم السيئة.
ولا بد من تصحيح هذا الوضع، والاستغفار من الأخطاء التي حدثت، ولا توافقي على مقابلته إلا عن طريق أهلك وبوجود محارمك؛ فإن العواقب لا تؤمن، وإن كان صادقاً فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وعند ذلك يستطيع أن يراك كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم من خطب امرأة أن ينظر إليها.
والصواب أن تطلبي منه المجيء إلى داركم مثله مثل أي رجل يرغب في الزواج، وبيني له أنك لا تستطيعين مقابلته إلا وفق الضوابط الشرعية، وأن أهلك كذلك لا يقبلوا إلا بهذه الطريقة، واعلمي أن الكلمات الطيبة والألفاظ الحلوة يجيدها كل الذئاب، وما أكثر الضحايا من البريئات، فخذي حذرك واتقي الله.
والزواج عبر الإنترنت فيه عدد من المخالفات، وفيه خطورة على الفتيات، وهؤلاء الشباب إذا وجدوا فتاة متدينة أظهروا لها التدين والورع، وإن وجدوا غافلة كلموها(109/50)
عن الغناء والمجون، فهم يتلونون حسب مزاج الضحايا، فلا تفكري في مقابلته، ولا تخافي من تهديده، ولا تستجيبي لوعيده، واطلبي مساعدة أهلك عند الضرورة، واعلمي أنهم جبناء، ولا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فتوكلي على الله وتوجهي إليه فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله ... 240330 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم أعينوني على تثبيت نفسي على طاعة الله، فأنا مند 8 سنوات أعاني من العادة السرية، وأريد التخلص منها والرجوع إلى طريق الله، مع العلم أني محافظ على الصلاة والقرآن، وألتزم مع جماعتي بالذكر اليومي، مع مسئوليتي الكبيرة في مسجدنا، فأنا مسئول المكتبة، فلا تنسونا بدعائكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ ماطر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يلهمنا جميعاً السداد والرشاد، وأن ينفع بالشباب البلاد والعباد.
فهنيئاً لمن واظب على الصلاة وحفظ القرآن، ورغب في الثبات على الدين والفرار من العصيان، فلقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا وأبا ذرٍ بقوله: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها...) والمسلم العاقل يعلم أن الناس يعلمون ظاهره فقط، وإذا أثنى الناس على ظاهرك فلا يغرنك ذلك، واعلم أن ذلك من جميل ستر الله عليك، فتذكر أن الله لا تخفى عليه خافية، والسر عنده علانية، فاتق الله إذا كنت مع الناس أو كنت وحدك، وراقب الله في ليلك ونهارك، واحذر من ذنوب الخلوات؛ فإن من شِرار الناس الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها.
وأرجو أن تعجّل بتوبةٍ صادقة إلى الله، وأبشر فإن التوبة تمحو ما قبلها، وإذا أخلص الإنسان في توبته لله {فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان:70].
ومما يعينك -بعد توفيق الله- على التخلص من هذه العادة ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
2- احفظ بصرك عن النظر إلى النساء في الشواطئ والمجلات والصحف وفي كل مكان.
3- سارع إلى طلب الحلال، فإن عجزت فعليك بالصوم فإنه لك وجاء.
4- تجنب الوحدة؛ فإن الشيطان مع الواحد.(109/51)
5- لا تأتِ للفراش إلا عندما تحتاج إلى النوم، وسارع بالنهوض بعد الاستيقاظ، ويعينك على ذلك المحافظة على أذكار النوم والاستيقاظ منه.
6- معرفة أضرار هذه العادة على الدين والبدن والعقل والدور الاجتماعي، فإن ممارسة هذه العادة مخالفةٌ لأحكام الدين {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}[النور:63] وهي مضرة بالصحة، وتؤثر على كل خلايا الجسم، ولها آثار نفسية، من شعورٍ بالمهانة وتأنيبٍ للضمير، وتورث صاحبها الانطواء والانعزال، وتترك آثاراً على وجه صاحبها، فإن للمعصية ظلمة في الوجه وضيق في الرزق، وبغض في قلوب الخلق.
7- معرفة الآثار الخطيرة على صحة الإنسان، وتأثيرها البالغ على الجهاز العصبي والأداء الجنسي مستقبلاً، فقد يفشل من يسرف في ممارسة هذه العادة عن القيام بدوره كرجل عندما يتزوج.
8- التقليل من الأكلات الدسمة، وممارسة الرياضة، وشغل النفس بالمفيد.
9- اختيار الجلساء الصالحين، والحرص على ذكر الله بصورةٍ فردية، وحضور مجالس العلم.
10- استشعار مراقبة الله في السر والعلن، وكيف تعصي الله وهو يراك؟!!.
وفقك الله لما يحب ويرضا.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أرغب في الزواج بالشخص الذي أثق فيه فكيف أتزوج بدون أن أغضب الله ... 237354
السؤال
أنا فتاة مغربية الأصل ومقيمة في السعودية، تعرفت على إنسان عن طريق الإنترنت وهو صاحب دين وأخلاق، ولكن للأسف أهلي يرفضون فكره الزواج عن طريق الإنترنت ويريدوني أن أتزوج من شخص من المغرب، ولكن عكس الذي أعرفه تماما فهو لا يصلي، وأنا أرغب بالزواج من الشخص الذي أثق فيه، فكيف أتزوج بدون أن أغضب رب العالمين علي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فحق لكل عاقل غيور أن يخاف من شرور الإنترنت، وأن لا يتعامل معه إلا بحذر شديد ولاشك أن كثرة ضحايا الإنترنت تغني عن كثير من الكلام حوله.
وإذا تأكد لك صلاح هذا الفتى فاطلبي منه أن يتقدم رسمياً، ويأتي البيوت من أبوابها، وأرجو أن تستغفروا الله وتتوبوا إليه وتجتهدوا في إصلاح الوضع أو التوقف عن المراسلات والمكالمات؛ لأن العواطف غير مأمونة والشيطان هو الثالث.(109/52)
وعلينا أن نتذكر أن كثيرا من الشباب يظهر التدين إذا وجد فتاة تحب الدين حتى إذا وصل إلى خديعتها كشر عن أنيابه، وربما تنصل عن الضحية الأولى ليبدأ مشوار الخديعة مع غافلة أخرى.
ومن هنا كان حرص الشريعة على بناء الأسر على الرضا التام والرؤية الشرعية مع مراعاة الدين والأمانة والأخلاق والقدرة على تحمل المسئوليات، وأعطى أولياء المرأة حق المشاركة في اختيار شريك حياة الفتاة، وأهل الفتاة من الرجال هم أعرف الناس بالرجال، وأحرص الناس على مصلحة بناتهم، لكن رغبة الأهل ودورهم مرتبط بصلاح دينهم وحرصهم على القبول بالمصلين.
فإنه لا خير في عبد لا يركع لله مهما كانت قرابته ومكانته، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وليس من مصلحتك مجاملة أحد من الناس إذا كان الأمر يغضب الله.
والصواب أن يسارع ذلك الفتى بطرق الباب وليس من المصلحة إظهار علاقاته السابقة لأهلك، ولا تقبلي به إلا بعد التأكد من صلاحه وصدقه، ولا تردي صاحب الدين إذا رغب في الارتباط بك، فإن كل نقص يمكن أن يصلحه الدين، ولكن الخلل في الدين لا يمكن تلافيه.
ولا داعي للاستعجال فإن رزقك سوف يأتيك فاشغلي نفسك بما خلقت له من العبادة والطاعة، واعلمي أن الله لا يضيع عباده المؤمنين، وأكثري من الدعاء والتوجه إلى الله فإن يجيب المضطر إذا دعاه.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... هل أستمر على علاقتي بشاب معاق عبر المسنجر ... 235938 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً : إني أرسل إليكم لأنني أثق فيكم، وفي إرشاداتكم.
منذ أربع سنوات وأنا أتكلم عبر الماسنجر مع عائلة من فلسطين، وفي البداية كنت أتحدث مع شاب من هذه العائلة لمعرفة أحوال الشعب الفلسطيني وأحوال معيشتهم، لمدة ثلاث سنوات، وفي السنة الرابعة أصبحت علاقتي عائلية ليس من خلال هذا الشاب فقط، وإنما مع أمه وأخواته وزوجته بالصوت والصورة، أي أنني أراهم ولكن هم لا يروني.
من خلال معرفة أحوال معيشتهم الصعبة قمت أنا وزميلتي بإرسال مبلغ بسيط لهم، وتكرر ذلك عدة مرات، وبحكم دراستي في مجال الطب، ولأن هذا الشاب به إعاقة برجليه، حاولت عدة مرات مساعدته وتقديم المعلومات التي تُفيده في علاجه.
الآن أود أن أعرف هل هذا الطريق الذي أسلكه عبر الماسنجر، وتحدثي مع هذا الشاب طريق صحيح أم غير ذلك؟(109/53)
مع العلم بأني في آخر الأيام كانت تراودني أحلام، أرى من خلالها بأن جهازي اللاب توب يقع من بين يدي ويتحطم، كما أنني رأيت في منامي القبر وهو ضيق، ولا أستطيع الدخول إليه.
أتمنى أن ترشدونني إلى الصواب، لأني بعد هذه العلاقة الطويلة وتوطيدها أرى من الصعوبة التخلي عنهم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فشكراً لك على اهتمامك بإخواننا في فلسطين الذين يدافعون عن الأقصى الشريف ويواجهون أشرس الأعداء في زمان تخلى فيه عن نصرتهم الأشقاء، ومن واجبنا جميعاً أن ننصر إخواننا بكل ما نستطيع، ونحن نستغفر الله على تقصيرنا، ولو أن كل مسلم قدم ما يستطيع من عون ومال ودعاء خالص لتحقق النصر ولأعذرنا إلى الله، ونسأل الله أن يعجل بنصره وتأييده.
وأرجو عدم قطع هذه العلاقة والمناصرة، ولكن أرجو أن تكون عن طريق الاتصال بأخواته وزوجته، فليس الضروري أن تكون المكالمات والمراسلات مع رجل مع وجود نساء، لأن الحديث مع الرجال لا تؤمن عواقبه والشيطان يأخذ الإنسان خطوة بعد أخرى، وكثير من الناس يبدأ بنية طيبة ويحدث بعد ذلك ما فيه ضرر وشر.
وأرجو أن تكثري من الأعمال الصالحة وواظبي على ذكر الله وعليك بالدعاء فإنه جماع الخير، وقد يصعب على الإنسان تحقيق كل ما يريد، ولكن المسلم يسدد ويقارب، ونسأل الله أن يشغلنا جميعاً بطاعته، وأن يحسن ختامناً وإخلاصنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتقي الله في السر والعلن وأبتعد عن الصور الخليعة ... 235850 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنني لا أستطيع أن أحفظ نفسي في الخلوات وسرعان ما أتصفح الإنترنت لأبحث فيه عن الصور، مع العلم أنني متزوج، إلا أنه يأتيني يوم كل شهر أو شهرين أختلي فيه بنفسي ويحدث ما يحدث، فهل أنا مسحور أم ماذا؟ علما أن هذا لا يحدث إلا في البيت!! مع أني أحافظ على الصلوات، وأقرأ القرآن يوميا، فأرجوكم ساعدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(109/54)
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وهمّ الشيطان أن يحزن الذين آمنوا، وأن يدفعهم للمعاصي، وكيد هذا العدو ضعيف ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
وعار على المسلم أن يعصي الله في خلواته، وعند بعده عن الناس، وشر الناس من إذا اختلى بمحارم الله انتهكها؛ لأنه كما قال ابن عباس: (يا صاحب الذنب، إن عدم خوفك من الله وأنت ترتكب الذنب أعظم من الذنب، يا صاحب الذنب، إن خوفك من الريح إذا حركت سترك مع أن فؤادك لا يضطرب من نظر الله إليك أعظم من الذنب)، فكيف يخاف الإنسان من الناس ولا يخاف من رب الناس، فكن على حذر وتجنب ما يغضب الله، واعلم أن الموت يأتي للإنسان على غير ميعاد فاحذر أن ينتهي أجلك وأنت على غفلة وعصيان.
وإذا رزق الله الإنسان زوجة تعفه، وأسبغ عليه نعمة العافية فعليه أن يتقي الله ويؤدي شكر هذه النعم، ومن تمام شكرها العمل بطاعة الله قال تعالى: {اعملوا آل داود شكراً وقليل ومن عبادي الشكور}.
واعلم أن التمادي على المعصية قد يورث الإنسان سوء الخاتمة، وقد يأتي للإنسان الأجل وهو عاكف على المعصية، وقد يسلب نعمة العافية بسبب المعصية، وقد تسبب المعصية في خراب بيته وتعاسته والعياذ بالله، فإن للمعصية ضيقا في الصدر وظلمة في الوجه وحرمانا للرزق وبغضا (كراهية) في قلوب الخلق.
ومما يعينك على التخلص من هذه الآفة ما يلي: -
1- تجنب الوحدة.
2- وضع جهاز الكمبيوتر في الصالة (في مكان مفتوح) بحيث يراه أهل البيت.
3- المواظبة على ذكر الله ومراقبته.
4- التوجه إلى الله بصدق فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.
5- تذكر خطورة آثار المعاصي والذنوب على الأفراد والأمم والشعوب.
6- الإكثار من الصوم وقيام الليل والصدقة وسائر الأعمال التي تنمي شجرة الإخلاص والمراقبة لله.
7- مجالسة الأخيار والقراءة عن السلف الأبرار.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... تعرفت إلى شاب ولم أستطع نسيانه ... 18503 ...
السؤال
السلام عليكم.(109/55)
أنا شابة في بداية ال20، تعرفت على شاب قبل 3 سنوات كزميل وأخ وكنت أشكو له كل همومي ومشاكلي، ولكني لاحظت بأن علاقتنا ليست كإخوة بل أكثر؛ فقررت أن أبتعد عنه، وتبت، ولكني لم أستطع نسيانه، وعندما أتذكره أتصل به برقم مخفي دون أن يعرف.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بالتوبة، وشكراً لك على قرار الابتعاد عندما شعرت بخطورة تلك العلاقة، وهكذا المسلمة سريعة الأوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تتوجهي لله الذي أعانك على الخير أن يثبتك على طريق الخير، وأن يصرف عنك خواطر الشر فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
وتذكري أن الشيطان يحزن لتوبتنا ورجوعنا إلى الله ولذلك فهو يكرر المحاولات ويأخذ الإنسان خطوة بعد خطوة ويزين العمل القبيح ليخدع به الإنسان، ولذا أرجو أن توقفي الاتصالات فوراً، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، واشغلي نفسك بالطاعات فإن الذي لا يشغل نفسه بالخير والطاعة تشغله نفسه بالمعاصي.
والذي يظهر من حال الشاب أنه لا يبادلك المشاعر وإلا فلماذ لم يسأل عنك؟ ولم يبحث عن أهلك ليجعل تلك العلاقة تحت سمع الناس وبصرهم كما أرادت هذه الشريعة العظيمة التي تصون الأعراض وتنظم العلاقات بين الذكور والبنات؟ والإنسان لا ينتفع من ودٍ يجيء تكلفاً ومجاملة، وأرجو أن تجدي من أرحامك أو والدتك وأخواتك من يخفف عليك من صعوبات الحياة، مع ضرورة أن نوقن أن هموم الدنيا لا تنتهي، وسعادة الإنسان أن يكون همه لله وعندها سوف يكفيه الله بقدرته شر ما أهمه ويغفر له ذنبه، فاشغلي نفسك بذكر الله والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والزمي الاستغفار وعليك بتلاوة القرآن ومجالسة الصالحات.
واعلمي أن المؤمن يراقب الله في سره وجهره، وقد يخفي الرقم على الشاب وعلى الناس ولكن الله لا تخفى عليه خافية، ولذلك فهو أحق أن نخاف منه ونحرص على طاعته.
وأرجو أن تحفظي نفسك، وتغضي بصرك فإن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان وتوسع في العلاقات مع الجنس الآخر فسوف يعيش في حسرات وندامة.
كل الحوداث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا تر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر(109/56)
ونحن دائماً ندفع ثمن مخالفتنا لأمر الله { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } وسوف يعينك الله على نسيان تلك الذكريات إذا علم منك صدق التوبة والرجوع إليه سبحانه.
وأسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أتخلص من الفتاة التي تلاحقني باتصالاتها ... 18114 ...
السؤال
أنا شاب في العشرين من عمري، تعرفت على فتاة كانت معي في الجامعة، والآن أنا تركت الجامعة وهي خطبت لابن خالتها غصباً، وهي تلاحقني منذ ذلك الحين، أي منذ 6 أشهر، وأنا أشعر بالذنب كلما حادثتني على الهاتف، فما الحل برأيكم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فأرجو أن تحسن التخلص من هذه الفتاة المخطوبة، وأرجو أن تشجعها على إتمام مراسيم زواجها من ابن خالتها، فإنه لا يجوز للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه، ولابد أن تعلم أن العلاقة السابقة بالفتاة كانت مخالفة لآداب هذه الشريعة التي ترغبنا في إتيان البيوت من أبوابها.
وإذا كان أهل الفتاة قد أرغموها على رجل معين دون أن تكون راغبة فيه، فتلك مخالفة لأحكام هذه الشريعة، ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، فلا تستجب لهذه الفتاة ولا تظهر في الواجهة حتى يكمل ذلك الرجل مراسم زواجه أو ينفصل عنها ويفشل مشروع الخطوبة دون أن يكون لك دور في ذلك الفشل.
وإذا تركها ذلك الشاب، فأرجو أن تتقدم لأهلها رسمياً إن كانت عندك رغبة، واجعل علاقتك بها عند ذلك أمام سمع أهلها وبصرهم، فإن الإنسان لا يرضى هذا الأسلوب لأخواته، فكيف يرضاه لبنات الناس.
وربما كان السبب في مطاردتها لك بالهاتف هو وعودك التي أعطيتها لها سابقاً أو طريقتك في مكالمتها، فبعض الشباب يستخدم العواطف في استمالة النساء الأجنبيات وهذا لا يرضي الله فهي لا تزال أجنبية عنك.
ونحن بكل أسف ندفع في كل يوم ثمن مخالفتنا لأوامر الله، ولن تزول هذه المشاكل إلا إذا باعدنا بين الرجال والنساء في قاعات الدراسة وأماكن العمل، وقد أدرك الغربيون خطورة وجود المرأة مع الرجل بعد أن ذاقوا الثمار المرة ودفعوا ثمنا باهظاً لهذا الأمر، أما نحن معشر المسلمين فديننا يحرم ذلك ولست أدري متى نعود إلى صوابنا!؟
والله ولي التوفيق!(109/57)
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أقلع عن شرب المخدرات والسكس ... 18098 ...
السؤال
أنا أصلي وأصوم ولن أقدر أن أترك الصلاة، لكن المشكلة أني أعصي الله بأني أشرب المخدرات لا الخمور؛ لأن الله حرمها، ولا النساء لأن الله قد حرمهن، أتمنى أن أترك هذه المعاصي والسكس.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فأرجو أن تحافظ على صلاتك، وتخشع لله فيها وتتجنب الأمور التي تغضب الله، فإن للمعاصي شؤمها وآثارها المدمرة، وخاصة المخدرات التي تعتبر من أكبر وأخطر المعاصي، فإذا كانت الخمر هي أم الخبائث وأم الكبائر، فإن المخدرات من أسوأ أنواع المسكرات وكل مسكر خمر وكل خمر حرام، وشريعتنا نهت عن كل مخدر، وقديماً قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن المخدرات أنها أشد خطراً من الخمور، والمخدرات تجرد صاحبها من الغيرة على عرضه ونفسه وأهله.
وقد أكرمنا الله بشريعة مباركة حفظت للإنسان دينه وعقله وعرضه وماله ونسله، والمخدرات تهدد كل هذه الأشياء، فلا يبقى لصاحبها دين، ويكون عرضة لأن يقتل، وتفسد هذه المخدرات العقل، وهو أغلى الجواهر التي لأجلها كرم الله الإنسان، وبالمخدرات تضيع الأعراض وتختلط الأنساب، وتضيع الأموال وتخرب البيوت، ومما يساعدك على الخروج من هذا المأزق ما يلي:-
1- اللجوء إلى الله بصدق وتحري لحظات إجابة الدعاء.
2- تغيير رفقة الشر وطلب المساعدة من أهل الخير والصلاح.
3- معرفة خطورة هذا الطريق وسوء العواقب في حالة عدم التوبة والرجوع إلى الله.
4- تذكر أن الشريعة التي حرمت كل المعاصي هي التي حرمت المخدرات، وقد جاء تحريهما بأشد الألفاظ {فاجتنبوه}، وهذا يدل على ضرورة الابتعاد عن فلكها فلا يشترك في تجارة أو حمل أو ترويج أو جلوس في مجلسها.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أرضي الله في غرف الإنترنت ... 17958 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.(109/58)
أنا صاحبة الاستشارة رقم 234890 بعنوان (أحببت شخصا عبر الشات فهل أتركه) أود أن أشكرك ـ يا سيدي وشيخي الجليل ـ على ردك وعونك لي في هذه المسألة وأشكرك على إطرائك على مجهودي مع أنني لا أستحقه!
أبعث إليك الآن لأخبرك أنني بعد علمي بوجوب تركي لهذا الشخص نفذت أمر الله وقلت في قلبي سمعنا وأطعنا، وتعذرت له بعد مقدرتي على المجيء لفترة لانشغالي وطلبت منه عدم الإرسال لي مرة أخرى، وأعتقد أنه فهم قصدي، ثم قطعت صلتي به.
الله وحده يعلم كم تأثرت ذلك اليوم وبكيت كثيرا جدا وتألمت من كل قلبي! تارة أشعر بالذنب والخجل من الله لسوء تصرفي كداعية، وتارة أشعر بشوق شديد جدا إليه وإلى الحديث معه، مع أنني أعلم يقينا أنه لا يجوز لي الحديث معه.
ثم إنني ـ يا شيخي أو اسمح لي أن أقول لك أبي العزيز ـ لم أكن أذهب إلى الشات للحديث مع الشباب بل إن معظم وقتي كان مع الفتيات سواءا في مواضيع إسلامية أو اجتماعية، كما تتحدث أي بنت مع صديقاتها وتحتاج إليهن، أريد أن أسأل عن الطريقة المناسبة التي أذهب بها إلى تلك الغرف؟ فمثلا هذا الشيخ يعطي محاضرات يومية، فهل يجوز لي أن أستمع إن شعرت بفائدة من ذلك دون الحديث معه بالطبع؟ كما أن معظم الراغبين في تعلم الدين يأتون في وقت محاضراته أو بعدها بقليل، فهل أذهب للمشاركة مع الفتيات، وفقط عن طريق المحادثة العامة دون السماح لأحد بإرسال رسائل خاصة إلي، حيث إنني وبطبيعة الحال أغلقت المجال لأي شخص للحديث معي لمن هم خارج قائمة المسنجر؟ ما هي أفضل طريقة أرضي بها الله في هذا المكان؟ وما هي الحدود والمحظورات?
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن دائماً في انتظارك، وأسعد لحظاتنا تلك التي نقدّم فيها خدمةً أو مشورة أو نصيحة لكل من يشرفنا بزيارة موقعنا، ونسأله جل وعلا أن يزيدك هدىً وتقىً وصلاحاً واستقامة، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، ومن خاصة عبادة وصفوة أوليائه.
وبخصوص ما ورد برساتك، فأكرر سعادتي وإخواني بالموقع بهذا القرار المبارك الذي اتخذتيه وقهرت به الشيطان الرجيم، وأثبت للناس جميعاً أن المسلمة قادرة على مواجهة أعتى وأقوى التحديات، فاحمدي الله أن وفقك لقطع علاقتك بهذا الداعية -جزاه الله خيراً-، وكم أتمنى أن تحولي واقعك الآن إلى واقع ملموس وفاعل مؤثر، فالأمة خاصة النساء والفتيات في أمس الحاجة إليك وإلى أمثالك ممن فتح الله عليهن بالدعوة وحب العلم الشرعي، والقدرة على مخاطبة النساء، فقومي وشمّري عن ساعد الجد، فالساحة فارغة، وتحتاج إلى جهدك وجهادك وعطاءك، واعلمي أن(109/59)
الدعوة إلى الله من أعظم الوظائف وأشرف الأعمال، وخصصي خطابك فقط لإخواتك، ولا مانع من استقبال رسائل الأخوات الخاصة، والإجابة عليها على قدر استطاعتك، ولا مانع من إحالتها على أي موقع من المواقع الإسلامية المتميزة، أو الكتابة إلينا ونحن نساعدك في ذلك، واعتذري لكل من يرغب في الحديث معك من الرجال، وحاولي لفت نظرهم إلى أن هناك أمة تنتظر عطاءهم، وفي أمس الحاجة إلى هذا الوقت الثمين، وحاولي الدخول بنفسك إلى المواقع الدعوية، والاستفادة منها، وهي كثيرةٌ جداً، وفيها الغنى عن الاستماع إلى محاضرات هذا الشيخ؛ لأن النفس البشرية تميل بطبيعتها إلى كل ممنوع عليها، واستماعك له قد يضعف عزيمتك، ويفسد توبتك، وأعتقد أنه يمكنك الاستغناء عن محاضراته بشيء من المجهود والدخول إلى المواقع الأخرى، والتزود بالعلم الشرعي الخالي من الشبهة وحظ النفس، وأنا واثقٌ من قدرتك على ذلك، خاصةً بعد هذا القرار المبارك الذي أكرمك الله به وحررك من التعلق إلا به وحده؛ فتوكلي على الله، ولا تُشغلي عن دراستك حتى لا يتهم الإسلام بسببك؛ لأن المسلم متفوق دائماً وفي الصدارة كما أراد له الله.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... تعرفت إلى شخص في غرف البالتوك وطلب مني صورتي ... 17957 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
مشكلتي أنني بعد أن التزمت أحببت من دافع الرغبة في تعلم أمور الدين أن أدخل بعض الغرف الإسلامية على البالتوك، وكنت أعتقد أن هذه الغرف مكان أمين وليس كباقي الغرف التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي والوقوع في المحرمات.
وبدأت أتعرف على أشخاص من هذه الغرف منهم الرجال والنساء لكن لم أكن أتحدث معهم أي أحاديث خاصة، وكنت أرسل لهم فقط بعض المقالات الدعوية، ولا أقبل الحديث معهم إلا إن كان في مجال الدعوة، وكنت أحب أن أستمع إلى المحاضرات الصوتية التي يلقيها بعض من كنت أرسل لهم من الرجال؛ لأنني كنت أحب أن أتعلم أمور الدين والحديث عن الدعوة إلى الله.
وأحدهم شاب عمره 27 عاماً كان يتكلم ويلقي المحاضرات، وكان أكثر من يشجعني على الدعوة والاستمرار فيها، ولأنه الوحيد الذي يشجعني على الدعوة، ولأنني عرفت منه أنه مدير لأحد مكاتب الدعوة في نفس المدينة التي أسكن فيها، ولم أسمع عنه إلا كل خير، وحتى بعض العلماء المعروفين في هذا البلد وغيره يعرفونه ويثنون عليه، فأعجبني وكنت أشعر أن في داخلي شيئا يجذبني إليه، لم أكن أحبه لكن كنت أشعر أنه يختلف عن غيره عندي، وكنت أنتظر دخوله إلى البالتوك، كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لتعلم أمور الدين، وربما لأني أيضا أحبه ولم أكن أظن أنه من الشباب المستهترين.(109/60)
وقد عرفته منذ سنتين واستمعت إلى المواعظ التي كان يقولها ولكن كانت علاقتي به سطحية جدا وحديثي معه لم يكن يتجاوز تشجيعه لي على الدعوة وتعليمه لبعض أمور الدين، ولكن منذ ثلاثة أسابيع فقط تحدثت معه مرة فطلب أن يعرف اسمي كاملاً ليتأكد فقط أنني لست رجلاً يدخل بأسماء نساء؛ فرفضت طلبه، ثم بعد ذلك طلب أن يتصل بي ويسمع صوتي، وقال أنه سيسلم فقط وأنا أرد عليه السلام، ووعدني أنه لن يتصل بي مرة أخرى، فوافقت على طلبه واتصل ولم يتحدث معي أي حديث سوى ما قاله، ورددت عليه السلام فقط، ولم يسمع مني كلمة أكثر من ذلك.
وخشيت أن يتصل بعد ذلك لكنه وفى بوعده، ولم يتصل، وبعدها شعرت أنني أحبه ولا أستطيع أن أبتعد عنه، فاتصلت به، ثم توالت المكالمات بيننا ثلاثة أيام فقط حتى شعرت بالذنب الشديد مما نفعله فقلت له أنني لا أقبل أن تكون علاقتنا غير شرعية، فاقترح أن نفترق حتى يستطيع أن يتقدم لي ويخطبني من أهلي؛ لأن ظروفه الآن لا تسمح بالزواج، ووافقت على اقتراحه وسعدت كثيرا بذلك؛ لأن في ذلك إرضاءا لله تعالى، وتركته ولم أكلمه بعد ذلك حتى اتصل هو بعد ذلك بأيام وقال أنه لم يستطع أن يفارقني ولا يبتعد عني، وعدت أتكلم معه حتى طلب أن يرى صورتي؛ فرفضت ذلك بشدة وأصر على طلبه وهددني إن لم يرَ صورتي أنه سيتركني ولا يكلمني بعد ذلك، ورفضت ولم أكلمه منذ ذلك الوقت.
أشعر بالذنب الشديد؛ لأنني كلمته، كما أشعر أنني لا أستطيع أن أبتعد عنه، وأفكر أحياناً أن أكلمه وأوافق على طلبه لكنني لم أفعل ذلك وطردت عن تفكيري هذا الأمر مرات، لكنني أعود إلى ذلك كلما تذكرته، وخاصة لأنني متعلقة به وأحبه ولا زلت أتمنى أن أتزوجه، وأدعو الله دائماً أن ييسر لنا الزواج.
أرجوكم أفيدوني ما الذي يجب عليّ أن أفعله الآن؟ هل أتركه وأترك الغرف الإسلامية التي عرفته فيها؟ أم أستمر في علاقتي به كما كانت قبل أن أتكلم معه هاتفياً أم ماذا أفعل؟
أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يسترك بستره، وأن يحفظك بحفظه، وأن يشرح صدرك للحق، وأن يوفقك في دعوتك إليه، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يُعينك على الطاعة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث معك إنما هو نوعٌ من استدراج الشيطان، حيث لا ينقض على فريسته مرةً واحدة، وإنما يتبع سياسة الخطوة خطوة، حتى يخرج الإنسان من الملة والعياذ بالله، فمن كان يتصور أن تتحول الحوارات الدعوية إلى علاقات غرامية؟! وأعتقد أنه لم يخطر ببالك أبداً أن تكوّني علاقة مع أي شاب(109/61)
من الشباب عندما دخلت بنية الدعوة إلى الله، وها هو الشيطان قد أوقعك في حبائله، وشغل قلبك بعلاقة غير مشروعة، ثم ها هو الأخ الفاضل يطلب طلباً لا يحل له ولا يقبل أن تفعله أخته أو أي فتاة قريبة له، ونسي أنه داعية وأنه معروف لديك ولدى غيرك، وأن وظيفته الإصلاح وليس الإفساد وتدني القيم والأخلاق، كل ذلك من كيد الشيطان الرجيم، ثم ها أنت الآن متعلقة به قلبياً وتحبينه، وأصبحت مشغولة به، ولولا رحمة الله لاستجبت لطلبه، وأعطيته الصورة، بل وأكثر من ذلك، ولكن نظراً لما فيك من خيرٍ تماسكت إلى الآن، والله أعلم هل استجبت له أم لا، والذي أنصحك به ابنتي العزيزة أن تقطعي علاقتك به تماماً، وأن تقاومي هذا الميل القلبي، وأفضل أن تتوقفي ولو لفترةٍ محددة عن الدخول إلى هذه الغرف، حتى تمر هذه العاصفة، وإياك أن تُعطيه صورتك؛ لأنه كما سمح لنفسه بذلك فما الذي يضمن لك أنه لا يستغلك ويبتزك بهذه الصورة ويمارس الضغط عليك حتى تقابلينه، وينال منك أكثر من ذلك، إذاً رجاء التوقف نهائياً عن الاتصال به أو دخول هذه الغرف، وعدم التحدث معه أو الاستماع لحديثه؛ حتى لا تفتتني به وتضعفي أمام طلباته، وانتبهي لدراستك، خاصة ونحن على أبواب نهاية العام.
وأكثري من الدعاء أن يغفر الله لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وفي الإجازة لا مانع من العودة بشرط التعامل مع النساء فقط .
وبالله التوفيق والسداد.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من وحدة رهيبة ووقعت في معاصي ... 17908 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب كنت في مراهقتي شابا عاديا أحب الرياضة ولم يكن لدي هاجس الأفلام والصور الإباحية، ولكن منذ سنتين تقريبا وقعت في هذه المشكلة،
وبصراحة بدأت أعاني جدا منها وبشكل غير معقول! صحيح أنني لا أشاهد أفلاما كاملة، أي أقصد أنني أقوم بهذا فقط عبر الأنترنت.
والمشكلة لدي لها فرعان:
1- أنا أعاني من وحدة رهيبة حيث إنني بلا أصدقاء بالرغم من أن هذه الحالة بدأت منذ كان لدي صداقات ولكنها استشرت بعد ذهاب معظمهم للسفر من أجل العمل، ومررت ببعض المشاكل أيضا.
2- أنا أعاني أيضا من ممارسة العادة السرية، المشكلة أنني أتوب لفترات ولكن أعود للحالة، وعندما أتوب أكون غارقا في شعور رهيب ( بعد المشاهدة )، وأحيانا أشعر برغبة في البكاء.
جامعتي ليس فيها دوام، لدي حب مطالعة ولكن أشعر أحيانا بطاقة زائدة فلا أستطيع البقاء والقراءة ( على فكرة أحب نوعا معينا من القراءة وهو التاريخي والسياسي، ولكن أقرأ أيضا في معظم المجالات )، أحيانا أشعر بالإحباط من الأوضاع العامة مما يزيد اكتئابي، أتألم لشعوري أنها معصية ولكنني أفقد الإرادة!(109/62)
أنا أحب الفرع الذي أدرس فيه وناجح فيه، والمضحك المبكي في الموضوع أنني عندما كنت في جو الدوام في المعهد ( أنا درست معهدا لا علاقة له بالفرع الذي أدرسه في الجامعة، ومرت فترة درستهما سويا ) وبالرغم من الضغط كنت أنجح في كل المواد في الجامعة وبمعدلات جيدة ولم أرسب ولا سنة في المعهد، ولكن وبعد تخرجي من المعهد وفقدان أصدقائي الذين هم من المعهد أيضا بدأت بالرسوب في بعض المواد وبدأت هذه المواد تكثر شيئا فشيئا رغم المحافظة على المعدلات الجيدة في المواد التي أنجح فيها!
أضف إلى ذلك أنني شاب عاطفي جدا ( ربما لأنني وحيد لأهلي )، أحيانا أدخل إلى الأنترنت فقط بحثا عن ملئ للفراغ العاطفي ( أتمنى أن لا تفهمني بشكل خاطئ لأنني أبحث عن فتاة لأتحدث معها فقط ولأقول لها أفكاري والدليل أنني لا أميل إلا لفتاة تساويني بالعمر أو أصغر بسنة وأتمناها مثقفة نسبيا ومتفهمة ولا أغراض لها من محادثتي ).
المفارقة الغريبة أنني أصلي وأسعى للتقدم في الدين، حسنا هذا كل ما لدي وبصراحة هذه أول مرة أتكلم بكل أريحية عن مشاكلي، وأسأل الله أن أكون صادقا في كل كلمة كتبتها؛ لأنني فعلا أحاول الوصول لحل.
شكرا جدا لسماعي وتحملي.
وآسف على الإطالة وكثرة الاستطراد.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق والخير والصلاح والاستقامة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه مما لا شك فيه أن الوحدة التي تُعاني منها الآن لها أكبر الأثر في هذه السلوكيات الغير مرغوبة، والمخالفة لشرع الله جل وعلا، إضافةً إلى عوامل ضعف الإرادة لديك، مع كونك عاطفي، وتُعاني من فراغ، فحاول استغلاله بأي صورة من الصور، وهذه كلها عوامل ليس من المستحيل علاجها، بل إنها أخي طريف أهون من غيرها بكثير، ولا تحتاج إلى أكثر من قرار جاد وصادق من حضرتك في ضرورة تغيير هذا الواقع المؤلم، ويخرجك من هذه الدوامة كلها، وأعتقد أنك تشخص واقعك بصورةٍ واضحة وسليمة، وتعرف نقاط الضعف لديك، وهذا في حد ذاته سيساهم كثيراً في حل المشكلة؛ لأن التشخيص نصف الحل، فأنت قد ذكرت الأمراض والعيوب، وذكرت الأسباب المؤدية إلى وجود المشكلة وتفاقمها، فما عليك الآن إلا أن تتخذ أولاً القرار الشجاع بضرورة التخلص من هذه السلبيات كلها، وأن تكون لديك الثقة في قدرتك على ذلك، خاصةً وأنك حسن العلاقة بالله، وحريصٌ على الصلاة، وتنمية دينك وعلومك الشرعية، وهذه كلها عوامل نجاح(109/63)
وقوة، فقف مع نفسك وقفةً جادّة وصادقة، وقل لها: إلى متى هذا الضياع وهذه المعاصي وهذا العبث اللا محمود؟
قف هذه الوقفة مع نفسك، وحاسبها بدقة، وهذه هي البداية، ثم نأتي إلى النقطة الثانية وهي بدء الحرب على هذه المعاصي ، وابدأ بالآتي:
1- خذ قراراً بمقاطعة المشاهد المحرمة والمثيرة، ولا تؤجله أبداً، وإنما مجرد قراءتك لهذا الجواب قرر مع نفسك وبصوتٍ مرتفع لن أدخل على المواقع الإباحية بعد الآن مطلقاً بإذن الله، ولمساعدتك في ذلك لا تدخل على الإنترنت وحدك، أو في وقت متأخر من الليل، والأفضل أن تجعل الجهاز في مكانٍ بارز في المنزل، واجتهد في ذلك، فهذا من الحل.
2- ابحث لك عن صحبةٍ صالحة، واربط نفسك بهم، واجتهد وحاول، وستجد، ولكن تخيّر من يذكرك بالله، ويُعينك على طاعته، والأفضل أن تبحث عنهم في بيوت الله، وحلقات الدروس والمحاضرات الشرعية والندوات، وغير ذلك .
3- اربط نفسك ببعض الأنشطة الدعوية والاجتماعية أو العلمية والثقافية.
4- مارس بعض التمارين الرياضية بانتظام، ولا مانع من المشاركة في نادي من النوادي المحترمة تقضي فيه بعض أوقات فراغك.
5- حاول أن تتعلم تلاوة وحفظ القرآن الكريم، والأفضل على يد شيخ متقن، فإن ذلك من أفضل القربات، وأعظم الطاعات التي تضيع فيها الأوقات.
6- احرص على المواظبة على صلاة الجماعة والسنن الرواتب، وشيئاً من قيام الليل.
7- إذا كانت ظروفك المادية تسمح، فلماذا لا تبحث عن زوجةٍ صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ويزيد بها رزقك، وتغض بها بصرك، وتحصن بها فرجك، وترزق منها الذرية الصالحة المباركة؟
8- أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مع سائر الأذكار، خاصةً أذكار الصباح والمساء.
وختاماً: أنا واثقٌ من قدرتك على تنفيذ هذا البرنامج، فتوكل على الله، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لا أستطيع، فأنت إنسانٌ عظيم، وحباك الله بقدرات هائلة، فاستعن بالله .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أوقعتها في حبي فكيف أتخلص من ذنبي ... 17809 ...
sara
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
مشكلتي أنني تعرفت عن طريق الصدفة على شات ذي طابع إسلامي، وأحببت من دافع حب الدعوة وتعلم الثقافات أن أشترك فيه لاعتقادي أن الشات الإسلامي هو مكان أمين وليس كباقي الغرف المملة التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي وحديث الشباب.(109/64)
بدأت أتعرف إلى أخوات لي بعضهن مسلمات وأخريات نصرانيات، وكونت معهن صداقات وكلي أمل أن يكون لي دور في تعليمهن، حيث أن لي ـ ولله الحمد ـ خلفية إسلامية جيدة، عرفت من إحدى الأخوات أن رجلا بمقام شيخ يلقي محاضرات صوتية في إحدى الغرف التي كنت أذهب إليها، وبدأت أستمع إليه؛ لأنني دائما ما يجذبني الحديث عن الدعوة.
ربما يكون الموضوع جميلا إلى الآن، ولكن كان ذلك الشيخ هو الشخص الوحيد الذي قبلت أن أضيفه في قائمة المسنجر التي لدي حيث إني قلت لنفسي هو شيخ في الأربعين، ولن يكون الحديث معه كالحديث مع أي شاب مستهتر، تعودت الحديث معه وفوجئت أنه يطلب يدي للزواج! حيث إنه لم يتوقع أن يجد فتاة بمواصفاتي من دين والتزام شديد في غرفة من غرف الشات، وحيث إنه يعيش في أمريكا حيث الحرية المطلقة حاولت أن أتهرب من طلبه.
ولا أخفي عنكم أنني شعرت بمشاعر نحوه، لا أدري من أي نوع هي! ربما لأني للمرة الأولى أجد شخصا يهتم بي لهذه الدرجة, ولكنني كنت جدا منضبطة في كلامي معه ولا أقبل حتى المزاح الذي يقبله هو، حيث إن مزاحه كان خارجا عن الحد مرات عديدة، وليس معي فقط بل مع الأشخاص الذين كان يلقي عليهم المحاضرة، وربما لأنهم من الأجانب حيث نادرا ما تجد عربيا هناك سواي والشيخ والقليل القليل فقط.
كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لديني، وربما لأني أيضا أحبه! الكثير والكثير من الأفراد أسلموا على يده في الشات، وكنت شاهدة على تلاوتهم للشهادة، وكنت أيضا أعلم بعض الأخوات العربية والقرآن، ولكن ليس بالغالب لانشغالي بدراستي، حتى إن إحدى الأخوات أسلمت على يدي ولا زالت محبة للإسلام، والحمد لله.
لا أدري ماذا أقول! أشعر بالذنب الشديد، كما أشعر بأني لا أستطيع تركه، وهل علي تركه أصلا!؟ ولماذا؟ أعني الشيخ أو الشات أو المكان بأسره،
كثيرا ما رأيت أفرادا يطعنون بسمعة الشيخ ويقولون هو فعل كذا وكذا، ولكني أرفض التصديق!
حاولت البحث عن فتاوى تتعلق بالشات وفهمت أن الحديث مع الرجال ليس بالمحرم طالما كان في ما يرضي الله، ولكن لا تنصدموا حين أسألكم ما هو الذي يرضي الله في هذه القضية؟ أنا حقا لا أدري! هل أستمر في الحديث مع الأخوات، أم أستمر معه ولكن بحدود، أم ماذا؟ مع العلم أنني فعلا أشعر بعدم قدرتي على تركه، ربما لأنه دائما يحب مساعدتي بالذات!
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا.
السلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(109/65)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الدعاة الصادقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن دواعي سرور المسلم أن يجد أخته المسلمة معه تحمل هم الإسلام وتشارك في الدعوة إليه، وهذا هو الأصل الذي قام عليه الإسلام، حيث شاركت المرأة المسلمة أخاها المسلم هم الدعوة وتحمل أعبائها، بل ومن دواعي فخر كل فتاة أو امرأة مسلمة أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة، وهي سمية بنت الخياط أم عمار رضي الله عنهما، بل إن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
فممارسة الدعوة اليوم من قِبل الفتاة والمرأة المسلمة لهي عودة إلى الأصل، وحرمانها أو تعطيلها أو تهميشها إنما هو بُعدٌ عن الفهم الحقيقي لروح الإسلام وقيمه ومبادئه، فأحمد الله أن أوجد في الفتيات المسلمات مثلك، ممن يحملن هم الدعوة مع إخوانهن من الرجال.
ونظراً لأن الدعوة عبادةٌ تأتي على رأس العبادات، حيث أنها وظيفة الأنبياء والرسل، فلا بد لها من ضوابط يجب مراعاتها، وأحكام يجب التزامها والتقيد بها، خاصةً فيما يتعلق بدعوة الرجال للنساء والعكس، حيث أن الفطرة البشرية تقتضي ميل كل جنس للآخر، ومن هنا وضع الإسلام قيوداً مشددة على هذه العلاقة، فحرم المصافحة وحرم الخلوة، بل وحرم النظرة الثانية...وهكذا حتى وصل إلى الفاحشة، كل ذلك صيانةً للأعراض وحمايةً للإنسان، ومما تحدث عنه علماء الإسلام تلك العلاقة عبر الشات، فالذي أعرفه أن الإنسان لو شعر بنوعٍ من الضعف عليه أن يتوقف حتى لا تخرج العلاقة عن الإطار الشرعي، خاصةً إذا حدث هناك نوع من الميل والاستلطاف في إبداء كلمات الإعجاب، فكل ذلك وأمثاله يخرج عن هذه العلاقة من كونها مشروعة إلى علاقة محرمة، لما قد يترتب عليها من محاذير نحن في غنىً عنها، وهناك من حرّم مجرد الكلام العادي حتى لو كان في الدعوة والعلم الشرعي.
وكم كنت أتمنى أن ينحصر دورك في دعوة النساء والفتيات فقط، فهذا هو مجالك الطبيعي، والذي نعاني من نقص شديد فيه، وأتمنى فعلاً أن تحصري نشاطك في ذلك؛ لأن الرجال والشباب سيجدون من يحدثهم ويتحدث إليهم، أو سيجدون بديلاً آخر وما أكثر البدائل، أما الفتيات والنساء فهم في أمس الحاجة إلى جهود أخت مثلك، فاجتهدي في ذلك، وحددي نشاطك، واحصريه في هذا الإطار الحيوي، واتركي عنك الحديث مع الرجال ودعوتهم، حتى ولو كانوا من الدعاة الصالحين، فهذا أمرٌ غالباً لا تحمد عقباه، ولا أدل على ذلك من تعلقك بهذا الشيخ الداعية، وعرضه عليك الزواج، رغم فارق السن الكبير، وعدم معرفتكما لبعض معرفةً كاملة يمكنها أن تؤسس أسرة أو تقيم مجتمع متماسك، وما هي إلا نوع من الإعجاب بالطرح والعرض، وهذا يمكن أن تقع فيه أي فتاة مهما كان حرصها، وأنت دليلٌ على ذلك، ولعل من أهم أسباب تعلقك بهذا الداعية أنه أعطاك بعض ما تفتقدينه من العطف والاهتمام والمتابعة، خاصة وأنك لست مرتبطة عاطفياً بأحد، فصادف قلباً خالياً فتمكنا، ولا أعتقد أن مثل(109/66)
هذه العلاقة سيكتب لها النجاح؛ لعدم وجود عوامل الاستقرار الطبيعية، فلقد شاهدت واستمعت لعدة ندوات ولقاءات كلها لا تؤيد فكرة الزواج عبر الشات؛ لافتقاره لأبسط الضوابط والمطالب الشرعية، لذا أرى أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل، وأن تعتذري له عن عدم قبولك لعرضه، وتوقفي عن الاتصال به، وركزي جهودك على دعوة الفتيات فقط، وهو مجالٌ رحب وفي أمس الحاجة إلى أمثالك، فتوقفي عن الاتصال بحدود أو بغير حدود؛ لأنك ستعرضين لنوبات الضعف بين الحين والآخر، وستشعرين بصعوبة التخلص من التعلق به، وأنا واثقٌ من قدرتك على اتخاذ هذا القرار، فلا تضيعي هذه الفرصة، وحاولي استغلالها استغلالاً جيداً حتى تتخلصي من نقطة الضعف التي تهدد حياتك ودينك واستقرارك، فاتخذي هذا القرار الآن، فهو الخيار الأفضل والأمثل، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
ومسألة الزواج مسألة قضاء وقدر لا يمكن لأحد أن يتحكم فيها، وهي في نفس الوقت مسألة وقت، وأنت ما زلت صغيرة، وأمامك فرصة لاختيار الشخص المناسب والمتوافق مع سنك وظروفك، والإقامة في بلاد الإسلام مهما كان سوئها أفضل بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، فتشجعي وخذي القرار المناسب وبدون تأجيل، واصبري على آثاره؛ لأنها فترة وسوف تزول إن شاء الله، واحصري نشاطك الدعوي في مجال أخواتك وبنات جنسك، وواصلي طلب العلم الشرعي الذي هو خير زاد للداعية، وأكثري من الدعاء أن يتقبل الله منك عملك، وأن يعافيك من هذه العلاقة، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أعاني من اختلاطي بالنساء معاناة قاسية ... 17706 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، وبعد:
فسلام الله على القائمين على هذه الشبكة الإسلامية المميزة، وهأنذا أكتب إليكم والدموع تسَّاقط من عيني ـ والله شهيد على قولي ـ .
بداية لا أدري بأي الكلمات أبدأ، ولا بأيها أنتهي، فقد تفاقم أمري مع إلهي، وما أظنه يغفر لي لأني أسرفت على نفسي بالمعاصي والآثام العظام، كلما قرأت الآيات التي تتوعد المجرمين ظننت ألا أحدا سواي بها مخاطب! فقرعت أصابع الندم خجلا وحياءا من ربي المنعم المتفضل!
يتلخص إخوتي في الله شأني في أني طالب كلما تقربت من الله يوما زدت في الابتعاد أميالا كثيرة! وكأن لحظات الاقتراب من إلهي لحظات مستعارة أردها نسيئة، فأنا أحاول أن أغض بصري لكن شهوتي واندفاعاتي تحرماني من الأجر، لكم أن تتخيلوا كم مدى معاناتي مع اختلاطي بالنساء والفتيات! مع أني أحاول جاهدا أن أضغط على(109/67)
نفسي الأمارة بالسوء كي تبتعد عن ما يغضب ربي لكني أعود وأنظر وأرى ما يسرني لحظة ثم تتبعها ندامة يومي كاملا إن لم يستمر الندم أياما عديدة!
لكم حاولت أن أتزوج لكن ظروفي المادية لا تسمح بالزواج، وأنا ممن يجب الزواج في حقه، أرجو أن تفيدوني مأجورين.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك ولله الحمد عارفٌ بما يترتب من آثار على الدين والدنيا، نتيجةً لارتكاب المحرمات التي تغضب الرب جل جلاله، وهذا واضحٌ وبيّن من كلماتك التي صُغت بها سؤلك.
وأيضاً، فأنت قد ذكرت في السؤال أنك نتيجةً للظروف والأوضاع التي تمر بك فإن الزواج واجب عليك، إلا أنك غير قادر عليه في الوقت الحالي.
وهذا أمرٌ طيب ومفيد، يجعلك تبذل جهدك في المستقبل لكي تحصن نفسك بالزواج الذي هو الدواء الشافي بإذن الله في مثل هذه الحال، كما قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).
ولا بد أن تعلم حفظك الله أن من بذل جهده في العفاف، وأراد الزواج لهذا المعنى، فلا بد أن يجعل الله له مخرجاً وفرجاً، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة حقٌ على الله أن يُعينهم -وذكر منهم- الناكح يريد العفاف).
فهذه وقفة لا بد منها، وأمل في الله لا بد أن يكون حاضراً في نفسك؛ لئلاً يتطرق اليأس والقنوط إلى قلبك {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب * ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.
وأيضاً، فلا بد من الصبر، ولا بد من أن تخاطب نفسك بهذا السؤال: إلى متى أظل مُقيماً على معصية الله؟ إلى متى ...؟ فأين هو صبر المسلم في أيام الفتن والمحن؟ وأين هو الشاب الذي إذا دعته أسباب الحرام إلى الحرام، قال: { إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } ؟!
إن شعورك بأنك كلما عصيت ربك ابتعدت عنه، هو شعور سليمٌ وصادق، وهو يدل بحمد الله على حياةٍ في القلب، ولكن أين الدواء والعلاج اللذان ينتهي بهما هذا البُعد عن الله ...خاصةً مع الإصرار على الذنب.
تأمل قوله تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}.
إنه لا بد لك -أخي الكريم- من أن تقف أمام هذه الآية طويلاً لترى موضعك منها، ألا تحب أن تكون ممن وصفهم الله بأنهم لا يصرون على فعل ما يغضبه ويسخطه؟!! هل تحب أن يكون وضعك على النقيض من ذلك؟! إذن فلا بد أن تكون الوقفة هذه المرة وقفة جادة وقوية {خُذوا ما آتيناكم بقوةٍ واذكروا ما فيه لعلكم تتقون}.
ولا بد أن تنظر إلى العواقب، عاقبة الندامة، وعاقبة البعد عن الله.(109/68)
إنما هي لحظة لذة عابثة عاجلة، تعقبها آلام متتالية، وجراح تخدش الدين والمروءة، إذن فالدواء والشفاء هو العزم الصادق، وهو كما قال العلماء: (عزيمة حر يغار على نفسه أن تتبع الهوى المذموم).
وأيضاًَ، فلا بد من الرفقة التي تُعين على طاعة الله، فإن المسلم قوي بإخوانه، فحاول أن تجد لك من إخوانك من يعينك على طاعة الله، فيذكرك إذا نسيت، وينبهك إذا غفلت، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله بتثبيت القلب، كما ثبت أنه صلوات الله وسلامه عليه، كان يدعو: (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) وثبت من دعاءه صلى الله عليه وسلم: ( يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك).
وأيضاً، فلا بد من أن تشغل نفسك بالحق قدر الاستطاعة، وأن لا تترك للشيطان سبيلاً عليك بسبب الفراغ وقلة المعين على طاعة الله، بل حاول أن تُمارس شيئاً من الأنشطة المفيدة التعليمية أو الدعوية، أو حتى الرياضية المباحة.
ولو أنك حاولت شغل وقت فراغك مثلاً بما هو نافع لك من حفظ القرآن الكريم، أو سماع بعض المحاضرات المفيدة، وجعلت هذا طريقاً مُتبعاً تداوم عليه، فإن هذا مما يضعف كيد الشيطان، ويقوي ويزيد في الإيمان والصلاح والثبات.
والله الموفق.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... أحببت شخصا عبر الشات فهل أتركه ... 234890 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
مشكلتي أنني تعرفت عن طريق الصدفة على شات ذي طابع إسلامي، وأحببت من دافع حب الدعوة وتعلم الثقافات أن أشترك فيه لاعتقادي أن الشات الإسلامي هو مكان أمين وليس كباقي الغرف المملة التي كنت منعت نفسي من دخولها بتاتا لخوفي من المعاصي وحديث الشباب.
بدأت أتعرف إلى أخوات لي بعضهن مسلمات وأخريات نصرانيات، وكونت معهن صداقات وكلي أمل أن يكون لي دور في تعليمهن، حيث أن لي ـ ولله الحمد ـ خلفية إسلامية جيدة، عرفت من إحدى الأخوات أن رجلا بمقام شيخ يلقي محاضرات صوتية في إحدى الغرف التي كنت أذهب إليها، وبدأت أستمع إليه؛ لأنني دائما ما يجذبني الحديث عن الدعوة.
ربما يكون الموضوع جميلا إلى الآن، ولكن كان ذلك الشيخ هو الشخص الوحيد الذي قبلت أن أضيفه في قائمة المسنجر التي لدي حيث إني قلت لنفسي هو شيخ في الأربعين، ولن يكون الحديث معه كالحديث مع أي شاب مستهتر، تعودت الحديث معه وفوجئت أنه يطلب يدي للزواج! حيث إنه لم يتوقع أن يجد فتاة بمواصفاتي من دين والتزام شديد في غرفة من غرف الشات، وحيث إنه يعيش في أمريكا حيث الحرية المطلقة حاولت أن أتهرب من طلبه.
ولا أخفي عنكم أنني شعرت بمشاعر نحوه، لا أدري من أي نوع هي! ربما لأني للمرة الأولى أجد شخصا يهتم بي لهذه الدرجة, ولكنني كنت جدا منضبطة في كلامي(109/69)
معه ولا أقبل حتى المزاح الذي يقبله هو، حيث إن مزاحه كان خارجا عن الحد مرات عديدة، وليس معي فقط بل مع الأشخاص الذين كان يلقي عليهم المحاضرة، وربما لأنهم من الأجانب حيث نادرا ما تجد عربيا هناك سواي والشيخ والقليل القليل فقط.
كنت دائما أشعر برغبة في الحديث معه وأحاول أن أتعلم منه مواضيع إسلامية وغيرها، ربما لحبي الشديد لديني، وربما لأني أيضا أحبه! الكثير والكثير من الأفراد أسلموا على يده في الشات، وكنت شاهدة على تلاوتهم للشهادة، وكنت أيضا أعلم بعض الأخوات العربية والقرآن، ولكن ليس بالغالب لانشغالي بدراستي، حتى إن إحدى الأخوات أسلمت على يدي ولا زالت محبة للإسلام، والحمد لله.
لا أدري ماذا أقول! أشعر بالذنب الشديد، كما أشعر بأني لا أستطيع تركه، وهل علي تركه أصلا!؟ ولماذا؟ أعني الشيخ أو الشات أو المكان بأسره،
كثيرا ما رأيت أفرادا يطعنون بسمعة الشيخ ويقولون هو فعل كذا وكذا، ولكني أرفض التصديق!
حاولت البحث عن فتاوى تتعلق بالشات وفهمت أن الحديث مع الرجال ليس بالمحرم طالما كان في ما يرضي الله، ولكن لا تنصدموا حين أسألكم ما هو الذي يرضي الله في هذه القضية؟ أنا حقا لا أدري! هل أستمر في الحديث مع الأخوات، أم أستمر معه ولكن بحدود، أم ماذا؟ مع العلم أنني فعلا أشعر بعدم قدرتي على تركه، ربما لأنه دائما يحب مساعدتي بالذات!
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم خيرا.
السلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يجعلك من الدعاة الصادقين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لمن دواعي سرور المسلم أن يجد أخته المسلمة معه تحمل هم الإسلام وتشارك في الدعوة إليه، وهذا هو الأصل الذي قام عليه الإسلام، حيث شاركت المرأة المسلمة أخاها المسلم هم الدعوة وتحمل أعبائها، بل ومن دواعي فخر كل فتاة أو امرأة مسلمة أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة، وهي سمية بنت الخياط أم عمار رضي الله عنهما، بل إن أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت زوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها.
فممارسة الدعوة اليوم من قِبل الفتاة والمرأة المسلمة لهي عودة إلى الأصل، وحرمانها أو تعطيلها أو تهميشها إنما هو بُعدٌ عن الفهم الحقيقي لروح الإسلام وقيمه(109/70)
ومبادئه، فأحمد الله أن أوجد في الفتيات المسلمات مثلك، ممن يحملن هم الدعوة مع إخوانهن من الرجال.
ونظراً لأن الدعوة عبادةٌ تأتي على رأس العبادات، حيث أنها وظيفة الأنبياء والرسل، فلا بد لها من ضوابط يجب مراعاتها، وأحكام يجب التزامها والتقيد بها، خاصةً فيما يتعلق بدعوة الرجال للنساء والعكس، حيث أن الفطرة البشرية تقتضي ميل كل جنس للآخر، ومن هنا وضع الإسلام قيوداً مشددة على هذه العلاقة، فحرم المصافحة وحرم الخلوة، بل وحرم النظرة الثانية...وهكذا حتى وصل إلى الفاحشة، كل ذلك صيانةً للأعراض وحمايةً للإنسان، ومما تحدث عنه علماء الإسلام تلك العلاقة عبر الشات، فالذي أعرفه أن الإنسان لو شعر بنوعٍ من الضعف عليه أن يتوقف حتى لا تخرج العلاقة عن الإطار الشرعي، خاصةً إذا حدث هناك نوع من الميل والاستلطاف في إبداء كلمات الإعجاب، فكل ذلك وأمثاله يخرج عن هذه العلاقة من كونها مشروعة إلى علاقة محرمة، لما قد يترتب عليها من محاذير نحن في غنىً عنها، وهناك من حرّم مجرد الكلام العادي حتى لو كان في الدعوة والعلم الشرعي.
وكم كنت أتمنى أن ينحصر دورك في دعوة النساء والفتيات فقط، فهذا هو مجالك الطبيعي، والذي نعاني من نقص شديد فيه، وأتمنى فعلاً أن تحصري نشاطك في ذلك؛ لأن الرجال والشباب سيجدون من يحدثهم ويتحدث إليهم، أو سيجدون بديلاً آخر وما أكثر البدائل، أما الفتيات والنساء فهم في أمس الحاجة إلى جهود أخت مثلك، فاجتهدي في ذلك، وحددي نشاطك، واحصريه في هذا الإطار الحيوي، واتركي عنك الحديث مع الرجال ودعوتهم، حتى ولو كانوا من الدعاة الصالحين، فهذا أمرٌ غالباً لا تحمد عقباه، ولا أدل على ذلك من تعلقك بهذا الشيخ الداعية، وعرضه عليك الزواج، رغم فارق السن الكبير، وعدم معرفتكما لبعض معرفةً كاملة يمكنها أن تؤسس أسرة أو تقيم مجتمع متماسك، وما هي إلا نوع من الإعجاب بالطرح والعرض، وهذا يمكن أن تقع فيه أي فتاة مهما كان حرصها، وأنت دليلٌ على ذلك، ولعل من أهم أسباب تعلقك بهذا الداعية أنه أعطاك بعض ما تفتقدينه من العطف والاهتمام والمتابعة، خاصة وأنك لست مرتبطة عاطفياً بأحد، فصادف قلباً خالياً فتمكنا، ولا أعتقد أن مثل هذه العلاقة سيكتب لها النجاح؛ لعدم وجود عوامل الاستقرار الطبيعية، فلقد شاهدت واستمعت لعدة ندوات ولقاءات كلها لا تؤيد فكرة الزواج عبر الشات؛ لافتقاره لأبسط الضوابط والمطالب الشرعية، لذا أرى أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل، وأن تعتذري له عن عدم قبولك لعرضه، وتوقفي عن الاتصال به، وركزي جهودك على دعوة الفتيات فقط، وهو مجالٌ رحب وفي أمس الحاجة إلى أمثالك، فتوقفي عن الاتصال بحدود أو بغير حدود؛ لأنك ستعرضين لنوبات الضعف بين الحين والآخر، وستشعرين بصعوبة التخلص من التعلق به، وأنا واثقٌ من قدرتك على اتخاذ هذا القرار، فلا تضيعي هذه الفرصة، وحاولي استغلالها استغلالاً جيداً حتى تتخلصي من نقطة الضعف التي تهدد حياتك ودينك واستقرارك، فاتخذي هذا القرار الآن، فهو الخيار الأفضل والأمثل، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
ومسألة الزواج مسألة قضاء وقدر لا يمكن لأحد أن يتحكم فيها، وهي في نفس الوقت مسألة وقت، وأنت ما زلت صغيرة، وأمامك فرصة لاختيار الشخص المناسب(109/71)
والمتوافق مع سنك وظروفك، والإقامة في بلاد الإسلام مهما كان سوئها أفضل بكثير من الإقامة في بلاد الكفر، خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، فتشجعي وخذي القرار المناسب وبدون تأجيل، واصبري على آثاره؛ لأنها فترة وسوف تزول إن شاء الله، واحصري نشاطك الدعوي في مجال أخواتك وبنات جنسك، وواصلي طلب العلم الشرعي الذي هو خير زاد للداعية، وأكثري من الدعاء أن يتقبل الله منك عملك، وأن يعافيك من هذه العلاقة، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الخوف من النار استحوذ على تفكيري ... 17580 ...
السؤال
السلام عليكم.
لقد مرت علي فترة عصيبة استحوذ فيها خوفي من النار وعدم توفيق الله عز وجل لي يوم الحساب على كل تفكيري لدرجة أنني أهملت دراستي بشكل ملحوظ، وعندما هممت لأطرد هذه الهواجس من دماغي أصبحت أشعر أن إيماني تراجع بشكل كبير لدرجة أني بت أخاف من النفاق والكفر! مع العلم أنني أسعى إلى نور الله بعزم، وأسأل الله أن يكون بصدق، فأود أن أعرف رأي السادة الأفاضل في حالتي!
وعندي سؤال آخر:
عندما أستعمل الأنترنت تظهر بين الفينة والأخرى صور لعاريات ـ أسأل الله أن يهديهنا ـ إلا أني مباشرة أغلقها، فأطلب منكم أن ترشدوني إلى طريقة أتخلص منها من هذه الفتنة التي أسأل الله عز وجل أن يجيرني منها.
والله أكبر.
والعزة للإسلام.
وبارك الله فيكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك تتمتع بقوةٍ إيمانية، وصلة حسنة بالله، وأنك ولله الحمد من الحريصين على طاعة الله ورضاه ، ومن الذين يعظمون شرعه ويخافون عقابه ، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً، وهذه أمور كلها بحد ذاتها من المبشرات، وما خوفك الشديد من النار إلا ثمرة من ثمار هذه الإيمانيات التي أكرمك الله بها، ولكن يبدو -رغم ذلك- أن حظك من العلم الشرعي قليل، ولا أدل(109/72)
على ذلك من هذا الخوف الشديد الذي يؤدي بك إلى تعطيل حياتك والفشل في دراستك.
مما لا شك فيه أن الخوف درجة عالية من درجات الإيمان، ولكن ليس هذا الخوف، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا من أعظم الناس خوفاً من الله، ورغم ذلك فتحوا الدنيا، وأقاموا الحضارات التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا جميعاً: (واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً).
فالاعتدال والوسطية هو المنهج الذي ينبغي أن تكون عليه، فلا إفراط ولا تفريط، ودين الله وسط بين الجافي والغالي، وخير الأمور أوسطها.
فأوصيك أخي علي بضرورة طلب العلم الشرعي، وربط نفسك بأهل العلم الثقات الذين يتسمون بالعدل والتوازن والإنصاف في فهم النصوص وتطبيقها، واعلم أن الخوف الحق هو الذي يحجز العبد عن محارم الله، ويؤدي به إلى الاستقامة على شرعه، وهذا هو الخوف المطلوب، أما الخوف الذي تذكره فليس هو المطلوب؛ لما فيه من مخالفة نصوص الشرع، وفوق ذلك أنه لم يؤدِ بك إلى الإقلاع نهائياً عن بعض المعاصي، ولا أدل على ذلك من إمكانية وقوعك في مشاهدة بعض الصور العارية، لذا أنصحك بالنسبة للإنترنت ألا تدخل عليه وحدك، وأن تنقل جهازك إلى مكان بارز بالمنزل، وألا تدخل عليه ليلاً قدر الاستطاعة، وأن تبحث عن وسيلة فنية تحول دون ظهور هذه الصور في جهازك، وهذا أمرٌ ممكن حسب علمي، وعليك بالاهتمام بدراستك، لأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وهذا ميدان الجهاد الحقيقي الآن ؛ لأننا في عصر العلم، ولا عز ولا نصر لنا إلا بالعلم، فجد واجتهد، وتوكل على الله، وأكثر من الدعاء أن يجعلك من أهل الجنة، وأن ينجيك من النار.
والله والموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أعمل في مكان مختلط فما العمل ... 233969
السؤال
أعمل مع أجنبيات، وعملي يجعلني أتعامل مع نساء فاسقات ـ والله أعلم ـ، وأنا أصلي، وليس لدي عمل آخر، وأعول أسرة، والنفس أمارة بالسوء، وأنا لا أريد أن أغضب الله، فماذا أفعل؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد قال الله تعالى:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} وهذه الآية الكريمة هي الجواب الكامل، والدواء النافع للمشكلة التي تُعاني منها في هذا الحين.(109/73)
فقد ذكرت أنك تعمل في مجال مختلط مع نساء، وصفتهن بأنهن فاسقات، مع شدة حاجتك لهذا العمل الذي ليس لك غيره، إذن، فالجواب أن تتقي الله قدر استطاعتك، وأن يكون تعاملك مع هؤلاء النساء على قدر الحاجة والضرورة، بحيث لا يتعدى ذلك إلى الأحاديث الجانبية التي لا صلة لها بالعمل، مع الأخذ -قدر الاستطاعة- بواجب غض البصر، والبعد عن كل ما يؤثر عليك من جهة هؤلاء النساء، فهذا هو الحل المؤقت الحالي.
أما الحل الحقيقي، فهو أن تبذل أقصى ما لديك من جهد للبحث عن عمل آخر يكون خالياً من دواعي الفتنة أو الوقوع في الحرام، أو على الأقل يكون أقل ضرراً من هذا العمل الذي أنت فيه.
ومن المعلوم أن من بذل جهده في البعد عن أسباب الحرام، والوقوع فيما يغضب الملك الجبار جل جلاله، فإن الله يجعل له مخرجاً قريباً، وييسر له الأرزاق من حيث لا يدري، كما أشارت إليه الآية الكريمة التي بدأنا بذكرها: {من يتق الله يجعل له مخرجاً ..}.
وأيضاً، فإنه لا بد من النظر في الفرص المتاحة للعمل النظيف الخالي من أسباب الفتنة والحرام، فإذا كان جانب الوظائف الرسمية والخاصة صعباً غير متيسراً، أو كانت الوظيفة متيسرة لكن تعرضك للفتنة، فلماذا لا تحاول القيام ببعض الأعمال التي تكون خاصة بك، ولو كانت البداية صغيرة الحجم، إلا أنه لا مانع من المحاولة، هذا إذا كان وضعك يسمح بذلك.
وأيضاً، فإنك إن استطعت أن تحصن نفسك بالزواج فإن هذا من أقوى ما يدفع عنك أسباب الوقوع في الحرام، بل إن هذا عند القدرة واجب وفرض عليك، فلو أنك حاولت أن تجد فتاة تناسبك في المستوى المادي، بحيث أنها تناسبك في وضعك الذي أنت فيه، مع كونها صاحبة دين وخلق، فإنك بهذا العمل تكون قد حافظت على نفسك، بل وقطعت على الشيطان وحيله الطريق إلى إيقاعك فيما يغضب الرب جل جلاله.
ونوصيك بالإلحاح على الله بالدعاء، وبكثرة الاستعانة به، وقد قال تعالى: {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسراً }.
والله الموفق.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أتجنب الوقوع في الفاحشة ... 233534
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد:
فإني شاب في مقتبل العمر، حيث تكثر اللذات والشهوات، ولا يستطيع الإنسان أن يتمالك نفسه, وأنا أحاول جاهدا الابتعاد عن طريق الزنا قدر المستطاع، مع أني أعيش في بلاد تكثر فيها المحرمات، ولا أستطيع الزواج لغياب البعد المادي، فأريد أن أسمع جوابكم عما قريب.
والسلام عليكم.
الجواب(109/74)
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الطريق إلى الفواحش والمنكرات هو طريق المغضوب عليهم والضالين من الناس، وما ظهرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا ظهرت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم السابقين، وأحسن من قال:-
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الخزي والعار
وقد وجه رسولنا ـ عليه صلاة الله وسلامه ـ معشر الشباب بالإكثار من الصيام إذا لم يتيسر لهم أمر الزواج؛ لأن فيه كسر لحدة الشهوة، ودعانا القرآن إلى سلوك طريق العفة والطهر فقال سبحانه: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله}.
وإليك بعض الأشياء التي تعينك ـ بإذن الله ـ على البعد عن الزنا والفواحش:-
1- الخوف من الله ومراقبته.
2- المعرفة التامة بخطورة فاحشة الزنا، فهي من أكبر الجرائم بعد الشرك بالله والقتل.
3- انتقام الله ممن يعبثون بالأعراض، وكما تدين تدان، والزنا دين.
4- العلم بأن الزنا يورث الفقر ويقصر العمر ويكسو الوجوه بالظلمة ويقتل في النفوس معاني الغيرة والرجولة، ويورثهم بدلاً عنها ألقاب الديوث والفاسق.
5- غض البصر.
فكل الحوادث مبدأها من النظر***ومعظم النار من مستصغر الشرر
6- البعد عن الاختلاط والخلوة بالأجنبيات.
7- إدراك خطورة الأمراض التي تنتشر بين الزناة وأهل الفواحش.
8- الابتعاد عن الأكل الدسم، وصلاة ركعات قبل النوم، والابتعاد عن المجلات الفاضحة والقنوات الفاجرة.
9- التعوذ بالله من شر العين والسمع والبصر والمني.
10- الابتعاد عن رفاق السوء، وأماكن الفسوق والعرى.
11- المواظبة على صلاة الجماعة، والانشغال بطلب العلم وممارسة الرياضة والمهام الشاقة.
والله ولي التوفيق والسداد!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا دائم التفكير في مديرتي من الناحية الجنسية ... 233130 ...
السؤال
أريد منك ـ جزاكم الله خيراً ـ سرعة الرد علي؛ لأنني في حيرة شديدة! إنني دائم التفكير في مديرتي من الناحية الجنسية، وكنت أقوم بمكالمتها في هذه النواحي، وأنا(109/75)
متزوج، للأسف! وذهبت للدكتور، وسألت الشيوخ، وقالوا لي عليك بالاستغفار، وأنا مداوم على ذلك، والحمد لله! مداوم على الصلاة، وأيضاً تأتيني وساوس في الصلاة بعض الأحيان.
أفيدوني، أفادكم الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً، فإنك قد ذكرت في سؤالك أنك بحمد الله تعالى محافظ على الصلاة، ومداوم على استغفار الله تبارك وتعالى، وهذا بحمد الله دليلٌ ظاهرٌ إن شاء الله على صدق توبتك مما كان يقع منك مع المديرة التي أشرت إليها.
ومن المعلوم أن من تاب، تاب الله عليه، بل إن الله جل وعلا يبدل سيئاته حسنات، كما قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} وقد قال صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، التائب من الذنب حبيب الرحمن) والمقصود أنك بحمد الله تعالى، قد أحسنت صنعاً بسؤالك الشيوخ، وكذلك بمداومتك على الاستغفار والتوبة.
وأما موضوع التفكير في مديرتك، فلا شك أن هذا من وسوسة الشيطان، الذي يحاول أن يوقعك في الحيرة والقلق والحزن، بل ويعمل على أن تعود إلى ما كنت عليه من الخطأ مع تلك المديرة.
وهذه الوساوس التي يلقيها الشيطان يندفع شرها بالاستعانة بالله تعالى على دفعها والتخلص منها، والإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله، كما قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
وقد بين الله تعالى أن أعظم ما يدفع وسوسة الشيطان هو الاستعاذة بالله العظيم منه، كما قال تعالى: { قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس} فكلما شعرت بشيءٍ من هذه الخواطر التي لا تجوز، فعليك أن تكثر من الاستعاذة بالله من شر الشيطان الرجيم، فإنك إن فعلت ذلك وداومت عليه، فسوف تتخلص من هذا التفكير الذي قد أشرت إليه.
وكذلك هو الحال في الوساوس التي تأتيك أثناء الصلاة، فلو أحسست بشيءٍ من ذلك فإنه يجوز لك أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولو كنت داخل الصلاة، كما ثبت ذلك عن النبي، صلى الله عليه وسلم.
وأيضاً فإنك قد ذكرت أن المديرة التي تعمل معها كانت تبادلك المكالمات التي أشرت إليها، وهذا يدل على أن اقترابك منها أثناء العمل قد يؤثر عليك، خاصةً وقد كانت موافقة لك في الكلام، فإن أمكن أن تكون مثلاً في قسم آخر بعيداً عنها، أو تجد عملاً(109/76)
آخر يُبعدك عن المحيط الذي هي فيه، فهذا هو المطلوب، وسوف ترى حينئذٍ إن شاء الله تعالى أن هذا التفكير الذي يأتيك سوف ينتهي إلى غير رجعة.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... مشكلتي في ديني أنني لا أستطيع الثبات ... 232271 ...
السؤال
السلام عليكم ـ إخوة الإيمان ـ! وبارك الله فيكم وفي موقعكم المبارك الذي أسأل الله أن يكون عنوانا لكل محتاج! وبعد: فإني أكتب لكم قصتي في نضالي من أجل الإيمان ضد الشيطان، والتي استمرت قرابة ثلاثة أشهر، فأرجو من حضراتكم القراءة والإجابة في أسرع وقت؛ لأن كل ثانية في ضلال الحيرة والتيه أعوام! فأرجو منكم ألا يضيق صدركم من رسالتي! وأن تسرعوا بالإغاثة! فهذا ـ والله ـ رجائي فيكم!
أنا شاب قد غمس حياته في الشهوات والملذات، لدرجة أنني في عطلة الصيف كنت أستمني وأشاهد الأفلام والمقاطع الهابطة مرة أو أكثر في اليوم بالمعدل! إلا أنني قررت التوبة إلى الله التوبة النصوح، فعاهدت الله أن لا أعود إلى تلك الخطيئة! وأقسمت بذلك! ومنذ ذاك اليوم والشيطان ـ لعنه الله وأخزاه وحفظنا منه ـ يغير علي بأفكار وهواجس مسمومة! إلا أني ـ والحمد لله ـ نجحت في صدها! وقد صرت من رواد المسجد في الصلوات باستثناء صلاة الفجر، لا تقصيرا مني، ولكن لأن والدي لا يريد ذلك! وهذا الأمر يزعجني للغاية! فإني أحسه حاجزا يفصلني عن تمام الإيمان! خصوصا وأن لي أصدقاء مقربين يدعونني إلى صلاة الفجر، فلا أجد ما أجيبهم به!
وفي يوم مشؤوم زللت وأخطات! فنكثت عهدي مع الله، ولم أستطع المقاومة؛ فدخلت الغرفة، وغلقت الأبواب والنوافذ، وجلت جولة ملعونة في مواقع الشبكة السافلة، وأتبعت ذلك باستمناء! إلا أني وبعد فعلتي اللعينة عدت إلى توبتي وإيماني! إلا أن أحساسا قاهرا انتابني بأني قد فقدت شيئا عزيزا أخشى ما أخشاه أن يكون الإيمان! لم أقنط من رحمة الله؛ فعدت وواظبت على الدعاء والإكثار من السجود طلبا للرحمة والمغفرة! سائلا الله أن يتوب علي، فهو التواب الرحيم!
وفعلا أعادني الله إلى دائرة جهاد النفس، فعدت إلى خوض الحروب ضد الشيطان ملحقا به الهزائم المتتابعة، معاهدا الله من جديد على الثبات والإيمان! ولكن مرة أخرى - وهذه المرة بعد أقل من نصف شهر، على عكس المرة السابقة التي استمر جهادي ضد نفسي فيها زهاء الشهرين ونصف - عدت إلى الذنب والخطيئة؛ فشاهدت مقطعا هابطا، وأتبعته بمقطع آخر، ثم مارست العادة السرية حتى انقطعت رغبتي بالمتابعة! إلا أنه بعد أقل من خمس دقائق عدت إلى المقاطع اللعينة المنتشرة بكثرة في صفحات الشيطان ـ لعنه الله ـ، ومارست العادة التي أتمنى من الله أن ينسينيها مرة أخرى! ومع خروج السائل المنوي أحسست بأن شيئا آخر قد خرج - الله أسأل ألا يكون الإيمان - ولم أدر ما أفعل!(109/77)
لقد كان ذلك بعد صلاة العشاء التي قضيتها في المسجد، وقد عزمت هناك أن أجتنب فعل هذا المنكر! إلا أنه في كل خطوة خطوتها في اتجاه البيت قلّت ثقتي بنفسي أني سأنتصر! وازداد شعوري وتعاظم إحساسي بالخسارة الأكيدة! إلا أن صوتا دائما في صدري دعاني للثبات، وقد اشتد هذا الصوت لحظة جلوسي على الكرسي، ولكنه سرعان ما انقطع لحظة دخولي الموقع السافل - حاربته جيوش الله -!
والآن هأنا أكتب لكم رسالتي هذه، سائلا منكم النصح والإرشاد والدعاء! طالبا منكم أن توجهوني إلى ما أفعل! خصوصا وأن أبي لا يخشى علي من الشبكة بقدر خشيته علي من المساجد! وأسألكم أيقبل الله مني توبة جديدة؟ أو يعيدني الله إلى طريقه المستقيم!؟ خصوصا وأني قد نكثت عهدي معه مرتين! أم أن مصيري انتهى إلى النفاق وإلى النار؟ فإني قد سمعت أنه من خان عهده مع الله فقد بات من المنافقين! وأنه من بات من المنافقين فقد هلك والعياذ بالله!
أرجو منكم الإسراع في الإجابة؛ فإن الفرق بين الجنة والنار قد يكون ردكم، حفظكم الله!! وأرجو منكم الدعاء! فوالله لا يرد الله دعاء أهل خير أمثالكم!أرجو الله أن يحيل حالي من الخيانة إلى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ علي حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الله سبحانه سمى نفسه غفارا ليغفر ذنوبنا، وتوابا ليتوب علينا، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد ورد الحديث في قصة الذي أذنب ثم تاب ثم رجع ثم تاب ما نصه: " علم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم أني قد غفرت له"، ولذلك أرجو أن تكثر من الاستغفار، ولا تستسلم لهذا العدو الخبيث الذي يغيظه السجود للجبار واستغفار الغفار! فأكثر من السجود والتضرع لله! ولازم الاستغفار والتوبة، ولن يخيب عبد يعرف الطريق إلى ربه! ولكني أنصحك بما يلي:
1- تجنب الوحدة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الجماعة أبعد.
2- ابتعد عن المواقع المشبوهة، واحرص على متابعة المواقع الفاضلة مثل الشبكة الإسلامية!
3- ضع هذا الجهاز في مكان مكشوف، وفي ذلك حفظ الله لك ولأسرتك!
4- تجنب المطعومات الدسمة التي تهيج كوامن الشهوات!
5- لا تعد للبيت والفراش إلا عند الحاجة، وبعد الشعور بالتعب والحاجة للراحة!
6- اشغل نفسك بالأشياء المفيدة، مثل: طلب العلم، وتلاوة القرآن!
7- ابحث عن رفقة صالحة، وكن على اتصال بهم؛ حتى يذكروك بالله إذا نسيت ويعينوك على طاعته إن ذكرت!(109/78)
8- اجتهد في تأهيل نفسك للعفاف بالزواج، وحتى يحصل ذلك، فعليك بالصوم؛ فإنه لك وجاء! ومما يعينك على ترك هذه المعصية معرفتك لآثارها الخطيرة، وهي كما يلي:
1-الآثار النفسية:
أ - تأنيب الضمير والإحساس بالذنب.
ب - الانطواء.
ج - ضعف الثقة في النفس، والانهزامية في مواقف الحياة.
2- الآثار الصحية:
1- خطورة ممارسة هذه العادة على أعضاء التناسل وسائر أعضاء الجسد.
2- الضعف والهزال، والاصفرار، وضعف المقاومة للأمراض.
3- العجز الجنسي مستقبلا.
4- إلحاق الأضرار البالغة بالأجهزة الهضمية، والعصبية.
3- الآثار الاجتماعية:
أ - الفشل في بناء أسرة مستقرة.
ب - الهروب من أماكن التجمعات.
وهي قبل كل ما سبق تجلب غضب الله {فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
ولا شك أن هذا الحرص والسؤال دليل على بذرة الخير التي تحتاج إلى صيانتها من الذنوب، وخاصة الجلوس في مواطن الريبة.
والله ولي التوفيق!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أقوم بتصرفات مخالفة للإسلام مع أني متحجبة ... 232128 ...
السؤال
أحس باضطراب في شخصيتي؛ فأنا محتجبة، ومن أسرة محافظة، غير أني أحس أني بعيدة عن الدين والأهل! أقوم في بعض الأحيان بتصرفات مخالفة للإسلام: كالتحدت في الهاتف النقال، أو الإنترنت مع أحد الشباب لتعويض الحرمان الذي أحس به! وأنا أعرف أني أقوم بعمل خاطئ! إلا أن كلامي لا يتجاوز آداب الكلام، فكيف أتصرف!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفضلى/ بشرى حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعاً رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الفتاة المسلمة كالثوب الأبيض، والبياض سريع الحمل للدنس، وخطوات الشيطان تبدأ بأمور صغيرة، والإنسان العاقل يوقف هذه الخطوات في بدايتها، فاحرصي أولاً(109/79)
على طرد هذه الهواجس! ودافعي هذا الإحساس بالحرمان بذكر الله وطاعتك للرحمن! واشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل! وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد! واتخذي لنفسك صديقات صالحات من أسر طيبة محافظة مثل أسرتك الكريمة، فإن عدمت الصادقات ـ ولا أظن ـ فاجعلي كتاب الله صديقا وجليساً؛ فإنه جليس لا يمل وصاحب لا يغش! وما جالس أحد هذا الكتاب إلا قام عنه بزيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.
واحمدي الله على حجابك وسترك! واعلمي أن الحجاب ينبغي أن يصحبه حياء! وهو أغلى ما تملكه الفتاة، وهو للفتاة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطاءها، كانت مرتعاً للجراثيم والذباب، وعندها يترفع عنها ويتجنبها أصحاب الفضل والألباب.
وحاولي الاقتراب من والدتك، وأشعريها بحاجتك إليها! وكذلك الوالد، وامنحي عواطفك لأخواتك الصغار وصديقاتك الصالحات! وتبادلي معهن المشاعر الطيبة شريطة أن تحرصن على بناء صداقتكن على الإيمان والخوف من الرحمن، لا على جمال الشكل، أو حسن الملبس، أو طريقة الكلام، أو أسلوب الحياة كما تفعل بعض الغافلات!
واعلمي ـ يا عزيزتي ـ أن الحديث مع الشباب يعتبر من أخطر ينابيع الشر وطرق الضياع، وذلك لكثرة الذئاب (وطبع الحمل أن يخشى الذئاب)، واعلمي أن أولئك الشباب يلبسون لكل حال لبوسها: فإن وجدوا صالحة محافظة، حدثوها عن الصلاة والصيام حتى يوقعوها في المصيدة، ويطالبون بإحضار صورها أو إرسالها، فإن رفضت، هددوها بالمكالمات المسجلة التي سوف ترسل لأسرتها، فإن استجابت ووضعت صورها في أيديهم الخبيثة، طلبوا منها اللقاء! فإن تمنعت، هددوها بنشر صورها بعد عمل الدبلجة، وفضحها عند أهلها والناس، فإذا استجابت لرغباتهم المحرمة، فقدت عفتها، ورميت بعد ذلك في مزبلة العار، وتنصلوا عنها؛ لأنهم لا يرضون أن تكون في بيوتهم عاهرة خانت أهلها وفرطت في شرفها، وخانت قبل ذلك الأمانة، وخالفت أمر ربها، والعياذ بالله!
وهذا العمل خاطئ حتى ولو كنت تتكلمين معهم عن القرآن وطاعة الرحمن؛ لأنك لم تؤمري بالكلام مع الرجال حتى ولو بكلام محترم، فقد يفتتن الشباب بنبرات صوتك، والأذن تعشق قبل العين أحياناً، فحافظي على أسرارك، وحيائك وعلى حجابك.
وإذا كنت تعلمين أنك تقومين بعمل خاطئ، فأرجو أن تعرفي أن العواقب وخيمة! وقد يكون ثمن هذا التهاون هو خسارة الدنيا والآخرة، والعياذ بالله! ولا أستطيع أن أطيل المقام، ولكن العاقل من وعظ بغيره، والشقي الجاهل هو الذي يكون عبرة لغيره، وما أكثر الضائعات ممن سرن على هذا الدرب!
واعلمي أننا ندفع الثمن باهظاً عن كل مخالفة لأوامر هذه الشريعة التي أرادت للفتاة أن تكون درة مصانة، ألا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصبيهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. وإذا أحسست بضعف أو فتور، فاستغفري الغفور، وتذكري أن قوة الشخصية وثباتها وطمأنينتها لا تنال إلا بذكر الله، وطاعته! قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، فاحفظي الله، يحفظك،(109/80)
واحرصي على التوقف عن مهاتفة الشباب أو مراسلتهم! واعلمي أن العلاج في البداية سهل!
ولك منا عاطر البشرى على هذا العقل والوعي الذي دفعك للاستفسار والسؤال، وهذا دليل على بذرة الخير في نفسك، فحافظي على هذا النور، ولا تطفئيه بظلمة المعاصي! واعلمي أن شفاء العي السؤال!
ونسأل الله أن يوفقك، ويسدد خطاك!
والله ولي التوفيق!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... ما البروتين الذي ينقص مع ممارسة العادة السرية ... 230754 ...
السؤال
ما نوع البروتين الذي ينقص مع ممارسة العادة السرية مسببا ارتخاء المفاصل؟ وما هي الأطعمة التي بها يمكن تعويض هذا البروتين الناقص؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مما لا شك فيه أن العادة السرية لها الكثير من الأضرار والمضاعفات المستقبلية على صحة الإنسان، وعملية الاستمناء تؤدي إلى فقد الكثير من البروتين (الزلال) والأحماض الأمينية، والفيتامينات، والمعادن، مثل الحديد والزنك، والمغنيزيوم والفوسفور، والبوتاسيوم والكالسيوم، والفيتامين Eو B، التي تعتبر مهمة لحفظ الصحة عموماً، مما يؤدي إلى الضعف والهزال، وقلة التركيز، والإعياء.
أفضل طريقة لتجنب ذلك وحفظ الصحة وسلامة البدن هو الإقلاع عن هذه العادة السيئة، ومن الأطعمة التي تساعد على استعادة النشاط والحيوية اللحوم والأسماك، والمأكولات البحرية، والخضار، والمكسرات.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... أقلعت عن العادة السرية وأتمنى أن أعوض ما خسرته ... 230466 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! أما بعد:
فأنا شاب أبلغ 20 سنة، وكنت أمارس العادة السرية بكثرة، والحمدلله استطعت أن أتوب إلى الله وأقلع عن هذه العادة! لكن ألاحظ أثناء عملية البراز وخروج البول خروج ـ مع البول ـ مادة لزجة، وأشك أنها ( مني )، وأود أن أعرف ماذا يجب أن أفعل؟
وإني أقلعت عن العادة السرية، وأتمنى أن أعوض ما خسرته! وأن أعالج الأضرار النفسية التي لحقت بي!(109/81)
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة، وأسأل الله أن تكون هذه التوبة توبةً نصوحا.
خروج مادة لزجة مع البول أو بعده أمرٌ طبيعي ، ولا داعي للقلق، ولتعويض ما خسرته، عليك بكثرة الاستغفار وأعمال البر، وكثرة قراءة القرآن، فهذه أمور تُبعدك عن التفكير فيما يثير الشهوة، وأنصحك كذلك بمرافقة الصالحين، والرياضة.
أما تعويض الجسم ما فاته فيكون بالطعام الصحي المتوازن، ولا تكثر من السكريات، فهي تزيد الطاقة والشهوة، وعليك بالإقدام على الزواج إن استطعت ، كما نصح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ....).
وبالله التوفيق.
المجيب د. مفتاح السلطني
ـــــــــــــــــــ
... أصبحت ضائع بلا هدف؛ فهل من نصيحة؟ ... 229329 ...
السؤال
السلام عليكم
أنا شابٌ، عمري21 عاماً، أدرس بإحدى الكليات، لا أشعر بأي مسئولية، فنجاحي ليس مسئوليتي، وفقر أمتنا لست أنا السبب فيه، ورغم هذا فأنا لا أعرف من السبب، ولكنني أدرك أنه شخص آخر غيري.
ووسط هذا، فلدي شعور بأنني بإمكاني عمل أية مهمة مهما كانت صعبة، ولست أدري ما هي!
منذ بداية الثانوية العامة انخرطت في الانترنيت، ولأنني لا أدري عن أي شيء في هذا العالم الجديد، فأول ما كنت أبحث عنه هو SEX للأسف، ولا داعي لذكر التفاصيل.
بدأت أهمل دروسي، وانحدر مستواي الدراسي، رغم أنني كنت من المتفوقين في المدرسة الابتدائية والإعدادية، وكان أبواي يتمنيان أن أكون دكتوراً، لكنها كالصاعقة كانت على أبواي بعد ظهور النتيجة .
والآن، بعد أن دخلت كلية متدنية، فقد فقدت الأمل في أن أصبح متفوقاً، والآن أبحث عن الإنترنت كي أفوز بفتاةٍ تمكنني من الزواج بها ولأقضي شهوتي معها.
ربما يؤنبني ضميري بعد المعصية، فأستمع لخطبة أحد المشايخ، فيخشع القلب وأتوب إلى الله، لكن ما هي إلا ساعات قليلة وأعود لما كنت عليه.
آسف على الإطالة ، ولكنها مأساتي، وربما مأساة غيري من الشباب.
فهل من نصيحة؟ وشكر الله لكم.
الجواب(109/82)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبصرك بالحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يغفر لك ويتوب عليك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكم أنا حزينٌ فعلاً لضياعك للفرص المتاحة لك، حتى انحدرت من قائمة المتفوقين إلى قائمة العالة الخاملين، الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وانحرف بهم عن جادة الطريق إلى طرق الضياع والغواية، لقد كانت أسرتك وأمتك في أحوج ما تكون إلى تفوقك واجتهادك، بل أنت كنت في أمس الحاجة إلى التفوق؛ لأننا في عصرٍ لا يعترف إلا بالأقوياء، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن القوي خير ٌوأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ... ) فحتى وإن سامحت نفسك فلم ولن تسامحك أمتك التي كانت في أمس الحاجة إلى المتفوقين من أمثالك، لقد أضعت فرصة عظيمة في خدمة أمتك، وضحك عليك الشيطان، حتى أصحبت عالةً على نفسك وأسرتك وأمتك.
أخي محمد، أعتقد أنه لا يخفى عليك حرمه الدخول إلى تلك المواقع المحرمة، وما أدراك؟! فلعل دخولك إلى هذه المواقع المحرمة ومعصيتك لله تعالى هي من أعظم أسباب هذا الإخفاق الذي تعاني منه الآن، ورغم ذلك فأنا واثق من قدرتك على تغيير هذا الواقع، فالأمر يحتاج منك فقط إلى قرار جريء وشجاع في الخروج من هذا الواقع المحزن الذي أنت فيه.
اعلم أخي محمد أنك قادرٌ على ذلك، ولكن المهم البدء، فتوكل على الله، وخذ قراراً بمقاطعة هذه المواقع المحرمة، وخذ قراراً أيضاً بالجد والاجتهاد في دراستك، وبدأ مرحلة جديدة في دراستك، حتى وإن كانت الكلية متدنية، فإن بمقدورك أن تكون متميزاً فيها، ومن ثم يمكنك أن تعوض تفوقك السابق بأن تكون مُعيداً بنفس الكلية، ثم أستاذاً كبيراً، وبذلك تُعيد البسمة والسعادة إلى قلب والديك، وتغير حياتك تغيراً كلياً، ويصبح بمقدورك خدمة دينك وأمتك، وتتبوأ أعلى المناصب، وأوصيك من الآن بالبحث عن صحبةٍ صالحة متميزة تقوي من عزمك، وتشد من أزرك، وتقضي معها أوقات فراغك التي كانت تضيع في المواقع المحرمة، وعُد إلى الله، وحافظ على صلاة الجماعة، وعليك بالدعاء، فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أتركه وأسلم أمره إلى الله ... 228165
السؤال
السلام عليكم!(109/83)
حضرة الشيخ، فتاة كانت في معصية ( علاقة حب من طريق الشات )، لكنها لم تفعل شيئا من الكبائر، وهي الآن تود التوبة منها، والعودة إلى الله؛ لأنها رأت أن الزواج الصحيح يجب أن يكون بالطرق الصحيحة، وليس من خلال التعرف على الشات، مع أنها سألت وتأكدت من صلاح هذا الشاب؛ لذا تريد تركه؛ لعل الله يهيء لها الزواج الذي لا يكون فيه أي شائبة!
لكن توبتها هذه ستسبب أذى كبيرا للشخص الآخر، وربما يصاب بانهيار إثر الصدمة، وهي تخشى هذا! وتخشى أنه إن قبل الله توبتها، وغفر لها، أن يعاقبها بسبب الأذى الذي قد يحصل لهذا الشخص! وتخشى أن يحرمها الله الزواج، أو يبلوها بزوج يعذبها جزاء جعل هذا الشاب يحبها، ثم التخلي عنه!
وهي خائفة جدا! وربما تعود إلى هذه المعصية ( أي محادثته بالشات )، وتترك أمر تتميم الزواج، أو عدمه إلى لله؛ بسبب خوفها من عقاب الله! وخوفها أن يحصل مكروه لهذا الشاب! فأفيدوها بما يهدئ روعها!
جزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة / بثينة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله لك الهداية والثبات حتى الممات! ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لك بهذه التوبة التي نرجو أن تكون بإذن الله صادقة نصوحاً! وشكر الله كل هذا الحرص على الخير! نسأل الله أن يرد ذلك الشاب إلى رشده وصوابه! ولا بد أن نعلم أننا ندفع ثمناً باهظاً لكل مخالفة لأوامر هذه الشريعة { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }.
وليت شبابنا يتعظ من الموافق العصيبة التي حدثت لكثير من المخدوعين والمخدوعات بمسألة الحب المزيف عبر الشات، والسعيد من وعظ بغيره! ومن الذي دخل إلى هذا النفق المظلم وخرج سالماً؟ ولا عجب في ذلك؛ لأن البدايات الخاطئة لا يمكن أن توصل إلى نتائج صحيحة، والغاية لا تبرر الوسيلة، بل لابد أن تكون الغاية شريفة والوسيلة الموصلة مشروعة، وإذا تأكد لك صلاح هذا الشاب وتيقنت من صدق توبته هو أيضاً، وخفت من استمرار التعلق به، فلا بأس بالقبول به شريكاً، شريطة أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم لطلب يدك، ويتيح لأهلك فرصة للسؤال عنه والتعرف على أسرته والتأكد من استعداده لتحمل مسئوليات تكوين أسرة.
وإذا علم الله منكما الصدق في التوبة، فإن الله هو الغفور الرحيم، الذي يقبل التوبة عن عباده، وإذا تحقق الإخلاص في الرجوع إليه والإنابة فلكما من الله بشرى نجدها في قوله تعالى { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.
وأرجو أن تتوقف الاتصالات عبر هذا الجهاز! واحذري من التمادي في مخالفة أمر الله! واعلمي أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل قلبه متشوقاً للمعصية يعيش مع رفاقها ويأنس بتذكر أيامها! والعياذ بالله!(109/84)
أما إذا شعرت أن هذا الشاب ليس جاداً في طلب يدك رسمياً وليس حريصاً على التوبة والرجوع إلى الله، فاختاري السير في الطريق الذي يرضي الله، ولا تجاملي في أمرٍ يغضب الجبار سبحانه! واختاري رضا الله على رضا ذلك الشاب! والله تبارك وتعالى يدافع عن الذين آمنوا، ومن حفظ الله بطاعته، حفظه الله وسدد خطاه، وجعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ولست مسئولة عن الأشياء التي يمكن أن تترتب على هذا القرار.
ونسأل الله أن ييسر الهدى للجميع! وأن يحفظ شبابنا! وأن يلهمهم الرشاد والسداد!.
والله الموفق!
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... ما هي الطرق لاسترجاع الذاكرة ... 17390 ...
السؤال
السلام عليكم!
قرأت بأن من يكثر العادة السرية يكون عنده ضعف في الذاكرة! وبالفعل أعرف شابا له نفس المشكلة، فإذا توقف عنها، فهل ذاكرته يمكن أن تعود إلى طبيعتها؟
له نفس عمري ـ أي 23 سنة ـ وما هي الطرق لاسترجاعها من فضلكم؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اعلم أن كل شيء يخرج عن إطار فطرة الإنسان سينقلب عليه بالسلب، والحفظ والتذكر لا يمكن أن يأتي من وراء الانشغال بالعادة السرية وما شابهها؛ لأن الذهن يكون مشغولاً بأمورٍ غير سليمة تُشغله عن كسب المعلومات وعن حفظ ما هو مُفيد للإنسان، وشغله الشاغل كيف يقضي شهوته، وهذا بالطبع يؤثر على خلايا الذاكرة في الدماغ.
وأنا أنصح أخانا الكريم أن يبتعد عن هذه العادة، وأن يحاول صرف نفسه عنها، وشغل وقته وفراغه بما يفيده، وإذا كانت له القدرة على الزواج فليتزوج أفضل له.
وتظل بعض الأمور البديهية والبسيطة التي يستطيع أن يطبقها في حياته، مثل: كيف تقوي من ذاكرتك؟ وبالتالي التحسين من الشخصية، والاستفادة من الوقت:
1- ذكر اله عز وجل: لا يشك اثنان في أن العلاقة الدائمة بين الإنسان وخالقه لها أكبر الأثر في حياة الإنسان اليومية، قال تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت).
2- تجنب المعاصي والمنكرات من الأسباب المهمة لتقوية الذاكرة.
3- الفهم يُساعد على الحفظ والتخزين.
4- خلق الاهتمام، الفرح، حب الاستطلاع، التمعن، التركيز الفكري، هذه كلها تساعد على التذكر والحفظ.
5- الغذاء : تناول الغذاء الصحي الذي تتوفر فيه أحماض أوميغا 3 ، له دورٌ أساسي في تقوية الذاكرة، وتتوفر هذه الأحماض في: أسماك السلمون، والجوز، والبيض.(109/85)
6- صحة الجسم، وما ينطبق على الغذاء ينطبق على المحافظة على صحة الجسم وراحته، وخاصة النوم، فالجسم يحتاج لفترةٍ لا تقل عن 8 ساعات من النوم والراحة.
وبالله التوفيق.
المجيب د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ
... اريد حلا لبعض صفاتي السيئة ... 227789 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب تزوجت قبل سنة، ورزقت - والحمد لله - بمولود منذ شهر! وأنا سعيد جدا مع زوجتي والحمد لله! فأنا ملتزم بالصلاة منذ سنة تقريبا، ولكن مشكلتي تكمن في النظرة المحرمة إلى النساء، فأنا إذا كنت أمشي في الشارع، أو في العمل، أو في أي مكان، ورأيت فتاة، فإني أنظر إليها، وحتى أحيانا دون إرادتي أجد نفسي وإذا بي أنظر إليها، وطبعا نظرات محرمة.
أحاول كثيرا أن أتجاهل، ولا أنظر، ولكن لا أستطيع! أكره هذه العادة! وأتمنى أن أتخلص منها؛ لأني أعرف أن العين تزني! وأعرف أنها نظرة حرام! ولكن إلى الآن لم أجد حلا لأتخلص من هذه المشكلة! فهل من نصيحة أجدها، أو طريقة لمساعدتي؟
وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} فمعنى هذه الآية الكريمة أن من بذل وسعه في طاعة الله، فإن الله سيهديه لطريقه ويقوده لمرضاته، ونحن نرجو أن تكون من هؤلاء النفر –أخي الكريم-.
فقد أخبرت عن نفسك أنك –ولله الحمد - قد بدأت تلتزم بالصلاة منذ سنة تقريباً، فهنيئاً لك بتوبة الله عليك، وهنيئاً لك بهذه الركعات، وتلكم السجدات التي خضعت بها لربك، وعدت بها إلى رحاب طاعته، فالحمد لله على هدايته.
ونحن نبشرك بأنك –بإذن الله– سوف تنتصر على هذه النظرات المحرمة، لتصبح نظراتك مضبوطة بطاعة الله، مقيدة برضوانه.
نعم، نبشرك بذلك، فإن الله تعالى يقول: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون} وسوف تنهاك صلاتك –بإذن الله– عن هذه النظرات التي لا ترضي ربك وخالقك .. بل إننا نستطيع أن نقول أنك قد بدأت في ضبط هذه النظرات بحمد الله، وما هذا الألم الذي تجده وهذا القلق الذي يصبيك بسبب ذلك إلا من أثر هذه الصلاة، ومن أثر الوقوف بين يدي الله.
إذن فقد عُرف الجواب ..إن عليك أن تزيد من قربك من ربك، وأن تبذل جهدك في المحافظة على الصلاة المكتوبة، فبقدر عنايتك بصلاتك ومحافظتك عليها بقدر ما يكون تخلصك من كل معصية لا ترضي ربك وخالقك – جل وعلا-.(109/86)
فابذل وسعك في المحافظة على الصلاة، خاصة إن استطعت أن تجعلها في المسجد مع الجماعة، فإن ذلك مما يعينك على طاعة الله، والاستقرار عليها..
وأما طريق التخلص من النظر الحرام، فإننا نرسمها لك بخطوات سهلة ميسورة، فاعمل بها تظفر بالفلاح -إن شاء الله تعالى-:
أول خطوة: صلاة ركعتين، وبعد السلام تسأل الله صادقاً أن يغض بصرك، وأن يحفظ فرجك.
الخطوة الثانية: تأمل ... من الذي أمرك بغض البصر؟ إنه الله .. ومن الذي يأمر بالنظرة الحرام؟ .. إنه إبليس .. فمن هو الأحق بالطاعة؟! ومن هو الذي يجب أن يُعصى ويخالف؟!! أترضى بأن تستبدل طاعة الله بطاعة الشيطان!! إن عليك أن تحزم أمرك إذن، وأن لا تترد في كف بصرك.
وتأمل أيضاً .. ماذا تستفيد من هذه النظرة المحرمة القبيحة؟ إنها لا تُشفي عليلاً ، و لا تروي غليلاً، بل هي داء على داء ، ونغصٌ على نغصٍ ، ولن تخرج منها إلا بمعصية الله وطاعة عدو الله.
هل ترضى بأن يكون وصفك أنك خائن؟! إن النظرة الحرام خيانة .. هي خيانة لله، وخيانة للنفس، وخيانة للزوجة التي تأتمنك على عرضها وشرفها، وخيانة لولدك الرضيع ، وهي أيضاً خيانة لمن نظرت إليها ولو رضيَت هي بذلك.
قال تعالى: {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور* والله يقضي بالحق .. }.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( هو الرجل تمر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غفلوا لحظ إليها – يعني نظر إليها– فإذا فطنوا غض .. ) فهل تريد أن يكون وصف عينك عند ربك أنها من أعين الخيانة والفجور؟
وتأمل وأنت تنظر إلى الحرام.. أليس نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى هذه أو تلك؟ فأين الحياء من الله .. وقد قال نبيك ورسولك – صلى الله عليه وسلم-: (استحيوا من الله حق الحياء) وقال صلوات الله وسلامه عليه: (فالله أحق أن يُستحيا منه).
وأيضاً، هل تحب أن ينظر الناس إلى زوجتك النظرة الحرام.
إن الجزاء من جنس العمل، فلربما يسلط الله عليك من ينظر إلى زوجتك، كما تنظر إلى نساء الناس، فاحذر وكن على بينةٍ من أمرك.
وأخيراً: هل تحب أن يفاجئك الموت، وآخر أعمالك النظر الحرام؟!! فكن على حذر، واستعن بالله ولا تعجز.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله ولي التوفيق.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... ليتني وجدت الأذن الصاغية التي تصغي إلي وإلى همومي ... 227427
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله!
أرجو منكم كل العون؛ فيكاد اليأس والحزن أن يتسلل إلى قلبي! وذلك لأني أعاني معاناة شديدة لا يعلمها إلا الله! كلي أمل في أن أجد هنا الأذن الصاغية، والنصيحة(109/87)
الطيبة التي أنا في أمس الحاجة إليها! كما وأرجو المعذرة؛ لأني سأطيل في رسالتي هذه التي أكتبها، وذلك لأن معاناتي استمرت لسنتين!
أنا فتاة في ربيع عمري، بدأت معاناتي النفسية منذ سنتين، واشتدت إلى أن وصلت إلى أوجها في آخر السنة الثانية، ولا زلت أجهل كيفية التعامل مع هذه الأزمة! مشكلتي تبدأ بأني في الجامعة في أول سنة دراسية أحسست بالغربة بين طلبة لا أعرفهم! فانطويت على نفسي، وأصبحت كثيرة الدخول إلى الشات؛ مما تسبب في إدماني عليه، والهروب من بعض المحاضرات؛ للتكلم في أمور تافهة!
تعلقت بشاب وهمي هناك إلى درجة أني ظننت أني أحبه! وكنا نتبادل الكلمات العاطفية، وكانت النهاية في ممارسة الجنس الإلكتروني! ولم تستمر العلاقة كثيرا، وقطعتها؛ لأني أحسست أن علاقتنا لا فائدة منها! لا أجد نفسي أحس بالألم لأول تجربة عاطفية.
وسرعان ما دخلت بتجربة عاطفية أخرى مع شخص آخر، وللأسف كانت هذه التجربة أشد وأقسى إلى درجة أنني أهملت الدراسة! ولم أعد أنام، أو أستطيع أن أقوم بواجباتي الحياتية! ويئست من كل شيء! وطوال الوقت أبكي، وأذرف الدموع شوقا وحرقة إلى ذلك الشاب المجهول الذي لم أر سوى صورة واحدة له!
بقيت هذه العلاقة سنة تقريبا، وكان المنعطف بهذه العلاقة إلى ممارسة الجنس الإلكتروني أيضا؛ مما كان يشعرني بالتعب النفسي الشديد! كنت أحس أنني أفعل شيئا خاطئا، ولكن للأسف كنت لا أرى شيئا سوى ذلك الحب الوهمي!
في آخر السنة الدراسية أحسست أنني بحاجة إلى أن أعيد النظر بعلاقتي مع ذلك الشاب، ورأيت أنني يجب أن أقطعها حالا، وكان ذلك، وكان العذاب النفسي أكبر وأشد إيلاما! فكنت أعود إليه لفترة قصيرة، ثم أقطع علاقتي معه! وهكذا انتهت السنة الدراسية الأولى، والتي لولا ستر الله، لكنت من الساقطين بدراستي!
ولكن - بحمد الله وفضله - نجحت بعد أن بذلت مجهودا كبيرا في تحسين العلامات بعد أن قطعت علاقتي بهذا الشاب، ولكن بعد أن أنهيت الامتحانات، عدت إليه بسرعة، وبقيت هكذا : أقطع العلاقة، وأعيدها! إلى أن بدأت السنة الدراسية الثانية، دخلت بعزم لأحاول جاهدة في أن أنجح بالدراسة، وأبذل مجهودا كبيرا، ولئلا أعود إلى ذلك الشاب نهائيا! ولكن للأسف كنت أعود إليه!
قررت السفر إلى أوروبا ببعثة طلابية، حيث إنني كنت متفوقة بدراستي والحمد لله! ولكن للأسف! البرد القارس بأوروبا أحسسني بالبرد الذي أعاني منه بداخلي، وزاد ألمي، ونزفت جراحي! وللأسف الشديد دخلت بدوامة الأفلام الإباحية، ولكن بعد العودة من هناك عزمت على نسيان ما فات، وتبت إلى الله! ولكني عدت لأكلم ذلك الشاب!
خلال تلك الفترة دخل شخص آخر حياتي، شخص أخلاقه عالية، وبدا لي محترما! قصصت له حكايتي مع هذا الشاب، وكان يقول لي أنه لا يوجد شاب يحب فتاة بصدق، ويكلمها كما يكلم زوجته، فهذا لا يجوز! بدا لي كلامه منطقيا، وكنت أجده أنيسا لي عندما أجلس على النت، وساعدني وأقنعني بالابتعاد عن ذلك الشاب!(109/88)
وأخيرا تمكنت بعد معاناة طويلة مع ذلك الشاب بقطع علاقتي معه نهائيا، بل والندم لأني كنت على علاقة معه، ولأني صدقته! بعد ذلك تكرر الكلام مع الشاب الجديد، وأعجبت بشخصيته ومظهره أيضا، والاحترام الذي يكنه لي! وصارحني بحبه لي، وأنه مستعد لأن يأتي لخطبتي، مع أنه ليس من بلدي.
إلا أنني ترددت مرارا معه، وعانيت مرارا! أقع في الحب للمرة الثالثة، ولا أعرف كيف أتصرف! أحببته لأني أحسست بصدقه معي! وأعطاني الثقة بنفسي من جديد، وجدت به شابا مثاليا! ولكن كنت أعرف أن أهلي لن يوافقوا؛ لأسباب عديدة، وأهمها هو أنه ليس من بلدي؛ فرفضته! ولم ييأس، وكان يحاول مرارا إقناعي! إلى أن اعترفت له بحبي، ولكن طلبت منه أن يقطع كل صلة بي، ولم يرفض!
ولكني تعلقت به كثيرا، فقد كان بالنسبة لي حياتي كلها، فهو يعرف عن ذلك الشاب، وسامحني، ولم يكلمني كلاما جارحا أبدا! فكنت بصراع مع نفسي! أكلمه، وأقطع العلاقة معه، ثم أعود، وأكلمه، ثم أندم!
إلى أن قررت أن أضع حدا لكل هذه العلاقة، ونسيان الماضي! فقررت أن أوافق على خطبة أحد الشباب الذين يتقدمون لخطبتي، وفعلا تمت خطبتي لشاب محترم جدا، ويحبني كثيرا! ولكن قلبي قد تمزق، وتحطم بعد كل ذلك الماضي الأليم! لم أكن أتصور أبدا أن تصبح حالتي هكذا؛ فعدت لأكلم الشاب الثالث، وأقول له قبل خطبتي أن أحدهم سيخطبني، ولكنه ظن أنها حيلة من حيلي؛ لأبعده عني؛ فلم يصدق!
ولكن تمت خطبتي فعلا، وكلمته بعدها، وما إن عرف أنني لم أكن أكذب حتى جن جنونه! وأنا احترقت أكثر وأكثر وأكثر! الكل ينام بالليل، وأنا أسهر مع دموعي، وأحزاني التي أكتمها طول النهار! لقد عقدنا القران أنا وخطيبي، ولكنه لا يعرف عن الماضي شيئا، والماضي يحرقني كل يوم وكل لحظة!
لقد تسلل اليأس والإحباط إلى قلبي! وذلك لأني لم أتمكن من أن أحب خطيبي وأبادله شعوره! فلجأت إلى الشاب الثالث لأكلمه سرا بصفتنا أصدقاء ليس أكثر! ولكني لم أحتمل ذلك، فما زلت أحبه، لأول مرة في حياتي أحس أنني خائنة، وقطعت علاقتي بهذا الشخص نهائيا، حتى لا أكون كذلك! ولكن بقيت أفكر فيه دائما، وأشتاق إليه! والعذاب بداخلي يكبر ويكبر!
وبدأت أدخل المواقع الإباحية، لا أعرف لماذا!؟ أحيانا أمارس العادة السرية، وأبكي بعدها بحرقة وألم! والألم ازداد بداخلي، حاولت التوبة مرارا وتكرارا، ولكن كل مرة أعود إلى تلك المعاصي! لم أعد منذ زمن لممارسة العادة السرية ولا لمشاهدة المواقع الإباحية؛ وذلك لأنني كنت أفعل تلك الأشياء كهروب من وضعي، ومحاولة لأن أشغل نفسي، وأنسى! ولكن للأسف لا أجد سوى أنني حملت العذاب والألم لقلبي!
ويا ليتني كنت قد استمعت إلى قوله تعالى بسورة النساء "ولا متخذات أخدان" ليتني وجدت الأذن الصاغية التي تصغي إلي وإلى همومي ومشاكلي لما كنت قد هربت إلى الشات، ولكن الآن أصبحت محطمة، يائسة، ومكتئبة، عصبية! وأحمل قلبا جريحا ينزف ألما! ولا أعرف ماذا أفعل؟ كل الأبواب أغلقت أمامي، ولم يعد لي باب غير باب الرحمن، فهل أنا خائنة؟ يا لها من كلمة مرة، ومؤلمة!(109/89)
لا أستطيع أن أحب خطيبي، ولا أستطيع الكف عن التفكير بذلك الشخص الذي أحببته آخر مرة! ماذا أفعل!؟ إني أعاني كثيرا! وأريد حلا يشفي قلبي العليل! أرجوكم، ساعدوني ولا تتركوني أتجرع الألم والندم!
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن هذه التقلبات التي مرَّت بكِ كل هذه المدة، لا ريب أنها تركت بصمتها على حياتك، وأدت إلى هذا الشعور المرير بالإحباط والتعاسة.
إن المتأمل في هذه السطور التي سطَّرتِها – أختي الكريمة – يستطيع أن يدرك مدى الضياع والشتات النفسي الذي تمرين به قديماً وحديثاً.
وكذلك من تأمل بين ثنايا هذه السطور، وجد أن صاحبتها تعيش صراعاً مع نفسها، نعم، هو صراع حقيقي، بين نفسٍ عاشت ماضياً أليماً بكل ما فيه من ألمٍ وتعب ومشقة، وبين نفسٍ تتطلَّع إلى مستقبل خالٍ من كلِّ ما مضى ومن كل ما جرى، وهذا هو محطَّ كلامِنا معكِ – أختي حفظك الله تعالى – .
إنك وإن ذكرتِ عن نفسكِ ما ذكرتِ في هذه المدة العصيبة، إلا أن الضمير الذي في داخلك يؤنِّبك ويلومك ويجعلك تتوقفين تارةً وتتقدمين تارةً أخرى.
أختي الكريمة، إنك قد مررت في هذه المدة بمحنة وفتنة واختبار، ولولا ستر الله ولطفه بكِ لكنتِ في عداد الهالكات –والعياذ بالله– ولا نجد هاهنا إلا أن نقول كما قال ذو العزة والجلال: {الله لطيفٌ بعباده} فالحمد لله حمداً كثيراً على ستره الذي ستر، وعلى حلمه عنَّا ونحن نقترف هذه الآثام، وهذه الموبقات وهو يسترنا، فنبيتُ بفضله مستورين، قد شملنا بحلمه وكرمه.
إنك -أختي الكريمة- في هذه المرحلة في أحسن وضع يهيئُكِ لإصلاح نفسك، إنك بعد توفيق الله تعالى قادرة أن تنتشلي نفسك مما غرقت فيه، قادرة أن تأخذي بيدك وتقودي وجدانك وقلبك إلى الراحة والطمأنينة الحقة، إلى المتعة الحقيقية، إلى متعة الطاعة للرب الكريم الحليم اللطيف العليم.
أختي الكريمة، لقد وقع في كلامك أنكِ قد وصفتِ نفسكِ بالخيانة؛ لأنك – فيما ذكرتِ- تحبين شاباً غير الذي تقدم لخطبتك، ولأنك لا تستطيعين أن تحبي هذا الخاطب الذي تقدم إليك!! ونحن نقول لك أختي الكريمة: إن خيانة الإنسان ليست محصورة في هذا النوع فقط، ولا هي مختصة به، كما يتوهم أكثر الناس، كلا، إن كلَّ من عصى الله فقد خان الأمانة، كل من أذنب وارتكب ذنباً فقد خان، نعم المراتبُ تختلف وتتفاوت، ولكن كل هذا من جنس الخيانة.
قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً} [الأحزاب:72] والأمانة هي شريعة الله وطاعته، فمن فرّط في شيءٍ منها قلَّ أو كثر فقد فرط في الأمانة وقد خانها.(109/90)
ونحن –أختي- عندما نعصي ربنا لا نخون الله فقط، بل ونخون أنفسنا؛ لأننا مأمورون بحفظها ورعايتها، فلم نفعل، فصار الأمر خيانة النفس بالنفس، كما قال تعالى: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} [البقرة:187].. ومعنى (تختانون) أي: تخونون أنفسكم.
ومرادنا – أختي – أن نعلم أننا وإن وقعنا فيما وقعنا فيه فلا ينبغي منا – بل ولا يستقيم أبداً – أن نيأس من رحمة الله وأن نقنط من فرَجه.
إن حلَّ هذه المشكلة التي تعيشينها هو بيدك، نعم بيدك إن شاء الله، إن هذا الإحباط النفسي الذي تعيشينه هو ليس بسبب الذنوب والآثام فقط، بل ولا بسبب هذه العلاقة مع ذلك الشاب؛ إن هذا الذي تعيشينه هو الوضع المترتب عن البعد عن الله.
نعم – أختي الكريمة – اسمحي لي أن أقول: إن بعدك عن ربك هو السبب في كل ما وقعتِ فيه، والذي لا زلت تعيشين آثاره إلى هذه اللحظة.
إن هذا الإقبال على هذه التجارب التي ربما يسميها البعض حبّاً وغراماً، ما هي إلا أوهام وتعلقات قلبية نتيجة البعد عن الله.
كيف نفسر –أختي الكريمة- مثل هذه العلاقات التي لا تعدو كونها مضيعة للوقت وتضييعاً للدين. من علاقة إلى علاقة مع ما يخالط ذلك من أمور تغضب الربَّ العظيم، وتخدش العفاف والطهر!!
إننا بحاجة إلى أن نُعيد النظر في مثل هذه التصورات، التي تصور الحبَّ عبارة عن علاقة مبدأها ومنتهاها عصيان في عصيان وآثام في آثام.
إن العلاقة الصادقة لا تكون إلا عن عِفَّة وطهر، ولن يكون ذلك إلا بما أحله الله من الزواج المشروع.
إن الألم الذي ربما يقطع القلب، ويسهر الليل، ويمنع العين أن تنام من هذه العلاقات المحرمة، هو العذاب العاجل من آثار هذه المعصية، بينما لو نظرنا إلى العلاقة الطاهرة النقية لوجدناها ما تحمل إلا على السعادة والفرح.
أختي الكريمة، إن فرصة الحياة الحقيقية، الحياة التي تعلوها السعادة، ويغمرها الفرح، وتنزل فيها الطمأنينة والسكينة أمامك.
إن الطمأنينة التي فقدتيها طوال هذه المدة لَهِيَ بمتناول يدك وتحت ناظريك، إنها التوبة الصادقة، التوبة النصوح، الإقبال على خالقك الذي يحلم عنك وهو قادرٌ عليك، ويفتح باب الرحمة لك ولا يغلقه ما أقبلت عليه: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر:53].
إنه النداء الذي إن أجبته وإن امتثلته فقد فزتِ ونجوت في الدنيا والآخرة.
إن عليك –أختي الكريمة– استبدال هذه الجلسات التي تغضب الله بمجالس أخرى، مجالس التقرب من الله والتضرع إليه، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، كم تحمل هذه الجلسات المحرمة على تضييع الصلاة! بل وربما ترك الصلاة أصلاً، فأقبلي على الصلاة وحافظي عليها في أوقاتها {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت:45].
أقبلي على تلاوة القرآن، القرآن الذي هجرناه واستبدلنا به هذه الجلسات المحرمة.(109/91)
أقبلي على خطيبك الجديد بنفسٍ منشرحة، نفسٍ قد رمت الماضي العفن وراء ظهرها، واستقبلت حياة نظيفة طاهرة عفيفة.
واعلمي –وفقك الله– أنه لا يلزمك، بل لا ينبغي لك أن تخبري أحداً بماضيك وما كنتِ قد وقعتِ فيه من تلكم العلاقات، بل ينبغي ستر نفسك؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من ابُتلي بشيءٍ من هذه القاذورات فستره الله فليستتر) فاستري نفسك، وإياك إياك أن يُوسوس لك الشيطان بأنكِ خائنة ولا بد من مصارحة الخاطب الجديد بذلك الماضي، فإنك بذلك تقعين في مصيدة الشيطان، وتفضحي نفسك وأهلك، بل عليك بستر الله، وإن من أدل علامات توبتك الصادقة أن تقطعي تلك العلاقة الرديئة السيئة مع هذا الشاب الأخير، بل ولا تلتفتي لأيِّ خطاب له، ونوصيك بأن لا تتصلي به لقطع العلاقة، بل أهملي أمره واتركيه وراء ظهرك، وهذه فرصتك فلا تضيعيها، واحذري أختي فإن الله كما ستر قادرٌ على أن يفضح، وكما أنه يحلم فهو قادرٌ على الأخذ بالعقوبة.
وفقك الله وسدد خطاك ويسر لك الخير حيث كان.
وبالله التوفيق.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... أحببته عن طريق الهاتف، ولا أستطيع تركه ... 227305 ...
السؤال
لقد تعرفت إلى شاب عن طريق الهاتف، وأحببته حبا لا أستطيع التوقف عن التفكير فيه! أحببته حبا لا يمكن أن يوصف! لقد قال لي أنه تعرف إلي بنية الارتباط فقط لا غير، وأنه يرفض أن يقيم معي علاقة غير شرعية!
والمشكلة أنني أصدقه، ولكن في كل مرة يخلق لي عذرا أنه لا يستطيع الارتباط بي خاصة، لا أعرف ماذا أفعل! أحاول أن أنساه، ولكن لا أستطيع إلا التفكير فيه!
أصبحت أتخيل أنه زوجي، وأنني لن أرتبط بأحد آخر غيره، والمشكلة أنه يتحدث معي في اليوم أكثر من مرة، ونجلس بالساعات ونحن نتحدث! لا أعرف ماذا أفعل!؟ كيف لي أن أتأكد من أن مشاعره صادقة، وأنه يحبني ويريد الارتباط بي!؟
لقد صارحني بماضيه، وأن له علاقات مع فتيات، ولكنني لم أهتم؛ لأنه أقسم لي أنه منذ أن عرفني أقلع عن تلك العادات! ودائما يخبرني أنه يحبني، وأن حياته بدوني لا تساوي شيئا! والمشكلة أنني أشعر بأنه صادق!
لقد طلبت منه أن أراه، ووافق، ولكنه لم يأت! وتحجج أنه لم يستطع، وعاد إلى عادته في التحدث معي لساعات طويلة، لا أعرف ماذا أفعل!؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سوسو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.(109/92)
فإن النساء خُلقن للرجال، ولهنّ خلق الرجال، وليس للمتحابين مثل النكاح، ولكننا لا بد أن ننبه بأن الهاتف غير كافٍ لتحقيق المعرفة؛ لأن الشاب كثير الخداع، ويلبس للفتاة الثياب التي ترضيها، ويُظهر لها الأخلاق التي تحبها، (ويتمسكن حتى يتمكن) ثم يظهر على حقيقته وتكون الكارثة.
ومن هنا لا بد أن نؤكد للفتيات بأن صديق الهاتف لا يصلح للزواج؛ لأن طالب الزواج يأتي البيوت من أبوابها، ويُشغل نفسه بالاستعداد، واعلمي أن العلاقة بالهاتف غير شرعية، ولها مخاطر عظيمة؛ لأن هذا الشاب ربما يسجل هذه المكالمات ثم يهدد الفتاة بالفضيحة إذا لم تستجب لرغباته المحرمة، فتجد البنت نفسها أمام خيارين كلاهما مرٌّ، والعاقلة لا تتصل بالشباب من وراء ظهر أهلها، وتُعرض مشاعرها ومشاكلها على أمها حتى تعينها على إيجاد الحلول المناسبة.
وأرجو أن توقفي هذه الاتصالات فوراً، وإذا كان لهذا الشاب رغبة في الزواج فعليه أن يتقدم إلى أهلك ويطلب يدك بصورةٍ رسمية، وأرجو أن تحكمي عقلك، واتركي العواطف جانباً، ولا أدري كيف أحببتِ هذا الشاب دون رؤيته ومعرفة أحواله؟ فعليكما أن تستغفرا الله، وتحرصا على تصحيح هذه الممارسة لتكون موافقة لضوابط الشريعة، وأرجو أن يكون أهلك معك حتى يتم هذا الأمر بعون الله وتوفيقه، شريطة أن يكون هذا الشاب صالحاً وتائباً من ممارساته الماضية، وحُق للإنسان أن يخاف من مثل هذه العلاقات، فكم خدع هذا الشاب من فتيات، والعاقل من يتعظ بغيره!!.
ولا تصدقي كلامه حتى يُقدم البرهان على صدقه، عن طريق طرق الباب وطلب يدك بالحلال، وهاهو ذا يتهرب من موعده الذي رتبته معه، وأحذرك من مثل هذه الخطوة لما لها من الخطورة، واحرصي على أن لا يراك إلا في بيت أهلك وحضورهم، وهذا هو الاختبار الحقيقي لصدقه.
ولا توافقي على الحديث معه بالهاتف؛ لأن هذا لا يرضاه الله، وقد يكون هذا الشاب ممن يسجل هذه الأحاديث ويهددك بها، وإذا لم يتوقف فأرجو إخبار والدتك بالأمر والانتفاع برأيها، واحرصي على طاعة الله واللجوء إليه، واجعلي قلبك عامراً بحب الله ورسوله ، وحب من يطيع الله ويلتزم بأحكام هذا الدين العظيم.
والله الموفق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... لقد ابتليت بمصيبة مشاهدة الصور والأفلام الخليعة ... 227227 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد:
فقد ابتليت بمصيبة، وهي مع أنني أقرأ القرآن، وأصلي، وأدعو الله أن يعصمني من الذنوب والمعاصي، وأن يثبث قلبي على دينه، إلا أن نفسي الأمارة بالسوء لا تتركني بخير حتى أرى صور وأفلام الخلاعة، ولكن مع الغواية، وأثناء المشاهدة أستغفر الله، وأسأل الله أن يجعل لي مخرجا! فما هو الحل- مع أنني أصارع نفسي، ولكنها(109/93)
تصرعني من حين إلى آخر - حتى لا أتصف بالنفاق، وخاصة أنني أنصح الناس بعدم متابعة المحرمات؟
كذلك أشك بأن سبب ذلك هو تلبس جني أو شيطان بي؛ فكيف أعالج نفسي من هذا البلاء؟ أرجو منكم الإجابة في أقرب وقت! وأسألكم الدعاء منكم، ومن العلماء الأجلاء!
وجزاكم الله خيرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إلياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا ريب أن أعظم المصائب هي المصيبة في الدين، فإن العبد وإن كانت دنياه موفورة، إلا أنه إن اختل نظام دينه فقد وقع في أعظم بلية، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) فإن المصيبة في الدنيا – وإن عظمت – فلا وجه للمقارنة بينها وبين التي في الدين، وقد أحسن من قال:
لكل شيء إذا ضيعته عوضٌ
وما من الدين إن ضيعته عوض
وأما ما أشرت إليه – أخي الكريم – من أنك تقترف مشاهدة الأفلام الساقطة الإباحية، فلا ريب أن هذه بلية عظيمة – والله – ونحن يا أخي نشير عليك بما يعينك على ترك هذا الأمر العظيم – أعاذنا الله وإياك منه:
أولاً: عندما تشاهد هذا الفجور وهذه الخلاعة وتنظر إليها بعينك، ويهتز لها وجدناك، فنسألك أخي: أين الله؟ أين الله؟
أين أنت من الله وهو يبصرك بعينه وأنت تطالع ما يغضبه؟ تنظر إلى غضب الله بعينيك، وعينُ الله تبصرك، وملائكته الذين عن يمينك وشمالك، وقد ضبطوا عليك كل حركة، وكل فعلة {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون}.
أخي، أين حياؤك من الله وأنت ترى هذا الذي يستحي الإنسان من ذكره؟ استمع إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (استحيوا من الله حق الحياء).
أخي الكريم: إن مما يعينك على نبذ هذا البلاء، وحفظ نفسك من هذا الوباء، أن تسأل نفسك: هل تحبين أن يطلع عليك أحد وأنت تقترفين هذا الأمر؟ فالجواب (لا) فالسؤال بعد ذلك: فكيف جعلت الله أهون الناظرين إليك، حتى أنك تمتنعين من هذا أمام الناس، وتفعلينه أمام رب الناس؟! قال تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً}.
فهذا هو دوائك العلمي -أخي الحبيب- وقد آثرنا أن نخاطبك به مواجهة؛ لعل الله أن ينفعنا وإياك به.
وأما ما يجب عليك اتخاذه، فهو جملة أمور:(109/94)
آكدها هو الإقلاع فوراً وبدون مهلة وتريث عن هذا الأمر الفظيع، فإن التوبة من الذنب واجبة إجماعاً، وتأخيرها هو ذنبٌ آخر، كما هو معلوم عند أهل العلم، قال تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.
وأيضاً ، فإن الواجب عليك قطع صلتك بكل ما يعين على ارتكاب هذا الأمر، سواءً عن طريق مشاهدة الأفلام أو عن طريق التلفاز، أو شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت)، أو عن طريق مخالطة رفقاء السوء الذين يعينون على معاصي الله -جل وعلا-.
وكذلك أخي الكريم البعد عن مواطن الإثارة، من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والنظر إليهن، ونحو ذلك.
واعلم -حفظك الله تعالى- أن أعظم دواء لك بعد التضرع إلى ربك وسؤاله، هو الزواج المبكر.
بل إن حكم الزواج في حقك –عند القدرة من ذلك– هو الوجوب، وقد أجمع الفقهاء رحمة الله عليهم على أن الزواج يتعين على الإنسان ويجب عليه إذا كان يخشى الوقوع في الحرام، فكيف بمن وقع فيه ..؟ وهذا موضح مبسوط في محله.
فإن لم تستطع فحاول أن تشارك في بعض الأنشطة المفيدة، لا سيما حفظ القرآن، ومتابعة المحاضرات الدينية ونحو ذلك، وإن استطعت أن تصوم بعض أيام الأسبوع فهذا مما يُطلب ويُراد، كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في الصحيحين- (يا معشر الشباب من استطاع منك الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه وله وجاء).
وقال الإمام القرطبي : (المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه) أ هـ بلفظه .
ومما يعينك أخي الكريم في هذا الموطن أن تتذكر أنك بين أمرين، إما أن تكون مكتوباً عند الله من أهل العفة والصيانة، وإما -والعياذ بالله- أن تكون في ديوان الفجرة والسفلة، فاختر لنفسك، فإنها أمانة بين يديك.
وأما سؤالك أنك تشك في تلبس جني بك ونحو ذلك، فإن هذا مما لا يمكن الحكم عليه من خلال نحو هذا السؤال، والظن أخي الحبيب أن هذه حيلة من حيل الشيطان؛ ليوهمك أنك إنما تقوم بهذه الأعمال بالإكراه دون اختيار منك، ليزيدك غياً ويلبي أمرك، بل إن هذا إنما هو إحدى النتائج التي يوقع فيها حضورك مثل هذا الأفلام، فلا ريب أن الإنسان إذا اقترف ما أشرنا إليه من هذه الأفعال، لا ريب أن جلسائه هم أعوان إبليس وجنوده، وأما ملائكة الرحمن فمواطنهم مواطن الطاعات والخيرات.
نسأل الله تعالى أن يعينك على نبذ هذه الأفعال وطرحها وراء ظهرك، وأن يغض بصرك ويحصنك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله تم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.
والله الموفق.
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ
... كيف أستطيع أن أساعدها في معالجة نفسها صحيا؟ ... 17280 ...(109/95)
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
لقد مارست زميلة لي العادة السيئة منذ أن كانت صغيرة حتى سن الخامسة عشرة، والسبب في ذللك هو مشاهدة الأفلام غير الجيدة، وأيضا بسبب استثارة أخيها لها وهي صغيرة، وجهلها لهذا الأمر!
وهي الآن تعاني من أضرار هذه العادة: من نحافة وغيرها، ولقد امتنعت عنها - والحمد لله - حيث إنها كانت لا تعرف لماذا كانت تمارس هذة العادة، ولم تكن تعرف ما اسمها!
فالسؤال هو أنني أريد أن أسأل ما الحكم في ذلك؟ وكيف أستطيع أن أساعدها في معالجة نفسها صحيا؟ وأرجو منكم أن ترشدوني إلى طبيب أو طبيبة لمعالجتها؟
وشكرا!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shaine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إقلاع صديقتك عن العادة السرية شيءٌ جيد، وكفيلٌ بإصلاح كل شيء إن شاء الله، ولكن لم تذكري المشكلة التي تعاني منها الآن!!
العادة السرية لها أضرارٌ كثيرة، وقد تؤدي إلى التهابات تناسلية وبولية، وبرودة جنسية بعد الزواج، أو فقد غشاء البكارة، والإحساس بالنقص، وانعدام الثقة بالنفس، والانطواء، والخجل، والخوف من الزواج بسبب مخاوف فقدان العذرية.
إذا كانت هناك التهابات بولية أو مهبلية فهذا من السهل علاجه، بواسطة المضادات الحيوية، وإذا كانت تخاف من فقدان عذريتها فعليها عرض نفسها على طبيب مسلم ثقة للتشخيص وزيادة الاطمئنان.
أما الحالة النفسية السيئة فعلاجها يتم بالصلاة والصيام والدعاء، وصحبة أهل الخير والصلاح، وقبل ذلك كله الإسراع بالزواج إن وجدت صاحب الخلق والدين.
وبالله التوفيق.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... ما سبب أني لا أحتلم وأنا نائم؟ ... 227041 ...
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 19، ولم أحتلم منذ بلوغي إلا مرة واحدة، ولكني أستمني باليد كل يومين تقريبا، وهي الطريقة التي حاولت التخلص منها لكن لم أستطع!.
1- فما سبب أني لا أحتلم وأنا نائم؟
2- وكيف أتخلص من الاستمناء باليد؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(109/96)
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
السبب في عدم الاحتلام هو تفريغ شهوتك عن طريق العادة السرية، والإفراط فيها.
الطريق للتخلص من العادة السرية:
- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله، واجتناب سخطه.
- دفع ذلك بالصلاح الجذري، وهو الزواج.
- دفع الخواطر والوساوس، وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك؛ لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل، ثم تستحكم؛ فتصير عادة؛ فيصعب الخلاص منه!.
- غض البصر؛ لأن النظر إلى الأشخاص، والصور الفاتنة، وإطلاق البصر يجر إلى الحرام، وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة!.
- الانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية.
- الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة، مثل: ضعف البصر والأعصاب، وضعف عضو التناسل، والآم الظهر، وغيرها من الأضرار.
- إزالة القناعات الخاطئة؛ لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا، مع أنه قد لا يكون قريبا من الفاحشة أبدا!
- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة، وألا يستسلم الشخص للشيطان، وتجنب الوحدة كالمبيت وحيدا!.
- الأخذ بالعلاج النبوي الفعال، وهو الصوم؛ لأنه يكسر من حدة الشهوة، ويهذب الغريزة!
- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم، مثل: قراءة الأذكار الواردة، والنوم على الشق الأيمن، وتجنب النوم على البطن؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك!
- التحلي بالصبر والعفة.
-القيام بالأعمال الرياضية صباحا ومساء.
- وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية، فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات، مع عدم اليأس والقنوط!
- وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله، والتضرع له بالدعاء، وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج؛ لأنه - سبحانه - يجيب دعوة الداعي إذا دعاه!
والله أعلم، وبه التوفيق!.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... أحس بأنني مصاب بمرض نفسي ... 226994 ...
السؤال
أنا شاب تعلمت العادة السرية عن طريق أحد الأصدقاء من صغري، وأصبحت أمارسها بصورة كبيرة جدا! حاولت تركها، ولكنني لم أستطع!(109/97)
وبحمد الله تركتها قريبا، ولكنني تعبت كثيرا، وساءت حالتي النفسية، وعمري الآن 29، ولكنني لست بصحة جيدة، ودائما أمرض، ولكن بعد الفحص يتبين أنني لا أعاني من أمراض عضوية، حيث إنني أحس بأنني بعيد عن صحتي القديمة، ودائما أتضايق وأغضب على أتفه الأمور! وأحس بأنني مصاب بمرض نفسي، والشيء الآخر أن حواسي يدي ورجلي لا أحس بهما من شدة الألم، حيث بدأت تظهر عليهما الضعف الشديد، وحتى أعلى الرقبة، ولا أدري ماذا أفعل، أو إلى أين أتوجه!؟
ساعدوني، يرحمكم الله!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذا يُعرف بـ المراء المرضي، وهو أن يرى الشخص دائماً نفسه مريضاً وضعيفاً دون وجود أسانيد طبية قاطعة تؤكد أنه مريض فعلاً، وأنا لا أحب أن أستعمل كلمة التوهم المرضي، إلا أن البعض يستعملها، وهذه الحالات كثيراً ما تكون ثانوية لاكتئاب نفسي مقنع أو قلق نفسي من هذا القبيل.
أخي، أرجو أن لا تتنقل بين الأطباء، وأرجو أن تذهب إلى طبيب باطني، وتعمل فحص شامل، وأنا على يقين أنك ستجد أن كل النتائج جيدة إن شاء الله، بعدها أرجو إما أن تذهب إلى طبيب نفسي أو تتناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ومنها العقار الذي يُعرف باسم إيفكسر efexor، وجرعة البداية هي 37.5 مليجرام لمدة أسبوعين، ترفع هذا الجرعة إلى 75 مليجرام لمدة ستة أشهر، بعدها تخفضها إلى 37.5 مليجرام لمدة شهر، ثم توقفها .
والدواء الآخر الذي أرجو أن تتناوله مع الدواء الأول هو دوجماتيل dogmatil، وجرعته هي 50 مليجرام صباح ومساء طوال فترة العلاج، والتي يجب أن لا تقل عن ستة أشهر .
أرجو يا أخي أن تلجأ إلى التمارين الرياضية التدريجية، بمعنى أن تبدأ بالتمارين الخفيفة كالمشي البسيط مثلاً، ثم تزيد من النشاط الرياضي بالتدريج، حتى تصل مرحلة متقدمة من بذل الطاقة الجسدية، وهذا بإذن الله سوف يعود لك بنتائج إيجابية طيبة.
وبالله التوفيق.
المجيب د. محمد عبد العليمد
ـــــــــــــــــــ
... زوجتي لا تهتم بي ... 226785 ...
السؤال
أنا متزوج منذ تسع سنوات (سني 33 عام) ولدي طفلان أحبهما جدا.
المشكلة أن زوجتى عصبية جدا وتنهر أولادي على أتفه الأسباب، وتسبب لي حرجا أمام الناس بهذه العصبية، حتى صوتها عالي في الكلام، والمنزل دائما مزعج(109/98)
وضجة، وأستطيع أن أقول أنها أهملتني تماما، فأنا أرجع من العمل متعبا جدا، فتكون هي كما تركتها في الصباح (غير مستعدة لاستقبالي على الإطلاق)
وأنا - والله أعلم - أعاملها معاملة ممتازة، ولا أبخل عليها بشيء بالمرة، ولكنها غير مقدرة ذلك أو لنقل لا تعرف كيف تقدره! فأنا أترك المنزل في الصباح متوجها إلى العمل، وتكون هي نائمة، فبدلا من أن تعمل حاجة أشربها، لا تكلف نفسها حتى بقول صباح الخير.
المهم أني بطبيعة عملي كثير الاتصال بالشركات، وتبادلت الحديث مع إحدى الموظفات في شركة أخرى في التليفون، وهرجنا، ويومها قالت لي أنها متضايقة جدا، فلقيت نفسي أكلمها بالليل من أجل أن أطمئن عليها، وأصبحنا نتكلم في تفاصيل حياتنا، وأصبحت مهتما بها جدا وهي كذلك مهتمة بي جدا جدا، وأحببتها وهي كذلك.
واستمرينا على ذلك حوالي شهر، وبعد ذلك قررنا أن نضع حدا لهذه العلاقة التي لا مستقبل لها، وأن نقطع العلاقة تماما، ولكننا لم نستطع! فأنا أحبها جدا وهي كذلك، وأنا معترف أنها علاقة غير صحيحة، وهي كذلك، ولكن نحن غير قادرين على فعل شيء.
المهم اتفقنا أن نكون أصدقاء، ونحن الآن نتكلم مع بعض، ولكن ليس كالشهر الماضي، وأيضا مشتاقان لبعض، ولا أعرف ماذا أفعل!؟ أنا أعرف أن ذلك غير صحيح، و لكن يجوز أن هذا حدث بسبب عدم اهتمام زوجتي بي، وعدم توفير الجو الهادئ في المنزل، وماذا أفعل!؟
أرجو التكرم بإفادتي!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر شريف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الزوجة الناجحة تهتم بزوجها وتقدره، وهو كذلك يبادلها الاحترام والمشاعر الطيبة، وكما قالت المرأة الحكيمة في وصيتها: كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكون لك عبداً، والإسلام دعا إلى حسن المعاشرة من جانب الرجل والمرأة، وهي تشتمل على كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة.
وقيل أن نبحث عن الأسباب، أرجو أن أذكرك بضرورة النظر إلى الجوانب الإيجابية، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وقد ذكرت في سؤالك الجوانب السلبية، ولا شك أن هناك جوانب إيجابية أرجو الالتفات إليها واتخاذها منطلقاً للإصلاح، فالصواب أن تقول لها: أنت مهتمة بنظافة البيت وحريصة على صلاتك، وهذا مما أشكرك عليه، ولكني أنبهك إلى ضرورة الاهتمام بالزوج الذي هو أساس البيت، وهذا لو خفقت من هذه العصيبة لأنها تؤثر على نفسيات الأطفال مستقبلاً.(109/99)
وأرجو أن تجتهد في تولي أمور الأطفال، وإبعاد الأم عن أسباب الاحتكاك مع أطفالها بقدر الإمكان، وذلك بمساعدتها في تربيتهم، والأطفال يحتاجوا إلى عناية وملاطفة، ولا بد من البحث عن مدخل حسن إلى نفس هذه الزوجة، فإذا كانت شخصيتها بصرية بمعنى أنها تهتم بالثناء على مجهوداتها، والاهتمام بمشاعرها، ومن ذلك الابتعاد عن المقارنات، وتجنب الحديث عن نساء أخريات في وجودها، ووجه الأطفال بضرورة الهدوء واحترام الأم، وذكرهم بحقها عليهم من الناحية الشرعية.
أما علاقتك مع تلك الموظفة، فلا بد من قطعها في أسرع وقت؛ لأن الشريعة لا تعترف بالصداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، وإذا لم تتوقف فسوف تتعرض لمشاكل وأزمات؛ لأن الشيطان حاضر وهو الذي يزين لكم هذه المخالفة {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} فاتقِ الله في نفسك، وتذكر أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وحتى عندما تتصل بالشركات اجعل علاقتك في حدود العمل مع الحرص على التعامل مع الرجال، وتجنب الخلوة بأي امرأة، واعلم أن كل امرأة تُظهر للرجال أحسن ما عندها من صفات، ولكن العيوب لا تظهر إلا إذا أصبحت العلاقة رسمية، ومن هنا كان من الظلم أن يقارن الإنسان بين زوجته صاحبة العيال والمسئوليات بفتيات لا هم لهن إلا المبالغة في إظهار الزينة لخديعة الرجال، واستخدام الكلمات الناعمة، والظهور بمظهر الفتاة الأنيقة اللطيفة التي تستخدم كل ما تتحصل عليه بتحسين صورتها أمام الناس.
قل لها: تخيلي منظرك وأنت ترفعين صوتك وتتوترين أمام الناس، والفزع يظهر على الأطفال الذين ينتظرون منك العطف والحنان، وتأملي ما يمكن أن يقوله عنك كل من يراك على تلك الهيئة.
أما إذا كانت شخصيتها من النوع السمعي، وهو الذي يهتم بكلام الناس، فذكرها بأن للحيطان آذان، وأن هذا الكلام ينتشر بين الناس، ويؤثر على هؤلاء الأطفال الذين سوف يخجلون أمام زملائهم في الشارع والمدرسة.
ولا شك أنها تقدر معاملتك لها، ولكن كثير من النساء لا تحسن التعبير عن مشاعرها، كما أن رعاية الأطفال مرهقة وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل، وإذا كانت هذه العصبية حديثة العهد، فقد تكون لها أسباب أخرى، مثل المضايقات من بعض الجارات أو ظروف مرضية لا قدر الله، ولا شك أن المرأة تتأثر جداً في ظروف الحمل وفي أيام الدورة الشهرية، وقد راعت الشريعة هذه الجوانب، فوضعت عنها الصلاة وشطر الصيام، وهذه دعوة للرجال لأخذ هذه الظروف في الاعتبار، ولا مانع أيضاً من تنبيه هذه الزوجة إلى ضرورة الاجتهاد في تغيير طريقتها والتوفيق بين حقوق الزوج ورعاية أطفالها، وذكرها بأن الرجل يحتاج إلى اهتمام زوجته به عند خروجه ودخوله، والابتسامة عند طعامه والهدوء عند منامه، وأن الزوجة العاقلة تقدر معاناة زوجها في العمل، وتحسن الاعتذار إذا كان هناك مانع يمنعها من القيام بواجبهاتها على الوجه الأكمل، وأرجو أن تهتم بالتزين حتى تُلفت نظرها إليك.
وأرجو أن لا تتمادى في هذه المخالفة؛ لأنها تؤثر على سمعتك وأسرتك وتؤثر على أطفالك، وسوف تزداد الأحوال سوءاً إذا شعرت زوجتك بعلاقات مع موظفات، والإسلام دينٌ لا يعترف بالعواطف المعروضة والمكاتب والشواطئ، واعلم أن(109/100)
الاستمرار في هذا الطريق فيه خطورة بالغة، وقد يؤدي بالإنسان إلى سوء الخاتمة، فالرجاء الاكتفاء بما وهبك الله من المتعة الحلال مع الزوجة الشرعية التي يربطك بها ميثاق غليظ .
وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... كلما رأيت فتاة لا أنساها ... 17047 ...
السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 15عاما، وأنا مراهق الآن. ومشكلتي أنه مرت علي فترة، كلما أرى فتاة جميلة، لا أنساها، وأبقى أفكر فيها، وأعجبتني فتاة،
فأصبحت أحب النوم، والعزلة، وعدم التكلم.
فكيف أعمل، حتى لا أواجه هذه المشاكل العاطفية بعد اليوم، وأنسى كل شيء، ولا أزهق من الدنيا، ولا أحب الفتيات التي أراهن؟
وشكرا لكم!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونعتذر اعتذارا شديدا عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك بأن تكون أحسن في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله جل وعلى أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينك على غض بصرك!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي ذكرته كله عبارة عن بعض مظاهر وأعراض وآثار المراهقة، وهي فترة عابرة، ثم تنتهي مع الأيام ما دمت حريصا على طاعة الله، وعدم الوقوع في الحرام، وتخشاه في السر والعلانية.
ولا تعطي لنفسك أو لعينك العنان في أن تنظر إلى كل من تمر بك! لأن هذا من شأنه أن يتعبك جدا، ويصيبك بالقلق والأرق والإرهاق، ويضيع عليك فوائد كثيرة أهمها لذة الطاعة، والأنس بالله، خاصة الصلاة، وكذلك يحرمك من التركيز، والاهتمام بدراستك، ويضيع عليك التفوق العلمي، ويقضي على راحتك واستقرارك!
والذي تتصور أنه حب هو في الواقع ليس كذلك، بدليل أنك لو وجدت أجمل من هذه الفتاة لشعرت نحوها بنفس الشعور، بل أشد وهذه كلها - كما ذكرت لك -أعراض، ومظاهر للمراهقة سوف تنتهي مع الأيام إن شاء الله.
والذي أنصحك به :(109/101)
أولا - هو غض البصر، وعدم إطلاق العنان لعينك! لأنك بذلك ستعصي ربك، وتتعب نفسك، كما هو حالك الآن، فأغلق هذه البوابة إغلاقا محكما، ولا تسمح لها بالنظر، وجاهدها، وقاوم! وستنتصر بإذن الله!.
ثانيا - ما هو شعورك إذا رأيت شابا ينظر إلى أختك كما تنظر أنت الآن؟ أترضى ذلك لأختك أو أمك أو إنسانة عزيزة عليك!؟ قطعا ستقول لا؛ إذا ما لا ترضاه لنفسك، لا ترضاه لغيرك!
ثالثا - كلما جاءك التفكير في هذه الأشياء، غير وضعك الذي أنت عليه، فإن كنت نائما، فقم من الفراش، وأترك الغرفة، ولو لدقائق! وهكذا، وأحرص ألا تكون وحدك، خاصة إذا كنت مستيقظا!.
رابعا - أكثرمن الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك من آفة النظر وتوابعه!
خامسا - اربط نفسك مع مجموعة من الشباب الصالح، واقض معهم معظم أوقات فراغك، وتعاون معهم على قراءة بعض الكتب المفيدة، أو ممارسة بعض الرياضات الهادفة!
سادسا - واظب على الصلاة في الجماعة، ولا تتخلف عنها، خاصة صلاة الفجر والعصر!
سابعا - ضع لمذاكرتك جدولا زمنيا محدودا؛ حتى لا يضيع وقتك وأنت لا تدرس!
ثامنا - ابتعد عن الأماكن التي يوجد بها الفتيات قدر الاستطاعة!
هذه اقتراحات نجاحها متوقف على عزيمتك وتصميمك، وأنا أعلم أنك قادر على فعلها بسهولة، وأن لديك الاستعداد لتكون من عظماء الإسلام الذين يرفعون الهوان عن المسلمين!.
فتوكل على الله، وكلك ثقة في الله، ثم في نفسك!.
وبالله التوفيق!
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أخذ صورتي ثم تهرب مني ... 16810 ...
السؤال
أنا فتاة متدينة والحمد لله، لم أرتبط بأي علاقة مع أي شاب طيلة حياتي؛ لأني كنت دائما أعتبر هذا النوع من العلاقات حراما، وأن الإطار الشرعي لأي علاقة بين رجل وامرأة هو الزواج، لكن للأسف في إحدى المرات دخلت ما يسمى بغرف الدردشة؛ فكلمني شاب، وأحسست أنه جاد، فقبلت الحديث معه؛ لأنه يبحث عن زوجة، ومن هذا المنطلق أعطيته رقم هاتفي، اتصل بي وأخبرني أنه يريدني للزواج، لا أدري ماذا حصل لي ساعتها، فأخبرته أن الزواج قسمة ونصيب، وأني سأخبر أهلي بالأمر.
أخبرت والدتي، فقالت: "يأتي أولا، ويفعل الله ما يشاء" المهم استمرت اتصالاته، واستخرت الله أكثر من مرة، وكنت مع كل اتصال أزداد تعلقا به؛ مع أني قبلاً عاهدت الله وعاهدت نفسي أني لن أكون لأحد، ولو حتى مزاحا، وأني سأكون فقط لزوجي قلبا و قالبا.(109/102)
بعد ذلك طلب مني أن يرى صورتي؛ لأننا في حكم المخطوبين، وأن هذا حقه، ترددت في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك قبلت، فبعتث له بصورتي عبر البريد، لا أدري ماذا حصل بعد ذلك! فلقد انقطعت عني أخباره نهائيا، ولم يعد يتصل كالسابق، كل ما فعله أنه بعث بايميل، يقول فيه أنه يحبني، وأنه مريض، وأشياء من هذا القبيل، اتصلت به أكثر من مرة، و كنت أحس أنه يتهرب مني.
المشكلة أني أعتبر نفسي مخطئة، وأني لا أستطيع مسامحة نفسي؛ فأنا غضبى من نفسي أكثر من غضبي عليه، وكنت كل ما كتبت له، لا ألومه، و لا أعاتبه بقدر ما ألوم نفسي، وأعتبرها المسؤولة الوحيدة على ما أنا فيه، المشكلة أن صورتي لديه، عنواني أيضا لديه. لقد كنت صادقة جدا معه، و لا أدري لماذا خذلني بهذا الشكل!؟ أمر آخر حدث لي: فأنا لا أستطيع بعد الذي كان، أن أقبل أي شخص آخر.
بالمناسبة، الشخص المعني لم ألتق به إطلاقا فهو من بلد آخر، ولم يسئ الأدب معي مطلقا عندما كان يتصل، ومع ذلك أشعر أني أخطأت عندما أخلفت وعدي لربي ولنفسي، لكن أحيانا أقول لنفسي أن الأعمال بالنيات، وأنا لم يكن في نيتي مطلقا أن أقيم معه علاقة، أو شيئا ما، وإنما كنت أريده زوجا، لكن هيهات! وأرجو أن يسامحني ربي، ويغفر لي!
شكرا لكم!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعفو عنك، وأن يعوضك خيراً عما فقدتيه، وأن يبدلك خيراً منه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك تعرضت لهذا العقاب نتيجة مخالفة أوامر الله تعالى، وما هروب هذا الشاب منك إلا أثراً من آثار هذه المعصية التي حدثت، خاصة وأنك كنت تعرفين أن مثل هذه العلاقات لا تجوز شرعاً، فاحمدي الله أن صرف عنك هذا الشاب وعاقبك في الدنيا بحرمانك مما تعلقت به، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا) فاحمدي الله على أن العقاب لم يتجاوز هذا الحد، وأنك لم تفقدي أشياء كثيرة كان من الممكن أن تدمر نفسك وتؤثر على حياتك، فعليك بالإكثار من التوبة والاستغفار والدعاء بأن يرزقك الله خيراً منه ويعوضك خيراً في الدنيا والآخرة .
وأما عن تراجعه وهروبه منك فهناك احتمال أنه لما رأى الصورة وجدها على خلاف ما كان يتمنى أو يتخيل، وهذا أمرٌ وارد جداً، ومن أجل هذا أجاز الإسلام النظر إلى المخطوبة قبل الزواج والارتباط، وهذا أمرٌ كان المفروض أن تضعيه في اعتبارك، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وعموماً فإن ما حدث هو قدر الله تعالى، وما قدره الله لا بد وأن يكون، ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأن الزواج(109/103)
من أقدار الله، فإذا كان هذا الشاب من نصيبك فلا بد أن يكون لك، وإذا لم يكن من نصيبك فلا يمكن أن يكون لك ولا أن تكوني له، فعليك بالرضا بقضاء الله وقدره، وسؤال الله أن يرزقك خيراً منه، وأن يغفر لك ويتوب عليك، وأكثري من الطاعة والعبادة، خاصةً الذكر والاستغفار وقراءة القرآن وقيام الليل.
وأما عن الصورة التي أرسلتها له فيمكنك طلبها منه بالوسائل المناسبة، أو يتعهد لك بأن يقوم بتقطيعها، ولا تكثري من الاتصال به أكثر من هذا الحد (أي مجرد طلب الصورة فقط ) ، إما إذا كنت بعثت الصورة عن طريق البريد الإلكتروني ، فلا تتكلمي معه بهذا الشأن لأنه فائدة منه ، واسألي الله تعالى الستر والعافية في الدنيا والآخرة .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق وسعادة الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أخشى أن أكون سببا في عذابه ... 16800 ...
السؤال
السلام عليكم.
أود أن أطرح مشكلتي وأنا خجلة مما سأقوله.
شخي الفاضل، أنا أستخدم الإنترنت منذ أكثر من سنة، ويعلم أني منذ أول لحظة جلست على النت كانت نيتي خدمة الإسلام، ومحاولة هداية ولو شخصا واحدا، فيتحقق لي قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم) وفي البداية كنت أتحدث مع الشباب والبنات، ولكن رأيت أني أُعجب بأخلاق بعض الشباب، وحرصاً على نفسي من التعلق بأحدهم توقفت عن محادثة الشباب، وبقيت أكلم الفتيات فقط عن الدين، إلا شاباً واحداً من هؤلاء بقيت أكلمه؛ وذلك لإصراره، وكلما أخبره أني أريد التوقف عن الكلام معه يرجوني ويقول أن هناك شيئاً يريد قوله لي، لكن يحتاج لبعض الوقت، وبعد فترة أخبرني عن إعجابه بديني وأخلاقي، وأني الزوجة التي يتمناها، لكني رفضت، وأمام ترجيه وكلامه عن حزنه وهمه لرفضي ضعفت، وقلت له أن يخبرني عن نفسه لعلي أجد ما يجعلني أقبل الزواج به، والشهادة لله أن ما رأيته من حسن دينه وخلقه رائع، لكن بعد أن أرسل لي صورته نفرت نفسي منه، علماً بأنه ليس سيء المنظر لكن نفسي لم تتقبله، ولكن حرصاً على أن لا أجرح مشاعره أخبرته أنها أعجبتني، وبقينا نتحدث بشكل يومي تقريباً، وكنت كل مرة أنتظر إنهاء الموضوع، وأقول له أني أخبرت أهلي ورفضوا، لكن كنت كل مرة أخشى عليه من الصدمة، وأنا أعلم شدة حبه لي، لكن أخيراً فضلت رضى الله على كل شيء، وأنهيت الموضوع، ولكني الآن أشعر بذنبٍ كبير، وأحس أني سبب عذابه، ويعلم الله أني لم أكن أنوي الإساءة إليه، بل كل ما حدث كان حرصاً مني على مشاعره، وأخاف من عقاب الله لي على ما حدث، وحتى لا يحرمني الله من الزواج عقاباً لي .(109/104)
أرجو منك يا فضيلة الشيخ أن ترشدني لما أفعل؟ والله إني أتمنى له كل الخير، وأدعو الله أن يرزقه بفتاةٍ أفضل مني، وماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يغفر لك ويتوب عليك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعوض هذا الشاب خيراً منك، وأن يرزقه خيراً.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن ما ذكرتيه هو نتيجة طبيعية لمخالفة أوامر الله ورسوله، وكم كنت أتمنى أن تكتفي فعلاً بالحديث إلى الفتيات وهن أحوج ما يكونّ إلى الدعوة والنصيحة والتذكير، وأما دعوة الرجال فيتولاها الرجال وهم كثير، ولكن عموماً قدر الله وما شاء فعل، وأتمنى فعلاً أن تغلقي هذا الباب تماماً، وأن تقصري كلامك ودعوتك على أخواتك وهن كثيرات وفي أمس الحاجة، ويتعرضن لحملات شرسة من قبل أعداء الإسلام في الداخل والخارج.
وأما عن الأخ فلا تُشغلي بالك به، وسيجعل الله له مخرجاً، ورضى الله أولى وأحق من إرضاء أي أحد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه و أرضى عنه الناس، فاتركي هذا الموضوع، ولا تشغلي بالك به، وأكثري من التوبة والاستغفار، واقصري نشاطك كما ذكرت على دعوتك أخواتك من المسلمات، وحاولي التفقه في دينك، واطلعي على بعض الكتب الدعوية حتى تكونين أكثر توفيقاً في دعوتك، وإياك أن يستدرجك الشيطان في مخاطبة أي شاب مهما كانت الظروف، عسى الله أن يحشرك في زمرة إمام الدعاة وسيد الهداة محمد صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ما الذي أفعله؛ حتى يغفر الله لي ذنوبي ... 16647 ...
السؤال
أنا فتاة -يعلم الله أني كنت ملتزمة، وأكره محادثة الشباب-، قد تخرجت من الجامعة، وتعرفت إلى موقع للزواج؛ رغبةً مني في إكمال ديني -ويشهد الله على ذلك-، وكان الكثير يرسل إلي، ويطلبون محادثتي، وكنت أرفض وبشدة؛ مخافةً من الله.
وبعد فترة، توظفت في بنك -وهو ليس إسلامياً-، في البداية أحسست بتأنيب الضمير، وأني أفعل حراماً، وكم تمنيت ألاّ أُقبل في الوظيفة، وكم استغربت عندما قُبلت.
وفي كل يوم تزداد رغبتي في الزواج، وفي تكوين أسرة؛ فقد أصبح عمري 26 سنة، ولم أُخطب؛ مع أني أتمتع بقدر من الجمال، والكل يشهد لأهلي بكرم الأخلاق، فاضطررت لقبول عرض أحدهم في موقع للزواج، وأن أحادثه بالهاتف؛ من أجل(109/105)
التفاهم، وأعطيته رقم موبايلي، ومرت مدة واختلفنا، ثم بحثت عن غيره، وهكذا، حتى إنني قد حادثت -تقريباً- عشرة أشخاص، ومعظمهم -والله- متدينون، وأحدهم يشتغل في الأوقاف، ولكنه متزوج.
وأنا إلى الآن لم أتزوج، وما يؤنب ضميري: هو أني قد تعرفت إلى آخرهم -وهو مطلق-، وقد قال لي أنه بمجرد سماع صوتي يحس بشهوة غريبة نحوي، لم يحسها مع مطلقته -ويعلم الله أنه عندما يقول أي شيء يستثيره، أكفه عن ذلك-، إلى أن اندمجت معه في الحديث، وضعفت، ولكن -والله- لم ينل من شرفي شيئاً، لكن بالهاتف فقط.
وقد كرهت نفسي، وطلبت منه تركي، مع أنه قد حدث عمّه عني من أجل الزواج، وقد اعترف لي أنه قبل حوالي 4 سنوات -عندما طلق زوجته- قد شرب الخمر؛ لنسيان ما كان فيه.
وأنا الآن قد تركته، وأريد المغفرة من الله والتوبة، فأرجوك -أخي الكريم- لا تؤنب ضميري أكثر! وقل لي ما الذي أفعله؛ حتى يغفر الله لي ذنوبي! وهل تنصحني بتغيير رقم هاتفي؟ مع أن من كنت أحادثهم، لا يتصلون بي. فماذا أفعل -أخي- ؟ فإني قد خنت الله، وأهلي الذين وثقوا بي!.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله - جل وعلا - أن يغفر لك! وأن يتوب عليك! وأن يرزقك زوجا صالحا مباركا يكون عونا لك على طاعة الله، وتنعمين معه بنعمة الأمن والأمان والسعادة الأسرية، والاستقرار النفسي!
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن ما حدث لك، حدث لكثير من الأخوات الطيبات أمثالك اللاتي ينقصهن العلم الشرعي، الذي به ينضبط سلوكهن، ويقل خطؤهن، فكم أتمنى أن يمن الله عليك، وعلى أخواتك المسلمات بحب طلب العلم الشرعي، وزيادة الرغبة في العلم والاطلاع، والحرص على السؤال عن كل ما أشكل صغيرا كان أو كبيرا! لأن هذا هو العصمة فعلا، والصون من الوقوع في مثل هذه التجارب المريرة!.
والحمد لله! لقد مرت تجربتك بقليل من الخسائر، وما زال أمامك فرصة عظيمة وثمينة لاستغلال بعض وقتك في طلب العلم الشرعي، الذي يصلك بالله، ويقوي لديك الخشية منه، والحرص على مرضاته، وفي نفس الوقت يوفر لك الحماية من نفسك، ومن الذئاب البشرية التي تحرص على هتك عرض المسلمات العفيفات اللواتي لا يدركن خطورة ما يقدمن عليه، حتى يقعن في الشباك!(109/106)
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى - فعلا - أن تغيري رقم هاتفك، وأن تتوقفي تماما عن الدخول إلى تلك المواقع، وأن تفتحي صفحة جديدة مع الله، وأن تضعي لنفسك برنامجا لطلب العلم الشرعي، وأن تربطي نفسك ببعض البرامج الدعوية، وأن تبحثي لك عن أخوات صالحات تقضين معهن أوقات فراغك، وعن طريقهن قد ييسر الله لك الزوج الصالح الذي تنشدينه.
وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يمن الله عليك بالزوج الصالح! وأكثري من الاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بنية أن يغفر الله لك! وأن يقضي حاجتك! واعلمي أن الله يفرح بتوبة العبد الراجع إليه؛ فابشري بخير! وأقبلي على مولاك الذي يحبك، ويفرح بعودتك إليه!.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة والزوج الصالح!
وبالله التوفيق!
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أخاف على نفسي أن أقع في الزنا ... 16631 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
لا أعرف كيف أبدء كلامي؛ فإني خجول من الله على ما أنا فيه. أنا شاب مغترب في دولة أوربية منذ عامين تقريبا، هذه البلد تتفنن وتُقنن جميع أنواع الكفر الجهري، فمن ذلك نساء عاريات تماما في الشوارع وفي التلفاز، حتى إنه يمكن أي شخص أن يزني في الشارع، فالمصيبة الكبرى أن الدولة تسهل الدعارة للكفار أنفسهم بشكل ملفت للنظر، لن أطيل عليكم، كما ذكرت فأنا هنا في هذه البلد أعمل؛ لأن الحياة الاقتصادية في بلدي صعبة للغاية؛ مشكلتي بدأت هنا حيث إني بدون أوراق إقامة، وغير مستقر في عمل واحد، وليس لي أصدقاء عرب، كلهم من أبناء ذلك البلد، ولقد يسر لي الله الكريم أن أتعرف إلى رجل وامرأته، ليسا كبيرين في السن(في العقد الخامس)؛ عرضا علي أن أجلس معهم؛ لأن الإجارات تقارب نصف مرتبي، الآن لي معهم ما يقارب الشهرين؛ مما يجعلني أراهما أمامي في كل مكان.
أرهقت نفسياً، وأخاف على نفسي أن أقع في الزنا؛ فكل شيء هنا له ثمن إلا النساء، فهن يعرضن أنفسهن عليك بلا ثمن، اتجهت إلى الصلاة، وكثرة الاستغفار، لكن ذلك من الأمور غير الميسرة حالياً؛ لأني أمارس العادة القذرة تقريبا يومياً، وفي إحدى المرات رأتني السيدة، ولم تندهش، وقالت لي: "يمكنك أن تمارس ذالك معي"، وزوجها يعرف ذلك، ولكن هذا شيء عادي، بل على العكس: يمكن أن يطلب ذلك مني.
وأنا في حيرة من أمري، أتعلمون أن عمري 28 عاماً الآن، أرجو فهم ما أنا فيه، وأرجو الرد سريعاً!
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد المحترم حفظه الله!(109/107)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية! فأهلا وسهلا ومرحبا بك! وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع! ونعتذر شديد الاعتذار عن تأخر الرد؛ نظرا لظروف السفر والمرض! ونعدك أن نكون أسرع في المرات القادمة إن شاء الله!
ونسأله - جل وعلا - أن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن! وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن! وأن يعينك على غض بصرك، وتحصين فرجك! وأن يوسع رزقاك!.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فبداية أقول لك كان الله في عونك! وأعانك على الثبات على دينه! وجنبك الحرام بجميع صوره! وبلا شك فإن الإقامة في مثل هذا الجو الموبوء تكاد أن تكون نوعا من العقوبة، حيث يعيش الإنسان وسط هذا الحيوانية الدنيئة، بعيدا عن الله، وعن بيوته، محروما من النصح والتذكير، والتزكية، والصديق الصدوق، وحنان الوالدين، والأهل والأحبة، حقا إنها الجحيم بعينه! وجهنم ذاتها! اذ كيف يكون الإنسان بلا دين، ولا قيم، ولا غيرة، ولا مروءة، ولا رجولة، ولا شيء!؟ مالذي سنحصل عليه مقابل ذلك كله!؟ دراهم معدودة لا تسمن، ولا تغني من جوع!
إنها تضحية - أخي محمد - بلا مقابل! ومهما كانت ظروف الحياة في بلدك، فهي أفضل بكثير مما أنت فيه، وأتصور أنك بعت الغالي بالرخيص، وأن مسلسل الخسارة لن يتوقف بالنسبة لك، فيوما بعد يوم سوف تخسر، وتخسر، حتى تصبح بغير دين، ولا غيره، ولا شيء! وتخرج من الدنيا بأوزار كالجبال، وأعمال أوهى من خيوط العنكبوت؛ لذا أنصحك بالإسراع باتخاذ قرار العودة في أقرب فرصة! ولتعش مع أهلك كما يعيشون؛ فذلك أفضل مما أنت فيه بملايين المرات، خاصة وأن العلماء نصوا على عدم جواز السفر إلى بلاد الكفر، إلا لضرورة طبية، أو شرعية، أو علمية.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((أنا بريء ممن أقام بين ظهراني المشركين، وخالطت ناره نارهم ))، أو كما قال؛ لذا أنصحك - أخي محمد - باتخاذ قرار العودة فورا! واعلم أخي أن الدين أهم من المال، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، وأجلها، وأن رزقك لم ولن يزيد ببقائك في هذه البلاد المنحلة، ولن يقل بوجودك في بلادك الأصلية؛ لأن الطاعات هي التي تزيد في الرزق وتبارك فيه! أما المعاصي، فتمحق البركة من كل شيء.
وبالله التوفيق!
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أبتعد عنها وأتركها لرغبة أهلها ... 16592 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود منكم إفادتي في هذه المشكلة، وأرجو عدم الإهمال.(109/108)
أنا شاب مؤمن، -وأحمد الله على هذه النعمة العظيمة، نعمة الايمان- وأعرف الله حقا، وأصلي، وأقرأ بعضا من القرآن، وجميع الناس يحبونني، وأحب الخير للجميع، ولا أكره أحدا؛ ولكن مشكلتي الوحيدة، وذنبي الوحيد -والله أعلم- أني أحببت فتاةً زميلةً لي في العمل حباً شديداً؛ إلى أن أصبحَتْ أعز وأغلى إنسان عندي، وهي أيضا كانت فتاة متدينة جدا، حتى ما كادت تفارق المصحف، ولا ذكر الله، وكان هذا أجمل شيء جذبني إليها، ألا وهو حبها لله، واحترامها لنفسها؛ فقررت أن أتقرب منها، وأخطبها، وأوصيت صديقة لي -ولها أيضا- في العمل بالتقريب بيننا، وتمت مقابلة بيني وبينها، وتحدثت معها عن ظروفي المادية الحالية، وأنني -بعون الله- سوف أفعل كذا وكذا إلى أن يشاء الله تعالى وأتقدم إليها، وقلت لها: "إذا رغبتِِ في ذلك، فلا مانع، وإن لم يعجبك كلامي، فلك ما تشائين"، فقالت لي: "أنا معك، وأوافقك، وأنا بجوارك بإذن الله".
وبعد ذلك مرت الأيام، وصرت أكلمها عبر الهاتف، و كلما مضت الأيام، ازداد حبها في قلبي، وهي أيضا أحبتني حبا شديدا؛ حتى ما كنا نستطيع أن نفترق، ولو لساعة.
ومرت الأيام، وكنت أتحدث معها في كل شيء؛ فانفتحت بيننا كل الحواجز، وزالت كل الموانع؛ حتى كنا في بعض الأوقات نتحدث في أشياء محرمة، واستمر حبنا هذا مدةً ليست بطويلة، فلقد ظل ما يقرب من ثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر فقط.
وفجأة! أصبحتُ فوجدتها ضاعت مني؛ فأهلها أكرهوها على تزويجها من شاب لا تحبه ولا تقبله، وفعَلَتْ كل شيء معهم؛ لكي لا تتزوجه، ولكن أهلها أشد منها، واستسلمت الفتاة لأهلها، وأنتم تعلمون -والله أعلم- أن من شروط الزواج الصحيح: الإيجاب والقبول، فهىلم تقبله، فسؤالي هو: إن تزوجته لكي ترضي أهلها ولا تخسرهم، هل يكون زواجا باطلا، وثانيا- أني بعد أن خُطبتْ لهذا الشاب، مازلت أكلمها، بل زاد تمسكي بها وحبي لها أكثر من قبل؛ لأنني لا أستطيع أن أتصور أن تكون لغيري، وهي كذلك تتحدث معي، ولا تستطيع أن تبعد عني، ولكني أسأل نفسي كل يوم: هل هذا الذي أفعله حرام؟ ولكن لا أستطيع أن أبتعد عنها، ولا هي كذلك، ولا أستطيع أن أتركها في تلك الظروف، وأنا أشاهدها كل يوم تموت أمامي؛ بما يحدث بينها وبين أهلها.
فأرجو منكم أن تفيدوني في مشكلتي هذه، فأنا أريد أن أعلم عدة أشياء:
1-كنت أود أن تكون لي زوجة؛ حتى أكفر عما كان بيني وبينها، وما كان بيننا إلاكلامي معها عبر الهاتف.
2- زاوجها بالإكراه، هل هو حلال أم حرام، وهي لا تريد هذا الشخص أبدا.
3- هل أبتعد عنها وأتركها لرغبة أهلها فيما يريدون، وأمنع نفسي عنها؟ وكيف أقف بجوارها، وأساعدها فيما هي فيه؟ ولقد فكرت بأن أتزوجها من وراء أهلها، فهل أفعل هذا أم لا؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.(109/109)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياك السداد والرشاد، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
فإن المؤمن يعلم أن كل شيء بقضاءٍ وقدر، والسعيد من رُزق الرضى بقضاء الله وقدره، وامتلأ قلبه بحب الله، واشتغل بطاعته، فإن القلب إذا خلا من الإيمان والحب لله تاه في أودية الغواية والشقاء.
ولا شك أن التوسع في العلاقات العاطفية مع زميلة العمل أمرٌ لا يقبله هذا الدين، ولا تُقره هذه الشريعة التي تُباعد بين أنفاس الرجال والنساء، فقد يتعلق الإنسان بشيءٍ لا يدركه فيهلك نفسه، وهكذا كل معصية لله لها آثارها الخطيرة وثمارها المرة، التي منها حرمان التوفيق، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته.
وإذا رغب الإنسان في الارتباط بفتاة، فالصواب أن يأتي البيوت من أبوابها، فيطلب يد الفتاة من أهلها، فإنه لا نكاح إلا بولي -وهذا الأمر لم يحدث- وترتب على هذا الخطأ مجيء رجل آخر للارتباط بتلك الفتاة، ورغم أن الفتاة كما ذكرت غير راضية، إلا أن هذا الرجل جاء من المدخل الصحيح، فطلب يد الفتاة من أوليائها.
ولا يجوز لأحد أن يُكره البنت على رجلٍ لا تريده، ولكن الفتاة أيضاً لا تسعد مع زوجٍ لا يرضاه أهلها، وربما كانت هذه الفتاة مجاملةً لك، وعلينا أن نعلم أن البيوت لا تبنى على الحب وحده، ولكن هناك أشياء لا بد من مراعاتها من قيمٍ دينية وعادات صحيحة، فإذا كنت أنت السابق إلى قلب هذه الفتاة فإن ذلك الرجل هو السابق إلى تأسيس علاقة شرعية معلنة ورسمية، تُلغي ما سواها من علاقات عاطفية خارجة عن ضوابط هذا الدين.
وعليه فالمطلوب منك هو الخروج من حياة هذه الفتاة، واعلم أن النساء غيرها كثير، ونوصيك بتقوى الله وطاعته، وإذا تماديت في الاتصال بهذه المرأة فإنه يُخشى عليك أن تُبتلى وتعاقب بالمثل، فيسلط الله عليك من يهاتف أهلك ويفسدهم من وراء ظهرك، فالجزاء بالمثل وكما تدين تدان، ولا يجوز للإنسان أن يخبب زوجة رجل آخر مهما كانت المبررات.
فاترك العواطف جانباً، وحكّم عقلك ودينك، وردد في يقين قدر الله وما شاء فعل، فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان، واجتهد في نسيان الماضي، وافتح صفحة جديدة، واحرص على الالتزام بآداب الإسلام وأحكامه، وتجنب المخالفات الشرعية، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذاب أليم}.
والإنسان يكفّر عن ذنوبه بالتوبة والاستغفار، واستتر بستر الله عليك، واجتهد في عمل الحسنات الماحية للذنوب {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
وما حدث من أهل الفتاة لا يرضاه الإسلام، ولكن ليس الحل في تدخلك وتحريضك للفتاة على عصيان أوامر أبويها، ومخالفة رغبات الأسرة، ولتعلم هذه الفتاة أن حرصها على البر بوالديها أمرٌ تثاب عليه، خاصة إذا لم تكن في ذلك الرجل عيوب شرعية وعاهات خلقية .(109/110)
وإذا كانت لا تريد هذا الرجل ولم تجد في أسرتها من يؤيدها وينصرها، فيمكنها أن تلجأ للمؤسسات القضائية الشرعية للحفاظ على حقها، ويمكنها أن تطلب الفراق من زوجها أو تفتدي منه.
ولعل أفضل مساعدة تقدمها لهذه الفتاة هي الابتعاد عن طريقها، والدعاء لها بظهر الغيب بأن يوفقها الله للخير.
أما فكرة الزواج بها من وراء أهلها فتلك -والعياذ بالله - خطيئةٌ كبرى وجريمةٌ عظمى، وقد تدفع هذه الفتاة حياتها ثمناً لمثل هذا العمل، وسوف تجدون أنفسكم أمام مشاكل وأزمات لا أول لها ولا آخر، وهل يمكنك أن ترضى مثل هذا العمل مع أختك أو عمتك؟
فاتق الله واترك هذه المرأة، ولا تعمل على خراب بيتها وإفساد قلبها، وأنت ولله الحمد لله ممن يؤمن بالله ويخاف عقابه، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً فهو حسيبك.
نسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والرشاد.
والله الموفق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... هل آثم على استمراري بمحادثة ذلك الشاب؟ ... 26473 ...
السؤال
أنا فتاةٌ متدينة، لم أسمح لنفسي بإقامة أي علاقة غرامية مع أي شاب ولو بمجرد النظر، من مبدأ ديني أولاً ، وثانياً لأني أريد أن يكون زوجي هو الإنسان الأول في حياتي، أنا لا أدخل الشات ولا أقوم بمحادثة الشباب ، ولكني منذ4 أشهر تعرفت على شخص بالشات، وهو غير متدين ، أردت مساعدته فقط ، ويعلم الله أني فعلت ذلك لوجه الله ، ولكني لم أسمح له برؤية صورتي أو سماع صوتي، تعلقت به كثيراً، عرض علي الزواج ولم أقبل لأنني متدينة وهو لا يصلي ، ولا أعتقد أننا سنتفاهم ، تقدم لي شخص يمتلك كل المواصفات التي أريدها ، والآن أنا مخطوبة له ، وأحبه ، ولكن المشكلة أني لا أستطيع أن أترك الأول، حاولت كثيراً، ودعوت الله لكني لم أستطع.
أحس أنني أرتكب حراماً، مع أني لم أسمح له بقول أي عبارات غرامية، فكل ما في الأمر أنني أطمئن على أخباره وأنصحه، وهو كذلك، وبالطبع لا أستطيع إخبار خطيبي بذلك لأنه لن يستوعب شكل العلاقة، فأنا متعلقة به كثيراً، لا أعلم لماذا!!! وسؤالي : هل آثم على استمراري بمحادثة ذلك الشاب؟ وماذا أفعل؟ لأن حالتي النفسية سيئة ، فأنا أشعر بأن الله أكرمني بخطيبي ، ولا أريد أن أفعل شيء يغضب الله .
أرجو المساعدة، وجزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي الكريمة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،(109/111)
نسأل الله أن يرزقك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته .
فأرجو أن تتوقفي عن محادثة ذلك الشاب في أسرع وقت، واجعلي هذا الموضوع سراً لا يطلع عليه أحد من الناس، واستغفري لما مضى، واعلمي أن الشات من حبائل الشيطان الذي يأمر بالفحشاء والمنكر ويزين القبيح من العمل، وربما خدع الإنسان فأدخله في المعصية عن طريق بعض أبواب الخير، وأحذرك من إعطاء هذا الشاب أي تفاصيل عن حياتك الخاصة أو عنوانك أو صورتك؛ حتى لا يستخدم هذه المعلومات في إلحاق الضرر بك، وقد يهددك بالفضيحة، وعِرض الفتاة كالثوب الأبيض لا يحتمل الدنس والأوساخ، وكما قيل (إن البياض قليل الحمل للدنس).
والصواب أن تحافظي على أدبك والتزامك، وقد أعجبتني رغبتك في أن يكون زوجك هو الإنسان الأول في حياتك، وهذا وصف كمال في المرأة، وبه وصفت نساء أهل الجنة، فقال تعالى: ((قاصرات الطرف)) أي تقصر بصرها على زوجها ، فهو الأول والأخير في حياتها، واعلمي أن كل علاقة خارج الإطار الشرعي تكون مصدر شؤم وشكوك في المستقبل ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)).
أما شدة التعلق بذلك الشاب فالسبب في ذلك هو وجود الشيطان وحرصه على استمرار هذه العلاقات المشبوهة، والشيطان يأخذ الإنسان إلى التهلكة خطوةً خطوة، ولذلك كان التعبير القرآني: ((ولا تتبعوا خطوات الشيطان)) وهذا العدو حريصٌ على تزيين القبائح من الأعمال، قال تعالى: ((وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم)) فانتبهي يا فتاة الإسلام، ولا تخبري الزوج مستقبلاً حتى لو طلب منك الحديث عن الماضي؛ حتى لا يفقد الثقة فيك، ولستِ ملزمة من الناحية الشرعية بنصح الشباب والسؤال عن أحوالهم، ففي الدعاة من الرجال كفاية، وحاجة الطالبات والزميلات إلى النصح والتوجيه أكثر، فاجتهدي في الدعوة إلى الله، وكرري اللجوء إلى الله، وابتعدي عن (مواقع الشيطان نت) كما يسميه بعضهم، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن وذكر الرحمن، وحتى ينصرف الشيطان وتسعدي بالطمأنينة التي لا توجد إلا في رحاب الذكر والطاعة ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)).
واعلمي أنه لا خير في رجل لا يصلي، ولا تنخدعي بعباراته، فكم خدع السفهاء من النساء (والغواني يغرهن الثناء) وهؤلاء الشباب ممثلين بارعين، فإذا وجدوا فتاة متدينة تأدبوا معها حتى يصلوا إلى غايتهم الخبيثة، وإن صادفوا سفيهة ركبوا معها موجة الفسق والفساد، واحمدي الله على الخطيب الذي طرق بابكم وطلب يدك من أهلك، فاصرفي قلبك للخير والحلال، وتجنبي مواقع التهم والفساد، وشكر نعم الله إنما يكون بطاعته وحسن عبادته.
أسأل الله لك السداد والرشاد، والله الموفق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... بعض الاستفسارات عن الاسترخاء والتخيل ... 16380 ...
السؤال(109/112)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ د. محمد عبد العليم
الأخت الكريمة/ أ. إيمان الشيباني.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على ما تبذلونه في خدمة الإسلام والمسلمين، وأرجو الله أن يجعل هذه الأعمال في موازين حسناتكم، اللهم آمين.
لقد أرسلت استشارة برقم (225836)، وتفضلتم بالإجابة عليها مشكورين, ولكن لدى قراءتي لبعض الاستشارات خطر ببالي بعض الأسئلة, وأرجو أن تتكرموا بالإجابة عليها:
1- أرجو أن تدلوني على بعض تمارين الاسترخاء، وما هو تأثيرها؟ وما الذي يحدث للدماغ عندما تمارس؟
2- ما هو موضوع اليد اليمنى (قبضها وبسطها بسرعة)؟ وبم تفيد؟ وكيف تؤثر؟
3- بالنسبة للتخيل فهل يحس الشخص بتغيرات ما في البداية؟ فأنا لم أحس بشيء, وأخشى أن أكون أمارسه بشكل خاطئ.
4- ما هو تأثير العادة السرية (أسأل الله-تعالى- أن يخلصنا منها) على الرهاب؟
أعتذر للإطالة ولكنها أسئلة تشغل بالي.
وشكراً جزيلاً مجدداً, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نشكرك على رسالتك وثقتك في الشبكة الإسلامية.
استفسارك الأول:
لقد وجد أن ممارسة تمارين الاسترخاء تؤثر على الأطراف العصبية التي تقوم بشد العضلات، وأصل هذا التأثير يتأثر من إفراز بعض المواد الكيميائية الموجودة في الفص الأمامي والفص الصدغي بالمخ؛ فإذن التأثير هو تأثير بايولوجي البتة.
استفسارك الثاني:
هذا يقوم على نظرية نفسية سلوكية قائمة على التعلم وفيها يحدث ما يعرف بفك الارتباط الشرطي حيث أن القيام بفصل جديد يؤدي إلى رد فعل مخالف.
استفسارك الثالث:
هذا النوع من العلاجات يعتمد على القوة الإيجابية التي يضع فيها الشخص نفسه، فبعض الناس لديهم قدرة التأثير الإيجابي على ذاتهم ومن الظاهر أنك لست منهم.
استفسارك الأخير:
العادة السرية منقصة للدين ومفسدة للجسد والنفس، ولا شك أن الرهاب في أصله ربما يتعلق بقلة في الكفاءة النفسية والعادة السرية تقلل أيضاً من هذه الكفاءة النفسية وعليه سوف تكون العادة السرية فعاليةٍ مزدوجة لازدياد الرهاب.
والله الموفق.(109/113)
المجيب د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... لقد ضاقت حياتي مع زوجي وأفكر بالانفصال ... 16362
السؤال
أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات وأقيم مع زوجي في سويسرا، مشكلتي هي أنني لم أجد في زوجي المواصفات التي أبحث عنها ، وهذا سبب لي فقدان الاحترام له ، وبالتالي استحالة العيش معه، فهو رغم تدينه لا يتوانى عن دخول المواقع المحرمة والحديث مع الغانيات، وقد نصحته أكثر من مرة، وكل مرة يعود إلى هذه الممارسات، إضافةً إلى سوء خلقه مع الناس وبطالته وضعف ممارسته الجنسية، مما حال دون إنجابنا إلى يومنا هذا، لقد ضاقت حياتي معه ، وأحس أنني لم أوفق في هذا الزواج، رغم أنها كانت عن حب ، وبعد طول فراق، ولكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة، وأفكر في طلب الطلاق، لكنني مترددة نظراً لإقامتي بعيداً عن أهلي ، وخوفي من الضياع وسط زحام الغربة، فهل من نصيحة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ safia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يُصلح لك زوجك، وأن يرزقك الصبر والثبات، وأن يوفقك لاتخاذ أنسب القرارات.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أنه قلما نجد إنسانا خالياً من العيوب، وتلك طبيعة البشر، فلا توجد امرأة بلا عيوب، ولا يوجد رجل كذلك بلا عيوب، وعلينا جميعاً أن نقبل بعضنا بعضا على ما نحن عليه، ما دامت الأمور لم تصل إلى حد الكراهية والنفور، وأن نجتهد معاً في تغيير أنفسنا، ومساعدة الطرف الآخر كذلك على تغيير نفسه، وهذا هو أسلم الحلول وأكثرها مناسبةً لواقع التغير، فلا بد من مراعاة ذلك مع كل من نتعامل معهم؛ لأنه يصعب أن يغير الناس سلوكهم وعاداتهم لإرضاء غيرهم، بل هم أيضاً يرغبون في أن يوافقهم الناس فيما هم عليه، ولذلك أقول لك إذا كانت هذه التصرفات الواردة برسالتك يستحيل تغيرها فأرى أن تفكري في الانفصال، عسى الله أن يرزقك زوجاً صالحاً مناسباً يعوضك عما فقدتيه طيلة هذه الفترة، وإن كنت أنا شخصياً أعتقد أنه لا يوجد شيء مستحيل في تغيير أنماط السلوك إذا صدقت النوايا، وأرى أن تحاولي مرات ومرات، ولا تتخذي قرار الانفصال إلا إذا وصلتِ إلى طريق مسدود، وأكثري من الدعاء بالهداية والصلاح.
وأما موضوع الضعف الجنسي ، فهذا أمرٌ يسهل علاجه، فإذا كان ذلك غير ممكن فلا تضيعي وقتك، وعليك بالتفكير بالعودة إلى بلدك الأصلي حرصاً على دينك وعقيدتك، حيث لا تجوز الإقامة في بلاد الكفر دون ضرورة شرعية، وأسأل الله أن(109/114)
يرزقك زوجاً آخر يعينك على أمر دينك ودنياك، وعليك بالإكثار من الدعاء والإلحاح على الله، وعلى قدر نيتك وإخلاصك سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والثبات على الحق.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية
السؤال
كيف أتخلص من إدمان المواقع الإباحية؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً، ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقسم لك من خشيته ما يحول به بينك وبين معاصيه!
وكم نحن سعداء -حقاً- باتصالك بنا، وطلبك المساعدة في التخلص من تلك المعاصي، وهذا إن دل، فإنما يدل على أنك على خيرٍ عظيمٍ، وحبٍ لله ورسوله، وحرصٍ على طاعته، وعدم مخالفة أمره، وهذا كله مما يشجع ويشعر بعدم اليأس من العلاج إن شاء الله.
واعلم -ولدي المبارك سعيد- أن الإنسان أعطاه الله قدرةً على تنفيذ أي شيء، وعلى إلغاء أي شيء من الأمور التي جرت بها قدرة الله ، وهذا بطبيعة الحال بعد مشيئته سبحانه وتعالى ، وأنت الذي دخلت هذه المواقع برغبتك وإرادتك، ولا أتصور أن أحداً أجبرك على ذلك، وفي نفس الوقت أنت الوحيد القادر على التخلص منها، وعدم الدخول عليها، وأنا واثق من قدرتك على ذلك؛ لأنك لست أقل من غيرك أبداً، فهناك العشرات، بل والمئات من الشباب أمثالك عاشوا سنواتٍ مع هذا الشيطان، ثم تركوه حياءً من الله، وتوبةً صادقةً، وأنت لست أقل منهم -ولدي الحبيب سعيد-.
ثم أمَا فكرت يوماً من احتمال أن يزورك ملك الموت، وأنت على هذه الحالة، فتموت على معصية الله، ويختم لك بسوء خاتمةٍ، وتأتي يوم القيامة كذلك أمام الناس جميعاً، أما فكرت في معصيتك لله، وهو مطلع عليك، وأنت لم تستح منه، مع علمك برؤيته لك وقدرته على عقابك! ولو سألتك سؤالاً: هل هذه الأوقات التي تضعيها في هذه المواقع، ستأتي في ميزان حسناتك وربحك، أم في ميزان سيئاتك وخسارتك؟ فماذا ستجيب؟ قطعاً ستقول في ميزان السيئات والخسارة، فلماذا إذن -يا ولدي- تصر على الخسارة، وأنت بمقدورك أن تربح في هذا الوقت ربحاً عظيماً هائلاً وكثيرا،ً وسأقدم لك وصفةً؛ عسى الله أن يساعدك بها في التخلص من هذه المعاصي:(109/115)
1- أهم شيء اتخاذ القرار، ووجود الرغبة الصادقة، وعدم التردد، فخذ القرار.
2- أخرج هذا الجهاز من غرفتك الخاصة، إن كان موجوداً بها ولا تتردد.
3- لا تستعمل الجهاز ليلاً، أو وأنت وحدك، وإنما احرص على استعماله نهاراً، وفي وجود أي طرفٍ آخر؛ حتى لا تضعف أمام هذه الإغراءات، وهذه مسألة في غاية الأهمية؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) أي التي تمشي وحدها بعيدةً عن القطيع، فكذلك الإنسان يستحوذ عليه الشيطان، ويفترسه، إذا كان وحده؛ فاحرص ألا تفتح الجهاز إلا ومعك أي شخص آخر، أياً كان، حتى ولو كان طفلاً.
4- حدد هدفك من الجهاز قبل فتحه، فإن كان الهدف مشروعاً، فتوكل على الله، وإن لم يكن لديك هدف، فاعلم أنك ستدخل إلى هذه المواقع؛ فلا تفتح الجهاز للتسلية أو اللعب؛ لأن ذلك هو مدخل الشيطان الأول.
5- حدد عدد الساعات التي تريد أن تقضيها أمام الجهاز قبل فتحه، وألزم نفسك بهذا التوقيت مهما كانت الضرورة والأسباب.
6- حاول تقليل ساعات الاستعمال مع الأيام تدريجياً، حتى تتقدم، أو تصبح في أضعف الحدود.
7- أوّل وأهمّ شيءٍ هو الدعاء، فلا تبخل على نفسك بالدعاء، ولأنك المحتاج، والله سبحانه ليس في حاجةٍ إليك.
8- احرص على الصلوات في الجماعة، وحاول قضاء أطول فترةٍ ممكنةٍ خارج المنزل، أو بعيداً عن الجهاز.
9- أشغل نفسك بأي شيء نافع ومفيد، ولو كان رياضةً من الرياضات، أو قراءةً حرةً، أو حفظ بضع آياتٍ من القرآن، أو الاطلاع على بعض كتب أهل العلم، أو كتابة بعض الخواطر أو المذكرات اليومية.
10- اشترك في أي نشاط جماعيٍ هادفٍ حولكم، حيث ستُفيد وتستفيد، وبذلك أعتقد أنك ستُوفق في التخلص من ذلك عاجلاً إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والتوبة النصوح والهداية والصراط المستقيم!.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... إذا أقلعت عن العادة السرية هل ستزول آثارها ... 226026
السؤال
هل الذي يقلع عن فعل العادة السرية تزول عنه آثارها السلبية، علماً بأنني كنت مدمناً لها 13سنة تقريباً؟ مارستها تارة بوحشية وأخرى بمشاهدة أفلام الفاحشة ( وأستغفر الله ) طوال هذه السنين, في البداية كانت مجرد اكتشاف، وكنت جاهلاً تماماً بالسائل المنوي الذي يخرج من قضيبي عندما أفعلها، كنت خائفاً كثيراً في الشهور الأولى حتى سمعت من أحد أصدقائي أن هذا السائل هو المني وهو من علامات البلوغ، عندئذ فرحت كثيراً وأصبحت أمارس الاستمناء بكثرة ولكن كان ضميري يؤنبني, حتى أصبحت مدمناً بها إلى أن تدهورت حالتي النفسية والدراسية, بعد ذلك بحثت في الكتب الدينية والصحية ووجدت أنها محرمة شرعاً وغير صحية, وعزمت عدة(109/116)
مرات من أجل الإقلاع عنها ولكن دون جدوى، فوضعت في يميني مرضاة الله والحفاظ على صحتي وفي يساري الشيطان والعياذ بالله، فقررت مرضاة الله، وإلى الآن لم أمارسها -والحمد لله- منذ 3 أشهر، والآن أود أن أتزوج ولكن خلفت العادة السرية آثاراً كثيرة من ضعف في الذاكرة ، وحساسية قضيبي ، حيث أجد كل صباح المذي في اللباس الداخلي ، ودائماً تخرج ريح كريهة من الشرج ، حتى أصبحت أشمئز من نفسي، وكذلك أفقد التركيز النسبي عندما أرى أي بنت وأطمع أن تكون زوجتي فيخفق قلبي كثيراً وتتدهور حالتي النفسية.
فهل حالتي هذه ممكن أن أتغلب عليها مستقبلاً وأصبح إنساناً عادياً؟ وهل الإسراع في الزواج يشفي من هذه الآثار؟ وهل أنا مريض وعلي العلاج عند طبيب مختص؟
أرجو منكم أن تهتموا بهذه المشكلة، وتنصحوني بالدواء الشافي جزاكم الله خيراً .
أسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين .
وعذراً على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن تولد هذه القناعة هي أول خطوة في طريق العلاج ، وستكون باقي الخطوات سهلة ميسرة إن شاء الله متى ما صدقت النية وتوفر الجهاد والصبر من أجل الانتصار في هذه المعركة الشرسة، نعم هي معركة شرسة ولا يُتوقع أنها مجرد عادة سيئة انغمس فيها الممارس للتسلية ومتى ما أراد الفكاك منها والإقلاع عنها تحقق له ذلك بمنتهى السهولة.
أخي الكريم: كل الأمور التي ذكرتها يمكن التغلب عليها بإذن الله، وستعود لك صحتك كما كانت إن شاء الله ، وما عليك إلا إجراء تحليل للبول لمعرفة ما إذا كانت هناك التهابات، وهي التي تسبب الإفرازات مع الرائحة الكريهة ، والعلاج بسيط ويكون بالمضادات الحيوية، ومع الزواج ستزول كل هذه الآثار تدريجياً.
عليك زيارة الطبيب لزيادة الاطمئنان، وبالله التوفيق.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أكّفر عن خطيئتي ؟ ... 225784 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله .
مشكلتي تتلخص في أنني مع بداية سن المراهقة لم أجد أحداً يوجه سلوكي في هذه الفترة من حياتي التوجيه السليم، عرفت العادة السرية دون أن أتعلمها من أحد، وكنت أمارسها بشراهة دون أن أجد من ينصحني ، وفي هذه الفترة حدث أمر يؤرقني ويحدث لي الإحباط كلما أردت التوبة فأعود إلى المعاصي بسرعة، بدأ هذا الأمر عندما سمعت أبي يتحدث مع أمي عن جارة لنا لا ترتدي ملابس مناسبة عندما تخرج للبلكون كي تقوم بتنشير الغسيل، بل ورأيت أبي أكثر من مرة ينظر من خلف الشباك(109/117)
ليراها بهذه الحال، كما أن أناس كثيرون في شارعنا كانوا يتحدثون عن هذه المرأة وعن حالها الغريب، المهم أنني بعد أن رأيت أبي وهو يتابعها وأنا في بداية المراهقة قررت أن أنظر إليها من خلف الشباك، وفعلاً قمت بهذا، وفعلاً كان صحيحا ما قيل عنها، وبسرعة تحول الأمر إلى داء تمكن مني، وبعدها لم يقتصر الأمر على هذه المرأة، بل كان هناك نساء من الجيران حولنا يخرجن بملابس غير مناسبة تكشف الذراع والرقبة وربما غير ذلك، وبعضهن كن يغنين بصوت مرتفع أثناء التنشير، بعدها بقليل بدأت تلك النساء تلاحظني أثناء تطلعي لهن من خلف الشباك، وبسرعة افتضح أمري وأصبحت معروف في المنطقة بما أفعل، وأصبح أناس كثيرون يعرفون أمري غير أن أحد لم يحدثني أو يحدث أبي في هذا الأمر، لكنهم كانوا يكتفون بأن ينظروا إلي باحتقار أو يبصقوا على الأرض عندما يروني، وحالياً تركنا منزلنا وسكنا في مكانٍ جديد، ولكن كل ما يتعبني أني عندما أريد التوبة أتذكر أني آذيت النساء اللاتي كن جيراننا في الماضي ولا أعلم كيف أستسمحهن، كما أن موقفي سيكون حرجاً للغاية إذا ذهبت لمنازلهم لأعتذر لهن، وقد علمت أنه إذا أردت التوبة فلا بد من رد المظالم إلى أهلها ، فماذا أفعل كي أكفر عن خطيئتي ويقبل الله توبتي؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن ا المبارك/ محمود علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك من عباده وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك في موضوع العادة السرية وكيفية التخلص منها، فأنصحك بالرجوع إلى الاستشارات السابقة، والاستفادة من الإجابات الواردة، وهي كثيرة، وستساعدك إن شاء الله؛ إلا أنني أحب أن ألفت نظرك لأمرٍ هام جداً، وهو أن الأمر يتوقف على قرارك أنت شخصياً، ومهما قدمتُ لك من النصائح فلم ولن تستفيد منها إلا إذا قررت فعلاً أن تتخلص من هذه العادة القبيحة، وأنت قادرٌ على ذلك بإذن الله تبارك وتعالى؛ لأن الله هيأك لهذا، وأعطاك القدرة عليه، فأعزم وتوكل على الله، وسوف تتخلص من جميع الذنوب والمعاصي بسهولة ما دمت قد قررت ذلك، وعليك مع ذلك وقبله بالدعاء والإلحاح على الله أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك، وأن يثبتك على تلك التوبة.
وأما عن موضوع توبتك من النظر للنساء من جاراتك القدامى، فاحمدِ الله حمداً كثيراً ومن أعماق قلبك أن منّ عليك بتغيير البيئة ومكان السكن، وهذه يا ولدي من رحمة الله بك، وكل الذي عليك الآن أن تتوقف عن هذه العادة السيئة المحرمة، وأن تأخذ القرار الجريء على ذلك، وهذا هو أهم شروط التوبة، ثم تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة ، ولا تكشف سرك لأي أحد، واجعل الأمر بينك وبين الله، وإن صدقت توبتك سوف يتوب الله عليك ويغفر لك؛ لأنه سبحانه يحب التائبين، فاحرص(109/118)
أن تكون منهم، ولا تذهب إلى هذه الأسر أو إلى غيرهم، واستر على نفسك، وواصل التوبة والاستغفار، واجعل لك ورداً يومياً من القرآن الكريم ، وحافظ على صلاة الجماعة، وحضور مجالس العلم، والتعرف على الشباب الصالح الملتزم المعتدل، وإن شاء الله سوف تكون في أحسن حال.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد أن أتوب إلى الله توبة نصوحا ... 15854 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أنا شابٌ أبلغ من العمر 23 عاماً, وللأسف الشديد فقد ابتليت منذ فترة ليست بالقصيرة بممارسة العادة السرية ( الاستمناء باليد) مع علمي بأنها حرام.
ولعلك تسأل: كيف توقن بأن هذا الفعل حرام وسوف يحاسبك الله عليه حساباً عسيراً ثم تقدم على فعله؟
والجواب يا سيدي هو لأنني فشلت في مجاهدة نفسي ومقاومة شهوتي، فقد سلكت في ذلك كل السبل ولم أنجح, فقد صمت عملاً بقول النبي صلي الله عليه و سلم: (....فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) دون فائدة, حتى أنني كنت أصوم معظم أيام الأسبوع في فصل الصيف، ولكن في النهاية تغلبني شهوتي، ولا أستطيع مقاومة نفسي، وأقدم على هذا الفعل.
و لا تظن يا سيدي أن هذه المجاهدة كانت أسبوعاً أو أسبوعين أو شهراً أو شهرين, ولكني على هذه الحال أربع سنوات وربما أكثر .
وعندما حل شهر رمضان كنت قد استقبلت الشهر بأني نويت لله توبةً نصوحاً ، وكنت أدعو الله أن أغتنم هذا الشهر ولكني للأسف الشديد وقعت في نفس المعصية, فشعرت بإحباطٍ شديد، وشعرت أن خير هذا الشهر قد ضاع مني ، وأنه لم ينبني من صيامي إلا الجوع والعطش .
سيدى أكتب إليك بعدما ضاقت بي السبل ولم أجد مخرجاً من هذه المصيبة .
إنني أحاول أن أسلك طريق الالتزام وأجاهد نفسي على طاعة الله ولكن وقوعي في هذه المعصية يصيبني بإحباطٍ شديد, إذ أن صلاتي لا تنهاني عن الفحشاء ، فليس لي منها إلا الطلوع والنزول.
إنني يا سيدي أعلم تماماً شؤم المعصية ومضارها ، ولكن كما قلت أفشل في مقاومة نفسي .
نسيت أن أقول لك أنني طبعاً لا أستطيع الباءة ( الزواج ) حيث أنني حديث التخرج من الجامعة ولم أحصل بعد على فرصة عمل.
إنني أريد أن أتوب إلى الله توبةً نصوح ، ولقد دعوت وتضرعت إلى الله أن يرزقنيها ، ولكني ما زلت على حالي , إنني أتألم ولا أعرف إلى متى سأظل هكذا, فالموت يأتي بغتة ، وإني أخشى على نفسي.
أرجو ألا تبخلوا علي بنصحكم وتوجيهكم.(109/119)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم / Amkm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك عليها، وأن يبدلك من بعد معصيتك طاعةً ورضواناً، ومن بعد قنوطك ويأسك أملاً وانفراجاً، ورجاءً وثباتاً وطهارةً وعفافاً وقربى من الله تعالى.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأحب أن أبشرك بأن حرصك على التوبة ومحاولتك التخلص من هذه المعصية، وتألمك لاستمرارها، كلها علامات خير ومبشرة بقرب التخلص منها إن شاء الله تعالى، وهذه من علامات الإيمان أن ترى صاحب المعصية يتململ كالمريض ولا يهنأ له بال ولا يقر له قرار إلا بالإقلاع عن المعصية والتخلص منها، وما دامت عندك النية الصادقة والرغبة الأكيدة فتأكد من أنك، وعما قريب سوف تتخلص منها بإذن الله تعالى.
المهم أن تواصل كل أعمال البر التي تمارسها من صلاةٍ وصيام ودعاء، واعلم أن هذه العبادات لولاها لكنت الآن في معاصٍ أعظم وأكبر وأخطر، فواصل يا ولدي أعمال البر ولا تتوقف، وزد منها على قدر استطاعتك، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعافيك، وأن يغفر لك ويقر عينك بقبول توبتك، وأكثر كذلك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحاول ألا تمكث وحدك كثيراً، ولا تطل الجلوس بدورة المياه، واجعل باب غرفتك مفتوحاً إن أمكن، ولا تدخل إلى سريرك إلا عند غلبة النوم، وأكثر من الذكر والاستغفار حتى تنام، وأشغل نفس بالنهار في أعمال مفيدة حتى ولو كانت مجهده عضلياً، فذلك أفضل، وإلا فمارس بعض الرياضات التي تستهلك مزيداً من طاقتك البدنية، ويمكنك أن تضع عند فراشك مسجل به بعض الأشرطة المفيدة، وعليك بالحرص على حضور بعض الفعاليات الدينية من محاضرات وندوات، وحفظ للقرآن الكريم ولو بمعدل عدة آيات يومياً، ويمكنك أن تضع لنفسك برنامجاً للحفظ اليومي، وابحث عن صحبة صالحة تقضي معها أوقات فراغك ، وصلاة الجماعة لا تفوتك.
وإن شاء الله سوف يمن الله عليك بقبول توبتك، فاستعن بالله ولا تعجز، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... شهوات النساء تلاحقني ... 225565
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أصلي كل الفروض وبدأت المحافظة على الصلاة في المسجد، وأذكر الله، ولكن شهوات النساء تلاحقني ، فما يمر يوم إلا وأفكر في هذا ولم أجد حلاً.
انتظر النصيحة بفارغ الصبر.(109/120)
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي محمد حفظك الله ورعاك: اعلم أن الدوافع والغرائز فطرية في الإنسان، والإسلام والحمد لله يعترف بها ويحترمها ولا يحاول كبتها وتدميرها، بل أنه يعمل على تنمية الضوابط الفطرية ويربطها بالإيمان بالله حتى يجعل انطلاق الدوافع الفطرية نظيفاً بما ينبغي للإنسان الذي كرمه الله تعالى.
وأنت أخي محمد الآن في مرحلة المراهقة، وهي ما بين 12 سنة و20 سنة، وهنا أنت مكلف بأن تتسامى عن هذا الميول، وتوجه رغباتك في إطار المبادئ الإسلامية، وهذا الأمر يحتاج إلى الخطوات التالية للتخلص من هذه الظاهرة :
1- علاجٌ من عندك أولاً؛ بحيث تكون لديك إرادة قوية في التغلب على هذه الغرائز وتضبطها حتى وإن لم تفكر في الأمور الجنسية.
2- تهذيب نفسك وتسليحها بالإيمان القوي والعقيدة السليمة وهي زاد المؤمن.
3- أحياناً يكون الفراغ هو الذي يولد الأفكار فأشغل نفسك بما هو مفيد لك.
4- اجعل لنفسك برنامجاً ومنهاجاً فردياً توزعه على فترات طيلة الأسبوع، يكون فيه: المطالعة للكتب النافعة والهادفة ، أو سماع محاضرة قيمة، أو فسحة وذلك من أجل تغيير البيئة.
5- عليك بالصحبة الصالحة التي تذكرك بالله وتعينك على الحق وعلى الطاعة، ولا تبقى لوحدك، فاختر الشباب الطيبين؛ لأن الذئب يأكل من الشاة القاصية المنعزلة.
6- اجعل من نفسك شخصاً إيجابياً وابتعد عن التفكير الذي يقودك إلى المعصية.
7- ابتعد عن مشاهدة الأفلام الهابطة والتي تعيقك عن ذكر الله تعالى وتقسي قلبك؛ لأنك مهما أديت الصلوات ولم تنهك عن الفحشاء والمنكر فلا فائدة.
7- اجعل لسانك دائماً رطباً بذكر الله تعالى، واطلب العون والسداد والتوفيق من الله تعالى بأن يثبتك على الدين ويبعد عنك وساوس شياطين الإنس والجن، وبالله التوفيق.
المجيب د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أتوب ولكن !! ... 15551 ...
السؤال
أنا فتاة، عمري 24 عاماً، تعرفت على شاب عن طريق النت، وطلب مني الزواج وهو من بلدٍ عربيٍ بعيد، ولقد أخبرت أخي عنه فقال لي أن أستشيركم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(109/121)
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته تعالى ، وتؤسسين معه أُسرة مسلمة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن مما لا شك فيه أن الإنترنت قد وسع مجالات التعاون بين الناس، وساهم في نشوء علاقات كثيرة بينهم، ووفر كمّاً هائلاً من المعلومات المفيدة وغيره المفيدة لمن يتعامل معه، ومن هذه العلاقات التي ازدهرت وانتشرت العلاقات الغير مشروعة، خاصة بين فتاةٍ وشاب يتبادلا أطراف الحديث لساعات طوال، دون أن يعرف أحدهما أي شيء عن الآخر إلا ما يوفره هذا الآخر من معلومات، وقطعاً يصعب الحكم على هذه المعلومات بالصدق نظراً لصعوبة أو استحالة التأكد من ذلك، ونظراً للفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب والفتيات، فيجدون في الإنترنت فرصة لقضاء هذا الفراغ في كلام لا ضوابط له ولا رقابة عليه، والغالبية منهم يقوم فقط على قتل الوقت والتسلية، خاصةً أول الأمر ، ثم قد تتطور العلاقة وتتحول إلى قصة حب عنيف غير مشروع، مجهول الهوية، وتصبح الفتاة –خاصة- أسيرة كلام هذا الإنسان الذي لا تعرف عنه إلا ما يوفره هو من معلومات عن نفسه، والتي غالباً ما تكون من نسج خياله هو، ولقد تمت فعلاً عمليات زواج عبر الإنترنت ، إلا أنه مما يؤسف له أن نسبة فشلها بلغت 90% حسب آخر إحصائيات بعض المجلات العربية، وفوق ذلك ما ذهب إليه العلماء من حرمة وعدم جواز هذه العلاقة، وأنها محرمة شرعاً، لذا أنصح الأخت بضرورة الإقلاع والتوقف نهائياً عن هذه العلاقة؛ لأنها أولاً لا تجوز شرعاً، وثانياً أن هذا الشخص ليس في بلدك حتى يمكنك التأكد من صدقه وصحة كلامه، وخيرٌ لك أن يكون لك زوجاً من بلدك تعرفين أصله وفصله ودينه وخلقه وحسبه ونسبه، فاتركي عنك هذا، وسلِ الله أن يرزقك زوجاً صالحاً من بلدك، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الزواج عن طريق الشات ... 15524 ...
السؤال
أنا فتاة، عمري 24 عاماً، تعرفت على شاب عن طريق النت، وطلب مني الزواج وهو من بلدٍ عربيٍ بعيد، ولقد أخبرت أخي عنه فقال لي أن أستشيركم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن(109/122)
عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته تعالى ، وتؤسسين معه أُسرة مسلمة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن مما لا شك فيه أن الإنترنت قد وسع مجالات التعاون بين الناس، وساهم في نشوء علاقات كثيرة بينهم، ووفر كمّاً هائلاً من المعلومات المفيدة وغيره المفيدة لمن يتعامل معه، ومن هذه العلاقات التي ازدهرت وانتشرت العلاقات الغير مشروعة، خاصة بين فتاةٍ وشاب يتبادلا أطراف الحديث لساعات طوال، دون أن يعرف أحدهما أي شيء عن الآخر إلا ما يوفره هذا الآخر من معلومات، وقطعاً يصعب الحكم على هذه المعلومات بالصدق نظراً لصعوبة أو استحالة التأكد من ذلك، ونظراً للفراغ الذي يعاني منه الكثير من الشباب والفتيات، فيجدون في الإنترنت فرصة لقضاء هذا الفراغ في كلام لا ضوابط له ولا رقابة عليه، والغالبية منهم يقوم فقط على قتل الوقت والتسلية، خاصةً أول الأمر ، ثم قد تتطور العلاقة وتتحول إلى قصة حب عنيف غير مشروع، مجهول الهوية، وتصبح الفتاة –خاصة- أسيرة كلام هذا الإنسان الذي لا تعرف عنه إلا ما يوفره هو من معلومات عن نفسه، والتي غالباً ما تكون من نسج خياله هو، ولقد تمت فعلاً عمليات زواج عبر الإنترنت ، إلا أنه مما يؤسف له أن نسبة فشلها بلغت 90% حسب آخر إحصائيات بعض المجلات العربية، وفوق ذلك ما ذهب إليه العلماء من حرمة وعدم جواز هذه العلاقة، وأنها محرمة شرعاً، لذا أنصح الأخت بضرورة الإقلاع والتوقف نهائياً عن هذه العلاقة؛ لأنها أولاً لا تجوز شرعاً، وثانياً أن هذا الشخص ليس في بلدك حتى يمكنك التأكد من صدقه وصحة كلامه، وخيرٌ لك أن يكون لك زوجاً من بلدك تعرفين أصله وفصله ودينه وخلقه وحسبه ونسبه، فاتركي عنك هذا، وسلِ الله أن يرزقك زوجاً صالحاً من بلدك، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الأخوة بين الجنسين ... 15408
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لثقتي برأيكم وقدرتكم على توجيهي إلى الطريق الصحيح سأعرض عليكم ما يشغلني آملة منكم مساعدتي .
في البداية أنا ملتزمة دينياً ، أعيش في وسط بعيد عن التدين سواءً في المنزل أو العمل وأحاول جاهدة الثبات ومساعدة من حولي، لأني أشعر بأن هذا واجبي رغم فترات عدم الثبات التي أشعر بها . المشكلة أني أعمل في شركة وعملي كله على الإنترنت ومعظم وقتي في العمل لا يكون لدي واجبات تذكر فيكون لدي وقت فراغ كبير على النت ومنه بدأت أستعمل الشات أحياناً ، ومن خلال الشات تعرفت على شخص من بلد آخر، وكانت علاقتي به رسمية جداً ، لا نتحدث إلا في المواضيع السياسية والدينية وأستفيد من آراءه السياسية كثيراً ؛ نظراً لأنه يعيش في فلسطين وأنا أعيش في بلد عربي آخر وأحب فلسطين جداً، وأنا أحاول أن أساعده دينياً،(109/123)
وأعتقد أني من خلال نقاشي معه لتشجيعه على التدين أستعيد في أحيان كثيرة إيماني، فكل ما بيننا هو تبادل أفكار وآراء، وأشعر بأني أستفيد من معلوماته وأفكاره نظراً لأنه يكبرني بكثير وهو يخاطبني بصيغة ابنتي.
المشكلة أن الشعور بالذنب بدأ يغزوني وخصوصاً عندما أحاول أن أساعد الفتيات في التقرب إلى الله، فبدأت أشعر بأني لست أهلاً للنصيحة، وأخاف أن أكون أفعل حراماً ، فقررت أن أنهي الشات معه تماماً ، ولكني بعد أن أخبرته بأني لن أحدثه على الشات قال لي بما معناه أني كابنته ولا داعي لقطع الشات، ومع هذا أنا قطعت الحديث معه ولكن بعدها أحسست أني مخطئه في قراري ليس لشيء إلا لأني لا أحمل له أي مشاعر سوى الاحترام وأني بهذا فقدت مصدراً للمعلومات وشخص كان يساعدني في تجاوز بعض العقبات في حياتي دون داعي، فاستشرت صديقة لي فقالت لي: إنه إذا كنت متأكدة أنك لا تحملي له أي مشاعر قلا داعي لقطع الاتصال به نهائياً وإن كان من الجيد أنك قطعت الشات معه ، ويمكنك أن ترسلي له رسالة عبر البريد إذا أردت سؤاله عن شيء أو إخباره بشيء مهم دينياً، وخصوصاً أني كنت قد أخبرتها سابقاً أني شجعته على حفظ سور من القران الكريم وأني أتابع حفظه له.
أنا آسفة لأني أطلت عليكم وشغلتكم بهذا التفصيل ولكني أردت أن أعرف هل أتبع نصيحة صديقتي لأني لا زلت أشعر بالذنب لقطعي الاتصال به نهائياً رغم مساعدته الدائمة لي وعلمي بأني أساعده أيضاً، أم أكمل طريقي ولا أعود للاتصال به نهائياً وأحاول التخلص من شعوري بالذنب؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يستر عليك في الدنيا والآخرة، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بخير الدنيا والآخرة .
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى فعلاً أن الله وفقك للصواب، وأن قرار قطع الاتصال هو عين الحق، وأن التوفيق كان حليفك في هذا القرار، وأحيي فيك قوة الإرادة وعدم الخضوع لهوى النفس، وأسأل الله أن يزيدك ثباتاً وقوة، لأن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين لا بد وأن يشوبها اتباع الهوى ونزعات الشيطان بحكم الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالمرأة طالبة ومطلوبة، لأن سنة التكامل تقتضي ميل كل جنس للجنس الآخر، وإلا ما بحث الرجل عن زوجة تشاركه حياته، وكذلك المرأة، فاحمدي الله أن عافاك من هذه العلاقة التي حتى وإن لم يقع فيها ما يندرج تحت قائمة المحرمات الكبرى إلا أنها طريق إلى ذلك ولا بد، والتفتي إلى(109/124)
أخواتك المسلمات اللواتي هن في أمس الحاجة إلى إنسانة فاضلة مثلك تمد لهن يد العون والنصيحة والدعوة والإرشاد، حيث أن الأمة تعاني من نقص شديد في الأخوات الداعيات ولو بأقل مستوى، اتصال كله أجر ومثوبة وعلاقة كلها محبة وإخاء، ومسؤولية تحملينها تجاه أخواتك في الإسلام وهن في أمس الحاجة إليك وإلى جهودك الطيبة، ولو كان مستواك العلمي ليس متميزاً، المهم أن الجود من الموجود، وإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فشمري عن ساعد الجد ووجهي كل طاقاتك للأخوات، وأوصيك بالصبر الجميل لأن قناعة المرأة بدعوة أختها لها ما زالت دون المستوى، فتحتاجين إلى مزيدٍ من الصبر والاطلاع والتعرف على فنون الدعوة حتى تتمكنين من نفع أخواتك بطريقة صحيحة ومؤثر ومفيدة، ولا يضحك عليك الشيطان بحجة أن مثلك لا يصلح للدعوة، بل على العكس أنت أحق بها وأهلها، فتوكلي على الله وأكثري من الدعاء أن يعينك الله وأن يتقبل منك، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... نفسي الأمارة بالسوء ... 225312 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شب أعزب، مشكلتي أنني متقلب الطباع والسلوك، فبالرغم من أني أحافظ على صلاتي مع الجماعة في المسجد وأقرأ حزبي كل يوم إلا أنني كل مرة أشتهي مشاهدة الأفلام الإباحية-الجنسية- في التلفاز أو على الإنترنت، مما يؤدي ذلك إلى ممارسة الاستمناء والعادة السرية، ثم أندم بعد ذلك وأتوب إلى الله حيث أصلي ركعتي التوبة وأسلك الطريق السوي في العبادة، لكن لا تمر أسابيع قليلة إلا وأعود لنفس الحالة السيئة السابقة وأنا على هذه الحالة سنوات عديدة، رغم علمي أن كل ما أفعله حرام ومنافٍ لسلوك المسلم، وأقوم بعدة محاولات لكني لم أوفق إلى الآن في الابتعاد من هذا السلوك واتباع الطريق السوي وإيجاد استقرار نفسي، فكل ما أتمناه أن أبعد نفسي من هذه الشهوات وأن أسلك الطريق الصحيح لسلوك المؤمن، فساعدوني جزاكم الله خيراً في مشكلتي.
((وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء)).
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على التوبة، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن ييسر لك مخرجاً مما أنت فيه، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى .(109/125)
وبخصوص ما ورد برسالتك فكل الذي أوصيك به بدايةً ألا تتوقف عما تقوم به من طاعة وعبادة، وأن تواصل أعمال البر والخير التي أكرمك الله بها؛ لأن ما أنت عليه الآن يقلل كثيراً من وقوعك في الذنوب والمعاصي، و يحول بينك وبين الانهيار التام؛ لأن تلك الطاعات لها دورها في تقويتك وتثبيتك رغم ما تقع فيه.
فنصيحتي إليك في البداية ألا يضحك عليك الشيطان ويصرفك عما تقوم به من طاعات بحجة أنك عاصٍ وأنك لا تستحي من الله وأنك منافق، إلى غير ذلك من الحيل التي يطرحها عليك لا حباً فيك ولا صدقاً معك وإنما لصرفك عن هذه العبادات؛ ليتسنى له إيقاعك فيما هو أعظم وأخطر مما أنت فيه والعياذ بالله، فتمسك بما تقوم به، واحرص عليه حرصك على حياتك؛ لأن هذا هو بداية الخير وطوق النجاة الذي به ومن خلاله سوف تتخلص من تلك الذنوب كلها .
ثانياً: أوصيك بالبحث عن عبادات أخرى يمكنك القيام بها إضافة لما تقوم به، مثل الدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة التوبة والاستغفار، وملء فراغك كله بذلك، مع الإكثار من ذكر المولى تبارك وتعالى .
ثالثاً: أنت -أخي الأستاذ فارس- في سن لا بد لك فيه من زوجة؛ حتى تتمكن من تصريف تلك الطاقة التي أودعها الله فيك، وكل الحلول التي أشرت إليها ونصحتك بها سابقاً ما هي إلا مسكنات ومهدءات، والعلاج الحقيقي في النكاح الشرعي الحلال المبارك؛ لأنه ضرورة فطرية فطرك الله عليها، فابدأ وفي أقرب وقت في البحث عن زوجة تعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وبالزواج سوف تنتهي هذه المشاكل تماماً إن شاء الله، خاصة وأنك في الأصل رجل مستقيم حريصٌ على طاعة الله والتزام سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو علاجك الفعال والمؤثر ولعله الوحيد، فتوكل على الله وابحث عن زوجة صالحة مناسبة تُعان بها على طاعة الله وتقواه .
رابعاً: عليك ومن الآن قطع علاقتك بكل الأجهزة المثيرة للشهوة والمحركة للغريزة، أو على الأقل الحد منها إلى أدنى درجة، وعدم النظر إلى ما يفسد عليك دينك ويفسد عليك توبتك، وإن كنت أنصح بعدم فتح تلك الأجهزة، بل ولعل إخراجها من بيتك وحياتك خيرٌ لك ألف مرة ومرة ما دامت هي التي تفسد عليك توبتك؛ وذلك مخافة أن يأتي عليك يوم تتوقف فيه عن التوبة وتألف المعصية فيقسو قلبك ويموت فيه الإيمان فتصبح صاحب قلب ميت والعياذ بالله لا تنفع فيه الأدوية، وقد توافيك المنية وأنت على ذلك فتلقى الله على سوء خاتمة والعياذ بالله، فتكون قد خسرت دينك ودنياك معاً -لا قدر الله-، فاتخذ قراراً شجاعاً وجريئاً بعدم التعامل مع هذه الأجهزة، وابحث عن زوجة مناسبة، وابدأ حياتك بالطريقة الصحيحة حتى تتمكن من أداء رسالتك في الحياة وخدمة دينك كما أراد الله، فابدأ العلاج فوراً ولا تنشد المثالية الزائدة في زوجة المستقبل ورفيقه الدرب، المهم الدين في المقام الأول، وأنا على يقين من أنك سوف تتجاوز هذه المحنة وتخرج منها نقياً قوياً إن شاء الله ما دمت تحب الله ورسوله وتحرص على الالتزام بالشرع، وتتألم للوقوع في الحرام.
مع تمنياتنا لك بعرس مبارك وتوبة نصوح، وشهادة في سبيل الله، وعيش السعداء، ومرافقة سيد الأتقياء في الفردوس الأعلى ، وبالله التوفيق.(109/126)
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... متخوفة من قبولي للزواج ... 15094
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على شاب من خلال النت، وبصراحة أعجبت بأفكاره وأسلوبه المهذب، وقد كان دائماً ينصحني بالمحافظة على الصلوات وقراءة القران، وكان يشجعني على حفظ أجزاء من القران ولم نتكلم فيما هو حرام، ولقد عرض علي هذا الشاب بأن يتزوجني وأنه مستعد أن يأتي البيت ويراني في وجود أهلي، ولكن أنا لا أعرف ماذا علي أن أفعل ، فأنا أحب هذا الشاب ولو لم يكن على خلق لما عرض علي أن يراني في حضرة أهلي، ولكني متخوفة من قبولي للموضوع، فعالم الشات مليءٌ بالافتراضات والخيال بعيدة عن الواقع، فهو قد يرسم لي صورة في مخيلته بعيدة تمام البعد سواءً من حيث الشكل أو الأفكار، وقد يحدث معي نفس الشيء، ماذا أفعل؟ الرجاء مساعدتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضل/ منال حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته، وأن يجعل بينكما مودة ورحمة.
وبخصوص ما ورد برسالتك فمما لا شك فيه أن الإنترنت فتح على الناس أبواباً لم تكن معروفة من قبل، وجاء على الناس بخيره وشره ، ومن أراد الخير وجده، وكذلك من أراد الشر وجده وإذا لم يكن هناك وازع من ضمير حر وتربية فاضلة ورقابة أسرية واعية لأصبح من أخطر التحديات التي تواجه المسلمين جماعات وأفراداً، ومما يؤسَف له أن الغالبية العظمى ممن تستخدم هذا الجهاز قد تستخدمه بدافع الفضول وحب التعرف وقتل الوقت كما يقولون دون أن يعرفوا الحكم الشرعي لذلك كله، وأعتقد أنك واحدة من هؤلاء الأخوات اللواتي دخلن هذا العالم بهدف من الأهداف السابقة، وشاء الله أن يستر عليك وأن تقعي في يد شاب على خلق ودين كما ذكرت، فاحمدي الله على ذلك، وأوصيك بضرورة الحرص الشديد عند استعمال هذا الجهاز، وأن تجعلي هدفك مخاطبة أخواتك من البنات فقط، ولا يخدعك الشيطان بالتحدث إلى الشباب؛ لأن هذه مخاطرة غير مأمونة العاقبة، وما أكثر ما أدت به إلى نهايات مأساوية.
وأما عن الأخ الذي تعرفت عليه ويرغب صادقاً رؤيتك أمام أهلك فلا أرى سبباً لخوفك من هذه الخطوة؛ لأنها هي الخطوة الطبيعة المشروعة لمثل هذا اللقاء، والرؤية في جميع الأحوال لا بد أن تحدث، فكونها تقع في إطار الأسرة حمايةً لك(109/127)
ومرضاة لربك وصيانةً لعرضك وشرفك ورفعاً لشأنك بدلاً من المقابلات المحرمة بعيداً عن الأسرة، والتي قد تؤدي بك إلى الهاوية والضياع -لا قدر الله- والنتيجة -ابنتي الغالية- لا تخرج عن واحدة من اثنتين:
الأولى: إما أن يعجب بك وينشرح صدره لك من حيث الظاهر؛ لأنه بلا شك يعرف أخلاقك لعله أكثر من أهلك بحكم الحديث المفتوح معه، فداخلك بالنسبة له غالباً ليس لغزاً وإنما كالكتاب المفتوح وبقيت الرؤية الخارجية ، وإذا كان من نصيبك وأنت من نصيبه ورزقه الذي قدره الله له فسيشرح الله صدره لك وتعجبينه، وتتم مراسم الزواج.
والثانية: عدم القبول وفي تلك الحالة ليس أمامك إلا الرضا بقضاء الله وقدره، وقطع العلاقة به نهائياً، والتوبة والاستغفار لتلك اللحظات التي مرت في الحديث معه وضاعت من عمرك، وعليك أن تتعلمي من تلك التجربة عدم فتح أي حوار مع أي شاب كائناً من كان، وإذا كان لا بد لك من التعامل مع الإنترنت فاجعلي حوارك كله مع بنات جنسك؛ حتى لا تقعي مرةً أخرى في تجربة جديدة قد لا يكتب لها التوفيق أو تنتهي بنهاية غير مشرفة أو مشروعة، فاقبلي هذا العرض يا ابنتي، وتوجهي إلى الله بالدعاء وسليه الخير حيثما كان، وواجهي الموقف بشجاعة وإيمان وثقة بالله وحده، ودعي النتائج لله الذي يعلم ما يصلح لك وما لا يصلح، حيث قال جل شأنه: (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )) سبحانه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .
وتأكدي من أن هذا الشاب ليس من النوع المتهور أو الشكاك الذي قد يسيء الظن بك مستقبلاً ويتهمك بأنك كنت مدمنة للإنترنت، وأنك تعرفت على شباب سواه، تأكدي من هذا جيداً حتى لا تزعجي نفسك مستقبلاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أشعر بالخوف الشديد والحيرة ... 15093
السؤال
السلام عليكم
تعرفت على شاب من خلال الإنترنت، وبصراحة ارتحت له كثيراً ، فمن خلال حديثي معه يتضح لي أنه على خلق، فكلامه كان محترم وغير منافي للأخلاق، وحتى الآن لم أتكلم معه إلا بالكتابة فقط، وقد طلب مني الارتباط به وأنا لا أنكر أني أحبه، ولكن أشعر بالخوف الشديد والحيرة كلما فكرت في الموضوع، فأنا غير مرتاحة للطريقة التي تعرفنا بها، وقد قرأت فتاوى بعض الشيوخ التي تحرم الكلام بين الشاب والفتاة في الماسنجر، فهل هذه الطريقة قد تجعل حياتنا الزوجية في المستقبل مستقرة لما لها دور في إثارة الشكوك؟ ولخوفي من ربي وأن هذه الطريقة قد تغضبه سبحانه كتبت له بأنه من الأفضل أن لا نتحدث مع بعض ولكن رده كان بأن الطريقة لا تهم إذا كان كل منا يحب الآخر.(109/128)
وقد طلب مني أن يراني قبل أن يأتي إلى البيت، وقد عرض علي أن نتبادل صورنا ولكني رفضت ذلك، وقد احترم موقفي إذا لم أكن أريد ذلك، وأنه لا يمانع إرسال صورته لي إذا رغبت أنا بذلك، ولا أعرف ماذا علي أن أفعل الآن ، أرجو المساعدة والرد بسرعة.
أكرمكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ منى
أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، وأن يرزقك الزوج الصالح ، وأن يباعد بينك وبين الأشرار كما باعد بين الشرق والغرب.
وبعد،،
احذري يا ابنتي من شرور الإنترنت ، ولا تنخدعي بمجرد الكلام المعسول ، واعلمي أن الشاب إذا وجد فتاة محترمة حرص على أن يكون من البداية أكثر منها احتراماً واتزاناً، وكذلك الفتاة ، لأن العلاقات العاطفية تقوم على النفاق والمجاملة وإظهار المثاليات والاتزان، وأرجو أن تتوقفي حتى من الكتابة واطلبي منه إذا كان فيه خيراً أن يأتي البيوت من أبوابها، ويتقدم للرؤية الشرعية في حضرة الأهل ووفق الضوابط الشرعية ، وأحذرك من إرسال الصور له، فبعض هؤلاء الشباب إذا وصلته الصور بدأ يهدد الفتاة بإخبار أهلها وبالفضيحة فتخضع المسكينة للمجرم ويكون الثمن والعياذ بالله هو عرضها وسمعتها وشرف أهلها.
وحق لك يا ابنتي أن تخافي، فنحن في زمان صعب، واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، واعلمي أن للمعصية شؤمها وآثارها ومن ثمارها الخوف والحيرة والاضطراب.
وكونك غير مرتاحة للطريقة التي تعرفت بها عليه فهذا دليل خير وعفة فيك ولله الحمد، وقد أحسن المشايخ في فتواهم، وتأكدي أن الحياة الزوجية التي تبنى على هذه الطريقة مصيرها الفشل لأنها تبدأ بالشكوك والخوف وسوء الظن، لأن كل طرف يشك في الآخر قد يستخدم هذه الوسيلة حتى بعد الزوج. فما الذي يمنع من أدمن على محادثة الفتيات من الاستمرار في هذا الطريق الوعر، وكيف يثق الرجل في فتاة خانت أهلها وكلمت الشباب في ظلمة الليل وغفلة الأهل، ونسيت رقابة الله سبحانه؟؟
زادك الله خوفاً منه وحرصاً على طاعته، وأرجو أن لا يراك إلا في بيتك في حضرة محارمك ، وقوله لك الطريقة لا تهم كلام غير صحيح فالغاية لا تبرر الوسيلة ، ولا بد للمسلم أن يحرص على أن تكون الوسيلة مشروعة والغاية كذلك مشروعة، والله سبحانه أكرمنا بشريعة عظيمة رفعت الحرج ، فلا مانع من إعلان رغبته لأهلك وعندها سوف يتمكن من رؤيتك وفق الضوابط الشرعية ، والصواب أن يبدأ الحب الحقيقي بعد الرباط الشرعي ، وليس في فترة الخطوبة التي هي وعد بالزواج فقط.
وبالله التوقيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...(109/129)
... مأساة فتاة
... 24817 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أعرض عليكم حالة أسرة مسلمة تعاني منذ عدة سنوات من تصرفات ابنتها الكبرى التي تبلغ من العمر 51 عاماً غير متزوجة وعاملة .
منذ ما يفوق عن 5 سنوات تقضي هذه المرأة لياليها في مكالمات هاتفية مع رجل لا تعرف الأسرة عنه شيئاً رغم كل المحاولات التي بذلتها هذه الأسرة لمعرفة الحقيقة ولإقناع ابنتها على العدول عن هذا التصرف، لم تغير هذه المرأة شيئاً من سلوكها، كانت هذه المرأة من الأوائل اللواتي ارتدين الحجاب في هذه الأسرة يعود ذلك إلى أكثر من 13 سنة، منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا لم تتوقف هذه المرأة عن التردد على المساجد لصلاة الجمعة وصلاة التراويح، كما أنها لم تفوت الفرصة يوماً ما لحضور الحلقات التي تقام هنالك، تصوم صيام التطوع، تقرأ القرآن والكتب الدينية، تستمع إلى الأشرطة حتى تلك التي تتطرق إلى مواضيع المعاصي والزنا، كانت تقيم الليل وتصلي صلاة الفجر في وقتها ، لكن منذ أكثر من خمس سنوات أصبحت تقيم ليلها في المكالمات الهاتفية إلى أن يؤذن أذان الفجر لتدخل إلى البيت وتنام، وكل هذا يجري على شرفة البيت وليس بداخله ، كيف لامرأةٍ كانت تتصف بهذه الصفات أن تنقلب هذا التقلب؟ تشاجرت مع أفراد كل أسرتها ولا تكاد تكلم أحداً، ترد على كل من يقول لها شيئاً: "اتركوني وشأني، لا يوجد شيء مما تظنون ، لا تتدخلوا ، ليس لديكم الحق في الحكم علي ، لستم أنتم الإله" تارةً تستعمل معهم أسلوب التوعد والتهديد من نوع: "سوف ترون ، لم يبق الكثير" اكتشفت الأسرة أن ابنتها هذه تعطي ثلثي مرتبها إلى هذا الرجل ، وأصبحت تسرق من أموال أمها وإخوتها لاقتناء ما تحتاج إليه، هل من حلٍ لهذا الأمر العجيب والغريب؟ لا يوجد أي مؤشر يوحي بأن هذه المرأة ستتوقف يوماً ما عن اتباع هواها .
أرجو منكم مديد المساعدة إلى هذه الأسرة المسلمة التي أصيبت في كيانها جراء ما حدث لابنتها .
و جزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بهية عبد القادر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد هذه الأخت إلى رشدها وصوابها، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يتوب عليها.(109/130)
وبخصوص ما ورد برسالتك: فهذا أمرٌ محير حقاً، ويدعوا إلى العجب والغرابة، وإن دل فإنما يدل على أن هذه الأخت غير طبيعية، ولا أجد لتصرفاتها تبريراً أو تفسيراً إلا ما يلي:
1- إما أنها مسلوبة الإرادة وواقعة تحت تأثير عوامل خارجية من سحر أو غيره.
2- وإما أنها مختلة عقلياً أو بها بعض الضعف أو قلة التركيز وضعف الإدراك لتصرفاتها أو الآثار المترتبة عليها.
3- وإما أنها صاحبة قلب مريض يظهر الطاعة والعبادة ويخفي الفسوق والعصيان.
4- أو أنها لم تفهم الإسلام الفهم الصحيح الذي يحول بينها وبين هذه التصرفات، لأنه يتصور أن يقع الإنسان في المعصية مرة أو مرات أما أن يجمع الإنسان بين هذه التناقضات طيلة هذه الفترة مع الحرص في نفس الوقت على هذه الطاعات العظيمة، فهذا أمرٌ يدعوا إلى العجب حقاً.
5- وإما أن الرجل وعدها وعوداً كبيرة جعلتها تقع فريسة له، وأصبح من الصعب عليها التخلص منها.
6- وإما أنها تعاني حرماناً عاطفياً أو تقديراً واحتراماً أسرياً، ووجدت في هذا الرجل العوض عن هذا كله مما دفعها أن تضحي بمالها ووقتها، بل وبطاعتها لربها وسمعتها وسمعة أهلها.
لذا أرى محاولة النظر في هذه الافتراضات ودراستها واحدة واحدة، خاصة الفرضية الأخيرة أو التي قبلها، ولا مانع من الاستعانة ببعض المشايخ أو الدعاة الذين لهم مكانة لديها أو في المجتمع على الأقل في محاولة صرفها عن هذا الطريقة ، أو أن تكلموا هذا الشخص الذي يتكلم معها وتنصحوه وتذكروه بالله وبحرمة هذه التصرفات لعل وعسى أن تتوقف هذه العلاقة.
اعتبروا هذه الأخت مريضة وحاولوا مساعدتها في التخلص من هذه المشكلة، وبدلاً من أن تقاطعوها أو تعنفوها حاولوا التلطف معها وإشعارها بأنكم معها وأنكم تريدون لها الخير، وأنكم مشفقين عليها في تضيع وقتها ومالها، وحاولوا تذكيرها بالله وبضرورة الالتزام بشرعه، وأكثروا لها من الدعاء أن يصلحها الله ويردها إلى رشدها وصوابها، وأوصيكم بالصبر عليها، وأن تكثر أمها لها من الدعاء، ونحن بدرونا بالموقع سنشاطركم الدعاء لها آملين في الله أن يهديها ويصلح بالها، إنه جوادٌ كريم، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الزواج بشاب تعرفت عليه من النت ... 24725 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة غير متزوجة، وبالصدفة تعرفت على شابٍ عن طريق النت، كانت العلاقة في البداية عادية جداً، ثم تطورت شيئاً فشيئاً حتى أصبح يحبني وأنا أيضاً أحبه، ولكن حتى الآن لم أتحدث معه هاتفياً ولم أخرج معه، وهو حتى الآن لا يعرف اسمي كاملاً ولا يعرف عائلتي، وعلاقتي به كانت عن طريق الكتابة فقط، وقد قال لي من(109/131)
قبل أنه يريد أن يتزوجني، ولكن ظروفنا الآن لا تسمح لنا بالزواج، وأعلم أن علاقتي به لا تجوز شرعاً، ولذلك قررت أن أترك هذه العلاقة المحرمة وأتركه حتى نتزوج، ولكن سؤالي هو: كيف سيستطيع هو أن يخطبني من أهلي إذا كان لا يعرف عائلتي ولا يعرف عني شيئاً؟ فهل أعطيه الآن رقم هاتف والدي أو أخي حتى يخطبني منهم فيما بعد عندما تسمح ظروفنا بذلك، أم ماذا يمكنني أن أفعل حتى نتزوج؟ علماً بأنني قررت أن أقطع علاقتي به الآن أياً كانت ظروفنا؛ لأني أعلم أن ذلك يغضب الله عز وجل، وأريد أن أتزوجه في أقرب وقت.
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ر . ج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي العزيزة: حفظك الله من الشرور والأشرار، وأسأله تبارك وتعالى أن يصون أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يوفقنا للخير والسداد والهدى والرشاد.
أرجو أن تقبلي نصيحة أبٍ مشفق، وأخوة أمناء، واعلمي يا ابنتي أننا في زمان كثرت فيه وسائل الفساد، وتسلل فيه الأشرار إلى بيوت الأبرار، فكم من فتاة خدعوها، وكم من شريفة فضحوها، وكم من رؤوس عالية نكسوها.
وهكذا دائماً تبدأ العلاقة عادية أو بريئة كما يقولون كذباً وإفكاً، ولكنها حبائل الشيطان الذي يأخذ الإنسان خطوة خطوة، ولذلك من دقة التعبير القرآني: ((ولا تتبعوا خطوات الشيطان)) فهو يزين القبيح من الأقوال والأعمال حتى ينخدع الإنسان ((وزين لهم الشيطان أعمالهم)).
وأرجو أن تحرصي على قطع هذه العلاقة فوراً، واستغفري الله وتوبي إليه، وابتعدي عن التعامل مع مواقع الشر في هذا الجهاز، وأحذرك من وضع رقم الهاتف الخاص بأسرتك عند هذا الذئب المجرم، فسوف يجعل ذلك وسيلة ضغط يرغمك بها على تلبية رغباته، فكم من فتاةٍ تمادت في إرسال الرسائل، وأكثرت من المكالمات المحرمة، وفوجئت في آخر المطاف برفيق الشر، وقد سجل تلك المكالمات واحتفظ بتلك الرسائل، ثم جعلها وسيلة تهديد بالفضيحة إذا حاولت أن تتوب أو ترجع عن الشر، فتجد الفتاة نفسها أمام خيارين كما قيل "أحلاهما مرٌ".
واعلمي يا ابنتي أن هذا الطريق لا يوصل إلى حياة زوجية مستقرة؛ لأنها علاقات أسست على المعاصي ومصيرها الفشل والشكوك، وكيف يثق الرجل في فتاةٍ كلمته وشاركته الآثام لتكون غداً أمينةًَ على بيته وأماً لعياله، وكيف تطمئن المرأة إلى رجل لا يخاف الله ولا يراقبه، وهو الذي دخل إلى بيتها دونما استئذان في جنح الظلام أو عند غفلة الأنام، وما الذي يمنعه من ممارسة هذا الإفساد حتى بعد الزواج.
فالصواب إذاً هو ما توصلت إليه من ضرورة التوجه إلى الله تبارك وتعالى، واستري على نفسك، وتجنبي الحديث عن أيام الغفلة، واحمدي الله كثيراً لأنه لا يعرف اسمك ولا مكانك ولا أهلك، فليس شرف للإنسان أن يتعرف على الأشرار، واسأل الله أن(109/132)
يحفظك، وأن يقدرك لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
أسأل الله أن يحفظك وأن يوفقك، وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... لا أبالي بالمعاصي
... 24613
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في الله ، أنا شابٌ من الله علي بتعلم بعض علوم دينه ، وحفظ معظم آيات القران منذ الصغر، والحمد لله فأنا شابٌ أزهري ولكنني نشأت بين قوم يستسهلون صغائر الذنوب فعودوني عليها، كسماع الأغاني والتلفاز، فغواني الشيطان وأنساني ما كنت عليه من التدين الذي اكتسبته من تعلم الدين، وعند مرحلة الشباب تحولت نفسي إلي شيء أكرهه، فأنا لم أعد أمنع نفسي عن المعاصي ، بل أصبحت أدافع عنها، وأشد فتنة علي هي النساء، فإن منعت نفسي عن الزنا فأنا لا أمنعها عن مشاهدة الأفلام الجنسية، وممارسة العادة السرية، وأتحجج أن ذلك لعدم قدرتي المادية علي الزواج وخوفي من الزنا الذي أصبح من أسهل ما يكون، وأقول أن ذلك يساعدني علي تفريغ الشحنة العاطفية ، ولكن لا يزال قلبي ينبض بما شربه من نهل القران، وكلما حاولت الرجوع إلى الله أضلوني؛ حتى أنني فكرت أن أترك أهلي وأمضي وحيداً ، فما الحل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز المهندس/ علاء السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهر بدنك وقلبك من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينك وبين خطاياك كما باعد يبن المشرق والمغرب، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدل سيئاتك حسنات، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أكتب إليك تلك السطور وقلبي يعتصره الحزن والألم لما ألم بك وحدث لك ومعك، تصور كم خسرت الأمة الإسلامية بفقدك وعدم قيامك بدورك في خدمة أمتك؟ وبدلاً من ذلك استخدمك الشيطان في خدمته، وجعلك عبداً له وآلة إفساد وهتك لأعراض المسلمين الغافلين، ولا أدري ولدي المهندس علاء ماذا ستقول لربك يوم القيامة عن هذه الأوقات التي تضيع في معصيته ومخالفة أمره، ماذا ستقول لله عن هذه المعاصي التي لم تستحِ من الله فيها؟ ماذا ستقول لله عن هذا القرآن الذي هجرته واتخذته ظهرياً؟ كم أود وأتمنى من ولدي العزيز المهندس(109/133)
علاء أن يقف وقفة متأنية مع نفسه ليسألها هذا السؤال: إلى متى يا نفس هذا العصيان للرحمن؟ إلى متى هذه الغفلة؟ إلى متى هذه المعاصي؟ إلى متى هذا البعد عن الله؟ إلى متى هذا التسويف في التوبة والاغترار بطول الأمل؟
كرر هذه الأسئلة مرات ومرات، واعقد العزم من أعماق قلبك على ضرورة تغيير هذا الواقع المؤلم؛ لأنه لن يخرجك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينقذك مما أنت فيه إلا أنت، ولن ينتشلك من هذا الوحل إلا أنت، واعلم أن الحق جل جلاله أخبرنا قائلاً: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ولا تنس ولدي المبارك أن الله من عليك بعقل راجح استطعت به أن تكون مهندساً فلا يليق بمثلك أن يتعذر بأي عذرٍ من أعذار الجهلة وضعاف الأنفس، فجاهد نفسك في الله يا ولدي، وقف معها وقفةً صادقة، وحدد لها موعداً قريباً للتوبة والتوقف عن هذا الانحدار، حاول وستنجح، حاول وستحقق ما تتمنى، لقد طوعتها لرغبتك عندما أردت أن تدرس الهندسة فلم تتأفف أو تتمرد أو تعترض على طول السهر وكثرة المذاكرة، والصبر على الدراسة الشاقة، وكانت النتيجة أن أصبحت مهندساً يا ولدي.
فلماذا لا تقف معها وقفة أخرى من أجل الله والدار الآخرة؟
هل الدراسة أعز عليك من الله يا ولدي؟ هل الدنيا أحب إليك من الجنة؟ قطعاً ستقول لا وألف لا؟ فلماذا لا تلزمها الطاعة وتترك المعاصي كما ألزمتها مذاكرة الهندسة وسهر الليالي؟ حاول يا ولدي وبصدق، وستنجح إن شاء الله بشرط أن تكون صادقاً في توبتك ورغبتك في ترك تلك المحرمات، والعودة إلى حظيرة الإيمان وأولياء الرحمن، وهناك عوامل مساعدة يمكنك بها أن تتقوى على تحقيق ما تريد، منها :
1- ابحث عن صحبةٍ صالحة ، واربط نفسك بها، ونفذ معها مشروع: اجلس نؤمن ساعة ، فابحث عن بعض الأخيار، وتآخى معهم، فإن مجالسة الصالحين رحمة والبعد عنهم سخط الرحمن.
2- اربط نفسك بمشروع دعوي أو خيري أو اجتماعي تستهلك فيه الوقت الزائد عن نمط حياتك وطبيعة عملك؛ لأن الفراغ من أهم عوامل الإفساد .
3- أخرج هذه الأجهزة من غرفتك الخاصة، واجعلها في مكانٍ عام بالمنزل؛ حتى لا تضعف إذا كنت وحدك.
4- ضع لنفسك برنامجاً يومياً لإعادة حفظ القرآن وإكمال ما تبقى منه، وألزم نفسك بهذا الجدول مهما كانت الشواغل التي عندك.
5- ضع لنفسك برنامجاً علمياً تدرس من خلاله بعض الكتب الشرعية، خاصةً ما يتعلق بزيادة الإيمان.
6- احرص على صلاة الجماعة، وألزم نفسك بذلك خاصةً صلاة الفجر .
7- عليك بقيام شيء من الليل؛ فإنه شرف المؤمن ودأب الصالحين من قبلنا.
8- أوقات فراغك التي تكون بين الأعمال اجعلها في ذكر الله ولو كانت دقيقة واحدة؛ لأن مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت .
9- عليك بسلاح المؤمن الفتاك وهو الدعاء، فألح على الله، وأكثر من رجائه وطلب عونه وعفوه وغفرانه، ولا تنسى الصلاة على طبيب القلوب ودوائها صلى الله عليه وسلم .(109/134)
وأخيراً: لك دعواتنا بالتوفيق، ونأمل أن تبشرنا بأخبارك الطيبة مستقبلاً، ونتركك في عناية الله ورعايته، وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... ساعدونى انى أشعر أنى أنفرط حبة حبة ... 24611 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عمري 17 عاماً ، طالبٌ في الجامعة، والحمد لله منّ الله علي بالهداية منذ سنتين ، وبدأت أطلب العلم على يد طالب علم مجتهد منذ الصيف الماضي، ولكنّى لم أكمل حفظ القرءان بعد ، كنت في الماضي كما يقولون أعيش بالطول وبالعرض، أذهب إلى الملاهي وأتعرف على الفتيات وأفعل وأفعل، وأحمد الله على الهداية، ولكني ما زلت مستمراً على ذنب حقير يشعرني أني أحقر إنسان على وجه الأرض، فإني عندما أفعله أود لو أبصق على نفسي ، ألا وهو العادة السرّية، هذه المعصية الحقيرة التي كانت بسبب وجودي في مجتمع كريه ، وإني لأحمل الكراهية والبغضاء تجاهه، فهو سبب تعاستي ، وهو مجتمع أصبحت النساء فيه عاريات حتى أني أركب المواصلات، وفي وقت الزحام أحك في هذه وهذه تميل علي ، وهذه رجلها ملتصقة بفخذي، وهذه وهذه، وليست المواصلات مشكلتي ، ولكن هذا نموذج من معاناتي، فأعود وقد امتلأ صدري بالشهوة التي كادت أن تحرق صدري، وأريد أن أبكي لأنه شعور لا يكاد يوصف، فتسوّد الدنيا في وجهي وتسيطر الكآبة علي حتى ألجأ إلى هذه المعصية الحقيرة فأشعر باللذة في جزء من الثانية، وتقابلها ذنوب على آثارهنّ ذنوب.
إني فعلاً أريد أن أتزوج, إني فعلاً أشتاق إلى النساء، أشتاق إلى من أكلمها وتكلمني، وأداعبها وتداعبني، وأسكن إليها ، حتى أني أصبحت مفتوناً بالنساء المتديّنات، فأنظر إليهن وأرجو أن تكون إحداهن زوجتي، حتى أصابني مرض آخر ألا وهو أني أعمل على أن أُعجب النساء، أعمل على أن تنظر إلي وتعجب بي ، لا أعلم لماذا، ولا أتخيل أني سوف أمكث في هذا العذاب مدة أربع سنوات حتى أتزوج .. لا أتخيل !!! و فكرة زواجي الآن مرفوضة طبعاً بالنسبة لأهلي ولمجتمعي الظالم، إذاً أنا واقع في مشكلتين:
1- العادة السرية مع الظروف التي سردتها.
2- مرض أن أجعل النساء تعجب بي.
من فضلكم ساعدوني ، فإني أتوب وأرجع، وأتوب وأرجع ، أشعر أني منافق، وأخاف أن أحرم العلم بمعصيتي، آهٍ آه يا ويلي ، أخاف أن لا يغفر لي ربي.
(هل تظنون أن الخطبة مثلاً تعتبر حلاً ؟ علماً بأني لن أتزوج إلا بعد أن أتخرج ؛ مع صعوبة الخطوبة أيضاً) والله المستعان، وجزاكم الله خيراً ، وآسف على الإطالة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد سراج حفظه الله.(109/135)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: الحمد لله الذي هدانا وهداك، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ومن تمام التوبة وكمالها الاجتهاد في ترك الذنوب الخفية والظاهرة، وهذه النفس إذا لم نشغلها بالخير شغلتنا بالباطل، فعمر وقتك بالطاعة وطلب العلم، وابحث عن الرفقة الصالحة، وتجنب الوحدة فإن الوحدة شر، واعلم أن كل الحوادث مبدؤها من النظر، وتذكر أن هذا المجتمع فيه أخيار عصمهم الله من هذه الممارسة الخاطئة المدمرة للنفس والبدن، وما من جهاز في حد الإنسان إلا ويتضرر من هذه العادة السيئة التي لا توصل إلى الإشباع؛ لأنها مخالفة للطريق الطبيعي الشرعي لتصريف هذه الشهوة، فغض بصرك وابتعد عن أماكن وجود النساء حتى في المواصلات والزحام، ابتعد عن مواطن الفتنة ، واشغل نفسه بالاستغفار، وادع الله والجأ إليه، وأخلص في توجهك، وإذا علم الله منك الصدق والإخلاص عصمك بحوله وقوته ، قال تعالى: ((كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)) [يوسف:24].
ومما يعينك بإذن الله على التخلص من هذه الممارسة الخاطئة معرفتك أولاً بأنها لا ترضي الله، ثم الوقوف على آثارها الخطيرة صحياً ونفسياً، وأثرها على التحصيل العلمي، وأنا أقول وما خفي أعظم، فقد يفشل من يكثر من هذه المعصية في ممارسة حياة زوجية سعيدة، لأنه سوف تكون لذته في الحرام فقط، ولها علاقة وثيقة بالسرطان والأمراض العصبية الخطيرة والعياذ بالله.
واحرص على تجنب الملابس الضيقة والأكلات الدسمة والمنبهات، ولا تذهب للفراش إلا وأنت متعب وجاهز للنوم، وأرجو أن لا يكون الفراش ناعماً، واحرص على الوضوء، ويفضل أن يكون بماءٍ بارد، وخاصةً الأعضاء الداخلية، واحرص على فراغ المثانة من البول، وتخلص من الصور العارية، واحرص على ذكر الله وتلاوة القرآن أو الاستماع إليه قبل النوم، واستيقظ على ذكر الله ولا تمكث في الفراش بعد أن تستيقظ، بل انهض مباشرة ، وسارع إلى الطاعات، ولا شك أن العلاج الناجح هو الزواج، وحتى يتيسر لك فعليك بالصوم فإنه وجاء، واعلم أن المسلم صاحب إرادة وعزيمة جعلته يترك الطعام والشراب لله، فكيف ترضى أن تكون أسير هذه الشهوة التافهة؟ ولا تيأس من المغفرة، ولكن اعلم أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه وقلبه معلق بالمعصية لا يتخلى عن أسبابها ولا عن رفاقها؛ فحاول أن تغير من طريقة حياتك والجأ إلى الله .
وأرجو أن يكون اهتمامك بمظهرك مناسباً؛ حتى لا يكون على حساب طلبك للعلم فتضيع منك الساعات وأنت تتجمل وتتعرض للنساء لتعجب بك، فلا فائدة في ذلك؛ لأنك حتى بعد زواجك ستكون لك زوجة واحدة وليس كل النساء، واعلم أن المرأة لا تفضل الرجل الجميل ولكنها تريد رجلاً تسعد بكمال رجولته وتسكن في حمايته، وتفخر بقوته، أما أن يكون الشاب أكثر نعومة من أخواته، وأشد اهتماماً بهندامه من عماته وخالاته، فهذا مخالفٌ للصواب والفطرة ومرفوضٌ عقلاً وشرعاً، وهذا من الثمار المرة لاختلاط النساء بالرجال، فتخرج المرأة متعطرة متجملة لتنال إعجاب(109/136)
الرجال بكل أسف ، ويخرج الشاب في أبهى صورة لينال إعجاب كل من تقابله من النساء، وهذا له علاقة بكل مظاهر الشذوذ والانحرافات، وهي سبب ضياع العلم في قاعات الدراسة، وتدني مستوى الأداء في أماكن العمل.
ويجب أن يعلم الشاب أن الفتيات يرغبن في الشاب المؤدب الذي تظهر عليه علامات الرجولة، وكذلك الرجال لا يرغبون في المرأة المتبرجة، وقد يقضي معها لحظات في المعصية لكنه لا يرضاها سيدة في بيته ولا أماً لأطفاله في المستقبل .
والذي ننصح به هو الاهتمام بطلب العلم والحرص على الطاعة، واشغل نفسك بالأمور النافعة، ولا نشجع على الخطبة مع وقف التنفيذ ، خاصةً في هذا الزمان الذي توسع فيه الناس في هذا الأمر ، والخطبة في حقيقتها ليست إلا مجرد وعد بالزواج لا تبيح الخلوة بالمرأة فضلاً عن السفر معها أو اصطحابها للحدائق والأماكن الأخرى ، والشيطان حاضر ليوقع في الشر ويأمر بالفحشاء ، ولكن عليك بغض البصر، والبعد عن مواطن النساء، والصوم فإنه لك وجاء، واعمل على صيانة أعراض الناس ليحفظ الله لك دينك وعرضك، واعلم أن الله لا يهدي كيد الخائنين .
أسأل الله لك الحفظ والهداية، والثبات والرعاية، والله الموفق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أحبه ولكن
... 24604
السؤال
قبل سنة و3 أشهر التقيت بشاب وأحببته جداً، وبدأت علاقتنا لكن كانت علاقة طاهرة تخلو من المحرمات الكبيرة، كانت علاقتنا فقط الرؤية من بعيد، وكنت أتكلم معه عن طريق الهاتف.
حدثت مشاكل وابتعدت عنه لفترة 5 أشهر، وهي فترة قد تم فيها خطبتي، لكن لم أستطع نسيانه، ولم نتفق أنا وخطيبي ففسخت الخطبة، وعدت له ولكن كنت أتكلم معه كل شهرين مرة، وكنت نادراً ما أراه، قال لي أنه يحبني، بل أكد لي ذلك، وتكلم مع أهله في موضوعنا على أنه يحبني، وتحدثت مع أمه وعرفتني .
إني أحبه ولا أستطيع الاستغناء عنه، وهو يحبني، والمانع في ارتباطنا الآن هو أنه صغير ، فعمره 19 سنة، لكنه شاب جيد جداً ، وليس من الشباب التافهين أو الذين يتسلون .
أريد أن أعرف هل هو يحبني؟ الرجاء مساعدتي.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع،(109/137)
ونسأله جل جلاله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يأخذ بناصيتك إلى الحق، وأن يقدر لك الخير حيثما كان.
وبخصوص ما ورد برسالتك فأرى أن سن 19 سنة ليس سناً صغيرة إذا كان الشاب يتمتع برجولة وقدرة على توفير نفقات المعيشة، وإذا كانت عاداتكم تسمح بذلك، فهذا يا ابنتي خيرٌ لك ألف مرة ومرة من العلاقة الغير مشروعة، فإذا كان لديه استعداد للتقدم إليك ولو أن يعقد عليك فقط هذا العام ، ويمكنكم الانتظار بعد ذلك لعامٍ آخر يكون قد أصبح جاهزاً للحياة الزوجية ومسؤولياتها فيتم العرس والدخول، وهذا أمرٌ ليس بالغريب ولا بالمنكر، ومثله يتزوج في هذه السن بل وأصغر من ذلك ما ودامت لديه القدرة المالية والعقلية والبدنية على تأسيس أٍسرة والقيام بمسؤولياتها .
أما إذا كان غير جاهز وليس لديه استعداد للتقدم إليك الآن بالطرق الشرعية الرسمية فأرى أن تتريثي ولا تتعجلي، وتوقفي اتصالك به حتى يكون جاهزاً، وعندها يمكنه التقدم إليك كما ذكرت، أما هذه العلاقة الآن فهي ليست طبيعية ولا مشروعة؛ لأنها خلاف الدين، وأنت التي ستخسرين فيها أشياء كثيرة، أما هو فلم ولن يتضرر من ذلك، بل هو المستفيد من هذه العلاقة الآن أكثر منك.
فأنصحك بالمحافظة على نفسك، والاعتزاز بكرامتك وعدم إهدارها، فتوقفي عن هذه العلاقة إذا لم يكن لديه القدرة على تصرفٍ إيجابي ، وانتظري حتى يتأهل، وعندها ترحبين به من أعماق قلبك وعقلك وروحك؛ لأن هذا سيكون حقه شرعاً.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة الدائمة ، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... خطيبي على الانترنت
... 24519
السؤال
خطبني أحد أقاربي منذ فترة، وهو شاب مستقيم وذو عاطفة دينية أيضاً، ولم يتم عقد القران بسبب ظروف وفاة أحد الأقارب، المشكلة أننا نتحدث عبر الإنترنت كتابةً، ويتطور بنا الحديث إلى نوع من الغزل، أشعر بالذنب كثيراً ولا أعرف هل ما نفعله صحيح أم لا ، أفيدوني من فضلكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إصرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابنتي الفضلى: أسأل الله أن يبلغ المقاصد فيما يرضه، وأن يجعل التوفيق حليفك، وأن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد.
إن الخطبة مجرد وعد بالزواج، ولا تتيح للخاطب والمخطوب التوسع في العلاقات والمراسلات، فقد لا يتم الزواج وتنفضح الأسرار، وتحصل الندامة والعياذ بالله، ولا شك أن الممارسات التي يفعلها شبابنا اليوم لا ترضي الله، وكثيراً ما ندفع ثمناً باهظاً(109/138)
لمخالفاتنا لأوامر هذا الإسلام ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم)) [النور:63]
وأقل هذه الأضرار أن تبدأ الحياة الزوجية بالبرود في العواطف والشكوك والظنون السيئة؛ لأن الشيطان يقول للرجل إنها كلمتك وراسلتك فما المانع أن تفعل ذلك مع آخرين؟
ويقول للزوجة كذلك إنه كذب عليك وقد يكذب على أخريات، فيدخل الشك إلى نفسها في كل تصرف أو مكالمة هاتفية أو لمجرد السفر أو التأخر خارج المنزل ، والصواب أن نسرع لإكمال عقد النكاح، وحتى يحدث هذا أرجو قطع الاتصالات وتجنب التوسع في العواطف والمجاملات، وهذا إذا حدث فسوف يدفع هذا الشاب إلى تأخير الزواج وربما الهروب، وتأكدي يا عزيزتي بأن الحب الحقيقي يبدأ بالزواج، أما ما يحدث الآن فهو عبارة عن مجاملات وإظهار لخلاف الحقيقة، ورحلة الحياة طويلة وشاقة وهي مليئة بالأفراح، وفي طريقها كذلك الأشواك والأتراح ، وخير ما نبدأ به حياتنا الأسرية الجديدة هو طاعة الله تبارك وتعالى، والتوجه إليه سبحانه .
فانتبهي واحذري من مخاطر المراسلات، فقد تخرج هذه الأسرار وتكون قنابل موقوتة في طريق حياتك الأسرية -لا قدر الله -، وأرجو أن تتم مراسيم الزواج، فلا علاقة لها بوفاة أحدٍ من الناس، وهل سيتوقف الموت؟
ولا يوجد غزل حلال وسحر مباح إلا ما كان بين الرجل وزوجته بعد عقد صحيح وبعيد عن الآذان والأعين.
أسأل الله أن يكتب لكما التوفيق وأن يسدد خطاكم، وأن يقدر لكما الخير، وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أخي يطالع صفحات إباحية ، ماذا أفعل؟ ... 24518 ...
السؤال
شيوخنا الفضلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرض عليكم المشكلة باختصار وصدق وأمانة، وأرجو الله أن أجد حلي عندكم.
أنا فتاة من عائلة ملتزمة ولله الحمد، لدي أخ يكبرني بسنتين وعمره 18 ونصف ، وكلنا (العائلة والمحيط والمنطقة) يعلم مدى التزامه وهو شيخ رفاقه (رفاقه كلهم ملتزمون ) ، ولقد فوجئت بأمرٍ منذ أيام كان علي كالصاعقة ، حيث أني اكتشفت أنه يفتح مواقع إباحية على الإنترنت، وهذا ما علمته بعد أن طالعت الذاكرة لدى الحاسوب بعد جلوسه إليه.
ماذا أفعل؟ ما الخطوات التي يجب أن أتخذها؟هل أخبر أهلي؟ هو الآن بعيد عن البيت، في الجامعة، لا يأتي إلينا إلا يوم في الأسبوع، إن أقفلنا الإنترنت في البيت ففي بيروت الملايين منها، ماذا أفعل؟ أرجوكم أرشدوني.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة المباركة/ الغيورة حفظها الله.(109/139)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك -ابنتي الفاضلة- في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك، وكم يسعدنا ويشرح صدورنا أن نرحب بك وأن نستقبل اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا دائماً ولا تترددي، ونسأله جلَّ وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.
وبخصوص ما ورد بسؤالك، فأرى أن تستعملي الحيل مع أخيك، وذلك كالتالي:
عندما يرجع إليكم في نهاية الأسبوع قولي له عندي سؤال تسأله إحدى الأخوات: أخت ملتزمة وأخوها من الصالحين وكبار الملتزمين ومحل ثقة الجميع، والكل يشهد له بالفضل والتقوى والخوف من الله، إلا أن فيه عيباً واحداً، انزعجَتْ منه هذه الفتاة وطلبت أن أسألك ماذا تفعل مع أخيها، وأن أعرض عليك المشكلة؛ لأنها تعلم أنك من الصالحين والعاملين لخدمة الإسلام، وأنك تحب الله ورسوله على حد زعمها.
قطعًا سيقول لك ما هو السؤال؟ وهنا سوف تخبرينه بالأمر كما رأيتهِ أنت، واطلبي منه رأيه في ذلك، وقطعاً هو سيفهم أنك تقصدينه، وقد يفتح الموضوع معك، وهنا ستكون فرصتك ذهبية في تذكيره وتخويفه من الله وخوفك عليه من أن يكون من الذين لا يعملون بعلمهم، إلى آخر ما لديك من كلام في هذا الموضوع.
وبيِّني له أنك لم تخبري بهذا الأمر أحداً بشرط أن يترك هذه المعصية، وأن يتوب إلى الله منها، فإن نفعت هذه الحيلة وترك هذه المعصية فهذا ما نتمناه، وعندها تقولين: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا لم تجدِ نفعاً ولم يترك فكرري عليه، فإن لم يستجب تَعَين عليك أن تخبري والدتك بالأمر؛ لاحتمال أن تساعد الأم في التخلص، وإلا فالأب ، ولا تنسيه من الدعاء، مع تمنياتنا لك بالتوفيق في هذا المشروع الدعوي الهام، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف السبيل لإصلاح النفس ... 24452 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالب في كليه الطب، مشكلتي بدأت منذ أن كنت صغيراً ، لقد كان أبي يقسو علينا، وبخاصة إخوتي الكبار، رغم أنه لم يكن يبخل علينا، ولكن كنت أخاف منه، ولا زلت إلى الآن أخاف من أن أتحدث إليه في أي أمر ، مع العلم بأن عمري 20 عاماً، وإن أردت شراء أي شيء أقول لأمي كي تخبره، وأمي طيبة جداً ، وهو يتشاجر معها يومياً بسبب مرتبها وبسبب أشياء أخرى، وهي لا تستطيع أن ترد عليه ولو كانت محقة، وأنا لا أستطيع أن أجلس معه أكثر من 15 دقيقة في الشقة ، وبطبيعة عمله لا نراه إلا ساعة واحدة يومياً ، هذه المشكلة جعلتني شخص غير متحمل المسئولية ، شديد التردد لا تتصوروا مدى التردد داخل شخصيتي ، فقد كنت في الثانوية العامة لا أذاكر ولكن إخواني هم الذين يضغطون علي ، قد تعتقدون أن المشكلة بسيطة ، ولكنها عندي تسبب لي آلاماً أكاد أموت منها ، ومن هذا الوقت(109/140)
وإلى الآن وأنا دائماً أرغب في السير في الطريق الديني، وأقول هو الذي سيصلح شأني وشخصيتي، ولكن كنت أمشي فيه قليلاً ثم أعود ، فنتج عن هذه الشخصية انحراف رهيب تجاه الشهوة، ولأني كنت مربى بهذه الطريقة لم أكن أستطيع أن أتحدث أو أنظر إلي أي فتاة سواءً زميلة في الثانوية العامة أو الجامعة ، بل إن حدثتني فتاة زميلة أو سألتني في السكشن أرتبك بشدة وأمقت من يتحدث إلى أي فتاة، ولكن سرعان ما أهرب إلى المنزل وأصطحب معي بعض المجلات التي تحتوي على صور العاريات فأتملق فيها وأقوم بالعادة السرية، ولقد فعلتها آلاف المرات، ثم ما إن أكمل فعلها حتى أقطع هذه الصور وأمقتها ، وكلما أردت التخلص من هذه الشهوة رجعت إلي ، وكلما رأيت فلماً في التلفاز ورأيت راقصة أو عارية تعود لي الشهوة مرة أخرى، لقد كنت متفوقاً في دراستي من قبل، وأعلم أنني لو ذاكرت لحصلت على أعلى الدرجات، ولكن أحياناً لا أستطيع ولا أعرف كيف أذاكر ، وأتردد في كل شيء.
ففي أثناء السنوات الأربع بالكلية أصبحت أنجح "بالعافية".
مشكلة أخرى هي إذا جلست بنت بجانبي في سيارات النقل مثلاً أحس أن هناك خلل ما في نفسي وجسدي، لست أدري كيف أجعل نفسي تتصرف بصورةٍ طبيعية ، مع العلم أن زملائي يعلمون أني المؤدب المحترم .
ثم المشكلة الأخرى هي أني لا أستطيع التعامل مع أبي الذي يشكل المشكلة الكبرى التي هي سبب فشلي وعدم ثقتي بنفسي تماماً، فأعتبر نفسي إنسان فاشل في التعامل مع الآخرين، وأحياناً أفعل حماقات في الرد على بعض الناس في التليفون مثلاً ، فأنا فاشل في التعليم فاشل في تعلم الطب، وأحس أنني أجهل ما أكون، فاشل في الدين، وهذه مشكلة أخري كبرى، فقد بدأت بالشهوة ثم العادة السرية ثم الجرائد والمجلات وأخيراً الكمبيوتر والمواقع الإباحية، ثم الطامة الكبرى وهى الوساوس والظنون، وقد قرأت لها رد في هذا الموقع وأتمني أن أسير عليه وأنا لا أكاد أصلي أو أقرأ القرآن، وأنا غير واثق من احترام الناس لي، فقد كنت منذ 7 سنوات لاعب كاراتيه، ولكني الآن فاق وزني 100 كيلو ، وأصبحت سيئ المظهر..
يا سيدي أنا أحرج من إلقاء السلام على الآخرين ، وإن ألقيته ألقيه بصوت منخفض، ثم أحس أن هؤلاء الناس قد غضبوا مني، يا سيدي إنني بعد أن أنهي كتابة هذه المشكلة وأحصل على الرد يمكن أن أعمل به ولمدة ساعة ثم لا ألبث أن أعود مرةً أخرى، لست أدري كيف أستمر على الطريق الصحيح ، فأنا أتقلب بسرعة من حال إلى حال، فعلى سبيل المثال كنت أصلي آخر أيام رمضان في أحد الجوامع ، ثم سرعان ما كان آخر يوم في رمضان زرت هذه المواقع الإباحية وأفسدت كل شيء.
من مشكلاتي أيضاً الخجل، أخجل أن أسأل الدكتور في الجامعة عن أي سؤال، وبتكرار ذلك أصبحت آخذ المعلومات أخذ المردد لها، لا أريد فهمها لأني إن فهمتها تظهر لي أسئلة أخجل من توجيهها.
من مشكلاتي أيضاً إنني كنت أحب فتاة في مثل سني في الثانوية العامة، وكانت قريبتي ولكني لم أكلمها كلمة واحدة، فقد كنت أحبها حباً شديداً ولا زلت، بل كنت لا أنظر إليها حتى لا أجرحها بهذه النظرة، كانت متميزة في الفصل الدراسي ، وكانت(109/141)
تأخذ معي بعض الدروس، ولكن كل هذا الحب كان في كتمان شديد، ولم أخبر إلا صديق واحد باسمها، ولكن سرعان ما تغير الحال وتفرق كلانا أنا وهي.
أحياناً أفكر فيها وأتذكرها .
مشكله أخيرة: حين أدخل علي بعض المواقع "مواقع عربية مشهورة" وأجد أناساً يطعنون في الإسلام أتأثر بشده كيف يتطاولون علي الإسلام وأخشى أن أصدقهم في ذلك.
أجيروني أجاركم الله، كيف السبيل لإصلاح النفس؟ أرجو الإسراع في الرد لضيق الوقت.
والمعذرة إن كنت أطلت ، وجزاكم الله كل الخير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم الدكتور/ أحمد حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، كما يسعدنا أن نسمع عنك أخباراً طيبة، وأن تكون طبيباً ماهراً يضرب به المثل في العلم والخبرة والخلق والدين، وما هذا على الله بعزيز، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يربط على قلبك، وأن يرزقك الثقة فيه ثم في نفسك، وأن يجعلك من عباده الصالحين الفائزين المتفوقين، وأن يحقق آمالك الدنيوية والأخروية، وأن يتوب عليك.
وباطلاعي على رسالتك وجدت أن فيك خيراً كثيراً، وأن مثلك سيكون له مستقبلاً باهراً إن شاء الله، وأنه لا ينقصك شيء سوى تريب بعض الأمور فقط، وهذا كله ليس بالمستحيل، وإنما بشيءٍ من الصبر والتحمل والأناة والثقة بالنفس ستكون إنساناً عظيماً إن شاء الله، وإليك إشارات متواضعة للمساعدة في الخروج من هذه الحالة:
1- موضوع التردد الشديد الذي تعاني منه مع كونك غير قادر لتحمل المسئولية، وأنك شديد الخجل حتى من السؤال عن الأشياء المهمة لك في الدراسة وغيرها، وحتى من إلقاء السلام، فهذه المظاهر كلها -ولدي العزيز الدكتور أحمد- إنما هي ثمرة طبيعية لهذه التربية الغير سوية، والتي تقوم على عدم التفاهم والخوف ، ولست وحدك تعاني من هذه المشكلة، فهناك مثلك الكثير الذي يعاني من نفس معاناتك بل أشد، وما ذلك إلا بسبب هذه التربية القاسية، وقد تظل هذه الأعراض والمظاهر معك إذا لم تحاول الثورة عليها ومحاولة التخلص منها، وأنا واثق من أنك قادر على ذلك بإذن الله، فعليك أن تعلم أن هذه الأشياء ليست فيك أصلاً، وإنما أنت اكتسبتها من خلال الأسرة والتربية القاسية، وما دام الأمر كذلك فإنه بمقدورك أن تتخلص منها لو صدقت في ذلك وكانت لديك الرغبة الصادقة والقوية في ذلك، وأنصحك بزيارة بعض المكتبات وشراء بعض الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس، وكيف تكون قادراً على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب؟ وكيف تقاوم التردد؟ وكيف تتخلص من الخجل؟ وهذه الكتب متوفرة بكثرة في المكتبات بمصر بشرط أن تكون علمية(109/142)
وليست إنشائية أو ألفها غير المتخصصين، ومن هذه الكتب كتاب من الحجم الصغير من كتب الموسوعة النفسية عنوانه: " تغلب على الخجل، سيطر على نفسك، عرض وتلخيص عبد اللطيف شرارة، مكتبة دار إحياء العلوم ، بيروت" وكتيب: "كيف تنمي ثقتك بنفسك؟ كتاب المعارف الطبي تأليف رياض حبيب يوسف"
وكتاب: "كيف تزرع الثقة بنفسك ومن حولك؟" إلى غير ذلك من الكتب النفسية المتخصصة التي تعالج مثل هذه الأمور، حاول اقتنائها والاطلاع عليها والاستفادة منها، فهي مفيدةٌ جداً، وسوف يجعلها الله سبب في اكتسابك للصفات الناقصة عندك، وتخلصك من تلك الصفات التي تشكو منها، وسوف تصبح إنساناً سوياً ومتفوقاً ومتميزاً، بل وستكون من السعداء الذين يوزعون السعادة على غيرهم، وسوف تستقر أمورك تماماً؛ بشرط أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، وتصبر على القراءة والاطلاع، وتطبق ما تقرأ أولاً بأول.
2- موضوع الإفراط في العادة السرية وعنف الشهوة عندك هو غالب ما يكون عبارة عن رد فعل للكبت والحرمان الذي تعاني منه، إذ تحاول نفسك أن تعوضك نقصها بهذه التصرفات المدمرة، وأنصحك بالاطلاع على الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية والدخول إلى الموقع الإباحية، فإنك سوف تستفيد منها إن شاء الله، والتخلص من هذه العادة أيضاً يتوقف عليك شخصياً، بمقدورك وبسهولة أن تتخذ قراراً قوياً بعدم الإقدام عليها، وسوف تتخلص منها نهائياً ، فالتخلص من العادة السرية أو الدخول إلى المواقع الإباحية ليس مستحيلاً، وإنما يحتاج فقط إلى عزيمة وقوة إرادة، وأنت سوف تكتسب ذلك من الكتب المذكورة.
3- مسألة التدين وترددك في ذلك، وعدم مواظبتك على الصلاة رغم غيرتك على الإسلام وحبك الشديد له يدل على ضعف إيمانك ونقص دينك، والتخلص من هذا الضعف والتردد وعدم الاستقامة أيضاً متوقف على قرار جريء منك أولاً، ثم محاولة الاطلاع على بعض المواد الدعوية المعتدلة التي توفر لك الزاد المطلوب، ومن هذه المواد الدعوية الكتيب الذي يتحدث عن الإيمان بأسلوب عصري مبسط وصغير الحجم؛ حتى يمكنك قراءته بسرعة مثل كتيب صغير جداً عنوانه: ظاهرة ضعف الإيمان للشيخ محمد المنجد وله شريط بنفس العنوان، وقد يكون لغيره أفضل منه، وبسماعك لهذه الأشرطة التي تتحدث عن الإيمان واطلاعك على بعض هذه المراجع سوف يقوى إيمانك وتصبح من المستقيمين على الدين، وتشعر فعلاً بحلاوة الإيمان.
4- عليك بالبحث عن صحبة صالحة تعينك وتأخذ بيدك ولا تنتقصك أو تقلل من شأنك، وتعطيك رسائل إيجابية تقوي بها عزيمتك.
5- احرص على حضور بعض الندوات والمحاضرات الدينية المتوفرة حولك.
6- اجعل لك ورداً من القرآن ولو كان صفحة واحدة يومياً.
7- حافظ على أذكار الصباح والمساء مهما كانت ظروفك النفسية والصحية.
8- اطلب من والدتك الطيبة أن تدعو لك؛ لأن دعائها مستجاب إن شاء الله.
9- أكثر من الدعاء بكل شيء تحبه ، خاصةً التخلص من تلك الأشياء المدمرة، واكتساب الثبات على الدين والثقة بالنفس ، وحب الله ورسوله.(109/143)
10- اعلم أنك قادرٌ على ذلك كله وأكثر منه، فلا تضيع فرصتك، ولا تجعل الشيطان يضحك عليك ويوهمك بعدم قدرتك على تغيير نفسك، بل على العكس أنت قادرٌ ما دمت تؤمن بالله ورسوله وتحب دينك، ونرجو أن نسمع عنك خيراً في القريب العاجل، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... عندي سبع عشرة مشكلة ... 24449
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني القائمين على هذه الاستشارات ، أرجو أن ألقى الجواب عندكم على هذه الأسئلة ، ويفضل أن تشرحوا لي الموضوع بأسلوبكم و أن تدلوني على الروابط المشابهة و جزاكم الله خيراً.
إخواني الأكارم سأكتب لكم مشاكلي التي أصابتني والتي كانت منذ الصغر وزادت في سن البلوغ .
المشكلة بالتفصيل الممل وأرجو منكم أن تكتبوا لي الرد بالتفصيل الممل وأكثر من الممل، أي رد بكل طرق العلاج وكل احتمالات الطرق الأساسية والفرعية، وطرق الوقاية في المستقبل من هذه المشاكل (دون الحاجة لدواء أو التوجه لعيادة نفسية).
أنا حالياً عمري قريب 17 سنة و 9 أشهر تقريباً ، وبعد أشهر قليلة سأبلغ سن البلوغ، أبي جيد الحال وعنده محل ومصنعين.
الجامعة بعد ما يقارب تسعة شهور ، و يجب أن أتعلم قيادة السيارة ....... و........و........... و .
مشاكلتي:
1- مشكلتي الأولي حالياً هي عدم حفظي للطرقات في بلدي، أي لا أعرف سوى الذهاب في المناطق المحيطة بمنزلي فقط، وأذهب مع أهلي لكثير من الأماكن البعيدة ولكن أن أذهب لوحدي فلا أستطيع ؛ لعدم حفظي الطريق والخوف من الذهاب بعيداً ، وهذا يسبب لي الكثير من الإحراج، مثل إذا يوماً ما دعيت للذهاب لمنزل صديق قريب فلا أعرف الذهاب، أو إذا اضطررت بعد أشهر قليلة للذهاب للعمل مع والدي لا أعرف كيف أذهب، ومشكلتي أيضاً عدم الحفظ لطرق السيارات ونسيانها أي طرق السيارات والمشتركة بين السيارات والمشاة أنساها فما الحل؟
2- المشكلة الثانية أني أنسى كثيراً في كل المجالات، سواءً على صعيد الدراسة أو غيره، مثلاً جيراني في الحي أنسى أسمائهم .
3- مشكلتي الأخرى هي في الصلاة، فأنا لم أصل منذ أنت كنت صغيراً ، وأسرتي متدينة بشكل عادي ولكني لا أستمع لها، ولم أتعرض للضرب عليها ، فكبرت لا أعرف الصلاة ولا صلاة الجمعة ولا الوضوء أو الطهور، لذلك لا أعرف ما هو الحل لمشكلتي.(109/144)
أخاف من الذهاب لصلاة الجمعة؛ خوفاً من ألا أعرف كيف أؤديها فتركتها بالمرة، وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة في المنزل، فالمشكلة هي أني لا أعرف كيف أؤديها في المرة الأولى؟!!
4- مشكلتي الأخرى في قيادة السيارة، فأنا لم أتعلمها أبداً ، ومحاولاتي كلها فشلت, فما الحل لأتمكن من تعلمها ، وعلى فرض أني تعلمت سأرجع للمشكلة التي سبقت وهي عدم معرفتي بالطرقات وخوفي من الذهاب بعيداً عن المنزل لأني أخاف الضياع، وبالفعل لا أحفظ الطرقات!!!
5- مشكلتي أني حتى الآن في شراء ملابسي وأغراضي الذي يقوم بشراء ذلك أبي وأمي ، وأنا أذهب معهم للسوق لشراء ملابسي، وهذا يسبب لي الإحراج ، فأنا لا أعرف الذهاب للسوق بمفردي ولا أجيد الشراء والمفاصلة والتعامل بالنقود!!! وحتى أتفه الأمور كقلم وممحاة هم يجلبونها لي بعد طلبي لهم مع أنه من الممكن أن أجلبها أنا بنفسي ولكني أخاف..
6- أعاني من حالة من الخمول الدائم بحيث أني دائماً لا أرغب في الخروج من المنزل بمفردي، وحتى مع الأهل لا يكون لي رغبة في الخروج من المنزل، وكذلك كل النشاطات الاجتماعية مع الأهل والأقارب والأصدقاء شبه معدومة .
7- مشكلة أخرى وهي سوء التصرف في كل شيء، فمثلاً في الوقت القادم يجب أن أسجل في الجامعة بإذن الله، فكيف التسجيل وكيف يتم هذا؟ لا أعرف! وحتى لو سألت ودللت لا أعرف التطبيق ، وعند ذهابي لمكان جديد كهذا أجد نفسي كالضائع , ولا أعرف كيف أتصرف، ولا أعرف كيف أتعامل مع الكبار في السن أي أكبر مني ، ولا أعرف كيفية التكلم، وأعاني من عدم فهم المزاح من الأصدقاء، وعدم معرفة الرد عليه، وأحياناً أفهمه وأعرف كيفية الرد، ولكن لا أعرف كيف أعبر!!!
8- مشكلتي أني أشعر أن شخصيتي ضعيفة ، حلمي الحصول على الشخصية المثالية التي كل الناس يتمناها ، وأتمنى أن أكون مهتدي ومؤمن صالح ومدير ناجح، ولكن لا أطبق شيء من هذا، كيف أنمي شخصيتي بحيث تكون الشخصية الإدارية المحبوبة والاجتماعية الناجحة المؤمنة التي يعتمد الغير عليها، والتي تكون مستعدة لمواجهة كل المواقف .
9- مشكلتي مع العادة السرية، أمارسها منذ أن كنت صغيراً، ولا أعرف كيفية التخلص منها، فهل من طريق للتخلص منها؟ وأيضاً ما هو العلاج للتغلب على النفس والامتناع عن زيارة المواقع الجنسية؟ وما الطرق التي تنصحوني بها لتقوية الإرادة؟
10- لدي مشكلة أخرى وهي الخجل الشديد، ويزداد عند وجودي في مكان غريب ، وكذلك عند وجود الأهل يزيد خجلي ، وإذا سئلت من قبل أي شخص أرتبك ولا أتكلم ، وعلى الهاتف لا أكلم أصدقائي بوجود الأهل فما الحل؟
11- لقد قلت أني أجلس دائماً في المنزل، ولا أخرج إلا إلى المدرسة فقط، وإذا حللتم بإذن الله مشاكلي السابقة فكيف أعود لحياتي الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء وأكون فرد اجتماعي ومميز جداً جداً في المجتمع؟
12- مشكلة أيضاً كما قلت لكم في البداية أنني بعد فترة سأعمل مع أبي ثم أدرس في الجامعة، ولكن منذ فترة صممت قرص برامج وبعض البرامج من برمجتي، ومع أن(109/145)
هذا العمل كان لي بالكامل أو أغلبه من برمجتي إلا أني أشركت صديق معي لمساعدتي، وهو لم يعمل شيء تقريباً ، وكان ذلك من خوفي من كيفية التسويق المنتج ولم أُعلم به أحد من الأهل، ومن ثم لم أقوم بتوزيعه خوفاً من الفشل ولعدم معرفتي لكيفية ذلك، مع أني أحب الشهرة، إلا أني خفت منها فما الحل لتلافي مشكلة كهذه في المستقبل؟
13- مشكلة أخرى أيضاً هي عدم معرفتي لكيفية عمل المعاملات الحكومية، مثلاً إخراج جواز سفر ، وهكذا ، لا أعرف كيف أعملها بمفردي دون مساعدة الأهل، وحتى لو سألت فلا أعرف هل سأتمكن من ذلك أم لا، لأني بصراحة في الأماكن الجديدة أجد نفسي مثل الضائع فما الحل؟
14- طوال الوقت أجلس أفكر بنفسي على أني بطل من الأبطال، أو رجل محارب، أو أنني أمارس الجنس أو أعذب امرأة، أو أعذب نفسي ، أو أتعرض للعذاب، فما الحل لهذه المشاكل والتخلص من هذه الأفكار؟
15- أفتقد الكثير من المهارات الجماعية التي يقوم بها أكثر من شخص وحتى المهارات الفردية التي تكون بديهية وسهلة لكثير من الناس، مثل ركوب الباص، والذهاب لحفل زواج ، وشراء الأشياء، وحضور جنازة ، والتعزية عليها، فما الحل لهذه المشكلة؟
16- شكل أصابع قدمي بشع، فأخجل منه، لذلك دائماً أحاول إخفاء شكلهم عن الناس والتخفي بهم، وكذلك لا أرضى بشكلي الخارجي مع أنه عادي فما الحل؟ وأهم شيء أريد الشعور بالرضا بالنفس الذي أفتقر إليه .
17- عيوني تحمر لأقل موقف غريب أو محرج أو مقابلة شخص غريب، أو الدخول على مكان جديد أو غريب علي ، فتحمر عيناني وكأني سأبكي.
هذه هي مشاكلي وضعتها بين أيديكم أرجو الإجابة عليها بالتفصيل ، وأن تفردوا لي إجابة مفصلة جدا جدا، وأن تكون الإجابات علمية وقادرة بالفعل على حل كل المشاكل، وكما قلت في البداية دون الدواء أو الذهاب لطبيب نفسي؛ لأني لم ألجأ إليكم إلا لسبب هذا .
أخوكم التائب
إني أطمع بإنهاء المشكلة عن طريق موقعكم فقط دون اللجوء لأي معالج آخر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ taebtaeb حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل: استعن بالله تعالى دائماً في جميع أمورك، واطلب منه العون والمساعدة، واعلم أن هذه الأمور التي ذكرتها حلها بيديك أنت، فحاول أن تكون لديك إرادة وعزيمة قوية حتى تغير من شخصيتك، وأما بالنسبة لمشاكلك فحلها كالآتي:
1- بالنسبة لعدم معرفتك الطرقات: حاول أن تخرج مع أحد أقاربك أو زملائك، وتتعلم الطرقات شيئاً فشيئاً حتى يرسخ في ذهنك رسم الطرقات.(109/146)
2- بالنسبة لعلاج النسيان: حاول أن تجعل لك مذكرة صغيرة خاصة بمواعدك وأعمالك، وتدون فيها كل شيء تحتاجه، إلى أن تعود نفسك على التذكر.
3- أما فيما يخص ترك الصلاة: فهذا شيءٌ عظيم وخطير، ولا يمكن للإنسان العاقل أن يتهاون بها، فهي عمود الدين وأساسه، واعلم أن المحافظة على الصلاة هي التي تنظم لك حياتك وترتب لك شؤونك، وحاول أن تبدأها، وتعاهد مع نفسك على ألا تتركها أبداً.
4- فيما يخص تعلم السيارة: حاول أن تنخرط في إحدى مدارس السواقة؛ حتى تحسن السواقة وتتعلم شروطها.
5- أما شراء الأغراض والملابس: فهذا يأتي بالتعود، وأنت ما دمت جالساً في البيت فكيف ستتعلم شراء الأغراض، فاخرج إلى الناس، ففي الوهلة الأولى يمكن أن تخطئ ثم تتعلم بعد ذلك، ولا يمكن لك أن تتعلم الشيء دون أن تخطئ .
6- ابتعد عن الخمول والكسل، وحاول أن تعشق العمل وتستمتع به مهما كان شاقاً ، وحاول أن تتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميز بوضوح الهدف والعزم.
7- لا تترك لنفسك العنان في التصرف، حاول أن تكبحها وتضع حدوداً لها، وحاول أن تستشير غيرك في أعمالك إذا لم تعرف شيئاً، ولا تتصرف من هواك فالشورى مبدأٌ رفيع.
8- حاول أن تقدر ذاتك، فمعرفتك لذاتك هي منبع الثقة، ولا تقلل من شخصيتك، وكن متوازناً، وتجنب الشخصية الانهزامية، وسيطر على انفعالاتك، وتفاءل بالخير تجده إن شاء الله تعالى.
9- ابتعد عن العادة السرية، فهي تؤدي بك إلى أمراض لا يعلمها إلا الله تعالى، واعلم أن الله يراقبك في السر والعلانية فاستحي منه، وحاول أن تسرع بالزواج؛ حتى تزول عنك هذه العادة السيئة، ولا تترك لنفسك الفراغ فاشغلها بالطاعة حتى لا تشغلك بالمعصية.
10- جلوسك في المنزل يسمى بالانطوائية، اخرج إلى الناس وخالطهم واسمع منهم وتكلم معهم، وعود نفسك الخروج إلى المسجد لتؤدي الصلوات في جماعة، وحاول أن تنخرط في إحدى النوادي الرياضية المفيدة إذا كانت لك هواية.
11- أما عملية تسويق البضاعة فهي تؤخذ بالتجربة، فحاول أن تخرج مع والدك وتتعلم منه كيف يسوق البضاعة، ويمكن أن تزور بعض مكاتب التسويق وتتمرس منه الطرق الجيدة.
12- أما الخجل فتستطيع أن تتخلص منه بأن تقدر ذاتك، وتستخدم قدراتك ومهاراتك وذكائك، وحاول أن تندمج مع الآخرين وتكون شخصاً فعالاً سواءً في مكان العمل أو مع الزملاء.
13- اترك عنك التفكير، وحاول أن تشغل نفسك بالمطالعة والرياضة، وابتعد عن التفكير السلبي، واجعل لنفسك برنامجاً تسير عليه، ولا تجلس لوحدك بل انخرط في المجتمع.(109/147)
14- أما بالنسبة للمعاملات الحكومية، فهذا أيضاً يأتي بالتعلم والتعود، وحاول أن تأخذ بنفسك المعاملات وتسأل دون أي حرج أو خوف.
15- حاول أن تعمل على تكوين علاقات دافئة، والقدرة على الإيجابية والتعاون، وتقديم العون، والقدرة على اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة .
16- بالنسبة لأصابعك فهذا أمرٌ طبيعي وهذا خلق الله تعالى، ولا تبالي بكلام الناس.
17- بالنسبة لعيونك سببها الخجل، وتستطيع أن تتغلب عليه بمواجهة الناس والاحتكاك بهم، وغير من أسلوبك وسلوكك، فأنت شابٌ في مقتبل العمر فكن إيجابيٌ في حياتك.
وفقك الله لكل خير، وبالله التوفيق.
د/ العربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد أجاب المستشار النفسي (الدكتور محمد عبدالعليم) بالآتي:
جزاك الله خيراً بالنسبة لطلبك بأن تكون الإجابة تفصيلية فهذا شيء مشروع ولا بأس به لكن يقال خير الكلام ما قل ودل.
حيث أن كل الأشياء التي ذكرنها يمكن أن نلخصها في أنك شخص صاحب مقدرات كثيرة ولكنك تقلل من قيمة ذاتك ولا تعطي نفسك التقييم الصحيح مما نتج عنه اهتزاز الثقة بالنفس، وضعف التواصل والمهارات الاجتماعية.
ومن الأشياء التي ذكرتها ربما أنك تعاني أيضا من نوع من القلق الداخلي جعلك لا تحسن التركيز في الأمور.
أما فيما يخض الصلاة وأنك لا تصلي فهذا لا عذر لك فيه أبداً لأن الصلاة هي عماد الدين ومن تركها فقد كفر.
وأرجو أن تبدأها من هذه اللحظة وأن لا تجد لنفسك المبررات الواهية التي تجعلك لا تحافظ على صلواتك.
أنت محتاج لأن ترفع من مهاراتك الذاتية ومهاراتك الاجتماعية، وبما أن عمرك 17 عام وقلت أن لديك 17 مشكلة أرجو أن تتفحص في نفسك جيداً وستجد أن هنالك على الأقل 34 شيئاً إيجابياً في شخصيتك وفي نفسك ولكنك لم تعطيه الاهتمام أو الاعتبار المطلوب.
أرجو أن تكتب في ورقة أي شيء إيجابي قمت به مهما كان بسيطاً ونحاول أن تستبدل الأفكار السلبية التي لديك بما اكتشفته من إيجابيات عن نفسك.
فعلى سبيل المثال ذكرت أنك لا تحفظ الطرقات أنظر خارطة العالم، أنا واثق أنك تعرف الكثير من البلدان والمدن، فبنفس القدر يمكنك أن تنظر إلى خارطة بلدتك ( إن وجدت ) وتتعلم الطرق التي بها.
وأن لا تحاسب نفسك إذا لم تعرف كل شيء لأن الناس تتفاوت في مهاراتها وفي مقدراتها.
عليك أيضا أن تحاول الانضمام لجمعيات الشباب الفاعلة في منطقتك وأن تحاول أن تقدم أي مقترحات لتطوير العمل في أي جمعية تنظم لها ويمكن أن تكون هذه المصطلحات بسيطة ولكنها هامة.(109/148)
أرجو أن لا تستصغر الإيجابيات مهما كانت صغيرة لأن استصغار الإيجابيات يؤدي إلى تضخيم السليبات.
يمكن أن تطور مهاراتك أيضا بأنك حين تقابل أي شخص يجب أن تنظر إلى وجهه وأن لا تتجنب النظر في وجه الشخص الذي تخاطبه وأن لا تستعمل أياديك في التخاطب.
أرجو أيضا أن تمارس الرياضة الجماعية.
أنت مطالب أيضا بتنظيم وقتك وتخصيص القدر المعقول منه للقراء والإطلاع والتواصل الجماعي .
أما فيما يخص العادة السرية فهي مرفوضة شرعاً وطبا، وقد وجد أنها تؤدى إلى المزيد من الإنطوائية وإضعاف التلاحم الاجتماعي .
أخيراً : أود أن أذكرك بالإيجابيات الكثيرة في حياتك .
ونسأل الله لك التوفيق
المجيب أ/ أحمد مجيد الهنداوي
ـــــــــــــــــــ ...
... مدمنة إنترنت
... 24363
السؤال
السلام عليكم.
أنا كما يقولون "مدمنة" إنترنت ، كنت من قبل على الشات والرسائل والحديث مع الأصدقاء، أما الآن وبفضل الله سبحانه لا أفتح الشات أبداً و الماسنجر لم يعد فيه أي شاب والحمد لله، إلا أني ومع ذلك ما زلت مدمنة للإنترنت، خاصة أني الآن قد بدأت أدرس وكل دراستي على الكمبيوتر والإنترنت خاصة.
فلا أرتاح نفسياً إلا عندما أفتحه والحمد لله لا أفتح إلا على المواقع الدينية والمنتديات فقط (والشكر لله أولاً وآخراً) وأكثر الأوقات التي أفتح فيها النت هو وقت متأخر من الليل.
المشكلة هي أني الآن في العشر الأواخر من رمضان، ودائما أقول لنفسي أني سوف أصلى وأقرأ وأسبح - أي عندما ينام الجميع و يهدأ الجو- فعادةً أكون قبلها فاتحة الإنترنت ، فعندما أنتهي منه أكون مرهقة جداً ، أحاول أن أصلي ركعتين أو مع قليل من القران ، مع العلم أني أستطيع أن أصلي أكثر من ذلك إن لم أكن مرهقة .
سؤالي: هل سيحاسبني الله على تلك الأوقات ، مع العلم أني لا أدخل إلا إلى المواقع الدينية؟ فهل سوف يحاسبني عل الوقت الذي ضيعته أو على كسلي؟ وهل أنا بعملي هذا أفضل الدنيا على الآخرة؟ وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / فداء حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،(109/149)
ابنتي العزيزة: أسأل الله العظيم أن يحفظك وأن يحفظ شباب المسلمين من أخطار الإنترنت، وأن يستخدمنا وإياكم في طاعته، وأن يلهمنا السداد والرشاد.
الاعتدال مطلوب في استخدامنا لهذه الوسائل، فليس صوابًا أن نجلس الساعات الطويلة أمام الإنترنت؛ لأن ذلك يؤثر على واجباتنا الشرعية، ويؤثر على الصحة، ويقطع روابطنا الاجتماعية، كما أرجو أن تتجنبي المواقع المشبوهة، واختاري الأفضل من المواقع الإسلامية، واجعلي آخر الليل للاستغفار والعبادة والتوجه إلى الله، واعلمي أن طاعة الله ليست في رمضان وحده، ولكننا في رمضان نضاعف المجهود والفلاح أن نستمر بعد رمضان على ما تعودناه في أيام رمضان، ونحن خلقنا للعبادة (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[الذريات:56]، ولا خير في علم أو عمل أو بيع أو شراء يحول بين الإنسان وبين عبادته وطاعته لله، ولن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ، وفيها: (عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه).
وهو سؤال يتكرر عن العمر ، ويركز على السؤال عن أيام الشباب والعطاء، فحافظي على أوقاتك، واجعلي الوقت المهم للعبادة والطاعة، والشيطان حريص على أن يحول بيننا وبين الطاعة، فهو عدو وقد أُمرنا بمخالفته.
والصواب أن نوازن بين الغاية التي خلقنا لأجلها وبين ممارستنا لحياتنا العلمية التي أرجو أن تكون أيضًا في طاعة الله، ونقصد بها وجه الله والنفع للإسلام والمسلمين، وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... من أضرار العادة السرية
... 24312 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني في الله جزاكم الله خيراً .
أنا شابٌ أبلغ من العمر 24 سنة، ابتليت بالعادة السرية منذ الصغر عند سن البلوغ، والآن نادم على كل ما حصل لي، وأقسم بالله أني مريض نفسياً وجسدياً وفكرياً ، خرجت من المدرسة وطردت بسبب الإهمال والتفكير وضعف الذاكرة، أريد منكم أن تعطوني علاجاً من القرآن أو من السنة يبعدني عن هذه العادة الخبيثة، في بعض الأوقات أتمنى أن الله ما كان خلقني رجلاً، وفي بعض الأحيان أتمنى أن يعطل الله عضلات القضيب ، ولقد سألت بعض الإخوان وبعض المشايخ عن الكافور فبعضهم نصحني والآخر منعني، وبعضهم قال لي مثل بعض الأطباء استخدمه ولكن بصورةٍ خفيفة ، أريد أن تساعدوني وجزاكم الله خيراً ، أخوكم المعذب النادم ياسر .
أعينوني أعانكم الله ووفقكم دنيا وآخرة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل ابن الحرمين الشريفين/ ياسر حفظه الله.(109/150)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع؛ ونسأله جلَّ وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يعينك على ترك تلك العادة المحرمة، وأن يربط على قلبك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى فعلاً أنك أسرفت على نفسك ووضعتها في حال لا تحسد عليه بإسرافك في هذه المعصية المدمرة، حتى وصلت إلى الحال الذي أنت عليه، وربما يزداد الأمر سوءً إذا واصلت هذا الفعل المحرم؛ فلقد أحصى العلماء ما لا يقل عن عشرين مرضًا مزمنًا يمكن أن يترتب على هذا الفعل المحرم.
لذا أنصحك فوراً بضرورة عقد العزم على التوقف نهائياً عن هذه العادة، وأعط لنفسك الثقة أنك قادر على ذلك، وردد بينك وبين نفسك وأنت وحدك وبصوت مسموع لك: أنا قادر بعون الله على التخلص من تلك العادة الذميمة المحرمة، كرر عبارة "أنا أكره الحرام، أنا أكره العادة السرية"ـ كرر هذه العبارات عدة مرات، ولو عشرين مرة في اليوم، خاصة قبل النوم لمدة قرابة الشهر، وسوف تجد لديك تجاوبًا داخليًّا مع هذه الصرخات الصادقة التي تنبعث منك معبرة عن كراهيتك لهذا الفعل المدمر، وأكثر مع ذلك من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
ولمعرفة البرنامج كاملاً أنصحك إضافةً إلى ما سبق بالرجوع إلى إجابات سابقة على استشارات متعلقة بهذا الموضوع؛ وسوف يذكر لك الأخوة أرقامها، فيمكنك الرجوع إليها والاستفادة منها، مع العلم أن أهم شيء هو استعدادك الشخصي ورغبتك الصادقة في التخلص، وأكثر من الدعاء، وسوف يعافيك الله عاجلاً غير آجل إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والإعانة، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... زوال آثار العادة السرية
... 24284 ...
السؤال
هل الذي يقلع عن فعل العاده السرية تزول عنه آثارها السلبية ؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالتأكيد سيتخلص من آثارها السيئة ، وسيشعر بالفرق، وعندها سيبدله الله خيراً منها وأجمل وأمتع.
إن كل مرة تفعل فيها العادة السرية في الصغر يترتب عليها نقص مقدار من القدرات الجنسية والاستمتاع الحقيقي في المستقبل .(109/151)
إن القدرة على الإقلاع عنها في سن مبكرة من ممارستها يكون أسهل بكثير من المضيّ شهوراً وسنوات على ممارستها، لذلك يجب إيقافها مبكراً وعدم الاستهانة بالأمر واعتقاد أنه يمكن إيقافها في الوقت الذي يريد الممارس، فهذه هي مشكلة من هو غارق فيها لسنوات وسنوات يتمنى الخلاص منها ولا يستطيع.
لمدمن العادة السرية نقول: إن الألف ميل تبدأ بخطوة، ابدأ بالتدرج واستعن بالله ولا تعجز، ولن تجد صعوبة إن شاء الله متى ما توفرت لديك العزيمة الصادقة لحماية وإنقاذ نفسك من هذا العذاب، والله الموفق.
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... صداقة عبر الأنترنت
... 24248
السؤال
مشكلتي أني دخلت إلى أحد مواقع الدردشة وتعرفت على رجل متزوج ولديه أولاد.فرحت لذلك حتى تكون صداقة طيبة وبريئة. وكنا كذلك فعلا, نشكو همومنا لبعض ونراسل بعضنا كثيرا لكننا لم نتحدث ولم نتقابل ولا مرة والحمد لله. علمت منه بأنه لا يصلي وفكرت أنه قد يكون مشروعي أن أحاول حثه على الصلاة وفعلا بدأ بالقليل وهكذا. ثم حصل واختلفنا لأنني نصحته بالأبتعاد عن فتاة تحاول خداعه وجره إلى ما سيهدم أسرته فلم يتحمل مني ذلك وطلب مني أن لا أراسله أبدا. أنا فقدت صديقا كنت أشكو له همومي مع العلم أني بدون أخوة أو أخوات وكنت أعتبره أخا أحاول وأدعو له بالصلاح. أنا حزينة لما حدث أتخبط دون أن أعرف ماذا فعلت؟ وماذا يجب أن أفعل؟ هل حرام محاولتي أن أدفعه للصلاة لأنه رجل وأنا فتاة؟ هل هذا النوع من الصداقة حرام أصلا؟ أرجوكم ساعدوني فأن نفسي ضاقت علي ولا أعرف كيف أتصرف. جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصلي بنا يا ابنتي ولا تترددي، فنحن جميعاً هنا في انتظارك، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
وبخصوص ما ورد برسالتك وهذا الهجر الذي حدث من هذا الرجل، كل ذلك شيءٌ طبيعي جداً يا ابنتي؛ لأن ما بني على الباطل يكون باطلاً، واحمدي الله أن عجل بقطع هذا العلاقة المحرمة؛ لأنه لا توجد صداقة في الإسلام بين رجل وفتاة أجنبية عنه، يا ابنتي بمقدورك أن تتخذي لك صديقة من جنسك عبر الإنترنت أو غيره، وهذا لا مانع منه، وقد يكون أحياناً ضروريا ومهما لأن البعض تعود على أن يفضي(109/152)
بما في نفسه إلى غيره، وأنه في حاجة إلى إنسان يسمعه ويعيره اهتماماً به وبمشاكله، هذا صحيح وموجود بكثرة، ولكن نقول: ليكن هذا مع فتاة مثلك، أما الرجل فلا؛ لأن هذا حرام شرعاً، فاحمدي الله أن عافاك من هذه العلاقة، خاصة وأن الرجل تركك بسبب نصيحتك له بالصلاة، وإذا كان فيه خير كان سيفرح بنصائحك ولكن نظراً لأنه كان يتسلى معك، ومثل هذا النوع يصعب أو يندر أن يكون لديه شيء من الالتزام، ومن هنا تركك وبحث عن غيرك؛ لأنه يريد السوالف والدردشة حتى وإن لم تكن في كلام محرم، فقد يكون هو الآخر في حاجة إلى من يهتم به ويسمع منه ، ووجدك ضالته المنشودة، فلما تعرضت لأشياء لا يريدها ضحى بك من أجل معصيته وهذا شيءٌ طبيعي يا ابنتي ، فلا تحزني؛ لأن مثل هذا لا يستحق ذلك، وسلي الله أن يرزقك أختاً صالحة تعينك على طاعة الله وتفضين إليها بما في نفسك حتى يأتيك الزوج الصالح الذي يعوضك عن ذلك كله، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنا ملتزم ولكن
... 55272
السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا أخوكم في الله من مصر ، أطرح عليكم مشكلتي ولا أشكو همي إلا لله، وهو أعلم بما تسر الصدور؟
أنا شابٌ في الـ23 من العمر ملتزم ، ولكني أشتكي من شيء واحد ألا وهو أني في بعض الأوقات يسول لي الشيطان المعصية، أي أن لدي عادة من أيام الجاهلية ألا وهى أحب أن أكلم البنات في التليفون، ولا أستطيع أن أجمح زمام نفسي ، وأنا لست بقادر على الزواج، وأصوم خميس واثنين ولا أدرى ما هذا ، أهو غضب من الله علي أم هو مرض نفسي ، أم ماذا؟ أنا حيران لست أعرف ، ماذا أفعل؟ أنا معجبٌ بأخت ملتزمة وأصر في داخلي أنه عندما تتوافر الماديات سأتقدم لخطبتها أو بالمعنى الصحيح لست أدرى كيف أخبر والدي أني أريدها ، أفيدوني في هذا أثابكم الله ، والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعض، ولا تنسوني من صالح دعائكم . ولكم جزيل الشكر والامتنان .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعة الله.(109/153)
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن كل هذه الأمور متوقفة عليك أنت شخصياً، فبعزيمتك القوية وإرادتك الجادة يمكنك أن تتوقف عن تلك المعاصي نهائياً، فالتردد هذا دليلٌ على عدم استخدامك لطاقاتك الإيمانية التي أعطاك الله إياها، والشيطان لما وجد عندك عدم الجدية أو الصدق واصل إغرائه لك وإغوائه وتزيينه هذه المعاصي المحرمة، وحال بينك وبين التوبة كلما أردتها، فأريدك أخي مؤمن يا صاحب الاسم العظيم أن تقف مع نفسك وقفةً صادقة لتحاسبها على تلك التصرفات قائلاً:
1- هل أرضى أن يكلم أحد أختي في الهاتف ويعاكسها ويفسد عليها دينها؟
2- هل كل الناس مثلي يفعلون هذه المعصية؟
3- هل استفدت شيئاً ملموساً من المكالمات السابقة؟
4- هل الكلام الذي أقوله للبنات سيأتي في صحيفة حسناتي يوم القيامة؟
إذن لماذا أصر على هذه التجارة الخاسرة وأستجيب للشيطان والنفس في هذه الأمور الحقيرة الوضيعة؟
لا بد أن آخذ قرار قوي وصادق بالإقلاع والتوقف مهما كانت الإغراءات، والله معي ينصرني ويقويني ويؤيدني، وسأواصل الدعاء والإلحاح على الله مع عدم الإخلال بهذا القرار ما دام أنه في مقدور غيري فهو كذلك في مقدوري، فأنا لست أقل من أي شخص آخر وقع في معصية ثم تاب منها وأقلع عنها وقبل الله توبته، وقبل النوم تكرر عدة مرات هذه العبارة: (أنا قادر على ترك مخاطبة البنات بالتليفون، أنا قوي بالله، أنا أستحي من الله) لعدة أيام ، وسوف تجد نفسك مع الدعاء قد حقق الله لك أملك وصرف عنك كيد الشيطان ، وعافاك من هذه المعصية.
أما الأخت التي أعجبت بها فأرى أن تسخير الله عليها، ثم تفاتح والدك عسى الله أن يجعلها من نصيبك، وهذا أمرٌ طبيعي يحتاج منك إلى شيء من قوة الإرادة، فاستعن بالله وتوكل على الله، وأخبر والدك، وستسمع خيراً إن شاء الله، مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد والتوبة الصادقة، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مشاهدة المحرمات على الإنترنت
السؤال
السلام عليكم،
أنا رجل ملتزم بأداء واجبات الدين الإسلامي والحمد لله، ومتزوج وعندي طفل، لكن المشكلة التي ظهرت معي منذ حوالي سنتين هي أنني أدمنت على مشاهدة المواقع الجنسية على الإنترنت، علماً أنني والحمد لله لا أقرب الزنا وليست لدي أي علاقة محرمة، وكل فترة أحاول التخلص من هذا الموضوع ولكن بعد فترة أعود لمتابعة هذه المواقع. أفيدوني بالنصيحة جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المهندس/ سلطان حفظه الله.(109/154)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يثبتك على الحق ، وأن يذهب ضعف نفسك وكيد شيطانك وهواك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أنك تعاني من ضعف في الهمة، وعدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا أمرٌ شخصي لا بد لك من التغلب عليه، وتمرين نفسك في هذا الموضوع وغيره، على أن تعودها الالتزام بالقرارات مهما كانت، وهذه مهارة يمكن تنميتها وتدريب النفس عليها، لأن هذا خلل تربوي يحتاج منك إلى معالجة ومجاهدة، فالتردد وعدم الثبات والتحلل من الالتزامات الشرعية أو غيرها هو أثر من آثار التربية الغير سوية التي قدر يتعرض لها الإنسان في صغره، فحاول أن تجاهد نفسك، وأن تقف معها وقفة حازمة وجادة.
فما دمت لست من أهل المعاصي المتعلقة بالجنس، إلا أنك تضعف وتدخل المواقع الإباحية رغم علمك بحرمتها؛ معناه ضعفك عن إلزام نفسك بالقرار الذي تتخذه، ولم ولن يحل هذه المشكلة سواك، فعليك بما ذكرته لك سابقاً من ضرورة التدريب والمجاهد.
وأمر آخر لا بد منه وهو عدم الخلوة بهذا الجهاز مطلقاً، وإنما أخرجه إلى مكان بارز في المنزل، وادع زوجتك لتشاهد معك ما تدخل إليه حتى تستطيع أن تقاوم هذا الشيطان وذلك الهوى، ولا تفتح الجهاز وحدك قدر الاستطاعة إذا أردت حل المشكلة فعلاً، وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك بقبول التوبة والثبات عليها، واحذر التسويف لأن من شرار الخلق عند الله عباد إذا خلو بمحارم الله انتهكوها، فاحذر أن تكون منهم ، سائلاً الله لك التوفيق والسداد والثبات، ويمكنك مراجعة الاستشارات المتعلقة بموضوعك، وبالله التوفيق.
ملاحظة: يمكنك قراءة الاستشارات التالية (3731) و (1978) وذلك لأنها تتحدث في نفس الموضوع.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ذنوبى أمامى دائما ...
55187 ...
السؤال
أنا شابٌ أبلغ من العمر 25 سنة، أعمل كموظف استقبال في فندق بشرم الشيخ, دائماً أرى ذنوبي أمام عيني، فأتوب وأرجع إلى الله كل يومي، أو عندما أجلس بمفردي أصلي وأبكي على ذنوبي ، ولكن بحكم وظيفتي التي غالباً أحس فيها بضيق في نفسي أجد نفسي أمام الذنوب وتنصب علي . هل أترك وظيفتي أم ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم(109/155)
الأخ الفاضل المبارك / أيمن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، وكم نحن سعداء حقاً بهذه الشخصية التائبة المتمردة على الباطل، التي تأبى أن تعيش في مستنقع الفساد والنتن حتى وإن ضعفت أحياناً، إلا أنها ما زالت تحمل الخير الكثير الذي يفتح أمامها أبواب التوبة على مصراعيها، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يبدلك خيرةً عن هذا العمل وهذا المكان الموجود، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً.
واعلم أخي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن الله سبحانه جل وعلا لا يضيع أهله، وأن رجلاً مثلك رغم حاجته الماسة لمثل هذا العمل إذا تركه لله ومن أجل الله لم ولن يتخلى عنه الحق تبارك وتعالى ، فاستعن بالله واترك هذا العمل فوراً، وعد إلى بلدك أو ابحث عن عمل آخر ليس فيه معصية لله، واعلم أن الله لم ولن يبارك في هذه الأموال التي تأتي من مثل هذا العمل، وكفى شؤماً والعياذ بالله أن يصبح العبد في معصية ويحس بها كذلك، فانح بنفسك ولا تتردد في ترك العمل في هذا المكان أو في هذه الوظيفة، وابشر بخير الدنيا والآخرة، وأكرر من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .
وأكثر من التوبة والاستغفار والدعاء أن يمن الله عليك برزقٍ طيب حال، بعيد عن هذه الوظيفة المشؤومة وتلك الأموال المحرمة، ونحن هنا بالموقع نضرع إلى الله أن يعوضك خيراً، وأن يبدلك خيراً ، وأن يمن عليك برزقٍ طيب حال، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... هل أبتعد عنها بعدما قدمت لي ... 55181 ...
السؤال
أنا شاب في مقتبل العمر، تعرفت على صديقة لي على النت، وبعد ذلك تمت العلاقة بيننا إلى درجة الحب، وبصراحة لقد ارتحت لها، وهي نفس الشعور، لدرجة أن اليوم الذي لا نسمع فيه صوت بعضنا نحس بضيقة، والحمد لله أحببنا بعضنا في الله ، وسبحان الله صدقوني أن لها فضل بعد هداية الله لي في صلاتي، أي أنها تتصل علي وتنصحني بالصلاة، وتقولي لي عن أي شيء يستوجب الحرمة أو الكراهة هذا حرام أو مكروه ، والحمد لله حبنا هذا ليس من نوع حب هذا الجيل، ولقد اتفقنا أنا وهي على الطريقة المشروعة الزواج ، وكل يوم ندعي ربنا أن يسهل لنا هذا الأمر ، ومع الأيام هداني ربي والتزمت وعرفت الطريق الصحيح، وسبحان الله كل شيء قدرت عليه وتركته من المعاصي إلا هذا الأمر ، هذا مع أننا صلينا لربنا صلاه استخاره ، وأحسسنا براحة، وشعرنا باشتياق بعضنا لبعض، وأنا في الحقيقة لا أدري ماذا أفعل ، أفيدوني جزاكم الله خيراً، إما أن أستمر معها على هذا الطريق في الخير كما كنا ، أو أن أبتعد عنها، مع أني والله حاولت لكن دون جدوى؟.(109/156)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن العزيز / أبو جواد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
ابني العزيز: أسأل الله أن يوفقك ويسددك، وأرجو أن يحفظ الله شبابنا من كل سوءٍ ومكروه .
أنصحك بالمسارعة إلى تصحيح الوضع، وذلك بالتوبة والاستغفار وإتيان البيوت من أبوابها، فإن هذه الفتاة لا تزال أجنبية بالنسبة لك، والغاية لا تبرر الوسيلة، فمهما كانت الغايات سامية ونبيلة لا يجوز لنا أن نسلك لها سبيل غير مشروع، بل ينبغي أن تكون الغاية نبيلة والوسيلة الموصلة مشروعة.
ويسعدنا أن تشاركك هذه الفتاة، وتساعدك على اتخاذ الطريق الصحيح لإتمام الزواج والعقد الشرعي الذي يتيح لكما تنمية عناصر الخير، وتكوين أسرة مطيعة لله سبحانه، فالعلاج في التمسك بهذا الإسلام الذي ما ترك خيراً إلا ودلنا عليه ولا شراً إلا وحذرنا منه.
وأحذرك من هذا (النت) الذي تظن أنه ساقك إلى الخير، لأنه غداً سوف يقودك إلى شر محض والعياذ بالله، والشيطان قد يصدق وإنه لكذوب، ومعظم العلاقات التي تبنى بهذه الطريقة مصيرها الفشل؛ لأن الشيطان يوسوس للطرفين، فيقول للرجل: إنها تكلم الرجال وتبيع العواطف، ويقول للفتاة: إنه تعرف عليك وربما تعرف على كثيرات فهو ثعلب يتغذى بهذه ويتعشى بالأخرى، وعندها تبدأ المشاكل التي تنتهي بما لا يحمد عقباه، كما أن المشاعر الشفوية قبل الزواج معظمها من باب المجاملات، فالفتى يساير الفتاة وكذلك العكس، فربما أظهر التدين لأن الطرف الثاني يفضل هذا الجانب ، وربما ربما !!! ويظل كل طرف يظهر خلاف ما يبطن، ويخدع الجميع بالجري وراء السراب.
ولذا كان من عظمة منهج الإسلام أنه يبني مشاعر الود الحقيقية بعد الارتباط الشرعي، وينعكس على حياة الطرفين صبراً على البلاء، ومشاركة في الأفراح، وصبراً على الأذى، وإحسان للعشرة، فالحياة الزوجية مليئة بالعسل والأشواك (ولا بد دون الشهد من إبر النحل) وليس الأمر كما يفهمه شبابنا المخالف لآداب الإسلام.
وأنصحك بمتابعة مواقع الخير في الإنترنت، وأرجو أن تتردد على المساجد وتشغل نفسك بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، وعندما تتهيأ للزواج عليك بذات الدين، واحرص على أن تستخير الله في كل أمورك، أسأل الله لكما التوفيق والسداد والحفظ والهداية، وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... مشكلة العادة السيئة
... 55116
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(109/157)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي عدة مشاكل وأريد حلاً لها ، وهي:
أعاني من مشكله التفكير الزائد، لكن الحمد لله في الفترة الأخيرة كان التفكير خفيفاً ، فقد كنت من قبل ذلك لا أستطيع النوم منه هذا التفكير ولو لأتفه الأسباب.
مشكله العادة السيئة، فأنا أعاني منها منذ أن كنت في الأول الإعدادي، وهاأنا قد أنهيت دراستي الثانوية قبل سنتين، وأحاول أن أبتعد عنها وأتركها ، ومع أنني أقرأ القرآن وأحافظ على صلواتي لكن لا أستطيع تركها ، وسبب معرفتي لهذه العادة هو من خلال طلاب هدانا الله وإياهم ، فقد أخبروني بأنه من يريد منكم أن يرتاح أن يفعل كذا وكذا، ومنذ أن بدأت أمارس هذه العادة وأنا لا أستطيع التوقف عنها .
أرجوكم أعطوني الحل ، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، وأسأل الله العظيم أن يستخدمنا في طاعته، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أخي الكريم: اعلم أن من لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل، فعليك بالإكثار من ذكر الله والرضا بقضاء الله وقدره، ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان، والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره ولا يحزن على ما فات، وتأكد أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وقد ذكرت أن التفكير أصبح خفيف وسوف ينتهي بإذن الله، والمؤمن يفكر في ملكوت الله فيزداد إيماناً على إيمانه، وقد مدح الله الأخيار فقال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:191]، والتفكير بهذا المعنى عبادة عظيمة لله رب الله العالمين.
العلاقة وثيقة بين العادة السيئة والتفكير، بل هو نتيجة من نتائج هذه العادة المخالفة، فهي تجعل الإنسان شارد الذهن، كثير التفكير ، انطوائي لا يحب الجلوس مع الناس؛ لأنه يشعر بالذنب ويسيطر عليه الخجل، فيؤثر الوحدة فيكون الشيطان هو الجليس، فيدفعه لفعل هذه المخالفة، ويشغله بالأفكار السيئة.
ومما يساعد على العلاج الخوف من الله والحرص على طاعته بتلاوة كتابه ، والمداومة على صلاة الجماعة ، وتجنب رفقة الشر، وغض البصر، وبذل الجهد في المذاكرة والأعمال، وتقليل الدسم في الطعام، وعدم الركون إلى الفراش إلا بعد أن يسيطر عليك النعاس، والحرص على أذكار النوم، وأذكار اليقظة من النوم، والإسراع بمفارقة الفراش بعد الفراغ من النوم، وإن كنت ميسور الحال فأرجو أن تحرص على الزواج ولو بشيءٍ يسير من المال، وتجنب رفقة الشر، والنظر إلى صور العاريات وقراءة المجلات.(109/158)
واعلم أن هذه العادة لها آثار مدمرة على صحة الإنسان، وتعرضه للإصابة بأمراضٍ خطيرة، وقد يعجز عن ممارسة حياته الزوجية بعد الزواج، وهي عادة سيئة يزداد صاحبها جوعاً وشوقاً إلى ممارستها، ولا يصل إلى الإشباع لأنه مصرف سيئ، وغير طبيعي لهذه الشهوة.
وردد دائماً قول الله تعالى في مدح المفلحين: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [المؤمنون:5- 7]، وقل أعوذ بالله من شر سمعي وبصري ، أسأل الله العظيم أن يغفر ذنبك، وأن يحصن فرجك، والله الموفق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد حلا لحبي
... 55108
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبتدي بسؤالي لكن وبإختصار شديد إني قد تعرفت على فتاة بالإنترنت وأحببتها من كل قلبي وهي كذلك وما كان يدور بيننا كان بالهاتف فقط ولا نتجاوز الحد المعقول من الحديث، وهي تخضع لي بالقول وهي من أسرة محافظة، وأنا أعرف أن أخوتها لايفوتهم فرض إلا وهم في المسجد وإنني فعلا أحببتها لأنها كانت توقضني لصلاة الفجر وأنها كانت تزعل مني زعل شديد إذا فاتتني الصلاة في المسجد...
المهم يا حضرة الشيخ ماذا أفعل قد تعلق قلبي بها ولا أستطيع نسيانها وللعلم إني تقدمت لخطبتها أكثر من مرة وأنا لا أزال في رغبة شديدة بالإرتباط بها، إلا أن أمها (الله يهديها) بها شك بأننا على علاقة ببعض ولكن ليس عندها دليل فما العمل يا حضرة الشيخ (أسالك الدعاء لنا لأننا بحاجة إليه) وجزاك الله عني وعنها خير الجزاء ..
أرجوك يا شيخ عجل عليّ بالإجابة فأنا ولله الحمد موظف ومبتعث للخارج للدراسة وأنا والحمد لله من المحافظين على صلاتي.
وأنا أواجه صعوبات في المعيشة هنا وأريد أن أستقر نفسياً وبالحلال لأن دراستي إحتمال أنها تطول وأنا شاب في كامل قوتي وشبابي وأريد العفاف.
وشكراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله ص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يوفقك في بعثتك الدراسية، وأن يرزقك زوجةً(109/159)
صالحة تكون عوناً لك على طاعته، وأن يحقق رجاءك فيه بأن يجعل هذه الفتاة الطيبة من نصيبك، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا فعلاً مقدر ظروفك، ومن كل قلبي أدعو الله لك بالتوفيق في مشروع الزواج هذا، وأن يوفقك كذلك في بعثتك الدراسية، واعلم أخي محمد أن هذه الفتاة لو كانت من نصيبك وأن الله قدرها لك فسوف تصل إليها حتى وإن طال الزمن، فما عليك إلا أن تكثر من الدعاء أن ييسر لك أمر زواجك منها، وأن يشرح صدر أهلها للموافقة مع الأخذ بالأسباب الممكنة، فحاول مرةً أخرى، وإذا لم توفق بنفسك أو بأهلك فلا مانع من الاستعانة ببعض الفضلاء ذوي المكانة عند أقاربها مع عدم التوقف عن الدعاء، وكذلك الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن فعلت ذلك كله، وكانت مقدرة لك فتأكد من أن الله سيشرح صدر أهلها لقبولك وتكون من نصيبك إن شاء الله.
وإذا لم تكن مقدرة لك في علم الله فمهما حاولت لن تصل إليها بحال، لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وفي هذه الحالة لن يكون أمامك إلا الرضا بقضاء الله والتسليم لإرادته ومشيئته سبحانه؛ لأنه لا يقدر إلا الخير ويعلم ما يصلح عبده وما يفسده، وحينئذٍ فابحث عن غيرها لعل سعادتك أن تكون معها وأنت لا تدري.
فاجتهد وحاول وخذ بالأسباب، وأكثر من الدعاء ، ولا توقف حياتك لأجلها إذا رفضك أهلها وأصروا على ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والقبول، وأن يدخل السعادة والسرور عليك بتحقيق رغبتك، إنه جوادٌ كريم وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أقول نعم أم لا
... 55104
... السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين المختار ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع نهجه إلى يوم الدين.
إخواني وأخواتي في الله بعد الشكر والثناء على هذه الخدمة أضع بين أيديكم مشكلتي التي لم أجد لها حل ، وضاقت بي الأرض ، ولم أجد من متنفس ، فقلت لن يفيدني إلا أهل العلم والتقوى وسآخذ بما ستحكمون وتقولون ، لكن طلبي أن تستعجلوا بالرد؛ لأن الأمر يجب أن يحسم في أيام قلائل ، وإن كان هناك محادثه هاتفية فلا مانع ، فأنا أتعذب كل دقيقه، ولا أجد حائط أستند إليه .
إليكم مشكلتي واعذروني إن كانت مفصلة لأني أريد أن تنظروا إليها من جميع النواحي:
أنا فتاه مغتربة بأمريكا ، وأدرس الماجستير ، وقدر الله أن أدخل غرف الدردشة، وكنت أقضي بعض الوقت فيها لأن كثيراً من واجباتي المدرسية تحكم علي الطباعة والبحث في الجهاز، كنت أقضي وقت الدردشة في غرف إسلامية دعوية ، والحمد لله(109/160)
كانت هناك نتائج جيدة، وكنت أحلم وأخطط بالمزيد، لكن شاءت الأقدار ما لا يخطر بالبال ، فقد تعرفت على شاب وكان حديثنا في قضايا إسلامية وفكرية وسياسية واجتماعيه، ثم بدأنا ننتقل لمواضيع ومعلومات خاصة بنا، لكني كنت حذرة كالعادة واستمر الاتصال الإلكتروني معه لأشهر طويلة ولساعات ، وصارحني بعد فترة قصيرة جداً أنه يريد الزواج مني، وشرح لي أن أهله بأمريكا بولاية مجاورة لنا ، ورغم عدم اقتناعي بوسيلة الشات للزواج ، لكن إصراره وطريقته وإلحاحه وإعجابي به أيضاً جعلني أتقبل الأمر على شرط أن يأتي وأقابله عند أهلي، ويسألوا أهلي عنه ، ولم أعطهِ موافقة ، ولقد وافقني الرأي ، ووعدني أن يأتي، فقد كان بمشرق الأرض وأنا بمغربها ، ثم حدثت أحداث العراق ، وتشتت الأمور قليلاً لحضوره ، وقال أنه ينوي أن ينزل مع المتطوعين ، وطلب مني رقم الهاتف فأعطيته ؛ لأن أمر الزواج واللقاء بدأ يذهب من مخيلتي لقراره، وبعد أن هدأت الأوضاع رجعنا كما كنا، وفاجأني أنه في أمريكا ، لكن أخبرني أن هناك أمور معوقة لحضوره لخطبتي، وبعد أيام وصلت الفاجعة والخبر الغريب، فقد أخبرني قريبه وكان يعرف علاقتنا أنه إنسان متزوج ولديه 3 أطفال، كاد عقلي أن يذهب، وكانت صدمة قوية هدت كل أحلامي ، وجعلتني أتصور الإنسان الملتزم الذي أحببته أنه كاذب ومخادع ، وعزمت أن أقطع كل علاقة به ، وفعلت وأصبحت لا أدخل النت ومحيت كل ذكرى له ، وما إن مرت أيام حتى فاجأني باتصاله الهاتفي وإخباري أنه في أمريكا وعازم أن يأتي ويخطبني ، وأخبرته بقراري، لكنه لم ييئس وبدأ يشرح لي عن عدم سعادته الزوجية، وكيف أنه تزوج وهو صغير زواج أسري ولا توجد نقاط اتفاق مع زوجته، لكنه لا يستطيع تركها ولديه أطفال ووووو...، استمررنا بالمحادثة الهاتفية وعرفني على زوجة أخيه ، وكنت أتعلق به وأحبه كثيراً كلما تقربت منه، فاتفقنا أن يأتي وسيحكم الله بيننا ، وقد حضر أخوه الأكبر مع زوجته ، وتحدثوا مع أهلي واتصل هو بأخي الأكبر مراراً كي يبني جسر علاقة ، ثم تحدث مع والدي، وأعجب والدي به، وأخبره والدي أن زواجه الأول ليس عائق عنده والأمر يعود لي ، وناقشه بأمور جديه ، وشرط عليه سكن شرعي، وقد أخبره الشخص أني سأسكن بولايته، ولي مسكن شرعي، وسينزل في العطلة عند أولاده كما كان من قبل، وإن حدث أن عدنا لبلادنا فسأسكن بمدينةٍ أخرى...الخ
المشكلة الآن أن الأمر عاد إلي، وكأن العالم كله ينهد فوق رأسي، تعب عقلي من التفكير ، وأصبحت لا أنام ولا آكل ، وعقلي شارد ، وتعبت كثيراً ، ولاحظ الجميع ذلك ، وظنوا أنه بسبب شغلي ودراستي، وفي اليوم الذي حضروا فيه لطلبي ، شعرت بتنفير وصد أهلي للأمر فكدت أموت من الهم طول الليل، وفي اليوم التالي أغمي علي وأخذتني الإسعافات...آآآآآآآآه ..لا أدري ماذا أقول لكم ، وكيف أشرح ؟ وعن ماذا أفصح؟ وعن ماذا أسكت...؟ الذي أريد أن أقوله أني أحبه جداً ، ولا أرى حياتي وسعادتي إلا معه ، رغم عدم قبولي وخوفي من أنه متزوج ، لكن المشكلة هي أن أهلي رافضين جميعهم ، ولا يوجد أحد يفهمني ويساندني حتى والدي الذي قال لهم أنه لا يوجد لديه مانع ، أهلي انقلبوا عليه، وحاولوا إقناعه أنه سيكون زواج فاشل، وقد جرت حوارات كثيرة معي ، وكلهم يتوعدني أني إذا وافقت فسيقلبوا الدنيا(109/161)
علي....وقد أفصحت عن حبي وعلاقتي به لأختي الكبرى والصغرى وقريبتنا، وزدتهم هماً وغما...أنا أفكر بالموضوع من جميع النواحي، وأريد أن لا أبني ردي على عواطفي فحسب ، فعندما أنظر للتكافؤ الزوجي أجد هناك بعض المعوقات :
1- مثلاً أنا أدرس الماجستير ، وهو لم يتمم دراسته رغم سعت فكره وذكائه وثقافته، وناقشت هذا الأمر معه ، وهو لا يمانع من تكميل تعليمه، وقد كان منتسباً في تخصص الشريعة ببلاده.
2- نحن من نفس البلاد لكننا من قريتين مختلفتين، وعائلته تدعي نفسها بأنها قبائل ، وعائلتي ينظرون إليهم بدونية ولا يحسبوهم من القبائل، وهذا عائقٌ كبير في الزواج ، لكنه هو لا يمانع لأنه ينظر لها بمنظور إسلامي ، رغم أن أهله قد يحاربوه لذلك.
3- هو متربي تربية القرية ، وأنا من المدينة، وهناك بعض الأمور المختلفة فكرياً ، خاصة عن المرأة، لكن وجدت منه تقبل للنقاش ، ونظر للأمور جميعها من منظار ديني.
4- زواجه مني قد يسبب له مشاكل كبيرة مع أهله وأقاربه ، وخاصةً زوجته ، رغم أنه يقول أنه سيدبر أموره لكني أخاف أن أكون سبباً لتفكك أسري وتعاسة أي أحد ، وهذا يسوقني لتخوف آخر أني قد أكون لست مرغوبة عند بعض أهله وأقاربه .
5- الشيء الأخير والذي هو أهم العوائق وبيت القصيد أنه متزوج ، وأهلي لا يوافقوا على الأمر ، ولا أدري ماذا أفعل ، كما أن مجتمعي المحيط كله ينظر للتعدد على أنه خيانة زوجية ، وبنظر للزوجة الثانية كلصة، وحاولت أن أوصل المفهوم إليهم لكن دون جدوى .
الآن أضع سؤالي بعد أن سردت لكم القصة باختصار وهو:
ماذا أقول لوالدي فهو ينتظر رأيي خلال يومين؟
هل أغامر وأتحدى الجميع وأوافق رغم أنه متزوج لأني مقتنعة به فكرياً وعاطفياً على أنه هو الإنسان المناسب ، أم أرفضه لضغوط من يحيطني ، وحتى لا أجلب له الهموم والصعاب؟ الشيء الذي أخجل أن أبوح به لأي شخص أني أحبه حب يهز كياني، ولنا سنة كاملة نعرف بعض، ولم يجذبني إليه شيء دنيوي، رغم أن شكله حسن ولديه سعة مال وأسره عريقة وخصال جيده، لكن ما جذبني إليه دينه وحماسه لرفعة الدين ، وفكرنا المتحد بذلك رغم اختلاف أهلنا معنا، وكنا نسعى أن نذهب للأندلس أول زواجنا لنرى كيف كان الإسلام ، وأن يكون الجهاد من أولويات همومنا ومخططنا ، وكنا نعين بعضنا بالعبادات ، ونبتكر أفكار للعبادات الجماعية والتعلم الديني، وهو أيضاً أتى ليخطبني وهو لا يعرف حتى شكلي ولا أهلي وووو ...لكنه كان متيقن ومتأكد بأكثر من طريقة أني متدينة، ويعرف أفكاري وأهدافي، وحبه لي قد يفوق حبي له.
عذرا لإطالتي ، وجزاكم الله خيراً لصبركم على هذه التفاصيل، لكني والله أفكاري متزاحمة ولا أجد من متنفس حتى إخواني خائفين أن أنهار وأتعب من جديد، وهذا ما يجعلهم يتراجعون من هجومهم.(109/162)
أخيراً أذكركم بسرعة الرد، ولحق الملهوف بجواب وافي، وطمأنينة المفزوع لعل الله يطمئنكم يوم الحساب، ولا تنسوا أختكم أمة الله بصالح دعائكم ، فأنا بأمس الحاجة إليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت المربية الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار المناسب، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته والقيام بمهام شريعته.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن تعلقك بهذا الأخ أمرٌ طبيعي جداً وليس بمستغرب، وهذه للأسف آثار هذا الإنترنت اللعين الذي بدأ يفسد على الناس فطرتهم، ويتحكم في اختياراتهم وعواطفهم، فإنسانة مثلك تعطي للدردشة وقتاً كافياً وتبوح بأسرارها لشخص ما ، وهو كذلك وليس هنالك شاغل آخر، ومع كثرة الاتصالات واللقاءات لا بد وأن تنشأ مثل هذه العلاقة، ولست وحدك ضحية هذه الدردشة، وإنما أنتِ واحدة من العشرات التي تتصل بهذا الموقع بصفة شبه يومية.
فراغ وعدم مراعاة ضوابط الشرع في الحديث المطول مع شخص حتى وإن كان ملتزماً، ماذا ستكون النتيجة؟
حتماً ستكون تعلق كل واحد بصاحبه خاصة وأنه لا رقيب ولا حسيب، والكل يقول ما يشاء بحرية حيث لا يراه الطرف الآخر، وقد يؤدي الأمر إلى نتائج وخيمة وعواقب غير محمودة، وأنتِ واحدة من هؤلاء ، تأثر قلبك بهذه الدردشة، حتى أصبحت أسيرة لهذه العلاقة، ولديك استعداد أن تقفي أمام أهلك بل والدنيا كلها لتتزوجي برجل عرض عليك كلاماً اختاره هو، والحقيقة ستظل مجهولة حتى يحدث اللقاء المباشر، وما أسهل أن يقول الإنسان ما يشاء من كلا الطرفين.
أتاني هوى قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
بل إن هناك عشرات النسوة والرجال من أدمنوا الدردشة وأصبحت عوضاً لهم عن الحياة الشرعية التي شرعها الله، فالمرأة تفضي للرجل بأدق أسرارها وتقدمه على زوجها، وتعطيه ما لا تعطيه لزوجها الشرعي، وتتوطد العلاقة إلى صورة لا يمكن تصورها، ويصبح هذا الرجل زوجاً بديلاً، بل ومقدماً على الزوج الشرعي بحجة أنها ارتاحت معه، وأنه متفاهم ومتفق معها، وأن روحها وقلبها تعلقا به، والرجال كذلك ، حتى تأثرت عشرات البيوت الإسلامية، ولا أدري واسمحي لي هل يا ترى ستواصلين الدردشة بعد ذلك أم لا ؟ وهل أنتِ متأكدة من أنك قد لا تجدين شخصاً آخر يحمل مواصفات أفضل من هذا الأخ فيؤثر في قلبك ويفسد ما بينك وبين زوجك؟(109/163)
معذرة في الإطالة وحدة الكلام، ولكنها الغيرة عليك وعلى أمثالك من ضحايا هذه الشبكة؛ حيث عدم معرفتك بحكم الاسترسال في الكلام مع شخص أجنبي لا تربطك به أدنى صلة ولا معرفة، ليصل الأمر من شدة التعلق بهذا السراب المزعوم إلى أنه لا مانع من معارضة الأهل وعقوق الوالدين وقطع الرحم!
من قال لك أو لغيرك بأن هذه الدردشة حلال حتى وإن أدت إلى الزواج؟! من قال لك بأن الوقت الذي تم تضييعه في هذه الدردشة سيكون في صحيفة حسناتك؟! أعود لأقول لك معذرة أمة الله ، ما هكذا تكون الأمور ولا تكون الأسر الإسلامية الراقية؟
وبناءً على ذلك أقول لك: حاولي إقناع أهلك مرةً أخرى فإن أصروا على عدم الموافقة فلك أن تستعيني بمن يؤثر عليهم، فإن لم يوافقوا فاعتذري للأخ، وتوجهي إلى الله أن يمن عليك بنسيانه والالتفات لدراستك، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح بطريقة مشروعة ولائقة، وعواطفك أنتِ التي أفسدتيها وأرهقتيها بهذه الدردشة ، فعليك بتحمل ظروف المعالجة والنسيان، ومن استعان بالله كفاه، فعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يخرجك من هذا المنعطف، وأن تعودي إلى حياتك الطبيعية، وأن تواصلي المسيرة الحقيقية لخدمة الإسلام بالصورة المرضية، وأن يعينك على تربية الجيل المسلم تربيةً جهادية، وإيمانية راقية، وأكثري من الاستغفار؛ لأن من واظب عليه جعل الله له من كل ضيقٍ فرجاً ومن كل هم مخرجاً، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... الحائرة في أمر هذا الصديق ... 54992 ...
السؤال
السلام عليكم .
لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي ، ولكني سأحاول أن أصف قدر الإمكان، ولا أعرف إذا كان المكان سيكفي، كما أرجو أن تحظى رسالتي اهتماماً من قبل القراء الأعزاء.
تعرفت منذ سنتين ونصف على شاب من خلال الإنترنت ، وتعاهدنا على الصداقة الحقيقية النقية الطاهرة الخالية من أي ادعاء ، وعلى أن لا نتخلى عن هذه الصداقة إلا بسبب الموت لا قدر الله أو في حالة ارتباط أحدنا، المهم أن صداقتنا كانت أروع ما يكون ، واعتبرته أكثر من صديق وأكثر من أخ ، والشهادة لله أنه لم يقل يوماً أدبه علي ، بل كان في غاية الاحترام والأدب ، وفي أغلب لقاءاتنا على الإنترنت تكون نقاشات هادفة وأغلبها دينية ، ولا أنكر أنني استفدت منه الكثير والكثير، وكان هناك تفاهم واهتمام كبير متبادل بيننا، حتى أنني أصبحت مدمنة على لقائه ، وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه.
ولكن مؤخراً ومنذ شهر تقريباً أرسل رسالة غريبة لم أستطع فهمها إلى الآن، كان يودعني فيها ويطلب مني أن لا أحاول سؤاله عن السبب ... قال فقط " إنه نداء من السماء والحمد لله الذي قدر التحرك والسكون بإذنه" .
قد لا تتصوروا إخواني وقع هذه الرسالة علي، لقد شعرت وكأنه طعنني غدراً ... و ممن؟ من أعز صديق ... !!!!! أهذه هي الصداقة الحقيقية؟ أهذه هي الأخوة؟!(109/164)
بالرغم من ذلك إخواني، راسلته راجية فقط أن يعطيني تفسيراً لتصرفه هذا ، وقلت له إنني على يقين بأنه سيأتي يوم ونفترق فيه وكل واحد منا سيذهب إلى جهة ، لكن على الأقل أستحق تفسيراً لهذا الابتعاد بحق هذه الصداقة وهذه الأخوة التي جمعتنا طيلة السنتين والنصف.
لكن من دون جدوى فهو لم يعطني أي سبب شافي ، اكتفى فقط بالقول أن لديه مشاكل خاصة لا يستطيع البوح بها لي ، مع العلم أنه كان من قبل يحكي لي كل كبيرة وصغيرة .
سألته إن كنت أخطأت في حقه بشيء فأنا أستسمحه ، لكن أقسم بالله أن لا علاقة لي بقراره .
قلت له : هل الموضوع له علاقة بزواجه؟ إن كان كذلك فأنا سأحترم حياته الجديدة ولن أزعجه بعد اليوم ، لأنه في إحدى النقاشات نصحني بعدم مصادقة رجل مرتبط ، لكن كان رده أن الموضوع لا علاقة له بكل ما يدور في رأسي .
إذاً بالله عليكم إخواني ما الذي تغير الآن؟
لماذا تعمد أن يتركني أعيش في هذه الحيرة وهذا الألم الشديد؟
لا أخفي عليكم إخواني أنني تألمت كثيراً وبكيت، واتجهت إلى الله سبحانه في صلواتي ودعوته، ولا أخفيكم سراً أني حاولت أن أبعده عن تفكيري لكن لم أستطع ، فكل شيء يذكرني به .
انقطع التواصل بيننا ولم أعرف ما هي جريمتي التي ارتكبتها وبقي عندي التساؤل " لماذا "؟
وأنا التي كنت له الصديقة الوفية والمخلصة .
أرجو أن تجد قصتي هذه الاهتمام لديكم ، وأن لا تبخلوا علي بحلولكم، فأنا أشرب من كأس المر الذي طالما سمعت عنه لكن السماع ليس كالتذوق.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يبصرك بالحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا حقيقة لا أدري ولا أعرف معنى الصداقة عندكم، وهل لها معنى آخر غير الذي يعرفه الشرع أو نعرفه نحن هنا في بلادنا؟ فالشرع أختي سليمة لا يقر ولا يؤيد أي علاقة بين رجل وامرأة ليس بينهما رباط شرعي، أو نسب أو قرابة أو مصاهرة، فالعلاقة بالصورة التي وردت برسالتك لم تكن علاقة مشروعة ، ولا يجوز لمثلك أن يمارسها ، نعم يمكن أن تكون الصداقة بين فتاة وفتاة، وبين امرأة وامرأة ، وبين رجلٍ ورجل، أما أن تكون بين فتاة وشاب أو امرأة ورجل، فهذا أمر منكر شرعاً، حتى وإن كانت العلاقة لا تتعدى مجرد الكلام أو الكتابة فقط،(109/165)
فكل ذلك مما لا يقره الشرع والقيم والأخلاق والعادات العربية الأصيلة، لذا أقول لك احمدي الله أن انتهت هذه العلاقة، وعليك بالتوبة والاستغفار والندم على ما فات.
وما حدث من هذا لشاب فهو تصرف طبيعي جداً ؛ لأن الفراق كان لا بد أن يقع نظراً؛ لأن العلاقة لم تقم على أساس من الدين أو العرف السليم، ولذ أنصحك أختي سليمة بنسيان هذا الموضوع تماماً، واحمدي الله أن أطال في عمرك، وأعطاك فرصة للتوبة والاستغفار، وبدلاً من هذه العلاقة سلي الله وتوجهي إليه بالدعاء أن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على طاعته وعوضاً مباركاً عن هذا الصديق الذي فقدتيه، فأكثري من الدعاء ، وإن شاء الله سوف يمن عليك بنسيان هذا الأمر ويكرمك بالزواج الصالح الذي يستحق منك هذا الوفاء والبر والصدق والإخلاص، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة ، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... علاقه حب ..!!!
... 54912
السؤال
السلام عليكم .
أنا شابٌ من أسرةٍ محافظة ، مواظبٌ على صلاتي ومتمسك بديني، تعرفت على فتاة من خلال الإنترنت ، ودامت بيننا علاقة تجاوزت الثلاث سنوات، أحب كلٌ منا الآخر ، ويعرف كلٌ منا الآخر وأصبحت بيننا اتصالات، ولقد تقابلنا، أردتها زوجةً لي فقاربت بين أسرتي وأسرتها من خلال تعارف نسائي فقط ، وتعرفت بعدها على أخوتها ، وصارحت أخاها على الزواج دون أن يعلم أن أساس العلاقة هي تعارف من خلال الإنترنت، وبعد أن سأل عني بطريقته اقتنع بي ، خصوصاً وأني صاحب سيرة حسنة بين الناس، ولا أمدح نفسي ، ولكن هذا ما توصل إليه أخوها ، والحمد لله لقد فرحت كثيراً ، بل فرحنا كثيراً ، وكانت علاقة حبٍ صادقه الهدف منها هو إكمال نصف ديني، بما أنه تخللها بعض الأمور التي لا تجوز شرعاً ولا عرفاً ، وهي علاقة الهاتف والمقابلة ، ولكن هذه زادتني حرصاً للزواج بها ، وذلك لاقتناعي بها، ولكن مع مرور الوقت تغيرت نظرة إخوانها لي ، ولم يقنعوا أباهم بي ، لا أعلم لماذا ، وقبل كل هذا استخرنا الله سبحانه وتعالى أنا في أمرنا هذا، واستخرت أنا مراراً وتكراراً، ويعلم الله أني لا أريد من النساء زوجةً لي غيرها، إني أكن لها حباً كبيراً ، وهي أيضاً كذلك ، ولكن هناك بعض الأمور والعوائق كاختلاف الجنسيات مثلاً ، وكانت هناك مشكلة عند أسرتي بالنسبة لي وقد تغلبت عليها وأقنعتهم عن غير رضىً كامل منهم جميعاً، ومع عدم ردهم على أسرتي أفرحهم هذا التصرف ، وعدم رضاهم أو ردهم زادهم حرصاً على زواجي بأسرع وقت من أحد قريباتي ؛ لكي لا أرجع لهذه الأسرة مرةً أخرى.
سؤالي: هل الزواج في مثل هذه العلاقة يقابله النجاح بعد الزواج؟
وهل أستمر بالمحاولات لأتزوجها خصوصاً وأننا صبرنا كثيراً لكي نكون أسرة واحدة، وتواعدنا على ذلك؟(109/166)
هل ما حصل من نتائج هو من محاسن الاستخارة ، وأننا لا نصلح أن نكون كزوجين ؟
أريد رداً شافياً فأنا في أمس الحاجة إليه بكامل تفاصيله .
عذراً على الإطالة فيعلم الله أني وجدتكما متنفساً ومكان أفضفض إليه هماً حل بي، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن في خدمتك وخدمة جميع المتصلين بموقعنا، فلا تتردد في الاتصال، ونعتذر إليك عن تأخر الرد، ونعدك بعدم تكرار ذلك مستقبلاً إن شاء الله، ونسأله جلَّ وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يَمُنَّ عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعة الله ورسوله.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فلا أريد بدايةً أن أعكر صفوك ببيان حرمة إنشاء علاقات مع النساء الأجنبيات عبر الإنترنت أو الهاتف، فأنت أعلم بذلك، ولكني أقول لك: أنت تعلم -أخي المحترم وليد- أن الأمور كلها بيد الله، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أرد الله، فإذا كانت هذه الأخت من نصيبك فسوف تصل إليها لا محالة رغم أنف أهل الأرض جميعاً، وإذا لم تكن من نصيبك فلو كنت ملَكاً من الملائكة أو سلطان الجن الأحمر -كما يقولون- لا يمكنك الزواج بها؛ لأن الله لا يغلبه غالب، ولا يغير قضاءه مخلوق مهما كانت عظمته وقوته، كل الذي علينا أن نأخذ بالأسباب، وأن نكثر الدعاء، ثم ندع النتائج بعد ذلك لله تعالى؛ فأنت أخذت بالأسباب الممكنة التي يبذلها كل شخص عادي، فإذا كنت ترى أنه بمقدورك أن تؤثر في قرار أهلك أو أهلها وتحاول إقناعهم بالمعروف والحكمة فلا مانع من استمرار المحاولات، شريطة أن تتوقف عن مقابلتها أو الاتصال بها، حتى تتضح الرؤية، فإن وافقوا على ذلك فارتبط بها، ثم حدثها الليل والنهار، وقابلها كيفما شئت؛ فلن ينكر عليك أحد؛ لأنها أصبحت زوجة لك، وإن لم يوافقوا تكون قد أعذرت إلى الله، وفي نفس الوقت لم ترتكب محرماً، وتكون تلك إرادة الله.
واعلم أنه لا عبرة شرعاً بالوعود التي بينك وبينها؛ لأنه لا يحل لكما ذلك شرعاً، ولذلك لا تشغل بالك بذلك، وتُبْ إلى الله منه.
وإذا لم يوافق أهلك بعد محاولاتك في إقناعهم، أرى أن تعتذر إليها، وألاَّ تغضب أهلك بسببها؛ لأن حقّ أهلك عليك أعظم من حقوق أهل الأرض جميعاً، ولا يليق برجل مسلم ملتزم مثلك أن يَعُقَّ أهله لإرضاء أي أحدٍ كائناً من كان، حتى ولو وافق أهلها ولم يوافق أهلك، فلا تضحي بهم أبداً مهما كانت درجة تعلقك بها؛ لأنك بذلك تكون قد كتبت على نفسك الشقاء والحرمان ومحق البركة، وغضب المولى عليك حيّا وميتاً.(109/167)
ومن أدراك، لعلَّ هذه المعوقات من بركات الاستخارة، وأنها فعلاً لا تصلح لك، وإنما تصلح لغيرك وقد خلقها الله له، كما لا تصلح أنت لها وقد خلقك الله لغيرها.
فحاول مرةً أخرى، فإن وفقت فهذا ما نرجوه، وإلاَّ فتوكل على الله، وارض أهلك، وابحث معهم حق زوجة أخرى.
سائلاً الله تعالى لك التوفيق والسداد، وسعادة الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هل ما أفعله حرام
... 54874
السؤال
أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني أعمل بالبحرين والسعودية وعندما كنت بالبحرين تعرفت على فتاة شيعية وهي تعمل محاسبة معي في نفس الشركة وصارت بيننا صداقة، وعندما أتيت إلى السعودية لم تنقطع الاتصالات بيننا حتى صرت لا أقدر على فراقها، وقد اعترفت لها أني أحبها مع أني أعرف أن هذا الحب لم يكن حقيقي، لأنني أعرف بعض المعتقدات عنهم غير معتقدات أهل السنة، وكانت تنصحني دئماً على أن هذا لم يكن حب ولكن تعود، فهل يجب علي أن أقطع اتصلاتي بها؟ وإذا رجعت إلى البحرين لا أكلمها أم ماذا؟
فنحن بيننا بعض المشاكل بسبب هذا الموضوع وكنت أنا المخطيء فهل أعتذر أم أفضل علي ما أنا عليه؟ وهل عندما أعود إلى البحرين أتكلم معها كما كنا أم ماذا أفعل؟
آسف أني طولت عليكم ولكني في حيرة من أمري فهي إنسانة مخلصة لي، ودائماً كانت تقدم لي النصح وتحمل عني بعض هموم العمل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع .
أخي الكريم: أوصيك بتقوى الله وطاعته، وأذكرك بضرورة الحرص على تجنب العلاقات العاطفية الخارجة عن الضوابط الشرعية، وهذه وصيتي لشبابنا الكرام، وتلك علاقات يزينها الشيطان وخلوات يحضرها وشرور يوسوس بها ، وهي في الحقيقة لا تفيد لكنها تضر، فكل طرف يظهر للآخر ما ليس عنده، وليس فيه من الصفات الكريمة ولو على سبيل المجاملة لاستمالة الطرف الآخر، وهذه العلاقات التي تبدأ بالمخالفة لأسس هذا الدين غالباً ما تكون قصيرة العمر كثيرة المشاكل والحسرات، هذا إن تم أصلاً الزواج؛ لأن الشيطان يوسوس للطرفين ويزرع(109/168)
الشكوك، ويقول للفتى وما يدريك لعلها صاحبة علاقات مع آخرين، ويقول للفتاة لست الأولى ولن تكوني الأخيرة، فنجد أنفسنا في حرج وضيق (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ..) [طه:124].
وعليه أرجو أن تجتهد في قطع هذه العلاقة ، وتحاول نسيان تلك الأيام، وأشغل نفسك بالاستغفار والطاعة الله، لأن الاتصالات وتذكر الماضي يشغل العواطف ويوقد الشهوات، والأفضل البحث عن عمل ليس فيه نساء، والمرأة تقبل وتدبر في صورة شيطان ، واحرص يا أخي الشاب على تحصين نفسك بزواج شرعي وميثاق غليظ، فابحث عن امرأةٍ صالحة توافقك في المقصد والعادات، وتشاركك العيش من نفس البيئة التي ألفتها ، وهذه كلها عوامل تساعد على الاستقرار الأسري مستقبلاً بإذن الله .
وقد ظهر لي من كلامكما أن تلك العواطف والمشاعر لم تكن إلا مجرد تسليه ولعب شباب، وهذا والعياذ بالله يخالف شريعتنا التي تصون الأعراض وتأمر بغض البصر وحفظ الفرج .
وتذكر أن الحب الحقيقي يبدأ بالزواج الشرعي الذي يبحث فيه الشاب الموفق عن المرأة الصالحة، ولا يرضى غيور أن تكون أم أبنائه مستقبلاً ممن يضاحكن الأجانب ، ويتوسعن معهم والعياذ بالله في الكلام والتعامل، والله مدح نساء الجنة بأنهن (( قاصرات الطرف)) وهذه صفة كمال في المرأة أن تقصر طرفها (( بصرها )) على زوجها فقط، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها .
وفقك الله للخير وسدد خطاك، ونسأله تبارك وتعالى أن يحفظ أعراضنا وأن يحفظ شبابنا ، والحمد لله رب العالمين، وبالله التوفيق.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... إنى أحتقر نفسى
... 54653
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم أن المواقع الإباحية حرام شرعاً ولكني كل ما أعزم على عدم العودة إلى هذه المواقع أرجع مرة أخرى مع العلم أني أستعين عليها بالصيام وقراءة القرآن فما الحل؟
وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع.
أخي الكريم : أسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وأحذرك يا أخي من توبة الكذابين وهي أن يتوب الإنسان بلسانه فقط مع تعلق القلب بالمعصية، فنجده والعياذ بالله(109/169)
يذكرها ويفتخر بها، ويعشق الجلوس إلى رفاقها، يتمتع بالنظر في آثارها وأطلالها، وأرجو أن تتذكر أن الإنسان لا يدري متى تنخرم به لحظات العمر وكم من صحيح خرجت روحه فلته، والتوبة المقبولة عند الله هي التي ورد ذكرها في كتابه قال تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً) (النساء:17) .
وطالما أن لحظة الموت مجهولة فحق للإنسان أن يخاف من التسويف وتأخير التوبة والإنابة
ومما يعينك يا أخي على التخلص من هذه الخطيئة ما يلي :
1-الصدق في التوبة والإخلاص فيها لله بمعنى أن لا يكون الدافع إليها غرض آخر .
2- الابتعاد عن رفاق المعصية.
3- شغل النفس بالمفيد، فمن لم يشغل نفسه بالحق شغلته نفسه بالباطل .
4-البحث عن مواقع إسلامية بديلة.
5-إعفاف نفسك بالزواج إذا لم تكن متزوجا .
6- تذكرك خطورة هذه الممارسات التي لا تخدم إلا أعدائنا وهم الذين يدفعون شبابنا للانحراف.
7-اللجوء إلى الله والتضرع إليه.
8- الإكثار من الطاعات، خاصة الصيام، وزيارة المرضى والمقابر ومعالجة أجساد الأموات .
9- مجالسة الأخيار.
10- البحث عن أعمال تستغرق الأوقات، والرياضة والحركة لتفريغ الطاقات
والإسلام يدربنا على ترك الطعام والشراب طاعة لله، فكيف يصبح المسلم صاحب الإرادة رهين معصية أو سجارة، فاتق الله يا أخي وتذكر أن كثرة الخطايا قد تؤدي إلى سوء الخاتمة والعياذ بالله، وشكراً لك على هذه المشاعر فلا زالت نفسك تلومك على هذه المخالفات، وهذا دليل خير أرجو أن تنميه وتتمسك به.
وأسأل الله لك السداد والثبات .
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ ...
... أشعر بالخوف وأفكر بالانتحار ... 54500 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه عندي 15 سنه، أعيش مع أمي، وأبي وأخي يعملان في الخارج، وأختي متزوجه في الخارج، أشعر بوحده فظيعه، وشعور بالخنقه، وأشعر دائماً بالخوف من الحياه والناس، وأنا والحمدلله محجبه من 4 سنوات، وقد لبست الخمار قريباً، ومنذ ارتدائي الخمار ازداد خوفي وخنقتي، وأصبحت أكره النزول، ولا أريد الذهاب إلى المدرسة، ولا أريد أن أتعامل مع الناس أو أرى أحدا من أقاربي، وفكرت في خلع الخمار والاستمرار بالحجاب العادي، ولكني أخشى الله وأخافه، وأصبحت لا أفعل شيء الآن إلا الإنفراد بنفسي والبكاء والدعاء إلى الله أنه يصبرني، ولكن هذه الأيام(109/170)
وأنا أبكي يأتي بعقلي التفكير في الموت والانتحار، ولكني أتذكر الله واتذكر أن ذلك حرام، ولا أعرف ماذا أفعل، والانسان الوحيد الذي يشجعني على الالتزام هي أختي، وهي لا تعيش معي، وأمي غير محبذة للخمار، ولكن يوجد قريب لي يحبني وأتحدث معه على الانترنت، ومتفق معي على أنه يأتي ويخطبني السنة القادمة، وهو من أسرة متدينة، ولكنه فى سن المراهقه 18 سنة، ويرفض بعد أساليب عائلته في التدين ويقول أنها تعقيد، ولكنه يريد الإلتزام أيضاً، ولكنه لا يعرف الطريق، وأنا أخاف أن يكون حديثي معه على الانترنت غلط، مع العلم أن أهلي يعلموا بكل شيء، وعندما أفكر في الموت وأتذكر الله ثم هو و أختي أتراجع فماذا أفعل؟ وهل أستمر في حديثي معه، وكيف أتعامل مع الناس، وأتخلص من الشعور بالخنقه وكره الناس ونفسى والشعور بأنني أنتظر الموت لكي أرتاح.
أرجوا الإجابة ولكم جزيل الشكر.
الجواب
الأخت /Sm الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
تعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من ذكر الله تعالى، ولا تلتفتي إلى هذه الأفكار السيئة، فالانتحار أكبر جريمة يمكن أن يفعلها الإنسان في حق نفسه، وعندها يحرم على نفسه الجنة، ولا عجب فالمنتحر معترض على قضاء الله وقدره، مسيء للأدب مع الله، والعياذ بالله، والشيطان همه أن يموت الإنسان على المعصية، ويحشد حيله وجنوده من أجل أن يخرجنا من الدنيا إلى النار والعياذ بالله.
فواحرصي على الالتزام والتمسك بالإسلام، ولا تتأثري بقول الناس ولا تلتفتي لوساوس الشيطان الذي يريد أن يربط بين ظروفك النفسية السيئة وبين التمسك بالحجاب، ويصور لك أن الخمار يزيد من خوفك وعزلتك، وهذا هو عمل العدو اللدود.
وكوني على اتصال بأختك ، وأحمد الله الذي منَّ عليك بشقيقة تشجعك على الإلتزام، وأرجو أن تبري والدتك ولا تطيعي أحداً في معصية الله.
والمسلم يطرد الخوف والحزن والاكتئاب بذكر الله، قال تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد: من الآية28)
وعجب لمن اغتم ولم يفزع إلى قوله تعالى :(لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء:87). فأني وجدت الله بعدها يقول : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء:88)
ننجي المؤمنين من الغم إذا ذكروا الله وتضرعوا إليه، فهي ليست لنبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولكنها للمؤمنين كذلك، فاحرصي على هذا الذكر ، وعجب لمن خاف ولم يفزع إلى قوله تعالى : (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(آل عمران: من الآية173) فأني وحدت الله في الآية التي تتلوها بقول (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ..) (آل عمران:174) .(109/171)
أما بالنسبة لموضوع قريبك المتدين فأرجو أن يتقدم رسمياً لطلب يدك، والإسلام لا يريد مثل هذه العلاقات والاتصالات التي يكون الشيطان فيها حاضراً وهي غير محمودة العواقب، ولذا أرجو أن تشجعيه على اتخاذ خطوات عملية على الطريق الصحيح حتى تخرجي من الحرج من ناحية شرعية، وكل مخالفة لأمر الله لها شؤمها وأثرها على الإنسان.
واعلمي أن في الناس أخيار فضلاء، فابحثي عن صديقات ملتزمات لتكوني معهن، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن الكريم، والاستماع للمحاضرات، ولا تتركي نفسك منعزلة فإن الوحدة شر، والشيطان قريب من الواحد، وإذا جاءتك الخواطر السيئة، فتعوذي بالله من الشيطان استغفري وقولي آمنت بالله والحمد لله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، والإنسان مغفور له ما لم يترجم هذه الوساوس إلى عمل وممارسة .
أسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.
المجيب د. أحمد الفرجابي
ـــــــــــــــــــ
... أغيثوني ... أغاثكم الله
... 54489
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أنا شاب أنهيت دراستي الجامعية وأبحث عن عمل، نشأت في بيئة محافظة ولله الحمد، ولكن للأسف البيئة الخارجية أكسبتني بعض الصفات والأخلاق الذميمة، وكنت أمر بحالات ضعف وأحيانا قوة إيمانية ولكن وحتى في فترات الهداية (إن جاز التعبير) لم أكن أتخلص من كل الصفات السيئة.
قبل شهرين تقريباً ذهبت للعمرة، علماً بأنني ومنذ أربع سنوات أذهب كل سنة لأداء العمرة، ولكن هذه المرة كان لهذه العمرة الأثر الإيجابي الكبير علي والحمدالله، ومنذ مدة إلتزمت بالصلاة في المسجد في كل الأوقات وأصبحت محافظاً على وردي القرآني، وأصوم كل اثنين وخميس، والتزمت بغص البصر وحفظ اللسان قدر الإمكان، وخففت علاقاتي مع الأشخاص الذين كانوا أحد الأسباب في تجاوزاتي وذنوبي.
إنني ومنذ بلوغي كنت أعاني الكثير أمام الأمور الجنسية، وللأسف كنت أمارس العادة السرية، علماً أنني على علم بمضارها وأعلم بحرمتها، وحتى أنني كنت أنهى أقراني عن ممارستها وهذا الذي ما أزال أعانيه إذ أنني أبتعد عن كل ما يمكن أن يثيرني وأحاول دائماً إشغال نفسي ولكن لا يدوم هذا الأمر أكثر من أسبوعين أو ثلاثة، وينتابني شعور أعجز عن وصفه من ضيق وقلق وتوتر وعصبية، وعندها لا يجدي اشتغالي بأي شيء فعندما أنهي صلاتي أو قراءة القرآن أعود للتوتر ولا يجدي معي سوى ممارسة هذه العادة القذرة، وفور انتهائي أعود لطبيعتي وأغتسل وبالطبع أشعر بالذنب وأستغفر ربي والذي دائماً أدعوه أن يعينني على الطهارة والعفاف وأن ييسر لي مصدر رزق أستطيع به الزواج، ولقد ضقت بنفسي ذرعاً إلى درجة أنني أصبحت أقول لنفسي مالك دواء سوى عذاب جهنم عندها ستتوبين وترجعين.(109/172)
آسف على الإطالة ولكن حسبي الله ونعم الوكيل.
وأعينوني أعانكم الله.
الجواب
الابن العزيز/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برد رسالتك فهذه مشكلة غالب الشباب الذين يعانون من الفراغ وقلة العمل، ولكن الذي يشجع في علاجك ويساعد عليه أنك من الصالحين المجاهدين لأنفسهم الذين يحبون الله ورسوله، ومسألة ضعفك أمام هذه العادة معناه أنك ما زلت في حاجة إلى مزيد من التقوى والإكثار من أعمال البر والخير وشغل نفسك ببعض الأمور التي تساعد في تقليل وقت الفراغ عندك.
ولذا أنصح بالآتي:
1- مواصلة كل أعمال البر والتي تقوم بها حالياً فهي من أهم عوامل النجاة.
2- زيادة جرعة هذه الأعمال خاصة الصيام وقراءة القرآن.
3- مصاحبة الصالحين وقضاء معظم الأوقات معهم حتى يقوى إيمانك.
4- حضور مجالس الذكر وحلق العلم حتى يزيد العلم الشرعي لديك.
5- ضع لنفسك أو بمساعدة بعض الدعاة منهجاً علمياً معقولاً تقضي معه أوقات فراغك ويزداد به علمك وترضي به ربك خاصة علم التزكية.
6- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالثبات على دينه وأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة.
7- أكثر من الاستغفار قدر استطاعتك مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
8- حاول قراءة الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية فإنها ستفيدك في العلاج بإذن الله.
9- قاوم قدر استطاعتك ولا تستسلم وسينصرك الله ويغفر لك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مشكلة النظر إلى الحرام
... 4102
السؤال
مشكلتي باختصار
أنا شاب متزوج والحمد لله، وقد رزقني الله بطفل سميته عبدالله، والطفل الثاني في الطريق، ملتزم والحمد لله، والزوجة ملتزمة والحمد لله، ولكني أحب النظر إلى(109/173)
الحرام، عاقبت نفسي أكثر من مرة ولكن لم تنته عن هذه الخصلة التي تغضب الله، رأيت أحد الاستشارات التي تتحدث عن هذا الموضوع، فتذكرت أنى تعرضت للاغتصاب وأنا صغير ، فقلت في نفسي: هل هناك علاقة بين الموضوعين؟ ربما يكون كبتا ، ربما يكون عجزا مني أمام زوجتي أثناء الجماع، ربما ربما ربما ربما، ولكني أخشى شيئا واحد وهو الخوف من عقاب الله الذي أعطاني نعمة البصر ونعمة الزوجة ونعمة الولد، نعم كثيراً أخشى أن تسلب مني وأنا مصر على هذه المعصية ، أرجو الإفادة ، أفادكم الله.
الجواب
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك لك في أهلك، وأن يبارك لأهلك فيك وأن يجعلكم أسرة مسلمة صالحة وأن يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يثبتك على الحق إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فاعلم أخي الفاضل أن الحق تبارك وتعالى قال : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11) فإذا لم تقرر أنت أن تتخلص من تلك المعصية وتتخذ قراراً قوياً وحاسماً لم ولن تتمكن من التخلص من ذلك، فعليك أولاً أن تقرر التوقف الفوري عن هذه المعصية مهماً كانت الأسباب والدوافع .
ثانياً: عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعيينك على التخلص منها
ثالثاً : تذكر عقوبة المعاصي والآجلة واعلم أن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة والعياذة بالله .
رابعاً : إن هذه المعصية قد تحبس عنك الأرزاق وتحرمك من التوفيق وتنقص عليك حياتك وتبدلك بدل النعمة نقمة والمحبة عداوة .
خامسا: لا علاقة بين حادثة الاغتصاب وهذه المعصية لا من قريب و لا من بعيد.
سادساً : تذكر أن نظر الله أسرع إليك من نظرك إلى الحرام فاستحي من الله .
سابعاً : أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بنية الإعانة على التخلص من هذه المعصية واعلم أن من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، وأنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم وأن الأعمال بالنيات وأن الله يعطيك على قدر صدقك وهمتك فأر الله من نفسك خيراً وسل الله السلامة والعافية.
وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أنقذوني من شيطاني
... 4091
السؤال(109/174)
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
الاخوة الأعزاء في استشارات الشبكة
(أريد حلا لنفسي )
حيث أنني شاب أبلغ من العمر 23عاما، ألتزم في جميع الصلوات الخمس، وأكاد لا أترك المسجد بتاتاً، وأحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم، وأجيد قراءته بالأحكام العليا، وجميع أصدقائي من الشباب الملتزمين في المساجد، ومعظمهم متدينين، وأنا مسرور جداً لذلك، والأدهى من ذلك أني معروف لدى الجميع بأني إنسان متدين ولا يخطئ.
ولكن ما إن يدخل الليل وعتمته أنسى كل ذلك، وإن قلت كل ذلك نعم، فهو كل ذلك فارتكب المعاصي بكل أشكالها، من تلفاز داعر، وبرامج ساخرة، وخيالات حقيرة و أفعال مخزية (كالاستمناء) .
حاولت الكثير أن اصلح نفسي، ولكن شيطاني لا يتركني، فلن تعدي ليلتي إلا وأرتكب عملاً شيطانياً حقيراً.
ثم يأتي الصباح فأصلي الفجر في وقته، وأكون في حالة ندم شديد، وأتهم نفسي بالنفاق تارة وأخرى بالفسق، وأخرى بالكفر والعياذ بالله، ثم أتوب إلى الله تعالى وأرجوه أن يغفر لي، ومن ثم أعيش نهاري ملاكاً يمشى على الأرض، ومن ثم يأتي الليل وعتمته، وأكون مصمماً على أن لا أعيد الكرة، ولكن أنسى نفسي، كيف ذلك حدث لا أعلم ؟
أرشدوني بالله عليكم كيف أنقذ نفسي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الأخ / سالم الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلى أن يثبتك على الحق وأن يغفر لك وأن يتوب عليك وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية والليل والنهار، وأن يجعلك من عباده المحسنين الذين يعبدون الله كأنه يراهم فان لم تكن تراه فانه يراك .
وبخصوص ما ورد برسالتك فهذه بلاشك ظاهرة تدل على ضعف الإيمان، ويخشى عليك منها سوء الخاتمة، لأنه من شرار الخلق عند الله بل ومن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من إذا خلو بمحارم الله انتهكوها والعياذ بالله، فيجب عليك أن تقف وقفة صادقة مع نفسك وأن تعلم خطورة ما تقوم به، وسأقدم إليك بعض النصائح لعلها تساعدك في الإقلاع عن تلك المخالفات:
1- حاول أن تخرج هذه الأجهزة من غرفتك وألا تتركها عندك مطلقاً .
2- إذا كان بالإمكان ألا تنام في غرفة وحدك، فذلك أفضل لئلا تضعف أمام نفسك ويستحوذ عليك الشيطان ولو بصفة مؤقتة .
3- اترك باب غرفتك مفتوحاً إذا لم ينم معك أحد قدر الاستطاعة .
4- لا تدخل إلى غرفتك إلا عندما تشعر بحاجتك الشديدة إلى النوم .(109/175)
5- أحرص أن تنام على وضوء دائماً، وعليك بأذكار النوم بصفة يومية .
6- استمر في ذكر الله تعالى عند النوم، ولا تتوقف حتى تفقد وعيك .
7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التخلص من تلك المحرمات .
8- راجع الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية ( 1784 ) .
9- اقرأ في كتب (سير السلف والصالحين)، لتقارن حالك بحالهم وتتأثر بهم .
10- اجعل لك برنامج ولو شهرياً لزيارة المقابر وعيادة المرضى، لترى فضل الله عليك .
11- واصل العبادات التي تؤديها الآن ولا تتوقف مطلقاً لأنها من وسائل النجاة.
مع تمنياتي لك بالتوفيق
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أنساه
... 4029
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله،
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموثع الذي يتيح لي أن اقول مافي قلبي .
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، تعرفت على شاب يكبرني بعام تقريباً عن طريق الانترنت ومضت تقريبا سنة وأنا معه، وتقدم لخطبتي وأهلي رفضوه، ولكن المشكلة هي أني قد عرفت أن الذي كنت أفعله غلط كبير، وهو التكلم معه وما إلى ذلك، والآن أنا نادمة جدا ورجعت إلى الله وتبت إليه ولكن المشكلة هي أني لا أستطيع أن أنسى هذا الشاب، لأني أحببته وأنا في مراهقتي وصعب علي أن أنساه، وهو بالتأكيد نساني لأنه لو كان يحبني فعلا لما تقدم لخطبتي وهو لا يعمل و ليس لديه شهادة دراسية، فأنا الآن أتعذب أريد أن أنساه وأبدأ حياة جديدة، ولكن لا استطيع لأنني أحببته من كل قلبي، فهل هناك من وسيلة للتخلص من الالم والماضي المرير؟
شكراً لكم وآسفة على الإطالة .
الجواب
الأخت / فاطمة الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحب بك في موقعك، وكم يسعدنا إتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا ونسأله تعالى أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك وظن جميع المتصلين، كما نسأله جل وعلى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يتقبل توبتك وأن يحقق أمنيتك، وأن يمن عليك بزوج صالح يعينك على طاعته جل جلاله.
وبخصوص ما ورد، فالحمد لله أن من عليك بمعرفة الحكم الشرعي لهذا الاتصال، وهذه نعمة عظمى تشكرين الله عليها، وأما بخصوص هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك ورفضه أهلك رغم حبك له، قطعاً هم لا يرضون بذلك حتى ولو عرفوا، فإن غالب(109/176)
الأسر مازالت ترى التعارف عن طريق الإنترنت غير مشروع لمخالفته لما تعارف عليه الناس من الطرق الطبيعية المعروفة، وكونك متأكدة من أنه قد نسيك لكونه تقدم دون استعداد فلا أعتقد أن حكمك هذا صحيح أو صائب ، وما وقع منه لا يدل قطعاً على عدم حبه لك فهذا من الغيب الذي لا يعلمه الا الله ، لذلك أقول لك مادمت قد تبت إلى الله من الإتصال به أو بغيره، فلا تفكري في معاودة الإتصال به أو بغيره، حتى لاتقعي في معصية الله، وإذا كان لك نصيب فيه وهو أيضا يصلح لك زوجاً فتأكدي من أن الله سوف يجعله من نصيبك إن شاء الله حتى وإن طال الزمان، وإذا لم يقدره الله لك فلا يمكن أن يصل إليك أبداً لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنصحك بأن تسألي الله أن يعينك على نسيانه، فأكثري من الدعاء أن يمن الله عليك بنسيانه وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وحاولي أن تشغلي نفسك بشيء نافع ومفيد مثل الإطلاع والقراءة ووضع برنامج مبسط لحفظ القران الكريم، وحضور دروس ومحاضرات دينية ، والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية النسائية، وتعلم فن الطهي والطبخ أو الخياطة وغيرها من الهوايات النافعة والمفيدة، وأهم شيء الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي(صلى الله عليه وسلم ) فإن كان لك فيه نصيب فسوف يأتيك وأنت أقوى إيماناً وأكثر صلاحاً واستقامة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فسوف يرزقك الله بزوج أفضل منه يكون عوناً لك على طاعته ويعوضك عن هذا الشاب، ويكون سبباً في دخولك إلى جنات الله ورضوانه، ويجمعك الله به في الدنيا والاخرة .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أضرار التدخين والعادة السرية
... 3858 ...
السؤال
أرجو إفادتى فى مضار العادة السرية، وهل مضارها مرتبط بالتكرار أم أنه موجود بغض النظر عن التكرار، كما أرجو الإفادة أيضاً فى مضار تدخين الشيشة حيث إنني قد تعودت عليها من فترة طويلة بشكل يومى.
يؤكد الكثير من الأصدقاء أن التدخين لا يضر إلا بالإكثار منه أما إن كان التدخين كعادة بشكل يومي حجر أو اثنين فلا مضار فى ذلك؟
أرجو الإفادة من صحة المعلومة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
مضار صحية ناتجة عنة الإدمان على العادة السرية:
هناك مضاعفات خطيرة تنشأ من التمادي في ممارستها، مثل احتقان وتضخم البرستات، وزيادة حساسية قناة مجرى البول، مما يؤدي إلى سرعة القذف عند مباشرة العملية الجنسية الطبيعية، وقد يصاب بإلتهابات مزمنة في البروستات(109/177)
وحرقان عند التبول، ونزول بعض الإفرازات المخاطية صباحاً، كما قد تسبب الإنهاك والآلام والضعف والشتات الذهني، وضعف الذاكرة والعجز الجنسي, وسرعة القذف، وضعف الانتصاب، وفقدان الشهوة.
يخطئ من يظن أنه بعد الزواج سيتمكن من الإقلاع عن هذه العادة بسهولة, فالواقع ومصارحة المعانين أنفسهم أثبتت أنه متى ما أدمن الممارس عليها فلن يستطيع تركها والخلاص منها إلا بالمعاناة حتى بعد الزواج، بل إن البعض قد صرّح بأنه لا يجد المتعة في سواها حيث يشعر كل من الزوجين بنقص معين ولا يتمكنا من تحقيق الإشباع الكامل، مما يؤدى إلى نفور بين الأزواج ومشاكل زوجية قد تصل إلى الطلاق، أو قد يتكيف كل منهما على ممارسة العادة السرية بعلم أو بدون علم الطرف الآخر حتى يكمل كل منهما الجزء الناقص في حياته الزوجية، فالعادة السرية تعود الألياف العصبية على الهياج اليدوي مما يصعب إرواءها بالهياج العادي خلال عملية الجماع بين الرجل والمرأة.
أما الوقاية من هذه العادة فإليك ما يلي:
1- معاشرة الرفقاء الأتقياء الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء.
2- الابتعاد عن كل المثيرات الجنسية من صور وأفلام وقصص وأشعار وغير ذلك.
3- عدم التعري والجلوس وحيداً.
4- الزواج المبكر.
أما علاج هذه العادة فإليك ما يلي:
أولاً : يجب أن نعلم أن الممارس لها يعتاد عليها بل يدمن عليها، ويصعب عليه الخلاص منها، فالتخلص منها ليس بالأمر السهل، و لكنه ليس مستحيلاً، بل يحتاج إلى عزم و إرادة و تصميم.
لا بأس أن نتذكر مدمني التدخين، عندما يريد مدمن التدخين الإقلاع عن هذه العادة يعاني من ذلك فترة زمنية إلى أن يتمكن من الخلاص، كما نلاحظ أنه قد يترك الدخان يوماً كاملاً ثم يرجع إليه، ولكن في المحاولة الثانية للتخلص من الدخان قد يصبر ثلاثة أيام ويرجع، وفي المحاولة الثالثة للتخلص قد يصبر أسبوعاً كاملاً، وهكذا إلى أن ينجح.
إذن على مدمن العادة السرية أن لا يصاب بالإحباط و اليأس، بل يحاول الصبر أكبر مدة يستطيع عليها، فإذا غلبه الشيطان وأوقعه مرةً أخرى فعليه أن يجدد العزم والتوبة من جديد ويطلب من الله تعالى التوفيق ويحاول مرةً أخرى ، وسيرى نفسه قد صبر فترةً أكبر ، ولو أوقعه الشيطان في المعصية مرة ثالثة فعليه أن لا ييأس ويعاود الكرة إلى أن ينجح النجاح التام.
جميل أن نتعلم من الأطفال عدم اليأس ، ألا ترى الطفل كيف يحاول الوقوف فيقع على رأسه ويبكي، لكنه يعيد المحاولة ويقع ويتألم ويبكي، ومع ذلك يحاول مرةً أخرى وأخرى إلى أن ينجح ، فهل عزيمة الأطفال وإرادتهم وصبرهم أكبر من عزيمتك وإرادتك وصبرك ؟؟!!
ثانياً : الزواج ، فلا تفكر في المعصية ، وابحث عن الطريق الحلال ، وإذا تيسر لك الزواج فالحمد لله رب العالمين ، وإذا لم يتيسر لك فعليك بالحل الثالث :(109/178)
ثالثاً : الإكثار من الصوم .
رابعاً: معاشرة الرفقاء الأتقياء الصالحين والابتعاد عن رفقاء السوء .
خامساً: الابتعاد عن كل المثيرات الجنسية من صور وأفلام وقصص وأشعار وغير ذلك.
سادساً: لا تلجأ إلى الفراش إلا وأنت متعب مرهق.
سابعاً : تجنب التعري و الوحدة .
ثامناً : تجنب الحمامات الساخنة وحاول الاستحمام وأنت على عجل ، مثلاً: قبل الذهاب إلى العمل.
تاسعاً : القضاء على وقت الفراغ بالأعمال المفيدة.
عاشراً: عدم الإكثار من الطعام الذي يزيد في القوة الجنسية.
الحادي عشر: كن على وضوء في كل الأوقات.
الثاني عشر: الابتعاد عن أماكن التجمعات المختلطة كالأسواق وغيرها إلا عند الحاجة ، فإذا أردت الذهاب فاختر الأوقات التي يقل فيها تواجد الزحام والاختلاط ، واختر الأسواق الأكثر حشمة.
الثالث عشر: عدم النوم على البطن ( الانبطاح ) والنوم عاريا أو شبه عارياً أو بملابس يسهل تعريّها .
الرابع عشر : تجنب احتضان الأشياء كالوسادة أو الدمى كبيرة الحجم وغير ذلك.
الخامس عشر : تجنب استخدام الأقمشة الحريرية أو الناعمة في الملابس والأغطية ، فكل ذلك قد يحرك الشهوة عند الاحتكاك.
أضرار التدخين:
إن التبغ يحتوي على 4000 مركب كيماوي ، وكلها ضارة ، منها 500 مركب ضار جداً، و43 مركب يسبب السرطان ، كما أن التدخين يؤدي إلى كثير من الأمراض :
1- 75% وفاة بدون سبب .
2- 78% من الإصابة بجلطات القلب.
3- 70% من الإصابة بالذبحة الصدرية.
4- 68% من سرطان الرئة.
5- 14% من سرطان الحنجرة .
16- 12% من سرطان الفم .
17- 5% من سرطان المثانة .
18- 1% من السرطانات الأخرى .
مزايا التخلي عن التدخين:
1- حياة أطول.
2- زيادة اللياقة الجسمانية.
3- جلد أحلى، وتجعدات وكرمشة أقل.
4- مظهر أفضل ( انعدام بقع النيكوتين ).
5- تصير رائحتك أفضل للآخرين.
6- تتذوق طعامك بطريقة أفضل.(109/179)
7- نقود أكثر ، و فلوس زيادة ، وغيرها.
الأمور المعينة على ترك التدخين:
1- الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه .
2- الرغبة الصادقة والعزيمة الأكيدة والإرادة القوية في الإقلاع عنه.
3- خطط لطريقة تقلع فيها عن التدخين كأن يكون تدريجياً أو فورياً.
4- أخبر أصدقائك ومن حولك أنك ستقلع أو أقلعت عن التدخين .
6- لا تتردد على الأماكن التي يكثر فيها التدخين .
7- استعمل السواك أو اللبان " العلك " إذا وجدت حنيناً للتدخين .
8- أكثر من شرب الماء والعصير لتخفيف تركيز النيكوتين بالدم .
9- حاول زيارة طبيب مختص تستشيره .
10- غاز ثاني أكسيد الكربون سينخفض من جسمك بعد يومين من الإقلاع عن التدخين .
11- تذكر أنك الآن أقلعت عن التدخين وأضراره وانظر لنفسك أنك شخص غير مدخن.
والله الموفق .
المجيب د. أسعد المصري
ـــــــــــــــــــ
... المناظر الإباحية على الإنترنت
... 3731
السؤال
لا أستطيع أن أبعد نفسي عن رؤية المناظر الخليعة بالإنترنت ، ولقد حاولت أكثر من مرة وأفشل في ذلك، ماذا أفعل حتى أبتعد عن ذلك؟ خاصةً أني أصوم كثيراً ولا أستطيع الزواج بسبب تعنت والدي وتدخله في اختياري للزوجة.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا تواصلك معنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يتوب عليك، وأن يغفر لك، وأن ييسر لك أمر الزواج، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك أخي العزيز محمد:فإن قلبي ليعتصر ألماً وحسرة لما أنت فيه من معصية لجبار السموات والأرض وتضييع لوقتك وعمرك فيما لا فائدة فيه، ولا يؤدي إلا إلى قسوة القلب وظلمته، وسواد الوجه وسوء العاقبة والحرمان من توفيق الله تعالى، وإثارة لشهواتك الجنسية دون وسيلة مشروعة لتصريفها، فاتق الله أخي محمد في نفسك، واعلم أن هذه المعاصي وأمثالها تسقطك من عين الجليل جل جلاله، وتجعل حياتك كلها بؤسا وشقاء وعدم توفيق؛ لأن ما عند الله لا ينال بمعصيته(109/180)
جل وعلا، وأنه لا يحب من يعصيه ويخالف أمره، بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم من شرار الخلق عند الله من إذا خلا بمحارم الله انتهكها والعياذ بالله، ومساعدةً في التخلص من هذه المعاصي إليك ما يلي:
1- واصل الصيام كما تفعل ولا تتوقف عن ذلك.
2- حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة مع الإكثار من صلاة النوافل.
3- ضع لنفسك برنامجاً ولو قليلاً لقيام الليل والوقوف بين يدي مولاك في الخلوة
4- أكثر من التوبة والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
5- ابدأ مشروع حفظ القرآن الكريم حتى ولو آية واحدة يومياً .
6- أخرج الجهاز من غرفتك، واجعله في مكان عام بالمنزل كالصالة مثلاً.
7- اجعل استعمالك للجهاز نهاراً أو ليلاً في وجود آخرين معك.
8- اجتهد قدر الاستطاعة ألا تستعمل الجهاز وحدك خاصة بالليل.
9- مارس أي نشاط بدني كالرياضة مثلاً ولو المشي على الأقل.
10- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التوبة والتخلص من هذه المعصية.
11- حاول بشتى الوسائل إقناع والدك بزواجك، وسيوفقك الله فلا تيئس، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... الدردشات عبر الانترنت
... 3695
السؤال
السلام اود معرفة حكم الدردشة بالانترنت مع مراعاة الاخلاق في التحدث والدعوة الى الهداية الى الطريق المستقيم لعل وعسى ان يهدي الله بها أحد الشخاص
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة/ السلسبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يوفقك للحق الذي يرضيه إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص وما ورد بسؤالك: فقلد سبق لنا أن أجبنا عليه عدة مرات، وقلنا فيه أقوال أهل العلم والتي خلاصتها عدم جواز ذلك بين البنات والشباب، لأن ذلك فيه مخاطر عظيمة، ولدينا كثيرً من القصص المؤلمة التي حدثت بسبب ذلك، لذا ننصحك أختنا المباركة -حفظك الله- بأن تخصصي كلامك لأخواتك النساء، وهذا مجالٌ واسع يحتاج إلى جهود العشرات بل والمئات من الأخوات، فحاولي تخصيص نشاطك في مجال دعوة أخواتك من البنات عبر الشات أو غيره، وتوقفي تماماً عن التخاطب مع(109/181)
الشباب، وإياك أن يضحك عليك الشيطان ويزين لك التحدث مع الشباب أو يضيع وقتك في هذه المحادثات مما يؤثر على أمورك الأخرى؛ لأن هذه الدردشة أصبحت بلاءً يشتكي منه الكثير من الناس، حتى الدعاة أنفسهم، فننصحك بتحديد وقت محدد لذلك لا تزيدي عنه، كما ننصحك بجعل الجهاز في مكان واضح بالمنزل حتى لا يستغل الشيطان وحدتك ويضعف عزيمتك ويزين لك الكلام مع الشباب، وأنصحك أيضاً بالرجوع إلى الاستشارات التالية:
2777 ، و3082 ، و3165 ففيها تفصيل أكثر.
واعلمي أختاه أن الغاية لا تبرر الوسيلة، فمخاطبة النساء للرجال محفوفة بضوابط شرعية كبيرة لا بد من مراعاتها ما دمت تقصدين خدمة الإسلام ابتغاء مرضاه الله، ومساهمةً في نشر الخير، والله نسأل أن يوفقك إلى كل خير، وأن يتقبل أعمالك خالصةً لوجهة الكريم، وأن يعينك على نفع أخواتك المسلمات، وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... اكتئاب وتوتر شديد منذ عشر سنوات
... 3184 ...
السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة ، متزوج ولدي طفلتين ، والثالث في الطريق ، وأنا متزوج منذ عشر سنوات ، مشكلتي في الآتي :
1- التوتر الشديد والقلق من أقل موقف أو تصرف ، مثال: عند قراءة جريدتي المفضلة أتوتر خصوصاً في العمل ، أحس أنه لدي أعمال يجب إنهائها في البداية ، مع أن عملي لا يستحق ذلك القلق ، ويمكن إنهاءه في ساعة واحدة ، وأحس أني ملاحق ، وأني يجب إنهاء قراءة الجريدة بسرعة، أو عند البحث عن معاملة معينة ، أو عند الذهاب لمراجعة أحد المصالح الحكومية ، أو عند الذهاب لشراء حاجياتي من السوق ، أو عند مناقشة البائع عن سلعة معينة عن مواصفاتها وميزاتها إلى آخر تلك المواقف ، ويصاحب ذلك بعض الأعراض التي تزعجني كثيراً ، مثال : صداع ، ثقل في الأطراف ، ضيق في الصدر ، تشتت في التفكير ، وضعف في التركيز ، انخفاض في حدة الصوت ، إحساس بالضعف والإحباط ، الضعف العام في الجسم ، بطيء في الفهم ، بطيء في التحدث .
2- بعض الوساوس القهرية مثل : إذا أكلت أكلة ثقيلة وأحسست بالانتفاخ لمت نفسي ، ليتني ما أكلت ، وتظهر عند ذلك الأعراض التي ذكرتها سابقاً ، أو مثلاً عند تجاوز مخرج بالسيارة أو طريق أقرب من الطريق الآخر لمت نفسي لماذا وليتني سلكت الطريق الصحيح ، وتظهر كذلك الأعراض السابقة من صداع وكآبة ، كذلك عند القيام صباحاً من النوم أو بعد الظهر بعد العودة من العمل أشعر بضيق شديد ، وكآبة شديدة ، مع صداع ثقيل جداً في الرأس يمنعني أحياناً من الاستيقاظ ، وضعف جنسي منذ أول ليلة في زواجي ، وحتى الآن مع وجود انتصاب ولكن ضعيف ، وعندما إتمام الجماع أحس بتعب شديد بعد الإنزال ، ويصعب علي العودة مرةً أخرى للجماع ، إلا بعد فترة طويلة ، مع وجود سرعة في الإنزال ، كذلك عندما أتوتر أحس برغبة(109/182)
في الصراخ أو الغناء بصوت مرتفع جداً ( أعمل ذلك إذا كنت لوحدي) وصرت أتاثر بسرعة ، وتدمع عيني بسرعة عند سماع القرآن أو مشاهدة منظر محزن ، مع أن ذلك لم يكن لدي سابقاً، وعندما أسمع خبر يفرحني أفرح بشكل شديد جداً (هستيري) وقد يطير عني النوم حتى لو كنت متعب ومحتاج للراحة ، ويزيد عندي التفكير بشكل كبير جداً مع القلق والتوتر الواضح ، مع العلم أني أراجع دكتور نفساني مشهور عندنا في الرياض منذ 6 سنوات ، ووصف لي في البداية دواء (سيروكسات) 20 جرام ، واستخدمته لمد أكثر من سنتين بجرعات متدرجة إلى أن وصلت إلى حبة ونصف في اليوم ، واستمررت عليه لمدة سنتين ، في البداية أحسست بتحسن ، ولكن بعد سنة من العلاج بدأت ترجع بعض الأعراض السابقة ، مع زيادة الضعف الجنسي ، راجعت الدكتور وطلبت منه تغيير العلاج لعدم استفادتي منه ، وغير الدواء بدواء آخر (efexor 37.5) ثم طلب مني بعد أسبوع من العلاج تغيير الجرعة من نفس العلاج إلى 75 جرام بمقدار حبتين في اليوم ، واستخدمته لمدة أسبوعين ، ولكن سبب لي ضعف جنسي فضيع ، حدثت الدكتور عن الجانب السلبي من العلاج ، فأخبرني أنه محتار ولا يدري ماذا يفعل معي ، وأشار علي بالآتي :
1- إما استخدام أحد الأدوية السابق ذكرها ، وأضاف لها دواء aurorix 150) لمدة غير محددة قد تتجاوز العشر سنوات ، مع الصبر على سلبياتها.
2- أو ترك الأدوية والاستمرار مع الأخصائي النفسي ، ومحاولة مقاومة الاكتئاب والتوتر بالرياضة وقراءة القرآن والانشغال عنه .
وقد استمررت مع الأخصائي النفسي لعدة جلسات ، ولكن كان يركز فقط على عملية الاسترخاء التي لم أشعر فيها بفائدة كبيرة.
حاولت التخلص من الأدوية وعدم استخدامها ، والاعتماد بعد الله على نفسي ، ولكن لا جدوى ، حيث أن حالات الاكتئاب تأتيني بدون مقدمات ، حتى ولو كنت لا أفكر أو أسرح ، وأتوتر من أقل عمل يتعبني في العمل ، ولا أعد أستطيع أن أنتج ، وأسرح كثيراً في الصلاة وفي كل مكان ، وإن كان عندي عمل يجب عمله أفكر فيه كثيراً ويشغل بالي حتى لو كان تافهاً مثل غسيل السيارة مثلاً ، وصرت أحس بالتعب والإرهاق من أقل مجهود ، وبردت علاقتي بزوجتي وبناتي ، وظهرت علي وجهي علامات الأسى والكآبة ، مع أني إنسان محافظ على الصلوات وأقرأ القرآن بشكل يومي تقريباً.
رجعت لعلاج efexor 37.5 ولا زلت أستخدمه حتى الآن ، وأحسست أول أسبوع من استعماله بنشاط جنسي نوعاً ما وحب للجنس ، ولكن مع الاستمرار في تناوله بجرعة حبة ونصف صباحا وحبة ونصف مساء حسب رأي الدكتور رجع لي الضعف الجنسي ، بل حتى ضعف الانتصاب ، مع شعور بالاكتئاب وإن كان أقل من أول ، وتوتر وقلق وإن كان أقل من أول أيضاً.
أيضاً لدي هذه الأعراض :
1- إذا طلب مني مديري تغيير عملي في المكتب الحالي (سكرتير) إلى مثلاً كاتب صادر ووارد ، أخاف وينتابني شعور بالضعف ؛ لأني سوف أمسك عمل أقل من(109/183)
مستواي ، مع العلم أن هناك موظفين معي أرفع مني مرتبة ويعملون بالصادر والوارد.
2- عندي تضارب وتردد وصراع نفسي رهيب في التفكير حول مديري ، حول منحي عمل إضافي ، فساعات أقول سأدخل عليه وأكلمه بصراحة ، وأحاول أن أستعمل الشدة في الحديث معه ليضعني مع ضمن المكلفين ضمن العمل الإضافي ، وأحيانا أقول لا تستعجل واستخدم معه أسلوب اللين والرفق ، مع أن هناك أيضاً بعض زملائي في المكتب لم يضافوا إلى العمل الإضافي ، ودائماً تراودني تلك الفكرة وتسبب لي قلق في التفكير ، مع أن تلك الحالات لم تكن أول مرة ، بل صادفتني في عملي السابق ، ولكن بأسلوب مختلف وحالات مختلفة.
يقول الدكتور مرضك ناتج عن اضطراب في الشخصية ، ناتج من التربية في الصغر ، مع أني إنسان اجتماعي وأحب لقاء الأصدقاء وأفرح بهم ، بل أنا الذي أحاول طرح فكرة الخروج مع أصدقائي ، وأحب المناسبات وحضورها بشكل عام ، وجريء الحديث مع الناس ، والتحدث أمام الناس حتى لو كانوا بالمئات ، وليس عندي مشكلة في الصلاة بالجماعة ، ولا ينتابني خوف من ذلك ، وحياتي في السابق كما أذكرها في مرحة المتوسطة والثانوية كالتالي :
1- أخاف من طرح سؤال علي من قبل الأستاذ ، وأخاف من الإجابة.
2- أحاول ألا أرفع يدي في الفصل خوفاً من المشاركة حتى لو كنت أعرف الإجابة.
3- قليل الاختلاط بزملائي في الفصل في الثانوية ، بل أني دائماً أكون بمفردي في ساعات الفراغ.
4- حياتي السابقة خصوصاً أيام الدراسة دائماً في البيت ، ولا أخرج إلا نادراً .
5- كنت مدمن على الأفلام الإباحية واستعمال العادة السرية ، ولا زلت مدمن عليها ، ولكن العادة السرية الآن والحمد لله لا أفعلها .
6- صارت لي حادثة أتعبت تفكيري ودمرت حياتي ، حيث عندما كنت في عمر 25 سنة تزوج أخي الذي يصغرني ب 5 سنوات ، وكان أقل مني في المستوى الفكري والدراسي والمالي ، وغرت منه غيرة شديدة ، وأحسست بالضعف والهوان كيف أن أخي الصغير يتزوج قبلي ، وأن ذلك راجع إلى ضعفي ، وبدأت أحس أني إذا ذهبت لمناسبة أن أقربائي والناس الحاضرين ينظرون إلي بعين الأسى ؛ لأن أخي تزوج قبلي ، وساءت حالتي النفسية ، واضطررت للقراءة عند المشايخ ، بل زاد عدائي لأخي الصغير الذي تزوج قبلي ، وصرت أرمي عليه بالماء إذا مر وأهشم زجاج سيارته ، مما دعاني إلى أن أطلب من أهلي أن يسرعوا بزواجي ، مع أني كنت غير راغب في الزواج ، وليس لدي دافع جنسي أو نفسي له ، وليس لدي مقدرة مادية ، ولكن كنت أريد الزواج بأي طريقة ، حتى أثبت لنفسي وللناس أني غير ضعيف وقادر على الزواج ، وتزوجت بعد سنة من زواج أخي من امرأة لا أحبها ، بل تزوجتها إرضاءً لنفسي المريضة ، وحدثت مشاكل بيني وبين زوجتي بعد الزواج لا يعلمها إلا الله ، حيث كنت لا أحبها ، بل حتى لما أخبرتني أنها حامل بعد خمسة شهور تقريباً من زواجي أصابني الخوف والهلع ، وتمنيت أنها لم تحمل ، وأحست هي بذلك وأشعرتني به ، مع أن زوجتي لن أجد مثلها في حياتي ، حيث وفقني الله في(109/184)
زوجة صالحة راجحة العقل ، جميلة ، حسنة التصرف ، أستعين بها كثيراً في حل مشاكلي ، وتسدي لي النصيحة، وأعترف بمقدرتها على حل المصاعب ، وعلى رجاحة عقلها ، وعلى تفوقها في تربية بناتي ، بل أكثر من ذلك هي صبورة جدا ، وصبرت على فقري وضعفي الجنسي وعلي ضعف تفكيري ، وعلي مقارنتي لها دائماً بجميلات التلفزيون ، وتحاول ألا تبين ذلك لأهلها أو لأي أحد ، وأن تظهرني عند أهلها وعند الناس بأني من أفضل الرجال، ولكن الحمد لله بعد عشر سنوات من زواجي بها تغير الحال معها ، وصرت الآن أعاملها بشكل جيد ، وأعترف أن لها الفضل الكبير في تقدم حالتي النفسية ، وفي تغيير بعض الأفكار السلبية التي كانت لدي.
سؤالي بعد هذه المقدمة الطويلة :
هل الكآبة والضيقة ناتجة عن القلق والتوتر المفرط ، أو أن القلق ناتجٌ عن الكآبة ؟ وهل ممكن علاج القلق والتوتر بدون استخدام أدوية ؟ وإن كان يجب استخدام أدوية ما هي الأدوية المناسبة في رأيكم بمثل حالتي ؟ وما رأيكم في العلاج بالإبر الصينية في مثل حالتي أو الجلسات الكهربائية ؟ مع العلم أنه ليس لدي مشاكل عائلية مع أسرتي أو في العمل ، والعمل مريح ، وحالتي المادية مستورة والحمد لله ، ولكن التوتر والكآبة شلت تفكيري ، ودمرت حياتي ودمرت قدرتي على العمل ، ولا أستطيع أن أمارس حياتي بشكل اعتيادي مثل القراءة أو الكتابة أو ممارسة الرياضة مع أني أتمني ذلك ، حيث أني أحس بأن الوقت ضيق جداً ويجري بسرعة ، ولا أستطيع عمل شيء فيه ، مع أنه ليس لدي مشاغل أو أعمال أخرى غير عملي الحكومي ، ولا أنسى أن أقول أني شخص مثقف وجامعي ، وليس لدي مشاغل تستدعي التفكير ، ومع ذلك القلق والكآبة تدمرني كل يوم ، وتذهب بسعادتي ، وتجعلني لا استمتع بحياتي ولا بوقتي ، وأشعر ذلك بعدم الرغبة في التحدث ، وإذا تحدثت بشكل قصير جداً ، مع انخفاض حدة الصوت ، مع العلم أن رسالتي إليكم كنت أفكر فيها ، وأريد أن أكتبها منذ أكثر من شهرين ، ولكن أحس أن الوقت يمضي بسرعة وليس عندي وقت للكتابة ، كذلك أنا مقدم على دراسة الماجستير في القانون في خارج بلدي في (أمريكا أو أوروبا) وعندما أفكر في الموضوع ينتابني صراع نفسي رهيب ، كيف سأعيش هناك مع أسرتي ؟ وكيف سيكون وضعي هناك وأنا على هذه الحال ؟ وأخشى أن تؤثر حالتي على دراستي ، خصوصاً أن الدراسة تحتاج لذهنٍ صافٍ وتركيز.
أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في علاج حالتي المستعصية ، والله لا يحرمكم الآجر والثواب ، حيث أني تعبت جداً طوال 10 سنوات من العلاج ، فهل مرضي هذا مزمن ، وهل يمكن علاجه ؟
مع خالص تحياتي وتقديري ،
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(109/185)
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ، اللهم آمين .
غالباً الأشخاص الذين يمارسون العادة السرية قد تعرضوا إلى تحرش جنسي في الصغر من أي نوع ولو لمرة واحدة ، والبيئة مليئة بالأسباب التي تدعوا لمثل هذه التحرشات.
المهم أن من يمارس العادة السرية عادةً يعاني من القلق والاهتمام بنظرات الناس ، والتوتر عند نظرة الناس له ، ويهاب مواقف الاتصال بشكل عام، وشيء طبيعي أن يكون الممارس للعادة السرية محباً للأفلام الإباحية ومدمناً عليها .
وبالتالي شيء طبيعي أن لا يستلذ بالجنس الأخر إلا في الخيال ، وتبدأ مشاكل الانتصاب وسرعة القذف والضعف الجنسي في الظهور ، وبالتالي تعب أكثر ، وضيف في الصدر ، وإنزال هذا الغضب بالزوجة .
وأشكرك على تقديرك لزوجتك التي صبرت كثيراً عليك ، وكانت زوجة وفية محبة لك، وبهذا فالعلاج لحالتك هو ثلاثة أشياء:
أولاً : عليك بالجلوس على كرسي مريح في مكان هادئ لن يزعجك فيه أحد لمدة ساعة.
والآن سل نفسك هذه الأسئلة وأجب عليها في ورقة :
ما هي مشكلتي ؟
لماذا لدي هذه المشكلة ؟
كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟
كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين ما أرغب في تحقيقه ؟
ما السبب في وجود هذه المشكلة لدي؟
ما هو أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة؟
انظر إلى ساعتك وخذ نفساً عميقاً وهز رأسك ، ثم انظر إلى الأعلى ، والآن أجب على هذه الأسئلة في ورقةٍ أخرى ولا تنتقل إلى السؤال الذي يليه قبل الإجابة على السابق .
1- ماذا أريد ؟
2- أين أريد تحقيق ذلك ، ومتى أريد تحقيق هذه النتيجة ؟ ومن سيساعدني لتحقيق هذه النتيجة ؟
3- بعد الحصول على ما أريده، ما الذي سيتحسن في حياتي؟ وكيف سأصبح سعيداً بمجرد الحصول على ما أريد الحصول عليه؟
4- عندما أحقق ما أريد كيف سأعمل على الحفاظ عليه وعدم إضاعته مني ؟
5- هل هناك ما سأفقده إذا أردت تحقيق هذه النتيجة ؟ إذا كانت الإجابة بنعم ولا تريد أن تفقد هذه الشيء فسل نفسك ؟
6- هل توجد طريقة أخرى توصلني إلى نفس الأحاسيس والمشاعر؟
7- ما الذي يمنعني من تحقيق ما أريد ؟
8- ما هي مواردي وإمكانياتي المتاحة لتحقيق ما أرغب فيه ؟
9- ما القيم والمعتقدات التي لو اعتنقتها ستساعدني لتحقيق ما أرغب فيه ؟
10- ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن أفعلها الآن ؟(109/186)
العلاج بخط ا لزمن والشكليات الثانوية :
عليك أن تجلس باسترخاء على كرسيٍ مريح ، وتأخذ نفس عميق ، وتخرجه ببطء ، ثم تسأل نفسك ما هي أول مشكلة سببت لك التعب والقلق والتوتر في أول مرة وشعرت أنك لست على ما يرام ؟ هل كان في الابتدائي أم قبل المدرسة أم في الإعدادي أم الثانوي أم في الجامعة؟
تذكر أول مشكلة فقط ، والآن ما هي الموارد التي لو كانت لديك لما تعرضت لهذه المشكلة ؟ ما هي الإمكانيات والمهارات التي لو كنت تتمتع بها لما تعرضت لهذه المشكلة؟
اكتب كل الإمكانيات والقدرات والمساعدات الخارجية التي لو كانت متوفرة لديك في تلك الفترة لتغيرت مجريات الأحداث في حياتك .
والآن تخيل أنك على بساط سندباد ، اذهب لتك التجربة من حياتك ، وانظر إلى نفسك من الأعلى ، وجعل ذلك الشاب منك يحصل على كل المارد والمهارات والقدرات التي كان يحتاج إليها ، واجعله يمر بنفس التجربة ، ويغير من ملامحها بالمعطيات الجديدة التي لديه ، ويغير مجريات الأحداث في تلك الفترة .
والآن بعدما ارتاحت نفسه اتصل به واحتضنه ، وأشعره بالأمان ، وقل له : لا تبتئس بعد الآن ، أنت بخير ، واتركه إلى البساط ، وعد إلى الحاضر ، وهز رأسك ، وتنفس بعمق ، وانظر إلى الأعلى.
افعل نفس الخطوات لكل المشاكل التي تعرضت لها في الماضي ، وخاصة في المدرسة عندما كنت تخاف من طرح سؤال ، وعندما كنت تخاف الاختلاط بالزملاء في المدرسة ، وعدم خروجك من المنزل ، وعندما كنت ترى الأفلام ، وعندما كنت تمارس العادة السرية عند كل تلك الأمور ، غير كل تلك الأمور لأفضل ما يمكن أن تجد نفسك ، وغير تلك الفترة الحرجة بينك وبين أخيك ، غير كل ملاحمها بالشكل المثالي الذي كان يجب أن تكون عليه حتى تشعر بالأمان والاستقرار ، وأنه لا مشاكل لديك في الماضي .
الخطوة الثالثة في العلاج : استراتيجية دزني ، هذه الاستراتيجية مهمة جداً لمن أراد تحقيق مشروع ما يرد له النجاح .
احضر أربعة أوراق ، اكتب في الأولى الحالم ، وهو الجزء الذي يرسم لك المشاريع ويرى أحلامك بصورة خيالية ، ثم اكتب في الثانية الواقعي ، وهو الجزء الذي يرسم لك الخطة المناسبة لتحقيق حلم الحالم وأمانيه ، ويساعده على تبني استراتيجيات محكمة لنيل وتحقيق أهدافه ، ثم اكتب في الثالث المقيم أو المنتقد ، وهو الجزء الذي يحاول إيجاد تناسق بين أهداف الحالم منك وبين خطط واستراتيجيات الواقعي منك لحصول التكافؤ وتحقيق التوازن بينهما .
ثم اكتب في الرابعة : المراقب ، وهو الجزء الذي يحاول أن يساعدك للخروج من كل حالة حينما تتعب أو تحتاج مساعدة من الخارج .
والآن فكر في هدف تريد تحقيقه وأنت في موقع المراقب ، ثم انتقل إلى موقع الحالم وعش هذا الهدف وكأنه حصل فعلاً ، وكبر الصورة واجعلها بنوراميه ( بدون إطار ) ولونها بألوانك المفضلة ، وأضف إليها كل ما تحب من وسائل سمعية وحسية ،(109/187)
لتزيد من تأثيرها على نفسك ، ولكن تأكد من أنك منفصل عن الصورة ، أي انظر لنفسك ووجهك وأنت هناك في الصورة ، بمعنى أنك هنا وتنظر لنفسك وهي تقوم بأعمال هناك في الصورة .
ثم اخرج من الحالم إلى موقع المراقب وهز رأسك وتنفس بعمق .
والآن فكر في موقف كنت تتخذ فيه قراراً مهماً لحياتك ، ثم ادخل في موقع الواقعي وفكر بالخطة والاستراتيجيات التي على الحالم اتخاذها إن أراد تحقيق هذا الحلم ، وأكتب كل ما يمليه عليك هذا الواقعي من خطط وأفكار ، وليسأل الحالم ماذا عليك أن تفعل وكيف تفعله ، ثم في الوقت المناسب انتقل إلى موقع المراقب واكسر الحالة .
ثم انتقل إلى المقيم والمنتقد ، وقيم الحالم والواقعي بسؤالهم ماذا تريد من هذا الحلم ؟ وكيف تريد تحقيقه ؟ وماذا تقصد من هذه الخطة ؟ وكيف ستكون ناجحة ؟ ويمكنك التنقل في الوقت المناسب إلى أي موقع للإجابة على الأسئلة ، حتى تصل إلى تراضي جميع الأطراف .
قد يستغرق ساعة أو أكثر أو يوم أو عدة أيام ، المهم عليك أن تكون راغبا في إحداث تغير في حياتك نحو الأفضل .
أما الإجابة عن تساؤلاتك التي وردت في استشارتك فإليك ما يلي:
1- ما تعاني منه هو قلق تسبب في اكتئاب بسيط يمكن علاجه ، وتسبب لك أيضاً في وسوسة قهرية ولكنها بسيطة يمكن السيطرة عليها بالتقنيات المتقدمة .
وبالطبع يمكن لكل أنواع القلق بأن يعالج بدون دواء ما دام لم يتعدَ إلى مرض عضوي ذهني ، والسبب الذي يجعل الأطباء يصفون الدواء هو لحقيقة مفادها أن هناك خلل في هرموني الأدرينالين ونورادرينالين ، وهذه الأدوية تؤثر على هذين الهرمونين مما يعدل مزاج المريض.
وأؤكد أن ارتفاع وانخفاض هذين الهرمونين ناتج عن طريقة تفكير الإنسان السلبية ، والتي بموجبها يؤثر على جهاز الأعصاب والمشاعر ، فتتغير ويتغير السلوك ، فيلاحظ تبدل في المزاج والسلوك ، فإذا استطعنا أن نعدل تفكير الإنسان أو مشاعره أو سلوكه يمكننا من تغير حالته الصحية ، ولا يحتاج إلى دواء ، لأن تعديل مزاجه يعني اتزان هذه الهرمونات تلقائياً ، وكذلك مع استخدامك للتقنيات السابقة ستجد نفسك مرتاحاً مقبلاً على الحياة ومتزن عاطفياً ونفسياً .
لأنها تتعاملا مباشرة مع عقلك اللاوعي وتسبب له كل الراحة والاتزان .
أخي محمد سعيد : ماذا تريد لكي تكون سعيداً إن لم يكن هذا كله كافياً ؟
ماذا تنتظر لتشعر بالسعادة والفرح ؟
أحب أن أخبرك أن هناك 99% من الناس ينتظرون حصول شيء ما ليشعروا بالراحة والسعادة .
فبعض الناس يقول : إذا كبر أبنائي سأرتاح ، والبعض : إذا تزوجت سأكون سعيداً ، والبعض : إذا غيرت عملي سأشعر بالسعادة ، ودائماًَ يؤجلون الطمأنينة والسعادة إلى أمر آخر غير السعادة .(109/188)
وقد طلب أحد المدربين من أتعس الناس أن يشعروا بالفرح عندما يستمعوا إلى صوت القطار ، وفعلوا وبدأ الجميع بعد خمس محاولات يضحكون ويمزحون حقيقة لا خيال , فقال : مادام يمكنكم الضحك متى ما أردتم فلماذا تؤجلون ذلك ؟!!
أخي يمكنك متابعتنا فنحن نهتم بك ، ونتهم أن تصل إلى أعلى مستوى من السعادة والراحة ، أقدر رسالتك ، وأرجو أن أكون قد وفقت في إجابتك ، ويمكنك أيضاً اللجوء بعد الله تعالى إلى المعالجين بالبرمجة اللغوية العصبية ، والله الموفق .
أ/ إيمان الشيباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزاك الله خيراً على رسالتك التفصيلية ، والتي أستطيع أن أستخلص منها أن شخصيتك تحمل سمات ما يعرف بالشخصية (أ) وهي شخصية مثابرة وتواقة ومنتجة ، ولكنها قلقة تعمل في سباق مع الزمن مع وجود بعض الجوانب الوسواسية ، وسرعة الشعور بالإحباط حين لا تصل إلى مراميها ، ولا شك أن تجربتك العلاجية حافلة ، ومهما كانت الإخفاقات التي ذكرتها فيجب أن لا يكون ذلك سبباً في إحباطك ، فكم رأينا من الناس ظلوا تحت الحصار النفسي الذي نتج عن الاكتئاب والقلق والتوتر والوساوس ، ثم بعد ذلك تحسنت أحوالهم ، وحدث لهم نوع من التكيف النفسي ، وارتفعت كفاءتهم الذاتية ، واختفى القلق والاكتئاب .
أنت يا أخي بفضل الله لديك الكثير من الإيجابيات في حياتك ، خاصةً أن الله قد رزقك الزوجة الصالحة المعينة وإن لم تكن هي من اختيارك ، كما أنك سلكت الآن الطريق القويم بعد الهفوات والزلات التي عشتها سابقاً .
ولقد لاحظت أن من أسباب عدم استمرارك في العلاج لفترات متصلة هو تخوفك من الآثار الجانبية للأدوية ، وقد التمست أنه تكونت لديك خارطة سلبية حول الآثار الجنسية للأدوية ، علماً بأن دواءً مثل Efexor لا يسبب ضعفاً جنسياً ، ولكن القلق التوقعي والخوف من الفشل هو الذي ولد لديك الفشل ، وعليه لا بد أن تسعى لتصحيح هذا المسار .
إجابةً على سؤالك حول العلاقة بين القلق والكآبة ، أرجو أن أوضح لك أنه لا قلق بدون اكتئاب ، ولا اكتئاب بدون قلق ، وعليه يوجد تداخل كبير بين الاثنين ، وقد اتضح جلياً أن المسارات العصبية الموجودة في المخ ، والتي تصاب بنوع من الخلل في حالات الاكتئاب والقلق هي متقاربة ومتشابهة جداً ، وحتى العلاجات الحديثة التي تستعمل لعلاج الاكتئاب تعالج القلق أيضاً ، والعكس صحيح.
الأدوية تعتبر هامة لعلاج القلق ، خاصةً النوع غير الإدماني منها ، ولكن هنالك وسائل علاجية أخرى فعالة وداعمة للأدوية , ومنها :
العلاج الاسترخائي .
ممارسة الرياضة .
التعبير عن الذات والتفريغ النفسي .
التكيف مع الظروف الحياتية .(109/189)
التركيز على الايجابيات ومحاولة تنميتها وتجاهل السلبيات ومحاولة تقليصها .
الأدوية التي استعملتها تعتبر مناسبة إلى حدٍ كبير ، ولكن أود أن أقترح لك مجموعةً أخرى من الأدوية التي أسال من الله أن يجعل لك فيها خيراً ، وعليه أرجو أن تستعمل الآتي :
1- Faverin وجرعته هي 50 ملجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ، ثم ترفع الجرعة بواقع 50 ملجرام كل أسبوعين حتى تصل إلى 300 ملجرام لمدة ستة أشهر ، ثم تخفض بنفس الطريقة التدريجية التي بدأت بها .
2- والعلاج الآخر يعرف باسم Buspar وجرعته هي 5 ملجرام ثلاث مرات في اليوم ، يمكن أن ترفع بعد شهر إلى 10 ملجرام صباح ومساء لمدة ستة أشهر ، ولا يتطلب إيقافه لأي نوع من التدرج .
بالنسبة للإبر الصينية هي من الأمور الخلافية في العلاج ، وهي تفيد في بعض حالات التوتر والقلق ، خاصةً المرتبط بأعراض جسدية مثل الصداع ، ويقال أنها تعمل عن طريق استشعار إفراز ما يعرف بالمورفينات الداخلية للمخ ، ويمكن أن تجربها ، فهي بأي حال من الأحوال لن تكون مضرة ، ولكن لا تتعب في الحصول على هذا العلاج إذا لم يكن متوفراً أو كان باهظ التكلفة .
بالنسبة للعلاج بالجلسات الكهربائية لا أرى أنه سيكون مفيداً في حالتك ، فالجلسات الكهربائية تعطى في حالات الاكتئاب الذهاني وبعض أنواع مرض الفصام.
عافاك الله وشفاك ، وبالله التوفيق
د. محمد عبد العليم
المجيب د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ
... مشاعرى تجاه ابنى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا
لا أعرف كيف أشرح مشكلتى ، فأنا دوما أقول لنفسى : لو أن أحدا اطلع على هذا الأمر فسيجزم لأول وهلة باننى مجنونة أو شاذة او حتى غير طبيعية، ولكنى ساستجمع بعض الشجاعة لخوض هذه المجازفة ، ومن يدرى ... لعل الله يشرح صدرى ويرزقنى باذن الله تعالى حل هذه المشكلة بمساعدتكم . لى ثلاثة اطفال ، كنت ....... احبهم حبا بالغا ، وأغالى فى حمايتهم والاهتمام بهم واحدا بعد الاخر ، فانا أعشق الطفل حتى يتكلم ويبدأ بكلمته المعهودة دائما ( لا ) عندما يبدأ الطفل فى الرفض والعناد وعدم الطاعة فلا صبر عندى وانا للاسف عصبية المزاج ، رزقنى الله والحمد لله بولدين فى عامين متتالين وكنت اتمنى بنتا منذ بداية الحمل تكون لى اخت وصديقة وحبيبة ولكن الحمد لله على ما أعطى ولم احزن ، وبعد ثلاث سنوات ونصف رزقنى الله بالبنت التى كنت اتمناها ودعوت الله كثيرا أن يكون حملى بنتا والحمد لله ، عفوا فقد استرسلت واطلت ، مشكلتى جد غريبة وصعبة وهى انى اعانى علاقة غريبة فى احساسى باولادى ، أحيانا كثيرة لا أطيقهم ، فالاكبر منهم يبلغ تسع(109/190)
سنوات ومع ذلك تقريبا لم يتعلموا شيئا فى حياتهم منى أو من والدهم ، فمنذ نعومة أظفارهم عودتهم النظافة سواء فيما يختص بالطهارة أو نظافة البدن والملبس والادوات وعلمتهم النظام والترتيب ونظافة الاكل والبيت وأنا ولله الحمد من ذلك النوع الذى يعتقد تماما فى ضرورة اتقان كل شىء وحفظتهم هذا الحديث ( ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ) وعندما كنت أعمل كانت مديرتى تثنى على دائما اهتمامى وحرصى وزوجى يشكر فى دائما تفكيرى فى الاحتمالات جميعها قدر الامكان والاحتياط لها والتخطيط على اساسها ، عفوا هذا ليس من باب الغرور أو إعظام النفس وإنما احببت أن اقول ان هذه بعض طباعى والتى لم يمسسها واحدا من أولادى ، فلا نظافة ولا اهتمام بالمذاكرة مثلا ، ابنى الاوسط يجلس أمام الكراسة ثلاث ساعات على أمل مذاكرة درس واحد ، هو ينظر للكراسة بلا أى انتباه أو محاولة لانهاء المذاكرة ، مع انى مثلا أرغبهم فى المذاكرة وفى سرعة إنهائها فأقول لهم : نخلص المذاكرة لنستمتع معا جميعا بمشاهدة فيلم فيديو كرتون الذى يعشقونه او نلعب بلاى ستيشن أو قد أشارككم اللعب واحملكم حليب يا جمل واصنع لكم قالب حلوى وبابا يفرح بكم ولكن .... النتيجة محبطة يظلوا يضيعوا الوقت ويتحادثون ويقومون كل دقيقتين للشرب أو لدورة المياة وما إلى ذلك ، ابنى الكبير يتعامل بالكثير من الوقاحة ، ردوده وقحة ويكذب وقد تعلم أنه يكذب وهو يعلم أنك تعلم ومع ذلك من وقاحته يظل مصرا أنه صادق وقد يحلف أنه لا يكذب مع العلم اننى والله ووالده ايضا لم نكن له يوما قدوة سيئة فى موضوع الكذب ابدا ، انا والحمد لله لا أكذب ، ووالده رجل كريم طيب النفس متدين الى حد جميل وذو خلق وعقل وصدق ، يحبه ويحترمه الجميع ولا يقبل الا ما كان حلالا خالصا ويبتعد عن الشبهات والريبة وما فيه شك ويحاول جاهدا معى ان نربى اولادنا على هذا ، الحلال فى كل أمر صغيره وكبيره ، ولكنا نشعر باستمرار بالاحباط تجاه هؤلاء الاولاد ، ونحرص على اتمامهم للصلاة ويصوم الولدان معنا رمضان وعرفة كل عام ، لكنهم لا يطيعوننا ولا يمتثلون لاوامرنا ونتغاضى أحيانا وقد نغض الطرف أحيانا اخرى ولكن هناك امور تجعلنا نثور وأضربهم عليها ضربا شديدا مؤلما ثم اندم واندم ولكنى لا اجد أمام هذا الغيظ الكبير والشعور بالاحباط سوى معاقبتهم بالضرب الشديد أو كسر لعبة يحبها والقائها فى سلةالمهملات او حرمانهم من المصروف او من اللعب أو مشاهدة الكرتون او حرمانهم من الذهاب للحديقة اخر الاسبوع ، ولن تصدق إن اخبرتك ان كل كل هذا لا يحرك فيهم ساكنا ، فعندما اقول لابنى إن لم تنه مذاكرة دروسك لن تنال مصروفا غدا اتوقع ان يبذل جهده ثم أصاب انا باحباط وعندما بالفعل أحرمه اليوم التالى من المصروف أقول لن يعيدها ثانية حتى لا احرمه مصروفه مرة اخرى واذا به يعيدها ولا حياة لمن تنادى واظل انوع فى أساليب الترغيب والترهيب والنصح واللين والشدة والحلم والغضب ودائما النتيجة محبطة مما يجعلنى بعد استنفادى كل ما بجعبتى من الطرق لاصلاحهم يأتى موقف معين يعصونى فيه او يتصرفون فيه تصرف خاطىء فانفجر فيهم واضربهم بقسوة لا اطيقها ولا اتحمل نفسى معها وتضيق نفسى بنفسى الا انى احس لحظتها أنى مدفوعة لهذا العمل دفعا وقد اشعر ( خجلى لقولى هذا ) بشعور لحظى بالفرح او غبطة الانتصار عليهم(109/191)
وإلحاق الاذى بهم كما آذونى ولكنى اظل ابكى وابكى بحرقة وأجدنى أردد كلمات وكانها لا ارادية حتى انى حاولت مرة ان اكتمها فما استطعت ( ما فيش فايده.... يا خسارة تعبى .... كل شىء بيضيع .....)
وهكذا حتى بت لا اشعر تجاههم بتلك المشاعر الجميلة الحميمية بين الام واولادها ، عندما يغضبوننى أدعو عليهم وعلى نفسى واكون جادة ، واطلب من الله إما أن يأخذهم او ان يأخذنى لانى اصبحت فى وضع لا أستطيع حتى التعايش معهم وهناك أمر اود توضيحه ، فانا لا اطالبهم بالمثالية التامة ، أعرف أنهم اطفال ومن خصائص الطفل الخطأ ولكنى أطالب بالحد الادنى من الصواب والاهتمام وأن يحاولوا ويتحروا الصواب وإن اخطؤوا فلا بأس ولكن عندما يتعمد ابنك الخطأ فى معظم اموره أو حتى يفعل الخطأ لأنه كان يريد شيئا فنتج عنه هذا الخطأ ويقول دائما أنا لم اكن اقصد فلن تستطيع معه صبرا ، كل يوم الادوات المدرسية ضائعة ، واللعب يتم التعامل معها باهمال وكذلك الملابس ، كنت اظن أن التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر ، ولكنى والله اشعر ان كل ما علمتهم كان نقشا على الماء ، لا احس انى احبهم ولا اجدهم قرة عين لى وكذلك والدهم دائما يشكو لى تصرفاتهم وانه هو ايضا لا يجد مما يعلمهم شبئا ، صادق ابنى الكبير زميل له فى المدرسة قروى يردد كلمات نابية جدا فطلبت منه الابتعاد عنه بعد مناقشة طويلة بدأت هادئة ثم كالمعتاد اشتعلت بسبب وقاحة منطقه وجدله ولم يطيعنى ولم يبتعد عنه فكررت الطلب بعد مدة وعاود العصيان ، اتمنى لو اجد أحدهم يوما يفعل امرا ويقول فى نفسه هذا سيسعد ماما وبابا ، أحاورهم كثيرا كثيرا واتكلم معهم واطلب منهم ان ياتوا بما يدخل السرور على قلب ماما وبابا واعطيهم امثلة واقرا لهم فى السيرة وقصص الانبياء من زمن بعيد ، ابنى الاوسط هو ما سميت الر سالة عنه ، أجد فى نفسى منذ ما لا يقل عن أربع أو خمس سنوات نفور غريب حتى انى قد أحيانا لا احتمل لمسه لى ولا اعرف لماذا وطبعا لا احاول اظهار هذا او التفرقة بينهم ولكنى حزينة جدا من هذا الشعور قبل زواجى كنت أحب الاطفال حبا جما وكنت اتخيل اطفالى اغدق عليهم من حبى وحنانى فانا عاطفية جدا جدا وخصوصا اننى حرمت من الاطمئنان باحاسيس الحب والحنان والقبول فى بيت ابى لذا .... حلمت وانتظرت ذلك اليوم الذى ابدا فيه حياتى واعوض هذا الحنان بداخلى على اطفالى وزوجى والحمد لله علاقتى بزوجى الحمد لله على خير وجه ولكنى فشلت فشلا تاما مع اولادى ، ابكى كثيرا بين يدى زوجى الذى هو كل دنياى الان واقول له اننى اتمنى لو فقط يطيعوننى ويتصرفون جيدا حتى يكون هناك وقت ومساحة أبث اليهم فيها حبى وحنانى عليهم ، كيف وانا اقضى كل يومى فى مناقشة اخطائهم وحثهم على الصواب أو عقابهم وتوعدهم فى النهاية ، أين وقت الحب؟ بل ومن أين أتى به بعد ذلك ؟ عندما تكون هناك اوقات هدوء وسلام بالبيت اجلس معهم احكى لهم عن حبنا لهم وعن اهميتهم لدينا وعن رغبتنا فى الخير لهم وكيف كنا نحاول انا واخوتى ادخال السرور على قلب امنا التى تعبت كثيرا من اجلنا .
نعم لقد اطلت كثيرا عليكم ولكنى والله فى غم لا يعلمه الا الله ، اتمنى وادعو الله لو تثمر زرعتى بعد كل ما بذلته من اجل رعايتها ، ادعو الله كثيرا ( ربنا هب لنا من(109/192)
ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما ) لا اعرف ولكنى بناء على ما سمعته من طبيب متخصص فى الامراض النفسية فى التليفزيون قد اكون اعانى من مشاكل نفسية وهذا من زمن بعيد ، فانا دائمة الخوف والقلق والارق احياناولى نفس لوامة تزعجنى وتضع دائما ابدا كل شر يقع فى هذا العالم على عاتقى ، وتمنيت كثيرا فى الماضى الانتحار ولكن الحمد لله الذى فقهنى بعض الشىء فى الدين وعرفت ان لا شىء فى الكون اعظم ولا اشد من غضب الله وعذابه فنحيت هذه الفكرة جانبا واستبدلتها بدعاء ( اللهم احينى ما دامت الحياة خير لى وتوفنى ما دامت الوفاة خير لى ) ليس لى اصدقاء وتوفيت امى يرحمها الله وانا فى المرحلة الجامعية ودائما اشعر فى نفسى بالبرد النفسى والظمأ للحنان والعطف ، ومن يدرى ربما كما يقولون : فاقد الشىء لا يعطيه .....
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة الفاضلة / داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا دائماً تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على حسن ظنك بالموقع ، ونسأله جل جلاله وتقدست أسماؤه أن يصلح لك أولادك ، وأن يعينكم على تربيتهم والصبر عليهم ، وأن يجعلهم حجاباً لكم من النار ومن سعداء الدنيا والآخرة ومن عباده الهادين المهتدين ، آمين .
لعل رسالتك فعلاً تكاد أن تكون أطول رسالة تلقيناها في هذا الموقع ، وحقاً أنها تجربة مؤثرة ، وقصة كفاح من أجل القيم والمبادئ والأخلاق.
وبدايةً أحب أن أطمئنك بأن جهودك وجهود زوجك لن تضيع هباءً منثوراً ، وكل ما في الأمر أن هذه أشجار قد يتأخر ثمرها لبعض الوقت ، ولكنها لا بد وأن تؤتي أكلها بإذن ربها جل جلاله ، هذا الكلام ليس للتسكين أو التخدير المؤقت ، وإنما هي الحقيقة الدامغة التي أثبتها القرآن الكريم والسنة المطهرة ودراسات علماء النفس والاجتماع ، فلقد وعدنا الله في القرآن أنه لا يضيع عمل عامل حتى ولو كان كافراً ، فقال سبحانه وتعالى : ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى .....)) (آل عمران:195) وفي السنة قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود إلا ويولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ....)) فهنا يبدو تأثير التربية الأسرية واضحاً جلياً حتى في تغيير العقائد والفطرة ، يقول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وما دان الفتى لحجىً ولكن يعلمه التدين أقربوه
ورحم الله من قال :
وليس النبت ينبت في جنان كمثل النبت ينبت في الفلاة
وقال شوقي رحمه الله:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيباً الأعراق(109/193)
وتقول بعض الدارسات النفسية أن 90% من عملية التربية تتم من الميلاد إلى سن 7 سنوات ، ومن سن 7 سنوات إلى سن 18 سنة تكون عملية التربية قد تمت بنسبة 100%.
هذه النصوص التي ذكرتها من القرآن و السنة والشعر والدراسات النفسية كلها تشير إلى أهمية التربية في المراحل الأولى من العمر ، وأثرها العميق في سلوك الإنسان مستقبلاً ن إلا أنه أحياناً لا تظهر هذه الآثار مبكرة ، فقد تتأخر لسنوات ، ولا ينبغي لكم أن تنزعجوا أبداً ؛ لأن الغرس الطيب الذي غرستموه سوف يؤتي أكله بإذن الله ، وكما أشرت سابقاً وبناءً على ذلك أقول لكم : اخرجوا من حالة الإحباط التي سيطرت عليكم ؛ لأن المسألة مسألة وقت ولا داعي لهذه الروح الانهزامية ؛ لأنها قد تفقدكم القدرة على السيطرة، ومن ثم اضطراب التربية ، فاستقبلوا الأمور والتصرفات بنفس عالية وعادية ، لأنها في الواقع تصرفات طبيعية ، ولكن نظراً لشدة حرصكم وحساسيتكم ترون الأمور مضخمة ومروعة ومحزنة ، وهذه التصرفات توجد في غالب البيوت ، ولو تم إهمالها وعدم الانتباه الشديد لها لسارت الأمور مساراً طبيعياً، وهذا ما أوصيكم به ، وأنصح بضرورة التعود عليه، توقفوا عن العتاب والتوبيخ والتأنيب والغضب السريع ، وهناك حقيقة أخرى أحب أن الفت نظركم إليها ، وهي أن الأطفال قد يبدون مقاومة لرغبات الأسرة ، وتحدٍ لها خاصة إذا شعروا بأن مواقفهم السلبية تؤثر في والديهم وتثير أعصابهم، وسيعتاد الأطفال هذا كلما وجدوا منكم رد فعل شديد، أما إذا تركتم الأمر على طبيعته مع شيء قليل من الحث والنصح والتذكير فهذا يكفي، دعوهم يذاكرون في الوقت الذي يريدون، لا تصفيهم بالكذب ؛ لأنك بذلك تؤصلين الكذب فيهم ، لا تعاتبيهم على تصرفاتهم إلا بعد فترة وبهدوء ، وليكن ذلك في صورة عتاب لطيف ، وأشعريهم أنك قوية وأنك لم تتأثري بتصرفاتهم ، وحاولي أن تضعي أعصابك في ثلاجة من هنا فصاعداً ، وكأنك لم تسمعي كلامهم أو تنظري إلى تصرفاتهم .
وأكرر : لا تقولي لولدك الذي يكذب أنت كذاب ، بل قولي لهم إن الكذب حرام.
وموضوع الضرب كذلك من الأمور التي يجب عليك أن تتوقفي عنها ، خاصةً في حالة الغضب ؛ لأنه علاج فاشل ولا يؤدي إلا إلى مزيد من التعنت والشدة والإفساد ، وإن اضطررت ذلك فليكن بعصاً خفيفة بعيداً عن الوجه ، وبعد أن يهدأ غضبك.
ركزي جهودك على إصلاح الولد الكبير ؛ لأنه في مقام القدوة لإخوانه ، وهم جميعاً يقلدونه في كل شيء، فغيري معاملتك معه ، واستعملي الأسلوب الهادئ فقط، واتركي عنك الشدة وسرعة الغضب ، واعلمي أن من أخطر وأهم الأسباب في عدم هدوءهم وصلاحهم دعاؤك عليهم، وهذا كما لا يخفى عليك خلاف السنة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم ... )، فأنت بذلك مخالفة شرعاً، وفوق ذلك ما يدريك فقد يستجيب الله دعوتك على أبنائك فتكون هذه الدعوة هي السبب في هذه التصرفات المزعجة ؟ فاتركي هذا الأسلوب ، وأكثري من الدعاء لهم مهما كانت أخطاؤهم وتصرفاتهم ، أكثري من الدعاء لهم بالهداية والصلاح والاستقامة .(109/194)
وأما بالنسبة لشعورك تجاه ولدك الأوسط : فيمكن تغيره بالدعاء والإلحاج على الله أن يرزقك محبته مثل إخوانه ، واحذري أشد الحذر أن يؤدي ذلك إلى التفريق في المعاملة.
وأخيراً : هل أنت فاشلة في تربية أبناءك ؟
الجواب : لا وألف لا ، أنت إنسانة عظيمة ومربية فاضلة ، هذا ما يجب أن تعتقديه؛ لأنك ما أمرت إلا بالحق ، وما ربيت إلا على الحق ، ولكن مشكلتك سرعة الغضب والعصبية الزائدة ، وهذه قد يساعدك المستشار النفسي في علاجها .
ابشري بخيرٍ ولا تتعجلي قطف الثمار ، والله يحفظك ويرعاك ، وبه التوفيق .
الشيخ / وافي عزب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشاعرى تجاه ابنى
3167
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيراً على سؤال.
نشكرك على رسالتك وتفصيلك الدقيق بحالتك وما آل إليه أبنائك .
ليس من الصواب أن نقول أن أبناءك بالمستوى السيئ الذي لا يمكن معه إصلاحهم ، وفي ذات الوقت يجب أن نعمل على تجسير هذه الهوة الساحقة بين توقعاتك حيال أبنائك والواقع المعاش .
الطفل إذا نجح غاية النجاح أو فشل كل الفشل لا يمكن أن يكون نجاحه أو فشله نتيجة لعامل واحد ، وإنما هي عدة عوامل تتفاعل مع بعضها البعض لتنتج منها نتائج العملية التربوية ، وهذه العوامل كما هو معروف تشمل الطفل نفسه وأسرته ، والمدرسة والمجتمع ، والمؤثرات الخارجية الأخرى ، وتعتبر توقعات الأبوين من أهم هذه العوامل .
أستطيع بكل تأكيد أن أتلمس من رسالتك أنه رغم الإيجابيات والسمات الممتازة التي تتسم بها شخصيتك إلا أنه هنالك جوانب أثرت عليك سلباً ، خاصة أن شخصيتك تحاول ومنذ الصغر انتهاج المنهج الدقيق والصارم في الحياة ، كما أن إصرارك الشديد على النجاح بمفهومك ، والذي لم يخلُ من شيء من المثالية حاولتِ أن تعكسيه على شخصية أطفالك ، مما أثر سلباً عليك من الناحية النفسية ، وكذلك أطفالك ، للدرجة التي نلاحظ فيها أنك افتقدت الطريق التربوي الصحيح بالنسبة للأولاد ، بالرغم من إلمامك الدقيق بما هو أصلح لهم ، ومحاولتك تطبيق منهج الترغيب والترهيب والثواب والعقاب ، والذي هو منهج سلوكي تقره كل مدارس علم النفس التربوي .
بالفعل أنت تعاني من قلقٍ وعسر في المزاج ، وبعض سمات الاكتئاب ، وهي ربما تكون ناتجة عن شخصيتك ، ثم شعورك بالذنب لعدم إيصالك لأبنائك للمستوى التربوي الذي تنشدينه .(109/195)
أود أن أؤكد لك أن الأولاد ليسوا بشريحة واحدة ، وأن التربية عملية متصلة ، ولا يعني أن الإنسان إذا فشل في وقت من الأوقات ، أو بالأصح لم تتحقق أمانيه وطموحاته حيال أبنائه هذا مطلقاً نهاية الطريق ، إنما الفشل دائماً هو الدافع نحو النجاح ، كما أن الأطفال كثيراً ما يتغيرون إيجاباً وسلباً دون أن نجد لذلك تفسيراً في كثير من الأحيان .
لا شك أنك مطالبة بأن تواصلي في رعاية أبنائك ، وأن لا تيأسي ولا تقنطي ، ولا بد أن تكون توقعاتك في حدود المعقول ، فأنت لست ملزمة بأن تجعلي منهم عظماء ، ولو كان ذلك ممكناً لاستطاع سيدنا نوح عليه السلام وهو من أولي العزم أن يقنع ابنه بطريق النجاة .
أرجو أن تشجعي أبنائك على كل ما هو إيجابي مهما كان بسيطاً ، وأن تتجاهلي سلبياتهم بقدر المستطاع ، وأن تلجئي للتوبيخ التربوي في حالة الأخطاء التي لا يمكن السكوت عليها ، وأن لا تلجئي للضرب مطلقاً ، وإذا حدث أن اضطررت لذلك يجب أن لا تضربيهم وأنت غضبانة .
لا بد أن تتفقي على منهج تربوي واحد مع والدهم ، ويمكن التركيز أكثر على واحد من الأبناء في العملية التربوية حتى يكون قدوة للبقية ، أرجو أن تشعري أبنائك بأنهم جزء فعال في الأسرة ، وأنهم يشاركون في قراراتها ، فهذا سوف بشعرهم بكينونتهم ، ويفيد في بناء شخصياتهم .
بالنسبة لك : لا بد أن تتناولي بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب والمخاوف ، وبفضل الله توجد الآن مجموعة من الأدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية ، وأود أن أنصح لك بدواء أو عقار يعرف باسم زيروكسات 20 ملجرام ، وعليك أن تبدأي بنصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع ، ثم ترفع إلى حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين آخرين ، وفي ذات الوقت يوجد علاج آخر يعرف باسم بوسبار أرجو أن تتعاطيه بعدل حبة (5 ملجرام) ثلاث مرات في اليوم لمدة أربعة أشهر ، بمساعدة هذا العلاج سوف تتحسن حالتك النفسية بإذن الله ، وهذا سوف يؤدي تلقائياً لتفهمك لكثير من الصعوبات ، كما أن الاكتئاب سوف يزول وتصبحي أكثر تكيفاً مع الأمور ، وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... الحديث مع الشباب في الإنترنت لنصحهم ...
3165
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا مستخدمة للإنترنت ، ودخلت إلى الشات في إحدى المرات ، ووجدت بعض الشباب يغوصون في الرذيلة بالألفاظ ، فخرجت منه ، لكنني قررت أن أدخله لأحاول تذكير من أستطيع إقناعه منهم ، وفعلاً كانت لي حوارات مثمرة ، لكنني أحاول الحديث معهم بأسلوب مرن أحياناً ، حتى أبدأ معهم الحديث دون أن أقع في الخطأ ،(109/196)
أشعر بالخوف من أن يكون ما أفعل خطأً فما رأيكم ؟ مع العلم أني أحاول أن اذكرهم دائماً ، أرجو توضيح هذا الأمر لي ، وجزيتم خيراً .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة / أمجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بأختنا أمجاد التي دائماً وأبداً ما تتحف الموقع برسائلها المباركة والمفيدة ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، ويسعدنا تلقي رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله تعالى أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك.
وبخصوص ما ورد برسالتك ، فنحن بدايةً سعداء بإسهاماتك الطيبة في الدعوة إلى الله ، ونصح الشباب المسلم، إذ أن الدعوة ليست حكراً على الرجال دون النساء ، بل لقد ساهمت المرأة منذ صدر الإسلام في الدعوة إلى الله والبذل والتضحية في سبيلها ، ويكفي النساء فخراً وشرفاً أن أول شهيد في الإسلام كانت امرأة صحابية مباركة هي سمية بنت الخياط رضي الله عنها وعن زوجها وولدها ، إلا أن الشرع يقوم على قواعد عامة ، منها : أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وأن الغاية لا تبرر الوسيلة ، ومن منطلق مثل هذه القواعد يتقرر الجواب كالتالي :
1- لا مانع من الدخول إلى الشات وممارسة الدعوة ولكن بين النساء والفتيات ؛ حيث أنهن في أمس الحاجة إلى داعية مخلصة مثلك ، فاقصدي نشاطك على الشات بين أخواتك فقط كما ذكرت ، فهذا أبعد عن الشبهة ، وأكثر تحقيقاً للفائدة ، وسداً لثغرة هامة في حياة الأمة ، ألا وهي المرأة المسلمة التي يكيد لها أعداء الإسلام صباحاً ومساء ، فاستعيني بالله ، واحملي سلاحك ، وادخلي المعركة متوكلةً على الله وحده واسأليه التوفيق .
2- إن مخاطبة الرجال لا تخلو من مخاطر ومحاذير ، فقد يكون سبباً في ميل قلبك إلى شخص لا تعرفيه ، أو ميل قلبه إليك مما يؤدي إلى التعلق ، ومن ثم الحب ، وقد يؤدي ذلك إلى فساد عظيم ، وقد يؤدي هذا التعلق إلى إفساد حياة أي طرف مع زوجته وأولاده ، وهذا كثير ومجرب ، لذا أفتى العلماء بحرمة التحاور والتحدث مع الشباب للنساء عبر الإنترنت ، لذا أنصحك بالاكتفاء بالدردشة والدعوة بين النساء فقط ، مع تمنياتنا لك بالسداد والتوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... ... الصداقة عبر الإنترنت
... 3082
السؤال
ما حكم التحدث عبر الدردشة علما أنني أدخل بهدف نصح الشباب في أمور دينهم ودنياهم وأحيانا أخرى أدخل بهدف التسلية ، وأنا أحب نصح الشباب أكثر من البنات هل هذا حرام أم جائز ، وجزاكم الله خيرا(109/197)
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة / سمية محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ابنتي العزيزة في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى اتصالاتك في أي وقت وفي أي موضوع ، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعينك على فعل ما يرضيه.
وبخصوص ما ورد بسؤالك ابنتي العزيزة الغالية : فإن الأفضل لك أن تمارسي الدعوة بين أخواتك المسلمات ، حيث أن لدينا نقصاً هائلاً في الأخوات الداعيات ، ونحن في أمس الحاجة إلى أخت فاضلة مثلك تذكر أخواتها عبر الإنترنت بما ينبغي أن تكون عليه الفتاة أو المرأة المسلمة التي يحرص أعداء الإسلام على إفسادها وغوايتها ، وإبعادها عن دينها ، وصرفها عن سنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وفوق ذلك فالدعوة بين أخواتك ليس فيها أي محظور شرعي، بل هي مطلوبة منك ؛ لأنه بمقدورك أن تتعرضي لمسائل حساسة يصعب على الدعاة التطرق إليها أو التعرض لها ، فاحملي سلاحك وادخلي المعركة الحقيقية لك مدافعةً عن الإسلام وأصوله بين أخواتك المسلمات ، والدال على الخير كفاعله ، أما الحديث مع الشباب سواءً أكان في الدعوة أو غيرها فهو غير مأمون العاقبة ، وقد يجر إلى كثيرٍ من المخالفات الشرعية ، والوقوع في المحرمات ، حتى ولو كان على سبيل الدعوة إلى الله عز وجل ، ولقد أفتى العلماء بحرمة هذه الحوارات بين الشباب والفتيات ، فاقصري نشاطك واتصالاتك على أخواتك فقط ، فهن في أمس الحاجة إليك ، مع دعواتنا لك بالثبات على الحق والدعوة إليه على بصيرة ، إنه جوادٌ كريم ، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أختي تكلم ابن خالتي
... 2996
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : أشكر كل من ساهم في الشبكة الإسلامية الرائعة هذه والتي تتيح للمسلمين أن يطرحوا مشاكلهم وأسئلتهم ويجاب عليها من قبل علماء.
اللهم اغفر لهم وبارك عليهم يا رب العالمين ، أما بعد:
أختى في الصيف الماضي اشتركت في منظمة اسمها بذور السلام وكان عمرها 14 سنة ولم استطع التسجل معها لأنهم لا يقبلون إلا من عمر 14 إلى 18. وذهب أيضاً ابن خالتي وعمره 16 سنة ، والمنظمة كل سنة تسافر إلى أمريكا مع أعضائها. فًسافرت أختي وسافر أيضاً ابن خالتي ورجعت اختى مع المنظمة بعد شهر ، وبعد ذلك كان ابن خالتي عندما يأتي ليزورنا مثلاً يفتح معها بعض الموضوعات(109/198)
والأحاديث الخ ويتحدث معها ويضحك معها كثيراً ، وعندما نذهب إلى دار جدي يتحدث معها أيضاً ودائماً هكذا .. والذي لم يعجبني أنه كان يتحدث معها كثيراً ، هي فقط يعني أنا مثلاً عندما يراني يسألني عن حالى ويسلم علي فقط ولكن هي يظل يتكلم معها ويفتح مواضيع كثيرة .
أنا لا أشك فيهما ، ولا أشك في أن الذي يدور بينهما غير عادي ، أولاً لأنهما يتكلمان أمام الجميع ، ولأن أختى متدينة جداً. ولكن لا أفهم لماذا يتكلم معها كثيراً هي فقط؟ لقد قلت لها بأن تختصر الكلام معه وإذا سألها عن شيء تجيبه وتذهب ، ولكنها قالت إنها لا تشعر بشيء غريب معه ، وهي تتكلم معه كثيرأ لأنها اختلطت معه كثيراً في المنظمة وحسب ، وإنه شيء طبيعي أن تتكلم مع ابن خالتها، وأنا أعرف أنها تتكلم معه كلام معتاد جداً ، ولكنه يظل هو يحاول فتح المواضيع معها كسؤالها: هل شاهدتي حلقة البارحة من هذا المسلسل؟ لقد قلت لأبي هذا ولكنه قال انه شيء عادي أن تكلم ابن خالتها وأنا متضايق من الأمر لأنه يكلمها كثيراً جداً ولا يكلم أحداً غيرها بهذه الكثرة غيرها!
فأنا ماذا يجب علي أن أفعل الآن؟ هل هو شيء عادي كما يقول أبي وأختى؟ وهل يستمر الحال كما هو؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدنا العزيز الغالي / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فكم كانت سعادتي غامرة وفرحتي شديدة وأنا أقرأ رسالتك المباركة أيها الشهم الهمام ، وسعد معي إخواني بالشبكة الإسلامية ، ونحن جميعاً على استعداد لاستقبال أي رسالة منك في أي وقت وفي أي موضوع ، فاتصل بناً دائماً ولا تتردد ، ونحن في انتظارك ، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يرزقك الغيرة على دينه ، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة .
ولدي المبارك محمد : إن إنكارك لهذه الأحاديث الطويلة بين ابن خالتك وأختك هو عين الحق ، ويدل في نفس الوقت على سلامة فطرتك ؛ لأن صاحب الفطرة السليمة ينكر بطبيعته ولا يرتضيه حتى وإن كان لا يعرف حكمه ، وهذا هو حكمك تماماً فما يحدث من كلام طويل وكثير بين ابن خالتك وأختك ، وهو فعلاً غير طبيعي ، ولا يقره الشرع ، خاصةً وأن هذه المنظمة من المنظمات المشبوهة التي تسعى لإفساد المسلمين والمسلمات ، وتؤدي إلى شيوع الاختلاط وإذابة الحياة والعفة من الفتيات المسلمات ، وتعود البنات على حياة الاختلاط المحرم ، وتهيئ الفتيات ليكن نماذج للفتاة المسلمة في المستقبل ، وهذا خطر عظيم ، ولا أتصور أن والدك يعرف أهداف هذه المنظمة ، وإلا لمنع أختك من المشاركة فيها ؛ لأنها ماسونية تسعى لإفساد أخلاق المسلمين إلى غير ذلك من أهدافها الخبيثة ، لذا عليك أن تنصح لوالدك بعدم سفر أختك مرةً أخرى لأنه محرم عليها وهو سفر محرم شرعاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع ذي محرم أو زوج)(109/199)
وأختك فتاة بالغة أي مكلفة شرعاًً ، وإذا تزوجت تستطيع أن تنجب من فضل الله ، فلا يجوز لها شرعاً أن تسافر من غير محرم ، ويقع على والدك إثم ذلك ، وسيسأل عن ذلك يوم القيامة على تضييعه لأختك وتعريضها للفتن والمحرمات، وفوق ذلك فالسفر إلى أمريكا أو غيرها من بلاد الكفر لا يجوز شرعاً إلا لضرورة شرعية ، وأين الضرورة الشرعية في سفر أختك وحدها من غير محرم إلى بلاد الكفر ، وعليك أن تنصح لأختك أن تتقي الله ، ولا تكثر من الكلام مع أي رجل أجنبي ، ولا تسافر وحدها إذا كانت فعلاً متدينة كما تدعي ، لأن التدين يا ولدي محمد ليس معناه أن نأخذ من الإسلام ما نريد ، وأن نترك ما نريد، لأن هذا ينافي العبودية التي أمرنا الله بها ، وعمل أختك محرم شرعاً ، سواءً أكان سفرها وحدها أو حديثها الطويل والمتواصل مع ابن خالتها ، وإذا كانت متدينة فعلاً فمن الممكن أن تسأل أهل العلم الثقات عن حكم سفرها وحدها بدون محرم أو حديثها الطويل بغير داع مع شاب أجنبي عنها يجوز له أن يتزوجها .
وأكرر ولدي محمد أنا شاكر لك غيرتك على عرضك ، ونحن في انتظار رسائلك ، وحاول التحدث مع أهلك بالمعروف والحسنى ، ولا مانع من الإطلاع على هذه الإجابة وسؤال أهلن العلم ؛ لأن أهلك فيهم خير كثير وأحسبهم من الصالحين خاصةً والدك الكريم ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح والسداد .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... التوبة ومجاهدة النفس
... 2932 ...
السؤال
أنا والحمد لله أصلي وأصوم لكني فعلت معاصي وأرتكبت أخطاء لا يجوز أن يفعلها أي مسلم ، وعندما أفعل المعصية كنت أتوب إلى الله وأندم على ما فعلت وأستمر على التوبة أياما كثيرة أو قليلة، وللأسف أعود للمعصية مرة أخرى.
فأريد أن أعرف كيف أثبت على التوبة وأن أجاهد نفسي عندما تغويني للسوء. جزاكم الله خيرا ووفقكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المهندس/ محمود حسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
بدايةً يسرني ولدي المبارك أن أرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية بين أهلك وإخوانك ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك ، وكم نحن سعداء باتصالك بنا ، وهذا إن دل على شيءٍ فإنما يدل على أنك إنسانٌ فاضل وشاب محترم وخلوق ، ومستقبلك يبشر بخير كثير رغم ما تعانيه الآن من ضعف وتسلط للشيطان عليك ، إلا أنه سيأتي الوقت الذي تشعر فيه بأنك قد تعاليت على الشيطان وكيده ، وأصبح بمقدورك أن تكبح جماع نفسك في أي وقت ، وتحول بينها وبين معصية الله تعالى ، والأمر أولاً(109/200)
وقبل كل شيء متوقف على همتك وعزيمتك ، ولا أعتقد أو أظن أنك ضعيف الإرادة وضعيف العزيمة وإلا كيف وصلت إلى كلية الهندسة ؟
إن الطاقة التي وصلت بها إلى كلية الهندسة لو حاولت استغلالها في ترك المعاصي فسوف تنجح في ذلك نجاحاً هائلاً ؛ لأن النجاح إرادة وعزم وتصحيح ، وترك المعصية كذلك ، فلا بد لك من استغلال هذه النعمة العظيمة التي أكرمك الله بها ، وهي قوة الإرادة وصلابة العزيمة في القرب من الله ، والحرص على طاعته ، والبعد عن معاصيه ، وإضافةً إلى ذلك عليك باتباع الآتي :
1- الدعاء والتضرع إلى الله كل وقت أن يثبتك على الحق ، وأن يصرفك عن المعصية.
2- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأماكن التي وقعت فيها في المعصية .
3- أن تبتعد قدر استطاعتك عن الأشخاص الذين يساعدونك على المعصية أو العودة إليها ، أو حتى مجرد التفكير فيها ، وأن تقاطعهم في الله ولله .
4- أن تستبدلهم بصحبة صالحة تكون عوناً لك على الطاعة والثبات على التوبة .
5- أن تقلل من الخلوة أو الجلوس وحدك ، أو إطالة المكث في الحمام ؛ لئلا يستحوذ عليك الشيطان .
6- أن تتذكر عقاب الله للعاصي في الدنيا والآخرة ، ويكفي المعصية شؤماً أن فاعلها يسقط من عين جبار السماوات والأرض ، فلا يقيم له وزناً إلا إذا تاب وأناب .
7- أن تضع نفسك مكان من هتكت عرضه أو دنست شرفه أو سرقت ماله ، فهل تود أن تتمنى أو ترغب أن يحدث ذلك لأهلك ؟ وما لا ترضاه لنفسك لا ترضاه لغيرك .
8- أن تعلم أن الحياة قصاص ، وأن الله قد يبتلي العاصي في أحب الناس لديه وهو لا يعلم ، أو يعلم ولكنه لا يستطيع أن يصنع شيئاً حتى يموت غيظاً وكمداً وذلاً وهوناً ، وقديماً قال الشاعر :
إن الزنا دينٌ فإن أقرضته كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم
فاحرص ولدي المبارك على ترك تلك المعاصي حياءً الله ، وضع نصب عينيك دائماً أن الله معك يعلم سرك ونجواك ، ولا تغيب عنه طرفة عين ، فاستح منه أن يراك وأنت تفعل المعصية كما تستحي من والدك أو والدتك وأكثر ، وواصل التوبة دائماً ، وأكثر من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يمن الله عليك بالثبات على التوبة وقبولها ، وأكثر من ذكر الله على كل حال حتى يحفظك الله من كيد عدوك ، ويدخلك حصنه الحصين الذي لا يمكنه أن يدخل إليك فيه أبداً .
والله أسأل أن يتوب عليك ، وأن يتقبل توبتك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من خيرة خلقه وصفوة عباده ، وأن يبدل سيئاتك حسنات ، إنه جوادٌ كريم ، وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب ...
ـــــــــــــــــــ
... الزواج عن طريق الإنترنت
... 2841
السؤال(109/201)
السلام عليكم
إن الإنسان في الأشياء المصيرية دائما يحب أن يستشير من هم أكثر منه خبرة ولأني لا أجد حولي من أثق في رأيه ، فأنا أستشيركم وأجد لديكم النصح بإذن الله
بداية أنا طالبة في السنة النهائية من كلية الهندسة ، وملتزمة والحمد لله ، ومنذ صغرى وأنا أرفض الارتباط إلا مِن مَن سوف يكون زوجاً لي في المستقبل ، والأمر بالنسبة لي في البداية كان من منظور أخلاقي ، أما بعد ذلك صار من منظور شرعي لأني في الفترة الأخيرة قربت من الله أكتر والحمد لله ، فالاختلاط عندما عرفت أنه حرام ابتعدت عنه إلا في الحدود الضيقة جدا ، وابتعدت عن كل الشباب الذين أعرفهم في الكلية ، والأمر كان سهلا بالنسبة لي لأن علاقتي أصلا كانت محدودة بالشباب ، وكذلك تركت الشات في هذه الفترة لأني كنت لا أرغب فيه كثيرا ، وما كنت أعلم أنه حرام فتعرفت على شاب في النت وكان الكلام بيننا محترما جدا وارتحت له وارتاح هو لي كذلك وأرسل لي صورته وطلب منى أن نتقابل حتى لو فى بيتنا فلو حصل توافق استمر الأمر حتى نتزوج ،
على كلٍ أنا لم أكن مرتاحة ؛ لأني أتكلم مع شاب غريب ، مع أني ارتحت له جداً ، لكن غير مرتاحة للطريقة ، وكنت أشعر أني أعمل عملاً يغضب ربي إلى أن عرفت أن المحادثة مع الغريب في الشات حرام فتركت كلامه ، مع أنه كان محترماً جداً في رده عليّ ، ولم يحاول مضايقتي ، مع أنه كان بإمكانه وبسهولة أن يفعل ذلك ، فيمكن له أن يستغل كلامي معه في أن يعمل مشاكل لي ولم يرسل لي على النت مرة أخرى، لكنه قال لي ليس المهم الطريقة التي تعرفنا بها على بعضنا المهم أنك مرتاحة إلي وأن الإنسان قد يرتاح لإنسان ولم يره ، والمهم هو ربنا سبحانه ما دمنا أننا نخاف منه وأما الناس فلا يهموننا ، وأنا لما فكرت في كلامه وجدت أن معه حق وليس كل شي تقول العادات إنه خطأ نمشى وراءها ، وتذكرت قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم :(وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) عندما لم يرد الرسول علية الصلاة والسلام أن يتزوج زوجة زيد السابقة لأنه كان ابنه بالتبني من قبل أن يحرم الله التبني ، فأنا لا أعرف ماذا أعمل هل أخبر والدتي ثم يأتي هو للبيت ؟
ولكن ماذا أقول لها لما تسألني كيف تعرفتِ عليه ؟ ويدور في ذهني أن الفراغ العاطفي هو السبب فيما أنا فيه . وكنت أستمع إلى جارتنا البارحة وهي تتحدث عن إحدى الفتيات نعرفها كتب كتابها على زوجها وكان التعارف بينهما قد تم عن طريق النت فتذكرت أمري وفكرت في طلب المشورة فماذا أعمل؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المهندسة / داليا حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وأن يزوجك زوجاً صالحاً تقر به(109/202)
عينك ويعينك على طاعة الله ورسوله، وبما أنك في سن أبنائي فاسمحي لي أن أتحدث إليك كما لو كنت أتحدث مع ابنتي التي هي في مثل سنك تقريباً .
ابنتي الكريمة المهندسة داليا: مما لا يخفى عليك أن الإيمان بالقدر ركنٌ من أركان الإيمان ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، ومن هذه المقادير الزواج وما يتعلق به ، فمن كان من نصيبك فتأكدي قطعاً وجزماً أنه سيكون لك ، والمطلوب منا فقط أن نراعي مرضاة الله تعالى ، وأن نلتزم بالضوابط الشرعية وما قدره الله فهو كائن ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً ) فهذا العصفور الصغير ليست لديه حرفة وليس خريج جامعة ولا عضو في نقابة ، ولا يحمل بطاقة شخصية أو تموينية ، وإنما رزقه على الله فقط ، لا يعرف غير هذا ، ولم يضيعه الله ؛ لأنه متوكل عليه وحده ، وهكذا حال المؤمن الصادق يتوكل على الله في كل أموره ، ويأخذ بالأسباب المشروعة ، ويحرص على ألا يسلك طريقاً تغضب الله أو يخالف شرعه ، وبعد ذلك يضع في بطنه بطيخة صيفي كما يقول المثل المصري، وهذه هي حقيقة الإيمان ، وبذلك لا يحمل المسلم أي هم لقضية الأرزاق مطلقاً ، ولا يفكر فيها أبداً ، وهذا ما أعتقد أنك مارستيه بعض الشي في موضوعك هذا ، فرغم ارتياحك للأخ إلا أنك لم تكوني مرتاحة من طريقة التعارف نظراً لما فيها من بعض المحاذير الشرعية، وبما أن الأمر قد انتهى وتوقفت عن الاتصال ، والأخ ما زال يبدي رغبةً صادقةً في الارتباط بك شرعاً ، وقد لمست فيه الصلاح والاستقامة والدين والخلق ، ولديك ولو شبه قناعة بأنه يصلح زوجاً فلا أرى مانعاً من استضافته في المنزل بطريقة شرعية لرؤيتك أمام أهلك ، ولترينه أنت كذلك ؛ لأن هذا من حقك شرعاً ، فالرؤية مطلوبة للطرفين ، لأن الارتياح النفسي لا يكفي وحده في هذا الأمر ؛ لاحتمال أن يكونه الإنسان قد وضع للطرف الآخر صورةً معينة من خلال الصوت ونبراته والحديث وما فيه ، ثم يفاجأ بأن الصورة على العكس تماماً ، ولذلك قال البني صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه: ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما )
وبالنسبة لإخبار والدتك فلا أرى ما يمنع شرعاً أو عرفاً من إخبارها بحقيقة طريقة التعارف ، ولكن أفضل أن يكون ذلك بعد الزيارة لأنها لو اقتنعت به فستغض الطرف عن طريق التعارف وإلا فلا ، فقولي لها سوف أخبرك بعد الرؤية ، وبعد ذلك قولي لها ما هو رأيك يا أمي العزيزة ، ثم اشرحي لها بعد ذلك الطريقة بأسلوب مبسط ، وأنا على يقينٍ من أن مثلك لن تجد مشكلة في شرح وجهة نظرك وإقناع الآخرين بها .
وأخيراً أوصيك بصلاة الاستخارة والدعاء ، واعلمي أنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء ، وأنه سبحانه يحب أن يسأل ، مع تمنياتنا بالموقع لك بالتوفيق والسداد ، والسعادة في الدنيا والآخرة ، ولك خالص شكرنا على ثقتك الغالية بموقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...(109/203)
... الحديث مع شاب على النت
... 2777
السؤال
أنا تعرفت على شاب من النت قبل ماأعرف انه حرام بس بعد ذلك تركت تكليمه أو تكليم أحد غيره هو انسان محترم وأنا أحسست أنى مرتاحة له هو طلب أن يقابلنى لأجل أن يتقدم لى إذا شعرت بالارتياح على الطبيعة فانا لا أدري ماذا أفعل
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / داليا حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعة الله وحاجباً لك من النار .
وأما بخصوص ما ورد بسؤالك : فأنت ولله الحمد تعرفين الحكم الشرعي ، ولذلك أتعجب كيف تعرفين أن هذا الشيء حرام ثم تفكرين في عمله أو الإقبال عليه ؟ وهل تتصورين أختي الكريمة داليا أن مثل هذا الزواج سيكون سعيداً ومباركاً بهذه الطريقة ؟
أختي الفاضلة داليا : يقول الحق تبارك وتعالى : ((وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا)) فما دام هذا الشاب صادقُا في عواطفه وراغبا في الارتباط بك وأصبح على قناعة بأنك إنسانة فاضلة ومحترمة ، لماذا لا يتقدم لوالدك بطريقة صحيحة ، ثم يراك ويحدث هناك الكلام ، فإن شرح الله صدره لك وحزت القبول فبها ونعمت ، وإن قدر الله خلاف ذلك فليعتذر وتنتهي المسألة ؟
أما أن يريد مقابلتك وتمتد العلاقة المحرمة بحجة مزيد من التعارف والتفاهم ، إلى أن تتعلقي به قلبياً ، ثم يتخلى عنك أو يطلب أشياء محرمة، فهذا لا يجوز ، وأنت الآن سيدة الموقف ، أقصى شيء أن تعطيه عنوان منزلكم ليحاول أن يراك في الشارع وأنت لا تعرفين من هو إذا كان يريد رؤيتك مجرد الرؤية ، أما السلام والكلام واللقاء فهذه أمور في بدايتها سهلة ونهايتها جحيم ومعصية الرحمن والعياذ بالله ، خاصةً وأن غالب من يتعامل بهذه الطريقة أو يتعرف بها يكون هدفه التسلية والاصطياد في الماء العكر ، فاحذري المقابلة ، وكما ذكرت دليه على عنوان المنزل ، ويمكن له أن يراك وأنت في الطريق أو يزور منزلكم ويقابلك في حضور أهلك ، وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... مصاحبة الفتيات
... 2738
السؤال(109/204)
أناشاب في مقتبل عمري ، سني 26 سنة ، أحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الاختلاط مع الفتيات حتى لا اسقط في مشكلة الفساد ، لكن الفتيات يلبس لبسا مثيرا ، لا أقدر على تحمل ذلك ، مما يؤدي إلى مرافقتهن ، أمارس الرياضة حتى أتخلص من ذلك ، لكن بدون جدوى .
ana chab fi moktabali alamor sini 26 ,ohawilo kadar alimkan al ibtiaad ani alkalat maa lafatayat ,hata la askota fi moshkili alfasad lakin al fatayat ya lbassna libasan motiran lichahwa la akdiro ala tahamoli dalika mima yoadi ila .ma a
morfakatrihin.
omariso ariyada hata atajanaba dalika lakin bidoni jadwa.mal hal.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
اعلم يا أخي أن الالتزام بالعفة أدب الإسلام ، وهو الذي دعا إليه القرآن الكريم والسنة المطهرة ، قال تعالى: (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله )) وقال عليه الصلاة والسلام: ( يا معشر الشاب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) والوجاء هي الوقاية من الوقوع في الزنى .
وعليك يا أخي أن تلتزم بالخطوات التالية إذا أردت أن يصفو قلبك وتسمو نفسك عن المحرمات:
1- ابتعد عن أماكن الاختلاط ، وخاصةً الرحلات الجماعية للطلاب والطالبات ، واعلم أن النظرة الخاطئة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع إلا تهييج الغريزة ذلك السعار الحيواني المجنون.
2- غض بصرك عن النظر إلى الفتيات ، فإنه أدبٌ نفسيٌ رفيع ، ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على محاسن ومفاتن النساء ، كما أن فيه إغلاقٌ للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة ، ومحاولةٌ عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم وهو سهم إبليس عليه لعنة الله .
3- عليك الالتزام بالرفقة الصالحة ، وخاصةً جماعة المسجد ، والتي تذكرك بالله إذا نسيت .
4- اجعل لنفسك منهاجاً وبرنامجاً تدرس فيه القرآن الكريم والسنة النبوية ، مع حياة الصحابة والسلف الصالح ؛ حتى تتحلى بأخلاقهم .
5- اعتزال المحرمات كالغناء والأفلام الهابطة .
6- حاول أن تتزوج ، فإن الزواج المبكر سكن نفسي وإشباعٌ غريزي ، وإحساس بالنوع ، وشعور بالتكامل والنضج .
7- اجعل وقتاً لصيام النوافل كالاثنين والخميس ، وقيام الليل ؛ حتى تقوي علاقتك بالله.
8- حاول أن تحضر المحاضرات والندوات الإسلامية ، والحلقات العلمية التي تحي القلوب الميتة .(109/205)
9- أكثر من سؤال الله الثبات والهداية ، وهداية القلب .
والله الموفق.
المجيب د/ العربي عطاء الله
-ـــــــــــــــــــ ...
... اخي المراهق ذو 20 عاما
... 2717
السؤال
السلام عليكم
المشكلة التي اريد اخذ مشورتكم فيها تخص اخي المرهق ذو 20 عاما
أولا ساعطيكم خلفية عن تربيتنا
نحن عائلة تتكون من عدة بنات وابن واحد وترتيبه الوسط فينا الكبرى تزوجت والاخري تدرس في كلية علمية اماهو فيدرس ايضا في السنة بكلية علمية دخلها بالواسطة
تربيتنا صارمة جدا من ناحية أبي إلى حد التزمت ولا أقصد ذلك دينيا أو ماليا إنما أخلاقيا أما أمي فعاطفية جدا على عكس أبي تماما وهي تخاف من أبي جدا وهو يهينها كثيرا
المهم نشأنا على الخوف من أبي وهو تعود على أن ننفذ أوامره بدون مناقشة
أما أخي فقد لاحظت عليه الأمور التالية ولا أدري كيف أحلها:
1- إدمان الصور الإباحية وذلك عن طريق ديسكات يتداولها مع أصدقائه وأكتشفت الأمر صدفة وذلك عندما أردت تجريب إحدى هذه الديسكات فأتلفتها ولم يسأل عنها(لي خال صغير كانت لديه نفس الهواية المنحرفة ولكن عن طريق الانترنت وهو قريب جدا من اخي ولا أدري هل هو الذي علمه أم لا
2 - سهره لاوقات متأخرة عند اصدقائه وعدم مبالاته بأمي وأبي وغضبهم من ذلك فأشتكه أمي لأحد أخوالي الكبار فناقشه في هذا الموضوع فارتدع فترة ثم عاد مرة ثانية لعادته
3-عدم صلاته في المسجد وأحيانا لا يصلي نهائيا
4-اكتشفت أنه يغش في اختباراته بالكتابة في أوراق صغيرة ووضعها في اقلام شفافة وقد حاولت عدة مرات إتلاف الأوراق دون علمه فلم يسأل عنها
5-لاحظت بوادر تدخين وهو ينكر الأمر (وضعت له أوراق بصور تبين مضار التدخين فقال لي هل انت مجنونة انا لست مدمنا)
لم أخبر أحدا بمشكلة الصور الإباحية ومشكلة الغش لان أمي وأبي لن يستطيعا حل المشكلة فهو لايحترم رأي من في البيت ويسفهنا جدا فكرت ان أخذ رأي أخوالي ولكنهم دائما يتشمتون بنا وبأمي
والآن لا أدري ماذا أفعل هل هي مشاكل مراهقين عادية ام هي مقدمة لانحلرافات اخرى وخاصة انه لدي شكوك بأنه يحدث فتيات بالهاتف ام ان كل ذلك نتج نتيجة انه ابن واحد لاادري دلوني على الطريقة الصحيحة لحل هذه الاشياء فلا اريد ان ابقي سلبية هكذا وانا اكبر منه اريد ان اساعده ان يجتاز هذه المرحلة بدون الم لنا وله(109/206)
ملاحظة (شخصية اخي الانانية والامبالاة والاسراف الشديد لنفسه واصدقائه فقط وعدم تحمل المسئولية ومغرور بنفسه ولكنه وفي جدا لأصدقائه)
وشكرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة المباركة / درة حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك ، وكم يسعدنا أن نتلقى رسائلك في أي وقت وفي أي موضوع ، والله نسأل أن يمن عليك بتمام نعمة الإيمان والعقل والحكمة ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يجعلك من الغيورين على شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولقد سعدنا كثيراً لهذه الروح الطيبة والشعور بالمسؤولية التي إن دلت فإنما تدل على أنك رغم صغر سنك حباك الله قلباً رحيماً وعقلاً وافراً وحكمة وأناة، نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك .
وبخصوص مشكلة أخوك التي كتبت لنا : فيلزمنا أولاً أن ندرس الأسباب المؤدية إليها ، لأن علم معرفة السبب سيجعل الحل صورياً ونظرياً إلى حد بعيد .
أتصور أن أخاك ضحية تربية غير سوية ، فوالدك بهذه الصرامة والشدة التي تؤدي إلى كبت المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان ، حتى تصبح كالبركان الذي لا يبقى ولا يذر ، وهذه أسوء صور التربية، وفوق ذلك إهانته لأمك وعدم تقديرها أو احترامها أثر بدوره في سلوك أخيك ، وأصبحت تصرفاته كرد فعل لهذا الوضع المهين لوالدته ، وتعبير عن سخطه وعدم رضاه ، وساعده على ذلك كله كونه الولد الذكر الوحيد بينكم ، مما هيأ له فرصة التمرد والعصيان ، وعدم الطاعة لعلمه أن مكانته تساعده على ذلك كله .
هذه العوامل مجتمعة تشعرنا حقاً بأننا أمام حالة معقدة تحتاج إلى صبر وطول نفس وحكمة ولين ، وأخوك يحتاج إلى تغيير نمط حياته ، والبعد عن صحبة السوء الذين يستغلون ظروفه فيساعدونه على الانحراف ، ولتحقيق النجاح في العلاج لا بد من الآتي :
1- واصلي النصح والتذكير على قدر استطاعتك ، وحاولي استمالته إليك ، واجعليه يشعر بالثقة فيك والأمان نحوك ؛ حتى لا يتمرد عليك ، أشعريه بأنك في صفه وتريدين مصلحته ، ولذلك استبعدي معه الكلام عن الوالدين ، واجعلي كلامك معه مباشرة ، وقدمي له بعض الهدايا إن أمكن ، وكلما أتيحت فرصة للتخلص من بعض عوامل الفساد فلا تترددي في ذلك ، فإن اكتشف فاسأليه بهدوء عن فوائدها ، وبيني له أن ذلك باب محبته والخوف عليه .
2- ابحثي له عن أصدقاء جدد من الشباب الصالح الملتزم يصحبونه ، ويأخذون بيده إلى الخير ، فالصاحب ساحب .(109/207)
3- اطلبي من الوالدة أن تتقرب منه ، وأن تضمه إلى صدرها ، وأن تمنحه حضناً دافئاً يسترد به ماضيه الذي كان فيه حدثاً صغيراً ، وتلقى على مسامعه كلمات الحب والتقدير ، ولا تعاتبه على شيء ، وإنما تسمعه دائماً دعائها له بالتوفيق والسعادة .
4- كذلك لا يفوتك الاستفادة من الوالد ، مع إشعاره بأن الصرامة والشدة أصبحت عملية غير رائجة أو مثمرة على الأقل مع أخيك ، وأشعريه بأنه في أمس الحاجة إليه فليتخذه صاحباً ، وليحاول الإكثار من مجالسته والخروج معه ، ومشاركته في بعض شؤون الأسرة.
5- اعرضي عليه فكرة الانضمام إلى بعض المؤسسات الرياضية أو الاجتماعية التي تأخذ منه بعض الوقت الذي يضيع في الدمار ، وحببي إليه بعض الألعاب الرياضية ، وأنه بمقدوره أن يكون نجماً من النجوم اللامعين في أي مجال هادف أو بناء .
6- عليك بوصية الجميع بالدعاء وأنت قبلهم ، خاصةً الوالدين فإن دعائهما لا يرد .
7- حاولي أن تعيدي إليه ثقته في نفسه ، وأن بمقدوره أن يكون شخصاًَ متميزاً إذا غير نمط سلوكه وترك هذه الرسائل السلبية ، واستعمل بدلها رسائل إيجابية ، اجتهدي في إشعاره بأنه عظيم وأن بمقدوره أن يعمل الكثير .
أكرر من أهم العوامل المساعدة في الإصلاح الصحية الصالحة ، فاجتهدي في إيجادها ، مع الصبر والدعاء والأخذ بالأسباب، ثقي وتأكدي أن الله سيصلحه، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أريدها ولو على طلاق زوجتي
... 2676
السؤال
أنا متزوج من سنتين والحمد لله رزقني الله بطفلة .....وتزوجت زوجتي عن طريق الحب ....
لكن تعرفت على بنت من خلال أحد المنتديات ، ومن ثم عن طريق المسنجر وتعلقت بها ... وأصبحت تأخذ كل تفكيري ، ووالله إني تعرفت عليهامن باب بعيد عن كل ما يسيء لي ولها ويغضب الله قبل كل شيء
لا أدري ماذا جذبني فيها ....هل هو قلبها الكبير وحرصها علي وعلى زوجتي وطفلتي / حيث أنها تحل الكثير من مشاكلي ، وتوجهني ، وعرضت عليها الزواج ورفضت رفضا قاطعا، وقالت لن أكون سببا في دمار أسرة .
البنت متعلمة وفاهمة وكل المواصفات الجميلة فيها ، مع العلم أني لم أرها ، ولكن أنا معها بالمسنجر منذ 3 أشهر وبالساعات اليومية .
تغيرت كثيرا على زوجتي ، وأصبحت لا أطيقها ولا أطيق الجلوس معها، وبدأت لي الوساوس الشيطانية ، وأفكر جديا في الطلاق ....
ليس بسبب أني أريد الزواج من هذة الفتاة ، ولكن لأن زوجتي تعاملني كزوج فقط ، ولكثرة مشاكلها وعدم احترامها لي فانا الان أتحين الفرص لمغادرة زوجتي البيت ، وأجلس مع هذة البنت ، مع العلم أنها رفضت استمراري معها بالمسنجر ... وزعلت(109/208)
من فكرة زواجي منها وقالت زوجتك الأولى لك وانت لها، أكرر أن مقولة إن من يتعرف على بنت ويتزوجها عن طريق الانترنت مقولة خاطئة فهذة البنت عملت معها المستحيل لتكون زوجة لي وفشلت
أنا الآن بهمومي وآهاتي وأريد هذة البنت ولو على طلاق زوجتي الأولى لاني أحس ومتأكد أن سعادتي بعد الله معها
أفيدوني فالوساوس تاكلني من رأسي الى أخمص قدمي
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد الخالد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ويسعدنا أن نستقبل اتصالاتك دائماً في أي موضوع وفي أي وقت، ونسأل الله جل جلاله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يذهب عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يصرف عنك هذه الوساوس وتلك الهواجس التي أزعجتك.
وأما بخصوص ما ورد باستشارتك فإليك ما يلي:
موضوع تعلقك بهذه الفتاة عبر الإنترنت أمر خيله لك الشيطان وزينه لك، والذي أعجبك منها بالطبع هو الجانب المفقود في زوجتك ، وهو جانب التفاهم والإشباع الروحي ، مما جعلك تتعلق بها هذا التعلق، الذي أدى بك إلى سوء العلاقة بينك وبين زوجتك حتى وإن ادعيت أن زوجتك هي السبب، فهذا في الواقع رد فعل لهذا التعلق القلبي الذي جعلك لا تطيق الجلوس معها إلى غير ذلك.
لذلك اسمح لي أن أحيي هذه الأخت ، رغم أنها مخطئة شرعاً في اتصالها بك وكلامها معك، إلا أنها لديها مبادئ في الظاهر تحرص عليها ، وهي ألا تبني سعادتها على سعادة الآخرين، لذا أقول لك أخي سعد:
إذا أردت أن تخرج من هذه الدوامة فاقطع علاقتك فورًا بهذه الأخت؛ لأنها علاقة غير شرعية، ولا تستسلم لهوى نفسك وغواية الشيطان، خاصةً وأنك لم ترها ولم تعرف عن أهلها وأسرتها شيئا، وهذه أمور مهمة لا بد من مراعاتها في الزواج، وارجع إلى زوجتك فحاول التفاهم معها، واستعن بمن يساعدكم على استقرار الأسرة وثباتها، واسلك جميع الوسائل الممكنة لأحلام أسرتك، واعقد جلسات مصارحة بينك وبين زوجتك تتفاهما خلالها على خطوط الحياة الزوجية السعيدة، وكم أتمنى أن تدخل على محور الفتاوى بالشبكة الإسلامية لتعرف حكم الشرع في مثل هذه الاتصالات.
وأرجوك أن تجدَّ وتجتهد في إصلاح أسرتك ، ولا تضيعها لمثل هذه العواطف المتوهمة؛ لأنك قد علقت نفسك بسراب لا تعرف له لوناً ولا طعماً ولا رائحة.
وإذا لم تفلح في إصلاح الأمور بينك وبين زوجتك بكل الوسائل الشرعية والعرفية ، فاستعن بذوي الصلاح والديانة من أهلكم أو غيرهم للإصلاح والمساعدة.
فإذا لم ينفع هذا فلا مانع من أن تتزوج عليها غيرها، شريطة أن تكون الزوجة الجديدة من ذوات الخلق والدين، كما أوصاك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.(109/209)
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يخرجك مما أنت فيه، وأن يقدر لك الخير حيث كان في الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... العادة السرية لمن لا يستطيع الزواج
... 2668
السؤال
بسم الرحمن الرحيم
ألسلام عليكم ورحمةالله و بركاته.......
بعد السلام والتحية الحارة....
أنا لم أتزوج حتى الآن , وليس بمقدوري الزواج, لذلك أريد أن
أسألكم حول بعض أقاويل الذي يقول { يمكن القيام بالعملية ألجنسية بأستخدام أليد}.....اني بأمس حاجة الى جوابكم......
أستودعكم برعاية الله سبحانه و تعالى.....
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد أحمد أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
فإنا لندعو الله تعالى أن يحفظك، وأن يحفظ العراق من كل مكروه وسوء ، وأن يدفع عنها كل شر وبلاء ، وأن تعود الحياة الإسلامية إلى دار الخلافة وعاصمة المعتصم وقلعة هارون الرشيد .
الأخ الأستاذ محمد : ما أجمل اسمك واسم أبيك واسم جدك ، فكلها أسماء تدل على أنكم أهل فضلٍ وصلاح وتقى ، خاصةً اسمك المبارك الذي هو اسم سيد الخلق محمد المصطفى عليه الصلاة والسلام ، هذا الاسم وحده كفيلٌ بأن يحفظك الله بسببه من كل شيطان رجيم ، وأن يحول بينك وبين المعاصي كرامةً للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وبالنسبة لسؤالك عن استخدام اليد في العملية الجنسية كما ذكرت فاعلم أخي -بارك الله فيك- أن هذا الأمر من المحرمات شرعاً ، حيث اعتبره العلماء من كبائر الذنوب ؛ لأن المولى جل جلاله أخبرنا واصفاًَ عباده المؤمنين الصادقين فقال ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين َ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)) والعادون بمعنى المعتدين المتجاوزين للحد الذي حده الله ورسوله ، فاحذر أن يضحك عليك الشيطان وأن يزين لك هذا الفعل الحرام ، ولقد نبه الأطباء أيضاً إلى خطورة هذا العمل ، وحذروا منه لضرره الشديد على الصحة ، وأنه قد يؤدي إلى حرمانك من الاستمتاع بزوجتك مستقبلاً ، مما يؤدي إلى مفاسد عظيمة لا تحمد عقباها ، لذا أنصحك أخي الكريم بالصيام ، وشيءٌ من قيام الليل ، وقراءة القرآن ، والبحث عن صحبة صالحة يقوى إيمانك معها، وعليك بالدعاء أن ييسر لك أمر الزواج ، وأن يوسع رزقك ، وأن(109/210)
يرزقك زوجةً صالحة تقر بها عينك ، وتكون عوناً لك على طاعة الله تعالى ، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... تحقيق حول العادة السرية
... 2583
السؤال
السلام عليكم
ممكن طلب صغير
أنا أريد أن أعمل تحقيق عن الاستمناء او العادة السرية لطرحه في مجلة تربوية أفيدوني بمعلومات عن هذه الظاهرة من حيث الناحية الدينية والصحية والنفسية ولكم جزيل الشكر ..
والسلام عليكم ...
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سائل حفظه الله .
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته وبعد ،،،
أخي السائل : العادة السريةهي ما يسمى في عرف الفقهاء بالاستمناء ، وهو العبث بالأعضاء التناسلية بطريقة منتظمة ومستمرة بغية استجلاب الشهوة والاستمتاع بإخراجها ، وتنتهي هذه العملية عند البالغين بإنزال المني ، وعند الصغار بالاستمتاع فقط دون إنزال لصغر السن .
وحكمها في الإسلام التحريم لقوله تعالى : (( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون )).
ويرى بعض المهتمين بالتربية أن ممارسة هذه العادة تبدأ في سن التاسعة عند عشرة بالمائة من الأولاد ، ويتعرف الولد على هذه العادة القبيحة فتغرس بذلك بذرة الانحراف والشذوذ الجنسي في قلبه ، فتكون بداية الانحرافات جنسية جديدة .
إن حل هذه المشكلة وحماية الشاب من خوض خبراتها المؤلمة يكون أولاً وقبل كل شيء بتقوية صلته بالله ، وتذكيره برقابته عليه ، فنعلم أولادنا الحياء من الله ، ومن ملائكته الذين لا يفارقونه ، وكذلك هجر رفقاء السوء ، وقطع الصلة بهم ، والابتعاد عن المجلات والكتب والنشرات الهابطة ، وارتياد المكتبات والمساجد .
ولا بأس باستخدام أسلوب عبد الله التستري الذي كان يردد في طفولته قبل النوم فيقول "الله شاهدي ، الله ناظري ، الله معي " ويركز في قلب الشاب رقابة الله عليه ، ونظره إليه فيستحي منه .
يمكنك مراجعة الاستشارات التي تحمل الأرقام التالية ، ففيها المزيد من الناحية التربوية والطبية .
469(109/211)
1441
1371
1722
339
400
2353
2530
634
776
والله الموفق.
المجيب د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... حب في الظهر
... 2530
السؤال
أنا استعمل العادة السرية ، وعندي حب في ظهري ، ماهو الحل
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سليم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
الإدمان على العادة السرية يؤدي إلى ارتفاع في نسبة الهرمونات في الجسم ، وهذه بدورها تؤدي إلى زيادة إفراز الغدد الدهنية في الجسم ، وتنسد أحياناً فتحات الغدد ، مما ينتج عنه ظهور مثل هذه الحبيبات في الجلد أو ما يسمى بحب الشباب .
وللمزيد حول العادة السرية نرجو مراجعة الأسئلة التي تحمل الأرقام التالية :
469
1441
1371
1722
339
400
2353
وبالله التوفيق.
المجيب د. حاتم محمد أحمد
ـــــــــــــــــــ ...
... حب زائف
... 2405
السؤال(109/212)
أنا فتاة عندي 15 سنة أحب رجلاً أكبر مني سناً ، بل هو في سن أبي أتحدث معه كثيراً عبر الإنترنت ، فهو أهم شيء في حياتي أحبه كثيراً، حاولت أقبله وأمارس الجنس معه لأني أحبه .
أعلم أنني أذنبت ولكن كل هذا فوق طاقتي ... أريد أن أتركه ولكني لا أستطيع
أرجوكم ساعدوني
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت والابنة الفاضلة / mm حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أولاًً : يسرنا ابنتي العزيزة الغالية أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاًً وسهلاً ومرحباً بك ، كما يسرنا أن نستقبل أي سؤال منك مهما كان ، وفي أي وقت ، فلا تترددي في الكتابة إلينا في أي موضوع ، وفي أي وقت ، فنحن دائماً في انتظارك ، وعلى استعداد لمساعدتك ، وهذا شرف لنا .
ثانياً : فهمت من رسالتك أنك فتاة مسلمة صالحة ، تخاف الحرام وتحب الله ورسوله ، وإلا ما كتبت إلينا طالبة مشورتنا .
فأنت ولله الحمد فيك خير كثير ، حتى وإن حدث بينك وبين هذا الرجل مثل هذه الاتصالات ، فلعل هذا لا يعدو أن يكون نوعاً من استغلال الفراغ وقضاء الوقت ، كما يفعل الكثير من الناس ، إلا أن الأمر الذي لم أتصوره ولا يمكن أن أتخيله تفكيرك في ممارسة الجنس معه ، ما كنت أظن أبداً بإنسانة عاقلة مثلك تفكر مثل هذا التفكير مطلقاً ؛ لأنه غير مقبول لا شرعاً ولا عقلاً ً، ما رأيك في إنسان يرمي نفسه من الطابق العشرين ليموت ، أو يقف أمام سيارة مسرعة لتقضي عليه، أو يدخل إلى قفص حيوان مفترس بحديقة لينهش لحمه وعظمه ويشرب دمه، قولي لي بالله عليك : هل هؤلاء عقلاء؟
قطعاً ستقولين لا وألف لا، وأنا أقول لك : إن ما تفكرين فيه أخطر من هذا مئات المرات ، أنسيت أنك مسلمة ، وأن الله حرم الزنا ، حتى مجرد الكلام بهذه الصورة التي أنت عليها مع هذا الرجل؟
أنسيت أنك غداً ستصبحين امرأة يتقدم إليها الخطاب والأزواج فماذا ستقولين لهم؟ أنسيت أنك غداً ستصبحين أماً لأولاد ، فماذا ستقولين لأولادك ؟ وهل ستطلبين منهم العفة والفضيلة ، أم ستسمحين لهم بممارسة الحرام مع أي شخص أظهر لهم بعض المودة؟ هل سمعت عن أب يهتك عرض ابنته يا عزيزتي؟ هل سمعت عن بنت تعرض نفسها على والدها ليفعل بها الفاحشة؟ أفيقي من غفلتك ، واستيقظي من نومك ، وعودي إلى رشدك ، ولا يضحك عليك الشيطان ؛ لأنك مازلت صغيرة ، وغداً ستدفعين الثمن غالياً ، وتبكين بدل الدمع دماً ، وتتمنين الموت في الساعة التي وقعت فيها فيما يغضب الله رب العالمين.
ابنتي العزيزة: لي عندك رجاء ، أرجو ألا تخذليني ؛ لأنك مثل ابنتي تماماً ، حاولي التخلص من هذه العلاقة في أقرب فرصة ، حتى لو كانت هي الملاذ الوحيد بالنسبة لك ، إما أن تلغي خط الإنترنت ، أو تتخلصي من الكمبيوتر ، أو تقاطعي هذا الرجل(109/213)
فوراً ؛ لأنه خطر عليك جداً ، وأنت ما زلت صغيرة وخبرتك بالحياة قليلة، ولكنك عاقلة وذكية ، وإلا لما اتصلت بنا.
أخرجي هذا الجهاز من غرفتك ، واجعليه في مكان عام بالمنزل ؛ حتى لا يستغل الشيطان وحدتك ، ولا يضعفك ويزين لك العودة إلى طريق الشيطان.
عندك سلاح مهم وخطير وفعال ، وهو سلاح الدعاء ، فأكثري من الدعاء أن يعينك الله على التخلص من هذه العلاقة المحرمة.
عليك بالإكثار من الاستغفار ، وتوبي إلى الله ، واسأليه أن يتوب عليك ، أكثري من الصلاة على حبيبك صلى الله عليه وسلم.
ابحثي لك عن صحبة صالحة من الأخوات الصالحات تقضين معهم أغلب وقتك ، ضعي لنفسك برنامج يومي تحفظين فيه ولو آية واحدة من القرآن الكريم يومياً، عليك بأذكار الصباح والمساء ، مارسِي بعض الهوايات الأخرى كالقراءة مثلاً .
حاولي الاتصال بنا مرة أخرى لنطمئن عليك ، واسمحي لي أن أكون لك أباً بديلاً يأخذ بيدك إلى بر الأمان وطاعة الرحمن ، وأعدك بأنني سأدعو لك كثيراً ليلاً ونهاراً أن يحفظك الله من كل مكروه وسوء ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن سعداء الدنيا والآخرة ، وأملي أن تكرري الاتصال ، والله الموفق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... عند رؤية وسيم
... 2390
السؤال
السلام عليكم ، وبعد
عندما أرى شخصاوسيما فى عمر مابين 12-19 وانظر إليه كأى شخص عادى يظل فكرى معه ، وكان تفسى تلح علي أن نكون اصدقاء ، وأحاول إقناع نفسى باستحالة مصادقته ، لأنى رايته صدفة أو لانه لا يوجد أى رابط بنى وبينه ، أو لانى لا أعرف أين يقطن
وتختفى صورته بعد فترة من الزمن ، وانا ملتزم والحمد لله واخلاقى جيدة مع الناس ويخلو سلوكى من اى اتجاه شاذ بتاتا ، فأرشدونى نفسيا هل هى طبيعية ام لا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / إبراهيم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
كل عام وأنتم بخير.
أخي السائل : إن الدوافع والغرائز فطرية في الإنسان ، والإسلام والحمد لله يعترف بها ويحترمها ولا يحاول كبتها أو تدميرها ، بل يعمل على تنمية الضوابط الفطرية ، ويربطها بالإيمان بالله .
وأنت يا أخي لم تذكر عمرك ، فإذا كنت في سن المراهقة فأتت هنا مكلف بأن تتسامى عن هذا الميول ، وتوجه رغباتك في إطار المبادئ الإسلامية ، وهذا الأمر(109/214)
يحتاج إلى علاج من عندك أًولاً ، بحيث تكون لديك إرادة قوية في التغلب على هذه الغرائز ، وتضبطها ، حتى وإن لم تفكر في الأمور الجنسية الشاذة ، وتهذب نفسك بالإيمان القوي والعقيدة السليمة ، وهي زاد المؤمن .
1- حاول أن تبادر بالزواج ؛ بحيث يعمل على تعديل ميولك ورغباتك ونظراتك للآخرين .
2- حاول أن تجعل لنفسك برنامجاً للنزهة ، وتغيير البيئة.
3- أحياناً يكون الفراغ هو الذي يولد هذه الأفكار ، فأشغل نفسك بما يفيدك .
4- اعتبر هذا الأمر طبيعي ، واتبع هذه الخطوات ، وإذا بقيت معك هذه الأفكار لمدة طويلة حاول أن تراجع الطبيب النفسي ليقدم لك بعض الجلسات النفسية.
وفقك الله لكل خير ، وسدد خطاك .
د/ العربي عطاء الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار النفسي أفاد بالتالي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكرك على سؤالك .
الميول نحو ما هو جميل في حدود المعقول يعتبر طبيعة بشرية ، ولكن الإنسان المسلم لا بد أن يسمو بمشاعره في هذا الخصوص ، وأنت والحمد لله حسن السلوك ، وهذا شيءٌ ضروري وهام ؛ لأن الانجذاب نحو الذكور خاصة إذا كان هذا الشخص حسن المظهر ربما يدل على وجود درجة من درجات الجنسية المثلية ، والتي لا شك هي حالة انحرافية .
هنالك بعض الناس لديهم هذه المشاعر ، وتكون كامنة في داخل النفس ، ويحاول الشخص مقاومتها مراعاة للخلق والفضيلة ، وهذا النوع من الناس يستطيع بفضل الله مقاومة هذه الظاهرة ، ولا يقع في انحرافات .
هذا الأمر هل هو طبيعي أو غير طبيعي ؟ يعتمد على نية الشخص ، ولكن بصفة عامة نميل للتحذير من الاسترسال في مثل هذا التفكير والمشاعر ، وعليه أيها الأخ العزيز أنصحك حين تنتابك هذه المشاعر أن تعنف نفسك بشدة ، وتعمل على إحجامها من هذا التفكير ، واستبدالها بفكرة مخالفة عن الشخص الذي تراه ، كما أنصحك بالتأمل في طباع الناس ، والبحث عن الصفات الجميلة فيهم قبل التمعن في أشكالهم ، وبالله التوفيق.
د/ محمد عبد العليم .
المجيب د/ العربي عطاء الله
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد أن أتوب
2377
السؤال
الشيطان دائما يخدعني عندما اقول سوف اذهب للصلاه ترادوني اقوال لماذا اذهب بعدها اقول ساصلي ، وهكذا دائما الشيطان يخدعني واحيانا لا أصوم حتى اصدقائي(109/215)
يقولون لي تعال سوف نذهب الي الفندق حتى يزنون واللواط ايضا ، لكن الحمد الله انا لم افعل الزنى قط عندما اذهب مع اصدقائي يقولون لي تعال ازني وخلك مع الدنيا مرتاح لكني املك نفسي ، هم يزينون لي المنكر ولكني لم افعل اي شيء ، افيدوني يأخواني ماذا افعل اريد ان اتوب لله عزوجل حتى في بعض الاولاد ياتون لي يقولون لي تعال نريد ان نذهب ونفعل اللواط اقول لا تفعلو ، إنه حرام ، يقولون اي حرام فيسبوني ايضا ويسبون والداي حتى اني اغضب بشدة لكني املك نفسي ، يقول صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. اريد الرد وماذا افعل وسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الحبيب المبارك / عثمان حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً وسهلاً ومرحباً يا ولدي في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، وكم أنا سعيدٌ فعلاً برسالتك المباركة ، التي تحمل كثيراً من المبشرات بنصر هذه الأمة ، وقدرتها على العطاء والبذل والتضحية ، والتعالي على الشهوات ، والبعد عن المحرمات حياءً من الله تعالى ، واقتداءًً برسوله صلى الله عليه وسلم ، وصحبه الكرام الأطهار الذين كان الشيطان يخافهم ويعمل لهم ألف حساب وحساب ؛ لأنهم عرفوا الحق فاتبعوه ، وعرفوا الباطل فأعرضوا عنه .
ولدي عثمان : إنك بموقفك هذا تذكرني موقف الصحابي الجليل أمير المؤمنين سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فلقد كان من أشد الصحابة حياءً من الله ، حتى كانت الملائكة تستحي منه ، كما ورد ذلك في السند ، فالحمد لله أن جعل فيك من يذكرنا بسيرة هذا الصحابي العظيم ، من حيث العفة والحياء ، لذا أوصيك ولدي بالأتي :
1- إياك وأن يضحك عليك الشيطان ، ويزين لك الباطل ولو لمرة واحدة ؛ لأن الشيطان وأعوانه من الشباب الفاسد ، والمفسدون سوف يحاولون معك ألف مرة ومرة حتى تقع في شباكهم ، وإذا وقعت مرة سهل وقوعك في كل ذنبٍ أو معصية بعد ذلك ، فاجتهد بكل قوتك ألا تقع في هذه المنكرات .
2- عليك بالدعاء يا ولدي أن يثبتك الله على الحق ، وأن يزيد في إيمانك ، وأن يرد عنك هؤلاء الشياطين ، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء .
3- ابحث لك عن صحبة صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ، وتعرف عليهم من المساجد بيوت الله ، والحمد لله شباب الأمة فيهم خير كثير مثلك ، فابحث عنهم ، وتعرف عليهم ، وامشي معهم ، واجلس معهم ؛ حتى يقوى إيمانك .
4- اشغل نفسك ببرنامج دعوي عن طريق بعض الدعاة عندكم ، كحفظ بعض آيات من القرآن يومياً ، أو حفظ بعض الأحاديث ، أو قراءة بعض الكتب المقوية للإيمان ، وحضور المحاضرات ومجالس العلم الشرعي .
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.
المجيب الشيخ / موافي عزب(109/216)
ـــــــــــــــــــ ...
... كيف أحصن نفسي من الزنا
... 2226
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعمل في شركة كبيرة ، فيها كثير من الفتيات ، وأنا عازب بعيد عن أهلي ، ولا أملك الباءة لأحصن نفسي على سنة المصطفى ، وأخشى نفسي والشيطان أن يخدش ديني ، وتزل خطايا ، فهل لكم أن ترشدوني إلى المخرج ، حفظكم الله ، وجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب المهندس / عبد الله حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اكتب إليك أيها المبارك سائلاً الله تعالى أن يرزقك عفاف وطهارة يوسف عليه السلام ، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً ، وأن يحفظك من الفتن والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، إنه جوادٌ كريم .
أخي المهندس عبد الله : لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يبتلي جميع خلقه ، فما من أحدٍ منا إلا وهو في امتحان واختبار خاص ، منا من اختبره الله بالمال ، ومنا من ابتلي بالنساء ، ومنا من ابتلي بالجاه والسلطان ، ومنا من ابتلي بالعلل والأمراض ، عملاً بقوله سبحانه: ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) (الأنبياء:35) فكل واحد منا يا صاحبي مبتلي ومختبر في هذه الحياة ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَي عَنْ بَيِّنَةٍ) (الأنفال:42)
وكلما قوي إيمان العبد كلما اشتد بلاؤه كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه بشرنا ببشرى عظيمة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن ) فالمؤمن مثاب في جميع الأحوال ما دام تحت مظلة الشريعة وعدم المخالفة ، وخير علاج لمثل حالتك -أخي المهندس عبد الله- هو دواء النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) فعليك بالإكثار من الصوم ، واجتهد في أعمال البر والطاعة ؛ حتى يصرف الله عنك كيد الشيطان ، وضع لنفسك برنامجاً في حفظ القرآن وقيام الليل ، وأكثر من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار ، واحرص على برنامج يومي للقراءة المفيدة ، والرياضة اليومية ، واستغل كل وقتك في شيءٍ هادف ومفيد ؛ حتى لا يجد الشيطان فرصةً لإخوائك ، واجتهد في عدم الخلوة بالنساء ، واعلم أنك من الثلاثة الذين حق على الله عونهم ، فتضرع إليه ، وقف على بابه ، وسله من فضله ، ولن يخيب الله ظنك ، ولن يكلك إلى عدوك وعدوه ، إنما سيكون معك ، ولم ولن يتخلى عنك ، والله الموفق.(109/217)
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... المواقع الإباحية
... 1978
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله انا شاب من الله علي بالهدايه واصبحت احافظ على الصلاة وقراءة القران وغيرها من العبادات ولكن ظهرت لي مشكلة كبيره هي اني اصبحت مدمن للمواقع الاباحية التي على الانترنت علما باني قبل الالتزام لم اكن اتعرض لها وانا الان اعاني من هذه المشكل وانا ملتزم ولله الحمد من قبل سنه
اريد حلا لمشكلتي جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
ولدنا الحبيب / محمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كم كنت سعيداً وأنا أقرأ الأحرف الأولى من رسالتك ، وهي تحمل بشرى عظيمة، وهي أن الله قد من عليك بالهداية ، وقراءة القرآن ، والمحافظة على الصلاة ، وهذه بلا شك نعم عظيمة تستحق منا شكراً عظيماً وكبيراً ودائماً ومتصلاً للمولى جل جلاله ، وكنت أحسب أنك ستطلب مني وضع برنامج عمل لطلب العلم أو الدعوة إلى الله ، أو قيام الليل ، ولكني فجعت عندما قرأت أن الشيطان لعنه الله يريد أن يحرمك هذه الهداية وحلاوتها ، أو شكر الله عليها ، وأنه قد فتح لك باب إلى الجحيم والعياذ بالله ، وأن الحزن ولدي يعتصر قلبي وأنا أقرأ هذا الخبر المحزن ، ولدي إن من التناقضات العجيبة التي نحياها : أن تجد فعلاً أن البعض منا يلتزم بالإسلام في بعض جوانبه، ويضيع البقية منه في جوانب أخرى ، وهذا يدل -ولدي محمد- على أنك في حاجة إلى إعادة النظر فيما أنت عليه من الالتزام ، ألم تسمع قوله تعالى : ( إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر )؟
فكيف يكون المسلم مصلياً ، وفي نفس الوقت مدمن للمعصية؟ لذا أنصحك أولاً بما يلي :
1- ابحث لك عن صحبة صالحة تقضي معها معظم أوقاتك ، وتذكرك بالله دائما .
2- أخرج الجهاز من الغرفة الخاصة بك ، وضعه في مكان عام بالمنزل ، حتى تبدأ العلاج بهدوء ؛ لأن الشيطان ربما أنه يستغلك وأنت وحدك ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) فأخرج الجهاز إلى مكان عام من المنزل .
3- لا تستعمل الجهاز ليلاً قدر الاستطاعة ، وإنما يكفيك النهار فقط ، فحدد ساعات لاستعمال الجهاز ولتكن نهاراً ، واجتهد ألا تقرب الجهاز وحدك ليلاً ، حتى تضعف أمام إغراءات الشيطان لك .(109/218)
4- اجعل في غرفتك راديو أو جهاز مسجل يقرأ القرآن بصفة مستمرة ، أو على إذاعة القرآن الكريم ؛ لأنه إذا حضرت الملائكة غابت الشياطين ، وقد يستحي الواحد منا أن يعصي الله وهو يسمع كلامه أو كلام نبيه صلى الله عليه وسلم .
5- اشغل نفسك واستغل أوقات فراغك في أي عمل نافع ، كطلب العلم ، أو العمل الاجتماعي ، أو الرياضي ، حتى يضيق الوقت أمامك ، فلا تجد وقتاً للجهاز غالباً.
6- عليك بالدعاء أن يعينك الله على المقاومة ، وأن يغفر لك ، وابشر بخير إن شاء الله ، والله ولي الهداية والتوفيق.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... أريد التحصن...... و لكن
... 1958
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا أعرف ما الذي منعني من مراسلة المواقع الاسلامية منذ زمن ،مع انني اعرف عنها وأنا من مستخدمي الانترنت الاوائل في العالم العربي منذ عام 1995 و استخدم الانترنت لكافة الاغراض، فما الذي قصر بي عن هذا الجانب ؟ ربما الشيطان الذي استعيذ بالله عز و جل منه دوماً
اكتب و كلي رجاء ان اتلقى الاجابة الوافية السريعة علها تطيب نفسي.
مشكلتي مشكلة : فانا انسان و الحمدلله ملتزم اخلاقيا و ملتزم دينيا لحد مقبول، نسأل الله الهدى و الصلاح
مشكلتي تتلخص في اني اريد تحصين فرجي و الزواج و لكني لا استطيع!! ليس لسبب مادي و لا تعليمي فالحمدلله الامور متوسطة الحال و ميسورة وتعليمي ممتاز و انا انسان مثابر انشاء الله .
مشكلتي تتلخص انني و قبل 7 سنين اصبت بمرض نادر و هو من الامراض التي لا يوجد لها علاج الا استخدام ادوية لتستقر الحالة دون علاجها
تعبت كثيرا في مرضي و حصلت معي امور كثيرة ولكني خرجت من تلك المعمعة التي لا اريد ان اخوض تفاصيلها لانها ليست موضوع سؤالي
النقطة المهمة انني اضطررت في وقت ما لاخذ دواء من الادوية كان يسبب العقم و كنت اعلم بذلك !!!!
ولكنني آثرت المجازفة و اخذ الدواء على ان اضحي بصحتي التي كان يمكن ان تتدهور لولا تدابير الله عز و جلت قدرته
و فعلا فقدت القدرة على الانجاب تماما (اي ان الطبيب اخبرني ان العلاج تقريبا مستحيل ? لم يقلها بالحرف لكي لا يزيد الهم علي ) وذلك بعد مقارنة لفحوص بعد اخذي لهذا الدواء مع فحوص سابقة.
الحمدلله تحسنت حالتي جذريا ورجعت امارس حياتي الطبيعية ورجعت للجامعة وانهيت دراستي بزمن قياسي و بدأت عملا في مجال ممتاز وتدرجت وظيفيا و(109/219)
حالتي الان افضل بكثير من اقرانٍ لي لم يكابدوا ما كابدت ، فرج الله على المسلمين اجمعين
عذرا لاطالتي و لكن من المهم فهم سياق التفاصيل السا بقة
بعد اصابتي بالعقم اشغلت نفسي عن التفكير بمشكلتي وبالزواج
ولكني مع غربتي وتيسر حالتي ووصولي سن الزواج بدأت افكر بوضعي
زاد من مشكلتي انني امارس العادة السرية منذ زمن لاعصم نفسي عن الحرام تارة و لابعد عن جسمي الوهن تارة اخرى و لاغراض الشهوة تارات كثيرة
واحب ان اتخلص منها وان اتوب الي الله توبة نصوحة وابتعد عنها وعن ما يصاحبها من هوسِ بامور لا يرضاها الله.
استغفر الله دوما وابدا
اريد تحصين فرجي و لكن المشكلة هي:
لا استطيع ان اتقدم لخطبة اي فتاة الا اذا صارحتها بواقعي من مرض (المرض استقرت فيه حالتي و شفيت الى حد كبير جدا وامارس حياتي بشكل طبيعي تماما) ? ومن عقم .
حدثت نفسي لفترة بانني اذا تعرفت على فتاة خلوقة ارضاها زوجة لي واحببتها واحبتني قد تضحي في سبيل حبي بتلك المشاكل ، ولكنني حتى احب فتاة مثلما يقولون ? لشوشتي- يجب ان اتقبل فكرة الزواج اولا ، وهذه الفكرة يمنعني من تقبلها العوائق التي سبق ذكرها و تيقنت ان الحب الشديد قبل الزواج صعب ان اصله دون وقوع في حرام
ثم حدثت نفسي بان الحل في ان اتزوج بشكل تقليدي من فتاة خلوقة متدينة تستطيع تفهم حالتي، فيما بعد عندما تكتشف العائق بعد الزواج !، ولكني عدت فرفضت ذلك لان رجولتي وديني لا يسمحان لي بذلك.
لا اتقبل ولا استطيع ان اتقدم لخطبة فتاة قد ترفضني بعد ذكر عوائقي امامها
افكر الان ان الحل الوحيد ان اتزوج من اجنبية نصرانية، لانها يمكنها تقبل الزواج بي دون الانجاب ولكن هذا يستلزم مني زمنا حتى اسافر للخارج و اتعرف على من يمكن ان اتقبل اخلاقها من بين امة ضلالها كثير
افكر الان في ان اجري فحصا طبيا مرة اخرى مع احتمالية 5% فقط ان يحدث اي تحسن، و لكن ساستخير اولا
اضع مشكلتي امام من يمكن ان يهديني الله عز وجل اليه عله يرشدني الي طريق افتك منه من ضلال ً لا ارتضيه لنفسي و عزوبية كنت اظنها ستكون ايسر من ذلك ولكنها والله صعبة؛ روحيا وماديا وخلقيا وجنسيا، وحياتي تخلو من اشباع عاطفي يغذي روحي
فارشدوني هداني وهداكم الله.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو يحيي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،(109/220)
بدايةً يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك الذين سعدوا باتصالك ، ويسعدهم تواصلك معهم دائماً أبداً ، مع خالص التمنيات لك بالتوفيق ، ومزيد من التقدم والازدهار والإنجازات المشرفة ، وإن شاء الله بالشفاء التام ، والزوجة الصالحة ، والذرية الطبية .
أخي أبو يحيي : لقد قرأت رسالتك ، وحمدت الله على ما أكرمك به من نعم لا تعد ولا تحصى ، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، فقصتك آية من آيات الإكرام الرباني ، والعطاء الإلهي الذي لا يقدر عليه إلا هو سبحانه ، وهذا يستوجب منك شكراً دائماً متصلاً ، وحرصاً شديداً على طاعته ورضاه سبحانه ، والبعد عما يغضبه ويخالف أمره، لذلك أود من صاحب هذا العقل الراجح والإيمان القوي الراسخ والعزيمة الجبارة أن يقلع أولاً عن تلك العادة المدمرة ، وهي المعروفة بالعادة السرية ، فلا تبدل نعمة الله كفراً وأستح من صاحب تلك النعم أن يراك على معصيته ، أو ما يخالف أمره ، فمثلك -أبا يحيي- لا يليق بمثله نكران الجميل ، أو رد الإحسان بالسيئة ، وإذا كنت تعاني من صعوبة في ذلك فالرجاء قراءة الاستشارة رقم 1784 الخاصة بالأخ بدر ( الكويت ) فإن بها عوامل مساعدة للتخلص من هذه العادة المحرمة التي لا تليق بمثلك كرجل كبير محترم موفق .
وأما عن موضوع الزواج والعقم : فأرى أن تناولك للموضوع لم يكن موضوعياً ، فعليك أولاً بمراجعة الأطباء ، وعمل الفحوصات اللازمة لتحديد مستواك في الوقت الحالي ، فلعل وعسى أن يكون الذي أكرمك بتلك الكرامات السابقة قد من عليك بالشفاء من ذلك وأنت لا تدري ، فخذ بالأسباب ، وأعرض نفسك على أهل الاختصاص ، وهذه كخطوة أولى .
الخطوة الثانية: سمعت عن آثار الحجامة في علاج كثير من حالات العجز الجنسي والعقم ، فإذا لم تفد الفحوصات والعقاقير الطبية ، فأرى أن تستعمل الحجامة ، وهي علاج نبوي عربي بسيط للغاية ، إلا أن أثرها يفوق الخيال ، وذلك ببركة سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ويمارسها بعض الأخوة من أئمة المساجد في قطر ، فأسأل عنه وستصل إليه ويساعدك إن شاء الله ، وأؤكد أن الحجامة تكون بعد الطب .
الخطوة الثالثة : فرضاً أن هذا كله لم يثمر ويحقق الأمل المنشود ، فليس أمامك إلا الصبر والاحتساب ، والرضى بقضاء الله وقدره ، واعلم أن من رضي فله الرضى ، ومن سخط فعليه السخط ، فأرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، ولعل الله أن يمن عليك ببركة الصبر والرضى بكرامات لم تكن تتوقعها ، خاصةً وأننا نعيش مع عشرات ، بل مئات من الخلق لم يرزقوا بذرية ، ورغم ذلك أمورهم طبية ومستقرة ، وتأقلموا مع واقعهم ، وعاشوا حياتهم طولاً وعرضاً ، ولم يشعروا بأنهم أقل من غيرهم ، بل يرون أنهم أحسن مئات المرات من الآلاف المؤلفة التي تعاني من أمراض مدمرة ولا علاج لها ، وتتمنى أن تضحي بحياتها من أجل لحظة من الصحة والعافية .
الخطوة الرابعة : فكرة الزواج وهي بلا شك ضرورة صحية ، خاصة وأنت لديك القدرة المالية والبدنية ، ولذلك لا بد لك من ذلك ، حتى تعان على غض بصرك(109/221)
وتحصين فرجك ، ولا أعتقد أن الأمة الإسلامية قد عقمت أن تلد لنا امرأة لا تريد أولاداً وتريد زوجاً فقط ، هناك العشرات من هؤلاء في كل بلد ظروفهن في مثل ظروفك ، أو أختاً أرملة ، أو مطلقة لها أولاد على قدر من الصلاح والاستقامة، وهن أيضا كثيرات ، فلا أرى لك أبداً أن تفكر بالزواج من غير المسلمات ، وإنما ابحث عن مسلمة صالحة ، وستجد من تقبل بذلك ، وأعرف أن هناك خدمة عبر أحد المواقع السعودية على الإنترنت تساعد في هذا الموضوع ، فادخل على دليل المواقع العربية الإسلامية ، وسجل أسمك وعنوانك ، والمواصفات التي تريدها ، وصدقني سيتصل بك العشرات من الأخوات ، ولك أن تخير منهن ذات الدين والخلق ؛ لأن الموقع يسهل الخطوات الأولى فقط ، ولقد استفاد منه المئات من الشباب والشابات.
والخطوة الأخيرة : اعلم أن الطب قد تقدم ، وأن هناك وسائل للتلقيح الصناعي وغيره ، كالحقن المجهري ، يمكن أن تساعدك في الإنجاب ، وهذا الآن كثير جداً ، فلا تظن أن ما أنت عليه هو نهاية المطاف ، وإنما قم وابحث وحاول ، واستعذ بالله من العجز ، واستعن به على حوائج الدنيا ، وسيعينك الله ويأخذ بيدك ، كما أخذ بها في المرات السابقة ، ولا تنسى سلاح الدعاء الذي لا يرد القضاء إلا به، وأكثر من الصدقة والاستغفار ، والصلاة على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، وسترى خيراً كثيراً ، ولا تنس أن تبشرنا قريباً إن شاء الله ، مع أطيب التمنيات لك بالتوفيق والسداد.
الشيخ / موافي عزب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة المستشار الطبي أفاد بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أبو يحيى حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
مع تقدم الطب أصبحت مشكلة العقم لدى الرجال لها حلول كثيرة ، كانت في السابق يصعب الحصول عليها ، منها : عملية التلقيح الصناعي ، أو ما يسمى ب IVF ، والذي قد تصل نسبة النجاح فيه من 30 إلى 40 %, لذا عليك بإجراء الفحوصات كاملة عند طبيب متخصص في المسالك البولية ومشاكل العقم ؛ للتأكد من التقييم الصحيح , ويمكن أن تجري عملية أخذ خذعة من الخصية للتأكد من الوضع .
أما بالنسبة للزواج ، فيمكن أن تجد الزوجة المسلمة المناسبة ، والتي قد تتفهم وضعك الصحي , كما أن هناك الكثير من الفتيات اللاتي يعانين من مشاكل مماثلة ، في حالة أن مشكلة العقم لا حل لها , كما يمكن أن تتزوج من ثيب ولها أطفال ، ولا تعني لها مشكلة العقم الكثير , فهناك العديد من الحلول , أما الزواج من النصرانية فقد أثبتت التجارب فشله الذريع إلا في حالات نادرة , نسأل الله لك التوفيق.
د/ حاتم محمد
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... انتفاخ(109/222)
... 1783
السؤال
السلام عليكم
مشكلتي هي انني عندما كنت في 15من عمري حصل عندي انتفاخ في الفرج واستمر لساعات قليلة ثم اختفى ورجعت لحالتي الطبيعية وقد كنت في تلك الفترة امارس العادة السرية ولكني امتنعت عنها منذو فترة طويلة والحمد لله .
سؤالي هو ماهذا الانتفاخ الدي اصابني وهل لة اضرار مستقبلية علي؟ وما هو العلاج وشكرا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يمكن مع عملية إدمان العادة السرية أن يحدث احتقان دموي في منطقة الفرج ، وقد يستمر لمدة ساعات ، وقد يستمر لفترة أطول , لذا لابد من الإقلاع عن هذه العادة الضارة.
أما بعد الإقلاع عنها فلا يوجد تأثير بعيد المدى لمثل هذا الاحتقان .
وبالله التوفيق.
المجيب د. حاتم محمد أحمد
ـــــــــــــــــــ ...
... حديث عبر الهاتف
... 1753
السؤال
بسم الله بعد التحية أوجه سؤالي لحضرتكم حول الحديث مع شاب عبر الهاتف لموضوع معين أو لتحية أو غير ذلك دون أن يمتد الحديث لشيء محرم أو ربما كان الحديث تخفيفا وترويحا عن النفس مع العلم أن هذه الفتاة أو الشاب لا تربطهما أية علاقة شرعية, ولكن تكون النية سليمة لوجه الله (لمساعدة مثلا) أرجو أن يكون الجواب وافيا ويتطرق لجميع النواحي وأكون مشكورة
الرجاء الإجابة بأسرع وقت ممكن
تحياتي لكم ودمتم ذخرا للأمةالإسلامية
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / وعد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا ًوسهلاً بك أختنا - وعد- في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، وعلم الله إن سعادتنا عظيمة باتصالك أنت ، وأي أخت أو أخ من أرض الأقصى المبارك الذي نسأل الله أن يطهره من دنس اليهود ، وأن يرده إلى حوزة الإسلام والمسلمين ، فكم سعدنا باتصالك بنا وسنظل دائما ننتظر اتصالك بنا في أي موضوع .(109/223)
وأما عن سؤالك ، فلقد سبق لنا أن عرضنا رأي علماء الإسلام فيه حيث أفتت لجنة الفتوى بعدم جواز فتح مثل هذا الباب لما يترتب عليه من محظورات شرعية مستقبلا ، وهذا ما شهد به الواقع مع الأسف ، لذا أنصح بالتوقف عن مثل هذه الاتصالات ، كما أنصح بمراجعة الاستشارة رقم 1418 ، 1341 وغيرها من الاستشارات ذات العلاقة بموضوعك ، سائلا الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن يبصرك بالحق ، وأن يصرف عنك كيد شياطين الأنس والجن ، إنه جواد كريم.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ ...
... هل الإحجام عن الزواج له أضرار؟
... 1587 ...
السؤال
هل تجمع ماء الرجل بكميات كبيرة وعدم خروج الماء(الحيوانات المنوية)قد يضر بالرجل ويسبب له أمراض ؟
علما بأني لا أمارس أي ممارسات غير شرعية لإخراج مائي(أي لا أمارس العادة السرية وليست لدي علاقات نسائية)، ولا يخرج الماء مني إلا إذا احتلمت وفي حالات نادرة يخرج إذا استحممت بماء حار ويخرج الماء في حالة عدم انتصاب للعضو بمعنى أني لا أسعى في إخراجه ولكنه يخرج تلقائيا لوفرة الماء لدي.
عندما يخرج الماء مني بالاحتلام أشعر بالراحة وأتمنى أن تفرق بين الراحة واللذة أعني أنه عندما يخرج الماء مني أحس أن فضلات زائدة عن الجسم قد خرجت مني وفي أحيان كثيرة لا أدرك أني احتلمت إلا عندما أصحو من النوم .
إذا كان تكدس ماء الرجل يسبب أي أضرار على الرجل الرجاء توضيح ذلك لأني أريد أن أعرض هذه الاستشارة على والدي الذي أخبرته أني أريد أن أتزوج وقال لي: لا تفكر في أمر الزواج حاليا رغم أن والدي لديه الإمكانات المادية لتزويجي وسأعمل إن شاء الله بعد تخرجي من الجامعة الذي لم يبق له سوى فصل واحد ،على أنني لو اعتمدت على نفسي في تكوين متطلبات الزواج فلن أتزوج ولا حتى بعد ثلاث أو خمس سنوات قادمة .
لا أدري هل عليّ أن أصبر ولا أشغل بالي بأمر الزواج أم أحاول أن أقنع والدي بأهمية الزواج وأنه سبب لكمال الصحة الجسدية والنفسية للشباب ، أتمنى أن توضحوا لي الجانب الصحي المتعلق بأهمية الزواج لأن محاولة إقناع والدي من منطلق ديني فكري لم تفلح معه ، وأنا في هذه الفترة أشعر بحاجة ليست فقط جسمية بهيمية للمرأة في حياتي فأنا لله الحمد والمنة والفضل على جانب من الإلتزام الديني أرجو من المولى أن يثبتي عليه حتى يتوفاني عليه ولدي من الرفقة الصالحة ما يشغلني عن مسألة الزواج وتخصصي الدراسي في الدارسات الإسلامية .
ولكن فعلا في الفترة الأخيرة لا أدري أحس أنني بحاجة لإستقرار روحي ونفسي ولا يخفى عليكم المنافع المترتبة على الزواج إذا بني على أسس سليمة ومقاصد شريفة وتفهم لمعنى العلاقة الزوجية ، وكما أخبرني أحد أصدقائي المتدينين أنه فقد الرغبة في الزواج بعد أن تجاوز السابعة والعشرين من عمره بعد انشغالاته بعمله وصرف(109/224)
وقته في شؤون دعوية خيرية ولكنه بعد ضغوط أهله عليه تزوج ، الذي استغربه من حالتي أن والدي صاحب توجه ديني ورغم ذلك فهو يعارض فكرة ومبدأ الزواج قبل أن أكون نفسي كما يقول وأستطيع أن اعتمد على نفسي ومن هذا الكلام الفضفاض الذي لا أشعر بأهيمته وقيمته ، وأكثر ما يغيظني أن هناك الكثير من العوائل الصالحة التي لا تبالغ في تكاليف ومتطلبات الزواج وترضى بالقليل اليسير في جانب ابتغاء الستر وطلب التحصين والعفاف.
أعتذر واطلب منكم السماح على تشعبي في السؤال ولعلها كانت في البداية استشارة صحية ولكنها تحولت إلى اجتماعية تربوية نفسية شبابية لما أثار هذا الموضوع في كوامن نفسي من شجون لأنها تتعلق بمسألة الشباب وما يعانوه من صراعات داخل مجتمعاتهم ، أتمنى أن تلقى الإستشارة صدى بالقبول من والدي علما بأني لن أعرض عليه من الإستشارة سوى الجانب الذي يخصه .
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد؛؛
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية محور الاستشارات ، فأهلا وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك ، ونحن على استعداد لتقديم ما يمكن تقديمه لك ولجميع المسلمين ، ونسأله تعالى التوفيق والسداد لخدمة الإسلام والمسلمين .
أخي محمد ، بخصوص الجانب الطبي سألنا الأطباء فأفادوا أنه لا توجد هناك أي مشكلة صحية مطلقاً ، خاصة وأن الماء الزائد ينزل بنفسه تلقائياً في صورة الاحتلام كما ذكرت فاطمئن من هذه الناحية ولا تشغل بالك بها .
إلا أن هناك مسألة ذكرتها في رسالتك تحتاج إلى بيان شرعي لحكمها لقد ذكرت أن الماء ينزل منك في حالة عدم الانتصاب وأنه يخرج تلقائياً، أو يخرج نادراً إذا اغتسلت بماء حار ، وهذه الصور كلها لا تدل على أن النازل منك هو المنى الذي يجب منه الغسل ، وإنما هذا هو المذي ، أما المني فلنزوله شروط وعلامات لا توجد فيما ذكرت ، إذ لابد أن يكون العضو منتصباً، وأن يكون متددفقا بقوة وشدة ، وعلى دفعات ويعقبه فتور واسترخاء ، وما سوى ذلك فيكون مذياً ، أو غيره من السوائل التي لا توجب الغسل .
وبالنسبة لأمر الزواج فأنا أنصح بالصبر حتى يتم الانتهاء من الدراسة عملاً بنصيحة والدك ، خاصة وأن الباقي من الزمن قليل ، ولا يقتضي أن تختلف مع والدك ، وعندما تنتهي من الدراسة يكون لكل حادث حديث ، ومهما كان موقف الوالد فلعله لا يريدك أن تنشغل الآن بأمر الزواج ، ولكن بعد التخرج إن شاء الله تستطيع أن تتكلم معه بقوة ، خاصة إذا وفقك الله لعمل مناسب .
وختاماًأوصيك بالدعاء أن يوفقك الله فيما بقي من دراستك ، وأن يشرح صدر والدك لتزويجك ، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ، وأن يجعلك من الدعاة العاملين ، والأولياء الصالحين ، ولا تنسانا من الدعاء معك .
الشيخ / موافي عزب .(109/225)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد استشارة الطبيب أفاد بالتالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إذا تجمع ماء الرجل في الجسم ، وازدادت الكمية فإن الجسم يتخلص منه عن طريق الاحتلام ، وكذلك عن طرق داخل الجسم ، وهذا بحد ذاته لا يسبب مشاكل صحية للشباب .
أما إذا ما كانت هناك مشكلة مصاحبة لهذا الأمر ، مثل مشاكل الاحتقان ، والتي قد تؤدي إلى مشاكل غدة البروستات ، والتي بدورها قد تؤدي بعض المشاكل الصحية المستقبلية ، فالأفضل لمن كانت له القدرة أن يتزوج للتخلص من هذه المشاكل أن يتزوج ، كما أن خلو العقل من هذه الشواغل يلعب دورا كبيرا في تحسن الصحة النفسية ، وبالتالي تحسن القدرات . وبالله التوفيق .
د. حاتم محمد
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... أريد حلا لهذه العادة لأنني سئمت
... 1441 ...
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي مشكله أريد لها حلا أنا شاب ملتزم بالدين والصلاة على أكمل وجه لكن هنالك مشكله أحاول أن أتخلص منها لكن لا استطيع .
أنا أمارس العاده السرية وهي عاده سيئه جدا وأرغب أن أتخلص منها ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل.
اريد حلا اذا سمحت لاني اعاني كثيرا من هذه العاده الخبيثه. ولكم الشكر الجزيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
يا أبن الأقصى الأسير ، يا ابن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا ابن الأرض المباركة ، يا ابن أرض الجهاد والتضحية والبذل ، أقول لك لا تيأس ولا تحزن فمادمت مع الله فلم ولن يتخلى عنك ، ولكن يبدو أن لديك قدراًَ كبيرا منً الفراغ لا تحسن استغلاله ، فقام الشيطان باستغلالك فيه، وصرف طاقتك من الأعمال الجادة إلى هذه العمل الحقير المحرم ، ولذلك لابد لك من الأتي :
1- احرص على قدر استطاعتك ألا تكون وحدك ، بل كن مع الناس.
2- ضع لنفسك برنامجاً مفيداً في تعلم العلوم الشرعية، أو غيرها .
3- لماذا لا تفكر مثلا في حفظ القرآن ، والانشغال به غالب الوقت ؟(109/226)
4- لماذا لا تفكر في نسخ بعض الأشرطة الدعوية الهامة والاستفادة منها ؟
5- لماذا لا تستغل معرفتك بالكمبيوتر في الدعوة إلى الله ونصح المسلمين ؟
6- لماذا لا تضع لنفسك برنامجاً رياضياً ، أو تشترك في نادي رياضي ؟
7- لماذا لا تصمم على قيام الليل ، ولو تدرجيا حتى تتعرض لرحمات الله ؟
8- صيام التطوع يصونك من الشيطان في الدنيا، ومن النار في الآخرة ، فأكثر منه قدر استطاعتك حتى تستحي أن تعصى الله وأنت صائم .
9- أين أنت من الدعاء والإلحاح على الله أن يصرف عنك هذه المعصية ؟
10- أنصحك بالإطلاع على الاستشارة رقم 1371 بتاريخ 1/10 فإن فيها نصائح مفيدة في العلاج إن شاء الله .
مع تمنياتي لك بالشفاء العاجل ، والإقلاع عن هذه العادة وأن أراك أو أسمع عنك بين كبار الدعاة إلى الله ، والعاملين لخدمة الإسلام .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... زوجي يشاهد الأفلام الجنسية
... 1424 ...
السؤال
زوجي يمارس العادة السرية ويشاهد أفلام الجنس والصور العارية مما أثر علي نفسيتي كثيرا فاصبحت عصبية لأتفة شئ ولأخاف لأن توثر شخصيتي هذه علي طفلتي فماذا افعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني توفيق حفظها الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يأخذ بيدك لمواجهة هذه المشكلة، وأن يعينك في التغلب عليها، وأن يمنَّ على زوجك بترك تلك الأمور المحرمة، وأن يجعلك وإياه وابنتك من عباده الصالحين السعداء في الدنيا والآخرة.
الأخت - أماني - : إن مشكلة زوجك من وجهة نظري ليست جديدة، بل لعله عاش منها منذ سنوات خاصة العادة السرية، وهذا يحتاج منك إلى نوع من الصبر غير العادي؛ لان المرض كلما كان قديما احتاج إلى فترة طويلة لعلاجه، وأنا أتصور أن العصبية التي تشكين منها ليست حلاًّ، فما أيسر الصراخ والضجيج، وما أسهله، ولكن هل هذا يمكن أن يحل المشكلة ؟
على العكس إنه يعقِّدها - كما ذكرت أنت ? ولذلك لا بد من البحث عن علاج بديل فعَّال ومؤثِّر يتمثل في الآتي:
1-عدم فقدك لأعصابك أمام تلك التجاوزات، وأهملي الموضوع، واعتبريه كأن لم يكن، وحاولي أن تعودي نفسك على ذلك؛ لأن الإنسان الثائر لا يستطيع أن يعالج أي(109/227)
مشكلة، بل يفسدها أكثر، وهذه النقطة ضرورية ومهمة جدا؛ لأنك أنت التي ستتولين العلاج .
2- أكثري من الاهتمام بزوجك، وأظهري أنوثتك إلى أبعد حد، واهتمي بمظهرك ورائحتك ومكياجك وكل وسائل الإثارة الممكنة .
3- حاولي مداعبته والجلوس معه ومحادثته أطول فترة ممكنة بلطف وحب وحنان، كأنه ما زال عريسا في أيامه الأولى .
4-اطلبي منه الخروج في فسح من المنزل أكثر من الأول على قدر الاستطاعة .
5- بين الحين والآخر اسأليه عن حكم ممارسة هذه الأشياء ، وما هو الداعي إليها ، وهل هناك تقصير من جانبك في حقه دعاه لذلك .
6- اقبلي كلامه مهما كان، وحاولي الاستفادة منه لتكوني له كما يحب .
7- ذكريه بالله والوقوف بين يديه وحكم هذه الأشياء، ولكن برفق.
8- لا مانع من الاستعانة ببعض المواد الدعوية الشرعية التي تبين حكم هذه التجاوزات وأقرئيها معه، وأظهري له أنك تريدين مساعدته وتخافين عليه من عذاب الله؛ لأن هذه الأشياء من المحرمات .
9- استعيني ببعض الأخوات الصالحات من صديقاتك ليتعرف على أزواجهن وتنشا علاقات طيبة مع الصالحين، وحث الأخوات أزواجهن على بيان حكم هذه المحرمات بين الحين والآخر .
10- عليك بأهم وأخطر وأعظم سلاح وهو: الدعاء له بالهداية والاستقامة، وأن يعينه الله على التخلص من تلك العادات المحرمة، وأن يزيد في إيمانه، وأن يجنبه المعاصي ما ظهر منها وما بطن .
هذه بعض التوجيهات التي أتمنى أن تفيد في علاج هذه المشكلة، مع ضرورة التركيز على أهم الأمور وهي: أن تكون أعصابك هادئة مهما كان التجاوز، وأن تهتمي بنفسك ، وأناقتك إلى أبعد حد مهما كان انصرافه عنك، وأن تكثري من الدعاء له بالهداية وصلاح الحال.
مع دعواتي لك بالتوفيق في مهمتك ولزوجك بالإقلاع عن هذه المحرمات والعودة إلى قافلة الصالحين .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... كيف أساعد صديقتى
... 1418 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى اطلب منكم نصيحة وقد لمست فيكم بعون الله وفضله قدرة على إبداء اراء صائبة وعملية وفقكم الله ..
النصيحة التى اطلبها ليست لى بل لصديقة لى فى الله احبها كثيرا ...... وهى ملتزمة ولا أزكى على الله احد ، أخاف عليها مما هى فيه ولا أعرف كيف اساعدها ، لذا لجأت لكم بعد الله ... واليكم الموضوع ومنكم النصح والمشورة(109/228)
خطبت صديقتى من اشهر من شخص لا يهتم بالدين كثيرا والله اعلم ..... مثلا لا يصلي الفجر حاضرا ... ولا ينهى صديقتى عن تبرجها له في يوم الخطوبة .... ولكنه خلوق وابن عائلة محترمة ولا يدخن وانسان مجتهد ... ولكن الدين ليس بالاولوية والله اعلم ....
من اول يوم خطوبة للاسف اخطات صديقتى وتبرجت للخطيب وصورت معه ....
المشكلة الان هى ...اولا خطيبها يحتفظ بالصور ويرفض ان يعطيها لها.
بالاضافة الى انها تسلم عليه باليد عند مقابلته في منزل العائلة طبعا ولكنها ترتدى اللباس الشرعى مع عدم تغطية اليدين .
وايضا ... هما يتحادثان بالهاتف شبه يوميا ولمدة تتجاوز الساعة .....
صديقتى متعبة ومثقلة جدا من هذا الامر .. اخبرتنى انها تصلي ركعتين استغفار للذنب بعد كل مكالمة ؟
لإحساسها ومعرفتها بارتكابها ذنب .... سبب استمرار المحادثات رفض خطيبها الشديد جدا لهذا الامر .... وعدم اقتناعه بحرمانية المكالمات ..... حتى عندما ترفض الرد على الهاتف امها او اخوتها يلحوا عليها للرد ...... هل من الممكن ان نكون نحن المخطاين فى رأينا بعدم مشروعية المكالمات بين الخطيبين ؟
واذا كانت لا تجوز فعلا رغم معرفة الاهل و رضاهم ؟ كيف تتصرف ؟ ماالحل ؟؟؟ مع العلم غير ممكن عقد قرانهما حاليا .
بصراحة حسب راى ان هذه مخالفات لاتشجع ابدا على نوع الحياة التى اتمناها لصديقتى بعد الزواج ....
وكذلك اخاف على صديقتى بتقصيرها في حق الله ... هى ايضا متعبة كثيرا من الامر واخاف عليها أن تصاب ببرودة القلب اذا عجزت عن الوصول الى الصواب .
لعلى بكلامى وان وجدت صعوبة في ان اشرح لكم الوضع بالنسبة لصديقتى اولا ... ثم رغبتى في مساعدت صديقتى في مرحلة مهمة من حياتها الدينية والدنيوية....
عسي ان تكونوا فهمتم مااقصد .... والله من وراء القصد
بارك الله فيكم
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل / زهراء بنت حواء حفظها الله تعالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,,
أولا : يسرنا أن نرحب بك ترحيبا خاصا ونشكرك علي ثقتك الغالية في موقعك الشبكة الإسلامية(محور الاستشارات) ونعدك أن نكون عند حسن ظنك وطن جميع المسلمين، وتقديم أقصى ما نستطيع في خدمة المسلمين، وحل قضاياهم بإذن الله تعالى.
ثانيا : أختي زهراء بنت حواء
لقد لمست في استشاراتك السابقة حرصا علي معرفة الحق، وعقلية نيرة ، ورغبة شديدة في التمسك بآداب الإسلام وقيمه، وهذا من فضل الله عليك، ونسأله تعالى أن يزيدك من فضله، وأن يكثر من أمثالك، إلا أن الذي أدهشني وصفك لأختك التي(109/229)
تسألين نيابة عنها أنها أخت ملتزمة , وأنا لا أفهم معنى الالتزام الذي تقصدين! هل هذه التصرفات التي حدثت منها تدل فعلاً على أنها ملتزمة؟ الأفضل أن تقولي لديها يعض الالتزام لأن ما وقعت فيه يدل على أنها لا تعرف كثيراً من أصول الإسلام وثوابته، ولذلك ليس بغريب أن تقع في مثل هذه التصرفات، لأنها أخت من العوام البسطاء الذين لديهم بعض الحرص والحب للدين، ولكن ليسوا جادين في التمسك به.
ثالثاً: أول خطأ وقعت فيه الأخت ابتداء قبولها لرجل أهمية الدين لديه ضعيفة، لأنه في غالب الأحوال سوف يؤثر عليها وهذه طبيعة الرجال إلا إذا كانت قوية الشخصية - ونسأله تعالى أن تكون كذلك ـ فإن بمقدورها أن تؤثر فيه وتعينه علي طاعة الله ورسوله، ومثل هذا الزوج غالبا لا يفرح به، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
رابعا: موضوع تبرجها وتصويرها معه واحتفاظه بصورها هذه أخطاؤها تتحملها وحدها، لمخالفها شرع الله , فإن كانت تكره ذلك فسيغفر الله لها على قدر ضعفها ومقاومتها , وإن كانت راغبة ومطاوعة فيجب عليها أن تسرع بالتوبة، وأن تسارع بتصحيح تلك الأخطاء، وبعدم مصافحته باليد، أو الخلوة به، أو الظهور أمامه بصورة غير شرعية.
خامسا:موضوع الكالمات الهاتفية
من المعلوم أن الخطبة ليست عقدا شرعيا، وأنه يعتبر أجنبياًعنها، وهي كذلك، ولذلك ذكرت أن الذي فعلته معه مما سبق لا يجور شرعا, كذلك التحادث بالهاتف إذ يمكن لهذا الأخ أن يتحادث مع أهلها بعدا عن أي إشكال قد يحدث مستقبلا لا قدر الله، وإذا حصل كلام بينها وبينه مما تدعو إليه الحاجة والضرورة، فيجب عليها أن تبتعد عن الخضوع بالقول، والكلام الذي لا يجوز خلال هذه الفترة , وليجتنبا ما لا يليق من الكلام والحركات والعبارات والإشارات، لأنها كما ذكرت أجنبية عنه، لذلك ذهب بعض العلماء إلي أن ترك الكلام أولى، خاصة وأن الكلام قد يتطور ويؤدي إلى ما حرم الله، خصوصا وأن نفس كل واحد منهما تميل إلي الآخر مع كثرة الكلام ونوعه , وأنت ذكرت أنها تصلي ركعتين بعد كل محادثة بنية الاستغفار, فيفهم من هذا أن الكلام خرج عن الطبيعي العادي إلى نوع خاص من الكلام، لذا انصحها بان تتوقف عن الكلام مطلقا، أو تقلل منه قدرالاستطاعة، ولكن في حدود الشرع، وعدم السماح له بالحديث العاطفي الذي قد يؤثر علي دينها، وميلها إليه , مما يؤدي بدوره إلى حدوث ما تخا فين منه من ضعف دينها , ولتحاول هي وأهلها قدر الاستطاعه الإسراع بعقد الزواج والدخول، أو الاعتذار للرجل بعدم الرغبة في مواصلة هذا الحديث عبر الهاتف الا في حدود الضرورة، وإذا كان هناك داع مهم. وأن تكون زياراته للآسرة بحضور الجميع، وأن يكون الكلام بالهاتف نفسه أمام الجميع، وليس بعيدا عنهم حتى تحمي نفسها من الكلام الذي لا ينبغى خلال هذه الفترة.
مع تمنياتنا لها بالتوفيق
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... طلب مساعدة لبحث
... 1373(109/230)
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . في الواقع أن هذه المرة ليست بمشكلة و الحمد لله و لكنه طلب مساعدة من حضراتكم.
لقد التمست من كثرة إدمان إرتياد المواقع الإباحية . و هذا النوع له آثار متعددة نفسية و صحية . أنا الآن بفضل الله بصدد عمل بحث عن هذا الإدمان و أثره نفسيا و صحيا و اجتماعيا في شتى المجتمعات وقد توصلت والحمد لله إلى أثر هذا الإدمان في المجتمعات الغربية التي هي منبع تلك التجارة الفاسدة وأرجو من سيادتكم المساعدة في توضيح و تفصيل الأثر النفسي كاملا و كذلك الأثر الصحي و الطبي لهذا الإدمان بالتفصيل فإذا أردتم في ذلك الإيضاح على الصفحة الرئيسية فلا بأس و لكن أرجو إرسال ملف نصي عل البريد .
وإذا أردتم (بعد موافقتكم ) أن أرسل إليكم نسخة البحث كاملة بعد الإنتهاء منه حتى يستفيد منه الجميع فلا بأس فقط اعطوني الموافقه مع ردكم و بإذن سوف أرسله إليكم كاملا بعد الإنتهاء منه و لكم جزيل الشكر و العرفان
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،،،
جزاك الله خيرا على سؤالك ، الحمد لله الذي جعلك تبتعد عن ارتياد المواقع الإباحية ، وكم هي فكرة طيبة أن تقوم بعمل بحث يتعلق بإدمان هذه المواقع 0 لا شك أن مثل هذا البحث يحتاج لمشرف لأن تجاربك الشخصية مهما كانت ثرية تحتاج لمصادر حيادية 0
بالنسبة للآثار النفسية لإدمان هذه المواقع لا يمكن وصفها بمعزل عن الفئة العمرية المتأثرة ، والعادات والتقاليد لتلك الفئة ، وكذلك الضوابط والقيم الإجتماعية ، فقد ثبتت بعض البحوث العلمية في الآونة الأخيرة أن الإدمان بصفة عامة ربما يتعلق بإفراز مادة داخلية في المخ تعرف بـ(الإندرفين) أو ( أفيونات المخ الداخلية ) ، وحتى الإدمان على الانترنت والرياضة ولعب القمار ربما يكون مرتبط بهذه المادة الموجودة في الفص الصدغي من المخ ، وهي تمثل عامل تحفيز وهمة للشخص للاستمرار في سلوكه التعودي ، لكن لا بد للإشارة أن مطالعة الأماكن الإباحية مرتبط ارتباطا وثيقا بالشخصية والقيم والمعتقدات وقوة شفرة الفضيلة لدى الإنسان ، وما يقره أو يرفضه المجتمع من سلوكيات 0
يتفاوت الآثر النفسي والصحي من الإصابة باضطرابات الشخصية وضعف ما يعرف بـ(الأنار العليا لدى الإنسان) ، وربما يؤدي أيضا إلى الإصابة بنوع من المخاوف والاكتئاب على المدى البعيد ، وكذلك محاولات الانتحار حين يشعر الإنسان أن ذاته مفرغة من كل ما هو سامي أو نبيل ، والإدمان على هذه المواقع ربما يؤدي إلى الإدمان على أشياء أخرى كالمخدرات والانغماس في الشذوذ الجنسي ، وكل ما يفرضه عالم الإباحية0(109/231)
هنالك دراسة هامة جدا أجريت في هولندا في السنين الأخيرة أوضحت أن الانغماس المفرط في الانترنت بصفة عامة ، وادمان مواقع معينة يؤدي إلى ضعف وانطوائية واعتمادية في الشخصية خاصة لدى الذكور من الأطفال ، ولا شك أن الأثر الإجتماعي كبير ، فكل من يدمن على هذه المواقع الإباحية يمثل كتلة باهظة من التلوث الاجتماعي تضر بالمحيطين لمن يمارس مثل هذا السلوك ، ناهيك عن الضرر الذي يلحق بالأسر وبالمجتمع كافة ، ولا شك اننا سنكون سعداء جدا للحصول على نسخة من بحثك خاصة أنه يتطرق لموضوع مثير للتفكيرالعلمي 000
وبالله التوفيق0
المجيب د. محمد عبد العليم
ـــــــــــــــــــ ...
... أفتوني في أمري هدانا و هداكم الله
... 1371
السؤال
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد: فمشكلتي هي انني أتوب ولكن لا أجد في نفسي من حال التئبين شيء, فقد ابتليت بالعادة السرية لمدة كبيره و لطالما حاولت الابتعاد عنها غير أني كنت أضعف في النهايه, و هذه حالي حتى اليوم ... لا أدري كيف أصف لكم حالي فقد أصبحت أكره نفسي... أبغضها بل ويعلم الله أحتقرها أيما احتقار ... بعد كل مرة أتوب و أعاهد الله على عدم العوده و لكن لا أجد في نفسي من حال التائبين شيء فأنا أعاهد الله على عدم العوده ثم أكمل حياتي بشكل طبيعي ... فلا ألم من الذنب و لا بكاء و لا همة عاليه للعباده بل فتور و فتور وفتور و أعلم أنه عقاب من الله على ذنبي و هذا ما يخيفني ... فعين جافة و قلب كالصخر إن لم يكن أشد قسوة ... لا أدري بم أصف حالي ... أعلم ان الله غفور رحيم و لكن لمن تاب حق التوبه و أنا أخاف أن يكون الله قد بغضني و ختم على قلبي فلم أعد أحس بالم للمعصيه ... وضعي الحالي لا يسمح لي بالزواج لأسباب كثيره كما أنني لا أجد لي في هذا البلد الأوروبي على الدين معينا فأسرتي و للأسف يشكو الضلال من ضلالها ... اما أنا فشاب ملتزم أحمد الله أن رزقني بالأخلاء الصالحين في بلدي الأصلي ... وبعد إنهائي الدراسه الثانويه أتيت إلى هنا مكرها لدراسة الطب ... أشعر أني بدات أخر نفسي و أخاف أن يكون الله قد غضب علي ومقتني لسوء عملي و إصراري على الذنب ... يعلم الله أنني أريد البعد عن هذا الذنب و يعلم الله أنني أريد التوبه ... أرجو لاجابة في أسرع وقت فأنا في عذاب نفسي كبير... أفتوني في أمري و أعينوني على التوبه و جزاكم الله كل خير.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,,،
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليك، وأن يتقبل منك توبتك، وإن يثبتك علي الحق، وأن يحفظك من الفتن والمعاصي ماظهر منها وما بطن، وأن(109/232)
يوفقك في دراستك حتى ترجع معينا لأهلك نافعالأمتك مدافعا عن وطنك وطن وأرض الإسلام , الهم أمين .
أخي عبدالعزبز:
لا يخفي عليك أن مرحلة الشباب مرحلة حرجة في حياة الشباب جميعاًوأن الشيطان يحرص علي أن يأخذ حظه من الإنسان فيها لأن بعدها عادة مايكون الوعي والنضج والاستقرار الأسري والنفسي وعما قريب سوف تودع تلك العزوبية وتعيش في كنف أسرة صالحة تعينك علي طاعة الله وتأخذ بيدك إلى بر الأمان، وبخصوص ترددك في التوبة وشعورك بنوع من الفتور الذي تتصور أنه يتعارض مع حال التائبين فهذا اعتبره شيئا طبيعيا، لأن الشيطان لا يريد لك أن تفرح بحلاوة التوبة حتى تظل أقرب إلي كونك عاصيا محطما، من كونك تائبا صالحا ، فواصل التوبة وأكثر منها وأحسن الظن بالله ولا تتوقف عن التوبة مهما كانت الأسباب أوالآثار، ولن يخزيك الله، وأما ضعفك عن الثبات علي التوبة، وعودتك مرة أخرى إلى تلك المعصية فهذا أيضا له أسبابه ودوافعه، وستزول أيضا فابشر، وهذا كله متوقف علي عزيمتك، وحسن ظنك بالله، وعدم تسرب اليأس إلى نفسك، مع مراعاة هذه النصائح التي أسأل تعالي أن ينفعك بها، وأن يجعلها عونا لك علي التخلص من تلك العادة السيئة .
1- أن تعلم وتعتقد أنه ليس هناك داء أحط ولا أضر بصفات الرجولة من هذه العادة , وأنها عادة ذميمة قذرة وإذا لم يقلع عنها الشخص في الحال قد تتلف جسمه وعقله، وتقف ببينة وبين ما ينشده من كمال وصحة، وتؤدي به إلى الضعف التناسلي المؤلم .
2- تذكر دائمًا أن العادة السرية داء وبيل، فيجب عليك من الآن أن تقاومها بكل ماأوتيت من قوة وعزم، ولن تكون المقاومة سهلة ولكنها ممكنة، وأنك تستطيع أن تتغلب عليها في النهاية بتوفيق من الله تعالى .
3- المتخلص من هذه العادة يجب عليه أن يكون ذا عقل سليم، والعقل السليم لا يكون إلا في الجسم السليم، فعليك ببعض التمرينات الرياضية الهادفة، والتي يمكن الاستعانة فيها بخبير من المتخصصين .
4- يجب عليك أن تتعود أن تسلط على عقلك الأفكار الطيبة الطاهرة السعيدة، واشغل نفسك دائمًا بأي شيءٍ يبعد عن ذهنك كل ما يذكرك بهذه العادة الذميمة، وإذا لم تجد عملاً يستغرق وقت فراغك فاشغل نفسك بالقراءة المفيدة الهادفة البعيدة عن الإثارة .
5- تجنب الوحدة قدر استطاعتك؛ لأن هذه العادة من عمل الوحدة وأثارها، وابعد يدك عن الأعضاء التناسلية، واحرص على أن تكون هذه الأعضاء نظيفة دائمًا حتى لا يحدث فيها تهيج يحملك على الوقوع في تلك المعصية، فإذا تملكتك الرغبة، وسيطرت عليك فاغسل يديك ومعصميك بماء شديد البرودة واغمر رأسك ووجهك به وبلل به مؤخرة عنقك، والجزء الأخير من السلسلة الفقرية، وسوف تغادرك هذه الرغبة البهيمية في الحال إن شاء الله تعالى .
6- إذا ذهبت إلى الفراش فابعد ذهنك عن كل المسائل الجنسية، وتجنب الأغطية الثقيلة، فإن الحرارة تولد التهيج، وخفف ملابسك وتجنب الأطعمة المهيجة، وخذ حمامًا نصف بارد قبل النوم، بحيث تجلس في الماء البارد على أن يغطي الماء الأعضاء التناسلية والفخذين، وبعد ذلك جففها بعناية .(109/233)
7- عليك قبل ذلك كله بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك في الإقلاع والتوبة وأن يثبتك عليها .
8- الاستغفار من أهم عوامل النجاح، فأكثر منه عسى الله أن يجعل لك مخرجًا .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والإعانة على التوبة النصوح . وبالله التوفيق .
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
... تأثير الكافور
... 1345
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
هل صحيح أن تناول نبات ال " كافور " يؤدي إلى القضاء ، أو تخفيف حدة ممارسة العادة ؟
ثم في حال الإجابة بنعم . كيف يتم تناوله ؟
جزاكم الله خيرا
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من الناحية الطبية لا يوجد إثبات طبي لهذا الامر, ومشكلة ممارسةالعادة السرية لا تعتبر حالة مرضية تحتاج الى العلاج الطبي ، أو حتى علاج من الأعشاب الطبية، ولابد للشباب من معرفة الحرمة الشرعية لهذا الامر، ومن ثم الاجتهاد على التخلص منها دون الحاجة لتناول أي نوع من العلاجات, فللعادة السرية كثير من الاضرار الصحية وأشهر هذه المشاكل مشكلة سرعة القذف ومايترتب عليه من مشاكل أحيانا في العلاقات الزوجية.
وللتخلص من هذه المشكلة يجب الابتعاد عن كل المؤثرات الجنسية، والعمل على شغل وقت الفراغ بالاجتهاد في التعلم وصحبة أهل الخير، وتعلم أنواع من الهوايات المناسبة.
وبالله التوفيق.
المجيب د. حاتم محمد أحمد
ـــــــــــــــــــ ...
... الفتاة والشات على الإنترنت
... 1341 ...
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجال عملى اتاح لى استخدام الانترنت وكذلك " الشات " ( برامح الحوار ) كجزء من عملى ، تعرفت من خلال الشات على فتيات والحمد لله وكان سبب التعرف الرسائل التى ارسلها وهى رسائل دينيه من مواقع مختلفه وكذلك شباب على قدر من(109/234)
التدين والاخلاق منهم شخص تعودت على التحدث معهم باستمرار وهو والحمد لله على قدر كبير من العلم بؤمور الدين اعتذر للاطاله
هل انا على صواب ام ليس من المفروض الحديثة معه اساسا كنوع من انواع الاختلاط ؟
جزاكم الله خير الجزاء
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد،،،
بداية أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يثبتك على الحق وأن يحفظك من كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك لخدمة دينه، والدعوة إليه على بصيرة، وأن يرزقك محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام وصالحي المؤمنين .
الأخت الفاضلة - هدى - بلا شك فالإنترنت يعتبر من أعظم وسائل الدعوة إلى الله تعالى في هذا العصر، ومن أوسعها انتشارًا، وإذا يسر الله لنا نحن أهل الإسلام استغلال هذه الجهاز لأحدثنا تغييرًا هائلاً في ميزان القوى في العلاج، ولدخل الملايين من المشركين والملحدين في الإسلام، وأصبحوا في موازين حسناتنا جميعًا، ولكن مما يؤسف له أن الشيطان قاعد لأمة الإسلام بالمرصاد، فما أن يبدأ أخٌ في استعمال هذا الجهاز إلا ويفتح الشيطان عليه باب الفتن، وكذلك الأخوات، لأن اللعين لا يريد الخير لهذه الأمة، فبدلاً من أن نُسَخِّر جميع الطاقات لخدمة قضيتنا الكبرى والأساسية وهي الإسلام، تنحرف النية عند الكثيرين من المسلمين وللأسف، فمنهم من يدخل على المواقع المحرمة، ومنهم من يقوم بنسخ كثير من هذه المحرمات وبيعها، أو إهدائها لعامة المسلمين المساكين، ومنهم من يفتح الشيطان عليه باب شر وفتنة من نوع آخر، مثل هذا الذي تسألين عنه، حيث يصعب عليك بعد فترة أن تتخلصي من هذا التعلق فتنحرف النية، وتتحول إلى مسألة شخصية قد يترتب عليها الكثير من الفتن التي تذهب بحلاوة الإيمان، وتضييع عليك فرصة خدمة الدين ونشره في العالم، والتصدي للحملات المسعورة التي تشن عليه عبر هذا الجهاز، لذا أنصحك بقصر نشاطك واتصالاتك فقط على بنات جنسك، وأخواتك من النساء ، وهنَّ كثير ولله الحمد، واحذري كيد الشيطان وتزينه لك هذه العلاقة بأنها في حدود الشرع، وأنك تعرفت على الأخ في الله وأنك أيضًا سوف تحبينه في الله وتعشقينه في الله إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يساوي صفرًا ، وسيخرجك من هدفك السامي العظيم إلى هدف دنيوي تافه قد يحرمك من رضوان الله وجناته - والعياذ بالله تعالى - ويا أختاه، كم من بيوت خربت بسبب مثل هذه العلاقات وتلك الاتصالات، وكم من أطفال تشردوا لنفس السبب عندما يحدث هناك نوعٍ من الحب والتعلق، أو غير ذلك دون دراسة أو روية أو تعقل، لتقع الكارثة، وتفسد النية، ويضعف الدين، ويقوى الباطل، على حساب انصراف المسلمين عن الدفاع عن دينهم، خاصة وأن هذه العلاقات لم يبحها أحد من علماء المسلمين .(109/235)
لذا أنصحك بترك هذا الأمر والاكتفاء كما ذكرت لك بجنس البنات فقط، وهنَّ في أمسِّ الحاجة إليك وإلى علمك وخلقك وتوجيهك، أما الرجال فدعيهم للرجال يتكلمون معهم، ولن يتخلى الله عنك، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه .
مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد.
المجيب الشيخ / موافي عزب
ـــــــــــــــــــ
قنابل جنسية للشباب على الانترنيت)
منقول من جريدة الحوادث المصرية
تحقيق: هبة عبدالرحمن
مع بداية فصل الصيف..
خطر رهيب يقترب من شبابنا ويحاصرهم ويهدد بتدمير معتقداتهم ومبادئهم.
هذا الخطر يتمثل في الوحش الالكتروني المسمي بالانترنت الذي اصبح نافذة يطل منه شبابنا علي كل ماهو ممنوع ومحرم بداية من الافلام المخلة والصور الفاضحة وانتهاء بالمواقع التي تدعو لازدراء الأديان والتخلي عن كل القيم الأخلاقية.
هذا الخطر يتزايد يوما بعد اخر من كرة الثلج حتي اصبح جبلا جليديا شاهقا و'أخبار الحوادث' في هذا التحقيق تدق ناقوس الخطر وتوجه دعوة عاجلة لكل الأطراف المعنية من أجل انقاذ شبابنا.
مع شهور الصيف.. يزيد وقت فراغ الشباب.. الذين لايجدون وسيلة لشغل فراغهم.. سوي الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر أو القنوات الفضائية.. خاصة بعد ان زاد عدد الوصلات المعروفة بال'ADSL'.. والتي استطاعت ان تتيح الفرصة لملايين الصفحات الاليكترونية ان تقتحم كل بيت.. ليدخل الشباب الي بحر الانترنت.. ويبحث عن كل ماهو جديد.. وفي ظل غياب الرقابة الأسرية التي حذر منها علماء الاجتماع علي ما يشاهده الأبناء.. وغياب القدوة والمثل الأعلي والأخاق التي تبني علي الدين.. أصبح كل شيء متاحا أمام هؤلاء الشباب.. وأصبح من السهل عليهم تلقي الكثير من المعلومات عن مصادر المتعة الجنسية.. والوصول الي المواقع الجنسية من صور وأفلام مخلة.. وهنا ندق ناقوس الخطر.. ونهمس من خلال هذا التحقيق في أذن الأباء.. أن ينتبهوا الي أبنائهم والي العدو الذي يتربص بهم!
حقائق في أرقام
أصبحت الشبكة العالمية للمعلومات (الأنترنت).. اليوم أكبر مكتبة علي وجه الأرض لترويج وبث وتبادل الصور والأفلام والمواد المختلفة المتعلقة بالجنس.. وقد أكدت علي ذلك احصائيات قدمتها دراسة امريكية.. اشارت الي التنامي الرهيب في أرقام الأرباح المتعلقة بالأنشطة الجنسية.. حيث تقدر قيمة صناعة الجنس عالميا برقم مهول يكاد يصل الي 57 بليون دولار.. ويوجد علي شبكة الانترنت اكثر من 372 مليون صفحة تروج مواد جنسية مختلفة.
وأكدت الدراسة ان ايرادات صناعة الجنس علي الانترنت بلغت أكثر من 2 بليون ونصف مليون دولار سنويا.. وهناك 2.8 بليون رسالة بريد اليكتروني تتحرك يوميا عبر شبكة الانترنت بمحتوي متعلق بالجنس.. كذلك اثبتت الدراسة ان من بين 3(109/236)
زوار للمواقع الجنسية علي الشبكة توجد امرأة.. وهناك 9.4 مليون امرأة يرز مواقع جنسية كل شهر.
أغراء الأطفال
وفي مجال احصائيات المواد الجنسية المتعلقة بالأطفال.. استوقفتنا الأرقام التالية.. هناك 89 % من الإغواءات الجنسية للأطفال والمراهقين تتم في غرف الدردشة (chat rooms).. او عبر برامج التراسل الماسنجر.. كذلك هناك اكثر من 20 الف صورة جنسية للأطفال تبث عبر الشبكة اسبوعيا.. كذلك أكثر من 100 ألف موقع يقدم مواد جنسية فاحشة عن الأطفال وذلك حسب تقديرات مصلحة الجمارك الامريكية.. وقد وصل معدل عمر الطفل الذي تعرض لمشاهد جنسة عبر الانترنت 11 سنة.. وأكبر شريحة أطفال مستهلكة للمواد الجنسية عبر الانترنت هم الفئة بين (12* 17) سنة.
ومن خلال هذه الاحصائيات المهولة.. يتضح ان عصر الاتصال المفتوح جعل المواد الجنسية تأتي من كل مكان في العامل وفي كل وقت بلا رقيب..
مصائد الجنس!
وعن طرق وصول هذه المواد الإباحية الي مستخدمي الانترنت.. فهي تعتمد في كثير من الأحوال علي قدرات وامكانيات المستخدم الفنية والمالية.. فالي جانب الخدمات الجنسية المجانية التي يقدمها الهواة بلا مقابل.. هناك الاشتراكات المدفوعة التي تمكن المستخدم من الوصول الي مواقع متخصصة في هذه الخدمة.. ومن خلالها يمكنة الاطلاع علي الصور الجنسية او مقاطع الأفلام الإباحية.. بل هناك منتديات يتم فيها اجراء حوارات مباشرة مع بقية أعضاء المنتدي.. أو موقع يقدم العروض الجنسية المباشرة.
ويتم اتصال المستخدمين بالمواقع والخدمات الإباحية عن طريق عدد من الوسائل والأساليب منها.. مواقع تبث مشاهد جنسية مباشرة.. أو كاميرات جماعية فورية باستخدام التواصل عبر الفيديو.. أو من خلال غرف حوارات (الصوت والفيديو) وأشهر هذه الغرف.. غرفة البال توك وعادة' تتراوح الأعمار التي تتصل بهذه الغرفة ما بين (15 الي 25) سنة أو (45 الي 65) سنة.
ومن بين الوسائل أيضا نجد منتديات متخصصة في الأنشطة الجنسية.. كذلك البريد الاليكتروني الذي يبث للمشتركين مواد فاحشة بحسب الطلب.. آخر تلك الوسائل نجد مجموعات الأخبار الإباحية وأشهرها مجموعة ياهو (yahoo).
الزبون العربي
ومن الأشياء الي يجب ان نضعها في الاعتبار ان هناك مواقع اباحية موجهة بصورة مباشرة الي مستخدم الانترنت العربي.. لقد انتشرت علي شبة الانترنت عشرات المواقع والخدمات الاليكترونية التي تقدم المواد الإباحية باللغة العربية.. وتتوجه للمستخدم العربي خاصة فئة الشباب الذين يقبلون عليها بصورة
ملحوظة.. فعلي سبيل المثال يقدم أحد هذه المنتديات خدمات المواد الإباحية المجانية باللغة العربية ويحدث الأعضاء محتويات هذا المنتدي علي مدار الساعة.(109/237)
ومن المشير للدهشة أن عدد رواد هذا الموقع يتجاوز في بعض الأوقات أكثر من (25) ألف زائر في اللحظة الواحدة.. وفي تطور تقني جديد يتبني بعض أصحاب المواقع الإباحية خدمات ترويج المواد المتاحة عبر أشكال وصيغ جديدة.. فنتيجة لتنامي استخدامات الشبكة والهواتف المتنقلة (المحمول).. ظهر العديد من البرامج الجديدة علي الانترنت تمكن المستخدم من تحويل صيغ أفلام الفيديو والصور الإباحية بما يتناسب وبرامج العرض الخاصة بأجهزة الهواتف المتنقلة.. بما تتضمنه من لقطات جنسية مخلة وصور بعضها إلتقطت في بيوت دعارة.. أو مع فتيات الليل.
وتتفاقم مشكلة محتوي الهواتف الجوالة في صعوبة ضبطها اسريا ورسميا.. وذلك بسبب سهولة الحصول عليها من خلال خدمات التواصل عبر البلوتوث المنتشر في أوساط الشباب والفتيات في أي مكان.
وبعد عرض كل هذه الأرقام والأساليب في تناول الشباب المصري للمواد الإباحية من خلال الوصلات للشبكات الاليكترونية.. كان لابد من الرجوع الي علماء الاجتماع حتي نعرف الأسباب والنتائج.. وكذلك الحلول لمثل هذه الظاهرة الاجتماعية فكان رأي الدكتور أحمد المجدوب المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.. بعد أن بادرنا بالاهتمام بمثل هذه الظاهرة التي انتشرت داخل شبابنا المصري.. ظاهرة انتشار المواد الإباحية عن طريق الانترنت.. وقد أرجع الدكتور احمد المجدوب الأسباب الحقيقية وراء هذه المشكلة قائلا:
لقد تغير دور الأم داخل الأسرة تغيرا كبيرا وواضحا.. فلا يوجد الآن الأم التي كانت توجد في الزمن الماضي.. فلم تعد الأم تشعر بأي تغيير يطرأ علي أولادها.. فالمرأة طالبت بالتحرر والمساواة.. وأصبحت تشغل أدوارا هامة ومناصب رفيعة في المجتمع.. لذلك اصبح البيت فاقدا لتوازنه.
فالدين حث علي أن للرجل دوره وللمرأة دورها.. ولا يجب أن تتداخل الأدوار.. ولايعني ذلك انه ليس للمرأة الحق في أن تعمل.. ولكن يجب ان تضع بيتها وأسرتها وأولادها نصب أعينها.. حتي لاتضيع الأسرة بأكملها.
والذي آثار انتباهي.. منذ ما يقرب من 3 سنوات قامت بريطانيا بعمل استطلاع رأي لعينة من الزوجات البريطانيات.. عن من الذي ترينه أفضل في قيادة الأسرة،، فجاءت الاجابات 65 % للرجل.. و20 % من نتيجة العينة للمرأة والرجل معا.. بينما جاء 15 % للمرأة.. أي أن غالبية الزوجات البريطانيات اكدوا ان الرجل أفضل في قيادة الأسرة.
علي النقيض جاءت المرأة المصرية.. التي كثيرا ما ألحت علي زوجها حتي يترك لها الحق باحساسها انها الأفضل في قيادة الأسرة.. وعندما تمر بأزمة ما تصرخ قائلة ان زوجها رجل سلبي.. ودائما ما تعلن المرأة انها ايضا تنفق علي المنزل من دخلها الخاص.
لكن يجب ألا ننسي القرآن الذي أنزله الله عز وجل في قوله.. (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما انفقوا).. والقوامة فهموها خطأ.. والحقيقة ان القوامة هي مسئولية الرجل في الانفاق والتربية وحماية الأسرة بما قد يتهددها من اخطار..(109/238)
فنجد أن الإبن يجب أن تضعه الأم في حضنها وتحتويه داخل صدرها في صغره.. بينما تتركه في فترة المراهقة والشباب لوالده حتي يربيه ويصاحبه ويتقرب اليه.
وفي هذه النقطة.. لقد تبين أن 80 % من الأولاد الذكور الذين يمارسون المثلية الجنسية (الشذوذ).. لم يكن هناك أب في حياتهم.. ولذلك جاءت الاختبارات النفسية لتؤكد انهم توحدوا مع الأم فأخذوا منها السلوك الأنثوي.
القدوة الغائبة!
استكمل الدكتور أحمد المجدوب الأسباب.. قائلا..
لايوجد في حياة الشاب شيء مهم أو قدوة يحتذي بها.. فأصبح تفكيرهم سطحي.. يتمثل في الكورة ولاعبيها والفن ومن أهم الأسباب.. ابتعادنا عن الدين.. الذي يحمي الإنسان من نفسه.. بالإضافة الي ازمة الزواج التي تؤثر بشكل كبير علي الشاب.. لأنه بالطبيعة يفكر في الجنس.. ولايمكن ان ننكر هذه الرغبات والغرائز الداخلية له.. فمن ثم يصبح الزواج والعنوسة أزمة كبيرة في نفس الشاب فنجد أن هناك 7 ملايين بنت من 20 سنة فما فوق لم يتزوجن بعد.. وما يقرب من 11 مليون من الرجال ابتداءا من 20 سنة لأكثر لم يتزوجوا بعد.. وهذه كارثة كبري.
وأضاف الدكتور احمد قائلا:
المجتمع به أمور كثيرة خاطئة.. فالمؤسسات الاجتماعية من أندية ومراكز شباب وغيرها.. والتي كثيرا ما نطالب بتفعيل دورها.. أصبحت سببا من أسباب الفساد.. فقد نسمع في يوم عن بيع مخدرات داخل أحد النوادي.. وغيره من الأمور البشعة التي نسمع عن حدوثها في هذه المؤسسات والتي تختلف عن السبب الرئيسي الذي قامت من أجله.. ومن أجل تنشئة أجيال من الشباب.
المحاكاة!
وقد أرجع* أيضا* الدكتور أحمد المجدوب السبب الي المحاكاة.. قائلا:
محاكاة الغرب في كل شيء.. حتي الفضائيات العربية أصبحت تحاكي الفضائيات الاوروبية دون مراعاة ان هذه الفضائيات تبث برامجها وموادها للمنطقة العربية الإسلامية. ومهما كانت مساحة الحرية فلابد ألا تتعارض مع القيم الإسلامية.
ومع الأسف هناك نسبة كبيرة من شبابنا لديه كبت جنسي.. بل وعلي المستوي العربي ككل.. ولايجد وسيلة لتفريغ هذا الكبت سوي بمشاهدة مثل هذه الصور أو الفيديو كليب أو الأفلام الخليعة التي يجد فيها متعة يحتاج اليها.
فنجد مثلا مطربات عري مثل بوسي سمير وماشابه ذلك.. فهي تظهر علي الشاشة وكأننا نشاهد فيلما خليعا يثير الغرائز عند شبابنا.. والمشكلة ليست فيما تعرضه هذه القنوات الفضائية أو تلك الصفحات الاليكترونية.. وانما المشكلة في الشاب العربي نفسه.. سواء كان ذكر أو أنثي.. فليس لديه الوعي الكامل القائم علي الدين والخلق لاستقبال مثل هذه المواد الغريبة التي تعرض عليهم.
النتائج!
ومن النتائج التي لخصها الدكتور احمد المجدوب.. لهذه المشكلة قائلا..
من المؤكد ان هذه المواد الإباحية المعروضة سواء من خلال الفضائيات او الانترنت أو الأقراص (C.D) التي يتناقلها الشباب فيما بينهم.. والتي تفجر لديهم رغبات جنسية(109/239)
مكبوتة.. لها اثار كبيرة في سلوكياتهم.. فقد اكدت العديد من الدراسات ان 35 % من الجرائم مستثني منها جرائم الاغتصاب وهتك العرض.. يعود اسبابها الي أسباب جنسية..
فقديما كان زنا المحارم يحدث في الطبقة الدنيا.. نتيجة الزحام والمعيشة في الغرف الواحدة.. اما الان فانتشرت ايضا في وسط الطبقة الراقية.. والدليل علي ذلك.. ما حدث في أحد الأحياء الراقية.. عندما مارس طالب جامعي وشقيقته طالبةج ثانوي (17 سنة) الفاحشة.. اثناء سفر والدهم الاستاذ الجامعي ووالدتهم المدرسة.
وانكشف أمرهما عندما أسرعت الفتاة الي قسم الشرطة للابلاغ بانها حامل من شقيقها.. وكانت الصاعقة التي اصابت الضباط عندما سمعوا ما تم من حوار بين الشقيقين.. فكانا يتحدثان وكأنها فتاة ليل تتحدث الي أحد زبائنها.. وأسرع الضباط بالاتصال بوالديهما اللذين حضرا من الغربة.. بعدما اتضح ان الفتاة تعاني من أعراض برد.. وتصورت انها حامل في شهورها الأولي.
واستكمل الدكتور احمد قائلا:
لقد اصبحت هذه الأمور والتحدث فيها.. امرا عاديا وهذا ما يثير دهشتي.. فمن خلال احدي الندوات التي اقيمت من أجل الشباب من 17* 30 سنة.. عن مشاكل الشباب.. تعرفت علي شاب 17 سنة.. جريء الشخصية ولديه لباقة وثقافة ومرونة في حديثه.. وعندما تبادلنا الحديث.. صارحني وبمنتهي البساطة بانه قد ارتبط في علاقة مع احدي صديقاته من قبل.. وعندما سألته عن الشيء الذي اوحي له بهذه التجربة الجنسية.. أكد أنه عن طريق الدش والانترنت والاسطوانات التي يتناقلها وزملاؤه.
وكان الشيء الذي آثار انتباه الدكتور احمد المجدوب.. عندما سأل الولد عن ايمانه بالمساواة.. وهل يجوز ان يترك شقيقته ان تشاهد معه هذه الأفلام الإباحية.. أجاب قائلا:
ليس معي.. ممكن اتركها وصديقاتها يشاهدن هذه الأفلام ولكن في غيابي عن المنزل.
استطرد الدكتور كلامه ويقول:
هناك أمور كثيرة سلبية هي نتاج لمشكلة المواقع الاباحية.. فالاعتداء الجنسي (الاغتصاب) والزنا وادمان المخدرات وغيرها جميعها من توابع الكبت الجنسي.. ففي امريكا نجد أن 90 % من المغتصبين متزوجين بينما في مصر نجد ان 90 % من المغتصبين غير متزوجين.. أي أن الدافع في مصر هو ان الشاب يريد ان يشبع رغباته المكبوتة.
قدر محتوم!
أنهي الدكتور احمد المجدوب حديثه بالعديد من النصائح.. قائلا:
العولمة لها أثر كبير علي شبابنا.. وشئنا ام ابينا.. فهو قدر محتوم.. لكن يجب ان نكون مسلحين.. فلابد من التنشئة الاجتماعية في الصغر حتي يشب الولد أو الفتاة.. علي بيئة أساسية صحيحة قائمة علي الدين والأخلاق والقيم الاجتماعية.. حتي نضع لأولادنا أساسا سليما في التنشئة يجعلهم يواجهون تلك القيم الغربية دون ان يجرفهم التيار لمحاكاتهم دون الرجوع الي عقولهم ودينهم وصوابهم.(109/240)
كذلك يجب التأكيد علي اهمية وجود القدوة الحسنة امام أطفالي.. فالطفل ممكن ان يراقب والده ويعرف مكان الأشياء التي يخفيها الأب والتي قد تتعلق بمثل هذه الأمور.. وبعد غياب الأب أو نومه.. يستخدمها وهنا كيف يمكن للأب أن ينصح ابنه بعدم القيام بهذه الأمور..وهو يفعلها بنفسه.
كما يجب علي الأم أن تعطي احساسا لابنتها وكذلك ابنها ان لجسد الأنثي احترام.. لابد ألا يتعداه أحد.. واننا نادرا ما نجدد فتاة في حالة الاغتصاب محجبة.. لأن الحجاب يحافظ عليها.
وأضاف قائلا: يجب التوجيه السليم والتربية الجنسية السليمة حتي نقي شبابنا من كل هذه المخاطر التي ربما تأتي باضرار سلبية عليهم وتكون سببا في انحرافهم.
وعن الانترنت.. اختتم الدكتور احمد المجدوب حديثه ويقول:
أصاب بالدهشة عندما افتح الإيميل الخاص بي.. فأجد الكثير من الرسائل بما قد يصل الي ثلاثة ارباع من الرسائل تحتوي علي مواد جنسية.. واتساءل من اين حصلوا علي الإيميل.. لكنني لا أعرف.. ولقد غيرت هذا الإيميل العديد من المرات.. لكنني في كل مرة أجد هذه الرسائل تقتحم الجهاز.. ولا أدري لها مصدرا..
من هنا لابد من حماية أولادنا وشبابنا.. بزرع القيم والأخلاق والعارات والتقاليد داخلهم.. حتي يتصدوا لهذه الهجمة الشرسة من قبل وسائل الاتصال العديدة من فضائيات وانترنت.. وغيرها.. ونحميهم من هذه العادات الجديدة التي اصبحت دخيلة عليهم من شرب الشيشة والحشيش والمخدرات.. وغيرها من الأمور التي شوهت صورة شبابنا.
يجب ان يكون للآباء وقفة أمام الهجوم الشرس من جانب الانترنت.. العدو الأول لشبابنا في الصيف.. حيث تزداد أوقات فراغهم.. ويصبح معه كل شيء مباح.. سعيا وراء اشباع رغباتهم.. مما يزيد من نسبة الجرائم.. بما فيها التحرش الجنسي الذي زاد في الآونة الأخيرة في المواصلات العامة نتيجة الزحام.. فما يثير الجدل ان نسبة التحرش الجنسي تزيد في الأماكن المزدحمة المليئة بالناس.. وليست الأماكن الهادئة.. فكانت المفاجأة التي فجرتها احدي الدراسات علي أماكن حدوث هذه التحرشات الجنسية بين الرجال والنساء.. تكمن ان التحرشات تتم في أماكن يكثر ارتيادها باعداد كبيرة من المواطنين.. ولذلك يجد الشخص القدرة علي العبث بالاخرين لانه يدرك خوف الطرف الثاني من التعرض للفضيحة.
كذلك تشعر الفتاة بالضيق والحرج لكنها لاتستطيع ابلاغ أجهزة الأمن لان ذلك سوف يهز من صورته امام اسرتها والمجتمع.. وربما يتسبب بلاغها للشرطة وصمة عار وسببا في جلوسها علي دكة العنوسة.
من هنا لابد ان بني الشباب علي الدين والخلق.. حتى يستطيعوا حماية أنفسهم من كل هذه المداخلات الرهيبة التي يقع في براثنها.
ـــــــــــــــــــ(109/241)
دائرة معارف الأسرة المسلمة
مشكلات المراهقة
جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
قرناء السوء
عمر حيمري
قديما قيل: (قل لي من ترافق، أقول لك من أنت). مقولة ظلت راسخة في ذهني منذ أن سمعتها من معلمي في المرحة الابتدائية. إلا أنها كانت تطفو أحيانا على سطح الشعور، وتغيب أحيانا أخرى في غيابات اللاشعور. واليوم وبعد أن لازمتني ردحا من الزمن. عاودتني الفكرة، وأصبحت أستشعرها، أكثر من أي وقت مضى، لما تنبهت، بل حصلت لي القناعة، بأن آفة العصر، ومصيبتها، مصاحبة الأشرار، و مخالطة رفقاء السوء. كلنا يعلم مدى المعانات النفسية، والمادية، التي يعيشها الآباء، والأمهات من جراء انحرافات سلوك أبنائهم، نتيجة معاشرة الأشرار، ذوي السريرة الخبيثة. خصوصا، أولئك الذين منحهم الله قدرة فائقة على التأثير. فتعزز بهم الشيطان وكانوا له سندا، في نشر الفواحش، والموبقات، وهدر الوقت، في اصطياد الفسق، والفجور، وتبذير المال في الحرام...إن المخالطة في حد ذاتها ضرورية للإنسانَ، ضرورة الملح للطعام.لأن الإنسان مدني بالطبع، اجتماعي بالغريزة، كما يرى ابن خلدون، وعلماء الاجتماع بصفة عامة. ولكن مخالطة الغير، يجب أن تكون في الخير، الذي يعود على الفرد، ومن يخالط، بالنفع، والصلاح، وما يرضي الله.، كالتعاون على البر والتقوى، وتعلم العلم، والجهاد بنوعيه: (الأصغر والأكبر)، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة... وفي نفس الوقت التعاون على محاربة الشر بأنواعه، كالإثم، والظلم، والعدوان، والرشوة، والربا، وأكل أموال الناس بالباطل... يكاد المهتمون بالتربية، أن يجمعوا على ربط موضوع الرفقة السيئة، أو الخيرة، بالصبية، والأطفال على أساس أن المراهق، هو أكثر عرضة للتأثر بالوسط الاجتماعي، الذي يعيش فيه، فإن كان صالحا تطبع بصلاحه، وإن كان فاسدا سيئا، أسرع إليه الفساد. لأن مجالسة أصحاب السوء يدفعونه إلى ارتكاب أنواع مختلفة من الفساد: كالتدخين، وشرب الخمر، وتناول المخدرات، وإيتاء الفاحشة... يقول ابن سينا: (وينبغي أن يكون مع الصبية، صبية حسنة... حسنة آدابهم، مرضية عاداتهم، فإن الصبي، عن الصبي ألقن، وهو عنه آخذ، وبه آنس... ) ويقول الرسول-صلى الله عليه وسلم -: [إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة. ](أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -) وقال أيضا: [لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك، إلا تقيا](رواه أبو داود والترمذي). وفي نفس المعنى يقول سيدنا علي - رضي الله عنه -: [إياك وصحبة الفاجر، والكذاب، والأحمق، والبخيل، والجبان... ) لأن مجالس قرناء السوء يزينها الكلام الفاحش، و الغيبة، والنميمة، والتحريض على ارتكاب المعاصي. ويحضرها الشيطان الذي يأمر بالسوء والفحشاء لقوله - تعالى -:[إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون]. وقوله: [الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم] (سورة البقرة آية 267). فعمل الشيطان هنا، شر مزدوج، فمن جهة يخوف قرناءه بالفقر، حتى يمتنعوا عن الإنفاق في سبيل الله، ويتعلموا
التقتير، و البخل بما آتاهم الله من فضله، ومنع زكاة أموالهم... ومن جهة أخرى يأمرهم بمعصية الله، ومخالفة أوامره ونواهيه، مع ارتكاب كل شر و حرام. إن أثر البيئة الاجتماعية على الفرد حقيقة، أجمع عليها علماء الاجتماع، وعلماء النفس و التربية، لا سيما في غياب دور الآباء، والأمهات التربوي، نظرا لعوامل متعددة منها:
(1) نقص الخبرة التربوية لدى الآباء والأمهات. (ليس كل الآباء والأمهات خبراء في التربية، والأخلاق، وليس بإمكاننا أن نجعلهم كذلك)
(2) خروج المرأة، والرجل معا للعمل، وشيوع ظاهرة أطفال المفاتيح.
(3)انتشار وسائل الإعلام التخريبية، والهدامة، والتي تتعاون كلها لعولمة النموذج الثقافي الغربي، الذي لا يعير أي اهتمام للأخلاق. لكن في تقديري، أن آفة قرناء السوء، ليست خاصة بالأطفال، والمراهقين. خصوصا وأن ديننا الحنيف لا يعتبر الطفل، أو الصبي مسئولا عن سلوكاته، وتصرفاته إلا بعد أن يبلغ الحلم. وهو سن التكليف -. بل هي مرتبطة أساسا بالراشدين الكبار، وبالمجتمعات، والأقوام. لأن هذه الفئات هي التي نجد القرآن الكريم حملها مسؤولية الفساد، والإضلال لقوله تعالى:[إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين] (العنكبوت 25). وقوله - تعالى -: [ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهوله قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين] (سورة الزخرف آية 36-37) من خلال هذه الآيات، يتبين لنا أن المخاطب هم جماعة، وأفرادا راشدين، لهم دورهم القيادي، التأثيري في المجتمع. وأن هذا القرين، أو الصاحب، سواء كان جنيا في صورة وسواس، أو إنسيا، في صورة شيطان. ليس قرينا عاديا، بل هو شيطان، مرد على الشيطنة، كما وصفه القرآن الكريم، له من القدرات، والوسائل، الترغيبة، والترهيبية، والإيحاءات النفسية، التي من شأنها أن تصد الإنسان عن الطريق المستقيم، وتزين له أعماله، وتزخرف له القول، فتصده عن طريق الحق، والصواب. وهذا ما قام به فرعون، وقوم لوط وقوم نوح، وقوم قريش... وما يقوم به الآن، قوم بوش، وبلير، والمتحالفين معهم، من محاربة لله ولدينه الإسلام، بشكل همجي، لم يسبق للتاريخ، أن عرف مثله، كما حدث في أفغانستان، والعراق، وفلسطين. إذ دمر الإنسان، والحضارة، وحتى الحيوان، والنبات، لم ينج من قنابلهم التدميرية، بحجة محاربة الإرهاب. فهذا بوش طلع علينا بمقولته النكدة، مهددا، ومتوعدا الأحلاف، والأعداء على السوء. {من ليس معنا فهو ضدنا}مصنفا أعداءه ضمن محور الشر. ويخطو بلير، وكل الذين في قلوبهم مرض، رهبة، أو رغبة في قضاء حاجة في أنفسهم، خطوة بوش،، وتتعالى الأصوات، لا للإرهاب، دون تحديد لهذا المفهوم، فيختلط مفهوم المقاومة الجهادية، بمفهوم الإرهاب، و عند ذاك يحلوا الاصطياد في الماء العكر. فلا الإرهاب كما يزعمون قضوا عليه، ولا النسل والحرث والسلام حافظوا عليه.
ahimri@hotmail.fr
http://www.islamselect.com المصدر:
ـــــــــــــــــــــــــ(110/1)
عندما يحاول المراهق طلب المساعدة
قد لا يدرك معظم الآباء والأمهات اليوم، الشيفرة التي يستعملها الأبناء لطلب المساعدة، خصوصاً في فترة المراهقة، حيث يلجأ الشاب أو الفتاة إلى بناء شخصيته وتجاربه المستقلة، وبالتالي تقليل الاعتماد على الأهل.
ولكن بغض النظر عن الفئة التي تلتزم بقواعد وقوانين العائلة أو تلجأ إلى الأهل على الرغم من دخولها في سن المراهقة، تبقى فئة ليست بقليلة خلف الحاجز، تتمرد على القوانين وتريد أن تعيش الحياة حسب رؤيتها الخاصة. ولأن الأهل لا يستطيعون تقييد الحرية الشخصية للمراهق بشكل كامل، وجب عليهم أن يكونوا على الأقل مدركين لمراحل نمو أطفالهم، وخصوصاً انتقالهم إلى مرحلة المراهقة المليئة بالمفاجآت، وخيبات الأمل، والتجارب، والأزمات النفسية، والعاطفية. وإليكم بعض المؤشرات الرئيسية لوجود أزمة نفسية عند المراهق:
1- تراجع التحصيل الأكاديمي: أن المراهق الذي يتغيب عن المدرسة، وتتراجع علاماته المدرسية بشكل لافت، أو يسبب المشاكل في المدرسة، هو مراهق يطلب المساعدة، ويحاول أن يلفت الانتباه. وقد يكون هذا السلوك ناجماً عن تعرضه لضغوط نفسية أو جسدية، أو اجتماعية، أو لشعوره بعدم احترامه لذاته فمثلاً لا يستعمل النظارة الطبية لأن أصدقاءه يستهزئون به، بدأ حب الشباب يظهر على وجهه والجميع يبتعد عنه، لا يرتدي ثياباً على الموضة، لا يستحم بشكل منتظم، لا يأخذ مصروف جيب، أو مصروفه أقل من زملائه. وربما يكون السبب مشاكل نفسية أكثر عمقاً، مثلاً انفصال الوالدين، تعرضه للعنف الجسدي في المنزل، تعرضه للتحرش الجنسي.
2- في إحصائية جديدة تبين أن طفلاً واحداً من بين 10 أطفال يعاني من نوع من أنواع الكآبة. كما بدأت الكآبة، في السنوات القليلة الماضية، بالتأثير المباشر على الأطفال الأصغر سناً. وتعتبر الكآبة من أخطر الحالات النفسية التي تصيب شريحة الأطفال والمراهقين، ويمكن أن تؤدي إلى محاولة الانتحار أو الإفراط في تناول الكحول والمخدرات.
3- سوء المعاملة: يعاني الطفل الذي يعيش في عائلة غير مستقرة من حالة عصبية، تدفعه إلى التصرف باندفاع، وتهور، كما قد يشارك في أعمال إجرامية، مثل السرقات، أو العنف، أو القتل أحياناً.
وإذا كنتم تشكون أيها الأهل في أن ابنكم أو ابنتكم المراهقة تشكو من سوء التحصيل الدراسي، أو تعاني من اضطرابات نفسية، تتسم بالصراخ الدائم، وضرب الأشقاء، أو شتم الأهل، فمن الأفضل أن لا تهملوا هذه المؤشرات بل عليكم اللجوء إلى طبيب نفسي ليقيم الحالة ويعرف سبب سوء التصرف. إن إهمال مؤشرات طلب المراهق للمساعدة ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل. وبما أن التجربة قد أثبتت أن الوقاية خير من العلاج، فننصح الآباء والأمهات بمراقبة أبنائهم، والاستفسار عن أدائهم المدرسي، ومساندتهم، ومساعدتهم، وعدم التهكم أو الاستهزاء بأسئلتهم واهتماماتهم، واللجوء إلى الكتب التعليمية لإرشادهم حول المواضيع التي تتعلق بفترة البلوغ، مثل مشاكل البشرة، وما إلى ذلك، بالإضافة إلى توفير جو عائلي ملائم يشجع على
التواصل والمحبة، ولا ننسى الغذاء السليم الصحي والمغذي الذي يقوي الأبدان ويفتح الأذهان ويجعل الانتقال من الطفولة إلى المراهقة أمراً سهلاً ومفيداً.
http://www.kululiraq.com المصدر:
ـــــــــــــــــــــــــ(110/2)
مشكلتي في ابني المراهق
أ. د. أمل المخزومي
مشكلتي في ابني المراهق لقد عذبني في حياتي.... فدمرني نفسيا
كل أنواع العقوق مارسها معي... عنيد.... متمرد... يتأخر في الرجوع إلى البيت يركب دراجة نارية ..... كل شهر مشكله مع إدارة المدرسة بسبب حلاقة شعره
استعملت معه كل ما يخطر على بال إنسان من وسائل ولم يتغير..... أكرر
صدقوني كل الوسائل لأني درست الكثير في علم النفس وعلم الطاقة و الاجتماع... كما أني قمت الليل شهور و دعوت كل الأدعية المأثورة..... و أمي تدعوا و أبي يدعو و هم راضيين عني كل الرضا فأنا لم أعقهم قط
قد يتساءل أحد و يقول مادام جربت كل الوسائل فلماذا تكتب قصتك هنا
الجواب.... قد يسخر الله - سبحانه - من يأتي بفكرة جديدة و تحل مشكلتي
أبي و أمي يقولون لي بحسرة: نحن راضيين عنك كل الرضا و ما قصرت معانا من صغرك فكيف ابتليت بهذا الولد
طبعا جوابي هو أني اختنق بعبرتي و أبكي
ماذا أعمل.... كرهت الحياة..
شاهدني أكثر من 11 مرة منهار نفسيا في السنتين الأخيرتين
تأثر في أول حالتين و بعدها تبلد إحساسه فلم يعد يهمه
و يعرف جيدا معاناتي و كم مرة احذره من الآخرة و جهنم نتيجة عقوقه الفظيع لي....
أصبح لا يهمه شي لا نار و لا غضب الله - سبحانه -.....
لما كنت في عمره وإلى الآن و الحمدلله... أخاف خوف شديد من ارتكاب الكبائر و منها العقوق.... أما هو فلا تعني له شيء
عمره الآن أكمل ال 15 سنة و انتقل إلى الآن إلى الصف الثالث ثانوي و هو الثالث بعد بنتين... و بعده ولد و بنت.
طفولته عادية فلم أفرط في دلاله و لم أقسو عليه... أي وسط
علاقتي مع والدته مثل أي بيت ممكن تحصل بعض المشاكل العابرة.... و لكن أظن أن أمه أخطأت لأنها تشجعه على أفعاله و تعتبر كل ما يفعل رجولة و أن كل هذا طبيعي لمراهقي هذا الزمن... حذرتها و لكن بلا فائدة إذ أنها تعتبرني معقد و دقة قديمة
عزيزي الأب
أشعر وأحس بالمرارة التي تعاني منها والتي سببها ابنك المراهق و تذكر بأنك استعملت كل الوسائل ولم تنفع معه وقرأت علم النفس وعلم الطاقة و الاجتماع ولم ينفع ما جاء بها.
عزيزي المشكلة التي تعاني منها يعاني منها الجميع من آباء ومربين وإدارات مدارس وامن وشرطة... الخ.
وكل يشتكي وقد تكون الشكوى تأتي نفسها إضافة إلى أن المراهقين أيضا يشتكون من المعاملة التي ينالوها من الآباء والمربين، إذن أين الخلل يا ترى؟؟؟ الخلل هو في التنشئة الاجتماعية والجهل في متطلبات هذه المرحلة أو كيفية تطبيق الطريقة السليمة في معاملة هؤلاء.
ويمكنني الآن أن أبين بعض المظاهر التي ذكرتها عن ولدك الذي يبلغ 15 من عمره بشكل مختصر كما يأتي:
1 ـ ذكرت بأنه عنيد متمرد نعم هذا وارد في مرحلة المراهقة وليس ابنك وحده عنيد متمرد وإنما جميع
المراهقين وان اختلفوا فإنما يختلفون في درجة ذلك التمرد والعناد بناءا على المعاملة التي ينالوها من الكبار.
2 ـ يتأخر نعم انه يريد ان يثبت شخصيته كما يريد ان يتمتع بالاستقلالية وهذا من حقه ولكن عليك أن تتعاون معه على إثبات ذاته واستقلاليته، تذكر أنك قد مارست نفس السلوك ولكن ينسى الآباء ذلك عندما يكبروا، حاول أن تتذكر ما شعرت به أثناء فترة المراهقة بعدها ستعطي لولدك الحق في ذلك.
3 ـ يركب الدراجة وهذا من حقه أيضا وذلك لأنه يشعر بان ركوب الدراجة التي يعتبرها جزءا من شخصيته لا فرق بينها وبين ركوبك السيارة ولسان حاله يقول لماذا لأبي الحرية في ركوب سيارته ولم يكن هناك من يحاسبه أما أنا عندما اركب الدراجة يكون ألف من يحاسبني على ذلك، أعطه الحق يا أخي ولا تغضب منه وأقنعه وناقشه برأيك وتقبل رأيه بدون تعنت.
4 ـ مشاكله مع المدرسة لأنه لم يجد من يعطيه الحق ويشعر بان الجميع ضده ولهذا يخلق المشاكل
ليثبت انه محق في ذلك وانه يدافع عن ذلك الحق. تفكر الآن ما العمل؟
عليك ما يأتي:
1 ـ الاستفادة من توصيات الإخوة والأخوات.
2 ـ كن صديقا له لا أبا يحاسبه على الصغيرة والكبيرة.
3 ـ تعاون مع والدته وتخلصوا من التناقض في المعاملة أي أنت تعاقب والأم تشجع وهذه الطريقة الخاطئة تؤدي إلى انحراف الأولاد وكراهية الولد لأحد الطرفين.
4 ـ خطط معه الطريقة التي تحميه وتعزز استقلاليته بعيدا عن التعنت في ذلك.
5 ـ اصحبه معك في السيارة واهتم برأيه واحترم ذلك الرأي.
6 ـ كلفه بمهام يؤديها ليثبت شخصيته.
7 ـ هيأ له الفرص للتقرب إليك بعرض مشاكله عليك وانه بحاجة ماسة إليك أكثر مما يكون بحاجته لأمه.
8 ـ زوده بمصروف معقول كي لا يمد يده للحصول على المال بشكل غير سليم بعيدا عن التطرف في ذلك.
9 ـ اذهب إلى غرفته واجلس معه على الأقل يوميا نصف ساعة وتجنب التجسس عليه أو الدخول إلى غرفته بدون استئذان.
10 ـ اصحبه معك للجامع لأداء الصلاة أو سماع خطبة الجمعة بعيدا عن إجباره أن ظهر عدم رغبته في ذلك.
11 ـ تجنب إظهار التوتر والغضب والضعف أمامه لأنه بحاجة لأب قوي الشخصية متفهم التربية حنونا عطوفا ليعتمد عليك في حل مشاكله أما إذا أظهرت ضعفك أمامه سيبتعد عنك ويقول انه لا يستطيع حل مشاكله كيف له أن يحل مشاكلي.
أتمنى لك التوفيق والسعادة العائلية
http://www.bafree.net المصدر:
ـــــــــــــــــــــــــ(110/3)
المراهق والتكيف الصحيح مع المحيط الذي يعيش فيه ..
د.عبداللطيف معاليقي
تجمع الدراسات النفسية والاجتماعية اليوم، على أن نهاية أزمة المراهقة تتوقف على عوامل داخلية وخارجية، ولكنها تتمحور في شكلها العام بتحقيق شرطين أساسيين:
ـ الشرط الأول: أن تنتهي الاضطرابات العضوية التي تصاحب انتظام الوظائف الجنسية.
ـ الشرط الثاني: أن توظف الحياة الاجتماعية المراهق وتشغله.
في أكثر المجتمعات القائمة يحدث هذان الشرطان في وقت واحد. فالزواج والعمل في مهنة يمكنان الفرد من الانخراط في المجتمع ونظمه.
وقد تكون نهاية هذه الأزمة، بالنسبة لبعض المراهقين في نهاية دراستهم.
وهي تتم بهدوء، خصوصاً لدى المراهقين والمراهقات الذين لم تبلغ أزمة المراهقة عندهم شدتها. ولكن التغير الجذري يحدث، في أغلب الأحيان، لدى التخرج والالتحاق بوظيفة ما، مما يخلق الشعور بالاستقلالية عن الأهل، والتخلص من الاتكالية الاقتصادية. ولكن التكيف الأكمل يتم بالزواج الذي ينظم الوظائف الجنسية والوظائف الاجتماعية، كون الزواج هو المؤشر القانوني للإنجاب ولتأسيس عائلة، وهو، في الوقت نفسه، مصدر للثقة بالذات والتوازن العقلي ولعلاقات جديدة ومتعددة بالمحيط.
فالعيش المشترك الذي يفرضه الزواج يستوجب تنازلات متبادلة وانفصال عن عادات كثيرة. فالأمومة والأبوة يؤديان إلى ظهور حاجات ومشاعر وأفكار جديدة تكبت هموم وصراعات المراهقين، فيحدث، نتيجة لذلك، تغير جذري في البنية النفسية، إذ تتغير طريقة التفكير ويتبدل أسلوب التصرف.
يرى ((دبس)) إنه إذا لم يحقق الزواج التكيف الجنسي والاجتماعي فإن الاضطرابات لدى الفرد تستمر أو تبعث من جديد. فحالات الطلاق هي نتيجة عدم التوافق في المزاج الذي تسببه رغبة أحد الزوجين، أو الإثنين معاً، في الحفاظ على ميوله وأفكاره وعاداته، أي البقاء كما كان مراهقاً)).
والزواج والعمل يحرران الفرد من عائلته ويجعلانه مستقلاً: أولاً تحرر في السكن، وثانياً استقلال اقتصادي. وكلاهما مؤشر على انتهاء آخر الروابط المفروضة، وبهما يصبح مطلب المراهق في الاستقلال حقيقة واقعة.
ولكن لا ينبغي أن نعتقد بأن المراهق يتخلى كلياً عن تمايزه وتفرده. إن كثيراً من الأفراد يتظاهرون بتكيفهم مع الواقع دون التنازل عن نرجسيتهم ومثاليتهم.
وفي حالات كثيرة، كما يقول ((دبس)) نجد لدى بعض المراهقين رفضاً واعياً أو غير واع للدخول في مرحلة الرشد، وميلاً إلى البقاء في مرحلة المراهقة، وهؤلاء هم الذين يطلق عليهم تسمية الراشدين المراهقين والراشدين الرومانسيين إضافة إلى المضطربين عقلياً، الذين يتصفون بعدم تكيف مع الواقع.
http://www.balagh.com المصدر:
ـــــــــــــــــــــــــ(110/4)
المراهقة
فيصل حمدان الشمري
يعرف علماء نفس النمو المراهقة بأنها المرحلة التي تبدأ بالبلوغ وتنتهي بدخول المراهق في مرحلة الرشد وفق المحكات التي يحددها المجتمع. (المفدى: 1423).
وتحدث فيها مجموعة من التغيرات في نمو المراهق الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ومن ضمنها التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية، وهي فترة خصبة في حياة الإنسان إذ تنمو فيها القدرات البدنية والعقلية وتأخذ صفات المراهق في الظهور وتستمر في التطور إلى أن تصل إلى مرحلة الرشد حيث يباشر دوره في الحياة العملية باستقلال كامل وحرية مطلقة.
ويترك النمو الجسدي أثرا نفسيا على المراهق فيشتد اهتمامه بمظهره وصحة جسمه ورشاقته ومحاولة جذب انتباه الآخرين إليه.
أما في النمو العقلي للمراهق فيتضمن التغيير في القدرات العقلية العامة والخاصة وصولا به إلى مرحلة الاستعداد الوظيفي المتكامل، واهم ما يميز النمو العقلي في هذه المرحلة هو نمو القدرات والمواهب، كما تمتاز بتطور على صعيد الآراء والمواقف.
ويمر المراهق بمرحلة نمو الانفعالات حتى يصل إلى مرحلة الرشد التي تتزن وتنضبط فيها انفعالاته.
وتتميز فترة المراهقة بأنها قد تكون عنيفة منطلقة لا تتناسب مع مثيراتها ولا يستطيع المراهق التحكم بها كما أن المراهق يسعى إلى الاستقلالية عن الكبار وتكوين شخصيته المستقلة وقد يلاحظ عليه انطواءه وتمركزه حول ذاته وخجله وإحساسه بالذنب أو الخطيئة. كما تتميز هذه المرحلة بفيض غزير من العاطفة والحماس.
وتختلف أشكال المراهقة من فرد لأخر باختلاف الظروف الأسرية والعادات الاجتماعية والأدوار الاجتماعية التي يقوم بها المراهقون في مجتمعهم. (زهران: 1422)
وأي استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهق لابد وأن تنبني على فهم هذه الخصائص واستيعابها، و إلا كانت النتيجة انفلات زمام الأمور من يد المربين وبالتالي انجرر المراهق نحو السلوكيات المنحرفة.
فالمراهقة هي مرحلة عمرية تمر بالإنسان مثلها مثل أي مرحلة عمرية أخرى لكن المختلف فيها هي التغيرات التي تحدث للمراهق والقرارات الصعبة التي ينبغي على الآباء اتخاذها لتنشئته إما بطريقة صحيحة أو خاطئة
وبالتالي ففترة المراهقة تعتبر من أصعب المراحل التي يمر فيها الفرد لأنه قد يتخبط بين محنة وأخرى أثناء محاولته تحديد هويته وتأكيد ذاته بين المحيطين به والمخالطين له ولا سيما أعضاء أسرته الذين قد يخطئون في تفسير خصائص نموه العضوي والانفعالي والاجتماعي.
فقد تلجأ الأسرة إلى أساليب غير تربوية في رعاية المراهق الذي ينشأ بينهم حيث تلجأ إلى النقد واللوم أو التوبيخ، أو التهديد والوعيد بسبب سلوكياته التي تبدر منه ولا ترضيهم، دون أن يحاول أي منهم مساعدته على تعديلها أو تبديلها بما هو أفضل منها، مما يتسبب في النيل من كرامته وجرح مشاعره وطمس معالم هويته، لذلك يجد المراهق سلوكياته دائما مرفوضة في رؤية الآباء، بينما يجد سلوكيات أقرانه المماثلة لها مقبولة في رؤية الرفقاء، مما يجعله يميل إليهم من أجل اكتساب الاعتراف بذاته في إطار جماعتهم .
وهذه المؤثرات المتأتية من التفاعل مع الوسط البيئي، تولد في الشخص نوعاً من الحماس والشعور المعنوي، فقد يتجه إلى الزهد والتقوى، أو يميل في بعض الأحيان إلى التشكيك بالعقائد والتعاليم الدينية أو رفضها، وبطبيعة الحال يمكن للمربي الواعي أن يزيل مثل هذه الشكوك ويبدلها باليقين من خلال التوجيه والإرشاد المنهجي والعلمي الرصين.
كما نجد أن المراهق في هذه المرحلة ومع وجود الميل والرغبة الشديدة للدين، إلا إنه قد لا يطيق الأعمال والطقوس الدينية، فعندما يصلي، مثلاً، يسرع في صلاته، وبنفس الوقت يتجه وبشكل جاد في بعض الحالات إلى الاهتمام بأداء الطقوس، وخصوصاً عندما يلاقي تشجيعاً وإشادة من الآخرين في هذا المجال.
ونظرا لان مرحلة المراهقة مرحلة حرجة لأنها تعتبر مرحلة انتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الاعتماد على النفس ونتيجة للتغيرات الجسمية والنفسية التي تطرأ عليه فهو بحاجة إلى رعاية وعناية خاصة لذا يجب علينا نحن المعلمين كمربيين أن نتعامل مع هذه المرحلة بحذر وعلينا أن نحقق له احتياجاته والتي تتضمن:
1- الحاجة إلى الحب والأمان
2- الحاجة إلى الاحترام
3- الحاجة لإثبات الذات
4- الحاجة للمكانة الاجتماعية
5- الحاجة للتوجيه الإيجابي
وهذا لا يتحقق إلا إذا تعاملنا مع المراهق بالحوار والمنطق وتجنبنا عدم إحراجه أمام أقرانه بأن نقلل من أهميته أو نطلق عليه بعض الصفات غير المرغوب فيها أو تعريضه للعقاب الجسدي وجرح مشاعره أو الاستهزاء بتفاعله السلبي داخل الفصل. والتعامل مع المراهق بهذه الطريقة تجعله يسلك سلوكا متزنا ويتعامل مع المجتمع حوله بثقة مما يدفعه للتقدم والنجاح.
و الأسرة لها دور كبير في التصدي لمثل هذه المشكلات وحلها حتى لا تتطور وتتعقد ومن ذلك عليها أن تلم باحتياجات المراهق الجسمية والنفسية والاجتماعية والعاطفية والاقتصادية. فلابد أن تشعره بأهميته في المنزل وبقيمته وان تتيح له المشاركة بالرأي والحوار.
وفي زمننا هذا قد يخطئ كثيرا من يطلب أن يكون أبناءنا المراهقين مثل الصحابة والتابعين في مراهقتهم فلا مجال للمقارنة بين حياتهم وبين ما نحن عليه الآن فقد كانت حياة الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم مليئة بالإيمان وكانت هممهم عالية وكانت التربية آنذاك تربية إيمانية يرتشفون الجانب الروحي مع حليب أمهاتهم فشبوا على ذلك في الكبر. أما شبابنا اليوم فالبعض منهم من تربوا على القنوات الفضائية ومنهم من ارتشفوا حنان الخادمة أو المربية منذ أن تفتحت أعينهم على الدنيا وحال بعض الأسر الآن أم تخلت وأب مشغول. وهذا لايعني بأي حال من الأحوال ألا تسعى الأسرة والمدرسة للاهتمام بالتربية الدينية وتقديم القدوة الصالحة لهؤلاء المراهقين.
وإشباع حاجاتهم بالطرق التربوية السليمة أمر ضروري إذ أن عدم إشباعها يجر إلى ازدياد متاعبهم ومشكلاتهم، وتكون مواجهة هذه الحاجات بالتوجيه والإرشاد وتقديم الخدمات المناسبة في البيت والمدرسة وكافة المؤسسات المعنية بذلك، سواء كانت خدمات إرشادية وقائية تهيئ الظروف المناسبة لتحقيق النمو السوي لهم، مبنية على العلاقات الاجتماعية الإيجابية، أو خدمات إنمائية تنمي قدرات المراهقين وطاقاتهم وتحقق أقصى درجات التوافق. أو كانت خدمات علاجية تتعامل مع المشكلات الانفعالية والتربوية ومشكلات التوافق التي تواجه بعض المراهقين بتقديم الحلول العلاجية المناسبة وفق الأسس العلمية للتوجيه والإرشاد.
و تفهم حاجات المراهقين ومطالب نموهم يسهل التعامل معهم ويخفف من متاعبهم ويحل مشكلاتهم ولذا فإن من الواجب توفير الرعاية لهم في جميع المجالات الصحية والبدنية والعقلية والاجتماعية والانفعالية بشكل علمي مدروس.
وبذلك فإن من حق المراهقين على الأسرة وعلى التربويين وعلى الجهات ذات العلاقة أن يقدم لهم كل ما من شأنه مساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة الحرجة بسلام وبأقل قدر ممكن من آثار المشكلات والتناقضات التي يمرون بها وغرس الثقة بأنفسهم، وذلك بتبصيرهم بذواتهم وتعويدهم حسن المناقشة والإنصات، مع احترام ذواتهم وتقبل حديثهم وتعويدهم تقبل النقد بموضوعية. وتقديم المعلومات الدقيقة الكاملة عن حقيقة التغيرات الجسمية وما قد يصاحبها من آثار نفسية، وغرس اتجاهات إيجابية نحو هذه التغيرات ليقبلها المراهقون على أنها مظاهر طبيعية للنمو. وذلك تلافياً للاتجاهات السلبية التي تؤكد الرغبة في الانطواء ونقص الثقة بالنفس
وعدم الاستقرار. كما أن الجمع والمواءمة بين الضبط والمرونة في قيادتهم، وتمكينهم من التغلب على مخاوفهم وخجلهم يساعد كثيرا في بناء شخصياتهم.
ونستطيع كتربويين أن نسهم في الكشف عن قدراتهم وهواياتهم وميولهم وتوجيهها مهنياً تبعاً للفروق الفردية، وغرس الاتجاهات الإيجابية والمفاهيم المجردة كالعدالة والفضيلة وتوظيف الأنشطة المختلفة لذلك وتوظيف ثقة المراهقين في بعض الأشخاص من الأقارب والمرشدين والمعلمين والمشرفين لتعزيز تلك الاتجاهات والمفاهيم.
كما أننا يمكن أن نسهم في توجيه المنافسة التي تقوم بين المراهقين توجيهاً سليماً حتى لا تتحول إلى صراع وتوتر وخلق العداوات.
ومن أهم ما يجيب أن نقوم به كتربويين خاصة المرشدين الطلابيين هو توعية المعلمين والأسر بمتطلبات وخصائص هذه المرحلة، فليس كل المعلمين يجيدون فن التعامل مع المراهقين وكثيرا ما كانت تأتي مشاكل الطلاب نتيجة لبعض أساليب المعلمين التي يفترض أن تكون أساليب تربوية. كما أنه ليست كل الأسر متعلمة وحتى المتعلمين منهم يحتاجون إلى التوعية. ويمكن أن نقوم بهذا الأمر أما بالنشرات التوعوية أو بإقامة محاضرات عن طريق استضافة المختصين بهذا العلم لإلقاء محاضرات تربوية لأفراد المجتمع.
faisal1966@yahoo.com
---------------------------------------------------------
المراجع العلمية
1-المفدى: عمر (1423). \"علم نفس المراحل العمرية\"الرياض
2-زهران، حامد عبدالسلام (1990). \"علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة\". القاهرة: عالم الكتب.
3-النغيمشي: عبدالعزيز محمد(1415). \"المراهقون\" الرياض: دار المسلم.
4-عيسوى: عبدالرحمن. \"علم نفس النمو. الاسكندرية دار المعرفة الجامعية
5-عدة نشرات تربوية عن التعامل مع المراهقين: تعليم المنطقة الشرقية 1422هـ
http://www.almualem.net المصدر:
ـــــــــــــــــــــــــ(110/5)
المراهقة : خصائص المرحلة ومشكلاتها
تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.
* مفهوم المراهقة:
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
وجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً.
* مراحل المراهقة:
والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد
* علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية:
بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:
1 - النمو الجسدي:
حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.
2- النضوج الجنسي:
يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.
3- التغير النفسي:
إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول، أي: مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.
* مشاكل المراهقة:
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، منها:
1- مراهقة سوية خالية من المشكلات والصعوبات.
2- مراهقة انسحابية، حيث ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة، ومن مجتمع الأقران، ويفضل الانعزال والانفراد بنفسه، حيث يتأمل ذاته ومشكلاته.
3- مراهقة عدوانية، حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء.
والصراع لدى المراهق ينشأ من التغيرات البيولوجية، الجسدية والنفسية التي تطرأ عليه في هذه المرحلة، فجسدياً يشعر بنمو سريع في أعضاء جسمه قد يسبب له قلقاً وإرباكاً، وينتج عنه إحساسه بالخمول والكسل والتراخي، كذلك تؤدي سرعة النمو إلى جعل المهارات الحركية عند المراهق غير دقيقة، وقد يعتري المراهق حالات من اليأس والحزن والألم التي لا يعرف لها سبباً، ونفسيا يبدأ بالتحرر من سلطة الوالدين ليشعر بالاستقلالية والاعتماد على النفس، وبناء المسؤولية الاجتماعية، وهو في الوقت نفسه لا يستطيع أن يبتعد عن الوالدين؛ لأنهم مصدر الأمن والطمأنينة ومنبع الجانب المادي لديه، وهذا التعارض بين الحاجة إلى الاستقلال والتحرر والحاجة إلى الاعتماد على الوالدين، وعدم فهم الأهل لطبيعة المرحلة وكيفية التعامل مع سلوكيات المراهق، وهذه التغيرات تجعل المراهق طريد مجتمع الكبار والصغار، إذا تصرف كطفل سخر منه الكبار، وإذا تصرف كرجل انتقده الرجال، مما يؤدي إلى خلخلة التوازن النفسي للمراهق، ويزيد من حدة المرحلة ومشاكلها.
وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أجرته الباحثة عزة تهامي مهدي (الحاصلة على الماجستير في مجال الإرشاد النفسي) تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم:
* الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء.
* عدم قدرتهم على التميز بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون.
* أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو حتى النصح.
* أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال.
* أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق.
* أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1- الصراع الداخلي:
حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.
2- الاغتراب والتمرد:
فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة
الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.
3- الخجل والانطواء:
فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
4- السلوك المزعج:
والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
5- العصبية وحدة الطباع:
فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًَ من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.
ويوضح الدكتور أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة، فيقول هي: " الغرق في الخيالات، وقراءة القصص الجنسية والروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام، كما يميل إلى أحلام اليقظة، والحب من أول نظرة، كذلك يمتاز المراهق بحب المغامرات، وارتكاب الأخطار، والميل إلى التقليد، كما يكون عرضة للإصابة بأمراض النمو، مثل: فقر الدم، وتقوس الظهر، وقصر النظر".
وفي حديثه مع موقع المسلم، يذكر الدكتور المجدوب من مظاهر وسلوكيات الفتاة المراهقة: " الاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ويشير الخبير الاجتماعي الدكتور المجدوب إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة، مثل: " الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب"، موضحاً "أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في
المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضاً لضعف التوجيه الديني".
ويوضح المجدوب أن مرحلة المراهقة بخصائصها ومعطياتها هي أخطر منعطف يمر به الشباب، وأكبر منزلق يمكن أن تزل فيه قدمه؛ إذا عدم التوجيه والعناية، مشيراً إلى أن أبرز المخاطر التي يعيشها المراهقون في تلك المرحلة: " فقدان الهوية والانتماء، وافتقاد الهدف الذي يسعون إليه، وتناقض القيم التي يعيشونها، فضلاً عن مشكلة الفراغ ".
كما يوضح أن الدراسات التي أجريت في أمريكا على الشواذ جنسياً أظهرت أن دور الأب كان معدوماً في الأسرة، وأن الأم كانت تقوم بالدورين معاً، وأنهم عند بلوغهم كانوا يميلون إلى مخالطة النساء (أمهاتهم أخواتهم -..... ) أكثر من الرجال، و هو ما كان له أبلغ الأثر في شذوذه جنسياً ".
* طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق:
قد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء".
كما أوصوا بأهمية " تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي... إلخ".
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة".
وقد أثبتت دراسة قامت بها الـ (Gssw) المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من سن رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9، 15، 18، 21، أن المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.
* حلول عملية:
ولمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله، نقدم فيما يلي نماذج لمشكلات يمكن أن تحدث مع حل عملي، سهل التطبيق، لكل منها.
المشكلة الأولى:
وجود حالة من "الصدية" أو السباحة ضد تيار الأهل بين المراهق وأسرته، وشعور الأهل والمراهق بأن كل واحد منهما لا يفهم الآخر.
- الحل المقترح:
تقول الأستاذة منى يونس (أخصائية علم النفس): إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، واختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان، فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم - حتى إن فهموها - ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم.
ومعالجة هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلاً لا شكلاً بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده - حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه - وأن له حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء. الأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى الأهل آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم،
وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين،
جلسة صديقين متآلفين، يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل، وليحذرا نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه..
حاولا الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها "بنعم" أو "لا"، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة، وافسحا له مجالاً للتعبير عن نفسه، ولا تستخدما ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد، مثل: "كان هذا خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل؟ ".
المشكلة الثانية:
شعور المراهق بالخجل والانطواء، الأمر الذي يعيقه عن تحقيق تفاعله الاجتماعي، وتظهر عليه هاتين الصفتين من خلال احمرار الوجه عند التحدث، والتلعثم في الكلام وعدم الطلاقة، وجفاف الحلق.
- الحل المقترح:
إن أسباب الخجل والانطواء عند المراهق متعددة، وأهمها: عجزه عن مواجهة مشكلات المرحلة، وأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي ينشأ عليه، فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فيحدث صراع
لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي، والانطواء والخجل عند التحدث مع الآخرين.
ولعلاج هذه المشكلة ينصح بـ: توجيه المراهق بصورة دائمة وغير مباشرة، وإعطاء مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه، والتسامح معه في بعض المواقف الاجتماعية، وتشجيعه على التحدث والحوار بطلاقة مع الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه.
المشكلة الثالثة:
عصبية المراهق واندفاعه، وحدة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
- الحل المقترح:
يرى الدكتور عبد العزيز محمد الحر، أن لعصبية المراهق أسباباً كثيرة، منها: أسباب مرتبطة بالتكوين الموروث في الشخصية، وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبياً فعلاً، ومنها: أسباب بيئية، مثل: نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب.
كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية، والتصرف معهم بعنف، يؤدي بهم إلى أن يتصرفوا ويتكلموا بالطريقة نفسها، بل قد يتمادوا للأشد منها تأثيراً، فالمراهقون يتعلمون العصبية في معظم الحالات من الوالدين أو المحيطين بهم، كما أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط، ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات، يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات، والنتيجة إحساس هؤلاء المراهقين بأن عدواناً يمارس عليهم، يؤدي إلى توترهم وعصبيتهم، ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك الذي يعبرون عنه في صورته الأولية بالعصبية، فالتشدد المفرط هذا يحولهم إلى عصبيين، ومتمردين.
وهناك أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل، وعدم توافر أماكن للهو، وممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية، وإهمال حاجتهم الحقيقية للاسترخاء والراحة لبعض الوقت.
ويرى الدكتور الحر أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم، فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في الدراسة، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري؛ لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.
المشكلة الرابعة:
ممارسة المراهق للسلوك المزعج، كعدم مراعاة الآداب العامة، والاعتداء على الناس، وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة، وقد يكون الإزعاج لفظياً أو عملياً.
- الحل المقترح:
من أهم أسباب السلوك المزعج عند المراهق: رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، والأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع، وهو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى، وأيضاً الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة، وتقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم الفوضوي، والتعثر الدراسي، ومصاحبة أقران السوء.
أما مظاهر السلوك المزعج، فهي:
نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة (الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة، الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهية، والنفور من النصح، والتمادي في العناد).
أما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات، وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه، ونفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية والتعدي على الغير، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين، وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح والثناء، والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع.
المشكلة الخامسة:(110/6)